You are on page 1of 92

‫اجلمهوريّةّاجلزائريّةّالدميقراطيّةّالشعبيّة ّ‬

‫‪République Algérienne Démocratique et Populaire‬‬


‫وزارةّالتّعليمّالعايلّوالبحثّالعلميّجامعةّ‪ّ8‬مايّ‪ّ1945‬قادلة ّ‬
‫‪Ministère de L’enseignement Supérieur Et de la recherche scientifique‬‬
‫ّ ‪Université 8 Mai 1945 Guelma‬‬ ‫جامعةّ‪ّ8‬مايّ‪ّ1945‬قادلة‬
‫كليـ ـ ـ ــةّاآلدابّوالل ـّغـ ـ ـ ــاتّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّ ‪Faculté :des lettres et des langues‬‬

‫‪Département Lettre et Langue arabes‬‬ ‫قسمّاللّغةّواألدبّالعريب‬


‫‪No ......................................‬‬ ‫الرقم‪......................:‬‬
‫ّ‬

‫َّ‬
‫رةّمقدمةّالستكمالّمتطلباتّنيلّشهادةّادلاست ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ّ‬‫مذكّ‬
‫(ختصّص‪ّ:‬أدبّجزائري) ّ‬

‫ّ‬
‫القيم إلانسانية و الجمالية في قصص ألاطفال‬
‫‪ -‬هماذج مختازة‪-‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫مقدّمةّمنّقبلّالطالبتني‪ّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّ:‬إشراف‪ّ :‬‬
‫آيةّقمريّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّد‪.‬شوقيّزقادة ّ‬
‫أمساءّبرحايلّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّ ّ‬
‫اتريخّادلناقشة‪ّ ّ:‬‬
‫أمامّجلنةّادلناقشة‪ّ :‬‬
‫مؤسّسةّاالنتماء ّ‬ ‫الصّفة ّ‬ ‫الرتبةّّ ّ‬
‫االسمّواللّقبّّّّّّّّّّّّّ ّ ّ‬
‫جامعةّ‪ّ8‬مايّ‪ّ 1945‬‬ ‫رئيساّّ ّ‬ ‫أستاذّحماضرّ"ّأ" ّ‬ ‫د‪ّ.‬فوزيةّعساسلة ّ‬
‫جامعةّ‪ّ8‬مايّ‪ّ 1945‬‬
‫مشرفاّومقرراّّّّّّّّ ّ‬
‫ّ‬ ‫أستاذّحماضر"أ" ّ‬ ‫د‪ّ.‬شوقيّزقادةّ ّ‬
‫جامعةّ‪ّ8‬مايّ‪ّ 1945‬‬ ‫ممتحنا ّ‬ ‫أستاذّحماضرّ"بّ" ّ‬ ‫د‪ّ.‬حنانّبنّقرياط ّ‬
‫ّ‬ ‫السّنةّاجلامعية‪2022/2021‬‬
ّ
ّ
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الشكروالتقدير‬

‫ّ ّ‬
‫الحمد هلل على الىعم التي أوعم بها عليىا‪ ،‬وعمة‬
‫ّ‬
‫إلاسالم‪ ،‬ووعمة العلم‪ ،‬والشكس له على تىفيقه‪.‬‬
‫ّ‬
‫ووشهد ّأن ال إله إال هللا وحده ال شسٍك له تعظيما‬
‫سيدها دمحم عبده وزسىله‪-‬صلى هللا‬ ‫لشأهه‪ ،‬ووشهد ّأن ّ‬
‫عليه وسلم‪ -‬وعلى آله و أصحابه‬
‫الشكس إلى من ّ‬‫ّ‬ ‫وبعد ّ‬
‫شسفىا‬ ‫هتقدم بجزٍل‬
‫الدكتىز‪":‬شوقي زقادة"‪،‬‬ ‫بإشسافه على سالتىا ّ‬
‫ز‬
‫حقه لصبره عليىا‪ ،‬وتىجيهاته‬ ‫الري ال تفيه الحسوف ّ‬
‫ّ ّ‬
‫العلمية التي ساهمت بشكل كبير في إتمام هرا‬
‫العمل‬
‫ٌسدد خطاه وٍسفع مقامه في ّ‬
‫الدازٍن‪.‬‬ ‫وسأل هللا أن ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫إهداء‬
‫نهدي عملىا هرا الى العلماء الرًن فتحىا ألابىاب املغلقة والحصىن الحقيقية‬
‫في عالم املعسفة‬
‫مقدّمة‬
‫مقدمة‪ّ:‬‬

‫لقد كانت عملية التأديب لدل الكبار ك الصغار سنة سار عليها العامة من الناس ك اخلاصة‬
‫من أبناء ادللوؾ ك األمراء‪ ،‬ذلك أهنا الكياف الذم يوجد الشخصية ك يسطر طموحاهتا ك غاايهتا‬
‫الواحدة بال شك ك مثلما كجد األدب الكبار يتمتعوف بقراءتو دلا فيو من تشويق ك إبداع ‪ ،‬فكذلك‬
‫الطفل الصغَت يتسلى بقصصو كحكاايتو العجائبية ‪ ،‬كما أتسره عوادلها اخلارقة ادلتخيلة ‪ ،‬ليس ىذا‬
‫فقط بل أف األدب ادلوجو للطفل أصبح ضركرة ملحة يف عصران احلارل ‪ ،‬كذلك ألعليتو البالغة يف زرع‬
‫القيم الًتبوية كاخللقية كاجلمالية إضافة إذل ادلوضوعات اليت غلدىا الطفل سهلة االستقباؿ كيسَتة‬
‫االستيعاب ‪ ،‬كانطالقا من ىذه األعلية اليت يتسم هبا أدب الطفل جاء موضوع حبثنا بعنواف القيم‬
‫اإلنسانية ك اجلمالية يف قصص األطفاؿ _ظلاذج سلتارة_‪.‬‬
‫كأما عن األسباب اليت جعلتنا طلتار ىذا ادلوضوع‪ ،‬فيمكن تقسيمها اذل أسباب ذاتية‬
‫ك أخرل موضوعية‪ ،‬كؽلكن حصر األسباب الذاتية يف تعلقنا الشديد ابألطفاؿ ك بكل ما يرتبط‬
‫هبم ذلك أهنم يعدكف أىم شرػلة يف اتجمتم ‪ ،‬أما األسباب ادلوضوعية فهي‪:‬‬
‫‪ -‬قلة الدراسات كالبحوث األكادؽلية اليت اىتمت دبوضوع قصص األطفاؿ ‪.‬‬
‫‪ -‬إؽلاننا أبف أدب الطفل ىو ادلستقبل الذم ػلمي ىوية األمة من التيو ك الضياع يف براثن اجلهل‬
‫دبختلف فركعو‪.‬‬
‫كيهدؼ ىذا البحث يف رلملو إذل إبراز رلموعة من األىداؼ لعل أعلها مايلي‪:‬‬
‫‪ -1‬إزالة الغموض كاإلهباـ الذم يكتنف موضوع أدب الطفل من خالؿ تقدًن رلموعة من األفكار‬
‫ادلبسطة حولو ‪.‬‬
‫‪ -2‬إبراز مكانة القصة كمقوـ سردم ىاـ يف احلياة‪.‬‬
‫‪ -3‬معاجلة القيم يف القصة بوصفها زلورا ابرزا فيها‪.‬‬
‫أما عن اإلشكاليات اليت سيحاكؿ ىذا البحث اإلجابة عنها فيمكن أيضا تقسيمها إذل رئيسة‬
‫ىي ‪ :‬كيف جسد القاص اجلزائرم القيم اإلنسانية ك اجلمالية يف قصصو ادلوجهة للطفل؟‪ ،‬أما عن‬

‫أ‬
‫مقدمة‪ّ:‬‬

‫اإلشكاليات الفرعية فهي ما ىو أدب الطفل؟‪ ،‬ماىي أىدافو كأنواعو؟ كعلى أم أساس كظفت القيم‬
‫اإلنسانية كاجلمالية يف القصص ادلختارة؟‬
‫‪ -‬كلإلجابة على ىذه اإلشكاليات أثران أف يكوف منهج الدراسة منهجا كصفيا ربليليا‪.‬‬
‫كقد قمنا بتقسيم البحث إذل مدخل كفصلُت كخاسبة‪.‬‬
‫أما ادلدخل فقد جاء بعنواف "أدب الطفل ادلصطلح كادلفهوـ "درسنا فيو‪ :‬مفهوـ أدب الطفل‬
‫كأىدافو كأعليتو كأنواعو كركاده‪ ،‬كأما الفصل األكؿ فقد جاء بعنواف "مفاىيم كضوابط" كدرسنا فيو‬
‫مفهوـ قصص األطفاؿ كنشأهتا كأنواعها كعناصرىا كأما الفصل األخَت الذم جاء بعنواف" دراسة القيم‬
‫اإلنسانية كاجلمالية يف قصص األطفاؿ" كدرسنا فيو مفهوـ القيمة كاإلنسانية كاجلمالية م ربديد‬
‫شخوص القصة كالقيم ادلتجسدة فيها‪.‬‬
‫كقد اعتمدان يف إصلاز ىذا البحث على رلموعة من ادلراج اليت يسرت لنا الطريق كأانرت دربنا‬
‫أعلها‪:‬‬
‫‪ -‬مسَت عبد الوىاب أضبد‪ ،‬أدب األطفاؿ‪ ،‬قراءات نظرية كظلاذج تطبيقية‪ ،‬دار ادلسَت‪ ،‬عماف ط‪1‬‬
‫‪2006‬ـ‪1426 ،‬ق‪.‬‬
‫‪ -‬عبد الفتاح أبو عاؿ‪ ،‬أدب األطفاؿ دراسة ك تطبيق‪ ،‬دار الشركؽ للنشر كالتوزي ‪ ،‬عماف األردف‪،‬‬
‫ادلركز العريب لتوزي ادلطبوعات‪ ،‬ط ‪. 2‬‬
‫‪ -‬ىادم اذلييت‪ ،‬أدب األطفاؿ فلسفتو‪ ،‬فنونو‪ ،‬كسائطو‪ ،‬اذليئة ادلصرية العامة للكتاب القاىرة دار‬
‫الشؤكف الثقافية العامة ‪.‬‬
‫‪ -‬دمحم حسن عبد هللا‪ ،‬قصص األطفاؿ أصوذلا الفنية كركادىا‪ ،‬العريب للنشر كالتوزي ‪ ،‬القاىرة د‪.‬ت‪.‬‬
‫كاجهتنا يف سبيل إصلاز ىذا البحث بعض الصعوابت‪ ،‬كقد كانت يف نفس الوقت متعتنا الكربل‬
‫ك دافعنا لالستمرار منها ‪:‬‬
‫‪ -‬صعوبة احلصوؿ على ادلراج كعدـ توفرىا على أرفف مكتباتنا‪.‬‬

‫ب‬
‫مقدمة‪ّ:‬‬

‫‪ -‬اختالؼ كاختالط ادلصطلحات ادلتعلقة أبدب األطفاؿ بُت ادلشتغلُت بو‪ ،‬شلا أدل إذل ارتباكنا يف‬
‫بداية البحث‪.‬‬
‫‪ -‬ضيق الوقت ادلمنوح لنا إلصلاز ىذا البحث ابلقيمة العلمية ادلرجوة فيو‪.‬‬
‫كأخَتا نوجو الشكر كاجلزيل للدكتور "شوقي زقادة" على ما أفادان بو من أجل إسباـ ىذه ادلذكرة‪.‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬

‫ج‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬

‫ادلدخل‪ّ:‬أدبّالطفلّادلصطلحّوادلفهوم‬
‫أوال‪ّ:‬مفهومّأدبّالطفل‬

‫اثنيا‪ّ:‬أهدافّأدبّالطفل‬

‫اثلثا‪ّ:‬أمهيةّأدبّالطفل‬

‫رابعا‪ّ:‬روادّأدبّالطفل‬

‫خامسا‪ّ:‬أنواعّأدبّالطفل‬

‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ادلدخل‪.................................................ّ:‬أدبّالطفلّادلصطلحّوادلفهوم ّ‬

‫دتهيد ّ‬
‫من ادلعركؼ أف بناء اإلنساف يعتمد كليا على كل ما يقدـ لو خالؿ فًتة طفولتو إذ تعترب ىذه‬
‫الفًتة من أىم ادلراحل العمرية فإذا ىح ًظي الطفل ابلرعاية الالزمة كنشأ يف بيئة مالئمة كتقلى التعليم‬
‫كالًتبية الصحيحُت فإنو يكوف دبثابة شجرة صاحلة تزىر كتفيد اتجمتم بثمارىا كظالذلا‪ّ .‬‬
‫أوال‪ّ:‬مفهومّأدبّالطفل‪:‬‬
‫قبل احلديث عن مفهوـ أدب الطفل البد من التطرؽ إذل مفهوـ األدب كالطفل بصفة عامة‬
‫فكلمة أدب ذلا عدة معاين كمفاىيم سلتلفة حيث يوصف األدب كمرآة تعكس األفكار كادلشاعر اليت‬
‫تكشف عن اجلوىر احلقيقي للشخص‪ ،‬كلقد كرد لفظة أدب يف قاموس لساف العرب يف مادة "أدب"‬
‫''األدب‪ :‬الذم يتأدب بو األديب من الناس مسي أداب ألنو أيدب الناس إذل ا﵀امد‪ ،‬كينهاىم عن‬
‫ادلقابح‪ ،‬كأصل األدب الدعاء كمنو قيل الصني يدعى إليو الناس‪ :‬مدعاة كمأدبة كاألدب النفس‬
‫كالدرس كاألدب الظرؼ كحسن التناكؿ‪ ،‬كاألدب ابلضم فهو أديب من قوـ أدابء كاألدبة كادلأدبة كل‬
‫طعاـ صن لدعوة أك عرس''(‪ ،)1‬لقد تعددت ادلفاىيم اللغوية دلصطلح أدب فهي تشَت إذل معٌت‬
‫األخالؽ احلسنة كالدعوة إذل الطعاـ كحسن التناكؿ كاالبتعاد عن األخطاء كالصني الذم يدعي إليو‬
‫الناس‪ ،‬كلقد كرد أيضا يف ادلفاىيم االصطالحية حيث جاء على أنو ''فن لغوم صبيل يدف إذل ادلتعة‬
‫كيعمل على توحيد ادلشاعر اإلنسانية كيغذم العواطف أبنبل التوجيهات كأفضل النزعات كيعرب عما‬
‫ندفعو يف أ عماقنا كما طلجل من البوح بو‪ ،‬كيصور يف صدؽ أصالة احلياة كيثرم ذباربنا هبا كيرسخ‬
‫خرباتنا عنها''(‪ ،)2‬من خالؿ ىذا القوؿ نستنتج أف األدب ىو صبلة من األحاسيس كادلشاعر‬
‫كالعواطف اليت يعرب عنها األديب من خالؿ كتاابت شعرية كنثرية من أجل ربقيق ادلتعة كالًتفيو كإبراز‬
‫مواىب األديب زلاكال اظهار فائدة ىذا اإلنتاج سواء كانت فائدة علمية أك غَتىا‪.‬‬

‫‪ -1‬ابن منظور‪ ،‬لساف العرب‪ ،‬دار بَتكت‪ ،‬د ت‪ ،‬ـ‪ ،1‬مادة (أدب)‪ ،‬ص‪.207 ،206‬‬
‫‪ -2‬مسَت عبد الوىاب أضبد‪ ،‬أدب األطفاؿ‪ .‬قراءات نظرية كظلاذج تطبيقية‪ ،‬دار ادلسَتة‪ ،‬عماف‪ ،‬ط‪2006 ،1‬ـ‪1426 -‬ىػ‪،‬‬
‫ص‪.44‬‬

‫‪2‬‬
‫ادلدخل‪.................................................ّ:‬أدبّالطفلّادلصطلحّوادلفهوم ّ‬

‫ككما تطرقنا دلفهوـ األدب غلب علينا أف نشَت دلصطلح الطفل أك الطفولة اليت كردت ىذه‬
‫األخَتة يف العديد من مواضي القرآف الكرًن منها ما جاء يف سورة غافر اآلية ‪ 76‬يف قولو تعاذل‪:‬‬
‫رج يكم ًط ٍفالني يُث لًتيػٍبػليغنوأ ٌ‬
‫أش يد ىكم يُث‬ ‫و ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫﴿ يىو ال ٌذم ىخل ىق ىكم من تيراب يُث من نيطٍ ىفة يُثى من ىعلٍ ىقةي يُث ؼلٍ ي‬
‫أجالن يمسمى ك لىعلٌ يكم تىػ ٍع يقليوف﴾(‪ )1‬من خالؿ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫من يىػتىوىف م ٍنه قىػٍبل ك لتىػٍبػليغيوا ى‬
‫يوخان ك مٍنكم ٍ‬
‫لتى يكونيواً يش ى‬
‫ىذه اآلية بُت هللا سبحانو كتعاذل مظاىر قدرتو يف خلق االنساف يف أطوار سلتلفة؛ حيث بدأ من‬
‫الًتاب ‪ُ ،‬ث قاؿ من نطفة يقصد هبا ادلٍت الذم ؼلرج من الرجل كيصب يف رحم ادلرأة‪ُ ،‬ث من علقة‬
‫كالعلقة قطعة من الدـ ادلتج مد ُث ؼلرجكم طفال أم ُث ؼلرجكم من بطوف أمهاتنا أطفاال صغارا بعد‬
‫أف اكتمل خلقنا فيها‪ ،‬حيث أشار إذل لفظة ًطفالن يقصد بو اسم جنس يصدؽ على القليل كالكثَت‬
‫ُث لتبلغوا أشدكم بعد ذلك‪ .‬بعد أف تنتقلوا من مرحلة الطفولة إذل مرحلة اليت تكتمل فيها أجسامنا‬
‫كعقولنا‪ ،‬كال ننسى جهود القواميس اللغوية اليت قدمت العديد من ادلفاىيم كمن بُت ىذه القواميس‬
‫قاموس ا﵀يط يف مادة طفل ''الطفل‪ :‬الرخص اليدين كالرجلُت من الناس‪ ،‬امرأة طفلة األانمل بُت‬
‫الطفولة‪ ،‬كالطفالة‪ ،‬كالطفل‪ :‬الصغَت من أكالد الناس كالبقر األطباء‪ ،‬كىي الطفولة كاطفلت ادلرأة‬
‫كالظبية‪ :‬صار ذلا كلد ًطفل‪ ،‬فهو مطفل‪ ،‬كحاجة طفل يسَتة قصَتة كريح طفل‪ :‬لىينة كالتطفيل السَت‬
‫الركيد كطفلت الكالـ‪ :‬أم تدبرتو''(‪ ،)2‬عندما تنتبو إذل شرح مصطلح الطفل يف ىذا القاموس صلده‬
‫يتفق يف شرحو م شركح القواميس األخرل فجميعا اتفق على معٌت كاحد كىو ادلولود اجلديد كالسَت‬
‫الركيد كالتدبر‪.‬‬
‫مهما يف عصران‪ ،‬فاألطفاؿ ىم‬
‫عنصرا ن‬
‫كقد كرد مصطلح الطفل يف العديد من ادلواض ابعتباره ن‬
‫مرآة اتجمتم كمن خالذلا يرسم اتجمتم صورة مستقلة حبكم أف مرحلة الطفولة أىم مرحلة يف بناء‬
‫اإلنساف‪ ،‬كلألطفاؿ أدب خاص هبم تبدعو قرائح الكتاب كالشعراء من شعر صبيل كنثر رصُت يصور‬

‫‪ -1‬سورة غافر‪ ،‬اآلية ‪.76‬‬


‫‪ -2‬رلد الدين دمحم بن يعقوب الفَتكز آابدم‪ ،‬ا﵀يط‪ ،‬تح ‪ :‬مكتبة الًتاث يف مؤسسة الرسالة ‪ ،‬مؤسسة الرسالة ‪ ،‬بَتكت –لبناف‪،‬‬
‫ط‪ ،08‬مادة (طفل)‪ ،‬ص‪.1525‬‬

‫‪3‬‬
‫ادلدخل‪.................................................ّ:‬أدبّالطفلّادلصطلحّوادلفهوم ّ‬

‫عواطفهم كيرسم حياهتم كيشكل أخيلتهم كيضبط كجداهنم من خالؿ أبنية لغوية‪ ،‬حيث كردت كلمة‬
‫اؿ ًمن يك يم ٍ‬
‫احليلي ىم‬ ‫الطفل يف القرآف الكرًن يف سورة النور حيث قاؿ سبحانو كتعاذل‪ ﴿ :‬ىكإًذىا بىػلى ىغ ٍاألىطٍ ىف ي‬
‫ين ًمن قىػٍبلً ًه ٍم ﴾(‪ )1‬كيقصد سبحانو كتعاذل من خالؿ ىذه اآلية إف إذا‬ ‫َّ ً‬
‫استىأٍذى ىف الذ ى‬
‫ً‬
‫فىػلٍيى ٍستىأٍذنيوا ىك ىما ٍ‬
‫بلغ الصغَت أك الصغار احللم؛ أم االحتالـ فيجب عليهم أف يستأذنوا يف كل كقت‪ ،‬ككذلك شرح‬
‫على أنو ''أف الطفل عادل من اتجماىيل ادلعقدة كعادل البحار الواس الذم كلما خاضو الباحثوف كلما‬
‫كجدكا فيو كنوزا كحقائق علمية جديدة الزالت سلفية عنهم كذلك لضعف كضيق ادراكهم ا﵀دكد من‬
‫جهة كاتساع نطاؽ ىذا العادل من جهة أخرل ك اظلا عندما نتكلم عن الطفل فإننا نتكلم عن الشاب‬
‫بعد ‪15‬عاما كعن الرجل ادلسؤكؿ بعد ‪ 30‬عاـ‪ ،‬كعن العادل أك ادلفكر أك ادلرج بعد ‪ 50‬عاـ''(‪ )2‬من‬
‫خالؿ ىذا ادلفهوـ نستطي القوؿ‪ :‬أف العلماء قد اختلفوا يف إعطاء مفهوـ للطفل ابعتباره عادل كاس‬
‫كحبر كبَت ال هناية لو‪ ،‬كحُت الغوص فيو كجدكا أشياء شبينة حوؿ ىذا ادلخلوؽ الصغَت‪ ،‬كقد حاكلوا‬
‫إبراز القليل منو لكنهم دل يستطيعوا ذلك ألسباب عديدة كقد تكوف ىذه األسباب لعدـ توفر الوسائل‬
‫كاالمكانيات‪ ،‬ككما نرل يف ىذا ادلفهوـ قد اختلفوا يف سن زلدد لطفل كىذا يعٍت أف طوؿ مرحلة‬
‫الطفولة متفاكتة من جيل إذل جيل آخر كمن ثقافة إذل أخرل كمن رلتم إذل آخر أما عن مصطلح‬
‫الطفولة فهي ''ادلرحلة األكذل من مراحل العمر لإلنساف تبدأ من الوالدة كتنتهي عند البلوغ''(‪ ،)3‬يعٍت‬
‫أف اإلنساف كالفرد حديث الوالدة سواء ذكرا أك أنثى حىت يبلغ الرشد‪.‬‬
‫بعد اسبامنا من تقدًن ﵀ة سلتصرة حوؿ ادلصطلحُت "األدب" ك"الطفل" ضلن اآلف بصدد تقدًن‬
‫مفهوـ غلم بُت ىذين ادلصطلحُت كىو "أدب الطفل" الذم يعترب عمالن ابداعيا بطبيعتو كىو يف‬
‫الوقت نفسو اختزاؿ لثقافات كادلفاىيم كالقيٌم كالطٌموحات ادلستقلية‪ ،‬فقد اختلف ادلهتموف أبدب‬

‫‪ -1‬سورة النور‪ ،‬اآلية ‪.59‬‬


‫‪ -2‬عبد هللا أضبد‪ ،‬بناء االسرة الفاضلة‪ ،‬دار البناف العريب‪ ،‬الكويت‪ ،‬د ط‪1990 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.181‬‬
‫‪ -3‬دمحم حسُت بريغيش‪ ،‬أدب األطفاؿ‪ ،‬أىدافو كمساتو‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بَتكت‪ ،‬شارع سوراي‪ ،‬ط‪1992 ،2‬ـ‪ ،‬ص‪.17‬‬

‫‪4‬‬
‫ادلدخل‪.................................................ّ:‬أدبّالطفلّادلصطلحّوادلفهوم ّ‬

‫األطفاؿ يف ربديد ماىيتو‪ .‬ككصف طبيعتو فتعددت تعريفات كتنوعت مقوماتو كذلك على النحو‬
‫التارل‪:‬‬
‫فقد عرفو ىادم نعماف اذلييت أبنو ''فرع جديد من فركع اآلداب الرفيعة ؽلتلك خصائص سبيزه‬
‫عن أدب الكبار رغم أف كال منها ؽلثل أاثرا فنية يتحدد فيها الشكل كادلضموف''(‪ .)1‬كيقوؿ أيضا‪:‬‬
‫''ليس ابلوس ربديد موضوعات أدب األطفاؿ ألف ميادين األدب سواء كانت للكبار أك األطفاؿ‬
‫فسيحة كاسعة االفاؽ‪ ،‬كلكن ال ؽلكن القوؿ أف موضوع أدب األطفاؿ ىو عرض للحياة من خالؿ‬
‫تصوير كتعبَت متميزين كإذا أريد أبدب األطفاؿ كل ما يقاؿ إليهم بقصد توجيههم فإنو قدًن قدـ‬
‫التاريخ البشرية حيث كجدت الطفولة‪ ،‬أما إذا كاف ادلقصود بو ذلك اللوف الفٍت اجلديد الذم يلتزـ‬
‫بضوابط فنية كنفسية كاجتماعية كتربوية كيستعُت بوسائل الثقافة احلديثة يف الوصوؿ إذل األطفاؿ فإنو‬
‫(‪)2‬‬
‫يتبُت أف أدب الطفل ىو‬
‫يف ىذه احلالة ما يزاؿ ف أحدث الفنوف األدبية'' ‪ .‬فمن خالؿ ادلفهومُت ٌ‬
‫ذلك األدب ادلوركث كأدب احلاضر كأدب ادلستقبل‪ ،‬ألنو موجو إذل مرحلة عمرية طويلة يف حياة‬
‫الفرد‪ ،‬فهو رلموعة من اآلاثر الفنية اليت يشًتؾ م مقومات األدب العامة كال ؼلتلف عن أدب‬
‫الكبار سواء يف جوىره كأدكاتو لكن ىذا ال يعٍت أهنم متشاهبوف إذل حد كبَت ألف يف أدب األطفاؿ‬
‫ػلاكؿ الكاتب مراعاة حاجة الطفل كقدراتو كمستوايتو اللغوية كاالدراكية كالذكقية لذلك ىو متميز عن‬
‫األنواع األخرل‪.‬‬
‫كما يعرؼ موفق رايض مقدادم أدب الطفل على أنو ''نوع أديب متجدد يف األدب احلديث‬
‫يتوجو دلرحلة عمرية متدرجة من عمر اإلنساف‪ ،‬يكتبو الكبار للصغار يف الفنوف النثرية كالشعرية‬
‫ادلتنوعة يف لغة تتناسب كصبهور األطفاؿ كمداركهم‪ ،‬كفقا دلعايَت كتاب النص األديب لألطفاؿ‪ ،‬كليس‬
‫عنهم‪ ،‬كمن أىم ركافد أدب الطفولة يف أدب أم لغة احلكاايت‪ :‬الشفهية كالشعبية‪ ،‬كيهدؼ النص‬

‫‪ -1‬ىادم نعماف اذليييت‪ ،‬أدب األطفاؿ فلسفتو‪ ،‬فنونو‪ ،‬كسائطو‪ ،‬دار الشؤكف الثقافية العامة‪ ،‬بغداد‪ ،‬د ط‪ ،‬ص‪.71‬‬
‫‪ -2‬ادلرج نفسو‪ ،‬ص‪.71‬‬

‫‪5‬‬
‫ادلدخل‪.................................................ّ:‬أدبّالطفلّادلصطلحّوادلفهوم ّ‬

‫األديب يف سائر قوالبو إذل الوظائف األخالقية كالًتبوية كالفنية كاجلمالية''(‪ .)1‬ككما أنو رٌكز يف حديثو‬
‫عن موضوع اخللط بُت ثقافة الطفل كأدب الطفل رٌكز يف قولو على ربديد مفهوـ أدب الطٌفل ''يتخذ‬
‫أشكاال عديدة‪ ،‬كيكتب يف رلاالت كاسعة كسلتلفة كإذا كانت ثقافة األطفاؿ تعٍت الكتب كاتجماالت‬
‫كادلقاالت اليت يقرؤكهنا كاالقالـ كادلسارح اليت يشاىدكهنا‪ ،‬كاألغاين اخلاصة هبم‪ ،‬فهذا ىو ادلقصود‬
‫أيضا أبدب األطفاؿ''(‪.)2‬‬
‫من ادلفهومُت نستنتج أف أدب الطفل ىو فن متاح جلمي الفئات العمرية للكتابة فيو‪ ،‬كادليزة‬
‫اجليدة فيو أنو متاح للكتابة فيو جلمي أنواع األدب (الشعر‪ ،‬النثر) بشرط أف تكوف اللغة كاألسلوب‬
‫متوافق م العمر الذم بصدد الكتابة لو كذلك من أجل احًتاـ مدركات الطفل ليظهر للمتلقي أنو‬
‫حبر كاس فيو مسالك العلم الذم يتعلٌم بو الطفل كأنو أدب هتذييب يساعد على الًتبية كالتثقيف كيربز‬
‫ادلواىب‪ ،‬لنستنتج يف األخَت أنو أدب جام ذلذه ادلسالك‪.‬‬
‫سلصصا ذلذا األمر‬
‫كتااب ٌ‬
‫كيقوؿ أيضا ىادم نعماف حوؿ موضوع ثقافة األطفاؿ الذم ألف ن‬
‫مربزا فيو قوة اىتمامو هبذا الفن اجلديد ابعتباره يكتسي أعلية كبَتة يف حياة الطفل‪ ،‬حيث رٌكز يف‬
‫ن‬
‫كتابو على الدكر الثقايف كادلعريف‪ ،‬إذ يقوؿ‪'' :‬كألدب األطفاؿ دكر ثقايف حيث أنو يقود إذل اكتساب‬
‫األطفاؿ القيم كاالذباىات كاللغة كعناصر‪ ،‬إضافة إذل ما لو من دكر معريف من خالؿ قدرتو على تنمية‬
‫عمليات الطفل ادلعرفية‪ ،‬ادلتمثلة ابلتفكَت كالتحليل كالتذكَت‪ ،‬كبوجو عاـ‪ ،‬فإف أدب األطفاؿ يسهم يف‬
‫انتقاء جزء من الثقافة إذل األطفاؿ بصورة فنية كيسهم يف اقناع األطفاؿ ابآلماؿ اجلديدة ‪ ...‬لذا فهو‬
‫أداة يف بناء ثقافة األطفاؿ''(‪ )3‬يعٍت أ ٌف أدب األطفاؿ لو الفضل يف توجيو الطفل كتثقيفو كتربيتو دبا‬

‫‪ -1‬موفق رايض مقدادم‪ ،‬البٌت احلكائية يف أدب األطفاؿ العريب احلديث‪ ،‬عادل ادلعرفة‪ ،‬ع‪ ،392‬كسلسلة كتب ثقافة شهرية‬
‫يصدرىا اتجملس الوطٍت للثقافة كالفنوف كاألدب‪ ،‬الكويت‪ ،‬شواؿ ‪1433‬ىػ‪ ،‬سبتمرب ‪2012‬ـ‪ ،‬ص‪.18‬‬
‫‪ -2‬ادلرج نفسو‪ ،‬ص‪.18‬‬
‫‪ -3‬ىادم نعماف اذلييت‪ ،‬ثقافة األطفاؿ‪ ،‬رللة عادل ادلعرفة اتجملس الوطٍت للثقافة كالفنوف كاألدب‪ ،‬الكويت‪ ،‬العدد ‪ ،123‬مارس‬
‫‪1998‬ـ‪ ،‬ص‪.148‬‬

‫‪6‬‬
‫ادلدخل‪.................................................ّ:‬أدبّالطفلّادلصطلحّوادلفهوم ّ‬

‫متفردة يف معاجلة أم شيء يصادفو يف مسَتة حياتو كما يكسبو‬


‫قواي كلو شخصية ٌ‬
‫غلعلو فيما بعد ن‬
‫ادلعرفة الذكقية كالفنية‪.‬‬
‫كؽلكن القوؿ كذلك أف أدب الطٌفل ؽلثل كسيلة ضركريٌة لتنمية قدرات الطٌفل كإبراز مواىبو‬
‫يعد ''كسيطا مناسبا يف اجلانب الًتبوم للتعليم‪ ،‬كتنمية‬
‫ادلتمثلٌة يف اإلبداع؛ حيث يعرؼ على أنٌو ٌ‬
‫الشعور‬
‫القدرات ال ٌذىنية‪ ،‬كاستقرار اجلوانب النٌفسية لدل الطٌفل (‪ )...‬كؽلكن القوؿ‪ :‬إنٌو يتيح ٌ‬
‫كحب احلياة كالطٌموح للمستقبل كيؤىلو لكي يكوف إنساان إغلابيا يف‬‫ٌ‬ ‫ابلرضا‪ ،‬كالثٌقة ابلنٌفس‪،‬‬
‫ٌ‬
‫(‪)1‬‬
‫الًتبوية‪ ،‬فبواسطتو‬
‫اتجمتم '' فمن خالؿ ىذا القوؿ نستنتج أنو كسيلة تقدًن يد العوف من الناحية ٌ‬
‫يستطي الطٌفل تنمية قدراتو الذىنية كإبراز مواىبو كمهاراتو اذباه شيء معُت كتكسبو الثقة ابلنفس‬
‫السَت ضلو األفضل كلكي يتح ٌقق ىذا غلب على اتجمتم أك الفرد أف ؽلنح ذلذا‬
‫كالقوة كاإلرادة إذل ٌ‬
‫الصغَت االستقرار النفسي كالذىٍت كذلك من أجل أف يصبح إنساان انفعا كذك فاعلية داخل‬
‫ادلخلوؽ ٌ‬
‫رلتمعو‪.‬‬
‫من ادلفاىيم السابقة ؽلكن أف طلرج ابستنتاج‪ ،‬أب ٌف أدب الطٌفل الذم يعترب نفسو جزء من‬
‫األدب العاـ إال أنو يتميز هبويتو البعيدة كخصائصو ادلثالية اليت غلب أف يكوف عليها كاليت تراعي‬
‫حاجيات الطٌفل كقدراتو يف سلتلف اتجمتمعات كالثقافات مضيفا على ذلك مراعاة سلتلف مراحل عمل‬
‫الطٌفل كىذا ما يقودان إذل احلديث عن أىداؼ أدب الطٌفل‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ّاثنيا‪ّ:‬أهدافّأدبّالطفل‪ :‬يهدؼ أدب األطفاؿ إذل ربقيق صبلة من األىداؼ نذكر منها‪:‬‬
‫‪.1‬سبكُت األطفاؿ من إسباـ عملييت التعليم كالتٌعلم‪ :‬يعٍت أف أدب األطفاؿ يساىم بشكل كبَت يف‬
‫تعليم األطفاؿ كيقدـ ذلم الكثَت من ادلهارات اليت تساعدىم على بلوغ خطوات التٌعلم اليت ػلتاجها‬
‫يف صبي اتجماالت‪.‬‬

