You are on page 1of 5

‫مسرح الطفل‬

‫‪ /1‬تعريف مسرح الطفل‪:‬‬


‫يع رّ ف معجم المص طلحات الدرامي ة مس رح الطف ل بأن ه "المك ان المهي أ مس رحيا ًّ لتق ديم‬
‫عروض تمثيلية كتبت وأخرجت خصيصا ً لمشاهدين من األطفال‪ .‬وقد يك ون الالعب ون كلهم‬
‫من األطفال‪.‬‬
‫مسرح الطفل هو المسرح الذي يخدم الطفولة سواء أقام به الكب ار أم الص غار م ادام اله دف‬
‫هو إمتاع الطفل و الترفيه عنه و إثارة معارفه ووجدانه وحسه الح ركي أو تش خيص الطف ل‬
‫ألدوار تمثيلية و لعبية و مواقف درامي ة للتواص ل م ع الكب ار أو الص غار‪ ،‬و يع ني ه ذا أن‬
‫الكبار يؤلفون و يخرجون للصغار ما داموا يمتلكون مهارات التنش يط و اإلخ راج و تقني ات‬
‫إدارة الخشبة ‪ ،‬أم ا الص غار فيمثل ون و يع برون باللغ ة و الحرك ة و يجس دون الشخص يات‬
‫بطريقة مباشرة أو غير مباشرة اعتماد على األقنعة‪.‬‬

‫‪ /2‬لمحة تاريخية على نشأة مسرح الطفل‪:‬‬


‫أول عرض مسرحي طفولي في اسبانيا‪ ‬كان يحمل عنوان "خليج األعراس " سنة ‪ 1657‬م‪،‬‬
‫وقد قدم الع رض بحديق ة األم ير فرنان دو ابن فيلي بي الراب ع مل ك إس بانيا‪ ،‬وه و من ت أليف‬
‫الكاتب المسرحي الكبير بدرو كالدرون دي الباركا‪.‬‬
‫وفي‪ ‬الواليات المتحدة األمريكية‪ ‬أنشأت‪ ‬ميني هينز س نة ‪1903‬م مس رح األطف ال التعليمي‪،‬‬
‫ومن العروض الطفلية التي قدمتها هي‪ :‬األمير والفقير‪ ،‬واألميرة الصغيرة والعاصمة‪.‬‬
‫وفي روسيا ظهر مسرح الطفل س نة ‪1918‬م‪ ‬وج ل قصص ه الدرامي ة غربي ة مث ل‪ :‬مالبس‬
‫اإلمبراطور واألمير والفقير‪،‬‬
‫وبالتالي ف ان‪ ‬أورب ا تع رفت على مس رح الطف ل قب ل الع الم الع ربي ال ذي لم يعرف ه إال في‬
‫السبعينيات من القرن العشرين‪،‬‬
‫‪ /4 ‬أقسام مسرح الطفل‪:‬‬
‫‪ ‬أ‌‪ -‬المسرح التلقائي أو الفطري‪:‬‬
‫وهو مسرح يخلق مع الطف ل ب الغريزة الفطري ة‪ ،‬يس تند في ه إلى االرتج ال والتمثي ل اللع بي‬
‫والتعبير الحر التلقائي (مثل لعبة العريس والعروسة)‪.‬‬
‫ب‌‪ -‬المسرح التعليمي‪ :‬هو ذلك المسرح الذي ينجزه التلميذ تحت إشراف المربي أو المنش ط‬
‫أو الم درس أو األس تاذ وبوج ود نص وص مع دة س لفا ض من المق ررات الدراس ية‪ .‬ويمكن‬
‫تفريعه أيضا إلى‪:‬‬

‫‪   -‬مس رح التعليم األولى‪ :‬ويرتب ط بالكت اتيب القرآني ة والتربوي ة وري اض األطف ال‬
‫حيث يمثل التالميذ مجموعة من األدوار المسرحية التي يقترحها المربون عليهم‪.‬‬
‫‪  -‬المسرح المدرسي‪ :‬هو ذلك المسرح الذي يستخدم التمثيل داخل المؤسسة التربوي ة‬
‫(المدرسة االبتدائية واإلعدادية والثانوية) بمثابة تقنية بيداغوجية لتحقي ق األه داف المس طرة‬
‫سواء أكانت أهدافا عامة أم خاصة وتستهدف الجوانب الفكرية والوجدانية والحسية الحركية‪.‬‬
‫ويشرف على هذا المسرح المدرس وذلك بتنشيط التمثيل الذي يقوم به التالمي ذ داخ ل القس م‬
‫أو أثناء المناسبات الرسمية (األعي اد الديني ة والوطني ة) وغ ير الرس مية (ف ترة نهاي ة الس نة‬
‫الدراسية لتوزيع الجوائز وإعالن النتائج)‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ /5‬أنواع‪ +‬مسرح الطفل‪:‬‬


