You are on page 1of 83

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة محمد بوضياف ‪-‬المسيلة‪-‬‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫قسم‪:‬التاريخ‬
‫رقم‪.........................:‬‬

‫المكتبات والمراكز العلمية‬


‫بتلمسان الزيانية خالل القرنين(‪8-9‬ه‪15-14/‬م)‬

‫مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر أكاديمي في التاريخ‬


‫تخصص‪ :‬تاريخ الغرب اإلسالمي‬
‫من إعداد الطالب‪:‬‬
‫ــــ سفاري عبـــاس‬

‫مقدمة أمام لجنة المناقشة‬


‫الصفة‬ ‫المؤسسة الجامعية‬ ‫اسم ولقب األستاذ (ة)‬
‫رئيسا‬ ‫جامعة محمد بوضياف ‪ -‬المسيلة‬ ‫د‪.‬ابراهيم مرزقالل‬
‫مشرفا ومقر ار‬ ‫جامعة محمد بوضياف ‪ -‬المسيلة‬ ‫د‪.‬محمد األمين بونيف‬
‫ممتحنا‬ ‫جامعة محمد بوضياف ‪ -‬المسيلة‬ ‫د‪.‬مراد لكحل‬

‫السنة الجامعية‪2018 :‬م‪2019-‬م‬


‫شكر وعرفان‬

‫الحمد والشكر هلل العلي العظيم‪ ،‬الذي ذلل لي الصعوبات في تحصيل العلم وقدرني على إنجاز هذه‬

‫المذكرة‬

‫*خالص الشكر وأرقى عبارات اإلحترام إلى أستاذي المشرف " محمد األمين بونيف " الذي لم يبخل‬

‫علي بتقديم النصائح والتوجيهات والدعم المعنوي الذي دفعني الستكمال مراحل البحث‬

‫*جزيل الشكر أل عضاء لجنة المناقشة الموقرة على الجهود المبذولة والمالحظات النيرة التي سيفيدونني‬

‫بها ‪.‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫صالِحاً تَ ْر َ‬
‫ضاهُ‬ ‫ت َعلَ َّي َو َعلَى َوالِ َد َّ‬
‫ي َوأَ ْن أَ ْع َم َل َ‬ ‫ك الَّتِي أَنْ َع ْم َ‬
‫ب أ َْوِز ْعنِي أَ ْن أَ ْش ُك َر نِ ْع َمتَ َ‬
‫" َر ِّ‬
‫ين"‪ .‬صدق هللا العظيم‪،‬‬ ‫اد َك َّ ِ ِ‬ ‫ك ِف ِعب ِ‬ ‫َوأَ ْد ِخلْنِي بَِر ْح َمتِ َ‬
‫الصالح َ‬ ‫َ‬
‫سورة النمل‪ ،‬اآلية‪.19‬‬
‫أهدي ثمرة جهدي هذا إلى‪:‬‬
‫روح والدي الغالي رحمه هللا وأسكنه فسيح جنانه وجعله بصحبة الحبيب المصطفى‬
‫في الفردوس األعلى‪.‬‬

‫آمين يارب العالمين‬

‫إلى أغلى ما أملك أمي العزيزة أطال هللا في عمرها وحفظها لنا ورعاها‪.‬‬

‫إلى من ال أطيق العيش بدونهم عبير حياتي إخوتي وأخواتي حفظهم هللا‬

‫وإلى كل العائلة الكريمة‬

‫إلى جدتي التي لطالما كان دعائها حصنا وتوفيقا لي‬

‫إلى كل االصدقاء‬

‫إلى رفقاء الدرب دغة الحسين‪ ،‬رحيم صغيري ‪ ،‬دغة عبد الرزاق ‪،‬ميمون بلقاسم‪...‬‬

‫الى كل االصدقاءفي كل مكان‪.‬‬

‫أهدي هذا العمل‬


‫قائمة المختصرات‪:‬‬
‫ط‪ :‬طبعة‬
‫د‪.‬ط ‪ :‬دون طبعة‬
‫د‪.‬م ن ‪ :‬دون مكان نشر‬
‫العدد‬ ‫ع‪:‬‬
‫ج ‪ :‬جزء‬
‫تر ‪ :‬ترجمة‬
‫ميالدي‬ ‫م‪:‬‬
‫ه‪ :‬هجري‬
‫تح‪ :‬تحقيق‬
‫تق‪ :‬تقديم‬
‫د‪.‬ت‬
‫القرن‪:‬ق‬
‫مقــــــــــدمة‬
‫مقدمة‪...............‬‬

‫مقدمة‬

‫مقدمـــــــــة‪:‬‬

‫تناول الكثير من الباحثين والدارسين تاريخ بالد المغرب االسالمي في العصر‬


‫الوسيط ‪ ،‬التاريخ السياسي والعسكري لمختلف الكيانات السياسية متجاهلين الخوض‬
‫والبحث في غمار الجوانب الحضارية والفكرية التي هي بحاجة إلى التمحيص‬
‫والتدقيق في كثير من معالمها وجزئياتها التي لها عالقة مباشرة مع تفاعل اإلنسان‬
‫المغربي مع محيطه الحضاري‬

‫وقد عرفت مدينة تلمسان التي هي من أهم حواضر المغرب اإلسالمي خالل‬
‫مكنها من أن تحتل مكانة رائدة تنافس من‬
‫الحقبة الوسيطية إزدها اًر حضارياً وفكريا َ‬
‫حيث بها مؤسسات ثقافية وتعليمية ومراكز‬
‫ُ‬ ‫خاللها مدن المغرب اإلسالمي آنذاك ‪،‬‬
‫علمية ‪ ،‬لعبت دو اًر هاماً في تنشيط الحياة الفكرية والثقافية في المغرب األوسط‬
‫‪،‬وذلك بفضل علمائها وأمرائها الذين سخروا كل طاقاتهم ومجهُوداتهم لتفعيل وتنشيط‬
‫ال حركة الفكرية فأقاموا العديد من المكتبات التي اصطلح عليها بمكتبات األمراء وهو‬
‫موضوع دراستنا الموسوم"مكتبات األمراء بتلمسان الزيانية (‪8-9‬ه‪15-14/‬م)وتم‬
‫إختيارنا هذه المرحلة الزمنية لدراسة الموضوع كونها الفترة التي إنتعشت فيها الحركة‬
‫العلمية والثقافية ولعب األمراء دو اًر ُمهماً فيها‬

‫إشكالية البحث‪:‬‬
‫أي مدى‬
‫تتمحور إشكالية موضوع دراستنا في نقطة مركزية رئيسية وهي ‪ :‬إلى َ‬
‫بتلمسان الزيانية(‪8-9‬ه‪ )15-14/‬في تنشيط الحركة‬ ‫ساهمت مكتبات األمراء‬
‫العلمية والثقافية ؟‬
‫تندرج تحت هذه اإلشكالية مجموعة من التساؤالت الفرعية‪:‬‬

‫أ‬
‫مقدمة‪...............‬‬

‫‪-‬ماهي عوامل انتشارالحركة العلمية والثقافية بتلمسان الزيانية؟‬

‫‪ -‬فيما تتمثل أهم المراكز التعليمية والمؤسسات الثقافية بحاضرة تلمسان الزيانية ؟‬
‫‪-‬كيف ساهم األمراء الزيانيون بمكتباتهم في تنشيط وانعاش الحركة العلمية الفكرية‬

‫بتلمسان خالل العهد الزياني ؟‬

‫المناهج المتبعة في البحث‪:‬‬

‫ومن أجل االجابة على االشكالية المطروحة ومجموعة التساؤالت اتبعنا العديد‬
‫من المناهج أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬المنهج التاريخي الوصفي‪ :‬والذي ساعدنا في عرض الحقائق التاريخية من خالل‬


‫وصف أهم مميزات نشاط أشهر حكام الدولة الزيانية وترتيب األحداث التاريخية لكل‬

‫ونولوجياً‬
‫كر ُ‬
‫حاكم ترتيبا ُ‬

‫‪ -‬المنهج التحليلي‪ :‬والذي ساعدنا في تحليل بعض األحداث كتحليل أراء ابن خلدون‬
‫يانيين ‪ ،‬ضف إلى ذلك التعمق بالشرح في ذكر األدوار‬
‫حول نسب وأصل الز ً‬
‫التاريخية المختلفة التي لعبتها مكتبات األمراء في الساحة الثقافية‪.‬‬

‫‪-‬المنهج اإلستنتاجي‪ :‬واستعملناه لما توصلنا إليه من استنتاجات أثناء تناولنا‬

‫أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬

‫يعود اختيارنا لهذا الموضوع بعد االطالع على مواضيع كثيرة السباب عديدة‬
‫منها العلمية(الموضوعية) والذاتية ‪:‬‬

‫ب‬
‫مقدمة‪...............‬‬

‫ــــ األسباب الذاتية ‪:‬‬

‫‪-‬رغبتنا الشخصية في معرفة أهم مكتبات األمراء والخلفاء بتلمسان الزيانية‬

‫‪-‬رغبتنا الشخصية في دراسة والتطرق الى موضوع تاريخي بعيد عن المواضيع‬


‫السردية المتكررة يتعلق بمجال علم المكتبات نوعا ما‬

‫‪-‬األسباب العلمية(الموضوعية)‪:‬‬

‫‪-‬الدراسات األكاديمية في هذا الموضوع شحيحة خاصةً فيما يتعلق بمكتبات األمراء‬
‫والمكتبات الخاصة ‪ ،‬خاصة وأن الباحثين لم يتناولوا هذا الموضوع باستفاضة و َانما‬
‫هي ُعموميات مست جانب على أخر‬

‫‪ -‬نقص ا لدراسات التاريخية المتعلقة بموضوع مكتبات األمراء بتلمسان الزيانية‬

‫‪ -‬كشف بعض المعالم الثقافية والفكرية حاضرة تلمسان خالل العهد الزياني‬

‫‪-‬إبراز أهمية مكتبات األمراء بحاضرة تلمسان ودورها الفكري والثقافي‪.‬‬

‫المصادر والمراجع المعتمدة في البحث‪:‬‬

‫أما عن الدراسات السابقة التي تطرقت لهذا‬


‫الموضوع فهي قليلة حيث نذكر منها ‪:‬‬

‫رسالة لنيل شهادة الماجيستير ‪:‬بعنوان المدارس التعليمية بتلمسان خالل القرنين ‪-8‬‬
‫‪9‬ه‪15-14/‬م ل فاطمة الزهراء عمارة‬
‫ورسالة لنيل شهادة الماجيستير بعنوان ‪:‬دور علماء تلمسان في الحياة السياسية‬
‫واالجتماعية والعلمية في بالد المغرب االسالمي خالل القرنين الثامن والتاسع‬
‫الهجر َيين ‪14‬و‪15‬م ل نبيل شريخي‬

‫ج‬
‫مقدمة‪...............‬‬

‫وقد اعتمدنا في بحثنا هذا على مجموعة من المصادر أهمها ‪:‬‬

‫كتاب‪ :‬الدولة الزيانية بتلمسان ألبو زكريا يحي بن خلدون الذي أفادنا في تعريف‬
‫بعض علماء البارزين في العلوم العقلية وفي ثنايا الموضوع‬

‫المسند الصحيح الحسن في ماثر موالنا أبي الحسن ل التلمساني ابن‬


‫وكذلك كتاب‪ُ :‬‬
‫مرزوق الذي أفادنا في التعريف بشخصية شمس الدين بن مرزوق الخطيب‬

‫كتاب نيل االبتهاج بتطريز الديباج ل التنبكتي الذي أفادنا من خالل عرضه لإلنتاج‬
‫الفكري في تلمسان الزيانية‪.‬‬
‫كما اعتمدنا على مجموعة من المراجع نذكر أهمها ‪:‬‬

‫كتاب ‪ :‬أبو حمو موسى الزياني حياته وأثاره ل عبد الحميد حاجيات حيث أفادنا في‬
‫اعطاء لمحة تاريخية ولو قصيرة عن حاضرة تلمسان وذكر أميرها أبو حمو موسى‬
‫الثاني‬
‫وكتاب ‪ :‬تلمسان في العهد الزياني دراسة سياسية عمرانية اجتماعية ثقافية ل عبد‬
‫العزيز فياللي الذي أفادنا في قيام وتأسيس الدولة الزيانية وتعريف السلطان أبو‬
‫تاشفين ومكتبات األمراء وفي العلوم النقلية بتلمسان وفي أغلب حيثيات الموضوع‪.‬‬

‫وكذلك كتاب ل مختار حساني بعنوان تاريخ الدولة الزيانية األحوال السياسية الذي‬
‫أفادني في التعريف بالحاكم الزياني أبو سعيد عثمان بن يغمراسن‬

‫خطة البحث المتبعة في البحث‪:‬‬

‫لتغطية موضوع الدراسة اعتمدنا خطة بحث تضمنت مقدمة حاولنا من خاللها‬
‫إبراز إشكالية الموضوع وفصل تمهيدي وفصلين وخاتمة وفهارس ومالحق‬

‫د‬
‫مقدمة‪...............‬‬

‫فصل تمهيدي معنون ب الدولة الزيانية تأسيسها ومعالمها الحضارية ثالث عناصر‬
‫تطرقت في العنصر األول إلى تعريف المكتبات بشكل عام ومختصر‪ ،‬وأصل ونسب‬
‫دولة بني زيان أو بنو عبد الواد ‪ ،‬وأشهر حكامها ‪،‬كما تطرقنا فيه إلى بعض جوانب‬
‫من الحياة الفكرية والعلمية بحاضرة تلمسان الزيانية وعوامل انتشارها‬

‫الفصل األول جاء بعنوان‪ :‬اإلنتاج الفكري والثقافي بحاضرة تلمسان الزيانية تطرقنا‬
‫فيه إلى العلوم النقلية( الدينية) والعلوم العقلية ‪، ،‬كماتطرقنا فيه كذلك إلى حركة‬
‫النسخ والتأليف والمناظرات الثقافية بحا ضرة تلمسان الزيانية‬

‫الفصل الثاني جاء بعنوان ‪ :‬مكتبات األمراء والمكتبات ونظام مؤسسات التعليم وفيه‬
‫تم التطرق الى المكتبات األمراء (العامة) والمكتبات الخاصة وخزائن الكتب و نظام‬
‫ومؤسسات التعليم في حاضرة تلمسان الزيانية والمؤسسات الثقافية والتعليمية بها من‬
‫كتاتيب ومساجد ومدارس وغيرها‬

‫وأنهينا البحث بخاتمة إستنتاجية استعرضنا فيها النتائج التي توصلنا إليها والتي تعد‬
‫إجابة عن اإلشكالية واألسئلة المطروحة في المقدمة‪.‬‬

‫ــــ صعوبات البحث‪:‬‬

‫وكاي بحث علمي أكاديمي واجهتنا العديد من العراقيل والصعوبات الصعوبات‬


‫َ‬
‫أهمها‪:‬‬

‫‪-‬طبيعة الموضوع المدروس والذي يتوزع بين اختصاصات عديدة كالتاريخ وعلم‬
‫المكتبات واألدب مما صعب اإللمام به‬

‫‪ -‬نقض الخبرة العلمية فيما يتعلق بانجاز مذكرات أكاديمية‬

‫ه‬
‫مقدمة‪...............‬‬

‫‪ -‬عدم توفر المراجع المتخصصة التي تتناول موضوع مكتبات األمراء بتلمسان بشكل‬
‫مفصل وانما هي شذرات إنتقيناها من بعض المصادر والمراجع معبرين في بعض‬
‫األحيان عن فهمنا الخاص وبالتالي قل تناول هذا الموضوع‬

‫وفي األخير نرجوا أن يكون عملنا قد غطى ولو بنسبة قليلة ما يتطلبه الموضوع من‬
‫بحث لجوانبه كما نشكر كل من ساعدنا من قريب أو من بعيد‪.‬‬

‫ُحرر في‪2019/04/:29‬م‬

‫حمام الضلعة –المسيلة‬


‫عباس سفاري‬

‫و‬
‫فصل تمهيدي‪:‬الدولة‬
‫الزيانية تأسيسها ومعالمها‬
‫الحضارية‬
‫فصل تمهيدي الدولةالزيانية تأسيسهاومعالمهاالحضارية‬

‫أوالً ‪ :‬تعريف المكتبات‬

‫تعرف المكتبة بانها موضع بيع الكتب واالدوات الكتابية ومكان جمعها‬
‫وحفظها ‪،‬وتعد من أهم الركائز التي أسهمت في نشر الثقافة والعلوم في الدولة‬
‫االسالمية التي حظيت بالكثير من المكان واالهتمام ‪،‬باعتبار ان الكتاب يشكل اهمية‬
‫تقدمهم الحضاري‬
‫كبيرة وبالغة عند المسلمين بعد أن إتسع أفُقهم العقلي وازدهر ُ‬
‫وتنوعت اهتماماتهم فازداد عددالمكتبات وتعددت أغراضها التي أسست من أجلها وقد‬
‫‪1‬‬
‫إتخذت لها أماكن عدة فتكون احيانا ملحقة بالمساجد والجوامع‪...‬الخ‬

‫المكتبة هي مؤسسة أوجدها اإلنسان لتعمل على خدمته من خالل تجميع‬


‫الكتب وبالتالي ثروته الفكرية وتنظيمها ونقلها لألجيال القادمة ‪،‬فيمكن اقو الن‬
‫المكتبة مؤسسة ثقافية معرفية وجدت لتجمع وتحفظ مجموعات معينة من مصادر‬
‫المعرفة بحيث تنظم وترتب وفق نطرق معينة وتحت إشراف فرد أو مجموعة أفراد‬
‫‪2‬‬
‫متدربين على القيام بأعمال المكتبة وروادها‬

‫أما المكتبات العربية اإلسالمية فهي نتاج طبيعي للحضارة العربية اإلسالمية‬
‫وانعكاس لها و ساهمت في توسيع نطاق الحضارة والحفاظ عليها ونقلها لى األجيال‬
‫وقصد تنويع أغراضها حتى تشمل جميع أساسيات المكتبات ‪،‬ولهذا عرفت الحضارة‬
‫العربية االسالمية أنواعاً للمكتبات‪.3‬‬

‫‪ -1‬بديع محمد ابراهيم الكربولي ‪،‬ناظم شاكرمحمود المحمدي‪ "،‬الحياة العلمية في مدينة تلمسان في العصر‬
‫الزياني‪633‬ه‪962-‬ه‪1554-1235/‬م"‪ ،‬مجلة اداب الفراهيدي ـ د‪.‬م‪.‬ن‪،‬ع ‪،2016 ،24‬ص ‪.233‬‬
‫‪ -2‬ابوبكر قوادري ‪ ،‬نصر الدين بن طاطا ‪ "،‬المكتبات الخاصة ‪ ،‬الخلفاء واالمراء‪ ،‬في العصر العباسي" ‪،‬مذكرة‬
‫مكملة لنيل شهادة ا لماستر أكاديمي في التاريخ تخصص تاريخ القرون الوسطى‪،‬جامعة محمد بوضياف ‪،‬المسيلة‬
‫‪،2017-2016،‬ص ‪.‬‬
‫‪-3‬نفسه‪ ،‬ص‪. 8‬‬