‫‪ -1‬حسن شحاتة‪ ،‬أدب الطفل العريب‪ ،‬دراسات كحبوث‪ ،‬الدار ادلصرية اللبنانية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ط‪2004 ،3‬ـ‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ -2‬ينظر‪ :‬مسَت عبد الوىاب أضبد‪ ،‬أدب األطفاؿ‪ ،‬قراءات نظرايت كظلاذج تطبيقية‪ ،‬ص‪.57 ،50‬‬

‫‪7‬‬
‫ادلدخل‪.................................................ّ:‬أدبّالطفلّادلصطلحّوادلفهوم ّ‬

‫‪ .2‬اذكاء الشعور كترقية الوجداف‪ :‬يعترب أدب الطفل الوسيلة األكذل اليت تعمل على تطوير ذكاء الطٌفل‬
‫كترقية كجدانو كمن ادلعركؼ أف أدب الطٌفل ػلمل شليزات عديدة اليت تساعده على جلب انتباه‬
‫الطٌفل فمن خاللو يستطي اشباع رغباتو فبواسطتو ؽلكن بناء شخصية الطٌفل كتنمية قدراتو‪.‬‬
‫ابلرسومات‬
‫‪.3‬إاثرة العواطف كاالنفعاؿ ابألشياء‪ :‬فمن خالؿ قراءة الطٌفل للنص األديب ادلمزكج ٌ‬
‫كالعواطف كاللغة ادلساعدة لفهم مضامُت النص شلا تنتج عند الطٌفل ااثرة يف العواطف اذباه‬
‫القصة‪.‬‬
‫الشخصيات كانفعالو معها كعيش دكر ٌ‬
‫السلوؾ كبث األخالؽ الفاضلة‪ :‬إذ ضبل أدب الطٌفل العديد من القيم األخالقية السليمة‬
‫‪ .4‬ترقية ٌ‬
‫تبث ىذه القيم يف شخصية الطٌفل‪ ،‬ألف ىذا األخَت يعترب عقلو صفحة بيضاء‬‫فمن السهل أف ٌ‬
‫يستطي منذ طفولتو أف يتزكد بسلوكات كقيم ضبيدة اليت دعا إليها اإلسالـ لذلك اعترب أدب‬
‫األطفاؿ كسيلة مهمة لدل الطٌفل‪.‬‬
‫‪ .5‬تنمية اخلياؿ كتشجي اإلبداع‪ :‬إذا كاف األدب الذم يتلقاه الطفل ػلمل يف طياتو اخلياؿ الواس‬
‫السهل أف يكتسب الطٌفل ميزة اخلياؿ كيصبح قادر على زبيل يف األشياء‪ ،‬كما ؽلكنو ىذا‬‫فمن ٌ‬
‫التٌخيل أف يكسبو االبداع يف األشياء كيقدـ ضلو مستقبل أفضل‪.‬‬
‫‪ .6‬تنمية التذكؽ كالشعور ابجلماؿ‪ :‬الطٌفل بفطرتو يولد دبشاعر كأحاسيس فياضة حيث يكوف مليء‬
‫ابحلب كالتسامح كادلودة‪ ،‬فأدب الطٌفل جاء كوسيلة دعم لتكسبو قيم أخرل الذم يكشف لو‬
‫كذلك قدرات التذكؽ كاالبداع‪.‬‬
‫‪ .7‬البناء الصورم كادلتوازف للشخصية‪ :‬يعمل أدب الطفل على ربقيق توازف شخصية الطٌفل من خالؿ‬
‫مدة‬
‫ادلضامُت اليت ٍغلعلها كيعمل على بناء نفسيتو ذبعلو يعيش حياة مليئة ابلفرح كالسعادة طيلة ٌ‬
‫طفولتو ألنو أدب ثرم ابلعواطف كاألحاسيس كادلشاعر كاخلياؿ الذم يبعده عن كاقعو اخلارجي‪.‬‬
‫كقد حدد عبد اإللو عبد الوىاب العرداكم يف كتابو أيضا بعضا من أىداؼ أدب الطٌفل‬
‫أعلها‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫ادلدخل‪.................................................ّ:‬أدبّالطفلّادلصطلحّوادلفهوم ّ‬

‫‪ .1‬اذلدف ّالعقائدي‪'' :‬كىو زلبة الرسوؿ ملسو هيلع هللا ىلص كاألنبياء كالرسل كذلك عن طريق السَتة النبوية‬
‫كقصص األنبياء ادلستمدة من القرآف الكرًن (‪ )...‬كما تعرض لو عالقاتو م أىل بيتو ليكوف‬
‫الطٌفل على دراية بدكر األـ كاألب كاالكالد‪ ،‬كالبد يف أدب الطٌفل استلهاـ كل أمر عقدم من‬
‫القرآف الكرًن حىت يعرؼ الطفل عن طريق تلك اآلداب أف القرآف مصدر عقيدتو ال يدخلو شك‬
‫كال شبهة فيشأ الطٌفل قادر على التكيف ال تتنازعو األىواء‪ ،‬كيكوف أكثر اتزاان ألف العقيدة‬
‫الصحيحة غرست يف قلبو كفكره بتمثلهم ذلا عن طريق تلك اآلداب''(‪ ،)1‬إف الشريعة اإلسالمية‬
‫الرغم من أهنا تعترب الكنز الفريد من‬
‫من أىم ادلصادر اليت شهدت التجاىل يف عصران ىذا على ٌ‬
‫نوعو الذم بواسطتو يقوـ اتجمتم كالفرد من فًتة الطفولة إذل شيخوختو فهو مناسب لكل الفئات‬
‫العمرية ألف الطٌفل من ادلعركؼ عليو أنو يولد على فطرة اإلسالـ النقية لذا فمن الواجب جس‬
‫النبض كبعث ىذه الركح من جديد يف نفسو من أجل بناء رلتم قوم يكوف مبٍت على قاعدة‬
‫سليمة كأساسية‪.‬‬
‫‪ .2‬اذلدفّالتعليمي ‪'' :‬البد أف يضيف األدب إذل أىلو شيئا قد يكوف مفيدا كأمة اإلسالـ غلب أف‬
‫يضيف أدهبا أاي كاف نوعو ما يفيد أىلها من ذلك األطفاؿ الذم غلب أف يستغل حب األطفاؿ‬
‫لالستطالع كادلعرفة كمن ذلك أف يكوف ىذا األدب يدرب الطٌفل على قراءة القرآف‪ ،‬إجادة تلك‬
‫القراءة م فهم مبسط دلعاين ما يقرأ لكي يتذكؽ القرآف كيفهم معانيو (‪ )...‬كليكن األدب زلفزا‬
‫الطفل على اكتشاؼ كل جديد كمعرفة خفاايه من علوـ دنيوية ربيط بو كمكوانت جسم‬
‫اإلنساف كآليتو‪ ،‬كخلق احليواف كاألرض كاألفالؾ كغَتىا ليعرؼ ابداع اخلالق كعظمتو كما يعلمو‬
‫األدب علوـ اإلنساف كالتاريخ كاجلغرافيا كالفيزايء كاحلاسب اآلرل كاألقمار الصناعية ليشب يف‬
‫نفسو حب ادلعرفة كلتنمية ما لديو من ىواايت لتصبح مهارات يتميز هبا‪ ،‬قاؿ "دمحم برغيش" أدب‬
‫الطٌفل يعُت على اكتشاؼ اذلواايت كاحلصوؿ على ادلهارات اجلديدة‪ ،‬كيعمل على تنمية‬

‫‪ -1‬عبد اإللو عبد الوىاب العرداكم‪ ،‬ىامشية ضبيد جعفر احلمدايت‪ ،‬أدب األطفاؿ بُت ادلنهجية كالتطبيق‪ ،‬الرضواف للطباعة‬
‫كالنشر‪ ،‬عماف‪ ،‬ط‪2014 ،1‬ـ‪1435 -‬ىػ‪ ،‬ص‪.18‬‬

‫‪9‬‬
‫ادلدخل‪.................................................ّ:‬أدبّالطفلّادلصطلحّوادلفهوم ّ‬

‫االىتمامات الشخصية عند الطفل (‪ )...‬كظهر أثر ذلك يف كتاابهتم‪ ،‬فزادت مفردات الفصحى‬
‫كأساليبها كأثرت يف حديث الطفل ككتاابتو''(‪ )1‬فال شك أف أدب الطفولة أك أدب الطٌفل ػلتوم‬
‫على معلومات كثَتة اليت تساىم بشكل كبَت يف إثراء قاموس ادلعريف كالديٍت لدل الطٌفل فالعديد‬
‫من القصص الوجهة إليو سواء كانت دينية أك علمية كغَتىا اليت ربمل يف مضامينها العديد‬
‫كالكثَت من ادلعلومات اليت يستفيد منها لذلك جاء أدب الطٌفل زلفزا لالكتشاؼ على كل ما ىو‬
‫جديد من أجل توسي معارفو بشىت األمور كالوسائل اليت ربيط بو‪.‬‬
‫‪ .3‬اذلدف ّالرتبوي‪'' :‬إف الًتبية اليت يتلقاىا الطٌفل عن طريق األدب ليست أبقل شلا يتلقاىا يف‬
‫مدرستو أك على يد كالديو أك عن طريق رلتمعو ألف الطٌفل عندما تكوف ىذه الًتبية ابألدب أاي‬
‫كاف نوعو يقرأىا أك يسمعها أك يراىا فإهنا ترسخ يف ذىنو فابن عباس (هنع هللا يضر) عندما أكصاه‬
‫الرسوؿ ملسو هيلع هللا ىلص ابلوصية اجلامعة كاف غالما‪ ،‬كرغم ذلك طبق تلك النصيحة كنقلها إذل غَته من‬
‫الناس‪ ،‬كطبعت حياتو بطابعها اإلؽلاين‪ ،‬فالطفل بطبيعتو مياؿ إذل تقليد غَته‪ ،‬فالًتبية البد أف‬
‫تراعي ذلك اجلانب (‪ )...‬فالبد أف يكوف ىذا اذلدؼ منميا ألطفالنا على حب اجلهاد كعدـ‬
‫اخلوؼ ألف تلك الًتبية قادت ادلسلمُت إذل بر األماف''(‪ )2‬ففي ىذا اجلانب ؽلكن أف نقوؿ عليو‬
‫أنو مشًتؾ م اذلدؼ التعليمي ألنو يهدؼ إذل الدعوة إذل األخالؽ احلميدة كالقيم اإلنسانية‬
‫كغرسها يف عقل الطفل فهي قيم أخذت من الدين اإلسالمي ككما يغرس ىذا اذلدؼ يف نفسية‬
‫الطفل ركح ا﵀بة كاألخوة كالًتاحم كالتعاكف كالتعاطف ‪...‬إخل كيف ىذا اذلدؼ ؽلكن أف نضيف‬
‫أيضا رأم دمحم السيد حالكة حيث قاؿ‪'' :‬فهذا من شأنو أف يشب رغبات الطفل كينمي خيالو‬
‫ادلتحفز إذل الكشف عن أشياء غَت اليت ألفها كػلقق يف نفسو كم غَته ما مسعو عن الصدؽ فال‬
‫يكذب''(‪ )3‬فالطفل عندما يصل إذل مرحلة ادراؾ بعض األمور ادلعنوية ػلاكؿ ربقيقها يف نفسو ُث‬

‫‪ -1‬ادلرج السابق‪ ،‬ص‪.20 ،19‬‬


‫‪ -2‬ادلرج نفسو‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪ -3‬دمحم السيد حالكة‪ ،‬األدب القصصي للطفل (منظور اجتماعي كنفسي)‪ ،‬ادلكتب اجلامعي احلديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫‪2003‬ـ‪ ،‬ص‪.18‬‬

‫‪10‬‬
‫ادلدخل‪.................................................ّ:‬أدبّالطفلّادلصطلحّوادلفهوم ّ‬

‫ػلاكؿ نقلها إذل غَته لذلك كجب على ترسيخ الظواىر احلميدة يف كجدانو يف مراحل مبكرة من‬
‫عمره من أجل البقاء عليها‪.‬‬
‫‪ .4‬اذلدفّالرتفيهي‪'' :‬قد يكوف ىذا اذلدؼ دخال يف األىداؼ السابقة ألف الطفل ػلب التسلية‬
‫كالًتفيو كؽلل من اجلد فعندما تقدـ لو العقيدة كالتعليم كالًتبية إال أننا صلعلها للًتفيو (‪ )...‬فكثَت‬
‫من آداب الطفل نقصد هبا التسلية كالًتفيو لكنها غرست يف نفوسهم ما يصدـ الدين كاألخالؽ‬
‫ألنو ال يوجد أدب ترفيهي منعزؿ عن األىداؼ األخرل فالطفل عندما يلوف قصة أك يشاىد‬
‫فلما أك يقرأ فإنو يستمت بذلك أك يتسلى بو كلكنو يكتسب من تلك التسلية قيما كمفاىيم إف‬
‫صيغت دبا نريد أفادت كإف صاغها غَتان قد تفيد كلكنها تضر أيضا''(‪ )1‬ىذا يعٍت من الضركرم‬
‫أف يتوفر أدب الطفل على عناصر الفكاىة كالتسلية حىت كلو كانت ادلواد ادلقدمة إليو ذات طاب‬
‫تربوم مستقيم فيجب على الكاتب أك ادلقدـ أف ؼللو هبا شيء من الطرافة كالًتفيو ليصبح يف‬
‫األخَت كسيلة إليصاؿ أىدافو كيكوف مسهل ادلهمة عليو‪.‬‬
‫كيف ختامنا للحديث عن أىداؼ الطفل ؽلكن القوؿ أف أىدافو كغاايتو ال تنحصر يف ىذه‬
‫فقط فهناؾ أىداؼ أخرل ذات أعلية كبَتة‪ ،‬تتعلق تنميتو فما أركع أف يعرؼ الطٌفل براءتو كعفويتو‬
‫يف معاين اجلماؿ‪.‬‬
‫ّاثلثاّ‪ّ:‬أمهيةّأدبّالطفل‪:‬‬
‫دبا أف الطفل سللوؽ صغَت كأفكاره بسيطة‪ ،‬ػلاكؿ منذ نشأتو اكتشاؼ عادلو كما يردك حولو‪،‬‬
‫حيث خصص لو أدب الذم يعترب ادلنعطف الرئيسي الذم يرسم كػلدد حياتو ادلستقلة لذلك غلب‬
‫تسليط الضوء عليو كاعطائو أعلية كافية من أجل احلصوؿ على نتائج مثالية يف ادلستقبل كتكمل‬
‫أعليتو يف‪:‬‬
‫‪ .1‬يعمل أدب الطٌفل على تزكيد الطٌفل أبلفاظ كمعلومات اليت تساعده على التعبَت كاحلوار م‬
‫اآلخرين‪ ،‬ك ؽلكنو على تنمية قدراتو سواء كانت التعبَتية أك اللسانية حيث غلعل الطٌفل لو‬

‫‪ -1‬عبد اإللو عبد الوىاب العرداكم‪ ،‬ادلرج السابق‪ ،‬ص‪.22 ،21‬‬

‫‪11‬‬
‫ادلدخل‪.................................................ّ:‬أدبّالطفلّادلصطلحّوادلفهوم ّ‬

‫فصاحة اللٌساف كحسن النٌطق كيكمن أدب األطفاؿ لطفل الكم اذلائل من ادلفاىيم اذباه العديد‬
‫من االذباىات(‪.)1‬‬
‫‪ .2‬تكمل أعلية أدب الطفل كذلك أنو يؤثر بشكل مباشر كغَت مباشر على عقل الطٌفل ككجدانو‬
‫كاليت تساعده بشكل كبَت يف توازف شخصيتو لكن غلب أف يتوفر االىتماـ من أجل ربقيق‬
‫األىداؼ ادلبتغى منها كذلك للحصوؿ على شخصية الطٌفل ادلتكاملة يف النمو العقلي كاجلسدم‬
‫ألف ادلرحلة اليت ؽلر عليها الطٌفل ىي مرحلة لينة يستطي أم فرد أف يشكل صغَته ابلشكل‬
‫الذم يريده(‪.)2‬‬
‫‪ .3‬ػلمل أدب الطٌفل العديد من الوسائل اليت أتىلو كذبعلو طفل سوم كذلك يكتمل يف رلاؿ الًتبية‬
‫اليت تتوافر على العديد من احلاجات زبص ظلوه(‪.)3‬‬
‫‪ .4‬انو يزرع القيم كاألسس الذم يدعي إليها اإلسالـ اليت تقوـ على تقوية كتعزيز االنتماء الذم‬
‫ػلدث األماف النفسي داخل الطٌفل(‪.)4‬‬
‫كنستنتج يف األخَت أف أدب الطٌفل يعترب كسيلة ىامة يف بناء شخصية الطٌفل حيث يعمل على‬
‫جلب انتباىو حوؿ القيم كادلبادئ احلميدة اليت ذبعلو طفل سوم يف صبي نواحي احلياة‪ ،‬ألف أدب‬
‫الطٌفل يك تب أبسلوب بسيط كمفهوـ يف مضامينو كأفكاره اليت تالئم سن الطفل ألنو يف األخَت ىو‬
‫أدب موجو لطفل الذم ػلتاج على رعاية كاىتماـ كبَت‪.‬‬

‫‪ -1‬ينظر‪ :‬عبد الفتاح أبو معاؿ‪ ،‬أدب األطفاؿ‪ ،‬دراسة كتطبيق‪ ،‬دار الشركؽ للنشر كالتوزي ‪ ،‬ماف‪ ،‬األردف‪ ،‬ط‪1988 ،2‬ـ‪،‬‬
‫ص‪.19‬‬
‫‪ -2‬ينظر‪ :‬ادلرج نفسو‪ ،‬ص‪.15‬‬
‫‪ -3‬ينظر‪ :‬ادلرج نفسو‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫‪ -4‬ينظر‪ :‬سعد أبو الرضا‪ ،‬النص األديب لألطفاؿ أىدافو كمصادره كمساتو رؤية إسالمية‪ ،‬توزي منشأة ادلعارؼ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬دط‪،‬‬
‫‪ 1993‬ص‪.25 ،24‬‬

‫‪12‬‬
‫ادلدخل‪.................................................ّ:‬أدبّالطفلّادلصطلحّوادلفهوم ّ‬

‫رابعا‪ّ-‬روادّأدبّالطفل‪ّ :‬‬
‫‪ّ1‬ـّيفّالغرب‪ّ:‬‬
‫‪ :charcles‬كلد شارؿ برك يف ابريس سنة ‪، 1628‬كىو ابن لعضو‬ ‫شارل ّبرو ّ‪Perroult‬‬ ‫‪-‬‬
‫ابريسي يف الربدلاف من عائلة برجوازية‪ ،‬عمل عشرين سنة يف خدمة لويس الراب عشر مكلفا‬
‫ابلسياسة الفنية كاألدبية‪ ،‬دلا قاـ بتوسي أطرحتو لصاحل ا﵀دثُت يف حبثو (موازانت بُت القدماء‬
‫كا﵀دثُت) إال أنو دل يكتسب شهرتو منها كإظلا يف حكاايت ''أمي اإلكزة'' أك ''قصص كحكاايت‬
‫من الزمن ادلاضي''(‪ّ .)1‬أبسلوب سهل كقد صب حكاايت كنوادر شعبيتو من الطراز األكؿ‪ ،‬ككقد‬
‫آثر خوفا على ''رلده األديب'' أ ال ينسب ىذه اتجمموعة القصصية لنفسو كاستعار ذلا اسم ابنو‬
‫''بَتكدار مانكور'' كلكن األصل الذم كتبو الشاعر الكبَت خبط يده بقي بعد كفاتو كعرؼ منو أنو‬
‫ىو مؤلف ىذه القصص(‪.)2‬‬
‫‪ -‬جونّجاكّروسوّ‪ :Jean-Jacques Roussou‬كلد ‪ 28‬يونيو ‪ 1720‬كىو كاتب كأديب‬
‫كفيلسوؼ كعادل ن بات جنيفي‪ ،‬سبب من أسباب قياـ الثورة الفرنسية فهو من كتاب التنوير‬
‫آنذاؾ‪ ،‬عرؼ عصره الكتابة اجلدية ألدب الطفل يف فرنسا فقد قاـ بدراسة الطفل بذاتو‬
‫كشخ صيتو كقاـ بًتصبة قصص ''ألف ليلة كليلة'' ابللغة الفرنسية كصدرت أكؿ صحيفة بعد ذلك‬
‫لألطفاؿ يف العادل ابسم ''صديق األطفاؿ''(‪ .)3‬تويف يف ‪ 2‬يوليو ‪.1778‬‬
‫‪ :John‬كلد ‪ 9‬يوليو‪ 1713‬كىو صاحب أكؿ مكتبة أطفاؿ يف‬ ‫جون ّنيوبري ّ‪Newbery‬‬ ‫‪-‬‬
‫العادل‪ ،‬دعا لكتابة كتاب تناسب الفئة العمرية لألطفاؿ كذلك حسب ظلوىم العقلي كمن أبرز‬
‫القصص (رنسوف كركزك) ك(رحالت جليفر)‪ ،‬مسي ابألب احلقيقي ألدب األطفاؿ يف إصللًت(‪.)4‬‬

‫‪ -1‬ينظر‪ :‬شارؿ برك‪ ،‬حكاايت شارؿ برك‪ ،‬تر‪ :‬زلمود ادلقداد‪ ،‬اذليئة العامة السورية للكتاب‪ ،‬منشورات الطفل‪ ،‬كزارة الثقافة‪،‬‬
‫دمشق‪ ،‬مكتبة األسد‪ ،‬ص‪.15‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Abookof children s literature by lillian Howouwell (New yovk, 1996), P36.‬‬
‫‪ -3‬ينظر ‪ :‬عبد الفتاح أبو معاؿ‪ ،‬ادب األطفاؿ دراسة ك تطبيق‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪ -4‬ادلرج السابق‪ ،‬ص‪.29‬‬

‫‪13‬‬
‫ادلدخل‪.................................................ّ:‬أدبّالطفلّادلصطلحّوادلفهوم ّ‬

‫كذلك راج لتبنيتو كاىتمامو الشديد أبدب األطفاؿ كقد اشتهر ب ػ ''نيوبرم صديق األطفاؿ'' تويف‬
‫يف ‪ 22‬ديسمرب‪.1767‬‬
‫‪2‬ـّّعندّالعرب‪ّ:‬‬
‫‪ -‬أمحد ّشوقي‪ :‬كلدل يف ‪ 16‬أكتوبر ‪ 1868‬يف القاىرة حامل لواء الشعراء كادللقب ''أبمَت‬
‫الشعراء'' خلف أعماال كثَتة من بينها ديواف ''الشوقيات'' ككانت استجابتو األكذل لدعوة‬
‫''عثماف جالؿ'' غَت مباشرة فقاـ بػ ػ ''فصقل أتثره دبجموعة من احلكاايت عن الصياد كالعصفور‬
‫كالبالبل اليت رابىا اليوـ كعن الديك اذلندم كالدجاج البلدم‪ ،‬ككرل عهد األسد‪ ،‬كخطبة احلمار‬
‫‪...‬اخل'' كنشرىا ب ػ ''دكاف األطفاؿ''(‪ .)1‬كما ألف "أضبد شوقي" األانشيد كاألغاين(‪ ،)2‬إضافة إذل‬
‫أنو ضلا طريق الفونتُت يف نظم احلكاايت هبدؼ فهم ما كانوا غلهلونو كاإلستئناس بو م العمل‬
‫على إغلاد ما يناسب النساء كاألطفاؿ يف الشعر كالنثر خللق صورة متكاملة‪ ،‬تويف "أضبد شوقي"‬
‫يف ‪ 14‬أكتوبر ‪.1932‬‬
‫‪ -‬كاملّالكيالين‪ :‬كاتب كأديب مصرم كمن أكرب ركاد أدب الطفل يف العادل العريب‪ ،‬كلد يف ‪20‬‬
‫أكتوبر ‪ ،1897‬أغٌت ادلكتبة العربية الفقَتة من أدب الطفل دبؤلفات كترصبات كمقتبسات عدة‬
‫كيف شىت اآلداب كاللغات‪ ،‬كما بسط بعض الكتب للشباب فًتجم حكاية ''علي اباب'' كحكاية‬
‫''عالء الدين'' كارتبط بشخصية جحا الرتباطو الوثيق ابلفكاىة كالطفولة‪ ،‬كلو عدد شعرم إال أنو‬
‫دل يوفق كما كفق يف النثر كظهر دكر "الكيالين" يف إعطاء األعلية للقصة نظرا لالنتقاص من‬
‫شأهنا(‪ .)3‬إضافة إذل ىذا فإف الكتابة عند ''الكيالين'' ليست ابلعمل العشوائي كإظلا بتخطيط‬
‫كمنهجية كتؤخذ بسلم تدرجي متصاعد(‪ ،)4‬تويف يف ‪ 19‬أكتوبر ‪.1959‬‬

‫‪ -1‬ينظر‪ :‬عبد العزيز ادلقاحل‪ ،‬الوجو الضائ دراسات عن األدب كالطفل العريب‪ ،‬دار الناشركف الثقافة العامة آفاؽ عربية‪ ،‬بغداد‪،‬‬
‫العراؽ‪ ،‬ط‪ ،1986 ،1‬ص‪.16‬‬
‫‪ -2‬ينظر‪ :‬الفتاح أبو معاؿ‪ ،‬أدب األطفاؿ دراسة كتطبيق‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪ -3‬ينظر‪ :‬عبد العزيز ادلقاحل‪ ،‬الوجو الضائ دراسات عن األدب كالطفل العريب‪ ،‬ص‪.19 ،18‬‬
‫‪ -4‬ادلرج نفسو‪ ،‬ص ‪.21 ،20‬‬

‫‪14‬‬
‫ادلدخل‪.................................................ّ:‬أدبّالطفلّادلصطلحّوادلفهوم ّ‬

‫‪ -‬سليمانّالعيسى‪ :‬شاعر سورم كلد يف عاـ ‪ ،1921‬يعترب شاعرا للوحدة بعد انكماش راية‬
‫الوحدة بسبب النكسة إذل األطفاؿ بعد ‪...‬اليأس الذم انؿ من جيل الكبار‪ ،‬كتب حوارل ديواان‬
‫كامال لألطفاؿ (ديواف األطفاؿ) ك"مسرحية النهر"‪ ،‬ك"أكبريت ادلستقبل" ''مسرحيات غنائية‬
‫لألطفاؿ'' ُث "ميسوف كقصائد أخرل" كيف مقدمة مسرحيات غنائية يتحدث عن حرماف األطفاؿ‬
‫حبزف كظيم(‪" .)1‬فسليماف العيسى" كجد طريقو لألطفاؿ الذين يعانوف التهميش كاحلرماف الذم‬
‫مسهم يف الواق كيف السياحة األدبية اخلالية من آداب تعرب عن حاذلم أك تسليهم كتعطيهم جو‬
‫آخر ينفس عنهم كيفتح ذلم رلاالت لإلبداع كالتطور كالتعبَت من أسلوب التفكَت كاحلياة‪ ،‬تويف يف‬
‫‪ 9‬أغسطس ‪.2013‬‬
‫أنواعّأدبّالطفل‪ّ ّ:‬‬
‫خامسا‪ّ ّ:‬‬
‫‪ -1‬الشعر‪:‬‬
‫الشعر اجلميل ىو اخلالصة ادلقطرة للتجربة اليت تكمن يف جوىر ادلوضوع كيف كنوف العاطفة كيف‬
‫لب الفكر‪ ،‬ذلك يتطلب أظلاطا مركبة من الكلمات درجة أعلى كأرف من النثر فكل كلمة غلب أف‬
‫زبتار حبرص دلعناىا‪ ،‬كيف دقة دلوسيقاىا ألف الشعر اللغة يف مضموهنا كصيغتها ادلركزة(‪ .)2‬كادلقصود أف‬
‫الشعر رلموع العواطف كالفكر كادلوضوع كيتطلب صيغة مغايرة عن النثر كتكوف رفيعة يف مضامينها‬
‫جلذب السام كالتأثَت فيو عن طريق ادلوسيقى اليت تنتج نتيجة الًتاكيب كالرموز ذات األبعاد ادلختلفة‬
‫كاليت طبعا تتناسب م حساسية األفكار كاألذكاؽ لدل األطفاؿ كالكبار‪.‬‬
‫‪ -2‬ادلسرح‪ّ:‬‬
‫ادلسرحية ىي قصة شلسرحة ذات ىدؼ كما يعرفها أرسطو(‪« )3‬كادلسرح ػلرؾ مشاعر األطفاؿ‬
‫كأذىاهنم كيغذيهم فنيا كأدبيا ككجدانيا كىم ابعتبارىم ‪-‬صبهورا – يشكلوف بعدا أساسيا من أبعاد‬

‫‪ -1‬ادلرج السابق‪ ،‬ص ‪.27‬‬


‫‪ -2‬علي احلديدم‪ ،‬يف ادب األطفاؿ‪ ،‬مكتبة األصللو مصرية‪ ،‬ط‪ ،1988 ،4‬ص‪.198‬‬
‫‪ -3‬ىادم اذلييت‪ ،‬أدب األطفاؿ فلسفتو فنونو كسائطو‪ ،‬ص‪.302‬‬

‫‪15‬‬
‫ادلدخل‪.................................................ّ:‬أدبّالطفلّادلصطلحّوادلفهوم ّ‬

‫العمل الدرامي الذم يستند إذل ادلمثل كادلخرج – إذا استثنينا ادلؤلف حيث حل زللو ادلخرج‪ -‬لذا‬
‫يؤلف األطفاؿ عالقة متسقة بُت األبعاد الثالثة ادلخرج‪ ،‬كادلمثل كصبهور األطفاؿ»(‪ .)1‬ادلالحظ أف‬
‫األطفاؿ عند تتبعهم للمسرحية يظهر أتثَتىا عليهم ابذلتافات اترة أك ابإلختباء اترة أخرل‪ ،‬إضافة‬
‫للغضب كالفرح كسلتلف احلاالت الشعورية اليت تنتاهبم هبدؼ غرس أفكار كقيم جديدة‪.‬‬
‫‪ -3‬القصة‪ّ:‬‬
‫القصة أدب الطفل‪'' :‬شكل فٍت من أشكاؿ أدب األطفاؿ فيو رلاؿ كمتعة كخياؿ كالقصة من‬
‫أحب ألواف األدب لألطفاؿ كمن أقرهبا إذل نفوسهم كىي عمل فٍت لو قواعد كأصوؿ كمقومات‬
‫كعناصر فنية''(‪ .)2‬أم أف الطفل ما يشده ىو ادلتعة اليت يف جعبة القصة‪ ،‬كما أهنا ربرؾ من خيالو‬
‫لتجعلو أكثر قدرة على التفكَت كاإلبداع نظرا دلا ربملو القصة من قواعد كمقومات‪ ،‬كحسب "ىداف‬
‫كوربن" للقصة شركط ىي‪:‬‬
‫‪ -‬توفَت فرص الًتفيو عند األطفاؿ يف نشاط تركغلي تربوم‪ ،‬فالقصة منحى إغلايب لبث ادلتعة كبو‬
‫يكشف األطفاؿ عادلا جديدا كغلوبوف رحالت كعلية كرقصات تدؿ على فرحهم‪.‬‬
‫‪ -‬إشباع الرغبة اللعب عند األطفاؿ‪ :‬يف غالب األحياف تفرج القصة اجلانب ادلرح من احلياة‬
‫فتمزج سلتلف األحاسيس كادلشاعر‪.‬‬
‫‪ -‬تعريف األطفاؿ دبَتاث ىائل للثركة األدبية‪ :‬فالنسيج السحرم يصعب الكلمات اجلامدة‬
‫ػلوذلا لكلمات لطيفة تعطي يف أعينهم ادلًتقبة معجزات ادلاضي‪ ،‬كعواطف االنساف كتثَت‬
‫األطفاؿ حوؿ األفكار ادلقدمة(‪.)3‬‬

‫‪ -1‬ادلرج السابق‪ ،‬ص‪.302‬‬


‫‪ -2‬الفتاح أبو معاؿ‪ ،‬أدب األطفاؿ كأساليب تربيتهم كتعليمهم‪ ،2005 ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪ -3‬ىادم اذلييت‪ ،‬أدب األطفاؿ فلسفتو فنونو كسائطو‪ ،‬اذليئة ص‪.134‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصلّاألول‪ّ:‬مفهومّوالضوابطّ‬
‫دتهيد‬
‫أوال‪ّ:‬مفهومّقصصّاألطفال‬
‫اثنيا‪ّ:‬نشأةّقصةّاألطفال‬
‫اثلثا‪ّ:‬أنواعّقصصّاألطفال‬
‫رابعا‪ّ:‬عناصرّقصةّاألطفال‪.‬‬
‫الفصلّاألول‪............................................................ّ:‬مفهومّوالضوابطّ ّ‬

