You are on page 1of 190

‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.

net‬‬

‫‪1‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫البحــث التربـــوي‬
‫مناهج ـ ــه وتقنياتـ ـ ــه‬

‫(لفائدةـ أساتذة وطلبة المعاهدـ التربوية‪ ،‬وكليات القانون واآلداب والفنون)‬

‫الدكتور جميل حمداوي‬

‫‪2‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫العنوان‪ :‬البحث الرتبوي‪ :‬مناهجه وتقنياته‬


‫املؤلف‪ :‬د‪.‬مجيل محداوي‬
‫‪.‬الطبعة األوىل‪2013 :‬م‬
‫رقم اإليداع القانوين الوطين‪MO.... 2011 :‬‬
‫الرتقيم الدويل‪:‬‬
‫املطبعة‪ :‬مطبعة< اجلسور ش‪.‬م‪.‬م وجدة‬
‫‪ ،40‬شارع رمضان الكاضي‬
‫‪0536703185‬‬
‫مجيع احلقوق حمفوظة للمؤلف‬

‫‪3‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫إه ـ ـ ـ ــداء‬

‫أهدي هذا العمل المتواضع إلى جميع الطلبة األساتذة بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين‪،‬ـ فرع‬
‫الناظور (المغرب)‪.‬ـ كما أهديهـ أيضا إلى أساتذةـ المركز‪ ،‬ومديره األستاذ حسن نجاري‪ ،‬وإلى جميع‬
‫اإلداريينـ واألعوان المساعدينـ بدون استثناء‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫تقديم بقلم‪ :‬الدكتور فريد أمعضشو‬

‫البحث يف ش<ىت ُحق<ول املعرف<ة‪ ،‬وه<و أمهّي<ة‬ ‫ْ‬ ‫لعلّه من نافِلة القول تأكي<د ْ<أم ٍر يب<دو أن<ه ق<د ْأمس<ى إح<دى ُمس<لّمات‬
‫َ‬
‫األدبية والفنّية< وغريها‪ .‬فهو الذي يُنري ُدروب الباحث‪ ،‬ويوفّر أس<<باب بل<<وغ "احلقيق<<ة"< املبح<<وث‬ ‫املَنهج يف الدراسات َ‬
‫َ‬
‫عام< <ةً من‬‫للمش <<تغلني مبج <<االت البحث العلمي ّ‬ ‫ض< <ل م <<ا يق ّدم< <ه< ُ‬ ‫عنه <<ا‪ ،‬ويُر ّش< <ح نت <<ائج البحث لالعتم <<اد‪ ...‬وذل <<ك بف ْ‬
‫وتقنيات وإجراءات َع َمليّة تُعينُهم على قراءة الظواهر والنصوص< مالحظ<ةً وتفكيك<اً وحتليالً وت<<أويالً وتقومياً‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫مفاهيم‬
‫َ‬
‫وحف< ُ<ره يف أدمي‬ ‫وبق< ْدر م<<ا تك<<ون ص<وى املنهج واض<<حةً‪ ،‬وآلي<<ات اش<<تغاله حمدَّدة بدق<<ة‪ ،‬يك<<ون أداء ِ< ِ‬
‫اآلخ ذ ب<<ه ناجع<اً‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬
‫فوره<<ا‪.‬‬ ‫ِ‬
‫مو َ‬ ‫املقارب <ة< واملعاجلة مض<<مو َن الثم<<ار ْ‬ ‫<ردوده يف َ‬ ‫<اره مض<<بوطاً َجليّ <اً؛ ممّ<<ا جيع<<ل م< َ‬ ‫فع<<االً‪ ،‬ومس< ُ‬ ‫املَ<<دروس و َغ< ْ<وره ّ‬
‫الرب َهنة عليها‪.‬‬ ‫مسعاه حنو ك ْشف احلقيقة أو ْ‬ ‫سيٌر يف ْ‬ ‫وبدون ذلك لن يستقيم للباحث ْ‬
‫ِ‬
‫ومنَظِّري< <ه< يف اآلداب والفن <<ون‬ ‫<الت َحظّ <<ا واف <<راً من اهتم <<ام دا ِرس <<ي الغ < ْ<رب ُ‬ ‫وإذا ك <<انت املس <<ألة املنهاجي <<ة ق <<د ن < ْ‬
‫<ريب منه<<ا‪ ،‬ب<<الرغم‬ ‫<اد – مبِث<<ل تل<<ك العناي<<ة وال بق< ٍ<‬ ‫ظ – كم<<ا ه<<و ب< ٍ‬ ‫واإلنس<<انيات‪ <،‬من<<ذ أم< ٍ<د بعي<<د‪ <،‬إالّ أهنا‪ ،‬عربي<اً‪ ،‬مل حَتْ< َ‬
‫قودنا احلديث<ة< واملعاص<رة تظ ّ<ل‪ <،‬يف أغلب األح<ايني‪ ،‬عال<ةً على النق<<د الغ<ريب ونظريات<<ه ومفهومات<<ه ومناهج<<ه يف‬ ‫من أن نُ َ‬
‫حجم االض<<طراب ال<<ذي يَ ِس < ُم املنهج يف مش<<هدنا األديب من<<ذ الس<<تينيات‪ <،‬من ج<<وانب‬ ‫الدراس<<ة‪ .‬وال خَي فى‪ ،‬ك<<ذلك‪ْ ،‬‬
‫قوم<<ات كِيان<<ه‬ ‫ض <ْبط أدوات<<ه وفِق<<ه ُم ِّ‬ ‫والتمكن من َ‬ ‫ُّ‬ ‫خمتلف<<ة ليس أقلّه<<ا ش<<أناً مس<<ائل املص<<طلح وم<<دى اس<<تيعاب َ<ج ْ<وهره‬
‫ُ‬
‫األمُر الذي يدعو‪ ،‬بإحلاح‪ ،‬إىل إيالء القضية املنهاجية يف الدراسات األدبية واإلنس<<انية‪ ،‬عموم<اً‪َ ،‬مزي<<داً من‬ ‫اإلجرائية‪ْ <.‬‬‫ْ‬
‫بضبط ميكانيزمات اشتغاهلا‬ ‫الغريب الوافدة وسياقاهتا‪ ،‬وانتهاءً ْ‬ ‫الوقوف على َمرجعيات مناهج النقد ّ<‬ ‫من ُ‬‫االهتمام بَ ْدءاً َ‬
‫وجتلي<<ة قيَم<<ه الفكري<<ة واجلمالي<<ة‪ <،‬بع<<د االجته<<اد يف ْتبيِئته<<ا‬ ‫<ك ُم ْس <ت ْغلَقات النص الع<<ريب‪ْ ،‬‬ ‫متهي<<داً لتوظيفه<<ا ال<<واعي يف ف< ّ‬
‫واص مُت يِّزه‪.‬‬
‫تواصل بينها وبني أدبنا مبا له من َخ ّ‬ ‫ٍ‬ ‫وخ ْلق ُجسو ِر‬
‫طرح<اً واح<داً‪ ،‬متم<<اثالً يف ِح ّدت<<ه وحجم إش<كاالته‪ ،‬ب<ل إن ذل<ك يتب<ايَن من حق<ل‬ ‫وال تُطَْرح< مس<<ألة املنهج ل<<دينا ْ‬
‫آخر؛ ألنّا نُْلفي ُحقوالً التفتت< إىل تلك املس<ألة من<ذ عق<ود‪ ،‬وح<اولت املض ّ<ي هبا أش<واطاً إىل األم<ام؛ فك<ان‬ ‫معريف إىل َ‬
‫ُ‬
‫من متطَلَّب< <<ات ذل< <<ك ونتائج< <<ه‪ <،‬مع< <اً‪ ،‬أ ْن ظه< <<رت فيه< <<ا كتاب< <<ات واجته< <<ادات رامي< <ةٌ< إىل ر ْس< <م طري< <ق< البحث< فيه< <<ا‪،‬‬
‫<آليف‬
‫وا ْس<تجالء< معامله<<ا وآلياهتا وتقنياهتا‪ .‬ويف املُقاب<<ل‪ ،‬ن<<رى حق<<وال أخ<<رى م<<ا ت<<زال يف َمس<<يس احلاج<<ة إىل َرفْ<<دها بت< َ‬
‫ختص الشأن املنهجي فيها؛ كما هو احلال بالنسبة< إىل جماالت البحث الرتبوي العريب‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫<من منظوم<<ة البحث العلمي الع<<ريب بعام< ٍ<ة‪ ،‬تَنِ ّم عن وج<<ود خص<اص‬ ‫إن ملْحةً َع ْجلى إىل واقع البحث< الرتبوي‪ ،‬ض< َ‬
‫<دد من جوانب<<ه‪ <،‬خبالف م<<ا ه<<و ملح<<وظ‪ ،‬مثالً‪ <،‬يف جمال البحث األديب‪ .‬ويتأك<<د ذل<<ك النقص من خالل‬ ‫ونقص يف ع< ٍ‬
‫<دربني يف مراك<<ز التك<وين‪ .‬ل<ذا‪،‬‬ ‫املتكررة اليت تُ ْس َمع‪ِ ،‬مراراً‪ ،‬من الباحثني يف علوم الرتبي<ة< أن ُف ِس<هم‪ ،‬ومن املت ِّ‬ ‫الشَّكاوى ِّ‬
‫جتد كث < <<ريين منهم يُ ْق< < < ِ<دمون على إجناز أحباثهم الرتبوي< < <<ة والديدكتيكي< < < <ة< متو ِّس< < < <لني مبن< < < ِ‬
‫<اهج النق< < < <د< األديب ونظريات< < <<ه‬ ‫ُ‬
‫‪5‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫مقوم<ات املنهج يف‬ ‫<حيح أن مجل<ةً من ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ومفاهيمه‪ ،‬ناسني – أو ُمتناسني – ما بني اجملالنْي البَ ْحثينْي من فروق م<ائزة! ص ٌ‬
‫<ال‬
‫نفسه – تس<<تلزم ْإعم< َ‬ ‫الدرس النقدي واألكادميي تنسحب على البحوث الرتبوية والبيداغوجية‪ <،‬ولكنها – يف اآلن ِ‬
‫ُ‬
‫خاص ٍة تالئم طبيعتَها‪.‬‬ ‫تقنيات< وإجراءات منهجية أخرى ّ‬
‫<اخ علمي ْأومأن<<ا إىل بعض جتليات<<ه‪ ،‬ت<<زداد حاجتن<<ا إىل تك<<وين‬ ‫وم<<ع ت<<وايل االهتم<<ام ب<<البحث< ال<<رتبوي‪ ،‬يف ظ< ّ<ل من< ٍ‬
‫مكتب<ة< متخصص<ة< غنيّ<<ة ت<<وفِّر للب<<احثني يف الرتبي<ة< وعلومه<<ا م<<ا حيتاجونَ<<ه من دراس<<ات نظري<<ة وتطبيقي<<ة‪ ،‬مؤلَّف<<ة ْ‬
‫ومرتمَج ة‬
‫وبلغ< <<ات أجنبي< <<ة ك< <<ذلك‪ ،‬ومن دالئ< <<ل وكتاب< <<ات َرص< <<ينة< تُعينُهم على امتالك آلي< <<ات البحث ال< <<رتبوي‪ ،‬والتحكم يف‬
‫ض <ْبطاً يُيَ ِّس <ر< عليهم ُس <بل البحث وبل <<وغ النت <<ائج امل ْر ُج<<وة‪ .‬إن‬ ‫ُخطْوات <<ه ومهارات <<ه‪ <،‬وض < ْ<بط مناهج <<ه‪ ،‬على اختالفه <<ا‪َ ،‬‬
‫َ‬
‫انب للص<<واب وللواق<<ع امللم<<وس؛ ألهنا تض< ّ<م بني ثناياه<<ا‬ ‫القول خبُ ّلو املكتبة العلمية العربية من تآليف من هذا القبيل< جُم ٌ‬
‫<اف؛ مما‬ ‫عدداً من الكتب والدراسات يف ميدان البحث الرتبوي وتقنياته< وطُرقه وحنو ذلك‪ ،‬ولكن ذل<<ك يظ<<ل غ<<ري ك< ٍ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ْ‬
‫يستوجب االحتفال أكثر هبذا اجملال تأليفاً< وترمجةً‪.‬‬
‫<اب ال<<دكتور مجي<<ل محداوي‪ ،‬ال<<ذي بني ي<<ديْك‪ ،‬ليُ ْس< ِهم يف س< ّد بعض النقص امللح<<وظ يف ه<<ذا الب<<اب‪،‬‬ ‫وي<<أيت كت< ُ‬
‫<اعدهم على إجناز أحباثهم ذات‬ ‫<دربني يف معاه<<د التك<<وين عُ< ّدة منهاجي<<ة تُس< ُ‬ ‫درس<<ني املت< ِّ‬ ‫وليُق< ّدم للب<<احثني ال<<رتبويني واملُ ّ‬
‫امليدانية< معاً‪ .‬وه<و يق<ع يف ِع< ّدة فص<<ول مرتابط<<ة ومتكامل<<ة جيمعه<ا‬ ‫الصبغة< الرتبوية‪ ،‬وإعداد حماورها النظرية والتطبيقية< ْ‬ ‫ْ‬
‫املعتمدة يف احلقل الرتبوي‪ ،‬واليت َوف<<دت علين<<ا من بِيئ<<ات<‬ ‫ْمن يف التعريف‪ <،‬بتفصيل‪ <،‬مبناهج البحث َ‬ ‫أساس‪ ،‬يك ُ‬ ‫هدف ٌ‬
‫<جلت تق<دُّماً ُمطَّرداً يف ه<ذا النط<اق‪ .‬ويكمن‪ ،‬ك<ذلك‪ ،‬يف تِبي<ان< آلي<ات البحث ال<رتبوي (س<واء أك<ان‬ ‫ثقافية أخ<رى س ّ‬
‫أهم تقنياته وأدواته اإلجرائي<<ة‪،‬‬ ‫ومكوناته البنائية‪ ،‬ويف إطْالع القارئ العريب على ّ‬ ‫ومفاصله ِّ‬ ‫تدخلياً) َ‬
‫نظرياً أم َع َملياً أم ُّ‬
‫<ام والتط<<بيق والتمثي<ل< حباالت ُم ْس<تقاة من الواق<<ع املدرس<<ي أساس<اً‪ .‬ومل ي ْغف<<ل‬ ‫<لوب ي<<زاوج بني الش< ْ<رح النظ<<ري الع< ّ‬ ‫بأس< ٍ‬
‫علمي‪ ،‬مبا يف‬ ‫ال<دكتور محداوي قض<<ايا ال ُت ْعطى هلا العناي<<ة الالزم<<ة أحيان<اً‪ ،‬وإ ْن ك<انت ذات أمهي<ة بالغ<ة‪ <،‬يف أي ْحبث ّ‬
‫ذل<<ك البح<<وث الرتبوي<<ة‪ ،‬ونقص<<د م<<ا ل<<ه ص<<لة بلغ<<ة البحث وأس<<لوبه وتراكيب<<ه‪ ،‬م<<ع ترك<<ي ٍز واض<<ح على بعض القض<<ايا‬
‫واملس<ائل اللغوي<ة ال<يت خُي طئ فيه<ا الب<احثون ال<رتبويون كث<رياً؛ ِم ْن مث<ل كتاب<ة اهلم<زة املتوس<طة‪ ،‬وإع<راب بعض أص<ناف‬
‫الكلم<<ة‪ ،‬واس<<تعمال عالم<<ات ال<<رتقيم على ْحن<<و س<<ليم‪ .‬وب<<النظر إىل ذل<<ك كلِّه‪ ،‬تتب< ّدى< فائ<<دة ه<<ذا الكت<<اب ال<<ذي ي<<روم‬
‫<دربني ال < <<ذين يت < <<ابعون تك < <<وينهم املِْه< <<ين‬
‫االس < <<تجابةَ< ملتطلَّب < <<ات قط < <<اع واس < <<ع من الب < <<احثني ال < <<رتبويني واألس < <<اتذة املُت < < ّ‬
‫املتم ِّحض <<ة ملنهج البحث< ال <<رتبوي‬ ‫ِ‬
‫والبي <<داغوجي يف مراك <<ز م َهن الرتبي< <ة< والتك <<وين‪ ،‬واإلجاب< <ةَ عن كث <<ري من أس <<ئلتهم َ‬
‫عام‪.‬‬
‫َبو ْجه ّ‬

‫الناظور‪ <،‬يف‪.02/12/2012 :‬‬

‫‪6‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫الفص ـ ـل< األول‪:‬‬

‫آليات البحــث الترب ـ ــوي‬

‫من املع<<روف أن البحث العلمي ه<<و ذل<<ك البحث< ال<<ذي يعتم<<د على جمموع<<ة من اخلط<<وات املنهجي<ة< املنظم<<ة من أج<<ل‬
‫الوصول إىل حقيقة ما‪ ،‬من خالل رصد مشكلة معينة‪ <،‬وحماولة فهمها وتفسريها وتأويلها‪ ،‬بغية إجياد احللول املناس<<بة‬
‫هلا‪ .‬ويعين هذا أن البحث العلمي يستوجب اتباع طريقة< منظم<ة< يف إي<<راد األفك<<ار‪ ،‬وحتليله<<ا حتليال منطقي<<ا وحجاجي<<ا‬
‫وعلميا‪ ،‬من أجل حتص<يل النتيج<<ة أثن<اء مواجه<ة الوض<عيات البس<يطة أو املتوس<طة أو املركب<ة‪ .‬ومن مث‪ ،‬ين<درج البحث<‬
‫ال <<رتبوي بش <<كل من األش <<كال ض <<من انش <<غاالت البحث العلمي اجلاد والرص <<ني‪ ،‬م <<ادام يعتم <<د على آلي <<ات منهجي <<ة‬
‫معينة‪ ،‬ويستعني بأدوات اإلحصاء الوصفي واالستنتاجي‪.‬‬
‫ويع<<رف< البحث ال<<رتبوي أيض <<ا بأن <<ه ذل<<ك البحث ال<<ذي ي <<درس الظ <<واهر الرتبوي<<ة والقض <<ايا الديداكتيكي<<ة‪ <،‬وك<<ل م<<ا‬
‫يرتب < <<ط هبا من مواض < <<يع نفس < <<ية‪ ،‬واجتماعي < <<ة‪ ،‬وفلس < <<فية‪ ،‬وسياس < <<ية‪ <،‬واقتص < <<ادية‪ ،‬وإداري < <<ة‪ ،‬ولس < <<انية‪ <،‬وتارخيي < <<ة‪،‬‬
‫وبيولوجي<<ة‪ ...‬ويع<<ين ه<<ذا أن الرتبي <ة< ظ<<اهرة مركب<<ة ومعق<<دة وش<<املة‪ ،‬وذات مس<<تويات منهجي<<ة متع<<ددة‪ .‬ومن هن<<ا‪،‬‬
‫فالرتبي<<ة‪ <،‬منهجي<<ا‪ <،‬يف حاج<<ة ماس<<ة إىل املقارب <ة< املتع<<ددة االختصاص<<ات‪ .‬إذاً‪ ،‬م<<اهي آلي<<ات البحث ال<<رتبوي؟ وم<<اهي‬
‫مناهج<<ه وتقنيات<<ه وأس<<اليبه؟ وم<<اهي طرائ<ق< التوثي<<ق ال<<يت ميكن االعتم<<اد عليه<<ا يف ه<<ذا الن<<وع من البح<<وث؟< تلكم هي‬
‫أهم األسئلة اليت سوف حناول رصدها يف هذا املوضوع‪.‬‬

‫‪ ‬تصميم البح ــث‪:‬‬


‫ينقس <<م البحث< ال <<رتبوي منهجي <<ا إىل مقدم <<ة‪ ،‬وم <<دخل‪ ،‬وع <<رض‪ ،‬وخامتة‪ ،‬ومالح <<ق‪ ،‬وفه <<ارس‪ .‬وبع <<د ذل <<ك‪ ،‬ميكن‬
‫تقس<<يمه< بالتفص<<يل إىل أقس<<ام وأج<<زاء وأب<<واب‪ ،‬س<<واء أك<<انت نظري<<ة أم تطبيقي<<ة‪ .‬ويتج<<زأ ك<<ل ب<<اب إىل جمموع<<ة من‬
‫الفصول‪ ،‬ويتكون كل فصل من مباحث ومطالب وفروع وفقرات وعناصر متسلس<<لة‪ ،‬ومرتب<ة< ترتيب<ا< منطقي<<ا‪ <،‬ض<<من‬
‫وحدة منهجية< عضوية متسقة‪ <،...‬ويأخذ كل جزء من ه<ذه األج<زاء عنوان<ا حمددا بدق<ة‪ ،‬س<واء أك<انت مجلت<ه بس<يطة‬
‫أم مركبة‪ ،‬بشرط أن يك<ون العن<وان واض<حا ودقيق<ا وهادف<ا‪ ،‬ذا ص<ياغة تركيبي<ة< س<ليمة من الناحي<ة اللغوي<ة والنحوي<ة‪.‬‬
‫والب<<د أن خيتم ذل<<ك البحث خبامتة عام<<ة جممل<<ة أو مفص<<لة‪ ،‬ويلح<<ق ببليوغرافي<<ا املص<<ادر واملراج<<ع وال<<دوريات‪ ،‬وي<<ذيل‬
‫أيضا مبالحق وفهارس خاصة وعامة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫وغالب< <<ا م< <<ا يتض< <<من< البحث< ال< <<رتبوي ال< <<ذي ينج< <<زه< طلب< <<ة املراك< <<ز الرتبوي< <<ة ملخص< <<ا مرك< <<زا بالعربي < <ة< أو الفرنس< <<ية< أو‬
‫اإلجنليزي<<ة‪ <،...‬وتعقب<<ه مقدم<<ة يف ش<<كل تقري<ر< ع<<ام‪ ،‬وفص<<الن متك<<امالن‪ <:‬أح<<دمها نظ<<ري‪ ،‬واآلخ<<ر تط<<بيقي‪ .‬وتتبعهم<<ا‬
‫خامتة‪ ،‬فببليوغرافي<<ا مكتبي<ة< موثق<<ة‪ ،‬مث مالح<<ق أساس<<ية وثانوي<<ة‪ ،‬مث فه<<رس ع<<ام وش<<امل‪ .‬ومن جه<<ة أخ<<رى‪ ،‬ق<<د يأخ<<ذ‬
‫البحث ال <<رتبوي على املس <<توى املنهجي واحلج <<اجي طابع <<ا اس <<تنباطيا‪ ،‬ينطل <<ق من الك <<ل إىل اجلزء‪ ،‬أو من الع <<ام إىل‬
‫اخلاص‪ ،‬أو يأخذ طابعا استقرائيا‪ ،‬ينطلق من اجلزء إىل الكل‪ ،‬أو من اخلاص إىل العام‪.‬‬
‫ه <<ذا‪ ،‬وال ميكن احلديث عن حبث ترب <<وي< علمي حقيقي إال إذا أخض <<ع جملموع <<ة من املع <<ايري واملؤش <<رات واخلط <<وات‬
‫اإلجرائي <<ة يف التنفي <<ذ‪ ،‬ك <<االنطالق من املش <<كلة‪ ،‬وحتويله <<ا إىل فك <<رة حدس <<ية‪ ،‬تص <<بح ‪ -‬فيم <<ا بع <<د‪ -‬فرض <<ية‪ <،‬وميكن‬
‫متطي <<ط الفرض <<ية< وتوس <<يعها يف ش <<كل إش <<كاليات ب <<ارزة‪ <،‬وأس <<ئلة حموري <<ة‪ .‬مث‪ ،‬حتدد أه <<داف البحث وغايات <<ه وأمهيت <ه<‬
‫بدقة‪ ،‬م<ع اإلش<ارة إىل الكتاب<<ات الس<<ابقة يف املوض<وع‪ ،‬وحتدي<د منهجي<<ة البحث‪ ،‬ومص<طلحاته‪ ،‬ومتغريات<ه‪ <،‬وح<دوده‪،‬‬
‫وعينت< <<ه‪ <،‬وأدوات< <<ه‪ ،‬وتقنيات< <<ه‪ ،‬وأس< <<اليبه اإلحص< <<ائية‪ .‬وخيض< <<ع ك< <<ل ه< <<ذا جملموع< <<ة من الق< <<راءات الرئيس< <<ة‪ <،‬ك< <<القراءة‬
‫االستكش<<افية‪ ،‬والق<<راءة التجميعي<<ة‪ <،‬والق<<راءة اإلحص<<ائية‪ ،‬والق<<راءة التحليلي<<ة‪ ،‬والق<<راءة االس<<تنتاجية‪ <،‬والق<<راءة املقارن<<ة‪<،‬‬
‫والق<<راءة التثبتي<<ة‪ ،‬والق<<راءة االقرتاحي<<ة والتوقعي<<ة‪...‬ويع<<ين ك<<ل ه<<ذا أن البحث< ال<<رتبوي‪ ،‬وخاص<<ة التجري<<يب من<<ه‪ ،‬ينطل<<ق‬
‫من فكرة‪ ،‬وفرضية‪ ،‬لينتق<<ل إىل التج<ريب‪ ،‬بغي<ة حتص<يل< الق<وانني والنظري<ات‪ <.‬ومن ناحي<ة أخ<رى‪ ،‬مير البحث< ال<رتبوي‬
‫مبجموع <<ة من املراح <<ل املتعاقب <<ة‪ <،‬كمرحل <<ة االطالع والق <<راءة‪ ،‬ومرحل <<ة التجمي <<ع والف <<رز‪ <،‬ومرحل <<ة الفهم والتفس <<ري‬
‫والتأوي <<ل‪ <،‬ومرحل <<ة التنظيم وال <<رتتيب‪ ،‬ومرحل <<ة الص <<ياغة النهائي <<ة‪ ،‬ومرحل <<ة التص <<حيح< والتق <<ومي‪ <،‬ومرحل <<ة املناقش <<ة‪،‬‬
‫ومرحلة الطبع والنشر‪.1‬‬

‫‪ ‬عناص ــر التصميم‪<:‬‬


‫يتك< <<ون تص< <<ميم البحث< ال< <<رتبوي من ثالث وح< <<دات أساس< <<ية‪ ،‬وهي‪ :‬املقدم< <<ة‪ ،‬والع< <<رض‪ ،‬واخلامتة‪ .‬واآلن‪ ،‬س< <<وف‬
‫نستعرضها بتفصيل< على النحو التايل‪:‬‬

‫‪ ‬مقدم ـ ـ ـة< البحـ ــث‪<:‬‬


‫تتض <<من املقدم <<ة موض <<وع البحث< املدروس ال <<ذي ي <<رد يف ش <<كل عن <<وان ب <<ارز والفت لالنتب <<اه‪ ،‬ق <<د يص <<اغ بطريق <<ة‬
‫مبسطة‪ ،‬مثل‪ ( :‬اهلدر املدرسي يف املدرسة املغربية)‪ <،‬أو بصيغة< مركبة ( تطبيق< نظرية بي<داغوجيا اإلدم<<اج يف املدرس<<ة‬
‫املغربية‪ <،‬ومقارنتها بنظرية األهداف السلوكية)‪ .‬وبعد ذلك‪ <،‬حيدد الباحث املصطلحات األساسية ال<<يت يش<<تمل عليه<<ا‬

‫‪ - 1‬د‪.‬لؤي عبد الفتاح ود‪ .‬زين العابدين محزاوي‪ :‬أساسيات يف تقنيات ومناهج البحث‪ ،‬مطبوع جامعي‪ ،‬جامعة حمم<<د األول‪ ،‬كلي<<ة العل<<وم‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وجدة‪ ،‬املغرب‪ ،‬السنة اجلامعية‪2011-2010‬م‪ ،‬ص‪.54:‬‬
‫‪8‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫العنوان اخلارجي للبحث‪ <،‬فيدرس مكوناهتا املفاهيمي<<ة‪ ،‬ودالالهتا الظ<اهرة والعميق<ة‪ ،‬وإحياءاهتا التض<<مينية‪ <،‬وحيل<ل ك<ل‬
‫ذلك يف ضوء علم املصطلح‪.‬‬
‫والميكن حتدي <<د املوض <<وع منهجي <<ا إال بع <<د اإلحس <<اس مبش <<كلة بيداغوجي <<ة أو ديداكتيكي <<ة أو نفس <<ية أو اجتماعي <<ة أو‬
‫إداري<<ة‪....‬إخل‪ .‬وال ميكن العث<<ور أيض<<ا على مش<<كلة م<<ا إال بع<<د امتالك خ<<ربة مهني<<ة يف جمال الت<<دريس أو ت<<دبري اإلدارة‬
‫الرتبوي<<ة‪ ،‬أو أثن<<اء التك<<وين يف مؤسس<<ات تربوي <ة< علي<<ا أو جامعي<<ة‪ ،‬من خالل م<<ا يلقى من دروس وحماض<<رات‪ ،‬أو م<<ا‬
‫يق<<وم ب<<ه الب<<احثون والدارس<<ون والطلب<<ة من ع<<روض ون<<دوات وورش<<ات تكويني<<ة‪ <،‬بل<<ه عن الق<<راءات النقدي <ة< يف جمال‬
‫معني له عالقة بالرتبية< والديداكتيك‪ ،‬واالطالع على الصحف< والدوريات واملطبوعات العامة واملتخصص<ة< يف مي<<دان‬
‫البحث املزم<<ع القي<<ام ب<<ه‪ .‬وينض<<اف إىل ذل<<ك‪ ،‬م<<ا يس<<تفيده< الب<<احث من توص<<يات األحباث والرس<<ائل< واألطروح<<ات‬
‫اجلامعية اليت تستوجب أن يناقشها الباحث‪ ،‬ويتعمق فيها مستقبال‪.2‬‬
‫والب<<د ك<<ذلك أن حيم<<ل عن<<وان البحث< وموض<<وعه مش<<كلة البحث< األساس<<ية‪ ،‬مث<<ل‪( :‬ت<<دريس النح<<و الع<<ريب يف ض<<وء‬
‫منهج القرائن‪ -‬ختوفات أساتذة مراك<<ز التك<وين‪ -‬اهلدر املدرس<<ي ب<املغرب‪ -‬ظ<<اهرة العن<<ف ب<التعليم< املغ<<ريب‪ :‬األس<باب‬
‫والتجلي <<ات واحلل <<ول‪ -‬معيق <<ات الت <<دريس< باألقس <<ام املش <<رتكة ب <<املغرب‪ .)...‬أي‪ :‬تتض <<من ه <<ذه العن <<اوين مش <<كالت‬
‫ووض<<عيات معق<<دة‪ ،‬ينبغي البحث عن احلل<<ول الناجع<<ة من أج<<ل تفاديه<<ا أو احلد منه<<ا‪ .‬وبع<<د حتدي<<د املش<<كلة‪ ،‬ينتق <ل<‬
‫الباحث إىل حتديد فرضية البحث‪ <.‬ومن املعلوم أن الفرضيات عبارة عن أفكار وختمينات وحدوس عقلية أو جتريبية‪<،‬‬
‫ق<<د تك<<ون ص<<حيحة أو باطل<<ة‪ ،‬ختييلي<<ة أو واقعي<<ة‪ ،‬حتت<<اج إىل ترمجته<<ا كمي<<ا وكيفي<<ا وجتريبي<<ا‪ ،‬لكي تتح<<ول إىل ق<<وانني‬
‫عامة‪ ،‬ونظريات كلية جمردة‪ .‬ويعين ه<ذا أن الفرض<ية عب<ارة عن ح<دوس ختميني<ة‪ <،‬تثبت على أهنا ش<به< ق<انون‪ ،‬يس<تلزم‬
‫التج<<ريب< والتك<<رار‪ <،‬إم<<ا من أج<<ل تأكي<<ده‪ ،‬وإم<<ا من أج<<ل تفني<<ده‪ .‬ومن هن<<ا‪ ،‬الب<<د أن تص<<اغ الفرض<<ية يف ش<<كل مجل<<ة‬
‫مثبتة‪ ،‬تبني جمم<ل العالق<ات املوج<ودة بني املتغ<ريات‪ ،‬والميكن تأكي<د ص<حة الفرض<ية< أو خطئه<ا إال بواس<طة التج<ريب‬
‫الواقعي وامليداين‪.‬‬
‫وتتف<<رع< عن ه<<ذه الفرض<<ية< جمموع<<ة من األس<<ئلة واإلش<<كاليات ال<<يت ميكن االنطالق منه<<ا‪ ،‬أو االس<<تهداء هبا يف كتاب<<ة‬
‫البحث الرتبوي‪ ،‬وكل ذلك رغبة يف إجياد أجوبة كافية هلا‪.‬‬
‫والب <<د للب <<احث أن يك <<ون م <<دفوعا إىل اختي <<ار موض <<وع م <<ا‪ ،‬وق <<د يك <<ون ه <<ذا ال <<دافع أو ذاك احلافز ذاتي <<ا ( رغب <<ات‬
‫وأه<<واء ومي<<ول واس<<تعدادات‪ -‬جتارب ذاتي<<ة وشخص<<ية‪ -‬حتقي<<ق رغب<<ة أو مي<<ل م<<ا‪ <،)...‬أو موض<<وعيا ( احلص<<ول على‬
‫ش<<هادة علمي<<ة أو مهني<<ة‪ -‬البحث< عن احلقيق<<ة‪ -‬استكش<<اف معلوم<<ات معين<<ة‪ -‬إجناز البحث حتت الطلب‪ -‬االش<<تغال‬
‫يف مؤسسات البحث< العلمي‪.)....‬‬

‫‪ - 2‬د‪.‬أمحد أوزي‪ :‬منهجية البحث وحتليل املض<مون‪ ،‬مطبع<ة النج<اح اجلدي<دة‪ ،‬ال<دار البيض<اء‪ ،‬املغ<رب‪ ،‬الطبع<ة الثاني<ة ‪2008‬م‪ ،‬ص<ص‪-10:‬‬
‫‪.14‬‬
‫‪9‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫وبعد ذلك‪ ،‬البد من حتديد أهداف البحث< العام<ة< والوس<<طى واخلاص<<ة‪ ،‬واالنطالق مما يس<<مى باأله<<داف اإلجرائي<<ة‪<،‬‬
‫ورص <<د الغاي <<ات البعي <<دة والقريب< <ة< من وراء إجنازه‪ ،‬وإب <<راز قيم <<ة البحث‪ ،‬وتبي <<ان أمهيت <<ه العلمي <<ة‪ <،‬وحتدي <<د جدت <<ه يف‬
‫الساحة العلمية والرتبوية‪ <،‬واإلشارة إىل حداثته وأصالته‪ ،‬وذكر ما سيضيفه< هذا البحث< إىل الساحة الثقافية والرتبوية‬
‫والعلمية‪<.‬‬
‫ه<<ذا‪ ،‬ويش<<ري الب<<احث إىل جمم<<ل الدراس<<ات ال<<يت س<<بقته< إىل املوض<<وع تعريف<<ا‪ <،‬وعرض<<ا‪ ،‬وترتيب<<ا‪ <،‬م<<ع حتلي<<ل مض<<امينها‪،‬‬
‫وتلخيصها‪ ،‬وتقوميه<ا مبوض<وعية علمي<<ة‪ .‬ومن مث‪ ،‬يق<ارن< بني دراس<ته وتل<<ك الدراس<ات الس<ابقة على مس<<توى القض<ايا‬
‫واملنهج واألدوات والنتائج< واإلضافات‪.‬‬
‫وبع<<د ذل<<ك‪ ،‬ينتق<<ل الب<<احث إىل تبي<<ان< التص<<ميم ال<<ذي س<<يتمثله يف حبث<<ه‪ ،‬وحيدد املنهج ال<<ذي س<<يختاره‪ <،‬فه<<ل س<<يعتمد‬
‫على املنهج الوص< < <<في‪ ،‬أو املنهج التجري< < <<يب‪ ،‬أو املنهج الت< < <<ارخيي‪ ،‬أو املنهج املق< < <<ارن‪ ،‬أو املنهج التش< < <<اركي‪ ،‬أو املنهج‬
‫الببليوم< < < < <<رتي‪ <،‬أو املنهج الب< < < < <<نيوي‪ <،‬أو املنهج الس< < < < <<يميائي؟!!‪...‬إخل‪ .‬ومن مث‪ ،‬يش< < < < <<ري الب< < < < <<احث إىل حمددات البحث‪،‬‬
‫كاحملددات البش<<رية ال<<يت تتعل<<ق بالعين<<ة‪ ،‬واحملددات الزمني<<ة املرتبط <ة< بزم<<ان البحث‪ ،‬واحملددات املكاني <ة< املرتبط <ة< مبك<<ان‬
‫البحث والتجريب‪ <،‬واحملددات املادية اليت ترتبط< باإلمكانيات املادية واملالية‪<.‬‬
‫ويف األخ <<ري‪ ،‬يس <<تعرض الب <<احث جمم <<ل املش <<اكل ال <<يت يواجهه <<ا يف حبث <<ه املزم <<ع إجنازه وإع <<داده‪ ،‬كاإلش <<ارة إىل نقص‬
‫املصادر واملراجع‪ ،‬وقلة الوس<ائل املادي<ة واإلمكان<ات املالي<ة‪ <،‬وص<<عوبة البحث يف املوض<وع‪ ،‬وبع<<د الب<<احث مس<<افة عن‬
‫مكان البحث‪ ...‬وال ينسى أن يشكر كل من أسدى إليه معونة أو إحسانا من قريب أو من بعيد‪ <،‬أو قد قدم له أي‬
‫مساعدة‪ ،‬مهما كانت صغرية أو كب<رية‪ ،‬وال ينس<ى ك<ذلك أن يش<كر اهلل ال<ذي وفق<ه يف ه<ذا البحث‪ ،‬فيع<دد فض<ائله‬
‫ونعمه الكثرية عليه‪ .‬مث يعتذر الباحث للقارىء عن كل هفوة أو خطأ قد ارتكبه< يف حبثه متعمدا أو ناسيا أو ساهيا‪.‬‬

‫‪ ‬عـ ـ ــرض البحـ ـ ـ ــث‪<:‬‬

‫يقس <<م الب <<احث ال <<رتبوي ع <<ادة حبث <<ه إىل فص <<لني‪ :‬الفص <<ل النظ <<ري والفص <<ل التط <<بيقي‪ <،‬حيث يعم <<د إىل تقس <<يم فص <<له‬
‫النظ <<ري< إىل مب <<احث ومط <<الب وف <<روع وفق <<رات‪...‬وهن <<ا‪ <،‬حيت <<اج الب <<احث إىل خط <<وات رئيس <<ة‪ ،‬كجم <<ع املعلوم <<ات‬
‫والبيان<<ات< من مص<<ادر عام<<ة وخاص<<ة‪ ،‬واالس<<تعانة بالكتاب<<ات احلديث <ة< والق<<واميس اللغوي<<ة‪ ،‬واالعتم<<اد على ال<<دوريات‬
‫واملق <<االت الرقمي <<ة والورقي <<ة واألق <<راص‪ <.‬وينتق <ل< الب <<احث إىل مرحل <<ة الق <<راءة الس <<ريعة< والعادي <<ة والعميق <<ة‪ <،‬مث يب <<دأ يف‬
‫االستكشاف والتصنيف< والفرز والرتتيب‪ ،‬لتعقبها مرحلة التحليل< والتفسري والتأويل واالستنتاج‪<.‬‬
‫وحني العودة إىل املصادر واملراج<ع‪ ،‬واملطبوع<ات الورقي<ة والرقمي<ة‪ <،‬واألش<رطة< املس<جلة‪ ،‬واألق<راص املمغنط<ة‪ ،‬ونت<ائج‬
‫التج<<ارب امليداني<<ة‪ <،‬الس<<تجماع املعلوم<<ات والبيان<<ات‪ <،‬واالس<<تفادة< من املعطي<<ات العلمي<<ة‪ ،‬يستحس<<ن منهجي<<ا توظي<ف<‬
‫ج <<ذاذات أو بطاق <<ات مس <<اعدة‪ ،‬بغي< <ة< اس <<تجماع املعلوم <<ات املوثق <<ة‪ <.‬ويفض <<ل الب <<احثون أن تك <<ون اجلذاذة من ورق‬
‫‪10‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫نص <ف< مق<<وى‪ ،‬ويك<<ون من مق<<اس ‪ 12‬على ‪ 20‬س<<نتمرتا‪ ،3‬مقس<<مة إىل أج<<زاء ثالث<<ة‪ :‬ج<<زء للتوثي<<ق العلمي‪ ،‬وج<<زء‬
‫للقول <<ة املقتبس <<ة ال <<يت ينبغي أن تك <<ون قص <<رية‪ ،‬ومرك <<زة‪ ،‬وخمتص <<رة‪ ،‬وواض <<حة‪ ،‬وج <<زء للش <<رح والتعلي <<ق والتفس <<ري‬
‫والتأويل‪ ،‬على النحو التايل‪:‬‬

‫مكـ ــان الوثيقة‪:‬‬ ‫التوثيق‪:‬‬

‫مكتب ـ ـ ــتي الخاص ـ ـ ــة‪،‬ـ رقم‪ ،13:‬ال ـ ـ ــرف‬ ‫الدكتور أحمد أوزي‬
‫األول‪.‬‬ ‫منهجية البحث وتحليل المضمون‬
‫مطبعــة دار النجــاحـ الجديــدة‪ ،‬الــدار البيضــاء‪ ،‬المغــرب‪،‬ـ الطبعةالثانيــة‪،‬ـ‬
‫‪2008‬م‪152.‬صفحة‪.‬‬
‫القولة املقتبسة‪:‬‬
‫ويف هذا السياق‪ ،‬يقول أمحد أوزي‪:‬‬
‫"‪..............................................................................‬‬
‫‪........................................................................................‬‬
‫‪"...............................................................................‬‬
‫شرح وتعليق وتفسري وتأويل‪:‬‬

‫يتبني لنا من هذه القولة السابقة بأن أمحد أوزي يرى بأن‪<...................‬‬
‫‪...................................................................................‬‬
‫‪.........................................................................................................‬‬
‫‪..........................................................................‬‬

‫وعن <<دما جيم <<ع الب <<احث جمموع <<ة من البطاق <<ات‪ ،‬يص <<نفها يف مل <<ف أو ظ <<رف حس <<ب الفص <<ول واملب <<احث واملط <<الب‬
‫والفروع والفقرات‪ ،‬لتسهل عليه عملية القراءة والكتابة‪.‬‬
‫وحني ي<<رغب الب<<احث يف تعري<<ف املص<<طلح أو املفه<<وم‪ ،‬فالب<<د من حتدي<<ده لغ<<ة واص<<طالحا وس<<ياقا‪ ،‬مس<<تعينا بأمه<<ات‬
‫القواميس املعرتف هبا‪ ،‬كلسان العرب< البن منظور‪ ،‬أو (‪Larousse /Robert/Oxford‬مثال)…‬
‫‪ - 3‬خال <<د املري وإدريس قامسي‪ :‬من <<اهج البحث ال <<رتبوي‪ ،‬سلس <<لة التك <<وين ال <<رتبوي‪ ،‬الع <<دد‪ ،16:‬مطبع <<ة النج <<اح اجلدي <<دة‪ ،‬ال <<دار البيض <<اء‪،‬‬
‫املغرب‪ ،‬الطبعة األوىل سنة ‪2001‬م‪ ،‬ص‪.71:‬‬
‫‪11‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫وعالوة على ذلك‪ ،‬يستحسن أثناء التوثيق< أن يعتمد الباحث على منهجية< مجعي<<ة علم النفس األمريكي<<ة (‪APA/A‬‬
‫‪ ،)merican Psychological Association‬ال <<يت تس <<تلزم داخ <<ل املنت أن يكتب االس <<م األخ <<ري (فق <<ط)‬
‫ملؤل <<ف أو الب <<احث وس <<نة النش <<ر بني قوس <<ني مث <<ل(أوزي‪1988 ،‬م) أو (‪ .)Gardner ,1981‬وإذا ك <<ان ع <<دد‬
‫الب<<احثني من اث<<نني إىل مخس<<ة‪ ،‬فمن الالئ<ق< أن ت<<ذكر أمساؤهم كامل<<ة يف املرة األوىل‪ ،‬مث<<ل‪ (:‬أوزي‪ ،‬احلب<<ايب‪ ،‬اجلابري‪،‬‬
‫أوملي<<ل‪ ،‬محيش‪2000 ،‬م)‪ .‬وإذا تك<<ررت االس<<تعانة< ب<<املرجع نفس<<ه‪ ،‬ي<<ذكر االس<<م األخ<<ري للب<<احث األول‪ ،‬وتس<<تعمل‬
‫كلمة (وآخرون) مثل‪( :‬أوزي وآخ<<رون‪2000 ،‬م) أو (‪.)Gardner and Al /et Autres‬وإذا ك<ان هن<اك‬
‫س <<تة ب <<احثني‪ ،‬في <<ذكر الب <<احث األول بامسه األخ <<ري‪ ،‬م <<ع اس <<تعمال (وآخ <<رون)‪ .‬ويف حال <<ة االقتب <<اس‪ ،‬ي <<ذكر املقتبس<‬
‫املنق<<ول أو املستش<<هد ب<<ه بني مزدوج<<تني ص<<غريتني("‪ ،)"....‬وت<<ذكر أرق<<ام الص<<فحات املقتبس منه<<ا‪ ،‬مث<<ل‪ ( :‬أوزي‪،‬‬
‫‪1988‬م‪.)44:‬أم<<ا يف هناي<<ة البحث‪ ،‬حينم<<ا ت<<ذكر املص<<ادر واملراج<<ع واملق<<االت الورقي<<ة والرقمي<<ة ال<<يت متت اإلش<<ارة‬
‫إليه <<ا يف املنت‪ ،‬توض <<ع تل <<ك اإلح <<االت يف الئح <<ة ببليوغرافي <<ة مس <<تقلة‪ ،‬وت <<رتب أجبديا‪ ،‬دون ت <<رقيم مسلس <<ل‪ ،‬وذل <<ك‬
‫حس<<ب االس<<م األخ<<ري للمؤل<<ف أو الب<<احث‪ ،‬وت<<أيت املراج<<ع العربي<<ة أوال‪ ،‬ف<<املراجع األجنبي<ة< ثاني<<ا‪ ،‬م<<ع اح<<رتام التوثي<ق<‬
‫التايل‪:‬‬

‫‪ ‬عندما يكون املرجع كتابا‪:‬‬


‫أوزي‪ ،‬أمحد (‪1988‬م)‪ .‬الطفل واجملتمع‪.‬الدار البيضاء‪ <:‬مطبعة النجاح اجلديدة‪.‬‬

‫‪ ‬عندما يكون املرجع مقاال يف جملة أو جريدة‪:‬‬

‫الش <<وارب‪ ،‬أس <<يل أك <<رم (‪2012‬م)‪.‬اخلربات العلمي <<ة يف ري <<اض األطف <<ال من منظ <<ور" رجيي <<و إمييلي <<ا"‪ ،‬جمل <<ة الطفول< <ة<‬
‫العربية‪.81-69 ،55 ،‬‬

‫‪ ‬عندما يكون املرجع حبثا يف كتاب‪:‬‬


‫محداوي‪ ،‬مجيل(<‪2008‬م)‪.‬التواصل اللفظي وغري اللفظي‪ ،‬اللغ<ة والتواص<ل ال<رتبوي والثق<ايف‪ ،‬املغ<رب‪ ،‬ال<دار البيض<اء‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫مطبعة< دار النجاح اجلديدة‪.78-52:‬‬

‫‪ - 4‬هيئ<ة التحري<ر‪( :‬قواع<د النش<ر باجملل<ة)‪ ،‬جمل<ة العل<وم الرتبوي<ة والنفس<ية‪ ،‬مملك<ة البح<رين‪ ،‬اجملل<د الث<اين عش<ر‪ ،‬الع<دد الث<الث‪ ،‬س<بتمرب ‪2011‬م‪،‬‬
‫ص‪.3:‬‬
‫‪12‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫وبع<د ذل<<ك‪ ،‬تثبت املالح<<ق اخلاص<<ة والعام<<ة مباش<رة‪ <،‬بع<<د ذك<ر قائم<ة املص<<ادر واملراج<<ع‪ .‬ولإلش<ارة‪ ،‬يفض<<ل أن تكتب‬
‫داخل منت البحث الرتبوي أمساء األعالم األجنبية< باللغة العربية أوال‪ ،‬وباللغة األجنبية< ثانيا‪ ،‬مثل‪ ( :‬سيغموند فرويد‪/‬‬
‫‪.5)Sigmund Freud‬‬
‫وعليه‪ ،‬يرتكز الفصل النظري يف عمومه على رصد جمموعة من املفاهيم واملصطلحات لغة‪ ،‬واصطالحا‪ ،‬وسياقا‪ ،‬مع‬
‫تبي<<ان مقوم<<ات الظ<<اهرة املدروس<<ة‪ ،‬وحتدي<<د أمهيته<<ا‪ ،‬والرتك<<يز على الغاي<<ة من دراس<<تها‪ ،‬واس<<تعراض تارخيه<<ا‪ ،‬وإب<<راز‬
‫خصائص<<ها‪ ،‬واستكش<<اف أس<<باهبا‪ ،‬واس<<تعراض جتلياهتا ومتظهراهتا‪ ،‬واإلش<<ارة إىل آثاره<<ا ونتائجه<<ا الس<<لبية واإلجيابي<<ة‪،‬‬
‫واقرتاح حمموعة من احللول األولية للحد منها‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬ويتضمن الفصل التطبيقي منهجية< البحث‪ <،‬وطريقة< التن<<اول وأس<<لوبه‪ ،‬ك<<أن يعتم<<د البحث< ‪ -‬مثال‪ -‬على املنهج‬
‫التجري <<يب ال <<ذي ي <<درس العالق <<ات الس <<ببية< بني املتغ <<ريات( أث <<ر الت <<دخني على املردودي <ة< الدراس <<ية)‪ ،‬أو يك <<ون منهج <<ا‬
‫وص< <<فيا‪ ،‬حيث ي< <<درس الب< <<احث الظ< <<اهرة الرتبوي< <<ة بنيوي< <<ا‪ ،‬بوص< <<ف مكوناهتا الثابت< <ة< واملتغ< <<رية بطريق< <ة< اس< <<تقرائية أو‬
‫استنباطية< (اهلدر املدرسي ب<<املغرب)‪ ،‬أو يك<ون منهج<ا تارخيي<<ا تعاقبي<ا‪ <،‬يتتب<ع< الظ<<اهرة يف مس<<ارها الت<<ارخيي‪ ،‬باس<تعمال<‬
‫النق<<دين‪ :‬ال<<داخلي واخلارجي(ت<<اريخ النظري<<ات< الرتبوي<<ة ب<<املغرب)‪ ،‬أو يك<<ون منهج<<ا مقارن <ا< يبحث< يف أوج<<ه التش<<ابه<‬
‫واالختالف اليت تتحكم يف الظواهر الرتبوية والديداكتيكية ( املقارنة بني الكتب املدرسية< باملغرب واجلزائر)‪<.‬‬
‫مث‪ ،‬ينتقل< الباحث إىل حتديد العين<<ة التمثيلي<ة< للمجتم<ع األص<ل أو جمتم<ع الدراس<ة‪ <،‬والعين<ة< ق<د تك<ون ج<زءا من جمتم<ع‪،‬‬
‫من الصعب دراسته< بأكمل<ه؛ التس<اع قاعدت<ه الدميوغرافي<ة (ثالث<ون مليون<ا نس<مة)‪ ،‬أو التس<اع رقعت<ه اجلغرافي<ة ( ك<رب‬
‫مس<<احة ال<<وطن)‪ .‬والعين<<ة أن<<واع‪ :‬فهن<<اك‪ -‬أوال‪ -‬العين<ة< العش<<وائية أو اإلحص<<ائية‪ ،‬و" يتم احلص<<ول عليه<<ا ب<<إجراء قرع<<ة‬
‫الختيار أفرادها بطريقة تضمن احلظوظ نفسها يف االختيار أو االنتقاء جلميع أفراد اجملتمع‪.‬فإذا كان عدد أفراد جمتمع‬
‫البحث حمدودا‪ ،‬كتالميذ املستوى السادس يف مدرسة معينة< مثال‪ ،‬فإنه ميكن وضع أمسائهم على بطاق<<ات‪ ،‬مث وض<<عها‬
‫يف س<لة وخلطه<ا‪ ،‬وبع<د ذل<ك‪ <،‬أخ<ذ الع<دد املراد من البطاق<ات‪ .‬وأم<ا إذا ك<انت األع<داد ض<خمة‪ ،‬فإن<ه يتم اللج<وء أو‬
‫االستعانة جبداول أرقام االختيار العشوائي اليت وضعها علماء إحصائيون هلذا الغرض‪"6<.‬‬
‫وثانيا‪ ،‬العينة املنضدة أو الطبقية‪ ،‬وميكن احلديث عنها‪ ":‬عندما يكون جمتمع البحث< موزعا توزيعا جغرافي<<ا متنوع<<ا‪،‬‬
‫أو ينتمي أفراده إىل طبقات اجتماعية خمتلفة‪ ،‬ومستويات تعليمية متفاوتة مثال‪ ،‬الجند ب<<دا من أن نأخ<<ذ بعني االعتب<<ار‬
‫هذه اخلصائص لنضمن حضورها يف العين<ة< بنس<ب حقيقي<ة ح<ىت تك<ون متثيلي<ة‪ <،‬كنس<بة الفتي<ات باملقارن<ة م<ع ال<ذكور‪،‬‬
‫والنس<<بة احلقيقي<ة< لالنتم<<اء الطبقي وغريه<<ا من املواص<<فات‪ .‬وميكن أن تت<<وخى الدق<<ة العالي<ة< يف حتدي<<د ه<<ذه اخلص<<ائص‬
‫والص <<فات‪ <،‬وذل <<ك حبس <<اب م <<ا متثل <<ه إحص <<ائيا يف اجملتم <<ع‪ .‬وبع <<د ذل <<ك‪ ،‬تنتقي عين <<ة مطابق <<ة إحص <<ائيا لنس <<بة تل <<ك‬

‫‪ - 5‬هيئ<<ة التحري<<ر‪( :‬قواع<<د النش<<ر يف جمل<<ة الطفول<<ة العربي<<ة)‪ ،‬جمل<<ة الطفول<<ة العربية‪ ،‬الك<<ويت‪ ،‬اجملل<<د الث<<الث عش<<ر‪ ،‬الع<<دد الث<<اين واخلمس<<ون‪<،‬‬
‫سبتمرب‪2012‬م‪ ،‬ص‪.5:‬‬
‫‪ - 6‬خالد املري وإدريس قامسي‪ :‬مناهج البحث الرتبوي‪ ،‬ص‪.25-24:‬‬
‫‪13‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫اخلص<<ائص‪ ،‬ك<<أن تك<<ون نس<<بة الفتي<<ات< مثال ‪ ،%32‬منهن ‪ %10‬يف احلادي<<ة عش<<رة من عم<<رهن‪ ،‬و‪ %16‬يف الثاني<<ة‬
‫عش <<رة‪...‬و‪ %21‬منهن مجيع <<ا أس <<رهن متوس <<طة< ال <<دخل‪ ،‬وهك <<ذا دوالي <<ك‪...‬عندئ <<ذ تس <<مى ه <<ذه العين <<ة عين <<ة طبقي <<ة‬
‫مرجحة"‪.7‬‬
‫وثالث< < <<ا‪ ،‬عين< < <<ة الوض< < <<عيات‪ <،‬مفاده< < <<ا أن موض< < <<وع البحث وإش< < <<كاليته< حيتم يف بعض األحي< < <<ان‪ ":‬االهتم< < <<ام مبختل< < <<ف‬
‫الوض<<عيات ال<<يت ميكن أن يتواج<<د هبا أف<<راد اجملتم<<ع؛ نظ<<را لت<<أثري تل<<ك الوض<<عيات على ردود أفع<<اهلم أو آرائهم‪ .‬فمثال‬
‫إذا ك<<ان البحث يه<<دف إىل حتدي<<د س<<لوك األطف<<ال‪ ،‬فإن<<ه س<<يكون من ب<<اب العبث< االقتص<<ار على مالحظ<<اهتم‪ ،‬وهم‬
‫يتواجدون باملدرسة‪ <،‬البد أيضا من تتبعهم بالشارع‪ ،‬واملنزل‪ <،‬والنوادي‪ ،‬وكل األماكن اليت يرتادوهنا عادة‪"8.‬‬
‫ومن جهة أخرى‪ ،‬قد تكون العينة ض<ابطة أو جتريبي<ة‪ ،‬أو مغلق<ة مرتبط<ة< بفئ<<ة معينة< (موق<ف طلب<ة اجلامع<ة من التعليم‬
‫املغريب)‪ ،‬أو مفتوحة هتم مجيع الناس(موقف الشعب املغريب من التعليم املغريب)‪ .‬وحني دراس<ة العين<<ة‪ ،‬الب<د من حتدي<د‬
‫الع<<دد‪ ،‬واملص<<در‪ ،‬وزمن الدراس<<ة‪ <،‬واإلش<<ارة إىل مكاهنا‪ .‬كم<<ا ينبغي< أن يك<<ون الب<<احث موض<<وعيا يف اختي<<ار العين<<ة‪،‬‬
‫فيبتع <د< عن األه<<واء الذاتي <ة< واملواق<<ف اإليديولوجي<<ة‪ <،‬واليرض<<ى ب<<احللول الس<<هلة يف اختي<<ار< العين<<ة‪ <،‬ك<<أن خيت<<ار أقارب<<ه‪<،‬‬
‫ب<<دال من اختي<<ار عين<<ات بعي<<دة عن<<ه‪ ،‬أو يس<<تخدم< بيان<<ات أو معلوم<<ات ج<<اهزة ومتج<<اوزة أو انتقائي<<ة‪ <،‬أو يعتم<<د على‬
‫مدينة واحدة ضمن التشتت< اجلغرايف للعينة‪.‬‬
‫ومن مث‪ ،‬يش <<ري الب <<احث إىل ظ <<روف إج <<راء البحث‪ ،‬ويرص <<د الكيفي <<ة ال <<يت متت هبا التجرب <<ة‪ ،‬في <<ذكر أج <<واء العم <<ل‪،‬‬
‫وحيثي<<ات< التنفي<<ذ‪ ،‬وص<<عوبات التج<<ريب‪ ،‬مث يرص<<د ح<<االت املبح<<وثني الذهني<<ة والوجداني<<ة واحلركي<<ة‪ <.‬مث ي<<بني م<<دى‬
‫استعدادهم خلوض التجربة‪ .‬مث‪ ،‬يستكشف نفسياهتم أثناء التعامل معهم وصفا وفهما وتفسريا‪.‬‬
‫وبعد ذلك‪ ،‬حيدد الب<احث جمم<ل التقني<ات ال<يت اعتم<د عليه<ا يف الدراس<ة‪ ،‬في<بني أدواهتا‪ ،‬ك<أن يش<ري‪ ،‬مثال‪ ،‬إىل أن<ه ق<د‬
‫استعان باالستمارة‪ <،‬أو املالحظة‪ ،‬أو الرائز‪ ،‬أو حتليل املضمون‪ ،‬أو دراسة< احلالة‪ ،‬أو املقابلة‪.... ،‬‬
‫مث‪ ،‬ينتق <ل< إىل املعاجلة اإلحص<<ائية‪ ،‬وذل<<ك بتتب <ع< ك<<ل بن<<د أو س<<ؤال أو فئ<<ة بالتحلي <ل< املرتب واملتسلس<<ل ق<<راءة وحتليال‬
‫وفهم<<ا وتفس<<ريا وت<<أويال‪ ،‬من خالل االس<<تعانة< ب<<القراءة اإلحص<<ائية< الوص<<فية واالس<<تنتاجية يف دراس<<ة البيان<<ات‪ ،‬ك<<أن‬
‫يستعمل الباحث مقاييس النزعة املركزية‪ ،‬باعتبارها تلخيصا أقصى للبيانات‪ <،‬مثل‪ <:‬املتوسط‪ ،‬والوسيط‪ <،‬واملن<<وال‪ ،‬أو‬
‫يش <<غل مق <<اييس التش <<تت‪ ،‬باعتباره <<ا أداة حلس <<اب القيم املتطرف <<ة وقيم التغ <<ري أو حس <<اب الف <<وارق أو االحنراف <<ات بني‬
‫القيم‪ .‬وهن<<ا‪ ،‬تك<<ون األرض<<ية مواتي<<ة حلس<<اب العالق<<ة بني معط<<يني أو أك<<ثر‪ ،‬كم<<ا ه<<و ح<<ال معام<<ل االرتب<<اط< بش<<كليه‬
‫البس <<يط< واملتع <<دد‪ .‬وهن <<ا‪ ،‬يس <<تعمل< الب <<احث إحص <<ائيا‪ :‬املدى الكلي‪ ،‬ونص <<ف م <<دى االحنراف ال <<ربيعي‪ <،‬واالحنراف‬
‫املتوس <<ط‪ ،‬واالحنراف املعي <<اري‪ ،‬والتب <<اين‪ ،‬وحتوي <<ل ال <<درجات‪ ،‬واملثيني <<ات‪ ،‬واملنح <<ىن االعت <<دايل املعي <<اري‪ <.‬مث‪ ،‬يوظ <<ف‬

‫‪ - 7‬خالد املري وإدريس قامسي‪ :‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.25:‬‬


‫‪ - 8‬خالد املري وإدريس قامسي‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.25:‬‬
‫‪14‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫مق<<اييس العالق<<ة كمعام<<ل االرتب<<اط< التت<<ابعي‪...‬ويستحس<<ن أن يس<<تعني الب<<احث ك<<ذلك باجلداول والرس<<وم اهلندس<<ية‬
‫واملبيانات< واألشكال الدائرية< أو نصف الدائرية‪ <،‬لتنظيم مادته املعرفية حتليال ووصفا واستنتاجا‪.9‬‬
‫وعلى العم <<وم‪ ،‬يس <<تند التحلي< <ل< اإلحص <<ائي إىل س <<ت خط <<وات أساس <<ية‪ ،‬وهي‪ :‬مجع البيان <<ات‪ ،‬والتنظيم< والتب <<ويب‪،‬‬
‫والتمثيل‪ <،‬وذلك باستعمال< الصور واجلداول والرسوم البيانية‪ <.‬مث هناك‪ ،‬التحليل‪ <،‬والتفسري‪ ،‬واخلالصة‪.10‬‬
‫وحينما ينتهي الباحث من القراءة اإلحصائية‪ ،‬ينتق<<ل إىل الق<راءة االس<<تنتاجية باعتم<اد التفس<<ري والتأوي<<ل‪ <،‬واملقارن<ة< بني‬
‫نتائج حبثه ونتائج البحوث السابقة‪ ،‬ويبني مدى جناعة الفرضية اليت انطلق منها تصديقا< وتكذيبا‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬يعتمد الفصل التطبيقي على القراءة املنهجية‪ ،‬والقراءة األداتية‪ ،‬وقراءة العينة‪ <،‬والق<<راءة اإلحص<<ائية‪ ،‬والق<<راءة‬
‫االستنتاجية‪ <،‬والقراءة التأويلية‪ ،‬والقراءة املقارنة‪ ،‬والقراءة التثبتية< اليت تناقش صحة الفرضية أو خطأها‪.‬‬

‫‪ ‬خامت ــة البح ــث‪:‬‬


‫ينهي الباحث دراسته< العلمي<<ة بإثب<<ات النت<<ائج ال<يت توص<<ل إليه<ا يف حبث<<ه ال<رتبوي‪ ،‬باس<<تعراض أهم اخلالص<<ات الرئيس<ة‪،‬‬
‫من خالل تركيبه <<ا يف تقري <<ر ش <<امل وج <<امع‪ ،‬ومس <<توف لك <<ل عناص <<ر البحث ال <<رتبوي‪ ،‬م <<ع تبي <<ان عالق <<ة ك <<ل ذل <<ك‬
‫بالفرضية اليت انطلق منها‪ ،‬وحتديد اإلجابات اليت تستلزمها األسئلة واإلش<كاليات ال<يت انطل<ق منه<ا‪ .‬وبع<د اخلالص<ات‬
‫والنتائج‪ ،‬يقدم الباحث جمموعة من االقرتاحات والتوصيات اآلنية واملستقبلية‪ <،‬وينبغي أن تكون نت<<ائج البحث< علمي<<ة‬
‫وهادف<<ة وبن<<اءة وإجرائي<<ة‪ ،‬قابل<<ة لرتمجته<<ا واقعي<<ا ومي<<دانيا‪ <،‬واالس<<تفادة منه<<ا عملي<<ا‪ .‬وال ينبغي< أن يس<<تعرض< الب<<احث‬
‫النت <<ائج والتوص <<يات< يف ش <<كل نق <<ط أو ع <<وارض وأرق <<ام متسلس <<لة أو مبع <<ثرة‪ <،‬فالب <<د من ص <<ياغتها يف تقري <ر< تركي <<يب‬
‫سليم‪ ،‬ومنظم منهجيا ومنطقيا‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬والبد من اإلشارة إىل ضرورة احرتام عالمات الرتقيم‪ ،‬من نقطة‪ <،‬وفاصلة‪ ،‬وفاصلة منقوطة‪ <،‬وعارضة‪ <،‬وعالمة‬
‫اس<<تفهام‪ ،‬وعالم<<ة تعجب‪ <،‬واس<<تعمال املعقوف<<تني واملزدوج<<تني‪ ،‬ونق<<ط احلذف‪...‬والب<<د من اس<<تعمال اجلمل<<ة الفعلي<<ة‪،‬‬
‫على مس <<توى ال <<رتكيب والص <<ياغة‪ ،‬أك <<ثر من اس <<تعمال< اجلمل <<ة االمسية‪ <،‬م <<ع ض <<رورة توظي <<ف جمموع <<ة من الرواب <<ط‬
‫وتنويعه<ا‪ ،‬مث<ل‪( <:‬ومن هن<<ا‪ -‬ومن مث‪ -‬واآليت‪ -‬وبالت<ايل‪ -‬وعلى العم<<وم‪ -‬وينض<<اف‪ -‬وعالوة على‪ -‬وناهي<<ك عن‪،-‬‬
‫بل <<ه عن‪ -...‬ويف ه <<ذا الس <<ياق‪ -‬ويف ه <<ذا اإلط <<ار‪ -‬ويف ه <<ذا النط <<اق‪ -‬وبن <<اء على ماس <<بق‪ -‬وعلي <<ه‪ -‬وتأسيس <<ا على‬
‫ماسبق‪ -‬ويتبني لنا‪ -‬ونستنتج مما سبق ذكره‪<.)...‬‬

‫‪ - 9‬ديوبول <<د ب‪.‬ف <<ان دالني‪ :‬من <<اهج البحث يف الرتبي <<ة وعلم النفس‪ ،‬ترمجة‪ :‬دكت <<ور حمم <<د نبي <<ل نوف <<ل‪ ،‬ودكت <<ور س <<ليمان اخلض <<ري الش <<يخ‪،‬‬
‫ودكتور طلعت< منصور< غربيال‪ ،‬مكتبة األجنلومصرية‪ <،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1986‬م‪ ،‬ص‪.574-469 :‬‬
‫‪ - 10‬عب<<د الك<<رمي غ<<ريب‪ :‬منهج البحث العلمي يف عل <<وم الرتبي <<ة والعل<<وم< اإلنس <<انية‪ ،‬منش<<ورات ع<<امل الرتبي<<ة‪ ،‬مطبع <<ة النج<<اح اجلدي <<دة‪ ،‬ال <<دار‬
‫البيضاء‪ ،‬املغرب‪ ،‬الطبعة األوىل سنة ‪2012‬م‪ ،‬ص‪.276-275:‬‬
‫‪15‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫وينبغي على الب<<احث أن يتجنب الغم<<وض والتعقي<<د واإلهبام يف اس<<تعراض< أفك<<اره ومعلومات<<ه وبيانات<<ه‪ <،‬ويتجلى ذل<<ك‬
‫واضحا‪ ،‬حينما يستخدم تعابري ومجال وت<<راكيب غ<ري عربي<<ة‪ ،‬أو يوظفه<<ا كم<ا هي مرتمجة يف ذهن<<ه‪ .‬ومن األحس<<ن أن‬
‫يق< <<وم بعنون < <ة< فق< <<رات حبث< <<ه بدق< <<ة واض< <<حة وس< <<ليمة‪ .‬وينبغي أن ينتق < <ل< من فق< <<رة إىل أخ< <<رى‪ ،‬كلم< <<ا انتهت الفك< <<رة‪،‬‬
‫باس <<تخدام راب <<ط معني‪ .‬وميكن تنبي <ه< الب <<احث ال <<رتبوي أيض <<ا إىل ض <<رورة حتقي <<ق ن <<وع من الت <<وازن والتناس <ب< الكمي‬
‫والع <<ددي والكيفي بني فص <<لي حبث <<ه ال <<رتبوي‪ ،‬فال يعق <ل< أن يك <<ون الفص <<ل األول أك <<رب من الفص <<ل الث <<اين‪ <،‬والعكس‬
‫صحيح أيضا‪.‬‬
‫والب<<د ك<<ذلك من تث<<بيت ملخص ع<<ام يف مس<<تهل البحث< باللغ<<ة العربي<ة< (امللخص)‪ ،‬أو باللغ<<ة األجنبي<<ة‪ <،‬س<<واء أك<<ان‬
‫ذلك باللغة الفرنسية< (‪ ،)Résumé‬أم باللغة اإلجنليزية< (‪...)Abstract‬‬

‫وهك<<ذا‪ ،‬يت<<بني لن<<ا ب<<أن البحث ال<<رتبوي ين<<درج< ض<<من البح<<وث العلمي<<ة اخلاض<<عة للمنط<<ق االس<<تنباطي أو االس<<تقرائي‪.‬‬
‫ومن مث‪ ،‬يعتمد البحث الرتبوي على جمموعة من اخلطوات املنهجي<<ة‪ ،‬كاإلحس<اس باملش<كلة‪ ،‬وحتدي<د مش<<كلة البحث‬
‫وص < <<ياغتها‪ ،‬ووض < <<ع ف < <<روض الدراس < <<ة‪ ،‬وحتدي < <<د منهجي < <<ة البحث‪ ،‬ومجع البيان < <<ات واملعطي < <<ات املتعلق < <<ة باملوض < <<وع‪،‬‬
‫وتص< <<نيفها إحص< <<ائيا‪ ،‬ومعاجلته< <<ا رقمي< <<ا وع< <<دديا‪ ،‬وحتدي< <<د نت< <<ائج البحث يف ض< <<وء جمموع< <<ة من العملي< <<ات العلمي< <<ة‪،‬‬
‫كعمليات التحليل‪ <،‬والفهم‪ ،‬والتفسري‪ ،‬والتأويل‪ ،‬مع طرح مشاكل وقضايا جديدة‪.‬‬
‫ه<<ذا‪ ،‬والميكن للبحث ال<<رتبوي أن يك<<ون حبث<<ا علمي<<ا إال باتب<<اع التوثي<<ق ال<<ذي تبنت<<ه اجلمعي <ة< األمريكي<<ة لعلم النفس‪،‬‬
‫واتباع خطوات املنهج العلمي ومعايريه يف كتابة البحوث‪ ،‬باستعمال لغة< عربية فصيحة وبليغة ومفهومة‪ ،‬مع اح<<رتام‬
‫عالمات الرتقيم‪ ،‬ومتثل الص<ياغة< العربي<ة‪ <،‬وتقس<يم البحث< إىل فص<ول متناس<<بة< حجم<ا وكم<ا‪ ،‬وتوظي<ف< عن<اوين ب<ارزة‬
‫واضحة وسليمة لغة وحنوا وتركيبا‪.‬‬
‫وعلى العموم‪ ،‬يتضمن< البحث الرتبوي جمموع<<ة من املب<ادىء الرئيس<ة‪ ،‬ك<العنوان‪ ،‬واملش<كلة‪ ،‬والف<<روض‪ ،‬والدراس<ات<‬
‫ذات الصلة‪ ،‬والعينة‪ ،‬واإلجراءات‪ ،‬واألدوات‪ ،‬وحتليل البيانات‪ <،‬واستعراض< النتائج‪ <،‬واملناقش<<ة‪ ،‬واخلالص<<ة‪ ،‬وملخص‬
‫البحث‪ ،‬واملراجع واملالحق‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫الفصل الث ــاين‪:‬‬

‫مناه ــج البحــث الترب ــوي‬

‫يشرتط يف الباحث الرتبوي قبل الشروع يف كتابة حبثه أن يعرف جمم<ل املن<اهج واألدوات والتقني<ات< واألس<اليب< ال<يت‬
‫تستعمل يف جمال البحث< العلمي‪ .‬ويعين هذا أن يتمكن من املناهج املستعملة ليس<<تثمرها يف مجع املعطي<<ات‪ <،‬وقراءهتا‪،‬‬
‫وحتليله<<ا‪ ،‬ومعاجلته<<ا‪ ،‬بغي <ة< حتص<<يل النت<<ائج العلمي<<ة ال<<يت تتس<<م بالثب<<ات< واملص<<داقية واملوض<<وعية‪ .‬ومن مث‪ ،‬ف<<املنهج ه<<و‬
‫الطري< <ق< الس <<ليم ال <<ذي يوص <<لنا إىل اهلدف املنش <<ود‪ ،‬واحلقيق< <ة< اليقيني <<ة‪ <.‬والب <<د للمنهج من أن ينطل <<ق من جمموع <<ة من‬
‫األه< <<داف والغاي< <<ات‪ <،‬أو ينطل< <<ق من فرض< <<يات أساس< <<ية تتح< <<ول إىل أس< <<ئلة وإش< <<كاليات جوهري< <<ة‪ ،‬لت< <<أيت عملي< <<ات‬
‫االس<تدالل احلج<اجي‪ ،‬بتمث<ل< آلي<ة االس<تقراء< ال<يت تنطل<ق من اجلزء إىل الك<ل‪ ،‬أو من اخلاص إىل الع<ام‪ ،‬أو األخ<ذ بآلي<<ة‬
‫االس <<تنباط< ال <<يت تنطل <<ق ب <<دورها من الك <<ل إىل اجلزء‪ ،‬أو من الع <<ام إىل اخلاص‪ ،‬م <<ع اعتم <<اد أس <<اليب< التفس <<ري والربهن <<ة‬
‫واحلج <<اج‪ ،‬مث <<ل‪ <:‬أس <<لوب التعري <<ف‪ <،‬وأس <<لوب الوص <<ف‪ ،‬وأس <<لوب الس <<رد‪ ،‬وأس <<لوب التمثي <ل< ‪ ,‬وأس <<لوب الش <<رط‪،‬‬
‫وأسلوب املقارنة‪ <،‬وأسلوب التقومي‪<...‬‬
‫وعليه‪ ،‬ميكن احلديث عن جمموعة من املناهج اليت ميكن االستهداء هبا يف كتابة البحث< العلمي بصفة< عامة‪ ،‬والبحث‬
‫ال < <<رتبوي بص < <<فة خاص < <<ة‪ ،‬منه < <<ا‪ :‬املنهج التجري < <<يب‪ <،‬واملنهج الوص < <<في‪ ،‬واملنهج الت < <<ارخيي‪ ،‬واملنهج املق < <<ارن‪ <،‬واملنهج‬
‫االجتم < < < < <<اعي‪ ،‬واملنهج النفس < < < < <<ي‪ ،‬واملنهج الب < < < < <<نيوي‪ <،‬واملنهج الببلي < < < < <<وغرايف‪ ،‬واملنهج الس < < < < <<يميائي‪ ،‬واملنهج املتع < < < < <<دد‬
‫االختصاصات‪...‬‬
‫‪17‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫‪ ‬املنه ـ ــج التجري ــيب‪<:‬‬


‫يعتم <<د املنهج التجري <<يب على مق <<وم أساس <<ي أال وه <<و التج <<ريب‪ <.‬ويع <<ين ه <<ذا أن التجرب <<ة عن <<د الفالس <<فة التجريب <<يني‪،‬‬
‫كدافي <<د هي <<وم‪ ،‬وج <<ون ل <<وك‪ ،‬واس <<تيوارت مي <<ل‪ ،‬وكل <<ود برن <<ار‪ ...‬هي املص <<در الوحي <<د للمعرف <<ة اإلنس <<انية‪ .‬ومن مث‪،‬‬
‫تنطلق املعرفة التجريبية< من املالحظة العلمية املركزة‪ ،‬م<<ع حتوي<<ل األفك<<ار التخميني<<ة إىل فرض<<يات علمي<<ة‪ .‬وبع<<د ذل<<ك‪،‬‬
‫يلتجىء الباحث إىل استعمال التجربة< مرات عدة‪ ،‬بغية< حتصيل النت<<ائج اليقيني<<ة‪ .‬ومن مث‪ ،‬تتح<ول تل<ك النت<ائج احملص<ل‬
‫عليها إىل قوانني علمية‪ ،‬فنظريات< علمية جمردة كلية‪ ،‬تصف يف عمقها الظواهر التجريبية املدروسة يف الواقع‪.‬‬
‫وإذا كانت العلوم التجريبية< قد استفادت< من املنهج التجرييب يف بناء معطياهتا العلمية‪ ،‬ف<إن العل<<وم اإلنس<<انية‪ ،‬مبا فيه<<ا‬
‫عل< <<وم الرتبي< <<ة‪ ،‬ق< <<د ح< <<اولت بش< <<كل من األش< <<كال متث< <<ل خط< <<وات املنهج التجري < <<يب يف بن< <<اء البح < <<وث البيداغوجي < <<ة‬
‫والديداكتيكي< <<ة‪ .‬و" إذا ك < <<انت الظ< <<واهر الطبيعي < <ة< تس< <<تجيب بس< <<هولة لش< <<روط الض< <<بط التجري< <<يب؛< لكوهنا مادي< <<ة‪<،‬‬
‫وملموس<<ة‪ ،‬وثابت<<ة‪ <،‬وخاض<<عة لق<<وانني الس<<ببية< واحلتمي<<ة‪ ،‬ف<<إن الظ<<واهر اإلنس<<انية ال<<يت تتم<<يز بالتجري<<د‪ ،‬والتغ<<ري‪ ،‬وع<<دم‬
‫الثبات‪ ،‬والوعي‪ ،‬واإلرادة‪ ...‬يصعب إخض<اعها لإلج<رءات التجريبي<<ة املتبع<ة يف املخت<رب أو غ<ريه‪ .‬إن ه<ذه الص<عوبة مل‬
‫متنع العلم<اء من التفك<ري يف طرائ<ق< مناس<<بة‪ <.‬والنتيج<ة< هي تك<<ييف املنهج التجري<<يب الفيزي<ائي< م<<ع خصوص<يات الظ<<واهر‬
‫اإلنسانية‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬فقد أصبح املخترب ه<و البيئ<ة< الطبيعي<<ة لتواج<د الظ<اهرة‪ ،‬كاملدرس<ة‪ <،‬واحلي<اة األس<رية‪ <،‬والعالق<ات االجتماعي<ة‪،‬‬
‫وأص<<بحت التجرب <ة< هي عب<<ارة عن مالحظ<<ة مقص<<ودة وموجه<<ة‪ ،‬ه<<دفها خل<<ق ش<<روط أو ظ<<روف خاص<<ة‪ ،‬متكن من‬
‫‪11‬‬
‫الدراسة املنظمة لتأثري متغري أو جمموعة من املتغريات على بعضها البعض‪".‬‬
‫وعليه‪ ،‬يقصد باملنهج التجرييب دراس<ة العالق<ات والت<أثريات الس<ببية بني املتغ<ريات‪ ،‬وتفس<ري تل<ك العالق<ات عن طري<ق‬
‫التج< <<ريب والض< <<بط< والتحكم‪ .‬مبع< <<ىن أن البحث التجري< <<يب يعتم< <<د على جمموع< <<ة من األس< <<س العام< <<ة ال< <<يت تتمث< <<ل يف‬
‫املتغ <<ريات‪ ،‬وض <<بط التجرب <<ة‪ <،‬وطرائ <<ق ض <<بط املتغ <<ريات‪ ،‬والتص <<ميمات التجريبي <<ة‪ <.‬ومن مث‪ ،‬ف <<املتغري عب <<ارة عن مك <<ون‬
‫رئيس يف التجربة‪ <.‬وهنا‪ ،‬يتم احلديث عن متغريين‪ :‬متغري مس<تقل‪ ،‬ومتغ<ري ت<ابع‪ .‬ف<املتغري األول ه<و ال<ذي حيدث األث<ر‬
‫يف الث<<اين‪ <،‬ويتحكم في<<ه ت<<أثريا وتوجيه<<ا وجتريب<<ا‪ <،‬مث<<ل‪( :‬أث<<ر الت<<دخني على مردودي<ة< تالمي<<ذ الث<<انوي)‪ <.‬فمتغ<<ري الت<<دخني‬
‫ه<<و ال<<ذي ي<<ؤثر يف العام<<ل الث<<اين‪ ،‬وي<<رتك آث<<اره علي<<ه‪.‬أي‪ :‬إن املتغ<<ري املس<<تقل (الت<<دخني) يتحكم يف العام <ل< الث<<اين‪ ،‬أال‬
‫وه <<و (مردودي <<ة التالمي <<ذ)‪ .‬وهتدف التجرب< <ة< إىل معرف <<ة الت <<أثري احلاص <<ل على حتص <<يل التالمي <<ذ‪ <.‬وال يكفي أن نع <<رف‬
‫املتغري املستقل واملتغري التابع يف العملية التجريبية‪ ،‬وكيفية< ضبط التجربة‪ <،‬بل البد من معرفة جمموعة من العوامل ال<<يت‬
‫قد تؤثر سلبا أو إجيابا على املتغري التابع‪ ،‬دون أن تكون ناجتة عن املتغ<ري املس<تقل‪ ،‬مث<ل العوام<ل ال<يت تنش<أ عن اجملتم<ع‬

‫‪ - 11‬خال<<د املري وإدريس قامسي‪ :‬من<<اهج البحث ال<<رتبوي‪ ،‬سلس<<لة التك<<وين ال<<رتبوي‪ ،‬رقم‪ ،16:‬مطبع<<ة دار النج<<اح اجلدي<<دة‪ ،‬ال<<دار البيض<<اء‪،‬‬
‫املغرب‪ ،‬طبعة ‪2001‬م‪ ،‬ص‪.48-47:‬‬
‫‪18‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫األص<<ل للعين <ة< التجريبي<<ة‪ ،‬كمس<<توى ال<<ذكاء‪ ،‬واملس<<توى االجتم<<اعي ألس<<ر اجملرب عليهم‪ ،‬والس<<ن‪ ،‬واجلنس‪ ،‬واحلال<<ة‬
‫اجلس <<مية واالنفعالي <<ة‪ ،‬واخلربات الرتبوي <<ة والثقافي< <ة< الس <<ابقة‪ ،‬باإلض <<افة إىل العوام <<ل ال <<يت تنب <<ع من إج <<راءات االختب <<ار‬
‫التجرييب‪ ،‬كاملدة الزمنية املخصصة إلجراء التجربة‪ <،‬واليت قد يكون هلا تأثري سليب أو إجيايب حس<<ب طبيع<ة< املوض<<وع‪،‬‬
‫واحلال<<ة النفس<<ية املرتتب<<ة عن املش<<اركة يف التجرب<<ة‪ <،‬ك<<االعتزاز ب<<النفس‪ <،‬وأث<<ر االختب<<ارات< القبلي<<ة‪ ،‬وخمتل<<ف الفح<<وص‬
‫التقييمي <<ة‪ <.‬ناهي <<ك عن العوام <<ل ال <<يت ترج <<ع إىل مث <<ريات خارجي <<ة‪ <،‬كدرج <<ة اإلض <<اءة‪ ،‬أونس <<بة الض <<جيج والضوض <<اء‪،‬‬
‫والتوقيت< غري املالئم‪ ،‬واالختالف يف كفاءة املدرسني املشاركني يف التجربة‪ <،‬أو مواقفهم منه<ا‪ .‬ويع<ين ه<ذا أن هن<اك‬
‫مؤثرات خارجية‪ ،‬ومؤثرات تتعلق باإلجراءات التجريبية‪ ،‬ومؤثرات تعود إىل جمتمع العينة<‪.12‬‬
‫ه<<ذا‪ ،‬وميكن ض <<بط املتغ <<ريات عن طري <<ق ثالث آلي <<ات إجرائي <<ة‪ :‬أوال‪ ،‬التحكم الف <<يزيقي يف متغ <<ريات التجرب <<ة‪ ،‬مبع <<ىن‬
‫مراعاة مجيع العوامل الفيزيائي<<ة ال<يت ق<د ت<ؤثر س<لبا على مس<ار التجرب<ة‪ <،‬والتحكم فيه<ا‪ ،‬ك<التحكم يف اإلض<اءة ‪ -‬مثال‬
‫‪ -‬عن طري< <<ق إجياد آالت أو أجه< <<زة متط< <<ورة يف منتهى الدق< <<ة والفعالي< <<ة‪ <.‬ثاني< <<ا‪ ،‬التحكم االنتق< <<ائي‪ ،‬بإبع< <<اد‪ ":‬بعض‬
‫الص<<فات أو اخلص<<ائص الذاتي <ة< للمج<<رب عليهم‪ ،‬وال<<يت ق<<د يك<<ون هلا ت<<أثري غ<<ري مباش <ر< على نت<<ائج البحث‪ <.‬وأحس<<ن‬
‫طريق< <ة< يقرتحه <<ا العلم <<اء هي تك <<وين عين <<ة البحث بانتق <<اء زوجني متش <<اهبني يف ك <<ل ش <<يء‪ ،‬مث توزيعه <<ا عن طري <<ق‬
‫القرعة‪ ،‬حبيث يكون أحدها يف اجملموعة التجريبي<ة‪ ،‬واآلخ<ر يف اجملموع<ة الض<ابطة‪ .‬وهك<ذا‪ ،‬إىل أن حنص<ل على الع<دد‬
‫احملدد يف ك<ل جمموع<<ة‪ .‬ومبث<ل ه<ذه الطريق<ة< ميكن ض<بط عوام<ل‪ ،‬كالس<<ن‪ ،‬واجلنس‪ ،‬واملي<<ول‪ ،‬واالجتاه<ات‪ ،‬واملس<توى‬
‫االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬واملستوى التعليمي‪ ،‬أو احلالة اجلسمية‪ ،‬أو اخلربات السابقة‪ <،‬ومس<توى ال<ذكاء‪ ...‬وال<يت ق<د‬
‫تؤدي إىل فوارق يف النتائج يف حال إمهاهلا‪ ،‬وعدم ضبطها‪"13.‬‬
‫ثالثا‪ ،‬التحكم اإلحصائي‪ ،‬ونأخذ به عندما‪ ":‬ال يتيسر خضوع املتغريات للتحكمني السابقني‪ ،‬ويتحقق ه<<ذا التحكم‬
‫بعمليات إحصائية‪ <،‬وذلك بدراسة عدد من املتغريات تباشر عملها معا‪ ،‬مث يتم تطبيق الوسائل اإلحص<ائية< بع<<د ذل<ك‪،‬‬
‫‪14‬‬
‫لعزل وتقدير أثر كل واحد من هذه املتغريات‪".‬‬
‫ه <<ذا‪ ،‬ولق <<د اس <<تفادت< البح <<وث الرتبوي <<ة التجريبي <<ة من اإلحص <<اء الوص <<في واالس <<تنتاجي‪ .‬ومن املعل <<وم أن اإلحص <<اء‬
‫ي<<ؤدي وظ<<ائف مجة‪ ،‬كتلخيص املعلوم<<ات‪ ،‬وتص<<حيح البيان<<ات‪ <،‬واملقارن<<ة بني الظ<<واهر واملتغ<<ريات‪ ،‬وحتدي<<د اخلاص<<ية‪<.‬‬
‫كم <<ا ينب <<ين اإلحص <<اء على جمموع <<ة من اخلط <<وات‪ ،‬مث <<ل‪ <:‬مجع البيان <<ات< واملعطي <<ات واملعلوم <<ات‪ ،‬والتنظيم والتب <<ويب‪<،‬‬
‫والتمثي<<ل‪ <،‬والتحلي<<ل‪ ،‬والتفس<<ري‪ ،‬واس<<تخالص النت<<ائج‪ .‬ومن جه<<ة أخ<<رى‪ ،‬ينب<<ين اإلحص<<اء على جمموع<<ة من أس<<اليب‬
‫املعاجلة القياس<<ية‪ ،‬ال<<يت الميكن االس<<تغناء عنه<<ا‪ ،‬فق<<د وظفه<<ا العلم<<اء لتحص<<يل النت<<ائج اليقيني<<ة‪ <،‬مث<<ل‪ <:‬س<<يغموند فروي<<د‪،‬‬
‫وجان بياجيه‪ ،‬وإميل دوركامي‪ ...‬وتستعني املعاجلة اإلحصائية مبقاييس النزعة< املركزية‪ ،‬ومقاييس التش<تت‪ ،‬ومق<اييس‬

‫‪ - 12‬خالد املري وإدريس قامسي‪ :‬مناهج البحث الرتبوي‪ ،‬صص‪.51-50:‬‬


‫‪ - 13‬خالد املري وإدريس قامسي‪ :‬نفسه‪ ،‬صص‪.51-52:‬‬
‫‪ - 14‬خالد املري وإدريس قامسي‪ :‬نفسه‪ ،‬صص‪.52:‬‬
‫‪19‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫االرتباط<‪ .15‬ويقصد بالنزعة< املركزية‪ <":‬مي<ل أف<راد اجملموع<ة إىل التجم<ع عن<د مركزه<ا‪ ،‬إذ جند نس<بة كب<رية من األف<راد‬
‫حيصلون على درجات تشملها فئة معينة‪ <،‬وأن نسبا متناقصة منهم حتص<ل على درج<ات أق<ل‪ ،‬وأن نس<<با مماثل<<ة حتص<<ل‬
‫على درج<<ات أعلى‪ ،‬وغالب<<ا م<<ا تتوس <ط< الفئ <ة< ذات التك<<رار األك<<رب التوزي<<ع التك<<راري‪ "16.‬وتتض<<من مق<<اييس النزع <ة<‬
‫املركزي<ة< كال من‪ :‬املتوس<<ط احلس<<ايب‪ ،‬واملن<<وال‪ ،‬والوس<<يط‪ .‬ف<<املنوال ه<<و‪ ":‬أك<<ثر ال<<درجات ش<<يوعا يف التوزي<<ع‪ ،‬أو ه<<و‬
‫القيمة اليت تقابل أكرب تكرار يف اجملموعة‪ ،‬فإذا فرضنا وبوبنا أعمار تالميذ فصل يف السنة< الرابعة< االبتدائي<<ة‪ <،‬فإنن<<ا جند‬
‫ع<<ادة العم<<ر املن<<وايل ‪10‬س<<نوات‪.‬أي‪ :‬نس<<بة كب<<رية من أطف<<ال الص<<ف الراب<<ع أعم<<ارهم عش<<ر س<<نوات‪ ،‬ونس<<بة أق<<ل من‬
‫ذل <<ك أك <<رب من عش <<ر س <<نوات‪.‬وق <<د جند نس <<بة< أق <<ل أص <<غر من عش <<ر س <<نوات‪ .‬وحلس <<اب املن <<وال يعم <<ل ج <<دول من‬
‫عم<<ودين‪ ،‬تس<<جل قيم ال<<درجات يف أح<<دمها مرتب<<ة تنازلي<<ا‪ <،‬ويكتب التك<<رار< يف العم<<ود الث<<اين‪ ،‬مث يق<<ارن< تك<<رار القيم<‬
‫املختلفة لتحديد أكثرها‪ ،‬وهي املنوال‪".17‬‬
‫أما املتوسط احلسايب فهو الذي يقسم الدرجات على عدد احلاالت‪ ،‬و" يشيع تداول هذا املقياس من مق<اييس< النزع<<ة‬
‫املركزي<<ة لس<<هولة حس<<ابه‪ ،‬وس<<هولة فهم معن<<اه‪ ،‬وه<<و يص<<ف اجملموع<<ة وص<<فا أفض<<ل من املن<<وال؛ ألن<<ه يس<<تخدم مجي<<ع‬
‫‪18‬‬
‫القيم يف التوزيع‪ <،‬وحيسب بقسمة جمموع الدرجات على عدد احلاالت‪".‬‬
‫أم<ا الوس<يط فيقص<د ب<ه تل<ك النقط<ة< ال<يت تق<ع يف‪ ":‬منتص<ف< توزي<ع ال<درجات‪ ،‬حبيث يس<بقها نص<ف ع<دد ال<درجات‪،‬‬
‫ويعقبه <<ا النص <ف< اآلخ <<ر‪.‬والوس <<يط< مقي <<اس للوض <<ع أك <<ثر من كون <<ه مقياس <<ا للحجم أو املق <<دار‪ ،‬وه <<و مفي <<د على ج <<ه‬
‫اخلص <<وص يف وص <<ف توزي <<ع تك <<راري‪ ،‬عن <<دما حيت <<وي على قيم متطرف <<ة‪ <،‬وه <<و يف ه <<ذه احلال <<ة أفض <<ل من املتوس <<ط‬
‫احلسايب‪ ،‬وسهولة حسابه جتعله أسلوبا مرحيا يف االستخدام‪ <،‬ولكن يقل اس<<تخدامه عن املتوس<<ط احلس<<ايب؛ ألن معظم‬
‫‪19‬‬
‫األساليب< اإلحصائية< قد اشتقت لتستخدم مع املتوسط احلسايب‪".‬‬
‫ومن جه<<ة أخ<<رى‪ ،‬تفي<<د مق<<اييس التش<<تت يف قي<<اس القيم املتطرف<<ة‪ ،‬واختالف قيم املتغ<<ري‪ .‬مبع<<ىن أهنا حتس<<ب الف<<وارق‬
‫واالحنراف<<ات بني القيم‪ ،‬أو بني القيم وإح<<دى القيم املع<<ربة‪ " ،‬وتك<<ون العملي<<ات اإلحص<<ائية ملق<<اييس التش<<تت‪ <،‬أرض<<ية‬
‫أساسية حلساب العالقة بني معطيني أو أكثر‪ ،‬كماهو األمر يف حساب معامل االرتباط بشكليه البسيط واملتعدد‪"20.‬‬
‫ومن أهم مق<<اييس التش<<تت‪ <،‬ن<<ذكر‪ :‬التب<<اين‪ ،‬واالحنراف املعي<<اري‪ .‬ف<<االحنراف املعي<<اري< ه<<و‪ ":‬تق<<دير مس<<تقر لدرج<<ة‬
‫التب<<اين< أو التغ<<اير‪ ،‬وه<<و ي<<دخل يف حس<<ابه مجي<<ع درج<<ات التوزي<<ع‪.‬وفض<<ال عن ذل<<ك‪ ،‬فه<<و اليهم<<ل اإلش<<ارات‪ ،‬ولكي‬

‫‪ - 15‬عب<<د الك<<رمي غ<<ريب‪ :‬منهج البحث العلمي يف عل <<وم الرتبي <<ة والعل<<وم< اإلنس <<انية‪ ،‬منش<<ورات ع<<امل الرتبي<<ة‪ ،‬مطبع <<ة النج<<اح اجلدي <<دة‪ ،‬ال <<دار‬
‫البيضاء‪ ،‬املغرب‪ ،‬الطبعة األوىل سنة ‪2012‬م‪.‬صص‪.276-274:‬‬
‫‪ - 16‬د‪.‬جابر عبد احلميد جابر‪ :‬علم النفس الرتبوي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬طبعة ‪1977‬م‪ ،‬ص‪.498:‬‬
‫‪ - 17‬د‪.‬جابر عبد احلميد جابر‪ :‬علم النفس الرتبوي‪ ،‬ص‪.499:‬‬
‫‪ - 18‬د‪.‬جابر عبد احلميد جابر‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.499:‬‬
‫‪ - 19‬د‪.‬جابر عبد احلميد جابر‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.504:‬‬
‫‪ - 20‬عبد الكرمي غريب‪ :‬منهج البحث العلمي يف علوم الرتبية والعلوم< اإلنسانية‪ ،‬ص‪.278:‬‬
‫‪20‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫يتخلص منه<<ا جلأ إىل تربي<<ع األرق<<ام كخط<<وة يف احلس<اب ال<<ذي يل<<زم ل<<ه‪ .‬واالحنراف املعي<<اري< أوس<<ع مق<<اييس التش<<تت‬
‫انتشارا‪ ،‬وأصدقها متثيال للواقع‪ .‬وب<دال من مجع االحنراف<ات ب<دون إش<ارات‪ ،‬جتم<ع مربع<ات< االحنراف<ات‪ ،‬وتقس<م على‬
‫ع<<دد احلاالت‪ ،‬مث يس<<تخرج< اجلذر ال<<رتبيعي لل<<رقم الن<<اتج‪ ،‬فيك<<ون الن<<اتج ه<<و االحنراف املعي<<اري< املطل<<وب‪ .‬ويس<<مى‬
‫مرب<<ع االحنراف املعي<<اري< بالتب<<اين‪ <،‬وه<و القيم<<ة ال<<يت حنص<<ل عليه<<ا ع<<ادة‪ ،‬قب<<ل اس<<تخراج االحنراف املعي<<اري باس<<تخراج‬
‫اجلذر ال<<رتبيعي‪ "21.‬ويع<<ين ه<<ذا أن االحنراف املعي<<اري يس<<اوي اجلذر ال<<رتبيعي جملم<<وع مربع<<ات االحنراف<<ات على ع<<دد‬
‫ال<<درجات‪ " .‬وكلم<<ا ك<<ربت قيم<<ة االحنراف املعي<<اري‪ ،‬كلم<<ا ك<<ان التش<<تت< أو االنتش<<ار كب<<ريا‪ ،‬وكلم<<ا ص<<غرت ه<<ذه‬
‫القيمة‪ ،‬كان التشتت< صغريا‪"22.‬‬
‫أم<<ا مقي<<اس االرتب<<اط< أو التع<<الق‪ ،‬فيقص<<د ب<<ه‪ ":‬درج<<ة االرتب<<اط بني متغ<<ريين اث<<نني‪ ،‬أو بني ن<<وعني من املتغ<<ريات‪ .‬وإذا‬
‫ك<<ان األم<<ر يتعل<<ق بارتب<<اط< متغ<<ريين< فق<<ط‪ ،‬مسي باالرتب<<اط< الع<<ادي‪ <،‬أم<<ا إذا ك<<ان األم<<ر يتعل<<ق بارتب<<اط متغ<<ري ب<<أكثر من‬
‫متغريين‪ ،‬مسي باالرتباط< املتعدد األطراف‪.‬‬
‫ويفيد االرتباط يف احلالة اليت يكون حجم جمتمع البحث< كبريا‪ ،‬أو يف احلالة اليت يرص<د فيه<ا الب<احث ع<ددا كب<ريا من‬
‫املتغ< <<ريات‪ ،‬وتك< <<ون الرغب< <<ة يف قي< <<اس درج< <<ة العالق< <<ة بينه< <<ا؛< حبيث إن تل< <<ك العالق< <<ة ميكن أن تك< <<ون دال< <<ة باإلجياب‬
‫أوالسلب‪".23‬‬
‫وعلي <<ه‪ ،‬فحينم <<ا حياول الب <<احث إج <<راء جتارب يف مي <<دان الرتبي <<ة والتعليم‪ <،‬فعلي <<ه أن خيت <<ار العين <<ة التمثيلي< <ة< للمجتم <<ع‬
‫األصلي‪ ،‬سواء أكانت تلك العينة< عشوائية< أم منظم<ة أم طبقي<ة‪ ،‬أم ك<انت أيض<ا عين<ة الوض<عيات‪ .‬و" جتس<د كيفي<ات‬
‫اختي <<ار أف <<راد املش <<رتكني للبحث وأن <<واعهم مس <<ألة< ش <<ائكة نس <<بيا‪ <،‬يص <<عب ض <<بطها بالكام <<ل يف كث <<ري من األحي <<ان‬
‫ألسباب متعددة‪ ،‬تتعلق مبعطيات< وظروف بيئات املنهج‪ .‬وعلى كل حال‪ ،‬مهما كانت أنواع العينات املختارة‪ ،‬ف<<إن‬
‫أفض <<ل طريق< <ة< متع <<ارف عليه <<ا الختي <<ار أف <<راد أو مواض <<يع البحث هي العش <<وائية‪ .‬وبينم <<ا تت <<وفر أس <<اليب االختي <<ار‬
‫العش <<وائي يف معظم املراج <<ع اإلحص <<ائية‪ ،‬فإهنا هتدف يف العم <<وم إىل تزوي <<د جمموع <<ات البحث بعين <<ات< عض <<وية ممثل <<ة‬
‫جملموع السكان أو الشرائح السكانية لعينات البحث"‪.24‬‬
‫ومن هن<<ا‪ ،‬ميكن احلديث يف إط<<ار انتق<<اء العين<<ة عن اجملموع<<ة التجريبي<<ة واجملموع<<ة الض<<ابطة‪ <،‬وتتم طرائ<<ق التج<<ريب أو‬
‫تص<<اميمه< ‪ -‬حس<<ب الع<<املني األم<<ريكني‪ :‬كامب<<ل(‪ )Campell‬وس<<تانلي(‪ – )Stanley‬ع<<رب ثالث<ة< تص<<اميم جتريبي<<ة‪<،‬‬
‫وهي‪:‬‬
‫أ‪ -‬التصميم< ما قبل التجرييب‪ ،‬أو طريقة اجملموعة الواحدة‪.‬‬
‫‪ - 21‬د‪.‬جابر عبد احلميد جابر‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.609:‬‬
‫‪ - 22‬د‪.‬جابر عبد احلميد جابر‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.609:‬‬
‫‪ -23‬عبد الكرمي غريب‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.280:‬‬
‫‪ -24‬د‪.‬حمم<<د زي<<اد محدان‪ :‬تق<<ييم املنهج‪ ،‬سلس<<لة الرتيب<<ة احلديث<<ة ‪ ،25‬دار الرتبي<<ة احلديث<<ة‪ ،‬عم<<ان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبع<<ة األوىل س<<نة ‪1986‬م‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.338‬‬
‫‪21‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫ب‪ -‬التصميم شبه التجرييب‪ <،‬أو طريقة< اجملموعتني املتساويتني‪.‬‬


‫‪25‬‬
‫ج‪ -‬التصميم التجرييب أو طريقة< تدوير املعامل‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬يتضمن< التصميم< ما قبل التجرييب أو مايسمى أيضا بطريقة اجملموعة الواحدة األنواع التالية‪:‬‬
‫‪ ‬اجملموعة التجريبية< الواحدة باختبار بعد التطبيق‪ <،‬لتحديد كفاية حتصيل< التالميذ‪ <،‬أو حتديد أنواع ميوهلم‪.‬‬
‫‪ ‬اجملموعة التجريبية< الواحدة باختبارين‪ ،‬قبل التطبيق وبعده‪.‬‬
‫‪ ‬اجملموع<<ة التجريبي<<ة الواح<<دة باختب<<ار قب<<ل التط<<بيق< جملموع<<ة أخ<<رى مش<<اهبة‪ ،‬م<<ع اختب<<ار بع<<د التط<<بيق للمجموع<<ة‬
‫التجريبية املعينة‪.‬أي‪ :‬نقارن اجملموعات التجريبية والضابطة‪.‬‬
‫ومثة طرائق أخرى للتصميم شبه التجرييب‪ ،‬أو طريقة اجملموعتني املتساويتني‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‪ ‬جمموعتان‪ :‬اختبارية< وضابطة بدون ضبط (بدون انتقاء منظم أو مقنن)‪<.‬‬
‫‪ ‬جمموعتان اختبارية وضابطة< بضبط< جزئي‪ ،‬باختبارين< قبل التطبيق< وبعده‪.‬‬
‫‪ ‬اجملموعة التجريبية< املختلفة بدون ضبط‪ ،‬باختبارين< قبل التطبيق< وبعده‪.‬‬
‫‪ ‬اجملموعة الواحدة باختبارات< متعددة قبل التطبيق وبعده‪.‬‬
‫‪ ‬الطريقة< االنتقائية أو الطريقة< املرقعة؛ لكوهنا جتمع أكثر من طريقة غري جتريبية‪.‬‬
‫أما طرائق التصميم التجرييب احلقيقي‪ ،‬فتتمثل يف األنواع التالية‪<:‬‬
‫‪ ‬اجملموعتان‪ :‬التجريبية والضابطة باختبار بعد التطبيق‪.‬‬
‫‪ ‬اجملموعتان التجريبية< والضابطة< املتطابقتان بأفرادمها‪ ،‬وباختبار< بعد التطبيق‪<.‬‬
‫‪ ‬اجملموعتان التجريبية< والضابطة< باختبارين قبل التطبيق وبعده‪.‬‬
‫‪ ‬اجملموعة التجريبية< واجملموعتان الضابطتان< باختبارات< قبل التطبيق< وبعده‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫‪ ‬اجملموعة التجريبية< واجملموعات الثالث الضابطة‪ <،‬باختبارات< قبل التطبيق< وبعده‪.‬‬
‫ويبقى املنهج التجري< <<يب أجنع املن< <<اهج يف بن <<اء البح <<وث الرتبوي< <<ة والعلمي< <<ة‪ ،‬وحتص< <<يل النت< <<ائج اليقيني< <<ة‪ <،‬وإغن< <<اء عملي <<ة‬
‫التج <<ريب يف اجملال ال <<رتبوي‪ ،‬فه <<و‪ ":‬الخيتل <<ف كث <<ريا عن نظ <<ريه يف اجملال الفيزي <<ائي‪ <،‬إذ يب <<دأ مبالحظ <<ة الظ <<اهرة ال <<يت‬
‫تساعد على اقرتاح فرضيات‪ ،‬يتم العمل ‪ -‬بعد ذلك‪ -‬على التأكد من صدقها أو عدمه‪ ،‬باعتماد إج<<راءات جتريبي<<ة‪،‬‬
‫كتحدي<<د العوام<<ل التجريبي<ة< أو املس<<تقلة والعوام<<ل التابع<<ة‪ <،‬وتك<<وين اجملموع<<ات التجريبي<<ة واجملموع<<ات الض<<ابطة وفق<<ا‬
‫لقواع< <<د مض< <<بوطة‪.‬مث‪ ،‬اختي< <<ار التص< <<اميم التجريبي < <ة< املناس< <<بة< للموض< <<وع أو اإلش< <<كالية‪ <،‬وال< <<يت تض< <<من ح< <<دا أدىن يف‬

‫‪ - 25‬خالد املري وإدريس قامسي‪:‬نفسه‪ ،‬صص‪.54-53:‬‬


‫‪ - 26‬د‪.‬حممد زياد محدان‪ :‬تقييم املنهج‪ ،‬صص‪.347-338:‬‬
‫‪22‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫إمكاني<<ات التحكم يف العوام<<ل واملتغ<<ريات‪ ،‬وض<<بطها هبدف حتقي<<ق مس<<توى مقب<<ول من املوض<<وعية العلمي<<ة‪ ،‬والدق<<ة يف‬
‫‪27‬‬
‫النتائج‪<".‬‬
‫وهك< <<ذا‪ ،‬ف< <<املنهج التجري< <<يب ه< <<و أك< <<ثر املن< <<اهج العلمي< <<ة دق< <<ة وض< <<بطا وحتكم< <<ا‪ ،‬م< <<ادام يس< <<تعني باإلحص< <<اء الوص< <<في‬
‫واالس<<تنتاجي‪ ،‬وذل<<ك يف دراس<ة< املتغ<<ريات املس<<تقلة والتابع<<ة‪ <،‬وف<<ق تص<<اميم جتريبي<<ة متنوع<<ة‪ ،‬قص<<د التحكم يف جمموع<<ة‬
‫من العوامل اليت قد تؤثر سلبا على مسار التجريب الرتبوي‪.‬‬

‫‪ ‬املنه ـ ــج الوصف ــي‪:‬‬


‫من املعل< < <<وم أن املنهج الوص< < <<في ه< < <<و ذل< < <<ك املنهج ال< < <<ذي يهتم بوص< < <<ف الظ< < <<واهر املعط< < <<اة‪ ،‬من خالل فهم ثوابته< < <<ا‪،‬‬
‫واستكش< <<اف عناص< <<رها الظ< <<اهرة‪ .‬ومن مث‪ ،‬يرتك< <<ز املنهج الوص< <<في يف جمال الرتبي< <ة< والتعليم على املالحظ< <<ة العفوي< <ة<‬
‫واملنظمة‪ ،‬وحتديد الفرضية‪ ،‬والربهنة عليها استقراء واس<<تنباطا‪ ،‬بتمث<ل< التحليلني‪ :‬الكمي والكيفي‪ .‬وبع<<د ذل<<ك‪ ،‬يق<<وم‬
‫الب <<احث بتحوي <ل< الفرض <<ية إىل إش <<كاليات وأس <<ئلة جوهري <<ة‪ <،‬م <<ع التأش <<ري على حمدادات البحث‪ <،‬كاحملددات البش <<رية<‬
‫والزمانية< واملكانية واملادية واملالية‪ <،‬واختيار العينة التمثيلية‪ ،‬واستعراض الدراسات السابقة< يف املوضوع‪ ،‬ونقدها نق<<دا‬
‫علميا موضوعيا‪ .‬والبد للباحث أن يبني مقومات منهجه الوصفي‪ ،‬فيشري إىل األداة الوصفية< اليت يس<<تعملها يف حبث<<ه‪،‬‬
‫هل خيتار‪ :‬االستمارة‪ ،‬أو املقابل<<ة‪ ،‬أو دراس<<ة احلال<<ة‪ ،‬أو الروائ<<ز‪ <،‬أو حتلي<<ل املض<<مون‪...‬؟؟ وتعقب ه<ذه املرحل<<ة معاجلة‬
‫املعطيات والبيانات< يف ضوء اإلحصاء الوصفي واالستنتاجي‪ .‬وبعد ذلك‪ ،‬ينتقل< الكاتب إىل حتليل كل بند أو سؤال‬
‫أو معلوم < <<ة‪ ،‬من خالل االس < <<تعانة< باجلدوال واإلحص< <<اءات واملبيان < <<ات وال < <<دوائر والنس< <<ب املائوي< <<ة‪ ،‬بغي < <<ة تفس< <<ريها‪،‬‬
‫واس <<تخالص النت <<ائج وتأويله <<ا‪ ،‬م <<ع تق <<دمي التوص <<يات واالقرتاح <<ات‪ .‬ويش <<رتط يف البحث< العلمي الوص <<في الن <<اجع‬
‫االبتعاد< قدر اإلمكان عن الذاتية< واألهواء اإليديولوجية‪.‬‬
‫ه <<ذا‪ ،‬ويتم <<ري املنهج الوص <<في بأن< <ه< منهج مس <<حي‪ ،‬يق <<وم بدراس <<ة ش <<املة ملوض <<وع دراس <<ته‪ <،‬وذل <<ك جبم <<ع البيان <<ات<‬
‫واملعلوم <<ات واملعطي <<ات املتعلق <<ة بظ <<اهرة معين <<ة‪ ،‬م <<ع حتلي <<ل الوض <<ع ال <<راهن هلا يف زم <<ان ومك <<ان معي <<نني‪ .‬ومن أمثل <<ة‬
‫الدراسات املسحية نذكر‪ :‬املسح املدرسي‪.‬‬

‫‪ ‬املنهـ ــج التارخي ــي‪:‬‬


‫يهدف املنهج التارخيي إىل دراسة ظ<اهرة م<ا يف تعاقبه<ا الزم<<اين واملك<<اين‪ ،‬من خالل رص<<د خلفياهتا التارخيي<<ة‪ ،‬ومعرف<ة‬
‫تطوره< <<ا على مجي< <<ع املس< <<تويات السياس< <<ية< واالقتص< <<ادية< واالجتماعي< <<ة والنفس< <<ية والثقافي < <ة< والديني< <<ة‪ .‬مبع< <<ىن أن املنهج‬
‫الت <<ارخيي يق <<وم على جمموع <<ة من املف <<اهيم‪ ،‬مث <<ل‪ :‬التحقيب‪ ،‬والس <<ريورة‪ ،‬والتط <<ور‪ <،‬ومعرف <<ة التمفص <<الت‪ ،‬وحتدي <<د‬
‫الظروف التارخيية< اخلاصة والعامة‪ .‬ويرتبط التاريخ بدراسة املاضي يف عالقته باحلاضر واملستقبل‪ .‬وهن<<ا‪ ،‬تق<وم الوث<ائق‬