‫‪8‬‬
‫فصل تمهيدي الدولةالزيانية تأسيسهاومعالمهاالحضارية‬

‫ثانياً ‪ -‬تلمسان في العهد الزياني‪:‬‬

‫يعد تاريخ لمغرب االوسط في العهد الزياني من اهم المراحل التي عرفها طوال‬
‫تاريخ لما تميز به من احداث سياسية كانت ام ثقافية ويعود ذلك الى أن دولة بني‬
‫زيان او بني عبد الواد تعد من اكبر الدول واحفلها اعماال لماعرفته تلمسان ‪،4‬من‬
‫ازدهار في عهد بنو عبد الواد باعتبار حاضرتهم السياسية والثقافية البد من أن‬
‫‪5‬‬
‫نعرف بها‬

‫‪-1‬لمحة جغرافية‪:‬‬

‫تعتبر تلمسان إحدى الحواضر اإلسالمية التي ال تقل أهمية عن باقي‬


‫الحواضر فنجدها قد حظيت بالدراسات الجغرافية وقد ورد ذكرها في العديد من كتب‬
‫‪6‬‬
‫الرحالة والجغرافيا‬

‫إن تلمسان مدينة عريقة في القدم ولكنها لم تصبح ذات شأن في عالم‬
‫التاريخ والحضارة حتى افتتحها العرب‪،‬وعم في أرجائها اإلسالم وطغى على ربوعها‬
‫الدين السمح‬

‫‪ -1‬تلمسان مدينة تتكون من مقطعين االول تلم‪ :‬ومعناه تجمع والثاني‪:‬سان ومعناه اثنان أي تجمع االثنان وهما‬
‫البر والبحر‪ ،‬للمزيد ينظر‪ :‬عبد الرحمن بن خلدون ‪،‬ديوان العبر والمبتدأ والخبر ومن عاصرهم من ذوي السلطان‬
‫األكبر د‪.‬ط ‪،‬ج‪،7‬دار الفكر‪،‬بيروت‪،2000،‬ص ‪. 102‬‬

‫‪ -2‬حسين تواتي ‪،‬الوظائف السلطانية الزيانية ‪ ،‬الكتابة أنموذجا (‪633-791‬ه‪1389-1236/‬م)‪،‬مذكرة مكملة‬


‫لنيل شهادة الماجيستير في التاريخ الحضاري للمغرب االسالمي‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد ‪،‬تلمسان‪-2013،‬‬
‫‪،2014‬ص‪.10‬‬

‫‪–3‬نفسه‪ ،‬ص ‪.10‬‬

‫‪9‬‬
‫فصل تمهيدي الدولةالزيانية تأسيسهاومعالمهاالحضارية‬

‫األسباب التي لمع بها إسمها هو موقعها الجغرافي اإلستراتيجي فقد جعلها‬
‫همزة وصل بين الناحية الشرقية والغربية من أرض إفريقية الشمالية من جهة وبين‬
‫الحوض المتوسط أخرى ‪.‬‬

‫تلمسان قاعدة المغرب األوسط وحد المغرب األوسط من واد يسمي مجمع وهو في‬
‫نصف الطريق من مدينة مليانة إلي أول بالد تا از من بالد المغرب وهي علي‬
‫الطريق بين سجلماسة وواركالن وغيرهما من بالد الصحراء‪،.‬وتتربع تلمسان على‬
‫مساحة تقدر بحوالي‪9020‬كم‪،2‬اما فلكيا فهي تقع على خط طول ‪2‬و‪13‬غرب خط‬
‫‪7‬‬
‫غرينيتش وبين دائرتي ‪35،15‬و‪34،30‬‬

‫يذكر اإلدريسي‪":‬تلمسان مدينة أزلية ولها سور حصين متقن الوثاقة وهي‬
‫مدينتان في واحدة يفصل بينهما سور‪،‬وهي مدينة حسنة لرخص أسعارها ونفاق ‪...‬‬
‫"‪8‬‬
‫ومرابح تجارتها‬

‫أما الزهري فيقول عنها‪ ":‬تلمسان مدينة عظيمة فيها عيون كثيرة ومياه غزيرة‬
‫‪9‬‬
‫وهي كثيرة الزرع ولها أعمال عديدة ودار مملكة يعمل فيها من كل شيء بديع"‬

‫يصف يحي بن خلدون تلمسان بقوله‪ ":‬مدينة عريقة في التمدن ‪،‬عذبة‬


‫الماء‪،‬كريمة المنبت إقتعدت بسفح الجبل‪ ،‬ورنيد عروسا فوق منصة والشماريخ ُمشرفة‬
‫"‬
‫عليها أشراف التاج على الجبين وملوك تلمسان من بني عبد الواد‬

‫‪ -1‬قادة لبتر ‪،‬تأثير الرطوبة على المعالم االثرية ‪،‬دراسة لبعض معالم مدينة تلمسان ‪،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة‬
‫الماجيستير في علم االثار والمحيط‪ ،‬تخصص علم االثار والمحيط ‪،‬جامعة ابي بكر بلقايد ‪،‬تلمسان‪-2006،‬‬
‫‪،2007‬ص‪.08‬‬
‫‪ -2‬حسين تواتي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪-3‬أبو عبد اهلل محمد الزهري‪ ،‬كتاب الجغرافية ‪،‬تح‪ :‬محمد حاج صادق‪،‬مكتبة ثقافية دينية‪،‬مصر‪،‬د‪.‬ت‪،‬ص‪.114‬‬

‫‪10‬‬
‫فصل تمهيدي الدولةالزيانية تأسيسهاومعالمهاالحضارية‬

‫أما موقعها الجغرافي‪ ،‬فتعتبر تلمسان من أحسن مدن الشمال اإلفريقي موقعا‬
‫كونها تقع في ملتقى الطرق الرئيسية الرابطة بين الشرق والغرب من جهة ‪ ،‬وبين‬
‫الشمال والجنوب من جهة اخرى‪.10‬‬

‫‪-2‬لمحة تاريخية‪:‬‬

‫(ينظر الملحق‬
‫كانت تلمسان خالل الحقبة الوسيطية عاصمة الدولة الزيانية ُ‬
‫رقم‪ )01‬في المغرب األوسط وقد مرت بمراحل تاريخية كغيرها من باقي المدن‬

‫أول من بنى تلمسان هم الرومان وكانت تسمى بوماريا‪،11‬وكانت تدعى أيضا‬


‫مدينة الجدار أ و الحائط ‪،‬ويعنون بذلك أنها محاطة باألسوار‪ ،‬مما يدل على قدمها‬
‫لقلة المدن‬

‫المدن المسورة في العهد القديم وخاصة بالمغرب ومن أهم الدالئل التاريخية على‬
‫ظهور تلمسان في العهد الزياني ‪962-633‬ه‪1554-1235/‬م في مسرح االحداث‬
‫‪609‬ه‪ 1212/‬م المشهورة‬ ‫‪12‬‬
‫التاريخية في بالد المغرب األوسط هو معركة العقاب‬
‫عند اإلسبان وهي من أهم العوامل التي أدت الى تفكك دولة الموحدين ‪،‬إضافة الى‬

‫‪ -4‬محمد بن رمضان شاوش ‪ ،‬باقة السوسان في التعريف بحاضرة تلمسان عاصمة دولة بني زيان ‪،‬ج‪،1‬ديوان‬
‫المطبوعات ‪ ،‬الجزائر‪ ،2011،‬ص‪.27‬‬

‫المحليين مدينة الحدائق والبساتين أو‬


‫َ‬ ‫‪ُ-1‬بوماريا‪:‬أطلق هذا االسم على موقع المدينة‪ ،‬وتعني ُبوماريا بلغة سكان‬
‫المكان الذي تتركز فيه االشجار والمياه ـ للمزيد ُينظر ‪ :‬حسين تواتي ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪.13‬‬

‫‪ -2‬العقاب ‪:‬هي معركة قامت بين ملوك اإلسبان النصارى وبين ملوك الموحدين‪ ،‬انتهت بهزيمة الموحدين ‪،‬‬
‫للمزيد ينظر‪:‬عبد الرحمن ابن خلدون ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 331‬‬

‫‪11‬‬
‫فصل تمهيدي الدولةالزيانية تأسيسهاومعالمهاالحضارية‬

‫الصراع حول الحكم خاصة مع مجيء ضعفاء ‪ ،‬فكانت هذه الهزائم المتتالية‬
‫‪13‬‬
‫للموحدين سببا في ضعفهم وضياع هيبتهم‬

‫حكم قبيلة بني عبد الواد أيام الدولة الموحدية جابر بن يوسف الذي دخل‬
‫وأعلن الدعوة للمأمون الخليفة الموحدي ‪ ،‬وبعث اليه ُمعلناً الطاعة فعهد له المأمون‬
‫بوالية تلمسان وتسيير امورها ومايليها من زناتة عام( ‪627‬ه‪1229-‬م) وبالتالي‬
‫أصبح بنو عبد الواد سادة على تلمسان وضواحيها‪.14‬‬

‫بعد وفاة المأمون الخليفة الموحدي خلفه ولده الحسن من بعده تولى أخوه‬
‫عثمان (‪630‬ه‪ 631-‬ه) ثم الى أبن عمه زيدان بن زيان( ‪630-633‬ه) ثم الى‬
‫يغمراسن بن زيان(‪633‬ه‪1236/‬م) ‪،‬هذا االخير جعل من تلمسان قاعدة إمارة والتي‬
‫أخذ يوسع رقعتها‬

‫مرت الدولة الزيانية بفترات ازدهار وقوة وبفترات الضعف والتي كان بين‬
‫‪15‬‬
‫أسبابها تنافس الدولتين المجاورتين لها ومحاولة االستئثار بأراضيها وأمالكها‬

‫‪ -3‬دولة بني زيان أو بنو عبد الواد ‪:‬‬

‫‪ -3‬عبد الحميد حاجيات ‪ ،‬أبو حمو موسى الزياني ‪ ،‬حياته واثاره‪ ،‬ط‪،2‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪،1982‬ص ‪.11‬‬

‫‪ -4‬الدراجي بوزياني ‪ ،‬نظم الحكم في دولة بني عبد الواد الزيانية ‪ ،‬د‪.‬ط ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬الجزائر ‪،‬‬
‫‪ ، 1993‬ص ‪. 20‬‬

‫‪ -1‬عبد الكريم غالب ‪ ،‬قراءة جديدة في تاريخ المغرب العربي ‪ ،‬ج‪ ، 2‬دار الغرب االسالمي ‪ ،‬بيروت ‪،‬‬
‫‪ ، 2005‬ص ص‪.278-277‬‬

‫‪12‬‬
‫فصل تمهيدي الدولةالزيانية تأسيسهاومعالمهاالحضارية‬

‫‪-1-3‬أصلهم ونسبهم ‪:‬‬

‫يعود الزيانيون في اصلهم ونسبهم الى قبيلة بني عبد الواد الزيانية البربرية‬
‫التي استوطنت في المغرب االوسط ‪،‬حتى قيل ان المغرب االوسط هو وطن زناتة‬
‫وتفرعت زناتة الى قبائل عدة منها مرين مغراوة توجين راشد فضال عن بني عبد الواد‬

‫ضمت قبيلة عبد الواد عدد من القبائل التي اتحدت فيما بينها تحت اسم‬
‫‪16‬‬
‫عبد الواد وهذه القبائل شملت كل من أولوا‪،‬رهطف‪،‬نصوحة‪ ،‬تومرت‪ ،‬والقاسم‬

‫بنو عبد الواد هم أحد فروع الطبقة الثانية من قبيلة زناتة البربرية وهم نسل‬
‫سجيج بن واسين بن يصلتين بن مسرين زكريا بن ورسيج بن مادغيس األبتر‪،‬وينقسم‬
‫بنو عبد الواد إلى عدة بطون منها ‪:‬بنو ياكتين‪ ،‬والى هؤالء ينتسب بنو زيان سالطين‬
‫الدولة الزيانية‪.17‬‬

‫بنو عبد الواد هم فرع من قبيلة زناتة كانوا يعيشون حياة البداوة والترحال‬
‫‪18‬‬
‫ويجوبون صحراء المغرب االوسط‬

‫لقد اختلف لعديد من المؤرخين حول نسب واصل بنو عبد الواد او الزيانيون‬
‫فهناك من أرجعهم الى البربر وهناك من نسبهم ال أدريس بن عبد اهلل العلوي ‪ ،‬حيث‬
‫افتخر الزيانيون بهذا النسب –ولكن عبد الرحمن ابن خلدون فند هذا االعتقاد في‬

‫‪ -2‬بديع محمد إبراهيم الكربولي ‪،‬ناظم شاكر محمود المحمدي‪ "،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪.222‬‬
‫‪ -3‬حسين تواتي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪ -1‬لخضر عبدلي ‪،‬التاريخ السياسي والحضاري لدولة بني عبد الواد‪،‬النديم للنشر والتوزيع ‪،‬د‪.‬ط‪ ،‬الجزائر‬
‫‪،2011،‬ص ‪.41‬‬

‫‪13‬‬
‫فصل تمهيدي الدولةالزيانية تأسيسهاومعالمهاالحضارية‬

‫قوله ‪":‬ويزعم بنو قاسم هؤالء أنهم من اوالد ادريس وربما قالوا في هذا أنه محمد ابن‬
‫" ‪19‬‬
‫ادريس أو ابن محمد بن القاسم وكلهم من أعقاب ادريس زعما ال مسند له‬

‫واذا اتفقت المصادر في بطون بني عبد الواد ‪ ،‬فانها اختلفت في نسب القاسم‬
‫الذي يرفعون نسبه الى ال البيت من ذرية سليمان بن عبد اهلل بن الحسن بن علي‬
‫بن أبي‬

‫طالب كرم اهلل وجهه‪،‬غير أن المؤرخ عبد الرحن ابن خلدون ينفي هذا النسب حيث‬
‫ذكر أن يغمراسن بن زيان أخبر بذلك قال ‪ ":‬اذا كان صحيحا ‪ ،‬فينفعنا عبد اهلل ‪ ،‬اما‬
‫الدنيا فنلناها بسيوفنا ‪.20"...‬‬

‫‪-‬قيام وتأسيس الدولة الزيانية ‪2-3:‬‬

‫ضعف أمر الدولة الموحدية بالمغرب االوسط ‪ ،‬فان بني عبد الواد الذين‬
‫لما ُ‬
‫كانوا يحكمون باسم تلمسان وواليتها شقوا الطاعة ونبذوا دعواتها ُمعلنين استقاللهم‬
‫بالمغرب االوسط ‪ ،‬متذين من تلمسان عاصمة لمملكتهم فقد توارث بنو عبد الواد‬
‫‪21‬‬
‫عرشها أزيد من ثالثة قرون‬

‫الشك أن الحديث عن ظهور دولة بني عبد الواد أو الدولة الزيانية وقيامها‬
‫الموحدية فقد‬
‫يدعونا إلى الوقوف عند العوامل التي ساعدت على سقوط الدولة ُ‬
‫ُ‬

‫‪ -2‬أمال زراوي ‪ "،‬دور االوقاف في النهضة العلمية بالمغرب االوسط خالل العهد الزياني مابين القرنين السابع‬
‫والتاسع الهجريين(‪13-15‬م) الهجريين(‪13-15‬م)"‪،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر في التاريخ وحضارة المغرب‬
‫االسالمي ‪،‬جامعة موالي الطاهر ‪ ،‬سعيدة‪2015-2014،‬م‪،‬ص ‪.07‬‬
‫‪ -3‬حسين تواتي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪ -1‬عبد العزيز فياللي ‪ ،‬تلمسان في العهد الزياني ‪ ،‬دراسة سياسية عمرانية إجتماعية ثقافية ‪ ،‬دار موفم للنشر‬
‫والتوزيع‬
‫ج‪ ،1‬د‪.‬ط‪ ،‬الجزائر ‪ ،2002،‬ص ‪20‬‬

‫‪14‬‬
‫فصل تمهيدي الدولةالزيانية تأسيسهاومعالمهاالحضارية‬

‫استطاعت هذه الدولة أن تحافظ على االستم اررية ووحدة ترابها الممتد من برقة شرقا‬
‫إلى المحيط األطلسي غربا ومن البحر المتوسط واألندلس شماال إلى الصحراء جنوبا‬
‫‪22‬‬
‫تحت نظام إداري مركزي موحدي‬

‫ثُم تلتها أزمة أخرى وهي الثورة التي قام بها بنو غانية فضال عن الحروب‬
‫المتكررة التي كانت تنشب بين بني مرين والموحدين وخاصة منها هزيمة عام‬
‫‪23‬‬
‫‪612‬ه‪1216/‬هزيمة معركة العقاب المشهورة عند اإلسبان‬

‫لم تسلم الدولة الزيانية من الخالفات والصراعات الداخلية التي تجلت في‬
‫إقدام أبي تاشفين عبد الرحمان األول (‪692-737‬ه‪1336-1293/‬م)‪،‬على قتل‬
‫والده السلطان ابي حموا موسى واالنتصاب على سدة الحكم ‪ ،‬وقد كان منصرفا‬
‫للذات مما أدى الى ضرب‬

‫‪24‬‬
‫الحصار من جديد على مدينة تلمسان من طرف بني مرين وسقوطها في أيديهم‬

‫‪-‬أشهر ُحكام الدولة الزيانية‪3-3 :‬‬

‫لقد تعاقب على حكم الدولة الزيانية ( ُينظر الملحق رقم‪ )02‬الكثير من‬
‫السالطين الذي كان لهم اثر كبير للنهوض بهذه الدولة إلى اإلزدهار في مختلف‬
‫ميادين الحياة ‪ ،‬وبهذا شهدت مدينة تلمسان حركة فكيرة ال مثيل لها خاصة في العهد‬
‫الزياني وتعود إلى النزعة العلمية والثقافية التي تميز بها سالطين وأمراء بني زيان‬

‫‪ -2‬نفسه ‪ ،‬ص ‪. 13‬‬


‫‪ -3‬نفسه ‪ ،‬ص ص ‪.14-13‬‬
‫‪ -1‬نبيل شريخي ‪" ،‬دور علماء تلمسان في الحياة السياسية واالجتماعية والعلمية في بالد المغرب االسالمي‬
‫خالل القرنين الثامن والتاسع الهجريين ‪14‬و‪15‬م‪"،‬الثامن والتاسع الهجريين ‪14‬و‪15‬م "‪ ،‬رسالة مكملة لنيل شهادة‬
‫الماجيستير في تاريخ المشرق والمغرب في العصر االسالمي ‪ ،‬المدرسة العليا لالساتذة ببوزريعة ‪ ،‬الجزائر ‪،‬‬
‫‪ ،2010-2009‬ص ‪.20‬‬

‫‪15‬‬
‫فصل تمهيدي الدولةالزيانية تأسيسهاومعالمهاالحضارية‬

‫الذين كانوا لهم إرادة قوية ورغبة شديدة وجهود مستمرة في االعتناء بالحركة الفكرية‬
‫في ميدان الفنون واألداب والعلوم الشرعية على وجه الخصوص وعنايتهم المستمرة‬
‫‪25‬‬

