You are on page 1of 232

‫‪1‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .

‬عبد احلليم عمار غربي‬

‫منهجية البحث العلمي‬


‫يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬
‫أ‪.‬د‪ .‬عبد احلليم عمّار غربي‬

‫‪KIE Publications‬‬
‫‪www.kantakji.com‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪2‬‬

‫الكتــاب‪ :‬منهجيــة البحــث العلمي يف العلــوم املالية واملصرفية‬


‫اإلسالمية‪.‬‬
‫املؤلف‪ :‬أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم غربي‬
‫التصنيف‪ :‬مقرّر دراسي‬
‫اإلصدار األول ‪ -‬إلكرتوني ‪ :‬نيسان ‪ /‬إبريل ‪2019‬‬

‫مطبوعات (‪)KIE Publications‬‬

‫الدكتور سامر مظهر قنطقجي‬


‫‪Tel.: (00963) 332530772‬‬
‫‪Tel.: (00963) 332518535‬‬
‫‪Mob.: (00963) 944273000‬‬
‫‪kantakji@gmail.com‬‬
‫‪www.kantakji.com‬‬
‫‪www.kie.university‬‬

‫‪E. MAIL: dimah.walid.fakhri@gmail.com‬‬


‫‪3‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬

‫مطبواعت ‪Kie Publications‬‬


‫(كتاب االقتصاد اإلساليم اإللكرتوين املجاين)‬

‫إنَّ (كتاب االقتصاد اإلسالميّ اإللكرتونيّ املَجانيّ) يهدِفُ إىل‪:‬‬

‫ •تبينّ نَشرَ مؤلفاتِ علو ِم االقتصادِ اإلسالميِّ يف السُوقِ العامليِّ؛ لتِصبحَ مُتاح ًة‬

‫للباحثنيَ واملشتغلنيَ يف اجملا ِل البحثيِّ والتطبيقيِّ‪.‬‬

‫ِ‬
‫للطالب والباحثنيَ بصِبغةٍ إسالميةٍ متينةٍ‪.‬‬ ‫ •توفري مجي ِع املناهج االقتصادية‬

‫ •أنَّ النشرَ االلكرتونيّ يُعتربُ أكثرَ فائدةً من النش ِر الورقيِّ‪.‬‬

‫ •أنَّ استخدامَ الورقِ مسيءٌ للبيئةِ‪ ،‬ومُن ِهكٌ ملَوا ِردِهَا‪.‬‬


‫ُ‬
‫واهلل من وراءِ القصدِ‬

‫أسرةِ ‪KIE Publications‬‬


‫الستعراض املطبوعات وحتميلها‬
‫لزيارة جامعة االقتصاد اإلسالمي ‪kie university‬‬
‫لزيارة مركز أحباث فقه املعامالت اإلسالمية‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪4‬‬

‫منهجية البحث العلمي‬


‫في العلوم المالية والمصرفية اإلسالمية‬

‫عمـار غربـي‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد الحليـم ّ‬
‫‪2019‬‬
‫‪5‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪6‬‬

‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫ما دعوة أنفع يـا صاحبـي‬

‫للغائـب‬
‫ِ‬ ‫الغائب‬
‫ِ‬ ‫من دعو ِة‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫ناشدتـك الرمحن يا قارئـا‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫للاكتـب‬
‫ِ‬ ‫أن تسأل الغفران‬
‫‪7‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬

‫إهداء‬

‫َ ِّ ْ َ ْ ُ َ َ َ َ َّ َ َ ً‬
‫﴿رب ارحهما كما ربي ِان ص ِغريا﴾‬

‫[اإلرساء‪.]24 :‬‬

‫عبد احلليم‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪8‬‬

‫ٌ‬
‫شكر وتقدير‬
‫َ َ َ َّ‬ ‫َ َْْ‬ ‫َ ْ َ ْ ُ َ ْ َ َ َ َّ‬ ‫َ ِّ َ ْ ْ‬
‫{ر ب أو ِز ع ِنــي أ ن أ شــكر ِنعمتــك ال ِتــي أنعمــت علــي‬
‫َ َ َّ َ َ ْ َ ْ َ َ َ ً َ ْ َ ُ َ َ ْ ْ‬ ‫َ ََ‬
‫و علــى وا ِلــد ي و أ ن أ عمــل ص ِالــا تر ضــاه و أ ص ِلــح ِل ِف‬
‫َ‬ ‫َ ُْ ْ‬ ‫ُ َ ْ َ َ ِّ‬ ‫ِّ ُ ْ‬ ‫ُ ِّ َّ‬
‫ذر ي ِتــي ِإنــي تبــت ِإ ليــك و ِإ نــي ِمــن الســ ِل ِمني }‬
‫[األحقاف‪]15 :‬‬

‫يُســعدني أن أق ـدِّم جزيــل شــكري وخالــص تقديــري وفائــق احرتامــي إىل‬


‫أصحــاب الفضــل يف نشــر هــذا اإلصــدار حبلّتــه النهائيّــة‪:‬‬

‫‪ -‬األُســتاذ الدكتور‪ :‬ســامر مظهر قنطقجي؛ رائد مشــروع كتاب االقتصاد‬


‫اإلسالمي اإللكرتوني؛‬

‫‪ -‬األستاذة‪ :‬آمنة خليل قاسم؛ املد ِّققة اللّغوية للكتاب؛‬

‫‪ -‬األســتاذة‪ :‬دميــه حممــد وليــد فخــري؛ أيقونــة ال ّتصميــم واإلخــراج الفنّــي‬


‫ا ملُحرتف‪.‬‬

‫عبد احلليم‬
‫‪9‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬

‫ِّ‬
‫مقدمة الكتاب‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪10‬‬

‫أيها القارئ الكريم‪،،،‬‬


‫لقــد أكرمــي اهلل تعــاىل –لــه احلمــدُ واملنّــة‪ -‬خــال مســرتي اجلامعيــة‬
‫مبشــرف علمــيّ متخصِّــص ومتميِّــز يف املنهــج واالقتصــاد والصِّياغــة‪،‬‬
‫ومتم ِّكــن لغويّــاً‪ ،‬وجــادّ علميّــاً‪ ،‬ومتمــرِّس يف ال ّتقييــم النّقــدي للكتابــات‬
‫األكادمييــة‪.‬‬
‫وتوافــرت يل الفرصــة خــال مســرتي ال ّتدريســية السّــابقة باجلامعــة‪،‬‬
‫للقيــام بتدريــس عــدد مــن املقــررات‪ ،‬ومنهــا منهجيــة البحــث العلمــي لطلبــة‬
‫البكالوريــوس والدراســات العليــا‪.‬‬
‫كمــا أنــه عنــد إشــرايف وتقييمــي للبحــوث العلميــة‪ ،‬وحضــوري لكثــر مــن‬
‫املناقشــات العلنيــة للرســائل اجلامعيــة ســواء للبكالوريــوس أو للماجســتري‬
‫أو للدكتــوراه‪ ،‬كنـتُ أشــعر بضــرورة إعــداد دليــل إلعــداد البحــوث العلميــة‬
‫للمرحلــة اجلامعيــة؛ ألن طلبتنــا يف حاجــة ماسّــة إىل اإلملــام مبهــارات‬
‫اســتخدام القواعــد العلميــة الصّحيحــة يف كتابــة حبوثهــم وإعــداد رســائلهم‬
‫اجلامعيــة؛ للحكــم علــى ســامة العمــل العلمــي ونتائجه املرحليــة والنهائية‪.‬‬
‫ولذلــك قمـتُ آنــذاك بشــراء وتصويــر وقــراءة أكــر عــدد ممكــن مــن املراجــع‬
‫اليت كتبتْ يف مناهج البحث العلمي على أمل تأليف كتاب شــامل للمناهج‬
‫ِّ‬
‫ويفضلونــه عــن غــره‪،‬‬ ‫العلميــة يف اجملــال االقتصــادي يســتخدمه الباحثــون‬
‫ولكــن بعــد أن اســتقرّت يف العُــرف العلمــي العديــد مــن اإلرشــادات ابتــداءً‬
‫مــن اختيــار املوضــوع حتــى إمتــام البحــث جاهــزاً للمناقشــة؛ ارتأيـتُ نشــر‬
‫هــذا الكتــاب املبسّــط واملختصــر ألساســيات كتابــة البحــث العلمــي مــن‬
‫دون االســتكثار مــن ال ّتفاصيــل الــي أصبــح يتجنّبهــا قـرّاء اليــوم يف عصــر‬
‫املعرفــة املك ّثفــة والسّــرعة؛ حبيــث يســتطيع الباحــث املبتــدئ أن يســتعني‬
‫‪11‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬

‫بأقـ ّل مســاعدة ممكنــة مــن األســتاذ املشــرف‪.‬‬


‫مت اســتصحاب عــددٍ مــن املالحــق املرفقــة‬‫وســتالحِظ عزيــزي القــارئ‪ ،‬أ ّنــه ّ‬
‫والعمليــة مــن واقــع التجربــة واملمارســة لــدى‬ ‫( ‪)1‬‬
‫والصّناديــق ال ّتوضيحيــة‬
‫باحثــن وناقديــن يف جمــال االقتصــاد واملاليــة اإلســامية؛ حتــى يُــرِز‬
‫الكتــاب للقــارئ تلــك االنتقــادات الــي تكــون أحيان ـاً قاســية‪ ،‬ويُجيــب عــن‬
‫معظــم ال ّتســاؤالت املهمّــة الــي تــدور يف ذهــن الباحــث املتخصِّــص يف هــذا‬
‫اجملــال‪.‬‬
‫وبالنســبة للمواضيــع الرئيســة الــي ر ّكــزتُ عليهــا يف هــذا الكتــاب‪ ،‬فقــد‬
‫قمــتُ بتقســيمها إىل ســتة فصــول وســبعة مالحــق؛ وذلــك علــى النّحــو‬
‫التــايل‪:‬‬
‫‪ -‬الفصل األول‪ :‬مدخل إىل البحث العلمي؛‬
‫‪ -‬الفصل الثاني‪ :‬خطوات البحث العلمي؛‬
‫‪ -‬الفصل الثالث‪ :‬مناهج البحث العلمي؛‬
‫‪ -‬الفصل الرابع‪ :‬أدوات البحث العلمي؛‬
‫‪ -‬الفصل اخلامس‪ :‬توثيق البحث العلمي؛‬
‫‪ -‬الفصل السّادس‪ :‬تصميم البحث العلمي‪.‬‬
‫وتتم ّثل مالحق الكتاب يف اآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬ملحــق ‪ :1‬حنــو ترشــيد منتجــات البحــث العلمــي يف االقتصــاد‬
‫اإلســامي ( ‪)2‬؛‬
‫‪ -‬ملحــق ‪ :2‬االدِّخــار يف اململكــة العربيــة الســعودية‪ :‬مســـح وحتليـــل‬
‫(‪ )1‬مســت ّل مــن‪ :‬رفيــق يونــس املصــري مناهــج البحــث يف االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬دار القلــم‪ ،‬دمشــق‪ ،‬ط‪2013 ،1‬؛ عبــد البــاري‬
‫مشــعل‪« ،‬للباحثــن يف االقتصــاد اإلســامي»‪ ،‬جملــة االقتصــاد اإلســامي العامليــة‪ ،‬اجمللــس العــام للبنــوك واملؤسســات املاليــة‬
‫اإلســامية ومركــز أحبــاث فقــه املعامــات اإلســامية‪ ،‬ع‪ ،45‬فربايــر ‪.2016‬‬
‫(‪ )2‬مست ّل من ورقة حبثية باالشرتاك مع الباحث‪ :‬صاحل صاحلي‪.‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪12‬‬

‫لألدبيّــات االقتصاديّـــة واملاليّـــة(‪)1‬؛‬


‫‪ -‬ملحــق ‪ :3‬معيــار االعــراف بإســهام املؤ ِّلفــن يف حبــوث «االقتصــاد‬
‫والتمويــل اإلســامي» املشــركة(‪)2‬؛‬
‫‪ -‬ملحق ‪ :4‬مواضيع مقرتحة للبحث يف املالية واملصرفية اإلسالمية(‪)3‬؛‬
‫‪ -‬ملحق ‪ :5‬نصيحة باحث يف االقتصاد واحملاسبة اإلسالمية(‪)4‬؛‬
‫‪ -‬ملحق ‪ :6‬خمتصر توصيف مقرّر‪ :‬منهجية البحث العلمي؛‬
‫‪ -‬ملحق ‪ :7‬اخترب معلوماتك يف منهجية البحث العلمي‪.‬‬
‫ختامــاً‪ ،‬أرجــو أن يكــون هــذا اإلســهام العلمــي املتواضــع دليــاً مفيــداً‬
‫للباحثــن النّاشــئني يف حتســن جــودة البحــوث االقتصاديــة واملاليــة‬
‫واملصرفيــة اإلســامية؛ ســواء كانــت مشــاريع خت ـرّج أو رســائل ماجســتري‬
‫ودكتــوراه‪ ،‬وكتابتهــا بطريقــة منهجيــة منطيــة‪.‬‬
‫وما توفيقي إال باهلل‪ ،‬إنه نِعم املوىل ونِعم النصري‪...‬‬
‫عبد احلليم‬

‫(‪ )1‬مست ّل من ورقة حبثية باالشرتاك مع الباحث‪ :‬حممد السحيباني‪.‬‬


‫(‪ )2‬مســت ّل مــن‪ :‬حممــد بــن إبراهيــم الســحيباني‪« ،‬حنــو معيــار مقبــول لالعــراف مبســامهة املؤلفــن يف البحــوث املشــركة»‪،‬‬
‫ورقــة غــر منشــورة؛ حيــث دار نقــاش مــع املؤ ِّلــف أثنــاء إعدادنــا لبحــث مشــرك‪.‬‬
‫(‪ )3‬مست ّل من إعالن األحباث ملركز أحباث االقتصاد اإلسالمي جبدة‪.‬‬
‫(‪ )4‬مســت ّل مــن‪ :‬ســامر مظهــر قنطقجــي‪ ،‬البحــث العلمــي‪ :‬نظــراتٌ يف منهجــه ورســالته‪ ،‬مركــز أحبــاث فقــه املعامــات‬
‫اإلســامية‪ ،‬ط‪.2018 ،3‬‬
‫‪13‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬

‫الفصل األول‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪14‬‬

‫مدخل إىل البحث العلمي‬


‫‪ -‬أوالً‪ :‬مفهوم البحث العلمي؛‬
‫‪ -‬ثانياً‪ :‬أنواع البحث العلمي؛‬
‫‪ -‬ثالثاً‪ :‬خصائص البحث العلمي؛‬
‫‪ -‬رابعاً‪ :‬أهداف البحث العلمي؛‬
‫‪ -‬خامساً‪ :‬جودة البحث العلمي؛‬
‫‪ -‬سادساً‪ :‬مواصفات الباحث العلمي‪.‬‬

‫قال أحد العلماء ألحد ّ‬


‫احلكام‪:‬‬
‫”لو أنكـم ُتدركـون املتعـة التـي جنـدها فـي البحـث‬
‫حلسدمتـونـا عليها“!‬
‫‪15‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬

‫أوالً‪ :‬مفهوم البحث العلمي‬


‫‪ -1‬املفهــوم اللغــوي‪ :‬تتكــوّن عبــارة «البحــث العلمــي» مــن كلمتــن‬
‫مهــا‪« :‬البحــث» ‪« +‬العلمــي»‪ ،‬فكلمــة «البحــث» مصــدر الفعــل املاضــي‬
‫«بَحَـثَ»‪ .‬ومعنــاه‪ :‬طلــب‪ ،‬ف ّتــش‪ ،‬تقصّــى‪ ،‬تتبّــع‪ ،‬حتـرّى‪ ،‬اكتشــف‪ ...‬وغريهــا‬
‫مــن املرادفــات اللغويــة؛ أمــا كلمــة «العلمــي» فهــي منســوبة إىل العلــم الــذي‬
‫ي ّتصــف خبصائــص متيِّــزه عــن الالّعلــم‪.‬‬
‫‪ -2‬املفهــوم االصطالحــي‪ :‬ال يوجــد تعريــف موحَّــد للبحــث‪ ،‬لكــن هنــاك‬
‫شــبه ات ِّفــاق بــأن البحــث العلمــي هــو ك ّل إنتــاج يكتبــه ال ـدّارس أو األســتاذ‬
‫أو الباحــث يف موضــوع مــن موضوعــات العلــم أو فكــرة أو مشــكلة مــن‬
‫مشــكالته‪.‬‬
‫وال ش ـكّ أن كلمــة «علمــي» ال تعــي فقــط ارتبــاط البحــث بالعلــوم؛ بــل إن‬
‫العلميــة تعــي إىل جانــب ذلــك املنهــج امل ّتبــع يف البحث واألدوات املســتخدَمة‬
‫فيــه؛ وذلــك لألغــراض ال ّتاليــة‪:‬‬
‫‪ -‬عــرض موضــوع معــروف هبــدف اإلملــام بــكل مــا ُكتــب فيــه مــن آراء‬
‫وأفــكار‪ ،‬وال بـدّ هنــا أن يكــون للباحــث رأيـاً خاصّـاً بــه؛‬
‫‪ -‬عــرض فكــرة جديــدة مل تُــدرس مــن قبــل‪ ،‬وإيضاحهــا وال ّتدليــل‬
‫علــى صحّتهــا؛‬
‫‪ -‬عــرض منهــج جديــد مــن مناهــج البحــث مــن قِبــل الباحــث‪ ،‬مــع‬
‫ال ّتأكيــد علــى أمهيتــه وفائدتــه‪.‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪16‬‬

‫ثانياً‪ :‬أنواع البحث العلمي‬


‫‪ -1‬البحــوث العلميــة تبعـاً ملعيــار الغــرض‪ :‬بالنّظــر إىل وظائــف البحــث‬
‫العلمــي وأهدافــه‪ ،‬ميكــن متييــز األنــواع التاليــة‪:‬‬
‫‪ -‬البحــث النقــدي‪ :‬يقــوم علــى النّقــد وموضوعــه األفــكار والنّظريــات‬
‫الظواهر؛‬‫وليــس ّ‬
‫‪ -‬البحــث االكتشــايف‪ :‬هــو حماولــة اكتشــاف حقائــق جديــدة م ّتصلــة‬
‫مبوضــوع مــا‪ ،‬ومــن أمثلتــه‪ :‬البحــوث املختربيــة والبحــوث الطبيــة‬
‫والصيدالنيــة؛‬
‫الظاهــرة دون‬ ‫‪ -‬البحــث االســتطالعي‪ :‬يهــدف إىل التعــرّف علــى ّ‬
‫حتليلهــا جميب ـاً عــن تســاؤل مفــاده‪ :‬هــل الظاهــرة موجــودة بالفعــل‬
‫كواقــع؟‬
‫‪ -‬البحــث التشــخيصي‪ :‬يهــدف إىل تشــخيص الظاهــرة ووصفهــا‬
‫وصفــاً دقيقــاً جميبــاً عــن تســاؤل مفــاده‪ :‬مــا مســتويات وجتلّيــات‬
‫الظاهــرة؟‬
‫‪ -‬البحــث املتكامــل‪ :‬هــو جممــوع األنــواع الســابقة؛ أي أنــه ينقــد‬
‫ويشــخص وحي ِّلــل ويفسِّــر‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ويكتشــف ويســتطلع‬
‫‪ -2‬البحــوث العلميــة اجلامعيــة‪ :‬ختتلــف البحــوث يف جمــال الدراســات‬
‫اجلامعيــة حبســب املــدّة الزّمنيــة املمنوحــة والدرجــات املــراد احلصــول‬
‫عليهــا‪ ،‬وتتك ـوّن مــن املســتويات التاليــة‪:‬‬
‫‪ -‬حبــوث مرحلــة اإلجــازة‪ :‬هــي حبــوث قصــرة يكــون الغــرض منهــا‬
‫تدريــب الطالــب اجلامعــي وتعويــده علــى ا ِّتبــاع أصــول وقواعــد البحــث‬
‫العلمــي‪ ،‬دون أن يُطلــب منــه اكتشــاف اجلديــد نظــراً لقصــر املــدّة‬
‫الزمنيــة املمنوحــة لــه‪:‬‬
‫‪17‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬

‫البحــث الص ّفــي ‪ :Duty‬يت ـمّ يف إطــار األعمــال املوجَّهــة خــال‬ ‫‪‬‬

‫الســنوات الدراســية اجلامعيــة؛‬


‫‪ ‬مذكــرّة التخــرّج ‪ :Memory‬تتــمّ يف هنايــة احليــاة اجلامعيــة‬
‫للحصــول علــى درجــة اللّيســانس (البكالوريــوس)‪.‬‬
‫‪ -‬حبــوث مرحلــة الدراســات العليــا‪ :‬هــي حبــوث طويلــة نســبيّاً تت ـمّ‬
‫يف إطــار مرحلــة الدراســات العليــا‪ ،‬ويُطلــق عليهــا الرّســائل اجلامعيــة‪:‬‬
‫‪ ‬رســالة املاجســتري ‪ :Thesis‬تُعتــر إســهاماً علميّــاً يف جمــال‬
‫االختصــاص ومكمِّـاً للمــواد النّظريــة الــي درســها الطالــب خــال‬
‫الســنة ال ّتمهيديــة يف قســم الدراســات العليــا؛‬
‫‪ ‬أطروحــة الدكتــوراه ‪ :Dissertation‬تُعتــر إســهاماً أصليّــاً؛‬
‫حبيــث تُضيــف شــيئاً جديــداً للعلــم ضمــن جمــال التخصّــص‪.‬‬
‫‪ -3‬دراســات أخــرى‪ :‬يُطلــق عليهــا جتــاوزاً لفــظ البحــوث؛ ألن الكاتــب ال‬
‫يلتــزم فيهــا بقواعــد وإجــراءات البحــث‪ ،‬كتقســيماهتا إىل مقدّمــة وفصــول‬
‫وخامتــة‪ .‬وهــي‪:‬‬
‫‪ -‬التقريــر ‪ :Report‬غرضــه مجــع حقائــق معيّنــة أو توصيــات حمـدّدة‬
‫وتبليغهــا؛ كال ّتقريــر عــن القــرارات أو ال ّتوصيــات الــي أقرّهــا مؤمتــر‬
‫مــن املؤمتــرات‪ ،‬ونــدوة مــن النــدوات العلميــة؛‬
‫‪ -‬املقالــة ‪ :Paper‬موضــوع قصــر حمــدودة صفحاتــه‪ ،‬يهــدف الكاتــب‬
‫أو الباحــث مــن خالهلــا توضيــح فكــرة أو طــرح مشــكلة معيّنــة‪ ،‬وغالبـاً‬
‫مــا تكــون املقالــة موضوعــاً يُنشــر يف جملــة علميــة متخصِّصــة‬
‫كالدوريــات أو ورقــة حبثيــة ألعمــال مؤمتــرات تُصْدرهــا املراكــز‬
‫البحثيــة واجلامعيــة؛‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪18‬‬

‫‪ -‬الكتــاب ‪ :Book‬ي ّتفــق البحــث األكادميــي مــع الكتــاب املوجّــه إىل‬


‫عامّــة القــراء بالنســبة للهيــكل التنظيمــي العــام؛ إال أن الفــروق بينهمــا‬
‫والطريقــة املعتمــدة يف عــرض املــادة‬‫تكمــن يف أســلوب الصياغــة‪ّ ،‬‬
‫العلميــة (االلتــزام بالقواعــد املنهجيــة)‪.‬‬
‫‪19‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬

‫ثالثاً‪ :‬خصائص البحث العلمي‬


‫هناك خصائص يتميّز هبا البحث العلمي‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫منظــم ومضبــوط‪ :‬ألنــه نشــاط عقلــي ّ‬
‫منظــم‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬البحــث العلمــي‬
‫حيتــوي علــى جمموعــة مــن اخلطــوات املرتابطــة واملتكاملــة؛‬
‫‪ -‬البحــث العلمــي حركــي وجتديــدي‪ :‬ألنــه يبحــث دائمـاً علــى إثــراء‬
‫املعرفــة عــن طريــق اإلضافــة أو ال ّتعديــل؛‬
‫‪ -‬البحــث العلمــي تفســري‪ :‬ألنــه يســتخدم املعرفــة العلميــة لتفســر‬
‫الظواهــر مــن خــال البيانــات الــي جيمعهــا عــن موضــوع الدراســة؛‬
‫اســتناداً إىل النّظريــات املتع ِّلقــة بــه؛‬
‫‪ -‬البحــث العلمــي قابــل للتعميــم‪ :‬ألنــه ال يكتســب أمهيتــه العلميــة‬
‫إال إذا أمكــن تعميــم نتائجــه واالســتفادة منهــا عمليّ ـاً؛‬
‫‪ -‬البحــث العلمــي جيمــع بــن النظريــة والتطبيــق‪ :‬ألنــه ينطلــق مــن‬
‫إطــار نظــري باالعتمــاد علــى معلومــات ميدانيــة‪ ،‬كمــا يســتعني البحــث‬
‫امليدانــي مبعطيــات املعرفــة النّظرية‪.‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪20‬‬

‫رابعاً‪ :‬أهداف البحث العلمي‬


‫إن األهداف الرئيسة لكتابة البحوث العلمية ّ‬
‫تتلخص فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬إثراء معلومات ّ‬
‫الطالب يف جمال ختصّصه؛‬
‫‪ -‬االعتماد على النّفس يف دراسة املواضيع‪ ،‬وإصدار أحكام بشأهنا؛‬
‫‪ -‬ا ِّتبــاع األســس املنهجيــة والقواعــد العلميــة املعتمــدة يف كتابــة‬
‫البحــوث؛‬
‫‪ -‬اكتساب خصائص األسلوب العلمي يف معاجلة القضايا البحثية؛‬
‫‪ -‬استخدام املراجع العلمية كمصادر لتحصيل املعرفة؛‬
‫‪ -‬التعوّد على معاجلة املواضيع‪ ،‬مبوضوعية ونزاهة؛‬
‫‪ -‬استعمال املنطق‪ ،‬واملقارنة بني اآلراء اجليِّدة واآلراء اهلزيلة؛‬
‫‪ -‬التخ ُّلــص مــن ظاهــرة كســل العقــل‪ ،‬وتعويــده علــى ال ّتفكــر العميــق‬
‫والعمــل بانتظــام؛‬
‫‪ -‬حتصني النفس ضدّ اجلهل‪ ،‬والتعوّد على القراءة قبل املناقشة؛‬
‫‪ -‬االســتفادة من مالحظات األســتاذ املشــرف‪ ،‬والتعرُّف على األخطاء‬
‫الــي يقــع فيها الباحــث يف البداية‪.‬‬
‫‪21‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬

‫خامساً‪ :‬جودة البحث العلمي‬


‫إن البحث العلمي اجليّد يتميّز مبواصفات واحدة وعامّة‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪ -‬اســتقاللية شــخصية الباحــث‪ :‬تظهــر شــخصية الباحــث يف أســلوبه‬
‫وإبــداء رأيــه‪ ،‬مــن خــال جتنّــب اإلفــراط يف النّقل احلــريف أو االقتباس‬
‫الــذي يــؤدِّي إىل تغييــب شــخصيته‪َ ،‬‬
‫وضعــف ربــط أفــكاره وانعــدام‬
‫تسلســلها املنطقــي؛‬
‫‪ -‬املوضوعيــة يف الكتابــة‪ :‬يكــون الباحــث موضوعيّــاً باالبتعــاد عــن‬
‫الذاتيــة والتحيّــز لفكــرة معيّنــة‪ ،‬وعــدم إمهــال األد ّلــة واحلقائــق الــي‬
‫تتعــارض مــع رأيــه؛‬
‫‪ -‬األمانــة العلميــة‪ :‬تقتضــي أن يكــون الباحــث صادقــاً يف كتابتــه‬
‫وحبثــه؛ فــا ينســب عمــل غــره إىل نفســه وال يُحـرِّف األفــكار واآلراء‬
‫الــي نقــل عنهــا معلوماتــه؛ حبيــث يشــر إىل املراجــع الــي اســتخدمها‬
‫ويلتــزم بقواعــد ال ّتوثيــق العلمــي؛ وإال أصبــح ذلــك مبثابــة ســرقة‬
‫علميــة؛‬
‫‪ -‬اللغــة وطريقــة العــرض‪ :‬يندمج أســلوب املعاجلــة يف البحث العلمي‬
‫اجليِّــد بعـدّة أبعاد‪:‬‬
‫البُعد الشــكلي‪ :‬يقتضي مراعاة الشــكل النّمطي للصفحات اليت‬ ‫‪‬‬

‫يُكتــب عليهــا البحــث‪ ،‬مــن حيــث املســافات علــى مجيــع االجتاهــات‬


‫واســتخدام عالمــات الوقــف والرتقيــم واالختصــار‪ ،‬باإلضافــة إىل‬
‫طريقــة اإلشــارة إىل اهلوامــش وترقيــم اجلــداول واألشــكال وترتيــب‬
‫الصفحــات والتــوازن بــن أقســام البحــث؛‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪22‬‬

‫البُعــد اللغــوي‪ :‬يقتضــي مراعــاة ّ‬


‫الضوابــط النّحويــة واإلمالئيــة‬ ‫‪‬‬

‫واســتخدام أدوات الربــط والرتاكيــب اللغويــة الــي تُعبّــر بدقــة عــن‬


‫األلفــاظ والعناويــن املناســبة وتســاعد علــى عــرض البحــث بطريقــة‬
‫مقنِعــة ومشـوّقة؛ باإلضافــة إىل اجتنــاب ألقــاب التعظيــم وعبــارات‬
‫عالمــة‪ ،)...‬واالبتعــاد عــن اســتخدام ضمائــر‬‫اجملاملــة (دكتــور‪ّ ،‬‬
‫املتكلــم (أنــا‪ ،‬حنــن)؛ حتــى ال يصبــح البحــث وجهــة نظــر شــخصية‪،‬‬
‫كمــا ال يُحبّــذ اســتعمال الكلمــات أو العبــارات باللغــة األجنبيــة إال‬
‫إذا كانــت اصطالحيــة (‪)Technical Terms‬؛‬
‫البُعــد املصــدري‪ :‬يقتضــي مراعــاة املراجــع واملصــادر العلميــة‬ ‫‪‬‬

‫الــي يطمئ ـنّ الباحــث لنزاهتهــا ود ّقتهــا وموضوعيتهــا‪ ،‬باإلضافــة‬


‫إىل اعتمــاد الدراســات احلديثــة والطبعــات املن ّقحــة الــي تتضمّــن‬
‫آخــر املعلومــات املرتبطــة باملوضــوع‪.‬‬
‫‪23‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬

‫سادساً‪ :‬مواصفات الباحث العلمي‬


‫تتم ّثل أهمّ صفات الباحث العلمي الناجح فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬ثقافــة الباحــث‪ :‬تكــون ثقافــة الباحــث ثريّــة ومتنوّعــة‪ ،‬ســواء علــى‬
‫مســتوى اختصاصــه أو علــى مســتوى املعرفــة العامّــة؛‬
‫‪ -‬االســتعداد الشــخصي‪ :‬تتوافــر امليــول الشــخصية والرغبــات الذاتية‬
‫لــدى الباحــث جتــاه مــا يريــد أن يبحــث فيــه؛ ألن ح ـبّ املوضــوع هــو‬
‫الــذي يُح ِّفــزه علــى االســتمرار يف حبثــه؛‬
‫‪ -‬التواضــع‪ :‬حيــرم الباحــث آراء اآلخريــن ويتجنّــب الغــرور العلمــي؛‬
‫بعــدم ترفعــه علــى مَــن ســبقوه يف جمــال حبثــه؛‬
‫‪ -‬الصــر واملثابــرة‪ :‬يتحلّــى الباحــث بالصّــر والتحمّــل؛ حيث إن عملية‬
‫البحــث مَهمّــة شــا ّقة ومُجهدة ذهنيّاً وجســديّاً وفكريّـاً وماديّاً؛‬
‫‪ -‬الــروح العلميــة‪ :‬يعــاجل الباحــث موضوعــه يف حيــاد تامّ‪ ،‬مع شــجاعة‬
‫اعرتافــه بأنــه مــن املمكــن أن يكــون علــى خطأ؛‬
‫‪ -‬الــروح النقديــة‪ :‬ير ِّكــز الباحــث عنــد حتليــل املعلومــات ونقدهــا؛‬
‫ليتم ّكــن مــن قــراءة «مــا بــن الســطور» ويتجنّــب إصــدار األحــكام‬
‫املســبقة؛‬
‫‪ -‬القــدرة علــى التنظيــم‪ :‬يكــون الباحــث ّ‬
‫منظمـاً يف خمتلــف مراحــل‬
‫العمليــة البحثيــة‪ ،‬ويســتخدم مهاراتــه العلميــة يف هندســة أفــكار حبثــه‪.‬‬
‫‪24‬إطار ‪ :1‬معايري قبول البحوث‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬

‫«معظــم املراكــز العلميــة تضــع معايــر لقبــول البحــوث ورفضهــا مــن ناحيــي الشّــكل واملضمــون‪ .‬وكان‬
‫األســاتذة يف فرنســا كثــرا ً مــا يتمســكون هباتــن العبارتــن‪ .‬وكانــوا يوزِّعون درجة الرســالة العلمية ‪% 50‬‬
‫علــى الشّــكل و ‪ % 50‬علــى املضمــون‪ .‬والشّــكل يتضمّــن لغــة الباحــث وحســن إخــراج الرســالة‪ .‬رمبــا يــرى‬
‫بعضنــا أن توزيــع الدرجــة هبــذا الشّــكل قــد يكــون فيــه نظــر‪ .‬فالبعــض قــد مييــل إىل املضمــون ويطالــب‬
‫لــه حبصّــة أعلــى‪ ،‬والبعــض اآلخــر قــد مييــل إىل الشــكل!‬
‫واملراكز العلمية اليوم تضع الئحة تساعد احمل ّكمني على القيام بالتّحكيم العلمي للبحوث‪:‬‬
‫‪ -‬هل البحث فيه جديد أم ال؟‬
‫‪ -‬ما الطريقة املتّبعة يف البحث؟‬
‫‪ -‬هل الكتابة وصفية أم حتليلية؟‬
‫‪ -‬ما اإلضافات العلمية اليت أضافها البحث؟‬
‫‪ -‬هل ذكر الدراسات السابقة؟‬
‫‪ -‬ماذا عن اجلداول والرسوم واملعادالت؟ هل هي صحيحة؟‬
‫‪ -‬هل الكتابة واضحة؟‬
‫‪ -‬هل يعزو األفكار إىل أصحاهبا؟‬
‫‪ -‬هل نقده صحيح أم صادر عن حتامل أو جهل؟‬
‫‪ -‬هل هناك أخطاء يف اإلمالء أو النّحو؟‬
‫‪ -‬هل هناك أخطاء يف اآليات القرآنية أو األحاديث النّبوية؟‬
‫‪ -‬هل خرّج األحاديث النبوية وبيّن درجتها؟‬
‫‪ -‬هل استخدم الباحث هذه النصوص الشرعية بطريقة مالئمة أم بطريقة تعسّفية يف غري موضعها؟‬
‫‪ -‬هل اإلحاالت دقيقة يذكر فيها املرجع والصفحة؟‬
‫‪ -‬هل املراجع اليت رجع إليها حديثة ومناسبة وكافية؟‬
‫إذا قــرأتَ ورقــة ألحــد الطلبــة يتمـرّن فيهــا علــى إعــداد البحــث العلمــي قــد حتكــم عليهــا بالقبــول‪ ،‬ورمبــا‬
‫الطالــب يف املرحلــة اجلامعيــة أن يضيــف أفــكاراً‬ ‫تذكــر نقــاط القــوة فيهــا ونقــاط الضعــف‪ .‬ال نطلــب مــن ّ‬
‫جديــدة؛ بــل نطالبــه بتلخيــص كتــاب أو كت ّيــب‪ ،‬أو الكتابــة عنــه‪ ،‬ونــرى هــل كان أمين ـاً؟ هــل كان مر ّتب ـاً‬
‫ّ‬
‫ومنظمــاً يف عرضــه؟ هــل ذكــر‬
‫املراجــع الــي رجــع إليهــا؟ هــل‬
‫عــرض البيانــات كاملــة بالتّرتيــب‬
‫املعــروف؟ هــل ميكــن اكتشــاف‬
‫الطالــب ومواهبــه‪ :‬علميــة‪،‬‬‫ميــول ّ‬
‫أدبيــة؟ هــل ميكــن أن نطــرح عليــه‬
‫أســئلة مــن الورقــة الــي أعدّها؟»‪.‬‬
‫‪25‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬

‫الفصل الثاني‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪26‬‬

‫خطوات البحث العلمي‬

‫‪ -‬أوالً‪ :‬مرحلة التحضري للبحث العلمي؛‬


‫‪ -‬ثانياً‪ :‬مرحلة إعداد البحث العلمي؛‬
‫‪ -‬ثالثاً‪ :‬مرحلة حترير البحث العلمي؛‬
‫‪ -‬رابعاً‪ :‬مرحلة مناقشة البحث العلمي‪.‬‬

‫ُسئل الكاتب األمريكي‬


‫جاك لوندن ‪ Jack London‬عن القراءة والكتابة‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫قرأت‪ ،‬أسأل نفسي دائماً‪ :‬ماذا يريد أن يقول الكاتب؟‬
‫”إذا ُ‬
‫كتبت‪ ،‬أسأل نفسي دائماً‪ :‬ماذا أري ُد أن أقول للقارئ؟“‪.‬‬
‫وإذا ُ‬
‫‪27‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬

‫أوالً‪ :‬مرحلة التحضري للبحث العلمي‬


‫‪ -1‬اختيــار موضــوع البحــث‪ :‬ينطبــق علــى عمليــة اختيــار املوضوع احلكمة‬
‫القائلة‪« :‬من أحسـنَ االبتداء أحسـنَ االنتهاء»‪.‬‬
‫‪ -‬طرق اختيار املوضوع‪:‬‬
‫‪ ‬اختيــار املوضــوع مــن قِبَــل الباحــث‪ :‬تكــون املشــكلة موضــوع‬
‫البحــث مبــادرة ذاتيــة مــن الباحــث‪ ،‬منبثقــة مــن فضولــه العلمــي‬
‫اخلــاصّ؛‬
‫‪ ‬اختيــار املوضــوع مــن قِبَــل املشــرف‪ :‬يتـمّ اال ّتفــاق حــول موضــوع‬
‫الطرفــن‪ ،‬مبــا يتوافــق مــع ميــوالت ّ‬
‫الطالــب‬ ‫البحــث باملناقشــة بــن ّ‬
‫الشّــخصية وقدراتــه العلميــة وإمكاناتــه الوقتيــة‪.‬‬
‫‪ -‬معايــر اختيــار املوضــوع‪ :‬ميكــن تلخيــص االعتبــارات النّمطيــة الــي‬
‫جيــب أن يراعيهــا الباحــث عنــد اختيــار موضــوع البحــث يف الشــكل‬
‫التــايل‪:‬‬
‫شكل ‪ :1‬اعتبارات اختيار موضوع حبث علمي‬
‫قرار‬ ‫قيمة‬ ‫توافر‬ ‫حداثة‬ ‫قدرات‬ ‫أمهية‬ ‫اختيار‬
‫التسجيل؟‬ ‫النتائج؟‬ ‫املراجع؟‬ ‫املوضوع؟‬ ‫الباحث؟‬ ‫املشرف؟ املوضوع؟‬

‫‪ -2‬صياغــة عنــوان البحــث‪ :‬يُقــال‪« :‬الكاتــب مــن أجــاد املطلــع واملقطــع»‪،‬‬


‫وعنــوان البحــث مطلعــه‪ .‬وميكــن تلخيــص االعتبــارات النّمطيــة الــي جيــب‬
‫أن يراعيهــا الباحــث عنــد وضــع عنــوان البحــث يف الشــكل التــايل‪:‬‬
‫شكل ‪ :2‬اعتبارات وضع عنوان البحث العلمي‬
‫يُر ِّكز على‬
‫يبتعد عن التعميم إمكانية التعديل‬ ‫يعكس اإلشكالية‬ ‫الدقة‬
‫جزئية‬
‫اجلزئي؟‬ ‫والتطويل؟‬ ‫باختصار؟‬ ‫والوضوح؟‬
‫حمدّدة؟‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪28‬‬

‫‪ -3‬وضــع خطــة أوليــة للبحــث‪ :‬يُقــال‪« :‬ال وجــود للبحــث بــا منهجيــة»‪.‬‬
‫وميكــن تلخيــص االعتبــارات النّمطيــة الــي جيــب أن يراعيهــا الباحــث عنــد‬
‫وضــع خطــة البحــث يف الشــكل التــايل‪:‬‬
‫شكل ‪ :3‬اعتبارات ختطيط البحث العلمي‬
‫عرض‬
‫إمكانية‬ ‫خطة‬ ‫قراءة‬ ‫اخلطة على‬ ‫خطة‬ ‫قراءة‬ ‫حتديد‬
‫التعديل؟‬ ‫تفصيلية؟‬ ‫عميقة؟‬ ‫املشرف؟‬ ‫مبدئية؟‬ ‫عامة؟‬ ‫املوضوع؟‬

‫‪ -4‬إعــداد أويل ملصــادر البحــث‪ :‬يُقــال‪« :‬ال يوجــد صفــر يف املعرفــة‬


‫العلميــة»‪ .‬وميكــن تلخيــص االعتبــارات النّمطيــة الــي جيــب أن يراعيهــا‬
‫الباحــث عنــد إعــداد مصــادر البحــث يف الشــكل التــايل‪:‬‬
‫شكل ‪ :4‬اعتبارات التعامل مع مصادر البحث العلمي‬
‫استعارة‪،‬‬
‫فن‬ ‫نسخ‪،‬‬ ‫مواقع‬ ‫فهارس‬ ‫خربة‬ ‫الندوات‬ ‫الكتب‬
‫القراءة؟‬ ‫شراء؟‬ ‫احلديثة؟ واملؤمترات؟ املشرف؟ املكتبات؟ اإلنرتنيت؟‬
‫‪29‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬

‫ثانياً‪ :‬مرحلة إعداد البحث العلمي‬


‫‪ -1‬حتديــد املشــكلة البحثيــة‪ :‬يُقــال‪« :‬اإلشــكالية الناجحــة = نصــف‬
‫البحــث الناجــح»‪ .‬وميكــن تلخيــص االعتبــارات النّمطيــة الــي جيــب أن‬
‫يراعيهــا الباحــث عنــد حتديــد إشــكالية البحــث يف الشــكل التــايل‪:‬‬
‫شكل ‪ :5‬اعتبارات حتديد إشكالية حبث علمي‬
‫مالئمة‬ ‫حمدَّدة‬ ‫تساؤالت‬ ‫صياغة‬
‫للموضوع؟‬ ‫بدقة؟‬ ‫فرعية؟‬ ‫استفهامية؟‬

‫‪ -2‬بناء الفروض العلمية‪ :‬يُقال‪« :‬الفروض = حلول حمتملة لإلشكالية»‪.‬‬


‫وميكــن تلخيــص االعتبــارات النّمطيــة الــي جيــب أن يراعيهــا الباحــث عنــد‬
‫بنــاء فــروض البحــث يف الشــكل التايل‪:‬‬
‫شكل ‪ :6‬اعتبارات بناء فروض حبث علمي‬
‫صياغة‬ ‫فرضية‬ ‫صيغة‬
‫غري‬ ‫خالية من‬ ‫رئيسة‪/‬‬ ‫اإلثبات‪/‬‬ ‫عالقة بني‬ ‫قابلية‬ ‫اإلجياز‬
‫بديهية؟‬ ‫التناقض؟‬ ‫متعدِّدة؟‬ ‫النفي؟‬ ‫متغريات؟‬ ‫االختبار؟‬ ‫والوضوح؟‬

‫‪ -3‬معاجلــة املــادة العلميــة‪ :‬يُقــال‪« :‬دور املشــرف أن يقــف بــن الطالــب‬


‫واخلطــأ»‪ .‬وميكــن تلخيــص االعتبــارات النّمطيــة الــي جيــب أن يراعيهــا‬
‫الباحــث عنــد معاجلــة مــادة البحــث يف الشــكل التــايل‪:‬‬
‫شكل ‪ :7‬اعتبارات معاجلة مادة حبث علمي‬
‫استنباط‬ ‫اقتباس‪/‬‬ ‫تلخيص‪/‬‬ ‫حتليل‬ ‫ختزين‬ ‫تنظيم‬ ‫مجع‬
‫النتائج؟‬ ‫نقد؟‬ ‫شرح؟‬ ‫البيانات؟‬ ‫البيانات؟‬ ‫البيانات؟‬ ‫البيانات؟‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪30‬‬

‫ثالثاً‪ :‬مرحلة حترير البحث العلمي‬


‫‪ -1‬كتابــة مسَــوَّدة البحــث‪ :‬ميكــن تلخيــص االعتبــارات النّمطيــة الــي‬
‫جيــب أن يراعيهــا الباحــث عنــد كتابــة مسَ ـوَّدة البحــث يف الشــكل التــايل‪:‬‬
‫شكل ‪ :8‬اعتبارات كتابة البحث العلمي‬
‫ال لدور‬
‫خالصة‬ ‫متهيد‬ ‫املوضوعية املرشد‬ ‫األسلوب‬ ‫أداة‬ ‫حميط‬
‫والدقة؟ السياحي؟ لكل فصل؟ لكل فصل؟‬ ‫العلمي؟‬ ‫الكتابة؟‬ ‫الكتابة؟‬

‫‪ -2‬الصياغــة النهائيــة للبحــث‪ :‬تُراعــى فيهــا االعتبارات النّمطية التالية‪:‬‬


‫شكل ‪ :9‬اعتبارات حترير البحث العلمي‬
‫جتليد‬ ‫نسخ‬ ‫تقرير‬
‫البحث؟‬ ‫البحث؟‬ ‫البحث؟‬
‫‪31‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬

‫رابعاً‪ :‬مرحلة مناقشة البحث العلمي‬


‫‪ -1‬تشــكيل أعضــاء اللجنــة‪ :‬مناقشــة الرســالة العلميــة يســبقها موافقــة‬
‫املشــرف‪ ،‬وترشــيح املشــرف هلــا للمناقشــة‪:‬‬
‫جدول ‪ :1‬إجراءات تشكيل أعضاء جلنة املناقشة‬
‫توزيع الرسالة العلمية‬ ‫تعيني أعضاء جلنة القراءة‬
‫مذكرة التخرّج‪ 2 :‬نسخ‬ ‫‪‬‬ ‫اقرتاح األستاذ املشرف‬ ‫‪‬‬
‫رسالة املاجستري‪ 3 :‬نسخ‬ ‫‪‬‬ ‫إقرار اجمللس العلمي‬ ‫‪‬‬
‫أطروحة الدكتوراه‪ 6-4 :‬نسخ‬ ‫‪‬‬

‫‪ -2‬تقاريــر أعضــاء اللجنــة‪ :‬قــد تطلــب جلنــة املناقشــة تعديــات مــن‬


‫شــأهنا تأجيــل مناقشــة الرســالة العلميــة‪:‬‬
‫جدول ‪ :2‬إجراءات تقارير أعضاء جلنة املناقشة‬
‫إرسال تقارير مفصّلة‬ ‫قراءة الرسالة العلمية‬
‫تقرير إجيابي‪ :‬موافقة‬ ‫‪‬‬ ‫مدة زمنية معيّنة‬ ‫‪‬‬
‫تقرير سليب‪ :‬رفض‬ ‫‪‬‬
‫تقرير يطلب إجراء تعديالت‬ ‫‪‬‬

‫متــت املوافقــة مــن اجلامعــة؛ ّ‬


‫مت حتديــد‬ ‫‪ -3‬إعــان تاريــخ املناقشــة‪ :‬إذا ّ‬
‫موعــد للمناقشــة العلنيــة حيضرهــا اجلمهــور‪:‬‬
‫جدول ‪ :3‬إجراءات إعالن تاريخ املناقشة‬

‫إعالن املناقشة‬ ‫املوافقة على مناقشة الرسالة العلمية‬


‫‪ ‬تقارير إجيابية‪ :‬كفاءة البحث للمناقشة ‪ ‬التاريخ ‪ +‬املكان‬
‫‪ ‬رخصة املناقشة‪ :‬على مستوى اجلامعة ‪ ‬أمساء ورتب األعضاء‬
‫‪ ‬التّواصل مع األعضاء‪ :‬حتديد التوقيت ‪ ‬الدعوة عامّة‬

‫‪ -4‬يــوم املناقشــة‪ :‬قبــل الشّــروع يف املناقشــة يَعــرض الباحــث موضوعــه يف‬


‫حــدود ‪ 20‬دقيقــة إىل نصــف ســاعة تقريبـاً‪ ،‬ثــم يطــرح األســاتذة املناقشــون‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪32‬‬

‫علــى الباحــث أســئلة تتعلّــق باجلوانــب العلميــة واملنهجيــة والشّــكلية؛ مــن‬


‫أجــل الوصــول إىل قبــول الرســالة وحتديــد درجتهــا (مقبــول‪ ،‬جيِّــد‪ ،‬جيِّــد‬
‫جــداً‪ ،‬ممتــاز‪:)...‬‬
‫جدول ‪ :4‬إجراءات يوم املناقشة‬
‫قرار اللجنة‬ ‫إدارة املناقشة‬
‫مذكرة التخرّج‪ :‬الدرجة ‪ +‬التقدير‬ ‫‪‬‬ ‫العرض التقدميي للباحث‬ ‫‪‬‬
‫رسالة املاجستري‪ :‬الدرجة ‪ +‬التقدير‬ ‫‪‬‬ ‫أسئلة املمتحِنني ‪ +‬أجوبة الباحث‬ ‫‪‬‬
‫أطروحة الدكتوراه‪ :‬التقدير‬ ‫‪‬‬ ‫جلسة علنية‬ ‫‪‬‬
‫‪33‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬
‫إطار ‪ :2‬القيمة املضافة يف البحث العلمي يف االقتصاد اإلسالمي‬
‫«إن الوصــول إىل حاجــز القيمــة العلميــة املضافــة يف االقتصــاد اإلســامي ليــس ســهالً‪ ،‬فالعديـدُ مــن األعمال‬
‫املتميِّــزة تقتصــر آثارهــا العمليــة علــى أن تكــون نســخة يف قائمــة األحباث املتميِّــزة‪ .‬القيمة احلقيقية املضافة‬
‫مرحلــة متقدِّمــة مــن وعــي الباحــث بالفجــوات العلمية يف ِبنية االقتصاد اإلســامي نظريّاً وتطبيقيّـاً‪ ،‬وتركيز‬
‫العطــاء العلمــي يف سـدّ تلــك الفجــوات‪ ،‬وفــق منهجيــة تُحــدث موجــة مــن التّغيري على مســتوى البحث العلمي‪،‬‬
‫وجتــذب الباحثــن للعمــل يف إطارهــا‪ .‬ربّمــا تبــدو الكلمــات صعبــة؛ لكنهــا هاجــس اليــوم والغــد‪ ،‬وهــي فرصــة‬
‫للعطــاء املســتمر الــذي ال ينقطع‪.‬‬
‫أين القيمة املضافة العلمية احلقيقية يف حبث (ماجستري أو دكتوراه) يف عناوين مثل هذه؟‬

‫املشاركات يف فقه املعامالت املعاصر‬ ‫التأمني اإلسالمي‬ ‫املصارف اإلسالمية‬


‫املداينات يف فقه املعامالت املعاصر‬ ‫املراحبة لآلمر بالشراء‬ ‫صناديق االستثمار اإلسالمية‬
‫الشركات املسامهة‬ ‫اإلجارة املنتهية بالتمليك‬ ‫صكوك االستثمار اإلسالمية‬
‫اخلدمات يف البنوك اإلسالمية‬ ‫االستصناع‬ ‫فقه املعامالت املالية اإلسالمية‬
‫عقود االستثمار يف البنوك اإلسالمية‬ ‫السَّلَم‬ ‫صيغ التمويل اإلسالمية‬
‫صكوك اإلجارة املنتهية بالتمليك‬ ‫اإلجارة املوصوفة يف الذمة‬ ‫عقود البنوك اإلسالمية‬
‫مقاصد الشريعة يف املعامالت املالية‬ ‫اهلندسة املالية اإلسالمية‬ ‫بطاقات االئتمان اإلسالمية‬

‫وهكذا فإن القائمة تطول‪ ،‬واملشاهدات تؤيِّد استمرار االختيارات البحثية يف هذا اال ِّتجاه‪.‬‬
‫الكتابــة يف مثــل هــذه املوضوعــات قبــل ثالثــن ســنة أو عشــرين ســنة ربّمــا قـدّم قيمــة مضافة نســبيّاً‪ ،‬وهو يف‬
‫احلقيقــة ال يقـدِّم القيمــة العلميــة املضافــة املنشــودة‪ ،‬وإمنــا يبــدو أقــربَ إىل التأليــف ومجع األبــواب والفصول‬
‫واملســائل املتفرِّقــات يف املوضــوع يف عناويــن تبــدو برّاقة ِ‬
‫جلدّهتا‪.‬‬
‫لكــن قبــل ‪ 10‬ســنوات أو ‪ 15‬ســنة تقريبـاً مل تعــد هــذه العناويــن مت ِّثــل أيّ قيمــة علميــة مضافــة‪ ،‬فقــد أصبــح‬
‫داخــل كل عنــوان ممّــا ُذكــر أعــاه عشــرات املســائل واملشــكالت الــي تنتظــر البحــث واإلثــراء‪ ،‬ويُع ـدُّ حبثهــا‬
‫مســتقلّة قيمــة مضافــة ح ّقـاً‪ .‬ولكــن لألســف مــا زلـتُ أرى الكثــر مــن العناويــن املسـجّلة يف أحبــاث املاجســتري‬
‫والدكتــوراه هــي مــن نــوع العناويــن املذكــورة أعــاه‪.‬‬
‫إن الباحثــن يف االقتصــاد اإلســامي والعلــوم املاليــة واملصرفيــة اإلســامية قــد جنحــوا إىل فقــه املعامــات‬
‫علــى حســاب االقتصــاد والبنــوك ظنًــا منهــم أن جممــوع هــذا التخصّــص هــو فقــه املعامــات‪ .‬والصّحيــح أن‬
‫هــذا التخصّــص جيعــل مــن فقــه املعامــات أحــد مكوِّناتــه الرئيســة وليــس كلهــا‪ ،‬ولذا ينبغي للباحثــن يف هذا‬
‫التخصّص أن ين ِّقبوا عن موضوعات فنية وليست فقهية‪ ،‬وقد أعجبين أحد الباحثني عندما سألين عن رأيي‬
‫يف حبث موضوع «تطبيق اختبارات‬
‫الضغــط يف البنــوك اإلســامية»‪،‬‬ ‫ّ‬
‫وهــو موضــوع متق ـدِّم يف املخاطــر‪.‬‬
‫هناك الكثري من املوضوعات الفنية‬
‫العميقــة الــي جيــب أن يلتــف إليهــا‬
‫الباحثــون يف هــذا التخصّــص»‪.‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪34‬‬

‫الفصل الثالث‬
‫‪35‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬

‫مناهج البحث العلمي‬

‫‪ -‬أوالً‪ :‬تعريف منهج البحث العلمي؛‬


‫‪ -‬ثانياً‪ :‬أنواع مناهج البحث العلمي؛‬
‫‪ -‬ثالثاً‪ :‬تداخل مناهج البحث العلمي؛‬
‫‪ -‬رابعاً‪ :‬تقويم مناهج البحث العلمي‪.‬‬

‫كبار األساتذة يعرتفون‪:‬‬


‫أن ‪ % 90‬من املعلومات اليت َّ‬
‫تلقوها يف املدارس‬
‫الطريقة ّ‬
‫فظلت يف‬ ‫قد نسوها وذهبت هبا ًء منثوراً‪ ،‬أما ّ‬
‫أذهانهم مدى احلياة وكانت سالحهم ّ‬
‫القوي يف سريهم‬
‫العلمي القتحام جماهل املعرفة‪.‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪36‬‬

‫أوالً‪ :‬تعريف منهج البحث العلمي‬


‫‪ -1‬مفهــوم مصطلــح املنهج‪:‬‬
‫‪ -‬املفهــوم اللغــوي‪ :‬هنــاك مصطلحــات منهجيــة هــي‪ :‬النّهــج‪ ،‬واملنهاج‪،‬‬
‫واملنهــج‪ ،‬لــك ّل منهــا اســتخدام خــاصّ يف توضيــح جانــب أساســي مهـمّ‬
‫مــن تصميــم البحــوث‪:‬‬
‫‪ ‬النّهج‪ّ :‬‬
‫الطريق املستقيم الواضح؛‬
‫ّ‬
‫اخلطة املرسومة؛‬ ‫املنهاج‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬املنهج‪ :‬الطريق املؤدّي إىل الكشف عن احلقيقة‪.‬‬


‫وليــس يف اللغــات األوربيــة إال مــادة لغويــة واحــدة هــي‪ Method :‬املأخــوذة‬
‫مــن الكلمــة الالتينيــة ‪ Methodus‬املأخــوذة بدورهــا عــن اليونانيــة ‪،Odos‬‬
‫وقــد اســتعملها أفالطــون مبعنــى البحــث أو النّظــر أو املعرفــة‪ ،‬بينمــا‬
‫اســتخدمها أرســطو مبعنــى البحــث‪.‬‬
‫‪ -‬املفهــوم الشــائع‪ :‬شــاع اســتعمال كلمــة منهــج مبعانــي خمتلفــة ال‬
‫تتوافــق يف الغالــب مــع معناهــا العلمــي‪:‬‬
‫«منهج العمل»‪ :‬مبعنى نظام العمل؛‬ ‫‪‬‬

‫‪« ‬منهــج دراســي»‪ :‬مبعنــى جممــوع املــواد املقـرّرة ملســتوى دراســي‬


‫معيّــن؛‬
‫‪« ‬منهجيــة البحــث»‪ :‬مبعنــى جممــوع املناهــج والتقنيــات اليت توجِّه‬
‫إىل إعــداد البحــث وتُرشــد إىل الطريقة العلمية‪.‬‬
‫‪ -2‬مفهــوم منهــج البحــث العلمي‪:‬‬
‫‪ -‬منهج البحث العلمي‪ :‬حن ِّلل هذه الثالثية‪:‬‬
‫لفظ «منهج» معناه ّ‬
‫الطريق‪ ،‬أو املسلك الذي يسلكه الباحث؛‬ ‫‪‬‬
‫‪37‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬

‫‪ ‬لفــظ «البحــث» مبعنــى طلــب وف ّتــش؛ أي‪ :‬السّــعي وراء الكشــف‬


‫والتنقيــب؛‬
‫‪ ‬لفظ «العلمي» مبعنى املعرفة واإلملام حبقيقة الشيء‪.‬‬
‫وعلــى ذلــك؛ فــإن «منهــج البحــث العلمــي» هــو األســلوب الــذي يســلكه‬
‫الباحــث يف طلــب املعرفــة واحلقيقــة العلميــة؛ حبيــث يبتعــد عــن العشــوائية‬
‫يف مجــع املعلومــات وترتيبهــا‪ .‬ويسـمّى العلــم الــذي يبحــث يف طــرق البحــث‬
‫عــن احلقيقــة بـــ «علــم املناهــج» ‪.Methodology‬‬
‫‪ -‬املنهــج العلمــي‪ :‬ميكــن تعريــف املنهــج العلمــي بأنــه‪« :‬الطريقــة‬
‫املوضوعيــة الــي يســلكها الباحــث يف دراســته أو يف ت ّتبعــه لظاهــرة‬
‫معيّنــة‪ ،‬مــن أجــل حتديــد أبعادهــا بشــكل شــامل جيعــل مــن السّــهل‬
‫التعـرّف عليهــا ومتييزهــا‪ ،‬ويتيــح معرفــة أســباهبا ومؤ ِّثراهتا واألشــكال‬
‫الــي ت ّتخذهــا والعوامــل الــي أ ّثــرت فيهــا أو تأ ّثــرت هبــا‪ ،‬وقيــاس هــذا‬
‫األثــر أو التنبّــؤ بــه بشــكل موضوعــي دقيــق يفسِّــر العالقــات الــي‬
‫تربــط عواملهــا الداخليــة واخلارجيــة؛ هبــدف الوصــول إىل نتائــج‬
‫عامــة حم ـدّدة ميكــن تطبيقهــا أو تعميمهــا»‪.‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪38‬‬

‫ثانياً‪ :‬أنواع مناهج البحث العلمي‬


‫‪ -1‬مناهــج البحــث العلمــي مــن حيــث أســلوب التفكري‪:‬‬
‫‪Deductive‬‬ ‫‪ -‬املنهــج االســتنباطي (االســتنتاجي‪ ،‬االســتداليل)‪:‬‬
‫‪ :Thinking‬يعــي جمموعــة مــن اإلجــراءات ّ‬
‫الذهنيــة الــي ينتقــل‬
‫فيهــا الباحــث مــن الــك ّل إىل اجلــزء‪ ،‬فيتع ـرّف علــى خصائــص الــك ّل‬
‫أو اجملموعــة‪ ،‬وحيدِّدهــا حتديــداً تامّـاً واضحـاً‪ ،‬فــإذا ّ‬
‫مت ذلــك عمّمهــا‬
‫علــى األجــزاء الــي تنــدرج يف ذلــك الــك ّل الشــامل‪ ،‬والقاعــدة الــي‬
‫ينطلــق منهــا الباحــث حســب هــذا املنهــج هــي‪« :‬خصائــص الــكل‬
‫موجــودة يف مجيــع أجزائــه»‪.‬‬
‫شكل ‪ :1‬شكل التفكري االستنباطي‬
‫فاحلاسوب‬ ‫واحلاسوب‬ ‫كل السلع‬
‫له سعر‬ ‫سلعة‬ ‫االقتصادية هلا‬
‫حمدَّد‬ ‫اقتصادية‬ ‫سعر حمدَّد‬

‫‪ -‬املنهــج االســتقرائي‪ :Inductive Thinking :‬ينطلــق فيــه الباحــث مــن‬


‫دراســة األجــزاء وفحصهــا‪ ،‬ثــم ينتهــي إىل احلقيقــة الكلّيــة الــي تشــرك‬
‫فيهــا مجيــع تلــك األجــزاء‪ .‬فهــو انطــاق مــن اجلــزء إىل الــك ّل تبعـاً هلــذه‬
‫القاعــدة‪« :‬احلقيقــة الكليــة تُســتخلص مــن املوجــودات اجلزئيــة»‪.‬‬
‫شكل ‪ :2‬شكل التفكري االستقرائي‬
‫الظاهرة (اخلاص)‬
‫التعميم (العام)‬ ‫العالقة بني السعر‬
‫قانون ّ‬
‫الطلب‬ ‫والكمية املطلوبة‬

‫‪ -2‬مناهــج البحــث العلمــي مــن حيــث األســلوب اإلجرائي‪:‬‬


‫‪ -‬املنهج التارخيي (االســردادي‪ ،‬الوثائقي)‪:Historical Method :‬‬
‫يعتمــد علــى اســرجاع وحتليــل وتفســر األحــداث ال ّتارخييــة املاضيــة‬
‫‪39‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬

‫مــن خــال الســجلّت والوثائــق واآلثــار املختلفــة‪ ،‬هبــدف التوصّــل‬


‫إىل قوانــن عامّــة ميكــن تعميمهــا واالســتفادة منهــا لفهــم املشــكالت‬
‫املعاصــرة والتنبّــؤ مبــا ســيكون عليــه املســتقبل‪ ،‬وغالب ـاً مــا يُســتعمل‬
‫يف العلــوم التارخييــة‪ ،‬لكنــه أصبــح يُســتخدم يف خمتلــف الدراســات‬
‫االجتماعيــة؛ ولعـ ّل هــذا مــا جعــل لــكل علم تاريــخ يتم ّثل يف الدراســات‬
‫ال ّتارخييــة هلــذه العلــوم مثــل‪ :‬التاريــخ السياســي والتاريــخ االقتصــادي‬
‫والتاريــخ الثقــايف‪.‬‬
‫شكل ‪ :3‬أشكال الدراسات التارخيية‬
‫الدراسة املزدوجة‬ ‫دراسة احلدث كأساس‬
‫لألشخاص واألحداث معاً‬ ‫للبناء التارخيي‪ ،‬دون اعتبار‬ ‫دراسة الشخصية‬
‫(أزمة ‪ 1929‬والنظرية‬ ‫لألشخاص‬ ‫كقوة مؤ ِّثرة يف التاريخ‬
‫الكينزية‪ ،‬االشرتاكية‬ ‫(أزمة الكساد‪ ،‬نشأة‬ ‫االقتصادي‬
‫وماركس‪)...‬‬ ‫صندوق النقد الدويل‪)...‬‬ ‫(آدم مسيث‪ ،‬ريكاردو‪)...‬‬

‫‪ -‬املنهــج الوصفــي‪ :Descriptive Method :‬يقــوم علــى وصــف‬


‫احلقائــق الرّاهنــة املتع ِّلقــة بالظاهــرة مــن خــال مجــع البيانــات‬
‫وتبويبهــا وحماولــة تفســرها وحتليلهــا؛ هبــدف اســتخالص النتائــج‬
‫والتنبّــؤ بســلوك الظاهــرة حمــ ّل الدراســة يف املســتقبل‪.‬‬
‫وميكن أن يأخذ املنهج الوصفي األمناط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬املنهــج املســحي‪ :Survey Method :‬يعتمــد علــى وصــف‬
‫خصائــص اجملتمــع املــدروس وصفـاً شــامالً‪ ،‬وتُســتعمل الدراســات‬
‫املســحية مــن قِبــل اجليولوجيــن للتعــرّف علــى طبقــات األرض‪،‬‬
‫ومــن قِبــل األطبــاء للتعـرّف علــى نوعيــة األمــراض األكثــر انتشــاراً‪،‬‬
‫ومــن قِبــل الشــركات للتع ـرّف علــى ذوق اجلمهــور ونــوع املنتجــات‬
‫الــي يرغــب يف اقتنائهــا‪...‬؛ وذلــك لالســتفادة منهــا يف املســتقبل‪.‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪40‬‬

