Professional Documents
Culture Documents
كلية التربية
قسم التربية الفنية
الدرسات العليا /الماجستير
مسرح االطفال
جزء من متطلبات مادة المسرح الصفي
اعداد الطالبة
ريحانة علي باقر
باشراف
أ.م.د قبس ابراهيم محمد
"مسرح الطفل هو المسرح الذي يقوم على االحتراف من اجل األطفال والناشئة وحددت وظيفته االجتماعية
بأنها مساهمة عن طريق العمل الفني في التربية وبناء األجيال الصاعدة وينطبق على مسرح األطفال كل
ماينطبق على مسرح الكبار من عناصر أدبية وفنية فهو يحتاج إلى كاتب موهوب مبدع مثقف دارس
2
العناصر المسرحية ومقوماتها ولخصائص األطفال ومراحل نموهم كما يحتاج إلى مخرج خالق متميز".
فمسرح األطفال هو احد األشكال التي تقدم فيها العروض من قبل ممثلين يعبرون عن شخصيات
بشرية تسرد قصصا مسرحية موجهه للطفل غير أن مسرح الطفل يختص بانقسامه إلى ثالثة أقسام حيث
نجد مسرح الطفل بالطفل وهو المسرح الذي يمثل فيه األطفال بأنفسهم ويعرضونـ مسرحياتهم أمام جمهور
آخر من ذات الفئة (األطفال) ،أما القسم الثاني فهو شكل يمثل فيه الكبار للصغار وهناك جزء يشترك فيه
كل من الكبار وفئة الصغار،غير أن هذه األشكال تركز دائما على أن تكون مسرحياتها ومواضيعها
3
وقصصها موجهة إلى الطفل إضافة إلى هدفها التعليمي والتربوي والفني تجاه هذه الفئة بشكل خاص.
"يبقى مسرح الطفل على عالقة بالجانب السيكولوجي لألطفال،وذلك نظرا لكون التمثيل احد ألوان
اللعب اإليهامي للطفل،حيث أن األطفال يعبرون عن الدوافع الطبيعية التي ال تتضح عادة إال في مرحلة
المراهقة أو بعدها باللعب خالل مرحلة الطفولة ففي السنة الثالثة يلعبون بالدمى ويسلكون معها سلوكا شبيها
4
بالسلوك الذي يبعث حنان الوالدين".ـ
كان الشباب اإلغريقيون في مدينة أثيـنـــا يتعلمون الرقص التعبيري ضمن البرنامج الدراسي .وقد أورد
أفالطون في "جمهوريته" ضرورة تلقين الجند فن المحاكاة ،وذلك بتمثيل أدوار درامية تتعلق بالمروءة
والفضيلة والشجاعة دون غيرها من األدوار المشهدية تفاديا من تأثير محاكاة الرذيلة على طباع الجنود.
وفي فرنسا ،اهتم كبار أعالم المسرح الكالسيكي بالمسرح المدرسي ،حتى إن رجال الكنيسة الذين أعلنوا
رفضهم للمسرح وثاروا عليه وشنوا عليه حرب وجدوا في ممارسة هذا الفن في الحقل التربوي فائدة
ومتعة .فهذا مثال بوسوي الذي كان عدوا لدودا للفن الدرامي يعلن في كتابه "خواطر وأفكار عن التمثيل"
أنه ليس من الجائز منع المسرحيات الموجهة إلى األطفال والشباب أو إدانتها مادامت تسعف األساتذة في
عملهم التربوي عندما يتخذونها تمارين تطبيقية وأنشطة فنية لتحسين أسلوب ناشئتهم وتنظيم عملهم
الدراسي.
وقد ترجم رونسار مسرحية "بلوتوس" ألريستوفان المسرحي اليوناني لكي يمثلها تالميذ معهد كوكوري
كما تحدث مونتاني في كتاباته عن ممارسته للمسرح عندما كان تلميذا ،واعتبر أن مثل هذه التمارين ممتازة
5
جدا وهامة لتكوين الناشئة".