‫دتهيد‪ّ :‬‬
‫حظي األدب دبجموعة من الفنوف األدبية سواء كانت شعرية أك أدبية كمنهم أدب الطٌفل‬
‫الذم ينقسم إذل شعر ادلتمثل يف الغناء كالنشيد ككذلك النثر ادلتمثل يف الركاية كاحلكاية كالقصة حيث‬
‫احتلت ىذه األخَتة ادلركز األكؿ كالصدارة يف عادل الطٌفل لذلك كجب علينا نقدـ تعريف بسيط حوؿ‬
‫ىذا اجلنس األديب‪.‬‬
‫ّأوال‪ّ:‬مفهومّقصصّاألطفال‪:‬‬
‫‪ .1‬مفهومّالقصة‪:‬‬
‫كردت القصة يف القرآف الكرًن يف العديد من ادلواض من بينها سورة األعراؼ اآلية ‪ 176‬لقولو‬
‫صص الٍ ًقصص لى ىعلٌهم يتىػ ىف َّك يركف﴾(‪ )1‬فمن خالؿ اآلية تبُت أف القرآف الكرًن احتفى‬
‫تعاذل‪ ﴿ :‬فىأقٍ ي‬
‫ابلقصة حيث جعلها كسيلة كابعث للتفكَت كالتدبَت ألهنا كاقعة حية مكتوبة بتعبَت صادؽ الذم‬
‫ػلمل قوة التأثَت كالقصد‪ .‬كال ننسى دكر القواميس اللغوية حيث شرحها لساف العرب على أهنا ''اخلرب‬
‫ك ىو القصص‪ ،‬كقص على خربه يقصو قصا كقصصا‪ :‬أكرده ك القصص اخلرب ادلقصوص ‪ ،‬ك القصص‬
‫صب القصة اليت تكتب ك القصة األمر ك احلديث ك اقتصصت احلديث‪ :‬صب ركيتو على كجهو كقص‬
‫(‪)2‬‬
‫فمن خالؿ ىذا الشرح تبُت أف القصة كىي اخلرب كقص عليو اخلرب سواء كاف‬ ‫عليو اخلرب قصص‬
‫ىذا اخلرب خربا أك نثرا‪.‬‬
‫ككذلك صلد اىتماـ الدارسُت هبذا الفن ابعتباره فن موجو لدل الطفل حيث قيل عنو ''أبرز نوع‬
‫من أنواع أدب األطفاؿ كىي تستعُت ابلكلمة يف التجسيد الفٍت‪ ،‬حيث تتخذ فيها الكلمات مواق‬
‫فنية –يف الغالب‪ -‬كما تتشكل فيها عناصر تزيد يف قوة التجسيد من خالؿ خلق الشخصيات‬
‫كتكوين األجواء كادلواقف كاحلوادث‪ .‬كىي ال تعرض معاين كأفكار فحسب بل تقود على إاثرة‬

‫‪ -1‬سورة األعراؼ‪ ،‬اآلية ‪.176‬‬


‫‪ -2‬إبن منظور ‪،‬لساف العرب ‪ ،‬مج‪ ،12‬دار صادر‪ ,‬بَتكت ‪,‬ط‪1417 ،1‬ق‪1997/‬ـ ‪،‬ص‪120‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصلّاألول‪............................................................ّ:‬مفهومّوالضوابطّ ّ‬

‫عواطف كانفعاالت لدل الطفل إضافة إذل إاثرهتا للعمليات العقلية ادلعرفية‪ ،‬كاإلدراؾ‪ ،‬التخيل‬
‫كالتفكَت''(‪.)1‬‬
‫إذف القصة تعمل على ابراز كإظهار الفكرة اليت يدكر حوذلا أدب الطٌفل حيث يستعمل‬
‫الكاتب أك الكاتبة أسلواب بسيطا يالئم تفكَت الطٌفل فهو يهدؼ منها إذل زرع مقومات تساعد‬
‫الطٌفل على ظلو تفكَت ؛ما كاليت تثَت فيو العواطف كاألحاسيس‪ ،‬فهي تعمل أيضا على رف مدركات‬
‫''القصة شكل‬
‫ٌ‬ ‫الطٌفل ابعتبارىا كسيلة لبناء زبيالتو كظلو فكره‪ ،‬كقد عرفها كذلك صليب أضبد أبهنا‪:‬‬
‫فٍت من أشكاؿ األدب الشائق‪ ،‬فيو صباؿ كمتعة كلو عشاقو الذين ينتقلوف يف رحابو الشاسعة‬
‫الفسيحة على جناح اخلياؿ فيطوفوف بعوادل بديعة فاتنة أك عجيبة أك مذىلة كيلتقوف أبلواف من البشر‬
‫كالكائنات كاألحداث ذبرم كتتاب كتتألف كتتقارب كتفًتؽ كتتشابك يف انساؽ عجيب كبراءة‬
‫تضفي عليها ركعة آسرة كتشويقا طاغيا''(‪ )2‬من خالؿ ىذا ؽلكن اعتبار القصة من أحسن األدكات‬
‫األدبية ألهنا سهلة يف القراءة كقريبة إذل نفوس األطفاؿ ألهنا تتميز ابدلتعة كالتسلية كالًتفيو فهي تغوصو‬
‫يف عادل اخلياؿ كتبعده عن عادلو الواقعي كذلك نتيجة استجابة الطٌفل لدكر الشخصية‪ ،‬حيث يتأثر‬
‫ابحلاالت اليت تك وف عليها شخصيات القصة فهو يفرح م فرح الشخصية كػلزف م حزهنا فهذا يعٍت‬
‫أف الطفل عند قراءتو للقصة فهو يعيش احلياة االجتماعية للشخصيات كيتبادؿ معها مشاعره مهما‬
‫كاف دكر الشخصية‪.‬‬
‫فنستنتج يف األخَت أف القصة تعد عامال أساسيا كمساعد يف تكوين شخصية الطفل كظلو فكره‬
‫فهي ربمل العديد من العرب كادلغازم كاحلًكم اليت كتبت أبسلوب كتراكيب لغوية قد تكوف خيالية أك‬
‫مباشرة فقد جاءت القصص ربمل الدقة يف األلواف اليت تعمل على جذب انتباه الطٌفل يف ىذه‬
‫ادلرحلة العمرية‪ ،‬إذف فقصص األطفاؿ ىي من أكثر األنواع األدبية اليت يلجأ إليها األطفاؿ فهي تقدـ‬
‫إليهم العديد من األشياء من بينها ادلتعة كاإلاثرة كاخلياؿ ككذلك تعرب عن ميوالهتم كتثرم رصيدىم‬

‫‪ -1‬ىادم نعماف اذلييت‪ ،‬ثقافة األطفاؿ‪ ،‬ص‪.171‬‬


‫‪ -2‬أضبد صليب‪ ،‬أدب األطفاؿ علم كفن‪ ،‬دار الفكر العريب‪ ،‬القاىرة‪1411 ،‬ىػ‪1991/‬ـ‪ ،‬ص‪.75‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصلّاألول‪............................................................ّ:‬مفهومّوالضوابطّ ّ‬

‫اللغوم لذلك عرفها أضبد طعمية بقولو‪'' :‬يقصد بقصص األطفاؿ كل ما يكتب بقصد االمتاع أك‬
‫التسلية أك التثقيف كيركف أحدااث كقعت لشخصيات معينة سواء أكانت ىذه الشخصيات كاقعية أـ‬
‫خيالية كسواء كانت تنتمي لعادل الكائنات احلية أـ اجلاف''(‪ ،)1‬ىذا يعٍت أف ىدؼ قصص األطفاؿ ىو‬
‫اإلمتاع كالتسلية كتثقيف الطفل لكن أبسلوب يساعد سنو‪ ،‬فقد ربمل ىذه القصص شخصيات‬
‫كاقعية من الواق ادلعيشي أك من كحي اخلياؿ كقد تكوف كائنات حية مثل احليواانت أك عادل اجلن‬
‫كالعفاريت اليت تزيد للقصة اإلاثرة كالتشويق ككذلك عرفها كذلك دمحم حسن عبد هللا‪'' :‬أف قصص‬
‫األطفاؿ "مثل" غذاء األطفاؿ غلب أف ػلتوم على صبي العناصر األساسية ادلطلوبة لنمو اجلسم‬
‫كالعقل‪ ،‬كلكن دبقادير تستوعبها معدة الطٌفل‪ ،‬كتكوف قادرة على ىضمها''(‪ ،)2‬كقد مثل الناقد‬
‫قصص األطفاؿ ابلغذاء الذم يتناكلو اإلنساف الذم ػلمل صبي السعَتات احلرارية ادلساعدة يف بناء‬
‫جسم اإلنساف كالعقل لكنها تقدـ إليو بشكل قليل يساعده على فهم زلتول القصة ابعتبارىا شكالن‬
‫فنينا األحب إليو لذلك كجد ىذا الفن االىتماـ كبَت كابلغ على مر األزمنة كالعصور فيمكن تعريفها‬
‫أيضا أبهنا‪'' :‬أدب مسموع قبل أف يعرؼ الطفل القراءة كالكتابة‪ ،‬فهي سبثل حاجتو األساسية الالزمة‬
‫دليولو كرغباتو‪ ،‬لذلك نالحظ عليو رغبة يف متابعة أحداث القصة كمعرفة حوادثها كشخصياهتا ألنو‬
‫يتوؽ إذل ادلتعة‪ ،‬كما أنو ؽلكن أف يتقمص أحد شخصيات القصة''(‪ .)3‬من ادلعركؼ أف الطفل يف‬
‫ىذه ادلرحلة العمرية سري التأثَت لذلك كجب علينا مراعاتو كزلاكلة تقدًن لو قصص ذات موضوع‬
‫قيمي لتكوف النتيجة ادلراد االيصاؿ إليها إغلابية كأتثر على شخصيتو‪.‬‬

‫‪ -1‬فوزية بن عمر‪ ،‬مفردات قصص األطفاؿ يف اجلزائر كمدل توافقها م معجم الطفل‪ ،‬مذكرة معدة ضمن متطلبات نيل شهادة‬
‫ادلاسًت يف اللغة العربية‪ ،‬زبصص‪ :‬علوـ اللساف‪ ،‬جامعة ضبة خلضر‪ -‬الوادم‪ ،2015-2014 ،‬ص‪.38‬‬
‫‪ -2‬دمحم حسن عبد هللا‪ ،‬قصص األطفاؿ‪ ،‬أصوذلا الفنية كركادىا‪ ،‬العريب للنشر كالتوزي ‪ ،‬القاىرة‪ ،‬د ف‪ ،‬د ت‪ ،‬ص‪.9‬‬
‫‪ -3‬مرًن بن عبود‪ ،‬توظيف اخلياؿ يف قصص األطفاؿ سلسلة "حكاايت األطفاؿ اجلزائر" لطاىر ػلياكم ظلوذجا‪ ،‬مذكرة مكملة‬
‫لنيل شهادة ادلاسًت يف ميداف اللغة العربية مسار‪ :‬أدب عريب حديث‪ ،‬جامعة العريب بن مهيدم‪ ،‬أـ البواقي‪،2013 ،2012 ،‬‬
‫ص‪.18‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصلّاألول‪............................................................ّ:‬مفهومّوالضوابطّ ّ‬

‫كنفهم من ىذا كلو أف قصص األطفاؿ تعد من أنواع الفنوف األدبية اليت ربمل اإلحساس‬
‫ابجلماؿ كادلتعة كالًتفيو ذلك يف أقرب الفنوف األحب لألطفاؿ كما ؽلكن اعتبارىا جسرا مهم يف نقل‬
‫ادلعارؼ كادلفاىيم اليت تنمي إليو يف نفسو حب ادلطالعة ككذلك ؽلكن اعتبارىا كسيلة أيضا دلعاجلة‬
‫نفسية الطفل‪.‬‬
‫اثنيا‪ّ:‬نشأةّقصةّالطفل‪:‬‬
‫ال ؼللو شعب من الشعوب سواء القدؽلة أك احلديثة من القصص‪ ،‬اليت ىي ركح احلضارة كثركة‬
‫التاريخ‪ ،‬فهي من أىم األنواع األدبية اليت ذبم بُت اخلياؿ كالتفكَت كذلا القدرة على احلفاظ على‬
‫الًتاث القصصي ادلتوارث‪ ،‬كؽلكن تقسيم نشأهتا عند العرب كعند الغرب‪.‬‬
‫‪-1‬عندّالعرب‪ّ :‬‬
‫اتسمت العقلية العربية ابخلياؿ كالقدرة على صياغة ادلادة ا﵀يطة هبا إضافة إذل إعادة أتليفها‬
‫للقصص ادلتوارثة عرب العصور‪ ،‬فقد عرؼ العرب القدامى ألواان متعددة يف ىذا الفن‪ ،‬فهم يتسامركف‬
‫يف الليل فيوقدكف النار بشكل حلقة يتوسطهم الركم الذم ػلكي على قصص االسالؼ كاألبطاؿ‬
‫كادللوؾ كالشعوب بشكل قصصي بدي يثَت فيهم التخيل كػلرؾ عواطفهم(‪ .)1‬فهذا اللوف من تقدًن‬
‫القصة ؽلس الكبار أما األطفاؿ فنصيبهم كاف على الشكل التارل‪'' :‬أما نصيب الطٌفل من ىذه‬
‫احلكاايت قبل اإلسالـ‪ ،‬فقد كاف الصغار ينشؤكف ابلقصص على مآثر قومهم‪ ،‬كتشحن عواطفهم‬
‫ابألساطَت ال دينية كالطقوسية‪ ،‬كتبث فيهم ادلرضعات كاألمهات كاجلوارم تقاليدىم االجتماعية‬
‫فيحكوف ذلم قصصا عن األسالؼ كاألرلاد كالفرساف كادلعارؾ كاالصناـ''(‪ )2‬فهنا نالحظ أف قصص‬
‫ىذه الفًتة اىتمت ابجلانب الًتبوم كالتوعي لألطفاؿ لكي يتأثركا أبرلاد أسالفهم فيتزكدكف دبعارؼ‬
‫من اجلانب الديٍت كالطقوسي كيىػتىػلى ىق ٍو ىف كل ىذا عن أمهاهتم كمرضعاهتم كبعد ىذه ادلرحلة يبدأ التغَت‬
‫يف القصة بفًتة ظهور اإلسالـ كالذم تربز فيو القصة الدينية بشكل كبَت ''إذا كانت األمهات ػلكُت‬

‫‪ -1‬ينظر‪ ،‬أضبد عبده عوض‪ ،‬أدب الطفل العريب (رؤل جديدة كصيغ بديلة)‪ ،‬الشامي للنشر كالتوزي ‪ ،‬مصر‪2000 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫‪ -2‬ادلرج نفسو‪ ،‬ص‪.30‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصلّاألول‪............................................................ّ:‬مفهومّوالضوابطّ ّ‬

‫لألطفاؿ أخبار النيب األعظم ملسو هيلع هللا ىلص كالصحابة الكراـ كأعماذلم‪ ،‬ككاف من عادة اآلابء قراءة ادلدائح‬
‫النبوية‪ ،‬ككاف ىدفها تثبيت العقيدة‪ ،‬كتوجيو الناشئُت إذل احلق‪ ،‬كالتعويد على الصرب كالثبات‪ ،‬كاحلث‬
‫على اجلهاد''(‪ ،)1‬فهذه الفًتة عملت على بناء رلتم سوم ؽلشي على أسس دينية صحيحة فاىتمت‬
‫ابلناشئُت فأرشدهتم للحق كأبعدت صبي ادلعتقدات اجلاىلية اليت كانت تؤدم للضالؿ كعبادة‬
‫االصناـ‪ ،‬فاألكلياء كاف ذلم ىدؼ تثبيت أطفاذلم على طريق خَت األانـ الرسوؿ ملسو هيلع هللا ىلص أما يف عهد‬
‫اخللفاء الراشدين ظهر العديد من القصاصُت أمثاؿ "سبيم الدارم" الذم يعد أكؿ قاص يف عهد القرآف‬
‫الكرًن إضافة لػ "أبو إسحاؽ كعب بن انف " الذم استلهم قصصو من اتريخ ملوؾ اليمن كمشت‬
‫القصة ضلو التطور كذلك يف العهد األموم فكانت القصص دينية اترؼلية تقدـ جلمي الفئات‪ ،‬إال أف‬
‫العهد العباسي عرؼ االختالط ابدلعاجم كامتزاج الثقافات كمن ىنا بدأت ترصبة قصص األطفاؿ‬
‫"كليلة كدمنة" ك"ألف ليلة كليلة" كمن أىم القصص (حي بن يقضاف) البن طفيل (سيف بن بٍت‬
‫يزف) ك(عنًتة بن شداد) كغَتىا من القصص(‪.)2‬‬
‫''أما يف القرف الساب عشر كعلى إثر ظهور أدب األطفاؿ يف فرنسا كأكركاب بشكل عاـ فقد‬
‫أخذ يظهر يف البالد العربية‪ ،‬كال سيما مصر على يد دمحم علي عن طريق الًتصبة نتيجة اختالطهم‬
‫ابلغرب ككاف أكؿ من قدـ كتااب مًتصبا عن اللغة اإلصلليزية يف مصر رفاىة الطهراكم‪ُ ،‬ث أخذ يًتجم‬
‫قصص كحكاايت كثَتة''(‪ ،)3‬فقد عمل على التنوي يف القصص إلاثرة العقوؿ كاالتياف ابجلديد‬
‫كإعطاء صيغة جديدة لألطفاؿ ليأيت بعده أضبد شوقي كأييت بقصص على ألسنة احليواانت كالطيور‬
‫كالعصفورة كالبالبل‪ .‬فقد كتب أكثر من ثالثُت قصة شعرا‪ ،‬ليليو كامل الكيالين كػلاكؿ رببيب‬
‫األطفاؿ يف القراءة من خالؿ قصصو السندابد البحرم كتركزت قصصو على الًتاث العريب كالثقافات‬
‫األجنبية‪ .‬كما كتب رلموعة قصص عن الدين كالتاريخ كبعدىا انتشرت قصة الطفل دلختلف البلداف‬

‫‪ -1‬ادلرج السابق‪ ،‬ص‪.31‬‬


‫‪ -2‬ادلرج نفسو‪ ،‬ص‪.33 ،32‬‬
‫‪ -3‬عبد الفتاح أبو معاؿ‪ ،‬ادب األطفاؿ كأساليب تربيتهم كتعليمهم كتثقيفهم‪ ،‬ص‪.96‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصلّاألول‪............................................................ّ:‬مفهومّوالضوابطّ ّ‬

‫العربية يف لبناف‪ ،‬سوراي كالعراؽ فهذه البلداف مشت على هنج الًتصبة أما األردف فقد بدأت بكتابة‬
‫التأليف على يد راضي عبد اذلادم الذم كتب قصصا بعنواف (خالد كفاتنة) إضافة لألستاذ عيسى‬
‫الناعورم (صلمة الليارل السعيدة) (‪.)1‬‬
‫‪-2‬عندّالغرب‪ّ :‬‬
‫‪Jean‬‬ ‫يف النصف الثاين من القرف الساب عشر ميالدم‪ ،‬ظهرت قصص م جاف الفونتُت (‬
‫‪ ) Lafontaine‬منها "حكاايت خرافية"‪ ،‬إال أف معظمها شفاىة كتدكر رلرايهتا على ألسنة احليواانت‬
‫إضافة إذل شارؿ بَتك (‪ )Charles Perrault‬الذم خصص كتاابتو ألدب األطفاؿ فألف "أقاصيص‬
‫كحكاايت الزمن ادلاضي" ك"حكاايت اإلكزة األـ"(‪ ،)2‬م ذلك ''فالكتاب األكلوف‪ ،‬كمنهم الفنتُت‬
‫كبَتك‪ ،‬اعتمدكا يف قصصهم على تراث غزير من القصص اخلرافية كاخليالية اليت امتدت جذكرىا إذل‬
‫الشرؽ‪ ،‬السيما اذلند‪ .‬ككانت ربمل حكما كعربا أخالقية كما جاءت يف غالبيتها على لساف‬
‫احليواانت''(‪ ، )3‬فتوظيف اخلياؿ كاحليواانت لو أثر يف جذب األطفاؿ فتثَت يف نفسو التفكَت كالبحث‬
‫يف األمور‪ ،‬كما تضفي فيو قيما أخالقية ذلا الدكر الفعاؿ يف بناء شخصيتو كمعتقداتو كىذا السبب‬
‫كاحد أال كىو أتثَت القصة اليت اشتهرت بداية من فرنسا إذل اذلند‪.‬‬
‫كما أف صاحب أكؿ مكتبة أطفاؿ يف العادل طلب من ادلؤلفُت كتابة قصص تناسب عقوؿ‬
‫‪John‬‬ ‫األطفاؿ نذكر منها (ركبنسوف كركزك) ك(رحالت جليفر) إذل أف مسي "جوف نيوبرم‬
‫‪ "Newbery‬ابألدب احلقيقي ألدب األطفاؿ يف إصللًتا‪ ،‬كهبذا يعد القرف العشرين العصر الذىيب‬
‫ألدب األطفاؿ(‪.)4‬‬

‫‪ -1‬ينظر‪ :‬ادلرج السابق‪ ،‬ص‪.98 -96‬‬


‫‪ -2‬ينظر‪ ،‬صلالء نصَت بشور‪ ،‬أدب األطفاؿ العرب‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫‪ -3‬ادلرج نفسو‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫‪ -4‬ينظر‪ ،‬عبد الفتاح أبو معاؿ‪ ،‬أدب األطفاؿ كأساليب تربيتهم كتعليمهم كتثقيفهم‪ ،‬ص‪.94‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصلّاألول‪............................................................ّ:‬مفهومّوالضوابطّ ّ‬

‫كأيضا ''اشتهرت كتاابت األطفاؿ يف ادلانيا ربت عنواف حكاايت األطفاؿ كالبيوت ككانت‬
‫قصصا تعتمد على اخلرافة كاألسطورة''(‪ ،)1‬فهي اعتمدت اخلرافة كاالسطورة فميها يبنياف معتقدات‬
‫الطفل كتطعمها ابدلتعة كتوسي التفكَت لو‪ ،‬أما الداظلارؾ ''فقد ظهر الكاتب ادلشهور ىانز أندرسوف‬
‫كقد كتب يف شعر كقصص األطفاؿ اليت تدكر حوؿ اجلنيات كاالشباح ككاف يف قصصو يعلم األطفاؿ‬
‫كيساعدىم على تقبل احلياة كيعترب رائدا ألدب األطفاؿ يف أكركاب''(‪ ،)2‬كادلالحظ أف القصص‬
‫اختلفت غاايتو من بلد آلخر‪.‬‬
‫أنواعّقصصّاألطفال‪:‬‬
‫اثلثا‪ّ ّ:‬‬
‫لقد عرفت تنوعا ابرزا يف موضوعاهتا كأنواعها اليت تسعى إذل معاجلة حياة الطفل كزليطو اليت‬
‫تساعده على ابراز شخصيتو داخل اتجمتم لذلك اعددت أنواعها كاختلفت فكل ن لو جانب ؼلدـ‬
‫الطفل‪ ،‬كؽلكن حصر ىذه األنواع فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬القصصّالتارخيية ‪ :‬يقوـ ىذا النوع القصصي على أحداث اترؼلية تعلم كزبرب الطفل دبا يصنعو‬
‫أبطاؿ التاريخ من خالؿ بطوالهتم اتجميدة اليت جعلتهم ذك شخصيات ابرزة يف التاريخ كذلك من‬
‫أجل أف يتعرؼ عليهم الطفل كذلك من أجل ربط الطفل دباضيو كاترؼلو العريق‪ ،‬كتتميز ىذه‬
‫القصص يف غالب األحياف ابخلياؿ ‪ ..‬أهنا ''نوع من القصص يعتمد على األحداث كالشخوص‬
‫التارؼلية كادلواق احلربية كالغزكات‪ ،‬كأييت ىذا النوع من القصص شلزكجا بقصة حب تق بُت‬
‫ابطالو‪ ،‬كقد يتضمن ىذا النوع قصص للرحالة دبا فيو من معلومات عن البلداف كالقارات‬
‫كا﵀يطات كالناس‪ .‬كىو يتضمن عادة طرائف من العرب ك الغرب ترمي إذل تنمية اخلياؿ كاالدلاـ‬
‫بثقافة الناس كطبائعهم كعاداهتم‪ ،‬كهبا قصص طريفة حوادثها أخاذة كاسلوهبا مشوؽ تبهج الطفل‬
‫القارئ‪ ،‬كتطلعو على ألواف مشوقة من احلياة كتدف عنو السأـ كتعوده حسن التفكَت كمن أمثلة‬

‫‪ -1‬ادلرج السابق‪ ،‬ص‪.94‬‬


‫‪ -2‬ادلرج نفسو‪ ،‬ص‪.95‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصلّاألول‪............................................................ّ:‬مفهومّوالضوابطّ ّ‬

‫ىذا النوع خالد بن الوليد‪ ،‬طارؽ بن زايد ‪ ،)1(''...‬فهذا النوع القصصي حافل بعديد من‬
‫ادلميزات فمن خاللو يؽل ًك ين لط فل أف يتعرؼ على أبطاؿ التاريخ اليت كتبت أمسائهم يف التاريخ‬
‫الذين قاموا ابحلركب كالغزكات كيكوف ىذا النوع شلزكج ابحلب تتخللو بعض من الركمنسيات‬
‫كاخلياؿ كالعاطفة‪ .‬كيكتب ىذا النوع أبسلوب مشوؽ جلذب الطفل لقراءتو‪ ،‬كيقوؿ أيضا‪:‬‬
‫''األطفاؿ عادة ما يتوحدكف م البطل كيعيشوف األحداث على أهنا كاق يشاركوف فيو''(‪ ،)2‬إف‬
‫الطفل الصغَت يغوص يف حياة البطل كيعيشها بتفاصيلها حىت يصبح يف تفكَته أنو يعيش كاق‬
‫البطل نفسو‪.‬‬
‫‪ -2‬قصصّالرسوم ‪ :‬كىي ''نوع من القصص القصَتة‪ ،‬تستخدـ الرسوـ كالصور للتعبَت عن حكاية‬
‫بسيطة‪ ،‬هتدؼ إذل تنمية اخلياؿ كالسلوؾ السليم كالقيم ادلرغوبة كاالستعداد للقراءة لدل األطفاؿ‬
‫الصغار الذين دل يلتحقوا ابدلدرسة أك الذين يف الصفوؼ األكذل منها‪ ،‬كبعضها يدرب على‬
‫استكماؿ الرسوـ كاالشكاؿ الناقصة كأنواع ىذه القصص ىي‪ :‬القصص ادلصورة اليت تصاحب‬
‫فيها الكلمة الصورة‪ ،‬قصص مصورة لبيئة الطفل كاحليواانت كالطيور‪ ،‬قصص االستعداد اللغوم‬
‫كتتكوف من رلموعة صور عن الفواكو كاخلضر كاحليواانت كالطيور‪ ،‬قصص ذات الصور اتجمسمة‪،‬‬
‫كادلالحظ أف احلكاايت اليت تدكر حوذلا ىذه القصص تستخدـ احليواانت كالطيور أبطاال‬
‫لألحداث البسيطة''(‪ ،)3‬ىذا يعٍت أف ىذا النوع يقوـ على الرسوـ للتعبَت عن حكاايت بسيطة‬
‫كىدفها تنمية اخلياؿ للطفل كذبسيد القيم كادلبادئ ادلرغوب فيها من أجل حفظها يف عقلو كىذا‬
‫كثَتا لألطفاؿ الذين دل يلتحقوا ابدلدارس‪ ،‬حيث تساعدىم على اكتساؼ بعض‬ ‫النوع يقدـ ن‬
‫الظواىر السلوكية السليمة قبل أف أيخذكىا يف ادلدرسة كذلذا النوع القصصي ادلرسوـ أشكاؿ منها‬

‫‪ -1‬حسن شحاتة‪ ،‬قراءات األطفاؿ‪ ،‬الدار اللبنانية‪ ،‬ط‪1409 :1‬ىػ‪1989 /‬ـ‪ ،‬ط‪1412 :2‬ىػ‪1992/‬ـ‪ ،‬ط‪:3‬‬
‫‪1416‬ىػ‪1996/‬ـ‪ ،‬ص‪.124‬‬
‫‪ -2‬ادلرج نفسو‪ ،‬ص‪.124‬‬
‫‪ -3‬ادلرج نفسو‪ ،‬ص‪.125‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصلّاألول‪............................................................ّ:‬مفهومّوالضوابطّ ّ‬

‫ما ىو مرفوؽ بكلمة كمنها ما ىو مرسوـ كمنها كيركز ىذا النوع أف يكوف البطل من كحي اخلياؿ‬
‫أم من أصناؼ احليواانت كالطيور اليت تساعد على ركاية أحداث القصة‪.‬‬
‫‪ -3‬القصص ّالدينية‪ :‬كىي قصص تتناكؿ ''موضوعات دينية ىي العبادات كالعقائد كادلعامالت‬
‫كسَت األنبياء كالرسل‪ ،‬كقصص القرآف الكرًن كالكتب السماكية كالبطوالت كاألخالؽ الدينية كما‬
‫أعده هللا تعاذل لعباده من ثواب أك عقاب كأحواؿ األمم اخلالية كعالقتها بقضية اإلؽلاف اب﵁‬
‫كموقفها من اخلَت كالشر‪ ،‬كشاع يف القصص الدينية قراءة قصص األنبياء كالصاحلُت‪ ،‬كقصص‬
‫احليواف يف القرآف الكرين‪ ،‬كغزكات الرسوؿ ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬كفجر الدعوة ‪ ،)1(''...‬ىذا يعٍت أف ىذا النوع‬
‫القصصي يتناكؿ موضوعات دينية اليت ذبم كل ما يدعو إليو هللا سبحانو كتعاذل من معامالت‬
‫كأخالؽ كما تسرد غزكات الرسوؿ ملسو هيلع هللا ىلص إضافة إذل قصص احليواف ادلذكورة يف القرآف‪.‬‬
‫‪ -4‬قصصّاحليوان ‪ :‬تعد قصص احليواف من أقدـ القصص ظهورا فهي موجودة منذ أزمنة سابقة‬
‫كم مركر الفًتات كاألزمنة كجد ىذا النوع األديب نفسو يف دائرة شاسعة كقد انتشر انتشار كبَتا‬
‫بُت أفراد اتجمتمعات كيرج ذلك لطبيعة الشخصيات اليت تقوـ ابألحداث فيها‪ ،‬فهي يف غالب‬
‫األحياف تستند البطولة فيها على احليواانت‪ ،‬كىذا ما ػلبذه األطفاؿ كغلعلهم يرتبطوف بو‪.‬‬
‫حيث عرفها مسَت عبد الوىاب يف كتابو ''مسي ىذا النوع هبذا االسم نظرا ألف شخصيات ىذه‬
‫القصص من احليواف‪ ،‬كقد شاع ىذا النوع من القصص شيوعا عظيما‪ ،‬كأقبل عليو األطفاؿ يف شىت‬
‫بقاع العادل كؽلكن تصنيف ىذه القصص إذل عدة أنواع كفقا دلا ربتوم عليو من أفكار كحوادث‪ ،‬فمن‬
‫قصص احليواف ما ىي قصص مغامرات أك قصص بطوالت أك قصص خياؿ علمي أك حكاايت‬
‫شعبية أك خرافات‪ ،‬كيعد ىذا النوع من أقدـ القصص كجودا‪ ،‬كليس ىناؾ جنس أديب يفوقو يف‬
‫عادليتو كذيوعو‪ ،‬كقد أفاد اإلنساف إفادة عظيمة من صفات احليواف كسلوكاتو''(‪ ،)2‬ىذا يعٍت أف‬
‫قصص احليواف نوع قصصي عارل اجلودة إلفادة الطفل يف صبي نواحي احلياة السلوكية كالفكرية كىذا‬

‫‪ -1‬ادلرج السابق‪ ،‬ص‪.122‬‬


‫‪ -2‬مسَت عبد الوىاب‪ ،‬أدب األطفاؿ قراءات نظرية كظلاذج تطبيقية‪ ،‬ص‪.135‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصلّاألول‪............................................................ّ:‬مفهومّوالضوابطّ ّ‬

‫ما أشار إليو كذلك ''تتيح ىذه القصص لألطفاؿ الفرصة لكي ؽلارسوا التخيل كالتفكَت دكف عناء‬
‫لبساطة أحداثها كسهولة ألفاظها كخلوىا من التعقيد''‪ ،‬فهذا النوع يعترب كسيلة تساعد الطفل على‬
‫التخيل كالتفكَت بطريقة سهلة ألهنا ذبمل أحداث بسيطة كألفاظها متداكلة بعيدة عن ادلبالغة‪.‬‬
‫‪ -5‬قصص ّالبطولة ّوادلغامرات كىي القصص اليت ''يتعلق األطفاؿ ابلبطولة كاألبطاؿ كيعود كل‬
‫الطفل ابلبطولة كادلغامرات إذل أسباب متعددة من أبرزىا أنو يف السنوات اليت تسبق ادلراىقة‬
‫بصدد تكوين فكرة عن ذاتو‪ ،‬كحيث إنو ال ؽللك ادلعيار ادلوضوعي ذلذا األمر‪ .‬لذا غلد نفسو إزاء‬
‫صورة يسره أف ػلاكيها كيتشبو هبا''(‪ ،)1‬ك يتميز ىذا النوع بقيامو على ادلتعة كغرابة ادلشهد‬
‫كاألحداث‪ ،‬كما يقوـ على الشجاعة كالقوة كشيء مهم كىو احليلة كالفطنة ككما تكمن على‬
‫ادلخاطرات من أجل ربقيق ادلغامرات‪.‬‬
‫كيف األخَت ؽلكن القوؿ أف أنواع قصص األطفاؿ ال تقتصر على ىذه األنواع ادلذكورة فهناؾ‬
‫أنواع أخرل كتعمل نفس عمل ىذه القصص كىدفها نفس اذلدؼ كذلك فكل قصص ادلوجهة‬
‫لألطفاؿ ىدفها ىو ادلتعة كتنمية عقل الطفل كجعلو يعيش يف اخلياؿ الذم يبعده عن كاقعو كتعمل‬
‫كلها على إعطاء الطفل السلوكات احلسنة كإظهار السلوكات السيئة زلاكلة تقدًن رموز لالبتعاد‬
‫عنها‪.‬‬
‫رابعا‪ّ:‬عناصرّقصةّالطفل‪:‬‬
‫القصة ابلعموـ ذلا شكل كمضموف ككذا األمر نفسو ابلنسبة لقصة األطفاؿ حبيث أف ىذه‬
‫األخَتة تتسم بعناصر أساسية نذكر منها ادلوضوع‪ ،‬احلبكة‪ ،‬الشخوص كاألسلوب‪.‬‬
‫‪ -1‬ادلوضوعّ(الفكرةّالرئيسية)‪:‬‬
‫يف أم رلاؿ من اتجماالت نبدأ بفكرة تكوف ىي نقطة األساس‪ ،‬ككذا األمر نفسو ابلنسبة للقصة‬
‫فادلوضوع ىو اجلزء ادلهم من جهة كسبب يف استمرار العناصر األخرل من جهة أخرل ''فهي الشكل‬
‫الفٍت أك إطار الوعاء‪ ،‬فالفكرة ىي الشيء الذم ػلتويو ىذا الوعاء حيث أف أحداث القصة سبضي‬

