You are on page 1of 13

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة‬

‫بحث حول‬

‫المواقع االثرية‬
‫‪:‬من اعداد‬

‫السنة الجامعية‪2022/2023:‬‬
‫قائمة المحتويات‬
‫مقدمة ‪3...................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية المواقع االثرية ‪4....................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم المواقع االثرية‪4....................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أهمية المواقع االثرية‪4.....................................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أنواع المواقع االثرية‪4....................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬طبيعة وعوامل تشكل المواقع االثرية وأساليب التعامل معها‪5‬‬
‫المطلب األول‪ :‬طبيعة المواقع االثرية ‪5....................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬عوامل تشكل المواقع االثرية‪6.............................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أساليب التعامل مع المواقع االثرية‪7.......................‬‬
‫خاتمة ‪11.................................................................‬‬
‫قائمة المراجع‪12........................................................ :‬‬
‫مقدمة‬
‫عندما حيفر عامل االثار حبثا عن املخلفات احلضارية لإلنسان يف العصور القريبة والبعيدة‪ ،‬فإنه ال‬
‫يتطلع فقط إىل األبنية أو العثور على أطالل هذه املباين أو املخلفات الفنية ملن عاشوا فيها‪ ،‬بل‬
‫يتطلع إىل الكشف عن كل شيء ميكن العثور عليه مما كانت له عالقة حبياة هؤالء الناس‬
‫االجتماعية واالقتصادية والفنية والعسكرية والصناعية والتجارية وغريها‪ ،‬ومن هنا كان لعلم اآلثار‬
‫جماالته املتشعبة واملختلفة كما كان حلفائره أساليبها وطرقها‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية المواقع االثرية‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم المواقع االثرية‬
‫هي األماكن اليت يتم العثور فيها على بقايا وخملفات تدل على النشاطات اليت قام هبا اإلنسان‬
‫خالل العصور القدمية‪ ،‬وتتم عملية العثور عن طريق احلفر والتنقيب‪ ،‬ويكون التعرف على املواقع‬
‫األثرية إما عن طريق الصدفة أو عن طريق البحث والتحري‪ .‬أما املادة ‪ 28‬من قانون محاية الرتاث‬
‫الوطين ‪ 98-04‬فقد عرفت املواقع األثرية على أهنا مساحات مبنية أو غري مبنية دون وظيفة‬
‫تؤديها‪ ،‬تشهد بأعمال اإلنسان أو بتفاعله مع الطبيعة‪ ،‬مبا يف ذلك باطن األرضي املتصلة هبا وهلا‬
‫قيمة من الوجهة التارخيية أو األثرية‪ ،‬أو العلمية أو األنثروبولوجية؛ مثل موقع أوزيدان الذي يعود‬
‫‪1‬‬
‫إىل فرتة ما قبل التاريخ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أهمية المواقع االثرية‬


‫ال ميكن أن نعد املواقع االثرية شيئا ثانويا؛ فالعديد من األشخاص خاصة يف جمتمعاتنا العربية‬
‫ينظرون إليها نظرة عادية وال يولوهنا الكثري من األمهية مع أهنا حتتل مكانة عظيمة‪ ،‬فهي أوال وقبل‬
‫‪2‬‬
‫كل شيء تعترب الدليل املادي على وجود الشعب وأحقيته بأرضه اليت يقيم عليها‬

‫كما ميكن لآلثار أن تعطينا فكرة عن احلقب التارخيية القدمية وشكلها‪ ،‬وطبيعتها‪ ،‬وعن طبيعة حياة‬
‫األجيال اليت عاشت فيها يوما ما‪ ،‬ولآلثار أمهية يف ربط املاضي باحلاضر واملستقبل‪ ،‬فمعرفة‬
‫اإلنسان ملاضيه وحاضره ميكنه من صياغة مستقبله ومستقبل األجيال من بعده‪ ،‬ومن أبرز أوجه‬
‫اآلثار التارخيية هي الرتاث العمراين؛ الذي يشكل حلقة وصل بني املاضي واحلاضر‪ ،‬ويساهم يف‬
‫تعريف الناس يف حضارة أجدادهم وتارخيهم‪ ،‬مما خيلق رابطة قوية بني الوطن واملواطن‪ ،‬ويسهم يف‬
‫‪3‬‬
‫تعريف مجيع املواطنني بتارخيهم وحفظه من خالل تناقله بني األجيال‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 28‬من قانون حماية التراث الوطني ‪98-04‬‬


