Professional Documents
Culture Documents
الحمد والشكر هلل العلي العظيم ،الذي ذلل لي الصعوبات في تحصيل العلم وقدرني على إنجاز هذه
المذكرة
*خالص الشكر وأرقى عبارات اإلحترام إلى أستاذي المشرف " محمد األمين بونيف " الذي لم يبخل
علي بتقديم النصائح والتوجيهات والدعم المعنوي الذي دفعني الستكمال مراحل البحث
*جزيل الشكر أل عضاء لجنة المناقشة الموقرة على الجهود المبذولة والمالحظات النيرة التي سيفيدونني
بها .
بسم هللا الرحمن الرحيم
صالِحاً تَ ْر َ
ضاهُ ت َعلَ َّي َو َعلَى َوالِ َد َّ
ي َوأَ ْن أَ ْع َم َل َ ك الَّتِي أَنْ َع ْم َ
ب أ َْوِز ْعنِي أَ ْن أَ ْش ُك َر نِ ْع َمتَ َ
" َر ِّ
ين" .صدق هللا العظيم، اد َك َّ ِ ِ ك ِف ِعب ِ َوأَ ْد ِخلْنِي بَِر ْح َمتِ َ
الصالح َ َ
سورة النمل ،اآلية.19
أهدي ثمرة جهدي هذا إلى:
روح والدي الغالي رحمه هللا وأسكنه فسيح جنانه وجعله بصحبة الحبيب المصطفى
في الفردوس األعلى.
إلى أغلى ما أملك أمي العزيزة أطال هللا في عمرها وحفظها لنا ورعاها.
إلى من ال أطيق العيش بدونهم عبير حياتي إخوتي وأخواتي حفظهم هللا
إلى كل االصدقاء
إلى رفقاء الدرب دغة الحسين ،رحيم صغيري ،دغة عبد الرزاق ،ميمون بلقاسم...
مقدمة
مقدمـــــــــة:
وقد عرفت مدينة تلمسان التي هي من أهم حواضر المغرب اإلسالمي خالل
مكنها من أن تحتل مكانة رائدة تنافس من
الحقبة الوسيطية إزدها اًر حضارياً وفكريا َ
حيث بها مؤسسات ثقافية وتعليمية ومراكز
ُ خاللها مدن المغرب اإلسالمي آنذاك ،
علمية ،لعبت دو اًر هاماً في تنشيط الحياة الفكرية والثقافية في المغرب األوسط
،وذلك بفضل علمائها وأمرائها الذين سخروا كل طاقاتهم ومجهُوداتهم لتفعيل وتنشيط
ال حركة الفكرية فأقاموا العديد من المكتبات التي اصطلح عليها بمكتبات األمراء وهو
موضوع دراستنا الموسوم"مكتبات األمراء بتلمسان الزيانية (8-9ه15-14/م)وتم
إختيارنا هذه المرحلة الزمنية لدراسة الموضوع كونها الفترة التي إنتعشت فيها الحركة
العلمية والثقافية ولعب األمراء دو اًر ُمهماً فيها
إشكالية البحث:
أي مدى
تتمحور إشكالية موضوع دراستنا في نقطة مركزية رئيسية وهي :إلى َ
بتلمسان الزيانية(8-9ه )15-14/في تنشيط الحركة ساهمت مكتبات األمراء
العلمية والثقافية ؟
تندرج تحت هذه اإلشكالية مجموعة من التساؤالت الفرعية:
أ
مقدمة...............
-فيما تتمثل أهم المراكز التعليمية والمؤسسات الثقافية بحاضرة تلمسان الزيانية ؟
-كيف ساهم األمراء الزيانيون بمكتباتهم في تنشيط وانعاش الحركة العلمية الفكرية
ومن أجل االجابة على االشكالية المطروحة ومجموعة التساؤالت اتبعنا العديد
من المناهج أهمها:
ونولوجياً
كر ُ
حاكم ترتيبا ُ
-المنهج التحليلي :والذي ساعدنا في تحليل بعض األحداث كتحليل أراء ابن خلدون
يانيين ،ضف إلى ذلك التعمق بالشرح في ذكر األدوار
حول نسب وأصل الز ً
التاريخية المختلفة التي لعبتها مكتبات األمراء في الساحة الثقافية.
يعود اختيارنا لهذا الموضوع بعد االطالع على مواضيع كثيرة السباب عديدة
منها العلمية(الموضوعية) والذاتية :
ب
مقدمة...............
-األسباب العلمية(الموضوعية):
-الدراسات األكاديمية في هذا الموضوع شحيحة خاصةً فيما يتعلق بمكتبات األمراء
والمكتبات الخاصة ،خاصة وأن الباحثين لم يتناولوا هذا الموضوع باستفاضة و َانما
هي ُعموميات مست جانب على أخر
-كشف بعض المعالم الثقافية والفكرية حاضرة تلمسان خالل العهد الزياني
رسالة لنيل شهادة الماجيستير :بعنوان المدارس التعليمية بتلمسان خالل القرنين -8
9ه15-14/م ل فاطمة الزهراء عمارة
ورسالة لنيل شهادة الماجيستير بعنوان :دور علماء تلمسان في الحياة السياسية
واالجتماعية والعلمية في بالد المغرب االسالمي خالل القرنين الثامن والتاسع
الهجر َيين 14و15م ل نبيل شريخي
ج
مقدمة...............
كتاب :الدولة الزيانية بتلمسان ألبو زكريا يحي بن خلدون الذي أفادنا في تعريف
بعض علماء البارزين في العلوم العقلية وفي ثنايا الموضوع
كتاب نيل االبتهاج بتطريز الديباج ل التنبكتي الذي أفادنا من خالل عرضه لإلنتاج
الفكري في تلمسان الزيانية.
كما اعتمدنا على مجموعة من المراجع نذكر أهمها :
كتاب :أبو حمو موسى الزياني حياته وأثاره ل عبد الحميد حاجيات حيث أفادنا في
اعطاء لمحة تاريخية ولو قصيرة عن حاضرة تلمسان وذكر أميرها أبو حمو موسى
الثاني
وكتاب :تلمسان في العهد الزياني دراسة سياسية عمرانية اجتماعية ثقافية ل عبد
العزيز فياللي الذي أفادنا في قيام وتأسيس الدولة الزيانية وتعريف السلطان أبو
تاشفين ومكتبات األمراء وفي العلوم النقلية بتلمسان وفي أغلب حيثيات الموضوع.
وكذلك كتاب ل مختار حساني بعنوان تاريخ الدولة الزيانية األحوال السياسية الذي
أفادني في التعريف بالحاكم الزياني أبو سعيد عثمان بن يغمراسن
لتغطية موضوع الدراسة اعتمدنا خطة بحث تضمنت مقدمة حاولنا من خاللها
إبراز إشكالية الموضوع وفصل تمهيدي وفصلين وخاتمة وفهارس ومالحق
د
مقدمة...............
فصل تمهيدي معنون ب الدولة الزيانية تأسيسها ومعالمها الحضارية ثالث عناصر
تطرقت في العنصر األول إلى تعريف المكتبات بشكل عام ومختصر ،وأصل ونسب
دولة بني زيان أو بنو عبد الواد ،وأشهر حكامها ،كما تطرقنا فيه إلى بعض جوانب
من الحياة الفكرية والعلمية بحاضرة تلمسان الزيانية وعوامل انتشارها
الفصل األول جاء بعنوان :اإلنتاج الفكري والثقافي بحاضرة تلمسان الزيانية تطرقنا
فيه إلى العلوم النقلية( الدينية) والعلوم العقلية ، ،كماتطرقنا فيه كذلك إلى حركة
النسخ والتأليف والمناظرات الثقافية بحا ضرة تلمسان الزيانية
الفصل الثاني جاء بعنوان :مكتبات األمراء والمكتبات ونظام مؤسسات التعليم وفيه
تم التطرق الى المكتبات األمراء (العامة) والمكتبات الخاصة وخزائن الكتب و نظام
ومؤسسات التعليم في حاضرة تلمسان الزيانية والمؤسسات الثقافية والتعليمية بها من
كتاتيب ومساجد ومدارس وغيرها
وأنهينا البحث بخاتمة إستنتاجية استعرضنا فيها النتائج التي توصلنا إليها والتي تعد
إجابة عن اإلشكالية واألسئلة المطروحة في المقدمة.
-طبيعة الموضوع المدروس والذي يتوزع بين اختصاصات عديدة كالتاريخ وعلم
المكتبات واألدب مما صعب اإللمام به
ه
مقدمة...............
-عدم توفر المراجع المتخصصة التي تتناول موضوع مكتبات األمراء بتلمسان بشكل
مفصل وانما هي شذرات إنتقيناها من بعض المصادر والمراجع معبرين في بعض
األحيان عن فهمنا الخاص وبالتالي قل تناول هذا الموضوع
وفي األخير نرجوا أن يكون عملنا قد غطى ولو بنسبة قليلة ما يتطلبه الموضوع من
بحث لجوانبه كما نشكر كل من ساعدنا من قريب أو من بعيد.
ُحرر في2019/04/:29م
و
فصل تمهيدي:الدولة
الزيانية تأسيسها ومعالمها
الحضارية
فصل تمهيدي الدولةالزيانية تأسيسهاومعالمهاالحضارية
تعرف المكتبة بانها موضع بيع الكتب واالدوات الكتابية ومكان جمعها
وحفظها ،وتعد من أهم الركائز التي أسهمت في نشر الثقافة والعلوم في الدولة
االسالمية التي حظيت بالكثير من المكان واالهتمام ،باعتبار ان الكتاب يشكل اهمية
تقدمهم الحضاري
كبيرة وبالغة عند المسلمين بعد أن إتسع أفُقهم العقلي وازدهر ُ
وتنوعت اهتماماتهم فازداد عددالمكتبات وتعددت أغراضها التي أسست من أجلها وقد
1
إتخذت لها أماكن عدة فتكون احيانا ملحقة بالمساجد والجوامع...الخ
أما المكتبات العربية اإلسالمية فهي نتاج طبيعي للحضارة العربية اإلسالمية
وانعكاس لها و ساهمت في توسيع نطاق الحضارة والحفاظ عليها ونقلها لى األجيال
وقصد تنويع أغراضها حتى تشمل جميع أساسيات المكتبات ،ولهذا عرفت الحضارة
العربية االسالمية أنواعاً للمكتبات.3
-1بديع محمد ابراهيم الكربولي ،ناظم شاكرمحمود المحمدي "،الحياة العلمية في مدينة تلمسان في العصر
الزياني633ه962-ه1554-1235/م" ،مجلة اداب الفراهيدي ـ د.م.ن،ع ،2016 ،24ص .233
-2ابوبكر قوادري ،نصر الدين بن طاطا "،المكتبات الخاصة ،الخلفاء واالمراء ،في العصر العباسي" ،مذكرة
مكملة لنيل شهادة ا لماستر أكاديمي في التاريخ تخصص تاريخ القرون الوسطى،جامعة محمد بوضياف ،المسيلة
،2017-2016،ص .