‫‪ -1‬موفق رايض مقدادم‪ ،‬البٌت احلكائية يف أدب األطفاؿ العريب احلديث‪ ،‬ص‪.35‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصلّاألول‪............................................................ّ:‬مفهومّوالضوابطّ ّ‬

‫كتتفاعل‪ ،‬كالشخصيات تتحرؾ كتتكلم ككأهنم ؽلارسوف حياة حقيقية‪ ،‬لكن احلدث ال ينطلق عشوائيا‪،‬‬
‫كالشخ صيات ال تتصرؼ ارذباال أك اعتباطا‪ ،‬إف كراء كل حركة كسكتة يف القصة ىدؼ أك تعبَتا عن‬
‫معٌت‪ ،‬عن فكرة‪ ،‬عن موضوع كالتوازف الفٍت بُت الشكل كادلوضوع (الفكرة)''(‪ ،)1‬فمن ىنا نفهم أف‬
‫ادلوضوع غلم صبي العناصر كالوعاء كبعدىا تتفاعل فيما بينها لتعطينا الطاب القصصي ادلراد تقدؽلو‬
‫للطفل إال أف تشكيلة الفكرة البد أف تكوف موازية بُت الشكل كالفكرة فال ؽليل الكاتب لكفة‬
‫الشكل كال لكفة ادلضموف فقد يكوف ادلضموف صبيال يف فكرتو إال أنو إف دل يقدـ يف شكل مناسب‬
‫فلن يلقى قبوال من األطفاؿ كالقراء‪.‬‬
‫إال أف الفكرة ؼلتلف صلاحها كذلك راج إذل القراء كمستواىم الفكرم كالثقايف كاالجتماعي‬
‫كأيضا لدرجات االستيعاب كدرجات النمو كاألعمار دبا ربملو من جدة كطرافة كتشويق ففي القصة‬
‫البوليسية مثال ربمل يف طياهتا الغموض الذم ال صلده يف القصة االجتماعية ككذا األمر نفسو م‬
‫األطفاؿ فإف أردان الكتابة البد من الرجوع إذل مراحل النمو عنده كألم فئة ينتمي فطفل الثامنة‬
‫ؼلتلف عن طفل الثانية عشر(‪.)2‬‬
‫''كالفكرة اجليدة ىي اليت تتناكؿ موضوعا يثَت انتباه الطفل‪ ،‬لضخامة ذلك ادلوضوع‪ ،‬أك لغرابتو‬
‫أك ل ٌذ تو أك الستهوائو النفسي أك لتعلقو بعادل الطفل أك بيئتو أك خياالتو''(‪ ،)3‬فما يثَت اىتماـ الطفل‬
‫كيستهويو نظرا للغرابة اليت ربتويو أك تثَت خيالو كتوسعو ؽلكن أف ننعت موضوعو ابلفكرة اجليدة اليت‬
‫ؽلكن أف نعتمدىا‪.‬‬
‫كللفكرة شركط ؽلكن تلخيصها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬أف تكوف ذات قيمة مفيدة‪.‬‬
‫‪ ‬أف تكوف مناسبة دلدارؾ األطفاؿ‪ ،‬مرتبطة حبياهتم‪ ،‬كعواطفهم‪.‬‬

‫‪ -1‬دمحم السيد حالكة‪ ،‬األدب القصصي للطفل (مضموف اجتماعي نفسي)‪ ،‬ص‪.37‬‬
‫‪ -2‬ينظر‪ ،‬أضبد صليب‪ ،‬أدب األطفاؿ علم كفن‪ ،‬ص‪.75‬‬
‫‪ -3‬ىادم نعماف اذلييت‪ ،‬أدب األطفاؿ فلسفتو‪ ،‬فنونو‪ ،‬كسائطو‪ ،‬ص‪.137‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصلّاألول‪............................................................ّ:‬مفهومّوالضوابطّ ّ‬

‫‪ ‬أف زبلو من ادلثالية الشديدة حىت ال تسبب صدمة للطفل إذا اكتشف التناقض يف الواق ‪ ،‬كأف‬
‫زبلو كذلك من ذبميل الشر كموضوعات العنف كالقسوة‪.‬‬
‫فادلوضوع ليس يف بدايتو فقط كإظلا يف صبي مراحل القصة البد أف يعطي انسجاما دائما بُت‬
‫الشخوص كاألسلوب كاحلبكة لتحريك األحداث كاعطائها نسقا صباليا غلذب القراء‪.‬‬
‫‪ -2‬احلبكة‪:‬‬
‫احلبكة ىي رلموع األفكار كاألحداث ادلتنوعة كذلك كفق طاب متسلسل يصب موضوعو يف‬
‫مضموف القصة زلدكد ابطار زلكم ككضح ذلك صليب الكالين قائال‪'' :‬ىو عبارة عن رلموعة الوقائ‬
‫ادلتتابعة ادلًتابطة‪ ،‬كاليت تسرد يف شكل فنب زلبوؾ مؤثر‪ ،‬حبيث تشد إليها الطفل دكف عوائق أك‬
‫(‪)1‬‬
‫تلكؤ‪ ،‬فتصل إذل عقل الطفل يف انسجاـ كنظاـ‪ ،‬فال ينصرؼ عما يقرأ كيسم أك تشتت ذىنو''‬
‫فالنظاـ القائم على ترتيب األحداث كنسقها الفٍت ا﵀بوؾ غلذب الطفل كتدف يف نفسو التشويق‬
‫كتدخل لعقلو بشكل منسجم يدفعو دلتابعة أحداث القصة كالبحث عن حلوؿ ذلا كللقياـ بذلك‬
‫كجب على احلبكة أف تثَت يف نفسو التفكَت كالتخيل كالتذكر‪.‬‬
‫كبعبارة أخرل فاحلبكة ''ىي إحكاـ بناء القصة بطريقة منطقية مقنعة‪ ،‬ألهنا ىي القصة يف‬
‫كجهها ادلنطقي‪ ،‬كمفهومها أف تكوف احلوادث كالشخصيات مرتبطة ارتباطا منطقيا غلعل من رلموعها‬
‫كحدة م تماسكة األجزاء‪ ،‬ذات داللة زلددة ‪ ...‬كىي تتطلب نوعا من الغموض الذم تتضح أسراره‬
‫يف كقتها ادلناسب''(‪ ،)2‬فإحكاـ بناء القصة ابلنظاـ ادلنطقي البد أف يكوف يف جعبتو الغموض الذم‬
‫يتضح بسَتكرة األحداث كالوقت فغالبا ما يبادر ذىن الطفل صورة يف بداية القصة إال أهنا تتغَت‬
‫بصورة سلالفة لتبعث يف نفسو إذل حل الغموض‪.‬‬

‫‪ -1‬صليب الكالين‪ ،‬أدب األطفاؿ يف ضوء اإلسالـ‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ط‪1986 ،1‬ـ‪ ،‬ص‪.59‬‬
‫‪ -2‬أضبد صليب‪ ،‬أدب األطفاؿ علم كفن‪ ،‬ص‪.77‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصلّاألول‪............................................................ّ:‬مفهومّوالضوابطّ ّ‬

‫كعلى كجو العموـ البد من االبتعاد عن اإلكثار من األحداث يف قصة األطفاؿ ألهنا تؤدم بو‬
‫إذل االرتباط كاالنشغاؿ هبا كبذلك يضي عليو فرصة التقاط كفهم ادلعٌت الرئيسي للقصة(‪.)1‬‬
‫كهبذا البد علينا أف نفهم أبف للحبكة شركط ىي‪:‬‬
‫‪ )1‬احلادثة رلموعة كقائ صغَتة مًتابطة‪.‬‬
‫‪ )2‬غلب اتقاف تسلسل األحداث م عدـ االفتعاؿ كذلك للوصوؿ إذل العقدة ُث احلل‪.‬‬
‫‪ )3‬غلب أف تكوف احلادثة ذات قيمة كمرتبطة ببقية األحداث كبفكرة القصة كال يشًتط أف تكوف‬
‫احلوادث ضخمة‪.‬‬
‫‪ )4‬يفضل عدـ اإلكثار من األحداث يف قصة الطفل‪ ،‬كذلك حىت ؽلكن الًتكيز على احلدث‬
‫الرئيسي‪.‬‬
‫‪ )5‬غلب البعد عن احلوادث العنيفة أك الدموية(‪.)2‬‬
‫فبا تباع ىذه الشركط يتوفر للطفل قصة توازم سنو ليصل يف هناية ادلطاؼ إذل مفاتيح األحداث‬
‫كحلوذلا كبذلك يتحقق ادلطلوب كالذم يتمثل يف قصة مفهومة‪ ،‬صبيلة‪ ،‬مؤثرة كجذابة‪.‬‬
‫فاحلبكة تعترب عنصرا من العناصر ادلهمة ففيها تتحرؾ األحداث كالشخوص كصوال إذل قمة‬
‫احلدث كىذا ما يدف الطفل دلواصلة قراءة القصة كاالستمتاع هبا‪.‬‬
‫‪ -3‬الشخوص‪:‬‬
‫كىي من ا﵀ركات األساسية كالشركط الرئيسية اليت غلب أف ربضر يف القصة فهي حسب‬
‫ىادم اذلييت‪'' :‬زلور أساس يف قصص األطفاؿ‪ ،‬كعليو كاف من الضركرم أف تبدك الشخصية لألطفاؿ‬
‫كاضحة‪ ،‬حية‪ ،‬متوافقة م أحداث القصة كأفكارىا''(‪ ،)3‬فكلما كاف تصويرا حيا كلما تفاعل األطفاؿ‬
‫معها كبتفاعلهم م الشخصية بطبيعة احلاؿ يتفاعلوف م القصة عموما كال ؽلكننا أف نغفل على نقطة‬

‫‪ -1‬ينظر‪ ،‬ىادم نعماف اذلييت‪ ،‬أدب األطفاؿ‪ ،‬فلسفتو‪ ،‬فنونو‪ ،‬كسائطو‪ ،‬ص‪.141‬‬
‫‪ -2‬دمحم السيد حالكة‪ ،‬األدب القصصي للطفل (مضموف اجتماعي نفسي)‪ ،‬ص‪.39-38‬‬
‫‪ -3‬ىادم نعماف اذلييت‪ ،‬أدب األطفاؿ‪ ،‬فلسفتو‪ ،‬فنونو‪ ،‬كسائطو‪ ،‬ص‪.142‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصلّاألول‪............................................................ّ:‬مفهومّوالضوابطّ ّ‬

‫رئيسية أال كىي أف الطفل يظهر تفاعلو من خالؿ فرحو بفرح الشخصية كالشعور ابحلزف كاألسى عند‬
‫تعرض الشخوص إذل معاانة كمصاعب األحداث اليت تواجهها فنجده كأنو يعيش الدكر الذم تلعبو‬
‫الشخصية‪ ،‬فدكر الكاتب اجليد ىو القدرة على جعل الشخوص أشبو ابلناس احلقيقيُت خاصة أف‬
‫الطفل خصب اخلياؿ ال يرل ما يراه الكبار‪ .‬كالشخصيات بصفة عامة تنقسم إذل قسمُت أساسيُت‪:‬‬
‫ّأ‪ .‬الشخصياتّادلسطحةّ(اجلاهزة)‪:‬‬
‫كيقصد هبا‪'' :‬الشخصية اليت صلد لتصرفاهتا يف القصة دائما طابعا كاحدا‪ ،‬كعندما تظهر يف‬
‫القصة تكوف مكتملة‪ ،‬ال ينتاهبا تغيَت ابلنمو يف سلتلف مراحل العرض القصصي‪ ،‬كهبذا ؽلكن أف نعرب‬
‫عنها جبملة كاحدة ربكم تصرفاهتا كتعرب عنها يف سلتلف مواقف القصة''(‪ ،)1‬فهي اثبتة ذات طاب‬
‫متكامل تعرب عن نفسها جبملة كاحدة كذلك بسبب طابعها الوحيد الذم تتجلى بو طيلة مراحل‬
‫القصة‪.‬‬
‫ب‪.‬الشخصياتّادلستديرةّ(النامية)‪:‬‬
‫ّ‬
‫ؽلكن القوؿ عنها أبهنا شخصية ذات أبعاد متعددة تنمو م القصة‪ ،‬كتظهر لنا ادلواقف ادلختلفة‬
‫جوانب جديدة منها دل تكن كاضحة عندما تعرفنا إذل ىذه الشخصية ألكؿ مرة‪ ،‬كىذا النوع من‬
‫(‪)2‬‬
‫الشخصية ال يتم تكوينو إذل قرب هناية القصة‪ ،‬كال ؽلكن التعبَت عنو جبملة كاحدة لتعدد جوانبو''‬
‫فالشخصيات النامية عكس اجلاىزة فهي تتغَت عرب مراحل القصة كال ؽلكن التعبَت عنها جبملة كاحدة‬
‫كذلك راج لتعدد منافذىا إضافة إذل أف ىذه الشخصية تتكوف بشكل كامل سول يف هناية القصة‬
‫(‪)3‬‬
‫لتظهر بشكلها النهائي كادلتكامل‪ ،‬كلذلك غلب عند رسم الشخصيات مراعاة ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬أضبد صليب‪ ،‬أدب األطفاؿ علم كفن‪ ،‬ص‪.81‬‬


‫‪ -2‬ادلرج نفسو‪ ،‬ص‪.81‬‬
‫‪ -3‬ينظر‪ ،‬دمحم السيد حالكة‪ ،‬األدب القصصي للطفل (مضموف اجتماعي نفسي)‪ ،‬ص‪.44-43‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصلّاألول‪............................................................ّ:‬مفهومّوالضوابطّ ّ‬

‫‪ )1‬أال تظهر الشخصيات بشكل متكامل فيألف الصغار ذلك كتنطب يف رؤكسهم أف الناس مثاليُت‬
‫ال نقص فيهم فيصطدموف ابلواق بنماذج بشرية مليئة ابلنقائص فتصيبهم اخليبة كقد يدخلهم‬
‫الياس كسوء الظن فلذا كجب التعود على النقائص ليتعودكا على البحث عن حلوؿ ذلا‪.‬‬
‫‪ )2‬من اخلطأ قياـ قصة على بطل مركزم كاحد فالبد من تعدد األبطاؿ كتعدد النماذج البشرية كاليت‬
‫سبثل فيها الطفولة من جوانب عدة‪.‬‬
‫‪ )3‬غلب مراعاة التصرفات من قبل شخصيات القصة أف تتصرؼ كما تتصرؼ شبيهاهتا إذا كضعت‬
‫ربت أتثَت الظركؼ نفسها‪ ،‬كأف تتصرؼ تصرؼ ال غلايف طبيعة احلوادث كالشخصيات‪.‬‬
‫‪ )4‬مراعاة األديب للتكوين اجلسمي كادلالمح حبيث يراىا الطفل بشكل كأهنا حقيقة كقد يربطها‬
‫بشخص قريب سواء ػلبو أك يكرىو‪.‬‬
‫‪ )5‬مراعاة التكوين النفسي للقصة ليتوحد الطفل معها أك ينفر منها من خالؿ احلوار كتسلسل‬
‫األحداث‪.‬‬
‫‪ )6‬يستحسن أف تكوف شخصيات قصص األطفاؿ شخصيات مسطحة فتظهر بطاب كاحد طيلة‬
‫القصة ألف األطفاؿ قدرة االستيعاب عندىم زلدكدة إضافة إذل أف الطفولة ال ربتاج للتعقيد‬
‫كالغموض‪.‬‬
‫فالشخوص عنصر أساسي خاصة يف قصص األطفاؿ فهي تعمل إلبراز الفكرة كإبراز داللة‬
‫ادلوضوع ادلطركح فبالشخوص تربز ادلعاين كادلشاعر‪.‬‬
‫‪ -4‬األسلوب‪:‬‬
‫الفكرة كاحلبكة كالشخوص عناصر أساسية لبناء القصة‪ ،‬كال ؽلكن أف تكوف ىناؾ قصة جيدة‬
‫إال إذا اعتمد القاص أسلواب معينا يف تقدؽلها ذلك أف األسلوب ىو ''التعبَت بصورة كاضحة كقوية‬
‫كصبيلة عن الفكرة‪ ،‬حبيث تبدك عميقة كصادقة كمؤثرة''(‪ ،)1‬فالقصة البد أف تكوف قوية يف أسلوهبا‬
‫لتجذب إليها الطفل فأم قصة كجب أف تًتؾ األثر يف الطفل كتعطيو فكرة كرسالة تساعده يف‬

‫‪ -1‬ىادم نعماف اذلييت‪ ،‬أدب األطفاؿ‪ ،‬فلسفتو‪ ،‬فنونو‪ ،‬كسائطو‪ ،‬ص‪.144‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصلّاألول‪............................................................ّ:‬مفهومّوالضوابطّ ّ‬

‫حياتو‪ ،‬فاألسلوب لو أساسيات تتلخص يف ''العناصر األساسية اليت سبيز قصص األطفاؿ ىي‪:‬‬
‫الوضوح‪ ،‬كالقوة‪ ،‬كاجلماؿ''(‪ ،)1‬فوضوح األسلوب مثال يكمن يف مدل استيعاب الطفل للًتاكيب اليت‬
‫ربتويها القصة‪ ،‬فالبد أف تكوف سهلة ككاضحة كيف ادلتناكؿ بعيدة عن كل التنميقات اللفظية اليت‬
‫ذبعل من القصة غامضة كغَت مفهومة أم أهنا تتسم ابلشفافية جلذب الطفل ال لتنفَته‪ ،‬أما قوة‬
‫األسلوب تكمن يف إيقاظ حواس الطفل إلاثرتو كتشويقو للغوص يف معاين القصة يف رلرايت‬
‫األ حداث كالشخصيات‪ ،‬لكن ال ؽلكن ذباكز صباؿ األسلوب الذم ػلقق اتساقا كانسجاما كنغما‬
‫موسيقيا‪ ،‬كبتوفر ىذه العناصر الثالثة يتحقق األسلوب اجليد للقصة‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫إضافة إذل ذلك البد للكاتب أف ؼلتار طريقة ما يف الكتابة تتمثل يف‪:‬‬
‫أ‪ -‬الطريقة ادلباشرة‪ :‬كيتوذل فيها الكاتب عملية السرد بعد أف يتخذ لنفسو موقف خارج أحداث‬
‫القصة‪.‬‬
‫ب‪ -‬طريقة السرد الذايت‪ :‬كفيها يكتب ادلؤلف على لساف أحد شخصيات القصة‪.‬‬
‫ج‪-‬طريقة الواثئق‪ :‬كفيها يقدـ ادلؤلف القصة عن طريق عرض رلموعة من اخلطاابت أك اليوميات أك‬
‫الواثئق ادلختلفة‪.‬‬
‫ؽلكن القوؿ أف األسلوب ىو الذم غلم بُت ادلوضوع كالشخوص كاحلبكة لتكوين بناء‬
‫متكامل الصفات متميزا أبلفاظو كتراكيبو‪.‬‬
‫إذف فقصة الطفل ربتوم على عناصر أساسية لبنائها من جهة كتراعي بذلك الفئة العمرية‬
‫كالنفسية كالفكرية من جهة أخرل فهي ربدد كربكم بضوابط نسقية تراعى فيها شركط سلتلفة بعيدة‬
‫عن العشوائية‪.‬‬

‫‪ -1‬ادلرج السابق‪ ،‬ص‪.144‬‬


‫‪ -2‬أضبد صليب‪ ،‬أدب األطفاؿ علم كفن‪ ،‬ص‪.79‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصلّالثاين‪ّ:‬القيمّاإلنسانيةّواجلماليةّيفّقصصّاألطفالّ‬
‫سبهيد‪:‬‬
‫أكال‪ :‬مفهوـ القيمة‬
‫اثنيا‪ :‬مفهوـ اإلنسانية‬
‫اثلثا‪ :‬مفهوـ اجلمالية‬
‫رابعا‪ :‬قراءة الصور ادلرافقة لنصوص القصص‬
‫خامسا‪ :‬شخوص القصص‬
‫سادسا‪ :‬القيم ادلستخلصة من القصص‬
‫الفصلّالثاين‪.............................................ّ:‬دراسةّالقيمّاإلنسانيةّواجلماليةّّّ ّ‬

‫دتهيد‪ّ ّ:‬‬
‫تعد القيم االنسانية كاجلمالية من ادلوضوعات اذلامة اليت أخذت مكاان كبَتا يف تفكَت ادلفكرين‬
‫كاليت استحوذت عقوذلم منذ القدـ‪ ،‬لذلك انسب االىتماـ على ىذه القيم‪ ،‬كىذا ما جعلنا نفق أكال‬
‫على مدلوؿ كلمة القيم اليت غلب علينا أف ضلدد مفهومها ألهنا من ادلقومات الرئيسية لفهم أم علم‬
‫من العلوـ لذلك غلب علينا أف نتب مصطلح القيمة من الناحية اللغوية كاالصطالحية‪.‬‬
‫أوال‪ّ:‬مفهومّالقيمة‪ّ ّ:‬‬
‫‪ -1‬لغة‪ّ :‬‬
‫لفظة القيم يف اللغة العربية من الفعل( قوـ) كدبراجعة ادلعاجم العربية نالحظ كجود العديد من‬
‫التعريفات كادلعاين ذلذه اللفظة‪ ،‬حيث يذكر ابن منظور «أف القياـ أييت دبعٌت ا﵀افظة كادلالزمة‪ ،‬ككما‬
‫أييت دبعٌت الثبات االستقامة فيقاؿ أقمت الشيء كقومتو فقاـ دبعٌت استقاـ ‪ ...‬كالقيمة شبن الشيء‬
‫(‪.)1‬‬
‫ابلتقوًن»‬
‫كيتحدث كذلك اجلوىرم على مصطلح القيمة يقوؿ «أصلها الواك‪ ،‬ألنو يقوـ مقاـ الشيء‬
‫(‪.)2‬‬
‫من خالؿ ادلفهومُت السابقُت ؽلكن‬ ‫كاالستقامة كاالعتداؿ‪ ،‬كقومت الشيء فهو قوًن أك مستقيم‪».‬‬
‫أف صلم أف القيمة تدؿ حوؿ االستقامة كا﵀افظة‪ ،‬كاالعتداؿ كأف ىذه تعترب صفات يتصف هبا‬
‫اإلنساف السوم ذك قدر عاؿ يف رلتمعو كم نفسو‪ ،‬كىذه الصفات قد دعا هبا اإلسالـ زلاكال غرسها‬
‫يف نفوسنا‪.‬‬
‫‪ّ -2‬اصطالحا‪ّ :‬‬
‫إف القيمة من ادلفاىيم اجلوىرية يف كافة ميادين احلياة ألهنا سبس شخصية اإلنساف‪ ،‬ألهنا تعترب‬
‫معايَت كأىداؼ يقوـ عليها أم رلتم من اتجمتمعات لذلك عرفت على أهنا‪ «:‬معيار للحكم‬

‫‪ -1‬ابن منظور‪ ،‬صباؿ الدين دمحم بن مكرـ‪ ،‬لساف العرب‪ ،‬ص ‪.232‬‬
‫‪ -2‬اجلوىرم امساعيل بن ضباد‪ ،‬الصحاح‪ ،‬تح ‪ :‬أضبد عبد الغفور عطار ‪ ،‬ج‪ ،5‬دار العلم ‪ ،‬بَتكت‪،‬ط‪1407 ،3‬ق‪1987 -‬ـ‬
‫ص‪.217‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصلّالثاين‪.............................................ّ:‬دراسةّالقيمّاإلنسانيةّواجلماليةّّّ ّ‬

‫يستخدمو الفرد كاجلماعة من بُت عدة بدائل يف مواقف تتطلب قرارا ما أك سلوكا معينا‪ ،‬كىي حكم‬
‫عقلي انفعارل على أشياء مادية أك معنوية يوجو اختياران بُت البدائل السلوؾ يف ادلواقف ادلختلفة كىي‬
‫معايَت كجدانية كفكرية يعتقد هبا األفراد‪ ،‬كدبوجبها يتعاملوف م األشياء ابلقبوؿ اك الرفض‪ .)1(».‬ىذا‬
‫يعٍت أف القيمة تعد كسيلة تضبط األحكاـ كالقرارات اليت يفرزىا العقل على أشياء كينفعل معها‬
‫لتكوف بذلك قيم كجدانية كفكرية يستخدمها الفرد كيتعامل هبا يف حياتو يف كل ما يصادفو سواء‬
‫ابلرفض أك القبوؿ‪.‬‬
‫كعرفت كذلك على أهنا « من ادلفاىيم اليت اىتم هبا الكثَت من الباحثُت يف رلاالت سلتلفة‬
‫كالفلسفة كالًتبية كاالقتصاد كعلم االجتماع كعلم النفس‪ ،‬كغَت ذلك من اتجماالت‪ ،‬كقد ترتب على‬
‫(‪.)2‬‬
‫كنستنتج أف القيمة‬ ‫ذلك نوع من اخللط كالغموض يف استخداـ ادلفهوـ من زبصصو آلخر‪».‬‬
‫لقيت اىتماـ كاسعا ككبَتا من قبل الباحثُت الذين غاصو يف صبي اتجماالت شلا أدل إذل عدـ اعطاء‬
‫مفهوـ كاحد كمتفق عليو حوؿ ىذا ادلصطلح كقد عرفت القيمة لدل علماء االجتماع على أهنا‪ «:‬أف‬
‫عملية التقييم تقوـ على أساس كجود مقياس كمضاىاة يف ضوء مصاحل الشخص من جانب‪ ،‬كيف‬
‫ضوء ما يتيحو لو اتجمتم من كسائل كامكانيات لتحقيق ىذه ادلصاحل من جانب آخر ففي القيم‬
‫علمية انتقاء مشركط ابلظركؼ اتجمتمعية ادلتاحة كالقيم كما يعرفها العديد من علماء االجتماع‬
‫مستول أك معيار لالنتقاء من بُت بدائل كشلكنات اجتماعية متاحة أماـ الشخص االجتماعي يف‬
‫(‪.)3‬‬
‫ادلوقف االجتماعي»‬
‫ىذا يعٍت أف القيمة تتيح للفرد اختيار األشياء اليت زبص اتجمتم كتكوف أماـ الشخوص‬
‫االجتماعية كتكوف داخل اتجماؿ االجتماعي كليس خرجو كقد عرفها علماء النفس‪ «:‬أهنم يهتموف‬
‫بكل جانب من جوانب سلوؾ الفرد يف اتجمتم كال يتحدد إبطار زلدد لنظاـ أك نسق معُت فعلم‬

‫‪ -1‬عمر أضبد اذلمشرم‪ ،‬التنشئة االجتماعية للطفل‪ ،‬دار الصفاء للنشر كالتوزي ‪,‬عماف‪ ،‬ط‪2013 ،2‬ـ‪1434،‬ق‪ ،‬ص ‪.309‬‬
‫‪ -2‬عبد اللطيف دمحم خليفة‪ ،‬إرتقاء ا لقيم( دراسة نفسية)‪ ،‬اتجملس الوطٍت للثقافة كالفنوف كاألدب‪ ،‬الكويت‪،1992 ،‬ص‪.30‬‬
‫‪ -3‬ادلرج نفسو‪ ،‬ص ‪33‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصلّالثاين‪.............................................ّ:‬دراسةّالقيمّاإلنسانيةّواجلماليةّّّ ّ‬

‫النفس االجتماعي يركز عنايتو على مسات الفرد‪ ،‬كاستعداداتو كاستجاابتو فيما يتصل بعالقاتو‬
‫ابآلخرين كيف ضوء ذلك يتبُت أف علماء االجتماع يتعاملوف م القيم اجلماعية ‪Group values‬‬
‫أما علماء النفس فَتتكز اىتمامهم على دراسة قيم الفرد ‪ Individual values‬كزلدداهتا سواء‬
‫كانت نفسية أـ اجتماعية أـ جسمية‪....‬اخل‪ .‬فعلى حُت سبثل اجلماعة بؤرة االىتماـ علماء‬
‫االجتماع ؽلثل الفرد بؤرة كمركز االىتماـ لدل علماء النفس‪ .)1( ».‬فهذا دليل على أف علماء النفس‬
‫ؼلتلفوف م علماء االجتماع يف اعطاء مفهوـ القيمة فكل عادل يهتم ابلقيمة من كجهة نظره‪ ،‬فهناؾ‬
‫من يراىا أهنا تكتمل على جانب اجلماعي كىناؾ من يراىا على جانب النفسي ككذلك صلد تعريف‬
‫آخر‪« :‬أم شيء لو قيمة أك قيما يف ادلعٌت األصلي اجلوىرم اجلام حُت يكوف موضوع اىتماـ ما‪،‬‬
‫أم أف القيمة تعرؼ ابالىتماـ‪ .)2( ».‬من خالؿ ىذا تبُت أف العمود األساسي الذم تقوـ عليو القيمة‬
‫ىو االىتماـ كادلساندة‪.‬‬
‫كيف األخَت ؽلكن أف نقوؿ أف القيم جزء من ثقافة كتفكَت أم رلتم الذم يكمن يف عاتقو ربديد قيم‬
‫أم فرد فهو األداة اليت تستطي ربديد كتغيَت سلوؾ أفراد اتجمتم يف صبي اتجماالت كاحلاالت‪.‬‬
‫اثنيا‪ّ:‬مفهومّاالنسانية‪:‬‬
‫‪ -1‬لغة‪ :‬جاء يف لساف العرب‪:‬‬
‫من أنس‪ ،‬اإلنساف كاإلنس ‪ :‬صباعة الناس‪ ،‬كاجلم أانس كىم األنس‪ .‬تقوؿ‪ :‬رأيت دبكاف كذا‬
‫ككذا أنسا كثَتا أم انس كثَتا‪ :‬كقد ترل ابلدار يوما أنسا‪.‬‬
‫(‪.)3‬‬
‫كاإلنس‪ ،‬ابلتحريك‪ :‬احلي ادلقيموف‬

‫‪ -1‬ادلرج السابق‪ ،‬ص‪35‬‬


‫‪ -2‬أضبد عبد احلليم عطية‪ ،‬القيم يف الواقعية اجلديدة‪ ،‬دار الثقافة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،2008 ،‬ص ‪.137‬‬
‫‪ -3‬ابن منظور‪ ،‬لساف العرب‪ ،‬ص ‪.148‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصلّالثاين‪.............................................ّ:‬دراسةّالقيمّاإلنسانيةّواجلماليةّّّ ّ‬

‫كما جاء يف معجم مقاييس اللغة‪ :‬اذلمزة كالنوف كالسُت أصل كاحد‪ ،‬كىو ظهور الشيء‪ ،‬ككل‬
‫شيء خالق طريقة التوحش‪ ،‬قالو‪ :‬اإلنس خالؼ اجلن‪ ،‬كمسوا لظهورىم‪ .‬كيقاؿ آنست الشيء‪ ،‬إذا‬
‫رأيتو‪.‬‬
‫(‪.)1‬‬
‫كيقاؿ آنست الشيء إذا امسعتو‪.‬‬
‫أما معجم الوسيط «اإلنسانية خالؼ البهيمة‪ ،‬كصبلة الصفات اليت سبيز اإلنساف‪ ،‬أك صبلة أفراد النوع‬
‫(‪.)2‬‬
‫البشرم اليت تصدؽ عليها ىذه الصفات‪».‬‬
‫‪ -2‬اصطالحا‪ّ :‬‬
‫تعرؼ ب‪ :‬تضم أية مؤثرات تقود إذل احلرية كأهنا غلب أف ال تستعمل كمجرد اسم نوعي يدؿ‬
‫على أقساـ معينة من ادلعرفة أك أجزاء من برانمج تعليمي مدرسي‪ ...‬كإظلا تستعمل لتدؿ على حالة‬
‫(‪.)3‬‬
‫فنستنتج أف اإلنسانية تصاحب احلرية كتسعى‬ ‫معينة من احلرية قد تسهم يف ىذه األمور ادلذكورة‬
‫لتحقيقها كذلك عن طريق التأثَتات اليت تؤدم ذلا‪.‬‬
‫اثلثا‪ّ:‬مفهومّاجلمالية‪:‬‬
‫‪ -1‬لغة‪ّ :‬‬
‫ً‬ ‫كاجلماؿ مصدر اجلميل‪ ،‬كالفعل صبل‪ ،‬كقولو عز كجل‪ ﴿ :‬كلى يكم فًيها ىصب ه ً‬
‫ُت تيًرػليو ىف ىكح ى‬
‫ُت‬ ‫اؿ ح ى‬ ‫ى ٍ ى ى‬
‫ابلضم‪ ،‬صباال‪ ،‬فهو صبيل كصباؿ‪،‬‬ ‫تى ٍسىر يحو ىف﴾سورة النحل اآلية ‪ 06‬أم هباء كحسن كقد صبل الرجل‪ٌ ،‬‬
‫ابلتخفيف (فهذه عن اللحياين)‪ ،‬كصباؿ‪ ،‬األخَتة ال تكسر كاجلماؿ ابلضم كالتشديد‪ :‬أصبل من‬
‫(‪.)4‬‬
‫اجلميل‪ ،‬كصبلو أم زينو كالتجميل‪ :‬تكلف اجلميل‬

‫‪ -1‬أضبد بن فارس بن زكراي أبو حسُت‪ ،‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬دار الفكر ‪ ،2007‬ص ‪.145‬‬
‫‪ -2‬رلم اللغة العربية‪ ،‬معجم الوسيط‪ ،‬مكتبة الشركؽ الدكلية‪ ،‬ط‪2004,4‬ص‪.30‬‬
‫‪ -3‬رالف ابتركف برم تر‪:‬سلمى اخلضراء اجليوسي‪ ،‬إنسانية اإلنساف‪ ،‬منظورات مكتبة ادلعارؼ‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪ -4‬ابن ادلنظور‪ ،‬لساف العرب‪،‬ص ‪685‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصلّالثاين‪.............................................ّ:‬دراسةّالقيمّاإلنسانيةّواجلماليةّّّ ّ‬