‫ّط‬
‫‪" 2‬اآلثار العربية الكنعانية في فلسطين"‪ ،‬مؤسسة القدس للثقافة والتراث‪ .‬ا لع عليه بتاريخ ‪ 2022-11-10‬بتصّر ف‬
‫‪ 3‬نبذة عن التراث العمراني"‪ ،‬الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني‪ .‬اّط لع عليه بتاريخ ‪ 2022-11-11‬بتصّر ف‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أنواع المواقع االثرية‬
‫ختتلف املواقع األثرية باختالف طبيعتها واحلضارات اليت تعود إليها وأزمنتها ولكل موقع أثري‬
‫مزاياه اخلاصة به ختتلف من مواقع إىل آخر ومن بلد إىل آخر وأهم تلك املواقع جند‬

‫مواقع المناجم والمحاجر‪ :‬هي املواقع اليت حيصل منها اإلنسان على املواد اخلام لصناعة‬ ‫‪.1‬‬
‫األدوات وبناء املباين مثل موقع (فنان) بوادي العربة جنوب األردن‪ ،‬فأحيانا جند بقايا عظام‬
‫إنسان ردم حتت األنقاض‪ ،‬فاحملاجر واملناجم تعترب حجر األساس لبناء احلضارات وذات‬
‫أمهية بالغة ملا حتتويه من معلومات وآثار تساهم يف دراسة املخلفات البشرية‬
‫مواقع المدافن‪ :‬من أغىن املواقع األثرية من حيث اللقى األثرية خاصة تلك الشعوب اليت‬ ‫‪.2‬‬
‫تؤمن باحلياة بعد املوت مثل الكهوف واألهرامات‪ ....‬وغريها‪ .‬كما أن هذه املواقع تساعد‬
‫كثريا على معرفة املراتب االجتماعية‪ .‬وقد يستدل على هذه املدافن من خالل كتب‬
‫‪4‬‬
‫التاريخ اليت حتدثت عنها أو بدليل أثري وجد على سطح املدفن أو بالقرب منه‬
‫مواقع المراكز الدينية‪ :‬ذات طابع دينية تقوم على ممارسة الشعائر الدينية‪ ،‬وقد تكون‬ ‫‪.3‬‬
‫داخل أو خارج املستوطنات كاملعابد املوجودة باليونان (جبل أوملبس)‪.‬‬
‫المستقرات البشرية‪( :‬مواقع االستيطان البشري) وهو النموذج األكثر شيوعا؛ حيث‬ ‫‪.4‬‬
‫استقر اإلنسان فيها وعاش ومارس فيها نشاطات حياته املختلفة (كالكهوف واملدن‪)...‬‬
‫مواقع النفايات والقمامات‪ :‬توجد عادة بالقرب من املسطحات املائية (على شواطئ‬ ‫‪.5‬‬
‫البحار واألهنار والبحريات) حيث كان اإلنسان يرمي فيها خملفاته كالعظام واألصداف‬
‫فيما قبل التاريخ‪ ،‬وتعترب هذه النفايات مصدرا قيما جدا من املادة العلمية لدارس اآلثار‪،‬‬
‫حيث وجد مبوقع قمامة قرب عني مليلة مججمة يشتبه فيها على أهنا ملقتول دفن هناك‬
‫مواقع الملتقطات السطحية‪ :‬هي جمموعة من األدوات املنتشرة فوق سطح األرض وليس‬ ‫‪.6‬‬
‫ضروريا أن تكون هذه املواقع مستوطنة دائما‪ ،‬ولكنها دليل على وجود نشاط بتلك‬
‫‪5‬‬
‫املنطقة‪.‬‬

