You are on page 1of 12

‫جامعة قسنطينة ‪2‬‬ ‫‪ – 2018-2017‬السداسي ‪2‬‬ ‫مدخل إلى علم اآلثار‬

‫جامعة عبد الحميد مهري – قسنطينة ‪2‬‬


‫‪ – 2018-2017‬السداسي ‪2‬‬

‫مدخل إلى علم اآلثار‬

‫– الدرس – ‪14‬‬

‫المحور ‪ :‬الحفرية األثــــــــــــرية‬

‫األستاذة المسؤولة‬
‫البريد اإللكتروني‬ ‫الكلية‬ ‫الرتبة‬ ‫االسم واللقب‬
‫‪Kheira.feradji@univ-constantine2.dz‬‬ ‫علوم إنسانية‬ ‫‪MCB‬‬ ‫فراجي خيرة‬

‫الطلبة المعنيين‬
‫تخصص‬ ‫السنة‬ ‫القسم‬ ‫الكلية ‪/‬المعهد‬
‫ج م علوم إنسانية‬ ‫األولى‬ ‫جذع مشترك‬ ‫علوم إنسانية واجتماعية‬
‫هدف الدرس ‪:‬‬
‫التعرف على مفهوم الحفرية األثرية وأنواعها وأهم المناهج المتبعة في عملية الحفر وكذلك‬
‫أهم المواثيق الوطنية والدولية التي تحمي وتؤطر عمليات التنقيب األثري‪ ،‬وكذلك خطوات تنفيذها‪.‬‬
‫مرت الحفريات األثرية بعدة مراحل قبل أن تبلغ الصورة التي عليها اآلن من التطور‪،‬‬
‫وعلى كل حال فإن الطريقة العلمية للحفرية األثرية لم يهتدي إليها اإلنسان إال بعد إدراكه للقيمة‬

‫صفحة ‪ 1‬من ‪11‬‬ ‫فراجي خيرة‬


‫جامعة قسنطينة ‪2‬‬ ‫‪ – 2018-2017‬السداسي ‪2‬‬ ‫مدخل إلى علم اآلثار‬

‫الحقيقية لآلثار والتي تكمن في المدلول الحضاري‪ ،‬وتعتبر حفرية الكابتن ميدوز تايلور التي أجراها‬
‫في مقابر ميغاليتية عام ‪1581‬م بالهند من أول الحفريات التي تمت بأسلوب علمي‪ ،‬جاء بعده‬
‫شليمان في حفرياته بطروادة وميكيني‪ ،‬وفي عام ‪1551‬م أجرى بيت ريفرز حفائر بمقاطعة ولت‬
‫شاير وكانت حفائ ار علمية دقيقة راعى فيها الدقة في تحديد الطبقات وقام بتسجيل كل ما شاهده‬
‫بدقة‪ ،‬وبمرور الوقت توالت أعمال الحفر وزادت في دقتها‪.‬‬
‫‪ -1‬مفهوم التنقيب األثري‪ :‬التنقيب أعم من الحفر‪ ،‬فهو يشمل جميع الخطوات الميدانية التي من‬
‫شأنها العثور على اآلثار وتحديد أماكنها ‪ :‬من مسح وأسبار وحفرية‪ ،‬وهو األسلوب الذي بواسطته‬
‫يسرد عالم اآلثار البقايا التي تخص نشاط اإلنسان في الماضي‪ ،‬والتي أصبحت مطمورة تحت‬
‫سطح األرض كما أنه يعطينا ويزودنا بالدالئل المادية الملموسة لدى انعدام الوسائل أو عدم توفرها‬
‫لدى الباحثين‪.‬‬
‫‪ -2‬تعريف الحفرية‪:‬‬
‫يطلق مصطلح الحفرية على أعمال الحفر التي يقوم بها علماء اآلثار في الحقل األثري‬
‫الستخراج األشياء المصنوعة بيد آدمية‪ ،‬وتركت في باطن األرض في مكان كان مستعمال‬
‫لآلدميين في أوقات قديمة‪ ،‬وتجرى الحفائر األثرية عادة بالمواقع األثرية ‪.‬‬
‫أ ‪-‬أنواع الحفرية ‪:‬‬
‫‪ -1‬الحفرية في اليابس ‪:‬‬
‫‪ 1-1‬الحفرية اإلنقاذية )‪: (fouille de sauvetage‬‬
‫هي إجراء يأتي بعد تأكيد وجود اآلثار في الموقع الموجه الستيعاب مشروع تنمية‪ ،‬فكثي ار‬
‫ما تقوم مؤسسات عامة وخاصة بأشغال حفر خاصة بالبناء أو شق الطرق وغيره‪ ،‬وقد تصادف‬
‫أثناء أشغالها تلك أثا ار مطمورة في التراب فيصبح من الواجب على هذه المؤسسة أن توقف‬
‫أشغالها وتبلغ السلطات المعنية بحماية اآلثار‪ ،‬وتعتبر الحفرية اإلنقاذية إحدى األدوات المستخدمة‬
‫في المعاينة الميدانية ونوع من أنواع التنقيب االستعجالي‪ ،‬تقوم على الكشف التام لما ينطوي عليه‬
‫باطن األرض من بقايا أثرية‪ ،‬تختلف عن الحفرية المبرمجة في ارتباطها بالظروف االستثنائية‬
‫المتعلقة بالحفرية اإلنقاذية المتمثلة في ضغط العامل الزمني المحدود‪ ،‬وعدم مراعاة الظروف‬
‫المناخية المالئمة لمباشرة أعمال الحفر‪ ،‬وبالتالي هي تتطلب فريق تقني محترف‪ ،‬يكون تدخل‬

