You are on page 1of 25

‫الفصل األول ‪ :‬النظام الملكي في روما القديمة ( ‪ 753 – 510‬ق م )‬

‫‪ . 1‬مفهومه ‪.‬‬

‫‪ . 2‬سلطات امللك ‪:‬‬

‫الدينية ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫القضائية ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫العسكرية ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ . 3‬اهليئات الدستورية ‪.‬‬

‫‪ . 4‬ملوك روما السبعة ‪.‬‬

‫‪ . 5‬اجليش الروماين ‪.‬‬


‫‪ .1‬مفهوم النظام الملكي ‪: Imperuim‬‬

‫إن اجملتمع الروماين القدمي كان يعتمد على امللك يف حكم الدولة ‪ ،‬حيث كان امللك يرتأس هرم‬
‫السلطة ‪ ،‬و بذلك كان هو صاحب السلطة املطلقة (‪ )Imperuim‬يف الدولة ‪ ،‬و كانت السلطة‬
‫امللكي ة مبثاب ة تف ويض ش عيب لش خص م ا ليحكم باحلدي د و الن ار مبع ىن ان للمل ك ك ل احلق يف‬
‫التصرف كيفما شاء و اختاذ القرارات اليت ختص الدولة لوحده بدون مساعدة أي أحد أو أي هيئة‬
‫‪ ،‬فمن حيص ل على امللكي ة عن ط رق ش رعي وجبت طاعت ه طاع ة عمي اء ‪ ،‬فطاملا أن الش عب ه و‬
‫الذي كان يقرر من مينحه السلطة و ذلك من خالل موافقتهم على امللك و موافقة اآلهلة عليه و‬
‫عند إجراء الطقوس الدينية التقليدية جيب عدم حدوث أي خطأ و إال كان اختيار امللك خاطئ اً ‪.‬‬
‫كم ا ك ان يراف ق املل ك ش اراته الرمزي ة و منه ا " عص ا الفاس كيس ‪ " Faxces‬ال يت ك انت رم زاً‬
‫‪1‬‬
‫لضرورة الطاعة امللكية ‪.‬‬

‫ميكن إض افة أن املل ك مل يكن ملك اً ب املعىن الص حيح للكلم ة ب ل ك ان ش يخ القبيل ة ‪ ،‬ميث ل املص احل‬
‫العام ة للعش ري و يق ود امليليش يا املتح دة ‪ ،‬كم ا حياكم املن ازعني ليتقي الث أر ‪ ،‬خاص ةً وأن املل ك مل‬
‫‪2‬‬
‫يكن وراثياً بل منتخباً من شيوخ القبائل و من الشعب الروماين ‪.‬‬

‫كذلك من بني صالحيات امللك كما يقول سامي سعيد األمحد " ‪...‬امللك هو الذي ميثل األمة يف‬
‫عالقاهتا اخلارجي ة ‪ ،‬يعق د املعاه دات و يفض مش اكل احلرب و الس لم و جيه ز اجلي وش و يف رض‬
‫الضرائب و الرسوم ‪ .‬و كثرياً ما كان يعني حمكم اً للفصل يف املنازعات بني العوائل ‪ .‬و امللك هو‬
‫املس ؤول عن نش ر األمن و العدال ة ‪.‬و إن س لطته اجلزائية يف احلكم ب املوت أو النفي ‪ ،‬و ه و القائ د‬
‫‪3‬‬
‫العام يف احلرب و القاضي األعلى و الكاهن الرئيسي و لكن قوته حمددة بالعرف و الرأي العام ‪" .‬‬

‫‪ / 1‬محمود إبراهيم السعدني‪ ،‬معالم تاريخ روما القديم منذ نشأتها حتى نهاية القرن األول ميالدي ‪ ،‬دار نهضة‬
‫الشرق ‪ ،‬القاهرة ‪ ،1997 ،‬ص‪. 57،58‬‬
‫‪ /2‬ف‪.‬دياكوف و س‪.‬كوفاليك ‪ ،‬الحضارات القديمة ‪ ،‬تر‪ :‬نسيم واكيم اليازجي‪ ،‬ج‪ ، 2‬ط‪ ، 1‬دار عالء الدين ‪،‬‬
‫دمشق‪(،‬د ت) ‪،‬ص‪. 461‬‬
‫‪ /3‬سامي سعيد األحمد ‪ ،‬تاريخ الرومان ‪ ،‬كلية اآلداب ‪ ،‬جامعة بغداد ‪ ،‬مكتبة المهتدين اإلسالمية ‪( ،‬ب ت ) ‪،‬‬
‫ص‪. 34‬‬
‫‪ .2‬سلطات الملك ‪:‬‬

‫لقد تعددت و تنوعت سلطات امللك يف روما القدمية ‪ ،‬أوهلا السلطة الدينية اليت لعبت دوراً مهما‬
‫يف استقرار و سالم اجملتمعات البشرية ‪ ،‬فقد كان يعتقد الرومانيني القدماء أن امللك إذا مل ترضى‬
‫عن ه اآلهلة فيعم الش ر و هم ب دون ش ك ه الكون و العكس ص حيح إذا قبلت و رض ت عن ه اآلهلة‬
‫فيعم اخلري و األمن يف البالد ‪ ،‬و م ان للمل ك جمموع ة من رج ال الكهن ة يس تعني هبم ‪ ،‬و ك ذلك‬
‫جمموع ة من الع رافني ال ذين ك انوا يفس رون الظ واهر الطبيعي ة و التنب ؤ مبش يئة اآلهلة ‪.‬أم ا بالنس بة‬
‫للج انب القض ائي فق د ك انت س لطة املل ك مطلق ة و هن ا يس تطيع الفص ل يف مجي ع القض ايا و‬
‫املنازعات باحلكم الذي يراه مناسباً حىت و لو كان حكم اإلعدام ‪ ،‬و هلذا مارس احلكماء من أجل‬
‫روم ا دورهم باس م الع رف و س نة الس لف يف حتجيم الس لطة املطلق ة و ذل ك حبكم أهنم أق وى من‬
‫‪1‬‬
‫القانون و كان يتحتم على امللك مراعاهتم ليضمن رضاء اآلهلة و حب الناس له ‪.‬‬

‫باإلضافة إىل ذلك فقد كان للملك السلطة املطلقة يف اجلانب العسكري و ذلك لعدة اعتبارات ‪،‬‬
‫حيث أن الرومان كانوا يعتقدون أن قائد احلرب الذي خيرج جبيشه خارج أسوار املدينة سيكون‬
‫يف مناي عن رعاية آهلة املدينة ‪ ،‬و سيكون حتت رمحة آهلة أجنبية مما يستلزم إعطاءه سلطة مطلقة ‪،‬‬
‫كما كان الرومان قدمياً يقومون بطقوس خاصة من أجل محاية امللك و اجليش من األرواح الشريرة‬
‫‪2‬‬
‫‪ ،‬كما كان امللك يستشري قادته يف احلرب و كان يأخذ نصائحهم على حممل اجلد ‪.‬‬

‫‪ . 3‬الهيئات الدستورية ‪:‬‬

‫لقد كان للملك جمموعة من اهليئات اليت تس اعده يف اختاذ الق رارت و الت دابري الالزمة حلفظ أمن‬
‫الدولة ‪ ،‬نذكر منها ‪:‬‬

‫أ ‪.‬جملس الش يوخ ‪ :‬و نع ين هبا جملس ق ادة الق وم إذ مسي الش يوخ " اآلب اء " ‪ ،‬و ك ان يف البداي ة‬
‫ع ددهم ‪ 100‬عض و و م ع قب ول عش ائر جدي دة يف املش اعة ازداد ع ددهم ‪ 300‬عضو‪ 3‬كما أهنم‬
‫‪ /1‬محمود ابراهيم السعدني ‪ ،‬حضارة الرومان ‪ ،‬ط‪ ، 1‬عين الدراسات و البحوث اإلنسانية و اإلجتماعية ‪،‬‬
‫مصر ‪ ، 1998 ،‬ص‪. 72،73‬‬
‫‪ /2‬محمود ابراهيم السعدني ‪ (،‬معالم‪،) ....‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 74‬‬
‫‪ / 3‬ف‪ .‬دياكوف و س‪ .‬كوفاليك ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 462‬‬
‫تطوروا و أصبحوا ال يشرتطون أن يكونوا كباراً يف السن ‪ ،‬و مل يكن رأي جملس الشورى إلزامي اً‬
‫‪1‬‬
‫بل استشارياً و هو الذي خيتار امللك املؤقت إذا تويف امللك ‪.‬‬

‫ب ‪.‬مجعية األحياء ‪ :‬كانت مجعية شعبية ألهنا تضم الشعب بفئتيه من أشراف و عامة و تتكون من‬
‫العش ائر و مل تتمت ع ه ذه اجلمعي ة باختصاص ات تش ريعية إال يف املس ائل املهم ة ك إعالن احلرب و‬
‫تع يني مل ك جدي د و منح ه س لطات ‪ ،‬و ك انت تنعق د اإلجتماع ات ب دعوة من املل ك للنظ ر يف‬
‫‪2‬‬
‫املسائل اليت هتم اجملتمع مثل التبين و الوصايا و منح اجلنسية ‪.‬‬