‫‪ 4‬كامل حيدر‪ ،‬منهج البحث األثري والتاريخي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفكر اللبناني‪ ،‬بيروت‪ ،1995 ،‬ص ‪20‬‬
‫‪ 5‬نفس المرجع السابق‬
‫المبحث الثاني‪ :‬طبيعة وعوامل تشكل المواقع االثرية وأساليب التعامل معها‬
‫المطلب األول‪ :‬طبيعة المواقع االثرية‬
‫‪6‬‬
‫ختتلف املواقع األثرية من حيث مساحتها وتارخيها وأشكاهلا؛ وقد صنفها األثريون اىل‪:‬‬

‫مواقع ضفاف األهنار‬ ‫‪.1‬‬


‫مواقع حسب الفرتة الزمنية كالعصور احلجرية أو الربونزية‪....‬‬ ‫‪.2‬‬
‫مواقع حسب األدوات املكتشفة هبا وبإمكان املوقع األثري أن ميثل أكثر من فرتة زمنية‬ ‫‪.3‬‬
‫وهذا ما يسمى بالتعاقب احلضاري على املنطقة فكثريا ما يستعمل املوقع من طرف عدة‬
‫‪7‬‬
‫سالالت أو حضارات مرت به‬

‫المطلب الثاني‪ :‬عوامل تشكل المواقع االثرية‬


‫العوامل الطبيعية‪ :‬تعترب العوامل الطبيعية من أخطر العوامل اليت تؤدي إىل هالك واختفاء‬ ‫أ‪.‬‬
‫املدن واملباين القدمية كالزالزل‪ ،‬الرباكني؛ فمثال بركان فيزوف غطى مدينيت بوميب وهركوالنيوم‬
‫بإيطاليا بالكامل‪ ،‬إضافة إىل تغري املناخ كاألعاصري والرياح اليت تتسبب يف عمليات هدم وختريب‬
‫املباين األثرية خاصة إذا كانت قد محلت معها عند مرورها على سطح األرض حبيبات من الرمال‬
‫ذات الصالبة العالية ورذاذ األمطار‪ 8.‬إىل جانب الفيضانات اليت تؤدي هي األخرى إىل اختفاء‬
‫املدن‪ ،‬فإن كثريا من املباين القائمة على ضفاف األهنار والوديان هتدم أثناء فيضان هذه الوديان‬
‫واألهنار‪ 9،‬إضافة إىل انزالقات الرتبة اليت تغطي املباين بالكامل‪ ،‬وهذا عكس املباين األثرية والتارخيية‬
‫‪10‬‬
‫املوجودة باملناطق اجلافة قليلة األمطار اليت تكون أكثر بقاء مث متاسك‬
‫العوامل البشرية‪ :‬ال تقل العوامل البشرية خطورة عن العوامل الطبيعية فقد يؤدي الالوعي‬ ‫ب‪.‬‬
‫إىل ختريب املدن التارخيية واألثرية واندثار معاملها من طرف اإلنسان حبيث يلجأ إىل قلع أحجار‬
‫وأعمدة املباين ليعيد استعماهلا يف بناء مدنه اجلديدة‪ ،‬أو يشيد مبانيه اجلديدة فوق املباين القدمية‪،‬‬
‫‪ 6‬تقي الدباغ‪ ،‬مقدمة في علم اآلثار‪ ،‬الموسوعة الصغيرة‪ ،‬العدد ‪ ،88‬دار الحرية للطباعة‪ ،‬بغداد‪ ،‬شباط ‪ ،1981‬ص ‪.86- 75‬‬
‫‪ 7‬أزهري مصطفى صادق‪ ،‬نظريات في علم اآلثار‪ ،‬مطبوعة ‪ 21‬فيفري ‪ ،.2012‬ص ‪21- 17‬‬
‫‪ 8‬فوزي عبد الرحمان الفخراني‪ ،‬الرائد في فن التنقيب على اآلثار‪ ،‬جامعة خان يونس‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬بنغازي‪ ،1993 ،‬ص ‪.61‬‬
‫‪ 9‬عبد المعز شاهين‪ ،‬طرق صيانة وترميم اآلثار‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة‪ ،1975 ،‬ص ‪173‬‬
‫‪ 10‬عبد القادر الريحاوي‪ ،‬المباني التاريخية حمايتها وطرق صيانتها‪ ،‬منشورات المديرية العامة لآلثار والمتاحف‪ ،‬الجمهورية العربية السورية‪،‬‬
‫دمشق‪ ،1972 ،‬ص ‪3‬‬
‫مثل مدينة طروادة‪ 11‬اليت تقوم على أنقاض تسع مدن مرتاكبة فوق بعضها البعض‪ ،‬ومدينة تاقدمت‬
‫يف عهد األمري عبد القادر بنيت على جانب من أنقاض مدينة تاهرت الرستمية‪.‬‬

