Professional Documents
Culture Documents
علق عليه
محمد عادل أيوب
خريج جامعة دار العلوم كراتشي
كلمة التقديم
الحمد هلل رب العالمين ،والصالة والسالم= على سيد المرسلين ،وعلى آله وص==حبه أجمعين ،أم==ا بع==د ،ف==إني
أشكر هللا سبحانه وتعالى= أن وفّقني لخدمة هذا الكتاب النفّاع الذي صغر حجمه وج ّل نفعه ،ال==ذي يش==تمل على
مباحث قيّمة تتعلق بعلوم القرآن والتفسير= مستوعبا أكثر جوانب==ه ،ف==رأيت أن أق ّدم==ه أم==ام العلم==اء والطلب==ة في
أفضل حلّة ،ليت ّم نفعه ،ويع ّم فائدته .
* وترجمت لمن ورد ذكره في الرسالة غير األنبياء والص==حابة ؛ لغن==ائهم عن التعري==ف ،واعتم==دت في==ه على
ُ
راجعت إلى مص=ادر= أخ=ذت من=ه أطلقتُ=ه ،وإن لم أج=د في=ه ،
ُ "األعالم" للزركلي= (المتوفى1396 =:هـ) ،ف=إن
أخرى ،وبيَّنتُه .
* واعتمدت في ضبط هذه الرسالة على النسخة المطبوعة بمطبعة ايجوكيشنل بكراتشي= .
وختاما ! هذا جهدي بين أيديكم ،فإن وفّقت فيه فالفضل هلل وحده ،وإن كان غير ذلك فالخطأ= ال يخلو منه بشر
،فالرجاء= منكم التنبيه واإلصالح ،والحمد هلل أوّال وآخرا .
العبد الضعيف=
محمد عادل أيوب
خريج جامعة دار العلوم كراتشي=
1ربيع األول 1436هـ
adil.rabta@gmail.com
ترجمة المؤلف
اسمه ونسبه :
هو العالمة الفقيه السيّد محمد عميم اإلحسان المج ّددي البركتي بن عبد المنان بن نور الحاف==ظ ،وك==ان
من السادات ،ينتهي نسبه إلى سيدنا زيد بن علي بن الحسين ابن فاطمة بنت رسول هللا . - s -
مؤلفاته :
ت مختلفة ،بعضها بالعربية ،والبعض باألردية ،وكلها تد ّل على سعة علم==ه وله تصانيف كثيرة بِلُغا ٍ
وتضلّعه في العلوم المختلفة ،وأشهرها :أتحف األش==راف بحاش==ية الكش==اف= ،والتن==وير= في أص==ول التفس==ير ،
والتبش==ير= في ش==رح التن==وير في أص==ول التفس==ير ،وفق==ه الس==نن واآلث==ار ،ومنهج الس==عداء ،واألربع==ون في
3
الصالة ،واألربعين في المواقيت ،واألربعون في الصالة على النبي -صلی هللا علیه وسلم ، -وجامع جوام==ع
الكلم ،وفهرست= كنز العم==ال ،ومقدم==ة س=نن أبي داود ،ومقدم=ة مراس==يل أبي داود ،وعم==ل اللي=ل والنه==ار ،
وميزان األخبار شرح معيار اآلث==ار ،وحواش=ي= الس=عدي ،وتحق==ة األخي=ار ،وأدب المف==تي ،وتحف==ة البرك=تي
بشرح أدب المفتي ،وتخليص المراسيل ،وأسماء المدلس==ين والمخلطين ،وهدي==ة المص==لّين ،والتنبي==ه للفقي==ه ،
ولبّ األصول ،وما الب ّد للفقيه ،والتعريفات الفقهية ،وأصول= المسائل الخالفية ،والقواع==د الفقهي==ة ،وأوج =ز=
السير في سيرة خير البشر ،وأنفع السير ،والتشرف آلداب التصوف= ،وت==اريخ إس==الم وغيره==ا من التأليف==ات
النافعة الممتعة .
وفاته :
توفي في صبح يوم األحد 10ش=وال س=نة 1395هـ المواف=ق 27أكت=وبر= 1975م بـ«داك=ا» عاص=مة
بنغال ديش ،وصلى= عليه جمع كثير ال يحص==ون ،ودفن قريب==ا من مس==جد «كولوتول==ه» ال==ذي ك==ان ب==ه إمام==ا،
1
فرحمه هللا رحمة واسعة ،وطاب مثواه .
الحمد هلل الذي أنزل على عبده الكتاب ،تبصرة وذكرى= لكل عبد أواب ،صلِّ وس==لم اللهم على عب==دك
ورسولك= صاحب الخلق العظيم واإلحسان العميم سيدنا محمد المبعوث إلى خير أمة بأفضل كتاب ،وعلى آل==ه
وأصحابه األنجاب .أما بعد ،فيقول عبد ربه الول ّي السيّد محمد عميم اإلحسان بن السيد عبد المن==ان المج==ددي=
البركتي الشهير بالمفتي -عاملهم==ا هللا تع==الى بلطف==ه الجل ّي والخف ّي : -ه==ذا ج==زء لطي==ف في عل==وم التفس==ير ،
س ّميته (التنوير في أصول التفسير) مرتَّبا على فاتحة ،وأحد عشر فصال ،وخاتمة .وذلك في سنة 1368هـ ،
وأرجو من هللا القبول بحرمة سيدنا الرسول ،صلى هللا عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين .
الفاتحة
علم التفسير :
علم يُب َحث فيه عن أحوال الكتاب العزيز القرآن المجيد من حيث نزوله ،وسنده ،وآدابه ،وألفاظه ،
ومعانيه المتعلقة بالنظم= واألحكام ،وغير ذلك .
وموضوعه :
القرآن المجيد .
أخ ذت ترجمت ه من مقدم ة كتاب ه «التنض يد في التجوي د» حيث ذك ر المؤل ف ترجمت ه مف ّصلا ،وك ان طب ع ه ذا الكت اب م ع «الف وز 1
الكبير» للشاه ولي الله الدهلوي بمطبعة ايج ايم سعيد ،كراتشي.
4
وفائدته :
التم ُّكنُ باستنباط= األحكام الشرعية على وجه الصحّة .
وغرضه :
سعادة الدا َرين .
والقرآن :
هو المن َّزل على سيدنا محمد - s -لإلعجاز بسورة منه .
والسورة :
باسم خاصّ توقيفا ،وأقلُّها ثالث آيات .
هي الطائفة من القرآن المس ّماة ٍ
واآلية :
طائفة من كلمات القرآن متميِّزة بِفَ ٍ
صل .
=دم
=ت بق==رآن ؛ ل َع= ِ قرآن ،أعني المرا َد ،ال ترجمتَه بغ==ير العربي==ة ؛ فإنه==ا ألف==اظ ،وليس= ْ ٌ ومعنى القرآ ِن
ُ
تأويل==ه .
=رآن ب==الرأي ،ال ِ ً َّ
=دم اإلعج==از ،وإن ك==انت دالة على مع==نى الق==رآن .ويح= ُر ُم تفس==ي ُر الق= ِ نُزولِ==ه ،وع= ِ
والتفسير هي الشهادةُ والقَط ُع بأن هللا تعالى َعنَى بهذا اللفظ هذا ،وال يَتأتَّى ذلك إال بالنق=ل ،وأم=ا التأوي=ل فه=و
وأصول الدِّي ِن والعربي =ةَ ،وإال فال يُقب==ل ، َ الكتاب والسنّةَ
َ ت بدون القطع ،ويُقبَل إن وافَ َ
ق ترجيح أحد المحتَمال ِ
التفسير على التأويل مجاز . ِ ق ً
وال سيّما إذا كان اتِّباعًا لِلهَوى ،مخالِفا للشرع .وإطال ُ
ن=زل الق=رآن علي=ه - s -بع==د بِعثَتِ==ه في ثالث وعش==رين س==نة في م= ّدة إقامت=ه بمك=ة ،ثم في ُ
واعلم أنه أ ِ
نس=ه ،وق==د حفِظَ==ه المدينة في حضره وفي= سفره بأوقات مختلفة ،وق==د تكفّ==ل هللا بجمع==ه في ص==دره - s -فلم يَ َ
ُقرئُ==ون ،وك==ان - s -ي==أمر كث==يرون من الص==حابة -رض==ي هللا عنهم -في ص==دورهم= ،وك==انوا= يَق==ر ُؤوْ ن ،وي ِ
ت المفرَّق= ِة ن=زواًل في ُس= َو ِرها المعيَّن=ة بإش=ارة
2
الوحي بأن يكتبوه ،وك=ان ذل=ك جم= َع اآلي=ا ِ ِ أصحابَه ِمن كاتِبي
4
ب واللخ=اف وغيره=ا ،ال في مص=حف ِّ ُس= ِ 3
الص=حُف والع ُ الن=بي ، - s -وك=انوا= يكتب=ون في تل=ك اإلوانَ= ِة في ُّ
واحد .
فلما انقضى نزوله بوفاته - s -أل ِه َم الخلفا ُء الراشدون أن يجمع==وه في المص==حف= في موض==ع واح==د ، ُ ُ
ُس=ب واللخ==اف= وغيره==ا من ص==دور= الرج==ال فنُ ِس َخ بأمر خليفة رسول هللا سيدنا الصديق من تلك الصحف والع ُ
ّ
ُمرتَّبا آياتُه و ُس َورُه كما كان مرتَّب=ا في عه=ده - s -توقيف=ا من=ه - s -محفوظ=ا في ص=دور= الحف=اظ والق=رّاء من
الصحابة – رضي= هللا عنهم ، -ثم نُ ِس َخ ثالثا من المصحف الصدِّيقي نُ َس ًخا عديدةً في خالفة سيدنا عثمان بأمره
ض رس=و ُل هللا - s -على جبرئي=ل في َ=ر َ
رض= ِة األخ==يرة ال==تي ع َ س وعش==رين ،وك=ان ذل=ك موافِق=ا لل َع َ سنةَ خم ٍ
رمضان ،ثم أرسلَها عثمانُ في اآلفاق= ،ونَ َس َخ الناسُ من ذلك المصحف= المس َّمى باإلمام نُ َس = ًخا كث==يرة ال يم ِكنُ
ت المصاحفُ في اآلفاق والبالد . إحصاؤُها ،فانتَ َشر ِ=
وست َع َشرةَ آيةً ،وقد أو َد َع هللاُ سبحانه َّ آالف وثمانِمائ ٍة ٍ القرآن مائة و أربع عشرة ،وآياتُه ستة ِ وس َُو ُ=ر
=رى ُك= َّل فَنٍّ من==ه يَس=تَ ِم ُّد ،وعلي==ه يَعتَ ِم==د ، وتعالى في القرآن العظيم ِعل َم ك ِّل شيء ،وأبانَ ك َّل هُدًى و َغ ٍّي ،فتَ= َ
2وك ان تع يين أس ماء الس ور من ه - s -توقيف ا من الل ه تع الى ،وفي ت رتيب ال آي ات والس ور س ٌّر عجيب أودع ه الل ه س بحانه من أن واع
العلاقات؛ ف إن ال آيات والسور مربوطة ،يعلم ذلك عند ال إمعان والتد ّبر ،وذهب إليها ابن العربي والفخر الرازي والسيوطي وغيرهم ،وص نف البق اعي
(885هـ) فيه "نظم الدرر في تناسب ال آي والسور" ( .منه)
3الصحف جمع صحيفة ،وهو القرطاس المكتوب ،والعسب :جريدة النخل ،واللخاف :الحجارة الرق ( .منه)
4المصحف :ما جمع من الصحف بين د ّف َتي الكتاب المشدود ( .منه)
5
الفصل األ ّول في األقسام التي ترجع إلى نزول القرآن :
وهي اثنا عشر قسما= :األوّل :الم ّكي :وهو ما نزل قبل الهجرة .
5
الثاني :المدني :وهو ما نزل بعد الهجرة ،وهو س==ورة البق==رة ،وآل عم==ران ،والنس==اء ،والمائ==دة ،
واألنف==ال ،وال==براءة ،والرع==د ،والحج ،والن==ور ،واألح==زاب ،والقت==ال ،والفتح ،والحج==رات ،والحدي==د ،
والمجادل==ة ،والحش =ر= ،والممتحن==ة ،والص==ف ،والجمع==ة ،والمن==افقون ،والتغ==ابن ،والطالق= ،والتح==ريم ،
والقيامة ،والقدر ،والزلزلة ،والنصر ،والمعوذتان= .والبواقي= م ّكيّات ،نعم في الفاتحة ثالثة أقوال ،ثالثها :
َين ،وقيل :الرحمن ،واإلنسان ،واإلخالص مدنيّات ،والنساء ،والرعد ،والحج ،والحدي=د= ، أنها نزلت م َّرت ِ
والصف ،والتغابن ،والقيامة ،والمعوّذتان م ّكيّات ،وهللا أعلم .
الثالث والرابع= :الحضري= والسفري= .واأل ّول كثير ،والثاني من أمثلته سورة األنفال ،وقوله تعالى :
6
َر ،وقول==ه تع==الى ﴿ :وإِ ْن َع==اقَ ْبتُ ْم﴾ [النح==ل ]126 :بأ ُ ُح==د ،وآي==ة ال==تيمم ان﴾ [الحج ]19 :بِبَ==د ٍ
َص== َم ِان خ ْ ﴿وهَ = َذ ِ
الحر َمي ِن في شأن الحديبية عند القُفُول ،وقول==ه تع==الى : الجيش أو البَيدَاء ،وسورة الفتح بين َ ِ [المائدة ]6:بذات
ت لَ ُك ْم﴾ [المائدة ]3 :بِ َع َرفات= ،وقوله تعالى َ ﴿ :واتَّقُ==وا يَوْ ًم==ا تُرْ َج ُع==ونَ فِي= ِه﴾ [البق==رة ]281:بِ ِمنًى في ﴿اليَوْ َم أَ ْك َم ْل ُ
ْ
َح ّج ِة الوداع .
الخ==امس والس==ادس= :النه==اري= والليلي .األوّل كث==ير ،والث==اني ل==ه أمثل==ة ،منه==ا :س==ورة الفتح إلى
ك َوبَنَاتِ==كَ َونِ َس=ا ِء ْال ُم= ْ
=ؤ ِمنِينَ ﴾ اآلي==ة ﴿ص َراطًا ُم ْستَقِ ْي ًما﴾ [ 7الفتح ، ]2 =-1:وقوله تعالى ﴿ :يَاأَيُّهَا النَّبِ ُّي قُلْ أِل َ ْز َوا ِج َ= ِ
8
[األحزاب ،]59:وآية ﴿ :الثَّاَل ثَ ِة الَّ ِذينَ ُخلِّفُوا﴾[التوبة ، ]118 :وقيل :آية القِبلة في البقرة .
والس==ابع والث==امن :الص==يفي والش==تائي= .األوّل :كآي==ة الكالل==ة ،والث==اني= :كاآلي==ات العش==ر في ب==راءة
صدِّيقة أم المؤمنين . - -
ال ِّ
ُ ِّ ُ َّ َ َّ
التاسع :الفِراشي ،كآية ﴿ :الثاَل ث ِة ال ِذينَ خلفوا﴾[التوبة. ]118:
ُ
العاشر :أسباب النزول :وفيه تصانيف ،أشهرُها للواحدي ، 9وأشملها= للسيوطي= ،وص ّح فيه أشياء
10
كثيرة كقِصّة اإلفك ،وآية السعي ،11وآية الحجاب 12وغيرها .وما ر ُِوي= في==ه عن ص==حابي فمرف==وع ؛ ألن==ه ال
َمد َخل فيه لالجتهاد ،ويمكن أن تتع َّدد األسباب ،والعبرة بعم==وم اللف==ظ ال لخص==وص الس==بب ؛ فيع ُّم الحكم عن==د
ب قد تُ ِعينُ على فهم اآلية .
عدم قرين ِة الخصوص .ولها فوائد= ،منها :أن معرفةَ السب ِ ِ
أراد ب ه قول ه تع الى ِ ﴿ :إ َّنا َف َت ْح َنا َل َك َف ْت ًحا ُم ِبي ًنا ِ .ل َي ْغ ِف َر َل َك ال َّل ُه َما َت َق َّد َم ِم ْن َذ ْن ِب َك َو َما َت َأ َّخ َر َو ُي ِت َّم ِن ْع َم َت ُه َع َل ْي َك َو َي ْه ِد َي َك ِص َرا ًطا 7
الصغير) و(السبل الجلية في ال آباء العلية) و(شرح شواهد المغني) سماه (فتح القريب) و(الشماريخ في علم التاريخ) رسالة ،و(صون المنط ق والكلام
عن فن المنطق والكلام) و(طبقات الحفاظ) و(طبقات المفسرين) و(عقود الجمان في المعاني والبيان) أرجوزة ،و(عق ود الزبرج د على مس ند ال إم ام
أحمد) و(قطف الثمر في موافق ات عم ر) و(ك وكب الروض ة) في ذك ر جزي رة الروض ة ال تي ك ان من س كانها ،و(مقام ات ) و(الل آلي المصنوعة في
ال أحاديث الموضوعة) و(لب اللباب في تحرير ال أنساب) و(لباب النقول في أس باب ال نزول) و(م ا رواه ال أس اطين في ع دم المجيء إلى الس لاطين)
و(متشابه القر آن) و(مجموعان) مخطوطان ،يشتملان على 43رسالة ،و(المحاضرات والمح اورات) و(المه ذب في م ا وق ع في الق ر آن من المع رب)
و(المزهر) في اللغ ة ،و(مس الك الحنف ا في وال دي المصطفى) و(المس تطرف من أخب ار الج واري) و(مش تهى العق ول في منتهى النق ول) و(مصباح
الزجاجة) في شرح سنن ابن ماجة ،و(مفحمات ال أقران في مبهمات الق ر آن) و(مقام ات) في ال أدب ،و(المقام ة السندس ية في النس بة المصطفوية)
و(مناقب أبي حنيفة) و(مناقب مالك) و(مناه ل الصفا في تخ ريج أح اديث الش فا) و(المنجم في المعجم) ت رجم ب ه أش ياخه ،و(نزه ة الجلس اء في
أشعار النساء) في الظاهري ة ،و(النفح ة المس كية والتحف ة المكي ة) في ع دة عل وم ،و(نواه د ال أبك ار) حاش ية على البيض اوي ،و(هم ع الهوام ع) في
النحو ،و(الوسائل إلى معرفة ال أوائل) وغير ذلك.
11وهي ِ ﴿ :إ َّن ال َّص َفا َوا ْل َم ْر َو َة ِم ْن َش َعا ِئ ِر الل ه َف َم ْن َح َّج ا ْل َب ْي َت َأ ِو ا ْع َت َم َر َف َلا ُج َنا َح َع َل ْي ِه َأ ْن َي َّط َّو َف ِب ِه َما َو َم ْن َت َط َّو َع َخ ْي ًرا َف ِإ َّن الل ه َشا ِك ٌر
َع ِلي ٌم﴾ [البقرة]158 :
وهي َ ﴿ :يا َأ ُّي َها ال َّن ِب ُّي ُق ْل ِل َأ ْز َوا ِج َك َو َب َنا ِت َك َو ِن َسا ِء ا ْل ُم ْؤ ِم ِني َن ُي ْد ِني َن َع َل ْي ِه َّن ِم ْن َج َلا ِبي ِب ِه َّن َذ ِل َك َأ ْد َنى َأ ْن ُي ْع َر ْف َن َف َلا ُي ْؤ َذ ْي َن َو َكا َن ال َّل ُه 12
وغ=الِبُ الق=راءات ك=ذلك ،وال س=يما الس=بعة المش=هورة المنس=وبة إلى األئم=ة الس=بعة :ن=افع ، 17وابن
كث==ير ، 18وأبي عم==رو ، 19وابن ع==امر ،20وعاصم ، 21وحم==زة ،22والكس==ائي ،23وك==ذا الثالث==ة المت ِّم َم= ةُ للعش==رة
نزل عليه ُ المنسوبة إلى أبي جعفر ، 24ويعقوب ،25وخلف= . 26وهذه العشرة حرف واحد من سبعة أحر ٍ
ُف الذي أ ِ
القرآن كما حقَّقَه السيوطي= في (اإلتقان) .