‫صفحة ‪ 1‬من ‪11‬‬ ‫فراجي خيرة‬


‫جامعة قسنطينة ‪2‬‬ ‫‪ – 2018-2017‬السداسي ‪2‬‬ ‫مدخل إلى علم اآلثار‬

‫البعثة في هذه الحالة بدون تكوين ملف أثري حول الموقع وبدون اتباع الخطوات واإلجراءات‬
‫الالزمة للحفرية العلمية المبرمجة‪.‬‬
‫‪ -2-1‬الحفرية الوقائية (‪)fouille de sauvegarde‬‬
‫هي إجراء استباقي لوقاية اآلثار من خطر المشاريع التنموية‪ ،‬هذه الحفرية تأتي قبل أي‬
‫مشروع تنموي‪ ،‬ففي حال وجود معالم أو بقايا أثرية أثناء دراسة المشروع التنموي ومعاينته يتم‬
‫تكوين ملفا حول هذا الموقع ويقدم إلى الو ازرة الوصية والتي بدورها تبرمج حفرية وقائية‪ ،‬والفرق‬
‫بين هذا النوع من الحفرية والنوع السابق‪ ،‬هو انه في األولى الموقع األثري قد مست أجزاء منه‪،‬‬
‫بينما في النوع الثاني لم تنطلق بعد األشغال‪ ،‬ولذلك تسمى الحفرية فيه حفرية وقائية‪.‬‬
‫‪ 3-1-‬الحفرية المبرمجة أو المنظمة ( ‪:)fouille organisée et programmée‬‬
‫تتم هذه الحفرية عبر خطوات يجب على الباحث األثري المكلف بها وفريقه المرافق له أن‬
‫يتبعوها‪ ،‬وهي أن يحضر ملفا أثريا حول الموقع من خالل المصادر والمراجع التاريخية‪ ،‬والخرائط‬
‫والصور الجوية‪ ،‬وجمع كل الدالئل والقرائن التاريخية واألثرية المتعلقة بالموقع‪ ،‬ويحدد األعضاء‬
‫المرافقين له‪ ،‬ويقدم هذا الملف إلى و ازرة الثقافة التي تقوم بدراسته والفصل فيه‪ ،‬وفي حالة الموافقة‬
‫يتم تحديد الجهة المسؤولة على تموين وتمويل الحفرية بميزانية محددة‪ ،‬ثم يقوم صاحب المشروع‬
‫بتوفير اإلمكانيات المادية الالزمة للقيام بالحفرية‪.‬‬
‫‪ -4-1‬الحفرية في البحار وتحت المياه‪ :‬لقد عرفت الحفريات التحتمائية في أوربا منذ فترة‬
‫طويلة‪ ،‬لكنها تشهد تأخ ار كبي ار في البالد العربية واإلفريقية‪ ،‬بالرغم من أن الكثير من السفن‬
‫تحطمت على شواطئ وعرض البحر في المياه اإلقليمية لهذه البلدان‪ ،‬كما أن موانئ العصور‬
‫القديمة لتزال غارقة في المياه‪ ،‬وقد حدثت بين الحين واآلخر اكتشافات عرضية لها‪ ،‬كما حدث في‬
‫المهدية بتونس عندما عثر صدفة على مجموعة من التماثيل ليتم استخراجها في سنتي (‪1907‬‬
‫و‪. )1913‬‬
‫‪ -3‬مناهج الحفر‪:‬‬
‫‪ 1-3‬منهج فان كيفن‪:‬‬
‫تطبق هذه الطريقة في التالل والمناطق الصغيرة حيث يقسم الموقع إلى أربعة أجزاء‬
‫وذلك بتحديد محورين ويتم الحفر في قطاعين متناظرين ويترك القطاعان اآلخران دون حفر لتبيين‬
‫التوضع الطبقي ‪.‬‬