‫‪ .4‬ملوك روما القديمة ‪:‬‬


‫لقد تواىل على حكم روما يف العهد امللكي سبعة ملوك من سنة ‪ 510‬ق م إىل غاية ‪ 753‬ق م ‪،‬‬
‫و يف فرتة كل ملك عرفت روما تغيريات يف مجيع اجملاالت ‪ ،‬نذكر امللوك بالرتتيب أوهلم ‪:‬‬

‫روملس (‪ 753‬ق م – ‪ 716‬ق م) ‪:‬‬

‫ملا أمت روميلس بناء روما ألقى خطاب اً و مجع شعبه و بعد ذلك أكمل خطابه و رضي به الشعب‬
‫الروم اين ‪ ،‬ق ام بتقس يم قوم ه إىل ‪ 03‬أقس ام و أق ام لك ل قس م رئيس ‪ ،‬و قس م ك ل قس م إىل ‪10‬‬
‫فرق و لكل فرقة قائد ‪ ،‬كما قسم روما إىل ثالثة أقسام غري متساوية ‪ ،‬قسم خلدمة الدين و قسم‬
‫لنفقة امللك و الباقي هو القسم األكرب للشعب ‪ .3‬كما اختار من األعيان رجاالً و ألف منهم جملسا‬
‫مساه "جملس األحي اء أو اآلب اء و قس م األه ايل إىل ف ريقني فري ق العظم اء دع اهم احلم اة و فري ق‬
‫‪4‬‬
‫الشعب مساهم األتباع أو العمالء ‪.‬‬

‫و من بني قوانين ه أن املرأة ت رث زوجه ا اذا م ات ‪ ،‬و ف رض التجني د على الروم انيني ‪ ،‬كم ا ف رض‬
‫عليهم حراث ة األرض ‪ ،‬و أض اف إىل املدين ة أس وار و أب راج ‪ ،‬أم ا عن وفات ه فق د ادعى البعض أن ه‬

‫‪ /1‬رجب سالمة رمضان ‪ ،‬الفكر العسكري الروماني بين الدفاع و الهجوم و التوسع و اإلستعمار حتى نهاية‬
‫العصر الجمهوري ‪ 509‬ق م‪ 31 -‬ق م ‪ ،‬مكتبة الثقافة ‪ ،‬القاهرة ‪ (،‬ب ت) ‪ ،‬ص‪. 21‬‬
‫‪ / 2‬رجب سالمة رمضان ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 21‬‬
‫‪ / 3‬نجيب ابراهيم طراد ‪ ،‬تاريخ الرومان ‪ ،‬ط‪ ، 2‬مكتبة و مطبعة الغد ‪ ،‬مصر ‪ ، 1997،‬ص ص ‪.30-25‬‬
‫‪ / 4‬بلوتارخوس ‪ ،‬العظماء عظماء اليونان و الرومان و الموازنة بينهم ‪ ،‬تر‪ :‬ميخائيل بشاره داود ‪،‬مج ‪،1‬دار‬
‫العصر ‪ ،‬مصر ‪، 1928،‬ص‪.57‬‬
‫اختفى عندما أخرج جيشه و هبت رياح أخذته و لكنهم يف احلقيقة قتلوه هلذا حزن مجيع من كان‬
‫‪1‬‬
‫حيبه و رفعوه إىل درجة عالية لدرجة أهنم جعلوه إله ‪.‬‬

‫نوما ( ‪ 673/672 – 715‬ق م )‪:‬‬

‫عندما مات روميلس اختلف الرومانيني على انتخاب امللك ‪ ،‬و بالتايل وافقوا على واحد منهم من‬
‫الص ابينيينو ك ان منع زالً على الع امل ميض ي وقت ه يف التق وى و تأم ل اإلل ه و ال تس تفزه الس لطة على‬
‫الناس و كانت امرأته "طاطيا" ابنة امللك "طاطيس" بنفس العادات معه ‪ ،‬و عندما ماتت زوجته‬
‫زاد انعزاالً ‪ ،‬و هنا عرضوا عليه امللك فرفض و لكنه اقتنع بذلك و قبل ‪ ،‬و يقال أنه كان يعتقد‬
‫بأن هناك إله واحد ال غري موجود يف السماء و منع عليهم متثيل اإلله يف صورة رجل أو هبيمة أو‬
‫ذبح ال ذبائح ‪ ،‬فق ط تق دمي الق رابني من خ بز و عس ل و لنب ‪،‬من بني إجنازات ه أن ه رتب املعاب د و‬
‫الكهنة و أكثر من اإلحتفاالت الدينية ليبعد الشعب عن احلروب ‪ ،‬كما أعطى احلق للرجل املتزوج‬
‫أن يس لف زوجت ه لص ديقه يف حال ة إن ك انت زوجت ه ع اقر و يس رتجعها م ىت أراد ‪ ،‬و وهب‬
‫للعساكر قسماً من األراضي اليت فتحوها يف حروهبم ‪ .‬و بالتايل فقد حكم مدة ‪ 43‬سنة و مات‬
‫‪2‬‬
‫عن عمر يناهز ‪ 82‬سنة ‪ ،‬و يف فرتة حكمه كان يعم البالد السالم و األمان بدون حروب ‪.‬‬

‫و كم ا يق ول مونتس كيو ‪ ... ":‬بع د روملس ت وىل األم ر "نوم ا ‪ "Numa‬ملدة طويل ة ‪ ،‬نعمت‬
‫أثناءه ا روم ا بالس لم ‪ .3 " ...‬و عن دما ت وىف بكت علي ه ك ل روم ا ‪ ،‬ك ذلك ك انت ل ه انت ه امسها‬
‫"بومسيليا" تزوجها "نوما بن مارسيوس" الذي أقنعه أن ميلك روما و ولدت "بومسيليا" "أنكوس"‬
‫‪4‬‬
‫ملك روما الرابع ‪.‬‬

‫امللك طلس هوستيليوس (‪ 673-641‬ق م) ‪:‬‬

‫‪ /1‬نجيب ابراهيم طراد ‪،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪. 30-25‬‬


‫‪ / 2‬نفسه ‪ ،‬ص ص ‪. 37-34‬‬
‫‪ /3‬مونتيسكو ‪ ،‬تأمالت في تاريخ الرومان أسباب النهوض و اإلنحطاط ‪ ،‬تر‪ :‬عبد هللا العروي ‪ ،‬ط‪ ، 1‬المركز‬
‫الثقافي العربي ‪ ،‬المغرب ‪ ، 2011 ،‬ص ‪. 22‬‬
‫‪ / 4‬نجيب ابراهيم طراد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 37‬‬
‫ك ان ه ذا املل ك غني اً كرمياً ‪ ،‬حيث وزع على احملت اجني العق ارات و األم وال ال يت جعله ا أس الفه‬
‫على نفقة امللك و الكهنة و اشتهر بكونه بطالً حيب احلروب و النص ر ‪ ،‬ملا رأى "كلي وس" رئيس‬
‫األلبانيني‪ 1‬رفعة شأن الرومانيني فحسده و غار منه ملا رأى جناحه فزاد به الكيد و أراد قتاهلم فأثار‬
‫الفتن ة بينهم ف ذهب س راً و أرس ل بعض رجال ه الفق راء ليس رقوا من أرض روم ا و ملا أمس كهم‬
‫الرومانيني قتل بعضهم و جرح البعض اآلخر و أسر الباقني ‪ ،‬كما كان احلال فقد ذهب "كليوس"‬
‫إىل األلب انيني و حرض هم ض د الروم ان ف ذهبوا إىل "طلس" و ح اول أن يتف اوض معهم باحلس ىن و‬
‫لكنهم رفض وا ذل ك فش ن ح رب بينهم و م ات يف ذل ك "كليس" و خلف ه أح د األلب انيينو أكمل وا‬
‫ح رهبم ضد روم ا لكن س رعان م ا جلأوا و إىل الصلح م ع امللك "طلس" و ق رورا كل فريق خيرج‬
‫ثالث ة رج ال و من يف وز يص بح ه و احلاكم و لكن لس وء الص دفة ه ؤالء الس تة ك انوا أقرب اء و مل‬
‫يقدروا على قتل بعضهم لكن امللك "طلس األوراسي" قتلهم و رجع إىل "أملا" سليماً فرح اً مبا فعل‬
‫‪ ،‬مث اعتقله امللك كجان و عندما حاكموه مل يقدر أبوه على قتله مث خدعه األلبانيون و شنوا عليه‬
‫حرباً أهناها كاملةً و أخضع مدينة "مادليا" له ‪ ،‬مث قيل أن هناك ناراً سقطت من السماء حرقته هو‬
‫‪2‬‬
‫و زوجته و أوالده ‪ ،‬و قيل أن أنكس ماريوس هو الذي قتله ‪.‬‬