‫شكل ‪ :4‬أشكال الدراسات املسحية‬

‫حتليل احملتوى‬ ‫املسح بالعيِّنة‬ ‫املسح الشامل‬


‫(الرأي العام‪ ،‬السوق) (مقرّرات‪ ،‬برامج‪ ،‬قرارات)‬ ‫(إحصاء عدد السكان)‬

‫‪ ‬منهــج دراســة احلالــة‪ :Case Study Method :‬هــو ذلــك املنهــج‬


‫الــذي ي ّتجــه إىل مجــع البيانــات املتع ِّلقــة بوحــدة معيّنــة أو منــوذج‬
‫واحد ســواء كانت فرداً أو أســرة أو مؤسســة (أفراد‪ ،‬إنتاج‪ ،‬تســويق‪،‬‬
‫مشــريات‪ )...‬أو دولــة‪ ،‬ويقــوم علــى أســاس التعمّــق يف دراســة تاريخ‬
‫الوحــدة (احلالــة) أو دراســة مجيــع املراحــل الــي مـرّت هبــا؛ هبــدف‬
‫الوصــول إىل تعميمــات علميــة متع ِّلقــة باحلالــة املدروســة واحلــاالت‬
‫املشــاهبة هلــا‪.‬‬
‫شكل ‪ :5‬أشكال دراسات احلالة‬
‫مدينة‪/‬دولة‬ ‫أسرة‪ /‬مؤسسة‬ ‫شخص‬

‫‪ ‬املنهــج املقــارن‪ :Comparative Method :‬هــو منهــج يعتمــد‬


‫علــى املقارنــة بــن ظاهرتــن أو جمتمعــن أو حادثتــن‪ ،‬يقــوم فيــه‬
‫الباحــث باملوازنــة بــن املتغيِّــرات يف املوضــوع حمـ ّل الدراســة؛ حتــى‬
‫يتم ّكــن مــن حتديــد أوجــه ال ّتشــابه واالختــاف‪ ،‬للوصــول إىل نتائــج‬
‫ميكــن تعميمهــا‪.‬‬
‫شكل ‪ :6‬أشكال الدراسات املقارنة‬
‫ظاهرتان متشاهبتان‬ ‫ظاهرة واحدة‬
‫يف بلدين خمتلفني‬ ‫يف مرحلتني‬

‫‪ -‬املنهــج التجريــي‪ :Experimental Method :‬هــو منهــج يتــ ّم‬


‫يف املختــرات باســتخدام األجهــزة املناســبة الــي تعــزل املتغيِّــرات‬
‫‪41‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬

‫عــن بعضهــا‪ ،‬ويعتمــد يف األســاس علــى التجربــة العلميــة للتوصّــل‬


‫إىل القانــون أو النظريــة‪ .‬ويرتبــط أساســاً بعلــوم الطبيعــة (الطــبّ‪،‬‬
‫الصيدلــة‪ ،‬الفيزيــاء)‪ .‬لكنــه أصبــح يُســتخدم يف خمتلــف الدراســات‬
‫االجتماعيــة؛ مــن خــال مراكــز األحبــاث اخلاصّــة بالدراســات‬
‫الســلوكية واالجتماعيــة (كعلــم النّفــس‪ ،‬واســتطالعات ال ـرّأي العــام‪،‬‬
‫والدراســات الســلوكية يف علــم اإلدارة والعلــوم السياســية)‪.‬‬
‫شكل ‪ :7‬أشكال الدراسات التجريبية‬
‫التجارب امليدانية‬ ‫التجارب املعملية‬
‫(خارج املخترب)‬ ‫(داخل املخترب)‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪42‬‬

‫ثالثاً‪ :‬تداخل مناهج البحث العلمي‬


‫‪ -1‬تصنيفــات مناهــج البحــث العلمــي‪:‬‬
‫لقــد اختلــف املتخصِّصــون يف الدراســات املنهجيــة بشــأن تصنيــف مناهــج‬
‫البحــث العلمــي‪ ،‬فبعضهــم يأخــذ باملناهــج الرئيســة فقــط‪ ،‬وآخــرون‬
‫يعتــرون املناهــج الفرعيــة مناهــج رئيســة‪ ،‬كمــا أن بعضهــم قــد خيلــط بــن‬
‫أنــواع البحــوث ومناهــج البحــث؛ ممــا يــؤدِّي إىل اختــاف تصنيفــات هــذه‬
‫املناهــج‪.‬‬
‫ورغــم ذلــك؛ فإنــه يتعيّــن علــى الباحــث عــرض املناهــج املســتخدَمة يف‬
‫البحــث مــع إعطــاء ال ّتربيــرات العلميــة والعمليــة الــي جعلتــه ي َّتبــع منهج ـاً‬
‫دون غــره‪.‬‬
‫‪ -2‬تداخــل املناهــج خــال عمليــة البحث‪:‬‬
‫إن الفصــل بــن خمتلــف املناهــج بالنســبة أليّ علــم مــن العلــوم يــكاد يكــون‬
‫مســتحيالً‪ ،‬وااللتــزام مبنهــج واحــد يف البحــث كلّــه والســيما يف العلــوم‬
‫االجتماعيــة عمليــة صعبــة؛ ألن الباحــث يضطــرّ يف كثــر مــن األحيــان‬
‫وهــو يتعامــل مــع نصوصــه مباشــرة أن يســتخدم االســتقراء واالســتنباط‪،‬‬
‫والوصــف والتحليــل واملقارنــة‪ ،‬وهــو حــن ير ِّتــب فصــول حبثــه قــد ير ِّتبهــا‬
‫علــى أســاس تارخيــي إذا كان املوضــوع يتعلّــق بالتاريــخ‪.‬‬
‫ولعـ ّل اعــراف الباحثــن هبــذه احلقيقــة (تداخــل املناهــج) هو الــذي يدفعهم‬
‫أحيانـاً إىل اســتخدام عبــارة «املنهــج املتكامــل»؛ تعبــراً عــن عــدم اجلمــود‬
‫يف منهــج معيّــن مــادام الوصــول إىل احلقيقــة أو اإلجابــة عــن اإلشــكالية ال‬
‫ميكــن إال عــن طريــق اســتخدام هــذه املناهــج كلهــا‪.‬‬
‫‪43‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬

‫رابعاً‪ :‬تقويم مناهج البحث العلمي‬


‫‪ -1‬تقويــم املنهــج التارخيي‪:‬‬
‫جدول ‪ :1‬تقويم املنهج التارخيي‬
‫اجلوانـب السلبيـة (املعوقات)‬ ‫اجلوانـب اإلجيابيـة (املزايا)‬
‫‪ ‬اإلسهام يف الكشف عن األساليب اليت اعتمد ‪ ‬صعوبة التّعميم؛ ألن التاريخ ال يعيد نفسه‬
‫الختالف الظروف االجتماعية؛‬ ‫عليها السابقون يفح ّلاملشكالت احلالية؛‬
‫‪ ‬االســتفادة مــن نقــاط القــوة يف املاضــي ‪ ‬آراء املؤرّخني ال ميكن اعتبارها موضوعية‬
‫ومنزَّهة عن اخلطأ؛‬ ‫وجتنــب نقــاط الضعــف؛‬
‫‪ ‬املنهــج التارخيــي ضــروري للوصــول إىل ‪ ‬صعوبــة اإلحاطــة جبميــع معطيــات الواقعــة‬
‫التارخيية؛ممّاجيعلنتائج البحثمعرفةجزئية‪.‬‬ ‫احلقائــق التارخييــة‪.‬‬

‫‪ -2‬تقويــم املنهــج الوصفي‪:‬‬


‫جدول ‪ :2‬تقويم املنهج الوصفي‬
‫اجلوانـب السلبيـة (املعوقات)‬ ‫اجلوانـب اإلجيابيـة (املزايا)‬
‫‪ ‬تقديــم حقائــق وبيانــات دقيقــة عــن واقــع ‪ ‬يُخشــى مــن اعتمــاد الباحــث علــى بيانــات‬
‫خاطئــة يف املصــادر‪ ،‬ويتو ّقــف هــذا علــى د ّقــة‬ ‫الظاهرة؛‬
‫عمــل البحث؛‬
‫‪ ‬تقديــم تفســر وحتليــل للظاهــرة؛ ممّــا ‪ ‬إثبــات الفــروض يف الدراســات الوصفيــة‬
‫عمليــة صعبــة نســبيّاً؛‬ ‫يســاعد علــى فهــم العوامــل املؤ ِّثــرة؛‬
‫‪ ‬املنهــج األكثــر اســتخداماً يف البحــوث ‪ ‬حمدوديــة البحــوث الوصفيــة علــى التنبّــؤ‬
‫لتع ُّقــد الظواهــر االجتماعيــة‪.‬‬ ‫االجتماعيــة‪.‬‬

‫‪ -3‬تقويــم املنهــج التجرييب‪:‬‬


‫جدول ‪ :3‬تقويم املنهج التجرييب‬
‫اجلوانـب السلبيـة (املعوقات)‬ ‫اجلوانـب اإلجيابيـة (املزايا)‬
‫‪ ‬تت ـمّ معظــم التجــارب يف ظــروف مثاليــة‬ ‫‪ ‬إمكانيــة تكــرار التجربــة حتــت شــروط‬
‫بعيــدة عــن الظــروف الطبيعيــة؛‬ ‫واحــدة‪ ،‬والتأ ّكــد مــن صحّــة النتيجــة؛‬
‫‪ ‬تتأ ّثــر د ّقــة النتائــج مبقــدار د ّقــة ضبــط‬ ‫‪ ‬إمكانيــة التح ّكــم يف العوامــل املؤ ِّثــرة يف‬
‫العوامــل املؤ ِّثــرة؛‬ ‫النتيجــة؛‬
‫‪ ‬احتمــال وجــود األخطــاء التجريبيــة (ضبط‬ ‫‪ ‬يســعى للكشــف عــن العالقــات الســببية‬
‫املتغيّــر وأثنــاء اختيــار العيِّنــات) الــي تــؤدّي إىل‬ ‫بــن العوامــل املؤ ِّثــرة والظاهــرة حمــ ّل‬
‫نتائــج غــر دقيقة‪.‬‬ ‫االهتمــام‪.‬‬
‫‪44‬إطار ‪ :3‬املنهج القرآني‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬

‫يأخــذ االقتصــاد اإلســامي مبناهــج البحــث االقتصــادي‪ ،‬ولكنــه جيعــل املنهــج القرآنــي علــى رأســها‪،‬‬
‫واملنهــج القرآنــي يتضمّــن كالً مــن القــرآن والس ـنّة الصّحيحــة الــي ح ّثــت علــى االجتهــاد يف الفتــوى‬
‫واحلكــم والقضــاء والبحــث العلمــي‪.‬‬
‫وإذا رجــع الباحــث إىل القــرآن الكريــم‪ ،‬وأراد ذكــره يف قائمــة املراجــع؛ فــإن عليــه أن يضعــه يف رأس‬
‫القائمــة‪ ،‬ولــو خالــف التّرتيــب اهلجائــي للمراجــع‪ .‬فــا يليــق إدراج القــرآن وســط املراجــع الــي كتبهــا‬
‫البشــر!‬
‫ومن خالل التأمُّل يف القرآن ميكن لنا استنباط القواعد التّالية يف البحث العلمي‪:‬‬
‫‪« -‬جيب ا ِّتباع الوحي‪ ،‬واالهتداء هبدي اهلل ورسوله‪ ،‬وعدم معارضته بعقول البشر‪.‬‬
‫‪ -‬القرآن يرفع معنويات املسلمني‪.‬‬
‫‪ -‬القرآن يأمر املسلمني بأن يبذلوا ما يف وسعهم وطاقتهم‪.‬‬
‫‪ -‬القرآن يزيد يف ذكاء املسلمني وعلمهم {إِنَّ ه ََذا ال ْ ُقرْ َآنَ يَهْدِي لِ َّلتِي هِيَ َأ ْقوَمُ} [اإلسراء‪.]9 :‬‬
‫‪ -‬طلب الدّليل والربهان‪ُ { :‬ق ْل هَا ُتوا بُرْهَانَ ُكمْ إِنْ ُكنْ ُتمْ صَادِقِني} [البقرة‪.]111 :‬‬
‫‪ -‬ال نعبــد غــر اهلل‪ ،‬وال نتّخــذ مــن األشــياء واألشــخاص واألفــكار والنظــم البشــرية أصنامـاً تُعبــد مــن‬
‫دون اهلل‪.‬‬
‫‪ -‬عدم طاعة السّادة والكرباء واآلباء إذا كانوا على غري احلقّ والصّواب‪.‬‬
‫‪ -‬تعلّم العلوم النافعة وترك العلوم الضارّة‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم األنفع على النافع‪ ،‬أو األصلح على الصّاحل‪.‬‬
‫‪ -‬إذا خُيِّرنــا بــن منفعتــن ال ميكــن اجلمــع بينهمــا اخرتنــا األنفــع‪ .‬واذا خُيّرنــا بــن مفســدتني ال ميكــن‬
‫اجتناهبمــا معـاً اخرتنــا األقـ ّل ســوءاً (أهــون الشـرّين)‪.‬‬
‫‪ -‬االستعانة بالصّرب [البقرة‪.]153 :‬‬
‫‪ -‬توخِّي العدل حتى مع األعداء‪.‬‬
‫‪ -‬التزام التّفكري الواقعي‪ ،‬واجتناب التّفكري باألماني‪.‬‬
‫‪ -‬التمييز بني العلم (القطع) والظن والشك والوهم‪.‬‬
‫‪ -‬عدم كتمان احلق‪ ،‬وإلباس احلقّ بالباطل [البقرة‪ .]42 :‬وعدم كتمان العلم والشهادة‪.‬‬
‫‪ -‬ال جيوز حتريف الكلِم عن مواضعه [البقرة‪ 75 :‬و‪ ]79‬و [املائدة‪.]13 :‬‬
‫‪ -‬االمتناع عن تبديل الكالم [البقرة‪ 59 :‬و‪.]181‬‬
‫‪ -‬ال تق ْل وال حتاججْ مبا ال تعلم [البقرة‪ ]80 :‬و [آل عمران‪.]66 :‬‬
‫والضرر‪.‬‬‫ّ‬ ‫‪ -‬طلب اخلري والنّفع‪ ،‬واجتناب الشرّ‬
‫‪ -‬اجتناب األهواء والشّبهات‪.‬‬
‫‪ -‬ترقيــق القلــب والبُعــد عــن املعاصــي‪ ،‬للتفـرّغ للعلــم وتفريــغ القلــب عمّــا يشــغله ويضعفــه‪ .‬قــال اإلمــام‬
‫الشافعي‪:‬‬
‫فأرشدني إىل تركِ املعاصي‬ ‫ ‬ ‫شكوتُ إىل وكي ٍع سُوء حفظي‬
‫ونــــورُ اهلل ال يُهدى لعـاصي‬ ‫ ‬ ‫وأخبـــرني بأن الـعـلــمَ نــــــــــورٌ‬
‫‪45‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬

‫‪ -‬جيب جتنُّب الكذب‪ ،‬والتوهّم‪ ،‬والكبْر‪ ،‬واإلفساد‪ ،‬والعدوان‪ ،‬وشهادة الزور‪.‬‬


‫‪ -‬البُعد عن احلقد واحلسد‪.‬‬
‫‪ -‬ترك املكابرة واللجاج‪.‬‬
‫‪ -‬ا ِّتبــاع الصــراط املســتقيم واالبتعــاد عــن احليــل والدجــل {وَ َأنَّ هَـ َـذا صِرَاطِــي مُسْ ـ َتقِيمًا َفاتَّ ِبعُــوهُ و ََل َت َّت ِبعُــوا‬
‫السُّ ـب َُل} [األنعــام‪.]153 :‬‬
‫‪ -‬الصدع باحلق‪.‬‬
‫‪ -‬جيب االنتفاع باألمساع واألبصار واأللسنة وسائر احلواس‪.‬‬
‫‪ -‬املســؤولية الفرديــة واملســؤولية اجلماعيــة [البقــرة‪ 123 :‬و‪ 134‬و‪ 139‬و‪ 141‬و‪{ ]147‬وَاتَّ ُقــوا فِ ْتن ًَــة َل‬
‫ُتصِيبَ ـنَّ الَّذِي ـنَ َظ َلمُــوا مِن ُْك ـمْ خَاصَّـ ًـة} [األنفــال‪.]25 :‬‬
‫‪ -‬الشورى‪ :‬وتطبق هنا بني الباحث واألستاذ‪ ،‬وبني الباحث وغريه من الباحثني واملهتمني‪.‬‬
‫‪ -‬القــوة‪{ :‬وَ َأعِ ـدُّوا لَهُ ـمْ مَــا اسْ ـ َت َطعْ ُتمْ مِ ـنْ ُق ـوَّةٍ} [األنفــال‪ .]60 :‬والعلــم والبحــث العلمــي مــن أه ـمّ أســباب‬
‫الق ـوّة والتق ـدّم‪.‬‬
‫ـاس} [البقــرة‪ .]143 :‬هــذا املقــام لألمــة اإلســامية‬ ‫‪{ -‬وَ َك َذلِـكَ جَعَلْنَا ُكـمْ ُأمَّـ ًـة وَسَـ ًـطا لِ َت ُكو ُنــوا شُـهَدَاءَ عَ َلــى النَّـ ِ‬
‫(مقــام الشــاهدية) بــن األمــم ال ريــب أنــه حيتــاج إىل التقـدّم العلمــي والتقــي»‪.‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪46‬‬

‫الفصل الرابع‬
‫‪47‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬

‫أدوات البحث العلمي‬

‫‪ -‬أوالً‪ :‬أدوات مجع البيانات امليدانية؛‬


‫‪ -‬ثانياً‪ :‬أدوات حتليل البيانات امليدانية؛‬
‫‪ -‬ثالثاً‪ :‬أدوات عرض األفكار واملعلومات‪.‬‬

‫جيب أن يعلم الباحث بأنه عندما ينشر رسالته أو حبثه أو‬


‫كتابه؛ فإميا يعرض عقله على العلماء والقّراء‪ .‬قال الّراغب‬
‫اخل ّطاب‬
‫الصلب على ُ‬
‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫بنات‬
‫ِ‬ ‫األصفهاني (ت ‪ 815‬هـ)‪ُ :‬‬
‫«عرض‬
‫األلباب»!‬ ‫على‬ ‫در‬ ‫َّ‬
‫الص‬ ‫بنات‬
‫ِ ِ‬ ‫عرض‬ ‫من‬ ‫ُ‬
‫أسهل‬
‫ِ‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪48‬‬

‫أوالً‪ :‬أدوات مجع البيانات امليدانية‬


‫‪ -1‬املالحظــة العلميــة ‪ :Observation‬يوجــد مالحِــظ (الباحــث)‬
‫ومالحَــظ (املبحــوث)‪.‬‬
‫‪ -‬تعريــف املالحظــة‪ :‬تعــي املالحظــة مبعناهــا البســيط‪ :‬االنتبــاه‬
‫العفــوي إىل حادثــة أو ظاهــرة أو أمــر مــا‪ ،‬أمــا املالحظــة العلميــة فهــي‪:‬‬
‫ومنظــم ومضبــوط للظاهــرة حم ـ ّل الدراســة؛ هبــدف‬ ‫ّ‬ ‫انتبــاه مقصــود‬
‫اكتشــاف أســباهبا وقوانينهــا‪ ،‬وتتميّــز باخلصائــص التاليــة‪:‬‬
‫هادفة‪ :‬يُحدِّد الباحث اهلدف من وراء مالحظته؛‬ ‫‪‬‬

‫دقيقة‪ :‬ال تُفوِّت أيّ جزء من أجزاء الظاهرة؛‬ ‫‪‬‬

‫جمهّزة‪ :‬يُحدِّد الباحث الوسيلة املناسبة لتسجيل املالحظات‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬أنواع املالحظة‪:‬‬
‫‪ ‬املالحظــة بــا مشــاركة ‪ :Non-Participant‬يقــوم فيهــا الباحــث‬
‫مبراقبة املبحوثني‪ ،‬دون أن يشــرك يف أيّ نشــاط تقوم به اجلماعة‬
‫موضــوع املالحظــة‪ ،‬عــن طريــق املشــاهدة أو االســتماع أو متابعــة‬
‫موقــف معيّــن‪ ،‬فهــي مالحظــة مــن اخلــارج؛‬
‫‪ ‬املالحظــة باملشــاركة ‪ :Observation par Participation‬يصبــح‬
‫فيهــا الباحــث عضــواً يف اجلماعــة الــي يالحظهــا‪ ،‬وقــد يُصــرِّح‬
‫بأنــه يقــوم باملالحظــة بغــرض البحــث العلمــي‪ ،‬أو تكــون سـرِّية مــن‬
‫خــال قــدرة الباحــث علــى تقمّــص األدوار وعــدم اإلفصــاح عــن‬
‫هويتــه‪.‬‬
‫‪ -‬تقويــم املالحظــة‪ :‬للمالحظــة كأداة مــن أدوات البحــث العلمــي‬
‫بعــض املزايــا وبعــض العيــوب‪:‬‬
‫‪49‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬

‫جدول ‪ :1‬تقويـم املالحظـة‬


‫العيــوب‬ ‫املـزايـا‬
‫‪ ‬ال ميكــن اســتخدامها يف مجيــع احلــاالت‬ ‫‪ ‬تســمح بتجميــع البيانــات مــن أرض‬
‫(مثــل املشــكالت األســرية)؛‬ ‫الواقــع؛‬
‫‪ ‬االعتمــاد علــى احلــواس يكــون يف كثــر‬ ‫‪ ‬تســاعد يف التعرّف على معلومات جديدة‬
‫مــن احلــاالت مض ِّلــاً؛ ومــن ثــم تظهــر‬ ‫مل يُف ِّكــر فيهــا الباحــث من قبل؛‬
‫بيانــات ليســت هلــا عالقــة بالواقــع؛‬
‫‪ ‬اســتخدام املالحظــة اآلليــة (الكامــرا)‬ ‫‪ ‬تفيــد يف حالــة شــعور الباحــث بعــدم‬
‫يقابَــل بالرّفــض مــن قِبــل املبحــوث‪ ،‬أو يُغيِّــر‬ ‫إمكانيــة التعــاون معــه‪ ،‬مــن قِبــل األفــراد‬
‫ســلوكه؛ ممّــا يــؤدي إىل احلصــول علــى‬ ‫فيمــا خيــص إدالئهــم باملعلومــات والبيانــات‬
‫بيانــات غــر دقيقــة‪.‬‬ ‫املطلوبــة‪.‬‬

‫‪ -2‬املقابلــة الشــخصية ‪ :Interview‬يوجــد مقا ِبــل (الباحــث) ومســتجوَب‬


‫(املبحــوث)‪.‬‬
‫‪ -‬تعريــف املقابلــة‪ :‬هــي حمادثــة موجَّهــة تتــم بــن الباحــث والشــخص‬
‫أو أشــخاص آخريــن هبــدف الوصــول إىل حقيقــة أو موقــف معيّــن‪،‬‬
‫يســعى الباحــث للتعــرف عليــه مــن أجــل حتقيــق أهــداف البحــث‪،‬‬
‫وتتميّــز باخلصائــص التاليــة‪:‬‬
‫‪ ‬املقابلة الشخصية؛‬
‫‪ ‬املقابلة اهلاتفية؛‬
‫‪ ‬املقابلة بواسطة احلاسوب؛‬
‫‪ ‬املقابلة بواسطة األقمار الصناعية‪.‬‬
‫‪ -‬أنواع املقابلة‪:‬‬
‫‪ ‬املقابلــة املُهيْكلــة ‪ :Structured Interview‬يقــوم فيهــا الباحــث‬
‫بإعــداد أســئلتها بشــكل مســبق وتُعتــر الدّليــل أو املرشــد للمقابلــة‪،‬‬
‫ودور الباحــث هــو إمســاع األســئلة للمبحــوث وتدويــن األجوبــة؛‬
‫‪ ‬املقابلــة احلــرّة ‪ :Unstructured Interview‬ال يتقيّــد الباحــث‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪50‬‬

‫بأســئلة حمــدَّدة مســبقاً؛ بــل يتطلّــب منــه طريقــة أكثــر مرونــة‬


‫وفاعليــة يف تشــجيع املبحــوث للكشــف عــن احلقائــق حــول موضــوع‬
‫املقابلــة‪.‬‬
‫‪ -‬تقويــم املقابلــة‪ :‬للمقابلــة كأداة مــن أدوات البحــث العلمــي بعــض‬
‫املزايــا وبعــض العيــوب‪:‬‬
‫جدول ‪ :2‬تقويـم املقابلـة‬
‫العيــوب‬ ‫املـزايـا‬
‫‪ ‬يتو ّقــف جناحهــا علــى كفــاءة الباحــث؛‬ ‫‪ ‬اللقــاء املباشــر يتيــح فرصــة احلصــول‬
‫ورغبــة املســتجوَب باحلديــث؛‬ ‫علــى بيانــات كثــرة بطريقــة ســهلة؛‬
‫‪ ‬مك ِّلفــة ســواء يف الوقــت أو يف املــال املنفــق‬ ‫‪ ‬ميكن استخدامها يف اجملاالت اليت يصعب‬
‫فيها؛ السيما إذا كانت العيِّنة كبرية ومنتشرة‬ ‫اســتخدام االســتبيان فيهــا (مثــل التعامــل مــع‬
‫جغرافياً؛‬ ‫األميــن أو صغار الســن)؛‬
‫‪ ‬صعوبــة الوصــول إىل بعــض األشــخاص‬ ‫‪ ‬تو ِّفــر مؤشــرات غــر لفظيــة ِّ‬
‫توضــح ردود‬
‫ذوي املركــز أو بســبب التعـرّض للخطــر‪.‬‬ ‫وانفعــاالت املبحوثني‪.‬‬

‫‪ -3‬االســتبيان ‪ :Questionnaire‬غيــاب (الباحــث) ووجــود مســتقصى‬


‫منــه (املبحــوث)‪.‬‬
‫‪ -‬تعريــف االســتبيان‪ :‬هــو عبــارة عــن جمموعــة أســئلة تــدور حــول‬
‫مشــكلة البحــث‪ ،‬تُقـدَّم لعيِّنــة مــن األفــراد لإلجابــة عنهــا‪ ،‬وتُعـدّ هــذه‬
‫األســئلة يف شــكل واضــح حبيــث ال حتتــاج إىل شــرح إضــايف؛ نظــراً‬
‫للغيــاب الشــخصي للباحــث‪ ،‬ويتميّــز باخلصائــص التاليــة‪:‬‬
‫‪ ‬وضــع مقدمــة تبيِّــن أهــداف الدراســة وبيــان أن ال ـرّدود ســتبقى‬
‫ســرية؛‬
‫‪ ‬جتيــب االســتمارة عــن ثالثــة أســئلة تتعلّــق باملســتجوَب‪ :‬مــن هــو؟‬
‫مــاذا يفعــل؟ كيــف يف ِّكــر؟‬
‫اجلمع بني األسئلة املغلقة (نعم‪/‬ال) واملفتوحة (رأي)؛‬ ‫‪‬‬
‫‪51‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬

‫التدرّج من األسئلة العامّة إىل األسئلة اخلاصّة؛‬ ‫‪‬‬

‫وضــع بعــض األســئلة (أســئلة املراجعــة)؛ للتأ ّكــد مــن د ّقــة وصــدق‬ ‫‪‬‬

‫اإلجابــات وذلــك بطرحهــا بصيــغ خمتلفة‪.‬‬


‫‪ -‬أنواع االستبيان‪:‬‬
‫‪ ‬االســتبيان املغلــق ‪ :Closed Questions‬يــرك الباحــث أمــام كل‬
‫ســؤال اإلجابــات املقرتحــة؛ حيــث يكتفــي اجمليــب بوضــع إشــارة أمام‬
‫اإلجابــة الــي يراهــا مناســبة؛‬
‫‪ ‬االســتبيان املفتــوح ‪ :Open Questions‬يُطلــب فيــه مــن الشــخص‬
‫أن جييــب عــن األســئلة بكلماتــه اخلاصّــة‪ ،‬مــن خــال تــرك فراغــات‬
‫جييــب فيهــا حبرِّيــة كاملــة؛‬
‫‪ ‬االســتبيان املغلق‪/‬املفتــوح‪ :‬ميــزج فيــه الباحــث بــن األســئلة‬
‫املفتوحــة واألســئلة املغلقــة‪.‬‬
‫‪ -‬تقويــم االســتبيان‪ :‬لالســتبيان كأداة مــن أدوات البحــث العلمــي‬
‫بعــض املزايــا وبعــض العيــوب‪:‬‬
‫جدول ‪ :3‬تقويـم االستبيـان‬
‫العيــوب‬ ‫املـزايـا‬
‫‪ ‬اخنفــاض نســبة الــرّدود؛ ممّــا يــؤدي‬ ‫‪ ‬يتيــح للمبحــوث فرصــة اإلجابــة عــن‬
‫إىل احلــدّ مــن حجــم العيِّنــة عــن احلجــم‬ ‫األســئلة يف الوقــت الــذي يــراه مناســباً وبــكل‬
‫املطلــوب؛‬ ‫راحــة؛‬
‫‪ ‬مشــكلة اســتغراق وقــت طويــل‪ ،‬وقلّــة‬ ‫‪ ‬يُتيــح للباحــث إمكانيــة جتريب االســتمارة‬
‫العائــد انطالق ـاً مــن عــدم وعــي املبحوثــن‬ ‫قبل تعميم اســتعماهلا؛‬
‫(اإلجابــة بتســرّع وعــدم اهتمــام)؛‬
‫‪ ‬ال مت ِّثــل اإلجابــات موقــف املبحــوث بد ّقــة‬ ‫‪ ‬سهولة معاجلة بياناته ّ‬
‫بالطرق اإلحصائية‬
‫(مثــل‪ :‬ختــوّف األفــراد مــن اإلجابــة دون‬ ‫والتّعبري عنها كميّاً‪.‬‬
‫موافقــة رؤســائهم يف العمــل)‪.‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪52‬‬

‫ثانياً‪ :‬أدوات حتليل البيانات امليدانية‬


‫‪ -1‬املدخــل الكمّــي لتحليــل البيانــات‪:‬‬
‫‪ -‬تعريف املدخل الكمي‪ :‬يتمّ اســتخدام العديد من األدوات التحليلية‬
‫الرياضيــة واإلحصائيــة والقياســية‪ ،‬وذلــك باالســتعانة باإلعــام اآليل‬
‫يف املعاجلــة احلســابية لألرقــام؛ نظــراً لتع ّقدهــا وعالقاهتا املتشــابكة‪،‬‬
‫ويتميّــز باخلصائــص التالية‪:‬‬
‫‪ ‬حيتـ ّل اإلحصــاء مكانــة مهمّــة يف البحــوث االســتقصائية (املســح‬
‫والعيِّنة)؛‬
‫‪ ‬اســتخدام معــادالت االجتــاه العــام واألرقــام القياســية واالحنــدار‬
‫واالرتبــاط‪ ،‬ونظريــة االحتماالت؛‬
‫‪ ‬حتليــل البيانــات باســتخدام برنامــج املُجــد ِول ‪ Excel‬أو الربنامــج‬
‫اإلحصائــي)‪SPSS (Statistical Package for Social Sciences‬؛‬
‫‪ ‬يتطلّــب مــن الباحــث تدريبـاً علــى اســتخدامها مســتعيناً باملراجــع‬
‫املتوافــرة وباملختصّــن إذا تطلّــب األمــر ذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬مدخــل حتليــل املنطــق الوصفي‪:‬‬
‫‪ -‬تعريــف املدخــل الوصفــي‪ :‬يتـمّ اســتخدام األســاليب االســتنباطية‬
‫الــي تســاعد الباحــث علــى القيــام بتوصيــف البيانــات وتفصيلهــا‬
‫والرّبــط بــن مكوّناهتــا بطريقــة منطقيــة‪ ،‬ويتميّــز باخلصائــص‬
‫التاليــة‪:‬‬
‫‪ ‬وضع النُّظم (مفتوحة‪ ،‬مغلقة)؛‬
‫‪ ‬بناء النماذج ‪( Models‬ترميز املتغيّرات‪ ،‬دوال)‪.‬‬
‫‪53‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬

‫ثالثاً‪ :‬أدوات عرض األفكـار واملعلومـات‬


‫‪ -1‬اجلداول‪:‬‬
‫‪ -‬تعريــف اجلــداول‪ :‬تُعبِّــر اجلــداول عــن فكــرة معيّنــة أو إحصــاءات‬
‫حمـدَّدة بشــكل أفضــل مــن وضــع األرقــام واإلحصــاءات ضمــن النـصّ‬
‫نفســه بصفــة جم ـرّدة‪ ،‬فاجلــداول تُعطــي الفرصــة للقــارئ وتســاعده‬
‫لكــي يالحــظ العالقــة بــن األرقــام ويقــارن بينهــا‪ ،‬ومتنحــه نوعـاً مــن‬
‫الراحــة باالنصــراف بعــض الشــيء عــن ال ّتركيــز يف متابعــة األســلوب‬
‫العلمــي اجلــاف‪ ،‬وتتميّــز باخلصائــص التاليــة‪:‬‬
‫‪ ‬أن يكــون للجــدول متهيــد يف السّــطور الســابقة لــه مباشــرة‪ ،‬وال‬
‫بـدّ مــن حتليــل لــه يقــع يف السّــطور الالحقــة بــه؛‬
‫ُفضل أن يكون اجلدول كامالً متكامالً على صفحة واحدة؛‬ ‫‪ ‬ي َّ‬
‫ا فينبغــي وضعــه ضمــن اجلــزء اخلــاص‬ ‫‪ ‬إذا كان اجلــدول طوي ـ ً‬
‫مبالحــق البحــث؛‬
‫‪ ‬االلتــزام بنمــط واحــد ثابــت يف الرتقيــم (اجملمَّــع املتتابع‪/‬اجملمَّــع‬
‫الفصلي)؛‬
‫‪ ‬يوضع فهرس للجداول يف هناية البحث‪.‬‬
‫‪ -‬عناصر اجلداول‪:‬‬
‫‪ ‬رقــم اجلــدول‪ :‬يُعطــى لــكل جــدول رقــم حمــدَّد لكــي يتميَّــز‬
‫عــن غــره مــن اجلــداول يف البحــث؛ حبيــث تكــون أرقــام اجلــداول‬
‫متسلســلة خــال البحــث كلــه حبســب ترتيــب وروده؛‬
‫ُفضــل أن يكــون خمتصــراً وداالً علــى بياناتــه‬ ‫‪ ‬عنــوان اجلــدول‪ :‬ي َّ‬
‫الكمّيــة أو الوصفيــة؛‬
‫‪ ‬عناوين األعمدة واألسطر واجملاميع‪ :‬تتطلّب العناية بد ّقة حساباهتا؛‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪54‬‬

‫‪ ‬الوحــدة‪ :‬يُكتــب نــوع الوحــدة ضمــن عنــوان اجلــدول إذا كانــت‬


‫مجيــع املعلومــات الــواردة يف اجلــدول مقاســة بــذات نــوع الوحــدة؛‬
‫أمــا إذا اختلــف نــوع الوحــدة بــن عمــود وآخــر؛ فإهنــا تُكتــب ضمــن‬
‫عنــوان كل عمــود علــى حــدة؛‬
‫‪ ‬املصــدر‪ :‬جيــب اإلشــارة إىل مصــدر املعلومــات املوجــودة يف‬
‫اجلــدول إن مل يكــن مصدرهــا الباحــث نفســه‪.‬‬
‫‪ -2‬األشــكال التوضيحيــة‪:‬‬
‫‪ -‬تعريــف األشــكال التوضيحيــة‪ :‬قــد يســتخدم الباحــث األشــكال‬
‫التوضيحيــة هبــدف مســاعدة القــارئ علــى تكويــن فكــرة أمشــل عــن‬
‫العالقــة بــن املتغيّــرات وبشــكل أســرع‪ ،‬وقد أعطى اإلعــام اآليل دفعاً‬
‫جديــداً الســتخدام وســائل اإليضــاح‪ ،‬وتتميّــز باخلصائــص التاليــة‪:‬‬
‫ُفضل أن يأتي الشكل التوضيحي يف صفحة واحدة؛‬ ‫‪ ‬ي َّ‬
‫‪ ‬عدم خلط اجلداول مع األشكال؛‬
‫‪ ‬يوضع فهرس لألشكال يف هناية البحث‪.‬‬
‫‪ -‬عناصر الشــكل‪:‬‬
‫‪ ‬رقــم الشــكل‪ :‬يُخصَّــص لــكل شــكل رقــم متسلســل علــى مــدى‬
‫البحــث كلــه؛ وذلــك لتســهيل الرجــوع أو اإلشــارة إىل الشــكل؛‬
‫‪ ‬عنــوان الشــكل‪ :‬يتضمّــن طبيعــة البيانــات الــواردة فيــه‪ ،‬وي َّ‬
‫ُفضــل‬
‫وضعــه يف الوســط فــوق الشّــكل التوضيحــي؛‬
‫‪ ‬املالحظــات التفســرية‪ :‬حتــت الشــكل‪ ،‬والســيما يف حالــة‬
‫اخلرائــط اجلغرافيــة؛‬
‫‪ ‬املصدر‪ :‬يُعترب من أصول األمانة العلمية يف البحث‪.‬‬
‫‪55‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬
‫إطار ‪ :4‬دكتوراه استبانة!‬
‫قــال املـرّد‪ :‬قــال رجــل هلشــام القوطــي‪ :‬كــم تعـدّ مِــن الســنني؟ قــال‪ :‬مِــن واحــد إىل أكثــر مــن ألــف‪ .‬قــال‪:‬‬
‫مل أرد هــذا‪ .‬كــم لــك مِـنَ السـنّ؟ قــال‪ :‬اثنــان وثالثــون سـنّاً‪ .‬قــال‪ :‬كــم لــك مِـنَ الســنني؟ قــال‪ :‬مــا هــي يل‪،‬‬
‫كلّهــا هلل‪ .‬قــال‪ :‬فمــا سـنّك؟ قــال‪ :‬عظــم‪ .‬قــال‪ :‬ابــن كــم أنــت؟ قــال‪ :‬ابــن أم وأب‪ .‬قــال‪ :‬كــم أتــى عليــك؟‬
‫قــال‪ :‬لــو أتــى علـيّ شــيء لقتلــي! قــال‪ :‬وحيــك! كيــف أقــول؟ قــال‪ :‬قــل‪ :‬كــم مضــى مــن عمــرك؟‬
‫كــم واحــد يف عاملنــا العربــي واإلســامي مثــل هشــام القوطــي؟! إذا كان الــذي يضــع أســئلة االســتبانة‬
‫مثــل هــذا الرجــل السّــائل‪ ،‬والــذي جييــب عنهــا مثلــه أيض ـاً‪ ،‬فهــل نتوقــع اســتبانة ناجحــة؟! أم يريــد‬
‫البعــض أن يعهــد الطــاب تصميــم اســتباناهتم إىل مكاتــب متخصِّصــة مقابــل أجــر! وهــل يف هــذه‬
‫املكاتــب رجــال مثــل هشــام القوطــي يفقهــون العلــم واللّغــة واملنطــق والنّفــس وفروقهــا الدّقيقــة؟‬
‫وقــد علّــق أحــد النّاقديــن علــى اســتبانة (اســتمارة) باحثــة يف موضــوع حــول «التأجــر التمويلــي يف‬
‫املصــارف اإلســامية» علــى النّحــو التّــايل‪:‬‬
‫‪« -‬متى تصلح االستبانة ومتى ال تصلح؟‬
‫‪ -‬هل االستبانة يف حالتكِ هذه تُعدّ صاحلة؟‬
‫‪ -‬هل تصلح اجملموعة الربيدية لغرض ملء االستبانة أم هناك حماذير وما هي؟‬
‫‪ -‬هل هذه االستبانة خلدمة املصارف اإلسالمية أم التقليدية؟‬
‫‪ -‬أال تعتقديــن أن أســلوب االســتبانة قــد يعــي فيمــا يعــي إنابــة الباحــث للجمهــور لكــي يدرســوا‬
‫األمــر بالنيابــة عنــه؟‬
‫‪ -‬إىل أيّ مــدى ميكــن الثقــة حبســن مــلء االســتبانة؟ شــاهدتُ يف بعــض األحيــان أســتاذاً بدرجــة‬
‫أســتاذ مشــارك ميــأ اســتبانة مشــاهبة وهــو علــى السُ ـلّم (ال ـدّرج)‪ ،‬وبــكل ثقــة وطمأنينــة! فكيــف‬
‫تضمنــن مــلء االســتمارة بــك ّل د ّقــة وبــك ّل موضوعيــة كمــا قل ـتِ؟‬
‫‪ -‬ملء االستبانة قد يعرتيه أمزجة كثرية ومتنوِّعة‪.‬‬
‫‪ -‬هنــاك معلومــات حتتــاج إىل دراســة مثــل‪ :‬نســبة األربــاح ومــا شــاكل ذلــك‪ .‬ولــو قمـتِ أنـتِ بنفسـكِ‬
‫باســتقصائها للزمـكِ الكثــر مــن اجلهــود‪ ،‬فكيــف تكِلنيهــا ملــن تعرفــن وملــن ال تعرفــن؟‬
‫‪ -‬هــل ميكــن أن يُقــال إن أســلوب االســتبانة يف بعــض احلــاالت جم ـرّد عمــل ميكانيكــي‪ ،‬يُــوكل بعــد‬
‫ذلــك أمــره إىل برامــج الكمبيوتــر الســتخراج جــداول وأرقــام ونســب ورســوم ســريعة؟»‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪56‬‬

‫الفصل اخلامس‬
‫‪57‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬

‫توثيق البحث العلمي‬

‫‪ -‬أوالً‪ :‬عملية االقتباس يف البحث العلمي؛‬


‫‪ -‬ثانياً‪ :‬آليات التهميش يف البحث العلمي؛‬
‫‪ -‬ثالث��اً‪ :‬قائم��ة املص��ادر واملراجع يف البحث‬
‫العلمي‪.‬‬

‫كانـت زوجـة ابـن شـهـب الزهـري (ت ‪124‬هـ) تقول لزوجها‪:‬‬


‫أشد َّ‬
‫علي من ثالث ضرائر“‪.‬‬ ‫”واهلل‪ ،‬إن هذه الكتب ُّ‬
‫وذلك النشغاله بها عن كل شيء من أمور الدنيا!‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪58‬‬

‫أوالً‪ :‬عملية االقتباس يف البحث العلمي‬


‫‪ -1‬تعريــف االقتبــاس ‪ :Quotation‬يعــي االقتبــاس أن ينقــل الباحــث‬
‫فكــرة أو فقــرة مــن مصــدر لــه عالقــة مبــا جــاء يف حبثــه لغــرض يرجــوه‪.‬‬
‫وهنــاك مَــن يُطلــق علــى االقتبــاس تســمية أخــرى هــي‪« :‬نســل املعلومــات»‪.‬‬
‫وينقســم االقتبــاس إىل نوعــن مهــا‪:‬‬
‫‪ -‬اقتبــاس النــص (احلــريف‪ ،‬الكلــي‪ ،‬املباشــر)‪ :‬يأخــذ الباحــث النــص‬
‫املنقــول بكاملــه ويضعــه بــن عالمــي تنصيــص‪ ،‬ويشــر بعالمــة أو‬
‫مبعلومــة يف احلاشــية (اهلامــش) إىل املصــدر الــذي أخــذ عنــه؛‬
‫‪ -‬اقتبــاس املعنــى (اجلزئــي‪ ،‬غــر املباشــر)‪ :‬يأخــذ الباحــث مــن النص‬
‫الفكــرة أو املعنــى فقــط‪ ،‬ويضعــه مــن غــر عالمــي تنصيــص‪ ،‬ثــم يُشــر‬
‫إليــه يف اهلامش‪.‬‬
‫‪ -2‬أغــراض االقتبــاس‪ :‬يلجــأ الباحــث عــادة إىل االقتبــاس حتقيقـاً لواحــد‬
‫مــن األغــراض التالية‪:‬‬
‫‪ -‬االســتدالل أو االستشــهاد‪ :‬أي أن يُؤ ِّكد على فكرة وردت يف حبثه‪،‬‬
‫فيســتعني ببعــض الشــواهد والنصــوص ملَن ســبقوه تأييــداً لفكرته؛‬
‫‪ -‬النقــض أو االعــراض‪ :‬بــأن يناقــش رأيــاً أو موقفــاً أو قضيــة ال‬
‫ي ّتفــق معهــا كلّيـاً أو جزئيـاً‪ ،‬فيضطـرّ إىل االقتبــاس ممَّــن يناقشــهم أو‬
‫ينتقدهــم؛‬
‫‪ -‬التعديــل أو اإلنضــاج‪ :‬قــد يضطـرّ الباحــث الــذي يتفاعــل مــع وجهة‬
‫نظــر معيّنــة إىل االقتبــاس لفقــرة أو فكرة تكون منطلقاً جلهده املعريف‬
‫إمــا بتعديلهــا أو إنضــاج مــا حيتــاج منهــا إىل ذلك‪.‬‬
‫‪ -3‬شــروط االقتبــاس‪ :‬حتــى يــؤدّي االقتبــاس أغراضــه العلميــة ينبغــي أن‬
‫تُراعــى فيــه ّ‬
‫الضوابــط التاليــة‪:‬‬
‫‪59‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬

‫‪ -‬الد ّقــة يف اختيــار مصــادر االقتبــاس‪ :‬مراعــاة أن تكــون املصــادر‬


‫الــي يقتبــس منهــا الباحــث أصيلــة يف موضــوع حبثــه؛‬
‫‪ -‬الصحّــة يف النقــل‪ :‬الد ّقــة التامّــة يف النّقــل ضــرورة منهجية‪ ،‬والنّقل‬
‫هنــا قــد يأخــذ أشــكاالً متعـدِّدة هي‪:‬‬
‫‪ ‬نقــل النـصّ كامـاً‪ :‬يف هــذه احلالــة يوضــع النـصّ بــن عالمــات‬
‫ال ّتنصيــص «‪ ،»...‬وهنــا يشــر الباحــث إىل كامــل املعلومــات عــن‬
‫املصــدر أو املرجــع الــذي اقتبــس منــه‪ .‬ويُشــرط نقــل النـصّ كامـاً‬
‫مبــا ال يتجــاوز يف الغالــب ســتة أســطر يف احلــاالت التاليــة‪:‬‬
‫◦ إذا كان النــصّ مــن الكتــب املقدَّســة (يُســتخدَم القوســان‬
‫املزهــران حلصــر اآليــات القرآنيــة)؛‬
‫◦ إذا كان النــصّ يتعلّــق بالنظريــات واملعــادالت والتعريفــات‬
‫واملــواد القانونيــة؛‬
‫◦ إذا كانــت الفكــرة املــراد اقتباســها علــى قــدر كبــر مــن‬
‫األمهيــة‪ ،‬وكانــت الصياغــة ســتُفقد الفكــرة معناهــا احلقيقــي؛‬
‫◦ إذا كان النــصّ ذا حساســية ويُخشــى مــن حتريــف املعنــى‬
‫بالزيــادة أو النقصــان‪.‬‬
‫‪ ‬إعــادة الصياغــة‪ :‬أي أن يعيــد الباحــث صياغــة بعــض األفــكار‬
‫بأســلوبه اخلــاصّ‪ ،‬وخباصّــة إذا مل تكــن الصّياغــة األصليــة مو ِّفيــة‬
‫للمعنــى أو يعرتيهــا نقــص‪ ،‬وال حيــق لــه نســبة كالم اآلخريــن لنفســه‬
‫مبجـرّد تقديــم كلمــة أو تأخريهــا؛‬
‫‪ ‬ال ّتلخيــص واالختصــار‪ :‬قــد تــرد الفكــرة يف املرجــع مفصّلــة‬
‫وبأســلوب اإلطنــاب‪ ،‬فيقــوم الباحــث بصياغتهــا بعبــارات موجــزة‬
‫تــؤدّي الغــرض وتُح ِّقــق املعنــى‪ .‬ويُشــرط علــى الباحــث أن يفهــم‬
‫النــصّ األصلــي فهمــاً صحيحــاً حتــى ال يُقــوِّل صاحبــه مــا مل يقلــه‪.‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪60‬‬

‫‪ -‬التثبّــت قبــل النقــد‪ :‬علــى الباحــث أن يتثبّــت يف مــا ينقلــه مــن‬


‫اقتبــاس إذا كان يهــدف إىل مناقشــة رأي مَــن ينقــل عنــه‪ ،‬وأن يتأ ّكــد‬
‫مــن أن الكاتــب مل يَعـدِل عــن هــذا الــرأي فيمــا نشــره مــن أحبــاث‪ ،‬أو‬
‫طبْعــات جديــدة لكتــاب هــو بصــدد االقتبــاس منــه‪ ،‬فيكــون قــد انتقــد‬
‫صاحبــه عــن رأي قــد تراجــع عنــه أو عدَّلــه؛‬
‫‪ -‬البنــاء بــدل التكديــس‪ :‬يراعــي الباحــث حتقيــق االنســجام بــن‬
‫الفقــرة املقتبســة ومــا ســبقها مــن فقــرات ومــا يلحقهــا؛ حتــى يكــون‬
‫ســياق الــكالم متوافق ـاً فيضمــن تواصــل األفــكار واجتــذاب القــارئ‪.‬‬
‫كمــا ينبغــي عليــه جتنُّــب كثــرة االقتبــاس أو اإلطالة فيــه حتى ال يُصبح‬
‫البحــث تكديس ـاً لألفــكار املنقولــة مــن الغــر‪ .‬وهنــا تظهــر شــخصية‬
‫الباحــث وتظهــر يف جــودة مــا ينقلــه مــن هــذه االقتباســات‪ ،‬ويف تقديــر‬
‫املواضــع الــي جيــب أن تــورَد فيهــا مــن البحــث‪ ،‬ويف تعليقاتــه عليهــا‬
‫أو نقــده هلــا‪.‬‬
‫شكل ‪ :1‬شروط االقتباس اجليِّد‬
‫‪61‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬

‫‪ -4‬تقنيــات االقتبــاس‪ :‬يقــوم الباحــث بوضــع مــا اقتبســه بــن عالمــي‬


‫تنصيــص «‪ »...‬مــع كتابــة إشــارة رقميــة بعدهــا مباشــرة وأعلــى الســطر‬
‫قلي ـاً‪.‬‬
‫جدول ‪ :1‬تقنيات اقتباس النصوص‬
‫اإلشـارة‬ ‫اهلـدف‬ ‫التقنيـة‬
‫‪ -‬حــذف عبــارات غــر ضرورية ال تُؤ ِّثر يف مضمون‬
‫(‪)...‬‬ ‫االقتباس‬ ‫احلذف‬
‫[كالم املؤ ِّلف]‬ ‫‪ -‬زيادة يف اإليضاح‬ ‫اإلضافة‬
‫[هكذا]‬ ‫التصحيح ‪ -‬تدوين اخلطأ كما هو وتصحيحه يف اهلامش‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪62‬‬

‫ثانياً‪ :‬آليـات التهميـش يف البحث العلمي‬


‫‪ -1‬تعريــف ال ّتهميــش ‪ :Footnotes‬هــو إثبــات االقتبــاس لصاحبــه أو‬
‫للطرق‬ ‫توضيــح لفكــرة أو إحالــة علــى مرجــع قصــد االســتزادة؛ وذلــك وفقـاً ّ‬
‫العلميــة املصطلــح عليهــا‪ .‬وهنــا جيــب علــى الباحــث أن يتعامــل مــع واجهــة‬
‫املرجــع والصفحــة الــي تليهــا‪ .‬ويكشــف ال ّتهميــش عــن طبيعــة املصــادر اليت‬
‫رجــع إليهــا الباحــث مــن حيــث أصالتهــا وكمّهــا ونوعهــا (كتــب‪ ،‬جمــات‪،‬‬
‫نشــريات‪ ،)...‬واللّغــات الــي ُكتبــت هبــا وجدَّهتــا أو قدمهــا‪ ،...‬وهنــاك مَــن‬
‫يُطلــق علــى ال ّتهميــش تســمية أخــرى هــي‪« :‬التذييــل»؛ حيــث يُفصــل بــن‬
‫اهلوامــش واملــن بســطر‪.‬‬
‫‪ -2‬أغــراض التهميــش‪ :‬يُســتخدَم التهميــش يف األحبــاث العلمية لألغراض‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -‬التوثيق املرجعي‪ :‬أي نسبة النصوص املنقولة ألصحاهبا‪ ،‬واإلشارة‬
‫إىل املصــدر الــذي اقتبــس منه الباحــث مادّته؛ حتقيقاً هلدفني‪:‬‬
‫‪ ‬إثبــات األمانــة العلميــة وال ّتصريــح بــأن الفكــرة هــي لغــره أوردهــا‬
‫لغــرض مــن األغراض؛‬
‫‪ ‬تســهيل رجــوع القــارئ إىل املصــادر لتوســيع معلوماتــه أو التأ ّكــد‬
‫مــن صحّــة النّقــل‪.‬‬
‫‪ -‬التوضيــح والشــرح‪ :‬لفكــرة غامضــة أو مصطلــح غــر شــائع‪ ،‬أو‬
‫ال ّتعريــف باألعــام واألماكــن غــر املشــهورة‪ ،‬أو تنبيــه علــى قضيــة‬
‫وردت يف مــن البحــث ويتعـ ّـذر إيرادهــا هنــاك جتنُّب ـاً لقطــع األفــكار‬
‫وبُعــداً عــن االســتطراد يف غــر مكانــه‪ ،‬وقــد تكــون هــذه اإلضافــة‬
‫اقتباســاً وهــو مــا يُعــرف باالقتبــاس يف اهلامــش؛‬
‫‪ -‬اإلحالــة الداخليــة‪ :‬أي أن حيــال القــارئ إىل مــكان آخــر مــن البحــث‬
‫‪63‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬

‫وضحــت بــه قضيــة معينــة أو تفاصيــل عنهــا (أو سـ َّ‬


‫ـتوضح‬ ‫ســبق أن ّ‬
‫فيمــا يلحــق) لتفــادي التكــرار يف املــن‪.‬‬
‫‪ -3‬طــرق التهميــش‪ :‬ا ّتفــق علمــاء املنهجيــة علــى طــرق معيّنــة لل ّتهميــش‬
‫وإثبــات املراجــع‪ ،‬وهنــاك صيــغ تُعتــر كلهــا صاحلــة لالســتعمال؛ حيــث درج‬
‫الباحثــون يف خمتلــف املــدارس اإلجنليزيــة واألمريكيــة علــى اســتعماهلا؛‬
‫بشــرط أن تُ ّتبــع الطريقــة الــي وقــع عليهــا االختيــار عــر كامــل البحــث‪،‬‬
‫وهنــاك طريقتــان‪:‬‬
‫‪ -‬الطريقــة الكالســيكية (طريقــة التوثيــق الكامــل باهلامــش)‬
‫‪ :Number System‬تقــوم هــذه الطريقــة علــى اإلحالــة إىل اهلامــش‬
‫بعــد االقتبــاس مباشــرة‪ ،‬ويكــون ذلــك بإعطــاء دليــل للفكــرة بــن‬
‫احلاشــية ومــن العمــل إمــا بال ّترقيــم يف حالــي التوثيــق واإلحالــة‪،‬‬
‫وإمــا بوضــع عالمــة جنميــة ‪ ‬يف حالــة الشــرح وال ّتوضيــح والنــزول‬
‫إىل اهلامــش مــع اإلشــارة نفســها؛ وذلــك علــى النحــو التــايل‪:‬‬

‫(‪ )1‬اسم ولقب املؤلف‪ ،‬عنوان املرجع‪ ،‬اسم املرتجم‪ ،‬دار النشر‪ ،‬مكان‬
‫النشر‪ ،‬رقم الطبعة‪ ،‬سنة النشر‪ ،‬رقم الصفحة‪/‬الصفحات‪.‬‬

‫وميكن أن يكون تدوين اهلوامش على ثالثة أوجه كالتايل‪:‬‬


‫‪ ‬ال ّتهميــش يف هنايــة كل صفحــة‪ :‬أي أن تُخصَّــص لــكل صفحــة‬
‫هوامشــها بــدءاً مــن االقتبــاس أو ال ّتوضيــح األول إىل آخــر غــرض‬
‫مــن هــذه األغــراض يف الصفحــة نفســها‪ ،‬وتكــون اإلحــاالت مر ّتبــة‬
‫ومر ّقمــة ترتيبــاً وترقيمــاً خيــصّ الصّفحــة الواحــدة (‪)...3-2-1‬‬
‫حتــى مــا إذا انتقــل إىل الصّفحــة املواليــة؛ فإنــه يأخــذ يف ترقيــم‬
‫وترتيــب جديديــن‪ .‬وهــذا مــا يُنصــح بــه عــادة يف األحبــاث اجلامعيــة؛‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪64‬‬

‫‪ ‬ال ّتهميــش يف هنايــة كل فصــل‪ :‬وهــو أن يُخصَّــص لــكل فصــل‬


‫مــن فصــول البحــث هوامشــه بــدءاً برقــم (‪ )1‬إىل آخــر اقتبــاس أو‬
‫توضيــح؛ حتــى إذا مــا انتقــل الباحــث إىل فصــل جديــد يشــرع يف‬
‫ترقيــم جديــد خيــص الفصــل الثانــي؛‬
‫‪ ‬التهميــش يف هنايــة البحــث‪ :‬أي أن تُجمــع هوامــش البحــث كلهــا‬
‫يف آخــر البحــث بكاملــه بــدءاً مــن (‪ )1‬إىل (ن)؛ ممّــا يــؤدّي بالقــارئ‬
‫إىل عنــاء البحــث عــن هــذه اهلوامــش!‬
‫‪ -‬الطريقــة احلديثــة (طريقــة التوثيــق املختصــر باملــن)‬
‫‪ :Author-Date System‬تســتغين هــذه الطريقــة (نظــام هارفــارد)‬
‫عــن اهلامــش هنائيـاً‪ ،‬ويتـمّ ال ّتوثيــق بعــد االقتبــاس مباشــرة ويف صلــب‬
‫املــن بــن قوســن؛ وذلــك علــى النحــو التــايل‪:‬‬

‫(لقب املؤلف‪ ،‬سنة النشر‪ :‬رقم الصفحة)‬

‫ويُعتمــد مــا بداخــل األقــواس علــى وضــع اجلملــة‪ .‬فــإذا ُذكــر اســم الباحــث‬
‫ضمــن نــص اجلملــة؛ فــإن امســه ال يظهــر داخــل القوســن‪.‬‬
‫‪ -4‬تقنيــات التهميــش‪ :‬توجــد اختالفــات شــكلية بــن الباحثــن ترجــع‬
‫إىل اعتمــاد طريقــة مــن الطــرق املمكنــة يف ال ّتهميــش‪ ،‬بتغيــر مــكان‬
‫املعلومــات اخلاصــة باملرجــع املقتبــس منــه‪ ،‬كمــكان الطبــع ودار النشــر‬
‫وبلــد النشــر‪ ،‬وأيضـاً إشــارات الفصــل (كالفاصلــة أو الشَّــرطة أو اخلـ ّ‬
‫ـط‬
‫العمــودي أو النقطــة)؛ إال أن كثــراً مــن هــذه ّ‬
‫الطــرق ت ّتفــق يف أهنــا ال‬
‫جتيــز حــذف أيّ معلومــة مــن املعلومــات املتع ِّلقــة باملرجــع‪ .‬وتُكتــب‬
‫نصــوص ال ّتهميــش حبــرف أصغــر مــن حجــم حــرف املــن‪.‬‬
‫‪ -‬خطوات ال ّتوثيق يف الكتابة ‪:Word‬‬
‫‪65‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬

‫‪ ‬وضع القلم (الفأرة) يف هناية النصّ املنقول؛‬


‫الضغط على )‪ (Ctrl+ِِALT+F‬إلدراج حاشية سفلية تلقائيّاً‪ ،‬أو‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫‪‬‬

‫◦ الذهاب إىل تبويب (مراجع) ‪References‬؛‬


‫◦ اختيار جمموعة احلواشي السفلية ‪Insert Footnote‬؛‬
‫◦ اختيــار ‪ Footnotes‬عنــد أول توثيــق فقــط واختيــار التنســيق‬
‫الرقمي ‪Number Format‬؛‬
‫◦ اختيــار إعــادة ترقيــم كل صفحــة ‪ Restart Each Page‬يف‬
‫ال ّترقيــم‪ ،‬ثــم املوافقــة ‪Ok‬؛‬
‫‪ ‬تغيري ا ِّتجاه ال ّتوثيق من اليسار إىل اليمني؛‬
‫‪ ‬البدء بالكتابة باسم املؤلف فاسم الكتاب فرقم الصفحة‪.‬‬
‫جدول ‪ :2‬تقنيات هتميش املعلومات وفق الطريقة الكالسيكية‬
‫المراجع باللغـة األجنبيـة‬ ‫المراجع باللغـة العربيـة‬ ‫الحالـة‬
‫ذكر املرجع للمرة‬
‫عملية التوثيق بالتفصيل‬ ‫عملية التوثيق بالتفصيل‬ ‫األوىل‬
‫‪ -‬اســم املؤلــف األول وآخــرون‪،‬‬ ‫ذكر مرجع مجاعي‬
‫… ‪- Author et al.,‬‬ ‫‪ +‬بيانات النشر‬ ‫≥ ‪ 3‬مؤلفني‬
‫‪ -‬بيانــات النشــر ‪[ +‬تاريــخ ‪- ……, [Cited Date],‬‬
‫ذكر مرجع إلكرتوني‬
‫املراجعــة]‪ ،‬يف املوقــع اإللكرتونــي‪Available on Web Site: :‬‬
‫‪- Ibid., P. x.‬‬ ‫تكرار املرجع مرتني ‪ -‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.× :‬‬
‫‪- Idem.‬‬ ‫متتاليتني (دون فاصل) املصدر نفسه‪.‬‬
‫تكرار املرجع أكثر من‬
‫‪- Author, Op. Cit., P. x.‬‬ ‫مرة واحدة بشكل غري ‪ -‬املؤلف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.× :‬‬
‫متتابع‬
‫تكرار أكثر من مرجع ‪ -‬املؤلــف‪ ،‬العنــوان‪ ،‬مرجــع ســابق‪- Author, Title, Op. Cit., ،‬‬
‫‪P. x.‬‬ ‫ص‪.× :‬‬ ‫للمؤلف الواحد‬
‫يُفصــل بــن كل معلومــة وأخــرى بفاصلــة‪ ،‬ويُكتــب عنــوان الكتــاب‬
‫بأحــرف متميِّــزة ‪ ،Italic‬وبالنســبة للدوريــة يُكتــب العنــوان بــن‬ ‫الكتب والدوريات‬
‫حاصرتــن‪ ،‬واســم الدوريــة خبــط متميِّــز‪.‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪66‬‬

‫ثالثاً‪ :‬قائمة املصادر واملراجع يف البحث العلمي‬


‫‪ -1‬تعريــف قائمــة املراجــع ‪ :Bibliography‬قائمــة املصــادر واملراجــع‬
‫هــي تلــك القائمــة الــي تشــمل مجيــع املراجــع الــي قــام الباحــث باالســتعانة‬
‫هبــا يف كتابــة حبثــه‪ ،‬وســبق أن أشــار إليهــا يف اهلوامــش‪ .‬وهنــاك مَــن يُطلــق‬
‫علــى قائمــة املراجــع تســمية أخــرى هــي‪« :‬البيبليوغرافيــا»‪ .‬ويوجــد نوعــان‬
‫مــن قوائــم املراجــع‪:‬‬
‫‪ -‬قائمــة املصــادر واملراجــع الــي اســتعان هبــا الباحــث يف حبثــه وأشــار‬
‫إليهــا فعـاً يف اهلوامــش‪ ،‬فهــي الــي أســهمت فعـاً يف إنتــاج البحــث؛‬
‫‪ -‬قائمــة املصــادر واملراجــع الــي اســتفاد منهــا الباحــث ولكنــه مل‬
‫يقتبــس منهــا؛ رغبــة منــه يف تزويــد القــارئ بأكــر عــدد متــاح مــن‬
‫الدراســات الــي تناولــت املوضــوع‪.‬‬
‫‪ -2‬أغــراض قائمــة املراجــع‪ :‬تُســتخدَم قائمــة املراجــع يف األحباث العلمية‬
‫لألغراض التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ال ّتعريف بالدراسات املتوافرة واملنشورة عن موضوع البحث؛‬
‫تُعتــر إحــدى الوســائل الــي يتح ّقــق هبــا القــارئ مــن مــدى جــودة‬
‫البحــث؛‬
‫‪ -‬توضيح مدى حداثة املعلومات اليت رجع إليها الباحث؛‬
‫اطالع الباحث وسعة خرباته وقراءاته‪.‬‬ ‫‪ -‬تُعترب مؤشِّراً مهمّاً على ِّ‬
‫‪ -3‬تنظيــم قائمــة املراجــع‪ :‬يتـمّ ترتيــب املراجــع يف القائمــة مصنّفــة إىل‬
‫جمموعات‪:‬‬
‫‪ -‬تقسيم املراجع باللّغة العربية واملراجع باللّغات األجنبية؛‬
‫‪ -‬تصنيف املراجع يف كال احلالتني إىل عدة جمموعات‪:‬‬
‫‪ ‬الكتب؛‬
‫‪67‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬

‫‪ ‬البحوث واملقاالت؛‬
‫‪ ‬الرسائل اجلامعية؛‬
‫‪ ‬الوثائق والتقارير؛‬
‫‪ ‬مصادر أخرى (املعاجم واملوسوعات‪ ،‬املقابالت الشخصية‪.)...‬‬
‫‪ -‬ترتيــب املراجــع يف كل جمموعــة ألفبائيّ ـاً حبســب أمســاء املؤلفــن‬
‫(دون اعتبــار ألـــ‪ -‬التعريــف)؛‬
‫‪ -‬ترقيــم املراجــع بشــكل متتابــع؛ حبيــث يبــدأ بالرقــم (‪ )1‬وينتهــي‬
‫بانتهــاء آخــر رقــم آلخــر مصــدر‪.‬‬
‫‪ -4‬تقنيــات إثبــات املرجــع يف القائمــة‪ :‬توجــد اختالفــات شــكلية بــن‬
‫الباحثــن‪:‬‬
‫‪ -‬ميكــن االعتمــاد علــى عمليــة توثيــق املراجــع وفــق مــا أشــر إليــه يف‬
‫اهلوامــش بال ّتفصيــل عنــد ورودهــا ألول مــرة (عــدا رقــم الصفحــة أو‬
‫الصفحــات املقتبســة)؛‬
‫‪ -‬يف حالــة ذكــر اســم املؤلــف ألكثــر مــن مــرة؛ فإنــه يُذكــر امســه يف‬
‫املــرة األوىل ثــم يوضــع خــط (ــــــــــــــ) مــكان االســم يف املــرات ال ّتاليــة‬
‫حبســب عــدد املصــادر املســتعملة؛‬
‫‪ -‬الرّبط بني أمساء املؤ ِّلفني بفاصلة؛‬
‫‪ -‬درج معظــم الباحثــن علــى وضــع قائمــة املصــادر واملراجــع يف هنايــة‬
‫البحث‪.‬‬
‫‪68‬إطار ‪ :5‬ال يص ّح العزف بآلة قدمنة!‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬

‫علّــق أحــد النّاقديــن علــى توثيــق البحث العلمي يف االقتصاد اإلســامي قائالً‪:‬‬
‫وأطلــعُ بــن احلــن واآلخــر علــى مداخــات بعــض‬ ‫«تَ ِردُنــي العديــد مــن االستشــارات البحثيــة‪ّ ،‬‬
‫املتخصِّصــن يف االقتصــاد اإلســامي واملاليــة اإلســامية والــزكاة‪ ،‬وقــد الحظـتُ علــى االستشــارات‬
‫البحثيــة املقدّمــة يل بــأن بعضهــا وقــع فريســة لكتــب وأحبــاث ومقــاالت جتاوزهــا الزمــن‪ ،‬أو أهنــا رغــم‬
‫جدّهتــا بعيــدة عــن املواكبــة للمســتجدّات واملقـرّرات األخــرة يف عــامل املاليــة اإلســامية الواســع‪ .‬كمــا‬
‫الحظـتُ علــى بعــض التّعليقــات احلديثــة أن الباحــث يقـدِّم فيهــا آراءه وحتليالتــه الشــخصية يف أمــور‬
‫صــدرت فيهــا مقـرّرات مــن هيئــات اجتهاديــة مجاعيــة‪ .‬وذلــك يف صــورة أقــرب مــا تكــون إىل العبــث‬
‫البحثــي منهــا إىل البحــث العلمــي‪.‬‬
‫االطــاع علــى كل املصــادر‪ ،‬وعلــى كل مــا تصــل إليــه‬ ‫وال أصــادرُ حــقّ الباحــث واملتخصِّــص يف ِّ‬
‫عينــه مــن أحبــاث وكتــب ومقــاالت غــر أنــي ال أري ـدُ للباحــث أن يعــزف بآلــة قدميــة‪ ،‬فتجــده يُعيــد‬
‫اخــراع العجلــة‪ ،‬وصياغــة التّاريــخ مــن جديــد‪ ،‬ومــن ّثَــم جيــد نفســه تلقائيّـاً يض ِّيــع وقتــه عبثـاً خــارج‬
‫الــدورة الطبيعيــة للتط ـوّر البحثــي يف جمــال االقتصــاد اإلســامي بصفــة عامّــة واملنظومــات املاليــة‬
‫اإلســامية بصفــة خاصّــة‪.‬‬
‫لــذا أخــي الباحــث واملتخصِّــص يف جمــال االقتصــاد واملاليــة اإلســامية‪ ،‬عليــك أن تعــرف أيــن تقــف‬
‫يف ختصُّصــك‪ ،‬إن ختصُّصــك يشــغل علــى مــدى األربعــن ســنة املاضيــة مؤسســات إســامية دوليــة‬
‫مرموقــة هلــا إصداراهتــا اخلاصّــة‪ ،‬وجمامــع فقهيــة متخصِّصــة هلــا قراراهتــا الرّائــدة‪ ،‬وجمــات علميــة‬
‫متخصِّصــة وحم َّكمــة‪ ،‬ومؤمتــرات دوليــة عديــدة فيهــا كـمٌّ كبـرٌ مــن األحبــاث الــي تعــاجل املســتجدّات‬
‫برؤيــة حديثــة‪ ،‬هــذا باإلضافــة إىل مراكــز اإلحصــاءات البيانيــة والرقميــة الــي تو ِّفــر أحــدث األرقــام‬
‫والبيانــات عــن املاليــة اإلســامية‪ .‬وكل هــذا متوافــر علــى اإلنرتنــت كروابــط‪ ،‬فضــاً عــن املواقــع‬
‫املتخصِّصــة يف مجــع األوراق العلميــة للمؤمتــرات وإصــدارات تلــك املؤسســات الدوليــة يف مــكان‬
‫واحــد‪.‬‬
‫ويف ظ ـ ّل ســهولة الوصــول إىل املعلومــات احلديثــة إلكرتونيّ ـاً ال يُعــذر الباحــث بالتّقوقــع علــى كتــب‬
‫وأحبــاث عفــى عليهــا الزمــن جملــرّد توافرهــا بالقــرب منــه‪ ،‬وإعــاء لألمانــة واجلدِّيــة العلميــة؛‬
‫فــإن القيمــة العلميــة لتعليقــات املتخصِّصــن يف االقتصــاد واملاليــة اإلســامية تعلــو يف ظ ـ ّل ربطهــا‬
‫باملق ـرّرات اجلديــدة ســواء ا ّتفــق املتخصِّــص معهــا أم اختلــف‪ ،‬فقــد أصبحــت تلــك املق ـرّرات مبثابــة‬
‫املعايــر الــي جيــب أن تــدور حوهلــا حركــة البحــث يف االقتصــاد واملاليــة اإلســامية‪.‬‬
‫يتخطــى الباحــث مرحلــة املاجســتري دون أن يكــون لديــه ملكــة للتّمييــز بــن الباحثــن‬ ‫ّ‬ ‫كمــا ال يصـحّ أن‬
‫اجلديريــن بالقــراءة هلــم‪ ،‬والتّوثيــق مــن حبوثهــم وإضافــة أمسائهــم وأمســاء كتبهــم يف هامــش حبثــه‪،‬‬
‫وإمهــال عشــرات األحبــاث لباحثــن معاصريــن‪ .‬والس ـرّ يف هــذا يكمــن يف توثيــق الفكــرة مــن أهلهــا‪.‬‬
‫فــا يصــحّ أن تو َّثــق مــن فقيــه فكــرة اقتصاديــة أو مصطلــح مصــريف أو حماســي‪ ،‬أو يو َّثــق مــن‬
‫‪69‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬

‫اقتصــادي أو حماســب رأي فقهــي‪ .‬ويف كل العلــوم واملهــن املعاصــرة هنــاك معايــر دوليــة وآراء‬
‫مَجمعيــة وفتــاوى شــبه مَجمعيــة كنــدوة الربكــة ونــدوة بيــت التمويــل الكويــي أو نــدوات الــزكاة ال‬
‫االطــاع عليهــا أو ِّ‬
‫ختطيهــا حبــال مــن األحــوال؛ بــل منهــا يت ـمّ البــدء‪ .‬وهــذا‬ ‫حيســن للباحــث عــدم ِّ‬
‫الذكــر وأهلــه يف كل جمــال حتــى ال تتحـوّل هوامــش حبثــه‬ ‫يضــع علــى الباحــث عــبء االســتقصاء عــن ِّ‬
‫أريكــة ألحبــاث حملّهــا النّفايــات»‪.‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪70‬‬

‫الفصل السادس‬
‫‪71‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬

‫تصميم البحث العلمي‬

‫‪ -‬أوالً‪ :‬اجلزء التمهيدي يف البحث العلمي؛‬


‫‪ -‬ثانياً‪ :‬اجلزء األساسي يف البحث العلمي؛‬
‫‪ -‬ثالثاً‪ :‬اجلزء التكميلي يف البحث العلمي‪.‬‬

‫ق��ال القاض��ي عب��د الرحي��م البيس��اني (ت ‪596‬ه��ـ) وه��و يعت��ذر‬


‫إىل العم��اد األصفهان��ي عن كالم اس��تدركه عليه‪:‬‬
‫«إنه قد وقع لي شيء وما أدري أوقع لك أم ال؟ وها أنا أخربك‬
‫رأيت أنه ال يكتب أحد كتاباً يف يوم ِه إال قال يف‬
‫به وذلك إني ُ‬
‫َغ ِد ِه‪ :‬لو ُغ َِّي هذا لكان أحسن‪ ،‬ولو زيد هذا لكان ُيست َحسن‪ ،‬ولو‬
‫ُق�� َّدم ه��ذا ل��كان أفض��ل‪ ،‬ول��و ُت ِرك ه��ذا لكان أمج��ل‪ .‬وهذا أعظم‬
‫العرب‪ ،‬وهو دليل على استيالء النقص على مجلة البشر»!‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪72‬‬

‫أوالً‪ :‬اجلزء التمهيدي يف البحث العلمي‬


‫جدول ‪ :1‬األوراق التمهيدية‬
‫مالحظـة‬ ‫املعلومـات‬ ‫الورقـة‬
‫‪ -‬البيانــات املكانيــة ‪ +‬الزمانيــة ‪ +‬العنوان‬
‫‪ +‬الباحــث ‪ +‬املشــرف ‪ +‬أمســاء أعضــاء‬ ‫الغالف‬
‫غالف مسيك‬
‫جلنــة املناقشــة‬ ‫اخلارجي‬

‫صفحة خالية من الكتابة‬ ‫ورقة بيضاء‬


‫املعلومات املوجودة يف‬
‫الغالف اخلارجي‬ ‫‪ -‬اجلامعــة والكليــة ‪ +‬الدرجــة ‪ +‬العنــوان‬ ‫الغالف‬
‫(نسخة الغالف)‬ ‫‪ +‬اســم الباحث ‪ +‬اســم املشــرف ‪ +‬الســنة‬ ‫الداخلي‬
‫‪ -‬البســملة أو آيــة قرآنيــة أو‬
‫(إن وُجدت)‬ ‫حديــث شــريف أو حكمــة مشــهورة‬ ‫توطئة‬
‫(ذات عالقة مبوضوع البحث)‬
‫‪ -‬منــح الباحــث جهــده لبعض األشــخاص‬
‫ال ميكن أن يتجاوز صفحة‬ ‫اعتــزازاً بدورهــم يف حياتــه‪ ،‬كالوالديــن أو‬ ‫اإلهداء‬
‫(إن وُجدت‪/‬اختياري)‬ ‫الزوجــة أو األبناء‪...‬‬
‫‪ -‬االعــراف بفضل املشــرف واألشــخاص‬
‫ال ميكن أن يتجاوز صفحة‬ ‫شكر وتقدير الذين أســهموا يف إجناز البحث (تشــجيع‬
‫(دون مبالغة)‬ ‫‪ +‬توفــر مصــادر ‪ +‬متويــل ‪ +‬تدقيق)‬
‫‪73‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬

‫ثانياً‪ :‬اجلزء األساسـي فـي البحـث العلمـي‬


‫جدول ‪ :2‬صفحات صلب البحث‬
‫مالحظـة‬ ‫املعلومـات‬ ‫الصفحـة‬
‫‪ -‬اخللفيــة العلميــة ‪ +‬اإلشــكالية‬
‫والفرضيــات ‪ +‬املنهــج واألدوات ‪ +‬ترقيم أجبدي (أ‪ ،‬ب‪ ،‬جـ‪)...‬‬
‫‪ +‬آخر ما يُكتب‬ ‫اهلــدف واألمهيــة ‪ +‬تقســيمات البحــث ‪+‬‬ ‫مقدمة‬
‫(صيغة املضارع)‬ ‫صعوبــات البحــث‬
‫التــوازن بــن التقســيمات‬
‫املختلفــة ‪ +‬يســبق كل‬
‫‪ -‬متهيــد ‪ +‬احملتــوى (أبــواب ‪ +‬فصــول ‪ +‬فصــل صفحــة بيضــاء هبــا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مباحــث ‪ +‬مطالــب ‪ +‬فــروع‪ :‬أوال وثانيــا عنــوان الفصــل فقــط‪ ،‬دون‬ ‫الفصول‬
‫تســجيل التّرقيــم بالرّغــم مــن‬ ‫واألرقــام واحلــروف) ‪ +‬خالصــة‬
‫احتســابه يف العــدّ‬
‫هلا عالقة باملقدمة‬
‫(صيغة املاضي)‬ ‫‪ -‬النتائج ‪ +‬االقرتاحات ‪ +‬اآلفاق‬ ‫اخلامتة‬
‫‪ -‬تُخصــص صفحــة لذكــر قائمــة املالحــق‬
‫(إن وُجدت)‬ ‫(أرقــام وعناويــن)‪ :‬وثائــق ‪ +‬اســتمارة ‪+‬‬ ‫املالحق‬
‫نتائــج التحليــل اإلحصائــي‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪74‬‬

‫ثالثاً‪ :‬اجلزء التكميلي يف البحث العلمي‬


‫جدول رقم ‪ :3‬صفحات فهارس البحث‬
‫مالحظـة‬ ‫املعلومـات‬ ‫الفهـرس‬
‫ترتيب ألفبائي ‪ +‬ترقيم‬
‫من ‪ 1‬إىل رقم املصدر‬ ‫املصادر‬
‫‪ -‬قائمة باللغة العربية ‪ +‬باللغة األجنبية‬
‫األخري‬ ‫واملراجع‬
‫اآليات‬
‫(إن وُجدت)‬ ‫‪ -‬جدول شامل (الرقم ‪ +‬النص ‪ +‬الصفحة)‬ ‫القرآنية‬
‫األحاديث‬
‫(إن وُجدت)‬ ‫‪ -‬جدول شامل (الرقم ‪ +‬النص ‪ +‬الصفحة)‬ ‫النبوية‬
‫‪ -‬جــدول شــامل (الرقــم ‪ +‬العنــوان ‪+‬‬
‫(إن وُجدت)‬ ‫اجلداول ا لصفحــة )‬
‫‪ -‬جــدول شــامل (الرقــم ‪ +‬العنــوان ‪+‬‬
‫(إن وُجدت)‬ ‫األشكال ا لصفحــة )‬
‫‪ -‬جــدول شــامل (االختصار‪/‬الرمــز ‪ +‬الداللــة‬
‫(إن وُجدت)‬ ‫املصطلحات ‪ +‬الصفحة)‬
‫ترقيم خطة البحث‬
‫املفصلة ‪ +‬وضع أمام كل‬ ‫الفرعيــة‬ ‫والعناويــن‬ ‫الفصــول‬ ‫‪-‬‬
‫فصل صفحة االبتداء‬ ‫أرقــام‬ ‫مــن‬ ‫يقابلهــا‬ ‫ومــا‬ ‫احملتويات‬
‫واالنتهاء‬ ‫(تدل على الصفحة اليت يقع فيها املوضوع)‬
‫تلخيص للبحث مبا ال‬
‫ملخص‬
‫يتجاوز صفحة‬ ‫‪ -‬باللغة العربية ‪ +‬بلغة أجنبية‬
‫البحث‬
‫(≤ ‪ 150‬كلمة)‬
‫‪ -‬جــدول شــامل (الصفحــة ‪ +‬الســطر ‪+‬‬
‫(إن وُجدت)‬ ‫التصويبات اخلطــأ ‪ +‬الصــواب)‬
‫‪-‬‬ ‫ورقة بيضاء‬
‫الغالف‬
‫غالف مسيك‬ ‫اخلارجي ‪ -‬دون أيّ كتابة‬
‫السفلي‬
‫‪75‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬

‫وزارة التعليـم العالـي والبحـث العلمـي‬


‫جامعـة فرحـات عبـاس –سطيـف‬
‫كليـة العلـوم االقتصاديـة والتجارية وعلـوم التسييـر‬
‫قسـم العلـوم املاليـة‬

‫مذكـرة ختـرّج لنيـل شهـادة الليسانـس فـي العلـوم املاليـة‬


‫ختصص‪×××××× :‬‬

‫املوضـوع‪:‬‬

‫العنــوان الرئيــس للمذكــرة‬


‫«العنـوان الثانـوي للمذكـرة»‬

‫إشـراف األستـاذ‪:‬‬ ‫إعـداد الطـالب‪:‬‬


‫××××××‬ ‫××××××‬

‫السنـة اجلامعيـة‪2008/2007 :‬‬


‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪76‬‬

‫تصميم املذكـرة‬
‫‪ -1‬الورق‪ :‬مقاس ‪A4‬؛‬
‫‪ -2‬الغالف اخلارجي العلوي‪( :‬النموذج املرفق)‬
‫منـط اخلـط‬ ‫مقـاس اخلـط‬ ‫نـوع اخلـط‬ ‫البيــان‬
‫أسود ثخني ‪B‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪Simplified Arabic‬‬ ‫اهليئة اجلامعية‬
‫أسود ثخني ‪B‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪Simplified Arabic‬‬ ‫نوعية البحث (مذكرة)‬
‫أسود ثخني ‪B‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪Simplified Arabic‬‬ ‫التخصص‬
‫أسود ثخني ‪B‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪Simplified Arabic‬‬ ‫املوضوع‬
‫أسود ثخني ‪B‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪Simplified Arabic‬‬ ‫العنوان الرئيس‬
‫أسود ثخني ‪B‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪Simplified Arabic‬‬ ‫العنوان الثانوي (إن وُجد)‬
‫أسود ثخني ‪B‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪Simplified Arabic‬‬ ‫اإلعداد واإلشراف‬
‫أسود ثخني ‪B‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪Simplified Arabic‬‬ ‫السنة اجلامعية‬

‫‪ -3‬تنسيق (هوامش) الصفحات‪:‬‬


‫‪ 2‬سم‬ ‫األعلى‬
‫‪ 2‬سم‬ ‫األسفل‬
‫‪ 2.5‬سم‬ ‫اليمني‬
‫‪ 2‬سم‬ ‫اليسار‬

‫‪ -4‬هيكل املذكرة‪:‬‬
‫‪ -‬الغالف اخلارجي (منوذج مرفق)؛‬
‫‪ -‬ورقة بيضاء؛‬
‫‪ -‬نسخة الغالف؛‬
‫‪ -‬توطئة (إن وُجدت)؛‬ ‫الصفحات التمهيديـة‬
‫‪ -‬صفحة اإلهداء؛‬
‫‪ -‬صفحة شكر وتقدير‪.‬‬
‫‪ -‬مقدمة (الرتقيم‪ :‬أ‪ ،‬ب‪ ،‬جـ‪)...‬؛‬
‫‪ -‬فصول املذكرة (الرتقيم‪)... ،3 ،2 ،1 :‬؛‬
‫‪ -‬اخلامتة؛‬ ‫صلـب املذكـرة‬
‫‪ -‬مالحق البحث (إن وُجدت)‪.‬‬
‫‪ -‬فهرس املصادر واملراجع؛‬
‫‪ -‬فهرس اجلداول (إن وُجدت)؛‬
‫‪ -‬فهرس األشكال (إن وُجدت)؛‬ ‫فهـارس البحـث‬
‫‪ -‬فهرس املوضوعات (احملتويات)‪.‬‬
‫‪77‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬
‫‪78‬إطار ‪ :6‬خطة البحث وحجمه‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬

‫يف البدايــة تس ـمّى خطــة‪ ،‬ويف النهايــة تس ـمّى فهرس ـاً؛ ذلــك ألن اخلطــة قابلــة للتّعديــل والتّقديــم‬
‫والتّأخــر واحلــذف واإلضافــة‪ ،‬ومــن ث ـمّ فــا تســتقرّ إال عندمــا ينتهــي البحــث وتصــر فهرس ـاً لــه‬
‫أو قائمــة حملتوياتــه أو موضوعاتــه!‬
‫قسّــم الغــزايل (ت ‪505‬هـــ) كتابــه‪« :‬إحيــاء علــوم الدِّيــن»‪ ،‬إىل أربعــة أربــاع‪ ،‬وقسّــم كل رُبــع عشــرة‬
‫كتــب‪ .‬وكذلــك قسّــم كتابــه‪« :‬األربعــن يف أصــول الدِّيــن»‪ ،‬إىل أربعــة أقســام‪ ،‬وقسّــم كل قســم إىل‬
‫عشــرة أصــول‪.‬‬
‫وقــد علّــق أحــد النّاقديــن علــى كيفية وضع خطة البحــث على النّحو التّايل‪:‬‬
‫‪« -‬ميكنــك تقســيم املوضــوع إىل أقســام‪ :‬قســمني أو أكثــر حســب احلاجــة‪ .‬ثــم تقســم األقســام‬
‫إىل أبــواب وفصــول ومباحــث‪.‬‬
‫‪ -‬يــرى بعــض العلمــاء أن تكــون هــذه التقســيمات متوازنــة مــن حيــث حجمهــا‪ .‬لكــن قــد يصعــب‬
‫حتقيــق هــذا األمــر يف بعــض احلــاالت‪ .‬ومثــل الــذي يتشـدّد يف التــوازن املتســاوي هــو مثــل الــذي‬
‫يتكلّــف السّــجع يف كا ّفــة الكتــاب!‬
‫‪ -‬ميكنك االسرتشــاد برســائل أو حبوث أو كتب ســابقة‪.‬‬
‫‪ -‬حيســن يف اخلطة إبراز إضافتك العلمية حبيث تظهر يف عناوين الرســالة‪.‬‬
‫‪ -‬قــد حتتــاج بعــد املباشــرة يف البحــث إىل إجــراء تعديــات علــى خطتــك إذا اقتضــى األمــر‬
‫ذلــك‪.‬‬
‫‪ -‬تُقدّم خطة البحث مع املراجع إىل أســتاذك املشــرف‪.‬‬
‫‪ -‬عنــد كتابــة البحــث علــى الكمبيوتــر جيــب أن يبــدأ البــاب بصفحــة جديــدة‪ ،‬وكذلــك الفصــل‪.‬‬
‫وال حيســن فتــح صفحــة جديــدة للفقــرات القصــرة‪.‬‬
‫‪ -‬البحــث الص ّفــي علــى املســتوى اجلامعــي يــراوح حجمــه بــن (‪ )50-10‬صفحــة‪ .‬وكذلــك‬
‫حبــث الدبلــوم‪ .‬ورســالة املاجســتري يكفــي فيهــا ‪ 200‬صفحــة‪ ،‬والدكتــوراه ‪ 300‬صفحــة‪ .‬غــر‬
‫أن بعــض الباحثــن مييلــون إىل التّطويــل ويَع ـدّون هــذا مــن العلــم! قــد يكتــب باحــث مقالــة مــن‬
‫مخــس صفحــات ال جتــد مثلهــا يف رســالة علميــة مؤ ّلفــة مــن ‪ 1.000‬صفحــة!»‬
‫‪79‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪80‬‬

‫ملحق ‪1‬‬
‫‪81‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬

‫ورقة حبثية‬

‫حنو ترشيد منتجات البحث العلمي‬


‫يف االقتصاد اإلسالمي‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪82‬‬

‫متهيد‪:‬‬
‫إن املعــارك الفكريــة بــن األمــم أخطــر مــن املعــارك النوويــة! وخســائرها‬
‫حطــم املقوِّمــات احلضاريــة‬ ‫أفــدح! ألهنــا تُبيــد العقائــد واملبــادئ وتُ ِّ‬
‫للمجتمعــات املنهزمــة‪ ،‬كمــا إن مكاســبها للمنتصريــن أعظــم ملــا يرت ّتــب‬
‫عنهــا مــن عوملــة قســرية خلصوصيتهــم احلضاريــة وتدويــل إليديولوجيتهم‬
‫وتديينهــا!‬
‫واألمــة الــي تعيــش متط ِّفلــة علــى أفــكار غريهــا‪ ،‬ومقصِّــرة يف تثمــن تراثهــا‬
‫ســرعان مــا تتف ـ ّكك وتضمح ـ ّل‪ ،‬كمــا إن تلــك الــي تعيــش متقوقعــة حــول‬
‫ذاهتــا ومنعزلــة عــن حميطهــا تتخلــف وتُــذل‪ .‬وباملقابــل فــإن األمــة الــي‬
‫تبــي نفســها مــن خــال تقويــم منجزاهتــا الفكريــة‪ ،‬وانطالقـاً مــن التفاعــل‬
‫اإلجيابــي مــع اإلســهامات املهمّــة للفكــر اإلنســاني ســوف تتقـدّم وتسُــود‪.‬‬
‫إن العــامل اإلســامي اليــوم‪ ،‬بأمــسّ احلاجــة إىل فئــة جــادّة تتحــرّك يف‬
‫ســاحات الفكــر وختصّصاتــه املتنوِّعــة‪ ،‬ال تلهيهــا القضايــا اهلامشــية‪ ،‬وال‬
‫تثنيهــا املهاتــرات البينيّــة‪ ،‬وال تشــغلها ردود األفعــال العاطفيــة النامجــة عــن‬
‫ال ّتدافــع والصِّــراع بغيــة إبــراز البدائــل الــي تُســهم يف إخــراج اجملتمعــات‬
‫اإلســامية مــن حالــة الشــرود الفكــري والذهــول احلضــاري إىل وضــع يُــرز‬
‫مكانتهــا احلضاريــة‪ ،‬ويؤ ِّكــد مشــاركتها الفكريــة الــي تُجسِّــد مســؤوليتها‬
‫العقائديــة‪.‬‬
‫هتدف هذه الورقة البحثية إىل اســتعراض مســرة البحث العلمي يف جمال‬
‫االقتصــاد اإلســامي خــال العقــود األربعــة املاضيــة؛ حيــث إن األحبــاث‬
‫والكتابــات الصــادرة حباجــة إىل أن نتو ّقــف عندها اليوم بالدراســة والتأمّل‬
‫والتحليــل‪ ،‬وأن ننظــر إليهــا مبنظــور نقــدي‪ ،‬انطالقـاً من واجب اإلســهام يف‬
‫تقويــم جهــود البحــث االقتصــادي والتمويلــي اإلســامي لتطويــر وترشــيد‬
‫‪83‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬

‫تلــك اجلهــود ســعياً إىل االرتقــاء هبــا علــى حنـ ٍو أفضــل‪.‬‬


‫وسنعاجل يف هذه الورقة احملاور التالية‪:‬‬
‫ال‪ :‬مفهوم وطبيعة البحث يف االقتصاد اإلسالمي؛‬ ‫‪ -‬أو ً‬
‫‪ -‬ثانياً‪ :‬تطور حجم ونوع حبوث االقتصاد اإلسالمي؛‬
‫‪ -‬ثالثاً‪ :‬رصد االجتاهات البحثية يف االقتصاد اإلسالمي؛‬
‫‪ -‬رابعاً‪ :‬تقويم املنهجية العلمية يف االقتصاد اإلسالمي‪.‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪84‬‬

‫أوالً‪ :‬مفهوم وطبيعة البحث يف االقتصاد اإلسالمي‬


‫أدّى عــدم اال ِّتفــاق علــى موضــوع االقتصــاد اإلســامي إىل تشـ ُّتت الكتابــات‬
‫وعــدم ا ِّتســاقها؛ ومــن ثـمّ االختــاف حــول منهجيــة دراســته‪...‬‬
‫ويتطلّــب مــن الباحــث االقتصــادي اإلســامي أن يعــرف يف ذهنــه نطــاق‬
‫حبثــه‪ ،‬فهــل هــو يبحــث يف املذهــب االقتصــادي اإلســامي أم يف النظــام‬
‫االقتصــادي اإلســامي أم يف علــم االقتصــاد اإلســامي؟ ألن من خصائص‬
‫االقتصــاد اإلســامي اجلمــع بــن املذهــب والنظــام والعلــم؛ وميكــن التعبــر‬
‫عــن ذلــك مــن خــال الشــكل التــايل‪:‬‬
‫شكل ‪ :1‬طبيعة االقتصاد اإلسالمي‬

‫االقتصاد اإلسالمي‬

‫املذهب االقتصادي اإلسالمي‬

‫النظام االقتصادي اإلسالمي‬

‫املنظومة القانونية‬ ‫منظومة اإلجراءات‬


‫املنظومة املؤسسية‬
‫والتشريعية‬ ‫والسياسات‬

‫علم االقتصاد اإلسالمي‬ ‫احلياة االقتصادية اجملتمعية‬


‫‪85‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬

‫‪ -1‬املذهب االقتصادي اإلسالمي‬


‫أ‪ -‬مفهــوم املذهــب االقتصــادي اإلســامي‪ :‬هــو جمموعــة املبــادئ‬
‫العامّــة واألصــول الكــرى اإلســامية الــي تضبط وتوجِّه مســار احلياة‬
‫االقتصاديــة اجملتمعيــة‪ ،‬والــي تُســتمدّ مــن رؤيــة اجملتمــع للحيــاة‬
‫وفلســفته يف الوجــود‪ ،‬وتصطبــغ بقيمــه وعقائــده وثقافتــه وظــروف‬
‫تطــوره‪ ،‬وعلــى ضوئهــا يتح ـدّد دور الدولــة‪ ،‬ووظيفــة امللكيــة والنظــرة‬
‫للمــال‪ ،‬وطبيعــة احلريــة االقتصاديــة‪ ،‬وأشــكال توزيــع الثــروة‪...‬‬
‫ب‪ -‬طبيعــة املذهــب االقتصــادي‪ :‬يتميّــز املذهــب االقتصــادي‬
‫خبصوصيتــه اجملتمعيــة وطبيعتــه احلضاريــة؛ فاملذهــب االقتصــادي‬
‫ينظــم احليــاة االقتصاديــة يف اجملتمــع اإلســامي يتميّــز‬ ‫الــذي ِّ‬
‫عــن ذلــك الــذي حيكــم احليــاة االقتصاديــة يف جمتمــع غربــي‪ .‬كمــا‬
‫يتميّــز املذهــب االقتصــادي بثبــات أصولــه وإن اختلفــت التكييفــات‬
‫والتطبيقــات التنظيميــة لتلــك األصــول واملبــادئ باختــاف األوضــاع‬
‫وتبايــن األحــوال والظــروف‪.‬‬
‫جـ‪ -‬أصول املذهب االقتصادي اإلسالمي‪:‬‬
‫بالضوابــط املذهبيــة‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬أصــل احلريــة االقتصاديــة املرشّــدة‬
‫واملوضوعيــة لالســتثمار‪ ،‬اإلنتــاج‪ ،‬االســتهالك‪ ،‬التوزيــع‪...‬؛‬
‫‪ -‬أصل امللكيات املتعدِّدة‪ :‬اخلاصّة‪ ،‬العامّة‪ ،‬اجلماعية‪ ،‬التكافلية؛‬
‫‪ -‬أصــل تدخُّــل الدولــة يف تنظيــم وتوجيــه احليــاة االقتصاديــة‬
‫ختصيصــاً وتوزيعــاً؛‬
‫‪ -‬أصل الدّور الفعّال لسوق املنافسة التعاونية؛‬
‫‪ -‬أصل التخطيط التوجيهي للحياة االقتصادية؛‬
‫‪ -‬أصل التنمية االقتصادية الشاملة املستدمية؛‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪86‬‬

‫‪ -‬أصل حتقيق التوازن االقتصادي واالجتماعي؛‬


‫‪ -‬أصل تأمني وضمان حدّ الكفاية ألفراد اجملتمع‪.‬‬
‫‪ -2‬النظام االقتصادي اإلسالمي‬
‫أ‪ -‬تعريــف النظــام االقتصــادي اإلســامي‪ :‬هــو طريقــة تنظيــم‬
‫اجملتمــع اإلســامي للحيــاة االقتصاديــة تنظيمــاً يُجسِّــد املذهــب‬
‫االقتصــادي اإلســامي مــن خــال إعمــال أصولــه الكــرى ومبادئــه‬
‫العامّــة يف الواقــع االقتصــادي اإلســامي يف ظــ ّل خمتلــف مراحــل‬
‫تطــور اجملتمــع وعلــى ضــوء حجــم مــوارده وأشــكال حتدِّياتــه‪ ،‬ويف‬
‫ظـ ّل األوضــاع الدّاخليــة السّــائدة‪ ،‬وطبيعــة املســتجدّات يف العالقــات‬
‫االقتصاديــة القطريــة واإلقليميــة والدوليــة‪.‬‬
‫فهــو إذن عبــارة عــن «األســاليب واخلطــط العمليــة واحللــول االقتصاديــة‬
‫الــي تتبنّاهــا الســلطة احلاكمــة يف كل جمتمــع إســامي إلحالــة أصــول‬
‫اإلســام ومبادئــه االقتصاديــة إىل واقــع مبــادئ يعيــش اجملتمــع يف إطــاره»‪.‬‬
‫ب‪ -‬خصائــص النظــام االقتصــادي‪ :‬مــن واقــع ال ّتعريــف السّــابق‬
‫للنظــام االقتصــادي نالحــظ بأنــه يتميّــز باخلصائــص التاليــة‪:‬‬
‫‪ -‬خاصيــة وضــوح املالمــح املميِّــزة خلصوصيــة اجملتمــع احلضاريــة‬
‫والثقافيــة‪ ،‬فمــن خــال النظــام االقتصــادي ميكــن التمييــز بــن‬
‫اجملتمعــات؛‬
‫‪ -‬خاصية عدم حيادية النظام االقتصادي واســتحالة تعميمه على‬
‫اجملتمعات املتغايرة حضارياً يف اجلوانب املبدئية واملؤسّسية؛‬
‫‪ -‬خاصيــة املرونــة الواســعة والتكيّــف مــع مســتجدّات احليــاة‬
‫االقتصاديــة والتغيّــر النّســي مــن مرحلــة إىل أخــرى؛ الســتيعاب‬
‫التطــورات وحتســن وترقيــة دور املنظومــة املؤسّســية واإلجرائيــة‬
‫للنظــام االقتصــادي اإلســامي؛‬
‫‪87‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬

‫‪ -‬خاصيــة االنســجام والتــاؤم مــع املنظومــة العقائديــة واألخالقيــة‬


‫والقيميــة والســلوكية اجملتمعيــة‪ ،‬كشــرط لنجــاح النظــام االقتصادي‬
‫وارتفــاع درجــة كفاءتــه التنظيميــة للحيــاة االقتصاديــة‪.‬‬
‫جـــ‪ -‬مكوِّنــات النظــام االقتصــادي اإلســامي‪ :‬يتكــوّن النظــام‬
‫االقتصــادي اإلســامي مــن منظومــة مؤسســية‪ ،‬ومنظومــة إجرائيــة‪،‬‬
‫ومنظومــة تشــريعية وقانونيــة‪.‬‬
‫‪ -‬املنظومــة املؤسّســية‪ :‬يتك ـوّن النظــام االقتصــادي مــن جمموعــة‬
‫املؤسســات اخلاصّــة باالقتصــاد اإلســامي وجمموعــة املؤسســات‬
‫املكوِّنــة للحيــاة االقتصاديــة‪:‬‬
‫‪ ‬املنظومــة املؤسّســية اخلاصــة بالنظــام االقتصــادي اإلســامي‪:‬‬
‫تشــمل جمموعــة املؤسســات الــي ترتبــط بتطبيــق املذهبيــة‬
‫االقتصاديــة اإلســامية وأمههــا‪ :‬مؤسســة الــزكاة التضامنيــة‪،‬‬
‫مؤسســة األوقاف التكافلية‪ ،‬مؤسســة املشــاركة املصرفية‪ ،‬مؤسســة‬
‫التأمــن التعاونيــة‪ ،‬مؤسســة احلســبة الرقابيــة؛‬
‫‪ ‬املنظومــة املؤسّســية املكوِّنــة للحيــاة االقتصادية‪ :‬تشــمل جمموعة‬
‫املؤسســات اخلاصّة والعامّة اليت يتشـ ّكل منها النشــاط االقتصادي‪،‬‬
‫والــي تعكــس التطــورات يف احليــاة االقتصاديــة البشــرية ســواء‬
‫كانــت صناعيــة أو زراعيــة أو خدميــة‪...‬؛ مــن حيــث احلجــم والنّــوع‬
‫وال ّتنظيــم واالختصــاص‪ ،‬وهــي مــن املياديــن الــي ميكــن االســتفادة‬
‫منهــا يف ال ّتجــارب املختلفــة للتطــور االقتصــادي حتــى بالنســبة‬
‫للمجتمعــات الــي ختتلــف ثقافيـاً وحضارياً‪ ،‬بعــد تكييفها وتطويعها‬
‫لتنســجم مــع املنظومــة الكلّيــة للنظــام االقتصــادي اإلســامي‪.‬‬
‫‪ -‬املنظومة اإلجرائية‪ :‬تشمل جمموعة اإلجراءات والتدابري واآلليات‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪88‬‬

‫والوســائل الــي تتضمّنهــا السياســات االقتصاديــة والــي ت ّتخذهــا‬


‫الدولــة مــن أجــل تنظيــم وتأطــر وتوجيــه احليــاة االقتصاديــة‪ ،‬مبــا‬
‫ينســجم مــع خصوصيــة املذهــب االقتصــادي وطبيعــة وخصائــص‬
‫النظــام االقتصــادي يف اجملتمعــات اإلســامية‪ ،‬ومنهــا‪ :‬اإلجــراءات‬
‫والتدابــر املتع ِّلقــة بالسياســة النقديــة والسياســة املاليــة‪ ،‬والسياســة‬
‫التجاريــة‪ ،‬والسياســة التوزيعيــة وســائر السياســات االقتصاديــة‬
‫القطاعيــة‪ ،‬أو ال ّتنظيميــة للحيــاة االقتصاديــة يف مرحلــة معيّنــة مــن‬
‫تطــور االقتصــاد اإلســامي يف جمتمــع مــن اجملتمعــات اإلســامية؛‬
‫‪ -‬املنظومــة التشــريعية والقانونيــة‪ :‬تتمثــل يف جمموعــة التشــريعات‬
‫والقوانــن االقتصاديــة واملكمِّلــة هلــا والــي جتسِّــد إجــراءات وتدابــر‬
‫السياســات االقتصاديــة املتعــدِّدة بصــورة تفصيليــة دقيقــة يف‬
‫امليــدان التنفيــذي العملــي يف إطــار الوضــوح والشــفافية اللّذيــن‬
‫يزيــان اخلالفــات واملنازعــات يف امليــدان االقتصــادي‪.‬‬
‫‪ -3‬علم االقتصاد اإلسالمي‬
‫أ‪ -‬تعريــف علــم االقتصــاد اإلســامي‪ :‬تزخــر كتــب االقتصــاد‬
‫بتعاريــف متنوِّعــة لعلــم االقتصــاد‪ ،‬وضعهــا ك ّتــاب وباحثــون ختتلــف‬
‫أفكارهــم ونزعاهتــم وإيديولوجياهتــم ومدارســهم‪ ،‬وتتبايــن ظروفهــم‬
‫الزّمانيــة وأوضاعهــم املكانيــة‪ ،‬ورغــم صعوبــة احلصــول علــى مفهــوم‬
‫واحــد وجامــع بينهــم؛ إال أهنــا مجيعـاً تتعـرّض بشــكل أو بآخــر جلانــب‬
‫مــن حقيقــة هــذا العلــم‪ ،‬نوجــز بعض ـاً منهــا فيمــا يلــي(‪:)1‬‬
‫‪ -‬علم االقتصاد هو علم الثروة؛‬
‫(‪ )1‬راجــع‪ :‬محــزة اجلمعــي الدموهــي‪ ،‬االقتصــاد يف اإلســام‪ ،‬ج‪ ،1‬دار األنصــار‪ ،‬ط‪ ،1979 ،1‬ص‪24 :‬؛ بــول سامويلســون‪،‬‬
‫علــم االقتصــاد‪ ،‬تــر‪ :‬هشــام عبــد اهلل‪ ،‬ج‪ ،1‬الــدار األهليــة‪ ،‬عمّــان‪ ،2006 ،‬ص‪412 :‬؛ حممــد علــي الليثــي ونعمــة اهلل جنيــب‬
‫إبراهيــم‪ ،‬مقدمــة يف التحليــل االقتصــادي‪ ،‬دار اجلامعــات املصريــة‪ ،1978 ،‬ص‪11 :‬؛ حممــد حامــد دويــدار وجمــدي‬
‫حممــود شــهاب‪ ،‬االقتصــاد السياســي‪ ،‬الــدار اجلامعيــة‪ ،‬بــروت‪ ،1989 ،‬ص‪12 :‬؛ باقــر الصــدر‪ ،‬اقتصادنــا‪ ،‬دار الكتــاب‬
‫اللبنانــي‪ ،‬بــروت‪ ،1977 ،‬ص‪.6 :‬‬
‫‪89‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬

‫‪ -‬علم االقتصاد هو علم دراسة سلوك اإلنسان؛‬


‫‪ -‬علم االقتصاد هو علم الندرة؛‬
‫‪ -‬علــم االقتصــاد هــو علــم القوانــن الــي حتكــم العالقــات‬
‫االقتصاديــة‪ ،‬وتفســر احليــاة االقتصاديــة‪.‬‬
‫خنلــص إىل أن علــم االقتصــاد هــو ذلــك العلــم الــذي يتنــاول تفســر احليــاة‬
‫االقتصاديــة ومعرفــة القوانــن الــي حتكــم حركيــة النشــاط االقتصــادي‬
‫اجملتمعــي الفــردي واجلماعــي؛ مــن أجــل التخصيــص األمثــل للمــوارد‬
‫املتاحــة واســتخدامها اســتخداماً رشــيداً‪ ،‬يســاعد علــى تلبيــة احلاجــات‬
‫احلقيقيــة املتناميــة حاضــراً ومســتقبالً جلميــع أفــراد اجملتمــع‪.‬‬
‫وميكن أن نستنتج من هذا ال ّتعريف العناصر التالية‪:‬‬ ‫ ‬
‫‪ -‬دراسة الظواهر االقتصادية وتفسري أحداث احلياة االقتصادية؛‬
‫‪ -‬معرفــة واكتشــاف القوانــن الــي حتكــم حركيــة النشــاط‬
‫االقتصــادي؛‬
‫‪ -‬ترشيد عملييت التخصيص واالستخدام للموارد املتاحة؛‬
‫‪ -‬املســاعدة علــى إبــراز البدائــل األقــ ّل كلفــة مــن أجــل تعظيــم‬
‫املصــاحل احلقيقيــة للمجتمــع؛‬
‫‪ -‬إبراز احلكمة االقتصادية لألحكام الشرعية‪.‬‬
‫ممّــا ســبق نــرى بــأن علــم االقتصــاد اإلســامي‪ :‬هــو ذلــك العلــم الــذي‬
‫يتنــاول دراســة الظواهــر االقتصاديــة وتفســر أحــداث احليــاة االقتصاديــة‬
‫يف االقتصــادات اإلســامية‪ ،‬مــن أجــل معرفــة واكتشــاف القوانــن الــي‬
‫حتكــم حركيــة النشــاط االقتصــادي اجملتمعــي الفــردي واجلماعــي‪ ،‬بغيــة‬
‫ترشــيد عمليــي التخصيــص واالســتخدام للمــوارد املتاحــة يف هــذا الكــون‪،‬‬
‫ولتلبيــة احلاجــات احلقيقيــة املتناميــة جلميــع أفــراد اجملتمــع اإلســامي‪.‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪90‬‬

‫ب‪ -‬جمــاالت البحــث املتعلقــة بعلــم االقتصــاد اإلســامي‪ :‬ميكــن‬


‫تقســيم جمــاالت البحــث اخلاصّــة بعلــم االقتصــاد اإلســامي إىل‬
‫جمالــن أساســيني مهــا(‪:)1‬‬
‫‪ -‬الدراســات واألحبــاث املتع ِّلقــة باملذهــب االقتصــادي اإلســامي‪،‬‬
‫والنظــام االقتصــادي اإلســامي‪ ،‬وتُعنــى «مبــا جيــب أن تكــون عليــه‬
‫يوضح احلكمــة االقتصادية‬ ‫احليــاة االقتصاديــة وفــق اإلســام‪ ،‬كمــا ِّ‬
‫لألحــكام الشــرعية مســتعيناً يف ذلــك بالتحليــل االقتصــادي»؛‬
‫‪ -‬الدراسات واألحباث اليت تدخل ضمن دائرة ال ّتحليل االقتصادي‬
‫للوقائــع والظواهــر االقتصاديــة باجملتمعــات اإلســامية وغريهــا‬
‫«وتفســر ذلــك ومعرفــة أســبابه ونتائجــه‪ ،‬كمــا يُعنــى بصياغــة‬
‫السياســات واحللــول اإلســامية للمشــاكل االقتصاديــة»‪.‬‬
‫جـــ‪ -‬مواصفــات الباحــث يف االقتصــاد اإلســامي‪ :‬ليــس أليّ شــخص‬
‫أن يزعــم بأنــه باحــث يف االقتصــاد اإلســامي؛ فلــكل علــم رجالــه‬
‫وباحثــوه‪ .‬والعلــوم بوجــه عــام مرتبطــة فيمــا بينهــا بارتباطــات شــتى؛‬
‫مــن بينهــا الوســيلة بالغاية‪ ،‬أو املقدِّمــة بالنتيجة‪ ،‬ويف الغالبية العظمى‬
‫مــن العلــوم ال جنــد علمــاً إال وهــو متوقــف علــى غــره مــن العلــوم‬
‫بصــورة أو بأخــرى‪ .‬ومعنــى ذلــك أن الباحــث يف أيّ علــم عليــه أن‬
‫يكــون ملمّـاً إملامـاً كافيـاً ببقيــة العلــوم الــي يتو ّقــف عليهــا العلــم الــذي‬
‫يبحــث فيــه‪ .‬فــإذا مــا طبّقنــا ذلــك علــى علــم االقتصــاد اإلســامي؛‬
‫فإننــا جنــد أن الصِّفــات املطلــوب توافرهــا يف الباحــث يف االقتصــاد‬
‫اإلســامي هــي(‪:)2‬‬

‫(‪ )1‬راجــع‪ :‬حممــد أنــس الزرقــا‪« ،‬حتقيــق إســامية علــم االقتصــاد‪ :‬املفهــوم واملنهــج»‪ ،‬جملــة االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬جامعــة‬
‫امللــك عبــد العزيــز‪ ،‬مــج‪ ،1990 ،2‬ص‪.32 :‬‬
‫(‪ )2‬راجــع‪ :‬شــوقي أمحــد دنيــا‪ ،‬النظريــة االقتصاديــة مــن منظــور إســامي‪ ،‬مكتبــة اخلرجيــن‪ ،‬الريــاض‪ ،‬ط‪،1984 ،1‬‬
‫ص‪ 41 :‬ومــا بعدهــا‪.‬‬
‫‪91‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬

‫‪ -‬اإلملــام الــكايف بالعلــوم اإلســامية؛ وخباصّــة يف علــوم الفقــه‬


‫وأصولــه‪ ،‬واحلديــث والتاريــخ اإلســامي؛ حتــى يكــون الباحــث علــى‬
‫بيِّنــة مــن أمــره يف كل مــا يتناولــه يف حبثــه عاملـاً بالقواعــد واألصــول‬
‫اإلســامية يف اجملــال االقتصــادي مــن الناحيــة النظريــة والعمليــة‬
‫والتارخييــة(‪)1‬؛‬
‫‪ -‬اإلملــام الــكايف بعلــم االقتصــاد الوضعــي ونظمه وفروعــه املختلفة؛‬
‫مــن حيــث تارخيــه ومدارســه ومذاهبــه وطرائــق البحــث فيــه‬
‫وفرضياتــه ونظرياتــه وقوانينــه عــن طريــق الدراســة املتخصِّصــة؛‬
‫ألن الباحــث يبحــث يف ظواهــر اقتصاديــة‪ ،‬والبحــث فيهــا لــه منهجه‬
‫وطريقــة حبثــه ونظرياتــه الــي ال يدركهــا إال مَــن درس دراســة‬
‫اقتصاديــة موسَّــعة ومتخصّصــة؛‬
‫‪ -‬توافــر امللَكــة لــدى الباحــث الــي تُم ِّكنــه مــن دمــج املعرفــة‬
‫اإلســامية باملعرفــة االقتصاديــة الصّحيحــة؛ حبيــث يتم ّكــن مــن‬
‫الصِّياغــة الدقيقــة للموضوعــات االقتصاديــة مــن منظــور إســامي‪،‬‬
‫وتوافــر هــذه الصفــة أمــر ضــروري ال يُغــي عنــه اإلملــام الكامــل‬
‫بالعلــوم الشــرعية وال اإلحاطــة الكاملــة بالعلــوم االقتصاديــة‪ ،‬فهــذه‬
‫امللَكــة وإمكانيــة االســتنباط والقــدرة علــى التص ـوّر أمــور ضروريــة‬
‫ال غنــى عنهــا‪ .‬وبقــدر اكتمــال هــذه الصِّفــات لــدى الباحــث بقــدر‬
‫تزايــد إســهاماته اإلجيابيــة يف موضوعــات االقتصــاد اإلســامي‪.‬‬

‫(‪ )1‬ليــس معنــى هــذا أن يكــون الباحــث االقتصــادي متخصصـاً ومتبحِّــراً يف كل تلــك العلــوم (فــإن كان متوسّــعاً يف معرفتهــا‬
‫ففــي ذلــك فائــدة كــرى)‪ ،‬فهــذا ال طاقــة أليّ باحــث بــه‪ ،‬وإمنــا تكفــي معرفــة اجلوانــب األساســية املتع ِّلقــة باملســألة املبحوثــة‬
‫الضــروري أن يكــون اجملتهــد‬ ‫ومــا يرتبــط هبــا مــن أحــكام إســامية‪ ،‬وقــد بيّــن أبــو حامــد الغــزايل (ت ‪505‬هـــ) بأنــه ليــس مــن ّ‬
‫حميط ـاً بدقائــق أصــول الفقــه أو احلديــث أو النحــو‪ ،‬وإمنــا تكفــي معرفتــه بالقضيــة الــي يبحــث فيهــا فحســب يف هــذه‬
‫العلــوم‪.‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪92‬‬

‫ثانياً‪ :‬تطور حجم ونوع حبوث االقتصاد اإلسالمي‬


‫‪ -1‬التطور التارخيي لبحوث االقتصاد اإلسالمي‬
‫شــهدت العقــود الثالثــة األخــرة مــن القــرن العشــرين ظهــور علــم جديــد‪،‬‬
‫جيمــع بــن الدراســة الفقهيــة واالقتصاديــة‪ ،‬أطلــق عليــه الباحثــون «علــم‬
‫االقتصــاد اإلســامي»‪ ،‬وكان ذلــك بعــد تنظيــم املؤمتــر العاملــي األول‬
‫لالقتصــاد اإلســامي يف مكــة املكرمــة عــام ‪1976‬؛ حبيــث جــاءت توصياتــه‬
‫لتؤسِّــس لفــرع جديــد مــن فــروع علــم االقتصــاد‪.‬‬
‫وتأسّســت مراكــز البحــوث يف االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬ونتــج عــن ذلــك‬
‫العديــد مــن رســائل املاجســتري والدكتــوراه يف االقتصــاد اإلســامي يف أرقى‬
‫جامعــات العــامل الغربــي فض ـاً عــن العــامل اإلســامي‪.‬‬
‫الطلــب علــى اخلدمــات‬ ‫لقــد ارتفــع ّ‬
‫شكل ‪ :2‬واقع املؤسسات‬
‫التعليميــة والتدريبيــة املتع ِّلقــة‬
‫التعليمية يف التمويل اإلسالمي‬
‫بالتمويــل اإلســامي؛ حيــث توجــد‬
‫عــدة هيئــات ومؤسســات ومعاهــد‬
‫وجامعــات تُقــدِّم تكوينــاً وتدريبــاً‬
‫يف التأمــن والتمويــل والبنــوك‬
‫اإلســامية‪ ،‬وتتصــدَّر بريطانيــا‬
‫ذلــك بوجــود ‪ 55‬مؤسســة تليهــا‬
‫ماليزيا بـ ‪ 24‬مؤسسة ثم اإلمارات‬
‫والســعودية والبحريــن مــا بــن ‪16‬‬

‫و ‪ 18‬مؤسســة لــكل منهــا‪ ،‬ويف‬


‫املصدر‪:‬‬
‫‪IFSL Research, Islamic Finance‬‬ ‫الواليــات املتحــدة ‪ 9‬مؤسســات‬
‫‪2009, P. 6‬‬
‫مهتمــة بالتمويــل اإلســامي‪.‬‬
‫‪93‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬

‫وبالرّغــم مــن ال ّتدريــس اجلامعــي لالقتصــاد اإلســامي مــن خــال أقســام‬


‫متخصِّصــة أو مقـرَّرات هلــا أمهيــة نســبية متواضعــة على مســتوى جامعات‬
‫العــامل اإلســامي؛ فــإن معظــم هــذه اجلامعــات أو مجيعهــا يف بعــض الــدول‬
‫ال يــزال يعــرض املقـرَّرات االقتصادية التقليديــة؛ وذلك لالعتبارات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تل ّقــي معظــم أســاتذة االقتصــاد يف جامعــات العــامل اإلســامي‬
‫تعليمهــم اجلامعــي يف جامعــات غربيــة أو جامعــات وطنيــة تعمــل‬
‫مبناهــج يف إطــار الفلســفات الغربيــة؛‬
‫‪ -‬مقاومــة اال ِّتجاهــات ال ّتعليميــة اإلســامية حتــت ضغــوط خارجية‬
‫وخمــاوف مــن هــذه اال ِّتجاهات وانعكاســاهتا السياســية؛‬
‫‪ -‬غيــاب أو ضعــف أو عــدم اكتمــال اإلعــداد ملقــرَّرات االقتصــاد‬
‫اإلســامي واملــادة العلميــة املناســبة فيهــا‪.‬‬
‫وإذا كان السّــببان األول والثانــي يرتبطــان بعوامــل خارجــة عــن ســيطرة‬
‫الباحثــن االقتصاديــن؛ فــإن املســؤولية تقــع عليهــم فيمــا خي ـصّ السّــبب‬
‫الثالــث‪.‬‬
‫وجتــدر اإلشــارة إىل وجــود عالقــة بــن منــو املؤسســة املصرفيــة اإلســامية‬
‫ومنــو املؤسســة التعليميــة يف جمــال االقتصــاد اإلســامي؛ حيــث‪:‬‬
‫‪ -‬إن اســتمرار منــو البنــوك اإلســامية وتوسُّــع اســتثماراهتا‪،‬‬
‫ســوف يــؤدي إىل اســتمرار منــو فــرص العمــل والوظائــف بالنســبة‬
‫للجامعيــن املتخصِّصــن يف االقتصــاد اإلســامي؛‬
‫‪ -‬إن إعــداد الدّارســن يف مراحــل تعليميــة ســابقة للجامعــة‪ ،‬ثــم‬
‫ختريــج أعــداد متزايــدة مــن اجلامعيــن احلاملني للفكــر االقتصادي‬
‫اإلســامي؛ ســوف يؤ ِّثر يف آليات القرار االقتصادي على املســتويني‬
‫اجلزئــي والكلّــي يف اجملتمعــات اإلســامية علــى املــدى الطويــل‪.‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪94‬‬

‫‪ -2‬التطور الكمّي لبحوث االقتصاد اإلسالمي‬


‫قبــل انعقــاد املؤمتــر العاملــي األول يف االقتصــاد اإلســامي عــام ‪،1976‬‬
‫وباســتثناء عــدد قليــل مــن اإلشــارات إىل بعــض معــامل االقتصــاد اإلســامي‪،‬‬
‫مل يكــن أحــد يقــرأ عــن «االقتصــاد اإلســامي»؛ لكــن بعــد انعقــاد هــذا املؤمتــر‬
‫وإنشــاء مركــز أحبــاث االقتصــاد اإلســامي جبامعــة امللك عبــد العزيز وظهور‬
‫البنوك اإلســامية؛ كثُرت الكتابات حول االقتصاد اإلســامي وأصبح يُدرّس‬
‫يف املؤسســات اجلامعيــة‪ ،‬كمــا افتُتحــت مراكــز حبثيــة عديدة يف العــامل؛ األمر‬
‫الــذي أدّى إىل توالــد األحبــاث والدراســات الــي أصبــح عددهــا يف العقــود‬
‫األربعــة املاضيــة يفــوق بكثــر كل مــا ُكتِــب عــن االقتصاد اإلســامي قبــل ذلك‪.‬‬
‫حقــق البحــث العلمــي يف االقتصــاد اإلســامي منــواً كبــراً خــال العقــود‬ ‫لقــد َّ‬
‫املاضيــة‪ ،‬مت َّثــل يف عــدد مــن األحبــاث واملؤ ّلفات وتنوُّعها بلغات عاملية خمتلفة‬
‫وخصوصـاً باللّغتــن العربيــة واإلجنليزيــة‪ .‬وكان للبنــوك اإلســامية أثــر بــارز‬
‫يف إتاحــة الفرصــة للرجــوع إىل فقــه املعامــات املاليــة واالجتهــاد يف العمليات‬
‫املصرفيــة املعاصــرة؛ ولذلــك كثُــرت البحــوث والفتــاوى والنــدوات واملؤمتــرات‬
‫يف جمــال االقتصــاد اإلســامي واملعامالت املالية املعاصــرة‪ ،‬وإصدار اجملالت‬
‫والنشــرات والتقاريــر االقتصاديــة والكتــب واملؤ ّلفــات املتخصِّصــة‪ ،‬وإنشــاء‬
‫كليــات وأقســام االقتصــاد اإلســامي ومراكــز حبثيــة متخصِّصــة‪.‬‬
‫وميكــن اإلشــارة إىل تلــك اجلهــود املســحية والبيبلوغرافيــة (الثبــت) املصنِّفــة‬
‫للدراســات والكتابــات االقتصاديــة اإلســامية؛ ومنهــا‪:‬‬
‫‪ -‬كتاب حممد جناة اهلل صديقي (‪:)1981‬‬
‫‪Muslim Economic Thinking: A survey of Literature.‬‬
‫‪ -‬كتاب حممد أكرم خان (‪:)1983-1981‬‬
‫‪Islamic Economics: Annotated Sources in English and Urdu‬‬
‫‪ -‬الكتاب الصّادر عن املعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب (‪:)1993‬‬
‫‪95‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬

‫‪Annotated Listing of IRTI Publications‬‬


‫‪ -‬ثبــت املراجــع العربيــة يف التأمــن التعاونــي (‪ :)2003‬خلالــد احلربــي‬
‫وفضــل عبــد الكريم؛‬
‫‪ -‬دليــل الباحــث يف االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬دليلــك إىل أكثــر مــن ‪2.000‬‬
‫مرجــع يف خمتلــف فــروع االقتصــاد اإلســامي (‪ :)1990‬لصــاحل‬
‫صاحلــي؛ وقــد مت تقســيم هــذا الدليــل إىل الفــروع التاليــة‪:‬‬
‫جدول ‪ :1‬فروع دليل الباحث يف االقتصاد اإلسالمي وأمهيتها النسبية‬
‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫فـروع االقتصـاد اإلسالمـي‬
‫‪% 13.72‬‬ ‫‪286‬‬ ‫االقتصاد اإلسالمي‪ :‬املبادئ واملفاهيم واألساسيات‬
‫‪% 3.21‬‬ ‫‪67‬‬ ‫االقتصاد اإلسالمي‪ :‬دراسات نقدية لألنظمة واملذاهب الوضعية‬
‫‪% 1.87‬‬ ‫‪39‬‬ ‫االقتصاد اإلسالمي‪ :‬نظرية امللكية‬
‫‪% 2.16‬‬ ‫‪45‬‬ ‫االقتصاد اإلسالمي‪ :‬امللكيات املوقوفة أحكامها وتنظيمها‬
‫‪% 4.17‬‬ ‫‪87‬‬ ‫االقتصاد اإلسالمي‪ :‬توزيع الثروة وحتقيق العدالة والتعاون‬
‫‪% 0.57‬‬ ‫‪12‬‬ ‫االقتصاد اإلسالمي‪ :‬آلية توزيع الثروة بعد الوفاة‬
‫‪% 6.09‬‬ ‫‪127‬‬ ‫املنهج اإلسالمي للتنمية‪ :‬مفاهيم وأساسيات‬
‫‪% 3.6‬‬ ‫‪75‬‬ ‫املنهج اإلسالمي للتنمية‪ :‬اقتصاديات العامل اإلسالمي‬
‫‪% 8.06‬‬ ‫‪168‬‬ ‫االقتصاد اإلسالمي‪ :‬األساسيات الفكرية والتاريخ االقتصادي اإلسالمي‬
‫‪% 1.73‬‬ ‫‪36‬‬ ‫االقتصاد اإلسالمي‪ :‬املؤسسة اإلسالمية للحسبة أو جهاز الرقابة‬
‫‪% 15.58‬‬ ‫‪325‬‬ ‫االقتصاد اإلسالمي‪ :‬النظام املصريف‪ :‬مفاهيم وأساسيات‬
‫‪% 4.89‬‬ ‫‪102‬‬ ‫االقتصاد اإلسالمي‪ :‬النظام املصريف‪ :‬دراسات نقدية لألنظمة الربوية‬
‫‪% 5.8‬‬ ‫‪121‬‬ ‫االقتصاد اإلسالمي‪ :‬النظام املايل‪ :‬مفاهيم وأساسيات‬
‫‪% 2.83‬‬ ‫‪59‬‬ ‫االقتصاد اإلسالمي‪ :‬النظام املايل‪ :‬الزكاة‬
‫‪% 1.44‬‬ ‫‪30‬‬ ‫االقتصاد اإلسالمي‪ :‬السياسات االقتصادية واملالية والنقدية‬
‫‪% 2.59‬‬ ‫‪54‬‬ ‫االقتصاد اإلسالمي‪ :‬النظام النقدي‬
‫‪% 4.08‬‬ ‫‪85‬‬ ‫االقتصاد اإلسالمي‪ :‬احملاسبة والتكاليف واألسعار وقضايا االحتكار‬
‫‪% 4.46‬‬ ‫‪93‬‬ ‫االقتصاد اإلسالمي‪ :‬الوسائل االستثمارية وأحكام الشركات ونظام املشروعات‬
‫‪% 0.82‬‬ ‫‪17‬‬ ‫االقتصاد اإلسالمي‪ :‬نظام وأساليب االستغالل الزراعي‬
‫‪% 2.25‬‬ ‫‪47‬‬ ‫االقتصاد اإلسالمي‪ :‬املعامالت التجارية وتنظيم األسواق‬
‫‪% 4.6‬‬ ‫‪96‬‬ ‫االقتصاد اإلسالمي‪ :‬نظام اإلدارة والتخطيط والتسيري‬
‫‪% 1.68‬‬ ‫‪35‬‬ ‫االقتصاد اإلسالمي‪ :‬أحكام العمل وتنظيم العاملني‬
‫‪% 3.79‬‬ ‫‪79‬‬ ‫االقتصاد اإلسالمي‪ :‬نظام التأمني وأحكامه‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪2.085‬‬ ‫اجملـمــــــــوع‬

‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬صاحل صاحلي‪« ،‬دليل الباحث يف االقتصاد اإلسالمي‪ :‬دليلك إىل أكثر من ‪ 2.000‬مرجع‬
‫يف خمتلف فروع االقتصاد اإلسالمي»‪ ،‬جامعة سطيف‪ ،1990 ،‬ص‪.174-1 :‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪96‬‬

‫وعلــى الرّغــم مــن أنــه ليــس هنــاك جمــال للمقارنــة مــع مــا يُنتجــه الفكــر‬
‫االقتصــادي الغربــي كمّيـاً؛ فــإن منـوّ املكتبــة االقتصاديــة اإلســامية يُم ِّكــن‬
‫الباحــث مــن القيــام بتحليــل األطــر املعرفيــة اليت تتح ّكم يف هــذه اإلنتاجية؛‬
‫ومــن ثـمّ رصــد االجتاهــات الــي تنتــج عنهــا‪.‬‬
‫وقــد رأى أحــد الباحثــن(‪ )1‬أن ال ّتنظــر الــذي حصــل حتــت اســم «االقتصــاد‬
‫اإلســامي» خــال املرحلــة املاضيــة مل يت ـمّ بشــكل متــوازن؛ حيــث تطــور‬
‫البحــث عــر خطوتــي ال ّترويــج إلمكانيــة قيــام علــم يرتبــط بالنشــاط‬
‫االقتصــادي علــى أســس إســامية‪ ،‬واملوضوعــات االقتصاديــة املتفرِّقــة مــن‬
‫منظــور إســامي‪ .‬وإذا أدّى ذلــك إىل تطــوّر كمّــي للمكتبــة االقتصاديــة‬
‫اإلســامية؛ فــإنّ اخلطــوة اخلاصــة بتنظيــم هــذا «العلــم» عــر جتميــع‬
‫منهجــي ومتناســق للموضوعــات الــي ترتبــط بالنشــاط االقتصــادي مل تتـمّ‬
‫بالشــكل املُرضــي والــكايف؛ ممــا و ّلــد مشــكالت جوهريــة لعـ ّل أمههــا قضيــة‬
‫منهجيــة البحــث؛‏أي اآلليــات الــي تســمح بإنتــاج فكــر متفــرِّد‪ ،‬لتصبــح‬
‫املشــكلة املشــركة بــن أدبيــات االقتصــاد اإلســامي‪.‬‬
‫‪ -3‬التطوّر النّوعي لبحوث االقتصاد اإلسالمي‬
‫بالنّظــر إىل اإلســهامات العلميــة الــي ظهــرت خــال املرحلــة املاضيــة؛‬
‫هنــاك بالفعــل إســهامات ضعيفــة علمي ـاً دخلــت يف مصنّفــات االقتصــاد‬
‫اإلســامي ألســباب عديــدة؛ ولكــن هنــاك إســهامات أخــرى ظهــرت يف‬
‫االقتصــاد اإلســامي تلتــزم بأصــول البحــث العلمــي السّــليم وحتــرم‬
‫ضوابطــه وتُعـدّ علــى درجــة عاليــة مــن اإلتقــان العلمــي‪ ،‬وال يقـ ّل مســتواها‬
‫مــن جهــة ال ّتحليــل العلمــي‪ ،‬وليــس مــن جهــة التوجّــه العقــدي الــذي ال‬
‫يُقــارَن‪ ،‬عــن مســتوى اإلســهامات االقتصاديــة الوضعيــة احلديثــة(‪.)2‬‬
‫(‪ )1‬طــارق عبــد اهلل‪« ،‬االقتصــاد اإلســامي بعــد نصــف قــرن‪ :‬مالحظــات يف نقــد املنهــج»‪ ،‬جملــة الكلمــة‪ ،‬منتــدى الكلمــة‬
‫للدراســات واألحبــاث‪ ،‬بــروت‪ ،‬ع‪ ،1999 ،24‬ص‪.109 :‬‬
‫(‪ )2‬عبــد الرمحــن يســري أمحــد‪« ،‬االقتصــاد اإلســامي‪ :‬بــن منهاجيــة البحــث وإمكانيــة التطبيــق»‪ ،‬املعهــد اإلســامي‬
‫للبحــوث والتدريــب‪ ،‬البنــك اإلســامي للتنميــة‪ ،‬جــدة‪ ،‬ط‪ ،2000 ،2‬ص‪.12 :‬‬
‫‪97‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬

‫وقــد ناقــش املؤمتــر العاملــي الســابع لالقتصــاد اإلســامي جبدة عــام ‪2008‬‬

‫القضايــا املتع ِّلقــة بالبحــث يف االقتصــاد اإلســامي؛ ففــي دراســة حــول‬


‫مــدى ا ِّتبــاع البحــث العلمــي للخطــوات النموذجيــة املتعــارف عليها يف إعداد‬
‫البحــوث العلميــة‪ ،‬مثــل‪ :‬مشــكلة البحــث‪ ،‬أمهيــة البحــث‪ ،‬أهــداف البحــث‪،‬‬
‫منهــج البحــث‪ ،‬الدراســات الســابقة‪ ،‬توصيــف منــوذج البحــث ومتغيِّراتــه يف‬
‫حالــة األحبــاث التطبيقيــة (القياســية)‪ ،‬النتائــج واالقرتاحــات‪ ،‬واهلوامــش‬
‫واملراجــع؛ فقــد و ُِجــد أن مســتوى اإلعــداد البحثــي ي ّتســم بالقصــور يف‬
‫إطــار املعايــر الســابقة؛ وذلــك لالعتبــارات التاليــة(‪:)1‬‬
‫‪ -‬عــدم التــزام بعــض الباحثــن باملعايــر احلديثــة‪ ،‬وخباصّــة يف جمــال‬
‫الدراســات االقتصاديــة واملاليــة؛‬
‫ضعــف اخللفيــة املنهجيــة البحثيــة لبعــض الباحثــن؛ مــن حيــث‬ ‫‪َ -‬‬
‫املعايــر املتعــارف عليهــا يف إعــداد البحــوث؛‬
‫‪ -‬قصــور يف العمليــة التحكيميــة مــن قِبــل بعــض احمل ِّكمــن؛ مــن حيــث‬
‫عــدم ال ّتدقيــق يف توافــر متطلّبــات املعايــر النّمطيــة يف إعــداد البحوث‬
‫أو جتاهلهــا أو عــدم اإلملــام الــكايف هبــا؛‬
‫‪ -‬عــدم التــزام بعــض مؤسســات البحــث العلمــي أو هيئــات التحريــر‬
‫بتوافــر املعايــر النّمطيــة يف إعــداد البحــوث أو إلــزام الباحثــن هبــا؛‬
‫حتــى وإن َطلَــب احمل ِّكمــون ذلــك يف مالحظاهتــم؛‬
‫‪ -‬حداثــة التجربــة البحثيــة يف جمــال االقتصــاد اإلســامي مقارنــة‬
‫بالعلــوم األخــرى‪ ،‬ورغبــة بعــض مؤسســات البحــث أو هيئــات حتريــر‬
‫اجملــات العلميــة احمل ّكمــة يف اســتقطاب الباحثــن؛ ممــا يــؤدّي أحيانـاً‬
‫إىل ال ّتغاضــي عــن شــروط أو متطلّبــات اإلعــداد النّمطــي للبحــوث‪.‬‬
‫(‪ )1‬أمحــد ســعيد باخمرمــة وحممــد عمــر باطويــح‪« ،‬حتليــل إحصائــي خلصائــص البحــث يف االقتصــاد اإلســامي»‪ ،‬ج‪،2‬‬
‫يف املؤمتــر العاملــي الســابع لالقتصــاد اإلســامي‪ :‬ثالثــون عام ـاً مــن البحــث يف االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬مركــز أحبــاث‬
‫االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬جامعــة امللــك عبــد العزيــز‪ ،2008/4/3-1 ،‬ص‪.403 :‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪98‬‬

‫ومل تــر َق معظــم البحــوث املدروســة يف االقتصــاد اإلســامي إىل املســتوى‬


‫املتقـدِّم مــن معايــر األصالــة امل ّتفــق عليهــا؛ مــن حيــث اإلضافــة إىل أدبيــات‬
‫املوضــوع‪ ،‬ســواء فيمــا يتعلّــق جبدّيــة موضــوع البحــث أو أســلوب ال ّتنــاول‬
‫أو املنهجيــة أو اســتنباط حلــول جديــدة للمشــكالت املعاصــرة املتع ِّلقــة‬
‫باالقتصــاد اإلســامي‪ ،‬كمــا مل تتضمّــن اقرتاحــات أو إرشــادات حــول رؤيــة‬
‫الباحثني ملدى إســهام نتائج هذه األحباث يف استشــراف أحباث مســتقبلية‬
‫انطالقـاً مــن معطيــات هــذه النّتائــج؛ ســواء مــن حيــث املنهجيــة أو النمــاذج‬
‫املســتخدمة أو نوعيــة البيانــات أو غريهــا مــن العناصــر البحثيــة‪.‬‬
‫وتوصّلــت إحــدى الدراســات حــول عيّنــة مــن أحبــاث االقتصــاد اإلســامي‬
‫الــي تناولــت األزمــة املاليــة العامليــة؛ بــأن معظــم املعاجلــات املرصــودة‬
‫مل تتوافــر فيهــا اخلصائــص املنهجيــة العامّــة املتع ِّلقــة حبداثــة املراجــع‬
‫وصِلتهــا املباشــرة مبوضــوع البحــث أو االســتفادة مــن معطيــات التقاريــر‬
‫والدراســات املهمّــة الــي أصدرهتــا املؤسســات الدّوليــة املعنيّــة بشــأن‬
‫ُوضحــه الشّــكل ال ّتــايل‪:‬‬
‫األزمــة؛ علــى النّحــو الــذي ي ِّ‬
‫شــكل ‪ :3‬مــدى توافــر خصائــص البحــث العلمــي يف معاجلــات الباحثــن‬
‫يف االقتصــاد اإلســامي لألزمــة املاليــة العامليــة‬

‫املصــدر‪ :‬أمحــد بلــوايف وعبــد الــرزاق بلعبــاس‪« ،‬معاجلــات الباحثــن يف االقتصــاد اإلســامي لألزمــة املاليــة‬
‫العامليــة‪ :‬دراســة حتليليــة»‪ ،‬يف املؤمتــر العلمــي الــدويل حــول‪ :‬األزمــة املاليــة واالقتصاديــة العامليــة املعاصــرة‬
‫مــن منظــور اقتصــادي إســامي‪ ،‬جامعــة العلــوم اإلســامية العامليــة واملعهــد العاملــي للفكــر اإلســامي‪ ،‬عمّــان‪،‬‬
‫‪ ،2010/12/2-1‬ص‪.5 :‬‬
‫‪99‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬

‫ويــرى أحــد الباحثــن(‪ )1‬بــأن أغلــب‬


‫شكل ‪ :4‬توجيه البحوث إىل علوم‬
‫مــا يُنشــر عن االقتصاد اإلســامي‬
‫االقتصاد اإلسالمي التطبيقية‬
‫هــو بالعربيــة واإلجنليزيــة‪ ،‬وتُعتــر‬
‫املنشــورات باإلجنليزيــة ذات‬
‫نوعيــة أعلــى نظــراً للكفــاءة‬
‫العلميــة العاليــة الــي يتم ّتــع هبا مَن‬
‫ميلــك ال ّتواصــل باللّغــات الغربيــة؛‬
‫فالكتابــات باللغــة اإلجنليزيــة يف‬
‫االقتصــاد اإلســامي هــي أكثــر‬
‫تقدمـاً وأعمــق حتليـاً والكتابــات‬
‫املتوافــرة بلغــات العــامل اإلســامي‬
‫املصدر‪:‬‬
‫قــد تكــون كثــرة ومتنوّعــة ولكــن‬
‫سامر مظهر قنطقجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.45 :‬‬ ‫نوعيتهــا مرتديــة‪.‬‬
‫ورأت إحدى الدراســات(‪ )2‬أن الفقهاء‬
‫واالقتصاديــن تعاونــوا يف جمــال النظــام االقتصــادي والنقــود والبنــوك‬
‫واملاليــة العامّــة‪ ،‬كمــا تعاونــوا مــن خــال املَجمَــع الفقهــي اإلســامي‬
‫جبــدة علــى الفتــوى يف الوقائــع املعاصــرة؛ غــر أن هنــاك فجــوة حبثيــة‬
‫يف جمــال العلــوم االقتصاديــة التطبيقيــة؛ حيــث إن «مــا جيــب البحــث‬
‫فيــه مســتقبالً هــو االقتصــاد الرياضــي واالقتصــاد القياســي وعــدم البقــاء‬
‫ضمــن االقتصــاد الوصفــي؛ بغيــة تقديــم وتطويــر منــوذج اقتصــاد إســامي‬
‫يســاير حاجــات النــاس ويلــي احتياجاهتــم احلاليــة واملســتقبلية بأســلوب‬
‫منهجــي وموضوعــي»(‪.)3‬‬
‫(‪« )1‬حوار عن االقتصاد اإلسالمي» مع الباحث‪ :‬جناة اهلل صديقي‪ ،‬يف املوقع اإللكرتوني‪:‬‬
‫‪http://www.ahad-ahad.com/index.php?act=viewArt&artId=369&target=12‬‬
‫(‪ )2‬مركــز أحبــاث االقتصــاد اإلســامي جبامعــة امللــك عبــد العزيــز‪« ،‬تطــور علــم االقتصــاد اإلســامي ودور مركــز أحبــاث‬
‫االقتصــاد اإلســامي فيــه»‪ ،‬املعهــد اإلســامي للبحــوث والتدريــب‪ ،‬البنــك اإلســامي للتنميــة‪ ،‬جــدة‪ ،1996 ،‬ص‪.13 :‬‬
‫(‪ )3‬سامر مظهر قنطقجي‪« ،‬النموذج الرياضي لالقتصاد اإلسالمي»‪ ،2009 ،‬ص‪ ،45 :‬يف املوقع اإللكرتوني‪:‬‬
‫‪www.kantakji.com‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪100‬‬

‫ثالثاً‪ :‬رصد االجتاهات البحثية يف االقتصاد اإلسالمي‬


‫‪ -1‬توجّه املوضوعات البحثية يف االقتصاد اإلسالمي‬
‫من خالل التأمّل يف املوضوعات اليت تناولتها حبوث االقتصاد اإلسالمي‪،‬‬
‫ميكن حصرها يف ثالثة جماالت رئيسة‪ ،‬هي(‪:)1‬‬
‫‪ -‬النظام االقتصادي‪ :‬ويشمل عدة جوانب هي‪:‬‬
‫‪ ‬املوضوعات االقتصادية‪ :‬حبثت أدبيات االقتصاد اإلســامي يف‬
‫املوضوعــات والقضايــا االقتصاديــة املتع ِّلقة بالزكاة والرِّبا والنفقات‬
‫واإليــرادات‪ ،‬كمــا حبثــت يف األحــكام الشــرعية للمعامــات والعقــود‬
‫املاليــة بشــكلها املعاصــر‪ ،‬كصيــغ البيــوع احلديثــة وأحــكام اإلجــارة‬
‫والوكالــة والكفالــة والرهــن والوديعــة‪ .‬ومــع أن هــذه املوضوعــات‬
‫ميكــن دراســتها مــن خــال فقــه املعامــات؛ إال أن االقتصــاد‬
‫اإلســامي يســتخدم النظريــة واألدوات ال ّتحليليــة االقتصاديــة‬
‫والواقــع االقتصــادي لتحليــل وفهــم هــذه املوضوعــات‪ ،‬ومــن ثــمّ‬
‫التوصــل إىل احلكــم الشــرعي املناســب؛‬
‫‪ ‬املســتجدات االقتصادية‪ :‬حبثت أدبيات االقتصاد اإلســامي يف‬
‫األدوات والصيغ املالية والنقدية املعاصرة‪ ،‬مثل‪ :‬األسهم والسندات‬
‫والســوق املاليــة‪ ،‬والتأمــن التجــاري‪ ،‬وبطاقــات االئتمــان‪ ،...‬وهــذه‬
‫املوضوعــات تتطلّــب أيض ـاً إحاطــة وافيــة بعلــم االقتصــاد وأدواتــه‬
‫التحليليــة‪ ،‬إضافــة إىل فقــه املعامــات؛‬
‫‪ ‬إظهــار حكمــة الوجــوب أو التحريــم لبعــض املوضوعــات‬
‫االقتصاديــة‪ :‬مــن خــال البحــث يف اآلثــار اإلجيابيــة أو الســلبية‪،‬‬
‫(‪ )1‬راجــع‪ :‬كمــال توفيــق حممــد احلطــاب‪« ،‬منهجيــة البحــث يف االقتصــاد اإلســامي وعالقتــه بالنصــوص الشــرعية»‪،‬‬
‫جملــة جامعــة امللــك عبــد العزيــز‪ :‬االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬مــج‪ ،2003 ،16‬ص‪8-6 :‬؛ حممــد شــوقي الفنجــري‪ ،‬الوجيــز‬
‫يف االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬دار الشــروق‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪ ،1994 ،1‬ص‪35-30 :‬؛ عبــد اهلل بــن مصلــح الثمــايل‪« ،‬االقتصــاد‬
‫اإلســامي بــن النقــل والعقــل»‪ ،‬جملــة البحــوث الفقهيــة املعاصــرة‪ ،‬الريــاض‪ ،‬ع‪1415 ،24‬هـــ‪ ،‬ص‪.35-34 :‬‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪101‬‬

‫مثــل‪ :‬حكمــة حتريــم الرِّبــا‪ ،‬حكمــة توزيــع املــراث‪ ،‬حكمــة فرضيــة‬


‫الــزكاة‪ ،‬حكمــة مشــروعية األوقــاف‪...‬؛‬
‫دراســة األســلوب اإلســامي لتحقيق رفاهية اإلنســان باســتخدام‬ ‫‪‬‬

‫القوانــن والنظريــات والسياســات االقتصاديــة يف ضــوء الضوابــط‬


‫الشــرعية والقيــم اإلســامية‪ :‬وُجــدت دراســات وحبــوث عديــدة يف‬
‫هــذا اجملــال‪ ،‬مثــل‪ :‬دراســات ســلوك املســتهلك وقوانــن املنفعــة‪،‬‬
‫ســلوك املنتــج وقوانــن الغلّــة‪ ،‬نظريــات الثمــن‪ ،‬األجــور‪ ،‬الربــح‪،‬‬
‫نظريــات الفائــدة‪ ،‬نظريــات التنميــة‪...‬‬
‫‪ -‬السياسات االقتصادية‪ :‬وتشمل‪:‬‬
‫احللــول للمشــكالت واألزمــات االقتصاديــة‪ :‬يُقــدِّم االقتصــاد‬ ‫‪‬‬

‫اإلســامي احللــول اإلســامية لألزمــات واملشــكالت االقتصاديــة‪،‬‬


‫ّ‬
‫التضخــم والكســاد والبطالــة‪ ،‬مشــكلة الغــذاء‪ ،‬مشــكلة الطاقة‪،‬‬ ‫مثــل‪:‬‬
‫األزمــة النقديــة‪...‬؛‬
‫كيفيــة تطبيــق األحــكام الشّــرعية االقتصاديــة‪ :‬يتو ّلــى االقتصــاد‬ ‫‪‬‬

‫اإلســامي البحــث عــن أفضــل الوســائل والسياســات لتطبيــق‬


‫األحــكام الشــرعية االقتصاديــة‪ ،‬مــن خــال وضــع مشــروعات عمــل‬
‫أو صياغــة قوانــن لتطبيــق فريضــة الــزكاة‪ ،‬أو إدارة اقتصــاد ال‬
‫ربــوي‪ ،‬أو تطبيــق أحــكام الوقــف أو احلِســبة يف العصــر احلاضــر‪...‬‬
‫‪ -‬الفكــر والــراث االقتصــادي اإلســامي‪ :‬وذلــك مــن خــال الكشــف‬
‫عــن األفــكار االقتصاديــة لــدى أئمــة املســلمني‪ ،‬أو إعــادة صياغــة‬
‫التاريــخ االقتصــادي اإلســامي‪ ،‬واالســتفادة منــه يف خدمــة الواقــع‬
‫االقتصــادي الــذي تعيشــه األمــة اإلســامية‪.‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪102‬‬

‫وبالرّجــوع إىل قوائــم املراجــع املتاحــة عــن االقتصــاد اإلســامي؛ فإهنا تؤ ِّكد‬
‫علــى أن أكــر كـ ٍّـم مــن األحبــاث تنــاول خــال املرحلــة املاضيــة موضوعــات‬
‫الفائــدة وربويتهــا‪ ،‬والبنــوك اإلســامية ثــم الــزكاة‪ ،‬ويلــي ذلــك أحبــاث‬
‫التنميــة االقتصاديــة والتكامــل االقتصــادي بــن دول العــامل اإلســامي‬
‫التضخميــة؛ األمــر الــذي يعــي أن مســرة البحــث يف االقتصــاد‬ ‫ّ‬ ‫والظاهــرة‬
‫اإلســامي قــد تفاعلــت مــع املشــكالت الواقعيــة يف معظــم دول العــامل‬
‫اإلســامي الناميــة(‪.)1‬‬
‫َّ‬
‫احملكمــة‬ ‫لقــد توصلــت إحــدى الدراســات(‪ )2‬حــول عيِّنــة مــن األحبــاث‬
‫واملنشــورة مــن قِبــل مراكــز ومعاهــد حبثيــة إىل أن املوضوعــات املتع ِّلقــة‬
‫بالبنــوك اإلســامية والتمويــل اإلســامي اســتحوذت علــى غالبيــة مواضيع‬
‫األحبــاث املدروســة؛ ممّــا يعكــس األمهيــة املتزايــدة هلــذا املوضــوع بالنســبة‬
‫للقضايــا االقتصاديــة املعاصــرة للمجتمعــات اإلســامية‪.‬‬
‫وأشــارت ذات الدراســة إىل تواضــع اجلهــد البحثــي يف جمــال االقتصــاد‬
‫اإلســامي يف مواكبــة القضايــا االقتصاديــة املعاصــرة للمجتمعــات‬
‫اإلســامية‪ .‬ومــن أهــمّ هــذه القضايــا‪:‬‬
‫‪ -‬أدوات التمويل اإلسالمية احلديثة وحتليل خماطرها؛‬
‫‪ -‬السوق املالية اإلسالمية وتنظيمها؛‬
‫‪ -‬املشكالت التطبيقية يف أعمال البنوك اإلسالمية املعاصرة؛‬
‫‪ -‬مشكالت الرقابة الشرعية واإلشراف على البنوك اإلسالمية؛‬
‫‪ -‬تأثــرات العوملــة االقتصاديــة وحتريــر اخلدمــات املاليــة ضمــن‬
‫ّ‬
‫منظمــة التجــارة العامليــة؛‬
‫‪ -‬العالقة بني امللكية واإلدارة (احلوْكمة) يف املؤسسات املالية اإلسالمية؛‬
‫(‪ )1‬عبد الرمحن يسري أمحد‪« ،‬االقتصاد اإلسالمي‪ :‬بني منهاجية البحث وإمكانية التطبيق»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.41 :‬‬
‫(‪ )2‬راجع‪ :‬أمحد سعيد باخمرمة وحممد عمر باطويح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.393-391 :‬‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪103‬‬

‫‪ -‬قضايا التكامل االقتصادي بني الدول اإلسالمية؛‬


‫‪ -‬اإلصالحات االقتصادية يف الدول اإلسالمية؛‬
‫‪ -‬دور الــزكاة والوقــف يف التنميــة االقتصاديــة الشــاملة يف الــدول‬
‫اإلســامية؛‬
‫ّ‬
‫والتضخم يف الدول اإلسالمية؛‬ ‫‪ -‬مكافحة الفقر والبطالة‬
‫‪ -‬الدَّين العام يف الدول اإلسالمية وتأثرياته وطرق معاجلتها‪.‬‬
‫ولع ـ ّل ذلــك يرجــع إىل حداثــة التجربــة التطبيقيــة للمفاهيــم املعاصــرة يف‬
‫االقتصــاد اإلســامي مثــل‪ :‬األســواق املاليــة وأدوات التمويــل اإلســامي‬
‫ومؤشِّــرات أداء البنــوك اإلســامية؛ ممّــا يعــي عــدم توافــر بيانــات تارخييــة‬
‫كافيــة لالعتمــاد عليهــا يف إجــراء الدراســات التطبيقيــة أو عــدم توافــر‬
‫أدبيــات حديثــة كافيــة حــول جتربــة تطبيقــات املفاهيــم اإلســامية احلديثة‬
‫يف التمويــل أو االســتثمار أو غريهــا مــن القضايــا املعاصــرة ذات األولويــة‬
‫بالنســبة للتنميــة االقتصاديــة واملاليــة للمجتمعــات اإلســامية‪.‬‬
‫كمــا إن معظــم األحبــاث املدروســة مازالــت قاصــرة عــن مواكبــة التطــورات‬
‫احلديثــة يف أدبيــات مواضيــع األحبــاث؛ وذلــك لالعتبــارات التاليــة‪:‬‬
‫‪ -‬قلّة املنشور من املراجع والدراسات السّابقة عن املوضوع؛‬
‫اطــاع الباحثــن علــى مســتجدّات البحــث يف املوضــوع أو عــدم‬ ‫‪ -‬عــدم ِّ‬
‫حترّيهــم الــكايف عــن ذلك؛‬
‫‪ -‬طبيعــة بعــض األحبــاث ال تو ّفــر للباحــث مراجــع أو أدبيــات حديثــة‬
‫مثــل‪ :‬تاريــخ الفكــر يف جمــال االقتصــاد اإلســامي أو تاريــخ بعــض‬
‫املفاهيــم االقتصاديــة اإلســامية كالوقــف وغريهــا؛‬
‫‪ -‬عــدم إملــام بعــض الباحثــن بأكثــر مــن لغــة؛ ممــا يــؤدّي إىل تفويــت‬
‫االطــاع علــى املســتجدّات احلديثــة يف الدراســات‬ ‫الفرصــة عليهــم يف ِّ‬
‫واألحبــاث باللّغــات األخــرى‪.‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪104‬‬

‫ويف الوقــت احلاضــر بــدأت حاجــة علــم االقتصــاد اإلســامي «تتزايــد‬


‫لبنــاء أســس م ّتفــق عليهــا ملنهــج البحــث‪ ،‬ملنــع عشــوائية اجلهــود املبذولــة أو‬
‫تعارضهــا‪ ،‬وليــس غريبـاً أن يبــدأ احلديــث عــن منهــج البحــث يف االقتصــاد‬
‫اإلســامي متأخِّراً عن حبث مســائل العلم نفســه؛ ألن هذا هو حال العلوم‬
‫كلهــا؛ حيــث إن البحــث يف مناهــج العلــوم يبــدأ متأخِّــراً عــن حبــث مســائل‬
‫العلــوم نفســها‪ .‬فــإذا مــا احنــازت هــذه املســائل إىل بعضهــا وتقـرَّرت كعلــم‬
‫مســتقل؛ بــدأ البحــث حينئ ـذٍ عــن أصــول هــذا العلــم ومبادئــه وموضوعــه‬
‫وطــرق البحــث فيــه»(‪.)1‬‬
‫وقــد قامــت إحــدى الدراســات(‪ )2‬بتحديــد ســتة موضوعــات حبثيــة ذات‬
‫أولويــة خــال الفــرة القادمــة؛ وذلــك علــى النّحــو ال ّتــايل‪:‬‬
‫‪ -‬إســهامات الفكــر االقتصــادي للمســلمني خــال ‪ 500‬ســنة األوىل‬
‫مــن تاريــخ اإلســام؛‬
‫‪ -‬دراســات تتعلّــق بتأثــر اإلســام يف ســلوك األفــراد يف مناطــق‬
‫خمتلفــة خــال العقــود املتأخــرة املاضيــة؛‬
‫‪ -‬إعداد املناهج واخلطوط العريضة للمواد التدريســية يف مؤسســات‬
‫تدريــس االقتصــاد من منظور إســامي؛‬
‫‪ -‬دراسة أدوات املالية اإلسالمية اليت تُسهم يف زيادة املديونية؛‬
‫‪ -‬دراسة السياسات النقدية يف إيران والسودان؛‬
‫‪ -‬دراسة الفقر وسياسات القضاء عليه أو التخفيف منه‪.‬‬
‫‪ -2‬توجّه املوضوعات البحثية يف الفائدة الربوية‬
‫لقــد قــام الباحثــون يف االقتصــاد اإلســامي بدراســات ال حصــر هلا تناولت‬
‫اآلثــار اخلطــرة للرِّبــا علــى كا ّفــة اجملتمعــات‪ ،‬كمــا قدّمــوا بدائــل عديــدة‬
‫(‪ )1‬عبد اهلل بن مصلح الثمايل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.29 :‬‬
‫(‪ )2‬مركــز أحبــاث االقتصــاد اإلســامي‪« ،‬مقــرح رؤيــة إســراتيجية ملســتقبل البحــث يف االقتصــاد اإلســامي»‪ ،‬ج‪ ،1‬يف‬
‫املؤمتــر العاملــي الســابع لالقتصــاد اإلســامي‪ :‬ثالثــون عام ـاً مــن البحــث يف االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.55-54‬‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪105‬‬

‫لألســاليب الربويــة‪ ،‬وهكــذا ميكــن القــول‪« :‬إن كافــة املزاعــم االقتصاديــة‬


‫مت تبديدهــا علــى‬ ‫حــول ضــرورة الفائــدة (الرِّبــا) القتصــاد حديــث قــد ّ‬
‫املســتوى التحليلــي‪ ...‬وهــذا يُش ـ ِّكل يف ذاتــه مفارقــة كبــرة للوضــع الــذي‬
‫كنّــا عليــه قبــل ثالثــة عقــود مــن الزمــن؛ حيــث كان حتريــم اإلســام للرِّبــا‬
‫(الفائــدة) يــكاد يبــدو لكثــر مــن املث ّقفــن‪ ،‬حتــى مــن املســلمني‪ ،‬فكــرة‬
‫مســتحيلة التطبيــق»(‪.)1‬‬
‫واحلقيقــة أن املناقشــات حــول الفائــدة الربويــة قبــل الســبعينيات من القرن‬
‫العشــرين املاضي وما بعدها انقســمت إىل ا ِّتجاهني رئيســن‪:‬‬
‫‪ -‬اال ِّتجــاه األول‪ :‬وقفــت أحبــاث هــذا اال ِّتجــاه بشــدة أمــام أيّ مـرِّرات‬
‫للفائــدة الربويــة؛‬
‫‪ -‬اال ِّتجــاه الثانــي‪ :‬حاولــت أحبــاث هــذا اال ِّتجــاه إجيــاد مـرِّرات للفائدة‬
‫املصرفيــة‪ ،‬وإثبــات املوضــوع باملنطــق االقتصــادي البحــت علــى أن‬
‫نظــام الفائــدة ضــروري للمصلحــة االقتصاديــة‪ ،‬وأن التخ ِّلــي عنــه‬
‫ســوف يس ـبِّب مزيــداً مــن التخلّــف واملشــكالت االقتصاديــة‪.‬‬
‫وكــردّ فعــل هلــذا اال ِّتجــاه الثانــي‪ ،‬ظهــرت كتابــات قويّــة تســتند إىل احلجــج‬
‫الشــرعية احملرِّمــة للفائــدة‪ ،‬وتُبيِّــن باملنطــق االقتصــادي خطــأ مناقشــات‬
‫االقتصاديــن الذيــن يدّعــون أن املصلحــة العامّــة ال تتح ّقــق إال هبــا؛ حيــث‬
‫أثبتــت أن نظــام اإلقــراض بالفائــدة متحيّــز يف توزيــع املــوارد التمويليــة إىل‬
‫أصحــاب املــاءة املاليــة ويعمــل يف غــر صــاحل أصحــاب املشــروعات الصغرية‬
‫واملتوســطة؛ ومــن ث ـمّ يُســيء بصفــة مســتمرة إىل توزيــع الدّخــل الوطــي‪.‬‬
‫ولعـ ّل معاجلــة إشــكالية الرِّبــا والفائــدة تكــون مــن خالل اإلجــراءات البحثية‬
‫التالية(‪:)2‬‬
‫(‪ )1‬حممد أنس الزرقا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.35-34 :‬‬
‫(‪ )2‬عبــد الرمحــن يســري أمحــد‪« ،‬تقويــم مســرة االقتصــاد اإلســامي‪ ،»2003-1976 :‬يف املؤمتــر العاملــي الثالــث‬
‫لالقتصــاد اإلســامي‪ 31 ،‬مايــو‪ 3-‬يونيــو ‪ ،2005‬جامعــة أم القــرى‪ ،‬كليــة الشــريعة والدراســات اإلســامية‪ ،‬يف املوقــع‬
‫االلكرتونــي‪http://www.uqu.edu.sa/icie :‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪106‬‬

‫‪ -‬ال ّتأكيــد علــى صحّــة الدراســات االقتصاديــة اإلســامية املتعمّقــة‬


‫الــي تُثبــت باحلجّــة النظريــة واألد ّلــة الفقهيــة تطابــق الفائــدة مــع‬
‫الرِّبــا‪ ،‬وعــدم جــدوى نظامهــا لتنميــة اإلنتــاج وللتوزيــع األمثــل للمــوارد‬
‫االقتصاديــة واملداخيــل والثــروات؛ وذلــك بإعــادة نشــر هــذه الدراســات؛‬
‫‪ -‬ال ّتأكيــد علــى صحّــة هــذه الدراســات بأحبــاث جديــدة تطبيقيــة‬
‫تســتند إىل إحصــاءات وبيانــات واقعيــة؛‬
‫‪ -‬القيــام بأحبــاث لل ّتأكيــد علــى أن بدائــل التمويــل الشــرعية ميكــن‬
‫تطويرهــا وزيــادة فاعليتهــا‪ ،‬وأنــه ميكــن االعتمــاد عليهــا إلعــادة توزيــع‬
‫املــوارد االقتصاديــة واملداخيــل والثــروات يف اجملتمــع علــى حنـ ٍو أفضل‬
‫جتــاه التنميــة االقتصاديــة‪.‬‬
‫لقــد افتتحــت بعــض البنــوك التقليديــة فروع ـاً‏ال ربويــة ضمــن أعماهلــا‬
‫املصرفيــة‪ ،‬ودون اعتبــار لألســباب النّفعيــة وراء تأســيس هــذه الفــروع يف‬
‫بنــوك ربويــة؛ فــإن هلــذا املثــال أمهيــة قصــوى يف إبــراز نتائــج املنهجيــة‬
‫التجزيئيــة الــي جتعــل مــن االقتصــاد اإلســامي جم ـرّد مواضيــع ميكــن‬
‫ال ّتعامــل معهــا بشــكل منفــرد‪ ،‬ويف هــذا اال ِّتجــاه يقــع تنــاول قضيــة الرِّبــا‪.‬‬
‫فيق ـدَّمُ االقتصــاد اإلســامي علــى أنــه «اقتصــاد ال ربــوي»؛ حيــث يُعطــى‬
‫املفهــوم االصطالحــي (الزيــادة والنمــاء) فالشــرعي (كل زيــادة مرتبطــة‬
‫بديــن) ثــم نوعيــه (ربــا الفضــل وربــا النســيئة) وأخــراً‏يتــم شــرح آثــاره‬
‫الســلبية علــى االقتصــاد الوطــي (يق ِّلــص االســتثمار‪ ،‬يُســهم يف زيــادة‬
‫التضخــم‪ ،‬يزيــد مــن الالعدالــة االجتماعيــة‪.)1()...‬‬ ‫ّ‬
‫‪ -3‬توجّه املوضوعات البحثية يف التمويل اإلسالمي‬
‫عملــت اإلســهامات األوىل يف موضــوع التمويــل اإلســامي علــى وضــع‬
‫املالمــح العامّــة لنظــام مصــريف ال يتعامــل بالفائــدة أخــذاً و‪/‬أو إعطــاءً‪.‬‬
‫(‪ )1‬طارق عبد اهلل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.113 :‬‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪107‬‬

‫وتطـوّرت بعــد ذلــك يف جمــال أكثــر حتديــداً هو إقامة منوذج لبنك إســامي‬
‫يعتمــد يف تعبئــة مــوارده التمويليــة ويف توظيفهــا علــى وســائل قائمــة علــى‬
‫املشــاركة يف الرّبــح واخلســارة‪ ،‬يف إطــار اســتبعاد الفائــدة متام ـاً‪.‬‬
‫وا ّتجهــت األعمــال املقدَّمــة إىل حبــث كيفيــة حتديــث وتطويــر وســائل‬
‫التمويــل اإلســامية التقليديــة حتــى تُالئــم األعمــال املصرفيــة اإلســامية‪،‬‬
‫ويف إطــار البحــث ّ‬
‫مت مــا يلــي(‪:)1‬‬
‫‪ -‬إجازة الشــركة املســامهة حمدودة املســؤولية يف إطار عقد املشــاركة‬
‫اإلســامي‪ ،‬وهــو األمــر الــذي أتــاح قيــام البنــوك اإلســامية يف إطــار‬
‫القوانــن املعاصرة للشــركات؛‬
‫‪ -‬إجــازة املضاربــة املشــركة حتــى يتم ّكــن أصحــاب األمــوال مــن وضــع‬
‫أمواهلــم لــدى البنــك اإلســامي فتجتمــع يف وعــاء واحــد ويســتخدمها‬
‫وفقــاً ملــا يــراه مناســباً يف األنشــطة املختلفــة‪ ،‬وقــد ســاعد هــذا‬
‫التطـوّر يف تعبئــة مــوارد متويليــة متزايــدة بشــكل مســتمر لــدى البنــوك‬
‫اإلســامية؛‬
‫مت تطويــر عقــد املراحبــة مــن صورتــه التقليديــة إىل مــا يســمى‬ ‫‪ّ -‬‬
‫بـــ «املراحبــة لآلمــر بالشــراء» الــي مسحــت بإدخــال صيــغ البيــوع‬
‫اآلجلــة يف عقــود كانــت يف أصلهــا عقــود بيــع فــوري‪ ،‬وقــد حــازت هــذه‬
‫الصيغــة قبــوالً لــدى اإلدارات املصرفيــة بالبنــوك اإلســامية لســهولة‬
‫تنفيذهــا‪ ،‬لكنهــا تعرّضــت النتقــادات مــن قِبــل الفقهــاء واالقتصاديــن‪.‬‬
‫واحلقيقــة أن الفكــر االقتصــادي اإلســامي يف جمــال التمويــل ال يــزال يف‬
‫حاجــة ماسّــة إىل تطويــر كبــر‪ ،‬ويرجــع هــذا إىل عــدم فهــم جوهــر التمويــل‬
‫املصــريف اإلســامي مــن قِبــل اهليئــات اإلداريــة والعاملــن يف هــذه البنــوك‪،‬‬
‫كمــا يرجــع أيضـاً إىل عــدم القــدرة علــى جتديــد وســائل التمويل اإلســامية‬
‫(‪ )1‬راجع‪ :‬عبد الرمحن يسري أمحد‪« ،‬تقويم مسرية االقتصاد اإلسالمي‪ ،»2003-1976 :‬مرجع سابق‪.‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪108‬‬

‫أو ابتــكار اجلديــد منهــا يف إطــار الشــريعة اإلســامية‪ .‬واملســؤولية هنــا تقع‬
‫علــى االقتصاديــن املتخصِّصــن يف النقــود والبنــوك والتمويــل‪.‬‬
‫وقــد ا ّتجهــت بعــض األعمــال املقدَّمــة يف التمويــل اإلســامي(‪ )1‬إىل ضــرورة‬
‫القيــام بتطويــر مســتمرّ يف أدوات التمويــل اإلســامية املســتخدمة لــدى‬
‫البنــوك؛ وذلــك حتــى ميكــن اســتخدامها بشــكل أكثــر مرونــة وكفــاءة يف‬
‫مقابلــة املنافســة الشّــديدة مــن البنــوك التقليدية‪ ،‬وهناك إســهامات جديدة‬
‫يف جمــال تطويــر عقــد املضاربــة حتــى يصبــح فاعـاً يف توظيــف األمــوال‬
‫وليــس فقــط يف جتميعهــا لــدى البنــوك اإلســامية‪.‬‬
‫‪ -4‬توجّه املوضوعات البحثية يف البنوك اإلسالمية‬
‫رأى أحــد الباحثــن بــأن «املوضوعــات الــي حظيــت بالقــدر األكــر مــن‬
‫االهتمــام هــي النقــود والبنــوك واملاليــة العامــة اإلســامية (‪ .)...‬لقــد‬
‫انصــبّ اهتمــام الكتابــات احلاليــة –بصــورة أساســية‪ -‬علــى تفصيــل‬
‫وإيضــاح األســاليب املختلفــة الــي تتبعهــا املؤسســات املاليــة اإلســامية‪.‬‬
‫وقــد يكــون هــذا األمــر هــو املســؤول عــن االنطبــاع اخلاطــئ بــأن االختــاف‬
‫األساســي بــن االقتصــاد الوضعــي واالقتصــاد اإلســامي يكمُــن يف آليــة‬
‫عمــل الوســاطة املاليــة‪ .‬وقــد ال يكــون باإلمــكان التخلّــص مــن هــذا االنطباع‬
‫اخلاطــئ دون أن يتـمّ إحــراز تقـدّم نظــري كبــر يف جمــال االقتصــاد اجلزئي‬
‫والكلــي»(‪.)2‬‬
‫وميكــن تقســيم الدراســات العلميــة يف موضــوع البنــوك اإلســامية إىل‬
‫جمموعتــن أساســيتني‪:‬‬
‫‪ -‬اجملموعــة األوىل‪ :‬تطرّقــت إىل اجلانــب املفاهيمــي للبنــك غــر‬
‫(‪ )1‬راجــع‪ :‬عبــد الرمحــن يســري أمحــد‪ ،‬قضايــا إســامية معاصــرة يف النقــود والبنــوك والتمويــل‪ ،‬الــدار اجلامعيــة‪،‬‬
‫اإلســكندرية‪ ،2001 ،‬ص‪295-271 :‬؛ حممــد عبــد املنعــم أبــو زيــد‪ ،‬املضاربــة وتطبيقاهتــا العمليــة يف املصــارف اإلســامية‪،‬‬
‫املعهــد العاملــي للفكــر اإلســامي‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪.1996 ،1‬‬
‫(‪ )2‬حممــد عمــر شــابرا‪« ،‬مــا هــو االقتصــاد اإلســامي»‪ ،‬املعهــد اإلســامي للبحــوث والتدريــب‪ ،‬البنــك اإلســامي للتنميــة‪،‬‬
‫جدة‪ ،‬ط‪ ،2000 ،2‬ص‪.65-64 :‬‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪109‬‬

‫والطــرق النظريــة يف تطبيــق الصيــغ‬ ‫املعتمــد علــى ســعر الفائــدة‪ّ ،‬‬


‫اإلســامية املصرفيــة؛‬
‫‪ -‬اجملموعة الثانية‪ :‬اهتمّت بالدراسات امليدانية‪.‬‬
‫ومن املالحَظ على هذه الدراسات ما يلي(‪:)1‬‬
‫شكلت دراسات تعليمية أكثر منها حبثية؛‬ ‫‪َّ -‬‬
‫‪ -‬هنــاك جمــال معتــر للدراســات الفقهيــة ودراســات اإلطــار الشــرعي‬
‫للبنــوك اإلســامية علــى حســاب الدراســات املصرفيــة؛‬
‫‪ -‬االهتمــام بعــرض جتــارب وتطبيقــات الصيــغ اإلســامية وجتــارب‬
‫البنــوك اإلســامية يف ع ـدّة دول‪ ،‬دون الدخــول يف اجتهــادات علميــة‬
‫عميقــة لتطويرهــا؛‬
‫‪ -‬غيــاب الدراســات الــي تبحــث يف النواحــي الفقهيــة مقرونــة بتطـوّر‬
‫نظــام الصريفــة العامليــة؛‬
‫‪ -‬قلّــة الدراســات الــي تر ّكــز أساســاً علــى تطويــر وتطبيــق الصيــغ‬
‫علميّــاً وعمليّــاً واســتحداث صيــغ جديــدة؛‬
‫‪ -‬عــدم اعتمــاد الدراســات علــى مناهــج االقتصــاد القياســي والكمّــي‬
‫إال القليــل منهــا؛‬
‫‪ -‬إمهــال الدراســات الــي تربــط عمــل النظــام املصــريف اإلســامي‬
‫بتطــورات املصرفيــة العامليــة وحتديــات العوملــة املاليــة؛‬
‫‪ -‬هنــاك عــدم اهتمــام بالدراســات الــي هتتمّ بكيفية اســتغالل التمويل‬
‫اإلســامي يف معاجلــة قضيــة الفقر‪ ،‬عــدا اجتهادات فردية؛‬
‫‪ -‬غياب الدراســات املتع ِّلقة بتطوير هيكلة النظام املصريف اإلســامي‬
‫احلايل‪.‬‬
‫(‪ )1‬بــدر الديــن عبــد الرحيــم إبراهيــم‪« ،‬أزمــة التطويــر العلمــي يف الصريفــة اإلســامية»‪ ،‬جملــة أفــكار جديــدة‪ ،‬هيئــة‬
‫األعمــال الفكريــة‪ ،‬اخلرطــوم‪ ،‬ع‪ ،13‬ديســمرب ‪ ،2005‬يف املوقــع اإللكرتونــي‪.http://www.fikria.org :‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪110‬‬

‫رابعاً‪ :‬تقويم املنهجية العلمية يف االقتصاد اإلسالمي‬


‫‪ -1‬االستخدام املنهجي يف حبوث االقتصاد اإلسالمي‬
‫يف إطــار منهجيــة البحــث العلمــي جلــأ الباحثــون يف االقتصــاد اإلســامي‬
‫يف الفــرة السّــابقة لســبعينيات القــرن العشــرين إىل منهــج االســتنباط‬
‫‪ ،Deduction‬فلــم يكــن هنــاك جمــال متصــوَّر لالســتقراء ‪Induction‬‬

‫لــدى الباحثــن طاملــا كانــت السّــاحة خاليــة مــن جتربــة اقتصاديــة‬


‫إســامية‪.‬‬
‫واحلقيقــة أن املســرة العلميــة لالقتصــاد اإلســامي يف بدايتهــا كانــت يف‬
‫أشـدّ احلاجــة إىل مثــل هــذه األحبــاث النّظريــة؛ لكــن ّ‬
‫الظــروف تغيّــرت منــذ‬
‫الســبعينيات مــن القــرن املاضــي وذلــك بقيــام البنــوك اإلســامية‪ .‬وهكــذا‬
‫و ُِجــدت «التجربــة» وأصبــح هنــاك فرصــة لتقوميهــا مــن خــال أحبــاث‬
‫تعتمــد علــى مجــع مالحظــات علميــة عنهــا‪ ،‬وتكويــن فــروض علميــة علــى‬
‫أساســها واختبارهــا؛ ممّــا قــد يســاعد علــى التوسّــع يف التجربة وانتشــارها‬
‫علــى مســتوى العــامل اإلســامي وخارجــه‪.‬‬
‫لكــن معظــم البحــث يف جمــال البنــوك اإلســامية ظــ ّل معتمــداً علــى‬
‫االســتنباط وليــس علــى اســتقراء الواقــع بســبب قلّــة البيانــات اإلحصائيــة‬
‫ونــدرة املعلومــات الدّقيقــة املتاحــة للباحثــن؛ فالبنــوك اإلســامية ال تنشــر‬
‫إال بيانــات رمسيــة مقتضبــة عــن نشــاطها علــى حنــ ٍو مقصــود أو غــر‬
‫مقصــود(‪.)1‬‬
‫ولقــد توصّلــت إحــدى الدراســات املهتمّــة خبصائــص البحــث العلمــي يف‬
‫االقتصــاد اإلســامي إىل أن األنــواع الرئيســة ملنهــج البحــث املســتنبطة مــن‬
‫األحبــاث املختــارة يف العيِّنــة كانــت كالتــايل‪:‬‬
‫(‪ )1‬عبــد الرمحــن يســري أمحــد‪« ،‬االقتصــاد اإلســامي‪ :‬بــن منهاجيــة البحــث وإمكانيــة التطبيــق»‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.43‬‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪111‬‬

‫جدول ‪ :2‬حتليل نوع املنهج يف عيّنة من أحباث االقتصاد اإلسالمي‬


‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫نوع املنهج‬
‫‪% 69‬‬ ‫‪169‬‬ ‫حتليل وصفي‬
‫‪% 19.2‬‬ ‫‪47‬‬ ‫حتليل رياضي‬
‫‪% 6.1‬‬ ‫‪15‬‬ ‫إحصاء وصفي‬
‫‪% 4.1‬‬ ‫‪10‬‬ ‫تارخيي وصفي‬
‫‪% 1.6‬‬ ‫‪4‬‬ ‫إحصاء قياسي‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪245‬‬ ‫اجملموع‬

‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬أمحد سعيد باخمرمة وحممد عمر باطويح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.394 :‬‬

‫يبيِّــن اجلــدول الســابق أن املنهــج الوصفــي اســتحوذ علــى ‪ % 69‬مــن‬


‫خصائــص املنهجيــة لألحبــاث املدروســة‪ ،‬يليهــا بفــارق ملحــوظ املنهــج‬
‫الرياضــي ثــم اإلحصــاء الوصفــي فالقياســي‪ .‬وهــذه النتيجــة تشــر إىل أن‬
‫التحليــل الوصفــي ال يــزال هــو الغالــب يف هيــكل منهجيــة البحــث العلمــي‬
‫يف االقتصــاد اإلســامي علــى حســاب الدراســات التطبيقيــة والقياســية‪.‬‬
‫وخــال العقــود الزمنيــة السّــابقة وجــد البحــث العلمــي نفســه منشــغالً‬
‫بإبــراز خصائــص االقتصــاد اإلســامي ومتيُّــزه عــن النّظــم االقتصاديــة‬
‫السّــائدة؛ حبيــث أن أغلــب تلــك الكتابــات مل تأخــذ يف اعتبارهــا منهجيــة‬
‫ال ّتطبيــق‪ ،‬أو ال ّتخطيــط العملــي لتأســيس عمــل معــريف إســامي يأخــذ يف‬
‫حســبانه شــروط الواقــع يف إطــار ّ‬
‫خطــة منهجيــة مدروســة‪ ،‬وإ ّنمــا كانــت‬
‫تنطلــق مــن مقصــد آخــر‪ ،‬هــو الــردّ علــى مقــوالت اال ِّتجاهــات املختلفــة‬
‫فكريّ ـاً ومرجعيّ ـاً يف عــدم إمكانيــة أن يكــون للمرجعيــة اإلســامية رؤيــة‬
‫أو نظريــة يف جمــال االقتصــاد والبنــوك بشــكل خــاصّ‪ ،‬بعــد أن أخــذت‬
‫اجملتمعــات يف العــامل العربــي واإلســامي باألطروحــة الغربيــة يف صياغــة‬
‫البنــوك ونظمهــا وآلياهتــا وقوانينهــا‪.‬‬
‫وهلــذا «غلــب علــى تلــك الكتابــات املنهــج االحتجاجــي والنظــري املقــارن‬
‫الــذي يأخــذ بالعموميــات علــى حســاب ال ّتفصيــل‪ ،‬وباإلمجــال علــى حســاب‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪112‬‬

‫ال ّتبيــن‪ ،‬وباملطلقــات علــى حســاب ال ّتقييــد‪ ،‬أو بالكلّيــات علــى حســاب‬
‫اجلزئيــات‪ ،‬وبال ّثوابــت علــى حســاب األولويــات واملتغيّــرات‪ ،‬وبالـرّدود علــى‬
‫حســاب البدائــل‪ ،‬وبال ّتنظــر علــى حســاب ال ّتطبيقــات‪)1(»...‬؛ وقــد أخــذت‬
‫كتابــات الفــرة السّــابقة ثالثــة اجتاهــات هــي‪:‬‬
‫‪ -‬املقارنــات الــي تضــع تلخيصـاً واســعاً للنظام االقتصادي اإلســامي‬
‫جتاه الرأمسالية واالشــراكية؛‬
‫‪ -‬انتقادات النظم والفلسفات االقتصادية غري اإلسالمية؛‬
‫‪ -‬بعــض الشــروح حــول إحــدى املســائل االقتصاديــة؛ مثــل‪ :‬الرِّبــا‬
‫والفائــدة ومــا ي ّتصــل بذلــك‪.‬‬
‫واحلقيقــة أن مــا ُكتــب يف هــذه اجلوانــب يُعتــر كافي ـاً‪ ،‬وقــد حــان الوقــت‬
‫للتعمّــق يف النظــام االقتصــادي اإلســامي‪ ،‬وفهــم خصائصــه ومنحــه‬
‫صياغــة حديثــة؛ غــر أنــه مل حيــدث تغيُّــراً نوعيّـاً يف الكتابــات االقتصاديــة‬
‫واملصرفيــة اإلســامية‪ ،‬وبقيــت املالحظــات ذاهتــا تتك ـرّر علــى كثــر ممــا‬
‫ُكتــب وصــدر يف هــذا اجملــال؛ باســتثناء عــدد قليــل مــن الكتابــات الــي كانت‬
‫جــادّة ونوعيــة وتتميّــز باجلمــع بــن املعرفــة العلميــة واخلــرة العمليــة‪.‬‬
‫ولعـ ّل جتــارب البنــوك اإلســامية الــي ح ّققــت جناحــات علــى درجــة كبــرة‬
‫مــن األمهيــة‪ ،‬يُفــرض منهــا أن تنتقــل بالكتابــات االقتصاديــة اإلســامية‬
‫اجلديــدة مــن السِّــجال االحتجاجــي الــذي شــغل حيِّــزاً كبــراً‪ ،‬ولعـدّة عقــود‬
‫زمنيــة‪ ،‬يف اهتمامــات وانشــغاالت البحــث العلمــي يف االقتصــاد اإلســامي‪،‬‬
‫إىل وضعيــة أخــرى مــن ال ّتنظــر تتناســب ومســتويات هــذا التطــور امله ـمّ‪،‬‬
‫ال أن تســتمر يف اجــرار األفــكار وإعادهتــا مــن وقــت آلخــر‪ ،‬وتكتفــي بإبــراز‬
‫عيــوب النّظــم االقتصاديــة السّــائدة يف العــامل ومقارنتهــا مــع النظــام‬
‫االقتصــادي اإلســامي‪.‬‬
‫(‪ )1‬زكــي امليــاد‪« ،‬املصــارف اإلســامية مــن منجــزات الفكــر اإلســامي املعاصــر‪ :‬مراجعــة لتحــوّل وتطــور األفــكار‬
‫االقتصاديــة اإلســامية»‪ ،‬جملــة الكلمــة‪ ،‬منتــدى الكلمــة للدراســات واألحبــاث‪ ،‬بــروت‪ ،‬ع‪ ،1997 ،14‬ص‪.12 :‬‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪113‬‬

‫الضبط املصطلحي يف حبوث االقتصاد اإلسالمي‬ ‫‪ّ -2‬‬


‫إذا كان الباحثون عبَّروا يف مواضع كثرية بأنه‪« :‬ال مشاحّة يف االصطالح»؛‬
‫فــإن املرحلــة البحثيــة الراهنــة تســتدعي تأصيــل وضبــط ومراجعــة بعــض‬
‫املصطلحــات املتداولــة؛ وذلــك لالعتبــارات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬قلّمــا يُذكــر بوضــوح بيــان املصطلحــات األوليــة وحتديــد معانيهــا‬
‫بدقــة‪ ،‬كـــ «علــم االقتصــاد» و «املذهــب االقتصــادي» و «النظــام‬
‫االقتصــادي» وعالقــة كل منهــا باآلخريــن(‪)1‬؛‬
‫‪ -‬كان مصطلــح املضاربــة معروفــاً يف عمــل اقتصــادي مبــي‬
‫علــى الشــركة‪ ،‬وبقــي كذلــك يف اإلســام وأخــذت بــه أوربــا باســم‬
‫‪Commenda‬؛ لكــن معظــم القواميــس املصطلحيــة املعاصــرة اكتفــت‬
‫بذكــر معنــى املضاربــة يف ســوق األســهم ومل تذكــر اســتعماله ومعنــاه‬
‫يف االقتصــاد بصفــة عامّــة‪ ،‬ويف االقتصــاد اإلســامي بصفــة خاصّــة؛‬
‫«فعلينــا أن نصحِّــح هــذا اخلطــأ املصطلحــي‪ ،‬وينبغــي لنــا أن نرفــض‬
‫اســتعمال لفــظ املضاربــة لرتمجــة «‪)2(»Speculation‬؛‬
‫‪ -‬إعادة النّظر يف تســمية الودائع يف البنوك اإلســامية؛ ألن تســميتها‬
‫ودائــع قــد يكــون لــه مــا يُ ـرِّره يف البنــوك التقليديــة‪ ،‬وهــو أن البنــك‬
‫يضمــن ردّهــا‪ ،‬كمــا يضمــن الوديــع ردّ الوديعــة‪ ،‬لكــن تســميتها ودائــع‬
‫يف البنــوك اإلســامية مــا هــو إال مــن بــاب مقابلــة اللّفــظ باللّفــظ‪،‬‬
‫واحلفــاظ علــى املصطلــح نفســه ولــو تغيّــر املضمــون(‪.)3‬‬
‫وقــد صَــدر خــال الفــرة املاضيــة «معجــم املصطلحــات االقتصاديــة‬ ‫ ‬
‫(‪ )1‬حممــد رجــاء غبجوقــة‪« ،‬مدلــول علــم االقتصــاد بــن اإلســام واالقتصــاد الوضعــي»‪ ،‬جملــة الشــريعة والدراســات‬
‫اإلســامية‪ ،‬جملــس النشــر العلمــي‪ ،‬جامعــة الكويــت‪ ،‬ع‪ ،18‬مايــو ‪ ،1992‬ص‪.255 :‬‬
‫(‪ )2‬عبــد العظيــم إصالحــي‪« ،‬مصطلــح املضاربــة يف ســوق األســهم ‪ :Speculation‬نقــاش لغــوي واصطالحــي»‪ ،‬يف‬
‫نــدوة حــوار األربعــاء‪ ،‬مركــز أحبــاث االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬جامعــة امللــك عبــد العزيــز‪.2007/2/4 ،‬‬
‫(‪ )3‬راجــع‪ :‬رفيــق يونــس املصــري‪« ،‬مراجعــة كتــاب نظــام محايــة الودائــع لــدى املصــارف اإلســامية»‪ ،‬جملــة جامعــة امللــك‬
‫عبــد العزيــز‪ :‬االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬م‪ ،16‬ع‪ ،2003 ،1‬ص‪82 :‬؛ عبــد الــرزاق رحيــم جــدي اهليــي‪« ،‬املصــارف اإلســامية‬
‫بــن النظريــة والتطبيــق»‪ ،‬رســالة دكتــوراه منشــورة‪ ،‬دار أســامة للنشــر والتوزيــع‪ ،‬عمّــان‪ ،‬ط‪ ،1998 ،1‬ص‪.257 :‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪114‬‬

‫يف لغة الفقهاء» (نزيه محاد‪ ،‬املعهد العاملي للفكر اإلســامي‪ ،‬ط‪)1996 ،1‬‬
‫و «دليــل املصطلحــات الفقهيــة االقتصاديــة» (عــز الديــن التونــي وآخــرون‪،‬‬
‫بيــت التمويــل الكويــي‪ ،‬ط‪ .)1()1992 ،1‬وجتــدر اإلشــارة إىل أمهيــة صناعــة‬
‫املعاجــم يف جمــال املصطلحــات الفقهيــة االقتصاديــة؛ وذلــك لالعتبــارات‬
‫التاليــة‪:‬‬
‫‪ -‬إن جمــال علــم االقتصــاد اإلســامي مجــع فئــة االقتصاديــن الــي‬
‫حتتــاج إىل وســيط يُقـرِّب إليهــم املعانــي الفقهيــة‪ ،‬وفئــة الفقهــاء الــي‬
‫تعوزهــم اللّغــة االقتصاديــة؛‬
‫‪ -‬تطـوُّر أســلوب الكتابــة يف االقتصــاد اإلســامي والبنوك اإلســامية‪،‬‬
‫مــن تنــاول العموميــات إىل ال ّتفصيــات الــي تتطلّــب إملامــاً دقيقــاً‬
‫باملصطلحــات واملعانــي؛‬
‫‪ -‬إســهام االقتصــاد اإلســامي يف إدمــاج مصطلحــات جديــدة يف‬
‫األدب االقتصــادي‪ ،‬والتح ّقــق مــن اســتخدام بعــض األلفــاظ‪ ،‬وحتســن‬
‫املســتوى اللّغــوي للكتابــات االقتصاديــة‪.‬‬
‫إن البحــث يف التطـوّر املصطلحــي يف جمــال االقتصــاد اإلســامي «مــازال‬
‫يف حاجــة إىل جهــود كبــرة والســيما علــى مســتوى ال ّترمجــة عــن اللّغــات‬
‫األخــرى‪ ،‬واالجتهــاد يف توليــد مصطلحــات جديــدة تســتوعب التطــوّر‬
‫الواقعــي السّــريع للحيــاة االقتصاديــة»(‪.)2‬‬
‫‪ -3‬التأصيل النظري يف حبوث االقتصاد اإلسالمي‬
‫الضخمــة يف أدبيــات االقتصــاد اإلســامي؛ إال‬ ‫علــى الرّغــم مــن الرتاكمــات ّ‬
‫أن الكتابــات عــن النظريــة االقتصاديــة اإلســامية كانــت معظمهــا تفتقــر‬

‫(‪ )1‬راجــع‪ :‬موســى آدم عيســى‪« ،‬مراجعــة علميــة لكتابــي‪ :‬معجــم املصطلحــات االقتصاديــة يف لغــة الفقهــاء ودليــل‬
‫املصطلحــات الفقهيــة االقتصاديــة»‪ ،‬جملــة جامعــة امللــك عبــد العزيــز‪ :‬االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬مــج‪ ،1995 ،7‬ص‪.86-77 :‬‬
‫(‪ )2‬عبــد الــرزاق وورقيــة‪« ،‬التطــور املصطلحــي يف االقتصــاد اإلســامي»‪ ،‬ج‪ ،2‬يف املؤمتــر العاملــي الســابع لالقتصــاد‬
‫اإلســامي‪ :‬ثالثــون عام ـاً مــن البحــث يف االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.577 :‬‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪115‬‬

‫لألصالــة(‪ ،)1‬وقــد جتلّــى ذلــك يف االختــاف حــول موضــوع علــم االقتصــاد‬


‫اإلســامي‪ ،‬وهــل هــو علــم وضعــي أو علــم قيمــي؟ وهــل الوســاطة املاليــة‬
‫يف االقتصــاد اإلســامي هلــا عالقــة باملتاجــرة احلقيقيــة؟‪ ...‬كمــا كانــت‬
‫الكتابــات عــن ال ّتحليــل والنظريــة االقتصاديــة اإلســامية ضمــن النظريــة‬
‫النيوكالســيكية يف ال ّتحليــل اجلزئــي والنظريــة الكينزيــة يف التحليــل الكلي‪،‬‬
‫مــع إدخــال بعــض ال ّتعديــات يف مسـمّى بعــض املتغيّــرات مثــل‪ :‬الربّــح بــدل‬
‫الضريبــة!‬‫ســعر الفائــدة‪ ،‬والـزّكاة بــدل ّ‬
‫إن االقتصــاد اإلســامي مل يصــل بعــد إىل مرحلــة تأطــر القيــم؛ بينمــا قــام‬
‫االقتصــاد التقليــدي بتأطــر ذلــك‪ ،‬مــن خــال الفرضيــات‪ ،‬مثــل‪ :‬فرضيــة‬
‫املنفعــة وتعظيــم الربــح‪ ،‬عــر منهــج حتليلــي معيّــن‪ :‬اســتنباطي‪ ،‬اســتقرائي‪،‬‬
‫ثــم اســتخراج النتائــج‪.‬‬
‫وميكــن ردّ املعوقــات النظريــة للبحــث العلمــي يف االقتصــاد اإلســامي إىل‬
‫املســتويات التاليــة(‪:)2‬‬
‫‪ -‬أزمــة علــى مســتوى املنهــج‪ :‬وذلــك بتبنّــي املنحــى التشــطريي عــر‬
‫تنــاول االقتصــاد اإلســامي بشــكل جمـزّء‪ ،‬وغيــاب التوجّــه الفعلي لبناء‬
‫نظريــة كليــة تســمح بلـمّ عناصــر النشــاط االقتصــادي مــن خــال وحدة‬
‫منهجيــة‪ .‬ولقــد فسَّــر العديــد مــن املهتمّــن هــذا العائــق عــر مســرة‬
‫البحث نفســها حبكم حداثة االقتصاد اإلســامي «كاختصاص فكري»‬
‫مــن ناحيــة؛ وافتقــاده إىل جــزء مهـمّ مــن جانــب جتريــي ميدانــي ميكــن‬
‫أن يعطيــه دفعـاً‏تنظرييّـاً قويّـاً مــن ناحيــة ثانيــة؛‬
‫(‪ )1‬راجــع‪ :‬عبــد الرحيــم عبــد احلميــد الســاعاتي‪ ،‬علــم االقتصــاد اإلســامي وعلــم االقتصــاد‪ :‬دراســة منهجيــة‪ ،‬جامعــة‬
‫امللــك عبــد العزيــز‪ 1425 ،‬هـــ‪ ،‬ص‪.11-9 :‬‬
‫(‪ )2‬راجــع‪ :‬طــارق عبــد اهلل‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪121-118 :‬؛ عائشــة الشــرقاوي املالقــي‪« ،‬البنــوك اإلســامية‪ :‬التجربــة‬
‫بــن الفقــه والقانــون والتطبيــق»‪ ،‬رســالة دكتــوراه منشــورة‪ ،‬املركــز الثقــايف العربــي‪ ،‬الــدار البيضــاء‪ ،‬ط‪ ،2000 ،1‬ص‪:‬‬
‫‪629‬؛ ‪631‬؛ شــوقي أمحــد دنيــا‪« ،‬بنــاء النظريــات يف االقتصــاد اإلســامي»‪ ،‬جملــة إســامية املعرفــة‪ ،‬املعهــد العاملــي للفكــر‬
‫اإلســامي‪ ،‬واشــنطن‪ ،‬ع‪ ،2002/2001 ،27‬ص‪110-95 :‬؛ حممــد بــن حســن بــن ســعد الزهرانــي‪« ،‬األزمــة املنهجيــة لفقــه‬
‫املعامــات املاليــة العصريــة»‪ ،‬جملــة البحــوث الفقهيــة املعاصــرة‪ ،‬الريــاض‪ ،‬ع‪1415 ،24‬هـــ‪ ،‬ص‪.163-150 :‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪116‬‬

‫‪ -‬غيــاب اجلانــب التنظــري «لالقتصــاد اإلســامي» بصفــة عامــة‪:‬‬


‫ذلــك أن األســاس الشــرعي الــذي كان مــن الواجــب أن يتوافــر «للبنــوك‬
‫اإلســامية»‪ ،‬يضــم كالًّ مــن األصــول الشــرعية والقواعــد الفقهيــة‬
‫والنظريــة االقتصاديــة‪ .‬ولكــن الواقــع أثبــت توافــر النّوعــن األوّليْــن‬
‫وغيــاب النظريــة االقتصاديــة الشــمولية‪ ،‬والنظريــة املصرفيــة‬
‫اإلســامية بصفــة خاصّــة‪ ،‬مــن قِبــل هــذه البنــوك‪...‬؛‬
‫‪ -‬صعوبــات البحــث‪ :‬تع ّقــد احليــاة االقتصاديــة حبيــث مل يَعُــد يكفــي‬
‫الباحــث جم ـرّد اإلحاطــة بالدراســات الفقهيــة فحســب؛ بــل ال ب ـدّ أن‬
‫يكــون بــذات املســتوى مــن اإلحاطــة بالدراســات االقتصاديــة الفنيــة‬
‫املســتجدّة والنّظــم االقتصاديــة املعاصــرة؛‬
‫‪ -‬الفجــوة بــن الفكــر والتطبيــق‪ :‬اإلســهامات العلميــة يف االقتصــاد‬
‫اإلســامي متعــدِّدة ولكــن نصيبهــا يف ال ّتطبيــق قليــل؛ ألن معظــم‬
‫اجلهــد العلمــي بقــي مر َّكــزاً حــول حبــث «األوضــاع االقتصاديــة املثلــى»‬
‫غــر املتوافــرة‪ ،‬فظلّــت الفجــوة بــن البحث النظــري والتطبيقــي تتزايد‬
‫كلّمــا تزايــدت كميــة البحــث(‪.)1‬‬
‫وتُعتــر مــوازاة ال ّتطبيــق للبحــث العلمــي مــن اجلوانــب اإلجيابيــة يف ظاهــرة‬
‫البنــوك اإلســامية؛ حيــث إن الفكــر املصــريف اإلســامي هــو بعــد التجربــة‬
‫خيتلــف عمّــا قبلهــا‪ ،‬هــو االختــاف الــذي نلحظــه يف أيّ فكــر حــن ننظــر‬
‫إليــه مــن زاويــة النّظريــة‪ ،‬وحــن ننظــر إليــه مــن زاويــة التجربــة‪ .‬فهــو‬
‫بَعــد التجربــة أكثــر نضجـاً ووضوحـاً وتبلــوراً ووعيـاً‪ .‬غــر أن هــذا املنحــى‬
‫اإلجيابــي محــل معــه وجهـاً‏ســلبياً‏مت َّثــل يف حصــر التحليــل االقتصــادي يف‬
‫اجلانــب املصــريف رغــم أن الباحثــن االقتصاديــن ي ّتفقــون علــى أن النظــام‬
‫املصــريف ال مي ِّثــل كل املنظومــة االقتصاديــة‪ ،‬وال يســتطيع مهْمــا كانــت‬
‫(‪ )1‬عبد الرمحن يسري أمحد‪« ،‬االقتصاد اإلسالمي‪ :‬بني منهاجية البحث وإمكانية التطبيق»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.17 :‬‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪117‬‬