‫صفحة ‪ 3‬من ‪11‬‬ ‫فراجي خيرة‬


‫جامعة قسنطينة ‪2‬‬ ‫‪ – 2018-2017‬السداسي ‪2‬‬ ‫مدخل إلى علم اآلثار‬

‫‪ 2-3‬منهج مورتيمر ويلر ‪ :1594‬تستخدم في المساحات الكبيرة‪ ،‬وتقوم على‪:‬‬


‫تقسيم الموقع إلى مربعات تتراوح ما بين ‪8‬م على ‪8‬م ‪ ،‬أو‪11‬م على ‪11‬م مع ترك‬
‫فواصل أو ممرات يقدر قياسها بمتر‪ ،‬والغرض من ذلك إظهار التوضع الطبقي لكل مربع وتسهيل‬
‫التنقل بين الممرات‪.‬‬

‫‪ 3-3‬منهج ماتريكس هاريس ‪1593‬م (المساحة المفتوحة)‪:‬‬


‫يقوم هذا المنهج على الحفر في المجال المفتوح‪ ،‬وذلك بفتح كل أجزاء المربعات دون ترك‬
‫أي جزء منه‪ ،‬وتمكننا هذه الطريقة من رؤية شاملة للموقع والتوضع الطبقي ‪.‬‬
‫‪ 4-3‬الحفر على طريقة رقعة الشطرنج‪ :‬هذه الطريقة جاءت لتجمع بين طريقة ويلر وماتريك‬
‫هاريس‪ ،‬تقوم على تقسيم الموقع إلى مربعات متساوية‪ ،‬بعدها يتم حفر المربعات األربعة التي‬
‫تالمس أضالع المربع األوسط الذي يترك دون حفر بمثابة شاهد يحدد من خالله التوضع الطبقي‬
‫للموقع ويقوم مقام الممرات‪ ،‬وتبقى هذه المربعات قابلة للحفر إن اقتضت الضرورة لذلك‪.‬‬
‫‪ -4‬ما قبل الحفرية‪:‬‬