‫‪ - 27‬خالد املري وإدريس قامسي‪ :‬نفسه‪ ،‬صص‪.58:‬‬


‫‪23‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫بدور كبري يف استنطاق األحداث والوقائع‪ ،‬قصد فهمها وتفسريها وتأويلها‪ ،‬وبناء املعطى التارخيي تش<<رحيا وتركيب<<ا‪.‬‬
‫ومن مث‪ ،‬فمن الض <<روري< ق <<راءة الوث <<ائق املعط <<اة‪ ،‬اعتم <<ادا على النق <<د ال <<داخلي (ق <<راءة الوثيق< <ة< من ال <<داخل)‪ ،‬والنق <<د‬
‫اخلارجي (قراءة الوثيقة من خالل ربطها بصاحبها)‪ .‬ويذكرنا هذا النق<د< العلمي الت<<ارخيي بعلم اجلرح والتع<<ديل ل<<دى‬
‫علم<<اء احلديث يف دراس<<ة الس<<ند واملنت‪ .‬ومن هن<<ا‪ ،‬ميكنن<<ا – مثال‪ -‬معرف<<ة تط<<ور التعليم< عن<<د املس<<لمني‪ ،‬أو ال<<تيقن من‬
‫مراحل تطور النظريات الرتبوية يف بلد معني‪...‬‬
‫وال ننس<<ى أيض<<ا أن علم الت<<اريخ يعتم<<د على مجع املعلوم<<ات والبيان<<ات‪ ،‬لتس<<خريها يف كتاب<<ة الت<<اريخ‪ .‬ومن بني ه<<ذه‬
‫الوث< < <<ائق األساس< < <<ية‪ <،‬االس< < <<تعانة< باآلث< < <<ار‪ ،‬واحلفري< < <<ات‪ <،‬واملعاه< < <<دات‪ ،‬واالتفاقي< < <<ات‪ <،‬واخلطب‪ ،‬والنق< < <<ود‪ ،‬واملؤمترات‬
‫الصحفية‪ ،‬والوثائق املباشرة‪ ،‬والرسائل‪ ،‬واملراسيم‪ ،‬والصور‪ ،‬والتسجيالت‪...‬‬
‫وهن<<اك وث<<ائق ثانوي<ة< كاملص<<ادر‪ ،‬واملراج<<ع‪ ،‬والكتب‪ ،‬واملذكرات‪ ،‬وال<<رتاجم‪ ،‬والس<<ري‪ ،‬واملق<<االت الرقمي<<ة والورقي<<ة‪<...‬‬
‫وبالت <<ايل‪ ،‬يس <<تند< املنهج الت <<ارخيي إىل جمموع <<ة من املراح <<ل العلمي <<ة‪ ،‬منه <<ا‪ :‬حتدي <<د فرض <<ية البحث‪ <،‬واختي <<ار< الوث <<ائق‪<،‬‬
‫وانتقائها‪ ،‬وتوثيقها داخليا وخارجيا‪ ،‬وذلك بع<د مجعه<ا وحص<رها وتقيي<دها‪ ،‬والتحق<<ق من ص<حتها يف ض<وء حمك<ات‬
‫ومعايري ومق<اييس علمي<ة‪ .‬وبع<د ذل<ك‪ <،‬ت<أيت عملي<ة الق<راءة‪ ،‬والفهم‪ ،‬والتفس<ري‪ ،‬والتأوي<ل‪ ،‬واالس<تنتاج بش<كل م<ركب‬
‫ومنظم ومنس<<ق‪ .‬وميكن للب<<احث أن يق<<دم جمموع<<ة من التنب<<ؤات التفس<<ريية اهلام<<ة‪ ،‬بن<<اء على م<<ا توص<<ل إلي<<ه من نت<<ائج‬
‫على مستوى الرتكيب واالستنتاج‪.‬‬

‫‪ ‬املنهـ ــج املقـ ــارن‪:‬‬


‫إذا كانت العلوم التجريبية< تعتمد كثريا على التجربة يف تأكيد صحة الفرضية< من بطالهنا‪ ،‬من أج<<ل استص<<دار< ق<<انون‬
‫أو نظرية جمردة كلية‪ ،‬فإن العلوم اإلنسانية بص<فة< عام<ة‪ ،‬مبا فيه<<ا عل<وم الرتبي<<ة‪ ،‬تتكىء على املقارن<ة بني الظ<<واهر‪ ،‬عن‬
‫طري<<ق إجياد عناص<<ر االختالف واالش<<رتاك‪ ،‬ورص<<د أوج<<ه الت<<أثري والت<<أثر‪ ،‬وتبي<<ان خمتل<<ف املص<<ادر ال<<يت تتحكم يف تل<<ك‬
‫الظواهر املدروسة‪ .‬ويصنف إميل دوركامي املنهج املقارن بأنه نوع من التجريب< غري املباشر‪.‬‬
‫وعلي<ه‪ ،‬ف<املنهج املق<ارن ه<و ال<ذي يعق<د مقارن<ات< بني الظ<واهر املعط<اة‪ ،‬بغي<ة تبي<ان أوج<ه االئتالف< واالختالف بينه<ا‪<،‬‬
‫والبد أن تكون تلك الظواهر متماثلة أو متشاهبة يف بنيته<ا وتركيبه<ا ووظيفته<ا‪ <،‬ك<أن نق<ارن‪ -‬مثال ‪-‬النظ<ام ال<رتبوي‬
‫املغريب مبثيله اجلزائري‪ ،‬أو نقارن< الكتب التعليمية املغربية< بنظريهتا املصرية أو اللبنانية‪ <.‬وهكذا‪ ،‬دواليك‪<...‬‬

‫‪‬املنهـ ــج النف ــسي‪<:‬‬


‫من املع < <<روف أن املنهج النفس < <<ي ه< <<و ال < <<ذي ي < <<درس الظ < <<واهر النفس < <<ية الش < <<عورية والالش < <<عورية‪ <،‬باس < <<تعمال< آلي < <<ات‬
‫السيكولوجيا الفرويدية‪ <،‬أو االستعانة مبب<<ادىء املدارس النفس<<ية األخ<<رى‪ ،‬واس<<تعمال تقنياهتا املختلف<<ة واملتنوع<<ة‪ ،‬ك<<أن‬

‫‪24‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫نأخ< <<ذ بتع< <<اليم املدرس< <<ة النفس< <<ية الس< <<لوكية‪ ،‬أو املدرس< <<ة اجلش< <<طالتية‪ <،‬أو الس< <<يكولوجية البنيوي< <<ة‪ <،‬أو الس< <<يكولوجيا‬
‫الوظيفية‪ ،‬أو السيكولوجية املعرفاتية‪ ،‬أو السيكولوجيا السبرينيتيكية‪...‬‬
‫وميكن االستعانة< بكل هذه املناهج واملقاربات واملدارس إلغناء احلقل الرتبوي والتعليمي بشكل أو ب<<آخر‪ <،‬من خالل‬
‫تفهم نفس< <<يات املتعلمني‪ ،‬وتبي< <<ان العالق< <<ات الوجداني< <<ة القائم< <ة< داخ< <<ل الفص< <<ل الدراس< <<ي بني املدرس< <<ني والتالمي< <<ذ‪<،‬‬
‫واستكش <<اف عق <<دهم النفس <<ية فهم <<ا وتفس <<ريا وت <<أويال‪ .‬ونعلم جي <<دا م <<دى أمهي <<ة نظري <<ة فروي <<د يف تفس <<ري الس <<لوك‬
‫اإلنس <<اين‪ ،‬من خالل الرتك <<يز على األن <<ا واهلو واألن <<ا األعلى‪.‬فالميكن لألن <<ا أن حتق <<ق رغباهتا‪ ،‬م <<ادام هن <<اك س <<لطتان‬
‫مراقبت<<ان‪ <:‬س<<لطة اجملتم<<ع أوالواق<<ع‪ ،‬وس<<لطة األن<<ا األعلى ال<<يت تتمث<<ل يف األخالق والقيم والع<<ادات واألع<<راف‪ .‬ل<<ذلك‪،‬‬
‫يكبت اإلنس <<ان مؤقت <<ا عواطف <<ه ومش <<اعره اإليروس <<ية (مش <<اعر احلب)‪ ،‬أو خيفي انفعاالت <<ه التناتوس <<ية (مش <<اعر املوت‬
‫والع<<دوان)‪ ،‬ويتم ك<<ل ذل<<ك يف منطق<<ة الالش<<عور‪ <.‬وبع<<د ذل<<ك‪ ،‬حيرره<<ا م<<ع أحالم املن<<ام واليقظ<<ة‪ <.‬ومن جه<<ة أخ<<رى‪،‬‬
‫فقد أثبت فرويد تأثري الطفولة< واملاضي معا على اإلنسان يف حاضره ومستقبله‪ <،‬مبا حيمله ذل<ك اإلنس<ان من ترس<<بات‬
‫وعقد‪ ،‬تؤثر على سلوكياته وتصرفاته وحركاته الالواعية والالشعورية‪<.‬‬
‫ه <<ذا‪ ،‬وق <<د رك <<ز فروي <<د على جمموع <<ة من العق <<د ال <<يت يعرفه <<ا اإلنس <<ان‪ ،‬كعق <<دة أوديب‪ ،‬وعق <<دة إلك <<رتا‪ ،‬والعق <<دة‬
‫النرجس< < <<ية‪ <،‬وعق< < <<دة النقص‪ ،‬وعق< < <<دة التع< < <<ويض‪ <...‬كم< < <<ا اهتم فروي< < <<د كث< < <<ريا بالتص < <<رفات الالواعي< < <<ة والالإرادي < <<ة‪،‬‬
‫والس < < <<لوكيات الالش< < <<عورية< ال < < <<يت تتمث< < < <ل< يف‪ :‬فلت< < <<ات اللس< < <<ان‪ ،‬وزالت القلم‪ ،‬واألحالم‪ ،‬واهلس < < <<ترييا‪ ،‬والتع < < <<ويض‪<،‬‬
‫والتس<<امي‪ ،‬والقي<<ام< ببعض< الع<<ادات‪ ،‬مث<<ل‪ :‬مص الش<<فتني‪ ،‬وحتري<<ك احلواجب والعي<<نني‪ ،‬والش<<د على القض<<يب‪ <.‬وتع<<رب‬
‫كل هذه التصرفات عن رغبات نفسية< وشبقية دفينة‪.‬‬
‫ومن ناحي<<ة أخ<<رى‪ ،‬ميكن االس<<تفادة أيض<<ا من املنهج العي<<ادي أو اإلكلي<<نيكي يف اجملال ال<<رتبوي‪ ،‬ويطل<<ق ه<<ذا املنهج‪":‬‬
‫على جمموع<ة من الطرائ<ق< أو أس<اليب البحث< املس<توحاة من التحلي<ل النفس<ي‪.‬إن مفه<وم العي<ادي< أو اإلكلي<نيكي ي<دل‬
‫على املالحظ<<ة املعمق<<ة للش<<خص خالل ف<<رتة زماني<<ة ممت<<دة‪ .‬كم<<ا ق<<د ي<<دل على الفهم الس<<يكولوجي ألس<<لوب حيات<<ه‬
‫خالل املاضي واحلاضر‪ .‬فاملالحظة –إذاً‪ -‬وسيلة أساسية يف املنهج العيادي‪.‬‬
‫والواقع أن املنهج العيادي< خيتلف باختالف املقاربات املوظفة من قبل هذا السيكولوجي أو ذاك‪ .‬وه<<ذا األم<<ر ه<<و م<<ا‬
‫جعل النق<اش ح<ول طبيع<ة< ه<ذا املنهج يع<رف طريق<ه بني الب<احثني‪ .‬ف<البعض يتس<اءل‪ :‬م<ا إذا ك<ان املنهج العي<ادي ميي<ل‬
‫أكثر إىل منهج املالحظة أم إىل املنهج التجرييب؟‪"28‬‬
‫وعلي<<ه‪ ،‬ف<<املنهج النفس<<ي ه<<و أك<<ثر املن<<اهج العلمي<<ة اقرتاب<<ا من ع<<امل املدرس<<ة والرتبي<<ة؛< ألن كث<<ريا من القض<<ايا التعليمي<<ة‬
‫ذات مصدر نفسي أو سيكولوجي‪.‬‬

‫‪ - 28‬د‪.‬أمحد أوزي‪ :‬املعجم املوس<<وعي لعل<<وم الرتبية‪ ،‬مطبع<<ة دار النج<<اح اجلدي<<دة‪ ،‬ال<<دار البيض<<اء‪ ،‬املغ<<رب‪ ،‬الطبع<<ة األوىل س<<نة ‪2006‬م‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.249-248‬‬
‫‪25‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫‪‬املنه ــج االجتماع ــي‪:‬‬


‫يقصد باملنهج االجتماعي ذلك املنهج الذي يربط< الظواهر اإلنسانية ب<اجملتمع‪ ،‬مبختل<ف جتلياهتا السياس<ية واالقتص<ادية‬
‫واالجتماعي<<ة والثقافي<<ة والنفس<<ية< والديني<ة< واجلمالي<<ة‪ ،‬إم<<ا بطريق<<ة انعكاس<<ية< مباش<<رة كم<<ا عن<<د أص<<حاب نظري<<ة احملاك<<اة‬
‫(أفالط <<ون وأرس <<طو‪ ،)...‬وإم <<ا بطريق <<ة جدلي <<ة قائم <<ة على النفي والص <<راع< والتن <<اقض والتض <<اد‪ ،‬كم <<ا يتجلى ذل <<ك‬
‫واض<<حا عن<<د ك<<ارل م<<اركس‪ ،‬وهيج<<ل‪ ،‬وأجنل<<ز‪ ،‬وج<<ورج لوك<<اش‪ ،‬وأنطوني<<و كرامش<<ي‪ ...‬وإم<<ا بطريق<<ة قائم<<ة على‬
‫التماثل بني البنيتني‪ :‬الفوقية والتحتية‪ <،‬كما جند ذلك عند لوسيان كولدمان (‪ ،)L.Goldmann‬صاحب البنيوي<<ة‬
‫التكويني<<ة‪ ،‬وإم<<ا بطريق<ة< سوس<<يولوجية جتريبي<ة< قائم<<ة على اس<<تقراء< اإلنت<<اج‪ ،‬والتوزي<<ع‪ <،‬واالس<<تهالك‪ ،‬كم<<ا عن<<د روب<<ري‬
‫إسكاربيت(‪ )R.Escarpit‬الذي حتدث يف كتاباته عن سوسيولوجيا املؤلف‪ ،‬والكتاب‪ ،‬واجلمهور‪.‬‬
‫ه<<ذا‪ ،‬وق<<د تبل<<ور املنهج االجتم<<اعي إب<<ان الق<<رن التاس<<ع عش<<ر امليالدي‪ ،‬م<<ع انبث<<اق الوض<<عية االجتماعي<<ة م<<ع أوجست‬
‫كونت (‪ ،)1789-1857( )Auguste conte‬الذي يعد من أهم رواد علم االجتماع احلديث‪ ،‬فقد دع<<ا يف‬
‫دراس<<اته< وأحباث<<ه إىل تأس<<يس علم جدي<<د أال وه<<و "علم االجتم<<اع" (‪ ،)Sociologie‬بع<<د أن ك<<ان املفه<<وم الق<<دمي‬
‫ه<<و الفيزي<<اء< االجتماعي<<ة (‪ .)Physique sociale‬وق<<د اس<<تفاد< ه<<ذا العلم اجلدي<<د من ق<<وانني العل<<وم الطبيعي<<ة‪ ،‬من‬
‫أجل تسخريها وتطويعها يف "موضعة"< الظواهر اإلنسانية‪ ،‬وعلمنتها على غرار العلوم التجريبية‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وقد كانت الصلة بني الظواهر اإلنس<انية واجملتم<ع تأخ<ذ – يف البداي<ة‪ -‬طابع<ا تأملي<ا فلس<فيا وميتافيزيقي<ا‪ <،‬قائم<ا‬
‫على مفه <<وم احملاك <<اة‪ ،‬ولق <<د أخ <<ذت ه <<ذه العالق <<ة احملاكاتي <<ة‪ <،‬ال <<يت تعتم <<د على التقلي <<د واحملاك <<اة املباش <<رة‪ ،‬ت <<ربز يف‬
‫كتاب <<ات الفالس <<فة< اليون <<انيني بص <<فة عام <<ة‪ ،‬وأرس <<طو (‪ )Aristote‬وأفالط <<ون (‪ )Platon‬بص <<فة< خاص <<ة‪ .‬إال أن‬
‫احملاكاة األرسطية كانت تستند< إىل املادية الواقعية‪ .‬يف حني‪ ،‬كانت احملاكاة األفالطونية تتسم باملثالية‪.‬‬
‫بيد أن أهم منهج اجتماعي يصلح لدراسة الظواهر اإلنسانية< والفنية واجلمالية والدينية والثقافي<<ة والرتبوي<<ة ه<<و املنهج‬
‫اجلديل املاركس< <<ي‪ ،‬ال< <<ذي ينص على أن الواق< <<ع ال ميكن فهم< <<ه إال ككلي< <<ة دال< <<ة ومس< <<تقلة‪ .‬ل< <<ذا‪ ،‬فال حمل للظ< <<واهر‬
‫املعزولة‪ ،‬ب<ل ال ب<د من فهم العالم<ات< ال<يت تك<ون وراء حتري<ك الع<امل املوض<وعي الكلي‪ .‬ومن مث‪ ،‬فق<د ك<انت فلس<فة‬
‫هيجل (‪ )Hegel‬فلسفة عقالنية وواقعية‪ ،‬حينم<ا ك<ان ي<دعو إىل فهم الع<امل املوض<وعي يف كليت<ه املتنامي<ة‪ <،‬بدالالت<ه‬
‫التارخيي<<ة املختلف<<ة‪ .‬وتع<<د ه<<ذه الكلي<<ة مظه<<ر احلقيق<<ة‪ <،‬واجلوهر ال<<ذي يتحق<ق< ع<<رب الص<<ريورة‪ .‬ومن مث‪ ،‬يه<<دف املنهج‬
‫اجلديل إىل فهم العالقات بني اإلنسان والطبيعة والتاريخ‪ .‬بل أكثر من ذل<ك فه<و اليكتفي بفهم الع<امل وتفس<ريه‪ ،‬ب<ل‬
‫يع<<ىن بتغي<<ريه تغي<<ريا ج<<ذريا‪ .‬وينض<<اف< إىل ه<<ذا أن ك<<ارل م<<اركس ه<<و املؤس<<س الفعلي للمنهج اجلديل‪ ،‬حيث اعت<<رب‬
‫ص <<راع الطبق <<ات ه <<و احملرك ال <<رئيس للمجتمع <<ات‪ .‬ومن هن <<ا‪ ،‬فق <<د أف <<رز الص <<راع االجتم <<اعي اجلديل والطبقي إب <<ان‬
‫مرحلة اإلقطاع فئيت‪ :‬األسياد والعبيد‪ .‬كما أفرز أثناء هيمنة الرأمسالية< الطبق<ة< البورجوازي<<ة‪ ،‬مالك<ة الرأمسال ووس<ائل‬
‫اإلنت <<اج‪ ،‬والطبق< <ة< الربوليتاري <<ة‪ <،‬ص <<احبة الق <<وة اإلنتاجي <<ة‪ <.‬ه <<ذا‪ ،‬ويس <<اهم ه <<ذا الص <<راع< اجلديل يف حتري <<ك الت <<اريخ‪<،‬‬
‫وتط<<ويره ج<<دليا‪ ،‬وتغي<<ريه إجيابي<<ا‪ .‬وينب<<ين ه<<ذا الص<<راع اجلديل ك<<ذلك على التناقض<<ات الكمي<<ة والكيفي<<ة‪ ،‬واخلض<<وع‬
‫‪26‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫حلتمي <<ة الص <<راع< ال <<ذي ي <<ؤدي إىل خل <<ق تركيب <<ات< جدي <<دة‪ .‬والميكن القض <<اء على الص <<راع الطبقي إال باالنتق <<ال إىل‬
‫اجملتم<<ع االش<<رتاكي‪ .‬وبع<<د ذل<<ك‪ ،‬يتم االنتق<<ال< إىل اجملتم<<ع الش<<يوعي ال<<ذي تنق<<رض< في<<ه الدول<<ة‪ ،‬وتنمحي في<<ه الف<<وارق‬
‫االجتماعية والطبقية‪ ،‬وتشيع فيه امللكية اخلاصة‪ ،‬والنساء‪ ،‬والثروة‪.‬‬
‫وعلى أي حال‪ ،‬تستند املنهجية اجلدلية املاركسية إىل التفسري املادي للوق<ائع واألح<داث والظ<واهر البش<رية‪ ،‬فجمي<ع‬
‫الظواهر‪ ،‬سواء أكانت فنية أم نفسية أم تربوية< أم دينية‪ ،‬تفسر بأساب خارجية تارخيية ومادية‪ <،‬وحتل<ل أيض<ا بعوام<ل‬
‫سياس< <<ية< واقتص< <<ادية< واجتماعي< <<ة‪ .‬وإن ك< <<ان العام< <<ل االقتص< <<ادي ‪ -‬حس< <<ب م< <<اركس‪ -‬ه< <<و العام< <<ل ال< <<رئيس احملرك‬
‫للمجتمعات يف صريورهتا التطورية‪.‬‬
‫أم<<ا املنهجي<<ة البنيوي<ة< التكويني<<ة‪ <،‬كم<<ا هي عن<<د لوس<<يان كول<<دمان‪ ،‬فتنب<<ين ‪ -‬من جه<<ة‪ -‬على الفهم والتفس<<ري مع<<ا‪ ،‬من‬
‫خالل دراسات البنيات< الفوقية يف عالقتها التماثلية مع الواقع‪ ،‬ودراستها يف ضوء املادية< التارخيية< اجلدلية‪ .‬ومن جه<<ة‬
‫أخ <<رى‪ ،‬يبحث لوس <<يان كول <<دمان يف دراس <<اته< وأحباث <<ه السوس <<يولوجية عن رؤى الع <<امل عن <<د املب <<دعني والفالس <<فة‪،‬‬
‫وتتم <<يز ه <<ذه ال <<رؤى بأهنا عب <<ارة عن تص <<ورات وأنس <<اق فلس <<فية منس <<جمة‪ ،‬تس <<تخلص ع <<رب عملي <<يت الفهم والتفس <<ري‬
‫للعمل األديب أو الفلسفي‪ ،‬وذلك يف عالقاته البنيوية مع العامل املوض<وعي‪ .‬وتستكش<ف ه<ذه ال<رؤى ع<رب حتدي<د البني<<ة‬
‫الدال<<ة للنص‪ .‬ومهم<<ا ك<<انت ه<<ذه ال<<رؤى املستخلص<<ة فردي<<ة‪ ،‬فإهنا ذات ط<<ابع مجاعي‪ ،‬تع<<رب عن الوعي مجعي‪ ،‬أو إهنا‬
‫تعب<<ري عن ال ش<<عور مجاعي‪ .‬وينتج عن ه<<ذا أن الك<<اتب ه<<و فاع<<ل مجاعي‪ ،‬يع<<رب عن آم<<ال ومآس<<ي الطبق<<ة ال<<يت ينتمي‬
‫إليه < <<ا‪ ،‬أو ق < <<د ال ينتمي إليه < <<ا أص < <<ال‪ ،‬كم < <<ا ه < <<و ش < <<أن ه < <<ونري بل < <<زاك( ‪ )Balzac‬ال < <<ذي ك < <<ان ينتمي إىل الطبق< < <ة<‬
‫األرستقراطية‪ <،‬ولكنه ك<ان ي<دافع عن الطبق<ات< الدوني<ة واملس<حوقة‪ .‬وبع<د حتدي<د الرؤي<ة والبني<ة الدال<ة‪ ،‬يتم إدماجهم<ا‬
‫يف بنيات< أوسع وأمشل‪ ،‬قصد تفسريها جدليا‪ ،‬عن طريق استكشاف البنيات< العميقة والثاوية< اليت كانت وراء انبث<<اق‬
‫ه<ذه الرؤي<<ة العام<ة< للك<ون‪ .‬ومن هن<<ا‪ ،‬فعن<<دما تقيم البنيوي<<ة التكويني<ة< العالق<<ة بني األث<<ر واجملتم<<ع‪ ،‬فال تقيم<ه< انعكاس<<يا‪<،‬‬
‫بل جتعل بينهما عالقة متاثلية‪<.‬‬
‫وعليه‪ ،‬ميكن االستعانة باملنهج اجلديل املاركسي‪ ،‬واملنهج البنيوي التكويين‪ ،‬وكذلك مبنهجي<<ة إس<<كاربيت‪ <،‬يف دراس<ة<‬
‫الظ <<واهر الرتبوي <<ة‪ ،‬ك <<أن ن <<درس ظ <<اهرة األقس <<ام املش <<رتكة‪ ،‬وظ <<اهرة اهلدر املدرس <<ي‪ ،‬وظ <<اهرة العن <ف< يف املؤسس <<ات‬
‫التعليمية‪ <،‬والفوارق الفردي<<ة‪ <،‬والتع<ثر الدراس<ي‪ ،‬وختل<<ف البني<<ات التعليمي<<ة‪ ،‬واالختالف بني التعليمني‪ :‬اخلاص والع<ام‪،‬‬
‫وحتلي<<ل ظ<<اهرة البطال<ة< بني خ<<رجيي اجلامع<<ات‪.... ،‬أو فهم النظري<<ات الرتبوي<<ة وتفس<<ريها يف دول<<ة م<<ا يف ض<<وء العالق<<ة‬
‫التماثلية بني اخلطاب الرتبوي والواقع املوضوعي‪...‬‬

‫‪ ‬املنه ــج البني ــوي‪<:‬‬


‫يه<<دف املنهج الب<<نيوي< إىل مقارب<<ة النص<<وص واخلطاب<<ات والوث<<ائق والظ<<واهر لس<<انيا‪ ،‬عن طري<ق< تقطيعه<<ا إىل متوالي<<ات<‬
‫ومجل وملفوظات ووحدات لسانية‪ <،‬بغية< تفكيكها وتركيبها‪ .‬مبعىن أننا حينما نري<<د مقارب<ة< النص أو اخلط<<اب كيفم<<ا‬
‫‪27‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫ك<<ان نوع<<ه‪ ،‬فالب<<د من التس<<لح باللس<<انيات‪ <،‬باس<<تثمار مس<<توياهتا املنهجي<<ة‪ <،‬كاملس<<توى الص<<ويت‪ ،‬واملس<<توى الص<<ريف‪،‬‬
‫واملس< <<توى ال< <<داليل‪ ،‬واملس< <<توى الرتكي< <<يب‪ ،‬واملس< <<توى البالغي‪ ،‬مس< <<تبعدين< الس< <<ياق اخلارجي من‪ :‬مؤل< <<ف‪ ،‬ومرج <<ع‪،‬‬
‫وكاتب‪ ،‬ومقصدية‪ <،‬ورسالة‪ <.‬أي‪ :‬الهنتم باملضمون‪ ،‬أو بصاحب النص‪ ،‬أو بظروف النص وحيثياته السياقية‪ ،‬بل ما‬
‫يهمنا كي<ف ق<ال الك<اتب أو ص<احب النص ماقال<ه‪ .‬أي‪ :‬نرك<ز على ش<كل املض<مون‪ ،‬وذل<ك برص<د البني<ات اخلطابي<ة‬
‫واللغوي <<ة‪ ،‬وكش <<ف الثنائي <<ات< املتآلف <<ة واملتعارض <<ة داخ <<ل النص أو الظ <<اهرة‪ .‬ومن هن <<ا‪ ،‬تعتم <<د البنيوي <ة< اللس <<انية على‬
‫خط <<وتني منهجي <<تني متك <<املتني‪ ،‬ومها‪ :‬التفكي< <ك< وال <<رتكيب‪ .‬وبتعب <<ري آخ <<ر‪ ،‬نق <<وم أوال بتفكي <<ك النص اىل عناص <<ره‬
‫البنيوي <ة< اجلزئي <<ة من أص <<وات‪ ،‬ومق <<اطع‪ ،‬ودالالت‪ ،‬وت <<راكيب‪ ،‬وحق <<ول داللي <<ة ومعجمي <<ة‪ <،‬وص <<ور بالغي <<ة‪ ،‬مث نق <<وم‬
‫بعملي<<ة ال<<رتكيب بش<<كل كلي‪ ،‬وذل<<ك يف ش<<كل ثنائي<<ات متعارض <ة< أو متآلف<<ة‪ <،‬أو ض<<من اس<<تنتاجات بنيوي<<ة ش<<كلية‪.‬‬
‫وتتم هذه العملية استقراء< واستنباطا‪ <.‬وتش<<به هات<ان العمليت<<ان م<<ا يق<وم ب<<ه الطف<<ل الص<<غري‪ ،‬حني يفك<ك لعبت<<ه أو دميت<ه<‬
‫من أجل تركيبها من جديد‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أمهية املنهج البنيوي اللساين يف كونه منهجا لغويا شكالنيا‪ ،‬يقارب النص أو اخلطاب أو الوثيقة< من‬
‫ال<داخل تفكيك<ا وتركيب<ا‪ ،‬ويتعام<ل م<ع النص املعطى باعتب<اره بني<ة< مغلق<ة‪ ،‬وذل<ك يف ض<وء مس<تويات لس<انية< وص<فية‪،‬‬
‫هتدف بش <<كل من األش <<كال إىل استكش <<اف البني <<ات املنطقي <<ة‪ <،‬والقواع <<د العميق <<ة ال <<يت تتحكم يف تولي <<د النص <<وص‬
‫واخلطاب<<ات والوث<<ائق‪ <،‬إال أن ه<<ذا املنهج يهم<<ل الس<<ياق اخلارجي‪ ،‬ويقص<<ي الك<<اتب من حس<<ابه‪ ،‬ويغض الط<<رف عن‬
‫العوامل النفسية واالجتماعية والتارخيية< اليت يكون هلا دور من األدوار يف عملية اإلبداع والكتاب<<ة والت<<أثري‪ .‬ومن هن<<ا‪،‬‬
‫يتأكد لنا بشكل جلي بأن البنيوية< تقتل< اإلنسان‪ ،‬وهتمش التاريخ‪ ،‬وتتعاىل عن الواقع‪.‬‬

‫‪ ‬املنه ــج السيمي ــائي‪:‬‬


‫من املع<<روف أن الس<<يميولوجيا هي ذل<<ك العلم ال<<ذي يبحث< يف أنظم<<ة العالم<<ات‪ ،‬س<<واء أك<<انت لغوي<<ة أم أيقوني<<ة أم‬
‫حركية‪ .‬وبالتايل‪ ،‬فإذا كانت اللسانيات تدرس األنظم<<ة اللغوي<ة‪ ،‬ف<إن الس<يميولوجيا تبحث يف العالم<<ات غ<ري اللغوي<ة‬
‫ال<يت تنش<أ يف حض<ن اجملتم<ع‪ .‬وبالت<ايل‪ ،‬فاللس<انيات هي ج<زء من الس<يميولوجيا ‪ -‬حس<ب الع<امل السويس<ري فردينان<د<‬
‫دوسوس<<ري( ‪ ،-) F.De Saussure‬م<<ادامت الس<<يميولوجيا ت<<درس مجي<<ع األنظم<<ة‪ ،‬كيفم<<ا ك<<ان س<<ننها‪ <،‬وأمناطه<<ا‬
‫التعبريية‪ :‬لغوية أو غريه<ا‪ .‬ولق<<د حص<<ر دوسوس<ري ه<ذا العلم يف دراس<ة< العالم<<ات ذات البع<<د االجتم<اعي‪ .‬ويع<<ين ه<ذا‬
‫أن الس <<يميولوجيا تبحث يف حي <<اة العالم <<ات داخ <<ل احلي <<اة االجتماعي <<ة‪.‬أي‪ :‬هلا وظيف <<ة اجتماعي <<ة‪ ،‬وهلا أيض <<ا عالق <<ة‬
‫وطي<<دة بعلم النفس االجتم<<اعي‪ .‬ويف ه<<ذا الص<<دد‪ <،‬يق<<ول دوسوس<<ري‪ ":‬اللغ<<ة نظ<<ام عالم<<ات‪ ،‬يع<<رب عن أفك<<ار‪ .‬ول<<ذا‪،‬‬
‫ميكن مقارنته< <<ا بالكتاب< <<ة‪ ،‬بأجبدي< <<ة الص< <<م‪ -‬البكم‪ ،‬بأش< <<كال اللياق< <<ة‪ ،‬باإلش< <<ارات العس< <<كرية‪ <،‬وب< <<الطقوس الرمزي < <<ة‪،‬‬
‫إخل‪...‬على أن اللغة هي أهم هذه األنظمة على اإلطالق‪ .‬وصار بإمكاننا‪ ،‬بالت<ايل‪ <،‬أن نرت<ئي علم<ا يع<ىن بدراس<ة حي<اة‬
‫العالم< <<ات داخ< <<ل اجملتم< <<ع‪ ،‬وسيش< <<كل ه< <<ذا العلم ج< <<زءا من علم النفس الع< <<ام‪ .‬وس< <<ندعو ه< <<ذا العلم س< <<يميولوجيا (‬
‫‪28‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫‪ .) Sémiologie‬وسيتحتم على هذا العلم أن يعرفنا مبا تتشكل منه العالمات‪ ،‬وبالقوانني اليت تتحكم فيه<<ا‪ .‬ومبا‬
‫أن<ه مل يوج<د بع<د‪ ،‬فيس<<تحيل التكهن مبا س<يكون علي<<ه‪ .‬وهلذا العلم احلق ب<<الوجود يف إط<اره احملدد ل<<ه مس<بقا‪ ،‬على أن‬
‫اللس<<انيات ليس<<ت إال ج<<زءا من ه<<ذا العلم‪ ،‬ف<<القوانني ال<<يت ق<<د تستخلص<<ها الس<<يميولوجيا‪ ،‬س<<تكون قابل<<ة للتط<<بيق< يف‬
‫‪29‬‬
‫جمال اللسانيات‪.‬وستجد هذه األخرية نفسها مشدودة إىل مضمار أكثر حتديدا يف جمموع األحداث اإلنسانية‪".‬‬
‫وعلي <<ه‪ ،‬حيص <<ر دوسوس <<ري العالم <<ات< داخ <<ل أحض <<ان اجملتم <<ع‪ ،‬وي <<درج اللس <<انيات ض <<من الس <<يميولوجيا‪ ،‬بينم <<ا ي <<رى‬
‫األم <<ريكي ش <<ارل س <<ندرس ب <<ريس( ‪ ) CH.S.Pierce‬ب <<أن الس <<يميوطيقا< م <<دخل ض <<روري للمنط <<ق والفلس <<فة يف‬
‫الفرتة الزمنية< ذاهتا‪ ،‬واليت استعمل فيها دوسوسري مصطلح الس<يميولوجيا‪ .‬ويف ه<ذا النط<اق‪ ،‬يق<ول ب<ريس‪ ":‬إن املنط<ق‬
‫يف معن<<اه الع<<ام ه<<و م<<ذهب عالم<<ات ش<<به ض<<روري وص<<وري‪ ،‬كم<<ا ح<<اولت أن أظه<<ره‪ ،‬ويف إعط<<ائي ملذهب ص<<فة‬
‫"الضروري"< و"الصوري"‪ <،‬كنت أرى وجوب مالحظة خصائص هذه العمليات ما أمكنن<<ا‪ .‬وانطالق<<ا من مالحظاتن<<ا‬
‫اجليدة‪ ،‬اليت نستشفها عرب معطى‪ ،‬ال أرفض أن أمسيه التجري<د‪ <،‬س<<ننتهي إىل أحك<ام ض<رورية< ونس<<بية إزاء م<ا جيب أن‬
‫‪30‬‬
‫تكون عليه خصائص العالمات اليت يستعني هبا الذكاء العلمي‪".‬‬
‫ومن هنا‪ ،‬يرى دوسوس<ري ب<أن العالم<ات الس<يميولوجية< ال ت<ؤدي إال وظيف<ة اجتماعي<ة‪ .‬بينم<ا يثبت ب<ريس ب<أن وظيف<ة‬
‫الس<<يميوطيقا منطقي <<ة وفلس<<فية< ليس إال‪ .‬وهك<<ذا‪ ،‬أص<<بحنا أم<<ام مص<<طلحني‪ :‬الس<<يميولوجيا ل<<دى األورب<<يني‪ ،‬وذل<<ك‬
‫بفض< <ل< دوسوس< <<ري ال< <<ذي اس< <<تعمل مص< <<طلح(‪ )Sémiologie‬يف كتاب< <<ه‪(:‬حماض< <<رات يف اللس< <<انيات العام< <<ة) س< <<نة<‬
‫‪1916‬م‪ ،‬ومص <<طلح الس <<يميوطيقا (‪ ) La sémiotique‬ل <<دى األمريك <<يني‪ ،‬لك <<ون ب <<ريس اس <<تخدمه< باس <<م علم‬
‫الدالل< <<ة الع< <<ام‪ .‬ه< <<ذا‪ ،‬ويعت< <<رب روالن ب< <<ارت( ‪ ) Roland Barthes‬من املدافعني عن مص< <<طلح الس< <<يميولوجيا‪،‬‬
‫وخاص<<ة يف كتاب<<ة‪(:‬عناص<<ر الس<<يميولوجيا)‪ ،‬حيث ع<<د الس<<يميولوجيا ج<<زءا من اللس<<انيات‪ ،‬من خالل رص<<ده لبعض‬
‫الثنائي<<ات املنهجي<<ة‪ <،‬مث<<ل‪ <:‬ال<<دال واملدلول‪ ،‬والدياكروني<ة< (التطوري<<ة)< والس<<انكرونية (التزامني<<ة)‪ <،‬واحملور األفقي واحملور‬
‫الرتكييب‪ ،‬واللغة والكالم‪ ،‬والتضمني (اإلحياء) والتعيني(التقرير احلريف)‪ .‬وق<د تن<اول فرديان<د دوسوس<ري ه<ذه الثنائي<ات<‬
‫بإس <<هاب مس <<تفيض يف كتاب <<ه‪ (:‬احملاض <<رات يف اللس <<انيات العام <<ة)‪ <،‬يف حلظ <<ة التق <<نني لعلم لغ <<وي جدي <<د‪ ،‬أال وه <<و‬
‫اللس<انيات‪ <،‬وال<ذي أقام<ه على أنق<اض مرحل<ة الفيلولوجي<ا (فق<ه اللغ<ة)‪ ،‬ومرحل<ة فلس<فة اللغ<ة‪ .‬ويف ه<ذا الص<دد‪ ،‬ي<رى‬
‫روالن ب< <<ارت بأن< <<ه‪ ":‬جيب‪ ،‬من <<ذ اآلن‪ ،‬تقب< <ل< إمكاني <<ة قلب االق <<رتاح السوس <<ريي‪ ،‬فليس <<ت اللس <<انيات ج <<زءا‪ ،‬ول <<و‬
‫مفص<<ال‪ <،‬من الس<<يميولوجيا‪ ،‬ولكن اجلزء ه<<و الس<<يميولوجيا‪ ،‬باعتباره<<ا فرع<<ا من اللس<<انيات‪ ،‬وبالض<<بط ذل<<ك القس<<م‬
‫الذي س<يتحمل على عاتق<ه كربي<ات الوح<دات اخلطابي<ة الدال<ة‪ .‬وهبذه الكيفي<ة‪ <،‬ت<ربز وح<دة البح<وث اجلاري<ة الي<وم يف‬
‫األنرتوبولوجي<<ا‪ ،‬وعلم االجتم<<اع‪ ،‬والتحلي<<ل النفس<<ي‪ ،‬واألس<<لوبية‪ <،‬ح<<ول مفه<<وم الدالل<<ة‪ ...‬إن املعرف<<ة الس<<يميائية ال‬

‫‪ - 29‬بيري غريو‪ :‬السيمياء‪ ،‬ترمجة‪ :‬أنطوان أيب زيد‪ ،‬منشورات عويدات‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬باريس‪ ،‬الطبعة األوىل سنة ‪1984‬م‪ ،‬ص‪.6:‬‬
‫‪ - 30‬بيري غريو‪ :‬السيمياء‪ ،‬ص‪.6:‬‬
‫‪29‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫ميكن أن تكون اليوم س<وى نس<خة من املعرف<ة اللس<<انية‪ ... ،‬ألن ه<ذه املعرف<<ة جيب أن تطب<ق‪ ،‬على األق<<ل كمش<روع‪،‬‬
‫‪31‬‬
‫على أشياء غري لسانية"‪<.‬‬
‫وهك<<ذا‪ ،‬فق<<د اس<<تلهم روالن ب<<ارت العناص<<ر اللس<<انية لل<<دفع ب<<البحث< الس<<يمائي إىل األم<<ام‪ ،‬باالعتم<<اد على ثنائي<<ات‬
‫منهجية لسانية‪ ،‬مثل‪ :‬اللسان والكالم‪ ،‬والدال واملدلول‪ ،‬واملركب والنظام‪ ،‬والتقرير واإلحياء‪.‬‬
‫وعلي <<ه‪ ،‬فالس <<يمياء ‪ -‬حس <<ب بي <<ري غ <<ريو( ‪ -) Pierre Guiraud‬م <<اهي إال العلم ال <<ذي‪ ":‬يهتم بدراس <ة< أنظم <<ة‬
‫العالمات‪ :‬اللغات‪ ،‬وأنظمة اإلشارات‪ ،‬والتعليمات‪ ،‬إخل‪...‬وجيعل ه<ذا التحدي<د اللغ<ة ج<زءا من الس<يمياء‪ .‬الواق<ع أنن<ا‬
‫جنم<<ع على اإلق<<رار ب<<أن للكالم بنيت<<ه املتم<<يزة واملس<<تقلة‪ ،‬وال<<يت تس<<مح بتحدي<<د الس<<يمياء بالدراس<<ة ال<<يت تتن<<اول أنظم<<ة‬
‫‪32‬‬
‫العالمات غري األلسنية‪ <،‬مما حيتم علينا تبين ذلك التحديد‪<".‬‬
‫وهكذا‪ ،‬فقد ظهرت نظرية< العالم<<ات العام<<ة من<ذ بداي<<ة الق<<رن العش<رين‪ ،‬فتمس<ك األنكلوسكس<ونيون بالس<يميوطيقا‪<.‬‬
‫يف حني‪ ،‬اختار األوروبيون السيميولوجيا‪ .‬وميكن أيضا التفريق< بينهما بشكل دقيق‪ <،‬فنقول‪ :‬إن الس<<يميولوجيا عب<<ارة‬
‫عن نظري<<ة عام<<ة‪ ،‬وفلس<<فة ش<<املة للعالم<<ات‪ ،‬أو هي مبثاب<<ة القس<<م النظ<<ري‪ .‬بينم<<ا‪ ،‬تع<<د الس<<يميوطيقا< منهجي<ة< حتليلي<<ة‪،‬‬
‫تش<<غل يف مقارب <ة< النص<<وص واخلطاب<<ات واألنش<<طة البش<<رية تفكيك<<ا وتركيب<<ا‪ ،‬وحتليال وت<<أويال‪ ،‬أو هي ك<<ذلك مبثاب<<ة‬
‫القس <<م التط <<بيقي للس <<يميولوجيا‪ .‬ولكن‪ ،‬بع <<د افتت <<اح املؤسس <<ة العاملي <<ة للدراس <<ات الس <<يميائية< ال <<يت تص <<در جمل <<ة حتت‬
‫عن< <<وان‪( :‬الس< <<يميوطيقا< ‪ ،) Semiotica/‬وهي هتتم بش< <<كل من األش< <<كال ب< <<البحوث ال< <<يت تس< <<ري يف ه< <<ذا االجتاه‪،‬‬
‫اجتمعت اآلراء والتدخالت فيها على اختيار< مصطلح السيميوطيقا تنظريا وتطبيقا‪<.‬‬
‫ومن مث‪ ،‬فالس<<يميوطيقا< عب<<ارة عن لعب<<ة التفكي<<ك وال<<رتكيب‪ ،‬وحتدي<<د البني<<ات العميق<<ة الثاوي<<ة وراء البني<<ات الس<<طحية‬
‫املتمظه<<رة فونولوجي<<ا‪ ،‬وص<<رفيا‪ ،‬وداللي<<ا‪ ،‬وتركيبي<<ا‪ <.‬ومن مث‪ ،‬تس<<تكنه الس<<يميوطيقا< مول<<دات النص<<وص واخلطاب<<ات‪،‬‬
‫وتبحث يف تكوناهتا البنيوي <ة< الداخلي<<ة‪ <،‬وتبحث ج<<ادة عن أس<<باب التع<<دد‪ ،‬والهنائي<<ة اخلطاب<<ات والنص<<وص وال<<ربامج‬
‫الس<<ردية‪ ،‬وتس<<عى إىل اكتش<<اف البني<<ات العميق<<ة الثابت<<ة‪ <،‬وترص<<د األس<<س اجلوهري<<ة املنطقي<<ة‪ ،‬وال<<يت تك<<ون وراء س<<بب‬
‫اختالف النصوص واجلمل وامللفوظات واخلطاب<ات‪ .‬وبالت<<ايل‪ ،‬فالس<<يميوطيقا ال يهمه<<ا م<<ا يقول<<ه النص‪ ،‬وال من قال<ه‪،‬‬
‫بل م<ا يهمه<ا ه<و‪ :‬كي<ف ق<ال النص ماقال<ه؟ أي‪ :‬إن الس<يميوطيقا اليهمه<ا املض<مون‪ ،‬وال حي<اة الك<اتب أو املب<دع أو‬
‫س <<ريته‪ ،‬بق <<در م <<ا يهمه <<ا ش <<كل املض <<مون‪ .‬وميكن اس <<تخدام الس <<يميائيات< بك <<ل مفاهيمه <<ا املتنوع <<ة يف مقارب <<ة مجي <<ع‬
‫الظواهر اإلنسانية< والبشرية‪ ،‬مبا فيها القضايا< الرتبوية‪ ،‬وذلك بغية< تفكيكها وتركيبها‪.‬‬

‫‪ ‬املنهجية املتعددة التخصصات‪:‬‬

‫‪ - 31‬روالن بارت‪ :‬مبادئ يف علم الداللة ‪ ،‬ترمجة حممد البكري‪ ،‬عيون املقاالت‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األوىل سنة ‪1986‬م‪ ،‬ص‪.39-30:‬‬
‫‪ - 32‬بيري غريو‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.5:‬‬
‫‪30‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫هتدف املنهجي<<ة أو املقارب<ة< املتع<<ددة التخصص<<ات إىل التعام<<ل م<<ع النص أو اخلط<<اب أو الظ<<اهرة يف ض<<وء جمموع<<ة من‬
‫التخصص<<ات< العلمي<<ة واملعرفي<<ة املتداخل<<ة واملتقاطع<<ة‪ .‬ويع<<ين ه<<ذا أن<<ه من الص<<عب مبك<<ان احلديث يف ه<<ذا الس<<ياق عن‬
‫منهجي <ة< خالص<<ة ومس<<تقلة‪ ،‬ب<<ل جند تل<<ك املنهجي<<ات املس<<تخدمة منص<<هرة يف بعض<<ها البعض‪ <،‬ومندجمة بش<<كل كلي‪،‬‬
‫خيدم في< <<ه املنهج الواح< <<د املنهج اآلخ< <<ر‪ .‬أي‪ :‬إن املقارب < <ة< املتع< <<ددة التخصص< <<ات مقارب < <ة< منهجي< <<ة مفتوح< <<ة‪ ،‬ت< <<درس‬
‫النصوص والظواهر يف خمتل<<ف جتلياهتا‪ ،‬وذل<<ك يف ض<وء جمموع<<ة من العل<<وم والتخصص<ات< املعرفي<ة< املتع<<ددة واملتش<<عبة‪<،‬‬
‫بغي<ة< احلص<<ول على الدالل<<ة‪ ،‬وبن<<اء املع<<ىن‪ .‬وهبذا‪ ،‬تك<<ون ه<<ذه املنهجي<ة< مرن<<ة‪ ،‬ومنفتح<<ة‪ ،‬وموس<<وعية‪ ،‬تش<<رتك يف بنائه<<ا‬
‫جمموع <<ة من املن <<اهج والتخصص <<ات املتع <<ددة‪ .‬فليس مثة نظ <<رة ض <<يقة< أحادي <<ة‪ ،‬والبع <<د منهجي واح <<د يف التعام <<ل م <<ع‬
‫القضية< الرتبوية أو الظاهرة الثقافية< فهما وتفسريا‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وتعمل هذه املنهجية على استجالء خمتلف مستويات الدالل<ة النص<<ية‪ <،‬وتفس<ريها ض<من تعددي<ة< داللي<ة وتأويلي<ة‪.‬‬
‫مبعىن أن ظاهرة ما‪ ،‬كالظاهرة الرتبوية مثال‪ ،‬تقدم معرفة إنسانية معق<دة يف خمتل<ف متظهراهتا السياس<ية‪ <،‬واالجتماعي<ة‪،‬‬
‫واالقتص <<ادية‪ <،‬والنفس <<ية‪ ،‬والثقافي <<ة‪ ،‬والبيداغوجي <<ة‪ <،‬والديداكتيكي <<ة‪ <.‬مبع <<ىن أهنا ظ <<اهرة متش <<عبة ومركب <<ة‪ ،‬من الص <<عب<‬
‫مواجهته<<ا مبنهج علمي واح<<د‪ ،‬حمدد نظري<<ا وتطبيقي<<ا‪ <.‬فالب<<د من االس<<تعانة جبمي<<ع املن<<اهج‪ ،‬قص<<د اإلحاط<<ة بالظ<<اهرة‬
‫الرتبوي<<ة من مجي<<ع جوانبه<<ا س<<طحا وعمق<<ا‪ ،‬بغي <ة< الظف<<ر بالدالل<<ة ال<<يت ق<<د تنتج< عن مس<<تويات خمتلف<<ة للمع<<ىن‪ .‬زد على‬
‫ذل<<ك‪ ،‬تتعام<<ل املقارب<<ة املتع<<ددة التخصص<<ات ‪ -‬بالض<<بط< ‪ -‬م<<ع الظ<<واهر املركب<<ة ال<<يت حتم<<ل يف طياهتا أنس<<اقا متع<<ددة‪،‬‬
‫ومس <<تويات خمتلف <<ة من ال <<دالالت‪ .‬كم <<ا تتعام <<ل ه <<ذه املنهجي <ة< م <<ع الظ <<واهر الغامض <<ة واملعق <<دة واملركب <<ة واملتش <<عبة‪<،‬‬
‫كالظواهر الرتبوية والديداكتيكية‪...‬‬
‫وعلى أي حال‪ ،‬تدرس املقاربة< املتع<ددة التخصص<ات موض<وعا اختصاص<يا م<ا‪ ،‬وذل<ك يف ض<وء ختصص<ات أخ<رى يف‬
‫آن مع <<ا‪ .‬ويع <<ين ه<<ذا أنن <<ا إذا أخ<<ذنا موض<<وع العم <<ل مثال‪ ،‬فيمكن دراس <<ته< أو معاجلت <ه< من زواي <<ا متع<<ددة (اقتص<<ادية‪،‬‬
‫واجتماعية‪ ،‬ونفسية‪ ،‬ودينية‪ <،‬وأخالقي<ة‪ ،‬وسياس<ية‪ ،‬وتربوي<ة‪ ،)...‬حيث ميكن ألي ب<<احث‪ ،‬يف أي مي<دان أو ختص<<ص‬
‫م <<ا‪ ،‬أن ي <<ديل بوجه <<ة نظ <<ره ح <<ول املوض <<وع‪ .‬أي‪ :‬إن العلم <<اء يف ش <<ىت التخصص <<ات س <<يقدمون آراءهم ح <<ول ه <<ذا‬
‫املوض<<وع املرص<<ود بش<<كل علمي وموض<<وعي‪ ،‬من خالل الرتك<<يز على جمموع<<ة من الفرض<<يات< واأله<<داف واملب<<ادىء‬
‫والوس <<ائل< والقيم‪ .‬ومن هن <<ا‪ ،‬فاملقارب <<ة املتع <<ددة التخصص <<ات‪ <،‬م <<ادامت أهنا منهجي <ة< تعتم <<د على التعددي <<ة يف اآلراء‪،‬‬
‫وتستند إىل فلسفة التنوع‪ ،‬ومنطق االختالف يف إصدار األحك<ام التقوميي<<ة‪ <،‬فهي تتن<اىف م<<ع املنهجي<<ة األحادي<<ة النس<<بية<‬
‫اليت تقصي املعارف والعلوم اآلخرى‪ ،‬وتبعد كل وجهات النظر< املقابلة واملخالفة‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وق<د ظه<<ر مص<طلح تع<دد التخصص<ات< (‪ ) interdisciplinarité‬بالوالي<ات املتح<<دة األمريكي<<ة يف س<<نوات‬
‫األربعني من الق<رن العش<رين‪ ،‬لإلش<ارة إىل األحباث ال<يت أج<ريت على ال<ذكاء االص<طناعي‪ .‬وبع<<د ذل<ك‪ ،‬وبالض<بط< يف‬
‫س <<نوات اخلمس <<ني والس <<تني من ذل <<ك الق <<رن‪ <،‬أص <<بح املص <<طلح يطل <<ق على العل <<وم والتطبيق <<ات واملع <<ارف املتج <<اورة‪،‬‬
‫وذات البع < <د< املتع < <<دد التخصص < <<ات‪ .‬وك < <<انت ه < <<ذه املقارب < <<ة املنهجي < <<ة تطب < <<ق‪ ،‬يف البداي < <<ة‪ ،‬على املش < <<اكل املعق < <<دة‪،‬‬
‫‪31‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫والوض<<عيات الص<<عبة‪ ،‬والظ<<واهر الثقافي <ة< املركب<<ة‪ .‬ومن أمهه<<ا‪ :‬املواض<<يع املعرفي<<ة والبيئي<<ة والرتبوي<<ة واالقتص<<ادية مثال‪.‬‬
‫ولقد مت تطبيق هذه املقاربة يف جمال الثقافة والرتبية< والتعليم واملعرفة؛ ألن الظواهر الثقافية والرتبوي<<ة واملعرفي<ة< مركب<<ة‪،‬‬
‫حتت< <<اج إىل التس< <<لح مبجموع < <<ة من املن < <<اهج‪ ،‬لإلحاط < <<ة هبذه الظ< <<واهر املتش < <<عبة‪ <.‬ومن مث‪ ،‬ارتبطت املنهجي< <<ة املتع< <<ددة‬
‫التخصصات< باألحباث والتطبيقات اليت حتتاج إىل تعدد العل<<وم واملنهجي<<ات واملع<<ارف‪ ،‬مث<<ل‪ :‬التكنولوجي<<ا‪ ،‬والكيمي<<اء‬
‫اإللكرتوني<<ة‪ <،‬وسوس<<يولوجية الفن‪ ،‬وعلم النفس االقتص<<ادي‪ <.‬وم<<ع س<<نوات الس<<بعني والثم<<انني من الق<<رن نفس<<ه‪ <،‬ب<<دأ‬
‫الدارسون والباحثون يتعمقون< بشكل جيد يف املنهجية املتعددة التخصصات‪ <.‬وقد تع<<ددت املص<<طلحات املتعلق<<ة هبذا‬
‫املفهوم‪ ،‬فأصبحنا نتحدث عن املنهجي<ة< املتداخل<<ة التخصص<<ات< (‪ ،) interdisciplinarité hétérogène‬أو‬
‫املنهجي<ة االس<تدماجية (‪ ،) interdisciplinarité intégratrice‬إىل ج<انب مص<طلحات أخ<رى الخترج عن‬
‫مفهوم تعدد التخصصات< واالهتمامات‪ ،‬مثل‪ ،)multidisciplinarité( :‬و(‪،)Pluridisciplinarité‬‬
‫و(‪ ،)interdisciplinarité ‬و(‪ .) transdisciplinarité ‬بي< <<د أن الفيلس< <<وف الفرنس< <<ي إدغ< <<ار م< <<وران (‬
‫‪ )Edgar Morin‬ك<<ان ي<<دافع كث<<ريا عن مص<<طلح املقارب<<ة املتع<<ددة التخصص<<ات< (‪،) interdisciplinarité‬‬
‫فآثر استخدامه< نظريا< وتطبيقيا يف جمال الفلس<فة واملعرف<ة اإلنس<<انية‪ ،‬مث اس<تبعد< املص<طلحات الغامض<<ة األخ<رى‪ .‬ويع<ين‬
‫ه<<ذا أن إدغ <<ار م <<وران إىل ج <<انب ج<<ان ب <<ول روس <<ويرب من املدافعني يف جمال الفلس <<فة والعل <<وم اإلنس <<انية< عن املقارب <<ة‬
‫املتع< < < < <<ددة التخصص< < < < <<ات؛< ألهنا منهجي< < < < <ة< وتقني < < < < <ة< ونظري< < < < <<ة‪<.‬ه< < < < <<ذا‪ ،‬وترتب< < < < <ط< املنهجي< < < < <<ة املتع< < < < <<ددة التخصص< < < < <<ات (‬
‫‪ ) Pluridisciplinaire‬يف جمال الفلس< < < < <<فة والرتبي< < < < <<ة والنق< < < < <<د األديب جبان ب< < < < <<ول روس< < < < <<ويرب (‪Jean-Paul‬‬
‫‪ ،)Resweber‬وذلك من<ذ س<نة ‪1981‬م‪ ،‬م<ع ص<دور كتاب<ه‪ (:‬املنهجي<ة املتع<ددة التخصص<ات‪la méthode </‬‬
‫‪.) interdisciplinaire‬‬
‫والتعترب هذه املقاربة النقدية منهجية أساسية خالصة‪ ،‬ب<ل هي منهجي<ة املنهجي<ات‪ ،‬حيث تتكئ نظري<ة< وتطبيق<ا على‬
‫ب <<اقي املن <<اهج العلمي <<ة األخ <<رى‪ .‬مبع <<ىن أن ه <<ذه املنهجي <<ة املرن <<ة تتس <<م باالنفت <<اح< على تع <<دد االختصاص <<ات‪ ،‬فت <<درس‬
‫الظ<<واهر الثقافي<<ة املركب<<ة‪ ،‬يف ض<<وء منظ<<ورات< علمي<<ة ومعرفي<<ة خمتلف<<ة ومتباع<<دة‪ ،‬ومتباين<ة< نظري<<ا وتطبيقي<<ا‪ <.‬كم<<ا تعتم<<د‬
‫هذه املنهجية على الفلس<فة‪ ،‬واألس<لوبية‪ ،‬والس<يميوطيقا‪ <،‬وعلم النفس‪ ،‬وعلم االجتم<اع‪ ،‬والرياض<<يات‪ ،‬واللس<<انيات‪،‬‬
‫واهلريمونيطيقا‪ <،‬وعلم التفكيك‪....‬‬

‫‪ ‬املنهج الببليوغرايف‪<:‬‬
‫ي< <<دل مص< <<طلح الببيلوغرافي< <<ا(‪ )Bibliographie‬على نس< <<خ الكتب من جه< <<ة‪ ،‬ووص< <<فها من جه< <<ة أخ< <<رى‪.‬ويتم‬
‫الوصف‪ -‬هنا‪ -‬بذكر حيثيات التأليف والطبع والنشر والتوزيع واالس<تهالك‪.‬أي‪ :‬ذك<<ر ك<<ل م<<ا يتعل<<ق حبيثي<ات< النش<<ر‬
‫والطبع‪.‬ومن< مث‪ ،‬فالببليوغرافيا تدرس الكتاب من اجلهة املادية‪ ،‬دون اجلهة املوضوعاتية والفنية واجلمالية‪ <.‬وإن ك<<انت‬
‫الببليوغرافي <ا< – الي <<وم‪ -‬تنح <<و حنو أرش <<فة الكتب واملؤلف <<ات‪ ،‬وذل <<ك انطالق <<ا من خالص <<اهتا الداللي <ة< واملوض <<وعاتية‪<،‬‬
‫‪32‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫أواعتمادا على مميزاهتا الشكلية ومقاصدها املرجعي<ة‪ <.‬وق<د‪ ":‬أص<بح من الش<ائع اآلن أن<ه عن<دما يتح<دث املكت<بيون عن‬
‫الببليوغرافي < <<ا‪ <،‬ف < <<إهنم يعن < <<ون يف الغ < <<الب األعم الببليوغرافي < <<ا النس < <<قية< احلص < <<رية‪.‬أي‪ <:‬قائم < <<ة ب < <<الكتب أو األش < <<رطة< أو‬
‫التس< < <<جيالت‪...‬إخل‪ <.‬واهلدف من ه< < <<ذه القائم< < <<ة ه< < <<و أن تس< < <<اعد املس< < <<تفيد على الوص< < <<ول إىل املادة أو املواد ال< < <<يت‬
‫يري <<دها‪.‬أي‪ :‬حتدي <<دها وتعيينه <<ا أو معرف <<ة مكاهنا أو االختي <<ار من بينه <<ا‪ ،‬إذ هي تف <<رض نوع <<ا من التنظيم على ه <<ذا‬
‫‪33‬‬
‫احلجم الكبري من املوضوعات والعناوين‪".‬‬
‫وعليه‪ ،‬فلقد ظهرت الببليوغرافي<ا كعلم وفن مس<تقل يف الق<رن التاس<ع عش<ر‪ ،‬أم<ا كممارس<ة وتط<بيق‪ <،‬فثم<ة ج<ذور هلا‬
‫قب<<ل ظه<<ور طباع<<ة الكتب‪ <.‬فق<<د ع<<رف الع<<رب< واملس<<لمون ق<<دميا وح<<ديثا باألرش<<فة‪ <،‬والتوثي<<ق‪ <،‬واجلم<<ع‪ ،‬والتص<<نيف‪،‬‬
‫والفهرسة‪ .‬وتعرف الساحة العربية احلديث<ة< واملعاص<رة جمموع<ة من املص<<نفات الببليوغرافي<<ة لعلم<اء متم<يزين‪ <،‬مث<<ل‪ :‬ابن‬
‫الن<<دمي يف كتاب<<ه‪(:‬الفهرس<<ت)‪ <،‬وط<<اش ك<<ربى زاده يف كتاب<<ه‪( :‬مفت<<اح الس<<عادة)‪ ،‬ويوس<<ف إلي<<اس س<<ركيس يف كتاب<<ه‪:‬‬
‫(معجم املطبوع< <<ات العربي< <<ة واملعرب< <<ة)‪ <،‬والش< <<يخ آغ< <<ا ب< <<زرك الطه< <<راين يف كتاب< <<ه‪( :‬الذريع< <<ة إىل تص< <<انيف< الش< <<يعة )‪،‬‬
‫وال<<رتكي ف<<ؤاد س<<يزكني يف كتاب<<ه‪ ( :‬ت<<اريخ ال<<رتاث الع<<ريب)‪ <...‬ه<<ذا‪ ،‬وق<<د انتقلت الببليوغرافي<<ا من الص<<فة املكتبي<<ة إىل‬
‫ص <<فة التوثي< <ق< والتحلي <<ل واالس <<تقراء< واالستكش <<اف‪ ،‬وذل <<ك بوض <<ع ق <<وائم الكتب‪ <،‬وفهرس <<تها يف ض <<وء املعلومي <<ات‬
‫واحلواسيب‪ <،‬إىل أن أصبح‪-‬اليوم‪ -‬من الصعب ممارسة< البحث‪ <،‬دون الرجوع إىل القوائم املكتبية أو الببليوغرافية‪<.‬‬
‫ه <<ذا‪ ،‬وهتتم الببليوغرافي <<ا ب <<التحقيق‪ ،‬والتوثي <<ق‪ <،‬والدراس <<ة املادي <<ة للكت <<اب‪ ،‬م <<ع االس <<تعانة< بالنق <<د التكوي <<ين يف دراس <<ة‬
‫النس<خ املخطوط<ة حتقيق<ا وتوثيق<ا‪ ،‬وممارس<ة التحلي<ل< النص<ي يف مقارن<ة< النس<خة< املطبوع<ة باملس<ودة األص<لية‪ .‬ومن هن<ا‪،‬‬
‫تس< < < <<تند الببليوغرافي< < < <ا< إىل التحقي< < < <<ق‪ <،‬والتوثي< < < <<ق‪ ،‬والوص< < < <<ف‪ ،‬والتحلي< < < <<ل‪ <،‬والتأوي< < < <<ل‪ <،‬والتفس< < < <<ري‪ ،‬واملقارن< < < <<ة‪ ،‬ونق< < < <<د‬
‫املص<<ادر‪...‬وميكن احلديث يف إط<<ار الببليوغرافي<<ا عن التحلي<ل< املادي للكت<<اب‪ ،‬والتحلي<ل< الوص<<في‪ ،‬والتحلي<<ل النص<<ي‪،‬‬
‫والتحلي <ل< الكمي‪ ،‬والتحلي<<ل ال<<رقمي أو املعلوم<<ايت‪ ،‬والتحلي <ل< النق<<دي‪ <،‬والتحلي<<ل الفهرس<<ي‪ ،‬والتحلي<<ل التفس<<ريي أو‬
‫التأويلي‪.‬‬
‫والميكن أن حتق<<ق الببليوغرافي<<ا جناعته<<ا إال بنش<<دان الكم<<ال يف البحث عن املعلوم<<ات‪ ،‬وجتمي<<ع املعطي<<ات< والبيان<<ات‪<،‬‬
‫وإع<<داد الق<<وائم الفهرس<<ية‪ <.‬بل<<ه عن الوص<<ول إىل أص<<غر وح<<دة جزئي<<ة من م<<واد الببليوغرافي<<ا‪ ،‬وأرش<<فة مجي<<ع األوعي<<ة‬
‫واألش<<كال التواص<<لية واإلعالمي<<ة‪ .‬واهلدف من الببليوغرافي<<ا ه<<و التعري<<ف والتحقي<<ق‪ <،‬وحتدي<<د مك<<ان الكتب لتوثيقه<<ا‬
‫وأرش< <<فتها وش< <<رائها‪ .‬كم< <<ا تس< <<اعد الببليوغرافي< <<ا الب< <<احثني على اختي< <<ار< م< <<ا يناس< <<بهم من األوعي< <<ة التخاطبي< <<ة واملواد‬
‫املكتبية‪.34‬‬

‫‪ - 33‬أبو بكر حممود اهلوش‪ :‬املدخل إىل علم الببليوغرافيا ‪ ،‬منشورات الكتاب والتوزيع واإلعالن واملطابع‪ ،‬طرابلس‪ ،‬ليبيا‪ ،‬الطبع<<ة األوىل س<نة‬
‫‪1981‬م‪ ،‬ص‪.26:‬‬
‫‪ - 34‬أبو بكر حممود اهلوش‪ :‬املدخل إىل علم الببليوغرافيا‪ ،‬ص‪.28:‬‬
‫‪33‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫ه<<ذا‪ ،‬وميكن احلديث عن أن<<واع من الببليوغرافي<<ات‪ <،‬فهن<<اك – من جه<<ة‪ -‬ببليوغرافي<<ات عام<<ة وخاص<<ة ومتخصص<<ة‪<.‬‬
‫ومن جه<<ة ثاني<<ة‪ <،‬هن<<اك ببليوغرافي<<ات عاملي<<ة‪ ،‬وببليوغرافي<<ات وطني<<ة‪ ،‬وببليوغرافي<<ات جتاري<<ة‪ <،‬وببليوغرافي<<ات إقليمي<<ة‪،‬‬
‫وببليوغرافيات جهوية‪ ،‬وببليوغرافيات حملي<<ة‪ ،‬وببليوغرافي<<ات اجملموع<<ات اللغوي<<ة‪ .‬ومن جه<<ة ثالث<<ة‪ ،‬هن<<اك من يص<<نفها‬
‫‪35‬‬
‫إىل ببليوغرافيات موضوعاتية‪ ،‬وببليوغرافيات شكلية‪ ،‬وببليوغرافيات أدبية‪ <،‬وببليوغرافيات فكرية‪<...‬‬
‫وعلي <<ه‪ ،‬تس <<تند املنهجي <<ة الببليوغرافي <<ة إىل جمموع <<ة من املراح <<ل واخلط <<وات اإلجرائي <<ة‪ ،‬أثن <<اء التعام <<ل م <<ع ظ <<اهرة م <<ا‪،‬‬
‫كالظ <<اهرة الرتبوي <<ة مثال‪ <.‬ون <<ذكر من بني ه <<ذه اخلط <<وات م <<ايلي‪ :‬حتدي <<د ه <<دف البحث‪ ،‬ورص <<د فرض <<ياته< الرئيس <<ة‪،‬‬
‫واختي<<ار العين<ة< الوثائقي<<ة مباش<<رة‪ <،‬بع<<د عملي<<ة اجلم<<ع والتحص<<يل‪.‬مث‪ ،‬ت<<أيت العملي<<ات املنهجي<<ة األخ<<رى‪ ،‬مث<<ل‪ :‬التوثي<<ق‪،‬‬
‫والتحقي < < <<ق‪ ،‬والنق < < <<د‪ ،‬والتحقيب‪ ،‬وال < < <<رتتيب‪ ،‬والفهم‪ ،‬والتحلي < < <<ل‪ ،‬والقي < < <<اس‪ ،‬والتمثي < < <<ل‪ <،‬والتفس < < <<ري‪ ،‬واالس < < <<تنتاج‪،‬‬
‫والرتكيب‪.‬‬

‫وخالص <<ة الق <<ول‪ :‬تلكم – إذاً‪ -‬هي أهم املن <<اهج العلمي <<ة ال <<يت ميكن االس <<تعانة هبا يف إجناز البحث ال <<رتبوي‪ ،‬وتتمث <<ل‬
‫ه <<ذه املن <<اهج املقرتح <<ة يف‪ :‬املنهج التجري <<يب‪ ،‬واملنهج الوص <<في‪ ،‬واملنهج املق <<ارن‪ ،‬واملنهج الت <<ارخيي‪ ،‬واملنهج النفس <<ي‪،‬‬
‫واملنهج االجتم<<اعي اجلديل‪ ،‬واملنهج الب<<نيوي‪ ،‬واملنهج الس<<يميائي‪ ،‬واملنهج الببلي<<وغرايف‪ ...‬ومثة من<<اهج أخ<<رى تس<<تعني‬
‫هبا الدراس < < <<ات الرتبوي < < <<ة والديداكتيكي< < <<ة‪ <،‬ك < < <<املنهج اإلثن < < <<وغرايف‪ ،‬واملنهج الفلس < < <<في‪ ،‬واملنهج اإلحص < < <<ائي‪ ،‬واملنهج‬
‫التفكيكي‪ ،‬واملنهج املوض <<وعايت‪...‬بي <<د أن املن <<اهج الس <<ابقة< تبقى هي األج <<در باالهتم <<ام والرعاي <<ة والعناي <<ة؛ ملا هلا من‬
‫دور كب<<ري على مس<<توى جتمي<<ع الوث<<ائق واملعطي<<ات‪ ،‬واختي<<ار العين<<ات‪ <،‬ودراس<<ة البيان<<ات‪ <،‬ومعاجلته<<ا كيفي<<ا وكمي<<ا‪،‬‬
‫وحتليله<<ا يف ض<<وء عملي<<ات الفهم والتفس<<ري والتأوي<<ل‪ <،‬بغي<<ة حتص<<يل النت<<ائج الثابت<ة< واليقيني<<ة والعلمي<<ة‪ ،‬بعي<<دا عن املي<<ول‬
‫الذاتية واالنفعالية‪ <،‬واألحكام الدينية واالعتقادية‪ <،‬واألهواء الشخصية‪ ،‬والقناعات اإليديولوجية‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫تقني ــة المالحظ ــة‬

‫‪ - 35‬أبو بكر حممود اهلوش‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.24-23:‬‬


‫‪34‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫تعت<<رب املالحظ<<ة تقني <ة< س<<يكوبيداغوجية فعال<<ة‪ ،‬وآلي<<ة سوس<<يولوجية< هام<<ة‪ ،‬يف رص<<د الظ<<واهر الرتبوي<<ة والديداكتيكي<<ة‬
‫والنفسية واالجتماعية‪ .‬كما تعد أداة أساسية وأولية لفهم ما جيري يف ع<<امل الرتبي<ة< والتعليم‪ ،‬ك<<أن ن<<درك مشخص<<ات‬
‫الصف الدراسي‪ ،‬بفهم مكوناته الكلي<ة الظ<اهرة واخلفي<ة‪ <،‬وتفس<ريها يف ض<وء مكتس<بات املالحظ<ة وبياناهتا ومعطياهتا‬
‫ومعلوماهتا‪ .‬ومن جه <<ة أخ <<رى‪ ،‬نس <<تعمل املالحظ <<ة أثن <<اء الت <<دريب والتم <<رين‪ ،‬ملعرف <<ة مكون <<ات العملي <<ة التعليمي <<ة‪-‬‬
‫التعلمي<<ة‪ <،‬من أه<<داف‪ ،‬وكفاي<<ات‪ ،‬ومض<<امني‪ ،‬ووس<<ائل ديداكتيكي<<ة‪ ،‬وطرائ<<ق تدريس<<ية‪ <،‬وآلي<<ات تقوميي<ة< وقياس<<ية‪.‬زد<‬
‫على ذل <<ك‪ ،‬تس <<عفنا املالحظ <<ة يف عملي <<ات‪ :‬االس <<تطالع‪ <،‬واالستكش <<اف‪ ،‬والتعلم‪ ،‬واملمارس <<ة‪ ،‬والتق <<ومي‪ <،‬والتوجي <<ه‪،‬‬
‫وتث < <<بيت احلق < <<ائق والف < <<روض العلمي < <<ة والتجريبي < <<ة‪.‬مبع < <<ىن أن املدرس املت < <<درب الميكن أن يك < <<ون مدرس < <<ا يف احلاض < <<ر‬
‫واملس <<تقبل إال إذا متكن من أدوات الت <<دريس< وتقنيات< <ه< اإلجرائي< <ة< واملنهجي <<ة‪ ،‬وال يتم ذل <<ك إال بتمث< <ل< تقني< <ة< املالحظ <<ة‬
‫مبختلف مكوناهتا وأنواعها ومقاصدها‪.‬ومن مث‪ ،‬فاملالحظة أداة منهجية< ض<<رورية< للتعلم والت<<دريب والتم<<رن‪ ،‬ووس<<يلة‬
‫تربوي <<ة ص <<احلة لقي <<ادة< القس <<م قي <<ادة ناجع <<ة ومفي <<دة‪ .‬عالوة على ذل <<ك‪ ،‬تعت <<رب املالحظ <<ة وس <<يلة من وس <<ائل البحث‬
‫الوصفي يف جتمي<ع املعلوم<ات والبيان<ات< واملعطي<ات‪.‬إذاً‪ ،‬م<اهي املالحظ<ة؟ وم<اهي مكوناهتا؟ وم<اهي أه<دافها وأمهيته<ا‬
‫وأغراض<<ها؟ وم<<اهي أنواعه<<ا؟ وم<<اهي املالحظ<<ة الرتبوي<<ة والص<<فية؟< وم<<اهي إجيابي<<ات املالحظ<<ة وس<<لبياهتا؟ تلكم هي‬
‫األسئلة اليت سوف حناول اإلجابة عنها يف موضوعنا الرتبوي واملنهجي هذا‪.‬‬

‫‪ ‬مفهــوم املالحظــة‪:‬‬
‫ميكن تعري < <<ف املالحظ < <<ة بأهنا تقني< < <ة< أو أداة س < <<يكوبيداغوجية واجتماعي < <<ة ملعاين < <<ة جمموع < <<ة من الكائن < <<ات والظ < <<واهر‬
‫والوقائع‪ ،‬إما بطريقة< عفوية مباشرة‪ <،‬وإم<<ا اعتم<<ادا على جمموع<<ة من اآللي<<ات النظري<<ة واألدوات التطبيقي<ة< واإلجرائي<<ة‪،‬‬
‫بغي<ة< جتمي<ع املعلوم<<ات والبيان<ات< واملعطي<ات ح<ول ش<<خص معني أو موض<<وع م<<ا‪ ،‬وذل<ك لتث<<بيت فك<<رة أو فرض<<ية‪ ،‬أو‬
‫إجياد حلول عالجية أو وقائية‪ <،‬أو حتصيل حلول علمية أو عملية جملموعة من التساؤالت والوض<عيات‪ ،‬ال<يت يواجهه<ا‬
‫اإلنس <<ان أو الع <<امل أو الب <<احث املالح <<ظ يف الع <<امل املرص <<ود أو املع <<اين‪.‬ويف ه <<ذا اإلط <<ار‪ ،‬يق <<ول عب <<د الك <<رمي غ <<ريب‪<":‬‬
‫املالحظة يف معناها العام‪ ،‬تقنية منهجية تتيح‪ ،‬عن طريق أدوات أو بكيفية< مباشرة‪ <،‬احلصول على بيان<<ات ومعلوم<<ات‬
‫عن شخص معني أو موضوع‪ ،‬قصد حتديد شروطه أو صريورته أو دالالته أو بنياته‪...‬؛ فهي – إذاً‪ -‬إجراء منهجي‬
‫‪36‬‬
‫للكشف عن بعض عوامل التعثر لدى التالميذ‪ <،‬عن طريق مالحظة ما يقومون به من أعمال أو تصرفات‪<".‬‬
‫وعلي<<ه‪ ،‬فاملالحظ<<ة طريق <ة< ناجع<<ة لفهم الظ<<واهر والوض<<عيات واملش<<اكل بغي <ة< تفس<<ريها‪ ،‬م<<ع إجياد احلل<<ول املناس<<بة< هلا‪.‬‬
‫والميكن االس<<تغناء< عن املالحظ<<ة‪ ،‬م<<ادامت هي اخلط<<وة املنهجي<<ة األوىل يف دراس<ة< املواض<<يع املادي<ة< والرمزي<<ة‪ .‬وق<<د ب<<ين‬
‫العلم يف احلقيق <ة< على املالحظ<<ة العفوي <ة< الطارئ <ة< من جه<<ة‪ ،‬واملالحظ<<ة العلمي<<ة املنهجي <ة< من جه<<ة أخ<<رى‪ .‬ويع<<ين ك<<ل‬

‫‪ - 36‬عبد الكرم غريب‪ :‬املنه<ل ال<رتبوي‪ ،‬اجلزء الث<اين‪ ،‬منش<ورات ع<امل الرتبي<ة‪ ،‬مطبع<ة النج<اح اجلدي<دة‪ ،‬ال<دار البيض<اء‪ ،‬املغ<رب‪ ،‬الطبع<ة األوىل‬
‫سنة ‪2006‬م‪ ،‬ص‪.684:‬‬
‫‪35‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫هذا أن املالحظة‪ ":‬مشاهدة دقيقة< ومنظمة ومقصودة وموجهة لظاهرة معينة‪ .‬وهي تس<تخدم< كمنهج علمي اللتق<اط<‬
‫الوض<<عيات والظ<<واهر والس<<لوك يف زم<<ان ومك<<ان حدوث<<ه بش<<كل مباش<<ر‪ <،‬ودون االس<<تعانة بواس<<طة‪ ،‬اللهم إذا ك<<انت‬
‫أداة أو آل< <<ة تتمم نقص ح< <<واس املالح< <<ظ وتكمل< <<ه‪.‬يتم اللج< <<وء إىل املالحظ< <<ة على اعتب< <<ار أن الش< <<خص ال< <<ذي يق< <<وم‬
‫مبمارس<<ة عم<<ل معني ق<<د ال يك<<ون يف مس<<توى وص<<فه‪ .‬بس<<بب ص<<عوبة التعب<<ري عن<<ه أو ع<<دم الق<<درة على وص<<فه بدق<<ة‬
‫ووض <<وح العتب <<ارات خمتلف <<ة‪.‬فيق <<وم< املالح <<ظ الب <<احث املتم <<رس مبن <<اهج البحث العلمي مبالحظ <<ة ه <<ذا الس <<لوك بدق <<ة‬
‫وموضوعية‪.‬‬
‫إن املالحظة‪-‬إذاً‪ -‬منهج هام وفعال جدا‪ ،‬جيعل الباحث على ش<<عور ووعي ب<<احلوادث والظ<<واهر ال<<يت يهتم بدراس<<تها‬
‫يف احتكاك مباشر< معها يف امليدان‪ ،‬ما مل يستخدم تقنية< آلية‪ <،‬تقوم مقامه يف هذه املالحظة‪ ،‬كاالستعانة بآلة التصوير<‬
‫‪37‬‬
‫أو الفيديو‪...‬إخل"‬
‫وعلي <<ه‪ ،‬فاملالحظ <<ة تقني <ة< منهجي <ة< ض <<رورية لفهم الظ <<واهر واملواض <<يع بص <<فة عام <<ة‪ ،‬ورص <<د األنش <<طة الرتبوي <<ة الص <<فية‬
‫وتفسريها بصفة خاصة‪.‬‬

‫‪ ‬مكونــات املالحظـة‪:‬‬
‫ترتكز املالحظة على جمموعة من العناصر< واملكونات الضرورية‪ ،‬واليت ميكن حصرها يف البنيات التالية‪<:‬‬
‫‪ ‬املالحـظ‪ :‬هو ذل<ك الش<خص أو الب<احث أو ال<<دارس ال<ذي يق<<وم بفع<ل< املالحظ<ة‪ ،‬س<واء أك<انت عفوي<<ة أم منظم<<ة‪،‬‬
‫ويشرتط يف الباحث أن يكون حمايدا وموضوعيا يف مالحظته‪.‬‬
‫‪ ‬موض<وع املالحظ<ة‪ :‬ق<د يك<ون موض<وع املالحظ<ة عب<ارة عن مه<ارات وأداءات‪ ،‬كالكتاب<ة‪ ،‬والق<راءة‪ ،‬واالس<تماع‪،‬‬
‫والرس< <<م‪ ،‬والع< <<زف املوس< <<يقي‪ ...‬أو عب< <<ارة عن ع< <<ادات العم< <<ل‪ :‬كالتخطي< <<ط‪ <،‬والت< <<دبري‪ ،‬وتنظيم ال< <<وقت‪ ،‬وتس< <<طري‬
‫اجلذاذة‪ ...‬أو تتعل<<ق باالجتاه<<ات النفس<<ية واالجتماعي<<ة والعلمي<<ة‪...‬ويع<<ين ه<<ذا أن املالحظ<<ة تنص<<ب على موض<<وعات‬
‫مادية حسية‪ ،‬كاألشياء والنماذج‪ <،‬أو تنص<<ب على موض<وعات رمزي<ة‪ ،‬كاملطبوع<ات واخلرائ<ط والرس<<وم والكتاب<<ات‪،‬‬
‫أو تنص<<ب على س<<لوك م<<ا‪ ،‬كاحلرك<<ات والتص<<رفات والتغ<<ريات‪ .38‬أي‪ :‬توظ<<ف املالحظ<<ة جلم<<ع املعلوم<<ات والبيان<<ات‬
‫واملعطي < <<ات ح < <<ول األف < <<راد واجلماع < <<ات واألش < <<خاص‪ ،‬وذل < <<ك من حيث الس < <<مات والطب < <<اع والس < <<لوك والوظ < <<ائف‬
‫‪39‬‬
‫والتفاعل‪...‬‬

‫‪ - 37‬د‪.‬أمحد أوزي‪ :‬منهجي<<ة البحث وحتلي<<ل املض<<مون‪ ،‬مطبع<<ة النج<<اح اجلدي<<دة‪ ،‬ال<<دار البيض<<اء‪ ،‬املغ<<رب‪ ،‬الطبع<<ة الثاني<<ة‪ ،‬س<<نة ‪2008‬م‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.36‬‬
‫‪ - 38‬عبد الكرمي غريب‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.684:‬‬
‫‪ - 39‬د‪.‬أمحد أوزي‪ :‬منهجية البحث وحتليل املضمون‪ ،‬ص‪.36:‬‬

‫‪36‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫‪ ‬جمال املالحظ<<ة‪ :‬نع<<ين مبج<<ال املالحظ<<ة حمدداهتا الظرفي<<ة‪ ،‬وجمتمعه<<ا الفض<<ائي والشخوص<<ي‪ ،‬مث<<ل‪ <:‬الزم<<ان‪ <،‬واملك<<ان‪،‬‬
‫والعينة< املستهدفة‪ ،‬وموضوع املالحظة‪ ،‬واهلدف منها‪.‬‬
‫‪‬منهج املالحظ<<ة‪ :‬يعتم<<د الب<<احث يف بن<<اء مالحظات<<ه املباش<<رة أو املقنن<ة< على منهج معني‪ ،‬ك<<أن خيت<<ار – مثال‪ -‬املنهج‬
‫الوصفي‪ ،‬أو املنهج التجرييب‪ <،‬أو املنهج التارخيي‪ ،‬أو املنهج التشاركي‪...‬‬
‫‪‬تقني< <<ات< وأدوات املالحظ< <<ة‪ :‬يعتم< <<د الب< <<احث املالح< <<ظ يف تك< <<وين مالحظت< <<ه على جمموع< <<ة من اآللي< <<ات واألدوات‬
‫والتقنيات< واألساليب‪ ،‬مثل‪ :‬اس<<تعمال املقابل<<ة‪ ،‬أو االس<<تمارة‪ ،‬أو الروائ<<ز‪ ،‬أو ش<بكات املالحظ<ة‪ ،‬أو حتلي<<ل املض<مون‪،‬‬
‫أو دراسة احلالة‪ ،‬أو االستفادة من اإلحصاء الوصفي واالستنتاجي‪...‬‬
‫‪ ‬أه<<داف املالحظ <<ة‪ :‬يش <<رتط يف الب <<احث املالح <<ظ أن حيدد أه<<داف املالحظ <<ة‪ ،‬في <<بني أمهيته <<ا يف البحث< العلمي‪ ،‬مث‬
‫يربز غاياهتا املباشرة وغري املباشرة‪.‬‬

‫‪ ‬شــروط املالحظ ــة‪:‬‬


‫تستند املالحظة إىل جمموعة من الشروط اليت ميكن أن حنددها يف النقط التالية‪<:‬‬
‫‪ ‬أن تكون املالحظة هادفة وبناءة‪ ،‬مبعىن أن تكون هلا أهداف وغايات عملية؛‬
‫‪ ‬أن تكون املالحظة موجهة ومنظمة مبجموعة من األدوات والتقنيات< العلمية؛‬
‫‪ ‬أن تتأرجح املالحظة بني العفوية الطارئة< والعلمية املقننة؛<‬
‫‪ ‬أن ترفق املالحظة بعمليات التسجيل< والتدوين والتقنني؛‬
‫‪ ‬أن تنصب< املالحظة على موضوع معني‪ ،‬ويف جمال حمدد بدقة؛‬
‫‪ ‬أن ترتبط املالحظة بفروض وجتارب من جهة‪ ،‬وتقرتن بإصدار القوانني والنظريات< من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪ ‬أن تكون املالحظة وصفية وتفسريية وتنبؤية< وإنتاجية؛‬
‫‪ ‬أن ختضع املالحظة ملنهجية معدة مسبقا‪ ،‬أو ختضع جملموعة من الشبكات العلمي<<ة املقنن<<ة عاملي<<ا أو وطني<<ا أو جهوي<<ا‬
‫أو حمليا؛‬
‫‪ ‬أن تكون املالحظة متنوعة‪ <:‬وصفية أو جتريبية< أو تارخيية أو استطالعية أو استكشافية أو ميدانية‪...‬‬
‫‪ ‬أن تس <<اهم املالحظ <<ة الص <<فية< يف تط <<وير املنظوم <<ة الرتبوي <<ة والتعليم <<ة‪ ،‬وترف <<ع من ق <<درات املت <<دربني على املس <<توى‬
‫البيداغوجي والديداكتيكي‪.‬‬
‫تلكم‪-‬إذاً‪ -‬أهم شروط املالحظة بصفة< عامة‪ ،‬وشروط املالحظة الرتبوية والديداكتيكية والصفية بصفة خاصة‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫‪‬أمهيـ ـة< املالحظــة‪:‬‬

‫من املؤك<د ب<أن للمالحظ<ة‪ ،‬مبختل<ف أنواعه<ا وأش<كاهلا ومكوناهتا‪ ،‬أمهي<ة ك<ربى يف جمال البحث العلمي بص<فة< عام<ة‪،‬‬
‫والبحث< الرتبوي بصفة< خاصة‪ .‬إذ تسعفنا< املالحظة يف جتميع املعلوم<<ات‪ ،‬وحتص<<يل البيان<<ات واملعطي<<ات< ح<<ول ظ<<اهرة‬
‫عام<<ة أو خاص<<ة‪ .‬وبالت<<ايل‪ ،‬تتم املعاين<<ة إم<<ا لفهم الظ<<واهر والوض<<عيات وس<<لوك األف<<راد واجلماع<<ات‪ ،‬وإم<<ا لتفس<<ريها‬
‫مبس <<بباهتا‪ ،‬وإم <<ا للتنب <<ؤ بوض <<عيات< جدي <<دة بن <<اء على م <<اهو واق <<ع‪ .‬مبع <<ىن أن املالحظ <<ة هلا قيم <<ة استكش <<افية‪ ،‬وحتليلي <<ة‪،‬‬
‫واس <<تطالعية‪ <،‬وعالجي <<ة‪ ،‬وتعليمي <<ة‪ ،‬وتقوميي <<ة‪.‬ومن< ش <<أن املالحظ <<ة أن توظ <<ف‪ <":‬أله <<داف اس <<تطالعية بغي <<ة ص <<ياغة‬
‫الف<<روض ال<<يت يتم التحق<<ق منه<<ا فيم<<ا بع<<د‪ ،‬باس<<تخدام تقني<<ات وأس<<اليب< أخ<<رى من البحث‪.‬كم<<ا يس<<اعد ه<<ذا املنهج‬
‫على مجع معطيات إضافية‪ ،‬ميكنها أن تس<<اعد على تفس<<ري وتأوي<<ل معطي<<ات مت احلص<<ول عليه<ا بطرائ<<ق أخ<<رى خمتلف<ة‪.‬‬
‫ومن هن< <<ا‪ ،‬تتض< <<ح أمهيت < <ه< األساس< <<ية‪ <.‬ول < <<ذلك‪ ،‬ميكن اعتب< <<اره أهم منهج الكتس< <<اب املعلوم< <<ات يف الدراس< <<ات ال< <<يت‬
‫تس<<تهدف حتقي<<ق وص<<ف دقي<<ق لبعض الوق<<ائع أو األح<<داث‪.‬ف<<إذا تك<<ررت مالحظ<<ة ظ<<اهرة أو واقع<<ة معين<<ة أو س<<لوك‬
‫ميكن أن يؤدي إىل حتديدها بشكل دقيق‪ ،‬مما ميكن من التنبؤ< بالسلوك بكيفية< دقيقة وحمددة‪ .‬وإىل مثل ه<<ذه املقارب<<ة‪<،‬‬
‫تلج<<أ ش<<ركات الت<<أمني ‪ -‬على س<<بيل< املث<<ال‪ -‬عن<<دما تري<د< دراس<ة< احتم<<ال وق<<وع حادث<<ة الس<ري بالنس<<بة< إىل ش<<خص يف‬
‫عم <<ر معني‪.‬وه <<و أيض <<ا املنهج ال <<ذي وظف <<ه أرنول <<د ج <<يزل (‪ )A.Gesell‬ومس <<اعدوه ع <<ام ‪1940‬م لوض <<ع س <<لم‬
‫معياري لقياس منو بعض أمناط السلوك لدى الطفل األمريكي‪"40.‬‬
‫ومن هن <<ا‪ ،‬فللمالحظ <<ة أمهي <<ة ك <<ربى يف تط <<وير البحث العلمي من جه <<ة‪ ،‬وترقي <<ة املنظوم <<ة الرتبوي <<ة ‪ -‬إن تنظ <<ريا وإن‬
‫تطبيقا‪ -‬من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪ ‬أه ــداف املالحظ ــة‪:‬‬


‫ترتك<<ز املالحظ<<ة مبختل<<ف أنواعه<<ا على جمموع<<ة من األه<<داف‪ ،‬وتتمث <ل< يف وظيف<<ة استكش<<اف البيان<<ات واملعلوم<<ات‬
‫واملعطيات الضرورية< املتعلقة باملوضوع أو السلوك املرصود لدى األف<<راد أو اجلماع<ات‪ ،‬باإلض<افة إىل وظيف<<ة التحلي<<ل‬
‫واالس <<تقراء‪ ،‬بع <<زل< العناص <<ر األساس <<ية والثانوي <<ة‪ <،‬وحتدي <<د مكون <<ات الظ <<اهرة لفهمه <<ا وتفس <<ريها‪ ،‬م <<ع تأوي <<ل حيثياهتا‬
‫وس<<ياقاهتا الظرفي<<ة‪ <،‬وذك<<ر مقاص<<دها املباش<<رة وغ<<ري املباش<<رة‪ .‬مث‪ ،‬هن<<اك الوظيف<<ة االس<<تطالعية< ال<<يت تع<<ىن بتك<<وين نظ<<رة‬
‫عامة حول سلوك ما‪ ،‬إما بشكل ميداين‪ ،‬وإم<<ا بطريق<ة< مالحظ<<ة جزئي<<ة خاص<ة‪ ،‬وذل<ك قص<<د تثبت< فرض<<ية‪ ،‬أو تأكي<<د‬
‫حقيق<<ة م<<ا‪ .‬وهن<<اك الوظيف <ة< التكويني<<ة‪ ،‬إذ ع<<رب املالحظ<<ة يس<<تطيع املدرس املتم<<رن أن يك<<ون نفس<<ه بنفس<<ه‪ ،‬من خالل‬
‫تش< <<غيل املالحظ< <<ة العفوي< <<ة‪ ،‬أو متث< <ل< املالحظ< <<ة الوص< <<فية‪ ،‬أو االس< <<تعانة< باملالحظ< <<ة املنظم< <<ة‪ ،‬من خالل ملء الق< <<وائم‬
‫والل<<وائح والش<<بكات‪ ،‬واللج<<وء إىل تقني <ة< التعليم املص<<غر‪ ،‬ملالحظ<<ة دي<<داكتيك ال<<درس بطريق<<ة علمي<<ة مص<<غرة‪ <.‬كم<<ا‬

‫‪ - 40‬د‪.‬أمحد أوزي‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.37:‬‬


‫‪38‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫هتدف املالحظ <<ة إىل توص <<يف العملي <<ة التعليمي <<ة – التعلمي <<ة‪ <،‬وتش <<خيص نواقص <<ها‪ ،‬وتبي <<ان إجيابياهتا يف ش <<كل تقري <ر<‬
‫مفصل أو مقتضب‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬هناك الوظيفة التقوميية< أو التقييمي<<ة ال<<يت هتدف إىل إب<<راز نق<<ط الق<<وة والض<<عف‬
‫يف الدرس الصفي‪.‬وترفق< وظيفة التقومي بوظيفة< التعديل والتصويب وتعديل السلوك‪ ،‬عرب اس<تثمار التغذي<ة< الراجع<ة أو‬
‫الفي<دباك يف جتوي<د العملي<ة الرتبوي<ة والديداكتيكي<<ة‪.‬وي<<رى< عب<<د الك<<رمي غ<<ريب أن أه<داف املالحظ<<ة بص<<فة عام<<ة تتمث<ل<‬
‫‪41‬‬
‫يف‪ :‬املساعدة على مجع املعطيات واملعلومات‪ ،‬واملسامهة يف اختبار الفرضيات‪ <،‬واملساعدة على احلكم والتقييم‪<.‬‬

‫‪ ‬أن ــواع املالحظــة‪:‬‬


‫من املعلوم أن مثة أنواعا عديدة من املالحظة‪ ،‬إذ ميكن احلديث عن املالحظ<ة العفوي<ة‪ <،‬واملالحظ<ة العلمي<<ة‪ ،‬واملالحظ<ة‬
‫االس <<تطالعية‪ <،‬واملالحظ <<ة اإلكلينيكي <<ة‪ ،‬واملالحظ <<ة الداخلي <<ة‪ ،‬واملالحظ <<ة اخلارجي <<ة‪ <،‬واملالحظ <<ة الظ <<اهرة‪ ،‬واملالحظ <<ة‬
‫اخلفية‪ ،‬واملالحظة املنظمة‪ ،‬واملالحظة الوصفية‪ ،‬واملالحظة املصغرة‪ ،‬واملالحظة عرب القوائم والشبكات‪...‬‬

‫‪ ‬املالحظ ــة العفويــة‪:‬‬


‫املالحظ<<ة العفوي<<ة هي املالحظ<<ة العش<<وائية< أو الطارئ<<ة ال<<يت حتدث ل<<دى الب<<احث أو الف<<احص أو ال<<دارس‪ ،‬مبج<<رد أن‬
‫ي<<رى ح<<دثا أو ظ<<اهرة م<<ا‪ ،‬فيق<<وم بإدراكه<<ا يف حالته<<ا اخلام<<ة‪ .‬وكث<<ري من الفرض<<يات التجريبي<ة< واالكتش<<افات العلمي<<ة‬
‫أساس <<ها مالحظ <<ات عفوي <<ة وطارئ <<ة‪ ،‬كم <<ا يب <<دو ذل <<ك واض <<حا عن <<د ني <<وتن‪ ،‬وأرمخي <<ديس‪ ،‬وب <<افلوف‪ ،‬وأديس <<ون‪،‬‬
‫وباس<<تور‪ ... <،‬مبع<<ىن أن املالحظ<<ة العفوي <ة< هي املالحظ<<ة غ<<ري املنظم<<ة وغ<<ري املقنن<<ة‪ ،‬وتك<<ون مالحظ<<ة تلقائي<<ة‪ <":‬تتم يف‬
‫غ< <<الب األحي< <<ان بش< <<كل ال إرادي واعتب< <<اطي‪ ،‬وال تقوده< <<ا فك< <<رة حمددة منبثق< <ة< من موض< <<وع البحث‪ ،‬لتعم< <<ل على‬
‫استثارهتا وتوجيهها‪.‬إهنا ذلك النوع من املالحظة اليت تنتبه< إىل الظواهر اليت تظهر أو حتدث يف حقلها اإلدراكي‪"42.‬‬
‫ويعين هذا أن املالحظة العفوية< أو العرضية< ال تتقيد بالشروط العلمي<ة‪ ،‬وال تل<تزم باملع<ايري التجريبي<ة< املقنن<ة‪ ،‬ب<ل تك<ون‬
‫مالحظة مباشرة فطرية وساذجة‪ .‬ويف هذا اإلطار‪ ،‬يق<ول حمم<د ال<دريج‪ <":‬الختض<ع املالحظ<ة العفوي<ة ألي<ة قاع<دة‪ ،‬وال‬
‫هتدف إىل الكش<<ف عن حقيق<<ة علمي<<ة حمددة‪.‬وهي ت<<دخل يف نط<<اق املعرف<<ة احلس<<ية‪ ،‬وال<<يت تنحص<<ر يف بعض املواق<<ف‬
‫العملي<<ة احملدودة‪.‬ك<<ذلك ال<<يت يق<<وم هبا أي ع<<امل نفس<<ي يف حيات<<ه اليومي<<ة‪ <،‬ك<<أن يالح<<ظ ‪ -‬مثال ‪ -‬نفس<<ه أو اآلخ<<رين‬
‫أثناء ممارسته< لنشاطه العملي أو املهين‪.‬‬
‫على أن ه<<ذه املالحظ<<ة ق<<د تتح<<ول يف بعض األحي<<ان إىل مالحظ<<ة مقص<<ودة‪ ،‬فيص<<ل الب<<احث عن طريقه<<ا إىل تقري <ر<‬
‫حق<<ائق علمي<<ة على ج<<انب كب<<ري من األمهي<<ة‪ <،‬وع<<ادة م<<ا تتحق<<ق بالص<<دفة‪ ،‬وعن غ<<ري عم<<د‪ ،‬ذل<<ك ألن الب<<احث ك<<ان‬

‫‪ - 41‬عب<<د الك<<رمي غ<<ريب‪ :‬منهج البحث العلمي يف عل<<وم الرتبي<<ة والعل<<وم اإلنس<<انية‪ ،‬منش<<ورات ع<<امل الرتبي<<ة‪ ،‬مطبع<<ة النج<<اح اجلدي<<دة‪ ،‬ال<<دار‬
‫البيضاء‪ ،‬املغرب‪ ،‬الطبعة األوىل سنة ‪2012‬م‪ ،‬ص‪.182:‬‬
‫‪ - 42‬د‪.‬أمحد أوزي‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.38:‬‬
‫‪39‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫يالحظ ظاهرة ما‪ ،‬أو يسعى إىل تقرير< حقيقة‪ <،‬فيكتشف حقيقة< أخرى‪.‬كما حدث – مثال‪ -‬لب<<افلوف عن<<د اكتش<افه‬
‫‪43‬‬
‫للفعل املنعكس الشرطي‪ ،‬أثناء جتاربه حول فسيولوجية اهلضم‪ ،‬ومبالحظاته لسيالن لعاب الكلب‪".‬‬
‫وهكذا‪ ،‬فاملالحظة العفوية هي أساس املالحظة العلمية التجريبية‪ ،‬فهي أساس انطالق كل حبث ومشروع شخصي‪،‬‬
‫على الرغم من كوهنا مالحظة ساذجة وخامة وعفوية وتلقائية< وفطرية وطبيعية‪<.‬‬

‫‪ ‬املالحظ ــة املنظم ــة‪:‬‬


‫يقصد باملالحظة املنظمة تلك املالحظة اخلاض<عة ملعاين<<ة مقنن<<ة ومض<بوطة‪ <،‬وف<ق مع<ايري ومق<<اييس وض<وابط ومؤش<رات‬
‫معينة‪ .‬وقد تكون تلك املالحظة املنظمة ميداني<ة أو خمتربي<ة‪ ،‬يق<وم هبا ب<احث أخص<ائي أو دارس ينج<ز< حبث<ا علمي<ا م<ا‪.‬‬
‫وغالب<<ا م<<اتكون ه<<ذه املالحظ<<ة حماي<<دة ونزيه<<ة‪ ،‬تبع<<د ال<<ذات عن عملي<<ة رص<<د الظ<<واهر املدروس<<ة‪ .‬ويف ه<<ذا اإلط<<ار‪،‬‬
‫يقول أمحد أوزي‪ ":‬يستخدم منهج املالحظة املنظمة يف دراسة السلوك يف شكله التلقائي الذي يظه<<ر علي<<ه يف وس<<ط‬
‫ط<<بيعي غ<<ري متص<<نع‪ ،‬أو يف املخت<<رب‪.‬فق<<د نس<<تخدم املالحظ<<ة املنظم<<ة ‪ -‬على س<<بيل< املث<<ال‪ -‬لدراس<<ة ظ<<اهرة من ظ<<واهر‬
‫س<<لوك األطف<<ال يف ال<<روض‪ ،‬أو خالل ف<<رتة االس<<رتاحة املدرس<<ية‪ <،‬كم<<ا ق<<د نس<<تخدم املالحظ<<ة املنظم<<ة يف خمت<<رب معني‬
‫ملالحظ<<ة ظ<<اهرة معين<ة< وتغرياهتا خالل ت<<دخل ت<<أثري بعض العوام<<ل عليه<<ا‪.‬ف<<البحث يف منهج املالحظ<<ة يكتفي بتس<<جيل‬
‫الس<<لوك على الش<<كل ال<<ذي يظه<<ر ب<<ه‪ ،‬دون الت<<دخل للت<<أثري في<<ه‪.‬إن منهج املالحظ<<ة عن<<د اس<<تخدامه< يف املي<<دان ل<<ه م<<يزة‬
‫‪44‬‬
‫تقدمي صورة‪ ،‬أو متثل صادق عن الوقائع اليومية‪ ،‬مما جينب تصنعها يف املخترب‪".‬‬
‫وهك<<ذا‪ ،‬فاملالحظ<<ة املنظم<<ة هي مالحظ<<ة علمي<<ة مقنن<<ة‪ <،‬ت<<ؤدي بش<<كل من األش<<كال إىل بن<<اء ف<<روض جتريبي<ة< ص<<احلة‪،‬‬
‫لتشييد أنساق نظرية‪ ،‬وتأليف< براديغمات علمية‪ <":‬إن املالحظة املنظمة تسمح بالوصف الدقيق للس<<لوك‪ ،‬والتنب<<ؤ ب<<ه‪،‬‬
‫غ<<ري أهنا ن<<ادرا م<<ا تض<<من الق<<درة على اس<<تخالص العالق<<ات الس<<ببية< بني الظ<<واهر ال<<يت تتم مالحظته<<ا‪ ،‬وه<<ذا م<<ا جيع<<ل‬
‫املالحظ<<ة أداة حبثي<<ة‪ <،‬تس<<تخدم يف بداي<<ة دراس<ة< ظ<<اهرة أو مش<<كلة معين<<ة‪ <،‬لتس<<اعد على تزوي<<د الب<<احث بالفرض<<ية ال<<يت‬
‫يتم‪ ،‬بع<<د ذل<<ك‪ ،‬إخض<<اعها للتج<<ريب‪.‬وعن<<دما ال يتعل<<ق األم<<ر برب<ط< األس<<باب مبس<<بباهتا يف دراس<<ة ظ<<اهرة معين<<ة‪ ،‬وإمنا‬
‫مجع أكرب عدد من املعلومات حوهلا‪ ،‬فإن منهج املالحظة املنظمة يظل أفضل منهج مالئم لالستخدام‪.‬‬
‫وملا كان استخدام التجريب< يف العل<وم اإلنس<انية< عمال ن<<ادرا وص<<عبا‪ ،‬ف<إن املالحظ<<ة املنظم<ة والدقيق<<ة تظ<ل هي املنهج‬
‫‪45‬‬
‫الذي يلجأ إليه العديد من الباحثني‪".‬‬
‫واليع<<ين ه<<ذا أن املالحظ<<ة املنظم<<ة علمي<<ة بش<<كل ص<<ارم‪ ،‬ختض<<ع ملق<<اييس جتريبي<<ة‪ <،‬مث<<ل املالحظ<<ة العلمي<<ة‪ ،‬ب<<ل تس<<تفيد‬
‫بش<<كل من األش<<كال خبط<<وات املالحظ<<ة العلمي<<ة‪ ،‬لتص<<بح مالحظ<<ة أك<<ثر دق<<ة من املالحظ<<ة العفوي<<ة أو االرجتالي<<ة‪.‬ويف‬

‫‪ - 43‬د‪.‬حممد الدريج‪ :‬حتليل العملية التعليمية‪ ،‬مطبعة النجاح اجلديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬املغرب‪ ،‬الطبعة األوىل سنة ‪1983‬م‪ ،‬ص‪.92:‬‬
‫‪ - 44‬د‪.‬أمحد أوزي‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.36:‬‬
‫‪ - 45‬د‪.‬أمحد أوزي‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.38-37:‬‬
‫‪40‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫ه < <<ذا الش < <<أن‪ ،‬يق < <<ول حمم < <<د ال < <<دريج‪ <":‬ت < <<دخل املالحظ < <<ة املنظم < <<ة يف نط < <<اق مش < <<روع حمدد املع < <<امل‪ ،‬حيص < <<ر جمال‬
‫الدراس<<ة‪.‬وميكن< أن تس<<مى بس<<يطة أو طبيعي<<ة‪ <،‬إذا رك<<زت على مراقب<<ة س<<لوك الف<<رد< يف حيات<<ه اليومي<<ة‪.‬أي‪ :‬مالحظت<<ه‬
‫كما حيدث تلقائيا يف ظروفه الطبيعية‪ ،‬دون إخضاعه لضبط علمي صارم‪ ،‬وبغري استخدام أدوات دقيقة للقي<<اس‪.‬ففي‬
‫علم النفس االرتق<<ائي‪-‬مثال‪ -‬يق<<وم الب<<احث مبالحظ<<ة ألع<<اب الطف<<ل يف ف<<رتات خمتلف<<ة‪ ،‬ليت<<بني م<<ا يع<<رتي ه<<ذه األلع<<اب‬
‫من تغريات‪.‬ويستعمل< علم النفس الصناعي‪ ،‬وكذا علم النفس االجتماعي أساسا‪ ،‬هذا النوع من املالحظة‪ ،‬مالحظة‬
‫‪46‬‬
‫سلوك الزبناء‪ ،‬أو سلوك العمال جتاه اآلالت‪"...‬‬
‫ويع<<ين ه<<ذا أن املالحظ<<ة املنظم<<ة أفض<<ل بكث<<ري من املالحظ<<ة العفوي<<ة‪ <،‬م<<ادامت< ت<<رتكن إىل مق<<اييس واض<<حة ودقيق<<ة‪<،‬‬
‫ومعايري علمية ممنهجة‪ ،‬وضوابط علمية حمكمة ومنظمة‪.‬‬

‫‪ ‬املالحظــة العلميــة‪:‬‬
‫ترتبط< املالحظة العلمية بالتجربة< والربهنة واالستدالل استقراء< واستنباطا‪ .‬مبعىن أن املالحظة العلمية أو التجريبية تب<<دأ‬
‫ب<<الفكرة ال<<يت تتح<<ول إىل فرض<<ية ومش<<كلة‪.‬وبع<<د ذل<<ك‪ <،‬ينتق <ل< املالح<<ظ إىل االختب<<ار‪ ،‬والتج<<ريب‪ ،‬وتكري<<ر عملي<<ات‬
‫التثبت والتحق < <ق< العلمي‪ ،‬وتنتهي تل< <<ك العملي< <<ات بإص< <<دار ق< <<وانني اس< <<تنتاجية< كلي< <<ة‪ ،‬تتح< <<ول ب< <<دورها إىل نظري< <<ات<‬
‫علمي <<ة‪.‬ومن< مث‪ ،‬يص <<عب الفص< <ل< بني املالحظ <<ة العلمي <<ة والتجرب <<ة التحققي <<ة‪ <.‬ويف ه <<ذا الص <<دد‪ ،‬يق <<ول كل <<ود برن <<ار(<‬
‫‪ ،)Claude Bernard‬وذل <<ك أثن <<اء حديث <<ه عن خط <<وات املنهج التجري <<يب‪ ،‬ب <<أن املالحظ <<ة العلمي <<ة هي أس <<اس‬
‫البحث العلمي احلقيقي‪ ":‬على الع <<امل ال <<ذي يري <<د اإلحاط <<ة مبجم <<وع مب <<ادئ املنهج التجري <<يب أن يس <<تويف نظ <<امني من‬
‫الش<<روط‪ ،‬ويتم<<يز خباص<<يتني فكري<<تني‪ ،‬تعت<<رب كله<<ا ض<<رورية لتحقي <ق< هدف<<ه‪ ،‬والتوص<<ل إىل احلقيق<<ة العلمي<<ة‪.‬أوال‪ ،‬على‬
‫العامل أن تك<<ون لدي<<ه فك<رة‪ ،‬خيض<عها للفحص يف ض<<وء الوق<ائع‪ ،‬لكن<<ه‪ ،‬ليك<<ون مطالب<ا‪ <،‬يف ال<وقت نفس<ه‪ <،‬بالتأك<<د من‬
‫أن الوقائع اليت متثل منطلقا لفحص فكرت<ه هي وق<ائع ص<حيحة ومنظم<ة‪.‬هلذا الس<بب‪ ،‬علي<ه أن يك<ون مالحظ<ا وجمرب<ا‬
‫يف ال<<وقت نفس<<ه‪.‬ثاني<<ا‪ ،‬إن املالح<<ظ يع<<اين< فق<<ط بس<<اطة الظ<<اهرة املاثل<<ة أمام<<ه‪ ،‬فهم<<ه الوحي<<د ه<<و احلذر من الوق<<وع يف‬
‫أخط<<اء املالحظ<ة ال<<يت ق<د ت<<ؤدي ب<<ه إىل إدراك غ<ري كام<<ل للظ<اهرة‪ ،‬أو إىل تعريفه<<ا تعريف<ا< خاطئ<ا‪.‬ولكي تك<ون معاين<<ة‬
‫الظاهرة معاينة< سليمة‪ ،‬يستخدم< املالحظ كل األدوات اليت من شأهنا جعل مالحظته للظاهرة أكثر مشولية‪<.‬‬
‫على املالح<<ظ أن يك<<ون ‪-‬إذاً‪ -‬أثن<<اء معاينت<<ه للظ<<واهر‪ ،‬مبثاب <ة< آل<<ة تص<<وير< تنق <ل< بالض<<بط م<<اهو موج<<ود يف الطبيع<<ة‪:‬‬
‫حيث جيب أن يالح<<ظ ب<<دون فك<<رة مس<<بقة‪ <.‬وعلي<<ه أن يص<<مت‪ ،‬وينص <ت< إىل الطبيع<<ة‪ ،‬ويس<<جل م<<ا متلي<<ه علي<<ه‪.‬وبع<<د‬
‫معاين < <ة< الواقع< <<ة واملالحظ< <<ة اجلي< <<دة للظ< <<اهرة‪ ،‬ت< <<ربز الفك< <<رة‪ ،‬ويت< <<دخل االس< <<تدالل العقلي‪ ،‬فيظه< <<ر اجملرب لتفس< <<ري‬
‫الظ<<اهرة‪.‬إن الع<<امل التجري<<يب ه<<و ال<<ذي يس<<تطيع بفض<<ل تفس<<ري حمتم<<ل ومس<<بق للظ<<واهر املالحظ<<ة أن يؤس<<س التجرب<<ة‪،‬‬
‫حبيث تسمح بالتحقق< من الفرضية(‪<)...‬‬