-3نفسه ،ص. 8
8
فصل تمهيدي الدولةالزيانية تأسيسهاومعالمهاالحضارية
يعد تاريخ لمغرب االوسط في العهد الزياني من اهم المراحل التي عرفها طوال
تاريخ لما تميز به من احداث سياسية كانت ام ثقافية ويعود ذلك الى أن دولة بني
زيان او بني عبد الواد تعد من اكبر الدول واحفلها اعماال لماعرفته تلمسان ،4من
ازدهار في عهد بنو عبد الواد باعتبار حاضرتهم السياسية والثقافية البد من أن
5
نعرف بها
-1لمحة جغرافية:
إن تلمسان مدينة عريقة في القدم ولكنها لم تصبح ذات شأن في عالم
التاريخ والحضارة حتى افتتحها العرب،وعم في أرجائها اإلسالم وطغى على ربوعها
الدين السمح
-1تلمسان مدينة تتكون من مقطعين االول تلم :ومعناه تجمع والثاني:سان ومعناه اثنان أي تجمع االثنان وهما
البر والبحر ،للمزيد ينظر :عبد الرحمن بن خلدون ،ديوان العبر والمبتدأ والخبر ومن عاصرهم من ذوي السلطان
األكبر د.ط ،ج،7دار الفكر،بيروت،2000،ص . 102
9
فصل تمهيدي الدولةالزيانية تأسيسهاومعالمهاالحضارية
األسباب التي لمع بها إسمها هو موقعها الجغرافي اإلستراتيجي فقد جعلها
همزة وصل بين الناحية الشرقية والغربية من أرض إفريقية الشمالية من جهة وبين
الحوض المتوسط أخرى .
تلمسان قاعدة المغرب األوسط وحد المغرب األوسط من واد يسمي مجمع وهو في
نصف الطريق من مدينة مليانة إلي أول بالد تا از من بالد المغرب وهي علي
الطريق بين سجلماسة وواركالن وغيرهما من بالد الصحراء،.وتتربع تلمسان على
مساحة تقدر بحوالي9020كم،2اما فلكيا فهي تقع على خط طول 2و13غرب خط
7
غرينيتش وبين دائرتي 35،15و34،30
يذكر اإلدريسي":تلمسان مدينة أزلية ولها سور حصين متقن الوثاقة وهي
مدينتان في واحدة يفصل بينهما سور،وهي مدينة حسنة لرخص أسعارها ونفاق ...
"8
ومرابح تجارتها
أما الزهري فيقول عنها ":تلمسان مدينة عظيمة فيها عيون كثيرة ومياه غزيرة
9
وهي كثيرة الزرع ولها أعمال عديدة ودار مملكة يعمل فيها من كل شيء بديع"
-1قادة لبتر ،تأثير الرطوبة على المعالم االثرية ،دراسة لبعض معالم مدينة تلمسان ،مذكرة مكملة لنيل شهادة
الماجيستير في علم االثار والمحيط ،تخصص علم االثار والمحيط ،جامعة ابي بكر بلقايد ،تلمسان-2006،
،2007ص.08
-2حسين تواتي ،المرجع السابق ،ص .10
-3أبو عبد اهلل محمد الزهري ،كتاب الجغرافية ،تح :محمد حاج صادق،مكتبة ثقافية دينية،مصر،د.ت،ص.114
10
فصل تمهيدي الدولةالزيانية تأسيسهاومعالمهاالحضارية
أما موقعها الجغرافي ،فتعتبر تلمسان من أحسن مدن الشمال اإلفريقي موقعا
كونها تقع في ملتقى الطرق الرئيسية الرابطة بين الشرق والغرب من جهة ،وبين
الشمال والجنوب من جهة اخرى.10
-2لمحة تاريخية:
(ينظر الملحق
كانت تلمسان خالل الحقبة الوسيطية عاصمة الدولة الزيانية ُ
رقم )01في المغرب األوسط وقد مرت بمراحل تاريخية كغيرها من باقي المدن
المدن المسورة في العهد القديم وخاصة بالمغرب ومن أهم الدالئل التاريخية على
ظهور تلمسان في العهد الزياني 962-633ه1554-1235/م في مسرح االحداث
609ه 1212/م المشهورة 12
التاريخية في بالد المغرب األوسط هو معركة العقاب
عند اإلسبان وهي من أهم العوامل التي أدت الى تفكك دولة الموحدين ،إضافة الى
-4محمد بن رمضان شاوش ،باقة السوسان في التعريف بحاضرة تلمسان عاصمة دولة بني زيان ،ج،1ديوان
المطبوعات ،الجزائر ،2011،ص.27
-2العقاب :هي معركة قامت بين ملوك اإلسبان النصارى وبين ملوك الموحدين ،انتهت بهزيمة الموحدين ،
للمزيد ينظر:عبد الرحمن ابن خلدون ،المصدر السابق ،ص . 331
11
فصل تمهيدي الدولةالزيانية تأسيسهاومعالمهاالحضارية
الصراع حول الحكم خاصة مع مجيء ضعفاء ،فكانت هذه الهزائم المتتالية
13
للموحدين سببا في ضعفهم وضياع هيبتهم
حكم قبيلة بني عبد الواد أيام الدولة الموحدية جابر بن يوسف الذي دخل
وأعلن الدعوة للمأمون الخليفة الموحدي ،وبعث اليه ُمعلناً الطاعة فعهد له المأمون
بوالية تلمسان وتسيير امورها ومايليها من زناتة عام( 627ه1229-م) وبالتالي
أصبح بنو عبد الواد سادة على تلمسان وضواحيها.14
بعد وفاة المأمون الخليفة الموحدي خلفه ولده الحسن من بعده تولى أخوه
عثمان (630ه 631-ه) ثم الى أبن عمه زيدان بن زيان( 630-633ه) ثم الى
يغمراسن بن زيان(633ه1236/م) ،هذا االخير جعل من تلمسان قاعدة إمارة والتي
أخذ يوسع رقعتها
مرت الدولة الزيانية بفترات ازدهار وقوة وبفترات الضعف والتي كان بين
15
أسبابها تنافس الدولتين المجاورتين لها ومحاولة االستئثار بأراضيها وأمالكها
-3عبد الحميد حاجيات ،أبو حمو موسى الزياني ،حياته واثاره ،ط،2الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ،الجزائر،
،1982ص .11
-4الدراجي بوزياني ،نظم الحكم في دولة بني عبد الواد الزيانية ،د.ط ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،
، 1993ص . 20
-1عبد الكريم غالب ،قراءة جديدة في تاريخ المغرب العربي ،ج ، 2دار الغرب االسالمي ،بيروت ،
، 2005ص ص.278-277
12
فصل تمهيدي الدولةالزيانية تأسيسهاومعالمهاالحضارية
يعود الزيانيون في اصلهم ونسبهم الى قبيلة بني عبد الواد الزيانية البربرية
التي استوطنت في المغرب االوسط ،حتى قيل ان المغرب االوسط هو وطن زناتة
وتفرعت زناتة الى قبائل عدة منها مرين مغراوة توجين راشد فضال عن بني عبد الواد
ضمت قبيلة عبد الواد عدد من القبائل التي اتحدت فيما بينها تحت اسم
16
عبد الواد وهذه القبائل شملت كل من أولوا،رهطف،نصوحة ،تومرت ،والقاسم
بنو عبد الواد هم أحد فروع الطبقة الثانية من قبيلة زناتة البربرية وهم نسل
سجيج بن واسين بن يصلتين بن مسرين زكريا بن ورسيج بن مادغيس األبتر،وينقسم
بنو عبد الواد إلى عدة بطون منها :بنو ياكتين ،والى هؤالء ينتسب بنو زيان سالطين
الدولة الزيانية.17
بنو عبد الواد هم فرع من قبيلة زناتة كانوا يعيشون حياة البداوة والترحال
18
ويجوبون صحراء المغرب االوسط
لقد اختلف لعديد من المؤرخين حول نسب واصل بنو عبد الواد او الزيانيون
فهناك من أرجعهم الى البربر وهناك من نسبهم ال أدريس بن عبد اهلل العلوي ،حيث
افتخر الزيانيون بهذا النسب –ولكن عبد الرحمن ابن خلدون فند هذا االعتقاد في
-2بديع محمد إبراهيم الكربولي ،ناظم شاكر محمود المحمدي "،المرجع السابق ،ص .222
-3حسين تواتي ،المرجع السابق ،ص .24
-1لخضر عبدلي ،التاريخ السياسي والحضاري لدولة بني عبد الواد،النديم للنشر والتوزيع ،د.ط ،الجزائر
،2011،ص .41
13
فصل تمهيدي الدولةالزيانية تأسيسهاومعالمهاالحضارية
قوله ":ويزعم بنو قاسم هؤالء أنهم من اوالد ادريس وربما قالوا في هذا أنه محمد ابن
" 19
ادريس أو ابن محمد بن القاسم وكلهم من أعقاب ادريس زعما ال مسند له
واذا اتفقت المصادر في بطون بني عبد الواد ،فانها اختلفت في نسب القاسم
الذي يرفعون نسبه الى ال البيت من ذرية سليمان بن عبد اهلل بن الحسن بن علي
بن أبي
طالب كرم اهلل وجهه،غير أن المؤرخ عبد الرحن ابن خلدون ينفي هذا النسب حيث
ذكر أن يغمراسن بن زيان أخبر بذلك قال ":اذا كان صحيحا ،فينفعنا عبد اهلل ،اما
الدنيا فنلناها بسيوفنا .20"...