‫صفحة ‪ 4‬من ‪11‬‬ ‫فراجي خيرة‬


‫جامعة قسنطينة ‪2‬‬ ‫‪ – 2018-2017‬السداسي ‪2‬‬ ‫مدخل إلى علم اآلثار‬

‫إن التحضير للحفرية يفرض علينا الحصول على الترخيص إلجراء األبحاث والتنقيب‬
‫بالموقع‪ ،‬مع ضرورة بحث الطرق التي توفر لنا مصاد ار للتمويل المالي والبشري‪ ،‬من أجل متابعة‬
‫األبحاث وتوفير كل ما يحتاجه األثري بالموقع وهو ما سنتطرق إليه الحقا‪.‬‬
‫أ‪ -‬الملف اإلداري والترخيص إلجراء الحفرية األثرية ‪:‬‬
‫قبل الشروع في أي حفرية ينبغي على صاحب المشروع أن يحضر ملفا يسمى بالملف‬
‫األثري‪ ،‬ويقدمه إلى الجهة الوصية والمخول لها قانونا التصريح والموافقة على الحفرية وتتمثل‬
‫الجهة الوصية في و ازرة الثقافة‪ ،‬ويتكون الملف األثري من جانبين أساسيين‪ ،‬األول علمي والثاني‬
‫إداري‪:‬‬
‫‪ -1‬الجانب العلمي‪ :‬ينقسم الجانب العلمي إلى قسمين‪:‬‬
‫‪ -1-1‬القسم النظري‪:‬‬
‫قبل أن ينتقل الباحث إلى الجانب التطبيقي عليه أن يقوم بجمع المادة العلمية حول‬
‫الموقع‪ ،‬وذلك باللجوء إلى المصادر والمراجع والمقاالت والجرائد‪ ،‬لجمع أكبر عدد من المعلومات‬
‫للمنطقة التي هو بصدد الحفر فيها‪.‬‬
‫‪ -2-1‬القسم الميداني‪:‬‬
‫ينتقل الباحث أو المشرف على الحفرية إلى الموقع‪ ،‬ويقوم بعملية استكشافية ويجمع نماذج‬
‫من شقف الفخار والخزف والتحف األثرية المتواجدة فوق سطح األرض‪ ،‬وإذا كان بالموقع أجزاء‬
‫ظاهرة من البنايات يقوم بوضع مخططات لها ووصفها وأخذ صور حولها وحول الموقع‪ ،‬وإذا كان‬
‫من الممكن إجراء عملية سبر لألغوار ال يستطيع من خاللها التعرف على الطبقات االستراتيغرافية‬
‫وما تحويه من بقايا‪ ،‬ومن ثم معرفة التسلسل التاريخي الذي عرفه الموقع‪.‬‬
‫‪- 2‬الجانب اإلداري‪:‬‬
‫يتمثل الجانب اإلداري أوال في تحديد أعضاء فريق الحفرية واإلمكانيات والوسائل المتوفرة‬
‫والجهات المعنية بالتكفل والتمويل المادي‪ ،‬ثم تقديم الملف إلى الو ازرة الوصية وما يتبع ذلك من‬
‫إجراءات إدارية للموافقة على الملف‪ ،‬وربما يطلب من الفريق بعض التوضيحات أو تعديالت وما‬
‫شابه ذلك ‪.‬‬
‫ب‪ -‬دور وأهمية التمويل المالي والتموين البشري بالحفرية األثرية ‪ :‬على من يقوم بمشروع‬
‫أثري أن يضع خططا عملية وعلمية من أجل التسيير الجيد للحفرية‪ ،‬كضرورة التنظيم أثناء تنفيذ‬

‫صفحة ‪ 5‬من ‪11‬‬ ‫فراجي خيرة‬


‫جامعة قسنطينة ‪2‬‬ ‫‪ – 2018-2017‬السداسي ‪2‬‬ ‫مدخل إلى علم اآلثار‬

‫المحكم من خالل توفير كل الوسائل المالية والبشرية‬


‫المشروع واإلشراف عليه‪ ،‬وكذا التخطيط ُ‬
‫المتاحة ‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ -1‬التمويل المالي للحفرية ‪:‬‬
‫عنصر أساسيا في المشاريع األثرية‪ ،‬ويمكن للباحث األثري أن يستعين‬
‫ا‬ ‫إن التمويل المالي‬
‫في عملية تمويل المشاريع بالمصالح التالية‪ :‬اإلدارات األثرية‪ ،‬المتاحف‪ ،‬الجامعات والمعاهد‬
‫الخاصة‪ ،‬لذلك البد من تقدير الميزانية والتأكد من مناسبتها لحجم العملية ومن بين األمور التي‬
‫لها عالقة بالتمويل معدات الحفر‪ ،‬فالمسؤول عن تأمين وتوفير هذه المعدات هو مدير الحفرية‬
‫الذي يحضرها حسب احتياجات أعضاء البعثة كي ال يفاجئ بأي نقص يعطله عن العمل أثناء بدأ‬
‫الحفر‪.‬‬
‫أما أدوات فريق الحفر فهي محدودة مقارنة مع الفريق التقني‪ ،‬لذلك نجد أن األدوات‬
‫المستعملة لدى الفريق تتركز مجملها في ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬خيم ‪.‬‬