‫أ السلطان يغمراسن بن زيان (‪633-681‬ه‪1282-1235/‬م)‪-3-3:‬‬

‫يعتبر السلطان يغمراسن بن زيان المؤسس الحقيقي للدولة الزيانية‪ ،‬حيث ُبويع‬
‫يوم وفاة اخيه أبي عزة زيدان زيدان ‪،‬تميز ببأسه وقوته ‪،‬رتب أمور دولته وقال عنه‬
‫عبد الرحمن ابن خلدون في كتابه العبر‪":‬اتخذ اآللة والمصالح إستلحق العساكر واتخذ‬
‫"‪26‬‬
‫الوزراء‬

‫‪-3-3‬ب أبو سعيد عثمان بن يغمراسن ‪703-681‬ه‪1303-1283/‬م‪:‬‬

‫عرف عهده بكرة الثورات من قبل القبائل البربرية المعارضة للدولة الزيانية‬
‫أمثال بنو توجين‪ ،‬بقيادة ال عبد القوي ن اذ تمكن من انتزاع جبل الونشريس وما‬
‫حولها حتى المدية من أيديهم‪.27‬‬

‫نحا أبو سعيد عثمان بن يغمراسن منحى أبوه في تشجيع العلم والفقه ‪ ،‬حيث‬
‫قام بمن كان في بالط أبيه من العلماء والفقهاء واالدباء‪،‬وزين بالطه بالشاعر االديب‬

‫‪ -2‬عبد العزيز فياللي ‪ ،‬المرجع السابق ‪.319 ،‬‬

‫‪ -3‬زراوي أمال ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 09‬‬

‫‪-1‬مختار حساني ‪ ،‬تاريخ الدولة الزيانية ‪ ،‬األحوال السياسية‪ ،‬ج‪ ،1‬منشورات الحضارة‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬الجزائر‪،2009 ،‬‬
‫ص ‪10‬‬

‫‪16‬‬
‫فصل تمهيدي الدولةالزيانية تأسيسهاومعالمهاالحضارية‬

‫الصوفي الفيلسوف عبد اهلل بن خميس المتوفي عام (‪708‬ه‪1309/‬م)‪ ،‬والذي قلده‬
‫‪28‬‬
‫خطة ديوان اإلنشاء سنة (‪671‬ه‪1272/‬م)‬

‫ويقال أنه توفي خالل ذلك الحصار وتولى بعده ابنه أبوزيان محمد ‪-703‬‬
‫‪707‬ه‪ 1308-1303/‬م حيث حكم هذا السلطان في ظروف ماساوية للغاية ذلك ان‬
‫الدولة الزيانية فقدت اغلب امالكها باستقالل قبائلها او تعاونهامع القوة المرينية ويقال‬
‫كذلك انه توفي بعد الحصار مباشرة وتولى الحكم بعده السلطان أبو حمو موسى‬
‫‪29‬‬
‫االول‬

‫‪-3-3‬جـ السلطان أبو حمو موسى األول‪:‬‬

‫جعل السلطان أبو حمو موسى األول مدينة تلمسان منارة للعلم يقصدها‬
‫العلماء وأهل الفكر ‪،‬نذكر منهم الفقيهين الكبيرين إبني االمام أبي زيد وأبي موسى‬
‫الذين قربهما اليه وأكرم نزلهما وبنى لكل كان أبو موسى االول ُيكثر من مجالسة‬
‫‪.‬‬ ‫‪30‬‬
‫العلماء واألدباء واإلستماع إلى نصائحهم خاصة الفقهاء وأهل الشورى‬

‫‪-3-3‬د السلطان أبو تاشفين‪:‬‬

‫على تقريب العلماء إليه فهو ملك‬ ‫‪31‬‬


‫عمل العالم والفقيه السلطان أبو تاشفين‬
‫تبجح في األصالة والجاللة‪ ،‬واعرف أهل زمانه بمذهب اإلمام مالك أبو موسى‬
‫عمران بن موسى بن يوسف المشذالي البجائي الذي أكرم السلطان نزله وقربه لنفسه‪،‬‬

‫‪-2‬أبو زكرياء يحي ابن خلدون ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ‪. 208‬‬
‫‪ -3‬مختار حساني ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -4‬محمد عبد اهلل التنسي ‪ ،‬المصدر السابق ‪.139 ،‬‬
‫‪-1‬أبو تاشفين ‪:‬تولى الحكم من عام ‪737-718‬ه‪1337/1318/‬م ‪،‬يعد من أقوى أمراء الدولة الزيانية ‪ ،‬للمزيد‬
‫ينظر‪ :‬عبد الرحمن بن خلدون ‪ ،‬ج‪ ،7‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.321‬‬

‫‪17‬‬
‫فصل تمهيدي الدولةالزيانية تأسيسهاومعالمهاالحضارية‬

‫بنى مدرسة سميت باسمه "المدرسة التاشفينية"‪ ،‬يحرص على حضور مجالس العلم‬
‫‪32‬‬
‫كمجلس ابني االمام‬

‫‪-3-3‬ه السلطان أبو الحسن المريني ‪:‬‬

‫ساهم السطان أبو الحسن المريني تشييد المدراس كمدرسة العباد عام‬
‫‪748‬ه‪ 1348/‬م‪ ،‬وجلب لها اساتذة وأجرى على طالبها المنح واالرزاق وسار ابنه‬
‫‪.‬‬ ‫‪33‬‬
‫أبو فارس عنان على نهجه في تشييد المدارس والمؤسسات‬

‫‪-3-3‬و السلطان أبو حمو موسى الثاني‪:‬‬

‫مجدد الدولة الزيانية فقد عنى هو األخر‬ ‫‪34‬‬


‫يعتبر أبو حمو موسى الثاني‬
‫بالعلم واألدب عناية خاصة باعتباره يمتاز باإللمام الواسع بمختلف العلوم والفنون‬
‫السيما األدب وشعره حيث نجده ألف كتابا أدبيا وسياسيا لولي عهده أسماه‪ " :‬واسطة‬
‫السلوك في سياسة الملوك" وتشييد مدرسة ُسميت باليعقوبية عام ‪765‬ه‪1364/‬م‬
‫حيث جلب هذا السلطان أكابر العلماء واألساتذة كما كان مستعد للمساهمة في‬
‫‪35‬‬
‫النشاط األدبي ونظم الشعر في تاريخ الدولة الزيانية‬

‫ثالثاً‪ -‬جوانب من الحركة العلمية والفكرية بحاضرة تلمسان الزيانية‪:‬‬

‫‪ -2‬عبد العزيز فياللي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.321‬‬


‫‪ -3‬نفسه ‪ ،‬ص ‪.322‬‬
‫‪ -4‬أبو حمو موسى الثاني ‪ :‬هو أبو حمو موسى الثاني أبي يعقوب يوسف بن عبد الرحمن بن يحي بن‬
‫‪،‬ولد بغرناطة في االندلس عام ‪703‬ه‪1323/‬م‪ ،‬ذهب مع عائلته الى فاس باأمر من أبي حسن‬ ‫يغمراسن ُ‬
‫المريني الذي ضم تلمسان انذاك للمزيد ُينظر ‪ ،‬عبد الحميد حاجيات ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.69‬‬

‫‪-1‬المقري أحمد بن محمد ‪ ،‬أزهار الرياض في أخبار عياض ‪ ،‬تحق‪ :‬مصطفى السقا واخرون ‪ ،‬مطبعة لجنة‬
‫التأليف والترجمة والنشر ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬القاهرة ‪ ،1939 ،‬ص ص ‪.238،249‬‬

‫‪18‬‬
‫فصل تمهيدي الدولةالزيانية تأسيسهاومعالمهاالحضارية‬

‫‪-1‬تشجيع سالطين الدولة الزيانية للعلماء‪:‬‬

‫عرف سالطين بني زيان إبتداءاً من مؤسس دولتهم يغمراسن بن زيان بنصرتهم‬
‫للحركة العلمية وتاييدهم للعلماء ومشاركتهم للعامة في االحتفاء بهم وتبجيلهم فان‬
‫الدر والعقيان لمحمد‬
‫كتب التراجم وكتب التاريخ ومنها على الخصوص كتاب نظم ُ‬
‫التنسي حافلة بأخبار المدارس التي شيدها أولئك وبأخبار حفاوتهم بأهل العلم من‬
‫‪36‬‬
‫سكان القطر والقادمين من الخارج أيضا‪ ،‬وحضورهم لدروس األساتذة‬

‫شهدت تلمسان حركة فكرية ال مثيل لها خاصة في العهد الزياني ‪ ،‬وترجع‬
‫بالدرجة األولى إلى النزعة العلمية والثقافية التي تميز بها سالطين وأمراء بني زيان‪،‬‬
‫الذين كانوا لهم إرادة ورغبة شديدة في االعتناء بالحركة الفكرية في مختلف الحواضر‬
‫‪37‬‬
‫المغربية اإلسالمية ومنها حاضرة تلمسان‬

‫كان سالطين بني زيان يشرفون في بعض األحيان على المجالس والمنابر‬
‫التي تلقي فيها الدروس العلمية التي تتعلق بالعقيدة والتاريخ والعلوم العقلية األخرى ‪،‬‬
‫فتأثرت تلمسان بهذه النهضة ومختلف التيارات الفكرية السائدة آنذاك ‪ ،‬وقد كان‬
‫‪38‬‬
‫السلطان أبو حمو موسى األول السير الحسنة ولهذا كان محبا للعلم وأهله‬

‫سارت السلطة الزيانية طيلة القرن ‪08‬ه‪14-‬م على درب ما رسمه يغمراسن‬
‫بن زيان من معالم الدولة ‪ ،‬اذ عملت هاته السلطة على تثبيت األسس الثقافية‬
‫والحضارية فقد عرفت بجهودهم المستمرة في اهتامامهم للعلم والمعرفة ‪ ،‬كيف وال‬

‫‪-2‬هادي جلول ‪ " ،‬الحركة العلمية في حاضرة تلمسان وعناية السلطة الزيانية بها (ق‪9-8‬ه‪15-14/‬م)‪ ،‬مجلة‬
‫كلية العلوم االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي ‪ ،‬الشلف ‪ ،‬ع ‪ ،2018 ،19‬ص ‪.81‬‬

‫‪ -3‬عبد العزيز فياللي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.319‬‬


‫‪ -1‬هادي جلول ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪81‬‬

‫‪19‬‬
‫فصل تمهيدي الدولةالزيانية تأسيسهاومعالمهاالحضارية‬

‫جل سالطين الدولة كانوا إما فقهاء واما أدباء واما شعراء كما هو الحال في عهد أبي‬
‫‪39‬‬
‫تاشفين األول الذي كان يحرص على إقامة المجالس العلمية واألدبية في عصره‬

‫ينيين على المغرب األوسط لم يهملوا تلك العناية بالحركة‬


‫أثناء استيالء المر َ‬
‫العلمية‪ ،‬حيث قام أبو الحسن المريني بضم إلى المجلس العلمي العديد من العلماء‬
‫كإبني اإلمام اللذين حظيا بعنايته‪ ،‬ومن ُهنا ظلت إمارات المغرب اإلسالمي طيلة‬
‫تواجدها باهتمام العلم والمعرفة وهذا التنافس الشديد بين علماء في مختلف‬
‫التخصصات العلمية والثقافية واألدبية وغيرها من العلوم لهذا سارت السلطة الزيانية‬
‫على النسق نفسه الذي رسمه لها أسالفها اتجاه العناية بالعلم والعلماء ‪.40‬‬

‫‪ -2‬عوامل انتشار الحركة العلمية والفكرية بتلمسان الزيانية‪:‬‬

‫هناك عدة عوامل ساعدت على نشاط الرحلة العلمية خالل العهد الزياني‬
‫خاصة في‬

‫القرنين ‪8‬و‪ 9‬الهجريين تمثلت في‪:‬‬

‫‪-‬حرية التنقل بين مختلف أقطار المغرب واالندلس بالرغم من االنقسام السياسي‬
‫الذي ميز الفترة‬

‫‪-‬استقبال طلبة العلم بحفاوة أينما حلُوا وارتحلوا ‪ ،‬كما وفَرت لهم اماكن االقامة اضافة‬
‫‪41‬‬
‫الى التكفل بهم عند الحاجة تطبيقا لما أوصى به االسالم من االهتمام بطلب العلم‬

‫‪ -2‬عبد العزيز فياللي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪31‬‬


‫‪ -3‬محمود بوعباد‪ ،‬جوانب من الحياة في المغرب األوسط في القرن (‪9‬ه‪15/‬م)‪ ،‬د‪.‬ط ‪ ،‬الشركة الوطنية للنشر‬
‫والتوزيع ‪ ،‬الجزائر‪ ،1982 ،‬ص ‪.81‬‬
‫‪ -1‬أبو القاسم محمد الحفناوي ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.96‬‬

‫‪20‬‬
‫فصل تمهيدي الدولةالزيانية تأسيسهاومعالمهاالحضارية‬

‫‪-‬ترحيب الشيوخ والعلماء بطالب العلم الوافدين عليهم‪ ،‬مثلما فعل ابن مرزوق الحفيد‬
‫مع القلصادي أثناء رحلته الى تلمسان‬

‫حرص سالطين بني زيان وفقهاء مدينة تلمسان على تمتين العالقات مع‬
‫أهل المغرب خاصة والمشرق واألندلس عامة ‪،‬وذلك عن طريق الرحلة وفريضة الحج‬
‫‪،‬فأتيحت الفرصة للتواصل الفكري والثقافي بين هذه البالد وغيرها ‪ ،‬حيث كان هناك‬
‫‪42‬‬
‫ركب للحجاج يخرج سنويا من المغرب األقصى مكونا من حجاج األندلس والمغرب‬

‫تعتبر الدولة العبد الوادية من بين الدول التي عملت على تشجيع الحركة‬
‫الثقافية والعلمية في المغرب االوسط(تلمسان)‪ ،‬حيث تذكر معظم المصادر التاريخية‬
‫أن السلطان يغمراسن بن زيان (‪633‬ه‪681-‬ه‪1283-1236/‬م)كان يحرص على‬
‫مجالسة العلماء والصلحاء ويكثر من زيارتهم ‪ ،‬وله في اهل العلم رغبة عالية يبحث‬
‫عنهم أين ما كانوا ويستقدمهم الى تلمسان‪.43‬‬

‫اهتم السلطان أبو تاشفين االول( ‪737-718‬ه‪1337-1318/‬م بالعلم حيث‬


‫كان حريصا على التقرب من العلماء واستقدامهم ‪ ،‬اذ أكرم الفقيه أبو موسى‬
‫المشدالي وواله التدريس بمدرسته الجديدة ‪ ،‬أما السلطان أبو حمو موسى الثاني‬
‫‪1389-1359/791-760‬م‪ ،‬فقد كان يختلف عن أمراء الدولة الزيانية بحيث‬
‫‪44‬‬
‫يقرض الشعر ويحب أهله‬

‫‪ -2‬نفسه‪،‬ص ‪.96‬‬
‫‪ -1‬رشيد خالدي ‪ "،‬دور علماء المغرب األوسط في إزدهار الحركة العلمية في المغرب األقصى خالل القرنين‬
‫و‪8‬ه‪13/‬و‪14‬م" مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجيستير ‪ ،‬تخصص تاريخ المغرب االسالمي في العصر الوسيط ‪،‬‬
‫جامعة أبي بكر بلقايد ‪ ،‬تلمسان ‪ ،2011-2010،‬ص ‪. 26‬‬

‫‪ -2‬رشيد خالدي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.26‬‬

‫‪21‬‬
‫فصل تمهيدي الدولةالزيانية تأسيسهاومعالمهاالحضارية‬

‫لقد أظهر أمراء وسالطين الدولة الزيانية اهتماما كبي ار بالعلم والعلماء في بال‬
‫المغرب األوسط ويتجلى هذا االهتمام في بناء بعض المدارس التي لم تكن معروفة‬
‫في بالد المغرب األوسط ‪ ،‬حيث سخرت دولة بني زيان وأمراؤها كل إمكانياتهم‬
‫لتعمير هذه المدارس بالطلبة واألفاق عليهم وعلى األساتذة الذين كانوا يتولون مهمة‬
‫التدريس في‪ ،‬هذا باإلضافة إلى تشييد المساجد التي ساهمت هي األخرى بقسط‬
‫‪45‬‬
‫كبيرفي ازدهار الحياة الثقافية والعلمية في المغرب االوسط خالل ‪14-13/9-8‬م‬

‫ومن عوامل انتشار الحركة الثقافية والعلمية في المغرب االوسط خالل فترة‬
‫الزيانية أو بنو عبد الواد هو هجرة األندلسيين إلى المغرب األوسط ‪ ،‬خاصة مدينة‬
‫تلمسان التي كان حظها واف ار من هؤالء ‪ ،‬وهذا األمر يساهم في دفع الحركة الثقافية‬
‫والعلمية باعتبار أن هؤالء المهاجرين األندلسيين من بينهم الشعراء والفقهاء والعلماء‬
‫يحملون معهم ثقافة عالية‬

‫‪ -3‬حسن الوزان ‪ ،‬وصف افريقيا‪ ،‬تر‪ :‬محمد حجي‪ ،‬محمد االخضر‪ ،‬ج‪ ،2‬د‪.‬ط ‪ ،‬دار الغرب االسالمي ‪،‬‬
‫بيروت ‪ ،‬لبنان ‪ ، 1983 ،‬ص ‪.19‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل األول‪:‬‬

‫الجانب الفكري والثقافي بحاضرة‬


‫تلمسان الزيانية‬
‫الفصالألول ‪:‬اإلنتاجالفكريوالثقافيبحاضرةتلمسانالزيانية‬

‫أوالا‪-‬العلوم النقلية والعقلية‪:‬‬

‫لعبت المكتبات دو ار هاماً في إنعاش الحياة الثقافية بتلمسان‪،‬وقد حظيت هي‬


‫األخرى بعناية واهتمام السالطين وكان أغلبها يوجد داخل المساجد كالمكتبتين اللتين‬
‫موسى‬ ‫حمو‬ ‫أبو‬ ‫شيدها‬
‫َ‬ ‫األولى‬ ‫‪،‬‬ ‫بتلمسان‬ ‫األعظم‬ ‫بالمسجد‬ ‫كانتا‬
‫وهدمت إبان الحقبة االستعمارية وفُقد ماكان بها من كتب‬
‫األول(‪760‬ه‪ُ )1359/‬‬
‫والثانية أقامها ابنه أبو زيان الثان (‪761‬ه‪1359/‬م)الذي أوالها عناية كبيرة وأوقف‬
‫‪46‬‬
‫عليها أوقافاً كثيرة وحبس بها عدة كتب‬

