Professional Documents
Culture Documents
– الدرس – 14
األستاذة المسؤولة
البريد اإللكتروني الكلية الرتبة االسم واللقب
Kheira.feradji@univ-constantine2.dz علوم إنسانية MCB فراجي خيرة
الطلبة المعنيين
تخصص السنة القسم الكلية /المعهد
ج م علوم إنسانية األولى جذع مشترك علوم إنسانية واجتماعية
هدف الدرس :
التعرف على مفهوم الحفرية األثرية وأنواعها وأهم المناهج المتبعة في عملية الحفر وكذلك
أهم المواثيق الوطنية والدولية التي تحمي وتؤطر عمليات التنقيب األثري ،وكذلك خطوات تنفيذها.
مرت الحفريات األثرية بعدة مراحل قبل أن تبلغ الصورة التي عليها اآلن من التطور،
وعلى كل حال فإن الطريقة العلمية للحفرية األثرية لم يهتدي إليها اإلنسان إال بعد إدراكه للقيمة
الحقيقية لآلثار والتي تكمن في المدلول الحضاري ،وتعتبر حفرية الكابتن ميدوز تايلور التي أجراها
في مقابر ميغاليتية عام 1581م بالهند من أول الحفريات التي تمت بأسلوب علمي ،جاء بعده
شليمان في حفرياته بطروادة وميكيني ،وفي عام 1551م أجرى بيت ريفرز حفائر بمقاطعة ولت
شاير وكانت حفائ ار علمية دقيقة راعى فيها الدقة في تحديد الطبقات وقام بتسجيل كل ما شاهده
بدقة ،وبمرور الوقت توالت أعمال الحفر وزادت في دقتها.
-1مفهوم التنقيب األثري :التنقيب أعم من الحفر ،فهو يشمل جميع الخطوات الميدانية التي من
شأنها العثور على اآلثار وتحديد أماكنها :من مسح وأسبار وحفرية ،وهو األسلوب الذي بواسطته
يسرد عالم اآلثار البقايا التي تخص نشاط اإلنسان في الماضي ،والتي أصبحت مطمورة تحت
سطح األرض كما أنه يعطينا ويزودنا بالدالئل المادية الملموسة لدى انعدام الوسائل أو عدم توفرها
لدى الباحثين.
-2تعريف الحفرية:
يطلق مصطلح الحفرية على أعمال الحفر التي يقوم بها علماء اآلثار في الحقل األثري
الستخراج األشياء المصنوعة بيد آدمية ،وتركت في باطن األرض في مكان كان مستعمال
لآلدميين في أوقات قديمة ،وتجرى الحفائر األثرية عادة بالمواقع األثرية .
أ -أنواع الحفرية :
-1الحفرية في اليابس :
1-1الحفرية اإلنقاذية ): (fouille de sauvetage
هي إجراء يأتي بعد تأكيد وجود اآلثار في الموقع الموجه الستيعاب مشروع تنمية ،فكثي ار
ما تقوم مؤسسات عامة وخاصة بأشغال حفر خاصة بالبناء أو شق الطرق وغيره ،وقد تصادف
أثناء أشغالها تلك أثا ار مطمورة في التراب فيصبح من الواجب على هذه المؤسسة أن توقف
أشغالها وتبلغ السلطات المعنية بحماية اآلثار ،وتعتبر الحفرية اإلنقاذية إحدى األدوات المستخدمة
في المعاينة الميدانية ونوع من أنواع التنقيب االستعجالي ،تقوم على الكشف التام لما ينطوي عليه
باطن األرض من بقايا أثرية ،تختلف عن الحفرية المبرمجة في ارتباطها بالظروف االستثنائية
المتعلقة بالحفرية اإلنقاذية المتمثلة في ضغط العامل الزمني المحدود ،وعدم مراعاة الظروف
المناخية المالئمة لمباشرة أعمال الحفر ،وبالتالي هي تتطلب فريق تقني محترف ،يكون تدخل
البعثة في هذه الحالة بدون تكوين ملف أثري حول الموقع وبدون اتباع الخطوات واإلجراءات
الالزمة للحفرية العلمية المبرمجة.