‫كما أن اإلنسان يلجأ أحيانا إىل إعادة بناء بعض املعامل الدينية كاملعابد واملساجد وجتديدها لقداسة‬
‫موقعها كجامع القريوان الذي جدد يف عهد األغالبة كلية ما عدا احملراب الذي احتفظ به‬
‫واالكتفاء بتكسيته باأللواح الرخامية والبالطات اخلزفية تيمنا ببناء الصحايب الفاتح عقبة بن نافع‬
‫‪12‬‬
‫الفهري‬

‫تتمثل مظاهر اإلتالف البشري يف‪ :‬احلرائق نتيجة ما حتدثه من تغيريات كيميائية ومعدنية يف مواد‬
‫بناء املباين األثرية‪ .‬احلروب وما أحقته من أضرار كبرية على آثار احلضارات القدمية‪ 13،‬أعمال اهلدم‬
‫‪14‬‬
‫والتخريب اليت تصاحب املشاريع الكربى لتطور وتنظيم املدن (بناء السدود‪ ،‬مد الطرقات‪)... ،‬‬
‫‪15‬‬
‫أو ما يقوم به اللصوص من ختريب للمباين التارخيية لسرقة عناصرها الزخرفية واملتاجرة هبا‬

‫العوامل االقتصادية‪ :‬قد تتغري الظروف ببعض املدن وتنقطع املوارد فيهجرها اإلنسان إىل‬ ‫ت‪.‬‬
‫مكان آخر حبثا عن مصادر لرزقه وعيشه؛ ومن مجلة األسباب اليت جُت ربه على الرحيل انتشار األوبئة‬
‫‪16‬‬
‫واجلفاف والقحط واجملاعة والفقر وبالتايل ترتك عرضة للهالك‪.‬‬
‫العوامل السياسية‪ :‬بسبب احلروب والنزاعات؛ فكثريا ما يتحصن اإلنسان داخل أسوار‬ ‫ث‪.‬‬
‫مدنه وقالعها وحصوهنا‪ ،‬فيضطر العدو املهاجم إىل ضرب األسوار ودكها وقد يهدمها‪ 17،‬ويزداد‬
‫خطر احلرب كلما تقدمت أدواهتا ووسائلها‪ ،‬هجران بعض العواصم السياسية مثل ما حدث بقلعة‬
‫‪18‬‬
‫بين محاد ملا بنيت الناصرية ببجاية‪ ،‬هجر الناس قلعة بين محاد وازداد سكان الناصرية‬

