You are on page 1of 96

‫الجوـھـوريــت الـجـسائــريــت الديـوـقـراطـيـــت الـشـعـبـيـــت‬

‫وزارة التعلين العالي والبحث العلوي‬

‫كليت اآلداب واللغاث‬


‫قسن الفنوى‬

‫‪:‬‬

‫تقنيات الكتابة في مسرح الطفل‬


‫مسرحية "هاري و فاري واأللواى" لعبد القادر بلكروي أنموذجا‬

‫إشــــراف األستاذ‪:‬‬ ‫الطالب ‪:‬‬


‫ة‬ ‫إعداد‬

‫صالح بوشعور محمد أمين‬ ‫عـ ّبـو نبيـلة‬

‫لجنة المناقشة‪:‬‬
‫مشرفًا‬ ‫األستاذ‪ :‬صالح بوشعور محمد أمين‬
‫رئيسا‬
‫ً‬ ‫األستاذ‪ :‬سوالمي الحبيب‬
‫شا‬
‫مناق ً‬ ‫األستاذ‪ :‬بولنوار مصطفى‬

‫السنت الجاهعيت ‪1440-1439 :‬ه‪2018-2017/‬م‬


‫إلى الوالدين الكريمين‪ ،‬اللهم احفظهما واشفهما وباركهما‪ِ ،‬‬
‫وأدمهما تاجاً‬
‫فوق رؤوسنا‪ ،‬وارزقهما العمر الطويل يارب‪.‬‬
‫إلى ابنتي وقرة عيني 'ريتاج قمر'‪ ،‬أنت قمري الذي يضيء حياتي‪،‬‬
‫وبارة ومباركة أينما كنتي يا رب‪.‬‬
‫حفظك اهلل وجعلك صالحة ّ‬
‫إلى أختي وزوجها وأوالدها‪ ،‬اللهم ارزقها الصحة والعافية والسعادة‪..‬‬
‫إلى أخوتي‪ ،‬اللهم فرج عنهم وارزقهم بغير حساب واجعل لهم مخرجا‬
‫من حيث ال يحتسبون‪.‬‬
‫إلى كل العائلة الكريمة‪.‬‬
‫إلى كل الصديقات‪ ،‬في العمل والدراسة‪..‬‬
‫إلى كل األساتذة الكرام‪..‬‬
‫إليكم جميعا‪ ،‬أهدي ثمرة جهدي وعملي المتواضع هذا‪..‬‬

‫عبّو نبيلة‬
‫"ربً أوزعنً أن أشكر نعمتك التً‬
‫أنعمت علً وعلى والدي وأن أعمل‬
‫صالحا ترضاه"‬
‫الشكر هلل وحده ال شرٌك له‪ ،‬اللهم أهدنا لما‬
‫ترضاه وثبتنا ٌا رب العالمٌن‪.‬‬
‫أوجه شكري إلى األستاذ المشرف‪ ،‬األستاذ‬
‫الكرٌم‪ ،‬صالح بوشعور محمد األمين‪ ،‬على‬
‫التوجٌهات السدٌدة والنصح واإلرشاد‪ ،‬نشكركم‬
‫جزٌل الشكر‪.‬‬
‫كما أشكر الكاتب المسرحً الكبٌر 'عبد القادر‬
‫بلكروي' الذي كان فً قمة التواضع وأمدنا‬
‫بالمساعدة ولم ٌبخل علٌنا بشًء‪ ،‬تشرفت بالتعرف‬
‫علٌه واختٌاره أنموذجا لمذكرتً‪.‬‬
‫وكذا أشكر كل األساتذة األفاضل طٌلة المسار‬
‫الدراسً‪ ،‬وخاصة األستاذة 'خواني' التً كانت‬
‫متعاونة معنا‪..‬وكل من ساهم فً إتمام هذا‬
‫العمل بنجاح‪ ،‬من قرٌب أو بعٌد‪.. .‬‬

‫شكرا لكم جمي ًعا‪..‬‬


‫ً‬
‫مقدم ـ ـ ــة‌‬
‫يعترب ادلسرح شكال من أشكال التواصل اإلنساين‪ ،‬الذي يعتمد على نقل اخلربات‬
‫والنماذج اإلنسانية‪ ،‬من خالل العروض الفنية اليت تساىم يف تربية الذوؽ العام‪ ،‬حىت بالنسبة‬
‫لألطفال ‪ ،‬فهو جيعل ادلتلقي على إطالع واسع بواقعو وزليطو و حياتو االجتماعية والسياسية‬
‫والثقافية‪ ،‬ويقوده إىل التفكري الصحيح واحًتام ادلثل و القيم والتحلي هبا وينمي احلس اجلمايل‬
‫والذوؽ الفين السليم‪.‬‬
‫إذا كان ادلسرح مبختلف أشكالو يسعى إىل مثل ىذه األىداؼ‪ ،‬فإن مسرح الطفل يعد‬
‫من أىم األنشطة اليت تساعد على التنمية الفنية و التعليمية و الًتبوية للطفل‪ ،‬وتساىم يف‬
‫تكوينو النفسي و العقلي‪...‬و جتعلو أمام العديد من النماذج احلياتية بأسلوب فين ومجايل‪.‬‬
‫ذلذا يعترب مسرح الطفل؛ من األدوات و الوسائل الفنية الدرامية ادلمتعة و ادلثرية يف رلال‬
‫ترسيخ ادلضامني النفسية و اإلنسانية و القومية‪ ،‬وأىم اخلربات و ادلعارؼ العلمية و التعليمية يف‬
‫أذىان اجلمهور من األطفال‪ ،‬ذلك ألن ادلسرح منذ األزل‪ ،‬كان و ال يزال وسيلة توعوية‬
‫تعليمية‪ ،‬واألمر نفسو ينطبق على مسرح الطفل‪ ،‬فضال عن خصائصو الفنية واجلمالية اليت‬
‫تساىم ىي األخرى يف التواصل مع الطفل‪ ،‬بغية جناح اذلدؼ التعليمي الذي يسعى إليو ىذا‬
‫الشكل من ادلسرح‪.‬‬
‫على ىذا األساس ومسنا حبثنا ىذا بػ" تقنيات الكتابة في مسرح الطفل " واخًتنا لذلك‬
‫مسرحية "هاري و فاري األلوان لعبد القادر بلكروي" أمنوذجا للتطبيق‪ ،‬للكشف على األمهية‬
‫التعليمية دلسرح الطفل بشكل عام‪ ،‬و أىم اخلصائص الفنية و اخلربات الًتبوية والتعليمية‬
‫ادلطروحة يف ىذا العمل ادلسرحي‪ ،‬إضافة إىل التقنيات والطرؽ اليت اتبعها الكاتب يف كتابة‬
‫مسرحيتو‪.‬‬
‫كانت أسباب اختياري ذلذا ادلوضوع ذاتية و موضوعية‪ ،‬فأما الذاتية فهي اىتمامي بفئة‬
‫األطفال الذي اكتشفتو من خالل جتربيت يف التعليم االبتدائي وغوصي يف عامل الطفل الذي‬
‫يزداد مجاال وروعة كلما اتقنا لغة احلوار مع ىذا الطفل واعطيناه اجملال الواسع للتعبري عن نفسو‪.‬‬
‫وكذا الفن ادلسرحي الذي يبقى أحد أىم الوسائل التنموية يف تربية النشء اجلديد‪.‬‬

‫أ‌‬
‫وأما ادلوضوعية فهي حب اإلطالع والغوص يف أعماؽ مسرح الطفل‪ ،‬حبثا عن أىم‬
‫النصية ودوره التعليمي والًتبوي‪.‬‬
‫خصائصو الفنية و ّ‬
‫ومنه نطرح اشكالية البحث المتضمنة الخصائص والتقنيات التي تنبني عليها‬
‫الكتابة الدرامية في مسرح الطفل‪ ،‬واالختالف بين النص الموجه للطفل واآلخر للكبار‪.‬‬
‫أهم الفرضيات والتساؤالت التي تمخضت عن اشكالية الموضوع‬
‫‪ -‬ما ىي مميزات النص الدرامي ادلوجو للطفل؟‬
‫‪ -‬كيف تصاغ احلبكة الدرامية ذلذا التخصص؟‬
‫‪ -‬ماىي األسس اليت بىن عليها عبد القادر بلكروي نصوصو ادلوجهة للطفل؟؟‬
‫ولتوضيح ىذه اإلشكالية وإجناز حبثنا ىذا قسمناه إىل مدخل وثالثة فصول فضال عن‬
‫مقدمة وخامتة‪ ،‬حيث تناولنا يف ادلدخل حتديد ادلصطلحات ادلتعلقة مبسرح الطفل أما الفصل‬
‫األول‪ :‬مسرح الطفل (المفهوم والنشأة) وفيو ثالث مباحث‪ ،‬ادلبحث األول فيو ادلفهوم‬
‫والنشأة‪ ،‬وادلبحث الثاين فيو ذكرنا األنواع واألىداؼ واخلصائص والوظيفة وادلوضوعات‪ ،‬أما‬
‫ادلبحث الثالث ففيو مصادر الكتابة ادلسرحية دلسرح الطفل‪.‬‬
‫أما الفصل الثاين فعنوناه بتقنيات الكتابة يف مسرح الطفل وفيو حاولنا أن حندد ىذه‬
‫التقنيات من خالل دراسة النص ادلسرحي يف ادلبحث األول‪ ،‬واللغة واألسلوب‪ ،‬مث ادلضمون‬
‫واألفكار وادلوضوع‪ ،‬مث حتدثنا عن الشخصيات وأدوارىا‪ ،‬واحلوار واخلطاب‪ ،‬وأخريا تطرقنا إىل‬
‫الصراع الدرامي‪ ،‬العقدة واحلبكة واألحدث يف مسرح الطفل‪ .‬أما ادلبحث الثاين فتطرقنا فيو إىل‬
‫ذكر خصائص اخلطاب ادلسرحي للطفل‪.‬‬
‫وكان الفصل الثالث عبارة عن منوذج تطبيقي حول مسرحية هاري وفأري واأللوان‪،‬‬
‫لكاتبها عبد القادر بلكروي‪ ،‬حيث حاولنا دراسة خصائص الكتابة الدرامية دلسرحية ىاري‬
‫وفاري واأللوان‪ ،‬مث تناولنا أىم اخلصائص الًتبوية واخلربات ادلعرفية والتعليمية‪ ،‬اليت تستعرضها‬
‫ىذه ادلسرحية يف النص‪ .‬فتطرقنا إىل دراسة الفكرة وادلوضوع‪ ،‬الشخصيات‪ ،‬احلبكة‪ ،‬واللغة‬
‫الًتبوي وادلعريف للمسرحية‪.‬‬
‫واألسلوب‪ ،‬فاحلوار‪ ،‬مث الصراع ‪.‬وأهنيناه بذكر البعد ً‬

‫ب‌‬
‫خلوض غمار ىذا البحث‪ ،‬والوصول إىل أىم ادلعارؼ وال بد من االعتماد على ادلنهج‬
‫التحليلي ‪ ،‬للكشف عن تقنيات وطرؽ وخصائص الكتابة يف مسرح الطفل‪.‬‬
‫أما ادلصادر وادلراجع اليت شكلت لنا حقال علميا و سندا معرفيا يف اجناز حبثنا ىذا ‪،‬‬
‫نذكر أمهها‪:‬‬
‫أوال‪ :‬ادلصادر‪:‬‬
‫عبد القادر بلكروي‪ ،‬فكرة موفق اجلياليل‪ ،‬مسرحية ىاري وفأري واأللوان‪ ،‬ط ‪2005‬‬
‫ثانيا‪ :‬ادلراجع‪:‬‬
‫مسرح الطفل يف ادلغرب العريب‪ ،‬احلاضر يف ادلشهد الثقايف العريب(ادلغرب‪ ،‬تونس‪ ،‬ليبيا)‪،‬‬
‫أ‪.‬د حفناوي بعلي‪.‬‬
‫زلمد فوزي مصطفى‪ ،‬دراسات يف مسرح الطفل‪.‬‬
‫ومن العراقيل والصعوبات اليت اعًتضتين خالل ىذا البحث‪ ،‬ىي قلة ادلراجع ادلتعلقة هبذا‬
‫ادلوضوع خاصة‪ ،‬على الرغم من وجود العديد منها يف مسرح الطفل عامة‪ .‬وتشابو ادلعلومات‬
‫يف العديد من ادلراجع العربية؛ اليت تناولت مسرح الطفل مما جعلها ال تأيت باجلديد‪ ،‬و تعيد‬
‫اجًتار مثل ىذه ادلعلومات ادلتعلقة مبسرح الطفل‪ ،‬لتشكل لنا صعوبة التميز وانتقاء ادلوضوعات‬
‫ادلهمة هبذا ادلوضوع ‪.‬‬
‫ويف األخري ال أدعي أنين أدلمت بكل جوانب ادلوضوع‪ ،‬وال أزعم بأنو ال خيلو من‬
‫النقائص‪ ،‬وآمل أن يكون ىذا اجلهد ادلتواضع الذي أقدمو مفيدا‪ ،‬وأسأل اهلل أن أكون قد‬
‫وفقت فيو فهو سبحانو وتعاىل من وراء القصد إنو نعم ادلوىل ونعم النصري‪.‬‬

‫انتهت الكتابة يوم ‪ 2018/05/27‬الساعة‪00:38 :‬‬


‫الطالبة‪ :‬عبّو نبيلة‬

‫ت‌‬
‫مدخــل‬
‫تحديد المصطلحات‬ ‫مدخل‬

‫رائعة ىي صرخة الطفل وىو يغادر رحم أمو‪ ،‬ليعلن رليئو للدنيا أن ىا أنا ذا يعلنها‬
‫ليثبت وجوده وحقو يف احلياة‪ ،‬ويفتح عيناه ليالحظ كل ما حييط بو من حب ورعاية إىل أن‬
‫يشتد عوده ويقوى على مواجهة احلياة‪.‬‬

‫فعامل الطفل عامل سحري ربيعي يوحي باحلياة‪ ،‬ويرمز إىل اجلمال‪ ،‬ويبشر بالصحو‬
‫ادلستمر ولكن ىذا العامل السحري الذي يشبو عوامل" ألف ليلة وليلة ‪"1‬يتطلب منا أن جنهد‬
‫أنفسنا يف رحلة طويلة نبحر يف أعماقها ثاً عن حقيقة ىذا الكائن البشري الذي يعترب العمود‬
‫األساسي يف إصالح رلتمع بأكملو‪ ،‬فطفل اليوم ىو رجل ادلستقبل وعليو فالبد أن نعرب عنو‬
‫خًن تعبًن وأصدقو باعتبار أننا نكتب لعامل بريء نظيف وعذري حيمل لواء غذ مشرق‪.‬‬

‫وتعترب مرحلة الطفولة من أىم مراحل اإلنسان العتبارات كثًنة لعل من أمهها‪:‬‬

‫‪ -‬أساس دلراحل احلياة التالية‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪ -‬تتفتق فيها مواىب اإلنسان وتربز مؤىالتو‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ -‬تنمو مداركو‪ ،‬وتظهر مشاعره‪ ،‬وتتضح إحساساتو‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ -‬تقوى استعداداتو‪ ،‬وتتجاوب قابليتو مع احلياة سلباً وإإاباً‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪ -‬تتحدد ميوالتو واجتاىاتو حنو اخلًن والشر‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪ -‬تأخذ شخصيتو بالبناء والتكوين ليصبح بعد ذلك متميزاً متفرداً عن غًنه من‬ ‫‪6‬‬
‫الشخصيات األخرى ‪.2‬‬

‫‪ 1‬د ‪/‬زلمد مرتاض ‪:‬من قضايا أدب األطفال(دراسة تارخیية فنية)‪،‬ديوان ادلطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ 1994 ،‬م‪ ،‬ص‪02‬‬
‫‪ 2‬رللة العلوم اإلنسانية ‪:‬فعاليات ملتقى أدب الطفل‪ ،‬عدد خاص‪،‬منشورات ادلركز اجلامعي بسوق أھراس‪،‬اجلزائر‪ ، 2003 ،‬ص‪6‬‬

‫‪1‬‬
‫تحديد المصطلحات‬ ‫مدخل‬

‫وذلذا اىتم ادلربون باألطفال وبذلوا ذلم الكثًن من الرعاية لكي ينشئوا كما تريدىم األمة‬
‫ولكي تغرس يف نفوسهم وعقوذلم العقائد واألفكار دلواكبة » مراحل الصحوة احلديثة والسًن‬
‫يف طريق البناء الواعي حلماية أجيال الغد من عوامل االحنراف واالحنالل والفساد‪.1‬‬

‫تحديد المصطلحات‪:‬‬

‫المسرح‪ :‬مكان جتري فيو أحداث ادلسرحية كما ويقدم أغراض احلياة االجتماعية‬
‫ادلعاصرة وادلاضية وموضوعاهتا أي أغراض ادلصًن اإلنساين وموقف الكائن من ىذه القضايا‬
‫ومعاجلتها على صعيد الفرد ( واجملتمع ( ‪.‬‬

‫التعريف اإلجرائي للمسرح ‪:‬ىو ادلنطقة اليت يؤدي فوقها ادلمثلون أعماذلم ادلسرحية‬
‫منطلقة من النص األديب ويكون عادة مرتفع عن األرض‪ ،‬واألرضية العامة للمكان يؤدي‬
‫ادلمثلون أدوارىم فوقها وحتتها أيضاً يف احلاالت النادرة جداً وىناك عدة أنواع من ادلسارح منها‬
‫ادلسرح ادلدرسي أو مسرح الطفل وادلسرح الثقايف وادلسرح التجاري وادلسرح‬
‫الوثائقي(التسجيلي) ‪..‬اخل‬

‫المسرحية ‪:‬تعاجل ادلسرحية ادلوضوعات الشائعة يف الفنون األدبية األخرى وخباصة‬


‫القضايا ادلتعلقة بطبيعة اإلنسان وما يصدر عنو من أفعال وما حيمل يف داخلو من مشاعر‬
‫وأحاسيس وأفكار ويفرض يف ىذه القضايا على اختالف أنواعها أن يكون ذلا أىداف‬
‫وترمجات خارجية قابلة لإلظهار على ادلسرح وقد تكون مستوحاة من التاريخ القدمي أو احلديث‬
‫أو من تصادم النظريات وادلواقف أو من مشاىدة احلياة العامة واخلاصة‪.2‬‬

‫‪ 1‬زلمد حسن بريغش ‪:‬أدب األطفال‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪،‬ط‪، 3‬بًنوت‪، 1997 ،‬ص) ‪09‬‬
‫‪ 2‬أمهية ادلسرح ادلدرسي ومسرح الطفل وتداخلهما لتحقيق أىداف تربوية وغياهبما يف ادلدارس وادلؤسسات الرتبوية‪ ،‬د‪.‬مالك نعمة غايل‬
‫ادلالكي‪ ،‬الرصافة‪ ،1‬العدد ‪ ،11‬دتوز ‪ ،2010‬ص ‪166‬‬

‫‪2‬‬
‫تحديد المصطلحات‬ ‫مدخل‬

‫مسرح الطفل ‪:‬حيدد قاموس"أكسفورد" تعريف مسرح الطفل بأنو " عروض ادلمثلٌن‬
‫احملرتفٌن واذلواة للصغار سواء على خشبة ادلسرح أو يف قاعة معدة لذلك"‪.1‬‬

‫مسرح الطفل ‪:‬ىو ادلسرح الذي يؤدي إىل تطوير دافعية الطفل حنو التعليم بوصفو‬
‫نشاطا ذاتيا يقوم بو الطفل والطالب ينمي األحاسيس االإابية وإدراك سليم عند الطفل بإثارة‬
‫أحاسيس كثًنة عنده منها اإلعجاب واخلوف والشفقة وتغذية سلزونو اللغوي ومشاركتو يف صنع‬
‫‪2‬‬
‫احلدث والتخلص من بعض األمراض النفسية‪.‬‬

‫الطفولة‪:‬‬

‫تعددت التعاريف دلفردة الطفولة وتنوعت من باحث إىل آخر‪ ،‬كل حسب ختصصو‬
‫وتوجهاتو يف دراسة ما يتعلق بالطفل وعادلو اخلاص‪ .‬ورغم ىذا التنوع إال أن ىذه ادلفاىيم‬
‫اشرتكت فيما بينها يف كثًن من اخلصائص ادلشرتكة بٌن األطفال ‪.‬وميكن حصر بعض ىذه‬
‫التعاريف يف اآليت ‪:‬‬
‫يعرف كل من زلمد برىوم ونايفة قطامي الطفولة بأهنا‪" :‬تضم األعمار اليت دتتد ما بٌن‬
‫ادلرحلة اجلنينية ومرحلة الرشد ‪...‬وتعرب الطفولة بالفرد من مرحلة العجز واالعتماد على اآلخرين‬
‫بدءا بأولياء األمور إىل مرحلة االعتماد على النفس تبعا لقدراتو واستعداداتو وتنشئتو‬
‫االجتماعية"‪.3‬‬
‫اللعب‪:‬‬
‫من بٌن التعاريف اليت وضعت ذلذا ادلصطلح‪ ،‬تعريف جور ‪ Goor‬حيث يقول‪" :‬‬
‫اللعب نشاط موجو أو غًن موجو يقوم بو األطفال من أجل حتقيق ادلتعة والتسلية"‪ .4‬وعرفو‬

‫‪ 1‬رللة العلوم اإلنسانية ‪:‬فعاليات ملتقى أدب الطفل‪ ،‬عدد خاص‪،‬منشورات ادلركز اجلامعي بسوق أھراس‪ ،‬اجلزائر‪ 2003 ،‬م‪ ،‬ص‪96‬‬
‫‪ 2‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص‪167‬‬
‫‪ 3‬زلمد برىوم ونايفة قطامي‪ ،‬طرق دراسة الطفل‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ط ‪ ، 2001‬ص‪17‬‬
‫‪ 4‬لينا نبيل أبو مغلي وآخر‪ ،‬الدراما وادلسرح يف التعليم‪ ،‬النظرية والتطبيق‪ ،‬دار الراية للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ، 2007،‬ص‪152‬‬

‫‪3‬‬
‫تحديد المصطلحات‬ ‫مدخل‬

‫بياجيه ‪ Piaget‬بأنو ‪ ":‬عملية دتثيل تعمل على حتويل ادلعلومات الواردة لتتالءم مع حاجات‬
‫الفرد‪ ،‬فهو جزء ال يتجزأ من عملية النمو العقلي والذكاء"‪.1‬‬
‫ويعترب اللعب ‪ ":‬الوسيط الطبيعي الذي يعرب فيو الطفل عن ذاتو حيث يظهر مشاعره‬
‫ادلرتاكمة ‪...‬وتعبًنه عن ىذه ادلشاعر إعلو مستعدا دلواجهتها ويتعلم ضبطها وتنمية نفسو‬
‫بذاتو‪ ،‬وبالتايل يتمكن من توسيع حدود التعبًن عن شخصيتو يف جو مريح"‪.2‬‬

‫ماذا نقصد بمسرح الطفل‪ :‬مسرح الطفل ىو ذلك ادلسرح الذي يقدم عروضاً مسرحية‬
‫ختدم الطفل‪ ،‬ىدفو ترفيو الطفل وإثارة معارفو وأخالقو وحسو احلركي ويقصد بو "تشخيص‬
‫الطفل والطالب ألدوار دتثيلية ولعبية ومواقف درامية للتواصل مع الصغار والكبار" وهبذا يكون‬
‫مسرح الطفل سلتلطاً بٌن الصغار والكبار وىذا يعين الكبار يؤلفون وخیرجون ادلسرحيات‬
‫والتمثيليات إىل الصغار بطريقة مباشرة أو غًن مباشرة مستخدمٌن تقنيات مسرحية من ألبسة‪،‬‬
‫وأقنعة‪ ،‬وماسك‪ ،‬وقطع إكسسوارات كبًنة احلجم لغرض توصيل الفكرة إىل عقل الطفل أو‬
‫الطالب يف ادلدرسة فمسرح الصغار ىو مسرح للطفل مادام الكبار يقومون بعملية التأطًن‪.‬‬

‫وىو كذلك مسرح للطفل إذا كان الطفل يقوم بو دتثيال وإخراجاً وتأليفاً ومن ىنا‬
‫فمسرح الطفل يعتمد تارة على التقليد واحملاكاة وتارة أخرى يعتمد على اإلبداع الفين واإلنتاج‬
‫اجلمايل ‪..‬يرى الباحث بأن الذين يفضلون أن ميسرح الكبار للصغار غًن صحيح ألن ىذا‬
‫العمل يساعد على التقليد واحملاكاة والتمثيل ويقتل اإلبداع واالرجتال اليت تقوم عليو كبار‬
‫ادلؤسسات يف النظرية فمن األحسن أن نشجع األطفال على كتابة النصوص ادلسرحية ودتثيلها‬
‫وإخراجها بعد تأطًنىا نظريا‪.3‬‬

‫‪ 1‬ادلرجع نفسو‪ ،‬ص‪152- 153‬‬


‫‪ 2‬ادلرجع نفسو‪ ،‬ص‪151‬‬
‫‪ 3‬ادلرجع نفسو‪ ،‬الصفحة نفسها‬

‫‪4‬‬
‫تحديد المصطلحات‬ ‫مدخل‬

‫المسرح المدرسي‪:‬‬

‫"ادلسرح اّلذي قٌّوم ّداخل ّمبىن اّدلدرسة ّسواء يف قاعة ّخاصة‪ ،‬أّو ّحجرة اّلدراسة‪ ،‬أّو يف‬
‫‪1‬‬
‫الفناء ويتميز فيو بأن ادلمثلٌن و اّدلشاىدين والالعبٌن أيضا ىم مجاعة من األطفال"‬

‫ومها جتدر اإلشارة أيضا إىل ضرورة التفريق بٌن مسرح الطفل وادلسرح ادلدرسي‪ ،‬ذلك أن‬
‫جل أعضاؤه وأطرافو النشطٌن على ادلؤسسة وتوجيههم وفق‬
‫ىذا األخًن يستوجب أن ينتمي ّ‬
‫مقاييس بيداغوجية ووفق شروط سيكولوجية ومبادئ سوسيولوجية وقواعد فنية‪.‬‬

‫اللغة‪:‬‬

‫"سيدة العالقات ‪..‬وزلركة العامل ‪..‬وكاشفة الوجود إهنا تعطي ودتنح وعلى اإلنسان أن‬
‫‪2‬‬
‫يكن بيتو فيحرسو ويرعاه"‬

‫"والنص الدرامي اجليد يكون ثرياً لدرجة أن قارئو ميكن أن يتفاعل معو وحيقق من خالل‬
‫قراءاتو لو جوىر الدراما كفن أديب ذي لغة مجيلة متميزة"‪.3‬‬

‫الشخصية‪:‬‬

‫يكاد إمع أغلبية الدارسٌن "على أن الشخصية يف العمل اإلبداعي القصصي وادلسرحي‬
‫ىي كائن ورقي ألسين‪ ،‬مبعىن أهنا أداة فنية يبدعها ادلؤلف ألداء وظيفة يتطلع األديب إىل رمسها‬
‫فيجعل منها كائناً حياً‪ ،‬لو آثاره وبصماتو الواضحة اجللية يف العمل اإلبداعي"‪.4‬‬

‫‪ 1‬عيسى عمراين‪ ،‬ادلسرح ادلدرسي‪ ،‬دار اذلدى‪ ،‬عٌن ميلة‪ ،‬اجلزائر‪ ،2006 ،‬ص‪15-14‬‬
‫‪ 2‬عدنان بن ذريل ‪:‬اللغة واألسلوب‪ ،‬منشورات احتاد الكتاب العرب‪ ،‬دار األفوار للطباعة والنشر‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪ 1980 ،‬م‪ ،‬ص‪23‬‬
‫‪ 3‬سعد أبو رضا ‪:‬يف الدراما "اللغة والوظيفة‪ ،‬نصوص وقضايا"‪ ،‬منشأة ادلعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،‬ص ‪173‬‬
‫‪ 4‬عزالدين جالوجي ‪:‬النص ادلسرحي يف األدب اجلزائري "دراسة نقدية"‪،‬دار ھومھ للطباعة‪ ،‬ط‪2000 ،1‬م‪ ،‬ص‪157‬‬

‫‪5‬‬
‫تحديد المصطلحات‬ ‫مدخل‬

‫فالشخصية ىي "العامل الذي تتمحور حولو كل الوظائف واذلواجس والعواطف وادليول‪.‬‬


‫فهي هبذا ادلفهوم فعل أو حدث‪ ،‬وىي يف الوقت ذاتو تتعرض إلفراز ىذا الشر أو ذلك‬
‫اخلًن"‪.1‬‬

‫الحوار‪:‬‬

‫"ىناك عالقة وثيقة بٌن احلوار وأسلوب ادلسرحية األديب‪ ،‬فاحلوار من أىم عناصر‬
‫ادلسرحية‪ ،‬فهو أداة التعبًن عما تنطوي عليو ادلسرحية من صور وأفكار‪ ،‬باعتباره اللغة ادلميزة‬
‫للمسرحية عن بقية الفنون األدبية األخرى"‪.2‬‬

‫أما احلوار ادلسرحي فهو صراع بٌن قوتٌن إنسانيتٌن وغايتو غلبة قوة اجتماعية وإنسانية‬
‫أخرى‪.3‬‬

