You are on page 1of 5

‫* السداسي الثاني *‬ ‫* مدخل إلى علم اآلثار*‬ ‫*جامعة التموين المتواصل*‬

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬


‫جامعة التكوين المتواصل‬
‫فرع‪:‬إعالم و إتصال‬

‫عملية الحفر تقنيات و طرق العمل‬


‫مقدمة‪ :‬قبل الشروع في أي حفرية ينبغي على صاحب المشروع أن يحضر ملفا يسمى بالملف األثري‪،‬‬

‫ويقدمه إلى الجهة الوصية والمخول لها قانونا التصريح والموافقة على الحفرية وتتمثل الجهة الوصية في‬
‫وزارة الثقافة‪ ،‬ويتكون الملف األثري من جانبين‪ ،‬األول علمي والثاني إداري‪.‬‬
‫أ ‪-‬الجانب العلمي ‪ :‬ينقسم هذا الجانب إلى قسمين‪ ،‬قسم نظري و قسم ميداني‪ .‬أوال‪،‬قبل أن ينتقل الباحث‬
‫إلى الجانب التطبيقي عليه أن يقوم بجمع المادة العلمية حول الموقع‪ ،‬وذلك باللجوء إلى المصادر والمراجع‬
‫لجمع المعلومات حول المنطقة المعنية بالحفر‪.‬‬
‫فالمصادر تشتمل على معلومات قديمة عن الموقع‪ ،‬وهي المعلومات المدونة و الموثوق فيها حول من‬
‫صنعوا األحداث والوقائع المذكورة‪ ،‬أو كانوا طرفا فيها‪ ،‬أو شاهدوها ثم صاروا ا لواسطة الرئيسية في‬
‫نقل المعارف وهذه المصادر متنوعة ومتعددة‪ ،‬وهي تشمل المصادر التاريخية ويقصد بها تلك المؤلفات‬
‫التي دون فيها أصحابها األحداث حول منطقة ما أو دولة ما‪.‬‬
‫كما أن هناك مصادر جغرافية وهي مؤلفات لرحالة وجغرافيين وتركوا لنا كتابات حول المدن‬
‫والمجتمعات واألوضاع االقتصادية واالجتماعية والدينية و الثقافية للمدن ا لتي‬
‫زاروها مع وصفهم لبعض المنشآت المعمارية‪ .‬فكل هذه الحقائق التاريخية المدونة يحتاج إليها الباحث‬
‫األثري ليتعرف على المنشآت المعمارية يتعامل معها بشكل مباشر أو غير مباشر ‪.‬‬
‫والى جانب هذه المصادر هناك مصادر أدبية ‪،‬وتب و مخطوطات تراجم تحتوي على معلومات جد هامة‬
‫ال يجب على األثري أن يغفل عنها‪.‬‬

‫وباإلضافة إلى المصادر هناك مراجع ينبغي العودة إليها وهي تلك المؤلفات الحديثة التي تعتمد‬
‫في مادتها العلمية بصفة أساسية على المصادر‪ ،‬تشتمل في دراسات نقدية وتحليلية لمعلوماتها‬
‫أو تعليق عليها‪ ،‬أو شرح أو تلخيص لها‪ ،‬وقد تشتمل على صور أو خرائط أو إحصائيات أو رسوم بيانية‬
‫يستفيد منها الباحث األثري في تكوين ملفه األثري كثيرا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫* السداسي الثاني *‬ ‫* مدخل إلى علم اآلثار*‬ ‫*جامعة التموين المتواصل*‬

‫و من بين أهم المراجع الميدانية نذكر الخرائط الطبوغرافية والصور الجوية التي يعتمد عليها ا لباحث‬
‫األثري‪ .‬فمن خلل الخريطة الطبوغرافية يحدد إحداثيات الموقع وارتفاعه على مستوى سطح البحر‪ ،‬بينما‬
‫من خلل الصورة الجوية يستطيع الباحث أن يحدد الحيز األثري للموقع‪ ،‬وتجعل الموقع واضح المعالم‪.‬‬

‫القسم الميداني يتمثل في جمع المادة العلمية النظرية حول الموقع ودراسة معطياته التاريخية والجغرافية‪،‬‬
‫ينتقل الباحث إلى الموقع‪ ،‬ويقوم بعملية استكشافية بجمع النماذج من األشياء المتواجدة فوق سطح األرض‪.‬‬
‫ب‪-‬ا‬

‫لجانب اإلداري‪:‬‬
‫يتمثل الجانب الداري أول في تحديد أعضاء فريق الحفرية واإلمكانيات والوسائل الالزمة والجهات‬
‫المعنية بالتمويل المادي‪ ،‬ثم تقديم الملف إلى الوزارة الوصية‪.‬‬
‫يتكون فريق البعثة عادة من رئيس الحفرية‪ ،‬وهو المسؤولة عن كل األعمال المتعلقة بالحفرية‬
‫‪،‬و عادة ما يكون باحثا له الخبرة الكافية ‪ ،‬ونائب رئيس البعثة وهو الذي ينوب عن الرئيس إذا كان غائبا‬
‫للقيام بأعمال أخرى‪ ،‬باإلضافة إلى أساتذة وباحثين متخصصين في مختلف ميادين علم اآلثار وعلوم‬
‫أخرى كالهندسة والكيمياء والجيولوجيا‪...‬و مساعدين و طلبة في علم االثار‪.‬‬