‫‪ - 46‬د‪.‬حممد الدريج‪ :‬حتليل العملية التعليمية‪ ،‬ص‪.93-92:‬‬


‫‪41‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫إن العامل املتكامل هو الذي جيمع بني الفكر النظري واملمارسة التجريبية< عرب اخلطوات التالية‪<:‬‬
‫‪ -1‬يعاين< واقعة؛‬
‫‪ -2‬ميالد< فكرة يف ذهنه تبعا للمعاينة؛‬
‫‪ -3‬انطالقا من هذه الفكرة يستدل عليها‪ ،‬ويلجأ إىل التجربة‪ <،‬بعد أن تصورها ذهنيا؛‬
‫‪ -4‬تنتج عن التجربة< ظواهر جديدة عليه أن يالحظها‪ ،‬وهكذا دواليك‪.‬‬
‫يش<<تغل< ذهن الع<<امل‪ ،‬إذاً‪ ،‬انطالق<<ا من ه<<ذه اخلط<<وات‪ ،‬بني مالحظ<<تني‪ ،‬متث<<ل األوىل منطل<<ق االس<<تدالل العلمي‪ ،‬ومتث<<ل‬
‫‪47‬‬
‫الثانية< خالصة االستدالل(أي التجربة)‪<".‬‬
‫ويعين ه<ذا أن املالحظ<<ة ‪ -‬عن<<د كل<ود برن<<ار‪ -‬هي التجرب<<ة‪ ،‬وتعتم<د على جمموع<<ة من األدوات العلمي<ة والتجريبي<<ة يف‬
‫إدراك الظواهر الواقعية إدراكا شامال وسليما‪.‬ومن مث‪ ،‬تستند املالحظة العلمي<<ة إىل املعاين<<ة الدقيق<<ة‪ ،‬ووص<<ف الظ<<واهر‬
‫الواقعي <<ة كم <<ا هي‪ .‬ومن هن <<ا‪ ،‬هتدف املالحظ <<ة العلمي <<ة إىل وص <<ف الوق <<ائع التجريبي <<ة‪ <،‬وتفس <<ريها يف ض <<وء أس <<باهبا‬
‫وحيثياهتا‪ ،‬مع التنبؤ بظواهر أخرى‪ ،‬وإنتاج ظواهر جديدة يف ضوء الظواهر القدمية‪<.‬‬
‫وعليه‪ ،‬فاملالحظة العلمية نوعان‪ :‬مالحظة وصفية ومالحظة جتريبية‪.‬تقوم< املالحظ<ة األوىل على جمموع<<ة من األدوات‬
‫الوص<<فية‪ <،‬مث<<ل‪ :‬االس<<تمارة‪ ،‬واملقابل<<ة‪ ،‬والروائ<<ز‪ ،‬واالختب<<ارات النفس<<ية‪ <،‬وش<<بكات املالحظ<<ة‪ ،‬ودراس<<ة احلال<<ة‪ ،‬وحتلي<<ل‬
‫املض< < <<مون‪...‬يف حني‪ ،‬تق< < <<وم املالحظ< < <<ة الثاني< < <<ة على جتريب< جمموع< < <<ة من الفرض< < <<يات يف ض< < <<وء املعطي< < <<ات الرياض< < <<ية‬
‫واإلحصائية‪ ،‬واالشتغال على عينات ضابطة من ناحية‪ ،‬وعينات جتريبية من ناحية أخرى‪.‬‬

‫‪ ‬املالحظة الذاتيـة واملوضوعيـة‪<:‬‬


‫يعتمد علم النفس التجرييب على املالحظة اخلارجية املوضوعية‪ ،‬كما يتضح ذلك جلي<<ا عن<<د علم<<اء النفس الس<<لوكي‪،‬‬
‫حيث يعم <<د الس <<لوكيون(واطس <<ون ‪-Watson‬ب <<افلوف‪ -Pavlov‬س <<كينر<‪ )...Skinner‬إىل دراس <<ة الس <<لوك‬
‫اخلارجي‪ ،‬وذلك يف ضوء رؤية علمية جتريبية موض<<وعية‪ <،‬من خالل رب<<ط ذل<<ك الس<لوك باحلافز واالس<<تجابة‪ .‬فحينم<<ا‬
‫حيس العطش <<ان – مثال‪ -‬بالظم <<أ‪ <،‬يق <<وم بس <<لوك خ <<ارجي كي يزي< <ل< ظم <<أه‪ ،‬ك <<أن يتج< <ه< حي <<ال املطبخ‪ ،‬فيخ <<رج من‬
‫الثالج <<ة م <<اء زالال‪ ،‬فيش <<رب ح <<ىت يرت <<وي< كلي <<ا‪.‬إذاً‪ ،‬هن <<اك ح <<افز العطش‪ ،‬وهن <<اك أيض <<ا االس <<تجابة< عن طري <<ق فع <<ل‬
‫الشرب‪ ،‬والسلوك( الذهاب إىل املطبخ)‪.‬‬
‫أم<<ا علم النفس الش<<عوري‪ ،‬فيعتم<<د على املالحظ<<ة الداخلي<<ة أو التأم<<ل ال<<ذايت أو التأم<ل< االس<<تبطاين‪ <،‬من خالل ممارس<ة<‬
‫الت<<داعي احلر‪ ،‬واالسرتس<<ال يف اس<<تدعاء العواط<<ف واملش<<اعر واالنفع<<االت واأله<<واء‪.‬وق<<د اس<<تخدمت ه<<ذه املالحظ<<ة‬
‫الداخلي<<ة كث<<ريا يف علم النفس الش<<عوري وعلم النفس العي<<ادي‪.‬ويف ه<<ذا الس<<ياق‪ ،‬يق<<ول أمحد أوزي‪ ":‬لق<<د اس<<تخدم‬

‫‪47‬‬
‫‪-Claude Bernard : Introduction à l’étude de la méthode expérimentale, Flammarion,‬‬
‫‪1984, pp : 51-55.‬‬
‫‪42‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫منهج املالحظ<<ة الداخلي<<ة من قب<<ل االجتاه الش<<عوري يف علم النفس لدراس<ة< الظ<<واهر الش<<عورية‪ <،‬ال<<يت يعيش<<ها الف<<رد يف‬
‫اللحظة الراهنة‪ <،‬أو يصفها بعد مرورها‪.‬‬
‫هن< <<اك ص< <<عوبة يف ق< <<درة اإلنس< <<ان على وص< <<ف مش< <<اعره أو ب< <<األحرى مالحظته< <<ا‪.‬ف< <<البعض ي< <<رى أن جمرد مالحظ< <<ة‬
‫الش<<خص لنفس<<ه‪ ،‬وه<<و يف حال<<ة الغض<<ب‪ ،‬ي<<ؤدي إىل إزال<<ة انفع<<ال الغض<<ب‪.‬كم<<ا أن بعض خص<<وم املنهج من أمث<<ال‪:‬‬
‫أوجس< < <<ت ك< < <<ونت(‪ ،)Auguste Compte‬ي< < <<رى أن اإلنس< < <<ان الميكن< < <<ه أن يك< < <<ون مالحظ< < <<ا(بكس< < <<ر احلاء)‬
‫ومالحظا( بفتح احلاء) يف ال<وقت نفس<ه‪ ،‬قاض<يا ومتهم<ا‪ .‬كم<ا أن ه<ذا املنهج إذا ك<ان مفي<دا م<ع الراش<دين‪ <،‬فه<و غ<ري‬
‫ذلك مع األطفال ومع العاجزين عن التعبري ووصف مشاعرهم‪.‬‬
‫وعلى ك<<ل ح<<ال‪ ،‬ف<<إن علم النفس اإلكلي<<نيكي إىل ج<<انب االجتاه الش<<عوري‪ ،‬يس<<تفيد من اس<<تخدام ه<<ذا املنهج‪ ،‬عن‬
‫طريق املقابلة اإلكلينيكية< مع املريض‪ .‬أي‪ :‬يصف مشاعره خالل حاالته النفسية‪<.‬‬
‫ي < <<رفض االجتاه الس < <<لوكي ال < <<ذي يتزعم < <<ه واطس < <<ون منهج املالحظ < <<ة الداخلي < <<ة‪ <،‬واليع < <<رتف س < <<وى مبنهج املالحظ < <<ة‬
‫املوضوعية اليت تدرس الظواهر من اخلارج‪ ،‬كوقائع خاضعة للمالحظة اخلارجية وللتجريب‪"48.‬‬
‫ويع<<ين ه<<ذا أن هن<<اك مالحظ<<ة ذاتي<<ة تق<<وم على االس<<تبطان< والتأم <ل< ال<<داخلي‪ ،‬وهن<<اك مالحظ<<ة خارجي<<ة موض<<وعية‪،‬‬
‫هتدف إىل دراسة< السلوك اخلارجي مبوضوعية علمية‪.‬‬

‫‪ ‬املالحظــة الظاهــرة واخلفي ــة‪<:‬‬


‫نعين باملالحظ<ة اخلفي<ة تل<ك املالحظ<ة املوظف<ة ب<دون علم املالح<ظ املرص<ود‪ ،‬كم<ا ه<و ح<ال الك<امريا اخلفي<ة‪.‬ونس<تعمل‬
‫تل<<ك املالحظ<<ة لرص<<د س<<لوكيات ش<<خص معني‪ ،‬نري<<د معرفت <ه< بش<<كل عف<<وي وط<<بيعي وتلق<<ائي‪ ،‬ك<<أن نع<<رف< حال<<ة‬
‫القسم قبل دخول املدرس إليه يف عفويته وعشوائيته وتلقائيته‪ <،‬بغية< التثبت< من ن<وع القي<ادة‪ :‬ه<ل هي قي<ادة دميقراطي<ة‬
‫أم قي < <<ادة دكتاتوري < <<ة‪ <،‬أم قي < <<ادة فوض < <<وية س < <<ائبة؟ أم < <<ا املالحظ < <<ة الظ < <<اهرة‪ ،‬فهي ال < <<يت تك < <<ون يف حض < <<ور املالح < <<ظ‬
‫وبعلم <<ه‪.‬مبع <<ىن أن يالح <<ظ الب <<احث أو ال <<دارس الغ <<ري‪ ،‬فريص <<د س <<لوكه مبراقبت <<ه مباش <<رة‪ <،‬أو معاينت< <ه< يف ض <<وء أدوات‬
‫وتقنيات منهجية‪ <،‬يعرفها املالحظ أو الفاحص أو املراقب‪.‬‬

‫‪ ‬املالحظــة امليدانيــة‪<:‬‬
‫ترتب <<ط املالحظ <<ة امليداني <ة< ب <<النزول إىل املي <<دان أو الواق <<ع‪ ،‬بغي <<ة رص <<د جمموع <<ة من الظ <<واهر‪ ،‬س <<واء أك <<انت أنش <<طة أم‬
‫س < <<لوكيات أم مه < <<ارات أم أش < <<ياء أم أشخاص < <<ا أم موض< <<وعات رمزي < <<ة‪ <.‬واهلدف من ذل < <<ك ه< <<و فهم ه< <<ذه الظ < <<واهر‬
‫املرصودة‪ ،‬وتفسريها علميا ووص<فيا‪ ،‬وإع<ادة بنائه<ا وإنتاجه<ا‪ .‬وإذا نس<ي الب<احث ش<يئا‪ ،‬فيمكن أن ي<نزل م<رة أخ<رى‬

‫‪ - 48‬د‪.‬أمحد أوزي‪ :‬املعجم املوس <<وعي لعل <<وم الرتبية‪ ،‬مطبع <<ة النج <<اح اجلدي <<دة‪ ،‬ال <<دار البيض <<اء‪ ،‬املغ <<رب‪ ،‬الطبع <<ة األوىل س <<نة ‪2006‬م‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.247‬‬
‫‪43‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫إىل املي <<دان‪ ،‬للتأك <<د والتثبت< والتحق <ق< من الظ <<واهر املالحظ <<ة‪ ،‬فيعي <<د معاينته <<ا من جدي <<د‪ ،‬إم <<ا بش <<كل عف <<وي‪ ،‬وإم <<ا‬
‫بشكل علمي ممنهج‪ .‬وتعد املالحظة امليدانية< االستطالعية< أكثر جناعة ودقة‪ ،‬س<<يما إذا ن<<زل الب<<احث إىل املي<<دان‪ ،‬وه<و‬
‫مسلح مبجموعة من األدوات املنهجية والتقنيات< العلمية الدقيقة‪.‬‬

‫‪ ‬املالحظــة باملشاركــة‪:‬‬
‫تتحق< <ق< ه <<ذه املالحظ <<ة بوض <<وح عن <<د علم <<اء األنرتوبولوجي <<ا‪ ،‬وعلم <<اء النفس‪ <،‬وعلم <<اء االجتم <<اع‪ ،‬وك <<ذلك عن <<د‬
‫الرحال <<ة‪ <،‬حيث يش <<ارك ه <<ؤالء الن <<اس املفحوص <<ني أو املبح <<وثني عن ق <<رب‪ ،‬وذل <<ك يف خمتل <<ف أنش <<طتهم ومه <<اراهتم‬
‫وأعم<<اهلم‪ ،‬فريص<<دون حي<<اهتم النفس<<ية واالجتماعي<<ة والثقافي<<ة والرتبوي<<ة واحلض<<ارية‪ <،‬بتس<<جيل< جمموع<<ة من املالحظ<<ات‬
‫وت<<دوينها‪ ،‬وذل<<ك بع<<د معايش<<ة ص<<ادقة‪ ،‬وتتب<<ع مس<<تمر‪ ،‬وان<<دماج داخ<<ل ع<<املهم‪ ،‬ك<<أهنم أف<<رادا من عين<<ة ه<<ذا اجملتم<<ع‬
‫األص < < <<لي املدروس‪ .‬وتق < < <<رتب ه< < < <<ذه املالحظ < < <<ة من املالحظ < < <<ة االستكش < < <<افية أو املالحظ < < <<ة امليداني < < <ة< أو املالحظ < < <<ة‬
‫االس<تطالعية‪.‬ويع<<ين ه<ذا أن املالحظ<ة املش<اركة تق<وم على حض<ور الب<احث يف جمتم<ع املفحوص<ني‪ ،‬ومش<اركته هلم يف‬
‫اهتمام<<اهتم‪ ،‬واس<<تعداداهتم‪ ،‬ورغب<<اهتم‪ ،‬ومي<<وهلم‪ ،‬كأن<<ه واح<<د منهم‪ ،‬إال أن<<ه يتم<<يز< عنهم مبمارس<<ة املالحظ<<ة والت<<دوين‬
‫والتسجيل‪.‬‬

‫‪ ‬املالحظة عن طريق الشبكات‪:‬‬


‫تتم ه <<ذه املالحظ <<ة ع <<رب جمموع <<ة من الش <<بكات ال <<يت وض <<عها علم <<اء النفس أو علم <<اء االجتم <<اع أو علم <<اء الرتبي <<ة‪<.‬‬
‫وهتدف هذه الشبكات إىل تنظيم املالحظة‪ ،‬الس<<يما الرتبوي<ة والديداكتيكي<<ة منه<ا‪ ،‬باس<تعمال< ل<<وائح أو ق<وائم أو بن<ود‬
‫ج <<اهزة‪ ،‬لض <<بط الظ <<واهر املرص <<ودة‪ ،‬ووص <<ف األنش <<طة والس <<لوكيات وامله <<ارات املرئي <<ة‪ <.‬وتتض <<من تل <<ك الش <<بكات‬
‫جمموع <<ة من العالم <<ات< والرم <<وز املتف <<ق عليه <<ا‪ ،‬لرص <<د جمموع <<ة من املعطي <<ات والوض <<عيات واألفع <<ال بش <<كل علمي‬
‫مقنن‪.‬مبع<<ىن أن الش<<بكات مبثاب<<ة ل<<وائح تس<<جيلية‪ ،‬وبن<<ود معط<<اة‪ ،‬وعناص<<ر منتق<<اة‪ <،‬ومكون<<ات واص<<فة‪ ،‬وبني<<ات< نس<<قية‪<،‬‬
‫ميلؤها املالحظ بدقة متناهية‪ <،‬لفهم وضعية القسم وتفس<<ريها‪ .‬ومن مث‪ ،‬يلتجئ الب<<احث إىل التق<<ييم والقي<<اس‪ ،‬يف ض<<وء‬
‫سالمل احلكم أو التقدير‪ <،‬وتشخيص صريورة العمل املرصود‪.‬‬

‫‪ ‬املالحظــة املهيــأة‪:‬‬
‫ترتك <ز< املالحظ<<ة املهي<<أة على هتييء املعاين<<ة‪ <،‬وإع<<دادها بش<<كل مس<<بق‪ ،‬بتجمي<<ع البيان<<ات< ح<<ول ظ<<اهرة أو وض<<عية أو‬
‫س<<لوك م<<ا‪ ،‬وذل<<ك قب<<ل مباش<<رة املالحظ<<ة مي<<دانيا وواقعي<<ا‪ .‬ومن مث‪ ،‬يع<<د الب<<احث األدوات والتقني<<ات الكفيل<<ة ب<<إجراء‬
‫البحث االس <<تطالعي أو االستكش <<ايف‪ ،‬م <<ع ض <<رورة التس <<لح مبجموع <<ة من اآللي <<ات البحثي <<ة‪ <،‬كاس <<تعمال الك <<امريا‪،‬‬
‫واهلاتف املصور‪ ،‬وامليكروفون‪...‬من< أجل التثبت< من املوضوع املرصود‪ .‬ويعين كل هذا أن املالحظ<<ة املهي<<أة يتم فيه<<ا‬
‫‪44‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫إع<داد ك<ل ش<يء بش<كل مس<بق‪ ،‬بتحدي<د املوض<وع املالح<ظ‪ ،‬وتبي<ان أهداف<ه وغايات<ه‪ ،‬ورص<د الوس<ائل املس<تخدمة يف‬
‫املالحظة‪ ،‬وحتديد جمال املالحظة بشكل دقيق ومضبوط‪.‬‬
‫‪‬املالحظــة اإلكلينيكيــة‪:‬‬
‫يقصد باملالحظة اإلكلينيكية< أو العيادية تلك املالحظة اليت تستخدم يف العيادات الطبية< أو النفس<<ية ملعاجلة املرض<<ى أو‬
‫مداواة املفحوص<ني‪ ،‬مبراقب<ة< س<لوك املبح<<وث‪ ،‬والبحث< عن ال<دوافع الذاتي<<ة واملوض<وعية ال<<يت تك<ون وراء ه<ذا الس<لوك‬
‫املرص<ود‪.‬ويع<ين ه<ذا‪ ":‬أن ظ<روف البيئ<ة< تك<ون حمددة من قب<ل الب<احث‪.‬إن املقابل<ة اإلكلينيكي<ة –كم<ا متارس يف بعض‬
‫العيادات‪ -‬هي مالحظة من هذا النوع (املالحظة املنظمة)‪ <،‬إذ هلا قواع<دها وأه<دافها‪ ،‬ح<ىت عن<دما تك<ون املقابل<ة غ<ري‬
‫حمددة وغري موجهة‪.‬وقد يوضع املفحوصون يف مك<<ان معني‪ ،‬يس<<هل مالحظ<<ة س<<لوكهم‪ ،‬بعلم منهم أم ال‪ ،‬وق<<د حتدد‬
‫‪49‬‬
‫املهام اليت يكون عليهم إجنازها‪.‬ويف هذه احلالة‪ ،‬نقرتب كثريا من شروط التجريب‪".‬‬
‫ويع<<ين ه <<ذا أن املالحظ<<ة العيادي <<ة هي مالحظ<<ة مقنن <ة< وموجه <<ة‪ ،‬متارس يف العي <<ادات واملخت <<ربات النفس<<ية‪ ،‬وذل<<ك يف‬
‫ضوء شروط سياقية خاصة‪.‬‬

‫‪ ‬املالحظ ــة الصفي ــة يف جمال الرتبية والتعليم‪:‬‬


‫تتعل< <<ق املالحظ< <<ة الص< <<فية مبج< <<ال الرتبي< <<ة والتعليم< والت< <<دريس< أثن< <<اء الت< <<دريب< العملي‪ ،‬وقب< <<ل مباش< <<رة العم< <<ل الفعلي‬
‫باملدارس‪.‬مبع<ىن أن املالحظ<ة الص<<فية< هي ال<<يت يلتجئ إليه<<ا املدرس املت<<درب إلدراك حركي<<ة القس<<م‪ ،‬ووص<<ف مكونات<<ه‬
‫البنيوية‪ ،‬وتفسري العملية الديداكتيكية‪ ،‬وتقومي سريورة العملي<ة التعليمي<ة‪ -‬التعلمي<ة‪.‬أي‪ :‬إن املالحظ<ة الص<فية‪ ":‬إج<راء‬
‫من إج<<راءات تك<<وين املدرس<<ني‪ ،‬وإع<<دادهم قب<<ل اخلدم<<ة أو خالهلا‪ ،‬عن طري <ق< مالحظ<<ة وض<<عيات بيداغوجي<<ة داخ<<ل‬
‫األقس<<ام‪ ،‬وذل<<ك قص<<د متكني املت<<دربني من االس<<تئناس مبن<<اخ القس<<م‪ ،‬ومعاين <ة< الس<<لوكيات وامله<<ارات واألنش<<طة ال<<يت‬
‫جتري داخ<<ل القس<<م الدراس<<ي‪.‬وتتم ه<<ذه املالحظ<<ة حس<<ب ع<<دة أس<<اليب‪ ،‬مث<<ل‪ :‬مالحظ<<ة عفوي<<ة‪ ،‬ومالحظ<<ة موجه<<ة‬
‫تعتمد أدوات حمددة‪"50.‬‬
‫واهلدف من املالحظة الصفية< هو معرف<ة< مكون<ات املؤسس<ة الرتبوي<<ة من جه<ة‪ ،‬ورص<<د مكون<ات الص<<ف الدراس<<ي من‬
‫جه<<ة أخ<<رى‪ .‬مث تعلم تقني<<ات الت<<دريس< عن طري<<ق املالحظ<<ة العفوي<<ة‪ ،‬أو املالحظ<<ة املنظم<<ة‪ ،‬أو املالحظ<<ة ال<<يت تتم ع<<رب‬
‫التعليم املصغر‪ .‬زد على ذلك‪ ،‬تعويد املتعلم أو املتدرب على اس<<تخدام< آلي<<ات املالحظ<<ة والرص<<د‪ ،‬وتوظي<<ف ش<<بكات‬
‫املالحظ<<ة مبختل<<ف أنواعه<<ا‪ .‬ومن ناحي<<ة أخ<<رى‪ ،‬تع<<د املالحظ<<ة تقني<<ة رئيس<<ية لفع <ل< املمارس<<ة واملهنن<<ة‪.‬ويع<<ين ه<<ذا أن‬
‫املدرس املت<<درب يس<<تعمل املالحظ<<ة الص<<فية< للتعليم والتعلم‪ ،‬بغي<<ة التج<<ريب< واملمارس<<ة‪ ،‬وذل<<ك ب<<التعرف على خمتل<<ف‬
‫الوض< <<عيات البيداغوجي< <<ة والديداكتيكي< <<ة‪ .‬عالوة على ك< <<ون املالحظ< <<ة أداة منهجي< <<ة ض< <<رورية لفهم أنش< <<طة القس< <<م‪،‬‬

‫‪ - 49‬د‪.‬حممد الدريج‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.93:‬‬


‫‪ - 50‬عبد الكرمي غريب‪ :‬املنهل الرتبوي‪ ،‬ص‪.685:‬‬
‫‪45‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫وإدراك نظام<ه< التواص<<لي والبي<<داغوجي والدي<<داكتيكي‪ ،‬وتفس<<ري تفاعالت<<ه اللفظي<<ة وغ<<ري اللفظي<<ة‪ <.‬وعلي<<ه‪ ،‬فاملالحظ<<ة‪":‬‬
‫كنم<<ط من أمناط معرف<<ة‪ ،‬ومجع املعلوم<<ات‪ ،‬تع<<د س<<ريورة معق<<دة للتقص<<ي والبحث‪ ،‬ال<<يت جتن<<د االنتب<<اه‪ ،‬وتوجه<<ه حنو‬
‫موضوع حمدد‪ ،‬ليتم انتقاؤه وفق هدف ما؛ األمر الذي يسمح بالبناء‪ <،‬وإعادة البناء ملعطيات وضعية معينة‪.‬ويف علوم‬
‫الرتبي <<ة‪ <،‬ف <<إن مالحظ <<ة الوض <<عيات البيداغوجي <<ة داخ <<ل الفص <<ل الدراس <<ي‪ ،‬تكش <<ف عن تعق <<د الفع <<ل ال <<رتبوي‪ ،‬وحتدد‬
‫املتغ<<ريات احملددة ل<<ه‪.‬ذل<<ك أن الفص <ل< الدراس<<ي‪ ،‬يش<<كل نس<<قا اجتماعي<<ا ص<<غريا‪ ،‬تتفاع <ل< داخل<<ه ك<<ل العناص <ر< بش<<كل‬
‫‪51‬‬
‫ديناميكي‪ ،‬ويؤثر على البعض اآلخر(مدرس‪-‬جمموع التالميذ‪ -‬حمتويات تعليمية‪ -‬احمليط الدراسي‪<"..‬‬
‫وباختص<<ار‪ <،‬فاملالحظ<<ة الص<<فية هي تل<<ك املالحظ<<ة ال<<يت تتعل<<ق بالفص<<ل الدراس<<ي أو القس<<م ال<<رتبوي‪ ،‬س<<واء أك<<انت‬
‫مالحظة عفوية أم مالحظة وصفية< أم مالحظة منظمة‪.‬‬

‫‪ ‬املالحظــة العفوي ــة‪:‬‬


‫يقص <<د باملالحظ <<ة العفوي <ة< يف جمال الت <<دريب ال <<رتبوي م <<ا يرتس <<م ل <<دى املدرس املت <<درب من انطباع <<ات حس <<ية ح <<ول‬
‫املؤسسة التعليمية واإلدارة والصف الدراسي على حد س<واء‪.‬ومن هن<ا‪ ،‬ي<درك املت<درب بطريق<<ة كلي<ة ع<وامل املدرس<ة‪،‬‬
‫مبرافقها‪ ،‬وساحتها‪ ،‬وتالم<<ذهتا‪ ،‬ومدرس<<يها‪ ،‬وإدارييه<ا‪.‬كم<<ا يلقي نظ<رة بانورامي<<ة ح<ول القس<م كفض<اء تعليمي‪ ،‬يعج‬
‫بالتالمي <ذ< هلم مس<<تويات دراس<<ية< خمتلف<<ة‪ ،‬وينح<<درون من طبق<<ات اجتماعي<<ة متفاوت<<ة‪ <،‬وجيول بنظ<<ره يف أرج<<اء القس<<م‬
‫بطريق <ة< عفوي<<ة‪ ،‬فيس<<لط نظ<<ره على الس<<بورة واملقاع<<د والص <<ور املعلق<<ة على اجلدران‪ ،‬وميرر عيني <<ه على مكتب املدير‬
‫وخزان<ة القس<م‪ ،‬مث يرص<د خمتل<ف التف<اعالت املوج<ودة داخ<ل الفص<ل‪ <،‬س<واء أك<انت لفظي<ة< أم غ<ري لفظي<ة‪.‬ويستحس<ن‬
‫يف ه<<ذه احلال<<ة أن يس<<جل ك<<ل م<<ا يدرك<<ه حس<<يا وذهني<<ا يف كراس<<ته‪ <،‬أو مذكرت<<ه اليومي<<ة‪ ،‬أو س<<جل املالحظ<<ات‪.‬وق<<د‬
‫تك<<ون ه<<ذه املالحظ<<ة س<<كونية أو ديناميكي<<ة‪ .‬ويف ه<<ذا الص<<دد‪ ،‬يق<<ول حمم<<د ال<<دريج‪ <":‬ميكنن<<ا أن منيز بني ن<<وعني من‬
‫املالحظ< <<ة‪ :‬املالحظ< <<ة الس< <<كونية واملالحظ< <<ة الديناميكي< <<ة‪.‬تكمن املالحظ< <<ة الس< <<كونية< (الس< <<تاتيكية)< يف قي< <<ام املالح< <<ظ‬
‫مبشاهدة اخلصائص اجلوهرية األصلية يف عملية التدريس‪ ،‬سواء الثابتة منها أم املؤقتة‪.‬‬
‫فمثال قد أالحظ انعدام منص<<ة املدرس يف القس<م‪.‬ويف مرحل<<ة ثاني<<ة‪ <،‬ميكن أن أالح<<ظ وج<ود انس<جام داخلي‪ ،‬وتط<<ابق‬
‫بني ش <<كل احلج <<رة وترتيبه <<ا‪ <،‬وتنظيم التالمي< <ذ< هبا‪ ،‬وبني أس <<لوب الت <<دريس< املتب <<ع‪.‬إن الق <<ول ب <<أن القس <<م يش <<تغل يف‬
‫جمموع<<ات مؤلف<<ة من أربع<<ة تالمي<ذ< تأوي<<ل مبتس<<ر‪ ،‬وحكم متس<<رع‪.‬فليس وض<<ع املقاع<<د ه<<و ال<<ذي حيدد طريق<<ة العم<<ل‬
‫وفق جمموعات‪ ،‬بل إن ما حيدد ذلك هو شكل التعيينات‪ <،‬ونوع املهام املسندة إىل التالميذ‪<.‬‬
‫يف حني‪ ،‬تقتض<<ي املالحظ<<ة الدينامكي<<ة مش<<اهدة خص<<ائص موض<<وع م<<ا أو ظ<<اهرة معين <ة< من ص<<لب التعليم‪ ،‬يف حال<<ة‬
‫تغريها أو تطورها‪ .‬والشك أن هذا النوع من املشاهدة يتطلب منا زمنا كافيا‪ ،‬لرص<<د التغ<<ري احلاص<<ل يف الظ<<اهرة‪ ،‬أو‬
‫يف العالقة موضوع املالحظة‪.‬‬

‫‪ - 51‬عبد الكرمي غريب‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.685:‬‬


‫‪46‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫فق< <<د نالح< <<ظ‪ ،‬مثال‪ <،‬املدرس‪ ،‬وه< <<و ج< <<الس وراء مكتب< <<ه خياطب التالمي< <<ذ‪ <،‬وبع< <<دها ينهض من مكان< <<ه‪ ،‬ويش< <<رع يف‬
‫التج<<ول بني الص<<فوف‪ ،‬دون أن يتوق<<ف عن اخلط<<اب‪.‬ملاذا ه<<ذا التغي<<ري يف س<<لوك املدرس‪ ،‬ويف وض<<عه؟ إن مث<<ل ه<<ذا‬
‫الس<<ؤال الس<<اذج ق<<د ميكن من الكش<<ف عن الكلم<<ات واحلرك<<ات ال<<يت تص<<در عن املدرس‪ ،‬س<<واء املعيق <ة< منه<<ا لتعلم‬
‫‪52‬‬
‫التالميذ‪ <،‬أم على العكس تلك اليت تيسره‪<".‬‬
‫ومن هن<<ا‪ ،‬فمالحظ<<ة القس<<م ال<<رتبوي‪ ،‬س<<واء أك<<انت عفوي<<ة أم منظم<<ة أم وص<<فية‪ <،‬هلا أغ<<راض معين<<ة‪ <،‬منه<<ا‪ :‬الوظيف<<ة‬
‫الكش <<فية‪ ،‬حيث تعم <<د ه <<ذه املالحظ <<ة إىل استكش <<اف تفاص <<يل< القس <<م جبمي <<ع مكونات <<ه البنيوي <<ة‪ ،‬م <<ع رص <<د خمتل <<ف‬
‫التف <<اعالت النفس <<ية واالجتماعي <<ة والتواص <<لية والديداكتيكي< <ة< ال <<يت تتم داخ <<ل الص <<ف الدراس <<ي‪.‬وق <<د تك <<ون وظيف <<ة‬
‫تقييمي <<ة‪ ،‬حيث ي <<زور املفتش أو رئيس املؤسس <<ة الرتبوي <<ة األس <<تاذ املدرس‪ ،‬وه <<و يلقي درس <<ه يف حص <<ة معين <<ة‪ ،‬فيق <<وم‬
‫املالحظ بكتابة تقري<ر< وص<في للعملي<ة التعليمي<<ة‪-‬التعلمي<ة‪ ،‬بوص<ف مس<ار ال<درس‪ ،‬وحتدي<د إجيابيات<ه وتعثرات<ه‪ ،‬م<ع منح‬
‫نقط < < <ة< تقديري< < <<ة يف ش< < <<كل عالم< < <<ة عددي< < <<ة أو وص< < <<فية قيمي< < <<ة(حس< < <<ن‪-‬حس< < <<ن ج< < <<دا‪-‬مستحس< < <<ن‪-‬الب< < <<أس ب< < <<ه‪-‬‬
‫ض<<عيف‪.)...‬ويرف <ق< التقري <ر< الوص<<في بتحلي<<ل ال<<درس حتليال دقيق<<ا‪ ،‬م<<ع تقوميه بش<<كل ج<<زئي أو كلي‪ ،‬مث يس<<رد ه<<ذا‬
‫التقري <ر< جمموع<<ة من التوجيه<<ات والنص<<ائح ال<<يت ينبغي للم<<درس متثله<<ا يف دروس<<ه اآلني<ة< واملس<<تقبلية‪ <.‬وغالب<<ا م<<ا تتخ<<ذ‬
‫ه<<ذه التقري<<رات الص<<فية‪ <،‬س<<واء أك<<انت تفتيش<<ية< أم إداري<<ة‪ ،‬طابع<<ا آلي<<ا جام<<دا‪ ،‬حيث تص<<بح التق<<ارير نس<<خا متش<<اهبة‪،‬‬
‫تكتب بصيغ وتعابري وتراكيب مكررة من تقرير إىل آخر‪.‬‬
‫وق<<د تك<<ون املالحظ<<ة ذات وظيف<<ة تكويني <ة< للتعلم والت<<دريب< والتم<<رين‪.‬مبع<<ىن أن املدرس املت<<درب يس<<تفيد كث<<ريا من‬
‫هذه املالحظة لتفادي< األخطاء اليت قد يقع فيها يف احلاضر واملستقبل‪ ،‬مع االستفادة من األخطاء املوجودة‪ ،‬وتكوين‬
‫تص<<ور جدي<<د ح<<ول العملي<<ة التعليمي<<ة‪-‬التعلمي<<ة‪.‬أي‪ :‬إن املالحظ<<ة الص<<فية< أداة هام<<ة يف تك<<وين املدرس<<ني‪ ،‬وإع<<دادهم‬
‫إعدادا بيداغوجيا وديداكتيكيا جيدا‪.‬‬
‫وعلي <<ه‪ ،‬فمالحظ <<ة القس <<م أو الص <<ف الدراس <<ي ه <<و‪ ":‬التع <<رف املباش <<ر على حي <<اة اجلماع <<ة داخ <<ل القس <<م‪ ،‬ومش <<اهدة‬
‫خمتل< <<ف العناص < <ر< ال< <<يت تؤل< <<ف العملي< <<ة التعليمي< <<ة‪ ،‬بغي< <<ة ع< <<زل الظ< <<واهر املش< <<اهدة‪ ،‬وحتليله< <<ا للوق< <<وف على طبيعته< <<ا‬
‫وميكانيزماهتا‪ ،‬لغرض< الدراسة‪ <،‬أو لغرض التقييم‪ ،‬أو لغرض اإلرشاد والتقومي‪.‬وق<<د تك<ون تل<ك املش<اهدة س<كونية أو‬
‫ديناميكية‪"53.‬‬
‫ومن جهة أخ<رى‪ ،‬ال ينبغي أن ن<رتك املالحظ<ة العفوي<ة< هك<ذا س<ائبة‪ <،‬ب<دون تنظيمه<ا بش<كل من األش<كال‪ ،‬وذل<ك يف‬
‫تق<ارير< وص<فية أو ملخص<ات تركيبي<ة‪ <،‬يتم فيه<ا وص<ف العملي<ة الديداكتيكي<ة من مجي<ع جوانبه<ا‪ ،‬بغي<<ة االس<تفادة منه<ا‬
‫عاجال أو آجال‪.‬‬

‫‪ - 52‬د‪.‬حممد الدريج‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.105-104:‬‬


‫‪ - 53‬د‪.‬حممد الدريج‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.104:‬‬
‫‪47‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫‪ ‬املالحظ ــة الوصفي ــة‪:‬‬


‫تعتم<<د املالحظ<<ة الوص<<فية< على وص<<ف مجي<<ع مكون<<ات ال<<درس التعليمي‪-‬التعلمي‪ ،‬من خالل كتاب<<ة تقري<<ر مفص <ل< أو‬
‫مقتض<ب< ح<ول خمتل<ف املراح<ل ال<يت مير عربه<ا ال<درس من البداي<ة ح<ىت النهاي<ة‪ <.‬وبالت<ايل‪ ،‬تع<د ه<ذه املالحظ<ة مهم<ة يف‬
‫إب<<راز مكون<<ات ال<<درس‪ ،‬وحتدي<<د جمم<<ل املراح<<ل والبني<<ات< ال<<يت يعتم<<د عليه<<ا قبلي<<ا وتكويني<<ا وهنائي<<ا‪.‬وميكن أن نوظ<<ف‬
‫التقري<<ر الوص<<في يف دراس<<ة الس<<لوك املالح<<ظ‪ ،‬س<<واء أك<ان ذل<<ك عن<<د املدرس أم التلمي<<ذ‪ ،‬ض<<من م<<ا يس<<مى باليومي<<ات‬
‫الس<<لوكية أو الس<<جالت القصص<<ية‪ <،‬أو التق<<ارير الص<<فية< والرتبوي<<ة‪ .‬وبالت<<ايل‪ ،‬تس<<اهم ه<<ذه التق<<ارير الوص<<فية< يف تق<<دمي‬
‫تفص<<يالت واض<<حة ح<<ول الس<<لوك املرص<<ود‪ ".‬على أن ه<<ذا األس<<لوب ال ميكن املالح<<ظ من تس<<جيل الوق<<ائع املناس<<بة‬
‫بطريقة موضوعية؛ مما يتصف بالتعميم‪ <،‬األمر الذي يس<مح بتس<رب< الذاتي<ة‪.‬وأك<رب نق<ط الض<عف< يف ه<ذه الطريق<ة< أهنا‬
‫تتطلب وقت< <<ا ط< <<ويال لتس< <<جيل< البيان< <<ات< وحتليله< <<ا‪ ،‬وتفس< <<ريها‪ .‬وكث< <<ريا م< <<ا يلج< <<أ املفتش< <<ون‪ -‬يف التعليم‪ -‬لتس< <<جيل<‬
‫مالحظاهتم إىل هذه الطريقة املتمثلة يف كتابة تقارير التفتيش‪".54‬‬
‫ويستحس<<ن‪ ،‬أثن<<اء كتاب<<ة تقري<<ر وص<<في‪ ،‬التوق<<ف عن<<د جمموع<<ة من عناص<<ر العملي<<ة التعليمي<<ة‪-‬التعلمي<<ة‪ ،‬كاأله<<داف‪،‬‬
‫والكفايات‪ ،‬واحملتويات‪ ،‬والوسائل الديداكتيكية‪ <،‬والطرائق البيداغوجي<<ة‪ ،‬والتق<<ومي‪ ،‬والتغذي<<ة الراجع<<ة‪ .‬ومن األفض<<ل‪،‬‬
‫أن يضم التقرير< كذلك معلومات شخصية عن املدرس أو املدرس املت<<درب‪ ،‬ب<<ذكر عن<<وان ال<<درس‪ ،‬وتارخيه‪ ،‬وأهداف<<ه‬
‫وكفايات < <<ه‪ ،‬وموقع < <<ه يف املق < <<رر< الدراس < <<ي‪ ،‬وزمن احلص < <<ة‪ ،‬وذك < <<ر اس < <<م األس < <<تاذ املطب < <<ق أو املؤطر‪ ،‬واس < <<م املؤسس < <<ة‬
‫الرتبوي<<ة‪.‬وبع<<د ذل<<ك‪ ،‬يقس<<م املالح<<ظ تقري<<ره< إىل حمط<<ات رئيس<<ية‪ <،‬تتمث <ل< يف حمط<<ة الوص<<ف‪ ،‬وحمط<<ة التق<<ييم‪ <،‬وحمط<<ة‬
‫التوجيه واإلرشاد‪.‬وبعد ذلك‪ ،‬يكتب املالحظ تقريرا< عامة خمتصرا ومركزا يف صفحة واح<<دة على األق<<ل‪ ،‬يص<<ف في<<ه‬
‫خمتل<<ف مس<<ارات العملي<<ة الديداكتيكي<<ة من ب<<دايتها إىل هنايته<<ا‪ ،‬وذل<<ك بأس<<لوب بس<<يط وواض<<ح ومباش<<ر‪ ،‬م<<ع االبتع<<اد‬
‫عن العبارات< اجلاهزة املكررة يف التقارير التفتيشية< أو اإلدارية‪.‬‬
‫وإليكم مثاال توضيحيا للمالحظة الوصفية< اليت ميكن أن يكتبها األستاذ املتدرب أثناء مالحظته لدرس ما‪:‬‬
‫" قمت بزي<<ارة األس<<تاذ (حمم<<د الص<<دوقي) ال<<ذي ي<<درس القس<<م الس<<ادس يف مدرس<<ة اإلم<<ام البخ<<اري< االبتدائي<<ة مبدين<<ة‬
‫الن <<اظور‪ ،‬وذل <<ك ي <<وم اخلميس ‪12‬نوفمرب‪2011‬م‪ ،‬على الس <<اعة التاس <<عة< ص <<باحا‪ ،‬وك <<ان ال <<درس ال <<ذي يلقي <<ه على‬
‫تالمذته يف مادة النحو‪ ،‬وعنوانه العريض‪( :‬التوابع)‪<.‬‬
‫‪‬وصــف الدرس‪:‬‬
‫اس<<تهل األس<<تاذ درس<<ه بتحدي<<د األه<<داف‪ ،‬وتس<<طري الكفاي<<ة األساس<<ية‪ ،‬ومراجع<<ة ال<<درس الس<<ابق‪ .‬وبع<<د ذل<<ك‪ ،‬ب<<دأ‬
‫األستاذ يف استعراض درسه اجلدي<د باستكش<اف املوض<<وع‪ ،‬وإث<ارة التالمي<ذ‪ <،‬وكتاب<ة األمثل<<ة على الس<<بورة‪ ،‬م<ع كتاب<ة‬
‫الش<<واهد بقلم مغ<<اير‪ .‬ومن مث‪ ،‬ش<<رع املدرس يف ش<<رح ال<<درس‪ ،‬بتنوي<<ع األس<<ئلة‪ ،‬وحتف<<يز املتعلمني‪ ،‬وتش<<جيعهم على‬
‫االس<<تجابة‪ <،‬من خالل استكش<<اف القواع<<د املتعلق<<ة ب<<التوابع بش<<كل مت<<درج‪ <،‬إىل أن حص<<ل املدرس على جمموع<<ة من‬

‫‪ - 54‬د‪.‬حممد الدريج‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.102:‬‬


‫‪48‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫القواعد اليت كتبها بعض التالميذ< على السبورة من جهة‪ ،‬ونقلوها بسرعة إىل دف<اترهم من جه<<ة أخ<<رى‪ .‬عالوة على‬
‫ذل<<ك‪ ،‬فق<<د قس<<م األس<<تاذ الس<<بورة إىل عناص<<ر ع<<دة‪ ،‬مس<<تعمال يف ذل<<ك الطباش<<ري امللون<<ة‪ .‬وحني االنته<<اء من كتاب<<ة‬
‫القواعد‪ ،‬التجأ املدرس إىل التطبيق التقوميي‪ ،‬مع مطالبة< التالميذ< بذكر األمثلة‪ ،‬وكتاب<<ة فق<<رة إنش<<ائية يف أربع<<ة أس<<طر‪،‬‬
‫يوظف<<ون فيه<<ا خمتل<<ف التواب<<ع‪ .‬وك<<ان املدرس داخ<<ل القس<<م ينتق <ل< جبدي<<ة بني الص<<فوف‪ ،‬مراقب<<ا إجنازاهتم‪ ،‬فيش<<جعهم‬
‫حتف <<يزا وتق <<ديرا‪ .‬ويالح <<ظ أن املدرس ك <<ان وفي <<ا للمق <<رر الدراس <<ي‪ ،‬ين <<وع األس <<ئلة من فين <<ة إىل أخ <<رى‪ ،‬ويس <<تخدم‬
‫الوس<<ائل التعليمي<<ة املناس<<بة‪ ،‬وك<<ان يت<<أرجح يف ش<<رحه بني احلوار والتلقني‪ ،‬وحيرتم آلي<<ات التق<<ومي املختلف<<ة واملتنوع<<ة‪،‬‬
‫ويل< <<تزم< بالتغذي< <<ة الراجع< <<ة‪ ،‬وبالض< <<بط حينم< <<ا حيس بعج < <ز< التالمي < <ذ< على فهم ال< <<درس‪ ،‬أو يش< <<عر بع< <<دم ق< <<درهتم على‬
‫استيعابه‪.‬‬

‫‪‬تقيي ــم وتوجيه‪:‬‬


‫يالحظ أن املدرس قد جنح يف استدماج قدراته الكفائية‪ ،‬وتوظيف مجيع خرباته البيداغوجي<<ة والديداكتيكي<<ة يف تق<<دمي‬
‫درس<<ه‪ <،‬وق<<د توف<<ق أيض<<ا يف إش<<راك ك<<ل تالمي<<ذ القس<<م‪ ،‬لكي يس<<امهوا يف بن<<اء ال<<درس‪ .‬وال ننس<<ى أن<<ه ك<<ان ينتق<<ل من‬
‫التلقني إىل احلوار‪ ،‬باستعمال آليات التنشيط‪ <،‬والت<أرجح بني لغ<ة تواص<لية لفظي<ة ولغ<ة حركي<ة‪.‬بي<د< أن م<ا يؤاخ<ذ على‬
‫ه<<ذا األس<<تاذ أن<<ه توق<<ف كث<<ريا عن<<د املراجع<<ة القبلي<<ة‪ ،‬كم<<ا جتاوز الف<<رتة املخصص<<ة للحص<<ة بعش<<ر دق<<ائق‪ .‬وفيم<<ا ع<<دا‬
‫ذلك‪ ،‬فإن األستاذ يظل جديرا بالثقة واالحرتام‪ ،‬على الرغم من حداثة جتربت<ه< الرتبوي<<ة‪ ،‬ذل<<ك أن تفتح<ه‪ ،‬واس<<تعداده‪،‬‬
‫وكفاءته‪ ،‬وشهادته العليا‪ ،‬كلها عوامل تبشر بعطاء مثمر‪ ،‬وإنتاج زاهر‪.‬‬
‫النقطة< العددية‪ ،16/20 :‬والتقدير< الكيفي‪ :‬حسن"‪.‬‬

‫ويع <<ين ه <<ذا أن املالحظ <<ة العفوي< <ة< ال ميكن أن تك <<ون مالحظ <<ة ناجع <<ة وهادف <<ة وبن <<اءة‪ ،‬إال إذا حولناه <<ا إىل مالحظ <<ة‬
‫وصفية هادفة‪ ،‬تنتهي بكتابة تقري<ر< مقتض<<ب أو مفص<ل ح<ول خمتل<ف العلمي<ات الديداكتيكي<ة املرص<ودة داخ<ل الفص<ل<‬
‫الدراسي‪.‬‬

‫‪ ‬املالحظــة املنهجيــة‪:‬‬
‫ال ميكن احلديث عن مالحظ< <<ة منهجي < <ة< إال إذا اعتم< <<دت على جمموع< <<ة من املع< <<ايري واملؤش< <<رات والبن< <<ود< والش< <<بكات‬
‫والل<<وائح والق<<وائم‪ ،‬بغي<ة< رص<<د الس<<لوك فهم<ا وتفس<<ريا‪ .‬ك<أن ن<<راقب – مثال‪ -‬س<<لوك املتعلم إجياب<<ا أو س<<لبا‪ ،‬أو نع<<اين<‬
‫أنش <<طة املدرس داخ <<ل الفص< <ل< الدراس <<ي‪ .‬وغالب <<ا م <<ا تتض <<من املالحظ <<ة‪ -‬املنظم <<ة أو احملددة ب <<القوائم والش <<بكات‪-‬‬
‫جمموعة من العناصر< والبنود< الديداكتيكية< اليت يرتكز عليه<<ا ال<<درس‪.‬وحني االنته<<اء من املالحظ<<ة املقنن<<ة‪ ،‬وملء ش<<بكة‬
‫املالحظ< <<ة‪ ،‬يلتجئ املالح< <<ظ إىل تفري< <<غ املعطي< <<ات والبيان< <<ات‪ <،‬وذل< <<ك يف تقري < <ر< وص< <<في ش< <<امل لل< <<درس‪ ،‬يف ش< <<كل‬
‫‪49‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫خالص<<ات تركيبي<<ة‪ <،‬واس<<تنتاجات عام<<ة‪.‬وميكن أن يتوس<<ع املالح<<ظ يف دراس<<ته املالحظ<<ة‪ ،‬ليس<<تعني بعلم اإلحص<<اء يف‬
‫ق< <<راءة الش< <<بكة‪ ،‬وحتليله< <<ا‪ ،‬وتقوميه< <<ا‪ ،‬بتتب < <ع< ك< <<ل بن< <<د على ح< <<دة‪ ،‬فيس< <<تتبع ك< <<ل ذل< <<ك مبجموع< <<ة من االس< <<تنتاجات‬
‫واخلالص<<ات والتوص<<يات واالقرتاح<<ات اهلادف<<ة والبن<<اءة‪.‬مبع<<ىن أال يتوق<<ف املالح<<ظ إىل مرحل<<ة املالحظ<<ة الش<<بكية‪ <،‬ب<<ل‬
‫ينتقل< إىل املالحظة الوصفية‪ <،‬وذلك بكتابة< تقرير وصفي شامل وجامع‪.‬‬
‫وإليكم – مثال‪ -‬قائم<<ة لتس<<جيل< املالحظ<<ات الص<<فية املنظم<<ة‪ ،‬من خالل رص<<د س<<لوك انفع<<ايل ونفس<<ي ل<<دى تلمي<<ذ‬
‫معني باملدرسة< االبتدائية‪ .‬ويتمثل هذا السلوك يف العدواني<<ة‪ ،‬وسنس<<تعمل ثالث خان<<ات‪ ،‬خان<<ة (نعم) لتث<<بيت< الس<<لوك‬
‫املالحظ‪ ،‬وخانة (ال ) للتأكيد على غياب السلوك‪ ،‬وخانة (فارغة)‪ ،‬نرتكها بدون جواب‪:‬‬

‫‪ -‬قائمة لتسجيل مالحظات حول سلوك التلميذ‪-‬‬


‫االسم‪.................................................................................:‬ـ‬
‫المدرسة‪..............................................................................:‬‬
‫الجنس‪.................................................................................:‬ـ‬
‫السن‪..................................................................................:‬‬
‫التاريخ‪................................................................................:‬ـ‬
‫بدون جواب‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫السلوك المالحظ‬
‫يجلس بمفرده‬
‫اليبالي باآلخرين‬
‫عنيف مع أصدقائهـ‬
‫عدواني في سلوكه‬
‫يتعارك في الساحة‬
‫يكثر من الشغب‬
‫فوضوي عنيف‬
‫متمرد عصي‬
‫حقود على المجتهدين‬
‫يكره االنضباط‬
‫يسخر باآلخرين‬

‫‪50‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫اليساعد اآلخرين‬
‫اليشارك اآلخرين في آرائهم‬
‫يرفض اآلخرين‬
‫أناني ومتعجرف‬

‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬ميكن أن نستعني مبجموعة من الشبكات يف شكل مالحظ<ات منظم<ة‪ <،‬لوص<ف ال<دروس‪ ،‬وتق<ييم‬
‫أنش<<طة الت<<دريب‪ .‬وإليكم – اآلن‪ -‬ش<<بكة لرص<<د أنش<<طة املدرس املت<<درب أو املطب<<ق‪ <،‬م<<ع اعتم<<اد املق<<اييس املتدرج<<ة‬
‫الرقمية‪0( :‬اليعترب‪ 1-‬ضعيف< جدا‪ 2-‬ضعيف‪3-‬متوسط‪4-‬حسن‪ 5-‬حسن جدا)‬

‫‪ -‬شبكة مالحظة دروس التدريب<‪-55‬‬


‫أستاذ التطبيق‪..........................................................................:‬‬
‫األستاذ المؤطر‪........................................................................:‬‬
‫األستاذ المتمرن‪...................................................................:‬‬
‫المادة‪..................................................................................:‬‬
‫موضوع الدرس‪.......................................................................:‬ـ‬
‫التاريخ‪................................................................................:‬ـ‬
‫مالحظ ــاتـ‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫المراحل البن ــود‬
‫صياغة األهداف‬
‫حتديد الكفايات‬ ‫المرحلة‬
‫حتضري الدرس‬ ‫القبلية‬
‫مراجعة الدرس السابق‬
‫ختطيط الدرس‬
‫التمهيد بكيفية مناسبة<‬
‫اإلثارة والتشويق‬
‫صحة املعلومات‬ ‫مرحلة‬

‫‪ - 55‬اس<<تفدنا كث<<ريا من د‪.‬حمم<<د ال<<دريج‪ :‬حتلي<<ل العملي<<ة التعليمي<<ة وتك<<وين املدرسني‪ ،‬منش<<ورات سلس<<لة املعرف<<ة للجمي<<ع‪ ،‬الرب<<اط‪ ،‬املغ<<رب‪،‬‬
‫الطبعة الثانية‪ ،‬سنة ‪2004‬م‪ ،‬ص‪.205-204:‬‬
‫‪51‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫تسلسل احملتويات‬ ‫التنفيذ‬


‫تقسيم احملتوى إىل عناوين وأفكار‬
‫وعناصر‬
‫تنويع طرائق التدريس‬
‫استخدام< التلقني‬
‫توظيف< احلوار‬
‫وضوح الشرح‬
‫استعمال الوسائل التعليمية‬
‫االستعانة< باألمثلة واالستشهاد‬
‫تقومي أخطاء التالميذ‬
‫حتفيز التالميذ وتشجيعهم‬
‫التوظيف املناسب للسبورة‬
‫إشراك كل التالميذ<‬
‫لغة األستاذ واضحة‬
‫تنويع األسئلة‬
‫التثبت< من تتبع التالميذ< للدرس‬
‫تنويع أساليب الدرس‬
‫تنويع فضاء الدرس‬
‫تالؤم الدرس مع احلصة الزمنية‬
‫االستعمال السليم للغة‬
‫توظيف< الكتاب املدرسي‬
‫قدرة املدرس على التكيف< مع‬
‫املواقف املستجدة‬
‫احرتام املقرر واملنهاج الدراسي‬
‫استثمار< التكنولوجيا املعاصرة‬

‫استعمال لغة شفوية‬


‫‪52‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫استعمال لغة حركية‬


‫قيادة ديكتاتورية‬
‫قيادة فوضوية سائبة‬
‫قيادة دميقراطية‬
‫االهتمام بالتنشيط<‬
‫مراعاة الفوارق الفردية<‬

‫تنويع أساليب التقومي‬ ‫مرحلة‬


‫حتقق الكفاية األساسية‬ ‫التقويم‬
‫حتقق اهلدف املسطر‬
‫التقومي اإلمجايل‬
‫التغذيةـ الراجعةـ‬

‫هذه هي‪ -‬إذاً‪ -‬أهم مكونات املالحظة املنظمة اليت تعتمد على اللوائح والقوائم والبنود والش<<بكات‪ .‬وهي مفي<دة يف‬
‫تتبع العملية التعليمية‪ -‬التعلمية تكوينا وتدريبا وتقوميا‪.‬‬

‫‪ ‬املالحظة القائمة< على التعليم املصغر‪:‬‬


‫تس<<تعني كلي<<ة عل<<وم الرتبي<<ة أو املدارس العلي<<ا أو املراك<<ز اجلهوي<<ة ملهن الرتبي<<ة والتك<<وين ب<<املغرب من<<ذ س<<بعينيات الق<<رن‬
‫املاضي بالتعليم املصغر؛< ملا له من أدوار هامة يف عمليات التكوين والتمرين والتدريب< والتقومي‪.‬وقد ظهر ه<<ذا التعليم‬
‫بالواليات املتح<دة األمريكي<ة س<نة ‪1963‬م‪ ،‬وبالض<بط يف جامع<ة س<تانفورد(<‪ .)Stanford‬وي<رى واص<ف عزي<ز أن‬
‫ظه<<ور ه<<ذه الطريق<ة< هلا حيثي<<ات خاص<<ة‪.‬ويف ه<<ذا الس<<ياق‪ ،‬يق<<ول الب<<احث‪ <":‬تع<<ود إىل االعتق<<اد ال<<ذي ك<<ان س<<ائدا بني‬
‫خرجيي اجلامعات يف الستينيات من القرن املاضي‪ ،‬وجناحهم يف كليات اآلداب بالوالي<ات املتح<دة‪ ،‬أهنم مل يس<تفيدوا‬
‫من الدراس <<ات ال <<يت تلقوه <<ا إلع <<دادهم ملهن <<ة الت <<دريس‪ <،‬وق <<د ك <<ان ذل <<ك رأي ألني ( ‪ )Allen‬أح <<د ال <<رواد األوائ <<ل‬
‫للتدريس املصغر‪"56.‬‬
‫ومن مث‪ ،‬فقد وجه املدرسون انتقادات< الذعة إىل الطريقة< التقليدية اليت كانت تعىن مباهو لفظي ومع<<ريف‪ ،‬وذل<<ك على‬
‫حساب ماهو مهاري وأدائي‪ .‬فانص<ب النق<د< خصوص<ا على‪ ":‬الرتبي<ة العملي<ة لع<دم كفايته<ا‪ ،‬واق<رتن ذل<ك مبا اع<رتف‬

‫‪ - 56‬انظر‪ :‬واصف عزيز‪ :‬التدريس املصغر وتعليم األقران‪ ،‬وزارة الرتبية والتعليم‪ <،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬طبعة ‪1999‬م‪.‬‬
‫‪53‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫به بعض الباحثني الرتبويني أن البحوث اليت جرت على مدى نصف< ق<<رن عن الت<<دريس وعن التعلم‪ ،‬مل يكن هلا أدىن‬
‫تأثري فيما جيري‪...‬داخل الفصل من تفاعل‪.‬‬
‫كم<<ا اجته ماكدونال<<د (‪ ،)1973‬وه<<و الش<<خص الث<<اين ال<<ذي ك<ان ل<<ه الفض<<ل يف إنش<<اء الت<<دريس املص<<غر‪ ،‬إىل البحث<‬
‫يف أسسه النظرية‪ <،‬ورأى أنه ينبغي أن ينظر إىل برامج إعداد املعلمني على أهنا نظم لتعديل السلوك‪ ،‬ج<<رى تص<<ميمها‬
‫لتع<<ديل< النظم املعق<<دة للس<<لوك‪ ،‬ح<<ىت تناس<<ب مش<<كالت التعلم املتنوع<<ة‪ ،‬ونظ<<ر إىل الت<<دريس املص<<غر على أن<<ه منوذج‬
‫جيد لألساليب الفنية< لتعديل السلوك‪ ،‬بل وسيلة أساسية< لتسهيل التحكم يف السلوك‪"57.‬‬
‫ويرى حممد الدريج بأن أص<حاب جترب<ة التعليم املص<غر ابتك<روا موقف<ا‪ ":‬يس<تلزم أربع<ة طالب‪ ،‬يق<وم ك<ل منهم ب<دور‬
‫الطالب النموذجي‪ ،‬وتطورت هذه التجربة< حىت ظهرت احلاجة إىل " خمت<رب الت<دريس املص<غر"‪ <،‬وال<ذي سينش<أ جبامع<ة‬
‫س<<تانفورد< ع<<ام‪1963‬م‪.‬ويف ه<<ذا املخت<<رب‪ ،‬ول<<دت أس<<س ه<<ذه الطريق<<ة‪ :‬يعلم الطالب املت<<دربون دروس<<ا م<<دهتا قص<<رية‬
‫لطالب ع<<اديني‪.‬وبع<<د ال<<درس مباش<<رة‪ ،‬تعق<<د جلس<<ة مناقش<<ة ونق<<د‪ ،‬حياول األس<<تاذ املش<<رف خالهلا أن يس<<رتجع م<<ع‬
‫املت<<دربني ص<<ورة لل<<درس املق<<دم‪ .‬وبع<<د ذل<<ك‪ ،‬يس<<تطيع< ه<<ؤالء أن يع<<اودوا ال<<درس أم<<ام جمموع<<ة أخ<<رى من الطالب‪،‬‬
‫‪58‬‬
‫وتلي ذلك أيضا جلسة مناقشة ونقد‪".‬‬
‫ومن هن <<ا‪ ،‬ف <<التعليم املص <<غر‪ ":‬طريق <<ة خاص <<ة من طرائ <<ق تك <<وين األط <<ر وإع <<دادها‪ ،‬وخاص <<ة أط <<ر التعليم‪ <،‬يق <<وم على‬
‫تفكيك العملية التعليمية‪ <،‬وحتليل أداء املدرس(أو الطالب‪-‬املدرس) إىل جمموعة من املهارات السلوكية‪ ،‬والعم<<ل على‬
‫تقويتها لديه‪ <،‬حىت يصري قادرا على تأدية عمله على أحسن وجه‪.‬‬
‫وتس<<مية ه<<ذه الطريق<<ة بالت<<دريس املص<<غر يع<<ين أهنا تعتم<<د حتدي<<د املوق<<ف التعليمي‪ ،‬وتقليص<<ه ليص<<ري ص<<غريا‪ ،‬س<<واء يف‬
‫حجم الفص <<ل(من حيث ع <<دد الطالب)‪ ،‬أو يف م <<دة ال <<دريس(احلص< <ة< وال <<يت التتج <<اوز< ‪10‬دق <<ائق)‪ ،‬أو يف موض <<وعه‬
‫وحمتواه‪ ،‬أو يف عدد املهارات املوظفة‪<.‬‬
‫فأم <<ام تعقي <<د املواق <<ف التعليمي <<ة‪ ،‬ونظ <<را لتش <<ابك العوام <<ل واملتغ <<ريات ال <<يت تت <<دخل يف الت <<دريس‪ ،‬وخاص <<ة بالنس <<بة<‬
‫للمت<<دربني املتهي <<ئني ملزاول<<ة ه<<ذه املهن <<ة‪ ،‬يق <<رتح الت<<دريس املص <<غر تبس <<يط ه<<ذه التعقي<<دات‪ <.‬وبالت <<ايل‪ ،‬تبس<<يط< العملي <<ة‬
‫‪59‬‬
‫التعليمية< من مجيع جوانبها‪".‬‬
‫وعلى أي حال‪ ،‬يقصد بالتعليم املصغر أن يقدم األستاذ املتدرب درسه< مع عينة من التالميذ والطلبة‪.‬وبالت<ايل‪ <،‬خيض<ع‬
‫ه<<ذا ال<<درس للتس<<جيل والتص<<وير‪ <،‬فين<<اقش ه<<ذا ال<<درس يف حض<<ور ص<<احبه‪ ،‬ويف حض<<ور زمالئ<ه< من املت<<دربني‪ ،‬أو يف‬
‫حض< <<ور املؤطرين< وأس< <<اتذة التط< <<بيق‪ .‬وه< <<ذه اآللي< <<ة مهم< <<ة يف عملي< <<ة التك< <<وين والتعلم‪ ،‬واستكش< <<اف م< <<واطن الق< <<وة‬
‫والض<عف‪ ،‬وتق<ومي العملي<ة الديداكتيكي<ة‪ <،‬كم<ا تس<اعد األس<تاذ املتم<رن على التق<ومي ال<ذايت‪ .‬وباختص<ار‪ <،‬يتس<م التعليم‬

‫‪ - 57‬انظر‪ :‬واصف عزيز‪ :‬التدريس املصغر وتعليم األقران‪ ،‬وزارة الرتبية والتعليم‪ <،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬طبعة ‪1999‬م‪.‬‬
‫‪ - 58‬د‪.‬حممد الدريج‪ :‬حتليل العملية التعليمية وتكوين املدرسني‪ ،‬ص‪.294:‬‬
‫‪ - 59‬د‪.‬حممد الدريج‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.295:‬‬
‫‪54‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫املص <<غر بتص <<غري املوق <<ف التعليمي‪ ،‬واالعتم <<اد على املش <<اهدة والتق <<ومي ال <<ذاتيتني‪ ،‬والرتك <<يز على الفي <<دباك أو التغذي <<ة‬
‫الراجع<<ة‪ .‬واهلدف من التعليم املص<<غر أيض<<ا ه<<و هتيئ<<ة موق<<ف التعلم‪ ،‬واستكش<<اف الكف<<اءة يف اس<<تخدام األس<<ئلة ل<<دى‬
‫املدرس املتم< <<رن‪ ،‬والتع< <<رف على م< <<دى انتب< <<اه الطالب والتالمي< <<ذ‪ ،‬وق< <<درة املدرس على إث< <<ارهتم‪ ،‬وم< <<دى حتكم< <<ه يف‬
‫املش <<اركة الفص <<لية‪ <،‬واس <<تخدام< الث <<واب والعق <<اب‪ ،‬أو م <<ا يس <<مى ب <<التعزيز‪ .‬كم <<ا يه <<دف التعليم املص <<غر إىل توص <<يف‬
‫الطريقة< الديداكتيكي<ة‪ ،‬وتتب<ع مراح<ل بن<اء ال<درس حتض<ريا وختطيط<ا وت<دبريا وهتييئ<ا< وتقوميا‪ ،‬م<ع االنتق<ال< من املالحظ<ة‬
‫املصغرة إىل اإلجناز والتسجيل‪ <،‬واملشاهدة واملناقشة‪ ،‬والتقومي والفيدباك‪ ،‬واإلعادة والتصحيح‪.‬‬
‫ه<<ذا‪ ،‬ويس<<تلزم التعليم املص<<غر أن تك<<ون قاع<<ة الت<<دريب خاص<<ة‪ ،‬وجمه<<زة بتقني<<ات رقمي<<ة حديث<<ة يف ه<<ذا الش<<أن‪.‬أي‪:‬‬
‫يكون قسم الت<دريب خمت<ربا حقيقي<ا‪ ،‬يت<وفر على ج<دران مبلط<ة مبواد عازل<ة للص<وت‪ .‬وبالت<ايل‪ ،‬يت<وفر على ك<امريات‪،‬‬
‫وميكروفونات‪ ،‬وآالت التسجيل‪ ،‬وأدوات التصوير‪ ،‬وآالت الفيديو‪ ،‬وشاشات‪ ،‬وغريها‪...‬ومن األفضل أن يشرف‬
‫على تسيري املخترب تقنيون متخصصون يف جمال التصوير والتسجيل والتصويت‪<...‬‬

‫‪55‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫‪60‬‬
‫صورة مشخصة لفضاء التعليم املصغر‬

‫‪ ‬تق ــومي تقنيــة املالحظــة‪:‬‬


‫يعلم الدارس< <<ون يف جمال البحث العلمي ب< <<أن للمالحظ< <<ة‪ ،‬وخاص< <<ة العلمي< <<ة واملنظم< <<ة منه< <<ا‪ ،‬أمهي< <<ة ك <<ربى يف جتمي< <<ع‬
‫البيانات‪ <،‬وحتصيل< املعطيات واملعلومات‪.‬وهذا إن دل على ش<يء‪ ،‬فإمنا ي<دل على أن املالحظ<ة تقني<<ة إجيابي<ة< ناجع<ة يف‬
‫البحث‪ ،‬واالس <<تقراء‪ <،‬واالستكش <<اف‪ ،‬والوص <<ف‪ ،‬واالس <<تبيان‪ ،‬واملقابل <<ة‪ .‬ويف ه <<ذه احلال <<ة‪ ،‬ميكن تعض <<يد املالحظ <<ة‬
‫مبجموع <<ة من آلي <<ات البحث العلمي األخ <<رى‪ ،‬كاالس <<تمارة‪ ،‬واملقابل <<ة‪ ،‬ودراس <<ة احلال <<ة‪ ،‬وحتلي <<ل املض <<مون‪ ،‬واختي <<ار‬

‫‪ - 60‬تتك<<ون الص<<ورة من جمموع<<ة من العناص<<ر والوح<<دات‪ -1:‬ب<<اب املخت<<رب‪ -2.‬طاول<<ة جلل<<وس املت<<دربني‪ -3.‬ك<<امريا أوىل متجه<<ة لتص<<وير‬
‫الطالب‪-4.‬الس<<بورة‪ -5.‬منض<<دة املدرس املت<<درب أو املطب<<ق‪ -6.‬ميكروف<<ون أول خ<<اص باملت<<درب‪ -7.‬ميكروف<<ون ث<<ان خ<<اص بالطلب<<ة‪-8.‬‬
‫كامريا مصوبة حنو املتدرب‪ -9.‬طاولة بأجهزة التسجيل (فيديو‪-‬شاشة تلفزة‪ -‬ساعة منبهة لضبط ال<وقت‪ -‬أش<رطة‪-10 .)...‬مك<ان جل<وس‬
‫التق <<ين‪-11.‬منض <<دة< خاص <<ة باألس <<تاذ املؤطر‪ -12.‬ط <<اوالت جلل <<وس الطالب‪ .‬والص <<ورة م <<أخوذة من كت<<اب ال <<دكتور حمم <<د ال <<دريج‪ :‬حتلي <<ل‬
‫العلمية التعليمية وتكوين املدرسني‪ ،‬ص‪.306:‬‬
‫‪56‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫العينة‪ ،‬واالستعانة< بالروائز< واالختبارات< النفسية< والبيداغوجية‪ <.‬بي<<د أن املالحظ<<ة ال ميكن أن حتق<<ق جناعته<<ا إال ب<<التزام‬
‫احلي <<اد والنزاه <<ة واملوض <<وعية‪ ،‬واالبتع <<اد عن الذاتي <ة< واأله <<واء اإليديولوجي <<ة‪ .‬ويف ه <<ذا الص <<دد‪ ،‬يق <<ول ال <<دكتور أمحد‬
‫أوزي‪" :‬يكتس<<ي منهج املالحظ<<ة أمهي<<ة كب<<رية‪ ،‬وخباص<<ة خالل القي<<ام< بالدراس <ة< االس<<تطالعية< ح<<ول موض<<وع البحث‬
‫ال< <<ذي مت اختي< <<اره‪ ،‬هبدف وض< <<ع الف< <<روض‪ <،‬واختي< <<ار< أدوات البحث< ومنهج< <<ه‪.‬كم< <<ا تفي< <<د املالحظ< <<ة خالل إكماهلا‬
‫ب< <<أدوات حبثي< <<ة أخ< <<رى كاالس< <<تبيان< أو املقابل< <<ة أو االختب< <<ارات النفس< <<ية< أو غريه< <<ا من األدوات البحثي< <<ة ال< <<يت تغنيه< <<ا‬
‫وتكملها‪.‬‬
‫ولكي تكون مالحظة الباحث دقيقة< وموضوعية‪ ،‬فإن عليه أن يتخلص من األفك<<ار املس<<بقة ال<<يت ق<<د تش<<وه مالحظات<<ه‬
‫وحترفه<ا‪ ،‬إن مل يتح<رر منه<ا‪.‬وه<<ذا م<<ا دع<<ا إلي<<ه فالس<فة وعلم<اء املن<<اهج العلمي<ة‪ <،‬مث<<ل‪ :‬فرنس<<يس بيك<<ون‪ ،‬وديك<ارت‪،‬‬
‫‪61‬‬
‫وكلود برنار‪ <،‬وغريهم‪ ،‬فهم مجيعا يلتقون يف هذا املبدأ‪ ،‬مهما كان االسم الذي يطلقه كل واحد منهم عليه‪".‬‬
‫وعلى ال <<رغم من مزاي< <<ا املالحظ <<ة‪ ،‬فإهنا ال ميكن أن تص< <<ل إىل يقني البحث< التجري <<يب‪ ،‬وتق <<رتب من مص <<داقية آليات< <ه<‬
‫اإلحصائية‪ <.‬كما أن املالحظة قد تتعرض< ملعيقات عدة‪ ،‬كالذاتية‪ ،‬والتصنع والزيف< يف خل<<ق مواق<<ف غ<<ري حقيقي<ة< من‬
‫قب<<ل الش<<خص املالح<<ظ‪ ،‬وال<<يت ق<<د ت<<ؤثر س<<لبا على البحث‪ .‬زد على ذل<<ك‪ ،‬أن تط<<بيق املالحظ<<ة هلا جماالت حمددة يف‬
‫جمال الرتبي<ة< والتعليم‪ ،‬حيث الميكن تعميمه<<ا على مجي<<ع الظ<<واهر‪ .‬ناهي<<ك عن ك<<ون املالحظ<<ة غ<<ري كافي<<ة‪ <،‬فالب<<د من‬
‫عمليات التدوين والتسجيل< والرصد والتوصيف‪ <،‬وذلك يف شكل تقارير< أو شبكات مقننة‪.‬‬

‫‪ ‬حتضري حبث تربوي يف ضوء تقنية< املالحظة‪:‬‬


‫إذا أراد الب<<احث أو ال<<دارس أن حيض<<ر حبث<<ا تربوي<<ا‪ <،‬أو يع<<د مش<<روعا شخص<<يا‪ <،‬باس<<تعمال< تقني <ة< املالحظ<<ة‪ ،‬فالب<<د من‬
‫مراعاة خطوات البحث العلمي‪ ،‬ومتثل أدبياته< املعروفة‪ ،‬كأن يكتب مقدمة عامة للبحث‪ <،‬حيدد فيه<<ا موض<<وعه بدق<<ة‪،‬‬
‫ويبني أسباب االختيار الذاتية< واملوض<وعية‪ ،‬في<ربز فرض<ية البحث وأس<ئلته وإش<كاالته‪ ،‬مث اهلدف من<ه‪ ،‬مث أمهي<ة البحث‬
‫يف ه< <<ذا املوض< <<وع‪ ،‬م< <<ع حتلي< <<ل الدراس< <<ات والبح< <<وث املرتبط < <ة< مبوض< <<وع البحث وتلخيص< <<ها‪ ،‬وتبي< <<ان أوج< <<ه الش< <<به‬
‫واالختالف‪.‬وبعد ذلك‪ ،‬حيدد الباحث مفاهيم الدراسة ومصطلحاته األساسية‪ ،‬ك<أن ي<درس املف<اهيم التالي<ة‪( <:‬األث<ر‪-‬‬
‫األنش< <<طة اإلثرائي< <<ة‪ -‬املوهوب< <<ون‪ -‬التفك< <<ري اإلب< <<داعي‪ -‬ق< <<درات التفك< <<ري اإلب< <<داعي‪ -‬الطالق< <<ة‪ -‬املرون< <<ة‪ -‬األص< <<الة‪-‬‬
‫التفاصيل‪ <.)...‬وحينما ينتهي من ذلك‪ ،‬يعني حدود الدراسة‪ ،‬كأن يقول بأن دراسته< حمددة بدراسة< التالميذ املغارب<<ة‬
‫يف املس<<توى الس<<ادس‪ ،‬وال<<ذين يدرس<<ون مبؤسس<<ة عالل الفاس<<ي يف مدين<ة< الن<<اظور‪ ،‬إب<<ان املوس<<م الدراس<<ي‪-2012 :‬‬
‫‪2013‬م‪ .‬كم<<ا تقتص<<ر الدراس<<ة فق<<ط على مالحظ<<ة الس<<لوك الع<<دواين هلؤالء التالمي<<ذ‪ ،‬حيث يتم الرتك<<يز فق<<ط على‬
‫جنس الذكور دون اإلناث‪ .‬وبعد ذلك‪ ،‬يبني الباحث تصميم الدراسة< والصعوبات اليت واجهته أثناء إع<<داد البحث‪،‬‬
‫مع شكر املشرف وتقديره‪.‬‬

‫‪ - 61‬د‪.‬أمحد أوزي‪ :‬منهجية البحث وحتليل املضمون‪ ،‬ص‪.39:‬‬


‫‪57‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫ومن مث‪ ،‬ينتق<<ل الب<<احث إىل الفص<<ل األول للح<<ديث عن اإلط<<ار النظ<<ري بدراس<ة< املوض<<وع املخت<<ار بدق<<ة‪ ،‬م<<ع تقس<<يمه‬
‫إىل عناص <<ر ومب <<احث ومط <<الب‪.‬أم <<ا يف الفص <ل< الث <<اين املتعل <<ق باإلط <<ار املي <<داين‪ ،‬فيس <<تعرض الب <<احث منهجي <ة< البحث<‬
‫وإجراءاهتا‪ ،‬ك<<أن يش<<ري إىل أن منهجي<ة< البحث< وص<<فية أو جتريبي<<ة أو تارخيي<<ة‪ <.‬مث‪ ،‬ينتق<<ل إىل تث<<بيت متغ<<ريات الدراس<ة<‬
‫كم<<ا يف ه<<ذا البحث< ‪ -‬مثال‪( -‬أث<<ر الت<<دخني على التحص<<يل الدراس<<ي بالثانوي<<ات< املغربي<<ة)‪ ،‬وذل<<ك ب<<التمييز بني املتغ<<ري‬
‫املستقل< (التدخني) واملتغري التابع(التحصيل< الدراسي)‪ ،‬وتبيان جمتمع الدراسة وعينتها‪ ،‬فهل اختارها بطريق<ة< عش<<وائية‬
‫أو منظم<<ة‪ ،‬واإلش<<ارة إىل جمم<<وع أف<<راد العين<<ة املمثل<<ة‪ ،‬م<<ع تبي<<ان< جنس<<ها‪ ،‬ومكاهنا‪ .‬ومن مث‪ ،‬ي<<ربز األدوات والتقني<<ات<‬
‫املستعملة يف ذلك‪ ،‬كأن تكون معايري أو مقاييس< أو مؤشرات أو شبكات أو ق<<وائم أو ل<<وائح أو طرائ<<ق‪.‬وبع<<د ذل<<ك‪،‬‬
‫حيدد الب<<احث األس<<اليب اإلحص<<ائية‪ <،‬مث<<ل‪ :‬أس<<لوب التحلي<<ل الع<<املي‪ ،‬وحس<<اب املتوس<<طات احلس<<ابية‪ ،‬واالحنراف<<ات‬
‫املعياري<<ة‪ <،‬وأس<<لوب حتلي<<ل التب<<اين‪ ،...‬وميكن أن يق<<وم الب<<احث مبراجع<<ة مع<<ايري املنهجي<<ة يف املراج<<ع األساس<<ية< للبحث‬
‫العلمي‪ .‬زد على ذل <<ك‪ ،‬يس <<تعرض الب <<احث اخلط <<وات اإلجرائي< <ة< لتجرب <<ة الدراس <<ة‪ <،‬وذل <<ك م <<ا قب <<ل التط <<بيق‪ <،‬وأثن <<اء‬
‫التط<<بيق‪ <،‬وم <<ا بع <<د التجرب <<ة‪ <.‬وبع <<د ذل<<ك‪ ،‬ينتق <ل< إىل املعاجلة اإلحص <<ائية‪ <،‬بتفري <غ< نت <<ائج البيان <<ات واملعطي <<ات احملص<<لة‪،‬‬
‫باس<<تقراء ك<<ل بن<<د أو ف<<رض أو س<<ؤال أو مالحظ<<ة على ح<<دة‪ ،‬فيعم<<د إىل حتلي<<ل تل<<ك البيان<<ات وتفس<<ريها‪ ،‬يف ض<<وء‬
‫اجلداول اإلحص <<ائية‪ ،‬واألش <<كال التوض <<يحية‪ .‬وتعقب تل <<ك النت <<ائج احمللل <<ة عمليت <<ا التحلي <ل< واملناقش <<ة‪.‬وينهي الب <<احث‬
‫عمل<<ه ب<<ذكر جمموع<<ة من اخلالص<<ات والنت<<ائج والتوص<<يات واملقرتح<<ات‪ .‬مث ي<<ذيل حبث<<ه أو مش<<روعه الشخص<<ي بالئح<<ة‬
‫املصادر واملراجع العربية أوال‪ ،‬فاألجنبية< ثانيا‪ <.‬وبعدها مباشرة‪ ،‬يضع امللحقات والوثائق والفهارس‪.‬‬
‫ه <<ذا‪ ،‬ويش <<رتط يف عملي <<ة التوثي <<ق ال <<داخلي أو اخلارجي التقي <د< بنظ <<ام< مجعي <<ة علم النفس األمريكي <<ة (‪ ،)APA‬وال <<يت‬
‫تع <<ين( ‪ ،)American Psychological association‬س <<واء أك <<انت املص <<ادر واملراج <<ع املوثق <<ة إجنليزي <<ة أم‬
‫عربية‪.‬مثل‪<:‬‬

‫املراجع العربية‪<:‬‬
‫‪‬الدوس<<ري‪ ،‬راش<<د محاد (‪2004‬م)‪.‬القي<<اس والتق<<ومي ال<<رتبوي‪ :‬مب<<ادئ وتطبيق<<ات وقض<<ايا معاص<<رة‪.‬عم<<ان‪ :‬دار‬
‫الفكر‪.‬‬
‫‪ ‬قط <<امي‪ ،‬نايف <<ة(<‪2002‬م)‪.‬تعليم التفك<<ري للطف <<ل اخلليجي‪ ،‬جمل <<ة الطفول <ة< العربي <<ة‪ ،‬الك<<ويت‪ ،‬اجملل<<د الث <<امن‪،31 <،‬‬
‫‪.27-14‬‬
‫املراجــع األجنبية‪<:‬‬
‫‪Brown, R. (1973).A first Language: The early stage. Cambridge:‬‬
‫‪Harvard University Press.‬‬

‫‪58‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫ونس <<تنتج‪ <،‬مما س <<بق ذك <<ره‪ ،‬ب <<أن املالحظ <<ة أداة وص <<فية ناجع <<ة يف عملي <<ات تك <<وين املدرس <<ني‪ ،‬وهتيئتهم‪ ،‬وإع <<دادهم‬
‫إعدادا جي<دا‪ ،‬ملزاول<ة عملهم امله<ين يف املؤسس<ات واملعاه<د الرتبوي<ة والتعليمي<ة‪ <.‬ويع<ين ه<ذا أن املالحظ<ة بك<ل أنواعه<ا‬
‫وأهدافها ومكوناهتا ضرورية يف جمال تك<وين أط<ر التعليم؛ ألهنا تس<اعدهم على استكش<اف س<لوك التلمي<ذ واملدرس‪،‬‬
‫وتس <<اهم يف التك <<وين ال <<ذايت‪ ،‬وعملي <<ات التق <<ومي‪.‬مبع <<ىن أن املالحظ <<ة الص <<فية باخلص <<وص أداة مهم <<ة يف ت <<أطري املدرس‬
‫املتمرن‪ ،‬وتكوينه بشكل متقن< وحمكم‪ ،‬ملزاولة مهنت<ه< يف أحس<ن حال<ة‪ ،‬ويف أحس<ن الظ<روف املالئم<ة‪ ،‬لتحقي<ق< اجلودة‬
‫والنجاعة والنجاح‪.‬‬
‫وق <<د بين <<ا س <<ابقا ب <<أن املالحظ <<ة هي رص <<د للس <<لوك الف <<ردي أو اجلم <<اعي‪ .‬ومن مث‪ ،‬فق <<د تك <<ون املالحظ <<ة داخلي <<ة أو‬
‫خارجي<<ة‪ ،‬مالحظ<<ة ذاتي<<ة أو موض<<وعية‪ ،‬مالحظ<<ة عش<<وائية أو منظم<<ة‪ ،‬مالحظ<<ة خفي<<ة أو ظ<<اهرة‪ ،‬مالحظ<<ة علمي<<ة أو‬
‫إكلينيكي<<ة‪ <.‬بي<<د أن أهم مالحظ<<ة يف ه<<ذا اجملال هي املالحظ<<ة الص<<فية< ال<<يت تتعل <ق< مبج<<ال الرتبي<<ة والتعليم‪ ،‬وق<<د تك<<ون‬
‫هذه املالحظة عفوية أو وصفية أو منظمة‪ <.‬وحينما تكون املالحظة الصفية< منظمة< بش<<كل من األش<<كال‪ ،‬فهي تعتم<<د‬
‫على اللوائح‪ ،‬وقوائم املالحظة‪ ،‬وشبكات الرصد‪ ،‬والتعليم املصغر‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫تقنية االستمــارة أو االستفتاء االستبيانيـ‬

‫من املعل< <<وم أن البحث ال< <<رتبوي الوص< <<في ه< <<و ال< <<ذي ينص< <<ب على دراس < <ة< جمموع< <<ة من القض< <<ايا والظ< <<واهر الرتبوي< <<ة‬
‫والديداكتيكية‪ ،‬بالرتكيز على مواقف الناس‪ ،‬واس<<تبيان< آرائهم‪ ،‬وحتدي<<د تطلع<<اهتم‪ ،‬ورص<<د أفك<<ارهم‪ ،‬إن وص<<فا‪ ،‬وإن‬
‫حتليال‪ .‬ويتم<<يز البحث الوص<<في مبجموع<<ة من الص<<عوبات املنهجي<<ة‪ ،‬كاس<<تحالة< رص<<د الظ<<اهرة بش<<كل علمي دقي<<ق؛‬
‫التس <<اع جمتم <<ع العين< <ة< ( الع <<دد اهلائ <<ل من الس <<اكنة)‪ <،‬وشس <<اعة املس <<احة( دراس< <ة< الس <<اكنة ع <<رب مس <<احة واس <<عة من‬
‫ال<<وطن)‪ ،‬أو لعوام<<ل أخ<<رى‪ .‬بي<<د أن املوض<<وعية العلمي<<ة تقتض<<ي االتص<<ال جبمي<<ع الس<<كان يف خمتل<<ف من<<اطق البالد‪ ،‬يف‬
‫م<<درها ووبره <<ا‪ .‬ل<<ذا‪ ،‬يتطلب< البحث الوص<<في التس <<لح مبجموع<<ة من اآللي<<ات الرتبوي <<ة‪ ،‬مث<<ل‪ <:‬االس<<تمارة‪ ،‬واملقابل <<ة‪،‬‬
‫والعينة‪ <،‬والروائز‪ ،‬واالختبارات‪<...‬‬
‫هذا‪ ،‬ويعد االس<<تبيان(‪ )Questionnaire‬أو االس<تجواب أو االس<تفتاء من أهم اآللي<ات ال<يت يس<<تند إليه<<ا البحث<‬
‫ال <<رتبوي بص <<فة عام <<ة‪ ،‬والبحث< الوص <<في بص <<فة خاص <<ة‪ .‬ومن مث‪ ،‬فاالس <<تبيان من التقني <<ات األساس <<ية< ال <<يت تس <<عف‬
‫الباحث الرتبوي يف مجع البيانات< واملعطيات حول الظواهر واملشاكل الرتبوي<<ة والديداكتيكي<<ة‪ <،‬بغي<ة< فهمه<<ا وتفس<<ريها‬
‫من جه<<ة‪ ،‬واس<<تقراء محوالهتا إحص<<ائيا وإعالمي<<ا‪ ،‬وذل<<ك تركيب<<ا واس<<تنتاجا وتقوميا‪ .‬ويع<<ين ه<<ذا أن االس<<تمارة وس<<يلة‬
‫من وس< <<ائل البحث ال< <<يت تس< <<اعد ال< <<دارس على استكش< <<اف املش< <<اكل واحلل< <<ول بطريق< <<ة وص< <<فية مباش< <<رة‪.‬إذاً‪ <،‬م< <<اهي‬
‫االستمارة؟ وم<اهي أمهيته<<ا الرتبوي<ة والديداكتيكي<<ة؟< وم<اهي تقنياهتا ومكوناهتا ومواص<فاهتا؟ وم<اهي أنواعه<<ا؟ وم<<اهي‬
‫مراحله<<ا؟ وم<<اهي بنيته<<ا املعت<<ادة؟< وم<<اهي إجيابياهتا وس<<لبياهتا؟ ه<<ذه هي أهم االس<<ئلة ال<<يت س<<وف حناول رص<<دها يف‬
‫موضوعنا هذا‪.‬‬

‫‪ ‬مفهوم االستمارة أو االستبيان‪<:‬‬


‫تعرف االستمارة مبجموعة من املص<<طلحات واملف<اهيم األخ<<رى ال<يت ختتل<ف من ترمجة< إىل أخ<<رى‪ ،‬أو من دول<<ة عربي<<ة‬
‫إىل أخرى‪ ،‬مثل‪ :‬االستبيان‪ ،‬واالستفتاء‪ <،‬واالستخبار‪ ،‬واالستقصاء‪ <،‬واالستجواب‪ ،‬واالستبانة‪...62‬‬

‫‪ - 62‬د‪.‬أمحد أوزي‪ :‬املعجم املوسوعي لعلوم الرتبية‪ ،‬مطبعة النجاح اجلديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬املغرب‪ ،‬الطبعة األوىل سنة ‪2006‬م‪ ،‬ص‪.24:‬‬
‫‪60‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫وعلي<<ه‪ ،‬فاالس<<تبيان طريق<<ة من طرائ<<ق البحث ال<<رتبوي يف اس<<تجماع املعلوم<<ات واملعطي<<ات‪ <،‬وتفريغه<<ا يف اس<<تنتاجات‬
‫كمي <<ة وكيفي <<ة‪.‬ومن< مث‪ ،‬فه <<و عب <<ارة عن جمموع <<ة من األس <<ئلة املتنوع <<ة يف طوهلا وقص <<رها‪ ،‬وق <<د رتبت< ترتيب <<ا منطقي <ا<‬
‫عضويا من ناحية‪ <،‬أو ترتيبا نفسيا من ناحية أخرى‪ ،‬من خالل االنتق<ال< من موض<<وع إىل آخ<<ر‪ ،‬وذل<ك حس<ب تن<وع‬
‫نفسية املستجوب‪.‬زد< على ذلك‪ ،‬فاالستبيان< جمموع<ة من االختب<ارات والروائ<ز(<‪ ،)Tests‬ت<رد يف ش<كل أس<ئلة مغلق<ة‬
‫أو مفتوح <<ة‪ ،‬ي <<راد هبا وص <<ف ظ <<اهرة تربوي< <ة< أو ديداكتيكي< <ة< أو نفس <<ية أو اجتماعي <<ة أو إداري <<ة م <<ا‪ ،‬بغي <<ة اس <<تجماع‬
‫جمموعة من املعلومات أو املعطيات‪ <،‬وذلك تفريغ<ا واس<تنتاجا وتفس<ريا‪ ،‬من أج<ل تبنيه<<ا يف معاجلة مجي<<ع املش<<اكل ال<يت‬
‫ق <<د تع <<رتض املؤسس <<ة الرتبوي <<ة‪ <،‬أو تع <<وق عم <<ل املتعلم أو املعلم مع <<ا‪ .‬وغالب <<ا م <<ا تتوج <<ه ه <<ذه االس <<تمارة إىل عين <<ة من‬
‫املس <<تجوبني‪ ،‬يقوم <<ون مبلئه <<ا بش <<كل دقي <<ق ومض <<بوط‪ ،‬إم <<ا يف حض <<ور املس <<تجوب‪ ،‬وإم <<ا يف غياب <<ه‪ ،‬وإم <<ا نياب <ة< عن <<ه‪.‬‬
‫وغالبا‪ ،‬ما يكون االستبيان< أيضا عبارة عن أسئلة متنوعة متدرجة‪ ،‬ختضع لتصميم معني‪ .‬وتكون تلك األسئلة حمددة‬
‫وحمكم<<ة‪ ،‬مرتب<<ة بش<<كل منطقي لتحقي<<ق الوح<<دة العض<<وية من جه<<ة‪ ،‬والوح<<دة املوض<<وعية من جه<<ة ثاني<<ة‪ <،‬والوح<<دة‬
‫النفسية< من جهة ثالثة‪.‬ومن< هنا‪ " ،‬ي<دل االس<تبيان على وض<عية مقنن<<ة‪ <،‬تص<<لح إلدارة س<لوك معني؛ ويص<لح االس<<تبيان<‬
‫جلم<<ع املعلوم<<ات الس<<يكولوجية كاملقابل<<ة‪.‬فه<<و يس<<عى دائم<<ا إىل احلص<<ول على معطي<<ات أو أح<<داث دقيق<<ة وموض<<وعية‬
‫بص<<ورة جتع<<ل التأك<<د منه<<ا م<<رة ثاني<<ة ممكن<<ا‪ .‬وب<<ذلك‪ ،‬فه<<و‪-‬االس<<تبيان‪ -‬ي<<وفر إمكاني <ة< تكميم املعطي<<ات الكيفي<<ة‪ ،‬مما‬
‫يس< < < < <<هل حتليله< < < < <<ا ومقارنته< < < < <<ا وتأويله< < < < <<ا واحلكم عليه< < < < <<ا‪.‬أم< < < < <<ا حمت< < < < <<وى االس< < < < <<تبيان‪ <،‬فإن< < < < <<ه حسب الزارس< < < < <<فيلد (‬
‫‪)P.Lazarsfeld‬يتحدد< من خالل اهلدف الذي يسعى إليه البحث‪"63<.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬فاالستمارة هي" الئحة من األسئلة احملضرة حتضريا يراعي جمموعة من القواعد املنهجية‪ ،‬تدون على أوراق‪،‬‬
‫وت<<وزع على املس <<تجوبني لإلجاب <<ة عليه<<ا كتابي <<ا أو تلقى عليهم ش <<فويا‪ ،‬وذل <<ك حس <<ب الظ<<روف وأه<<داف البحث‪<،‬‬
‫والغرض< منها مجع املعلومات املستهدفة من طرف البحث لتحليلها ومناقشتها قصد استخالص< النتائج‪"64<.‬‬
‫ويعرف ديوبول<د ب‪.‬ف<ان دالني (‪ )Deobold B.Van Dalen‬االس<تمارة أو االس<تفتاء بقول<ه‪ ":‬االس<تفتاء أداة‬
‫يس<<تخدمها املش<<تغلون ب<<البحوث الرتبوي<<ة على نط<<اق واس<<ع‪ ،‬للحص<<ول على حق<<ائق عن الظ<<روف واألس<<اليب< القائم<<ة‬
‫بالفعل‪ <،‬وإجراء البحوث اليت تتعلق باالجتاهات واآلراء‪.‬وقد يكون االستفتاء‪ -‬يف بعض الدراسات أو جوانب معين<<ة‬
‫منه<<ا‪ -‬الوس<<يلة العملي <<ة الوحي <<دة امليس <<رة‪ ،‬لتع<<ريض املس<<تفيدين< ملث <<ريات خمت<<ارة‪ ،‬ومرتب <ة< بعناي<<ة‪ ،‬بقص<<د مجع البيان <<ات‬
‫الالزمة إلثبات صدق فرض أو رفضه‪".65‬‬

‫‪ - 63‬عبد الكرمي غريب‪ :‬املنهل الرتبوي‪ ،‬ص‪.803:‬‬


‫‪ - 64‬خال <<د املري وإدريس قامسي‪ :‬من <<اهج البحث ال <<رتبوي‪ ،‬سلس <<لة التك <<وين ال <<رتبوي‪ ،‬الع <<دد‪ ،16:‬مطبع <<ة النج <<اح اجلدي <<دة‪ ،‬ال <<دار البيض <<اء‪،‬‬
‫املغرب‪ ،‬الطبعة األوىل سنة ‪2001‬م‪ ،‬ص‪.46:‬‬
‫‪ - 65‬ديوبول <<د ب‪.‬ف <<ان دالني‪ :‬من <<اهج البحث يف الرتبي <<ة وعلم النفس‪ ،‬ترمجة‪ :‬دكت <<ور حمم <<د نبي <<ل نوف <<ل‪ ،‬ودكت <<ور س <<ليمان اخلض <<ري الش <<يخ‪،‬‬
‫ودكتور طلعت< منصور< غربيال‪ ،‬مكتبة األجنلومصرية‪ <،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1986‬م‪ ،‬ص‪.431 :‬‬
‫‪61‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫وعلي <<ه‪ ،‬يعتم <<د االس <<تبيان< على املالحظ <<ة االس <<تطالعية< ال <<يت هتدف إىل مجع املعلوم <<ات من جمموع <<ة من األش <<خاص‪،‬‬
‫يفرتض فيهم أهنم يتوفرون عليها‪ .‬وختتلف هذه املالحظة عن املالحظة اإلكلينيكية ال<يت تس<<تهدف دراس<ة< ظ<<اهرة م<<ا‪،‬‬
‫بالتعمق يف بناها الداخلية واخلارجي<ة‪ ،‬بتحدي<د< مكوناهتا وص<فا وتفس<ريا وتعليال‪.‬أم<ا املالحظ<ة اإلحص<ائية‪ <،‬فتنب<ين على‬
‫املعطيات اإلحصائية< تبويبا وتصنيفا وتقنينا‪<.‬‬

‫‪‬مواقف من عمل االستمارة‪:‬‬


‫يالح<<ظ أن مثة م<<وقفني أساس<<ني من االس<<تمارة‪ :‬موقف<<ا ي<<رى االس<<تمارة أض<<عف تقني <ة< ض<<من تقني<<ات< البحث العلمي‬
‫بص<<فة عام<<ة‪ ،‬وأك<<ثر فق<<را ض<<من آلي<<ات البحث ال<<رتبوي والدي<<دكتيكي بص<<فة خاص<<ة‪ .‬كم<<ا أهنا أق<<ل موض<<وعية من‬
‫تقني<<ات< البح<<وث التجريبي<ة< العميق<<ة ذات الط<<ابع املي<<داين واإلحص<<ائي‪ .‬ويع<<ين ه<<ذا أن االس<<تمارة تق<<وم على املالحظ<<ة‬
‫االس< <<تطالعية< النس< <<بية‪ <.‬يف حني‪ ،‬يق< <<وم البحث التجري< <<يب على املعطي< <<ات اإلحص< <<ائية والرياض< <<يات< الكمي< <<ة الدقيق< <<ة‪<.‬‬
‫وبالت<<ايل‪ ،‬يوص<<لنا ه<<ذه البحث إىل نت<<ائج يقيني<<ة وقريب<ة< من العلمي<<ة واملوض<<وعية‪.‬ويف ه<<ذا الس<<ياق‪ ،‬يق<<ول ديوبول<<د‪.‬ف<<ان‬
‫دالني‪ ":‬يعت<<رب االس<<تفتاء أو االس<<تبيان< طريق<<ة مفي<<دة للحص<<ول على البيان<<ات‪ <،‬إال أن<<ه ليس ب<<األداة اجلامع<<ة للنف<<اذ إىل‬
‫احلقيقة‪.‬هذا‪ ،‬باإلضافة إىل أنه البد وأن يعاجل مبهارة تامة لكي حيصل الباحث على بيانات< ميكن االعتماد عليها‪"66.‬‬
‫أم <<ا املوق <<ف الث <<اين‪ ،‬ف <<ريى االس <<تمارة تقني< <ة< تربوي <<ة الب <<أس هبا يف البحث< ال <<رتبوي‪ ،‬م <<ادامت< تس <<عفنا يف اس <<تجماع‬
‫املعلوم<<ات االس<تطالعية من أج<<ل دراس<<تها حتليال ووص<<فا واس<تنتاجا‪ ،‬وتفريغه<ا يف ج<داول وبيان<ات إحص<<ائية‪ .‬ويع<ين‬
‫هذا استحالة< االستغناء عنها بأي سبب من األسباب لنجاعتها التحليلية والتشخيصية‪.‬‬

‫‪ ‬أمهيــة االستمارة أو االستبيان‪<:‬‬


‫لالس<<تمارة< أمهي<<ة ك<<ربى يف دراس<ة< الظ<<واهر االجتماعي<<ة والنفس<<ية< والرتبوي<<ة والديدكتيكي<<ة‪ <،‬باعتباره<<ا أس<<هل تقني <ة< يف‬
‫استجماع املعلومات‪ ،‬وحتصيلها ض<من البحث< االس<تطالعي‪ .‬كم<ا أهنا تقني<ة< غ<ري مكلف<ة‪ ،‬وال حتت<<اج إىل جه<د كب<ري‪،‬‬
‫أو وقت طوي <<ل‪ ،‬أو تك <<اليف باهض <<ة‪ ،‬أو تقني <<ات< معق <<دة أو ص <<عبة يف اس <<تعماهلا وتش <<غيلها‪ .‬فاالس <<تمارة جمرد أس <<ئلة‬
‫متنوع< <<ة ومرتب< <<ة‪ ،‬ت< <<دون كتابي< <<ا أو ش< <<فويا ف< <<وق ص< <<فحة واح< <<دة‪ ،‬أو ص< <<فحتني من الورق< <<ة‪ ،‬فت< <<وزع على عين< <<ة من‬
‫املستجوبني‪ ،‬إما بطريقة مباشرة (تسلم إىل املستجوب مباشرة من قبل الباحث أو من ينوب عن<<ه)‪ ،‬وإم<<ا بطريق<ة< غ<<ري‬
‫مباش<<رة( ع<<رب الربي<<د أو ع<<رب التواص<<ل ال<<رقمي واإلعالمي الس<<لكي أو الالس<<لكي)‪ .‬ومن مث‪ ،‬ميث<<ل ه<<ؤالء املس<<تجوبون‪،‬‬
‫باعتب<ارهم عين<ة ص<غرى متثيلي<ة‪ ،‬خص<ائص اجملتم<<ع األص<<ل مبواص<<فاته املتنوع<<ة بدق<<ة وإحك<ام‪ ،‬بغي<ة< اإلجاب<<ة عن األس<ئلة‬
‫املطروحة بكل صدق وصراحة وشفافية‪ .‬وما يهمنا يف هذه االستمارات االستبيانية هي النتائج املرتتب<<ة عن املعطي<<ات‬

‫‪ - 66‬ديوبولد ب‪.‬فان دالني‪ :‬مناهج البحث يف الرتبية وعلم النفس‪ ،‬ص‪.432 :‬‬

‫‪62‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫واملعلوم <<ات ال <<يت يق <<دمها املس <<تجوب‪ ،‬وهي تفي <<د الب <<احث‪ ،‬بش <<كل من األش <<كال‪ ،‬يف حتدي <<د جمموع <<ة من احلل <<ول‪،‬‬
‫ورصد املقرتحات الكائنة واملمكنة واحملتملة لفهم ظاهرة معينة وتفسريها‪ ،‬يف ضوء معطيات كمية وكيفية معينة‪<.‬‬

‫‪63‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫‪‬أنــواع االستمارة‪<:‬‬
‫هناك أنواع عدة من االستمارة‪ ،‬إذ ميكن احلديث عن استمارة مكتوبة يقوم هبا املس<<تجوب نفس<<ه‪ ،‬واس<<تمارة ش<<فوية<‬
‫تق<<وم على كتاب<<ة الب<<احث إلمالءات املس<<تجوب‪ .‬ومن جه<<ة أخ<<رى‪ ،‬هن<<اك اس<<تمارة موض<<وعية تتعل<<ق مبجموع<<ة من‬
‫األح<<داث والوق<<ائع املوض<<وعية‪.‬وهن<<ا‪ ،‬نس<<تعني مبجموع<<ة من املعلوم<<ات‪ ،‬كالس<<ن‪ ،‬واجلنس‪ ،‬واملك<<ان‪ ،‬واحلال<<ة العائلي<<ة‪<،‬‬
‫واملداخيل‪ ،‬وغريه <<ا‪ ...‬واس <<تمارة ذاتي <<ة مرتبط <<ة ب <<آراء< املس <<تجوب وقناعات <<ه وميول <<ه وأذواق <<ه واهتمامات< <ه< وانفعاالت <<ه‬
‫الشخصية والذاتية‪...‬وهناك استمارات الشخصية< اليت تتعلق بإبراز< الصفات النفسية< للمستجوب‪ ،‬واستمارات قي<<اس‬
‫الص <<فات الس <<يكولوجية للشخص <<ية‪ <،‬وتس <<مى أيض <<ا بس <<المل املواق <<ف‪ ،‬واس <<تمارات هتدف إىل تص <<نيف< املس <<تجوبني‬
‫حسب معايري حمددة‪.‬‬

‫‪ ‬مكونــات االستمارة‪:‬‬
‫تق <<وم االس <<تمارة على بني <<ة معت <<ادة‪ ،‬وطريق< <ة< مألوف <<ة‪ ،‬كتبي <<ان عن <<وان االس <<تبيان(اهلدر< املدرس <<ي‪ -‬العن <<ف ال <<رتبوي‪-‬‬
‫التخطي <ط< الدي <<داكتيكي‪ -‬ص <<عوبة الق <<راءة ل <<دى تالمي <<ذ الص <<ف الث <<الث ابت <<دائي‪ <،)...‬وتق <<دمي معلوم <<ات عن مص <<در‬
‫االس <<تمارة (املرك <<ز اجله <<وي ملهن الرتبي <<ة والتكوينباجله <ة< الش <<رقية)‪ <،‬وتبي <<ان طبيع <ة< العين <<ة املس <<تجوبة(اس <<تمارة خاص <<ة‬
‫بأس <<اتذة التعليم االبت <<دائي)‪ <،‬واجله <<ة الوص <<ية عنه <<ا(وزارة الرتبي <<ة الوطني <<ة‪ -‬اليونيس <<كو‪ -‬اإلسيس <<كو‪ ،)...‬والغ <<رض‬
‫منه < <<ا(حتدي < <<د األس < <<باب الكامن < <<ة وراء ص < <<عوبة الق < <<راءة ل < <<دى التالمي < <<ذ)‪ ،‬وحتدي < <<د املعطى واهلدف واملطل < <<وب بدق < <<ة‬
‫حمكمة( املرجو منكم ملء هذه االستمارة‪ ،‬بغية الوقوف على األسباب احلقيقة< ال<يت ت<دفع التالمي<ذ< إىل ت<رك املدرس<ة‪،‬‬
‫واالنقط<<اع عنه<<ا‪...‬ج<<زاكم اهلل خ<<ريا)‪ .‬ويف ه<<ذا الص<<دد‪ ،‬يق<<ول عب<<د الك<<رمي غ<<ريب‪ ":‬ع<<ادة م<<ا يتم إع<<داد االس<<تمارة‬
‫وف <<ق بني< <ة< معت <<ادة‪ ،‬ك <<أن حندد يف اجلانب العل <<وي من الص <<فحة< األوىل لالس <<تمارة مص <<در االس <<تمارة‪ <،‬وذل <<ك جتنب <<ا‬
‫للشكوك اليت قد حتوم حول األفراد الذين سيجيبون عنها‪ ،‬إذا ماك<<انت اجله<<ة الص<<ادرة عنه<<ا االس<<تمارة جمهول<<ة‪ :‬وأن‬
‫يق <<دم لالس <<تمارة< بفق <<رة متهيدي <<ة حتث اجمليب على الص <<دق والص <<راحة يف أجوبت <<ه م <<ع االخ <<تزال والرتك <<يز‪ <،‬وتعرف <<ه‬
‫بالفائدة العلمية املرجوة من األجوبة اليت سيتم اإلدالء هبا‪.‬‬
‫بع <<د ذل <<ك‪ ،‬ينبغي حتدي <<د جمموع <<ة من املعطي <<ات ال <<يت س <<وف تفي <<د يف حتلي <<ل النت <<ائج املتوص <<ل إليه <<ا‪ .‬ومن بني تل <<ك‬
‫املعطي <<ات‪ ،‬ميكن أن نش <<ري إىل اإلقليم أو اجله <<ة ومك <<ان اإلقام <<ة ومس <<توى احلي والس <<كن والعم <<ر وال <<دخل الش <<هري‬
‫واملهن<<ة وع<<دد األبن<<اء‪...‬؛< إىل غ<<ري ذل<<ك من املعطي<<ات< الض<<رورية ال<<يت يعتربه<<ا الب<<احث مهم<<ة بالنس<<بة لتحلي<<ل ومقارن<<ة‬
‫‪67‬‬
‫وتأويل النتائج اليت سوف حيصل عليها عند عملية تفريغ االستمارات"‪<.‬‬

‫‪ - 67‬عبد الكرمي غريب‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.804-803:‬‬


‫‪64‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫ويعين هذا أن االستمارة ترتكب من فق<رة متهيدي<ة< يف ش<كل عتب<ات موازي<ة تتعل<ق< مبعطي<ات أولي<ة ض<رورية لفهم ع<امل‬
‫املس<<تجوب (العن<<وان‪ -‬املص<<در‪ -‬املس<<تجوب‪ -‬اهلوي<<ة‪ -‬اهلدف – املطل<<وب‪ -‬املعطى‪ ،)...‬وأس<<ئلة متنوع<<ة ي<<راد منه<<ا‬
‫وصف الظاهرة املرصودة‪ ،‬سواء أكانت تربوية< أم ديدكتيكية‪<.‬‬
‫‪ ‬اخلصائص واملواصفات‪:‬‬
‫تتس<<م االس<<تمارة بأهنا عب<<ارة عن أس<<ئلة هتدف إىل مجع جمموع<<ة من املعلوم<<ات والبيان<<ات واملعطي<<ات ح<<ول ظ<<اهرة أو‬
‫مشكلة أو قضية ديدكتيكية< أو تربوي<ة‪ <،‬قص<د دراس<تها أو تشخيص<ها أو معاجلته<ا‪ .‬وذل<ك كل<ه من أج<ل الوص<ول إىل‬
‫جمموع<<ة من النت<<ائج ال<<يت تك<<ون مبثاب<ة< ج<<واب أو أجوب<<ة للفرض<<ية أو اإلش<<كالية املطروح<<ة‪ .‬ويش<<رتط يف االس<<تمارة أن‬
‫تك<<ون أس<<ئلتها دقيق<<ة ومض<<بوطة وحمكم<<ة‪ ،‬وختت<<ار عن دراي<<ة وعلم وإتق<<ان‪ ،‬وبلغ<<ة فص<<يحة وبليغ<<ة‪ .‬وينبغي أن تك<<ون‬
‫األجوب<<ة واض<<حة وص<<ادقة ومرك<<زة وخمتزل<<ة ومكثف<<ة‪ ،‬بعي<<دة عن اإلطن<<اب املم<<ل‪ ،‬والوص<<ف املسرتس<<ل‪ ،‬واإلس<<هاب‬
‫الالجمدي‪.‬ل < <<ذا‪ ،‬يستحس < <<ن أن يوض < <<ع يف أعلى ص < <<فحة االس < <<تمارة فق < <<رة متهيدي < <<ة‪ <،‬حتث املس < <<تجوب على الص < <<دق‬
‫والصراحة‪ <،‬فيما ي<ديل ب<ه من آراء وأق<وال وتص<رحيات‪ ،‬وتعقبه<ا جمموع<ة من األس<ئلة يف ش<كل بن<ود مرتب<ة< ومتسلس<لة‬
‫منطقي <ا< ونفس<<يا‪ .‬و"يتطلب إع<<داد االس<<تبيان حتدي<<د موض<<وع البحث‪ ،‬مث ص<<ياغة أس<<ئلة االس<<تبيان< بكيفي <ة< تغطي مجي<<ع‬
‫ج< <<وانب املوض< <<وع‪ ،‬مث عرض< <<ه على احملكمني ال< <<ذين هلم اطالع واس< <<ع باملوض< <<وع‪ ،‬للتأك< <<د من م< <<دى تغطي < <ة< بن< <<ود‬
‫االستبيان جلوانب املوضوع بكيفية تامة‪ ،‬ومدى وضوح األسئلة‪."68‬‬
‫ومن مث‪ ،‬الب<<د أن تتس<<م األس<<ئلة االس<<تبيانية< بالوض<<وح والدق<<ة‪ ،‬ومراع<<اة القص<<ر واالختص<<ار‪ <،‬ومتث<<ل احلي<<اد والنزاه<<ة‪،‬‬
‫واالبتعاد عن األسئلة اجملازية واإلحيائية اليت تقبل التأويالت العديدة‪ ،‬مع جتنب األسئلة ال<<يت متس كرام<<ة الف<<رد‪ <،‬أو ق<<د‬
‫تقلقه‪ ،‬أو حترجه‪...‬‬
‫والبد أيضا من ترتيب< األسئلة ترتيبا منطقيا ونفس<يا‪ ،‬ك<أن نب<دأ من األس<ئلة العام<ة حنو األس<ئلة اخلاص<ة‪ ،‬أو ننتق<ل< من‬
‫األس <<ئلة البس <<يطة حنو األس <<ئلة الص <<عبة واملركب <<ة واملعق <<دة‪ ،‬أو نتح <<ول من األس <<ئلة الشخص <<ية< إىل األس <<ئلة املوض <<وعية‬
‫العامة‪ .‬ويف املقابل‪ ،‬نبتعد عن األسئلة الس<<اذجة أو أس<<ئلة حتص<<يل حاص<ل‪ .‬عالوة على ذل<<ك‪ ،‬الب<<د أن ترتاب<ط األس<ئلة‬
‫بالفرضية املعطاة ترابطا< وثيق<ا‪ ،‬فتتسلس<ل األس<ئلة تسلس<ال س<ليما‪ ،‬والب<د أن ي<ذيل االس<تبيان< مبجموع<ة من التعليم<ات‬
‫الكاملة والواضحة من جهة‪ ،‬وتكون األجوبة صادقة وواضحة من جهة أخرى‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وتستند االستمارة إىل جمموعة من األسئلة اليت ميكن حصرها فيما يلي‪:‬‬
‫‪‬أسئلة التع<<رف< الشخص<<ي‪ :‬يقص<د هبا تل<ك األس<<ئلة ال<<يت تتعل<ق بشخص<ية< املس<<تجوب‪ ،‬ك<التعرف< على امسه‪ ،‬وس<نه‪،‬‬
‫ووظيفته< االجتماعية‪ ،‬وجنسه‪ ،‬ومكان عمله‪ ...‬مثل‪:‬‬
‫السن‪:‬‬
‫املؤسسة‪ :‬‬