‫النزاع (الصراع)‪:‬‬

‫"ينتج النزاع الدرامي من قوى منافسة يف الدراما‪ .‬ويضع شخصيتٌن أو أكثر يف حالة‬
‫خصام‪ ،‬ورؤى سلتلفة للعامل أو مواقف إزاء ادلوقف نفسو‪..‬وحيصب النزاع عندما "يتعارض"‬
‫فاعل (مهما كانت طبيعتو الصحيحة) يتابع أمرا ما (حب‪ ،‬وسلطة‪ ،‬ومثل أعلى)‪ ،‬مع فاعل‬
‫‪4‬‬
‫آخر (شخصية‪ ،‬وعائق نفسي أو أخالقي)‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد ادلالك مرتاض ‪:‬القصة اجلزائرية ادلعاصرة‪ ،‬ادلؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،‬اجلزائر ‪ 1990‬م‪ ،‬ص‪67‬‬
‫‪ 2‬محمود حسن إمساعيل‪:‬ادلرجع يف أدب األطفال‪،‬دار الفكر العريب‪،‬ط‪، 1‬القاھرة‪ ، 2004 ،‬ص‪267‬‬
‫‪ 3‬فرحان بلبل ‪:‬النص ادلسرحي"الكلمة والفعل"‪،‬من منشورات احتاد الكتاب العرب‪،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪ 2003 ،‬م‪،‬ص‪101‬‬
‫‪ 4‬باتريس بايف‪ ،‬معجم ادلسرح‪ ،‬ترمجة‪ :‬ميشال خطار‪ ،‬مكتبة الفكر اجلديد‪ ،‬ادلنظمة العربية للرتمجة‪ ،‬ط‪ ،1‬بًنوت‪ ،‬لبنان‪،‬فرباير ‪،2015‬‬
‫ص‪141‬‬

‫‪6‬‬
‫مسرح الطفل المفهىم‪ ،‬النشأة والتطىر‬ ‫الفصل األول‬

‫‪8‬‬
‫مسرح الطفل المفهىم‪ ،‬النشأة والتطىر‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول‪ :‬المفهوم والنشأة‬

‫مفهوم مسرح الطفل‪:‬‬ ‫‪- 1‬‬

‫ىناؾ عدة تعريفات دلسرح الطفل نذكر أمهها‪:‬‬

‫يعرفو الدكتور محادة ابراىيم يف معجم ادلصطلحات الدرامية على انو‪:‬‬

‫" تسمية تطلق على العركض اليت تتوجو جلمهور األطفاؿ كاليافعني‪ .‬كيقدمو شلثلوف من‬
‫االطفاؿ أك الكبار كتًتاكح غايتها بني االمتاع كالتعليم كما ديكن اف تشمل التسمية عركض‬
‫الدمى اليت توجو عادة لألطفاؿ كديكن أف يأخذ مسرح الطفل شكل العرض ادلسرحي ادلتكامل‬
‫الذم يقدـ يف صاالت مسرحية أك فغي أماكن تواجد األطفاؿ مثل‪ :‬احلدائق أك ادلدارس"‪.1‬‬

‫كيعرفو مأموف زرقات الفرج يف كتابو مسرح الطفل يف سوريا بأنو فن من فنوف الطفل‬
‫التعبريية اليت نتعرؼ من خالذلا على مشكالت األطفاؿ النفسية كالًتبوية‪ ،‬كاالجتماعية‪...‬كبناءا‬
‫كاستخالصا نعين بو ادلؤسسة الًتبوية اليت تتوجو إىل الصغار دكف الكبار هبدؼ إمتاعهم‬
‫كتكوينهم معرفيا ككجدانيا كحسيا؛ كأبطالو قد يكونوف من الكبار أك الصغار‪ .‬كىو خيتلف‬
‫سباما عن ادلسرح بشكل عاـ يف نوعية ادلضامني اليت تقدـ ككذا مستول الشكل كادلضموف‪.2‬‬

‫النشأة والتطور‪:‬‬ ‫‪- 2‬‬

‫يف اجلزائر عرؼ مسرح الطفل مساحة كاسعة؛ حيث ظهر ادلسرح اإلقليمي دلدينة كىراف؛‬
‫الذم خصص قسم دلسرح الطفل سنة ‪1975‬ـ‪ ،‬كيف الثمانينات ظهر ادلهرجاف الوطين دلسرح‬
‫الطفل دبدينة قسنطينة عاـ ‪1982‬ـ‪ .‬كعرفت السنوات األخرية دفعا قويا دلسرح الطفل؛ تأليفا‬
‫كعرضا‪ ،‬ففي سنة ‪1996‬ـ قدمت أياـ مسرحية لألطفاؿ بوىراف‪ ،‬أما مدينة خنشلة فقد شهد‬

‫‪ -1‬زلمد فوزم مصطفى‪ ،‬دراسات يف مسرح الطفل‪ ،‬دار الوفاء للطباعة كالنشر‪ ،‬لبناف‪ ،‬ط‪ ،2013 ،1‬ص‪10‬‬
‫‪ -2‬ينظر‪ :‬مأموف زرقات الفرج‪،‬مسرح الطفل يف سوريا‪ ،‬منشورات اذليئة السورية‪ ،‬سلسلة دمشق‪ ،2011 ،‬ص‪14‬‬

‫‪9‬‬
‫مسرح الطفل المفهىم‪ ،‬النشأة والتطىر‬ ‫الفصل األول‬

‫مسرحها مهرجانا كطنيا ثقافيا دلسرح الطفل يف ثالث طبعات على التوايل‪ .‬يف صائفة ‪2008‬‬
‫ك‪2010‬ـ؛ عرفت ىذه ادلهرجانات مشاركة عدة فرؽ مسرحية أمتعت الطفل دبا قدمت من‬
‫عركض مسرحية متنوعة‪.1‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أنواعو‪ ،‬أىدافو‪ ،‬وظائفو‪ ،‬موضوعاتو وخصائصو‬

‫أنواعو‪:‬‬ ‫‪- 1‬‬

‫ينقسم مسرح الطفل من حيث الشكل إىل بشري وعرائسي؛ كمن حيث ادلضموف إىل‬
‫ديني‪ ،‬تاريخي‪ ،‬تربوي‪ ،‬كوميدي‪ ،‬غنائي‪ .‬لكنو من األمهية أف نفرؽ بني نوعني من مسرح‬
‫الطفل‪:‬‬

‫أ ‪-‬المسرح التلقائي‪:‬‬
‫كىو مسرح فطرم يؤديو األطفاؿ بالتمثيل كالتعبري احلر كاالرذبالية معتمدين يف ذلك على‬
‫إبداعاهتم اخليالية دكف تدخل ادلريب‪ ،‬أك أشخاص آخرين‪ .‬حيث يقوموف بإعداد ادلكاف البسيط‬
‫‪2‬‬
‫كيتولوف بأنفسهم عمل ادلاكياج كاألصباغ كاختيار مالبسهم دبا يناسب ادلوقف ادلسرحي‪.‬‬
‫المسرح التعليمي‪:‬‬ ‫ب ‪-‬‬

‫ىو مسرح موجو كمؤطر ربت إشراؼ ادلريب أك ادلدرس؛ كيعتمد على نصوص سلتارة‬
‫كمدركسة حسب الفئة العمرية لألطفاؿ؛ كمنو مسرح رياض األطفاؿ‪ ،‬كادلسرح ادلدرسي‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫كمسرح الدمى أك العرائس كادلسرح اإلذاعي ادلسموع كادلرئي‪.‬‬

‫‪ -1‬ينظر زلمد فوزم مصطفى‪ ،‬مسرح الطفل‪ ،‬مركز اإلسكندرية للكتاب‪ ،‬ط‪ ،2004 ،1‬ص‪27‬‬
‫‪ 2‬ينظر‪ ،‬أمحد صقر‪ ،‬مسرح الطفل‪ ،‬مركز اإلسكندرية للكتاب‪ ،‬ط‪ ،2004 ،1‬ص‪27‬‬
‫‪ 3‬ينظر ادلصدر نفسو‪ ،‬ص ‪28‬‬

‫‪10‬‬
‫مسرح الطفل المفهىم‪ ،‬النشأة والتطىر‬ ‫الفصل األول‬

‫وينقسم من حيث الممثلين بدوره إلى‪:‬‬

‫‪ -‬مسرحيات األطفاؿ؛ ديثل فيها األطفاؿ دبفردىم كتقدـ خصيصا لألطفاؿ‪.‬‬


‫‪ -‬مسرحيات ديثل فيها الكبار كحدىم لتقدـ إىل األطفاؿ‪.‬‬
‫‪ -‬مسرحيات ديثل فيها األطفاؿ كالكبار معا ككلها موجهة جلمهور األطفاؿ‪.‬‬
‫وظيفتو‪:‬‬ ‫‪- 2‬‬

‫إف دلسرح الطفل الدكر األساسي كالفعاؿ يف بناء شخصية الطفل؛ إنو أخصب فضاء‬
‫اخلري‪ ،‬كالسالـ اىتدت إليو عبقرية اإلنساف‪ ،‬ألف‬
‫لألخالؽ كخري دافع إىل السلوؾ الطيب ك ر‬
‫دركسو ال تلقن بالكتب بطريقة مرىفة‪ ،‬كيف البيت بطريقة شللة‪ ،‬بل باحلركة ادلنظورة اليت تبعت‬
‫‪1‬‬
‫احلماس‪ ،‬كتصل مباشرة إىل قلوب األطفاؿ‪.‬‬

‫كقد مجع الباحثوف كظائف زلددة دلسرح الطفل أمهها‪:‬‬

‫أ ‪-‬الوظيفة المعرفية ‪ :‬إنو إحدل أدكات نقل كسبرير كمية زلددة من ادلعرفة عرب نص‬
‫مسرحي كسلطط حركي كمؤثرات بصرية كصوتية‪.‬‬
‫ب ‪-‬الوظيفة التربوية‪ :‬إنو إحدل أدكات بناء كتكريس منط قيمي سائد أك مستهدؼ‪.‬‬
‫ج ‪-‬الوظيفة الترفيهية‪ :‬يعترب إحدل أدكات ادلتعة كالسركر عرب ادلواقف الدرامية ادلقصودة‪.‬‬
‫‪ - 3‬موضوعاتو‪:‬‬
‫كفيما خيص مسرح الطفل يف اجلزائر‪ ،‬فإف الباحث يالحظ أف أىم ادلوضوعات اليت يتناكذلا‬
‫ىي مخس‪:‬‬

‫ادلوضوعات الوطنية التارخيية‬ ‫‪- 1‬‬


‫ادلوضوعات الدينية‬ ‫‪- 2‬‬

‫‪ 1‬ينظر زلمد فوزم مصطفى‪ ،‬عن زلمد حسن إمساعيل‪ ،‬ادلسرح لألطفاؿ‪ ،‬ص ‪42‬‬

‫‪11‬‬
‫مسرح الطفل المفهىم‪ ،‬النشأة والتطىر‬ ‫الفصل األول‬

‫ادلوضوعات االجتماعية‬ ‫‪- 3‬‬


‫ادلوضوعات ادلدرسية كالسلوكية‬ ‫‪- 4‬‬
‫ادلوضوعات الفكاىية‪.1‬‬ ‫‪- 5‬‬
‫‪ - 4‬أىدافو‪:‬‬

‫إف معظم الدراسات كاألحباث الىت تناكلت مسرح الطفل‪ ،‬ال زبلو من تناكؿ األىداؼ‬
‫الًتبوية كالتعليمية كالتثقيفية كالنفسية‪ ،‬كالفنية كاجلمالية‪ ،‬الىت ديكن استثمارىا ىف مسرح الطفل‪،‬‬
‫كقد تتعمق بعض الدراسات ىف تناكؿ ىدؼ من تلك األىداؼ بشكل تفصيلي كخاص‪ ،‬أك‬
‫‪2‬‬
‫قد تتناكذلا رلتمعة بشكل عاـ ىف إطار تنمية قدرات الطفل كبناء شخصيتو‬

‫إف أىداؼ مسرح الطفل قد تتنوع كتتعدد‪ ،‬كديكن ربقيقها بقدر إرادتنا كأىدافنا ادلسطرة‬
‫اليت نصبوا إليها‪ ،‬كقد فطن علماء النفس كالًتبية إىل أىم ميزة دلسرح الطفل كىي مجعو لألنواع‬
‫األدبية ( الشعر‪ ،‬القصة‪ ،‬األغنية‪ ،)...‬زيادة عن ادلوسيقى كالفن التشكيلي؛ كتكامل ىذه‬
‫‪3‬‬
‫الفنوف يف مسرح الطفل ذبعل الطفل متعلقا كزلبا للمسرح‪.‬‬

‫‪ -‬إثارة الطفل كالًتفيو عنو‪.‬‬


‫‪ -‬تنمية االنتباه لدل الطفل‪.‬‬
‫‪ -‬اكتساب كتنمية القيم اخللقية عند الطفل‪.‬‬
‫‪ -‬تفريغ شحنات األطفاؿ االنفعالية‪.‬‬
‫‪ -‬إشباع شغف األطفاؿ كحبهم للمغامرات من خالؿ ادلواقف ادلسرحية‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية القدرات الفكرية للطفل‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد الطفل لدراما الكبار‪.‬‬
‫‪ 1‬د‪.‬زلمد عبد اذلادم‪،‬أ‪.‬كعب حامت‪ ،‬مسرح الطفل يف اجلزائر بني الراىن كادلأموؿ‪ ،‬قسم األدب العريب‪،‬جامعة زلمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬ص‪6‬‬
‫‪ 2‬عزة حسن زلمد ادللط‪ ،‬مدرس بكلية الًتبية النوعية‪ ،‬مسرح الطفل كالًتبية البيئية‪ ،‬إعداد طنطا‪ ،‬قسم اإلعالـ الًتبوم‪ ،‬شعبة ادلسرح‪،‬‬
‫‪ ،2006‬ص‪55‬‬
‫‪ 3‬ينظر‪ ،‬زلمد عبد ادلعطي‪ ،‬مسرح الطفل ادلعاصر بني الًتبوية كاجلمالية‪ ،‬مصر للنشر كالتوزيع‪ ،2009 ،‬ص‪29‬‬

‫‪12‬‬
‫مسرح الطفل المفهىم‪ ،‬النشأة والتطىر‬ ‫الفصل األول‬

‫خصائصو‪ :‬ىناؾ رأياف ‪:‬‬

‫أف تقدـ مسرحية يالزـ مضموهنا مجيع األعمار‪ ،‬على اعتبار أف ذلك سيتيح‬ ‫‪- 1‬‬
‫جلمهور األطفاؿ تبادؿ اخلربات كالتفاعل بني ادلراحل العمرية ادلختلفة‪ ،‬شلا سيؤدم إىل النضج‬
‫ادلبكر خاصة ألطفاؿ األقل عمرا‪.‬‬
‫أف تقدـ مسرحية خاصة بكل مرحلة عمرية من مراحل الطفولة الختالؼ‬ ‫‪- 2‬‬
‫‪1‬‬
‫خصائص النمو اجلسمية اإلنفعالية كالعقلية كاالجتماعية من مرحلة عمرية ألخرل‪.‬‬
‫أ ‪-‬خصائص المرحلة الواقعية والخيال ( ‪ 5-3‬سنوات)‪ :‬يرل خرباء مسرح الطفل أنو‬
‫جيب أف تتوفر يف ادلسرحية ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬ذبرل يف عامل احليواف كالطيور‪.‬‬
‫‪ -‬تعتمد على احلركة أكثر منها على احلوار‪.‬‬
‫‪ -‬أف تكوف بسيطة كاضحة ادلضموف كتعتمد على احملسوسات‪.‬‬
‫‪ -‬أف تكوف مشوقة‪.‬‬
‫‪ -‬فيها نوع من اإلهبار يف األلواف كاإلضاءة كاألشكاؿ كاخلطوط‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬أبطاذلا من احليواف كالزىور كالطيور؛ تتكلم كتلعب كتفرح كربزف‪.‬‬
‫‪ -‬مسرحيات الطفولة ادلبكرة تعتمد على مسرح العرائس بأفكاره السلسة البسيطة ألف‬
‫الطفل يف ىذه ادلرحلة يصعب عليو استيعاب مسرحية بشرية أك االستمتاع هبا‪.‬‬
‫‪ 5‬إلى ‪ 8‬سنوات)‪ :‬إف أىم‬ ‫خصائص مرحلة الخيال المطلق (من‬ ‫ب ‪-‬‬
‫خصائص ادلسرحية اليت تقدـ لطفل ىذه ادلرحلة أف تكوف‪:‬‬
‫‪ -‬خيالية مستمدة من البيئة االجتماعية‪ ،‬كتشمل الوجيو الًتبوم‪.‬‬
‫‪ -‬ربتوم على نوع من ادلغامرات‪.‬‬

‫‪ 1‬ينظر‪ ،‬زلمود حسن إمساعيل‪ ،‬ادلرجع يف أدب األطفاؿ‪ ،‬دار الفكر العريب‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ط‪ ،1،2004‬ص ‪247‬‬
‫‪ 2‬ينظر‪ ،‬مالك نعمة‪ ،‬أمهية ادلسرح ادلدرسي كمسرح الطفل‪ ،‬دراسات تربوية‪ ،2001 ،‬العدد ‪ ،11‬ص‪176‬‬

‫‪13‬‬
‫مسرح الطفل المفهىم‪ ،‬النشأة والتطىر‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬تعتمد على أسلوب كاضح كفكرة بسيطة‪ .‬مع األخذ بعني االعتبار أف طفل ىذه‬
‫ادلرحلة؛ ينتقل خبيالو إىل عوامل أخرل كاحلوريات‪ ،‬كاألقزاـ‪ ،‬كالعمالقة‪.‬‬

‫ج‪ -‬خصائص مرحلة البطولة (من ‪ 12 -9‬سنة)‪ :‬طفل ىذه ادلرحلة دييل إىل الواقع‪،‬‬
‫فيكتسب خرباتو من رلتمعو‪.‬‬

‫‪ -‬يميل كذلك إلى الشجاعة والبطولة‪.‬‬


‫‪ -‬ازباذ القوة كالتعرؼ على األحداث التارخيية‪ ،‬كاحلقائق العلمية‪.‬‬
‫كمن ىنا نستنتج خصائص مسرحيات ىذه ادلرحلة‪:‬‬
‫‪ -‬البطولة كالشجاعة كادلغامرة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬الواقعية اليت تتضمن ادلعلومات العلمية‪.‬‬
‫‪ -‬الطابع الًتبوم كاالجتماعيػ كتأكيد القيم الدينية كاألخالقية‪ ،‬كاالنتماء القومي بأسلوب‬
‫غري مباشر‪.‬‬

‫د‪ -‬مرحلة المراىقة (من ‪ 16 -12‬سنة)‪:‬‬

‫‪ -‬مسرحيات تتضمن ادلثل العليا‪ ،‬كالقيم النبيلة الدينية كالتارخيية‪.‬‬


‫‪ -‬مغامرات شخصيات ركمانتيكية اليت تواجو العوائق ادلعقدة‪ ،‬من أجل الدفاع عن قضية‬
‫عادلة‪.‬‬
‫‪ -‬التشوؽ إىل القصص البوليسية‪.‬‬

‫كمهما يكن من شيء فإف لكل مرحلة من مراحل الطفولة حاجياهتا من الفن‪،‬شريطة أف‬
‫‪2‬‬
‫يتفق مع مرحلة الطفولة كعوامل تشكيالهتا ادلتعددة‪ ،‬كركافدىا الكثرية‪.‬‬

‫‪ 1‬ينظر‪ ،‬ادلصدر السابق‪ ،‬ص‪177‬‬


‫‪ 2‬ينظر‪ ،‬مالك نعمة‪ ،‬أمهية ادلسرح ادلدرسي كمسرح الطفل‪ ،‬ص‪178-177‬‬

‫‪14‬‬
‫مسرح الطفل المفهىم‪ ،‬النشأة والتطىر‬ ‫الفصل األول‬

‫كبناءا على ما سبق نستطيع أف نوجز أىم خصائص ادلسرح فيما يلي‪:‬‬

‫أف يكوف احلدث مقنعا قريبا من مستول إدراكو‪ ،‬متصال باىتماماتو‪ ،‬بعيدا عن‬ ‫‪- 1‬‬
‫التعقيد الفكرم‪ ،‬كالغموض‪ ،‬أما التعقيد الفين فأمر الزـ يف ادلسرح بصفة عامة‪.‬‬
‫كحدة العقدة كعدـ تعددىا‪.‬‬ ‫‪- 2‬‬
‫ادلوازنة بني اجلانبني الفكرم كادلادم يف العرض‪ ،‬كالقتل مثال‪.‬‬ ‫‪- 3‬‬
‫كضوح الزماف كادلكاف‪ ،‬كسهولة إدراؾ الطفل ذلما‪.‬‬ ‫‪- 4‬‬
‫خلو ادلسرح من حوادث العنف‪.‬‬ ‫‪- 5‬‬
‫بساطة الرباىني كادلقايسات‪ ،‬ليسهل استنتاج الطفل للمطلوب‪ ،‬كتأثره باحلدث‬ ‫‪- 6‬‬
‫كاستجابتو لو‪.‬‬
‫بساطة اللغة كسهولتها برغم ما فيها من مجاؿ كإبداع‪.‬‬ ‫‪- 7‬‬
‫انتصار اخلري على الشر‪ ،‬كانسجامها مع التصور اإلسالمي للكوف كاحلياة‪.‬‬ ‫‪- 8‬‬
‫ادلزج بني اجلد كالفكاىة لإليهاـ بالواقع‪.‬‬ ‫‪- 9‬‬
‫‪ - 10‬دقة ربديد أبعاد الشخصية اجلسمية كاالجتماعية كالنفسية‪ ،‬كإبرازىا يف إطار‬
‫‪1‬‬
‫فين‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬مصادر الكتابة المسرحية للطفل‬

‫‪ .1‬الواقع‪:‬‬
‫إف الطفل الذم حيي حياة يومية طبيعية؛ البد أف يكوف على درجة من الوعي بواقعو‪ ،‬كشلا‬
‫حيدث من حولو‪ ،‬حىت يكتسب ثقافة التفاعل كاالنصهار مع اآلخرين‪ .‬كيعد فضاءا ىاما من‬
‫شأنو أف يساىم يف تشكيل ىذا الواقع للطفل‪ .‬بطريقة شلتعة كمشوقة بعيدا عن لغة األكامر اليت‬
‫‪2‬‬
‫من شأهنا أف تبعد الطفل عن دائرة التفاعل مع كاقعو؛ كاذلركب منو‪.‬‬

‫‪ 1‬د‪.‬سعد أبو الرضا‪ ،‬النص األديب لألطفاؿ ‪ -‬أىدافو كمصادره كمساتق‪ ،‬رؤية إسالمية‪ ، ،‬مكتبة العبيكاف‪ ،‬ط‪ ،1‬الرياض‪2005 ،‬ـ‪ ،‬ص‪117‬‬
‫‪ 2‬ينظر‪ ،‬عليمة نعوف‪ ،‬مسرح الطفل يف اجلزائر‪ ،‬مذكرة ماجستري يف األدب احلديث‪ ،‬جامعة باثنة‪ ،2012 ،‬ص ‪57‬‬

‫‪15‬‬
‫مسرح الطفل المفهىم‪ ،‬النشأة والتطىر‬ ‫الفصل األول‬

‫يف ىذا النوع من ادلسرحيات الواقعية من ادلستحسن االبتعاد التدرجيي عن ادلسرح التهرجيي‬
‫أك البهلواين أك اخليايل أك اإلماـ ببساطو ادلواضيع ك معاجلو ادلشاكل االجتماعية حسب الفئات‬
‫العمرية يف الواقع ىو ادلادة التوليو للكتابة يف مسرح الطفل ذلك إف الطفل يبحث عن كظائف‬
‫سبكنو من التقرب أكثر إىل ما يصوره لو كرلتمعو‪.1‬‬
‫كتوجد العديد من ادلسرحيات اليت قدمت هبذا الشكل ك اليت ربتوم يف مضموهنا على‬
‫إشارات إىل احلياة أليوميو اليت حيياىا الطفل اجلزائرية من الناحية االجتماعية ك السياسية ك‬
‫اليت يدكر موضوعها حوؿ‬ ‫مسرحيو السلطاف احلرياف؛‬ ‫الثقافية‪ ...‬كغريىا‪ .‬كمثاؿ ذلك‬
‫األمراض االجتماعية الغربية( الشعور بالعظمة‪ ،‬الرغبة يف السيطرة‪ ،‬األنانية)‪.2‬‬
‫‪ -2‬التاريخ‪:‬‬
‫إف التاريخ ىو كياف األمة يتمكن الفرد من اكتشاؼ أصوؿ ذبدره؛ ليأخذ ىذا‬
‫االكتشاؼ إىل إدراؾ دلختلف احلوادث التارخيية اليت مرت هبا البيئة اليت يعيش فيها‪.‬‬
‫كشلا ال شك فيو أف اغلب مسرحيات األطفاؿ تارخيية ( ادلهاجرة‪ ،‬اخلنساء‪ ،‬بالؿ بن‬
‫رباح‪ ،‬عمر بن اخلطاب‪ ...‬اليت كتبها أمثاؿ زلمد الصاحل رمضاف‪ ،‬زلمد العيد اؿ خليفة‪،‬‬
‫عبد الرمحن اجلياليل)‪.3‬‬
‫مهارة االعتناء بادلواضيع ادلستقاة من التاريخ العريب اإلسالمي‪ ،‬من خالؿ عناكين‬
‫ادلسرحيات السالفة الذكر يتضح لنا عناية مؤلفيها توظيف الصورة العربية إدياف منهم باحلرية‬
‫كالكرامة كادلستقبل‪.‬‬
‫لقد فرضت الظركؼ السياسية كاالجتماعية نفسها لينهل مسرح الطفل مواضيع من‬
‫التاريخ العريب اإلسالمي؛ كمادة دمسو اعتمدىا الكتاب ادلسرحيني يف تأليف مسرحياهتم‪ ،‬كما‬

‫‪ 1‬ينظر‪ ،‬د‪.‬مأموف رزقات الفرج‪ ،‬مسرح الطفل يف سوريا‪ ،‬ادلنشورات السورية‪ ،‬دمشق‪ ،2011 ،‬ص‪51‬‬
‫‪ 2‬ينظر‪ ،‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص ‪53‬‬
‫‪ 3‬ينظر‪ ،‬طارؽ احلصرم‪ ،‬استلهاـ الثراث يف مسرح الطفل‪ ،‬دار الوفاء للنشر‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬دط‪ ،2006 ،‬ص‪21‬‬

‫‪16‬‬
‫مسرح الطفل المفهىم‪ ،‬النشأة والتطىر‬ ‫الفصل األول‬

‫كانت القضايا العربية كالقومية كالسياسية ىي األخرل مصدر اذلاـ ذلؤالء الكتاب؛ خاصة‬
‫منها قضايا فلسطني كما تواجهو بقية األمم العربية‪.‬‬
‫كحينما يوظف ادلؤلف شخصية بطولية تارخيية كاخلنساء؛ فإننا مالحظو مدل تعلق الطفل‬
‫يف ىذه الشخصية‪ ،‬كذكبانو فيها كىذا من شانو أف يشبع رغبتو كميولو يف أف يكوف بطل‬
‫حقيقيا‪ .‬كما أهنا ادلؤلفة يزرع يف نفسيو الطفل ىذه الرغبة أكثر؛ حينما يقوده اىل معرفتو‬
‫أبطاؿ تارخييني آخرين على غرار( األمري عبد القادر‪ ،‬صالح الدين األيويب‪ ،‬اللة فاطمة‬
‫نسومر‪ )..‬سيجعل كىو يقلب ىذه ادلشاىد البطولية فيخايلها‪1.‬‬
‫الوادم حي النهضة التمثيلية تعتمد على إثارة القيم الوطنية‪ ،‬بأسلوب مبسط‪ .‬فاقتباس‬
‫ىؤالء الكتابة لنصوصهم ادلسرحية؛ سبيل منهم لغرس كل ىذه القيم يف نفوس األطفاؿ‪.‬‬

‫‪ -3‬التراث‪:‬‬

‫قد نعلم أف لكل شعب تراثو؛ باعتباره مرآة حقيقية تعكس لنا شخصيتو‪ ،‬كدلا يشكلو‬
‫ىذا األخري من أمهية كربل يف صناعة التاريخ‪ ،‬اعتمد كتاب ادلسرح اجلزائرم عليو كمادة فاعلة‬
‫كمتفاعلة‪.‬‬
‫إذ ديدىم بعناصر فعالة‪ ،‬لكن ادلهم ىو توظيف ىذه العناصر الًتاثية يف بناء مسرحي حيقق‬
‫بفنيتو األىداؼ كالغايات ادلنوطة بو‪.‬‬
‫كلعل ادلسرح اجلزائرم‪ ،‬كإف مل ينهل من الًتاث احمللي‪ ،‬بل جلأ إىل الًتاث العريب العادلي‪.‬‬
‫زيادة إىل توظيف الًتاث الشعيب يف مسرح الطفل ال يعين إعداد احلكايات مسرحيا بشكل‬
‫مباشر فحسب‪ ،‬بل قد يلجأ الكاتب إىل االعتماد على حكاية شعبية ما؛ مث يقوـ بالتجديد يف‬
‫‪2‬‬
‫فكرهتا حسب كجهة نظرتو اليت قد تكوف عصرية‪ ،‬أك حديثة باحلكاية األصلية‪.‬‬

‫‪ 1‬ينظر‪ ،‬ادلصدر السابق‪ ،‬ص‪24‬‬


‫‪ 2‬ينظر‪ ،‬طارؽ احلصرم‪ ،‬استلهاـ الًتاث يف مسرح الطفل‪ ،‬ص ‪27‬‬

‫‪17‬‬
‫تقنيات الكتابة في مسرح الطفل‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪18‬‬
‫تقنيات الكتابة في مسرح الطفل‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول‪ :‬طبيعة الكتابة لمسرح الطفل ومقوماته‬