‫‪-1‬‬ ‫العلوم النقلية (الدينية)‪:‬‬

‫اهتم الزيانيون بعلوم الدين اهتماما بار از ‪ ،‬فلقد لقيت علوم القران والسنة من‬
‫تفسير وقراءات وحديث وفقه وتصوف اهتمام الدولة ‪ ،‬حيث أسس الزيانيون لهذا‬
‫الغرض المدارس وبنوا المساجد والزوايا التي كانت مجاال خصبا الزدهار هذه العلوم‬
‫‪ ،‬وقد اتجهت الحياة‬

‫وقراءات وحديث وفقه وتصوف اهتمام الدولة‪ ،‬ويبدوا أن ذلك راجع الى نشاة دولتهم‬

‫‪47‬‬
‫التي قامت على مبدأ السنة واهتمامها الكبير بأصول المذهب المالكي وفروعه‬

‫تتكون العلوم النقلية أو الدينية من علمي القراءات والتفسير‬

‫‪1-1‬علم القران الكريم‪:‬‬

‫‪ -1‬عبد القادر بوحسون ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪48‬‬


‫‪ -2‬عبد الكريم حساين ‪ "،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.154‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصالألول ‪:‬اإلنتاجالفكريوالثقافيبحاضرةتلمسانالزيانية‬

‫القران الكريم هو المصدر االول لإلسالم الناظم لشؤون المسلمين الدينية والمدنية‬
‫‪،‬وفد نزل منجما في نحو عشرين سنة وكان ينزل حسب الحوادث ومقتضى الحال‪،‬‬
‫أما علم القران فهو يشمل علمين أساسيين هما‪:‬‬

‫علم القراءات وهو معرفة القراءات المشهورة وكيفية أداء الحروف ‪ ،‬كما يضاف اليه‬
‫فن الرسم وهي أوضاع حروف القران الكريم في المصحف ورسومه‬
‫‪2-1‬علم التفسير‪:‬‬

‫يعتبر علم التفسير من اعظم العلوم الدينية مقدا ار وأرفعها شأنا ومنا ار بحكم‬
‫انها من قواعد الشرع الحنيف وأساسها والتفسير هو شرح كالم اهلل تعالى ليفهمه من‬
‫‪48‬‬
‫لم يصل ذوقه وادراكه لفهم اللغة العربية‬

‫برز العديد من علماء المغرب األوسط في تلمسان الزيانية في هذا المجال‬


‫نذكر منهم‬

‫‪-‬ابن الشريف التلمساني ‪ :‬عبد اهلل بن محمد بن أحمد الشريف التلمساني الحسني‬
‫‪.49‬‬

‫أحد أكابر علماء تلمسان والمغرب اإلسالمي كوالده الشريف التلمساني (‪-710‬‬
‫‪50‬‬
‫‪771‬ه‪1370-1310/‬م)‬

‫‪ -1‬عبد القادر بوحسون ‪ "،‬العالقات الثقافية بين المغرب االوسط واالندلس خالل العهد الزياني (‪633‬ه‪-‬‬
‫‪1554/1235/962‬م)‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجيستير في تاريخ المغرب االسالمي ‪ ،‬جامعة أبي بكر‬
‫بلقايد‪ ،‬تلمسان ‪ ،2008-2007‬ص ‪.50‬‬
‫‪ -2‬ابن الشريف التلمساني ‪ :‬من مواليد مدينة تلمسانعام ‪748‬ه‪1347/‬م‪ ،‬درس العديد من العلوم اهمها عم‬
‫التفسير تتلمذ على اكابر علماء زمانه كابن مرزوق الخطيب وغيرهم ‪ ،‬ممن أخذ عنهم مختلف العلوم النقلية‬
‫والعقلية ‪ ،‬اشتغل بالتدريس بالعديد من المدن مثل فاس ‪،‬تونس ‪ ،‬بجاية ‪ ،‬للمزيد ُينظر‪ :‬عبد القادر بوحسون ‪،‬‬
‫المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.51‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصالألول ‪:‬اإلنتاجالفكريوالثقافيبحاضرةتلمسانالزيانية‬

‫‪-‬ابراهيم بن محمد المصمودي ابن اسحاق التلمساني ‪:‬‬

‫برع في عدة علوم وفنون كعلوم القران الكريم والتصوف ‪ ،‬واخذ عن جملة من العلماء‬
‫كاألبلي والرشيق التلمساني وغيرهم‬

‫يعد إبراهيم المصمودي من رئاسة العلم والزهد بالمغرب اإلسالمي ‪ُ ،‬يحب مجالسة‬
‫‪51‬‬
‫أهل العلم كما ُعرف أنه كان يق أر القران الكريم‬

‫ابن زاغو المغراوي‪:‬‬

‫أحمد بن عبد الرحمان الشهير بابن زاغو المغراوي التلمساني ‪ ،‬أعلم الناس‬
‫في وقته بعلم اتفسير ‪ ،‬له العديد من المؤلفات في هذا العلم أهمها مقدمة في التفسير‬
‫تفسير سورة الفاتحة‪ ،‬والتذيل عليه في ختم التفسير ومؤلفات أخرى في الفقه‬
‫‪52‬‬
‫والتصوف‬

‫‪-‬أبو عبد اهلل الشاطبي ‪:‬‬

‫محمد بن صالح بن أحمد الكناني الشاطبي من أهل شاطبة ‪ ،‬كان عالما بعلم‬
‫القراءات ُمتفنناً فيها وله معرفة بالعلوم العربية من نحو ولغة وأدب‪.53‬‬

‫الهواري‪:‬‬ ‫جابر‬ ‫ابن‬


‫‪-‬‬

‫‪ -1‬التنبكتي‪ :‬أبو العباس أحمد بن أحمد ‪ ،‬نيل االبتهاج بتطريز الديباج ‪ ،‬ط‪ ،1‬مطبعة الفحامين ‪ ،‬مصر ‪،‬‬
‫‪ ،1351‬ص ‪.225‬‬
‫‪ -2‬نفسه ‪ ،‬ص ص ‪.52-51‬‬
‫‪-3‬ابن القاضي ‪ُ ،‬درر الحجال في أسماء الرجال‪ ،‬تحق‪ :‬محمد األحمدي أبو النور ‪ ،‬ج‪ ،2‬د‪.‬ط ‪،‬دار التراث ‪،‬‬
‫المكتبة العتيقة ‪،‬القاهرة‪ ،‬تونس‪ ، 1970 ،‬ص ‪.63‬‬
‫‪ -4‬عبد القادر بوحسون ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.53‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصالألول ‪:‬اإلنتاجالفكريوالثقافيبحاضرةتلمسانالزيانية‬

‫محمد بن احمد بن علي الهواري (‪698-780‬ه‪1379/1299/‬م) العالم المشهور‬


‫‪54‬‬
‫بالقصيدة المتضمنة للتورية بأسماء سور القران الكريم‬

‫‪-‬أبو بكر الغرناطي‪ :‬محمد بن محمد بن عاصم االندلسي الغرناطي‬


‫(‪760‬ه‪1271/‬م) أحد اعالم المنطق واصول الفقه ‪ ،‬لديه عدة مؤلفات أهمها ‪:‬‬
‫‪55‬‬
‫قصيدة إيضاح المعاني في القراءات الثماني وغيرها‬

‫‪ 3-1‬علم الحديث‪:‬‬

‫السنة هو كل ماأُثر على النبي محمد –صلى اهلل عليه وسلم‪-‬من قول‬
‫الحديث و ُ‬
‫أو فعل أو تقرير ‪ ،‬فالحديث يشير الى القول والسنة الى العمل او السكوت عن‬
‫‪56‬‬
‫العمل وهو المصدر الثاني من مصادر التشريع االسالمي بعد القران الكريم‬

‫إهتم علماء المغرب المغرب االوسط في عهد بني زيان بعلم الحديث وذلك‬
‫متعددة لدراسة الحديث‬
‫َ‬ ‫الهتمامهم الكبير بالسنة النبوية ‪ ،‬فكانت تُخصص حلقات‬
‫وعلومه معتمدين على عدة كتب أهمها ‪ :‬الموطأ لالمام مالك ‪ ،‬صحيح البخاري‬
‫ألابي عبد اهلل البخاري ‪ ،‬صحيح مسلم لمسلم بن الحجاج ‪ ،‬سنن أبي داود ألبي داود‬
‫السجستاني ‪ ،‬جامع النسائي ألبي عبد الرحمان أحمد النسائي ‪ ،‬كتاب التمهيد‬
‫واالستذكار ألبي عبد اهلل بن عبد البر النمري‪ ،‬المنتقى للقاضي أبي الوليد سليمان‬

‫‪ -1‬أبو العباس أحمد المقري ‪ ،‬نفح الطيب ‪ ،‬ج‪ ، 9‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ص ‪.151-150‬‬
‫‪ -2‬نفسه ‪ ،‬ج‪ ، 6‬ص ص ‪.15 ،13‬‬
‫‪ -3‬عبد القادر بوحسون ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪.54-53‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصالألول ‪:‬اإلنتاجالفكريوالثقافيبحاضرةتلمسانالزيانية‬

‫بن خلف الباجي‪ ،‬المختار الجامع بين المنتقي واالستذكار ألبي عبد اهلل محمد بن‬
‫‪57‬‬
‫عبد الحق بن سليمان التلمساني عمدة سيرة النبي –صلى اهلل عليه وسلم –‬

‫لقد برز العديد من علماء المغرب االوسط خالل فترة الدولة الزيانية في مجال‬
‫علم الحديث منهم‪:‬‬

‫أبو اسحاق التنسي‪ :‬إبراهيم بن يخلف ‪،‬أصله من تنس واستوطن تلمسان حيث‬
‫كان من أكابر علماء المغرب اإلسالمي وكان يقوم بتدريس الحديث وغيرها من‬
‫العلوم بتلمسان فانتفع به خلق كثير وكانت له طريقة حسنة يضرب بها المثل في‬
‫‪58‬‬
‫تدريس علم الحديث‬

‫المقري الجد‪ :‬محمد بن محمد بن أبي بكر بن عبد الرحمان القُرشي التلمساني‬
‫الشهير بالمقري بتلمسان أيام السلطان أبي حمو االول ‪ ،‬نشأ ودرس بتلمسان عن‬
‫أكابر علمائها كابني االمام ‪،‬عمران المشدالي ‪ ،‬ابن الهدية القُرشي منها علم الحديث‬
‫‪59‬‬

‫وعلى غرار العلوم االخرى ‪،‬فقد حظي التاريخ بعناية علماء تلمسان ونجد منهم‪:‬‬

‫‪-‬محمد بن يوسف السنوسي الذي الف ‪ " :‬تلخيص اختصار الروض االنف في شرح‬
‫‪60‬‬
‫السير للسهيل "ولم ُيكتمل‬

‫‪61‬‬
‫‪-‬أبو عبد اهلل المقري له كتاب‪" :‬تلخيص في أصل نسبته وقراءاته وأسماء شيوخه"‬

‫‪ -1‬عبد القادر بوحسون ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪.54-53‬‬


‫‪ -2‬التنبكتي ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫‪ -3‬عبد القادر بوحسون ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪ -4‬نفسه‪ ،‬ص ص ‪.55‬‬
‫ص ص ‪ -285.5-284‬أبو العباس أحمد المقري‪ ،‬ج‪ ، 5‬المصدر السابق ‪،‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصالألول ‪:‬اإلنتاجالفكريوالثقافيبحاضرةتلمسانالزيانية‬

‫‪-‬ابن صعد التلمساني "روضة النسرين في مناقب األربعة المتأخرين" و"النجم الثاقب‬
‫فيما ألولياء اهلل من المناقب" وأيضاً له ‪" :‬تأليف للتعريف برجال مختصر اإلمام ابن‬
‫عرفة في فقه‬

‫‪62‬‬
‫مذهب مالك "‬

‫‪-‬أبو العباس أحمد بن يحي الونشريسي‪ :‬له كتاب"الوفيات"و"القول المنيف في ترجمة‬


‫‪63‬‬
‫اإلمام أبي عبد اهلل الشريف"‬

‫‪1‬‬ ‫‪4-‬علم الفقه‪:‬‬

‫إن الحديث عن الفقه في المغرب اإلسالمي بصفة عامة والمغرب االوسط‬


‫بصفة خاصة يرتبط ارتباطاَ وثيقاً بالمذهب المالكي لشيوعه في البالد اهتمام العلماء‬
‫‪64‬‬
‫التلمسانيين به ‪ ،‬وتجلى ذلك بالمؤلفات الكثيرة التي عرفت في هذا العصر‬
‫َ‬

‫ومن أهم علماء تلمسان الذين برعوا في علم الفقه نذكر‪:‬‬

‫‪-‬محمد بن الحسن بن محمد اليحصوبي المعروف بالباروني‪:‬‬

‫أخذ العلم بتلمسان عن ابني اإلمام واالبلي وعمران المشدالي ‪ ،‬ثم ارتحل الى‬
‫أبي الحسن الصغير والعالم الشهير أبي زيد الجازولي‪.65‬‬

‫‪-‬يحي أبي عمران بن موسى بن عيسى المازوني‪:‬‬

‫‪ -1‬أبو العباس أحمد المقري ‪ ،‬ج‪ ،5‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.285‬‬


‫‪ -2‬ابن مريم ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.284‬‬
‫‪ -3‬سعاد حطاب ‪ ،‬مصطفى مغزاوي ‪،‬العلوم العقلية والنقلية في المغرب األوسط ‪ ،‬العهد الزياني أنموذجاً ‪،‬‬
‫"‬

‫مجلة جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف ‪،‬ع‪ ،2017 ،18‬ص ‪.128‬‬


‫‪ -4‬نفسه ‪ ،‬ص ‪.128‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصالألول ‪:‬اإلنتاجالفكريوالثقافيبحاضرةتلمسانالزيانية‬

‫فقيه مالكي نشأ في مازونة في قرية جبال الظهرة بين واد الشلف ودرس بها‬
‫وولي قضاء مازونة ثُم إنتقل الى تلمسان وأخذ عن ابن مرزوق الحفيد‬
‫على والده‪ُ ،‬‬
‫وقاسم العقباني وابن زاغو وغيرهم ‪ ،‬وكان المازوني من أكبر علماء عصره ‪ ،‬له‬
‫‪66‬‬
‫الدرر المكنونة في نوازل مازونة‬
‫العديد من المؤلفات في هذا المجال منها‪ُ :‬‬

‫‪-‬ابراهيم بن أحمد بن عيسى المغيلي الشهير بالجالب التلمساني ‪:‬‬

‫هو الفقيه العالم أحد شيوخ أبي العباس الونشريسي ‪،‬ومحمد بن يوسف ‪ ،‬كان‬
‫‪67‬‬
‫المغيلي حافظاً عالماً بمسائل الفقه ‪ ،‬توفي بتلمسان عام ‪875‬ه ـ‬

‫‪-‬ابراهيم بن فائد بن موسى بن هالل الزواوي القسنطيني ‪:‬‬

‫ولد بجبال جرجرة عام ‪796‬ه‪ ،‬فأخذ عن أبي الحسن علي بن عثمان‬
‫المنجالتي ثم رحل الى تونس ‪ ،‬فأخذ عن القلشالتي ثم رحل الى بجاية ثم دخل‬
‫قسنطينة فاستوطنها ‪ ،‬لع العديد من المؤلفات منها‪ :‬شرح ألفية ابن مالك في علم‬
‫‪68‬‬
‫النحو ‪،‬وتفسير القران الكريم وتحفة المشتاق في شرح مختصر خليل ابن اسحاق‬

‫‪-‬سليمان بن الحسن البوريدي الشريف التلمساني ‪:‬‬

‫نشأ ودرس بتلمسان وبرز في الفقه وأثنى عليه كل من القلصادي والونشريسي‬


‫‪.‬‬ ‫‪69‬‬
‫توفي عام ‪845‬ه ـ‬

‫‪-‬أبي بكر بن مرزوق التلمساني المشهور بالخطيب‪:‬‬

‫‪ -1‬التنبكتي ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.637‬‬


‫‪-2‬نفسه ‪ ،‬ص ‪.526‬‬
‫‪ -3‬سعاد حطاب ‪ ،‬مصطفى مغزاوي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.129‬‬
‫‪ -4‬نفسه ‪ ،‬ص ‪.129‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصالألول ‪:‬اإلنتاجالفكريوالثقافيبحاضرةتلمسانالزيانية‬

‫فقيه مالكي أخذ العلم على محمد بن مرزوق الكفيف وعن االمام أبي العباس‬
‫‪70‬‬
‫وغيرهما ثم ارتحل الى فاس‬

‫‪-2‬العلوم العقلية‪:‬‬

‫‪1-2‬علوم اللغة واألدب‪:‬‬

‫اهتم الزيانيون بعلوم اللغة واألدب ‪،‬حيث انتشر النثر في تلمسان الزيانية من‬
‫خالل الرسائل وعدد كبير من الكتب التاريخية واألدبية ‪،‬وقد عرف رواجا كبي ار خاصة‬
‫فيما بين القرن ‪9-8‬ه‪14/‬م‪15‬م‪ ،‬وقد تزين النثر‪-‬ان صح التعبير‪-‬في هذه الفترة‬
‫بالصنعة اللفظية من سجع ومحسنات بديعية ومن بين الذين برزوا في فن النثر‬
‫‪71‬‬
‫بتلمسان أبوبكر بن خطاب المرسي األندلسي‬

‫كما نشط أيضا الشعر في العهد الزياني فذلك بفعل ما امتازت به تلمسان من‬
‫طبيعة خالبة‪ ،‬فعكف الشعراء على كتابة أعذب الكالم وقد برز في هذا الميدان‬
‫الشاعر ابن خميس ومن مؤلفاته ديوان شعر سماه الدار النفيس من شعر ابن خميس‬
‫ونذكر له هذه االبيات من‬

‫قصيدته "مهيار" ‪:‬‬

‫أنباء‬
‫فعند صباها من تلمسان ُ‬ ‫سل الريح إن لم تصعدالسفن أنواء‬

‫‪72‬‬
‫يماء‬
‫إليك بما تنمي اليك وا ُ‬ ‫ت ُمر وفي خفقات القلب منها استشارة‬

‫‪ -1‬التنبكتي ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.118‬‬


‫‪ -2‬مغنية غرداين ‪،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.291‬‬
‫‪-3‬نفسه ‪ ،‬ص ‪.291‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصالألول ‪:‬اإلنتاجالفكريوالثقافيبحاضرةتلمسانالزيانية‬

‫هذا إضافة إلى ابن مرزوق الخطيب الذي نبغ في األدب عامة والشعر‬
‫خاصة‪ ،‬ومن أشهر ما قاله في مدح السلطان أبو الحجاج يوسف بن نصر صاحب‬
‫غرناطة‬

‫يحكي النجوم إذا تبدت في‬ ‫النوار في أغصانه‬


‫أنظر الى ُ‬
‫الحلك‬
‫ُ‬

‫ميت بصيرة من تغيرك‬ ‫حيا أمير المسلمين وقال قد‬


‫‪73‬‬
‫مثلك‬

‫ومن بين الذين ألفوا في مجال العلوم األدبية نذكر منها على سبيل التمثيل ال‬
‫الحصر‬

‫‪-‬أبو عبد اهلل المقري الذي كان له مصنفين األول وسماه " شرح لغة القصائد‬
‫المغربي"‬