‫‪   -‬مسرح خيال الظل‪ :‬يعتمد خيال الظل على األشعة الضوئية لتش خيص أش ياء من خالله ا‬
‫تنعكس الظالل على شاشة خاصة وذلك باستعمال األيدي واألرجل وبعض الصور‪.‬‬
‫وقد عرف خيال الظل في مصر والعراق‪ ،‬ويذكر أن ص الح ال دين األي وبي حض ر عرض ا‬
‫لخيال الظل مع وزيره القاضي الفاضل عام ‪567‬هـ‪ ،‬وقد اشتهر في هذه اللعب ة ابن دانيــال‬
‫الموصلي والشيخ مسعود وعلي النحلة وداود العطار الزجال‪ .‬وقد ارتحل خي ال الظ ل ع بر‬
‫مجموعة من الدول والمناطق ليستقر في الوطن العربي بع د أن انتق ل من الهن د إلى الص ين‬
‫حيث تسلمته القبائل التركية الشرقية والتي سربته بدورها إلى فارس ثم إلى الش رق األوس ط‬
‫وتلقته مصر لتنشره في شمال إفريقيا‪.‬‬
‫‪ -‬مسرح العرائس‪ :‬هو مسرح الدمى أو الكراكيز‪ ،‬وهو نوعان‪ :‬نوع يح رك أم ام الجمه ور‬
‫مباشرة بواسطة خيوط‪ ،‬واآلخر يحرك بأيدي الالعبين أنفسهم‪ .‬وهو مسرح مكشوف يعرض‬
‫قصصه في الهواء الطلق وله ستارة تنزل على الدمى أو ترتفع عنها‪ .‬أما الممثل ون فش خص‬
‫واحد أو أكثر وقد يصلون إلى خمسة وهم على شكل دمى محرك ة بواس طة أي دي الالع بين‬
‫من تحت المنصة أو بواسطة الخيوط‪.‬‬
‫وقد تفنن اليابانيين في مس رح الع رائس ح تى أص بح إح دى أدوات التعليم والتلقين‪ ،‬فهم من‬
‫األوائل الذين أتقنوا هذا النوع من المسرح حيث يتهافت عليه الصغار والكبار بدون استثناء‪.‬‬
‫وثم ة كث ير من المخ رجين المعاص رين من يعتم د على مس رح ال دمى كبي تر ش ومان في‬
‫مسرحه الذي يسمى بمسرح الدمى والخبز‪.‬‬
‫‪ -‬المسرح اإلذاعي‪ :‬هو ذلك المس رح ال ذي تنقل ه وس ائل اإلعالم وتذيع ه بين الن اس مرئي ا‬
‫وبصريا وسمعيا سواء في الراديو أم التلفزيون أم الشاشة الكبيرة‪.‬‬

‫‪ /6‬فوائد المسرح لدى الطفل‪:‬‬


‫يعتبر مسرح الطفل من اهم الوس ائل ال تي تعتم د عليه ا التربي ة الحديث ة في تط وير وتنمي ة‬
‫العديد من المهارات والقدرات لدى األطفال والتي يصعب تحقيقها عن طريق وسائل أخ رى‬
‫منها القدرات اللغوية‪ ،‬زرع روح المبادرة‪ ،‬تعزيز الثق ة ب النفس‪ ،‬تط وير المه ارات الحس ية‬
‫والحركية ‪....‬الخ‪.‬‬
‫ولكون المسرح يتيح للطفل المشاركة بل يعتبر المنشط الرئيسي في القي ام ب األدوار الموكل ة‬
‫ل ه وال تي تتناس ب ميوالت ه وقدرات ه أو إعطائ ه ال دور ال ذي يمكن ان يع الج او يقل ل من‬
‫اض طراب معين لدي ه‪ ،‬ف ان ذل ك يفتح المج ال واس عا ويمنح ه فرص ا اك بر للوق وف على‬
‫القدرات والصعوبات وبالتالي يحاول جاهدا ان يقوم بالتص حيح ال ذاتي للص عوبات ويحتف ظ‬
‫بالقدرات المكتسبة‪.‬‬
‫‪ ‬ويمكن ان نحصر فوائد المسرح لدى الطفل في المحاور التالية‪:‬‬