‫امللك أنكس ماريوسيوس ( ‪ 616 – 641‬ق م ) ‪:‬‬

‫‪ /1‬األلبانيون ‪ :‬يعيشون قرب بين االيبيريين و بحر القزوين و من الشرق تجاور بالدهم البحر و تحاذي االيبيريين‬
‫من الغرب و من الشمال تحيط بها جبال القفقاس و من الجنوب تجاورها أرمينيا و هي جزئيا عبارة عن سهل و‬
‫الجزء اآلخر عبارة عن منطقة جبلية ‪( .‬أنظر ‪ :‬سترابون ‪ ،‬الجغرافيا ‪ ،‬ـر‪:‬حسان مخائيل اسحاق ‪ ،‬ج‪ ، 11‬ط‬
‫‪، 1‬دار عالء الدين ‪،‬دمشق ‪(، 2017،‬ك ‪ ،1‬ف‪، 4‬فق ‪. )1‬‬
‫‪ /2‬نجيب ابراهيم طراد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪. 41-38‬‬
‫يقال أنه حفيد امللك نومابومبليوس و كانت له نفس الصفات معه ‪ ،‬حيث أنه قرر أن حيكم بنفس‬
‫طريق ة ج ده و ح اول أن يبع د الن اس عن احلرب مث ل ج ده ‪ ،‬و ذل ك من خالل إحي اءه للزراع ة و‬
‫الصناعة و العمران ‪ ،‬و بالرغم من حبه للسالم إال أنه خاض حروباً مع الالتني و ملا أخضعهم أخذ‬
‫سكان مدهنم إىل روما و أسكنهم يف مرتفع " أفانتان "‪ ،‬و أقام أول جسر "كوبري " يقع على هنر‬
‫"التي رب" ‪ ،‬كم ا س هل ط رق للتج ارة أي نق ل البض ائع ‪ ،‬ه ذا م ا أدى إىل اتس اع املدين ة على جه ة‬
‫‪1‬‬
‫الشاطئ األمين ‪ ،‬كما عرفت روما املدينة يف عهده ازدهاراً و تطوراً كبرياً ‪.‬‬

‫لقد كان لديه صديق مقرب له من بني جنوده امسه " طاركوينس" و نظراً لشجاعته و خربته يف‬
‫‪2‬‬
‫احلروب رفع مقامه و أدخله يف اجمللس العايل و كان له ولدان أقامه وصياً عليهما عندما تويف ‪.‬‬

‫امللك طاركيوس برسكس ( ‪ 616‬ق م – ‪ 578‬ق م) ‪:‬‬

‫و يسمى أيض اً تركان األول ‪ ،‬يف عهده ازدادت روما هبج ةً و هباءاً ‪ ،‬حيث جفف أرض " الفورم‬
‫" اليت كانت تغمره مياه التيرب يف فيضانه ‪ ،‬و أحاطه بأروقة على أعمدة ‪ ،‬و خصصها الجتماعات‬
‫األهايل العمومية سواء كانت حول املواضيع السياسية أو املختصة باألعياد و أوقات املالهي ‪ ،‬كما‬
‫أحاط املدينة بسور كبري حلماية املدينة من أي خطر أجنيب ‪،‬و يقال أنه أصبح غنياً و ازدهرت بالده‬
‫من األموال و الغنائم اليت حتصل عليها من حروبه مع السابيني و الالتني ‪ ،‬و يقال أيضاً أنه استطاع‬
‫التغلب على التس لط األتروس كي ‪ ،‬و بع دما دام حكم ه م دة ‪ 40‬س نة ت آمر علي ه أوالد أنك وس‬
‫السابق انتقاماً منه لرتبعه على كرسي العرش فقرروا أن خيدعوه حبكاية الراعيني اللذان تشاجرا أمام‬
‫‪3‬‬
‫القصر و ملا استدعامها قتلوه و فروا باهلرب ‪.‬‬

‫امللك سرفيوس تليوس ( ‪ 578‬ق م‪ 534 -‬ق م) ‪:‬‬

‫‪ /1‬محمد فريد ‪ ،‬تاريخ الرومانيين ‪ ،‬ط‪ ، 1‬هنداوي للتعليم و الثقافة ‪ ،‬مصر ‪ ، 2014 ،‬ص ‪. 19‬‬
‫‪ / 2‬نجيب ابرهيم طراد ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 42‬‬
‫‪ / 3‬نفسه ‪ ،‬ص ‪. 22‬‬
‫يقال أن امللك طاركيوس من رباه يف قصره و اعتين به و صعد إىل احلكم بالرغم من عدم انتخابه ‪،‬‬
‫و هلذا ق رر الش رفاء خلع ه أم ا س رفيوس ب دأ يس تميل الع ومل ليق اوم هبم س لطة الش رفاء ‪ ،‬كم ا ق ام‬
‫‪1‬‬
‫بتوزيع األراضي على الفقراء و وضع قوانني أبطل فيها سلطة الشرفاء ‪،‬‬

‫باإلض افة إىل ذل ك فق د اتف ق املؤرخ ون على أهنم من أص ل أتروس كي ‪ ،‬حيث ف رض التجني د‬
‫اإلجب اري و ج دد أس وار املدين ة ه ذا من بني اإلجنازات الداخلي ة ال يت أقامه ا داخ ل روم ا ‪ ،‬أم ا‬
‫بالنسبة ألعماله اخلارجية فقد حتالف مع ‪ 30‬مدينة التينية ‪ ،‬و أقام معبد لآلهلة "ديانا"‪،2‬هذا و قد‬
‫ك ان للمل ك "س رفيوس" ابنت ان إح دامها ك انت حمب ة للس لطة و الفنت و املش اكل ك ان الت اريخ ق د‬
‫حف ظ امسها "تولي ه" و زوجه ا إىل ابن املل ك ترك ان الس ابق امسه "آرنس" من ص فاته الس كون و‬
‫اهلدوء و األخالق احلس نة ‪ ،‬و ك ان ل ه أخ وه "لوس يوس" عكس أخي ه متام اً يف الص فات و ت زوج‬
‫األخت األخ رى ‪ ،‬و هلذا اتفقت "تولي ه" م ع "لوس يوس" على قت ل أخته ا و أخ وه من أج ل تع يني‬
‫‪3‬‬
‫زوجها ملك يف مكان والدها ‪ ،‬و يقال أن "لوسيوس" من قتل والدها سنة ‪ 534‬ق م ‪.‬‬

‫امللك طاركيوس الثاين ( ‪ 534‬ق م‪ 510 -‬ق م) ‪:‬‬

‫من بني الصفات اليت حتلى هبا هذا امللك ‪ :‬الظلم ‪ ،‬التكرب ‪ ،‬حب التسلط ‪ ،‬الغرور و اإلضطهاد ‪،‬‬
‫و هلذا كرهه مجيع الرومانيني ‪ ،‬كما أنه قام بسلب حقوق العوام و ألغلى اإلصالحات اليت أدخلها‬
‫امللك سرفيوس ‪ ،‬و هلذا شهدت روما فرتة احنطاط ‪،‬و نظراً لظلمه و بطشه جعل لنفسه حراس اً‬
‫حيمون ه ‪ ،‬و ك ان يقت ل ك ل من خيرج عن كالم ه من جملس الش يوخ و أعيان ه ‪ ،‬و ك ان ه و اآلم ر‬
‫الن اهي يف الدول ة ال يتب ع ق انون وال دس تور‪،‬من بني أعمال ه ‪ :‬ح ارب جريان ه من أمث ال قبائ ل‬
‫الفولس ك ‪ ،‬كم ا أن ه فتح مدين ة ج انس و أق ام ول ده حاكم ا عليه ا ‪ ،‬و هلذا أص بح الروم انيني‬
‫يفكرون يف كيفية عزله عن احلكم خاص ةً عندما متادى ابنه "سكستوس" لدرجة اغتصاب زوجة‬
‫تاركان كولالتان ابن أخ امللك فساعده األهايل على اإلنتقام و هبذا هرب امللك الظامل من البالد و‬
‫‪4‬‬
‫سقط النظام امللكي و قام النظام اجلمهوري ‪.‬‬

‫‪ /1‬نجيب ابراهيم طراد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 48‬‬


‫‪ /2‬اآللهة ديانا ‪ :‬هي آلهة رومانية كانت ربة الضوء و الغابات و الجبال و حامية الحيوانات و ربة الحمل عند‬
‫النساء ‪(.‬أنظر ‪ :‬محمد الصغير غانم ‪،‬المالمح الباكر للفكر الوثني في شمال افريقيا ‪،‬دار الهدى ‪ ،‬الجزائر ‪،‬‬
‫‪، 2005‬ص‪.116‬‬
‫‪ /3‬محمد فريد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 24 ، 23‬‬
‫‪ /4‬محمد فريد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪. 26‬‬
‫‪ . 5‬الجيش الروماني ‪:‬‬

