You are on page 1of 37

‫‪1‬‬

‫التنوير في أصول التفسير‬


‫للعالمة المفتي الكبير‬
‫عميم اإلحسان المجددي البركتي‬
‫قدس هللا سرّه ونوّر مرقده‬
‫المتوفى‪ 1395‬هـ‬

‫رسالة وجيزة محتوية على مباحث في علوم القرآن وأصول التفسير‬


‫وتعريف كتب التفسير والمفسرين‬

‫علق عليه‬
‫محمد عادل أيوب‬
‫خريج جامعة دار العلوم كراتشي‬

‫كلمة التقديم‬
‫الحمد هلل رب العالمين ‪ ،‬والصالة والسالم= على سيد المرسلين ‪ ،‬وعلى آله وص==حبه أجمعين ‪ ،‬أم==ا بع==د ‪ ،‬ف==إني‬
‫أشكر هللا سبحانه وتعالى= أن وفّقني لخدمة هذا الكتاب النفّاع الذي صغر حجمه وج ّل نفعه ‪ ،‬ال==ذي يش==تمل على‬
‫مباحث قيّمة تتعلق بعلوم القرآن والتفسير= مستوعبا أكثر جوانب==ه ‪ ،‬ف==رأيت أن أق ّدم==ه أم==ام العلم==اء والطلب==ة في‬
‫أفضل حلّة ‪ ،‬ليت ّم نفعه ‪ ،‬ويع ّم فائدته ‪.‬‬

‫ومنهج عملي في هذا الكتاب ‪:‬‬


‫* بذلت مجهودي= في تصحيح األخطاء اإلمالئية وغيرها ‪.‬‬
‫* راعيت قواعد اإلمالء والترقيم= ؛ ليسهل فهمه ‪.‬‬
‫* عزوت اآليات واألحاديث= إلى مصادرها= ‪.‬‬
‫وأضفت عليه بعض الحواشي وأطلقتُه من ِ‬
‫غير رمز ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫* ألحقته حواشي= المؤلف بذيله برمز (منه) ‪،‬‬
‫‪2‬‬

‫* وترجمت لمن ورد ذكره في الرسالة غير األنبياء والص==حابة ؛ لغن==ائهم عن التعري==ف ‪ ،‬واعتم==دت في==ه على‬
‫ُ‬
‫راجعت إلى مص=ادر=‬ ‫أخ=ذت من=ه أطلقتُ=ه ‪ ،‬وإن لم أج=د في=ه ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫"األعالم" للزركلي= (المتوفى‪1396 =:‬هـ) ‪ ،‬ف=إن‬
‫أخرى ‪ ،‬وبيَّنتُه ‪.‬‬
‫* واعتمدت في ضبط هذه الرسالة على النسخة المطبوعة بمطبعة ايجوكيشنل بكراتشي= ‪.‬‬
‫وختاما ! هذا جهدي بين أيديكم ‪ ،‬فإن وفّقت فيه فالفضل هلل وحده ‪ ،‬وإن كان غير ذلك فالخطأ= ال يخلو منه بشر‬
‫‪ ،‬فالرجاء= منكم التنبيه واإلصالح ‪ ،‬والحمد هلل أوّال وآخرا ‪.‬‬
‫العبد الضعيف=‬
‫محمد عادل أيوب‬
‫خريج جامعة دار العلوم كراتشي=‬
‫‪ 1‬ربيع األول ‪ 1436‬هـ‬
‫‪adil.rabta@gmail.com‬‬

‫ترجمة المؤلف‬
‫اسمه ونسبه ‪:‬‬
‫هو العالمة الفقيه السيّد محمد عميم اإلحسان المج ّددي البركتي بن عبد المنان بن نور الحاف==ظ ‪ ،‬وك==ان‬
‫من السادات ‪ ،‬ينتهي نسبه إلى سيدنا زيد بن علي بن الحسين ابن فاطمة بنت رسول هللا ‪. - s -‬‬

‫والدته ونشأتهـ العلمية ‪:‬‬


‫ولد ‪ -‬رحم==ه هللا‪ 22 -‬مح==رم ع==ام ‪1329‬هـ المواف==ق ‪ 24‬ين==ائر ‪1911‬م بـ«فس==نة» من قط==ر«به==ار»‬
‫(إحدى واليات الهند) ‪ ،‬وبدأ االشتغال بالعلم في صغره ‪ ،‬وقرأ القرآن الكريم تحت رعاية أبي==ه ‪ ،‬وع ِّمه الزاه==د‬
‫العارف السيد الشاه عبد الديّان ‪ ،‬واستكمله نظرا في ثالثة أشهر ‪ ،‬وعم=رُه خمس س==نوات ‪ .‬وك==ان يحض=ر= م==ع‬
‫ع ّمه مجالس أبي محمد بركت علي الشاه‪ ،‬وبايعه وهو ابن عشر سنين ‪ ،‬فتَس= َّمى= بـ «البرك==تي» نس==بةً إلي=ه‪ ،‬ثم‬
‫التحق بالمدرسة العالية بكلكتا سنة ‪1345‬هـ ‪ ،‬وتخرّج منها سنة ‪1352‬هـ ‪.‬‬
‫وتل ّمذ على كبار العلماء ومشايخ عصره ‪ .‬ومن أشهر أساتذته ‪ :‬الشيخ ماجد علي الجونف==وري= ‪ ،‬وعب==د‬
‫الرحمن الك==ابلي ‪ ،‬وك==رامت علي الش==اه‪ ،‬وال==دكتور ه==دايت حس==ين ‪ ،‬والفقي==ه الص==وفي= الش==اه محم==د إس==ماعيل‬
‫البهاري وغيرُهم ‪ ،‬وتش ّرف= بإجازة الفتوى من شيخه مشتاق أحمد الكانفوري سنة ‪1353‬هـ‪ ،‬وفي= نفس َّ‬
‫الس =ن ِة‬
‫ُعيّن مدرّسا بمدرسة الجامع الكبير «ناخدا» بكلكتا ‪ ،‬فتخرّج عليه كثيرون ‪.‬‬
‫وفي سنة ‪1354‬هـ ُولِّي اإلفتا َء واإلمامةَ بالجامع الكبير «ناخدا»‪ ،‬فأصدر= به فت==اوى كث==يرة ‪ ،‬واش==تهر‬
‫بالمفتي ‪ ،‬وطار= صيتُه ‪ ،‬ومنح ْته حكومة بنغال منصب «المف==تي األعظم» اعترافً==ا بخدمات=ه وعلوم=ه ‪ ،‬و ولَّ ْت=ه‬
‫الحكومةُ قضاء وسط كلكتا عام ‪1356‬هـ‪ .‬وفي= ‪1362‬هـ ُعيِّن محاضرا= في المدرس==ة العالي==ة بكلكت==ا ‪ ،‬فاس==تقال‬
‫من وظيفة اإلمامة واإلفتاء بالجامع الكبير ‪ ،‬واشتغل بخدمة طلبة المدرس=ة العالي=ة ‪ ،‬ثم لَ ّم=ا انقس=مت الهن=د إلى‬
‫المملكة الهندية وباكستان ‪ ،‬انتقلت المدرسة العالية إلى داكا عاصمة باكستان الشرقية ‪ ،‬وانتقل المؤلف معه==ا ‪،‬‬
‫واستم ّر على خدمتها إلى مماته ‪ ،‬فقضى عمره تعلي ًما وتأليفًا وإرشا ًدا= ‪.‬‬

‫مؤلفاته ‪:‬‬
‫ت مختلفة ‪ ،‬بعضها بالعربية ‪ ،‬والبعض باألردية ‪ ،‬وكلها تد ّل على سعة علم==ه‬ ‫وله تصانيف كثيرة بِلُغا ٍ‬
‫وتضلّعه في العلوم المختلفة ‪ ،‬وأشهرها ‪ :‬أتحف األش==راف بحاش==ية الكش==اف= ‪ ،‬والتن==وير= في أص==ول التفس==ير ‪،‬‬
‫والتبش==ير= في ش==رح التن==وير في أص==ول التفس==ير ‪ ،‬وفق==ه الس==نن واآلث==ار ‪ ،‬ومنهج الس==عداء ‪ ،‬واألربع==ون في‬
‫‪3‬‬

‫الصالة ‪ ،‬واألربعين في المواقيت ‪ ،‬واألربعون في الصالة على النبي ‪-‬صلی هللا علیه وسلم‪ ، -‬وجامع جوام==ع‬
‫الكلم ‪ ،‬وفهرست= كنز العم==ال ‪ ،‬ومقدم==ة س=نن أبي داود ‪ ،‬ومقدم=ة مراس==يل أبي داود ‪ ،‬وعم==ل اللي=ل والنه==ار ‪،‬‬
‫وميزان األخبار شرح معيار اآلث==ار ‪ ،‬وحواش=ي= الس=عدي ‪ ،‬وتحق==ة األخي=ار ‪ ،‬وأدب المف==تي ‪ ،‬وتحف==ة البرك=تي‬
‫بشرح أدب المفتي ‪ ،‬وتخليص المراسيل‪ ،‬وأسماء المدلس==ين والمخلطين ‪ ،‬وهدي==ة المص==لّين ‪ ،‬والتنبي==ه للفقي==ه ‪،‬‬
‫ولبّ األصول ‪ ،‬وما الب ّد للفقيه ‪ ،‬والتعريفات الفقهية ‪ ،‬وأصول= المسائل الخالفية ‪ ،‬والقواع==د الفقهي==ة ‪ ،‬وأوج =ز=‬
‫السير في سيرة خير البشر ‪ ،‬وأنفع السير ‪ ،‬والتشرف آلداب التصوف= ‪ ،‬وت==اريخ إس==الم وغيره==ا من التأليف==ات‬
‫النافعة الممتعة ‪.‬‬
‫وفاته ‪:‬‬
‫توفي في صبح يوم األحد ‪ 10‬ش=وال س=نة ‪1395‬هـ المواف=ق ‪ 27‬أكت=وبر= ‪1975‬م بـ«داك=ا» عاص=مة‬
‫بنغال ديش ‪ ،‬وصلى= عليه جمع كثير ال يحص==ون ‪ ،‬ودفن قريب==ا من مس==جد «كولوتول==ه» ال==ذي ك==ان ب==ه إمام==ا‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫فرحمه هللا رحمة واسعة ‪ ،‬وطاب مثواه ‪.‬‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫الحمد هلل الذي أنزل على عبده الكتاب ‪ ،‬تبصرة وذكرى= لكل عبد أواب ‪ ،‬صلِّ وس==لم اللهم على عب==دك‬
‫ورسولك= صاحب الخلق العظيم واإلحسان العميم سيدنا محمد المبعوث إلى خير أمة بأفضل كتاب ‪ ،‬وعلى آل==ه‬
‫وأصحابه األنجاب ‪ .‬أما بعد ‪ ،‬فيقول عبد ربه الول ّي السيّد محمد عميم اإلحسان بن السيد عبد المن==ان المج==ددي=‬
‫البركتي الشهير بالمفتي ‪ -‬عاملهم==ا هللا تع==الى بلطف==ه الجل ّي والخف ّي ‪ : -‬ه==ذا ج==زء لطي==ف في عل==وم التفس==ير ‪،‬‬
‫س ّميته (التنوير في أصول التفسير) مرتَّبا على فاتحة ‪ ،‬وأحد عشر فصال ‪ ،‬وخاتمة ‪ .‬وذلك في سنة ‪1368‬هـ ‪،‬‬
‫وأرجو من هللا القبول بحرمة سيدنا الرسول ‪ ،‬صلى هللا عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين ‪.‬‬

‫الفاتحة‬
‫علم التفسير ‪:‬‬
‫علم يُب َحث فيه عن أحوال الكتاب العزيز القرآن المجيد من حيث نزوله ‪ ،‬وسنده ‪ ،‬وآدابه ‪ ،‬وألفاظه ‪،‬‬
‫ومعانيه المتعلقة بالنظم= واألحكام ‪ ،‬وغير ذلك ‪.‬‬
‫وموضوعه ‪:‬‬
‫القرآن المجيد ‪.‬‬
‫أخ ذت ترجمت ه من مقدم ة كتاب ه «التنض يد في التجوي د» حيث ذك ر المؤل ف ترجمت ه مف ّصلا‪ ،‬وك ان طب ع ه ذا الكت اب م ع «الف وز‬ ‫‪1‬‬

‫الكبير» للشاه ولي الله الدهلوي بمطبعة ايج ايم سعيد‪ ،‬كراتشي‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫وفائدته ‪:‬‬
‫التم ُّكنُ باستنباط= األحكام الشرعية على وجه الصحّة ‪.‬‬
‫وغرضه ‪:‬‬
‫سعادة الدا َرين ‪.‬‬
‫والقرآن ‪:‬‬
‫هو المن َّزل على سيدنا محمد ‪ - s -‬لإلعجاز بسورة منه ‪.‬‬
‫والسورة ‪:‬‬
‫باسم خاصّ توقيفا ‪ ،‬وأقلُّها ثالث آيات ‪.‬‬
‫هي الطائفة من القرآن المس ّماة ٍ‬
‫واآلية ‪:‬‬
‫طائفة من كلمات القرآن متميِّزة بِفَ ٍ‬
‫صل ‪.‬‬
‫=دم‬
‫=ت بق==رآن ؛ ل َع= ِ‬ ‫قرآن ‪ ،‬أعني المرا َد ‪ ،‬ال ترجمتَه بغ==ير العربي==ة ؛ فإنه==ا ألف==اظ ‪ ،‬وليس= ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ومعنى القرآ ِن‬
‫ُ‬
‫تأويل==ه ‪.‬‬
‫=رآن ب==الرأي ‪ ،‬ال ِ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫=دم اإلعج==از ‪ ،‬وإن ك==انت دالة على مع==نى الق==رآن ‪ .‬ويح= ُر ُم تفس==ي ُر الق= ِ‬ ‫نُزولِ==ه ‪ ،‬وع= ِ‬
‫والتفسير هي الشهادةُ والقَط ُع بأن هللا تعالى َعنَى بهذا اللفظ هذا ‪ ،‬وال يَتأتَّى ذلك إال بالنق=ل ‪ ،‬وأم=ا التأوي=ل فه=و‬
‫وأصول الدِّي ِن والعربي =ةَ ‪ ،‬وإال فال يُقب==ل ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫الكتاب والسنّةَ‬
‫َ‬ ‫ت بدون القطع ‪ ،‬ويُقبَل إن وافَ َ‬
‫ق‬ ‫ترجيح أحد المحتَمال ِ‬
‫التفسير على التأويل مجاز ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ق‬ ‫ً‬
‫وال سيّما إذا كان اتِّباعًا لِلهَوى ‪ ،‬مخالِفا للشرع ‪ .‬وإطال ُ‬
‫ن=زل الق=رآن علي=ه ‪ - s -‬بع==د بِعثَتِ==ه في ثالث وعش==رين س==نة في م= ّدة إقامت=ه بمك=ة ‪ ،‬ثم في‬ ‫ُ‬
‫واعلم أنه أ ِ‬
‫نس=ه ‪ ،‬وق==د حفِظَ==ه‬ ‫المدينة في حضره وفي= سفره بأوقات مختلفة ‪ ،‬وق==د تكفّ==ل هللا بجمع==ه في ص==دره ‪ - s -‬فلم يَ َ‬
‫ُقرئُ==ون ‪ ،‬وك==ان ‪ - s -‬ي==أمر‬ ‫كث==يرون من الص==حابة ‪ -‬رض==ي هللا عنهم ‪ -‬في ص==دورهم= ‪ ،‬وك==انوا= يَق==ر ُؤوْ ن ‪ ،‬وي ِ‬
‫ت المفرَّق= ِة ن=زواًل في ُس= َو ِرها المعيَّن=ة بإش=ارة‬
‫‪2‬‬
‫الوحي بأن يكتبوه ‪ ،‬وك=ان ذل=ك جم= َع اآلي=ا ِ‬ ‫ِ‬ ‫أصحابَه ِمن كاتِبي‬
‫‪4‬‬
‫ب واللخ=اف وغيره=ا‪ ،‬ال في مص=حف‬ ‫ِّ‬ ‫ُس= ِ‬ ‫‪3‬‬
‫الص=حُف والع ُ‬ ‫الن=بي ‪ ، - s -‬وك=انوا= يكتب=ون في تل=ك اإلوانَ= ِة في ُّ‬
‫واحد ‪.‬‬
‫فلما انقضى نزوله بوفاته ‪ - s -‬أل ِه َم الخلفا ُء الراشدون أن يجمع==وه في المص==حف= في موض==ع واح==د ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ُس=ب واللخ==اف= وغيره==ا من ص==دور= الرج==ال‬ ‫فنُ ِس َخ بأمر خليفة رسول هللا سيدنا الصديق من تلك الصحف والع ُ‬
‫ّ‬
‫ُمرتَّبا آياتُه و ُس َورُه كما كان مرتَّب=ا في عه=ده ‪ - s -‬توقيف=ا من=ه ‪ - s -‬محفوظ=ا في ص=دور= الحف=اظ والق=رّاء من‬
‫الصحابة – رضي= هللا عنهم ‪ ، -‬ثم نُ ِس َخ ثالثا من المصحف الصدِّيقي نُ َس ًخا عديدةً في خالفة سيدنا عثمان بأمره‬
‫ض رس=و ُل هللا ‪ - s -‬على جبرئي=ل في‬ ‫َ=ر َ‬
‫رض= ِة األخ==يرة ال==تي ع َ‬ ‫س وعش==رين ‪ ،‬وك=ان ذل=ك موافِق=ا لل َع َ‬ ‫سنةَ خم ٍ‬
‫رمضان ‪ ،‬ثم أرسلَها عثمانُ في اآلفاق= ‪ ،‬ونَ َس َخ الناسُ من ذلك المصحف= المس َّمى باإلمام نُ َس = ًخا كث==يرة ال يم ِكنُ‬
‫ت المصاحفُ في اآلفاق والبالد ‪.‬‬ ‫إحصاؤُها ‪ ،‬فانتَ َشر ِ=‬
‫وست َع َشرةَ آيةً ‪ ،‬وقد أو َد َع هللاُ سبحانه‬ ‫َّ‬ ‫آالف وثمانِمائ ٍة‬ ‫ٍ‬ ‫القرآن مائة و أربع عشرة ‪ ،‬وآياتُه ستة‬ ‫ِ‬ ‫وس َُو ُ=ر‬
‫=رى ُك= َّل فَنٍّ من==ه يَس=تَ ِم ُّد ‪ ،‬وعلي==ه يَعتَ ِم==د ‪،‬‬ ‫وتعالى في القرآن العظيم ِعل َم ك ِّل شيء ‪ ،‬وأبانَ ك َّل هُدًى و َغ ٍّي ‪ ،‬فتَ= َ‬
‫‪ 2‬وك ان تع يين أس ماء الس ور من ه ‪ - s -‬توقيف ا من الل ه تع الى ‪ ،‬وفي ت رتيب ال آي ات والس ور س ٌّر عجيب أودع ه الل ه س بحانه من أن واع‬
‫العلاقات؛ ف إن ال آيات والسور مربوطة ‪ ،‬يعلم ذلك عند ال إمعان والتد ّبر ‪ ،‬وذهب إليها ابن العربي والفخر الرازي والسيوطي وغيرهم ‪ ،‬وص نف البق اعي‬
‫(‪885‬هـ) فيه "نظم الدرر في تناسب ال آي والسور" ‪( .‬منه)‬
‫‪ 3‬الصحف جمع صحيفة ‪ ،‬وهو القرطاس المكتوب ‪ ،‬والعسب ‪ :‬جريدة النخل ‪ ،‬واللخاف‪ :‬الحجارة الرق ‪( .‬منه)‬
‫‪ 4‬المصحف ‪ :‬ما جمع من الصحف بين د ّف َتي الكتاب المشدود ‪( .‬منه)‬
‫‪5‬‬