‫كما جاء يف معجم الوسيط اجلماؿ(عند الفالسفة) صفة تلحظ يف األشياء‪ ،‬كتبعث يف النفس‬
‫سركرا كرضا‪(،‬علم اجلماؿ) ابب من أبواب الفلسفة يبحث يف اجلماؿ كمقاييسو كنظرايتو(مج) كيقاؿ‬
‫صبالك‪ ،‬اصرب كذبمل‪ ،‬كصبالك أال تفعل ىذا‪ ،‬ال تفعلو‪ ،‬كالتزـ األمر األصبل‪.‬‬
‫(‪.)1‬‬
‫اجلماؿ‪ :‬البالغ يف اجلماؿ‬
‫كما نستخلصو من ادلعجمُت أف اجلماؿ يق حسنو يف ادلعاين كالصور كاألفعاؿ‪.‬‬
‫‪ّ -2‬اصطالحا‪ّ:‬‬
‫ذىب أفالطوف إذل أف «اجلماؿ احلقيقي ىو ما يصدر عن احلقيقة أك عادل ادلثل كجعل اجلماؿ‬
‫أحد أقطاب مثلث عادل ادلثل احلق كاخلَت كاجلماؿ‪ ،‬كم ذلك فقد رأل أيضا أف اجلماؿ ىو االنسجاـ‬
‫كالتناظر كالتناسب‪ ،‬إذا حاكؿ فهم اجلماؿ ا﵀سوس من خالؿ ادلقارنة بُت األشياء‪ ،‬كخلص أخَتا إذل‬
‫(‪.)2‬‬
‫كادلقصود ىنا أف اجلماؿ يكمن يف احلقيقة كاليت تتواجد‬ ‫استحالة تعريف اجلماؿ تعريف ابحلد»‬
‫فقط يف عادل ادلثل خاصة أف اجلماؿ أحد اقطاب الثالثة‪.‬‬
‫اجلماؿ ىو إحساس ابلشيء كأف صباؿ الشيء ال عالقة لو بطبيعة الشيء‪ ،‬كإظلا من ا﵀اكمة‬
‫اجلمالية اليت تنب من داخلنا ابالندماج احلر للفكر كادلخيلة‪ ،‬أك بُت رلارل العقل النظرم كالعقل‬
‫العلمي كتصل بُت ىذين اتجمالُت‪.‬‬
‫أما الكاتبة مرغريت ككلف ىنجرفورد فأيدت السفسطائيوف سباما يف أف «اجلماؿ كما يراه ادلشهد‪».‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬

‫‪ -1‬رلم اللغة العربية‪ ،‬دلعجم الوسيط‪ ،‬ص ‪.136‬‬


‫‪ -2‬عزت السيد أضبد‪ ،‬اجلماؿ كعلم اجلماؿ‪ ،‬حدكس كإشراقات‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،‬ط‪ ،2013 ،2‬ص‪19‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصلّالثاين‪.............................................ّ:‬دراسةّالقيمّاإلنسانيةّواجلماليةّّّ ّ‬

‫رابعا‪ّ:‬القيمّاالنسانيةّواجلمالية ّ‬
‫النموذجّرقمّ‪ّ:01‬يفّقصةّاإلحتادّقوةّ ّ‬
‫‪ -1‬دراسةّالصورّادلرفقةّللنص‪:‬‬
‫ّأ‪ -‬الغالفّاألمامي‪ّ :‬‬
‫تعد الطريقة ادلثلى لنقل ادلعلومات اليت تتضمنها قصة ما إذل عقوؿ األطفاؿ يعرضها عرب صور‬
‫متسلسلة م تسلسل األحداث كىذا هبدؼ منشود أال كىو التأثَت فيهم‪ ،‬خاصة أف األطفاؿ تنقصهم‬
‫اخللفية ادلعرفية لتكوين تلك الصور دكف رؤيتها انىيك عن فضل الصور الًتسيخ كمساعدة الطفل‬
‫على تذكر القصة غيبا دكف الرجوع لطياهتا كىذا ؼلتلف سباـ االختالؼ عن األطفاؿ الذين تسرد ذلم‬
‫القصة من غَت صور‪ .)1(،‬كمن ىنا نبدأ بدراسة الصور ادلرفقة لقصة يف "االرباد قوة" حيث نالحظ أف‬
‫القصة ربتوم على شباين صفحات‪ ،‬أما صفحاهتا فمتينة ال تقط بسهولة مناسبة لألطفاؿ الذين‬
‫تًتاكح أعمارىم ما بُت ست سنوات إذل عشر سنوات‪.‬‬
‫كما يصادؼ الطفل عند اقتنائو للقصة الغالؼ االمامي الذم ػلتوم على غابة خضراء كمساء‬
‫زرقاء يتخللها سحب خفيفة كيتواجد هبذه الغابة ثالثة ثَتاف قوية البنية ذات قركف أبلواف سلتلفة ثور‬
‫أسود كثور أبيض كثور أضبر‪ ،‬فبالنسبة للوف األسود فهو مؤشر على القوة كالسلطة كالتحكم يف زماـ‬
‫األمور بينما يدؿ اللوف األبيض على السالـ كاخلَت كاحلياد بينهما األضبر فيدؿ على الشجاعة كالوالء‬
‫كالشرؼ كدكف شك‪ ،‬فاستخداـ ىذه األلواف ليس عفواي كإظلا جلذب الطفل خاصة أف ىذه األلواف‬
‫جاذبة إضافة لألسد الذم يقف مستهزء ابلثَتاف كىذا األخَت ٌلوف بلونُت األصفر كالبٍت‪ ،‬كزايدة على‬
‫ىذه الرسوـ فإف الصفحة يف أعالىا مكتوب يف "سلسلة القصص ادلريب لألطفاؿ" كالظاىرة من‬
‫خالذلا أهنا السلسلة اليت تنتمي ذلا القصة كىدفها الًتبية كاإلنشاء‪ ،‬بينما العنواف فقد أتى ربت سلسلة‬
‫مباشرة خبط غليظ أخذ مساحة الصفحة من اليمُت إذل اليسار بلوف أزرؽ كال ؽلكن إخفاء التأثَت‬
‫اإلغلايب لو يف نفسية الطفل يف االستقرار كالذكاء م ارتباطو ابحلدس كاخلياؿ كقد زكد أيضا العنواف‬

‫‪-1‬ينظر‪ ،‬مسَت عبد الوىاب أضبد‪ ،‬أدب األطفاؿ قراءات نظرية كظلاذج تطبيقية‪ ،‬ص ‪.151‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصلّالثاين‪.............................................ّ:‬دراسةّالقيمّاإلنسانيةّواجلماليةّّّ ّ‬

‫ابلشكل دلساعدة األطفاؿ لقراءتو بسهولة دكف االعتماد على الكبار‪ ،‬إضافة للعنواف فقد كجد الرقم‬
‫سبعة الذم يوضح ترتيب القصة يف السلسلة بينما ربت العنواف صلد اسم ادلؤلف كيف آخر الصفحة يف‬
‫ادلنتصف صلد دار النشر " أطياؼ"‬
‫بّصورّالقصةّمنّالداخل‪ّ ّّ:‬‬
‫عند توغلنا يف القصة صلد أهنا عاكسة تجمرايت األحداث حيث تبدأ بوجود ثالثة ثَتاف‬
‫كحشية دبرعاىم إبحدل ادلراعي اخلصبة كعرفوا ابلتعاكف كالتكافل كعدـ التفرقة‪« :‬ككانوا ال يسَتكف إال‬
‫يف صباعة متحدين متضامنُت كألجل ذلك كانت السباع ك الطيور اجلارحة ال تقًتب منها خوفا من‬
‫قوهتا كبطشها‪ .)1( ».‬فكل حيواانت تدرؾ تعاكهنم كال أحد فكر يف االعتداء عليهم إذل أف دخل أسد‬
‫قوم حاكؿ تفرقتهم إال أنو دل يستط خاصة أف اربادىم سر قوهتم إال أنو دل يتواىن بعد اخاقو لكن‬
‫حاكؿ التفكَت يف خطة لتحقيق مبتغاه «ففكر يف حيلة شيطانية يستطي هبا التغلب على الثَتاف‬
‫(‪.)2‬‬
‫الثالثة‪» .‬‬
‫أما من جانب الصورة فتظهر الثَتاف رلتمعة يف الغابة بينما احلشائش خضراء تدؿ على خصوبتها‬
‫كتسَت األحداث بذىاب األسد لثور األسد كانفراد معو فيو يف احلديث ابقًتاحو‪« :‬ما رأيك اي عزيزم‬
‫يف أف نتخلص من الثور األبيض فإنو أيكل احلشيش كثَتا كال يًتؾ لكم منو إال الذابل‪ ،‬سأقضي عليو‬
‫كبذلك تبقى الغابة لك كللثور األضبر»(‪ .)3‬فأجاب الثور األسد يف حُت طرحو الفكرة ابلقبوؿ دكف‬
‫التفكَت يف أسوء االحتماالت لينتهي ادلطاؼ ابلثور األبيض بُت عيٍت الثوراف اآلخراف كاللذاف غلبهما‬
‫جشعهما‪ ،‬كبعد أايـ معدكدة رج األسد ليعود يف خطتو كىذه ادلرة انفرد رلددا ابلثور األسود أدخل‬
‫يف نفسو الطم ابدللك كالسلطة حيث قاؿ لو‪ «:‬ما رأيك يف أف أفًتس الثور األضبر لتبقى كحدؾ‬
‫(‪.)4‬‬
‫ليعيد الفكرة بغباء كيقبل عرض األسد الذم دل يتواف عن أكل‬ ‫سيد ادلرعى ال ينازعك فيو أحد‪».‬‬

‫‪ -1‬دمحم صاحل انصر‪ ،‬يف االرباد قوة‪ ،‬سلسلة القصص ادلريب لألطفاؿ‪ ،‬دار النشر‪ ،‬أطياؼ بومرداس‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ص ‪.03‬‬
‫‪-2‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص ‪.03‬‬
‫‪-3‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص ‪.04‬‬
‫‪-4‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص ‪.05‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصلّالثاين‪.............................................ّ:‬دراسةّالقيمّاإلنسانيةّواجلماليةّّّ ّ‬

‫الثور األضبر الذم راح ضحية طم الثور األسود بينما صور ىذه األحداث كانت تعرب عن سعادة‬
‫األسد يف إيقاع الثور يف مكيدتو بينما تبُت دىشة الثور كقبولو كيظهر كذلك الثور بعيدا عنهما‪ ،‬كبعد‬
‫مدة يعود األسد للثور االسود كىذه ادلرة كجده دبفرده كخاصة بعد أف زبلص من كال الثورين‬
‫«كبصوت مرتف ‪ :‬جاء دكرؾ األف اي عزيزم!» (‪ .)1‬كهتجم عليو األسد لينتهي ادلطاؼ برقبتو بُت‬
‫أنياب األسد كمنها ندـ كثَتا كربصر بقولو‪:‬‬
‫«إظلا أكلت يوـ أكل الثور األبيض‪ ،.)2( ».‬فمن عبارتو أتسف كحسرة كإدراؾ أنو بعد افًتاقو كتشتت‬
‫ارباده م ابقي الثَتاف جراء الطم كالغباء انؿ جزاء قاسيا‪ ،‬بينما الصور كانت متتبعة لألحداث‬
‫حيث أهنا تظهر صراع األسد م الثور‪.‬‬
‫ابإلضافة ألحداث القصة فقد قاـ الكاتب يف بداية قصتو بعبارة‪ :‬بٍت العزيز!‬
‫«سأحكي لك اليوـ حكاية الثَتاف الثالثة م األسد‪ .)3( ».‬كفيها يقدـ موضوع القصة‪ ،‬كيوطد العالقة‬
‫م الطفل بعبارة" بٍت العزيز" أما يف هناية القصة فقد قاـ إبضافة عبارة «كىكذا ترل اي كلدم العزيز‬
‫عاقبة التفرؽ كالتفرد‪ .)4( ».‬فهو يعطي مغزل احلكاية كعاقبة التفرؽ ابإلضافة إذل تزكيده آبايت من‬
‫اللً ىعلىٍي يك ٍم إً ٍذ‬ ‫ً‬ ‫صمواٍ ًحبب ًل ً ً‬
‫الل ىصب نيعا ىكالى تىػ ىفَّرقيواٍ ىكاذٍ يك يركاٍ ن ٍع ىمةى ٌ‬
‫ً‬
‫الذكر احلكيم‪ ،‬لتأكيد ما يقولو‪ ﴿ :‬ىك ٍاعتى ي ىٍ ٌ‬
‫ىصبى ٍحتيم بًنً ٍع ىمتً ًو إً ٍخ ىو ناان﴾(‪.)5‬آؿ عمراف ‪ 103‬فهنا يؤكد لو أف هللا‬ ‫ُت قيػليوبً يك ٍم فىأ ٍ‬ ‫يكنتي ٍم أ ٍىع ىداء فىأىلَّ ى‬
‫ف بىػ ٍ ى‬
‫أمران ابالرباد كعدـ التفرؽ‪ ،‬اضافة إذل أف الكاتب زكد القصة آبية أخرل ربث على االبتعاد عن‬
‫ً‬ ‫َّ ً‬
‫ات ىكأ ٍيكلىػئً ى‬ ‫ً‬
‫ك ىذليٍم‬ ‫اءى يم الٍبىػيًٌنى ي‬
‫اختىػلى يفواٍ من بػى ٍعد ىما ىج ي‬
‫ين تىػ ىفَّرقيواٍ ىك ٍ‬
‫التفرؽ االختالؼ ﴿ ىكالى تى يكونيواٍ ىكالذ ى‬
‫اب ىع ًظ هيم﴾ آؿ عمراف ‪ .)6(105‬كيبُت لو جزاء التفرقة كعدـ االرباد يف الدنيا كاألخرة‬ ‫ىع ىذ ه‬

‫‪-1‬ادلصدر السابق‪ ،‬ص ‪.06‬‬


‫‪-2‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص ‪.06‬‬
‫‪-3‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص‪.02‬‬
‫‪-4‬ادلصدر نفسو ص‪.07‬‬
‫‪-5‬آؿ عمراف‪ ،‬اآلية ‪103‬‬
‫‪-6‬آؿ عمراف‪ ،‬اآلية ‪105‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصلّالثاين‪.............................................ّ:‬دراسةّالقيمّاإلنسانيةّواجلماليةّّّ ّ‬

‫لتنتهي القصة يف آخر صفحتُت بشرح ادلفردات الصعبة هبدؼ تذليل صعوبتها على الطفل‪ ،‬إضافة‬
‫إذل تنشيط ذىنو ببعض األسئلة هبدؼ ترسيخ القصة‪.‬‬
‫ج‪-‬الغالفّاخللفي‪ّ :‬‬
‫بينما الغالؼ اخللفي يف أعلى تتواجد أىداؼ السلسلة يف ترسيخ العقيدة كربط الطفل‬
‫ابلثقافة اإلسالمية كبث فيهم مكارـ األخالؽ كتنمية حصيلة اللغوية العربية أما ابقي الصفحة فتوجد‬
‫صبي السلسلة كهبا يتعرؼ الطفل على القصص‪.‬‬
‫كادلالحظ يف العموـ أف الصور كانت تشكل أعلية كبَتة يسرت على الطفل فهم األحداث‬
‫صبيعا خاصة أف السرد تزامن م الصور كىذا بغية تنمية خياؿ الطفل كزايدة التفكَت يف ذىنو‪.‬‬
‫‪-2‬شخوصّقصةّيفّاالحتادّقوة‪:‬‬
‫أ‪ -‬الشخوصّالرئيسةّ‪ّ:‬‬
‫‪-‬األسد‪:‬‬
‫شخصية رئيسية فاعلة ذكي كماكر حاكؿ التفريق بُت الثَتاف رلتمعة فأخفق يف ذلك ليحاكؿ‬
‫رلددا خبطة ماكرة لتفريقهم كتشتيتهم‪ ،‬كصلح ذلك دبعرفة نقطة ضعف أحد الثَتاف كزلاكرتو لو‪ ،‬فادلرة‬
‫األكذل أتى لو يف ثوب الناصح كأبف الثور األبيض أيكل الكثَت من العشب كال يًتؾ ذلم‪ .‬فنتيجة إغواء‬
‫نفس الثور األسود كخبلو الشديد أعطى الضوء األخضر لقتل الثور األبيض «قائال‪ :‬إهنا فكرة ىائلة‬
‫(‪.)1‬‬
‫كدل يتوقف األسد يف فعلتو ىذه فقط فبعد قتلو للثور األبيض تردد رلددا لثور‬ ‫كعليك بتنفيذىا‪».‬‬
‫األسود بعد أايـ ليغريو ابلسلطة كذلك بعدـ ردعو أثناء قتلو للثور األضبر «كماىي إال حلظات حىت‬
‫(‪.)2‬‬
‫كيف األخَت تتم‬ ‫كاف الثور األضبر يصارع ادلوت بُت فكي األسد أيكل حلمو كيكسر عظامو‪».‬‬
‫خطة األسد بنجاح أثناء افًتاسو للثور األسود خاصة أنو فقد أصدقاءه كخلت الساحة لألسد من‬
‫أجل القضاء عليو‪.‬‬

‫‪ -1‬دمحم صاحل انصر‪ ،‬يف االرباد قوة‪ ،‬ص‪.04‬‬


‫‪-2‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص‪.05‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصلّالثاين‪.............................................ّ:‬دراسةّالقيمّاإلنسانيةّواجلماليةّّّ ّ‬

‫‪ّ-‬الثورّاألسود‪:‬‬
‫شخصية رئيسية فعالة بسبب طمعو كجشعو كغبائو أدل إذل هناية صديقيو كهنايتو لنيل‬
‫السلطة كالعشب إال أف ادلوازين انقلبت ضده‪ ،‬إضافة إذل قلة تفكَته يف عواقب األمور كثقتو الزائدة‬
‫ابألسد «أجابو قائال‪ :‬إهنا فكرة ىائلة كعليك بتنفيذىا‪ .)1( ».‬فهذا كاف جوابو عندما اقًتح عليو قتل‬
‫الثور األبيض بداف أنو أيكل احلشائش اخلضراء اخلصبة كثَتا أما إجابتو عند اقًتاح األسد السلطة‬
‫للثور األسود مقابل القضاء على الثور األضبر‪« :‬آه! نعم! إهنا فكرة صبيلة‪ .‬عليك أبكلو كلن أداف‬
‫عنو‪ .)2( ».‬فمن خالؿ كالمو تظهر أاننية كخداعو كمكره ألصدقائو‪ ،‬إال أنو يف هناية ادلطاؼ ؽلوت‬
‫كىو متحسر على حالتو كحاؿ صديقيو اللذين غدر هبما‪.‬‬
‫ب‪ّ -‬الشخوصّالثانوية‪ّ :‬‬
‫ّ‬
‫‪-‬الثورّاألبيض‪:‬‬
‫شخصية اثنوية غَت فعالة تعرض للخداع من قبل صديقو الثور األسود نتيجة ربالفو م األسد‬
‫ادلخادع الذم لفق هتمة أنو أيكل احلشيش كال يًتؾ ذلم سول الذابل «فإنو أيكل احلشيش كثَتا كال‬
‫يًتؾ لكم منو إال الذابل‪ ».‬كنتيجة جش الثور األسود كتواطئ الثور األضبر ُث أكلو من قبل األسد‬
‫دكف مساعدتو من الفرار من قبضتو «كدل يسارع الثوراف اآلخراف األسود كاألضبر إذل صلدتو‬
‫(‪.)3‬‬
‫كإغاثتو»‬
‫‪-‬الثورّاالمحر‪:‬‬
‫شخصية اثنوية غَت فعالة تعرض ىو اآلخر خلداع من قبل الثور األسود الذم مس لكالـ‬
‫األسد للمرة الثانية على التوارل ليطيح ابلثور األضبر حيث أف األسد رسم يف ذىن الثور األسود أنو‬
‫أبكلو للثور األضبر يصبح ذك سلطة كنفوذ ليوافق رلددا على رأم األسد كيتخلص من صديقو كفور‬

‫‪-1‬ادلصدر السابق‪ ،‬ص‪.04‬‬


‫‪-2‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص‪.05‬‬
‫‪-3‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص‪.04‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصلّالثاين‪.............................................ّ:‬دراسةّالقيمّاإلنسانيةّواجلماليةّّّ ّ‬

‫مساع األسد القبوؿ انقض على الثور األضبر «كماىي إال حلظات حىت كاف الثور األضبر يصارع ادلوت‬
‫(‪.)1‬‬
‫بُت فكي األسد أيكل حلمو كيكسر عضمو‪»....‬‬
‫‪-3‬القيمّادلستخلصة‪ّ ّ:‬‬
‫أ‪-‬القيمّاالنسانية ّ‬
‫‪-‬االحتاد‪:‬‬
‫ال ؼلتلف اثناف أف من أسس النجاحات كربقيق األىداؼ يكوف عن طريق االرباد كالتعاكف‬
‫فكلما اجتمعت اإلرادات كلما سهل كل مستحيل ككل صلاح ػلدث يؤدم لالتفاؽ بُت ادلتحدين‬
‫كابعادىم عن كل فشل‪.‬‬
‫فمن خالؿ القصة نالحظ قوة الثَتاف الثالثة حيث كاف اجلمي يهاب االقًتاب منهم كىذا‬
‫راج الربادىم‪ ،‬حىت أقول احليواانت ال يفكر يف القياـ أبم أذل ذلم «ككانوا ال يسَتكف إال يف‬
‫صباعة متح دين متضامنُت‪ ،‬كألجل ذلك كانت السباع كالطيور اجلارحة ال تقًتب منها خوؼ من‬
‫قوهتا كبطشها‪ .)2(».‬كىذا إف دؿ على شيء فهو يدؿ على مغزل االرباد كما ينجر عنو من قوة‬
‫كفرض ىيبة ػلسب ذلا ألف حساب‪.‬‬
‫كما أف اإلسالـ حثنا على االرباد كأف نكوف متضامنُت متماسكُت بدين هللا ادلتُت‪ ،‬فلو بقي‬
‫الثَتاف متحدين كما يف البداية دلا استطاع األسد أف ينتصر عليهم حبيلتو‪ .‬فالكاتب أراد أف يوصل‬
‫رسالة للطفل مفادىا أف التعاكف كاالرباد يبعد عنو كل الشر كاألخَت يف التفرقة بُت الناس‪.‬‬
‫‪-‬ادلشاورة‪:‬‬
‫غالبا ما تكوف اآلراء سلتلفة إال أف تالقحها يؤدم بنا للوصوؿ لفكرة منطقية معقولة‪ ،‬فأم‬
‫شخص ال ؽلكن أف يكوف دائما على صواب‪.‬‬

‫‪ -1‬ادلصدر السابق‪ ،‬ص ‪.05‬‬


‫‪ -2‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص ‪.03‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصلّالثاين‪.............................................ّ:‬دراسةّالقيمّاإلنسانيةّواجلماليةّّّ ّ‬

‫فمن خالؿ القصة صلد أف اخلطأ الذم كق فيو الثور األسود ك أدل بو ذلالكو ىو عدـ استشارة‬
‫أصدقائو كتصديق األسد الذم كاف داىية كذك حيلة‪ ،‬فلو قاـ الثور األسود بسماع أصدقائو لنبهوه‬
‫كدلا كق ما كق إضافة لقلة فطنتو كغبائو كاف يقتن دائما دلا يقاؿ لو كغليب بتسرع كبَت« كدكف أف‬
‫(‪.)1‬‬
‫فهنا‬ ‫يفكر مرة أخرل أجابو بغباء قائال‪ :‬آه! نعم! إهنا فكرة صبيلة عليك أبكلو كلن أداف عنو‪».‬‬
‫الكاتب أكد أنو دل يفكر ال ادلرة األكذل كال الثانية كىنا يعطي للطفل أبف عدـ التفكَت يف األمر من‬
‫الغباء كعدـ الفطنة يؤدم بنا إذل أسوء االحتماالت‪ ،‬فالكاتب أراد ابلطفل أف أيخذ ابلعربة كال يق‬
‫دلا كق لو الثور األسود‪.‬‬
‫ب‪ّ-‬القيمّاجلمالية‪:‬‬
‫يكوف أدب الطفل ذك إسهامات عديدة يف اجلانب اجلمارل كمن شأنو بث الراحة كالسعادة‬
‫يف النفوس خاصة عادل الطفل الذم يتسم ابحلساسية كمستوحى من احلياة‪ ،‬حيث أف قصة " يف‬
‫االرباد قوة" اعتمد القاص على صباؿ الطبيعة اليت تغمس الطفل يف صباذلا كهباء ألواهنا‪.‬‬
‫فاعتمد الكاتب على مسة اجلمالية تتمثل يف صباؿ مقدمة القصة اليت تعطي الوصف الدقيق للمكاف‬
‫(‪.)2‬‬
‫فتت عموما ك‬ ‫«كانوا يعيشوف صبيعا يف مرعى من ادلراعي اخلصبة ادلليئة ابحلشائش اخلضراء‪».‬‬
‫زليب الطبيعة خصوصا كما نالحظ أف القصة تراعي فئة األطفاؿ من ست سنوات إذل اثٍت عشر سنة‬
‫إضافة العتماد الكاتب على ادلفردات السهلة ادلتداكلة‪ ،‬حيث أنو يدرؾ سباـ اإلدراؾ أف اللغة ىي‬
‫حجر األساس يف البناء القصصي‪ ،‬كالشك أف اخلياؿ أضاؼ دلستو اخلاصة يف القصة خصوصا خركج‬
‫الكاتب عن ادلألوؼ كذلك بتكلم احليواانت كقيامها بسلوكات شلاثلة لإلنساف فيعمل اخلياؿ يف الطفل‬
‫على ربريك عجلة التفكَت كشحن خيالو كتثقيفو من جهة كتسليتو من جهة أخرل‪.‬‬
‫كاعتمد الكاتب يف قصتو على احلوار خاصة أنو يساعد يف رسم مالمح الشخصيات‬
‫كخلجاهتا كنستشهد يف ذلك احلوار القائم بُت األسد كالثور األسود لفتح اتجماؿ لو الفًتاس الثور‬

‫‪-1‬ادلصدر السابق‪ ،‬ص ‪.05‬‬


‫‪-2‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص‪.03‬‬

‫‪46‬‬
‫الفصلّالثاين‪.............................................ّ:‬دراسةّالقيمّاإلنسانيةّواجلماليةّّّ ّ‬

‫األبيض‪ « :‬ككلمو يف أذنو قائال ‪ :‬ما رأيك اي عزيزم يف أف نتخلص من الثور األبيض فإنو أيكل‬
‫احلشيش كثَتا كال يًتؾ لكم منو إال الذابل‪ ،‬سأقضي عليو كبذلك تبقى الغابة لك كللثور األضبر‬
‫كبدكف أف يفكر الثور األسود أجابو قائال‪ :‬إهنا فكرة ىائلة كعليك تنفيذىا‪ .)1( ».‬كأيضا حاكره إلقناعو‬
‫ابقتالع الثور األضبر من أجل السلطة قائال‪« :‬ما رأيك يف أف أفًتس الثور األضبر لتبقى كحدؾ سيد‬
‫ادلرعى‪ ،‬ال ينازعك فيو أحد‪ ،‬كدكف أف يفكر مرة أخرل أحابو بغباء قائال‪ :‬آه! نعم! إهنا فكرة صبيلة‬
‫(‪.)2‬‬
‫عليك أبكلو كلن أداف عنو‪».‬‬
‫فهذا احلوار يبُت للطفل نوااي الشخصيات كفهم األحداث كسبب فقداف قوة الثَتاف الثالثة‪،‬‬
‫فالشخصيات عن طريق احلوار رباكؿ التعريف بنفسها كإضاءة جوانب متعددة للشخصية شلا يساعد‬
‫يف ترابط دائرة التواصل كالتفاعل بُت ادلتلقي كالقصة‪ ،‬كال ؽلكننا أف نتغاضى عن اجلانب اجلمارل‬
‫للصور اليت اسًتسلت رسومها م أحداث القصة كتبيُت احلالة النفسية كاجلسمية للشخصيات إضافة‬
‫للتفاصيل ادلوجودة يف ادلكاف الذم بقي اثبتا منذ بداية القصة إذل هنايتها إال أف األلواف التابعة‬
‫للطبيعة كصفت الطبيعة خاصة لوف احلشائش‪ ،‬فالطفل تستهويو الرسومات كتتطور ملكتو اخليالية‬
‫كتظل راسخة يف ذىنو فالقصة عموما كلما قدـ مقط سردم إال كمعو رسم خاص بو‪.‬‬

‫النموذجّرقم‪ّ:02‬قصةّالفكرةّالناجحة‪ّ :‬‬
‫‪-1‬قراءةّالقصةّادلرفقةّللنص‬
‫أ‪-‬الغالفّاألمامي‪ّ :‬‬
‫كاجهة الغالؼ عبارة عن شكل مستطيل ػلتوم على أشكاؿ كألواف شليزة متمثل يف اللوف‬
‫األخضر‪ ،‬كالسحب البيضاء كأشكاؿ ابللوف البنفسجي كننبو ىنا أف ىذه الصور تشبو أغلفة اتجمموعة‬
‫أك السلسلة ككل‪ ،‬كاليت تعد عامال صباليا إغرائي كالغاية كاذلدؼ منو ىو التأكيد كالتأثَت فنستطي‬

‫‪-1‬ادلصدر السابق‪ ،‬ص‪.04‬‬


‫‪-2‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص‪.05‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصلّالثاين‪.............................................ّ:‬دراسةّالقيمّاإلنسانيةّواجلماليةّّّ ّ‬

‫القوؿ أبهنا عنصرا اثبتا يف تشكيل أغلفة قصص اتجمموعة كإف كاف ىناؾ اختالؼ طفيف على‬
‫حسب موضوع القصة أك شخصيتها‪.‬‬
‫كاحتوت ىذه الصورة على عدة مشاىد تتمثل يف احليواف ىو (األرنوبة) الذم يعترب ادلشهد األكؿ‪،‬‬
‫كىو حيوانة صغَتة ترتدم فستاان صبيال تندرج ألوانو بُت األزرؽ كالبنفسجي م شعر أخضر كنظرات‪،‬‬
‫م كجود‪ ،‬رمزا أك اشارة تقوـ هبا األرنوبة فهي عبارة عن فكرة جيدة بينما سبثل الكتب ادلوجودة على‬
‫جوانب األرنوب ادلشهد الثاين فهي احتوت على عدة ألواف‪ ،‬كأبعلى ىذه الصور صلد عنواف القصة‬
‫الفكرة الناجحة الذم كتب ابللوف األزرؽ‪ ،‬زليط ابألبيض‪ ،‬كفوؽ أقصى اليمُت كتب خبط أزرؽ فاتح‬
‫صغَت عنواف السلسلة ( سلسلة مغارات أرنوب) الذم كتب داخل إطار‪ ،‬كما يظهر يف كسط الغالؼ‬
‫دائرة ابللوف الرمادم كتب بداخلها (دار األطياؼ)‪ ،‬كيف أسفل الغالؼ اسم ادلؤلف (التأليف أ‪،‬‬
‫خالد اشقبقب) كربيل ىذه ادلواجهة على عدة معاين أعلها‬
‫‪ ‬ايقوتة‪ :‬بوصفها عالمة بصرية ربيل على شخصية الفتاة الذكية اليت حاكلت إغلاد الفكرة إلنقاذ"‬
‫مرجاف" من الثعلب ادلكار كابتسامتها دليل على سعادهتا على إغلاد احلل‬
‫‪ ‬كما أف اللوف األخضر الفاتح ادلسيطر على الغالؼ دليل على الرخاء‪ ،‬التنوع‪ ،‬التغَت كىي من‬
‫صفات األطفاؿ يف ىذه ادلرحلة العمرية كما صلد الكتاابت ادلوجودة يف الغالؼ ذبسد عالمة‬
‫بصرية الغنية ابلدالالت أبهنا مصدر حكمة ايقوتة كأهنا الوسيلة اليت جعلتها ترل الدنيا كاخللق‬
‫‪ ‬أما ابلنظر على الكتاابت كألواهنا كنوع اخلط فنجد أف اخلط الذم كتب بو العنواف خط غليظ‬
‫كاضح جدا أزرؽ اللوف كاسم السلسلة (سلسلة مغامرات أرنوب) كتب بلوف أزرؽ الفاتح متوسط‬
‫اخلط‪ ،‬بينما كتبت معلومات (دار النشر دار األطياؼ كالتأليف أ‪ .‬خالد اشقبقب) خبط أرف‬
‫كأصغر‪ ،‬كىذا االختالؼ يف أنواع اخلط كألواف يضفي صبالية على لوحة الغالؼ كغلعل القارئ‬
‫مهتما بقراءة كل ادلعلومات‬
‫‪ ‬كػلدثنا عن األلواف بصفة أدؽ فإف أكثر ما غلذبنا ىو تقنية ادلزاجية اللونية اليت اعتمدىا‬
‫الكاتب‪ ،‬فقد اعتمد يف كتابة العنواف بلوف األزرؽ الداكن على خلفية خضراء فاربة كىذا اللوف‬

‫‪48‬‬
‫الفصلّالثاين‪.............................................ّ:‬دراسةّالقيمّاإلنسانيةّواجلماليةّّّ ّ‬

‫ؽلثل الرخاء‪ ،‬التنوع كالتغَت ككل ىذا إلبرازه داللة صبالية اغرائية هتدؼ إذل لفت االنتباه كالتأثَت‬
‫ذلذه العتبة ادلهمة‪ ،‬أما بقية األلواف ادلستعملة فب صورة الغالؼ فقد مزج بُت اللوف البنفسجي‬
‫كاألخضر الذم يتماشى م طبيعة القصة ككذلك ذلا أىداؼ صبالية كاغرائية ىي األخرل‪.‬‬
‫ب‪-‬صورّالقصةّمنّالداخل‪ّ ّ:‬‬
‫نالحظ أف أكراؽ القصة جاء مرسومة أبكملها حيث ضبلت ألواان متعددة (أخضر‪ ،‬أزرؽ‪،‬‬
‫كردم أصفر‪ ،‬أبيض‪ ،‬بٍت‪ ).....‬فهذا أكؿ شيء يلفت االنتباه‪ ،‬أما الشيء الثاين ىو شخوص القصة‬
‫حيث جاءت كلها حيوانية (عائلة األرنب) ففي الصفحة األكذل جاءت مزدكجة بُت صورة بيت يف‬
‫قاع الشجرة ككجود سنجاب يف أعالىا كيف الناحية األخرل لصفحة كجود ايقوتة كىي جالسة‬
‫كأمامها العديد من الكتب كرباكؿ قراءة أحدىا كىي قصص األكلُت كسَتىم من األبطاؿ كاتجمددين‬
‫أما يف الصفحة الثانية اليت احتوت على العديد من الشخصيات ادلتمثلة يف عائلة ايقوتة‪ ،‬كىم يف حَتة‬
‫كتشاكر كقلق‪ ،‬أما ابلنسبة لصفات أخرل اليت احتوت ىي كذلك على أفراد العائلة اليت استقبلت‬
‫فكرة ايقوتة‪ ،‬كبعد مالحظتنا للصور كالرسم القصة تنتبو غلى اخلط الذم كتبت بو احداث القصة‪،‬‬
‫لقد كتبت بلوف أسود بشكل متوسط كمشكوؿ كيًتاكح عدد االسطر بُت ثالثة أسطر كما فوؽ كما‬
‫اهنا كتبت أبسلوب كاضح كمفهوـ يتالءـ م مستول الطفل‪.‬‬
‫ج‪ -‬الغالفّاخللفي‪:‬‬
‫الغالؼ اخللفي ىو خلفية الكتاب كىو آخر صفحة‪ ،‬كالذم ال يقل أعلية عن ابقي ا﵀توايت‬
‫كقد جاءت خلفية القصة الفكرة الناجحة بنفس اللوف األخضر الذم كجد يف كاجهة الغالؼ‬
‫األمامي م اختالؼ طفيف ففي ىذه ادلرة جاء مسيطر أبكملو على الواجهة فكتبت أبعاله عنواف‬
‫السلسلة( سلسلة مغامرات أرنوب) كيف كسط الغالؼ قصص أخرل اتبعة لسلسلة كاتبعة أيضا‬
‫للمؤلف أ‪ .‬خالد اشقبقب كيف اجلانيب األيسر كتب دار النشر كىي دار األطياؼ كيف أسفلها عنواف‬
‫القصة الفكرة الناجحة كربتها صورة " ايقوتة"‪ ،‬كربتها معلومات حوؿ القصة‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصلّالثاين‪.............................................ّ:‬دراسةّالقيمّاإلنسانيةّواجلماليةّّّ ّ‬