‫‪ 11‬محمد البشير شنيتي‪ ،‬علم اآلثار تاريخه‪ ،‬مناهجه‪ ،‬مفرداته‪ ،‬دار الهدى‪ ،2003 ،‬ص ‪155‬‬
‫‪ 12‬برخينيا باخه ديل بوثو‪ ،‬علم اآلثار وصيانة األدوات والمواقع األثرية وترميمها‪ ،‬ترجمة خالد غنيم‪ ،‬بيسان‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪ ،2002‬ص ‪57‬‬
‫‪ 13‬عبد المعز شاهين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪176-175‬‬
‫‪ 14‬عبد القادر الريحاوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪3‬‬
‫‪ 15‬تقي الدباغ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪88‬‬
‫‪ 16‬عبد القادر الريحاوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪7‬‬
‫‪ 17‬فوزي عبد الرحمان الفخراني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪67‬‬
‫‪ 18‬تقي الدباغ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪91‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أساليب التعامل مع المواقع االثرية‬
‫التسجيل‪ :‬يعد التسجيل من اهم األعمال الضرورية اليت ينبغي أن تكون مع احلفرية من‬ ‫‪.1‬‬
‫بدايتها حىت النهاية‪ ،‬وذلك بالتسجيل اليومي يف سجل يسمى دفرت اليوميات‪ ،‬تسجل فيه‬
‫كل املراحل اليت تتعرض هلا اللقى األثرية واحلالة اليت وجدت عليها إىل غاية املراحل اليت‬
‫مرت هبا ووصفها وصفا دقيقا‪ ،‬وحتديد مكان اكتشافها وتارخيها ومقاساهتا وشكلها‪،‬‬
‫ووصف تقنياهتا وموادها وهويتها‪ ،‬إن كانت لقى‪ ،‬حمراب‪ ،‬قصر‪ ،‬زجاج‪ ،‬خشب‪ ،‬معادن‪،‬‬
‫نقود‪ ،‬خزف‪ ،‬فخار وطريقة زخرفتها وتقنية البناء واملخططات والرسومات الزخرفية‪،‬‬
‫ووضع بطاقات تقنية (تاريخ‪ ،‬مكان االكتشاف‪ ،‬نوع األثر‪ ، 19‬الطبقة اليت ينتمي إليها‪،‬‬
‫ومنحها رقم تسلسلي ووصف املوقع الطبقي‪ ،‬ووصف طل طبقة وطبيعة لوهنا ومسكها‬
‫واملخططات والصور اخلاصة هبا‬
‫تقدير عمر اآلثار‪ :‬كثريا ما حتمل اآلثار من تواريخ او معامل تواجدها فهنا يلجأ األثريون‬ ‫‪.2‬‬
‫إىل االستدالل على عمرها االفرتاضي أو تارخيها الزمين وهلذا اجته علماء اآلثار إىل العلم‬
‫التقين لتقدمي اإلجابة عن كثري من تساؤالهتم وهناك عدة طرق رئيسية لتحديد عمر اآلثار‪.‬‬
‫‪-‬التأريخ باستخدام الكربون املشع هو التأريخ عن طريق تقنية اإلشعاع حبيث يستخدم‬
‫اضمحالل الكربون‪ C 14-‬لتقدير عمر املواد العضوية‪ ،‬مثل اخلشب واجللود‪ ،‬وتصل إىل‬
‫حنو ‪ 000,58‬إىل ‪ 000,62‬سنة ماضية‪.‬‬
‫التأريخ عن طريق الكربون املشع هو التأريخ عن طريق تقنية اإلشعاع حبيث‬ ‫‪‬‬
‫يستخدم اضمحالل الكربون‪ C 14-‬لتقدير عمر املواد العضوية‪ ،‬مثل اخلشب‬
‫واجللود‪ ،‬وتصل إىل حنو ‪ 58000‬إىل ‪ 62000‬سنة ماضية اكتشف عرب ويالرد‬
‫لييب يف عام ‪ ،1949‬والذي حصل على جائزة نوبل يف الكيمياء‪.‬‬

‫منذ إدخال التأريخ عن طريق الكربون‪ ،‬استخدمت هذه طريقة مرات عديدة‪ ،‬مبا يف‬
‫ذلك عينات من خمطوطات البحر امليت‪ ،‬وكفن تورينو‪ ،‬وكذلك مع القطع األثرية‬