‫طلعها= مع َجزالَ ِة لف= ٍ‬


‫=ظ وبال َغ= ِة أس==لو ٍ‬
‫ب‬ ‫وإن كتابَه سبحانه وتعالى لهو َمف َج ُر العلوم ومنبَعُها= ‪ ،‬ودائِرةُ شم ِسها و َم ِ‬ ‫ّ‬
‫اّل‬
‫َظم ال يَق ِد ُر عليه إال ع ُم الغيوب ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫القلوب ‪ ،‬وإعجاز ن ٍ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫تَبهَ ُر العقو َل ‪ ،‬وتَسلبُ‬
‫اللّه ّم إنّي عبدك ‪ ،‬وابن عبدك ‪ ،‬وابن أمتك ‪ ،‬ناصيتي= بيدك ‪ ،‬م= ٍ‬
‫=اض ف ّي حُك ُم==ك ‪ ،‬ع==د ٌل ف ّي قض==اؤك= ‪،‬‬
‫اسم هو لك س ّميتَ به نف َسك ‪ ،‬أو أنزلتَه في كتابك ‪ ،‬أو علّمتَه أح =دًا من خلق==ك ‪ ،‬أو اس==تأثرتَ ب==ه في‬ ‫أسألك بك ّل ٍ‬
‫َ‬
‫علم الغيب عندك ‪ ،‬أن تجعل القرآنَ ربي َع قلبي ‪ ،‬ونُ==و َر بص==ري= ‪ ،‬و َجال َء ُح==زنِي ‪ ،‬وذه= َ‬
‫=اب هَ ِّمي ‪ ،‬وص==لى هللا‬
‫تعالى على خير خلقه سيّدنا مح ّمد وعلى آله وصحبه وسلّم ‪.‬‬

‫الفصل األ ّول في األقسام التي ترجع إلى نزول القرآن ‪:‬‬
‫وهي اثنا عشر قسما= ‪ :‬األوّل ‪ :‬الم ّكي ‪ :‬وهو ما نزل قبل الهجرة ‪.‬‬
‫‪5‬‬

‫الثاني ‪ :‬المدني ‪ :‬وهو ما نزل بعد الهجرة ‪ ،‬وهو س==ورة البق==رة ‪ ،‬وآل عم==ران ‪ ،‬والنس==اء ‪ ،‬والمائ==دة ‪،‬‬
‫واألنف==ال ‪ ،‬وال==براءة ‪ ،‬والرع==د ‪ ،‬والحج ‪ ،‬والن==ور ‪ ،‬واألح==زاب ‪ ،‬والقت==ال ‪ ،‬والفتح ‪ ،‬والحج==رات ‪ ،‬والحدي==د ‪،‬‬
‫والمجادل==ة ‪ ،‬والحش =ر= ‪ ،‬والممتحن==ة ‪ ،‬والص==ف ‪ ،‬والجمع==ة ‪ ،‬والمن==افقون ‪ ،‬والتغ==ابن ‪ ،‬والطالق= ‪ ،‬والتح==ريم ‪،‬‬
‫والقيامة ‪ ،‬والقدر ‪ ،‬والزلزلة ‪ ،‬والنصر ‪ ،‬والمعوذتان= ‪ .‬والبواقي= م ّكيّات ‪ ،‬نعم في الفاتحة ثالثة أقوال ‪ ،‬ثالثها ‪:‬‬
‫َين ‪ ،‬وقيل ‪ :‬الرحمن ‪ ،‬واإلنسان ‪ ،‬واإلخالص مدنيّات ‪ ،‬والنساء ‪ ،‬والرعد ‪ ،‬والحج ‪ ،‬والحدي=د= ‪،‬‬ ‫أنها نزلت م َّرت ِ‬
‫والصف ‪ ،‬والتغابن ‪ ،‬والقيامة ‪ ،‬والمعوّذتان م ّكيّات ‪ ،‬وهللا أعلم ‪.‬‬
‫الثالث والرابع= ‪ :‬الحضري= والسفري= ‪ .‬واأل ّول كثير ‪ ،‬والثاني من أمثلته سورة األنفال ‪ ،‬وقوله تعالى ‪:‬‬
‫‪6‬‬
‫َر ‪ ،‬وقول==ه تع==الى ‪﴿ :‬وإِ ْن َع==اقَ ْبتُ ْم﴾ [النح==ل‪ ]126 :‬بأ ُ ُح==د ‪ ،‬وآي==ة ال==تيمم‬ ‫ان﴾ [الحج‪ ]19 :‬بِبَ==د ٍ‬
‫َص== َم ِ‬‫ان خ ْ‬ ‫﴿وهَ = َذ ِ‬
‫الحر َمي ِن في شأن الحديبية عند القُفُول ‪ ،‬وقول==ه تع==الى ‪:‬‬ ‫الجيش أو البَيدَاء ‪ ،‬وسورة الفتح بين َ‬ ‫ِ‬ ‫[المائدة‪ ]6:‬بذات‬
‫ت لَ ُك ْم﴾ [المائدة‪ ]3 :‬بِ َع َرفات= ‪ ،‬وقوله تعالى ‪َ ﴿ :‬واتَّقُ==وا يَوْ ًم==ا تُرْ َج ُع==ونَ فِي= ِه﴾ [البق==رة‪ ]281:‬بِ ِمنًى في‬ ‫﴿اليَوْ َم أَ ْك َم ْل ُ‬
‫ْ‬
‫َح ّج ِة الوداع ‪.‬‬
‫الخ==امس والس==ادس= ‪ :‬النه==اري= والليلي ‪ .‬األوّل كث==ير ‪ ،‬والث==اني ل==ه أمثل==ة ‪ ،‬منه==ا ‪ :‬س==ورة الفتح إلى‬
‫ك َوبَنَاتِ==كَ َونِ َس=ا ِء ْال ُم= ْ‬
‫=ؤ ِمنِينَ ﴾ اآلي==ة‬ ‫﴿ص َراطًا ُم ْستَقِ ْي ًما﴾ ‪[ 7‬الفتح‪ ، ]2 =-1:‬وقوله تعالى ‪﴿ :‬يَاأَيُّهَا النَّبِ ُّي قُلْ أِل َ ْز َوا ِج َ=‬ ‫ِ‬
‫‪8‬‬
‫[األحزاب‪ ،]59:‬وآية ‪﴿ :‬الثَّاَل ثَ ِة الَّ ِذينَ ُخلِّفُوا﴾[التوبة‪ ، ]118 :‬وقيل ‪ :‬آية القِبلة في البقرة ‪.‬‬

‫‪ 5‬اعلم أ ّن لل ّناس في الم ّك ّي والمدن ّي اصطلاحا ٌت ثلاث ٌة‪:‬‬


‫أشهرها‪ :‬أ ّن الم ّك ّي ما نزل قبل الهجرة‪ ،‬والمدن ّي ما نزل بعدها‪ ،‬سوا ٌء نزل بم ّكة أم بالمدينة‪ ،‬عام الفتح أو عام ح ّجة الوداع‪ ،‬أم بسف ٍر من ال أسفار‪.‬‬
‫ال ّثاني‪ :‬أ ّن الم ّك ّي ما نزل بم ّكة ولو بعد الهج رة‪ ،‬والم دن ّي م ا ن زل بالمدين ة‪ .‬وعلى ه ذا تثبت الواس طة‪ ،‬فم ا ن زل بال أس فار لا يطل ق علي ه م ّك ٌّي ولا‬
‫مدن ٌّي‪.‬‬
‫ال ّثالث‪ :‬أ ّن الم ّك ّي ما وقع خطا ًبا ل أهل م ّكة‪ ،‬والمدن ّي ما وقع خطا ًبا ل أهل المدينة‪.‬‬
‫وقال القاضي أبو بك ٍر في الانتصار‪ :‬إ ّنما يرجع في معرفة الم ّك ّي والمدن ّي إلى حف ظ ال ّصحابة وال ّتابعين‪ ،‬ولم ي رد عن ال ّنب ّي ‪ -‬ص ّلى ال ّله علي ه وس ّلم‪-‬‬
‫في ذلك قو ٌل؛ ل أ ّنه لم يؤمر به‪ ،‬ولم يجعل ال ّله ِعل َم ذل ك من ف رائض ال أ ّمة‪ ،‬و إن وجب في بعض ه على أه ل العلم معرف ة ت اريخ ال ّناس خ والمنس وخ‪،‬‬
‫فقد يعرف ذلك بغير ن ّص ال ّرسول‪ ،‬انتهى‪ .‬راجع‪( :‬ال إتقان للسيوطي)‬
‫‪ 6‬أراد ب ه قول ه تع الى ‪َ ﴿ :‬و ِإ ْن ُك ْن ُت ْم ُج ُن ًبا َفا َّط َّه ُروا َو ِإ ْن ُك ْن ُت ْم َم ْر َضى َأ ْو َع َلى َس َف ٍر َأ ْو َجا َء َأ َح ٌد ِم ْن ُك ْم ِم َن ا ْل َغا ِئ ِط َأ ْو َلا َم ْس ُت ُم ال ِّن َسا َء َف َل ْم‬
‫َت ِج ُدوا َما ًء َف َت َي َّم ُموا َص ِعي ًدا َط ِّي ًبا َفا ْم َس ُحوا ِب ُو ُجو ِه ُك ْم َو َأ ْي ِدي ُك ْم ِم ْن ُه َما ُي ِري ُد ال َّل ُه ِل َي ْج َع َل َع َل ْي ُك ْم ِم ْن َح َر ٍج َو َل ِك ْن ُي ِري ُد ِل ُي َط ِّه َر ُك ْم َو ِل ُي ِت َّم ِن ْع َم َت ُه َع َل ْي ُك ْم َل َع َّل ُك ْم‬
‫َت ْش ُك ُرو َن﴾ [المائدة‪. ]6:‬‬
‫‪6‬‬

‫والس==ابع والث==امن ‪ :‬الص==يفي والش==تائي= ‪ .‬األوّل ‪ :‬كآي==ة الكالل==ة ‪ ،‬والث==اني= ‪ :‬كاآلي==ات العش==ر في ب==راءة‬
‫صدِّيقة أم المؤمنين ‪. - -‬‬
‫ال ِّ‬
‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫التاسع ‪ :‬الفِراشي ‪ ،‬كآية ‪﴿ :‬الثاَل ث ِة ال ِذينَ خلفوا﴾[التوبة‪. ]118:‬‬
‫ُ‬
‫العاشر ‪ :‬أسباب النزول ‪ :‬وفيه تصانيف ‪ ،‬أشهرُها للواحدي‪ ، 9‬وأشملها= للسيوطي= ‪ ،‬وص ّح فيه أشياء‬
‫‪10‬‬

‫كثيرة كقِصّة اإلفك ‪ ،‬وآية السعي‪ ،11‬وآية الحجاب ‪ 12‬وغيرها ‪ .‬وما ر ُِوي= في==ه عن ص==حابي فمرف==وع ؛ ألن==ه ال‬
‫َمد َخل فيه لالجتهاد‪ ،‬ويمكن أن تتع َّدد األسباب ‪ ،‬والعبرة بعم==وم اللف==ظ ال لخص==وص الس==بب ؛ فيع ُّم الحكم عن==د‬
‫ب قد تُ ِعينُ على فهم اآلية ‪.‬‬
‫عدم قرين ِة الخصوص ‪ .‬ولها فوائد= ‪ ،‬منها ‪ :‬أن معرفةَ السب ِ‬ ‫ِ‬

‫أراد ب ه قول ه تع الى ‪ِ ﴿ :‬إ َّنا َف َت ْح َنا َل َك َف ْت ًحا ُم ِبي ًنا ‪ِ .‬ل َي ْغ ِف َر َل َك ال َّل ُه َما َت َق َّد َم ِم ْن َذ ْن ِب َك َو َما َت َأ َّخ َر َو ُي ِت َّم ِن ْع َم َت ُه َع َل ْي َك َو َي ْه ِد َي َك ِص َرا ًطا‬ ‫‪7‬‬

‫ُم ْس َت ِقي ًما﴾ [الفتح‪]2-1:‬‬


‫‪ 8‬أراد ب ه قول ه تع الى ‪َ ﴿ :‬ق ْد َن َر ٰى َت َق ُّل َب َو ْج ِه َك ِفي ال َّس َما ِء ‪َ .‬ف َل ُن َو ِّل َي َّن َك ِق ْب َل ًة َت ْر َضا َها َف َو ِّل َو ْج َه َك َش ْط َر ا ْل َم ْس ِج ِد ا ْل َح َرا ِم ‪َ .‬و َح ْي ُث َما ُك ْن ُت ْم‬
‫َف َو ُّلوا ُو ُجو َه ُك ْم َش ْط َر ُه‪َ .‬و ِإ َّن ا َّل ِذي َن ُأو ُتوا ا ْل ِك َتا َب َل َي ْع َل ُمو َن َأ َّن ُه ا ْل َح ُّق ِم ْن َر ِّب ِه ْم ‪َ .‬و َما ال َّل ُه ِب َغا ِف ٍل َع َّما َي ْع َم ُلو َن﴾ [البقرة‪]144:‬‬
‫‪ 9‬هو علي بن أحمد بن محمد بن علي بن َم ُّتوية‪ ،‬أبو الحسن الواحدي (ت ‪468‬هـ)‪ ،‬مفسر‪ ،‬عالم ب ال أدب‪ ،‬نعت ه ال ذهبي ب إم ام علم اء‬
‫الت أويل‪ .‬كان من أولاد الت ّجار‪ ،‬أصله من ساوة (بين الر ّي وهمذان)‪ ،‬ومولده ووفاته بنيس ابور‪ .‬ل ه (البس يط) و(الوس يط) و(الوج يز) كله ا في التفس ير‪،‬‬
‫وق د أخ ذ الغ زالي ه ذه ال أس ماء‪ ،‬وس مى به ا تصانيفه‪ ،‬و(ش رح دي وان المتن بي) و( أس باب ال نزول)‪ ،‬وه و م راد المصنف بال ذكر‪ ،‬و(ش رح ال أس ماء‬
‫ال ُحس َنى) وغير ذلك‪ ،‬وهو كثير‪ .‬والواحدي نسبة إلى الواحد بن الديل ابن مهرة‪.‬‬
‫‪ 10‬هو عبد الرحمن بن أبي بك ر بن محم د ابن س ابق ال دين الخض يري الس يوطي‪ ،‬جلال الدين (‪ 911 - 849‬هـ)‪ .‬إم ام حاف ظ م ؤرخ‬
‫أديب‪ .‬له نحو ‪ 600‬مصنف‪ ،‬منها الكتاب الكبير‪ ،‬والرسالة الصغيرة‪ .‬نش أ في القاهرة يتيما (مات والده وعمره خمس سنوات)‪ ،‬ولما بلغ أربعين س نة‬
‫اعتزل الناس‪ ،‬وخلا بنفسه في روضة المقياس على النيل‪ ،‬منزويا عن أصحابه جميعا‪ ،‬ك أنه لا يع رف أح دا منهم‪ ،‬ف أ َّلف أك ثر كتب ه‪ .‬وك ان ال أغني اء‬
‫وال أمراء يزورونه‪ ،‬ويعرضون عليه ال أموال والهدايا فير ّدها‪ .‬وطلبه السلطان مرارا فلم يحضر إليه‪ ،‬و أرسل إليه هدايا فر ّده ا‪ ،‬وبقي على ذل ك إلى أن ُتو ِّفي‪.‬‬
‫قال الزركلي‪ :‬وقر أ ُت في كتاب (المنح البادية) أنه كان يل َّقب بابن الكتب؛ ل أن أباه طلب من أ ّمه أن ت أتيه بكتاب‪ ،‬ففاج أه ا المخ اض‪ ،‬فولد ْته وهي‬
‫بين الكتب‪ .‬ومن كتبه‪( :‬ال إتقان في عل وم الق ر آن) و( إتم ام الدراي ة لق راء النقاي ة) كلاهم ا ل ه في عل وم مختلف ة‪ ،‬و(ال أح اديث المنيف ة) و(ال أرج في‬
‫الفرج) و(الاذدكار في ما عقده الشعراء من ال آثار) و( إسعاف المبط إ في رجال الموط أ) و(ال أشباه والنظائر) في العربي ة‪ ،‬و(ال أش باه والنظ ائر) في ف روع‬
‫الشافعية‪ ،‬و(الاقتراح) في أصول النحو‪ ،‬و(ال إكلي ل في اس تنباط التنزي ل) و(ال ألف اظ المعرب ة) و(ال ألفي ة في مصطلح الح ديث) و(ال ألفي ة في النح و)‬
‫واسمها‪( :‬الفريدة)‪ ،‬وله شرح عليها‪ ،‬و( إنباه ال أذكياء لحياة ال أنبياء) رسالة‪ ،‬و(بديعية وشرحها) و(بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة) و(التاج في‬
‫إعراب مشكل المنهاج) و (تاريخ أسيوط) وكان أبوه من سكانها‪ ،‬و(تاريخ الخلفاء ) و(التحبير لعلم التفس ير)‪ ،‬وه و الم راد ههن ا‪ ،‬و(تحف ة المج الس‬
‫ونزهة المجالس) و(تحفة الناسك) و(تدريب الراو ّي) في شرح تقريب النووي‪ ،‬و(ترجمان القر آن) و(تفسير الجلالين) و(تنوير الحوال ك في ش رح موط أ‬
‫ال إمام مالك) و(الجامع الصغير) في الحديث‪ ،‬و(جمع الجوامع‪ ،‬ويعرف بالجامع الكبير) و (الح اوي للفت اوي) و(حس ن المحاض رة في أخب ار مصر‬
‫والقاهرة) و(الخصائص والمعج زات النبو ّية) و(د ّر الس حابة في من دخ ل مصر من الصحابة) و(ال در المنث ور في التفس ير بالم أثور) و(ال در النث ير في‬
‫تلخيص نهاية ابن ال أثير) و(الدراري في أبناء السراري) و(الدرر المنتثرة في ال أحاديث المشتهرة) و(الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج) و(ديوان‬
‫الحيوان) اختصره من "حياة الحيوان" للدميري‪ ،‬و(رشف الزلال) ويعرف بـ"مقامة النساء"‪ ،‬و(زهر الربى) في شرح س نن النس ائي‪ ،‬و(زي ادات الج امع‬
‫‪7‬‬