‫‪-‬المعاول‪ ،‬الدالء والعربات لنقل األتربة‪.‬‬

‫صفحة ‪ 6‬من ‪11‬‬ ‫فراجي خيرة‬


‫جامعة قسنطينة ‪2‬‬ ‫‪ – 2018-2017‬السداسي ‪2‬‬ ‫مدخل إلى علم اآلثار‬

‫الفؤوس والفراشي بنوعيها الناعمة والخشنة‪.‬‬

‫فللفريق الفني بالحفرية أدوات هامة جدا‪ ،‬البد من توفرها بالموقع‪ ،‬يترأسها جهاز‬
‫التيودوليت والبوصلة ولوحة رسم مع أوراق عادية وأوراق ميليميترية ومالقط لمسك األوراق وقلم‬
‫رصاص ودبابيس وحبر صيني ودفاتر وشريط قياس مزدوج وطاولة رسم ومقياس تسوية‬
‫مائي)فقاعي( وخيوط ومساطر وبطاقات صغير ‪....‬ألخ ‪.‬‬

‫جهاز التيودوليت‬
‫كما البد من تزويد موقع الحفرية بالماء والكهرباء الضروريين لعمل األثريين‪ ،‬خاصة إذا‬
‫كان الموقع بمنطقة منعزلة أو في المغارات‪.‬‬
‫‪ -2‬تموين الحفرية‪:‬‬
‫الهيكل المالي يؤدي للحصول على العنصر البشري‪ ،‬وعليه فالتمويل والتموين أساسي‬
‫لنجاح أي مشروع‪.‬‬
‫فعلى فريق البحث األثري أن يكون متكامال من حيث تخصصاته ) مهندسين ورسامين‬
‫ومصورين ومرممين‪ ،(....‬ويتم اختيارهم وفق طبيعة الموقع وتاريخه‪ ،‬من أجل ضمان كفاءة عمل‬
‫البعثة من الناحية األثرية والعملية والفنية واإلدارية ‪.‬‬

‫صفحة ‪ 7‬من ‪11‬‬ ‫فراجي خيرة‬


‫جامعة قسنطينة ‪2‬‬ ‫‪ – 2018-2017‬السداسي ‪2‬‬ ‫مدخل إلى علم اآلثار‬

‫‪ -9‬خطوات الحفرية األثرية ‪:‬‬


‫يقول أحد علماء اآلثار " إن االمتناع كليا عن القيام بحفائر أثرية أفضل من الشروع فيها‬
‫إذا لم تكن التجربة مع الخبرة متوفرة ألن هذا يفقدنا أشياء ال يمكن تعويضها" ولذلك يجب التقيد‬
‫بالمراحل التالية من أجل الوصول إلى نتائج علمية سليمة‪.‬‬

‫‪ -1-9‬تحديد مساحة الحفرية ‪.‬‬


‫يعد تحديد حيز الحفرية من أهم الخطوات والمراحل التي تمر بها الحفرية‪ ،‬فالمواقع األثرية‬
‫تختلف مساحتها من موقع آلخر تمتد في كثير من األحيان إلى مئات الهكتارات‪ ،‬ولحفر كل هذه‬
‫المساحة يتطلب جهدا ووقتا كبيرين‪ ،‬ومن ثم كان من الواجب اختيار األماكن اإلستراتيجية من هذه‬
‫المواقع‪ ،‬التي يمكننا من خاللها الحصول على أكبر كمية من المعلومات‪.‬‬