‫‪19‬‬
‫خروبي فتيحة‪ ،‬محاضرة في مقياس مدخل الى علم االثار‪ ،‬سداسي الثاني‪ ،‬السنة أولى علوم إنسانية‪ ،‬ص‪14‬‬
‫املصرية للحصول على التسلسل الزمين لألسرات الفرعونية يف مصر وكذلك مع‬
‫األوتزي) رجل الثلج‬

‫وقياس النسبة املتبقية من النظري الكربوين يف املواد العضوية يعطي تقديرا لعمرها "العمر‬
‫الكربوين ومع ذلك‪ ،‬فهناك تقلبات صغرية يف نسبة ‪ C12‬إىل ‪ C 14‬يف الغالف اجلوي‪،‬‬
‫والتقلبات هذه سجلت يف الطبيعة وميكن مالحظتها يف حلقات بعض جذوع األشجار‬
‫وأحجار الكهوف‪ .‬هذه السجالت تتيح للباحثني تعديل‪ ،‬أو "معايرة" التأريخ‬
‫الكربوين‪ ،‬إلعطاء تقدير أكثر دقة للعينة‪ .‬وأحد االستخدامات األكثر شيوعا من‬
‫الكربون املشع هو تقدير عمر البقايا العضوية من املواقع األثرية‪.‬‬

‫طريقة الحلقات السنوية للشجر مت حتديد عمر الشجرة من خالل احللقات أو‬ ‫‪‬‬
‫طبقات النمو السنوية اليت يتُّم إنتاجها يف جذوِع وسيقاِن اجلذور كَّل عام‪ ،‬واليت‬
‫تتبايُن حبسب الفصول وحبسِب املناِخ إذا كاَن باردًا أو رطبًا أو جافًا؛ فإذا كان‬
‫املاء متوافرًا يكون منو اخلاليا اجلذعية سريعًا وعادًة ما تكون فرتة النمو هذه خالل‬
‫فصل الربيع أو عندما يكون اجلو رطبًا وتكون حلقات ذلك املوسم عريضًة‬
‫وحوافها رقيقة مقارنًة بتلك اليت منت خالل املواسم اجلاف‪ .‬معدالت منو االشجار‬
‫تتأثُر بشكٍل كبري بالظروف احمليطة فيها‪ ،‬مثل‪ :‬توافر املياه أو عدمه‪ ،‬وحالة الرتبة‪،‬‬
‫واملناخ‪ ،‬واإلجهاد اجلذرّي ‪ ،‬وقوة نشاط النبات‪ ،‬باإلضافة إىل أَّن نوع الشجرة‬
‫يلعُب دورًا هامًا يف تفاوت معدالت النمو‪.‬‬
‫طريقة التحليل الكيميائي للعام بغاز الفلور‪ :‬تقوم هذه الطريقة على التحليالت‬ ‫‪‬‬
‫الكيميائية اليت جترى للعظام املكتشفة مبوقع من املواقع األثرية تعتمد على مقدار‬
‫مادة الفلورين اليت الزالت باقية فيها ألن العام املطمورة يف باطن األرض تتعرض‬
‫‪20‬‬
‫دائما لكثري من التفاعالت الكيميائية مع الرطوبة واملعادن‬