ضعف أمر الدولة الموحدية بالمغرب االوسط ،فان بني عبد الواد الذين
لما ُ
كانوا يحكمون باسم تلمسان وواليتها شقوا الطاعة ونبذوا دعواتها ُمعلنين استقاللهم
بالمغرب االوسط ،متذين من تلمسان عاصمة لمملكتهم فقد توارث بنو عبد الواد
21
عرشها أزيد من ثالثة قرون
الشك أن الحديث عن ظهور دولة بني عبد الواد أو الدولة الزيانية وقيامها
الموحدية فقد
يدعونا إلى الوقوف عند العوامل التي ساعدت على سقوط الدولة ُ
ُ
-2أمال زراوي "،دور االوقاف في النهضة العلمية بالمغرب االوسط خالل العهد الزياني مابين القرنين السابع
والتاسع الهجريين(13-15م) الهجريين(13-15م)"،مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر في التاريخ وحضارة المغرب
االسالمي ،جامعة موالي الطاهر ،سعيدة2015-2014،م،ص .07
-3حسين تواتي ،المرجع السابق ،ص .25
-1عبد العزيز فياللي ،تلمسان في العهد الزياني ،دراسة سياسية عمرانية إجتماعية ثقافية ،دار موفم للنشر
والتوزيع
ج ،1د.ط ،الجزائر ،2002،ص 20
14
فصل تمهيدي الدولةالزيانية تأسيسهاومعالمهاالحضارية
استطاعت هذه الدولة أن تحافظ على االستم اررية ووحدة ترابها الممتد من برقة شرقا
إلى المحيط األطلسي غربا ومن البحر المتوسط واألندلس شماال إلى الصحراء جنوبا
22
تحت نظام إداري مركزي موحدي
ثُم تلتها أزمة أخرى وهي الثورة التي قام بها بنو غانية فضال عن الحروب
المتكررة التي كانت تنشب بين بني مرين والموحدين وخاصة منها هزيمة عام
23
612ه1216/هزيمة معركة العقاب المشهورة عند اإلسبان
لم تسلم الدولة الزيانية من الخالفات والصراعات الداخلية التي تجلت في
إقدام أبي تاشفين عبد الرحمان األول (692-737ه1336-1293/م)،على قتل
والده السلطان ابي حموا موسى واالنتصاب على سدة الحكم ،وقد كان منصرفا
للذات مما أدى الى ضرب
24
الحصار من جديد على مدينة تلمسان من طرف بني مرين وسقوطها في أيديهم
لقد تعاقب على حكم الدولة الزيانية ( ُينظر الملحق رقم )02الكثير من
السالطين الذي كان لهم اثر كبير للنهوض بهذه الدولة إلى اإلزدهار في مختلف
ميادين الحياة ،وبهذا شهدت مدينة تلمسان حركة فكيرة ال مثيل لها خاصة في العهد
الزياني وتعود إلى النزعة العلمية والثقافية التي تميز بها سالطين وأمراء بني زيان
15
فصل تمهيدي الدولةالزيانية تأسيسهاومعالمهاالحضارية
الذين كانوا لهم إرادة قوية ورغبة شديدة وجهود مستمرة في االعتناء بالحركة الفكرية
في ميدان الفنون واألداب والعلوم الشرعية على وجه الخصوص وعنايتهم المستمرة
25
يعتبر السلطان يغمراسن بن زيان المؤسس الحقيقي للدولة الزيانية ،حيث ُبويع
يوم وفاة اخيه أبي عزة زيدان زيدان ،تميز ببأسه وقوته ،رتب أمور دولته وقال عنه
عبد الرحمن ابن خلدون في كتابه العبر":اتخذ اآللة والمصالح إستلحق العساكر واتخذ
"26
الوزراء
عرف عهده بكرة الثورات من قبل القبائل البربرية المعارضة للدولة الزيانية
أمثال بنو توجين ،بقيادة ال عبد القوي ن اذ تمكن من انتزاع جبل الونشريس وما
حولها حتى المدية من أيديهم.27
نحا أبو سعيد عثمان بن يغمراسن منحى أبوه في تشجيع العلم والفقه ،حيث
قام بمن كان في بالط أبيه من العلماء والفقهاء واالدباء،وزين بالطه بالشاعر االديب
-1مختار حساني ،تاريخ الدولة الزيانية ،األحوال السياسية ،ج ،1منشورات الحضارة ،د.ط ،الجزائر،2009 ،
ص 10
16
فصل تمهيدي الدولةالزيانية تأسيسهاومعالمهاالحضارية
الصوفي الفيلسوف عبد اهلل بن خميس المتوفي عام (708ه1309/م) ،والذي قلده
28
خطة ديوان اإلنشاء سنة (671ه1272/م)
ويقال أنه توفي خالل ذلك الحصار وتولى بعده ابنه أبوزيان محمد -703
707ه 1308-1303/م حيث حكم هذا السلطان في ظروف ماساوية للغاية ذلك ان
الدولة الزيانية فقدت اغلب امالكها باستقالل قبائلها او تعاونهامع القوة المرينية ويقال
كذلك انه توفي بعد الحصار مباشرة وتولى الحكم بعده السلطان أبو حمو موسى
29
االول
جعل السلطان أبو حمو موسى األول مدينة تلمسان منارة للعلم يقصدها
العلماء وأهل الفكر ،نذكر منهم الفقيهين الكبيرين إبني االمام أبي زيد وأبي موسى
الذين قربهما اليه وأكرم نزلهما وبنى لكل كان أبو موسى االول ُيكثر من مجالسة
. 30
العلماء واألدباء واإلستماع إلى نصائحهم خاصة الفقهاء وأهل الشورى
-2أبو زكرياء يحي ابن خلدون ،المصدر السابق ،ج ، 1ص . 208
-3مختار حساني ،المرجع نفسه ،ص .11
-4محمد عبد اهلل التنسي ،المصدر السابق .139 ،
-1أبو تاشفين :تولى الحكم من عام 737-718ه1337/1318/م ،يعد من أقوى أمراء الدولة الزيانية ،للمزيد
ينظر :عبد الرحمن بن خلدون ،ج ،7المصدر السابق ،ص .321
17
فصل تمهيدي الدولةالزيانية تأسيسهاومعالمهاالحضارية
بنى مدرسة سميت باسمه "المدرسة التاشفينية" ،يحرص على حضور مجالس العلم
32
كمجلس ابني االمام
ساهم السطان أبو الحسن المريني تشييد المدراس كمدرسة العباد عام
748ه 1348/م ،وجلب لها اساتذة وأجرى على طالبها المنح واالرزاق وسار ابنه
. 33
أبو فارس عنان على نهجه في تشييد المدارس والمؤسسات
-1المقري أحمد بن محمد ،أزهار الرياض في أخبار عياض ،تحق :مصطفى السقا واخرون ،مطبعة لجنة
التأليف والترجمة والنشر ،د.ط ،القاهرة ،1939 ،ص ص .238،249
18
فصل تمهيدي الدولةالزيانية تأسيسهاومعالمهاالحضارية
عرف سالطين بني زيان إبتداءاً من مؤسس دولتهم يغمراسن بن زيان بنصرتهم
للحركة العلمية وتاييدهم للعلماء ومشاركتهم للعامة في االحتفاء بهم وتبجيلهم فان
الدر والعقيان لمحمد
كتب التراجم وكتب التاريخ ومنها على الخصوص كتاب نظم ُ
التنسي حافلة بأخبار المدارس التي شيدها أولئك وبأخبار حفاوتهم بأهل العلم من
36
سكان القطر والقادمين من الخارج أيضا ،وحضورهم لدروس األساتذة
شهدت تلمسان حركة فكرية ال مثيل لها خاصة في العهد الزياني ،وترجع
بالدرجة األولى إلى النزعة العلمية والثقافية التي تميز بها سالطين وأمراء بني زيان،
الذين كانوا لهم إرادة ورغبة شديدة في االعتناء بالحركة الفكرية في مختلف الحواضر
37
المغربية اإلسالمية ومنها حاضرة تلمسان
كان سالطين بني زيان يشرفون في بعض األحيان على المجالس والمنابر
التي تلقي فيها الدروس العلمية التي تتعلق بالعقيدة والتاريخ والعلوم العقلية األخرى ،
فتأثرت تلمسان بهذه النهضة ومختلف التيارات الفكرية السائدة آنذاك ،وقد كان
38
السلطان أبو حمو موسى األول السير الحسنة ولهذا كان محبا للعلم وأهله
سارت السلطة الزيانية طيلة القرن 08ه14-م على درب ما رسمه يغمراسن
بن زيان من معالم الدولة ،اذ عملت هاته السلطة على تثبيت األسس الثقافية
والحضارية فقد عرفت بجهودهم المستمرة في اهتامامهم للعلم والمعرفة ،كيف وال
-2هادي جلول " ،الحركة العلمية في حاضرة تلمسان وعناية السلطة الزيانية بها (ق9-8ه15-14/م) ،مجلة
كلية العلوم االنسانية واالجتماعية ،جامعة حسيبة بن بوعلي ،الشلف ،ع ،2018 ،19ص .81
19
فصل تمهيدي الدولةالزيانية تأسيسهاومعالمهاالحضارية
جل سالطين الدولة كانوا إما فقهاء واما أدباء واما شعراء كما هو الحال في عهد أبي
39
تاشفين األول الذي كان يحرص على إقامة المجالس العلمية واألدبية في عصره
هناك عدة عوامل ساعدت على نشاط الرحلة العلمية خالل العهد الزياني
خاصة في
-حرية التنقل بين مختلف أقطار المغرب واالندلس بالرغم من االنقسام السياسي
الذي ميز الفترة
-استقبال طلبة العلم بحفاوة أينما حلُوا وارتحلوا ،كما وفَرت لهم اماكن االقامة اضافة
41
الى التكفل بهم عند الحاجة تطبيقا لما أوصى به االسالم من االهتمام بطلب العلم
20
فصل تمهيدي الدولةالزيانية تأسيسهاومعالمهاالحضارية
-ترحيب الشيوخ والعلماء بطالب العلم الوافدين عليهم ،مثلما فعل ابن مرزوق الحفيد
مع القلصادي أثناء رحلته الى تلمسان
حرص سالطين بني زيان وفقهاء مدينة تلمسان على تمتين العالقات مع
أهل المغرب خاصة والمشرق واألندلس عامة ،وذلك عن طريق الرحلة وفريضة الحج
،فأتيحت الفرصة للتواصل الفكري والثقافي بين هذه البالد وغيرها ،حيث كان هناك
42