‫‪ -2-9‬تحديد موضع الرديم ‪.‬‬


‫يتطلب موضع الرديم قبل كل شيء التأكد من خلوه من اآلثار‪ ،‬وذلك بواسطة إجراء أسبار‬
‫فيه‪ ،‬ومع ذلك يجب االحتياط أكثر‪ ،‬فقد ال تتوافق األسبار مع أماكن تواجد البقايا األثرية‬
‫المطمورة‪ ،‬وعليه يستحسن أن تستخدم غيرها من الطرق الستكشاف المكان‪ ،‬كالطرق الجيوفيزيائية‬
‫أو الكيميائية المنتهجة في عملية المسح ‪.‬‬
‫إذا كان موضع الرديم قريبا من الموقع فانه يجب معرفة اتجاه الرياح السائد‪ ،‬حتى ال تعاد‬
‫التربة مرة ثانية وتطمر ما تم حفره وتزداد خطورة هذه المواقف أكثر في المناطق الصحراوية ذات‬
‫التربة الرملية التي تنقلها الرياح بسهولة ‪.‬‬

‫‪ -3-9‬تخطيط الحفرية ‪.‬‬


‫قبل كل شيئ يجب تعيين النقطة المرجعية التي سيتم االنطالق منها لتخطيط الحفرية‪،‬‬
‫ويفضل أن تكون هذه النقطة شيئا ثابتا كصخرة أو شجرة أو عمود مثبت في أحد زوايا الموقع‪،‬‬
‫وتميز هذه النقطة بعالمة خاصة غير قابلة للزوال‪.‬‬
‫ثم يحدد اتجاه الشمال والجنوب بواسطة بوصلة أو غيرها من الطرق حتى يتسنى تحديد‬
‫اتجاه الرياح ولتسهيل معرفة الموضع جغرافيا على الخريطة‪ ،‬ثم يرسم خط) س س( على الموقع‬

‫صفحة ‪ 8‬من ‪11‬‬ ‫فراجي خيرة‬


‫جامعة قسنطينة ‪2‬‬ ‫‪ – 2018-2017‬السداسي ‪2‬‬ ‫مدخل إلى علم اآلثار‬

‫بواسطة حبل مشدود بين وتدين‪ ،‬ثم يرسم خط شرق‪-‬غرب)ع ع ) متعامدا على خط شمال‪-‬‬
‫جنوب ‪.‬‬

‫بعد الحصول على هذين المحورين المتعامدين يصبح من السهل تقسيم الموقع إلى شبكة‬
‫من المربعات حسب المقاييس التي نرغب فيها‪ ،‬فإذا كنا نرغب في الحصول على مربعات ذات‬
‫مقاسات ( ‪8 × 5‬م) فإننا نقوم بتجزئة الخطين المتعامدين إلى وحدات بينها مسافة ‪5‬م‪ ،‬ونثبت‬
‫عندها أوتادا معلومة تحمل رمو از في شكل أرقام أو حروف بعد تحديد هذه المربعات نضع وجهة‬
‫المربع‪ ،‬ورقمه ومن أجل الوصول إلى نتائج حسنة يجب المحافظة على استقامة زوايا مربعات‬
‫الحفر قدر اإلمكان وامتداد الحفر إلى األرض البكر‪.‬‬

‫صفحة ‪ 9‬من ‪11‬‬ ‫فراجي خيرة‬


‫جامعة قسنطينة ‪2‬‬ ‫‪ – 2018-2017‬السداسي ‪2‬‬ ‫مدخل إلى علم اآلثار‬

‫تخطيط الحفرية‬

‫‪ -6‬طرق الحفر‪:‬‬

‫تختلف طرق الحفر من منطقة إلى أخرى حسب طبيعة هذه المنطقة ومنه يمكن تحديد‬
‫المنهج المتبع في عملية الحفر ‪.‬‬