‫إف الكتابة ادلسرحية لألطفاؿ زبتلف بعض االختالؼ عن الكتابة ادلسرحية للكبار‬
‫فاألطفاؿ ذلم عادلهم اخلاص الذي خيتلط فيو الواقع باخلياؿ‪ ،‬وذلم اىتماماهتم وقضاياىم‬
‫اخلاصة‪ ،‬كما أهنم يف طور النمو واإلدراؾ والتعلم شلا جيعلهم أكثر قدرة على التلقي والتأثر‪.1‬‬

‫وادلتعارؼ عليو أف الكتابة ادلسرحية لألطفاؿ عملية عويصة وصعبة‪ ،‬تتطلب مهارات‬
‫متعددة ووهداً غَت يسَت‪ ،‬وقد تقارب ادلقولة الشائعة بُت الناس‪" :‬ىذا من باب السهل‬
‫ادلمتنع"‪.‬‬

‫‪ - 1‬مقوماته‪:‬‬
‫ومن أىم مقومات مسرح الطفل ‪:‬‬
‫ووود النص ادلسرحي ادلالئم نفسيا وتركيبا ىرميا للمستويات ادلختلفة ألعمار ادلشاىدين‬
‫من األطفاؿ‪.‬مع مراعاة الفروؽ الفردية يف تقدمي النص‪ .‬ألف لكل مرحلة من مراحل العمر‬
‫اىتمامات خاصة دبوضوعات وتركيبات درامية معينة‪ ،‬زبتلف عن غَتىا‪ .‬وربدد ىذه اجلوانب‬
‫الطبيعية ادلادة ادلسرحية ومستوياهتا الفكرية والبنائية‪ ،‬مع مستويات مصادرىا ادلختلفة من‬
‫أسطورة وحكايات خرافية ومالحم شعبية وقصص ووقائع تارخيية وأحداث ونوادر‪ ،‬إىل وانب‬
‫األعماؿ القصصية والروائية وادلسرحية ادلعروفة ‪.2‬‬

‫‪1‬فوزي عيسى‪ ،‬أدب الطفل( الشعر‪ ،‬مسرح الطفل‪ ،‬القصة)‪ ،‬دار الوفاء لدنيا الطباعة النشر والتوزيع ط ‪ ،1‬االسكندرية‪، 2007 ،‬ص‬
‫‪101‬‬
‫‪ 2‬مسرح الطفل وأثره يف تكوين القيم واالذباىات‪،‬زلمد مبارؾ الصوري‪ ،‬قسم اللغة العربية وآداهبا‪ ،‬حوليات كلية اآلداب‪ ،‬احلولية الثامنة عشر‪،‬‬
‫الرسالة ‪1998 ،124‬ـ‪ ،‬ص‪71‬‬

‫‪19‬‬
‫تقنيات الكتابة في مسرح الطفل‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ - 2‬طبيعة الكتابة المسرحية للطفل‪..‬‬

‫أوؿ ما جيب أف يعرفو كاتب النص ادلسرحي ىو صبهوره الذي يكتب إليو ألف كتابتو يف‬
‫مادهتا وطريقتها وشكلها ومضموهنا تتوقف على نوع ىذا اجلمهور وخصائصو ادلعينة‪ .‬وعلى‬
‫ىذا فيجب أف ضليط علما بطبائع األطفاؿ الذين نكتب ذلم‪ ،‬وأف نكوف على وعي كامل‬
‫دبراحل منوىم‪ ،‬واخلصائص السيكولووية اليت سبيز كل مرحلة‪ ،‬باإلضافة إىل دروة منوىم العلمي‪،‬‬
‫سواء يف ناحية ادلستوى اللغوي أو بالنسبة حلصيلتهم من ادلعارؼ وادلعلومات ادلختلفة‪.‬‬

‫"وكاتب مسرح األطفاؿ جيب أف يكوف على وعي كامل بكل ادلعطيات‪ ،‬كما أنو جيب‬
‫أف يراعي الشموؿ والنظرة الواسعة إذا قصد بعملو النجاح‪ ،‬كما على الكاتب الذي يؤلف‬
‫مسرحية لتقدـ على مسرح لتقدـ على مسرح األطفاؿ جيب أف يعرؼ مستوى قدرات من‬
‫سيقوموف بتمثيلها على ادلسرح‪ ,‬حبيث يكوف ذلم ما يستطيعوف أداءه بيسر وسهولة وصلاح"‪.1‬‬

‫لذلك كاف النص ىو العامل األوؿ يف ربديد صيغة العرض ادلسرحي وقيمتو النهائية‪،‬‬
‫سلبية أـ إجيابية‪ .‬والكاتب ادلسرحي يراعي مقتضيات التعبَت الدرامي يف النص ادلسرحي كما‬
‫يراعي مقتضيات العمل يف العرض ادلسرحي يراعي ما ديكن أف يضيفو إىل نصو إبداع ادلخروُت‬
‫وادلمثلُت وادلوسيقى‪ ،‬ومصمم ادلناظر ومصمم الرقصات وصمم ادلؤثرات الصوتية والضوئية‪،‬‬
‫وأخَتا إبداع اجلمهور ادلتلقي (األطفاؿ) الذي يسهم تفعيلو يف تشكيل الصيغة النهائية للعرض‪،‬‬
‫ويظهر ىذا التفاعل يف االستجابات وردود األفعاؿ الفكرية واالنفعالية مع العرض أو ضده‪.2‬‬

‫من ىنا يأيت حقا االىتماـ بقضايا الكتابة ∕النص‪ ،‬يف مسرح األطفاؿ وأساليبها‪ ،‬وىي‬
‫رلاؿ حيوي‪ ،‬يتطلب الكثَت من ادلتابعة ادليدانية والنظرية والنقدية‪ ،‬األمر الذي يسهم يف تكوين‬
‫ووضع أسس العمل ادلسرحي للطفل‪.‬‬
‫‪ 1‬مسرح الطفل يف ادلغرب العريب‪ ،‬احلاضر يف ادلشهد الثقايف العريب(ادلغرب‪ ،‬تونس‪ ،‬ليبيا)‪ ،‬أ‪.‬د حفناوي بعلي‪ ،‬دروب للنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة‪،‬‬
‫اجلزائر‪ ،2014 ،‬ص‪72-71‬‬
‫‪ 2‬ادلصدر نفسو‪72-71 ،‬‬

‫‪20‬‬
‫تقنيات الكتابة في مسرح الطفل‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تقنيات الكتابة في مسرح الطفل‬

‫‪ - 1‬النص المسرحي‪ :‬يقوؿ جايتون باتي النص ىو اجلزء األساسي من ادلسرحية‪،‬‬


‫فهو بالنسبة للمسرحية دبثابة النواة يف الثمرة‪ ،‬دبثابة ادلتُت الذي تنتظم حولو العناصر األخرى‪،‬‬
‫وكما تبقى النواة بعد أكل الثمرة؛ لكن تضمن منو شبار أخرى‪ ،‬ينتظر النص يف ادلكتبة عندما‬
‫يزوؿ سحر العرض؛ ليبحث ذلك السحر من وديد‪.1‬‬
‫قد اتفق معو يف القوؿ بأف النص ادلسرحي ىو بنائي قاعدي حيتمل عدة قراءات‪ ،‬أو‬
‫تأويالت؛ كما قد حيتمل صفة االستمرارية واخللود‪ ،‬زيادة على‪:‬‬
‫‪-‬أف يكوف ادلوضوع يعرب عن تصورات الطفل وعن عادلو‪.‬‬
‫‪-‬نص يتالءـ مع القدرات العقلية والعلمية للطفل‪.‬‬
‫‪-‬نص نابض باحلياة واحلركة؛ منَتا خلياؿ الطفل وتفكَته‪.‬‬
‫ويؤكد األستاذ الدكتور محمد محمود رضوان على لغة ادلسرح؛ جيب أف تكوف بصفة‬
‫عامة ىي لغة احلياة اليومية؛ القائمة على ألفاظ وأساليب وتراكيب من الفصحى ادلبسطة اليت‬
‫تيسر على الطفل فهمها دوف مشقة‪.2‬‬
‫‪-‬البساطة والوضوح ىو أىم مسات لغة مسرح الطفل‪.‬‬
‫‪ - 2‬اللغة وبناء األسلوب‪:‬‬

‫"جيب أف يتفق أسلوب الكتابة للطفل مع أسلوب الطفل ودروة منوه مع النواحي النفسية‬
‫واللغوية‪ ،‬حيث أف ادلعرفة النظرية بأصوؿ الًتبية وعلم النفس لألطفاؿ ال تكفي إذا مل تصاحبها‬
‫خربات عملية تطبيقية‪.‬‬

‫‪ 1‬زلمد فوزي مصطفى‪ ،‬دراسات يف مسرح الطفل‪ ،‬ص ‪47‬‬


‫‪ 2‬ينظر‪ ،‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص‪49‬‬

‫‪21‬‬
‫تقنيات الكتابة في مسرح الطفل‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ومن األمهية دبكاف أف يتخَت الكاتب األلفاظ السهلة الواضحة والعبارات اليت تؤدي‬
‫ادلعٌت دوف تعقيد أو صعوبة‪ ،‬وػن يثَت بعباراتو ادلعاين احلسية والصور البصرية‪ ،‬واألشياء ادلتحركة‬
‫وادلسموعة وادللموسة‪ ،‬وكلما كاف األطفاؿ أصغر كلما كاف اقًتاب الكاتب من ادلاديات‬
‫واحملسوسات أوىل وابتعاده عن اجملردات أفضل"‪.1‬‬

‫" واألقرب إىل األطفاؿ وخباصة الصغار منهم نستعمل التكرار للتأكيد فنقوؿ "احلجرة‬
‫واسعة" بدال من قولنا "احلجرة واسعة ودا"‪ ،‬واألقرب إليهم كذلك أف نستعمل مع األلفاظ‬
‫بعض الصفات اجلسمية الواضحة ادللونة بدال من أف نستعمل ادلدركات الكلية اجملردة‪ .‬فنقوؿ‬
‫"القط األسود‪ .‬والدواوة احلمراء‪ .‬والرول ذو اللحية البيضاء"‪ .‬والتشويق عامل ىاـ جلذب‬
‫انتباه الطفل –رغم مقدرتو احملدودة على الًتكيز‪ -‬حيتاج إىل براعة الكاتب ومهارتو‪ ،‬ويستحق‬
‫ما يبذؿ يف سبيلو من وهد‪ .‬كما أف اختيار العناوين واألمساء يف ادلسرحية لو مفعوؿ السحر يف‬
‫نفوس األطفاؿ‪ ،‬وخباصة اختيار اسم الطفل والعنواف اخلاروي‪ .‬ومن عوامل صلاح ىذا االختيار‬
‫‪2‬‬
‫أف تتفق األمساء والعناوين مع مراحل منو الطفل"‪.‬‬

‫"يعد األسلوب من العناصر األساسية اليت يعتمد عليها الكاتب يف بناء حكاية‬
‫ادلسرحية‪ ،‬اليت يستلزـ توافرىا على مستوى األفكار واحلبكة والشخصيات‪ .‬حيث أف الطريقة‬
‫أحداث احلكاية أثرىا اذلاـ يف وذب انتباه الطفل إىل مضموف ىذه‬ ‫اليت تعرض من خالذلا‬
‫األحداث‪ .‬وعليو فالبد من أف تتوافر شروط يف األسلوب ادلعتمد يف كتابة ادلشهد ادلسرحي؛ إذ‬
‫يتسم ببساطة اللغة‪ ،‬ووضوح ادلفردات‪ .‬ومىت التعبَت عن احلقيقة أو حىت اخلياؿ ببساطة ووضوح‬
‫إال ويكلل باجلمالية والتأثَت‪ ،‬إذ يصبح وزءا ال يتجزأ من تفكَت الطفل وملكتو‪ ،‬وذلك بواسطة‬
‫صبل قصَتة مووزة‪ ،‬لصيقة بالطفل‪ ،‬الذي حيبذ نتيجة سريعة‪ ،‬وينفر من الًتيث واالنتظار‪ .‬كما‬

‫‪ 1‬مسرح الطفل يف ادلغرب العريب‪ ،‬احلاضر يف ادلشهد الثقايف العريب(ادلغرب‪ ،‬تونس‪ ،‬ليبيا)‪ ،‬أ‪.‬د حفناوي بعلي‪ ،‬ص‪90‬‬
‫‪ 2‬ادلصدر نفسو ‪ ،‬ص ‪90‬‬

‫‪22‬‬
‫تقنيات الكتابة في مسرح الطفل‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يعشق الشفافية واالنكشاؼ‪ ،‬ويبتعد عن الغموض والضبابية ومشقة االستنتاج‪ .‬وحيبذ النتائج‬
‫اجلاىزة اليت تقدـ لو"‪.1‬‬

‫"ونظرا ألمهية اللغوية يف أدب األطفاؿ بشكل عاـ‪ ،‬جيب أف يكوف أسلوب الكتابة‬
‫أسلوبا سهال يف صبل مناسبة الطوؿ‪ ،‬وكلمات من قاموس األلفاظ والًتاكيب اليت حصلها‬
‫الطفل يف مرحلة منو معينة‪ .‬على أف تزداد عليها كلمات وديدة تدرجييا لزيادة ثروتو اللغوية‪ ،‬مع‬
‫مراعاة تكرار األلفاظ ادلستحدثة عليو تكرار غَت شلل‪ ،‬يهدؼ إىل تعرؼ الطفل على شكل‬
‫اللفظ وادلراف عليو‪ .‬كما أف الكاتب البد أف يكوف مدركا لطبيعة النمو ادلتدرج لألطفاؿ‪،‬‬
‫وقدرهتم على تذوؽ اللغة‪ .‬وأف يكوف قادرا على إثارة الصورة ادلرئية يف ميالهتم‪ ،‬وعلى خلق‬
‫وبلورة األحاسيس اليت تثَت اخلياؿ‪ ،‬وأف يكوف قادرا على تقدمي صيغ أدبية ال ترىق الطفل‪،‬‬
‫وذلك باستخداـ كلمات وتعابَت واضحة‪ ،‬وعدـ اللجوء إىل احلشو الذي يعطل القدرة على‬
‫‪2‬‬
‫الفهم‪".‬‬

‫"مراعاة اللغة ادلناسبة دلسرح الطفل حبيث تكوف لغة درامية تعرب عن األفعاؿ النفسية‬
‫واجلسمانية ضمن مسار احلدث وتطور الصراع‪ ،‬وىذا يقتضي ذبنب اللغة ادلتمردة والتحليلية‬
‫والوصفية والسردية‪ ،‬كما يراعى يف لغة مسرح الطفل أف تكوف واضحة‪ ،‬قصَتة الًتاكيب‬
‫واجلمل‪ ،‬موحية خالية من كل حشو وزيادة واستطراد وتراكم لفظي‪ ،‬وأف تكوف متناغمة اإليقاع‬
‫زلسنة األغاين إف أمكن ادلعروؼ أف العرض ادلسرحي ىو مادة ادلسرح يف صورة هنائية‪ ،‬أما‬
‫النص فهو أساس ىذه الصورة"‪.3‬‬

‫‪ 1‬ادلصدر السابق‪ ،‬ص‪91‬‬


‫‪ 2‬يعقوب الشاروين‪ ،‬تنمية عادة القراءة عند األطفاؿ‪ ،‬سلسلة أقرأ‪ ،‬عدد‪ ،483‬دار ادلعارؼ‪ ،‬القاىرة‪ ،1984 ،‬ص‪65‬‬
‫‪ 3‬مسرح الطفل يف ادلغرب العريب‪ ،‬احلاضر يف ادلشهد الثقايف العريب(ادلغرب‪ ،‬تونس‪ ،‬ليبيا)‪ ،‬أ‪.‬د حفناوي بعلي ‪ ،‬ص‪93‬‬

‫‪23‬‬
‫تقنيات الكتابة في مسرح الطفل‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ - 3‬المضمون واألفكار والموضوع‪ ..‬في مسرح الطفل‪:‬‬

‫"دلا كاف الطفل يتعلم من خالؿ ادلشاعر فإف مسرح األطفاؿ يتضمن كل ادلشاعر‬
‫حب' مثال تتحوؿ من التصوير الفٍت إىل قوة تثَت الووداف وتدفع‬
‫السامية واألخالقية‪ ،‬فكلمة ' ّب‬
‫النفس باذباه سلوؾ زلدد "خَت"‪ .‬ودلا كاف مسرح الطفل تربويا بالضرورة فإف أىم ما يتضمنو‬
‫القيم اإلنسانية وادلثل‪ ،‬فمسرح األطفاؿ إذ يعرض صراع اخلَت والشر إمنا يهدؼ إىل التأكيد‬
‫على اخلَت بكل ذبلياتو‪.‬‬

‫إف حب احليواف والطبيعة عموما واإلشفاؽ على الضعيف‪ ،‬ونزعة العدالة األصيلة يف‬
‫نفس الطفل‪ .‬قواعد عظيمة يشكل االنطالؽ عنها لتعزيزىا وتعميقها وتطويرىا أىم واوبات‬
‫فناف الطفل‪ ،‬وأىم مضامُت فنو بالتايل إف مسرحيات الطفل قد تكوف تعليمية أو أخالقية أو‬
‫تثقيفية أو وطنية‪ ،‬أو فكاىية أو ترفيهية وما إىل ذلك‪ .‬وما ىذا اذلدؼ الذي ترمي إىل ربقيقو‪،‬‬
‫وووىر ادلوضوع الذي تدور حولو‪ ،‬أو الطابع الذي يغلب عليها ولو أف ىذه األنواع كثَتا ما‬
‫تتداخل لتخدـ أكثر من ىدؼ يف وقت واحد فتجمع مثال بُت الفكاىة وتقدمي بعض احلقائق‬
‫التعليمية واالنطباعات األخالقية التوويهية غَت ادلباشرة"‪.1‬‬

‫"الفكرة وادلضموف وادلوضوع أساس كل عمل مسرحي‪ ،‬وعنصر ىاـ يف كل كتابة للطفل‪.‬‬
‫وىي الوعاء الذي يفرغ فيو ادلوضوع‪ .‬كما أف الفلك الذي تدور حولو األحداث وادلواقف‬
‫والتفاصيل‪ ،‬لتربز واضحة يف ذىن ادلتلقُت وادلتفروُت من صبهور األطفاؿ‪ .‬عالوة على أهنا اللبنة‬
‫األوىل اليت يبدأ هبا ادلؤلف عملو اخلالؽ‪ ،‬ليبحث فيما بعد عن أحداث تصلح للتعبَت عنها‬
‫وإوالئها‪.‬والعمل ادلسرحي بدوف فكرة واضحة ادلعامل‪ ،‬يوحي بو ويعرب عنها‪ ،‬يبقى رلرد رلموعة‬
‫من احلركات والكلمات اجلوفاء‪ ،‬اليت ال معٌت ذلا وال داللة ذلا‪ ،‬وال رابطا فنيا يوثق أوزاءىا‪.‬‬

‫‪ 1‬ادلصدر السابق‪ ،‬ص‪93‬‬

‫‪24‬‬
‫تقنيات الكتابة في مسرح الطفل‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وشلا ال شك فيو أف الفكرة ىي اليت تفسح اجملاؿ أماـ ادلسرحي‪ ،‬ليظهر جلمهور الصغار‬
‫معٌت احلياة واألشياء‪ ،‬كما يراىا ىو من منظوره اخلاص‪...‬وغياب الفكرة يف العمل ادلسرحي‪،‬‬
‫يكوف مآلو تعويض العمل الفٍت وصيانة مضمونو‪ ،‬وضعف تأثَته يف ادلتلقي للرسالة ادلسرحية"‪.1‬‬

‫ويستحسن أف تكوف الفكرة واضحة ولية‪ ،‬حىت يتمكن الطفل من فهمها ومتابعتها‪،‬‬
‫والربط بُت أوزائها‪ ،‬ال تكوف غامضة ورمزية‪.‬‬

‫إف الفكرة اجليدة ىي اليت تتناوؿ موضوعا يثَت انتباه الطفل؛ لضخامة ذلك ادلوضوع‪ ،‬أو‬
‫لغرابتو‪ ،‬أو لتعلقو بعامل الطفل‪،‬أو بيئتو‪ .‬فبدوف فكرة أساسية للمسرحية؛ يتفكك العمل الفٍت‪،‬‬
‫ويصعب فهمو‪ ،‬كما يصعب تأثَته على ادلتلقي وأف يوحي ادلؤلف بفكرة ادلسرحية من خالؿ‬
‫‪2‬‬
‫األحداث وادلواقف‪.‬‬

‫والفكرة قد تكوف من التاريخ‪ ،‬أو دينية‪ ،‬أو اوتماعية‪ ،‬أو علمية‪ ،‬أو تراثية‪ ،‬أو فاكهية‬
‫ىادفة‪.‬‬

‫" ومن األمهية دبكاف أف تكوف الفكرة يف ادلسرحية سلتفية دائما عن النظر‪ ،‬ويعٍت ذلك‬
‫أف ادلؤلف ملزـ بتنظيم األحداث داخلها‪ ،‬دوف أف يفصح عنها‪ ،‬أو يستعمل أسلوب النصح‬
‫ادلتكلف فيو‪ .‬ألف ذلك يناؿ مٌت قيمتها الفنية والدرامية‪ ،‬ومن مصداقية تأثَتىا يف ادلتلقي‬
‫(الطفل‪/‬الصغَت)‪ .‬ومن األفضل أف يتم اإلحياء بالفكرة وفق نظاـ زلكم لألحداث وادلواقف‬
‫بصفة فنية‪ ،‬تسمو بالعمل وتشد ادلتفرج الصغَت ذلذا العمل‪ .‬ليتلقى الرسالة ادلقصودة بطريقة‬
‫تشده إىل اخلشبة‪ ،‬حىت بعد انتهاء العرض‪ .‬ذلك أف كل مسرحية مهما كاف نوعها‪ ،‬ربمل‬

‫‪ 1‬عواطف ابراىيم وىدى قناوي‪ ،‬الطفل العريب وادلسرح‪ ،‬مكتبة األصللوا ادلصرية‪ ،‬مطبعة حساف‪ ،‬القاىرة‪ ،1984 ،‬ص‪94-93‬‬
‫‪ 2‬ينظر‪ ،‬زلمد فوزي مصطفى‪ ،‬دراسات يف مسرح الطفل ‪ ،‬ص‪50‬‬

‫‪25‬‬
‫تقنيات الكتابة في مسرح الطفل‬ ‫الفصل الثاني‬

‫رسالة وتناشد ىدفا‪ ،‬تسعى من خاللو إىل ربريك مشاعر األطفاؿ ضلو سلوكات‪ ،‬وقيم معينة‬
‫يستسيغها اجملتمع‪ ،‬ويعمل على غرس مبادئها يف نفس الناشئة"‪.1‬‬

‫"من الصعب التقاط الفكرة لتشعبها وتنوعها وكثرهتا‪ .‬ولذلك احتدـ اجلداؿ طويال فيما‬
‫بُت دارسي ىذا الفن‪ ،‬حوؿ ادلنبع الذي تنهل منو األفكار‪ .‬منهم من يراه يف التجربة الذاتية‬
‫للكاتب وخيالو الفسيح وقدراتو اإلبداعية‪ ،‬ومنهم من أحالو على مصادر الفكر وادلعرفة‬
‫ادلتنوعة‪ .‬والواقع يروح اجلمع بُت ىذه الروافد صبيعها‪ ،‬وانتقاء الفٍت واجلمايل والًتبوي وغَته‪.‬‬

‫ومن ادلضامُت اليت يتناوذلا ويعاجلها مسرح الطفل (ادلضموف الديٍت)‪ ،‬حبيث يعد الًتاث‬
‫اإلسالمي غنيا دبوضوعات ادلسرحية الدينية‪ ،‬ىذا من حيث ادلبدأ واألساس‪ .‬فادلسرحية اليت‬
‫ديكن أف تقدـ لألطفاؿ ذلا رلاؿ واسع‪ ،‬ويستطيع كاتبها أف خيتار منها ما يشاء دوف مشقة أو‬
‫عناء يف البحث عن ادلادة األولية‪ .‬ويهتم كتاب ىذا النوع من ادلسرحيات بالتعليم الديٍت‬
‫لألطفاؿ‪ ،‬ويكوف التأثَت ادلسرحي كبَتا‪ ،‬إذا كاف مناسبا من الناحية النفسية والعقلية‪ ،‬فهو حيقق‬
‫العديد من األىداؼ والفوائد"‪.2‬‬

‫وهتدؼ ادلسرحية الدينية إىل غرس القيم وأمناط السلوؾ اليت يدعوا إليها الدين اإلسالمي‪.‬‬

‫"إف ادلسرح ىو خَت وسيلة لتأصيل القيم األخالقية يف نفوس الناس بووو عاـ‪ ،‬ويف‬
‫األطفاؿ بووو خاص‪ .‬فأغلب ادلضامُت األخالقية والًتبوية اليت ديكن أف تأخذ وقتا طويال حىت‬
‫تًتسخ عند أطفالنا‪ ،‬ديكن للمسرح أف جيسدىا واقعا عمليا يف حياهتم العادية‪ ،‬وذلك بتقليد‬
‫األفضل من خالؿ القدوة للمثاؿ احلسن‪ ،‬الذي دييل إليو الطفل يف مرحلة من حياتو‪ ،‬وىو ما‬
‫يعرؼ بادلثالية"‪.3‬‬

‫‪ 1‬مسرح الطفل يف ادلغرب العريب‪ ،‬احلاضر يف ادلشهد الثقايف العريب(ادلغرب‪ ،‬تونس‪ ،‬ليبيا)‪ ،‬أ‪.‬د حفناوي بعلي‪ ،‬ص‪94-95‬‬
‫‪ 2‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص‪96‬‬
‫‪ 3‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص‪97‬‬

‫‪26‬‬
‫تقنيات الكتابة في مسرح الطفل‬ ‫الفصل الثاني‬

‫"ومن ادلفيد يف ختاـ احلديث عن مضامُت مسرح الطفل أف نذكر بالقاعدة الذىبية يف‬
‫إيصاؿ ادلضموف يف الفن عموما‪ ،‬ويف فن الطفل خصوصا وىي ادلعرفة من خالؿ اللذة الفنية‪.‬‬
‫فالفن يغرس معارفو يف أعماؽ الووداف على شكل قيم دافعة للسلوؾ كما ذكرنا‪ ،‬وإال فلن‬
‫يكوف فنا‪ .‬لذلك جيب ذبنب ادلباشرة والوعظ واإلرشاد والتقريرية‪ ،‬والطرح اجملرد لألفكار‬
‫وادلفاىيم‪ .‬فكل ىذه الطروح ال ترسخ يف نفس الطفل ألف حاملها‪ ،‬أي الكالـ اجملرد ال ينفذ‬
‫إىل أعماؽ الروح كما تنفذ ادلشاعر اجلمالية"‪.1‬‬

‫‪ - 4‬الشخصيات المسرحية‪ ..‬في مسرح الطفل‪:‬‬

‫إف الشخصيات يف مسرحيات األطفاؿ جيب أف تتحرؾ هبدوء‪ ،‬وأف تكوف رلسمة‬
‫وحقيقية كأي شخصية يف أي نوع آخر من ادلسرحيات‪ .‬ومعٌت ىذا أنو يف مسرح األطفاؿ‪،‬‬
‫يكوف على ادلمثلُت وادلخروُت أف جيسدوا اخللق ادلادي للكاتب ادلسرحي إىل دروة تفوؽ ما‬
‫يفعلونو يف مسرح الكبار‪.‬‬

‫"معظم حكايات األطفاؿ الصغار شللوءة بالشخصيات‪ ،‬اليت سبثل الصفات العريضة‬
‫اإلنسانية مثل الكرـ أو الطمع‪ .‬إف ىذه العموميات ىي اليت ذبعل احلكايات اخليالية‬
‫عادلية‪.‬ولكن لكي نًتوم ىذه احلكم إىل ادلسرح‪ ،‬فمن الضروري أف منسرح الشخصية‪ .‬إف‬
‫ووود الشخصية يف حد ذاتو ال جيعلها سبثل صفة ما‪ .‬بل جيب أف يكوف ذلا صوت خاص‬
‫ومشية‪ ،‬ووسم حيملها‪ .‬إف ادلمثل عادة جيب عليو أف يتقدـ من عنده بتفاصيل التشخيص‪،‬‬
‫غَت متعمد كثَتا على مساعدة من الكاتب"‪.2‬‬

‫"إف الشخصيات عندما تكوف معربة تعبَتا دقيقا عن موقفها تلفت نظر األطفاؿ إليها‪،‬‬
‫وذبذب انتباىهم‪ .‬وجيب االقتصار على عدد قليل من الشخصيات‪ ،‬وكل منها متميزة عن‬

‫‪ 1‬ادلصدر السابق‪ ،‬ص‪99‬‬


‫‪ 2‬ـ وولد برج‪ ،‬مسرح األطفاؿ‪ ،‬ترصبة صبيلة كامل‪ ،‬تقدمي ومراوعة علي الراعي‪ ،‬اجمللس األعلى للثقافة‪ ،‬ص‪209‬‬

‫‪27‬‬
‫تقنيات الكتابة في مسرح الطفل‬ ‫الفصل الثاني‬

‫األخرى ليسهل على األطفاؿ متابعتها‪ .‬والشخصية ادلتميزة يف ادلسرحية يصل هبا األمر إىل‬
‫تعويض أي نقص يف العقدة أو احلكاية‪ .‬ألف الطفل عندما ينشغل بإعجابو بالشخصية حىت‬
‫وإف كانت احلكاية شللة‪ .‬وىذا ال يعٍت أف يهتم الكاتب برسم الشخصيات دوف االىتماـ‬
‫باحلكاية‪ ،‬أو بالتسلسل ادلنطقي لألحداث وادلواقف الناذبة عنها‪ ،‬بل يدؿ ذلك على قيمة‬
‫الشخصية لدى الطفل‪ ،‬وعلى العناية باختيار ىذه الشخصيات احملببة ذلم‪ ،‬اليت يتفاعلوف معها‪،‬‬
‫فتكوف مؤثرة فيهم تأثَتا مباشرا"‪.1‬‬