‫﴿و ْي = ٌل‬ ‫األص ّح أنه ‪﴿ :‬ا ْق َر ْأ بِاس ِْم َربِّ َ‬


‫ك﴾ [العلق‪ ، ]1:‬ثم الم َّدثِّر ‪ ،‬وبالمدينة ‪َ :‬‬ ‫َ‬ ‫الحادي عشر ‪ :‬أوّل ما نزل ‪:‬‬
‫لِّ ْل ُمطَفِّفِ ْينَ ﴾ [المطففين‪ ، ]1:‬وقيل ‪ :‬البقرة ‪.‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪13‬‬
‫آخر ما نزل ‪ :‬فيه أقوال ‪ :‬قيل ‪ :‬آية الكاللة [النساء‪ ، ]176:‬وقيل ‪ :‬آية الربا ‪ ،‬وقيل= ‪:‬‬ ‫الثاني عشر ‪ِ :‬‬
‫‪16‬‬ ‫‪15‬‬
‫آخر براءة ‪ ،‬وقيل= ‪ :‬آية النصر ‪ ،‬وهللا أعلم ‪.‬‬ ‫﴿ َواتَّقُوْ ا يَو ًما تُرْ َجعُوْ نَ ﴾ اآلية [البقرة‪ ، ]281:‬وقيل ‪ِ :‬‬

‫الفصل الثاني في األقسام التي ترجع إلى السند ‪:‬‬


‫وهي خمسة ‪ :‬األول ‪ :‬المتواتر= ‪ :‬وهو ما نقله طبقةٌ عن طبق ٍة ال يمكن عادةً تواطُ=ؤُهم على الك==ذب عن‬
‫ِمثلِهم من أ ّولِه إلى منتهاه ‪.‬‬

‫الصغير) و(السبل الجلية في ال آباء العلية) و(شرح شواهد المغني) سماه (فتح القريب) و(الشماريخ في علم التاريخ) رسالة‪ ،‬و(صون المنط ق والكلام‬
‫عن فن المنطق والكلام) و(طبقات الحفاظ) و(طبقات المفسرين) و(عقود الجمان في المعاني والبيان) أرجوزة‪ ،‬و(عق ود الزبرج د على مس ند ال إم ام‬
‫أحمد) و(قطف الثمر في موافق ات عم ر) و(ك وكب الروض ة) في ذك ر جزي رة الروض ة ال تي ك ان من س كانها‪ ،‬و(مقام ات ) و(الل آلي المصنوعة في‬
‫ال أحاديث الموضوعة) و(لب اللباب في تحرير ال أنساب) و(لباب النقول في أس باب ال نزول) و(م ا رواه ال أس اطين في ع دم المجيء إلى الس لاطين)‬
‫و(متشابه القر آن) و(مجموعان) مخطوطان‪ ،‬يشتملان على ‪ 43‬رسالة‪ ،‬و(المحاضرات والمح اورات) و(المه ذب في م ا وق ع في الق ر آن من المع رب)‬
‫و(المزهر) في اللغ ة‪ ،‬و(مس الك الحنف ا في وال دي المصطفى) و(المس تطرف من أخب ار الج واري) و(مش تهى العق ول في منتهى النق ول) و(مصباح‬
‫الزجاجة) في شرح سنن ابن ماجة‪ ،‬و(مفحمات ال أقران في مبهمات الق ر آن) و(مقام ات) في ال أدب‪ ،‬و(المقام ة السندس ية في النس بة المصطفوية)‬
‫و(مناقب أبي حنيفة) و(مناقب مالك) و(مناه ل الصفا في تخ ريج أح اديث الش فا) و(المنجم في المعجم) ت رجم ب ه أش ياخه‪ ،‬و(نزه ة الجلس اء في‬
‫أشعار النساء) في الظاهري ة‪ ،‬و(النفح ة المس كية والتحف ة المكي ة) في ع دة عل وم‪ ،‬و(نواه د ال أبك ار) حاش ية على البيض اوي‪ ،‬و(هم ع الهوام ع) في‬
‫النحو‪ ،‬و(الوسائل إلى معرفة ال أوائل) وغير ذلك‪.‬‬
‫‪ 11‬وهي ‪ِ ﴿ :‬إ َّن ال َّص َفا َوا ْل َم ْر َو َة ِم ْن َش َعا ِئ ِر الل ه َف َم ْن َح َّج ا ْل َب ْي َت َأ ِو ا ْع َت َم َر َف َلا ُج َنا َح َع َل ْي ِه َأ ْن َي َّط َّو َف ِب ِه َما َو َم ْن َت َط َّو َع َخ ْي ًرا َف ِإ َّن الل ه َشا ِك ٌر‬
‫َع ِلي ٌم﴾ [البقرة‪]158 :‬‬
‫وهي ‪َ ﴿ :‬يا َأ ُّي َها ال َّن ِب ُّي ُق ْل ِل َأ ْز َوا ِج َك َو َب َنا ِت َك َو ِن َسا ِء ا ْل ُم ْؤ ِم ِني َن ُي ْد ِني َن َع َل ْي ِه َّن ِم ْن َج َلا ِبي ِب ِه َّن َذ ِل َك َأ ْد َنى َأ ْن ُي ْع َر ْف َن َف َلا ُي ْؤ َذ ْي َن َو َكا َن ال َّل ُه‬ ‫‪12‬‬

‫َغ ُفو ًرا َر ِحي ًما﴾ [ال أحزاب‪]59:‬‬


‫‪ 13‬و آي ة الكلال ة هي‪َ ﴿ :‬ي ْس َت ْف ُتو َن َك ُق ْل ال َّل ُه ُي ْف ِتي ُك ْم ِفي ا ْل َكلا َل ِة ِإ ْن ا ْم ُر ٌؤ َه َل َك َل ْي َس َل ُه َو َل ٌد َو َل ُه ُأ ْخ ٌت َف َل َها ِن ْص ُف َما َت َر َك َو ُه َو َي ِر ُث َها ِإ ْن َل ْم‬
‫َي ُك ْن َل َها َو َل ٌد َف ِإ ْن َكا َن َتا ا ْث َن َت ْي ِن َف َل ُه َما ال ُّث ُل َثا ِن ِم َّما َت َر َك َو ِإ ْن َكا ُنوا ِإ ْخ َو ًة ِر َجالا َو ِن َسا ًء َف ِلل َّذ َك ِر ِم ْث ُل َح ِّظ ال ُأن َث َي ْي ِن ُي َب ِّي ُن ال َّل ُه َل ُك ْم َأ ْن َت ِض ُّلوا َوال َّل ُه ِب ُك ِّل َش ْي ٍء‬
‫َع ِلي ٌم﴾ [النساء‪. ]176 :‬‬
‫‪ 14‬وهي ‪﴿ :‬يا َأ ُّي َها ا َّل ِذي َن آ َم ُنوا ا َّت ُقوا ال َّل َه َو َذ ُروا ما َب ِق َي ِم َن ال ِّربا ِإ ْن ُك ْن ُت ْم ُم ْؤ ِم ِني َن﴾ [البقرة‪ :‬ال آية ‪. ]278‬‬
‫‪ 15‬وهي ‪َ ﴿ :‬ل َق ْد ج ا َء ُك ْم َر ُسو ٌل ِم ْن َأ ْن ُف ِس ُك ْم َع ِزي ٌز َع َل ْي ِه م ا َع ِن ُّت ْم َح ِري ٌص َع َل ْي ُك ْم ِبا ْل ُم ْؤ ِم ِني َن َر ُؤ ٌف َر ِحي ٌم * َف ِإ ْن َت َو َّل ْوا َف ُق ْل َح ْس ِب َي ال َّل ُه لا ِإل َه‬
‫ِإ َّلا ُه َو َع َل ْي ِه َت َو َّك ْل ُت َو ُه َو َر ُّب ا ْل َع ْر ِش ا ْل َع ِظي ِم﴾ [سورة التوبة‪. ]129 -128 :‬‬
‫أي ‪ :‬سورة ﴿ ِإ َذا َجاء َن ْص ُر ال َّل ِه َوا ْل َف ْت ُح﴾ ‪.‬‬ ‫‪16‬‬
‫‪8‬‬

‫وغ=الِبُ الق=راءات ك=ذلك ‪ ،‬وال س=يما الس=بعة المش=هورة المنس=وبة إلى األئم=ة الس=بعة ‪ :‬ن=افع ‪ ، 17‬وابن‬
‫كث==ير‪ ، 18‬وأبي عم==رو‪ ، 19‬وابن ع==امر‪ ،20‬وعاصم‪ ، 21‬وحم==زة‪ ،22‬والكس==ائي‪ ،23‬وك==ذا الثالث==ة المت ِّم َم= ةُ للعش==رة‬
‫نزل عليه‬ ‫ُ‬ ‫المنسوبة إلى أبي جعفر‪ ، 24‬ويعقوب‪ ،25‬وخلف=‪ . 26‬وهذه العشرة حرف واحد من سبعة أحر ٍ‬
‫ُف الذي أ ِ‬
‫القرآن كما حقَّقَه السيوطي= في (اإلتقان) ‪.‬‬
‫ق العربي=ةَ والرس= َم ‪ ،‬أي ‪ :‬خ==طَّ‬ ‫الثاني ‪ :‬المشهور ‪ :‬هو ما ص ّح سندُه ‪ ،‬ولم يبلغ درجةَ المتواتر= ‪َ ،‬‬
‫وواف= َ‬
‫ق في نقله عن السبعة ‪.‬‬ ‫اإلمام ‪ ،‬واشتهر عند القُرّاء ‪ ،‬فلم يَ ُع ُّدوه من الغلط ‪ ،‬ومثاله ما اختَلفَ الطر ُ‬
‫ِ‬ ‫المصحف‬
‫ِ‬
‫ص==نِّفَ في المت==واتر= والمش==هور= من الق==راءات ‪( :‬التيس==ير) لل==داني ‪ ،‬و(قص==يدة‬
‫‪27‬‬ ‫َ‬
‫ومن أش==هَر م==ا ُ‬
‫‪29‬‬
‫الفن "ابن الجزري" ‪.‬‬ ‫لمحرِّر ّ‬
‫ِ=‬ ‫الشاطبي)‪ ،28‬و(أوعية النشر في القراءات العشر) و(تقريب النشر) كالهما‬
‫ُقرأ ويُع َمل بالمشهور كالمتواتر ؛ ألنه قرآن ‪.‬‬ ‫وي َ‬

‫‪ 17‬ه و ن افع بن عب د ال رحمن بن أبي نعيم‪ ،‬اللي ثي ب الولاء‪ ،‬الم دني (ت ‪169‬هـ)‪ ،‬أح د الق راء الس بعة المش هورين‪ ،‬ك ان أس ود‪ ،‬ش ديد‬
‫السواد‪ ،‬صبيح الوجه‪ ،‬حسن الخلق‪ ،‬فيه دعابة‪ .‬أصله من أصبهان‪ ،‬اش تهر في المدين ة‪ ،‬وانتهت إلي ه رياس ة الق راءة فيه ا‪ ،‬و أق ر أ الن اس نيف ا وس بعين‬
‫سنة‪ ،‬وتوفي بها‪.‬‬
‫هو عبد الل ه بن كث ير الدار ّي المك ّي‪ ،‬أبو معبد (‪ 120 -45‬هـ)‪ ،‬أحد الق راء السبعة‪ ،‬ك ان قاض ي الجماع ة بمكة‪ ،‬وك انت حرفته‬ ‫‪18‬‬

‫العطارة‪ .‬ويسمون العطار "داريا" فعرف بالداري‪ ،‬وهو فارسي ال أصل‪ ،‬مولده ووفاته بمكة‪.‬‬
‫‪ 19‬هو َز َّبان بن َع َّمار التميمي المازني البصري‪ ،‬أب و عم رو‪ ،‬ويلقب أب وه ب العلاء (‪ 154 - 70‬هـ)‪ ،‬من أئم ة اللغ ة وال أدب‪ ،‬و أح د الق راء‬
‫السبعة‪ .‬ولد بمكة‪ ،‬ونش أ بالبصرة‪ ،‬ومات بالكوفة‪ .‬قال الفرزدق‪( :‬ما ِزل ُت أغلق أبوابا و أفتحها حتى أتيت أبا عمرو ابن عمار)‪ .‬قال أب و عبي دة‪ :‬ك ان‬
‫أعلم الناس بال أدب والعربية والقر آن والشعر‪ ،‬وكانت عامة أخباره عن أعراب أدركوا الجاهلية‪ .‬ل ه أخب ار وكلم ات م أثورة‪ .‬وللصولي كت اب ( أخب ار أبي‬
‫عمرو ابن العلاء)‪.‬‬
‫‪ 20‬هو عبد الله بن عامر بن زيد‪ ،‬أبوعمران اليحصي الشامي (‪ 118 - 8‬هـ)‪ ،‬أحد القراء السبعة‪ ،‬ول َي قضا َء دمش ق في خلاف ة الوليد بن‬
‫عبد الملك‪ُ .‬و ِلد في "البلق اء" في قري ة "رح اب"‪ ،‬وانتق ل إلى دمش ق بع د فتحه ا‪ ،‬وت وفي فيه ا‪ .‬ق ال ال ذهبي‪ :‬مق رئ الش اميين‪ ،‬ص دوق في رواي ة‬
‫الحديث‪.‬‬
‫‪ 21‬هو عاصم بن أبي النجود بهدلة الكوفي ال أسدي ب الولاء‪ ،‬أب و بك ر (‪ 127‬هـ)‪ ،‬أح د الق راء السبعة‪ ،‬ت ابعي‪ ،‬من أه ل الكوف ة‪ ،‬ووفاته‬
‫فيها‪ .‬كان ثقة في القراءات‪ ،‬صدوقا في الحديث‪ .‬قيل‪ :‬اسم أبيه عبيد‪ ،‬وبهدلة اسم أمه‪.‬‬
‫‪ 22‬هو حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل التيمي الزيات (‪156 - 80‬هـ)‪ ،‬أحد الق راء الس بعة‪ .‬ك ان من م والي ال تيم فنس ب إليهم‪.‬‬
‫وكان يجلب الزيت من الكوف ة إلى حل وان (في أواخ ر س واد الع راق مم ا يلي بلاد الجب ل) ويجلب الجبن والج وز إلى الكوف ة‪ .‬وم ات بحل وان‪ .‬ك ان‬
‫عالما بالقراءات‪ ،‬انعقد ال إجماع على تلقي قراءته بالقبول‪.‬‬
‫‪ 23‬هو علي بن حمزة بن عبد الله ال أسدي بالولاء‪ ،‬الكوفي‪ ،‬أبو الحسن الكسائي (ت ‪189‬هـ)‪ ،‬إمام في اللغة والنح و والق راءة‪ ،‬من أه ل‬
‫الكوفة‪ُ .‬و ِلد في إحدى قراها‪ ،‬وتعلم بها‪ .‬وقر أ النحو بعد الكبر‪ ،‬وتن ّقل في البادية‪ ،‬وسكن بغداد‪ ،‬وتوفي بالر ّي‪ ،‬عن سبعين عاما‪ .‬وهو م ؤدب الرش يد‬
‫العباسي وابنه ال أمين‪ .‬قال الجاحظ‪ :‬كان أثيرا عند الخليفة‪ ،‬حتى أخرجه من طبقة المؤ ِّدبين إلى طبقة الجلساء والمؤانسين‪ .‬أصله من أولاد الفرس‪،‬‬
‫و أخباره مع علماء ال أدب في عصره كثيرة‪ .‬له تصانيف‪ ،‬منها (معاني الق ر آن) و(المصادر) و(الح روف) و(الق راءات) و(ن وادر) ومختصر في (النح و)‬
‫و(المتشابه في القر آن) و(ما يلحن فيه العوا ّم)‪.‬‬
‫‪9‬‬

‫المذكور ‪ ،‬فال‬
‫ِ=‬ ‫الثالث ‪ :‬اآلحاد ‪ :‬وهو ما صح سنده ‪ ،‬لكنه خالفَ الرس َم أو العربيةَ ‪ ،‬ولم يشت ِهر اشتها َر‬
‫فإن شرطَ القرآ ِن موافقةُ العربي= ِة والخ=طِّ م==ع ص=حّة الس==ند ‪.‬‬ ‫بقرآن بخالف األوّل والثاني ؛ ّ‬
‫ٍ‬ ‫يُق َرأ به ؛ ألنه ليس‬
‫يمين بقراءة‬
‫ٍ‬ ‫ّ‬
‫منزلةَ اآلحاد ‪ ،‬وقد احت َّج أبوحنيفة على وجوب التتابع في صوم كفار ِة‬
‫‪30‬‬
‫نعم ‪ ،‬يُع َمل بها تنزيال لها ِ‬
‫ابن مسعود ‪ -‬رضي هللا عنه – "متتابعات" ‪.‬‬
‫ّ‬
‫الشاذ ‪ :‬وهو ما لم يص ّح سندُه ‪ ،‬فليس بقرآ ٍن ‪ ،‬وال يُقرأ ‪ ،‬وال يُع َمل به ‪.‬‬ ‫أما‬
‫الرابع والخامس ‪ :‬الرواة والحف==اظ ال==ذين اش==تهروا بحف==ظ الق==رآن من الص==حابة ‪ :‬عثم==ان ‪ ،‬وعل ّي ‪ ،‬و‬
‫أُبَ ّي ‪ ،‬وزيد ‪ ،‬وابن مسعود= ‪ ،‬وأبو الدرداء ‪ ،‬ومعاذ ‪ ،‬وأبو زيد األنصاري ‪ ،‬ثم أبو هريرة ‪ ،‬وعبد هللا بن عباس‬
‫‪ ،‬وعبد هللا بن السائب ‪ -‬رضي هللا عنهم ‪. -‬‬