ركب للحجاج يخرج سنويا من المغرب األقصى مكونا من حجاج األندلس والمغرب
تعتبر الدولة العبد الوادية من بين الدول التي عملت على تشجيع الحركة
الثقافية والعلمية في المغرب االوسط(تلمسان) ،حيث تذكر معظم المصادر التاريخية
أن السلطان يغمراسن بن زيان (633ه681-ه1283-1236/م)كان يحرص على
مجالسة العلماء والصلحاء ويكثر من زيارتهم ،وله في اهل العلم رغبة عالية يبحث
عنهم أين ما كانوا ويستقدمهم الى تلمسان.43
-2نفسه،ص .96
-1رشيد خالدي "،دور علماء المغرب األوسط في إزدهار الحركة العلمية في المغرب األقصى خالل القرنين
و8ه13/و14م" مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجيستير ،تخصص تاريخ المغرب االسالمي في العصر الوسيط ،
جامعة أبي بكر بلقايد ،تلمسان ،2011-2010،ص . 26
21
فصل تمهيدي الدولةالزيانية تأسيسهاومعالمهاالحضارية
لقد أظهر أمراء وسالطين الدولة الزيانية اهتماما كبي ار بالعلم والعلماء في بال
المغرب األوسط ويتجلى هذا االهتمام في بناء بعض المدارس التي لم تكن معروفة
في بالد المغرب األوسط ،حيث سخرت دولة بني زيان وأمراؤها كل إمكانياتهم
لتعمير هذه المدارس بالطلبة واألفاق عليهم وعلى األساتذة الذين كانوا يتولون مهمة
التدريس في ،هذا باإلضافة إلى تشييد المساجد التي ساهمت هي األخرى بقسط
45
كبيرفي ازدهار الحياة الثقافية والعلمية في المغرب االوسط خالل 14-13/9-8م
ومن عوامل انتشار الحركة الثقافية والعلمية في المغرب االوسط خالل فترة
الزيانية أو بنو عبد الواد هو هجرة األندلسيين إلى المغرب األوسط ،خاصة مدينة
تلمسان التي كان حظها واف ار من هؤالء ،وهذا األمر يساهم في دفع الحركة الثقافية
والعلمية باعتبار أن هؤالء المهاجرين األندلسيين من بينهم الشعراء والفقهاء والعلماء
يحملون معهم ثقافة عالية
-3حسن الوزان ،وصف افريقيا ،تر :محمد حجي ،محمد االخضر ،ج ،2د.ط ،دار الغرب االسالمي ،
بيروت ،لبنان ، 1983 ،ص .19
22
الفصل األول:
اهتم الزيانيون بعلوم الدين اهتماما بار از ،فلقد لقيت علوم القران والسنة من
تفسير وقراءات وحديث وفقه وتصوف اهتمام الدولة ،حيث أسس الزيانيون لهذا
الغرض المدارس وبنوا المساجد والزوايا التي كانت مجاال خصبا الزدهار هذه العلوم
،وقد اتجهت الحياة
وقراءات وحديث وفقه وتصوف اهتمام الدولة ،ويبدوا أن ذلك راجع الى نشاة دولتهم
47
التي قامت على مبدأ السنة واهتمامها الكبير بأصول المذهب المالكي وفروعه
24
الفصالألول :اإلنتاجالفكريوالثقافيبحاضرةتلمسانالزيانية
القران الكريم هو المصدر االول لإلسالم الناظم لشؤون المسلمين الدينية والمدنية
،وفد نزل منجما في نحو عشرين سنة وكان ينزل حسب الحوادث ومقتضى الحال،
أما علم القران فهو يشمل علمين أساسيين هما:
علم القراءات وهو معرفة القراءات المشهورة وكيفية أداء الحروف ،كما يضاف اليه
فن الرسم وهي أوضاع حروف القران الكريم في المصحف ورسومه
2-1علم التفسير:
يعتبر علم التفسير من اعظم العلوم الدينية مقدا ار وأرفعها شأنا ومنا ار بحكم
انها من قواعد الشرع الحنيف وأساسها والتفسير هو شرح كالم اهلل تعالى ليفهمه من
48
لم يصل ذوقه وادراكه لفهم اللغة العربية
-ابن الشريف التلمساني :عبد اهلل بن محمد بن أحمد الشريف التلمساني الحسني
.49
أحد أكابر علماء تلمسان والمغرب اإلسالمي كوالده الشريف التلمساني (-710
50
771ه1370-1310/م)
-1عبد القادر بوحسون "،العالقات الثقافية بين المغرب االوسط واالندلس خالل العهد الزياني (633ه-
1554/1235/962م) ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجيستير في تاريخ المغرب االسالمي ،جامعة أبي بكر
بلقايد ،تلمسان ،2008-2007ص .50
-2ابن الشريف التلمساني :من مواليد مدينة تلمسانعام 748ه1347/م ،درس العديد من العلوم اهمها عم
التفسير تتلمذ على اكابر علماء زمانه كابن مرزوق الخطيب وغيرهم ،ممن أخذ عنهم مختلف العلوم النقلية
والعقلية ،اشتغل بالتدريس بالعديد من المدن مثل فاس ،تونس ،بجاية ،للمزيد ُينظر :عبد القادر بوحسون ،
المرجع السابق ،ص .51
25
الفصالألول :اإلنتاجالفكريوالثقافيبحاضرةتلمسانالزيانية
برع في عدة علوم وفنون كعلوم القران الكريم والتصوف ،واخذ عن جملة من العلماء
كاألبلي والرشيق التلمساني وغيرهم
يعد إبراهيم المصمودي من رئاسة العلم والزهد بالمغرب اإلسالمي ُ ،يحب مجالسة
51
أهل العلم كما ُعرف أنه كان يق أر القران الكريم
أحمد بن عبد الرحمان الشهير بابن زاغو المغراوي التلمساني ،أعلم الناس
في وقته بعلم اتفسير ،له العديد من المؤلفات في هذا العلم أهمها مقدمة في التفسير
تفسير سورة الفاتحة ،والتذيل عليه في ختم التفسير ومؤلفات أخرى في الفقه
52
والتصوف
محمد بن صالح بن أحمد الكناني الشاطبي من أهل شاطبة ،كان عالما بعلم
القراءات ُمتفنناً فيها وله معرفة بالعلوم العربية من نحو ولغة وأدب.53
-1التنبكتي :أبو العباس أحمد بن أحمد ،نيل االبتهاج بتطريز الديباج ،ط ،1مطبعة الفحامين ،مصر ،
،1351ص .225
-2نفسه ،ص ص .52-51
-3ابن القاضي ُ ،درر الحجال في أسماء الرجال ،تحق :محمد األحمدي أبو النور ،ج ،2د.ط ،دار التراث ،
المكتبة العتيقة ،القاهرة ،تونس ، 1970 ،ص .63
-4عبد القادر بوحسون ،المرجع السابق ،ص .53
26
الفصالألول :اإلنتاجالفكريوالثقافيبحاضرةتلمسانالزيانية
3-1علم الحديث:
السنة هو كل ماأُثر على النبي محمد –صلى اهلل عليه وسلم-من قول
الحديث و ُ
أو فعل أو تقرير ،فالحديث يشير الى القول والسنة الى العمل او السكوت عن
56
العمل وهو المصدر الثاني من مصادر التشريع االسالمي بعد القران الكريم
إهتم علماء المغرب المغرب االوسط في عهد بني زيان بعلم الحديث وذلك
متعددة لدراسة الحديث
َ الهتمامهم الكبير بالسنة النبوية ،فكانت تُخصص حلقات
وعلومه معتمدين على عدة كتب أهمها :الموطأ لالمام مالك ،صحيح البخاري
ألابي عبد اهلل البخاري ،صحيح مسلم لمسلم بن الحجاج ،سنن أبي داود ألبي داود
السجستاني ،جامع النسائي ألبي عبد الرحمان أحمد النسائي ،كتاب التمهيد
واالستذكار ألبي عبد اهلل بن عبد البر النمري ،المنتقى للقاضي أبي الوليد سليمان
-1أبو العباس أحمد المقري ،نفح الطيب ،ج ، 9المصدر السابق ،ص ص .151-150
-2نفسه ،ج ، 6ص ص .15 ،13
-3عبد القادر بوحسون ،المرجع السابق ،ص ص .54-53
27
الفصالألول :اإلنتاجالفكريوالثقافيبحاضرةتلمسانالزيانية
بن خلف الباجي ،المختار الجامع بين المنتقي واالستذكار ألبي عبد اهلل محمد بن
57
عبد الحق بن سليمان التلمساني عمدة سيرة النبي –صلى اهلل عليه وسلم –
لقد برز العديد من علماء المغرب االوسط خالل فترة الدولة الزيانية في مجال
علم الحديث منهم:
أبو اسحاق التنسي :إبراهيم بن يخلف ،أصله من تنس واستوطن تلمسان حيث
كان من أكابر علماء المغرب اإلسالمي وكان يقوم بتدريس الحديث وغيرها من
العلوم بتلمسان فانتفع به خلق كثير وكانت له طريقة حسنة يضرب بها المثل في
58
تدريس علم الحديث
المقري الجد :محمد بن محمد بن أبي بكر بن عبد الرحمان القُرشي التلمساني
الشهير بالمقري بتلمسان أيام السلطان أبي حمو االول ،نشأ ودرس بتلمسان عن
أكابر علمائها كابني االمام ،عمران المشدالي ،ابن الهدية القُرشي منها علم الحديث
59
وعلى غرار العلوم االخرى ،فقد حظي التاريخ بعناية علماء تلمسان ونجد منهم:
-محمد بن يوسف السنوسي الذي الف " :تلخيص اختصار الروض االنف في شرح
60
السير للسهيل "ولم ُيكتمل
61
-أبو عبد اهلل المقري له كتاب" :تلخيص في أصل نسبته وقراءاته وأسماء شيوخه"
28
الفصالألول :اإلنتاجالفكريوالثقافيبحاضرةتلمسانالزيانية
-ابن صعد التلمساني "روضة النسرين في مناقب األربعة المتأخرين" و"النجم الثاقب
فيما ألولياء اهلل من المناقب" وأيضاً له " :تأليف للتعريف برجال مختصر اإلمام ابن
عرفة في فقه
62
مذهب مالك "
أخذ العلم بتلمسان عن ابني اإلمام واالبلي وعمران المشدالي ،ثم ارتحل الى
أبي الحسن الصغير والعالم الشهير أبي زيد الجازولي.65
29
الفصالألول :اإلنتاجالفكريوالثقافيبحاضرةتلمسانالزيانية