‫"وجيب أف تكو الشخصيات يف مسرح الطفل واضحة األبعاد وادلعامل‪ ،‬متمايزة يف حركاهتا‬
‫وسكناهتا‪ ،‬وأصواهتا ولباسها‪ ،‬وميوذلا‪ ،‬ودفاعا عن اخلَت أو الشر بشكل مقنع‪ .‬وتطورىا من‬
‫حاؿ إىل حاؿ‪ ،‬واألفعاؿ ىي اليت ربدد مسات الشخصيات‪ ،‬وليس األلقاب‪ .‬وينجذب‬
‫األطفاؿ عموما إىل الشخصيات اليت تتمتع بقدر من الصدؽ واجلرأة‪ ،‬واجلماؿ اجلسدي‪،‬‬
‫وسرعة البديهة‪ .‬وكلما ازداد نشاط الشخصية‪ ،‬كلما ازداد تعلق األطفاؿ هبا وحبهم ذلا‪.‬‬

‫وتتميز الشخصية ببعدىا النفسي‪ ،‬حيث تظهر مالزلها يف كل ما تقولو‪ ،‬وتؤتيو من‬
‫أفعاؿ‪ .‬ويعد ىذا البعد نتيجة للبعد الفزيولووي واالوتماعي‪ .‬وتكرس فيو بعض الصفات‬
‫النفسية‪ ،‬مثل االستعداد‪ ،‬والسلوؾ‪ ،‬والرغبات‪ ،‬واآلماؿ‪ ،‬واألحالـ‪ ،‬والعزائم‪ ،‬وغَتىا‪ .‬إضافة إىل‬
‫ادلزاج وما يعًتيو من انفعاؿ وىدوء‪ ،‬وانطواء‪ ،‬وعقد نفسية زلتملة الوقوع وغَتىا"‪.2‬‬

‫"والشخصية ادلسرحية نوعاف‪ :‬ثابتة‪ ،‬وىي نوعاف أيضا‪ ،‬منها اليت تتميز بأفعاؿ وحركات‬
‫ومواقف‪ ،‬تبعث على الرضا والقدوة احلسنة مثل األبطاؿ‪ ،‬واجملاىدين‪ ،‬والصاحلُت‪ ،‬وغَتىم‪.‬‬
‫والثانية نقيض األوىل‪ ،‬وتستخدـ يف أدوار اخلديعة وميزهتا الكسل‪.‬‬

‫‪ 1‬يعقوب الشاروين‪ ،‬فن الكتابة دلسرح األطفاؿ‪ ،‬احللقة الدراسية حوؿ مسرح الطفل‪ ،‬اذليئة العامة للكتاب‪ ،‬القاىرة‪ ،1986 ،‬ص‪139‬‬
‫‪2‬‬
‫مسرح الطفل يف ادلغرب العريب‪ ،‬احلاضر يف ادلشهد الثقايف العريب(ادلغرب‪ ،‬تونس‪ ،‬ليبيا)‪ ،‬أ‪.‬د حفناوي بعلي ‪ ،‬ص‪101‬‬

‫‪28‬‬
‫تقنيات الكتابة في مسرح الطفل‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ونوع ثاف‪ :‬وىي الشخصية اليت ال تلتزـ بووو واحد‪ ،‬بل يكوف التحوؿ حليفها‪ ،‬لتنتقل‬
‫إىل موقف وديد آخر؛ مثال تكوف الشخصية سيئة لكنها سرعاف ما تتغَت بسبب ما تشبعت‬
‫وغٍت عن البياف واإلظهار أف منطق الطفل‪ ،‬ليس ىو منطق الكبار‬
‫بو من دروس ومواعظ‪ّ .‬ب‬
‫سباما‪ .‬فهو مثال قد يأخذ دببدأ اخلوارؽ‪ ،‬وحيب أف يعرض أمامو كائنات خرافية‪ ،‬مثل‪ :‬األغواؿ‬
‫والساحرات وسوبرمانات‪ .‬كما أنو ال يعًتض على ألسنة احليوانات والنبات والكواكب‪،‬‬
‫ويطرب للعصفور الذي يتكلم‪ ،‬والشجرة اليت تتأفف‪ ،‬والقمر الذي يضحك وغَته‪ .‬كل ذلك‬
‫يشكل منطق الطفل اخلاص بو‪ ،‬الذي جيعلو يالمس باستمرار الواقعي وادلعيش"‪.1‬‬

‫وعلى الكاتب ادلسرحي أف يتحاشى عرض األحداث ادلخيفة وادلشاىد ادلرعبة‪ ،‬ألهنا‬
‫تقرف احلدث بالرؤية أي الفعل بالصورة‪ .‬ويظل من األفضل للمسرحي أف يصور اجلماؿ‪ ،‬عوضا‬
‫عن القبح‪ ،‬ويثَت عواطف النبل والكرـ واجلرأة عوضا عن الوضاعة والبخل واجلنب‪ ،‬لكنو بصفة‬
‫نسبية‪ ،‬حىت ال يصدـ األطفاؿ فال جيدوف يف بيتهم وحياهتم الطبيعية ذلك اجلماؿ ادلعروض‬
‫أمامهم على خشبة ادلسرح‪ .‬وىذا قد يثَت الشجن والكآبة يف نفس الطفل عند مغادرتو ادلسرح‪.‬‬

‫‪ - 5‬الحوار والخطاب المسرحي في مسرح األطفال‪:‬‬

‫"احلوار ادلسرحي ىو التخاطب واحلوار على خشبة مسرح الطفل‪ .‬وىذا احلوار ديثل ركنا‬
‫ىاما من أركاف بناء النص‪ ،‬أو العرض ادلسرحي واحلوارية ادلسرحية‪.‬إنو يعطي للمسرحية قيمة‬
‫أدبية‪ ،‬وال تظهر قيمتو الفنية إال عندما يقدـ على خشبة ادلسرح‪ ،‬ويشاىده األطفاؿ حيا نابضا‬
‫وياشا باحلركة من أفواه ادلشاىدين‪ ،‬مًتافقا حبركاهتم ونربات صوهتم‪ .‬واحلوار عادة‪ ،‬ىو الذي‬
‫يصور الفكرة وادلوضوع الذي تقوـ عليو ادلسرحية‪ ،‬وىو الذي يصور أحداثها وأشخاصها‪.‬‬
‫وبواسطة احلوار على خشبة ادلسرح نستطيع شد انتباه األطفاؿ دلتابعة الشخصيات‪ ،‬ومساع‬
‫الكلمات‪.‬‬

‫‪ 1‬ادلصدر السابق‪ ،‬ص‪102‬‬

‫‪29‬‬
‫تقنيات الكتابة في مسرح الطفل‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أما احلوار الناوح فلو خصائص أمهها‪ :‬الصدؽ يف التعبَت‪ ،‬ومعرفة الشخصيات‪ ،‬واذباىو‬
‫إىل الغاية ادلنشودة‪ .‬وجيب أف يرتبط دبستويات األطفاؿ اللغوية‪ ،‬وأف يكوف باللغة البسيطة اليت‬
‫يفهمها األطفاؿ‪ .‬وأف تكوف فقرات احلوار قصَتة سهلة احلفظ وأف يكوف حوارا حركيا ال صبود‬
‫فيو‪ ،‬وأف ال يتحوؿ إىل خطب ضباسية‪ ،‬أو مواعظ حىت ال يفقد العمل ادلسرحي طابعو الفٍت‬
‫األصيل لدى األطفاؿ"‪.1‬‬

‫حوار مسرحيات األطفاؿ يستلزـ الوضوح واإلجياز والدقة؛ وياشا باحلركة على ألسنة‬
‫ادلمثلُت‪ ،‬مصحوبا حبركاهتم ونربات صوهتم‪ .‬كذلك صدقة يف التعبَت عن طبائع البشر‪،‬‬
‫ومساعدتو على الكشف عن الشخصيات‪ ،‬وموافقتو دلستويات األطفاؿ يف إطار مستوياهتم‬
‫اللغوية؛ على أف ال تطوؿ فقرات احلوار فيصعب حفظها‪ ،‬أو حوارا ركدا تتوقف معو احلركة‬
‫‪2‬‬
‫على ادلسرح‪.‬‬

‫يعد احلوار وسيلة للتخاطب بُت الشخصيات يف ادلسرحية‪ ،‬ويكوف بسيطا يف بداية‬
‫ادلسرحية‪ ،‬وسرعاف ما يتطور إىل أف يصل إىل النهاية‪ .‬وىو العنصر األساسي الذي تقوـ عليو‬
‫ادلسرحية‪ ،‬إذ ال تستطيع ادلسرحية تقدمي شخصية يف تأمل وصمت دائمُت أو يف تفكَت طويل‪.‬‬
‫إذ ذبرب على وعل الشخصية تفكر وتتأمل بصوت مرتفع معلوـ‪ ،‬وذلك من خالؿ احلوار‪ ،‬وكل‬
‫ما تنطق بو الشخصيات كأمنا ىو ملغى‪ .‬وال يكتمل معٌت ادلسرحية‪ ،‬وال تؤدي وظيفتها الفنية‬
‫ادلنوطة هبا‪ ،‬إال إذا عرضت على صبهورىا وتفاعل اجلمهور معها يف حوار متسق معرب وظيفي‪.3‬‬

‫واحلوار يف قصة الطفل عموما‪ ،‬ويف مسرح الطفل خصوصا‪ ،‬نوعاف‪ :‬احلوار الداخلي‬
‫واحلوار اخلاروي‪ .‬وخيتص كل منهما بتناوؿ وانب من الذات مع العمل على ربقيق غاية فنية‬
‫صبالية‪ ،‬تناشد اإلقناع التشخيصي لدى شخصيات ادلوضوع القصصي إدلاما بالناحيتُت الداخلية‬

‫‪ 1‬مسرح الطفل يف ادلغرب العريب‪ ،‬احلاضر يف ادلشهد الثقايف العريب(ادلغرب‪ ،‬تونس‪ ،‬ليبيا)‪ ،‬أ‪.‬د حفناوي بعلي‪ ،‬ص‪104‬‬
‫‪ 2‬ينظر‪ ،‬حناف عبد احلميد العنايب‪ ،‬الدراما وادلسرح يف تعليم الطفل‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬االردف‪ ،‬ط‪ ،1997 ،1‬ص‪89‬‬
‫‪ 3‬زلمد حسن عبد اهلل‪ ،‬قصص األطفاؿ ومسرحهم‪ ،‬دار القباء للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،2001 ،‬ص‪51‬‬

‫‪30‬‬
‫تقنيات الكتابة في مسرح الطفل‬ ‫الفصل الثاني‬

‫واخلاروية‪ .‬وإذا أقمنا حوارا أو استقصاء يف مسرحية ما‪ ،‬جيب أف يكوف ما يلبيو‪ .‬وىذا فضال‬
‫عن الغاية اجلمالية والفنية للحوار‪ ،‬اليت ربقق التوحد بادلوضوع ومعايشتو وقوع احلدث‪.1‬‬

‫كما يستلزـ أف يتسم احلوار باحليوية والقدرة على اإلحياء‪ ،‬ما يدور يف نفسية الشخصية‬
‫وفكرىا‪ ،‬أكثر شلا يبدوا يف كالمها العادي‪ .‬والبد أف يتجاوب مع طبيعة الشخصية والعمل‬
‫وادلوقف‪ ،‬ال أف يسَت على وتَتة واحدة‪ .‬كما جيب أف يكوف متداوال بُت الشخصيات دوف أف‬
‫سبتلك وتَتتو شخصية واحدة لوقت طويل‪ .‬وإذا تعلق األمر بطوؿ احلوار أو قصره‪ ،‬فإف ذلك‬
‫‪2‬‬
‫يعود إىل تقدير الكاتب وإحساسو بطبيعة ادلوقف ومستلزماتو‪.‬‬

‫‪ - 6‬الصراع الدرامي‪ ،‬العقدة والحبكة واألحداث‪..‬في مسرح الطفل‪:‬‬


‫أ ‪ -‬الصراع‪ :‬يف مسرح الطفل ىو الذي يشد من عناصر النص‪ ،‬ويكوف ناوحا إذا‬
‫نبع من طبائع الشخصيات واألحداث‪ ،‬اليت يدفعها إىل األماـ دفعا‪ .‬ويعد‬
‫الصراع ركيزة أساسية تقوـ عليها ادلسرحية‪ ،‬وىدفو ىو إثارة انفعاالت اجلمهور‪،‬‬
‫وربريك عواطفهم من أول شد انتباىهم‪ .‬ويكوف الصراع بُت طريف نقيض‪ ،‬ديثلها‬
‫إما شخصيات أو أفكار أو مواقف‪ .‬وبذلك يكوف صراعا خارويا أو ذىنيا‪.‬‬
‫ال يوود عمل مسرحي دوف صراع‪ .‬وىو نوعاف‪:‬‬
‫‪-‬صراع داخلي يف نفسية البطل بُت نقيضُت (االنتقاـ والتسامح‪ ،‬األمانة والسرقة‪.)...‬‬
‫‪-‬صراع خاروي بُت شخصية وأخرى؛ والصراع يولد احلركة الدرامية يف ادلسرحية دبا‬
‫‪3‬‬
‫يناسب حاوات األطفاؿ واىتماماهتم‪.‬‬

‫والصراع أنواع‪ :‬الصراع الواثب؛ ويعتمد على القفزات دوف سبهيد أو مسوغ ذلذه القفزات‪.‬‬
‫والصراع الفجائي؛ وىو الذي يقنع ادلتفرج يف تربيره للكثَت من األحداث واألفعاؿ‪ ،‬ولكنو ال‬

‫‪ 1‬مسرح الطفل يف ادلغرب العريب‪ ،‬احلاضر يف ادلشهد الثقايف العريب(ادلغرب‪ ،‬تونس‪ ،‬ليبيا)‪ ،‬أ‪.‬د حفناوي بعلي‪ ،‬ص‪106‬‬
‫‪ 2‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص‪107‬‬
‫‪ 3‬ينظر زلمد فوزي مصطفى‪ ،‬دراسات يف مسرح الطفل ‪ ،‬ص‪78‬‬

‫‪31‬‬
‫تقنيات الكتابة في مسرح الطفل‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يقنعو عن كامل تطورات ىذه األحداث‪ .‬والصراع السبيب‪ ،‬وىو أرقى أنواع الصراع؛ إذ ينبع من‬
‫أسباب موضوعية مقنعة‪ ،‬ويفضي إىل ادلتفرج أو القارئ إىل نتائج مقنعة‪ ،‬تكوف سببا يف حدوث‬
‫نتائج أخرى‪ .‬وىو ذو طبيعة متكافئة ومتوازية‪ ،‬وذلا وزهنا احملسوس يف بنية النص‪ ،‬فإف كانت‬
‫بنية النص تتعلق بفرد وشخصية واحدة مهيمنة‪ ،‬فإهنا تكشف عن حاؿ وآماؿ وطموحات ىذه‬
‫الشخصيات وسلاوفها وقلقها‪ ،‬واعوواوها‪.1‬‬

‫تعتمد ادلسرحية يف تتابعها الطبيعي لألحداث على بنائها الدرامي‪ ،‬الذي يتكوف من‬
‫ادلقدمة مث الدخوؿ يف األحداث‪ ،‬إىل أف يصل إىل النهاية أو خاسبة ادلسرحية‪.‬‬

‫ب ‪ -‬الحبكة‪ :‬يتطلب النص والعمل ادلسرحي ادلقدـ للطفل؛ ضرورة ووود احلكاية أو‬
‫القصة‪ ،‬ىي ادلادة األساسية يف النص الدرامي وخاصة الطفلي‪ ،‬فاحلكاية إذف‬
‫تستجيب دلنظومة متكاملة من احلاوات والدوافع النفسية‪ ،‬وىذا يقتضي أف‬
‫تكوف احلكاية ذات أفعاؿ مشوقة مثَتة تنتظم يف حدث واحد (وحدة احلدث)‬
‫وحل‪ ،‬وال رلاؿ‬
‫زلبوكة حبكة بسيطة واضحة‪ ،‬حبيث يتألف احلدث من عقدة ّب‬
‫ىنا للحبكات ادلعقدة‪ ،‬أو ادلستندة إىل نزعة التحديث والتجريب‪ ،‬فمردودىا‬
‫غالبا ىو إرباؾ الطفل‪ .‬ووضوح طريف الصراع وتركيز عناصره‪ ،‬واقتصارىا على‬
‫القوى األساسية‪ ،‬الصراع بوضوح وتسلسل منطقيُت بالسببية‪ ،‬دوف فجوات أو‬
‫مفاوئات ال منطقية‪.2‬‬

‫ومن ادلصطلحات الفنية اليت أصبحت مرتبطة باألحداث السردية بشكل عاـ؛ مصطلح‬
‫(احلبكة)‪ ،‬الذي يرتبط بعاملي الزماف وادلكاف‪ .‬فالوقائع ادلسرحية تتميز بالوضوح ومالءمتها‬
‫للموضوع ادلطروح‪ ،‬فتكوف متالزمة‪ ،‬حبيث ال ديكن حذؼ قسم منها مع االحتفاظ بتسلسل‬
‫ادلوضوع‪ ،‬وعن طريق تناميها يتولد صراع الشخصيات‪ ،‬لتصل يف النهاية إىل نقطة الذروة‪ ،‬اليت‬
‫‪ 1‬عقيل مهدي يوسف‪ ،‬الًتبية ادلسرحية يف ادلدارس‪ ،‬دار الكندي للنشر والتوزيع‪ ،‬األردف‪ ،1992 ،‬ص‪109‬‬
‫‪ 2‬مسرح الطفل يف ادلغرب العريب‪ ،‬احلاضر يف ادلشهد الثقايف العريب(ادلغرب‪ ،‬تونس‪ ،‬ليبيا)‪ ،‬أ‪.‬د حفناوي بعلي‪ ،‬ص‪110‬‬

‫‪32‬‬
‫تقنيات الكتابة في مسرح الطفل‬ ‫الفصل الثاني‬

‫غالبا ما يردفها احلل أيا كاف شكلو وطبيعتو‪ .‬وتعد احلبكة أىم عنصر من العناصر يف تأليف‬
‫النص ادلسرحي للطفل‪ ،‬وىي "روح الفعل الدرامي" يف النص‪ .‬وتصنع احلبكة (العقدة) شلا تؤديو‬
‫الشخصيات من أفعاؿ‪ ،‬ووفق ما تفكر فيو‪ ،‬وما تشعر بو‪ .‬ولذلك ديكن القوؿ إف الشخصية‬
‫ىي مادة احلبكة‪.1‬‬

‫وتعٍت احلبكة تقنيا وفنيا تنظيم األحداث‪ ،‬دبا يالءـ ىدؼ الكاتب‪ ،‬ومن مث فهي ربوي‬
‫القصة والشخصية‪ ،‬والفكرة‪ ،‬واللغة وادلوسيقى‪ ،‬وادلنظورات ادلسرحية‪ .‬لذلك فهي سلسلة من‬
‫احلوادث تًتكز على األسباب والنتائج اليت ترتبط فيها ادلسرحيات‪.2‬‬

‫واحلبكة يف مسرحيات األطفاؿ البد أف تتضمن قصصا مالئمة‪ ،‬وىي أنواع‪ :‬منها‬
‫البسيطة‪ ،‬وادلزدووة‪ ،‬وادلعقدة اخلاصة باألطفاؿ‪ .‬وجيب أف تتضمن قصة مالئمة موزعة يف‬
‫سلسلة من األحداث ادلتطورة النامية‪ ،‬على أساس من السببية وادلعقولية واالحتماؿ‪ .‬كما جيب‬
‫االرتقاء بأحداثها يف سالسة وبساطة‪ ،‬مع ذبنب التعقيد‪ .‬وتفرض مسرحيات على كاتبها‬
‫كذلك‪ ،‬أف جيعل ذروة التأزـ يف ادلشكلة موضوع ادلسرحية قريبا من النهاية‪ ،‬ألف ادلتفرج الصغَت‬
‫ال حيتمل نفسيا التطويل والتدرج البطيء للوصوؿ إىل احلل يف النهاية‪ .‬وىذا احلل ال جيب‬
‫كذلك أف يًتؾ رلاال ألي تساؤؿ يدور يف ذىن الطفل حوؿ مصَت البطل‪ ،‬واذلدؼ الذي‬
‫تسعى إليو ادلسرحية يف ربقيقو‪.3‬‬

‫ويتوقع أف تكوف احلبكة يف مسرح الطفل بسيطة ودا‪ ،‬دبراعاة التدرج كلما تقدـ العمر‬
‫بالشرحية اليت يووو إليها العمل‪.‬‬

‫‪ 1‬أسعد عبد الرزاؽ وسامي عبد احلميد‪ ،‬مشاكل العمل ادلسرحي يف ادلدارس‪ ،‬منشورات وامعة بغداد‪ ،‬ص‪30‬‬
‫‪ 2‬مسرح الطفل يف ادلغرب العريب‪ ،‬احلاضر يف ادلشهد الثقايف العريب(ادلغرب‪ ،‬تونس‪ ،‬ليبيا)‪ ،‬أ‪.‬د حفناوي بعلي‪ ،‬ص‪111‬‬
‫‪ 3‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص‪112‬‬

‫‪33‬‬
‫تقنيات الكتابة في مسرح الطفل‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وتتطلب احلبكة من الكاتب الذكاء والذاكرة‪ ،‬ويصحبها شيء من الغموض‪ .‬وىي القصة‬
‫يف ووهها ادلنطقي‪ ،‬ومفهومها أف تكوف حوادث القصة وشخصياهتا مرتبطة ارتباطا منطقيا‪،‬‬
‫جيعل من ادلسرحية وحدة متماسكة ذات داللة زلددة‪.‬‬

‫فادلسرحية احملبوكة تتجلى من خالؿ عقدة قريبة إىل فهم األطفاؿ‪ .‬حينئذ نقوؿ أف‬
‫احلبكة صبعت عناصر ادلسرحية األخرى يف إطار فٍت متماسك سواء كانت احلبكة بسيطة أـ‬
‫معقدة‪ .‬ولوال احلبكة يف ادلسرحية لتحوؿ العمل إىل نوع من السرد الوعظي‪ ،‬وقد فقد اإلثارة‬
‫‪1‬‬
‫واجلذب‪.‬‬

‫وإحكاـ العقدة يف مسرح األطفاؿ يتحقق عندما‪ :‬تتوفر للمسرحية وحدة عضوية ذبعل‬
‫منها بناءا زلكما أو كائنا متناسق األوزاء‪..‬وينبغي أف تكوف العقدة يف مستوى فهم األطفاؿ‬
‫وإدراكهم العقلي وأف تدخل ادلسرحية يف العقدة على الفور‪..‬كما ينبغي أف تتجو ادلسرحية‬
‫‪2‬‬
‫للذروة مباشرة‪.‬‬

‫وتعد ىذه الشروط دبثابة معايَت نقدية‪ ،‬نستطيع من خالذلا رصد وتتبع احلكم على‬
‫مستوى األداء الفٍت يف ادلسرحية‪ .‬وخباصة على مستوى احلبكة باعتبارىا العمود الفقري‪ ،‬أو‬
‫اجملاؿ الذي يتحكم يف حركة احلدث أو احلوادث‪ .‬ومنوىا ضلو األىم إىل أف تصل إىل النهاية‬
‫ادلناسبة ذلا‪ .‬ويبقى ادلعٌت احلقيقي للحبكة الفنية يف كوهنا؛ دبثابة خيوط النسيج لثوب‪ .‬إذ ال‬
‫ديكن للثوب أف يتشكل وينسج دوف خيوطو‪ ،‬واخليوط بعيدا عن الثوب ال قيمة ذلا‪ .‬وادلعضلة‬
‫كلها تكمن يف طريقة تصميم تلك اخليوط للحصوؿ على الثوب ادلراد‪.3‬‬

‫‪ 1‬ينظر‪ ،‬زلمد فوزي مصطفى‪ ،‬دراسات يف مسرح الطفل‪ ،‬ص‪59‬‬


‫‪ 2‬ينظر‪ ،‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص ‪61‬‬
‫‪ 3‬مسرح الطفل يف ادلغرب العريب‪ ،‬احلاضر يف ادلشهد الثقايف العريب(ادلغرب‪ ،‬تونس‪ ،‬ليبيا)‪ ،‬أ‪.‬د حفناوي بعلي‪ ،‬ص‪114‬‬

‫‪34‬‬
‫تقنيات الكتابة في مسرح الطفل‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثالث‪ :‬خصائص الخطاب المسرحي لألطفال‪:‬‬

‫ادلسرح ىو أنسب األشكاؿ الفنية للتواصل مع الطفل والتعبَت عن عادلو اخلاص‪.‬‬

‫"وىنا أووو التقاء مشًتكة بُت الطفل وادلسرح كالتقليد واحملاكاة والطابع االندماوي‪،‬‬
‫حيث دييل الطفل إىل االندماج مع أقرانو‪ ،‬كما يندمج ادلمثل مع اجملموعة أو الفريق الذي ديثل‬
‫معو‪ ،‬وىناؾ عناصر مشًتكة أخرى كاخلياؿ والدىشة والتداعيات اللفظية‪ ،‬واحلوار ادلنبعث عن‬
‫مواقف اللعب االنفرادي واجلماعي‪ ،‬وىذه العناصر وغَتىا ينبغي أف تكوف نصب عيٍت من‬
‫يتصدى للكتابة ادلسرحية للطفل‪.‬‬

‫إف الكتابة ادلسرحية للطفل زبتلف بعض االختالؼ عن الكتابة للكبار‪ ،‬فاألطفاؿ ذلم‬
‫عادلهم اخلاص الذي خيتلط فيو الواقع باخلياؿ‪ ،‬وذلم اىتماماهتم وقضاياىم اخلاصة‪ ،‬كما أهنم يف‬
‫طور النمو واإلدراؾ والتعلم شلا جيعلهم أكثر قدرة على التلقي والتأثر"‪.1‬‬

‫إف ادلسرح الذي يقدـ خصيصاً لألطفاؿ ينبغي أف يراعي طبيعة ادلرحلة العمرية اليت دير‬
‫هبا الطفل‪ ،‬ويتووب أف يتناسب اخلطاب يف ادلسرحية مع تلك ادلراحل العمرية‪.‬‬

‫"وعلى من يكتب مسرحاً للطفل أف يكوف واعياً بسلوكيات الطفل وعاداتو‪ ،‬كادليل إىل‬
‫اللعب مع أترابو‪ ،‬وتقليد الشخوص األخرى‪ ،‬وتقمص أدوار البطولة‪ ،‬واإلعجاب باألبطاؿ‬
‫واحلكايات األسطورية‪ ،‬وسرعة الطفل إىل االستجابة للحدث والتأثر بو‪ ،‬والقدرة على التخيل‪،‬‬
‫وادليل إىل الضحك أو البكاء ألقل استثارة‪ ،‬ومن ادلفيد أف تستعُت ادلسرحية ادلقدمة للطفل‬
‫بعنصر الفكاىة أو اإلضحاؾ إذا كانت الفكرة أو ادلوضوع يسمحاف بذلك دوف إقحاـ أو‬
‫تكلف‪ ،‬ويف ذلك يقوؿ زكريا إبراىيم" ‪ :‬دلتنا التجارب اليت أُوريت على األطفاؿ على أف شبة‬
‫عالقة وثيقة بُت الضحك والًتقي النفسي عموماً‪ ،‬بدليل أف األطفاؿ الذين تًتدد لديهم بكثرة‬

‫‪ 1‬أثر ادلسرح يف تنمية شخصية الطفل‪ ،‬األستاذ الدكتور أضبد علي كنعاف‪ ،‬كلية الًتبية‪ ،‬وامعة دمشق‪،‬رللة وامعة دمشق‪،‬اجمللد ‪ ،7‬العدد‬
‫األوؿ‪ +‬الثاين‪ ،2011 ،‬ص‪97‬‬

‫‪35‬‬
‫تقنيات الكتابة في مسرح الطفل‬ ‫الفصل الثاني‬

‫حاالت البكاء ىم يف العادة أقل ترقياً من غَتىم‪ .‬ومعٌت ذلك أف الروح الفكاىية تقًتف بالنمو‬
‫النفسي فتكوف يف كثَت من األحياف دبثابة أمارة على سالمة العقل وصحتو وقدرتو على تفهم‬
‫حقيقة"‪.1‬‬

‫"ويستطيع الكاتب ادلسرحي الذي خياطب الطفل أف ينتفع بفكرة (الرفيق اخلياؿ) عن‬
‫الطفل إذ" ينحو الطفل يف فًتة سنية سابقة على ادلدرسة األولية ضلو البحث عن رفيق‪ ،‬يشاركو‬
‫لعبو وسروره‪ ،‬يبثو ما يعتمل يف نفسو‪ ،‬أو ىو يفرغ بُت يدي ذلك الرفيق الذي يبتكره ذىن‬
‫الطفل‪ ،‬كثَتاً ما يتمثل عنده يف صورة الطفل نفسو يف ادلرآة‪ ،‬أو يف حيواف أليف حيبو‪ ،‬أو دمية‬
‫يتعلق هبا‪ ،‬ويشكو إليها ما يعانيو‪ ،‬ويضع ووهها على أذنو ويتكلم بصوهتا عرب صوتو‪ ،‬أو‬
‫يأمرىا بتنفيذ ٍر‬
‫أمر ما أو ينهاىا عن ٍر‬
‫فعل ما سباماً مثلما يفعل معو والداه وكثَتاً ما ينهرىا‪ ،‬أو‬
‫يضرهبا‪ ،‬أو حياوؿ سبزيق أوصاذلا‪ ،‬أو يشدىا من أذنيها‪ ،‬أو ديسك بقدمها‪ ،‬ويضرهبا بعصا‪،‬‬
‫مقلداً أحد أخوتو أو والديو يف مسلكهم معو‪ ،‬وذلك كنوع من التخلص من كبت‪ ،‬وتعبَت عن‬
‫رفضو للقسوة اليت قد تكوف واقعة عليو من شقيقو أو شقيقتو الكربى أو أحد والديو"‪.2‬‬