‫أما الثاني "شرح التسهيل البن مالك‬

‫‪ -‬أبو عبد اهلل الشريف الف كتابا أسماه "شرح الخزرجية" ومن تاليف أبي عبد اهلل‬
‫‪74‬‬
‫ابن مرزوق الخطيب "ديوان خطب"و" رجز إختصار ألفية ابن مالك"‬

‫‪-‬عبد الجليل التنسي من بيت تاليفه‪":‬راح األرواح فيما قاله المولى أبو حمو من‬
‫الشعر وقيل فيه من األمداح وما يوافق ذلك على حسب االقتراح"‬

‫‪-1‬مغنية غرداين‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.291‬‬


‫‪ -2‬نفسه ‪ ،‬ص ‪.291‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصالألول ‪:‬اإلنتاجالفكريوالثقافيبحاضرةتلمسانالزيانية‬

‫‪-‬عبد الكريم المغيلي له عدة مؤلفات منها "منظومة في مدح النبي –صلى اهلل عليه‬
‫وسلم‪-‬وذم اليهود" و" شرح خطبة المختصر"وعدة قصائد أخرى منها " الميمية على‬
‫وزن البردة "‪.75‬‬

‫‪ 2-2‬العلوم الطبيعية‪:‬‬

‫تشمل الطب والرياضيات والفلك والتنجيم والكيمياء وعلم الفالحة والموسيقى‬


‫وغيرها من العلوم التطبيقية ونظ اًر الهميتها فقد لقيت تشجيعاً من قبل حكام بني زيان‬
‫من خالل تشجيع العلماء على العمل واالختراع وتسهيل الرحالت الثقافية‬

‫ومن أهم العلماء الذين برزوا في هذا الميدان ونخص بالذكر منهم‪:‬‬

‫‪-‬محمد أبو الحسن علي بن أحمد المشهور بابن الفحام ‪ :‬أخذ تعليمه عن أبي عبد‬
‫اهلل بن النجار وكان عالماً بالحساب والهندسة والميكانيك وقد أبتكر أنواعا من األالت‬
‫‪76‬‬

‫‪ -‬محمد بن أبي جمعة بن علي الشهير بالتالليسي‪:‬أبو عبد اهلل الطبيب الخاص‬
‫للملك أبو حمو موسى الثاني هو من أسرة أغلب أفرادها علماء وأطباء وكان على‬
‫قيد الحياة فيما بين عامي ‪767-760‬ه‬

‫كان التالليسي أحد أطباء المغرب االوسط وعالوة على براعته في الطب ومهارته في‬
‫‪77‬‬
‫العالج كان أديبا ينظم الشعر‬

‫‪-‬محمد بن ابراهيم ابن االمام أبو الفضل ‪ُ :‬ولد بتلمسان ونشأ بها وأخذ تعليمه على‬
‫علمائها مثل ابن مرزوق الحفيد وغيره ‪ ،‬ارتحل الى تونس ومنها الى بيت اهلل الحرام‬

‫‪ -3‬نفسه ‪ ،‬ص ‪.291‬‬


‫‪ -1‬عبد الجليل قريان ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.323-322‬‬
‫‪ -2‬التنبكتي ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.580‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصالألول ‪:‬اإلنتاجالفكريوالثقافيبحاضرةتلمسانالزيانية‬

‫الداء فريضة الحج ثم رجع الى القاهرة عام ‪812‬ه‪ ،‬فكان البي الفضل دراية للعلوم‬
‫العقلية والنقلية وله أعمال في االدب والشعر والطب وله أبحاث في التفسير ‪.78‬‬

‫‪ 3 -2‬العلوم االجتماعية‪:‬‬

‫‪-3-2‬أ التاريخ‪:‬‬

‫هو من العلوم التي اليغفل عليها علماء تلمسان ‪،‬إذ برز منهم في هذا‬
‫المجالفي عهد بني زيان وصنفوا كتباً تعد اليوم من المصادر األساسية لدراسة تاريخ‬
‫بني زيان ومن أهم المؤرخين للدولة الزيانية نجد‬

‫أبو زكرياء يحي ابن خلدون ‪ ،‬من مواليد تونس عام ‪734‬ه نشأ بها وتلقى‬
‫العلم على علمائها واستفادا كثي ار من مجلس أبي الحسن المريني مثل‪ :‬عبد المهيمن‬
‫‪79‬‬
‫الحضرمي واالبلي وغيرهم‬

‫‪-‬العالم شمس الدين بن مرزوق الخطيب‪:‬‬

‫"‬
‫نشأ بتلمسان واخذ العلم عن االبلي وعن أبي محمد المجاصي صاحب كتاب ‪:‬‬
‫المسند الصحيح الحسن في ذكر أثر ومحاسن موالنا أبي الحسن المريني "وتخللته‬
‫‪80‬‬
‫ذكر بعض األحداث التاريخية عن بني مرين وبني زيان‬

‫‪ -3‬سعاد حطاب ‪ ،‬مصطفى مغزاوي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪.133-132‬‬


‫‪ -1‬أبو زكرياء يحي ابن خلدون ‪ ،‬تح‪ :‬هاني سالمة ‪ ،‬تاريخ الدولة الزيانية بتلمسان ‪،‬د‪.‬ط ‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية‬
‫‪ ،‬بورسعيد‪ ،‬مصر ‪ ،2011 ،‬ص ص ‪.52 ،07‬‬
‫‪ -2‬التلمساني ابن مرزوق ‪ ،‬المسند الصحيح الحسن في ماثر موالنا أبي الحسن ‪ ،‬تح ‪ :‬ماريا خيسوس و تق‪:‬‬
‫محمود بوعياد ‪ ،‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ‪ ،‬الجزائر ‪ ،1981 ،‬ص ‪.143‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصالألول ‪:‬اإلنتاجالفكريوالثقافيبحاضرةتلمسانالزيانية‬

‫‪-‬محمد بن عبد اهلل التنسي‪ :‬لديه كتاب نظم الدر والعقيان في بيان شرف بني زيان‬
‫وله مكانة رفيعة في بالط المتوكل الزياني ‪ ،‬كما ألف كتب أخرى في هذا المجال‬
‫منها كتاب‪ :‬زهرة البستانفي دولة بني زيان " لمؤلف مجهول ‪.81‬‬

‫‪-3‬حركة النسخ والتأليف والمناظرات الثقافية‪:‬‬

‫‪-1-3‬حركة النسخ والتأليف‪:‬‬

‫من إسهامات الملوك في الحركة العلمية تشجيعهم على التأليف وتشجيع‬


‫العلماء للمؤلفين إما بالسؤال او جعل الجوائز او غير ذلك من الحوافز على تنشيط‬
‫الهمة على الكتابة والتاليف ‪ ،‬ومن أشهر هذه المؤلفات في تاريخ اإلسالم الرسالة‬
‫النظامية للحويني التي ألفها للوزير نظام الملك والصاحبي الذي ألفه ابن فارس‬
‫للصاحب بن عباد ‪ ،‬واألحكام في األصول الذي ألفه األمدي ألمير الشام ‪ ،‬وفي‬
‫تلمسان ألف الشريف التلمساني كتابه المفتاح كما في مقدمته السلطان المريني أبي‬
‫‪82‬‬
‫عنان‬

‫ألف المؤرخ المشهور يحي بن خلدون كتاب بغية الرواد في ذكر الملوك من‬
‫بني عبد الواد وهم الزياينون كما ألف الحافظ التنسي كتابه التاريخي األدبي الذي‬
‫سماه نظم الدر والعقيان في شرف بني زيان لسلطان زمانه محمد المتوكل حيث قال‬
‫في مقدمة كتابه بعد أن أثنى عليه‪.83‬‬

‫‪ -3‬نفسه ‪ ،‬ص ص ‪.52 ،07‬‬


‫‪ -1‬محمد بن عبد اهلل التنسي ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ص ‪.108-107‬‬
‫‪ -2‬نفسه ‪ ،‬ص ص ‪.108-107‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصالألول ‪:‬اإلنتاجالفكريوالثقافيبحاضرةتلمسانالزيانية‬

‫‪-2-3‬المناظرات الثقافية‪:‬‬

‫تعد المناظرات الثقافية العلمية بين العلماء والفقهاء والمشتغلين بالعلم عامة من‬
‫بين ابرز مظاهر النشاط العلمي واظهار التفوق وسعة الباع العلمي لكل ُمناظر ‪،‬‬
‫بحيث ُيفرغ ما في جعبته –ان صح التعبير – على مناظرة قضية معينة انحصرت‬
‫أغلبها حول المسائل‬

‫الدينية وقد حدثت عدة مناظرات لعلماء تلمسان من بينها ‪:‬‬

‫‪-‬مناظرة ابني االمام مع تقي الدين ابن تيمية ‪:‬‬

‫تعتبر من أبرز السجاالت العلمية التي وقعت لالخوين أبوزيد وأبو موسى ‪ ،‬ذلك‬
‫أنهما رحال الى المشرق وناظ ار تقي الدين ابن تيمية وتفوقا عليه وقد كان انهزامه في‬
‫المنظرة سبب محنته بحيث انكشف رأيه ‪ ،‬وقد كان ابن تيمية يقول بحمل حديث‬
‫المزول على ظاهره ‪ ،‬حيث نقل التُنبكتي عن ابن بطوطة أنه حضر له خطبة فسمعه‬
‫‪84‬‬
‫كنزولي هذا ونزل درجة‬
‫يقول ُ‬

‫سخط العامة فضالً عن الطبقة السياسية فكثر أعداؤه مما أدى إلى إهمال‬
‫التأريخ بمناظراته ‪ ،‬حيث سجن عدة مرات غير أنه يمكن التوصل ولو بالتقريب‬
‫موضوع المناظرة إذا عدنا لتاريخ رحلة ابني اإلمام الى المشرق ‪ ،‬حيث اتفقت‬
‫المصادر على أنه ذلك كان عام ‪720‬هال‪ ،‬هذا من جهة ومن جهة أخرى أورد‬
‫الحافظ البن كثير في البداية والنهاية في معرض حديثه َأنه تم عقد مجلس بدار‬
‫السعادة للشيخ ابن تيمية بحضرة نائب السلطنة ‪.85‬‬

‫‪ -1‬بديع محمد ابراهيم الكربولي ‪،‬ناظم شاكرمحمود المحمدي‪"،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.91‬‬

‫‪ -2‬نفسه ‪ ،‬ص ‪.92‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫مكتبات األمراء والمكتبات الخاصة‬


‫ونظام مؤسسات التعليم‬
‫الفصاللثانيمكتباتاألمراءوالمكتباتالخاصةونظاممؤسساتالتعليم‬

‫أوالا‪-‬مكتبات األمراء والمكتبات الخاصة وخزائن الكتب ‪:‬‬

‫‪-1‬مكتبات األمراء‪:‬‬

‫أعطى حكام بني زيان عناية كبرى إلنشاء المكتبات العامة وتزويدها بالكتب‬
‫الضرورية إلقامة النشاط التعليمي والعلمي وتؤدي في مهمتها على أحسن وجه ومن‬
‫أهم تلك المكتبات‬

‫المكتبة التي أنشاها أبو حمو موسى الثاني سنة ‪760‬ه‪1359/‬م‪ ،‬بجامع الكبير‬
‫بتلمسان على يمين المحراب مثبتة فوق باب المكتبة مع النص المكتوب عليها "أمر‬
‫بعمل الخزانة المباركة ‪ ،‬السلطان أبو حمو ابن األمراء الراشدين أيده اهلل وأمره ‪،‬وأعز‬
‫نصره ‪ ،‬ونفعه بما وصل ونوى وجعله من أهل التقوى وكان الفراغ من عملها ‪ ،‬يوم‬
‫الخميس الثالث عشر من ذي القعدة عام ‪760‬ه‪ ،‬وكانت هذه المكتبة تزخر بنفائس‬
‫‪86‬‬
‫المخطوطات في جميع العلوم والفنون‬

‫وقد وصف الشاعر الثغري هذه المكتبة فقال‪:‬‬

‫فيه بنان يديه أبحر عش ار‬ ‫لئن بح ار في العلوم فإن‬

‫وبالنسبة الغراء هو المغرم المغ ار‬ ‫له كتاب اهلل أعنى عناية‬

‫بنسخهما قد أحرز الفخر واألج ار‬ ‫همه االَ كتاب وسنة‬


‫فما ُ‬
‫‪87‬‬
‫ونسخ البخاري ضمنا لهم نص ار‬ ‫فنسخ كتاب اهلل جل جالله‬

‫‪ -1‬محمد بن رمضان شاوش ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.89‬‬


‫‪ -2‬عبد الرحمان الجياللي ‪ ،‬تاريخ الجزائر العام ‪ ،‬ج‪ ، 2‬د‪.‬ط ‪ ،‬دار الثقافة ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪ ،1980 ،‬ص‬
‫‪.251‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصاللثانيمكتباتاألمراءوالمكتباتالخاصةونظاممؤسساتالتعليم‬

‫المكتبة التي أنشاها السلطان أبو زيان محمد بن أبي حمو موسى الثاني سنة‬
‫‪796‬ه‪ 1394/‬م‪ ،‬وكانت هذه المكتبة بالقسم األمامي من الجامع الكبير وكان هذا‬
‫السلطان مولعا بنسخ الكتب ‪،‬وكانت المكتبة تضم كتب من نسخة القران الكريم‬
‫وصحيح البخاري وكتاب الشفاء للقاضي عياض‪ ،88‬هذا إضافة إلى األوقاف التي‬
‫حبسها عليها من أجل تؤدي عملها على أحسن وجه وصيانتها وذلك من أجل‬
‫‪89‬‬
‫استمرار نشاطها التعليمي والفكر‬

‫يتواجد بهذه المكتبة عدة مخطوطات منها مخطوطان نفيسان أولهما‪":‬كتاب‬


‫الدر والعقيان في بيان شرف بني زيان "‪ ،‬للحافظ التنسي‪ ،‬وثانيهما ‪ ":‬كتاب عجائب‬
‫"‬
‫االسفار‬

‫‪90‬‬
‫للعالمة الحافظ أبي الراس الناصري‬

‫نقلت هذه المكتبة الى المدرسة الدولية عام ‪1323‬ه‪1905/‬م‪ ،‬وال تزال منها‬
‫‪91‬‬
‫بقية إلى يومنا هذا‪ ،‬بمكتبة ثانوية الحكيم بن رجب بتلمسان‬

‫اتبع السلطان أبو زيان محمد الثاني طريق التصوف فألف كتاب سماه "اإلشارة‬
‫في حكم العقل بين النفس المطمئنة والنفس األمارة ‪،‬وهناك الكثير من العلماء الذين‬
‫زودوا المكتبة بمحموعة من الكتب المتنوعة سواءاً كانت علمية أو أدبية ‪.92‬‬

‫‪ -1‬القاضي عياض‪ :‬من كبار علماء في الفقه والحديث ‪ ،‬من أشهر تصنيفاته الشفاء بتعريف حقوق المصطفى‬
‫وبقي كتابه يتمتع بشهرة كبيرة في ارجاء المغرب كله ‪ ،‬وتوفي عام ‪544‬ه‪1149/‬م‪ ،‬للمزيد ينظر‪ :‬محمد بن عبد‬
‫اهلل التنسي‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.211‬‬
‫‪ -2‬نفسه ‪ ،‬ص ‪.211‬‬
‫‪-3‬أبي الراس الناصري ‪ :‬العالمة الشيخ أبو راس محمد بن عبد القادر الراشدي نسبة الى بلدة الراشدية المعروفة‬
‫اليوم بوالية معسكر شمال غرب الجزائر‪ ،‬يعد أحد اقطاب اهل العلم بمدينة معسكر ومن فحول علمائها‬
‫المشهورين‪ ،‬للمزيد ينظر‪ :‬أبو القاسم الحفناوي ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.332‬‬
‫‪ -4‬محمد بن رمضان شاوش ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.41‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصاللثانيمكتباتاألمراءوالمكتباتالخاصةونظاممؤسساتالتعليم‬

‫‪-2‬المكتبات الخاصة وخزائن الكتب‬

‫‪-1-2‬المكتبات الخاصة‪:‬‬

‫لم يقتصر األمر على المكتبات العامة في تلمسان الزيانية ‪،‬بل وجدت كذلك‬
‫المكتبات الخاصة التي كان يملكها العلماء والفقهاء في بيوتهم خاصة لدى األُسر‬
‫وبيوتات العلم المشهورة بتلمسان‪ ،‬كما اهتم الوراقون بجمع الكتب ونسخها ‪،‬وكان‬
‫ُ‬
‫ألبي عبد اهلل بن مرزوق الخطيب يبيعُ بالقيصرية السلع وينسخ فيه المصاحف ‪،‬‬
‫‪93‬‬
‫ينسخ الكتب الدينية والمصاحف في بيته‬
‫ُ‬ ‫جد ابن مرزوق الخطيب‬
‫لهذا كان ُ‬

‫‪2-2‬خزائن الكتب‪:‬‬

‫ا نتشرت خزائن الكتب في المجتمع المغربي وساهم السالطين العلماء والخواص‬


‫في تقديم يد العون ‪،‬وتوفير االحباس لها‪ ،‬فقد حرص السالطين على انشاء مثل هذه‬
‫المكتبات الضخمة والخزائن فهي تشكل معلما من معالم سياسة الدولة في االهتمام‬
‫بالعلوم وتقريبها‬

‫للدارسين ومن اهم خزائن الكتب في المغرب االوسط (تلمسان)‪،‬القصور التي احتوت‬
‫السنة والسيرة النبوية والتفسير وكتب‬
‫على مخططات ونسخ من القران الكريم وكتب ُ‬
‫الفقه والتصوف ‪ ،‬كما احتوت كذلك المساجد والزوايا والمدارس على خزائن كتب‬
‫ساهم بها السالطين والوقف وأصحاب العلم كانت المساجد الكبيرة في تلمسان‬

‫‪.323-322‬‬ ‫‪ -5‬عبد العزيز فياللي ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‬


‫‪93‬‬
‫‪ -1‬أبو العباس أحمد المقري ‪ ،‬رحلة المقري الى المغرب والمشرق ‪ ،‬تحق‪ :‬محمد بن معمر ‪ ،‬مكتبة الرشاد‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع ‪ ،‬د‪.‬ط ‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ن ‪ ، 2004 ،‬ص ‪.140‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصاللثانيمكتباتاألمراءوالمكتباتالخاصةونظاممؤسساتالتعليم‬

‫الزيانية تضم مجموعة من الكتب في علوم مختلفة مثل كتب التفسير واألصول إلى‬
‫‪94‬‬
‫جانب كتب اللغة العربية الحساب‪ ،‬والتاريخ واألدبيات‬

‫ثانيا‪-‬نظام ومؤسسات التعليم في حاضرة تلمسان الزيانية‪:‬‬

‫عرف التعليم في تلمسان خالل فترة الدولة الزيانية نظامين نظام التعليم‬
‫االبتدائي ونظام التعليم االحترافي منذ سن السابعة وفيه يتم تعليم القران الكريم‬
‫والحديث الشريف وأساسيات العلوم ‪،‬وقد كانت منهجية التعليم في هذه المرحلة تقوم‬
‫على تلقين التالميذ الحروف الهجائية وأيضا الكتابة ‪ ،‬أما بالنسبة للتعليم االحترافي‬