‫أمهيتــه أن يكــون منوذج ـاً اقتصاديّ ـ‏اً كليّ ـاً(‪.)1‬‬


‫واحلقيقــة أن الكتابــات النّقديــة لواقــع البنــوك اإلســامية بــدأت تظهــر يف‬
‫الســنوات األخــرة بصــورة أكــر وأوضــح مــن ذي قبــل‪:‬‬
‫‪ -‬كان موقــف أول الــرواد «أمحــد النجــار» يف كتابــه‪« :‬حركــة البنــوك‬
‫اإلســامية‪ :‬حقائــق األصــل وأوهــام الصــورة»‪ ،‬جيسِّــد املعانــاة الــي‬
‫عايشــها يف حماولــة إصــاح هــذا الواقــع؛‬
‫‪ -‬نشــرَ «مجــال الديــن عطيــة» كتابــه‪« :‬البنــوك اإلســامية‪ :‬بــن‬
‫احلريــة والتنظيــم‪ ،‬التقويــم واالجتهــاد‪ ،‬النظريــة والتطبيــق»؛‬
‫خلــص مفارقــات التطبيــق عــن نظريــة البنــوك اإلســامية يف‬ ‫و ّ‬
‫اجلوانــب التاليــة(‪:)2‬‬
‫من مناذج متنوّعة إىل منوذج متكرّر؛‬ ‫‪‬‬

‫من تنمية العامل اإلسالمي إىل األسواق العاملية؛‬ ‫‪‬‬

‫من املشاركة إىل املراحبة؛‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬مــن تطويــر احلرفيــن إىل متويــل الشــركات القــادرة علــى تقديــم‬


‫الضمانات؛‬
‫‪ ‬مــن أجهــزة خادمــة للنظــام االقتصــادي اإلســامي إىل أجهــزة‬
‫خادمــة للنظــام الرأمســايل‪.‬‬
‫‪ -‬نشـرَ «يوســف كمــال حممــد» كتابــه‪« :‬املصرفيــة اإلســامية‪ :‬األزمــة‬
‫واملخــرج»‪ ،‬ونبَّــه فيــه إىل «أن أســلوب املمارســة احلاليــة يف مؤسســات‬
‫املصرفيــة اإلســامية املعاصــرة ال يعبِّــر عــن الفــن املصريف اإلســامي‬
‫مــن قريــب أو بعيــد‪ ،‬فقــد ا ّتجــه لألســف الشــديد حنــو ســلبيات‬
‫(‪ )1‬زكي امليالد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.27 :‬‬
‫(‪ )2‬مجــال الديــن عطيــة‪ ،‬البنــوك اإلســامية‪ :‬بــن احلريــة والتنظيــم‪ ،‬التقليــد واالجتهــاد‪ ،‬النظريــة والتطبيــق‪ ،‬رئاســة‬
‫احملاكــم الشــرعية والشــؤون الدينيــة‪ ،‬قطــر‪ ،‬ط‪ 1407 ،1‬هـــ‪ ،‬سلســلة كتــاب األمــة‪ ،‬رقــم ‪ ،13‬ص‪174 :‬؛ ط‪ ،2‬املؤسســة‬
‫اجلامعيــة للدراســات والنشــر والتوزيــع‪ ،‬بــروت‪ ،1993 ،‬ص‪.187 :‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪118‬‬

‫املصرفيــة الوضعيــة يف التطبيــق (‪)...‬؛ حبيــث نســتطيع القــول دون‬


‫جتــاوز أن املصرفيــة اإلســامية املعاصــرة قــد أخــذت مــن اإلســام‬
‫الشــكل‪ ،‬ومــن املصرفيــة الوضعيــة املضمــون‪ ،‬فأصبحــت امس ـاً علــى‬
‫غــر مس ـمّى»(‪)1‬؛‬
‫‪ -‬كمــا وردت االنتقــادات هــذه داخــل البنــوك اإلســامية نفســها‪،‬‬
‫وعبَّــر عــن ذلــك «صــاحل كامــل» أحــد أبــرز العاملــن يف جمــال البنــوك‬
‫اإلســامية يف كلمتــه الــي ألقاهــا مبناســبة حصولــه علــى جائــزة‬
‫البنــك اإلســامي للتنميــة عــام ‪ ،1997‬فقــد ورد فيهــا‪« :‬والنتيجــة الــي‬
‫وصلنــا إليهــا‪ ..‬أننــا مل نتقــدم يف إبــراز اخلصائــص األساســية للعمــل‬
‫املصــريف واالســتثماري اإلســامي واملعــامل املتميــزة لــه‪ ،‬واكتفينــا‬
‫بتطهــر أعمالنــا مــن الرِّبــا ولكــن مل نتجــاوز واقــع وتأثــرات النظــام‬
‫املصــريف الربــوي (‪ )...‬وأعتقــد جازمـاً أننــا لــو اســتمر حالنــا يف هــذا‬
‫االجتــاه فســتفقد البنــوك اإلســامية األســاس النظــري والعملــي‬
‫لقيامهــا واســتمرارها»(‪.)2‬‬
‫‪ -‬ولقد ُطرحت خالل الفرتة املاضية عدة تساؤالت خبصوص ما يلي(‪:)3‬‬
‫منــع البنــوك اإلســامية نفســها مــن االســتفادة مــن النّقــد الــذي‬ ‫‪‬‬

‫يوجَّــه إليهــا‪ ،‬خاصّــة مــن األكادمييــن والعلمــاء العــرب واملســلمني!‬


‫‪ ‬اعتبــار الكثــر مــن البنــوك اإلســامية أن مــا تُطبقــه هــو النظــام‬
‫املصــريف اإلســامي الكامــل؛ علمـاً بــأن االجتهــاد والتطويــر العلمــي‬
‫مطلــوب لتحقيــق نظــام عملــي للمصرفيــة اإلســامية!‬
‫(‪ )1‬يوسف كمال حممد‪ ،‬املصرفية اإلسالمية‪ :‬األزمة واملخرج‪ ،‬دار النشر للجامعات‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪ ،1998 ،3‬ص‪.83 :‬‬
‫(‪ )2‬صــاحل كامــل‪« ،‬تطــور العمــل املصــريف اإلســامي‪ :‬مشــاكل وآفــاق»‪ ،‬املعهــد اإلســامي للبحــوث والتدريــب‪ ،‬البنــك‬
‫اإلســامي للتنميــة‪ ،‬جــدة‪ ،1997 ،‬ص‪.13-12 :‬‬
‫(‪ )3‬راجــع‪ :‬بــدر الديــن عبــد الرحيــم إبراهيــم‪ ،‬مرجــع ســابق؛ أمحــد ســفر‪ ،‬العمــل املصــريف اإلســامي (أصولــه وصيغــه‬
‫وحتدياتــه)‪ ،‬احتــاد املصــارف العربيــة‪ ،‬بــروت‪ ،2004 ،‬ص‪.201 :‬‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪119‬‬

‫‪ ‬اعتمــاد البنــوك اإلســامية علــى الفقهــاء دون العلمــاء‬


‫واألكادمييــن يف حــاالت نــادرة‪ ،‬وكأهنــا نظــام ديــي فحســب؛ وليــس‬
‫جمــاالً لالجتهــادات العلميــة والتقنيــة!‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪120‬‬

‫خامتـ ـ ـ ــة‬
‫لكــي يكــون إلســهامات االقتصــاد اإلســامي إضافــات نوعيّــة؛ فإ ّننــا‬
‫ســنر ِّكز يف ختــام هــذه الورقــة علــى االقرتاحــات الــي تشــمل جوانــب تتعلّــق‬
‫بالباحثــن واحمل ِّكمــن‪ ،‬واملؤسســات البحثيــة والتمويليــة؛ مــن أجــل‬
‫االرتقــاء خبصائــص البحــث العلمــي يف االقتصــاد اإلســامي‪.‬‬
‫‪ -‬العمــل علــى ضمــان مبــدأ األصالــة العلميــة‪ ،‬وااللتــزام باملعايــر‬
‫املتعــارف عليهــا يف البحــث العلمــي؛ إلنتــاج حبــوث جــادّة مــن حيــث‬
‫الشّــكل واملضمــون؛ مبــا يضمــن مصداقيــة الكتابــات يف االقتصــاد‬
‫اإلســامي؛‬
‫‪ -‬ضــرورة التــوازن بــن اجلانبــن النظــري والتطبيقــي يف البحــوث‬
‫العلميــة؛ بــدالً مــن ال ّتركيــز علــى الدراســات والبحــوث النّظريــة يف‬
‫جمــال االقتصــاد اإلســامي علــى الرّغــم مــن أمهيتهــا؛‬
‫‪ -‬ضــرورة تشــجيع جهــود ال ّترمجــة يف االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬وزيــادة‬
‫الدّعــم املــادّي املوجَّــه ملشــاريع تأليــف الكتــب واملراجــع الدراســية‪،‬‬
‫ومنــح اجلوائــز ال ّتشــجيعية للبحــوث االقتصاديــة اإلســامية املتميِّــزة؛‬
‫‪ -‬العمل على تبسيط مقرَّرات االقتصاد اإلسالمي للعامّة والدّارسني‪،‬‬
‫ووضــع مقــرَّرات مســاندة مســتقلّة‪ ،‬كفقــه االقتصــاد اإلســامي‬
‫وأخالقيــات االقتصــاد اإلســامي أو الرتبيــة االقتصاديــة اإلســامية؛‬
‫‪ -‬تنظيــم لقــاءات دوريــة مــن قِبــل املؤسســات البحثيــة واهليئــات ذات‬
‫العالقــة‪ ،‬ملناقشــة املشــكالت الــي تعــوق تقــدُّم حبــوث االقتصــاد‬
‫اإلســامي؛ باعتبــار أن وضــع خطــة إســراتيجية مســتقبلية للبحــث يف‬
‫االقتصــاد اإلســامي عمليــة تعاونيــة ترتكــز علــى اجلهــد اجلماعــي‬
‫َّ‬
‫املنظــم غــر العشــوائي؛‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪121‬‬

‫‪ -‬ال ّتأكيــد علــى دور اإلشــراف اجليِّــد والفعّــال علــى مســتوى البحــوث‬
‫االقتصاديــة اإلســامية الــذي يلتــزم بالصّرامــة العلميــة‪ ،‬فــا هتــاون‬
‫يف اإلشــراف وال اختصــار ملدّتــه‪ ،‬وال قبــول لرســالة مــن باحــث مل تــر َق‬
‫إىل املســتوى املالئــم للدّرجــة العلميــة؛‬
‫‪ -‬متتــن العالقــة بــن املؤسســات العلميــة والبحثيــة واملؤسســات‬
‫املصرفيــة والتمويليــة؛ مبــا يســمح بتكويــن جيــل جديــد مــن الباحثــن‬
‫املتميِّزين يف االقتصاد اإلسالمي؛ فالتطوّر احلايل للبنوك اإلسالمية‬
‫يقــوده املصرفيــون وأربــاب البنــوك وليســت هلــم عالقــة باألكادمييــن‪،‬‬
‫والعلمــاء مــن ورثــة فكــر املؤسّســن للمصرفيــة اإلســامية!‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪122‬‬

‫قائمة املصادر واملراجع‬


‫‪ -1‬أمحــد بلــوايف وعبــد الــرزاق بلعبــاس‪« ،‬معاجلــات الباحثــن يف‬
‫االقتصــاد اإلســامي لألزمــة املاليــة العامليــة‪ :‬دراســة حتليليــة»‪ ،‬يف‬
‫املؤمتــر العلمــي الــدويل حــول‪ :‬األزمــة املاليــة واالقتصاديــة العامليــة‬
‫املعاصــرة مــن منظــور اقتصــادي إســامي‪ ،‬جامعــة العلــوم اإلســامية‬
‫العامليــة واملعهــد العاملــي للفكــر اإلســامي‪ ،‬عمّــان‪.2010/12/2-1 ،‬‬
‫‪ -2‬أمحــد ســعيد باخمرمــة وحممــد عمــر باطويــح‪« ،‬حتليــل إحصائــي‬
‫خلصائــص البحــث يف االقتصــاد اإلســامي»‪ ،‬ج‪ ،2‬يف املؤمتــر‬
‫العاملــي الســابع لالقتصــاد اإلســامي‪ :‬ثالثــون عام ـاً مــن البحــث‬
‫يف االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬مركــز أحبــاث االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬جامعــة‬
‫امللــك عبــد العزيــز‪.2008/4/3-1 ،‬‬
‫‪ -3‬أمحــد ســفر‪ ،‬العمــل املصــريف اإلســامي (أصولــه وصيغــه‬
‫وحتدياتــه)‪ ،‬احتــاد املصــارف العربيــة‪ ،‬بــروت‪.2004 ،‬‬
‫‪ -4‬باقر الصدر‪ ،‬اقتصادنا‪ ،‬دار الكتاب اللبناني‪ ،‬بريوت‪.1977 ،‬‬
‫‪ -5‬بــدر الديــن عبــد الرحيــم إبراهيــم‪« ،‬أزمــة التطويــر العلمــي يف‬
‫الصريفــة اإلســامية»‪ ،‬جملــة أفــكار جديــدة‪ ،‬هيئة األعمــال الفكرية‪،‬‬
‫اخلرطــوم‪ ،‬ع‪ ،13‬ديســمرب ‪ ،2005‬يف املوقــع اإللكرتونــي‪:‬‬
‫‪http://www.fikria.org.‬‬

‫‪ -6‬بــول سامويلســون‪ ،‬علــم االقتصــاد‪ ،‬تــر‪ :‬هشــام عبــد اهلل‪ ،‬ج‪،1‬‬


‫الــدار األهليــة‪ ،‬عمّــان‪.2006 ،‬‬
‫‪ -7‬مجــال الديــن عطيــة‪ ،‬البنــوك اإلســامية‪ :‬بــن احلريــة والتنظيم‪،‬‬
‫التقليــد واالجتهــاد‪ ،‬النظريــة والتطبيــق‪ ،‬رئاســة احملاكــم الشــرعية‬
‫والشــؤون الدينيــة‪ ،‬قطــر‪ ،‬ط‪ 1407 ،1‬هـــ‪ ،‬سلســلة كتــاب األمــة‪ ،‬رقــم‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪123‬‬

‫‪13‬؛ ط‪ ،2‬املؤسســة اجلامعيــة للدراســات والنشــر والتوزيــع‪ ،‬بــروت‪،‬‬


‫‪.1993‬‬
‫‪ -8‬محزة اجلمعي الدموهي‪ ،‬االقتصاد يف اإلسالم‪ ،‬ج‪ ،1‬دار األنصار‪،‬‬
‫ط‪.1979 ،1‬‬
‫‪ -9‬رفيــق يونــس املصــري‪« ،‬مراجعــة كتــاب نظــام محايــة الودائــع‬
‫لــدى املصــارف اإلســامية»‪ ،‬جملــة جامعــة امللــك عبــد العزيــز‪:‬‬
‫االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬م‪ ،16‬ع‪.2003 ،1‬‬
‫‪ -10‬زكــي امليــاد‪« ،‬املصــارف اإلســامية مــن منجــزات الفكــر‬
‫اإلســامي املعاصــر‪ :‬مراجعــة لتح ـوّل وتطــور األفــكار االقتصاديــة‬
‫اإلســامية»‪ ،‬جملــة الكلمــة‪ ،‬منتــدى الكلمــة للدراســات واألحبــاث‪،‬‬
‫بــروت‪ ،‬ع‪.1997 ،14‬‬
‫‪ -11‬ســامر مظهــر قنطقجــي‪« ،‬النمــوذج الرياضــي لالقتصــاد‬
‫اإلســامي»‪.2009 ،‬‬
‫‪ -12‬شــوقي أمحــد دنيــا‪« ،‬بنــاء النظريــات يف االقتصــاد اإلســامي»‪،‬‬
‫جملــة إســامية املعرفــة‪ ،‬املعهــد العاملــي للفكــر اإلســامي‪ ،‬واشــنطن‪،‬‬
‫ع‪.2002/2001 ،27‬‬
‫‪ -13‬شــوقي أمحــد دنيــا‪ ،‬النظريــة االقتصاديــة من منظور إســامي‪،‬‬
‫مكتبــة اخلرجيني‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪.1984 ،1‬‬
‫‪ -14‬صــاحل صاحلــي‪« ،‬دليــل الباحــث يف االقتصــاد اإلســامي‪:‬‬
‫دليلــك إىل أكثــر مــن ‪ 2.000‬مرجــع يف خمتلــف فــروع االقتصــاد‬
‫اإلســامي»‪ ،‬جامعــة ســطيف‪.1990 ،‬‬
‫‪ -15‬صــاحل كامــل‪« ،‬تطــور العمــل املصــريف اإلســامي‪ :‬مشــاكل‬
‫وآفــاق»‪ ،‬املعهــد اإلســامي للبحــوث والتدريــب‪ ،‬البنــك اإلســامي‬
‫للتنميــة‪ ،‬جــدة‪.1997 ،‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪124‬‬

‫‪ -16‬طــارق عبــد اهلل‪« ،‬االقتصــاد اإلســامي بعــد نصــف قــرن‪:‬‬


‫مالحظــات يف نقــد املنهــج»‪ ،‬جملــة الكلمة‪ ،‬منتدى الكلمة للدراســات‬
‫واألحبــاث‪ ،‬بــروت‪ ،‬ع‪.1999 ،24‬‬
‫‪ -17‬عائشــة الشــرقاوي املالقــي‪« ،‬البنــوك اإلســامية‪ :‬التجربــة‬
‫بــن الفقــه والقانــون والتطبيــق»‪ ،‬رســالة دكتــوراه منشــورة‪ ،‬املركــز‬
‫الثقــايف العربــي‪ ،‬الــدار البيضــاء‪ ،‬ط‪.2000 ،1‬‬
‫‪ -18‬عبــد الرمحــن يســري أمحــد‪« ،‬االقتصــاد اإلســامي‪ :‬بــن‬
‫منهاجيــة البحــث وإمكانيــة التطبيــق»‪ ،‬املعهــد اإلســامي للبحــوث‬
‫والتدريــب‪ ،‬البنــك اإلســامي للتنميــة‪ ،‬جــدة‪ ،‬ط‪.2000 ،2‬‬
‫‪ -19‬عبــد الرمحــن يســري أمحــد‪« ،‬تقويــم مســرة االقتصــاد‬
‫اإلســامي‪ ،»2003-1976 :‬يف املؤمتــر العاملــي الثالــث لالقتصــاد‬
‫اإلســامي‪ 31 ،‬مايــو‪ 3-‬يونيــو ‪ ،2005‬جامعــة أم القــرى‪ ،‬كلية الشــريعة‬
‫والدراســات اإلســامية‪ ،‬يف املوقــع االلكرتونــي‪:‬‬
‫‪http://www.uqu.edu.sa/icie‬‬
‫‪ -20‬عبــد الرمحــن يســري أمحــد‪ ،‬قضايــا إســامية معاصــرة يف‬
‫النقــود والبنــوك والتمويــل‪ ،‬الــدار اجلامعيــة‪ ،‬اإلســكندرية‪.2001 ،‬‬
‫عبــد الرحيــم عبــد احلميــد الســاعاتي‪ ،‬علــم االقتصــاد اإلســامي‬
‫وعلــم االقتصــاد‪ :‬دراســة منهجيــة‪ ،‬جامعــة امللــك عبــد العزيــز‪،‬‬
‫‪1425‬هـــ‪.‬‬
‫‪ -21‬عبــد الــرزاق رحيــم جــدي اهليــي‪« ،‬املصــارف اإلســامية بــن‬
‫النظريــة والتطبيــق»‪ ،‬رســالة دكتــوراه منشــورة‪ ،‬دار أســامة للنشــر‬
‫والتوزيــع‪ ،‬عمّــان‪ ،‬ط‪.1998 ،1‬‬
‫‪ -23‬عبــد الــرزاق وورقيــة‪« ،‬التطــور املصطلحــي يف االقتصــاد‬
‫اإلســامي»‪ ،‬ج‪ ،2‬يف املؤمتــر العاملــي الســابع لالقتصــاد اإلســامي‪:‬‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪125‬‬

‫ثالثــون عام ـاً مــن البحــث يف االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬مركــز أحبــاث‬


‫االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬جامعــة امللــك عبــد العزيــز‪.2008/4/3-1 ،‬‬
‫‪ -24‬عبــد العظيــم إصالحــي‪« ،‬مصطلــح املضاربــة يف ســوق األســهم‬
‫‪ :Speculation‬نقــاش لغــوي واصطالحــي»‪ ،‬يف نــدوة حــوار األربعــاء‪،‬‬
‫مركــز أحبــاث االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬جامعــة امللــك عبــد العزيــز‪،‬‬
‫‪.2007/2/4‬‬
‫‪ -25‬عبــد اهلل بــن مصلــح الثمــايل‪« ،‬االقتصــاد اإلســامي بــن‬
‫النقــل والعقــل»‪ ،‬جملــة البحــوث الفقهيــة املعاصــرة‪ ،‬الريــاض‪ ،‬ع‪،24‬‬
‫‪1415‬هـــ‪.‬‬
‫‪ -26‬كمــال توفيــق حممــد احلطــاب‪« ،‬منهجيــة البحــث يف االقتصــاد‬
‫اإلســامي وعالقتــه بالنصــوص الشــرعية»‪ ،‬جملــة جامعــة امللــك‬
‫عبــد العزيــز‪ :‬االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬مــج‪.2003 ،16‬‬
‫‪ -27‬حممــد أنــس الزرقــا‪« ،‬حتقيــق إســامية علــم االقتصــاد‪ :‬املفهــوم‬
‫واملنهــج»‪ ،‬جملــة االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬جامعــة امللــك عبــد العزيــز‪،‬‬
‫م‪.1990 ،2‬‬
‫‪ -28‬حممــد بــن حســن بــن ســعد الزهرانــي‪« ،‬األزمــة املنهجيــة لفقــه‬
‫املعامــات املاليــة العصريــة»‪ ،‬جملــة البحــوث الفقهيــة املعاصــرة‪،‬‬
‫الريــاض‪ ،‬ع‪1415 ،24‬هـــ‪.‬‬
‫‪ -29‬حممــد حامــد دويــدار وجمــدي حممــود شــهاب‪ ،‬االقتصــاد‬
‫السياســي‪ ،‬الــدار اجلامعيــة‪ ،‬بــروت‪.1989 ،‬‬
‫‪ -30‬حممــد رجــاء غبجوقــة‪« ،‬مدلــول علــم االقتصــاد بــن اإلســام‬
‫واالقتصــاد الوضعــي»‪ ،‬جملــة الشــريعة والدراســات اإلســامية‪،‬‬
‫جملــس النشــر العلمــي‪ ،‬جامعــة الكويــت‪ ،‬ع‪ ،18‬مايــو ‪.1992‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪126‬‬

‫‪ -31‬حممــد شــوقي الفنجــري‪ ،‬الوجيــز يف االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬دار‬


‫الشــروق‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪.1994 ،1‬‬
‫‪ -32‬حممــد عبــد املنعــم أبــو زيــد‪ ،‬املضاربــة وتطبيقاهتــا العمليــة‬
‫يف املصــارف اإلســامية‪ ،‬املعهــد العاملــي للفكــر اإلســامي‪ ،‬القاهــرة‪،‬‬
‫ط‪.1996 ،1‬‬
‫‪ -33‬حممــد علــي الليثــي ونعمــة اهلل جنيــب إبراهيــم‪ ،‬مقدمــة يف‬
‫التحليــل االقتصــادي‪ ،‬دار اجلامعــات املصريــة‪.1978 ،‬‬
‫‪ -34‬حممــد عمــر شــابرا‪« ،‬مــا هــو االقتصــاد اإلســامي»‪ ،‬املعهــد‬
‫اإلســامي للبحــوث والتدريــب‪ ،‬البنــك اإلســامي للتنميــة‪ ،‬جــدة‪،‬‬
‫ط‪.2000 ،2‬‬
‫‪ -35‬مركــز أحبــاث االقتصــاد اإلســامي جبامعــة امللــك عبــد العزيــز‪،‬‬
‫«تطــور علــم االقتصــاد اإلســامي ودور مركــز أحبــاث االقتصــاد‬
‫اإلســامي فيــه»‪ ،‬املعهــد اإلســامي للبحــوث والتدريــب‪ ،‬البنــك‬
‫اإلســامي للتنميــة‪ ،‬جــدة‪.1996 ،‬‬
‫‪ -36‬مركــز أحبــاث االقتصــاد اإلســامي‪« ،‬مقــرح رؤيــة إســراتيجية‬
‫ملســتقبل البحــث يف االقتصــاد اإلســامي»‪ ،‬ج‪ ،1‬يف املؤمتــر العاملــي‬
‫الســابع لالقتصــاد اإلســامي‪ :‬ثالثــون عامــاً مــن البحــث يف‬
‫االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬مركــز أحبــاث االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬جامعــة‬
‫امللــك عبــد العزيــز‪.2008/4/3-1 ،‬‬
‫‪ -37‬موســى آدم عيســى‪« ،‬مراجعــة علميــة لكتابــي‪ :‬معجــم‬
‫املصطلحــات االقتصاديــة يف لغــة الفقهــاء ودليــل املصطلحــات‬
‫الفقهيــة االقتصاديــة»‪ ،‬جملــة جامعــة امللــك عبد العزيــز‪ :‬االقتصاد‬
‫اإلســامي‪ ،‬مــج‪.1995 ،7‬‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪127‬‬

‫‪ -38‬جنــاة اهلل صديقــي «حــوار عــن االقتصــاد اإلســامي»‪ ،‬يف املوقــع‬


‫اإللكرتوني‪:‬‬
‫&‪http://www.ahad-ahad.com/index.php?act=viewArt&artId=369‬‬

‫‪target=12‬‬

‫‪ -39‬يوســف كمــال حممــد‪ ،‬املصرفيــة اإلســامية‪ :‬األزمــة واملخــرج‪،‬‬


‫دار النشــر للجامعــات‪ ،‬مصــر‪ ،‬ط‪.1998 ،3‬‬
‫‪40- IFSL Research, Islamic Finance 2009.‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪128‬‬

‫ملحق ‪2‬‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪129‬‬

‫ورقة حبثية‬

‫االدخار يف اململكة العربية السعودية‪:‬‬ ‫ِّ‬


‫مسـح وحتليـل لألدب ّيات االقتصاد ّيـة واملال ّيـة‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪130‬‬

‫مقدمة‬
‫يُعتــر االدِّخــار مــن املصطلحــات االقتصاديّــة واملاليــة املهمّــة الــي شــغلت‬
‫الفكــر االقتصــادي واملــايل منــذ زمــن طويــل؛ ألنــه مــن املتغيِّــرات الــي تــؤدّي‬
‫إىل النّمــو االقتصــادي؛ ومــن ثـمّ زيــادة ثــروة األمــم‪.‬‬
‫وتســعى هــذه الورقــة إىل إجــراء مســح وحتليــل للدراســات السّــابقة‬
‫ال ّتطبيقيــة يف موضــوع االدِّخــار‪ ،‬واســتعراض مبــادرات االدِّخــار يف برنامــج‬
‫تطويــر القطــاع املــايل‪ ،‬وتقديــم مالحظــات وتوصيــات حــول حتســن هــذه‬
‫املبــادرات أو تقديــم مبــادرات جديــدة لتحفيــز االدِّخــار يف االقتصــاد‬
‫الســعودي‪.‬‬
‫بعــد املقدِّمــة تســتعرض الورقــة مفاهيــم أساس ـيّة عــن االدِّخــار‪ ،‬وحتديــد‬
‫املقصــود باملصطلــح يف هــذه الورقــة؛ بســبب وجــود أكثــر مــن تعريــف‬
‫لالدِّخــار يف األدبيّــات االقتصاديــة واملاليــة‪ .‬بعــد ذلــك تقــدِّم الورقــة‬
‫يف القســم الثانــي نتائــج الدراســة املســحية االنتقائيــة عــن االدِّخــار يف‬
‫األدبيّــات االقتصاديــة واملاليــة‪ ،‬والــي ر ّكزنــا فيهــا علــى جمموعــة خمتــارة‬
‫مــن الدراســات الــي نــرى أهنــا مهمّــة وتقـدِّم نتائــج مفيــدة ميكــن االســتفادة‬
‫منهــا لتعزيــز ثقافــة االدِّخــار يف اململكــة العربيــة الســعودية‪ .‬أمــا القســم‬
‫فيلخــص مبــادرات حتفيــز االدِّخــار يف برنامــج تطويــر القطــاع‬ ‫ِّ‬ ‫الثالــث‪،‬‬
‫املــايل‪ ،‬الــذي يُعــدّ أحــد برامــج رؤيــة اململكــة ‪ ،2030‬ويقيِّــم التقــدُّم يف‬
‫تنفيــذ هــذه املبــادرات‪ ،‬مــع تقديــم بعــض املقرتحــات لتحســينها‪ .‬وتنتهــي‬
‫الورقــة مبالحظــات ختاميــة تتضمّــن أهــم النتائــج واملقرتحــات‪.‬‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪131‬‬

‫أوالً‪ :‬االدخار‪ :‬مفاهيم أساسية‬


‫مــن املهـمّ اســتجالء مفهــوم االدِّخــار قبــل الدّخــول يف تفاصيــل الدراســات‬
‫املســحية ومبــادرات برنامــج تطويــر القطــاع املــايل حــول االدِّخــار؛ وهلــذا‬
‫ســنقوم يف هــذا القســم ببيــان مفهــوم االدِّخــار علــى مســتوى ال ّتحليــل‬
‫االقتصــادي وعلــى مســتوى ال ّتمويــل الشــخصي‪ ،‬وكذلك تقســيمات االدِّخار‬
‫يف االقتصــاد احلديــث‪.‬‬
‫‪ -1‬االدِّخار يف ال ّتحليل االقتصادي‬
‫االدِّخــار ‪ Saving‬يف االقتصــاد هــو مــا ال يُنفــق علــى االســتهالك‪ ،‬أو بعبــارة‬
‫أخــرى هــو االســتهالك املؤجّــل للمســتقبل‪ .‬وزيادتــه تــؤدّي ّ‬
‫بالطبــع إىل‬
‫تقليــص االســتهالك احلــايل‪ .‬وهبــذا ال ّتعريــف‪ ،‬تُعـدُّ أقســاط تســديد متويــل‬
‫شــراء املنــزل ادِّخــاراً‪ ،‬علــى الرّغــم مــن أن النــاس ال ينظــرون هلــا عــادة‬
‫ّ‬
‫املوظــف وجهــة عملــه‪،‬‬ ‫هبــذا املعنــى‪ .‬ومثــل ذلــك مــا يُســتقطع مــن راتــب‬
‫والضمــان االجتماعــي‪ ،‬فهــو يف الواقــع‬ ‫ّ‬ ‫ويُخصّــص لصناديــق املعاشــات‬
‫ادِّخــار «إجبــاري» وإن كان عامّــة النــاس ال يصفونــه بذلــك‪ .‬وميكــن أن تقــع‬
‫احلســابات الوطنيــة هبــذا اخلطــأ فيمــا لــو مل تُصنِّــف هــذه املدفوعــات‬
‫ضمــن االدِّخــار الســنوي‪.‬‬
‫وحيــث إن االدِّخــار هــو مــا ال يُنفــق علــى االســتهالك‪ ،‬فيمكــن اقتصاديّ ـاً‬
‫حســاب امليــل احلـدّي واملتوسّــط لالدِّخــار‪ ،‬وتســعى الدراســات ال ّتطبيقيــة‬
‫إىل تقديــر قيــم هــذه املتغيِّــرات‪ ،‬ومعرفــة العوامــل املؤ ِّثــرة فيهــا مثــل‪ :‬ســعر‬
‫الفائــدة‪ ،‬والعائــد علــى االســتثمار وغريمهــا‪ .‬باإلضافــة إىل معرفــة ســبب‬
‫تفــاوت ال ـدّول يف مع ـدّالت االدِّخــار‪.‬‬
‫فــإذا افرتضنــا مثـاً أن شــخصاً دخلــه ‪ 15.000‬ريــال‪ ،‬ويُنفــق منهــا ‪13.500‬‬

‫ريــال‪ ،‬وإذا ارتفــع دخلــه إىل ‪ 20.000‬ريــال؛ ارتفــع اســتهالكه إىل ‪16.500‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪132‬‬

‫ريــال؛ فــإن مقــدار االدِّخــار هــو كالتــايل‪:‬‬


‫جدول ‪ :1‬اإلطار النّظري للعالقة بني االدِّخار واالستهالك‬
‫امليل احلدّي لالدِّخار‬ ‫امليل املتوسِّط لالدِّخار‬ ‫االدِّخار‬
‫‪Marginal Propensity to Average Propensity to‬‬
‫‪Save‬‬ ‫‪Save‬‬
‫‪Saving‬‬ ‫البيان‬
‫)‪(S‬‬
‫)‪(MPS‬‬ ‫)‪(APS‬‬

‫مقدار التغيُّر يف االدِّخار‬ ‫معدّل االدِّخار =‬ ‫االدِّخار =‬


‫املعادلة‬
‫‪ /‬مقدار التغيُّر يف الدّخل‬ ‫االدِّخار ‪ /‬الدّخل‬ ‫الدّخل – االستهالك‬

‫‪= 13.500 – 15.000‬‬


‫‪0,1 = 15.000 / 1.500‬‬
‫‪1.500‬‬
‫‪0,4 = 5.000 / 2.000‬‬ ‫‪= 20.000 / 3.500‬‬
‫‪= 16.500 – 20.000‬‬ ‫ال ّتطبيق‬
‫‪0,175‬‬
‫‪3.500‬‬

‫هــذا الشــخص يدّخــر‬ ‫هــذا الشــخص يدّخــر‬


‫‪ % 40‬مــن الزّيــادة الــي‬ ‫مقدار الزّيادة يف االدِّخار ‪ % 10‬فقــط مــن دخلــه‬
‫حدثــت يف دخلــه؛ أي‪ :‬إذا‬ ‫عندمــا كان ‪ 15‬ألــف‪،‬‬ ‫= ‪2.000‬‬
‫ال ّتفسري‬
‫زاد دخلــه مبقــدار ريــال‬ ‫مقدار الزّيادة يف الدّخل وأصبــح يدّخــر ‪% 17,5‬‬
‫واحــد؛ فإنــه يدّخــر منــه‬ ‫مــن دخلــه عندمــا ارتفــع‬ ‫= ‪5.000‬‬
‫‪ 40‬هللــة‪.‬‬ ‫إىل ‪ 20‬ألــف‪.‬‬

‫ويُلحــظ مــن هــذا املثــال أن العالقــة بــن ك ّل مــن امليــل املتوسِّــط واحل ـدّي‬
‫خطيــة‪ ،‬ففــي األغلــب أن كليهمــا يتزايــدان مــع‬ ‫لالدِّخــار والدّخــل ليســت ّ‬
‫ارتفــاع مســتوى الدّخــل‪.‬‬
‫واالدِّخــار يُقــاس خــال فــرة معيّنــة (عــادة مــا تكــون ســنة)‪ ،‬ولــذا فهــو‬
‫تد ُّفــق ‪ Flow Variable‬وليــس رصيــداً‪ ،‬يف حــن أن املدّخــرات ‪Savings‬‬

‫مت ادِّخــاره مــن أصــول‬‫هــي رصيــد ميكــن قياســه يف أيّ وقــت‪ ،‬ومي ِّثــل مــا ّ‬
‫حتــى ذلــك الوقــت‪.‬‬
‫وميكــن أن يتــمّ االدِّخــار باالحتفــاظ بالنقــود (يف حســابٍ جــا ٍر أو خــارج‬
‫القطــاع املصــريف)‪ ،‬أو اســتثمارها يف وديعــة ادِّخاريــة‪ ،‬أو حســاب تقاعــدي‪،‬‬
‫أو صنــدوق اســتثماري‪ ،‬أو حمفظــة اســتثمارية خاصّــة‪ .‬وعليــه؛ فــإن ك ّل‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪133‬‬

‫اســتثمار يتضمّــن ادِّخــاراً‪ ،‬وليــس العكــس كمــا يف حالــة االكتنــاز ‪Hoarding‬‬

‫الــذي يُعـدّ مضـرّاً باالقتصــاد؛ ألنــه خي ِّفــض كالًّ مــن االســتهالك واألمــوال‬
‫املُع ـدّة لالســتثمار‪.‬‬
‫وحيــث إن تكويــن رأس املــال الثابــت يف االقتصــاد يعتمــد علــى االســتثمار‪،‬‬
‫الــذي يُهيِّــئ لــه االدِّخــار مصــادر ال ّتمويــل؛ فإن االدِّخار يُعتــر أحد متطلّبات‬
‫النّمــو االقتصادي‪.‬‬
‫وعلــى الرّغــم أن االدِّخــار يســاوي االســتثمار يف احلســابات الوطنيــة‪ ،‬فمــن‬
‫املمكــن ّأل يتســاوى االدِّخــار مــع االســتثمار‪ ،‬فــإذا كان االدِّخــار أق ـ ّل مــن‬
‫الطلــب الكلّــي يف األجــل القصــر‪،‬‬ ‫االســتثمار؛ فــإن ذلــك يــؤدّي إىل انتعــاش ّ‬
‫ولكــن علــى حســاب ختفيــض االســتثمار وإمكانــات النّمــو االقتصــادي يف‬
‫األجــل الطويــل‪ .‬والعكــس صحيــح‪.‬‬
‫وحبســب النّظريــة االقتصاديــة التقليديــة‪ ،‬يقــوم ســعر الفائــدة بــدور يف‬
‫حتقيــق ال ّتــوازن بــن االدِّخــار واالســتثمار‪ .‬فــإذا ارتفــع االدِّخــار اخنفــض‬
‫ســعر الفائــدة‪ ،‬واســتحثّ االســتثمار ليعــود إىل التــوازن‪ .‬ولكــن كينــز يــرى‬
‫خالفـاً لذلــك أن االدِّخــار واالســتثمار ال يســتجيبان مبرونــة عاليــة للتغيُّــر‬
‫يف ســعر الفائــدة؛ مــا يعــي أن حتقيــق التــوازن بــن االدِّخــار واالســتثمار‬
‫يتطلّــب تغيُّــرات كبــرة يف ســعر الفائــدة الــذي يتح ّكــم يف حتديــده يف األجــل‬
‫والطلــب عليهــا؛‬‫القصــر (ليــس االدِّخــار واالســتثمار)؛ ولكــن عــرض النقــود ّ‬
‫ومــن ثــمّ فــإن االدِّخــار قــد يفــوق االســتثمار لفــرة طويلــة‪ ،‬متســبِّباً يف‬
‫حــدوث كســاد‪.‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪134‬‬

‫جدول ‪ :2‬اإلطار النّظري للعالقة بني االدِّخار واالستثمار‬

‫العالقة بني االدِّخار‬


‫دا ّلة االدِّخار‬ ‫االكتناز‬ ‫الفكر‬
‫واالستثمار‬
‫سلوك مستبعد؛ ألنه‬
‫االدِّخار دا ّلة يف سعر‬ ‫االدِّخار = االستثمار‬
‫يتعارض مع مبدأ‬ ‫ال ّتقليدي‬
‫الفائدة‬ ‫(التوازن التلقائي)‬
‫الرّشد‬
‫تفضيل السيولة (ميل‬
‫االدِّخار دا ّلة يف‬ ‫االدِّخار ≠ االستثمار األفراد إىل االحتفاظ‬
‫الكينزي‬
‫الدخل‬ ‫بالثروة يف شكل‬ ‫(التوازن ضروري)‬
‫نقدي)‬
‫نظريّات الدّخل‬
‫تسرّبُ (خارج الدورة‬ ‫االدِّخار = االستثمار‬
‫الدّائم‪ ،‬الدّخل النّسيب‪،‬‬ ‫احلديث‬
‫االستثمارية)‬ ‫(احملاسبة الوطنية)‬
‫دورة احلياة‪...‬‬
‫‪ -2‬االدِّخار يف ال ّتمويل الشّخصي‬
‫علــى مســتوى ال ّتمويــل الشّــخصي‪ ،‬يُطلــق مصطلــح االدِّخــار عــادة علــى‬
‫مــا ال يُنفــق علــى االســتهالك احلــايل‪ ،‬ويُســتثمر يف أوعيــة اســتثمارية‬
‫منخفضــة املخاطــر (مثــل‪ :‬حســاب بنكــي ادِّخــاري = اســتثماري)؛ وذلــك‬
‫لتمييــزه عــن االســتثمار الــذي يُوجّــه إىل أوعيــة اســتثمارية ذات خماطــر‬
‫أعلــى (مثــل‪ :‬شــراء األســهم)‪.‬‬
‫وهتتــمّ العديــد مــن الــدول بقضايــا ال ّتمويــل الشّــخصي (مبــا يف ذلــك‬
‫ال ّتقاعــد وشــراء املســاكن وتعليــم األبنــاء)؛ حيــث يقــوم القطــاع املــايل‬
‫واملصــريف فيهــا بتقديــم جمموعــة مــن املنتجــات االدِّخاريــة للمقبلــن علــى‬
‫ال ّتقاعــد واإلحالــة علــى املعــاش‪ ،‬وهــي مرحلــة تتطلّــب ختطيطـاً علــى املدى‬
‫ّ‬
‫الطويــل يف حيــاة الفــرد املهنيّــة (ميـوِّل األفــراد اســتهالكهم يف عمــر متقـدِّم‬
‫باملدّخــرات الــي حي ِّققوهنــا يف س ـنّ مب ِّكــرة مــن حياهتــم)‪.‬‬
‫واالدِّخــار الشّــخصي يُعـدُّ متغيِّــراً مهمّـاً يف الدّراســات االقتصاديــة واملالية؛‬
‫حيــث إن هيــاكل متويــل املشــروعات اخلاصّــة ذات عالقــة عضويّــة هبــذا‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪135‬‬

‫االدِّخــار‪ .‬فاالدِّخــار الشــخصي هــو عــادة املصــدر لــرأس املــال املمـوِّل لكثــر‬
‫مــن املشــروعات‪ .‬كمــا أن هــذا االدِّخــار يُع ـدّ مصــدراً غــر مباشــر لــرأس‬
‫املــال املقـرَض؛ لكونــه املصــدر الرئيــس لودائــع املؤسســات املصرفيــة الــي‬
‫حتوِّهلــا بدورهــا إىل متويــل للمشــروعات‪.‬‬
‫ويف هــذا السّــياق‪ ،‬ي ّتفــق معظــم االقتصاديّــن علــى وجــود ارتبــاط موجــب‬
‫وقــويّ بــن مع ـدّل االدِّخــار ومع ـدّل من ـوّ النّاتــج احمللــي اإلمجــايل‪ .‬غــر أن‬
‫ا ِّتجــاه السّــببية (‪ )Causality Direction‬بــن املتغيِّريــن غــر واضحــة متامـاً‪.‬‬
‫فهــل االدِّخــار يــؤدّي إىل النمــوّ؟ أم أن النمــوّ يــؤدّي إىل االدِّخــار؟ مبعنــى‬
‫آخــر‪ :‬هــل زيــادة معــدّل االدِّخــار تُســهم يف زيــادة االســتثمار مــن خــال‬
‫خفــض أســعار الفائــدة علــى القــروض‪ ،‬فيــؤدي ذلــك بــدوره إىل زيــادة‬
‫معـدّل منـوّ إمجــايل النّاتــج احمللــي كنتيجــة هنائيــة لزيــادة معـدّل االدِّخــار؟‬
‫أم أن الزيــادة يف االســتثمار تأتــي نتيجــة لعوامــل أخــرى خبــاف االدِّخــار؛‬
‫ومــن ثـمّ تُســهم يف زيــادة معـدّل منـوّ الدّخــل احمللــي؛ فيزيــد معـدّل االدِّخــار‬
‫نتيجــة لذلــك؟ إن تطـوّر حجــم املدّخــرات احملليــة وقدرهتــا علــى املشــاركة‬
‫يف االســتثمارات املنتجــة يُعتــر ســبباً ونتيجــة للنّمــو االقتصــادي‪.‬‬
‫‪ -3‬أنواع االدِّخار‬
‫تتع ـدّد صــور وأشــكال االدِّخــار مــن حيــث مصــادره (األشــخاص القائمــن‬
‫بــه)‪ ،‬ومــن حيــث طبيعــة تكوينــه (عنصــر اإلرادة)‪ ،‬ومــن أشــهر ال ّتصنيفــات‬
‫هليــكل املدّخــرات احمللّيــة تقســيمها حبســب مصادرهــا وقطاعاهتــا‬
‫إىل األقســام الثالثــة اآلتيــة‪ :‬االدِّخــار العائلــي‪ ،‬وادِّخــار قطــاع األعمــال‪،‬‬
‫واالدِّخــار احلكومــي‪.‬‬
‫‪ -‬االدِّخــار العائلــي ‪ :Household Sector Saving‬ومصدره مدّخرات‬
‫األفــراد والقطــاع العائلــي‪ ،‬ويُقــاس بالفــرق بــن دخــل هــذا القطــاع‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪136‬‬

‫ونفقاتــه علــى االســتهالك‪ .‬واملعــروف أن املدّخــرات العائليــة قــد‬


‫جتمــع بــن االدّخــارات االختياريــة ‪ ،Voluntary Savings‬واإلجباريــة‬
‫‪ ،Compulsory Savings‬وهــي عــادة مــا جتمــع بــن األمريــن‪:‬‬
‫‪ ‬االدِّخــار االختيــاري‪ :‬وهــو ذلــك اجلــزء مــن الدّخــل الــذي‬
‫يُتجنّــب عنــد االســتهالك مــن قِبــل األفــراد‪ ،‬مــن تلقــاء أنفســهم دون‬
‫إجبــار (هلــم احلرّيــة يف حتديــد املبلــغ واختيــار الوســيلة لذلــك)‪،‬‬
‫مثــل‪ :‬أرصــدة األفــراد مــن ودائــع‪ ،‬وحســابات ادِّخاريــة‪ ،‬وصناديــق‬
‫اســتثمارية؛‬
‫‪ ‬االدِّخــار اإلجبــاري‪ :‬وهــو ذلــك اجلــزء الــذي يُقتطــع مــن مداخيل‬
‫األفــراد بعيــداً عــن حاجــة االســتهالك بطريقــة إلزاميّــة (أنظمــة‬
‫قانونيــة)؛ هبــدف حتقيــق األمــن االقتصــادي واالجتماعــي هلــم‪،‬‬
‫مثــل‪ :‬مدّخــرات األفــراد لــدى الدولــة لل ّتأمــن‪ ،‬ومعاشــات ال ّتقاعــد‪،‬‬
‫وكذلــك ال ّتأمينــات االجتماعيــة‪.‬‬
‫‪ -‬ادِّخــار قطــاع األعمــال ‪ :Private Corporate Sector Saving‬وهــو‬
‫مــا تقــوم بــه املؤسســات والشــركات اخلاصّــة مــن ادِّخــار جلــزء مــن‬
‫أرباحهــا (أربــاح حمتجــزة) هبــدف متويــل مشــروعاهتا االســتثمارية‪،‬‬
‫ومــن الواضــح أن حجــم هــذه املدّخــرات يتو ّقــف علــى اإليــرادات‬
‫ِّ‬
‫واملنظمــة لتوزيــع‬ ‫واملصروفــات يف قائمــة الدّخــل‪ ،‬واللّوائــح احمل ـدِّدة‬
‫هــذه األربــاح؛‬
‫‪ -‬االدِّخــار احلكومــي ‪:General Government Sector Saving‬‬
‫ومصــدره الدّولــة‪ ،‬وتتم ّثــل املدّخــرات احلكوميــة فيمــا يُعــرف بادِّخــار‬
‫«املوازنــة العامّــة»؛ أي‪ :‬الفــرق بــن اإليــرادات العامّــة والنفقــات العامّة؛‬
‫فــإذا كان هنــاك فائــض ا ّتجــه إىل متويــل االســتثمارات اجلديــدة‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪137‬‬

‫الطرقــات وبنــاء املــدارس) وتســديد أقســاط الديــون (يف حــال‬ ‫(كشـقّ ّ‬


‫مديونيــة احلكومــة)‪.‬‬
‫ولعلّــه مــن املفيــد مبناســبة احلديــث عــن أنــواع االدِّخــار حبســب مصــادره‪،‬‬
‫التطــرُّق إىل مــا يُعــرف بـــ « ُلغــز االدِّخــار الصِّيــي»(‪ )1‬الــذي بــرز خــال‬
‫العقــود الثالثــة املاضيــة؛ حيــث متيّــزت الصِّــن عــن بقيّــة اقتصــادات‬
‫العــامل باحتالهلــا املرتبــة األوىل يف االدِّخــار علــى مســتوى العــامل (وصلــت‬
‫يف بعــض الســنوات إىل ‪ % 50‬مــن النّاتــج احمللّــي اإلمجــايل) مبشــاركة‬
‫القطاعــات الثالثــة (األُســر والشــركات واحلكومــة الصّينيــة)؛ وذلــك علــى‬
‫النّحــو ال ّتــايل‪:‬‬
‫شكل ‪ :1‬معدّل االدِّخار اإلمجايل يف الصِّني والسعودية‬
‫الوحدة‪ % :‬من النّاتج احمللّي اإلمجايل‬

‫املصدر‪ :‬البنك الدويل‪https://databank.worldbank.org :‬‬

‫بناءً على الشكل السابق؛ ميكن اخلروج باملالحظات التالية(‪:)2‬‬


‫ ‪−‬تُعتــر ســنة ‪ 2000‬نقطــة حتـوُّل عندمــا بــدأ معـدّل االدِّخــار الصّيــي‬
‫‪(1) Guonan Ma & Dennis Tao Yang, “China’s High Saving Puzzle”, IZA DP, No. 7223, February‬‬
‫‪2013.‬‬
‫‪(2) Guonan Ma & Wang Yi, “China’s High Saving Rate: Myth and Reality”, BIS Working Papers,‬‬
‫‪Monetary and Economic Department, No. 312, June 2010, p. 10.‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪138‬‬

‫الكلّــي صعــوده ال ّثابــت‪ .‬فقــد أضافــت ك ّل مــن الشــركات واألُســر‬


‫واحلكومــة الصّينيــة زيــادة كبــرة يف مع ـدّالت االدِّخــار املرتفعــة يف‬
‫الصّــن؛ وخباصّــة خــال العقــد األول مــن القرن احلادي والعشــرين؛‬
‫حبيــث يتجــاوز امليــل احل ـدِّي لالدِّخــار ‪% 50‬؛‬
‫‪ -‬ميكــن تفســر أســباب ارتفــاع معـدّل ادِّخار القطــاع العائلي الصّيين‬
‫فيمــا يلي(‪:)1‬‬
‫‪ ‬الثقافــة الصّينيــة‪ :‬تقــوم األُســر الصّينيــة بادِّخــار حــوايل ‪% 33‬‬
‫مــن دخلهــا السّــنوي املتــاح؛‬
‫‪ ‬دافــع االدِّخــار التحوُّطــي‪ :‬حتتــاج األُســر الصّينيــة للمدّخــرات‬
‫ألغــراض ال ّتقاعــد‪ ،‬أو لتدبــر اخلدمــات الصّحيــة أو اخلدمــات‬
‫ال ّتعليميــة‪ ،‬أو مواجهــة تو ُّقــف الدّخــل نتيجــة التعـرُّض للحــوادث أو‬
‫العجــز؛‬
‫الطفــل الواحــد إىل‬ ‫‪ ‬دافــع االدِّخــار ال ّتنافســي‪ :‬أدّت سياســة ّ‬
‫اختــال ال ّتــوازن بــن اجلنســن يف الصّــن‪ ،‬وأصبــح هنــاك فائضـاً‬
‫الذكــور بالنســبة لرصيــد اإلنــاث املتــاح‪.‬‬ ‫واضح ـاً بــن ّ‬
‫‪ -‬ميكن تفســر أســباب ارتفاع معدّل ادِّخار قطاع الشــركات الصّينية‬
‫فيمــا يلي‪:‬‬
‫‪ ‬ارتفاع األرباح املبقاة و‪/‬أو خمصّصات اإلهالكات؛‬
‫ضعف توزيع أرباح الشركات احلكومية على املواطنني‪.‬‬ ‫‪َ ‬‬
‫‪ -‬ميكــن تفســر أســباب ارتفــاع معــدّل ادِّخــار القطــاع احلكومــي‬
‫الصّيــي فيمــا يلــي‪:‬‬
‫الضرائب على اإلنتاج‪ ،‬وضرائب الدّخل؛‬ ‫‪ ‬الزّيادة يف ّ‬
‫الضمان االجتماعي‪ ،‬واإليرادات من مبيعات األراضي‪.‬‬ ‫‪ ‬اشرتاكات ّ‬
‫‪(1) See: Shang-Jin Wei & Xiaobo Zhang, “The Competitive Saving Motive: Evidence from Ris-‬‬
‫‪ing Sex Ratios and Savings Rates in China”, NBER Working Paper, No. 15093, January 2011.‬‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪139‬‬

‫ثانياً‪ :‬االدخار‪ :‬دراسات مسحية خمتارة‬


‫أســفرت عمليــة البحــث البيبليوغــرايف يف موضــوع االدِّخــار يف اململكــة‬
‫العربيــة الســعودية علــى النتائــج التاليــة‪:‬‬
‫جدول ‪ :3‬الدراسات التطبيقية اليت تناولت حمدِّدات االدِّخار يف‬
‫اململكة العربية السعودية (‪)2017-1987‬‬
‫نوع الدراسة‬ ‫موضوع الدراسة‬ ‫م السنة‬
‫حبث منشور‬
‫«رؤيــة املواطــن الســعودي لالدِّخــار ودوافعــه‪ :‬دراســة ميدانيــة‬ ‫‪1987‬‬ ‫‪1‬‬
‫دراسة إحصائية‬
‫مبدينــة الريــاض»‬
‫العيِّنة‪ ،491 :‬الرياض‬
‫حبث منشور‬
‫دراسة إحصائية‬ ‫«دوافع االدِّخار لدى املقيمني باململكة العربية السعودية»‬ ‫‪1989‬‬ ‫‪2‬‬
‫العيِّنة‪ ،300 :‬األحساء‬
‫االدِّخــار العائلــي وأثــره يف التنميــة االقتصاديــة مــن منظــور‬
‫رسالة علمية‬ ‫‪1999‬‬ ‫‪3‬‬
‫إســامي‪ :‬مــع دراســة تطبيقيــة علــى اململكــة العربيــة الســعودية‬
‫دراسة قياسية‬
‫(‪1415-1396‬هـــ) (‪1995-1987‬م)‬
‫حبث منشور‬ ‫«صياغــة وتقديــر دالــة االدِّخــار العائلــي يف اململكــة العربيــة‬ ‫‪1999‬‬ ‫‪4‬‬
‫دراسة قياسية‬ ‫الســعودية»‬
‫رسالة علمية‬ ‫حمـدِّدات االدِّخــار للقطــاع العائلــي يف اململكــة العربيــة الســعودية‪:‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪5‬‬
‫دراسة قياسية‬ ‫دراســة قياســية للفرتة ‪1995-1970‬م‬
‫حبث منشور‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪6‬‬
‫«حمدِّدات االدِّخار اخلاص يف اململكة العربية السعودية»‬
‫دراسة قياسية‬
‫حبث منشور‬ ‫«منــوذج لالدِّخــار العائلــي يف اململكــة العربيــة الســعودية‪ :‬دراســة‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪7‬‬
‫دراسة قياسية‬ ‫قياســية للفــرة (‪»)2002-1970‬‬
‫رسالة علمية‬ ‫حمدّدات االدِّخار احمللي يف اململكة العربية السعودية (‪-1970‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪8‬‬
‫دراسة قياسية‬ ‫‪)2003‬‬
‫«االدِّخــار واالســتثمار يف اململكــة العربيــة الســعودية‪ :‬حتليــل‬
‫حبث منشور‬ ‫جتريــي»‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪9‬‬
‫دراسة قياسية‬ ‫‪Saving and Investment in Saudi Arabia: An Empirical‬‬
‫‪Analysis‬‬
‫حبث منشور‬
‫دراسة قياسية‬ ‫«حمدِّدات االدِّخار يف دول الشرق األوسط»‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪10‬‬
‫العيِّنة‪ 13 :‬دولة من‬ ‫‪Determinants of Savings in the Middle East Countries‬‬
‫الشرق األوسط‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪140‬‬

‫نوع الدراسة‬ ‫موضوع الدراسة‬ ‫م السنة‬


‫تأثــر األمركــة يف ســلوك املدخــرات واملمارســات بــن عائــات‬
‫رسالة علمية‬ ‫الطــاّب السّــعوديني يف الواليــات املتحــدة‬
‫دراسة إحصائية‬ ‫‪The Influence of Americanization on Savings Behavior 2015‬‬ ‫‪11‬‬
‫العيِّنة‪ 500 :‬طالب‬ ‫‪and Practices among Saudi Arabian Families Immigrants‬‬
‫‪in the United States‬‬
‫حبث منشور‬
‫دراسة قياسية‬ ‫«أثــر حمــدِّدات الودائــع علــى تنميــة االدِّخــار وقبــول الودائــع يف البنــوك‬
‫‪2016‬‬ ‫‪12‬‬
‫العيِّنة‪ 6 :‬بنوك‬ ‫التجاريــة الســعودية خــال الفــرة ‪»2012-2008‬‬
‫سعودية‬
‫رسالة علمية‬
‫العوامــل احملـدِّدة لالدِّخــار الشــخصي‪ :‬دراســة تطبيقيــة علــى جمتمــع املدينــة‬
‫دراسة إحصائية‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪13‬‬
‫املن ـوّرة املعاصر‬
‫العيِّنة‪ ،291 :‬املدينة‬
‫حبث منشور‬ ‫«اختبــار فرضيــة كينــز لالدِّخــار يف االقتصــاد الســعودي‪ :‬دراســة قياســية‬
‫‪2017‬‬ ‫‪14‬‬
‫دراسة قياسية‬ ‫للفــرة (‪»)2015-1963‬‬
‫حبث منشور‬
‫دراسة قياسية‬ ‫«االستعداد للتقاعد يف اململكة العربية السعودية»‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪15‬‬
‫‪Retirement Preparedness in Saudi Arabia‬‬
‫العيِّنة‪ ،201 :‬اجلوف‬
‫حبث منشور‬
‫دراسة قياسية‬ ‫«التوفري والتقاعد يف اململكة العربية السعودية»‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪16‬‬
‫العيِّنة‪ ،201 :‬اجلوف‬

‫بناءً على اجلدول السابق؛ ميكن اخلروج باملالحظات التالية‪:‬‬


‫‪ -‬يكشــف االســتقصاء للدراســات امليدانيــة والتجريبيــة (‪Empirical‬‬

‫‪ )Studies‬ذات العالقــة باالدِّخــار نقصــاً ملحوظــاً علــى مســتوى‬


‫اململكــة العربيــة الســعودية؛ حيــث أُعِــدّت ‪ 16‬دراســة فقــط خــال‬
‫الثالثــن ســنة املاضيــة ‪2017-1987‬م (مبعـدّل دراســة علميــة واحــدة‬
‫يف كل ســنتني)؛ علــى الرّغــم مــن أمهيــة االدِّخــار كمتغيِّــر اقتصــادي‬
‫علــى املســتوى احمللّــي؛‬
‫‪ -‬ميكــن ربــط تاريــخ نشــر الدراســات الســابقة مــع ا ِّتجاهــات‬
‫االقتصــاد الســعودي وتغيُّــرات معــدّالت االدِّخــار الك ّلــي؛ حيــث ال‬
‫تظهــر الدراســات العلميــة الــي حبثــت موضــوع االدِّخــار يف اململكــة‬
‫عندمــا شــهد االقتصــاد الســعودي زيــادات يف اإليــرادات البرتوليــة يف‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪141‬‬

‫عقــد الســبعينيّات مــن القــرن العشــرين املاضــي‪ ،‬وبدأت الدراســات يف‬


‫الظهــور بعــد منتصــف الثمانينيّــات (أول دراســة عــام ‪1987‬م) عندمــا‬
‫تراجعــت أســعار النِّفــط وشــهد االقتصــاد الســعودي ركــوداً‪ ،‬صاحبــه‬
‫اهتمام من حكومة اململكة العربية الســعودية باالدِّخار ضمن براجمها‬
‫ال ّتنمويــة‪ ،‬وتوالــت األحبــاث بعــد ذلــك وكانــت الدّراســات األخــرة أكثــر‬
‫تفصي ـاً وعمق ـاً (االدِّخــار املصــريف‪ ،‬االدِّخــار التقاعــدي)‪.‬‬
‫شكل ‪ :2‬تطور عدد الدراسات االدخارية يف السعودية (‪)2017 - 1987‬‬

‫‪ -‬تفيــد الدراســات البحثيــة السّــابقة يف التعــرُّف علــى املتغيِّــرات‬


‫ال ّتفســريّة (العوامــل االقتصاديــة وغــر االقتصاديــة) الــي تؤ ِّثــر‬
‫يف السّــلوك االدِّخــاري للمواطــن الســعودي داخــل وخــارج البلــد‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪142‬‬

‫(الطـاّب يف الواليــات امل ّتحــدة)‪ ،‬وكذلــك حتديــد دوافــع االدِّخــار لــدى‬


‫املقيمــن باململكــة العربيــة الســعودية؛‬
‫‪ -‬إن الدراســات الســابقة الــي حبثــت يف العوامــل املؤ ِّثــرة يف حجــم‬
‫املدخــرات مل تــدرس املتغيِّــرات املؤ ِّثــرة يف متويــل تكويــن رأس املــال‬
‫فحســب؛ ولكنهــا يف الواقــع حبثــت يف حم ـدِّدات النمــو االقتصــادي‬
‫واالجتماعــي يف االقتصــاد الســعودي عمومــاً؛ حيــث إن معظــم‬
‫الدراســات التطبيقيــة املتع ِّلقــة باالدِّخــار تســعى لإلجابــة عــن ســؤال‬
‫أو أكثــر مــن األســئلة الرئيســة التاليــة‪:‬‬
‫‪ ‬ما العوامل اليت تُعترب أكثر فعّالية لزيادة االدِّخار احمللي؛‬
‫‪ ‬مــا حجــم إســهام معــدّالت االدِّخــار احمللّــي يف دفــع معــدّالت‬
‫النّمــو االقتصــادي؛‬
‫‪ ‬مــا تأثــر التغيُّــر يف معـدّالت منـوّ االدِّخــار احمللّــي علــى املتغيِّــرات‬
‫االقتصاديــة الرئيســة‪ ،‬مثــل‪ :‬اإلنفــاق االســتهالكي واالســتثمار‬
‫والــواردات وال ّت ُّ‬
‫ضخــم‪.‬‬
‫‪ -‬أبــرزت الدراســات السّــابقة بعــض اخلصائــص الــي يتميّــز هبــا‬
‫اجملتمــع الســعودي‪ ،‬ويف مقدِّمتهــا العامــل الدّيــي كدافــع لالدِّخــار؛‬
‫مــع ال ّتركيــز يف هــذا املســح علــى الدراســات املتع ِّلقــة باالقتصــاد‬
‫الســعودي الــذي خيتلــف عــن االقتصــادات األخــرى‪ :‬اقتصاديّــاً‬
‫ودينيّـاً واجتماعيّـاً؛ حيــث اعتمــدت تلــك الدراســات علــى الفرضيــات‬
‫الــي قدّمتهــا النّظريــات املتع ِّلقــة باالدِّخــار‪ ،‬وعلــى نتائــج بعــض‬
‫الدراســات التطبيقيــة الــي أُجريــت علــى عــدد مــن الــدول املتقدِّمــة‬
‫والنّاميــة يف هــذا اجملــال‪ ،‬باإلضافــة إىل األخــذ يف االعتبــار العوامــل‬
‫االقتصاديــة الــي يُفرزهــا الواقــع االقتصــادي يف اململكــة العربيــة‬
‫الســعودية (خصوصيــات االقتصــاد الســعودي)؛‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪143‬‬

‫‪ -‬تتنوّع الدّراســات االدِّخارية بني حبوث منشــورة (عددها ‪ 11‬بنســبة‬


‫‪ )% 69‬ورســائل جامعية (عددها ‪ 5‬فقط بنســبة ‪)% 31‬؛ األمر الذي‬
‫يكشــف عــن أمهّيــة توجيــه البحــث العلمــي يف الدراســات العليــا يف‬
‫اجلامعــات الســعودية لتلبيــة متطلّبــات التنميــة االقتصاديــة؛ وخباصّــة‬
‫يف هــذه الفــرة الــي تشــهد حتـوُّالً كبــراً يف درجــة ال ّتنويــع االقتصادي؛‬
‫األمــر الــذي سيســاعد علــى وضــع سياســات اقتصاديــة فعّالــة لتنميــة‬
‫االدِّخــار احمللي؛‬
‫‪ -‬تتن ـوّع الدراســات الســابقة بــن حبــوث تناولــت االدِّخــار يف إطــاره‬
‫الكلــي (االقتصــاد الســعودي)‪ ،‬وحبــوث عاجلــت االدِّخــار مــن وجهــة‬
‫نظــر جزئيــة (فئــة معيّنــة مــن ســكان املدينــة املنـوّرة‪ ،‬الرياض‪ ،‬األحســاء‪،‬‬
‫اجلــوف)‪ .‬كمــا تتنـوّع بــن حبــوث ر ّكــزت علــى دوافــع االدِّخــار من منظور‬
‫ســلوكي إحصائي (أداهتا االســتبيان عددها ‪ 4‬بنســبة ‪ ،)% 25‬وأخرى‬
‫ر ّكــزت علــى حمـدِّدات االدِّخــار مــن وجهــة نظــر قياســية كمّيــة (مناذج‬
‫ادِّخــار مقـدّرة عددهــا ‪ 12‬بنســبة ‪)% 75‬؛‬
‫تر ِّكــز الدراســات الســابقة علــى االدِّخــار العائلــي (عددهــا ‪ 6‬بنســبة‬
‫‪)% 38‬؛ حيــث مي ِّثــل هــذا النّــوع مــن االدِّخــار النّســبة الكــرى يف هيــكل‬
‫املدّخــرات احمللّيــة‪ ،‬إضافــة إىل أن مدّخــرات هــذا القطــاع يف اململكــة‬
‫العربيــة الســعودية ال تشــارك بفاعليــة يف التنميــة االقتصاديــة الــي‬
‫تتحمّــل أعباءهــا الدولــة مبفردهــا‪.‬‬
‫‪ -1‬السلوك االدِّخاري السعودي (الدّوافع‪ ،‬املوانع‪ ،‬احللول)‬
‫توصّلــت بعــض الدراســات امليدانيــة القدميــة واحلديثة (‪( )13 ،2 ،1‬عددها‬
‫‪ 3‬بنســبة ‪ )% 19‬إىل حصــر الدّوافــع الــي جتعــل األفــراد يف الســعودية‬
‫يُحجمــون عــن إنفــاق املداخيــل الــي حيصلــون عليهــا‪ ،‬وحيتفظــون هبــا يف‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪144‬‬