ق العربي=ةَ والرس= َم ،أي :خ==طَّ الثاني :المشهور :هو ما ص ّح سندُه ،ولم يبلغ درجةَ المتواتر= َ ،
وواف= َ
ق في نقله عن السبعة . اإلمام ،واشتهر عند القُرّاء ،فلم يَ ُع ُّدوه من الغلط ،ومثاله ما اختَلفَ الطر ُ
ِ المصحف
ِ
ص==نِّفَ في المت==واتر= والمش==هور= من الق==راءات ( :التيس==ير) لل==داني ،و(قص==يدة
27 َ
ومن أش==هَر م==ا ُ
29
الفن "ابن الجزري" . لمحرِّر ّ
ِ= الشاطبي) ،28و(أوعية النشر في القراءات العشر) و(تقريب النشر) كالهما
ُقرأ ويُع َمل بالمشهور كالمتواتر ؛ ألنه قرآن . وي َ
17ه و ن افع بن عب د ال رحمن بن أبي نعيم ،اللي ثي ب الولاء ،الم دني (ت 169هـ) ،أح د الق راء الس بعة المش هورين ،ك ان أس ود ،ش ديد
السواد ،صبيح الوجه ،حسن الخلق ،فيه دعابة .أصله من أصبهان ،اش تهر في المدين ة ،وانتهت إلي ه رياس ة الق راءة فيه ا ،و أق ر أ الن اس نيف ا وس بعين
سنة ،وتوفي بها.
هو عبد الل ه بن كث ير الدار ّي المك ّي ،أبو معبد ( 120 -45هـ) ،أحد الق راء السبعة ،ك ان قاض ي الجماع ة بمكة ،وك انت حرفته 18
العطارة .ويسمون العطار "داريا" فعرف بالداري ،وهو فارسي ال أصل ،مولده ووفاته بمكة.
19هو َز َّبان بن َع َّمار التميمي المازني البصري ،أب و عم رو ،ويلقب أب وه ب العلاء ( 154 - 70هـ) ،من أئم ة اللغ ة وال أدب ،و أح د الق راء
السبعة .ولد بمكة ،ونش أ بالبصرة ،ومات بالكوفة .قال الفرزدق( :ما ِزل ُت أغلق أبوابا و أفتحها حتى أتيت أبا عمرو ابن عمار) .قال أب و عبي دة :ك ان
أعلم الناس بال أدب والعربية والقر آن والشعر ،وكانت عامة أخباره عن أعراب أدركوا الجاهلية .ل ه أخب ار وكلم ات م أثورة .وللصولي كت اب ( أخب ار أبي
عمرو ابن العلاء).
20هو عبد الله بن عامر بن زيد ،أبوعمران اليحصي الشامي ( 118 - 8هـ) ،أحد القراء السبعة ،ول َي قضا َء دمش ق في خلاف ة الوليد بن
عبد الملكُ .و ِلد في "البلق اء" في قري ة "رح اب" ،وانتق ل إلى دمش ق بع د فتحه ا ،وت وفي فيه ا .ق ال ال ذهبي :مق رئ الش اميين ،ص دوق في رواي ة
الحديث.
21هو عاصم بن أبي النجود بهدلة الكوفي ال أسدي ب الولاء ،أب و بك ر ( 127هـ) ،أح د الق راء السبعة ،ت ابعي ،من أه ل الكوف ة ،ووفاته
فيها .كان ثقة في القراءات ،صدوقا في الحديث .قيل :اسم أبيه عبيد ،وبهدلة اسم أمه.
22هو حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل التيمي الزيات (156 - 80هـ) ،أحد الق راء الس بعة .ك ان من م والي ال تيم فنس ب إليهم.
وكان يجلب الزيت من الكوف ة إلى حل وان (في أواخ ر س واد الع راق مم ا يلي بلاد الجب ل) ويجلب الجبن والج وز إلى الكوف ة .وم ات بحل وان .ك ان
عالما بالقراءات ،انعقد ال إجماع على تلقي قراءته بالقبول.
23هو علي بن حمزة بن عبد الله ال أسدي بالولاء ،الكوفي ،أبو الحسن الكسائي (ت 189هـ) ،إمام في اللغة والنح و والق راءة ،من أه ل
الكوفةُ .و ِلد في إحدى قراها ،وتعلم بها .وقر أ النحو بعد الكبر ،وتن ّقل في البادية ،وسكن بغداد ،وتوفي بالر ّي ،عن سبعين عاما .وهو م ؤدب الرش يد
العباسي وابنه ال أمين .قال الجاحظ :كان أثيرا عند الخليفة ،حتى أخرجه من طبقة المؤ ِّدبين إلى طبقة الجلساء والمؤانسين .أصله من أولاد الفرس،
و أخباره مع علماء ال أدب في عصره كثيرة .له تصانيف ،منها (معاني الق ر آن) و(المصادر) و(الح روف) و(الق راءات) و(ن وادر) ومختصر في (النح و)
و(المتشابه في القر آن) و(ما يلحن فيه العوا ّم).
9
المذكور ،فال
ِ= الثالث :اآلحاد :وهو ما صح سنده ،لكنه خالفَ الرس َم أو العربيةَ ،ولم يشت ِهر اشتها َر
فإن شرطَ القرآ ِن موافقةُ العربي= ِة والخ=طِّ م==ع ص=حّة الس==ند . بقرآن بخالف األوّل والثاني ؛ ّ
ٍ يُق َرأ به ؛ ألنه ليس
يمين بقراءة
ٍ ّ
منزلةَ اآلحاد ،وقد احت َّج أبوحنيفة على وجوب التتابع في صوم كفار ِة
30
نعم ،يُع َمل بها تنزيال لها ِ
ابن مسعود -رضي هللا عنه – "متتابعات" .
ّ
الشاذ :وهو ما لم يص ّح سندُه ،فليس بقرآ ٍن ،وال يُقرأ ،وال يُع َمل به . أما
الرابع والخامس :الرواة والحف==اظ ال==ذين اش==تهروا بحف==ظ الق==رآن من الص==حابة :عثم==ان ،وعل ّي ،و
أُبَ ّي ،وزيد ،وابن مسعود= ،وأبو الدرداء ،ومعاذ ،وأبو زيد األنصاري ،ثم أبو هريرة ،وعبد هللا بن عباس
،وعبد هللا بن السائب -رضي هللا عنهم . -
24هو يزيد بن القعقاع المخزومي بالولاء ،المدني ،أبو جعفر (ت 132هـ) ،أحد القراء " العشرة " من التابعين .وكان إمام أهل المدينة
في القراءة و ُعرف بالقارئ .وكان من المفتين المجتهدين .توفي في المدينة.
25هو يعقوب بن إسحاق بن زيد الحض رم ّي البصري ،أبو محمد ( 205 - 117هـ) ،أحد الق راء العش رة ،مول ده ووفات ه بالبصرة ،ك ان
إمامه ا ومقرئه ا ،وه و من بيت علم بالعربي ة وال أدب .ل ه في الق راءات رواي ة مش هورة .ول ه كتب ،منه ا( :الج امع) ،ق ال الزبي دي :جم ع في ه عام ة
اختلاف وجوه القر آن ،ونسب كل حرف إلى من قر أه .ومن كتبه( :وجوه القراءات) و(وقف التمام).
26هو خلف بن هشام البزار ،ال أسدي ،أبو محمد( 229 - 150هـ) ،أحد الق راء العش رة .ك ان عالم ا عاب دا ثق ة .أص له من فم ال ِّصلح
(بكسرالصاد) قرب واسط ،واشتهر ببغداد ،وتوفي فيها مختفيا ،زمان الجهمية.
27هو عثم ان بن س عيد بن عثم انَ ،أ ُبو عم رو ال داني ( 444 - 371هـ) ،ويق ال ل ه ابن الصير في ،من م والي بني أمي ة ،أحد حف اظ
الحديث ،ومن ال أئمة في علم القر آن ورواياته وتفسيره .من أهل "دانية"بال أندلس .دخل المشرق ،فح ّج وزار مصر ،وعاد فتوفي في بلده .له أكثر من
مئة تصنيف ،منها( :التيسير) في القراءات السبع ،و(ال إشارة) في القراءات ،و(المقنع) في رسم المصاحف ونقطها ،و(الاهتدا في الوقف والابت داء)
و(الموضح لمذاهب الق ّراء) صغير ،و(جامع البيان) في القراءات ،و(طبقات الق ّراء) وغير ذلك.
28يعني :قصيدته المسماة بـ(حرز ال أماني ووجه التهاني) في القراءات السبع المثاني ،وهي القصيدة المش هورة بـ(الش اطبية) للش يخ أبي
محمد القاسم بن فيره الشاطبي الضرير المتوفى بالقاهرة سنة (590هـ ) ،تسعين وخمسمائة ،نظم فيه (التيس ير) كم ا ذك ره الج زري في (التحب ير)،
و أبياته ألف ومائة وثلاثة وسبعون بيتا ،أبدع فيه كل ال إبداع ،فصار عمدة الفن .وله شروح كثيرة ،أحسنها و أد ّقها :شرح الشيخ بره ان ال دين إب راهيم
بن عمر الجعبري المتوفى سنة (732هـ) اثنتين وثلاثين وسبعمائة ،وهو شرح مفيد مشهور ،سماه( :كنز المعاني) .راجع( :كشف الظنون)
29هو محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف ،أبو الخير ،شمس الدين ،العمري الدمشق ّي ثم الشيرازي الشافع ّي ،الش هير ب ابن
الجزري ( 833 - 751هـ) ،شيخ ال إقراء في زمانه ،ومن حفاظ الحديث .ولد ونش أ في دمشق ،وابتنى فيها مدرسة س ماها (دار الق ر آن) ،ورح ل إلى
مصر مرارا ،ودخل بلاد الروم ،وسافر مع تيمور لنك إلى ما وراء النهر .ثم رحل إلى شيراز فولي قض اءها .وم ات فيه ا .نس بته إلى (جزي رة ابن عم ر).
ومن كتبه (النشر في القرا آت العشر) جز آن ،و(غاية النهاية في طبقات القراء) مجلدان ،اختصره من كتاب آخر له اسمه (نهاي ة ال درايات في أس ماء
رجال القراءات) ،و(التمهيد في علم التجويد) و(ملخص تاريخ ال إس لام) و(ذات الش فاء في س يرة الن بي والخلف اء) منظوم ة ،و(فض ائل الق ر آن) ج زء
منه ،و(سلاح المؤمن) في الحديث ،و(منجد المقرئين) و(الحصن الحصين) في ال أدعية وال أذكار الم أثورة ،وحاش ية علي ه س ّماها (مفت اح الحصن
الحصين) و(مختصر ع دة الحصن الحصين) و(التت ّمة في الق راءات) و(تحب ير التيس ير) في الق راءات العش ر ،و(تق ريب النش ر في الق راءات العش ر)
و(الدرة المضية) في القراءات ،و(طيبة النشر في القراءات العش ر) منظوم ة ،و(المقدم ة الجزري ة) أرج وزة في التجوي د ،و( أس نى المط الب في من اقب
10
ومن الت===ابعين يزي===د بن القعق===اع ،وعب===د ال===رحمن األع===رج ،31ومجاهد ،32وس===عيد ،33وعكرمة، 34
وعطاء ،35والحسن ،36وعلقمة ، 37واألسود ، 38و ِزر بن ُحبَيش ،39وعبيدة ،40ومس==روق= - 41رحمهم= هللا تع==الى
-وإليهم= ترجع السبعة.
علي بن أبي طالب) و(الهداية في علم الرواية) في المصطلح ،و(المصعد ال أحمد في ختم مسند ال إمام أحمد) في الحديث.
30هو أبو حنيف ة النعم ان بن ث ابت ،التيمي ب الولاء ،الكوفي ،إم ام الحنفي ة ،الفقي ه المجته د المحقق ،و أحد ال أئم ة ال أربعة عند أه ل
السنة .قيل :أصله من أبناء فارس .ولد بالكوفة سنة 80هـ ،وقيل70 :هـ ،ونش أ به ا ،وك ان ي بيع الخ ز ،ويطلب العلم في ص باه ،ثم انقط ع للت دريس
وال إفتاء .و أراده عمر بن هبيرة ( أمير العراقين) على القضاء ،فامتنع ور ًعا .و أراده المنصور العباسي بعد ذلك على القض اء ببغ داد ،ف أبى ،فحل ف علي ه
ليفعلن ،فحلف أبو حنيفة أنه لا يفعل ،فحبسه إلى أن مات .وكان قو ّي الحجة ،من أحسن الناس منطقا ،قال ال إم ام مال ك ،يصفه« :ر أيت رجلا
لو كلم َته في السارية أن يجعلها ذهبا ،لقام بحجته» .وكان كريما في أخلاقه ،جوادا ،حسن المنطق والصورة ،جه ور ّي الصوت ،إذا ح ّدث انطل ق
في القول ،وكان لكلامه دو ّي .وعن ال إمام الشافع ّي :الناس عي ال في الفق ه على أبي حنيف ة .ل ه (مس ند) في الح ديث ،جمع ه تلامي ذه ،و(كت اب
ال آثار) ( أقول :قال عب د الرش يد النعم اني عن ه :إن ه رواه عن ال إم ام تلامذ ُته ،ف ُن ِسب إليهم ،فيق ال :آث ار أبي يوس ف ،و آث ار محم د .وق ال أيض ا :إن
كت اب ال آث ار لل إم ام أبي حنيف ة أح َرى ب أن يوص ف أن ه أص ح الكتب بع د كت اب الل ه س بحانه) وتنس ب إلي ه رس الة (الفق ه ال أك بر) و(ال أبس ط)،
و(الوصايا) .توفي ببغداد سنة 150هـ.
31هو عبد الرحمن بن هرمز ،أبو داود ،من موالي بني هش ام ،ع رف ب ال أعرج (ت 117هـ) ،حاف ظ ،ق ارئ ،من أه ل المدني ة .أدرك أب ا
هريرة و أخذ عنه .وهو أول من برز في القر آن والسنن .وكان خبيرا ب أنساب العرب ،وافر العلم ،ثقة ،رابط بثغر ال إسكندرية مدة ،وم ات به ا .وفي اس م
أبيه خلاف.
32هو مجاهد بن جبر ،ويقال :بن جبير ،أبو الحجاج المك ّي ( 104 - 21هـ) ،م ولى ب ني مخ زوم ،ت ابعي ،مف ِّسر من أه ل مك ة .ق ال
الذهبي :شيخ القراء والمفسرين .أخذ التفسير عن ابن عباس ،قر أه عليه ثلاث مرات ،يقف عند كل آية يس أله :فيم ن زل ْت وكي ف ك انت؟ وتن ّقل في
ال أس فار ،واس تق ّر في الكوف ة .وك ان لا يس مع ب أعجوب ة إلا ذهب فنظ ر إليه ا :ذهب إلى "ب ئر بره وت" بحض رموت ،وذهب إلى "باب ل" يبحث عن
هاروت وماروت .أما كتابه في "التفسير" في ّتقي ه المف ِّسرون ،و ُس ِئل ال أعم ُش عن ذل ك ،فق ال :ك انوا ي رون أن ه َيس أل أه َل الكت اب ،يع ني النصارى
واليهود .ويقال :إنه مات ،وهو ساجد.
33هو سعيد بن جبير ال أسدي ،بالولاء ،الكوفي ،أبو عبد الله ( 95 - 45هـ) ،تابع ّي ،كان أعلمهم على ال إطلاق .وهو حبشي ال أصل،
من موالي بني والبة بن الحارث من بني أسد ،أخذ العلم عن عبد الل ه بن عب اس ،وابن عم ر .ثم ك ان ابن عب اس ،إذا أت اه أه ل الكوف ة يس تفتونه،
قال :أتس ألونني ،وفيكم ابن أم دهماء؟ يعني سعيدا .ولما خرج عبد الرحمن ابن محمد بن ال أشعث ،على عبد الملك بن م روان ،ك ان س عيد مع ه
إلى أن ُق ِتل عبد الرحمن ،فذهب سعيد إلى مكة ،ف َقب َض عليه وا ِليه ا (خال د القس ري) ،و أرس له إلى الح ّجاج ،فقتل ه بواس ط .ق ال ال إم ام أحم د بن
حنبلَ :قت َل الحجاج سعيدا ،وما على وجه ال أرض أحد إلا وهو مفتق ر إلى علم ه .وفي آخ ر ترجمت ه في وفي ات ال أعي ان :أن ه ك ان يلعب بالش طرنج
11
األوّل والثاني :الوقف= واالبتداء ،أفرده بالتصنيف= خالئِق ،منهم السجاوندي= في الوقوف 42 =.وهو تا ّم
ُ=
الوقف ولم يَح ُس ِن االبتداء ،وقبيح إن لم يكن تا ّمًا وال حسنا ،قال ابن الجزري إن أت َّم الكال َم ،وح َس ٌن إن َحسُن
:
غير ما له َسبَب
قف َو َجب .....وال حرا ٌم َوليس في القرآن ِمن َو ٍ
وللوقف= في كالم العرب أوجه ،والمستعمل= منها عند أئمة القرّاء تسعة :
السكون ،وهو األصل ؛ فيُوقَف على المتحرك بالسكون .
َّين ،وهو النطق ببعض الحركة . والرَّو ُ=م في الض ّم والكسر= األصلِي ِ
استدبارا.
34ه و عكرم ة بن عب د الل ه ال بربري الم دني ،أب و عب د الل ه ( 105 - 25هـ) ،م ولى عب د الل ه بن عب اس ،ت ابعي ،ك ان من أعلم الن اس
بالتفسير والمغازي .طاف البلدان ،وروى عنه زهاء ثلاثمائة رجل ،منهم أكثر من سبعين تابعيا .وذهب إلى نجدة الحروري ،ف أق ام عن ده س تة أش هر،
ثم كان يحدث بر أي نجدة .وخرج إلى بلاد المغرب ،ف أخذ عنه أهله ا ر أي "الصفرية" وع اد إلى المدين ة ،فطلب ه أميره ا ،فتغ ّيب عن ه ح تى م ات،
وكانت وفاته بالمدينة ،ومات هو و"كثير ع ّزة" في يوم واحد ،فقيل :مات أعلم الناس ،و أشعر الناس.
35هو عطاء بن السائب (ت 136هـ) الامام الحافظ ،محدث الكوفة ،أبو السائب ،وقيل :أبو زيد ،وقيل :أبو يزيد ،و أبو محمد الك وفي،
وكان من كبار العلماء ،لكنه ساء حفظه قليلا في أواخر عمره.حدث عنه خلق كثير .قال أحمد بن حنبل :عطاء ثقة ثقة ،رجل ص الح ،وق ال :من
سمع منه قديما كان صحيحا ،ومن سمع منه حديثا لم يكن بشئ ،سمع منه قديما شعبة ،وسفيان .انظر( :سير أعلام النبلاء للذهبي)
36هو الحسن بن يسار البصري ،أبو سعيد ( 110 - 21هـ) ،ت ابعي ،ك ان إم ام أه ل البصرة ،وح بر ال أم ة في زمن ه .وهو أح د العلم اء
الفقهاء الفصحاء الشجعان النساك .ولد بالمدينة ،وش َّب في كن ف علي بن أبي ط الب ،واس َتك َتبه الربي ع ابن زي اد والي خراس ان في عه د معاوي ة،
وسكن البصرة ،وعظمت هيبته في القلوب ،فكان يدخل على الولاة ،في أمرهم وينهاهم ،لا يخاف في الح ّق لومة .وكان أبوه من أه ل ميس ان ،م ولى
لبعض ال أنصار .قال الغزالي" :كان الحسن البصري أشبه الناس كلاما بكلام ال أنبياء ،و أقربهم هديا من الصحابة .وكان غاية في الفصاحة ،تتصبب
الحمكة من فيه" .وله مع الحجاج ابن يوسف مواقف ،وقد سلم من أذاه .ولم ا ولي عم ر بن عب د العزي ز الخلاف ة كتب إلي ه :إني ق د ابتليت به ذا
ال أمر ،فانظر لي أعواناُ ،ي ِعي ُنو َنني عليه .ف أجابه الحسن :أما أبناء الدنيا فلا تريدهم ،و أما أبناء ال آخ رة فلا يري دونك ،فاس تعن بال َّله .أخب اره كث يرة ،ول ه
كلمات سائرة ،وكتاب في (فضائل مكة -خ) بال أزهرية .توفي بالبصرة.