‫‪ - 68‬أمحد أوزي‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.25:‬‬


‫‪65‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫اجلنس‪ :‬‬
‫الوظيفة‪ <:‬‬
‫السكن‪ :‬‬

‫‪‬األس <<ئلة املغلق <<ة أو املقي <<دة‪ :‬هي أس <<ئلة تتطلب جواب <<ا معين< <ا< واح <<دا‪ ،‬مث <<ل‪ :‬األس <<ئلة ذات التص <<حيح املوض <<وعي‪،‬‬
‫واألس<<ئلة ذات االختي<<ار< املتع<<دد‪.‬ويع<<ين ه<<ذا أن املس<<تجوب الميكن أن خيت<<ار من األجوب<<ة إال جواب<<ا واح<<دا‪ ،‬فيق<<ول‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬أو ال‪ ،‬أو صحيح‪ ،‬أو خطأ‪ ،‬أو ال أعرف‪ ...‬وتندرج األسئلة املغلقة ضمن جمموعة من األسئلة املرتابط<ة منطقي<ا<‬
‫وسيكولوجيا‪ ،‬واملتنوعة يف مراميها وأهدافها‪.‬‬
‫ومثال ذلك‪:‬‬

‫‪‬هل يوجد بقسمك تالميذ يعانون من صعوبة القراءة‪ :‬نعم‪ ‬ال‪‬‬


‫‪‬األس< <<ئلة املفتوح< <<ة أو احلرة‪ :‬هي أس< <<ئلة ت< <<رتك احلري< <<ة للمس< <<تجوب للتعب< <<ري عن آرائ< <<ه‪ ،‬ومعتقدات< <<ه‪ ،‬وس< <<لوكياته‪<،‬‬
‫وتوجهاته‪ ،‬وميوله‪ ،‬وتصرفاته‪ .‬وللمستجوب احلرية التامة يف التعبري عن آرائه بكل صراحة وشفافية‪.‬‬
‫ومثال ذلك‪:‬‬
‫‪ ‬م< < < < < < < <<اهي انعكاس< < < < < < < <<ات ص< < < < < < < <<عوبة الق< < < < < < < <<راءة على املتعلمني يف املس< < < < < < < <<توى الث< < < < < < < <<الث< من التعليم االبت< < < < < < < <<دائي؟<‬
‫‪..................................................‬‬
‫‪‬األس <<ئلة ذات االختي <<ار املتع <<دد‪ :‬يس <<تلزم الس <<ؤال ذو االختي <<ار< املتع <<دد أن يرف <<ق الس <<ؤال مبجموع <<ة من األجوب <<ة‪،‬‬
‫فيختار اجمليب اجلواب املالئم الذي يتناسب مع السؤال املط<<روح‪ ،‬بوض<<ع عالم<<ة معين<ة< على ذل<<ك اجلواب‪.‬ويع<<ين ه<<ذا‬
‫أن األس < <<ئلة ذات االختي < <<ارات املتع < <<ددة عب < <<ارة عن" أس < <<ئلة ش < <<به مغلق < <<ة؛ ألهنا تط < <<رح للمجيب جمموع < <<ة كب< <<رية من‬
‫اإلجابات (أربعة أو مخسة أو أكثر)‪ ،‬تتض<من يف غ<الب األحي<ان‪ ،‬جواب<ا ص<حيحا واح<دا‪ ،‬على اجمليب أن يبحث عن<ه‬
‫‪69‬‬
‫ضمن أجوبة مشاهبة‪ ،‬ولكنها خادعة‪".‬‬

‫‪ - 69‬عبد الكرم غريب‪ :‬املنه<ل ال<رتبوي‪ ،‬اجلزء الث<اين‪ ،‬منش<ورات ع<امل الرتبي<ة‪ ،‬مطبع<ة النج<اح اجلدي<دة‪ ،‬ال<دار البيض<اء‪ ،‬املغ<رب‪ ،‬الطبع<ة األوىل‬
‫سنة ‪2006‬م‪ ،‬ص‪.800:‬‬
‫‪66‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫ومن أمثلة ذلك السؤال التايل‪<:‬‬


‫‪ ‬يف نظرك‪ ،‬ما األسباب اليت جتعل تلميذ املستوى الثالث< ابتدائي يعاين من صعوبة القراءة؟‬
‫‪‬بيئة املتعلم ‪‬‬
‫‪‬حمتوى املقرر< الدراسي ولغته‪‬‬
‫‪‬نفسية< املتعلم‪‬‬
‫‪ ‬كفاءة األستاذ‪‬‬
‫‪‬أسئلة الصواب واخلطأ‪ :‬تستلزم أسئلة الصواب واخلطأ أن يكون اجلواب مقننا< ومضبوطا‪.‬وبالت<ايل‪ ،‬تك<ون اإلجاب<ة‬
‫بالتصديق< باإلثبات(صحيح)‪ ،‬أو النفي(ال‪-‬خطأ)‪...‬‬
‫ومثال ذلك‪:‬‬
‫‪ ‬العنف الرتبوي ظاهرة عاملية‪.‬‬
‫صحيح ‪ ‬خطأ‪‬‬
‫‪‬أسئلة التعليل‪ <:‬هي أسئلة مرتبطة بتفسري الظواهر واملتغريات والعالقات الس<<ببية‪ <،‬وتعلي<<ل املس<<ببات بغي<<ة فهم العل<<ل‬
‫واألس<<باب ال<<يت تك <<ون وراء تص<<رف‪ ،‬أو س<<لوك‪ ،‬أو ح<<دث م <<ا‪ ...‬وغالب<<ا‪ ،‬م<<ا يك<<ون الس<<ؤال بص<<يغة‪ <":‬ملاذا؟ أو م<<ا‬
‫السبب يف ذلك؟ أو ما العلة يف ذلك؟ أو ما الدافع؟‪...‬‬
‫ومثال ذلك‪:‬‬
‫‪ ‬ملاذا ختليت عن تطبيق بيداغوجيا اإلدماج؟‪......‬‬
‫‪‬أسئلة التكملة‪ :‬يستوجب سؤال التكملة أن يكمل املس<<تجوب جواب<<ه مبعلوم<ات أخ<<رى‪ ،‬يت<ذكرها أو يقرتحه<ا أو‬
‫يراها صحيحة ومهمة‪.‬وغالبا‪ ،‬ما يكون سؤال التكملة بوضع نقط احلذف اليت تتطلب التعبئة والتحديد واالستبيان‪.‬‬
‫ومثال ذلك‪:‬‬
‫‪ ‬يف نظرك‪ ،‬ماهي األسباب اليت جتعل تلميذ املستوى الثالث ابتدائي يعاين من صعوبة القراءة؟‬
‫‪‬بيئة املتعلم ‪‬‬
‫‪‬حمتوى املقرر< الدراسي ولغته‪‬‬
‫‪‬نفسية< املتعلم‪‬‬
‫‪ ‬كفاءة األستاذ‪‬‬
‫أسباب أخرى‪<......................................................... :‬‬
‫‪ ‬سؤال ثنائي االختيار‪ <:‬يس<تلزم ه<ذا الس<ؤال أن جييب املس<تجوب إم<ا بكلم<ة ص<حيح‪ ،‬وإم<ا بكلم<ة خط<أ‪.‬ويس<مى‬
‫كذلك بسؤال الصواب واخلطأ‪.‬‬
‫‪ ‬امتحانات القسم السادس االبتدائي صعبة يف مادة الفرنسية‪<.‬‬
‫‪67‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫صحيح ‪ ‬خطأ‪‬‬
‫‪ ‬األس < <<ئلة املزاوج < <<ة(‪ :)Question couplées‬جتم < <<ع األس < <<ئلة املزاوج < <<ة بني األس < <<ئلة املغلق < <<ة واألس < <<ئلة‬
‫املفتوحة‪.‬مبعىن أن هناك توليفا بني ماهو مغلق ومفتوح من األسئلة‪ .‬ومثال ذلك‪:‬‬
‫‪ ‬هل يوجد بقسمك تالميذ يعانون من صعوبة القراءة؟<‬
‫نعم ‪ ‬ال ‪‬‬
‫إذا كان اجلواب بـ" نعم"‪ ،‬الرجاء حتديد الصعوبات اليت تعرتض التالميذ أثناء القراءة؟<‬
‫‪.........................................................................................................‬‬
‫‪...............................................................‬‬
‫‪ ‬األسئلة املصورة‪ :‬ترتكن< إىل تقدمي األسئلة يف شكل صور ورسوم بدل العبارات املكتوبة اليت خيت<ار املس<تجوبون‬
‫منه<<ا اإلجاب<<ات‪ ".‬وق<<د ميدهم الب<<احث بتعليم<<ات< ش<<فوية أيض<<ا‪ ،‬ب<<دال من التعليم<<ات املكتوب<<ة‪ .‬ويعت<<رب ه<<ذا الن<<وع من‬
‫االس <<تفتاءات أداة مناس <<بة< جلم <<ع البيان <<ات من األطف <<ال ومن الراش <<دين< حمدودي الق <<درة على الق <<راءة بوج <<ه خ <<اص‪.‬‬
‫وغالب<<ا م<<ا جتذب الص<<ور انتب<<اه املس<<تفدين< أك<<ثر من الكلم<<ات املكتوب<<ة‪ <،‬وتقل<<ل من<<ة مقاوم<<ة املفحوص<<ني لالس<<تجابة‪<،‬‬
‫وتثري اهتمامهم باألسئلة‪.‬كما أهنا تصور أحيان<ا مواق<ف ال ختض<ع بس<هولة للوص<ف اللفظي تص<ويرا< واض<حا‪ .‬وأحيان<<ا‬
‫جتع< < <<ل من املمكن كش< < <<ف اجتاه < < <<ات أو مجع معلوم < < <<ات الميكن احلص< < <<ول عليه < < <<ا بطرائ< < <<ق أخ< < <<رى‪.‬ومهم < < <<ا يكن‪،‬‬
‫فلالس <<تفتاءات املص <<ورة عيب <<ان على األق <<ل‪ :‬أوال‪ ،‬جيب أن يقتص <<ر اس <<تخدامها على املواق <<ف ال <<يت تتض <<من خص <<ائص‬
‫بص <<رية ميكن متييزه <<ا وفهمه <<ا‪ .‬ثاني <<ا‪ ،‬كم <<ا أن <<ه من العس <<ري تقنينه <<ا‪ ،‬وخاص <<ة حينم <<ا تك <<ون الص <<ور ص <<ور الكائن <<ات‬
‫بشرية‪".70‬‬
‫هذه هي أهم األسئلة اليت تستند إليها االستمارة االستبيانية< يف جتمي<<ع املعلوم<<ات‪ ،‬وحتص<<يل البيان<<ات< واملعطي<<ات قص<<د‬
‫فهمها وتفسريها‪.‬‬

‫‪ ‬مراح ــل االستمارة‪:‬‬


‫تنبين االستمارة االستبيانية أو االستجوابية على مخس مراحل أساسية‪ <،‬وميكن حصرها يف اخلطوات اإلجرائية التالية‪<:‬‬
‫‪ ‬مرحلة االختبار القبلي‪ :‬تطبق< االستمارة يف البداي<ة< على عين<ة عش<وائية< من املس<تجوبني عن طري<ق املقابل<ة للتأك<د‬
‫من جناع<ة االس<تمارة املكتوب<<ة‪ ،‬م<<ع التثبت< من ص<<حة األس<<ئلة املطروح<ة ملعرف<<ة م<دى مص<<داقيتها‪ ،‬واستكش<اف س<<المة‬
‫لغته <<ا‪ ،‬وتبي <<ان< م <<دى وض <<وحها وس <<هولتها‪ ،‬باالبتع <<اد< عن ك <<ل م <<ا يث <<ري التش <<ويش على مس <<توى التواص <<ل والفهم‪،‬‬
‫ك< <<الغموض‪ ،‬واللبس‪ ،‬والغراب< <<ة‪ <،‬والتعقي< <<د اللفظي واملعن< <<وي‪.‬مبع< <<ىن أن تك< <<ون أس< <<ئلة االس< <<تمارة واض< <<حة‪ ،‬ال تقب < <ل<‬
‫التأويالت املتعددة؛ مما سيؤثر< ‪ -‬فعال ‪ -‬بشكل سليب على نتائج االستمارة‪.‬‬

‫‪ - 70‬ديوبولد ب‪.‬فان دالني‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.435 :‬‬


‫‪68‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫‪ ‬مرحل <<ة االختب <<ار الفعلي‪ :‬بع <<د االنته <<اء من مرحل <<ة التج <<ريب‪ ،‬وتص <<حيح األخط <<اء‪ ،‬وتع <<ديل االس <<تمارة تص <<ويبا<‬
‫وتنقيحا‪ <،‬يوزع الباحث استمارته على جمموعة من املستجوبني‪ ،‬ميثلون عين<ة متثيلي<ة تعكس اجملتم<ع األص<ل‪.‬وينبغي أن‬
‫تتوفر يف هذه االستمارة ش<<روط أساس<ية‪ <،‬كالتمهي<د بفق<رة ت<بني طبيع<ة< املس<تجوب‪ ،‬واهلدف من االس<<تمارة‪ ،‬وعنواهنا‬
‫ال <<رئيس‪ ،‬وش <<روط اإلجاب <<ة‪.‬وبع <<د ذل <<ك‪ ،‬ت <<ذيل< االس <<تمارة مبجموع <<ة من األس <<ئلة املتنوع <<ة‪ .‬بش <<رط أن تك <<ون ه <<ذه‬
‫االس < <<تمارة واض < <<حة ومقتض < <<بة ومكثف < <<ة‪ <.‬والب < <<د للب < <<احث من دراس< < <ة< ردود فع < <<ل املس < <<تجوب‪ ،‬وحتدي < <<د ص < <<عوبات‬
‫االستجواب‪ ،‬وتبيان ظروفه وعوائقه وظروفه الذاتية واملوضوعية‪ .‬وبعد مرحلة التجميع‪ <،‬تأيت مرحلة التفريغ ودراسة‬
‫النتائج يف ضوء معطيات كمية وكيفية‪.‬‬
‫‪ ‬مرحل<<ة االختب<<ار البع<<دي‪ <:‬تتعل<<ق ه<<ذه املرحل<<ة ب<<التحرير< النه<<ائي لالس<<تمارة‪ <،‬حيث يس<<تفتح< الب<<احث املس<<تجوب‬
‫االس<<تمارة بتق<<دمي يش<<رح في<<ه موض<<وع البحث وهدف<<ه‪ ،‬ويش<<كر املس<<تجوبني‪ ،‬م<<ع تبي<<ان< طريق<<ة اإلجاب<<ة‪.‬وبع<<د ذل<<ك‪،‬‬
‫يكتب االس<<تمارة بش<<كل طب<<اعي جي<<د‪ ،‬باختي<<ار< اخلط<<وط املناس<<بة‪ ،‬م<<ع إب<<راز احلروف طباعي<<ا‪ ،‬حيث تك<<ون األس<<ئلة‬
‫سهلة القراءة‪ ،‬مع تلوين األسئلة بألوان مغايرة ومتنوعة‪ ،‬وبشكل حمكم وواضح‪.‬‬
‫‪ ‬مرحل <<ة التفري <<غ‪ :‬تعم <<د مرحل <<ة التفري <غ< إىل اس <<تخراج< معطي <<ات األس <<ئلة‪ ،‬وتفري <غ< معلوماهتا‪.‬وبع <<د ذل <<ك‪ ،‬يلتجئ‬
‫الب <<احث إىل ترتيبه <<ا‪ ،‬وتص <<نيفها‪ ،‬وتبويبه< <<ا‪ ،‬وترميزه <<ا‪ <،‬حس <<ب البن <<ود< وعناص <<ر التص< <<ميم‪ <.‬كم <<ا يس< <<تعني الب <<احث‬
‫باملعطيات اإلحصائية لقراءة النتائج‪ <،‬ووصفها‪ ،‬وتلخيصها يف أش<كال هندس<<ية ورس<وم وج<داول ومبيان<<ات‪ ،‬وحتليله<ا‬
‫فهم<<ا وتفس<<ريا‪ ،‬ومقارنته<<ا بفرض<<ية< البحث< وإش<كالياته< األساس<<ية‪ .‬ويف ه<<ذا الس<<ياق‪ ،‬يق<<ول عب<<د الك<<رمي غ<<ريب‪ ":‬قب<<ل‬
‫إقبال الباحث على توزيع االستمارات بالش<<كل النه<ائي‪ ،‬فإن<<ه‪ ،‬بع<<د عملي<ة التج<ريب األوىل‪ ،‬م<<دعو إىل تفري<<غ النت<<ائج‬
‫املتوص<<ل إليه<<ا‪ ،‬ح<<ىت يتع<<رف< على كيفي<<ة وتب<<ويب أجوب<<ة أس<<ئلة اس<<تمارته< من جه<<ة‪ ،‬ويض<<ع النت<<ائج املتوص<<ل إليه<<ا‪،‬‬
‫ليتعرف على صدق أس<ئلة اس<تمارته من جه<ة ثاني<ة‪.‬ول<ذلك‪ <،‬فه<و‪ -‬الب<احث‪ -‬حيت<اج إىل منهجي<ة تس<اعده على ترم<يز‬
‫معطيات األجوبة‪ ،‬ومعايري متكنه من الرتكيب بني تلك املعطيات لتتحول< إىل مقوالت وأفكار عامة‪.‬‬
‫بع<<د ه<<ذه العملي<<ة‪ ،‬يس<<تطيع الب<<احث تكميم نتائج<<ه‪ ،‬ومعاجلته<<ا إحص<<ائيا‪ .‬أم<<ا إذا ك<<انت أس<<ئلة االس<<تبيان مغلق<<ة‪ ،‬ف<<إن‬
‫األمر يقتصر‪ <،‬فقط‪ ،‬على إحصاء خمتلف أش<كال األجوب<<ة‪ ،‬ليتم< االنتق<ال‪ <،‬بع<<د ذل<ك‪ <،‬إىل املعاجلة اإلحص<<ائية‪ <.‬واجلدير‬
‫بال<<ذكر‪ ،‬أن مس<<ألة التج<<ريب< القبلي لالس<<تمارة‪ ،‬يس<<اعد الب<<احث على جتاوز العدي<<د من اهلف<<وات؛ من أمهه<<ا‪ :‬تع<<ديل‬
‫‪71‬‬
‫بعض األسئلة اليت تظهر غري مالئمة‪ ،‬تكوين صورة على عملية التفريغ لنتائجها‪".‬‬
‫‪‬مرحلة االقرتاح والتوص<<ية‪ :‬ينتهي ال<<دارس‪ ،‬بع<د تفري<<غ اس<تمارته< االس<تبيانية‪ <،‬بتحص<<يل جمموع<<ة من النت<ائج< الكمي<ة‬
‫والكيفي<<ة‪ ،‬لينتق<<ل إىل مرحل<<ة اق<<رتاح احلل<<ول‪ ،‬واس<<تعراض النت<<ائج‪ <،‬وتق<<دمي التوص<<يات يف ش<<كل نص<<ائح ومالحظ<<ات‬
‫وتوجيهات‪ ،‬من أجل تطوير< املنظومة الرتبوية أو التعليمية< أو الديدكتيكية‪<.‬‬

‫‪ - 71‬عب<<د الك<<رمي غ<<ريب‪ :‬منهج البحث العلمي يف عل <<وم الرتبي <<ة والعل<<وم< اإلنس <<انية‪ ،‬منش<<ورات ع<<امل الرتبي<<ة‪ ،‬مطبع <<ة النج<<اح اجلدي <<دة‪ ،‬ال <<دار‬
‫البيضاء‪ ،‬املغرب‪ ،‬الطبعة األوىل سنة ‪2012‬م‪ ،‬ص‪.208-207:‬‬
‫‪69‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫إذاً‪ ،‬متر االس<<تمارة مبجموع<<ة من املراح<<ل املتعاقب<<ة هي‪ :‬مرحل<<ة تص<<ميم االس<<تمارة والتخطي<<ط هلا‪ ،‬ومرحل<<ة املراجع<<ة‬
‫والتقومي‪ <،‬ومرحلة التوزيع‪ ،‬ومرحلة التجميع‪ <،‬ومرحلة التفريغ الكمي والكيفي‪ ،‬ومرحلة التفسري‪ ،‬ومرحلة االستنتاج‬
‫ال <<يت تق <<وم على ذك <<ر احلل <<ول والنت <<ائج والتوجيه <<ات واإلرش <<ادات‪ ،‬باس <<تعمال< اإلحص <<اء واجلداول والرس <<وم البياني <<ة‬
‫والصور والرموز< الرقمية‪ <،‬واالستفادة من آليات اإلعالم واالتصال‪.‬‬

‫‪ ‬توزي ــع االستمــارة‪<:‬‬


‫ت <<وزع االس <<تمارة االس <<تجوابية< بطرائ <ق< ع <<دة‪ ،‬فق <<د ت <<وزع بطريق <<ة مباش <<رة‪ <،‬حيث يق <<دم الب <<احث اس <<تمارته بي <<ده إىل‬
‫املس <<تجوب‪ ،‬فتك <<ون املالحظ <<ة ‪ -‬هن <<ا‪ -‬إجيابي <<ة وفعال <<ة ملعرف <<ة ردود فع <<ل املس <<تجوب‪ ،‬وحتيني ظ <<روف االس <<تجواب‬
‫الذاتية واملوضوعية‪ .‬وقد توزع االستمارة على املستجوبني يف غياب الباحث‪ ،‬بيد أن هناك من ين<<وب عن<<ه يف ذل<<ك‪.‬‬
‫ومن هن<<ا‪ ،‬تك<<ون االس<<تمارة مباش<<رة‪ ،‬حينم<<ا يك<<ون الب<<احث واملس<<تجوب يف مك<<ان واح<<د‪ ،‬وق<<د يس<<مى ه<<ذا أيض<<ا‬
‫بأسلوب املقابلة‪.‬‬
‫بيد أن االستمارة قد توزع بطريقة غري مباشرة‪ ،‬حينما يكون املكان متس<عا وممت<دا‪ ،‬حيث يص<عب التواص<ل مباش<رة‬
‫م<ع املس<تجوب‪.‬ل<<ذا‪ ،‬يلتجئ الب<<احث إىل التواص<<ل م<<ع املس<تجوب عن طري<ق< الربي<<د الع<<ادي‪ ،‬أو عن طري<<ق اهلاتف‪ ،‬أو‬
‫عن طريق< الربيد الرقمي أو اإللكرتوين‪ ،‬ويسمى هذا بأسلوب املراسلة‪.‬‬
‫وتبقى الطريق<<ة املباش<<رة األفض<<ل واألجنح مقارن<ة< بالطريق<ة< غ<<ري املباش<<رة يف توزي<<ع االس<<تمارة االس<<تبيانية‪ <.‬وق<<د يك<<ون‬
‫التوزي <<ع لعين< <ة< مجاعي <<ة‪ ،‬حيث حتض <<ر إىل مك <<ان معني‪ ،‬فت <<وزع عليه <<ا االس <<تمارة بش <<كل مباش <<ر‪ <،‬مث جيم <<ع الب <<احث‬
‫االس<<تمارة لتفريغه<<ا‪ .‬وق<<د ت<<وزع لعين<<ة فردي<<ة‪ ،‬حيث يق<<دم لك<<ل ف<<رد االس<<تمارة مللئه<<ا‪ .‬وه<<ذه الطرائ<<ق كله<<ا ص<<احلة‬
‫لتنفيذ االستمارة‪.‬لكن هناك عدة عوائق حتول دون التوصل إىل استمارة حقيقية‪ ،‬كغياب املستجوب‪ ،‬والعش<<وائية< يف‬
‫امللء والكتابة‪ ،‬حينما حيس املستجوب بامللل والروتني بسبب طول االستمارة‪ ،‬وكثرة األسئلة‪.‬‬

‫‪ ‬كيف نكتب حبثا تربويا< يف ضوء االستمارة‪:‬‬


‫يقوم البحث< الرتبوي على جمموعة من اخلطوات املنهجية الضرورية‪ ،‬عندما يتعامل مع االس<<تمارة االس<<تبيانية‪ <،‬وميكن‬
‫حصرها يف النقط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬تدبيج مقدمة يف شكل تقرير عن البحث‪ ،‬بتبيان< العناصر< التالية‪:‬‬
‫‪‬موضوع الدراسة‪.‬‬
‫‪ ‬الدوافع الذاتية واملوضوعية‪.‬‬
‫‪ ‬فرضية البحث‪<.‬‬
‫‪ ‬أسئلة الدراسة وإشكالياهتا الرئيسية< والثانوية< والفرعية‪<.‬‬
‫‪70‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫‪ ‬طبيعة< البحث‪ <:‬وصفي‪-‬تارخيي‪ -‬جترييب‪.‬‬


‫‪ ‬منهج الدراسة< وخطواته ومعطياته< اإلحصائية‪<.‬‬
‫‪ ‬أمهية الدراسة‪<.‬‬
‫‪ ‬أهداف الدراسة‪<.‬‬
‫‪ ‬حدود الدراسة وأبعادها(حتديد مكان الدراسة< وزماهنا وحدودها)‪.‬‬
‫‪ ‬الدراسات السابقة‪<.‬‬
‫‪ ‬التصميم‪.‬‬
‫‪ ‬الصعوبات والعوائق واملشاكل اليت تعرتض الباحث‪.‬‬
‫‪ ‬شكر وتقدير‪.‬‬
‫‪ ‬كتاب<<ة م<<دخل البحث لش<<رح مفه<<وم ترب<<وي أساس<<ي‪ :‬ك<<أن نش<<رح مص<<طلح اهلدر املدرس<<ي‪ ،‬أو مص<<طلح مس<<رح‬
‫الطف<<ل‪ ،‬أو مص<<طلح العن<ف< ال<<رتبوي‪ ،‬أو مص<<طلح احلكام<<ة الرتبوي<<ة‪...‬إخل‪ <،‬وذل<<ك باالعتم<<اد على الق<<واميس واملع<<اجم‬
‫العربية واألجنبية لغة واصطالحا وسياقا‪.‬‬
‫‪ ‬الفصل األويل‪ :‬اإلطار النظري‪.‬‬
‫ينقس<<م الفص<ل< النظ<<ري إىل جمموع<<ة من العناص<<ر والعن<<اوين يف ش<<كل مب<<احث ومط<<الب‪ ،‬ك<<أن خنص<<ص – مثال‪ -‬ه<<ذا‬
‫الفصل لدراسة مفهوم التخطيط يف املستوى االبتدائي‪ ،‬فيكون التصميم على الشكل التايل‪:‬‬
‫‪ ‬املبحث األول‪ :‬مفهوم التخطيط‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬التخطيط لغة‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬التخطيط< اصطالحا‬
‫‪ ‬املبحث الثاين‪ :‬أمهية التخطيط‪.‬‬
‫‪ ‬املبحث الثالث‪ <:‬أهداف التخطيط وغاياته‪<:‬‬
‫‪ ‬املبحث الرابع‪ :‬مكونات التخطيط< البيداغوجي والديدكتيكي‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬التخطيط الرتبوي‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬التخطيط< الديدكتيكي‪.‬‬
‫‪ ‬املبحث اخلامس‪ :‬أنواع التخطيط وفق بيداغوجيا اإلدماج‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬التخطيط البعيد املدى‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬التخطيط< املتوسط املدى‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ <:‬التخطيط القريب< املدى‪.‬‬
‫خالصة الفصل< النظري<‬
‫‪71‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫الفصل الثاين‪ :‬اإلطار التطبيقي‬


‫ينقس< <<م الفص < <ل< التط< <<بيقي ب< <<دوره إىل مب< <<احث ومط< <<الب‪ ،‬ويغلب على ه< <<ذا الفص< <<ل االس< <<تقراء الوص< <<في من جه< <<ة‪،‬‬
‫واالستنباط< الكمي والكيفي من جهة أخرى‪ .‬فيكون التصميم ‪ -‬مثال‪ -‬على النحو التايل‪<:‬‬
‫املبحث األول‪ :‬التعريف< بالطرائق والتقنيات< املعتمدة‪ ،‬مع ذكر ظروف االستجواب ومشاكله الذاتية< واملوضوعية‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪:‬عرض< النتائج‪ <:‬حتليلها وتفسريها‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬ويتم استعراض< النت<ائج حس<ب ك<ل مبحث أو عنص<ر‪ ،‬باالس<تعانة< باجلداول‪ ،‬وحتدي<د النس<بة< املائوي<ة‪ ،‬واس<تعمال‬
‫املبي <<ان ال <<دائري وش <<به ال <<دائري< والعص <<وي‪ " .‬ويعت <<رب ه <<ذا الفص <ل< من أهم الفص <<ول يف البحث‪ ،‬إذ على الب <<احث أن‬
‫يعطي في <<ه وص <<فا دقيق <<ا ومفص <<ال لك <<ل العملي <<ات واإلج <<راءات ال <<يت ق<<ام هبا أثن <<اء إجناز البحث‪ ،‬فيص <<ف بدق <<ة كي <<ف‬
‫حص< < < <<ل على أدوات البحث‪ ،‬إن اس< < < <<تخدام أدوات ج< < < <<اهزة ك< < < <<الروائز مثال أو ط< < < <<رق بنائه< < < <<ا وجتريبه< < < <<ا بالنس< < < <<بة<‬
‫لالس<<تمارات‪ ،‬ويص<<ف عين<<ات البحث< وص<<فا ك<<امال باالعتم<<اد على ج<<داول توض<<ح الع<<دد اإلمجايل‪ ،‬ونس<<بة ال<<ذكور‬
‫واإلن <<اث‪ ،‬وحتدد ك <<ل اخلص <<ائص ال <<يت ح <<رص الب <<احث على توفره <<ا يف عين <<ات حبث <<ه كاملس <<توى الدراس <<ي‪ ،‬ونس <<ب‬
‫ال<<ذكاء‪ ،‬واملس<<توى االجتم<<اعي وغ<<ريه‪ ،‬مث كيفي<<ة احلص<<ول على العين<<ات أو اجملموع<<ات‪.‬ويع<<رض< أيض<<ا لطرائ <ق< تنفي <ذ<‬
‫البحث‪ ،‬ككيفي < <ة< توزي< <<ع االس< <<تمارات وتعبئته< <<ا أو إج< <<راء املق< <<ابالت أو التج< <<ارب‪ ،‬دون نس< <<يان ع< <<رض املربرات‬
‫واألس <<باب ال <<يت جعلت <<ه يعتم <<د تل <<ك الطرائ <<ق دون غريه <<ا‪.‬ويف التج <<ارب‪ <،‬الب <<د من وص <<ف طريق <<ة إج <<راء التجرب <<ة‪،‬‬
‫‪72‬‬
‫وطرائق وتقنيات< التحكم يف الضوابط‪ ،‬ونوع التصاميم التجريبية< اليت اعتمدت ومربرات اختيارها وحدودها‪".‬‬
‫ويعين هذا أن يتثبت< الباحث من ص<حة فرض<<ياته وإش<كالياته‪ <،‬ويق<<ارن النت<<ائج ال<يت توص<<ل إليه<ا بالنت<ائج ال<<يت توص<لت‬
‫إليه <<ا البح <<وث األخ <<رى تش <<اهبا واختالف <<ا‪ ،‬م <<ع حتدي <<د ظ <<روف البحث< ومالبس <<اته الذاتي <<ة واملوض <<وعية‪ ،‬واالس <<تعانة‬
‫باإلحص <<اء يف تتب <<ع ك <<ل بن <<د على ح <<دة‪ ،‬مس <<تثمرا< يف ذل <<ك اجلداول واملبيان <<ات‪ <،‬بالوص <<ف‪ ،‬واملناقش <<ة‪ ،‬والتحلي <<ل‪،‬‬
‫والتقومي‪ <،‬واملدارسة‪ ،‬والتوجيه‪ <،‬واملقارنة‪ ،‬واالستنتاج‪<...‬‬
‫خالص <<ة الفص <ل< الث <<اين‪ :‬ي <<ذيل البحث خبامتة يف ش <<كل خالص <<ات واس <<تنتاجات عام <<ة‪ .‬وق <<د تك <<ون اخلامتة مغلق <<ة من‬
‫جهة‪ ،‬حينما هتدف إىل إص<دار حكم هنائي ج<امع وم<انع‪ ،‬وق<د تك<ون خامتة مفتوح<ة من جه<ة أخ<رى‪ ،‬حينم<ا تس<تند‬
‫إىل اقرتاح فرضيات أخرى‪ ،‬ميكن أن تساهم يف إغناء املوضوع وإثرائ<ه‪ ،‬ويعقب ه<ذه اخلالص<ات اق<رتاح جمموع<ة من‬
‫التوص<يات واحلل<ول لرتقي<ة املنظوم<<ة الرتبوي<<ة والتعليمي<<ة ش<كال ومض<<مونا‪ ،‬أو كم<ا وكيف<ا‪ .‬وبع<<د ذل<ك‪ ،‬يض<ع الب<احث‬
‫ملحق<<ا الس<<تمارته< االس<<تبيانية‪ .‬وخيتم حبث<<ه بالئح<ة< املص<<ادر واملراج<<ع واملق<<االت الورقي<<ة والرقمي<<ة‪ ،‬م<<ع تث<<بيت الفه<<رس‬
‫العام‪.‬‬

‫‪ - 72‬خالد املري وإدريس قامسي‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.68:‬‬


‫‪72‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫‪ ‬إجيابيات االستمارة‪:‬‬
‫تتميز االستمارة مبجموعة من املزايا اإلجيابي<ة‪ <،‬فهي تق<دم إىل املس<تجوب مباش<رة< أو ع<رب الربي<د أو ع<رب ش<خص آخ<ر‪،‬‬
‫وق<<د تنش<<ر على ص<<فحات اجلرائ<<د واجملالت‪ ،‬أو ت<<ذاع ع<<رب شاش<<ة التلف<<زة‪ ،‬أوتعلن ع<<رب املواق<<ع الرقمي<<ة‪.‬ويع<<ين ه<<ذا أن‬
‫هن<<اك اس<<تمارة ورقي<<ة‪ ،‬واس<<تمارة رقمي<<ة‪ .‬ومن مث‪ ،‬فق<<د يك<<ون املس<<تجوب(بكس<<ر ال<<واو) حاض<<را أو غائب<<ا أو معوض<<ا‬
‫بش <<خص آخ <<ر‪ ،‬وق <<د ترس <<ل االس <<تمارة إىل املرس <<ل بواس <<طة الربي <<د الع <<ادي أو اإللك <<رتوين‪ .‬كم <<ا تع <<د االس <<تمارة من‬
‫اآللي < <<ات الرتبوي < <<ة الس < <<هلة يف عملي < <<ة االستكش < <<اف واالس < <<تجواب‪ ،‬باملقارن < <ة< م < <<ع املقابل < <<ة والروائ < <<ز واالمتحان < <<ات‬
‫واالختب<<ارات النفس<<ية‪ <.‬ويف ه<<ذا الس<<ياق‪ ،‬يق<<ول ال<<دكتور أمحد أوزي‪ ":‬ميكن لالس<<تبيان أن خيض<<ع للتق<<نني أك<<ثر من‬
‫غ<<ريه من الوس<<ائل< أو التقني<<ات البحثي<ة< األخ<<رى‪.‬كم<<ا أن<<ه يفي<<د يف احلص<<ول على بعض البيان<<ات الشخص<<ية أو احلرج<<ة‬
‫اليت اليستطيع< املبحوث عادة التعبري عنها يف حضور الباحث‪ ،‬كما هو احلال يف بعض التقنيات البحثية األخرى‪"73.‬‬
‫زد على ذل<<ك‪ ،‬ميكن االس<<تعانة بوس<<ائل اإلعالم واالتص<<ال احلديث <ة< يف بن<<اء االس<<تمارة االس<<تجوابية‪ ،‬وتش<<غيل الرم<<وز<‬
‫واخلانات والعالمات‪.‬‬

‫‪ ‬سلبيات االستمارة‪:‬‬
‫على ال < <<رغم من اإلجيابي < <<ات ال < <<يت يتم < <<يز هبا االس < <<تبيان‪ <،‬فإن < <<ه ل < <<ه جمموع < <<ة من الس < <<لبيات‪ .‬إذ يس < <<تلزم من الب < <<احث‬
‫واملس<<تجوب مع<<ا اإلملام باللغ<<ة‪ ،‬ودراي<<ة بأس<<اليبها‪ <،‬وامتالك معرف<<ة موس<<عة بتقني<<ات وض<<ع الس<<ؤال‪ ،‬عالوة على معرف<<ة‬
‫تام< <<ة بطرائ< <<ق البحث ال <<رتبوي ومناهج< <<ه الوص< <<فية< والتجريبي< <<ة والتارخيي< <<ة‪.‬زد< على ذل< <<ك‪ ،‬أن كث <<ريا من املس< <<تجوبني‬
‫اليعرفون اس<تخدام اللغ<ة بش<<كل أمث<ل‪.‬كم<<ا أن املس<<تجوبني ق<د يتعب<<ون يف ملء االس<<تمارة الطويل<ة‪ ،‬احملش<وة مبجموع<<ة‬
‫من االسئلة املرتاكبة واملرتاكم<ة‪.‬ل<ذا‪ ،‬ينبغي أن تك<ون االس<تمارة مرك<زة ومكثف<ة ومقتض<<بة وخمتزل<ة‪ <،‬بعي<دة عن احلش<و‬
‫واإلطن<<اب والتطوي<<ل املم<<ل‪.‬وينبغي أيض<<ا تنوي<<ع األس<<ئلة‪ ،‬فاس<<تعمال ن<<وع واح<<د من األس<<ئلة ق<<د ال ي<<ؤدي إىل نت<<ائج‬
‫إجيابي <<ة‪ <،‬وحق <<ائق مهم <<ة‪ " .‬مث إن اس <<تمارة االس <<تبيان< ال <<ذي حيوي على أس <<ئلة كث <<رية ق <<د ال تتم اإلجاب <<ة عنه <<ا بدق <<ة‬
‫لتس<<رب< املل<<ل إىل املبح<<وثني‪.‬مث إن ع<<دم حض<<ور الب<<احث أحيان<<ا م<<ع املبح<<وثني يغيب< بعض ردود فع<<ل املبح<<وثني‪ ،‬جتاه‬
‫بعض االس <<ئلة ال <<يت تث <<ري ردود فع <<ل خاص <<ة ل <<ديهم‪ ،‬مما جيع <<ل الب <<احث ال يس <<تفيد منه <<ا يف حال <<ة إرس <<ال أو توزي <<ع‬
‫‪74‬‬
‫االستبيان على املبحوثني وانتظار< مجعه‪ ،‬كثريا ما ال يكون العائد من االستمارات كافيا لتغطية بيانات البحث‪".‬‬
‫وهن <<اك س <<لبيات أخ <<رى تتعل <<ق بالب <<احث يف حال <<ة غياب <<ه‪ ،‬وس <<لبيات تتعل <<ق بطبيع< <ة< األس <<ئلة‪ ،‬وس <<لبيات تتعل <<ق أيض <<ا‬
‫باملستجوبني أنفسهم‪ .‬ويف هذا الصدد‪ ،‬يقول ديوبولد ب‪.‬فان دالني‪ ":‬مييل عزل بنود معين<ة< وحتدي<دها حتدي<دا دقيق<ا‪،‬‬
‫ألن جيع <<ل مالحظ <<ات املس <<تفتني موض <<وعية ومرك <<زة ومقنن <<ة‪ <.‬على أن ه <<ذه اخلص <<ائص املرغوب <<ة التض <<من أن ميدنا‬

‫‪ - 73‬عبد الكرمي غريب‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.25:‬‬


‫‪ - 74‬د‪.‬أمحد أوزي‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.25:‬‬
‫‪73‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫املفحوصون ببيانات موثوق فيها‪ ،‬وذلك ألن الناس اليستطيعون أو اليري<<دون يف أغلب األحي<<ان أن يق<<دموا إجاب<<ات‬
‫دقيق <<ة‪ <.‬فبعض الن <<اس يع <<انون من قص <<ور يف اإلدراك أو ال <<ذاكرة‪ ،‬أو غ <<ري ق <<ادرين على التعب <<ري اللفظي عن انطباع <<اهتم‬
‫وأفك<<ارهم تعب<<ريا دقيق<<ا‪.‬واملس<<تفتون< ال<<ذين ليس ل<<ديهم احلري<<ة يف الب<<وح باملعلوم<<ات‪ ،‬أو غ<<ري راغ<<بني يف ذل<<ك‪ ،‬أو غ<<ري‬
‫املؤهلني ل<<ه‪ ،‬ق<<د يتج<<اهلون أس<<ئلة معين<<ة‪ <،‬أو يزيف<<ون< إجاب<<اهتم‪.‬كم<<ا أن كث<<ريا من الن<<اس اليعط<<ون االس<<تفتاء اهتمام<<ا‬
‫ج<<ديا‪ ،‬فيمألون اس <<تماراهتم بإمهال‪ ،‬أو يس <<جلون م <<ا يفرتض <<ون حدوث<<ه‪.‬وليس< من الن <<ادر أن يكي <<ف بعض املس<<تفتني‬
‫إجاب<<اهتم لكي تتف<ق< م<<ع حتيزاهتم‪ ،‬أو حلماي<<ة مص<<احلهم اخلاص<<ة‪ ،‬أو الظه<<ور يف ص<<ورة أفض<<ل‪ ،‬أو إرض<<اء الب<<احث‪ ،‬أو‬
‫ليتفقوا< مع األمناط املقولبة اجتماعيا‪"75.‬‬
‫ومن مث‪ ،‬فلالس<<تمارة االس<<تبيانية< مزاي<<ا إجيابي<<ة يف عملي<<ة البحث< والتنقيب ومجع املعطي<<ات البياني<<ة‪ .‬ويف ال<<وقت نفس<<ه‪،‬‬
‫هلا س<<لبيات وهن<<ات ت<<ؤثر عليه<<ا بش<<كل من األش<<كال‪ ،‬والس<<يما حينم<<ا يتعام <ل< املس<<تجوب م<<ع االس<<تمارة بن<<وع من‬
‫التعب والكسل واإلمهال والالمباالة‪.‬‬

‫وهكذا‪ ،‬يتبني لنا أن االستمارة من أهم التقنيات اليت تعتمد عليها املالحظة االستطالعية من جهة‪ ،‬وتعد ك<<ذلك من‬
‫أهم األدوات البحثي <<ة ال <<يت تس <<تعمل يف املنهج الوص <<في من جه <<ة أخ <<رى‪ .‬وهتدف االس <<تمارة االس <<تبيانية< إىل دراس <<ة‬
‫جمموع <<ة من الظ <<واهر الرتبوي <<ة والديدكتيكي <<ة‪ ،‬يف ض <<وء جمموع <<ة من األس <<ئلة والبن <<ود املرتب <ة< ترتيبي <<ا منطقي <<ا ونفس <<انيا‬
‫وموضوعاتيا‪ .‬ومن هنا‪ ،‬تسعى االستمارة االستبيانية إىل جتميع جمموعة من املعلومات واملعطيات املوجهة إىل عين<<ات‬
‫اس<<تجوابية< متثيلي<<ة لتحقي <ق< ه<<دف ترب<<وي وتعليمي معني‪ ،‬خيدم الفرض<<ية< أو اإلش<<كالية< البحثي <ة< األساس<<ية‪.‬وبع <د< جتمي<<ع‬
‫املعلوم< < <<ات‪ ،‬يتم تفريغه< < <<ا وقراءهتا فهم< < <<ا وتفس< < <<ريا‪ ،‬وتس< < <<طري النت< < <<ائج املرج< < <<وة‪ ،‬م< < <<ع تق< < <<دمي جمموع< < <<ة من النص< < <<ائح‬
‫والتوجيهات والتوصيات واالقرتاحات‪.‬‬

‫‪ - 75‬ديوبولد ب‪.‬فان دالني‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.342-341 :‬‬


‫‪74‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫الفصل اخلامس‪:‬‬

‫دراس ـ ــة الحالة في المجال التربوي‬

‫تعد دراسة احلالة) ‪( Etude de cas‬من أهم التقنيات< واآلليات التحليلي<ة‪ ،‬ال<يت تس<<تعني هبا ع<دة عل<وم ومع<<ارف‪،‬‬
‫كعلم النفس‪ <،‬وعلم االجتماع‪ ،‬وعلم االقتصاد‪ ،‬والطب‪ ،‬والبيداغوجيا‪ ،‬وعلم اإلدارة‪...‬‬
‫وتسعف هذه الطريقة التحليلية الدارسني واحملللني واملتدربني وطلبة العلم على مواجهة املشاكل والوقائع‪ ،‬عن طري<<ق‬
‫حتليله <<ا‪ ،‬ومدارس <<تها‪ ،‬وتش <<خيص الوض <<عيات املعط <<اة‪ ،‬س <<واء أك <<انت بس <<يطة أم معق <<دة‪ ،‬من أج <<ل معاجلته <<ا‪ ،‬وإجياد‬
‫احللول الناجعة للص<عوبات ال<يت يتع<رض< هلا األف<راد واجلماع<ات‪ ،‬وذل<ك داخ<ل س<ياق زمك<اين معني‪ ،‬بغي<ة< متثله<ا قص<د‬
‫مواجهة وضعيات متشاهبة يف املستقبل‪.‬‬
‫وتش<<كل دراس<ة< احلال<<ة أيض<<ا وس<<يلة تقوميي<ة< جملم<<وع املش<<اكل ال<<يت يواجهه<<ا اإلنس<<ان يف حميط<<ه‪ ،‬عن طري<ق< حتويله<<ا إىل‬
‫ظ <<واهر رمزي <<ة افرتاض <<ية أو واقعي <<ة‪ ،‬وذل <<ك يف ش <<كل خطاب <<ات س <<ردية< أو وص <<فية حمبك <<ة بش <<كل معق <<د‪ ،‬ومتض <<منة‬
‫للوض <<عيات اإلش <<كالية ال <<يت ينبغي معاجلته <<ا بطريق< <ة< علمي <<ة موض <<وعية‪ ،‬قص <<د الوص <<ول إىل احلل <<ول املناس <<بة‪ ،‬الختاذ‬
‫القرارات املالئمة بصددها‪.‬‬
‫وس<<وف نقتص<<ر يف ه<ذه الدراس<<ة على دراس<<ة احلال<<ة يف اجملال البي<<داغوجي والدي<<داكتيكي‪ ،‬من أج<<ل التعم<<ق يف آلياهتا‬
‫النظرية واملنهجية والتطبيقية‪.‬‬

‫‪ ‬تعريف< دراسـ ـ ـة< احلالة‪:‬‬


‫ميكن تعريف دراسة احلالة لغة واصطالحا‪ ،‬وذلك على الشكل التايل‪:‬‬

‫‪‬احلالة لغ ـ ـ ــة‪<:‬‬
‫تشتق كلمة احلالة من فعل حال وح<ول‪ ،‬واملص<<در االمسي ح<ال أو احلال‪ .‬ومن مث‪ ،‬فاحلال<<ة يف اللغ<<ة احلال‪ ،‬واحلال<<ة يف‬
‫علم النفس اهليئ<<ة النفس<<ية أول ح<<دوثها‪ ،‬قب<<ل أن ترس<<خ‪ ،‬واحلال يف الطبيع <ة< كيفي<<ة س<<ريعة ال<<زوال‪ ،‬من حنو‪ :‬ح<<رارة‪،‬‬
‫وبرودة‪ ،‬ويبوسة‪ ،‬ورطوبة عارض<ة‪ .‬أم<ا احلال فه<و ال<وقت ال<ذي أنت في<ه‪ ،‬والكس<اء ال<ذي حيتش في<ه‪ ،‬واللنب‪ ،‬وح<ال‬
‫ال<<دهر‪ :‬ص<<روفه‪ ،‬وح<<ال الش<<يء‪ :‬ص<<فته‪ <،‬وح<<ال اإلنس<<ان‪ :‬م<<ا خيتص ب<<ه من أم<<وره املتغ<<رية احلس<<ية واملعنوي<<ة‪ ،‬والعجل<<ة‬
‫يعلم عليها الصيب املشي‪ ،‬ويف النحو‪ :‬الزمان< احلاضر‪ ،‬ولفظ يبني اهليئة اليت عليها الشيء عن<د مالبس<ة الفع<ل< ل<<ه واقع<<ا‬

‫‪75‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫من<<ه أو علي<<ه‪ ،‬ويف البالغ<<ة‪ <:‬األم<<ر ال<<داعي إىل إي<<راد الكالم الفص<<يح على وج<<ه خمص<<وص‪ ،‬وكيفي<<ة معين<<ة‪ <،‬مجع أح<<وال‬
‫وأحولة‪.76‬‬
‫ويت<<بني لن<<ا‪ ،‬من ه<<ذه االش<<تقاقات اللغوي<<ة‪ ،‬أن احلال<<ة هي ص<<فة الش<<يء وهيئت<<ه وطبيعت<<ه وأحوال<<ه املتغ<<رية‪ ،‬أم<<ا يف اللغ<<ة‬
‫األجنبي< <<ة‪ ،‬فكلم< <<ة( ‪ ) cas‬تع< <<ين حال< <<ة وح < <<ال وظ< <<رف وع< <<ارض‪ ،‬وق < <<د يقص< <<د هبا حال< <<ة إع< <<راب يف جمال النح< <<و‬
‫واللسانيات‪.‬‬

‫‪‬دراسة< احلالة اصطالحا‪:‬‬


‫من املع<روف أن دراس<ة< احلال<ة عب<ارة عن وض<عية< إش<كالية‪ ،‬ق<د تك<ون خيالي<ة افرتاض<ية أو واقعي<ة‪ <،‬تنص<ب على دراس<ة<‬
‫جمموع<<ة من الظ<<واهر واألش<<ياء والتص<<ورات< والنظري<<ات< والعوام<<ل داخ<<ل س<<ياق معني‪ .‬وتعت<<رب دراس<<ة احلال<<ة من أب<<رز‬
‫األدوات ال<<يت تس<<اعد الب<<احث على مجع معلوم<<ات ش<<املة‪ ،‬واستحص<<ال ق<<در أك<<رب من املعطي<<ات لدراس<<ة احلال<<ة قي<<د‬
‫الدراسة‪ ،‬س<واء يف اجملال النفس<ي أم االجتم<<اعي أم ال<رتبوي‪ ،‬من أج<<ل اختاذ ق<<رارات ص<ائبة< ملعاجلة ظ<اهرة م<ا‪ .‬وهن<اك‬
‫العديد من التعاريف< اليت حاولت رصد دراسة احلالة يف جماالت خمتلف<ة ومي<ادين< متنوع<ة قص<د فهمه<ا وتفس<ريها‪.‬ومن‬
‫ه <<ذه التع <<اريف أن دراس< <ة< احلال <<ة طريق <<ة إجرائي <<ة حتليلي <<ة لدراس <<ة الظ <<اهرة االجتماعي <<ة من خالل التحلي <<ل املعم <<ق‪،‬‬
‫لإلحاطة حبالة معينة‪ <،‬ودراستها دراسة شاملة‪ ،‬وق<د تك<ون ه<ذه احلال<ة ف<ردا‪ ،‬أو جمتمع<ا حملي<ا‪ ،‬أو جمتمع<ا كب<ريا‪ ،‬أو أية‬
‫وحدة أخرى يف احلياة االجتماعية‪.‬‬
‫وتعت<<رب دراس<<ة احلال<<ة أيض<<ا عملي<<ة حتلي<<ل ملمارس<<ات إداري<<ة واقعي<<ة أو افرتاض<<ية‪ ،‬من أج<<ل التع<<رف< على م<<واطن الق<<وة‬
‫والض<<عف فيه<<ا‪ ،‬واس<<تقراء< املش<<كالت اإلداري<<ة ال<<يت تتض<<منها من خالل أس<<ئلة حمددة ملحق<<ة هبا‪ ،‬هبدف التعلم منه<<ا‪،‬‬
‫والتّ<<درب< على ح<<ل املش<<كالت يف املواق<<ف املش<<اهبة‪.‬ومن مث‪ ،‬ت<<دخل دراس <ة< احلال<<ة يف إط<<ار م<<ا يس<<مى يف علم النفس‬
‫الرتبوي أو علم النفس العالجي ببحث املشكالت العملية التطبيقية‪<.‬‬
‫هذا‪ ،‬وإن دراسة< احلالة من وسائل التقومي واملعاجلة‪ ،‬كما هي منهجية< وأداة للتعلم‪ ،‬تنطلق من مث<<ال معق<<د‪ ،‬يؤخ<<ذ يف‬
‫كليته داخل سياقه‪ .‬وبالتايل‪ ،‬ترتكز< على الفهم الكلي للمثال ( احلالة )‪ ،‬مع تقدمي وصف تفصلي له‪.‬‬
‫ومن الذين عرفوا دراسة< احلالة نذكر( ي<<ان ‪ ،) R.Yin‬وذل<ك يف كتاب<ه‪( :‬حبث يف دراس<<ة احلال<<ة‪Case Study/‬‬
‫‪ ،) research‬ال<<ذي خصص<<ه للج<<انب االجتم<<اعي‪ ،‬ودراس<ة< احلال عن<<ده عب<<ارة عن حتقي<ق< جتري<<يب لظ<<اهرة معاص<<رة‬
‫مدروسة يف سياقها‪ ،‬خاصة عندما تكون احلدود بني الظاهرة وسياقها غري عادية وطبيعية‪<.‬‬
‫وجتيب دراس<<ة احلال<<ة عن األس<<ئلة التالي<<ة‪ <:‬م<<اذا؟ وكي<<ف؟ وملاذا؟ونفهم من ك<<ل ه<<ذا أن دراس <ة< احلال<<ة هي عب<<ارة عن‬
‫حتليل تنظيمي لوضعية ما‪ ،‬من أجل إجياد احللول املمكنة‪ <،‬ومعاجلة املشاكل‪.‬‬

‫‪ -76‬أمحد حس<<ن الزي<<ات وآخ<<رون‪ :‬املعجم الوس<<يط‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬املكتب<<ة اإلس<<المية‪ ،‬اس<<تانبول ‪ ،‬تركي<<ا‪ ،‬الطبع<<ة الثاني<<ة‪ ،‬س<<نة ‪1972‬م‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.209‬‬
‫‪76‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫ه< <<ذا‪ ،‬وتس< <<تند دراس< <<ة احلال< <<ة إىل الربهن< <<ة احلجاجي< <<ة‪ <،‬واس< <<تخدام العق < <ل< واملنط< <<ق وال< <<رتكيب واإلبداعي< <<ة يف اق< <<رتاح‬
‫التش<<خيص< اجلي<<د‪ ،‬وتب<<ين التحلي<<ل املناس<<ب‪ <،‬واختاذ الق<<رار< الس<<ليم‪ ،‬وع<<رض االقرتاح<<ات املالئم<<ة للوض<<عية‪ .‬كم<<ا حتوي‬
‫دراس <<ة احلال <<ة الس <<ياق‪ ،‬وجمموع <<ة من املف <<اهيم اإلجرائي <<ة‪ ،‬والقض <<ية احملبك <<ة‪ ،‬وتفص <<يل احليثي <<ات الذاتي <<ة واملوض <<وعية‪<،‬‬
‫واس<<تعراض< املش<كلة‪ -‬الوض<عية‪.‬ومن هن<ا‪ ،‬تص<<ف احلال<<ة وض<عية وقعت فعال يف الواق<ع املوض<وعي‪ ،‬أو مل تق<ع إال على‬
‫الص <<عيد النظ <<ري والتص <<وري‪ .‬ويتم ذل <<ك ع <<رب عملي <<ات التولي <<د واالختالق واالف <<رتاض الرم <<زي‪ <،‬وتنب <<ين على حتدي <<د‬
‫املش <<كل ال <<رئيس ال <<ذي يس <<تتبع إجياد احلل <<ول املالئم <<ة ل <<ه‪ ،‬واختاذ الق <<رارات< املناس <<بة‪ <.‬وتتض <<من الوض <<عية اإلش <<كالية‬
‫املدروسة جمموعة من التعليمات< اليت ميكن أخذها بعني االعتبار‪ <،‬وهي‪ :‬السياق‪ ،‬واألحداث‪ ،‬والعواط<<ف‪ <،‬ووجه<<ات‬
‫النظر‪ <،‬واملعارضون للحالة‪ ،‬واملعطيات اإلحصائية‪ ،‬اخل‪.‬‬
‫ويعرف شامربالن والڤوا وماركيز( ‪ ) ,Chamberland, Lavoie et Marquis‬دراسة< احلالة بأهنا عب<<ارة‬
‫عن مش< <<كل افرتاض< <<ي أو واقعي‪ ،‬يس< <<توجب تشخيص< <<ه‪ <،‬قص< <<د إجياد حل< <<ول‪ ،‬واس< <<تنباط قواع< <<د ومب< <<ادئ تطبيقي < <<ة‬
‫الستعماهلا‪ ،‬وتوظيفها يف حاالت مشاهبة‪.77‬‬
‫ويعرفه< <<ا موش< <<يلي( ‪ ) Mucchielli‬يف س< <<نة ‪ 1969‬م بأهنا مبثاب < <ة< نص مكت< <<وب أو خمتل< <<ق‪ ،‬وهي ك< <<ذلك مبثاب < <ة<‬
‫ش<<هادة ش<<فوية< أو مس<<جلة‪ ،‬متعلق<<ة بوض<<عية إش<<كالية ملموس<<ة وواقعي<<ة‪ <،‬ق<<د تك<<ون حادث<<ا ل<<ه دالل<<ة‪ ،‬يش<<ري إىل وض<<عية<‬
‫مثرية أوحتليل نقدي‪ .‬وباختصار‪ <،‬فدراسة احلالة هي بسط أو نشر وضعية داخ<ل س<ياق معني‪ .‬وتس<اهم دراس<ة< احلال<<ة‬
‫يف البحث< عن املعلومات اليت توصل إىل حتليل املشكل أو إىل اختاذ القرار الناجع‪.78‬‬

‫‪‬مصــادر< دراسة< احلال ــة‪<:‬‬


‫نستقي معطيات دراسة احلالة‪ ،‬ومتوهنا‪ ،‬وأمثلته<ا‪ ،‬ومناذجه<ا الواقعي<ة واالفرتاض<ية من مص<ادر ع<دة‪ ،‬ومراج<ع متنوع<ة‪<،‬‬
‫حيث ميكن تس <<خريها يف البحث واملعاجلة والتش <<خيص< والتق <<ومي والدراس< <ة< واملعاجلة‪ ،‬قص <<د متثله <<ا نظري <<ا وتطبيقي <<ا‪<.‬‬
‫وميكن حصرها يف األشخاص الذين يتحولون إىل مصادر للتوثيق< املرجعي‪ ،‬والصحف‪ <،‬واجملالت‪ ،‬والكتب‪ ،‬واملواقع‬
‫اإللكرتوني <<ة والش <<بكات الرقمي <<ة‪ <،‬والتوثي <<ق الت <<ارخيي‪ ،‬وأرش <<يف< املؤسس <<ات الرتبوي <<ة التعليمي <<ة‪ <،‬والوث <<ائق الواقعي <<ة‪<،‬‬
‫‪79‬‬
‫واإلحصاء‪ ،‬والببليوغرافيات‪ <،‬والدراسات اليت تناولت ومازالت تتناول دراسة احلالة بشكل نظري< وتطبيقي‪...‬‬
‫‪ ‬مواصفات دراسة احلالة‪ ،‬وطريقة صياغتها‪:‬‬

‫‪77‬‬
‫‪-CHAMBERLAND, G., LAVOIE, L. et MARQUIS, D. 20 formules pédagogiques.‬‬
‫‪Québec Presses de l'Université du Québec P.U.Q.) (1995).P.91.‬‬
‫‪78‬‬
‫‪- A Regarder MUCCHIELLI, R. La méthode des cas. Paris : Éditions sociales‬‬
‫‪françaises. (1969, 1979).‬‬

‫‪79‬‬
‫‪- Bibliographie‬‬
‫‪77‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫تصاغ دراسة< احلالة الرتبوية أو التعليمي<ة< أو اإلداري<ة< بطريق<ة< س<<ردية< أو وص<فية أو درامي<<ة أو اس<<تجوابية< توليدي<<ة‪ <،‬كم<ا‬
‫تص<<اغ يف ش<<كل س<<يناريو يص<<ف جمموع<<ة من الظ<<روف الرتبوي<<ة أو اإلداري<<ة ال<<يت تش<<خص مش<<كال م<<ا‪ .‬كم<<ا ت<<رد< يف‬
‫ش<<كل قص<<ة حمبك<<ة‪ ،‬ختض<<ع جملموع<<ة من آلي<<ات املنت الس<<ردي‪ ،‬من أح<<داث‪ ،‬وعق<<دة‪ ،‬وش<<خوص‪ ،‬وفض<<اء‪ ،‬وص<<ياغة‬
‫أس<<لوبية‪ .‬أو ت <<رد يف ش <<كل س <<رية تارخيي <<ة‪ ،‬تتض <<من قض<<ايا أو مش<<كالت تربوي <<ة أو إداري <<ة مقص<<ودة‪ ،‬يش<<ار إليه <<ا من‬
‫خالل أس <<ئلة حمددة‪ .‬ويع <<ين ه<<ذا أن دراس <<ة احلال <<ة عب <<ارة عن مث <<ال إج <<رائي واقعي ملم <<وس وحس <<ي‪ ،‬يص <<اغ بطريق <<ة‬
‫تقريرية< وصفية أو سردية‪ ،‬أو يف شكل حوار درامي قابل للتشخيص والتمثيل‪<.‬‬
‫ه<<ذا‪ ،‬وإن دراس <ة< احلال<<ة وص<<ف مكت<<وب لظ<<اهرة تربوي<<ة‪ ،‬يواجهه<<ا الف<<رد< أو اجلماع<<ة‪ ،‬أو مؤسس<<ة تربوي<<ة م<<ا‪ ،‬حيث‬
‫توضح الدراسة< حيثيات احلالة‪ ،‬وكيفية بدايتها‪ <،‬وتطورها‪ ،‬وتعقدها‪ ،‬إىل أن تصبح مشكلة هنائي<<ة‪ <،‬تس<<توجب املعاجلة‬
‫املناسبة‪.‬‬
‫وق<<د تص<<اغ دراس<<ة احلال<<ة يف ش<<كل أح<<داث‪ ،‬ومواق<<ف افرتاض<<ية خيالي <ة< أو واقعي<<ة‪ <،‬مس<<تمدة من مش<<اكل األف<<راد أو‬
‫اجلماع<<ات أو املؤسس<<ات‪ ،‬وق<<د تك<<ون مش<<اكل مستعص<<ية< ق<<دمت هلا معاجلات فاش<<لة‪ ،‬فتح<<ولت إىل نص<<وص رمزي<<ة‬

‫‪GUILBERT, L. et OUELLET, L. Étude de cas _ Apprentissage par problèmes. Québec:‬‬


‫‪P.U.Q, (1997). 137 p.‬‬

‫‪CHAMBERLAND, G., LAVOIE, L. et MARQUIS, D. 20 formules pédagogiques.‬‬


‫‪Québec Presses de l'Université du Québec P.U.Q.). (1995).‬‬

‫‪LIPMAN, M. À l'école de la pensée. Traduction de Thinking in Education par Nicole‬‬


‫‪Decostre. Bruxelles: De Boeck. (1995).‬‬

‫)‪MUCCHIELLI, R. La méthode des cas. Paris : Éditions sociales françaises. (1969, 1979‬‬

‫‪RICHERT, A. E.. Case methods and teacher education: using cases to teach teacher‬‬
‫‪reflection. In Tabachnick, B. R. et Zeichner, K. (Eds.), pp. 130-150. Isues and practices‬‬
‫)‪in inquiry-oriented teacher education. New York: Falmer. (1991‬‬

‫‪SWARTZ, R. et PERKINS, D. Teaching Thinking. Issues and Approaches. Pacific‬‬


‫)‪Grove, CA: Midwest Publications. (1991‬‬

‫‪VAN STAPPEN, Y. L'enseignement par la méthode des cas : nature et fonctions,‬‬


‫‪techniques d'application, types d'apprentissage. Joliette : Cégep Joliette-De Lanaudière. .‬‬
‫)‪(1989‬‬

‫‪78‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫عام< <<ة‪ ،‬جلع< <<ل املت< <<دربني والب< <<احثني ال< <<رتبويني واملدرس< <<ني واإلداريني يفك< <<رون يف طرائ< <<ق معاجلته< <<ا‪ ،‬وذل< <<ك بواس< <<طة‬
‫استعمال الفكر النقدي‪ ،‬والغربلة< الذهنية‪ <،‬إلجياد األجوبة املمكنة واملالئمة‪ .‬وبتعبري آخر‪ ،‬إن دراسة< احلالة عب<<ارة عن‬
‫موقف معقد‪ <،‬يعطي للمحلل اجملال الستخدام كفاءاته الذهنية والتحليلي<<ة واملنهجي<<ة‪ ،‬لتحدي<<د املش<<كلة املستعص<<ية‪ ،‬أو‬
‫استكش< < <<اف نقط< < <<ة اخلالف الرئيس < < <ة< يف ه< < <<ذا املوق< < <<ف املعطى‪ ،‬واق< < <<رتاح م< < <<ايراه من حل< < <<ول ناجع< < <<ة ملعاجلة ه< < <<ذا‬
‫املوقف‪.‬وحتض<ر دراس<ة< احلال<ة‪ -‬كم<ا أثبتن<<ا ذل<ك س<الفا‪ -‬يف ش<كل نص س<ردي< أو قصص<ي‪ ،‬أو يف ش<<كل سينوبس<<يس‬
‫سينمائي‪ ،‬مذيل باألسئلة اليت ينبغي أال تتعدى ثالثة أسئلة‪ ،‬يف ظرف زمين ال يتعدى< ساعتني‪.‬‬
‫كم <<ا جتم <<ع دراس <ة< احلال <<ة‪ ،‬يف مض <<امينها‪ <،‬ووس <<ائلها‪ ،‬وآلياهتا املفاهيمي <<ة واإلجرائي <<ة‪ ،‬بني اجلوانب النظري <ة< واجلوانب‬
‫التطبيقي< <<ة‪ .‬ومن مث‪ ،‬تق< <<رب املدرس< <<ني واملت< <<دربني من الواق< <<ع‪ ،‬ملعاجلة املش< <<اكل مي< <<دانيا وجتريبي< <<ا‪ <،‬ب< <<دال من االكتف< <<اء‬
‫بالنظريات والتصورات< اجملردة فقط‪ .‬وتساعد هذه الطريقة< على التش<بع ب<املنهج ال<دميقراطي‪ <،‬والتعب<<ري عن اآلراء بك<ل‬
‫حري <<ة‪ ،‬واالحتك <<ام إىل الفك <<ر النق <<دي< احلر‪.‬ومن عوام <<ل جناح أس <<لوب دراس <ة< احلال <<ة الرتبوي <<ة ق <<درة ك <<اتب احلاالت‬
‫الرتبوي<<ة على حتبي<<ك القص<<ة‪ ،‬وإب<<راز املش<<اكل والقض<<ايا< املستعص<<ية‪ <،‬وص<<ياغة األس<<ئلة امللحق<<ة باحلال<<ة‪ ،‬بص<<ورة تس<<اعد‬
‫على حتيني املش <<كالت والوض <<عيات الص <<عبة‪ ،‬وال <<يت تس <<عف ال <<دارس ب <<دورها على حله <<ا‪ ،‬م <<ع رب <<ط احلال <<ة املدروس <<ة‬
‫بقض< < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < <<ية تربوي< < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < <<ة أو تعليمي< < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < <<ة أو إداري< < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < <<ة‪<.‬‬
‫وتق< <<وم دراس< <<ة احلاالت اإلداري < <ة< على فلس< <<فة مؤداه< <<ا أن حتلي< <<ل مناذج من املمارس< <<ات اإلداري< <<ة الس< <<ائدة يف الواق< <<ع‬
‫العملي‪ ،‬وتفحص <<ها بش <<كل نظ <<ري‪ ،‬خط <<وة ض <<رورية للمت <<درب‪ <،‬من أجل اإلحاط <<ة بالعم <<ل ال <<رتبوي والدي <<داكتيكي‬
‫واإلداري‪ ،‬وفهم عناص <<ره‪ ،‬والتّ <<درب على اختاذ الق <<رار الص <<ائب< قب <<ل التط <<بيق الفعلي؛ ألن <<ه يعطي املتفحص فرص <<ة‬
‫االجتهاد والتجريب‪ <،‬بعيداً< عن ضغوط العمل الفعلية‪ ،‬والعوامل املؤثرة يف اختاذ القرار‪.‬‬

‫‪ ‬كيف انتقلت دراسة< احلالة إىل البيداغوجيا؟‬


‫من املع<<روف أن دراس <ة< احلال<<ة ق<<د طبقت< يف ب<<دايتها يف جمال البحث العلمي‪ ،‬وحبوث علم النفس‪ ،‬وعلم االجتم<<اع‪،‬‬
‫والطب‪ <،‬واالقتص<<اد‪ ،‬وعلم اإلدارة‪ ،‬وعلم الت<<دبري والتس<<يري‪ ،‬ومل تطب <ق< يف جمال التق<<ومي والبي<<داغوجيا إال يف الس<<نوات‬
‫املت <<أخرة من الق <<رن املاض <<ي‪ .‬ويع <<ين ه<<ذا‪ ،‬أن دراس <ة< احلال <<ة مل تظه <<ر إال يف اخلمس <<ينيات< من الق <<رن العش <<رين يف جمال‬
‫الدراس < < <<ات االجتماعي < < <<ة والس < < <<يكولوجية القائم < < <<ة على التج < < <<ريب‪ ،‬والتحقي < < <<ق‪ <،‬واألرش < < <<فة‪ ،‬والتوثي < < <<ق اإلحص < < <<ائي‬
‫والعلمي‪...‬وقد استعملت دراسة< احلالة يف ع<دة مي<<ادين وجماالت متنوع<<ة وخمتلف<<ة‪ ،‬منه<<ا‪ :‬العل<<وم االجتماعي<<ة‪ ،‬والعل<<وم‬
‫السياسية‪ <،‬وعلم النفس‪ ،‬والطب‪ ،‬والتسيري اإلداري‪ ،‬والعالقات الدولية‪ ،‬وعلم التقومي‪<....‬‬

‫‪ ‬أنـ ــواع دراسة احلالة‪:‬‬

‫‪79‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫ميكن احلديث عن أن <<واع ع <<دة من احلاالت حس <<ب اجملاالت واملي <<ادين‪ <،‬وحس <<ب جمموع <<ة من العناص <<ر واملكون <<ات‪.‬‬
‫فعلى مس < <<توى املض < <<امني‪ ،‬جيوز احلديث عن احلال < <<ة الرتبوي < <<ة املتعلق < <<ة مثال مبن < <<اهج التعليم‪ ،‬والطرائ < <ق< البيداغوجي < <<ة‪<،‬‬
‫كالت < <<دريس بالكفاي< <<ات والوض < <<عيات؛ وتن < <<اول الظ< <<واهر الس < <<ائدة يف احملي< <<ط ال < <<رتبوي والتعليمي‪ ،‬كظ< <<اهرة الغش‪،‬‬
‫والتغيب‪ <،‬وعدم االهتمام‪ ،‬والرسوب‪ ،‬والكسل؛ واالستهتار بالنظام املدرسي‪ ،‬واإلخالل ب<<األخالق املدرس<ية‪ ،‬وع<دم‬
‫االهتمام بفضاء املدرسة‪ <،‬والنزوع الفردي‪ ،‬وانعدام االستعداد< للتعلم والتكوين‪ ...‬وهناك احلالة االجتماعية اليت هتتم‬
‫على سبيل< التمثيل بالفوارق االجتماعية‪ ،‬والعنف< االجتماعي‪ ،‬واهلدر الدراسي‪ ...‬وهناك احلال<ة التواص<لية ال<يت تتعل<ق‬
‫بدراسة أنواع التواص<ل‪ ،‬وانعدام<ه‪ <،‬وذك<ر معيقات<ه‪ ،‬واإلش<ارة إىل تف<اوت اخلط<اب التواص<لي‪ ...‬وهن<اك احلال<ة الثقافي<ة‬
‫ال<<يت تنب<<ين على رص<<د جمموع<<ة من املواض<<يع ذات الص<<بغة الثقافي<<ة‪ <،‬ك<<االختالف الثق<<ايف‪ <،‬والص<<راع الثق<<ايف‪ <،‬والوس<<ط‬
‫واملدرس<<ة‪ ،‬والتنش<<ئة< االجتماعي<<ة‪ ،‬وتع<<دد الثقاف<<ات داخ<<ل القس<<م واملدرس<<ة‪ <،‬والتع<<رض للمتخي <ل< االجتم<<اعي واملعرف<<ة‬
‫املدرسية‪ <...‬باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬نذكر‪ :‬احلالة االجتماعية‪ ،‬واحلالة النفسية‪ ،‬واحلالة اإلدارية‪ <،‬واحلالة الص<<حية‪ ،‬واحلال<<ة‬
‫االقتصادية‪ ،‬واحلالة األخالقية‪ ،‬واحلالة العلمية‪...‬‬
‫وهن<<اك تص<<نيف< آخ<<ر للحال<<ة املدروس<<ة يرتك<<ز على املنهجي<<ة واخلط<<وات اإلجرائي<<ة‪ ،‬إذ جند حال<<ة التحلي<<ل ‪Le cas‬‬
‫‪ ( analyse‬ينص< <<ب الرتك< <<يز فيه< <<ا على حتلي< <<ل احلال< <<ة‪ ،‬وإب< <<راز مش< <<كلها)‪ ،‬وحال< <<ة الق< <<رار ‪Le cas décision‬‬
‫( ينص<ب< األم<<ر على حتدي<<د الق<<رار املتخ<<ذ يف قض<<ية م<<ا)‪ ،‬واحلدث النق<<دي ‪( L'incident critique‬يرتك<ز< عن<<د‬
‫موش<<يللي على دراس <ة< ح<<دث معق<<د‪ ،‬أو دراس <ة< وض<<عيات متش<<ابكة‪ ،‬تت<<داخل فيه<<ا عالق<<ات إنس<<انية< من خالل رؤي<<ة‬
‫نقدية)‪.‬‬
‫وهناك تصنيف< آخر للحالة على مستوى الكمي والتقنني‪ ،‬فهناك احلالة املكتمل<ة النهائي<<ة‪ <،‬واحلال<ة املتتالي<ة< يف الت<<درج‪،‬‬
‫وهي احلال < <<ة ال < <<يت مل تكتم < <<ل بع < <<د‪ ،‬ب < <<ل هي م < <<ازالت يف الت < <<درج‪ <،‬كم < <<ا ه < <<و ش < <<أن حال < <<ة الق < <<رار‪ <،‬وتقني < <<ة بيگ < <<ور‬
‫‪ Technique de Pigors‬ال <<يت تعتم <<د على تق <<دمي معلوم <<ات قليل <<ة عن الظ <<اهرة‪ .‬ل <<ذا‪ ،‬تس <<توجب احلال <<ة مجع‬
‫معلومات كثرية عن املوض<وع املدروس‪ ،‬باس<تخدام احلوار واالس<تجوابات واملقابل<ة‪ ،‬واحلال<ة اجلزئي<ة ‪Cas partiel‬‬
‫اليت تتكئ على معطيات جزئية غري كافية لدراسة الظاهرة بشكل كلي‪.‬‬
‫وهن<<اك ح<<االت أخ<<رى على مس<<توى جتنيس الظ<<اهرة املرص<<ودة‪ ،‬إذ ميكن احلديث عن حال<<ة الغ<<ري‪ ،‬وحال<<ة الش<<هادة‪،‬‬
‫واحلالة املسرودة دراميا‪ <،‬وحالة لعب< األدوار‪ ،‬حيث يس<<تدعى الف<<اعلون لتش<<خيص< األدوار املنيط<<ة هبم بطريق<ة< حيوي<<ة‬
‫ديناميكية‪.‬‬

‫‪‬كيفية التعامل< مع دراسة احلالة؟‬


‫تستوجب دراسة احلالة جمموعة من اخلطوات األساسية اليت ينبغي أن ينطلق منها الدارس أو الب<<احث من أج<<ل رص<<د‬
‫املش <<كلة‪ ،‬ومعاجلته <<ا‪ ،‬وإجياد احلل <<ول الناجع <<ة للوض <<عية اإلش <<كالية‪ <،‬وأوىل ه <<ذه اخلط <<وات أن دراس< <ة< احلال <<ة تط <<رح‬
‫‪80‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫موضوعا أو قض<ية جوهري<ة‪ ،‬أو حتم<ل يف طياهتا س<ؤاال للمناقش<ة والفحص والتمحيص‪ <،‬وق<راءة النص الوثيق<<ة أو نص‬
‫احلال<<ة ق<<راءة عميق<<ة‪ <،‬وحتدي<<د مفاهيم<<ه ومص<<طلحاته األساس<<ية‪ <،‬ووض<<ع تص<<ميم للنص املق<<روء الس<<تخراج اإلش<<كالية‬
‫أواملش <<كل املق <<رتح ملعاجلت <<ه‪ .‬ويع <<ين ه <<ذا‪ ،‬أن دراس <<ة احلال <<ة تس <<توجب ق <<راءة النص‪ ،‬ومالحظت <<ه بعم <<ق‪ <،‬م <<ع ط <<رح‬
‫اإلش<<كاليات اجلوهري<<ة‪ ،‬والتفك<<ري يف األس<<ئلة ال<<يت ت<<ذيل هبا نص احلال<<ة‪ ،‬قص<<د تفكي<<ك النص‪ ،‬وتركيب<<ه يف جمموع<<ة من‬
‫الفرض<<يات< واإلش<<كاليات والوض<<عيات ال<<يت تس<<توجب احلل<<ول الكفائي<<ة‪ <.‬ومن مث‪ ،‬ننتق <ل< إىل اس<<تثمار املنت الوث<<ائقي‪،‬‬
‫واستكشاف مظاهره املختلفة‪ ،‬ورصد مستوياته< املتعددة‪.‬‬
‫وبعد ذلك‪ ،‬ينتقل الباحث إىل وضع تص<<ميم منهجي‪ ،‬يف ض<وء اإلش<<كاليات والفرض<يات< املقرتح<ة ال<<يت تش<مل مجي<<ع‬
‫ج<<وانب املوض <<وع‪ .‬اض <<ف إىل ذل <<ك‪ ،‬حتلي <<ل املعلوم <<ات‪ ،‬واختباره <<ا يف ض <<وء الفرض <<يات املطروح <<ة‪ ،‬واالنته <<اء خبامتة‬
‫استنتاجية‪ ،‬يتم فيها معاجلة املشكل‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬تستلزم دراسة احلالة هذه اخلطوات اإلجرائية اهلامة‪:‬‬
‫‪‬قراءة النص املعطى؛‬
‫‪‬تبيان< نوع احلالة؛‬
‫‪‬حتديد موضوع الدراسة أو احلالة اخلاضعة للرصد؛‬
‫‪ ‬مالحظة النص مالحظة جيدة‪ ،‬من خالل الرتكيز على كل مفاهيم النص وعناصره البارزة؛‬
‫‪ ‬طرح السؤال اإلشكايل احملوري؛‬
‫‪‬فهم النص‪ ،‬واستقراء< حمتواه الداليل واإلشكايل؛‬
‫‪‬االستعانة< مبعلومات النص الداخلية واملعلومات اخلارجية اإلضافية؛‬
‫‪‬التحليل< املنهجي للنص يف ضوء تصميم حمكم‪ ،‬يتكون من املقدمة والعرض واخلامتة؛‬
‫‪ ‬وضع خامتة تركيبية‪ <،‬حتمل جوابا للحالة املطروحة‪ ،‬وتتضمن القرارات< املناسبة‪.‬‬
‫وميكن دراس <<ة احلال <<ة من خالل جمموع <<ة من العناص< <ر< واملكون <<ات ال <<يت تس <<اهم يف إض <<اءة املوض <<وع‪ ،‬وحتليل <<ه فهم <<ا‬
‫وتفس <<ريا‪ .‬إذ يفض <<ل يف التمهي <<د أن يق <<دم ال <<دارس احلال <<ة‪ ،‬فيس <<تعرض األه <<داف‪ ،‬مث ي <<بني طريق <<ة معاجلة الظ <<اهرة أو‬
‫احلالة‪.‬‬
‫أما يف مرحلة العرض‪ <،‬يلتجئ الدارس إىل قراءة احلالة‪ ،‬وشرح الكلمات الص<عبة‪ ،‬وتقس<يم النص ‪/‬احلال<ة إىل مقاطعه<<ا‬
‫األساس<<ية‪ <،‬وحتدي<<د األس<<ئلة اإلش<<كالية‪ <،‬واس<<تعراض املعلوم<<ات اخلارجي<<ة والداخلي<<ة ال<<يت يس<<تلزمها املوض<<وع‪ ،‬واملقابل<<ة‬
‫بني وجهات النظر ومناقشتها‪ ،‬وحتليل املعلومات حتليال منطقي<<ا وحجاجي<<ا وج<<دليا‪ ،‬والبحث عن العق<<دة‪ ،‬واالس<<تعانة<‬
‫بك<<ل املعلوم<<ات اإلض<<افية ال<<يت ختدم املوض<<وع من ق<<ريب أو من بعي<<د‪ .‬وبع<<د مقارن<<ة وجه<<ات النظ <ر< املختلف<<ة‪ ،‬تنتقى‬
‫القرارات املناسبة اليت ستصبح مبثابة قواعد إجرائية تقوميية حتليلية‪ ،‬لتحليل الوضعيات املتشاهبة يف املستقبل‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫وجيب أن تنطل <<ق دراس <<ة احلال <<ة الرتبوي <<ة التعليمي <<ة من املع <<ارف والنظري <<ات< ال <<يت تلقاه <<ا املدرس أو الط <<الب< املت <<درب‪،‬‬
‫ليخض<<عها إجرائي<<ا للممارس <ة< التطبيقي <ة< وامليداني<<ة‪ ،‬من خالل االحتك<<اك بالوض<<عيات االفرتاض<<ية أو الواقعي<<ة‪ <.‬أي‪ :‬إن‬
‫دراس<<ة احلال<<ة ال<<يت تط<<رح الوض<<عية اإلش<<كالية ينبغي أن تعتم<<د على املع<<ارف اخللفي<<ة ال<<يت درس<<ها املدرس أو املدرس‬
‫املتم<<رن‪ ،‬ألجرأهتا ض<<من مب<<دإ املش<<اهبة‪ .‬ويع<<ين ه<<ذا أن دراس<<ة احلال<<ة تنق<ل< املع<<ارف املدروس<<ة إىل قلب التعليم بش<<كل‬
‫تطبيقي إجرائي‪ ،‬من أجل التأكد من مدى حتقق النظريات< واستيعاب< املفاهيم والكفايات‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫أما دراسة< احلالة يف جمال السيكولوجيا والتحليل النفسي‪ ،‬فتخضع جملموعة من اخلطوات املنهجية ميكن حصرها يف‪:‬‬
‫‪‬مرحلة مجع املعلومات والبيانات؛‬
‫‪ ‬مرحلة العالج؛<‬
‫‪‬مرحلة التقومي واملتابعة؛<‬
‫‪ ‬إعداد التقرير النهائي عن احلالة املدروسة‪.‬‬
‫وتعتم<<د دراس<<ة احلال<<ة النفس<<ية< على جمموع<<ة من الوس<<ائل‪ <،‬كاملالحظ<<ة جبمي<<ع أنواعه<<ا‪ ،‬واملقابل<<ة‪ ،‬والس<<جل املدرس<<ي‪،‬‬
‫والزيارات املنزلية< واألسرية‪ ،‬واالختبارات< النفسية والتحصيلية‪<.‬‬

‫‪‬أهـ ــداف دراس ــة احلال ــة‪<:‬‬


‫تستند دراسة< احلالة إىل جمموعة من األهداف يف اجملال الرتبوي والتعليمي‪ ،‬ميكن إمجاهلا يف األهداف التالية‪:‬‬
‫‪-1‬التعمق يف فهم املشاكل الرتبوية والتعليمية< واإلدارية؛‬
‫‪ -2‬تطوير< التعليم‪ ،‬وحتقيق تنميته< عن طريق معاجلة مشاكله؛‬
‫‪ -3‬حتقيق اجلودة الكمية والكيفية‪ ،‬بواسطة إجياد احللول لكل املشاكل واملعيقات اليت يتخبط< فيها التعليم؛‬
‫‪ -4‬تدوين احللول الرتبوية‪ <،‬وتوثيقه<ا‪ ،‬وأرش<فتها‪ ،‬لتص<بح ‪ -‬فيم<ا بع<د‪ -‬تش<ريعات إلزامي<ة أو إرش<ادية‪ ،‬يس<تهدي هبا‬
‫أط <<ر التعليم واإلدارة يف ح <<ل املعض <<الت الرتبوي <<ة‪ ،‬ومعاجلة املش <<كالت املطروح <<ة‪ ،‬وجماهبة الوض <<عيات املس <<تجدة يف‬
‫الساحة التعليمية؛<‬
‫‪-5‬اعتماد دراسة احلالة كأداة إجرائية< مهمة ومفيدة يف دراس<ة< املش<اكل الفردي<<ة واجلماعي<ة‪ ،‬ورص<د الظ<واهر النفس<<ية<‬
‫واالجتماعية والبيداغوجية؛‬
‫‪ -6‬تفسري الوضعية اإلشكالية‪ <،‬انطالقا من أسباهبا الذاتية< واملوضوعية‪ ،‬وحيثياهتا السياقية واإلنسانية؛<‬
‫‪ -7‬تساعد دراسة احلالة على استجماع املعلومات واملعطيات حول حالة م<<ا‪ ،‬من أج<<ل حتليله<<ا‪ ،‬وتشخيص<<ها‪ ،‬قص<<د‬
‫معاجلتها معاجلة سليمة؛‬
‫‪ -8‬إجياد احللول للمشاكل الرتبوية العويصة االفرتاضية والواقعية من أجل تفاديها يف املستقبل؛<‬
‫‪ -9‬يس <<اعد اجلم <<ع بني اجلوانب النظري <ة< والتطبيقي <<ة‪ ،‬إن فهم <<ا وإن تفس <<ريا‪ ،‬على معاجلة الظ <<واهر الرتبوي <<ة واإلداري <<ة‬
‫ميدانيا؛<‬
‫‪ - 10‬مساعدة املدرسني املتدربني والرمسيني ورجال اإلدارة الرتبوية على حل املش<كالت تطبيقي<<ا‪ <،‬قب<<ل مواجهته<<ا يف‬
‫الواقع املؤسسايت فعليا؛‬
‫‪-11‬االس< <<تعانة< بدراس< <<ة احلال < <<ة يف جمال التق< <<ومي واملراقب < <<ة‪ ،‬وح< <<ل املش < <<كالت‪ ،‬واختاذ الق< <<رارات يف اجملال ال < <<رتبوي‬
‫والديداكتيكي‪.‬‬
‫‪83‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫‪ ‬مكونات دراسة< احلالة وعناصرها اجلوهرية‪<:‬‬


‫تتكون دراسة احلالة يف اجملال البيداغوجي والديداكتيكي من العناصر البارزة التالية‪<:‬‬
‫‪‬نص توثيقي للحالة الرتبوية أو اإلدارية؛‬
‫‪‬الصياغة القصصية أو السردية أو السينارية< للحالة؛‬
‫‪ ‬تذييل النص باألسئلة؛‬
‫‪‬حتميل النص للمشكلة الرئيسة؛<‬
‫‪ ‬حتديد األطراف املتفاعلة داخل النص الوثيقة؛<‬
‫‪ ‬تبيان الفضاء السياقي الذي يتضمن املشكلة؛‬
‫‪‬طرح جمموعة من املواقف العالجية‪ <،‬الختيار األنسب منها‪ ،‬أو ترك احلالة مفتوحة يف حاجة إىل عالج‪.‬‬
‫‪‬اللجوء إىل أسلويب الفهم والتفسري لتطويق< احلالة ودراستها؛‬
‫‪‬االسرتشاد بالعوامل الذاتية واملوضوعية يف حل املشكالت واحلاالت املعقدة‪.‬‬

‫‪ ‬مناذج من دراسة< احلالة‪:‬‬


‫لتق<<ريب دراس<<ة احلال<<ة من الق<<راء‪ ،‬الب<<د أن نق<<دم هلم بعض النم<<اذج النص<<ية< ال<<يت ق<<دمت كروائ<<ز‪ ،‬وف<<روض اختباري<<ة‪،‬‬
‫وامتحان< < <<ات< مهني < < <ة< لرج< < <<ال التعليم وأط< < <<ر اإلدارة الرتبوي< < <<ة‪ ،‬من أج< < <<ل فهم كيفي< < <<ة ص< < <<ياغة بعض احلاالت الرتبوي< < <<ة‬
‫والتعليمية‪<:‬‬

‫النموذج األول‪ :‬التدريس بالكفايات‬


‫" نظمت إحدى مؤسسات التكوين ندوة حتت عنوان" الكفايات‪ :‬مدخل لتجديد< سريورات التعليم"‪.‬‬
‫ت<<ابع عب<<د اهلل‪ ،‬باعتب<<اره< أس<<تاذا ب<<التعليم< الث<<انوي اإلع<<دادي‪ ،‬أعم<<ال ه<<ذه الن<<دوة‪ ،‬بغي<<ة حتيني وتعمي<<ق معارف<<ه يف جمال‬
‫علوم الرتبية‪ ،‬خصوصا أن<ه مت اعتم<<اد املدخل بالكفاي<<ات يف بن<اء املن<<اهج اجلدي<دة‪ .‬عن<<د هناي<ة اللق<اء‪ ،‬ص<رح عب<<د اهلل‪":‬‬
‫ليس هناك فرق ملموس ماقدم يف اللقاء‪ ،‬وما نعمل به"‪.‬‬
‫‪ ‬وضح اإلشكالية اليت يتضمنها تصريح عبد اهلل مبينا األسباب اليت قد تكون وراءها‪.‬‬
‫‪ ‬من خالل دراس<ة< منهجي<<ة هلذه احلال<ة بني متان<ة< وجناع<<ة موض<<وع الن<<دوة‪ ،‬وك<ذا أمهي<ة التك<وين املس<<تمر يف تط<<وير‬
‫الكفايات املهنية‪.‬‬
‫‪ ‬اقرتح حلوال عملية ملعاجلة هذه اإلشكالية من جوانبها الرتبوية والتكوينية‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫النموذج الثاين‪ :‬تدبري الوقت‬


‫"ج<<ابر م<<دير مدرس<ة< ثانوي<ة< مؤه<<ل علمي<اً وتربوي<اً‪ <،‬نش<<يط حيب عمل<<ه‪ ،‬وحيرص على تط<<ويره‪ ،‬وه<<و حمب<<وب ج<<داً من‬
‫زمالئ<<ه وطالب<<ه وأولي<<اء أم<<ورهم؛ ألن<<ه حيسن مع<<املتهم‪ ،‬ويس<<تمع إليهم دائم <اً‪ ،‬فهم ال جيدون حرج <اً يف مهاتفت <ه< أو‬
‫مقابلت <<ه يف أي وقت يش <<اءون‪ .‬خيط <<ط ج <<ابر لعمل <<ه‪ ،‬وحيض <<ر إىل املدرس <<ة مبك <<راً؛ ألن <<ه حيرص على أن يش <<رف على‬
‫معظم الفعالي <<ات< بنفس <<ه‪ ،‬ولكن <<ه جيد نفس <<ه مش <<غوالً معظم ال <<وقت ب <<الرد على الربي <<د‪ ،‬واهلاتف‪ <،‬واس <<تقبال ال <<زوار‪.‬‬
‫وعن<<دما يفك<<ر بزي<<ارة املعلمني ال جيد وقت<اً ل<<ذلك‪ ،‬ويش<<عر دائم<اً أن ال<<وقت ض<<يق؛ ل<<ذلك ت<<رتاكم األعم<<ال واملهم<<ات‬
‫ال<<يت حتت<<اج إىل إجناز‪ .‬وم<<ع أن<<ه يواص<<ل العمل الرمسي مس<<اء يف ال<<بيت‪ <،‬إال أن<<ه ال يس<<تطيع إجناز كث<<ري من املهم<<ات يف‬
‫الوقت املناسب هلا؛ وهذا ما جعل إدارة التعليم تعتربه من املديرين< املقصرين يف واجابته"‪.‬‬
‫األسئلة‪:‬‬

‫‪‬ما أبرز اإلجيابيات يف إدارة املدير جابر؟< وما هي أبرز السلبيات؟<‬


‫‪‬ما هي مضيعات الوقت عند املدير جابر‪ ،‬واليت تؤدي إىل عدم قدرته على إجناز املهام يف أوقاهتا املقررة؟<‬
‫‪‬م<<ا اإلج<<راءات الض<<رورية< ال<<يت جيب على املدير ج<<ابر القي<<ام هبا‪ ،‬لتك<<ون إدارت<<ه فاعل<<ه ومرحية ل<<ه ومقبول<ة< من قب<<ل‬
‫إدارة التعليم؟<‬
‫‪‬اقرتح خطة يومية مناسبة< إلدارة وقت دوام املدير جابر ملدة أسبوع؟‬

‫النموذج الثالث‪ <:‬املدرسة والفضاء الثقايف‬


‫" تقع مؤسسة تعليمية بني منطقتني خمتلف<<تني من حيث اجلوانب السوس<<يو ثقافي<<ة والسوس<<يو اقتص<<ادية‪ <،‬وهي مؤسس<<ة‬
‫ي<<درس فيه<<ا أبن<<اء املنطق<<تني مع<<ا‪ .‬وق<<د ل<<وحظت اختالف<<ات وتباين<<ات يف فض<<اء املؤسس<<ة وفض<<اء القس<<م؛ مما أدى إىل‬
‫ظهور متايزات وصراعات ثقافية< واقتصادية ورمزية وعرقية‪ ،‬وفضاء لصراعات االنتماء واهلوية‪...‬إخل‪.‬‬
‫إن ظاهرة مثل هذه حتفز املدبر وجملس املؤسسة واملدرسني على خلق أنشطة للتجديد البيداغوجي‪ ،‬بواسطة مشاريع‬
‫تربوية‪ <،‬ومشاريع مؤسساتية‪ <،‬وتواصل بيداغوجي نوعي‪ ،‬لتاليف خمتلف مظاهر الصراع< بني املتعلمني‪"...‬‬

‫‪85‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫املطلوب‪:‬‬
‫ادرس هذه احلالة دراسة شاملة‪ ،‬مع اقرتاح حلول هلا‪.‬‬
‫النموذج الرابع‪ <:‬التدريس بالكفايات والوضعيات‬
‫" يف إطار الندوات الرتبوية اخلاصة بإرساء املناهج اجلديدة‪ ،‬قدمت مفتشة مادة دراسية< عرضا حول أمهي<<ة الوض<<عية‪-‬‬
‫املسألة يف تنمية الكفايات‪ .‬أثناء املناقشة‪ ،‬ركز أس<تاذان على ع<دم ج<دوى االس<تمرار< يف املناقش<<ة‪ ،‬م<<ادامت املق<<ررات‬
‫الدراسية< كثيف<ة ج<دا‪ ،‬واألقس<ام مكتظ<ة‪ <،‬إال أن املفتش<ة أص<رت على متابع<ة احلوار‪ ،‬معلل<ة موقفه<ا بض<رورة اس<تيعاب<‬
‫اإلطار النظري‪ ،‬قبل املرور إىل اإلجراءات العملية‪.‬‬
‫أمام إصرار املفتشة‪ ،‬رفض األستاذان< املشاركة يف النقاش‪<".‬‬
‫‪‬استخرج< اإلشكالية املطروحة يف هذه احلالة‪.‬‬
‫‪‬ماهو رأيك يف موقف كل من الطرفني؟‬
‫‪‬اقرتح حلوال للمشاكل املستخرجة‪<.‬‬

‫‪‬حترير موضوع إنشائي حول دراسة< احلالة‪:‬‬


‫ك<<ل من أراد دراس<<ة احلال<<ة‪ ،‬وذل<<ك يف أي جمال من اجملاالت ال<<يت تطب<ق< فيه<<ا ه<<ذه احلال<<ة‪ ،‬أوي<<رغب يف كتاب<<ة تقري<<ر أو‬
‫إنش<<اء مق<<ايل تركي<<يب‪ ،‬فالب<<د أن ينطل<<ق من جمموع<<ة من املعطي<<ات< املنهجي<ة< واخلط<<وات املنطقي<<ة االس<<تنتاجية‪ ،‬من أج<<ل‬
‫اإلحاطة مبوضوع احلالة‪ ،‬واإلجابة عن إش<كالياته املتع<ددة‪ ،‬وتبي<ان< وض<عياته< املتنوع<<ة‪ .‬وي<<رجى أن ت<<درس احلال<<ة ض<<من‬
‫هذا التأطري املنهجي التايل‪<:‬‬

‫‪‬مقدمة املوضوع‪:‬‬
‫نش <<ري يف املقدم <<ة إىل ن <<وع احلال <<ة ال <<يت يعاجله <<ا املوض <<وع‪ ،‬وتأطريه <<ا يف س <<ياقها‪ ،‬وتع <<يني املش <<كلة من خالل ط <<رح‬
‫الفرض<<يات‪ <،‬وتبي<<ان الطرائ<ق< ال<<يت س<<تعاجل هبا اإلش<<كالية‪ <،‬وإب<<راز مفت<<اح الق<<راءة‪ ،‬واإلش<<ارة إىل طبيع<ة< الق<<رارات< املزم<<ع‬
‫اختاذها‪ ،‬مع الرتكيز على األهداف املرصودة من وراء معاجلة هذه الوضعية اإلشكالية‪<.‬‬

‫‪‬عرض املوضوع‪:‬‬
‫جنيب يف ه<<ذه اخلط<<وة عن ك<<ل األس<<ئلة واإلش<<كاليات املطروح<<ة بطريق<<ة منطقي<ة< اس<<تقرائية واس<<تنتاجية‪ ،‬مت<<درجني يف‬
‫التحليل تدرجيا تعليليا ومنطقيا‪ ،‬بواسطة شرح املصطلحات واملفاتيح األساسية‪ ،‬وإضاءة الوضعية< اإلشكالية< الرئيسة‪.‬‬
‫ومن مث‪ ،‬يتم ع< <<رض املش< <<كلة داخ< <<ل الس< <<ياق الزمك< <<اين أو الظ< <<ريف‪ <،‬من أج< <<ل معرف< <<ة ك< <<ل العوام< <<ل ال< <<يت تتحكم يف‬
‫املوض <<وع‪ .‬ويع <<ين ه <<ذا أن يع <<رف املش <<خص مك <<ان احلدث‪ ،‬وزمان <<ه‪ ،‬وحيثي <<ات< احلادث الذاتي< <ة< واملوض <<وعية‪ ،‬قص <<د‬
‫‪86‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫الوص<ول إىل س<<بل التحلي<<ل واملعاجلة‪ ،‬عن طري<ق< إجياد األجوب<ة لالس<تفهامات< املوالي<ة‪ <:‬ه<<ل وق<ع احلدث يف املدرس<<ة أو‬
‫يف مكان آخ<<ر؟ وم<<ىت وق<ع؟ وملاذا؟ وكي<ف مت ذل<<ك؟ وم<<اهي احلل<ول املقرتح<<ة للح<د من الظ<اهرة‪ ،‬أو معاجلته<<ا معاجلة‬
‫ناجعة؟ وماهي القرارات< املناسبة< اليت جيب اختاذها؟ومن مث‪ ،‬البد حمللل احلالة من حتديد كل املفاهيم والعناصر املفيدة‬
‫اليت حتيط باملوضوع أو الظاهرة أو احلالة املدروسة‪.‬‬
‫ويعين كل هذا أن نبدأ عرض املوضوع بتأطري اإلشكال داخل س<ياقه الظ<ريف‪ <،‬وحتدي<د العوام<ل املؤثرة يف املوض<وع‪،‬‬
‫والسيما املفيدة منها‪ ،‬والرتكيز على كل احليثيات الذاتية< واملوضوعية اليت تتحكم يف النص‪.‬‬
‫وبع <<د االنتق <<ال< من مرحل <<ة الت< <<أطري الس< <<ياقي‪ ،‬وحتدي< <<د العوام <<ل املس< <<امهة‪ ،‬أو املؤثرة يف احلال< <<ة‪ ،‬نرك< <<ز على الوض< <<عية‬
‫اإلشكالية‪ <،‬وهي اخلطوة الرئيسة< يف العرض‪ <،‬وتعاجل بعرض األحداث‪ ،‬ووصف وقائع احلالة بطريقة< متسلسلة منطقي<<ا‬
‫أوزمنيا(كرونولوجيا)‪ ،‬واإلشارة إىل بعض املعطيات التارخيية اليت تتعلق مبجموعة من الق<<رارات< املتخ<<ذة يف ح<ل ه<<ذه‬
‫الظاهرة املدروسة‪ ،‬وما ترتب< عن ذلك من نتائج‪ <،‬وتبيان توقعات األطراف الفاعل<<ة‪ ،‬ورص<<د آف<<اق انتظاره<<ا‪ ،‬ورص<<د‬
‫خمتل<<ف س<<لوكياهتا‪ ،‬وتص<<رفاهتا‪ ،‬ووجه<<ات نظره<<ا‪ ،‬واإلش<<ارة إىل ك<<ل الض<<غوطات واإلرغام<<ات واإلكراه<<ات النفس<<ية‬
‫واالجتماعية والرتبوية واالقتصادية< والصحية< اليت تس<<تلزمها الوض<عية< املدروس<ة‪ ،‬واس<<تعراض< ك<<ل املعلوم<<ات واألخب<ار‬
‫املؤثرة واملفيدة يف حل هذه الوضعية اإلشكالية‪<.‬‬

‫‪‬خامتة املوضوع‪:‬‬
‫ت<<ذكر يف خامتة املوض<<وع ك<<ل احلل<<ول والق<<رارات< املتخ<<ذة ال<<يت توص<<ل إليه<<ا دارس احلال<<ة أو مشخص<<ها‪ .‬ويف ال<<وقت‬
‫نفس<<ه‪ ،‬تع<<رض< مجي<<ع احلل<<ول املقابل<<ة ال<<يت أدىل هبا املعارض<<ون اآلخ<<رون ال<<ذين خيالفون وجه<<ة نظ<<ر احملل<<ل األول‪ .‬وبع<<د‬
‫ذلك‪ ،‬تستجمع النتائج احملصل عليها‪ ،‬لرتكب يف قرارات عالجية‪ ،‬تكون مبثابة أجوبة وحلول للوضعية اإلشكالية‪<.‬‬
‫وسنحاول –اآلن‪ -‬أن نثبت كل اخلطوات املذكورة يف رؤوس أقالم‪ ،‬تبني لنا تصميم املوضوع بشكل عملي‪ ،‬لكي‬
‫يستفيد منها الدارسون ملوضوع احلالة الرتبوية أو حلالة أخرى‪ ،‬كيفما كانت طبيعتها النوعية‪.‬‬

‫أ‪ -‬تقدي ــم املوضوع‪:‬‬


‫‪‬تبيان< نوع احلالة املدروسة( حالة تربوية‪ -‬حالة نفسية‪ -‬حالة اجتماعية‪ -‬حالة ثقافية‪ -‬حالة تواصلية‪)...‬؛‬
‫‪‬تأطري احلالة املرصودة سياقيا؛‬
‫‪ ‬طرح اإلشكاليات واألسئلة اجلوهرية وإبراز الفرضيات< اليت تكون منطلق الدراسة؛‬
‫‪ ‬اإلشارة إىل األهداف اليت يتوخاها املوضوع‪.‬‬
‫ب‪-‬عرض املوضوع‪:‬‬
‫‪‬إدراج احلالة املعروضة يف سياقها الظريف‪ <،‬وحتديد املكان أو احمليط الذي جيري فيه احلدث؛‬
‫‪87‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫‪‬فهم ك <<ل العناص <ر< والعوام <<ل واملف <<اهيم واملص <<طلحات ال <<يت تض <<يء النص من ق <<ريب أو من بعي <<د‪ ،‬وال <<يت تس <<اهم يف‬
‫إضاءة الوضعية اإلشكالية من مجيع جوانبها؛‬
‫‪‬ذكر احليثيات الذاتية< واملوضوعية اليت تتحكم يف احلالة املدروسة؛‬
‫‪ ‬طرح الوضعية اإلشكالية؛<‬
‫‪ ‬ذك<<ر مجي<<ع املعطي<<ات واملعلوم<<ات املتعلق<<ة بالوض<<عية اإلش<<كالية‪ ،‬وذل<<ك يف ش<<كل عوام<<ل ومس<<ببات وحيثي<<ات على‬
‫النحو التايل‪:‬‬
‫‪ ‬وصف كرونولوجي جلميع الوقائع واألحداث اليت تتكون منها احلالة؛‬
‫‪‬رصد تارخيية جمموعة القرارات< املتخذة يف الظاهرة املدروسة مع تعداد نتائجها؛‬
‫‪‬اإلشارة إىل توقعات الفواعل ( الشخوص مثال)‪ ،‬وحتديد آفاق انتظارها‪ <،‬ورصد ردود أفعاهلا؛‬
‫‪ ‬ذكر إكراهات الوضعية وإرغاماهتا؛‬
‫‪‬استعراض كل املعلومات اليت ختدم حتليل موضوع احلالة‪.‬‬

‫ج‪ -‬خامتة املوضوع‪:‬‬


‫‪‬احلل الذي قدمه الدارس ومقابلته باحللول اليت قدمها املعارضون؛‬
‫‪ ‬تركيب النتائج احملصل عليها‪.‬‬

‫تركيب استنتاجي‪:‬‬
‫نس <<تنتج‪ <،‬مما س <<بق ذك <<ره‪ ،‬أن دراس <<ة احلال <<ة يف اجملال ال <<رتبوي والتعليمي والدي <<داكتيكي تقني< <ة< إجرائي <<ة افرتاض <<ية أو‬
‫واقعية‪ <،‬تستخدم يف معاجلة املش<اكل املتعلق<ة باجملال ال<رتبوي‪ ،‬وذل<ك على الص<عيد الثق<ايف‪ ،‬والتواص<لي‪ ،‬واالجتم<اعي‪،‬‬
‫والنفس<<ي‪ ،‬واإلداري‪ ،‬والتعلمي‪ ،‬من أج<<ل إجياد احلل<<ول املناس<<بة هلا‪ ،‬قص<<د اختاذ الق<<رارات املالئم<<ة‪ ،‬جملاهبة وض<<عيات‬
‫مشاهبة يف املستقبل‪.‬‬
‫وتتض <<من دراس <ة< احلال <<ة املش <<كل ال <<رئيس‪ ،‬والس <<ياق‪ ،‬والعوام <<ل الفاعل <<ة‪ ،‬وتس <<توجب احلل <<ول‪ ،‬والق <<رارات املتخ <<ذة يف‬
‫حقها‪ .‬وتصاغ دراسة احلال<ة بطريق<<ة س<ردية< أو وص<فية أو درامي<<ة‪ ،‬وخيت<ار هلا الس<ياق التف<اعلي‪ ،‬والش<خوص املنج<زة‪،‬‬
‫والعقدة املشكلة‪ ،‬واختالف وجهات النظر‪ <،‬ورصد احللول والقرارات< العملية‪<.‬‬
‫ه < < <<ذا‪ ،‬وإن دراس< < < <ة< احلال < < <<ة مل تطب< < <<ق يف جمال البي < < <<داغوجيا والدي< < <<داكتيك إال بع < < <<د تطبيقه< < <<ا يف األحباث النفس< < <<ية‪<،‬‬
‫واالجتماعي<<ة‪ ،‬والطبي<<ة‪ ،‬واالقتص<<ادية‪ ،‬واإلداري<<ة‪...‬وعلي<<ه‪ ،‬ف<<إن دراس<<ة احلال<<ة س<<تبقى أهم إج<<راء تق<<وميي ملعاجلة ك<<ل‬
‫املش <<اكل ال <<يت تع <<رتض املدرس <<ني‪ ،‬والطلب <<ة األس <<اتذة‪ ،‬والتالمي <<ذ‪ ،‬وأط <<ر اإلدارة الرتبوي <<ة‪ ،‬أثن <<اء ممارس <<ة عملهم‪ ،‬وال <<يت‬

‫‪88‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫تس<<تلزم منهم الت<<دخل والتفك<<ري من أج<<ل الوص<<ول إىل حل<<ول عملي<<ة‪ ،‬واستكش<<اف ق<<رارات ص<<ائبة من أج<<ل اللج<<وء‬
‫إليها يف وضعيات مشاهبة يف املستقبل‪<.‬‬

‫‪89‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫الفصل السادس‪:‬‬

‫دراسة الحالةـ التربوية ( نموذج تطبيقي)‬

‫قدمنا يف دراسة< سابقة< فرشا نظريا لدراسة احلالة الرتبوية‪ ،‬ونش<رناها يف ع<<دة مواق<ع رقمي<<ة‪ ،‬ريثم<ا نتمكن من نش<رها‬
‫يف املطبوع<<ات والص<<حف الورقية<‪ .80‬بي<<د أن اجلانب النظ<<ري غ<<ري ك<<اف لإلحاط<<ة باحلال<<ة الرتبوي<<ة فهم<<ا وتفس<<ريا‪ ،‬إذ‬
‫الب <<د من منوذج تط <<بيقي‪ ،‬يس <<عف رج <<ال التعليم وأط <<ر اإلدارة الرتبوي <<ة على مقارب< <ة< النص <<وص< ال <<يت تش <<خص احلال <<ة‬
‫الرتبوي<<ة‪ .‬وإليكم منوذج<<ا للتط<<بيق واملعاجلة‪ ،‬ميكن االنطالق من<<ه لكتاب<<ة املوض<<وع اإلنش<<ائي ال<<رتبوي يف دراس<<ة احلال<<ة‬
‫الرتبوية‪.‬‬

‫‪ ‬النص املعطى‪:‬‬
‫" تقع مؤسسة تعليمية بني منطقتني خمتلفتني من حيث اجلوانب السوس<يو ثقافي<<ة والسوس<يو اقتص<<ادية‪ <،‬وهي مؤسس<ة‬
‫ي<<درس فيه<<ا أبن<<اء املنطق<<تني مع<<ا‪ .‬وق<<د ل<<وحظت اختالف<<ات وتباين<<ات يف فض<<اء املؤسس<<ة وفض<<اء القس<<م؛ مما أدى إىل‬
‫ظهور متايزات وصراعات ثقافية< واقتصادية ورمزية وعرقية‪ ،‬وفضاء لصراعات االنتماء واهلوية‪ ...‬إخل‬
‫إن ظاهرة مثل هذه حتفز املدبر وجملس املؤسسة واملدرسني على خلق أنشطة للتجدي<<د البي<<داغوجي بواس<<طة مش<<اريع‬
‫تربوية‪ <،‬ومشاريع مؤسساتية‪ <،‬وتواصل بيداغوجي نوعي‪ ،‬لتاليف خمتلف مظاهر الصراع< بني املتعلمني‪"...‬‬

‫‪ ‬املطلوب‪:‬‬
‫ادرس هذه احلالة دراسة شاملة مع اقرتاح حلول هلا‪.‬‬

‫‪ ‬منوذج إلنشاء تربوي حول دراسة احلالة الرتبوية‪:‬‬


‫إن النص ال <<ذي حنن بص <<دد دراس <<ته< عب <<ارة عن حال <<ة تربوي <<ة‪ <،‬تنتمي إىل حق <<ل سوس <<يولوجية الرتبي <<ة أو املدرس <<ة‪ ،‬أو‬
‫مايس < <<مى بعلم االجتم < <<اع ال < <<رتبوي‪ .‬أي‪ :‬إن ه < <<ذه احلال < <<ة ذات أبع < <<اد ثقافي < <<ة واجتماعي < <<ة وتواص < <<لية‪ ،‬تش < <<خص لن < <<ا‬
‫الص<<راعات املوج<<ودة داخ<<ل الفض<<اء املدرس<<ي‪ .‬ومن املع<<روف أن املؤسس<<ة التعليمي<<ة عب<<ارة عن جمتم<<ع مص<<غر‪ ،‬يعكس‬
‫لن<<ا ‪ -‬حس<<ب إمي<<ل دورك<<امي‪ -‬اجملتم<<ع اخلارجي بك<<ل تناقض<<اته< االجتماعي<<ة‪ ،‬ومفارقات<<ه الطبقي<<ة الص<<ارخة‪ .‬ومن مث‪،‬‬
‫ترتجم لنا املدرسة‪ ،‬وخاصة يف اجملتمعني‪ :‬الرأمسايل واملتخلف‪ ،‬الصراع االجتماعي والطبقي‪ <،‬وتعكس لنا إيديولوجية‬
‫الدولة‪ ،‬ومصاحل الطبقة< السائدة أو احلاكمة‪ .‬ونفهم من هذا أن املدرسة ليست حمايدة بريئ<<ة‪ ،‬ب<<ل هي نت<<اج تص<<ورات<‬