فقيه مالكي نشأ في مازونة في قرية جبال الظهرة بين واد الشلف ودرس بها
وولي قضاء مازونة ثُم إنتقل الى تلمسان وأخذ عن ابن مرزوق الحفيد
على والدهُ ،
وقاسم العقباني وابن زاغو وغيرهم ،وكان المازوني من أكبر علماء عصره ،له
66
الدرر المكنونة في نوازل مازونة
العديد من المؤلفات في هذا المجال منهاُ :
هو الفقيه العالم أحد شيوخ أبي العباس الونشريسي ،ومحمد بن يوسف ،كان
67
المغيلي حافظاً عالماً بمسائل الفقه ،توفي بتلمسان عام 875ه ـ
ولد بجبال جرجرة عام 796ه ،فأخذ عن أبي الحسن علي بن عثمان
المنجالتي ثم رحل الى تونس ،فأخذ عن القلشالتي ثم رحل الى بجاية ثم دخل
قسنطينة فاستوطنها ،لع العديد من المؤلفات منها :شرح ألفية ابن مالك في علم
68
النحو ،وتفسير القران الكريم وتحفة المشتاق في شرح مختصر خليل ابن اسحاق
30
الفصالألول :اإلنتاجالفكريوالثقافيبحاضرةتلمسانالزيانية
فقيه مالكي أخذ العلم على محمد بن مرزوق الكفيف وعن االمام أبي العباس
70
وغيرهما ثم ارتحل الى فاس
-2العلوم العقلية:
اهتم الزيانيون بعلوم اللغة واألدب ،حيث انتشر النثر في تلمسان الزيانية من
خالل الرسائل وعدد كبير من الكتب التاريخية واألدبية ،وقد عرف رواجا كبي ار خاصة
فيما بين القرن 9-8ه14/م15م ،وقد تزين النثر-ان صح التعبير-في هذه الفترة
بالصنعة اللفظية من سجع ومحسنات بديعية ومن بين الذين برزوا في فن النثر
71
بتلمسان أبوبكر بن خطاب المرسي األندلسي
كما نشط أيضا الشعر في العهد الزياني فذلك بفعل ما امتازت به تلمسان من
طبيعة خالبة ،فعكف الشعراء على كتابة أعذب الكالم وقد برز في هذا الميدان
الشاعر ابن خميس ومن مؤلفاته ديوان شعر سماه الدار النفيس من شعر ابن خميس
ونذكر له هذه االبيات من
أنباء
فعند صباها من تلمسان ُ سل الريح إن لم تصعدالسفن أنواء
72
يماء
إليك بما تنمي اليك وا ُ ت ُمر وفي خفقات القلب منها استشارة
31
الفصالألول :اإلنتاجالفكريوالثقافيبحاضرةتلمسانالزيانية
هذا إضافة إلى ابن مرزوق الخطيب الذي نبغ في األدب عامة والشعر
خاصة ،ومن أشهر ما قاله في مدح السلطان أبو الحجاج يوسف بن نصر صاحب
غرناطة
ومن بين الذين ألفوا في مجال العلوم األدبية نذكر منها على سبيل التمثيل ال
الحصر
-أبو عبد اهلل المقري الذي كان له مصنفين األول وسماه " شرح لغة القصائد
المغربي"
-أبو عبد اهلل الشريف الف كتابا أسماه "شرح الخزرجية" ومن تاليف أبي عبد اهلل
74
ابن مرزوق الخطيب "ديوان خطب"و" رجز إختصار ألفية ابن مالك"
-عبد الجليل التنسي من بيت تاليفه":راح األرواح فيما قاله المولى أبو حمو من
الشعر وقيل فيه من األمداح وما يوافق ذلك على حسب االقتراح"
32
الفصالألول :اإلنتاجالفكريوالثقافيبحاضرةتلمسانالزيانية
-عبد الكريم المغيلي له عدة مؤلفات منها "منظومة في مدح النبي –صلى اهلل عليه
وسلم-وذم اليهود" و" شرح خطبة المختصر"وعدة قصائد أخرى منها " الميمية على
وزن البردة ".75
2-2العلوم الطبيعية:
ومن أهم العلماء الذين برزوا في هذا الميدان ونخص بالذكر منهم:
-محمد أبو الحسن علي بن أحمد المشهور بابن الفحام :أخذ تعليمه عن أبي عبد
اهلل بن النجار وكان عالماً بالحساب والهندسة والميكانيك وقد أبتكر أنواعا من األالت
76
-محمد بن أبي جمعة بن علي الشهير بالتالليسي:أبو عبد اهلل الطبيب الخاص
للملك أبو حمو موسى الثاني هو من أسرة أغلب أفرادها علماء وأطباء وكان على
قيد الحياة فيما بين عامي 767-760ه
كان التالليسي أحد أطباء المغرب االوسط وعالوة على براعته في الطب ومهارته في
77
العالج كان أديبا ينظم الشعر
-محمد بن ابراهيم ابن االمام أبو الفضل ُ :ولد بتلمسان ونشأ بها وأخذ تعليمه على
علمائها مثل ابن مرزوق الحفيد وغيره ،ارتحل الى تونس ومنها الى بيت اهلل الحرام
33
الفصالألول :اإلنتاجالفكريوالثقافيبحاضرةتلمسانالزيانية
الداء فريضة الحج ثم رجع الى القاهرة عام 812ه ،فكان البي الفضل دراية للعلوم
العقلية والنقلية وله أعمال في االدب والشعر والطب وله أبحاث في التفسير .78
3 -2العلوم االجتماعية:
-3-2أ التاريخ:
هو من العلوم التي اليغفل عليها علماء تلمسان ،إذ برز منهم في هذا
المجالفي عهد بني زيان وصنفوا كتباً تعد اليوم من المصادر األساسية لدراسة تاريخ
بني زيان ومن أهم المؤرخين للدولة الزيانية نجد
أبو زكرياء يحي ابن خلدون ،من مواليد تونس عام 734ه نشأ بها وتلقى
العلم على علمائها واستفادا كثي ار من مجلس أبي الحسن المريني مثل :عبد المهيمن
79
الحضرمي واالبلي وغيرهم
"
نشأ بتلمسان واخذ العلم عن االبلي وعن أبي محمد المجاصي صاحب كتاب :
المسند الصحيح الحسن في ذكر أثر ومحاسن موالنا أبي الحسن المريني "وتخللته
80
ذكر بعض األحداث التاريخية عن بني مرين وبني زيان
34
الفصالألول :اإلنتاجالفكريوالثقافيبحاضرةتلمسانالزيانية
-محمد بن عبد اهلل التنسي :لديه كتاب نظم الدر والعقيان في بيان شرف بني زيان
وله مكانة رفيعة في بالط المتوكل الزياني ،كما ألف كتب أخرى في هذا المجال
منها كتاب :زهرة البستانفي دولة بني زيان " لمؤلف مجهول .81
ألف المؤرخ المشهور يحي بن خلدون كتاب بغية الرواد في ذكر الملوك من
بني عبد الواد وهم الزياينون كما ألف الحافظ التنسي كتابه التاريخي األدبي الذي
سماه نظم الدر والعقيان في شرف بني زيان لسلطان زمانه محمد المتوكل حيث قال
في مقدمة كتابه بعد أن أثنى عليه.83
35
الفصالألول :اإلنتاجالفكريوالثقافيبحاضرةتلمسانالزيانية
-2-3المناظرات الثقافية:
تعد المناظرات الثقافية العلمية بين العلماء والفقهاء والمشتغلين بالعلم عامة من
بين ابرز مظاهر النشاط العلمي واظهار التفوق وسعة الباع العلمي لكل ُمناظر ،
بحيث ُيفرغ ما في جعبته –ان صح التعبير – على مناظرة قضية معينة انحصرت
أغلبها حول المسائل
تعتبر من أبرز السجاالت العلمية التي وقعت لالخوين أبوزيد وأبو موسى ،ذلك
أنهما رحال الى المشرق وناظ ار تقي الدين ابن تيمية وتفوقا عليه وقد كان انهزامه في
المنظرة سبب محنته بحيث انكشف رأيه ،وقد كان ابن تيمية يقول بحمل حديث
المزول على ظاهره ،حيث نقل التُنبكتي عن ابن بطوطة أنه حضر له خطبة فسمعه
84
كنزولي هذا ونزل درجة
يقول ُ
سخط العامة فضالً عن الطبقة السياسية فكثر أعداؤه مما أدى إلى إهمال
التأريخ بمناظراته ،حيث سجن عدة مرات غير أنه يمكن التوصل ولو بالتقريب
موضوع المناظرة إذا عدنا لتاريخ رحلة ابني اإلمام الى المشرق ،حيث اتفقت
المصادر على أنه ذلك كان عام 720هال ،هذا من جهة ومن جهة أخرى أورد
الحافظ البن كثير في البداية والنهاية في معرض حديثه َأنه تم عقد مجلس بدار
السعادة للشيخ ابن تيمية بحضرة نائب السلطنة .85
-1بديع محمد ابراهيم الكربولي ،ناظم شاكرمحمود المحمدي"،المرجع السابق ،ص .91
36
الفصل الثاني:
-1مكتبات األمراء:
أعطى حكام بني زيان عناية كبرى إلنشاء المكتبات العامة وتزويدها بالكتب
الضرورية إلقامة النشاط التعليمي والعلمي وتؤدي في مهمتها على أحسن وجه ومن
أهم تلك المكتبات
المكتبة التي أنشاها أبو حمو موسى الثاني سنة 760ه1359/م ،بجامع الكبير
بتلمسان على يمين المحراب مثبتة فوق باب المكتبة مع النص المكتوب عليها "أمر
بعمل الخزانة المباركة ،السلطان أبو حمو ابن األمراء الراشدين أيده اهلل وأمره ،وأعز
نصره ،ونفعه بما وصل ونوى وجعله من أهل التقوى وكان الفراغ من عملها ،يوم
الخميس الثالث عشر من ذي القعدة عام 760ه ،وكانت هذه المكتبة تزخر بنفائس
86
المخطوطات في جميع العلوم والفنون
وبالنسبة الغراء هو المغرم المغ ار له كتاب اهلل أعنى عناية
38
الفصاللثانيمكتباتاألمراءوالمكتباتالخاصةونظاممؤسساتالتعليم
المكتبة التي أنشاها السلطان أبو زيان محمد بن أبي حمو موسى الثاني سنة
796ه 1394/م ،وكانت هذه المكتبة بالقسم األمامي من الجامع الكبير وكان هذا
السلطان مولعا بنسخ الكتب ،وكانت المكتبة تضم كتب من نسخة القران الكريم
وصحيح البخاري وكتاب الشفاء للقاضي عياض ،88هذا إضافة إلى األوقاف التي