37هو علقمة بن قيس بن عبد الله بن مالك النخعي الهمدان ّي ،أبو ش بل (ت 62هـ) ،ت ابعي ،ك ان فقي ه الع راق .يش به ابن مس عود في
هديه وسمته وفضله ،ولد في حياة النبي -صلى الله عليه وس ّلم ،-وروى الحديث عن الصحابة ،ورواه عن ه كث يرون ،وش هد ص فين ،وغ زا خراس ان،
و أقام بخوارزم سنتين ،وبمرو مدة .وسكن الكوفة ،فتوفي فيها
38هو ال أسود بن يزيد بن قيس النخعي (ت 75هـ) ،تابعي ،فقيه ،من الحفاظ .كان عالم الكوفة في عصره.
39هو زر بن حبيش بن حباشة بن أوس ال أس دي (ت 83هـ) ،ت ابعي ،من ُج ّلتهم .أدرك الجاهلي ة وال إس لام ،ولم ي ر الن بي -ص ّلى الل ه
عليه وسلم ،-كان عالما بالقر آن ،فاضلا ،وكان ابن مسعود يس أله عن العربية .سكن الكوفة ،وعاش مئة وعشرين سنة ،ومات بوقعة بدير الجماجم.
40هو عبيدة بن عمرو ( أو قيس) السلماني المرادي (ت 72هـ) تابعي .أسلم باليمن أيام فتح مكة ،ولم ير النبي -ص ّلى الله علي ه وس لم-
وكان عريف قومه ،وهاجر إلى المدينة في زمان عمر ،وحضر كثيرا من الوقائع ،وتف ّقه ،وروى الحديث ،وكان يوازي شريحا في القضاء.
12
واإلشمام في الض ّم ،وذلك باإلشارة إلى الحركة من غير تصويت .وفي= قوله تعالى ﴿ :ال تَأْ َمنَّا﴾ [يوس==ف]11=:
إشمام عند حفص - 43رحمه هللا -وصالً .
واإلبدال في االسم المنصوب= المن َّون ؛ فيُوقَف= باأللف ،وفي= المؤنث بالت==اء يُوقَ==ف علي==ه باله==اء .واختلف==وا في
الهاء المرسومة تا ًء ،بعضهم بالتاء ،وبعضهم= بالهاء .
ف ٌء) ،فيُوقَف= عند حمزة بنقل حركتها إليه ،ثم تحذف . والنقل فيما آخره همزة بعد ساكن ،نحو ِ ( :د ْ
ُ
َين ،نحو ﴿ :بَ ِريْ ٌء﴾ و ﴿قرُوْ ٌء﴾ ،وذلك عند حمزة . واإلدغام فيما آ ِخرُه همزةٌ بعد يا ٍء أو وا ٍو زائدت ِ
والحذف في الياءات الزوائد عند بعض ،واإلثبات في الياءات المحذوفة عند بعض .
ُلحقها في (ع ّم و م ّما و في َم) وغيرها .
واإللحاق في آخر الكلم من هاءات السكت عند من ي ِ
َحو الياء ،وبالفتح=ة نح=و الكس=رة .وأم=ا َل حم=زة والكس=ائي= الثالث :اإلمالة ،وهي أن تَن ِحي باأللف ن َ
يائي ك ُمو َسى= ،وكذا "أَنَّى" بمعنى كي==ف ،وك==ذا ك=ل مرس==وم= بالي=اء إال (ح==تى ول==دي ،وإلى ، فعل ٍّاسم أو ٍ ك َّل ٍ
هَّللا
وأمال َحفص ﴿بِس ِْم ِ َمجْ َراهَا﴾[هود. ]41:
َ وعلى ،وما زكى) .
ْ َ
الرابع :تخفيف الهمزة ،وذلك بنقل حركتها إلى الس==اكن قبله==ا ،نح==و ﴿ :قَ= ْد أفلَ َح﴾[المؤمن==ون ، ]1:أو
﴿ج= ا َء أَ َجلُهُ ْم﴾ [األع==راف:
=ل ،نح==و َ :
جنس حرك ِة ما قبله==ا ،نح==و :ي==أتي ،أو إس==قاط بال نَق= ٍ
ِ بإبدال لها بِ َم َّد ٍة من
َ
، ]34أو بتَسهي ٍل بينها وبين حركتها ،أو حركة ما قبلها ،نحو ﴿ :أئِ َذا﴾ [الواقعة ، ]47:وفي الهمزة الثاني==ة في
قوله تعالى ﴿ :أَأَ ْع َج ِم ٌّي﴾[الزمر ]44:تسهيل عند حفص.
الفصل الرابع في األقسام التي ترجع إلى األلفاظ والمعاني المتعلقة باألحكام :
ق لجميع م==ا يَص=لُح ستغر ٍ=ِ ُور ُم
غير محص ٍ ثير ِ ض َع لِ َك ٍ وذلك ستة وعشرون :األول :العا ّم :وهو ما ُو ِ
ت َعلَ ْي ُك ْم أ َّمهَاتُ ُك ْم﴾ [النساء ، ]23:أو الع==ام الم==راد ُ له ،وهو إما العا ُّم الباقي على عمومه ،كقوله تعالى ﴿ :حُرِّ َم ْ
اس قَ== ْد َج َمعُ==وْ ا لَ ُك ْم﴾ [آل عم==ران ، ]173:أو الع==ام ==ال لَهُ ُم النَّاسُ إِ َّن النَّ َ
ب==ه الخص==وص ،كقول==ه تع==الى ﴿ :قَ َ
َ
ات يَت ََربَّصْ نَ بِأ ْنفُ ِس ِه َّن ثَاَل ثَةَ قُرُو ٍء﴾ ْ
﴿وال ُمطَلَّقَ ُ المخصوص منه ،وهو كثير في القرآن ،كتخصيص قوله تعالى َ :
ض ْعنَ ﴾ اآلية [الطالق: ت اأْل َحْ َما ِل أَ َجلُه َُّن أَ ْن يَ َ [البقرةُ ، ]228:خصَّت منه الحام ُل واآلئِ َسةُ بقوله تعالى َ ﴿ :وأُواَل ُ
يض﴾ اآلية [الطالق. ]4: ، ]4وقوله تعالى َ ﴿ :والاَّل ئِي يَئِ ْسنَ ِمنَ ْال َم ِح ِ
ضى= زَ ْي ٌد ِم ْنهَا
ض َع لمعنى معلوم على االنفراد عَينًا ،كقوله تعالى ﴿ :فَلَ َّما قَ َ الثاني :الخاصّ :وهو ما ُو ِ
نس=ا ، ث كَاَل لَ=ةً﴾ [النس=اء ، ]12:أو ِج ً ُ=ور ُ
َوطَرًا﴾ [األحزاب ، ]37:أو نَوعًا ،كقوله تع=الى َ ﴿ :وإِ ْن َك=انَ َرجُ= ٌل ي َ
ان﴾ [الرحمن. ]39: كقوله تعالى ﴿ :فَيَوْ َمئِ ٍ=ذ اَل يُسْأ َ ُل ع َْن َذ ْنبِ ِه إِ ْنسٌ َواَل َج ٌّ
=ان أو أك==ث ُر وض = ًعا= ،ك==القَر ِء للحيض والث==الث والراب =ع= :المش==ترك والم==ؤ َّول :ف==األول :مالَ==ه معنَي= ِ
َّح من المعاني ف ُمؤَ َّو ٌل . والطهر ،وال َمولَى للسيِّد والعبد وغيرهما ،فما تَرج َ ُّ
41هو مسروق بن ال أجدع بن مالك ال َه ْمداني الوادعي ،أبو عائش ة (ت 63هـ) ،ت ابعي ثق ة ،من أه ل اليمن .ق دم المدين ة في أي ام أبي
بكر ،وسكن الكوفة ،وشهد حروب عل ّي ،وكان أعلم بالفتيا من شريح ،وشريح أبصر منه بالقضاء.
42هو أبو عبد الل ه محم د بن طيف ور الغزنوي الس جاوندي ،المفس ر ،المق رئ ،النحوي (ت 560هـ) ،ومن كتب ه" :التفس ير" المس مى
بـ(عين المعاني في تفسير السبع المثاني) وهو تفسير حسن ،ذكر فيه النحو و ِع َل َل القراءات وال أبيات ومعانيها واللغة إلى غير ذلك من معانى التفسير
فى مجلدات ،أعدا ُدها قليلة ،وفوائدها كثيرة جليلة ،ثم اختصره ولده ،وسماه " إنسان العين" .و(كتاب عل ل الق راءات) ،وكتاب ان في وق وف الق ر آن:
(كتاب الوقف والابتداء) ،و(علل الوقوف).
43هو حفص بن سليمان بن المغيرة ال أسدي بالولاء ،أبو عمر ،ويعرف بحفيص ( 180 - 90هـ) .قارئ أهل الكوف ة .ب زاز ،ن زل بغداد،
وجاور بمكة .وكان أعلم أصحاب عاصم بقراءته ،وهو ابن امر أته وربيبه ،ومن طريقه قراءة أهل المشرق.
13
الخامس والسادس= :الظ==اهر والنصّ :ف==األوّل :م==ا ظه==ر م==رادُه بص==يغته ،ف==إن ازداد وض==وحا= فه=و=
ث َو ُربَ==اعَ﴾ [النس==اء ، ]3:فاآلي==ة ظ==اهرة في اب لَ ُك ْم ِمنَ النِّ َسا ِء َم ْثنَى َوثُاَل َ
النصّ ،كقوله تعالى ﴿ :فَا ْن ِكحُوا َما طَ َ
اإلباحة ،ونصٌّ في العدد .
التأويل والتخص==يص ،كقول==ه ِ السابع :المفسَّر :وهو ما ازداد وضوحا على النصّ حيث ال يبقى وجهُ
تعالى ﴿ :فَ َس َج َد ْال َماَل ئِ َكةُ ُكلُّهُ ْم أَجْ َمعُونَ ﴾ [الحجر ]30:؛ فإنه ظ==اهر في الس=جود ،لكن=ه يحتم==ل التخص==يص ،
44
تصنيف .
يض=ا أَوْ َعلَى َس=فَ ٍر فَ ِع= َّدةٌ﴾ [البق==رة: ومن المجاز االختصار= بحذف ،كقوله تعالى ﴿ :فَ َم ْن َك==انَ ِم ْن ُك ْم َم ِر ً
ون﴾ [يوسف ]45 :أي :فأر َسلُوه ،فجاء ، ]184أي :فأَفطَ َ=ر فعليه ِع َّدةٌ ،وقوله تعالى ﴿ :أَنَا أُنَبِّئُ ُك ْم بِتَأْ ِويلِ ِه فَأَرْ ِسلُ ِ
فقال :يا يوسف= ،وأمثاله في القرآن كثيرة .
ص ْب ٌر َج ِم ْيلٌ﴾ [يوسف ]18:أي :صبري= . ومنه ترك خبر ،نحو ﴿ :فَ َ
44هكذا في النسخ المطبوعة ،ولعل الصحيح ( :ف إنه ظاهر في سجود الكل) .
45هو عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم بن الحسن السلمي الدمشق ّي ،عز الدين الملقب بس لطان العلم اء ( 660 - 577هـ).
فقيه شافع ّي بلغ رتبة الاجتهاد .ولد ونش أ في دمشق ،وتولى الخطابة والتدريس بزاوية الغزالي ،ثم الخطابة بالجامع ال أموي ،وولاه الصالح نجم الدين
أي وب القض ا َء والخطاب ة ،وم ّكن ه من ال أم ر والنهي ،ثم اع تزل ول زم بيت ه ،ولم ا م رض أرس ل إلي ه المل ك الظ اهر يق ول :إن في أولادك من يصلح ل و
ظائف ك .فق ال :لا .وت وفي بالق اهرة .ومن كتب ه (التفس ير الكب ير) و(ال إلم ام في أدل ة الاحك ام) و(قواع د الش ريعة) و(الفوائ د) و(قواع د ال أحك ام في
إصلاح ال أنام) في الفقه ،و(ترغيب أهل ال إس لام في س كن الش ام) و(بداي ة الس ول في تفض يل الرس ول) و(الفت اوى) و(الغاي ة في اختصار النهاي ة)،
و(ال إشارة إلى ال إيجاز في بعض أنواع المجاز) في مجاز القر آن ،وهو مقصود المصنف هنا ،و(مسائل الطريقة) في التصوف ،ورس الة في (الف رق بين
ال إيمان وال إسلام) و(مقاصد الرعاية) وغير ذلك.
14
ض=وهُ﴾ [التوب=ة: ق أَ ْن يُرْ ُ ﴿وهَّللا ُ َو َرسُولُهُ أَ َح ُّ ومنه مفر ٌد ومثنًّى وجم ٌع بعضُها عن بعض ،كقوله تعالى َ :
ك ظَ ِه==يرٌ﴾ ْر .إِاَّل الَّ ِذينَ آ َمنُوا﴾ [العصر ، ]1،2:وقوله َ ﴿ :و ْال َماَل ئِ َكةُ بَ ْع= َد َذلِ = َ ، ]62وقوله ﴿ :إِ َّن اإْل ِ ْن َسانَ لَفِي ُخس ٍ
ي َعتِي= ٌد .أَ ْلقِيَ==ا فِي َجهَنَّ َم﴾ [ق ، ]24 =،23:وقول==ه ﴿ :ربّ [التحريم ، ]4=:وقوله تعالى َ ﴿ :وقَا َل قَ ِرينُهُ هَ= َذا َم==ا لَ= َد َّ
ارجعون﴾ [المؤمنون. ]99:
َ َ ُ ف َ
ات و َ َ
ومنه لفظ عاقل لغيره ،وعكسُه ،نحو ﴿ :قَالتَا أتَ ْينَا طائِ ِعينَ ﴾ [الزمر ، ]11:وقوله ﴿ :لِله يسَْج ُد مَا ِي السَّمَاو ِ ْ
ض ﴾ [ 46النحل. ]49: ِ اأْلَر
﴿حتَّى إِ َذا ين ،كقول=ه تع=الى َ : ومنه التفات ،أي :االنتقال من واح=د من المتكلم والخط=اب والغَيب= ِة إلى األُ َ
خ=ريَ ِ
=اح فَتُثِ=ي ُر َس= َحابًا فَ ُس= ْقنَاهُ﴾ ﴿وهَّللا ُ الَّ ِذي أَرْ َس= َل ال ِّريَ َ 47
=ر ْينَ بِ ِه ْم﴾ [ي=ونس ، =]22:وقول=ه تع=الى َ : ك َو َج َ ُك ْنتُ ْم فِي ْالفُ ْل= ِ
[فاطر. ]9:
ومنه إضمار ،نحو ﴿ :واسأل القرية﴾ [يوسف ، ]82:أي :أهل القرية .
ْس َك ِم ْثلِ ِه َش ْي ٌء﴾ [الشورى. ]11: ومنه زيادة ،كقوله ﴿ :لَي َ
ُ
ومنه تكرير ،نحو َ ﴿ :كاَّل َسيَ ْعلَ ُمونَ .ث َّم َكاَّل َسيَ ْعلَ ُمونَ ﴾ [النبأ. ]4،5:
فضح َكت . ِ ت فَبَ َّشرْ نَاهَا= بِإِ ْس َحاقَ﴾ [هود ، ]71:أي :ب َّشرناها= ض ِح َك ْومنه تقديم وتأخير ،كقوله ﴿ :فَ َ
بحهم= ،فأسنِ َ=د إليه ؛ ألنه سبب فيه . ُ ومنه سبب ،نحو ﴿ :يَ ْذبَ ُح أَ ْبنَا َءهُ ْم﴾ [القصص ، ]4:يأ ُم ُر ب َذ ِ
48
ومنه أقسام القرآن ،وذلك لتحقيق الخبر وتوكيده ،وفيه تصنيف البن القيم .
ال من أداتِ==ه ،كقول==ه تع==الى ﴿ :أَ َو َم ْن َك==انَ َم ْيتً==ا فَأحْ يَ ْينَ==اهُ﴾ [األنع==ام:
َ ومن==ه االس==تعارة ،وهي تَش=بِيهٌ خَ= ٍ
الموت للضالل والكفر ،واإلحياء لإليمان والهداية . ُ ، ]122استُ ِعي َر
=ر في مع==نى .وش==رطُه اقتِ==رانُ أداتِ==ه ،وهي :الك==اف ، =ر آل َخ= َ والتشبيه :هو الداللة على مش==ا َركة أم= ٍ
=ل ْال َحيَ==ا ِة ال= ُّد ْنيَا َك َم==ا ٍء أَ ْنزَ ْلنَ==اهُ﴾ اآلي==ة
﴿واضْ ِربْ لَهُ ْم َمثَ= َ
وكأن .وأمثلتُه كثيرة ،كقوله تعالى َ : ّ وال َمثَل ، وال ِمثل ْ ،
ُ
[الكهف ، ]45:وقوله تعالى َ ﴿ :كأ َ َّن فِي أ ُذنَ ْي ِه َو ْقرًا﴾ [لقمان. ]7:
َّس=وْ ُ=ل هللاِ﴾ [افتح: الخامس عشر :الصريح :وهو م==ا ظه==ر الم==راد ب==ه بَيِّنً==ا ،كقول==ه تع==الى ُ ﴿ :م َح َّم ٌد ر ُ
. ]29
46والصحيح َ ﴿ :و ِل َّل ِه َي ْس ُج ُد َما ِفي ال َّس َما َوا ِت َو َما ِفي ا ْل َأ ْر ِض﴾ [النحل. ]49:
47والصحيح َ ﴿ :ح َّتى ِإ َذا ُك ْن ُت ْم ِفي ا ْل ُف ْل ِك َو َج َر ْي َن ِب ِه ْم﴾ [يونس. ]22:
48هو محمد بن أبي بكر بن أي وب بن سعد ال ُّز ْرعي الدمش ق ّي ،أب و عبد الل ه ،ش مس ال دين ( 751 - 691هـ) .من أرك ان ال إص لاح
ال إسلامي ،و أحد كبار العلماء .مولده ووفاته في دمشق .تتلمذ لشيخ ال إسلام ابن تيمية حتى كان لا يخرج عن شيء من أقوال ه ،ب ل ينتصر ل ه في
جميع ما يصدر عنه .وهو ا ّلذي هذب كتبه ونشر علمه ،وسجن معه في قلعة دمشق ،و أهين وعذب بسببه ،وطيف به على جمل مضروبا بالعصى،
و أطلق بعد موت ابن تيمية .وكان حس ن الخل ق محبوب ا عن د الن اس ،أغ ِر َي ب ّحب الكتب ،فجم ع منه ا ع ددا عظيم ا ،وكتب بخ ّطه الحس ن ش يئا
كثيرا .و أ ّلف تصانيف كثيرة منها ( :إعلام الم وقعين) و(الط رق الحكمي ة في السياس ة الش رعية) و(ش فاء العلي ل في مس ائل القض اء والق در والحكم ة
والتعليل) ،و(كشف الغطاء عن حكم سماع الغناء) و( أحكام أهل الذمة) و(شرح الشروط العمرية) و(تحفة الم ودود ب أحك ام المول ود) و(مفت اح دار
السعادة) و(زاد المعاد) و(الص واعق المرسلة على الجهمية والمعطلة) و(الكافية الشافية) منظومة في العقائد ،وهي معروفة بـ(نوني ة ابن القيم) و( أخب ار
النساء) وفي نسبته إليه شك ،و(مدارج الس الكين) ،و(رس الة في اختي ارات تقي ال دين ابن تيمي ة) و(كت اب الفروس ية) و(تفس ير المع وذتين) و(طب
القلوب) و(الوابل الص ّيب من الكلم الطيب) و(الروح) و(الفوائ د) و(روض ة المح بين) و (ح ادي ال أرواح إلى بلاد ال أف راح) في ذك ر الجن ة ،و( إغاث ة
اللهفان) و( إجتماع الجيوش ال إسلامية على غزو المعطلة والجهمية) و(الجواب الكافي) ويسمى (ال داء وال دواء) ،و(التبي ان في أقس ام الق ر آن) ،وه و
مراد المصنف هنا ،و(طريق الهجرتين) و(عدة الصابرين) و(هداية الحيارى) وغيرها من الت أليفات الممتعة.