‫‪ - 80‬د‪.‬مجي<<ل محداوي‪ :‬من مس<<تجدات الرتبي<<ة احلديث<<ة واملعاص<<رة‪ ،‬منش<<ورات ال<<زمن‪ ،‬الرب<<اط‪ ،‬الطبع<<ة األوىل س<<نة ‪2009‬م‪ ،‬ص<<ص‪-127:‬‬
‫‪.170‬‬
‫‪90‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫إيديولوجي< < <<ة‪ ،‬متارس العن< < < <ف< الرم < < <<زي من خالل النظ < < <<ام ال< < <<رتبوي أوالتعليمي أوالص < < <<في املف< < <<روض على املدرس< < <<ني‬
‫واملتمدرسني لتنفيذه وتطبيقه< ومتثله‪ ،‬وهو مقنن مبناهج وبرامج ومقررات< حمددة بدقة‪ ،‬وذلك على مستوى األهداف‬
‫والغاي <<ات< واملرامي ال <<يت الختدم يف احلقيق <<ة س <<وى مص <<لحة الطبق <<ة املالك <<ة للس <<لطة وال <<ثراء‪ <،‬أو احلائزة على الرأمسال‬
‫الثقايف‪<..‬‬
‫إذاً‪ ،‬مانوع املدرسة ال<يت يش<ري إليه<ا النص؟ وإىل أي م<دى ميكن اعتب<ار املؤسس<ة فض<اء للص<راع االجتم<اعي والطبقي‬
‫واإلي<<ديولوجي؟ وكي<<ف نس <<تطيع أن جنع <<ل من املدرس<<ة فض<<اء للتوحي<<د‪ ،‬واملس <<اواة‪ ،‬وتاليف الص<<راع< اجلديل والثق <<ايف‬
‫واللغ < <<وي واالقتص < <<ادي بني املتعلمني‪ .‬وبالت < <<ايل‪ <،‬حتوي < <<ل املؤسس < <<ة التعليمي< < <ة< إىل مؤسس < <<ة التع < <<ايش الطبقي‪ ،‬وفض < <<اء‬
‫لالنسجام املتكامل القائم على التعاون والتواصل والتفاهم من أجل خدمة الوطن واألمة بشكل مجاعي؟‬

‫يبني لنا النص بأن املدرسة املرصودة هي مدرسة تقع بني منطقتني متفاوتتني اجتماعي<<ا وثقافي<<ا واقتص<<اديا وعمراني<<ا‪،‬‬
‫وقد ترتب عن هذا التباين اختالف جوهري‪ ،‬مس مجي<ع مظ<<اهر احلي<اة املدرس<ية‪ ،‬س<واء على ص<عيد املؤسس<<ة أم على‬
‫ص<<عيد القس<<م الص<<في‪ .‬ويع<<ين ه<<ذا أن املدرس<<ة ال<<يت تق<<ع بني منطق<<تني خمتلف<<تني سوسيواقتص<<اديا< وثقافي<<ا‪ ،‬أث<<رت س<<لبا‬
‫على الفضاء املدرسي‪ ،‬من خالل جتسيد التفاوت الطبقي‪ <،‬وبروز التناقضات< االجتماعية واالقتص<<ادية< والثقافي<<ة‪ .‬وق<<د‬
‫ول<د ه<ذا االختالل والتب<<اين< جمموع<<ة من الص<راعات الرمزي<<ة‪ ،‬ب<ل واملادي<<ة أيض<<ا‪ ،‬كم<ا تتمظه<ر يف العن<ف‪ ،‬واالحتق<<ار‪،‬‬
‫واالزدراء‪ ،‬والنظرة< الدونية< ال<<يت يستش<عرها املتعلم ال<<ذي ينتمي إىل الطبق<<ات ال<دنيا‪ ،‬ناهي<ك عن االس<تالب والتغ<ريب‬
‫الذي حيسه كذلك داخل الصف الدراسي بني زمالئه< التالميذ ذوي األصول االجتماعية الغنية‪<.‬‬
‫ويتجلى ه<<ذا الص<<راع أيض<<ا على مس<<توى اهلوي<<ة‪ ،‬واالنتم<<اء‪ ،‬والثقاف<<ة‪ ،‬واختالف الس<<نن اللغ<<وي واللهجي‪ ،‬بل<<ه عن‬
‫الص <<راعات االجتماعي <<ة واالقتص <<ادية والثقافي <<ة والعرقي <<ة‪ .‬ومن هن <<ا‪ ،‬تتح <<ول املدرس <<ة إىل فض <<اء التط <<احن‪ ،‬والع <<داوة‪،‬‬
‫والكراهية‪ <،‬والص<راع اجلديل‪ ،‬بل<ه عن احلق<<د ال<ذي يتش<<ربه التالمي<<ذ الفق<راء ش<عوريا< والش<<عوريا إزاء أبن<اء احملظ<وظني‪.‬‬
‫واليتشكل هذا الصراع هبذه اخلصائص النفسية< واالجتماعية الصارخة إال يف اجملتمع الرأمسايل‪ ،‬أو اجملتمعات املتخلفة‬
‫اليت تتصارع< فيها البنيات الفوقية والبنيات< التحتية< صراعا جدليا‪ ،‬يقوم على النفي واإلزاحة والرتكيب‪.‬‬
‫ويؤي<<د ه<<ذا الط<<رح ال<<ذي يعت<<رب املدرس<<ة فض<<اء للص<<راع اجلديل ‪ -‬م<<ا ذهب إلي<<ه ال<<دكتور ش<<بل< ب<<دران‪ -‬ال<<ذي يعت<<رب‬
‫املدرسة< من أخطر أجهزة الدولة اإليديولوجية‪ ،‬إىل جانب مؤسس<ة اإلعالم‪ ،‬واملؤسس<ة الديني<ة‪ <،‬واملؤسس<ة السياس<ية‪<،‬‬
‫واملؤسس<<ة الثقافي<<ة‪ <.‬ومن مث‪ ،‬فاملدرس<<ة أداة لالس<<تالب واالغ<<رتاب؛ ألهنا جترد املتعلم من إنس<<انيته‪ ،‬وتش<<يئه‪ <،‬وختض<<عه‬
‫إليديولوجية التطبيع والتكييف‪ ،‬واحملافظة على أعراف اجملتمع‪ ،‬ومتث<<ل قيم<ه املوروث<ة‪ ،‬واالسرتش<اد مببادئ<ه< املرس<<ومة يف‬
‫الدس<<تور‪ <،‬وال<<ذي جيس<<ده بك <<ل وض <<وح امليث <<اق الوط <<ين للرتبي <ة< والتك<<وين وديباج<<ة فلس<<فة النظ <<ام ال<<رتبوي التعليمي‪،‬‬
‫وتشخص<<ه أيض<<ا مق<<دمات املق<<ررات وال<<ربامج واملن<<اهج الدراس<<ية‪ .‬ويف ه<<ذا الس<<ياق‪ ،‬يق<<ول ش<<بل ب<<دران عن املدرس<<ة‬
‫بأهنا‪ ":‬أداة للحقن اإليديولوجي لإليديولوجيا السائدة‪ .‬واليت هي بطبيعتها إيديولوجيا الطبق<ة< الس<<ائدة‪ ،‬ويف اعتباره<<ا‬
‫‪91‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫أيض <<ا أداة إلض <<فاء الش <<رعية والعقالني <<ة‪ ،‬وت <<ربير األوض <<اع االجتماعي <<ة الس <<ائدة‪ ،‬وال <<يت هي يف غالبه <<ا حتق <<ق مص <<احل‬
‫الطبقات املسيطرة‪ <،‬وحتقق املزيد من االنتشار والذيوع إليديولوجيا‪ ،‬على اعتب<<ار أهنا اإلي<<ديولوجيا ال<يت حتق<<ق املص<<احل‬
‫العامة يف اجملتمع‪ .‬إال أن الرتبية‪ -‬املدرسة‪ -‬وهي حتقق كل ذلك‪ ،‬ختلق حالة من االس<<تالب ل<<دى الطالب واملعلمني‪،‬‬
‫تل<ك احلال<ة ال<يت جترد اإلنس<<ان من إنس<انيته‪ ،‬وجتعل<ه كائن<<ا مس<حوقا‪ ،‬مش<يئا‪ <،‬يعيش حال<<ة من االس<<تالب‪ -‬االغ<رتاب‪-‬‬
‫‪81‬‬
‫يف اجملتمع‪".‬‬
‫وت<<ذهب املقارب<ة< الص<<راعية< إىل أن املدرس<<ة التنتقي من ه<و أك<<ثر كف<<اءة وق<<درة وذك<<اء وإنتاج<<ا وخ<<ربة‪ ،‬ب<<ل ختت<<ار من‬
‫يساير مصاحل الفئة< احلاكم<ة‪ ،‬وخيدم من<افع الطبق<<ة االجتماعي<ة الس<ائدة‪ .‬أي‪ :‬إن املدرس<ة التع<رتف س<وى بال<ذي خيدم‬
‫مصاحل الفئة املسيطرة على احلكم‪ ،‬ويسيطر على زمام السلطة‪ .‬وبالتايل‪ ،‬ميلك الرأمسال املادي والرمزي‪.‬‬
‫ويف ه< <<ذا الص< <<دد‪ ،‬ي< <<بني ك< <<والنز( ‪ ) Collins‬ب< <<أن املدرس< <<ة تف< <<رض< على املتعلم ثقاف< <<ة الطبق< <<ة الس< <<ائدة‪ ،‬ولغته< <<ا‪،‬‬
‫ومنظومته<<ا التص<<ورية واإليديولوجي<<ة‪ <.‬أي‪ :‬إن املدرس<<ة تك<<رس ثقاف<<ة اجلماع<<ة املس<<يطرة على ض<<بط النظ<<ام التعليمي‪،‬‬
‫وتق <<دمها ل <<ه كثقاف <<ة عاملي <<ة مش <<روعة‪ .‬ومن مث‪ ،‬ف <<إن األف <<راد املثقفني ال <<ذين تنتجهم املدرس <ة< اليتم اختي <<ارهم حس <<ب‬
‫إنت<<اجهم الثق<<ايف‪ ،‬وكف<<اءهتم املعرفي<<ة‪ ،‬ب<<ل حس<<ب خض<<وعهم للنظ<<ام املف<<روض تربوي<<ا وسياس<<يا‪ ،‬وإعالهنم التبعي<<ة للفئ<<ة‬
‫احلاكم<<ة‪ ،‬والطبق <ة< الس<<ائدة‪ ،‬ووالئهم هلا‪ ،‬ولقيمه<<ا الرمزي<<ة‪ .‬فمن خالل ه<<ذا االستس<<الم الطبقي واالجتم<<اعي‪ ،‬ميكن‬
‫للمثق<<ف أن يص<<ل إىل امتالك الس<<لطة‪ ،‬والوص<<ول إىل ال<<ثراء املادي والرم<<زي‪ <،‬لتحقي<ق< ذات<<ه‪ ،‬وتغي<<ري أص<<له االجتم<<اعي‬
‫ومنبته< الثقايف والطبقي< واإليديولوجي‪.‬‬
‫وي < < < <<ذهب ك < < < <<ل من بوردي < < < <<و( ‪ ) Bourdieu‬وپاس < < < <<رون( ‪ ) Passeron‬يف كتاهبم < < < <<ا‪(:‬إع < < < <<ادة اإلنت < < < <<اج‪La /‬‬
‫‪ ) reproduction‬إىل أن املدرسة نتاج تقسيم العمل‪ <،‬وفضاء للص<راع الطبق<ات< االجتماعي<ة‪ .‬ومن مث‪ ،‬فاملدرس<ة‬
‫تعي<<د إنت<<اج الطبق<<ات الرمزي<ة< نفس<<ها‪ .‬أي‪ :‬تعم<<ل املدرس<<ة على إع<<ادة قيم الطبق<<ة احلاكم<<ة نفس<<ها‪ ،‬وذل<<ك عن طري<<ق‬
‫تش<<ريب أبن<<اء الطبق<<ات ال<<دنيا قيم الطبق<ة< احلاكم<<ة الثقافي<ة< واللغوي<<ة نفس<<ها‪ .‬ومن مث‪ ،‬جيد الطف<<ل الش<<عيب ف<<وارق ع<<دة‬
‫داخل املؤسسة الرتبوية‪ ،‬تتعلق بلغته األصلية اليت قد ختتلف مع لغة املدرسة‪ ،‬وتتناىف مع لغة الطبقة< احلاكمة‪ .‬كما أن‬
‫اهلوي<<ة الثقافي<<ة خمتلف<<ة عن هوي<<ة زمالئ<ه< من الطبق<ة< الغني<<ة‪ <،‬تل<<ك الطبق<ة< ال<<يت ق<<د تك<<ون متش<<بعة< باهلوي<<ة الفرانكفوني<ة< أو‬
‫األنگلوسكسونية مثال‪ .‬كما أن فقر التالميذ املنحدرين من األحياء الشعبية< جيعلهم أمام ظاهرة انعدام تكافؤ الف<<رص‬
‫على مس<<توى التعليم‪ ،‬وع<<دم ق<<درهتم على اكتس<<اب امله<<ارات الذكائي<<ة وق<<درات التحلي<<ل والربهن<<ة‪ <،‬وق<<د ي<<ؤدي هبم‬
‫األم<<ر إىل الفش<<ل املدرس<<ي‪ ،‬والرس<<وب‪ ،‬والتك<<رار‪ ،‬واالنقط<<اع عن الدراس<<ة‪ <،‬واالحنراف‪ ،‬والتط<<رف‪ .‬ويع<<ين ه<<ذا أن‬
‫التف< <<اوت املادي واالقتص< <<ادي واختالف دخ< <<ل األس< <<ر يس< <<اهم يف ت< <<أجيج الص< <<راع االجتم< <<اعي بني املتعلمني داخ< <<ل‬

‫‪ - 81‬د‪ .‬شبل بدران‪ :‬الرتبية واإليديولوجية‪ ،‬مطبعة النجاح اجلديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األوىل‪1991 ،‬م‪ ،‬ص‪.63:‬‬
‫‪92‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫املؤسس <<ة الرتبوي <<ة‪ <،‬وداخ <<ل الص< <ف< الدراس <<ي‪ .‬ومن هن <<ا‪ ،‬ف <<الفقراء< الينتج <<ون< ع <<رب املؤسس <<ة التعليمي< <ة< س <<وى الطبق< <ة<‬
‫‪82‬‬
‫الربوليتارية‪ ،‬بينما البورجوازيون اليكونون سوى ورثة السلطة واجلاه‪.‬‬
‫وهذا يعين أن طفل الفئة الربجوازية يعيش استمرارية< وتكامال بني ثقافة فئته وثقافة مدرسته؛< مما يسهل علي<<ه عملي<<ة‬
‫التواف<<ق‪ ،‬إن مل يكن مس<<بقا متوافق<<ا‪ .‬ومن مثة‪ ،‬يص<<بح وريث<<ا للنظ<<ام املدرسي‪ .83‬أم<<ا طف<<ل الطبق<<ة ال<<دنيا‪ ،‬فه<<و يعيش‬
‫قطيعة وتناقضا بني ثقافة فئته وثقافة مدرس<ته؛ مما جيع<<ل ه<ذه األخ<رية غريب<ة وبعي<دة عنه‪ .84‬ولكي يتواف<ق ه<<ذا الطف<<ل‬
‫معها دراسيا‪ ،‬عليه أن يتخلص من رواسب ثقافته‪ ،‬ويتعلم طرائق جديدة يف اللغ<<ة والتفك<ري‪ .‬أي‪ :‬يتخلص ‪ -‬حس<<ب‬
‫پ< < < < <<ريونو( ‪ -) Perrenoud‬من ثقافت< < < < <<ه الش< < < < <<عبية< الدوني< < < < <<ة‪ ،‬عن طري< < < < <<ق عملي< < < < <<ة االحنالل من ثقافت< < < < <<ه األص< < < < <<لية‬
‫‪ ،Déculturation‬لالنتقال إىل متثل أسلوب االنفتاح على اآلخر‪ ،‬والتثاقف< معه ‪.85 Acculturation‬‬
‫ويتضح لنا ‪ -‬حسب أطروحة إعادة اإلنتاج‪ -‬بأن املدرس<<ة الختدم على مس<<توى األه<<داف س<<وى الطبق<<ة احلاكم<ة أو‬
‫الس<<ائدة‪ ،‬حيث إن أبن<<اء ه<<ذه الطبق<ة< يتوافق<<ون م<<ع تطلع<<ات ه<<ذه املؤسس<<ة الرتبوي<<ة إي<<ديولوجيا‪ .‬ل<<ذا‪ ،‬يك<<ون النج<<اح<‬
‫حليفهم‪ .‬يف حني‪ ،‬جند ه<<ذه املدرس<<ة نفس<<ها التتكام<<ل وال تتواف<<ق يف أه<<دافها م<<ع تطلع<<ات الطبق <ة< الش<<عبية< الفق<<رية‪.‬‬
‫لذا‪ ،‬يتعرض< أبناؤها للفشل الدراسي‪ ،‬واالنقطاع عن املدرسة‪<.‬‬
‫ومن جهة أخرى‪ ،‬يذهب كل من بودلو وإستابلي( ‪) Baudelot et Establet‬يف كتاهبما‪ (:‬املدرسة الرأمسالية‬
‫يف فرنس <<ا) إىل تب <<ين أطروح <<ة املس <<لكني ‪ .86Thèse de deux réseaux‬ويقص <<د هبذه األطروح <<ة أن هن <<اك‬
‫مس<لك التعليم االبت<دائي امله<ين ومس<لك التعليم الث<انوي الع<ايل‪ .‬ومن مث‪ ،‬ميت<از املس<لك األول ب<التعليم القص<ري‪ ،‬ويق<وم‬
‫على التوج<<ه امله<<ين‪ ،‬ويرب<<ط التعليم بالش<<غل‪ ،‬وال ين<<ال ص<<احبه س<<وى فت<<ات الثقاف<<ة‪ .‬وبالت<<ايل‪ ،‬يص<<بح املتعلم بروليتاري<<ا‬
‫يف املس<<تقبل‪ .‬بينم<ا< يتس<<م املس<<لك الث<<اين ب<<التعليم الطوي<<ل واملس<<تمر‪ ،‬واحلص<<ول على الش<<هادات العلي<<ا‪ ،‬وامتالك ثقاف<<ة‬
‫عميق<<ة‪ <،‬خاص<<ة العقلي<<ة منه<<ا‪ ،‬ويس<<تفيد من ه<<ذا املس<<لك أبن<<اء البورجوازي <ة< والطبق <ة< الس<<ائدة‪ .‬وهك<<ذا‪ ،‬نالح<<ظ ب<<أن‬
‫املدرس<<ة الرأمسالية الفرنس<<ية ليس<ت< مدرس<<ة موح<دة‪ ،‬ب<ل هي متع<ددة القن<وات واملس<الك‪ ،‬يتص<ارع< فيه<<ا الربوليت<اريون‬
‫والبورجوازي <<ون بطريق <<ة رمزي <<ة وس <<يميائية واجتماعي <<ة‪ ،‬فال ميكن للمدرس <<ة – إذاً ‪ -‬أن توح <<د م <<امت تفريق <<ه سياس <<يا<‬
‫واجتماعيا واقتصاديا‪<.‬‬

‫‪82‬‬
‫‪- Bourdieu, Passeron:La reproduction, éléments pour une théorie du système‬‬
‫‪d'enseignement, Ed de minuit, 1970.‬‬
‫‪83‬‬
‫;‪- Bourdieu, Passeron:Les héritiers; Ed.de Minuit; 1964‬‬
‫‪ - 84‬خال<<د املري وآخ<<رون‪ :‬أمهي<<ة سوس<<يولوجيا املدرسة‪ ،‬سلس<<لة التك<<وين ال<<رتبوي‪ ،‬الع<<دد‪ ،3‬مطبع<<ة النج<<اح اجلدي<<دة‪ ،‬ال<<دار البيض<<اء‪ ،‬الطبع<<ة‬
‫الثانية‪1995 ،‬م‪ ،‬ص‪.15:‬‬
‫‪85‬‬
‫‪- Perrenoud, PH: Stratification socio-culturelle et réussite scolaire, Dros, 1970, p:33.‬‬
‫‪86‬‬
‫;‪- Baudelot, Establet: L'école capitaliste en France, Maspéro, Paris, 1971‬‬
‫‪93‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫ه<<ذا‪ ،‬وتنطب <ق< مواص<<فات املدرس<<ة الرأمسالية الفرنس<<ية< على املدرس <ة< العربي<<ة ال<<يت تعي<<د إنت<<اج القيم نفس<<ها ال<<يت تس<<هر‬
‫عليها الطبقة السائدة‪ ،‬وتتميز أيضا خباصتني متقابلتني‪ <:‬التوجيه امله<ين والتوجي<ه الع<ايل‪ .‬أي‪ :‬إن التعليم الع<ريب خاض<ع‬
‫أيض<<ا لنظري<ة< القن<<اتني أو املس<<لكني‪ ،‬وم<<ازال املغ<<رب‪ -‬على س<<بيل التمثي<<ل‪ -‬متش<<بثا على مس<<توى التخطي<<ط والتوجي<<ه‬
‫ال<<رتبوي ب<<التعليم امله<<ين‪ ،‬قص<<د احلد من ظ<<اهرة بطال <ة< محل<<ة الش<<هادات العلي<<ا وال<<دكتوراه‪ .‬وه<<ذا ي<<بني لن<<ا م<<دى تبعي <ة<‬
‫املدرس< <ة< املغربي< <ة< املتخلف <<ة للمدرس <<ة الفرنس <<ية الرأمسالية يف جتس <<يد تناقض <<ات اجملتم <<ع الص <<ارخة اقتص <<اديا< واجتماعي <<ا‬
‫وطبقيا‪.‬‬
‫ويتمث<ل< ب<<ازل برنش<<تاين(‪87 <) Basil Bernstein‬التص<<ور< اللس<<اين االجتم<<اعي‪ ،‬ال<<ذي يق<<ر ب<<أن الطبق<<ات الوس<<طى‬
‫والعليا متلك سننا لغوي<ا واس<عا ومرن<ا ورص<ينا‪ ،‬يتس<م باخلص<وبة‪ ،‬واتس<اع معجم مفردات<ه‪ <،‬ويتم<يز< خباص<ية االسرتس<ال‬
‫يف التعبري‪ ،‬واستعمال اجلمل الطويل<<ة احلافل<<ة ب<<النعوت والص<فات‪ ،‬فض<ال عن تش<غيل اجلم<ل البس<<يطة واملركب<<ة الفاص<<لة‬
‫والواص<<لة‪ ،‬واس<<تعمال املص<<ادر املؤول<<ة‪ ،‬ومتث<<ل التفك<<ري املنطقي املتسلس<<ل‪ ،‬واالرتك<ان إىل التحلي<ل اجملرد الرم<زي< ال<<ذي‬
‫يستوعب كل التناقضات‪.‬أما طفل الفئات< الدنيا‪ ،‬فيشغل سننا لغويا ضيقا بس<يطا وفق<ريا على مس<توى اللغ<ة والتع<ابري‬
‫واملفردات‪ <،‬ناهيك عن قصور يف التعبري واإلنشاء‪ ،‬وخلو الفقرات< من التسلسل والتآلف< الرتكييب‪ ،‬ونقص يف التق<<دمي‬
‫واالستنتاج< والربهن<ة‪ ،‬واملي<ل بك<ثرة إىل احملس<وس وامللم<وس‪ .‬وه<ذا إن دل على ش<يء‪ ،‬فإمنا ي<دل على فق<ر بيئ<<ة الطف<ل‬
‫اللغوية‪ ،‬واليت تؤثر سلبا على مستوى التعليمي للطفل‪ ،‬وتواصله الشفوي والكتايب داخل املؤسسة الرتبوية‪<.‬‬
‫وهن<<اك من ي<<دعو إىل إلغ<<اء املدرس<ة< الرأمسالية‪ <،‬والقض<<اء عليه<<ا‪ ،‬م<<ادامت ذات أبع<<اد طبقي<ة< وإيديولوجي<<ة‪ -‬كم<<ا عن<<د‬
‫إيڤ<<ان إليتش ‪ -IVAN ILLICH‬يف كتاب<<ه‪ (:‬جمتم<<ع ب<<دوم مدرس<<ة)<‪ ،88‬وذل<<ك أن الس<<يد إليتش‪ ":‬ي<<نزع أحيان<<ا‬
‫إىل القول بأن املدرسة مالئمة للعصر الصناعي‪ ،‬وأهنا من إرث خملفاته‪ ،‬وينبغي أن تشجب فقط يف البلدان املتخلف<<ة‪،‬‬
‫وخاص <<ة بل <<دان أمريك <<ا الالتيني <<ة‪ ،‬حيث التس <<تطيع< أن ت <<وفر االنطالق <<ة الالزم <<ة‪ <،‬وحيث يك <<ون ح <<ذفها ش <<رطا الزم <<ا‬
‫حلذف االستعمار‪ <،‬والقضاء عليه‪ .‬إىل أنه يف أحيان أخرى‪ ،‬يطلق أحكاما تنادي بالقضاء عليها قضاء جذريا‪ ،‬ويرى‬
‫‪89‬‬
‫فيها مؤسسة بالية< أىن كانت‪".‬‬
‫إذا ك<<انت املقارب<<ة الص<<راعية الت<<رى يف املدرس<<ة س<<وى فض<<اء للتطاحن<<ات اإليديولوجي<<ة والطبقي<<ة‪ ،‬وفض<<اء للتف<<اوت‬
‫االجتم< <<اعي والثق< <<ايف واللغ< <<وي واالقتص< <<ادي‪ .‬وبالت< <<ايل‪ ،‬فق< <<د أدت باملدرس< <<ة إىل الفش< <<ل واإلفالس الالزمني‪ ،‬حيث‬
‫ص <<ارت املدرس< <ة< عن <<د الكث <<ري من املالحظني مؤسس <<ة اخليب< <ة< واملأس <<اة‪ ،‬وجماال ملختل <<ف الص <<راعات اجلدلي <<ة‪ ،‬وفض <<اء‬
‫للتناقضات الص<ارخة‪ .‬فهن<اك من يع<ارض ه<ذا الط<رح الص<راعي‪ ،‬ف<ريى املقارب<ة< الص<راعية< ذات أبع<اد سياس<<ية وحزبي<ة<‬

‫‪87‬‬
‫‪- Bernstein: Langage et classes sociales, ed de minuit, Paris, 1975.‬‬
‫‪88‬‬
‫‪- ILLICh: Une société sans école, Seuil, Paris, 1971.‬‬
‫‪ - 89‬گي أڤ<<انزيين‪ :‬اجلم<<ود والتجدي<<د يف الرتبي<<ة املدرس<<ية‪ ،‬ترمجة عب<<د اهلل عب<<د ال<<دائم‪ ،‬ب<<ريوت‪ ،‬دار العلم للماليني‪ ،‬الطبع<<ة األوىل ‪1981‬م‪،‬‬
‫صص‪.457-456:‬‬
‫‪94‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫ضيقة‪ ،‬تنطلق من تصورات ماركسية أو هيجيلي<<ة أو منطلق<<ات ڤيبريي<<ة أو ألتوس<<ريية‪ ،‬ومن مث‪ ،‬تفتق<<د ه<ذه التص<<ورات‬
‫خاصية املوضوعية‪ ،‬واحلياد‪ ،‬والتحليل العلمي املنطقي‪ ،‬ومصداقية التحليل املعقلن‪.‬‬
‫وعلي<ه‪ ،‬فليس من الض<روري< أن تك<ون املدرس<ة فض<اء للص<راع‪ ،‬والتط<احن الع<رقي واللغ<وي والثق<ايف‪ ،‬وجماال النع<دام‬
‫تكافؤ الفرص‪ ،‬بل ميكن أن تكون فضاء إلذابة الف<وارق االجتماعي<ة‪ ،‬وتع<ايش الطبق<ات‪ ،‬وتوحي<د ال<رؤى والتطلع<ات‬
‫بني املتعلمني‪ .‬ومن مث‪ ،‬على املؤسس< < <<ة الرتبوي < <<ة أن ت < <<ذيب< ك < <<ل اخلالف < <<ات املوج < <<ودة بني التالمي < <<ذ على املس < <<توى‬
‫االقتصادي واالجتماعي والثقايف واللغوي‪ ،‬وحترير املتعلمني املنح<<درين من الفئ<ة< ال<<دنيا من عق<دهم الطبقي<ة< الش<<عورية‬
‫والالش <<عورية‪ ،‬وختليص <<هم من م <<ركب النقص‪ <،‬عن طري <ق< تنفي <<ذ املش <<اريع املؤسس <<اتية‪ <،‬وتق <<دمي األنش <<طة للرتفي <<ه عن‬
‫التالمي<<ذ‪ ،‬وتك<<وينهم تكوين<<ا ذاتي<<ا‪ ،‬ميحي ك<<ل الف<<وارق ال<<يت ميكن أن توج<<د بني املتمدرس<<ني داخ<<ل املدرس<ة< الواح<<دة‪.‬‬
‫ومن أهم الوظ <<ائف األساس <<ية< للمدرس <<ة‪ " <:‬إجياد حال <<ة من الت <<وازن بني عناص <<ر البيئ <<ة االجتماعي <<ة‪ ،‬وذل <<ك ب <<أن تتب <<ع‬
‫املدرسة< لكل فرد الفرصة لتحريره من قيود طبقت<<ه االجتماعي<ة ال<يت ول<د فيه<ا‪ ،‬ويك<ون أك<ثر اتص<اال وتف<اعال م<ع بيئت<ه<‬
‫االجتماعية واملذاهب الدينية‪"90.‬‬
‫و الب <<د أن تس <<اهم املدرس <<ة يف خل <<ق عالق <<ات إجيابي <<ة مثم <<رة بني التالمي <<ذ فيم <<ا بينهم‪ ،‬وبني املتعلمني وأط <<ر الرتبي< <ة<‬
‫واإلدارة‪ ،‬تك <<ون مبني <ة< على التع <<اون‪ ،‬واألخ <<وة‪ ،‬والتس <<امح‪ ،‬والتواص <<ل‪ ،‬والت <<آلف‪ ،‬واملش <<اركة الوجداني <<ة‪ <،‬والتكام <<ل‬
‫اإلدراكي‪ ،‬ونب <<ذ ك <<ل عالق <<ة قائم <<ة على الص <<راع اجلديل‪ ،‬والع <<دوان‪ ،‬والكراهي <<ة‪ ،‬واإلقص <<اء‪ ،‬والتهميش‪ ،‬والتن <<افر‪<،‬‬
‫والكراهية‪ <،‬والتغريب‪ ،‬واجلمود‪ ،‬والتطرف‪ ،‬واإلرهاب‪.‬‬
‫والب <<د للمدرس <ة< من االحتك <<ام إىل منط <ق< املس <<اواة‪ ،‬وتوف <<ري العدال <<ة‪ <،‬والعم <<ل على حتقي <<ق تك <<افؤ الف <<رص‪ ،‬ودمقرط <ة<‬
‫التعليم‪ ،‬من أج <<ل تك <<وين م <<واطن ص <<احل ينف <<ع وطن <<ه وأمت <<ه‪ ،‬وحياف <<ظ على ث <<وابت اجملتم <<ع‪ ،‬ويعم <<ل جاه <<دا من أج <<ل‬
‫حتديث البلد‪ ،‬وتغيريه إجيابيا‪ ،‬والرفع من مستواه التنموي‪ ،‬والسري ب<<ه حنو آف<<اق أرحب من االزده<<ار والرفاهي<<ة‪ .‬كم<ا‬
‫تعم<<ل املدرس<<ة على تغي<<ري املس<<توى االجتم<<اعي واالقتص<<ادي للمتعلمني ال<<ذين ينح<<درون من منطق<ة< مدقع<<ة‪ .‬يس<<تطيع<‬
‫ابن البيئ< <ة< الفق <<رية‪ ،‬عن طري <<ق التعلم‪ ،‬واحلص <<ول على الش <<هادات وال <<دبلومات‪ ،‬تغي <<ري مس <<توى معيش <<ته‪ <،‬والرف <<ع من‬
‫املس<<توى االقتص<<ادي ألس<<رته‪ ،‬كم<<ا ه<<و احلال يف املغ<<رب‪ ،‬حيث تص<<بح الوظيف<<ة العمومي<<ة ال<<يت حيص<<ل عليه<<ا الط<<الب‬
‫الن <<اجح مس <<لكا لل <<ثراء‪ ،‬والس <<لطة‪ ،‬وال <<رتقي‪ ،‬والتس <<لق الطبقي‪ <،‬واكتس <<اب قيم طبق <<ة اجتماعي <<ة أخ <<رى‪ .‬أي‪ :‬تعم <<ل‬
‫املدرس< <ة< على حتس <<ني الظ <<روف االقتص <<ادية للمتعلم‪ ،‬وتغي <<ري طبقت <<ه االجتماعي <<ة‪ ،‬عن طري <<ق التحل <<ل من ثقاف <<ة بيئت< <ه<‬
‫األص<<لية‪ ،‬بتمث<<ل ثقاف<<ة الطبق <ة< اجلدي<<دة‪ .‬وبالت<<ايل‪ ،‬جيرن<<ا ه<<ذا التص<<ور< إىل رفض م<<ا ت<<ذهب إلي<<ه املقارب<<ة الص<<راعية ال<<يت‬
‫الترى يف املدرس<<ة س<<وى فض<اء للص<<راع الطبقي‪ ،‬والتن<احر الع<رقي‪ ،‬وحلب<<ة للتطوي<<ع اإلي<<ديولوجي‪ ،‬وتبلي<<غ قيم الطبق<ة<‬
‫احلاكمة أو السائدة‪ .‬وهكذا ال جيب‪ ":‬أن يوقعنا هذا الطرح الصراعي يف خطى االعتقاد بتصور< ميك<انيكي وق<دحي‬
‫ل<<دور املدرس<<ة‪ <.‬أي‪ :‬اعتباره <<ا دوم <<ا اجله<<از اإلي<<ديولوجي للدول <<ة الربجوازي <<ة أو الطبق <<ة الس<<ائدة‪ .‬مبع <<ىن أهنا مؤسس<<ة‬

‫‪ - 90‬أحممد عليلوش‪ :‬الرتبية والتعليم< من أجل التنمية‪ ،‬مطبعة النجاح اجلديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األوىل سنة ‪2007‬م‪ ،‬ص‪.123:‬‬
‫‪95‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫طبقية< ذات وظيفة إيديولوجية‪ .‬فال بد من جتاوز هذا التصور< الضيق< لوظيفة< املدرسة االجتماعية‪ ،‬نظ<<را لكوهنا تتمت<ع<‬
‫باستقاللية< نسبية< عن قي<ود وحتدي<<دات احملي<<ط الع<ام ال<ذي تتفاع<<ل مع<<ه وفي<ه‪ ،‬كم<ا تتمت<ع< بنظامه<<ا ال<داخلي اخلاص هبا‪،‬‬
‫ومنطقها املتميز الذي تشتغل< فيه وبه بنياهنا"‪.91‬‬
‫وما نالحظ<ه على املدرس<ة< املغربي<ة< من تبعي<ة< للمدرس<ة الفرنس<<ية< من<ذ احلماي<ة إال دلي<ل على "االنفص<امية" ال<يت تعيش<ها‬
‫املدرسة< املغربية‪ .‬ومن املؤشرات احلقيقية كذلك التناقضات< الصارخة اليت تربز داخل املؤسس<<ات التعليمي<ة< والرتبوي<<ة‪.‬‬
‫ومن مث‪ " ،‬جيب مراع<<اة وظيف<<ة املدرس<ة< يف البل<<دان املتخلف<<ة‪ ،‬من حيث إهنا تتح<<دد يف س<<ياق التبعي<<ة‪ ،‬وه<<ذا م<<ا ي<<رتتب‬
‫عن<<ه طبيع<ة< األوض<<اع املزري<<ة ال<<يت يش<<هدها التعليم يف ه<<ذه البل<<دان‪ ،‬من انع<<دام العقالني<<ة ال يف التفس<<ري وال يف التوجي<<ه‬
‫وال يف التأطري‪ .‬وخري دليل< على هذا ما يعرفه التعليم ببالدنا من غياب منظور< شامل وعام‪ ،‬يصوغ األهداف املعرفي<<ة‬
‫والرتبوية‪ <،‬وحيدد الوسائل البيداغوجي<ة‪ ،‬ألنن<<ا ورثن<<ا ذل<<ك من االس<تعمار‪ <،‬وبقي مس<تمرا دون إع<ادة النظ<ر< الش<<امل يف‬
‫البنية التعليمية‪ <،‬وكذا يف مجيع البنيات األساس<ية< يف اجملتم<ع املغ<ريب‪.‬ه<ذا عكس م<ا مت ب<الغرب‪ ،‬حيث متكنت املؤسس<ة‬
‫من حتقي <<ق ن <<وع من االنس <<جام والتكام <<ل م <<ع احملي <<ط الثق <<ايف واجملتمعي ال <<ذي تن <<درج في <<ه‪ .‬أم <<ا يف املغ <<رب‪ ،‬ف <<إن "‬
‫الفصامية" عندنا ما تزال قائمة بني الثقافة املدرسية ككل‪ ،‬وبني اإلطار االجتماعي والثقايف الذي تنخرط< في<<ه‪ .‬زي<<ادة‬
‫على ه<<ذا‪ ،‬تبقى املدرس<<ة‪ -‬حس<<ب مص<<طفى حمس<<ن‪ -‬مبثاب<<ة"< ص<<ندوق أس<<ود"‪ ،‬المنس<<ك علمي<<ا مبيكانيزم<<ات وظائفه<<ا‬
‫‪92‬‬
‫واشتغاهلا‪ ،‬وحتركها‪ ،‬وال بالربامج والنماذج املعرفية والسلوكية السائدة فيها‪".‬‬
‫وعلى الرغم من كون املدرسة فض<اء للتع<دد اللغ<وي والثق<<ايف واالجتم<اعي والطبقي‪ ،‬إال أهنا تعت<رب‪ ":‬عام<ل توحي<د‪،‬‬
‫‪93‬‬
‫عامل مل ومجع خمتلف الطبقات االجتماعية‪ ،‬وصهر أفكارها‪ ،‬وبلورهتا بقدر اإلمكان عرب خطاهبا الرتبوي‪".‬‬
‫ومن احلل<<ول املقرتح<<ة للح<<د من ظ<<اهرة الص<<راع املتع<<دد داخ<<ل الفض<<اء ال<<رتبوي نش<<ري إىل ض<<رورة متث<<ل البي<<داغوجيا‬
‫الفارقية حملو الفوارق املعرفية‪ ،‬والقضاء على الفشل الدراسي‪ ،‬واحلفاظ على مس<توى ال<<ذكاء الدراس<ي املوح<د‪ ،‬قص<د‬
‫حتقي <<ق النت <<ائج املرج <<وة من بي <<داغوجيا الكفاي <<ات وبي <<داغوجيا اجملزوءات‪ .‬وتنطل <<ق البي <<داغوجيا الفارقي <<ة من القناع <<ة‬
‫القائل<<ة ب<<أن‪ <":‬أطف<<ال الفص<<ل الواح<<د خيتلف<<ون يف ص<<فاهتم الثقافي<ة< واالجتماعي<<ة واملعرفي<<ة والوجداني<<ة‪ ،‬بكيفي<<ة جتعلهم‬
‫غ <<ري متك <<افئي الف <<رص أم <<ام ال <<درس املوح <<د ال <<ذي يقدم <<ه هلم املعلم‪ .‬وي <<ؤول جتاه <<ل املدرس هلذا املب <<دإ إىل تف <<اوت‬
‫األطف <<ال يف حتص <<يلهم املدرس <<ي‪ .‬وت <<أيت البي <<داغوجيا الفارقي< <ة< لتح <<اول التخفي< <ف< من ه <<ذا التف <<اوت‪ <.‬ويع <<رف ل <<وي‬
‫ل<<وگران البي<<داغوجيا الفارقي<<ة ك<<اآليت‪ ":‬هي متش ترب<<وي‪ <،‬يس<<تعمل جمموع<<ة من الوس<<ائل< التعليمي<<ة‪ -‬التعلمي<<ة‪ <،‬قص<<د‬
‫إعان<<ة األطف<<ال املختلفني يف العم<<ر والق<<درات والس<<لوكيات‪ ،‬واملنتمني إىل فص<<ل واح<<د‪ ،‬من الوص<<ول بطرائ<<ق خمتلف<<ة‬
‫إىل األهداف نفسها"‪.‬‬

‫‪ - 91‬أحممد عليلوش‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.120:‬‬


‫‪ - 92‬أحممد عليلوش‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪120:‬؛‬
‫‪ - 93‬أحممد عليلوش‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.116:‬‬
‫‪96‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫لبل < <<وغ ه < <<ذا اهلدف‪ ،‬الب < <<د أن يتع < <<رف< املعلم على اخلاص < <<يات الفردي< < <ة< لتالم < <<ذة فص < <<له‪ :‬مس < <<توى تط < <<ورهم ال < <<ذهين‬
‫والوجداين واالجتماعي‪ ،‬قيمهم ومواقفهم إزاء التعليم املدرسي‪ ،‬وتنص<ح البي<داغوجيا الفارقي<ة املربني بتقس<يم تالم<ذة‬
‫الفص<ل< الواح<<د إىل ف<<رق ص<<غرية متجانس<<ة‪ ،‬ومبطالب<<ة ك<<ل فري<<ق بعم<<ل يتالءم< م<<ع ص<<فاته املم<<يزة‪ ،‬وذل<<ك يف إط<<ار عق<<د‬
‫‪94‬‬
‫تعليمي يربط املعلم بتالميذه‪<".‬‬
‫ومن احلل< <<ول املقرتح< <<ة لتوحي< <<د مس< <<توى التعليم‪ <،‬وحمارب< <<ة الف< <<وارق املعرفي< <<ة بني التالمي< <<ذ‪ ،‬اتب< <<اع سياس < <ة< ال< <<دعم‬
‫البيداغوجي والتفري<<دي‪ <،‬عن طري<ق< تق<<دمي دروس إض<افية جماني<ة< للمتع<ثرين< من أبن<<اء الطبق<<ة الفق<رية‪ ،‬وح<ىت من الطبق<<ة‬
‫العالي<<ة‪ ،‬لتعميم املعرف<<ة‪ ،‬وخل<<ق ف<<رص متس<<اوية أم<<ام مجي<<ع األط<<راف‪ ،‬الكتس<<اب ال<<ذكاء‪ ،‬وامتالك مه<<ارات التحلي <ل<‬
‫واملعاجلة‪ ،‬قص<<د تك<<وين تالمي <ذ< مقت<<درين< أكف<<اء‪ ،‬يس<<تطيعون مواجه<<ة الوض<<عيات الص<<عبة< واملعق<<دة‪ .‬ومن مث‪ ،‬يش<<كل‬
‫الفص<ل< الدراس<<ي‪ ":‬جمموع<<ة غ<<ري متجانس<ة< من األطف<<ال‪ ،‬يف اس<<تعداداهتم وق<<دراهتم؛ مما ي<<دعو إىل عملي<<ة ال<<دعم‪ ،‬ال<<يت‬
‫تقل<<ل من املتخلفني دراس<<يا< عن أق<<راهنم‪ .‬كم<<ا ميكن النظ<<ر إىل ض<<رورة ال<<دعم وأمهيت<<ه من ناحي<<ة ثاني<<ة‪ ،‬وهي اختالف‬
‫طريقة< أو أسلوب تعلم كل تلميذ‪ ،‬ومعظم املدرسني ال يأخذون هذا األمر بعني االعتبار‪ ،‬فيدرسون بطريقة واحدة‪.‬‬
‫ويف هذه احلالة‪ ،‬فإن عملية الدعم التكسب معناها احلقيقي واملفيد إال إذا مت تعليمها بطريق<ة< خمتلف<ة عن الطريق<ة< ال<<يت‬
‫علمت هبا املادة أول األمر‪.‬‬
‫إن التعري <<ف ال <<ذي مت تبني <ه< لبيداغوجي <<ة ال <<دعم والتقوي <<ة‪ ،‬من قب <<ل وزارة الرتبي <<ة والتعليم أهنا‪ ":‬جمموع <<ة من الوس <<ائل‬
‫والتقني<<ات< الرتبوي<<ة ال<<يت ميكن إتباعه<<ا داخ<<ل الفص <ل< ( من إط<<ار الوح<<دات الدراس<<ية)< أو خارجي<<ة ( يف إط<<ار أنش<<طة‬
‫املدرسة< ككل)‪ ،‬لتاليف بعض ما قد يعرتض تعلم التالمي<ذ< من ص<عوبات ( ع<دم الفهم‪ -‬تع<ثر‪ -‬ت<أخر‪ ،)...‬حتول دون‬
‫‪95‬‬
‫إبراز القدرات احلقيقية‪ ،‬والتعبري عن اإلمكانيات الفعلية< الكامنة‪<".‬‬
‫ومن ناحي <<ة أخ <<رى‪ ،‬تعم <<ل احلي <<اة املدرس <<ية على إذاب <<ة الص <<راع< الش <<عوري والالش <<عوري‪ <،‬والقض <<اء على الف <<وارق‬
‫الطبقي<<ة‪ ،‬واحلد من ك<<ل أس<<باب ت<<أجيج الص<<راع‪ <،‬وتن<<امي احلق<<د االجتم<<اعي‪ ،‬س<<يما أن احلي<<اة املدرس<<ية< هي مؤسس<<ة‬
‫تربوي< <ة< تعليمي< <ة< نش <<يطة< فاعل <<ة وفعال <<ة‪ ،‬تعم <<ل على رب <<ط املؤسس <<ة ب <<اجملتمع‪ ،‬وت <<وفر حي <<اة مفعم <<ة بالس <<عادة واألم <<ل‬
‫والطمأنين<<ة والس<عادة‪ ،‬وحتق<ق األم<ان واحلري<ة احلقيقي<<ة للجمي<ع‪ ،‬وتس<<عى إىل تك<ريس ثقاف<<ة املواطن<ة الص<احلة‪ ،‬يف إط<<ار‬
‫اح<رتام حق<وق املتعلم‪ /‬اإلنس<ان داخ<ل فض<اء املؤسس<ة‪ ،‬وتط<بيق< املس<اواة احلقيقي<ة‪ ،‬وإرس<اء ق<انون العدال<ة< املؤسس<اتية‪،‬‬
‫وفتح باب مبدإ تكافؤ الفرص على مصراعيه أمام اجلميع‪ ،‬بدون متييز< ع<<رقي أو لغ<<وي أو طبقي أو اجتم<<اعي‪ ،‬فالك<ل‬
‫أم <<ام ق <<انون املؤسس <<ة سواس <<ية< كأس <<نان املش <<ط الواح <<د‪ .‬ومن مث‪ ،‬فال قيم <<ة للرأمسال املايل أو املادي يف ه <<ذا الفض <<اء‬
‫املؤسسايت أمام قوة الرأمسال الثقايف الذي يعد معيار< التفوق والنجاح واحلصول على املستقبل< الزاهر‪<.‬‬

‫‪- 94‬د‪.‬أمحد أوزي‪ :‬املعجم املوسوعي لعلوم< الرتبية‪ ،‬الطبعة األوىل ‪2006‬م‪ ،‬مطبعة النجاح اجلديدة‪ ،‬ص‪.55-54:‬‬
‫‪ - 95‬د‪.‬أمحد أوزي‪ :‬املعجم املوسوعي لعلوم< الرتبية‪ ،‬ص‪.138:‬‬
‫‪97‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫هذا‪ ،‬ويقصد باحلياة املدرسية(< ‪ 96 <)la vie scolaire‬يف أدبيات التش<ريع< املغ<<ريب ال<رتبوي تل<<ك الف<<رتة الزمني<<ة ال<يت‬
‫يقض<<يها التلمي<<ذ داخ<<ل فض<<اء املدرس <<ة‪ ،‬وهي ج <<زء من احلي <<اة العام <<ة للتلمي <<ذ‪ /‬اإلنس <<ان‪ .‬وترتب <<ط ه<<ذه احلي <<اة بإيق <<اع‬
‫تعلمي وترب<<وي وتنش<<يطي‪ ،‬متم<<وج حس<<ب ظ<<روف املدرس<<ة ومتوجاهتا العالئقي<<ة واملؤسس<<اتية‪ <.‬وتعكس ه<<ذه احلي<<اة‬
‫املدرسية مايقع يف اخلارج االجتماعي من تبادل للمع<<ارف والقيم‪ ،‬وم<<ا يتحق<ق< من تواص<<ل س<<يكواجتماعي وإنس<<اين‪.‬‬
‫وتعت <<رب‪":‬احلي <<اة املدرس <<ية< ج <<زءا من احلي <<اة العام <ة< املتم <<يزة بالس <<رعة والت <<دفق‪ ،‬ال <<يت تس <<تدعي التج <<اوب والتفاع <<ل م <<ع‬
‫املتغ< <<ريات االقتص< <<ادية‪ <،‬والقيم االجتماعي< <<ة‪ ،‬والتط< <<ورات املعرفي < <ة< والتكنولوجي< <<ة ال< <<يت يعرفه< <<ا اجملتم< <<ع‪ ،‬حيث تص< <<بح‬
‫املدرسة< جماال خاصا بالتنمية< البشرية‪ .‬واحلياة املدرسية‪ <،‬هبذا املعىن‪ ،‬تعد الفرد للتكيف مع التحوالت العام<ة< والتعام<ل<‬
‫بإجيابي<<ة‪ ،‬وتعلم<<ه أس<<اليب احلي<<اة االجتماعي<<ة‪ <،‬وتعم<<ق الوظيف<ة< االجتماعي<<ة للرتبي<<ة؛< مما يعكس األمهي<<ة القص<<وى إلع<داد‬
‫‪97‬‬
‫النشء‪ ،‬أطفاال وشبابا‪ ،‬ملمارسة حياة قائمة على اكتساب جمموعة من القيم داخل فضاءات عامة مشرتكة"‪.‬‬
‫ومن احللول اليت نعتربها شكلية للحد من ظ<اهرة الص<راع الطبقي توحي<د ال<زي املدرس<ي‪ ،‬وفرض<ه إجباري<ا على مجي<ع‬
‫التالمي<<ذ‪ <،‬ومس<<اعدة املتعلمني املع<<وزين ال<<ذين يوج<<دون باملؤسس<<ة‪ .‬وهن<<ا‪ ،‬نس<<تدعي دور مجعي<<ة األنش<<طة االجتماعي<<ة‬
‫والرتبوي< <<ة والثقافي< <<ة باعتباره< <<ا ف< <<اعال مش< <<اركا؛ ألهنا تنش< <<ط يف جماالت متع< <<ددة‪ <،‬تس< <<اعد التالمي< <<ذ الفق< <<راء‪ <،‬وتل< <<يب‬
‫حاجياهتم املادية‪ ،‬وتقدم للتالميذ املتعثرين< دراسيا حصصا يف الدعم والتقوية‪ <،‬وتنظم حماضرات وعروضا هلذا اجملتم<ع‬
‫املدرس <<ي‪ ،‬ومتنح التالمي <<ذ املتف <<وقني ج <<وائز تش <<جيعية‪ <.‬وبالت <<ايل‪ ،‬تق <<وم مبجموع <<ة من األنش <<طة االجتماعي <<ة والرتبوي <<ة‬
‫والثقافية‪.‬‬
‫وتت< <<وفر املؤسس< <<ة أيض< <<ا على ع< <<دة جمالس‪ ،‬ميكن أن تس< <<اهم يف إث< <<راء املؤسس< <<ة‪ ،‬وتفعيله< <<ا على مجي< <<ع املس< <<تويات‬
‫واألصعدة‪ ،‬مع مل املتعلمني يف بوتقة اجتماعية واحدة‪ ،‬كاجملالس التعليمي<ة< والف<رق الرتبوي<ة ال<يت حتت<ل مكان<ة ب<ارزة يف‬
‫تنظيم احلياة املدرسية< وتنشيطها‪ .‬وتتمثل أدوارها اجلوهرية يف إبداء املالحظات واالقرتاحات حول الربامج واملناهج‪،‬‬
‫وبرجمة خمتل<<ف األنش<<طة الثقافي<<ة واالجتماعي<<ة والرياض<<ية‪ <،‬وحتيني اإلمكاني<<ات والت<<دابري الالزم <ة< لتنفي<<ذها‪ ،‬وغ<<ري ذل<<ك‬
‫من األعمال التنظيمية والرتبوية‪ <،‬وإن "اعتماد الفرق الرتبوية مبختلف األسالك كآليات تنظيمية< وتربوي<ة< ملن ش<<أنه أن‬
‫يق <<وي ف <<رص جناح التغي <<ريات املرغ <<وب فيه <<ا‪ ،‬ولض <<مان فعالياهتا‪ ،‬وانتظ <<ام أنش <<طتها‪ ،‬حتدد بش <<كل دوري مه <<ام ه <<ذه‬
‫‪98‬‬
‫الفرق‪ ،‬وطبيعة أعماهلا‪ ،‬ووظيفتها االستشارية يف تنشيط< احلياة املدرسية‪<"....‬‬
‫ولكن أهم جملس يق<<وم ب<<دور كب<<ري وفع<<ال من أج<<ل خل<<ق فض<<اء مدرس<<ي متج<<انس ومتع<<ايش‪ ،‬ن<<ذكر‪ :‬جملس الت<<دبري‪.‬‬
‫إذاً‪ ،‬ما أدوار هذا اجمللس واختصاصاته؟‬

‫‪96‬‬
‫‪- Vitali Christian: la vie scolaire, Hachette.Nouvelles approches, 1997.‬‬
‫‪ - 97‬وزارة الرتبية الوطنية والشباب‪ :‬دليل احلياة املدرسية‪ ،‬شتنرب ‪ ،2003‬ص‪.4:‬‬
‫‪ - 98‬وزارة الرتبية الوطنية والشباب‪ :‬دليل احلياة املدرسية‪ ،‬ص‪.24:‬‬
‫‪98‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫تتمثل< املهام املسندة جمللس التدبري يف اقرتاح النظام الداخلي للمؤسسة التعليمية‪ ،‬يف إطار احرتام النصوص التش<<ريعية‬
‫والتنظيمي<<ة والقانوني <ة< املعم<<ول هبا‪ ،‬ولن يك<<ون ه<<ذا النظ<<ام ال<<داخلي مقب<<وال وفع<<اال ح<<ىت تتم املص<<ادقة علي<<ه من قب<<ل‬
‫األكادميي< <ة< اجلهوي <<ة للرتبي< <ة< والتك <<وين‪.‬ومن< االختصاص <<ات األخ <<رى للمجلس دراس <<ة ب <<رامج عم <<ل ك <<ل من اجمللس‬
‫ال <<رتبوي واجملالس التعليمي <<ة‪ ،‬واملص <<ادقة على املقرتح <<ات املرفوع <<ة من قب <<ل ه <<ذه اجملالس املوازي <<ة‪ <،‬وإدراجه <<ا ض <<من‬
‫برن<<امج عم<<ل املؤسس<<ة املق<<رتح من قبل<<ه‪ ،‬بل<<ه عن تس<<طري برن<<امج< عم<<ل س<<نوي‪ ،‬خيص أنش<<طة املؤسس<<ة‪ ،‬وتتب<<ع مراح<<ل‬
‫إجنازه‪ ،‬لتفعي<ل< احلي<<اة املدرس<ية‪ ،‬وتنش<يطها حس<<ب مقتض<<يات< امليث<<اق الوط<<ين من جه<<ة‪ ،‬واملذكرات الوزاري<ة< من جه<ة‬
‫أخرى‪ .‬تلك املذكرات ال<يت تنص على تنفي<ذ< احلي<اة املدرس<ية داخ<ل املؤسس<ة التعليمي<ة‪ ،‬وذل<ك يف عالق<ة م<ع الف<اعلني‬
‫الداخليني واخلارجيني‪.‬‬
‫ومن االختصاص <<ات األخ <<رى ال <<يت يتكف <<ل هبا جملس الت <<دبري االطالع على الق <<رارات< الص <<ادرة عن اجملالس األخ <<رى‪،‬‬
‫ومتث<<ل نت<<ائج أعماهلا‪ ،‬واس<<تغالل< معطياهتا‪ ،‬وك<<ل ذل<<ك من أج<<ل الرف<<ع من مس<<توى الت<<دبري ال<<رتبوي واإلداري واملايل‬
‫للمؤسس <<ة‪ .‬ويق <<وم اجمللس أيض <<ا بدراس <<ة الت <<دابري املالئم <<ة لض <<مان ص <<يانة املؤسس <<ة‪ ،‬واحملافظ <<ة على ممتلكاهتا‪ ،‬وإب <<داء‬
‫ال<<رأي بش<<أن مش<<اريع اتفاقي<<ات الش<<راكة ال<<يت تع<<تزم< املؤسس<<ة إبرامه<<ا‪ ،‬ودراس<<ة حاجي<<ات املؤسس<<ة للس<<نة الدراس<<ية‬
‫املوالي<<ة‪ ،‬واملص<<ادقة يف األخ<<ري على التقري<<ر الس<<نوي الع<<ام املتعل<<ق بنش<<اط املؤسس<<ة وس<<ريها‪ ،‬وال<<ذي يتعني أن يتض<<من‬
‫لزوما املعطيات املتعلقة بالتدبري اإلداري واملايل واحملاسبايت للمؤسسة‪.‬‬
‫ه<<ذا‪ ،‬ويق<<وم جملس الت<<دبري بوظ<<ائف أساس<<ية ع<<دة ومهم<<ة‪ ،‬كتنمي<ة< املؤسس<<ة الرتبوي<<ة داخلي<<ا وخارجي<<ا‪ ،‬وخل<<ق م<<وارد‬
‫ذاتي < <<ة‪ ،‬بش < <<راكة م < <<ع املؤسس < <<ات املنتخب < <<ة واجملتم < <<ع املدين كش < <<ركاء ف < <<اعلني أساس < <<يني‪ ،‬ودعم سياس< < <ة< الالمركزي < <<ة‬
‫والالمترك<<ز‪ <،‬وإش<<راك مجي<<ع الش<<ركاء يف العملي<<ة الرتبوي<<ة‪ ،‬وحتس<<ني ج<<ودة التعليم داخ<<ل املؤسس<<ة‪ ،‬من خالل العناي <<ة‬
‫بفضائها الداخلي وحميطها اخلارجي‪ ،‬وإعداد برنامج عمل سنوي لألنشطة املزمع القيام هبا يف خمتلف اجملاالت‪.‬‬
‫ه<<ذا‪ ،‬ويس<<اهم التعليم بالكفاي<<ات والتعليم ب<<اجملزوءات يف حتقي<<ق مدرس<<ة مبدع<<ة‪ ،‬تتم<<يز< ب<<اجلودة الكمي<<ة والكيفي<ة< ال<<يت‬
‫بواس<<طتها يتم القض<<اء على الالجتانس ال<<رتبوي‪ ،‬ودرء اهلوة املتس<<عة بني أبن<<اء الطبق<<تني‪ <:‬الش<<عبية الفق<<رية والبورجوازي<ة<‬
‫الثري<ة‪ .‬ومن مث‪ ،‬ف<التعليم اجملزوئي تعليم ق<ائم على بي<داغوجيا الكفاي<ات ال<يت تس<تهدف البحث عن الق<درات الكفائي<ة‬
‫لدى املتعلم‪ ،‬عرب مراقبة أداءات وإجنازات طوال سريورة التعلم‪ ،‬ووضعه يف وضعيات معقدة أو أقل تعقيدا؛ الختب<<ار‬
‫أدائ <<ه الس <<لوكي‪ ،‬وتق <<ومي كفاءات <<ه وقدرات <<ه يف التعام <<ل م <<ع مش <<اكل الواق <<ع احمليط <<ة ب <<ه‪ .‬وي <<راعي ه<<ذا التعليم الف <<وارق‬
‫الفردي<<ة‪ <،‬وينكب على ظ<<اهرة الالجتانس‪ ،‬من خالل دراس<<ة ك<<ل حال<<ة فردي<<ة‪ <،‬ودعم ك<<ل متعلم‪ ،‬وحتف<<يزه على إب<<راز‬
‫قدراته< وميول<ه واس<تعداداته‪ ،‬س<واء أك<ان ذل<ك يف حلق<ة واح<دة أم يف حلق<ات متع<ددة متواص<لة؛ ألن املقي<اس‪-‬هن<ا –‬
‫ليس ه<و ال<<درس ال<<ذي ينتهي داخ<<ل حص<<ة زمني<<ة حمددة‪ ،‬كم<ا يف التعليم املوس<<وعي‪ ،‬ب<<ل احللق<<ة الديداكتيكي<<ة املتوالي<<ة‬
‫اليت متتد عرب حصتني فأكثر‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫ومن احللول األخرى لتفادي مدرسة الفوارق الطبقي<<ة‪ <،‬واحلد من االختالل االجتم<اعي‪ ،‬اللج<وء إىل دمقرط<ة التعليم‪،‬‬
‫ويطل <<ق ه <<ذا املفه <<وم على"العملي <<ة ال <<يت يتم مبوجبه <<ا توف <<ري املوارد البش <<رية< واملادي <<ة واملالي <ة< الض <<رورية< داخ <<ل الوس <<ط‬
‫املدرسي‪ ،‬لنقل املعارف إىل أكرب عدد ممكن من األش<<خاص‪ .‬يض<<اف إىل ذل<<ك اقتن<<اع السياس<ة< الرتبوي<<ة‪ ،‬واع<<رتاف مبا‬
‫‪99‬‬
‫يرتتب عن هذا التوجيه‪".‬‬
‫وميكن حتقيق دمقرطة التعليم عن طريق حتقيق مفهوم تكافؤ الفرص< الذي صار شعارا مجي<ع الش<<عوب‪ ،‬س<واء أك<انت‬
‫متقدم< <<ة أم نامي < <ة< من< <<ذ ‪1948‬م‪ ،‬م< <<ع تب< <<ين هيئ< <<ة األمم املتح< <<دة اإلعالن الع< <<املي حلق< <<وق اإلنس< <<ان املتض< <<من ملادتني‬
‫أساس< <<يتني‪ ":‬لك< <<ل ش< <<خص احلق يف الرتبي< <<ة والتعليم الل< <<ذين جيب أن يكون< <<ا جمانيني على األق< <<ل فيم< <<ا خيص املرحل< <<ة‬
‫االبتدائي<<ة والرتبي<<ة األساس<<ية‪ <،‬و" لك<<ل ش<<خص احلق باملش<<اركة حبري<<ة يف احلي<<اة الثقافي <ة< للمجموع<<ة"‪ ،‬فهات<<ان املادت<<ان‬
‫تشريان إىل احلق يف الرتبية والتعليم< للجميع‪.".‬‬
‫وإىل جانب جمموعة من احللول املقرتحة اليت أمجلناها يف تعميم التعليم‪ <،‬وتوحيده‪ ،‬وحتقي<ق اجلودة‪ ،‬ودمقرط<ة التعليم‪،‬‬
‫ن <<رفض أن تتح <<ول املؤسس <<ة الرتبوي <<ة إىل مؤسس <<ة الثكن <<ة‪ <،‬أو فض <<اء ب <<ريوقراطي‪ ،‬يك <<رس التمي <<يز العنص <<ري‪ ،‬وي <<ؤجج‬
‫الص <<راع الطبقي‪ <،‬أو يتم إص <<الحها خارجي <<ا‪ ،‬ب <<ل ينبغي أن يك <<ون اإلص <<الح داخلي <<ا‪ ،‬يق <<وم على مب <<ادئ البي <<داغوجيا‬
‫املؤسس < < < < <<اتية( ‪ ) PIDAGOGIE INSTITUTIONNELLE‬ال < < < < <<يت نظ < < < < <<ر هلا ك < < < < <<ل من‪:‬أوري(‬
‫‪ ،)OURY‬ول< < < < < <<وبرو( ‪ ،) LOBROT‬والباس< < < < < <<اد( ‪ .)LAPASSADE‬ومن املع< < < < < <<روف أن املدرس< < < < < <<ة‬
‫املؤسس <<اتية اجتاه ترب <<وي ظه <<ر بفرنس <<ا‪ <،‬وي <<رى اإلص <<الح إج <<راء داخلي <<ا‪ ":‬مير ع <<رب املؤسس <<ة‪ ،‬باإلض <<افة إىل البني <<ات<‬
‫االقتص<<ادية< واالجتماعي<<ة‪.‬ومن مثة‪ ،‬جيب االهتم<<ام مبفه<<وم اإلدارة الذاتي <ة< والتس<<يري ال<<ذايت من أج<<ل حتقي<<ق االس<<تقالل<‬
‫‪100‬‬
‫الذايت للمرتبني يف إطار مؤسسي مفتوح"‪<.‬‬
‫إذاً‪ ،‬ترفض هذه البيداغوجية< اجلديدة املدرسة الثكنة اليت ختنق التلميذ بنظامه<ا االنض<باطي الب<ريوقراطي ال<ذي حيد من‬
‫حري <<ة التلمي <<ذ‪ ،‬فتتح <<ول املدرس< <ة< إىل ص <<ندوق أس <<ود‪ ،‬أو إىل ثكن <<ة عس <<كرية‪ <،‬الت <<ؤمن إال بالنظ <<ام واالنض <<باط< على‬
‫حس <<اب حري <<ة التلمي <<ذ‪ ،‬ولعب <<ه‪ <،‬وأنش <<طته الثقافي <<ة والفني <ة< والرياض <<ية< والعلمي <<ة‪ .‬هلذا‪ ،‬تق <<رتح البي <<داغوجيا املؤسس <<اتية<‬
‫مدرس <<ة مرن <<ة ومنفتح <<ة‪ <،‬تنب <ع< قوانينه <<ا من التفاع <<ل ال <<داخلي ألفراده <<ا‪ ،‬قص <<د االنتق <<ال< باملدرس <<ة من مؤسس <<ة التلقني‬
‫والتوجي < <<ه واالنض < <<باط< الوحش < <<ي حنو مؤسس < <<ة إبداعي < <<ة فاعل < <<ة وفعال < <<ة مبدع < <<ة ومبتك < <<رة‪ ،‬تس < <<عى إىل حتقي < <<ق التق < <<دم‬
‫واالزدهار‪.‬‬
‫وال ننس< <<ى ك< <<ذلك أمهي< <<ة الش< <<راكة الرتبوي< <<ة وخل< <<ق مش< <<اريع املؤسس< <<ة لتنمي< <<ة املؤسس< <<ة الرتبوي< <<ة‪ <،‬وإزال< <<ة تناقض< <<اهتا‬
‫االقتص<<ادية< واالجتماعي<<ة الص<<ارخة؛< ألن املدرس<<ة ج<<زء من اجملتم<<ع‪ ،‬وم<<رآة ص<<ادقة تعكس س<<لبياته وتفاوتات<<ه الطبقي <ة<‬
‫الصارخة اليت جيسدها املتعلمون داخل الساحة املدرسية< أو داخل الصف الدراسي‪.‬‬

‫‪ - 99‬أمحد أوزي‪ :‬نفسه‪.139 ،‬‬


‫‪ - 100‬أمحد أوزي‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.103:‬‬
‫‪100‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫ومن احلل <<ول املقرتح <<ة لتف <<ادي الظ <<اهرة الص <<راعية داخ <<ل الفض <<اء ال <<رتبوي املطالب< <ة< الفوري< <ة< بتنفي< <ذ< ق <<انون س <<يگما (‬
‫‪ )SIGMA‬الذي دعا إليه امليثاق الوطين للرتبية والتكوين ملد املؤسس<ة التعليمي<ة مبيزانيته<ا الس<نوية‪ ،‬وك<ل ذل<ك من‬
‫أج<<ل ت<<دبري ش<<ؤوهنا الداخلي<<ة‪ ،‬وإث<<راء براجمه<<ا التنش<<يطية‪ <،‬دون اللج<<وء إىل االس<<تجداء والتوس <ل< املخ<<زي حتت ش<<عار‬
‫"الشراكة"‪.‬‬
‫كما أن تفعيل< التواص<ل‪ ،‬س<واء أك<ان لفظي<ا أم غ<ري لفظي‪ ،‬ميكن من إذاب<ة مجي<ع الص<راعات املوج<ودة داخ<ل املؤسس<ة‬
‫التعليمي< <<ة‪ ،‬وذل< <<ك عن طري< <<ق اختي< <<ار ك< <<ل األمناط التواص< <<لية احلميم< <<ة القائم < <ة< على التع< <<اون‪ ،‬واألخ< <<وة‪ ،‬واملش< <<اركة‬
‫اجلماعية‪ ،‬والتعاطف‪ ،‬والتعايش الصفي أو املؤسسي‪ ،‬دون نبذ أو إقصاء أو هتميش‪.‬وميكن أن يتحقق ه<<ذا الن<<وع من‬
‫التواص<<ل عن طري<<ق ختفي<<ف األقس<<ام من ظ<<اهرة االكتظ<<اظ‪ ،‬وتب<<ين طريق <ة< التف<<ويج لتس<<هيل عملي<<ة التب<<ادل< والتواص<<ل‬
‫أفقيا أو عموديا أو دائريا‪ <،‬وتقسيم التالميذ إىل فرق وجمموعات وفئات متجانس<<ة‪ ،‬لتحقي<<ق النت<ائج املثم<<رة من عملي<ة‬
‫التفاعل والتواصل املدرسي‪.‬‬

‫وخالص <<ة الق <<ول‪ :‬ت <<درس سوس <<يولوجيا الرتبي <<ة األنش <<طة ال <<يت تق <<ام داخ <<ل املدرس <<ة‪ <،‬وترص <<د التف <<اعالت االجتماعي <<ة‬
‫والنفس<<ية< ال<<يت تتم داخ<<ل النس<<ق ال<<رتبوي يف املؤسس<<ة التعليمي<<ة‪.‬كم<<ا تعكس ت<<أثريات اجملتم<<ع على املدرس<<ة والتالمي <ذ<‬
‫واملدرسني ورج<ال اإلدارة الرتبوي<ة‪ .‬وهن<اك من يع<رف ه<ذا العلم بأن<ه< يق<وم على‪ ":‬دراس<ة< أش<كال األنش<طة الرتبوي<ة‪<،‬‬
‫كأنشطة املدرسني والتالميذ< واإلداريني داخل املؤسسة املدرس<ية‪ <.‬كم<ا يق<وم بوص<ف طبيع<<ة العالق<ات واألنش<طة ال<يت‬
‫تتم بينهم‪ .‬كم< <<ا يهتم علم االجتم< <<اع ال< <<رتبوي بدراس< <<ة العالق< <<ات ال< <<يت تتم بني املدرس< <<ة وبني مؤسس< <<ات أخ< <<رى‪،‬‬
‫كاألسرة‪ ،‬واملسجد‪ ،‬والنادي‪ .‬كما يهتم بالش<روط االقتص<ادية< والطبيعي<ة< ال<يت تعيش فيه<ا ه<ذه املؤسس<ات‪ ،‬وت<ؤثر يف‬
‫‪101‬‬
‫شروط وجودها وتعاملها‪".‬‬
‫وعلي <<ه‪ ،‬ت <<رى املقارب <<ة الص <<راعية املدرس <<ة مؤسس <<ة ال تعكس س <<وى الص <<راع< اجلديل والتف <<اوت االجتم <<اعي والطبقي‪،‬‬
‫كم <<ا أن العالق <<ات املوج <<ودة بني تالمي <<ذ الطبق <ة< الش <<عبية< الفق <<رية والطبق< <ة< البورجوازي <<ة م <<ا هي إال انعك <<اس لتقس <<يم‬
‫العم< <<ل‪ ،‬و اس< <<تجالء لناقض< <<ات اجملتم< <<ع الرأمسايل أو املتخل< <<ف؛ وجتس< <<يد ملختل< <<ف الص< <<راعات االجتماعي< <<ة والطبقي< <<ة‬
‫واإليديولوجية اليت تسود بني الطبق<<ة احلاكم<ة أو الس<<ائدة والطبق<ات< املغلوب<ة على أمره<ا‪ .‬وبالت<<ايل‪ ،‬فاملدرس<<ة ب<دورها‬
‫ليس<<ت بريئ<ة< أو حماي<<دة‪ ،‬ب<<ل هي فض<<اء لتالقي األي<<ديولوجيات واختالف املص<<احل‪ .‬إال أن نظري<ة< االنس<<جام والتكام<<ل‬
‫ت <<ؤمن بوح <<دة املؤسس <<ة‪ ،‬وتع <<رتف بتكامله <<ا م <<ع اجملتم <<ع يف تك <<وين أط <<ر ق <<ادرة ومؤهل <<ة‪ ،‬س <<واء أك <<انت من الطبق< <ة<‬
‫االجتماعي<<ة الس<<ائدة أم ك<<انت من الطبق<ة< الفق<<رية‪ ،‬م<<ادام اهلدف واح<<د ه<<و خدم<<ة ال<<وطن واألم<<ة‪ ،‬وتك<<ون الوظ<<ائف‬
‫مت<<وفرة للجمي<<ع عن طري <ق< الش<<هادات وال<<دبلومات واملباري<<ات< ال<<يت تنظمه<<ا الدول<<ة أو املؤسس<<ات اخلاص<<ة‪ .‬ولتف<<ادي‬

‫‪ - 101‬خال<<د املري وآخ<<رون‪ :‬أمهي<<ة سوس<<يولوجيا املدرسة‪ ،‬سلس<<لة التك<<وين ال<<رتبوي‪ ،‬الع<<دد‪ ،3‬مطبع<<ة النج<<اح اجلدي<<دة‪ ،‬ال<<دار البيض<<اء‪ ،‬الطبع<<ة‬
‫الثانية‪1995 ،‬م‪ ،‬ص‪ ( 33:‬اهلامش)‪.‬‬
‫‪101‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫ك <<ل أمناط الص <<راع داخ <<ل املؤسس <<ة الرتبوي <<ة‪ ،‬نلتجئ إىل جمموع <<ة من احلل <<ول الش <<كلية واجلوهري <<ة‪ ،‬كتوحي <<د ال <<زي‪،‬‬
‫وتط<<بيق احلي<<اة املدرس<<ية‪ ،‬وتفعي<<ل اجملالس الداخلي<<ة‪ ،‬وتنش<<يط املؤسس<<ة‪ ،‬ومتث<<ل بي<<داغوجيا الكفاي<<ات‪ ،‬وإث<<راء التواص<<ل‬
‫بك<<ل أنواع<<ه‪ ،‬وتط<<بيق اجملزوءات‪ ،‬واالسرتش<<اد بالبي<<داغوجيا الفارقي<<ة‪ ،‬واالس<<تهداء بسياس<<ة ال<<دعم ال<<رتبوي‪ ،‬واللج<<وء‬
‫إىل بي <<داغوجيا اجلودة والش <<راكة وخل <<ق مش <<اريع املؤسس <<ة‪ ،‬وتفعي< <ل< نظ <<ام التموي <<ل ال <<داخلي للمؤسس <<ة على غ <<رار‬
‫االستقالل< املايل للجامعة‪.‬‬

‫الفصل السابع‪:‬‬

‫تقنيــة المقابل ــة‬

‫تعد املقابلة من أهم التقنيات< اليت تعتمد يف جمال البحث الرتبوي بصفة< عامة‪ ،‬ومن أهم اآلليات اإلجرائية اليت يعتم<<د‬
‫عليها البحث الوص<في بص<فة< خاص<ة‪ .‬كم<ا أن املقابل<ة أك<ثر تشخيص<ا من االس<تمارة؛ ملا هلا من ق<وة يف االستكش<اف‬
‫النفس< <<ي واالجتم< <<اعي وال< <<رتبوي‪ ،‬وم< <<ا تتم< <<يز ب< <<ه من عم< <<ق ومباش< <<رة يف حتص< <<يل املعلوم< <<ات‪ ،‬واس< <<تجماع البيان< <<ات<‬
‫التحليلي < <<ة‪ <،‬من أج < <<ل التوجي < <<ه‪ ،‬والتحلي < <<ل‪ ،‬واملعاجلة‪ ،‬والتش < <<خيص‪ ،‬والتق < <<ومي‪ .‬والميكن االس < <<تغناء عن املقابل < <<ة ال < <<يت‬
‫تستوجب اجلم<ع املباش<<ر بني الف<احص واملفح<وص؛ ألهنا تقني<ة< تطبيقي<<ة حتق<<ق تواص<<ال إجيابي<<ا فع<<اال‪ ،‬من خالل اق<رتاب‬
‫الب <<احث من املبح <<وث بطريق <<ة ودي <<ة مباش <<رة‪ <،‬يس <<هل عربه <<ا مجع املعلوم <<ات امليداني <<ة إع <<دادا وحتص <<يال وترتيب <<ا‪ ،‬م <<ع‬
‫تفريغها يف معطيات< تركيبية< استنتاجية‪ <،‬وتكميمها يف مبيانات رياضية وإحصائية‪.‬إذاً‪ <،‬ماهي املقابلة؟ وماهي أه<<دافها‬
‫وغاياهتا؟ وما أنواعها؟ وماهي مكوناهتا؟ وماهي شروطها؟ وماهي مزاياها وسلبياهتا؟ هذا ما سنرصده يف موض<<وعنا‬
‫هذا‪.‬‬

‫‪ ‬مفه ــوم املقابل ــة‪:‬‬

‫‪102‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫ي <<رتجم مص <<طلح (‪ )Interview/Entretien‬مبف <<اهيم عربي <<ة أخ <<رى‪ ،‬كالس <<رب أواالس <<تبار ال <<دال على الفحص‬
‫واالختبار والتجريب‪ <،‬والتدقيق يف البحث< سربا وتنقيبا واستقراء وت<دقيقا‪ ،‬وتعمي<ق الدراس<ة< علم<ا وحبث<ا وكش<فا‪ .‬م<ع‬
‫العلم بأن السرب يف اللغ<ة ه<و اس<تخراج كن<ه األم<ر‪ ،‬والدالل<ة على التجرب<ة< واالختب<ار‪.‬ويق<ول ابن س<ينا يف م<ا كتب<ه عن‬
‫السياس< <<ة‪ <":‬فك <<ذلك ينبغي ملدبر الص< <<يب إذا رام اختي< <<ار الص< <<ناعة أن ي< <<زن أوال طب< <<ع الص< <<يب‪ ،‬ويس< <<رب قرحيت< <<ه‪ ،‬وخيت< <<رب‬
‫ذكاءه‪ "102.‬وهنا‪ ،‬السرب مبعىن التجربة واالختبار والفحص والتقدير‪.‬‬
‫وهن<<اك من ي<<رتجم املفه<<وم باملقابل<<ة‪ ،‬لتقاب<<ل الب<<احث م<<ع املبح<<وث مع<<ه اس<<تجوابا واستكش<<افا؛ ألن املقابل<<ة عب<<ارة عن‬
‫اس<<تجواب ي<<راد ب<<ه الوص<<ول إىل معلوم<<ات مهم<<ة‪ ،‬بغاي<<ة تث<<بيت< فرض<<ية معين<<ة‪ .‬ومن مث‪ ،‬فاملقابل<<ة هي‪":‬احملادث<<ة ال<<يت تتم‬
‫فيه <<ا املواجه <<ة املباش <<رة وجه <<ا لوج <<ه بني الب <<احث واملبح <<وث‪ ،‬ملا يف حض <<ورمها من أمهي <<ة الس <<تكمال التعب <<ري اللغ <<وي‬
‫بتعابري الصوت‪ ،‬وخصائصه‪ <،‬وتعابري الوجه‪ ،‬ونظرة العني واإلمياءات والسلوك العام خالل االستجابة< لألسئلة‪"103<.‬‬
‫وهن<<اك من ي<<رى ب<<أن املقابل<<ة هي مبثاب<<ة‪ <":‬ح<<ديث أو ح<<وار م<<ع ش<<خص أو جمموع<<ة أش<<خاص‪ ،‬ي<<رمي إىل احلص<<ول إىل‬
‫معلوم <<ات‪ ،‬هبدف التوص <<ل إىل ح <<ل مش <<كل‪ ،‬أو فحص فرض <<ية‪ <،‬أو حتقي< <<ق ه <<دف معني‪"104.‬ومن مث‪ ،‬إذا أردن< <<ا أن‬
‫ن<<درس – مثال‪ -‬ظ<<اهرة التب<<ول عن<<د تالمي<<ذ التعليم االبت<<دائي‪ ،‬ميكن‪ ،‬بش<<كل من األش<<كال‪ ،‬إج<<راء مقابل<<ة متنوع<<ة م<<ع‬
‫جمموع < <<ة من املس < <<تجوبني الف < <<اعلني‪ ،‬مث < <<ل‪ :‬التلمي < <<ذ‪ ،‬واألس < <<تاذ‪ <،‬والوال < <<دين‪ ،‬والط < <<بيب املختص أو املع < <<اجل للتلمي < <<ذ‬
‫املفح<<وص‪ .‬وميكن أيض<<ا دراس<<ة ظ<<اهرة األم<<راض املزمن<ة< (م<<رض الس<<كري مثال)‪ ،‬وأثره<<ا على حتص<<يل التلمي<<ذ‪.‬وهن<<ا‪،‬‬
‫جنري مقابلة مع جمموعة من األشخاص‪ <،‬كالتلميذ‪ ،‬واألستاذ‪ ،‬والوالدين‪ <،‬والطبيب‪.‬‬
‫ومن هنا‪ ،‬فاملقابلة‪ ":‬لقاء يتم بني األخصائي القائم بالبحث وبني الفرد موضوع البحث‪ <،‬أو يتم أثن<<اء تب<<ادل< احلديث‬
‫بتوجيه من األخصائي‪.‬وتتوخى املقابلة حتقيق غرض عام‪ ،‬يتمثل يف تقدير< استعدادات< الفرد< أو خصائص معينة< لدي<<ه‪،‬‬
‫أو التعرف< على ميوله< واهتماماته< وقدراته‪"105<.‬‬
‫وعلي<<ه‪ ،‬فاملقابل<<ة نت<<اج لعين <<ة من املس<<تجوبني ال يعرف<<ون الكتاب<<ة من جه<<ة‪ ،‬كم<<ا عن<<د األطف<<ال الص<<غار واألم<<يني‪ ،‬أو‬
‫اليرت<<احون على مس<<توى التعب<<ري والتواص<<ل إال ملاهو ش<<فوي من جه<<ة أخ<<رى‪ .‬وهك<<ذا‪ ،‬فاملقابل<<ة مبثاب<<ة‪ <":‬حمادث<<ة بني‬
‫شخصني أو أكثر‪ ،‬يهدف من خالهلا الباحث إىل احلصول على معلومات من قبل املتحدث إليهم‪.‬وق<<د جلأ الب<<احثون‬
‫يف العل <<وم اإلنس <<انية إىل ه<<ذه األداة‪ ،‬عن<<دما اكتش<<فوا أن كث<<ريا من الن<<اس مييل <<ون لتق <<دمي املعلوم <<ات ش <<فويا أك<<ثر من‬

‫‪ - 102‬جمموع <<ة من الب <<احثني‪ :‬مص <<طلحات تعليمي <<ة من ال <<رتاث اإلس <<المي‪ ،‬د‪.‬خال <<د الص <<مدي‪ ،‬منش <<ورات املنظم <<ة اإلس <<المية للرتبي <<ة والعل <<وم‬
‫والثقافة –إيسيسكو‪ ،-‬الطبعة األوىل سنة ‪2008‬م‪ ،‬ص‪.249:‬‬
‫‪ - 103‬د‪.‬أمحد أوزي‪ :‬املعجم املوس <<وعي لعل <<وم< الرتبية‪ ،‬مطبع <<ة النج <<اح اجلدي <<دة‪ ،‬ال <<دار البيض <<اء‪ ،‬املغ <<رب‪ ،‬الطبع <<ة األوىل س <<نة ‪2006‬م‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.242‬‬
‫‪ - 104‬عبد الكرم غريب‪ :‬املنهل الرتبوي‪ ،‬اجلزء الثاين‪ ،‬منشورات ع<امل الرتبي<ة‪ ،‬مطبع<ة النج<اح اجلدي<<دة‪ ،‬ال<<دار البيض<<اء‪ ،‬املغ<رب‪ ،‬الطبع<<ة األوىل‬
‫سنة ‪2006‬م‪ ،‬ص‪.536:‬‬
‫‪ - 105‬عبد الكرم غريب‪ :‬املنهل الرتبوي‪ ،‬ص‪.536:‬‬
‫‪103‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫تق <<دميها كتاب <<ة‪ ،‬فهم يعط <<ون البيان <<ات كامل <<ة وبس <<هولة أك <<ثر يف املقابل <<ة‪ ،‬منه <<ا يف االس <<تطالع< بواس <<طة االس <<تمارة‪<،‬‬
‫خصوص<<ا إذا جنح الب<<احث يف احلص<<ول على ثق<<ة وطمأنين<<ة املس<<تجوب‪.‬إن الب<<احث عن<<دما يقاب<<ل املفحوص<<ني وجه<<ا‬
‫لوج< <<ه‪ ،‬ميكن أن يش< <<جعهم على االس< <<تمرار< يف احلديث‪ ،‬أو التعم< <<ق يف التحلي< <<ل والوص< <<ف‪ .‬إض< <<افة إىل م< <<ا ميكن أن‬
‫حيص<<ل علي<<ه من معلوم<<ات هام<<ة من ردود أفع<<ال املس<<تجوب االنفعالي<<ة والس<<يكوحركية‪ ،‬كنغم<<ة الص<<وت‪ ،‬وتعب<<ريات‬
‫الوج<<ه واجلس<<م‪ ،‬ون<<وع اللغ<<ة واألس<<لوب والتع<<ابري ال<<يت يس<<تعملها‪ ،‬وش<<عوره بالراح<<ة أو احلرج‪ ،‬وهك<<ذا‪...‬كم<<ا تعت<<رب‬
‫‪106‬‬
‫هذه الطريقة< مالئمة جلمع البيانات< من األطفال واألميني بصفة< خاصة‪".‬‬
‫وعليه‪ ،‬فاملقابلة عبارة عن تواصل لفظي وغري لفظي‪ ،‬إما باستعمال< طريقة< حواري<<ة ش<<فوية< من جه<<ة‪ ،‬وإم<<ا باس<<تخدام<‬
‫طريق<<ة حركي<<ة وإش<<ارية س<<يميائية< من جه<<ة أخ<<رى‪ ،‬س<<يما إذا ك<<ان املس<<تجوب أبكم أو أص<<م أو من ذوي احلاجي<<ات‬
‫اخلاصة‪ .‬ومن هنا‪ ،‬فاملقابلة تقنية< سيكوبيداغوجية واجتماعي<<ة مهم<<ة يف استكش<<اف املعلوم<<ات‪ ،‬وجتميعه<<ا‪ ،‬وتفريغه<<ا‪،‬‬
‫وذلك لفهم املفحوص فهما حقيقيا‪ <،‬وتفسريه حتليال واستكشافا واستطالعا وتوجيها وتشخيصا وتقوميا‪.‬‬

‫‪ ‬مكون ــات املقابل ــة‪:‬‬


‫تس <<تند املقابل <<ة‪ ،‬وذل <<ك باعتباره <<ا تقني< <ة< إجرائي< <ة< تربوي <<ة مهم <<ة‪ ،‬إىل جمموع <<ة من العناص< <ر< التقني <<ة واملنهجي <<ة‪ ،‬وميكن‬
‫حصرها يف العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ ‬املقابلة عبارة عن حمادثة تواصلية محيمة‪ ،‬سواء أكانت لفظية أم غري لفظية‪<.‬‬
‫‪ ‬تستلزم املقابلة احلوار بني الطرفني‪ :‬الباحث واملبحوث‪ ،‬أو احملاور واملتحاور معه‪ ،‬أو األخصائي الفاحص والفرد<‬
‫املفحوص‪ ،‬أو املقابل واملستجوب‪<...‬‬
‫‪ ‬املقابلة هي حمادثة تواصلية مباشرة وجها لوجه‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة حضور الطرفني املتحاورين يف الزمان واملكان‪.‬‬
‫‪ ‬رصد السلوك اللفظي وغري اللفظي أثناء املقابلة والتواصل والتحاور واحملادثة‪.‬‬
‫‪ ‬املقابلة عبارة عن أسئلة استجوابية< شفوية< مباشرة‪ <،‬قد تكون عفوية أو منظمة‪.‬‬
‫‪ ‬الغ <<رض من املقابل <<ة ه <<و حتص <<يل< معلوم <<ات وبيان <<ات تتعل <<ق بتوجه <<ات الف <<رد‪ ،‬وقدرات <<ه‪ ،‬واهتمامات <<ه‪ ،‬ورغبات <<ه‪،‬‬
‫واستعداداته‪ <،‬وميوله‪ ،‬وأهوائه‪ ،‬وأحواله‪ ،‬ومشاكله‪...‬بغية إجياد حلول مناسبة وموائمة‪.‬‬
‫‪ ‬توجه املقابلة إىل األطفال الص<غار واألم<يني من جه<ة‪ ،‬وإىل ال<ذين حيب<ذون املقابل<ة الش<فوية عن االس<تبيان< الكت<ايب‬
‫من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪ -106‬خال <<د املري وإدريس قامسي‪ :‬من <<اهج البحث ال <<رتبوي‪ ،‬سلس <<لة< التك <<وين ال <<رتبوي‪ ،‬الع <<دد‪ ،16:‬مطبع <<ة النج <<اح اجلدي <<دة‪ ،‬ال <<دار البيض <<اء‪،‬‬
‫املغرب‪ ،‬الطبعة األوىل سنة ‪2001‬م‪ ،‬ص‪.35-34:‬‬

‫‪104‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫‪ ‬ض< <<رورة االس< <<تعانة بالكراس< <<ات الورقي< <<ة‪ ،‬أو التس< <<لح باألش< <<رطة واألق< <<راص واملس< <<جالت والوس< <<ائل الس< <<معية‬
‫والبصرية‪.‬‬
‫‪ ‬رب<<ط عالق<<ة ودي<<ة محيم<<ة م<<ع املفح<<وص‪ ،‬قوامه<<ا احملب<<ة واألخ<<وة والتف<<اهم والتواص<<ل‪ <":‬ليس<<ت املقابل<<ة اجلي<<دة جمرد‬
‫سلس<<لة من األس<<ئلة العارض<<ة واإلجاب<<ات العام<<ة‪ <،‬ب<<ل هي خ<<ربة دينامكي<ة< بني شخص<<ني‪ ،‬ختط<<ط بعناي<<ة لتحقي<<ق ه<<دف‬
‫معني‪.‬فخلق جو ودي متسامح‪ ،‬وتوجي<<ه املناقش<<ة يف االجتاه<<ات املطلوب<<ة؛< وتش<<جيع املس<<تفىت على كش<<ف املعلوم<<ات‪،‬‬
‫وإثارة دوافعه لكي يستمر يف تقدمي حقائق مفيدة‪ ،‬كل ذلك يتطلب درجة عالية< من امله<<ارة والكف<<اءة الفني<<ة‪.‬ولتق<<ومي‬
‫‪107‬‬
‫فاعلية املقابلة؛ جيب على الباحث أن يتذكر دائما كثريا من التساؤالت اليت أثريت حول االستفتاء‪<".‬‬
‫وعليه‪ ،‬تستلزم املقابلة جمموعة من الشروط والقواعد اجلوهرية‪ ،‬كالعمل على إقامة عالقة ودية م<<ع الفح<<وص‪ <،‬ب<<دون‬
‫تكل <<ف أو تص <<نع أو تزل <<ف‪ .‬وبالت <<ايل‪ ،‬ال ميكن حتقي <<ق ذل <<ك إال بتمث <ل< احلي <<اد والنزاه <ة< املوض <<وعية‪ .‬عالوة على ع <<دم‬
‫إظه<<ار أي رد فع<<ل أو القي<<ام بس<<لوك م<<ا‪ ،‬ق<<د يؤول<<ه املس<<تجوب على أن<<ه رفض‪ ،‬أو اس<<تهجان جلواب<<ه‪ ،‬م<<ع اختي<<ار< لغ<<ة‬
‫مناسبة< يفهمها الف<احص واملفح<وص‪ ،‬واحلرص على أن تك<ون املقابل<ة مقنن<<ة وموجه<ة إىل ح<د كب<ري‪ ،‬لكي ال تتح<ول‬
‫املقابل <<ة إىل اس <<تجوابات مفتوح <<ة ح <<رة‪ ،‬أش <<به باهلذيان‪ ،‬واالسرتس <<ال املنس <<اب‪ ،‬والت <<داعي احلر‪ .‬عالوة على اح <<رتام‬
‫حتف<<ظ بعض املس<<تجوبني على بعض األس<<ئلة‪ ،‬وجتنب الس<<لطوية يف إص<<دار األوام<<ر‪ ،‬وع<<دم اإلحلاح على املس<<تجوب‪،‬‬
‫وذل<<ك بإع<<ادة ط<<رح الس<<ؤال نفس<<ه م<<رات عدي<<دة‪ ،‬خاص<<ة إذا مل يقتن<<ع املبح<<وث بالس<<ؤال‪ ،‬لع<<دم وجاهت<<ه‪ ،‬أو لكون<<ه‬
‫س<<ؤاال حرج<<ا ومقلق<<ا‪ .‬زد على ذل<<ك‪ ،‬الب<<د من تس<<جيل< األجوب<<ة على ال<<دفاتر والكراس<<ات من جه<<ة‪ ،‬أو االس<<تعانة‬
‫بالوسائل السمعية والبصرية< كاألقراص واألشرطة من جهة أخرى‪.‬وبعد ذلك‪ ،‬يتم تفريغ< األجوب<<ة من األش<<رطة بت<<أن‬
‫وت<<رو‪ ،‬حس<<ب البن<<ود واألس<<ئلة‪ ،‬وحس<<ب تقني<<ات حمددة يف ذل<<ك‪ .‬وإذا استعص <ى< األم<<ر اس<<تحالة وتعقي<<دا< وص<<عوبة‪،‬‬
‫فعلى الب <<احث أن يس <<جل أجوب <<ة املبح <<وث مباش <<رة‪ ،‬م <<ع ت <<دوينها باس <<تعمال< الرم <<وز‪ ،‬أو تلخيص <<ها فوري <<ا‪ ،‬أو كتاب <<ة‬
‫ملخص ع <<ام لك <<ل األجوب <<ة‪ .‬اض <<ف إىل ذل <<ك‪ ،‬الب <<د للب <<احث من نق <<د اإلجاب <<ات‪ ،‬وتأمله <<ا بدق <<ة وفحص <<ها‪ ،‬وذل <<ك‬
‫باالحتكام إىل معيار< الص<دق والك<ذب‪.‬ويع<ين ه<ذا أن<ه الب<د من دراس<ة نقدي<ة فاحص<ة لك<ل األجوب<ة املعط<اة‪ ،‬والتثبت<‬
‫‪108‬‬
‫من صحتها ومصداقيتها العلمية واملوضوعية‪ ،‬ومقارنتها باآلراء املرجعية يف هذا املوضوع‪.‬‬

‫‪‬أمهيـ ـة< املقابلـ ــة وأهدافها‪:‬‬


‫تعد املقابلة تقنية< سيكوبيداغوجية مهمة يف جتميع البيانات بطريقة< شفوية< مباش<<رة‪.‬كم<<ا أهنا أداة ناجع<<ة يف اس<<تجواب‬
‫عين<<ة من املس<<تفتني‪ ،‬اليري<<دون التعب<<ري عن آرائهم ومش<<اكلهم ورغب<<اهتم ومي<<وهلم واهتمام<<اهتم وأدوائهم ع<<رب الكتاب<<ة‪،‬‬

‫‪ - 107‬ديوبولد ب‪.‬فان دالني‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.439:‬‬


‫‪108‬‬
‫‪- Delandsherere : Introduction à la recherche en éducation, Armand Colin, Bourrelier,‬‬
‫‪1982, pp : 96-97.‬‬
‫‪105‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫ويفضلون التعب<ري عنه<ا بطريق<<ة ش<فوية< مباش<<رة وجه<<ا لوج<ه‪.‬ل<<ذلك‪ ،‬تعت<رب املقابل<ة من الطرائ<<ق اهلام<<ة يف تط<وير< البحث‬
‫ال< <<رتبوي على مس< <<توى حتص< <<يل املعلوم< <<ات بدق< <<ة وموض< <<وعية‪ .‬ويف ه< <<ذا الص< <<دد‪ ،‬يق< <<ول ديوبول< <<د ب‪.‬ف< <<ان دالني (‬
‫‪ ":)Deobold B.Van Dalen‬ميي<<ل كث<<ري من الن<<اس لتق<<دمي املعلوم<<ات ش<<فويا أك<<ثر من تق<<دميها كتاب<<ة؛ فهم‬
‫يعط<<ون البيان<<ات كامل<<ة‪ ،‬وبس<<هولة أك<<ثر يف املقابل<<ة الشخص<<ية< منه<<ا يف االس<<تفتاء‪.‬والواق<<ع أن مميزات عدي<<دة تنش<<أ من‬
‫التفاعل الودي يف املقابل<ة الشخص<<ية‪ <،‬الميكن احلص<<ول عليه<ا يف االتص<<ال غ<ري الشخص<<ي احملدود عن طري<<ق االس<تفتاء‬
‫أو االس<<تمارة‪.‬إذ يس<<تطيع الب<<احث عن<<دما يقاب<ل< املفحوص<<ني وجه<<ا لوج<<ه‪ ،‬أن يش<<جعهم باس<<تمرار‪ <،‬ويس<<اعدهم على‬
‫التعم< <ق< يف املش <<كلة‪ ،‬وخاص <<ة يف املش <<اكل املش <<حونة انفعالي <<ا‪.‬كم <<ا يس <<تطيع< املقاب <<ل أن يص <<ل عن طري< <ق< التعليق <<ات‬
‫العارضة للمستفتني‪ ،‬وتعبريات الوجه السليم‪ ،‬ونغمة صوت‪ ،‬إىل معلومات قد التنقل يف اإلجابات املكتوبة‪.‬وتساعد‬
‫ه<<ذه ال<<دالئل الس<<معية والبص<<رية< الب<<احث يف ض<<بط إيق<<اع ونغم<<ة احملادث<<ة اخلاص<<ة‪ ،‬حبيث يس<<تثري املعلوم<<ات الشخص<<ية‬
‫والسرية‪ ،‬وحيصل على معلومات عن الدوافع والعواطف واالجتاهات واملعتقدات‪.‬ويعترب توجيه األسئلة شفويا وسيلة‬
‫‪109‬‬
‫مالئمة جلمع البيانات ألطفال الصغار< واألميني بصفة< خاصة‪".‬‬
‫أما عن أهداف املقابل<ة الرتبوي<ة‪ <،‬فتتمث<ل يف التش<خيص عن طري<ق وص<ف الظ<اهرة املدروس<ة‪ ،‬وحتدي<د متظهراهتا اجللي<ة‬
‫واملض <<مرة‪ ،‬وتع <<داد نتائجه <<ا‪ ،‬وتق <<دمي احلل <<ول املناس <<بة< هلا‪ ،‬ك <<أن نش <<خص – مثال‪ -‬أس <<باب التخل <<ف العقلي ل <<دى‬
‫التالمي< <<ذ‪ ،‬أو نش< <<خص عوام< <<ل اهلدر املدرس< <<ي‪ ،‬أو التك< <<رار‪ ،‬أو الغي< <<اب‪ <،‬أو العن< <<ف‪ ،‬أو الش< <<غب‪...‬وهن< <<اك ه< <<دف‬
‫استطالعي استكشايف‪ ،‬كأن نبحث< عن معلومات جديدة ملدارسة< ظاهرة الفتة لالنتب<<اه‪ ،‬تس<<تلزم من<<ا مجع املعلوم<<ات‪،‬‬
‫وتفريغه <<ا لتحص <<يل< النت <<ائج< املرج <<وة‪ .‬وهن <<اك أيض <<ا أه <<داف توجيهي <<ة‪ ،‬ي <<راد< منه <<ا استكش <<اف اهتمام <<ات املفح <<وص‪،‬‬
‫وحتدي<<د رغبات<<ه وميول<<ه واس<<تعداداته< وقدرات<<ه ومواهب<<ه‪ ،‬بغي<ة< توجيه<<ه الوجه<<ة احلس<<نة‪ ،‬وه<<ذا ل<<ه عالق<<ة وثيق<<ة بالتوجي<<ه‬
‫ال <<رتبوي واإلعالمي‪ .‬وهن <<اك أه <<داف تفص <<يلية تدقيقي <ة< تتعل <<ق باس <<تقراء< الظ <<اهرة واستكش <<افها بدق <<ة‪ ،‬دون أن ننس <<ى‬
‫‪110‬‬
‫أهدافا أخرى‪ ،‬كالتحليل‪ ،‬واملقارنة‪ ،‬والتقومي‪ <،‬واالستنتاج‪...‬‬

‫‪ ‬أسئلــة املقابل ــة‪:‬‬


‫تس<<تند املقابل<<ة الرتبوي<<ة إىل جمموع<<ة من األس<<ئلة االس<<تجوابية< أو االس<<تبارية‪ <.‬والب<<د أن تتص<ف< ه<<ذه األس<<ئلة بالس<<مات‬
‫واملواصفات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬أن تكون األسئلة هادفة وبناءة ومفيدة‪.‬‬

‫‪ - 109‬ديوبول<<د ب‪.‬ف<<ان دالني‪ :‬من<<اهج البحث يف الرتبي<<ة وعلم النفس‪ ،‬ترمجة‪ :‬دكت<<ور حمم<<د نبي<<ل نوف<<ل‪ ،‬ودكت<<ور س<<ليمان اخلض<<ري الش<<يخ‪،‬‬
‫ودكتور طلعت< منصور< غربيال‪ ،‬مكتبة األجنلومصرية‪ <،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1986‬م‪ ،‬ص‪.439-438 :‬‬
‫‪ - 110‬عب<<د الك<<رمي غ<<ريب‪ :‬منهج البحث العلمي يف عل<<وم الرتبي<<ة والعل<<وم اإلنس<<انية‪ ،‬منش<<ورات ع<<امل الرتبي<<ة‪ ،‬مطبع<<ة النج<<اح اجلدي<<دة‪ ،‬ال<<دار‬
‫البيضاء‪ ،‬املغرب‪ ،‬الطبعة األوىل سنة ‪2012‬م‪ ،‬ص‪.210-209:‬‬
‫‪106‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫‪ ‬أن تكون األسئلة خمتصرة وخمتزلة ومكثفة‪<.‬‬


‫‪ ‬أن تكون األسئلة متنوعة‪ <:‬مغلقة‪ ،‬ومفتوحة‪ ،‬ومتزاوجة‪ ،‬ومتعددة االختيارات‪ ،‬ومعللة‪ ،‬ومكملة‪...‬‬
‫‪ ‬أن تك <<ون األس <<ئلة من جه <<ة عفوي <<ة‪ ،‬ومن جه <<ة أخ <<رى منظم <<ة‪ <،‬وميكن أن تك <<ون ك <<ذلك مول <<دة من أجوب <<ة‬
‫املبحوث‪.‬‬
‫‪ ‬ميكن أن تتأرجح األسئلة بني ماهو تربوي‪ ،‬ونفسي‪ ،‬واجتماعي‪ ،‬وطيب‪ ،‬وفيزيولوجي‪...‬‬
‫‪ ‬أن ترتبط تلك األسئلة بفرضية البحث وإشكالياته األساسية< واحملورية‪<.‬‬
‫‪ ‬أن تكون األسئلة واضحة وسهلة ومباشرة‪ ،‬ال تقبل تأويالت عدة‪ ،‬والحتمل إحياءات جمازية غامضة‪.‬‬
‫‪‬أن تكون األسئلة متسلسلة ومرتابطة موضوعاتيا ونفسيا ومنطقيا‪<.‬‬
‫‪ ‬أن تكون األسئلة موجهة يف خدمة املوضوع‪.‬‬
‫‪ ‬تتخذ أسئلة املقابلة طابعا شفويا‪ .‬وإذا اختذت طابعا كتابيا‪ ،‬فإهنا تتحول إىل استمارة واستبيان< واستفتاء‪<.‬‬
‫هذه هي أهم مواصفات األسئلة اليت تعتمد عليها املقابلة يف االستكشاف واالستطالع‪ ،‬وتتفق يف معظمها مع أس<<ئلة‬
‫االستمارة االستبيانية‪.‬‬

‫‪ ‬تركيــب املقابلــة‪:‬‬
‫ترتكب املقابلة‪ ،‬مثل االستمارة‪ ،‬من بعض العناصر< املتشاهبة‪ ،‬كأن تتكون من بداية< اس<<تهاللية< أو فق<<رة متهيدي<<ة‪ ،‬حيدد‬
‫الب<<احث اهلدف من املقابل<<ة‪ ،‬واجله<<ة الوص<<ية‪ ،‬والعين <ة< املس<<تهدفة‪ ،‬واملعلوم<<ات الشخص<<ية‪ <،‬وتبي<<ان املعطى واملطل<<وب‪،‬‬
‫وتثبيت< حتية الشكر‪.‬وبعد ذلك‪ <،‬ينتقل الباحث إىل تسطري جمموع<<ة من األس<<ئلة املقنن<<ة بدق<ة ودراي<<ة‪ .‬وي<ذيلها خبامتة يف‬
‫ش <<كل مالحظ <<ات أو ش <<كر للمس <<تجوب‪ .‬ويف ه <<ذا اإلط <<ار‪ ،‬يق <<ول ديوبول <<د ب‪.‬ف <<ان دالني‪ ":‬ه <<ل اس <<تخدم املقاب <<ل‬
‫استمارة أو بطاقة مقننة أو نظام<ا ميكن<ه من تس<جيل املالحظ<ات بس<رعة ودق<ة؟ ه<ل س<جل بوض<وح كلم<ات املس<تفىت‬
‫نفس<<ه‪ ،‬دون أن يعي<<د ص<<ياغتها وقت ص<<دورها أو بع<<د املقابل<<ة مباش<<رة؟ ه<<ل فك<<ر يف اس<<تخدام< جه<<از للتس<<جيل‪ <،‬مما‬
‫جيعل< <<ه متفرغ< <<ا أثن< <<اء املقابل< <<ة؛ وميده بوس< <<يلة للتحق< <<ق من االس< <<تجابات فيم< <<ا بع< <<د؛ وحياف< <<ظ على اخلواص االنفعالي < <ة<‬
‫والصوتية لإلجاب<ات؛ ويس<اعده على جتنب عملي<ات احلذف والتحري<ف< والتغي<ري‪ ،‬وجتنب األخط<اء ال<يت حتدث أحيان<ا‬
‫يف التق<<ارير املكتوب<<ة عن املقابل<<ة؟ ه<<ل دون املقاب<<ل م<<ذكرات مبا الحظ<<ه من س<<لوك أو ح<<االت ال تتف <ق< م<<ع إجاب<<ات‬
‫املس <<تفىت؟< ه <<ل ق <<ام بتس <<جيل< املظ <<اهر االنفعالي< <ة< ذات الدالل <<ة‪ ،‬وح <<االت ال <<رتدد واللعثم <<ة والس <<كنات أو االنتق <<االت‬
‫‪111‬‬
‫الفجائية‪ ،‬والكلمات اليت تصحح بسرعة وعمليات احلذف الواضحة؟"‬
‫وعلي<<ه‪ ،‬ال ميكن أن حتق<<ق املقابل<<ة فوائ<<دها املرج<<وة يف حتص<<يل< البيان<<ات‪ <،‬إال بع<<د أن يك<<ون للف<<احص معلوم<<ات كث<<رية‬
‫ح <<ول موض <<وع املقابل <<ة‪.‬وبع <<د ذل <<ك‪ ،‬حيدد بن <<ود املقابل <<ة‪ ،‬وي <<رتب أس <<ئلتها بش <<كل متسلس <<ل من الع <<ام حنو اخلاص‪،‬‬

‫‪ - 111‬ديوبولد ب‪.‬فان دالني‪ :‬نفسه‪ :‬ص‪.444:‬‬


‫‪107‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫والعكس صحيح أيضا‪.‬والبد أن يتأكد الفاحص من صحة األسئلة‪ ،‬ويتثبت< من مصداقيتها العلمية‪ <،‬ومدى مناس<<بتها‬
‫للموض<<وع أو الفرض<<ية أو اإلش<<كالية املطروح<<ة‪ .‬وال ينس<<ى الب<<احث أن يس<<تثري املفح<<وص بأس<<ئلة استكش<<افية مرك<<زة‬
‫هادفة وودية‪ ،‬بغية حتصيل املعلوم<ات‪ ،‬م<ع هتييء أس<ئلة إض<افية‪ ،‬تتعل<ق ب<التعليق والتوجي<ه والت<دخل الف<وري واإلنق<اذ‪،‬‬
‫م<<ع جتنب مع<<اداهتم ول<<ومهم وعت<<اهبم‪.‬عالوة على ذل<<ك‪ ،‬تس<<توجب املقابل<<ة حتدي<<د الزم<<ان< واملك<<ان‪ ،‬ومن األفض<<ل أن‬
‫حيددمها املفح<<وص تفادي<ا< للح<<رج والقل<<ق واإلزع<<اج‪.‬كم<<ا يعم<<د الب<<احث إىل توف<<ري الراح<<ة للمفح<<وص‪ ،‬من أج<<ل مجع‬
‫أك<<ثر املعلوم<<ات املناس<<بة والنافع<<ة‪ .‬وعلي<ه قب<ل ك<ل ش<يء أن جيري مق<ابالت متهيدي<ة‪ <":‬الكتش<<اف ن<<واحي الض<<عف يف‬
‫‪112‬‬
‫مناهجه أو طريقته أو أسئلته أو نظامه يف التسجيل"‪<.‬‬

‫‪ - 112‬ديوبولد ب‪.‬فان دالني‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.443:‬‬


‫‪108‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫وإذا اخرتنا حبثا تربويا< يف ضوء املقابلة‪ ،‬فالبد من احرتام اخلطوات املنهجية التالية‪:‬‬
‫‪ ‬تدبيج مقدمة يف شكل تقرير عن البحث‪ ،‬بتبيان< العناصر< التالية‪:‬‬
‫‪‬موضوع الدراسة‪.‬‬
‫‪ ‬الدوافع الذاتية واملوضوعية‪.‬‬
‫‪ ‬فرضية البحث‪<.‬‬
‫‪ ‬أسئلة الدراسة وإشكالياهتا الرئيسة والثانوية والفرعية‪.‬‬
‫‪ ‬طبيعة< البحث‪ <:‬وصفي‪-‬تارخيي‪ -‬جترييب‪.‬‬
‫‪ ‬منهج الدراسة< وخطواته ومعطياته< اإلحصائية‪<.‬‬
‫‪ ‬أمهية الدراسة‪<.‬‬
‫‪ ‬أهداف الدراسة‪<.‬‬
‫‪ ‬حدود الدراسة وأبعادها(حتديد مكان الدراسة< وزماهنا وحدودها)‪.‬‬
‫‪ ‬الدراسات السابقة‪<.‬‬
‫‪ ‬التصميم‪.‬‬
‫‪ ‬الصعوبات والعوائق واملشاكل اليت تعرتض الباحث‪.‬‬
‫‪ ‬شكر وتقدير‪.‬‬
‫‪ ‬الفصل األويل‪ :‬اإلطار النظري‪.‬‬
‫ينقس <<م الفص< <ل< النظ <<ري إىل جمموع <<ة من العناص <<ر والعن <<اوين يف ش <<كل مب <<احث ومط <<الب‪ ،‬ت <<درس خمتل <<ف عناص <<ر‬
‫املوضوع أو الظاهرة املدروسة‪ ،‬وذلك يف ض<<وء تقني<ة< املقابل<ة الرتبوي<<ة‪.‬ك<أن< ن<<درس‪ -‬مثال‪ -‬ظ<اهرة التب<ول< يف املدارس‬
‫االبتدائي <<ة أو أرواض األطف <<ال بطريق <<ة املقابل <<ة‪ ،‬فعلين <<ا – أوال‪ -‬التعري <<ف هبذه الظ <<اهرة يف خمتل <<ف اجملاالت واحلق <<ول‬
‫العلمية واإلنسانية‪.‬وبعد ذلك‪ ،‬حندد األسباب الذاتية واملوض<<وعية هلذه الظ<<اهرة‪ .‬مث‪ ،‬حندد جتلياهتا الظ<<اهرة واملختفي<<ة‪<،‬‬
‫فنبني انعكاساهتا الديداكتيكية والرتبوية والنفسية< واالجتماعية والطبية‪ .‬مث‪ ،‬خنتم فصلنا باستنتاجات عامة وخاصة‪.‬‬
‫‪ ‬الفصل الثاين‪ :‬اإلطار التطبيقي‬
‫ينقس< <<م الفص < <ل< التط< <<بيقي ب< <<دوره إىل مب< <<احث ومط< <<الب‪ ،‬ويغلب على ه< <<ذا الفص< <<ل االس< <<تقراء الوص< <<في من جه< <<ة‪،‬‬
‫واالس <<تنباط الكمي والكيفي من جه <<ة أخ <<رى‪ .‬فنب <<دأ بق <<راءة أولي <<ة س <<ريعة لكاف <<ة أجوب <<ة املس <<تجوب أو املس <<تجوبني‬
‫الذين متت مقابلتهم مقابلة حرة أو منظمة‪ ،‬مع جتميع ملخص عام هلذه األجوبة‪.‬وبعد< ذل<ك‪ ،‬حتدد األجوب<ة املش<رتكة‬
‫وغ<ري املش<رتكة‪ ،‬وترقيمه<ا ب<رقم حمدد‪ ،‬أو تلوينه<ا ب<اللون نفس<ه‪.‬مث‪ <،‬ن<بني الظ<روف واملالبس<ات ال<يت متت فيه<ا املقابل<ة‪.‬‬
‫مث‪ ،‬نعني نوع املقابلة‪ ،‬فالعينة املختارة‪ ،‬مع تبيان م<دة املقابل<ة ومكاهنا‪.‬وبالت<ايل‪ <،‬تس<<تخرج املق<والت الذهني<<ة واألفك<ار‬
‫العام<<ة ال<<يت توح<<د خمتل<<ف األجوب<<ة‪ ،‬وذل<<ك عن طري <ق< التق<<ريب بني مع<<اين األجوب<<ة ودالالهتا على املس<<تويني اللغ<<وي‬
‫‪109‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫والرم< <<زي‪ .‬وت< <<رتب ه <<ذه األفك< <<ار واملق< <<والت بش< <<كل منطقي ومتسلس< <<ل‪ ،‬وذل< <<ك حس< <<ب بن< <<ود األس< <<ئلة‪ ،‬وعناص< <<ر‬
‫املوضوع النظري‪ <.‬مث‪ ،‬ختضع األجوبة لإلحصاء التصاعدي والتنازيل‪ ،‬مع تكميم األفكار بالشكل املالئم إحصائيا يف‬
‫ج<<داول واض<<حة‪ ،‬ونس<<ب مائوي<<ة دقيق<<ة‪ <،‬ومبيان<<ات< عص<<وية ودائري<ة< أو ش<<به دائري<<ة‪.‬ويف األخ<<ري‪ ،‬تع<<اجل النت<<ائج معاجلة‬
‫حتليلي<<ة‪ ،‬وتق<<رأ بطريق<<ة منهجي<ة< نقدي<<ة علمي<<ة دقيق<<ة‪ ،‬م<<ع فحص األجوب<<ة فحص<<ا اس<<تباريا< عميق<<ا؛ للتأك<<د من ص<<الحية‬
‫األجوبة‪ ،‬وتبيان صحتها‪ ،‬والتأكد من مدى علميتها ومصداقيتها‪.113‬‬
‫ويذيل البحث خبامتة يف شكل خالصات واستنتاجات عامة‪ ،‬س<واء أك<انت اخلامتة مغلق<ة أم مفتوح<ة‪ ،‬ويعقبه<ا اق<رتاح‬
‫جملموعة من التوصيات واحللول‪ ،‬من أجل ترقية< املنظوم<<ة الرتبوي<<ة والتعليمي<<ة ش<<كال ومض<<مونا‪ ،‬أو كم<ا وكيف<<ا‪ .‬وبع<<د‬
‫ذلك‪ ،‬يضع الباحث ملحقا ملقابلته‪ <،‬سواء أكانت املقابلة مكتوبة أم مسجلة يف ش<كل ق<رص أو ش<ريط< ممغن<ط‪ .‬وخيتم‬
‫الدارس حبثه بالئحة< املصادر واملراجع واملقاالت الورقية والرقمية‪ ،‬مع تثبيت الفهرس العام‪.‬‬