حبسها عليها من أجل تؤدي عملها على أحسن وجه وصيانتها وذلك من أجل
89
استمرار نشاطها التعليمي والفكر
90
للعالمة الحافظ أبي الراس الناصري
نقلت هذه المكتبة الى المدرسة الدولية عام 1323ه1905/م ،وال تزال منها
91
بقية إلى يومنا هذا ،بمكتبة ثانوية الحكيم بن رجب بتلمسان
اتبع السلطان أبو زيان محمد الثاني طريق التصوف فألف كتاب سماه "اإلشارة
في حكم العقل بين النفس المطمئنة والنفس األمارة ،وهناك الكثير من العلماء الذين
زودوا المكتبة بمحموعة من الكتب المتنوعة سواءاً كانت علمية أو أدبية .92
-1القاضي عياض :من كبار علماء في الفقه والحديث ،من أشهر تصنيفاته الشفاء بتعريف حقوق المصطفى
وبقي كتابه يتمتع بشهرة كبيرة في ارجاء المغرب كله ،وتوفي عام 544ه1149/م ،للمزيد ينظر :محمد بن عبد
اهلل التنسي ،المصدر السابق ،ص .211
-2نفسه ،ص .211
-3أبي الراس الناصري :العالمة الشيخ أبو راس محمد بن عبد القادر الراشدي نسبة الى بلدة الراشدية المعروفة
اليوم بوالية معسكر شمال غرب الجزائر ،يعد أحد اقطاب اهل العلم بمدينة معسكر ومن فحول علمائها
المشهورين ،للمزيد ينظر :أبو القاسم الحفناوي ،المصدر السابق ،ص .332
-4محمد بن رمضان شاوش ،المرجع السابق ،ص .41
39
الفصاللثانيمكتباتاألمراءوالمكتباتالخاصةونظاممؤسساتالتعليم
-1-2المكتبات الخاصة:
لم يقتصر األمر على المكتبات العامة في تلمسان الزيانية ،بل وجدت كذلك
المكتبات الخاصة التي كان يملكها العلماء والفقهاء في بيوتهم خاصة لدى األُسر
وبيوتات العلم المشهورة بتلمسان ،كما اهتم الوراقون بجمع الكتب ونسخها ،وكان
ُ
ألبي عبد اهلل بن مرزوق الخطيب يبيعُ بالقيصرية السلع وينسخ فيه المصاحف ،
93
ينسخ الكتب الدينية والمصاحف في بيته
ُ جد ابن مرزوق الخطيب
لهذا كان ُ
2-2خزائن الكتب:
للدارسين ومن اهم خزائن الكتب في المغرب االوسط (تلمسان)،القصور التي احتوت
السنة والسيرة النبوية والتفسير وكتب
على مخططات ونسخ من القران الكريم وكتب ُ
الفقه والتصوف ،كما احتوت كذلك المساجد والزوايا والمدارس على خزائن كتب
ساهم بها السالطين والوقف وأصحاب العلم كانت المساجد الكبيرة في تلمسان
40
الفصاللثانيمكتباتاألمراءوالمكتباتالخاصةونظاممؤسساتالتعليم
الزيانية تضم مجموعة من الكتب في علوم مختلفة مثل كتب التفسير واألصول إلى
94
جانب كتب اللغة العربية الحساب ،والتاريخ واألدبيات
عرف التعليم في تلمسان خالل فترة الدولة الزيانية نظامين نظام التعليم
االبتدائي ونظام التعليم االحترافي منذ سن السابعة وفيه يتم تعليم القران الكريم
والحديث الشريف وأساسيات العلوم ،وقد كانت منهجية التعليم في هذه المرحلة تقوم
على تلقين التالميذ الحروف الهجائية وأيضا الكتابة ،أما بالنسبة للتعليم االحترافي
فهو المرحلة التي تعقب مباشرة مرحلة التعليم االبتدائي ويكون الطالب فيها ُمتماً
ومدركاً لمبادىء الكتابة وأساسيات القراءة العربية ،إضافة إلى
لحفظ القران الكريم ُ
95
القراءة في المتون وبعض العلوم االخرى
1-1الكتاتيب أو الكتاب:
-1عبد الجليل قريان " ،السياسة التعليمية الزيانية 633ه962-ه1236/م1554-م " ،مذكرة مكملة لنيل درجة
الماجيستير في التاريخ الوسيط ،جامعة منتوري ،قسنطينة ،2004 ،ص .84
-2مغنية غرداين" ،قراءة في الحركة العلمية بتلمسان الزيانية 633ه962-ه1236/م1554-م ،مجلة علوم
"
االنسان والمجتمع ،ع ،24جامعة محمد خيضر ،بسكرة2010-2009 ،م ،ص .287
-3صديق شنيخار ،المرجع السابق ،ص .44
41
الفصاللثانيمكتباتاألمراءوالمكتباتالخاصةونظاممؤسساتالتعليم
إن الكتاتيب من أهم المؤسسات التعليمية التي يتلقى فيها الطفل مبادىء العلوم
و بخاصة حفظ القران الكريم ،حيث كان الكتاب اول أمره مكانا في المسجد في
زاوية من زواياه وبعد ذلك انفصل في أماكن مستقلة فقد كره كثير من الفقهاء تعليم
الصبيان
يرى ابن سحنون أن مواد الدراسة األساسية تشمل اإلعراب والشكل والهجاء
97
والخط الحسن ،القراءة الحسنة ،ترتيل القران الكريم وغيرها
-1 2المساجد:
: 99
والعلمية في المغرب االوسط ومن هذه المساجد نذكر
42
الفصاللثانيمكتباتاألمراءوالمكتباتالخاصةونظاممؤسساتالتعليم
كان هذا المسجد موجودا حتى قبل دخول االدارسة مدينة تلمسان ،حيث قام
هؤالء بتوسيعه خالل فترة تواجدهم بتلمسان عام (174ه790-م) وعندما قامت دولة
بني عبد الواد في مدينة تلمسان ،قام أميرها يغمراسن بن زيان بترميم وبناء
100
مئذنته
كان وراء تأسيس هذا المسجد السلطان المرابطي يوسف بن تاشفين أثناء بنائه
لمدينة تاكرارت عام473ه1080-م ،يعد المسجد تحفة فنية في عهد السلطان
الزياني يغمراسن بن
زيان الذي أضاف له الجزء الشمالي من بيت الصالة والقبة والصحن والمئذنة المتأثرة
بالعمارة األندلسية ،وبهذا كان المسجد عبارة عن جامعة إسالمية نظ ار لمشاركته
الفعالة في ترسيخ العقيدة اإلسالمية وزيادة الوعي الديني واإلشعاع الفكري منذ
تأسيسه ،وقد تخرج من هذا الصرح العلمي عدد كبير من العلماء من مختلف بالد
المغرب اإلسالمي.101
يقع هذا الجامع بالقرب من المسجد األعظم ،تم تشييده في عهد السلطان
الزياني أبو سعيد عثمان بن يغمراسن في عام 696ه1296-م وحمل هذا المسجد
-2يحي بوعزيز ،المساجد العتيقة في الغرب الجزائري ،ط،Anep ،1الجزائر ،2002 ،ص ص .146-145
منشورات
-3الوزان حسن ،المصدر نفسه ،ص .19
43
الفصاللثانيمكتباتاألمراءوالمكتباتالخاصةونظاممؤسساتالتعليم
اسم ابي الحسن التنسي ،يعتبر من أروع المساجد الزيانية في مدينة تلمسان ،إذ
102
ُيبين المدى الكامل الذي وصل اليه الفن المعماري للدولة الزيانية
-2-1د مسجد ابراهيم المصمودي :قام بتاسيسه السلطان الزياني أبو حمو موسى
الثاني تكريما لوالده أبي يعقوب
-2-1ه مسجد أبا مدين شعيب :أمر ببنائه السلطان أبو الحسن المريني عام
103
739ه1939-م وارتبط اسمه بالعالم الصوفي أبي مدين
-2-1و مسجد سيدي الحلوي :بني بأمر من السلطان أبي عنان فارس المريني
104
سنة (794ه1353-م)
3-1المدارس :
تعد المدرسة في عهد بني زيان مؤسسة سلطانية النشاة والتمويل أقيمت
خصيصا
اليواء طلبة العلم تدريس العلوم خاصة منها المقترنة بالمذهب المالكي لتعزيز
مكانته في الدولة ،وقد تفنن الزيانيون في تخطيط مدراسهم تقدي ار للعلم والعلماء .105
تأخر ظهور المدارس ف ي تلمسان الزيانية إلى مطلع القرن الثامن الهجري
الرابع عشر ميالدي ومن أشهر هاته المذارس نذكر:
44
الفصاللثانيمكتباتاألمراءوالمكتباتالخاصةونظاممؤسساتالتعليم
هي أول مدرسة أسست في تاريخ دولة بني زيان من طرف السلطان أبو حمو
موسى االول ذلك سنة 710ه1310/م،أنشأت لتكريم العالمين أبي زيد عبد الرحمن
وأخيه أبي موسى عيسى ابني عبد اهلل بن محمد بن اإلمام برشك ،واستمرت هاته
المدرسة في تأدية رسالتها التربوية والتعليمية حتى منتصف القرن(13ه19/م) ،ولما
كانت أول مدرسة تربوية تقام في حاضرة تلمسان الزيانية فقد ُعَين السلطان علماء
106
للتدريس بها لتؤدي رسالتها
هي ثاني مدرسة أنشات بتلمسان بأمر من السلطان الزياني أبو تاشفين االول
(737-718ه1337-1318/م) ،فال تكاد تخلوا كتب التاريخ عن وصفه بحبه
الشديد للبناء والتشييد ،كما تعد المدرسة الجديدة أهم إنجاز ثقافي عزز به الحركة
العلمية بتلمسان ،وخير دليل على ذلك اهتمامه بالعلوم والفنون ويطلق عليها
المدرسة الجديدة قصد التفريق
بينها وبين المدرسة القديمة –مدرسة أوالد االمام-أنشاها السلطان أبو تاشفين عندما
أصبح عدد الطلبة كبي ار على مدرسة ابني االمام حيث أصبحت التكفي إقبال الطلبة
107
عليها باستمرار وتهافتهم على العلم والمعرفة
-3-1جـ مدرسة أبي مدين :بنيت هاته المدرسة من طرف أبو الحسن المريني تقع
في العباد بجانب مسجدها ن تشتهر هذه المدرسة بفنها المعماري المميز ،حيث تضم
شهادة الماجيستير في التاريخ والحضارة االسالمية ،جامعة وهران 2010-2009 ،م ،ص .37
45
الفصاللثانيمكتباتاألمراءوالمكتباتالخاصةونظاممؤسساتالتعليم
صحن دائري من الرخام وقاعة كبيرة للدروس وتحتوي على مدخل كبير وفي داخل