‫شــكل مدّخــرات؛ وذلــك علــى النّحــو التــايل‪:‬‬


‫جدول ‪ :4‬ترتيب دوافع االدِّخار لدى السعوديني مقارنة مبثيلها لدى‬
‫املقيمني باململكة العربية السعودية‬
‫ترتيب ترتيب‬
‫تفسري‬ ‫دوافع االدِّخار‬ ‫م‬
‫(سعودي) (مقيم)‬
‫احتــ ّل هــذا الدّافــع قمــة األمهيــة بالنســبة‬ ‫ملواجهــة األعبــاء العائليــة يف‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬
‫للســعودي واملقيــم‪.‬‬ ‫املســتقبل‬
‫حيتـ ّل هــذا الدّافــع ترتيبـاً متقدِّمـاً بالنســبة‬
‫للمقيمــن‪ ،‬وخباصّــة أن بعضهــم قــد تــرك‬
‫عملــه هنائيّــاً يف بلــده‪ ،‬وليــس لــه معــاش‬
‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ 2‬لتأمني دخل عند التقاعد‬
‫يُســتحق لــه عنــد تقاعــده‪ ،‬وحيتــ ّل ترتيبــاً‬
‫أق ـ ّل بالنســبة للســعودي لِمــا تو ِّفــره الدولــة‬
‫مــن ضمــات اجتماعيــة ملواطنيهــا‪.‬‬
‫يرجــع ترتيــب هــذا الدّافــع بالنســبة‬
‫للســعودي إىل توفــر اخلدمــات الصّحيــة‬ ‫ّ‬
‫الطارئــة‬ ‫ملواجهــة الظــروف‬
‫‪2‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬
‫لــه؛ ممّــا جيعــل هلــذا البنــد أمهيــة أقــ ّل‬ ‫كاملــرض أو احلــوادث‬
‫بالنســبة لــه مقارنــة باملقيــم‪.‬‬
‫يرجــع التد ّنــي النّســي يف الرتتيــب بالنســبة‬
‫للمقيمــن لوجــود فئــة غــر مســلمة ال مي ِّثــل‬
‫اجلانــب الدِّيــي أمهيــة بالنســبة هلــم‪ ،‬كمــا‬
‫أن املســلمني مــن املقيمــن قــد شــغلتهم‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪ 4‬ألن الدّين حثّ على ذلك‬
‫قضايــا الســكن والتقاعــد عــن التفكــر يف‬
‫اجلانــب الدِّيــي الــذي حيبِّــذ تــرك مبالــغ‬
‫مناســبة للورثــة‪.‬‬
‫يرجــع اهتمــام املقيمــن هبــذا الدّافــع إىل‬
‫وجــود نقــص يف املســاكن يف دوهلــم؛ ممّــا‬ ‫لتكويــن مبلــغ لشــراء منــزل أو‬
‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬
‫جيعلهــم حريصــن علــى ادِّخــار مبالــغ كافيــة‬ ‫عقا ر‬
‫لتوفــر الســكن املناســب‪.‬‬
‫كان ترتيبــه متأخِّــراً بالنســبة للســعوديني‬
‫واملقيمني‪ ،‬بســبب رخص هذه الســلع نســبيّاً‬ ‫لتكويــن مبلــغ لشــراء ســلع‬
‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪6‬‬
‫مقارنــة بالدخــول اجلاريــة أو بأســعارها يف‬ ‫معمِّــرة كالســيارة‬
‫الــدول األخــرى‪.‬‬
‫يُعطــي الســعودي أمهيــة أكــر هلــذا الدّافــع‬
‫مقارنــة باملقيــم الــذي يبتعــد عــن اجملــال‬
‫‪10‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ 7‬للمسامهة يف مشروع استثماري‬
‫االســتثماري لوجــود قصــور يف أنظمــة‬
‫وسياســات االســتثمار يف بلــده‪.‬‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪145‬‬

‫ترتيب ترتيب‬
‫تفسري‬ ‫دوافع االدِّخار‬ ‫م‬
‫(سعودي) (مقيم)‬
‫االدِّخــار بدافــع التّقليــد مل يكــن لــه أمهيــة‬
‫كبــرة بالنســبة للســعودي أو املقيــم‪ ،‬ويرجــع‬ ‫ألن كل مَــن حــويل يدّخــرون‪،‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪8‬‬
‫ذلــك إىل رغبــة أكثرهــم يف عــدم الظهــور‬ ‫فلمــاذا ال ادّخــر أنــا‬
‫مبظهــر املق ِّلــد؛ وإن كانــوا يق ِّلــدون بالفعــل‪.‬‬
‫وضــع الســعودي هــذا الدّافــع يف مقدِّمــة‬
‫تفضيالتــه مقارنــة باملقيــم؛ للرغبــة يف‬ ‫‪7‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ 9‬لتأمني احتياجات الزواج‬
‫الــزواج املب ِّكــر لــه وألوالده‪.‬‬
‫مل حيصــل علــى تفضيــل متقــدِّم بالنســبة‬
‫للســعودي واملقيــم‪ ،‬وهــو ا ِّتجــاه غــر ســليم؛‬
‫لالحتيــاط عنــد اخنفــاض‬
‫الخنفــاض مســتويات دخــل الســعودي بعــد‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪10‬‬
‫ّ‬ ‫الدّخــل يف املســتقبل‬
‫الطفــرة النّفطيــة‪ ،‬والحتمــال حــدوث نقــص‬
‫يف دخــل املقيــم عندمــا يعــود لبلــده‪.‬‬

‫بناءً على اجلدول السابق؛ ميكن اخلروج باملالحظات التالية‪:‬‬


‫‪ -‬اهتمــام جمتمــع الدراســة بدوافــع االدِّخــار‪ ،‬وكان يف مقدِّمتهــا‬
‫مواجهــة األعبــاء العائليــة يف املســتقبل (وقــد ينــدرج تعليــم األبنــاء‬
‫ضمــن هــذه األعبــاء)؛‬
‫مت ترتيــب دوافــع االدِّخــار ترتيبـاً يتمشّــى مــع الظــروف االقتصاديــة‬
‫‪ّ -‬‬
‫واالجتماعيــة للسّــعوديني واملقيمني؛‬
‫‪ -‬ختتلف دوافع االدِّخار من جمتمع آلخر‪.‬‬
‫كمــا ميكــن إمجــال الدّوافــع السّــلبية الــي قــد جتعــل األفــراد ال مييلــون‬
‫إىل االحتفــاظ جبــزء مــن مداخيلهــم يف شــكل مدّخــرات يتـمّ الرجــوع إليهــا‬
‫عنــد احلاجــة يف اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪146‬‬

‫جدول ‪:5‬‬
‫س ّلم ترتيب موانع وحلول االدِّخار يف اململكة العربية السعودية‬
‫الرتتيب‬ ‫حلول االدِّخار‬ ‫الرتتيب‬ ‫موانع االدِّخار‬
‫رفــع الوعــي االســتهالكي لــدى أفــراد‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫عدم إدارة الدّخل بشكل جيِّد‬
‫األســرة‬
‫‪2‬‬ ‫احلدّ من االستهالك التّريف‬ ‫‪2‬‬ ‫اخنفاض الدّخل‬
‫‪3‬‬ ‫ختفيض اإلنفاق على الكماليّات‬ ‫‪3‬‬ ‫زيادة االستهالك التّريف‬
‫‪4‬‬ ‫تنوُّع مصادر الدّخل‬ ‫‪4‬‬ ‫حماكاة اجملتمع يف منطه االستهالكي‬
‫‪5‬‬ ‫البنوك االستثمارية‬ ‫‪5‬‬ ‫زيادة عدد أفراد األسرة‬
‫الرّغبــة يف عــدم التّقتــر علــى النّفــس‬
‫‪6‬‬
‫واألســرة‬
‫‪7‬‬ ‫عدم املعرفة بأمهية االدِّخار‬
‫االطمئنــان إىل إمكانيــة زيــادة الدّخــل‬
‫‪8‬‬
‫مســتقبالً‬
‫‪9‬‬ ‫عدم وجود أجهزة ادِّخارية مناسبة‬
‫كثــرة اإلنفــاق علــى العمالــة (اخلــدم) لــدى‬
‫‪10‬‬
‫األســرة‬

‫بناءً على اجلدول السابق؛ ميكن اخلروج باملالحظات التالية‪:‬‬


‫‪ -‬تأثــر عامــل الدّخــل مــن جانــب إدارتــه‪ ،‬ومــن جانــب اخنفاضــه‪،‬‬
‫ســلباً يف االدِّخــار؛‬
‫‪ -‬تأثــر االســتهالك ال ّتــريف‪ ،‬وحمــاكاة اجملتمــع يف منطــه االســتهالكي‪،‬‬
‫ســلباً يف االدِّخــار؛‬
‫‪ -‬ال حت ِّقــق البنــوك االســتثمارية أهدافهــا مــن حيــث االدِّخــار‪ ،‬وقــد‬
‫ضعــف عوائدهــا‪.‬‬ ‫يرجــع السّــبب إىل َ‬
‫‪ -2‬دا ّلة االدِّخار السعودية‬
‫توصّلت دراسات قياسية إىل تقدير ّ‬
‫دوال االدِّخار السعودية ال ّتالية‪:‬‬
‫‪ -‬دا ّلة االدِّخار اخلاصّ؛‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪147‬‬

‫‪ -‬دا ّلة االدِّخار الكلّي؛‬


‫‪ -‬دا ّلة االدِّخار العائلي؛‬
‫‪ -‬دا ّلة االدِّخار املصريف؛‬
‫‪ -‬دا ّلة االدِّخار ال ّتقاعدي‪.‬‬
‫‪ -1-2‬تقدير دالة االدِّخار اخلاصّ والكلي يف االقتصاد السعودي‬
‫توصّلــت بعــض الدراســات القياســية السّــابقة (‪)10 ،6‬؛ (عددهــا ‪ 2‬بنســبة‬
‫‪ )% 13‬إىل بنــاء منــوذج قياســي كمّــي لقيــاس املتغيّــرات االقتصادية الكلّية‬
‫املؤ ِّثــرة يف االدِّخــار اخلــاصّ (القطــاع العائلــي وقطــاع األعمــال) (دراســة ‪)6‬‬
‫واالدِّخــار الكلّــي (دراســة ‪)10‬؛ وذلــك علــى النّحــو التــايل‪:‬‬
‫‪ -‬دالة االدِّخار يف الدّراسة (‪:)1()6‬‬

‫)‪PSR= ƒ(GSR, CASR, GDPR, WLTHR, GIR, CCR, CPI, TRNF‬‬

‫(‪HSR= ƒ)GSR, CASR, GDPR, WLTHR, GIR, CCR, CPI, GSPR, TRNF‬‬

‫‪ -‬دالة االدِّخار يف الدّراسة (‪:)10‬‬


‫‪Sit=ßO+B1GDPit+ß3POit+ß4URBit+ß5RRLit+ß6INFit+ß7M2it+ß8GOVit+Uit‬‬

‫معــدّل إمجــايل إنفــاق القطــاع‬ ‫و‪GSPR‬‬ ‫(‪ )1‬يظهــر الفــرق بــن الدا ّلتــن يف أن ‪ HSR‬معــدّل ادِّخــار القطــاع العائلــي‪،‬‬
‫احلكومــي‪ ،‬أمــا باقــي املتغيِّــرات فهــي نفســها يف دا ّلــة معــدّل االدِّخــار اخلــاصّ ‪.PSR‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪148‬‬

‫ملخــص نتائــج األثــر يف املتغيِّــر ال ّتابــع‪ :‬االدِّخــار الوطــي‬


‫جــدول ‪ّ :6‬‬
‫اخلاصّ‪/‬اإلمجــايل يف اململكــة العربيــة الســعودية‬
‫الدراسة (‪)10‬‬ ‫الدراسة (‪)6‬‬
‫(‪)2013-2000‬‬ ‫(‪)1996-1974‬‬
‫(االدِّخار احمللي اإلمجايل يف دول الشرق‬ ‫(االدِّخار اخلاصّ يف اململكة العربية‬ ‫املتغيِّرات‬
‫األوسط‪ 13 :‬دولة) ‪S‬‬ ‫السعودية) ‪PSR‬‬
‫املستق ّلة‬
‫األثر‬ ‫املعامل‬ ‫املفهوم‬ ‫األثر‬ ‫املعامل‬ ‫املفهوم‬
‫األدنى‬
‫(‪)-‬‬ ‫‪-0,892‬‬ ‫فائض املوازنة‬ ‫معدّل االدِّخار‬
‫معنويّ‬ ‫العامّة للدولة ‪T-G‬‬
‫احلكومي‬
‫األعلى‬ ‫‪GSR‬‬
‫‪-1,020‬‬

‫مديونية العامل‬
‫اخلارجي (صايف‬
‫األدنى‬ ‫الصّادرات‬ ‫معدّل الفائض‬
‫(‪)+‬‬ ‫‪0,714‬‬ ‫يف احلساب‬
‫والتحويالت‬
‫معنويّ‬ ‫األعلى‬ ‫اخلارجية)‬ ‫اجلاري‬
‫‪0,935‬‬ ‫‪CA=(X-M) +‬‬ ‫‪CASR‬‬
‫‪NT‬‬
‫)‪CA=SP-I-(G-T‬‬
‫معدّل منو‬
‫(‪)-‬‬ ‫‪-0,11587‬‬
‫الناتج احمللي‬ ‫(‪)-‬‬ ‫‪-139,19‬‬ ‫الناتج احمللي‬
‫معنويّ‬ ‫اإلمجايل ‪GDP‬‬ ‫معنويّ‬ ‫اإلمجايل‬
‫‪GDPR‬‬
‫اجلمع الرتاكمي‬ ‫معدّل الثروة‬
‫(‪)-‬‬ ‫لالدِّخار الوطين‬ ‫احلقيقية‬
‫‪-0,0307‬‬
‫غري معنويّ‬ ‫اخلاص لسنوات‬ ‫للقطاع اخلاصّ‬
‫متتابعة‬ ‫‪WLTHR‬‬

‫األدنى‬ ‫اإلنفاق على‬ ‫معدّل‬


‫(‪)+‬‬ ‫‪0,350‬‬ ‫ال ِبنيات التّحتية‬ ‫االستثمار‬
‫معنويّ‬ ‫األعلى‬ ‫املادية واالجتماعية‬ ‫احلكومي‬
‫‪0,827‬‬ ‫(التّعليم والصحّة)‬ ‫‪GIR‬‬

‫األدنى‬
‫‪-0,551‬‬ ‫معدّل قروض‬
‫(‪)-‬‬ ‫وفرة القروض‬
‫معنويّ‬ ‫الشخصية‬ ‫االستهالك‬
‫األعلى‬ ‫‪CCR‬‬
‫‪-1,997‬‬
‫األدنى‬
‫‪-1,862‬‬
‫الرقم القياسي‬
‫(‪)+‬‬ ‫‪0,06458‬‬
‫(‪)+( / )-‬‬ ‫املستوى العام‬ ‫ألسعار‬
‫‪INF‬‬ ‫التّضخم‬
‫معنويّ‬ ‫غري معنويّ‬ ‫لألسعار‬ ‫املستهلك‬
‫األعلى‬ ‫‪CPI‬‬
‫‪3,032‬‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪149‬‬

‫الدراسة (‪)10‬‬ ‫الدراسة (‪)6‬‬


‫(‪)2013-2000‬‬ ‫(‪)1996-1974‬‬
‫(االدِّخار احمللي اإلمجايل يف دول الشرق‬ ‫(االدِّخار اخلاصّ يف اململكة العربية‬ ‫املتغيِّرات‬
‫األوسط‪ 13 :‬دولة) ‪S‬‬ ‫السعودية) ‪PSR‬‬
‫املستق ّلة‬
‫األثر‬ ‫املعامل‬ ‫املفهوم‬ ‫األثر‬ ‫املعامل‬ ‫املفهوم‬
‫اإلنفاق‬
‫احلكومي كنسبة‬ ‫اإلنفاق العام يف‬ ‫اإلنفاق‬
‫(‪)-‬‬ ‫‪-1,18312‬‬ ‫‪0,204‬‬
‫من الناتج‬ ‫(‪)+‬‬ ‫املوازنة العامّة‬ ‫احلكومي‬
‫معنويّ‬ ‫‪GSPR‬‬
‫احمللي اإلمجايل‬ ‫(للقطاع العائلي)‬
‫‪GOV‬‬
‫معدّل حتويالت‬
‫(‪)-‬‬ ‫‪-0,753‬‬
‫غري السعوديني حتويالت املقيمني‬
‫معنويّ‬ ‫واألجانب‬ ‫إىل اخلارج‬
‫‪TRNF‬‬
‫العرض النقدي‬
‫(‪)-‬‬ ‫باملفهوم الواسع‬
‫‪-0,13936‬‬ ‫عرض النقود‬
‫معنويّ‬ ‫‪ M2‬إىل الناتج‬ ‫‪M2‬‬
‫احمللي اإلمجايل‬
‫‪GDP‬‬
‫تركيبة السكان‬
‫(‪)+‬‬ ‫‪0,65030‬‬ ‫العمرية (‪-15‬‬
‫معنويّ‬
‫‪ )64‬سنة ‪PY‬‬
‫تركيبة السكان‬
‫(‪)-‬‬ ‫‪-2,43186‬‬ ‫العمرية (‪)+65‬‬
‫غري معنويّ‬
‫سنة ‪PO‬‬ ‫العوامل‬
‫منو سكان‬ ‫الدميوغرافية‬
‫(‪)-‬‬ ‫‪-0,24568‬‬ ‫املناطق‬
‫غري معنويّ‬
‫احلضرية ‪URB‬‬

‫(‪)-‬‬ ‫منو سكان‬


‫‪-0,02560‬‬ ‫املناطق الريفية‬
‫غري معنويّ‬ ‫‪RRL‬‬

‫بناءً على اجلدول السابق؛ ميكن اخلروج باملالحظات التالية‪:‬‬ ‫ ‬


‫‪ -‬ا ّتضــح أن ملعـدّل االدِّخــار احلكومــي أثراً عكسـيّاً يف معدّل االدِّخار‬
‫اخلــاصّ‪ ،‬فمــن املتو ّقــع أن يكــون خلفــض مع ـدّل االدِّخــار احلكومــي‬
‫أثــر إجيابــي يف معــدّل االدِّخــار اخلــاصّ‪ .‬وعليــه؛ يتعيّــن احملافظــة‬
‫علــى تــوازن املوازنــة العامّــة للدولــة‪ ،‬وإذا طــرأ عجــز يف املوازنــة بســبب‬
‫اخنفــاض طــارئ يف اإليــرادات العامّــة؛ في ّ‬
‫ُفضــل أن تقتصــر املعاجلــة‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪150‬‬

‫علــى خفــض اإلنفــاق غــر االســتثماري لتفــادي األثــر الســليب يف معدّل‬


‫االدِّخــار اخلــاصّ؛‬
‫‪ -‬إن العالقــة الطرديــة واملعنويــة بــن معــدّل االدِّخــار اخلــاصّ‬
‫ـدل علــى أن العجــز يف احلســاب‬ ‫ومعـدّل فائــض احلســاب اجلــاري تـ ّ‬
‫اجلــاري (زيــادة مديونيــة القطــاع اخلــاص للعــامل اخلارجــي) مــن‬
‫شــأنه أن خي ِّفــض مــن معـدّل االدِّخــار اخلــاصّ؛ ومــن ثـمّ ميتـدّ تأثــره‬
‫السّــليب إىل متويــل االســتثمار احمللــي احلقيقــي؛ ومــن ث ـمّ إىل مع ـدّل‬
‫النّمــو االقتصــادي؛‬
‫‪ -‬ا ّتفقــت نتائــج تقديــر دالــة االدِّخــار يف االقتصــاد الســعودي هلــذه‬
‫الدراســات (‪ )10 ،6‬أن ملع ـدّل من ـوّ الناتــج أثــراً ســلبيّاً ومعنويّ ـاً يف‬
‫معـدّل االدِّخــار اخلــاص واإلمجــايل‪ ،‬وهــذا مــا ال يتوافــق مــع التو ُّقعــات‬
‫النّظريــة‪ ،‬مــع األخــذ يف االعتبــار أن عــدم التــوازن والعدالــة يف توزيــع‬
‫الدّخــل يــؤدي إىل تأثــر ســليب يف املدخــرات الوطنيــة‪ .‬كمــا أن ذلــك‬
‫يتوافــق مــع نظريــات الثــروة يف االســتهالك؛ فقــد يوحــي منـوّ الناتــج‬
‫لألســر بتو ُّقــع الزيــادة املســتمرة يف الدّخــل مســتقبالً؛ ممّــا يشـجِّعها‬
‫علــى زيــادة االســتهالك مــن الدّخــل احلــايل؛ ممّــا يق ِّلــل مــن مع ـدّل‬
‫االدِّخــار اخلــاص؛‬
‫‪ -‬إن العالقــة الطرديــة واملعنويــة بــن معــدّل االدِّخــار اخلــاصّ‬
‫ـدل علــى أن االســتثمار احلكومــي يف ال ِبنيــة‬ ‫واالســتثمار احلكومــي تـ ّ‬
‫ال ّتحتيــة مــن شــأنه أن يتكامــل ويدعــم االســتثمار اخلــاصّ‪( ،‬يزيــد‬
‫معـدّل ادِّخــار قطــاع األعمــال لتمويــل مشــروعات االســتثمار احلقيقي‬
‫الثابــت‪ ،‬وحي ِّفــز القطــاع العائلــي علــى زيــادة مع ـدّل االدِّخــار لتمويــل‬
‫اســتهالك الســلع املعمِّــرة املتكاملــة مــع الســلع واخلدمــات العامّــة‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪151‬‬

‫لل ِبنــى ال ّتحتيــة)‪ ،‬فريفــع مــن مع ـدّل النمــو االقتصــادي يف النهايــة؛‬


‫‪ -‬إن لوفــرة مصــادر متويــل املســتهلكني أثــراً ســلبيّاً ومعنويّــاً يف‬
‫مع ـدّل االدِّخــار اخلــاصّ‪ ،‬ومــن املتو ّقــع أن يكــون لسياســات تقييــد‬
‫التمويــل االســتهالكي (البيــع باألقســاط‪ ،‬وبطاقــات االئتمــان) أثــره يف‬
‫زيــادة االدِّخــار اخلــاصّ‪ ،‬مبــا يف ذلــك مــن دعــم لالســتثمار والنّمــو‬
‫االقتصــادي؛‬
‫‪ -‬إن لتحويــات غــر الســعوديني أثــراً ســلبيّاً ومعنويّ ـاً يف مع ـدّل‬
‫االدِّخــار اخلــاصّ‪ ،‬ومــن املتو ّقــع أن يكــون للسياســات الــي حت ـدّ مــن‬
‫هــذه التحويــات أثــر إجيابــي يف معـدّل االدِّخــار اخلــاصّ‪ ،‬وقــد يكــون‬
‫لفتــح أبــواب االســتثمار أمــام األجانــب أثــر كبري يف توطــن هذه األموال‬
‫واحلـدّ مــن هجرهتــا واالســتفادة منهــا يف دعــم التنميــة االقتصاديــة؛‬
‫التضخــم يف معــدّل االدِّخــار يف االقتصــاد‬ ‫ّ‬ ‫تفاوتــت نتائــج تأثــر‬
‫الســعودي فيمــا بــن الدراســات (‪ ،)10 ،6‬فكانــت النتائــج خمتلطــة‬
‫وغــر معنويــة يف الدراســة (‪ ،)6‬وكان ال ّتضخــم ذا تأثــر إجيابــي‬
‫ومعنــوي يف معـدّل االدِّخــار اإلمجــايل يف الدراســة (‪)10‬؛ ممّــا يعــي أن‬
‫ّ‬
‫التضخــم بـــ ‪ % 1‬قــد تــؤدي إىل زيــادة املدّخــرات بنســبة‬ ‫زيــادة معـدّالت‬
‫‪ % 0,06‬حتــت ظــروف عــدم التأ ُّكــد يف االقتصــاد الكلــي؛‬
‫‪ -‬تفاوتــت نتائــج تأثــر اإلنفــاق احلكومــي يف مع ـدّل االدِّخــار يف‬
‫االقتصــاد الســعودي فيمــا بــن الدراســات (‪ ،)10 ،6‬فكانــت العالقــة‬
‫طرديــة يف الدراســة (‪ ،)6‬وكانــت العالقــة عكســية يف الدراســة (‪.)10‬‬
‫ولعـ ّل النتيجــة الثانيــة ت ّتفــق مــع التو ُّقعــات النظريــة لفرضيــة «مكافــئ‬
‫ريــكاردو» ‪Ricardian Equivalence‬؛ حيــث إن مدخــرات القطــاع‬
‫اخلــاصّ ســتزداد عندمــا تنخفــض مدخــرات القطــاع العــام؛ ممّــا يعــي‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪152‬‬

‫أن زيــادة اإلنفــاق احلكومــي بـــ ‪ % 1‬قــد تــؤدي إىل اخنفــاض املدّخــرات‬
‫بنســبة ‪% 1,18‬؛‬
‫‪ -‬إن للعــرض النقــدي أثــراً ســلبيّاً ومعنويّــاً يف معــدّل االدِّخــار‪،‬‬
‫وهــذا ي ّتســق مــع التو ُّقعــات بــأن التوسُّــع يف عــرض النقــود مــن شــأنه‬
‫أن يزيــد مــن فــرص االســتهالك؛ ومــن ثـمّ يؤ ِّثــر يف املدخــرات الوطنيــة‬
‫بطريقــة ســلبية؛‬
‫‪ -‬إن للعوامــل الدميوغرافيــة آثــاراً متفاوتــة يف معــدّل االدِّخــار‪،‬‬
‫فتأثــر الســكان الشــباب (‪ 64-15‬ســنة) إجيابــي يف االدِّخــار مبــا‬
‫يتوافــق مــع تو ُّقعــات نظريــة دورة احليــاة ملوديغليانــي ‪Modigliani‬؛‬
‫حيــث كلّمــا ارتفــع مع ـدّل الســكان يف س ـنّ العمــل يف جمتمــع مــا؛ زاد‬
‫احتمــال أن مييــل األفــراد إىل توفــر مدّخــرات الســتخدامها خــال‬
‫مرحلة التقاعد؛ ممّا يعين أن زيادة الســكان الشــباب بـ ‪% 1‬؛ قد تؤدي‬
‫إىل زيــادة االدِّخــار بنســبة ‪ ،% 0,65‬أمــا نســبة من ـوّ الســكان املس ـنّني‬
‫وســكان املــدن وســكان األريــاف ليــس هلــم تأثــر مهـمّ يف االدِّخــار (غــر‬
‫معنويّــة إحصائيّــة‪ :‬ال ميكــن تعميــم وجــود هــذه العالقــة)؛‬
‫تبيّــن مــن نتائــج ال ّتحليــل السّــابق أن لإلنفــاق احلكومــي علــى االســتثمار‪،‬‬
‫وللنمـوّ الســكاني الشــبابي أثــر إجيابــي علــى االدِّخــار اخلــاصّ‪ ،‬وأن لــكل من‬
‫فائــض املوازنــة ووفــرة قــروض املســتهلكني وعــرض النقــود وحتويــات غــر‬
‫الســعوديني إىل اخلــارج أثــر ســليب ومعنــوي علــى االدِّخــار اخلــاص‪ .‬وعليــه‬
‫ميكــن وضــع توصيــات قــد تســاعد يف وضــع سياســات اقتصاديــة وماليــة‬
‫ونقديــة ُتســهم يف رفــع مع ـدّالت االدِّخــار اخلــاصّ يف اململكــة العربيــة‬
‫الســعودية‪ ،‬منهــا‪ :‬ضــرورة تشــجيع االدِّخــار اخلــاصّ مــن خــال احلفــاظ‬
‫علــى تــوازن املوازنــة العامّــة والتوسُّــع املســتمرّ يف االســتثمار احلكومــي يف‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪153‬‬

‫ال ِبنيــة ال ّتحتيــة‪ ،‬مــع احل ـدّ مــن ال ّتمويــل االســتهالكي‪ ،‬وتشــجيع اســتثمار‬
‫مدّخــرات غــر الســعوديني املقيمــن باململكــة حملّيـاً‪.‬‬
‫‪ -2-2‬تقدير دالة االدِّخار العائلي يف االقتصاد السعودي‬
‫توصّلــت بعــض الدراســات القياســية السّــابقة (‪ )4 ،3‬وكذلــك (‪)7 ،5‬؛‬
‫(عددهــا ‪ 4‬بنســبة ‪ )% 25‬إىل بنــاء منــوذج قياســي كمّــي (صيغــة دا ِّليــة‬
‫لوغاريتميــة(‪ ))1‬لقيــاس العالقــة بــن االدِّخــار العائلــي مــن جهــة‪ ،‬وبعــض‬
‫املتغيّــرات االقتصاديــة وغــر االقتصاديــة مــن جهــة أخــرى؛ وذلــك علــى‬
‫النّحــو التــايل‪:‬‬
‫‪ -‬دالة االدِّخار يف الدّراسات (‪:)4 ،3‬‬
‫(‪Log S = a0 + a1Log Y+a2Log Y*+a3RS)t-1(+a4EINF+a5Log Bank+a6Log S)t-1‬‬

‫‪ -‬دالة االدِّخار يف الدّراسات (‪:)7 ،5‬‬


‫‪Log RSt = B0 + B1 Log RPt + B2 Log RWt + B3 Log NPt + B4 Log Rit + B5‬‬
‫)‪Pt + B6 D + B7 Log RS(t-1‬‬

‫(‪ )1‬يت ـمّ حتويــل القيــم اخلاصّــة باملتغيِّــرات إىل قيــم لوغاريتميــة؛ حتــى يت ـمّ قيــاس مرونــات التغيُّــر يف االدخــار الناشــئ‬
‫توضــح معامــات املعادلــة مقــدار املرونــات‪ ،‬بــدالً مــن املعـدّل احلـدّي‬
‫بســبب التغيُّــر يف املتغيِّــرات املســتقلة املختلفــة؛ حيــث ِّ‬
‫يف حــال كــون املعادلــة يف شــكل دالــة غــر لوغاريتميــة‪.‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪154‬‬

‫ملخص نتائج األثر يف املتغيِّر ال ّتابع‪ :‬االدِّخار العائلي يف‬


‫جدول ‪ّ :7‬‬
‫اململكة العربية السعودية‬
‫الدراسة (‪)7 ،5‬‬ ‫الدراسة (‪)4 ،3‬‬
‫(‪RS )2002-1970‬‬ ‫(‪S )1995-1987‬‬ ‫املتغيِّرات‬
‫املستق ّلة‬
‫األثر‬ ‫املرونة‬ ‫املفهوم‬ ‫األثر‬ ‫املرونة‬ ‫املفهوم‬
‫الدخل الشخصي‬
‫احلقيقي املتاح‬ ‫الدخل احلقيقي‬
‫(‪ )+‬قوي‬ ‫‪1,4101‬‬ ‫‪( RPt‬البديل‪:‬‬ ‫‪1,24‬‬
‫املتاح ‪( Y‬البديل‪:‬‬ ‫الدّخل‬
‫(‪ )+‬قوي‬
‫معنوي‬ ‫الدخل الوطين‬ ‫الناتج احمللي‬ ‫‪Y‬‬
‫احلقيقي اجلاري‬ ‫اإلمجايل ‪)GDP‬‬
‫‪)RYt‬‬
‫(‪)+‬‬ ‫ّ‬
‫التضخم اجلاري‬ ‫(‪)+‬‬ ‫‪0,098‬‬ ‫التضخم املتو ّقع‬
‫ّ‬ ‫ُّ‬
‫التضخم‬
‫غري معنويّ‬ ‫‪Pt‬‬ ‫معنويّ‬ ‫‪EINF‬‬ ‫‪INF‬‬
‫سعر الفائدة على‬
‫سعر الفائدة على‬ ‫سعر‬
‫(‪ )+‬ضعيف‬ ‫(‪ )+‬ضعيف الدوالر لودائع‬ ‫‪0,016‬‬ ‫الدوالر األمريكي‬ ‫الفائدة‬
‫غري معنويّ‬ ‫األجل ملدة ‪3‬‬ ‫غري معنويّ‬ ‫‪Rs‬‬ ‫‪Rs‬‬
‫شهور ‪Rit‬‬
‫التكوين‬
‫(‪ )+‬قوي‬ ‫‪1,1271‬‬ ‫الرأمسايل الثابت‬ ‫‪0,57‬‬
‫الثروة‬
‫(‪)+‬‬ ‫‪*Y‬‬ ‫الدّخل الدائم‬
‫معنويّ‬ ‫للقطاع اخلاص‬ ‫‪W‬‬
‫‪RWt‬‬
‫نسبة السكان إىل‬
‫(‪)+‬‬ ‫‪0,5707‬‬ ‫‪0,16‬‬
‫عدد البنوك‬
‫عدد فروع البنوك‬ ‫(‪)+‬‬
‫معنويّ‬ ‫العاملة ‪Bank‬‬
‫السعودية ‪NPt‬‬
‫تطور‬
‫نسبة الوساطة‬
‫النظام‬
‫املالية (جمموع‬
‫املايل‬
‫(‪)+‬‬ ‫ودائع البنوك‬ ‫‪N‬‬
‫غري معنويّ‬ ‫السعودية إىل‬
‫الناتج احمللي‬
‫اإلمجايل)‬
‫االدِّخار العائلي‬ ‫االدِّخار يف السنة‬
‫(‪)+‬‬ ‫يف السنة السابقة‬ ‫(‪)+‬‬ ‫‪0,1‬‬
‫السابقة (‪S(t-1‬‬
‫(‪RS(t-1‬‬ ‫متغيِّرات‬
‫متغيّر صوري‬ ‫أخرى‬
‫(‪)+‬‬
‫(أزمة اخلليج‬
‫معنويّ‬
‫‪D )1991-1990‬‬

‫بناءً على اجلدول السابق؛ ميكن اخلروج باملالحظات التالية‪:‬‬


‫‪ -‬ضآلــة عــدد الدراســات يف موضــوع االدِّخــار العائلــي يف الســعودية؛‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪155‬‬

‫رغــم أمهيــة هــذا املتغيِّــر يف االقتصــاد الســعودي‪ ،‬وقــد يُعــزى ذلــك إىل‬
‫مشــكلة نقــص البيانــات؛‬
‫‪ -‬ر ّكــزت هــذه الدراســات علــى متغيّــر الدّخــل؛ حيــث أظهــرت أن‬
‫أثــر الدّخــل معنــوي موجــب أيّ ـاً كانــت مفاهيــم الدّخــل املســتخدَمة‬
‫(مرونــة الدخــل بالنســبة لالدِّخــار العائلــي مرتفعــة)‪ ،‬وتبيِّــن هــذه‬
‫النتيجــة إىل حـ ٍّـد كبــر انطبــاق النظريــة الكينزيــة يف تفســر ســلوك‬
‫االدِّخــار العائلــي علــى واقــع االقتصــاد الســعودي؛‬
‫‪ -‬اســتخدمت هــذه الدراســات متغيِّــرات تقريبيــة لقيــاس متغيِّــري‬
‫الثــروة (لصعوبــة قياســها وفــق مفهــوم النظريــة االقتصاديــة) وســعر‬
‫الفائــدة علــى الريــال (لعــدم توافــر البيانــات‪ ،‬والرتباطهــا بتق ُّلبــات‬
‫ســعر الفائــدة علــى الــدوالر (عامــل خارجــي)؛ ممــاّ يصعِّــب األمــر‬
‫ُّ‬
‫التحكــم‬ ‫علــى الســلطات النقديــة يف اململكــة العربيــة الســعودية يف‬
‫حبركــة ســعر الفائــدة علــى الريــال)؛‬
‫‪ -‬ا ّتفقــت نتائــج تقديــر دالــة االدِّخــار العائلــي يف االقتصــاد الســعودي‬
‫لعــدد مــن الدراســات (‪ )7 ،5‬يف أن إشــارات معامــات املتغيّــرات‬
‫ال ّتفســرية (الدّخــل‪ ،‬ال ّثــروة‪ ،‬التطــوّر املــايل) جــاءت مطابقــة‬
‫الفرتاضــات النّظريــات اخلاصّــة باالدِّخــار‪ ،‬أمــا بقيــة املتغيّــرات وهــي‬
‫ّ‬
‫(التضخــم‪ ،‬ســعر الفائــدة علــى الــدوالر‪ ،‬معيــار الوســاطة املاليــة)‪،‬‬
‫مت اســتبعادها وذلــك الخنفــاض معنويّاهتــا اإلحصائيــة (ليســت‬ ‫فقــد ّ‬
‫ذات أمهيــة يف تقديــر معـدّالت االدِّخــار العائلــي)‪ ،‬كمــا تبيّــن أن ألزمــة‬
‫اخلليــج تأثــر يف ســلوك االدِّخــار العائلــي يف اململكــة العربيــة الســعودية؛‬
‫‪ -‬ا ّتفقــت نتائــج تقديــر دالــة االدِّخــار العائلــي يف االقتصــاد الســعودي‬
‫لعدد من الدراسات (‪ )4 ،3‬يف أن ال ّتضخم املتو ّقع ذو تأثري منخفض‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪156‬‬

‫يف ســلوك االدِّخــار العائلــي يف اململكــة العربيــة الســعودية رغــم ارتفــاع‬


‫ّ‬
‫التضخــم قــد تؤدي‬ ‫معنويّتــه اإلحصائيــة؛ ممّــا يعــي أن زيــادة معـدّالت‬
‫إىل زيــادة املدّخــرات يف شــكل عمــات أجنبيــة هروب ـاً مــن خماطــر‬
‫التضخــم علــى األصــول العينيّــة حتــت ظــروف عــدم التأ ُّكــد؛ علــى‬ ‫ُّ‬
‫عكــس بعــض النّظريــات االقتصاديــة الــي تــرى وجــود عالقــة ســلبية‬
‫ُّ‬
‫التضخــم واالدِّخــار؛ حبيــث إن زيــادة معـدّالت االدِّخــار تــؤدّي إىل‬ ‫بــن‬
‫زيــادة االســتهالك (أثــر اهلــروب مــن العملــة) علــى حســاب مع ـدّالت‬
‫االدِّخــار؛‬
‫‪ -‬ا ّتفقــت نتائــج تقديــر دالــة االدِّخــار العائلــي يف االقتصــاد الســعودي‬
‫هلــذه الدراســات (‪ )7 ،5 ،4 ،3‬فيمــا يتعلّــق بآثــار «ســعر الفائــدة»‬
‫اإلحصائيــة؛ حيــث إن أســعار الفائــدة ليســت ذات أمهيــة يف تقديــر‬
‫مع ـدّالت االدِّخــار العائلــي يف االقتصــاد الســعودي (غــر معنــوي‪ :‬ال‬
‫ميكــن تعميــم وجــود هــذه العالقــة)‪ .‬ولعـ ّل السّــبب يف ذلــك يعــود إىل‬
‫النّواحــي الدينيــة الــي تؤ ّثــر بشــكل واضــح يف ســلوك األفــراد بفعــل‬
‫عــدم مشــروعيّة الفائــدة الرِّبويــة؛‬
‫‪ -‬ا ّتفقــت نتائــج تقديــر دالــة االدِّخــار العائلــي يف االقتصــاد الســعودي‬
‫هلــذه الدراســات (‪ )7 ،5 ،4 ،3‬فيمــا يتعلّــق بآثــار النظــام املــايل‬
‫واملصــريف؛ حيــث إن النظــام املصــريف مــن أهــم العوامــل املؤسّســية‬
‫الــي تؤ ِّثــر يف قــرارات األفــراد (مرونــة معامــل أعــداد البنــوك بالنســبة‬
‫لالدِّخــار العائلــي مرتفعــة نســبيّاً)؛ ممّــا يعين أن ســهولة وصول األســر‬
‫إىل هــذه املؤسســات (الشــمول املــايل) قــد يش ـجِّعهم علــى االدِّخــار؛‬
‫‪ -3-2‬تقدير دالة االدِّخار املصريف يف االقتصاد السعودي‬
‫توصّلــت بعــض الدراســات التطبيقيــة السّــابقة (‪)12‬؛ (عددهــا ‪ 1‬بنســبة ‪)% 6‬‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪157‬‬

‫إىل بنــاء معادلــة احنــدار متعـدِّد لقيــاس املتغيّــرات االقتصاديــة املؤ ِّثــرة يف‬
‫االدِّخــار املصــريف؛ وذلــك علــى النّحــو التــايل‪:‬‬
‫‪ -‬دالة االدِّخار يف الدّراسة (‪:)12‬‬
‫‪DEP = α + β1 Ri,t + β2 INi,t + β3 EQi,t + β4 INCOMEi,t + εi‬‬

‫ملخــص نتائــج األثــر يف املتغيِّــر ال ّتابــع‪ :‬حجــم الودائــع يف‬


‫جــدول ‪ّ :8‬‬
‫البنــوك الســعودية‬
‫الدراسة (‪)12‬‬
‫(‪)2012-2008‬‬
‫(االدِّخار املصريف يف اململكة العربية‬ ‫املتغيِّرات املستق ّلة‬
‫السعودية) ‪DEP‬‬
‫األثر‬ ‫املعامل‬ ‫املفهوم‬
‫ناتج قسمة مبالغ‬ ‫معدّل العائد على‬
‫(‪)+‬‬ ‫‪2,9758‬‬
‫العوائد المدفوعة‬
‫معنوي‬ ‫ألصحاب الودائع‪/‬‬ ‫ودائع البنوك التجارية‬
‫ّ‬ ‫‪R‬‬
‫إجمالي الودائع‬

‫معدل التّضخم‬‫ّ‬
‫(‪)+‬‬ ‫‪1,7420‬‬
‫الصادر من‬‫ّ‬ ‫ال ّتضخم‬
‫معنوي‬ ‫غير‬ ‫مؤسسة النقد‬ ‫‪IN‬‬
‫ّ‬
‫العربي السعودي‬

‫حقوق الملكية للبنك‬


‫معينة‪/‬‬
‫في سنة ّ‬
‫نسبة امللكية يف البنوك‬
‫(‪)+‬‬ ‫‪0,0183‬‬ ‫إجمالي موجودات‬ ‫التجارية‬
‫معنوي‬
‫ّ‬ ‫غير‬
‫البنك في السنة‬ ‫‪EQ‬‬
‫نفسها‬
‫حصة الفرد‬ ‫ِ‬
‫(‪)+‬‬ ‫متوسط ّ‬‫ّ‬ ‫متوسِّط دخل الفرد‬
‫‪0,3846‬‬ ‫من الناتج المحلي‬
‫معنوي‬
‫ّ‬ ‫اإلجمالي‬ ‫‪INCOME‬‬

‫بناءً على اجلدول السابق؛ ميكن اخلروج باملالحظات التالية‪:‬‬


‫‪ -‬ا ّتضــح أن ملع ـدّل العائــد علــى الودائــع أثــراً إجيابيّ ـاً معنويّ ـاً يف‬
‫مع ـدّل االدِّخــار املصــريف‪ ،‬وهــذه النتيجــة ت ّتفــق مــع مــا هــو متو ّقــع؛‬
‫ممّــا يعــي أن زيــادة معـدّل الربــح علــى احلســابات االســتثمارية بـــ ‪% 1‬؛‬
‫قــد تــؤدي إىل زيــادة االدِّخــار والودائــع املصرفيــة بنســبة ‪% 2,98‬؛‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪158‬‬

‫ضخــم غــر معنــوي يف معـدّل االدِّخــار املصــريف؛‬ ‫‪ -‬ا ّتضــح أن أثــر ال ّت ُّ‬
‫ضخــم يف حجــم الودائــع لــدى البنــوك التجاريــة‬ ‫ومــن ث ـمّ ال يؤ ِّثــر ال ّت ّ‬
‫الســعودية‪ ،‬وقــد يكــون تفســر ذلــك أن البنــوك الســعودية تتقيّــد‬
‫بتعليمــات مؤسســة النقــد العربــي الســعودي؛ وذلــك مــن خــال بقــاء‬
‫أو ختفيــض نســبة العائــد‪ ،‬ونســبة االحتياطــي النقــدي اإللزامــي‬
‫للبنــوك؛‬
‫‪ -‬ا ّتضــح أن أثــر نســبة امللكيــة غــر معنــوي يف معــدّل االدِّخــار‬
‫املصــريف‪ ،‬ومــن ثـمّ ال يُؤ ِّثــر هــذا املتغيِّــر يف حجــم الودائــع لــدى البنــوك‬
‫التجاريــة الســعودية‪ ،‬وقــد يكــون السّــبب يف ذلــك نامج ـاً عــن‪:‬‬
‫‪ ‬زيــادة عــدد البنــوك التجاريــة يف الســعودية؛ ومــن ثــمّ تتعــدّد‬
‫اخليــارات املتاحــة أمــام املودعــن؛‬
‫ضعــف الوعــي املصــريف لــدى العمــاء؛ حبيــث إهنــم ال ير ِّكــزون‬ ‫‪َ ‬‬
‫علــى املؤشِّــرات املاليــة للبنــك عنــد رغبتهــم بإيــداع أمواهلــم لــدى‬
‫البنــوك التجاريــة‪.‬‬
‫‪ -‬ا ّتضــح أن ملتوسِّــط دخــل الفــرد أثــراً إجيابيّ ـاً معنويّ ـاً يف مع ـدّل‬
‫االدِّخــار املصــريف‪ ،‬وهــذه النتيجــة ت ّتفــق مــع مــا هــو متو ّقــع (متيــل‬
‫األســر ذات الدّخــل املنخفــض إىل ودائــع التوفــر‪ ،‬ومتيــل األســر ذات‬
‫الدّخــل املرتفــع إىل الودائــع االســتثمارية)؛ ممّــا يعين أن زيادة متوسِّــط‬
‫الدخــل بـــ ‪% 1‬؛ قــد تــؤدي إىل زيــادة االدِّخــار والودائــع املصرفيــة‬
‫بنســبة ‪.% 0,38‬‬
‫تبيّــن مــن نتائــج ال ّتحليــل السّــابق أن معـدّل الربــح علــى الودائــع ومتوســط‬
‫دخــل الفــرد كان هلمــا تأثــراً موجبــاً يف حجــم الودائــع االدِّخاريــة لــدى‬
‫البنــوك التجاريــة الســعودية‪ ،‬ومل يكــن لل ّتضخــم ولنســبة امللكيــة أيّ تأثــر‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪159‬‬

‫يف حجــم الودائــع االدِّخاريــة لــدى هــذه البنــوك؛ األمــر الــذي قد يســاعد يف‬
‫وضــع سياســات مصرفيــة ُتســهم يف حتفيــز االدِّخــار املصــريف يف اململكــة‬
‫العربيــة الســعودية منهــا‪ :‬قيــام البنــوك التجاريــة الســعودية بتحقيــق‬
‫االســتقرار يف الودائــع لديهــا مــن خــال توفــر املنتجــات االدِّخاريــة املالئمــة‬
‫ذات العوائــد املناســبة؛ حبيــث ال يكــون هنــاك تق ُّلــب كبــر يف العوائــد الــي‬
‫تدفعهــا للمودعــن لديهــا؛ ومــن ثــمّ ضمــان عــدم التق ُّلــب يف مســتويات‬
‫حجــم الودائــع لديهــا‪ ،‬وينبغــي علــى البنــوك التجاريــة الســعودية تطويــر‬
‫أعماهلــا مــن خــال تطويــر الوعــي املصــريف للعمــاء‪.‬‬
‫‪ -4-2‬تقدير دالة االدِّخار التقاعدي يف االقتصاد السعودي‬
‫توصّلــت بعــض الدراســات التطبيقيــة السّــابقة (‪)16 ،15‬؛ (عددهــا ‪2‬‬

‫بنســبة ‪ )% 12‬إىل بناء منوذج احندار لوجســي(‪Logistic Regression )1‬‬

‫لقيــاس املتغيّــرات االقتصاديــة وغــر االقتصاديــة املؤ ِّثــرة يف ال ّتخطيــط‬


‫لالدِّخــار ال ّتقاعــدي؛ وذلــك علــى النّحــو التــايل‪:‬‬
‫‪ -‬دالة االدِّخار يف الدّراسات (‪:)16 ،15‬‬
‫)‪PLAN = f (G, E, S, H, EO, RT, I, A, JS, JP, B‬‬

‫(‪ )1‬االحنــدار اللوجســي هــو منــوذج يُســتخدم للتنبُّــؤ باحتماليــة وقــوع حــدث مــا‪ ،‬كأن يُســتخدم يف التّســويق مثـاً حلســاب‬
‫تو ُّقعــات ميــل املســتهلك إىل شــراء منتــج مــا أو امتناعــه عــن الشّــراء‪.‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪160‬‬

‫ملخــص نتائــج األثــر يف املتغيِّــر ال ّتابــع‪ :‬ال ّتخطيــط لالدِّخــار‬


‫جــدول ‪ّ :9‬‬
‫ال ّتقاعــدي يف البنــوك الســعودية‬
‫الدراسة (‪)16 ،15‬‬
‫(االدِّخار التقاعدي يف اململكة العربية‬
‫السعودية) ‪PLAN‬‬
‫املتغيِّرات املستق ّلة‬
‫احتمال‬
‫املعامل‬ ‫املفهوم‬
‫احلدوث‬
‫‪0,307‬‬ ‫‪-1,180‬‬ ‫ذكر‬ ‫اجلنس‬
‫‪G‬‬
‫ّ‬
‫موظف القطاع‬ ‫قطاع العمل‬
‫‪0,084‬‬ ‫‪-2,477‬‬ ‫املتغيِّرات‬
‫احلكومي‬ ‫‪S‬‬
‫الدميوغرافية‬
‫مستوى تعليم‬ ‫املستوى ال ّتعليمي‬
‫‪0,205‬‬ ‫‪-1,586‬‬
‫(عايل)‬ ‫‪E‬‬

‫املوقف‬ ‫درجة امليل‬


‫‪4,559‬‬ ‫‪1,517‬‬ ‫االستثماري‬ ‫لالستثمار‬
‫(عايل)‬ ‫‪I‬‬

‫حتمُّل املخاطر‬ ‫املتغيِّرات‬


‫‪0,114‬‬ ‫‪-2,167‬‬ ‫املستثمر املُخاطر‬ ‫‪RT‬‬ ‫االقتصادية‬
‫‪0,174‬‬ ‫‪-1,750‬‬ ‫السعادة‬ ‫واالجتماعية‬
‫السّعادة‬ ‫‪H‬‬
‫التفاؤل‬ ‫ال ّتفاؤل االقتصادي‬
‫‪0,229‬‬ ‫‪-1,472‬‬
‫االقتصادي‬ ‫‪EO‬‬

‫تل ّقي العامل‬


‫‪2,887‬‬
‫‪1,060‬‬ ‫نصح صاحب العمل املشورة من ربّ‬
‫غري معنويّ‬ ‫‪A‬‬
‫العمل‬
‫الشعور باالنتماء‬ ‫الشعور باالنتماء‬
‫‪2,511‬‬ ‫‪0,921‬‬
‫القوي للشركة‬ ‫‪B‬‬ ‫املتغيِّرات املرتبطة‬
‫عدم وجود‬ ‫غياب ضغوط‬ ‫ببيئة العمل‬
‫‪2,919‬‬ ‫‪1,071‬‬ ‫ضغط أو إجهاد‬ ‫العمل‬
‫يف العمل‬ ‫‪JP‬‬

‫‪1,628‬‬ ‫االستقرار‬ ‫االستقرار الوظيفي‬


‫‪0,488‬‬
‫غري معنويّ‬ ‫الوظيفي‬ ‫‪JS‬‬

‫بناءً على اجلدول السابق؛ ميكن اخلروج باملالحظات التالية‪:‬‬


‫ّ‬
‫املوظفــن (الذكــور) الذيــن يعملــون يف القطــاع احلكومــي‬ ‫‪ -‬و ُِجــد أن‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪161‬‬

‫(اجلنســن) ذوي املســتوى ال ّتعليمــي العــايل (اجلنســن) ّ‬


‫أقــل ميــاً‬
‫لالدِّخــار ال ّتقاعــدي؛ ممّــا يعــي أن التــدرُّج مــن فئــة اإلنــاث إىل‬
‫الذكــور يق ِّلــل مــن وجــود برنامــج ادِّخــار تقاعــدي بنســبة ‪ ،% 31‬وكلمــا‬
‫زاد املســتوى التعليمــي فــوق البكالوريــوس؛ قــ ّل احتمــال االدِّخــار‬
‫وموظفــو القطــاع احلكومــي أقــ ّل ميــاً‬ ‫ّ‬ ‫التقاعــدي بنســبة ‪،% 20‬‬
‫لالدِّخــار التقاعــدي بنســبة ‪ % 8‬مــن نظرائهــم يف القطــاع اخلــاصّ؛‬
‫بســبب األمــان الوظيفــي الــذي يو ِّفــره القطــاع احلكومــي مــن معاشــات‬
‫وضمــان اجتماعــي؛‬
‫‪ -‬التو ُّقعــات االقتصاديــة املتفائلــة والسّــعادة تؤ ِّثــر ســلباً يف‬
‫املوظفــن السّــعداء‬ ‫ّ‬ ‫ال ّتخطيــط لالدِّخــار التقاعــدي؛ حيــث إن‬
‫اجتماعيّــاً (ال ّتواصــل مــع العائلــة واالصدقــاء‪ ،‬والنشــاط البدنــي‪،‬‬
‫أقــل توجُّهــاً‬
‫والصحّــة اجليِّــدة‪ ،‬واملــوارد املاليــة الكافيــة‪ ،‬واحلريّــة) ّ‬
‫لالدِّخــار التقاعــدي؛ ممّــا يعــي أن التــدرُّج مــن فئــة الســعداء إىل‬
‫خيفــض احتمــال االدِّخــار بنســبة ‪ ،% 17‬كمــا أن‬ ‫الفئــة األقـ ّل ســعادة ِّ‬
‫املتفائلــن بشـدّة يُظهــرون مســتوىً منخفضـاً يف االدِّخــار التقاعــدي‬
‫بنســبة ‪ % 23‬مقارنــة باملتشــائمني يف تو ُّقعاهتــم االقتصاديــة (الرعايــة‬
‫الصِّحيــة‪ ،‬واالســتقالل املــايل‪ ،‬ومســتوى املعيشــة)؛‬
‫‪ -‬املواقــف املاليــة جتــاه املخاطــر تؤ ِّثــر ســلباً يف ال ّتخطيــط لالدِّخــار‬
‫فاملوظفــون ذوو املواقــف االســتثمارية القويــة أكثــر توجُّهـاً‬‫ّ‬ ‫التقاعــدي‪،‬‬
‫لالدِّخــار التقاعــدي؛ حيــث يتضاعــف عندهــم احتمــال وجــود حســاب‬
‫ادِّخــاري ‪ 4,5‬مــرة عــن كل وحــدة إضافيــة يف االســتثمار (امللكية العقارية‪،‬‬
‫أقل هتيئة لالدِّخار‬ ‫احملفظة املالية‪ ،‬بدء مشروع أعمال)؛ وأن املغامرين ّ‬
‫التقاعــدي بنســبة ‪ % 11‬مــن ّ‬
‫املوظفــن األكثــر حت ُّفظـاً جتــاه املخاطــر؛‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪162‬‬

‫‪ -‬عوامــل اجلــذب أو ال ّتحفيــز يف مــكان العمــل تؤ ِّثــر إجيابــاً يف‬


‫الضغــط‪ ،‬ودرجــة تفاعــل‬ ‫ال ّتخطيــط لالدِّخــار التقاعــدي‪ ،‬فغيــاب ّ‬
‫املوظــف مــع قيــم الشــركة (الشّــعور باالنتمــاء) يرتبطــان إجيابيّـاً بامليل‬ ‫ّ‬
‫حنــو االدِّخــار التقاعــدي‪ ،‬وهنــاك عالقــة إجيابيــة لكنهــا غــر معنويّــة‬
‫بــن الــدّور ال ّتعليمــي ألصحــاب العمــل (تقديــم املشــورة) وال ّتخــوُّف‬
‫مــن فقــدان الوظيفــة يف قــرار االدِّخــار التقاعــدي‪.‬‬
‫تبيّــن مــن نتائــج ال ّتحليــل السّــابق أن الذكــور الذيــن يتم ّتعــون مبســتوى‬
‫للتخطيــط‬ ‫تعليــم عــا ٍل والذيــن يعملــون يف القطــاع احلكومــي هــم أقـ ّل ميـاً ّ‬
‫للتقاعــد‪ .‬وأن املتعـرِّض للمخاطــر الــذي يتم ّتــع بثقــة عاليــة يُعتــر أق ّل ميوالً‬
‫لل ّتخطيــط االدِّخــاري؛ يف حــن أن ذوي املواقــف االســتثمارية القويــة هــم‬
‫األكثــر جلــوءاً إىل ال ّتخطيــط عــر حســابات االدِّخار‪ .‬يف مكان العمل ترتبط‬
‫عوامــل اجلــذب أو ال ّتحفيــز بزيــادة املشــاركة يف ال ّتخطيــط لل ّتقاعــد؛ األمــر‬
‫الــذي قــد يســاعد يف وضــع سياســات ادِّخاريــة ُتســهم يف حتفيــز االدِّخــار‬
‫التقاعــدي يف اململكــة العربيــة الســعودية منهــا‪ :‬قيــام البنــوك الســعودية‬
‫بال ّتخطيــط املــايل الشــخصي لعمالئهــا مــن خــال توفــر منتجــات ادِّخاريــة‬
‫مالئمــة للمتقاعديــن‪ ،‬وقيــام أربــاب العمــل بتقديــم املشــورة وتعزيــز الوعــي‬
‫واملعرفــة املاليــة بأمهيــة االدِّخــار ال ّتقاعــدي‪ ،‬وإجــراء املزيــد مــن الدراســات‬
‫يف جمــال «االقتصــاد الســلوكي» لالســتفادة منــه يف تغيــر ســلوك األفــراد‬
‫فيمــا يتعلّــق باالدِّخــار ال ّتقاعــدي(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬ميكــن توجيــه ّ‬


‫املوظــف مــن خــال مبــادرات أربــاب العمــل يف الشــركات؛ حيــث يُطلــب منــه عنــد التّعيــن التخلّــي عــن ‪% 10‬‬
‫مــن راتبــه ليت ـمّ ادّخارهــا لــه واســتثمارها يف أدوات منخفضــة املخاطــر أو ادخارهــا واســتثمارها؛ ومــن ث ـمّ يُقــرح عليــه أن‬
‫يســتفيد منهــا بعــد ‪ 5‬ســنوات لشــراء منــزل؛ فإنــه مــن املمكــن أن يتأ ّثــر هبــذا اإلجــراء نســبة ال بــأس هبــا مــن ّ‬
‫املوظفــن الذيــن‬
‫تُعــرض عليهــم هــذه الفكــرة؛ إذ إن املوظــف ميكــن أن يتكاســل عــن اتِّخــاذ القــرار مــع بدايــة توظيفــه؛ ومــن ثـمّ يسـوِّف‪ ،‬لكــن‬
‫إذا وُجــد مــن يقـدِّم لــه هــذا اخليــار وجيعلــه الرغبــة األوىل (الــي يتطلّــب األمــر إلغاءهــا إذا مل يرغــب يف ذلــك)؛ فإنــه ســيميل‬
‫عــدد ال بــأس بــه إىل مثــل هــذا اخليــار‪.‬‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪163‬‬

‫ثالثاً‪ :‬االدخار يف برنامج تطوير القطاع املالي‬


‫‪ -1‬دور برنامج تطوير القطاع املايل‬
‫يُعـدّ حتفيــز االدِّخــار مــن أهـمّ مرتكــزات «برنامــج تطويــر القطــاع املــايل»؛‬
‫حيــث يتم ّثــل دور الربنامــج يف «تطويــر قطــاع مــايل متن ـوِّع وفاعــل‪ ،‬لدعــم‬
‫تنميــة االقتصــاد الوطــي وتنويع مصادر الدّخل‪ ،‬وحتفيز االدِّخار والتمويل‬
‫واالســتثمار‪ ،‬مــن خــال تطويــر وتعميــق مؤسســات القطــاع املــايل‪ ،‬وتطويــر‬
‫الســوق املاليــة الســعودية‪ ،‬لتكويــن ســوقٍ ماليــة متقدِّمــة‪ ،‬مبــا ال يتعــارض‬
‫مــع األهــداف اإلســراتيجية للحفــاظ علــى اســتقرار ومتانة القطــاع املايل»‪.‬‬
‫ويرجــع السّــبب يف تركيــز الربنامــج علــى حتفيــز االدِّخــار إىل حتليــل‬
‫الوضــع الراهــن لالدِّخــار يف اململكــة والــذي بيّــن بشــكل واضــح اخنفــاض‬
‫نســبة االدِّخــار العائلــي يف اململكــة مقارنــة باملتوسِّــط العاملــي؛ حيــث بلــغ‬
‫وقــت إعــداد الربنامــج ‪ % 6‬إلمجــايل الســكان و ‪ % 2,4‬لألســر الســعودية‪،‬‬
‫وهــي نســبة منخفضــة مقارنــة باملتوسِّــط العاملــي البالــغ ‪( % 10‬حســب‬
‫إحصــاءات العــام ‪ .)2014‬وقــد عــزى الربنامج اخنفاض معدّل ادِّخار األســر‬
‫الســعودية إىل االســتعداد احملــدود للقطــاع اخلــاص والســيما البنــوك يف‬
‫ال ّترويــج ملنتجــات االدِّخــار‪ ،‬وحمدوديــة احمل ِّفــزات احلكوميــة لالدِّخــار مثــل‪:‬‬
‫اإلعفــاءات الضريبيــة‪.‬‬
‫وقــد أشــار تقريــر لصنــدوق النقد الــدويل (‪ )2018‬إىل أن اخنفاض االدِّخار‬
‫مرتبــط يف الواقــع مبوضــوع اإلدمــاج (الشــمول) املــايل‪ ،‬وحتديــداً تفضيــل‬
‫البعــض عــدم االخنــراط يف النظــام املــايل ألســباب دينية‪ .‬وميكــن ربط هذا‬
‫التفســر مبــا توصّــل لــه حتليــل الوضــع الراهــن‪ ،‬بــأن األفــراد حيجمــون عــن‬
‫فتــح حســابات ادِّخاريــة لعــدم اقتناعهــم بالسّــامة الشــرعية للمنتجــات‬
‫املطروحــة؛ والــي تتوافــق مــع رغبــة البنــوك الســعودية يف احملافظــة علــى‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪164‬‬

‫أرباحهــا التشــغيلية املرتفعــة الــي يُعــدّ أحــد أســباهبا اخنفــاض تكلفــة‬


‫الودائــع‪ ،‬نتيجــة الرتفــاع نســبة الودائــع اجلاريــة ا ّ‬
‫جملانيــة والــي ُقـدِّرت يف‬
‫هنايــة الربــع الثالــث لعــام ‪ 2018‬بنحــو ‪ 1,08‬تريليــون ريــال‪ ،‬مت ِّثــل ‪% 64,6‬‬

‫مــن إمجــايل قيمــة الودائــع(‪.)1‬‬


‫‪ -2‬أهداف حتفيز االدِّخار يف الربنامج‬
‫اختصّــت الرّكيــزة الثالثــة الرئيســة لربنامــج تطويــر القطــاع املــايل يف تعزيــز‬
‫ومتكــن ال ّتخطيــط املــايل (االدِّخــار)‪ ،‬مــن خــال حتقيــق أربعــة أهــداف‬
‫فرعيــة هــي‪:‬‬
‫الطلــب املســتديم علــى خطــط االدِّخــار؛ مــن خــال تعزيــز‬ ‫‪ -‬حتفيــز ّ‬
‫ومتكــن ال ّتخطيــط املــايل لألفــراد‪ ،‬واســتقالهلم املــايل علــى املــدى‬
‫الطويــل‪ .‬وبالنّظــر إىل حمدوديــة اســتعداد البنــوك حاليــاً لتعزيــز‬
‫حســابات االدِّخــار‪ ،‬سيســعى الربنامــج إىل إنشــاء «كيــان وطين مســتقل‬
‫لالدِّخــار»‪ ،‬يُعنــى بتقديــم منتجــات ادِّخاريــة لألفــراد مدعومــة مــن‬
‫احلكومــة مثــل‪ :‬صكــوك االدِّخــار؛ هبــدف تشــجيع مدّخــرات طويلــة‬
‫األجــل؛‬
‫‪ -‬التوسُّــع يف املنتجــات والقنــوات املتاحــة لالدِّخــار يف الســوق؛ مــن‬
‫خــال تطويــر منتجــات ادِّخاريــة مدعومــة مــن احلكومــة‪ ،‬لقيــادة‬
‫جهــود حتفيــز االدِّخــار طويــل األجــل‪ ،‬والــي ســتكون مصمّمــة لتلبيــة‬
‫حاجــات أساســية مثــل‪ :‬مت ُّلــك املنــازل‪ ،‬وال ّتعليــم‪ ،‬باإلضافــة إىل تطوير‬
‫منتجــات ادِّخاريــة مصمّمــة خصِّيصـاً لذوي الدّخــل املنخفض لضمان‬
‫مشوليــة الربنامــج؛‬
‫‪ -‬حتســن منظومــة االدِّخــار وتعزيزهــا؛ مــن خــال تقديــم حوافــز‬
‫للبنــوك الــي تنجــح يف جــذب الودائــع طويلــة األجــل؛‬
‫(‪ )1‬وحدة التقارير‪ ،‬االقتصادية‪.2018 ،‬‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪165‬‬

‫‪ -‬تعزيــز الثقافــة املاليــة؛ مــن خــال إنشــاء «كيــان للثقافــة املاليــة»‬