‫‪‬أنــواع املقابل ــة‪:‬‬


‫ميكن احلديث عن أن <<واع ع <<دة من املقابل <<ة أو االس <<تبار‪ ،‬وذل <<ك حس <<ب ع <<دد املبح <<وثني‪ ،‬أو من حيث اهلدف منه <<ا‪،‬‬
‫فهن <<اك‪ :‬املقابل <<ة الفردي <<ة ال <<يت يق <<وم هبا مس <<تجوب واح <<د مقاب <<ل مفح <<وص واح <<د أو مفحوص <<ني متع <<ددين‪ ،‬واملقابل <<ة‬
‫اجلماعي <<ة ال <<يت جيريه <<ا جمموع <<ة من األخص <<ائيني م <<ع مفح <<وص واح <<د أو مفحوص <<ني متع <<ددين‪ .‬ولك <<ل ن <<وع س <<لبيات‬
‫وإجيابيات‪ <.‬ويف هذا السياق‪ ،‬يقول ديوبول<<د ب‪.‬ف<<ان دالني‪ ":‬جتري معظم املق<<ابالت يف موق<<ف خ<اص م<<ع ف<<رد واح<<د‬
‫يف ال<<وقت نفس<<ه‪ ،‬لكي يش<<عر باحلري <ة< يف التعب<<ري عن نفس<<ه تعب<<ريا ك<<امال وص<<ادقا‪.‬على أن املق<<ابالت اجلماعي<<ة ت<<ؤدي‬
‫أحيانا إىل بيانات< أكثر فائ<دة‪.‬فحينم<ا جيتم<ع أف<راد مؤهل<ون ذوو خلفي<ات مش<رتكة أو خمتلف<ة ملعاجلة مش<كلة أو تق<ومي‬
‫مزايا اقرتاح‪ ،‬ف<إهنم يس<تطيعون< تق<دمي م<دى واس<ع من املعلوم<ات ووجه<ات النظ<ر< املتنوع<ة‪ .‬كم<ا ميكنهم أن يس<اعدوا‬
‫بعض<<هم البعض على ت<<ذكر عناص<<ر املعلوم<<ات أو مراجعته<<ا أو تنقيحه<<ا‪.‬على أن بعض املفحوص<<ني ق<<د ميس<<كون عن‬
‫التعب<<ري عن بعض األم<<ور أم<<ام اجلماع<<ة‪ ،‬بينم<<ا ميكنهم الكش<<ف عنه<<ا يف مقابل<<ة خاص<<ة‪ .‬ه<<ذا باإلض<<افة إىل أن شخص<<ا‬
‫واح < <<دا (وليس من احملتم أن يك < <<ون أك< <<ثرهم علم< <<ا) ق < <<د يس< <<يطر على املناقش < <<ة‪ ،‬حبيث التكش< <<ف وجه < <<ات النظ< < <ر<‬
‫‪114‬‬
‫املشرتكني اآلخرين اكتشافا كامال‪".‬‬
‫وهناك املقابلة املقننة‪ ،‬وذلك يف مقابل< املقابل<ة غ<ري املقنن<ة‪ <،‬ومقابل<ة التعم<ق غ<ري املوجه<ة‪.‬مبع<ىن أن املقابل<ة املقنن<<ة تك<ون‬
‫فيها األسئلة معدة بشكل مسبق ومضبوط ومقنن‪ ،‬تفادي<ا للعش<وائية< والفوض<ى والتن<اقض والتك<رار يف ط<رح األس<ئلة‪.‬‬
‫أما األسئلة غري املقننة‪ ،‬فهي أسئلة مرنة‪ <،‬ختضع للتغيري والتبديل والزيادة والتنقيح أثن<<اء املقابل<<ة؛ ألن أجوب<<ة املفح<<وص‬
‫تكون حرة ومنسابة بشكل تلقائي وعفوي‪ ،‬من الصعب ضبطها بشكل معياري< مقنن‪ .‬وميكن للباحث أن ميزج بني‬

‫‪- 113‬عبد الكرمي غريب‪ :‬منهج البحث العلمي يف علوم الرتبية والعلوم اإلنسانية‪ ،‬ص‪.213:‬‬
‫‪ - 114‬ديوبولد ب‪.‬فان دالني‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.439:‬‬
‫‪110‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫الطريق<<تني‪ :‬املقنن <ة< وغ<<ري املقنن<<ة‪ <،‬وذل<<ك من أج<<ل استكش<<اف املعلوم<<ات‪ ،‬وحتص<<يل البيان<<ات‪ .‬أم<<ا مقابل<<ة التعم<<ق غ<<ري‬
‫املوجه<<ة‪ ،‬فيق<<ول عنه<<ا ديوبول<<د ب‪.‬ف<<ان دالني‪ ":‬تك<<ون املقابل<<ة غ<<ري املوجه<<ة‪ ،‬وال<<يت غالب<<ا م<<ا تص<<طبغ< خبواص التحلي<<ل‬
‫النفسي‪ ،‬أنسب الطرائق< للوصول إىل استبصارات< بالدوافع اخلفية أو الكامن<ة‪ <،‬واالجتاه<<ات غ<ري املع<رتف هبا‪ ،‬واآلم<<ال‬
‫واملخ <<اوف والص <<راعات الشخص <<ية‪ <،‬والعالق <<ات الديناميكي <<ة بني االس <<تجابات‪.‬فب <<دال من توجي <<ه ع <<دد من األس <<ئلة‬
‫املباش<<رة أو احملددة س<<لفا‪ ،‬للحص<<ول على عناص<<ر معين<ة< من املعلوم<<ات‪ ،‬يس<<مح الب<<احث للمفح<<وص بالتح<<دث< حبري<<ة‪،‬‬
‫وبصورة كاملة‪ ،‬فيما يتعلق بقضية< أو واقعة أو عالقة معين<<ة‪.‬وبينم<<ا حيكي املفح<وص قص<<ته‪ ،‬يعم<<ل الب<<احث كمس<<تمع‬
‫جي<<د‪ ،‬ي<<دخل مههم<<ة فطن<<ة أو ينط<<ق عب<<ارة مث<<ل"< ه<<ذا أم<<ر ذو ب<<ال" أو" اس<<تمر"‪ <،‬أو س<<ؤاال عام<<ا‪ ،‬لكي يس<<تثري ت<<دفق‬
‫احملادثة‪.‬وحينما< تقرتب املقابلة من هنايتها‪ ،‬قد يس<<أل بعض األس<<ئلة املباش<<رة لكي ميأل الثغ<<رات ويكم<<ل املناقش<<ة‪ .‬وعن‬
‫طريق وضع قيود قليلة على اجتاه املناقشة‪.‬وتشجيع مدى واسع من االستجابات‪ ،‬حيص<ل الب<احث على ص<ورة طبيعي<ة<‬
‫‪115‬‬
‫ممثلة لسلوك املفحوص‪ ،‬ويكتسب استبصارا< خبصائص وأعماق اجتاهاته ودوافعه وعواطفه ومعتقداته‪<".‬‬
‫وهناك أيضا املقابلة املركزة ال<يت ترك<<ز‪ ":‬االنتب<اه على خ<ربة حمددة م<<ر هبا املفح<وص‪.‬ف<<إذا ك<ان ق<د ش<<اهد مس<<رحية أو‬
‫ق<<رأ كتاب<<ا‪.‬يب<<ذل الب<<احث جه<<دا ملعرف<<ة اآلث<<ار اخلاص<<ة ال<<يت أح<<دثتها ه<<ذه اخلربة في<<ه‪ .‬ولكي يس<<رب الب<<احث اجتاه<<ات‬
‫املفحوص‪ ،‬واستجابته< االنفعالية‪ ،‬عليه أن حيلل املسرحية أو الكت<اب حتليال ك<امال قب<ل مقابلت<ه؛ وبع<د أس<ئلة تس<تخدم‬
‫كإط<<ار للمناقش<<ة؛ ويقص<<ر احملادث<<ة أثن<<اء املقابل<<ة على القض<<ايا املتعلق<<ة هبذا املوض<<وع‪.‬ويس<<مح للمس<<تفىت ب<<أن يع<<رب عن‬
‫نفسه تعبريا كامال‪ ،‬على أن يوجه الباحث خط تفكريه‪"116.‬‬
‫ومثة أن < <<واع أخ < <<رى من املقابل < <<ة من حيث الغاي < <<ة واهلدف‪ ،‬إذ ميكن احلديث عن‪ :‬املقابل < <<ة التشخيص< < <<ية‪ <،‬واملقابل < <<ة‬
‫العالجية‪ ،‬واملقابلة جلمع البيانات‪<.‬‬
‫ويرى جودة أمحد سعادة بأن املقابلة أنواع‪ ،‬فهناك املقابلة الرمسية‪ <،‬واملقابلة غ<ري الرمسية‪ <،‬واملقابل<<ة اجلماعي<<ة‪ .‬ويف ه<ذا‬
‫الصدد‪ ،‬يقول الب<احث‪ ":‬تس<اعد املق<ابالت الرمسية< وغ<ري الرمسية يف تق<ييم التعلم‪ .‬حيث تس<اعد املق<ابالت غ<ري الرمسية‬
‫يف التح <<دث عن املش <<كالت الراهن <<ة‪ <،‬وحتدي <<د الص <<عوبات‪ .‬وتتطلب املق <<ابالت الرمسية< اس <<تخدام جمموع <<ات األس <<ئلة‪،‬‬
‫وق<<وائم التق<<دير‪ <،‬وق<<وائم الت<<دقيق< ال<<يت مت إع<<دادها من قب<<ل‪ .‬وينبغي على املدرس أثن<<اء املقابل<<ة أن يص<<غي جي<<دا‪ ،‬ويق<<ود‬
‫املقابلة حنو حتقيق اهلدف املنشود‪.‬‬
‫ويق <<رتح بعض املربني أس <<لوبا آخ <<ر من أس <<اليب التق <<ييم وه <<و أس <<لوب املقابل <<ة اجلماعي <<ة‪ ،‬وال <<ذي يس <<تعمل غالب <<ا يف‬
‫الت<<دريس< اجلامعي؛ حيث تتم اخلط<<وة األوىل يف لق<<اء الطالب مبدرس املادة‪ ،‬قب<<ل إج<<راء املقابل<<ة‪ ،‬وذل<<ك للتع<<رف< على‬
‫املادة نفسها‪ ،‬واهتمامات املدرس نفسه‪ ،‬مع عمل الرتتيبات< الالزمة< للمقابلة‪"117.‬‬

‫‪ - 115‬ديوبولد ب‪.‬فان دالني‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.441:‬‬


‫‪ - 116‬ديوبولد ب‪.‬فان دالني‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.442:‬‬
‫‪ - 117‬انظر‪ :‬د‪.‬جودة أمحد سعادة‪ :‬مناهج الدراسات االجتماعية‪ ،‬دار العلم للماليني‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة األوىل سنة ‪1984‬م‪.‬‬
‫‪111‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫وهكذا‪ ،‬نصل إىل أن مثة أنواعا من املقابالت‪ <:‬مقابلة فردية< ومقابلة مجاعية‪ ،‬ومقابل<<ة منظم<<ة ومقابل<<ة عفوي<<ة‪ ،‬ومقابل<<ة‬
‫ذاتية ومقابل<ة موض<وعية‪ <،‬ومقابل<ة س<طحية< ومقابل<ة عميق<ة‪ ،‬ومقابل<ة مكتوب<ة ومقابل<ة مس<جلة‪ ،‬ومقابل<ة لفظي<ة< ومقابل<ة‬
‫غري لفظية‪ <،‬ومقابلة رمسية< ومقابلة غري رمسية‪<...‬‬

‫‪‬إجيابيات املقابل ــة وسلبياهتا‪:‬‬


‫تع< < <<د املقابل< < <<ة من أهم التقني< < <<ات واألدوات ال< < <<يت يس< < <<تعني هبا الب< < <<احثون يف جمال البحث< ال< < <<رتبوي‪ ،‬وبن< < <<اء املش< < <<روع‬
‫الشخص<<ي؛ ملا هلا من أمهي<<ة يف استكش<<اف البيان<<ات‪ ،‬وحتص<<يل املعلوم<<ات‪ ،‬وبن<<اء املعطي<<ات‪ ،‬وتفهم الظ<<روف النفس<<ية‬
‫واالجتماعي <<ة ال <<يت يك <<ون عليه <<ا املبح <<وث‪.‬ومن مث‪ ،‬ال ميكن االس <<تغناء إطالق <<ا عن ه <<ذه التقني <ة< الرتبوي <<ة اإلجرائي <<ة يف‬
‫كتابة البحوث‪ ،‬وذلك يف مراكز الرتبية< واملعاهد السيكولوجية واالجتماعية واإلعالمية على حد سواء‪ .‬ومن هن<<ا‪" ،‬‬
‫تعت< <<رب املقابل< <<ة أح< <<د األدوات البحثي< <<ة اهلام< <<ة يف العدي< <<د من اجملاالت العلمي< <<ة‪ ،‬فهي تس< <<تخدم من قب< <<ل الس< <<يكولوجي‬
‫والسوسيولوجي واملعاجل النفسي‪ ،‬وغريهم ممن يسعى إىل مجع البيانات بشكل دقيق وحي هلدف علمي حمدد‪.‬‬
‫تفضل املقابلة االستبيان؛ ملا تتمتع ب<ه من مرون<ة يف البحث‪ <،‬فق<د يوج<ه الب<احث أس<ئلته وف<ق مس<توى املبح<وث‪ ،‬كم<ا‬
‫ميكنه تغيري أسئلته‪ ،‬إذا مل يتم فهمه<ا‪.‬وتس<تطيع املقابل<ة تزوي<ده باملعلوم<ات ال<يت ي<رى ض<رورة احلص<ول عليه<ا‪ ،‬مبا ميلي<ه‬
‫الظرف واحلاجة‪ ،‬والتعمق يف اجلوانب اليت تبدو للباحث أساسية يف مجع البيانات‪"118<.‬‬
‫زد على ذل < <<ك‪ ،‬فق< <<د ت < <<دفع املقابل < <<ة األخص< <<ائي أو املس< <<تجوب إىل أن يك< <<ون قريب< <<ا من املفح < <<وص أو املبح< <<وث أو‬
‫املس< <<تجوب‪ ،‬بغي< <<ة اس< <<تجماع املعطي< <<ات أو البيان< <<ات‪ <،‬أو من أج< <<ل تش< <<خيص األدواء املعط< <<اة‪ ،‬أو ملعاجلة املفح< <<وص‬
‫عض<<ويا أو نفس<<يا أو تربوي<<ا أو اجتماعي<<ا‪.‬وهبذا‪ ،‬يك<<ون اهلدف من املقابل<<ة ه<<و البحث< عن احلل<<ول الناجح<<ة ملدارس<<ة‬
‫املفحوص‪.‬ومن هنا‪ " ،‬تشكل املقابلة وسيلة للحص<<ول على معلوم<ات كافي<<ة‪ ،‬على اعتب<<ار أن أغلب الن<اس مييل<ون إىل‬
‫تق <<دمي املعلوم <<ات ش <<فويا‪ ،‬فهم يعط <<ون البيان <<ات< كامل <<ة‪ ،‬وبس <<هولة أك <<ثر يف املقابل <<ة الشخص <<ية< منه <<ا يف االس <<تبيان‪،‬‬
‫ويس <<تطيع الب <<احث تش <<جيع املس <<تجوبني‪ ،‬ومس <<اعدهتم على التعم< <ق< يف املوض <<وع‪ ،‬أو الكش <<ف عن املش <<كالت ذات‬
‫‪119‬‬
‫الشحنة االنفعالية‪ <،‬وذلك عن طريق التعليقات‪ ،‬وتعبريات الوجه‪ ،‬ونغمة الصوت‪"...‬‬
‫وعلى العموم‪ ،‬ال تكون املقابلة إجيابية< وهادفة وبناءة ومفيدة‪ ،‬إال بتوفر جمموع<ة من الش<<روط املناس<بة‪ .‬فعلى مس<<توى‬
‫العالق <<ة‪ ": ،‬ه <<ل ك <<ان املقاب <<ل لطيف <<ا كف <<ؤا ص <<رحيا متزن <<ا؟ ه <<ل جتنب اإلس <<راف يف العاطف <ة< أو اجلد أو التع <<اطف م <<ع‬
‫املفحوصني؟ هل حتاش<<ى أس<لوب التع<<ايل أو احلماي<<ة أو ال<دهاء أو اخلبث أو العن<<ف؟< ه<<ل ك<انت مالبس<<ه مناس<<بة؟ ه<ل‬
‫استخدم ألفاظا مناسبة ومدخال مالئما يف العمل مع مستفىت معني؟‪"120‬‬

‫‪ - 118‬د‪.‬أمحد أوزي‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.243:‬‬


‫‪ - 119‬عبد الكرمي غريب‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.536:‬‬
‫‪ - 120‬ديوبولد ب‪.‬فان دالني‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.443:‬‬
‫‪112‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫وعلى مس<توى اس<تدعاء املعلوم<ات‪ " ،‬ه<ل ك<ان املقاب<ل مس<تمعا خمال يقظ<ا‪ ،‬يفطن< عن<د الض<رورة إىل إع<ادة س<ؤال أو‬
‫ش<<رحه؟ ه<<ل ك<<ان يكتش<<ف اإلجاب<<ات الغامض <ة< أو املتناقض<<ة أو اهلروبي<<ة أو املخادع<<ة؟ ه<<ل ك<<ان يوج<<ه مبه<<ارة أس<<ئلة‬
‫بديلة أو أسئلة ثاقبة‪ ،‬حىت يساعد املستفتني على تذكر املعلومات‪ ،‬أو التفصيل يف عباراهتم‪ ،‬أو توضيح تفك<<ريهم‪ ،‬أو‬
‫مراجع<<ة احلق<<ائق‪ ،‬أو تق<<دمي دلي<ل< أك<<ثر حتدي<<دا وواقعي<<ة؟< ه<<ل ك<<ان ي<<وقت األس<<ئلة بالس<<رعة ال<<يت تالئم املس<<تفتني؟ ه<<ل‬
‫كان يوجه األسئلة العامة أوال‪ ،‬مث جيعل األسئلة التالي<ة< أك<ثر ترك<يزا؟< ه<ل ك<ان يتتب<ع اإلش<ارات اهلام<ة ال<يت أعطته<ا ل<ه‬
‫اس <<تجابات< املفحوص <<ني‪ ،‬ويواص <<ل توجي <<ه األس <<ئلة يف االجتاه <<ات املثم <<رة نفس <<ها‪ ،‬ح <<ىت يس <<تخلص مجي <<ع املعلوم <<ات‬
‫املفي<<دة؟ ه<<ل ك<<ان يعقب< بتعليق<<ات لبق<<ة‪ ،‬ليعي <د< توجي<<ه املقابل<<ة يف االجتاه<<ات ال<<يت ك<<انت أك<<ثر مالئم <ة< للبحث؟ ه<<ل‬
‫ك<<ان ي<<درك م<<ىت يك<<ون من األفض<<ل أن يق<<رتب من األم<<ور الدقيق<<ة‪ <،‬ويس<<رب م<<ا يف األعم<<اق؟ ه<<ل ص<<اغ نص<<وص ه<<ذه‬
‫األس<<ئلة بعناي<<ة؟< ه<<ل ك<<انت نغم<<ة ص<<وته‪ ،‬أو تعب<<ريات وجه<<ه أو ت<<ركيب األس<<ئلة وتوقيته<<ا‪ ،‬تش<<ري إىل اإلجاب<<ات ال<<يت‬
‫يفض<<لها؟ وه<<ل جتنب ل<<وم املس<<تفىت أو كبت<<ه‪ ،‬وك<<ف عن إظه<<ار أن إجاب<<ة م<<ا ق<<د ص<<دمته أو ض<<ايقته أو مل ترض<<ه؟< ه<<ل‬
‫ك<<ان يبحث عن املعلوم<<ان نفس<<ها بطرائ<<ق خمتلف<<ة أثن<<اء املقابل<<ة‪ ،‬لكي يتحق<<ق من ص<<دق االس<<تجابات؟ ه<<ل حتق<<ق من‬
‫‪121‬‬
‫صحة بعض اإلجابات بالرجوع إىل السجالت الرمسية؟< هل أهنى املقابلة قبل أن يصبح املفحوص متعبا؟"<‬
‫وإذا كانت املقابلة أفضل من تقنية االستمارة االس<تبيانية يف حتص<<يل املعلوم<ات‪ ،‬وجتمي<<ع البيان<ات‪ <،‬وتفري<<غ املعطي<<ات‪،‬‬
‫إال أهنا تعد أقل قيم<<ة وكف<اءة وجناع<<ة‪ ،‬باملقارن<<ة م<ع البح<وث الرتبوي<ة التجريبي<<ة ال<يت تعتم<<د على املعطي<ات اإلحص<ائية<‬
‫وص <<فا واس <<تنتاجا‪ .‬ومن هن <<ا‪ ،‬ف <<إن‪ ":‬حتلي <<ل البيان <<ات ال <<يت يتم احلص <<ول عليه <<ا بطريق< <ة< املقابل <<ة‪ ،‬ق <<د اليتس <<م أحيان <<ا‬
‫باملوض<<وعية الكافي<<ة‪ ،‬لتع<<رض البيان<<ات< لتحلي <ل< وتفس<<ري وتأوي<<ل يت<<أثر< بشخص<<ية< الب<<احث‪.‬فض<<ال عن ت<<داخل شخص<<ية<‬
‫‪122‬‬
‫الباحث واملبحوث يف موقف املقابلة‪ ،‬مما يعوق من الناحية اإلبستمولوجية احلصول على بيانات دقيقة‪".‬‬
‫وعلي<<ه‪ ،‬فللمقابل<<ة مزاي<<ا إجيابي<ة< من ناحي<<ة‪ ،‬وهلا م<<واطن ض<<عف تع<<وق دون اس<<تخدامها بطريق<<ة علمي<<ة وموض<<وعية من‬
‫ناحي <<ة أخ <<رى‪.‬وعلى ال <<رغم من ذل <<ك‪ ،‬ف <<إن الب <<احث ال <<رتبوي أو احملل <<ل النفس <<ي ال ميكن االس <<تغناء عن ه <<ذه التقني< <ة<‬
‫اإلجرائي <ة< يف عملي<<يت التحلي<<ل والتق<<ومي‪ ،‬س<<يما أن مثة جمموع<<ة من الظ<<واهر واملواض<<يع الس<<يكوبيداغوجية تس<<تلزم من‬
‫الب <<احث أو ال <<دارس الف <<احص توظي <ف< ه <<ذه التقني< <ة< التطبيقي <<ة؛ نظ <<را لنجاعته <<ا‪ ،‬ومرونته <<ا‪ ،‬وس <<هولتها‪ ،‬وبس <<اطتها‪،‬‬
‫ووضوحها‪ ،‬ومباشرهتا‪.‬‬
‫وخالصــة القــول‪:‬ـ يت<<بني لن<<ا ب<<أن املقابل<<ة من أهم التقني<<ات< اإلجرائي<ة< يف بن<<اء البحث الوص<<في‪ ،‬وهي تقني<ة< معروف<<ة يف‬
‫جماالت علم النفس وعلم االجتماع واإلعالم‪ .‬وتكمن أمهيتها يف كوهنا تربط تواصال لفظيا وغري لفظي بني الب<احث‬
‫واملبح<<وث‪.‬ومما يتس<<م ب<<ه ه<<ذا التواص<<ل أن<<ه مباش<<ر ومحيم جيم<<ع بني ط<<رفني يف الزم<<ان واملك<<ان‪ .‬كم<<ا أن ه<<ذه التقني<<ة‬
‫أعمق من االستمارة يف استكشاف اجلوانب النفسية واالجتماعية والبيداغوجي<<ة‪ ،‬بل<<ه عن كوهنا أداة ناجع<<ة يف جتمي<<ع‬

‫‪121‬‬
‫?‪.‬ديوبولد ب‪.‬فان دالني‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪- 443:‬‬
‫‪ - 122‬د‪.‬أمحد أوزي‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.243:‬‬
‫‪113‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫املعلوم <<ات وحتص <<يلها‪ ،‬وت <<رقب الظ <<روف الش <<عورية والالش <<عورية ال <<يت يك <<ون عليه <<ا املفح <<وص املدروس‪ .‬ومن مث‪،‬‬
‫تس <<عف الب <<احث على مراقب <<ة حرك <<ات املفح <<وص مراقب <<ة دقيق< <ة< ومض <<بوطة ومقنن <<ة‪ <،‬ودراس <<ة انفعاالت <<ه الوجداني< <ة<‬
‫واحلركي<<ة والص<<وتية واللس<<انية‪ .‬والميكن للمقابل<<ة أن حتق<<ق أه<<دافها املرج<<وة‪ ،‬إال إذا ك<<انت شخص<<ية< الب<<احث جذاب<<ة‬
‫وذكي<<ة ومرن<<ة وواعي<<ة ومثقف<<ة‪ ،‬هتتم هبن<دامها وهيئته<ا‪ ،‬ومتتل<ك بداه<ة خارق<ة‪ .‬ومن جه<ة أخ<رى‪ ،‬متتل<<ك ق<درة كفائي<<ة‬
‫متميزة على التحفيز‪ ،‬والتشجيع‪ ،‬واالستثارة‪ <،‬وخلق االنتباه واالهتمام باملوضوع املدروس‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫الفصل السابع‪:‬‬

‫تقنية الروائـ ـزـ‬

‫تع <<د الروائ <<ز من أهم التقني <<ات الس <<يكوبيداغوجية ال <<يت تس <<تعمل يف جمال الرتبي <ة< والتعليم من أج <<ل االختب <<ار والقي <<اس‬
‫والتقومي‪ <،‬وتطوير املنظومة الرتبوية على مجيع املستويات واألص<عدة‪.‬كم<ا تع<د ه<ذه الروائ<ز من أهم اآللي<ات اإلجرائي<ة‬
‫التطبيقي < <ة< يف بن< <<اء البحث الوص< <<في‪ ،‬وتقوي< <<ة املالحظ< <<ة االس< <<تطالعية< وامليداني< <<ة‪ .‬ومن مث‪ ،‬ف< <<الروائز مبثاب< <<ة اختب< <<ارات‬
‫وفح<<وص وف<<روض متنوع<<ة كم<<ا وكيف<<ا‪ ،‬ي<<راد هبا قي<<اس الق<<درات العقلي<ة< ل<<دى الش<<خص املفح<<وص‪ ،‬ورص<<د مهارات<<ه‬
‫واس<<تعداداته ومواقف<<ه وميول<<ه‪.‬دون أن ننس<<ى أن الروائ<<ز يف البداي<<ة ك<<انت تس<<تعمل يف اجملال النفس<<ي لقي<<اس ال<<ذكاء‪،‬‬
‫وضبط القوى العقلية‪ ،‬وتقومي األداءات احلركية‪.‬وبعد< ذلك‪ ،‬فقد مت استثمارها يف اجملال االجتماعي لقي<<اس العالق<<ات‬
‫االجتماعية‪ ،‬وذلك ضمن ما يسمى بعلم النفس االجتماعي أو ديناميكية< اجلماعات‪ .‬وقد مت أيضا اس<<تعماهلا يف جمال‬
‫البيداغوجيا والديداكتيك لتقومي اخلربات التعليمية‪ -‬التعلمية‪ <،‬وتش<<خيص م<واطن الق<<وة والض<<عف ل<دى املتم<<درس من‬
‫جهة‪ ،‬وتبيان اإلجيابيات والسلبيات داخل املنظومة الرتبوية من جهة أخرى‪ ،‬وذلك باستكشاف كل مكوناهتا بالنقد<‬
‫والتحليل< والتوجيه‪.‬‬
‫إذا‪ ،‬م <<اهو الرائ <<ز؟ وم <<ا أنواع <<ه؟ وم <<ا تارخيه؟ وم <<اهي ش <<روطه وأهداف <<ه وأمهيت <<ه؟< وم <<اهي مكونات< <ه< البنيوي <<ة؟ وم <<اهي‬
‫إجيابيات <ه< وس<<لبياته؟ وكي<<ف يب<<ىن البحث ال<<رتبوي يف ض<<وء الروائ<<ز؟< تلكم هي األس<<ئلة ال<<يت س<<وف حناول رص<<دها يف‬
‫موضوعنا هذا‪.‬‬

‫‪ ‬مفهــوم الرائ ــز‪:‬‬


‫من املعلوم أن مصطلح (‪ )Test‬مصطلح إجنليزي‪ ،‬يقصد به الرائز‪ ،‬أو االختب<<ار‪ ،‬أو الف<رض‪ <،‬أو املقي<اس‪ ،‬أو املعي<ار‪<،‬‬
‫أو االس<<تبانة‪ ،‬أو القائم<<ة‪ <...‬مبع<<ىن أن الرائ<<ز تقني<<ة س<<يكوبيداغوجية واجتماعي<<ة إجرائي<<ة‪ <،‬هدف<<ه قي<<اس الق<<درات< املعرفي<<ة‬
‫والنفس <<ية واحلس <<ية احلركي <<ة‪.‬أي‪ :‬إن الروائ< <ز< عب <<ارة عن اختب <<ارات< تقوميي< <ة< لقي <<اس الق <<درات< الذهني <<ة واالس <<تعدادات<‬
‫واملواق<<ف واملي<<ول‪.‬ويع<<ين ه<<ذا أن الرائ<ز< (‪ )Test‬مبع<<ىن االختب<<ار والفحص والقي<<اس والتق<<ومي والس<<رب‪ .‬وق<<د انتق<<ل ه<<ذا‬
‫املص <<طلح إىل علم النفس من قب <<ل الع <<امل الس <<يكولوجي كات <<ل (‪ ،)Mc Keen Cattel‬و" ه <<و اختب <<ار< مقنن يف‬
‫اس<<تعماله؛< يق<<وم بتق<<دمي مؤش<<رات عن املفح<<وص‪ ،‬حس<<ب ن<<وع االختب<<ار‪ ،‬وم<<ا إذا ك<<ان يقيس اجلوانب الوجداني<<ة أو‬
‫العقلي <ة< أو املعرفي <ة< أو احلس<<ية ‪ -‬احلركية‪ ".123‬ومن جه<<ة أخ<<رى‪ ،‬ي<<رى عب<<د الك<<رمي غ<<ريب ب<<أن الرائ<<ز ه<<و‪ ":‬عنص<<ر‬
‫اس< <<تمارة‪ ،‬أو أداة تق< <<ييم‪ ،‬أو ش< <<بكة مالحظ< <<ة‪ .‬ففي حال< <<ة التعليم املربمج‪ ،‬مثال‪ <،‬يتك< <<ون الرائ < <ز< من جمم< <<وع األج< <<زاء‬

‫‪- 123‬د‪.‬أمحد أوزي‪ :‬املعجم املوس <<وعي لعل <<وم الرتبية‪ ،‬مطبع <<ة النج <<اح اجلدي <<دة‪ ،‬ال <<دار البيض <<اء‪ ،‬املغ <<رب‪ ،‬الطبع <<ة األوىل س <<نة ‪2006‬م‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.155‬‬
‫‪115‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫(اختبار‪+‬استمارة)< اليت تأيت بع<د ج<واب التلمي<ذ‪.‬ويف اس<تمارة للتق<ييم< اإلمجايل‪ ،‬نرف<ق ك<ل رائ<ز بنقط<ة< عددي<ة أو قيم<ة‬
‫‪124‬‬
‫كمية تسمح بالتنقيط‪".‬‬
‫ويع <<ين ه <<ذا أن الروائ <<ز مبثاب <ة< اختب <<ارات< قياس <<ية‪ ،‬واس <<تلزامات تقوميي <ة< متنوع <<ة‪ ،‬ي <<راد هبا قي <<اس االس <<تعدادات< النفس <<ية<‬
‫للشخص< <<ية‪ ،‬ورص< <<د خمتل< <<ف تفاعالهتا م< <<ع األف< <<راد واجلماع< <<ات‪ ،‬وتق< <<ومي اخلربات والتعلم< <<ات يف خمتل< <<ف مكوناهتا‬
‫البيداغوجي<<ة والديداكتيكي<<ة‪ <،‬وحتدي<<د نس<<ب ال<<ذكاء وال<<ذاكرة‪ ،‬وحس<<اب الق<<درات< العقلي<<ة واملعرفي<ة< والثقافي<<ة‪...‬ومن‬
‫مث‪ ،‬يع < <<رف< دوالندش < <<ري(‪ )Delandsheere‬الرائ< < <ز< بأن < <<ه‪ <":‬اختب < <<ار يتك < <<ون من جمموع < <<ة من األس < <<ئلة الكتابي < <<ة أو‬
‫الشفوية‪ ،‬مقننة< تقنينا عالي<<ا‪ ،‬لض<<مان املوض<وعية والدق<ة املتمثل<ة يف الص<<دق والثب<<ات‪ <،‬وه<و من حيث املوض<وع يتن<اول‬
‫مجيع جوانب الشخصية بالوصف والقياس‪ ،‬كما يهتم أيضا بالتقومي مبعناه الشامل‪"125.‬‬
‫ويعين كل هذا أن الرائز‪ ،‬سواء أكان كتابيا أم شفويا‪ ،‬مقي<<اس اختب<<اري وتق<وميي مفي<د‪ <،‬يقيس الشخص<ية< من خمتل<ف‬
‫نواحيه <<ا‪ :‬الذهني <<ة‪ <،‬والعقلي <<ة‪ <،‬والوجداني <<ة‪ ،‬والنفس <<ية‪ ،‬واالجتماعي <<ة‪ ،‬والثقافي <<ة‪ <،‬والرتبوي <<ة‪ ،‬يف ض <<وء مع <<ايري ومق <<اييس‬
‫مضبوطة‪ ،‬تتميز< بالتقنني‪ ،‬واملعرية‪ ،‬والثبات‪ <،‬والصدق‪ ،‬والدقة‪ ،‬واملوضوعية‪ ،‬والعلمية‪ ،‬والت<<درج‪ ،‬واملالءم<<ة‪ ...‬ويع<<ين‬
‫ه < < <<ذا أن الروائ < < <<ز‪ <،‬على ال < < <<رغم من‪ ":‬تع < < <<دد أنواعه < < <<ا ووظائفه < < <<ا وأص < < <<وهلا‪ ،‬أدوات متكن من التغلغ< < < <ل< إىل أعم < < <<اق‬
‫املفحوص< <<ني‪ ،‬للتع< <<رف< على مي < <<وهلم وم < <<واقفهم احلقيقي < <<ة‪ ،‬وليس املص< <<رح هبا فق < <<ط‪.‬كم< <<ا تس< <<اعد على قي< <<اس بعض‬
‫القدرات‪ ،‬كالذكاء العام‪ ،‬أو القدرات< اخلاصة كالتذكر‪ ،‬وبعض املهارات أو امليول املهنية والفوارق الفردية‪ ،‬والرائ<<ز‬
‫‪126‬‬
‫ال خيتلف يف شكله كثريا عن االستمارة‪".‬‬
‫وعليه‪ ،‬فالروائز هي جمموعة من االختبارات< واملقاييس واملعايري التقوميي<<ة للتثبت< من ظ<<اهرة م<<ا‪ ،‬والتأك<<د منه<<ا علمي<<ا‪،‬‬
‫كأن نقيس الذكاء – مثال‪ ،-‬أو ندرس التفاعالت االجتماعية ال<يت حتدث بني األف<راد داخ<ل مجاع<ة معين<ة‪ <،‬أو نرص<د‬
‫ميول الشخصية‪ <،‬ومواقفها‪ ،‬ورغباهتا‪ ،‬واستعداداهتا‪ ،‬وقدراهتا العقلية والذهنية والثقافية والنفسية واملهارية‪<...‬‬

‫‪ - 124‬عبد الكرم غريب‪ :‬املنهل الرتبوي‪ ،‬اجلزء الثاين‪ ،‬منشورات ع<امل الرتبي<<ة‪ ،‬مطبع<<ة النج<<اح اجلدي<دة‪ ،‬ال<دار البيض<اء‪ ،‬املغ<<رب‪ ،‬الطبع<ة األوىل‬
‫سنة ‪2006‬م‪ ،‬ص‪.540:‬‬
‫‪ - 125‬خال <<د املري وإدريس قامسي‪ :‬من <<اهج البحث ال <<رتبوي‪ ،‬سلس <<لة< التك <<وين ال <<رتبوي‪ ،‬الع <<دد‪ ،16:‬مطبع <<ة النج <<اح اجلدي <<دة‪ ،‬ال <<دار البيض <<اء‪،‬‬
‫املغرب‪ ،‬الطبعة األوىل سنة ‪2001‬م‪ ،‬ص‪.40:‬‬
‫‪ - 126‬خالد املري وإدريس قامسي‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.46:‬‬
‫‪116‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫‪ ‬أن ــواع الروائــز‪:‬‬


‫ميكن احلديث عن أن <<واع ع <<دة من الروائ< <ز< االختباري <<ة‪ <،‬ك <<الروائز النفس <<ية‪ ،‬والروائ <<ز العقلي <<ة‪ ،‬والروائ <<ز االجتماعي <<ة‪،‬‬
‫والروائز< الثقافية‪ ،‬والروائز< البيداغوجية والديداكتيكية‪<...‬‬

‫‪ ‬الروائــز النفسيـة‪:‬‬
‫يهتم الرائ<<ز النفس<<ي (‪) psychological test‬بدراس<<ة الشخص<<ية يف خمتل<<ف جوانبه<<ا الش<<عورية< والالش<<عوية‪.‬كم<<ا‬
‫يعكس هذا الرائز خمتلف سلوكيات الشخصية‪ <،‬سواء أكانت إجيابية أم سلبية‪ <،‬فردية< أم مجاعية‪ .‬ويعين ه<ذا أن الرائ<<ز‬
‫النفس<<ي يرص<<د حمددات الشخص<<ية النفس<<ية‪ <،‬من حيث ميوهلا‪ ،‬وأهواؤه<<ا‪ ،‬واس<<تعداداهتا‪ <،‬وق<<دراهتا الفطري<<ة‪ ،‬م<<ع تبي<<ان<‬
‫دوافعه<<ا ورغباهتا‪...‬أي‪ :‬إن الرائ <ز< النفسي تقري<<ر موض<<وعي لس<<لوك الش<<خص املفح<<وص‪ ،‬بعي<<داً عن ت<<دخل العوام<<ل‬
‫الذاتية للفاحص أو ملصحح الرائز‪ .‬ويعرف الرائز النفسي أيضا بأنه اختبار يسمح ب<أن نقيس‪ ،‬بطرائ<ق علمي<ة‪ ،‬خمتلف‬
‫أوجه العملية الذهنية واالنفعالية‪ ،‬والسيما تلك املتعلقة بسمات الشخصية والس<<لوك وال<<ذكاء‪ .‬ويش<ري الرائ<<ز(<‪،)test‬‬
‫يف جمال دراس <ة< الس<<لوك اإلنس<<اين‪ ،‬إىل طريق <ة< منظم<<ة وموض<<وعية يف إع<<داد وتط<<وير جمموع<<ة من البن<<ود أو األس<<ئلة‪،‬‬
‫واستخدامها يف الكش<<ف عن ج<انب حمدد من ج<وانب الشخص<ية‪ ،‬وتس<مح ب<<الوقت نفس<ه مبقارن<ة< األف<راد فيم<<ا بينهم‬
‫يف هذا اجلانب حصراً‪ .‬فثمة رائ<ز لل<ذكاء‪ ،‬ورائز للق<درات‪ ،‬وآخ<ر للتحص<<يل‪ <،‬وراب<<ع للشخص<<ية‪ <...‬وهك<<ذا‪ ..‬ف<الرائز‬
‫ه<<و‪ :‬مقي<<اس موض<<وعي يت<<ألف< من جمموع<<ة من البن<<ود ال<<يت تكش<<ف س<<لوكاً م<<ا‪ ،‬من أج<<ل تقوميه‪ <،‬وتبي<<ان نوع<<ه ومنط<<ه‬
‫وطبيعته‪.‬‬
‫وعلي<<ه‪ ،‬فمن أهم الروائ<<ز النفس<<ية< ن<<ذكر‪ :‬رائ<ز< النم<<و العقلي أو رائ<ز< ال<<ذاكرة وال<<ذكاء‪ ،‬وهدف<<ه‪ ":‬ه<<و حتدي<<د مس<<توى‬
‫ذك <<اء الف <<رد حتدي <<دا‪ ،‬ميكن من تفس <<ري التخل <<ف الدراس <<ي – مثال‪ -‬عن <<د بعض التالمي <<ذ‪ ،‬أو املس <<اعدة على تك <<وين‬
‫فص <<ول متجانس <ة< يف املس <<توى العقلي‪ ،‬وتوجي <<ه الطالب وغ <<ريه‪.‬إن املس <<اعدات ال <<يت يق <<دمها ه <<ذا الن <<وع من الروائ <<ز‬
‫للمدرسة< واملربني ال ميكن حصرها‪ ،‬بل ميكن الق<<ول‪:‬إهنا س<<امهت يف تط<<وير عل<<وم مث<<ل‪ :‬البي<<داغوجيا والتق<<ومي وغريمها‬
‫من مواضيع علوم الرتبية‪.‬ويقدم< القياس النفسي للباحثني جمموعة كب<رية من ه<ذه الروائ<ز‪ <،‬م<ا عليهم إال أن خيت<اروا م<ا‬
‫يالئم ويستجيب< ألهداف حبوثهم‪"127.‬‬
‫وميكن احلديث أيضا عن روائز االستعدادات وامليول النفسية< لدى الراغ<بني يف مهن<ة أو وظيف<ة م<ا‪ ،‬أو رغب<ة يف انتق<اء<‬
‫كف<<اءة معين <ة< لش<<غل منص<<ب م<<ا‪ ،‬وه<<ذه الروائ<<ز‪ ":‬ش<<ائعة< خاص<<ة يف مراك<<ز التوجي<<ه امله<<ين أو عن<<د احلاج<<ة إىل معرف<<ة‬
‫قابلي< <<ات األش< <<خاص‪ ،‬بغي < <ة< ت< <<وجيههم حنو املهن أو التخصص< <<ات‪ -‬يف التوجي< <<ه املدرس< <<ي‪ -‬ال< <<يت تالئم اس< <<تعداداهتم‬
‫وميوهلم‪.‬وقد جعلتها ال<<دول املتقدم<<ة أداة ض<<رورية يف الدراس<<ة‪ ،‬واختي<<ار املوظفني أو العم<<ال؛ ألهنا تق<<دم م<<ا يس<مى "‬

‫‪ - 127‬خالد املري وإدريس قامسي‪ :‬مناهج البحث الرتبوي‪ ،‬ص‪.41:‬‬


‫‪117‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫بالس <<حنة النفس <<ية‪ "profil psycologique/‬لك <<ل مي <<دان يف ه <<ذه املي <<ادين‪ <،‬مما يض <<من التكي <<ف والنج <<اح يف‬
‫التخصص الدراسي أو العمل املهين للمفحوص‪"128.‬‬
‫وميكن احلديث كذلك عن روائز الشخصية اليت تتعل<ق بك<ل مكون<ات الف<رد الذهني<ة والعقلي<ة< والنفس<ية< والوجداني<ة‪":‬‬
‫كل ما يتيحه< قياس الذكاء واالستعدادات لدى شخص هو معرف<<ة م<<ا يس<تطيع< عمل<<ه‪ ،‬والب<د لن<<ا‪ ،‬إذا أردن<ا أن نع<رف<‬
‫ه<ل س<يعمل< م<<ا يف وس<عه أن يعمل<ه‪ ،‬أن نقيس شخص<يته‪ .‬أي‪ :‬طباع<<ه وأخالق<ه وميول<<ه وعواطف<ه وانفعاالت<<ه‪...‬وتتم<<يز<‬
‫هذه الروائز عن سابقتها بكوهنا حتاول سرب جمال ينتمي إىل أعماق اإلنس<<ان‪ ،‬مما جيع<<ل مس<ألة< القي<<اس نس<بية‪.‬وبالت<ايل‪<،‬‬
‫فالتق<دير ه<و الكلم<ة املناس<بة لوص<ف م<ا يق<وم ب<ه الب<احث‪.‬ونظ<را< للطبيع<<ة اخلفي<ة والعميق<ة< للموض<وع املراد دراس<ته< أو‬
‫تق< <<ديره‪ <،‬فق< <<د ك< <<ان الب< <<د من إجياد الوس< <<ائل املناس< <<بة< ك< <<الروائز التحليلي< <ة< ال< <<يت تق< <<در األخالق والطب< <<اع أو املزاج‪،‬‬
‫واالهتمام< <<ات واملي< <<ول والعواط< <<ف‪ ،‬مث الروائ < <ز< اإلس< <<قاطية ال< <<يت هتدف إىل البحث< عن اجلوانب الدفين< <<ة يف شخص< <<ية‬
‫املفحوص‪ ،‬من خالل وضعه أو مواجهت<ه مبواق<<ف علي<ه أن يع<رب عم<ا حيس ب<<ه جتاهه<ا‪ ،‬أو التفس<ري والتأوي<ل< ال<<ذي ي<راه‬
‫مناسبا ألحداث تعرض< علي<ه كقص<ة‪ ،‬أو قص<ة مس<توحاة من ص<ور مبهم<ة‪ ،‬أو بقع<ة ح<رب‪ ،‬أو دعوت<ه إىل لعب دور يف‬
‫مسرحية‪ ،‬وهكذا‪"129.‬‬
‫وعلي <<ه‪ ،‬ف <<الرائز النفس <<ي ه <<و ال <<ذي يتعل <<ق بس <<رب الشخص <<ية يف خمتل <<ف جوانبه <<ا ومتظهراهتا الش <<عورية والالش <<عورية‬
‫والنفسية والسلوكية‪ <،‬بغية< فهمها وتفسريها‪ ،‬من أجل توجيهها‪ ،‬وتعديل سلوكها‪ ،‬وتصويبها قيميا وأخالقيا‪.‬‬

‫‪ ‬الروائـز العقليــة‪<:‬‬
‫هتتم الروائ <<ز العقلي <<ة بقي <<اس ال <<ذاكرة والت <<ذكر وال <<ذكاء والق <<درات العقلي <<ة‪ <،‬عن طري< <ق< وض <<ع جمموع <<ة من املق <<اييس‬
‫احلسابية< لذلك‪ ،‬بغية< وضع تصنيفات نوعية للشخص<ية< الذكي<ة والشخص<<ية غ<ري الذكي<ة‪ <.‬وتس<مى ه<ذه الروائ<ز العقلي<ة<‬
‫أيض<<ا ب<<الروائز املعرفي<<ة‪.‬و"< تس<<اعد على تق<<ومي الطالب تقوميا دقيق<<ا وموض<<وعيا‪ ،‬وتص<<نيفهم حس<<ب مس<<توى حتص<<يلهم‬
‫تصنيفا< دقيقا‪ ،‬يساعد املدرس على تك<وين ص<ورة واض<حة عن طالب<ه‪ <،‬ويس<اعد ه<ؤالء على معرف<ة مس<تواهم الفعلي‪،‬‬
‫وما حققوه من أهداف تعلمية‪ ،‬وما مل يتحقق‪.‬والدقة – هنا‪ -‬تعين إبعاد ال<<ذات‪ ،‬وجتنب ك<<ل املؤثرات ال<<يت ميكن أن‬
‫تش<<وه التق<<دير أو احلكم على اإلجناز ال<<ذي حتق<<ق‪ .‬وباإلض<<افة إىل م<<ا تقدم<<ه للعملي<<ة التعليمي<<ة‪-‬التعلمي<<ة من خ<<دمات‪،‬‬
‫فإن هذه الروائز توظف أيضا للوقوف على مدى حتقق األهداف التعليمية العامة يف الربامج واملناهج‪.‬وبالتايل‪ ،‬العمل‬
‫‪130‬‬
‫على تطويرها وإصالحها‪ ،‬عندما تظهر احلاجة لذلك‪".‬‬

‫‪ - 128‬خالد املري وإدريس قامسي‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.41:‬‬


‫‪ - 129‬خالد املري وإدريس قامسي‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.42:‬‬
‫‪ - 130‬خالد املري وإدريس قامسي‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.42:‬‬

‫‪118‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫عالوة على ذل<<ك‪ ،‬تع<<د الروائ<<ز العقلي<<ة األق<<دم يف جمال املعرف<<ة النفس<<ية‪ ،‬إذ ظه<<رت من<<ذ بداي<ة< الق<<رن العش<<رين< حلس<<اب‬
‫ال<<ذكاء الع<<ام واخلاص‪ ،‬وتق<<ومي ال<<ذكاء االجتم<<اعي والع<<اطفي‪.‬ومن مث‪ ،‬وض<<عت مق<<اييس< ومع<<ايري عاملي<<ة يف ه<<ذا اجملال‬
‫لرصد الفوارق الفردية‪ <،‬وتطوير املنظومة الرتبوية وإصالحها‪.‬‬

‫‪ ‬الروائــز االجتماعيــة‪:‬‬
‫ترتب <<ط الروائ< <ز< االجتماعي <<ة برص <<د التف <<اعالت الس <<يكواجتماعية ال <<يت حتدث بني ال <<ذوات‪ ،‬وتبي <<ان املي <<ول واأله <<واء‬
‫واالستعدادات< االجتماعية‪.‬مبعىن أن الروائز االجتماعية هتتم بقياس العالقات االجتماعية ض<<من م<<ا يس<<مى باألس<<اليب‬
‫السوسيوميرتية‪ <.‬وميكن لألستاذ أيضا االستعانة< هبذه الطريقة التحليلي<ة< لرص<<د خمتل<<ف العالق<ات العاطفي<ة< غ<ري الش<كلية‬
‫(غ <<ري الرمسية) داخ <<ل اجلماع <<ات الص <<غرى‪ <،‬وتط <<بيق السوس <<يوغرام ملعرف <<ة جمم <<ل التف <<اعالت الوجداني <ة< والقيمي <<ة ال <<يت‬
‫تتحكم يف مجاعات القسم‪ ،‬وحتديد أدوار التالميذ‪ ،‬وتبيان أوضاعهم يف القسم‪ ،‬قصد حتس<<ني من<<اخ القس<<م‪ ،‬وهتذيب‬
‫العالق<<ات التفاعلي<<ة املوج<<ودة بني عناص<<ر النس<<ق الدراس<<ي‪ ،‬من أج<<ل حتقي<<ق نت<<ائج جي<<دة كم<<ا وكيف<<ا يف آخ<<ر الس<<نة‬
‫الدراسية‪<.‬‬
‫ومن هنا‪ ،‬الب<د للم<درس من إج<راء اختب<ار أويل ملعرف<ة مكون<ات اجلماع<ة‪ ،‬وفهم س<ريورهتا العملي<ة‪ ،‬من خالل توزي<ع‬
‫االستمارة التفاعلية على تالميذ الفصل< الدراسي‪ ،‬ليجيبوا عن أسئلتها وبنودها‪ ،‬متتبعني التعليمات التالية‪<:‬‬
‫‪‬عدم نشر اإلجابات‪.‬‬
‫‪ ‬ستمكن اإلجابات من تكوين مجاعات‪.‬‬
‫‪‬مع من تريد أن تلعب أو تعمل؟‬
‫‪ ‬من الذي تعتقد أنه سيختارك؟‬
‫‪‬من الذي الحتب اللعب والعمل معه؟‬
‫‪‬من تعتقد أنه سريفضك؟‬
‫وبع<د دراس<<ة االس<<تمارة‪ ،‬وغربلته<ا بش<كل علمي وموض<وعي‪ ،‬يض<<ع املدرس أمساء التالمي<<ذ على خ<ط ال<دائرة‪ <،‬ويق<<وم‬
‫بوض<<ع الس<<هم ال<<ذي يتج<<ه من ش<<خص إىل آخ<<ر‪ ،‬وذل<<ك يف ش<<كل مبي<<ان متثيلي ملختل<<ف العالق<<ات التفاعلي<<ة‪ ،‬ويس<مى‬
‫هذا املبيان بالسوسيوغرام(< ‪.)SOCIOGRAMME‬‬
‫وبعد مرحلة التمثيل‪ <،‬وتشكيل دائرة التفاعالت السيكواجتماعية‪ ،‬يلتجئ املدرس إىل تصنيف< التالميذ< حس<<ب منط<<ق‬
‫التفاعالت النفسية ‪ -‬الوجدانية‪ <،‬ويرتبهم من األكثر شعبية وتواصال إىل األق<<ل ش<<عبية< وإقب<<اال‪ ،‬ح<<ىت يع<<رف< العالق<<ات‬
‫النفس< <<ية االجتماعي< <<ة داخ< <<ل فص< <<له الدراس< <<ي‪ .‬وبالت< <<ايل‪ ،‬يبحث عن أس< <<باب اإلقب< <<ال والنب< <<ذ على مس< <<توى التفاع< <<ل‬
‫التواصلي‪ ،‬ويصحح ما ميكن تصحيحه‪ <،‬أو يعاجل ما ميكن معاجلته< نفسيا واجتماعيا‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫ويف هذا الصدد‪ ،‬يقول ليوبولد فان دالني‪ ":‬يف العقود األخرية من هذا القرن‪ ،‬أخ<<ذ الب<<احثون يط<<ورون طرائ<<ق لقي<<اس‬
‫العالقات االجتماعية‪ ،‬للحصول على بيانات تتعلق بالتفاعل< االجتماعي بني أعضاء اجلماع<ة‪.‬وتتض<من< ه<ذه الطرائ<ق‪،‬‬
‫يف أبس<<ط ص<<ورها‪ ،‬أن يطلب من ك<<ل عض<<و يف اجلماع<<ة أن حيدد أي األعض<<اء اآلخ<<رين يفض<<ل أن يرتب<ط< ب<<ه بعالق<<ة‪<،‬‬
‫أو يش <<رتك مع <<ه يف نش <<اط معني‪ ،‬ك <<أن يك <<ون رفيق <<ا ل <<ه يف حج <<رة‪ ،‬أو زمي< <ل< عم <<ل يف مش <<روع‪.‬وأحيان <<ا يطلب من‬
‫املفحوصني كتابة اختيارين< آخرين‪ ،‬ثان وثالث‪ ،‬وكتابة األشخاص الذين يرفضوهنم‪.‬وق<د متث<ل االختي<ارات يف ش<كل‬
‫ختطي <<ط بي <<اين للعالق <<ات االجتماعي <<ة(سوس <<يوجرام)‪ ،‬حيث يوض <<ع اس <<م ك <<ل ط <<الب يف دائ <<رة أو مثلث‪ ،‬وتس <<تخدم‬
‫خطوط توصل بينهم( صماء للقبول‪ ،‬ومتقطعة لل<رفض)‪ ،‬وأس<هم متث<<ل اجتاه العالق<<ات بني األش<خاص‪.‬وتكش<<ف ه<ذه‬
‫الش< <<بكة من عالق< <<ات القب< <<ول وال< <<رفض عن جنوم اجلماع< <<ة واالختي< <<ارات املتبادل< <<ة‪ <.‬كم< <<ا تكش< <<ف أيض< <<ا األش< <<خاص‬
‫اهلامش< <<يني واملع <<زولني؛ وتص< <<ور التجمع< <<ات الداخلي <<ة‪ ،‬واالنقس <<امات االجتماعي <<ة‪ ،‬ومتاس <<ك اجلماع <<ة‪.‬وق< <<د تس< <<جل‬
‫البيان<<ات السوس<<يوميرتية< يف مص<<فوفة‪ ،‬يس<<جل هبا أمساء مجي<<ع التالمي<<ذ أفقي<<ا ورأس<<يا‪ :‬األول فالث<<اين فالث<<الث‪ <،‬وتوض<<ع‬
‫عالم<<ات الختي<<ارات القب<<ول وال<<رفض(املعط<<اة واملس<<تقبلة)< يف املربع<<ات أو اخلالي<<ا املناس<<بة‪ <،‬مث ي<<دون جمم<<وع ح<<االت‬
‫‪131‬‬
‫القبول والرفض لكل تلميذ أسفل املصفوفة‪".‬‬
‫ومن هنا‪ ،‬فالرائز< االجتماعي يوظف بك<ثرة ض<<من م<<ا يس<مى بعلم النفس االجتم<اعي‪ ،‬أو م<<ا يس<<مى أيض<<ا بديناميكي<<ة‬
‫اجلماعات‪ ،‬لرصد جممل العالقات النفسية واالجتماعية اليت تتحكم يف اجلماعات الصغرى والكربى‪.‬‬

‫‪ ‬الروائــز الثقافـية‪<:‬‬
‫تعىن روائز الثقافة مبا يتعلق بالق<درات الثقافي<ة‪ <،‬وقي<اس املعلوم<ات املخزن<ة ل<دى اإلنس<ان املثق<ف‪.‬مبع<ىن أن ه<ذه الروائز‬
‫تنص<<ب على الثقاف<<ة العام<<ة‪.‬وبالت<<ايل‪ <،‬ترك<<ز على الق<<درات العقلي<ة< والثقافي<<ة‪ <،‬م<<ع تق<<ومي طبيع<<ة التفك<<ري والرتك<<يز‪ ،‬وس<<رب‬
‫حيوية العقل واملنطق‪.‬زد على ذلك‪ ،‬هتدف الروائز الثقافية< إىل استكش<اف ال<ذاكرة الثقافي<ة ل<دى املفح<وص‪ ،‬والتثبت‬
‫من خ <<زان معلومات <<ه بك <<ل مكونات <<ه املختلف <<ة‪ ،‬واس <<تقراء املعرف <<ة اخللفي <<ة والتناص <<ية‪ <،‬وقي <<اس املدى الثق <<ايف وال <<ذكائي‪،‬‬
‫وذلك يف ضوء معايري مقننة‪ <،‬تسمح بتكوين معرفة عامة أو خاصة حول شخصية< املبحوث‪.‬‬

‫‪ ‬الروائز البيداغوجية والديداكتيكية‪<:‬‬


‫الروائ <ز< يف جمال البي<<داغوجيا والدي<<داكتيك عب<<ارة عن مق<<اييس أو اختب<<ارات< تقوميي<<ة متنوع<<ة‪ <،‬تس<<مح لألس<<تاذ مبعرف<<ة‬
‫مواطن القوة والضعف< لدى املتعلم‪ ،‬من أج<<ل مس<<اعدته على حتس<ني مس<تواه الدراس<<ي‪.‬أي‪ :‬يعم<<ل الرائ<<ز البي<داغوجي‬
‫على تق <<ومي تعلم <<ات املتعلمني‪ ،‬وس <<رب خ <<ربات املتم <<درس‪ ،‬بغي <ة< تش <<خيص تعثرات <ه< ونواقص <<ه يف جمال التعلم‪ ،‬من أج <<ل‬
‫إجياد احلل<<ول املناس<<بة< لتط <<وير< املنظوم<<ة الرتبوي<<ة يف مجي<<ع جوانبه <<ا‪ ،‬وحتس<<ني مس<<توى األداء التعليمي‪ ،‬وذل<<ك إم <<ا عن‬

‫‪ - 131‬ديوبولد ب‪.‬فان دالني‪ :‬مناهج البحث يف الرتبية وعلم النفس‪ ،‬ص‪.460-459 :‬‬
‫‪120‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫طريق الدعم‪ ،‬وإم<ا ع<رب جتدي<د األدوات والتقني<ات واملن<اهج‪ .‬وغالب<ا م<ا ترتب<ط< تل<ك الروائ<ز التقوميي<ة< باختب<ار< تعلم<ات‬
‫التلميذ يف ما تلقاه من مقررات دراسية< يف األمس واليوم‪.‬‬
‫‪ ‬خصائــص الروائـز‪<:‬‬
‫ت<<رد الروائ<ز< مبختل<<ف أنواعه<<ا وجماالهتا‪ ،‬وخاص<<ة الروائ<<ز البيداغوجي<<ة والديداكتيكي<<ة‪ <،‬يف ش<<كل أس<<ئلة وبن<<ود متدرج<<ة‬
‫ومتسلس<<لة ومتنوع<<ة على غ<<رار أس<<ئلة االس<<تمارة‪ ،‬وتتح<<ول إىل وض<<عيات إش<<كالية< وكفائي<<ة‪ <،‬تش<<مل مجي<<ع مكون<<ات‬
‫املق <<رر الدراس <<ي‪ :‬العربي <<ة‪ ،‬والرياض <<يات‪ ،‬والعل <<وم الطبيعي <<ة‪ ،‬واللغ <<ات األجنبي <<ة‪ <،‬والعل <<وم الفيزيائي <<ة‪ <،‬واالجتماعي <<ات‪،‬‬
‫والرتبي<<ة اإلس<<المية‪...‬إخل‪ .‬وتتح<<ول ه<<ذه الروائ<<ز إىل وض<<عيات لفظي<<ة أو أيقوني<<ة (ص<<ور بص<<رية)‪ ،‬تت<<درج< من الس<<هولة‬
‫إىل الص<<عوبة‪ <.‬عالوة على ذل<<ك‪ ،‬تتن<<وع أس<<ئلة الروائ<<ز‪ ،‬إذ ميكن احلديث عن‪ :‬روائ<<ز ال<<رتتيب‪ <،‬وروائ<<ز الرب<<ط‪ <،‬وروائ<<ز‬
‫التفضيل‪ ،‬وروائ<ز التحص<يل‪ ،‬وروائ<ز الت<داعي‪ ،‬وروائ<ز اإلس<قاط‪ ،‬وروائ<ز االختي<ار‪ <،‬وروائ<ز التش<كيل‪ <،‬وروائ<ز األداء‪،‬‬
‫وروائ<<ز املي<<ول‪ ،‬وروائ<<ز التش<<طيب‪ ،‬وروائ<<ز الص<<لة‪ ،‬وروائ<<ز التعلي<<ل‪ <،‬وروائ<<ز االستكش<<اف‪ ،‬وروائ<<ز التع<<يني‪ ،‬وروائ<<ز‬
‫التكمل <<ة‪ ،‬وروائ <<ز االختي <<ار املتع <<دد‪ ،‬وروائ <<ز اجلداول‪ ،‬والروائ <<ز املغلق <<ة‪ ،‬والروائ <<ز املفتوح <<ة‪ ،‬وروائ <<ز الص <<حة واخلط <<أ‪،‬‬
‫وروائز التجربة‪ ،‬والروائز املصورة‪ ،‬وروائز األشكال‪ ،‬وروائز الذكاء والتذكر‪ ،‬والروائز< احلركية واملهارية‪...‬‬
‫ه< <<ذا‪ ،‬وت< <<ذيل تل< <<ك الروائ< <<ز جبداول وس< <<المل التنقي< <ط< الكمي والكيفي‪ ،‬فيك< <<ون لك< <<ل ج< <<واب نقط< <ة< معين< <<ة‪ ،‬ورم< <<ز‬
‫معني( ج<<واب ص<<حيح‪/2‬ج<<واب خ<<اطئ‪ ،)0:‬وتق<<ومي كيفي( ج<<واب ص<<حيح‪-‬ج<<واب خ<<اطئ‪ -‬أجوب<<ة ص<<حيحة على‬
‫األقل)‪ .‬وبعد ذلك‪ ،‬ننتقل< إىل شبكة استثمار نتائج التقومي التشخيصي‪ <،‬من خالل استعراض< أرق<<ام التالمي<<ذ‪ ،‬وحتدي<<د‬
‫جمال االختب<<ار(العربي<<ة‪-‬العل<<وم الطبيعي<<ة‪ -‬الفيزي<<اء‪ <،)...‬وتبي<<ان رقم الس<<ؤال‪ ،‬والتأش<<ري على النقط <ة< املعياري<<ة‪ <،‬والنقط<<ة‬
‫ال<<يت حص<<ل عليه<<ا التلمي<<ذ‪ ،‬م<<ع اإلش<<ارة إىل عتب<<ة التحكم اخلاص بك<<ل جمال‪ ،‬مث<<ل‪ 13/18:‬أو ‪ ،6/8‬وعتب<<ة التحكم‬
‫العام يف الرائز‪ <،‬مثل‪.19/26<:‬‬
‫ه<ذا‪ ،‬ويس<توجب وض<ع الرائ<ز‪ <،‬حينم<ا يتح<ول إىل اس<تمارة كتابي<ة أو ش<فوية‪ ،‬التعري<<ف باس<م الب<احث‪ ،‬واإلش<ارة إىل‬
‫اجلهة الوصية‪ <،‬وموضوع الرائز‪ <،‬وحتديد املواد واجملاالت املفحوصة‪ ،‬وتعيني السنة الدراسية‪ <،‬مثل‪( <:‬تقومي املستلزمات‬
‫الدراس<<ية< ‪2010-2011‬م‪-‬الس<<نة اخلامس<<ة من التعليم االبت<<دائي‪-‬رائ<<ز م<<ادة النش<<اط الط<<بيعي)‪ <.‬كم<<ا يس<<تلزم الرائ<ز<‬
‫البي <<داغوجي أو الدي <<داكتيكي حتدي <<د بطاق <<ة تعري <ف< التلمي <<ذ‪( :‬االس <<م الكام <<ل‪ -‬اس <<م املؤسس <<ة‪ -‬اس <<م القس <<م‪ -‬اس <<م‬
‫املدرس أو املدرسة)‪ ،‬وتاريخ إجراء الرائز‪.‬‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬يتضمن الرائز البيداغوجي – مثال‪ -‬جمموعة من التوجيهات العامة‪ <،‬مثل‪:‬‬
‫(عزيزيت التلميذة‪ ،‬عزيزي التلميذ؛‬
‫أسئلة هذا الرائز مرتبطة مبا سبق أن درسته يف املستويات الدراسية الس<ابقة‪ <،‬وهلا عالق<<ة ب<املقرر ال<ذي ستدرس<ه< الس<<نة‬
‫احلالية إن شاء اهلل‪.‬وهذا الرائز ليس امتحان<ا وال فرض<ا من ف<روض املراقب<ة املس<تمرة؛ فإجنازك خالل<ه س<يمكن أس<تاذك‬
‫من التعرف< على مواطن القوة والضعف< يف تعلماتك‪ ،‬ليساعدك على حتسني مستواك الدراسي‪.‬‬
‫‪121‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫وقبل أن تبدأ يف اإلجابة عن األسئلة‪ ،‬اقرأ األمثلة اآلتية اليت ستوضح لك كيف ستجيب عن أسئلة الرائز‪".‬‬
‫ويرفق هذا التوجيه العام بأمثلة متنوعة‪ ،‬توضح كيف تتم اإلجابة عن أسئلة الرائز بشكل تطبيقي وإجرائي‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬يتبني لنا بأن الروائز< قد تكون لفظية< أو غ<ري لفظي<ة‪ <،‬وق<د تك<ون روائ<ز معرفي<ة ووجداني<ة وأدائي<ة مهاري<ة‪.‬مبع<<ىن‬
‫أن ه<<ذه الروائ<<ز هي ال<<يت‪ ":‬تتطلب مجل<<ة من امله<<ارات الحتت<<اج إىل اس<<تخدام الكالم‪ ،‬حيث يلج<<أ إىل املناول<<ة أو ح<<ل‬
‫بعض املش<<كالت حال عملي<<ا‪ ،‬أو الس<<رعة يف اإلجناز‪ ،‬مث<<ل تك<<وين بعض األش<<كال من قط<<ع مش<<تتة‪ ،‬أو إدخ<<ال بعض‬
‫القطع اخلشبية يف أماكن مناسبة‪ <،‬أو اكتشاف خمرج من متاه<<ة‪.‬وي<<دافع بعض العلم<<اء‪ -‬وخصوص<ا األمريك<<يني‪ -‬على‬
‫هذا النوع من الروائز؛< ألهنم يرون<ه ص<احلا لألطف<ال ولألم<يني‪ ،‬أو ال<<ذين ال يتقن<ون لغ<ة< البالد‪ <،‬إض<افة إىل ق<درهتا على‬
‫‪132‬‬
‫قياس ما يدعى بالذكاء العملي‪".‬‬
‫ويالح<<ظ أن أس <<ئلة الروائ<<ز وجماالهتا كث<<رية ومتنوع<<ة‪ ،‬ومن الص <<عب حص<<رها‪ .‬وبالت<<ايل‪ <،‬فهي ختتل <<ف من مقي<<اس إىل‬
‫آخر‪ ،‬حسب الفاحص أو الباحث‪ .‬كما ترتبط هذه الروائز بالوقت املخصص ألسئلتها وبنودها‪.‬مبعىن أن مادة معين<<ة‬
‫من مواد التدريس تتطلب ما بني عشرة أسئلة إىل ثالثني سؤاال‪ ،‬بل قد تتعدى< بعض املقاييس مائة سؤال‪.‬‬
‫وللتنبي<<ه‪ ،‬يس<<توجب الرائ<<ز اإلجاب<<ة عن جمموع<<ة من األس<<ئلة يف وقت حمدد(يف املتوس<<ط س<<اعة ونص<<ف)‪ ،‬ك<<أن يق<<دم‬
‫الب <<احث (‪ ) 25‬س <<ؤاال لفظي <<ا يف( ‪ )20‬دقيق <<ة‪ ،‬و(‪ )15‬س <<ؤاال ح <<ول الق <<درات الرياض <<ية يف (‪ )20‬دقيق <<ة‪ ،‬و(‪)20‬‬
‫سؤاال حول االستدالل املنطقي يف(‪ ) 25‬دقيقة‪ ،‬و(‪ )4‬أسئلة حول االنتباه والذاكرة يف (‪ )10‬دقائق‪.‬‬

‫‪ ‬تاريــخ الروائـ ــز‪<:‬‬


‫مل يكت< <<ف العلم< <<اء املعاص< <<رون يف دراس< <<تهم للظ< <<واهر النفس< <<ية< والعقلي< <<ة واالجتماعي< <<ة والرتبوي< <<ة والثقافي< <<ة بتحص< <<يل<‬
‫املعلومات‪ ،‬وجتميع البيانات‪ ،‬وتوصيفها بشكل سطحي فقط‪ ،‬بل وضعوا مقاييس< اختبارية< أخ<<رى‪ ،‬تس<<مى ب<<الروائز(‬
‫‪ ،)Tests‬الستكش< <<اف مواق< <<ف الشخص< <<يات بش< <<كل دقي< <<ق‪ <،‬واس< <<تجالء ردود أفعاهلا جتاه الواق <<ع املوض< <<وعي‪ ،‬م< <<ع‬
‫التعم<ق< يف دواخله<<ا النفس<<ية< الش<<عورية والالش<<عورية‪ ،‬وك<<ل ذل<<ك من أج<<ل رص<<د خمتل<<ف الق<<درات العقلي<<ة والنفس<<ية‪،‬‬
‫وتبيان امليول االجتماعية لدى الفرد يف عالقته مبحيطه< وبيئته‪ ،‬واستقراء< خمتلف التف<اعالت الس<يكواجتماعية ال<يت تق<ع‬
‫بني األفراد واجلماعات‪ ،‬وقياس القدرات< الثقافي<ة< واخلربات التعلمي<ة والرتبوي<ة‪ .‬وك<انت أوىل حماول<ة يف ه<ذا اجملال م<ع‬
‫الع <<امل النفس <<ي اإلجنل <<يزي گ <<التون (‪ ،)Galton‬حينم <<ا انص <<ب اهتمام <<ه على الف <<وارق الفردي <<ة‪ <.‬وتلت ه <<ذه احملاول <<ة‬
‫حماوالت أخ <<رى يف قي <<اس اس <<تعدادات الشخص <<ية‪ <،‬وقي <<اس الق <<درات النفس <<ية‪ <،‬وتش <<خيص الف <<وارق الفردي <<ة‪ <".‬ومما‬
‫يالح<<ظ أن ه<<ذه احملاوالت ظلت تش<<كو من س<<لبيات أمهه<<ا أهنا مل تكن مص<<حوبة< بس<<لم مت<<درج< أو مقي<<اس مع<<ري‪ ،‬إىل‬
‫أن متكن الفرنس<<ي بيني <ه< (‪ )Binet‬من وض<<ع " س<<لم ال<<ذكاء املرتي" مبش<<اركة س<<يمون (‪ )Simon‬ع<<ام ‪1905‬م‪،‬‬

‫‪ - 132‬خالد املري وإدريس قامسي‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.41-40:‬‬

‫‪122‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫وفي<<ه وض<<ع طرائ<<ق لتش<<خيص< الت<<أخر أو التق<<دم العقلي بالس<<نوات واألش<<هر‪ ،‬حبس<<اب نس<<بة ذكائي<<ة باملعادل<<ة التالي<<ة‪<:‬‬
‫تساوي نسبة الذكاء السن العقلي على السن الزمين يف ‪ .100‬وبعد ذلك‪ ،‬ستظهر روائز كث<<رية ومتع<<ددة‪ <،‬ويف ش<<ىت‬
‫اجملاالت‪.‬وهتتم جبوانب كثرية من الشخصية‪ ،‬حيث يقدر عددها حاليا مبا يربو عن عشرة آالف رائز< مقنن< ومع<<ري يف‬
‫العامل‪"133.‬‬
‫وعليه‪ ،‬فلق<د ب<دأت األحباث يف الروائ<ز من<ذ بداي<ة الق<رن< العش<رين‪ ،‬وق<د اس<تهدفت وض<ع مق<اييس ال<ذكاء‪ ،‬إم<ا بص<فة‬
‫عام<<ة وإم<<ا بص<<فة خاص<<ة‪ ،‬كم<<ا يب<<دو ذل<<ك جلي<<ا عن<<د ألف<<رد بيني<<ه ( ‪)Alfred Binet‬ال<<ذي وض<<ع مقياس<<ا الختب<<ار<‬
‫الف<<وارق الفردي<<ة بني األطف<<ال ال<<ذين يق<<درون على التعليم يف املدارس العام<<ة‪ ،‬وأولئ<<ك ال<<ذين اليق<<درون على ذل<<ك‪.‬‬
‫وقد نقحه بينيه< مرات عدة‪ ،‬وكان آخرها سنة ‪1911‬م‪ .‬ويبدو أن األسئلة مرتبة فيه بشكل متدرج‪ <،‬حبيث تبدأ من‬
‫الس<<هولة حنو الص<<عوبة‪ .‬وق<<د نقح ل<<ويس ترم<<ان مقي<<اس بيني <ه< ع<<ام ‪1916‬م‪ ،‬ومساه مبقي<<اس س<<تانفورد< بيني<<ه‪.‬ويتك<<ون‬
‫املقياس من تسعني اختبارا مقسما إىل اثن<<يت عش<<رة جمموع<<ة‪ ،‬تص<لح ك<ل جمموع<<ة لس<ن معين<<ة‪ <،‬مبت<<دئا من س<ن الرش<د‪.‬‬
‫ولالختب <<ار كراس <<ة تعليم <<ات‪ ،‬وكراس <<ة لتس <<جيل< إجاب <<ات املفح <<وص‪ .‬وق <<د ق <<ام تريم <<ان وم <<ريل بتنقيح <<ه أيض <<ا س <<نة<‬
‫‪1937‬م‪ ،‬وزادت دق <<ة املقي <<اس على ص <<عيد التعليم <<ات واملع <<ايري‪ .‬وق <<د نق <<ل املقي <<اس املنقح س <<نة< ‪1937‬م إىل اللغ <<ة‬
‫العربية من قبل الدكتور حممد عبد السالم والدكتور لويس كام<<ل ‪ .134‬ويع<<ين ه<ذا أن كث<<ريا من الب<<احثني والدارس<<ني‬
‫العرب كانوا يعربون املقاييس النفسية< الغربية‪ <،‬إما بالزيادة‪ <،‬وإما بالنقصان‪ ،‬وإما حيافظون عليها بشكل حريف‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وقد وضع سبريمان مقياسا< للذكاء‪ ،‬ونشره عام ‪1904‬م‪ ،‬فكان أول حتليل إحص<<ائي لل<<ذكاء‪ ،‬مث نقح<<ه وعدل<<ه‬
‫ونشره يف كتابه القيم‪ <(:‬قدرات اإلنسان) عام ‪1927‬م‪ .‬وبعد ذلك‪ ،‬ظهر ثورنديك< الذي انتقد نظرية< ال<<ذكاء الع<ام‬
‫عند سبريمان‪ ،‬ليهتم بالذكاء النوعي أو اخلاص‪ .‬حيث قسم ثورنديك الذكاء إىل ثالث<ة< أقس<<ام‪:‬ال<<ذكاء اجملرد( الق<<درة‬
‫على معاجلة األلف<<اظ والرم<<وز األخ<<رى)‪ ،‬وال<<ذكاء امليك<<انيكي( الق<<درة على معاجلة األش<<ياء واملواد العياني<<ة)‪ ،‬وال<<ذكاء‬
‫االجتم < <<اعي(الق < <<درة< على التعام < <ل< م< <<ع اآلخ< <<رين بفاعلي< <<ة)‪ .135‬وق < <<د نش< <<ر ثورن < <<ديك اختب< <<اره (‪ )CAVD‬س < <<نة‬
‫‪1926‬م‪ .‬‬
‫ومن الدارس<<ني اآلخ<<رين ال<<ذين اهتم<<وا بوض<<ع روائ<<ز ال<<ذكاء واختبارات<<ه‪ <،‬ن<<ذكر ترس<<تون< ( ‪ )Thurstone‬ال<<ذي‬
‫وض<<ع مق<<اييس إحص<<ائية لل<<ذكاء على غ<<رار س<<بريمان‪.‬وهن<<اك أيض<<ا مق<<اييس ذكائي<<ة أخ<<رى كمقي<<اس دافي<<د وكس<<لر(‬
‫‪ )David Wechsler‬الذي وضعه صاحبه سنة ‪1939‬م‪ ،‬وقد راجع مقياسه< الذكائي مرات ع<دة‪ ،‬ونش<<ره م<<رة‬
‫أخ <<رى س <<نة ‪1955‬م‪ ،‬وق <<د م <<يز بني مس <<تويات ع <<دة من ذك <<اء الطف <<ل( متف <<وق ج <<دا‪ -‬متف <<وق‪ -‬ذكي‪ -‬متوس <<ط‪-‬‬

‫‪ - 133‬خال <<د املري وإدريس قامسي‪ :‬من <<اهج البحث ال <<رتبوي‪ ،‬سلس <<لة< التك <<وين ال <<رتبوي‪ ،‬الع <<دد‪ ،16:‬مطبع <<ة النج <<اح اجلدي <<دة‪ ،‬ال <<دار البيض <<اء‪،‬‬
‫املغرب‪ ،‬الطبعة األوىل سنة ‪2001‬م‪ ،‬ص‪.40-39:‬‬
‫‪ - 134‬د‪.‬جابر عبد احلميد جابر‪ :‬علم النفس الرتبوي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬طبعة ‪1977‬م‪ ،‬ص‪.564:‬‬
‫‪ - 135‬د‪.‬جابر عبد احلميد جابر‪ :‬علم النفس الرتبوي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬طبعة ‪1977‬م‪ ،‬ص‪.545:‬‬
‫‪123‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫غيب‪ -‬بني الغباء والضعف< العقلي‪ -‬ضعيف العقل)‪ .‬وهناك كذلك مق<اييس< عقلي<ة معروف<ة ج<دا يف جمال علم النفس‪،‬‬
‫مث <<ل‪ :‬مقي <<اس جيلف <<ورد(‪ ،)Gilford‬ومقي <<اس باترس <<ون< (‪ ،)Paterson‬واختب <<ارات ج <<ان بياجيه (‪،)J.Piaget‬‬
‫واختب <<ار م <<وراي(‪ ،)Murray‬واختب<<ار ألف<<ا وبيت <<ا‪ ،‬واالختب <<ارات املرتبط <ة< بالص <<نافات املعرفي <<ة والوجداني <ة< واحلس<<ية‬
‫احلركي<ة‪...‬وبع<د< ذل<ك‪ ،‬تع<ددت الروائ<ز< بك<ثرة يف الغ<رب والش<رق على ح<د س<واء‪.‬ومن " بني االختب<ارات< اهلام<ة [يف‬
‫العامل العريب]< تلك اليت أعدها باحثون عرب هبدف قياس العملي<<ات الذهني<ة‪ ،‬منه<ا االختب<<ار املص<<ور للب<<احث املص<ري‬
‫أمحد زكي صاحل‪ ،‬واختبار ترتيب< الصور للباحث املغريب الغايل أحرشاو‪ ،‬واختبار< العالقة بني ش<<يئني للب<<احث املغ<<ريب‬
‫علي أفرفار‪".136‬‬
‫ويالح<<ظ أن جمم<<ل االختب<<ارات< واملق<<اييس النفس<<ية واالجتماعي<<ة ق<<د ظه<<رت يف الق<<رن< العش<<رين‪ <،‬وق<<د ارتبطت مبج<<ال‬
‫الرتبية والتعليم‪ <،‬لتحديد الفوارق الفردية‪ <،‬وتصنيف املتعلمني إىل مستويات ذكائية معينة‪ <،‬مع تشخيص مواطن الق<<وة‬
‫والضعف< لدى املتعلم‪.‬‬

‫‪ ‬مكون ــات الروائـ ــز‪:‬‬


‫يس<<تلزم الرائ<<ز‪ ،‬وخاص<<ة يف جمال التعليم والرتبي<<ة‪ ،‬جمموع<<ة من املكون<<ات والعناص<<ر الرئيس<<ية‪ <،‬وال<<يت ميكن حص<<رها يف‪:‬‬
‫الديباجة املوجهة إىل املفحوص على النحو التايل‪( ":‬عزيزيت التلميذة‪ ،‬عزيزي التلميذ؛‬
‫أسئلة هذا الرائز مرتبطة مبا سبق أن درسته يف املستويات الدراسية الس<ابقة‪ <،‬وهلا عالق<<ة ب<املقرر ال<ذي ستدرس<ه< الس<<نة‬
‫احلالية إن شاء اهلل‪.‬وهذا الرائز ليس امتحان<ا وال فرض<ا من ف<روض املراقب<ة املس<تمرة؛ فإجنازك خالل<ه س<يمكن أس<تاذك‬
‫من التعرف< على مواطن القوة والضعف< يف تعلماتك‪ ،‬ليساعدك على حتسني مستواك الدراسي‪.‬‬
‫وقبل أن تبدأ يف اإلجابة عن األسئلة‪ ،‬اقرأ األمثلة اآلتية اليت ستوضح لك كيف ستجيب عن أسئلة الرائز‪).‬‬
‫ويتضمن الرائز< أيضا جمموعة من احملددات املتعلقة بالباحث‪ ،‬واجله<<ة الوص<<ية على الرائ<<ز‪ ،‬واملوض<<وع املبتغى‪ ،‬واهلدف‬
‫املقصود‪ ،‬والعين<ة< املس<تهدفة‪ ،‬والتحدي<د< الزم<ين واملك<اين‪ .‬دون أن ننس<ى أن نثبت< يف الرائ<ز‪/‬االس<<تمارة بطاق<ة شخص<ية<‬
‫املفحوص املستهدف‪.‬وبعد ذلك‪ ،‬تقدم أمثلة توضيحية< للمبح<وث لتبي<ان< كيفي<<ة التعام<ل< م<<ع الرائ<<ز‪.‬مث‪ ،‬توض<ع األس<<ئلة‬
‫أو البن<<ود أو املش<<كالت الص<<غرى أو الوض<<عيات اإلش<<كالية< بش<<كل مت<<درج من الس<<هولة حنو الص<<عوبة‪ <،‬تت<<أرجح بني‬
‫االنغالق واالنفت<<اح‪ <،‬يس<<تهدف هبا الب<<احث األف<<راد أو اجلماع<<ات‪ .‬ويف األخ<<ري‪ ،‬ي<<ذيل الرائ <ز< جبدول الرتم<<يز والتق<<ومي‬
‫العددي‪ ،‬مع إرفاقه بشبكة االستثمار< للتقدير< والتقومي‪.‬وتتطلب اإلجابة عن أسئلة الروائ<<ز إم<<ا اس<<تخدام الكتاب<<ة‪ ،‬وإم<<ا‬
‫استعمال لغة< شفوية أو حركية‪ .‬كما تستلزم اإلجابة عن أس<ئلة الروائ<ز< االس<تعانة ب<أدوات معق<<دة‪ ،‬أو اس<<تعمال القلم‬
‫والورق فقط‪.‬‬

‫‪ - 136‬عب<<د الك<<رمي غ<<ريب‪ :‬منهج البحث العلمي يف عل<<وم الرتبي<<ة والعل<<وم اإلنس<<انية‪ ،‬منش<<ورات ع<<امل الرتبي<<ة‪ ،‬مطبع<<ة النج<<اح اجلدي<<دة‪ ،‬ال<<دار‬
‫البيضاء‪ ،‬املغرب‪ ،‬الطبعة األوىل سنة ‪2012‬م‪ ،‬ص‪.206:‬‬
‫‪124‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫‪‬أمهيــة الروائز وأهدافهــا‪:‬‬


‫إن اهلدف من الروائ <<ز ه <<و قي <<اس الق <<درات< العقلي <<ة واملنطقي <<ة‪ <،‬ورص <<د الق <<درات اللفظي <<ة والرقمي <<ة ل <<دى الشخص <<ية‬
‫املفحوص<<ة‪ .‬وك<<ل ذل<<ك من أج<<ل معرف<<ة الشخص<<ية< معرف<<ة جي<<دة من مجي<<ع جوانبه<<ا الذهني<ة< والوجداني<ة< واحلس<<ية‪.‬وق<<د‬
‫نس<<تعمل الروائ<<ز يف املؤسس<<ات الرمسية< وغ<<ري الرمسية< يف انتق<<اء الكف<<اءات واص<<طفائها‪ ،‬وتوظ<<ف أيض<<ا أثن<<اء التوظي<<ف‬
‫ملعرف<<ة شخص<<ية< املرش<<ح من مجي<<ع جوانبه<<ا‪ ،‬واستكش<<اف خصائص<<ها النفس<<ية< والعقلي<<ة واالجتماعي<<ة‪ ،‬وم<<دى تالؤمه<<ا‬
‫م <<ع املنص <<ب املتب <<ارى علي <<ه‪ .‬وق <<د يس <<تعني هبا علم <<اء النفس لفهم الشخص <<ية وتفس <<ريها‪ ،‬وحتدي <<د توجهاهتا وميوهلا‬
‫واستعدادها‪ <.‬ومن مث‪ ،‬فالروائز مبثاب<ة‪ ":‬أداة مقنن<<ة للمالحظ<ة‪ ،‬تس<مح بوص<ف س<لوك ف<رد معني‪.‬وع<ادة م<ا يك<ون ه<ذا‬
‫الوصف كميا‪ ،‬يسمح مبقارنة أداء الفرد< باألداءات املتوسطة جملموعة من األف<راد ال<ذين س<بق أن اخت<ربوا يف الظ<روف‬
‫نفسها‪.‬كما ميكن تقنني منهجية املالحظة بواسطة االختب<<ارات؛ حيث تس<<مح بتف<<ادي< االختالف<<ات ال<<يت حتدث خالل‬
‫عملي<<ة التق<<ييم بني مالحظني خمتلفني؛ تل<<ك االختالف<<ات ال<<يت ع<<ادة م<<ا نالحظه<<ا ل<<دى بعض املدرس<<ني عن<<د تق<<ييمهم‬
‫‪137‬‬
‫إلجنازات تالمذهتم‪".‬‬
‫ومن أهم أغراضها اإلجرائية< والتطبيقية‪ <:‬مالحظة املفح<وص بدق<ة علمي<ة‪ ،‬واستكش<اف جوانبه<ا اخلفي<ة والعميق<ة‪ ،‬م<ع‬
‫إج <<راء تش <<خيص نفس <<ي واجتم <<اعي وترب <<وي وعقلي‪ ،‬واالس <<تعانة هبا يف جمال التوجي <<ه واإلرش <<اد ال <<رتبوي وامله <<ين‪،‬‬
‫واالستئناس هبا يف االنتقاء والتص<نيف< واالختي<ار‪ <،‬ومتثله<ا ك<أداة ناجع<ة يف اإلرش<اد والعالج‪ ،‬واس<تخدامها يف البحث<‬
‫العلمي لتحص <<يل املعلوم <<ات‪ ،‬وجتمي <<ع املعطي <<ات‪ .‬ومن هن <<ا‪ ،‬تع <<د الروائ< <ز< من أهم التقني <<ات الوص <<فية يف املقارن <<ة بني‬
‫املتعلمني‪ ،‬وتصنيفهم إىل فئات معينة< حسب مستواهم الدراسي والعقلي والذكائي‪.‬‬

‫‪ ‬ش ــروط الروائ ــز‪:‬‬


‫تتسم الروائز السيكولوجية والبيداغوجية< مبجموعة من املواصفات اليت ميكن حتديدها يف ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬الص<<دق‪ :‬ويع<<ين أن يرتب<ط< الب<<احث باملوض<<وع املقص<<ود‪ ،‬دون أن خيرج عن تص<<ميمه إىل مواض<<يع أخ<<رى‪ .‬والب<<د‬
‫أن يتص < <ف< حبث< <<ه بالص< <<دق املوض< <<وعي‪ ،‬عالوة على ص< <<دق املعلوم< <<ات واملعطي< <<ات واالس< <<تنتاجات‪ <،‬وص< <<دق املعطى‬
‫واملطل <<وب واالس <<تقراء واالستكش <<اف‪ ،‬ويض <<م أيض <<ا م <<ا يس <<مى بالص <<دق التالزمي‪ <،‬والص <<دق التنب <<ؤي‪ <،‬والص <<دق‬
‫البنيوي‪.‬ويع<ين ه<ذا أن‪ ":‬يقيس فعال م<ا يري<د الب<احث قياس<ه‪ ،‬وحيق<ق القص<د ال<ذي من أجل<ه ب<ىن الرائ<ز‪.‬ف<إن قص<د من‬

‫‪ - 137‬عب<<د الك<<رمي غ<<ريب‪ :‬منهج البحث العلمي يف عل<<وم الرتبي<<ة والعل<<وم اإلنس<<انية‪ ،‬منش<<ورات ع<<امل الرتبي<<ة‪ ،‬مطبع<<ة النج<<اح اجلدي<<دة‪ ،‬ال<<دار‬
‫البيضاء‪ ،‬املغرب‪ ،‬الطبعة األوىل سنة ‪2012‬م‪ ،‬ص‪.267:‬‬

‫‪125‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫ورائ <<ه قي <<اس مس <<توى ال <<ذكاء‪ ،‬وجب أن يقيس ال <<ذكاء فعال‪ ،‬ال أن يقيس وظيف <ة< أخ <<رى‪.‬وإن قص <<د قي <<اس مس <<توى‬
‫‪138‬‬
‫حتصيل التالميذ< يف مادة معينة< وملستوى حمدد‪ ،‬وجب أن يفعل< ذلك دون غريه‪ ،‬وإال اعترب غري صادق‪".‬‬
‫ويرى ديولد فان دالني (‪ )Deold B.Van Dalen‬بأن الصدق مرتب<ط< بص<<حة القي<اس وص<دقه يف التع<<اطي م<<ع‬
‫الظواهر املفحوصة‪.‬ويف هذا الصدد‪ ،‬يقول الباحث‪ ":‬تكون وسيلة القياس صادقة‪ ،‬إذا كانت تقيس ما تدعي قياسه‪،‬‬
‫واحلاج<<ة إىل ه<<ذه الص<<فة< واض<<حة‪ ،‬وملا ك<<ان الص<<دق ذا أمهي<<ة قص<<وى‪ ،‬ف<<إن الب<<احثني يق<<دمون من ال<<رباهني م<<ا ي<<دعم‬
‫ادعاءاهتم‪ ،‬فيما يتعلق بالصفات اليت تقيسها اختباراهتم‪ ،‬ويستخدم عدد من األساليب< لتحقيق< هذا الصدق‪.‬فالباحث‬
‫حيق<<ق الص<<دق املنطقي أو املنهجي عن طري<<ق حتلي<<ل الق<<درة أو امله<<ارة ال<<يت يبحثه<<ا‪ ،‬أو حمت<<وى املق<<رر الدراس<<ي ال<<ذي‬
‫‪139‬‬
‫ينوي قياسه‪ ،‬وإعداد وسيلة لقياس اجلوانب املختلفة هلذا العامل‪".‬‬
‫ويع<<ين ه<<ذا أن الص<<دق هي ص<<فة البحث العلمي بص<<فة< عام<<ة‪ ،‬وص<<فة الروائ<<ز بص<<فة خاص<<ة‪ ،‬فالب<<د من ت<<وفر ن<<وع من‬
‫املصداقية على مستوى األداة واملنهج والبحث واملعلومات‪.‬‬
‫‪‬الثب<<ات‪ <:‬نع<<ين بالثب<<ات< أن حتق<<ق الروائ<<ز النت<<ائج نفس<<ها‪ ،‬كلم<<ا تك<<ررت التجرب<ة< نفس<<ها‪.‬أي‪ :‬س<<تبقى نت<<ائج الروائ<ز<‬
‫ثابتة يف نتائجها ومعطياهتا االستنتاجية‪.‬ومن مث‪ " ،‬يعترب الرائز ثابتا عندما يكون على وفاق مع ذاته دوما‪.‬أي‪ :‬إن<<ه إذا‬
‫طبق أكثر من مرة على األفراد أنفسهم‪ ،‬أعطى النت<ائج< نفس<<ها‪.‬إن ثب<<ات االختب<ار يع<ين قدرت<<ه على أن يقيس دوم<ا م<ا‬
‫يقيس‪ ،‬كأن حنصل على النتائج نفسها‪ ،‬والرتتيب< نفسه‪ ،‬ألطفال مت قياس ذكائهم أكثر من مرة ب<<الرائز نفس<<ه‪.‬أم<<ا إذا‬
‫‪140‬‬
‫حصلنا على نتائج تتباين من مرة ألخرى لدى األفراد أنفسهم‪ ،‬فإنه يف هذه احلالة يعترب غري ثابت على حال‪".‬‬
‫ويع<<ين ه<<ذا أن الب<<احث الب<<د أن ي<<راعي ثب<<ات نت<<ائج القي<<اس‪ ،‬وال يتحق<<ق ه<<ذا الثب<<ات إال إذا مت حتص<<يل النت<<ائج نفس<<ها‬
‫باستمرار‪ <،‬وذلك يف جمموعة من الشروط املتشاهبة‪.‬‬
‫‪ ‬املع<<رية‪ :‬يقص<<د ب<<املعرية االحتك<<ام إىل جمموع<<ة من املق<<اييس االختباري<<ة‪ ،‬والف<<روض التقوميي<<ة الكمي<<ة والكيفي<<ة‪ ،‬م<<ع‬
‫متث<<ل املع<<ايري املقنن <ة< لض<<بط ظ<<اهرة م<<ا‪ ،‬بغي<<ة فهمه<<ا وتفس<<ريها بش<<كل جي<<د‪ .‬ويع<<ين ه<<ذا أن<<ه الب<<د من مع<<رية املق<<اييس‬
‫بتقنينه< <<ا إحص< <<ائيا كم< <<ا وكيف< <<ا‪ .‬وال ميكن للمقي< <<اس االختب< <<اري أن يك< <<ون علمي< <<ا أو مقنن< <<ا إال باتب< <<اع جمموع< <<ة من‬
‫اخلطوات العلمية بشكل دقيق وموضوعي‪.‬‬

‫‪ - 138‬خالد املري وإدريس قامسي‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.44:‬‬


‫‪ - 139‬ديوبول<<د ب‪.‬ف<<ان دالني‪ :‬من<<اهج البحث يف الرتبي<<ة وعلم النفس‪ ،‬ترمجة‪ :‬دكت<<ور حمم<<د نبي<<ل نوف<<ل‪ ،‬ودكت<<ور س<<ليمان اخلض<<ري الش<<يخ‪،‬‬
‫ودكتور طلعت< منصور< غربيال‪ ،‬مكتبة األجنلومصرية‪ <،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1986‬م‪ ،‬ص‪.448 :‬‬
‫‪ - 140‬خالد املري وإدريس قامسي‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.44:‬‬
‫‪126‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫‪‬الدق ــة‪ :‬تعين الدق<<ة – هن<<ا‪ -‬إبع<اد ال<<ذات‪ ،‬وجتنب ك<ل املؤثرات ال<<يت ميكن أن تش<وه التق<دير أو احلكم على اإلجناز‬
‫الذي حتقق‪ .‬ويعين هذا أن الدقة ترتبط< بشكل من األشكال باملوضوعية العلمية‪ ،‬ومتثل احلياد والنزاهة‪ ،‬واالبتع<<اد< عن‬
‫الذاتية واألهواء والعواطف يف التعامل مع الظاهرة املدروسة‪.‬‬

‫‪ ‬املوض<<وعية‪ :‬ويقص<<د هبا ال<<تزام الب<<احث باملوض<<وعية والنزاه<<ة واحلي<<اد يف التعام <ل< م<<ع املبح<<وث‪.‬أي‪ " :‬ع<<دم ت<<أثر<‬
‫الرائ<<ز ب<<ذات املطب<<ق ل<<ه إن اح<<رتمت ك<<ل القواع<<د املقنن<<ة الس<<تخدامه‪ ،‬ك<<أن حيص<<ل التلمي<<ذ – مثال‪ -‬على العالم<<ات<‬
‫نفسها‪ ،‬مهما تعدد أو تنوع املصححون لإلجناز نفسه‪"141.‬‬
‫‪ ‬املالءمة‪ :‬حينما خيتار الباحث مقياسا< أو اختبارا عليه أن يتأكد هل ذلك القياس فعال هو مالئم هلدفه‪ .‬وبالتايل‪،‬‬
‫مناسب لغايته< اليت يرومها من وراء ذلك البحث أم ال؟ ويف هذا الس<ياق‪ ،‬يق<ول ديوبول<د ب‪.‬ف<ان دالني‪":‬عن<د اختي<ار‬
‫اختبار< أو مقياس أو استخبار‪ <،‬جيب أن يتأك<<د الب<احث من أن<<ه وس<يلة عملي<<ة بالنس<<بة هلدف<<ه‪.‬فه<ل سيص<ل< االختب<ار إىل‬
‫نوع البيانات اليت حيتاجها؟ وهل سيؤدي إىل نتائج تكون دقيقة بدرج<ة كافي<ة بالنس<بة ألغراض<ه؟ وه<ل يناس<<ب عم<ر‬
‫املفحوص<<ني ون<<وعهم‪ .‬ولل<<وقت واملك<<ان الل<<ذين ين<<وي اس<<تخدامه< فيهم<<ا؟ ف<<إذا وج<<د اختب<<اران< متس<<اويان يف الص<<دق‬
‫والثبات< يفضل< عادة االختبار الذي يكون أقل تكلفة‪.‬ويصحح بسهولة وسرعة‪ ،‬ويكون ميسرا يف ص<<ور خمتلف<<ة‪ ،‬ول<<ه‬
‫مع<<ايري‪ .‬ويطب<<ع معظم الناش<<رين< كتيب<<ات‪ <،‬حتوي معلوم<<ات مفص<<لة عن تك<<وين االختب<<ارات املقنن<<ة‪ ،‬وثباهتا وص<<دقها‪،‬‬
‫وكذلك عن طبيعة اجملتمع األصل الذي اشتقت< منه املعايري‪.‬ويفحص الباحث احلكيم هذه البيانات< بعناي<ة< تام<<ة‪ ،‬أثن<<اء‬
‫حبث<<ه عن وس<<ائل القي<<اس املناس<<بة‪.‬كم<<ا يت<<ذكر دائم<<ا أثن<<اء البحث‪ ،‬أن أفض<<ل االختب<<ارات املت<<وفرة‪ ،‬الميكن أن تعطي‬
‫نتائج ثابتة‪ ،‬إذا طبقت< بطريقة غري سليمة أو حتت ش<روط مش<<تتة وغ<ري مرغوب<ة‪ ،‬أو إذا ص<<ححت بطريق<ة< خاطئ<ة‪ ،‬أو‬
‫‪142‬‬
‫فسرت البيانات بطريقة< غري دقيقة‪<".‬‬
‫‪ ‬س <<هولة التط<<بيق‪ <:‬الميكن احلديث عن مقي <<اس ن<<اجح ون<<اجع ومفي <<د إال إذا ك<<ان مقياس <<ا علمي<<ا موض<<وعيا مقنن <ا<‬
‫ومعريا‪ .‬ويف الوقت نفسه‪ <،‬البد أن يكون سهل التطبيق‪ <،‬يتسم بالسهولة واملرون<<ة واليس<<ر يف االس<<تعمال واالس<<تثمار‪.‬‬
‫وكلما كان املقياس معقدا وغامضا وغري واضح‪ ،‬فالميكن للمبح<وث أو املفح<وص أن يس<تعمله بدق<ة وبش<كل جي<د‪.‬‬
‫وي<<رتتب عن ه<<ذا أن ه<<ذا املقي<<اس االختب<<اري أو االفرتاض<<ي س<<يقدم لن<<ا نت<<ائج زائف<<ة وغ<<ري حقيقي<<ة‪ .‬وبالت<<ايل‪ ،‬يص<<عب<‬
‫قراءهتا‪ ،‬وحتليلها فهما وتفسريا‪.‬‬

‫‪‬بن ـ ــاء الروائـ ــز‪<:‬‬

‫‪ - 141‬خالد املري وإدريس قامسي‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.45:‬‬


‫‪ - 142‬ديوبولد ب‪.‬فان دالني‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.450:‬‬
‫‪127‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫ميكن أن تب<<ىن الروائ<<ز يف ش<<كل ص<<ور‪ ،‬وميكن أن تب<<ىن يف ش<<كل أس<<ئلة لفظي<<ة‪ <،‬حيث ميكن حتدي<<د موض<<وع الرائ<<ز‪،‬‬
‫واإلش<<ارة إىل اجله<<ة الوص<<ية علي<<ه‪ ،‬وحتدي<<د اس<<م الب<<احث‪ ،‬والعين<ة< املس<<تهدفة‪ ،‬وتبي<<ان ه<<دف الرائ<<ز‪ <،‬وتس<<حيل البطاق<<ة‬
‫الشخصية املتعلقة باملفحوص‪ ،‬م<ع رص<د ف<رتة الرائ<<ز‪.‬وتعقب< ه<ذه املعلوم<<ات األولي<ة جمموع<ة من األس<ئلة املتنوع<<ة ال<يت‬
‫تتأرجح بني االنفتاح< واالنغالق‪ ،‬وترتاوح بني اللفظي واأليقوين‪ ،‬بعد أن يتدرب< املفحوص على جمموعة من األسئلة‬
‫النموذجي <ة< والتوض<<يحية‪ <.‬وختتم ه<<ذه األس<<ئلة مبجموع<<ة من الش<<بكات واجلداول التقوميي<<ة‪ ،‬الختب<<ار الق<<درات< العقلي<<ة‬
‫والنفس<<ية< واالجتماعي<<ة والرتبوي<<ة ل<<دى الف<<رد< املس<<تهدف‪ .‬بي<<د‪ <":‬أن الواق<<ع يف بن<<اء الروائ<<ز ليس ب<<األمر اهلني أو املت<<اح‬
‫ألي ك <<ان‪ ،‬ألن <<ه يتطلب خ <<ربة ومه <<ارة ف <<ائقتني يف التعام <ل< م <<ع جمموع <<ة من التقني <<ات‪ <،‬إض <<افة إىل ال <<وقت الطوي <ل< أو‬
‫اجمله<<ود الكب<<ري ال<<ذي يتطلب<<ه ه<<ذا العم<<ل‪.‬هلذا‪ ،‬غالب<<ا م<<ا يفض<ل< الب<<احثون اس<<تخدام روائ<<ز ج<<اهزة‪ ،‬ثبت ص<<الحيتها يف‬
‫جمال معني‪ ،‬كروائز الذكاء‪ ،‬مثال‪ ،‬أو امليول املهنية‪ ،‬أو روائز اإلسقاط وغريها من الروائز املشهورة‪.‬‬
‫إال أن بعض املواض<<يع ق<<د تف<<رض على الب<<احث وض<<ع أو بن<<اء رائ<<ز خ<<اص ببحث<<ه‪ <،‬ويف ه<<ذه احلال<<ة‪ ،‬الب<<د من مراع<<اة‬
‫‪143‬‬
‫جمموعة من املراحل والشروط"‪.‬‬
‫وميكن حتديد هذه املراحل يف استجماع معلومات وافي<ة ح<ول املوض<وع املراد دراس<ته من خمتل<ف املص<ادر واملراج<ع‪،‬‬
‫وحتديد أه<داف البحث وغايات<ه وكفايات<ه اخلاص<ة واملستعرض<<ة‪ ،‬وتبي<ان أغ<راض القي<اس ووس<ائله ومرامي<ه‪ ،‬واستش<ارة‬
‫العلم<<اء والب<<احثني املتخصص<<ني يف م<<ا يس<<جله الب<<احث من بن<<ود وأس<<ئلة وروائ<<ز‪ ،‬بغي<<ة معرف<<ة آرائهم وم<<واقفهم بك<<ل‬
‫ص <<دق وموض <<وعية‪ <.‬مث‪ ،‬يق <<وم الب <<احث بتحري <ر< بن <<ود الروائ <<ز وجتريبه <<ا أولي <<ا على عين <<ة عش <<وائية‪ ،‬للتثبت< من ص <<حة‬
‫الرائز‪ <،‬وسالمة لغته< ووضوحها‪.‬وبعد ذلك‪ ،‬حيرر الباحث الرائز بدقة‪ ،‬بعد تصحيح خمتلف أخطائه وهفواته‪ ،‬ليش<<مل‬
‫عينة كبرية من املستهدفني‪ ،‬مع وضع معايري مضبوطة ومقنن<ة علمي<ا‪.‬وإذا ك<انت للرائ<ز اجملرب نت<ائج ص<ادقة وناجع<ة‪،‬‬
‫ميكن أن يتحول إىل رائز علمي عام‪ ،‬ميكن متثله وتطبيقه< يف ظروف مماثلة ومشاهبة‪.‬ومن جه<<ة أخ<<رى‪ ،‬ميكن اإلش<<ارة‬
‫إىل أن لكل رائز طريقته اخلاصة به‪.‬‬

‫‪ ‬إجيابيــات الروائ ــز وسلبيات ــه‪<:‬‬


‫للروائ<ز جمموع<<ة من اإلجيابي<ات‪ ،‬إذ يس<<اعدنا على قي<اس الق<<درات الذكائي<<ة‪ ،‬واختب<ار< ق<درات ال<<ذاكرة والت<ذكر‪ .‬ومن‬
‫جه<<ة أخ<<رى‪ ،‬يق<<وم خ<<ربات التعلم‪ ،‬ويش<<خص م<<واطن الض<<عف< والق<<وة ل<<دى املبح<<وث‪ .‬ويس<<اهم يف حتدي<<د الف<<وارق‬
‫الفردي< <<ة‪ ،‬وتص< <<نيف< املتعلمني إىل فئ< <<ات حس< <<ب مع< <<ايري ال< <<ذكاء والق< <<درة على التحص< <<يل‪.‬ومن< مث‪ ،‬ف< <<الروائز تس< <<عف‬
‫الب <<احث يف إص <<الح املنظوم< <ة< الرتبوي <<ة على مجي <<ع املس <<تويات واألص <<عدة‪ ،‬وتس <<اعد على ال <<رقي بالعملي <<ة التعليمي <<ة‪-‬‬
‫التعلمي<<ة‪ ،‬من خالل تط<<وير وس<<ائل التق<<ومي‪ <،‬وتط<<وير آلي<<ات االختب<<ار والقي<<اس والتق<<دير‪ <،‬وتقوي<<ة ج<<ودة االمتحان<<ات‬

‫‪ - 143‬خالد املري وإدريس قامسي‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.43:‬‬