‫لقد كان اجليش يف العهد امللكي يتكون من ‪ 3000‬رجل و ‪ 300‬فارس ‪ ،‬أي من مشاة جمهزين‬
‫بأسلحة ‪ ،‬و الفرسان املزودين باخليل ‪ ،‬أما كبار املالك و األشراف هم أصحاب املصاحل احلقيقية‬
‫فك ان يق ع عليهم ال دفاع عن روم ا و ممتلكاهتا ض د أي هج وم خ ارجي و ك انوا جيه زون أنفسهم‬
‫بكل أنواع األسلحة و العتاد و يقفون يف اخلطوط األمامية أثناء املعارك كما اشتهرت آنذاك بينهم‬
‫أسرتان " ‪ Fabuis‬و ‪ " Papivius‬و قائد الشعب يلقب ب ‪ Magister Populi‬أي قائد‬
‫املش اة و قائ د الفرس ان ‪ 1. Magister Equitum‬كم ا يؤك د ه ذا املؤرخ بلوت ارخوس يف‬
‫طريقة تقسيم اجليش ‪ ،‬حيث أن روميلوس ملا أهنى بناء املدينة قسم جيشه إىل فرق تؤلف من ‪03‬‬
‫‪2‬‬
‫آالف رجل و ‪ 300‬فارس و اختارهم من األهايل القادرين على القتال و بنيتهم قوية ‪.‬‬

‫يف هذه املرحلة كانت تتم عملية التجنيد االجباري على مجيع املواطنني الرومان ‪ ،‬ترتاوح أعمارهم‬
‫بني ‪ 60 – 17‬س نة ‪ ،‬و ك ان ل ديهم عت اد ح ريب يتمث ل يف رمح قص ري و درع دائ ري الش كل و‬
‫خوذة‪ ،‬كما كانت هذه العملية تتم يف فصل الربيع ‪ ،‬باإلضافة إىل ذلك فقد كان الرومان يقومون‬
‫بالعديد من الطقوس الدينية خاصة الطقوس اخلاصة باحلروب فقبل بداية كل حرب يقومون هبا ‪ ،‬و‬
‫عند اإلنتهاء من احلرب حيتفلون مرة أخرى من أجل تطهري املدينة من الدماء و العنف الذي شهدته‬
‫‪ ،‬كما أن احلرب ال جتري داخل روما املقدسة بل خارج حدودها و هلذا أقاموا ساحة إلله احلرب‬
‫‪3‬‬
‫"مارس" و معبد إلهلة احلرب "بلون"‪.‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬النظام الجمهوري في روما القديمة‬


‫‪ . 1‬مفهوم النظام اجلمهوري ‪.‬‬

‫‪ /1‬رجب سالمة عمران ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 66‬‬


‫‪ / 2‬بلوتارخوس ‪ ،‬المصدر السابق ‪،‬ص ‪. 57‬‬
‫‪ / 3‬محمد الحبيب بشاري ‪" ،‬الجيش الروماني من التطوع إلى اإلحتراف و الفرقة األغسطية الثالثة" ‪،‬دراسات‬
‫أثرية‪،‬مخبر البناء الحضاري للمغرب األوسط ‪ ،‬العدد ‪،2010 ، 04‬ص ص ‪. 19 -17‬‬
‫‪ . 2‬نظم احلكم يف العهد اجلمهوري املبكر( ‪ 509‬ق م‪ 265 -‬ق م) ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬القنصلية ‪.‬‬

‫ب ‪ -‬جملس السيناتوس ‪.‬‬

‫ج ‪ -‬اجلمعية الشعبية ‪.‬‬

‫‪ . 3‬روما يف العهد اجلمهوري الثاين ( ‪ 265‬ق م‪ 44 -‬ق م) ‪:‬‬

‫أ –الوظائف اجلديدة ‪:‬‬

‫الربايتور ‪Praetor‬‬ ‫‪)1‬‬


‫الكنسور ‪Censor‬‬ ‫‪)2‬‬
‫الكوايستورس ‪Quaestores‬‬ ‫‪)3‬‬
‫اإليديل ‪Aedilis‬‬ ‫‪)4‬‬

‫ب – القانون الروماين ‪.‬‬

‫‪ . 4‬اجليش الروماين ‪.‬‬

‫‪ . 1‬مفهوم النظام الجمهوري ‪:‬‬


‫كم ا رأين ا س ابقاً ق د انتهى حكم املل وك األتروس كيني يف روم ا عن د آخ ر ملوكه ا "ط اركينيوس‬
‫الثاين" الظامل املستبد ‪ ،‬و نظراً للظلم الذي شهدته روما آنذاك قرر الشعب الروماين استبدال احلكم‬
‫امللكي ذو السلطة املطلقة بالنظام اجلمهوري ‪.‬‬

‫لقد مُس ي هذا النظام اجلديد باسم (‪ )ResPublica‬و هي تعبري التيين تعين الشأن العام أو حكم‬
‫الدولة أو اجلمهورية ‪ 1،‬أي النظام الذي يهتم بشؤون العامة و الشعب ‪ ،‬كما أن تاريخ بدء العهد‬
‫اجلمه وري ميت د من سنة ‪ 509‬ق م إىل غاي ة ‪ 44‬ق م أو ‪ 27‬ق م و ش هد النظ ام اجلدي د العدي د‬
‫من التغريات يف مناصب احلكم و إدخال عدة وظائف للدولة من أجل خدمة مصاحل الشعب دون‬
‫‪2‬‬
‫هتاون ‪.‬‬

‫‪ . 2‬نظم الحكم في العهد الجمهوري األول (‪ 510‬ق م‪ 265 -‬ق م) ‪:‬‬

‫نظراً للعهد اجلديد الذي دخلت فيه روما فقد تغريت مناصب احلكم فيها ‪ ،‬و طرأت عدة تغيريات‬
‫يف ك ل جماالت احلي اة منه ا االقتص ادية و السياس ية و االجتماعي ة و الثقافي ة ‪ ،‬خاص ة يف اجملال‬
‫السياسي الذي ظهرت فيه نظم حكم جديدة ‪ ،‬نذكر منها ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬القنصلية ‪:‬‬

‫ملا ألغى الرومانيني الق دماء النظام امللكي و استبدلوه بالنظام اجلمهوري مل يلغوا السلطة املطلقة (‬
‫‪ ، )Imperium‬و إمنا وضعوا جمموعة من الضوابط ‪ ،‬حيث كانوا ينتخبون سنوياًشخصني كان‬
‫‪3‬‬
‫كل منهما يتمتع هبا كاملة طوال عام واحد ‪.‬‬

‫و كل واحد منهما له احلق يف االعرتاض على قرارات اآلخر (‪ ، )Intercessio‬و قد كان يلقب‬
‫القنص الن يف البداي ة برايت ورس (‪ )Praetores‬و ال يت تع ين الرئيس يني ‪ ،‬و بع د ف رتة أص بح يلقب ان‬
‫‪ /1‬محمد السيد عبد الغني ‪،‬التاريخ السياسي للجمهورية الرومانية منذ نشأة روما حتى عام ‪ 133‬ق م ‪ ،‬ج‬
‫‪،1‬المكتب الجامعي الحديث‪،‬االسكندرية‪،2005 ،‬ص ‪. 135‬‬
‫‪ /2‬محمود السعدني ‪( ،‬حضارة الرومان) ‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 75‬‬
‫‪ /3‬ابراهيم نصحي ‪ ،‬تاريخ الرومان منذ أقدم العصور إلى غاية ‪ 133‬ق م ‪،‬ج‪، 1‬ط‪، 2‬منشورات الجامعة‬
‫الليبية ‪،‬ليبيا ‪،1978،‬ص‪. 152‬‬
‫القنص الن (‪ )Consules‬أي ال زميلني ‪ ،‬و من بني أهم س لطاهتم حيفظ ون أمن و س الم الش عب‬
‫الروم اين و مسحوا هلم باالس تئناف يف األحك ام الش ديدة الص ادرة عليهم أم ام مجعي ة الك ور‪-‬ال يت‬
‫سنتطرق إليها فيما بعد‪ .1 -‬باالضافة إىل ذلك فقد كان القنصالن مها القائدان يف احلرب و ملا رأوا‬
‫أن منصب القنصلية غري كفيل ملواجهة األزمات أثناء غياهبم فأقاموا منصب الدكتاتورية و الذي له‬
‫‪2‬‬
‫الصالحيات الكاملة داخل و خارج روما ‪ ،‬كما أن مدهتم ال تزيد عن ‪ 06‬أشهر ‪.‬‬

‫ب‪ -‬جملس السيناتو (‪: )Senatus‬‬

‫إن البطارقة احتكروا مناصب الكهنوتية و القنصلية و الدكتاتورية ‪ ،‬و كان جملس السيناتو يتألف‬
‫من ص فوف البطارق ة و يف الق رن الث الث قب ل امليالد أص بح اجمللس يتك ون من ‪ 300‬عض و ‪ ،‬و‬
‫كانت عضويتهم ملدى احلياة إال إذا ارتكبوا عمالً مشيناً ‪3.‬و هو جملس استشاري لتنفيذ األحكام ‪،‬‬
‫و هو الذي حيل املشاكل و النزاعات بني القناصل ‪ ،‬كما أنه يعني القناصل اجلدد يف حالة وفاهتم‬
‫أو مرض هم ‪ ،‬كم ا أن س قوط النظ ام امللكي زاد من نف وذ و ق وة جملس الش يوخ و ال حيق للقناص ل‬
‫‪4‬‬
‫أن خيالفوا رغبة القناصل أو قراراهتم ‪.‬‬

‫ج‪ -‬اجلمعية الشعبية ‪:‬‬

‫يف بداي ة عه د اجلمهوري ة ع رفت مجعي ة الك ور (‪ )ComitiaCuriata‬و هي ال يت تنتخب‬