القاعة يوجد محراب وطابقها السفلي من عشرة غرف وطابقها العلوي من ثمان غرف
108
مخصصة اليواء طلبة العلم من كل حدب وصوب
يعد إنشاء السلطان أبو فارس عنان لمدرسة سيدي الحلوي أحد اهم االثار
اعمرانية الهامة في تاريخ المرينيين بتلمسان ،ولقد جاء انجاز هذه المدرسة ضمن
جملة من المنشات العمرانية التي أمر السلطان ببناءها قرب ضريح الشيخ الصوفي
أبي عبد اهلل الشوذي االشبيلي المعروف بالحلوي
يرجع سبب إنشاء هاته المدرسة إلى السلطان أبي عنان وكذلك المسجد
والزاوية قصد التقرب من الشيخ ونيل بركته واإلعتناء به ،مع العلم أن شهرة الشيخ
الحلوي زادت بعد إقامة هذه المنشات على ضريحه.109
46
الفصاللثانيمكتباتاألمراءوالمكتباتالخاصةونظاممؤسساتالتعليم
يرجع السبب الرئيسي الذي دفع أبو حمو النشاء هذه المدرسة هو حسبما ذكره
يحي ابن خلدون الى وفاة والدة أبي يعقوب عام 1362/763م ،واقامة مدفنه
برياض باب إيالن ثم نقله لرفات عميه السلطانين أبي سعيد وأبي ثابت فكان هذا
أهم سبب النشائها ،وتخليدا لروح والده أطلق عليها أبو حمو إسم " المدرسة
اليعقوبية " نسبة الى إسم أبيه رحمه اهلل وتقع في وسط المدينة بالقرب من مسجد
ابراهيم المصمودي بحيث تحتل موقعا جغرافيا هاما مثلها مثل المدرسة التاشفينية.111
4-1الزوايا:
-1عبد الكريم حساين " ،حركة التأليف التاريخي بالمغرب االوسط خالل العهد الزياني 633ه-
962ه1235/م1554-م ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة لدكتوراه في التاريخ االسالمي الوسيط ،جامعة الجياللي
اليابس ،سيدي بلعباس ،2018-2017 ،ص .111-110
-2فاطمة الزهراء عمارة ،المرجع السابق ،ص ص .111-110
-1عبد الكريم حساين" ،قراءة في الحركة الفكرية والثقافية في عهد بني زيان" ،المرجع السابق ،ص .122
47
الفصاللثانيمكتباتاألمراءوالمكتباتالخاصةونظاممؤسساتالتعليم
أما عند المتصوفة فيعني الرباط أو الزاوية ،المكان الذي يتعبد فيه فضالً
113
عن ايواء عابري السبيل واطعام المحتاجين
ومن أشهر الزوايا التي انتشرت في تلمسان خالل فترة الدولة الزيانية
زاوية األمير أبي يعقوب التي أنشاها السلطان أبو حمو موسى الثاني على ضريح
والده ،كذلك زاوية سيدي أبي الحسن التي شيدها السلطان أبو سعيد عثمان الزياني
،يضاف الى ذلك زاوية االمام محمد السنوسي بتلمسان ،زاوية ابن البناء
بتلمسان.114
48
خاتمـــــــــة
ملحق :
خاتـــــــمة ........................................................................................
خاتمــــــــــــــــــــــــــــة
من خالل تتبعنا لموضوع مكتب ـ ــات األمراء بتلمسان الزيانية (8-9ه15-14/م)التي
شهدت حركة علمية وفكرية وثقافية جعلتها تحتل مكانة مرموقة بين الحواضر
اإلسالمية في العصر الوسيط ،فانطالقا من تناولنا للموضوع ،تمكنا من الوصول
إلى النتائج األتي ـ ـ ـ ـ ـة :
-المكتبة هي مؤسسة ثقافية فكرية تعمل على خدمة اإلنسان ،وهي موضع بيع
الكتب واالدوات المكتبية بحيث تعتبر من اهم الركائز األساسية التي ساهمت في
نشر الثقافة والعلوم والمعرفة باعتبارها نتاج طبيعي للحضارة العربية اإلسالمية في
العصر الوسيط
-اختلفت أغلب المصادر التاريخية المهتمة بتاريخ دولة بني زيان حول نسب واصل
الزيانيين ،حيث هناك من يقول أن أصلهم يعود الى قبيلة بني عبد الواد الزيانية
عدة قبائل منها :رهطف
البربرية التي استوطنت في المغرب األوسط وضمت ً
،نصوحة ،تومرت ،القاسم ...الخ
ُ -يرجع المؤرخ عبد الرحمن ابن خلدون اصل ونسب الزيانيين الى بنو قاسم الذين
هم من أوالد إدريس
-قامت الدولة الزيانية لما ضعف امر الدولة الموحدية في المغرب االوسط ،حيث
أجمعت المصادر التاريخية المهتمة بتاريخ الدولة الزيانية أن السلطان يغمراسن بن
زيان هو المؤسس الحقيقي لدولة بني زيان الذي تميز هذا االخير بالقُوة وترتيب امور
دولته وتنظيم الجيش
ومن أشهر الحكام في الدولة الزيانية نذكر :أبو سعيد يغمراسن بن زيان ،أبو حمو
موسى األول ،أبو تاشفين وغيرهم
2
خاتـــــــمة ........................................................................................
-شهدت تلمسان خالل العهد الزياني حركة فكرية وثقافية ال مثيل لها وذلك نتيجة
تشديع سالطين الدولة الزيانية للعلم والعلماء وتثبيت األسس الثقافية والحضارية .
-من ع وامل انتشار الحركة العلمية والفكرية بحاضرة تلمسان الزيانية حرص سالطين
بني زيان وفقهاء مدينة تلمسان على تمتين العالقات مع أهل المغرب خاصةً
والمشرق واألندلس عام ًة من خالل التواصل الفكري والثقافي بين هذه البالد وغيرها ،
ُيضاف الى ذلك المنافسة التي كانت قائمة بين عواصم المغرب اإلسالمي األربع:
تلمسان وتونس وفاس وغرناطة
-أولى حكام بني زيان عناية كبيرة إلنشاء المكتبات العامة والخاصة وتزويدها
بالكتب الضرورية قصد إقامة نشاطات تعليمية وعلمية مثل المكتبة التي أنشاها أبو
حمو موسى الثاني عام 760ه1359/م
-من بين نظم ومؤسس ات التعليم في حاضرة تلمسان الزيانية ،نظام التعليم االبتدائي
،والتعليم االحترافي والتي ساهما في تعليم القران الكريم والحديث الشريف وأساسيات
العلوم بتلمسان في فترة الدولة الزيانية
-تعد المراكز التعليمية أو المؤسسات الثقافية التي شهدتها تلمسان في العهد الزياني
من أهم مظاهر االزدهار الثقافي والفكري باعتبارها حاملة لمختلف العلوم وجالبة
العلماء وطالبي العلم،ومن هاته المؤسسات الكتاتيب والمساجد كمسجد سيدي ابي
الحسن التنسي ،والزوايا مثل زاوية االمير أبي يعقوب ،وزاوية االمام محمد السنوسي
بتلمسان ،ضف الى المكتبات العامة والخاصة التي أنشاها أمراء وخلفاء بني زيان
كالمكتبة التي أنشاها أبي حمو موسى الثاني والتي يتواجد بها عدة مخطوطات مثل
الدر والعقيان في بيان شرف بني زيان للحافظ التنسي
كتاب ُ
3
خاتـــــــمة ........................................................................................
-انتشرت خزائن الكتب بحاضرة تلمسان الزيانية ومن أهمها القصور التي احتوت
السنة النبوية الشريفة والتفسير .
على مخطوطات ونسخ من القران الكريم و ُ
في تنشيط الحياة الثقافية بعاصمة الزيانيين تلمسان -ساهمت مكتبات األمراء
وانتشار العلوم العقلية والنقلية بها ،التي لقيت هاته العلوم إهتماما بار اًز من طرف
العلماء والفقهاء
-تتكون العلوم النقلية (الدينية) من علم القران الكريم وعلم التفسير الذي من أهم
علمائه العالم ابن الشريف التلمساني وعلم الحديث مثل أبو إسحاق التنسي ،وعلوم
اللغة واألدب ومن بين علمائه أبو عبد اهلل المقري وعبد الجليل التنسي هذا األخير
عدة مؤلفات في هذا المجال
الذي لديه ً
تشمل العلوم العقلية التي انتشرت في عاصمة الدولة الزيانية تلمسان ،الطب
ُ -
والرياضيات والفلك والتنجيم والكيمياء وعلم الفالحة والعلوم االجتماعية وغيرها
-من أهم العلماء الذين برزوا وذاع صيتهم في هذا الميدان نذكر:محمد أبو الحسن
علي بن أحمد المشهور بابن الفحام ومحمد بن إبراهيم ابن اإلمام أبو الفضل
-انتشر التاريخ في تلمسان خالل الدولة الزيانية والذي يعتبر من العلوم االجتماعية
واإلنسانية ،حيث برز مؤرخون كبار في هذا المجال من بينهم :يحي ابن خلدون
،وشمس الدين بن مرزوق الخطيب ،ومحمد بن عبد اهلل التنسي وغيرهم ،هؤالء
ساهموا كثي ار في تصنيف الكتب التاريخية والتي تعد اليوم من المصادر األساسية
لدراسة تاريخ الدولة الزيانية وتشجيع حركة التأليف بها
4
خاتـــــــمة ........................................................................................
-تعد المناظرات الثقافية التي كانت تتم بين العلماء والفقهاء والمشتغلين بالعلم من
أبرز مظاهر النشاط العلمي والثقافي بتلمسان ،لما لهاته المناظرات من دور كبير
في تنشيط حركة المكتبات سواءاً العامة أو الخاصة ونشر الحركة العلمية والفكرية
بحاضرة تلمسان ومن ذلك نذكر مناظرة إبني اإلمام مع تقي الدين ابن تيمية .