15
الفصل الخامس في األقسام التي ترجع إلى االستدالل والوقوف على مراد النظم :
ق ل==ه وذلك أربعة :األوّل والث==اني :االس==تدالل بعب==ارة النص وبإش==ارته ،األوّل :ه==و العم==ل بم==ا ِس=ي َ
الكال ُم ،والثاني :العمل بم==ا ثبت بنظم==ه لغ==ة ،مثالُهم==ا قول==ه تع==الى َ ﴿ :و َعلَى ْال َموْ لُ==و ِد لَ=هُ ِر ْزقُه َُّن َو ِك ْس= َوتُه َُّن﴾
سوة ،فإيجابُهما بعبارة النصِّ ،وبنظمه إش==ارة إلى أن ق الكال ُم بظاهره إليجاب النفق ِة وال ِك َ [البقرة ، ]233:ف ِسي َ
النسب باآلباء .
ً
الث=الث :االس==تدالل بدالل=ة النصِّ :وه==و العم=ل بم=ا ثبت بمعن=اه لغ=ة ،ك==النهي عن الت==أفيف في قول=ه
تعالى ﴿ :فَاَل تَقُلْ لَّهُ َما أُفٍّ ﴾ [اإلسراء ]23:يد ّل على حرمة الضرب بدون االجتهاد .
بشرط تَق ُّد ِمه عليه ،مثال=ه ﴿ :فَتَحْ ِريْ= ُ=ر َرقَبَ= ٍة﴾ ِ الرابع :اقتضاء النص :هو العمل بما ال يَعمل النصُّ إال
[النساء ]92:يقتضي ِملكَ الرقبة ،ولم يُذ َكر .
الفصل الخامس في األقسام التي ترجع إلى بعض ما يتعلق باألحكام :
49
﴿واَل تَقُ=لْ لَّهُ َم=ا أُفٍّ ﴾ ق ،نح=و َ : ق حُك ُم=ه المنط=و َ= وهي خمسة :األول :المفهوم ،وهو موافَقةٌ إن وافَ َ
ب أَولَى . [اإلسراء ، ]23:يُفهَم منه تحري ُ=م الضرب من با ِ
ق بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُ==وا﴾ ق ،وذلك إما في الصفة ،نحو ﴿ :إِ ْن َجا َء ُك ْم فَ ِ
اس ٌ= ومخالَفةٌ :وهو ما خالفَ حك ُمه المنطو َ=
﴿وإِ ْن ُك َّن أُواَل ِ
ت [الحجرات ، ]6:يعني يجب التبَيُّن في الفس==ق بخالف غ==يره .أو في الش==رط ،كقول==ه تع==الى َ :
عليهن .أو مفه==وم الغاي= ِة ،كقول==ه ّ =ل ليس اإلنف==اق ت الحم= ِ َح ْم ٍل فَ==أ َ ْنفِقُوا َعلَ ْي ِه َّن﴾ [الطالق ، ]6:أي :ف َغ==ي ُر أوال ِ
نكح ْت==ه تَ ِح= لُّ لألوّل .أو =رهُ﴾ [البق==رة ، ]230:ف==إذا َ تعالى ﴿ :فَإِ ْن طَلَّقَهَا فَاَل ت َِحلُّ لَهُ ِم ْن بَ ْع ُد َحتَّى تَ ْن ِك َح زَ وْ ًج= ا= َغ ْي= َ
مفهوم الع==دد ،نح==و﴿ :فَاجْ لِ=دُوهُْ=م ثَ َم==انِينَ َج ْل= َدةً﴾ [الن==ور ،]4:أي :ال أق= ّل من==ه وال أك==ثر ،ف==اعتُبِ َر المف==اهي ُم في
البعض ،ال في البعض ،فاحتاجوا للتعيين إلى دليل آخر .
ُ
ت األولى باإليم==ان ،وأطلِقَت الثاني==ة في الثاني والثالث :المطلَق والمقيَّد ،ككفّارة القتل والظهار ،قُيِّ َد ِ
قوله تعالىَ ﴿ :و َم ْن قَت ََل ُم ْؤ ِمنًا خَ طَأ ً فَتَحْ ِري ُر َرقَبَ ٍة ُم ْؤ ِمنَ ٍة﴾ [النساء ، ]92:وقوله تعالى ﴿ :فَتَحْ ِري = ُر َرقَبَ = ٍة ِم ْن قَ ْب= ِ
=ل
أَ ْن يَتَ َماسَّا﴾ [المجادلة ، ]3:وهما على التقييد واإلطالق= .
الرابع والخامس :الناسخ والمنسوخ ،وهو واق==ع في الق==رآن ،نَع ْم ،اختلف==وا في المق==دار ؛ وذل==ك ألن
رف الكالم عن المع==نى ص= ِ السلف كانوا يَستَع ِملونه بمعنى إزال==ة ش==يء بش==يء ،إم==ا بانته==ا ِء ُم= ّدة العم==ل ،أو بِ َ
المتبا ِدر ،أو بيان كون قي ٍد من القيود اتفاقيّا ،أو تخصيص عام وغيرها ،ال بإزاء مصطلح األصوليين ،وهو
=خ عن==د الس==لف ،وبل==غ عن==دهم اآلي==ات بي==ان لم= ّدة الحكم المطلَ==ق في حقّن==ا المعل==وم عن==د هللا ،فاتَّ َس= َ=ع ب==اب النَّس= ِ
المنسوخة قد َر خمسمائة ،أ ّما عند المتأخرين فالمنسوخ عندهم عدد قليل ،حتى َع= َّد "الش==اه ولي هللا المح = ّدث"
50خمسةً فحسب ،وهللا أعلم .
و (حجة الله البالغة) مجلدان ،و( إزالة الخفاء عن خلافة الخلفاء) و(ال إرشاد إلى مهمات ال أسناد) و(ال إنصاف في أسباب الخلاف) و(عق د الجي د
في أحكام الاجتهاد والتقليد) و(المس ّوى من أحاديث الموط أ) مجل دان ،و(ش رح ت راجم أب واب البخ اري) و(ت أوي ل ال أح اديث) و(الخ ير الكث ير) في
الحكمة ،و(الاعتقاد الصحيح) و(البدور البازغة) في التصوف والحكم ة ،و(الق ول الجمي ل في بي ان س واء الس بيل) في التصوف ،وت رجم الق ر آن إلى
الفارسية على شاكلة النظم العرب ّي ،وسمى كتابه (فتح الرحمن في ترجمة القر آن).
51هو أبو بكر أحمد بن علي ال َّرازي ،المل َّقب بالجصاص ( 370 - 305هـ) ،ال إمام الكبير الش أن ،فاضل من أهل الري ،وتفقه على أبي
الحسن الكرخي ،وتخرج به ،وكان على طريقة من الزهد والورع ،سكن بغداد ،وانتهت إليه رئاسة الحنفية ،وخوطب في أن يلي القضاء ف امتنع .ول ه
من المصنفات ( :أحكام القر آن) ،و(شرح مختصر الكرخي) ،و(شرح مختصر الطحاوي) ،و(ش رح الج امع) لمحم د بن الحس ن ،و(ش رح ال أس ماء
الحسنى) ،و(الفصول في ال أصول) في أصول الفقه ،و(جوابات) عن مسائل وردت عليه .توفي سنة 370هـ ببغداد.
52هو محمد بن عبد الله بن محمد المعافري ال إشبيلي المالكي ،أبو بكر ابن العرب ّي ( 453 - 468هـ) ،ق ا ٍض ،من حف اظ الح ديث.
ولد في إشبيلية ،ورح ل إلى المش رق ،وب رع في ال أدب ،وبل غ رتب ة الاجته اد في عل وم ال دين .وص نف كتب ا في الح ديث والفق ه وال أص ول والتفس ير
وال أدب والتاريخ ،وولي قضاء إشبيلية ،ومات بق رب ف اس ،ودفن به ا .ق ال ابن بش كوال :خت ام علم اء ال أن دلس و آخ ر أئمته ا وحفاظه ا .من كتب ه:
(العواصم من القواصم) و(عارضة ال أحوذي في شرح الترمذي) و( أحكام القر آن) مجل دان ،و(القبس في ش رح موط أ ابن أنس) و(الناس خ والمنس وخ)
و(المس الك على موط أ مال ك) و(ال إنصاف في مس ائل الخلاف) عش رون مجل دا ،و( أعي ان ال أعي ان) و(المحصول) في أص ول الفق ه ،و(كت اب
المتكلمين) و(قانون الت أويل) في التفسير.
53هو أحمد جيون بن أبي سعيد بن عبد الل ه ابن َع ْبد ال َّر َّزاق الحنفي المك ّي الصالحي ثم الهندوي اللكنوي ( 1130 - 1047هـ)،
مفس ر من أه ل أمي تي (بالهن د) ،ت وفي ب دهلي ودفن في بل ده .ل ه كتب ،منه ا( :ن ور ال أن وار) ش رح المن ار للنس في ،و( إش راق ال أبصار في تخ ريج
أحاديث نور ال أنوار) و(التفسيرات ال أحمدية في بيان ال آيات الشرعية).
17
المخاص=مة وال==ر ّد على الف==رق الباطل==ة الض==الّة من اليه==ود ،والنص==ارى= ،والمش==ركين َ الث==اني :علم
54
وغيرهم .والتفري=ع على ه=ذا العلم من=وط= بذ ّم=ة المتكلم ،وفي=ه (ت=أويالت الق=رآن) للماتري=دي ،ولنجم= ال=دين
الطوفي= 55فيه تصنيف لطيف .
ت واألرض ،وإله==ام العب==اد م==ا ينبغي الثالث :علم التذكير ،وهو إما بآال ِء هللا من بيان خَ ل= ِ
=ق الس==ماوا ِ
وج= دَها َ
بأيام هللا من قصص القرآن ،يعني بي==ان الوق==ائع= ال==تي أ َ ت هللا سبحانه وتعالى ،أو ِ بيان صفا ِ
لهم ،ومن ِ
المطيعين ،وتعذيب المجرمين ،أو التذكير ب==الموت وم==ا بع==ده من الحش==ر والنش==ر ، ِ هللاُ تعالى من جنس تنعيم
الواعظ والمذ ِّكر= .
ِ ُ وظيفةُلوم ِ ُ ّ
والحساب ،والميزان ،والجنة ،والنار .و ِحفظ تفاصي ِل هذه الع ِ
َ
وقد بسط "الشاه ولي هللا المح ّدث" تفاصيل هذه العلوم الثالثة في (الفوز الكبير) ،وأجا َد .أما العل==وم
56
المستنبطة من القرآن فكثيرة ال يُم ِكن إحصاؤُها= ،بَسطَها اإلم=ام الس=يوطي في (اإلتق=ان) و(التحب=ير) ، 57كي=ف
58
﴿ونَ َّز ْلنَا َعلَ ْيكَ ْال ِكت َ
َاب تِ ْبيَانًا لِ ُك==لِّ َش = ْي ٍء﴾ وقد اشتمل كتاب هللا العزيز على ِعلم ك ِّل شيء ،كما قال هللا تعالى َ :
[النحل. ]89:
54هو محمد بن محمد بن محمود ،أبو منصور الماتريدي (ت 333هـ) ،من أئم ة علم اء الكلام ،نسبته إلى ماتري د (مح ّلة بس مرقند).
ومن كتبه (التوحيد) و( أوهام المعتزلة) و(الرد على القرامطة) و(م آخذ الشرائع) في أصول الفقه ،وكتاب (الجدل) و(ت أويلات القر آن) و (ت أويلات أه ل
السنة) ال أول منه ،و(شرح الفقه ال أكبر المنسوب لل إمام أبي حنيفة)،توفي رحمه الله بسمرقند.
55هو سليمان بن عبد القوي بن الكريم الطوفي الصرصري ،أبو الربيع ،نجم الدين ( 716 - 657هـ) .فقيه حنبلي ،ولد بقرية طوف -أو
طوفا ( -من أعمال "صرصر" في العراق) ،ودخل بغداد سنة 691هـ ،ورحل إلى دمشق سنة 704هـ ،وزار مصر ،وجاور ب الحر َمين ،وت وفي في بل د
الخلي ل (بفلس طين) .ومن كتب ه( :بغي ة الس ائل في أمه ات المس ائل) في أص ول ال دين ،ولعل ه ه و الم راد للمصنف ب الجزء اللطي ف ل ه في علم
المخاصمة ،أو أراد به كتابه( :ال إكسير في قواعد التفسير) ،ف إن فيه أيضا شيئا مفيدا من هذا القبيل .ومن كتبه أيضا( :الري اض النواض ر في ال أش باه
والنظائر) و(معراج الوصول) في أصول الفقه ،و(الذريعة إلى معرفة أسرار الش ريعة) و(تحف ة أه ل ال أدب في معرف ة لس ان الع رب) و(ال إش ارات ال إلهي ة
والمباحث ال أصولية) و(العذاب الواصب على أرواح النواصب)ُ ،حبس من أجله ،و ِطي َف به في القاهرة ،و(تعاليق على ال أناجيل) و(ش رح المقام ات
الحريرية) و(البلبل في أصول الفقه) اختصر به (روضة الناظر وجنة المناظر) لابن قدام ة ،و(موائ د الحيس في فوائ د ام رئ القيس) و(مختصر الج امع
الصحيح للترمذي) في مجلدين .
56وهي رسالة له صغيرة الحجم ،غريزة الفوائد ،في أصول التفسير ،ألفه بالفارسية ،وترجم بعد وفاته إلى العربية وال أرد ّية ،ونشر بهما.
57يع ني( :ال إتق ان في عل وم الق ر آن) و(التحب ير لعلم التفس ير) كلاهم ا للعلام ة الس يوطي رحم ه الل ه تع الى (ت 911هـ) ،ق ال ص احب
الكشف عن (ال إتقان) :وهو أشبه آثا ِره و أف َي ُدها ،ذكر فيه تصني َف شيخه "الك افيجي" واستصغره ،و(مواق ع العل وم) للبلقي ني ،واس تق ّله ،ثم إن ه وج د
(البرهان) للزركشي ،كتابا جامعا بع د تصنيفه (التحب ير) ،فاس ت أن َف ،وزاد علي ه إلى ثم انين نوع ا ،وجعل ه مقدم ة (لتفس يره الكب ير) ال ذي ش رع في ه،
وسماه (مجمع البحرين) .وفيه أيضا عن (التحبير) :ض ّم َن (السيوط ُّي) فيه م ا ذك ره البلقي ني في (مواق ع العل وم) وجعل ه مائ ة ن وع ون وعين ،وف رغ في
رجب سنة (872هـ) اثنتين وسبعين وثمانمائة ،ثم صنف (ال إتقان) و أدرجه فيه .انظر ( :كشف الظنون)
58والصحيح َ ﴿ :و َن َّز ْل َنا َع َل ْي َك ا ْل ِك َتا َب ِت ْب َيا ًنا ِل ُك ِّل َش ْي ٍء﴾ [النحل. ]89:
18
السبكي منها سبعة وعشرين لفظا في أبيات ،وذيل عليها الحافظ أبو الفضل بن حجر ب أبيات فيها أربع ة وعش رون لفظ ا ،وذيلت عليه ا بالب اقي ،وه و
بضع وستون ،فت ّمت أكثر من مائة لفظة .
63والصحيح َ ﴿ :و ِإ َذا َخ َل ْوا ِإ َلى َش َيا ِطي ِن ِه ْم َقا ُلوا ِإ َّنا َم َع ُك ْم﴾ [البقرة. ]14:
19
السادس والسابع والثامن :اإليجاز واإلطناب والمساواة :األول :ما معناه كثير ،ولفظه يسير ،مثاله
اص َحيَاةٌ﴾ اآلية [البقرة. ]179:
ص ِ َ ﴿ :ولَ ُك ْم فِي ْالقِ َ
والثاني :التعبير عن المعنى بزائد لفائدة ،نحو ﴿ :قَا َل أَلَ ْم أَقُلْ لَكَ ﴾ [الكهف ]15:بزيادة (لك) توكيدا .
ئ إِاَّل بِأ َ ْهلِ= ِه﴾ [الف==اطر: ق ْال َم ْك= ُر َّ
الس=يِّ ُ ﴿واَل يَ ِحي= ُ
والثالث :هو التعبير عن المعنى بمسا ٍو ،كقوله تعالى َ :
، ]43فإن معناه مطابق= للفظه .
اَّل
﴿و َم==ا ُم َح َّم ٌد إِ َر ُس=ولٌ﴾ [آل عم==ران: التاسع :القصر :وهو تخصيص شيء بشيء ،كقول==ه تع==الى َ :
. ]144
العاشر :األسماء في القرآن :وفيه من أس==ماء األنبي==اء خمس==ة وعش==رون :س==يدنا آدم ،س==يدنا ن==وح ،
سيدنا إدريس ،سيدنا إبراهيم= ،سيدنا إسماعيل ،سيدنا إسحاق ،سيدنا يعقوب ،س==يدنا يوس=ف= ،س==يدنا= ل==وط ،
سيدنا هود ،سيدنا صالح ،سيدنا شعيب ،سيدنا موسى ،سيدنا هارون ،س==يدنا داود ،س==يدنا س==ليمان ،س==يدنا
أيوب ،س=يدنا ذوالكف=ل ،س=يدنا ي=ونس ،س=يدنا إلي=اس ،س=يدنا اليس=ع ،س=يدنا زكري=ا= ،س=يدنا يح=يى ،س=يدنا
عيسى ،سيدنا وموالنا= محمد -صلوات هللا وسالمه عليهم أجمعين . -
والس= ِّجيل ،
ِّ ومن أس==ماء المالئك==ة ثماني==ة :جبرئي==ل ،وميكائي==ل ،وه==اروت ،وم==اروت= ،والرع==د ،
ومالِك ،وقَ ِعيد -سالم هللا على جميع المالئكة أجمعين . -
ُ
ومن غ==يرهم :لقم==ان ،وتُبَّع ،وم==ريم= ،وعم==ران ،وأخوه==ا= ه==ارون ،وعُزَي==ر ،وط==الوت .ومن
الصحابة :زيد -رضي هللا عنه وعن جميع عباده الصالحين . -
وفيه ذكر إبليس ،وقارون ،وجالوت .
الحادي عشر :ال ُكنَى :وليس في القرآن من الكنى غير أبي لهب ،واسمه عبد ال ُع َّزى .
يس =ى الثاني عشر :األلقاب ،منها فيه ُ " :ذوالقَرنَين" ،واس ُمه اإلسكندر ،و"المس==يح" اس==مه س==يدنا ِع َ
بنُ مريَ َم -على نبينا وعليهم الصالة والسالم . -
الثالث عشر :المبهَمات :وهي كثيرة في القرآن ،بسطها= الس==يوطي= في (اإلتق==ان) ،منه==ا ُ ﴿ :م==ؤ ِم ٌن
64
"حبِيبُ ابن موس==ى النَّ ّج==ار"، "ح ْزقِي= ُل " ،والرج=ل ال==ذي في (يس) اس= ُمه َ آل فِرْ عَوْ نَ ﴾ [غافر ، ]28:اسمه ِ ِم ْن ِ
ُوش=ع و ك==الِبُ " ،وأم موس==ى "يُحانِ==ذ"، ُوش=ع بن نُ==وْ ن" ،وال= َّرجُالن في المائ==دة "ي َ
وفَتَى موس==ى في الكه==ف "ي َ
"الح ْيسُو ُر " ،والملِك ال==ذي في َ ضر" ،والغالم= وامرأة فرعون "آ ِسيَة بنت ُمزَا ِح ٍم" ،والعبد في الكهف هو "الخَ ِ
طفِيرُ" =،وامرأته " َرا ِعيْل" ،وأصحاب= الكهف :يَملِيخا ُ ،م َكس=لِمينا قصّته "هُ َد ُد بْنُ بُ َددَ" ،وال َع ِزيز في يوسف "قِ ْ
َ ،كش=فُوطَط ،أذر فطي=ونس ،كش=افطيونس ،ت=بيونس ،ي=وانس ب=وس ،وكلبهم= "قطم=ير" =.وه=ذان خص=مان
65
64و أ ّلف السيوطي فيه كتاب ًا مستقلا أيضا ،وسماه( :مفحمات ال أقران في مبهمات القر آن) ،وهو مطبوع معروف.