‫‪ 24‬هو يزيد بن القعقاع المخزومي بالولاء‪ ،‬المدني‪ ،‬أبو جعفر (ت ‪ 132‬هـ)‪ ،‬أحد القراء " العشرة " من التابعين‪ .‬وكان إمام أهل المدينة‬
‫في القراءة و ُعرف بالقارئ‪ .‬وكان من المفتين المجتهدين‪ .‬توفي في المدينة‪.‬‬
‫‪ 25‬هو يعقوب بن إسحاق بن زيد الحض رم ّي البصري‪ ،‬أبو محمد (‪ 205 - 117‬هـ)‪ ،‬أحد الق راء العش رة‪ ،‬مول ده ووفات ه بالبصرة‪ ،‬ك ان‬
‫إمامه ا ومقرئه ا‪ ،‬وه و من بيت علم بالعربي ة وال أدب‪ .‬ل ه في الق راءات رواي ة مش هورة‪ .‬ول ه كتب‪ ،‬منه ا‪( :‬الج امع)‪ ،‬ق ال الزبي دي‪ :‬جم ع في ه عام ة‬
‫اختلاف وجوه القر آن‪ ،‬ونسب كل حرف إلى من قر أه‪ .‬ومن كتبه‪( :‬وجوه القراءات) و(وقف التمام)‪.‬‬
‫‪ 26‬هو خلف بن هشام البزار‪ ،‬ال أسدي‪ ،‬أبو محمد(‪ 229 - 150‬هـ)‪ ،‬أحد الق راء العش رة‪ .‬ك ان عالم ا عاب دا ثق ة‪ .‬أص له من فم ال ِّصلح‬
‫(بكسرالصاد) قرب واسط‪ ،‬واشتهر ببغداد‪ ،‬وتوفي فيها مختفيا‪ ،‬زمان الجهمية‪.‬‬
‫‪ 27‬هو عثم ان بن س عيد بن عثم ان‪َ ،‬أ ُبو عم رو ال داني (‪ 444 - 371‬هـ)‪ ،‬ويق ال ل ه ابن الصير في‪ ،‬من م والي بني أمي ة‪ ،‬أحد حف اظ‬
‫الحديث‪ ،‬ومن ال أئمة في علم القر آن ورواياته وتفسيره‪ .‬من أهل "دانية"بال أندلس‪ .‬دخل المشرق‪ ،‬فح ّج وزار مصر‪ ،‬وعاد فتوفي في بلده‪ .‬له أكثر من‬
‫مئة تصنيف‪ ،‬منها‪( :‬التيسير) في القراءات السبع‪ ،‬و(ال إشارة) في القراءات‪ ،‬و(المقنع) في رسم المصاحف ونقطها‪ ،‬و(الاهتدا في الوقف والابت داء)‬
‫و(الموضح لمذاهب الق ّراء) صغير‪ ،‬و(جامع البيان) في القراءات‪ ،‬و(طبقات الق ّراء) وغير ذلك‪.‬‬
‫‪ 28‬يعني‪ :‬قصيدته المسماة بـ(حرز ال أماني ووجه التهاني) في القراءات السبع المثاني‪ ،‬وهي القصيدة المش هورة بـ(الش اطبية) للش يخ أبي‬
‫محمد القاسم بن فيره الشاطبي الضرير المتوفى بالقاهرة سنة (‪590‬هـ )‪ ،‬تسعين وخمسمائة‪ ،‬نظم فيه (التيس ير) كم ا ذك ره الج زري في (التحب ير)‪،‬‬
‫و أبياته ألف ومائة وثلاثة وسبعون بيتا‪ ،‬أبدع فيه كل ال إبداع‪ ،‬فصار عمدة الفن‪ .‬وله شروح كثيرة‪ ،‬أحسنها و أد ّقها‪ :‬شرح الشيخ بره ان ال دين إب راهيم‬
‫بن عمر الجعبري المتوفى سنة (‪732‬هـ) اثنتين وثلاثين وسبعمائة‪ ،‬وهو شرح مفيد مشهور‪ ،‬سماه‪( :‬كنز المعاني)‪ .‬راجع‪( :‬كشف الظنون)‬
‫‪ 29‬هو محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف‪ ،‬أبو الخير‪ ،‬شمس الدين‪ ،‬العمري الدمشق ّي ثم الشيرازي الشافع ّي‪ ،‬الش هير ب ابن‬
‫الجزري (‪ 833 - 751‬هـ)‪ ،‬شيخ ال إقراء في زمانه‪ ،‬ومن حفاظ الحديث‪ .‬ولد ونش أ في دمشق‪ ،‬وابتنى فيها مدرسة س ماها (دار الق ر آن)‪ ،‬ورح ل إلى‬
‫مصر مرارا‪ ،‬ودخل بلاد الروم‪ ،‬وسافر مع تيمور لنك إلى ما وراء النهر‪ .‬ثم رحل إلى شيراز فولي قض اءها‪ .‬وم ات فيه ا‪ .‬نس بته إلى (جزي رة ابن عم ر)‪.‬‬
‫ومن كتبه (النشر في القرا آت العشر) جز آن‪ ،‬و(غاية النهاية في طبقات القراء) مجلدان‪ ،‬اختصره من كتاب آخر له اسمه (نهاي ة ال درايات في أس ماء‬
‫رجال القراءات)‪ ،‬و(التمهيد في علم التجويد) و(ملخص تاريخ ال إس لام) و(ذات الش فاء في س يرة الن بي والخلف اء) منظوم ة‪ ،‬و(فض ائل الق ر آن) ج زء‬
‫منه‪ ،‬و(سلاح المؤمن) في الحديث‪ ،‬و(منجد المقرئين) و(الحصن الحصين) في ال أدعية وال أذكار الم أثورة‪ ،‬وحاش ية علي ه س ّماها (مفت اح الحصن‬
‫الحصين) و(مختصر ع دة الحصن الحصين) و(التت ّمة في الق راءات) و(تحب ير التيس ير) في الق راءات العش ر‪ ،‬و(تق ريب النش ر في الق راءات العش ر)‬
‫و(الدرة المضية) في القراءات‪ ،‬و(طيبة النشر في القراءات العش ر) منظوم ة‪ ،‬و(المقدم ة الجزري ة) أرج وزة في التجوي د‪ ،‬و( أس نى المط الب في من اقب‬
‫‪10‬‬

‫ومن الت===ابعين يزي===د بن القعق===اع ‪ ،‬وعب===د ال===رحمن األع===رج‪ ،31‬ومجاهد‪ ،32‬وس===عيد‪ ،33‬وعكرمة‪، 34‬‬
‫وعطاء‪ ،35‬والحسن‪ ،36‬وعلقمة‪ ، 37‬واألسود‪ ، 38‬و ِزر بن ُحبَيش‪ ،39‬وعبيدة‪ ،40‬ومس==روق=‪ - 41‬رحمهم= هللا تع==الى‬
‫‪ -‬وإليهم= ترجع السبعة‪.‬‬

‫الفصل الثالث في األقسام التي ترجع إلى األداء ‪:‬‬


‫ذكرت شيئا منها في رسالتِي= (التَّ ِ‬
‫نض=يد في التجوي==د) ‪ ،‬وأذك==ر ههن==ا‬ ‫ُ‬ ‫ومحلُّها ُكتبُ القراء ِة والتجويد= ‪،‬‬
‫منها أربعة ‪:‬‬

‫علي بن أبي طالب) و(الهداية في علم الرواية) في المصطلح‪ ،‬و(المصعد ال أحمد في ختم مسند ال إمام أحمد) في الحديث‪.‬‬
‫‪ 30‬هو أبو حنيف ة النعم ان بن ث ابت‪ ،‬التيمي ب الولاء‪ ،‬الكوفي‪ ،‬إم ام الحنفي ة‪ ،‬الفقي ه المجته د المحقق‪ ،‬و أحد ال أئم ة ال أربعة عند أه ل‬
‫السنة‪ .‬قيل‪ :‬أصله من أبناء فارس‪ .‬ولد بالكوفة سنة ‪80‬هـ‪ ،‬وقيل‪70 :‬هـ‪ ،‬ونش أ به ا‪ ،‬وك ان ي بيع الخ ز‪ ،‬ويطلب العلم في ص باه‪ ،‬ثم انقط ع للت دريس‬
‫وال إفتاء‪ .‬و أراده عمر بن هبيرة ( أمير العراقين) على القضاء‪ ،‬فامتنع ور ًعا‪ .‬و أراده المنصور العباسي بعد ذلك على القض اء ببغ داد‪ ،‬ف أبى‪ ،‬فحل ف علي ه‬
‫ليفعلن‪ ،‬فحلف أبو حنيفة أنه لا يفعل‪ ،‬فحبسه إلى أن مات‪ .‬وكان قو ّي الحجة‪ ،‬من أحسن الناس منطقا‪ ،‬قال ال إم ام مال ك‪ ،‬يصفه‪« :‬ر أيت رجلا‬
‫لو كلم َته في السارية أن يجعلها ذهبا‪ ،‬لقام بحجته»‪ .‬وكان كريما في أخلاقه‪ ،‬جوادا‪ ،‬حسن المنطق والصورة‪ ،‬جه ور ّي الصوت‪ ،‬إذا ح ّدث انطل ق‬
‫في القول‪ ،‬وكان لكلامه دو ّي‪ .‬وعن ال إمام الشافع ّي‪ :‬الناس عي ال في الفق ه على أبي حنيف ة‪ .‬ل ه (مس ند) في الح ديث‪ ،‬جمع ه تلامي ذه‪ ،‬و(كت اب‬
‫ال آثار) ( أقول‪ :‬قال عب د الرش يد النعم اني عن ه‪ :‬إن ه رواه عن ال إم ام تلامذ ُته‪ ،‬ف ُن ِسب إليهم‪ ،‬فيق ال‪ :‬آث ار أبي يوس ف‪ ،‬و آث ار محم د‪ .‬وق ال أيض ا‪ :‬إن‬
‫كت اب ال آث ار لل إم ام أبي حنيف ة أح َرى ب أن يوص ف أن ه أص ح الكتب بع د كت اب الل ه س بحانه) وتنس ب إلي ه رس الة (الفق ه ال أك بر) و(ال أبس ط)‪،‬‬
‫و(الوصايا)‪ .‬توفي ببغداد سنة ‪150‬هـ‪.‬‬
‫‪ 31‬هو عبد الرحمن بن هرمز‪ ،‬أبو داود‪ ،‬من موالي بني هش ام‪ ،‬ع رف ب ال أعرج (ت ‪117‬هـ)‪ ،‬حاف ظ‪ ،‬ق ارئ‪ ،‬من أه ل المدني ة‪ .‬أدرك أب ا‬
‫هريرة و أخذ عنه‪ .‬وهو أول من برز في القر آن والسنن‪ .‬وكان خبيرا ب أنساب العرب‪ ،‬وافر العلم‪ ،‬ثقة‪ ،‬رابط بثغر ال إسكندرية مدة‪ ،‬وم ات به ا‪ .‬وفي اس م‬
‫أبيه خلاف‪.‬‬
‫‪ 32‬هو مجاهد بن جبر‪ ،‬ويقال‪ :‬بن جبير‪ ،‬أبو الحجاج المك ّي (‪ 104 - 21‬هـ)‪ ،‬م ولى ب ني مخ زوم‪ ،‬ت ابعي‪ ،‬مف ِّسر من أه ل مك ة‪ .‬ق ال‬
‫الذهبي‪ :‬شيخ القراء والمفسرين‪ .‬أخذ التفسير عن ابن عباس‪ ،‬قر أه عليه ثلاث مرات‪ ،‬يقف عند كل آية يس أله‪ :‬فيم ن زل ْت وكي ف ك انت؟ وتن ّقل في‬
‫ال أس فار‪ ،‬واس تق ّر في الكوف ة‪ .‬وك ان لا يس مع ب أعجوب ة إلا ذهب فنظ ر إليه ا‪ :‬ذهب إلى "ب ئر بره وت" بحض رموت‪ ،‬وذهب إلى "باب ل" يبحث عن‬
‫هاروت وماروت‪ .‬أما كتابه في "التفسير" في ّتقي ه المف ِّسرون‪ ،‬و ُس ِئل ال أعم ُش عن ذل ك‪ ،‬فق ال‪ :‬ك انوا ي رون أن ه َيس أل أه َل الكت اب‪ ،‬يع ني النصارى‬
‫واليهود‪ .‬ويقال‪ :‬إنه مات‪ ،‬وهو ساجد‪.‬‬
‫‪ 33‬هو سعيد بن جبير ال أسدي‪ ،‬بالولاء‪ ،‬الكوفي‪ ،‬أبو عبد الله (‪ 95 - 45‬هـ)‪ ،‬تابع ّي‪ ،‬كان أعلمهم على ال إطلاق‪ .‬وهو حبشي ال أصل‪،‬‬
‫من موالي بني والبة بن الحارث من بني أسد‪ ،‬أخذ العلم عن عبد الل ه بن عب اس‪ ،‬وابن عم ر‪ .‬ثم ك ان ابن عب اس‪ ،‬إذا أت اه أه ل الكوف ة يس تفتونه‪،‬‬
‫قال‪ :‬أتس ألونني‪ ،‬وفيكم ابن أم دهماء؟ يعني سعيدا‪ .‬ولما خرج عبد الرحمن ابن محمد بن ال أشعث‪ ،‬على عبد الملك بن م روان‪ ،‬ك ان س عيد مع ه‬
‫إلى أن ُق ِتل عبد الرحمن‪ ،‬فذهب سعيد إلى مكة‪ ،‬ف َقب َض عليه وا ِليه ا (خال د القس ري)‪ ،‬و أرس له إلى الح ّجاج‪ ،‬فقتل ه بواس ط‪ .‬ق ال ال إم ام أحم د بن‬
‫حنبل‪َ :‬قت َل الحجاج سعيدا‪ ،‬وما على وجه ال أرض أحد إلا وهو مفتق ر إلى علم ه‪ .‬وفي آخ ر ترجمت ه في وفي ات ال أعي ان‪ :‬أن ه ك ان يلعب بالش طرنج‬
‫‪11‬‬

‫األوّل والثاني ‪ :‬الوقف= واالبتداء ‪ ،‬أفرده بالتصنيف= خالئِق ‪ ،‬منهم السجاوندي= في الوقوف‪ 42 =.‬وهو تا ّم‬
‫ُ=‬
‫الوقف ولم يَح ُس ِن االبتداء ‪ ،‬وقبيح إن لم يكن تا ّمًا وال حسنا ‪ ،‬قال ابن الجزري‬ ‫إن أت َّم الكال َم ‪ ،‬وح َس ٌن إن َحسُن‬
‫‪:‬‬
‫غير ما له َسبَب‬
‫قف َو َجب ‪ .....‬وال حرا ٌم َ‬‫وليس في القرآن ِمن َو ٍ‬
‫وللوقف= في كالم العرب أوجه ‪ ،‬والمستعمل= منها عند أئمة القرّاء تسعة ‪:‬‬
‫السكون ‪ ،‬وهو األصل ؛ فيُوقَف على المتحرك بالسكون ‪.‬‬
‫َّين ‪ ،‬وهو النطق ببعض الحركة ‪.‬‬ ‫والرَّو ُ=م في الض ّم والكسر= األصلِي ِ‬

‫استدبارا‪.‬‬
‫‪ 34‬ه و عكرم ة بن عب د الل ه ال بربري الم دني‪ ،‬أب و عب د الل ه (‪ 105 - 25‬هـ)‪ ،‬م ولى عب د الل ه بن عب اس‪ ،‬ت ابعي‪ ،‬ك ان من أعلم الن اس‬
‫بالتفسير والمغازي‪ .‬طاف البلدان‪ ،‬وروى عنه زهاء ثلاثمائة رجل‪ ،‬منهم أكثر من سبعين تابعيا‪ .‬وذهب إلى نجدة الحروري‪ ،‬ف أق ام عن ده س تة أش هر‪،‬‬
‫ثم كان يحدث بر أي نجدة‪ .‬وخرج إلى بلاد المغرب‪ ،‬ف أخذ عنه أهله ا ر أي "الصفرية" وع اد إلى المدين ة‪ ،‬فطلب ه أميره ا‪ ،‬فتغ ّيب عن ه ح تى م ات‪،‬‬
‫وكانت وفاته بالمدينة‪ ،‬ومات هو و"كثير ع ّزة" في يوم واحد‪ ،‬فقيل‪ :‬مات أعلم الناس‪ ،‬و أشعر الناس‪.‬‬
‫‪ 35‬هو عطاء بن السائب (ت ‪136‬هـ) الامام الحافظ‪ ،‬محدث الكوفة‪ ،‬أبو السائب‪ ،‬وقيل‪ :‬أبو زيد‪ ،‬وقيل‪ :‬أبو يزيد‪ ،‬و أبو محمد الك وفي‪،‬‬
‫وكان من كبار العلماء‪ ،‬لكنه ساء حفظه قليلا في أواخر عمره‪.‬حدث عنه خلق كثير‪ .‬قال أحمد بن حنبل‪ :‬عطاء ثقة ثقة‪ ،‬رجل ص الح‪ ،‬وق ال‪ :‬من‬
‫سمع منه قديما كان صحيحا‪ ،‬ومن سمع منه حديثا لم يكن بشئ‪ ،‬سمع منه قديما شعبة‪ ،‬وسفيان‪ .‬انظر‪( :‬سير أعلام النبلاء للذهبي)‬
‫‪ 36‬هو الحسن بن يسار البصري‪ ،‬أبو سعيد (‪ 110 - 21‬هـ)‪ ،‬ت ابعي‪ ،‬ك ان إم ام أه ل البصرة‪ ،‬وح بر ال أم ة في زمن ه‪ .‬وهو أح د العلم اء‬
‫الفقهاء الفصحاء الشجعان النساك‪ .‬ولد بالمدينة‪ ،‬وش َّب في كن ف علي بن أبي ط الب‪ ،‬واس َتك َتبه الربي ع ابن زي اد والي خراس ان في عه د معاوي ة‪،‬‬
‫وسكن البصرة‪ ،‬وعظمت هيبته في القلوب‪ ،‬فكان يدخل على الولاة‪ ،‬في أمرهم وينهاهم‪ ،‬لا يخاف في الح ّق لومة‪ .‬وكان أبوه من أه ل ميس ان‪ ،‬م ولى‬
‫لبعض ال أنصار‪ .‬قال الغزالي‪" :‬كان الحسن البصري أشبه الناس كلاما بكلام ال أنبياء‪ ،‬و أقربهم هديا من الصحابة‪ .‬وكان غاية في الفصاحة‪ ،‬تتصبب‬
‫الحمكة من فيه"‪ .‬وله مع الحجاج ابن يوسف مواقف‪ ،‬وقد سلم من أذاه‪ .‬ولم ا ولي عم ر بن عب د العزي ز الخلاف ة كتب إلي ه‪ :‬إني ق د ابتليت به ذا‬
‫ال أمر‪ ،‬فانظر لي أعوانا‪ُ ،‬ي ِعي ُنو َنني عليه‪ .‬ف أجابه الحسن‪ :‬أما أبناء الدنيا فلا تريدهم‪ ،‬و أما أبناء ال آخ رة فلا يري دونك‪ ،‬فاس تعن بال َّله‪ .‬أخب اره كث يرة‪ ،‬ول ه‬
‫كلمات سائرة‪ ،‬وكتاب في (فضائل مكة ‪ -‬خ) بال أزهرية‪ .‬توفي بالبصرة‪.‬‬
‫‪ 37‬هو علقمة بن قيس بن عبد الله بن مالك النخعي الهمدان ّي‪ ،‬أبو ش بل (ت ‪62‬هـ)‪ ،‬ت ابعي‪ ،‬ك ان فقي ه الع راق‪ .‬يش به ابن مس عود في‬
‫هديه وسمته وفضله‪ ،‬ولد في حياة النبي ‪ -‬صلى الله عليه وس ّلم‪ ،-‬وروى الحديث عن الصحابة‪ ،‬ورواه عن ه كث يرون‪ ،‬وش هد ص فين‪ ،‬وغ زا خراس ان‪،‬‬
‫و أقام بخوارزم سنتين‪ ،‬وبمرو مدة‪ .‬وسكن الكوفة‪ ،‬فتوفي فيها‬
‫‪ 38‬هو ال أسود بن يزيد بن قيس النخعي (ت ‪75‬هـ)‪ ،‬تابعي‪ ،‬فقيه‪ ،‬من الحفاظ‪ .‬كان عالم الكوفة في عصره‪.‬‬
‫‪ 39‬هو زر بن حبيش بن حباشة بن أوس ال أس دي (ت ‪83‬هـ)‪ ،‬ت ابعي‪ ،‬من ُج ّلتهم‪ .‬أدرك الجاهلي ة وال إس لام‪ ،‬ولم ي ر الن بي ‪ -‬ص ّلى الل ه‬
‫عليه وسلم‪ ،-‬كان عالما بالقر آن‪ ،‬فاضلا‪ ،‬وكان ابن مسعود يس أله عن العربية‪ .‬سكن الكوفة‪ ،‬وعاش مئة وعشرين سنة‪ ،‬ومات بوقعة بدير الجماجم‪.‬‬
‫‪ 40‬هو عبيدة بن عمرو ( أو قيس) السلماني المرادي (ت ‪72‬هـ) تابعي‪ .‬أسلم باليمن أيام فتح مكة‪ ،‬ولم ير النبي‪ -‬ص ّلى الله علي ه وس لم‪-‬‬
‫وكان عريف قومه‪ ،‬وهاجر إلى المدينة في زمان عمر‪ ،‬وحضر كثيرا من الوقائع‪ ،‬وتف ّقه‪ ،‬وروى الحديث‪ ،‬وكان يوازي شريحا في القضاء‪.‬‬
‫‪12‬‬