وقدمت مدام أستيفاني دي جينليس عرضا مسرحيا خاصا بالطفل في باريس وعرضت كذلك مسرحية
(المسافر) وقد قام بأدوارها أبناء الدوق ،ومسرحية (عاقبة الفضول) التي تصور ما يجلبه الفضول على
صاحبه ،وكان التأليف والتلحين لمدام دي جينليس المربية .وسار أرنود بركين على غرار دي جينليس في
تقديم العروض المسرحية المتعلقة باألطفال ،وهما معا من أتباع مدرسة الكتابة لألطفال في فرنسا
ويرفض جان جاك روسو تعليم الطفل بواسطة الكتب ويفضل أن تعلمه الطبيعة بواسطة اللعب والحركة
والحواس والمشاركة .وقد ركزت السيدة (دي جينليس) على اللعب والمسرح الطفولي باعتبارهما مدخلين
أساسيين للتعليم واكتساب األخالق مقتدية في ذلك بفلسفة جان جاك روسو .وقد صرحت في النصف الثاني
من القرن الثامن عشر بأن "أديل وتيودور ،مثل األطفال جميعا يحبان اللعب كثيرا ،ولسوف يصبح هذا
7.
اللعب ،بفضل عنايتي ،درسا حقيقيا في األخالق"
من جهة أخرى ،فقد تبنت المؤسسات التربوية مجموعة من األنشطة المسرحية في الكثير من بلدان العالم،
وكانت تستهدف فئة عمرية معينة وهي فئة األطفال الصغار ،وكانت أغلب عروض هذه األنشطة تجمع بين
المتعة والفائدة ،والتسلية والتهذيب األخالقي دون أن ننسى المقصدية األساسية من هذا المسرح الطفولي
والتي تتمثل في التربية والتعليم وتكوين النشأ.
ونستنتج من هذا أن أوربا عرفت مسرح الطفل قبل العالم العربي الذي لم يعرفه – حسب علمنا – إال في
السبعينيات من القرن العشرين ،وإن كان الباحث المغربي مصطفى عبد السالم المهماه يرى أن المغرب
عرفت مسرح الطفل "عندما استولى اإلسبان على مدينة تطوان ،حيث مثلت فرقة بروتون مسرحية
بعنوان" :الطفل المغربي" ،وذلك على خشبة مسرح إيزابيل الثانية بتطوان ،وهي أول خشبة في العالم
العربي وفي إفريقيا ،وبعدها قاعة مسرح األزبكية ،واألوبرا بالقاهرة بمناسبة فتح قناة السويس ،واعتبروا
ذلك هو بداية مسرح الطفل والمسرح عامة".8
عبد الرزاق،جعفر.أدب األطفال( ،منشورات اتحاد الكتاب العرب دمشق 1979 ،م) ،ص .99 6
المستوى التربوي-:
ان مسرح الطفل كممارسة تربوية له من االهداف المساهمة في بناء شخصية الطفل حيث انه يقوي الثقة
بالنفس وهذا ماينعكس على تجاوز مجموعة من الحاالت كاالنطواء والشدود التي غالبا ما يصادفها
المعلم ،االستاذ داخل الصف .
كما ان المسرح فرصة بالنسبة للطفل لتغذية الخيال وتقوية الذاكرة في حالة االداء او التلقي ففي حالة التلقي
يقوي من القدرة على المالحظة والتركيز فضال عن حالة االداء التي تتم تعوده على االنضباط وااللتزام
فضال عن التمثيل الذي يساعد على التعبير سواء بالحركة او الجسد و الكلمة.
وبالحديث في المجال التعليمي فاللمسرح المدرسي اهداف متعدده تنعكس على التلميذ في المجال التعليمي
فهو يمنح للطفل القدرة على استيعاب المصطلحات والتقنيات المناسبة لمستواهم سواء على الرصيد
المعرفي او اللغوي وتوضيف كل ذلك على مستوى التعبير والحوار .
كما من شان المسرح ان يعمق المهارات العقلية واالساسية فما قد يبدوا ممال واعتياديا من خالل الحصص
التعليمية داخل الفصل او حتى في الكتب فقد تكون الممارسة التعليمية مباشرة وذات عالقة وطيدة من
الطفل .