65هكذا في الكتاب ،ولعله وقع التصحيف فيها؛ ل أنه م ا ذك ره من ال أس ماء لم يتابع ه أح ٌد فيه ا .وق د اختل ف اه ل العلم في أس مائهم
اختلاف ا كث يرا ،فق ال الس يوطي في ال إتق ان :هم َت ْم ِلي َخا َ ،و َت َك ْس َل ِمي َنا َ ،و َم ْر ُطو ُش َ ،و َب َرا ِش ُق َ ،و َأ ُّيو ُن ُس َ ،و َأ ْر َي ْس َطا ُن ُس َ ،و َش ْل َط ْط ُيو ُس .وق ال
السمرقندي في تفسيره بحر العلوم ( :)343 /2وروي عن ابن عباس أنه قال « :إنهم سبعة وذكر أسماءهم فقال :مكسلمينا وهو أك برهم ،وتمليخ ًا،
ومطرونس ،وسارينوس ،ونوانس ،وكفاشطهواس ،وبطنبورسوس» .وذكر في رواي ِة وه ٍب أسما ُؤهم بخلاف هذا إلا تمليخا ،فقد اتفقوا على اسمه .وقال
ابن عباس" :كان اسم الكلب قطمير" .وقال سعيد بن جبير :كان اس مه فرف دين .وق ال ال ألوس ي في تفس يره روح المع اني ( :)234 /8و أس ماؤهم
على ما ص ح عن ابن عب اس :مكس لمينا ،ويمليخ ا ،ومرط ولس ،وث بيونس ،ودردونس ،وكفاش يطيطوس ،ومنطنواس يس ،وه و ال راعي ،والكلب
اسمه قطمير .وروي عن علي -كرم الله تعالى وجهه -أن أسماءهم :يمليخا ،ومكش يلينيا ،ومثليني ا ،وه ؤلاء أص حا ُب يمي ِن الم ِلك ،ومرن وش ،
ودبرنوش ،وشاذنوش ،وهؤلاء أصحاب يسا ِره ،وكان يستشير الستة ،والسابع الراعي ،ولم يذكر في هذه الرواية اس مه ،وذك ر فيه ا أن اس م كلبهم
قطمير .وفي صحة نسبة هذه الرواية لعلي -كرم الله تعالى وجه ه -مق ال ،وذك ر العلام ة الس يوطي في حواش ي البيض اوي أن الط براني روى ذل ك
20
خط المصحف= ،وخطّ العروض؛ ألن الثاني يثبت فيه ما أثبته اللفظ ،ويسقط عند ما أسقط الوجه". ُّ
وخطّ اإلمام توقيفي ،قال البيهقي" : 67من كتب مصحفا فينبغي= أن يحافظ على الهجاء الذي كتب=وا ب=ه
تلك المصاحف= ،وال يخالفهم فيه ،وال يغيّر مما كتبوه شيئا ؛ فإنهم كانوا أك==ثر علم==ا ،وأص==دق= قلب==ا ولس==انا ،
عن ابن عباس في معجمه ال أوسط ب إسناد صحيح .والذي في الد ّر المنثور رواية الطبراني في ال أوسط ب إسناد صحيح ما قدمناه عن ابن عباس ،والل ه
تعالى أعلم.
66هو عبد الله بن جعفر بن محمد بن درستويه ابن المرزب انَ ،أ ُبو محمد ( 347 - 258هـ) ،من علم اء اللغ ة ،فارس ي ال أص ل ،اش تهر
وتوفي ببغداد .له تصانيف كثيرة ،منها( :تصحيح الفصيح) يعرف بشرح فصيح ثعلب ،و(الكتاب) و(ال إرشاد) في النحو ،و(معاني الش عر) و( أخب ار
النحويين) و(نقض كتاب العين) و(شرح ما يكتب بالياء من ال أسماء المقصورة وال أفعال).
67هو أحمد بن الحسين بن علي ،أبو بكر ( 458 - 384هـ) ،من أئمة الحديث ،ولد في خسروجرد (من ق رى بيه ق ،بنيس ابور) ونش أ
في بيه ق ،ورح ل إلى بغ داد ،ثم إلى الكوف ة ومك ة وغيرهم ا ،و ُط ِلب إلى نيس ابور ،فلم ي زل فيه ا إلى أن م ات .و ُن ِقل جثمان ه إلى بل ده .ق ال إم ام
الحرمين" :ما من شافع ّي إلا وللشافعي فضل عليه غير البيهقي ،فان له ال ِم ّنة والفضل على الش افع ّي لك ثرة تصانيفه في نصرة مذهب ه وبس ط م وجزه
وت أييد آرائه" .وقال الذهبي" :لو شاء البيهقي أن يعمل لنفسه مذهبا يجتهد فيه لكان قادرا على ذلك ِل َسع ِة علومه ومعرفته بالاختلاف" .صنف زهاء
ألف جزء ،منها( :السنن الكبرى) عشر مجلدات ،و(السنن الصغرى) و(المعارف) و(ال أسماء والصفات) و(ودلائل النبوة) و(ال آداب) في الح ديث،
و(الترغيب والترهيب) و(المبسوط) و(الجامع المصنف في شعب ال إيمان) و(مناقب ال إمام الشافع ّي) و(معرفة السنن وال آثار) و(الق راءة خل ف ال إم ام)
و(البعث والنشور) و(الاعتقاد) و(فضائل الصحابة).
21
وأعظم أمان==ةً ِمنّا" .وص==نف= في ه==ذا الفن أب==و عم==رو ال==داني (المقن==ع) ،والمراكشي=( 68عن==وان ال==دليل)،69
والشاطبي= ( 70القصيدة الرائية) الموسومة بـ(العقيلة) .
68هو أحمد بن محم د بن عثم ان ال أزدي العددي ،أبو العب اس ،ابن الب ّناء ( 721 - 654هـ) رياض ّي ب احث ،من أه ل م راكش مولدا
ووفاة .كان أبوه ب ّناء ًا .ونش أ هو منصرفا إلى العلم ،فنبغ في علوم شتى ،وانقطع مدة عن أكل ما فيه روح ،و أص يب بحال ة عصبية ،فحجب في بيت ه
سنة وتعافى .له( :حاشية على الكشاف) و(منتهى السلوك في علم ال أصول) و(كليات) في المنطق و(شرحها) و(وكليات) في العربي ة و(المق الات)
في الحساب ،و(اللوازم العقلية في مدارك العلوم) و(الروض المريع في صناعة البديع) و(تلخيص أعمال الحس اب) نظم ه ابن غ ازي ،وش رح نظم ه،
وطب ع النظم وش رحه بف اس ،و(عن وان ال دليل من مرس وم خ ط التنزي ل) ،وكت اب في (النج وم) لعل ه (منه اج الط الب لتع ديل الك واكب) ،ورس الة في
(المكاييل) ،وجزء في (المساحات) ،ومقالة في علم (ال أسطرلاب) ،وجزء في (ال أنواء) فيه صور الكواكب ،و(قانون) في معرفة ال أوقات بالحساب.
69يعني( :المقنع في رسم مصاحف ال أمصار) لل إمام أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت 444هـ) ،و (عنوان الدليل من مرس وم خ ط
التنزيل) ل أبي العباس أحمد بن البناء المراكشي (ت 721هـ).
70هو القاسم بن ِفي ُّره بن خلف بن أحمد الرعين ّي ،أبو محمد الشاطبي ( 590 - 538هـ)ِ ،ام ام الق راء ،ك ان ض ريرا ،ول د بش اطبة (في
ال أندلس) وتوفي بمصر ،وهو صاحب (حرز ال أماني) قصيدة في القراءات تعرف بالشاطبية .وكان عالما بالحديث والتفسير واللغة ،قال ابن خلك ان:
كان إذا قرئ عليه صحيح البخاري ومسلم والموط أُ ،ت َص َّحح النسخ من حفظه .والرعين ّي نسبة إلى ذي رعين أحد أقيال اليمن.
اعلم أن للشاطبي قصيدتين رائيتين ،وهم ا ( :ناظم ة الزه ر) ،وهي في تبي ان فواص ل ال آي ات ونهاياته ا ومبادئه ا ،م ع ذك ر ع دد آي ك ل
سورة ،وعدد أبياتها 297بيت ًا .وال أخرى( :عقيلة أتراب القصائد في أس نى المقاص د) ،وه و الم راد هن ا ،وهي في رس م المصاحف العثماني ة ،وع دد
أبياتها 298بيت ًا ،و إذا أطلق قول ( :رائية الشاطبي) ،فالمقصود به هذه القصيدة (عقيلة أتراب القصائد) دون (ناظمة الزهر).
71هو عمرو بن بحر بن محبوب الكن اني بالولاء ،الليثي ،أب و عثم ان ،الش هير بالجاحظ ( 255 - 163هـ) ،كبير أئم ة ال أدب ،ورئيس
الفرقة الجاحظية من المعتزلة ،مولده ووفاته في البصرةَ ،فل َج في آخر عم ره ،وك ان ُمش َّوه ال ِخلق ة ،وم ات والكت اب على ص دره ،قتلت ه مجل دات من
الكتب وقعت علي ه .ول ه تصانيف كث يرة ،منه ا( :الحي وان) أربع ة مجل دات ،و(البي ان والتب يين) و(س حر البي ان) و(الت اج) ويس مى أخلاق المل وك،
و(البخلاء) و(المحاسن وال أضداد) و(التبصر بالتجارة) رسالة نشرت في مجلة المجمع العلمي الع رب ّي ،و(مجم وع رس ائل) اش تمل على أرب ع ،هي:
المعاد والمعاش ،وكتمان الس ّر وحفظ اللسان ،والجد والهزل ،والحسد والعداوة .و(ذم الق ّواد) رسالة صغيرة ،و(تنبيه الملوك) و(الدلائل والاعتبار على
الخلق والتدبير) و(فضائل ال أتراك) و(العرافة والفراسة) و(الربيع والخريف) و(الحنين إلى ال أوط ان) رس الة و(الن ب ّي والمتن بي) و(مس ائل الق ر آن) و (الع بر
والاعتبار في النظر في معرفة الصانع و إبطال مقالة أهل الطب ائع) و(فض يلة المعتزل ة) و(ص ياغة الكلام) و(ال أص نام) و(كت اب المعلمين) و(الج واري)
و(النساء) و(البلدان) و(جمهرة الملوك) و(الفرق في اللغة) في تذكرة النوادر ،و(البرصان والعرجان والعمي ان والح ولان) و(الق ول في البغ ال) و(كت اب
المغنين) و(الاستبداد والمشاورة في الحرب) ،و(نظم القر آن) ،وهو مقصود المصنف بال ذكر ،ل أنه تك ّلم الجاح ظ في ه عن بعض المب احث المتع ّلق ة
22
ثم المشتغلون بهذا الباب ذكروا في وجوه إعج==از الق==رآن أم==ورا كث==يرة أكثرُه==ا ص==حيحة ،والقاض=ي=
عياض 73ر ّد تلك الوجوه الصحيحة إلى أربعة أنواع :
الخارق==ة لع==ادة الع==رب ال==ذين هم فرس==انِ األول :حُسن تأليفِه ،والتيام كلماتِه ،وفص==احتُه ،وبالغتُ==ه
الكالم ،وتلخيصُه ،وهذا يرجع إلى الفصاحة والبالغة .
والثاني :صورة نظمه العجيب ،وأسلوبه الغريب المخالف ألساليب كالم العرب .
دت كما أَخبَر .
والثالث :اإلخبار بالمغيبات ،ولم تكن ،ف ُو ِج ْ
والرابع :اإلنباء بالقرون السالفة ،واألمم البائدة ،والشرائع= ال=داثرة م=ع ك==ون من أن=زل علي=ه أ ّميّ==ا ال
يقرأ ،وال يكتب ،وهي مما ال يعلم القصة الواحدة إال طفِيف من أحبار أهل الكتاب الذي قضى= عم==ره في تعلّم
ذلك .
74
ال أقول :كل ما قاله صحيح ،واألمر= كما قال ابن سراقة " :إنهم ما بلغ==وا معش==ار وج==وه اإلعج==از" .ومن
إعجازه أن ال تنقضي وجوه إعجازه أبدا ،فيبدو منها في كل قرن ما لم يبد في القرون الغابرة .
كـالبدر من حيث التفـت رأيتــه يـهدي إلى عينيك نورا ثاقـبـا=
ضوؤها= يغشى البالد مشارقا= ومغاربا= كالشمس في كبد السماء و َ
بال إعجاز ،فكان أ ّول من كتب في موضوع إعجاز القر آن ،لكن كتابه هذا سقط من يد الزمان ،ولم يصل إلينا.
72هو محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر ،أبو بكر ( 403 - 338هـ) ،قا ٍض ،من كبار علماء الكلام ،انتهت اليه الرياسه في مذهب
ال أشاعرة .ولد في البصرة ،وسكن بغداد فتوفي فيها .كان جيد الاستنباط ،سريع الجواب .و ّجهه عضد الدولة سفيرا عنه إلى ملك ال روم ،فج َر ْت ل ه
في القسطنطينية مناظرات مع علماء النصرانية بين يدي م ِلكها .من كتبه ( :إعجاز القر آن) و(ال إنصاف) و(مناقب ال أئم ة) و(دق ائق الكلام) و(المل ل
والنحل) و(هداية المرشدين) و(الاستبصار) و(تمهيد الدلائل) و(البيان عن الفرق بين المعجزة والكرامة) و(كشف أسرار الباطني ة) و(التمهي د في ال رد
على الملحدة والمعطلة والخوارج والمعتزلة).
73هو عياض بن موسى بن عياض بن عمرون اليحصبي السبتي ،أبو الفضل ( 544 - 476هـ) ،ع الم المغ رب و إم ام أه ل الح ديث في
وقته ،كان من أعلم الناس بكلام العرب و أنسابهم و أيامهمَ ،و ِل َي قضا َء سبتة ،ومولده فيه ا ،ثم قض اء غرناط ة ،وت وفي بم راكش مس موما ،قي لَ :س َّمه
يهود ٌّي .من تصانيفه ( :الشفاء بتعريف حقوق المصطفى) و(الغنية) في ذكر مشيخته ،و(ترتيب المدارك وتقريب المسالك في معرف ة أعلام م ذهب
ال إمام مالك) و(شرح صحيح مسلم) و(مشارق ال أنوار) في الحديث ،و(ال إلم اع إلى معرف ة أص ول الرواي ة وتقيي د الس ماع) في مصطلح الح ديث،
وكتاب في (التاريخ) و(ال إعلام بحدود قواعد ال إسلام) و(شرح حديث أم زرع) جزء لطيف.
74ه و محم د بن يح يى بن س راقة الع امري ،أب و الحس ن (ت 410هـ) ،فقي ه فرض ي ،من أه ل البصرة .ص نف كتب ا في فق ه الش افعية
والفرائض ورجال الحديث .ووقف ابن الصلاح على (كت اب ال أع داد) ل ه ،ونق ل عن ه فوائ د .ك ان حي ا س نة 400هـ ق ال الس بكي :و أراه ت وفي في
حدود سنة ،410قلت :ور أي ُت له رسالة في ورقة واحدة ،في مجموع بالفاتيكان ( )A .1020سماها( :التفاحة في مقدمات المساحة).
أقول :و أ ّلف كتاب ًا في إعجاز القر آن ،ولم يصل إلينا .و إنما ذك ره ح اجي خليف ة في كش ف الظن ون بين كتب ال إعج از ،وذك ر الس يوطي
ر أيه في ال إعجاز في إتقانه.
23
75و إن من الصحابة من ورد عنه اليسير من التفسير ،منهم :أنس ،و أبوهريرة ،وابن عمر ،وابن العاص وغيرهم ( .منه)
76هو طا ُووس بن كيسان الخولان ّي الهمدان ّي ،ب الولاء ،أب و عب د ال رحمن ( 106 - 33هـ) ،من أك ابر الت ابعين تف ّق ًها في ال ِّدين ،ورواي ًة
للحديث ،وتق ُّش ًفا في العيش ،وجر أ ًة على وعظ الخلفاء والملوك .أصله من الفرس ،ومولده ومنش أه في اليمن .توفي حا ًّجا بالمزدلف ة أو بم نى ،وك ان
هشام بن عبد المل ك حا ّجا تل ك الس نة ،فصلى علي ه .وك ان ي أبى الق رب من المل وك وال أم راء ،ق ال ابن عيين ة :متج ِّنب وا الس لطا ِن ثلاث ة :أب و ذر،
وطاووس ،والثوري.
ه و قيس بن مسلم الام ام المحدث أبو عم رو الجدلي الك وفي (ت 120هـ) ،روى عن ط ارق بن ش هاب ،وعبد ال رحمن بن أبي 77
ليلى ،ومجاهد بن جبر ،وحدث عنه أيوب بن عائذ ،و أبو حنيفة ،ومسعر ،وشعبة ،و أبو العميس ،وسفيان الثوري و آخرون .وثقه أحمد وغيره ،ق ال أب و
داوود :ك ان مرجئ ا .وعن أحم د بن حنب ل ،عن ابن عيين ة ،ق ال :ك انوا يقول ون :م ا رف ع قيس بن مس لم ر أ َسه إلى الس ماء من ذ ك ذا وك ذا تعظي ًما
لله.قلت :توفي سنة عشرين ومئة( .سير أعلام النبلاء ،للذهبي)
78هو سالم بن المخ ارق مولى العب اس بن عب د المطلب ،ويع رف بعلي بن أبي طلح ة الهاش مي (ت 143هـ)،ك ان من كب ار الت ابعين،
عالما بالقر آن ومعاني ه و أحكام ه ،ق ال أحم د بن حنب ل" :ك ان في مصر ص حيفة واح دة من التفس ير ،ق د رواه ا علي بن أبي طلح ة ،من َر َحل من
طالبي التفسير لتحصيلها لا يع ّد كثيرا ".وقد اعتمد البخاري م ا نقل ه عن ابن عب اس على ه ذه النس خة الش ريفة ،و أخ ذ التفس ير عن مجاه د ،وعن
سعيد بن جبير .انظر( :طبقات المفسرين ،لل أدنروي)
24
وأوهى طرق ابن عباس :طري=ق= الكل==بي( 79المت==وفى140:هـ) عن أبي ص==الح( 80المت==وفى101:هـ)
عنه.
81
والضحاك (المتوفى105:هـ) عن ابن عباس منقطع .
ومن التابعين :أصحاب ابن مسعود ،منهم :علقمة (المت==وفى62=:هـ) ،واألس==ود= (المت==وفى75:هـ) ،
84
وعبيدة (المتوفى72:هـ) ،وعمرو بن شرحبيل=( 82المتوفى63:هـ) ،والح==ارث بن قيس ،83وربي =ع= بن ُخ َش =يم
86 85
وز ّر بن (المتوفى61:هـ) ،وعمرو بن ميمون (المتوفى64:هـ) ،وأب=و عب=د ال=رحمن (المت=وفى71:هـ) ِ ،
حبيش (المتوفى82:هـ) ،وعبيد بن نضلة ، 87وإبراهيم= النخعي( 88المتوفى95:هـ) .
79هو محمد بن السائب بن بشر بن عمرو ابن الحارث الكلبي ،أب و النض ر(ت 146هـ) ،نس ابة ،راوي ة ،ع الم بالتفس ير وال أخب ار و أي ام
العرب .من أهل الكوفة ،مولده ووفاته فيها .وهو من (كلب بن وبرة) من قضاعة .قال ابن النديم :حكي أن س ليمان بن علي العباس ي والي البصرة
اس تقدمه إليه ا ،و أجلس ه في داره ،فجع ل يملي على الن اس تفس ير آي ات من الق ر آن ،ح تى بل غ إلى آي ة في (س ورة ب راءة) فف ّسرها على خلاف
المعروف ،فقالوا :لا نكتب هذا التفسير ،فقال محمد :والله لا أمليت حرفا حتى يكتب تفسير هذه ال آية على ما أنزل الله ،ف ُرفع ذلك إلى س ليمان
بن علي ،فقال :اكتبوا ما يقول ،ودعوا ما سوى ذلك .وشهد وقعة دير الجماجم مع ابن ال أشعث .وصنف كتاب ا في (تفس ير الق ر آن) ،وه و ض عيف
الحديث ،قال النسائي :حدث عنه ثقات من الناس ،ورضوه في التفسير ،و أما في الحديث ففيه مناكير .وقيل :كان سبئيا ،من أصحاب (عب د الل ه
بن س ب أ) ا ّلذي ك ان يق ول " :إن علي بن أبي ط الب لم يمت ،وس يرجع ،ويمل أ ال دنيا ع دلا كم ا ملئت ج ورا" .وه و أب و (هش ام) ص احب كت اب
(الاصنام) .أقول :والتاريخ الذي ذكره المصنف في وفاته ،لا يوافقه كتب التراجم ،والله أعلم بحقيقة الحال.