‫‪-2‬شخوصّالقصةّالفكرةّالناجحة‪ّ :‬‬
‫أ‪-‬الشخوصّالرئيسة‪ّ ّ:‬‬
‫‪-‬ايقوتة‪ّ :‬‬
‫ىي بطلة كصاحبة ادلقاـ األكؿ يف القصة كا﵀رؾ األساسي ألحداثها مقارنة م ابقي‬
‫الشخوص كقد كانت حياة الشخصية البطلة يف القصة تعيش م عاسلة بسيطة كصغَتة مليئة‬
‫ابلدؼء‪ ،‬حيث تعيش يف كسط الغابة اليت اتصفت ابجلماؿ‪ ،‬ككانت تتصف ايقوتة بسلوؾ صبيل كىو‬
‫حبها للمطالعة حيث كانت تداكـ على قراءة القصص كذلك ما ذكره الكاتب« دأبت ايقوتة على‬
‫قراءة قصص األكلُت كسَتىم من األبطاؿ اتجمددين‪ .)1( ».‬فمن خالؿ قراءة" ايقوتة" ذلذه القصص‬
‫أصبحت ذلا معارؼ كمدركات حوؿ النظاـ اخلارجي الذم تعيش فيو ككذلك اكتسبت صفات جد‬
‫صبلة اليت تساعدىا على مواصلة حياهتا« ككانت تستمد حكمتها من حكمتهم كرؤيتها للدنيا كاخللق‬
‫من نظرهتم‪ ،‬كتسعى دكما الستخداـ عقلها يف كل أمر جديد يق ذلا‪ ،‬م رزانة ربسد عليها كقوة رأم‬
‫(‪.)2‬‬
‫تبُت من ىذا القوؿ أبف الشخصية الرئيسية تبنت قيما خالصة تكاد تصل إذل ادلثالية‪،‬‬ ‫مثيلها‪».‬‬
‫كاستخداـ عقلها يف كل أمر يصادفها كالرزانة كالقوة كالعزؽلة‪ ،‬كىذه من عالمات القصة اجليدة‬
‫فالتشخيص السليم ىو ادليزة اليت يتصف هبا الكاتب البارع ك يتفنن يف رسم الشخصية بدقة‪ ،‬جاعلة‬
‫الطفل يتخيل كل ما ي قرأه يف القصص كيقتن أبهنا حقيقية‪ ،‬من خالؿ تصوير ايقوتة على طبيعتها‬
‫اليت تقوـ حبرص على عائلتها كيتجلى ذلك عند نصيحة أخيها من الثعلب حيث قالت «ال عليك اي‬
‫(‪.)3‬‬
‫ككادت أف تكوف تلك الفتاة‬ ‫أخي كأعدؾ أف أكق هبذا الغريب ادلاكر إذا حاكؿ الًتبص بنا‪».‬‬
‫اليت سبثل الصدر احلنوف على أبيها كذلك ما يثبت يف ىذا ادلثاؿ «ال تفعل اي أيب لعل عدكا يًتبص‬
‫(‪.)4‬‬
‫ألهنا ترل أابىا مصدر‬ ‫بك خارج احلجرة ليؤذيك كقد يتخذ من مرجانة طعما الصطيادؾ‪».‬‬

‫‪ -1‬أ‪ .‬خالد اشقبقب‪ ،‬الفكرة الناجحة‪ ،‬دار األطياؼ‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ص‪.03‬‬


‫‪-2‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص ‪.03‬‬
‫‪-3‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص ‪.04‬‬
‫‪-4‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص ‪.06‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصلّالثاين‪.............................................ّ:‬دراسةّالقيمّاإلنسانيةّواجلماليةّّّ ّ‬

‫الرعاية كاحلب كاألماف كاالستقرار‪ ،‬اضافة إذل ذلك استطاعت كشف طريقة جيدة دلعرفة ما غلرم يف‬
‫اخلارج كذلك من خالؿ فطنتها كاسًتجاع احلديث الذم جرل م أخيها حيث كردت فطنتها يف ىذا‬
‫(‪.)1‬‬
‫هبذه الطريقة استطاعت ايقوتة معرفة أف‬ ‫القوؿ‪« :‬كلكن أخرج من الباب اخللفي القدًن ألمر أكال»‬
‫الثعلب ػلاكؿ الًتصد هبم كأنو قد امسك أبخيها مرجاف‪ ،‬فلوال ىذه الشخصية الرزينة اليت استطاعت‬
‫تقدًن احلل كاللغز إلنقاض اخيها حيث قدمت فكرة شليزة كىي‪« :‬كلكم رأل مصيدة الثعالب قرب‬
‫الوادم‪ ،‬لو أف أحدان تسلل إليها ُث استدرج ىذا الثعلب ادلاكر ضلوىا‪ ،‬فال شك أنو سيق يف شراكها‬
‫(‪.)2‬‬
‫فهي هبذا احلل فتحت أبوااب كبَتة لعائلتها لطادلا كانوا‬ ‫كساعتها ينجو مرجاف كننجو صبيعنا‪» .‬‬
‫دائما ذائقوف من الثعلب‪ ،‬كبكوهنا صاحبة القلب الطيب كالفتاة الفطنة حصلت على تكرًن الذم‬
‫كاف من نصيب أخيها لكنو قدمو ذلا كذلك كهدية لنجاهتم من الثعلب فمن خالؿ ىذه الشخصية‬
‫ؽلكن أف أنثر على األطفاؿ كذبسد فيهم كل ىذه الصفات ادلثالية يف أنفسهم‬
‫‪-‬أرنوب‪ّ :‬‬
‫ساعلت بشكل كبَت يف صناعة األحداث كربريكها فهو أخو ايقوتة‪ ،‬الذم قدـ تنبيو‬
‫كنصيحة ألختو خوؼ من أف يًتصد الثعلب على منزذلم «قالت أرنوب لقد رأيت اليوـ ثعلبا خبيثا‬
‫ماكرا يتجوؿ يف ىذه األضلاء كأخشى أف يكشف الطريق إذل جحران فاحذرم شره كنبهي بقية األسرة‬
‫(‪.)3‬‬
‫فمن خالؿ ىذا القوؿ تبُت أف" أرنوب" ىو كذلك‬ ‫خلطره‪ ،‬سلافة أف يسقط كاحد يف شباكو‪».‬‬
‫أخ حريص على عائلتو كسندا إلخوانو كؽلكن االتكاؿ عليو يف ادلصائب كذلك من خالؿ أفعالو‬
‫كسلوكياتو‪ ،‬فكاف شخصية مالزمة لياقوتة من بداية القصة إذل هنايتها‪ ،‬فهو كأم أخ ػلاكؿ مساعدة‬
‫عائلتو أببسط األشياء كالتصرفات حيث ساند أبوه الكبَت الذم اصبح عاجز دلراكغة الثعلب فقاـ‬
‫أرنوب بذلك حيث قاؿ «أان ذلا أييب‪ .)4( ».‬فهو ىنا أظهر عدـ خوفو من الثعلب كأنو جدير ابدلهمة‬

‫‪-1‬ادلصدر السابق‪ ،‬ص‪.07‬‬


‫‪-2‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪-3‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص ‪.04‬‬
‫‪-4‬ادلصدر نفسو ‪ ،‬ص‪.11‬‬

‫‪51‬‬
‫الفصلّالثاين‪.............................................ّ:‬دراسةّالقيمّاإلنسانيةّواجلماليةّّّ ّ‬

‫اليت سيقوـ هبا حيث قاؿ «أنتم تعلموف مدل سرعيت كقويت‪ ،‬كىذه مناسبة إظهار مهارايت كانقاذ‬
‫أخي‪ .)1( ».‬فأرنوب استطاع انقاذ أخيو ككذلك عائلتو من الثعلب حيث قاـ ب ػ«كيف رمشة عُت انطلق‬
‫أرنوب كالسهم كخرج من الباب اخللفي كجرل ضلو مصيدة الثعالب كىو يصيح اي ثعلب اي جباف!‬
‫احلقٍت كاترؾ مرجاف‪ ....‬اي ثعلب اي جباف! احلقٍت كاترؾ مرجاف‪« ».‬ككاد الثعلب ؽلسك أبرنوب‪ ،‬لوال‬
‫مراكغتو رائعة قاـ هبا توقف أرنوب قداـ ادلصيدة‪ ،‬فقفز فوقو الثعلب‪ ،‬فوقعت رجلو كسط ادلصيدة‪،‬‬
‫(‪.)2‬‬
‫كظل أسَتىا إذل أف حلق بو الصياد فقتلو»‬
‫فمن خالؿ ىذا القوؿ تبُت شجاعة كقوتو كاستطاع السيطرة على خوفو كاظهر مهاراتو اليت كعد هبا‬
‫كالديو كأختو" اي قوتة" فبفضلو دل ينقذ فقط عائلتو بل أنقذ كل من يقطن يف الغابة ك أصبح فخرا ذلم‬
‫كأقاموا لو حفال تكرؽلا لو على شجاعتو «أما أرنوب فصار أحدكثة الغابة‪ ،‬كظلوذج الفداء‬
‫(‪.)3‬‬
‫كالشجاعة‪».‬‬
‫كدل يكن أرنوب األخ األليم كاألانين يف فرحتو بل شارؾ أختو اليت كانت مصدر األكؿ ذلذه اخلطة‬
‫فقد اعًتؼ جبميلها أماـ اجلمي «إف فكرة أخيت ايقوتة ىي اليت أصلت أخي مرجاف من اذلالؾ ا﵀قق‬
‫كالغابة من اخلطر ا﵀دؽ‪ .)4( ».‬فبواسطة االرباد كالتشاكر استطاعت عائلة أرنوبة من النجاة الغابة‬
‫أبكملها‪ ،‬فمن خالؿ ىذه الشخصية اليت ذبسدت فيها صفات اليت غلب على كل أخ أف يلتزـ هبا‬
‫اذباه عائلتو كىي ادلساندة‪ ،‬التصيحة‪ ،‬السيطرة على اخلوؼ‪ ،‬االتكاؿ عليو يف ادلصائب‪ ،‬فهي صفات‬
‫غلب أف تزرع يف نفسية الطفل كحيث قدـ أرنوب حكمة غلب على الطفل أف يتحلى هبا كىي‪«.‬‬
‫الفكرة الناجحة ىي قاعدة كل عمل انجح كأصلو‪ .)5(».‬ىذا يعٍت أف الطفل غلب أف يفكر جيدا‬
‫ليصل لنتيجة جيدة‬

‫‪-1‬ادلصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.12‬‬


‫‪-2‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪-3‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪-4‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪-5‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص ‪.15‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصلّالثاين‪.............................................ّ:‬دراسةّالقيمّاإلنسانيةّواجلماليةّّّ ّ‬

‫ب‪-‬الشخوصّالثانوية‪ّ :‬‬
‫‪-‬األم‪ّ :‬‬
‫شخصية األـ من الشخصيات السطحية ألهنا استطاعت ربريك عناصر أحداث القصة‬
‫فالكاتب يف ىذه القصة ذكر اسم األـ كىو« صبانة» كمن ادلعركؼ كالبديهي أف األـ قد عانت يف‬
‫تربية أطفاذلا كتنشئتهم تنشئة سوية كاخلوؼ على صغارىا كزلاكلة ضبايتهم من كل شيء أك سوء قد‬
‫ؽلسهم فوالدة ايقوتة كأرنوب قد ضبلت صفات األـ اجليدة اليت ربرص على صغارىا‪ ،‬حيث كردت يف‬
‫القصة خوؼ األـ على ابنها أرنوب فهي ال تريد أف زبسر ابنها الثاين حيث قالت «كػلك اي أرنوب‬
‫!أتريدين أف أفقد اثنُت من أكالدم يف ليلة كاحدة؟»(‪ .)1‬فهنا تبُت دكر األـ اليت ترجوا دائما أف يعيش‬
‫أكالدىا يف أمنن كسالمة‪ ،‬فهي ال تريد أف تفقدىم‪ ،‬فكانت دبثابة احلارس كادلالؾ الذم ػلرس على‬
‫أكالده‪ ،‬فكانت أـ " صبانة" رمز األـ ادلناضلة اليت تسهر على تربية أكالدىا كخوفها عليهم كتسهر‬
‫على بناء منزذلا كعائلتها‪.‬‬
‫‪ّ-‬األب‪ّ ّ:‬‬
‫كتعد كذلك شخصية األب من الشخصيات السطحية اليت حركت شيء قليل من أحداث‬
‫القصة‪ ،‬فالكاتب ىنا ذكر اسم األب فجاء امسو " لؤلؤ" فقد كاف حريصا على عائلتو ككاف السند‬
‫األكؿ ذلم كاألماف‪ ،‬فسلوكياتو سبثل سلوكيات الشخصية احلقيقية كالدليل على ذلك يف قوؿ الكاتب‪«:‬‬
‫يف موعد العشاء جلس األب يسامر أرنوب‪ .)2( ».‬فهذا السلوؾ يبُت دكر األب الذم يريد االجتماع‬
‫م عائلتو‪ ،‬فهو سلوؾ تفعلو الشخصيات احلقيقية يف أرض الواق ‪ ،‬كمداـ األب ىو الراعي على‬
‫اسرتو فقد كرد الكاتب دكر األب ادلسؤكؿ حوؿ ما غلرم أماـ منزلو خاصة عندما مس ضجيجا يف‬
‫اخلارج كىو صوت ابنو مرجاف الذم كق يف شباؾ الثعلب‪ ،‬فعند مساع صوت ابنو فزع األب كدل يشعر‬

‫‪-1‬ادلصدر السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬


‫‪-2‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص ‪.05‬‬

‫‪53‬‬
‫الفصلّالثاين‪.............................................ّ:‬دراسةّالقيمّاإلنسانيةّواجلماليةّّّ ّ‬

‫أبم شيء سواء انقاذ ابنو كلوال ابنتو ايقوتة دلا صلا األب من الثعلب‪ ،‬فمن خالؿ ىذا التصرؼ تبُت‬
‫أف دكر األب جاء كمساعد للبطلة ايقوتة‪.‬‬
‫حبيث ساند األب ايقوتة على انقاذ اخيها‪ ،‬حيث قاـ األب ابألخذ بنصيحة ابنتو الذكية عندما‬
‫طلبت منو أف ينفقد األمر من الباب اخللفي« أخذ األب بنصيحة ابنتو احلكيمة فتسلل من الباب‬
‫اخللفي القدًن كراقب الوض فرأل ثعلبا ضخما قد حاصر مرجاف يف حفرة ضيقة ربت شجرة قدؽلة‬
‫يريد الفتك بو كما من كسيلة إلنقاذه‪.)1( ».‬فلوال األب دلا عرؼ اجلمي ما ػلدث يف اخلارج‪ ،‬فقد‬
‫ساعد عائلتو بشيء صغَت ألنو حسب كصف الكاتب لو جاء على ىيئة رجل كبَت يف السن أصبح‬
‫غَت قادر على اجلرم كالتحرؾ كثَتا كذلك يتجلى يف قوؿ األب ‪ «:‬رأيك سديد اي ابنيت كلكن من‬
‫يعلق اجلرس‪ ،‬فلم أعد رشيقا سريعا مراكغا كسالف أايمي كالريب أف الثعلب سيقتنصٍت قبل أف‬
‫(‪.)2‬‬
‫اكصلو إذل حتفو‪».‬‬
‫فهذا القوؿ يبُت حزف كأسف األب كعجزه على مساعدة كانقاذ ابنو من الثعلب‪ ،‬فهذا شيء مؤسف‬
‫عندما ترل اآلابء عاجزين على فعل شيء لذلك غلب على كل طفل أف يراعي كالديو كما رعياه يف‬
‫الصغر فمن خالؿ ىذا القصة يتعلم الطفل أف يساند كالداه عندما يبلغاف الكرب‪.‬‬
‫‪-‬األخت‪ّ ّ:‬‬
‫جاءت شخصية "جوىرة" شخصية جد سطحية فهي دل تشارؾ يف احداث القصة لكن‬
‫الكاتب ذكر امسها كحاكؿ اإلشارة إليها فقط «أما األـ صبانة كاألخت جوىرة فقد كقفتا مذىولتُت‬
‫(‪.)3‬‬
‫ابكيتُت خائفتُت على مصَت مرجاف‪».‬‬

‫‪-1‬ادلصدر السابق‪ ،‬ص‪.08‬‬


‫‪-2‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪-3‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص‪.07‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصلّالثاين‪.............................................ّ:‬دراسةّالقيمّاإلنسانيةّواجلماليةّّّ ّ‬

‫كيف األخَت نقوؿ أف القاص اعتمد على شخوص حيوانية تناسب ادلرحلة العمرية لدل الطفل‪ ،‬لكنها‬
‫شخوص مشوقة كربمل كثَت من ادلثالية اليت ؽلكن للطفل االقتداء هبا كىي شخوص دل تكن معقدة بل‬
‫كاضحة ككانت قريبة من مفهوـ الطفل‪.‬‬
‫‪-3‬القيمّادلستخلصةّمنّالقصة‪:‬‬
‫‪-1‬القيمّاالنسانية ّ‬
‫أ‪-‬األسرة‪ّ ّ:‬‬
‫حث اإلسالـ على بناء األسرة كدعا اإلقتداء كالتأسي أنبياء هللا كرسلو صالة هللا عليهم كسلم‬
‫اجا لًٌتى ٍس يكنيوا إًلىٍيػ ىها ىك ىج ىع ىل بىػٍيػنى يكم َّم ىوَّدةن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حيث قاؿ تعاذل‪﴿ :‬كًمن ًً‬
‫آايتو أى ٍف ىخلى ىق لى يكم ٌم ٍن أىن يفس يك ٍم أ ٍىزىك ن‬
‫ى ٍ ى‬
‫ت لًٌىق ٍووـ يىػتىػ ىف َّك يرك ىف﴾(‪ .)1‬سورة الركـ‪ ،21‬لذلك فاألسرة شيء مهم يف حياة الفرد‬ ‫كر ٍضبةن إً َّف ًيف ذىلًك ىآلاي و‬
‫ى ى‬ ‫ىى ى‬
‫كقصتنا " الفكرة الناجحة" ربتوم على قيمة انسانية إغلابية كىي األسرة اليت ربتوم قيما عديدة‬
‫كمتنوعة كلعل أعلها قيمة األمومة‪ ،‬كقيمة األبوة‪ ،‬ا﵀يطة هبالة من القداسة كاالحًتاـ ألهنا تعلم كتريب‬
‫األجياؿ بغرس قيما انسانية تقوـ بتنميتها يف نفوس األطفاؿ‪ ،‬كىذا ما ذبلى لدل الوالدين " لؤلؤ‪ :‬ك"‬
‫صبانة" من انحية األب «يف موعد العشاء جلس األب يسامر أرنوب كالكل منغمس يف شغل‬
‫(‪.)2‬‬
‫فاجتماع م العائلة يعمل يف نفسية الطفل التقرب من كالديو كزلاكلة التعايش معهم‬ ‫ينجزه»‬
‫كمناقشة الطفل دلا غلرم لو يف يومو كامال‪ ،‬فالطفل يف ىذه ادلرحلة العمرية ػلب أف يشارؾ أفكاره م‬
‫عائلتو‪ ،‬أما من جانب األـ صبانة اليت اظهرت خوفها على ابنها كحبها لو عندما قالت‪ « :‬كػلك اي‬
‫أرنوب !أتريدين أف أفقد اثنُت من أكالدم يف ليلة كاحدة‪ .)3( ».‬فهنا تبُت حرص األـ على أطفاذلا‪،‬‬
‫فمن خالؿ ىذه القصة يفهم الطفل أف أمو زباؼ عليو كأف أم سلوؾ يقوـ بو سيجعل أمو ربت قلق‬
‫كخوؼ شديد ألف دكرا ألسرة ىو صقل شخصية الطفل كتوجيهو كاحلرص عليو ألف الطفل عندما‬

‫‪ -1‬سورة الركـ االية‪21‬‬


‫‪ -2‬أ‪ .‬خالد اشقبقب‪ ،‬الفكرة الناجحة‪ ،‬ص‪.05‬‬
‫‪-3‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصلّالثاين‪.............................................ّ:‬دراسةّالقيمّاإلنسانيةّواجلماليةّّّ ّ‬

‫يكرب أكؿ مكاف غلد نفسو فيو ىو العائلة اليت رباكؿ أف ربتضنو كتقدـ لو الرعاية التامة كىذا ما ذبسد‬
‫يف قصة «ككل العائلة ترمق ادلشهد من النافذة‪ .)1( ».‬ىنا تبُت خوفهم على ابنهم لكنهم ال حل ذلم؟‬
‫فلواله دلا اضللت ادلشكلة‪ ،‬لذلك غلب أف تكوف األسرة صاحلة متماسكة متحابة بعضها البعض كىذا‬
‫ما يتجلى يف ردة فعل األخت جوىرة عندما عرفت أف أخوىا مرجاف قد كق يف شباؾ الثعلب« أما‬
‫االـ صبانة كاألخت جوىرة فقد كفقتا مذىولتُت ابكيتُت خائفتُت على مصَت مرجاف»(‪ .)2‬لذلك كجب‬
‫على األسرة أف تزرع ا﵀بة بُت األكالد كال تفرؽ بينهم يف ادلعاملة من أجل احلصوؿ على أكالد ػلملوف‬
‫القيم النبيلة‬
‫ب‪ّ-‬الصرب‪ّ ّ:‬‬
‫كىو القدرة على ربمل ادلصائب كاالبتالءات على اختالؼ أنواعها كالقدرة على ضبط النفس‬
‫يف ادلصائب دبعٌت أف اإلنساف غلب أف يتحلى ابلصرب حيث حث اإلسالـ على أف تكوف من أىل‬
‫الل م َّ ً‬ ‫ً‬
‫الصاب ًر ى‬
‫ين﴾(‪ .)3‬البقرة ‪ 153‬فاإلنساف الصابر يكوف جزائو‬ ‫الصرب حيث قاؿ هللا تعاذل‪﴿ :‬إ َّف ٌى ى ى‬
‫يف األخَت اكرب كذلك ما ذبلى م عائلة أرنوب عندما صربكا على مصيبة ابنهم مرجاف الذم كق يف‬
‫شباؾ الثعلب« فرأل ثعلبا ضخما قد حاصر مرجاف يف حفرة ضيقة ربت شجرة قدؽلة يريد الفتك بو‪،‬‬
‫كما من كسيلة إلنقاذه»(‪ .)4‬فمن خالؿ صربىم على مصيبة بعث هللا الفكرة الناجحة لدل ايقوتة‬
‫﵀اكلة إنقاذ أخيها فكانت جزاء صربىم للمصيبة لذلك كجب على الطفل أف يتلقى ابلصرب يف أم‬
‫شيء يقوـ بو كال يتسرع يف القياـ بشيء بدكف تفكَت لو‪.‬‬
‫ج‪-‬عدمّالتكربّوالتعايلّوالغرور‪ّ ّ:‬‬
‫فيجب على الطفل أف ال يكتسب ىذه الصفات غَت طبيعية بل غلب أف يبتعد عنها بقدر ما‬
‫ستطاع فهذه الصفات تؤدم بصاحبها إذل اذلالؾ كالسقوط كالًتدم‪ ،‬فهي السبب الرئيسي لتالشي‬

‫‪-1‬ادلصدر السابق‪ ،‬ص ‪.13‬‬


‫‪-2‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص‪.07‬‬
‫‪ -3‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪.153‬‬
‫‪-4‬ا خالد‪ ،‬أ‪ .‬شقبقب‪ ،‬ادلصدر السابق‪،‬ص‪.8‬‬

‫‪56‬‬
‫الفصلّالثاين‪.............................................ّ:‬دراسةّالقيمّاإلنسانيةّواجلماليةّّّ ّ‬

‫العالقات االجتماعية القائمة على ا﵀بة‪ ،‬كىذا ما ذبلى يف رقصتنا لعدـ أاننية أرنوب عند تكرؽلو فهو‬
‫دل يكن مغركرا كمتكربا بل أقر بصاحب الفكرة الناجحة كاحلل األمثل حيث اعًتؼ جبميلها أماـ‬
‫اجلمي «أما أرنوب فصار احدكثة الغابة‪ ،‬كظلوذج الفداء كالشجاعة‪ ،‬كعندما أقامت العائلة م اجلَتاف‬
‫حفال لتكرًن أرنوب قاؿ يف كلمة ألقاىا‪ :‬اف فكرة أخيت ايقوتة ىي اليت أصلحت أخي مرجاف من‬
‫اذلالؾ ا﵀قق كالغاية من اخلطر ا﵀دؽ»(‪ .)1‬فالبتعاد عن التعارل كالتكرب كالغركر غلعل اإلنساف زلبواب‬
‫عن األخرين لذلك غلب على الطفل االبتعاد عن ىذا السلوؾ السيء‬
‫د‪ّ-‬احلب‪ّ ّ:‬‬
‫كىي القيمة اجلميلة اليت غلب اف تكوف يف قصص االطفاؿ كاليت غلب اف تتجسد بكل‬
‫أطيافها الف الطفل منذ كالدتو يكوف زلمل دبجموعة كبَتة من ادلشاعر اإلغلابية كالعواطف‬
‫كاألحاسيس كاليت تؤثر بشكل كبَت يف نفسيتو‪ ،‬فقصتنا ضبلت ظاىرة احلب ادلتمثلة يف حب أفراد‬
‫االسرة فيما بينهم حب األب ألكالده كاليت تتجسد يف حب انقاذ األب لولده مرجاف «كىم األب‬
‫لؤلؤ ابخلركج لتفقد حاؿ كلده ادلستغيث»(‪ .)2‬ككذلك حب األـ ألكالدىا عندما يشعركف ابخلوؼ‬
‫على ابنها أرنوب «كػلك اي أرنوب! أتريدين أف أفقد اثنُت من أكالدم يف ليلة كاحدة»(‪ )3‬ككذلك‬
‫حب األختُت ألخيهم مرجاف فأخت ايقوتة اليت قدمت احلل إلنقاذه كاألخر سبثل حبها يف بكائها‬
‫كخوفها عليو‪.‬‬
‫ه‪ّ-‬التعاونّوالتشاور‪ّ :‬‬
‫يعد التعاكف من صفات اليت حث عليها اإلسالـ حيث قاؿ تعاذل ‪ ﴿ :‬ىكتىػ ىع ىاكنيواٍ ىعلىى الٍ ًٌرب‬
‫ىكالتَّػ ٍق ىول ىكالى تىػ ىع ىاكنيواٍ ىعلىى ا ًإل ًٍُث ىكالٍ يع ٍد ىك ًاف﴾ ادلائدة (‪ )4( )2‬فمن خالؿ ىذه اآلية تظهر كصية هللا عز‬
‫كجل على كل فرد أف يساند أخوه ادلسلم كيقدـ لو يد العوف ضلوا ادلستقبل أفضل كأف يتشاكركا فيما‬

‫‪ -1‬ادلصدر السابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬


‫‪ -2‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص‪.06‬‬
‫‪ -3‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ -4‬ادلائدة اآلية ‪.02‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصلّالثاين‪.............................................ّ:‬دراسةّالقيمّاإلنسانيةّواجلماليةّّّ ّ‬

‫بينهم كىو سلوؾ أكصى بو هللا عز كجل ﴿ ىك ىشا ًكٍريى ٍم ًيف األ ٍىم ًر﴾ اؿ عمراف ‪ )1(159‬فبتشاكر كالتعاكف‬
‫ؽلكن لإلنساف أف يصل إذل حياة أفضل كمستقبل انجح كنتيجة مرضية كىذا ما ذبسد يف قصتنا ىذه‬
‫فالتعاكف ك التشاكر الذم طرأ على عائلة أرنوب إلنقاذ مرجاف ك ربصلهم على نتيجة مرضية كجيدة‬
‫متمثلة يف تعاكف أرنوب الذم عمل بفكرة ايقوتة «كلكم رأل مصيدة الثعالب قرب الوادم‪ ،‬لو أف‬
‫أحدان تسلل إليهم استدرج ىذا الثعلب ادلاكر ضلوىا‪ ،‬فالشك أنو سيق يف شراكها كساعتها ينجو‬
‫(‪)2‬‬
‫فبفضل تعاكهنم استطاعوا انقاذ اجلمي ‪ ،‬ككذلك لوال تشاكرىم دلا كصلوا إذل‬ ‫مرجاف كننجو صبيها»‬
‫ىذه النتيجة «رج األب مسرعا إذل داخل جحرة ليستشَت أفراد عائلتو يف كيفية إهناء ىذه‬
‫ادلأساة»(‪ )3‬لذلك غلب على الطفل أف يتحلى هبذه الصفات ك أف يكوف متعاكان م الغَت كأف ػلمل‬
‫طاب التشاكر ألنو يف عمر ال يستطي العمل دبفرده كعليو دبشاكرة كالديو من أجل أف ال يق يف‬
‫اخلطر‪.‬‬
‫و‪-‬الشجاعةّوالرزانةّوالقوة‪:‬‬
‫من أركع كأنبل الصفات اليت يتحلى هبا الطفل كىم الشجاعة كالرزانة كالقوة‪ ،‬فهذه الصفات‬
‫تعمل على تقوية النفس لدل الطفل كذبعلو ذك ثقة بنفسو كيصبح قادرا على مواجهة احلياة كالتغلب‬
‫على ادلصائب اليت تواجهو‪ ،‬لذلك غلب على الطفل أف يكوف ذك شخصية مثل "ايقوتة" فهي رمز‬
‫لصفات ادلثالية «تسعى دكما الستخداـ عقلها يف كل أمر جديد يق ذلا م رزانة ربسد عليها كقوة‬
‫رأم كعزـ ال مثيل ذلا‪ )4(».‬فهذه الصفات اجليدة مساعدة لطفل للتعايش م الواق ‪ ،‬كال يتأتى ذلك‬
‫إال عن طريق كسائل دائمة لو تتمثل يف األسرة‪ ،‬النشاطات التوعية كالقصص ففي قصتنا ذبلت قيمة‬
‫الشجاعة ادلتمثلة يف شخصية أرنوب ‪ «:‬كيف رمشة عُت انطلق أرنوب كاسهم كخرج من الباب اخللفي‬

‫‪-1‬اؿ عمراف‪ ،‬اآلية‪.159‬‬


‫‪-2‬خالد أ شقبقب‪ ،‬الفكرة الناجحة‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫‪-3‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص‪.09‬‬
‫‪-4‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص ‪.03‬‬

‫‪58‬‬
‫الفصلّالثاين‪.............................................ّ:‬دراسةّالقيمّاإلنسانيةّواجلماليةّّّ ّ‬

‫كجرل ضلو مصيدة الثعالب»(‪ )1‬فيجب أف يتحلى الطفل ابلثقة يف النفس كيتحلى ابجلرأة يف دف أكؿ‬
‫خطواتو مثل ما فعلو أرنوب الذم حاكؿ يف البداية كصلح يف النهاية من التخلص من الثعلب كذلك‬
‫بشجاعتو كقوتو «ككاد ال ثعلب ؽلسك ب أرنوب لوال مراكغة رائعة قاـ هبا توقف أرنوب قداـ ادلصيدة‬
‫فقفز فوقو الثعلب فوقعت رجاله كسط ادلصيدة‪ )2( ».‬فأرنوب تتجلى فيو صفات الشجاعة كالقوة اليت‬
‫ػلتاج إليها الطفل يف حياتو كأما سلوؾ الرزانة الذم يتجلى يف تفكَت ايقوتة عند إنقاذىا ألخيها‬
‫مرجاف‪.‬‬
‫كيف األخَت ؽلكن القوؿ أننا قدمنا جل القيم االنسانية اليت ضبلتها قصتنا ادلوسومة الفكرة الناجحة‬
‫كاذلدؼ من ىذه القيم ىو تعليم الطفل كتربيتو على القيم النبيلة كادلهمة اليت غلب أف يتسم هبا اذباه‬
‫نفسو كاذباه رلتمعو كىي أيضا قيم مساعدة لكي يفهم الطفل احلياة بطريقة ادلالئمة لعمره فيمكن أف‬
‫ندرج ىذه القيم ضمن القيم الًتبوية‪.‬‬
‫‪ّ-2‬القيمّاجلمالية‪ّ :‬‬
‫ػلمل أدب الطفل يف طياتو أبعادا صبالية كثَتة‪ ،‬إذ أسهم بقدر كافر يف تنمية الذكؽ اجلمارل‬
‫للطفل‪ ،‬فاجلماؿ عموما يعد جزءا من كياف الطفل‪ ،‬فهو يربز األبعاد الذكقية كاظهار األبعاد االبداعية‬
‫بشكل كاضح كذلك دلا ربملو القصص من صور كأساليب فنية ابرزة لذلك كجب على القاص أف‬
‫يتفنن فيها ألهنا تعد زلركا أساسيا يف العمل القصصي كيف غياب األساليب تصبح القصة بسيطة‬
‫كعادية كال أتخذ أتثَت لدل ادلتلقي كبقراتنا للقصة" الفكرة الناجحة‪ :‬الحظنا جودىا كاليت ساعدهتا‬
‫على اظهار صباذلا يف صبي اجلوانب فايف بداية القصة جاءت كصفية كمشوقة مستوحاة من صباؿ‬
‫الطبيعة اليت تثَت التشويق يف نفسية الطفل كذبذب انتباىو كاذلدؼ منها ىو رببيبو للمناظر الطبيعية‬
‫حيث بدأ الكاتب قصتو ابلوصف« كسط طبيعة خالبة كخضرة أخاذة نباتية رائعة استمرت حياة‬
‫عائلة أرنوب توقظهم مشس الصباح عندما تتغلل يف جنبات اجلحر كيناموف م حلظات توديعها‬