‫وال تبتعد فكرة (الرفيق اخليايل) عند الطفل كثَتاً عن فكرة" حلم اليقظة "عند الكبار‪.‬‬

‫"إف الطفل وىو ديارس ىذه العملية إمنا يبدو أشبو دبن جيمع بُت وظيفيت كاتب ادلسرحية‬
‫ادلمثل‪ ،‬فهو الذي يصنع الشخصية احلدث واحلوار‪ ،‬ويقوـ بالتمثيل مع رفيقو ادلتخيل سواء‬
‫أكاف دمية أـ غَتىا‪ ،‬وىو يف ذلك كلو ديزج الواقع باخلياؿ‪ ،‬ويعتمد على عنصر احلركة‪،‬‬
‫وباختصار فإنو يؤلف مسرحية‪ ،‬ويقوـ بتمثيلها‪ ،‬وىو يف ذلك يلتقي سباماً مع ما حُت يتكلم مع‬
‫‪ Show‬يؤديو ادلمثل يف ادلونولوج أو يف مسرحية ادلونودراما نفسو‪ ،‬أو‬ ‫‪" One man‬‬
‫حُت يصور لنا حواراً بينو وبُت شخصية أخرى غَت مرئية للجمهور" وتكتسب(العرائس)‬

‫‪ 1‬ادلصدر السابق‪ ،‬ص‪98‬‬


‫‪ 2‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص‪98-97‬‬

‫‪36‬‬
‫تقنيات الكتابة في مسرح الطفل‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و(الدمى) واذبية خاصة يف العروض ادلسرحية إذ تعمد بعض مسرحيات األطفاؿ إىل االعتماد‬
‫عليها دلا سبثلو من مكانة يف عامل الطفل أو يف حياتو اخلاصة"‪.1‬‬

‫"ويؤمن فريق كبَت شلن يكتبوف ادلسرحية للطفل أف ادلسرحية جيب أف تبدأ باحلكاية‬
‫وتنتهي هبا‪ ،‬دلا سبثِّلو احلكاية يف عامل الطفل‪ ،‬فضالً عن استثارة خياؿ الطفل وتشويقو‪ ،‬واإلفادة‬
‫من سرعة استجابتو وانفعالو باحلدث مع الًتكيز على عنصر احلركة والعناصر ادلرئية واالعتماد‬
‫على نظرية (احلي)‪ ،‬وعلى ىذا العنصر األخَت كاف اعتماد الكاتب ادلسرحي ألفريد فرج يف‬
‫معاجلتو لنصوص مسرحية خاصة بالطفل مثل مسرحيتو (رضبة وأمَت الغابة ادلسحورة)‪.‬‬

‫إف من يكتب مسرحاً للطفل يستطيع من خالؿ ما يقدمو من مضامُت وأفكار أف يرفد‬
‫األطفاؿ بزاد ثقايف تربوي وسلوكي ال ينضب‪ ،‬ولذلك كثَتاً ما يلجأ إليو الًتبويوف لبث مفاىيم‬
‫أو قيم سلوكية أو أخالقية‪ ،‬ألف الطفل غالباً ما يتقمص الشخصية اليت يشاىدىا‪ " ،‬فبطريق‬
‫اإلحياء واالستهواء والتقمص وادلشاركة الوودانية‪ ،‬ديكن أف ندعم ( فيو القدوة احلسنة)‪.‬‬

‫إف الصلة وثيقة وداً بُت اللعب عند األطفاؿ ومشاىدة ادلسرح‪ ،‬فكالمها نوع من الدراما‬
‫االوتماعية‪ ،‬وكالمها وسيلة للتطهر والتنفيس عن الطاقة ادلكبوتة أو الزائدة‪.‬‬

‫كما أف شلارسة الطفل أللعاب الدراما االوتماعية تسمح لو عادة بتقليد حركات‬
‫الشخصية اليت يقوـ هبا‪ ،‬كما يقلد كالمها وأحاديثها من خالؿ توحد الطفل الشخصي‬
‫بنموذج تعلق بو‪ ،‬أو من خالؿ توحده الوضعي بنماذج سبثل لو معايَت اوتماعية أو ( معايَت‬
‫للجنس يف رلتمعو)‪.‬‬

‫‪ 1‬ادلصدر السابق‪ ،‬ص‪99‬‬

‫‪37‬‬
‫تقنيات الكتابة في مسرح الطفل‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إف الطفل دييل إىل التقليد‪ ،‬فهو حياكي حركات من يعايشهم أو خيالطهم خاصة اآلباء‬
‫واألمهات‪ ،‬كما حياكي أدوار األبطاؿ يف القصص أو ادلسرحيات أو األعماؿ الدرامية اليت‬
‫يشاىدىا ‪.‬ومن ىنا تبدو أمهية اختيار " النموذج "الذي يقدـ للطفل ألنو سيحاكي ىذا‬
‫النموذج بصفاتو وسلوكياتو‪ ،‬وديكن غرس صفات الشجاعة وادلغامرة يف نفوس األطفاؿ من‬
‫خالؿ الًتكيز على مناذج ربقق ىذا اذلدؼ مثل مغامرات السندباد ورحالت ابن ماوو وغَته‬
‫من الرحالة العرب"‪.1‬‬

‫‪1‬أثر ادلسرح يف تنمية شخصية الطفل‪ ،‬األستاذ الدكتور أضبد علي كنعاف‪ ،‬ص‪100‬‬

‫‪38‬‬
‫خصائص الكتابة الدرامية لمسرحية هاري وفاري واأللوان‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪39‬‬
‫خصائص الكتابة الدرامية لمسرحية هاري وفاري واأللوان‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المبحث األول‪ :‬ملخص المسرحية‪:‬‬

‫"ىاري و فاري" من إنتاج ادلؤلف اجلزائري "عبد القادر بلكروي" دلسرح والية وىران‪،‬‬
‫و ىي مسرحية مستوحاة من فكرة لألستاذ الكاتب "جياليل موفق" و الذي يبدوا جليا‬
‫استلهامو من الرسوم ادلتحركة العلمية "توم و جَتي" لعامل ىوليود األمريكية و اليت تزخر بقيم‬
‫تربوية عادلية يف بعدىا االجتماعي تساعد على تنشئة الطفل‪.‬‬

‫تعاجل ادلسرحية قضية الوئام و األخوة و نبذ الشقاق و اخلالف يف األمة الواحدة‪ ،‬بل‬
‫و الوطن الواحد ألن التنوع يف اللغة و العادات و التقاليد يقوي تكامل و تالحم اجملتمع‬
‫الواحد يف خصوصيتو و مقومات ىويتو وخباصة إن تعلق ىذا اجملتمع باجلزائر الذي ينصهر يف‬
‫ثالثة مقومات اإلسالم‪ ،‬العروبة و األمازيغية و ىو ما أقره الدستور اجلزائري لسنة ‪.1996‬‬

‫كما تبُت ادلسرحية يف أكثر من موضع أعلية التعاون و العمل اجلماعي لتحقيق‬
‫أىداف نبيلة تسمو هبا الروح اإلنسانية‪ .‬إىل جانب دعوة الطفل للتحلي ببعض السلوكيات‬
‫االغلابية و نبذ أو ترك بعض الصفات السيئة‪.‬‬

‫تعترب مسرحية' ىاري وفأري و األلوان ' مثاال يقدم لألطفال‪ ،‬قصتها عبارة عن أحداث‬
‫تدور بُت شخصيات عادية ومعروفة‪ ،‬القط والفأر إضافة إىل األلوان‪.‬‬

‫•يف حديقة صبيلة مليئة باأللوان‪ ،‬يدخل الفأر(فاري) والقط (ىاري) يف مطاردة بينهما‬

‫حلقة جديدة(توم وجَتي )يغنيان أغنية صبيلة‪ ،‬وكل واحد منهما يفتخر بنفسو‪.‬‬

‫الفأر ‪:‬أنا الذكي ‪.‬القط ‪:‬أنا القوي ‪.1‬‬

‫‪ 1‬عبد القادر بلكروي‪ ،‬فكرة موفق اجلياليل‪ ،‬مسرحية ىاري وفأري واأللوان‪ ،‬ط ‪ ، 2005‬ص‪1‬‬

‫‪40‬‬
‫خصائص الكتابة الدرامية لمسرحية هاري وفاري واأللوان‬ ‫الفصل الثالث‬

‫وبينما علا متخاصمان تتدخل الشمس وتقًتح عليهما فكرة صبيلة‪ ،‬وىي أن ربكي ذلما‬
‫حكاية األسد والقط‪ ،‬اليت ربمل يف طياهتا الكثَت من احلكمة‪ ،‬وفيها ؽلثل القط دور األسد‪ ،‬إذ‬
‫تدور أحداث ىذه القصة يف غابة مليئة باحليوانات‪ ،‬يظهر الفأر وىو مريض‪ ،‬جائع‪ ،‬وعطشان‪،‬‬
‫يبحث عن قوت يسد بو رمقو‪ ،‬وىو ؽلشي حىت وصل إىل بيت األسد‪ ،‬ليجد بابو مفتوح‪،‬‬
‫ولكثرة عطشو وجوعو ذبرأ‬

‫ودخل‪ ،‬بينما األسد عائد من النزىة‪ ،‬فتفاجأ برؤيتو للفأر يف منزلو‪ ،‬فظن أنو سارق‪ ،‬وبدا‬
‫الفأر مرتبكا‬

‫من شدة خوفو‪ ،‬أما األسد فكان يبدو جائعا فأراد أن غلعل منو طعاما لنفسو‪ ،‬لكن الفأر‬
‫كان ذكيا‬

‫جدا يف اإلفالت من قبضة األسد‪.‬‬

‫الفأر ‪:‬شىت تاكل فيا أنا سيدي‪ ،‬شوف حلاليت‪.‬‬

‫يسموين فار اجملاري‪ ،‬عايش فادلكروبات واألوساخ‪ ،‬أنا ناكل غَت مالنفايات‪ ،‬مصاريٍت‬
‫أنا ّم‬
‫يابسُت‪ ،‬إذا كليتٍت طول حياتك يبقاو بُت سنانك حاصلُت‪.‬‬

‫األسد ‪:‬أخ أخ عيّمفٍت‪ ،‬روح ياوحد العيفة‪ ،‬روح ياوحد اجليفة روح‪ ،‬خرج وما تزيدش‬
‫تعتب من ىاذ اجليهة‪.1‬‬

‫تورط فيها‪ ،‬ويف يوم آخر ؼلرج األسد‬ ‫وىكذا ينجو الفأر بذكائو من ىذه احملنة اليت ّم‬
‫ليصطاد‪ ،‬فعلق يف شبكة الصيّماد وبدأ يطلب النجدة من احليوانات‪ ،‬وإذا بالفأر مارا فرأى‬
‫أصر على‬
‫األسد يف تلك احلالة‪ ،‬فاقًتح عليو ادلساعدة لكن األسد استهزأ بو‪ ،‬ورغم ذلك ّم‬

‫‪ 1‬ادلصدر السابق‪ ،‬ص‪3‬‬

‫‪41‬‬
‫خصائص الكتابة الدرامية لمسرحية هاري وفاري واأللوان‬ ‫الفصل الثالث‬

‫فك الشبكة بأسنانو‪ ،‬وأصبح األسد حرا طليقا‪ ،‬وىكذا سبت ادلصاحلة بُت‬
‫حىت ّم‬‫مساعدتو ّم‬
‫األسد والفأر وتنتهي القصة‪.‬‬

‫ّمقرر القط والفأر قبل الغروب‪ ،‬سرد قصة للشمس ذلا دور فيها‪ ،‬ففي بستان صبيل مليء‬
‫جبميع‬

‫السلَطة‪،‬‬
‫ألوان اخلضر والفواكو‪ ،‬تدور أحداث القصة حول البندورة وادلوز‪ ،‬الوردة و َ‬
‫الباذصلان والربتقال‪ ،‬متخاصمُت فيما بينهم‪ ،‬أعجبت الشمس كثَتا بالقصة‪ ،‬فطلبت منهما‬
‫يتم ذلك عليهما النوم‪ ،‬وىكذا يبدأ ىاري وفاري يف التخيّمل واحللم‪ ،‬فتظهر‬
‫ذبسيدىا‪ ،‬ولكي ّم‬
‫ّمأول شخصية وىي البندورة لتغٍت‪،‬‬

‫وأثناء انتهائها تعود إىل الداخل وؼلرج ادلوز مغنيا‪ ،‬وبعد انتهائو زبرج البندورة وتبدأ‬
‫بالسخرية منو فتسبّمو وتشتمو‪.‬‬

‫الطماطم ‪:‬بوه عليك بوه عليك يالفنيان‪ ،‬يادلصفار يالكسالن‪ ،‬ماكلتك ما تشبّمع‬
‫وقشرتك مليانو باخلدع‪.‬‬
‫ّم‬

‫ادلوز ‪:‬إيوا ‪ ...‬ىاذي واش بغات عندي‪ ،‬شتا راىي زبرف‪. 1‬‬

‫يظهر الربتقال وبنفس التقنية مغنيا يتباىى بنفسو ويفك الصراع بينهما وؼلربعلا أهنما من‬
‫عائلة واحدة فبمزج اللون األضبر واألصفر يعطينا اللون الربتقايل وىكذا يصاحل بينهما ويطلبان‬
‫السماح من بعضهما ويتعانقان فيطلب القليل من ادلاء فيشَتان إىل عدم وجوده‪ ،‬تدخل‬ ‫ّم‬
‫البندورة فرحة تاركة ادلوز وحيدا يفكر ىنا تظهر شخصية الوردة مغنية تتباىى بنفسها وتسخر‬
‫الشجار الذي يدور بينهما‪ ،‬فبمزج القليل من اللون األزرق‬
‫لتفك ّم‬
‫من ادلوز فتتدخل السلطة ّم‬

‫‪ 1‬عبد القادر بلكروي مسرحية ىاري وفاري واأللوان ‪ ،‬ص‪5‬‬

‫‪42‬‬
‫خصائص الكتابة الدرامية لمسرحية هاري وفاري واأللوان‬ ‫الفصل الثالث‬

‫واللون األصفر نتحصل على اللون األخضر فيعرفان أهنما من عائلة واحدة وهبذا يصنعان حدثا‬
‫صبيال‪.‬‬

‫زبرج البندورة لتدافع عن ادلوز فتبدأ يف خصام مع الوردة يتدخل الباذصلان بطبيعة احلال‬
‫ليفك الصراع بينهما ويقنعهما لونو البنفسجي وىو يف األصل من اللون األضبر للطماطم واللون‬
‫األزرق للوردة ألن مزجهما يعطي اللون البنفسجي‪.‬‬

‫وىكذا زبرج كل الشخصيات فرحة هبذا احلدث اجلميل يغنون وىم سعداء فنسمع‬
‫صوت الرعد يتبعو مطر فيبارك الكل هبذا احلدث‪.‬‬

‫وىنا ينتهي عهد اخلصام ليبدأ عهد السالم واحملبة وادلصاحلة ويف هناية األغنية ويف نفس‬
‫الوقت هناية احللم يستيقظ ىاري وفأري من نومهما ليبتدأ يوم جديد تسطع فيو الشمس وزبتتم‬
‫ادلسرحية بادلطاردة األبدية بُت ىاري وفأري‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬دراسة المسرحية‬

‫‪ - 1‬الفكرة والموضوع‪:‬‬

‫إن جوىر أي عمل إبداعي بالضرورة؛ غلب أن يبٌت على أساس فكرة واضحة‪ ،‬فالبد‬
‫للمسرحية من موضوع ؼلتاره الكاتب يف بداية العمل‪ ،‬واذلدف الذي يرمي ادلؤلف إىل ربقيقو‬
‫من عملو الفٍت عامال ىاما يف اختياره للموضوع الذي قد يكون تابعا من واقع احلياة ادلعاصرة‪،‬‬
‫أو شبرة ذبربة شخصية لألديب‬
‫‪1‬‬
‫أو من وحي خيال ادلبدع‪ ،‬أو فكرة أسطورية أو أي شيء آخر‪.‬‬

‫‪ 1‬أضبد صليب‪ ،‬أدب األطفال‪ ،‬علم وفن‪ ،‬م س ‪ ،‬ص‪89‬‬

‫‪43‬‬
‫خصائص الكتابة الدرامية لمسرحية هاري وفاري واأللوان‬ ‫الفصل الثالث‬

‫فعلى كاتب مسرح األطفال أن يقتٍت فكرة واضحة ومناسبة؛ تتماشى مع عقل الطفل‬
‫وتفكَته‪ ،‬ومن اجليّمد أن يكون موضوع ادلسرحية متصال بالقيم مثل الطاعة والصرب والتعاون‬
‫الشر والكراىية يف نفوس‬
‫والذكاء والشجاعة‪ ،‬ويبتعد عن كل ما ؽلكن أي يزرع عواطف ّم‬
‫األطفال‪.‬‬

‫إن الفكرة األساسية اليت تناولتها ادلسرحية؛ ال ؽلكن ربديدىا يف عبارة واحدة‪ ،‬ألن ذلا‬
‫زوايا متعددة نظرا لطبيعة الشخصيات وطبيعة ادلواقف‪ ،‬ذلذا ؽلكن أن ننظر إليها على أهنا فكرة‬
‫ربمل يف طياهتا قيما أخالقية سبثلت يف التعاون وفعل اخلَت‪.‬‬

‫حىت لقى‬
‫يفك ‪ّ ،‬م‬
‫الشمس ‪ :‬بدا السبع يدندن ويضحك‪ ،‬والفأر بأسنانو يف الشبكة ّم‬
‫السبع روحو حر طليق‪.‬‬

‫األسد ‪:‬خالص خالص‪،‬صليت سلكت‪ ،‬احلمد هلل‪ ،‬آه ما أحلى احلرية‪ ،‬رواح رواح‬
‫الصح‪ ،‬عمري‪ ،‬عمري وال ننسى‬
‫نبوسك يا فار‪ ،‬أنت أعظم سللوق أنت ىو صديقي نتاع ّم‬
‫خَتك ‪ ...‬ماليوم‪.1‬‬

‫ومن ىنا يظهر االنسجام والتناسق يف خلق اهلل للكون‪ ،‬وأن يف ىذا العامل دائما ضلتاج إىل‬
‫ادلساعدة‪ ،‬ولو شلن ىم أقل منا شأنا‪،‬كما ػلمل موضوع ادلسرحية معلومات ثقافية سبثّملت يف‬
‫وتبُت ىذا من خالل إقامة الصلح بُت األلوان والتناسق فيما بينهم‪ ،‬ىي داللة‬
‫ادلصاحلة الوطنية‪ّ ،‬م‬
‫سياسية لتطبيق برنامج ادلصاحلة الوطنية‪.‬‬

‫اجلميع ‪:‬األضبر واألصفر يعطينا الربتقايل‪ ،‬األخضر ىو األصفر مع األزرق ماشي‪ ،‬األضبر‬
‫واألزرق يعطونا البنفسجي‪ ،2‬ىكذا يتناول نص ىاري وفاري واأللوان العديد من القيم الًتبوية‬

‫‪ 1‬عبد القادر بلكروي‪ ،‬مسرحية ىاري وفأري واأللوان‪ ،‬ص‪4‬‬


‫‪ 2‬ادلصدر السابق ‪ ،‬ص‪9‬‬

‫‪44‬‬
‫خصائص الكتابة الدرامية لمسرحية هاري وفاري واأللوان‬ ‫الفصل الثالث‬

‫والتعليمية‪ ،‬اليت كانت دبثابة احملور الرئيسي يف موضوع ادلسرحية‪ ،‬شلا جعلو موضوعا تعليميا‬
‫وتربويا‪ ،‬عرب رسالة فنية وصبالية جاءت على لسان الشخصيات‪ ،‬يف جو من ادلرح واألحالم‪.‬‬

‫إن إدراك ىذه القيم من فئة ألخرى؛ ؼلتلف على حسب ادلستوى الثقايف ونسبة الذكاء‬
‫أن فكرة ادلسرحية تصلح إىل فئة العمر ما بُت ‪ 5‬سنوات وأكثر‪ ،‬وجاءت‬
‫عند األطفال‪ ،‬إالّم ّم‬
‫واضحة وبسيطة وذلك من خالل توظيف شخصيات مثل الفأر و القط‪.‬‬

‫إضافة إىل شخصيات زلببة مثل‪:‬ادلوز‪ ،‬الطماطم‪ ،‬وظفها الكاتب إليصال مضمون‬
‫الفكرة األساسية إىل األطفال دون تعقيد‪.‬‬

‫‪ - 2‬الشخصيات‪:‬‬

‫ػلاول ادلؤلف من خالل الشخصيات تقدمي فكرتو‪ ،‬و عرض موضوعو‪ ،‬وىي اليت تضفي‬
‫احلياة على القصة‪ ،‬باعتبارىا روح ادلسرحية‪ ،‬إذ أن رمسها بدقة يعد من العناصر األساسية يف‬
‫بناء ادلسرحية‪ ،‬فعلى الكاتب تقدمي رلموعة من الشخصيات بعد أن ؼلتارىا بدقة‪ ،‬و يرسم‬
‫معادلها يف سليلتو بعناية لتدور مع ما رمسو من الوقائع و احلوادث يف فلك واحد‪. 1‬‬

‫وهبذا فالقارئ حباجة ماسة بأن يرى الشخصية أمامو حية واضحة‪ ،‬وبذلك فعلى الكاتب‬
‫االىتمام برسم شخصيتو الرئيسية و الثانوية‪ ،‬وخاصة الرئيسية ألهنا ربتاج إىل الدقة‪ ،‬وأن يراعي‬
‫عند الكتابة البعد اخلارجي للشخصية أي البعد الفيزيولوجي و البعد النفسي؛ أي الصفات‬
‫النفسية اليت سبيز كل شخصية يف ادلسرحية‪ ،‬وىي أبعاد متداخلة يِؤثر بعضها يف البعض األخر‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫أضبد صليب‪ ،‬أدب األطفال‪ ،‬علم و فن‪ ،‬ص‪80‬‬
‫‪2‬‬
‫د‪ .‬زلمد متويل قنديل رمضان‪ ،‬مسعد بدوي ادلواد التعليمية يف الطفولة ادلبكر‪ ،‬دار الفكر للنشر و التوزيع‪ ،‬األردن عمان‪ ،‬ط‪،2007،1‬‬
‫ص‪2‬‬

‫‪45‬‬
‫خصائص الكتابة الدرامية لمسرحية هاري وفاري واأللوان‬ ‫الفصل الثالث‬

‫وذلذا غلب أن تكون الشخصيات بسيطة‪ ،‬تعرض بطريقة تستهوي الطفل وتشد انتباىو‪،‬‬
‫و ىكذا يتعرف عليها و يتعاطف معها‪ ،‬و ربقيق ىذا التعاطف بُت ادللتقي و الشخصيات‬
‫ؼللق جوا انفعاليا شليزا‪.‬‬

‫وظف ادلؤلف عبد القادر بلكروي يف مسرحيتو شخصيتان زلبوبتان ومعروفتان لدى‬
‫األطفال‪ ،‬دبشاركة الشمس‪ ،‬وىذه الشخصيات ذلا دالالت ورموز كثَتة‪ ،‬وظفها لتسهيل‬
‫تسلسل األحداث‪ ،‬وىي شخصيات بسيطة تشد انتباه األطفال‪ ،‬كما زبلق جوا من الضحك‬
‫واللعب فيما بينهم‪.‬‬

‫فالشخصيتان احملوريتان يف ىذه ادلسرحية علا ىاري وفأري‪ ،‬يسردان العديد من القصص‬
‫بأسلوب بسيط فيو العديد من الفرجة واحلكمة‪.‬‬

‫شخصية فأري ‪:‬ىو فأر ذكي وقوي يتميز باحليلة‪ ،‬يعرف كيف ؼللص نفسو من ادلتاعب‬
‫وىو شخصية زلبة للخَت‪ ،‬يساعد األسد أثناء وقوعو يف الشبكة‪.‬‬

‫فخة بناىالك‬ ‫الفأر ‪:‬واش بيك واش ىذا يا سي السبع‪ّ ،‬مآواه ىاذي شبكة‪ ،‬ىاذي ّم‬
‫الصيّماد‪ ،‬شوف‪ ،‬أنت دندن كاش حلن صبيل ؼللّميٍت ندبّمر راسي‪ ،‬غادي طلرجك من ىاذ احملنة‪.‬‬

‫األسد ‪:‬ما تزيدنيش علك انت‪ ،‬غَت ّمايل راين فيو يكفيٍت‪.‬‬

‫الفار ‪:‬زيّمن نيتك‪ ،‬دير واش قتلك‪ ،‬ىيا دندن‪.‬‬

‫حىت لقى السبع‬


‫يفك ‪ّ ،‬م‬
‫الشمس ‪:‬بدأ السبع يدندن ويضحك‪ ،‬والفار بسنانوا يف الشبكة ّم‬
‫روحو حر طليق‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫خصائص الكتابة الدرامية لمسرحية هاري وفاري واأللوان‬ ‫الفصل الثالث‬

‫شخصية هاري‪ :‬ىو القط‪ ،‬شخصية معروفة لدى األطفال وزلبوبة‪ ،‬قوي وقهار‪ ،‬غَت‬
‫متفاىم مع فاري‪ ،‬دائما يف خصام معو يقع دائما يف ادلشاكل وادلتاعب‪ ،‬ؽلثل دور األسد‪ ،‬لكنو‬
‫يف الواقع ما ىو إال قط‪.‬‬

‫القط ‪:‬ىو‪ ،‬ىو‪.‬‬

‫الفأر ‪:‬ال عنداك ىو‪.‬‬

‫القط ‪:‬ويا بلعوط ىو ىو‪.‬‬

‫شخصية الراوي ‪:‬ادلتمثلة يف الشمس‪ ،‬جذابة وزلبة للخَت‪ ،‬تقوم بالنصح واإلرشاد‪،‬‬
‫تصاحل بُت ىاري وفاري‪ ،‬وسبثل الشمس الضياء األبدي الذي ينَت طريق احلياة‪.‬‬

‫رد بالك ىيا تصافحوا‬


‫الشمس ‪:‬ما زبافش يا فاري‪ ،‬راين شاىدى عليكم‪ ،‬وانت يا ىاري ّم‬
‫وتصاحلوا‪ ،‬ناموا سعداء فرحانُت متصافيُت‪ 1‬؛ وىي شخصية تنسق بُت أحداث ادلسرحية‪ ،‬كما‬
‫كان بإمكان ادلؤلف أن يوظف القمر يف شخصية الراوي‪ ،‬ألنو أيضا ؽلثل الضياء والنور يف‬
‫الظالم‪،‬كما وظّمف شخصيات افتعالية وافًتاضية يف قصة اخلضر والفواكو‪.‬‬

‫‪ -1‬جاءت الشخصية األوىل " الطماطم" يف لباس فضفاض أضبر اللون‪ ،‬و حبذاء أضبر‬
‫و مناديل بيضاء‪ ،‬و قد وفق ادلخرج ىنا يف إبداع شكل الطماطم على ما ىي عليو يف الواقع‪،‬‬
‫و ىو من شليزات مسرح الطفل الذي يعتمد على احملسوس و التجسيدات اإلخراجية يف الفضاء‬
‫الدرامي‪.‬‬

‫‪ -‬فهو رمز لصورة خضرة الطماطم‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد القادر بلكروي‪ ،‬مسرحية ىاري وفأري واأللوان‪ ،‬ص‪5‬‬

‫‪47‬‬
‫خصائص الكتابة الدرامية لمسرحية هاري وفاري واأللوان‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬أما اللون األضبر فهو رمز للحركة و النشاط و السعادة اليت غمرت شخصية‬
‫"الطماطم" و ىي تعرف بنفسها للطفل‪ .‬إن لباس شخصية "الطماطم" مل يعرف فقط‬
‫بالشخصية‪ ،‬بل أنو عكس صفاهتا و قيمتها و سبسكها بأصالتها‪.‬‬

‫زبرج كعروسة مغنية‪.‬‬

‫ضبرا ضبرا وصبيلة أنا ادلسكينة الولية‬

‫مشهورة يف ادلعمورة أنا الال‬

‫رىيفة ظريفة وعروسة أنا الال الطوماطيسة‪.‬‬

‫لوين حامق وضبر وجودي يزيّمن ادلنظر‪1‬‬

‫‪ -2‬ظهرت الشخصية الثانية " الموز" قريب الطماطم إىل جانب قناع الرأس األصفر‪،‬‬
‫يف زي أصفر اللون و بصدرية تنب قشور ادلوز يف تفصيالهتا و تركيبها و هبذا وفق ادلخرج يف‬
‫ابراز عالقة شخصية "ادلوز" بالزي الذي ارتدتو‪ ،‬و اللون األصفر ػلمل دالالت عميقة عن‬
‫الثراء ادلادي و الكرم و السعادة و كلها صفات تثبت قيمة فاكهة ادلوز و تفضيل تناوذلا عند‬
‫الفرد ادلستهلك و خباصة عند الطفل ‪.‬‬