80ه و أب و ص الح ب اذام ،ويق ال :ب اذان ،ح دث عن مولات ه أم ه انئ ،و أخيه ا علي ،و أبي هري رة ،وابن عب اس .وح دث عن ه أب و قلاب ة،
وال أعمش ،والسدي ،ومحمد بن السائب الكلبي ،ومحمد بن سوقة ،ومال ك بن مغ ول ،وس فيان الث وري ،وعم ار بن محم د .ق ال يح يى بن معين:
ليس به ب أس ،و إذا حدث عنه الكلبي فليس بشئ .وقال يحيى القطان :لم أر أحدا من أصحابنا تركه .وقال ابن عدي :عام ة م ا يروي ه تفس ير ،ق ل
ما له من المسند .وقال النسائي :ليس بثقة ،كذا عندي ،وصوابه بقوي ،فك أنها تصحفت ،ف إن النس ائي لا يق ول :ليس بثق ة في رج ل مخ رج في
كتابه ،وهذا الرجل من طبقة السمان ،لكنه عاش بعده نحوا من عشرين سنة( .انظر( :سير أعلام النبلاء)
81هو الضحاك بن م زاحم البلخي الخراس اني ،أب و القاس م (ت 105هـ) مفس ر ،ك ان ي ؤدب ال أطف ال .ويق ال :ك ان في مدرس ته ثلاث ة
آلاف ص بي ،ق ال ال ذهبي" :ك ان يط وف عليهم على حم ار" .وذك ره ابن ح بيب تحت عن وان ( أش راف المعلمين وفقه اؤهم) ،ل ه كت اب في
(التفسير) ،توفي بخراسان.
82هو عمرو بن شرحبيل الهم داني أب و ميس رة الك وفي (ت 63هـ) ،ه و مح دث من الطبق ة ال أولى من الت ابعين ،فق د ح دث عن عم ر
وعلي وابن مسعود وغيرهم ،وكان إمام مسجد بني وادع ة من العب اد ال أولي اء .روى أب و معاوي ة عن ال أعمش عن ش قيق ق ال" :م ا ر أيت هم دانيا ق ط
أحب إل ّي أن أكون في مسلاخه من عمرو بن شرحبيل" .وروى عاصم عن أبي وائل ق ال" :م ا اش تملت همداني ة على مث ل أبي ميس رة" .قي ل :ولا
مسروق؟ قال :ولا مسروق .قال ابن سعد :قالوا :مات في ولاية عبيد الله بن زياد.
83هو الحارث بن قيس الجعفي الكوفي العابد الفقيه ،ق ديم الوف اة ،ص حب عل ّيا ،وابن مس عود ،وق ّلم ا روى .روى عن ه خيثم ة بن عب د
الرحمن قوله :إذا كنت في الصلاة ،فقال لك الشيطان :إنك ترائي ،فزدها طولا .وحكى عنه يحيى بن هانئ ،و أبو داود ال أعمى ،وكان كبير القدر،
ذا عبادة وت أله .يذكر مع علقمة ،والاسود .توفي زمن معاوية ،وصلى عليه أبو موسى ال أشعري – رضي الله عنه ( . -سير أعلام النبلاء)
25
84هو الربيع بن خثيم (وقيل :خشيم) أبو عبد الله ،وقيل أبو يزيد ،الكوفي الثوري ،من ث ور بن عب د من اة بن أد بن طابخ ة بن الي اس بن
مضر (ت61هـ) ،روى عن عمرو بن ميمون ،وعبد الرحمن بن أبي ليلى ،و أبي عب د ال رحمن عب د الل ه بن مس عود اله ذلي ،وش هد ص فين م ع علي
-رضي الله عنه .-روى أبو عبيدة عن أبيه عبد الله بن مسعود :أنه قال لربي ع بن خ ثيم" :ي ا أب ا يزي د ،ل و ر آك رس ول الل ه -ص لى الل ه علي ه وس لم-
ل أح ّبك ،وما ر أي ُتك إلا ذكر ُت المخ ِب ِتين" .وعن علقمه بن مرشد قال :انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين :عامر بن عبد الل ه ،و أويس الق رني ،وه رم
بن حي ان ،والربي ع بن خ ثيم ،و أب و مس لم الخ ولاني ،وال أس ود بن يزي د ،ومس روق بن ال أج دع ،والحس ن بن أبي الحس ن ،ف ذكرهم .راج ع( :بغي ة
الطلب في تاريخ حلب ،لابن العديم)
85هو عمرو بن ميمون ال أودي المذحجي الكوفي ،ال إمام الحجة ،أبو عبد الله .أدرك الجاهلية ،و أسلم في ال أيام النبوية ،وقدم الشام م ع
معاذ بن جبل ،ثم سكن الكوفة .وحدث عن عمر ،وعلي ،وابن مسعود ،ومعاذ ،و أبي هريرة ،و أبي أيوب الانصاري ،وطائفة .ق ال أب و إس حاق :ح ّج
عمرو بن ميمون ستين مرة من بين حجة وعمرة .وفي رواية :مئة مرة .وعن إبراهيم ،قال :لما كبر عمرو بن ميم ون ،أوت د ل ه في الحائ ط ،فك ان إذا
سئم من القيام ،أمسك به ،أو يتعلق بحبل .وروى يونس بن أبي إسحاق عن أبيه :ك ان عم رو بن ميم ون إذا ُر ِئ َيُ ،ذ ِكر الل ه .ت وفى س نة 74هـ ،أو
75هـ ،أو 76هـ ،ثلاثة أقوال ،على ما نقله الذهبي ،وما ذكره المصنف من تاريخ وفاته ،غير متابع عليه.
86هو أبو عبد الرحمن السلمي ،مقرئ الكوفة ،ال إمام العلم ،عبد الله بن حبيب بن ربيعة الك وفي ،من أولاد الصحابة ،مول ده في حي اة
النبي صلى الله عليه وسلم .قر أ القر آن ،وج ّوده ،ومه ر في ه ،وع رض على عثم ان فيم ا بلغن ا ،وعلى علي ،وابن مس عود .وح دث عن عم ر ،وعثم ان،
وطائفة .قال أبو عمرو الداني :أخذ القراءة عرضا عن عثمان ،وعلي ،وزيد ،و أبي ،وابن مس عود .و أخ ذ عن ه الق ر آن :عاص م بن أبي النج ود ،ويح يى
بن وثاب ،وعط اء بن الس ائب ،وعب د الل ه بن عيس ى بن عب د ال رحمن بن أبي ليلى ،ومحم د بن أبي أي وب ،والش عبي ،و إس ماعيل بن أبي خال د،
وعرض عليه الحسن والحسين رضي الله عنهما .قال أب و إس حاق :ك ان أب و عب د ال رحمن الس لمي يق رئ الن اس في المس جد ال أعظم أربعين س نة
.وقال سعد بن عبيدة :أقر أ أبو عبد الرحمن في خلافة عثمان ،و إلى أن توفي في زمن الحجاج .وعن حماد بن زيد عن عطاء بن السائب ،أن أبا
عبد الرحمن قال :أخذنا القر آن عن قوم أخبرونا أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزوهن إلى العش ر ال أخ ر ح تى يعلم وا م ا فيهن ،فكن ا نتعلم
القر آن والعمل به ،وس َي ِر ُث القر آن بعدنا قوم يشربونه شرب الماء ،لا يجاوز ت راقيهم .يق ال :ت وفي س نة أرب ع وس بعين .وقي ل :م ات في إم رة بش ر بن
مروان على العراق .وقيل :مات سنة ثلاث وسبعين .وقيل :مات قبل س نة ثم انين .وقي ل :م ات في أوائ ل ولاي ة الحج اج على الع راق .وغل ط ابن
قانع حيث قال في وفاته :إنها سنة خمس ومائة .راجع( :سير أعلام النبلاء ،للذهبي)
87هو عبيد بن نضلة أبو معاوية الخزاعي الكوفي ،تابعي ثقة ،أخذ القراءة عرض ًا عن عبد الل ه بن مس عود ،وع رض أيض ًا على علقم ة بن
قيس ،روى القراءة عنه عرض ًا يحيى بن وثاب ،وحمران بن أعين ،وكان مقرىء أهل الكوفة في زمانه ،وقال عن ه الكس ائي :ك ان من خي ار أص حاب
26
عبد الله ،وجاء عن أبي بكر بن عياش قال :قال لي عاصم :الا تقر أ عل ّي كما قر أ يحيى على عبي د بن نض لة ك ل ي وم آي ة .ق ال محم د بن س عد:
توفي عبيد زمن بشر بن مروان .قلت :وثقه ابن حيان ،وخرج له مسلم ،ومات في حدود سنة خمس وسبعين( .غاية النهاية في طبقات القراء ،لابن
الجزري)
88ه و إب راهيم بن يزي د بن قيس بن ال أس ود ،أب وعمران النخعي ،من م ذحج ( 96 - 46هـ) ،من أك ابر الت ابعين ص لاحا وص دق رواي ة
وحفظا للحديث .من أهل الكوفة .مات مختفيا من الحجاج .قال فيه الصلاح الصفدي :فقي ه الع راق ،ك ان إمام ا مجته دا ل ه م ذهب .ولم ا بل غ
الشعب ّي موته قال :والله ما ترك بعده مثله.
89هو عطاء بن مسلم بن ميسرة الخراساني ،نزيل بيت المقدس ( 135 - 50هـ) ،مفسر ،كان يغ زو ،ويك ثر من الته ّجد في اللي ل .من
تصنيفه( :التفسير) و(الناسخ والمنسوخ).
90هو محم د بن كعب بن س ليم الق رظي ،وق ال ابن س عد :محم د بن كعب بن حي ان بن س ليم ،ال إم ام العلام ة الصادق أب و حم زة،
وقيل :أبو عد الله القرظي المدني ،من حلف اء ال أوس ،وك ان أب وه كعب ،من س بي ب ني قريظ ة ،س كن الكوف ة ،ثم المدين ة ،وك ان من أوعي ة العلم.
قيلُ :و ِلد محمد بن كعب في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم ، -ولم يص ّح ذلك .وقال يعقوب بن شيبة :ولد محم د بن كعب في آخ ر خلاف ة
علي سنة أربعين ،ولم يسمع من العباس .قال أبو معشر وجماعة :توفي سنة ثم ان ومئ ة .وق ال الواق دي وخليف ة والفلاس وجماع ة :م ات س نة س بع
عشرة .قال الواقدي وجماعة :وهو ابن ثمان وسبعين سنة .وقال محمد بن عبد الله بن نمير :س نة تس ع عش رة ،وق ال ابن الم ديني وابن معين وابن
سعد :سنة عشرين ومئة .و أخط أ من قال :سنة تسع وعشرين .راجع( :سير أعلام النبلاء ،للذهبي)
91هو أبو العالية رفيع بن مهران الرياحي البصري .أدرك و أسلم بعد الوفاة بسنتين .قال أب و بك ر بن أبي إدريس :ليس أح د بع د الصحابة
أعلم بالقر آن من أبي العالية ،وبعده سعيد بن جبير ،وبعده السدي ،وبعده سفيان الثوري .مات في شوال سنة اثنتين وتسعين ،وقيل :ثلاث وتسعين،
وقيل :ست ومائة ،وقيل :إحدى عشرة ومائة( .طبقات الحفاظ ،للسيوطي)
92هو عطية بن سعد بن جنادة العوف ّي الجدلي القيسي الكوفي ،أبو الحسن (ت 111هـ) ،من رجال الحديث.كان يع ّد من ش يعة أه ل
الكوف ة ،خ رج م ع ابن ال أش عث ،فكتب الحج اج إلى محم د بن القاس م الثقفيُ :اد ُع عطي َة ،ف إن س ّب عل َّي بن أبي ط الب ،و إلا فاض ر ْبه 400
سو ٍط ،واحل ْق ر أ َسه ولحيته ،فدعاه و أق ر أه كت ا َب الحج اج ،ف أبى أن يفع ل ،فض ربه ابن القاس م ال أس واط ،وحل ق ر أس ه ولحيت ه ،ثم لج أ إلى ف ارس،
واستقر بخراسان بقية أيام الحجاج ،فلما ولي العراق عمر بن هبيرة أذن له في القدوم ،فعاد إلى الكوفة ،وتوفي بها.
93هو قتادة بن دعامة بن قتادة بن عزيز ،أبو الخطاب السدوسي البصري ( 118 - 61هـ) ،مفسر حافظ ضرير أكمه .قال ال إمام أحم د
ابن حنبل :قتادة أحفظ أهل البصرة .وكان مع علمه بالحديث ،ر أسا في العربية ،ومفردات اللغة ،و أيام العرب والنسب .وكان يرى القدر ،وقد ي د ّلس
27
ولما قصرت األعمار ،وتقاعدت الهمم أرغب أن أشير إلى خمسة كتب فيها الكفاية والغني==ة :األول :
تفسير الحافظ عماد الدين بن كثير الشافعي( 108المتوفى774:هـ) ؛ فإنه منخ==ول عن تفس==ير ابن جري==ر وغ==يره
رواية ودراية .
109
والثاني ( :تفسير مفاتيح الغيب) ،وهو التفسير الكبير للفخر الرازي الش==افعي (المت==وفى606:هـ) ،
ير مشكال من مشكالت القرآن إال وقد تنبّه له ،وقد= ذكر كثيرا من لطائف القرآن وعلومه . فإنه لم َ
110
والث=الث ( :روح المع==اني) لمف==تي بغ==داد الس=يد محم=ود= اآللوس=ي الحنفي المج=دِّدي (المت==وفى127:
0هـ) ،فإن مزاياه تجذب القلوب .
والرابع :تفسير الشيخ أبي السعود الحنفي المفتي( 111المتوفى951:هـ) ،قد اعتنى بشرح غرض نظم
التنزيل في تعبير= رائق وتصوير= فائق ،وهو يغني في كثير من المزايا عن (الكشاف) .
والخامس ( :التفسير المظهري) للقاضي ثناء هللا الحنفي المجدِّدي( 112المتوفى1255:هـ) ،فإنه كت==اب
عظيم القدر ،وج ّم الفائدة ،جمع فيه أقوال القدماء من المفسرين ،والتأويالت= المطابقة للكتاب والسنّة م==ع ح = ّل
مفس=ر قلي= ُل
دقائق التص ّوف= ،وبيان مذاهب الفقهاء ومس=تدالتهم= ،فه==ذه التفاس==ير الخمس=ة مم==ا يك==اد يَقنَ= ُع به==ا ِّ
ص ِة .
الفر َ
ال أصمعي :لم نر احد َا قط أعلم بالشعر من شعبة .له كتاب (الغرائب) في الحديث.
99هو وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي ،أبو سفيان ( 197 - 129هـ) ،حافظ للحديث ،ثبت ،ك ان مح دث الع راق في عصره .ول د
بالكوفة ،و أبوه ناظر على بيت المال فيها ،وتفقه ،وحفظ الحديث ،واشتهر .و أراد الرشيد أن يوليه قضاء الكوفة ،فامتنع ورعا .وك ان يصوم ال دهر .ل ه
كتب ،منه ا( :تفس ير الق ر آن) و(الس نن) و(المعرف ة والت اريخ) و(الزه د) .ق ال ال إم ام ابن حنب ل :م ا ر أيت أح دا أوعى من ه ولا أحف ظ ،وكي ع إم ام
المسلمين .وقال ابن المديني :كان وكيع يلحن ،ولو ح ّدث ُت ب ألفاظه لكانت عجبا .و َأح َصى له البلخي هنات ،منه ا :أن ه وهم في "س وار بن داود"
فسماه "داود بن سوار" ،و أن أبا نعيم قال :خالفني وكيع في حديث سفيان في نحو من عش رين ،فرج ع في عامته ا إلى حفظي .ت وفي بفي د راجع ا
من الحج .والرؤاسي نسبة إلى رؤاس وهو بطن من قيس عيلان.
100هو يزيد بن هارون بن زاذان بن ثابت السلمي ب الولاء ،الواس طي ،أب و خال د( 206 - 118هـ) ،من حف اظ الح ديث الثق ات .ك ان
واسع العلم بالدين ،ذكيا ،كبير الش أن .أصله من بخارى ،ومولده ووفاته بواس طُ .ق ِّد َر من ك ان يحض ر مج ِل َسه بس بعين ألف ا .وك ان يق ول " :أحف ُظ
أربع َة وعشرين ألف حديث ب إسنادها ولا فخر" .و أشار البلخي إلى أن له "كت اب " في ه أحاديث ه ،ر آه "عب د ال رحمن بن مه دي" ،ووج د في ه غلط ا،
فقال :عا َفى الل ُه أبا خالد! و ُك َّف بص ُره في كبره .قال الم أمون :لولا مكان يزيد بن هارون ل أظهرت أن القر آن مخل وق ،فقي ل :ومن يزي د ح تى ُي َّت َقى؟
قال :أخاف إن أظهر ُته فير ّد عل ّي ،فيختلف الناس ،وتكون فتنة ( .أقول :اتفق أصحاب التواريخ على أنه توفي سنة 206هـ ،ولم أج د منهم من يواف ق
المصنف فيما ذكره من تاريخ وفاته ،والله أعلم).
101هو عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري ،مولاهم ،أبو بكر الصنعاني ( 211 - 126هـ) ،من حف اظ الح ديث الثق ات ،من أه ل
صنعاء .كان يحفظ نحوا من سبعة عشر ألف حديث .له( :الجامع الكبير) في الحديث ،قال الذهبي :وهو خزانة علم ،وكتاب في (تفسير الق ر آن)
و(المصنف في الحديث) ،ويقال له الجامع الكبير ،ح ّققه حبيب ال رحمن ال أعظمي الباكس تاني المعاص ر ،ونش ره المجلس العلمي الباكس تاني في
11جزءا.
102هو آدم بن أبي إياس عبد الرحمن بن محمد الخراساني المروزي ،أب و الحس ن العس قلاني .أص له من خراس ان ،ونش أ ببغ داد ،وبه ا
طلب الح ديث ،وكتب عن ش يوخها ،ورح ل إلى الكوف ة والبصرة والحج از ومصر والش ام ،ولقي الش يو َخ ،واس توطن عس قلا َن إلى أن م ات به ا في
جم ادى ال آخ رة س نة عش رين وم ائتين عن ثم ان وثم انين .روى عن إس رائيل بن ي ونس ،و إس ماعيل بن عي اش ،وحم اد بن س لمة ،وش عبة .وص نف
التفسير وغيره( .طبقات الحفاظ ،للسيوطي) ( أقول :اتفق المؤرخون على أنه مات سنة 220هـ خلافا لما أ ّرخه المصنف ،فليح َّرر).
103هو إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظل ّي التميمي المروزي ،أبو يعقوب ابن راهويه ( 238 - 161هـ) ،عالم خراسان في عصره .من
س ّكان م رو (قاع دة خراس ان) ،وه و أح د كب ار الحف اظ .ط اف البلاد لجم ع الح ديث ،و أخ ذ عن ه ال إم ام أحم د ابن حنب ل ،والبخ اري ،ومس لم،
29
ومن حاو َل االطال َع على العلوم الجديدة والفنون الحديثة على أسلوب جديد فعلي==ه بـ (ج==واهر الق==رآن)
للطنطاوي= ، 113و(تفسير) السيد رشيد رضا"( 114المتوفى1354:هـ) مدير المن==ار ،غ==ير أن==ه يجب التنب==ه على
فوهما= .
ص ِأمور حا َد قل ُمهما= ،وكبا زَندُهما ،لكن ال يمنع عن االنتفاع ب َ
ّ َ 115
ومن أراد اإلقناع بأق ّل منها فعليه بـ(غرائب القرآن) للنيسابوري= (المت==وفى143:هـ) ؛ ألن==ه لخ َ
ص
وبـ(مدارك التنزيل) للشيخ حافظ= الدين النسفي الحنفي( 116المتوفى710:هـ) ،فإنه كت==اب
ِ تفسي َر فخر الرازي ،
َوسطٌ جا ِمع ،أو بـ(أسرار= التنزيل) للبيضاوي= (المتوفى641:هـ) مع (تفسير أبي السعود) .