‫‪-1‬ادلصدر السابق‪ ،‬ص‪.13‬‬


‫‪-2‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص‪.14‬‬

‫‪59‬‬
‫الفصلّالثاين‪.............................................ّ:‬دراسةّالقيمّاإلنسانيةّواجلماليةّّّ ّ‬

‫للكوف‪ )1( ».‬من خالؿ ىذا تبُت أف الكاتب يصف ادلكاف الذم ستجرم فيو أحداث القصة أم‬
‫الغابة «نباتية طبيعية‪ ،‬مشس‪ ،‬للكوف» فهذه الكلمات تعمل على التأثَت يف عقل الطفل كذبعلو ػلس‬
‫ابدلتعة كالتوازف يف احلياة كراحة نفسية‪ ،‬كقيمة صبالية اليت ؽلكن أف تستخلصها من ىذه أف الكاتب‬
‫كصف الطبيعة من خالؿ اظهار ركعة كصباؿ الغابة كىذا ما جعل القصة ربمل بعد صباليا رائعا‪.‬‬
‫كصلد كذلك اىتماـ القاص ابلشكل كاخلط كادلضموف ابعتباره الركن األساسي يف العمل السردم‪ ،‬ألف‬
‫الطفل سللوؽ صغَت لطيف غلب أف يكوف صبي أشيائو صبيلة كجذابة‪ ،‬فعند شرائو للقصة ػلاكؿ‬
‫اختيار القصص السهلة كادلمتعة كينفر من القصص ادلملة كالطوية فقصتنا "الفكرة الناجحة" الحظنا‬
‫أهنا من القصص األحب عند الطفل ألهنا ربتوم على كل متطلباتو من انحية القصر ك ادلضموف كاليت‬
‫كتبت بكتابة صبيلة ككاضحة كحجم مناسب كضياغة أنيقة كمرتبة م حركؼ كاضحة كابرزة كم‬
‫كجود نقص يف اختيار نوعية الورؽ فقد جاءت أكراؽ القصة رفيعة‪ ،‬لكن ىذا ال ينقص من قيمتها إال‬
‫أهنا ربمل مظهرا صبيال كجذااب ككذلك ربمل يف طياهتا األلواف كالرسومات الزاىية متوسطة احلجم ألف‬
‫اللوف يف عادتو يشكل جانب ىاـ يف العمل السردم‪ ،‬لذلك غلب أف تكوف الصورة كاأللواف خادمة‬
‫للقصة‪ ،‬ألف األطفاؿ ػلبوف ما يلفت نظرىم كيسعدىم‪ ،‬ألف العناية ابدلنظر اخلارجي للقصة يثَت‬
‫العواطف لدل الطفل كأحاسيسو كمشاعو‪ ،‬كىذا ما غلعلو ذك اصرار على قراءة ىذه القصة كىذا ما‬
‫حدث م قصتنا ألهنا ضبلت كل ىذه ادلميزات اليت ذبعل الطفل يقبل عليها كىو يف أرػلية اتمة‪،‬‬
‫كلكن ؽلكن أف تقدـ سبب كاحد غلعل قصتنا ربمل صعوبة يف بعض الشيء يف احلركات اإلعرابية‬
‫عموما يشكل صعوبة لدل القارئ البالغ انىيك عن الطفل الصغَت الذم ػلاكؿ أتسيس حياتو كىو‬
‫يف مراحلو األكذل‪ ،‬فاحلركات اإلعرابية تعرقل انطالؽ الطفل يف لقراءة كادلطالعة‪ ،‬كىذا ما كجدانه يف‬
‫قصتنا حيث الحظنا أف ادلضموف الذم شكل أكملو فالكاتب ىنا حتم على الطفل النطق‬
‫ابلشكل‪ ،‬ككذلك قد استنفذ منو رلهودا كبَتا يف القراءة‪ ،‬كغلربه على الًتكيز على احلركات فهذا‬
‫يصعب األمر على الطفل كغلعلو ينفر من ىذا العمل‪ ،‬لذلك من ادلستحسن أف ال يضبط ابلشكل‬

‫‪-1‬ادلصدر السابق‪ ،‬ص‪.02‬‬

‫‪60‬‬
‫الفصلّالثاين‪.............................................ّ:‬دراسةّالقيمّاإلنسانيةّواجلماليةّّّ ّ‬

‫كل الكلمات‪ ،‬إال ما دعا منها إذل عسر كإذل الضركرة فعلى الكاتب أف ؼلتار اجلمل اليت ربمل‬
‫الكلمات البسيطة اليت ال ربتاج إذل حركات اعرابية مثل ما ىو مذكور يف القصة« فإذا ىو صوت‬
‫مرجاف ينادم خارج احلجر‪ )1( ».‬كل ىذه الكلمات تعد كلمات بسيطة ال ربتاج إذل شكل فهي‬
‫كتبت خبط كاضح كحركؼ ابرزة لكنها على الرغم من ذلك احتوت على ظاىرة التشكيل اليت‬
‫عرقلت حركة النطق لدل الطفل‪ ،‬فهم يف مرحلة ال ػلتاجوف فيها إذل شكل كلقد اعتمد الكاتب‬
‫أيضا على اللغة اليت تعد ا﵀رؾ األساسي يف أم موضوع سردم كاف‪ ،‬ألهنا تعد كسيلة تعبَتية ؽلكن‬
‫للفرد التواصل بواسطتها كالتفاىم م األخرين كيوصل للطرؼ األخر ما غلوؿ يف سليلتو‪ ،‬ألف اللغة‬
‫ليست كسيلة للكتابة فقط بل ذلا دكر أخر ىو التواصل‪ ،‬فهي تنقسم إذل قسمُت لغة الكبار اليت‬
‫ربمل الرموز كاإلشارات كاإلػلاءات كغَتىا‪ ،‬أما القسم الثاين فهو قسم سلصص للصغار‪ ،‬فكتاهبم‬
‫غلب أف يتخلوا عن لغة الكبار اليت ربتوم على تعقيدات‪ ،‬فيجب عليو أف يتحلى ابلشركط اليت تقوـ‬
‫عليها لغة الصغار كىي االبتعاد عن األلفاظ الصعبة‪ ،‬كاألصوات اليت تتميز بصعوبة النطق‪ ،‬غلب أف‬
‫تتضمن عباراتو ابلوضوح كالبساطة م زلاكلة الوصوؿ إذل ادلعٌت كاذلدؼ ادلطلوب بوقت أقل غلب‬
‫عليو أف يلتزـ صفة التكرار ألف ابلتكرار يساعد الطفل على استوعاب ادلوضوع‪ ...‬اخل كبدراستنا ذلذا‬
‫التطبيق القصصي الحظنا الكاتب خالد أ شبقبق قد استعمل لغة سهلة كاضحة الكلمات بعيدا عن‬
‫التعقيد كذلك من أجل منح الطفل الفرصة للقراءة بسهولة كاستيعاهبا مثل قوؿ الكاتب« كلكن أخرج‬
‫من الباب اخللفي القدًن كاستكشف األمور أكال»(‪ )2‬فهذه العبارة كتبت بلغة سهلة النطق كقليلة‬
‫ادلعاين كالكلمات األف الطفل الؽللك سليلة كاسعة من أجل اإلدلاـ جبمي ادلعارؼ‪ ،‬لذلك غلب أف‬
‫تكوف القصة سهلة كبعيدة عن الغموض لتكوف لغتها كأسلوهبا بسيط كأفكار متسلسلة كمن الواضح‬
‫أف الكاتب قد استعمل ألفاظ بديهية كمتداكلة لدل الطفل حيث استوحاىا من بيئتو اللغوية كىي‬
‫الثعلب‪ ،‬ادلصيدة‪ ،‬الباب‪ ،‬مشس‪....‬فكل ىذه األلفاظ ربمل السالسة يف النطق ك الفهم‪ ،‬فهي ال‬

‫‪-1‬ادلصدر السابق ص‪.06‬‬


‫‪-2‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص‪.07‬‬

‫‪61‬‬
‫الفصلّالثاين‪.............................................ّ:‬دراسةّالقيمّاإلنسانيةّواجلماليةّّّ ّ‬

‫ربتاج لقاموس لشرحها كال ألم شيء يفسر معناىا‪ ،‬أما ابلنسبة للًتاكيب نالحظ أنو ماؿ لتوظيف‬
‫اجلمل الطويلة كالقصَتة معا أثناء عملية احلكي كابدلقارنة بينهما نالحظ كثرة اجلمل الطويلة« أخذ‬
‫األب نصيحة ابنتو احلكيمة فتسلل من الباب اخللفي القدًن‪ )1( ».‬فهي تعد صبلة طويلة على خالؼ‬
‫ىذه اجلملة القصَتة« إرل بفكرتك‪ )2(».‬كذلك من أجل إمكانية الطفل لفهم االحداث دكف تعيب‬
‫فيجب اف ربتوم القصة على عبارات قصَتة كال ربتوم كذلك على عبارات طويلة فيجب ادلزج‬
‫بينهما‪ ،‬كما أف الكاتب دل يستخدـ الرمز يف لغتو كذلك حىت ال يق الطفل يف التشويش ك اضطراب‬
‫يف طرح االفكار‪ ،‬فهدؼ الكاتب ىو تسلية الطفل من جهة كتثقيفو من جهة أخرل كاستعمل أيضا‬
‫عالمات الًتقيم اليت ساعدتو على ربديد عناصر اجلملة كذلك من أجل مساعدة الطفل على الوقوؼ‬
‫يف األماكن السليمة كاحًتامها‪ ،‬ككذلك جلعلو يتعلم تغيَت نربات الصوت مثل يف صبلة « اي ثعلب اي‬
‫(‪)3‬‬
‫فهنا غلب على الطفل أف يقرأىا بصوت طفورل كمضحك‬ ‫جباف! احلقٍت كترؾ مرجاف‪»....‬‬
‫كاستفزازم عكس صبلة اليت قاذلا األب« رأيك سديد اي ابنيت‪ ،‬كلكن من يعلق اجلرس‪ ،‬فلم أعد رشقا‬
‫(‪)4‬‬
‫سريعا مراكغا كالسالف أايمي‪ ،‬كال ريب أف الثعلب سيقتصصٍت قبل أف أكصلو إذل حتفو‪».‬‬
‫ككذلك نالحظ كجود عالمة الًتقيم ادلتمثلة يف الفاصلة لكي يستطي الطفل اف يتدرج يف تغيَت نربات‬
‫صوتو ككما استعمل الكاتب الًتافد يف اللغة ككلمات مثل كلمة ادلاكر مرادفها اخلبيث‪ ،‬ككذلك من‬
‫أجل تزكيد الطفل برصيد لغوم‪ ،‬فمن األعلية أف ؼلتار الكاتب األلفاظ السهلة كذلك من أجل‬
‫الوصوؿ إذل ادلعٌت ادلنشود دكف صعوبة أك تقيد كغرض من ىذا ىو غرض تعليمي‪ ،‬كيف األخَت ؽلكن‬
‫القوؿ أف الكاتب كاف حريصا على مراعاة اجلوانب اللغوية كالنحوية كثَتا‪ ،‬أما األسلوب الذم كتبت‬
‫بو قصص األطفاؿ غلب أف يكوف أسلوب يستوعبو الطفل كيفهمو‪ ،‬األف الطريقة كأسلوب طرح‬
‫ادلوضوع لو اعلية ألنو من خاللو يستطي الطفل فهم موضوع القصة‪ ،‬فقد اعتمد الكاتب اللغة العربية‬

‫‪-1‬ادلصدر السابق‪ ،‬ص‪.09‬‬


‫‪-2‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص‪.09‬‬
‫‪-3‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫‪-4‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪62‬‬
‫الفصلّالثاين‪.............................................ّ:‬دراسةّالقيمّاإلنسانيةّواجلماليةّّّ ّ‬

‫الفصحى الواضحة كالغَت معقدة مثل« كقد رأيت اليوـ ثعلبا خبيثا ماكرا يتجوؿ يف ىذه األضلاء‬
‫كأخشى اف يكشف الطريق إذل جحران فاحذرم شره كنبهي بقية األسرة خلطره سلافة أف يسقط كاحد‬
‫يف شباكو‪ )1( ».‬فبهذا األسلوب يستطي الطفل الذكي فهم موضوع القصة‪.‬‬
‫كقد استعمل كلمات تليها مفرداهتا مثل "خبيثا" شرح كلمة " ماكر" كذلك من أجل اثراء‬
‫قاموسو اللغوم‪ ،‬كجاءت فقرات القصة مًتابطة كأفكارىا مستوعبة لدل الطفل حيث جاءت اجلمل‬
‫مزاكجة بُت اجلمل الفعلية كاإلمسية‪ ،‬فكانت اجلمل الفعلية بكثرة كمساعدة يف سرد األحداث مثل‬
‫«رج االب مسرعا إذل داخل جحرة ليستيسر أفراد عائبتو‪ )2( ».‬ففعل رج ساعد على سرد كمواصلة‬
‫األحداث القصة أما اجلمل اإلمسية فكانت هتتم يف كصف بعض األحداث اليت يتوقف القاص«‬
‫(‪)3‬‬
‫فاجلملة‬ ‫كسط طبيعة خالبة كخضراء أخاذة كبيئة نباتية رائعة استمرت حياة عائلة أرنوب‪».‬‬
‫كصفت مكاف الذم يقطن فيو عائلة أرنوب‪ ،‬ككما احتوت على صبل اخبارية اليت تعمل على نقل‬
‫األخبار دبا ػلدث خارج اجلحر« فرأل ثعلبا ضخما قد حاصر مرجاف يف حفرة ضيقة ربت شجرة‬
‫قدؽلة يريد الفتك بو‪ )4( ».‬فاألب ىنا ؼلربىم أف ىناؾ ثعلب قد حاصر أخيهم مرجاف ككما صلد‬
‫اجلمل اإلنشائية اليت قد ربمل الصدؽ كالكذب كمن بينها اجلمل التعجبية« يوريك احلل عندم‬
‫كسنقضي على الثعلب إذل األبد كننقذ أخاان مرجاف من التهلكة!» (‪ )5‬فهنا ايقوتة رباكؿ أف تقدـ‬
‫حال عجيبا الذم سينقذ أخيها مرجاف من كرطة الثعلب جاء األسلوب ىنا يتميز ابلقوة كالوضوح‬
‫كاجلماؿ يف اللغة فأسلوب ىذا جعل القصة تكشف زاكية من زكااي احلياة فقد جاءت عباراهتا كاضحة‬
‫شفافة كأسلوب ىادئ‪ ،‬بعيدا عن التصن كالتكلف فلم يوظف الكثَت من الصور البيانية جل كالمو‬
‫عفواي كىي مسة كاضحة أثناء كتابة قصص األطفاؿ‪ .‬فعادل الطفل عادل حقيقي غلب ابعاده عن ما ىو‬

‫‪-1‬ادلصدر السابق‪ ،‬ص ‪.04‬‬


‫‪-2‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص ‪.09‬‬
‫‪-3‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص ‪.02‬‬
‫‪-4‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص‪.08‬‬
‫‪-5‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص ‪.09‬‬

‫‪63‬‬
‫الفصلّالثاين‪.............................................ّ:‬دراسةّالقيمّاإلنسانيةّواجلماليةّّّ ّ‬

‫مزخرؼ‪ ،‬كقد احتوت القصة كذلك ظاىرة التكرار اليت تكوف صفة الزمة يف قصص األطفاؿ فالتكرار‬
‫ػلدث التأثَت اإلغلايب يف نفوس األطفاؿ‪ ،‬فالتكرار ػلدث التأثَت اإلغلايب يف نفوس األطفاؿ كالتكرار‬
‫يفزع أمساعهم أبكاتر مصحوبة ابلبهجة كالفرح كأبشكاؿ سلتلفة فالتكرار يسهل على الطفل احلفظ‬
‫كفهم ادلعاين كتقليد الطبيعة كمثاؿ ذلك تكرار كلمة ثعلب ماكر ليجعل الطفل حريص من مكر‬
‫الثعلب فالطفل من خالؿ ىذا يعلم أف الثعلب يتميز بصفة ادلكر كأنو حيواف خبيث كجاء التكرار‬
‫ىنا تعليمي فهو يعلمو األشياء اإلغلابية كقد جاءت القصة زلملة ابلرسم كالصور اليت تعد من الوسائل‬
‫اليت أخذت حيزا كبَتا يف نفسية الطفل ألهنا أداة تعبَتية ابلنسبة لو‪ ،‬كىي من أبسط كأسهل الوسائل‬
‫ادلوصلة لل عربة لدل الطفل كاحتوت على عنصر التشويق الذم ػلبو الطفل يف ما يتلقاه‪ ،‬حيث‬
‫تستهويو تلك الرسومات ادلزخرفة كاأللواف اجلميلة اليت تساعد على ايصاؿ األفكار بطريقة مرػلة‪ ،‬كما‬
‫تعمل الصور كالرسوـ على كصف الشخصيات كاألماكن كىنا يظهر دكر القصة يف تثقيف الطفل‪،‬‬
‫ألف الرس م كالصورة عادل مليء ابألاثرة‪ ،‬فالطفل يف ىاتو ادلرحلة العمرية يعتمد على حاسة البصر أم‬
‫العُت يف عملية ادراكو لألشياء‪ ،‬فبواسطة الصورة تتأثر عُت الطفل هبا كمن ىنا تنمي يف نفسية احلس‬
‫اجلمارل الذم غلعلو ؼلتار بُت اجلماؿ كالقبح كاخلَت كالشر‪ ،‬كللرسوـ كالصور دكر آخر كىو دكر‬
‫التسلية فهي تعمل على تركيح نفسية الطفل كتدفعو ضلو االنفعاؿ معها‪ ،‬كالًتكيز م ما ىو كارد يف‬
‫الصورة فقصتنا الفكرة الناجحة احتوت على الصور اليت أخذت جل حجم الورقة‪ ،‬فجاءت الرسوـ‬
‫القصة معربة عن موضوعها ككذلك لتوضيح الفكرة كتشارؾ النص كتستثرم نفس ادلتلقي‪ ،‬فجاءت‬
‫الرسوـ بسيطة صبيلة معربة بشكلها الفتاف‪ ،‬فقد احتوت قصتنا على ستة عشر صورة‪ ،‬فكل صورة‬
‫جاءت معربة عن مضموف ادلشهد ادلتمثل يف النص‪.‬‬
‫فقد اختلفت نظرة ىذه الصور بُت ظاىرة اذلدكء ك القلق كاالستطالع كالتخطيط كادلواجهة‬
‫إذل أف انتهت ابدلراكغة كالنجاح فهذا يعٍت أف الصور جاءت موحية بدقة ككاضحة كربمل األلواف‬
‫الزاىية كاحليوية ىذا ما جعلها تكتسب قيمة صبالية شلا يستدعي علينا أف نتطرؽ على ظاىرة اللوف‬
‫اليت تؤدم دكرا كبَتا كمهما يف عادل الطفل‪ ،‬فاأللواف ربمل دالالت كثَتة ذبعلها تؤثر يف حواس‬

‫‪64‬‬
‫الفصلّالثاين‪.............................................ّ:‬دراسةّالقيمّاإلنسانيةّواجلماليةّّّ ّ‬

‫الطفل‪ ،‬فكل لوف يصاحبو نوع من االنفعاؿ‪ ،‬كقد برع السارد يف سرد االحداث النو يعد احلبل الذم‬
‫يربط أحداث القصة من البداية اذل النهاية فعندما يتفنن الكاتب يف عملية السرد ادلضموف الذم‬
‫يريده أف يوصلو لدل الطفل فيمكنو أف يفهم القصة كلذلك استعمل الكاتب السرد ادلباشر من‬
‫خالؿ استخدامو االمساء شخوص متداكلة ايقوتة‪ ,‬مرجانة‪ ,‬جوىرة ‪ ,‬مرجانة ككذلك استخداـ‬
‫(‪)1‬‬
‫فالسارد‬ ‫األماكن ادلعركفة مثل الغابة« كسط طبيعة خالبة كخضراء أخاذة كبيئة نباتية رائعة‪».‬‬
‫استعماؿ تقنية الوصف يف سرده لألحداث ككذلك كظف ادلنزؿ الذم يعد مكاف حقيقي «يف‬
‫جنبات احلجر كيناموف م حلظات توديعها للكوف‪ )2( ».‬مدعم سرده لألحداث بذكر تقنية الزماف‬
‫الذم ال يقل أعلية عن ادلكاف كالوصف حيث كظف الكاتب مصطلحات تدؿ عليو يف موعد عشاء‪،‬‬
‫اليوـ كصلد كذلك كجود احلوار الذم دار بُت أرنوب كايقوتة عند ربذيرىا من الثعلب «قاؿ ذلا أرنوب‪:‬‬
‫قد رأيت اليوـ ثعلب خبيثا ماكرا يتجوؿ يف ىذه االضلاء كأخشى أف يكشف الطريق غلى جحران‬
‫فاحذرم شره‪....‬فأجابتو ايقوتة‪ :‬ال عليك اي أخيت كأعدؾ أف أكق هبذا الغريب ادلاكر إذا حاكؿ‬
‫(‪)3‬‬
‫فحوار ىنا جاء معربا عن الشخصيات كمناسبا ذلا يف الوقت نفسو فقد ضبل احلوار‬ ‫الًتبص بنا‪».‬‬
‫يف طياتو خطاب يدعو ا ذل النصح ك ػلمل مدل حرص األخ على العائلة‪ ،‬كلقد لعب احلوار ىنا‬
‫دكرا يف ربرايت األحداث اليت تتناسب م ادلوقف الذم قيل فيو‪ ،‬فبواسطتو اتصلت الشخوص‬
‫ببعضها العض‪.‬‬
‫كنستنتج يف األخَت أف قصة الفكرة الناجح من أركع القصص اليت ذبدر على الطفل قراءهتا ألهنا‬
‫ربمل صبي األبعاد اجلمالية اليت تؤثر يف نفسية الطفل‪ ،‬كاليت تزرع فيو الفرح كادلتعة كالسعادة‪.‬‬

‫‪-1‬ادلصدر السابق‪ ،‬ص ‪.02‬‬


‫‪-2‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص ‪.02‬‬
‫‪-3‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص ‪.04‬‬

‫‪65‬‬
‫الفصلّالثاين‪.............................................ّ:‬دراسةّالقيمّاإلنسانيةّواجلماليةّّّ ّ‬

‫منوذجّرقمّ‪ّ:03‬الغزالةّالتائهة‪ّ :‬‬
‫‪-1‬دراسةّالصورةّادلرفقةّللنص‪ّ :‬‬
‫أ‪-‬الغالفّاألمامي‪ّ :‬‬
‫قصة «الغزالة التائهة» من النماذج اجلاذبة لألطفاؿ‪ ،‬فأكؿ ما يسحب أنظارىم كيستهوم‬
‫أنفسهم ىو ادلشه د الطبيعي الذم يعد عنصرا شبو اثبت ال ؼلتلف كثَتا عما رأيناه يف القصة السابقة‬
‫ادلتمثل يف صورة الغابة أبعشاهبا اخلضراء كأزىارىا اجلميلة كالسحاب األبيض الذم يعلوا يف السماء‬
‫كيظهر مشهدا آخر للحيواانت اللطيفة كاجلميلة كىو عائلة الغزاؿ اليت سبرح يف الغابة‪.‬‬
‫كفيما يتعلق ابلتشكيل اللوين العاـ للوحة كالغالؼ صلد اللوف االخضر البارز بقوة كالغالب على أغلفة‬
‫السلسلة ككل الذم يوحي ابلتنوع كالتغيَت الرخاء‪ ،‬فهو رمز السعادة كالوفاؽ كالنظرة اإلغلابية للحياة‬
‫كمن ادلعركؼ أف اللوف األخضر يساعد على هتدئة النفس كالعُت كاسًتخاء األعصاب‪ ،‬فهو يف االخَت‬
‫يهدؼ إذل جعل الطفل ينسجم أكثر م أحداث القصة كرلرايهتا‪ ،‬إضافة إذل اللوف الربتقارل البارز‬
‫على أرضية الغالؼ الذم يرمز إذل الطاقة كالدؼء كاحلرارة كذلك العاطفة كالصحة كالذم يثَت اإلاثرة‬
‫كاحلماس لدل الطفل ككذلك اللوف البٍت الذم ذبسد يف حيواانت القصة فهو يرمز إذل السعادة‬
‫كاألانقة كىذه الصفة األخَتة ىي صفة الالزمة للغزاؿ كما يرمز ايضا إذل األماف كاحلماية كيدؿ على‬
‫االستقرار كالدعم كربيلنا ىذه الواجهة إذل العديد من ادلعاين أعلها‪:‬‬
‫الغزاؿ ىو ذلك الكائن اللطيف الذم يعد بوصفو عالمة بصرية ربيل إذل ا﵀بة كالسعادة كالدؼء‬
‫الذم غلب أف يتجسد يف شخصية الطفل‪ ،‬أما من حيث الكتابة كاخلط فقد جاء العنواف بشكل كبَت‬
‫كخبط خشن الفت لالنتباه‪ ،‬ابللوف األخضر ا﵀يط ابللوف األبيض كذلك من أجل لفت انتباه الطفل‬
‫بقوة‪ ،‬ككما صلد كذلك بعض التدخالت كاسم ادلؤلف أ‪-‬خالد اشقبقب يف اسفل الصورة كيف اجلانب‬
‫العلوم نالحظ كجود دائرة كتب فيها دار األطياؼ اليت جاءت يف كسط الغالؼ كجبانبها األؽلن‬
‫عنواف السلسلة سلسلة مغامرات أرنوب حيث جاءت كا ىذه ادلعلومات خبط أقل بكثَت على خط‬
‫العنواف‬

‫‪66‬‬
‫الفصلّالثاين‪.............................................ّ:‬دراسةّالقيمّاإلنسانيةّواجلماليةّّّ ّ‬

‫ب‪ّ-‬صورّداخلّالقصة‪ّ :‬‬
‫ما يصادفنا عند فتح القصة يف أكؿ كرقة كجود صورة سلالفة لصورة الغالؼ حيث جاءت‬
‫صورة غزالة يظهر عليها اخلوؼ كاحلزف خلفها خلفية تشبو خلفية قصة الفكرة الناجحة طبعا فهذه‬
‫سلسلة قصصية اتبعة ك كما نالحظ كذلك كجود اسم الرساـ كادلصمم للقصة كىو كماؿ خدًن هللا ‪،‬‬
‫سفياف حفار كادلراج أ‪-‬عمر بلعديس كبعض ادلعلومات األخرل كادلتاب كاإلشراؼ كدار النشر‬
‫كعنواف القصة الذم جاء ؼ ابللوف األضبر الذم يوحي ابالنتباه كالًتكيز كجاءت القصة يف ستة‬
‫عشرة صفحة كنالحظ كدلك أف الرسوـ كالصور قد حجزت على الصفحة برمتها م تنوع األلواف‬
‫بُت األخضر‪ ،‬البنفسجي‪ ،‬البٍت أبيض‪ ،‬أزرؽ‪ ،‬برتقارل‪ ،‬فجمي ىذه األلواف زلببة للطفل كجذابة لو‬
‫تبث يف نفسو حب احلياة كاالكتشاؼ كحب ادلطالعة‪ ،‬كنالحظ أف الصور جاءت ربمل العديد من‬
‫الشخصيات منها الغزالة‪ ،‬الثعلب‪ ،‬األرنب م كجود مقاط سردية اليت تسرد أحداث القصة فقد‬
‫جاءت خبط كاضح كمقركء‪ ،‬بلوف أسود مصحوب ابحلركات اإلعرابية فقد فجاءت رلرايت القصة‬
‫اليت ربكي على غزالة صغَتة اتئهة يف الغابة بسبب انشغاذلا دبالحقة الفرشات« كعلى مشارؼ الغابة‬
‫غزالة صغَتة انشغلت دبالحظة الفراش على ضفة النهر فتاىت عن قطيعتها كدل هتتد إذل‬
‫ككرىا‪....‬كانت ادلسكينة سبشي كىي ترجف من اخلوؼ»(‪ )1‬فالكاتب يبُت للطفل أنو غلب أف ال‬
‫يبتعد عن عائلتو كال ؼلالفهم فمهما يكن األمر غلب أف يبقى معهم ألف ادلأكل األكؿ كاألساسي يف‬
‫حياتو ىي عائلتو‪.‬‬
‫ج‪-‬صورةّالغالفّاخللفي‪ّ :‬‬
‫جاءت صورة الغالؼ اخللفي تشبو صورة غالؼ القصة السابقة الفكرة الناجحة‪ ،‬فهذا يعد‬
‫عمال صبارل اغرائي اثبت يف ىذه السلسلة حيث احتوت على عنواف السلسلة « مغامرات أرنوب»‬
‫يف اجلزء العلوم كيف أسفلو توجد عناكين كقصص أخرل اتبعة كيف جانبها األيسر كجود اسم الدار‬
‫كىي" دار األطياؼ" كعنواف القصة " الغزالة التائهة" مرفقة بصورة الغزالة‪.‬‬

‫‪ -1‬أ‪-‬خالد أشقبقب‪ ،‬الغزالة التائهة‪ ،‬دار األطياؼ‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ص‪.03‬‬

‫‪67‬‬
‫الفصلّالثاين‪.............................................ّ:‬دراسةّالقيمّاإلنسانيةّواجلماليةّّّ ّ‬

‫‪-2‬الشخوص‪ّ :‬‬
‫أ‪-‬الشخوصّالرئيسة‪ّ:‬‬
‫‪ -‬الغزالة‪ّ :‬‬
‫كى ي شخصية ابرزة‪ ،‬ذات حضور تنهض بدكر البطولة يف مسار احلدث بعد ابتعادىا عن قافلة‬
‫الغزاؿ‪ ،‬كىي التزاؿ صغَتة « كعلى مشارؼ الغابة غزالة صغَتة انشغلت دبالحقة الفراش على ضفة‬
‫(‪)1‬‬
‫النهر فتاىت عن قطيعها كدل هتتدم إذل ككرىا‪...‬كانت ادلسكينة سبشي كىي ترذبف من اخلوؼ‪».‬‬
‫إف الشخصية ربمل صفات اخلوؼ كالقلق فهي عملت على ربريك األحداث كفق سَتكرهتا إذل الغابة‬
‫ادلنشودة حيث عمل الكاتب على تصوير شخصية الغزالة بدقة كعلى طبيعتها ادلتمثلة يف« كفجأة‬
‫رأل الغزالة الصغَتة سبشي خائفة تًتقب كتنكمش كراء األشجار كتريد االحتماء هبا ضد االخطار اليت‬
‫هتدد سالمتها‪ )2(».‬فقد ضبلت الغزالة بعض الصفات غَت ادلثالية اليت ال غلب على الطفل االقتداء هبا‬
‫كىي صفات دل تكن تتميز ابلتعقيد بل كانت قريبة من تصرفات الشخصيات احلقيقية‪ ،‬فيمكن ألم‬
‫طفل أف تتجلى فيو ىذه الشخصيات عند ما يصادؼ أمر صعب‪.‬‬
‫‪ -‬أرنوب‪ّ :‬‬
‫كىو شخصية رئيسة فاعلة عملت على مساعدة الغزاؿ كاحتوائها‪ ،‬ألهنا خائفة من كحشة‬
‫الليل كصوت احليواانت ادلفًتسة خاصة الثعلب‪ ،‬فقد ضبل سلوكيات جيدة كىي الشجاعة‬
‫ادلسؤكلية‪ ،‬فقد ظهر من بداية القصة إذل هنايتها‪ ،‬ككاف عنصرا جوىراي يف القصة ألنو ساعد‬
‫الغزالة« قاطعها أرنوب مطمئنا ال خوؼ عليك‪ ،‬أبشرم أيتها الصديقة احلميمة‪ ،‬فقد صلوت إبذف‬
‫هللا فقط اتبعيٍت‪ )3( ».‬فقد حاكؿ أرنوب أف يطمئن الغزالة كغلعلها تشعر ابلراحة ألهنا يف أماف ك‬
‫يتبُت القصة للطفل كجوب ربمل ادلسؤكلية كأف يساعد األخرين كؽلد ذلم يد العوف‪ ،‬كليكوف مثل‬

‫‪-1‬ادلصدر السابق‪ ،‬ص‪.03‬‬


‫‪-2‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص ‪.05‬‬
‫‪-3‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص‪.09‬‬

‫‪68‬‬
‫الفصلّالثاين‪.............................................ّ:‬دراسةّالقيمّاإلنسانيةّواجلماليةّّّ ّ‬

‫ارنوب الذم يتصف ابلشجاعة كالقوة مثل ما ذكر يف القصة على شجاعة أرنوب « ككقف‬
‫أرنوب يصيح أيها الذئب الظادل‪ ،‬تعاؿ ىنا كافًتسٍت إف استطعت‪ )1( ».‬فقد كاجو الثعلب إبرادتو‬
‫كثقتو بنفسو أنو سينجوا من ىذا الثعلب ألنو سبيز ابلصفات ادلثالية اليت غلب أف تتجسد يف‬
‫شخصية الطفل‪.‬‬
‫ب‪ّ-‬الشخوصّالثانوية‪ّ ّ:‬‬
‫‪ -‬األب‪:‬‬
‫شخصية اثنوية غَت فعالة‪ ،‬حيث جاء امسو لؤلؤ مرة كاحدة من انحية الرسم يف الصفحة ‪06‬‬
‫اما من انحية ادلضموف ظهر بعدـ موافقتو دلساعدة الغزالة كالسبب يف ذلك خوفو على ابنو كىذا‬
‫سلوؾ أك ردة فعل متقبلة‪ ،‬ألف أم أب يف العموـ ؼلاؼ على ابنو كال يريد أف ال يلحقو الضرر‬
‫«األب لؤلؤ رفض أكؿ األمر خوفا على سالمة كلده أرنوب»(‪ )2‬فتظهر ىنا مسؤكلية األب ذلك‬
‫أنو الركن األساسي يف ادلنزؿ ػلاكؿ االعتناء أبكالده ألف األب يريد دائما أف يكوف أكالده يعيشوف‬
‫يف أمن كسالمة‪.‬‬
‫‪-1‬القيمّادلستخلصةّمنّ"قصةّالغزالةّالتائهة"‪ّ :‬‬
‫أ‪-‬القيمّاإلنسانية‪ّ :‬‬
‫‪-‬الشجاعة‪ّ :‬‬
‫تعد الشجاعة من أىم الصفات اليت البد للفرد أف يتحلى هبا خاصة أف احلياة مليئة ابدلخاطر‬
‫كالتجارب‪.‬‬
‫كتظهر ىذه الصفة بشكل كاضح يف إقداـ " أرنوب" دلساعدة الغزالة التائهة رغم رفض كالده‬
‫لفعلو ىذا إال أنو أصر دلد يد العوف ذلا« لكن األب " لؤلؤ" رفض أكؿ األمر خوفا على سالمة‬
‫كلده" أرنوب" بعد أف بكى أرنوب" كإحلاحو الشديد على ضركرة اخلركج إلنقاذ الغزالة ادلسكينة‪،‬‬