‫واإلشمام في الض ّم ‪ ،‬وذلك باإلشارة إلى الحركة من غير تصويت ‪ .‬وفي= قوله تعالى ‪﴿ :‬ال تَأْ َمنَّا﴾ [يوس==ف‪]11=:‬‬
‫إشمام عند حفص‪ - 43‬رحمه هللا ‪ -‬وصالً ‪.‬‬
‫واإلبدال في االسم المنصوب= المن َّون ؛ فيُوقَف= باأللف ‪ ،‬وفي= المؤنث بالت==اء يُوقَ==ف علي==ه باله==اء ‪ .‬واختلف==وا في‬
‫الهاء المرسومة تا ًء ‪ ،‬بعضهم بالتاء ‪ ،‬وبعضهم= بالهاء ‪.‬‬
‫ف ٌء) ‪ ،‬فيُوقَف= عند حمزة بنقل حركتها إليه ‪ ،‬ثم تحذف ‪.‬‬ ‫والنقل فيما آخره همزة بعد ساكن ‪ ،‬نحو ‪ِ ( :‬د ْ‬
‫ُ‬
‫َين ‪ ،‬نحو ‪﴿ :‬بَ ِريْ ٌء﴾ و ﴿قرُوْ ٌء﴾ ‪ ،‬وذلك عند حمزة ‪.‬‬ ‫واإلدغام فيما آ ِخرُه همزةٌ بعد يا ٍء أو وا ٍو زائدت ِ‬
‫والحذف في الياءات الزوائد عند بعض ‪ ،‬واإلثبات في الياءات المحذوفة عند بعض ‪.‬‬
‫ُلحقها في (ع ّم و م ّما و في َم) وغيرها ‪.‬‬
‫واإللحاق في آخر الكلم من هاءات السكت عند من ي ِ‬
‫َحو الياء ‪ ،‬وبالفتح=ة نح=و الكس=رة ‪ .‬وأم=ا َل حم=زة والكس=ائي=‬ ‫الثالث ‪ :‬اإلمالة ‪ ،‬وهي أن تَن ِحي باأللف ن َ‬
‫يائي ك ُمو َسى= ‪ ،‬وكذا "أَنَّى" بمعنى كي==ف ‪ ،‬وك==ذا ك=ل مرس==وم= بالي=اء إال (ح==تى ول==دي ‪ ،‬وإلى ‪،‬‬ ‫فعل ٍّ‬‫اسم أو ٍ‬ ‫ك َّل ٍ‬
‫هَّللا‬
‫وأمال َحفص ﴿بِس ِْم ِ َمجْ َراهَا﴾[هود‪. ]41:‬‬
‫َ‬ ‫وعلى ‪ ،‬وما زكى) ‪.‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫الرابع ‪ :‬تخفيف الهمزة ‪ ،‬وذلك بنقل حركتها إلى الس==اكن قبله==ا ‪ ،‬نح==و ‪﴿ :‬قَ= ْد أفلَ َح﴾[المؤمن==ون‪ ، ]1:‬أو‬
‫﴿ج= ا َء أَ َجلُهُ ْم﴾ [األع==راف‪:‬‬
‫=ل ‪ ،‬نح==و ‪َ :‬‬
‫جنس حرك ِة ما قبله==ا ‪ ،‬نح==و‪ :‬ي==أتي ‪ ،‬أو إس==قاط بال نَق= ٍ‬
‫ِ‬ ‫بإبدال لها بِ َم َّد ٍة من‬
‫َ‬
‫‪ ، ]34‬أو بتَسهي ٍل بينها وبين حركتها ‪ ،‬أو حركة ما قبلها ‪ ،‬نحو ‪﴿ :‬أئِ َذا﴾ [الواقعة‪ ، ]47:‬وفي الهمزة الثاني==ة في‬
‫قوله تعالى ‪﴿ :‬أَأَ ْع َج ِم ٌّي﴾[الزمر‪ ]44:‬تسهيل عند حفص‪.‬‬

‫الفصل الرابع في األقسام التي ترجع إلى األلفاظ والمعاني المتعلقة باألحكام ‪:‬‬
‫ق لجميع م==ا يَص=لُح‬ ‫ستغر ٍ=‬‫ِ‬ ‫ُور ُم‬
‫غير محص ٍ‬ ‫ثير ِ‬ ‫ض َع لِ َك ٍ‬ ‫وذلك ستة وعشرون ‪ :‬األول ‪ :‬العا ّم ‪ :‬وهو ما ُو ِ‬
‫ت َعلَ ْي ُك ْم أ َّمهَاتُ ُك ْم﴾ [النساء‪ ، ]23:‬أو الع==ام الم==راد‬ ‫ُ‬ ‫له ‪ ،‬وهو إما العا ُّم الباقي على عمومه ‪ ،‬كقوله تعالى ‪﴿ :‬حُرِّ َم ْ‬
‫اس قَ== ْد َج َمعُ==وْ ا لَ ُك ْم﴾ [آل عم==ران‪ ، ]173:‬أو الع==ام‬ ‫==ال لَهُ ُم النَّاسُ إِ َّن النَّ َ‬
‫ب==ه الخص==وص ‪ ،‬كقول==ه تع==الى ‪﴿ :‬قَ َ‬
‫َ‬
‫ات يَت ََربَّصْ نَ بِأ ْنفُ ِس ِه َّن ثَاَل ثَةَ قُرُو ٍء﴾‬ ‫ْ‬
‫﴿وال ُمطَلَّقَ ُ‬ ‫المخصوص منه ‪ ،‬وهو كثير في القرآن ‪ ،‬كتخصيص قوله تعالى ‪َ :‬‬
‫ض ْعنَ ﴾ اآلية [الطالق‪:‬‬ ‫ت اأْل َحْ َما ِل أَ َجلُه َُّن أَ ْن يَ َ‬ ‫[البقرة‪ُ ، ]228:‬خصَّت منه الحام ُل واآلئِ َسةُ بقوله تعالى ‪َ ﴿ :‬وأُواَل ُ‬
‫يض﴾ اآلية [الطالق‪. ]4:‬‬ ‫‪ ، ]4‬وقوله تعالى ‪َ ﴿ :‬والاَّل ئِي يَئِ ْسنَ ِمنَ ْال َم ِح ِ‬
‫ضى= زَ ْي ٌد ِم ْنهَا‬
‫ض َع لمعنى معلوم على االنفراد عَينًا ‪ ،‬كقوله تعالى ‪﴿ :‬فَلَ َّما قَ َ‬ ‫الثاني ‪ :‬الخاصّ ‪ :‬وهو ما ُو ِ‬
‫نس=ا ‪،‬‬ ‫ث كَاَل لَ=ةً﴾ [النس=اء‪ ، ]12:‬أو ِج ً‬ ‫ُ=ور ُ‬
‫َوطَرًا﴾ [األحزاب‪ ، ]37:‬أو نَوعًا ‪ ،‬كقوله تع=الى ‪َ ﴿ :‬وإِ ْن َك=انَ َرجُ= ٌل ي َ‬
‫ان﴾ [الرحمن‪. ]39:‬‬ ‫كقوله تعالى ‪﴿ :‬فَيَوْ َمئِ ٍ=ذ اَل يُسْأ َ ُل ع َْن َذ ْنبِ ِه إِ ْنسٌ َواَل َج ٌّ‬
‫=ان أو أك==ث ُر وض = ًعا= ‪ ،‬ك==القَر ِء للحيض‬ ‫والث==الث والراب =ع= ‪ :‬المش==ترك والم==ؤ َّول ‪ :‬ف==األول ‪ :‬مالَ==ه معنَي= ِ‬
‫َّح من المعاني ف ُمؤَ َّو ٌل ‪.‬‬ ‫والطهر ‪ ،‬وال َمولَى للسيِّد والعبد وغيرهما ‪ ،‬فما تَرج َ‬ ‫ُّ‬

‫‪ 41‬هو مسروق بن ال أجدع بن مالك ال َه ْمداني الوادعي‪ ،‬أبو عائش ة (ت ‪63‬هـ)‪ ،‬ت ابعي ثق ة‪ ،‬من أه ل اليمن‪ .‬ق دم المدين ة في أي ام أبي‬
‫بكر‪ ،‬وسكن الكوفة‪ ،‬وشهد حروب عل ّي‪ ،‬وكان أعلم بالفتيا من شريح‪ ،‬وشريح أبصر منه بالقضاء‪.‬‬
‫‪ 42‬هو أبو عبد الل ه محم د بن طيف ور الغزنوي الس جاوندي‪ ،‬المفس ر‪ ،‬المق رئ‪ ،‬النحوي (ت ‪560‬هـ)‪ ،‬ومن كتب ه‪" :‬التفس ير" المس مى‬
‫بـ(عين المعاني في تفسير السبع المثاني) وهو تفسير حسن‪ ،‬ذكر فيه النحو و ِع َل َل القراءات وال أبيات ومعانيها واللغة إلى غير ذلك من معانى التفسير‬
‫فى مجلدات‪ ،‬أعدا ُدها قليلة‪ ،‬وفوائدها كثيرة جليلة‪ ،‬ثم اختصره ولده‪ ،‬وسماه " إنسان العين"‪ .‬و(كتاب عل ل الق راءات)‪ ،‬وكتاب ان في وق وف الق ر آن‪:‬‬
‫(كتاب الوقف والابتداء)‪ ،‬و(علل الوقوف)‪.‬‬
‫‪ 43‬هو حفص بن سليمان بن المغيرة ال أسدي بالولاء‪ ،‬أبو عمر‪ ،‬ويعرف بحفيص (‪ 180 - 90‬هـ)‪ .‬قارئ أهل الكوف ة‪ .‬ب زاز‪ ،‬ن زل بغداد‪،‬‬
‫وجاور بمكة‪ .‬وكان أعلم أصحاب عاصم بقراءته‪ ،‬وهو ابن امر أته وربيبه‪ ،‬ومن طريقه قراءة أهل المشرق‪.‬‬
‫‪13‬‬

‫الخامس والسادس= ‪ :‬الظ==اهر والنصّ ‪ :‬ف==األوّل ‪ :‬م==ا ظه==ر م==رادُه بص==يغته ‪ ،‬ف==إن ازداد وض==وحا= فه=و=‬
‫ث َو ُربَ==اعَ﴾ [النس==اء‪ ، ]3:‬فاآلي==ة ظ==اهرة في‬ ‫اب لَ ُك ْم ِمنَ النِّ َسا ِء َم ْثنَى َوثُاَل َ‬
‫النصّ ‪ ،‬كقوله تعالى ‪﴿ :‬فَا ْن ِكحُوا َما طَ َ‬
‫اإلباحة ‪ ،‬ونصٌّ في العدد ‪.‬‬
‫التأويل والتخص==يص ‪ ،‬كقول==ه‬ ‫ِ‬ ‫السابع ‪ :‬المفسَّر ‪ :‬وهو ما ازداد وضوحا على النصّ حيث ال يبقى وجهُ‬
‫تعالى ‪﴿ :‬فَ َس َج َد ْال َماَل ئِ َكةُ ُكلُّهُ ْم أَجْ َمعُونَ ﴾ [الحجر‪ ]30:‬؛ فإنه ظ==اهر في الس=جود ‪ ،‬لكن=ه يحتم==ل التخص==يص ‪،‬‬
‫‪44‬‬

‫فانقطع ذلك بقوله‪﴿ :‬أَجْ َمعُوْ نَ ﴾ ‪.‬‬


‫س=خ والتب==ديل ‪ ،‬كاآلي=ات الدالّ=ة على وج==ود‬ ‫ُ‬
‫والثامن ‪ :‬المحكم ‪ :‬وهو ما أح ِك َم مرادُه ب==ه عن احتم=ا ِل النَّ ِ‬
‫الصانع وصفاته ‪ ،‬كقوله تعالى ‪َ ﴿ :‬وهَّللا ُ بِ ُكلِّ َش ْي ٍء َعلِي ٌم﴾ [البقرة‪. ]282:‬‬
‫=ارض غ==ير الص==يغة ‪ ،‬يحت==اج إلى الطلب ‪ ،‬كآي==ة الس==رقة‬ ‫ٍ‬ ‫التاسع ‪ :‬الخف ّي ‪ :‬وهو ما خفي المراد منه لِع=‬
‫باسم خاصٍّ ‪.‬‬
‫خفِ ٌّي في النبَّاش؛ الختصاصه ٍ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫العاشر ‪ :‬المش ِكل ‪ :‬وهو فوق= الخفي ؛ الحتياج الطلب والتأم==ل ‪ ،‬كقول==ه تع==الى ‪﴿ :‬لَ ْيلَ=ة القَ= ْد ِر َخ ْي= ٌر ِم ْن‬
‫ف َشه ٍْر﴾ [القدر‪ ، ]3:‬فيؤ ِّدي= إلى تفضيل الشيء على نفسه بثالث وثمانين مرّة ‪ ،‬فبعد التأ ّمل عرف أن المراد‬ ‫أَ ْل ِ‬
‫ألف شهر ليس فيها ليلة القدر ‪.‬‬
‫ضح داللتُ==ه وبيانُ==ه بالس=نَّ ِة كالص==الة ؛ فإن==ه لغ=ةً ال= ُّدعا ُء ‪ ،‬ف==بيّنَ‬ ‫الحادي عشر ‪ :‬المج َمل ‪ :‬وهو ما لم تتَّ ِ‬
‫صفتَها ‪.‬‬
‫النبي ‪ِ - s -‬‬
‫ُّ‬
‫ق‬ ‫هَّللا‬
‫ُرج بَيانُ ُمرا ِده ؛ لِ ِش َّدة خفائِه ‪ ،‬كاليد في قوله تعالى ‪﴿ :‬يَ ُد ِ فَ==وْ َ‬ ‫الثاني عشر ‪ :‬المتشابه ‪ :‬وهو ما لم ي َ‬
‫أَ ْي ِدي ِه ْم﴾ [الفتح‪ ، ]10:‬والوجه في قوله تعالى ‪﴿ :‬أ ْينَ َما تُ َولوا فَثَ َّم َوجْ= هُ ِ﴾ [البق==رة‪ ، ]115:‬ومن==ه المقطع==ات في‬
‫َّ‬ ‫هَّللا‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫أوائ==ل الس==ور= ‪ ،‬وهي ‪﴿ :‬الم﴾ ‪﴿ ،‬المص﴾ ‪﴿ ،‬ال==ر﴾ ‪﴿ ،‬الم==ر﴾ ‪﴿ ،‬كهيعص﴾ ‪﴿ ،‬ط==ه﴾ ‪﴿ ،‬طس﴾ ‪﴿ ،‬طس==م﴾ ‪﴿ ،‬يس﴾ ‪،‬‬
‫﴿ص﴾ ‪﴿ ،‬حم﴾ ‪﴿ ،‬حم ‪ -‬عسق﴾ ‪﴿ ،‬ق﴾ ‪﴿ ،‬ن﴾ ‪.‬‬
‫اس= ُج ُدوْ ا﴾‬‫﴿و ْ‬ ‫ضع له خاصّا أو عا ّما ‪ ،‬كقول==ه تع==الى ‪َ :‬‬ ‫ُ‬
‫الثالث عشر ‪ :‬الحقيقة ‪ :‬وهو اسم لما أ ِري َد به ما ُو ِ‬
‫[الحج‪. ]77:‬‬
‫ض= َع ل=ه لمناس=بة ‪ ،‬فالنك=اح في قول=ه تع=الى ‪:‬‬ ‫أري َد ب=ه غ=ي ُر م=ا ُو ِ‬ ‫الرابع عشر ‪ :‬المجاز ‪ :‬وهو اسم لما ِ‬
‫﴿فَا ْن ِكحُوْ ا﴾ [النساء‪ ]3:‬عق ٌد ‪ ،‬والتوفّي= موت مجازا ‪ ،‬وله أنواع كث==يرة ‪ ،‬والبن عب==د الس==الم في مج==از الق==رآن‬
‫‪45‬‬

‫تصنيف ‪.‬‬
‫يض=ا أَوْ َعلَى َس=فَ ٍر فَ ِع= َّدةٌ﴾ [البق==رة‪:‬‬ ‫ومن المجاز االختصار= بحذف ‪ ،‬كقوله تعالى ‪﴿ :‬فَ َم ْن َك==انَ ِم ْن ُك ْم َم ِر ً‬
‫ون﴾ [يوسف‪ ]45 :‬أي ‪ :‬فأر َسلُوه ‪ ،‬فجاء ‪،‬‬ ‫‪ ]184‬أي‪ :‬فأَفطَ َ=ر فعليه ِع َّدةٌ ‪ ،‬وقوله تعالى ‪﴿ :‬أَنَا أُنَبِّئُ ُك ْم بِتَأْ ِويلِ ِه فَأَرْ ِسلُ ِ‬
‫فقال ‪ :‬يا يوسف= ‪ ،‬وأمثاله في القرآن كثيرة ‪.‬‬
‫ص ْب ٌر َج ِم ْيلٌ﴾ [يوسف‪ ]18:‬أي ‪ :‬صبري= ‪.‬‬ ‫ومنه ترك خبر ‪ ،‬نحو ‪﴿ :‬فَ َ‬