‫فهو المرحلة التي تعقب مباشرة مرحلة التعليم االبتدائي ويكون الطالب فيها ُمتماً‬
‫ومدركاً لمبادىء الكتابة وأساسيات القراءة العربية‪ ،‬إضافة إلى‬
‫لحفظ القران الكريم ُ‬
‫‪95‬‬
‫القراءة في المتون وبعض العلوم االخرى‬

‫‪-1‬المؤسسات الثقافية والتعليمية بحاضرة تلمسان الزيانية‪:‬‬

‫تعد المراكز التعليمية أو المؤسسات الثقافية والتعليمية من أهم مظاهر‬


‫االزدهار الثقافي في العهد الزياني باعتبارها حاملة لمختلف العلوم وجالبة العلماء‬
‫وطالبي العلم‪ ،‬فقد عرفت حاضرة الدولة الزيانية تلمسان كغيرها من حواضر المغرب‬
‫اإلسالمي المؤسسات المتداولة لطلب العلم كالكتاتيب والمساجد والمدارس والزوايا‬
‫والمكتبات بنوعيها العامة والخاصة وغيرها‪.96‬‬

‫‪1-1‬الكتاتيب أو الكتاب‪:‬‬

‫‪ -1‬عبد الجليل قريان‪ " ،‬السياسة التعليمية الزيانية ‪633‬ه‪962-‬ه‪1236/‬م‪1554-‬م "‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل درجة‬
‫الماجيستير في التاريخ الوسيط ‪ ،‬جامعة منتوري ‪ ،‬قسنطينة ‪ ،2004 ،‬ص ‪.84‬‬
‫‪-2‬مغنية غرداين‪" ،‬قراءة في الحركة العلمية بتلمسان الزيانية ‪633‬ه‪962-‬ه‪1236/‬م‪1554-‬م ‪ ،‬مجلة علوم‬
‫"‬

‫االنسان والمجتمع ‪ ،‬ع ‪ ،24‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪2010-2009 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.287‬‬
‫‪ -3‬صديق شنيخار ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.44‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصاللثانيمكتباتاألمراءوالمكتباتالخاصةونظاممؤسساتالتعليم‬

‫إن الكتاتيب من أهم المؤسسات التعليمية التي يتلقى فيها الطفل مبادىء العلوم‬
‫و بخاصة حفظ القران الكريم ‪ ،‬حيث كان الكتاب اول أمره مكانا في المسجد في‬
‫زاوية من زواياه وبعد ذلك انفصل في أماكن مستقلة فقد كره كثير من الفقهاء تعليم‬
‫الصبيان‬

‫يرى ابن سحنون أن مواد الدراسة األساسية تشمل اإلعراب والشكل والهجاء‬
‫‪97‬‬
‫والخط الحسن ‪ ،‬القراءة الحسنة ‪ ،‬ترتيل القران الكريم وغيرها‬

‫الكتاب أو الكتاتيب من أقدم المؤسسات التعليمية في التاريخ االسالمي فقد‬


‫كان يتم فيها تعليم القران الكريم والكتابة للصبيان التي فتحت أبوابها لطلبة العلم‬
‫والمعرفة وتبدأ هذه المرحلة عندما يبلغ الصبي سن التمييز بين الخامسة والسادسة‬
‫‪98‬‬
‫من عمره ونجد هناك من أطلق عليها مصطلح مكتب‬

‫‪-1‬‬ ‫‪2‬المساجد‪:‬‬

‫من المتعارف عليه في الحضارة العربية االسالمية أن المساجد لم تكن‬


‫للعبادة فقط ‪ ،‬بل كانت أيضا المكان والوسط الذي يلقن الطلبة شتى اصناف العلوم‬
‫النقلية والعقلية حيث كانت المساجد في المغرب االوسط (تلمسان)‪ ،‬منتشرة وعديدة‬
‫وجميلة البناء والشكل وكان لكل مسجد أئمة وخطباء وكان لهذه المساجد دو ار مهما‬
‫في بعث واحياء الحركة الثقافية‬

‫‪:‬‬ ‫‪99‬‬
‫والعلمية في المغرب االوسط ومن هذه المساجد نذكر‬

‫‪-2-1‬أ المسجد الجامع بأكادير‪:‬‬

‫‪-1‬صديق شنيخار ‪ ،‬ص ‪.44‬‬


‫‪-2‬نفسه ‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪ -1‬حسن الوزان ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.19‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصاللثانيمكتباتاألمراءوالمكتباتالخاصةونظاممؤسساتالتعليم‬

‫كان هذا المسجد موجودا حتى قبل دخول االدارسة مدينة تلمسان ‪ ،‬حيث قام‬
‫هؤالء بتوسيعه خالل فترة تواجدهم بتلمسان عام (‪174‬ه‪790-‬م) وعندما قامت دولة‬
‫بني عبد الواد في مدينة تلمسان ‪ ،‬قام أميرها يغمراسن بن زيان بترميم وبناء‬
‫‪100‬‬
‫مئذنته‬

‫‪-2-1‬ب المسجد األعظم بتاقراوت‪:‬‬

‫كان وراء تأسيس هذا المسجد السلطان المرابطي يوسف بن تاشفين أثناء بنائه‬
‫لمدينة تاكرارت عام‪473‬ه‪1080-‬م ‪،‬يعد المسجد تحفة فنية في عهد السلطان‬
‫الزياني يغمراسن بن‬

‫زيان الذي أضاف له الجزء الشمالي من بيت الصالة والقبة والصحن والمئذنة المتأثرة‬
‫بالعمارة األندلسية ‪ ،‬وبهذا كان المسجد عبارة عن جامعة إسالمية نظ ار لمشاركته‬
‫الفعالة في ترسيخ العقيدة اإلسالمية وزيادة الوعي الديني واإلشعاع الفكري منذ‬
‫تأسيسه ‪ ،‬وقد تخرج من هذا الصرح العلمي عدد كبير من العلماء من مختلف بالد‬
‫المغرب اإلسالمي‪.101‬‬

‫‪-2-1‬جـ مسجد سيدي أبي الحسن التنسي‪:‬‬

‫يقع هذا الجامع بالقرب من المسجد األعظم ‪ ،‬تم تشييده في عهد السلطان‬
‫الزياني أبو سعيد عثمان بن يغمراسن في عام ‪696‬ه‪1296-‬م وحمل هذا المسجد‬

‫‪ -2‬يحي بوعزيز ‪ ،‬المساجد العتيقة في الغرب الجزائري ‪،‬ط‪،Anep ،1‬الجزائر‪ ،2002 ،‬ص ص ‪.146-145‬‬
‫منشورات‬
‫‪ -3‬الوزان حسن ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.19‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصاللثانيمكتباتاألمراءوالمكتباتالخاصةونظاممؤسساتالتعليم‬

‫اسم ابي الحسن التنسي ‪ ،‬يعتبر من أروع المساجد الزيانية في مدينة تلمسان ‪ ،‬إذ‬
‫‪102‬‬
‫ُيبين المدى الكامل الذي وصل اليه الفن المعماري للدولة الزيانية‬

‫‪-2-1‬د مسجد ابراهيم المصمودي‪ :‬قام بتاسيسه السلطان الزياني أبو حمو موسى‬
‫الثاني تكريما لوالده أبي يعقوب‬

‫‪-2-1‬ه مسجد أبا مدين شعيب ‪ :‬أمر ببنائه السلطان أبو الحسن المريني عام‬
‫‪103‬‬
‫‪739‬ه‪1939-‬م وارتبط اسمه بالعالم الصوفي أبي مدين‬

‫‪-2-1‬و مسجد سيدي الحلوي ‪ :‬بني بأمر من السلطان أبي عنان فارس المريني‬
‫‪104‬‬
‫سنة (‪794‬ه‪1353-‬م)‬

‫‪3-1‬المدارس ‪:‬‬

‫تعد المدرسة في عهد بني زيان مؤسسة سلطانية النشاة والتمويل أقيمت‬
‫خصيصا‬

‫اليواء طلبة العلم تدريس العلوم خاصة منها المقترنة بالمذهب المالكي لتعزيز‬
‫مكانته في الدولة ‪ ،‬وقد تفنن الزيانيون في تخطيط مدراسهم تقدي ار للعلم والعلماء ‪.105‬‬

‫تأخر ظهور المدارس ف ي تلمسان الزيانية إلى مطلع القرن الثامن الهجري‬
‫الرابع عشر ميالدي ومن أشهر هاته المذارس نذكر‪:‬‬

‫‪ -1‬الوزان حسن‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ص ‪.19‬‬


‫‪ -2‬عبد الرحمن بن خلدون ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ج ‪ ، 7‬ص‪.120‬‬
‫‪ -3‬نفسه ‪ ،‬ص ‪.120‬‬
‫‪-1‬سهام مجدوب ‪ " ،‬جمالية الفن االسالمي في واجهات المدارس الزيانية والمرينية ببالد المغربين االوسط‬
‫واألقصى ‪633‬ه‪962-‬ه‪1235 /‬م‪1554-‬م"‪ ،‬دراسة تاريخية فنية ‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجيستير في‬
‫األثار االسالمية ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪2010 ،2‬م‪2011-‬م‪ ،‬ص ‪.09‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصاللثانيمكتباتاألمراءوالمكتباتالخاصةونظاممؤسساتالتعليم‬

‫‪-3-1‬أ مدرسة أوالد االمام ‪:‬‬

‫هي أول مدرسة أسست في تاريخ دولة بني زيان من طرف السلطان أبو حمو‬
‫موسى االول ذلك سنة ‪710‬ه‪1310/‬م‪،‬أنشأت لتكريم العالمين أبي زيد عبد الرحمن‬
‫وأخيه أبي موسى عيسى ابني عبد اهلل بن محمد بن اإلمام برشك‪ ،‬واستمرت هاته‬
‫المدرسة في تأدية رسالتها التربوية والتعليمية حتى منتصف القرن(‪13‬ه‪19/‬م)‪ ،‬ولما‬
‫كانت أول مدرسة تربوية تقام في حاضرة تلمسان الزيانية فقد ُعَين السلطان علماء‬
‫‪106‬‬
‫للتدريس بها لتؤدي رسالتها‬

‫‪-2‬ب المدرسة التاشفينية ‪1-:‬‬

‫هي ثاني مدرسة أنشات بتلمسان بأمر من السلطان الزياني أبو تاشفين االول‬
‫(‪737-718‬ه‪1337-1318/‬م)‪ ،‬فال تكاد تخلوا كتب التاريخ عن وصفه بحبه‬
‫الشديد للبناء والتشييد ‪ ،‬كما تعد المدرسة الجديدة أهم إنجاز ثقافي عزز به الحركة‬
‫العلمية بتلمسان ‪ ،‬وخير دليل على ذلك اهتمامه بالعلوم والفنون ويطلق عليها‬
‫المدرسة الجديدة قصد التفريق‬

‫بينها وبين المدرسة القديمة –مدرسة أوالد االمام‪-‬أنشاها السلطان أبو تاشفين عندما‬
‫أصبح عدد الطلبة كبي ار على مدرسة ابني االمام حيث أصبحت التكفي إقبال الطلبة‬
‫‪107‬‬
‫عليها باستمرار وتهافتهم على العلم والمعرفة‬

‫‪-3-1‬جـ مدرسة أبي مدين ‪ :‬بنيت هاته المدرسة من طرف أبو الحسن المريني تقع‬
‫في العباد بجانب مسجدها ن تشتهر هذه المدرسة بفنها المعماري المميز‪ ،‬حيث تضم‬

‫‪ -2‬نفسه‪ ،‬ص ‪.10‬‬


‫‪ -1‬فاطمة الزهراء عمارة المدارس التعليمية بتلمسان خالل القرنين (‪8-9‬ه‪15-14/‬م) ‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل‬
‫"‬ ‫"‬

‫شهادة الماجيستير في التاريخ والحضارة االسالمية ‪ ،‬جامعة وهران ‪2010-2009 ،‬م‪ ،‬ص ‪.37‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصاللثانيمكتباتاألمراءوالمكتباتالخاصةونظاممؤسساتالتعليم‬

‫صحن دائري من الرخام وقاعة كبيرة للدروس وتحتوي على مدخل كبير وفي داخل‬
‫القاعة يوجد محراب وطابقها السفلي من عشرة غرف وطابقها العلوي من ثمان غرف‬
‫‪108‬‬
‫مخصصة اليواء طلبة العلم من كل حدب وصوب‬

‫‪-3-1‬د مدرسة سيدي الحلوي‪:‬‬

‫يعد إنشاء السلطان أبو فارس عنان لمدرسة سيدي الحلوي أحد اهم االثار‬
‫اعمرانية الهامة في تاريخ المرينيين بتلمسان ‪ ،‬ولقد جاء انجاز هذه المدرسة ضمن‬
‫جملة من المنشات العمرانية التي أمر السلطان ببناءها قرب ضريح الشيخ الصوفي‬
‫أبي عبد اهلل الشوذي االشبيلي المعروف بالحلوي‬

‫يرجع سبب إنشاء هاته المدرسة إلى السلطان أبي عنان وكذلك المسجد‬
‫والزاوية قصد التقرب من الشيخ ونيل بركته واإلعتناء به ‪ ،‬مع العلم أن شهرة الشيخ‬
‫الحلوي زادت بعد إقامة هذه المنشات على ضريحه‪.109‬‬

‫‪-3-1‬هــ المدرسة اليعقوبية ‪:‬‬

‫بعد عودة البيت الزياني الى الحكم سنة‪760‬ه‪1359/‬م‪ ،‬على يد السلطان‬


‫أبي حمو موسى الثاني أضاف الى جانب الصروح الثقافية بالمدينة مدرسة أخرى تعد‬

‫‪ -2‬عبد الكريم حساين ‪،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.111-110‬‬


‫‪ -3‬فاطمة الزهراء عمارة ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.44‬‬

‫‪46‬‬
‫الفصاللثانيمكتباتاألمراءوالمكتباتالخاصةونظاممؤسساتالتعليم‬

‫وعين لها األوقاف وأسند مهمة‬


‫الخامسة بتلمسان بجانب ضريح والده وسماه باسمه ُ‬
‫‪110‬‬
‫التدريس بها إلى أبو عبد اهلل محمد بن أـحمد الشريف الحسني‬

‫يرجع السبب الرئيسي الذي دفع أبو حمو النشاء هذه المدرسة هو حسبما ذكره‬
‫يحي ابن خلدون الى وفاة والدة أبي يعقوب عام ‪1362/763‬م ‪ ،‬واقامة مدفنه‬
‫برياض باب إيالن ثم نقله لرفات عميه السلطانين أبي سعيد وأبي ثابت فكان هذا‬
‫أهم سبب النشائها ‪ ،‬وتخليدا لروح والده أطلق عليها أبو حمو إسم " المدرسة‬
‫اليعقوبية " نسبة الى إسم أبيه رحمه اهلل وتقع في وسط المدينة بالقرب من مسجد‬
‫ابراهيم المصمودي بحيث تحتل موقعا جغرافيا هاما مثلها مثل المدرسة التاشفينية‪.111‬‬

‫‪4-1‬الزوايا‪:‬‬

‫ويطلق على مصطلح الزاوية على بناء أو‬


‫تعتبر الزواية في االصل ركن البناء ُ‬
‫طائفة من األبنية ذات طابع ديني ‪ ،‬حيث تتميز بأنها ذات طابع ديني وثقافي‬
‫واجتماعي‬

‫لعبت الزوايا دو ار اليقل أهمية عن باقي المؤسسات التعليمية األخرى في تنشيط‬


‫الحياة الثقافية بالمغرب األوسط (تلمسان) ‪،‬ونظ ار لدورها الكبير في مجال التعليم ‪،‬‬
‫فقد حظيت باهتمام كبير من قبل حكام الدولة الزيانية من خالل العناية بها واالتفاق‬
‫عليها واكرام شيوخها والتبرك بهم في حياتهم وحتى بعد وفاتهم –مثلما كان يفعل‬
‫‪112‬‬
‫السلطان يغمراسن بن زيان مع الكثير من المتصوفة‬

‫‪ -1‬عبد الكريم حساين ‪ " ،‬حركة التأليف التاريخي بالمغرب االوسط خالل العهد الزياني ‪633‬ه‪-‬‬
‫‪962‬ه‪1235/‬م‪1554-‬م‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة لدكتوراه في التاريخ االسالمي الوسيط ‪ ،‬جامعة الجياللي‬
‫اليابس ‪ ،‬سيدي بلعباس ‪ ،2018-2017 ،‬ص ‪.111-110‬‬
‫‪ -2‬فاطمة الزهراء عمارة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪.111-110‬‬
‫‪-1‬عبد الكريم حساين‪" ،‬قراءة في الحركة الفكرية والثقافية في عهد بني زيان" ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.122‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصاللثانيمكتباتاألمراءوالمكتباتالخاصةونظاممؤسساتالتعليم‬

‫أما عند المتصوفة فيعني الرباط أو الزاوية ‪ ،‬المكان الذي يتعبد فيه فضالً‬
‫‪113‬‬
‫عن ايواء عابري السبيل واطعام المحتاجين‬

‫ومن أشهر الزوايا التي انتشرت في تلمسان خالل فترة الدولة الزيانية‬

‫زاوية األمير أبي يعقوب التي أنشاها السلطان أبو حمو موسى الثاني على ضريح‬
‫والده ‪ ،‬كذلك زاوية سيدي أبي الحسن التي شيدها السلطان أبو سعيد عثمان الزياني‬
‫‪ ،‬يضاف الى ذلك زاوية االمام محمد السنوسي بتلمسان ‪ ،‬زاوية ابن البناء‬
‫بتلمسان‪.114‬‬

‫‪ -2‬عبد القادر بوحسون ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.38‬‬


‫‪-3‬نفسه‪،‬ص ‪.38‬‬

‫‪48‬‬
‫خاتمـــــــــة‬

‫ملحق ‪:‬‬
‫خاتـــــــمة ‪........................................................................................‬‬