‫طرق ومناهج الحفر‪ :‬عملية الحفر في البحث عن اللقى و المخلفات قد تختلف حسب المواقع من حيث‬
‫الشكل و الظروف التي تتصف بها هذه المواقع منها‪.‬‬
‫‪/1‬طرقة فان كيفن‪:‬‬
‫تستعمل هذه الطريقة خاصة في التلل الصغيرة‪ ،‬ويتم تخطيط الحفرية حسب هذه الطريقة بتقسيم التلة إلى‬
‫أربعة أجزاء متساوية بداية من مركز التلة إلى نهايتها في شكل دائرة مقسمة إلى زوايا تقدر كل واحدة‬
‫منها ب ‪90‬درجة مئوية‪ ،‬ويبدأ الحفر في جزئين متقابلين رأسيا ويترك األجزاء األخرى اللذان منهما يتم‬
‫رسم الطبقات الستراتيغرافية للموقع‪ ،‬غير أن هذه الطريقة ال يمكن تطبيقها إال في المواقع ذات الشكل‬
‫الدائري والصغيرة األحجام‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫* السداسي الثاني *‬ ‫* مدخل إلى علم اآلثار*‬ ‫*جامعة التموين المتواصل*‬

‫‪/2‬طريقة ويللر‪:‬‬
‫لما كان من الصعب تطبيق طريقة "كيفن" في المواقع الكبيرة‪ ،‬ونفس الحال بالنسبة للطرق األخرى‬
‫القديمة منها التي استعملت في حفريات عديدة في الشرق‪ ،‬والتي كان التسجيل فيها ناقصا‪ ،‬قام الباحث‬
‫األثري اإلنكليزي " مورتيمر ويلر" بانتقاد الطرق السابقة‪ ،‬ووضع طريقة ومنهجا جديدا طبقه في سنة‬
‫‪ ،1954‬وهو يقوم على تقسيم الموقع الى مساحات و لكل مساحة مربعات ‪5‬م×‪5‬م و يترك ممرات بين‬
‫مختلف المربعات الصغيرة إال أن يغطي كل مساحة الموقع لكي يشكل شبكات من مربعات متساوية بينما‬
‫يقدر عرض الممرات بين المربعات بـ‪1‬م والهدف منه هو تسهيل حركة التنقل بين أجزاء الحفرية‪.‬‬
‫ومن مزايا هذه الطريقة هو التسجيل الدقيق للتوضع الطبقي الذي يصاحب عملية الحفر‪ ،‬غير أن هذا لم‬
‫يمنع من توجيه انتقادات لها ‪ ،‬و التي من أبرزها بقاء الممرات بدون حفر قد يخفي بقايا ا ثرية وامتدادات‬
‫معمارية هامة تحدد من خللها هوية المعالم والمباني المكتشفة‪.‬‬

‫‪/3‬طريقة ماتريكس هاريس‪:‬‬


‫صاحب هذه الطريقة هو " ادوارد هاريس" وضعها في عام ‪ ، 1973‬و شرح طريقته الجديدة هذه‬

‫‪3‬‬
‫* السداسي الثاني *‬ ‫* مدخل إلى علم اآلثار*‬ ‫*جامعة التموين المتواصل*‬

‫في كتابه بعنوان" مبادئ التوضع الطبقي األثري"‪ ،‬وهي تقوم على منهج الحفر المفتوح دون أن يترك أي‬
‫جزء من الموقع عكس طريقة" ويللر" ‪ ،‬وتسمح هذه ا لطريقة بتحقيق رؤية شاملة للمكتشفات‪.‬‬
‫ويتم الحفر في هذه الطريقة بنزع طبقة بعد طبقة‪ ،‬مع تسجيل كل ما يتعلق بكل طبقة من مساحة وارتفاع‬
‫ووضع مخططات لها توضح كل مكتشف في مكانه وضمن محيطه‪ ،‬وفي األخير تسمح هذه الطريقة‬
‫بالحصول على تسجيل عمودي طبقي لكامل الموقع‪.‬‬

‫‪/4‬طريقة الحفر على رقعة الشطرنج‪:‬‬


‫تعد هذه الطريقة المنهج الوسط بين طريقة ويلر و طريقة ماتريكس هاريس‪ ،‬حيث فيها يقسم الموقع إلى‬
‫مربعات متساوية‪ ،‬ثم تحفر المربعات األربعة التي تلمس أضلع المربع الوسط الذي يترك بدون حفر‪ ،‬ويعد‬
‫هذا المربع الوسط شاهدا تحدد من خلله الطبقات الستراتيغرافية للموقع وتقوم مقام الممرات في طريقة‬
‫ويلر‪ ،‬ا ما ‪ 11‬م‪ ،‬وفي هذه الحالة تطبق طريقة × بالنسبة للمربعات المحفورة فانه يمكن أن تكون ذات‬
‫مقاسات كبيرة ثم يتم حفر كل مربع أفقيا طبقة بعد طبقة ورسم كل المكتشفات وفق مخطط أفقي‪.‬‬
‫ومن هنا يظهر بان هذا المنهج يجمع ويمزج بين طريقتي" ويلر" و"هاريس"‪ ،‬وبالرغم من ان هذه‬
‫الطريقة ال تمكننا من الرؤية الشاملة للموقع من خلل بقاء مربعات بدون حفر‪ ،‬إال أنها تمكننا من رؤية‬
‫مجال اكبر من الذي نراه حسب طريقة" ويللر كما أن هذه المربعات قابلة للتنقيب كلما أحتجن المزيد من‬
‫المعلومات حول الموقع ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫* السداسي الثاني *‬ ‫* مدخل إلى علم اآلثار*‬ ‫*جامعة التموين المتواصل*‬

‫‪5‬‬

You might also like