‫القنصلني سنوياً ‪ ،‬و متنحهما السلطة التنفيذية العليا (‪ )Imperuim‬و توافق أو ترفض قرارات و‬
‫‪5‬‬
‫اقرتاحات القناصل ‪.‬‬

‫كما أن هذه اجلمعية ظلت تقوم بدور احملكمة اليت يستأنف الرومان أحكامهم أمامها كالنفي و‬
‫اإلع دام ‪ ،‬و اه ذه اجلمعي ة ح ق الش هادة على الوص ايا و التب ين و ق رارات إعط اء ح ق األب وة ‪ ،‬و‬
‫‪6‬‬
‫بالنسبة لعملية التصويت فكانت إما شفوياً أو برفع اليد ‪.‬‬

‫‪ -3‬الحكم في العهد الجمهوري الثاني (‪ 265‬ق م‪ 44 -‬ق م) ‪:‬‬


‫‪ /1‬ابراهيم نصحي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪. 152‬‬
‫‪ /2‬سامي سعيد األحمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 48‬‬
‫‪ /3‬ابراهيم نصحي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪. 155‬‬
‫‪ /4‬سامي سعيد األحمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪. 48‬‬
‫‪ /5‬ابراهيم نصحي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪. 155،156‬‬
‫‪ /6‬ابراهيم نصحي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪. 156-155‬‬
‫أ – الوظائف الجديدة‪:‬‬

‫م ع هناي ة النظ ام امللكي و بداي ة النظ ام اجلمه وري اض طر الروم انيني إلع ادة الدس تور الروم اين و‬
‫إدخال جمموعة من الوظائف من أجل تنظيم الدولة ‪ ،‬و من بينها نذكر ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬الربايتور ( ‪: )Praetor‬‬
‫و يلقب كذلك بكبري القضاة ‪ ،‬و الغاية من توفري هذا املنصب هو ختفيف العبء عن القنصلني و‬
‫إسناد شؤون العدالة إىل الربايتور ‪ .1‬و قد كان الربايتور يتمتع بالسلطة التنفيذية العليا فقد كان يف‬
‫بعض األحيان يتوىل قيادة أحد اجليوش و كذلك دعوة جملس السيناتو أو إحدى اجلمعيات الشعبية‬
‫لإلجتماع ‪ ،‬و إىل غاية سنة ‪ 337‬ق م كان يتوىل هذا املنصب البطارقة فقط و يف عام ‪ 242‬ق‬
‫م أص بح يُنتخب س نوياً برايت ور ث ان ليُش رف على الفص ل يف القض ايا ال يت يك ون أح د طرفيه ا أو‬
‫اين‬ ‫مى ‪ PraetorUrbanus‬و الث‬ ‫األول يس‬ ‫انب ‪ ،‬ف‬ ‫كالمها من األج‬
‫‪ 2. PraetorPeregrinus‬و يف عام ‪ 228‬ق م تضاعف عدد الربايتوريات أربعة ‪ ،‬و يف عام‬
‫‪ 198‬ق م أ ص بحوا س تة و ذل ك ملواجه ة تزاي د ع دد الوالي ات الروماني ة باض طراد إذ أص بح‬
‫القناص ل يُعين ون ال رباترة ُحكام اً للوالي ات الروماني ة يف خ ارج إيطالي ا ملدة ع ام ‪ ،‬و يف عه د‬
‫ال دكتاتور"س يال" أص بح ع ددهم مثاني ة س نوياً يتول ون أم ر القض اء ال داخلي يف إيطالي ا و أص بحوا‬
‫‪3‬‬
‫يتمتعون ب" األمربيوم القنصلي " ‪.‬‬

‫‪ -2‬الكنسور ( ‪: )Censor‬‬
‫أُنش ئت ه ذه الوظيف ة ع ام ‪443‬ق م و هي الكنس ورية من أج ل ض بط اإلحص اء أي إحص اء‬
‫املواطنني الرومان و ممتلكاهتم ‪ ،‬و كانت تتم العملية يف الربيع كل مخسة سنوات‪،‬و يشغالن هذا‬
‫املنص ب قنس ورين ملدة ‪ 18‬ش هراً و ال يتمتع ان بالس لطة التنفيذي ة العلي ا باالض افة إىل ذل ك ك انت‬

‫‪ /1‬محمد السيد عبد الغني ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪. 156‬‬


‫‪ /2‬ابراهيم نصحي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 171‬‬
‫‪ /3‬محمد السيد عبد الغني ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 157‬‬
‫مهمتهم تس جيل املواط نني الروم ان و ممتلك اهتم ‪ ،‬ك ذلك فحص ق وائم اإلحص اء و معاقب ة ال ذين‬
‫أعط وا معلوم ات خاطئ ة يف اإلحص اء بف رض غرام ات مالي ة و م ع أواخ ر الق رن الراب ع قب ل امليالد‬
‫اتسع نطاق مهام القنسورس يراقبون سلوك أعضاء السيناتو لكن هذه الوظيفة ال تتم عرب االنتخاب‬
‫و ظلت حكراً على البطارقة إىل غاية عام ‪ 351‬ق م و أصبح للعامة احلق فيها يف عام ‪ 339‬ق م‬
‫‪1‬‬
‫أي واحد من البطارقة و واحد من العامة‪.‬‬

‫‪ -3‬الكوايستورس( ‪: )Quaestor‬‬
‫إن هذه الوظيفة موجودة منذ العصر امللكي و موظفوها يلقبون ب"‪QuaestoresParricidii‬‬
‫" و هم الذين ينفذون حكم اإلعدام ‪ ،‬و وظيفة الكوايستور هتتم بالشؤون املالية للدولة و خزانتها‬
‫العامة و كانت عضوية الكوايستور سنة واحدة حيث يعني القنصالن اثنان ‪ ،‬و لكن يف عام ‪421‬‬
‫ق م أُضيف اثنان من طبقة العامة و أصبح اثنان يُشرفان على اخلزانة العامة يف املدينة أي روما ‪ ،‬و‬
‫اثنان يرافقان اجليوش ‪،‬و يف عام ‪ 267‬ق م زاد عددهم إىل مثانية موظفني ‪ ،‬مث ازداد أكثر يف عهد‬
‫الدكتاتور "سوال" ازداد عددهم إىل ‪ 19‬موظف ‪ ،‬و يف عام (‪ 81‬ق م‪ 80 -‬ق م) ازداد عشرون‬
‫موظ ف و ض اعف "يولي وس قيص ر" ع ددهم لكن اإلم رباطور "أغس طس"‪ 2‬أنقص منهم و جعلهم‬
‫عشرون موظف كما كانوا سابقاً ‪ ،‬باإلضافة إىل إدارة الشؤون املالية فقد كانت هلم صالحيات و‬
‫‪3‬‬
‫واجبات قضائية و عسكرية ‪.‬‬

‫‪ -4‬اإليديل (( ‪:Aedilis‬‬
‫يس مى ك ذلك مس ؤول الش رطة ‪ ،‬ارتبطت ه ذه الوظيف ة حباج ة ترابن ة العام ة إىل عم ال ‪ ،‬و أهم‬
‫اختصاصاهتم هي حفظ سجالت العامة يف املعبد و بعد عام ‪ 449‬ق م أصبحوا حيفظون نسخ من‬
‫قرارات السيناتو يف هذا املعبد و يلقون القبض على الذين خيالفون أوامر ترابنة العامة ‪ ،‬و يف عام‬
‫‪367‬ق م تقرر أن تنتخب مجعية القبائل سنوياً االي ديليني من البطارقة و العامة أي اثنان من كل‬

‫‪/1‬ابراهيم نصحي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 173-172‬‬


‫‪ /2‬أغسطس ‪ :‬هو أول إمبراطور حكم في العصر اإلمبراطوري ‪ 27‬ق م و هو أول من أعاد السالم للبالد و‬
‫أحبه الشعب الروماني من إصالحاته أنشأ مساقي و قنوات لمد روما بالمياه و اهتم بالطرق و تجديدها و قام‬
‫بتوظيف المحررين من العبيد و أعاد التعمير و البناء للمدينة و أصبح الجيش مهمته الحفاظ على األمن الدولة و‬
‫اعتمدد عليه في كل قراراته ‪(.‬أنظر ‪ :‬شتوان ميلود و آخرون ‪،‬إصالحات أوكتافيوس ‪ 27‬ق م‪ 14-‬م ‪،‬مذكرة‬
‫ماستر ‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية و اإلجتماعية ‪،‬جمعة ابن خلدون ‪ ،‬تيارت ‪،2016/2017 ،‬ص ص‪.40-37‬‬
‫‪ /3‬محمد السيد عبد الغني ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪. 171،172‬‬
‫واح د و يش غلون ه ذا املنص ب بالت داول ك ل ع ام طبق ة حتكم ه ذا املنص ب ‪ ،‬من مه امهم ص يانة‬
‫شوارع روما و تطبيق قواعد املرور و حفظ األمن و النظام يف احلفالت الدينية و تدبري إمداد روما‬
‫باملياه ‪ ،‬كما يهتمون بفرض الغرامات على الذين يرتكبون املخالفات ‪،‬كذلك يقومون بإمداد روما‬
‫‪1‬‬
‫باحلبوب و توزيعها ‪.‬‬