‫خاتمــــــــــــــــــــــــــــة‬
‫من خالل تتبعنا لموضوع مكتب ـ ــات األمراء بتلمسان الزيانية (‪8-9‬ه‪15-14/‬م)التي‬
‫شهدت حركة علمية وفكرية وثقافية جعلتها تحتل مكانة مرموقة بين الحواضر‬
‫اإلسالمية في العصر الوسيط ‪ ،‬فانطالقا من تناولنا للموضوع‪ ،‬تمكنا من الوصول‬
‫إلى النتائج األتي ـ ـ ـ ـ ـة ‪:‬‬
‫‪-‬المكتبة هي مؤسسة ثقافية فكرية تعمل على خدمة اإلنسان ‪ ،‬وهي موضع بيع‬
‫الكتب واالدوات المكتبية بحيث تعتبر من اهم الركائز األساسية التي ساهمت في‬
‫نشر الثقافة والعلوم والمعرفة باعتبارها نتاج طبيعي للحضارة العربية اإلسالمية في‬
‫العصر الوسيط‬
‫‪-‬اختلفت أغلب المصادر التاريخية المهتمة بتاريخ دولة بني زيان حول نسب واصل‬
‫الزيانيين ‪ ،‬حيث هناك من يقول أن أصلهم يعود الى قبيلة بني عبد الواد الزيانية‬
‫عدة قبائل منها‪ :‬رهطف‬
‫البربرية التي استوطنت في المغرب األوسط وضمت ً‬
‫‪،‬نصوحة ‪ ،‬تومرت‪ ،‬القاسم ‪...‬الخ‬
‫‪ُ -‬يرجع المؤرخ عبد الرحمن ابن خلدون اصل ونسب الزيانيين الى بنو قاسم الذين‬
‫هم من أوالد إدريس‬
‫‪-‬قامت الدولة الزيانية لما ضعف امر الدولة الموحدية في المغرب االوسط ‪،‬حيث‬
‫أجمعت المصادر التاريخية المهتمة بتاريخ الدولة الزيانية أن السلطان يغمراسن بن‬
‫زيان هو المؤسس الحقيقي لدولة بني زيان الذي تميز هذا االخير بالقُوة وترتيب امور‬
‫دولته وتنظيم الجيش‬
‫ومن أشهر الحكام في الدولة الزيانية نذكر‪ :‬أبو سعيد يغمراسن بن زيان ‪ ،‬أبو حمو‬
‫موسى األول ‪ ،‬أبو تاشفين وغيرهم‬

‫‪2‬‬
‫خاتـــــــمة ‪........................................................................................‬‬

‫‪-‬شهدت تلمسان خالل العهد الزياني حركة فكرية وثقافية ال مثيل لها وذلك نتيجة‬
‫تشديع سالطين الدولة الزيانية للعلم والعلماء وتثبيت األسس الثقافية والحضارية ‪.‬‬

‫‪-‬من ع وامل انتشار الحركة العلمية والفكرية بحاضرة تلمسان الزيانية حرص سالطين‬

‫بني زيان وفقهاء مدينة تلمسان على تمتين العالقات مع أهل المغرب خاصةً‬
‫والمشرق واألندلس عام ًة من خالل التواصل الفكري والثقافي بين هذه البالد وغيرها ‪،‬‬
‫ُيضاف الى ذلك المنافسة التي كانت قائمة بين عواصم المغرب اإلسالمي األربع‪:‬‬
‫تلمسان وتونس وفاس وغرناطة‬
‫‪ -‬أولى حكام بني زيان عناية كبيرة إلنشاء المكتبات العامة والخاصة وتزويدها‬
‫بالكتب الضرورية قصد إقامة نشاطات تعليمية وعلمية مثل المكتبة التي أنشاها أبو‬
‫حمو موسى الثاني عام ‪760‬ه‪1359/‬م‬
‫‪-‬من بين نظم ومؤسس ات التعليم في حاضرة تلمسان الزيانية ‪ ،‬نظام التعليم االبتدائي‬
‫‪،‬والتعليم االحترافي والتي ساهما في تعليم القران الكريم والحديث الشريف وأساسيات‬
‫العلوم بتلمسان في فترة الدولة الزيانية‬
‫‪-‬تعد المراكز التعليمية أو المؤسسات الثقافية التي شهدتها تلمسان في العهد الزياني‬
‫من أهم مظاهر االزدهار الثقافي والفكري باعتبارها حاملة لمختلف العلوم وجالبة‬
‫العلماء وطالبي العلم‪،‬ومن هاته المؤسسات الكتاتيب والمساجد كمسجد سيدي ابي‬
‫الحسن التنسي‪ ،‬والزوايا مثل زاوية االمير أبي يعقوب ‪،‬وزاوية االمام محمد السنوسي‬
‫بتلمسان ‪ ،‬ضف الى المكتبات العامة والخاصة التي أنشاها أمراء وخلفاء بني زيان‬
‫كالمكتبة التي أنشاها أبي حمو موسى الثاني والتي يتواجد بها عدة مخطوطات مثل‬
‫الدر والعقيان في بيان شرف بني زيان للحافظ التنسي‬
‫كتاب ُ‬

‫‪3‬‬
‫خاتـــــــمة ‪........................................................................................‬‬

‫‪-‬انتشرت خزائن الكتب بحاضرة تلمسان الزيانية ومن أهمها القصور التي احتوت‬
‫السنة النبوية الشريفة والتفسير ‪.‬‬
‫على مخطوطات ونسخ من القران الكريم و ُ‬

‫في تنشيط الحياة الثقافية بعاصمة الزيانيين تلمسان‬ ‫‪ -‬ساهمت مكتبات األمراء‬
‫وانتشار العلوم العقلية والنقلية بها‪ ،‬التي لقيت هاته العلوم إهتماما بار اًز من طرف‬
‫العلماء والفقهاء‬
‫‪-‬تتكون العلوم النقلية (الدينية) من علم القران الكريم وعلم التفسير الذي من أهم‬
‫علمائه العالم ابن الشريف التلمساني وعلم الحديث مثل أبو إسحاق التنسي ‪،‬وعلوم‬
‫اللغة واألدب ومن بين علمائه أبو عبد اهلل المقري وعبد الجليل التنسي هذا األخير‬
‫عدة مؤلفات في هذا المجال‬
‫الذي لديه ً‬
‫تشمل العلوم العقلية التي انتشرت في عاصمة الدولة الزيانية تلمسان ‪ ،‬الطب‬
‫‪ُ -‬‬
‫والرياضيات والفلك والتنجيم والكيمياء وعلم الفالحة والعلوم االجتماعية وغيرها‬
‫‪ -‬من أهم العلماء الذين برزوا وذاع صيتهم في هذا الميدان نذكر‪:‬محمد أبو الحسن‬
‫علي بن أحمد المشهور بابن الفحام ومحمد بن إبراهيم ابن اإلمام أبو الفضل‬
‫‪-‬انتشر التاريخ في تلمسان خالل الدولة الزيانية والذي يعتبر من العلوم االجتماعية‬
‫واإلنسانية ‪ ،‬حيث برز مؤرخون كبار في هذا المجال من بينهم ‪ :‬يحي ابن خلدون‬
‫‪،‬وشمس الدين بن مرزوق الخطيب ‪ ،‬ومحمد بن عبد اهلل التنسي وغيرهم ‪،‬هؤالء‬
‫ساهموا كثي ار في تصنيف الكتب التاريخية والتي تعد اليوم من المصادر األساسية‬
‫لدراسة تاريخ الدولة الزيانية وتشجيع حركة التأليف بها‬

‫‪4‬‬
‫خاتـــــــمة ‪........................................................................................‬‬

‫‪ -‬تعد المناظرات الثقافية التي كانت تتم بين العلماء والفقهاء والمشتغلين بالعلم من‬
‫أبرز مظاهر النشاط العلمي والثقافي بتلمسان ‪ ،‬لما لهاته المناظرات من دور كبير‬
‫في تنشيط حركة المكتبات سواءاً العامة أو الخاصة ونشر الحركة العلمية والفكرية‬
‫بحاضرة تلمسان ومن ذلك نذكر مناظرة إبني اإلمام مع تقي الدين ابن تيمية ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫المالحق‬
‫المالحق ‪............................................................ ...............................‬‬

‫بين الحدود الجغرافية لدولة بني زيان أو بنو عبد الواد‬


‫الملحق رقم‪ :01‬صورة تُ َ‬
‫مابين القرنين(‪7-9‬ه‪15-13/‬م)‬

‫المرجع‪ :‬مصطفى لغشيم ‪"،‬هجرة العلماء بين المغربين األوسط واألقصى دراسة‬
‫اجتماعية ثقافية (‪7-9‬ه‪15-13 /‬م)"مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجيستير في العلوم‬
‫اإلسالمية ‪ ،‬تخصص تاريخ وحضارة ‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2013-2012 ،1‬ص‬
‫‪.172‬‬

‫‪55‬‬
‫المالحق ‪............................................................ ...............................‬‬

‫الملحق رقم‪ :02‬أهم سالطين بني زيان (‪633-692‬ه‪1554-1235/‬م)‬

‫‪ -1‬أبو يحي بن يغمراسن ‪1282-1235/681-633‬م‬


‫‪-2‬أبو سعيد عثمان األول بن يغمراسن (‪681-703‬ه‪1282/‬م‪1303-‬م)‬

‫‪-3‬أبو زيان محمد بن عثمان األول‪703-707( :‬ه‪1307-1303/‬م)‬

‫‪-4‬أبو حمو موسى بن عثمان االول‪707-718(:‬ه‪1318-1307/‬م)‬

‫‪ -5‬أبو تاشفين األول عبد الرحمن بن أبي حمو األول‪737 -718( :‬ه‪-1318/‬‬
‫‪1337‬م)‬

‫‪ -6‬أبو سعيد عثمان الثاني (‪749-753‬ه‪1352-1348/‬م)‬

‫‪-7‬أبو حمو موسى الثاني أبي يعقوب يوسف (‪760-791‬ه‪1352 -1359/‬م)‬

‫‪-8‬أبو تاشفين الثاني عبد الرحمن بن أبي حمو الثاني (‪795 -791‬ه‪-1389/‬‬
‫‪1392‬م)‬

‫‪-9‬أبو ثابت يوسف بن أبي تاشفين الثاني (‪795-796‬ه‪1393-1392/‬م)‬

‫‪-10‬أبو الحجاج يوسف بن أبي حمو الثاني‪796-797( :‬ه‪1394 -1393/‬م)‬

‫‪-11‬أبو زيان الثاني عبد الرحمن (‪797-801‬ه‪1399-1394/‬م)‬

‫المرجع‪ :‬مصطفى لغشيم‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.-173‬‬

‫‪56‬‬
‫المالحق ‪............................................................ ...............................‬‬

‫‪-12‬أبو محمد عبد اهلل االول بن أبي حمو الثاني (‪801-804‬ه‪1402-1399/‬م)‬

‫‪-13‬أبو عبد اهلل محمد األول المعروف بإبن خولة‪813-804( :‬ه‪-1402/‬‬


‫‪1412‬م)‬

‫‪-14‬عبد الرحمن الثالث ‪813-814( :‬ه‪1413-1412/‬م)‬

‫‪-15‬السعيد بن أبي حمو الثاني (‪814-815‬ه‪1414-1413/‬م)‬

‫‪-16‬أبو مالك عبد الواحد بن حمو الثاني (المرة االولى)‪827-814(:‬ه‪-1414/‬‬


‫‪1424‬م)‬

‫‪-17‬أبو عبد اهلل محمد الثاني المعروف بابن الحمراء (المرة االولى)‪827( :‬‬
‫‪831‬ه‪1428-1424/‬م)‬

‫‪-18‬أبو مالك عبد الواحد (المرة الثانية)‪831-833( :‬ه‪1430-1428/‬م)‬

‫‪-19‬أبو عبد اهلل محمد الثاني (المرة الثانية)‪834-833( :‬ه‪-1430/‬‬

‫‪1431‬م)‬

‫‪-20‬أبو العباس أحمد العاقل بن أبي حمو الثاني (‪866-834‬ه‪-1431/‬‬

‫‪1462‬م)‬

‫‪-21‬أبو عبد اهلل محمد الثالث المتوكل على اهلل‪873-866(:‬ه‪-1462/‬‬

‫‪1468‬م)‪.‬‬

‫المرجع‪ :‬نفسه ‪ ،‬ص ‪.174‬‬

‫‪57‬‬
‫المالحق ‪............................................................ ...............................‬‬

‫‪-21‬أبو عبد اهلل محمد الثالث المتوكل على اهلل‪866-873(:‬ه‪1468 -1462/‬م)‬

‫‪-22‬أبو عبد اهلل محمد الرابع الثابتي‪873-910(:‬ه‪1505-1468/‬م)‬

‫‪-23‬أبو عبد اهلل محمد الخامس بن محمد الثابتي ‪922-910( :‬ه‪-1505/‬‬


‫‪1516‬م)‬

‫‪-24‬أبو حمو الثالث بن محمد الثابتي (المرة األولى)‪923-922( :‬ه‪-1516/‬‬


‫‪1517‬م)‬

‫‪-25‬أبوزيان أحمد الثالث(‪923-924‬ه‪1521-1520/‬م)‬

‫‪-26‬أبو حمو الثالث بن محمد الثابتي (المرة الثانية)‪934-924(:‬ه‪-1521/‬‬


‫‪1528‬م)‬

‫‪-27‬عبد اهلل بن أبي حمو الثالث بن محمد الثابتي‪934-947(:‬ه‪1540-1528/‬م)‬

‫‪-28‬أبوزيان أحمد الثاني بن عبد اهلل الثاني ‪947-949(:‬ه‪1542-1540/‬م)‬

‫‪-29‬أبوعبد اهلل محمد بن أبي حمو‪949-950( :‬ه‪1543/1542/‬م)‬

‫‪-30‬أبوزيان أحمد بن عبد اهلل الثاني(المرة الثانية)‪950-957(:‬ه‪1550-1543/‬م)‬

‫‪-31‬الحسن بن عبد اهلل الثاني الزياني‪957-962( :‬ه‪1550-1543/‬م)‪.‬‬

‫المرجع‪ :‬عبد العزيز فياللي ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.501-500‬‬

‫‪58‬‬
‫المالحق ‪............................................................ ...............................‬‬

‫الملحق رقم ‪ :03‬صورة توضح إحدى أهم المعالم األثرية وهي مئذنة جامع‬
‫المنصورة بحاضرة تلمسان الزيانية‬

‫المرجع‪ :‬عبد القادر بوحسون ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.162‬‬

‫‪59‬‬
‫الفهارس‪:‬‬
‫فهرس األماكن‬
‫فهرس األعالم‬
‫فهرس األماكن‬

‫ــــ و ـــــ‬ ‫ـــــ أ ـــــ‬


‫وجدة (المغرب)‪.10:‬‬ ‫أكادير‪.42:‬‬
‫ــــــ ي ـــــ‬ ‫ــــــ ب ـــــــ‬
‫يغمراسن بن زيان‪-13-12:‬‬ ‫البحر األبيض المتوسط‪.10:‬‬
‫‪.46-42-20-19-18‬‬ ‫بجاية ‪.29 :‬‬
‫يوسف بن تاشفين‪.42:‬‬ ‫باب إيالن‪.46:‬‬
‫ــــــ ت ــــــ‬
‫تلمسان‪-20-19-18-16-15-14-11-10:‬‬
‫‪-45-44-43-42-41-40-39-38-21‬‬
‫‪.47-46‬‬
‫تاقراوت‪.42:‬‬
‫تاكرارت‪.42:‬‬
‫ــــــ ث ــــــ‬
‫ثانوية‪.38:‬‬
‫ــــــ جــ ــــــ‬
‫جرجرة ‪29:‬‬
‫جامع الكبير‪.37:‬‬

‫‪69‬‬
‫فهرس االعالم‬

‫ابن سحنون‪.41:‬‬ ‫ـــــ أ ـــــ‬


‫ــــ ر ـــــ‬ ‫أبو حمو ابن األمراء‪.37:‬‬ ‫االدريسي‪10:‬‬
‫راشد‪12:‬‬ ‫أبي الراس الناصري‪.38:‬‬ ‫إدريس‪13:‬‬
‫الرشيق التلمساني‪.25:‬‬ ‫أبي مدين شعيب‪.43:‬‬ ‫ابن خلدون ‪13،15:‬‬
‫ـــــ س ــــ‬ ‫أبي عنان فارس‬ ‫أبو سعيد عثمان بن‬
‫سليمان‪13:‬‬ ‫المريني‪.45-43:‬‬ ‫يغمراسن‪،16،15،43:‬‬
‫سليمان بن عبد اهلل بن الحسن بن‬ ‫ابن زاغو المغراوي‬ ‫أبوزيان محمد‪38،16، :‬‬
‫علي بن أبي طالب‪.13:‬‬ ‫أبو حمو موسى األول‪ ،16،19،23:‬التلمساني ‪.25:‬‬
‫أحمد بن علي الهواري‪ .26:‬ــــ ش ــــ‬ ‫ابني اإلمام‪45-19-17-16:‬‬
‫شعيب‪43 :‬‬ ‫ابن خلدون يحي‪.45:‬‬ ‫أبي زيد‪16:‬‬
‫الشوذي(الحلوي)‪.45 :‬‬ ‫ــــ ث ـــــ‬ ‫أبي موسى‪16:‬‬
‫الشريف التلمساني‪.25-24:‬‬ ‫الثغري‪.37:‬‬ ‫أبو تاشفين ‪.45-21-19-16:‬‬
‫ــــ ع ــــ‬ ‫ثابت‪.46:‬‬ ‫أبو موسى عمران بن موسى بن‬
‫عبد اهلل بن الحسن‪.13 :‬‬ ‫ـ ـ ـ ـ جــ ـ ـ ـ ـ‬ ‫يوسف المشدالي البجائي‪.20-17:‬‬
‫علي ابن أبي طالب‪.13:‬‬ ‫جابر بن يوسف‪.11:‬‬ ‫أبو الحسن المريني‪-45-19-17:‬‬
‫عبد اهلل بن خميس‪.16 :‬‬ ‫ــــــ حــ ـــــ‬ ‫‪.46‬‬
‫عثمان‪.12:‬‬ ‫الحكيم بن رجب‪38:‬‬ ‫أبو حمو موسى الثاني‪-20-17:‬‬
‫عبد اهلل الشوذي‪.45:‬‬ ‫الحسن‪.19:‬‬ ‫‪.46-43-37-21‬‬
‫عثمان الزياني‪.47:‬‬ ‫الحافظ التنسي‪.38:‬‬ ‫ابن مرزوق‪39-20:‬‬
‫عبد اهلل العلوي‪.13:‬‬ ‫الحلوي‪.45-43:‬‬
‫عبد الرحمن ابن خلدون‪.13:‬‬ ‫الحسن التنسي‪.43:‬‬

‫‪70‬‬
‫ــــ و ـــــ‬ ‫ـــــ ق ــــ‬
‫الوليد‪.26 :‬‬ ‫قاسم‪.13 :‬‬
‫ــــ ي ــــ‬ ‫قاضي عياض‪.38 :‬‬
‫يغمراسن بن زيان‪-12:‬‬ ‫القلصادي‪.20:‬‬
‫ــــ م ـــــ ‪-42-20-19-15-13‬‬
‫‪46‬‬ ‫مدين‪.43:‬‬
‫يوسف بن تاشفين‪.42:‬‬ ‫محمد‪.13:‬‬
‫محمد التنسي‪.18:‬‬
‫محمد ابن أبي موسى الثاني‪.37:‬‬
‫محمد الثاني‪.38:‬‬
‫المصمودي‪.46-43:‬‬

‫‪71‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪64‬‬
‫قائمة المصادر المراجع‪:‬‬

‫‪-1‬المصادر ‪:‬‬

‫‪-1‬أبو زكرياء يحي ابن خلدون ‪ ،‬تح‪ :‬هاني سالمة ‪ ،‬تاريخ الدولة الزيانية بتلمسان‬
‫‪،‬د‪.‬ط ‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية ‪ ،‬بورسعيد‪ ،‬مصر ‪.2011 ،‬‬