‫‪128‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫والف<<روض‪.‬وبالت<<ايل‪ <،‬الميكن إص<<الح الرتبي<<ة والتعليم إال بع<<د التثبت< من جمموع<<ة من النت<<ائج< ال<<يت يتوص<<ل إليه<<ا خ<<رباء‬
‫الرتبية‪ ،‬بعد معاجلة الروائز< االستكشافية‪ <،‬وتفريغها يف جداول مبيانية< وإحص<ائية< وق<وائم ش<بكية حتليال ونق<دا ومقارن<ة‬
‫واستنتاجا‪ ،‬وذلك بشكل علمي دقيق وموضوعي‪.‬‬
‫وك<<ل من أراد أن يتحق <ق< من مص<<داقية الرائ<<ز‪ <،‬وم<<دى علميت<<ه املوض<<وعية‪ ،‬فالب<<د من حتلي<<ل الرائ <ز< وتعديل<<ه وتنقيح<<ه‬
‫وتصويبه وتصحيحه مرات عدة‪ ،‬ليتالءم مع الظروف املستجدة والوضعيات املعط<<اة‪ ،‬م<<ع ض<<بط ش<<روطه يف ك<<ل م<<رة‬
‫يستخدم فيها‪ ،‬سواء استخدم< على املفحوص نفسه أم على مفحوصني آخرين‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى‪ ،‬للروائز سلبيات أخ<<رى‪ ،‬ميكن حص<<رها يف طبيع<<ة الرائ<<ز نفس<<ه‪ ،‬حيث يتض<<من< جمموع<<ة من األس<<ئلة‬
‫ال<<يت يص<<عب على املفح<<وص اإلجاب<<ة عنه<<ا؛ نظ<<را لكثرهتا (مائ <ة< س<<ؤال مثال)‪ ،‬وتش<<عب بنوده<<ا‪ ،‬واختالف وض<<عياهتا‬
‫ومش < <<كالهتا الص < <<غرى‪ ،‬وتع < <<دد ميادينه < <<ا وجماالهتا‪ ،‬باإلض < <<افة إىل قل < <<ة ال < <<وقت املخص < <<ص لتل < <<ك الروائ < <<ز بأس < <<ئلتها‬
‫املكثفة‪.‬عالوة على صعوبة بناء الروائز< بش<<كل علمي دقي<ق‪ ،‬إذ أص<بحت الروائ<ز عاملي<<ة‪ ،‬ينجزه<<ا متخصص<ون< يف علم‬
‫النفس أو علم االجتم<<اع أو علم الرتبي<<ة‪ ،‬وف<<ق مق<<اييس وض<<وابط موض<<وعية معين<<ة‪ .‬وال ميكن ألي ش<<خص أن يض<<ع‬
‫مقياس <<ا معين <<ا للروائ <<ز‪ <،‬إال إذا متكن من ش <<روط الرائ <ز< وض <<وابطه العلمي <<ة‪ .‬زد على ذل <<ك‪ ،‬الب <<د من إبع <<اد الذاتي <ة< يف‬
‫التعام <<ل م <<ع الظ <<واهر املدروس <<ة‪ ،‬كم <<ا أن نت <<ائج الروائ< <ز< تبقى نس <<بية وغ <<ري حقيقي <<ة‪ <.‬ناهي <<ك عن ك <<ون جمموع <<ة من‬
‫املقاييس االختبارية يصعب تطبيقها بشكل ميسر وسهل؛ مما يؤثر سلبا على مردودية املقياس وجودته‪<.‬‬
‫ه <<ذا‪ ،‬ولالختب <<ارات أخالقي <<ات وش <<روط معين <<ة‪ <.‬ويف ه <<ذا الص <<دد‪ <،‬يق <<ول عب <<د الك <<رمي غ <<ريب‪":‬تتجلى أخالقي <<ات‬
‫االختبارات‪ <،‬يف االحتياط الذي يكتنف< االختبارات التقييمية الرتبوية‪ ،‬حبيث إن تسرهبا قبل إجرائها‪ ،‬من األمور ال<<يت‬
‫تقاب <<ل بن <<وع من الس <<خط من قب <<ل املدرس <<ني والتالمي <<ذ واآلب <<اء‪...‬؛ األم <<ر ال <<ذي ي <<دعو إىل إعادهتا‪.‬وت <<اريخ التعليم‬
‫والتكوين حافل مبثل ه<<ذه الفض<ائح ال<يت خترج عن أخالقي<ات االمتحان<ات املوض<<وعية؛< إذ من يس<تطيع التع<<رف عليه<<ا‬
‫قبل موعد إجرائها يكون يف وضعية خمالفة ملن مل يتمكن من ذلك‪.‬أي‪ :‬وضعية< قد تضمن له النجاح دون أدىن جهد‬
‫شخصي يذكر‪ ...‬أما بالنسبة ألخالقي<ات االختب<ارات النفس<ية‪ ،‬ف<إن املختص<ني يف ه<ذا اجملال‪ ،‬ينص<حون بع<دم إش<اعة‬
‫االختب < <<ارات< بني الن < <<اس‪ ،‬ح < <<ىت اليتم التع < <<رف< عليه < <<ا؛ األم < <<ر ال < <<ذي جيع < <<ل عام < <<ل اخلربة ذا ت < <<أثري إجيايب على درج < <<ة‬
‫نت<<ائجهم‪.‬كم<<ا ينص<<حون‪ ،‬أيض<<ا‪ ،‬بع<<دم إفش<<اء النت<<ائج املتوص<<ل إليه<<ا خالل قي<<اس عملي<<ة ال<<ذكاء أو الشخص<<ية؛< ألن‬
‫معرفة تلك النتائج قد يكون له أثر س<ليب على املفحوص<ني‪ .‬وبالت<ايل‪ <،‬على جه<ودهم يف الدراس<ة< أو العم<<ل‪...‬؛ حبيث‬
‫قد يصابون‪ ،‬يف حالة مع<<رفتهم بتوس<ط< درج<<ة ال<ذكاء أو ض<<عفها‪ ،‬خبيب<<ة أم<<ل وفق<<دان الثق<ة< ب<<النفس والدوني<ة‪.‬ول<ذلك‪،‬‬
‫فمن أخالقي<<ات االختب<<ارات‪ ،‬أال توظ<<ف إال يف الظ<<رف ال<<ذي ت<<دعو احلاج<<ة إلي<<ه‪ ،‬ح<<ىت ال تك<<ون مبثاب<ة< لعب<<ة متداول<<ة‪،‬‬
‫‪144‬‬
‫فتفقد وظيفتها اليت وضعت من أجلها‪".‬‬

‫‪ - 144‬عبد الكرمي غريب‪ :‬منهج البحث العلمي يف علوم الرتبية والعلوم< اإلنسانية‪ ،‬ص‪.272:‬‬
‫‪129‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫وعلي<<ه‪ ،‬س<<تبقى< الروائ<<ز تقني<ة< منهجي<ة< وص<<فية ص<<احلة لتحص<<يل< املعلوم<<ات‪ ،‬وجتميعه<<ا يف مبيان<<ات< وج<<داول وش<<بكات‬
‫وبن<<ود وأس<<ئلة‪ ،‬وهي أداة ناجع<<ة يف تق<<ومي املنظوم<<ة الرتبوي<<ة‪ ،‬وإص<<الح خلله<<ا‪ ،‬وتص<<حيح أزماهتا املتع<<ددة بش<<كل من‬
‫األشكال‪.‬‬

‫‪ ‬كيفي ـ ـة< إعداد حبث تربوي< يف ضوء الروائز‪:‬‬


‫إذا رغب الطالب أو األستاذ املتمرن أن ينجز< حبثا تربويا يف ضوء الروائز< البيداغوجي<ة أو الديداكتيكي<ة‪ ،‬فم<ا علي<ه إال‬
‫أن خيت<<ار موض <<وعا تربوي <ا< معين <<ا‪ ،‬مث<<ل‪ <:‬الفش <<ل الدراس<<ي‪ .‬فيب<<دأ يف كتاب<<ة املقدم <<ة‪ ،‬من خالل حتدي <<د املوض<<وع بك<<ل‬
‫مكوناته‪ <،‬وتبيان الدوافع الذاتي<<ة واملوض<وعية‪ ،‬وذك<ر الفرض<<ية< وإش<كاليات البحث< ومفاهيم<ه االص<<طالحية‪ ،‬وتوض<<يح‬
‫أمهي<<ة املوض<<وع وأهداف<<ه وأغراض<<ه‪ ،‬واإلش<<ارة إىل الكتاب<<ات الس<<ابقة‪ ،‬م<<ع توض<<يح تص<<ميم املوض<<وع‪ ،‬والتش<<ديد على‬
‫حمدداته‪ ،‬واستعراض منهجية البحث وتقنياته‪ ،‬والتعرض إىل الصعوبات والعراقيل< اليت واجهها الباحث‪ ،‬مع التص<<ريح‬
‫بعبارات< الشكر والتقدير للمشرف‪ ،‬وكل من قدم له مساعدة أو معونة ما‪.‬‬
‫وبع<<د املقدم<<ة‪ <،‬ينتق<<ل الب<<احث إىل الفص<<ل األول املخص<<ص لإلط<<ار النظ<<ري‪ ،‬فيش<<رع الب<<احث يف التعري<ف< مبوض<<وعه‪،‬‬
‫وتقس <<يمه إىل عناص <<ر ومب <<احث ومط <<الب وف <<روع‪.‬وبالت <<ايل‪ <،‬يتن <<اول يف الفص< <ل< الث <<اين اإلط <<ار التط <<بيقي‪ <،‬من خالل‬
‫الرتكيز على منهجية البحث وتقنياته‪ ،‬وتبيان عينة البحث‪ <،‬والظروف ال<<يت مت فيه<<ا إج<<راء الرائ<<ز‪ ،‬وحتلي<<ل ك<ل ج<واب‬
‫على ح<<دة باس<<تقراء< ش<<بكة التنقي<<ط‪ ،‬واس<<تثمار نت<<ائج التق<<ومي يف إط<<ار ج<<داول إحص<<ائية< ومبياني<<ة‪ <،‬مث توض<<يح النت<<ائج<‬
‫تفس < <<ريا ومعاجلة ومقارن< < <ة< واس < <<تنتاجا‪ <.‬وينهي الب < <<احث عمل < <<ه باس < <<تخالص< النت < <<ائج‪ <،‬وتق < <<دمي توص < <<يات واقرتاح < <<ات‬
‫عملي <<ة‪.‬مث‪ ،‬ي <<ذيل البحث بقائم< <ة< املص <<ادر واملراج <<ع‪ ،‬وذل <<ك ب <<احرتام توثي <<ق مجعي <<ة علم النفس األمريكي <<ة( ‪.)APA‬‬
‫ويلحق البحث< بالروائز< املستعلمة‪ ،‬وفهرس عام‪.‬‬

‫وهكذا‪ ،‬يتبني لنا بأن الرائز تقنية< وصفية‪ ،‬هدفها استجماع املعلومات والبيان<ات من املفحوص<ني‪ ،‬ع<رب ط<رح جمموع<ة‬
‫من البن<<ود< واألس<<ئلة اللفظي<<ة وغ<<ري اللفظي<<ة‪ <،‬يف ض<<وء مع<<ايري مقنن<<ة كم<<ا وكيف<<ا‪ .‬والغ<<رض< من ه<<ذه الروائ<<ز ه<<و قي<<اس‬
‫الق <<درات النفس <<ية والعقلي <<ة والذهني <<ة‪ <،‬وتق <<ومي اخلربات التعلمي <<ة‪ <،‬وحس <<اب نس <<بة ال <<ذكاء‪ ،‬ورس <<م مس <<تويات املي <<ول‬
‫واالستعدادات< النفسية< والوجدانية واألداءات املهارية احلسية احلركية‪...‬‬
‫والروائ< <ز< أن <<واع متع <<ددة‪ :‬نفس <<ية‪ ،‬واجتماعي <<ة‪ ،‬وثقافي <<ة‪ ،‬وتربوي <<ة‪ <،‬وديداكتيكي <<ة‪ <،‬وعقلي <<ة‪ ،‬وترتب< <ط< جبمي <<ع ج <<وانب‬
‫الشخصية‪ <:‬ذهنيا‪ ،‬ووجدانيا‪ ،‬وحركيا‪ .‬ومن مث‪ ،‬فالروائز مقاييس مقننة مبعايري وسالمل تقديرية‪ ،‬وتتسم مبجموعة من‬
‫املواص<<فات‪ ،‬كالدق<<ة‪ ،‬والعلمي<<ة‪ ،‬والثب<<ات‪ <،‬والص<<دق‪ ،‬واملوض<<وعية‪ ،‬واملعياري<<ة‪...‬وللرائ<<ز أمهي<<ة ك<<ربى يف جمال الرتبي<<ة‬
‫والتعليم؛< ألن<ه يس<اعد الب<<احث على استكش<<اف م<واطن الض<<عف والق<وة يف املنظوم<<ة الرتبوي<<ة بص<<فة عام<<ة‪ ،‬واس<<تجالء‬
‫نواقص العمليات التعليمية‪ -‬التعليمة< بصفة< خاصة‪ ،‬وكل ذلك من أجل إجياد حلول ناجع<<ة وأدوات ممكن<<ة للح<<د من‬
‫‪130‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫اآلفات والسلبيات اليت تع<وق الوض<عيات البيداغوجي<ة والديداكتيكي<ة< على ح<د س<واء‪.‬ويع<ين ه<ذا كل<ه أن الرائ<ز< تقني<ة<‬
‫وص <<فية من ش <<أهنا أن تق <<وم مبجموع <<ة من األدوار اإلجرائي <<ة‪ <،‬مث <<ل‪ :‬الوص <<ف‪ ،‬والتفس <<ري‪ ،‬والتنب <<ؤ‪ <،‬واالستكش <<اف‪،‬‬
‫واالستقراء‪...‬‬

‫الفصل الثامن‪:‬‬

‫تحليل المضمون‬

‫يع <<د حتلي <<ل املض <<مون تقني< <ة< وص <<فية يف دراس< <ة< الوث <<ائق واإلرس <<اليات< اإلعالمي <<ة واخلطاب <<ات املختلف <<ة‪ ،‬بغي <<ة فهمه <<ا‬
‫وتفس<<ريها يف ض<<وء املعاجلة اإلحص<<ائية‪ <.‬مبع<<ىن أن حتلي<<ل املض<<مون أس<<لوب كيفي وكمي‪ ،‬يس<<تخدم يف حتلي<<ل مض<<امني‬
‫املواد الش < <<فوية واملكتوب < <<ة واملص < <<ورة‪ ،‬ع < <<رب استكش < <<اف حمتوياهتا ومعطياهتا وبياناهتا‪ ،‬وجرده < <<ا يف مؤش < <<رات داللي< < <ة<‬
‫وس <<يميائية‪ ،‬وجتميعه <<ا يف تيم <<ات معين <<ة‪ <،‬م <<ع تص <<نيفها يف فئ <<ات جامع <<ة وموح <<دة ومش <<رتكة‪ .‬مث‪ ،‬معاجلة املض <<امني‬
‫الداللي<<ة نوع<<ا وقياس<<ا‪ ،‬لتعقبه<<ا مرحل<<ة الفهم والتفس<<ري‪ ،‬فاس<<تخالص< النت<<ائج ال<<يت تثبت< الفرض<<ية< أو تفن<<دها‪ ،‬مث حتدي<<د‬
‫خمتلف االقرتاحات والتوصيات‪ ،‬للعمل هبا آنيا ومستقبليا‪ <،‬تنظريا وتطبيقا‪.‬‬
‫وإذا ك<<ان حتلي<<ل املض<<مون ق<<د اس<<تخدم منهجي <ة< أو تقني <ة< أو أس<<لوبا يف حتلي<<ل املواد واألخب<<ار واإلرس<<اليات يف عل<<وم‬
‫اإلعالم والدعاي<<ة واإلش<<هار‪ ،‬وك<<ذلك يف العل<<وم القانوني<<ة‪ <،‬والسياس<<ية‪ ،‬واالقتص<<ادية‪ <،‬واالجتماعي<<ة‪ ،‬والنفس<<ية‪ ،‬فق<<د‬
‫اس <<تعمل< ه <<ذا املنهج‪ ،‬بش <<كل أو ب <<آخر‪ ،‬يف جمال اآلداب والنق <<د‪ ،‬والرتبي <<ة والتعليم‪ ،‬وذل <<ك من أج <<ل معرف <<ة التيم <<ات‬
‫واملض <<امني واملواض <<يع واخلطاب<<ات والقيم واملواق <<ف والرغب <<ات واملي<<ول والس<<لوكيات والتص <<رفات والتوجه<<ات ل<<دى‬
‫الفرد جتاه موضوع معني‪ ،‬يف زمان ومكان معينني‪ .‬إذاً‪ ،‬ماهو حتلي<ل املض<مون؟ وم<ا أهداف<ه؟ وم<ا ه<و تارخيه؟ وم<اهي‬
‫دراس<<اته؟ وم<<ا هي مقومات<<ه النظري<<ة‪ <،‬وآليات<ه< التطبيقي<<ة؟ وم<<اهي قيمت<<ه‪ :‬إجياب<<ا وس<<لبا؟ ه<<ذا م<<ا س<<وف حناول رص<<ده يف‬
‫موضوعنا هذا‪.‬‬
‫‪131‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫‪ ‬مفهــوم حتلي ــل املضمـ ــون‪:‬‬


‫يقص< < < < < < <<د بتحلي < < < < < < <ل< املض< < < < < < <<مون (‪ ،)L’analyse de contenu‬أو التحلي< < < < < < <<ل الكيفي(‪Recherches‬‬
‫‪ ،)qualitatives -Qualitative research‬القي< <<ام بدراس < <ة< موض< <<وعاتية كيفي < <ة< وكمي< <<ة للمحتوي< <<ات أو‬
‫املض<<امني‪ ،‬م<<ع تص<<نيف ال<<دالالت املوض<<وعاتية ض<<من فئ<<ات رئيس<<ة أو فرعي<<ة‪ <،‬أو ض<<من مق<<والت تص<<نيفية‪ ،‬وجتميعه<<ا‬
‫حتت تيم<<ة أو فك<<رة معين<<ة‪ <.‬وهن<<اك من يع<<رف< حتلي<<ل املض<<مون بأن<<ه منهج ي<<تيح‪ ":‬بص<<فة عام<<ة حتلي<<ل س<<لوك األف<<راد‬
‫والشخص < <<يات‪ ،‬وم< <<واقفهم من خالل املواد ال < <<يت يكتبوهنا أو يقولوهنا‪.‬كم< <<ا ي< <<تيح دراس < <ة< موق< <<ف وس< <<لوك اهليئ< <<ات‬
‫واملؤسسات‪ ،‬كتحليل توجهات ومواقف حزب سياسي ‪ -‬مثال ‪ -‬من خالل افتتاحية اجلريدة التابعة< له‪"145.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬يع<<د حتلي<<ل املض<مون أداة وص<فية لدراس<ة< حمتوي<ات اإلرس<اليات واخلطاب<<ات والنص<<وص وامللفوظ<ات الش<<فوية‬
‫واملكتوب <<ة‪ ،‬إم <<ا بطريق <<ة كيفي <<ة‪ ،‬وإم <<ا بطريق <ة< كمي <<ة رمزي <<ة‪ .‬مبع <<ىن أن حتلي <<ل املض <<مون يه <<دف إىل اختي <<ار عينات <ه< من‬
‫احملتوي<<ات الداللي<ة< اإلعالمي<<ة أو السياس<<ية< أو االجتماعي<<ة أو القانوني<<ة أو األدبي<<ة أو الرتبوي<<ة‪ ،‬بغي<ة< تص<<نيفها إىل تيم<<ات‬
‫رئيس <<ة‪ <،‬وتفريعه <<ا إىل فئ <<ات أساس <<ية وثانوي <<ة‪ <.‬ومن مث‪ ،‬ي <<أيت دور املعاجلة اإلحص <<ائية< عن طري <<ق اس <<تخدام< القي <<اس‬
‫والرتم<<يز< الرياض<<ي‪ ،‬وحتلي<<ل املعطي<<ات املض<<مونية دالل<<ة وش<<كال ومقص<<دية‪ ،‬مث اس<<تخالص النت<<ائج وتأويله<<ا‪ ،‬مث تق<<دمي‬
‫التوصيات واالقرتاحات‪.‬‬
‫ومن جه<<ة أخ<<رى‪ ،‬هن<<اك من يع<<رف حتلي<<ل املض<<مون بأن<<ه دراس <ة< إحص<<ائية وكمي<<ة ورمزي <ة< للمع<<اين واملض<<امني ال<<يت‬
‫تتض <<منها املادة األساس <<ية‪ .‬وميكن الق <<ول‪ :‬إن حتلي <<ل املض <<مون ه <<و تص <<نيف< احملتوي <<ات واملواد الداللي <<ة ض <<من فئ <<ات‬
‫وتيم<<ات مقوالتي<<ة‪ ،‬ب<<ل إن<<ه مبثاب<ة< حتلي<<ل علمي دقي<<ق وممنهج للم<<ادة املض<<مونية يف خمتل<<ف احلق<<ول واملع<<ارف والعل<<وم‪.‬‬
‫وقد ارتبط حتليل املضمون يف البداية< بعلوم اإلعالم والسياسة واإلش<هار‪ .‬وميكن الق<ول أيض<ا‪ :‬إن حتلي<ل املض<مون ه<و‬
‫ال < <<ذي يهتم بدراس < <<ة الرس < <<ائل< اإلعالمي < <<ة واخلطاب < <<ات االجتماعي < <<ة‪ ،‬وحتويله < <<ا إىل فئ < <<ات وعين < <<ات قابل < <<ة للتلخيص‪،‬‬
‫واملقارنة‪ <،‬والتحليل‪ <،‬واملعاجلة‪ ،‬واالستنتاج‪ ،‬والتأوي<ل‪ ،‬م<ع اس<تخالص العالق<ات االرتباطي<ة بني اخلص<ائص املع<رب عنه<ا‬
‫يف أي م<<ادة اتص<<الية‪ <.‬ويع<<ين ه<<ذا أن حتلي<<ل املض<<مون يعم<<ل على استكش<<اف املم<<يزات ال<<يت تتم<<يز هبا املواد اإلعالمي<<ة‪<،‬‬
‫م <<ع تبي <<ان خصائص <<ها املوض <<وعية والش <<كلية والس <<ياقية‪ .‬وينض <<اف إىل ه <<ذا‪ ،‬أن حتلي <<ل املض <<مون ي <<درس اإلرس <<اليات<‬
‫اإلعالمي<<ة يف س<<ياقها الزم<<اين واملك<<اين‪ .‬ومن مث‪ ،‬فتحلي<<ل املض<<مون ه<<و وص<<ف علمي ملا يق<<ال يف موض<<وع معني‪ ،‬ويف‬
‫زم <<ان ومك <<ان معي <<نني‪ <.‬أي‪ :‬تس <<عى ه <<ذه األداة والتقني< <ة< إىل وص <<ف احملت <<وى الظ <<اهري لإلرس <<الية‪ <،‬م <<ع استكش <<اف‬
‫مض<<مرها النص<<ي والس<<ياقي‪ .‬كم<<ا أهنا أداة ناجع<<ة وص<<احلة للمالحظ<<ة غ<<ري املباش<<رة‪ ،‬والوص<<ف‪ ،‬والتحلي<<ل‪ <،‬والفهم‪،‬‬

‫‪ - 145‬د‪ .‬ل <<ؤي عب <<د الفت <<اح ود‪.‬زين العاب <<دين محزاوي‪ :‬أساس <<يات يف تقني <<ات ومن <<اهج البحث‪ ،‬جامعة حمم <<د األول‪ ،‬كلي <<ة العل <<وم< القانوني <<ة‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وجدة‪ ،‬املغرب‪ ،‬السنة اجلامعية‪1011-2010‬م‪ ،‬مطبوع جامعي ‪ ،‬ص‪.28-27:‬‬
‫‪132‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫والتفس <<ري‪ ،‬والرتم <<يز‪ <،‬والتأوي <<ل‪ .‬عالوة على ذل <<ك‪ <،‬يعم <<ل حتلي <<ل املض <<مون على حتوي <<ل املادة اإلعالمي <<ة أو غريه <<ا من‬
‫املواد إىل مفهوم كمي‪ ،‬بغية< فهمها‪ ،‬وتفسريها‪ ،‬وتأويلها‪.‬‬

‫‪‬مقوم ــات حتلي ــل املض ــمون‪:‬‬


‫يرتك<<ز حتلي<<ل املض<<مون‪ ،‬باعتب<<اره< أداة ومنهج<<ا وتقني<ة< وص<<فية‪ <،‬على جمموع<<ة من املقوم<<ات واملرتك<<زات اإلجرائي<<ة ال<<يت‬
‫تتمثل يف مايلي‪:‬‬
‫‪ ‬يعتمد حتليل املضمون على دراسة< احملتويات الداللية للخطابات الشفوية أو املكتوبة‪<.‬‬
‫‪ ‬جرد امللفوظات املراد دراستها‪ ،‬مع تبيان< تيماهتا املوضوعاتية‪ ،‬وتصنيفها يف فئات مقوالتية جامعة‪<.‬‬
‫‪ ‬الرتكيز على تكرار الكلمات أو اجلمل أو املعاين أو الرموز اليت يتضمنها النص أو الرسالة< االتصالية‪<.‬‬
‫‪ ‬رصد اجلوانب املوضوعاتية< والشكلية والوظيفية‪<.‬‬
‫‪ ‬يرتبط< حتليل املضمون بشكل من األشكال بالرسالة< اإلعالمية أو االتصالية‪<.‬‬
‫‪ ‬جيمع حتليل املضمون يف دراسته< للرسائل االتصالية واإلعالمية واخلطابية< بني التحليلني‪ :‬الكيفي والكمي‪.‬‬
‫‪ ‬ينكب حتليل املضمون على استقراء احملتوى ظاهرا يف بعده االتصايل‪ ،‬مث حيل<<ل باطن<ه ومض<مره الكتش<<اف املع<اين‬
‫الثاوية‪ ،‬مع رصد املقاصد املباشرة وغري املباشرة‪.‬‬
‫‪ ‬ربط مضمون الرسالة بآثارها السياقية‪ <،‬وبكاتبها‪ ،‬وبظروفها اخلاصة والعامة‪.‬‬
‫وعلي<<ه‪ ،‬إذا ك<<ان املنهج التجري<<يب يعتم<<د على املالحظ<<ة املباش<<رة يف التعام<<ل م<<ع املعطى املي<<داين‪ ،‬ف<<إن حتلي<<ل املض<<مون‬
‫يس <<تند إىل املالحظ <<ة غ <<ري املباش <<رة؛ ألن <<ه يعتم <<د على الوث <<ائق واإلرس <<اليات‪ <.‬كم <<ا أن <<ه يع <<ىن بالتحلي <<ل الكمي (ترم <<يز<‬
‫الفئات واحملتويات‪ ،‬وترقيم التيمات)‪ ،‬والتحليل< الكيفي(رص<<د الص<<فات احلاض<رة والغائب<<ة)‪ <.‬ويهتم أيض<ا باستكش<<اف‬
‫احملت <<وى الظ <<اهري والض <<مين لإلرس <<الية‪ .‬ومن مث‪ ،‬ف <<إن حتلي <<ل املض <<مون‪ ،‬س <<واء أك <<ان كمي <<ا أم كيفي <<ا‪ ،‬ميكن دراس< <ة<‬
‫خطابات األفراد أو اجلماعات‪ ،‬رمسية كانت أم غري رمسية‪ .‬ويسمح هذا املنهج كذلك بدراسة< التط<ورات< والتغ<ريات‬
‫للف<<رد نفس<<ه‪ ،‬أو للمجموع<<ة نفس<<ها‪ .‬وهك<<ذا‪ ،‬يق<<وم حتلي<<ل املض<<مون على وض<<ع الفرض<<يات‪ ،‬واختي<<ار< العين<<ة املالئم<<ة‬
‫للبحث‪ ،‬وتفريع< احملتويات إىل فئات وتيمات أساسية وفرعية‪ ،‬وإبراز املؤشرات املضمونية‪ <،‬وجتريد وح<<دات القي<<اس‪،‬‬
‫واستثمار< اإلحصاء‪ ،‬ومتثل اختبار< الصدق والثبات‪<.‬‬

‫‪ ‬تاري ــخ حتلي ــل املضــمون‪:‬‬

‫‪133‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫الغ<<رو إذا قلن<ا‪ :‬إن حتلي<ل املض<<مون ق<د ارتب<ط< زمني<ا< بظه<<ور اإلنس<<ان بص<<فة عامة‪ ،146‬واق<رتن أيض<<ا بالتواص<<ل البش<ري‬
‫بصفة خاصة‪ .‬بي<<د أن حتلي<ل املض<<مون مل يتبل<<ور إجرائي<ا إال م<<ع علم التفس<ري والش<<رح‪ ،‬س<<يما تفس<ري الكتب الس<<ماوية‬
‫وتأويله<<ا‪ ،‬وحتلي<<ل النص<<وص واخلطاب<<ات فهم<<ا وتفس<<ريا‪ ،‬وتوثيقه<<ا يف ض<وء مع<<ايري وحمك<ات ومؤش<<رات نقدي<ة< داخلي<<ة‬
‫وخارجي < <<ة‪ .‬ونعلم جي < <<دا ب < <<أن علم < <<اء احلديث يف الثقاف < <<ة العربي< < <<ة ك < <<انوا يدرس < <<ون احلديث يف ض < <<وء منهج اجلرح‬
‫والتع<<ديل‪ <،‬وذل<<ك بنق<<د الس<<ند واملنت مع<<ا‪ ،‬اس<<تعدادا لتفس<<ريه وش<<رحه وتأويل<<ه‪ ،‬واس<<تخراج< منطوق<<ه ومفهوم<<ه‪ ،‬بغي <ة<‬
‫العمل باحلديث الشريف‪ ،‬ومتثل دالالته وتوجيهاته ونصائحه‪ <.‬ومن مث‪ ،‬ميكن القول بأن الثقاف<<ة العربي<ة< اهتمت كث<ريا‬
‫بتحلي <<ل املض <<مون‪ ،‬كم <<ا يتجلى ذل <<ك واض <<حا يف تفاس <<ري النص <<وص< وال <<دواوين الش <<عرية‪ <،‬وتفس <<ري الق <<رآن< الك <<رمي‪،‬‬
‫واس <<تنطاق اخلطاب <<ات الفلس <<فية والعرفاني <<ة والكالمي <<ة‪ <.‬وم <<ا اهتم <<ام الع <<رب< كث <<ريا بعل <<وم اآلل <<ة إال لتوظيفه <<ا يف حتلي <<ل‬
‫املض <<امني‪ ،‬وتس <<خريها يف تأوي <<ل احملتوي <<ات‪ ،‬واس <<تنطاق< بيان <<ات الوث <<ائق ومعطياهتا إن ظ <<اهرا‪ ،‬وإن باطن <<ا‪ .‬ه <<ذا‪ ،‬وق <<د‬
‫عملت الثقافة الغربية< بدورها على استكشاف مضامني الكتب السماوية‪ ،‬وخاصة كتاب اإلجنيل‪ ،‬مع حتليل دالالت‬
‫النصوص واخلطابات املختلفة واملتنوعة‪ ،‬سواء أكان ذلك التعامل< مع املض<امني ذاتي<ا< أم موض<وعيا‪ .‬ويف الق<رن< التاس<ع‬
‫عش <<ر‪ " ،‬وبالض <<بط< س <<نة ‪1888‬م بفرنس <<ا‪ ،‬ق <<ام أح <<د األس <<اتذة اجلامعيني جبامع <<ة رين (‪ )Rennes‬بفرنس <<ا‪ <،‬وه <<و‬
‫بنيامني بودون (‪)Benyamin Boudon‬؛ باتباع حتليل مضمون حمتوى اإلجنيل؛ ويف سبيل< ذلك‪ ،‬اختار سورة‬
‫متثلت يف س <<ورة ( اهلج <<رة)‪ ،‬وش <<كلت ب <<ذلك عين <<ة لتحلي <ل< املض <<مون‪.‬وبع <<د ذل <<ك‪ ،‬ح <<اول إع <<ادة إنت <<اج النص وف <<ق‬
‫أسلوب تليغرايف‪ ،‬ومل حياف<ظ س<وى على الكلم<ات األساس<ية‪ ،‬واحلامل<ة ملغ<زى‪ .‬مث بع<د تص<نيف وف<ق تيم<ات؛ نالح<ظ‬
‫بشكل واضح بروز طريقة< لتحليل املضمون‪ ،‬اليت رغب فيها الباحث أن تكون علمية وموضوعية"‪.147‬‬
‫وعلى أي حال‪ ،‬فلقد ارتب<ط< حتلي<<ل املض<مون يف بدايت<<ه ب<اإلعالم االتص<<ايل‪ ،‬وك<ان ذل<ك بالوالي<ات املتح<دة األمريكي<ة<‬
‫س<<نة ‪1945‬م‪ ،‬مث انتق <ل< إىل جمال الدراس<<ات االجتماعي<<ة والنفس<<ية‪ ،‬وذل<<ك بدراس<<ة اآلراء واملواق<<ف والس<<لوكيات‪.‬‬
‫وق< <<د تبل< <<ور حتلي< <<ل املض< <<مون فعلي< <<ا م< <<ع الس< <<ويل( ‪ )Lasswell‬وهارول< <<د دويت(‪ )Harold Dwight ‬أثن< <<اء‬
‫دراستهما لإلعالم الصحفي يف بدايات القرن العشرين‪ <.‬ويع<ين ك<ل ه<ذا أن حتلي<ل املض<مون ق<د اق<رتن بتط<ور منظوم<ة<‬
‫االتص<<ال اإلعالمي‪ ،‬فق<<د " ك<<ان للتط<<ور ال<<ذي عرفت<<ه وس<<ائل اإلعالم واالتص<<ال من<<ذ منتص<<ف الق<<رن< املاض<<ي‪ ،‬ال<<دور‬
‫األبرز< يف ظهور حتليل املضمون إلجراء البحوث االجتماعية‪ ،‬باالعتماد على املضامني املختلفة‪ ،‬ملا ينتقل< عرب وس<<ائل‬
‫‪148‬‬
‫اإلعالم مكتوبة ومرئية ومسموعة‪ ،‬من مواد خمتلفة ومتنوعة اجملاالت‪".‬‬

‫‪146‬‬
‫‪- Mucchielli, R : L’analyse de contenu des documents et des communications.‬‬
‫‪E.S.F.Paris.1977, p : 11.‬‬
‫‪ - 147‬عب<<د الك<<رمي غ<<ريب‪ :‬منهج البحث العلمي يف عل<<وم الرتبي<<ة والعل<<وم< اإلنس<<انية‪ ،‬منش<<ورات ع<<امل الرتبي<<ة‪ ،‬مطبع<<ة النج<<اح اجلدي<<دة‪ ،‬ال<<دار‬
‫البيضاء‪ ،‬املغرب‪ ،‬الطبعة األوىل سنة ‪2012‬م‪ ،‬ص‪.227:‬‬
‫‪ - 148‬د‪ .‬لؤي عبد الفتاح ود‪.‬زين العابدين محزاوي‪ :‬أساسيات يف تقنيات ومناهج البحث‪ ،‬ص‪.27:‬‬
‫‪134‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫ه <<ذا‪ ،‬وس <<يتخدم< حتلي <<ل املض <<مون كث <<ريا يف الوالي <<ات املتح <<دة األمريكي< <ة< يف جماالت ش <<ىت‪ ،‬ب <<دءا باجملال السياس <<ي‪،‬‬
‫وصوال إىل كافة اجملاالت اإلعالمية واالجتماعية والنفسية< األخرى‪ ".‬ويف هذه الفرتة بال<ذات‪ ،‬ك<انت هيمن<ة املدرس<ة‬
‫النفسية< السلوكية‪ ،‬األمر الذي أثر بشكل أو بآخر على إضعاف نزعة حتلي<<ل املض<<مون‪ .‬وخالل الف<<رتة املمت<<دة م<<ا بني‬
‫‪1940‬و‪1950‬م‪ ،‬قامت شعبة< العلوم السياس<ية< ب<دور ه<ام يف تط<وير< تقني<<ة حتلي<ل املض<مون‪ ،‬إذ خالل احلرب العاملي<ة‬
‫األوىل عم<<دت احلكوم<<ة األمريكي<ة< إىل اس<<تدعاء اختصاص<<يني من أج<<ل فض<<ح اجلرائ<<د وال<<دوريات ال<<يت تق<<وم ب<<الرتويج‬
‫والدعاي <<ة لآلراء النازي <<ة‪ .‬ومن بني الب <<احثني ال <<ذين ب <<رزوا يف تل <<ك اآلون <<ة‪ ،‬ن <<ذكر‪ :‬الس <<ويل(‪ ،)Lasswell‬وليتس(‬
‫‪ ،)N.Leits‬وفون < < <<در(‪ ،)R.Fonder‬وكولدسن(‪ ،)J.M.Goldsen‬وك< < < <<روي(‪ ،)A.Groy‬وج < < <<ونيس(‬
‫‪ ،)I.L.Jonis‬وكولب< < < <<ون(‪ ،)A.Kolpon/ D.Kolpon‬وجاكبس< < < <<ون(‪ ،)S.Yacobson‬وس< < < <<والبول(‬
‫‪ ،)I.DC.Sola Pool‬ومينيت(‪ "149...)A.Minty‬‬
‫وعلى العموم‪ ،‬فلقد أصبح حتليل املض<<مون – الي<<وم‪ -‬أس<لوبا إجرائي<<ا ناجع<<ا ومفي<دا‪ ،‬الميكن االس<<تغناء عن<ه يف دراس<ة<‬
‫الوث<ائق واملض<امني واحملتوي<ات املس<موعة واملكتوب<ة واملص<ورة‪ ،‬وذل<ك يف خمتل<ف اجملاالت واملي<ادين‪ <،‬س<واء أك<ان ذل<ك‬
‫يف الثقافة< الغربية< أم يف الثقافة العربية احلديثة واملعاصرة‪.‬‬

‫‪ - 149‬عبد الكرمي غريب‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.227:‬‬


‫‪135‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫‪ ‬دراس ــات يف حتلـ ــيل املضم ــون‪:‬‬


‫ميكن احلديث عن العدي <<د من الدراس <<ات واألحباث والكتب والرس <<ائل< واألطروح <<ات اجلامعي <<ة ال <<يت تن <<اولت حتلي <<ل‬
‫املضمون‪ ،‬إن نظرية‪ <،‬وإن تطبيقا‪ <،‬سواء أكان ذلك يف الثقافة< الغربية أم يف الثقافة العربية‪ .‬ونوردها بالطريقة التالية‪<:‬‬

‫‪ ‬الدراســات األجنبيــة‪:‬‬
‫هن<<اك العدي<<د من الدراس<<ات الغربي<<ة ال<<يت تن<<اولت حتلي<<ل املض<<مون على مس<<توى التعري<<ف والتص<<ور النظ<<ري< واملنهجي‬
‫من جهة‪ ،‬أو على مستوى التطبيق< اإلجرائي وامليداين من جه<ة أخ<رى‪ .‬ومن أهم ه<ذه الدراس<ات‪ ،‬ن<ذكر على س<بيل<‬
‫املثال‪ ،‬ال على سبيل< احلصر‪ :‬لورانس باردان (‪ )Laurence Bardin‬يف كتابه‪( :‬حتليل املض<<مون) ‪ ،150‬وروج<ري‬
‫ماتش< < < < <<يلي(‪ )Roger Mucchielli‬يف‪( :‬حتلي< < < < <<ل مض< < < < <<مون الوث< < < < <<ائق< والرس< < < < <<ائل اإلعالمي< < < < <<ة)<‪ ،151‬وكرمياص‬
‫والندوفس < < < <<كي (‪ )Greimas et Landowski‬يف كتاهبم< < < < <<ا‪( :‬م< < < < <<دخل إىل حتلي< < < < <<ل اخلط< < < < <<اب يف العل< < < < <<وم‬
‫االجتماعي< <<ة)‪ ،152‬وروب< <<رت وبي< <<والجي(‪ )Robert, & Bouillaguet‬يف كتاهبم< <<ا‪( :‬حتلي< <<ل املض< <<مون)‪،153‬‬
‫وكيتي < <ل< يف كتاب< <<ه‪( :‬التحلي < <ل< الكيفي يف الرتبية‪ ،)154‬إىل ج< <<انب كتب‪ ،‬ومق< <<االت‪ ،‬ودراس< <<ات‪ ،‬وأحباث‪ ،‬ورس< <<ائل‬
‫وأطروحات جامعية أخرى‪ ،‬من الصعب تعدادها بأكملها‪ ،‬أواإلشارة إليها بتفصيل‪<...‬‬

‫‪ ‬الدراس ــات العربيــة‪<:‬‬


‫ميكن احلديث عن جمموعة من الدراسات العربية< يف حتليل املضمون‪ ،‬ومعظم هذه الدراسات قد ظه<<رت ح<<ديثا‪ ،‬بع<<د‬
‫أن ت <<أثر< أص <<حاهبا بالدراس <<ات الفرنكفوني <<ة أو األجنلوسكس <<ونية‪ <.‬ونستحض <<ر من بينه <<ا‪ :‬دراس <<ة خمت <<ار الته <<امي حتت‬
‫عنوان‪( :‬حتليل مضمون الدعاية يف النظرية والتطبيق)‪ ،155‬وما كتب<<ه مسري حمم<د حس<ني يف‪ (:‬حتلي<ل املض<<مون)‪ ،156‬بل<<ه‬

‫‪150‬‬
‫‪- Bardin, L. : L’analyse de contenu. France : PUF.1977‬‬
‫‪151‬‬
‫‪-Roger Mucchielli : L’analyse de contenu des documents et des communications.‬‬
‫‪E.S.F.Paris.1977.‬‬
‫‪152‬‬
‫‪- A. Greimas et E.Landowski : Introduction à l’analyse du discours en sciences sociales,‬‬
‫‪Hachette université, Paris, 1979.‬‬
‫‪153‬‬
‫‪-Robert, A.D., & Bouillaguet, A. : L’analyse de contenu. Que sais-je ? Paris, France :‬‬
‫‪PUF.1997.‬‬
‫‪154‬‬
‫‪- Ketele : L’analyse qualitative en éducation. Des pratiques de recherche aux critères de‬‬
‫‪qualité. Bruxelles : De Boeck.2006.‬‬
‫‪ - 155‬د‪ .‬خمتار التهامي‪ :‬حتليل مضمون< الدعاية يف النظرية والتطبيق‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬طبعة ‪1974‬م‪.‬‬
‫‪ - 156‬د‪ .‬مسري حممد حسني‪ :‬حتليل املضمون<‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬صمر‪ ،‬طبعة ‪1983‬م‪.‬‬
‫‪136‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫عن دراسات أخرى لنادية سامل يف‪ ( :‬إشكالية استخدام< حتليل املضمون)‪ ،157‬وفوزي<<ة فهيم يف‪ ( :‬املادة اإلخباري<<ة يف‬
‫اإلذاع <<ة املص <<رية)<‪ ،158‬وص <<فوت ف <<رح يف‪ ( :‬املض <<مون بني التحلي <<ل واألبع <<اد‪ :‬آف <<اق جدي <<دة لتط <<وير األس <<لوب)‪،159‬‬
‫وأمحد أوزي يف جمموع <<ة من دراس <<اته< القيم <<ة‪ ،‬مث <<ل‪( :‬الطف <ل< واجملتم <<ع)‪ ،160‬و(س <<يكولوجية املراه <<ق)‪ ،161‬و(منهجي <<ة‬
‫البحث وحتلي< <<ل املض< <<مون)‪ ،162‬وميل< <<ود ح <<ابييب يف‪( :‬اخلط< <<اب ال< <<رتبوي يف األدب املوج< <<ه لألطف< <<ال‪ <:‬منوذج اجملالت‬
‫املغربي<<ة)‪ ،163‬والس<يد ف<ؤاد البهي يف‪ ( :‬حتلي<<ل املض<مون لص<<حيفة< من<<ار املغ<<رب)‪ ،164‬ومص<<طفى س<ويف يف‪ ( :‬األس<س‬
‫النفس< <<ية لإلب< <<داع الف< <<ين يف الش< <<عر خاص< <<ة)‪ ،165‬وه< <<ادي نعم< <<ان اهلي< <<ثي يف‪( :‬ص< <<حافة األطف< <<ال يف الع< <<راق‪ <:‬نش< <<أهتا‬
‫وتطوره<<ا‪ ،‬م<<ع حتلي<<ل حملتواه<<ا وتقييمه<<ا)‪ ،166‬وعب<<د الك<<رمي غ<<ريب يف كتاب<<ه‪( :‬منهج البحث< العلمي يف عل<<وم الرتبي<<ة‬
‫والعلوم اإلنسانية)‪... ،167‬إخل‪.‬‬

‫‪ ‬حتلــيل املضمــون بيـن< املنهجيــة واألداة واألسـلوب‪.‬‬


‫هناك اختالف جلي بني الباحثني ح<ول حتلي<<ل املض<مون‪ ،‬ه<<ل ه<و منهجي<ة< للتحلي<<ل وال<رتكيب؟ أم أن<ه أداة للمالحظ<ة‬
‫والوصف؟ أم أنه أسلوب للبحث ومجع البيانات وحتليلها؟‬
‫وتأسيس <<ا على م <<ا س <<بق‪ ،‬فثم <<ة من الب <<احثني والدارس <<ني األج <<انب من يع <<د حتلي <<ل املض <<مون منهجي <<ة يف جمال البحث<‬
‫العلمي‪ ،‬وخاص<<ة يف جمال عل<<وم اإلعالم واالتص<<ال والعل<<وم االجتماعي<<ة‪ ،‬ويعتربوهنا مث<<ل املنهجي<<ة الوص<<فية‪ ،‬واملنهجي<ة<‬
‫التارخيي <<ة‪ ،‬واملنهجي <<ة التجريبي <<ة‪ ،‬واملنهجي <<ة املقارن <<ة‪ ،‬واملنهجي <<ة البنيوي <<ة‪ <،‬باعتباره <<ا تس <<تند إىل جمموع <<ة من اخلط <<وات‬
‫اإلجرائية< العامة‪ <.‬وبالتايل‪ ،‬متتلك آليات تقني<<ة خمتلف<ة ملقارب<ة< املض<امني واحملتوي<ات اس<تقراء واس<تنباطا‪ <،‬كم<ا ذهبت إىل‬

‫‪ - 157‬د‪ .‬نادية سامل‪( :‬إشكالية استخدام حتليل املضمون)‪ ،‬جملة العلوم االجتماعية‪ ،‬الكويت‪ ،‬العدد‪:‬الثالث‪ ،‬سنة ‪1983‬م‪ ،‬ص‪.43-59:‬‬
‫‪ - 158‬د‪.‬فوزية فهيم‪ :‬املادة اإلخبارية يف اإلذاعة املصرية‪ ،‬دراسة يف حتليل املضمون‪ ،‬القاهرة‪ ،‬كلية اإلعالم‪ ،‬مصر‪ ،‬طبعة ‪1975‬م‪.‬‬
‫‪ - 159‬د‪.‬ص<<فوت ف<<رح‪ :‬املض<<مون< بني التحلي<<ل واألبع<<اد‪ :‬آف<<اق جدي<<دة لتط<<وير األس<<لوب‪ ،‬ن<<دوة قي<<اس الرأي الع<<ام يف مصر‪ 12-10‬م<<ارس<‬
‫‪1981‬م‪.‬‬
‫‪ - 160‬د‪.‬أمحد أوزي‪ :‬الطفل واجملتمع‪ ،‬مطبعة النجاح اجلديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬املغرب‪ ،‬الطبعة األوىل سنة ‪1988‬م‪.‬‬
‫‪ - 161‬د‪.‬أمحد أوزي‪ :‬سيكولوجية املراهق ‪ ،‬دار الفرقان‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬املغرب‪ ،‬الطبعة األوىل سنة ‪1986‬م‪.‬‬
‫‪ - 162‬د‪.‬أمحد أوزي‪ :‬منهجية البحث وحتليل املضمون‪ ،‬مطبعة النجاح اجلديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬املغرب‪ ،‬الطبعة الثانية‪2008 ،‬م‪.‬‬
‫‪ - 163‬د‪.‬ميلود حابييب‪ :‬اخلطاب الرتبوي يف األدب املوجه لألطفال‪.‬منوذج اجملالت املغربية‪ ،‬دبلوم بوست كراديا‪ ،‬بلجيكا‪1980 ،‬م‪.‬‬
‫‪ - 164‬د‪ .‬السيد فؤاد البهي‪ :‬حتليل املضمون< لصحيفة منار املغرب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬سنة ‪1965‬م‪ ،‬نشر خاص‪.‬‬
‫‪ - 165‬د‪.‬مصطفى< سويف‪ :‬األسس النفسية لإلبداع الفين يف الشعر خاصة‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬طبعة ‪1959‬م‪.‬‬
‫‪ - 166‬د‪.‬ه<<ادي نعم<<ان اهلي<<ثي‪ :‬ص<<حافة األطف<<ال يف الع<<راق‪ :‬نش<<أهتا وتطوره<<ا‪ ،‬م<<ع حتلي<<ل حملتواه<<ا وتقييمه<<ا‪ ،‬دار الرش<<يد للنش<<ر‪ ،‬الع<<راق‪ ،‬طبع<<ة‬
‫‪1979‬م‪.‬‬
‫‪ - 167‬عب<<د الك<<رمي غ<<ريب‪ :‬منهج البحث العلمي يف عل<<وم الرتبي<<ة والعل<<وم< اإلنس<<انية‪ ،‬منش<<ورات ع<<امل الرتبي<<ة‪ ،‬مطبع<<ة النج<<اح اجلدي<<دة‪ ،‬ال<<دار‬
‫البيضاء‪ ،‬املغرب‪ ،‬الطبعة األوىل سنة ‪2012‬م‪.‬‬
‫‪137‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫ذل <<ك دائ <<رة املع <<ارف الدولي <<ة للعل <<وم االجتماعي <<ة‪ ،‬وم <<ا ذهب إلي <<ه أيض <<ا جوزي< <ف< دي <<نر( ‪ )J.Dunner‬يف كتاب <<ه‪:‬‬
‫‪168‬‬
‫(قاموس علم السياسة)‪<...‬‬
‫بيد أن هناك من يعتربها جمرد تقنية وأداة يف عملية الوصف‪ ،‬مثله<<ا مث<<ل‪ :‬املقابل<<ة‪ ،‬واملالحظ<<ة‪ ،‬واالس<<تمارة‪ ،‬والروائ<<ز‪،‬‬
‫واالختب<<ارات التقوميي<<ة‪ <،‬ومل تص<<ل بع<<د لتك<<ون منهجي<ة< عام<<ة يف حتلي<<ل املعطي<<ات‪ ،‬وجتمي<<ع البيان<<ات‪ <،‬كم<<ا ي<<ذهب إىل‬
‫ذلك بريلسون(‪ ...)B.Berelson‬ولكن هن<<اك من الب<<احثني من يعت<<رب حتلي<<ل املض<<مون أس<لوبا يف التحلي<<ل واملعاجلة‬
‫والتفس <<ري والتق <<ومي والتأوي <<ل‪ .‬ومن هن <<ا‪ ،‬فاألس <<لوب ه <<و ال <<ذي حيدد م <<ادة الدراس <<ة‪ .‬ه <<ل هي من طبيع <<ة نفس <<ية أو‬
‫اجتماعي<<ة أو تارخيي<ة< أو تربوي<<ة أو ديداكتيكي<<ة‪...‬؟< كم<ا ي<<ذهب إىل ذل<ك ل<ويس ديكس<رت (‪ ،)L.Dexter.‬وك<ارل‬
‫‪169‬‬
‫وارجريون (‪ ،)K.Wargeron‬وريتشارد باد (‪ )R.Budd‬يف كتابه‪ ( :‬حتليل املضمون يف االتصال)‪<...‬‬
‫وإذا انتقلن <ا< إىل الثقاف <<ة العربي <<ة‪ <،‬ف <<إن الس <<يد يس ومجال زكي يف كتاهبم <<ا‪( :‬أس <<س البحث االجتم <<اعي‪ 1966 -‬م)‪،‬‬
‫وعب <<د الباس <<ط حمم <<د يف كتاب <<ه‪ ( :‬أص <<ول البحث االجتم <<اعي‪1971-‬م) يع <<دون حتلي <<ل املض <<مون أس <<لوبا علمي <<ا يف‬
‫وص<<ف احملتوي<<ات االتص<<الية كم<<ا وكيف<<ا‪.‬أم<<ا زي<<دان عب<<د الب<<اقي يف كتاب<<ه‪( :‬وس<<ائل االتص<<ال يف اجملاالت االجتماعي<<ة‬
‫والرتبوي <<ة واإلدارة اإلعالمي< <ة< ‪1974-‬م)‪ ،‬فيجع <<ل من حتلي <<ل املض <<مون منهجي< <ة< وأداة للوص <<ف والتحلي <<ل واملعاجلة‬
‫واالس < <<تنتاج< يف آن معا‪ .170‬ومن جه < <<ة أخ < <<رى‪ ،‬يع < <<د أمحد أوزي حتلي < <<ل املض < <<مون أداة وتقني< < <ة< وص < <<فية للمالحظ < <<ة‬
‫والتحلي<<ل‪.‬ويف ه<<ذا اإلط<<ار‪ ،‬يق<<ول أمحد أوزي‪ ":‬يع<<د حتلي<<ل املض<<مون جمموع<<ة من تقني<<ات التحلي<ل< للم<<ادة اإلعالمي<<ة‪،‬‬
‫وه<و ليس أداة‪ ،‬وإمنا مجل<ة من األدوات‪ .‬أو بتعب<ري أدق‪ ،‬إن<ه أداة متم<يزة< بتن<وع كب<ري يف أش<كاهلا‪ ،‬وقابل<ة للتكي<ف م<ع‬
‫جماالت عديدة ذات طبيعة إعالمية‪<.‬‬
‫إن حتلي<<ل املض<<مون عملي<<ة ذهني<ة< متط<<ورة ومتغ<<رية‪ ،‬تتل<<ون وتتخ<<ذ ش<<كل البحث‪ ،‬وتس<<اير طبيعت<<ه‪ .‬ومهم<<ا ك<<ان ن<<وع‬
‫اجله <<د ال <<ذهين املب <<ذول يف ممارس <<ته‪ ،‬فإن <<ه يف نظرن <<ا يظ <<ل أداة هام <<ة من أدوات مجع البيان <<ات‪ <،‬وش <<كال من أش <<كال‬
‫البحث‪ ،‬واستقص<اء احلق<ائق‪ <.‬وألج<ل ذل<<ك ك<ان حتلي<ل املض<<مون يف ش<<كله األويل والتلق<<ائي ق<دميا ق<دم اإلنس<<ان‪ .‬فه<و‬
‫عمل ذهين يقوم به يف كل حلظة من حلظات حياته بكيفية طبيعية‪ .‬فحياة اإلنسان كلها تقوم على التفاعل والتواصل‬
‫م <<ع غ <<ريه‪ .‬وينع <<دم ه <<ذا التواص <<ل والتف <<اهم‪ ،‬إذا عج <<ز الط <<رف اآلخ <<ر عن فهم س <<لوكنا‪ ،‬وتفس <<ريه مبختل <<ف أش <<كاله‬
‫‪171‬‬
‫التعبريية‪".‬‬

‫‪ - 168‬د‪.‬أمحد أوزي‪ :‬منهجي<<ة البحث وحتلي<<ل املض<<مون‪ ،‬مطبع<<ة النج<<اح اجلدي<<دة‪ ،‬ال<<دار البيض<<اء‪ ،‬املغ<<رب‪ ،‬الطبع<<ة الثاني<<ة س<<نة ‪2008‬م‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.74‬‬
‫‪ - 169‬د‪.‬أمحد أوزي‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.74:‬‬
‫‪ - 170‬نادي <<ة س <<امل‪( :‬إش <<كاليات اس <<تخدام حتلي <<ل املض <<مون يف العل <<وم< االجتماعي <<ة) ‪ ،‬جمل <<ة العل <<وم االجتماعي <<ة‪ ،‬الك <<ويت‪ ،‬الع <<دد الث <<الث‪ ،‬س <<نة‬
‫‪1983‬م‪ ،‬ص‪.59-43:‬‬
‫‪ - 171‬د‪.‬أمحد أوزي‪ :‬منهجي<<ة البحث وحتلي<<ل املض<<مون‪ ،‬مطبع<<ة النج<<اح اجلدي<<دة‪ ،‬ال<<دار البيض<<اء‪ ،‬املغ<<رب‪ ،‬الطبع<<ة الثاني<<ة س<<نة ‪2008‬م‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.75-74‬‬
‫‪138‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫وي <<ذهب عب <<د الك <<رمي غ <<ريب املذهب نفس <<ه‪ ،‬حينم <<ا يعت <<رب حتلي <<ل املض <<مون تقني <<ة أو أداة للبحث الوص <<في‪ .‬ويف ه <<ذا‬
‫الص<<دد‪ ،‬يق<<ول الب<<احث‪ ":‬الب<<د من اإلش<<ارة يف بداي<<ة ه<<ذا اجملال‪ ،‬إىل أنن<<ا يف حتليلن<<ا نعت<<رب تقني <ة< حتلي<<ل املض<<مون أداة‪،‬‬
‫ش< < <<أهنا ش< < <<أن خمتل < <<ف أدوات البحث ال< < <<يت ميكن أن توظ < <<ف يف منهج البحث< العلمي(اس < <<تمارة‪ ،‬ومقابل < <<ة‪ ،‬وحتلي< < <<ل‬
‫إحص<<ائي‪ ،‬ومالحظ<<ة‪ ،‬وجتريب‪.)...‬ول<<ذلك‪ ،‬فإنن<<ا عن<<دما نتح<<دث عن خط<<وات تقني<<ة حتلي<<ل املض<<مون‪ ،‬فإنن<<ا نقص<<د‬
‫‪172‬‬
‫بذلك‪ ،‬املراحل الضرورية اليت يتبعها الباحث خالل إعداد هذه التقنية< وتوظيفها‪".‬‬
‫وي <<ذهب ك <<ل من ال <<دكتور ل <<ؤي عب <<د الفت <<اح وال <<دكتور زين العاب <<دين محزاوي يف كتاهبم <<ا‪( :‬أساس <<يات يف تقني <<ات‬
‫ومن <<اهج البحث)‪ ،‬إىل أن حتلي <<ل املض <<مون منهجي <<ة للتحلي <<ل والدراس <<ة يف العل <<وم القانوني <<ة واالجتماعي <<ة‪ .‬ويف ه <<ذا‬
‫السياق‪ ،‬يقول الباحث<<ان‪ " :‬وي<<تيح منهج حتلي<ل املض<مون‪ ،‬بص<فة< عام<ة‪ ،‬حتلي<ل س<لوك األف<<راد والشخص<<يات وم<واقفهم‬
‫من خالل املواد ال < <<يت يكتبوهنا أو يقولوهنا‪ .‬كم < <<ا ي < <<تيح دراس< < <ة< موق < <<ف اهليئ < <<ات واملؤسس < <<ات‪ ،‬كتحلي < <<ل توجه < <<ات‬
‫ومواقف حزب سياسي‪ ،‬مثال‪ ،‬من خالل افتتاحية< اجلريدة التابعة له‪"173.‬‬
‫وأرى شخص<<يا ب<<أن حتلي<<ل املض<<مون يف جمال البحث ال<<رتبوي مبثاب<ة< تقني<ة< وأداة لوص<<ف البيان<<ات< واملعطي<<ات والوث<<ائق‬
‫والنصوص< واخلطابات‪ ،‬بغية معاجلتها كميا وكيفيا‪ ،‬قصد الربهنة على صحة الفرضية‪ <،‬أو بطالهنا علميا‪.‬‬

‫‪ ‬أه ــداف حتليـ ـل< املضمــون وأمهيت ــه‪<:‬‬


‫من املعل <<روم أن حتلي <<ل املض <<مون‪ ،‬باعتب <<اره تقني< <ة< أو منهجي <<ة أو أس <<لوبا‪ ،‬ل <<ه جمموع <<ة من األه <<داف يف جمال الرتبي <<ة‬
‫والتعليم‪ <،‬أو يف جماالت معرفية< واتصالية< أخرى‪ .‬وميكن حتديدها يف ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬يهدف حتليل املضمون إىل استنطاق الوثائق والنصوص املكتوبة واملسموعة واملصورة من أجل معرفة مضامينها‪،‬‬
‫وتبيان دالالهتا الظاهرة واملضمرة‪ ،‬بغية< استثمارها< يف جماالت معينة‪.‬‬
‫‪ ‬يس <<عى حتلي <<ل املض <<مون إىل إب <<راز املواق <<ف واملي <<ول والس <<لوكيات واآلراء‪ ،‬من أج <<ل حتليله <<ا ومعاجلته <<ا وفهم <<ا‬
‫وتأويلها‪ ،‬إما لالنطالق< منها‪ ،‬وإما للتحكم فيها‪.‬‬
‫‪ ‬يهدف حتليل املضمون إىل مقاربة الوثائق والنصوص< واخلطابات مقاربة< موضوعاتية‪ ،‬بتحديد التيمات< األساس<<ية‬
‫والفرعية‪ ،‬وجرد الفئات< واملؤشرات‪ ،‬بغية< قراءة املضامني واحملتويات قراءة علمية ممنهجة‪.‬‬
‫‪ ‬يس<<عى حتلي<<ل املض<<مون إىل دراس<ة< احملتوي<<ات واملض<<امني والتيم<<ات املعجمي<ة< والداللي<<ة يف ض<<وء التحليلني‪ :‬الكمي‬
‫والكيفي‪ ،‬بغية حتصيل نتائج علمية صادقة وثابتة‪.‬‬
‫‪ ‬فهم اإلرساليات اإلعالمية والسياسية واالجتماعي<<ة والرتبوي<ة‪ <،‬قص<د معاجلته<ا وحتليله<ا وتقوميه<ا وتأويله<<ا‪ ،‬ملعرف<<ة‬
‫ما يدور حول موضوع معني‪ ،‬يف زمان ومكان معينني‪.‬‬

‫‪ - 172‬عبد الكرمي غريب‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.230:‬‬


‫‪ - 173‬د‪ .‬لؤي عبد الفتاح ود‪.‬زين العابدين محزاوي‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.27:‬‬
‫‪139‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫‪ ‬ق <<راءة اخلطاب <<ات والنص <<وص واإلرس <<اليات< يف خمتل <<ف اجملاالت ظ <<اهرا ومض <<مرا‪ ،‬من أج <<ل اس <<تخالص دالالهتا‬
‫املباشرة وغري املباشرة‪ ،‬وحتديد مقصدياهتا القريبة والبعيدة‪ ،‬وتبيان مؤشراهتا وظروفها السياقية اخلاصة والعامة‪.‬‬
‫‪ ‬حتليل املواد اإلعالمية واالتصالية‪ ،‬بغي<ة< تص<<نيفها‪ ،‬ومعاجلته<<ا كمي<ا وكيفي<ا‪ ،‬وفهمه<<ا داخلي<ا‪ ،‬وتفس<<ريها خارجي<<ا‪،‬‬
‫وتأويلها سياقيا‪ ،‬واستثمارها يف جماالت معينة‪.‬‬
‫‪ ‬حتلي <<ل املض <<مون ه <<و أس <<لوب علمي فع <<ال‪ ،‬أو تقني <ة< وص <<فية< ناجع <<ة ومفي <<دة يف التعام <<ل م <<ع الوث <<ائق والنص <<وص<‬
‫واخلطابات سربا وتوثيقا واستكشافا‪ ،‬بغية حتليل مضامينها حتليال دقيقا على مجيع املستويات‪ ،‬انطالقا من الكلم<<ة إىل‬
‫العبارة والفكرة واملتوالية‪.‬‬
‫‪ ‬معرف <<ة اآلث <<ار ال <<يت ترتكه <<ا الرس <<ائل االتص <<الية واإلعالمي <<ة والنص <<وص< واخلطاب <<ات على املتلقي أو الق <<ارىء أو‬
‫املس <<تمع أو املتقب <<ل‪ <،‬بغي <ة< وص <<فها مض <<مونا وش <<كال‪ ،‬وتبي <<ان خصائص <<ها وتغرياهتا‪ ،‬ورص <<د مميزاهتا الكمي <<ة والكيفي <<ة‪،‬‬
‫وحتديد تيماهتا وفئاهتا ومؤشراهتا‪.‬‬
‫‪ ‬معرف <<ة أح<<وال اجملتم <<ع من خالل املض<<امني‪ ،‬م<<ع إب <<راز النفس <<يات الفردي <<ة‪ <،‬ومعرف <<ة س<<لوكيات ومواق<<ف ومي <<ول‬
‫ورغب<<ات واجتاه<<ات املفحوص<<ني‪ ،‬بغي <ة< فهمه<<ا‪ ،‬وتفس<<ريها‪ ،‬وتقوميه<<ا‪ ،‬واس<<تثمارها‪ <،‬والعم<<ل هبا‪ ،‬إم<<ا ملعاجلته<<ا‪ ،‬وإم<<ا‬
‫إلصالحها‪ ،‬وإما لتقوميها إجيابا وسلبا‪.‬‬
‫تلكم‪-‬إذاً‪ -‬هي أهم األه <<داف ال <<يت تس <<تند إليه <<ا تقني <<ة حتلي <<ل املض <<مون‪ ،‬وذل <<ك يف تعاطيه <<ا م <<ع الوث <<ائق والنص <<وص<‬
‫واخلطابات واإلرساليات اإلعالمية واإلشهارية‪ ،‬حتليال ومعاجلة وتأويال واستنتاجا‪.‬‬

‫‪ ‬جم ــاالت حتليل املضم ــون‪:‬‬


‫ميكن احلديث عن جماالت عدة ومتنوعة‪ ،‬يتم فيها تط<بيق منهجي<ة< حتلي<<ل املض<مون‪ ،‬مث<<ل‪ :‬اإلعالم واالتص<ال‪ ،‬والعل<وم‬
‫القانونية< والسياسية‪ ،‬وعلم االجتماع‪ ،‬وعلم النفس‪ <،‬وعلوم الرتبية‪ <،‬واآلداب‪...‬‬
‫ومن مث‪ ،‬ميكن دراس<<ة مض<<امني املواق<<ف واآلراء واحلوارات‪ ،‬وحتلي<<ل مض<<امني الص<<حف واجلرائ<<د واجملالت‪ ،‬أو رص<<د‬
‫خمتل<<ف مض<امني وحمتوي<<ات وس<ائل اإلعالم واالتص<ال‪ <،‬من‪ :‬إذاع<<ة‪ ،‬وتلف<<زة‪ ،‬وفض<ائيات‪ ،‬وكتب‪ ،‬ومس<<رح‪ ،‬وس<<ينما‪،‬‬
‫وإشهار‪...‬‬
‫ومن مث‪ ،‬فق<<د ع<<رف ك<<ابالن حتلي<<ل املض<<مون بأن <ه< املع<<ىن االتص<<ايل لألح<<اديث< واخلطب السياس<<ية‪ ،‬وق<<د اعت<<ربه دافي<<د‬
‫إيس <<تون بأن <<ه أس <<لوب للوص <<ول إىل اس <<تنتاجات داللي <ة< ثابت <<ة‪ ،‬وذل <<ك عن طري <ق< التع <<رف املوض <<وعي والنس <<قي على‬
‫صفات حمددة للرسائل االتصالية‪ .‬وعد حتليل املض<مون أيض<ا أس<لوبا حبثي<ا مفي<دا‪ ،‬يس<تخدم< يف عل<وم اإلعالم اخلاص<ة‪،‬‬
‫بغي<ة< وص<<ف احملت<<وى الص<<ريح للم<<ادة اإلعالمي<ة< املراد حتليله<<ا‪ ،‬م<<ع اس<<تخدام< آلي<<ات خمتلف<<ة لدراس<<ة خلفي<<ات ص<<احب‬
‫الرسالة< واملقاصد املتوخاة منها‪ ،‬مبالحظة تداول الكلمات‪ ،‬وتكرارها‪ ،‬ونسبة تواردها‪ ،‬وتردده<<ا‪ ،‬وكيفي<ة< اس<<تخدامه‬

‫‪140‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫للرم<<وز والص <<ور‪ ...‬وك <<ل ذل <<ك اعتم<<ادا على اإلحص<<اء والتحلي<<ل الكمي‪ .174‬ويع <<ين ه<<ذا أن حتلي<<ل املض <<مون ق<<د مت‬
‫استخدامه بشكل إجيايب يف جمال اإلعالم واالتصال‪.‬‬
‫ه<<ذا‪ ،‬ومل تقتص<ر< تقني<<ة حتلي<<ل املض<<مون على جمال اإلعالم واالتص<<ال فحس<<ب‪ ،‬ب<<ل وظفت أيض<<ا يف العل<<وم السياس<<ية‪<،‬‬
‫واالجتماعية‪ ،‬والنفسية‪ <،‬واالقتصادية‪ ،‬والثقافية‪ <،‬بل<<ه عن عل<وم الرتبي<ة< والتعليم‪ ،‬والنق<<د األديب‪ ...‬ب<ل ميكن الق<<ول ب<أن‬
‫حتليل املضمون قد استخدم بصفة< عامة يف كل ما يتعلق مبضامني وحمتويات الوثائق< والنص<<وص< واخلطاب<<ات والعين<<ات‬
‫املس<<موعة واملكتوب<<ة واملص<<ورة‪ .‬وميكن اس<<تعماهلا ك<<ذلك يف دراس<<ة املنتج<<ات الفردي <ة< واجلماعي<<ة واملؤسس<<اتية بك<<ل‬
‫جتلياهتا اللسانية والسيميائية‪<.‬‬

‫‪ ‬منهجيـ ـة< حتليــل املضمـون وآلياتـ ــها‪<:‬‬


‫ترتكز منهجية حتليل املضمون على دراس<ة اخلط<اب يف ض<وء مس<تويات ع<دة‪ :‬مس<توى املض<امني واحملتوي<ات(املع<ارف<‬
‫والعناص<<ر املض<<مونية)‪ <،‬ومس<<توى البني<<ة (التنظيم الب<<نيوي للمحت<<وى)‪ ،‬ومس<<توى ظ<<روف إنت<<اج احملت<<وى أو املض<<مون‬
‫( س <<ياق احملت <<وى)‪ ،‬ومس <<توى الوظيف <ة< أو املقص <<دية ( تبي <<ان الرس <<ائل< ال <<يت يتض <<منها احملت <<وى)‪ .‬ويع <<ين ه <<ذا أن حتلي <<ل‬
‫املض<<مون عب<<ارة عن مقارب<ة< موض<<وعاتية‪ <،‬ت<<درس الوح<<دات الداللي<<ة واملعجمي<<ة للخط<<اب املتلف<<ظ‪ .‬ومن مث‪ ،‬يتم حتلي<<ل‬
‫املض<<مون بطريق<<تني‪ :‬أوال‪ ،‬معاجلة األفك<<ار الداللي<<ة الرئيس<<ة‪ .‬وثاني<<ا‪ <،‬تص<<نيفها إىل فئ<<ات ومق<<والت‪ .‬مبع<<ىن أنن<<ا نق<<وم‬
‫بتجمي <ع< األفك <<ار الداللي <ة< واملوض <<وعاتية< داخ <<ل فئ <<ات تص <<نيفية‪ .‬وينض <<اف< إىل ه <<ذا‪ ،‬حتدي <<د التيم <<ات< األساس <<ية< ال <<يت‬
‫تتحكم يف احملتويات الداللية‪ <.‬وبالت<ايل‪ ،‬يتم إدراجه<ا ض<من فئ<ات معين<ة‪ <.‬وتتض<من التيم<ات جمم<ل األحك<ام واألخب<ار‬
‫والتقوميات< واملكونات االنفعالية< أو الوجدانية‪.‬‬
‫وللتمثي<<ل ن<<ورد ه<<ذا املقط<<ع‪":‬بالنس<<بة يل‪ ،‬خييف<<ين دائم<<ا تن<<اول املخ<<درات‪ ،‬وش<<رب اخلم<<ور‪ ،‬والميكن االق<<رتاب منه<<ا‪.‬‬
‫وكنت أبتعد‪ ،‬دائما‪ ،‬عن الذين يشربون اخلمر‪ ،‬أو يتعاطون< املخدرات‪ .‬وكنت أحتاشى دائما إقامة عالقات معهم‪".‬‬
‫ميكن تص <<نيف ه <<ذا املقط <<ع إىل ملف <<وظني داللني‪ ،‬حيث ي <<بني امللف <<وظ األول املوق <<ف الش <<عوري للمتكلم من تن <<اول‬
‫املخدرات وشرب اخلمور‪ .‬يف حني‪ ،‬يبني امللف<<وظ الث<اين ابتع<اد< املتكلم عن ش<<اريب اخلم<ور ومتن<<اويل املخ<درات‪ .‬ومن‬
‫هنا‪ ،‬نصف دالالت امللفوظ األول‪ ،‬فنضع مؤشراهتا الداللية ضمن فئة اخلوف‪ ،‬ونضع مؤشرات امللفوظ الثاين ضمن‬
‫فئ<<ة االبتع<<اد‪ .‬ونق<<وم بالعم<<ل نفس<<ه م<<ع ب<<اقي امللفوظ<<ات األخ<<رى‪ ،‬ونص<<نف ك<<ل التك<<رارات< داخ<<ل فئ<<ات موض<<وعاتية‬
‫معينة‪ ،‬على الرغم من تعددها وتنوعها وكثرهتا‪ .‬مث‪ ،‬نلتجىء إىل عمليات‪ :‬الفهم والتفسري والتأويل‪.‬‬
‫وعالوة على ذلك‪ ،‬نستخدم يف حتليل املضمون جمموعة من اآلليات‪ <،‬كالرتكيز على الكلمات املتكررة ‪ -‬مثال ‪ -‬يف‬
‫خطابات رئيس الدولة أو وزير الرتبية< والتعليم‪ ،‬بغية معرفة املواقف والتوجهات السياسية< واإلص<<الحات الرتبوي<<ة‪ .‬أو‬
‫رص<<د وح<<دة املوض<<وع من خالل حتدي<<د مجل<<ة عنواني<<ة أو تيم<<ة موض<<وعاتية‪ ،‬واليؤخ<<ذ باالعتب<<ار حرفي<<ة اجلمل<<ة‪ ،‬ب<<ل‬

‫‪ - 174‬د‪ .‬لؤي عبد الفتاح ود‪.‬زين العابدين محزاوي‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.28-27:‬‬


‫‪141‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫معناه <<ا ومض <<موهنا‪ .‬أو دراس <ة< وح <<دة الشخص <<ية يف دراس <<ة النص <<وص< القصص <<ية والس <<ري وال <<رتاجم‪ ،‬أو رص <<د وح <<دة‬
‫املف<<ردة‪ ،‬حيث تك<<ون املف<<ردة – هن<<ا‪ -‬كتاب<<ا أو مق<<اال أو قطع<<ة إعالني<<ة أو غ<<ري ذل<<ك‪ ،‬ويه<<دف حتلي<<ل املض<<مون إىل‬
‫دراسة استقرار< املواقف أو تغريها‪ .‬أوحتديد وح<دة املس<احة والزم<<ان‪ ،‬كتقس<يم نص مكت<<وب إىل وح<دات مكون<ة من‬
‫عدد من األسطر‪ ،‬أو تقسيم برن<امج إذاعي إىل وح<دات زمني<ة متس<اوية‪ ،‬لدراس<ة املدى الزم<ين املخص<ص يف الربن<امج‬
‫املخصص للدعوة إىل احملافظة على البيئة‪ ،‬ومكافحة التلوث مثال‪.‬‬
‫وميكن يف حتلي<<ل املض<<مون اس<<تخدام أك<<ثر من وح<<دة واح<<دة‪ ،‬ك<<اجلمع بني وح<<دة املوض<<وع ووح<<دة املس<<احة مثال‪،‬‬
‫والسيما عند استشعار أمهية استخدام أكثر من وحدة واحدة بالتحليل<‪.175‬‬
‫وعليه‪ ،‬تستلزم منهجي<ة< حتلي<<ل املض<مون اإلجاب<ة عن األس<ئلة التالي<ة‪ :‬كي<ف ق<ال املتكلم أو الك<<اتب مض<<مونه الش<<فوي‬
‫أو املكت<<وب؟ وحييلن<<ا ه<<ذا املض<<مون على م<<اهو ش<<كلي وكيفي وتق<<ين‪ ،‬أو ق<<د حييلن<<ا مادي<<ا وموض<<وعاتيا على س<<ؤال‬
‫املضمون أو املوضوع‪ :‬ماذا قال أو كتب؟ أو حييلنا كذلك على سؤال الوظيفة أو املقصدية‪ :‬ملاذا قال م<<ا قال<<ه؟ويع<<ين‬
‫هذا أن هناك أسئلة الشكل واملضمون واملقصدية‪<.‬‬
‫وللتوض<<يح أك<<ثر‪ ،‬ت<ؤدي اآللي<<ات الش<كلية دالالت س<<يميائية هام<<ة‪ ،‬كتك<رار الكلم<ات ت<واردا أو ت<<رددا‪ <،‬وحتدي<<د ن<وع‬
‫العبارات املس<تخدمة‪ <،‬وتبي<<ان تأثريه<<ا ال<ذهين والوج<داين واحلركي‪ ،‬واالهتم<ام ب<<اإلخراج النص<<ي أو اإلذاعي والتلف<<زي‬
‫أو السينمائي‪ ،‬والرتكيز على العبارات‪ <،‬من حيث شدهتا صوتا وانفعاال‪ ،‬وتبيان طبيعة< بياهنا‪ :‬هل ه<و ش<<ديد اللهج<<ة‪،‬‬
‫أو أن<<ه بي<<ان بلهج<<ة دبلوماس<<ية‪....‬وال ننس<<ى دراس<<ة مس<<احة امللف<<وظ ال<<داليل وزمان<<ه‪ ،‬خاص<<ة إذا ك<<ان رس<<الة< إعالمي<<ة‬
‫تلفزية أو إذاعية‪ ،‬أو تعل<ق بالرس<<الة< اإلعالمي<<ة املكتوب<<ة يف اجلري<دة‪ ،‬دون أن نغض الط<رف< عن موق<ع املادة‪ ،‬من حيث‬
‫إقبال اجلماهري عليها‪.‬‬
‫أما على مستوى اجلوهر أو املادة أو احملتوى‪ ،‬فالبد من معرف<ة املوق<ف من موض<وع البحث‪ <،‬وال<تيقن< من م<دى أمهيت<ه<‬
‫وقيمت<<ه‪ ،‬وتبي<ان خمتل<<ف الظ<روف اخلاص<ة والعام<ة ال<يت ارتبطت< بص<<دور املض<مون‪ ،‬وأث<<ر ك<ل ذل<ك على األس<لوب من‬
‫حيث اجلوهر‪ ،‬وتبيان< مؤش<رات اخلرب‪ ،‬من حيث زمان<ه‪ ،‬ومكان<ه‪ ،‬وموقع<ه‪ ،‬وظروف<ه املختلف<ة‪ ،‬والتثبت من موض<وعية‬
‫صاحب الرسالة< أو من ذاتيته‪ <،‬وحتديد فئة اجلمهور املخاطب‪ :‬من هو؟ وما نوعيت<ه؟ وماحجم<ه؟‪...‬أم<ا< على مس<توى‬
‫الوظيفة أو املقصدية‪ <،‬فالبد من تبيان< خمتلف الرسائل املباشرة وغري املباشرة اليت هتدف إليها املادة االتصالية<‪.176‬‬
‫وعلى العم <<وم‪ ،‬ميكن حتدي <<د جمموع <<ة من اخلط <<وات املنهجي <<ة يف التعام <<ل م <<ع حتلي <<ل املض <<مون‪ ،‬حيث نس <<مي املرحل <<ة‬
‫األوىل ماقب <<ل التحلي <<ل‪ ،‬حيث نرك <<ز فيه <<ا على اختي <<ار< العين <<ة‪ ،‬س <<واء أك <<انت ش <<فوية أم مكتوب <<ة أم مص <<ورة‪ ،‬فنجم <<ع‬
‫الوثائق واإلرساليات والنصوص< والكتابات واخلطابات املتنوعة واملختلفة‪ ،‬فنوثقها بشكل جيد‪ ،‬وذل<<ك يف عالق<<ة م<ع‬
‫ص<<احبها وعص<<رها‪.‬أي‪ :‬نض<<عها يف س<<ياقها اخلاص والع<<ام‪ .‬وبع<<د ذل<<ك‪ ،‬نق<<رأ احملتوي<<ات ق<<راءة عميق<<ة لتبي<<ان< املش<<رتك‬

‫‪ - 175‬د‪ .‬لؤي عبد الفتاح ود‪.‬زين العابدين محزاوي‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.30-29:‬‬


‫‪ - 176‬د‪ .‬لؤي عبد الفتاح ود‪.‬زين العابدين محزاوي‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.30-29:‬‬
‫‪142‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫واملختلف‪ ،‬ونقسمها إىل فقرات ومتواليات معنونة‪ <،‬مث نضع ملخصا عاما‪ ،‬مث نقسمها إىل فئات ومؤش<<رات وتيم<<ات‬
‫وحتققات‪ .‬والبد من حتديد فرضية املوض<وع‪ ،‬وتبي<ان أس<ئلتها وإش<<كالياهتا املتنوع<<ة‪ .‬كم<ا يس<<تلزم املوض<وع املعطى أو‬
‫املدروس تس<طري جمموع<ة من األه<داف والغاي<ات‪ ،‬م<ع تبي<ان< أمهي<ة البحث< وقيمت<ه‪ ،‬وتع<داد العناص<ر ال<يت ميكن تناوهلا‪.‬‬
‫وبعد ذلك‪ ،‬تأيت عمليات اجلرد‪ ،‬والتصنيف‪ <،‬واملعاجلة‪ ،‬والفهم‪ ،‬والتأويل‪ ،‬واالستنتاج‪<.‬‬
‫أما املرحلة الثانية من مراحل املنهجية‪ ،‬فهي مرحلة االستثمار< املادي‪ ،‬واليت تتمثل< يف تصنيف احملتويات املض<<مونية< يف‬
‫فئات ومقوالت داللية‪ ،‬وذلك يف ش<<كل ج<داول وخان<<ات معين<<ة‪ ،‬تش<مل الفئ<<ات والتيم<<ات واملؤش<رات الداللي<<ة‪ ،‬من‬
‫خالل حتديد املتكلم‪ ،‬واملادة املضمونية‪ <،‬واملتلقي‪ ،‬واهلدف‪ ،‬والنتيجة‪ ،‬والطريقة الش<كلية واللغوي<ة واألس<لوبية‪ <.‬ويع<ين‬
‫ه<<ذا أنن<<ا نق<<وم بتجمي<<ع احملتوي<<ات واملؤش<<رات الداللي<<ة ض<<من تيم<<ة موض<<وعاتية< متنوع<<ة وخمتلف<<ة‪ .‬وبع<<د ذل<<ك‪ ،‬ن<<درجها‬
‫ض<<من فئ<<ة معين<<ة‪ .‬وهن<<ا‪ ،‬نق<<وم بعملي<<ة القي<<اس واإلحص<<اء والتكميم‪ ،‬لتص<<نيف املواد املتجانس<<ة واملتك<<ررة ض<<من فئ<<ة‬
‫معينة‪ ،‬وهكذا‪ ،‬دواليك‪ .‬والبد من ترقيم املواد املضمونية‪ ،‬وتعدادها‪ ،‬وترميزه<ا‪ .‬ويف ه<ذا الس<ياق‪ ،‬الب<د من احلديث‬
‫عن التحليلني‪ :‬الكمي والكيفي‪ .‬فالتحلي< <<ل الكمي‪ ":‬يس< <<عى إىل معرف< <<ة تك< <<رار مفه< <<وم معني وقياس< <<ه‪ ،‬ف< <<إن التحلي< <<ل‬
‫الكيفي يس<<عى إىل حتدي<<د أمهي<<ة ظه<<ور أو اختف<<اء مض<<مون آخ<<ر‪ .‬والب<<احث حباج<<ة إىل التحلي<<ل الكيفي خالل الق<<راءة‬
‫التمهيدي <ة< للمض <<مون املراد معاجلت <<ه‪ ،‬بقص <<د تك <<وين الف <<روض وبلورهتا‪ .‬يف حني‪ ،‬إن <<ه اليس <<تغين عن التحلي <<ل الكمي‬
‫لص < <<ياغة البيان < <<ات على ش < <<كل ج < <<داول لالطالع عليه < <<ا بس < <<هولة‪ ،‬والوق < <<وف عن < <<د النت < <<ائج العام < <<ة بش < <<كل واض < <<ح‬
‫‪177‬‬
‫ومبسط‪".‬‬
‫أما املرحلة الثالثة واألخرية‪ ،‬فهي مرحلة الفهم واملعاجلة واالستنتاج‪ ،‬ويعين ه<ذا أن حتلي<ل املض<امني يس<توجب معاجلة‬
‫اإلرس< < <<اليات< واحملتوي< < <<ات واخلربات كيفي< < <<ا وكمي< < <<ا‪ ،‬عن طري < < <ق< توظي < < <ف< احلس< < <<اب اإلحص< < <<ائي ملعرف< < <<ة التك< < <<رارات<‬
‫وال<<رتددات‪ ،‬مث اس<<تعمال خمتل<<ف البيان<<ات< اإلحص<<ائية< من متوس<<طات‪ <،‬وج<<داول‪ ،‬ومبيان<<ات‪ <،‬ودوائ<<ر‪ ،‬ونس<<ب مائوي<<ة‪<،‬‬
‫وصور‪ ،‬وأشكال‪ ،‬لتحصيل< النت<<ائج الثابت<<ة واليقيني<ة‪.‬أي‪ :‬الب<<د من دراس<ة< البيان<<ات يف ض<<وء آلي<<ات اإلحص<اء الوص<<في‬
‫واالستنتاجي‪ .‬وهكذا‪ ،‬تعاجل احملتويات بطريق<<ة إحص<ائية< قص<<د حتقي<ق ن<وع من الص<<دق والثب<<ات واملوض<وعية العلمي<<ة‪.‬‬
‫وبع <<د ذل <<ك‪ ،‬حناول فهم النت <<ائج وتفس <<ريها من أج <<ل التأك <<د من ص <<حة الفرض <<ية< أو بطالهنا‪ .‬ومن مث‪ ،‬نرص <<د خمتل <<ف‬
‫النت <<ائج املتوص <<ل إليه <<ا يف عالق <<ة بالفرض <<ية الرئيس <<ة‪ ،‬م <<ع تع <<داد جمموع <<ة من االقرتاح <<ات والتوص <<يات‪ .‬وعلي <<ه‪ ،‬هتتم‬
‫منهجي<<ة حتلي<<ل املض<<مون جبرد املؤش<<رات واحملتوي<<ات الداللي<<ة‪ <،‬مث جتميعه<<ا يف تيم<<ات‪ ،‬مث تص<<نيفها يف فئ<<ات ومق<<والت‬
‫عام <<ة‪ ،‬مث ترتيبه <<ا بش <<كل مت <<درج ومرم <<وز‪ ،‬م <<ع االنطالق فعال من فرض <<ية مس <<بقة‪ ،‬هلا أمهي <<ة ك <<ربى يف االس <<تدالل‬
‫واالس<تقراء‪ <،‬وينتهي البحث< دائم<ا‪ ،‬يف حتلي<ل املض<مون‪ ،‬مبعاجلة البيان<ات< واملض<امني قياس<ا وإحص<اء‪ ،‬لتعقبه<ا عملي<ات‬
‫الفهم والتفسري والتأويل‪ <،‬بغية< استخراج< النتائج واالقرتاحات والتوصيات‪.‬‬

‫‪ - 177‬د‪.‬أمحد أوزي‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.88:‬‬


‫‪143‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫ه<<ذا‪ ،‬وي<<رى فرانس<<وا دي<<بيلطو (‪ )François Dépelteau‬ب<<أن هن<<اك مخس خط<<وات إجرائي<<ة لتحلي<ل< املض<<مون‪،‬‬
‫وهي‪ :‬مجع البيانات< تصنيفا وتقوميا وتوثيقا‪ <،‬وإعداد روائز اختبارية من خالل حتليل حمتوى ما‪ ،‬وفق سؤال االنطالق‬
‫أو س <<ؤال الفرض <<ية التخمي <<ين‪ .‬وبع <<د ذل <<ك‪ ،‬تق <<رأ تل <<ك الوث <<ائق واملعطي <<ات ق <<راءة أولي <<ة‪ ،‬م <<ع اختي <<ار الرم <<وز املناس <<بة<‬
‫وحتديدها‪ ،‬وتتبع سريورة ترميز الوثائق‪ ،‬فتحليل النتائج وتأويلها‪ ،‬مث اإلخبار بالنتائج‪.178‬‬
‫وعلي<<ه‪ ،‬تنب<<ين منهجي<<ة حتلي<<ل املض<<مون على خط<<وات رئيس<<ة‪ <،‬ميكن حص<<رها يف مرحل<<ة اختي<<ار منت البحث< املالئم‪ ،‬أو‬
‫انتق<<اء العين<<ة املدروس<<ة ال<<يت تتمث<<ل يف الوث<<ائق واإلرس<<اليات< الس<<معية واملكتوب<<ة واملص<<ورة‪ ،‬وذل<<ك اعتم<<ادا على مع<<ايري‬
‫وحمك <<ات ومؤش <<رات علمي <<ة دقيق <<ة‪ ،‬م <<ع حتدي <<د حجمه <<ا وجماالهتا‪ ،‬بغي <<ة اس <<تنطاقها معجمي <<ا‪ ،‬بتوزيعه <<ا إىل تيم <<ات‬
‫متعددة‪ ،‬وتصنيفها ضمن فئات أساسية وفرعية‪ ،‬كأن تكون تلك الوث<<ائق رس<<ائل إعالمي<<ة‪ <،‬أو جرائ<<د‪ ،‬أو جمالت‪ ،‬أو‬
‫كتب<<ا‪ ،‬أو إش<<هارا‪ ،‬أو خطب<<ا سياس<<ية< وحزبي<<ة‪ <،‬أو رس<<وما وص<<ورا‪ ،‬أو تس<<جيالت‪ ...‬ويك<<ون االختي<<ار فعال نابع<<ا من‬
‫فرضية البحث< وأسئلته وإشكالياته< الرئيسة‪.‬‬
‫وإذا كانت العينة< يف البحوث التجريبية أو الوصفية تعتم<<د على اختي<<ار األف<<راد أواجلماع<<ات‪ ،‬فإنن<<ا يف حتلي<<ل املض<<مون‬
‫نتعام <<ل م<<ع الوث<<ائق واإلرس <<اليات مهم <<ا ك<<ان نوعه <<ا‪ .‬ومن مث‪ ،‬الب<<د أن تك <<ون الوث <<ائق احملص <<لة متثيلي <<ة‪ <،‬ويتم حتليله<<ا‬
‫بشكل شامل‪ <،‬لتخدم أه<داف الفرض<<ية‪ ،‬أو تعم<<ل على حتقي<<ق غاي<ات البحث‪ <.‬والب<د من توثي<<ق الوث<<ائق‪ ،‬والتثبت< من‬
‫ص <<حتها‪ ،‬انطالق <<ا من النق <<د ال <<داخلي والنق <<د اخلارجي‪ ،‬ومقارنته <<ا بالوث <<ائق األك <<ثر مالءم <<ة لأله <<داف املس <<طرة يف‬
‫البحث‪.‬‬
‫وبعد ذلك‪ ،‬ننتقل إىل مرحلة حتليل املنت أو احملتوى‪ ،‬بتفريع امللفوظات إىل فئات متدرجة ومرموزة‪ ،‬وجتري<<د التيم<<ات‬
‫األساس<<ية‪ ،‬وحتدي<<د املؤش<<رات الفرعي<<ة‪ ،‬م<<ع التعري<ف< باملف<<اهيم واملص<<طلحات اإلجرائي<<ة ال<<يت سيش<<تغل< عليه<<ا الب<<احث‬
‫الف<<احص‪ ،‬ك<<أن ن<<درس مثال م<<ا قي<<ل عن لوح<<ة (مون<<اليزا جيوكان<<دا) ليوناردودافنش<<ي لتحلي<<ل مض<<امينها‪ ،‬ومعاجلته<<ا‪،‬‬
‫وتأويلها‪.‬‬
‫وبع<<د ذل<<ك‪ ،‬ت<<أيت مرحل<<ة القي<<اس واحلكم‪ ،‬مبع<<ىن أن نقيس اجلم<<ل والكلم<<ات والعب<<ارات< واملؤش<<رات كمي<<ا ورمزي<<ا‪<،‬‬
‫بإحص<<اء تواتره<<ا وتوارده<<ا وحض<<ورها وغياهبا‪ ،‬م<<ع ت<<رتيب< الرم<<وز بش<<كل تص<<اعدي أو تن<<ازيل‪ <،‬واحلكم على فئ<<ة أو‬
‫تيمة أو مؤشر‪ ،‬وذلك يف ضوء أمهيته الرقمية< والكمية والرمزية‪ .‬ومن مث‪ ،‬نبت<دىء< مبس<توى الكلم<ة أو اللف<ظ‪ ،‬باعتب<ار<‬
‫أن الكلم <<ة أص <<غر وح <<دة تس <<جيلية‪ ،‬حتت <<اج إىل دراس <ة< عددي <<ة‪ .‬عالوة على ذل <<ك‪ ،‬نق <<وم بدراس <ة< املوض <<وع‪ ،‬وحتدي <<د‬
‫الفكرة العامة‪ ،‬بعد تلخيص النص‪ .‬مث‪ ،‬ننتقل< إىل عملية التأويل واحلكم واالستنتاج‪<.‬‬
‫وعلى العم<وم‪ ،‬يعتم<د حتلي<ل املض<<مون منهجي<<ا على وح<دة الكلم<ة‪ ،‬أو مايس<<مى بوح<دة التس<جيل‪ ،‬ووح<دة املوض<وع‬
‫أو الفك<<رة أو التيم<<ة‪ ،‬ووح<<دة الشخص<<ية‪ <،‬ووض<<ع ش<<بكات التحلي <ل< ال<<يت تش<<مل الفئ<<ات والتيم<<ات ووح<<دات قي<<اس‬

‫‪- François Dépelteau : la démarche d’une recherche en sciences humaines, de la question‬‬


‫‪178‬‬

‫‪de départ à la communication des résultats. Éd. De Boeck, Bruxelles 2010, p : 236.‬‬
‫‪144‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫الزمان واملساحة‪ ،‬ووحدة السياق أو املع<<ىن‪ .‬ومن مث‪ ،‬فالفئ<<ات مبثاب<ة< خان<ات تتك<<ون من عناص<ر ع<دة‪ ،‬وهي وح<دات‬
‫التسجيل أو القياس‪ ،‬تكون من صفة واحدة أو مشرتكة‪ ،‬وتندرج< ضمن خانة معية‪ ،‬وهي خانة الفئة‪ <.‬مبع<<ىن أن الفئ<ة<‬
‫مبثاب <ة< جمموع <<ة من البني <<ات‪ ،‬فحينم <<ا نتح <<دث عن النظ <<ام< املدرس <<ي‪ ،‬مثال‪ ،‬ميكن حتدي <<د جمموع <<ة من الفئ <<ات البنيوي <<ة‪،‬‬
‫مثل‪ :‬فئة اإلدارة‪ ،‬وفئة املدرسني‪ ،‬وفئة التالميذ‪ <،‬وفئة ال<ربامج الدراس<ية‪ <،‬وحتت ك<ل ه<ذه الفئ<<ات تن<<درج جمموع<ة من‬
‫الوحدات والعناصر املدرجة اليت حتتاج إىل الدراسة< واملعاجلة الكمية والكيفية‪.179‬‬

‫‪ ‬إجيابيات ـه< وسلبيات ــه‪:‬‬


‫ال أح <<د يش <<ك يف أن تقني <ة< حتلي <<ل املض <<مون أداة علمي <<ة ووص <<فية مهم <<ة يف اس <<تنطاق الوث <<ائق واستكش <<افها‪ ،‬وق <<راءة‬
‫حمتوياهتا ومض <<امينها معاجلة وفهم <<ا وتفس <<ريا وت <<أويال واس <<تنتاجا‪ ،‬الس <<يما إذا تعاملن <<ا م <<ع ه <<ذه الوث <<ائق والنص <<وص‬
‫واخلطاب<<ات بطريق<ة< علمي<<ة موض<<وعية‪ ،‬وذل<<ك ب<<احرتام خط<<وات البحث< العلمي يف التعام<ل< م<<ع الوث<<ائق‪ ،‬وق<<راءة العين<<ة‬
‫املكتوب< <<ة واملس< <<موعة واملص< <<ورة‪ .‬وراعين< <<ا يف ذل< <<ك أس< <<س التحليلني‪ :‬الكمي والكيفي بش< <<كل الئ< <<ق‪ ،‬م< <<ع التش< <<بث‬
‫باملوض <<وعية‪ ،‬وإبع <<اد الذاتي< <ة< واأله <<واء اإليديولوجي <<ة‪ ،‬ومتث <<ل ثب <<ات التحلي <<ل وص <<دقه‪ ،‬وذل <<ك على مس <<توى البن <<اء‪<،‬‬
‫واملضمون‪ ،‬والتوافق‪ ،‬والتنبؤ‪.180‬‬
‫وبن <<اء على م <<ا س <<بق‪ ،‬ميكن الق <<ول‪ :‬إن حتلي <<ل املض <<مون يع <<د تقني <<ة وص <<فية ناجع <<ة يف دراس <<ة املض <<امني واحملتوي <<ات‪،‬‬
‫وخاص<<ة يف جمال الرتبي<<ة والتعليم‪ ،‬بغي <ة< معرف<<ة املواق<<ف واآلراء واالنطباع<<ات والتوجه<<ات والقيم واملي<<ول والرغب<<ات‪،‬‬
‫لتحليلها فهما وتفس<ريا وت<أويال‪ ،‬ك<أن ن<درس مواق<ف األح<<زاب السياس<ية من التعليم يف بل<د معني‪ ،‬أو حنل<<ل م<ا تقول<ه‬
‫األحزاب أو اجلرائد حول قض<<ية الرتبي<ة< والتعليم‪ ،‬أو ن<<درس حمتوي<<ات الكتب واملق<<ررات وال<<ربامج واملن<<اهج الدراس<<ية‪،‬‬
‫أو ندرس ما يكتبه التالميذ< أو الطلبة أو املدرس<ون‪ ،‬م<ع الرتك<يز أيض<ا على م<واقفهم الش<فوية واملكتوب<ة واملص<ورة من‬
‫خالل حتليل إجاباهتم‪ ...‬و" جتدر اإلشارة إىل أن حتليل املضمون اليغين عن الطرائق البحثية األخرى‪ ،‬فه<و يلج<أ إلي<ه‬
‫باألساس يف حاالت تعذر املقابلة املباشرة واالستبيان‪ ،‬ويف حالة ت<وفر إمكاني<ات املقابل<<ة‪ ،‬فه<و ق<د يس<تعان< ب<<ه لتحلي<ل<‬
‫مستوى اإلجابات فيها‪ ،‬وأيض<ا يف حال<<ة وج<ود ض<<رورة لفحص لغ<<ة املبح<<وث‪ ،‬كم<ا يس<تخدم< ك<ذلك يف حال<<ة تع<دد‬
‫‪181‬‬
‫الوثائق والرسائل‪ ،‬حيث يساهم يف تسيري التعامل معها ودراستها‪<".‬‬
‫بي <<د أن م <<ا يالح <<ظ على منهجي< <ة< حتلي <<ل املض <<مون ه <<و تأرجحه <<ا بني الذاتي< <ة< واملوض <<وعية‪ .‬فمن الص <<عب أن يك <<ون‬
‫الباحث أو الدارس موضوعيا يف هذا النوع من التحليل؛ ألنه الب<<د أن ينطل<ق من منطلق<ات ذاتي<<ة يف حتلي<<ل ك<ذا ن<<وع‬
‫من احملتوي<<ات‪ ،‬مهم<<ا ح<<اول ه<<ذا الب<<احث التج<<رد من أهوائ<<ه العاطفي <ة< واالنفعالي <ة< واإليديولوجي<<ة‪ <.‬ويف ه<<ذا الص<<دد‪،‬‬

‫‪ - 179‬د‪.‬أمحد أوزي‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.128-115:‬‬


‫‪ - 180‬د‪.‬أمحد أوزي‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.144-142:‬‬
‫‪ - 181‬د‪ .‬لؤي عبد الفتاح ود‪.‬زين العابدين محزاوي‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.29:‬‬
‫‪145‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫يق<<ول أمحد أوزي‪ ":‬من املش<<اكل ال<<يت تقاب<<ل الب<<احث ال<<ذي يس<<تخدم أي أداة من أدوات مجع البيان<<ات< حتدي<<د م<<دى‬
‫ثبات‪ ،‬وصدق أدواته‪ ،‬حىت يتم االطمئنان إىل نتائج حبثه‪ .‬وحتلي<ل املض<مون اليش<د عن ه<ذه القاع<دة‪.‬غ<ري أن معي<اري‬
‫الص <<دق والثب <<ات ليس <<ا مقص <<ورين على مرحل <<ة من مراح <<ل حتلي <<ل املض <<مون دون أخ <<رى‪ ،‬إذ من املمكن أن يتس <<رب‬
‫‪182‬‬
‫اخلطأ إىل البحث يف أي مرحلة من مراحله‪ ،‬مما يقلل من صحة النتائج‪ ،‬ويؤدي إىل الطعن يف صحتها‪".‬‬
‫وعلى أي ح <<ال‪ ،‬س <<يبقى حتلي <<ل املض <<مون أداة ناجع <<ة يف حتلي <<ل الوث <<ائق واإلرس <<اليات< واخلربات‪ ،‬مهم <<ا ك <<ان نوعه <<ا‬
‫وجماهلا وطبيعته<<ا‪ ،‬م<<ادامت تعتم<<د على اس<<تنطاق< املعطي<<ات والبيان<<ات يف ض<<وء التحليلني‪ :‬الكيفي والكمي‪ .‬وبالت<<ايل‪،‬‬
‫تستهدي بالفرضية إن تشرحيا وتركيبا‪ <،‬وإن استقراء< واستنباطا‪<.‬‬

‫يت <<بني لن <<ا‪ ،‬من خالل م <<ا س <<بق ذك <<ره‪ ،‬ب <<أن حتلي <<ل املض <<مون‪ ،‬س <<واء أك <<ان منهجي <ة< أم أداة أم أس <<لوبا‪ ،‬طريق <ة< ناجع <<ة‬
‫ومفي<<دة يف املالحظ<<ة‪ ،‬والتحلي<<ل‪ ،‬واملعاجلة‪ ،‬والتأوي<<ل‪ ،‬واالس<<تنتاج‪ <.‬مبع<<ىن أن حتلي<<ل املض<<مون أداة إجرائ<<ة ناجح<<ة يف‬
‫دراس<<ة املواد اإلعالمي<<ة‪ <،‬والسياس<<ية‪ ،‬واالجتماعي<<ة‪ ،‬والنفس<<ية‪ <،‬واالقتص<<ادية‪ ،‬والثقافي<<ة‪ ،‬والرتبوي<<ة‪ <،‬واألدبي<<ة‪ ،...‬بغي<<ة‬
‫حتديد معطياهتا املوضوعاتية تعريفا< وتصنيفا< وترميزا< وتكميما‪ .‬وبعد ذلك‪ ،‬تأيت مرحل<ة املعاجلة اإلحص<ائية‪ ،‬والتحلي<<ل‬
‫ال<<داليل‪ ،‬والفهم املوض<<وعايت الظ<<اهري واملض<<مر‪ ،‬واس<<تخالص النت<<ائج‪ <،‬والتثبت من م<<دى ص<<حة الفرض<<ية‪ <،‬م<<ع تبي<<ان‬
‫جممل التوصيات واالقرتاحات املهمة‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أمهية هذه األداة يف املالحظة والوصف واملعاجلة والتحليل< والفهم والتفس<<ري يف جمال الرتبي<<ة والتعليم‪،‬‬
‫أو يف جماالت أخ <<رى‪ ،‬إال أهنا تبقى أداة غ <<ري موض <<وعية بش <<كل أو ب <<آخر؛ إذ يغلب عليه <<ا الذاتي <<ة‪ <،‬وع <<دم مص <<داقية‬
‫بعض النت<<ائج ال<<يت يص<<ل إليه<<ا الب<<احث ال<<ذي يس<<تخدم حتلي<<ل املض<<مون‪ ،‬على ال<<رغم من وج<<ود األدوات اإلحص<<ائية‪.‬‬
‫ومن مث‪ ،‬تبقى البحوث التجريبية< أكثر مصداقية وعلمية وموضوعية من باقي األدوات واآلليات املنهجي<ة األخ<رى يف‬
‫دراسة الظواهر البيداغوجية والديداكتيكية‪<.‬‬

‫‪ - 182‬د‪.‬أمحد أوزي‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.141:‬‬


‫‪146‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫الفصل العاشر‪:‬‬

‫قضــايا لغويــة‬

‫يالحظ أن كثريا من الطلب<ة والب<احثني أثن<اء كتاب<ة حبوثهم العلمي<ة بص<فة< عام<ة‪ ،‬وحتب<ري حبوثهم الرتبوي<ة بص<فة< خاص<ة‪،‬‬
‫خيطئون يف استعمال جمموعة من الظ<<واهر اللغوي<ة الس<ليمة‪ ،‬س<<واء أك<انت ص<وتية‪ <،‬أم إمالئي<ة‪ <،‬أم ص<رفية‪ <،‬أم تركيبي<<ة‪،‬‬
‫فيته<<اونون يف ذل<<ك ك<<ل الته<<اون‪ ،‬ويتس<<اهلون يف ذل<<ك إىل درج<<ة كب<<رية‪ ،‬معتق<<دين أن األفك<<ار أهم من األس<<لوب‪،‬‬
‫والص<<ياغة‪ <،‬والش<<كل‪ ،‬وس<<المة التعب<<ري واألداء‪ ،‬على ال<<رغم من أن األفك<<ار الميكن أن تك<<ون ذا قيم<<ة إال بتوظيفه<<ا يف‬
‫س <<ياق لغ <<وي ص <<حيح فص <<احة وبالغ <<ة‪ .‬ومن جه <<ة أخ <<رى‪ ،‬ميكن لن <<ا أن نتقب <<ل بعض األخط <<اء الش <<ائعة لغوي <<ا‪ ،‬ك <<أن‬
‫نكتب‪ -‬مثال‪ -‬كلم <<ة (املوس <<يقى) ب <<األلف املقص <<ورة‪ ،‬وه <<ذا خط <<أ من الناحي <ة< اإلمالئي <<ة‪ <،‬ب <<دال من كتابته <<ا ب <<األلف‬
‫املم< <<دودة (املوس< <<يقا)؛< ألن الكلم< <<ة أعجمي< <<ة ليس إال‪ ،‬وهي األص< <<ح لغوي< <<ا‪ ،‬وجيوز أيض< <<ا اس< <<تعمال الراب< <<ط املنطقي‬
‫(بالت<<ايل)‪ ،‬ب<<دال من (اآليت)‪ ،‬وهك<<ذا‪ ،‬دوالي<<ك‪ ...‬بي<<د أن مثة كلم<<ات وأص<<واتا وتع<<ابري وت<<راكيب ال<<يت ينبغي إعماهلا‬
‫بطريقة صحيحة وسليمة والئقة‪ <،‬وإال أصبحت أفكارنا‪ ،‬وحمتوي<ات أحباثن<ا ودراس<<اتنا ومقاالتن<ا خاطئ<ة‪ <،‬وغ<ري س<<ليمة‬
‫من حيث املعايري اللغوية‪ .‬إذاً‪ ،‬فاللغة هي حمك األفكار‪ ،‬ومعيارها املنطقي‪ ،‬فال أفكار بال لغة صحيحة وسليمة‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وتقوم عالمات الرتقيم ب<<دور ه<<ام يف توض<<يح األفك<<ار‪ ،‬وتبي<<ان دالالت النص املعطى‪ .‬ومن مث‪ ،‬ينبغي احرتامه<<ا‪،‬‬
‫ومراعاة مواقعه<ا بالطريق<ة< الص<حيحة‪ ،‬وض<بطها بالش<كل الالئ<ق هبا‪ ،‬ح<ىت ت<ؤدي اجلم<ل والتع<ابري معانيه<ا اخلاص<ة هبا‪،‬‬
‫فتحق< <<ق وظيف< <<يت الفهم واإلقن< <<اع‪ .‬ل< <<ذا‪ ،‬س< <<نحاول يف ه< <<ذا املق< <<ال تق< <<دمي بعض التعليم< <<ات والنص< <<ائح< والتوجيه< <<ات‬
‫والتنبيه<<ات‪ ،‬بغي<ة< إرش<<اد الب<<احثني إىل الطريق<<ة الس<<ليمة ال<<يت س<<يكتبون< هبا حبوثهم العلمي<<ة اجلادة والرص<<ينة‪ <.‬ومن أهم‬
‫مميزات البحوث الناجحة‪ <:‬الوضوح‪ ،‬والبساطة< يف الكتابة‪ ،‬واستعمال< أسلوب سهل ممتنع‪ ،‬واحرتام عالم<<ات ال<<رتقيم‪،‬‬
‫وتوظي<<ف مجل عربي <ة< س <<ليمة من حيث ال<<رتكيب واألداء‪ .‬ومن مث‪ ،‬فالك<<اتب املتم <<يز ه<<و ال<<ذي يكتب أفك <<ارا مهم <<ة‬
‫وجادة‪ ،‬بأسلوب عريب فصيح وبليغ‪ ،‬يسهل على القارىء فهمه بسرعة‪ ،‬واستيعابه بسهولة ومرونة ويسر‪.‬‬

‫أ‪ -‬القضايـ ــا اإلمالئيـ ــة‪<:‬‬


‫تتعل <<ق القض <<ايا< اإلمالئي< <ة< بك <<ل م <<ا ميت بص <<لة إىل اإلمالء والكتاب <<ة‪ <،‬س <<واء على مس <<توى عالم <<ات ال <<رتقيم‪ ،‬أم على‬
‫مستوى اهلمزة‪ ،‬أم على مستوى بنية< الكلمات‪...‬‬
‫وإليكم بعض الظ<واهر اإلمالئي<ة< ال<يت حيس<ن التوق<ف عن<دها‪ ،‬لتق<دمي الص<حيح واألص<ح‪ ،‬لكي يس<تعني هبا الب<احث يف‬
‫حتسني كتابته‪ ،‬وجتويدها أداء وحتبريا ونطقا‪.‬‬
‫‪147‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫‪148‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫‪ ‬عالم ــات الرتقيــم‪:‬‬


‫تقوم عالمات الرتقيم بأدوار هامة يف توضيح الدالالت‪ ،‬وتبيان< املعاين‪ ،‬واستكشاف ال<<رؤى املوض<<وعاتية واملقص<<دية‪<،‬‬
‫وحتس<<ني الق<<راءة بك<<ل أنواعه<<ا‪ :‬الس<<ريعة‪ <،‬والعادي<<ة‪ <،‬والعميق<<ة‪ ،‬وجتوي<<د التوق<<ف ت<<ارة‪ ،‬واالسرتس<<ال يف املتابع<ة< البص<<رية<‬
‫ت <<ارة أخ <<رى‪ ،‬وتقس <<يم األفك <<ار وتوزيعه <<ا‪ ،‬وتنظيم< املق <<ال أو الدراس <<ة أو البحث< فض <<ائيا وبص <<ريا‪ .‬ومن هن <<ا‪ ،‬ت <<ؤدي‬
‫عالمات الرتقيم دالالت سيميائية عدة‪ ،‬لغة وأيقونا ورمزا وإشارة‪ .‬واآليت‪ ،‬أهنا ترتب<<ط بس<<ياق النص ذهني<<ا ووج<<دانيا‬
‫وحركي<<ا‪ ،‬فحينم <<ا نتعام <<ل – مثال‪ -‬م <<ع عالم <<ة الت<<أثر أو التعجب‪ <،‬فإنن<<ا نتفاع<<ل م<<ع اجلمل <<ة وس<<ياقها تعب <<ريا وانفع<<اال‬
‫وحرك< <<ة‪ ،‬لنخ< <<رج< ك< <<ل م< <<ا ل< <<دينا من طاق< <<ة تعبريي < <ة< ألداء اجلمل< <<ة أداء حس< <<نا‪.‬و" لئن أمس< <<ى ال< <<رتقيم املؤس< <<س على‬
‫االعتب<<ارات الرتكيبي<<ة والنحوي<<ة‪ ،‬واملتس<<م بغ<<زارة العالم<<ات‪ ،‬أو ث<<ق ص<لة بالكت<<ايب من<ه< بالش<<فوي‪ ،‬فإن<<ه يف حال<<ة تراج<<ع‬
‫حاليا‪ ،‬خاصة‪ ،‬وأن مسالة الرتقيم يف نظر أهل الذكر اليوم ت<دور يف املق<<ام األول على الفهم واإلفه<ام‪.‬أي‪ :‬إن ال<<رتقيم‬
‫ليس تابع <<ا للنح <<و وح <<ده‪ ،‬وال للتنفس والتنغيم على ح <<دة‪ ،‬ب <<ل ه <<و جمال مش <<رتك بني ذل <<ك كل <<ه‪ ،‬فض <<ال عن ص <<لته‬
‫باملنطق صلة جعلته خليق<ا بتحقي<<ق العب<ور[ عب<ور الفح<وى] من الك<اتب املب<دع إىل مجه<وره‪ ،‬فك<أن ال<رتقيم جس<ر بني‬
‫عقلني‪ ،‬أو ق<<ل ه<<و مبثاب<<ة س<<فري منتج النص ل<<دى قرائ<<ه‪ .‬ل<<ذا‪ ،‬يؤك<<د ج<<اك دري<<ون< أن‪ ":‬ال<<رتقيم ليس قض<<ية ت<<ركيب أو‬
‫تنفس‪ ،‬بق<<در م<<اهو نتيج<ة< حتمي<<ة لش<<كل معني من أش<<كال التفك<<ري‪.‬أم<<ا القاع<<دة الض<<ابطة< ل<<ه‪ ،‬فهي تل<<ك ال<<يت تقتض<<يها‬
‫الفكرة املعرب عنها‪ .‬بل إن الغاية املرجتاة منه تنبع< من صميم التفك<<ري ذات<<ه"‪ .‬مث‪ ،‬إن رب<<ط وظ<<ائف ال<رتقيم مبطلب الفهم‬
‫واإلفهام جيعل الوقف يف حد ذاته ظاهرة خاضة للمنطق‪ <.‬يقول نوفارينا يف ه<<ذا الص<<دد‪ ":‬إن الفك<<رة تنفس"‪.‬أي‪ <:‬إن‬
‫الوقف ليس مستقال‪ ،‬وإمنا هو من توابع التفكري‪.‬أي‪ :‬إن السكتات املقررة مبقادير< مضبوطة< يف مواضع معين<<ة‪ <،‬ليس<<ت‬
‫جمرد حمط <<ات تنفس <<ية< ب <<املعىن ال <<بيولوجي للتنفس‪ <،‬وإمنا يف املق <<ام األول وقف <<ات معنوي <<ة‪ <،‬ف <<العربة من الناحي< <ة< اللغوي <<ة‬
‫ليس<<ت ب<<أن يس<<تعيد< الق<<ارىء نفس<<ه‪ ،‬ب<<ل املهم أن يتع<<اطى الق<<ارىء الس<<كت مبق<<ادير< معلوم<<ة‪ ،‬ويف مواض<<ع حمددة من‬
‫السلسلة املنطوقة رفعا للبس‪ ،‬وصونا ملقصد املتكلم عن التبدل‪"183.‬‬