‫ب – القانون الروماني ‪:‬‬

‫تشمل هذه املرحلة فرتة العهد امللكي و العهد اجلمهوري ‪ ،‬فقد كان القانون يُنسب يف البداية إىل‬
‫املل وك و ك ان ب دائياً يعتم د على تنظيم اجملتمع ات ال يت تعتم د على الزراع ة و ال رعي ‪ ،‬و اتص ف‬
‫القانون بالقوة و الشكليات خاصة قانون األلواح االثىن عشر اليت تضمنت ‪ 100‬مادة ‪ ،‬و هذه‬
‫األل واح ك انت نتيج ة لكف اح طوي ل من قب ل العام ة ألن األش راف ك انوا حيتك رون معرف ة العُرف‬
‫لص احلهم و ه ذا م ا أدى إلنتفاض ة الش عب و املطالب ة بت دوين الق وانني يف األل واح ‪ .2‬يق ول املؤرخ‬
‫"تيت – ليف" يف هذا ‪ ..." :‬إن الشعب الروماين فخور بقوانينه ليس فقط ألنه هو الذي صادق‬
‫عليها بل ألنه هو الذي اقرتحها و مازالت قوانني األلواح االثىن عشر تشكل حىت اليوم مبادئ‬
‫‪3‬‬
‫القانون العام و اخلاص ‪. "...‬‬

‫و يرج ع ت دوينها إىل س نة ( ‪ 450‬ق م – ‪ 449‬ق م) و تتعل ق بالق انون اخلاص م ع وج ود بعض‬
‫األحكام عن اجلرائم العامة و الدينية و املرافعات و تضمنت تنظيم األسرة و احلقوق املالية يف بداية‬
‫األمر ‪ ،‬و اهلدف من صدوره هو حتقيق املساواة بني طبقات اجملتمع الروماين و األشخاص القائمني‬
‫‪4‬‬
‫بوضع هذه األلواح هي جلنة مكونة من عشرة حكام من األشراف و العامة ‪.‬‬

‫و لقد صدر بعد قانون األلواح االثىن عشر قانون مُس ي ب" قانون كانوليا" و أباح الزواج بني طبقة‬
‫األش راف و الع وام ‪ ،‬ك ذلك جند يف الق رنني الراب ع و اخلامس ق م ق وانني خاص ة يف روم ا تتعل ق‬
‫باألراض ي و أوض اع املدينني ‪ ،‬و ك ان نتيج ة ذل ك الفتوح ات ال يت تت يف إيطالي ا و ك ان من بني‬
‫ذلك القوانني اليت تتعلق بالديون " قانون باستيليا بابرييا " يف القرن اخلامس ق م و كان القانون‬
‫يف البداية ذات طابع ديين و مصدره الوحيد هو التقاليد املتعلقة باملعتقدات الدينية و كانت القوانني‬
‫‪ /1‬ابراهيم نصحي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.176-175‬‬
‫‪ /2‬منذر الفضل ‪ ،‬تأريخ القانون ‪ ،‬ط‪ ، 2‬دار آراس أكرم ‪ ،‬كوردستان ‪ ، 2005 ،‬ص ص ‪. 111 – 109‬‬
‫‪ /3‬تيت‪-‬ليف ‪ ،‬تاريخ الصراع بين الحرية و االستبداد ‪ ،‬تر‪ :‬المصطفي حميمو ‪ ،‬ص ‪. 143‬‬
‫‪ /4‬منذر الفضل ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 111‬‬
‫يف البداية متعلقة باألسرة أما يف فرتة العص ر اجلمهوري فقد انتهى بصدور " قانون ايبوتيا " عام‬
‫‪ 130‬ق م ‪ ،‬فق د اتس مت بتوس ع روم ا نتيج ة للفتوح ات و انتقاهلا من جمتم ع زراعي إىل جمتم ع‬
‫جتاري ‪ ،‬و بس بب اتص ال الروم ان باحلض ارة االغريقي ة فق د ط وروا ق وانينهم و حترروا من مجود‬
‫‪1‬‬
‫القانون املدين ‪.‬‬

‫‪ -4‬الجيش الروماني ‪:‬‬

‫لق د ك ان اجليش يف العه د اجلمه وري مرتب ط ارتباط اً وثيق اَ ب املواطنني ‪ ،‬و ك ان اجليش جمتمع ا يف‬
‫املئ ات ه و اهليئ ة الرئيس ية ال يت تس ن ق انون الدول ة ‪ ،‬و ك ان الفرس ان يؤخ ذون من املئ ات الثم ان‬
‫عشرة األوىل أما الطبقة األوىل فكانت تتكون من فرق املشاة الثقيلة و كان كل جندي فيها يسلح‬
‫حبربتني و خنجر و سيف و يلبس خوذة من الربونز و درعا من الزرد و جرموق اً ‪ ،‬و كان لرجال‬
‫الطبقة الثانية نفس لباس الطبقة األوىل ما عدا الدروع الزردية ‪ ،‬أما رجال الطبقة الثالثة و الرابعة‬
‫فلم يكن هلم س الح و مل يكن لرج ال الطبق ة اخلامس ة غ ري املق اليع و احلج ارة ‪ .‬و ك ان الفيل ق‬
‫الروم اين يتك ون من ‪ 4200‬من املش اة و ‪ 300‬ف ارس و ك ان جيش القنص ل يت ألف من فيلقني و‬
‫كان كل فيلق يقسم إىل كتائب و كان يف بداية األمر يتكون من ‪ 100‬جندي مث أصبح يتألف‬
‫‪2‬‬
‫من ‪ 200‬جندي و يقودها قواد املئات‪.‬‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬سقوط النظام الجمهوري ( ‪ 509‬ق م‪ 44 -‬ق م)‬

‫‪ /1‬صاحب عبد الفجالوي ‪ ،‬تاريخ الرومان ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار الثقافة ‪ ،‬األردن ‪ ، 1998 ،‬ص ‪. 121،122‬‬
‫‪ /2‬وايرلديورانت‪،‬قصةالحضارة‪،‬تر‪ :‬محمدبدران‪،‬ج‪، 1‬مج ‪، 3‬دارالجيل‪،‬بيروت‪، 1998 ،‬ص ‪. 71‬‬
‫‪ .1‬عوامل سقوط النظام اجلمهوري ‪.‬‬

‫‪ .2‬ظهور شخصية بوميب و يوليوس قيصر ‪.‬‬

‫‪ .3‬االتفاق الثالثي و قيام احلرب األهلية ‪.‬‬

‫‪.1‬عوامل سقوط النظام الجمهوري ‪:‬‬

‫مع قيام النظام اجلمهوري و ظهور الصراع بني طبقة األشراف و الطبقة العامة و استغرقت أكثر‬
‫من ق رنني من ال زمن (‪ 494‬ق م‪ 287-‬ق ) و ك ان اهلدف من ه ه و محاي ة و زي ادة الض مانات‬
‫لطبقة العامة ضد بطش األشراف مث اجته بعد ذلك إىل حتقيق املساواة االجتماعية و السياسية عن‬
‫طريق تعديل قوانني الدولة و أصبح العام ة هلم احلق يف اختيار القنصل ‪ ،‬و س اعدت احلروب اليت‬
‫خاضتها روما يف توحيد ايطاليا و السيطرة على بالد االغريق و مشال افريقيا يف حمافظة األشراف‬
‫على مناصبهم يف اجلانب العسكري و السياسي ‪ ،‬و من هنا اضطر العامة إىل ترك أراضيهم بسبب‬
‫احلروب و ازدياد حب التوسع يف نفوس األشراف ‪ ،‬و هذا ما زاد من حدة الصراع بني األشراف‬
‫و العام ة حيث فرض وا االص الح ب القوة و اس تخدام العن ف و القت ل و تط ورت ت درجييا إىل ح رب‬
‫‪1‬‬
‫أهلية أسقطت النظام اجلمهوري ‪.‬‬

‫و من هن ا ظه رت شخص ية األخ وين "تيب رييوس جراك وس" و "ج ايوس جراك وس" مبش روعهم‬
‫االص الح االقتص ادي ملس اعدة الفق راء ‪ ،‬ففي س نة ‪ 133‬ق م ط رح " تيب رييوس جراك وس "‬
‫مشروعاً من أجل مشكلة األراضي و ذلك من خالل حتديد مساحة األرض لكل شخص و توزيع‬
‫الف ائض منه ا يف األري اف اإليطالي ة على ص غار الفالحني هبدف إع ادة بن اء الطبق ة الوس طى ال يت‬
‫بسببها نشبت احلروب و قام كبار املالك من استغالهلا و أخذوا نصيب أكرب من األراضي لصاحلهم‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬‬

‫و جند ك ذلك القائ د الشهري "سوال" ‪ 82( Sula‬ق م‪ 80 -‬ق م) قد عني نفسه دكت اتور و من‬
‫بني الق وانني ال يت أنش أها ك دكتاتور هي إلغ اء البعض من امتي ازات العام ة و ق ام بتأكي د س لطة‬
‫السيناتوس و تشريعاته مل تكن كلها سياسية فمنها ما يتعلق بالقانون اجلنائي و الوظائف الشرفية ‪،‬‬