‫‪ -2‬ابن القاضي ‪ُ ،‬درر الحجال في أسماء الرجال‪ ،‬تحق‪ :‬محمد االحمدي أبو النور‬
‫‪ ،‬ج‪ ،2‬د‪.‬ط ‪،‬دار التراث ‪ ،‬المكتبة العتيقة ‪،‬القاهرة‪ ،‬تونس‪.1970 ،‬‬

‫‪ -3‬التلمساني ابن مرزوق ‪ ،‬المسند الصحيح الحسن في ماثر موالنا أبي الحسن ‪،‬‬
‫تح ‪ :‬ماريا خيسوس و تق‪ :‬محمود بوعياد ‪ ،‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ‪ ،‬الجزائر‬
‫‪.1981 ،‬‬

‫‪ -4‬أبو العباس أحمد المقري ‪ ،‬رحلة المقري الى المغرب والمشرق ‪ ،‬تحق‪ :‬محمد بن‬
‫معمر ‪ ،‬مكتبة الرشاد للطباعة والنشر والتوزيع ‪ ،‬د‪.‬ط ‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ن ‪.2004 ،‬‬

‫‪ -5‬الزهري أبو عبد اهلل محمد ‪ ،‬كتاب الجغرافية ‪ ،‬تح‪ :‬محمد حاج صادق‪ ،‬د‪ .‬ط ‪،‬‬
‫مكتبة ثقافية دينية‪ ،‬مصر‪ ،‬د‪.‬ت‬

‫‪ -6‬التنبكتي‪ :‬بن أحمد أبو العباس‪ ،‬نيل االبتهاج بتطريز الديباج ‪ ،‬ط‪ ،1‬مطبعة‬
‫الفحامين ‪ ،‬مصر ‪.1351 ،‬‬

‫‪ -7‬عبد الرحمن ابن خلدون ‪،‬ديوان العبر والمبتدأ والخبر ومن عاصرهم من ذوي‬
‫السلطان األكبر ‪،‬ج‪ ،7‬د ‪.‬ط ‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان ‪.2000 ،‬‬

‫‪65‬‬
‫‪ -8‬الحفناوي أبو القاسم محمد‪ ،‬تعريف الخلف برجال السلف ‪ ،‬تحق‪:‬أبو االجفان‬
‫‪،‬عثمان بطيح ‪ ،‬ج‪ ، 1‬مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر التوزيع ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬بيروت ‪،‬‬
‫‪.1982‬‬

‫‪-9‬الوزان حسن ‪ ،‬وصف افريقيا‪ ،‬تر‪ :‬محمد حجي‪ ،‬محمد االخضر‪ ،‬ج‪ ،2‬د‪.‬ط ‪،‬‬
‫دار الغرب االسالمي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪.1983 ،‬‬

‫‪-10‬بن محمد أحمد المقري ‪ ،‬أزهار الرياض في أخبار عياض ‪ ،‬تحق‪ :‬مصطفى‬
‫السقا واخرون ‪ ،‬مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬القاهرة ‪.1939 ،‬‬

‫‪-2‬المراجع‪:‬‬

‫‪-1‬عبدلي لخضر ‪،‬التاريخ السياسي والحضاري لدولة بني عبد الواد‪،‬النديم للنشر‬
‫والتوزيع ‪،‬د‪.‬ط‪ ،‬الجزائر ‪.2011،‬‬

‫‪ -2‬فياللي عبد العزيز ‪ ،‬تلمسان في العهد الزياني ‪ ،‬دراسة سياسية عمرانية‬


‫إجتماعية ثقافية ‪ ،‬دار موفم للنشر والتوزيع ‪ ،‬ج‪ ،1‬د‪.‬ط‪ ،‬الجزائر ‪.2002،‬‬

‫‪-3‬حساني مختار ‪ ،‬تاريخ الدولة الزيانية ‪ ،‬األحوال السياسية‪ ،‬ج‪ ،1‬منشورات‬


‫الحضارة‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬الجزائر‪.2009 ،‬‬

‫‪ -4‬بوعباد محمود ‪ ،‬جوانب من الحياة في المغرب األوسط في القرن ‪9‬ه‪15-‬م‪،‬‬


‫الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬الجزائر‪.1982 ،‬‬
‫‪ -5‬بوزياني الدراجي ‪ ،‬نظم الحكم في دولة بني عبد الواد الزيانية ‪ ،‬د‪.‬ط ‪ ،‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية ‪ ،‬الجزائر ‪.1982‬‬

‫‪-6‬عبد الحميد حاجيات ‪ ،‬أبو حمو موسى الزياني ‪ ،‬حياته واثاره‪ ،‬ط‪،2‬الشركة‬
‫الوطنية للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.1982 ،‬‬

‫‪66‬‬
‫‪-7‬بوعزيز يحي ‪،‬المساجد العتيقة في الغرب الجزائري ‪،‬ط‪ ،1‬منشورات ‪،Anep‬‬
‫الجزائر‪2002 ،‬‬

‫‪ -8‬غالب عبد الكريم ‪ ،‬قراءة جديدة في تاريخ المغرب العربي ‪ ،‬ج‪ ، 2‬دار الغرب‬
‫االسالمي ‪ ،‬بيروت ‪،‬لبنان ‪.2005 ،‬‬

‫‪-9‬بن رمضان شاوش محمد ‪ ،‬باقة السوسان في التعريف بحاضرة تلمسان عاصمة‬
‫دولة بني زيان ‪،‬ج‪،1‬ديوان المطبوعات ‪ ،‬الجزائر‪.2011،‬‬

‫‪-10‬الجياللي عبد الرحمان ‪ ،‬تاريخ الجزائر العام ‪ ،‬ج‪ ، 2‬د‪.‬ط ‪ ،‬دار الثقافة ‪،‬‬
‫بيروت ‪ ،‬لبنان ‪.1980 ،‬‬

‫‪-‬الدوريات والمجالت ‪:‬‬

‫‪-‬المجالت ‪:‬‬

‫‪ -1‬مجدوب سهام ‪ " ،‬جمالية الفن االسالمي في واجهات المدارس الزيانية والمرينية‬
‫ببالد المغربين االوسط واألقصى ‪633‬ه‪962-‬ه‪1235 /‬م‪1554-‬م"‪ ،‬دراسة‬
‫تاريخية فنية ‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجيستير في األثار االسالمية ‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر ‪2010 ،2‬م‪.2011-‬‬

‫‪-2‬الكربولي بديع محمد ابراهيم‪ ،‬المحمدي ناظم شاكر محمود‪ "،‬الحياة العلمية في‬
‫مدينة تلمسان في العصر الزياني‪633‬ه‪962-‬ه‪1554-1235/‬م"‪ ،‬مجلة أداب‬
‫الفراهيدي د‪.‬م‪.‬ن‪،‬ع ‪.24،2016‬‬

‫‪ -3‬جلول هادي ‪ " ،‬الحركة العلمية في حاضرة تلمسان وعناية السلطة الزيانية بها‬
‫(ق‪9-8‬ه‪15-14/‬م)‪ ،‬مجلة كلية العلوم االنسانية واالجتماعية ‪،‬ع‪ 19‬جامعة حسيبة‬
‫بن بوعلي ‪ ،‬الشلف ‪.2018 ،‬‬

‫‪67‬‬
‫‪-4‬غرداين مغنية‪ "،‬قراءة في الحركة العلمية بتلمسان الزيانية ‪633‬ه‪962-‬‬
‫ه‪1236/‬م‪1554-‬م "‪ ،‬مجلة علوم االنسان والمجتمع ‪ ،‬ع ‪ ،24‬جامعة محمد‬
‫خيضر‪ ،‬بسكرة‪.2010-2009 ،‬‬

‫‪-5‬حطاب سعاد ‪ ،‬مغزاوي مصطفى ‪"،‬العلوم العقلية والنقلية في المغرب األوسط ‪،‬‬
‫العهد الزياني أنموذجاً "‪ ،‬مجلة جامعة حسيبة بن بوعلي‪،‬ع ‪ 18‬الشلف ‪.2017،‬‬
‫‪-‬الرسائل الجامعية‪:‬‬

‫‪-1‬عبد الكريم حساين ‪ "،‬حركة التأليف التاريخي بالمغرب االوسط خالل العهد‬
‫الزياني ‪633‬ه‪962-‬ه‪1235/‬م‪1554-‬م‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة لدكتوراه في‬
‫التاريخ االسالمي الوسيط ‪ ،‬جامعة الجياللي اليابس ‪ ،‬سيدي بلعباس ‪-2017 ،‬‬
‫‪.2018‬‬

‫‪-2‬خالدي رشيد‪" ،‬دور علماء المغرب االوسط في ازدهار الحركة العلمية في المغرب‬
‫االقصى خالل القرنين ‪7‬و‪8‬ه‪13/‬و‪14‬م" مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجيستير ‪،‬‬
‫تخصص تاريخ المغرب االسالمي في العصر الوسيط ‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد ‪،‬‬
‫تلمسان ‪.2011-2010،‬‬

‫‪-3‬عبد الجليل قريان‪ " ،‬السياسة التعليمية الزيانية ‪633‬ه‪962-‬ه‪1236/‬م‪-‬‬


‫‪1554‬م " ‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل درجة الماجيستير في التاريخ الوسيط ‪ ،‬جامعة منتوري‬
‫‪ ،‬قسنطينة ‪.2004 ،‬‬

‫‪-4‬تواتي حسين‪،‬الوظائف السلطانية الزيانية ‪ ،‬الكتابة أنموذجا (‪-633‬‬


‫‪791‬ه‪ 1389-1236/‬م)‪،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجيستير في التاريخ الحضاري‬
‫اإلسالمي ‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد ‪ ،‬تلمسان‪.2014-2013،‬‬ ‫للمغرب‬

‫‪68‬‬
‫‪-5‬رشيد خالدي ‪" ،‬دور علماء المغرب األوسط في ازدهار الحركة العلمية في‬
‫المغرب االقصى خالل القرنين ‪7‬و‪8‬ه‪13/‬و‪14‬م" مذكرة مقدمة لنيل شهادة‬
‫الماجيستير تخصص تاريخ المغرب االسالمي في العصر الوسيط ‪ ،‬جامعة أبي‬
‫بكر بلقايد تلمسان ‪.2011-2010،‬‬

‫‪-6‬شريخي نبيل ‪" ،‬دور علماء تلمسان في الحياة السياسية واالجتماعية والعلمية في‬
‫بالد المغرب االسالمي خالل القرنين الثامن والتاسع الهجريين ‪14‬و‪15‬م "‪ ،‬رسالة‬
‫مكملة لنيل شهادة الماجيستير في تاريخ المشرق والمغرب في العصر االسالمي ‪،‬‬
‫المدرسة العليا لألساتذة ببوزريعة ‪ ،‬الجزائر ‪.2010-2009 ،‬‬

‫المدارس التعليمية بتلمسان خالل القرنين (‪9-8‬ه‪-14/‬‬ ‫"‬


‫‪-7‬عمارة فاطمة الزهراء‬
‫مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجيستير في التاريخ والحضارة االسالمية ‪،‬‬ ‫"‬
‫‪15‬م)‬
‫جامعة وهران ‪.2010-2009 ،‬‬

‫المدارس التعليمية بتلمسان خالل القرنين (‪9-8‬ه‪-14/‬‬ ‫"‬


‫‪-8‬عمارة فاطمة الزهراء‬
‫مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجيستير في التاريخ والحضارة االسالمية ‪،‬‬ ‫"‬
‫‪15‬م)‬
‫جامعة وهران ‪.2010-2009 ،‬‬

‫‪-9‬زراوي أمال ‪ "،‬دور األوقاف في النهضة العلمية بالمغرب األوسط خالل العهد‬
‫الزياني مابين القرنين السابع والتاسع الهجريين(‪15-13‬م) الهجريين(‪-13‬‬
‫‪15‬م)"‪،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر في التاريخ وحضارة المغرب االسالمي‬
‫‪،‬جامعة موالي الطاهر ‪ ،‬سعيدة‪.2015-2014،‬‬
‫‪-10‬قوادري أبوبكر‪ ،‬بن طاطا نصر الدين ‪ "،‬المكتبات الخاصة (الخلفاء‬
‫واألمراء)‪،‬في العصر العباسي" ‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر أكاديمي في‬

‫‪69‬‬
‫التاريخ ‪ ،‬تخصص تاريخ القرون الوسطى‪،‬جامعة محمد بوضياف ‪،‬المسيلة ‪-2016،‬‬
‫‪.2017‬‬

‫‪ -11‬لبتر قادة ‪ ،‬تأثير الرطوبة على المعالم األثرية ‪،‬دراسة لبعض معالم مدينة‬
‫تلمسان ‪،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجيستير في علم األثار والمحيط‪ ،‬تخصص علم‬
‫األثار والمحيط ‪،‬جامعة أبي بكر بلقايد ‪ ،‬تلمسان‪.2007-2006،‬‬

‫‪70‬‬
‫فهرس المحتويات‬
‫فهرس المحتويات‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫الموضوعات‬
‫إهداء‬
‫شكر وعرفان‬
‫أ‪-‬ح‬ ‫مقدمة‬
‫فصل تمهيدي‪ :‬الدولة الزيانية تأسيسها ومعالمها الحضارية‬
‫‪8‬‬ ‫أوالً‪ :‬تعريف المكتبات‬

‫‪17-9‬‬ ‫ثانياً ‪ :‬تلمسان في العهد الزياني‬


‫‪10-9‬‬ ‫‪-1‬لمحة جغرافية‬
‫‪12-11‬‬ ‫‪-2‬لمحة تاريخية‬
‫‪18-12‬‬ ‫‪-3‬دولة بني زيان أو بنو عبد الواد‬
‫‪13-12‬‬ ‫‪1-3‬أصلهم ونسبهم‬
‫‪14‬‬ ‫‪ 2-3‬قيام وتأسيس الدولة الزيانية‬
‫‪18-15‬‬ ‫‪ 3-3‬أشهر حكام الدولة الزيانية‬
‫‪15‬‬ ‫‪-3-3‬أ السلطان يغمراسن بن زيان‬
‫‪16-15‬‬ ‫‪-3-3‬ب أبو سعيد عثمان بن يغمراسن‬
‫‪16‬‬ ‫‪-3-3‬جـ أبو حمو موسى األول‬
‫‪17‬‬ ‫‪-3-3‬د السلطان أبو تاشفين‬
‫‪17‬‬ ‫‪-3-3‬ه السلطان أبو الحسن المريني‬

‫‪18-17‬‬ ‫‪-3-3‬و السلطان أبو حمو موسى الثاني‬


‫‪21-18‬‬ ‫ثالثاً– جوانب من الحركة العلمية والفكرية بحاضرة تلمسان الزيانية‬
‫‪19-18‬‬ ‫‪ -1‬تشجيع سالطين الدولة الزيانية للعلماء‬

‫‪72‬‬
‫‪21-19‬‬ ‫‪-2‬عوامل إنتشار الحركة العلمية والفكرية في تلمسان الزيانية‬
‫الفصل األول ‪ :‬اإلنتاج الفكري والثقافي بحاضرة تلمسان الزيانية‬
‫‪30-23‬‬ ‫أوالً‪ :‬العلوم العقلية والنقلية‬
‫‪23‬‬ ‫‪-1‬العلوم النقلية(الدينية)‬
‫‪24‬‬ ‫‪ 1-1‬علم القران الكريم‬
‫‪26-24‬‬ ‫‪ 2-1‬علم التفسير‬
‫‪28-26‬‬ ‫‪ 3-1‬علم الحديث‬
‫‪30-28‬‬ ‫‪ 4-1‬علم الفقه‬
‫‪35-30‬‬ ‫‪ -2‬العلوم العقلية‬
‫‪31-30‬‬ ‫‪ 1-2‬علوم اللغة واألدب‬
‫‪32‬‬ ‫‪ -2-2‬العلوم الطبيعية‬
‫‪32‬‬ ‫‪ -3-2‬العلوم االجتماعية‬
‫‪33-32‬‬ ‫‪-3-2‬أ التاريخ‬
‫‪34‬‬ ‫‪ -3‬حركة النسخ والتأليف والمناظرات الثقافية‬
‫‪34‬‬ ‫‪ -1-3‬حركة النسخ والتأليف‬
‫‪35‬‬ ‫‪ -1-3‬المناظرات الثقافية‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬مكتبات األمراء والمكتبات الخاصة ونظام مؤسسات التعليم‬


‫‪40-37‬‬ ‫أوالً‪ :‬مكتبات األمراء والمكتبات الخاصة وخزائن الكتب‬
‫‪38-37‬‬ ‫‪ -1‬مكتبات األمراء‬
‫‪40-39‬‬ ‫‪-2‬المكتبات الخاصة وخزائن الكتب‬
‫‪39‬‬ ‫‪ -1-2‬المكتبات الخاصة‬

‫‪40-39‬‬ ‫‪-2-2‬خزائن الكتب‬

‫‪73‬‬
‫‪47-40‬‬ ‫ثانياً ‪:‬نظام ومؤسسات التعليم بحاضرة تلمسان الزيانية‬

‫‪40‬‬ ‫‪ -1‬المؤسسات الثقافية والتعليمية بحاضرة تلمسان الزيانية‬

‫‪41‬‬ ‫‪ -1-1‬الكتاتيب أو الكتاب‬

‫‪43-41‬‬ ‫‪-2-1‬المساجد‬

‫‪42‬‬ ‫‪-2-1‬أ المسجد الجامع بأكادير‬

‫‪42‬‬ ‫‪-2-1‬ب المسجد األعظم بتاقراوت‬

‫‪43‬‬ ‫‪-2-1‬جـ مسجد سيدي أبي الحسن التنسي‬

‫‪43‬‬ ‫‪-2-1‬د مسجد إبراهيم المصمودي‬

‫‪43‬‬ ‫‪-2-1‬ه مسجد أبا مدين شعيب‬

‫‪43‬‬ ‫‪-2-1‬و مسجد سيدي الحلوي‬

‫‪46-43‬‬ ‫‪3-1‬المدارس‬

‫‪43‬‬ ‫‪-3-1‬أ مدرسة أوالد اإلمام‬

‫‪44-43‬‬ ‫‪-3-1‬ب المدرسة التاشفينية‬

‫‪44‬‬ ‫‪-3-1‬جـ مدرسة أبي مدين‬

‫‪44‬‬ ‫‪-3-1‬د مدرسة سيدي الحلوي‬

‫‪46‬‬ ‫‪-3-1‬ه المدرسة اليعقوبية‬

‫‪47‬‬ ‫‪ -4-1‬الزوايا‬
‫‪51-48‬‬ ‫الخاتمة‬

‫‪57-52‬‬ ‫المالحق‬

‫‪64-61‬‬ ‫فهرس األماكن واألعالم‬

‫‪74‬‬
‫‪71-65‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪76-72‬‬ ‫فهرس المحتويات‬

‫‪75‬‬

You might also like