‫‪ 1-6‬الحفر في المساحات المفتوحة ‪.‬‬


‫يكون الحفر بإزالة طبقة بعد طبقة إلى غاية الوصول إلى األرض البكر‪ ،‬وإذا كانت‬
‫المربعات كبيرة (‪ )11x11‬م يمكن تقسيمها إلى مربعات أصغر‪ ،‬وفي جميع األحوال ينبغي أن‬
‫يحاط الحفر بالحيطة والحذر حتى ال يلحق ضر ار باللقى األثرية‪ ،‬وتزداد الحيطة أكثر كلما زاد‬
‫االقتراب من اللقى‪ ،‬وقد يلجأ األثري إلى تغيير أدوات الحفر فيتخلى عن الفأس ويستعمل أدوات‬
‫بسيطة مثل المسطرين أو الفرشاة ويتوقف هذا على حسب نوعية اللقى‪.‬‬

‫فرشاة التنقيب‬ ‫المسطرين‬

‫صفحة ‪ 11‬من ‪11‬‬ ‫فراجي خيرة‬


‫جامعة قسنطينة ‪2‬‬ ‫‪ – 2018-2017‬السداسي ‪2‬‬ ‫مدخل إلى علم اآلثار‬

‫يجب أن ال يتوقف الحفر إال بعد الوصول إلى الطبقة الجيولوجية‪ ،‬وال ينتقل األفراد من‬
‫مربع إلى آخر إال بعد نهاية حفر المربع األول‪ ،‬ويجب مراقبة التربة التي يتم إخراجها أثناء الحفر‪،‬‬
‫فقد تكون لقى أثرية صغيرة كقطع النقود أو حلي أو شقوف الفخار أو أدوات حجرية دقيقة بالنسبة‬
‫لمواقع ما قبل التاريخ‪.‬‬

‫‪ 2-6‬الحفر في المدن والقرى األثرية ‪.‬‬


‫تستخدم هذه الطريقة في مواقع القرى والمدن األثرية ذات المساحة الواسعة‪ ،‬ويفضل أن‬
‫يبدأ التنقيب من منطقة وسط الموقع إذ أن وسط المدينة يعد من أغنى األجزاء المكونة للمدينة‪ ،‬في‬
‫الغالب ما يكون إما معبدًا أو قص ًار ويتم تتبع الجدران واألسس وصوال إلى األرضية ذات اللون‬
‫الداكن ويكون عادة مبلطا أو مرصوفاً باألحجار أو اآلجر ثم يستمر التنقيب إلظهار مبان أخرى‬
‫في الطبقة الثانية والثالثة بعدها يتم تتبع واستكشاف أسوار المدينة ومداخلها حتى يتم استكشاف‬
‫جميع أجزاء المبنى ‪.‬‬

‫طريقة الحفر في المدن والقرى األثرية ‪.‬‬

‫‪ 3-6‬حفر المواقع المغمورة بالمياه ‪.‬‬


‫تحتاج هذه الطريقة إلى معدات خاصة إلزالة المياه إن كان الموقع مغمو ار بالمياه الجوفية‬
‫أو لعملية البحث واالنتشال من قعر المياه إن كان الموقع تحت البحر أو النهر ‪.‬‬

‫صفحة ‪ 11‬من ‪11‬‬ ‫فراجي خيرة‬


‫جامعة قسنطينة ‪2‬‬ ‫‪ – 2018-2017‬السداسي ‪2‬‬ ‫مدخل إلى علم اآلثار‬

‫التنقيب عن اآلثار المغمورةالمراجع‬


‫حامد قادوس عزت زكي‪ ،‬علم الحفائر وفن المتاحف‪ ،‬دار الحضري اإلسكندرية ‪. 4112 ،‬‬
‫عمر علي ناجح‪ ،‬علم التنقيب عن اآلثار‪ ،‬ط‪ ،1‬دار العلم العربي ‪،‬القاهرة ‪.4118‬‬
‫محمد رزق عاصم‪ ،‬علم اآلثار بين النظرية والتطبيق ‪ ،‬مكتبة مدبولي ‪.1998 ،‬‬

‫صفحة ‪ 11‬من ‪11‬‬ ‫فراجي خيرة‬

You might also like