‫‪ - 183‬د‪.‬عبد الستار بن حممد العوين‪( :‬مقاربة تارخيية لعالمات الرتقيم)‪ ،‬جمل<ة ع<امل الفك<<ر‪ ،‬الك<<ويت‪ ،‬اجملل<<د الس<ادس والعش<<رون‪ <،‬الع<دد الث<اين‪،‬‬
‫أكتوبر‪/‬ديسمرب‪1997‬م‪ ،‬ص‪.312:‬‬
‫‪149‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫‪184‬‬
‫‪:‬‬ ‫ونستحضر من بني هذه العالمات ما يلي‬
‫مواقعها‬ ‫رمزها‬ ‫عالمة الرتقيم‬
‫تدل النقطة< على وقف تام‪ .‬وتوضع يف احلاالت التالية‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫النقطة أو الوقفة‬
‫‪ -‬حينم<<ا تس<<تكمل اجلمل<<ة‪ ،‬س<<واء أك<<انت مركب<<ة أم بس<<يطة‪،‬‬
‫معناه <<ا الت <<ام‪ ،‬مث <<ل‪ (:‬الس <<ماء ص <<افية)‪ .‬و(خ <<ري الكالم ماق <<ل‬
‫ودل‪ ،‬ومل يطل فيمل‪).‬‬
‫‪ -‬توض< <<ع النقط< <<ة أيض< <<ا عن< <<دما نكتب أمساء األعالم الغربي< <<ة‬
‫باختص< <<ار‪ <،‬مث < <<ل‪( :‬ت‪.‬س‪.‬إلي < <<وت‪ <.).‬وق< <<د أص< <<بحت ه< <<ذه‬
‫الظ <<اهرة موج <<ودة يف ثقافتن <ا< العربي <<ة‪ <،‬حيث نس <<تعمل< النقط <ة<‬
‫فاصال بني األستاذ والدكتور‪ ،‬مثل‪ <(:‬ذ‪.‬د طه حسني)‪.‬‬
‫‪ -‬توضع بعد كلمة (إخل‪ .‬مبعىن إىل آخره)‪.‬‬
‫‪ -‬توضع بني حريف (د‪.‬ت‪ ).‬الدالني على جهلنا بت<<اريخ< طب<<ع‬
‫الكتاب‪.‬‬
‫تدل على وقف قصري‪ ،‬وتستعمل يف احلاالت التالية‪:‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الفاصلة‬
‫‪ -‬بعد لفظ النداء‪ <(:‬يا مجيل‪ ،‬راجع دروسك)‪.‬‬
‫‪ -‬بع< <<د جمموع< <<ة من الرواب< <<ط‪ ،‬مث< <<ل(< وعلي< <<ه‪ ،‬يف حني‪ ،‬هلذا‪،‬‬
‫وبالتايل‪ ،‬وبناء على ماسبق‪.)... ،‬‬
‫‪ -‬بني اجلمل <<تني املرتبط <<تني يف املع <<ىن واإلع <<راب‪ ،‬وخاص <<ة يف‬
‫أسلوب الشرط‪(.‬إن جتتهد كثريا‪ ،‬تنجح يف امتحانك)‪<.‬‬
‫‪ -‬بني املف< < <<ردات واجلم< < <<ل املعطوف< < <<ة‪ ،‬مث< < <<ل‪( :‬رأيت أخ< < <<اك‪،‬‬
‫وعمك‪ ،‬ومحاك‪).‬‬
‫‪ -‬بني األج<<زاء املتسلس<<لة واملنقس<<مة‪ (:‬الكالم الع<<ريب‪ <:‬اس<<م‪،‬‬
‫وفعل‪ ،‬وحرف‪).‬‬
‫‪ -‬بعد أدوات التحسر والتأثر< والتفج<<ع‪ ،‬مث<<ل‪( :‬آه‪ ،‬كم أنت‬
‫ظامل!)‬
‫‪ -‬بني القسم وجوابه‪( :‬واهلل‪ ،‬إنك ملؤمن‪.).‬‬

‫‪ - 184‬د‪.‬أمحد ش<<ليب‪ :‬كي<<ف تكتب حبث<<ا أو رس<<الة جامعي<<ة‪ ،‬مكتب<<ة النهض<<ة املص<<رية‪ ،‬الق<<اهرة‪ ،‬مص<<ر‪ ،‬الطبع<<ة الثامن<<ة عش<<رة‪ ،‬الس<<نة ‪1987‬م‪،‬‬
‫صص‪.188-185:‬‬
‫‪150‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫‪ -‬بعد حرف اجلواب‪(:‬هل أنت مسافر؟ نعم‪ ،‬سأسافر غ<<دا‪/‬‬


‫ال‪ ،‬فلدي مشاغل كثرية‪).‬‬
‫‪ -‬بني الكلمات املتشاهبة‪ ،‬مث<ل‪( <:‬الرج<<ال‪ ،‬النس<<اء‪ ،‬الش<يوخ‪،‬‬
‫األطفال‪ ،‬كلهم احتشدوا أمام القنصلية األجنبية‪).‬‬
‫‪ -‬بني ألف < <<اظ الب < <<دل‪( :‬إن العص < <<ر ال < <<ذي نعيش في < <<ه‪ ،‬عص < <<ر‬
‫العوملة والتكنولوجيا‪ ،‬يعج بالتناقضات< اجلدلية‪<).‬‬
‫‪ -‬بني كلم <<ات اجلمل <<ة احلالي <<ة والوص <<فية‪ ( <:‬قابلته <<ا‪ ،‬وقل <<يب‬
‫خيف < <<ق‪ ،‬ألخربه < <<ا مبا حيس ب < <<ه وج < <<داين)‪ ،‬و( دخلت علين < <<ا‪،‬‬
‫وحنن حنتفل‪ <،‬امرأة فاتنة‪ <،‬خدها مجيل‪).‬‬
‫‪ -‬بني عناص < < < <<ر حيثي < < < <<ات النش < < < <<ر‪.‬أي‪ <:‬بني اس < < < <<م املؤل < < < <<ف‪،‬‬
‫والكت < <<اب‪ ،‬ودار النش < <<ر‪ ،‬وت < <<اريخ الطبع < <<ة‪ <،‬مث < <<ل‪ <(:‬د‪.‬مجي < <ل<‬
‫محداوي‪:‬الس<<يميولوجيا بني النظري<<ة والتط<<بيق‪ <،‬ال<<وراق للطب<<ع‬
‫والنشر‪ <،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبع<<ة األوىل‪ ،‬س<نة< ‪2011‬م‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪).14‬‬
‫توضع يف احلاالت التالية‪:‬‬ ‫الفاص< < < < < < <<لة املنقوط< < < < < < <<ة أو ؛‬
‫‪ -‬توضع بعد مجل<ة‪ ،‬م<ا بع<دها س<بب هلا‪ ،‬مث<ل‪ (:‬أعطى املدير‬ ‫القاطعة<‬
‫التلميذ اجلائزة؛ ألنه يستحقها عن جدارة)‪.‬‬
‫‪ -‬بعد جواب عن سؤال بألف<<اظ من ن<<وع كال وبلى‪ ،‬مث<<ل‪(:‬‬
‫هل ستمطر< السماء غدا؟ كال؛ لن متطر‪<".‬‬
‫‪ -‬بني اجلم< <<ل الطويل< <<ة ال< <<يت يت< <<ألف من جمموعه< <<ا كالم ت< <<ام‬
‫الفائ <<دة‪ ،‬مث <<ل‪ ( <:‬وق <<د فص <<ل أرس <<طو يف " أورغانون <<ه" بني "‬
‫الريطوريق <<ا"< و" البويطيق <<ا"‪ <،‬حيث أف <<رد لك <<ل منهم <<ا مؤلف <<ا‬
‫مس<<تقال‪ <،‬وليس ه<<ذا الفص<<ل اعتباطي<<ا‪ <،‬ب<<ل ه<<و يؤك<<د احلدود‬
‫القائم< < <<ة بني ك< < <<ل من الش< < <<عرية واخلطاب< < <<ة‪ :‬ف< < <<األوىل ت< < <<درس‬
‫احملاك <<اة‪ ،‬إهنا هتتم باستحض <<ار الص <<ورة؛ بينم <<ا ت <<درس الثاني <ة<‬
‫السبل املؤدية إىل اإلقناع‪ ،‬إهنا تتعلق بالتواصل اليومي‪"185.‬‬
‫‪ -‬بني مراج < <<ع متع < <<ددة موض < <<وعة يف اهلامش‪ ،‬بغي< < <ة< الفص < <<ل‬

‫‪ - 185‬عمر أوكان‪ :‬دالئل اإلمالء وأسرار الرتقيم‪ ،‬أفريقيا الشرق‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬املغرب‪ ،‬الطبعة األوىل سنة ‪1999‬م‪ ،‬ص‪.112:‬‬
‫‪151‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫بينه <<ا‪ ،‬مث <<ل‪( :‬د‪.‬مجي <<ل محداوي‪ :‬الس <<يميولوجيا بني النظري <<ة‬
‫والتط< <<بيق‪ <،‬ال< <<وراق للطب< <<ع والنش< <<ر‪ <،‬عم< <<ان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبع < <ة<‬
‫األوىل سنة ‪2011‬م؛ وكتاب‪ :‬نظريات< النقد األديب م<<ا بع<<د‬
‫احلداث< <<ة‪ ،‬ش< <<ركة األن< <<وار املغاربي< < <ة< للطب < <<ع والنش < <<ر‪ ،‬وج< <<دة‪،‬‬
‫املغرب‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬سنة ‪2012‬م‪).‬‬
‫توضع يف احلاالت التالية‪:‬‬ ‫‪-‬‬ ‫العارضة< أو الشرطة‬
‫‪ -‬يف أول السطر‪ <،‬سيما يف احلوارات املسرحية‪.‬‬
‫‪ -‬بني الع <<دد واملع <<دود‪ ،‬مث <<ل‪ " :‬ينقس <<م موض <<وعنا إىل ثالث <<ة‬
‫حماور‪:‬‬
‫أوال‪<......-‬‬
‫ثانيا‪<......-‬‬
‫ثالثا‪".......-‬‬

‫وعددها ثالثة< على األقل‪ ،‬وتستعمل يف احلاالت التالية‪:‬‬ ‫نق< < < <<ط احلذف أو النق < < < <ط< ‪...‬‬
‫‪ -‬يف بداية< الكالم على أن الكالم مل يذكر من بدايته‪<.‬‬ ‫املتتابعة‪.‬‬
‫‪ -‬يف آخر النص على أن الكالم مل ينته بعد‪.‬‬
‫تس<<مى ه<<ذه العالم<<ة بعالم<ة< الت<<أثر< أو التعجب< أو االن<<دهاش‪،‬‬ ‫!‬ ‫عالمة التأثر‬
‫مثل‪ (:‬ما أمجل السماء!)‬
‫توضع بعد مجلة االستفهام‪ (:‬من أتاك البارحة؟)‬ ‫؟‬ ‫عالمة االستفهام‬
‫تستعمالن يف احلاالت التالية‪<:‬‬ ‫العارضتان< أو الشرطتان< ‪- -‬‬
‫‪ -‬يف مجل < < < < < <<ة االختص < < < < < <<اص‪( <:‬حنن – احملامني‪ -‬ن < < < < < <<دافع عن‬
‫املظلومني‪).‬‬
‫‪ -‬تضمني الدعاء بني مجلتني‪ ،‬مثل‪( :‬أنت‪-‬أعزك اهلل‪ -‬رج<<ل‬
‫كرمي‪).‬‬
‫يستعمالن يف احلاالت التالية‪<:‬‬ ‫()‬ ‫القوسان‬
‫‪ -‬للشرح والتفسري‪.‬‬
‫‪ -‬لل<<دعاء القص<<ري‪( :‬ك<<ان عم<<ر(رض<<ي اهلل عن<<ه) مث<<ال اخلليف<<ة‬
‫العادل‪).‬‬
‫‪152‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫يستخدمان يف احلالة التالية‪<:‬‬ ‫املعقوف< < < < <<ان أو القوس< < < < <<ان [ ]‬
‫‪ -‬حينم <<ا ي <<دخل ص <<احب البحث< كالم <<ا شخص <<يا< يف كالم‬ ‫املركنان‬
‫غريه‪.‬‬

‫توضع الشرطة< املائلة لألغراض التالية‪:‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الشرطة املائلة‬


‫‪ -‬لفص <ل< الت <<اريخ امليالدي عن اهلج <<ري‪ ،‬أو العكس‪ :‬مث <<ال‪:‬‬
‫( حممد الرازي(<‪606-534‬هـ‪ 1210 -1149/‬م)‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل بني لفظني متضادين‪ ،‬أو أكثر‪ ،‬يف تركيب<<ة واح<<دة‪:‬‬
‫(املرسل‪ /‬املتلقي عنصران مهمان يف عملية التواصل)‪.‬‬
‫‪ -‬الفص< <ل< بني مك <<انني خمتلفني لطب <<ع الكت <<اب نفس <<ه‪ ،‬مث <<ل‪<:‬‬
‫(اخلراط (أمحد حمم < <<د)‪ :‬اهلم < <<زة يف اإلمالء الع < <<ريب‪ <:‬املش < <<كلة‬
‫واحلل‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمش< < < < <<ق‪/‬دار< العل< < < < <<وم‪ ،‬ب< < < < <<ريوت‪ ،‬الطبع< < < < <<ة‬
‫األوىل‪ ،‬سنة ‪1987‬م‪).‬‬
‫تستعمالن لنقل مجلة مقتبسة< من الغري بنصها احلريف‪.‬‬ ‫املزدوجت <<ان أو الش <<ولتان "‪"...‬‬
‫املزدوجتان‬
‫تستعمل يف احلاالت التالية‪:‬‬ ‫‪:‬‬ ‫النقطتان‬
‫‪ -‬بعد فعل القول‪( :‬يقول‪ :‬إن السماء صافية‪<).‬‬
‫‪ -‬بعد حرف أي‪( :‬أي‪ :‬يقصد طفولته األوىل‪).‬‬
‫‪ -‬بني الش< <<يء وأقس< <<امه وأنواع< <<ه‪( :‬الكلم< <<ة‪ :‬اس< <<م‪ ،‬وفع< <<ل‪،‬‬
‫وحرف‪).‬‬
‫‪ -‬قبل األمثلة اليت توضح قاعدة (مثل‪):‬‬
‫‪ -‬بعد العناوين الفرعية‪<.‬‬

‫‪ ‬مهزة الوص ــل ومهزة القط ــع‪<:‬‬

‫‪153‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫يعرف الكل بأن اهلمزة اليت توجد يف أول كلمة إما مهزة وصل‪ ،‬وإما مهزة قط<<ع‪ .‬فهم<<زة الوص<<ل مهزة يتوص<<ل هبا إىل‬
‫النطق باحلرف الساكن‪ .‬أم<ا مهزة القط<ع‪ ،‬فتظه<ر يف النط<ق‪ ،‬حني نب<دأ بنط<ق< الكلم<ة ال<يت وقعت ه<ذه اهلم<زة يف أوهلا‪،‬‬
‫وتظهر أيضا يف النطق‪ <،‬حني تأيت هذه الكلمة يف وسط الكالم املتصل‪.186‬‬

‫‪ ‬مواضع مهزة الوصل‪:‬‬


‫ترد مهزة الوصل يف جمموعة من املواضع على النحو التايل‪:‬‬
‫‪ -‬تكتب مهزة الوصل يف هذه األمساء‪ ،‬مثل‪ :‬امرؤ‪ ،‬وامرأة‪ ،‬واثنان‪ ،‬واثنتان‪ ،‬وابن‪ ،‬وابنة‪ ،‬وابنم‪ <،‬وامين اهلل‪...‬‬
‫‪ -‬تكتب مهزة الوصل يف مصدر الفعل< اخلماسي والسداسي‪ ،‬مثل‪ :‬انتصار‪ ،‬واستكشاف‪.‬‬
‫‪ -‬تكتب يف ماضي الفعل< اخلماسي والسداسي‪ ،‬مثل‪ :‬اطمأن‪ -‬انزوى‪ -‬استكشف‪....‬‬
‫‪ -‬تكتب مهزة الوصل يف أمر الفعل الثالثي< واخلماسي والسداسي‪ ،‬مثل‪ <:‬العب‪ <،‬انصرف‪ <،‬استعد‪ <،‬استخرج‪<...‬‬
‫‪ -‬تكتب يف مهزة (ال)‪ ،‬مثل‪ <:‬التلميذ‪-‬الراعي‪ -‬السابق‪ -‬الذي‪ -‬اليت‪...‬‬

‫‪ ‬مواضع مهزة القطع‪:‬‬


‫تكتب مهزة القطع يف احلاالت التالية‪<:‬‬
‫‪ -‬مجيع األمساء ماعدا األمساء الستة أو العشرة‪ ،‬مثل‪ :‬إسالم‪ ،‬وإعالم‪.... ،‬‬
‫‪ -‬مصدر الفعل< الثالثي والرباعي‪ ،‬مثل‪ <:‬إعصار‪ ،‬وإعراب‪...‬‬
‫‪ -‬ماضي الثالثي املهموز الفاء‪ ،‬والرباعي‪ ،‬مثل‪ :‬أمر‪ ،‬أعرب‪...‬‬
‫‪ -‬املضارع املبدوء باهلمزة‪ ،‬مثل‪ <:‬أسرع‪ ،‬وأكمل‪ ،‬وأجند‪...‬‬
‫‪ -‬كل احلروف مهزهتا قطع‪ ،‬ماعدا" ال"‪ .‬ومثال ذلك‪ :‬مهزة االستفهام‪ <،‬ومهزة الن<<داء‪ ،‬ومهزة التس<<وية‪ <،‬وإذا التعليلي<<ة‪،‬‬
‫وأم‪ ،‬وأو‪ ،‬وأن‪ ،‬وأال‪... ،‬‬

‫‪- 186‬عبد العليم إبراهيم‪ :‬اإلمالء والرتقيم يف الكتابة العربية‪ ،‬مكتبة غريب‪ ،‬فجالة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ب‪.‬ت‪ ،‬ص‪.34-33:‬‬
‫‪154‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫‪ ‬كتاب ــة اهلمـ ـ ــزة‪:‬‬


‫تكتب اهلمزة إما متوسطة‪ ،‬وإما متطرفة على النحو التايل‪<:‬‬
‫‪ ‬اهلمزة املتوسطة‪:‬‬
‫تكتب اهلمزة املتوسطة على الواو يف احلاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كانت ساكنة بعد ضم‪( :‬مؤمن)‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كانت مفتوحة بعد ضم (سؤال)‪.‬‬
‫‪-‬إذا كانت مضمومة بعد سكون(تفاؤل)‪.‬‬
‫‪-‬إذا كانت مضمومة بعد ضم‪( :‬فؤوس)‪.‬‬

‫وتكتب هذه اهلمزة على األلف يف احلاالت التالية‪:‬‬


‫‪ -‬إذا كانت ساكنة بعد فتح‪(:‬كأس)‬
‫‪ -‬إذا كانت مفتوحة بعد فتح‪(:‬سأل)‪.‬‬
‫إذا كانت مفتوحة بعد حرف صحيح ساكن‪(:‬فجأة)‪.‬‬

‫وتكتب هذه اهلمزة على الياء‪:‬‬


‫‪-‬إذا كانت مفتوحة بعد كسر(مليئة)‪.‬‬
‫‪-‬إذا كانت ساكنة بعد كسر(بئر)‪.‬‬
‫‪-‬إذا كانت مكسورة بعد ضم(سئل)‪<.‬‬
‫‪-‬إذا كانت مكسورة بعد فتح(مطمئنون)‬
‫‪ -‬إذا كانت مكسورة بعد سكون (أسئلة)‪<.‬‬

‫‪ ‬اهلمــزة املتطرفة‪<:‬‬
‫تكتب اهلمزة املتطرفة يف آخ<<ر الكلم<ة حبس<<ب حرك<<ة احلرف ال<ذي قبله<ا؛ إم<ا على الي<اء‪ ،‬وإم<<ا على ال<<واو‪ ،‬وإم<ا على‬
‫األلف‪ ،‬وإما على السطر‪.‬‬
‫‪ -‬تكتب اهلم<<زة املتطرف<<ة على الي<<اء‪ ،‬إذا ك<<ان ماقبله<<ا كس<<ر‪ ،‬مث<<ل‪ :‬ق<<ارىء‪ ،‬وش<<واطىء‪ ،‬ويبت<<دىء‪ <،‬ويهيء‪ ،‬وينش<<ء‪،‬‬
‫وينىبء‪...‬‬
‫‪ -‬تكتب اهلمزة املتطرفة على الواو‪ ،‬إذا كان ماقبلها ضم‪ ،‬مثل‪ :‬جيرؤ‪ -‬هتيؤ‪ -‬تباطؤ‪ -‬تكافؤ‪.....‬‬
‫‪ -‬تكتب اهلمزة املتطرفة على األلف‪ ،‬إذا كان قبلها فتح‪ ،‬مثل‪ <:‬قرأ‪ -‬نشأ‪ -‬مأل‪ -‬يربأ‪ -‬مرفأ‪ -‬خطأ‪...‬‬
‫‪155‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫‪ -‬تكتب اهلم <<زة املتطرف <<ة على الس <<طر‪ ،‬إذا ك <<انت مس <<بوقة حبرف س <<اكن‪ ،‬أو واو مض <<مومة مش <<ددة‪ ،‬مث <<ل‪ :‬عبء‪،‬‬
‫‪187‬‬
‫وكفء‪ ،‬وجزء‪ ،‬وبرء‪ ،‬وكساء‪ ،‬ووضوء‪ ،‬وتبوء‪.... ،‬‬

‫ويالحظ أن اهلمزة املتطرف<ة إذا اتص<ل هبا ض<مري‪ ،‬ص<ارت مهزة متوس<طة‪ ،‬مث<ل‪ (:‬تواطؤ‪‬بتواطئ<ه)‪ .‬وإذا س<بقت< اهلم<زة‬
‫حبرف س<<اكن‪ ،‬وك<<انت منون<<ة تن<<وين< نص<<ب‪ <،‬رمست على ي<<اء بني أل<<ف التن<<وين واحلرف الس<<ابق‪ <،‬إذا أمكن وص<<لها‪،‬‬
‫مث<<ل‪ <:‬عبئ <<ا‪ ،‬كفئ<<ا‪ ،‬ودفئ <<ا‪...‬ف<<إذا مل يكن باإلمك<<ان وص<<لها تبقى اهلم<<زة مف<<ردة‪ <،‬وتوض <<ع أل <<ف التن <<وين< بع <<دها‪ ،‬حنو‪:‬‬
‫جزءا‪ ،‬وجلوءا‪ ،‬وهدوءا‪ ،‬وهزءا‪.188‬‬

‫‪ ‬األل ـ ـف< اللين ــة‪:‬‬


‫يقص<<د ب<<األلف اللين <ة< تل<<ك األل<<ف املم<<دودة الس<<اكنة‪ ،‬والتق<<ع إال يف وس<<ط الكلم<<ة أو يف آخره<<ا‪ .‬ف<<األلف املتوس<<طة‬
‫أص<<ال هي ال<<يت يك<<ون قبله<<ا ح<<رف أو أك<<ثر‪ ،‬مث<<ل ه<<ذه األفع<<ال‪ :‬ق<<ال‪ -‬ن<<ام‪ -‬ج<<ال‪ -‬اس<<تمال‪ <...‬ون<<ذكر من األمساء‪:‬‬
‫فتاة‪ -‬هداهم‪ -‬منادى‪ <...‬ومن األحرف‪ :‬إالم تتطلع؟ عالم تعول؟ حتام تظل تفكر؟‬
‫أم<<ا األل<<ف املتطرف<<ة‪ ،‬ف<<إذا ك<<انت يف األمساء األعجمي<<ة‪ ،‬فرتس<<م ألف<<ا‪ ،‬مث<<ل‪ :‬طنط<<ا‪ ،‬وياف<<ا‪ ،‬وحيف<<ا‪ ،‬وش<<ربا‪... ،‬م<<ا ع<<دا‬
‫أربع<<ة أمساء‪ ،‬وهي‪ :‬موس<<ى‪ ،‬وعيس<<ى‪ ،‬وخبارى‪ ،‬وكس<<رى‪ ،‬فتكتب ألفه<<ا مقص<<ورة‪ <.‬وترس<<م األمساء املبني<ة< ألف<<ا‪ ،‬مث<<ل‪<:‬‬
‫أما‪ -‬مهما‪ -‬إذا‪ ،‬وحيثما‪ <...‬وتكتب ألفا إذا كان االسم ثالثيا‪ ،‬ومنقلبا عن واو‪ ،‬وكانت من األمساء العربية املعربة‪،‬‬
‫مث <<ل‪ <:‬احلج <<ا‪ ،‬واحلف <<ا‪ ،‬وال <<ذرا‪ ،‬والرض <<ا‪... ،‬وتكتب ألف <<ا مقص <<ورة يف غ <<ري ذل <<ك‪ ،‬ك <<أن تك <<ون يف اس <<م ثالثي‪ ،‬وهي‬
‫منقلبة عن ياء‪ ،‬مثل‪ <:‬دمى‪ ،‬وفىت‪ ،‬وقرى‪ ،‬ومىن‪.....‬أو تكون يف اس<<م أحرف<<ه أك<ثر من ثالث<<ة‪ ،‬وليس قب<ل األل<ف ي<اء‪،‬‬
‫مث<<ل‪ <:‬بش<<رى‪ ،‬وبل<<وى‪ ،‬وس<<عدى‪ ،‬وص<<غرى‪...‬ف<<إن< ك<<ان قب<<ل األف ي<<اء‪ ،‬رمست األل<<ف اللين <ة< ألف<<ا مث<<ل‪ :‬ثري<<ا‪ <،‬وري<<ا‪،‬‬
‫ودنيا‪ ،‬ورعايا‪...‬وإذا كانت الكلمة علما‪ ،‬فرتسم األلف ياء‪ ،‬مثل‪ (:‬حيىي) للتفرقة بينها‪ ،‬وبني الفعل (حييا)‪.‬‬
‫أما على مستوى األفعال‪ ،‬ترسم األلف اللينة ألفا‪ ،‬إذا كانت آخر الفعل< الثالثي‪ ،‬وكانت منقلبة< عن واو‪ ،‬مثل‪ :‬ب<<دا‪،‬‬
‫وحبا‪ ،‬وجال‪ ،‬وخال‪ ،‬ودنا‪ ...‬وترسم ألفا مقصورة‪ ،‬بأن كانت آخر فعل ثالثي‪ ،‬وكانت منقلب<<ة عن ي<<اء‪ ،‬مث<<ل‪ :‬أىب‪،‬‬
‫وأوى‪ ،‬وبغى‪ ،‬وس <<عى‪..‬أو ك <<انت آخ <<ر فع <<ل أحرف <<ه أك <<ثر من ثالث <<ة‪ ،‬وليس قب <<ل األل <<ف ي <<اء‪ ،‬مث <<ل‪ <:‬أتى‪ ،‬وأب <<دى‪،‬‬
‫‪189‬‬
‫وأجلى‪ ،‬وأخلى‪ ،‬وأردى‪....‬‬

‫‪ - 187‬انظر‪ :‬عمر أوكان‪ :‬دالئل اإلمالء وأسرار الرتقيم‪ ،‬ص‪.27-26:‬‬


‫‪ - 188‬عمر أوكان‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.27:‬‬
‫‪ - 189‬عبد العليم إبراهيم‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪.63-61:‬‬
‫‪156‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫‪ ‬فتــح مهزة (ان) وكسرها‪:‬‬


‫تفتح مهزة (أن) يف احلاالت التالية‪:‬‬
‫‪-‬إذا وقعت وسط اجلملة‪ ،‬مثل‪( <:‬أعلم أن السماء صافية)‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون وما بعدها يف موضع الفاعل‪ ،‬مثل‪( :‬بلغين أنك جمتهد‪).‬‬
‫‪ -‬تقع بعد لو‪ ،‬مثل‪( :‬لو أنك اجتهدت‪ ،‬لكان خريا لك‪).‬‬
‫‪-‬أن تقع بعد ما املصدرية< الظرفية‪ ،‬مثل‪( :‬ال أكلمك ما أنك كسول‪).‬‬
‫‪ -‬أن تكون هي وما بعدها يف موضع نائب الفاعل‪ ،‬حنو‪( :‬علم أنك منصرف‪<).‬‬
‫‪-‬أن تكون هي وما بعدها يف موضع املبتدأ‪ ،‬حنو‪( :‬حسن أنك جمتهد‪).‬‬
‫وتكسر مهزة(إن) يف احلاالت التالية‪<:‬‬
‫‪ -‬تقع يف بداية الكالم‪( :‬إن السماء صافية‪).‬‬
‫‪ -‬تقع بعد حرف تنبيه‪ <،‬مثل‪( :‬أال‪ ،‬أما‪)...‬‬
‫‪ -‬بعد القول‪( :‬يقول‪ <:‬إن السماء صافية‪<).‬‬
‫‪ -‬بعد إذ‪ ،‬وحىت‪ ،‬وأي‪ ،‬وحيث‪...‬مثل‪( :‬أي‪ :‬إن السماء صافية‪ -‬إذ إهنا يتيمة‪ <،‬حيث إن املكان واسع‪)...‬‬
‫‪ -‬بعد القسم‪( :‬واهلل‪ ،‬إن السماء صافية)‬
‫‪ -‬أن تقع صدر اجلملة الواقعة صلة للموصول‪ ،‬حنو‪ (:‬جاء الذي إنه جمتهد‪).‬‬
‫‪ -‬يف مجلة احلال‪ ،‬مثل‪ (:‬جئت‪ ،‬وإن الشمس تغرب‪).‬‬
‫‪ -‬يف مجلة الصفة‪ <،‬حنو‪( :‬جاء رجل إنه فاضل‪).‬‬
‫‪ -‬أن تقع صدر مجلة استئنافية‪ ،‬مثل‪ (:‬يزعم فالن أين أسأت إليه‪ ،‬إنه لكاذب‪).‬‬
‫‪ -‬أن تقع يف خربها الم االبتداء‪ ،‬مثل‪( :‬علمت إنك جملتهد‪).‬‬
‫‪190‬‬
‫‪ -‬أن تقع ما بعدها خربا عن اسم عني‪ ،‬حنو‪( :‬خليل إنه كرمي‪).‬‬

‫‪ ‬ألف (ابن)‪:‬‬
‫تثبت< أل <<ف (ابن) يف أول الكالم‪ ،‬مث <<ل‪( :‬ابن من أنت؟ )‪ ،‬أو إذا ك <<ان االس <<م الث <<اين أم <<ا‪ ،‬مث <<ل‪( :‬عيس <<ى ابن م <<رمي‪،‬‬
‫وداود بن عائشة)‪ .‬وإذا وقعت بعد منون‪ ،‬مثل‪( :‬خالد ابن الوليد)‪ ،‬وإذا وقع أحدمها مفردا‪ <،‬مثل‪ <(:‬احلسن واحلس<ني‬
‫ابنا علي)‪ .‬ومن جهة أخرى‪ ،‬حتذف ألف (ابن) أثناء النداء‪ ،‬مثل‪ (:‬يابن علي)‪ ،‬وحينما تك<<ون بني علمني‪( :‬يوس<<ف‬
‫بن تاشفني)‪ ،‬وبعد استفهام(ابنك< هذا؟)‪.‬‬

‫‪ - 190‬الشيخ مصطفى الغالييين‪ :‬جامع الدروس العربية‪ ،‬اجلزء الث<اين‪ ،‬املكتب<ة العص<رية‪ ،‬ب<ريوت‪/‬ص<يدا‪ ،‬لبن<ان‪ ،‬الطبع<ة الثاني<ة عش<رة‪1984 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪.323-318:‬‬
‫‪157‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫‪ ‬ح ــذف الــواو واأللف‪<:‬‬


‫حتذف ال<<واو يف بعض الكلم<<ات‪ ،‬وذل<<ك للتخفي<<ف‪ ،‬مث<<ل‪( <:‬داود‪ ،‬وط<<اوس‪ ،‬ون<<اوس(مق<<ربة النص<<ارى)‪ <،‬وه<<اون( م<<ا‬
‫يدق فيه)‪)...‬‬
‫وحتذف األل< <<ف من وس< <<ط الكلم< <<ة‪ ،‬وينط< <<ق هبا يف‪ :‬اس< <<م اجلالل< <<ة (اهلل)‪ ،‬و(إل< <<ه)‪ ،‬و(لكن)‪ ،‬و(ط< <<ه)‪ ،‬و(ال< <<رمحن)‪،‬‬
‫و(مسوات)‪ .‬كما حتذف هاء التنبيه إذا دخلت على أمساء اإلشارة‪ ،‬مثل‪( :‬هذا‪ ،‬وهذه‪ ،‬وهذان‪ ،‬وهؤالء‪)...‬‬
‫والحتذف يف مث<<ل‪( <:‬هاهن<<ا‪ ،‬وهات<<ان)‪ .‬وحتذف األل<<ف من (م<<ا) االس<<تفهامية‪ <،‬إذا دخ<<ل عليه<<ا أح<<د أح<<رف اجلر‪ ،‬أو‬
‫حىت‪ ،‬مثل‪( <:‬فيم‪ ،‬مب‪ ،‬عالم‪ ،‬حتام‪<)...‬‬
‫وقد تزاد األلف يف بعض الكلمات العددية‪ <،‬مثل‪( <:‬مائة‪ <،‬ومائتان‪ ،‬وتسعمائة‪<)...‬‬

‫‪ ‬التاء املربوطة والتاء املبسوطة‪:‬‬


‫يتم احلديث إمالئيا عن التاء املربوطة والتاء املبسوطة‪ ،‬على النحو التايل‪:‬‬
‫‪ ‬التاء املبسوطة‪:‬‬
‫تكتب التاء املتطرفة مبسوطة يف احلاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كانت أصلية‪ ،‬مثل‪ :‬بيت‪ -‬بات‪...‬‬
‫‪ -‬يف حالة اتصاهلا بالفعل‪ <،‬سواء أكانت ت<<اء ت<<أنيث< س<<اكنة (أكلت‪ -‬خ<<رجت‪ -‬لعبت‪ ،)...‬أم ك<<انت ت<<اء متحرك<<ة‪،‬‬
‫مثل‪( :‬لعبت‪ -‬خرجت‪ -‬لعبت‪،)...‬‬
‫‪ -‬أو حينما تكون التاء يف آخر االسم‪ ،‬بعد سكون قصري أو طويل‪ ،‬مثل(موت‪ -‬بنت‪ -‬توت‪<،)...‬‬
‫‪ -‬أو تكون تاء مجع املؤنث السامل‪ ،‬مثل‪( <:‬بنات‪ -‬معلمات‪ -‬مهندسات‪،)...‬‬
‫‪ -‬أو تكون يف آخر احلروف‪ ،‬بعد ساكن صحيح أو مد‪ ،‬مثل‪(:‬الت‪ -‬ليت)‪.‬‬

‫‪ ‬التاء املربوطة‪:‬‬
‫تكون التاء مربوطة< يف احلاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬يف االسم العلم املؤنث‪ ،‬مثل‪ <:‬نعيمة‪ <،‬ومسرية‪ ،‬وفتيحة‪...‬‬
‫‪ -‬اس <<م العلم املذكر غ <<ري األجن <<يب‪ ،‬مث <<ل‪ <:‬معاوي <<ة‪ <،‬وطلح <<ة‪ <...‬أم <<ا إذا ك <<ان أجنبي <<ا‪ <،‬فيكتب بالت <<اء املبس <<وطة‪ ،‬مث <<ل‪:‬‬
‫بارت‪ ،‬وجونيت‪... ،‬‬
‫‪ -‬يف الصفة< املؤنثة‪ ،‬مثل‪ :‬عاملة‪ ،‬مؤمنة‪ <،‬ونزيهة‪ ،‬وطويلة‪... ،‬‬
‫‪ -‬صيغة املبالغة‪ ،‬مثل‪ :‬فهامة‪ ،‬وعالمة‪ ،‬ووقادة‪... ،‬‬
‫‪ -‬كلمة مثة الظرفية املسبوقة بالفتح(مثة)‪<.‬‬
‫‪158‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫‪ -‬االسم املسبوق بفتحة‪ <،‬مثل‪ <(:‬صخرة‪ ،‬ولعبة‪<،)...‬‬


‫‪ -‬تاء مجع التكسري السم املنقوص‪ <،‬مثل‪( <:‬الراعي‪ /‬رعاة‪ -‬القاضي‪ /‬قضاة‪ -‬اجلايب‪ -‬جباة‪.)...‬‬
‫وعلي<<ه‪ ،‬يالح<<ظ أن الت<<اء توج<<د يف األمساء واألفع<<ال واحلروف‪ ،‬وتنط<<ق ت<<اء يف وص<<ل الكالم‪ .‬يف حني‪ ،‬تنط<ق< ه<<اء يف‬
‫الوقف‪.‬‬

‫ب‪ -‬القضايا النحوية والرتكيبية‪<:‬‬


‫مثة جمموع<ة من القض<ايا اللغوي<ة والرتكيبي<ة< ال<يت حيت<اج إليه<ا الط<الب لتجوي<د حبث<ه‪ ،‬وتنقيح<ه تنقيح<ا< ص<حيحا وس<ليما‪.‬‬
‫ومن بينها‪:‬‬
‫‪ ‬الرواب ـ ـط< اللغوي ــة‪<:‬‬
‫مثة جمموعة من الروابط اليت حيتاج إليها الب<احث‪ ،‬لكي يك<ون حبث<ه العلمي حبث<ا متس<قا ومرتابط<ا ومنس<جما‪ .‬ومن بني‬
‫هذه الروابط م<ا ه<و لغ<وي يرب<ط بني اجلم<ل فيم<ا بينه<ا‪ <،‬وم<اهو س<ياقي يرب<ط بني فق<رات اخلط<اب ومتواليات<ه‪ <،‬وم<اهو‬
‫منطقي وحج <<اجي‪ ،‬حيث جيع <<ل عملي <<ة الكتاب <<ة مرتابط <<ة س <<ببيا وعالئقي <<ا‪ .‬وتتض <<من الرواب< <ط< املنطقي <<ة جمموع <<ة من‬
‫املب <<ادىء‪ ،‬مث <<ل‪ :‬الس <<ببية‪ <،‬والتض <<مني‪ ،‬والتش <<ابه‪ <،‬واملطابق <<ة‪ <،‬والتن <<اقض‪ ،‬والتض <<اد‪ <،‬والتعري <<ف‪ ،‬والس <<رد‪ ،‬والوص <<ف‪،‬‬
‫والتمثيل‪ <،‬واملقارنة‪ ،‬والتقومي‪...‬‬
‫ومثة رواب<ط أخ<رى تركيبي<<ة‪ ،‬تتم بني اجلم<<ل فيم<<ا بينه<<ا‪ ،‬مث<ل‪ :‬الراب<ط< الزم<<ين (عن<دما‪ -‬بينم<ا‪ -‬يف حني‪ -‬حينم<<ا‪ -‬بع<د‬
‫أن‪ -‬قب<<ل أن‪ -‬إث<<ر‪ -‬عقب‪ <،)...‬والراب<<ط الش<<رطي (إذا‪ -‬ل<<و‪ -‬إن‪ -‬ل<<وال‪ -‬ش<<رط‪ -‬ش<<ريطة أن‪ <،)...‬والراب<<ط الس<<بيب‬
‫(ألن‪ -‬لــ‪ -‬بس < <<بب‪ -‬ل < <<ذلك‪ ،)...‬والراب < <<ط الغ < <<ائي( لكي‪ -‬بغاي < <<ة‪ -‬قص < <<د‪ -‬ألج < <<ل‪ -‬بغي < <<ة‪ -‬هبدف‪ <،)...‬والراب < <<ط‬
‫املوصويل(الذي‪ -‬اليت‪ -‬من‪ -‬ما‪ ،)...‬والرباط اإلحايل( الضمائر< املتصلة واملنفصلة وأمساء اإلشارة)‪.‬‬
‫واليقتص<<ر الرب <ط< على اجلم<<ل فق<<ط‪ ،‬ب<<ل هن<<اك رب<<ط بني الفق<<رات واملتوالي<<ات‪ ،‬ويتم مبجموع<<ة من الرواب<<ط الس<<ياقية<‬
‫واخلطابية‪ ،‬مثل‪ :‬الربط< التماثلي( مبوازاة ذلك‪ -‬بشكل مماثل‪ -‬وينسحب ه<ذا على‪ ،)...-‬والرب<ط< التعارض<ي(< خالف<ا‬
‫ل <<ذلك‪ -‬غ <<ري أن— بي <<د أن‪ -‬يف املقاب <<ل‪ ،) ...-‬والرب <ط< اإلض <<ايف( إىل ج <<وار‪ -‬فض <<ال عن ذل <<ك‪ -‬ناهي <<ك عن‪ -‬بل <<ه‬
‫عن– عالوة على ذل<<ك‪ -‬وينض<<اف< إىل ذل<<ك‪ <،)...-‬والرب<ط< املوض<<وعايت( يف ه<<ذا الس<<ياق‪ -‬يف ه<<ذا اإلط<<ار‪ -‬يف ه<<ذا‬
‫الص <<دد‪ -‬يف ه <<ذا الش <<أن‪ ،)...‬والرب <<ط االس <<تنتاجي( بن <<اء على ذل <<ك‪ ،‬وعلي <<ه‪ ،‬تأسيس< <ا< على ذل <<ك‪ -‬وعلى العم <<وم‪-‬‬
‫ارتباطا مبا سبق‪ <،‬ونتيجة< هلذا‪ ،‬ويرتتب عن ذلك‪)...‬‬

‫‪159‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫‪ ‬تركي ــب اجلمل ــة‪:‬‬


‫ينبغي للباحث أن يوظف اجلملة العربية< أثناء كتابة حبثه‪ ،‬واليستعمل< اجلملة االمسية إال يف الضرورة القصوى‪ .‬ومث<<ال‬
‫ذل<<ك اجلمل<<ة التالي<<ة‪( :‬العلم يس<<تلزم الص<<رب واجله<<د‪ .‬والق<<ول الص<<حيح ه<<و‪ :‬يس<<تلزم العلم الص<<رب واجله<<د‪ ).‬ومن جه<<ة‬
‫أخرى‪ ،‬على الباحث االبتعاد< قدر اإلمكان عن اجلملة الطويلة‪ ،‬ومن األحسن تقطيعها إىل مجل بس<<يطة‪ <،‬أو اس<<تعمال<‬
‫مجل اعرتاض<<ية‪ ،‬ب<<أال ي<<ؤثر ذل<<ك على م<<دلول اجلمل<<ة‪ .‬ومث<<ال ذل<<ك‪ ( :‬هتدف البنيوي <<ة التكويني <ة< ال<<يت أرس<<ى دعائمه<<ا‬
‫لوسيان كولدمان‪ ،‬بعد أن استفاد< من كتابات فرويد‪ ،‬وماركس‪ ،‬وجان بياجي‪ ،‬وهيجل‪ ،‬وأجنلز‪ ،‬إىل خلق نوع من‬
‫املماثلة بني البىن الفوقية والبىن التحتية)‪ <.‬فهذه اجلملة طويلة‪ .‬لذا‪ ،‬فهي حتتاج إىل ن<<وع من التفص<<يل< والتبس<<يط‪ <،‬مث<<ل‪<:‬‬
‫( هتدف البنيوي<ة< التكويني<ة< إىل خل<<ق ن<<وع من املماثل<<ة بني الب<<ىن الفوقي<<ة والب<<ىن التحتي<<ة‪ <.‬وق<<د أرس<<ى لوس<<يان كول<<دمان‬
‫دعائمها‪ ،‬بعد أن استفاد من كتابات فرويد‪ ،‬وماركس‪ ،‬وجان بياجي‪ ،‬وهيجل‪ ،‬وأجنلز‪).‬‬

‫‪ ‬متييز العـ ـ ــدد‪:‬‬


‫إذا كان املعدود مذكرا‪ ،‬كان العدد مؤنثا‪ ،‬مثل‪( :‬أربعة< رجال)‪ ،‬وإذا كان املع<<دود مؤنث<<ا‪ ،‬ك<ان الع<<دد م<<ذكرا‪ ،‬مث<<ل‪:‬‬
‫(أربع نساء)‪ .‬ويقع التطابق< يف حاليت الواح<د واالث<نني‪ ،‬مث<ل‪( :‬أح<د عش<ر كوكب<ا‪ ،‬وإح<دى عش<رة ش<جرة‪ /‬اثن<ا عش<ر‬
‫كوكبا‪ ،‬واثنتا< عشرة شجرة)‪<.‬‬
‫أما على مس<توى اإلع<راب‪ ،‬يك<ون املع<دود جمرورا م<ا بني الثالث<<ة والعش<رة ( مخس<ة ك<راس)‪ ،‬ويك<ون املع<دود منص<وبا<‬
‫ما بني أح<د عش<ر وتس<عة وتس<عني(اش<رتيت عش<رين مكتب<ا)‪ .‬ويك<ون املع<دود جمرورا بع<د املائ<ة ( رأيت مائ<ة تلمي<ذ)‪،‬‬
‫واأللف ( مررت بألف مدينة)‪ <،‬واملليون ( اشرتيت العقد مبليون فرنك)‪ <،‬واملليار ( اشرتيت السوق مبليار فرنك)‪.‬‬

‫‪ ‬املثىن‪ ،‬ومجع املذكر السامل‪ ،‬واألمساء اخلمسة‪ ،‬واألفعال اخلمسة‪:‬‬


‫يرف<<ع املث<<ىن ب<<األلف (حض<<ر الول<<دان)‪ <،‬وينص<<ب وجير بالي<<اء‪ ،‬مث<<ل‪ ( :‬رأيت الول<<دين‪ ،‬وس<<لمت على الول<<دين)‪ <،‬ويرف<<ع‬
‫اجلم<<ع املذكر الس<<امل ب<<الواو (حض<<ر املؤمن<<ون)‪ <،‬وجير بالي<<اء( س<<لمت على املؤم<<نني)‪ .‬يف حني‪ ،‬ترف<<ع األمساء اخلمس<<ة‪،‬‬
‫مثل‪( :‬أبوك‪ -‬أخوك‪ -‬محوك‪ -‬فو‪ -‬ذو) بالواو(جاء أبوك)‪ ،‬وتنصب باأللف(رأيت أباك)‪ ،‬وجتر بالياء(< س<<لمت على‬
‫أبيك)‪ .‬وترفع األفعال اخلمسة بثب<وت< الن<<ون‪ ،‬مث<<ل‪ ( :‬التالمي<ذ يكتب<ون ال<درس)‪ ،‬وتنص<ب< وجتزم حبذف الن<ون‪ ،‬مث<ل‪<:‬‬
‫(مل يكتبوا الدرس)‪.‬‬

‫وخالصة القول‪ :‬تلكم نظرة مقتضبة حول جمموعة من الظواهر الصرفية واإلمالئية والرتكيبية< اليت حيت<اج إىل معرفته<ا‬
‫ك <<ل من الب <<احث املبت <<دىء والب <<احث املتمكن مع <<ا‪ ،‬وذل <<ك أثن <<اء كتاب <<ة حبثهم <<ا العلمي بص <<فة< عام <<ة‪ ،‬وكتاب <<ة حبثهم <<ا‬
‫الرتبوي بصفة خاصة‪ .‬وتسعف هذه الظواهر املختلف<<ة الب<<احث ال<<دؤوب يف جتوي<<د عمل<<ه‪ ،‬وحتس<ني كتابت<<ه‪ ،‬وذل<<ك يف‬
‫‪160‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫ضوء أسس لغوية صحيحة وس<ليمة‪ .‬وك<ل تس<اهل يف اللغ<<ة والنح<و واإلمالء ق<<د جيع<ل حبث الط<<الب أو الب<<احث غ<ري‬
‫مقبول علميا‪ ،‬وغري مستساغ منهجيا وكتابة‪ .‬لذا‪ ،‬البد من متثل هذه اآلليات اللغوية والصرفية< واإلمالئية والرتكيبي<<ة‬
‫أثناء كتابة البحث‪ ،‬وااللتزام< هبا بشكل صارم ودقيق‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫الخاتم ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫يت<<بني لن<<ا‪ ،‬مما س<<بق ذك<<ره‪ ،‬أن مثة ع<<دة من<<اهج ميكن توظيفه<<ا يف جمال البحث< العلمي بص<<فة عام<<ة‪ ،‬والبحث< ال<<رتبوي‬
‫بص <<فة خاص <<ة‪ ،‬منه <<ا‪ :‬املنهج الوص <<في‪ ،‬واملنهج التجري <<يب‪ <،‬واملنهج الت <<ارخيي‪ ،‬واملنهج الببلي <<وغرايف‪ ،‬واملنهج النفس <<ي‪،‬‬
‫واملنهج االجتم< <<اعي‪ ،‬واملنهج الب< <<نيوي‪ <،‬واملنهج الس< <<يميائي‪ ،‬واملنهج الب< <<نيوي< التكوي< <<ين‪ ...‬ويف احلقيق< <ة< مثة منهج< <<ان‬
‫رئيس < <<ان ميكن متثلهم < <<ا يف البحث< ال < <<رتبوي‪ ،‬ومها‪ :‬املنهج الوص < <<في واملنهج التجري < <<يب‪ <.‬ف < <<املنهج الوص < <<في ينب < <<ين على‬
‫جمموع< <<ة من التقني< <<ات< اإلجرائي < <<ة‪ ،‬مث< <<ل‪ :‬املالحظ< <<ة‪ ،‬واملقابل< <<ة‪ ،‬واالس< <<تمارة‪ <،‬والروائ< <<ز‪ ،‬ودراس< <<ة احلال< <<ة‪ ،‬ودراس< <<ة‬
‫املض<<مون‪...‬بينم<ا< يعتم<<د املنهج التجري<<يب على اس<<تخدام اإلحص<<اء الوص<<في واالس<<تنتاجي‪ ،‬وتوزي<<ع العين<<ات< املدروس<<ة‬
‫إىل جمموع<<ات جتريبي <ة< وض<<ابطة‪ .‬ويبقى املنهج التجري<<يب أك<<ثر مص<<داقية وعلمي<<ة وثبات<<ا باملقارن<<ة م<<ع املنهج الوص<<في‪.‬‬
‫كما يعد البحث امليداين التطبيقي أفضل من البحث< النظري‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬فقد درسنا يف هذا الكتاب املتواضع جمموعة من التقنيات< واملناهج العلمية اليت تشغل بشكل من األشكال يف‬
‫البحث الرتبوي‪ ،‬متتبعني يف ذلك منهجية موحدة تقريبا‪ ،‬جتمع بني التنظ<ري والتط<بيق‪ <.‬فعلى مس<توى الف<رش النظ<ري‪،‬‬
‫كن<<ا نب<<دأ موض<<وعنا بتعري<ف< التقني<<ة‪ <،‬فن<<ذكر مقوماهتا ومرتكزاهتا‪ ،‬مث نس<<تعرض< تارخيه<<ا‪ ،‬مث حندد أمهيته<<ا وقيمته<<ا‪ ،‬مث‬
‫نقومه<<ا إجياب<<ا وس<<لبا‪ ،‬م<<ع اإلش<<ارة إىل كيفي<ة< كتاب<<ة البحث يف ض<<وء تل<<ك التقني<<ة‪ <.‬ومن جه<<ة أخ<<رى‪ ،‬فق<<د ذيلن<<ا ك<<ل‬
‫تقنية< مبلحق خ<اص‪ ،‬ميث<ل خطواهتا ومراحله<ا التطبيقي<ة‪ ،‬وتوج<د ه<ذه املالح<ق يف آخ<ر الكت<اب‪ ،‬لتك<ون مناذج متثيلي<ة‪<،‬‬
‫يستهدي هبا الطلبة والباحثون يف دراساهتم امليدانية‪<.‬‬
‫عالوة على ذل<<ك‪ <،‬مل ننس عملي<<ة التوثي<<ق‪ <،‬وكيفي<<ة كتاب<<ة البحث ال<<رتبوي‪ ،‬حيث وض<<حنا خمتل<<ف التقني<<ات< واآللي<<ات‬
‫اإلجرائية< يف ذلك‪ ،‬مع ختصيص الكتاب بفصل تكميلي‪ ،‬ميس القضايا اللغوية‪ ،‬وخاصة القضايا اإلمالئي<ة< والرتكيبي<<ة‪<.‬‬
‫وقد أثبتنا ضمن هذا الفصل< اللغوي جدوال ملختلف عالمات الرتقيم‪ :‬نطقا‪ ،‬ورمسا‪ ،‬وداللة‪ ،‬وسياقا‪.‬‬
‫ويف األخ <<ري‪ ،‬ميكن الق <<ول‪ :‬إن معرف <ة< من <<اهج البحث< ض <<رورة ملح <<ة لالس <<تهداء هبا يف كتاب <<ة األحباث والدراس <<ات<‬
‫العلمية‪ ،‬واالستعانة< هبا يف حتضري الرسائل واألطروحات اجلامعية‪<.‬‬

‫‪162‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫ببليوغرافيا المصادر والمراجع‬

‫‪ ‬املراجع العربية‪<:‬‬
‫‪ - 1‬أب< < <<و بك< < <<ر حمم< < <<ود اهلوش‪ :‬املدخل إىل علم الببليوغرافيا‪ ،‬منش < < <<ورات الكت< < <<اب والتوزي < < <<ع واإلعالن واملط< < <<ابع‪،‬‬
‫طرابلس‪ ،‬ليبيا‪ <،‬الطبعة األوىل سنة ‪1981‬م‪.‬‬
‫‪ -2‬د‪.‬أمحد أوزي‪ :‬سيكولوجية املراهق‪ ،‬دار الفرقان‪ ،‬الدار البيضاء‪ <،‬املغرب‪ ،‬الطبعة< األوىل سنة ‪1986‬م‪.‬‬
‫‪ -3‬د‪.‬أمحد أوزي‪ :‬الطفل واجملتمع‪ ،‬مطبعة< النجاح اجلديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬املغرب‪ ،‬الطبعة األوىل سنة< ‪1988‬م‪.‬‬
‫‪ -4‬د‪.‬أمحد أوزي‪ :‬املعجم املوس <<وعي لعل <<وم الرتبية‪ ،‬مطبع <<ة دار النج <<اح اجلدي <<دة‪ ،‬ال <<دار البيض <<اء‪ ،‬املغ <<رب‪ ،‬الطبع <<ة‬
‫األوىل سنة ‪2006‬م‪،‬‬
‫‪ -5‬د‪.‬أمحد أوزي‪ :‬منهجية البحث وحتليل املضمون‪ ،‬مطبعة< النج<<اح اجلدي<<دة‪ ،‬ال<دار البيض<اء‪ <،‬املغ<رب‪ ،‬الطبع<<ة الثاني<<ة‬
‫‪2008‬م‪.‬‬
‫‪ -6‬أمحد حسن الزيات وآخرون‪ :‬املعجم الوسيط‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬املكتبة< اإلسالمية‪ <،‬استانبول‪ ،‬تركيا‪ ،‬الطبعة< الثاني<<ة‪،‬‬
‫سنة ‪1972‬م‪.‬‬
‫‪ -7‬د‪.‬أمحد شليب‪ :‬كيف تكتب حبثا أو رسالة جامعية‪ <،‬مكتبة النهضة املصرية‪ <،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة الثامنة< عشرة‪،‬‬
‫السنة ‪1987‬م‪.‬‬
‫‪ -8‬أحمم <<د عليل <<وش‪ :‬الرتبي <ة< والتعليم من أج <<ل التنمية‪ ،‬مطبع <ة< النج <<اح اجلدي <<دة‪ ،‬ال <<دار البيض <<اء‪ <،‬الطبع <ة< األوىل س <<نة‬
‫‪2007‬م‪.‬‬
‫‪ -9‬بيري غ<ريو‪ :‬الس<يمياء‪ ،‬ترمجة‪ <:‬أنط<وان أيب زي<د‪ ،‬منش<ورات عوي<دات‪ ،‬ب<ريوت‪ ،‬لبن<ان‪ ،‬ب<اريس‪ ،‬الطبع<ة األوىل س<نة‬
‫‪1984‬م‪.‬‬
‫‪ -10‬د‪.‬جابر عبد احلميد جابر‪ <:‬علم النفس الرتبوي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬طبعة ‪1977‬م‪.‬‬
‫‪ -11‬د‪.‬مجي <<ل محداوي‪ :‬من مس <<تجدات الرتبي <<ة احلديث <<ة واملعاص <<رة‪ ،‬منش <<ورات ال <<زمن‪ <،‬الرب <<اط‪ ،‬الطبع <ة< األوىل س <<نة‬
‫‪2009‬م‪.‬‬
‫‪ -12‬د‪.‬ج<<ودة أمحد س<<عادة‪ :‬من<<اهج الدراس<<ات االجتماعية‪ ،‬دار العلم للماليني‪ ،‬ب<<ريوت‪ ،‬لبن<<ان‪ <،‬الطبع<<ة األوىل س<<نة<‬
‫‪1984‬م‪.‬‬
‫‪ -13‬خالد املري وآخرون‪ :‬أمهية سوسيولوجيا املدرسة‪ ،‬سلسلة التكوين ال<<رتبوي‪ ،‬الع<<دد‪ ،3‬مطبع<ة< النج<<اح اجلدي<<دة‪،‬‬
‫الدار البيضاء‪ <،‬الطبعة الثانية‪1995 <،‬م‪.‬‬
‫‪ -14‬خال <<د املري وإدريس قامسي‪ :‬من <<اهج البحث ال <<رتبوي‪ ،‬سلس <<لة التك <<وين ال <<رتبوي‪ ،‬الع <<دد‪ ،16:‬مطبع <<ة النج <<اح‬
‫اجلديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬املغرب‪ ،‬الطبعة األوىل سنة ‪2001‬م‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫‪ -15‬ديوبول <<د ب‪.‬ف <<ان دالني‪ :‬من <<اهج البحث يف الرتبي <<ة وعلم النفس‪ ،‬ترمجة‪ <:‬دكت <<ور حمم <<د نبي< <ل< نوف <<ل‪ ،‬ودكت <<ور‬
‫س <<ليمان اخلض <<ري الش <<يخ‪ ،‬ودكت <<ور طلعت منص <<ور غربي <<ال‪ ،‬مكتب <<ة األجنلومص <<رية‪ <،‬الق <<اهرة‪ ،‬مص <<ر‪ ،‬الطبع <<ة الثاني< <ة<‬
‫‪1986‬م‪.‬‬
‫‪ -16‬روالن بارت‪ :‬مبادئ يف علم الداللة ‪ ،‬ترمجة حممد البكري‪ ،‬عيون املقاالت‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبع<<ة األوىل س<<نة‬
‫‪1986‬م‪.‬‬
‫‪ -17‬د‪ .‬مسري حممد حسني‪ :‬حتليل املضمون‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬صمر‪ ،‬طبعة< ‪1983‬م‪.‬‬
‫‪ -18‬د‪ .‬السيد فؤاد البهي‪ :‬حتليل املضمون لصحيفة منار املغرب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ <،‬سنة ‪1965‬م‪ ،‬نشر خاص‪.‬‬
‫‪ -19‬د‪ .‬شبل< بدران‪ :‬الرتبية واإليديولوجية ‪ ،‬مطبعة النجاح اجلديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األوىل‪1991 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -20‬الشيخ مصطفى الغالييين‪ <:‬جامع ال<دروس العربية‪ ،‬اجلزء الث<اين‪ ،‬املكتب<ة العص<رية‪ ،‬ب<ريوت‪/‬ص<يدا‪ ،‬لبن<ان‪ <،‬الطبع<<ة‬
‫الثانية< عشرة‪1984 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -21‬د‪.‬ص<<فوت ف<<رح‪ :‬املض<<مون بني التحلي<<ل واألبع<<اد‪ :‬آف<<اق جدي<<دة لتط<<وير األس<<لوب‪ ،‬ن<<دوة قي<<اس الرأي الع<<ام يف‬
‫مصر‪ 12-10‬مارس‪1981‬م‪.‬‬
‫‪ -22‬عب <<د الك <<رم غ <<ريب‪ :‬املنه <<ل ال <<رتبوي‪ ،‬اجلزء الث <<اين‪ ،‬منش <<ورات ع <<امل الرتبي <<ة‪ <،‬مطبع< <ة< النج <<اح< اجلدي <<دة‪ ،‬ال <<دار‬
‫البيضاء‪ <،‬املغرب‪ ،‬الطبعة األوىل سنة ‪2006‬م‪.‬‬
‫‪ -23‬عب<<د الك<<رمي غ<<ريب‪ <:‬منهج البحث العلمي يف عل<<وم الرتبي <ة< والعل<<وم اإلنس<<انية<‪ ،‬منش<<ورات ع<<امل الرتبي<<ة‪ ،‬مطبع<<ة‬
‫النجاح اجلديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬املغرب‪ ،‬الطبعة< األوىل سنة ‪2012‬م‪.‬‬
‫‪ -24‬عبد العليم إبراهيم‪ :‬اإلمالء والرتقيم يف الكتابة< العربية<‪ ،‬مكتبة< غريب‪ ،‬فجالة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ <،‬ب‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -25‬عم <<ر أوك <<ان‪ :‬دالئ <<ل اإلمالء وأس <<رار ال <<رتقيم‪ ،‬أفريقي <<ا الش <<رق‪ ،‬ال <<دار البيض <<اء‪ <،‬املغ <<رب‪ ،‬الطبع <<ة األوىل س <<نة‬
‫‪1999‬م‪.‬‬
‫‪ -26‬د‪.‬فوزي<ة< فهيم‪ :‬املادة اإلخباري<ة< يف اإلذاع<ة املص<رية‪ ،‬دراس<ة يف حتلي<ل املض<مون‪ ،‬الق<اهرة‪ ،‬كلي<ة اإلعالم‪ ،‬مص<ر‪،‬‬
‫طبعة ‪1975‬م‪.‬‬
‫‪ -27‬گي أڤ<<انزيين‪ <:‬اجلم<<ود والتجدي<د< يف الرتبي<<ة املدرس<<ية<‪ ،‬ترمجة عب<<د اهلل عب<<د ال<<دائم‪ ،‬ب<<ريوت‪ ،‬دار العلم للماليني‪،‬‬
‫الطبعة< األوىل ‪1981‬م‪.‬‬
‫‪ -28‬جمموع <<ة من الب <<احثني‪ :‬مص <<طلحات تعليمي <<ة من ال <<رتاث اإلس <<المي‪ ،‬د‪.‬خال <<د الص <<مدي‪ ،‬منش <<ورات املنظم <<ة‬
‫اإلسالمية< للرتبية والعلوم والثقافة –إيسيسكو‪ ،-‬الطبعة األوىل سنة< ‪2008‬م‪.‬‬
‫‪ -29‬د‪.‬حمم<<د زي<<اد محدان‪ :‬تق<<ييم املنهج‪ ،‬سلس<<لة الرتيب<<ة احلديث <ة< ‪ ،25‬دار الرتبي <ة< احلديث<<ة‪ <،‬عم<<ان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبع <ة<‬
‫األوىل سنة ‪1986‬م‪.‬‬
‫‪ -30‬د‪ .‬خمتار التهامي‪ :‬حتليل مضمون الدعاية يف النظرية< والتطبيق‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬طبعة ‪1974‬م‪.‬‬
‫‪164‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫‪ -31‬د‪.‬مص <<طفى س <<ويف‪ :‬األس <<س النفس <<ية< لإلب <<داع الف <<ين يف الش <<عر خاصة‪ ،‬دار املع <<ارف‪ ،‬الق <<اهرة‪ ،‬مص <<ر‪ ،‬طبع <ة<‬
‫‪1959‬م‪.‬‬
‫‪ -32‬د‪.‬ميل<<ود ح<<ابييب‪ :‬اخلط<<اب ال<<رتبوي يف األدب املوج<<ه لألطف<<ال‪.‬منوذج اجملالت املغربية<‪ ،‬دبل<<وم بوس<<ت كرادي<<ا‪،‬‬
‫بلجيكا‪1980 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -33‬د‪.‬هادي نعمان اهليثي‪ :‬صحافة األطفال يف العراق‪ :‬نشأهتا وتطورها‪ ،‬مع حتلي<ل حملتواه<ا وتقييمه<ا‪ ،‬دار الرش<<يد‬
‫للنشر‪ ،‬العراق‪ <،‬طبعة ‪1979‬م‪.‬‬
‫‪ -34‬وزارة الرتبية الوطنية< والشباب‪ :‬دليل< احلياة املدرسية‪ ،‬شتنرب ‪2003‬م‪..‬‬

‫‪ ‬املقاالت‪:‬‬
‫‪ -35‬د‪.‬عبد الستار بن حممد العوين‪( :‬مقارب<<ة تارخيي<ة لعالم<ات ال<رتقيم)‪ ،‬جمل<ة ع<امل الفك<ر‪ ،‬الك<ويت‪ <،‬اجملل<د الس<ادس‬
‫والعشرون‪ <،‬العدد الثاين‪ <،‬أكتوبر‪/‬ديسمرب‪1997‬م‪.‬‬
‫‪ -36‬نادي<ة< س<امل‪( :‬إش<كاليات اس<تخدام حتلي<ل املض<مون يف العل<وم االجتماعي<ة)‪ ،‬جمل<ة العل<وم االجتماعي<ة‪ <،‬الك<ويت‪،‬‬
‫العدد الثالث‪ <،‬سنة< ‪1983‬م‪.‬‬
‫‪ -37‬هيئة التحرير‪( :‬قواع<د النش<ر باجملل<ة)‪ ،‬جمل<ة العل<وم الرتبوي<ة والنفس<<ية‪ ،‬مملك<ة البح<رين‪ ،‬اجملل<د الث<اين عش<ر‪ ،‬الع<دد‬
‫الثالث‪ <،‬سبتمرب‪2011‬م‪.‬‬
‫‪ -38‬هيئ<<ة التحري<<ر‪( :‬قواع<<د النش<<ر يف جمل<<ة الطفول<<ة العربي<<ة)‪ ،‬جمل<<ة الطفول<<ة العربية<‪ ،‬الك<<ويت‪ ،‬اجملل<<د الث<<الث عش<<ر‪،‬‬
‫العدد الثاين واخلمسون‪ ،‬سبتمرب‪2012‬م‪.‬‬

‫‪ ‬املطبوعات واملخطوطات‪:‬‬
‫‪ -39‬زاغ< <<ر حن< <<ان‪ :‬ال< <<دالالت النفس< <<ية والسوس< <<يوثقافية للمنت< <<وج اللغ< <<وي اللفظي وغ< <<ري اللفظي ل< <<نزالء املؤسس< <<ة‬
‫العقابي <<ة‪ -‬دراس <ة< حتليلي <<ة نفس <<ية< واجتماعي <<ة ملض <<مون كتاب <<ات ورس <<وم ووش <<وم الس <<جناء‪ ،‬رس <<الة ماجس <<تري‪ ،‬مص <<ر‪،‬‬
‫‪2013-2012‬م‪ ( .‬توجد شبكة الرسالة عند الباحث)‪<.‬‬
‫‪ -40‬د‪.‬ل <<ؤي عب <<د الفت <<اح ود‪ .‬زين العاب <<دين محزاوي‪ :‬أساس <<يات يف تقني <<ات ومن <<اهج البحث‪ ،‬مطب <<وع ج <<امعي‪،‬‬
‫جامع <<ة حمم <<د األول‪ ،‬كلي <<ة العل <<وم القانوني <<ة واالقتص <<ادية واالجتماعي <<ة‪ ،‬وج <<دة‪ ،‬املغ <<رب‪ ،‬الس <<نة اجلامعية< ‪-2010‬‬
‫‪2011‬م‪.‬‬

‫‪165‬‬
www.alukah.net ‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة‬

:‫ املراجع األجنبية‬
41-A. Greimas et E.Landowski: Introduction à l’analyse du discours en
sciences sociales, Hachette université, Paris, 1979.
42-Baudelot, Establet: L'école capitaliste en France, Maspéro, Paris, 1971.
43- Bardin, L.: L’analyse de contenu. France: PUF.1977
44-Bernstein: Langage et classes sociales, ed de minuit, Paris, 1975.
45-Bourdieu, Passeron:Les héritiers; Ed.de Minuit; 1964.
-46 Bourdieu, Passeron:La reproduction, éléments pour une théorie du
système d'enseignement, Ed de minuit, 1970.
47- CHAMBERLAND, G., LAVOIE, L. et MARQUIS, D. 20 formules
pédagogiques. Québec Presses de l'Université du Québec P.U.Q.).1995.
48-Delandsherere: Introduction à la recherche en éducation, Armand
Colin, Bourrelier, 1982.
49-François Dépelteau: la démarche d’une recherche en sciences
humaines, de la question de départ à la communication des résultats. Éd.
De Boeck, Bruxelles 2010.
50-GUILBERT, L. et OUELLET, L.: Étude de cas _ Apprentissage par
problèmes. Québec: P.U.Q, 1997.
51-Ketele: L’analyse qualitative en éducation. Des pratiques de recherche
aux critères de qualité. Bruxelles: De Boeck.2006.
52- ILLICh: Une société sans école, Seuil, Paris, 1971.
53-LIPMAN, M: À l'école de la pensée. Traduction de Thinking in
Education par Nicole Decostre. Bruxelles: De Boeck.1995.
54- MUCCHIELLI, R.: La méthode des cas. Paris: Éditions sociales
françaises.1969, 1970.
55-Mucchielli, R: L’analyse de contenu des documents et des
communications. E.S.F.Paris.1977.

166
www.alukah.net ‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة‬

56-Perrenoud, PH: Stratification socio-culturelle et réussite scolaire,


Dros, 1970.RICHERT, A. E.: Case methods and teacher education:
using cases to teach teacher reflection. In Tabachnick, B. R. et Zeichner,
K. (Eds.), pp. 130-150. Isues and practices in inquiry-oriented teacher
education. New York: Falmer.1991.
57-Robert, A.D., & Bouillaguet, A.: L’analyse de contenu. Que sais-je ?
Paris, France: PUF.1997.

58-SWARTZ, R. et PERKINS, D.: Teaching Thinking. Issues and


Approaches. Pacific Grove, CA: Midwest Publications.1989.

59-VAN STAPPEN, Y.: L'enseignement par la méthode des cas: nature


et fonctions, techniques d'application, types d'apprentissage. Joliette:
Cégep Joliette-De Lanaudière.1989.
60- Vitali Christian: la vie scolaire, Hachette.Nouvelles approches, 1997.

167
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫المالحـ ــق‬

‫‪ -1‬ملحق االستمارة‪:‬‬

‫ختوفات األساتذة املبتدئني مبراكز التكوين‬

‫وزارة الرتبية الوطنية‪ -‬الدولة‪<...‬‬


‫املركز اجلهوي ملهن الرتبية< والتكوين‪....... ،‬‬

‫استمارة موجهة إىل األساتذة املبتدئني مبراكز التكوين‬

‫معلومات شخصية‬
‫اجلنس‪ :‬ذكر‪ ‬مؤنث‪‬‬
‫السن‪ :‬‬
‫سلك التعليم‪ <:‬ابتدائي ‪ ‬إعدادي ‪ ‬تأهيلي‪‬‬
‫نوع اإلجازة‪<...............................................:‬‬
‫مكان التكوين‪...............................................:‬‬

‫هدف االستمارة‪:‬‬
‫الرجاء ملء االستمارة ملعرفة ختوفات األساتذة املتدربني مبراكز التكوين‪ ،‬وجزاكم اهلل عنا خريا‪.‬‬

‫‪ ‬هل حتسون باخلوف يف مراكز التكوين؟ نعم ‪ ‬ال‪‬‬


‫‪ ‬إذا كان اجلواب بنعم‪ ،‬فما الذي خيوفكم‪:‬‬

‫‪168‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫‪-‬الصرامة واالنضباط‪‬‬
‫‪ -‬قسوة األساتذة‪‬‬
‫‪ -‬ضعف التكوين‪‬‬
‫‪ -‬تأخر املنحة‪‬‬
‫‪ -‬تأثري الوضعية العائلية على مسار التكوين‪‬‬
‫أس< < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < <<باب‬
‫أخرى‪<...................................................................................................:‬‬
‫‪<....................................‬‬
‫‪.........................................................................................................‬‬
‫‪.....................................‬‬
‫‪ ‬ماهي املادة الدراسية اليت ختوفكم كثريا‪:‬‬
‫العربية<‪ ‬الفرنسية ‪ ‬الفنون ‪ ‬العلوم‪ ‬األمازيغية< ‪ ‬اإلعالميات ‪ ‬علوم الرتبية< ومادة البحث ‪‬‬
‫‪ ‬هل تتخوفون من امتحان التخرج؟< نعم ‪ ‬ال‪‬‬
‫ملاذا؟‪.....................................................................................................‬‬
‫‪.........................................................................................................‬‬
‫‪.............................................‬‬
‫‪ ‬هل أنتم خائفون من التعيني‪ <:‬نعم ‪ ‬ال‪‬‬
‫ملاذا؟‪.....................................................................................................‬‬
‫‪.........................................................................................................‬‬
‫‪.............................................‬‬
‫‪ ‬هل يتم القضاء على هذه التخوفات بــ‪:‬‬
‫‪-‬االنضباط‪‬‬
‫‪ -‬االجتهاد واملثابرة‪‬‬
‫‪ -‬االستعداد< اجليد‪‬‬
‫‪ -‬الزواج‪‬‬
‫‪ -‬عدم الزواج‪‬‬
‫‪ -‬اإلجناب‪‬‬
‫‪ -‬عدم اإلجناب‪‬‬
‫‪169‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫‪ -‬احلضور املستمر وعدم الغياب‪‬‬


‫‪ -‬ترقب التعيني اجلهوي‪‬‬
‫أس< < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < <<باب‬
‫أخرى‪<...................................................................................................:‬‬
‫‪<....................................‬‬
‫‪.........................................................................................................‬‬
‫‪....................................‬‬

‫‪ -2‬منوذج من املقابلة املباشرة‪:‬‬

‫يف إطار دراسة< ظاهرة اهلدر املدرس ٍي‪ ،‬قمنا بإجراء مقابل<ة م<ع بعض األش<خاص املعن<يني هبذه الظ<اهرة‪ ،‬قص<د التع<رف<‬
‫على مدى انتشارها يف العامل القروي‪ ،‬ورصد اجملهودات املبذولة ملعاجلتها‪.‬‬

‫حوار مع األستاذ‪<:‬‬
‫بس<<م اهلل ال<<رمحن ال<<رحيم‪ ،‬مرحب<<ا بكم معن<<ا أس<<تاذ‪ <،..........‬بص<<فتكم أس<<تاذا ت<<درس بالع<<امل الق<<روي‪ ،‬ولكم عالق<<ة‬
‫مباشرة مع الظاهرة‪ ،‬نود أن نطرح عليكم بعض األسئلة‪:‬‬

‫اجلواب‪:‬‬ ‫السؤال‪:‬‬
‫ما املقصود باهلدر املدرسي؟ وما هي نسبة انتشار< اهلدر املدرس<<ي ه<<و انقط<<اع التالمي <<ذ ومغ <<ادرهتم املدرس <<ة‬
‫قب <<ل إمتام مرحل <<ة معين <<ة من الدراس <<ة‪ .‬وق <<د ع <<رفت ه <<ذه‬ ‫هذه الظاهرة باملنطقة< اليت تدرسون هبا؟‬
‫الظاهرة انتشارا كبريا يف الوسط القروي باخلصوص‪.‬‬
‫كم عدد احلاالت املالحظة يف هذا املوسم؟‬
‫هناك مخس حاالت‪ ،‬هناك حاالت انقطعت< عن الدراس<<ة‬
‫يف بداي <ة< املوس<<م الدراس<<ي‪ ،‬وح<<االت أخ<<رى يف منتص<<ف‬
‫املوسم‪.‬‬
‫‪170‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫ما هي أسباب اهلدر املدرسي؟‬


‫ميكن تلخيص األس<<باب يف الفش<ل الدراس<<ي‪ ،‬بع<<د املس<افة‬
‫عن املدرس< < <<ة‪ ،‬وأس< < <<باب أخ< < <<رى ذات ط< < <<ابع اقتص< < <<ادي<‬
‫واجتماعي‪.‬‬
‫حوار مع تلميذ‪:‬‬
‫أنتقل إىل أمحد الذي انقطع عن الدراسة يف سن مبكرة‪ ،‬مرحبا بك معنا‪:‬‬

‫اجلواب‪:‬‬ ‫السؤال‪:‬‬
‫خرجت من املدرسة يف املستوى الثالث‪<.‬‬ ‫مىت انقطعت عن الدراسة؟<‬
‫لكي أساعد والدي يف العمل‪.‬‬ ‫ملاذا؟‬
‫أعرف احلروف واألعداد‪ ،‬وال أعرف الكتابة‪<.‬‬ ‫هل تعرف الكتابة والقراءة واحلساب؟‬
‫حوار مع مجعية مكافحة اهلدر املدرسي‪:‬‬
‫نرحب بالسيد مدير مجعية شفاء ملكافحة اهلدر املدرسي‪ ،‬ونشكركم على حسن استقبالنا‪.‬‬

‫اجلواب‪:‬‬ ‫السؤال‪:‬‬
‫تق < < <<وم مجعيتن < < <<ا بتحس < < <<يس< أس < < <<ر التالمي < < <ذ< بض < < <<رورة‬ ‫ما هي اجملهودات املبذولة حملاربة هذه الظاهرة؟‬
‫التمدرس‪ ،‬وتقدمي الدعم النفسي للتلميذ‪ ،‬وتتبع مساره‬
‫الدراسي‪.‬‬
‫طبع <<ا هن <<اك تراج< <<ع يف اآلون <<ة األخ <<رية وذل <<ك بفض< <<ل‬ ‫هل هناك تراجع هلده الظاهرة؟‬
‫التعاون بني اجلمعية وأولياء التالميذ‬

‫‪ -3‬الروائـ ــز‪:‬‬

‫‪171‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫بطاقة تعريف التلميد (ة)‬

‫اإلسم الكامل‪..........................................................:‬‬

‫اسم القسم‪............................................................:‬‬

‫تعليمات توجه للتلميذ‪ ،‬توضح كيفية اإلجابة على أسئلة الرائز‪<:‬‬

‫إن ه <<ذا اإلختب <<ار< ليس امتحان <<ا‪ <،‬وليس <<ت ل <<ه عالق <<ة بنتائج <<ك الدراس <<ية‪ <،‬إن اهلدف من <<ه ه <<و مس <<اعدتك على جتاوز‬
‫الصعوبات اليت تواجهها يف هذه املادة‪ .‬وحىت ال تضيع هذه الفرصة‪ <،‬عليك أن تتعامل< معه بكل عناية وجدية‪.‬‬

‫أ‪-‬اقرأ جيدا السؤال‪ ،‬وتأكد من صحة جوابك عليه‪.‬‬

‫ب‪-‬إذا كنت غري متيقن من اإلجابة الصحيحة‪ ،‬اقرتح اجلواب الذي تراه مناسبا‪ <،‬وانتقل< إىل السؤال املوايل‪.‬‬

‫ج‪-‬ال تضيع< الوقت يف السؤال الذي يبدو لك صعبا‪ ،‬فيمكنك الرجوع إليه فيما بعد‪.‬‬

‫د‪ -‬حاول أن يكون خطك واضحا‪.‬‬

‫ه‪ -‬كل اإلجابة خمالفة للتوجيهات تعترب ملغاة‪.‬‬

‫‪ -‬لديك ‪ 60‬دقيقة< لإلجابة على مجيع أسئلة االختبار‪.‬‬


‫‪-‬اقرأ كل سؤال بتمعن‪ ،‬واجب عنه بالطريقة املطلوبة‪.‬‬

‫‪172‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫أسئلة الرائز التشخيصي‬


‫مادة الرياضيات‬
‫السنة الخامسة ابتدائي‬
‫التالية؟<هو‬
‫السلسةاجلمع‬
‫املكمليف لعملية‬ ‫ماهو الرتتيب التنازيلالعدد‬
‫الصحيح‬ ‫‪12‬‬
‫‪291‬‬
‫‪1.067 < 0.761 < 6.017 < 7.016 1 1‬‬
‫‪211‬‬
‫‪7.016 > 6.017 > 1.067 > 0.761 2 2‬‬
‫‪219‬‬
‫‪0.761 > 1.067 > 6.017 > 7.016 3 3‬‬
‫‪189‬‬
‫‪7.06 < 6.017 < 1.067 < 0.761 4 4‬‬
‫رقم اجلواب‬
‫رقم اجلواب‬

‫ماهي الصورة اليت يظهر فيها التماثل بشكل خطأ؟‬ ‫‪3‬‬


‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬
‫رقم اجلواب‬

‫اجلزء العشري يف العدد العشري ‪ 125.23‬هو‬ ‫‪4‬‬


‫‪125‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪25‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪23‬‬ ‫‪173‬‬ ‫‪4‬‬
‫رقم اجلواب‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫هي صيغة حلساب ‪(B x H)/2،‬‬ ‫‪5‬‬


‫حميط املثلث‬ ‫‪1‬‬
‫مساحة املثلث‬ ‫‪2‬‬
‫عدد رؤوس املثلث‬ ‫‪3‬‬
‫عدد أضالع املثلث‬ ‫‪4‬‬
‫رقم اجلواب‬

‫أصغرعدد زوجي هو‬ ‫‪6‬‬


‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪4‬‬
‫رقم اجلواب‬

‫نصف< الثمن هو‬ ‫‪7‬‬


‫‪1/2‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪1/4‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪1/8‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪1/16‬‬ ‫‪4‬‬
‫رقم اجلواب‬

‫أقصى ما ميكن ألمحد أن يشرتيه هبذا املبلغ هو‬ ‫‪8‬‬


‫كتاب ب ‪15‬درمها وقلم ب درمهني‬ ‫‪1‬‬
‫لعبة< ب ‪ 18‬درمها‬ ‫‪2‬‬
‫جملة بعشرين< درمها‬ ‫‪3‬‬
‫قميص ب ‪ 50‬درمها‬ ‫‪4‬‬
‫رقم اجلواب‬ ‫‪174‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫‪:‬‬
‫‪ -4‬ملحق لنموذج من مناذج حتليل املضمون‬
‫استمارة حتليل مضمون كتابات املساجني(‪)191‬‬

‫أوال‪:‬البيانات< األولية‪<:‬‬
‫‪ -1‬جنس صاحب النص‪:‬‬
‫ذكر أنثى‬
‫‪-2‬املؤسسة اليت ينتمي اليها‪:‬‬

‫مؤسسة وقاية مؤسسة إعادة تربية< مؤسسة إعادة تأهيل‬


‫‪ -3‬نوع املوضوع‪:‬‬
‫نص نثري نص شعري‬
‫‪ -4‬تلخيص مضمون النص‪:‬‬

‫‪- 4‬الفكرة واملوضوع الرئيسي للنص‪:‬‬


‫‪...........................................................................................................‬‬
‫‪...........................................................................................................‬‬

‫‪ - 191‬زاغ<<ر حن<<ان‪ :‬ال<<دالالت النفس<<ية والسوس<<يوثقافية للمنت<<وج اللغ<<وي اللفظي وغ<<ري اللفظي ل<<نزالء املؤسس<<ة العقابي<<ة‪ -‬دراس<<ة حتليلي<<ة نفس<<ية‬
‫واجتماعية ملضمون كتابات ورسوم< ووشوم السجناء‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬مصر‪2013-2012 ،‬م‪ ( .‬توجد شبكة الرسالة عند الباحث)‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫‪...........................................................................................................‬‬
‫‪.....‬‬
‫‪-5‬األفكار واملواضيع الفرعية والثانوية بالنص‪:‬‬
‫‪...........................................................................................................‬‬
‫‪...........................................................................................................‬‬
‫‪...........................................................................................................‬‬
‫‪.......................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬التحليــــــــــل الشكـــــــــــلي‪:‬‬

‫التوجد‬ ‫توجد‬ ‫الفئةـ تحت الفرعية‬ ‫الفئةـ الفرعيةـ‬ ‫الفئةـ‬


‫الض< < < < < < < < < < < < < < < < < < <<مائر< ضمري املتكلم‬ ‫خص <<ائص كتاب <<ات‬
‫املس< < < < < <<تخدمة يف‬ ‫املسجونني‬
‫ضمري املخاطب‬ ‫الكتابة‬

‫ضمري الغائب‬

‫االنتق< < < < < < < < <<ال< بني زم< < < < < < < < <<نني‬ ‫املقابلة بني االضداد‬
‫متضادين‪<.‬‬
‫االنتق< < < < < < <<ال< بني مك< < < < < < <<انني‬
‫متضادين‪<.‬‬
‫االنتق< < < < < < < <<ال بني ح< < < < < < < <<التني‬
‫نفسيتني متضادتني‪<.‬‬

‫تكرار لفظي‬ ‫النزعة< اللفظية‬


‫تكرار معنوي‬
‫املاضي‬ ‫املستوى الصريف‬
‫املضارع‬
‫املستقبل<‬

‫معجم الس< < <<جن والوس< < <<ط‬ ‫املستوى الداليل‬


‫‪176‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫املغلق‪.‬‬
‫معجم احلري< < < < <ة< والوس< < < < <<ط‬
‫املفتوح‬
‫معجم الغرب< < < <ة< والعزل< < < <ة<‬
‫واملنفى‬
‫معجم الطبيعة‬
‫معجم احليوانات‬
‫معجم األزمنة<‬
‫معجم االنسان‬

‫مجلة فعلية‬ ‫مستوى الرتكييب‬


‫مجلة امسية‬

‫األسلوب اخلطايب‬ ‫األسلوب‬


‫األسلوب الرمزي‬
‫أسلوب النهي‬
‫أسلوب النداء واألمر‬
‫احلذف‬
‫التشخيص<‬
‫التجسيم<‬

‫ثالثا‪:‬التحليل املوضوعي‪:‬‬

‫عدم وجود‬ ‫وجود‬ ‫الفئة< حتت الفرعية‬ ‫الفئة الفرعية<‬ ‫الفئة‬

‫نقص الدافعي <<ة والكف <<اءة‬ ‫أثر اإليداع يف السجن االكتئاب‬


‫الذاتية‪.‬‬ ‫على البن< < < < <<اء النفس< < < < <<ي‬
‫التش< < < <<اؤم واألفك< < < <<ار غ< < < <<ري‬ ‫للمسجون‬

‫‪177‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫العقالنية< والسوداوية‬
‫التفكري االجرتاري‬

‫التمركز حول الذات‬

‫الالمب< < < < < < < < < < < < <<االة وع< < < < < < < < < < < < <<دم‬
‫االس < < < < < < < <<تمتاع باألش < < < < < < < <<ياء‬
‫واألح <<داث كم <<ا ك <<ان يف‬
‫املاضي‪.‬‬
‫املعاناة اجلسدية‪.‬‬
‫الالمعىن‬
‫التشيؤ‬
‫العج < <<ز وفق < <<دان الكف < <<اءة‬
‫الذاتية<‬
‫العزلة‬
‫عدم الوعي بالذات‬
‫فقدان الشعور بالفردية<‬
‫مفهوم اجيايب للذات‬ ‫مفهوم الذات‬
‫مفهوم سليب للذات‬

‫الش < <<عور بالفش< < <ل< لفق < <<دان‬ ‫اإلحباط‬
‫املكان< < < < < < < < < < < < < < <<ة وال< < < < < < < < < < < < < < <<دور‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫الت < <<وتر الن < <<اجم عن توق < <<ع‬
‫الوص< < < < < < < < < <<م االجتم< < < < < < < < < <<اعي‬
‫والرفض‪.‬‬
‫الت< < < < < <<وتر< الن< < < < < <<اتج عن ختلي‬
‫األسرة واألصدقاء عليه‪.‬‬

‫‪178‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫الت< < <<وتر< الن< < <<اتج عن احلاجز‬


‫املادي املمثل يف السجن‪.‬‬
‫القل< <<ق الن< <<اتج عن التفك< <<ري‬
‫يف مصري االسرة‪.‬‬
‫عدوانية حنو اآلخر‬ ‫العدوانية‬

‫التعب<<ري لفظي<<ا عن املش<<اعر‬


‫حنو الذات‪.‬‬
‫ايذاء الذات‪.‬‬
‫املخ <<اطرة وقب <<ول املواق <<ف‬ ‫االندفاعية‬
‫غري املألوفة‬
‫متث <<ل الس <<جني لع <<املي ايق< < < < < < < < <<اع ال< < < < < < < < <<زمن ال< < < < < <<زمن< العق< < < < < <<ايب يتس< < < < < <<م‬
‫بالرتابة< والروتني‪.‬‬ ‫بالوسط العقايب‬ ‫الزمان واملكان‬
‫اجلم < <<ود والس < <<كون( زمن‬
‫س < <<اكن وث < <<ابت ومتوق < <<ف‬
‫ودائري)‪<.‬‬
‫الزمن< العقايب سليب‬

‫البطء والدميومة‬
‫غي< < <<اب املع< < <<امل الزمني< < < <ة< أو‬
‫تشويشها‪.‬‬
‫فق< < < < < < <<دان احلس وال< < < < < < <<وعي‬
‫الزمين‪<.‬‬
‫اللي< < < < < <<ل مص< < < < < <<در ص< < < < < <<راع‬
‫للسجني‪.‬‬
‫ال <<زمن< العق <<ايب زمن ف <<ارغ‬
‫خال من املعىن وضائع‪.‬‬

‫‪179‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫ايق< < < < < < < < <<اع ال< < < < < < < < <<زمن االستمرارية‬
‫بالوس< < < < <<ط خ< < < < <<ارج تك< < <<رار االح< < <<داث لبل< < <<وغ‬
‫املستقبل‪<.‬‬ ‫السجن‬
‫قابلي< < < < < <<ة تع< < < < < <<ديل< وتغي< < < < < <<ري‬
‫األحداث‪.‬‬
‫سرعة استنفاذ< الزمن‪<.‬‬
‫الرتك < <<يز على مرحل < <<ة م< < <<ا‬ ‫االفق الزمين‬
‫الس ْجن‪.‬‬
‫قبل َ‬
‫جتسيد احلاضر‬
‫تص< <<ور املس< <<تقبل< ومرحل< <<ة‬
‫ما بعد االفراج‪.‬‬
‫االت <<زان يف جتس <<يد األزمن <<ة‬
‫الثالثة‪.‬‬
‫يستحض<ر< الس<جني املاض<ي‬
‫واملستقبل يف احلاضر‪.‬‬
‫اإليقاعي< < < < < < <ة< املد واجلزر‬
‫االنتق< < < <<ال من املاض< < < <<ي اىل‬
‫املستقبل‪<.‬‬
‫املك < <<ان يف الوس < <<ط الس< <<جن يس< <<تدعي أفك< <<ارا‬
‫متعلقة< باملوت واملنفى‪.‬‬ ‫العقايب‬
‫املع< < < < <<امل املكاني< < < < < <ة< ترتب< < < < <<ط‬
‫بالضيق واالنغالق والقي<<ود‬
‫واالسوار‬
‫غياب االمتداد املكاين‪.‬‬
‫السجن وامللكية اجلماعية‪.‬‬
‫السجن فضاء مفتوح على‬
‫اجملهول‪.‬‬

‫‪180‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫الصمت القاتل‪<.‬‬

‫املك< <<ان خ <<ارج الوس< < <<ط املفت< < <<وح يك< < <<رس‬
‫شعور الفرد باحلرية‪.‬‬ ‫السجن‬
‫املكان مبثابة< داعم للفرد‪.‬‬
‫ال< < < < <<بيت ه< < < < <<و أهم املع< < < < <<امل‬
‫املكانية للمسجون‪.‬‬
‫الوس< < < < <<ط املفت < < < <<وح يعكس‬
‫االمتداد املكاين‪.‬‬
‫البحث عن املس< < < < < < <<اندة‬ ‫أس< < < < < < <<اليب املواجه< < < < < < <<ة االس< < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < <<اليب<‬
‫االجتماعية‬ ‫وآلي< < < < < < < < <<ات ال< < < < < < < < <<دفاع الشعورية‬
‫التجنب‬ ‫املوظف < < < < <<ة من ط < < < < <<رف‬
‫حل املشكالت‬ ‫املسجون‬

‫االلتزام الديين‬
‫إعادة التقييم االجيايب‬
‫األس< < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < < <<اليب< االسقاط‬
‫التربير<‬ ‫الالشعورية<‬
‫اإلعالء‬
‫النكوص‬
‫اإلنكار‬
‫اجتاه< < < <<ات ال< < < <<نزالء تتناس< <<ب العقوب< <<ة وطبيع < <ة<‬ ‫اجتاهات السجناء‬
‫الفعل< االحنرايف املرتكب‪.‬‬ ‫حنو العقوبة‬

‫اجتاه< < < <<ات ال< < < <<نزالء تلعب ال <<ربامج االص <<الحية‬
‫حنو املؤسس< < < < < < < < < < < < < < < <<ة والسياس< < < <<ة العقابي < < < <<ة دورا‬
‫كبريا يف‬ ‫العقابية‬
‫تط < < < < < < < <<وير مه< < < < < < < <<ارات‬
‫وشخصية< السجناء‪.‬‬
‫‪181‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫تع< < < < <<د املؤسس< < < < <<ة العقابي< < < < <<ة‬
‫الس< <<جناء ملرحل< <<ة االف< <<راج‬
‫واالن< < < < < < < <<دماج يف احلي< < < < < < < <<اة‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫املؤسس< < < < <<ة العقابي< < < < <<ة ه< < < < <<و‬
‫مؤسسة لتعليم اجلرمية‪.‬‬

‫تش< <<جع املؤسس< <<ة العقابي < <ة<‬


‫اجملتمع املدين على املس<امهة‬
‫يف اصالح املساجني‪.‬‬

‫يس< < < <<اهم اجملم< < < <<ع مس< < < <<امهة‬
‫فعال<<ة يف ان<<دماج املس<<جون‬
‫وتوافقه بعد االفراج‪.‬‬
‫وج< < < <<ود ومس< < < <<اندة أس< < < <<رة‬
‫املس <<جون يس <<اهم بص <<ورة‬
‫كبرية يف عملية اصالحه‪.‬‬
‫اجتاه< <<ات الس< <<جناء ض < <<رورة االل < <<تزام بقواع < <<د‬
‫حنو الثقافة< الفرعية< وض < < < < < < < < < <<وابط املؤسس < < < < < < < < < <<ة‬
‫العقابية‪<.‬‬
‫‪-‬تب< < < < <<ين قواع< < < < <<د ومع< < < < <<ايري‬
‫مناهضة‬
‫للمجتم< < < <<ع وللمؤسس< < < <<ة‬
‫العقابي< < < <<ة هبدف احلص< < < <<ول‬
‫على ال< <<دعم والتواف < <<ق م< <<ع‬
‫متطلبات مرحلة احلَْبس‪.‬‬

‫‪-‬ويتجس< < < < < < < < < < < < <<د من خالل‬

‫‪182‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫رفض املس< < <<جون ملا حيي < <<ط‬


‫ب< <<ه من ج <<وانب اجتماعي< <<ة‬
‫وثقافية‬
‫مترد إجيايب ييتمث < < < < < < < < < < < < < <<ل يف‬
‫ال < <<رفض املوج < <<ه حنو رفض‬
‫للثقاف < < < < < < < <<ة اجلاحنة وك < < < < < < < <<ل‬
‫أشكال االحنراف‬
‫مترد س< < < < < < < < < < < <<ليب ب< < < < < < < < < < < <<رفض‬
‫املس<<جون لقواع<<د املؤسس<<ة‬
‫العقابية< أو معايري اجملتمع‪.‬‬

‫بر الوالدين‬ ‫القيم ال <<يت تعكس <<ها القيم األخالقية‬


‫كتاب< < <<ات الس < < <<جناء‬
‫الغدر واخليانة‬
‫وحتكم سلوكهم‬
‫االعفو والتس< < < < < <<امح وإب< < < < < <<داء‬
‫النصيحة<‬
‫نبذ الظلم واالستغالل<‬
‫االلتزام بالصدق‬
‫االلتزام باألمانة والوفاء‬
‫احرتام القانون والنظام<‬
‫الدعوة للعمل واملثابرة‬ ‫القيم االجتماعية‬
‫نب< < < < <<ذ الفرق< < < < <<ة والتعص< < < < <<ب‬
‫الديين‬
‫التنف< < < < < < < < < < <<ري من اآلف< < < < < < < < < < <<ات‬
‫االجتماعي< < < < < <<ة كالفوض< < < < < <<ى‬
‫والفساد‪.‬‬
‫حتمل املسؤولية‪<.‬‬
‫التع< < < <<اون وتنمي< < < <<ة ال< < < <<روح‬

‫‪183‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫اجلماعية‪.‬‬
‫تق< < < < <<دير حري< < < < <<ة االنس< < < < <<ان‬
‫وكرامته‪.‬‬
‫تق< < < < < < < < < < < <<دير قيم< < < < < < < < < < < <<ة العلم‬ ‫القيم العقلية<‬
‫واالعتداد به‪.‬‬
‫تق< < < < <<دير جه< < < < <<ود العلم< < < < <<اء‬
‫ودورهم‪.‬‬
‫االحتذاء بالعلماء‪.‬‬
‫تق< < < < < <<دير أمهي< < < < < <<ة االب< < < < < <<داع‬
‫واالبتكار‬
‫التش<ديد على أمهي<ة النظاف<ة‬ ‫القيم الصحية‬
‫الشخصية< والبيئية‪.‬‬
‫احلف< < < < < < < <<اظ على الص< < < < < < < <<حة‬
‫والوقاي < < < < < <<ة من األم < < < < < <<راض‬
‫املعدية‪.‬‬
‫االل< < < < < < < < < < < <<تزام< بالقواع < < < < < < < < < < < <<د‬
‫والتعليم< < < < < < < <<ات< الص< < < < < < < <<حية‬
‫املفروض< < < < < < < < < < <<ة يف البيئ< < < < < < < < < < <<ة‬
‫السجنية‪.‬‬
‫الصرب عن<<د االبتالء واليقني‬ ‫القيم الروحية‬
‫بالفرج< وحسن العوض‪.‬‬ ‫والدينية<‬
‫اعطاء الض<<غوط واالزم<<ات‬
‫مع< < < < < < < < < < < < < < <<ىن االبتالء من اهلل‬
‫واإلختبار للعبد‪.‬‬

‫االميان باهلل‬
‫العدل‬

‫‪184‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫املساواة‬

‫التوبة< وطلب العفو‪.‬‬

‫حب الوطن والتضحية< من‬ ‫القيم الوطنية‬


‫أجله‪.‬‬
‫احلث على الوحدة الوطنية‬
‫‪.‬‬
‫االع < <<تزاز باالنتم < <<اء لألم < <<ة‬
‫االسالمية‬
‫اح< < < < <<رتام ال< < < < <<رتاث الع< < < < <<ريب‬
‫واالعتزاز به‬

‫امللحق اخلامس‪ :‬مناذج من دراسة احلالة‬

‫مناذج من دراسة< احلالة‬


‫النموذج األول‪ :‬دراسة< احلالة‪( :‬ثالث ساعات‪ /‬املعامل‪)1‬‬
‫خالد تلميذ جمد‪ ،‬صاحب معدالت جيدة يف مجيع االمتحانات< الكتابية؛ غري أنه يتلعثم يف كالمه؛ مما جعل زمالءه‬
‫وزميالته< يسخرون منه علنيا‪.‬ومل يبادر مدرسوه إىل معاجلة األمر معاجلة تربوية مناسبة‪ <،‬بل مل ينتبهوا إىل خطورة‬
‫احلالة وانعكاساهتا على خالد؛ إذ اصبح كثري التغيب‪ ،‬منعزال وانطوائيا وصموتا‪ ،‬اليشارك يف القسم‪ ،‬يرفض القراءة‬
‫باجلهر وخمالطة األقران‪ ،‬والتغيب عن املواد الدراسية< اليت تستوجب االشتغال يف جمموعات صغرى‪...‬إخل‪.‬‬
‫األسئلة‪:‬‬
‫‪ -‬بني نوع احلالة املدروسة‪.‬‬
‫‪ -‬حدد موضوع احلالة‪.‬‬
‫‪ -‬ادرس احلالة وشخصها‪.‬‬
‫‪ -‬اقرتح حلوال تربوية وبيداغوجية للحالة املطروحة‪.‬‬
‫‪...................................................................................‬‬

‫‪185‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫النموذج الثاين‪ :‬التدريس بالكفايات‬


‫" نظمت إحدى مؤسسات التكوين ندوة حتت عنوان" الكفايات‪ :‬مدخل لتجديد< سريورات التعليم"‪.‬‬
‫ت<<ابع عب<<د اهلل‪ ،‬باعتب<<اره< أس<<تاذا ب<<التعليم< الث<<انوي اإلع<<دادي‪ ،‬أعم<<ال ه<<ذه الن<<دوة‪ ،‬بغي<<ة حتيني وتعمي<<ق معارف<<ه يف جمال‬
‫علوم الرتبية‪ ،‬خصوصا أن<ه مت اعتم<<اد املدخل بالكفاي<<ات يف بن<اء املن<<اهج اجلدي<دة‪ .‬عن<<د هناي<ة اللق<اء‪ ،‬ص<رح عب<<د اهلل‪":‬‬
‫ليس هناك فرق ملموس ماقدم يف اللقاء‪ ،‬وما نعمل به"‪.‬‬
‫‪ ‬وضح اإلشكالية اليت يتضمنها تصريح عبد اهلل مبينا األسباب اليت قد تكون وراءها‪.‬‬
‫‪ ‬من خالل دراس<ة< منهجي<<ة هلذه احلال<ة بني متان<ة< وجناع<<ة موض<<وع الن<<دوة‪ ،‬وك<ذا أمهي<ة التك<وين املس<<تمر يف تط<<وير‬
‫الكفايات املهنية‪.‬‬
‫‪.‬اقرتح حلوال عملية ملعاجلة هذه اإلشكالية من جوانبها الرتبوية والتكوينية<‪‬‬
‫‪---------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-----‬‬

‫النموذج الثالث‪ <:‬تدبري الوقت‬


‫"ج<<ابر م<<دير مدرس<ة< ثانوي<ة< مؤه<<ل علمي<اً وتربوي<اً‪ <،‬نش<<يط حيب عمل<<ه‪ ،‬وحيرص على تط<<ويره‪ ،‬وه<<و حمب<<وب ج<<داً من‬
‫زمالئ<<ه وطالب<<ه وأولي<<اء أم<<ورهم؛ ألن<<ه حيسن مع<<املتهم‪ ،‬ويس<<تمع إليهم دائم <اً‪ ،‬فهم ال جيدون حرج <اً يف مهاتفت <ه< أو‬
‫مقابلت <<ه يف أي وقت يش <<اءون‪ .‬خيط <<ط ج <<ابر لعمل <<ه‪ ،‬وحيض <<ر إىل املدرس <<ة مبك <<راً؛ ألن <<ه حيرص على أن يش <<رف على‬
‫معظم الفعالي <<ات< بنفس <<ه‪ ،‬ولكن <<ه جيد نفس <<ه مش <<غوالً معظم ال <<وقت ب <<الرد على الربي <<د‪ ،‬واهلاتف‪ <،‬واس <<تقبال ال <<زوار‪.‬‬
‫وعن<<دما يفك<<ر بزي<<ارة املعلمني ال جيد وقت<اً ل<<ذلك‪ ،‬ويش<<عر دائم<اً أن ال<<وقت ض<<يق؛ ل<<ذلك ت<<رتاكم األعم<<ال واملهم<<ات‬
‫ال<<يت حتت<<اج إىل إجناز‪ .‬وم<<ع أن<<ه يواص<<ل العمل الرمسي مس<<اء يف ال<<بيت‪ <،‬إال أن<<ه ال يس<<تطيع إجناز كث<<ري من املهم<<ات يف‬
‫الوقت املناسب هلا؛ وهذا ما جعل إدارة التعليم تعتربه من املديرين< املقصرين يف واجابته"‪.‬‬
‫األسئلة‪:‬‬

‫‪‬ما أبرز اإلجيابيات يف إدارة املدير جابر؟< وما هي أبرز السلبيات؟<‬


‫‪‬ما هي مضيعات الوقت عند املدير جابر‪ ،‬واليت تؤدي إىل عدم قدرته على إجناز املهام يف أوقاهتا املقررة؟<‬
‫‪‬م<<ا اإلج<<راءات الض<<رورية< ال<<يت جيب على املدير ج<<ابر القي<<ام هبا‪ ،‬لتك<<ون إدارت<<ه فاعل<<ه ومرحية ل<<ه ومقبول<ة< من قب<<ل‬
‫إدارة التعليم؟<‬
‫‪‬اقرتح خطة يومية مناسبة< إلدارة وقت دوام املدير جابر ملدة أسبوع؟‬

‫‪186‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫النموذج الرابع‪ <:‬املدرسة والفضاء الثقايف‬


‫" تقع مؤسسة تعليمية بني منطقتني خمتلف<<تني من حيث اجلوانب السوس<<يو ثقافي<<ة والسوس<<يو اقتص<<ادية‪ <،‬وهي مؤسس<<ة‬
‫ي<<درس فيه<<ا أبن<<اء املنطق<<تني مع<<ا‪ .‬وق<<د ل<<وحظت اختالف<<ات وتباين<<ات يف فض<<اء املؤسس<<ة وفض<<اء القس<<م؛ مما أدى إىل‬
‫ظهور متايزات وصراعات ثقافية< واقتصادية ورمزية وعرقية‪ ،‬وفضاء لصراعات االنتماء واهلوية‪...‬إخل‪.‬‬
‫إن ظاهرة مثل هذه حتفز املدبر وجملس املؤسسة واملدرسني على خلق أنشطة للتجديد البيداغوجي‪ ،‬بواسطة مشاريع‬
‫تربوية‪ <،‬ومشاريع مؤسساتية‪ <،‬وتواصل بيداغوجي نوعي‪ ،‬لتاليف خمتلف مظاهر الصراع< بني املتعلمني‪"...‬‬

‫املطلوب‪:‬‬
‫ادرس هذه احلالة دراسة شاملة‪ ،‬مع اقرتاح حلول هلا‪.‬‬
‫‪---------------------------------------------------------------‬‬
‫‪------‬‬

‫النموذج اخلامس‪ :‬التدريس بالكفايات والوضعيات‬


‫" يف إطار الندوات الرتبوية اخلاصة بإرساء املناهج اجلديدة‪ ،‬قدمت مفتشة مادة دراسية< عرضا حول أمهي<<ة الوض<<عية‪-‬‬
‫املسألة يف تنمية الكفايات‪ .‬أثناء املناقشة‪ ،‬ركز أس<تاذان على ع<دم ج<دوى االس<تمرار< يف املناقش<<ة‪ ،‬م<<ادامت املق<<ررات‬
‫الدراسية< كثيف<ة ج<دا‪ ،‬واألقس<ام مكتظ<ة‪ <،‬إال أن املفتش<ة أص<رت على متابع<ة احلوار‪ ،‬معلل<ة موقفه<ا بض<رورة اس<تيعاب<‬
‫اإلطار النظري‪ ،‬قبل املرور إىل اإلجراءات العملية‪.‬‬
‫أمام إصرار املفتشة‪ ،‬رفض األستاذان< املشاركة يف النقاش‪<".‬‬
‫‪‬استخرج< اإلشكالية املطروحة يف هذه احلالة‪.‬‬
‫‪‬ماهو رأيك يف موقف كل من الطرفني؟‬
‫‪‬اقرتح حلوال للمشاكل املستخرجة‪<.‬‬

‫‪187‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫الفه ـ ـرس‬

‫تقدمي بقلم‪ :‬الدكتور فريد أمعضشو ‪4...............................................................‬‬


‫آليات البحــث الرتب ـ ــوي ‪6..........................................................................‬‬
‫مناه ــج البحــث الرتب ــوي ‪16.......................................................................‬‬
‫تقني ــة املالحظ ــة ‪33...............................................................................‬‬
‫تقنية االستمــارة أو االستفتاء االستبياين ‪58..........................................................‬‬
‫دراس ـ ــة احلالة يف اجملال الرتبوي ‪72.................................................................‬‬
‫دراسة احلالة الرتبوية< ( منوذج تطبيقي) ‪86..........................................................‬‬
‫تقنيــة املقابل ــة ‪98..................................................................................‬‬
‫تقنية الروائ ــز ‪110................................................................................‬‬
‫حتليل املضمون ‪126..............................................................................‬‬
‫قضــايا لغويــة ‪141................................................................................‬‬
‫اخلامت ـ ـ ـ ـ ــة ‪155....................................................................................‬‬
‫ببليوغرافيا املصادر واملراجع ‪156..................................................................‬‬
‫املالحـ ــق ‪161....................................................................................‬‬
‫الفهـ ــرس ‪182....................................................................................‬‬

‫‪188‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫(الغـ ــالف< اخل ــارجي)‬

‫‪ -‬مجيل محداوي من مواليد مدينة الناظور باململكة املغربية‪ ،‬عام‪1963‬م‪.‬‬


‫‪ -‬أستاذ التعليم العايل مساعد‪.‬‬
‫‪ -‬استاذ مكون باملركز اجلهوي ملهن الرتبية والتكوين‪ ،‬فرع الناظور‪.‬‬
‫‪ -‬حاصل على دكتوراه الدولة يف األدب العريب احلديث واملعاصر سنة ‪2001‬م‪.‬‬
‫‪ -‬رئيس املهرجان العريب للقصة القصرية جدا‪ ،‬املنظم بالناظور‪.‬‬
‫‪ -‬حص<<ل على ج<<ائزة مؤسس<<ة املثق<ف< الع<<ريب (س<<يدين‪/‬أس<<رتاليا) لع<<ام ‪2011‬م يف النق<<د والدراس<<ات األدبي<<ة (ج<<ائزة‬
‫معنوية)‪<.‬‬
‫‪ -‬رئيس اهليئة العربية لنقاد القصة القصرية جدا‪.‬‬
‫‪ -‬رئيس اهليئة العربية لنقاد ومبدعي الكتابة الشذرية‪.‬‬
‫‪ -‬رئيس مجعية< اجلسور للبحث يف الثقافة والفنون‪<.‬‬
‫‪ -‬رئيس خمترب املسرح األمازيغي‪.‬‬
‫‪ -‬عضو اجلمعية العربية< لنقاد< املسرح‪.‬‬
‫‪-‬عضو رابطة األدب اإلسالمي العاملية‪<.‬‬
‫‪ -‬عضو احتاد كتاب العرب‪.‬‬
‫‪-‬عضو احتاد كتاب اإلنرتنت العرب‪<.‬‬
‫‪-‬عضو احتاد كتاب املغرب‪.‬‬
‫‪ -‬ترمجت مقاالته إىل اللغة الفرنسية واللغة الكردية‪.‬‬
‫‪ -‬نشر مقاالت عدة ورقيا ورقميا‪ ،‬وأكثر من سبعني كتابا يف جماالت متعددة‪<.‬‬
‫‪ -‬شارك يف عدد من الندوات وامللتقيات داخل املغرب وخارجه‪.‬‬
‫‪189‬‬
‫تابع الجديد والحصري على شبكة األلوكة ‪www.alukah.net‬‬

‫‪ -‬ومن أهم كتبه‪ :‬نظريات النقد األديب مابعد احلداثة (يف جزأين)‪ ،‬ومقومات القص<<ة القص<رية ج<دا عن<د مجال ال<دين‬
‫اخلضريي‪ ،‬ويف نظرية< الرواية‪ <:‬مقاربات< جديدة‪ ،‬وأنطولوجيا القص<ة القص<رية ج<دا ب<املغرب‪ ،‬والقص<يدة الكونكريتي<ة‪،‬‬
‫ومن أج <<ل تقني< <ة< جدي <<دة لنق <<د القص <ة< القص <<رية ج <<دا‪ ،‬والس <<يميولوجيا بني النظري <<ة والتط <<بيق‪ <،‬واإلخ <<راج املس <<رحي‪،‬‬
‫وم< < <<دخل إىل الس< < <<ينوغرافيا املس< < <<رحية‪ ،‬واملس< < <<رح األم< < <<ازيغي‪ <،‬ومس< < <<رح الش< < <<باب ب< < <<املغرب‪ ،‬واملدخل إىل اإلخ< < <<راج‬
‫املس <<رحي‪ ،‬ومس <<رح الطف <<ل بني الت <<أليف واإلخ <<راج‪ ،‬ومس <<رح األطف <<ال ب <<املغرب‪ <،‬ونص <<وص مس <<رحية‪ <،‬وم <<دخل إىل‬
‫السينما املغربية‪ ،‬ومناهج النقد العريب‪ ،‬واجلدي<د يف الرتبي<ة والتعليم‪ ،‬وببليوغرافي<ا أدب األطف<ال ب<املغرب‪ ،‬وم<دخل إىل‬
‫الش <<عر اإلس <<المي‪ ،‬واملدارس العتيق< <ة< ب <<املغرب‪ ،‬وأدب األطف <<ال ب <<املغرب‪ <،‬والقص< <ة< القص <<رية ج <<دا ب <<املغرب(ق <<راءة يف‬
‫املتون)‪ ،‬والقصة القصرية جدا عند السعودي علي حسن البطران‪ <،‬وأعالم الثقافة< األمازيغية‪<...‬‬
‫‪ -‬عنوان الباحث‪ :‬مجيل محداوي‪ ،‬صندوق الربيد‪ ،1799‬الناظور‪ ،62000‬املغرب‪.‬‬
‫‪ -‬اإلمييل‪Jamilhamdaoui@yahoo.fr<:‬‬

‫‪190‬‬

You might also like