‫‪ 44‬هكذا في النسخ المطبوعة ‪ ،‬ولعل الصحيح ‪( :‬ف إنه ظاهر في سجود الكل) ‪.‬‬
‫‪ 45‬هو عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم بن الحسن السلمي الدمشق ّي‪ ،‬عز الدين الملقب بس لطان العلم اء (‪ 660 - 577‬هـ)‪.‬‬
‫فقيه شافع ّي بلغ رتبة الاجتهاد‪ .‬ولد ونش أ في دمشق‪ ،‬وتولى الخطابة والتدريس بزاوية الغزالي‪ ،‬ثم الخطابة بالجامع ال أموي‪ ،‬وولاه الصالح نجم الدين‬
‫أي وب القض ا َء والخطاب ة‪ ،‬وم ّكن ه من ال أم ر والنهي‪ ،‬ثم اع تزل ول زم بيت ه‪ ،‬ولم ا م رض أرس ل إلي ه المل ك الظ اهر يق ول‪ :‬إن في أولادك من يصلح ل و‬
‫ظائف ك‪ .‬فق ال‪ :‬لا‪ .‬وت وفي بالق اهرة‪ .‬ومن كتب ه (التفس ير الكب ير) و(ال إلم ام في أدل ة الاحك ام) و(قواع د الش ريعة) و(الفوائ د) و(قواع د ال أحك ام في‬
‫إصلاح ال أنام) في الفقه‪ ،‬و(ترغيب أهل ال إس لام في س كن الش ام) و(بداي ة الس ول في تفض يل الرس ول) و(الفت اوى) و(الغاي ة في اختصار النهاي ة)‪،‬‬
‫و(ال إشارة إلى ال إيجاز في بعض أنواع المجاز) في مجاز القر آن‪ ،‬وهو مقصود المصنف هنا‪ ،‬و(مسائل الطريقة) في التصوف‪ ،‬ورس الة في (الف رق بين‬
‫ال إيمان وال إسلام) و(مقاصد الرعاية) وغير ذلك‪.‬‬
‫‪14‬‬

‫ض=وهُ﴾ [التوب=ة‪:‬‬ ‫ق أَ ْن يُرْ ُ‬ ‫﴿وهَّللا ُ َو َرسُولُهُ أَ َح ُّ‬ ‫ومنه مفر ٌد ومثنًّى وجم ٌع بعضُها عن بعض ‪ ،‬كقوله تعالى ‪َ :‬‬
‫ك ظَ ِه==يرٌ﴾‬ ‫ْر ‪ .‬إِاَّل الَّ ِذينَ آ َمنُوا﴾ [العصر‪ ، ]1،2:‬وقوله ‪َ ﴿ :‬و ْال َماَل ئِ َكةُ بَ ْع= َد َذلِ = َ‬ ‫‪ ، ]62‬وقوله ‪﴿ :‬إِ َّن اإْل ِ ْن َسانَ لَفِي ُخس ٍ‬
‫ي َعتِي= ٌد ‪ .‬أَ ْلقِيَ==ا فِي َجهَنَّ َم﴾ [ق‪ ، ]24 =،23:‬وقول==ه ‪﴿ :‬ربّ‬ ‫[التحريم‪ ، ]4=:‬وقوله تعالى ‪َ ﴿ :‬وقَا َل قَ ِرينُهُ هَ= َذا َم==ا لَ= َد َّ‬
‫ارجعون﴾ [المؤمنون‪. ]99:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ف‬ ‫َ‬
‫ات و‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ومنه لفظ عاقل لغيره ‪ ،‬وعكسُه ‪ ،‬نحو ‪﴿ :‬قَالتَا أتَ ْينَا طائِ ِعينَ ﴾ [الزمر‪ ، ]11:‬وقوله ‪﴿ :‬لِله يسَْج ُد مَا ِي السَّمَاو ِ‬ ‫ْ‬
‫ض ﴾ ‪[ 46‬النحل‪. ]49:‬‬ ‫ِ‬ ‫اأْلَر‬
‫﴿حتَّى إِ َذا‬ ‫ين ‪ ،‬كقول=ه تع=الى ‪َ :‬‬ ‫ومنه التفات ‪ ،‬أي ‪ :‬االنتقال من واح=د من المتكلم والخط=اب والغَيب= ِة إلى األُ َ‬
‫خ=ريَ ِ‬
‫=اح فَتُثِ=ي ُر َس= َحابًا فَ ُس= ْقنَاهُ﴾‬ ‫﴿وهَّللا ُ الَّ ِذي أَرْ َس= َل ال ِّريَ َ‬ ‫‪47‬‬
‫=ر ْينَ بِ ِه ْم﴾ [ي=ونس‪ ، =]22:‬وقول=ه تع=الى ‪َ :‬‬ ‫ك َو َج َ‬ ‫ُك ْنتُ ْم فِي ْالفُ ْل= ِ‬
‫[فاطر‪. ]9:‬‬
‫ومنه إضمار ‪ ،‬نحو ‪﴿ :‬واسأل القرية﴾ [يوسف‪ ، ]82:‬أي ‪ :‬أهل القرية ‪.‬‬
‫ْس َك ِم ْثلِ ِه َش ْي ٌء﴾ [الشورى‪. ]11:‬‬ ‫ومنه زيادة ‪ ،‬كقوله ‪﴿ :‬لَي َ‬
‫ُ‬
‫ومنه تكرير ‪ ،‬نحو ‪َ ﴿ :‬كاَّل َسيَ ْعلَ ُمونَ ‪ .‬ث َّم َكاَّل َسيَ ْعلَ ُمونَ ﴾ [النبأ‪. ]4،5:‬‬
‫فضح َكت ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ت فَبَ َّشرْ نَاهَا= بِإِ ْس َحاقَ﴾ [هود‪ ، ]71:‬أي ‪ :‬ب َّشرناها=‬ ‫ض ِح َك ْ‬‫ومنه تقديم وتأخير ‪ ،‬كقوله ‪﴿ :‬فَ َ‬
‫بحهم= ‪ ،‬فأسنِ َ=د إليه ؛ ألنه سبب فيه ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ومنه سبب ‪ ،‬نحو ‪﴿ :‬يَ ْذبَ ُح أَ ْبنَا َءهُ ْم﴾ [القصص‪ ، ]4:‬يأ ُم ُر ب َذ ِ‬
‫‪48‬‬
‫ومنه أقسام القرآن ‪ ،‬وذلك لتحقيق الخبر وتوكيده ‪ ،‬وفيه تصنيف البن القيم ‪.‬‬
‫ال من أداتِ==ه ‪ ،‬كقول==ه تع==الى ‪﴿ :‬أَ َو َم ْن َك==انَ َم ْيتً==ا فَأحْ يَ ْينَ==اهُ﴾ [األنع==ام‪:‬‬
‫َ‬ ‫ومن==ه االس==تعارة ‪ ،‬وهي تَش=بِيهٌ خَ= ٍ‬
‫الموت للضالل والكفر ‪ ،‬واإلحياء لإليمان والهداية ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ ، ]122‬استُ ِعي َر‬
‫=ر في مع==نى ‪ .‬وش==رطُه اقتِ==رانُ أداتِ==ه ‪ ،‬وهي ‪ :‬الك==اف ‪،‬‬ ‫=ر آل َخ= َ‬ ‫والتشبيه ‪ :‬هو الداللة على مش==ا َركة أم= ٍ‬
‫=ل ْال َحيَ==ا ِة ال= ُّد ْنيَا َك َم==ا ٍء أَ ْنزَ ْلنَ==اهُ﴾ اآلي==ة‬
‫﴿واضْ ِربْ لَهُ ْم َمثَ= َ‬
‫وكأن ‪ .‬وأمثلتُه كثيرة ‪ ،‬كقوله تعالى ‪َ :‬‬ ‫ّ‬ ‫وال َمثَل ‪،‬‬ ‫وال ِمثل ‪ْ ،‬‬
‫ُ‬
‫[الكهف‪ ، ]45:‬وقوله تعالى ‪َ ﴿ :‬كأ َ َّن فِي أ ُذنَ ْي ِه َو ْقرًا﴾ [لقمان‪. ]7:‬‬
‫َّس=وْ ُ=ل هللاِ﴾ [افتح‪:‬‬ ‫الخامس عشر ‪ :‬الصريح ‪ :‬وهو م==ا ظه==ر الم==راد ب==ه بَيِّنً==ا ‪ ،‬كقول==ه تع==الى ‪ُ ﴿ :‬م َح َّم ٌد ر ُ‬
‫‪. ]29‬‬
‫‪ 46‬والصحيح ‪َ ﴿ :‬و ِل َّل ِه َي ْس ُج ُد َما ِفي ال َّس َما َوا ِت َو َما ِفي ا ْل َأ ْر ِض﴾ [النحل‪. ]49:‬‬
‫‪ 47‬والصحيح ‪َ ﴿ :‬ح َّتى ِإ َذا ُك ْن ُت ْم ِفي ا ْل ُف ْل ِك َو َج َر ْي َن ِب ِه ْم﴾ [يونس‪. ]22:‬‬
‫‪ 48‬هو محمد بن أبي بكر بن أي وب بن سعد ال ُّز ْرعي الدمش ق ّي‪ ،‬أب و عبد الل ه‪ ،‬ش مس ال دين (‪ 751 - 691‬هـ)‪ .‬من أرك ان ال إص لاح‬
‫ال إسلامي‪ ،‬و أحد كبار العلماء‪ .‬مولده ووفاته في دمشق‪ .‬تتلمذ لشيخ ال إسلام ابن تيمية حتى كان لا يخرج عن شيء من أقوال ه‪ ،‬ب ل ينتصر ل ه في‬
‫جميع ما يصدر عنه‪ .‬وهو ا ّلذي هذب كتبه ونشر علمه‪ ،‬وسجن معه في قلعة دمشق‪ ،‬و أهين وعذب بسببه‪ ،‬وطيف به على جمل مضروبا بالعصى‪،‬‬
‫و أطلق بعد موت ابن تيمية‪ .‬وكان حس ن الخل ق محبوب ا عن د الن اس‪ ،‬أغ ِر َي ب ّحب الكتب‪ ،‬فجم ع منه ا ع ددا عظيم ا‪ ،‬وكتب بخ ّطه الحس ن ش يئا‬
‫كثيرا‪ .‬و أ ّلف تصانيف كثيرة منها‪ ( :‬إعلام الم وقعين) و(الط رق الحكمي ة في السياس ة الش رعية) و(ش فاء العلي ل في مس ائل القض اء والق در والحكم ة‬
‫والتعليل)‪ ،‬و(كشف الغطاء عن حكم سماع الغناء) و( أحكام أهل الذمة) و(شرح الشروط العمرية) و(تحفة الم ودود ب أحك ام المول ود) و(مفت اح دار‬
‫السعادة) و(زاد المعاد) و(الص واعق المرسلة على الجهمية والمعطلة) و(الكافية الشافية) منظومة في العقائد‪ ،‬وهي معروفة بـ(نوني ة ابن القيم) و( أخب ار‬
‫النساء) وفي نسبته إليه شك‪ ،‬و(مدارج الس الكين)‪ ،‬و(رس الة في اختي ارات تقي ال دين ابن تيمي ة) و(كت اب الفروس ية) و(تفس ير المع وذتين) و(طب‬
‫القلوب) و(الوابل الص ّيب من الكلم الطيب) و(الروح) و(الفوائ د) و(روض ة المح بين) و (ح ادي ال أرواح إلى بلاد ال أف راح) في ذك ر الجن ة‪ ،‬و( إغاث ة‬
‫اللهفان) و( إجتماع الجيوش ال إسلامية على غزو المعطلة والجهمية) و(الجواب الكافي) ويسمى (ال داء وال دواء)‪ ،‬و(التبي ان في أقس ام الق ر آن)‪ ،‬وه و‬
‫مراد المصنف هنا‪ ،‬و(طريق الهجرتين) و(عدة الصابرين) و(هداية الحيارى) وغيرها من الت أليفات الممتعة‪.‬‬
‫‪15‬‬

‫=و الَّ ِذيْ خَ لَقَ ُك ْم ِم ْن‬


‫السادس عشر ‪ :‬الكناية ‪ :‬هي ما لم يظهر الم==راد ب==ه إال بقرين==ة ‪ ،‬كقول==ه تع==الى ‪﴿ :‬هُ= َ‬
‫اح َد ٍة﴾ [األعراف‪. ]189:‬‬ ‫نَ ْف ٍ‬
‫س َّو ِ‬

‫الفصل الخامس في األقسام التي ترجع إلى االستدالل والوقوف على مراد النظم ‪:‬‬
‫ق ل==ه‬ ‫وذلك أربعة ‪ :‬األوّل والث==اني ‪ :‬االس==تدالل بعب==ارة النص وبإش==ارته ‪ ،‬األوّل ‪ :‬ه==و العم==ل بم==ا ِس=ي َ‬
‫الكال ُم ‪ ،‬والثاني ‪ :‬العمل بم==ا ثبت بنظم==ه لغ==ة ‪ ،‬مثالُهم==ا قول==ه تع==الى ‪َ ﴿ :‬و َعلَى ْال َموْ لُ==و ِد لَ=هُ ِر ْزقُه َُّن َو ِك ْس= َوتُه َُّن﴾‬
‫سوة ‪ ،‬فإيجابُهما بعبارة النصِّ ‪ ،‬وبنظمه إش==ارة إلى أن‬ ‫ق الكال ُم بظاهره إليجاب النفق ِة وال ِك َ‬ ‫[البقرة‪ ، ]233:‬ف ِسي َ‬
‫النسب باآلباء ‪.‬‬
‫ً‬
‫الث=الث ‪ :‬االس==تدالل بدالل=ة النصِّ ‪ :‬وه==و العم=ل بم=ا ثبت بمعن=اه لغ=ة ‪ ،‬ك==النهي عن الت==أفيف في قول=ه‬
‫تعالى ‪﴿ :‬فَاَل تَقُلْ لَّهُ َما أُفٍّ ﴾ [اإلسراء‪ ]23:‬يد ّل على حرمة الضرب بدون االجتهاد ‪.‬‬
‫بشرط تَق ُّد ِمه عليه ‪ ،‬مثال=ه ‪﴿ :‬فَتَحْ ِريْ= ُ=ر َرقَبَ= ٍة﴾‬ ‫ِ‬ ‫الرابع ‪ :‬اقتضاء النص ‪ :‬هو العمل بما ال يَعمل النصُّ إال‬
‫[النساء‪ ]92:‬يقتضي ِملكَ الرقبة ‪ ،‬ولم يُذ َكر ‪.‬‬

‫الفصل الخامس في األقسام التي ترجع إلى بعض ما يتعلق باألحكام ‪:‬‬
‫‪49‬‬
‫﴿واَل تَقُ=لْ لَّهُ َم=ا أُفٍّ ﴾‬ ‫ق ‪ ،‬نح=و ‪َ :‬‬ ‫ق حُك ُم=ه المنط=و َ=‬ ‫وهي خمسة ‪ :‬األول ‪ :‬المفهوم ‪ ،‬وهو موافَقةٌ إن وافَ َ‬
‫ب أَولَى ‪.‬‬ ‫[اإلسراء‪ ، ]23:‬يُفهَم منه تحري ُ=م الضرب من با ِ‬
‫ق بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُ==وا﴾‬ ‫ق ‪ ،‬وذلك إما في الصفة ‪ ،‬نحو ‪﴿ :‬إِ ْن َجا َء ُك ْم فَ ِ‬
‫اس ٌ=‬ ‫ومخالَفةٌ ‪ :‬وهو ما خالفَ حك ُمه المنطو َ=‬
‫﴿وإِ ْن ُك َّن أُواَل ِ‬
‫ت‬ ‫[الحجرات‪ ، ]6:‬يعني يجب التبَيُّن في الفس==ق بخالف غ==يره ‪ .‬أو في الش==رط ‪ ،‬كقول==ه تع==الى ‪َ :‬‬
‫عليهن ‪ .‬أو مفه==وم الغاي= ِة ‪ ،‬كقول==ه‬ ‫ّ‬ ‫=ل ليس اإلنف==اق‬ ‫ت الحم= ِ‬ ‫َح ْم ٍل فَ==أ َ ْنفِقُوا َعلَ ْي ِه َّن﴾ [الطالق‪ ، ]6:‬أي ‪ :‬ف َغ==ي ُر أوال ِ‬
‫نكح ْت==ه تَ ِح= لُّ لألوّل ‪ .‬أو‬ ‫=رهُ﴾ [البق==رة‪ ، ]230:‬ف==إذا َ‬ ‫تعالى ‪﴿ :‬فَإِ ْن طَلَّقَهَا فَاَل ت َِحلُّ لَهُ ِم ْن بَ ْع ُد َحتَّى تَ ْن ِك َح زَ وْ ًج= ا= َغ ْي= َ‬
‫مفهوم الع==دد ‪ ،‬نح==و‪﴿ :‬فَاجْ لِ=دُوهُْ=م ثَ َم==انِينَ َج ْل= َدةً﴾ [الن==ور‪ ،]4:‬أي ‪ :‬ال أق= ّل من==ه وال أك==ثر ‪ ،‬ف==اعتُبِ َر المف==اهي ُم في‬
‫البعض ‪ ،‬ال في البعض ‪ ،‬فاحتاجوا للتعيين إلى دليل آخر ‪.‬‬
‫ُ‬
‫ت األولى باإليم==ان ‪ ،‬وأطلِقَت الثاني==ة في‬ ‫الثاني والثالث ‪ :‬المطلَق والمقيَّد ‪ ،‬ككفّارة القتل والظهار ‪ ،‬قُيِّ َد ِ‬
‫قوله تعالى‪َ ﴿ :‬و َم ْن قَت ََل ُم ْؤ ِمنًا خَ طَأ ً فَتَحْ ِري ُر َرقَبَ ٍة ُم ْؤ ِمنَ ٍة﴾ [النساء‪ ، ]92:‬وقوله تعالى ‪﴿ :‬فَتَحْ ِري = ُر َرقَبَ = ٍة ِم ْن قَ ْب= ِ‬
‫=ل‬
‫أَ ْن يَتَ َماسَّا﴾ [المجادلة‪ ، ]3:‬وهما على التقييد واإلطالق= ‪.‬‬
‫الرابع والخامس ‪ :‬الناسخ والمنسوخ ‪ ،‬وهو واق==ع في الق==رآن ‪ ،‬نَع ْم ‪ ،‬اختلف==وا في المق==دار ؛ وذل==ك ألن‬
‫رف الكالم عن المع==نى‬ ‫ص= ِ‬ ‫السلف كانوا يَستَع ِملونه بمعنى إزال==ة ش==يء بش==يء ‪ ،‬إم==ا بانته==ا ِء ُم= ّدة العم==ل ‪ ،‬أو بِ َ‬
‫المتبا ِدر ‪ ،‬أو بيان كون قي ٍد من القيود اتفاقيّا ‪ ،‬أو تخصيص عام وغيرها ‪ ،‬ال بإزاء مصطلح األصوليين ‪ ،‬وهو‬
‫=خ عن==د الس==لف ‪ ،‬وبل==غ عن==دهم اآلي==ات‬ ‫بي==ان لم= ّدة الحكم المطلَ==ق في حقّن==ا المعل==وم عن==د هللا ‪ ،‬فاتَّ َس= َ=ع ب==اب النَّس= ِ‬
‫المنسوخة قد َر خمسمائة ‪ ،‬أ ّما عند المتأخرين فالمنسوخ عندهم عدد قليل ‪ ،‬حتى َع= َّد "الش==اه ولي هللا المح = ّدث"‬
‫‪ 50‬خمسةً فحسب ‪ ،‬وهللا أعلم ‪.‬‬