5
المالحق
المالحق ............................................................ ...............................
المرجع :مصطفى لغشيم "،هجرة العلماء بين المغربين األوسط واألقصى دراسة
اجتماعية ثقافية (7-9ه15-13 /م)"مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجيستير في العلوم
اإلسالمية ،تخصص تاريخ وحضارة ،جامعة الجزائر ،2013-2012 ،1ص
.172
55
المالحق ............................................................ ...............................
-5أبو تاشفين األول عبد الرحمن بن أبي حمو األول737 -718( :ه-1318/
1337م)
-8أبو تاشفين الثاني عبد الرحمن بن أبي حمو الثاني (795 -791ه-1389/
1392م)
56
المالحق ............................................................ ...............................
-17أبو عبد اهلل محمد الثاني المعروف بابن الحمراء (المرة االولى)827( :
831ه1428-1424/م)
1431م)
1462م)
1468م).
57
المالحق ............................................................ ...............................
58
المالحق ............................................................ ...............................
الملحق رقم :03صورة توضح إحدى أهم المعالم األثرية وهي مئذنة جامع
المنصورة بحاضرة تلمسان الزيانية
59
الفهارس:
فهرس األماكن
فهرس األعالم
فهرس األماكن
69
فهرس االعالم
70
ــــ و ـــــ ـــــ ق ــــ
الوليد.26 : قاسم.13 :
ــــ ي ــــ قاضي عياض.38 :
يغمراسن بن زيان-12: القلصادي.20:
ــــ م ـــــ -42-20-19-15-13
46 مدين.43:
يوسف بن تاشفين.42: محمد.13:
محمد التنسي.18:
محمد ابن أبي موسى الثاني.37:
محمد الثاني.38:
المصمودي.46-43:
71
قائمة المصادر والمراجع
64
قائمة المصادر المراجع:
-1المصادر :
-1أبو زكرياء يحي ابن خلدون ،تح :هاني سالمة ،تاريخ الدولة الزيانية بتلمسان
،د.ط ،مكتبة الثقافة الدينية ،بورسعيد ،مصر .2011 ،
-2ابن القاضي ُ ،درر الحجال في أسماء الرجال ،تحق :محمد االحمدي أبو النور
،ج ،2د.ط ،دار التراث ،المكتبة العتيقة ،القاهرة ،تونس.1970 ،
-3التلمساني ابن مرزوق ،المسند الصحيح الحسن في ماثر موالنا أبي الحسن ،
تح :ماريا خيسوس و تق :محمود بوعياد ،الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ،الجزائر
.1981 ،
-4أبو العباس أحمد المقري ،رحلة المقري الى المغرب والمشرق ،تحق :محمد بن
معمر ،مكتبة الرشاد للطباعة والنشر والتوزيع ،د.ط ،د.م.ن .2004 ،
-5الزهري أبو عبد اهلل محمد ،كتاب الجغرافية ،تح :محمد حاج صادق ،د .ط ،
مكتبة ثقافية دينية ،مصر ،د.ت
-6التنبكتي :بن أحمد أبو العباس ،نيل االبتهاج بتطريز الديباج ،ط ،1مطبعة
الفحامين ،مصر .1351 ،
-7عبد الرحمن ابن خلدون ،ديوان العبر والمبتدأ والخبر ومن عاصرهم من ذوي
السلطان األكبر ،ج ،7د .ط ،دار الفكر ،بيروت ،لبنان .2000 ،
65
-8الحفناوي أبو القاسم محمد ،تعريف الخلف برجال السلف ،تحق:أبو االجفان
،عثمان بطيح ،ج ، 1مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر التوزيع ،د.ط ،بيروت ،
.1982
-9الوزان حسن ،وصف افريقيا ،تر :محمد حجي ،محمد االخضر ،ج ،2د.ط ،
دار الغرب االسالمي ،بيروت ،لبنان .1983 ،
-10بن محمد أحمد المقري ،أزهار الرياض في أخبار عياض ،تحق :مصطفى
السقا واخرون ،مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر ،د.ط ،القاهرة .1939 ،
-2المراجع:
-1عبدلي لخضر ،التاريخ السياسي والحضاري لدولة بني عبد الواد،النديم للنشر
والتوزيع ،د.ط ،الجزائر .2011،
-6عبد الحميد حاجيات ،أبو حمو موسى الزياني ،حياته واثاره ،ط،2الشركة
الوطنية للنشر والتوزيع ،الجزائر.1982 ،
66
-7بوعزيز يحي ،المساجد العتيقة في الغرب الجزائري ،ط ،1منشورات ،Anep
الجزائر2002 ،
-8غالب عبد الكريم ،قراءة جديدة في تاريخ المغرب العربي ،ج ، 2دار الغرب
االسالمي ،بيروت ،لبنان .2005 ،
-9بن رمضان شاوش محمد ،باقة السوسان في التعريف بحاضرة تلمسان عاصمة
دولة بني زيان ،ج،1ديوان المطبوعات ،الجزائر.2011،
-10الجياللي عبد الرحمان ،تاريخ الجزائر العام ،ج ، 2د.ط ،دار الثقافة ،
بيروت ،لبنان .1980 ،
-المجالت :
-1مجدوب سهام " ،جمالية الفن االسالمي في واجهات المدارس الزيانية والمرينية
ببالد المغربين االوسط واألقصى 633ه962-ه1235 /م1554-م" ،دراسة
تاريخية فنية ،مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجيستير في األثار االسالمية ،جامعة
الجزائر 2010 ،2م.2011-
-2الكربولي بديع محمد ابراهيم ،المحمدي ناظم شاكر محمود "،الحياة العلمية في
مدينة تلمسان في العصر الزياني633ه962-ه1554-1235/م" ،مجلة أداب
الفراهيدي د.م.ن،ع .24،2016
-3جلول هادي " ،الحركة العلمية في حاضرة تلمسان وعناية السلطة الزيانية بها
(ق9-8ه15-14/م) ،مجلة كلية العلوم االنسانية واالجتماعية ،ع 19جامعة حسيبة
بن بوعلي ،الشلف .2018 ،
67
-4غرداين مغنية "،قراءة في الحركة العلمية بتلمسان الزيانية 633ه962-
ه1236/م1554-م " ،مجلة علوم االنسان والمجتمع ،ع ،24جامعة محمد
خيضر ،بسكرة.2010-2009 ،
-5حطاب سعاد ،مغزاوي مصطفى "،العلوم العقلية والنقلية في المغرب األوسط ،
العهد الزياني أنموذجاً " ،مجلة جامعة حسيبة بن بوعلي،ع 18الشلف .2017،
-الرسائل الجامعية:
-1عبد الكريم حساين "،حركة التأليف التاريخي بالمغرب االوسط خالل العهد
الزياني 633ه962-ه1235/م1554-م ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة لدكتوراه في
التاريخ االسالمي الوسيط ،جامعة الجياللي اليابس ،سيدي بلعباس -2017 ،
.2018
-2خالدي رشيد" ،دور علماء المغرب االوسط في ازدهار الحركة العلمية في المغرب
االقصى خالل القرنين 7و8ه13/و14م" مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجيستير ،
تخصص تاريخ المغرب االسالمي في العصر الوسيط ،جامعة أبي بكر بلقايد ،
تلمسان .2011-2010،
68
-5رشيد خالدي " ،دور علماء المغرب األوسط في ازدهار الحركة العلمية في
المغرب االقصى خالل القرنين 7و8ه13/و14م" مذكرة مقدمة لنيل شهادة
الماجيستير تخصص تاريخ المغرب االسالمي في العصر الوسيط ،جامعة أبي
بكر بلقايد تلمسان .2011-2010،
-6شريخي نبيل " ،دور علماء تلمسان في الحياة السياسية واالجتماعية والعلمية في
بالد المغرب االسالمي خالل القرنين الثامن والتاسع الهجريين 14و15م " ،رسالة
مكملة لنيل شهادة الماجيستير في تاريخ المشرق والمغرب في العصر االسالمي ،
المدرسة العليا لألساتذة ببوزريعة ،الجزائر .2010-2009 ،
-9زراوي أمال "،دور األوقاف في النهضة العلمية بالمغرب األوسط خالل العهد
الزياني مابين القرنين السابع والتاسع الهجريين(15-13م) الهجريين(-13
15م)"،مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر في التاريخ وحضارة المغرب االسالمي
،جامعة موالي الطاهر ،سعيدة.2015-2014،
-10قوادري أبوبكر ،بن طاطا نصر الدين "،المكتبات الخاصة (الخلفاء
واألمراء)،في العصر العباسي" ،مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر أكاديمي في
69
التاريخ ،تخصص تاريخ القرون الوسطى،جامعة محمد بوضياف ،المسيلة -2016،
.2017
-11لبتر قادة ،تأثير الرطوبة على المعالم األثرية ،دراسة لبعض معالم مدينة
تلمسان ،مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجيستير في علم األثار والمحيط ،تخصص علم
األثار والمحيط ،جامعة أبي بكر بلقايد ،تلمسان.2007-2006،
70
فهرس المحتويات
فهرس المحتويات:
الصفحة الموضوعات
إهداء
شكر وعرفان
أ-ح مقدمة
فصل تمهيدي :الدولة الزيانية تأسيسها ومعالمها الحضارية
8 أوالً :تعريف المكتبات
72
21-19 -2عوامل إنتشار الحركة العلمية والفكرية في تلمسان الزيانية
الفصل األول :اإلنتاج الفكري والثقافي بحاضرة تلمسان الزيانية
30-23 أوالً :العلوم العقلية والنقلية
23 -1العلوم النقلية(الدينية)
24 1-1علم القران الكريم
26-24 2-1علم التفسير
28-26 3-1علم الحديث
30-28 4-1علم الفقه
35-30 -2العلوم العقلية
31-30 1-2علوم اللغة واألدب
32 -2-2العلوم الطبيعية
32 -3-2العلوم االجتماعية
33-32 -3-2أ التاريخ
34 -3حركة النسخ والتأليف والمناظرات الثقافية
34 -1-3حركة النسخ والتأليف
35 -1-3المناظرات الثقافية
73
47-40 ثانياً :نظام ومؤسسات التعليم بحاضرة تلمسان الزيانية
43-41 -2-1المساجد
46-43 3-1المدارس
47 -4-1الزوايا
51-48 الخاتمة
57-52 المالحق
74
71-65 قائمة المصادر والمراجع
75