‫يتباىى بنفسو‪ ،‬يقع يف شجار مع الطماطم‪.‬‬

‫يل يا البليَا‪.‬‬
‫ادلوز ‪:‬وضروك شا جابك َّيل‬

‫ادلطيشة ‪:‬خصك أنا مطيشة ووليا ‪.2‬‬

‫‪ 1‬ادلصدر السابق‪ ،‬ص‪5‬‬


‫‪ 2‬عبد القادر بلكروي‪ ،‬مسرحية ىاري وفأري واأللوان ‪ ،‬ص ‪6-5‬‬

‫‪48‬‬
‫خصائص الكتابة الدرامية لمسرحية هاري وفاري واأللوان‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -3‬ترتدي الشخصية الثالثة " الزهرة" لباس حريري أزرق إىل حد اللمعان جذاب يرمز‬
‫إىل فخامة شخصية الزىرة اجلميلة و صباذلا و رائحتها الفواحة وسط احلديقة‪ ،‬كما يرمز لوهنا‬
‫من ناحية إىل احلماية و الشفاء الذىٍت و اذلدوء اليت سبنحها لإلنسان و احلشرات كالنملة و‬
‫الفراشة‪.‬‬

‫تتباىا وتفتخر بنفسها‪ ،‬تسخر من ادلوز‪.‬‬

‫أغنية الوردة ‪:‬رىيفة خفيفة ضليلة مسوين الزىرة اجلميلة‬

‫نشبح ونطبع الزيارة نوارة ماشي مصفارة‪.1‬‬

‫‪ -4‬تظهر " السالطة" ببدلة ذات لون أخضر عليها سبوجات وصدرية مورقة تبدو يف‬
‫شكل خضرة السالطة كمؤشر للخصوبة‪ ،‬احلياة‪ ،‬والطبيعة‪.‬‬

‫‪ -5‬يرتدي " البرتقال" زيا بلون برتقايل كأيقونة بصرية تعرب عن الشكل الطبيعي لفاكهة‬
‫الربتقال‪ ،‬كما تؤشر على الطاقة‪ ،‬القوة‪ ،‬و احليوية اليت ربملها فوائد عصَت الربتقال يف كل‬
‫مواسم السنة (الشتاء‪ ،‬الصيف)‪.‬‬

‫تقيم الصلح بُت ادلوز والوردة ادلتخاصمُت ‪.2‬‬

‫‪ -6‬يظهر "البذصلان" يف شكلو ادلستدير بزي بنفسجي دل على طبيعة و فوائد من‬
‫األصالة و اجملد و احلياة‪ .‬و ىي مسات ظهرت هبا الشخصية يف ادلسرحية‪.‬‬

‫يقيم الصلح بُت الوردة والطماطم‪.‬‬

‫‪ 1‬ادلصدر السابق‪ ،‬ص‪7‬‬


‫‪ 2‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص‪7‬‬

‫‪49‬‬
‫خصائص الكتابة الدرامية لمسرحية هاري وفاري واأللوان‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الباذصلال‪ :‬لوين شريف جاي من حلمر‪ ،‬لونك يا ادلطيشة ومن األزرق لونك يا ورديت‬
‫اجلميلة‪. 1‬‬

‫ويف هناية ادلسرحية تكون ادلصاحلة بُت اخلضر والفواكو واضحة‪.‬‬

‫شخصية البرتقال ‪:‬شخصية متخيلة وافًتاضية‪ ،‬لونو برتقايل مذاقو حلو وشأنو رفيع‪،‬‬
‫يرتوي منو العطشان يف فصل الصيف‪ ،‬وتستخدمو كدواء يف فصل الشتاء‪ ،‬زلب للخَت يقيم‬
‫الصلح بُت الطماطم وادلوز ادلتخاصمُت ويفك الشجار بينهم‪.‬‬

‫الربتقال ‪:‬أيّما السكات عليا‪ ،‬وحدنا وباقيُت متفاتنيُت‪ ،‬عجب‪ ،‬على بالكم بلّمي انتما من‬
‫عائلة وساللة واحدة‪ ،‬وحىت أنا راين منكم‪. 2‬‬

‫وكل ىذه الشخصيات اليت وظفها الكاتب؛ ذلا دالالت ورموز لكن مل تكن واضحة يف‬
‫النص‪ ،‬ألنو مل ػلدد الظروف ادلعطاة‪.‬‬

‫‪ - 3‬الحبكة‪:‬‬

‫األحداث حسب القصة الدرامية‪ ،‬واحلبكة كما يراىا أرسطو‪ " :‬إما أن تكون بسيطة‪ ،‬أو‬
‫ردبا معقدة‪ ،‬وأفعال احلياة الواقعية اليت رباكيها احلبكات‪ ،‬تؤكد مثل ىذا التميز"‪.3‬‬

‫اعتمدت ىذه ادلسرحية حبكة بسيطة‪ ،‬استطاع من خالذلا الكاتب ذبنب الفعل ادلركب‬
‫ادلعقد‪ ،‬الذي ال يصل إىل الطفل‪ ،‬حيث اعتمد على فعل بسيط مكون من بداية ووسط‬
‫وهناية‪.‬‬

‫‪ 1‬ادلصدر السابق‪ ،‬ص‪9‬‬


‫‪ 2‬ادلصدر نفسو‪ ،‬ص‪5‬‬
‫‪ 3‬أرسطو‪ ،‬فن الشعر‪ ،‬ترصبة ابراىيم ضبادة‪ ،‬بَتوت لبنان‪ ،‬ط‪ ، 1‬د ت‪ ،‬ص‪120‬‬

‫‪50‬‬
‫خصائص الكتابة الدرامية لمسرحية هاري وفاري واأللوان‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أتقن ادلؤلف طريقتو يف تركيب حبكة مًتابطة ومنسجمة مع أحداثها‪ ،‬حيث اعتمد يف‬
‫ادلسرحية على شخصية الراوي‪ ،‬كما استعمل يف دخول كل شخصية أغنية خاصة هبا‪ ،‬فقد‬
‫كانت قصة ادلسرحية متسلسلة األحداث من مطاردة القط للفأر‪ ،‬إىل النهاية السعيدة بتصاحل‬
‫(اخلضر والفواكو)‪ ،‬مث يعود القط ىاري يف مالحقة الفأر فاري‪ ،‬وىي هناية مبسطة واضحة‪.‬‬

‫فتتابع األحداث ووضوحها غللب انتباه الطفل‪ ،‬وغلعلو يتشوق دلعرفة باقي أحداث‬
‫القصة‪ ،‬وىذا من أجل ضمان مشاىدة الطفل للعرض كامال‪.‬‬

‫‪ - 4‬الصراع‪:‬‬

‫يعترب الصراع من أىم العناصر الفنية يف ادلسرحية وىو الذي يولد احلركة الدرامية يقوم بُت‬
‫طرفُت متناقضُت ويشكل العقدة يف ادلسرحية" فالصراع الدرامي ىو جوىر وروح الدراما‪،1" 1‬‬
‫وىو ػلكم العمل الفٍت من البداية إىل النهاية‪ ،‬فتقوم الشخصيات الدرامية حلمل عبء الصراع‬
‫من خالل األحداث ومواقف يتمثل فيها شطري الصراع‪.‬‬

‫وينتهي باالنتصار أو اذلزؽلة‪ ،‬ويف ادلسرحيات اليت تقدم لألطفال غلب أن تكون عناصر‬
‫الصراع شلا يناسبهم ويدور يف رلاالت اىتمامهم وذلك لشد انتباىهم‪.‬‬

‫سبيز الصراع يف ىذه ادلسرحية بالبساطة وحبركة واضحة‪ ،‬وىي حركة جعلت يف ىذا العمل‬
‫نوع من احليوية‪ ،‬شلا حقق فيو عنصر التشويق‪ ،‬صراع ثنائيات‪ -‬شخصية مع شخصية ‪-‬يف بداية‬
‫الصراع كانت من خالل ادلطاردة بُت الفأر فاري والقط ىاري‪ ،‬ومن ىنا يبدأ اخلصام بينهما‬
‫حىت تتدخل الشمس وىكذا ينتقل الصراع إىل مرحلة أخرى‪ ،‬عندا تروي الشمس حكاية الفأر‬
‫واألسد‪ ،‬ويظهر الصراع بينهما أثناء وصول الفأر إىل منزل األسد والذي انتهى بإفالتو من‬

‫‪1‬نور الدين بن عيسى‪ ،‬سيكولوجية الشخصية يف مسرح الطفل‪ ،‬رسالة ماجستَت ‪ ،‬جامعة وىران‪،‬قسم الفنون الدرامية‪، 2012 - 2011‬‬
‫ص‪181‬‬

‫‪51‬‬
‫خصائص الكتابة الدرامية لمسرحية هاري وفاري واأللوان‬ ‫الفصل الثالث‬

‫قبضة سلطان الغابة ‪.‬ويف ىذه األثناء ينتقل الصراع يف تسارع إيقاعي إىل وضعة أخرى بُت‬
‫اخلضر والفواكو‪ ،‬فتبدأ شخصية الطماطم وشخصية ادلوز يف شتم بعضهما البعض‪.‬‬

‫ادلطيشة " ‪:‬بوه عليك‪ ،‬بوه عليك‪ ،‬يالفنيان‪ ،‬يادلصفار‪ ،‬يالكسالن‪ ،‬ما كلتك ما تشبّمع‬
‫وقشرتك مليانة باخلدع‪.‬‬
‫ّم‬

‫زبرف‪.‬‬
‫ادلوز ‪:‬إيوا ‪ ...‬ىاذي واش بغات عندي‪ ،‬شا راي ّم‬

‫يدخل إىل الداخل ليصبح عروس‪.‬‬

‫وضرو ْوك شتا جابك ليا يالبلِية‪.‬‬


‫ادلوز ‪ْ :‬و‬

‫يتزايد الصراع بينهما حىت تتدخل شخصية ال برتقال‪ ،‬لتنهيو وتقيم الصلح بينهما‪ ،‬ومن‬
‫ىنا تظهر شخصية الوردة يف الصراع مع ادلوز فتتدخل شخصية السلطة لتفك ىذا النزاع القائم‬
‫بينهما‪.‬‬

‫الضجة‪،‬‬
‫ّم‬ ‫السلطة" ‪:‬واش ىاذي العيطة‪ ،‬واش ىاذي اخلالوطة‪ ،‬عالش قاع ىاذي‬
‫رديتونا فرجة‪".‬‬
‫كشفتونا‪ّ ،‬م‬

‫ينتقل الصراع إىل مرحلة أخرى عندما تتدخل شخصية الطماطم لتدافع عن ادلوز‪ ،‬فتدخل‬
‫يف صراع مع الوردة‪.‬‬

‫ادلطيشة ‪:‬حاليت خَت من حالتك يا وحد اليابسة‪.‬‬

‫الوردة ‪:‬صار أنا يابسة يا وحد ادلنيفخة ‪.1‬‬

‫‪1‬عبد القادر بلكروي‪ ،‬مسرحية ىاري وفأري واأللوان ‪ ،‬ص‪9‬‬

‫‪52‬‬
‫خصائص الكتابة الدرامية لمسرحية هاري وفاري واأللوان‬ ‫الفصل الثالث‬

‫وىكذا تتدخل شخصية الباذصلال إلهناء ىذا الصراع‪ ،‬وىي هناية ادلسرحية لينتهي الصراع‬
‫القائم بُت اخلضر والفواكو‪.‬‬

‫أما الصراع بُت ىاري وفاري؛ فهو ال ينتهي ويظل قائما بينهما‪.‬‬

‫‪ - 5‬الحوار‪:‬‬

‫يعد احلوار من الوسائل اللغوية اذلامة يف العمل الدرامي‪ ،‬ومنو يتكون نسيج ادلسرحية‬
‫"فاحلوار جزء من أجزاء احلدث الدرامي"‪ ،‬ولذلك يدفع احلدث إىل التطور وأن يكشف عن‬
‫شخصية صاحبو وأفكاره وعواطفو‪.1‬‬

‫فاحلوار يف ادلسرحية ادلقدمة لألطفال‪ ،‬غلب أن يتوافق مع مستوى تفكَتىم وقد فال‬
‫تطول فقراتو حىت ال يشعر الطفل بادللل‪ ،‬وتكون لغتو وبسيطة وسهلة‪.‬‬

‫قدم الكاتب رلموعة من احلوارات ادلناسبة للطفل بُت القصر والطول‪ ،‬فتمثلت احلوارات‬
‫القصَتة‪.‬‬

‫الفأر ‪:‬أنا فأري القط ‪:‬أنا ىاري ‪.2‬‬

‫ويف قصة اخلضر والفواكو‪ ،‬سبثلت احلوارات القصَتة مثال يف‪:‬‬

‫ادلوز وادلطيشة ‪:‬إذا احنا من عايلة وحدة‪.‬‬

‫ادلوز ‪ :‬امسحيلي يا مطيشة ‪.3‬‬

‫‪ 1‬ينظر أضبد صليب‪ ،‬أدب األطفال – علم وفن ‪ ،‬ص‪95‬‬


‫‪ 2‬عبد القادر بلكروي‪ ،‬فكرة موفق اجلياليل‪ ،‬مسرحية ىاري وفأري واأللوان ‪ ،‬ص‪1‬‬
‫‪ 3‬ادلصدر نفسو ‪ ،‬ص‪6‬‬

‫‪53‬‬
‫خصائص الكتابة الدرامية لمسرحية هاري وفاري واأللوان‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أما احلوارات اليت سبثلت يف الطول‪ ،‬عندما رباول كل من الربتقال والسلطة والباذصلال أن‬
‫تصاحل بُت ادلوز والبندورة والوردة أهنم من ساللة واحدة مثال‪ :‬الربتقال "‪ :‬امسعويل مليح ‪ ...‬أنا‬
‫خالكم الربتقال ‪...‬لوين ىذا من لونكي األضبر يا مطيشة ولونك األصفر يا سي ادلوز ‪ ...‬ىيا‬
‫شوفوا معانا‪ ،‬ضلطّمو شوية أصفر نزيدولوا شوية أضبر واش ظلزجوا الربتقال ‪ ...‬شفتوا ‪ّ ...‬مأمنتوا‬
‫‪...‬اعطوين شوية ماء ريقي نشف‪.‬‬

‫استعمل الكاتب لغة حوارية تكشف عن الشخصيات‪ ،‬وعواطفها‪ ،‬وطبائعها‪ ،‬استعملها‬


‫الكاتب ليجعل من ىذه احلوارات توضح فكرة التصاحل والتعاون بُت الناس‪ .‬وكم ىي مسألة‬
‫ضرورية فمثال يف حوار الشمس مع القط والفأر‪.‬‬

‫الشمس ‪:‬ىذه القصة تنطبق عليكم انتوما ثاين‪.‬‬

‫ىيا تعانقوا وتصافحوا‪..1‬‬

‫وىناك حوارات تدل على ادلصاحلة بُت الفواكو واخلضر مع بعضهم البعض‪.‬‬

‫ادلوز ‪ :‬امسحيلي يا مطيشة‪...‬‬

‫‪.‬ادلطيشة ‪ :‬امسحلي أنت ‪ ...‬أنا ّميل بديت‪... 2‬‬

‫فعند دخول كل شخصية تعرف بنفسها من خالل أغنية خاصة هبا‪ ،‬ازبذت خاصية‬
‫شعرية غنائية متبوعة بنغمة موسيقية‪ ،‬فمثال حوار الفأر والقط‪.‬‬

‫الفأر‪ :‬أنا فأري أنا الذكي‪.‬‬

‫القط‪ :‬أنا ىاري أنا القوي‪.‬‬

‫‪ 1‬ادلصدر السابق ‪ ،‬ص‪1‬‬


‫‪ 2‬ادلصدر نفسو ‪ ،‬ص‪6‬‬

‫‪54‬‬
‫خصائص الكتابة الدرامية لمسرحية هاري وفاري واأللوان‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الفأر ‪:‬أنا ذكي أنا حيلي ‪ ...‬أنا قوي وأنت غيب‪.‬‬

‫القط ‪:‬أنا قوي أنا قهار ‪ ...‬أنت حقَت يا وحد الفأر ‪.1‬‬

‫ىناك الكثَت من احلوارات الدالة على التعريف بالشخصيات ومواقفها يف ادلسرحية‪ ،‬وهبذا‬
‫يعترب احلوار أفضل طريقة الستخدام اللغة وشلارستها‪ .‬وتنوعو يساعد على تثبيت الكلمات يف‬
‫ذاكرة الطفل ‪.‬‬

‫اللغة‪:‬‬
‫ـ‬ ‫‪- 6‬‬

‫تعترب اللغة وسيلة اتصال بُت الشخصيات‪ ،‬نستطيع من خالذلا تصوير األفكار‪،‬‬
‫وادلعلومات‪ ،‬والتعبَت عن سلتلف اآلراء‪ ،‬وىي تلك الرموز واإلشارات واألصوات اليت تعرب عن‬
‫اإلحساس وادلشاعر‪ ،‬وعلى الكاتب أن يبتعد على اللفظ ادلعقد والكلمات الصعبة‪.‬‬

‫وظّمف الكاتب "عبد القادر بلكروي"‪ ،‬اللغة العامية‪ ،‬اليت سبيزت بالبساطة والوضوح‪،‬‬
‫فجاءت األلفاظ وادلفردات معربة بعيدة عن التعقيد‪ ،‬وقريبة جدا من لغة الطفل‪ ،‬حىت يتمكن‬
‫من فهمها واستيعاب معانيها‬

‫إىل جانب ىذا استعمل األسلوب اإلنشائي؛ الذي تنوع بُت االستفهام واألمر والنداء‪.‬‬

‫الفأر ‪:‬شكون رايح ؽلثل األسد؟ )االستفهام‪(.‬‬

‫األسد ‪:‬يالفيل‪ ،‬يالفيل من ىنا ‪ ...‬أي من ىنا ) ‪.‬نداء‪(.‬‬

‫األسد‪ ... :‬روح يا وحد العيفة ‪...‬روح يا وحد اجليفة ‪ ...‬روح ‪ ...‬اخرج وما تزيدش‬
‫تعتب من ىاذ اجليهة " األمر‪".‬‬

‫‪ 1‬ادلصدر السابق‪ ،‬ص‪1‬‬

‫‪55‬‬
‫خصائص الكتابة الدرامية لمسرحية هاري وفاري واأللوان‬ ‫الفصل الثالث‬

‫وقد استعمل الكاتب اللغة الفصحى يف بعض الكلمات واأللفاظ واجلمل مثل ‪:‬الغيث‪،‬‬
‫أصلدوين ياسادة يا كرام‪ ،‬منرب ادلعرفة واالحًتام‪ ،‬لوحة رائعة‪ ،‬وعليو غلب انتقاء ادلفردة ادلناسبة‬
‫اليت تعرب عن ادلعٌت الصحيح وغللب انتباه الطفل‪.‬‬

‫السلطة ‪:‬انتبهويل مليح ومسعويل ‪ ...‬لوين األخضر جاي من لونك األزرق ومن األصفر‬
‫لونك يادلوزة‪، 1‬وىذه الكلمات ذلا داللة عميقة ربث على التناسق واالنسجام‪.‬‬

‫ؽلكننا القول أن اللغة سواء كانت بالعامية أو بالفصحى؛ غلب أن تتميز بالوضوح‬
‫والبساطة‪ ،‬وتعرب عن الصور احلياتية بألفاظها ومفرداهتا ادلألوفة لدى األطفال‪ ،‬ومل تكن اللغة‬
‫يوما عائقا يف فهم قصة ادلسرحية على الدوام‪.‬‬

‫تعرضت مسرحية "ىاري و فاري" إىل حكاية اخلضر و الفواكو اليت تبدأ مغامرهتا إلنقاذ‬
‫أتفو أسباب خالفها و عدم استقرارىا‪ .‬و قد وظفت يف كل مشاىدىا بطريقة ذكية إطارا من‬
‫القيم األخالقية و ادلعرفية لتحقيق ادلتعة للطفل‪:‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬البعد التربوي والمعرفي للمسرحية‬

‫‪ - 1‬البعد التربوي للنص المسرحي"هاري و فاري"‪:‬‬

‫تناولت ادلسرحية ادلدروسة "ىاري وفاري" عدة أحكام متعلقة بسلوك األفراد‬
‫واجلماعة‪ ،‬فركزت على اغلابيتها رغم ما ربملو من ربذير لبعض ادلواقف السلبية‪.‬‬

‫حيث تبُت أن بعض السلوكيات مثل‪ :‬األخوة والتآزر‪ ،‬التعاون‪ ،‬الصداقة‪ ،‬التعقل‬
‫واذلدوء‪ ،‬حب اإليثار‪ ،‬نبذ الشحناء والسالم واالرباد اعتربت كلها سلوكيات اغلابية غلب‬
‫األخذ هبا‪ .‬و ىي قيم أساسية يف حياة اجملتمع ادلتحضر و وجب األخذ هبا‪.‬‬

‫‪1‬عبد القادر بلكروي‪ ،‬مسرحية ىاري وفأري واأللوان‪ ،‬ص‪8‬‬

‫‪56‬‬
‫خصائص الكتابة الدرامية لمسرحية هاري وفاري واأللوان‬ ‫الفصل الثالث‬

‫و مت اعتبار بعض السلوكيات األخرى‪ :‬اخلالف‪ ،‬األنانية‪ ،‬و النرجسية سلوكيات‬


‫سلبية تنهى على التحلي هبا كما بينت عاقبتها‪.‬‬

‫اتضح الصراع القائم بُت اخلَت و الشر‪ ،‬بصفة غَت مباشرة يف مسرحية "ىاري‬
‫وفاري"‪ ،‬حيث أن صبيع الشخصيات الدرامية اخلَتة (كـالربتقال‪ ،‬السالطة‪ ،‬البذصلان) اليت‬
‫تسعى دائما إىل مل الشمل و إحالل الوئام والسالم بُت سلتلف أفراد اخلضر و الفواكو‪ .‬أما‬
‫الشخصيات اليت مثلت يف إحدى جوانبها عنصر الشر فيتعلق األمر بـ‪" :‬الطماطم"‪" ،‬الزىرة"‪،‬‬
‫و"ادلوز" اليت تتبجح دبزاياىا و تتعاىل على اآلخرين‪.‬‬

‫وسأقوم حبصر خصائص وقيم كل من الشخصيات اخلَتة والشخصيات الشريرة يف ىذا‬


‫النص ادلسرحي‪:‬‬

‫إن أبطال ادلسرحية "ىاري وفاري" يتميزون عن غَتىم ببعض الصفات العقلية‬
‫واجلسدية إذ صلد شخصية "الربتقال"‪" ،‬السالطة" و "الباذصلان" سبيزت بالقوة اجلسدية والذكاء‪،‬‬
‫أما "الطماطم" ‪" ،‬الزىرة" و"ادلوز" فقد اتصفوا بالسذاجة والغرور واألنانية‪.‬‬
‫وبالتايل فادلسرحية ادلدروسة صورت البطل على أنو الفرد ادلاىر‪ ،‬احملب ألخيو‪ ،‬أو الذكي‬
‫الذي ؽللك صفات جسدية وعقلية ذبعلو يبحث عن أصلو وتارؼلو ومكافح من أجل صبع‬
‫الشمل والذي يدعوا لألخوة والتآزر ولعمل اخلَت‪.‬‬
‫أما فيما ؼلص الصفات األخالقية لألبطال يف ادلسرحية ادلتعلقة بسلوكياهتم ومعامالهتم‬
‫مع اآلخرين فقد مت حصر الصفات التالية‪ :‬التضحية‪ ،‬الشجاعة‪ ،‬التحدي واالجتهاد‪ ،‬العطف‪،‬‬
‫روح ادلبادرة‪ ،‬الود‪ ،‬التعاون‪ ،‬الثقة‪ ،‬الرباءة‪ ،‬اذلدوء‪ ،‬ادلساعدة والرضبة‪ ،‬العطاء‪ ،‬اإلحسان‪ ،‬وحب‬
‫اإليثار و األخوة و نبذ التفرقة و التمييز‪.‬‬
‫و هبذا فالبطل حسب مصمم الرسالة ادلسرحية ىو ذلك الشخص الذي يضحي من‬
‫أجل اآلخر‪ ،‬الشجاع‪ ،‬الذي يتصف بالرباءة واذلدوء واألخوة ويتحلى حبب اإليثار والتكافل‬
‫االجتماعي يف معامالتو‪ .‬كما أظهرت عملية التحليل أن البطل يسعى إىل ربقيق أىداف معينة‬

‫‪57‬‬
‫خصائص الكتابة الدرامية لمسرحية هاري وفاري واأللوان‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أو ترسيخ بعض القيم يف الوسط الذي يعيش فيو مثل التآخي والتكافل للعيش يف وئام وسالم‬
‫ورقي‪.‬‬

‫من أجل معرفة قيم مصمم الرسالة ادلتعلقة بشخصية الشرير أو عدو البطل الذي‬
‫سبيزىا بعض الطباع السيئة حاولت من خالل ربليل النص ادلسرحي تصنيف وحصر أىم‬
‫صفات الشرير أو األشرار و ىم "الطماطم"‪" ،‬الزىرة"‪ ،‬و "ادلوز" سواء متعلقة بسلوكهم أو‬
‫بأخالقهم و مزاجهم أو بأىدافهم‪.‬‬

‫يتبُت من خالل ربليلنا دلضمون النص فيما ؼلص سلوك الشرير يف اجملتمع الذي‬
‫يعيش فيو ىو األنانيةـ‪ ،‬حب الذات و الشتم و التعدي على اآلخر‪ ،‬التهور و ادلشاغبة‪ .‬وبالتايل‬
‫فإن ادلسرحية صورت شخصية الشرير بأنو الفرد الذي األناين‪ ،‬الوقح‪ ،‬و الذي يتصف بالتهور‬
‫يف تصرفاتو‪.‬‬

‫كما يظهر من خالل مضمون النص ادلسرحي‪ ،‬و فيما يتعلق دبزاج الشرير و أخالقو‬
‫أن الشرير يتصف بالتطلب و األنانية و بالتايل ؽلكننا القول أن الشرير يف النص ادلسرحي‬
‫"ىاري و فاري و األلوان" ىو شخص أناين و بغيض ادلزاج ‪ ،‬و يسعى إىل تغليب ادلصلحة‬
‫اخلاصة على ادلصلحة اجلماعية‪.‬‬

‫‪ -2‬البعد المعرفي لمسرحية"هاري و فاري"‪:‬‬

‫يظهر البعد ادلعريف يف مسرحية "ىاري و فاري" يف تشجيع الطفل على التفكَت‬
‫البناء من خالل قيمة االبتكار واإلبداع و اليت ذبسدت من خالل تلقُت الطفل بعض ادلهارات‬
‫ادلعرفية يف استخالص األلوان الثانوية من األلوان الرئيسية‪ ،‬و مدى أعلية و وظيفة كل لون‪.‬‬
‫كما يظهر اجلانب الًتبوي يف إدراك الطفل لضرورة العيش يف تآزر و تآخي و نبذ الشحناء و‬
‫التفرقة للعيش يف رلتمع متكامل ػلقق السالم و الرقي‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫خ ـ ـ ـ ــاتمة‬

‫يبقى مسرح الطفل من أىم الوسائل الرتبوية والتعليمية احلديثة اليت يعتمد عليها يف‬
‫تكوين اجليل اجلديد‪ ،‬والتواصل مع فئة األطفال من اجلمهور بغية ترسيخ أىم ادلبادئ و القيم‬
‫الرتبوية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬وتمنية الذوق الفين و اجلمايل لدى الطفل‪ ،‬وادلسامهة يف تكوينو‬
‫السيكولوجي و العقلي و التعليمي بشكل عام‪.‬‬

‫وألن مسرح الطفل يُعىن برتبية ىذه الفئة من اجلمهور فإن القائمٌن عليو يعتمدون يف‬
‫إعداد (كتاب و خمرجٌن ‪ ) ...‬على العديد من الوسائل الفنية واخلصائص اجلمالية لتحقيق‬
‫ىذا التواصل لبلوغ اذلدف ادلنشود الذي يسعى إليو مسرح الطفل‪.‬‬

‫من مجلة االستنتاجات العلمية يف ىذا البحث ‪ :‬ىو أن مسرح الطفل يعترب من أعرق‬
‫الفنون واألنشطة ادلسرحية اذلامة اليت عنيت مبحاكاة الواقع واحلياة واستعراض اخلربات و‬
‫ادلعارف احلياتية والرتبوية والتعليمية و طرحها يف قالب تعليمي فين مجايل‪.‬‬

‫خيتص مسرح الطفل بالعديد من اخلصائص اذلامة اليت متيزه عن باقي أشكال ادلسرح‬
‫األخرى‪.‬‬

‫يستعمل مسرح الطفل يف عدة رلاالت للتعليم وتربيتو؛ حيث ديكن أن يكون ضمن‬
‫الربامج التعليمية يف ادلدارس‪ ،‬مثلما ىو احلال للمسرح ادلدرسي‪ ،‬أو رمبا يف مسارح منفصلة‬
‫عنها‪ .‬أما اخلصائص الفنية دلسرح الطفل عامة ‪ ،‬و العروض التعليمية بصفة خاصة‪ ،‬فإن‬
‫توظيفها ال بد أن يكون يف إطار ما يثًن اىتمام الطفل‪ ،‬و إعجابو من جهة‪ ،‬و متكينو من‬
‫استيعاب ادلعارف والقيم التعليمية و الرتبوية ادلطروحة‪ ،‬بأسلوب حيقق ادلتعة و التسلية يف الوقت‬
‫ذاتو‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫كانت مسرحية ىاري و فاري و األلوان‪ ،‬إحدى األعمال اإلبداعية اجلزائرية‪ ،‬اليت اىتم‬
‫فيها عبد القادر بلكروي بتلقٌن الطفل ادلشاىد‪ ،‬عديد اخلربات و ادلعارف والقيم الرتبوية‪،‬‬
‫متثلت أمهها يف درس األلوان و تنمية روح الصداقة و التعاون بٌن األصدقاء بأسلوب مرح‪.‬‬