‫‪ 49‬والصحيح ‪﴿ :‬فلا تقل لهما أ ّف﴾ [ال إسراء‪. ]23:‬‬


‫‪ 50‬هو أحمد بن عبد الرحيم الف اروقي الدهلوي الهن دي‪ ،‬أب و عبد العزي ز‪ ،‬الملقب ش اه َول ُّي الله (‪ 1176 - 1110‬هـ)‪ .‬فقي ه حنفي من‬
‫المح ّدثين‪ ،‬من أهل دهلي بالهند‪ .‬قال صاحب فهرس الفهارس‪ ( :‬أحيا الله به وب أولاده و أولاد بنته وتلاميذهم الح ديث والس نة بالهن د بع د مواتهم ا‪،‬‬
‫وعلى كتبه و أسانيده المدار في تلك الديار) وسماه صاحب اليانع الج نى (ول ّي الل ه بن عب د ال رحيم)‪ ،‬وقي ل في وفات ه‪ :‬س نة ‪ 1179‬هـ‪ .‬ومن كتب ه‪:‬‬
‫(الفوز الكبير في أصول التفسير) ألفه بالفارسية‪ ،‬وترجم بعد وفاته إلى العربية وال أرد ّية ونشر بهما‪ ،‬و(فتح الخبير بما لابد من حفظه في علم التفس ير)‬
‫‪16‬‬

‫فناس ُخه بع==ده في ال==ترتيب إال قول==ه تع==الى ‪:‬‬ ‫منسوخ ِ‬


‫ٍ‬ ‫وفي الناسخ والمنسوخ تصانيف ال تحصى ‪ ،‬وك ّل‬
‫ص==يَّةً أِل َ ْز َوا ِج ِه ْم َمتَاعً==ا إِلى ال َح==وْ ِل﴾ [البق==رة‪ ]240:‬ن ََس== َختها= آي==ة ‪:‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫﴿ َوالَّ ِذينَ يُتَ َوفَّوْ نَ ِم ْن ُك ْم َويَ== َذرُونَ أَ ْز َواجً==ا َو ِ‬
‫َش=رًا﴾ [البق==رة‪ ، ]234:‬وهي قبله==ا في ال==ترتيب ‪ ،‬وإن ت==أ ّخرت عنه==ا في‬ ‫َّص=نَ بِأ َ ْنفُ ِس= ِه َّن أَرْ بَ َع= ةَ أَ ْش=ه ٍُر َوع ْ‬
‫﴿يَتَ َرب ْ‬
‫النزول ‪.‬‬

‫الفصل السابع في ذكر ما في القرآن من المطالب بطريق التنصيص ‪:‬‬


‫وذل==ك ثالث==ة ‪ :‬األوّل ‪ :‬علم األحك==ام من الف==رائض ‪ ،‬والمحرَّم==ات ‪ ،‬والمن==دُوبات ‪ ،‬والمكروه==ات= ‪،‬‬
‫والمباحات من قِسم العبادات ‪ ،‬والمعامالت ‪ ،‬وال ُعقُوبات ‪ .‬وتفصيل هذا العلم منوط ب ِذ َّمة الفقيه ‪ ،‬وفيه تصانيف‬
‫‪53‬‬
‫كـ(أحكام القرآن) للجصاص‪ ،51‬وابن العربي‪ ،52‬و(التفسيرات األحمدية) لماّل جيون ‪.‬‬

‫و (حجة الله البالغة) مجلدان‪ ،‬و( إزالة الخفاء عن خلافة الخلفاء) و(ال إرشاد إلى مهمات ال أسناد) و(ال إنصاف في أسباب الخلاف) و(عق د الجي د‬
‫في أحكام الاجتهاد والتقليد) و(المس ّوى من أحاديث الموط أ) مجل دان‪ ،‬و(ش رح ت راجم أب واب البخ اري) و(ت أوي ل ال أح اديث) و(الخ ير الكث ير) في‬
‫الحكمة‪ ،‬و(الاعتقاد الصحيح) و(البدور البازغة) في التصوف والحكم ة‪ ،‬و(الق ول الجمي ل في بي ان س واء الس بيل) في التصوف‪ ،‬وت رجم الق ر آن إلى‬
‫الفارسية على شاكلة النظم العرب ّي‪ ،‬وسمى كتابه (فتح الرحمن في ترجمة القر آن)‪.‬‬
‫‪ 51‬هو أبو بكر أحمد بن علي ال َّرازي‪ ،‬المل َّقب بالجصاص ( ‪370 - 305‬هـ)‪ ،‬ال إمام الكبير الش أن‪ ،‬فاضل من أهل الري‪ ،‬وتفقه على أبي‬
‫الحسن الكرخي‪ ،‬وتخرج به‪ ،‬وكان على طريقة من الزهد والورع‪ ،‬سكن بغداد‪ ،‬وانتهت إليه رئاسة الحنفية‪ ،‬وخوطب في أن يلي القضاء ف امتنع‪ .‬ول ه‬
‫من المصنفات‪ ( :‬أحكام القر آن)‪ ،‬و(شرح مختصر الكرخي)‪ ،‬و(شرح مختصر الطحاوي)‪ ،‬و(ش رح الج امع) لمحم د بن الحس ن‪ ،‬و(ش رح ال أس ماء‬
‫الحسنى)‪ ،‬و(الفصول في ال أصول) في أصول الفقه‪ ،‬و(جوابات) عن مسائل وردت عليه‪ .‬توفي سنة ‪370‬هـ ببغداد‪.‬‬
‫‪ 52‬هو محمد بن عبد الله بن محمد المعافري ال إشبيلي المالكي‪ ،‬أبو بكر ابن العرب ّي (‪ 453 - 468‬هـ)‪ ،‬ق ا ٍض‪ ،‬من حف اظ الح ديث‪.‬‬
‫ولد في إشبيلية‪ ،‬ورح ل إلى المش رق‪ ،‬وب رع في ال أدب‪ ،‬وبل غ رتب ة الاجته اد في عل وم ال دين‪ .‬وص نف كتب ا في الح ديث والفق ه وال أص ول والتفس ير‬
‫وال أدب والتاريخ‪ ،‬وولي قضاء إشبيلية‪ ،‬ومات بق رب ف اس‪ ،‬ودفن به ا‪ .‬ق ال ابن بش كوال‪ :‬خت ام علم اء ال أن دلس و آخ ر أئمته ا وحفاظه ا‪ .‬من كتب ه‪:‬‬
‫(العواصم من القواصم) و(عارضة ال أحوذي في شرح الترمذي) و( أحكام القر آن) مجل دان‪ ،‬و(القبس في ش رح موط أ ابن أنس) و(الناس خ والمنس وخ)‬
‫و(المس الك على موط أ مال ك) و(ال إنصاف في مس ائل الخلاف) عش رون مجل دا‪ ،‬و( أعي ان ال أعي ان) و(المحصول) في أص ول الفق ه‪ ،‬و(كت اب‬
‫المتكلمين) و(قانون الت أويل) في التفسير‪.‬‬
‫‪ 53‬هو أحمد جيون بن أبي سعيد بن عبد الل ه ابن َع ْبد ال َّر َّزاق الحنفي المك ّي الصالحي ثم الهندوي اللكنوي (‪ 1130 - 1047‬هـ)‪،‬‬
‫مفس ر من أه ل أمي تي (بالهن د)‪ ،‬ت وفي ب دهلي ودفن في بل ده‪ .‬ل ه كتب‪ ،‬منه ا‪( :‬ن ور ال أن وار) ش رح المن ار للنس في‪ ،‬و( إش راق ال أبصار في تخ ريج‬
‫أحاديث نور ال أنوار) و(التفسيرات ال أحمدية في بيان ال آيات الشرعية)‪.‬‬
‫‪17‬‬

‫المخاص=مة وال==ر ّد على الف==رق الباطل==ة الض==الّة من اليه==ود ‪ ،‬والنص==ارى= ‪ ،‬والمش==ركين‬ ‫َ‬ ‫الث==اني ‪ :‬علم‬
‫‪54‬‬
‫وغيرهم ‪ .‬والتفري=ع على ه=ذا العلم من=وط= بذ ّم=ة المتكلم ‪ ،‬وفي=ه (ت=أويالت الق=رآن) للماتري=دي ‪ ،‬ولنجم= ال=دين‬
‫الطوفي=‪ 55‬فيه تصنيف لطيف ‪.‬‬
‫ت واألرض ‪ ،‬وإله==ام العب==اد م==ا ينبغي‬ ‫الثالث ‪ :‬علم التذكير ‪ ،‬وهو إما بآال ِء هللا من بيان خَ ل= ِ‬
‫=ق الس==ماوا ِ‬
‫وج= دَها‬ ‫َ‬
‫بأيام هللا من قصص القرآن ‪ ،‬يعني بي==ان الوق==ائع= ال==تي أ َ‬ ‫ت هللا سبحانه وتعالى ‪ ،‬أو ِ‬ ‫بيان صفا ِ‬
‫لهم ‪ ،‬ومن ِ‬
‫المطيعين ‪ ،‬وتعذيب المجرمين ‪ ،‬أو التذكير ب==الموت وم==ا بع==ده من الحش==ر والنش==ر ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫هللاُ تعالى من جنس تنعيم‬
‫الواعظ والمذ ِّكر= ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫وظيفة‬‫ُلوم ِ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫والحساب ‪ ،‬والميزان ‪ ،‬والجنة ‪ ،‬والنار ‪ .‬و ِحفظ تفاصي ِل هذه الع ِ‬
‫َ‬
‫وقد بسط "الشاه ولي هللا المح ّدث" تفاصيل هذه العلوم الثالثة في (الفوز الكبير) ‪ ،‬وأجا َد ‪ .‬أما العل==وم‬
‫‪56‬‬

‫المستنبطة من القرآن فكثيرة ال يُم ِكن إحصاؤُها= ‪ ،‬بَسطَها اإلم=ام الس=يوطي في (اإلتق=ان) و(التحب=ير)‪ ، 57‬كي=ف‬
‫‪58‬‬
‫﴿ونَ َّز ْلنَا َعلَ ْيكَ ْال ِكت َ‬
‫َاب تِ ْبيَانًا لِ ُك==لِّ َش = ْي ٍء﴾‬ ‫وقد اشتمل كتاب هللا العزيز على ِعلم ك ِّل شيء ‪ ،‬كما قال هللا تعالى ‪َ :‬‬
‫[النحل‪. ]89:‬‬

‫‪ 54‬هو محمد بن محمد بن محمود‪ ،‬أبو منصور الماتريدي (ت ‪333‬هـ)‪ ،‬من أئم ة علم اء الكلام‪ ،‬نسبته إلى ماتري د (مح ّلة بس مرقند)‪.‬‬
‫ومن كتبه (التوحيد) و( أوهام المعتزلة) و(الرد على القرامطة) و(م آخذ الشرائع) في أصول الفقه‪ ،‬وكتاب (الجدل) و(ت أويلات القر آن) و (ت أويلات أه ل‬
‫السنة) ال أول منه‪ ،‬و(شرح الفقه ال أكبر المنسوب لل إمام أبي حنيفة)‪،‬توفي رحمه الله بسمرقند‪.‬‬
‫‪ 55‬هو سليمان بن عبد القوي بن الكريم الطوفي الصرصري‪ ،‬أبو الربيع‪ ،‬نجم الدين (‪ 716 - 657‬هـ)‪ .‬فقيه حنبلي‪ ،‬ولد بقرية طوف ‪ -‬أو‬
‫طوفا ‪( -‬من أعمال "صرصر" في العراق)‪ ،‬ودخل بغداد سنة ‪ 691‬هـ‪ ،‬ورحل إلى دمشق سنة ‪ 704‬هـ ‪ ،‬وزار مصر‪ ،‬وجاور ب الحر َمين‪ ،‬وت وفي في بل د‬
‫الخلي ل (بفلس طين)‪ .‬ومن كتب ه‪( :‬بغي ة الس ائل في أمه ات المس ائل) في أص ول ال دين‪ ،‬ولعل ه ه و الم راد للمصنف ب الجزء اللطي ف ل ه في علم‬
‫المخاصمة‪ ،‬أو أراد به كتابه‪( :‬ال إكسير في قواعد التفسير)‪ ،‬ف إن فيه أيضا شيئا مفيدا من هذا القبيل‪ .‬ومن كتبه أيضا‪( :‬الري اض النواض ر في ال أش باه‬
‫والنظائر) و(معراج الوصول) في أصول الفقه‪ ،‬و(الذريعة إلى معرفة أسرار الش ريعة) و(تحف ة أه ل ال أدب في معرف ة لس ان الع رب) و(ال إش ارات ال إلهي ة‬
‫والمباحث ال أصولية) و(العذاب الواصب على أرواح النواصب)‪ُ ،‬حبس من أجله‪ ،‬و ِطي َف به في القاهرة‪ ،‬و(تعاليق على ال أناجيل) و(ش رح المقام ات‬
‫الحريرية) و(البلبل في أصول الفقه) اختصر به (روضة الناظر وجنة المناظر) لابن قدام ة‪ ،‬و(موائ د الحيس في فوائ د ام رئ القيس) و(مختصر الج امع‬
‫الصحيح للترمذي) في مجلدين ‪.‬‬
‫‪ 56‬وهي رسالة له صغيرة الحجم‪ ،‬غريزة الفوائد‪ ،‬في أصول التفسير‪ ،‬ألفه بالفارسية‪ ،‬وترجم بعد وفاته إلى العربية وال أرد ّية‪ ،‬ونشر بهما‪.‬‬
‫‪ 57‬يع ني‪( :‬ال إتق ان في عل وم الق ر آن) و(التحب ير لعلم التفس ير) كلاهم ا للعلام ة الس يوطي رحم ه الل ه تع الى (ت ‪911‬هـ)‪ ،‬ق ال ص احب‬
‫الكشف عن (ال إتقان)‪ :‬وهو أشبه آثا ِره و أف َي ُدها‪ ،‬ذكر فيه تصني َف شيخه "الك افيجي" واستصغره‪ ،‬و(مواق ع العل وم) للبلقي ني‪ ،‬واس تق ّله‪ ،‬ثم إن ه وج د‬
‫(البرهان) للزركشي‪ ،‬كتابا جامعا بع د تصنيفه (التحب ير)‪ ،‬فاس ت أن َف‪ ،‬وزاد علي ه إلى ثم انين نوع ا‪ ،‬وجعل ه مقدم ة (لتفس يره الكب ير) ال ذي ش رع في ه‪،‬‬
‫وسماه (مجمع البحرين)‪ .‬وفيه أيضا عن (التحبير)‪ :‬ض ّم َن (السيوط ُّي) فيه م ا ذك ره البلقي ني في (مواق ع العل وم) وجعل ه مائ ة ن وع ون وعين‪ ،‬وف رغ في‬
‫رجب سنة (‪872‬هـ) اثنتين وسبعين وثمانمائة‪ ،‬ثم صنف (ال إتقان) و أدرجه فيه‪ .‬انظر ‪( :‬كشف الظنون)‬
‫‪ 58‬والصحيح ‪َ ﴿ :‬و َن َّز ْل َنا َع َل ْي َك ا ْل ِك َتا َب ِت ْب َيا ًنا ِل ُك ِّل َش ْي ٍء﴾ [النحل‪. ]89:‬‬
‫‪18‬‬