117
والترمذي ،والنسائي ،وغيرهم .وقيل في سبب تلقيبه (ابن راهويه) أن أباه ُو ِلد في طري ق مك ة ،فق ال أه ل م رو :راهوي ه! أيُ :و ِل َد في الطري ق .وك ان
إسحاق ثقة في الحديث ،قال الدرامي :سا َد إسحا ُق أه َل المشرق والمغ ر ِب بصدقه .وق ال في ه الخطيب البغ دادي :اجتم ع ل ه الح ديث ،والفق ه،
والحفظ ،والصدق ،والورع ،والزهد ،ورحل إلى العراق والحجاز والشام واليمن .وله تصانيف ،منها( :المسند) ،استوطن نيسابور ،وتوفي بها.
104هو يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الديلم ّي ،مولى بني أسد ( أو بني منقر) أبوزكرياء ،المعروف بالفراء ( 207 - 144هـ) ،إم ام
الكوف يين ،و أعلمهم ب النحو واللغ ة وفن ون ال أدب .ك ان يق ال :الف ّراء أم ير المؤم نين في النح و .ومن كلام ثعلب :ل ولا الف راء م ا ك انت اللغ ةُ .و ِلد
بالكوفة ،وانتقل إلى بغداد ،وعهد إليه الم أمون بتربية اب َنيه ،فكان أكثر مقامه بها ،ف إذا جاء آ ِخر السنة انصرف إلى الكوفة ،ف أقام أربعين يوم ا في أهل ه
يو ِّزع عليهم ما جمعه ويب ّرهم .وتوفي في طريق مكة .وكان مع تق ّدمه في اللغ ة فقيه ا متك ّلم ا ،عالم ا ب أي ام الع رب و أخباره ا ،عارف ا ب النجوم والط ّب،
يميل إلى الاعتزال .من كتبه( :المقصور والممدود) و(المعاني) ويسمى (مع اني الق ر آن) أملاه في مج الس عام ة ك ان في جمل ة من يحض رها نح و
ثمانين قاضيا ،و(المذكر والمؤنث) وكتاب (اللغات) و(الفاخر) في ال أمثال ،و(ما تلحن فيه العامة) و( آل ة الكت اب) و(ال أي ام واللي الي) و(البهي) ألف ه
لعبد الله بن طاهر ،و(اختلاف أهل الكوفة والبصرة والش ام في المصاحف) و(الجم ع والتثني ة في الق ر آن) و(الح دود) ألف ه ب أمر الم أمون ،و(مش كل
اللغة) .وكان يتفلسف في تصانيفه .واشتهر بالف ّراء ،ولم يعمل في صناعة ال ِف َراء ،فقيل :ل أنه كان َيف ِري الكلا َم .ولما م ات ُو ِجد " كت اب س يبويه "
تحت ر أ ِسه ،فقيل :إنه كان يتت ّبع خط أه ،ويتع ّمد مخالفته .و ُعرف أبوه "زياد" بال أقطع ،ل أن يده قطعت في معركة "فخ" سنة ،169وقد شهدها م ع
الحسين بن علي بن الحسن ،في خلافة موسى الهادي.
105هو محمد بن إسحاق بن محمد بن إسحاق ،أبو الفرج بن أبي يعقوب النديم (ت 438هـ) ،ص احب كت اب (الفهرس ت) من أق دم
كتب التراجم ومن أفضلها .وهو بغداديُ ،يظ ُّن أنه كان َو ّراقا يبيع الكتب .وكان معتزليا متش ِّيعا ،يد ّل كتابه على ذلك ،ف إن ه كم ا يق ول ابن حج ر،
يسمي أه َل السنة (الحشوية) ،ويسمي ال أشاعرة (المجبرة) ،ويسمي كل من لم يكن شيعيا (عاميا) .وقد ذكر في مقدمة كتابه ( :أنه صنف في سنة
،)377وورد في موضع منه أنه (كتب سنة .)412وقال أبو طاهر الكرخي :مات في شعبان سنة ثمان وثلاثين (يعني و أربعمائ ة) ،ويس تفاد من ه ذه
الروايات أنه أ ّلف (الفهرست) في شبابه ،وعاود النظر فيه في كهولته ،وعاش قراب تسعين سنة .وله كتاب آخر سماه (التشبيهات).
106هو محمد بن جرير بن يزيد الطبري ،أبو جعفر ( 310 - 224هـ) ،المؤرخ المفسر ،ال إمامُ .و ِلد في آمل طبرستان ،واستوطن بغدا َد،
وتوفي بها .وعرض عليه القضا َء فامتنع ،والمظال َم ف َأ َبى .له ( :أخبار الرسل والملوك) يعرف بت اريخ الط بري ،في 11ج زءا ،و(ج امع البي ان في تفس ير
القر آن) يعرف بتفسير الطبري ،في 30جزءا ،و(اختلاف الفقهاء) و(المسترشد) في علوم الدين ،و(جزء في الاعتقاد) و(الق راءات) وغ ير ذل ك .وه و
من ثقات المؤ ِّرخين ،قال ابن ال أثير :أبو جعفر أوثق من نقل التاريخ ،وفي تفسيره ما يدل على علم غزير وتحقيق .وكان مجتهدا في أحك ام ال ِّدين،
لا يق ِّلد أحدا ،بل ق َّلده بع ُض الناس ،وعملوا ب أقواله و آرائه .وكان أسمر ،أعين ،نحيف الجسم ،فصيحا.
30
أ ّما من الفارسية :فـ(تفسير الحسيني) للواعظ الكاشفي( 118المتوفى910:هـ) .ومن األردي==ة ( :تفس==ي ُر
َحقَّانِ ّي) للشيخ عبد الحق الدهلوي=( 119المتوفى1318:هـ) ،و(بيان القرآن) للش==يخ الته==انوي=( 120المت==وفى136:
2هـ) .
ومن المختصرات ( :فتح الرحمن) أعني ترجم==ة الق==رآن بالفارس==ية للش==يخ اإلم==ام ولي هللا (المت==وفى=:
1176هـ) ،و(موضح الفرقان) أي :ترجمة القرآن باألردوية للشيخ محمود الحسن الديوبن==دي=( 121المت==وفى1:
338هـ) مع التعليقات المفيدة للشيخ شبير أحمد العثماني=( 122المتوفى1369:هـ) ،وأص==لهما= (موض==ح الق==رآن)
للشاه عبد القادر المح ّدث( 123المتوفى1342:هـ) مع زيادات أنيقة حسنة ،وتعبيرات= بديعة ،وهللا الموفّق= .
107هو محمود بن عمر بن محمد بن أحمد الخ وارزمي الزمخش ر ّي ،ج ار الل ه ،أب و القاس م ( 538 - 467هـ) ،من أئم ة العلم بال دين
والتفسير واللغة وال آدابُ .و ِلد في زمخشر (من قرى خ وارزم) ،وس افر إلى مك ة ،فج اور به ا زمن ا ،فلقب بج ار الل ه .وتنق ل في البل دان ،ثم ع اد إلى
الجرجانية (من قرى خوارزم) ،فتوفي فيها .أشهر كتبه( :الكشاف) في تفسير القر آن ،و( أساس البلاغة) و(المفصل) و(المقامات) و(الجبال وال أمكن ة
والمي اه) و(المقدم ة) معجم ع ربي فارس ي ،مجل دان ،و(مقدم ة ال أدب) في اللغ ة ،و(الف ائق) في غ ريب الح ديث ،و(المستقصى) في ال أمث ال،
مجل دان ،و(رؤوس المس ائل) و(نواب غ الكلم) رس الة ،و(ربي ع ال أب رار) و(المنتقى من ش رح ش عر المتن بي ،للواح دي) و(القس طاس) في الع روض،
و(نكت ال أعراب في غريب ال إعراب) رسالة ،و(ال أنموذج) اقتض به من المفصل ،و( أط واق ال ذهب) و( أعجب العجب في ش رح لامي ة الع رب) ول ه
(ديوان شعر) .وكان معتزلي المذهب ،مجاهرا ،شديد ال إنكار على المتص ِّوفة ،أكثر من التشنيع عليهم في الكشاف وغيره.
108هو إسماعيل بن عمر بن كثير بن ض ّو بن درع القرشي البصروي ،ثم الدمشق ّي ،أبو الفداء ،عماد الدين ( 774 - 701هـ) ،حاف ظ
مؤرخ فقيه .ولد في قرية من أعمال ُبص َرى الشام ،وانتقل مع أخ له إلى دمشق سنة 706هـ ،ورح ل في طلب العلم ،وت وفي بدمش ق .تناق ل الن اس
تصاني َفه في حياته .من كتبه( :البداية والنهاية) 14مجلدا في التاريخ على نسق الكامل لابن ال أث ير ،انتهى في ه إلى ح وداث س نة 767هـ ،و(ش رح
صحيح البخاري) لم يكمله ،و(طبقات الفقهاء الشافعيين) و(تفسير القر آن الكريم) عشرة أجزاء ،و(الاجته اد في طلب الجه اد) و(ج امع المس انيد)
في ثم اني مجل دات ،و(اختصار عل وم الح ديث) رس الة في المصطلح ،ش رحها أحم د محم د ش اكر ،بكت اب (الب اعث الح ثيث إلى معرف ة عل وم
الحديث) و(اختصار السيرة النبو ّية) طبع باس م (الفصول في اختصار س يرة الرس ول) و(رس الة في الجه اد) و (التكمي ل في معرف ة الثق ات والض عفاء
والمجاهيل) خمس مجلدات في رجال الحديث.
109هو محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي البكري ،أب و عب د الل ه ،فخ ر ال دين ال راز ّي ( 606 - 544هـ) ،ال إم ام المفس ر،
أوحد زمانه في المعقول والمنقول ،وعلوم ال أوائل ،وهو قرشي النس ب .أص له من طبرس تان ،ومول ده في ال ري ،و إليه ا نس بته ،ويق ال ل ه (ابن خطيب
الر ّي) رحل إلى خوارزم ،وما وراء النهر ،وخراسان ،وتوفي في هراة .أقبل الناس على كتبه في حياته يتدارسونها .وكان يحسن الفارسية .من تصانيفه:
(مفاتيح الغيب) ثماني مجلدات في تفسير القر آن الكريم ،و(لوامع البينات في شرح أسماء الله تعالى والصفات) و(مع الم أص ول ال دين) و(محصل
أفكار المتق دمين والمت أخرين من العلم اء والحكم اء والمتكلمين ) و(المس ائل الخمس ون في أص ول الكلام) و(ال آي ات البين ات) و(عصمة ال أنبي اء)
و(ال إعراب) و( أسرار التنزيل) في التوحيد ،و(المباحث المشرقية) و( أنم وذج العل وم) و( أس اس التق ديس) رس الة في التوحي د ،و(المط الب العالي ة) في
علم الكلام ،و(المحصول في علم ال أصول) و(نهاية ال إيجاز في دراية ال إعجاز) بلاغة ،و(الس ّر المكت وم في مخاطب ة النج وم) و(ال أربع ون في أص ول
الدين) و(نهاية العقول في دراية ال أص ول) في أص ول ال دين و(القض اء والق در) و(الخل ق والبعث) و(الفراس ة) و(البي ان والبره ان) و(ته ذيب ال دلائل)
و(الملخص) في الحكم ة ،و(النفس) رس الة ،و(النب وات) رس الة ،و(كت اب الهندس ة) و(ش رح قس م ال إلهي ات من ال إش ارات لابن س ينا) و(لب اب
31
ال إشارات) تهذيبه ،و(شرح سقط الزند للمع ّري) و(مناقب ال إمام الشافع ّي) و(شرح أسماء الله الحسنى) و(تعج يز الفلاس فة) بالفارس ية ،وغ ير ذل ك.
وله شعر بالعربية والفارسية ،وكان واعظا بارع ًا با ّللغتين.
110هو محمود بن عبد الله الحسيني ال آلوسي ،شهاب الدين ،أبو الثناء ( 1270 - 1217هـ) ،مفسر ،محدث ،أديب ،من المج ّددين،
من أهل بغداد ،مولده ووفاته فيها .كان سلفي الاعتقاد ،مجتهدا .تق ّلد ال إفتاء ببلده سنة 1248هـ ،وعزل ،ف انقطع للعلم .ثم س افر (س نة 1262هـ
إلى الموصل ،فال آستانة ،وم َّر بماردين وسيواس ،فغاب 21شهرا ،و أكرمه السلطان عبد المجيد .وعاد إلى بغداد ،يد ِّون رحلاته ،ويكمل م ا ك ان ق د
بد أ به من مصنفاته ،فاستم ّر الى أن توفي .من كتبه( :روح المعاني) في التفسير ،تسع مجلدات كبيرة ،و(نشوة الش مول في الس فر إلى إس لامبول)
رحلته إلى ال آستانة ،و(نشوة المدام في العود إلى دار السلام) و(غرائب الاغتراب) ضمنه تراجم الذين لقيهم ،و أبحاثا ومناظرات ،و (دق ائق التفس ير)
و(الخريدة الغيبية) شرح به قصيدة لعب د الب اقي الموص لي ،و(كش ف الط رة عن الغ رة) ش رح ب ه "د ّرة الغ واص" للحري ري ،و(مقام ات) في التصوف
وال أخلاق ،عارض بها مقامات الزمخشر ّي ،و(ال أجوب ة العراقي ة عن ال أس ئلة ال إيراني ة) و(حاش ية على ش رح القط ر) في النح و ،و(الرس الة اللاهوري ة).
ونسبة ال أسرة ال آلوسية إلى جزيرة ( آلوس) في وسط نهر الف رات ،على خمس مراح ل من بغ داد .ف ّر إليه ا ج ُّد ه ذه ال أس ر ِة من وج ه هولاك و الت تري
عندما دهم بغداد ،فنسب إليها .ولصاحب الترجمة شعر لا ب أس به ،و إبداع في ال إنشاء .وقد أ ِّلفت في ترجمته رسائل مفصلة.
111هو محمد بن محمد بن مصطفى العمادي ،المولى أبو السعود ( 982 - 898هـ) ،مفسر شاعر ،من علماء الترك المس تعربين .ول د
بقرب القسطنطينية ،ود َرس ،ود ّرس في بلاد متعددة ،وتقلد القضاء في بروسة ،فالقسطنطينية ،فالروم إيلي .و أضيف إليه ال إفتاء س نة 952هـ ،وك ان
حاضر الذهن ،سريع البديه ة ،كتب الج واب م رارا في ي وم واح د على أل ف رقع ة باللغ ات العربي ة والفارس ية والتركي ة ،تبع ا لم ا يكتب ه الس ائل .وه و
صاحب التفسير المعروف باسمه ،وقد سماه ( :إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم) ومن كتبه( :تحفة الطلاب) في المناظرة ،و(رس الة في
المسح على الخفين) و(رسالة في مسائل الوقوف) و أخرى في (تسجيل ال أوقاف) و(قصة هاروت وماروت) ،وشعره ج ّيد ،خلص كثير من ه من ركاكة
العجمة .وكان مهيبا حظيا عند السلطان ،يؤخذ عليه الميل الزائد إلى أرباب الرئاس ة وم داهنتهم .وه و م دفون في ج وار مرق د أبي أي وب ال أنصاري.
( أقول :اتفق المؤرخون على أنه توفي 982هـ ،وش ّذ العيدروسي "صاحب كتاب النور السافر" عن بقية المؤرخين في تحديد ت اريخ وفات ه ،وجعل ه من
وفيات سنة 952هـ ،فقول المصنف قريب من قوله ،و أبعد من الص ّحة ،والله أعلم)
112هو الشيخ ال إمام العالم الكبير العلامة المحدث ،ثن اء الل ه العثم اني ،الب اني ب تي ،أح د العلم اء الراس خين في العلم ،ك ان من ذري ة
الشيخ جلال الدين العثماني ،يرجع نسبه إليه ب اثنتي عش رة واس طة ،وينتهي إلى عثم ان بن عف ان -رض ي الل ه عن ه ُ ،-و ِلد ونش أ ببل دة ب اني بت،
وحفظ القر آن ،وقر أ العربية أيام ًا على أساتذة بلدته ،ثم دخل دهلي ،وتفق ه على الش يخ ولي الل ه بن عب د ال رحيم العم ري ال دهلوي ،و أخ ذ الح ديث
عنه ،وقر أ فاتحة الفراغ ،وله ثماني عشرة سنة ،ثم لا َزم الشيخ محمد عابد السنامي ،و أخذ عنه الطريق ة ،وبل غ في ص حبته إلى فن اء القلب ،ثم لا َزم
32
من الصحابة وأمكن الجمع فذاك ،و إاّل فإن كان فيهم ابن عباس قُدِّم ؛ ألن النبي - s -ق==ال في==ه " :اللهم علِّ ْم==ه
التأويل" ، 125وقال " :نِ ْع َم تَر ُجمانُ القرآن" ، 126وإال فيجتهد= ،وكذا إذا لم يص ّح سنده .
والثالث :ما لم يَ ِرد فيه نق ٌل ،وهو قليل .وطريق التوص==ل إلى فهم==ه النظ= ُر إلى مف==ردات األلف==اظ من
لغة العرب ،وفكرة أهل العلم ؛ ليستدلّوا= بما ورد بيانُه على بيانِه على ما لم يَ ِرد ،وذلك لمن كان جامعا للعلوم
ال==تي يحت==اج إلي==ه المش==تغلون في التفس==ير والتأوي==ل ،وهي خمس==ة عش==ر علم==ا :اللغ==ة ،والنح==و ،والص==رف
واالشتقاق ،والمعاني ،والبي=ان ،والب=ديع ،والق=راءة ،وأص=ول ال=دين ،وأص=ول الفق=ه ،وأس=باب ال=نزول ،
وعل ُم المو ِهبَ= ِة ،وه==و
=ل والمبهَ ِم ِ ، ُ
واألحاديث المبيِّنة لتفس==ير المج َم= ِ والقصص ،والناسخ والمنسوخ ،والفقه ،
ُورثُه هللا تعالى لمن يشاء ،وذلك لمن ع ِم َل بما َعلِم ،وهو المشار إليه بقول سيدنا عل ّي -رضي هللا عنه - ِعل ٌم ي ِ
الشيخ جانجانان العلوي الدهلوي ،وبلغ إلى آخر مقامات الطريقة المجددية ،وكان الشيخ المذكور يح ّبه حب ًا مفرط ًا ،ول ّقب ه ب َع َلم ال ُهدى ،ويق ول :إن
مهابته تغشى قلبي ؛ لصلاحه وتقواه وديانته ،و إنه مر ّوج للشريعة ،من ِّور للطريقة ،متصف بالصفات الملكوتي ةُ ،تع ِّظم ه الملائك ة ،ويق ول :إذا س ألني
الله عن هدية أقدمها إلى جنابه ،قدم ُت ثنا َء الله ،انتهى ،ول َّقبه الشيخ عبد العزيز بن ولي الله ال دهلوي بـ"بيهقي ال وق ِت" نظ ر ًا إلى تبح ره في الفق ه
والحديث .قال الشيخ غلام علي العلوي الدهلوي في المقامات :إنه كان متف ِّرد ًا في أقرانه في التقوى والديانة ،وك ان ش ديد التع ّبد ،يصلي ك ل ي وم
مائة ركعة ،ويقر أ من القر آن الكريم حزب ًا من أحزابه السبعة مع اشتغاله بالذكر والمراقبة وتدريس الطلبة وتصنيف الكتب وفصل القض ايا ،وق ال الش يخ
المذكور في موضع آخر من ذلك الكتاب :إنه كان مع ص فاء ال ذهن وج وده القريح ة وق وة الفك ر وس لامة ال ذهن بل غ إلى رتب ة الاجته اد في الفق ه
وال أصول ،له كتاب مبسوط في الفقه ،التزم فيه بيان المس ألة مع م أخذها ودلائلها ،ومختارات ال أئمة ال أربعة في تلك المس ألة ،ول ه رس الة مف ردة في
أقوى المذاهب المسمى بـ"ال أخذ بال أقوى" ،وله تفسير الق ر آن في س بع مجل دات كب ار ،انتهى .وق ال الش يخ محس ن بن يح يى التره تي في الي انع
الجني :إنه كان فقيه ًا أص ولي ًا زاه د ًا مجته د ًا ،ل ه اختي ارات في الم ذهب ،ومصنفات عظيم ة في الفق ه والتفس ير والزه د ،وك ان ش يخه يفتخ ر ب ه،
انتهى .ومن مصنفاته المشهورة رحمه الله( :التفسير المظهري) في سبع مجلدات ،و(كتاب) مبسوط في مجل دين في الح ديث ،و(م ا لا ب د من ه)
في الفق ه الحنفي ،و(الس يف المس لول) في ال رد على الش يعة ،و( إرش اد الط البين) في الس لوك وت ذكرة الم وتى والقب ور وت ذكرة المع اد ،و(حقيق ة
ال إس لام) و(رس الة في حكم الغن اء) ،و(رس الة في حرم ة المتع ة) ،و(رس الة في العش ر والخ راج) ،ورس ائل أخ رى .م ات في غ رة رجب س نة خمس
وعشرين ومائتين و ألف (1225هـ) ببلدة باني بت .راجع( :نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر ،لعبد الحي الحسني)
113ه و طنط اوي بن ج وهري المصري (1358 – 1287هـ) ،فاض ل ،ل ه اش تغال بالتفس ير والعل وم الحديث ةُ .و ِلد في قري ة "ع وض الل ه
حجازي" من قرى (الشرقية) بمصر ،وتعلم في ال أزهر مدة ،ثم في المدرسة الحكومي ة .و ُع ِني بدراس ة ال إنكليزي ة ،وم ارس التعليم في بعض الم دارس
الابتدائية ،ثم في مدرسة دار العلوم ،و ألقى محاضرات في الجامعة المصرية ،ونا َصر الحرك ة الوطني ة ،فوض ع كتاب ا في (نهض ة ال أم ة وحياته ا) نش ره
تباعا في جريدة اللواء ،وانقطع للت أليف ،فصنف كتبا ،أشهرها( :الجواهر في تفسير القر آن الكريم) في 26ج زءا ،نح ا في ه منحى خاص ا ،ابتع د في
أكثره عن معنى التفسير ،و أعرق في سرد أقا ِصي َص وفنو ٍن عصرية و أساطير ،وجعل لسائر كت ِبه عناوي َن ِضخاما ،و أكثره ا رس ا ِئل ،منه ا( :ج واهر العل وم)
و(النظ ام وال إس لام) و(الت اج المرص ع) و(الزه رة) و(نظ ام الع الم وال أمم) و(ال أرواح) و( أين ال إنس ان) و( أص ل الع الم) و(جم ال الع الم) و(الحكم ة
والحكم اء) و(س وانح الج وهري) و(م يزان الج وهر) في عج ائب الك ون ،و(الفرائ د الجوهري ة في الط رق النحوي ة) و(بهج ة العل وم في الفلس فة العربي ة
وموازنتها بالعلوم العصرية) ،وتوفي بالقاهرة .