‫‪ 20‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪15‬‬


‫طريقة القياس بالقوة المغناطسية لألثر‪ :‬وتتم هذه الطريقة عن طريق قياس اجتاه‬ ‫‪‬‬
‫اجملال املغناطيسي للكرة األرضية‪ ،‬فالرتبة الطينة او الطمي تتوي على معادن ممغنطة‬
‫إذا سخن عند درجة حرارة معينة فإهنا تؤثر على اجملال املغناطيسي وإذا بردت يتغري‬
‫اجتاهها ويقاس هذا التغري الذي دث بني التربيد والتشخيص هو عمر العينة‪،‬‬
‫وتستخدم هذه الطريقة يف قياس الفخار واخلزف واملباين املبنية من الطمي والرتاب‬
‫طريقة االنشقاق الصخري‪ :‬وهي من أوسع الطرق املستعملة انتشارا فيما يتعلق‬ ‫‪‬‬
‫بتغطية الزمن البعيد‪.‬‬
‫التصوير‪ :‬يعد التصوير من أهم الوسائل التحليلية‪ ،‬فهو سجل صادق غري قابل للطعن‬ ‫‪.3‬‬
‫والتزييف‪ ،‬فوجود الصورة يعطي للبحث اكثر مصداقية فهي شاهد مادي ال ميكن الطعن‬
‫فيه‪ ،‬وهي مهمة أكثر عند سرقة األثر أو ضياعه او تلف‪ ،‬فعن طريق الصورة ميكن ترميمه‬
‫او التحري عنه يف حاله سرقته‪ ،‬وعليه وجب علينا التصوير الدقيق ومتابعة احلفرية حلظة‬
‫بلحظة ويستحسن أن يكون املصور حمرتف‪ .‬وجيب عند استخراج الصور التسجيل على‬
‫ظهرها ما يلي‪ :‬رقمهما‪ ،‬اجتاهها‪ ،‬ورمز املربع‪ ،‬ورقم التحفة ومكان تواجدها‪ ،‬وجيب ان‬
‫توضع يف سجال خاصا مرتبة ترتيبا تسلسليا‪.‬‬
‫الرفع األثري والمعماري‪ :‬هذه املرحلة مهمة جدا وهي أخذ القياسات للقى املنقولة‬ ‫‪.4‬‬
‫والرفع املعماري لألثار الثابتة‪ ،‬وجيب ان تكون دقيقة وسليمة أثناء تسجيلها فإن كانت‬
‫صحية فإن املخططات والرسومات وإعادة بنائها تكون صحيحة‪ ،‬وتستخدم يف ذلك‬
‫أجهزة مثل‬
‫جهاز التيودوليت‪ :‬ألخذ القياسات‪ ،‬االرتفاع والزوايا تستخدم يف قياس االثار‬ ‫‪‬‬
‫الثابتة‪ ،‬ولكنه جهاز باهض وثقيال جدا‬
‫الشريط املرتي‪ :‬لقياس احملاريب مثال‬ ‫‪‬‬
‫جهاز النيقومرت‪ :‬لقياس األواين مبختلف أنواعها ويكون الرفع لألواين واجلدران‬ ‫‪‬‬
‫‪21‬‬
‫واألسوار والنوافذ والغرف وقياس مجيع أجزاء املبىن‬

‫‪ 21‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪16‬‬


‫رسم اللقى األثرية‪ :‬إذا كان الرفع األثري والطبقي خيضع لقياسات دقيقة وجهد ووقت‬ ‫‪.5‬‬
‫أما الرسم فهو سهل وترسم الزخرفة أمامها أي اما رسم األثر ترسم الزخرفة امامه‪.‬‬
‫الرفع الطبقي‪ :‬تتشكل الطبقات نتيجة عدة عوامل بشرية او طبيعية كتهدمي مباين قدمية‬ ‫‪.6‬‬
‫وإعادة بناء مباين جديدة‪ ،‬ختريب املوقع االثري وإعادة لبناء فوقه‪ ،‬تتشكل الطبقات أيضا‬
‫نتيجة الرياح والكثبان الرملية‪ ،‬وتتشكل كذلك عن طريق الغطاء النبايت‪ .‬وترجع أمهية‬
‫التسجيل الطبقي إىل دورها الكبري يف املساعدة على تاريخ املوقع فقد نعثر على قطعة نقدية‬
‫متل سنة ‪1200‬ه عند جدار مث نوضع طبقة أخرى فوقه‪ ،‬ويف هذه احلالة تكون الطبقة‬
‫العليا احدث من الطبقة اليت وجدت فيها القطعة النقدية واجلدار رمبا يرجع إىل نفس السنة‬
‫‪22‬‬
‫أو أحدث منه‪.‬‬