‫‪   -‬الفائدة العقلية‪:‬‬
‫‪ ‬يلعب مس رح الطق ل دورا هام ا في تنمي ة وتط وير وظائف ه العقلي ة العلي ا (ال ذكاء‬
‫‪،‬التصور‪،‬التذكر) فالوضعيات التي يجد الطف ل نفس ه فيه ا وال تي يتطلبه ا ع رض مس رحي‬
‫تفرض عليه توظيف ذكائه حتى يقدم دورا ناجح ا يتقي د في ه بتوجيه ات وارش ادات الم ربي‬
‫والشروط الموضوعية للنص المسرحي ‪ ،‬كما ان المس رح يمكن ان يط ور ق درات التص ور‬
‫والخيال ل دى الطف ل حس ب الموض وع ال ذي يتناول ه النص المس رحي وخاص ة‪  ‬اذا تن اول‬
‫الشخص يات الخرافي ة واالس طورية حيث ت دفع بالطف ل الى االجته اد ح تى يقل د االيم اءات‬
‫والحركات والكلمات لكي يكون اقرب لتقمص الشخصية الخيالية الموكلة اليه‪.‬‬
‫كما ان المسرح يضع الطف ل في وض عيات تجعل ه يجته د ويوظ ف إمكانات ه لكي يتمكن من‬
‫تث بيت واس ترجاع الحرك ات‪ ،‬الكلم ات‪ ،‬االيم اءات ‪....‬الخ وال تي تس اعده في أداء ال دور‬
‫المسرحي المنوط به بكفاءة وبشكل صحيح‪.‬‬
‫‪   - ‬الفائدة النفسية‪+:‬‬
‫للمس رح ق درة هائل ة على عالج االض طرابات النفس ية المختلف ة وال تي يع اني منه ا بعض‬
‫األطفال ‪ ،‬ان المواقف التي يضعها المسرح في الطفل تجعل ه اك ثر ثق ة في النفس من خالل‬
‫نجاحه في أداء الدور المنوط به كما يس اعده في تخطي بعض المش كالت اللغوي ة من خالل‬
‫القدرة على تصحيح الكلمات والجمل ونطقها بالشكل الصحيح ‪ ،‬باإلضافة الى التحلي ب روح‬
‫المبادرة وااليداع واالقدام بدل الخوف والتردد واالحجام‪.‬‬
‫ان المس رح يس اعد الطف ل على االن دماج في المجتم ع من خالل التع ود على لعب األدوار‬
‫الجماعي ة والتع اون والتنس يق م ع بقي ة الشخص يات المش اركة في المس رحية فينفتح على‬
‫االخرين ويكون عالقات اجتماعية إيجابية أساسها التفاهم‪ ‬والتشاور والتضامن‪.‬‬

‫‪   -‬الفائدة الحسية‪+:‬‬
‫‪ ‬نظرا لكون حواس الطف ل في مراح ل تظ وره ونموه ا ف ان المس رح يس اعد الطف ل بش كل‬
‫ملحوظ على تطويرها بشكل اكبر واسرع ‪ ،‬فالطفل يعم ل ك ل م ا بوس عه لكي يك ون يقض ا‬
‫ومنتبها اثتاء العرض المسرحي وخاصة حاس تي البص ر والس مع فمن خاللهم ا يس تطيع ان‬
‫يتفاهم ويتواصل سواء مع الشخصيات المشاركة او مع الجمهور ‪.‬‬
‫ان الذاكرة السمعية ل دى الطف ل تتط ور بش كل احس ن وادق م ع م رور ال وقت‪ ،‬فه و مل زم‬
‫باالستماع واالصغاء لم ا تقول ه الشخص يات المش اركة ح تى يتس نى ل ه الت دخل وال رد بم ا‬
‫يتوجب عليه‪ ،‬كما يلزمه تقليد الحركات وااليماءات بالشكل المطلوب والدقيق وهذا لن يكون‬
‫اال بتدخل الذاكرة البصرية‪.‬‬

‫‪  - ‬الفائدة الحركية‪:‬‬
‫يس اهم المس رح في تنمي ة المه ارات الحركي ة ل دى الطف ل من خالل طبيع ة األدوار‬
‫والشخصيات التي يمثله ا‪ ،‬ف اذا ك ان على الطف ل ان يمث ل دور حي وان معين فعلي ه ان يقل د‬
‫حركات وسكنات ذلك الحيوان س واء من خالل المش ي على االط راف األربع ة او القف ز أو‬
‫الركض ‪....‬الخ‬
‫وكل هذه السلوكيات الحركية تس اعد الطف ل على التحكم الجي د في حرك ات جس مه والق درة‬
‫على مراقبتها‪ ،‬كما تسهم في تنمية وتطوير مختل ف الوض عيات الحركي ة بداي ة من الحرك ة‬
‫العامة الى حركات أطراف الجسم‪.‬‬
‫ولالشارة يمكن ان يستعمل المسرح في التقليل من بعض اإلض رابات الحركي ة ال تي يع اني‬
‫منها بعض األطفال من خالل اختيار الموضوع المناسب‪.‬‬

‫‪ ‬الخاتمة‪:‬‬
‫ان العلوم التربوية الرائدة والحديثة تجزم بأهمية المسرح بالنسبة للطفل لما له من فوائد جمة‬
‫في تنمي ة وتط وير العدي د من المه ارات والتقلي ل او إزال ة العدي د من الص عوبات‬
‫واالضطرابات‪.‬‬
‫وعليه بات من الضروري اتاحة الفرصة لجميع األطفال بداي ة من ري اض األطف ال لمماس ة‬
‫نشاطات مسرحية بش رط ان تك ون ذات مواض يع مناس بة للمرحل ة العمري ة لألطف ال ح تى‬
‫يتمكن وا من أدائه ا بش كل س هل وص حيح‪ ،‬وك ذلك تك ون محبوب ة ومرغ وب فيه ا من قب ل‬
‫األطفال‪.‬‬

You might also like