114هو محمد رش يد بن علي رض ا بن محم د ش مس ال دين بن محم د َبه اء ال دين بن منلا علي خليف ة القلم وني ،البغ دادي ال أص ل،
الحسيني النسب ( 1354 - 1282هـ) ،صاحب مجلة (المنار) ،و أحد رجال ال إصلاح ال إسلامي .من الك ّتاب ،العلماء بالحديث وال أدب والتاريخ
33
فرغت من تحرير= هذا الجزء المسمى بـ"التنوير في أصول التفسير" ليلة عيد األض==حى ُ قال المؤلف :
سنة 1368هـ ،وص==لى= هللا تع==الى على خ==ير خلق==ه س==يدنا محم==د وعلى آل=ه وص==حبه وس==لم ،والحم==د هلل رب
العالمين .
والتفسيرُ .و ِلد ونش أ في القلمون (من أعمال طرابلس الشام) ،وتعلم فيها وفي طرابلس .وتن َّسك ،ونظم الشعر في ص باه ،وكتب في بعض الصحف،
ثم رحل إلى مصر سنة 1315هـ ،فلازم الشي َخ محمد عبده ،وتتلمذ له ،وكان قد اتصل ب ه قب ل ذل ك في ب يروت ،ثم أص در مجل ة (المن ار) ِلب ِّث
آرا ِئه في ال إصلاح الديني والاجتماعي .و أصبح مرجع الفتيا في الت أليف بين الشريعة وال أوضاع العصرية الجديدة .ولما أعلن الدس تور العثم اني (س نة
1326هـ) زار بلا َد الشام ،واعترضه في دمشق وهو يخطب على منبر الجامع ال أموي أح ُد أعداء ال إصلاح ،فكانت فتنة ،عاد على أثرها إلى مصر.
و أنش أ مدرس ة (ال دعوة وال إرش اد) ،ثم قصد س ورية في أي ام المل ك فيصل بن الحس ين ،وان ُت ِخب رئيس ا للم ؤتمر الس وري ،وغادره ا على أث ر دخ ول
الفرنسيين إليها (سنة 1920م) ،ف أقام في وطنه الثاني (مصر) مدة .ثم رحل إلى الهند والحجاز و أوربا ،وع اد ،فاس تق ّر بمصر إلى أن ت وفي فج أة في
سيارة كان راجعا بها من السويس إلى القاهرة ،ودفن بالقاهرة .أشهر آثاره :مجلة (المنار) أصدر منها 34مجلدا ،و(تفس ير الق ر آن الك ريم) اثن ا عش ر
مجلدا منه ،ولم يكمله ،و(تاريخ ال أستاذ ال إمام الشيخ محمد عبده) ثلاثة مجلدات ،و(نداء للجنس اللطيف) و(الوحي المحمدي) و(يس ر ال إس لام
و أصول التشريع العام) و(الخلافة) و(الوهابيون والحجاز) و(محاورات المصلح والمقلد) و(ذكرى المولد النبوي) و(شبهات النصارى وحجج ال إس لام)
.
115هو الحسن بن محمد بن الحسين القمي النيسابور ّى ،نظام الدين ،ويقال له ال أعرج (ت بعد 850هـ) ،مفسر ،له اشتغال بالحكمة
والرياضيات .أصله من بدل ِة (قم) ،ومنش أه وسكنه في نيسابور .له كتب ،منها( :غرائب القر آن ورغائب الفرق ان) في ثلاث ة مجل دات ،يع رف بتفس ير
النيسابور ّى ،ألفه سنة 828هـ ،و( أقاف الق ر آن) و(ل ّب الت أوي ل) و(ش رح الش افية) في الصرف ،يع رف بش رح النظ ام ،و(تعب ير التحري ر) ش رح لتحري ر
المجسطي للطوسي ،و(توضيح التذكرة النصيرية) في الهيئة ( .أقول :التاريخ الذي ذكره المصنف في وفاته لا يص ّح ،ل أن ه من علم اء الق رن الث امن،
وبه قال جمهور المؤرخين ،والله أعلم).
116هو عبد الله بن أحمد بن محمود النسفي ،أبو البركات ،حافظ الدين (ت 710هـ) ،فقيه حنفي ،مفس ر ،من أه ل إي ذج (من ك ور
أصبهان) ،ووفاته فيها .نسبته إلى "نسف" ببلاد السند ،بين جيح ون وس مرقند .ل ه مصنفات جليل ة ،منه ا( :م دارك التنزي ل) ثلاث ة مجل دات ،في
تفسير القر آن ،و(ك نز ال دقائق) في الفق ه ،و(المن ار) في أص ول الفق ه و(كش ف ال أس رار) ش رح المن ار ،و(ال وافي) في الف روع ،و(الك افي) في ش رح
الوافي ،و(المصفى) في شرح منظومة أبي حفص النسفي في الخلاف ،و(عمدة العقائد).
117ه و عب د الل ه بن عم ر بن محم د بن علي الش يرازي ،أب و س عيد ،أو أب و الخ ير ،ناص ر ال دين البيض اوي ( 685هـ) ،ق اض ،مفس ر،
علامةُ .و ِلد في المدينة البيضاء (بفارس -قرب ش يراز) ،وولي قض ا َء ش يراز م ّدة ،وص رف عن القض اء ،فرح ل إلى ت بريز ،فت وفي فيه ا .من تصانيفه:
( أن وار التنزي ل و أس رار الت أوي ل) يع رف بتفس ير البيض اوي ،و(طوال ع ال أن وار) في التوحي د ،و(منه اج الوص ول إلى علم ال أص ول) و(لب اللب اب في علم
ال إعراب) و(نظام التواريخ) كتبه باللغة الفارسية ،و(رسالة) في موضوعات العلوم وتعاريفها ،و(الغاية القصوى في دراية الفتوى) في فقه الشافعية.
34
118قال في الكشف :هو تفسير حسين بن علي الكاشفي الواعظ المتوفى في حدود سنة (900هـ) تسعمائة ،وهو تفسير فارسي مت داول
في مجلد ،سماه( :ب المواهب العلي ة) كم ا ذك ره ول ُده في بعض كتب ه ،وترجم ُته بالتركي ة ل أبي الفض ل محم د بن إدريس البدليس ي المت وفى س نة (
982هـ) اثنتين وثمانين وتسعمائة .وله( :جواهر التفسير للزهراوين) ي أتي في (الجيم) .راجع( :كشف الظنون ،للتهانوي)
119ه و الش يخ الع الم الفقي ه عب د الح ق بن محم د م ير الحنفي ال دهلوي المفس ر المش هور ،أص له ك ان من َك َمتهل ه (بفتح الك اف
العجمي) قرية من أعمال أنباله من أرض بنجابُ .و ِلد بها في السابع والعشرين من رجب سنة سبع وستين ومائتين و أل ف (1267هـ) ،واش تغل أيام ًا
في بلاده ،ثم سافر إلى كانبور ،وقر أ بعض الكتب الدرسية على مولانا عبد الحق بن غلام رس ول الحس يني الك انبوري ،ومعظمه ا على مولان ا لط ف
الله بن أسد الله الكوئلي ،ثم سار إلى مراد آباد ،وقر أ بعض الكتب من الصحاح الستة على مولانا عالم علي النكين وي ،ثم س افر إلى دهلي ،و أخ ذ
عن شيخنا السيد نذير حسين الدهلوي المحدث ،وولي التدريس بدهلي في المدرسة الفتحبورية ،فدرس و أفاد بها زمان ًا ،وسكن بدهلي ،وت زوج به ا
وتد َّير ،ثم ترك المدرسة ،واشتغل بالتصنيف ،وج ّد في استحصال الوظيفة من حيدر آباد ،وظفر بها بدون شرط الخدمة ،فص ّنف الكتب ،وطار صيته
في بلاد الهند .وكان قو َّي المباحث ة ،ش ديد الرغب ة ،مليح البحث ،حل و الم ذاكرة ،م داعب ًا مزاح ًا َب ُشوش ًا طيب النفس ،اس تقدمته أعض اء المدرس ة
العالي ة بكلكت ه في آخ ر عم ره ،ورتب وا ل ه خمس مائة ربي ة ش هرية ،ول ّقبت ه الدول ة ال إنكليزي ة بش مس العلم اء .ومن مصنفاته( :التعلي ق الن امي على
الحسامي) في أصول الفقه ،و(عقائد ال إسلام) بال أردو في أص ول ال دين ،و(البره ان في عل وم الق ر آن) ب ال أردو ،و(فتح المن ان في تفس ير الق ر آن) في
مجلدات كبار بال أردو ،وهو معروف بالتفسير الحقاني .مات في الث اني عش ر من جم ادى ال أولى س نة خمس وثلاثين وثلاثمائ ة و أل ف (1335هـ).
راجع( :نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر ،لعبد الحي الحسني)
120ه و أش رف علي بن عب د الح ق الته انو ّي المع روف في ش به الق ارة الهندي ة بحكيم ال أمة ( 1362 - 1280هـ) ،أح د كب ار العلم اء
والمشايخ الديوبنديين ،والعلماء الفقهاء ال أذكياء الر ّبانيين الذي نفع الله الخلق بمؤلفاتهم ومواعظهم وتربيتهم نفع ًا كب ير ًاُ .و ِل َد ل دى الصبح الصادق
من ال أربعاء /5ربيع الثاني 1280هـ الموافق /10سبتمبر 1863م في بلدة تها َن ْه َبه َون في مديرية مظفرنكر بولاي ة أت را ب راديش .وتخ رج من الجامع ة
ال إسلامية دار العلوم ديوبند عام 1299هـ ،يبل غ ع دد مؤلفات ه نح و ثمانمائ ة ،منه ا نح و اث ني عش ر كتا ًبا بالعربي ة .ك ان مث ال ًا في ض بط ال أوق ات
وحس ن توزيعه ا بين الل ه وبين العب اد ،وبين ش ؤونه الشخصية والعائل ّية؛ فك ان لا يخ ّل به ا ،ولا يس تثني فيه ا إلا اض طرا ًرا .وك ان لكتب ه ومواعظ ه
ومجالسه دور كب ير ُيذك ُر و ُيش ك ُر في إص لاح العقي دة والعم ل ،ومحارب ة الب دع والخراف ات والع ادات والتقالي د الجاهلي ة ال تي تس ر ّبت إلى المجتم ع
ال إسلامي ،وتغلغلت في حياة المسلمين و أفراحهم و أتراحهم بسبب الاختلاط الطويل بالكفار والمبت دعين المس تعبدين لل أه واء .وبل غ ع د ُد مج الس
وعظه التي د ِّونت في الرسائل أربعمائة مجلس ،و أضفى الله ع ّز وج ّل على جمي ع مؤلفات ه ومج اميع مواعظ ه مس ح ًة من القب ول عجيب ة ،أم ا كتاب ه:
(بهشتي زيور) (حلية الجنة) الذي أ ّلفه أسا ًسا لتعليم البنات ما يح َت ْجن إليه في الدين والدنيا ،و أودعه المسائل الفقهية وال أداب ال إس لامية وكث ي ًرا من
35
فهرس المحتويات
المعلومات العا ّمة ،فقد نال من القبول والذيوع ما لم ينله كتاب ديني في هذه الديار ،وصدرت له طبع ات لا تحصى .ت وفي بتهان ه به ون ي وم /16
رجب 1362هـ الموافق /14يوليو 1943م .راجع ( :أشرف السوانح ،للشيخ الخواجه عزيز الحسن المجذوب)
121هو الشيخ العل ّام ة محم ود حس ن الديوبن دي ابن الش يخ الع الم ال أديب ش اعر العربي ة ذو الفق ار علي الديوبن دي ،ول د ع ام 1268هـ
الموافق 1851م ،وكان على ر أس الدفعة ال أولى من الطلاب التي التحقت بالجامعة ال إسلامية دار العلوم ديوبند ،وتخ ّرج منه ا ،و ُو ّلي الت دريس به ا،
ثم ُم ِنح الترقية وبات رئيس هيئة التدريس بها .كان آية باهرة في ُع ُل ِّو ال ِه ّمة و ُبعد النظر ،وال أخذ بالعزيمة ،وح ّب الجهاد في سبيل الله ،شديد البغض
ل أعداء ال إسلام ،كثير التواضع ،دائم الابتهال ،ثابت الج أش ،جيد المشاركة في جميع العلوم العقلية والنقلية ،ومطل ًعا على التاريخ ،كثي َر المحف و ِظ
للشعر ،كثي َر ال أدب مع المح ِّدثين وال أئمة المجتهدين ،تلوح على محياه أمارا ُت التواض ع وال ِحلم ،وتش رق أن وار العب ادة والمجاه دة في وق ا ٍر و َهيب ٍة.
وكان قليل الاشتغال بالت أليف بالنسبة إلى غزارة علمه وكثرة درسه ،له (تعليقات) لطيفة على سنن أبي داؤد ،و(جهد المق ّل في تنزي ه المع ّز والم ذ ّل)
كتا ٌب له بال أردو في مس ألة إمك ان الك ذب وامتناع ه ،و(ال أدل ة الكامل ة) في ج وانب الس ؤالات العش رة للش يخ محم د حس ين البت الوي ،و( إيض اح
ال أدلة) في جواب "مصباح ال أدلة لدفع ال أدلة ال أذلة" للسيد محمد أحسن ال أمروهي .و ُتو ِّفي سنة 1339هـ الموافق 1920م ،وذلك في دهلي حيث
كان يتلقى العلاج ،ونقل جثمانه في اليوم التالي إلى ديوبند ،ودفن بجوار أستاذه العظيم ال إمام محمد قاسم النانوتوي .راجع( :نزهة الخواطر وبهج ة
المسامع والنواظر ،لعبد الحي الحسني)
122هو العلامة شبير أحمد العثماني ابن الش يخ فض ل ال رحمن العثم اني الديوبن دي ،ول د ع ام 1305هـ 1887 /م ،وتخ رج من جامع ة
ديوبند عام 1325هـ 1907 /م .وكان من أبرز تلامذة العلامة شيخ الهند محمود حسن الديوبندي .د ّرس أول ًا في المدرسة العالية فتح بوري بدهلي،
ثم عين أستاذ ًا بجامعة ديوبند عام 1328هـ 1910 /م .وكان تدريسه لصحيح مسلم معروفا ومقبول ًا في أوساط العلماء والتلاميذ .وفي عام 1352هـ /
1933م عين ش يخ الح ديث بالجامع ة ال إس لامية تعليم ال دين بمدين ة دابهي ل بغ وجرات ،وعلى إلح اح من الش يخ أش رف علي الته انوي وغ يره من
المشايخ الكبار تو ّلى منص َب ال رئيس الع ام للجامع ة ال إس لامية دار العل وم /ديوبن د ع ام 1362هـ 1944 /م ،إلى ج انب تولي ه ش ياخة الح ديث في
جامعة دابهيل .كان العلامة شبير أحمد العثماني أحد الخطباء المصاقع وال أدباء المترس لين الم برزين باللغ ة ال أردي ة ،أ ّلف ع دد ًا من الكتب تن ّم عن
عمي ق علم ه ،وس عة اطلاع ه ،و ط ول باع ه في العل وم ال إس لامية إلى ج انب تحركات ه و نش اطاته السياس ية وبلائ ه الحس ن في تحري ر البلاد .وت و ّلى
منصب عضو بارز في حركة الخلافة عام 1333هـ 1914 /م ،وكان من كبار قادة جمعية علماء الهند ،ور أس ها لم دة .وفي ع ام 1366هـ 1947 /م
انتقل إلى باكستان ،واحتفي فيها احتف ا ًء كب ير ًا ،وع رف بش يخ ال إس لام ،و ُع ِّين عض و ًا في َلج َن ِة وض ِع الدس تور .من آث اره( :التفس ير العثم اني) وهي
عبارة عن حواش و تعليقات على ترجمة محمود حسن الديوبندي ال أردية للقر آن ،و(فتح الملهم) شرح ص حيح مس لم ،و(عق ل ونق ل) رس الة باللغ ة
الاردية ،و( إعجاز القر آن) وغيرها من التاليفات الممتعة .ت وفي رحم ه الل ه في /21ص فر 1369هـ المواف ق /13ديس مبر 1949م بمديري ة به اول ب ور
36
الفاتحة 5...................................................................................................
وموضوعه 5.................................................................................................
وفائدته 5...................................................................................................
وغرضه 5...................................................................................................
والقر آن 6...................................................................................................
والسورة 6..................................................................................................
.)2338
أخرجه أحمد ( ، 1/269رقم ،)2422وابن أبي شيبة ( ، 6/383رقم ،)32223والطبراني ( ، 11/213رقم ،)11531و أبو نعيم في 125
أخرج ه البخ اري ( 1/40و ،)4/324والترم ذي( )1/265وص ححه ،وال دارمي ( ،)2/190والطح اوي ( ،)2/110وابن أبي ش يبة ( 127
،)11/27/2وابن الجارود ( ،)794والبيهقي ( ،)8/28و أحمد ( )1/79من طريق الشعبي عنه .
37
الفصل الرابع في ال أقسام التي ترجع إلى ال ألفاظ والمعاني المتعلقة بال أحكام 15...........................................
الفصل الخامس في ال أقسام التي ترجع إلى الاستدلال والوقوف على مراد النظم 18.........................................
الفصل الخامس في ال أقسام التي ترجع إلى بعض ما يتعلق بال أحكام 19.................................................
الفصل الحادي عشر في طبقات المفسرين والكتب المص َّنفة في التفسير 27..............................................