كما ان التمثيل من شانه ان يطور قدرة الطفل على االلفة مع الجسد "فالطفل ميال بطبعه البشري إلى
اختزال مجموعة من االنفعاالت والتصورات وهذا ماتضيف عليه الكلمه" احيانا ولهذا غالبا مايتعمد الطفل
إلى االستعانة بالحركة واالشارة وتقمص االدوار والتحكم في المالمح والحركات
اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ:
كما ان المسرح المدرسي يهدف بدوره ويمتد خارج محيط المدرسه إلى المجال االجتماعي فهو يدعوا إلى
تاسيس عالقه جديده فهو يسعى إلى تشكيل كل اشكال االنغالق على الذات وعدم التفاعل إلى القيام على
مجموعة من العالقات انطالقا من العالقة من المدرسة،العالقة مع االسرة .
المسرح عموما ظاهرة اجتماعية يكون الطفل فيها مشاركا سواء على مستوى التاليف او التمثيل او اخراج
فهو بشكل او باخر يصبح فاعال في العالقات االجتماعية وسطه،وبذلك يصبح الطفل مدمجا في المجتمع،
كما انه يحس بنفسه فاعال في المجتمع مما يساعده على ممارسة ثقافية واكتشاف ونشر قيم مجتمعية داخل
مجتمعه وثقافته الخاصه .
المستوى النفسي:
لقد عرفت مجموعة من الدراسات التي قام بها مجموعة من علماء النفس من خالل دراستهم للجانب النفسي
للمسرح المدرسي،وخلصت الدراسات إلى تحقيق شفاء نفسي فعال من خالل كل التقنيات الموظفة
كالتمثيل }ان التمثيل من اهم الوسائل التي تستخدم لتحقيق الشفاء النفسي فقيام المرء بتمثيل دور ما في
احدى التمثيليات او قيامه بمشاهدة تلك التمثيلية يؤديان عادة إلى نقص التوتر النفسي وتخفيف حدة
االنفعاالت المكبوته وذلك عندما يندمج الممثل او المتفرج في جو التمثيلية ويتقمص دورا معينا{
وقد التقتصر اهداف مسرح الطفل على ما ذكرناه حيث يهدف ايضا إلى اشباع حاجات الطفل الفكرية
9
والنفسية واالجتماعية لخلق التوازن لدى الطفل للتكيف مع الذات والموضوع وتحقيق النمو البايلوجي.
-1مسرح الطفل الشعري .:إن كتابة مسرحيات شعرية لألطفال تعد من أكثر ألوان الكتابة اإلبداعية
صعوبة,لما تتطلبه من عناصر درامية وفنية,فالشاعر مطالب بكتابة مضمون هادف في إطار إيقاعي
حواري مكثف بعيدا عن خوض هذا المضمار حتى إن شوقي الذي أسس المسرحية الشعرية في األدب
العربي لم يكتب مسرحا شعريا لألطفال بالرغم من دعوته لالهتمام بأدب األطفال وإسهامه بما كتبه من
شعر لهم.
وان مسرح الطفل الشعري يتسم بالذروة قياسا بفنون األطفال األخرى ،وذلك لما يتضمنه من عناصر
الجذب والتشويق السيما البناء اإليقاعي أو الموسيقي.
-2مسرح الطفل النثري .:يعد األستاذ عبد التواب يوسف ابرز كتاب المسرحية النثرية لألطفال،وقد خاض
تجربة كتابة دراما األطفال منذ الستينات،وهي الحقبة الذهبية التي شهدت ازدهارا واضحا في مسيرة
المسرح في مصر،وتعد مسرحية "عم نعناع "أول مسرحية كتبها عبد التواب يوسف لألطفال وذلك في عام
،1964وقدمت كعرض مسرحي في العام ذاته ويدل البناء الفني على أن المسرحية النثرية لألطفال بلغت
على يد عبد التواب أوج نضجها نظرا لرصيده وخبرته الفنية الممتدة في الكتابة للمسرح.
13