‫‪ /1‬مصطفى العبادي‪ ،‬االمبراطورية الرومانية النظام االمبراطوري و مصر الرومانية ‪ ،‬دار الجامعة المعرفية‬
‫‪،‬االسكندرية ‪،1999،‬ص ص‪. 38-34‬‬
‫‪ / 2‬عمر بوصبيع ‪"،‬المحاوالت اإلصالحية لألخوين جراكوس و انعكساتها على األوضاع العامة للجمهورية‬
‫الرومانية (‪ 133‬ق م‪ 121 -‬ق م)"‪ ،‬مجلة المعارف للبحوث و الدراسات التاريخية ‪ ،‬جامعة الشهيد حمة لخضر‬
‫الوادي ‪ ،‬العدد ‪( ، 11‬ب ت )‪ ،‬ص‪. 54،55‬‬
‫و ك ان "س وال" يه دف إىل إع ادة جملس الش يوخ إىل مرك زه الق دمي ‪-‬أي قب ل ظه ور األخ وين‬
‫جراك وس‪ -‬ألن ه الوحي د الق ادر على احلف اظ على أمن و اس تقرار النظ ام يف البالد و ت ويف يف ع ام‬
‫‪1‬‬
‫‪ 78‬ق م ‪.‬‬

‫‪ .2‬ظهور شخصية بومبيوس و يوليوس قيصر ‪:‬‬

‫و من هنا برزت أهم الشخصيات يف هناية العصر اجلمهوري و مها "بوميب" و "يوليوس قيصر" و‬
‫مها اللذان سنشهد طيلة فرتة حكمهم العديد من األحداث التارخيية اليت ساعدت يف ضعف الدولة‬
‫الرومانية من جهة و ازدياد قوهتا من جهة أخرى يف كافة اجملاالت خاصة السياسية و العسكرية‪.‬‬

‫حيث ينحدر كالمها من أعرق األسر الرومانية ‪ ،‬فقد كان بومبيوس ( ‪)Gn.Pompuis‬و عمره‬
‫آنذاك ‪ 23‬سنة (‪ 106‬ق م‪ 48 -‬ق م) ‪،‬مائالً إىل طرف جملس السيناتوس ‪ ،‬أما قيصر (‪ 100‬ق‬
‫م‪ 44-‬ق م)‪ ،‬فقد اختار طبقة العامة للدفاع عنها و حني قام الصراع بني الشعب و السيناتوس‬
‫ق ام بوم يب بالقض اء على املتم ردين و بع د عودت ه إىل روم ا رش ح نفس ه للقنص لية س نة ‪ 70‬ق م و‬
‫رغم صغر سنه و عند انتهاء قنصليته مل يغادر روما ‪ .2‬و يف ستينات الق رن األول قبل امليالد بدأـ‬
‫روم ا بالتوس ع ثاني ة فيم ا رواء البح ار و فتح القائ د الروم اين "بوم يب" ش رق تركي ا و س وريا و‬
‫فلسطني ‪ .3‬و كان له الفضل يف القضاء على قراصنة البحر الذين أصبحوا يهددون اقتصاد روما‬
‫حيث أصبح وصول القمح لروما صعباً و ازدادت أسعاره و عمت الفوضى و السخط بني الناس و‬
‫‪4‬‬
‫يف عام ‪ 67‬ق م اسندت إليه مهمة القضاء عليهم و جنح يف ذلك يف ظرف ‪ 03‬أشهر فقط ‪.‬‬

‫‪.3‬اإلتفاق الثالثي و الحرب األهلية ‪:‬‬

‫‪ /1‬غانم حافظ ‪ ،‬االمبراطورية الرومانية من النشأة إلى االنهيار ‪ ،‬دار المعرفة الجامعية ‪ ،‬االسكندرية ‪،‬‬
‫‪،2007‬ص‪. 35،36‬‬
‫‪ /2‬مصطفى العبادى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 47‬‬
‫‪ /3‬الحسيني الحسيني معدي ‪ ،‬يوليوس قيصر حياة أسطورية و نهاية مأسوية‪ ،‬دار الكتاب العربي‪،‬القاهرة‪(،‬د‬
‫ت)‪،‬ص ‪. 15‬‬
‫‪ / 4‬محمد عواد حسين ‪" ،‬الثورة الرومانية المرحلة الثالثة الصراع بين بومبي و قيصر ‪50 – 78‬ق م "‪ ،‬عالم‬
‫الفكر ‪ ،‬مجلد ‪ ، 12‬العدد ‪، 03‬‬
‫و م ا إن ح ل ع ام ‪ 62‬ق م فك ان "بوم يب" ق د أهنى مهمت ه يف آس يا ‪ ،‬و عن دما رج ع إىل روم ا مل‬
‫يع رتف جملس الس يناتوس بانتص اراته و ك ان "قيص ر ‪ "César‬ه و الش خص الوحي د الق ادر على‬
‫إخراج ه من ه ذا املأزق ف اقرتح علي ه يف س رية تام ة باتف اق ثالثي يض م "قيص ر" و "بوم يب" و‬
‫"كراسوس" ‪ ،‬فكان هدف األخري ختفيض الض رائب اليت تط الب هبا الدولة يف آسيا ‪ ،‬و هدف "‬
‫قيصر" احلصول على القنصلية عام ‪ 59‬ق م ‪ ،‬أما "بوميب" فكان يريد حتقيق مطالب االثنان و لن‬
‫‪1‬‬
‫يقف أمامهم أي حائل استناداً جليش " بوميب" و ثروة "كراسوس " ‪.‬‬

‫كما كان احلال فقد حقق" قيصر" مطالب كل من "بوميب" و "كراسوس" ‪ ،‬و أراد جملس الشيوخ‬
‫انقاص من قيمة " قيصر" بعد انتهاء قنصليته فأعدوا له وظيفة العناية بالغابات و بطرق الدواب يف‬
‫إيطاليا ‪ ،‬فذهب "قيصر" إىل اجلمعية القبلية و حصل على بالد الغال و الرييكوم (‪)Iilyricum‬‬
‫ملدة ‪ 05‬سنوات ‪ ،‬مث قام عام ‪ 56‬ق م حبمالت على بريطانيا و أخضع القبائل املوجودة فيها ‪ ،‬و‬
‫منها رجع قيصر إىل بالد الغال ‪ ،‬أما بالنسبة ل "كراسوس" فقد حلت به الكارثة عندما قرر أن‬
‫‪2‬‬
‫يقوم حبروب مثل "قيصر" و لكنه خسر يف صحراء سوريا مث تويف ‪.‬‬

‫و بع د ذل ك فتح قيص ر بالد الغ ال م ا بني س نيت (‪ 58‬ق م ‪ 51-‬ق م) و ب ذلك أض اف إىل الع امل‬
‫الروم اين من اطق شاس عة غ ريب " هنر ال راين" و خش ي بوم يب و جملس الش يوخ من ق وة "قيص ر" و‬
‫طموح ه مث ذهب إىل إيطالي ا س نة ‪ 49‬ق م و جنح "قيص ر" يف احلرب األهلي ة ال يت أعقبت ذل ك يف‬
‫هزمية "بوم يب" و أتباع ه ‪ ،‬و يف س نة ‪ 45‬ق م ك ان قيص ر ق د أص بح احلاكم الوحي د للع امل‬
‫‪3‬‬
‫الروماين ‪.‬‬

‫و من هنا أصبح احلكم دكتاتوري اً يف يد يوليوس قيصر فاحتكر مجيع السلطات و اعتربه الرومان‬
‫إاله اً و أقيمت متاثيل ه يف املعاب د تكرميا ل ه و تص دى جلمي ع املعارض ني ل ه ‪ ،4‬و ه و ال ذي أق ام‬

‫‪ /1‬دونالد دولي ‪ ،‬حضارة روما ‪ ،‬تر‪:‬فاروق فريد ‪ ،‬دار نهضة مصر ‪ ،‬مصر ‪(،‬ب ت) ‪ ،‬ص ص ‪. 144-142‬‬
‫‪ /2‬دونالد دولى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 50‬‬
‫‪ /3‬الحسيني الحسيني معدي ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص‪. 16‬‬
‫‪ /4‬لبيب عبد الساتر ‪ ،‬الحضارات ‪ ،‬ط‪ ، 17‬دار الشرق ‪ ،‬لبنان ‪ ، 2008 ،‬ص ‪. 187‬‬
‫"كليوب اترا" على ع رش مص ر و أع اد تنظيم االمرباطوري ة الروماني ة بع د ت دمري مملك ة "بومبي ه" يف‬
‫إس بانيا و إفريقي ا ‪ 1،‬و بفع ل املؤامرة املأس وية ال يت أقيمت ل ه و ال يت ك ان ين وي ال ذهاب إىل بالد‬
‫اليون ان ليت وىل قي ادة اجليش ال ذي مجع ه و يق در حبوايل ‪ 16‬فرق ة و ‪ 10‬آالف ف ارس لكي ي ؤمن‬
‫ح دود اإلمرباطوري ة يف الش رق و ليح ارب الب ارثيني انتقام اً هلزميتهم لكراس وس ‪ ،‬و ك ان قيص ر يف‬
‫ذلك اليوم يهم بدخول السناتو ليستمع ملناقشة حول إمكانية اإلنعمام عليه بلقب "ملك ‪" Rex‬‬
‫يف الواليات الشرقية عندما أحاط به املآمرون و قد أخرج كل واحد خنجره و قتلوه سنة ‪ 44‬ق‬
‫‪2‬‬
‫م‪.‬‬