‫أما خصائص البنية الدرامية يف ىذه ادلسرحية‪ ،‬فهي مالئمة مع الطفل وهتتم‬
‫بادلعارف والقيم التعليمية والرتبوية‪ ،‬اليت حاول من خالذلا عبد القادر بلكروي أن يقدم عمال‬
‫مسرحيا ىادفا وذواقا لفئة األطفال‪.‬‬

‫وأخًنا ديكننا القول أن ادلسرح بشكل عام منذ نشأتو األوىل‪ ،‬كان ألغراض تعليمية‬
‫وتوعوية لكافة شرائح اجملتمع‪ ،‬واألمر كذلك ينطبق على مسرح الطفل الذي عين بفئة‬
‫األطفال‪ ،‬والتواصل معها وادلسامهة يف تكوين األجيال اجلديدة‪ ،‬عن طريق طرح القيم وادلبادئ‬
‫الرتبوية والعلمية‪ ،‬بأسلوب فين تعليمي و تربوي‪ ،‬عرب النص والعرض معا‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫المالحق‬

‫‪61‬‬
‫المالحق‬

‫مسرحيت هاري وفاري واأللوان‪:‬‬

‫وسط ديكور مجيل‪ ،‬عبارة عن حديقة‪ ،‬تكثر فيها األلوان‪.‬‬


‫يدخل الفأر" فأري "والقط" ىاري "يف مطاردة‪..‬وكأهنا حلقة جديدة من "طوم وجريي"‬
‫(‪ )Tom & Jerry‬مغنيان األغنية‪:‬‬
‫الفأر ‪:‬أنا فاري‬
‫القط ‪:‬أنا ىاري‬
‫الفأر ‪:‬أنا الذكي‬
‫القط ‪:‬أنا القوي‬
‫معروفني مشهورين عند الناس زلبوبني متخاصمني متفاذنني حبكايتنا مسليني‪.‬‬
‫الفأر ‪:‬أنا فأري أنا الذكي‬
‫القط ‪:‬أنا ىاري أنا القوي‬
‫الفأر ‪:‬أنا ذكي أنا حيلي ‪ ...‬أنا قوي وانت غيب‬
‫القط ‪:‬أنا قوي أنا قهار ‪ ...‬أنت حقري يا وحد الفار‬
‫يستأنفان ادلعركة حىت تتدخل الشمس‪.‬‬
‫الشمس ‪:‬والش ىاذ احلس ‪ ...‬واش راكم دايرين ‪ ...‬عالشڤاع ىذا الزڤا وىاذ‬
‫الفوضى‪.‬‬
‫الفأر ‪:‬ىو‬
‫القط ‪:‬ىو‬

‫الفأر ‪:‬ال عنداك ىو‬


‫القط ‪:‬ويا بلعوط ىو ىو‬
‫الشمس ‪:‬اسكتو كي انت كي ىو‪ ،‬بزوج راكم غالطني جيتوا ذلنا باش تدابزوا وال‬
‫تزىوا األطفال شوفوا شوفوا كي راىم يضحكوا عليكم‪...‬‬
‫صار أنت قوي وأنت قهار ‪ ...‬وأنت حيلي وأنت ذكي ‪ ...‬أعطيتوين فكرة‬

‫‪62‬‬
‫المالحق‬

‫ىايلة ‪ ...‬ىيا نرويو مع بعض حكاية األسد والفأر‪...‬‬


‫القط ‪:‬عالش تكرىوين ‪ ...‬عالش حڤرتيين‪ ،‬داشنا تقصوين من العروض‪...‬‬
‫ىذي حڤرة ىاذي ) باكيا‪( ...‬‬
‫الشمس ‪:‬بركات ‪ ...‬بركات من الشكايات ‪ ...‬شكون ىذا اللي ڤالك رازنني‬
‫نقصوك ‪ ...‬كونك ذكي‪ ،‬استعمل شويا سلك‪...‬‬
‫الفأر ‪:‬شكون رايح شنثل األسد ؟؟ ‪ ...‬السبع‪...‬‬
‫القط ‪:‬يا الشمس رازنني ذبيبوا سبع نتاع الصح ‪ ..‬؟؟‬
‫الشمس ‪: ...‬ال ‪ ...‬ال‪...‬‬
‫الفأر ‪:‬يا غيب) ‪..‬ساخرا منو(‬
‫الشمس ‪:‬أنت ىو السبع ‪ ...‬أنت ىو األسد‪...‬‬
‫القط ‪:‬أنا ‪ ...‬أنا السبع؟‪...‬‬
‫الفأر ‪:‬ىذا القط سبع ‪ ...‬ىذا سبع ‪ ...‬ىذا أنا نغلبوا ڤاع ما سنوفنيش‪...‬‬
‫نرووىا لألطفال فيها حكمة ‪ ...‬ما فيها ال غالب ال مغلوب ‪...‬‬ ‫الشمس ‪:‬القصة اللي رازنني ُ‬
‫فهمتوا ‪ ...‬ىيا امشوا حضروا نفوسكم‪...‬‬
‫القط ‪:‬يا غالم ‪ ...‬اليوم ‪ ...‬اليوم ‪( ...‬ساخرا منو)‬
‫الشمس‪( :‬كأهنا رواية)‬
‫كان يا مكان يف قدمي الزمان‬
‫يف غابة بعيدة فيها حيوانات كثرية‬
‫وحد الفار صغري جيعان‬
‫(يظهر الفأر)‬
‫الفأر‪:‬اي‪...‬اي راين جوعان‪...‬راين مريض و عطشان‬
‫بردان و حفيان‪...‬اي‪...‬اي‪...‬اي‪...‬‬
‫الشمس‪:‬‬
‫وىو شنشي و يردد يف الكالم حىت‪...‬‬
‫وصل عند باب بيت السبع جربه مفتوح‪...‬‬

‫‪63‬‬
‫المالحق‬

‫الفأر‪:‬ىذا بيت األسد راه مفت وح‪...‬واش عنده‪...‬ياك ما‪...‬‬


‫خرج رنري وراء غزالة‪...‬ونسا باه يغلق الباب‪...‬ال‪...‬‬
‫حقا ىو سلطان الغابة‪...‬شكون اللي يتجرء يدخل لبيتو ‪...‬السبع خيمة كبرية داره فيها‬
‫ادلاكلة‪...‬‬
‫عمرىا ما زبوى‪ ،‬ندخل لعلي نلقى شويا فتات نقوت بيو روحي و نسًتجع قويت و صحيت‪...‬‬
‫الشمس‪:‬‬
‫دخل الفأر لبيت السبع‪...‬‬
‫بينما السبع عائد من النزىة‪...‬شاف الفأر‪...‬‬
‫األسد‪:‬أمسع أنت‪...‬واش راك تعمل ىنا‪...‬واش راك تسرق‪...‬‬
‫وأنت شكون‪...‬‬
‫الفأر‪:‬أنا الفأر‪...‬أنا الفأر يا سيدي‪...‬أمسحلي راين‬
‫جوعان‪...‬مريض و عطشان‪...‬دخلت بعدما لقيت‬
‫الباب مفتوح باه نفتش على شوية فتات نتقوت‬
‫بيو ‪...‬آي يا سيدي راين جوعان‪...‬‬
‫األسد‪:‬راك جوعان‪...‬فكرتين يف االكل حىت انا بديت جنوع ‪ ...‬جوعتين غادي ناكلك‪...‬‬
‫غادي نصرطك ‪ ...‬غادي نقروشك‪ ،‬نعظك‪ ،‬دنميك ‪...‬‬
‫الفأر ‪:‬شىت تاكل فيا أنا‪ ،‬يا سيدي ‪ ...‬شوف حلاليت‬
‫ادلكروبات و االوساخ ‪...‬انا ناكل غري من النفايات مصاريين يابسني اذا كليتين طول حياتك‬
‫مصاريين يبقاو بني اسنانك حاصلني‪...‬‬
‫األسد‪:‬أخ‪..‬أخ‪...‬عيفتين‪...‬روح يا وحد العيفة‪..‬روح يا وحد اجليفة‪..‬روح‪...‬أخرج و ما تزيدش‬
‫تعتب‬
‫ىيا أمشي بسرعة أخرج يا فأر اجملاري‬
‫الشمس‪:‬‬
‫سلك صديقنا الفأر و خرج من باب الدار‬
‫ومشي يدرق يف كاش غار‪...‬‬

‫‪64‬‬
‫المالحق‬

‫وحد اليوم السبع جاع و قرر سنرج يصيد‪..‬لكن ‪...‬عند باب الصياد كان موجودة الشبكة‪...‬‬
‫و حينما بني رأسو رماىا عليو‬
‫وصبح السبع يف قبضة الصياد‬
‫تعافر مع الشبكة و لكن بدون جودة‬
‫وبدأ السبع يعط على احليوانات‪..‬‬
‫من ىنا ‪...‬اي من ىنا ‪ ... l’éléphant‬األسد ‪:‬يا الفيل‪..‬ياالفيل‬
‫‪...‬أنا ‪..‬أنا السبع راين يف الشبكة سلكيين‪...‬‬
‫اه ‪...‬درت روحك ما تسمعش و بدلت الطريق صحا‪...‬يا الذيب ‪..‬يا الذيب‪...‬شوف ولد‬
‫احلرام‪...‬منني رنري وراء األرنب ما يسمع ما يشوف‪...‬اااي‪...‬اااي‪...‬سلكوين ‪...‬الغيث ‪...‬‬
‫اجندوين ‪...‬راين يف حصلة‪...‬ااااي ‪...‬ااااي‪...‬ااااي ‪...‬ااااي‪...‬‬
‫الشمس‪:‬‬
‫بينما ىو يلغى و يتأمل ‪...‬صديقنا الفأر جاء من جهتو مار و صابو يف ديك احلالة‪...‬‬
‫الفأر‪:‬واش بيك ‪...‬واش ىذا يا السي السبع‪...‬أأأووه‪...‬ىذي شبكة ‪...‬ىذي فخة بناىا لك‬
‫الصياد ‪...‬شوف أنت دندن يل كاش حلن مجيل و خليين ندبر راسي غادي خنرجك من ىاذه‬
‫احملنة‪...‬‬
‫األسد ‪:‬ما تزيدنيش ذنك أنت ‪ ...‬غري يل راين فيو يكفيين‪...‬‬
‫الفأر ‪:‬زيّن نيتّك ‪ ...‬دير واش ڤلتلك ‪ ...‬ىيّا دندن‪..‬‬
‫الشمس‪:‬‬
‫حىت لقى روحو‬
‫يفك ‪ّ ...‬‬‫بدأ السبع يدندن ويضحك ‪ ...‬والفأر بأسنانو يف الشبكة ّ‬
‫السبع حر طليق‪...‬‬
‫األسد ‪:‬خالص ‪ ...‬خالص ‪ ...‬جنيت ‪ ...‬سلكت واحلمد هلل آاااه ‪ ...‬ما أحلى احلرية‪...‬‬
‫أرواح ‪ ...‬أرواح نبوسك يا فأر ‪ ...‬أنت أعظم سللوق ‪ ...‬أنت ىو صديقي نتاع الصح‬
‫‪...‬عمري ‪ ...‬عمري وال ننسى خريك ‪ ...‬من اليوم‪...‬‬
‫من اليوم متا كلتك مضمونة‪...‬‬
‫الشمس ‪:‬أحسنت ‪ ..‬أحسنت يا ىاري ‪ ...‬أنت يف الواقع‬

‫‪65‬‬
‫المالحق‬

‫ماراك غري قط‪...‬‬


‫الصح‪...‬‬
‫صب ‪ّ ...‬أمنت ‪ ...‬حسبت روحك سبع نتاع ّ‬ ‫صب ‪ّ ...‬‬ ‫الفأر ‪ّ :‬‬
‫الشمس ‪:‬احنا مثّلنا لألطفال ىاذه احلالة باش نقولوذلم‬
‫بلّي يف ىذا العامل ّيل رانا عايشني فيو‬
‫الشمس القط والفار ‪: ...‬حنتاجوا دائما إىل من ىو أصغر منا‬
‫قصة‬
‫الصحة ىاذي واه ّ‬ ‫الفار ‪:‬اهلل يعطيك ّ‬
‫علي دور السبع ياك‪...‬‬‫القط ‪:‬مثّلنا غاية ‪ ...‬جا َي‬
‫القصة تنطبق عليكم انتوما ثاين ‪ ...‬ىيّا تعانقوا وتصافحو‬
‫الشمس ‪:‬ىاذ ّ‬
‫نروولك قصة انيت‬
‫الفار والقط ‪:‬يا الشمس ‪ ...‬يا الشمس احنا ثاين عندنا مفاجأة ليك رازنني ُ‬
‫عندك دور فيها‬
‫الشمس ‪:‬يا اهلل بدبوىا اآلن قبل ما تغرب احلالة وأنا دنشي‬
‫الفار والقط‪:‬‬
‫يا سادة ياكرام بعد التحية والسالم‬
‫اىال وسهال بيكم يف ىذا ادلقام‬
‫منرب ادلعرفة واالحًتام‬
‫كان يا مكان يف قدمي الزمان يف جنينة مجيلة تتسمى بستان "خضر وفواكو عايشني بألواهنم‬
‫متزينني‬
‫قصتنا اليوم على ادلطيشة وادلوز ‪،‬الوردة والسالطة‪،‬الدجنال والربتقال‪ ،‬ايل سكنهم‪ .....‬بعد ما‬
‫كانوا‬
‫فاذلناء عايشني ‪،‬يف صبحة من ايام ريب الكثرية ‪،‬صبحوا متخاصمني‪،‬كل واحد منهم فاالخر‬
‫يهني‬
‫بألواهنم متسابني ويف مخاقتهم زايدين ‪..‬فرغ ادلاء من السريج ‪ ،‬وكثر الضجيج ‪ ..‬وبدات احلالة‬
‫هتيج‪ ،‬وىوما ىكذاك يف مطرت السماء خبيها لكل فرحان يبارك فيها ‪،‬توقف الكل‬
‫جهشان‪.....‬ما بقا عياط وال سبان ‪...‬وىوما ىكذا متاملني‪...‬سطعت الشمس ومدت‬
‫خيوطها صانعة بألواهنا لوحة رائعة‪..‬‬

‫‪66‬‬
‫المالحق‬

‫الشمس ‪:‬اهلل يعطيكم الصحة ‪ ،‬قصة رائعة جدا ‪....‬انا راه جا وقيت باه نفارقكم‪،‬‬
‫ىهذهﯩالقصة زبيلوىا وجسدوىا وانا جني فالنهاية باش زبتمها‪ .....‬اىل اللقاء‬
‫فاري‪:‬استين يا مشس باش نتخيلو مليح القصة الزمنا نرتاحوا ننعسوا ونبداو حنلموا ياك‪.‬‬
‫ىاري‪ :‬صح صح عنده الصح يا مشس الزم ننعسوا و رقدو ىام ىام‪.‬‬
‫فأري ‪ :‬نيتك ناقصة ربوس غري نرقد باش تقضي عليا أه‪.‬‬
‫الشمس ‪ :‬ما زبفش يا فأري راين شاىدى عليكم و أنت يا ىاري رد بالك فهمت ىيا‬
‫تصافحو و تصاحلوا دنوا سعداء فرحانني متصافيني ىكذا حلمكم يصدق مجيل‪ ...‬إىل اللقاء‬
‫( يتصافحان)‬
‫ىاري و فأري‪:‬‬
‫ىيوا معانا يا أطفال إىل األحالم و اخليال‬
‫ىيوا معانا يا أبطال إىل األلوان و اجلمال‬
‫يتغري ادلكان نسبيا ليصبح أمجل و خيايل‪...‬‬
‫زبرج أول شخصية كعروس " الطوماطيسة " لتغين‪...‬‬
‫أغنية الطوماطيسة‪:‬‬
‫محراء محراء و مجيلة أنا ادلسكينة الولية‬
‫مشهورة يف ادلعمورة أنا ال ال البندورة‬
‫رىيفة ظريفة و عروسة أنا ال ال الطوماطيسة‬
‫لوين حامق و أمحر وجودي يزين ادلنظر‬
‫عند هناية األغنية كشخصية تعود إىل داخل * ‪ * le castelet‬سنرج ادلوز و بنفس الطريقة‬
‫مغنيا‪..‬‬
‫أغنية ادلوز أنا ىو السي البنان لوين أصفر ذىيب‬
‫زنبوين مجيع الصبيان بنني حلو و مًتيب‬
‫زنبوين مجيع الصبيان بنني حلو و مًتيب‬
‫من الداخل‪...‬‬
‫ادلطيشة ‪ :‬بوه عليك‪ ...‬بوه عليك يالفنيان ‪ ،‬يادلصفار‬

‫‪67‬‬
‫المالحق‬

‫يالكسالن‪...‬ماكلتك ما تشبع ‪ ،‬و قشرتك ملينة باخلدع‪...‬‬


‫ادلوز ‪ :‬اَياَياَييوا‪ ...‬ىذي واش بغات عندي ‪ ،‬شىت راىي زبرف‪...‬‬
‫يدخل إىل الداخل ليصبح عروس‬
‫ادلوز ‪ :‬و دروك شىت جابك ليا يا البلية‪...‬‬
‫ادلطيشة ‪ :‬خصك‪...‬أنا مطيشة وولية‬
‫ادلوز ‪ ( :‬يقلدىا )‪ ...‬أنا مطيشة ‪ ...‬أنا ولية‬
‫أنت محراء و مدورا ‪ ...‬دروك نقذفك يا ادلكورة‪...‬‬
‫ادلطيشة ‪ ( :‬باكية )‪ ...‬أنا مكورة‪ ...‬أنا مدورا‪..‬‬
‫يا مسيسوا ‪ ...‬يا العريان‪...‬‬
‫ادلوز ‪ :‬أنا‪ ...‬أنا‪...‬‬
‫يتدخل الربتقال‬
‫أغنية الربتقال‪:‬‬
‫يف الصيف نروي العطشان فصل الشتاء نداوي الربدان‬
‫حيوا بطلكم يا أطفال أنا ىو صديقكم الربتقال‬
‫زلبوب حلو و غايل شأين رفيع و غايل‬
‫الربتقال‪ :‬ما ربشموش يا جريان‪ ...‬ىكذا دايرين عيطة‪...‬‬
‫و الكل يتفرج علينا‪ ...‬أحنا ادلأصلني‪...‬‬
‫النظاف و ادللونني نصبحوا ىكذا مكشوفني‪...‬‬
‫ادلوز ‪ :‬ىي البلية صبحت عليا‪...‬‬
‫ادلطيشة ‪ :‬ال عنداك‪ ...‬ىو ‪ ...‬ىو اللي دورين و كورين‪...‬‬
‫الربتقال ‪ :‬ىيا سكوت‪ ...‬عائلة واحدة و باقيني متفاتنني‬
‫عجب‪ ...‬على بالكم بلي أنتم من عائلة و ساللة واحدة‪ ...‬و حىت أنا راين منكم‪...‬‬
‫ادلوز ‪ :‬ال‪ ...‬ال‪...‬أنا ىذي سالليت‬
‫ادلطيشة‪ : ...‬ىذا ادلوشيت ادلنقط عائليت‪ ...‬ال‪ ...‬ال‪...‬‬
‫الربتقال ‪ :‬أمسعويل مليح‪ ...‬أنا خالكم الربتقال ‪ ...‬لوين‬

‫‪68‬‬
‫المالحق‬

‫ىذا جاي من لونك األمحر يا مطيشة و لونك األصفر‬


‫يا السي ادلوز ‪...‬ىيا شوفوا معانا ‪ ،‬حنطوا‬
‫شويا أصفر نزيدو لو شويا أمحر واش دنزجوا‬
‫الربتقايل‪ ...‬شفتوا‪ ...‬أمنتوا‪ ...‬أعطوين شويا ماء ريقي أنشف ( يشريان إليو بعدم وجود ادلاء)‬
‫‪...‬عليها راكم شايطني‬
‫ادلوز و ادلطيشة يتعانقان‬
‫ادلوز و ادلطيشة ‪ :‬إذا أحنا من عائلة واحدة‬
‫ادلوز ‪ :‬أمسحيلي يا مطيشة‪...‬‬
‫ادلطيشة ‪ :‬أمسحيلي أنت ‪ ...‬أنا اللي بديت‪...‬‬
‫ادلوز و ادلطيشة ‪ :‬شكرا يا الربتقال ‪ ...‬شكرا على ىذه ادلعلومة‪...‬‬
‫ادلوز و ادلطيشة و الربتقال‪:‬‬
‫األمحر و األصفر يعطينا الربتقايل‪...‬‬
‫يصنعون حدثا و فرحتا حول ىذا‬
‫تدخل ادلطيشة فارحة ‪ ،‬لتًتك ادلوز وحيدا و كأنو يفكر‬
‫ادلوز ‪ :‬ادلطيشة من عائليت و أنا ال خرب ‪ ...‬لكن ماشي أنا اللي حقرت ‪ ...‬ادلهم ‪ ،‬مليح ‪...‬‬
‫مليح الواحد يعرف عائلتو‪ ...‬عندك‪ ...‬عندك‪ ...‬ىا ىاىاه‪ ...‬بابابا‪ ...‬شوف ‪ ...‬إيو ‪...‬‬
‫وردة زرقاء جاية تتقرد‪ ...‬ىذي ثاين‪ ...‬؟؟‬
‫الوردة بنفس التقنية مغنية‬
‫أغنية الوردة‪:‬‬
‫من أقدم العصور و أنا مصدر العطور‬
‫روازني زينة تفوح تفاجي و تنشط الروح‬
‫صديقايت مجيالت حنالت و فراشات‬
‫لوين يلمع أزرق عيوين ضاوية تربق‬
‫رىيفة خفيفة حنيلة مسوين الزىرة اجلميلة‬
‫نشبح و نطبع الزيارة نوارة ماشي مصفارة‬

‫‪69‬‬
‫المالحق‬

‫ادلوز ‪ :‬أيوى باقي حقك أنت ‪ ...‬ىاي ‪ ...‬ىايشًتاكي‬


‫باغيا عندي‪ ...‬ادلطيشة فوهتاذلا على‬
‫خاطرش صدقت بلي أنا و يا ىا من عائلة‬
‫واحدة‪ ...‬بصح أنت اليوم معاك ما تفراش‪...‬‬
‫ما راكي أخيت‪ ...‬ما راكي بنت خاليت‪...‬‬
‫تتدخل السالطة‪...‬‬
‫) ‪( rap‬أغنية السالطة‬
‫سالطة سالطة ماشي خالطة‬
‫سالطة سالطة ماشي شايطة‬
‫سالطة سالطة دائما ناشطة‬
‫سالطة سالطة نظيفة و ماشطة‬
‫السالطة ‪ :‬واش ىذه العطية ‪ ...‬واش ىذه اخللوطة‪ ...‬عالش‬
‫كاع ىذه الضجة‪ ...‬كشفتونا‪ ...‬رديتونا فرجة‪...‬‬
‫ادلوز ‪ :‬ادلزية ‪ ...‬ادلزية اللي حضريت‪ ...‬شويف‬
‫يا خاليت السالطة ‪ ...‬من اللي يبان النهار‬
‫و ىوما يسبوا فيا ‪ ...‬عاله ‪ ...‬عاله ىذه احلقرة‪...‬‬
‫ياك أنا و أنت نتشاهبوا (‪ ...‬يتكلم مع الوردة)‬
‫الوردة ‪ :‬ال ‪ ...‬ال ‪ ...‬ال‪ ...‬تشبهلي أنا‪...‬‬
‫ادلوز ‪ :‬تشبهلي أنا‪...‬‬
‫الوردة ‪ :‬ال ‪ ...‬تشبهلي أنا‬
‫السالطة ‪ :‬أنا نشبهلكم يف زوج ‪ ...‬نعام يف زوج‪...‬‬
‫الوردة و ادلوز ‪ :‬يف زوج‪ ...‬ال‪...‬ال‪...‬‬
‫السالطة ‪ :‬إنتبهوا مليح و أمسعوا يل ‪ ...‬لوين األخضر‬
‫جاي من اونك األزرق يا نوارة و من األصفر لونك يا ادلوز‪...‬‬
‫الوردة و ادلوز‪ :‬إذا أحنا ساللة ‪ ...‬أحنا عائلة‪...‬‬

‫‪70‬‬
‫المالحق‬

‫السالطة ‪ :‬معلوم ‪ ...‬معلوم ‪ ...‬أنتوما عائلة‪ ...‬إذا خدينا‬


‫شويا أزرق و خلطناه مع األصفر غادي يعطينا‬
‫األخضر ‪ ...‬راشوين دبيهة ( يشريان إىل عدم وجود ادلاء ) صح صار ىكذا‪.‬‬
‫الوردة ادلوز و السالطة ‪ ...‬صانعني حدثا‬
‫الورة ادلوز و السالطة ‪ :‬األخضر‪ ...‬ىو األصفر مع األزرق‪ ...‬ماشي‬
‫زبرج ادلطيشة‬
‫ادلطيشة ‪ :‬ولد خاليت البنان‪ ...‬يا السي ادلوز‪ ...‬شكون‬
‫ىذا اللي كان يسب فيك و حقرك‪ ...‬اللي جابت‬
‫منو أمو يتكلم دروك‪...‬‬
‫الوردة ‪ :‬حد ما حقره ‪ ...‬و زيد بالزيادة‪ ...‬أنت أشًتاه مدخلك‬
‫‪...‬شويف غري إىل حالتك‪...‬‬
‫ادلطيشة ‪ :‬حاليت خري من حالتك‪ ...‬يا وحد اليابسة‪...‬‬
‫الوردة ‪ :‬صار أنا يابسة يا وحد ادلنيفخة‪...‬‬
‫ادلطيشة ‪ :‬ىا حوجي‪ ...‬ما حشمت ما قالت راجل واقف‬
‫معانا‪...‬‬
‫ادلطيشة ‪ :‬ليو أنت حشميت ‪ ...‬حقا أنت ربشمي‪...‬‬
‫ربماري و تتطرطقي‪...‬‬
‫يتخاصمان‬
‫فيتدخل البدجنال‬
‫أغنية البدجنال‬
‫بادجنالبادجنال حلحايل بطبيعة احلال‬
‫األبيض و ادلزرقط من عائليت فقط‬
‫نعوم يف الزيوت نشتها يف كل البيوت‬
‫أنا السي الرجال أنا ىو البدجنال‬
‫البدجنال‪ :‬على بايل‪ ...‬على بايل‪ ...‬شفت و مسعت‬

‫‪71‬‬
‫المالحق‬

‫كل شيئ من قبيل‪ ...‬و أنا نتابع و نتفرج‬


‫فيكم‪ ...‬ما ربشموش ‪ ...‬أمسعويل مليح‪...‬‬
‫و حلوا وذنيكم و عينيكم مليح‪ ...‬مليح‪...‬‬
‫أما ىو البدجنال‪ ...‬بطبيعة احلال لوين‬
‫حلحايل ‪ ...‬بنفسجي‪ ...‬ىذا اللون ىذا‪...‬‬
‫عنده قصة طويلة‪ ...‬من جد اجلدود ‪ ...‬لوين‬
‫شريف جاي من األمحر ‪ ...‬لونك يا مطيشة‬
‫و من األزرق لونك يا ورديت اجلميلة‪...‬‬
‫ادلوز ‪ :‬لو حنطوا شويا أمحر و نزيدولو األزرق يعطينا‬
‫البنفسجي‪ ...‬إذا األمحر و األزرق يعطونا البنفسجي‪...‬‬
‫زبرج كل الشخصيات لًتدد يف إحتفالية‬
‫اجلميع ‪ :‬األمحر و األصفر يعطينا الربتقايل‬
‫األخضر ىو األصفر مع األزرق ماشي‬
‫األمحر و األزرق يعطونا البنفسجي‬
‫عند هناية تقييم األلوان نسمع صوت الرعد يتبعو مطر فيبارك الكل هبذا احلدث يغنون فارحني‬
‫النهاية‬
‫السعيدة‪.‬‬
‫أغنية النهاية‪:‬‬
‫ىيا نرقص ىيا نغين ىيا نزين ىيا نبين‬
‫ىيا نفرح ىيا ننشد ىيا هنين ىيا نسعد‬
‫عهد اخلصام و عهد حملان صار يف كان يا مكان‬
‫نودعوا الفتنة لألبد حد فينا ما يشتم حد‬
‫نتكاملوا و ننسجموا يف اللون نصنعوا فرجة للعيون‬
‫حياتنا تصبح ملونة و السلم عنوان بستاننا‬
‫عند هناية األغنية و يف نفس الوقت ىي هناية احللم‬

‫‪72‬‬
‫المالحق‬

‫تنطفئ األضواء تدررنيا ‪ ،‬تنسحب الشخصيات الواحدة تلوى األخرى‪.‬‬


‫ليعود ىاري و فأري إىل مكان نومهما ربت إيقاع موسيقى احللم ز‬
‫إنو يوم جديد تسطع فيو الشمس باحثة عن ىاري و فأري‪.‬‬
‫الشمس ‪ :‬ىاري‪ ...‬فأري‪ ...‬وين راكم يا أبطال‪ ...‬وين ذنا يا أطفال‪ ...‬كيفاش ؟‬
‫مازال ما فطنوش ؟‪...‬احللم كان مجيل ؟‪...‬ىيا مع بعض نناديهم‪...‬‬
‫ىاري‪ ...‬فأري ىاري‪ ...‬فأري ىاري‪ ...‬فأري‪...‬‬
‫تنبعث موسيقى البداية‪ ...‬لتختتم ادلسرحية كما بدأت ‪ ،‬أي بادلطاردة األبدية‪.‬‬