‫لتنســيق جهــود ال ّتثقيــف املــايل‪ ،‬والوصــول ألكــر عــدد مــن األفــراد‬
‫يف مناطــق اململكــة‪ ،‬وســر ِّكز الكيــان علــى تغيــر السّــلوك االجتماعــي‬
‫حنــو االدِّخــار وتشــجيع اجليــل احلــايل‪ ،‬واألجيــال القادمــة علــى زيــادة‬
‫االدِّخــار‪.‬‬
‫‪ -3‬مستهدفات الربنامج املتع ِّلقة باالدِّخار‬
‫يوضــح اجلــدول الالحــق مســتهدفات برنامــج تطويــر القطاع املــايل املتع ِّلقة‬ ‫ِّ‬
‫بركيــزة حتفيــز االدِّخار‪:‬‬
‫جــدول ‪ :10‬مســتهدفات برنامــج تطويــر القطــاع املــايل املتع ِّلقــة بركيــزة‬
‫حتفيــز االدِّخــار‬
‫‪2020 2019 2018 2016‬‬ ‫املؤشِّر‪/‬السنة‬
‫‪400‬‬ ‫‪367‬‬ ‫‪345‬‬ ‫‪315‬‬ ‫إمجايل املدّخرات احملققة يف منتجات االدِّخار (مليار ريال)‬
‫‪9‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫عدد األنواع املتاحة من منتجات االدِّخار‬
‫‪29‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫نسبة ادِّخار األسر على أساس منتظم (‪)%‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪-‬‬
‫نسبة احلسابات املفتوحة عرب إجراءات «اعرف عميلك»‬
‫اإللكرتونية (‪)%‬‬
‫‪7.5‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6.4‬‬ ‫‪6.2‬‬ ‫نسبة مدّخرات األسر من الدّخل املتاح (‪)%‬‬

‫املصدر‪ :‬برنامج تطوير القطاع املايل‬

‫‪ -4‬مبادرات الربنامج لتحفيز االدِّخار‬


‫اعتمــد برنامــج تطويــر القطــاع املــايل مثانــي مبــادرات لتحفيــز االدِّخــار‪،‬‬
‫اثنتــان منهمــا حموريــة تتطلّب إنشــاء كيانات جديــدة‪ ،‬ويقدم اجلدول التايل‬
‫وصفـاً لــكل مبــادرة‪ ،‬واجلهــة املســؤولة عنهــا‪ ،‬واألثــر املتو ّقــع لتنفيذهــا‪.‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪166‬‬

‫جدول ‪:11‬‬
‫مبادرات حتفيز االدِّخار ضمن برنامج تطوير القطاع املايل‬
‫األثر املتو ّقع‬ ‫اجلهة القائدة‬ ‫وصف املبادرة‬ ‫املبادرة‬ ‫م‬
‫إنشــاء كيــان وطــي لالدِّخــار‬
‫مســتق ّل يُعنــى بتقديــم‬
‫منتجــات ادِّخاريــة مدعومــة‬
‫إمجــايل املدّخــرات احملتفــظ‬ ‫مــن احلكومــة لتحفيــز‬
‫إنشاء كيان وطين‬
‫هبــا يف منتجــات الكيــان‬ ‫االدِّخــار اخلــاصّ مــن خــال وزارة املالية‪،‬‬
‫لالدِّخار (منتجات‬ ‫‪1‬‬
‫الوطــي لالدِّخــار‪ 6 :‬مليارات‬ ‫توفــر منتجــات خمصّصــة‪ ،‬وزارة االقتصاد‬
‫ادِّخارية مدعومة‬
‫ريــال ســعودي حبلــول العــام‬ ‫وتعزيــز املنافســة علــى والتخطيط‬
‫من احلكومة)*‬
‫‪2020‬م‪.‬‬ ‫االدِّخــار‪ ،‬والسّــماح للعمــاء‬
‫األفــراد باالدِّخــار يف منتجــات‬
‫مضمونــة حكوميــاً دون فتــح‬
‫ســوق الســندات مباشــرة‪.‬‬
‫زيــادة يف املدّخــرات املودَعــة‬
‫يف حســابات االدِّخــار‪ :‬مــن‬
‫مليــار إىل مليــاري ريــال‬ ‫تطوير منتج‬
‫تزويــد املســتهلكني احملليــن‬
‫ســنوياً ‪.‬‬ ‫خمصّص‪ :‬خطة‬ ‫‪2‬‬
‫وزارة اإلسكان‬ ‫مبخطــط ادخــار مصمّــم‬
‫عــدد األنــواع اإلضافيــة‬ ‫االدِّخار اخلاصّة‬
‫لتم ُّلــك املســكن‪.‬‬
‫املتاحــة مــن منتجــات‬ ‫مبلكية املنازل‬
‫املخططات‬ ‫ّ‬ ‫االدِّخــار‪ +1 :‬مــن‬
‫ا ملتا حــة‬
‫زيــادة يف املدخــرات املودعــة‬
‫يف حســابات االدخــار‪ :‬مــن‬
‫مليــار ونصــف إىل مليــاري‬ ‫تطوير منتج‬
‫تزويــد املســتهلكني احمللّيــن‬
‫ريــال ســنوياً‪.‬‬ ‫خمصّص‪ :‬خمطط‬ ‫‪3‬‬
‫وزارة التعليم‬ ‫مبخطــط ادِّخــار مصمّــم‬
‫عــدد األنــواع اإلضافيــة‬ ‫االدِّخار من أجل‬
‫للتعليــم العــايل لــأوالد‬
‫املتاحــة مــن منتجــات‬ ‫التعليم‬
‫ّ‬
‫املخططات‬ ‫االدِّخــار‪ +1 :‬مــن‬
‫ا ملتا حــة‬
‫توســيع نطــاق الوصــول‬
‫وزيــادة عمــق منتجــات برامــج‬
‫توزيع برامج‬
‫زيــادة يف املدّخــرات‬ ‫االســتثمار اجلماعــي مــن‬
‫استثمار مجاعي‬
‫املودَعــة يف منتجــات برامــج‬ ‫خــال متكــن األشــخاص‬
‫هيئة السوق‬ ‫من خالل‬ ‫‪4‬‬
‫االســتثمار اجلماعــي بســبب‬ ‫املرخّــص هلــم مــن االســتفادة‬
‫املالية‬ ‫جهات أخرى‬
‫تســهيل القيــود املفروضــة‬ ‫مــن قنــوات التّوزيــع القائمــة‪،‬‬
‫غري األشخاص‬
‫علــى التوزيــع‪.‬‬ ‫مبــا يف ذلــك املصــارف‪،‬‬
‫املرخّص هلم‬
‫للوصــول إىل املســتهلكني‬
‫ا لنها ئيــن‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪167‬‬

‫األثر املتو ّقع‬ ‫اجلهة القائدة‬ ‫وصف املبادرة‬ ‫املبادرة‬ ‫م‬


‫زيــادة يف املدّخــرات املودَعــة‬
‫زيــادة مســتوى االدِّخــار لــدى‬
‫يف حســابات االدِّخــار‪ :‬مــن‬
‫تطوير منتجات الفئــات ذات الدّخــل املنخفــض‬
‫مليــار إىل مليــاري ريــال‬
‫بنك التنمية‬ ‫مصمّمة خصِّيصاً مــن خــال تصميــم وتطويــر‬
‫ســنوياً ‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫االجتماعية‬ ‫منتج‪/‬منتجــات‬ ‫للفئات ذات الدّخل وإطــاق‬
‫عــدد األنــواع اإلضافيــة‬
‫ادِّخــار مرتبطــة باإلقــراض‬ ‫املنخفض‬
‫املتاحــة مــن منتجــات‬
‫االجتماعــي‪.‬‬
‫ا ال دِّخــا ر ‪.‬‬
‫زيــادة املدّخــرات املودَعــة يف‬
‫منتجــات االدِّخــار املصــريف‬ ‫توســيع نطــاق اخلدمــات‬
‫بســبب زيــادة الوصــول إىل‬ ‫املاليــة وتطويــر البيئــة‬
‫مؤسسة‬ ‫تبسيط الوصول‬
‫املناطــق النائيــة‪.‬‬ ‫الــي هتيِّــئ لوجــود مقدِّمــي‬ ‫‪6‬‬
‫النقد العربي‬ ‫إىل منتجات‬
‫زيــادة املدّخــرات املودَعــة يف‬ ‫خدمــات بديلــة (مثــل‪:‬‬
‫السعودي‬ ‫االدِّخار املصريف‬
‫منتجــات االدِّخــار التأمينيــة‬ ‫الــوكالء ومؤسســات التمويــل‬
‫بســبب تعزيــز قواعــد‬ ‫ا أل صغــر ) ‪.‬‬
‫التأمــن املصــريف‪.‬‬
‫إنشــاء كيــان مســتق ّل يُعنــى‬
‫املســتوى العــام للثقافــة‬ ‫بقيــادة التّثقيــف املــايل يف‬
‫املاليــة للراشــدين يف اململكة‪:‬‬ ‫مجيــع أحنــاء اململكــة عــر‬
‫مؤسسة‬
‫‪ % 34‬حبلــول العــام ‪2020‬م‪.‬‬ ‫إنشاء كيان تثقيف تنســيق جهــود مجيــع اجلهــات‬ ‫‪7‬‬
‫النقد العربي‬
‫نســبة األســر الــي تدّخــر‬ ‫مايل متخصِّص* املشــاركة يف التّثقيــف املــايل؛‬
‫السعودي‬
‫بانتظــام‪ % 29 :‬حبلــول العــام‬ ‫للحــدّ مــن التداخــات‬
‫‪2020‬م‪.‬‬ ‫القائمــة وحتقيــق أقصــى قــدر‬
‫مــن التّأثــر والتّغطيــة‪.‬‬
‫حتفيــز البنــوك مــن خــال‬
‫زيــادة املدّخــرات املودَعــة يف‬ ‫تقديم حوافز‬
‫مؤسسة‬ ‫تعديــل النّســب التنظيميــة‬
‫منتجــات االدِّخــار املصــريف‬ ‫للبنوك جلذب‬ ‫‪8‬‬
‫لتعزيــز الودائــع املســتقرّة النقد العربي‬
‫بســبب زيــادة االحتياجــات‬ ‫الودائع طويلة‬
‫وطويلــة األجــل بــدالً مــن السعودي‬
‫التنظيميــة للقطــاع اخلــاص‪.‬‬ ‫األجل‬
‫ودائــع احلســابات اجلاريــة‪.‬‬
‫* مبادرات حمورية‬
‫املصدر‪ :‬برنامج تطوير القطاع املايل‬

‫يُلحــظ مــن اجلــدول الســابق أن الربنامــج ير ِّكــز علــى االدِّخــار باملفهــوم‬


‫الضيــق ومبنظــار ال ّتمويــل الشــخصي الــذي ير ِّكــز علــى االســتثمار طويــل‬
‫األجــل منخفــض املخاطــر؛ حيــث ربــط بــن اخنفــاض معـدّل االدِّخــار وك ّل‬
‫مــن‪ )1( :‬الودائــع طويلــة األجــل يف القطــاع املصــريف‪ )2( ،‬برامــج االســتثمار‬
‫اجلماعــي لألفــراد املــدارة مــن األشــخاص املرخّــص هلــم مــن هيئــة الســوق‬
‫املاليــة‪ )3( ،‬منتجــات ال ّتأمــن املوجّهــة حنــو االدِّخــار مثــل‪ :‬التأمــن علــى‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪168‬‬

‫احليــاة‪ .‬مــع أن االدِّخــار باملفهــوم الواســع غــر مرتبــط بنــوع االســتثمار‪ ،‬وأن‬
‫االســتثمار طويــل األجــل (مــن متوســط إىل مرتفــع املخاطــر) هــو األكثــر‬
‫فائــدة للنّمــو االقتصــادي؛ ألنــه يســمح باســتثمار املدّخــرات يف جمــاالت‬
‫ذات خماطــر عاليــة‪.‬‬
‫وهلــذا مــن املهـمّ عــدم تركيــز الربنامــج علــى املنتجــات الــي حت ِّفــز االدِّخــار‬
‫كل أنــواع االدخــار بغــضّ‬ ‫باملفهــوم الضيــق؛ بــل جيــب أن يشــجِّع علــى ّ‬
‫النظــر عــن درجــة خماطــر االســتثمارات الــي حتـوَّل هلا هــذه املدّخرات‪،‬‬
‫وهــو مــا يتطلّــب بــدوره هتيئــة قنــوات جديــدة لالســتثمار وإن كانــت مرتفعــة‬
‫املخاطــر مثــل‪ :‬منصّــات التمويــل اجلماعــي‪ ،‬وصناديــق االســتثمارات‬
‫اخلاصّــة ورأس املــال اجلــريء‪.‬‬
‫باإلضافــة إىل ذلــك‪ ،‬مــن امله ـمّ توفــر أكــر قــدر مــن التن ـوُّع يف األدوات‬
‫االســتثمارية لالســتجابة لل ّتفضيــات املتباينــة للمدّخريــن‪ ،‬ويأتــي يف‬
‫مقدِّمــة هــذه األدوات األوراق املاليــة اهلجينــة الــي جتمــع بــن خصائــص‬
‫الدَّيــن واملشــاركة‪ ،‬وت ّتســم مبخاطــر أقـ ّل مــن األســهم وأعلــى مــن السّــندات‪.‬‬
‫ويف هــذا اإلطــار ميكــن أن تقــوم اهليــاكل املبتكــرة للصكــوك بــدور مهـمّ يف‬
‫سـدّ هــذه الفجــوة الكبــرة‪ ،‬خاصّــة مــع الغيــاب املتو ّقــع لــدور السّــندات يف‬
‫احملافــظ االســتثمارية لألفــراد والصناديــق االســتثمارية بســبب ال ّتحفــظ‬
‫الشّــرعي‪.‬‬
‫أخــراً‪ ،‬أشــار الربنامــج إىل خماطــر ميكــن أن تؤ ِّثــر يف جنــاح مبادراتــه‬
‫ضعــف إقبــال املواطنــن علــى بعــض املنتجــات‬ ‫املتع ِّلقــة باالدِّخــار‪ ،‬ومنهــا َ‬
‫االدِّخاريــة‪ ،‬وطــرح خيــار تطويــر منتجــات بديلــة يف حــال وقــوع هــذا‬
‫اخلطــر‪ .‬ويُتوقــع أن تكــون مســألة التوافــق مــع الشــريعة قضيــة أساســية‬
‫مؤ ِّثــرة يف قبــول النــاس أليّ منتجــات ادِّخاريــة يتـمّ تطويرهــا‪ .‬وهلــذا ال بـدّ‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪169‬‬

‫مــن أخــذ مســألة قبــول املنتجــات االدِّخاريــة مــن املواطنــن يف االعتبــار يف‬
‫أيّ منتجــات ادِّخاريــة يتـمّ تطويرهــا ســواء مــن قِبــل املؤسســات احلكوميــة‬
‫أو اخلرييــة أو البنــوك واملؤسســات املاليــة‪.‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪170‬‬

‫مالحظات ختامية‬
‫‪ -1‬نتائج الورقة‬
‫أســفر املســح األدبــي للدراســات ال ّتطبيقيــة وال ّتجريبيــة يف جمــال االدِّخــار‬
‫(‪ 16‬دراســة) عــن تبايــن شــديد يف نتائجهــا (مــن حيــث الدّوافــع‪ ،‬واملعنويّــة‬
‫اإلحصائيّــة‪ ،‬وا ِّتجــاه‪ ،‬وحجــم ال ّتأثــر الفعلــي للعوامــل حمــ ّل األحبــاث‬
‫والنّقاشــات)؛ ممّــا جيعــل عالقــة ك ّل مــن هــذه املتغيِّــرات باالدِّخــار (‪32‬‬

‫والظــروف‬ ‫متغيِّــراً) ‪ ،‬تتفــاوت وفقــاً لعيِّنــات البحــث وفــرات الدراســة‪ّ ،‬‬


‫االقتصاديــة واالجتماعيــة السّــائدة‪ ،‬فضـاً عــن اختــاف أســاليب ال ّتقديــر‬
‫مــن دراســة ألخــرى؛ األمــر الــذي يســتلزم دراســة كل حالــة علــى حِــدة‪،‬‬
‫بعيــداً عــن املقارنــات واإلســقاطات املعمِّمــة‪.‬‬
‫وجــاءت الدّوافــع الرئيســة ال ّتاليــة يف مقدِّمــة أولويّــات املدّخريــن يف‬
‫متــت دراســتها‪:‬‬ ‫الســعودية‪ ،‬مــن بــن (‪ 10‬دوافــع) ّ‬
‫‪ -‬دافــع االحتيــاط‪ :‬تنشــأ املدّخــرات التحوُّطيــة مــن عــدم التأ ُّكــد‬
‫يف املســتقبل‪ ،‬فقــد ترغــب األســرة يف بنــاء احتياطــي مــن األصــول‬
‫الطــوارئ‪ :‬مثــل‪ :‬البطالــة واملــرض‪...‬؛‬ ‫الســتخدامها يف حــاالت ّ‬
‫‪ -‬دافــع ال ّتقاعــد‪ :‬تكويــن األصــول الــي ســتموِّل االســتهالك بعــد‬
‫ال ّتقاعــد‪ ،‬عندمــا يتد ّنــى أو ينعــدم الدّخــل؛‬
‫‪ -‬دافــع ال ّتضامــن‪ :‬تعتمــد املدّخــرات ال ّتضامنيــة علــى تكويــن األصول‬
‫لألجيــال القادمــة (الورثة)‪.‬‬
‫بالذكــر أن هنــاك بعــض االعتبــارات الواجــب أخذهــا يف‬ ‫وممّــا هــو جديــر ّ‬
‫االعتبــار عنــد تقييــم هــذه الدراســات؛ نظــراً لِمــا هلــا مــن تأثــر مباشــر يف‬
‫النتائــج منهــا‪:‬‬
‫‪ -‬إشكالية نقص البيانات وعدم د ّقتها؛‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪171‬‬

‫‪ -‬إشــكالية املفاهيــم بالنســبة للمتغيِّــرات الــي جيــب إدخاهلــا يف‬


‫الدا ّلــة االدِّخاريــة الــي تُســتخدم لصياغــة عالقــة االدِّخــار باملتغيِّــرات‬
‫ال ّتفســرية؛‬
‫‪ -‬إشــكالية املقاييــس ال ّتقريبيــة الــي تتعــرّض للكثــر مــن «أخطــاء‬
‫القيــاس»؛ ومــن ث ـمّ لــن تعطــي تقديــرات دقيقــة عــن االدِّخــار‪ ،‬كمــا‬
‫يُلقــي ذلــك الشــكوك حــول صحّــة النّتائــج املتحصّــل عليهــا؛‬
‫‪ -‬إشــكالية األســلوب املســتخدَم يف ال ّتقديــر الــذي يؤ ِّثــر يف النّتائــج‬
‫املســتخلصة‪ ،‬وقــد تفاوتــت األســاليب املســتخدَمة يف هــذه الدراســات‬
‫بــن حتليــل مؤشِّــرات ونســب‪ ،‬ومنــاذج قياســية‪ ،‬ومعــادالت احنــدار‬
‫متع ـدِّد ولوجســي‪ ،‬واملربّعــات الصّغــرى باســتخدام سالســل زمنيــة‪،‬‬
‫وصياغــة ّ‬
‫خطيــة أو لوغاريتميــة للمتغيِّــرات(‪.)1‬‬
‫‪ -2‬اقرتاحات الورقة‬
‫فيمــا يلــي عــددٌ مــن االقرتاحــات قــد تســاعد يف وضــع سياســات اقتصاديــة‬
‫وحلــول ادِّخاريــة تُســهم يف رفــع مع ـدّالت االدِّخــار علــى مســتوى القطــاع‬
‫العائلــي وقطــاع األعمــال والقطــاع العــام يف اململكــة العربيــة الســعودية‪:‬‬
‫‪ -‬توجيــه الباحثــن والدّارســن يف اجلامعــات واملراكــز البحثيــة‬
‫الســعودية إىل مزيــد مــن االهتمــام والبحــث يف «احملـدِّدات واملتغيِّــرات‬
‫والعوامــل والدّوافــع الرئيســة» املســؤولة عــن االدِّخــار الشــخصي‬
‫واالدِّخــار املصــريف واالدِّخــار التقاعــدي واالدِّخــار اخلــاصّ واالدِّخــار‬
‫احلكومــي يف االقتصــاد الســعودي؛ وذلــك لتقدميهــا مل ّتخــذي القــرار‬
‫وواضعــي السياســة االقتصاديــة؛ ال ِّتخــاذ اإلجــراءات والوســائل‬
‫املناســبة لزيــادة حجــم هــذا املتغيِّــر االقتصــادي واملــايل املهــمّ يف‬
‫حتقيــق التنميــة االقتصاديــة؛‬
‫(‪ )1‬أدّى عجــز النّمــاذج االقتصاديــة يف التنبّــؤ بالعديــد مــن األزمــات املاليــة إىل تعرُّضهــا لالنتقــاد حــول مــدى فعّاليــة هــذه‬
‫النّمذجــة االقتصاديــة الكلّيــة‪.‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪172‬‬

‫‪ -‬ضرورة ال ّتنســيق الدّويل لتطوير واســتخدام «النّمذجة االقتصادية‬


‫الكليــة» وتطبيقاهتــا يف ضــوء اخلصائــص اهليكليــة لالقتصــاد‬
‫الســعودي‪ ،‬وسياســاته االقتصاديــة واملاليــة والنقديــة واملصرفيــة‪،‬‬
‫وبراجمــه االدِّخاريــة ومؤسّســاهتا ومنتجاهتــا؛‬
‫‪ -‬ضرورة االســتفادة من علم «االقتصاد السّــلوكي» يف جمال صياغة‬
‫السياســات االقتصاديــة واالجتماعيــة وتطبيقاهتــا؛ بــدالً مــن وضعهــا‬
‫بنــاءً علــى نظريــات ومنــاذج اقتصاديــة منفصلــة عــن اجلانب الســلوكي‬
‫للمواطــن الســعودي وخصائصــه الدّقيقــة؛ وذلــك باســتحداث «وحــدة‬
‫مركزيــة لالقتصــاد السّــلوكي» تُسْــهم يف تعزيــز مؤشِّــرات السّــلوك‬
‫االجتماعــي لالدِّخــار يف اململكــة وفــق رؤيــة ‪2030‬؛‬
‫‪ -‬أولويّــة أن يكــون االدِّخــار «ثقافــة جمتمعيّــة‪ ،‬والتزامـاً ماليّـاً» حي ِّقق‬
‫املشــاريع االقتصاديــة لألفــراد واألســر الســعودية يف املســتقبل‪ ،‬وليــس‬
‫فائضـاً مــن الدّخــل يبقــى مــن غــر اســتهالك؛ وفقـاً للقاعــدة ال ّتاليــة‪:‬‬
‫ال‪ ،‬وتدّخــر مــا‬ ‫ال‪ ،‬واســتهلك مــا تب ّقــى؛ وال تســتهلك أو ً‬ ‫(ادّخــر أو ً‬
‫تب ّقى)‪.‬‬
‫‪ -‬مــن املخاطــر الــي قــد تؤ ِّثــر يف جنــاح مبــادرات حتفيــز االدِّخــار‬
‫املعتمــدة يف «برنامــج تطويــر القطــاع املــايل» ضعــف اإلقبــال مــن‬
‫املواطنــن علــى هــذه املبــادرات‪ ،‬لعوامــل مــن أمهّهــا مســألة توافــق‬
‫املنتجــات االدِّخاريــة مــع الشــريعة؛ وهلــذا ال بــدّ مــن أخــذ مســألة‬
‫قبــول املنتجــات االدِّخاريــة مــن املواطنــن يف االعتبــار يف أيّ‬
‫منتجــات ادِّخاريــة يتـمّ تطويرهــا ســواء مــن قِبــل املؤسســات احلكوميــة‬
‫أو اخلرييــة أو البنــوك واملؤسســات املاليــة؛‬
‫‪ -‬أمهيــة تنويــع منتجــات االدِّخــار وعــدم تركيزهــا علــى املنتجــات الــي‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪173‬‬

‫حت ِّفــز االدِّخــار باملفهــوم الضيِّــق (أي مبنظــار ال ّتمويل الشــخصي الذي‬
‫ير ِّكــز علــى االســتثمار طويــل األجــل منخفــض املخاطــر)؛ بــل يتعيّــن أن‬
‫كل أنــواع االدِّخــار بغــض النّظــر عــن درجــة خماطــر‬ ‫يشـجَّع علــى ّ‬
‫االســتثمارات الــي تُحـوَّل هلــا هــذه املدّخــرات‪ ،‬وهــو مــا يتطلّــب بــدوره‬
‫هتيئــة قنــوات جديــدة لالســتثمار وإن كانــت مرتفعــة املخاطــر مثــل‪:‬‬
‫منصّــات ال ّتمويــل اجلماعــي‪ ،‬وصناديــق االســتثمارات اخلاصّــة ورأس‬
‫املــال اجلــريء؛‬
‫‪ -‬مــن امله ـمّ توفــر أكــر قــدر مــن التن ـوُّع يف األدوات االســتثمارية‬
‫لالســتجابة لل ّتفضيــات املتباينــة للمدّخريــن‪ ،‬ويأتــي يف مقدِّمــة هــذه‬
‫األدوات األوراق املاليــة اهلجينــة الــي جتمــع بــن خصائــص الدَّيــن‬
‫واملشــاركة‪ ،‬وت ّتســم مبخاطــر أقـ ّل مــن األســهم وأعلــى مــن السّــندات‪.‬‬
‫ويف هــذا اإلطــار ميكــن أن تقــوم اهليــاكل املبتكــرة للصّكــوك بــدور‬
‫مهـمّ يف سـدّ هــذه الفجــوة الكبــرة‪ ،‬خاصّــة مــع الغيــاب املتو ّقــع لــدور‬
‫السّــندات يف احملافــظ االســتثمارية لألفــراد والصّناديــق االســتثمارية‬
‫بســبب التح ُّفــظ الشّــرعي‪.‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪174‬‬

‫ملخص الورقة البحثية‬


‫االدِّخار يف اململكة العربية السعودية‬
‫مسـح وحتليـل لألدبيّات االقتصاديّـة واملاليّـة‬

‫املســتخلص‪ :‬هتــدف هــذه الورقــة البحثيــة إىل (‪ )1‬اســتعراض املفاهيــم‬


‫األساسيّة ملصطلح «االدِّخار» يف األدبيّات االقتصاديّة واملاليّة واملصرفيّة‪.‬‬
‫(‪ )2‬وحتليــل العوامــل واحمل ـدِّدات الــي أثبتــت الدِّراســات ال ّتجريبيــة أهنــا‬
‫مؤ ِّثــرة يف معـدّل االدِّخــار علــى مســتوى القطــاع العائلــي وقطــاع الشــركات‬
‫والقطــاع احلكومــي؛ لالســتفادة منهــا يف تعزيــز ثقافــة االدِّخــار يف اململكــة‬
‫العربيــة الســعودية‪ )3( .‬وتقييــم مبــادرات حتفيــز االدِّخــار يف برنامــج‬
‫تطويــر القطــاع املــايل الــذي يُعـدّ أحــد برامــج رؤيــة اململكــة ‪ .2030‬ختامًــا؛‬
‫تقــدِّم هــذه الورقــة اقرتاحــات لصانعــي السِّياســة االقتصاديــة لتطويــر‬
‫حلــول ادِّخاريــة تُســهم يف رفــع حجــم املدّخــرات الوطنيــة يف االقتصــاد‬
‫الســعودي‪.‬‬
‫الكلمــات املفتاحيــة‪ :‬االدِّخــار‪ ،‬املدّخــرات‪ ،‬حم ـدِّدات السّــلوك االدِّخــاري‪،‬‬
‫دا ّلــة االدِّخــار‪ ،‬برنامــج تطويــر القطــاع املــايل‪ ،‬رؤيــة اململكــة العربيــة‬
‫الســعودية ‪.2030‬‬
175 ‫ عبد احلليم عمار غربي‬.‫ د‬.‫أ‬

Saving in Saudi Arabia:


Survey and Analysis of Economic and Financial
Literature

Abstract. This paper aims to (1) review the basic concepts of the
term “Saving” in the economic, financial and banking literature.
(2) analyze the factors and determinants that empirical studies
have shown to have an impact on the saving rate for the
household, private corporate and general government sectors
in order to enhance the culture of saving in Saudi Arabia.
(3) and to evaluate the saving incentive initiatives in the
Financial Sector Development Program (FSDP), which is
one of the Kingdom’s Vision 2030 programs. Finally, this
paper presents suggestions for economic policymakers to
develop saving solutions that contribute to raising the volume
of national savings in the Saudi economy.
Keywords: Saving, Savings, Determinants of Saving Behavior,
Saving Function, Financial Sector Development Program
(FSDP), Saudi Vision 2030.
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪176‬‬

‫قائمة املصادر واملراجع‬


‫‪https://databank.worldbank.org‬‬ ‫‪ -1‬البنك الدويل‪:‬‬
‫‪ -2‬احلســن جــاو‪« ،‬التوفــر والتقاعــد يف اململكــة العربيــة الســعودية»‪،‬‬
‫جملــة الباحــث‪ ،‬اجلزائــر‪ ،‬ع‪ ،2017 ،17‬ص‪.24-19 :‬‬
‫‪ -3‬خالــد صبحــي راجحــة‪« ،‬أثــر حمـدِّدات الودائــع علــى تنميــة االدِّخــار‬
‫وقبــول الودائــع يف البنــوك التجاريــة الســعودية خــال الفــرة ‪2008-‬‬

‫‪ ،»2012‬جملــة جامعــة شــقراء‪ ،‬ع‪ ،2016 ،6‬ص‪.124-99 :‬‬


‫‪ -4‬خالــد عبــد الرمحــن البســام‪« ،‬منــوذج لالدِّخــار العائلــي يف اململكــة‬
‫العربيــة الســعودية‪ :‬دراســة قياســية للفــرة (‪ ،»)2002-1970‬جملــة‬
‫جامعــة امللــك عبــد العزيــز‪ :‬االقتصــاد واإلدارة‪ ،‬مــج‪ ،19‬ع‪ ،2005 ،1‬ص‪:‬‬
‫‪.37-3‬‬
‫‪ -5‬خالــد عبــد الرمحــن املشــعل وفــاحل عبــد اهلل احلقبانــي‪« ،‬صياغــة‬
‫وتقديــر دالــة االدِّخــار العائلــي يف اململكــة العربيــة الســعودية»‪ ،‬جملــة‬
‫آفــاق اقتصاديــة‪ ،‬مركــز البحــوث والتوثيــق باحتــاد غــرف التجــارة‬
‫والصناعــة‪ ،‬اإلمــارات‪ ،‬مــج‪ ،20‬ع‪ ،1999 ،80‬ص‪.97-69 :‬‬
‫‪ -6‬ســرور بشــر صــاحل حســن‪ ،‬حم ـدِّدات االدِّخــار للقطــاع العائلــي يف‬
‫اململكة العربية الســعودية‪ :‬دراســة قياســية للفرتة ‪1995-1970‬م‪ ،‬رســالة‬
‫ماجســتري غــر منشــورة‪ ،‬جملــة جامعــة امللــك عبــد العزيــز‪ ،‬جــدة‪،2000 ،‬‬
‫ص‪.133-1 :‬‬
‫‪ -7‬ســعد صــادق حبــري‪« ،‬دوافــع االدِّخــار لــدى املقيمــن باململكــة العربية‬
‫الســعودية»‪ ،‬جملة املال والتجارة‪ ،‬مصر‪ ،1989 ،‬ص‪.18-16 :‬‬
‫‪ -8‬عبــد اهلل ناصــر العريفــي‪ ،‬حمـدّدات االدِّخــار احمللــي يف اململكة العربية‬
‫الســعودية‪ ،‬رســالة ماجســتري غري منشــورة‪ ،‬جامعة امللك ســعود‪.2006 ،‬‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪177‬‬

‫‪ -9‬فــاحل بــن عبــداهلل بــن حممــد احلقبانــي‪ ،‬االدِّخــار العائلــي وأثــره يف‬
‫التنميــة االقتصاديــة مــن منظــور إســامي‪ :‬مــع دراســة تطبيقيــة علــى‬
‫اململكة العربية الســعودية (‪1415-1396‬هـ)‪ ،‬رســالة دكتوراه غري منشــورة‪،‬‬
‫جامعــة أم القــرى‪ ،1999 ،‬ص‪.494-1 :‬‬
‫‪ -10‬فريــد بشــر طاهــر‪« ،‬حمـدِّدات االدِّخــار اخلــاص يف اململكــة العربيــة‬
‫الســعودية»‪ ،‬اجمللــة العلميــة جلامعــة امللــك فيصــل (العلــوم االنســانية‬
‫واإلداريــة)‪ ،‬مــج‪ ،2‬ع‪ ،2001 ،1‬ص‪.196-173 :‬‬
‫‪ -11‬قريــب اهلل عبــد اجمليــد عبــد القــادر حامــد‪« ،‬اختبــار فرضيــة كينــز‬
‫(‪1963-‬‬ ‫لالدِّخــار يف االقتصــاد الســعودي‪ :‬دراســة قياســية للفــرة‬
‫‪ ،»)2015‬جملــة رؤى إســراتيجية‪ ،‬مركــز اإلمــارات للدراســات والبحــوث‬
‫اإلســراتيجية‪ ،‬اإلمــارات‪ ،‬مــج‪ ،4‬ع‪ ،2017 ،14‬ص‪.91-68 :‬‬
‫‪ -12‬حممــد بــن عبــد العزيــز اللحيــدان‪ ،‬العوامــل احملــدِّدة لالدِّخــار‬
‫الشــخصي‪ :‬دراســة تطبيقيــة علــى جمتمــع املدينــة املنــوّرة املعاصــر‪،‬‬
‫رســالة ماجســتري غــر منشــورة‪ ،‬اجلامعــة اإلســامية باملدينــة املنــورة‪،‬‬
‫‪ ،2016‬ص‪.107-1 :‬‬
‫‪ -13‬ناصــر حممــد الصايــغ وســيد املتــويل حســن‪« ،‬رؤية املواطن الســعودي‬
‫لالدِّخــار ودوافعــه‪ :‬دراســة ميدانيــة مبدينــة الريــاض»‪ ،‬مركــز البحــوث‪،‬‬
‫جامعــة امللــك ســعود‪ ،‬الريــاض‪.1987 ،‬‬
‫‪ -14‬وثيقة برنامج تطوير القطاع املايل‪ ،‬خطة التنفيذ ‪.2020‬‬
‫‪ -15‬وحدة التقارير‪ ،‬االقتصادية‪.2018 ،‬‬
‫‪16- Adnan Mohammed Alkhiary, The Influence of Americanization‬‬
‫‪on Savings Behavior and Practices Among Saudi Arabian‬‬
‫‪Families Immigrants in the United States, Doctor of Philosophy‬‬
‫‪Dissertation, Kansas State University, Manhattan, Kansas, USA,‬‬
‫‪2015, pp. 1-120.‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ 178

17- Alassane Diaw, “Retirement Preparedness in Saudi Arabia”,


International Journal of Economics and Financial Issues (IJEFI),
Vol. 7, N. 1, 2017, pp. 78-86.
18- Guonan Ma & Dennis Tao Yang, “China’s High Saving Puzzle”,
IZA DP, No. 7223, February 2013.
19- Guonan Ma & Wang Yi, “China’s High Saving Rate: Myth
and Reality”, BIS Working Papers, Monetary and Economic
Department, No. 312, June 2010.
20- Kıvanç Halil ARIÇ, “Determinants of Savings in the Middle
East Countries”, Kocaeli University Journal of Social Sciences,
KOSBED, Issue 29, 2015, pp. 23-36.
21- Reetu Verma & Ali Salman Saleh, “Saving and Investment
in Saudi Arabia: An Empirical Analysis”, Studies in Economics
and Finance, Vol. 28 No. 2, 2011, pp. 136-148.
22- Shang-Jin Wei & Xiaobo Zhang, “The Competitive Saving
Motive: Evidence from Rising Sex Ratios and Savings Rates
in China”, NBER Working Paper, No. 15093, January 2011.
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪179‬‬

‫ملحق ‪3‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪180‬‬

‫معيار منهجي‬

‫معي��ار االع�تراف بإس��هام ِّ‬


‫املؤلف�ين يف حب��وث‬
‫«االقتصاد والتمويل اإلسالمي» املشرتكة‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪181‬‬

‫متهيد‬
‫مــن الواضــح للمتابــع لإلنتــاج األكادميــي علــى املســتوى العاملــي أن هنــاك‬
‫ا ِّتجاهــاً متزايــداً للمشــاركة يف إعــداد األحبــاث يف معظــم التخصُّصــات‬
‫كمــا يـ ّ‬
‫ـدل علــى ذلــك كثــر مــن الدراســات املســحية ومنهــا اإلحصــاءات الــي‬
‫نشــرهتا جملــة ‪ Economist‬بعــد حتليــل ‪ 34‬مليــون حبــث نُشــر بــن عامــي‬
‫‪ 1996‬و‪ 2015‬وموجــود يف قاعــدة بيانــات (‪.)Scopus‬‬
‫شكل ‪ :1‬تطوُّر املشاركة يف إعداد األحباث العلمية على املستوى العاملي‬

‫وهــذا ال ّتزايــد يف البحــوث املشــركة يصــدق بــا شــك علــى ختصّــص‬


‫االقتصــاد؛ حيــث و ّثقــت ذلــك عــدّة دراســات يف حماولــة منهــا ملعرفــة‬
‫الدّوافــع هلــذا اال ِّتجــاه العــام‪ .‬ومنهــا دراســة توصّلــت إىل أن احتمــال‬
‫ال ّتشــارك يف األحبــاث يزيــد مــع اعتمــاد البحــث علــى ال ّتحليــل الكمّــي‪،‬‬
‫والنّشــر يف اجملــات عاليــة ال ّتصنيــف‪ .‬كمــا الحظــت الدراســة أن مســتوى‬
‫االشــراك يف األحبــاث يتفــاوت مــن فــرع آلخــر داخــل علــم االقتصــاد؛ حيث‬
‫يكــون يف أقــ ّل حاالتــه يف حبــوث التاريــخ والفكــر االقتصــادي؛ يف حــن‬
‫يعظــم االشــراك يف موضــوع االقتصــاد املــايل واقتصــاد الزراعــة واملــوارد‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪182‬‬

‫الطبيعيــة‪ .‬كمــا خلُصــت دراســة أخــرى إىل أن أبــرز منافــع االشــراك يف‬
‫األحبــاث بــن املتخصِّصــن يف االقتصــاد هــي‪ :‬حتســن جــودة األحبــاث‪،‬‬
‫واالســتفادة مــن تكامــل اخلــرات‪ ،‬والكفــاءة الناجتــة عــن تقســيم العمــل‬
‫بــن الباحثــن‪ .‬كمــا أظهــرت الدراســة أن االقتصاديــن خالفـاً للمتو ّقــع ال‬
‫يســتخدمون دائم ـاً ال ّترتيــب اهلجائــي ألمســاء املؤ ِّلفــن؛ حيــث ِّ‬
‫يفضــل مــا‬
‫يقــارب ثلثهــم ترتيــب املؤ ِّلفــن حســب نســبة إســهاماهتم يف إعــداد البحوث‪.‬‬
‫كمــا خلُصــت الدراســة أن املشــاركة يف البحــوث تكــون أكــر بــن الباحثــن‬
‫املتشــاهبني يف عالقــات العمــل واخلصائــص االجتماعيــة مثــل‪ :‬اجلنســية‬
‫والقوميــة واجلنــس واملرتبــة األكادمييــة والصّداقــة‪.‬‬
‫يف املقابــل‪ ،‬يُلحــظ مــن واقــع املتابعــة ملــا يُنشــر يف اجملــات العربيــة أو‬
‫مــن الباحثــن العــرب يف اجملــات العامليــة أن اال ِّتجــاه العــام هــو النشــر‬
‫املنفــرد‪ ،‬علــى الرغــم مــن أمهيــة املشــاركة يف بعــض البحــوث والتخصُّصات‬
‫الفرعيــة‪ .‬ونلحــظ هــذا األمــر بشــكل خــاصّ يف حبــوث االقتصــاد والتمويــل‬
‫اإلســامي الــي يقـ ّل االشــراك يف حبوثهــا علــى الرغــم مــن أمهيتهــا هلــذا‬
‫احلقــل باعتبــاره يتطلّــب معرفــة متخصِّصــة يف جمــال االقتصــاد والفقــه‪،‬‬
‫وأحياناً يف احملاســبة والرياضيات واحلاســب والقانون وعلم النفس وبقية‬
‫العلــوم االجتماعيــة‪ .‬والنتيجــة هــي أن غيــاب املشــاركة يف هــذه األحبــاث‬
‫يفــوّت املنافــع الكبــرة املرجــوّة مــن تكامــل معــارف ومهــارات الباحثــن‪،‬‬
‫وتســديد كل باحــث لشــريكه يف ختصُّصــه أو اهتمامــه البحثــي الــذي‬
‫يتميّــز بــه‪ ،‬باإلضافــة إىل حتفيــز املتشــاركني للغــوص يف القضايــا النظريــة‬
‫والتطبيقيــة املتداخلــة بــن أكثــر مــن ختصُّــص؛ والــي ال يســتطيع باحــث‬
‫واحــد أن يو ِّفيهــا ح ّقهــا لــو درســها مبفــرده‪ .‬كمــا يــؤدِّي غيــاب املشــاركة‬
‫إىل فــوات فرصــة حتســن جــودة األحبــاث وزيــادة الثقــة يف نتائجهــا لــدى‬
‫مجيــع املتخصصــن ذوي العالقــة‪.‬‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪183‬‬

‫وقــد يُفسّــر شــذوذ إنتــاج الباحثــن العــرب عــن اال ِّتجــاه العــام بأنظمــة‬
‫تفضــل النشــر املنفرد على حســاب املشــرك‪ ،‬مع عــدم إمكانية‬ ‫الرتقيــة الــي ِّ‬
‫اســتبعاد مشــكلة الرّكــوب اجملانــي كعامــل آخــر مهــم مفسِّــر هلــذا الشــذوذ‪.‬‬
‫فكثــراً مــا يت ـمّ انتقــاد األعمــال املشــركة بافــراض اشــتماهلا ضمن ـاً علــى‬
‫أمســاء باحثــن مل يشــاركوا فعليـاً يف البحــث إمــا بســبب اجملاملة أو تعارض‬
‫املصــاحل احملتمــل بــن الطالــب ومشــرفه أو بــن األســتاذ ورئيســه‪ .‬وقــد‬
‫أشــار هلــذه اإلشــكالية أحــد الباحثــن‪ ،‬وذكــر أمثلــة إضافيــة حلــاالت ســوء‬
‫اســتخدام البحــوث املشــركة‪ ،‬واقــرح ح ـاً يتم ّثــل يف إضافــة توضيــح يف‬
‫بدايــة البحــث أو هنايتــه يبيِّــن إســهام كل باحــث مشــارك يف إعــداد البحــث‪.‬‬
‫ونســتعرض فيمــا يلــي جمموعــة مــن املســائل الرئيســة الــي تثــور عنــد‬
‫االشــراك يف البحوث‪ ،‬أمالً أن تُســهم يف صياغة معايري لالعرتاف بإســهام‬
‫املؤ ِّلفــن يف البحــوث املشــركة‪ ،‬تكــون مقبولــة مــن أكــر عــدد ممكــن مــن‬
‫هيئــات حتريــر اجملــات العلميــة يف التخصُّصــات ذات العالقــة‪ ،‬وتُنشــر‬
‫بــن الباحثــن لتشــجيعهم علــى خــوض غمار املشــاركة يف األحبــاث؛ بغرض‬
‫تعديــل التوجُّــه احلــايل إىل مزيــد مــن املشــاركة بــن الباحثــن يف األحبــاث‬
‫االقتصاديــة وحتصيــل أكــر قــدر ممكــن مــن املنافــع الفائتــة‪.‬‬
‫املسألة األوىل‪ :‬مَن يستحقّ إضافة امسه لقائمة املؤلفني؟‬
‫يف احلقيقــة إن هــذه املســألة ليســت جديــدة ضمــن أخالقيات البحث العلمي‪،‬‬
‫وقــد ســبقت عــدة جهــات إىل وضــع معايــر عامليــة أصبحــت معتمــدة علــى‬
‫نطــاق واســع إلضافــة اســم أيّ باحــث لقائمــة املؤ ِّلفــن للبحــث‪ .‬ومــن أشــهر‬
‫هــذه املعايــر معايــر اللجنــة الدوليــة حملـرِّري اجملــات الطبيــة (‪،)ICMJE‬‬
‫والــي توصــي بــأن يســتند قبــول اســم الباحــث ضمــن املؤ ِّلفــن إىل املعايــر‬
‫األربعــة التاليــة‪:‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪184‬‬

‫‪ -1‬أن يقــدِّم الباحــث إســهاماً جوهريّــاً يف فكــرة البحــث أو خطــة‬


‫إعــداده؛ أو توفــر البيانــات الالزمــة للبحــث أو حتليلهــا أو تفســرها؛‬
‫‪ -2‬كتابــة البحــث أو تنقيحــه بعــد مراجعــة دقيقــة للمحتــوى العلمــي‬
‫يف البحــث؛‬
‫‪ -3‬املوافقة النهائية على النسخة اليت سيتمّ نشرها؛‬
‫‪ -4‬املوافقــة علــى حتمُّــل مســؤولية كل مــا يف البحــث‪ ،‬بعــد فحــص كل‬
‫أقســامه للتأ ُّكــد مــن د ّقــة حمتواهــا وســامته‪.‬‬
‫وتُعــد هــذه املعايــر مقبولــة أيضـاً للتأليــف يف العلــوم االجتماعيــة؛ حيــث ال‬
‫ختتلــف عنهــا كثــراً معايــر مجعيــة علــم النفــس األمريكية (‪ )APA‬املشــهورة‬
‫يف جمــال معايــر كتابــة البحــوث واالقتباس واالستشــهاد‪.‬‬
‫االطــاع عليهــا أمثلــة إضافيــة حــول مــا‬‫مت ِّ‬ ‫وتتضمّــن بعــض املعايــر الــي ّ‬
‫يُع ـدُّ إســهاماً فعليّ ـاً للباحــث يؤهِّلــه أن يصبــح مؤ ِّلف ـاً مثــل‪ :‬اقــراح الفكــرة‬
‫األساســية للبحــث‪ ،‬وتطويــر مقــرح البحــث مبــا أدّى حلصــول البحــث علــى‬
‫التمويــل‪ ،‬وح ـ ّل مســألة مهمّــة يف صلــب موضــوع البحــث‪ ،‬وتنفيــذ نســبة‬
‫مهمّــة مــن العمــل امليدانــي أو مجــع البيانــات أو مراقبــة التجــارب‪ ،‬والقيــام‬
‫بــدور ملحــوظ يف حتليــل البيانــات وكتابــة البحــث‪.‬‬
‫وإذا كان اإلســهام ال تتح ّقــق فيــه املعايــر الســابقة فح ّقــه الشــكر ضمــن‬
‫عبــارة الشــكر الــي توضــع عــادة يف بدايــة أو هنايــة البحــث‪ .‬ومــن أمثلــة‬
‫هــذه اإلســهامات اجلديــرة بالشــكر‪:‬‬
‫‪ -1‬املســاعدة يف مراجعــة وحتريــر مســوّدة البحــث (حتــى لــو كان‬
‫مــا جمهــول اهلويــة)؛‬ ‫حم ِّك ً‬
‫‪ -2‬تقديم نصائح يسرية أسهمت يف حتسني جودة البحث؛‬
‫‪ -3‬تقديم مساعدة جزئية مثل‪ :‬إدخال بعض البيانات؛‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪185‬‬

‫‪ -4‬جلنة مناقشة البحث (بالنسبة لرسائل املاجستري والدكتوراه)؛‬


‫‪ -5‬اجلهــات املموِّلــة للبحــث (وهــي معلومــة مهمّــة أيض ـاً لكشــف أيّ‬
‫تعــارض حمتمــل يف املصــاحل)‪.‬‬
‫املسألة الثانية‪ :‬كيف تر ّتب أمساء املؤلفني؟‬
‫من واقع املالحظة‪ ،‬يوجد خياران يف هذه املسألة مها‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ّترتيــب حســب نســبة إســهام الباحثــن يف إعــداد البحــث‪ ،‬ومــن‬
‫مزايــا هــذا اخليــار أنــه مفيــد ألغــراض الرتقيــة العلميــة الــي تتطلّــب‬
‫أن يكــون املتقــدم للرتقيــة هــو الباحــث الرئيــس ليحظــى بــوزن أعلــى‬
‫ضمــن اإلنتــاج العلمــي املقـدّم للرتقيــة‪ .‬ويعيبــه صعوبــة حتديــد نســبة‬
‫إســهام كل باحــث‪ ،‬وقــد يفضــي إىل النــزاع خاصّــة يف حالــة زيــادة‬
‫عــدد املشــاركني يف البحــث؛‬
‫‪ -2‬ال ّترتيــب األجبــدي حســب االســم األخــر للمؤلــف‪ ،‬وهــو معيــار‬
‫موضوعــي مقبــول لــدى الكثرييــن‪ ،‬إذا تســاوى إســهام املؤلفــن أو كان‬
‫مــن الصّعــب ختصيــص وزن نســي دقيــق إلســهاماهتم‪ .‬ويــزداد قبــول‬
‫هــذا اخليــار إذا مــا اقــرن ببيــان املهــام الرئيســة الــي قــام هبــا كل‬
‫باحــث يف إعــداد البحــث‪ .‬ويعيبــه صعوبــة االســتفادة منــه ألغــراض‬
‫الرتقيــة‪.‬‬
‫وعــادة مــا يناقــش ضمــن هــذه املســألة حقّ املشــرف على رســائل املاجســتري‬
‫والدكتــوراه يف إضافــة امســه مــع اســم الطالــب عنــد نشــر أيّ أحبــاث تنتــج‬
‫مــن الرســالة‪ ،‬وترتيــب ذكــر االمســن‪ .‬ومييــل كثــرون إىل اســتقالل الطالــب‬
‫بالتأليــف وإن ُذكــر املشــرف معــه فيكــون امســه ثاني ـاً بعــد اســم الطالــب‬
‫باعتبــار األخــر هــو مَــن قــام باإلســهام الرئيــس يف الرســالة‪ .‬يف حــن‬
‫جيــادل بعــض املشــرفني بأحقيتهــم يف إضافــة أمسائهــم‪ ،‬ولربّمــا بصفتهــم‬
‫الباحثــن الرئيســـن للمسـوِّغات اآلتيــة‪:‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪186‬‬

‫‪ -1‬املشــرف هو من أفضل املتخصِّصني يف موضوع الرســالة‪ ،‬والطلبة‬


‫هــم الذيــن يســعون للحصــول علــى قبول إشــرافه على حبوثهم؛‬
‫‪ -2‬املشــرف هــو الــذي يس ـهّل عــادة مــن قبــول نشــر أحبــاث الطــاب‬
‫جلــدد؛ لســبقه يف النشــر ومسعتــه املرموقــة يف احلقــل خاصّــة لــدى‬ ‫ا ُ‬
‫حم ـرِّري اجملــات العلميــة؛‬
‫‪ -3‬أن البحث يتم متويله غالباً بواســطة املشــرف‪ ،‬أو اجلهة األكادميية‬
‫الــي ينتمــي إليهــا‪ ،‬وهلــذا يبــدو مــن املعقــول إضافــة امســه واجلهــة‬
‫الــي ينتمــي إليهــا ضمــن قائمــة املؤلفــن‪.‬‬
‫املسألة الثالثة‪ :‬كيف تصاغ عبارة مسامهة املؤلفني؟‬
‫توضــح طبيعــة إســهام املؤ ِّلفــن‪ ،‬جتنُّبـاً‬
‫اقــرح أحــد الباحثــن إضافــة عبــارة ِّ‬
‫لبعــض اإلشــكاالت املرتبطــة باملشــاركة ومنهــا اخلــاف حــول ترتيــب ذكــر‬
‫أمســاء املؤلفــن‪ .‬وتتبنّــى كثــر مــن اجملــات العلميــة هــذا التوجُّــه مــن‬
‫خــال مطالبــة املؤ ِّلفــن بال ّتوقيــع علــى منــوذج يتضمّــن إقرارهــم بااللتــزام‬
‫مبعايــر املشــاركة يف التأليــف‪ ،‬وموافقتهــم علــى حتمُّــل مســؤولية كل مــا‬
‫يف البحــث بعــد فحــص كل أقســامه والتأ ُّكــد مــن د ّقــة حمتواهــا وســامته‪.‬‬
‫ويتضمّــن اإلقــرار عــادة جــدول يبيِّــن إســهام كل مؤ ِّلــف يف عناصــر البحــث؛‬
‫مثــل هــذا اجلــدول‪:‬‬
‫جدول ‪ :1‬إسهام كل مؤ ِّلف يف عناصر البحث‬
‫الباحث ‪...‬‬ ‫الباحث الثاني‬ ‫الباحث األول‬ ‫عنصر املسامهة‬
‫فكرة البحث وتصميمه‬
‫توفري البيانات‬
‫حتليل البيانات وتفسريها‬
‫كتابة مسوّدة البحث‬
‫تنقيح البحث بعد مراجعة احملتوى العلمي‬
‫املوافقة على النسخة املُرسلة للنشر‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪187‬‬

‫توضــح طبيعــة إســهام الباحثــن يف بدايــة أو‬ ‫واألهــمّ هــو إضافــة عبــارة ِّ‬
‫هنايــة البحــث املنشــور‪ .‬ومــن القوالــب املقرتحــة هــذه الصياغــة‪:‬‬
‫«ترتيــب أمســاء الباحثــن هجائياً حبســب االســم األخري للمؤلــف (أو ترتيب‬
‫أمســاء الباحثــن حبســب نســبة إســهامهم يف كتابــة البحــث)‪ ،‬ومت ّثلــت‬
‫مســامهة الباحــث األول يف ___‪ ،‬يف حــن مت ّثلــت مســامهة الباحــث الثانــي‬
‫يف ___‪ ،‬والباحــث ‪ ...‬يف ___»‪.‬‬
‫مقرتحات لتجنُّب النِّزاع بني املؤلفني‬
‫إن احتمــال النــزاع وارد يف هــذا املوضــوع إمــا بإضافــة اســم باحــث ال‬
‫يســتحقّ أن يكــون مــن املؤ ِّلفــن أو حبــذف اســم باحــث كان لــه إســهام ال‬
‫يقـ ّل عــن بقيــة املؤ ِّلفــن‪ ،‬أو اخلــاف بشــأن ترتيــب ورود أمســاء املؤلفــن‪.‬‬
‫ويُنصــح لتجنُّــب وقــوع النــزاع بــن املؤ ِّلفــن ا ِّتبــاع املقرتحــات اآلتيــة‪:‬‬
‫‪ -1‬مناقشــة موضــوع املشــاركة يف مرحلــة مب ِّكــرة‪ :‬يُستحســن يف بدايــة‬
‫ال ّتخطيــط إلعــداد البحــث مناقشــة طبيعــة اإلســهامات الــي تؤهِّــل أيّ‬
‫باحــث ضمــن الفريــق البحثــي ألن يكــون علــى قائمــة املؤ ِّلفــن وترتيــب‬
‫ورود أمسائهــم حســب نســبة اإلســهام املتو ّقعــة لــكل مؤ ِّلــف‪ .‬وال مينــع‬
‫ذلــك مــن إعــادة مناقشــة املســألة أثنــاء إعــداد البحــث الحتمــال تغيُّــر‬
‫اإلســهام النّســي ألعضــاء الفريــق البحثــي؛‬
‫‪ -2‬معاجلــة القضايــا الشّــخصية الــي قــد يكــون هلــا تأثــر كبــر يف‬
‫املشــروع البحثــي‪ :‬ويكــون ذلــك مــن خــال وضــع معايــر تفصيليــة‬
‫واضحــة ملــن يســتحق اإلضافــة مــن أعضــاء الفريــق البحثــي ضمــن‬
‫أمســاء املؤلفــن؛ حبيــث تكــون التوقعــات باملشــاركة يف التأليــف‬
‫منســجمة مــع اجلهــد املبــذول مــن كل عضــو‪ .‬وقد يكون مــن الضروري‬
‫يف بعــض املشــروعات إشــراك طــرف ثالــث حمايــد يف تقييم إســهامات‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪188‬‬

‫أعضــاء الفريــق ومــدى اســتحقاقها للمشــاركة يف التأليــف؛‬


‫‪ -3‬ال ّتوقيــع علــى ا ِّتفــاق بــن الباحثــن قبــل إعــداد البحــث‪ :‬وقــد يكــون‬
‫هــذا املقــرح ضروريّ ـاً يف املشــروعات البحثيــة الكبــرة الــي يشــرك‬
‫فيهــا عــدد كبــر مــن الباحثــن‪ .‬وجيــب أن ينـصّ اال ِّتفــاق املكتــوب علــى‬
‫أدوار مجيــع املســامهني يف املشــروع؛‬
‫‪ -4‬أن ينسجم كل ما يتمّ اال ِّتفاق عليه بشكل ودّي أو رمسي مع معايري‬
‫التأليــف املشــرك املعتمــدة يف اجملتمــع األكادميــي الــذي ينتمــي إليــه‬
‫البحــث‪ .‬وهــو مــا يتطلّــب توعيــة مجيــع املســامهني باملعايــر واملبــادئ‬
‫التوجيهيــة املعتمــدة مــن اجملــات واجلمعيــات املتخصِّصــة يف جمــال‬
‫البحث؛‬
‫‪ -5‬حتمُّــل املســؤولية مــن خــال التــزام مجيــع املؤ ِّلفــن مبراجعــة‬
‫النســخة النهائيــة مــن البحــث قبــل إرســاهلا ملنفــذ النشــر‪ ،‬وجيــب أن‬
‫يُســمح يف هــذه املرحلــة أليّ مؤ ِّلــف حبــذف امســه مــن قائمــة املؤ ِّلفــن‬
‫إذا كان ال يوافــق علــى تفســر النّتائــج‪.‬‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪189‬‬

‫ملحق ‪4‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪190‬‬

‫مقرتحات حبثية‬

‫مواضيع مقرتحة للبحث‬


‫يف املالية واملصرفية اإلسالمية‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪191‬‬

‫اقــرح معهــد االقتصــاد اإلســامي جبــدة (مركــز أحبــاث االقتصــاد‬


‫اإلســامي ســابقاً) قائمــة املوضوعــات التاليــة‪:‬‬
‫‪ -1‬علم االقتصاد اإلسالمي ومنهجيته‪.‬‬
‫‪ -2‬نظرية سلوك املستهلك واملنتج يف االقتصاد اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ -3‬نظرية ال ّتوزيع وختصيص املوارد والرفاه يف االقتصاد اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ -4‬هيكل السوق‪.‬‬
‫‪ -5‬العمل والعالقات الصناعية‪.‬‬
‫‪ -6‬النقود والبنوك والسياسة النقدية (من منظور كلّي)‪.‬‬
‫‪ -7‬التمويل والصريفة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -8‬إدارة املخاطر يف التمويل والتأمني اإلسالمي بني النظرية والتطبيق‪.‬‬
‫‪ -9‬األسواق املالية‪.‬‬
‫‪ -10‬الزكاة واقتصادياهتا‪.‬‬
‫‪ -11‬املالية العامة‪.‬‬
‫‪ -12‬االقتصاديات الدولية‪.‬‬
‫‪ -13‬التنمية االقتصادية يف إطار إسالمي‪.‬‬
‫‪ -14‬الدراسات التارخيية واالستعراضية‪.‬‬
‫‪ -15‬النظم االقتصادية املقارنة‪.‬‬
‫‪ -16‬مواد تدريسية ذات صبغة إسالمية ملقررات يف االقتصاد‪.‬‬
‫‪ -17‬فقه لالقتصاديني‪.‬‬
‫‪ -18‬األوقاف والقطاع اخلريي‪.‬‬
‫‪ -19‬اقتصاد للفقهاء‪.‬‬
‫‪ -20‬األخالق واالقتصاد‪.‬‬
‫‪ -21‬قانون لالقتصاديني‪.‬‬
‫‪ -22‬اإلعجاز االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -23‬األزمات املالية‪.‬‬
‫وفيما يلي تفصيل للمواضيع املقرتحة للبحث التمويلي واملصريف اإلسالمي‪:‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪192‬‬

‫أوالً‪ :‬النقود والبنوك والسياسة النقدية (من منظور كلي)‬


‫‪ -‬دور حتريم الرِّبا يف ارتباط القطاع املايل بالقطاع احلقيقي‪.‬‬
‫‪ -‬دور حتريم ال َغرر يف استقرار النظام املايل اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ -‬هــل ميكــن لعقــود التمويــل املبنيّــة علــى عقــود البيــع أن تــؤدّي إىل‬
‫نشــوء فقاعــات املديونيــة؟‬
‫‪ -‬أثــر إحــال املشــاركة يف الربــح بــدالً مــن الفائدة يف ســلوك املدخرين‬
‫(املســتهلكني) وحائــزي النقــود (أي علــى تفضيــل الســيولة)‪ ،‬وأثــره يف‬
‫ادخــار الشــركات ويف سياســاهتا التمويلية‪.‬‬
‫‪ -‬الوسائل املمكنة حلشد املدخرات القصرية األجل يف نظام الربوي‪.‬‬
‫‪ -‬التحــام قــرارات االدخــار واالســتثمار يف إطــار نظــام مشــاركة‬
‫األربــاح‪ ،‬وتأثــر ذلــك يف التحليــل االقتصــادي‪.‬‬
‫‪ -‬تأمــن الودائــع يف البنــوك اإلســامية‪ :‬مربِّراتــه وطــرق حتقيقــه‪،‬‬
‫وإمكانيــة إجيــاد نظــام لتأمــن الودائــع الصغــرة ذات العائــد القليــل‪.‬‬
‫‪ -‬عــرض القــروض الزراعيــة اخلاصّــة بصغار الزرّاع‪ :‬أسســه‪ ،‬وإدارته‪،‬‬
‫وإمــكان إدخــال بيــع املراحبــة كطريقــة يف هــذا اجملــال‪ ،‬وبيــع السَّ ـلَم‬
‫ودوره يف ذلــك‪.‬‬
‫‪ -‬عــرض القــروض القصــرة األجــل ألصحــاب األعمــال يف نظــام‬
‫والطلــب‪ ،‬ومشــكلة‬ ‫الربــوي‪ :‬أســس العــرض‪ ،‬والتــوازن بــن العــرض ّ‬
‫مصاريــف خدمــة الديــون القصــرة األجــل‪ ،‬ومراجعــة عمليــات البنــوك‬
‫اإلســامية يف هــذا اجملــال‪.‬‬
‫‪ -‬متويــل بنــاء املســاكن وشــراء ســلع االســتهالك املعمّــرة‪ :‬أسســه‪،‬‬
‫وإدارتــه‪ ،‬وإمــكان اإلفــادة مــن بيــع املراحبــة وســندات املقارضــة‬
‫اإلســامية يف هــذا البــاب‪.‬‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪193‬‬

‫‪ -‬متويــل احلكومــة يف نظــام الربــوي‪ ،‬مســألة القــرض العــام وكيفيــة‬


‫معاجلــة القــروض الــي ســبق أن حتمّلهــا القطــاع العــام‪ ،‬والتمويــل‬
‫بالعجــز‪ ،‬ومعايــر قبولــه يف اقتصــاد إســامي‪.‬‬
‫‪ -‬طبيعــة ووظيفــة النقــود يف اقتصــاد إســامي‪ ،‬خاصّــة فيمــا يتعلّــق‬
‫بوظيفــة النقــود كمخــزن للقيمــة ومقيــاس للمدفوعــات اآلجلــة‪ ،‬مــن‬
‫خــال معاجلــة نظريــة وتارخييــة‪.‬‬
‫‪ -‬النظريــة النقديــة اإلســامية‪ :‬حتليــل كيفيــة أداء النظــام النقــدي‬
‫لوظائفــه بعــد إلغــاء الرِّبــا‪ ،‬جلانــب أو أكثــر مــن اجلوانــب التاليــة‪:‬‬
‫أ‪ -‬املصرف املركزي‪ ،‬السلطة النقدية‪ ،‬التح ّكم يف عرض النقود؛‬
‫ب‪ -‬النظام املصريف (سوى املصرف املركزي)؛‬
‫ج‪ -‬األعمال املصرفية؛‬
‫د‪ -‬املؤسسات املالية الوسيطة سوى املصارف؛‬
‫هـ‪ -‬ســوق األوراق املالية (األســهم وســواها) كما ينبغي أن تكون يف‬
‫نظــام إســامي الربــوي‪ ،‬القواعــد الشــرعية احلاكمــة هلــذه الســوق‬
‫وحتليــل نتائجهــا االقتصاديــة؛‬
‫و‪ -‬األسواق املالية‪ :‬عقود أم ألعاب؛ صنّاع السوق‪.‬‬
‫‪ -‬دراســة حالــة لعــدد خمتــار مــن البــاد اإلســامية للتعــرُّف علــى‬
‫الوضــع املتو ّقــع جلهــاز املصــارف والتمويــل‪ ،‬بعــد إلغــاء الفائــدة‪،‬‬
‫وصياغــة سياســات معيّنــة لتحســن أداء هــذا اجلهــاز‪ ،‬مبــا يف ذلــك‬
‫السياســات املناســبة ملرحلــة االنتقــال إىل وضــع الربــوي‪.‬‬
‫‪ -‬مشــكالت تثبيــت القــوة الشــرائية بالنســبة للدّيــون وألصحــاب‬
‫الدّخــل الثابــت‪ :‬التحليــل االقتصــادي لطــرق التثبيت املتعـدِّدة وآثارها‪،‬‬
‫وتقويــم إســامي جلميــع آثارهــا‪.‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪194‬‬