‫خاتمة‬

‫‪ / 1‬أحمد مفيد صاح باشا ‪ ،‬تاريخ البحر و مالمحه ‪ ،‬مج ‪ ، 1‬دار طالس ‪ ،‬دمشق ‪( ،‬د ت) ‪ ،‬ص ‪. 45‬‬
‫‪ /2‬سيد أحمد علي الناصري ‪ ،‬تاريخ و حضارة الرومان ‪ ،‬المركز العربي ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1982 ،‬ص ‪. 392‬‬
‫شهدت روما القدمية منذ تأسيسها سنة ‪ 753‬ق م العديد من األحداث التارخيية اليت سامهت يف‬
‫تك وين حض ارهتا س واء من اجلانب السياس ي و االقتص ادي أو االجتم اعي و العس كري ‪ ،‬و هلذا‬
‫جندها امتلكت نص ف الع امل و بلغت أوج ازدهاره ا يف النص ف الث اين من العه د اجلمه وري كم ا‬
‫شهدنا يف البحث ‪ ،‬و من خالل ما تناولته يف حبثي أستخلص النتائج التالية ‪:‬‬

‫ق ام النظ ام امللكي بع د تأس يس مدين ة روم ا س نة ‪ 753‬ق م على ي د املل ك "روميل وس"‬ ‫‪‬‬
‫الذي شهد عصره العديد من اإلجنازات اليت سامهت يف تطوير املدينة مثل تكوين اجليش‬
‫و تقسيم األهايل إىل جمموعتني من أشراف و أعوان ‪.‬‬
‫تعاقب على روما سبعة ملوك و لتنصيب كل ملك تُقام جمموعة من الطقوس و جيب أن‬ ‫‪‬‬
‫ال حيدث أي ش يء مع اكس و إال اعت رب املل ك وج ه ش ر على روم ا و إذا مل حيدث أي‬
‫شيء فهذا يعين أن هذا امللك سيعتين باملدينة و هو وجه خري ‪.‬‬
‫يعترب امللك الوحيد القادر على امتالك مجيع السلطات و الصالحيات يف يده و هو الذي‬ ‫‪‬‬
‫قراره يطبق بدون أي نقاش وال جيري شيء يف املدينة و ال يكون له علم به ‪.‬‬
‫تعددت و تنوعت سلطات امللك من سلطة دينية أي جيب عليه إرضاء اآلهلة و له جمموعة‬ ‫‪‬‬
‫من الكهن ة و الع رافني املس اعدين ل ه ‪ ،‬و ل ه س لطة عس كرية تتمث ل يف إعالن احلرب و‬
‫السلم و هو القائد األعلى يف اجليش ‪ ،‬و السلطة القضائية تشمل إصدار احلكم بالنفي و‬
‫اإلعدام‪.‬‬
‫كان جمللس الشيوخ العديد من الصالحيات كاختيار امللك عند وفاته ‪ ،‬أما مجعية األحياء‬ ‫‪‬‬
‫فكانت هتتم باملسائل اليت هتم الشعب و تقوم أيضاً بإعالن احلرب و السلم ‪.‬‬
‫اصبح اجليش يف العهد امللكي يتكون من ‪ 3000‬رجل و ‪ 300‬فارس و مهمتهم الدفاع‬ ‫‪‬‬
‫عن املدين ة ‪ ،‬و ك ان لك ل ح رب طق وس خاص ة هبا قب ل أو بع د احلرب من أج ل محاي ة‬
‫امللك و نصره و تطهري املدينة ‪.‬‬
‫انتهى احلكم امللكي على يد آخر امللوك "طاركينيوس الثاين " و هو من أصل أتروسكي‬ ‫‪‬‬
‫وصلت روما إىل مرحلة ضعف كبرية ألنه متيز بالظلم و اإلضطهاد و مل يضف أي شيء‬
‫للمدينة سوى احنطاطها و أدى بسقوطها سنة ‪ 510‬ق م ‪.‬‬
‫قام النظام اجلمهوري على أساس حتسني البالد و النهوض هبا ‪ ،‬و هو نظام يهتم جبميع‬ ‫‪‬‬
‫أم ور لش عب و اس تبدل الروم انيني احلكم من ش خص واح د إىل شخص ني "قنص الن" و‬
‫ألغوا فكرة انفراد احلكم للشخص الواحد ‪.‬‬
‫ازدادت مكان ة جملس الش يوخ يف العه د اجلمه وري و أص بح ل ه احلق يف اختاذ مجي ع‬ ‫‪‬‬
‫الق رارت ال يت ختص الدول ة كتع يني القناص ل و ح ل املش اكل ‪ ،‬و ليس للقناص ل احلق يف‬
‫رفض قرارات جملس الشيوخ ‪.‬‬
‫‪ ‬عن د تأسيس النظ ام اجلمه وري ظه رت يف الوس ط ممجموع ة من الوظ ائف ال يت احتكرهتا‬
‫الطبقة األرس تقراطية مثل وظيف ة القاض ي و الذي يق وم باإلحص اء و مس ؤول الشرطة و‬
‫غريها من املناصب اجليدة ‪.‬‬
‫‪ ‬احتكر البطارقة مجيع املناصب العليا يف البالد ومل يرتكوا أي شيء لطبقة العامة ‪ ،‬و هلذا‬
‫ظهر مبا يسمى الصراع الطبقي دام أكثر من قرنني من الزمن و الذي انتهى بإعطاء العامة‬
‫بعض احلقوق و إشراكهم يف املناصب العليا ‪.‬‬
‫مر القانون الروماين القدمي بعدة مراحل ‪ ،‬فكان جملس الشيوخ ال يطبق القانون عندما ال‬ ‫‪‬‬
‫خيدم ه يف بعض األحي ان ‪ ،‬و هلذا انتهى بتدوين ه يف جمموع ة من األل واح نتيج ة للص راع‬
‫الطبقي بني العامة و األشراف لكي يطبقه كال الطرفني ‪.‬‬
‫كان القانون يف بداية األمر يكتسب الطابع الديين متعلق باألسرة فقط مث تغري و أصبح‬ ‫‪‬‬
‫يهتم جبيع شؤون الشعب الروماين ‪.‬‬
‫تطور اجليش الروماين يف العهد اجلمهوري و ازداد كل من عدد املشاة و الفارسني و كل‬ ‫‪‬‬
‫أدواهتم نتيجة للحروب التوسعية اليت شهدها العصر اجلمهوري كإخضاع شبه اجلزيرة‬
‫اإليطالية و بالد اإلغريق و مشال إفريقيا ‪.‬‬
‫‪ ‬سقط النظام اجلمهوري مبساعدة العديد من العوامل اليت سامهت يف إضعاف الدولة من‬
‫بينها الصراع الطبقي بني األشراف و العامة ‪ ،‬و بروز العديد من الشخصيات اليت أرادت‬
‫اإلستفراد باحلكم ‪.‬‬
‫‪ ‬ع رفت العهد اجلمهوري العدي د من الشخصيات اليت حاولت حل مشاكل الدولة مثل‬
‫األخ وين "جراك وس" الل ذان ح اوال إص الح اجلانب اإلقتص ادي ب نزع األراض ي من ي د‬
‫األرستقراطيني و توزيعها على الفقراء ‪.‬‬
‫‪ ‬يعترب "سوال " أول دكتاتور عرفته روما و شهدت فرتة حكمه العديد من اإلصالحات‬
‫كتأكيد سلطة جملس لشيوخ و إلغاء بعض إمتيازات العامة و بعد وفاته ظهرت العديد‬
‫من املشاكل منها قراصنة البحر ‪.‬‬
‫كان "بوميب" و " يوليوس قيصر" ينحدران من عائالت مرموقة حيث كان "بوميب" مياالً‬ ‫‪‬‬
‫جمللس الش يوخ أم ا "قيص ر" فح اول إس تغالل الطبق ة العام ة و ال دفاع عنه ا للوص ول إىل‬
‫احلكم‪.‬‬
‫برزت شخصية "بوميب" و "قيصر" يف هناية العهد اجلمهوري لكن عالقتهم انتهت خبالف‬ ‫‪‬‬
‫حاد حول احلكم و أدت إىل مقتل "بوميب" و عمل "قيصر" على إبراز مكانته من خالل‬
‫الفتوحات اليت قام هبا ‪.‬‬
‫قام "يوليوس قيصر" بالعديد من اإلجنازات يف اجملال العسكري و هذا ما زاد من قوته و‬ ‫‪‬‬
‫أثار غرية و خوف جملس الشيوخ منه و أجريت مؤامرة ضده و قُتل سنة ‪ 44‬ق م‪.‬‬

You might also like