-2-1الحفرية الوقائية ()fouille de sauvegarde
هي إجراء استباقي لوقاية اآلثار من خطر المشاريع التنموية ،هذه الحفرية تأتي قبل أي
مشروع تنموي ،ففي حال وجود معالم أو بقايا أثرية أثناء دراسة المشروع التنموي ومعاينته يتم
تكوين ملفا حول هذا الموقع ويقدم إلى الو ازرة الوصية والتي بدورها تبرمج حفرية وقائية ،والفرق
بين هذا النوع من الحفرية والنوع السابق ،هو انه في األولى الموقع األثري قد مست أجزاء منه،
بينما في النوع الثاني لم تنطلق بعد األشغال ،ولذلك تسمى الحفرية فيه حفرية وقائية.
3-1-الحفرية المبرمجة أو المنظمة ( :)fouille organisée et programmée
تتم هذه الحفرية عبر خطوات يجب على الباحث األثري المكلف بها وفريقه المرافق له أن
يتبعوها ،وهي أن يحضر ملفا أثريا حول الموقع من خالل المصادر والمراجع التاريخية ،والخرائط
والصور الجوية ،وجمع كل الدالئل والقرائن التاريخية واألثرية المتعلقة بالموقع ،ويحدد األعضاء
المرافقين له ،ويقدم هذا الملف إلى و ازرة الثقافة التي تقوم بدراسته والفصل فيه ،وفي حالة الموافقة
يتم تحديد الجهة المسؤولة على تموين وتمويل الحفرية بميزانية محددة ،ثم يقوم صاحب المشروع
بتوفير اإلمكانيات المادية الالزمة للقيام بالحفرية.
-4-1الحفرية في البحار وتحت المياه :لقد عرفت الحفريات التحتمائية في أوربا منذ فترة
طويلة ،لكنها تشهد تأخ ار كبي ار في البالد العربية واإلفريقية ،بالرغم من أن الكثير من السفن
تحطمت على شواطئ وعرض البحر في المياه اإلقليمية لهذه البلدان ،كما أن موانئ العصور
القديمة لتزال غارقة في المياه ،وقد حدثت بين الحين واآلخر اكتشافات عرضية لها ،كما حدث في
المهدية بتونس عندما عثر صدفة على مجموعة من التماثيل ليتم استخراجها في سنتي (1907
و. )1913
-3مناهج الحفر:
1-3منهج فان كيفن:
تطبق هذه الطريقة في التالل والمناطق الصغيرة حيث يقسم الموقع إلى أربعة أجزاء
وذلك بتحديد محورين ويتم الحفر في قطاعين متناظرين ويترك القطاعان اآلخران دون حفر لتبيين
التوضع الطبقي .
إن التحضير للحفرية يفرض علينا الحصول على الترخيص إلجراء األبحاث والتنقيب
بالموقع ،مع ضرورة بحث الطرق التي توفر لنا مصاد ار للتمويل المالي والبشري ،من أجل متابعة
األبحاث وتوفير كل ما يحتاجه األثري بالموقع وهو ما سنتطرق إليه الحقا.
أ -الملف اإلداري والترخيص إلجراء الحفرية األثرية :
قبل الشروع في أي حفرية ينبغي على صاحب المشروع أن يحضر ملفا يسمى بالملف
األثري ،ويقدمه إلى الجهة الوصية والمخول لها قانونا التصريح والموافقة على الحفرية وتتمثل
الجهة الوصية في و ازرة الثقافة ،ويتكون الملف األثري من جانبين أساسيين ،األول علمي والثاني
إداري:
-1الجانب العلمي :ينقسم الجانب العلمي إلى قسمين:
-1-1القسم النظري:
قبل أن ينتقل الباحث إلى الجانب التطبيقي عليه أن يقوم بجمع المادة العلمية حول
الموقع ،وذلك باللجوء إلى المصادر والمراجع والمقاالت والجرائد ،لجمع أكبر عدد من المعلومات
للمنطقة التي هو بصدد الحفر فيها.