‫التضخــم‪ :‬حتليــل للظــروف الــي ميكــن أن تــؤدي إىل ظهــوره يف‬ ‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫اقتصــاد إســامي‪ ،‬مــع األخــذ يف االعتبــار بصــورة جليّــة املالمــح‬
‫النقديــة واملاليــة املفرتضــة لالقتصــاد اإلســامي‪.‬‬
‫‪ -‬تغيّر قيمة العملة وربط الديون باألسعار الثابتة‪.‬‬
‫‪ -‬إصــدار النقــود الورقيــة والنقــود اإللكرتونيــة يف اجملتمــع املســلم‪،‬‬
‫وقضيــة عوائــد الفــرق بــن تكاليــف اإلصــدار وقيمــة النقــد وحيــازة‬
‫هــذه العوائــد وتوزيعهــا‪.‬‬
‫‪ -‬العالقــات املتبادلــة بــن االقتصــادات الالربويــة لبلــدان خمتلفــة يف‬
‫اجملــال املصــريف والصّــرف األجنــي والتجــارة اخلارجيــة‪.‬‬
‫‪ -‬العالقــات االقتصاديــة اخلارجيــة بــن االقتصــادات الالربويــة‬
‫والنظــام الــدويل القائــم علــى الرِّبــا‪.‬‬
‫‪ -‬تقويــم نشــاط املؤسســات املصرفيــة اإلســامية الالربويــة الــي‬
‫أُنشِــئت حديث ـاً‪ ،‬والــدروس املســتفادة مــن هــذه التجربــة‪ ،‬مــع تركيــز‬
‫خــاصّ علــى بيــع املراحبــة لآلمــر بالشــراء‪ ،‬وتد ّفــق االئتمــان إىل‬
‫القطــاع الزراعــي‪.‬‬
‫‪ -‬النظام النقدي املوحّد لألقطار اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -‬الكتابات عن الدينار الذهيب‪ :‬عرض وتقويم‪.‬‬
‫‪ -‬سوق العمالت‪.‬‬
‫‪ -‬الضوابط الشرعية لتحقيق العدالة يف املعامالت املالية املعاصرة‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير السوق الثانوية للمنتجات املالية اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -‬سوق النقد وسوق املال اإلسالمي‪ :‬األدوات‪ ،‬واملؤسسات‪ ،‬والنظام‪.‬‬
‫‪ -‬كفاءة السياسات النقدية يف النظام املايل اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ -‬البنــوك املركزيــة يف تنظيــم ومراقبــة نشــاط البنــوك اإلســامية‪:‬‬
‫الوســائل واألدوات‪.‬‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪195‬‬

‫ثانياً‪ :‬التمويل والصريفة اإلسالمية‬


‫‪ -‬نظريــة الوســاطة املاليــة اإلســامية‪ :‬عــدم فصــل القطــاع احلقيقــي‬
‫عــن القطــاع املــايل‪ ،‬رأس املــال النقــدي أحــد عناصــر اإلنتــاج ولــه‬
‫قيمــة مضافــة ملشــاركته يف العمليــة اإلنتاجيــة‪ ،‬املخاطــرة هلــا قيمــة‬
‫مضافــة وتشــرك يف نتائــج العمليــة اإلنتاجيــة‪.‬‬
‫‪ -‬الصريفــة اإلســامية‪ ،‬القيــم واألهــداف والوســائل والضوابــط‬
‫الشــرعية لقيــام املصــارف بوظيفــة الوســاطة املاليــة والوســاطة‬
‫التعاقديــة‪.‬‬
‫‪ -‬اقتصاديــات املشــاركة يف الربــح‪ :‬آثــار إحــال املشــاركة بــدالً مــن‬
‫الفائــدة يف ســوق النقــد‪ ،‬ويف القطاعــات االقتصاديــة األخــرى‪.‬‬
‫‪ -‬البنوك اإلسالمية وقضايا حماسبة األرباح‪.‬‬
‫‪ -‬مشــاركة البنــوك يف إدارة املشــروعات الــي تقــوم بتمويلهــا‪،‬‬
‫ومــدى هــذا اإلشــراف وحــدوده ووســائل الرقابــة علــى عمليــات هــذه‬
‫املشــروعات‪.‬‬
‫‪ -‬عوائــد التمويــل باملشــاركة يف إطــار الشــريعة والقواعــد االقتصاديــة‬
‫واحملاســبية املناســبة‪ :‬املفهــوم والقيــاس‪.‬‬
‫‪ -‬نظــام املعلومــات املتع ِّلــق بأنشــطة االســتثمار يف البنــوك اإلســامية‪،‬‬
‫ونــوع املعلومــات اللّزمــة‪ ،‬ومصادرهــا وطــرق املراجعــة وال ّتدقيــق مــن‬
‫أجــل قبــول املشــروعات يف هــذه البنــوك‪ ،‬وتكلفــة احلصــول علــى‬
‫املعلومــات مقارنــة بالبنــوك التقليديــة وتربيرهــا‪.‬‬
‫‪ -‬الصيــغ املختلفــة للمشــاركة يف املشــروعات‪ ،‬ودور كل منهــا يف‬
‫اقتصــاد معاصــر‪ ،‬وتقويــم النتائــج االقتصاديــة واالجتماعيــة لــكل‬
‫صيغــة يف ضــوء الشــريعة‪ ،‬دراســة ميدانيــة عــن كيفيــة ختصيــص‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪196‬‬

‫البنــوك (اإلســامية والتقليديــة) ملواردهــا بــن عمالئهــا‪ ،‬ومــدى‬


‫اعتمــاد ختصيــص االئتمــان علــى ثــروة العميــل‪.‬‬
‫‪ -‬القــروض القصــرة األجــل بــن البنــوك على أســاس املشــاركة‪ ،‬ومدى‬
‫احلاجــة إىل هــذه القــروض‪ ،‬وأنواعها املمكنة‪.‬‬
‫‪ -‬مشــكلة اســتثمار األرصــدة النقديــة القصــرة األجــل لــدى البنــوك‬
‫اإلســامية‪ ،‬واحللــول املقرتحــة‪ ،‬ومراجعــة املمارســات احلاليــة‪.‬‬
‫‪ -‬املصارف الشاملة واملتخصِّصة‪ :‬عرض وتقويم‪.‬‬
‫‪ -‬حتليل اقتصادي للعِينة والتورّق‪.‬‬
‫‪ -‬التمويل اجلزئي والقرض للمدى القصري يف املصرفية اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -‬محاية صغار املودعني‪.‬‬
‫‪ -‬الرقابة الشرعية واملالية‪.‬‬
‫‪ -‬الوساطة املالية واملصرف اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ -‬املصرفية اإلسالمية بني النظرية والتطبيق‪.‬‬
‫‪ -‬تقويــم يف إطــار الشــريعة اإلســامية للمعامــات املعاصــرة يف جمال‬
‫العمــات‪ ،‬خاصّــة يف احلــاالت الــي يكون تســليم العمــات املتعامل هبا‬
‫أو بعضهــا ســيتمّ بعــد فــرة مــن توقيــع العقــد‪ ،‬والوظائــف االقتصاديــة‬
‫هلــذه املعامالت‪.‬‬
‫‪ -‬تقويم االستثمارات املسؤولة اجتماعيّاً من وجهة النّظر اإلسالمية‬
‫(‪.)Socially Responsible Investment -SRI‬‬
‫‪ -‬تقييم أداء البنوك اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -‬مستقبل البنوك اإلسالمية بعد عوملة النظم املالية‪.‬‬
‫‪ -‬البنوك اإلسالمية الشاملة وخدماهتا املصرفية‪.‬‬
‫‪ -‬ال ّتعــاون بــن املصــارف اإلســامية والتنســيق بــن أعماهلــا يف بلــد‬
‫معيّــن وعلــى النّطــاق الــدويل‪.‬‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪197‬‬

‫‪ -‬أســباب اخنفــاض نســبة املشــاركة واملضاربــة يف تشــغيل األمــوال يف‬


‫املصارف اإلســامية‪.‬‬
‫‪ -‬دراســة مقارنــة لتكلفــة التمويــل املق ـدّم مــن املصــارف اإلســامية‬
‫واملصــارف التقليديــة‪.‬‬
‫‪ -‬ممارســة الصريفــة اإلســامية يف بــاد الغــرب والعوائــق القانونيــة‬
‫املانعــة مــن انتشــارها‪.‬‬
‫‪ -‬األدوات اإلســامية املبنيّــة علــى عقــدي السَّ ـلَم واالســتصناع بــن‬
‫النظريــة والعمــل‪ :‬دراســة نقديــة (‪.)A Critical Study‬‬
‫‪ -‬ال ّتمييــز بــن املصــارف اإلســامية والتقليديــة علــى املســتويني‬
‫اجلزئــي والكلــي‪.‬‬
‫‪ -‬تراجع الوساطة املصرفية‪.‬‬
‫‪ -‬واقع مشكالت شركات توظيف األموال‪.‬‬
‫‪ -‬أدوات التمويل اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ -‬مقومات سوق األوراق املالية‪.‬‬
‫‪ -‬املراحبة يف األسهم‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان اإلصدار‪.‬‬
‫‪ -‬سندات االدّخار‪.‬‬
‫‪ -‬البيع القصري والبيع الطويل‪.‬‬
‫‪ -‬اخليارات جبميع أنواعها‪.‬‬
‫‪ -‬بدائل إسالمية للعقود اآلجلة‪.‬‬
‫‪ -‬تقييم وتيسري املنتجات املالية‪.‬‬
‫‪ -‬اإلجارة املنتهية بالتمليك‪.‬‬
‫‪ -‬اقتصاديات السَّلَم املوازي‪.‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪198‬‬

‫‪ -‬اقتصاديات االستصناع املوازي‪.‬‬


‫‪ -‬أمهية التكتالت واالندماجات ملواجهة العوملة املالية‪.‬‬
‫‪ -‬السوق الفورية والسوق اآلجلة‪.‬‬
‫‪ -‬دراسات وتطبيقات يف التمويل اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ -‬البنوك اإلسالمية واالستقرار املايل‪.‬‬
‫‪ -‬املنتجات املالية اإلسالمية‪ :‬دراسة مقاصدية واقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬التمويل اإلسالمي يف أمريكا وأوربا‪ :‬الفرص والتحديات‪.‬‬
‫‪ -‬التمويل اإلسالمي يف إفريقيا‪ :‬الفرص والتحديات‪.‬‬
‫‪ -‬إدارة األصول واخلصوم من منظور إسالمي‪.‬‬
‫‪ -‬دور التدريس والبحث والتدريب يف التمويل اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ -‬برامــج وشــهادات ال ّتعليــم وال ّتدريــب يف التمويــل اإلســامي‪ :‬دراســة‬
‫وتقويم‪.‬‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪199‬‬

‫ثالثاً‪ :‬إدارة املخاطر يف التمويل والتأمني اإلسالمي بني النظرية والتطبيق‬


‫‪ -‬اســتعراض مــا ُكتــب عــن القمــار وال ّتأمــن‪ ،‬وهــل ال ّتأمــن قمــار يف‬
‫األدب الغربــي؟‬
‫‪ -‬ال ّتمييــز بــن التأمــن اإلســامي والتقليــدي علــى املســتويني اجلزئي‬
‫والكلي‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة ميدانية للتأمني اإلسالمي املعاصر‪.‬‬
‫‪ -‬تنظيم صناعة التأمني يف نظام إسالمي معاصر‪.‬‬
‫‪ -‬إدارة املخاطر يف البنوك اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -‬دراســة شــرعية للعقــود التقليديــة املســتخدمة للتحــوّط‪ ،‬مثــل‪:‬‬
‫العقــود اآلجلــة ‪ Forwards‬واخليــارات ‪ Options‬واملســتقبليات‬
‫‪ Futures‬وعقــود املقايضــات ‪.Swaps‬‬
‫‪ -‬بدائــل إســامية للعقــود اآلجلــة‪ ،‬املشــتقات‪ ،‬اخليــارات‪ ،‬املقايضــات‪،‬‬
‫مبنيّــة علــى العقــود املسـمّاة‪ ،‬مثل‪ :‬عقد السَّـلَم وبيــع العربون وخيارات‬
‫الرِّضــا‪ ،‬أو اســتحداث عقــود جديــدة‪ ،‬لتحقيــق غــرض التحـوّط وإدارة‬
‫املخاطر‪.‬‬
‫الضوابــط‬ ‫‪ -‬ال ّتنظيمــات وال ّترتيبــات املؤسّســية اللّزمــة لتحقيــق ّ‬
‫اإلســامية يف املعامــات يف عقــود التحــوّط‪.‬‬
‫‪ -‬النمــاذج الرياضيــة الديناميكيــة‪ ،‬لتقييــم وتســعري املنتجــات املاليــة‬
‫اإلســامية‪.‬‬
‫‪ -‬اســتكتاب متخصِّصني يف املشــتقات‪ ،‬واالســتعانة مبؤسســات مالية‬
‫متخصِّصــة‪ ،‬مثــل‪ :‬مــودي و (‪ )S&P 500‬يف وضــع أســس تقييــم‬
‫وتســعري املنتجــات اإلســامية‪.‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪200‬‬

‫رابعاً‪ :‬األسواق املالية‬


‫الضوابط الشرعية لتداول األوراق املالية يف األسواق املالية‪.‬‬ ‫‪ّ -‬‬
‫‪ -‬دور حتريــم بيــع الدَّيــن يف ضبــط الرّافعــة املاليــة‪ ،‬وحجــم الديــون‬
‫يف األســواق املاليــة‪.‬‬
‫‪ -‬دور حتريم ال َغرر يف استقرار السوق املالية اإلسالمية‪.‬‬
‫الضوابــط الشــرعية للمشــتقات الــي ميكــن تداوهلــا يف الســوق‬ ‫‪ّ -‬‬
‫املاليــة‪.‬‬
‫‪ -‬الوظائف واألدوات واألهداف للسوق املالية يف اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -‬إعــادة إنتــاج املشــتقات التقليديــة بعقــود شــرعية وتأثريهــا يف كفــاءة‬
‫واســتقرار أســواق املــال اإلســامية‪.‬‬
‫‪ -‬اهلندسة املالية بني املخارج واحليل الفقهية‪.‬‬
‫‪ -‬الصكــوك اإلســامية‪ :‬طبيعتهــا وأنواعهــا وهيكلتهــا وأهدافهــا‬
‫وضوابطهــا الشــرعية‪.‬‬
‫‪ -‬التصكيك‪ :‬نشأته‪ ،‬وتطوره‪ ،‬ومداه‪ ،‬وما له وما عليه‪.‬‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪201‬‬

‫خامساً‪ :‬األزمات املالية‬


‫‪ -‬املصطلحات واملفاهيم واألشكال‪.‬‬
‫‪ -‬النظام املايل واالستقرار االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -‬تشخيص األزمات وعالجها يف األدبيات االقتصادية التقليدية‪.‬‬
‫‪ -‬تشخيص األزمات وعالجها يف األدبيات االقتصادية اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -‬هل األزمات املالية أمر مصاحب أليّ نظام اقتصادي؟‬
‫‪ -‬اقتصاديون اهتموا بدراسة األزمات‪.‬‬
‫‪ -‬النّظريات االقتصادية واألزمات‪ :‬نقد وتقويم‪.‬‬
‫‪ -‬إدارة املخاطر من منظور إسالمي يف ضوء األزمات العاملية‪.‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪202‬‬

‫ملحق ‪5‬‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪203‬‬

‫وص ّية حبثية‬

‫نصيحة باحث‬
‫يف االقتصاد واحملاسبة اإلسالمية‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪204‬‬

‫الطلبــة بعضهــم بعض ـاً باختيــار موضــوع ســهل مراجعــه متوافــرة؛‬ ‫ينصــح ّ‬
‫ليُنهــوا مرحلــة مهمّــة مــن حياهتــم ليشــرعوا يف حياهتم املهْنية‪ ،‬أما بالنســبة‬
‫ملع ِّلــم يَغــار علــى طالبــه‪ ،‬ويُــدرك بعضـاً مــن احلقائــق العلميــة والبحثيــة –‬
‫وهلل احلم ـدُ واملنّــة‪ -‬فأنصــح مــن واقــع طبيعــي الشــخصية (الــي حت ـبّ‬
‫التحديــات‪ ،‬وركــوب الصِّعــاب) وطبيعــي العلميــة‪ ،‬ومــن جتربــة مــررتُ هبــا‪.‬‬
‫فأقول وباهلل التوفيق‪:‬‬
‫«إن مرحلــة الدكتــوراه ميــرّ هبــا الشــخص الــذي وصــل إىل هــذه املرحلــة‬
‫وحيضــر موضوعــه ملــرة‬ ‫ِّ‬ ‫الصّعبــة م ـرّة واحــدة يف حياتــه (وأحيان ـاً أكثــر)‪،‬‬
‫واحــدة‪ ،‬فلمــاذا يُنهــي مســرته ال ّتأسيســية بتواضــع؟ وأقــول ال ّتأسيســية ألن‬
‫موضوعــه ســيالزمه طيلــة حياتــه‪ ..‬وســوف يكــون معــه فإمــا أن يذ ُكــر هــذه‬
‫الدرجــة ويذ ُكــر معهــا موضوعــه بإنصــاف واعتــزاز‪ ..‬وإمــا أن خيجــل مــن‬
‫ذكــر موضوعــه فيكتفــي بســابقة امســه (د‪.).‬‬
‫لقــد فرغــتُ مــن رســاليت باملاجســتري واســتغرق حتضريهــا ‪ 3‬أعــوام و ‪3‬‬
‫أشــهر‪ ،‬وأتشـرّف –واحلمـدُ هلل تعــاىل‪ -‬بــأن جامعــة عربيــة عريقــة ترتيبهــا‬
‫حبــدود ‪ 350‬علــى العــامل طلبتهــا منّــي‪ ..‬ومــازال العديــد مــن األســاتذة‬
‫يُدرِّســوهنا يف دورات تدريبيــة‪ ،‬مــع أنــي أهنيتُهــا منــذ عــام ‪1990‬م‪.‬‬
‫وفرغـتُ مــن رســاليت بالدكتــوراه ونلتُهــا بفضــل اهلل تعــاىل والــي اســتغرق‬
‫العمــل هبــا ‪ 7‬أعــوام‪ ،‬وأتش ـرّف بــأن أغلــب املهتمــن باجملالــن االقتصــادي‬
‫واإلســامي يقرؤوهنــا وحيفظوهنــا ويراســلونين بشــأهنا ومنهــا انبثقــت‬
‫أغلــب مؤ ّلفاتــي والــي قاربــت الـــ ‪ 30‬حبمــد اهلل وتوفيقــه‪ .‬وهــي مرجــع‬
‫لكثــر مــن الباحثــن واملختصّــن‪.‬‬
‫عندمــا كنـتُ أرغــب بتســجيلها حــاول كثــرون مــن أســاتذتي وزمالئــي ثنيــي‬
‫عــن موضوعهــا لصعوبتــه وندرتــه (آنــذاك) لكنّــي عوّدتُ نفســي على حتدِّي‬
‫الصِّعــاب وعلــى هــذا درجـتْ حياتــي ومــا زلـتُ علــى هــذا النّهــج‪.‬‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪205‬‬

‫أتوجّــه لإلخــوة الباحثــن وولَــدي منهــم قائـاً‪ :‬ال تقبلــوا باألشــياء العاديــة‬
‫فأغلــب النــاس عاديــن؛ بــل احبثــوا عــن املهــامّ الصّعبــة الــي تناســب غــر‬
‫العاديــن أي املتميِّزيــن‪ ،‬وال هتنــوا وال حتزنــوا فســيكفيكم اهلل‪ ،‬وســيعوِّضكم‬
‫خــراً لكــن ال تنســوا أن جتعلــوا دراســتكم هلل ليكــون ذلــك عبــادة‪ ..‬ثــم‬
‫بعــد النجــاح ســتعلمون مقــدار الســعادة الــي ســتكونون هبــا‪ ..‬وكيــف‬
‫ستكســبون تقديركــم لذواتكــم وتقديــر غريكــم لكــم فمــن قـدّر نفســه قـدّره‬
‫النــاس‪ ..‬وســتأخذون مكانكــم اللّئــق يف العــامل؛ ألن العلــم ليــس لــه هويــة‬
‫وال جنســية؛ بــل وهــبٌ وكســبٌ‪ ،‬وطالــب العلــم وطنــه العالَــم‪ ،‬وأرض اهلل‬
‫واســعة‪ ..‬أمــا احليــاة املهنيــة فســتكون طــوعَ –بــإذن اهلل تعــاىل‪ -‬عُقبَــى مــا‬
‫ح ّققتمــوه مــن مغــامن علميــة وعمليــة‪ ..‬أمــا املــال فهــو حتصيــل حاص ـلٍ‪،‬‬
‫وهــو ال حي ِّقــق أيّ ســعادة؛ بــل كثــراً مــا يكــون عامــل شــقاء خاصّــة إذا مل‬
‫يرافقــه العلــم واحلكمــة مع ـاً‪ .‬فــاهلل تعــاىل ح ـضّ علــى طلــب املزيــد مــن‬
‫العلــم فقــال ســبحانه‪{ :‬وَ ُقــ ْل رَبِّ ِزدْنِــي عِلْمًــا} [طــه‪ ،]114 :‬وقــال يف‬
‫بيــان اهلــدف مــن حتصيــل العلــم‪{ :‬وَمَـنْ يُـؤْتَ الْح ِْكمَـ َة فَقَـدْ أُوتِـيَ خَيْـرًا‬
‫كَثِ ـرًا} [البقــرة‪.]269 :‬‬
‫ووطنوهــم علــى حـبّ‬ ‫وأخــراً إىل اآلبــاء واألمهــات مجيعـاً جهِّــزوا أبناءكــم‪ِّ ،‬‬
‫التحــدّي وطلــب املعــايل‪ ،‬فـــ (إن اهلل تعــاىل كريــم حيــبّ الكــرم‪ ،‬وحيــبّ‬
‫معــايل األخــاق‪ ،‬ويكــره سفســافها) (اجلامــع الصغــر‪ ،)1771 :‬واصــروا‬
‫عليهــم‪ ،‬وتعاونــوا معهــم‪{ ،‬وَال َّلـهُ مَع َُكـمْ وَل َـنْ يَتِرَ ُكـمْ أَعْمَال َ ُكـمْ} [حممــد‪.]35 :‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪206‬‬

‫ملحق ‪6‬‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪207‬‬

‫توصيفات منهجية‬

‫خمتصر توصيف منهجية البحث العلمي‬


‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪208‬‬

‫‪ -‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‬


‫‪ -‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري‬
‫‪ -‬قسم العلوم املالية‬
‫خمتصر توصيف مقرّر‪ :‬منهجيــة البحــث العلمــي‬
‫الرمز‪........................... :‬‬
‫‪ -‬يســعى هــذا املقـرّر إىل تعريــف ّ‬
‫الطالب‪/‬ـــة مباهيــة البحــث العلمي‬
‫التعريف باملقرّر‪ :‬وأمهيتــه وخطــوات إجرائــه‪ ،‬وتدريبــه علــى املهــارات األساســية‬
‫اللّزمــة لذلــك‪.‬‬
‫الطالب‪/‬ـة مباهية البحث العلمي وأمهيته؛‬ ‫‪ -1‬توعية ّ‬
‫الطالب‪/‬ـــة خبطــوات البحــث العلمــي وتدريبــه علــى‬ ‫‪ -2‬تعريــف ّ‬
‫املهــارات الالزمــة لتطبيقهــا؛‬
‫‪ -3‬التّركيــز علــى اســتيعاب ّ‬
‫الطالب‪/‬ـــة لكيفيــة إعــداد «خطة البحث‬ ‫أهداف املقرّر‪:‬‬
‫العلمي»؛‬
‫‪ -4‬تنميــة قــدرات ّ‬
‫الطالب‪/‬ـــة لالعتمــاد علــى نفســه يف التّحصيــل‬
‫املعــريف‪.‬‬
‫املتط ّلبات السابقة‪ - :‬ال توجد‬
‫‪ -1‬مدخل إىل البحث العلمي؛‬
‫‪ -2‬خطوات البحث العلمي؛‬
‫‪ -3‬مناهج البحث العلمي؛‬
‫‪ -4‬أدوات البحث العلمي؛‬ ‫حمتويات املقرّر‪:‬‬
‫‪ -5‬توثيق البحث العلمي؛‬
‫‪ -6‬تصميم البحث العلمي‪.‬‬
‫‪ -‬عمــار بوحــوش‪ ،‬دليــل الباحــث يف املنهجيــة وكتابــة الرســائل‬
‫اجلامعيــة‏‪ ،‬املؤسســة الوطنيــة للكتــاب‪ ،‬اجلزائــر‪ ،‬ط‪.2002 ،2‬‬
‫‪ -‬ســيد اهلــواري‪ ،‬دليــل الباحثــن يف إعــداد البحــوث العلميــة‬
‫ملرحلــة املاجســتري والدكتــوراه‪ ،‬دار قرطبــة‪ ،‬الريــاض‪.2012 ،‬‬
‫‪- Frédéric HÉRAN, La réalisation d’un document‬‬ ‫املراجع املساعدة‪:‬‬
‫‪scientifique mémoire de DEA, thèse, article…,‬‬
‫‪Séminaire méthodologique de l’Ecole doctorale de‬‬
‫‪sciences économiques et sociales, 2003.‬‬
‫‪- Ann Raimes, Keys for Writers, Houghton Mifflin‬‬
‫‪Co., New York, 5th ed, 2008.‬‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪209‬‬

‫ملحق ‪7‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪210‬‬

‫اختبارات منهجية‬

‫اخترب معلوماتك يف منهجية البحث العلمي‬


‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪211‬‬

‫‪....................................‬‬ ‫االسم واللقب‪:‬‬ ‫جامعة سطيف‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري‬
‫‪....................................‬‬ ‫رقم التسجيل‪:‬‬ ‫قسـم العلـوم التجاريـة (مالية ‪ +‬حماسبة ‪ +‬تسويق)‬
‫‪....................................‬‬ ‫التخصـص‪:‬‬ ‫االمتحان اجلزئي األول يف مقياس منهجيـة البحـث العلمي‬
‫‪....................................‬‬ ‫رقم الشعبة‪:‬‬ ‫املدة‪ 1 :‬سـاعـة‬ ‫‪2009/02/10‬‬ ‫التاريخ‪ :‬الثالثاء‬

‫حمـاور األسئلـة‪ :‬معلومات (‪3‬ن) ‪ +‬مصطلحات (‪9‬ن) ‪ +‬مهارات (‪8‬ن)‬

‫أو ً‬
‫ال‪ :‬بصفتــك طالبــاً جامعيــاً ويف انتظــار إعــدادك ملذكــرة التخــرّج؛‬
‫فإنــه يُفــرض منــك معرفــة املعلومــات التاليــة‪:‬‬
‫ضــع عـالمــة × على اإلجابـة الصحيحـة‪:‬‬
‫‪ -1‬تكون صياغة «الفرضيـات العلميـة» يف شكل‪:‬‬
‫عالقـة بني املتغريات املستقلة واملتغري التابع؛‬ ‫‪‬‬

‫عالقـة بني التساؤالت الفرعية والسؤال الرئيس؛‬ ‫‪‬‬

‫عالقـة بني التعميمات املنهجية واملوضوع املدروس‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -2‬تتميّز «النتائـج» اليت يتوصّل إليها الباحث باخلاصية التالية‪:‬‬


‫الشمولية والعمومية؛‬ ‫‪‬‬

‫أخطـاء العيِّنـة؛‬ ‫‪‬‬

‫إمكانية التعميـم‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -3‬تُصنَّف «البحـوث العلميـة» وفق املعيار الزمين إىل‪:‬‬


‫حبوث وثائقية‪ ،‬وصفية‪ ،‬جتريبية؛‬ ‫‪‬‬

‫مذكرات‪ ،‬رسائـل‪ ،‬أطروحـات؛‬ ‫‪‬‬

‫حبوث نقدية‪ ،‬استطالعية‪ ،‬تشخيصية‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪212‬‬

‫ثاني ـاً‪ :‬بصفتــك طالب ـاً جامعي ـاً ويف انتظــار إعــدادك ملذكــرة التخ ـرّج؛‬
‫ســوف يُطلــب منــك ضبــط مصطلحاتــك املنهجيــة‪:‬‬

‫الداللـة املنهجيـة‬ ‫املصطلـح‬ ‫الداللـة املنهجيـة‬ ‫املصطلـح‬


‫‪.......................‬‬ ‫الباحث العلمي‬ ‫‪.......................‬‬ ‫منهجيـة البحث‬
‫‪.......................‬‬ ‫البحث املتكامل‬ ‫‪.......................‬‬ ‫علم املناهـج‬
‫‪.......................‬‬ ‫مسوَّدة البحث‬ ‫‪.......................‬‬ ‫املنهج املتكامل‬
‫‪.......................‬‬ ‫رسالة جامعية‬ ‫‪.......................‬‬ ‫الروح العلمية‬
‫‪.......................‬‬ ‫تقريـر سليب‬ ‫‪.......................‬‬ ‫املوضوعية العلمية‬

‫ثالثـاً‪ :‬بصفتــك طالبـاً جامعيـاً ويف انتظــار إعــدادك ملذكــرة التخـرّج؛ قد‬
‫تتعامــل مــع هــذه الصفحــة إلحــدى الرســائل اجلامعيــة حــول السياســة‬
‫النقديــة الفعالة‪:‬‬

‫لقــد كان الــرأي الســائد بــن االقتصاديــن لســنوات عديــدة بعــد الكســاد االقتصــادي الكبــر‪،‬‬
‫بــأن السياســة النقديــة قــد تكــون فعالــة يف منــع التضخــم؛ إال أهنــا غــر مؤ ِّثــرة بشــكل كبــر يف‬
‫َّ‬
‫املفضــل آنــذاك هــو «بالــون علــى خيــط»‪ .‬يُمكنــك‬ ‫مواجهــة الركــود ‪ .Récession‬وكان التشــبيه‬
‫أن متنــع «البالــون» مــن االرتفــاع بســحب خيطــه؛ لكنــك ال تســتطيع جعلــه يرتفــع بدفــع اخليــط‪.‬‬
‫ويــرى الدكتــور القديــر «بيــر بيتكــي» ‪ Peter PITKY‬بأنــه «ميكــن للســلطات النقديــة أن تزيــد‬
‫االحتياطــات الفائضــة للنظــام املصــريف؛ لكنهــا ال تســتطيع إرغــام البنــوك التجاريــة علــى‬
‫توســيع القــروض»(‪.)1‬‬
‫أثنــاء الركــود االقتصــادي ‪ ،Récession‬مييــل غالبيــة األفــراد لالحتفــاظ بكميــات أكــر مــن‬
‫الســيولة‪ ،‬وتقــوم البنــوك بدراســة املقرتضــن احملتملــن بصرامــة أكــر قبــل منــح االئتمــان‪،‬‬
‫وترفــض جتديــد بعــض القــروض الــي حــان وقــت اســتحقاقها‪ .‬ويُصبــح املســتثمرون أقـ ّل رغبــة‬
‫يف طلــب احلصــول علــى قــروض؛ ألن فــرص الربــح قصــرة األجــل تبــدو غــر مناســبة‪.‬‬
‫أنــا أعتقــد بــأن الســلطات النقديــة ســتجد صعوبــة يف إقنــاع النــاس يف البــدء بصــرف أرصدهتم‬
‫املعطلــة‪ .‬يف مثــل هــذه الظــروف‪ ،‬تكــون جهــود البنــك املركــزي إليقــاف الركــود ‪ Récession‬أو‬ ‫َّ‬
‫للدفــع حنــو التحسُّــن أشــبه بكثــر بدفــع اخليــط!‬
‫‪(1) Peter PITKY, The Economic Way of Thinking, AL-Ahlia, Jordan, 1st Ed, 2008, P. 486.‬‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪213‬‬

‫‪ -1‬ما تعليقك‪ ،‬إذا علمتَ بأن اختيار هذا املوضوع كان من قِبل الباحث؟‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬

‫‪ -2‬ما املراحل البحثية امل ّتبعة من قِبل هذا الباحث؟‬


‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬

‫‪ -3‬برأيك‪ ،‬ما إشكالية البحث يف هذا املوضوع؟‬


‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬

‫‪ -4‬ما الفرض العلمي الذي تقرتحه حل ّل املشكلة البحثية؟‬


‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪214‬‬

‫‪ -5‬ما املناهج املالئمة اليت استخدمها الباحث يف حبثه؟‬


‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬

‫‪ -6‬برأيك‪ ،‬ماذا استفاد الباحث من دراسته هلذا املوضوع؟‬


‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬

‫‪ -7‬على ضوء هذه الصفحة العيِّنة‪ ،‬ع ِّلق على جودة هذا البحث؟‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬

‫‪ -8‬هل هناك أخطاء وقع فيها صاحب البحث؟ استخرجها؟‬


‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪215‬‬

‫‪....................................‬‬ ‫االسم واللقب‪:‬‬ ‫جامعة سطيف‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري‬
‫‪....................................‬‬ ‫رقم التسجيل‪:‬‬ ‫قسـم النظـام اجلديـد ‪( LMD‬ليسانس ‪ +‬ماسرت ‪ +‬دكتوراه)‬
‫‪....................................‬‬ ‫التخصـص‪:‬‬ ‫االمتحان اجلزئي يف مقياس منهجيـة البحـث العلمي‬
‫‪....................................‬‬ ‫رقم الشعبة‪:‬‬ ‫املدة‪ 1 :‬سـاعـة‬ ‫‪2009/02/17‬‬ ‫التاريخ‪ :‬الثالثاء‬

‫حمـاور األسئلـة‪ :‬معلومات (‪3‬ن) ‪ +‬مصطلحات (‪10‬ن) ‪ +‬مهارات (‪7‬ن)‬

‫أو ً‬
‫ال‪ :‬بصفتــك طالبــاً جامعيــاً ويف انتظــار إعــدادك ملذكــرة التخــرّج؛‬
‫فإنــه يُفــرض منــك معرفــة املعلومــات التاليــة‪:‬‬
‫ضــع عـالمــة × على اإلجابـة الصحيحـة‪:‬‬
‫‪ -1‬تُطلق عبارة «مراجع البحث» على‪:‬‬
‫‪ ‬مصادر البحث العلمي؛‬
‫‪ ‬كل الدراسات عن املصادر؛‬
‫‪ ‬ما ال يُبنى على كتابات أخرى‪.‬‬
‫‪ -2‬للتعرُّف على «آراء العمالء» حول منتوج معيَّن؛ فإننا نستخدم‪:‬‬
‫‪ ‬املنهج املسحي؛‬
‫‪ ‬منهج دراسة احلالة؛‬
‫‪ ‬املنهج املقارن‪.‬‬
‫‪ -3‬عنــد مجــع بيانــات الســلوك الفعلــي للمبحوثــن؛ فــإن األداة‬
‫َّ‬
‫املفضلــة هــي‪:‬‬
‫‪ ‬استمارة االستبيان؛‬
‫‪ ‬املقابلة الشخصية؛‬
‫‪ ‬املالحظة العلمية‪.‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪216‬‬

‫ثاني ـاً‪ :‬بصفتــك طالب ـاً جامعي ـاً ويف انتظــار إعــدادك ملذكــرة التخ ـرّج؛‬
‫ســوف يُطلــب منــك ضبــط مصطلحاتــك املنهجيــة‪:‬‬

‫الداللـة املنهجيـة‬ ‫املصطلـح‬ ‫الداللـة املنهجيـة‬ ‫املصطلـح‬


‫‪.......................‬‬ ‫‪SPSS‬‬ ‫‪.......................‬‬ ‫الفرضية العلمية‬
‫‪.......................‬‬ ‫د‪ .‬ت‬ ‫‪.......................‬‬ ‫املالحظ املشارك‬
‫‪.......................‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪.......................‬‬ ‫األسئلة املفتوحة‬
‫‪.......................‬‬ ‫‪et. al‬‬ ‫‪.......................‬‬ ‫االقتباس املباشر‬
‫‪.......................‬‬ ‫*‬ ‫‪.......................‬‬ ‫الورقة البحثية‬

‫ثالث ـاً‪ :‬بصفتــك طالب ـاً جامعي ـاً ويف انتظــار إعــدادك ملذكــرة التخ ـرّج؛‬
‫قــد تتعامــل مــع هــذه الصفحــة إلحــدى الرســائل اجلامعيــة حــول رأس‬
‫املــال البشــري‪:‬‬

‫مل يَعــد العــامل ينقســم إىل مَــن ميلــك ومَــن ال ميلــك؛ بقــدر مــا أصبــح ينقســم إىل مَــن يعــرف‬
‫ومَــن ال يعــرف! وال شــك أن إحــدى الوصفــات الســحرية الــي جيــب أن تتَّبعهــا الــدول الفقــرة‬
‫جبدّيــة أكــر ممــا هــو عليــه احلــال اآلن هــي التعليــم األساســي ‪ ،Enseignement‬فالســكان‬
‫املثقفــون شــرط مســبق للنمــو االقتصــادي الســريع‪.‬‬ ‫َّ‬
‫لقــد اكتشــف األســتاذ الدكتــور «بيــر بيتكــي» ‪ Peter PITKY‬بــأن «تفــاوت املداخيــل بــن‬
‫األشــخاص يف الواليــات املتحــدة ليــس منســوباً إىل االختالفــات يف كميــة رأس املــال املــادي‬
‫الــذي ميتلكونــه؛ بــل يرجــع إىل االختالفــات يف قيمــة رأمساهلــم البشــري‪ ،‬وهــو امتــاك املعرفــة‬
‫واملهــارات املنتجــة الــي جتعــل األفــراد أغنيــاء»(‪.)1‬‬
‫إن أهــم اجملــاالت الرئيســية الــي تُنفــق فيهــا الــدول الغنيــة دخلهــا هــو متويــل التعليــم ملواطنيها‪.‬‬
‫فالتعليــم ‪ Enseignement‬ســلعة اســتهالكية بقــدر مــا هــو ســلعة إنتاجيــة؛ ألن الثــروة‬
‫املتزايــدة تــؤدي إىل التعليــم اإلضــايف واملعرفــة املكتســبة‪.‬‬
‫أنــا أعتقــد بــأن رأس املــال البشــري يُســهم بشــكل كبــر يف منــو ثــروة األمــم؛ حيــث ينبغــي أن‬
‫تُســاير معرفــة ومهــارات املهندســن الذيــن يُط ـوِّرون املنتجــات اجلديــدة مليكروســوفت‪ ،‬زيــادة‬
‫يف معرفــة ومهــارات أولئــك الذيــن يســتخدمون منتجــات ميكروســوفت؛ وذلــك حتــى َّ‬
‫يتمكنــوا‬
‫مــن عمــل العديــد مــن األشــياء بســهولة أكــر بــدالً مــن أن تتح ـوَّل تلــك املنتجــات إىل جم ـرَّد‬
‫لُعــب!‬

‫‪(1) Peter PITKY, The Economic Way of Thinking, AL-Ahlia, Jordan, 1st Ed, 2008, P. 570.‬‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪217‬‬

‫‪ -1‬مَن قام باختيار املوضوع‪ :‬الباحث أم األستاذ املشرف؟ برِّر إجابتك؟‬


‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬

‫‪ -2‬ما اخلطوات التحضريية امل ّتبعة من قِبل هذا الباحث؟‬


‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬

‫‪ -3‬برأيك‪ ،‬ما إشكالية البحث يف هذا املوضوع؟‬


‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬

‫‪ -4‬ما الفرض العلمي الذي تقرتحه حل ّل املشكلة البحثية؟‬


‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪218‬‬

‫‪ -5‬ما املناهج املالئمة اليت استخدمها الباحث يف حبثه؟‬


‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬

‫‪ -6‬على ضوء هذه الصفحة العيِّنة‪ ،‬ع ِّلق على جودة هذا البحث؟‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬

‫‪ -7‬هل هناك أخطاء وقع فيها صاحب البحث؟ استخرجها؟‬


‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬

‫‪ -8‬برأيك‪ ،‬كيف ميكن تطوير عملية التدريس يف مقرّر املنهجية؟‬


‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪219‬‬

‫‪....................................‬‬ ‫االسم واللقب‪:‬‬ ‫جامعة سطيف‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري‬
‫‪....................................‬‬ ‫رقم التسجيل‪:‬‬ ‫قسـم العلوم االقتصادية (بنوك ‪ +‬تأمينات ‪ +‬مالية وحماسبة)‬
‫‪....................................‬‬ ‫التخصـص‪:‬‬ ‫االمتحان النهائـي يف مقياس منهجيـة البحـث العلمي‬
‫‪....................................‬‬ ‫رقم الشعبة‪:‬‬ ‫املدة‪ 40 :‬دقيقة‬ ‫‪2008/05/31‬‬ ‫التاريخ‪ :‬األحد‬

‫حمـاور األسئلـة‪ :‬معلومات (‪3‬ن) ‪ +‬مصطلحات (‪10‬ن) ‪ +‬مهارات (‪7‬ن)‬

‫أو ً‬
‫ال‪ :‬بصفتــك طالبـاً جامعيـاً ويف انتظــار إعــدادك ملذكــرة املاســر؛ فإنــه‬
‫يُفــرض منــك معرفــة املعلومــات التاليــة‪:‬‬
‫ضــع عـالمــة × على اإلجابـة الصحيحـة‪:‬‬
‫‪ -1‬تُعرَّف «فرضية البحث العلمي» على أهنا‪:‬‬
‫‪ ‬رأي مبدئي حل ّل اإلشكالية؛‬
‫‪ ‬تفسري هنائي حل ّل اإلشكالية؛‬
‫‪ ‬إجابة عن سؤال مل يُطرح‪.‬‬
‫‪ -2‬تعبئة «استمارة االستبيان» عادة ما تتط َّلب‪:‬‬
‫‪ ‬تواجد السائل واملُجيـب معـاً؛‬
‫‪ ‬حضور الباحث وغياب املفحوص؛‬
‫‪ ‬غياب جامع البيانات وتواجد املستجيب‪.‬‬
‫‪ -3‬املنهج األكثر استخداماً يف «البحوث االقتصادية» هو‪:‬‬
‫‪ ‬املنهج التارخيـي؛‬
‫‪ ‬املنهج الوصفـي؛‬
‫‪ ‬املنهج التجريبـي‪.‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪220‬‬

‫ثانيــاً‪ :‬بصفتــك طالبــاً جامعيــاً ويف انتظــار إعــدادك ملذكــرة املاســر؛‬


‫ســوف يُطلــب منــك ضبــط مصطلحاتــك املنهجيــة‪:‬‬

‫الداللـة املنهجيـة‬ ‫املصطلـح‬ ‫الداللـة املنهجيـة‬ ‫املصطلـح‬


‫‪.......................‬‬ ‫‪et al.‬‬ ‫‪.......................‬‬ ‫االستقصـاء‬
‫‪.......................‬‬ ‫د‪ .‬ن‬ ‫‪.......................‬‬ ‫االستقـراء‬
‫‪.......................‬‬ ‫‪Idem‬‬ ‫‪.......................‬‬ ‫االقتبـاس‬
‫‪.......................‬‬ ‫{×××××}‬ ‫‪.......................‬‬ ‫الباحـث‬
‫‪.......................‬‬ ‫‪SPSS‬‬ ‫‪.......................‬‬ ‫املبحـوث‬

‫ثالثـاً‪ :‬بصفتــك طالبـاً جامعيـاً ويف انتظــار إعــدادك ملذكــرة املاســر؛ قــد‬
‫تتعامــل مــع هــذه الصفحــات إلحــدى الرســائل اجلامعيـة‪ .‬لــذا يتط ّلــب‬
‫منــك تســميتها وإعــادة ترتيبهــا وفقـاً هليــكل البحــث العلمــي‪:‬‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪221‬‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الشكل‬ ‫الرقم‬


‫املعرفـــة قـــوة‬
‫‪12‬‬ ‫اهليكل التنظيمي للجامعة‬ ‫‪1‬‬
‫‪Knowledge is Power‬‬ ‫‪27‬‬
‫أهداف املؤسسات‬
‫‪2‬‬
‫اجلامعية‬
‫فرانسيس بيكون‬ ‫‪80‬‬
‫تطور عدد الطلبة يف‬
‫‪3‬‬
‫اجلامعة اجلزائرية‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫جامعة سطيف ‪ -‬كلية االقتصاد والتسيري والتجارة‬ ‫تُعتــر اجلامعــة مركــز إشــعاع حضــاري وعلمــي يهــدف‬
‫حتية طيبة‪،،،‬‬ ‫إىل تنميــة اجملتمــع اقتصادي ـاً وعلمي ـاً وثقافي ـاً؛ مــن‬
‫بغــرض حتضــر مذكــرة املاســر؛ يُرجــى منكــم تعبئــة‬ ‫خــال وظائفهــا الرئيســة الــي تقــوم هبا وهــي‪ :‬التعليم‬
‫هــذه الوثيقــة لكــي نُنجــز حبثنــا بنجــاح حــول‪ :‬جــودة‬ ‫والبحــث العلمــي وخدمــة اجملتمــع‪.‬‬
‫التعليــم اجلامعــي‪ :‬دراســة حتليليــة لقســم املاستـــر‪.‬‬ ‫وســنحاول يف هــذا البحــث أن نُحـدِّد مفهــوم اجلامعــة‬
‫ونعدكــم بأنــه لــن يتــم الكشــف عــن هويتكــم‪ ،‬شــاكرين‬ ‫املنتِجــة ودورهــا والوســائل اليت تعتمدها‪ ،‬وانعكاســات‬
‫الطالب‬ ‫لكم تعاونكم ‪.‬‬ ‫ذلــك علــى تطويــر مؤسســات اجملتمــع املختلفة‪.‬‬
‫جـ‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫الفصل األول‬
‫اجلامعة ومكوناهتا‬
‫األساسية‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫ما تقوميك ملقرّر‬ ‫الرتتيب داخل‬


‫املنهجية؟‬ ‫الدائرة‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪222‬‬

‫‪....................................‬‬ ‫االسم واللقب‪:‬‬ ‫جامعة سطيف‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري‬
‫قســـم العلــوم االقتصاديــة والتســيري (إدارة األعمــال الدوليــة‪،‬‬
‫‪....................................‬‬ ‫رقم التسجيل‪:‬‬
‫اإلســراتيجية‪ ،‬الصغــرة)‬
‫‪....................................‬‬ ‫التخصـص‪:‬‬ ‫االمتحان النهائي يف مقياس منهجيـة البحـث العلمي‬
‫‪....................................‬‬ ‫رقم الشعبة‪:‬‬ ‫املدة‪ 45 :‬دقيقة‬ ‫‪2010/02/20‬‬ ‫التاريخ‪ :‬الثالثاء‬

‫حمـاور األسئلـة‪ :‬معلومات (‪3‬ن) ‪ +‬مصطلحات (‪5‬ن) ‪ +‬مهارات (‪12‬ن)‬

‫أو ً‬
‫ال‪ :‬بصفتــك طالبــاً جامعيــاً ويف انتظــار إعــدادك ملذكــرة املاســر‪/‬‬
‫املاجســتري؛ فإنــه يُفــرض منــك معرفــة املعلومــات التاليــة‪:‬‬
‫ضــع عـالمــة × على اإلجابـة الصحيحـة‪:‬‬
‫‪ -1‬تكون «األوراق التمهيديـة» يف البحوث العلمية‪:‬‬
‫‪ ‬غري َّ‬
‫مرقمـة؛‬
‫مرقمـة باحلروف األجبدية؛‬ ‫‪َّ ‬‬
‫‪َّ ‬‬
‫مرقمـة باألرقـام العددية‪.‬‬
‫‪ -2‬املنهج األكثر استخداماً يف «البحوث االقتصادية» هو‪:‬‬
‫‪ ‬املنهـج التارخيـي؛‬
‫‪ ‬املنهـج الوصفـي؛‬
‫‪ ‬املنهـج التجريبـي‪.‬‬
‫‪« -3‬ليس هناك صفر يف املعرفة العلمية»‪ ،‬عبارة تُشري إىل‪:‬‬
‫‪ ‬الرقم «‪ »0‬غري مهم يف املعارف؛‬
‫‪ ‬املصادر املعرفية اجلديدة؛‬
‫‪ ‬الرتاكم املعريف‪.‬‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪223‬‬

‫ثاني ـاً‪ :‬بصفتــك طالب ـاً جامعي ـاً ويف انتظــار إعــدادك ملذكــرة املاســر‪/‬‬
‫املاجســتري؛ ســوف يُطلــب منــك ضبــط مصطلحاتــك املنهجيــة‪:‬‬

‫الداللـة املنهجيـة‬ ‫املصطلـح‬ ‫الداللـة املنهجيـة‬ ‫املصطلـح‬


‫‪.......................‬‬ ‫(‪)...‬‬ ‫‪.......................‬‬ ‫املالحظ املشارك‬
‫‪.......................‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪.......................‬‬ ‫الورقة البحثيـة‬
‫‪.......................‬‬ ‫{×××××}‬ ‫‪.......................‬‬ ‫وآخـرون‬
‫‪.......................‬‬ ‫‪SPSS‬‬ ‫‪.......................‬‬ ‫منهجيـة البحث‬
‫‪.......................‬‬ ‫د‪.‬‬ ‫‪.......................‬‬ ‫تقريـر سلبـي‬

‫ثالث ـاً‪ :‬بصفتــك طالب ـاً جامعي ـاً ويف انتظــار إعــدادك ملذكــرة املاســر‪/‬‬
‫املاجســتري؛ قــد تتعامــل مــع هــذه الصفحــة إلحــدى الرســائل اجلامعيـة‪.‬‬
‫لــذا يتط ّلــب منــك تســمية أجزائهــا وحمتوياهتــا وموقعهــا ضمــن هيــكل‬
‫البحــث العلمــي‪:‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪224‬‬

‫حتصــل الشــركات اإلقتصاديــة علــى منافــع عديــدة مــن والء العاملــن؛‬


‫لكــن قيــام املــدراء بتقليــص حجــم املؤسســات بــدون تنظيــم خــال‬
‫مرحلــة الكســاد ‪Stagnation‬؛ يقضــي علــى والء ماليــن العاملــن!‬
‫تتضمّــن املزايــا اإلقتصاديــة لــوالء العاملــن ختفيــض نفقــات‬
‫اإلســتقطاب‪ ،‬والتدريــب‪ ،‬وزيــادة مســتوى إنتاجيــة العاملــن‪ ،‬ورضــاء‬
‫العمــاء‪ ،‬وحتســن نتائــج إســتقطاب العمالــة اجلديــدة ‪...‬إخل‪.‬‬
‫ويــرى األســتاذ الدكتــور «س‪ .‬مسيــث» ‪ ،2009( Smith.C‬ص ‪)527 :‬‬
‫بــأن بعــض الشــركات تلجــأ إىل أســاليب خمتلفــة‪ ،‬منهــا‪« :‬املرونــة يف‬
‫إعطــاء اإلجــازات ؛ ممــا يســاعد العمــال علــى احلصــول علــى ‪% 20‬‬

‫نوع االقتباس املستخدَم‬


‫مــن أجورهــم‪ ،‬باإلضافــة إىل املزايــا الــي يُقدِّمهــا صاحــب العمــل عندمــا‬
‫هو‪.....................:‬‬ ‫حيصلــون علــى إجــازات تــراوح بــن ‪ 5‬إىل ‪ 12‬شــهراً‪ ،‬مــع حــق الشــركة‬
‫يف إســتدعائهم خــال هــذه املــدة» (‪.)1‬‬
‫أنــا أعتقــد بــأن بعــض املنشــآت قــد تتّبــع وصفــات ســحرية أخــرى‪ ،‬مثــل‬
‫إجــراء مزيــد مــن اإلتصــاالت مــع العمــال لتوضيــح الظــروف الــي مت ـرّ‬
‫هبــا املنشــأة (‪. )2‬‬
‫وهبــدف حتســن مســتوى إنتاجيــة العمــال بإحــدى املؤسســات ‪،X‬‬
‫مت إجــراء دراســـة ميدانيـــة ملعرفــة مــدى موافقــة املســتخدَمني علــى‬
‫هذا اجلزء من الصفحة‬
‫العبــارات اخلمســة التاليــة‪ ،‬مــع األخــذ يف االعتبــار إرتباطهــا بوظيفــة‬ ‫يُسمَّى‪.....................:‬‬
‫أداة مجع البيانات‬ ‫العامــل الرئيســية؛ وذلــك باإلعتمــاد علــى املقاييــس الفئويــة(*)‪:‬‬
‫هي‪.....................:‬‬
‫‪X‬‬ ‫جدول ‪ :‬واقع اخلصائص الوظيفية للعاملني يف املؤسسة‬
‫غري‬ ‫تُعترب الفرص اآلتية‬
‫غري‬ ‫موافق‬
‫موافق‬ ‫ً موافق حمايد‬ ‫اليت تو ِّفرها وظيفيت مهمة‬
‫موافق إطالقاً‬ ‫جدا‬ ‫جداً‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫(أ) التفاعل مع اآلخرين‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫(ب) استخدام عدد من املهارات‬
‫(ت) أداء عمــل كامــل مــن أوّلــه إىل‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫آخــره‬
‫مصدر معطيات اجلدول‬
‫هو‪.........................:‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫(ث) خدمة العمالء‬
‫(جـــ) االســتقالل يف العمــل عــن‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫اآلخريــن‬

‫‪(1) Dr. Smith. C, Empirical research in human resources, American Association,‬‬


‫‪Washington, U.S.A, 4th Ed, 2009, P: 527.‬‬
‫‪(2) Idem, P: 527.‬‬ ‫هذا اجلزء من الصفحة‬
‫(*) تســمح املقاييــس الفئويــة حبســاب املتوســط واالحنــراف املعيــاري؛ وبالتــايل قيــاس درجــة‬ ‫يُسمَّى‪.......................:‬‬
‫االختــاف بــن إجابــات املبحوثــن‪.‬‬

‫مصدر التوثيق املرجعي‬ ‫‪150‬‬


‫هو‪.............................:‬‬
‫موقع هذه الصفحة‬
‫يف هيكل البحث‬ ‫هدف استخدام العالمة النجمية‬
‫هو‪..........................:‬‬ ‫هو‪........................:‬‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪225‬‬

‫‪ -‬علــى ضــوء هــذه الصفحــة املختــارة‪ ،‬ع ِّلــق علــى جـــودة هــذا البحــث؟ (مــع‬
‫وضــع دائــرة علــى األخطــاء إنْ وُجــدت)‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪226‬‬

‫‪....................................‬‬ ‫االسم واللقب‪:‬‬ ‫جامعة سطيف‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري‬

‫‪....................................‬‬ ‫رقم التسجيل‪:‬‬ ‫قسـم العلـوم التجاريـة (مالية ‪ +‬حماسبة ‪ +‬تسويق)‬

‫‪....................................‬‬ ‫التخصـص‪:‬‬ ‫االمتحان الشامل يف مقياس منهجيـة البحـث العلمي‬


‫‪....................................‬‬ ‫رقم الشعبة‪:‬‬ ‫املدة‪ 30 :‬دقيقة‬ ‫‪2009/06/22‬‬ ‫التاريخ‪ :‬االثنني‬

‫حمـاور األسئلـة‪ :‬معلومات (‪3‬ن) ‪ +‬مصطلحات (‪9‬ن) ‪ +‬مهارات (‪8‬ن)‬

‫أو ً‬
‫ال‪ :‬بصفتــك طالبــاً جامعيــاً ويف انتظــار إعــدادك ملذكــرة التخــرّج؛‬
‫فإنــه يُفــرض منــك معرفــة املعلومــات التاليــة‪:‬‬
‫ضــع عـالمــة × على اإلجابـة الصحيحـة‪:‬‬
‫‪ -1‬يشتمل أفضل أنواع «االستبيـان» على‪:‬‬
‫‪ ‬األسئلة املغلقة‪-‬املفتوحة؛‬
‫‪ ‬األسئلة املغلقة اإلجابـة؛‬
‫‪ ‬األسئلة املفتوحة أو احلرة‪.‬‬
‫‪ -2‬يضع الباحث «رقم الصفحـة» املقتبَس منها يف‪:‬‬
‫‪ ‬فهرس احملتويات؛‬
‫‪ ‬قائمـة املراجـع؛‬
‫‪ ‬اهلوامش املرجعيـة‪.‬‬
‫‪ -3‬تُعترب «مالحـق البحـث» جـزءاً‪:‬‬
‫‪ ‬متهيدياً يف البحث العلمي؛‬
‫‪ ‬أساسياً يف البحث العلمي؛‬
‫‪ ‬تكميلياً يف البحث العلمي‪.‬‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪227‬‬

‫ثاني ـاً‪ :‬بصفتــك طالب ـاً جامعي ـاً ويف انتظــار إعــدادك ملذكــرة التخ ـرّج؛‬
‫ســوف يُطلــب منــك ضبــط مصطلحاتــك املنهجيــة‪:‬‬

‫الداللـة املنهجيـة‬ ‫املصطلـح‬ ‫الداللـة املنهجيـة‬ ‫املصطلـح‬


‫‪.......................‬‬ ‫ص‬ ‫‪.......................‬‬ ‫األمانـة العلميـة‬
‫‪.......................‬‬ ‫ط‬ ‫‪.......................‬‬ ‫الورقـة البحثيـة‬
‫‪.......................‬‬ ‫ع‬ ‫‪.......................‬‬ ‫االستقصـاء‬
‫‪.......................‬‬ ‫ج‬ ‫‪.......................‬‬ ‫االستنبـاط‬
‫‪.......................‬‬ ‫د‪.‬‬ ‫‪.......................‬‬ ‫الفهـرس‬

‫ثالث ـاً‪ :‬بصفتــك طالب ـاً جامعي ـاً ويف انتظــار إعــدادك ملذكــرة التخ ـرّج؛‬
‫قــد تتعامــل مــع هــذه املفاهيــم‪:‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪228‬‬

‫مَن أكـون؟‬ ‫أنـــــــــــــا‬


‫أنــا شــخص أكادميــي؛ أقــوم بالتوجيــه والتقويــم يف إطــار‬
‫عالقــة علميــة جتمعــي مــع شقيقـــي؛ حيــث أُســاعده يف‬
‫أنـا‪:‬‬
‫اختيــار املوضــوع وقــراءة مشــروع البحــث ومسَـوَّدته النهائيــة؛‬
‫‪............................‬‬
‫وفق ـاً ملواعيــد زمنيــة حم ـدَّدة بيننــا‪...‬‬
‫وبالرغــم مــن أنــي أقـدِّمُ لــه مســاندة علميــة ومعنويــة كبــرة؛‬
‫شقيقي هو‪:‬‬
‫فــإن شقيقـــي هــو املســؤول األول واألخــر عــن جنــاح أو فشــل‬
‫‪............................‬‬
‫مسامهته العلميـــة والبحثيـة!‬
‫فمَن أنا ومَن يكون شقيقي؟‬

‫حنــن أخَــوان شقيقـــان؛ يعتمــد علينــا الباحــث يف مجــع مادتــه‬


‫العلميــة‪ ،‬ويُخطِــئ مَــن يظــن أن أحدنــا مــرادفٌ لآلخــر‪.‬‬
‫أنـا‪:‬‬ ‫أنــا ال أُبنــى علــى كتابــات أخــرى‪ ،‬فقــد أكــون يف شــكل‬
‫‪...........................‬‬ ‫خمطوطــات تارخييــة أو وثائــق رمسيــة أو معاجــم لغويــة‪،‬‬
‫وغريهــا مــن أمّهــات الكتــب‪...‬‬
‫شقيقي هو‪:‬‬ ‫يف حــن أن شقيقـــي هــو كل الدراســات املعاصــرة حــويل‪.‬‬
‫‪...........................‬‬ ‫وعــادة مــا جيمعنــا الباحــث يف فهــرس ألفبائــي خــاص؛‬
‫وذلــك حتــى َّ‬
‫يتمكــن القــارئ املهتــم مــن االتصــال بنــا!‬
‫فمَن أنا ومَن يكون شقيقي؟‬

‫حنــن توأمــان متالزمــان؛ نــؤدي وظيفــة إعالميــة للقــرّاء‪.‬‬


‫فكِالنــا دقيـقٌ وواضـحٌ ومعبِّـرٌ عــن مضمــون البحــث وجمالــه‪.‬‬
‫أنــا أُصــاغ يف صــورة لفظيــة تقريريــة؛ بينمــا تكــون شقيقتـــي‬
‫أنـا‪:‬‬
‫يف صيغــة مجلــة اســتفهامية‪...‬‬
‫‪...........................‬‬
‫أعيــشُ يف ظــل قاعــدة منهجيـــة هــي‪« :‬ال جيــب علـيّ أن أكون‬
‫ُفضــل أ َّال يزيــد‬
‫طويــاً ممــاًّ وال قصــراً خمــاًّ»؛ حيــث ي َّ‬
‫شقيقيت هي‪:‬‬
‫طــويل عــن ‪ 15‬كلمــة‪ .‬وإذا مــا احتــاج الباحــث إىل مزيــد‬
‫‪...........................‬‬
‫مــن الكلمــات الدا َّلــة؛ فــا مانــع مــن إمتامــي بأحــد املناهـــج‬
‫البحثيـــة؛ علــى أن يكــون ذلــك خبــط أصغــر!‬
‫فمَن أنا ومَن تكون شقيقيت؟‬

‫أنــا منهــج مــن مناهــج البحث العلمي؛ تســتخدمين الدراســات‬


‫الوصفيــة الكميــة؛ حيــث يقــوم الباحــث الــذي ينتهجــي‬
‫جبمــع بيانــات ميدانيــة حــول املؤسســات االقتصاديــة؛‬
‫أنـا‪:‬‬ ‫للتعـرُّف علــى آراء العمــاء وأذواقهــم وردود أفعاهلــم بالنســبة‬
‫‪...........................‬‬ ‫للمنتجــات االســتهالكية‪.‬‬
‫ويكــون ذلــك باســتخدام أداة حبثيـــة شقيقـــة‪ ،‬يتــم توزيعهــا‬
‫شقيقيت هي‪:‬‬ ‫علــى العيِّنــة املختــارة مــن قِبــل صاحــب البحــث؛ غــر أن‬
‫‪...........................‬‬ ‫املشــكلة الــي حتـدُّ مــن إمكانيــة تعميــم النتائــج علــى جمتمــع‬
‫الدراســة هــي امتنــاع املبحــوث الــذي يُعـدُّ طرفـاً أساســياً يف‬
‫العمليــة!‬
‫فمَن أنا ومَن تكون شقيقيت؟‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪229‬‬

‫فهرس املوضوعات‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪230‬‬

‫فهرس املوضوعات‬
‫املوضوع‬ ‫الصفحة‬
‫إهداء‬ ‫‪7‬‬
‫شكرٌ وتقدير‬ ‫‪8‬‬
‫مقدمة الكتاب‬ ‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إىل البحث العلمي‬ ‫‪13‬‬
‫‪ -‬أوالً‪ :‬مفهوم البحث العلمي؛‬ ‫‪15‬‬
‫‪ -‬ثانياً‪ :‬أنواع البحث العلمي؛‬ ‫‪16‬‬
‫‪ -‬ثالثاً‪ :‬خصائص البحث العلمي؛‬ ‫‪19‬‬
‫‪-‬رابعاً‪ :‬أهداف البحث العلمي؛‬ ‫‪20‬‬
‫‪ -‬خامساً‪ :‬جودة البحث العلمي؛‬ ‫‪21‬‬
‫‪ -‬سادساً‪ :‬مواصفات الباحث العلمي‪.‬‬ ‫‪23‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬خطوات البحث العلمي‬ ‫‪25‬‬
‫‪ -‬أوالً‪ :‬مرحلة التحضري للبحث العلمي؛‬ ‫‪27‬‬
‫‪ -‬ثانياً‪ :‬مرحلة إعداد البحث العلمي؛‬ ‫‪29‬‬
‫‪ -‬ثالثاً‪ :‬مرحلة حترير البحث العلمي؛‬ ‫‪30‬‬
‫‪ -‬رابعاً‪ :‬مرحلة مناقشة البحث العلمي‪.‬‬ ‫‪31‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مناهج البحث العلمي‬ ‫‪34‬‬
‫‪ -‬أوالً‪ :‬تعريف منهج البحث العلمي؛‬ ‫‪36‬‬
‫‪ -‬ثانياً‪ :‬أنواع مناهج البحث العلمي؛‬ ‫‪38‬‬
‫‪ -‬ثالثاً‪ :‬تداخل مناهج البحث العلمي؛‬ ‫‪42‬‬
‫‪ -‬رابعاً‪ :‬تقويم مناهج البحث العلمي‬ ‫‪43‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬أدوات البحث العلمي‬ ‫‪46‬‬
‫‪ -‬أوالً‪ :‬أدوات مجع البيانات امليدانية؛‬ ‫‪48‬‬
‫‪ -‬ثانياً‪ :‬أدوات حتليل البيانات امليدانية؛‬ ‫‪52‬‬
‫‪ -‬ثالثاً‪ :‬أدوات عرض األفكار واملعلومات‪.‬‬ ‫‪53‬‬
‫الفصل اخلامس‪ :‬توثيق البحث العلمي‬ ‫‪56‬‬
‫‪ -‬أوالً‪ :‬عملية االقتباس يف البحث العلمي؛‬ ‫‪58‬‬
‫‪ -‬ثانياً‪ :‬آليات التهميش يف البحث العلمي؛‬ ‫‪62‬‬
‫‪ -‬ثالثاً‪ :‬قائمة املصادر واملراجع يف البحث العلمي‪.‬‬ ‫‪66‬‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي ‪231‬‬

‫الفصل السادس‪ :‬تصميم البحث العلمي‬ ‫‪70‬‬


‫‪ -‬أوالً‪ :‬اجلزء التمهيدي يف البحث العلمي؛‬ ‫‪72‬‬
‫‪ -‬ثانياً‪ :‬اجلزء األساسي يف البحث العلمي؛‬ ‫‪73‬‬
‫‪ -‬ثالثاً‪ :‬اجلزء التكميلي يف البحث العلمي‪.‬‬ ‫‪74‬‬
‫مالحق‬ ‫‪80‬‬
‫‪ -‬ملحق ‪ :1‬حنو ترشيد منتجات البحـث العلمي يف االقتصاد اإلسالمي‪.‬‬ ‫‪80‬‬
‫‪ -‬ملحــق ‪ :2‬االدِّخــار يف اململكــة العربيــة الســعودية‪ :‬مســـح وحتليـــل لألدبيّــات‬ ‫‪128‬‬
‫االقتصاديّـة واملاليّـة‪.‬‬
‫‪ -‬ملحــق ‪ :3‬معيــار االعــراف بإســهام املؤ ِّلفــن يف حبــوث «االقتصــاد والتمويــل‬ ‫‪179‬‬
‫اإلســامي» املشــركة‪.‬‬
‫‪ -‬ملحق ‪ :4‬مواضيع مقرتحة للبحث يف االقتصاد واحملاسبة اإلسالمية‪.‬‬ ‫‪189‬‬
‫‪ -‬ملحق ‪ :5‬نصيحة باحث يف االقتصاد واحملاسبة اإلسالمية‪.‬‬ ‫‪202‬‬
‫‪ -‬ملحق ‪ :6‬خمتصر توصيف مقرّر‪ :‬منهجية البحث العلمي‪.‬‬ ‫‪206‬‬
‫‪ -‬ملحق ‪ :7‬اخترب معلوماتك يف منهجية البحث العلمي‪.‬‬ ‫‪209‬‬
‫فهرس املوضوعات‬ ‫‪229‬‬
‫منهجية البحث العلمي يف العلوم املالية واملصرفية اإلسالمية‬ ‫‪232‬‬

You might also like