‫النهاية‪.‬‬

‫بلكروي عبد القادر في سنة ‪2005‬‬

‫‪73‬‬
‫المالحق‬

‫سرية ذاثيت‪ :‬للكاتب املسرحي بلكروي عبد القادر‬

‫بلكروي عبد القادر مولود يف ‪ 17‬جوان ‪ 1957‬يف باريس‪،‬‬


‫تلقى تعليمو حىت مستوى النهائي شعبة"آداب"‪ ،‬ويف سنة‬
‫‪ 1977‬أكمل تدربو وبعدىا تربص ألساتذة التعليم ادلتوسطي‬
‫سنة ‪ 1978‬ويف سنة ‪ 1979‬بالتحديد يف ‪ 01‬مارس مث‬
‫توظيفو يف ادلسرح اجلهوي لوىران باعتباره كوميدي‪ ،‬وعضو يف‬
‫فرع ادلسرح للطفولة والشباب‪.‬‬
‫مسيرتو‪:‬‬
‫‪ : 1969–1971‬عضو يف فرقة جنوم ابن باديس بوىران‬
‫‪ : 1978 -1975‬عضو يف فرقة األصحاب للمسرح الكوميدي يف ادلقاطع التالية‪:‬‬
‫النحلة ‪ ، 1979‬البحرية ‪ ، 1981‬الرجوع ‪ ، 1982‬يوسف والوحش ‪ ، 1984‬كنز لويزة‬
‫‪ ،1987‬ادلسابقة ‪ ، 1988‬قبل ادلسرح ‪ ، 1986‬معروض اذلوا ‪ ، 1990‬باب العسا‬
‫‪ ،1998‬منمات الوىراين ‪ ، 1999‬الشكوة ‪ ، 2002‬سلطان للبيع ‪ ، 2005‬أشواق‬
‫السالم ‪ ، 2007‬حلظات مسرح‪ ، 2010‬القراقوز تصل ‪ ، 2003‬الشيخ أمود ‪، 2011‬‬
‫ملحمة مستغاًل ‪ ، 1992‬ملحمة سيدي خلضر بن خلوف ‪ ، 1996‬ملحمة األمري عبد‬
‫القادر ‪ ، 1998‬الليلة األخرية بعد األلف‪2012‬‬
‫تجربة الكتابة‪:‬‬
‫اقتباس يف قطعة" األرنب والقنفد"‪2002‬‬ ‫‪‬‬
‫مؤلف قطعة" عالل وعثمان"‪2003‬‬ ‫‪‬‬
‫مؤلف قطعة" قلعة النور"‪2007‬‬ ‫‪‬‬
‫مؤلف قطعة" ىاري وفأري واأللوان"‪2005‬‬ ‫‪‬‬
‫مؤلف مونودراما" ىم يضحك"‪2007‬‬ ‫‪‬‬
‫اقتباس قطعة" القطار األخري"‪2008‬‬ ‫‪‬‬

‫‪74‬‬
‫المالحق‬

‫‪ ‬مؤلف قطعة" الرجوع"‪1982‬‬


‫‪ ‬اقتباس القطعة األخرية" من احلكم"‪2011‬‬
‫مشاركة سنيمائية‪:‬‬
‫جلطي ‪ ، 1980‬ليام ‪ ، 2003‬الفصل الثالث ‪ ، 1989‬شكون ىو أنا ‪ ، 2007‬عبد‬
‫ادلومن بن علي ‪ ، 2011‬زبانة‪2011‬‬
‫التدرج‪:‬‬
‫‪ :1987‬دورة متقدمة يف ادلعهد العايل دلوسكو‪.‬‬
‫‪ :2004‬اإلشراف على التدريب للرسوم ادلتحركة لصاحل معلمي الرعاية( احلضانة لألطفال )‬
‫يف قسم خاص للدفاع الوطين‪.‬‬
‫‪ :2005‬اإلشراف على إحدى ادلدارس اإلقليمية لصاحل قادة القوات التعليم ادلسارح الثانوية‬
‫برعاية اليونيسيف ووزارة الًتبية والتعليم‪.‬‬
‫لجنة التحكيم‪:‬‬
‫‪ :2008 2007/2006 – 2005‬اختيار مسبق حلكم يف مهرجان مسرح اذلواة مستغاًل ‪.‬‬
‫‪ :2006‬رئيس ادلو رجان الثالث عشر دبستغاًل‪.‬‬
‫‪ : 2011‬رئيس مهرجان ادلدرسة الوطنية الثامن عشر دبستغاًل‪.‬‬
‫‪ :2008‬عضو جلنة التحكيم يف الطبعة األوىل" الوردة الذىبية "بالبليدة‬
‫‪ :2011 – 2009 – 2008‬عضو جلنة ربكيم يف األيام األوىل والثانية والرابعة" للسعفة‬
‫الذىبية " أدرار‬
‫‪ :2009‬عضو جلنة ربكيم يف الطبعة الثانية يف ادلهرجان الوطين دلسرح العرائس‪.‬‬
‫‪ :2009‬رئيس جلنة ربكيم يف ادلهرجان الوطين دلسرح اذلواة الطبعة الدولية‪.‬‬
‫المشاركة في المهرجانات‪:‬‬
‫‪-‬ادلهرجان الدويل دلسرح العرائس سنة ‪ 1980‬يف بيلسكوبياال(بولندا)‪.‬‬
‫‪-‬ادلهرجان الدويل لإلشناءات(برلني)‪1988‬‬
‫‪-‬ادلهرجان الويل للمسرح اجلامعي (الدار البيضاء)‪1992‬‬

‫‪75‬‬
‫المالحق‬

‫‪-‬مهرجان ادلسرح العريب بالقاىرة ‪ 2009‬مصر‪.‬‬


‫‪-‬مهرجان ادلسرح العريب بالقاىرة ‪ 1994‬مصر‪.‬‬
‫‪-‬مهرجان قرطاج‪2001‬‬
‫‪-‬ادلهرجان ادلتوسطي للمسرح من أجل الطفل التونسي‪2003‬‬
‫‪-‬ادلهرجان الدويل للمسرح من أجل الطفل النيودذلي ‪ 2008‬اذلند‪.‬‬
‫‪-‬مهرجان أفنيون‪2003‬‬
‫‪ ،1994 ، 1985 ،1986-‬حضور يف سلتلف ادلهرجانات الوطنية والدولية للمسرح احملًتف‬
‫‪2008 ،2010 ،2011‬‬

‫‪76‬‬
‫المالحق‬

‫لقاء مع الكاتب واملؤلف "عيد القادر بلكروي" عرب اهلاتف‬

‫‪ - 1‬حدثنا عن تجربتك في العمل المسرح الموجو للطفل؟‬


‫حب بيين وبني مسرح‬
‫إن اىتمامي هبذا اجملال يعود إىل فًتة ادلراىقة وىو عبارة عن قصة ّ‬
‫‪ ،1979‬أين كلل عملنا‬ ‫الطفل‪ ،‬فالتجربة بدأهتا كممثل ىا ِو يف مسرح اذلواة للطفل سنة‬
‫‪ ،1975-1974‬وحقق‬ ‫الدءوب دبسرحية النحلة‪ ،‬وللذكر فإن ىذا العمل بدأناه منذ سنة‬
‫ىذا العمل جناحا باىرا آنذاك دبجموع ‪ 360‬عرض دبعدل ‪ 500‬متفرج‪ ،‬وكانت اجملموعة‬
‫حينها مؤلفة من مخسة أفراد‪ ،‬وبعد جهد دام سنوات أسسنا أول ورشة للتجربة الدرامية سنة‬
‫‪ ،1982‬وقبل ذلك بسنة شاركنا دبسرحية البحرية سنة ‪ 1981‬دبهرجان دويل ببولونيا‪.‬‬
‫أما أول ذبربة خضتها يف رلال التأليف ادلسرحي كانت مسرحية "عالل وعثمان" سنة‬
‫‪ ،1993‬ومنقحة للمرة اخلامسة‪ ،‬مث بعد ذلك بسنة يف عمل مجاعي دبسرحية "معروض‬
‫للهوى" سنة ‪1994‬؛ أين فازت ادلسرحية بأحسن عرض مسرحي عريب‪.‬‬
‫‪- 2‬حدثنا عن المحيط والجو الثقافي الذي كان سائدا آنذاك‪ ،‬وما أثره على تجاربكم‬
‫في ىذا المجال؟‬
‫صراحة كنا نواكب األحداث السياسية واالجتماعية وكانت تنعكس بشكل واضح يف‬
‫أعمالنا (الثورة الزراعية‪ ،‬الثورة الصناعية‪ ،‬االشًتاكية‪ ،) ..‬كما كنا نؤمن بالقضية الوطنية‪ ،‬فمثال‬
‫ذبسد قيم ادلصاحلة الوطنية والتعدد الثقايف ونبذ‬
‫مسرحية "ىاري وفاري واأللوان"؛ جاءت ّ‬
‫اجلهوية‪.‬‬
‫‪- 3‬كيف يكون اختياركم للموضوعات الموجهة للطفل؟ وعل أي أساس يكون ذلك؟‬
‫إن ربديد ادلوضوعات ادلوجهة للطفل يستلزم ربديد الفئات العمرية لألطفال‪ ،‬وقدرة‬
‫استجابتهم‪ ،‬وىذا بالطبع يعتمد على تقسيم الباحثني يف رلال التلقي لدى الطفل‪ ،‬مث العمل‬

‫‪77‬‬
‫المالحق‬

‫على تبسيط العمل الدرامي من خالل تطوير عملية اإللقاء كاللغة والعبارات ادلستعملة وسلارج‬
‫احلروف‪.‬‬
‫‪- 4‬في أسطر أذكر لنا المبادئ األساسية التي يجب إتباعها لمن يريد الكتابة للطفل؟‬
‫دلا نقرر كتابة مسرحية لنقدمها لألطفال‪:‬‬
‫‪ -‬رنب أن ال نتقيد دبناسبة أو بعدد معني من ادلمثلني‪.‬‬
‫‪ -‬البد أن نًتك حرية خليالنا‪.‬‬
‫‪ -‬إرناد شيء يستهوي األطفال ورنلب انتباه ادلتفرج‪.‬‬
‫‪ -‬رنب أن تكون القصة غزيرة‪ ،‬نستخلص منها أحداثا ىامة لنقيم عليها عقدة ادلسرحية‪.‬‬
‫بعد التعرف على ىذه ادلبادئ‪ ،‬والتكثيف من القراءة والدراسة نبلغ مرحلة الكتابة‪.‬‬
‫إن ىذه ادلرحلة ىي األمتع‪ ،‬ألن العمل الرئيسي قد انتهى قبل الوصول إىل ىذه النقطة‪.‬‬
‫‪- 5‬كلمة ختام؟‬
‫إن سر جناح العمل الدرامي وخاصة ادلوجو للطفل‪ ،‬برغم أنو أمر صعب‪ ،‬يعتمد على العمل‬
‫الدءوب والصدق‪ ،‬وقبل كل شيء إخالص النية هلل تعاىل‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫المالحق‬

‫‪79‬‬
‫المالحق‬

‫‪80‬‬
‫المالحق‬

‫‪81‬‬
82
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫المصادر‬

‫‪ .1‬باتريس بايف‪ ،‬معجم املسرح‪ ،‬ترمجة‪ :‬ميشال خطار‪ ،‬مكتبة الفكر اجلديد‪ ،‬املنظمة‬
‫العربية للرتمجة‪ ،‬ط‪ ،1‬بريوت‪ ،‬لبنان‪،‬فرباير ‪2015‬‬

‫عبد القادر بلكروي‪ ،‬فكرة موفق اجلياليل‪ ،‬مسرحية ىاري وفأري واأللوان‪ ،‬ط ‪2005‬‬ ‫‪.2‬‬

‫المراجع‬

‫أمحد صقر‪ ،‬مسرح الطفل‪ ،‬مركز اإلسكندرية للكتاب‪ ،‬ط‪2004 ،1‬‬ ‫‪.1‬‬

‫أمحد جنيب‪ ،‬أدب األطفال‪ ،‬دار الفكر العريب‪ ،‬ط‪ ، 2‬القاىرة‪ ،‬سنة‪1994‬‬ ‫‪.2‬‬

‫أرسطو‪ ،‬فن الشعر‪ ،‬ترمجة ابراىيم محادة‪ ،‬بريوت لبنان‪ ،‬ط‪ ، 1‬د ت‬ ‫‪.3‬‬

‫‪ .4‬أسعد عبد الرزاق وسامي عبد احلميد‪ ،‬مشاكل العمل املسرحي يف املدارس‪ ،‬منشورات‬
‫جامعة بغداد‬

‫‪ .5‬حفناوي بعلي‪ ،‬مسرح الطفل يف املغرب العريب‪ ،‬احلاضر يف املشهد الثقايف‬


‫العريب(املغرب‪ ،‬تونس‪ ،‬ليبيا)‪ ،‬دروب للنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة‪ ،‬اجلزائر‪2014 ،‬‬

‫حنان عبد احلميد العنايب‪ ،‬الدراما واملسرح يف تعليم الطفل‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬االردن‪ ،‬ط ‪،1‬‬ ‫‪.6‬‬
‫‪1997‬‬

‫‪ .7‬سعد أبو الرضا‪ ،‬النص األديب لألطفال ‪ -‬أىدافو ومصادره ومسات ه‪ ،‬رؤية إسالمية‪، ،‬‬
‫مكتبة العبيكان‪ ،‬ط‪ ،1‬الرياض‪2005 ،‬م‬

‫‪ .8‬سعد أبو رضا‪ ،‬يف الدراما "اللغة والوظيفة‪ ،‬نصوص وقضايا"‪ ،‬منشأة املعارف‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‬

‫‪83‬‬
‫طارق احلصري‪ ،‬استلهام الثراث يف مسرح الطفل‪ ،‬دار الوفاء للنشر‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬دط‪،‬‬ ‫‪.9‬‬
‫‪2006‬‬

‫‪ .10‬عبد املالك مرتاض‪ ،‬القصة اجلزائرية املعاصرة‪،‬املؤسسة الوطنية للكتاب‪،‬اجلزائر ‪ 1990‬م‬

‫‪ .11‬عدنان بن ذريل‪ ،‬اللغة واألسلوب‪ ،‬منشورات احتاد الكتاب العرب‪ ،‬دار األفوار للطباعة‬
‫والنشر‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪ 1980 ،‬م‬

‫‪ .12‬عزالدين جالوجي‪ ،‬النص املسرحي يف األدب اجلزائري "دراسة نقدية"‪،‬دار ھومھ‬


‫للطباعة‪ ،‬ط‪2000 ،1‬م‬

‫‪ .13‬عزة حسن حممد امللط‪ ،‬مدرس بكلية الرتبية النوعية‪ ،‬مسرح الطفل والرتبية البيئية‪ ،‬إعداد‬
‫طنطا‪ ،‬قسم اإلعالم الرتبوي‪ ،‬شعبة املسرح‪2006 ،‬‬

‫‪ .14‬عقيل مهدي يوسف‪ ،‬الرتبية املسرحية يف املدارس‪ ،‬دار الكندي للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪1992‬‬

‫‪ .15‬عواطف ابراىيم وىدى قناوي‪ ،‬الطفل العريب واملسرح‪ ،‬مكتبة األجنلوا املصرية‪ ،‬مطبعة‬
‫حسان‪ ،‬القاىرة‪1984 ،‬‬

‫‪ .16‬عيسى عمراين‪ ،‬املسرح املدرسي‪ ،‬دار اهلدى‪ ،‬عني ميلة‪ ،‬اجلزائر‪2006 ،‬‬

‫‪ .17‬فرحان بلبل‪ ،‬النص املسرحي"الكلمة والفعل"‪ ،‬من منشورات احتاد الكتاب‬


‫العرب‪،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪ 2003 ،‬م‬

‫وزي عيسى‪ ،‬أدب الطفل( الشعر‪ ،‬مسرح الطفل‪ ،‬القصة)‪ ،‬دار الوفاء لدنيا الطباعة‬
‫‪ .18‬ف‬
‫النشر والتوزيع‪ ،‬ط ‪ ،1‬االسكندرية‪2007 ،‬‬

‫‪ .19‬لينا نبيل أبو مغلي وآخر‪ ،‬الدراما واملسرح يف التعليم‪ ،‬النظرية والتطبيق‪ ،‬دار الراية للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬األردن‪2007،‬‬

‫‪84‬‬
‫‪ .20‬م‪.‬جولد برج‪ ،‬مسرح األطفال‪ ،‬ترمجة مجيلة كامل‪ ،‬تقدمي ومراجعة علي الراعي‪ ،‬اجمللس‬
‫األعلى للثقافة‬

‫‪ .21‬مأمون رزقات الفرج‪ ،‬مسرح الطفل يف سوريا‪ ،‬املنشورات السورية‪ ،‬دمشق‪2011 ،‬‬

‫‪ .22‬مأمون زرقات الفرج‪ ،‬مسرح الطفل يف سوريا‪ ،‬منشورات اهليئة السورية‪ ،‬سلسلة دمشق‪،‬‬
‫‪2011‬‬

‫‪ .23‬حممد برىوم ونايفة قطامي‪ ،‬طرق دراسة الطفل‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫‪2001‬‬

‫‪ .24‬حممد حسن بريغش ‪:‬أدب األطفال‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪،‬ط‪، 3‬بريوت‪1997 ،‬‬

‫‪ .25‬حممد حسن عبد اهلل‪ ،‬قصص األطفال ومسرحهم‪ ،‬دار القباء للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫‪2001‬‬

‫‪ .26‬حممد عبد املعطي‪ ،‬مسرح الطفل املعاصر بني الرتبوية واجلمالية‪ ،‬مصر للنشر والتوزيع ‪،‬‬
‫‪2009‬‬

‫‪ .27‬حممد عبد اهلادي‪ ،‬أ‪.‬كعب حامت‪ ،‬مسرح الطفل يف اجلزائر بني الراىن واملأمول‪ ،‬قسم‬
‫األدب العريب‪،‬جامعة حممد خيضر‪ ،‬بسكرة‬

‫‪ .28‬حممد فوزي مصطفى‪ ،‬دراسات يف مسرح الطفل‪ ،‬دار الوفاء للطباعة والنشر‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫ط‪2013 ،1‬‬

‫‪ .29‬حممد فوزي مصطفى‪ ،‬مسرح الطفل‪ ،‬مركز اإلسكندرية للكتاب‪ ،‬ط‪2004 ،1‬‬

‫‪ .30‬حممد مبارك الصوري‪ ،‬مسرح الطفل وأثره يف تكوين القيم واالجتاىات‪ ،‬قسم اللغة‬
‫العربية وآداهبا‪ ،‬حوليات كلية اآلداب‪ ،‬احلولية الثامنة عشر‪ ،‬الرسالة ‪1998 ،124‬م‬

‫‪85‬‬
‫‪ .31‬حممد مرتاض‪ ،‬من قضايا أدب األطفال ( دراسة تارخیية فنية)‪ ،‬ديوان املطبوعات‬
‫اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ 1994 ،‬م‬

‫‪ .32‬محمود ح سن إمساعيل‪ ،‬املرجع يف أدب األطفال‪،‬دار الفكر العريب‪،‬ط‪، 1‬القاھرة‪،‬‬


‫‪2004‬‬

‫‪ ،483‬دار‬ ‫‪ .33‬يعقوب الشاروين‪ ،‬تنمية عادة القراءة عند األطفال‪ ،‬سلسلة أقرأ‪ ،‬عدد‬
‫املعارف‪ ،‬القاىرة‪،1984 ،‬‬

‫‪ .34‬يعقوب الشاروين‪ ،‬فن الكتابة ملسرح األطفال‪ ،‬احللقة الدراسية حول مسرح الطفل‪،‬‬
‫اهليئة العامة للكتاب‪ ،‬القاىرة‪1986 ،‬‬

‫مجالت ومقاالت‬

‫‪ .1‬أمحد علي كنعان‪ ،‬أثر املسرح يف تنمية شخصية الطفل‪ ،‬كلية الرتبية‪ ،‬جامعة دمشق‪،‬‬
‫جملة جامعة دمشق‪،‬اجمللد ‪ ،7‬العدد األول‪ +‬الثاين‪2011 ،‬‬

‫‪ .2‬مالك نعمة غايل املالكي‪ ،‬أمهية املسرح املدرسي ومسرح الطفل وتداخلهما لتحقيق‬
‫أىداف تربوية وغياهبما يف املدارس واملؤسسات الرتبوية‪ ، ،‬الرصافة‪ ،1‬العدد ‪ ،11‬متوز ‪2010‬‬

‫‪ ،2001‬العدد‬ ‫مالك نعمة‪ ،‬أمهية املسرح املدرسي ومسرح الطفل‪ ،‬دراسات تربوية‪،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫‪11‬‬

‫جملة العلوم اإلنسانية‪ ،‬فعاليات ملتقى أدب الطفل‪ ،‬عدد خاص‪ ،‬منشورات املركز‬ ‫‪.4‬‬
‫اجلامعي بسوق أھراس‪،‬اجلزائر ‪ 2003 ،‬م‬

‫رسائل ومذكرات‬

‫‪ - 1‬عليمة نعون‪ ،‬مسرح الطفل يف اجلزائر‪ ،‬مذكرة ماجستري يف األدب احلديث‪ ،‬جامعة‬
‫باثنة‪2012 ،‬‬

‫‪86‬‬
‫الفهرس‬

‫مقدمة‪..............................................................................‬أ‬
‫مدخل‪1.............................................................................‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مسرح الطفل (المفهوم‪ ،‬النشأة والتطور)‪8..............................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬المفهوم والنشأة‪9.......... .........................................‬‬
‫‪ - 1‬مفهوم مسرح الطفل ‪9......................................................‬‬
‫‪ - 2‬النشأة والتطور‪9...........................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أنواعه‪ ،‬وظيفته‪ ،‬أهدافه‪ ،‬موضوعاته وخصائصه ‪10....................‬‬
‫‪ - 1‬أنواعه‪10.................................................................‬‬
‫‪ - 2‬وظيفته‪11................................................................‬‬
‫‪ - 3‬موضوعاته‪11.............................................................‬‬
‫‪ - 4‬أهدافه‪12................................................................‬‬
‫‪ - 5‬خصائصه‪13..............................................................‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬مصادر الكتابة المسرحية للطفل‪15..................................‬‬
‫‪ - 1‬الواقع‪15................................................................‬‬
‫‪ - 2‬التاريخ‪16................................................................‬‬
‫‪ - 3‬الرتاث‪17.................................................................‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقنيات الكتابة في مسرح الطفل‪18....................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬طبيعة الكتابة لمسرح الطفل ومقوماته‪19.............................‬‬
‫‪ - 1‬مقوماته‪19...............................................................‬‬
‫‪ - 2‬طبيعة الكتابة دلسرح الطفل‪20..............................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تقنيات الكتابة في مسرح الطفل‪21..................................‬‬
‫‪ - 1‬النص ادلسرحي‪21..................................................‬‬
‫‪ - 2‬اللغة وبناء األسلوب‪21.............................................‬‬
‫‪ - 3‬ادلضمون واألفكار وادلوضوع‪24......................................‬‬
‫‪ - 4‬الشخصيات ادلسرحية‪27............................................‬‬
‫‪ - 5‬احلوار واخلطاب ادلسرحي‪29.........................................‬‬
‫‪ - 6‬الصراع الدرامي‪ ،‬العقدة واحلبكة واألحداث‪31........................‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬خصائص الخطاب المسرحي لألطفال‪35............................‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دراسة تطبيقية لمسرحية 'هاري وفاري واأللوان' لعبد القادر بلكروي ‪39‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ملخص المسرحية‪40................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬دراسة المسرحية‪43.................................................‬‬
‫‪ - 1‬الفكرة وادلوضوع‪43.....................................................:‬‬
‫‪ - 2‬الشخصيات‪45.........................................................‬‬
‫‪ - 3‬احلبكة‪50...............................................................‬‬
‫‪ - 4‬الصراع‪51..............................................................‬‬
‫‪ - 5‬احلوار‪53...............................................................‬‬
‫اللغة‪55................................................................‬‬
‫‪ - 6‬ـ‬
‫المبحث الثالث‪ :‬البعد التربوي والمعرفي للمسرحية‪56..........................‬‬
‫‪ - 1‬البعد الرتبوي للنص ادلسرحي"هاري و فاري"‪56.............................‬‬
‫‪ - 2‬البعد ادلعريف دلسرحية"هاري و فاري"‪58....................................‬‬
‫خاتمة‪59...........................................................................‬‬
‫المالحق‪61.........................................................................‬‬
‫المصادر والمراجع‪82...............................................................‬‬
ّ
‫ملخـص‬

‫هتدف الدراسة ادلوسومة ب" تقنيات الكتابة يف مسرح الطفل" مسرحية ىاري وفاري واأللوان أمنوذجا؛ إىل بيان أمهية‬
‫ واالختالف بني‬،‫ وتبيان اخلصائص والتقنيات اليت تنبين عليها الكتابة الدرامية يف مسرح الطفل‬،‫الكتابة الدرامية يف مسرح الطفل‬
‫ فالنص ادلسرحي ادلوجو للطفل ميثل أعلى صور التعبري األديب للطفل فهو يلخص كل القيم‬.‫النص ادلوجو للطفل واآلخر للكبار‬
‫ باعتباره وسيلة تثقيفية وتربوية متاحة للطفل ويلعع دوراً بارزاً يف حتديد سراديع خلجاتو‬،‫التعبريية السائدة يف سائر فنون األدب‬
‫ إحدى األعمال اإلبداعية‬،‫ كانت مسرحية هاري وفاري واأللوان‬.‫الشعورية والفكرية وادلعرفية وتلبية احتياجاتو اجلمالية والذوقية‬
‫ متثلت أمهها يف درس‬،‫ عديد اخلربات وادلعارف والقيم الرتبوية‬،‫يي الطفل ادلشاىد‬
ٌ ‫ اليت اهمت فيها عبد القادر بلكروي بتلق‬،‫اجلزائرية‬
‫ فهي مالئمة مع‬،‫ أما خصائص البنية الدرامية يف هذه ادلسرحية‬.‫بي األصدقاء بأسلوب مرح‬ ٌ ‫األلوان وتنمية روح الصداقة والتعاون‬
‫ اليت حاول مي خالذلا عبد القادر بلكروي أن يقدم عمال مسرحيا ىادفا وذواقا‬،‫الطفل وهتتم بادلعارف والقيم التعليمية والرتبوية‬
.‫لفئة األطفال‬
..‫ الشخصية‬،‫ احلوار‬،‫ اللغة‬،‫ النص‬،‫ الكتابة‬،‫ مسرح الطفل‬،‫ الطفل‬،‫ التقنيات‬:‫الكلمات المفتاحية‬
‫م‬2018 ‫ جوان‬20 :‫نوقشت يوم‬
Résumé :
Le thème de ma recherche portant "Les techniques d’Ecriture du texte de théâtre pour
l’Enfants d’une étude intellectuelle et pédagogique du pièce de théâtre de « Abdelkader
Belkeroui » ‘Hari wa Fari et les Couleurs’. Toutefois, ce que nous importe dans cette études
est « le texte de théâtre pour l’enfants» qui présente le plus important moyen de l’expression
littéraire puisqu’il résume toutes les valeurs répandues dans tous les arts de littérature du
faits qu’il est un moyen culturel. pédagogique ,éducatif et de distraction pour enfant .le texte
avec la magie qu’il l’enveloppe ce n’est que le reflet de réalité d’une société, qui veille sur
son évolution et traite ses affaires et problèmes. Il a un grand impact sur la créativité de
l’enfant et les capacités psychologiques, esthétiques et spirituelles.
La pièce de théâtre « hary et Fary et Les Couleurs » était un travail créatif Algérien.
Abdulkader Belkeroui était intéressé par l'écoute de l'enfant le spectateur, Expériences,
connaissances et valeurs éducatives. Le plus important était l'étude des couleurs et le
développement de l'esprit d'amitié et de coopération entre amis d'une manière amusante. Les
caractéristiques de la structure dramatique dans cette pièce, Ils sont appropriés avec l'enfant
et sont intéressés par les connaissances et les valeurs éducatives ; Dans lequel Abdelkader
Belkroui a essayé de fournir un jeu significatif et utile aux enfants.
les mots clés: Techniques, Enfant, Théâtre d’Enfant, Ecriture, Texte, Langage,
Dialogue, Personnalité..
Summary :
The theme of my research on "The techniques of writing children's theater text of an
intellectual and educational study of the play of" Abdelkader Belkeroui "'Hari wa Fari and the
Colors’. However, what matters to us in this study is "the theater text for children" which
presents the most important means of literary expression since it summarizes all the values
prevalent in all literary arts of the facts it is a cultural way. educational, educational and
entertainment for children. the text with the magic that it envelops it is only the reflection of
reality of a society, which watches over its evolution and deals with its business and
problems. impact on the child's creativity and psychological, aesthetic and spiritual abilities.
The play "Hry and Fary and The Colors" was an Algerian creative work. Abdulkader
Belkeroui was interested in listening to the child's viewer, experiences, knowledge and
educational values. The most important was the study of colors and the development of the
spirit of friendship and cooperation between friends in a fun way. The characteristics of the
dramatic structure in this piece, They are appropriate with the child and are interested in
knowledge and educational values; In which Abdelkader Belkroui tried to provide a
meaningful and useful game to children.
Keywords: Techniques, Child, Children's Theater, Writing, Text, Language, Dialogue,
Personality ..

You might also like