‫‪ 22‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪17‬‬


‫خاتمة‬
‫إّن واجب احملافظة على املواقع األثرّية من العبث‪ ،‬والتخريب يعترب من أوىل الواجبات وأكثرها‬
‫أمهّية‪ ،‬وهذا الواجب غري منوط جبهة معّينة دون اجلهات األخرى‪ ،‬حيث يقع على عاتق اجلميع‪.‬‬
‫لعَّل الدول‪ ،‬واحلكومات هي أكثر اجلهات حتُّمًال ملسؤولّية احملافظة على املواقع األثرّية اليت تقع‬
‫ضمن حدودها‪ ،‬وذلك من خالل عملها الدؤوب على تنظيفه‪ ،‬وترتيبه‪ ،‬وهتيئته الستقبال الزوار‪،‬‬
‫إىل جانب تعريف العامل عليه؛ إحياًء له‪ ،‬وجذبًا للسياح‪ .‬كما أن املواطنني مسؤولون أيضًا عن‬
‫املواقع األثرّية‪ ،‬وذلك من خالل عدم العبث هبا‪ ،‬أو ختريبها؛ خاّصة وأّن هذه املواقع تعترب إرثًا‬
‫وطنّيًا هاّم ًا‪ ،‬وحّس اسًا‪ ،‬وجيب أال تكون يف أي وقت من األوقات عرضة ألنواع العبث املختلفة‪.‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫املادة ‪ 28‬من قانون محاية الرتاث الوطين ‪98-04‬‬
‫‪" 2‬اآلثار العربية الكنعانية يف فلسطني"‪ ،‬مؤسسة القدس للثقافة والرتاث‪ .‬اّطلع عليه بتاريخ ‪-10‬‬
‫‪ 2022-11‬بتصّر ف‬
‫‪ 3‬نبذة عن الرتاث العمراين"‪ ،‬اهليئة العامة للسياحة والرتاث الوطين‪ .‬اّطلع عليه بتاريخ ‪-11-11‬‬
‫‪ 2022‬بتصّر ف‬
‫‪ 4‬كامل حيدر‪ ،‬منهج البحث األثري والتارخيي‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار الفكر اللبناين‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫‪1995‬‬
‫‪ 5‬تقي الدباغ‪ ،‬مقدمة يف علم اآلثار‪ ،‬املوسوعة الصغرية‪ ،‬العدد ‪ ،88‬دار احلرية للطباعة‪ ،‬بغداد‪،‬‬
‫شباط ‪1981‬‬
‫‪ 6‬أزهري مصطفى صادق‪ ،‬نظريات يف علم اآلثار‪ ،‬مطبوعة ‪ 21‬فيفري ‪2012‬‬
‫‪ 7‬فوزي عبد الرمحان الفخراين‪ ،‬الرائد يف فن التنقيب على اآلثار‪ ،‬جامعة خان يونس‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪ ،‬بنغازي‪1993 ،‬‬
‫‪ 8‬عبد املعز شاهني‪ ،‬طرق صيانة وترميم اآلثار‪ ،‬اهليئة املصرية العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة‪1975 ،‬‬
‫‪ 9‬عبد القادر الرحياوي‪ ،‬املباين التارخيية محايتها وطرق صيانتها‪ ،‬منشورات املديرية العامة لآلثار‬
‫واملتاحف‪ ،‬اجلمهورية العربية السورية‪ ،‬دمشق‪1972 ،‬‬
‫‪ 10‬حممد البشري شنييت‪ ،‬علم اآلثار تارخيه‪ ،‬مناهجه‪ ،‬مفرداته‪ ،‬دار اهلدى‪2003 ،‬‬
‫‪ 11‬برخينيا باخه ديل بوثو‪ ،‬علم اآلثار وصيانة األدوات واملواقع األثرية وترميمها‪ ،‬ترمجة خالد‬
‫غنيم‪ ،‬بيسان‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪2002 ،‬‬
‫‪ 12‬خرويب فتيحة‪ ،‬حماضرة يف مقياس مدخل اىل علم االثار‪ ،‬سداسي الثاين‪ ،‬السنة أوىل علوم‬
‫إنسانية‬

You might also like