‫‪-1‬ادلصدر السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬


‫‪-2‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص ‪.06‬‬

‫‪69‬‬
‫الفصلّالثاين‪.............................................ّ:‬دراسةّالقيمّاإلنسانيةّواجلماليةّّّ ّ‬

‫ككعده بعدـ تعريض نفسو آلية سلاطر أالف من موقف األب الرافض كجعلو يًتاج ‪ )1( ».‬كرغم‬
‫الظالـ إال أنو ذبرأ كتقدـ ضلو الغزالة اليت كانت خائفة كزلتارة يف أمرىا إال أنو بعد أف طمأهنا‬
‫انقض على الغزالة ذئب كبَت كىنا تظهر شجاعة أرنوب بعدـ ىركبو بل انداىا «عليك بدخوؿ‬
‫جذع الشجرة إنو يناسب حجمك أما أان فسأتوذل أمر الذئب‪ )2( ».‬فرغم أنو صغَت إذل أف فطنتو‬
‫كذكائو جعلتو يستفز الذئب ليبعده عن الغزالة كيناؿ مبتغاه ابستدراجو‪ ،‬إال أنو يرتطم جبذع‬
‫الشجرة كؼللص الغزالة كنفسو منو‪ .‬كم أف أرنوب كاف قادرا على عدـ التدخل يف أمر الغزالة إال‬
‫أف شجاعتو كاقدامو جعاله ؼلاطر حبياتو من أجل أتمينها‪ ،‬فبها يتعلم الطفل الشجاعة كاألقداـ‬
‫على فعل اخلَت كيتخلص من اجلنب‪.‬‬
‫‪-‬األسرة‪ّ ّ:‬‬
‫األسرة ىي العامل الرئيسي يف تكوين اتجمتم ‪ ،‬كمنب الًتبية كاالساس يف بناء شخصية الطفل‬
‫فهي تبعث يف نفسو األماف كاالستقرار حلل مشاكلو اخلاصة كالعامة كتعليمو القيم كالعادات‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫فمن خالؿ القصة يظهر اىتماـ األب "لؤلؤ" برفضو خلركج ابنو يف اليل خوفا عليو كلوال إحلاح أرنوب‬
‫كتف هم أبيو لو كأخذ كعد من ابنو أف ػلافظ على نفسو دلا تركو كىذا انجم عن ثقة االكلياء يف أبنائهم‬
‫فلوال تلك الثقة اليت ؽلدىا اآلابء ألبنائهم دلا بنوا شخصية قوية كشجاعة « مسح لو كالده على‬
‫مضمن‪ ،‬كعلى شرط أف ال يبتعد عن ككر العائلة كثَتا‪ ».‬كما أف األسرة ىي مصدر الدعم الوحيد‬
‫للطفل حيث توفر االستقرار كالنصح كاإلرشاد الصحيح‪ ،‬إضافة إذل خوؼ قطي الغزاؿ على الغزالة‬
‫ادلفقودة حيث أف بطلوع الشمس أتوا للبحث عنها« كم طلوع مشس الغد عاد سرب الغزالف يبحث‬
‫(‪)3‬‬
‫عن الغزالة ادلتخلفة‪ ،‬ككاف فرحهم عظيما دلا اكتشفوا سالمة الغزالة بفضل شجاعة أرنوب كذكائو‪».‬‬

‫‪-1‬ادلصدر السابق‪ ،‬ص‪.06‬‬


‫‪-2‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪-3‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص ‪.03‬‬

‫‪70‬‬
‫الفصلّالثاين‪.............................................ّ:‬دراسةّالقيمّاإلنسانيةّواجلماليةّّّ ّ‬

‫فالعائلة أبسرىا تفرح لوجود أفرادىا لوجود أفرادىا خبَت كزباؼ عليهم من صبي الشركر فمن ىنا يدرؾ‬
‫الطفل أف العائلة ىي مأكاه الوحيد الذم يستطي احتوائو يف صبي حاالتو كيف أم مكاف أك زماف‪.‬‬
‫‪-‬الصداقة‪ّ ّ:‬‬
‫اإلنساف بطبعو اجتماعي كال يستطي العيش دبفرده فيتعامل م أفراد رلتمعو‪ ،‬فهناؾ صداقة‬
‫تزكؿ دبركر األايـ كالعكس صحيح توجد من تثبتها ادلواقف كاالايـ كالظركؼ ادلختلفة‪ .‬حيث ظهرت‬
‫صداقة "أرنوب" كالغزالة عند اندفاعو كاحلاحو على كالده ليسمح لو ابخلركج يف اليل دلساعدهتا‬
‫كبوصولو ضلوىا راح ليطمئنها« ال خوؼ عليك‪ ،‬أبشرم أيتها الصديقة احلميمة‪ ،‬فقد صلوت إبذف هللا‬
‫فقط اتبعيٍت!» (‪ )1‬فاألصدقاء احلقيقيوف ىم من غلد حظ ادلساكاة فيهم‪ ،‬فليكونوا عوف السند يف‬
‫األكقات الصعبة اليت ال نرل ذلا سلرجا‪ ،‬كبعد التخفيف عنها ذىبا للجذع ادلقصود ك ىاصبهم الذئب‪،‬‬
‫إال اف أرنوب دل يتخل عن صديقو حىت أمنها كعرض نفسو للخطر فداء لسالمتها‪ ،‬فمن خالؿ قصتنا‬
‫ندرؾ أف الكاتب حاكؿ أف يعلم الطفل أبف ادلواقف الصعبة تولد األصدقاء كأف الصدؽ ادلواقف ىي‬
‫اليت تعرب عن معدف األصحاب فهم عزاؤان يف األايـ الصعبة‪ ،‬فال بد للطفل من اختيار الصديق كىذا‬
‫ما حثنا عليو رسولنا الكرًن يف قولو‪« :‬إظلا مثل اجلليس الصاحل كاجلليس السوء‪ ،‬كحامل ادلسك كانف‬
‫الكَت‪ ،‬فحامل ادلسك إما أف ػلذيك كإما أف تبتاع منو كإما ذبد منو رػلا طيبة‪ ،‬كانفخ الكَت إما أف‬
‫ػلرؽ ثيابك كإما اف ذبد رػلا خبيثة‪».‬‬
‫‪-‬ادلساعدةّ‪:‬‬
‫تعد ادلساعدة زبفيفا عن الشخص إلزالة كربتو كالتفريج عنو يف كقت الضيق الذم يعانيو‪.‬‬
‫كمن خالؿ القصة تظهر ادلساعدة فيما قاـ بو‪ ،‬أرنوب الذم ساعد الغزالة فور رؤيتها كحيدة‪ ،‬كبعد‬
‫موافقة كالده اذبو مسرعا ذلا ليظهر مباشرة طلب ادلساعدة من الغزالة ألرنوب« جلأت إليو كىو‬
‫الصديق القدًن ذلا‪ ،‬كقالت بعيوف ابكية كقلب مرذبف‪ ( :‬ىل لك أف ربميمي؟ ) ُث أردفت قائلة‪( :‬‬
‫كلكن جسدم كبَت كال أستطي الدخوؿ يف جحركم إذف سأموت‪ ...‬سأموت!!) قاطعها "أرنوب"‬

‫‪ -1‬ادلصدر السابق‪ ،‬ص‪09‬‬

‫‪71‬‬
‫الفصلّالثاين‪.............................................ّ:‬دراسةّالقيمّاإلنسانيةّواجلماليةّّّ ّ‬

‫(‪)1‬‬
‫مطمئنا‪ :‬ال خوؼ عليك أبشرم أيتها الصديقة احلميمة‪ ،‬فقد صلوت إبذف هللا فقط اتبعيٍت!!»‬
‫فأرنوب كاف خَت سند ذلا كمساعدا بل بذؿ قصار جهده للحفاظ على صديقتو الغزالة من أم‬
‫مكركه قد يصيبها‪ ،‬فهنا يتعلم الطفل أف مساعدة اآلخرين كاجب كمد العوف ذلم يسعدىم كيقوم‬
‫أكاصر ا﵀بة بُت الناس‪.‬‬
‫ب‪-‬القيمّاجلمالية‪ّ :‬‬
‫يالحظ يف قصة " الغزالة التائهة" ىي اللغة كأسلوب السرد الذم يراعي فئة األطفاؿ من ‪06‬‬
‫سنوات إذل ‪ 10‬سنوات‪ ،‬حيث اعتمد فيها الكاتب على مفردات مستعملة كسهلة ؽلكن للطفل أف‬
‫ػلفظها كيستوعبها‪ ،‬إضافة أف القصة احتوت على ستة عشر صفحة بينما اجلمل كانت بُت الطويلة‬
‫كالقصَتة بعيدة عن اإلطناب كالتكرار لكي ال يشعر الطفل ابدللل من القصة‪ ،‬كيبقى عليها طاب‬
‫التشويق كاخل ياؿ خاصة أف شخوص القصة حيواانت تتكلم كربمل قيما إنسانية كىذا كلو لغاية‬
‫أساسية أال كىي بث اخلياؿ يف الطفل كربريك عجلة التفكَت لديو‪.‬‬
‫بينما احلوار كاف أساسيا لتعرؼ الشخوص كتربز ذاهتا من خالؿ حوار الغزالة م أرنوب‬
‫«ىل لك أف ربميٍت؟ ُث أردفت قائلة‪ (:‬كلكن جسدم كبَت‪ ،‬كال أستطي الدخوؿ يف جحركم‪ ،‬إذف‬
‫سأموت‪ )!!...‬قاطعها أرنوب مطمئنا‪ :‬ال خوؼ عليك‪ ،‬أبشرم أيتها الصديقة احلميمة‪ ،‬فقد صلوت‬
‫(‪)2‬‬
‫فالشخوص أثبتت نفسها من خالؿ احلوارات القائمة كتعرؼ بدكرىا يف‬ ‫إبذف ﵁ فقط اتبعيٍت!!»‬
‫القصة كبناءىا التكويٍت‪ ،‬فيسهل على الطفل التعرؼ عليها كفهمها كالتعمق يف أحداثها فتحبب لو‬
‫شخوص كما ينفر من أخرل كىذا راج لدرجة التأثَت اليت كصلت ذلا القصة‪.‬‬
‫أما من انحية أخرل ذبلى اجلانب اجلمارل للصور متماشيا م أحداثها موضحا األمكنة‬
‫ادلختلفة اليت دارت فيها أحداث القصة ابإلضافة إذل الزماف ادلوضح ليظهر اجلانب اجلمارل للصورة‬
‫كمدل أتثَتىا على الطفل من خالؿ جذبو كإعطائو صبي التفاصيل‪.‬‬

‫‪-1‬ادلصدر السابق‪ ،‬ص ‪.09‬‬


‫‪-2‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص ‪.09‬‬

‫‪72‬‬
‫خادتة‬
‫خادتةّ‪ّ ّّ:‬‬

‫كيف ختاـ دراستنا كرحلتنا العلمية استخلصنا رلموعة من النتائج أعلها‪:‬‬


‫‪ .1‬أدب األطفاؿ نوع إبداعي متميز يساىم بشكل كبَت يف النمو الذىٍت كالفكرم كاجلمارل للطفل‪.‬‬
‫‪ .2‬ؽلكن اعتماد قصص األطفاؿ كأسلوب تعليمي لنقل قيم اتجمتم اجلزائرم (اإلنسانية كاجلمالية)‬
‫للناشئة ‪.‬‬
‫‪ .3‬قصص األطفاؿ كسيلة فعالة لتهذيب اجلانبُت اإلنساين ك اجلمارل للطفل الصغَت‪.‬‬
‫‪ .4‬اعتمد القصاص على الشخوص احليوانية للقياـ ابألدكار يف قصصهم ألهنا مألوفة كزلبوبة كتشد‬
‫انتباه األطفاؿ ‪.‬‬
‫‪ .5‬اعتمد القصاص على الصور ادلرفقة لنصوصهم من أجل تقريبها لألطفاؿ من الناحية الفكرية‬
‫ك اجلمالية‪.‬‬
‫‪ .6‬استخدـ ادلؤلفوف األسلوب اللغوم البسيط إليصاؿ الفكرة لألطفاؿ دلالءتو لقدراهتم العقلية‬
‫‪ .7‬جاءت القصص ادلختارة قصَتة من حيث الطوؿ من أجل ربفيز الطفل كابعاد ادللل عنو‬
‫‪ .8‬استخدـ القصاص رلموعة من ادلفردات البسيطة دبا يساىم يف إثراء القاموس اللغوم لألطفاؿ ‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫قائمةّادلصادرّ‬
‫وادلراجعّ‬
‫قائمةّادلصادرّوادلراجع‪ّ ّّ:‬‬

‫قائمةّادلصادرّادلراجع‬
‫القرآنّالكرميّ(روايةّورش) ّ‬
‫ادلصادرّ ّ‬
‫‪ .1‬خالد أشقبقب‪:‬‬
‫ػ الغزالة التائهة‪ ،‬دار األطياؼ‪ ،‬اجلزائر‬
‫ػ الفكرة الناجحة‪ ،‬دار األطياؼ‪ ،‬اجلزائر‬
‫‪ .2‬دمحم صاحل انصر‪ ،‬يف االرباد قوة‪ ،‬سلسلة القصص ادلريب لألطفاؿ‪ ،‬دار النشر‪ ،‬أطياؼ‬
‫بومرداس‪ ،‬اجلزائر‬
‫ادلراجعّ ّ‬
‫ادلراجعّابلعربية‪:‬‬
‫‪ .1‬أضبد عبد احلليم عطية‪ ،‬القيم يف الواقعية اجلديدة‪ ،‬دار الثقافة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬د ف‪2008 ،‬‬
‫أضبد عبده عوض‪ ،‬أدب الطفل العريب (رؤل جديدة كصيغ بديلة)‪ ،‬الشامي للنشر كالتوزي ‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫مصر‪2000 ،‬ـ‬
‫أضبد صليب‪ ،‬أدب األطفاؿ علم كفن‪ ،‬دار الفكر العريب‪ ،‬القاىرة‪1411 ،‬ىػ‪1991/‬ـ‬ ‫‪.3‬‬
‫حسن شحاتة‪ ،‬أدب الطفل العريب‪ ،‬دراسات كحبوث‪ ،‬الدار ادلصرية اللبنانية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ط‪،3‬‬ ‫‪.4‬‬
‫‪2004‬ـ‬
‫حسن شحاتة‪ ،‬قراءات األطفاؿ‪ ،‬الدار اللبنانية‪ ،‬ط‪1409 :1‬ىػ‪1989 /‬ـ‪ ،‬ط‪:2‬‬ ‫‪.5‬‬
‫‪1412‬ىػ‪1992/‬ـ‪ ،‬ط‪1416 :3‬ىػ‪1996/‬ـ‬
‫سعد أبو الرضا‪ ،‬النص األديب لألطفاؿ أىدافو كمصادره كمساتو رؤية إسالمية‪ ،‬توزي منشأة‬ ‫‪.6‬‬
‫ادلعارؼ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬دط‪1993 ،‬‬
‫مسَت عبد الوىاب أضبد‪ ،‬أدب األطفاؿ‪ .‬قراءات نظرية كظلاذج تطبيقية‪ ،‬دار ادلسَتة‪ ،‬عماف‪،‬‬ ‫‪.7‬‬
‫ط‪2006 ،1‬ـ‪1426 -‬ق‬
‫عبد اإللو عبد الوىاب العرداكم‪ ،‬ىامشية ضبيد جعفر احلمدايت‪ ،‬أدب األطفاؿ بُت ادلنهجية‬ ‫‪.8‬‬
‫كالتطبيق‪ ،‬الرضواف للطباعة كالنشر‪ ،‬عماف‪ ،‬ط‪2014 ،1‬ـ‪1435 -‬ىػ‬

‫‪76‬‬
‫قائمةّادلصادرّوادلراجع‪ّ ّّ:‬‬

‫‪ .9‬عبد العزيز ادلقاحل‪ ،‬الوجو الضائ دراسات عن األدب كالطفل العريب‪ ،‬دار الناشركف الثقافة‬
‫العامة آفاؽ عربية‪ ،‬بغداد‪ ،‬العراؽ‪ ،‬ط‪1986 ،1‬‬
‫‪ .10‬عبد الفتاح أبو معاؿ‪ ،‬أدب األطفاؿ‪ ،‬دراسة كتطبيق‪ ،‬دار الشركؽ للنشر كالتوزي ‪ ،‬ماف‪،‬‬
‫األردف‪ ،‬ط‪1988 ،2‬ـ‬
‫‪ .11‬عبد اللطيف دمحم خليفة‪ ،‬إرتقاء القيم( دراسة نفسية)‪ ،‬اتجملس الوطٍت للثقافة كالفنوف كاألدب‪،‬‬
‫الكويت‪1992 ،‬‬
‫‪ .12‬عبد هللا أضبد‪ ،‬بناء االسرة الفاضلة‪ ،‬دار البناف العريب‪ ،‬الكويت‪ ،‬د ط‪1410 ،‬ىػ‪1990 -‬ـ‬
‫‪ .13‬عزت السيد أضبد‪ ،‬اجلماؿ كعلم اجلماؿ‪ ،‬حدكس كإشراقات‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،‬ط‪2013،2،‬‬
‫‪ .14‬علي احلديدم‪ ،‬يف ادب األطفاؿ‪ ،‬مكتبة األصللو مصرية‪ ،‬ط‪1988 ،4‬‬
‫‪ .15‬عمر أضبد اذلمشرم‪ ،‬التنشئة االجتماعية للطفل‪ ،‬دار الصفاء للنشر كالتوزي ‪,‬عماف‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫‪2013‬ـ‪1434،‬ق‬
‫‪ .16‬رلد الدين دمحم بن يعقوب الفَتكز آابدم‪ ،‬ا﵀يط‪ ،‬تح مكتبة الًتاث يف ادلؤسسة الرسالة‪،‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ط‪ ،08‬مادة (طفل)‬
‫‪ .17‬دمحم السيد حالكة‪ ،‬األدب القصصي للطفل (منظور اجتماعي كنفسي)‪ ،‬ادلكتب اجلامعي‬
‫احلديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ط‪2003 ،2‬ـ‬
‫‪ .18‬دمحم حسن عبد هللا‪ ،‬قصص األطفاؿ‪ ،‬أصوذلا الفنية كركادىا‪ ،‬العريب للنشر كالتوزي ‪ ،‬القاىرة‬
‫دط‪ ،‬د ت‬
‫‪ .19‬دمحم حسُت بريغيش‪ ،‬أدب األطفاؿ‪ ،‬أىدافو كمساتو‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بَتكت‪ ،‬شارع سوراي‪،‬‬
‫ط‪1412 ،2‬ىػ‪1992 -‬ـ‬
‫‪ .20‬موفق رايض مقدادم‪ ،‬البٌت احلكائية يف أدب األطفاؿ العريب احلديث‪ ،‬عادل ادلعرفة‪ ،‬ع‪،392‬‬
‫كسلسلة كتب ثقافة شهرية يصدرىا اتجملس الوطٍت للثقافة كالفنوف كاألدب‪ ،‬الكويت‪ ،‬شواؿ‬
‫‪1433‬ىػ‪ ،‬سبتمرب ‪2012‬ـ‬
‫‪ .21‬صلالء نصَت بشور‪ ،‬أدب األطفاؿ العرب‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بَتكت‬
‫‪ .22‬صليب الكالين‪ ،‬أدب األطفاؿ يف ضوء اإلسالـ‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بَتكت‪ ،‬ط‪1986 ،1‬ـ‬

‫‪77‬‬
‫قائمةّادلصادرّوادلراجع‪ّ ّّ:‬‬

‫‪ .23‬ىادم نعماف اذليييت‪ ،‬أدب األطفاؿ فلسفتو‪ ،‬فنونو‪ ،‬كسائطو‪ ،‬دار الشؤكف الثقافية العامة‪،‬‬
‫بغداد‪ ،‬د ط‬
‫ادلراجعّادلرتمجة‪ّ :‬‬
‫‪ .1‬رالف ابتركف برم تر‪:‬سلمى اخلضراء اجليوسي‪ ،‬إنسانية اإلنساف‪ ،‬منظورات مكتبة ادلعارؼ‪،‬‬
‫بَتكت‪.‬‬
‫‪ .2‬شارؿ برك‪ ،‬حكاايت شارؿ برك‪ ،‬تر‪ :‬زلمود ادلقداد‪ ،‬اذليئة العامة السورية للكتاب‪ ،‬منشورات‬
‫الطفل‪ ،‬كزارة الثقافة‪ ،‬دمشق‪ ،‬مكتبة األسد‬
‫ادلعاجمّوالقواميس‪ّ :‬‬
‫‪ .1‬ابن منظور‪ ،‬لساف العرب ‪ ،‬مج‪ ،12‬دار صادر‪ ,‬بَتكت ‪,‬ط‪1417 ،1‬ق‪1997/‬ـ‪.‬‬
‫‪ .2‬أضبد بن فارس بن زكراي أبو حسُت‪ ،‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬دار الفكر ‪2007‬‬
‫‪ .3‬اجلوىرم امساعيل بن ضباد‪ ،‬الصحاح‪ ،‬ج‪ ،5‬تح‪ :‬العطار‪ ،‬ط‪ ،3‬دار القلم‪ ،‬بَتكت‪.2011 ،‬‬
‫‪ .4‬رلم اللغة العربية‪ ،‬معجم الوسيط‪ ،‬مكتبة الشركؽ الدكلية‪ ،‬ط‪.2004 ،4‬‬
‫اجملالتّوالدورايت‪ّ :‬‬
‫‪ .1‬ىادم نعماف اذلييت‪ ،‬ثقافة األطفاؿ‪ ،‬رللة عادل ادلعرفة‪ ،‬اتجملس الوطٍت للثقافة كالفنوف كاألدب‪،‬‬
‫الكويت‪ ،‬العدد ‪ ،123‬مارس ‪1998‬ـ‬
‫الرسائلّوادلذكرات‪ّ :‬‬
‫‪ .1‬فوزية بن عمر‪ ،‬مفردات قصص األطفاؿ يف اجلزائر كمدل توافقها م معجم الطفل‪ ،‬مذكرة معدة‬
‫ضمن متطلبات نيل شهادة ادلاسًت يف اللغة العربية‪ ،‬زبصص‪ :‬علوـ اللساف‪ ،‬جامعة ضبة خلضر‪-‬‬
‫الوادم‪2015-2014 ،‬‬
‫‪ .2‬مرًن بن عبود‪ ،‬توظيف اخلياؿ يف قصص األطفاؿ سلسلة "حكاايت األطفاؿ اجلزائر" لطاىر‬
‫ػلياكم ظلوذجا‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة ادلاسًت يف ميداف اللغة العربية مسار‪ :‬أدب عريب‬
‫حديث‪ ،‬جامعة العريب بن مهيدم‪ ،‬أـ البواقي‪.2013 ،2012 ،‬‬

‫‪78‬‬
‫فهرسّاحملتوايتّ‬

‫شكرّوتقدير ّ‬
‫إهداء ّ‬
‫مقدمةّ‪ّ..............................................................................‬أ ّ‬
‫ادلدخل‪ّ:‬أدبّالطفلّادلصطلحّوادلفهوم ّ‬

‫دتهيدّ‪ّ 02ّ............................................................................‬‬

‫أوال‪ّ:‬مفهومّأدبّالطفلّ‪ّ 02ّ..........................................................‬‬

‫اثنيا‪ّ:‬أهدافّأدبّالطفلّ‪ّ 07ّ........................................................‬‬

‫‪ .1‬اذلدفّالعقائديّ‪09ّ..........................................................‬‬
‫‪ .2‬اذلدفّالتعليميّ‪09ّ..........................................................‬‬
‫‪ .3‬اذلدفّالرتبويّ‪10ّ............................................................‬‬
‫‪ .4‬اذلدفّالرتفيهيّ‪ّ 11ّ...........................................................‬‬

‫اثلثا‪ّ:‬أمهيةّأدبّالطفلّ‪ّ 11ّ...........................................................‬‬

‫رابعا‪ّ:‬روادّأدبّالطفلّ‪ّ 13ّ...........................................................‬‬

‫‪ .1‬عندّالغربّ‪13ّ...............................................................‬‬
‫‪ .2‬عندّالعربّ‪ّ 14ّ...............................................................‬‬

‫خامسا‪ّ:‬أنواعّأدبّالطفلّ‪ّ 15ّ........................................................‬‬

‫‪ .1‬الشعر‪15ّ....................................................................‬‬
‫‪ .2‬ادلسرحّ‪15ّ...................................................................‬‬
‫‪ .3‬القصة ّ‪ّ 16ّ...................................................................‬‬
‫فهرسّاحملتوايت ّ‬

‫الفصلّاألول‪ّ:‬مفهومّوالضوابط ّ‬

‫دتهيدّ‪ّ 18ّ............................................................................‬‬

‫أوال‪ّ:‬مفهومّقصصّاألطفالّ‪18ّ......................................................‬‬

‫اثنيا‪ّ:‬نشأةّقصةّاألطفالّ‪ّ 21ّ.........................................................‬‬

‫‪ .1‬عندّالعربّ‪21ّ...............................................................‬‬
‫‪ .2‬عندّالغربّ‪26ّ...............................................................‬‬

‫اثلثا‪ّ:‬أنواعّقصصّاألطفالّ‪ّ 24ّ.......................................................‬‬

‫‪ .1‬القصصّالتارخيية ّ‪24ّ.........................................................‬‬
‫‪ .2‬قصصّالرسومّ‪25ّ............................................................‬‬
‫‪ .3‬القصصّالدينيةّ‪26ّ...........................................................‬‬
‫‪ .4‬قصصّاحليوان ّ‪26ّ...........................................................‬‬
‫‪ .5‬قصصّالبطولةّوادلغامراتّ‪27ّ.................................................‬‬

‫رابعا‪ّ:‬عناصرّقصةّاألطفال‪ّ 27ّ.....................................................ّ .‬‬

‫‪ .1‬ادلوضوعّ(الفكرةّالرئيسية)ّ‪27ّ................................................‬‬
‫‪ .2‬احلبكةّ‪29ّ...................................................................‬‬
‫‪ .3‬الشخوصّ‪30ّ................................................................‬‬
‫الشخوصّادلسطحةّ(اجلاهزة)ّ‪31ّ..........................................‬‬ ‫ّأ‪-‬‬
‫ب‪ -‬الشخوصّادلستديرةّ(النامية)ّ‪31ّ..........................................‬‬
‫ّ‬
‫‪ .4‬األسلوبّ‪32ّ.................................................................‬‬

‫‪80‬‬
‫فهرسّاحملتوايت ّ‬

‫الفصلّالثاين‪ّ:‬القيمّاإلنسانيةّواجلماليةّيفّقصصّاألطفال ّ‬

‫دتهيد‪ّ 35ّ...........................................................................ّ:‬‬

‫أوال‪ّ:‬مفهومّالقيمةّ‪ّ 35ّ...............................................................‬‬

‫‪ .1‬لغةّ‪35ّ......................................................................‬‬
‫‪ .2‬اصطالحاّ‪ّ 35ّ................................................................‬‬

‫اثنيا‪ّ:‬مفهومّاإلنسانيةّ‪ّ 37ّ............................................................‬‬

‫‪ .1‬لغةّ‪37ّ......................................................................‬‬
‫‪ .2‬اصطالحاّ‪ّ 38ّ................................................................‬‬

‫اثلثا‪ّ:‬مفهومّاجلماليةّ‪ّ 38ّ.............................................................‬‬

‫‪ .1‬لغةّ‪38ّ......................................................................‬‬
‫‪ .2‬اصطالحاّ‪ّ 39ّ................................................................‬‬

‫رابعا‪ّ:‬قراءةّالصورّادلرافقةّلنصوصّالقصصّ‪ّ 39ّ.......................................‬‬

‫النموذجّرقم‪ّ:01‬يفّاالحتادّقوةّ‪ّ 39ّ..................................................‬‬

‫‪ .1‬دراسةّالصورةّادلرفقةّللنصّ‪39ّ...............................................‬‬
‫الغالفّاألماميّ‪39ّ.......................................................‬‬ ‫ّأ‪-‬‬
‫ّب‪ -‬صورةّالقصةّمنّالداخل ّ‪40ّ..............................................‬‬
‫ّج‪ -‬الغالفّاخللفيّ‪42ّ........................................................‬‬
‫‪ .2‬شخوصّقصةّيفّاالحتادّقوةّ‪43ّ..............................................‬‬

‫‪81‬‬
‫فهرسّاحملتوايت ّ‬

‫الشخوصّالرئيسة‪43ّ.....................................................‬‬ ‫ّأ‪-‬‬
‫ب‪ -‬الشخوصّالثانويةّ‪44ّ.....................................................‬‬
‫ّ‬
‫‪ .3‬القيمّادلستخلصةّ‪45ّ.........................................................‬‬
‫القيمّاإلنسانيةّ‪45ّ........................................................‬‬ ‫ّأ‪-‬‬
‫ب‪ -‬القيمّاجلماليةّ‪46ّ.........................................................‬‬
‫ّ‬

‫النموذجّرقم‪ّ:02‬الفكرةّالناجحةّ‪ّ 47ّ.................................................‬‬

‫‪ .1‬قراءةّالقصةّادلرفقةّللنصّ‪47ّ.................................................‬‬
‫الغالفّاألماميّ‪47ّ.......................................................‬‬ ‫ّأ‪-‬‬
‫ّب‪ -‬صورةّالقصةّمنّالداخل ّ‪49ّ..............................................‬‬
‫ّج‪ -‬صورةّالغالفّاخللفيّ‪49ّ..................................................‬‬
‫‪ .2‬شخوصّقصةّالفكرةّالناجحةّ‪50ّ.............................................‬‬
‫الشخوصّالرئيسة‪50ّ.....................................................‬‬ ‫ّأ‪-‬‬
‫ب‪ -‬الشخوصّالثانويةّ‪53ّ.....................................................‬‬
‫ّ‬
‫‪ .3‬القيمّادلستخلصةّمنّالقصةّ‪55ّ...............................................‬‬
‫القيمّاإلنسانيةّ‪55ّ........................................................‬‬ ‫ّأ‪-‬‬
‫ب‪ -‬القيمّاجلماليةّ‪59ّ.........................................................‬‬
‫ّ‬

‫النموذجّرقمّ‪ّ:03‬الغزالةّالتائهةّ‪ّ 66ّ..................................................‬‬

‫‪ .1‬دراسةّالصورّادلرفقةّللنصّ‪66ّ................................................‬‬
‫‪ .2‬الشخوصّ‪68ّ................................................................‬‬
‫الشخوصّالرئيسة‪68ّ.....................................................‬‬ ‫ّأ‪-‬‬

‫‪82‬‬
‫فهرسّاحملتوايت ّ‬

‫ب‪ -‬الشخوصّالثانويةّ‪69ّ.....................................................‬‬
‫ّ‬
‫‪ .3‬القيمّادلستخلصةّمنّالقصةّ‪69ّ...............................................‬‬
‫القيمّاإلنسانيةّ‪69ّ........................................................‬‬ ‫ّأ‪-‬‬
‫ب‪ -‬القيمّاجلماليةّ‪ّ 72ّ.........................................................‬‬
‫ّ‬

‫خادتةّ‪ّ 74ّ............................................................................‬‬
‫قائمةّادلصادرّوادلراجعّ‪ّ 76ّ...........................................................‬‬
‫الفهرسّ‪ّ 80ّ.........................................................................‬‬
‫ادللخصّ‪ّ 85ّ.........................................................................‬‬

‫‪83‬‬
ّ ‫ادللخص‬

"-‫جاءت ىذه الدراسة موسومة بعنواف "القيم اإلنسانية ك اجلمالية يف قصص األطفاؿ –ظلاذج سلتارة‬
‫مقسمة اذل مدخل ك فصلُت ك خاسبة‬

‫أما ادلدخل فقد جاء بعنواف "أدب الطفل ادلصطلح ك ادلفهوـ " درسنا فيو مفهوـ أدب الطفل ك‬
‫ ك أما الفصل األكؿ فقد جاء بعنواف "مفاىيم ك ضوابط" ك درسنا‬،‫أىدافو ك أعليتو ك أنواعو ك ركاده‬
‫ كأما الفصل األخَت فقد جاء بعنواف "دراسة‬،‫فيو مفهوـ قصص األطفاؿ كنشأهتا كأنواعها كعناصرىا‬
‫القيم اإلنسانية ك اجلمالية ك درسنا فيو مفهوـ القيمة كاإلنسانية كاجلمالية م ربديد شخصيات‬
‫القصص كالقيم ادلتجسدة فيها‬

‫ القيم اإلنسانية كاجلمالية‬،‫ أدب األطفاؿ‬،‫ القصة‬:‫الكلمات ادلفتاحية‬


This study came under the title "Humanitarian and Aesthetic Values in Children's
Stories, Selected Models." The study is divided into an introduction, two chapters, and a
conclusion. As for the introduction, it came under the title "Children's Literature, the Term
and the Concept", in which we studied the concept of children's literature, its objectives,
importance, types and pioneers. As for the first chapter, it was entitled "Concepts and
Controls", in which we studied the concept of children's stories, their origins, types and
elements. As for the last chapter, it was titled "Studying Human and Aesthetic Values", in
which we studied the concept of value, humanity and aesthetics, while identifying the
characters of the stories embodied in them.

84

You might also like