-2-1القسم الميداني:
ينتقل الباحث أو المشرف على الحفرية إلى الموقع ،ويقوم بعملية استكشافية ويجمع نماذج
من شقف الفخار والخزف والتحف األثرية المتواجدة فوق سطح األرض ،وإذا كان بالموقع أجزاء
ظاهرة من البنايات يقوم بوضع مخططات لها ووصفها وأخذ صور حولها وحول الموقع ،وإذا كان
من الممكن إجراء عملية سبر لألغوار ال يستطيع من خاللها التعرف على الطبقات االستراتيغرافية
وما تحويه من بقايا ،ومن ثم معرفة التسلسل التاريخي الذي عرفه الموقع.
- 2الجانب اإلداري:
يتمثل الجانب اإلداري أوال في تحديد أعضاء فريق الحفرية واإلمكانيات والوسائل المتوفرة
والجهات المعنية بالتكفل والتمويل المادي ،ثم تقديم الملف إلى الو ازرة الوصية وما يتبع ذلك من
إجراءات إدارية للموافقة على الملف ،وربما يطلب من الفريق بعض التوضيحات أو تعديالت وما
شابه ذلك .
ب -دور وأهمية التمويل المالي والتموين البشري بالحفرية األثرية :على من يقوم بمشروع
أثري أن يضع خططا عملية وعلمية من أجل التسيير الجيد للحفرية ،كضرورة التنظيم أثناء تنفيذ
فللفريق الفني بالحفرية أدوات هامة جدا ،البد من توفرها بالموقع ،يترأسها جهاز
التيودوليت والبوصلة ولوحة رسم مع أوراق عادية وأوراق ميليميترية ومالقط لمسك األوراق وقلم
رصاص ودبابيس وحبر صيني ودفاتر وشريط قياس مزدوج وطاولة رسم ومقياس تسوية
مائي)فقاعي( وخيوط ومساطر وبطاقات صغير ....ألخ .
جهاز التيودوليت
كما البد من تزويد موقع الحفرية بالماء والكهرباء الضروريين لعمل األثريين ،خاصة إذا
كان الموقع بمنطقة منعزلة أو في المغارات.
-2تموين الحفرية:
الهيكل المالي يؤدي للحصول على العنصر البشري ،وعليه فالتمويل والتموين أساسي
لنجاح أي مشروع.
فعلى فريق البحث األثري أن يكون متكامال من حيث تخصصاته ) مهندسين ورسامين
ومصورين ومرممين ،(....ويتم اختيارهم وفق طبيعة الموقع وتاريخه ،من أجل ضمان كفاءة عمل
البعثة من الناحية األثرية والعملية والفنية واإلدارية .
بواسطة حبل مشدود بين وتدين ،ثم يرسم خط شرق-غرب)ع ع ) متعامدا على خط شمال-
جنوب .
بعد الحصول على هذين المحورين المتعامدين يصبح من السهل تقسيم الموقع إلى شبكة
من المربعات حسب المقاييس التي نرغب فيها ،فإذا كنا نرغب في الحصول على مربعات ذات
مقاسات ( 8 × 5م) فإننا نقوم بتجزئة الخطين المتعامدين إلى وحدات بينها مسافة 5م ،ونثبت
عندها أوتادا معلومة تحمل رمو از في شكل أرقام أو حروف بعد تحديد هذه المربعات نضع وجهة
المربع ،ورقمه ومن أجل الوصول إلى نتائج حسنة يجب المحافظة على استقامة زوايا مربعات
الحفر قدر اإلمكان وامتداد الحفر إلى األرض البكر.
تخطيط الحفرية
-6طرق الحفر:
تختلف طرق الحفر من منطقة إلى أخرى حسب طبيعة هذه المنطقة ومنه يمكن تحديد
المنهج المتبع في عملية الحفر .
يجب أن ال يتوقف الحفر إال بعد الوصول إلى الطبقة الجيولوجية ،وال ينتقل األفراد من
مربع إلى آخر إال بعد نهاية حفر المربع األول ،ويجب مراقبة التربة التي يتم إخراجها أثناء الحفر،
فقد تكون لقى أثرية صغيرة كقطع النقود أو حلي أو شقوف الفخار أو أدوات حجرية دقيقة بالنسبة
لمواقع ما قبل التاريخ.