‫الفصل الثامن في ذكر ما يرجع إلى األلفاظ ‪:‬‬


‫ومرج ُع==ه النق= ُل ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وذلك عشرة ‪ :‬األوّل ‪ :‬الغريب ‪ :‬وهو لف==ظ يحت==اج إلى البحث عن معن==اه في اللغ==ة ‪،‬‬
‫وال ُكتبُ المصنَّفة فيه كثيرة ‪ ،‬ومن أشهر التصانيف= فيه (غريب ال َع ِزيزي)‪ ، 59‬وألبي حيان‪ 60‬فيه تأليف لطيف‬
‫‪ ،‬ولإلمام= راغب‪ 61‬فيه تأليف حسن ‪.‬‬
‫ض َع له في غ==ير لغتهم ‪ ،‬كـ"المش==كاة" لِل ُك= َّوة‬ ‫الثاني ‪ :‬المعرّب ‪ :‬وهو لفظٌ استَعملَ ْته العربُ في معنًى ُو ِ‬
‫‪62‬‬
‫بالحبشيَّة ‪ ،‬و"السجِّيل" للطين المطبوخ= في الفارسية ‪ ،‬وجمعه السيوطي= نظما ‪ ،‬وبلغ نحو الستين ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬المترادف ‪ :‬وهو لفظان أو أكثر بإزاء مع=نى واح=د ‪ ،‬وه=و في الق=رآن كث=ير ‪ ،‬من=ه ‪ :‬اإلنس=ان‬
‫والبشر بمعنى‪ ،‬وكذا الرجز والعذاب والرجس بمعنى ‪.‬‬
‫الرابع والخامس ‪ :‬الفصل والوصل= ‪ ،‬والمراد بالوصل عطف الجمل ‪ ،‬وبالفصل تركه ‪ .‬مثال==ه ‪َ ﴿ :‬وإِ َذا‬
‫ئ بِ ِه ْم﴾ [البق=رة‪ ]15:‬فص= ٌل ‪،‬‬ ‫اطينِ ِه ْ=م قَالُوْ ا آ َمنَّا﴾‪[ 63‬البقرة‪ ]14:‬مع اآلية بعدها ‪ ،‬وهي ‪﴿ :‬هَّللا ُ يَ ْس=تَه ِْز ُ=‬
‫َخلَوْ ا إِلَى َشيَ ِ‬
‫َّار لَفِي َج ِح ٍيم﴾ [االنفط==ار‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ار لَفِي ن َِع ٍيم ‪َ .‬وإِ َّن الفج َ‬ ‫َ‬ ‫أْل‬
‫فلم يعطف ؛ ألنه ليس من مقولتهم ‪ ،‬ومثال األول ‪﴿ :‬إِ َّن ا ْب= َ‬
‫=ر َ‬
‫‪ ]14-13‬وصل بالعطف للمناسبة ‪.‬‬
‫‪ 59‬يريد به (نزهة القلوب في تفسير غريب القر آن العظيم) ل أبي بكر محمد بن ُع َزيز السجستاني العزيزي (ت ‪330‬هـ)‪ .‬وكت اب أبي حي ان‬
‫ال أندلسي فيه باسم‪( :‬تحفة ال أريب بما في القر آن من الغريب)‪ ،‬وكتاب الراغب ال أصفهاني‪( :‬مفردات ألفاظ القر آن)‪.‬‬
‫‪ 60‬هو محمد بن يوسف بن علي بن يوسف ابن َح َّيان الغرناطي ال أندلسي الجياني‪ ،‬ال ِّن ْفزي‪ ،‬أث ير ال دين‪ ،‬أب و حي ان (‪ 745 - 654‬هـ)‪،‬‬
‫من كبار العلماء بالعربية والتفسير والحديث والتراجم واللغات‪ُ .‬و ِلد في إحدى جهات غرناطة‪ ،‬ورحل إلى مالق ة‪ ،‬وتنق ل إلى أن أق ام بالق اهرة‪ ،‬وت وفي‬
‫فيها‪ ،‬بعد أن ُك ّف بصره‪ .‬واشتهرت تصانيفه في حيات ه‪ ،‬و ُق ِرئت علي ه‪ .‬من كتب ه‪( :‬البح ر المحي ط) في تفس ير الق ر آن‪ ،‬ثم اني مجل دات‪ ،‬و (النه ر)‬
‫اختصر به البحر المحيط‪ ،‬و(مجاني العصر) في تراجم رجال عصره‪ ،‬ذكره ابن حجر في مقدمة ال درر‪ ،‬وق ال‪ :‬إن ه نق ل عن ه‪ ،‬ولم ي ذكره في ترجم ة‬
‫أبي حيان‪ ،‬و(طبقات نحاة ال أندلس) و(زهو الملك في نح و ال ترك) و(ال إدراك للس ان ال أت راك) و(منط ق الخ رس في لس ان الف رس) و(ن ور الغبش في‬
‫لسان الحبش) و(تحفة ال أريب) في غريب القر آن‪ ،‬و(منهج السالك في الكلام على ألفي ة ابن مال ك) و(الت ذييل والتكمي ل) في ش رح التس هيل لابن‬
‫مالك في النحو‪ ،‬و(عقد الل آلي) في القراءات‪ ،‬و(الحلل الحالية في أسانيد القر آن العالية) و(التق ريب) بخط ه‪ ،‬و(المب دع) في التصريف‪ ،‬و(النض ار)‬
‫مجلد ضخم‪ ،‬ترجم ب ه نف َسه‪ ،‬وكث يرا من أش ياخه‪ ،‬و(ارتش اف الض رب من لس ان الع رب) و(اللمح ة البدري ة في علم العربي ة) ول ه ش عر في (دي وان)‬
‫مرتب على الحروف‪.‬‬
‫‪ 61‬ه و الحس ين بن محم د بن المفض ل‪ ،‬أب و القاس م ال أص فهاني ( أو ال أص بهاني) المع روف ب الراغب (‪ 502‬هـ)‪ ،‬أديب‪ ،‬من الحكم اء‬
‫العلماء‪ ،‬من أهل ( أصبهان) سكن بغداد‪ ،‬واشتهر‪ ،‬حتى كان يقرن بال إمام الغزالي‪ .‬من كتبه‪( :‬محاض رات ال أدب اء) مجل دان‪ ،‬و(الذريع ة إلى مك ارم‬
‫الشريعة) و(ال أخلاق) ويسمى ( أخلاق الراغب) و(جامع التفاس ير) كب ير‪ُ ،‬ط ِبعت مقدمت ه‪ ،‬أخ ذ عن ه البيض اوي في تفس يره‪ ،‬و(المف ردات في غ ريب‬
‫الق ر آن) و(ح ّل متش ابهات الق ر آن) و(تفصيل النش أتين) في الحكم ة وعلم النفس‪ ،‬و(تحقي ق البي ان) في اللغ ة والحكم ة‪ ،‬وكت اب في (الاعتق اد) و‬
‫( أفانين البلاغة)‪.‬‬
‫أقول‪ :‬وجمعه ال إمام السيوطي في رسالته‪( :‬المه َّذب فيما وقع في القر آن من المع َّرب)‪ ،‬وق ال في ه‪" :‬وق د نظم القاض ي ت اج الدين بن‬ ‫‪62‬‬

‫السبكي منها سبعة وعشرين لفظا في أبيات‪ ،‬وذيل عليها الحافظ أبو الفضل بن حجر ب أبيات فيها أربع ة وعش رون لفظ ا‪ ،‬وذيلت عليه ا بالب اقي‪ ،‬وه و‬
‫بضع وستون‪ ،‬فت ّمت أكثر من مائة لفظة ‪.‬‬
‫‪ 63‬والصحيح ‪َ ﴿ :‬و ِإ َذا َخ َل ْوا ِإ َلى َش َيا ِطي ِن ِه ْم َقا ُلوا ِإ َّنا َم َع ُك ْم﴾ [البقرة‪. ]14:‬‬
‫‪19‬‬

‫السادس والسابع والثامن ‪ :‬اإليجاز واإلطناب والمساواة ‪ :‬األول ‪ :‬ما معناه كثير ‪ ،‬ولفظه يسير ‪ ،‬مثاله‬
‫اص َحيَاةٌ﴾ اآلية [البقرة‪. ]179:‬‬
‫ص ِ‬ ‫‪َ ﴿ :‬ولَ ُك ْم فِي ْالقِ َ‬
‫والثاني ‪ :‬التعبير عن المعنى بزائد لفائدة ‪ ،‬نحو ‪﴿ :‬قَا َل أَلَ ْم أَقُلْ لَكَ ﴾ [الكهف‪ ]15:‬بزيادة (لك) توكيدا ‪.‬‬
‫ئ إِاَّل بِأ َ ْهلِ= ِه﴾ [الف==اطر‪:‬‬ ‫ق ْال َم ْك= ُر َّ‬
‫الس=يِّ ُ‬ ‫﴿واَل يَ ِحي= ُ‬
‫والثالث ‪ :‬هو التعبير عن المعنى بمسا ٍو‪ ،‬كقوله تعالى ‪َ :‬‬
‫‪ ، ]43‬فإن معناه مطابق= للفظه ‪.‬‬
‫اَّل‬
‫﴿و َم==ا ُم َح َّم ٌد إِ َر ُس=ولٌ﴾ [آل عم==ران‪:‬‬ ‫التاسع ‪ :‬القصر ‪ :‬وهو تخصيص شيء بشيء ‪ ،‬كقول==ه تع==الى ‪َ :‬‬
‫‪. ]144‬‬
‫العاشر ‪ :‬األسماء في القرآن ‪ :‬وفيه من أس==ماء األنبي==اء خمس==ة وعش==رون ‪ :‬س==يدنا آدم ‪ ،‬س==يدنا ن==وح ‪،‬‬
‫سيدنا إدريس ‪ ،‬سيدنا إبراهيم= ‪ ،‬سيدنا إسماعيل ‪ ،‬سيدنا إسحاق ‪ ،‬سيدنا يعقوب ‪ ،‬س==يدنا يوس=ف= ‪ ،‬س==يدنا= ل==وط ‪،‬‬
‫سيدنا هود ‪ ،‬سيدنا صالح ‪ ،‬سيدنا شعيب ‪ ،‬سيدنا موسى ‪ ،‬سيدنا هارون ‪ ،‬س==يدنا داود ‪ ،‬س==يدنا س==ليمان ‪ ،‬س==يدنا‬
‫أيوب ‪ ،‬س=يدنا ذوالكف=ل ‪ ،‬س=يدنا ي=ونس ‪ ،‬س=يدنا إلي=اس ‪ ،‬س=يدنا اليس=ع ‪ ،‬س=يدنا زكري=ا= ‪ ،‬س=يدنا يح=يى ‪ ،‬س=يدنا‬
‫عيسى ‪ ،‬سيدنا وموالنا= محمد ‪ -‬صلوات هللا وسالمه عليهم أجمعين ‪. -‬‬
‫والس= ِّجيل ‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫ومن أس==ماء المالئك==ة ثماني==ة ‪ :‬جبرئي==ل ‪ ،‬وميكائي==ل ‪ ،‬وه==اروت ‪ ،‬وم==اروت= ‪ ،‬والرع==د ‪،‬‬
‫ومالِك ‪ ،‬وقَ ِعيد ‪ -‬سالم هللا على جميع المالئكة أجمعين ‪. -‬‬
‫ُ‬
‫ومن غ==يرهم ‪ :‬لقم==ان ‪ ،‬وتُبَّع ‪ ،‬وم==ريم= ‪ ،‬وعم==ران ‪ ،‬وأخوه==ا= ه==ارون ‪ ،‬وعُزَي==ر ‪ ،‬وط==الوت ‪ .‬ومن‬
‫الصحابة ‪ :‬زيد ‪ -‬رضي هللا عنه وعن جميع عباده الصالحين ‪. -‬‬
‫وفيه ذكر إبليس ‪ ،‬وقارون ‪ ،‬وجالوت ‪.‬‬
‫الحادي عشر ‪ :‬ال ُكنَى ‪ :‬وليس في القرآن من الكنى غير أبي لهب ‪ ،‬واسمه عبد ال ُع َّزى ‪.‬‬
‫يس =ى‬ ‫الثاني عشر ‪ :‬األلقاب ‪ ،‬منها فيه ‪ُ " :‬ذوالقَرنَين" ‪ ،‬واس ُمه اإلسكندر ‪ ،‬و"المس==يح" اس==مه س==يدنا ِع َ‬
‫بنُ مريَ َم ‪ -‬على نبينا وعليهم الصالة والسالم ‪. -‬‬
‫الثالث عشر ‪ :‬المبهَمات ‪ :‬وهي كثيرة في القرآن ‪ ،‬بسطها= الس==يوطي= في (اإلتق==ان) ‪ ،‬منه==ا ‪ُ ﴿ :‬م==ؤ ِم ٌن‬
‫‪64‬‬

‫"حبِيبُ ابن موس==ى النَّ ّج==ار"‪،‬‬ ‫"ح ْزقِي= ُل "‪ ،‬والرج=ل ال==ذي في (يس) اس= ُمه َ‬ ‫آل فِرْ عَوْ نَ ﴾ [غافر‪ ، ]28:‬اسمه ِ‬ ‫ِم ْن ِ‬
‫ُوش=ع و ك==الِبُ " ‪ ،‬وأم موس==ى "يُحانِ==ذ"‪،‬‬ ‫ُوش=ع بن نُ==وْ ن"‪ ،‬وال= َّرجُالن في المائ==دة "ي َ‬
‫وفَتَى موس==ى في الكه==ف "ي َ‬
‫"الح ْيسُو ُر " ‪ ،‬والملِك ال==ذي في‬ ‫َ‬ ‫ضر"‪ ،‬والغالم=‬ ‫وامرأة فرعون "آ ِسيَة بنت ُمزَا ِح ٍم"‪ ،‬والعبد في الكهف هو "الخَ ِ‬
‫طفِيرُ"‪ =،‬وامرأته " َرا ِعيْل"‪ ،‬وأصحاب= الكهف ‪ :‬يَملِيخا ‪ُ ،‬م َكس=لِمينا‬ ‫قصّته "هُ َد ُد بْنُ بُ َددَ"‪ ،‬وال َع ِزيز في يوسف "قِ ْ‬
‫‪َ ،‬كش=فُوطَط ‪ ،‬أذر فطي=ونس ‪ ،‬كش=افطيونس ‪ ،‬ت=بيونس ‪ ،‬ي=وانس ب=وس ‪ ،‬وكلبهم= "قطم=ير"‪ =.‬وه=ذان خص=مان‬
‫‪65‬‬

‫‪ 64‬و أ ّلف السيوطي فيه كتاب ًا مستقلا أيضا‪ ،‬وسماه‪( :‬مفحمات ال أقران في مبهمات القر آن)‪ ،‬وهو مطبوع معروف‪.‬‬
‫‪ 65‬هكذا في الكتاب‪ ،‬ولعله وقع التصحيف فيها؛ ل أنه م ا ذك ره من ال أس ماء لم يتابع ه أح ٌد فيه ا‪ .‬وق د اختل ف اه ل العلم في أس مائهم‬
‫اختلاف ا كث يرا‪ ،‬فق ال الس يوطي في ال إتق ان‪ :‬هم َت ْم ِلي َخا ‪َ ،‬و َت َك ْس َل ِمي َنا ‪َ ،‬و َم ْر ُطو ُش ‪َ ،‬و َب َرا ِش ُق ‪َ ،‬و َأ ُّيو ُن ُس ‪َ ،‬و َأ ْر َي ْس َطا ُن ُس ‪َ ،‬و َش ْل َط ْط ُيو ُس‪ .‬وق ال‬
‫السمرقندي في تفسيره بحر العلوم (‪ :)343 /2‬وروي عن ابن عباس أنه قال‪ « :‬إنهم سبعة وذكر أسماءهم فقال‪ :‬مكسلمينا وهو أك برهم‪ ،‬وتمليخ ًا‪،‬‬
‫ومطرونس‪ ،‬وسارينوس‪ ،‬ونوانس‪ ،‬وكفاشطهواس‪ ،‬وبطنبورسوس»‪ .‬وذكر في رواي ِة وه ٍب أسما ُؤهم بخلاف هذا إلا تمليخا‪ ،‬فقد اتفقوا على اسمه‪ .‬وقال‬
‫ابن عباس‪" :‬كان اسم الكلب قطمير"‪ .‬وقال سعيد بن جبير‪ :‬كان اس مه فرف دين‪ .‬وق ال ال ألوس ي في تفس يره روح المع اني (‪ :)234 /8‬و أس ماؤهم‬
‫على ما ص ح عن ابن عب اس‪ :‬مكس لمينا ‪ ،‬ويمليخ ا ‪ ،‬ومرط ولس ‪ ،‬وث بيونس ‪ ،‬ودردونس‪ ،‬وكفاش يطيطوس ‪ ،‬ومنطنواس يس ‪ ،‬وه و ال راعي ‪ ،‬والكلب‬
‫اسمه قطمير‪ .‬وروي عن علي ‪-‬كرم الله تعالى وجهه ‪ -‬أن أسماءهم ‪ :‬يمليخا ‪ ،‬ومكش يلينيا ‪ ،‬ومثليني ا ‪ ،‬وه ؤلاء أص حا ُب يمي ِن الم ِلك ‪ ،‬ومرن وش ‪،‬‬
‫ودبرنوش ‪ ،‬وشاذنوش ‪ ،‬وهؤلاء أصحاب يسا ِره ‪ ،‬وكان يستشير الستة ‪ ،‬والسابع الراعي‪ ،‬ولم يذكر في هذه الرواية اس مه‪ ،‬وذك ر فيه ا أن اس م كلبهم‬
‫قطمير ‪ .‬وفي صحة نسبة هذه الرواية لعلي ‪ -‬كرم الله تعالى وجه ه ‪ -‬مق ال‪ ،‬وذك ر العلام ة الس يوطي في حواش ي البيض اوي أن الط براني روى ذل ك‬
‫‪20‬‬

‫" ُع ْتبَة و َش ْيبَة َ‬


‫وولِيْد" خَص ٌم ‪ ،‬و"سيِّدنا حمزة ‪ ،‬وسيِّدُنا= ُعبَ ْي= َدةُ بن الح==ارث ‪ ،‬وس==يدنا= َعلِ ّي ‪ -‬رض==ي هللا عنهم ‪-‬‬
‫خصم ‪.‬‬

‫الفصل التاسع في خط المصحف ‪:‬‬


‫أي ‪ :‬مصحف سيدنا عثمان ‪ ،‬وه=و المس=مى باإلم=ام ‪ .‬اعلم أن=ه ق=د وقعت في خ=طّ المص=حف اإلم=ام‬
‫ير وال نقص==ان ؛ الس==تقامة‬ ‫ض= ٍ‬ ‫أشياء خارجة عن القياسات التي بنى عليها علم الخط والهجاء ‪ ،‬وما ع==اد ذل==ك بِ َ‬
‫ُقاس=ا ِن ‪:‬‬
‫=ان ال ي َ‬ ‫ّ‬
‫اللفظ وبقاء الحفظ ‪ ،‬وكان اتباع خَ طِّ اإلمام ُسنَّة ال تُخالَف ‪ ،‬قال عبد هللا ابن درستويه ‪" :‬خَط ِ‬
‫‪66‬‬

‫خط المصحف= ‪ ،‬وخطّ العروض؛ ألن الثاني يثبت فيه ما أثبته اللفظ ‪ ،‬ويسقط عند ما أسقط الوجه"‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫وخطّ اإلمام توقيفي ‪ ،‬قال البيهقي‪" : 67‬من كتب مصحفا فينبغي= أن يحافظ على الهجاء الذي كتب=وا ب=ه‬
‫تلك المصاحف= ‪ ،‬وال يخالفهم فيه ‪ ،‬وال يغيّر مما كتبوه شيئا ؛ فإنهم كانوا أك==ثر علم==ا ‪ ،‬وأص==دق= قلب==ا ولس==انا ‪،‬‬

‫عن ابن عباس في معجمه ال أوسط ب إسناد صحيح‪ .‬والذي في الد ّر المنثور رواية الطبراني في ال أوسط ب إسناد صحيح ما قدمناه عن ابن عباس‪ ،‬والل ه‬
‫تعالى أعلم‪.‬‬
‫‪ 66‬هو عبد الله بن جعفر بن محمد بن درستويه ابن المرزب ان‪َ ،‬أ ُبو محمد (‪ 347 - 258‬هـ)‪ ،‬من علم اء اللغ ة‪ ،‬فارس ي ال أص ل‪ ،‬اش تهر‬
‫وتوفي ببغداد‪ .‬له تصانيف كثيرة‪ ،‬منها‪( :‬تصحيح الفصيح) يعرف بشرح فصيح ثعلب‪ ،‬و(الكتاب) و(ال إرشاد) في النحو‪ ،‬و(معاني الش عر) و( أخب ار‬
‫النحويين) و(نقض كتاب العين) و(شرح ما يكتب بالياء من ال أسماء المقصورة وال أفعال)‪.‬‬
‫‪ 67‬هو أحمد بن الحسين بن علي‪ ،‬أبو بكر (‪ 458 - 384‬هـ)‪ ،‬من أئمة الحديث‪ ،‬ولد في خسروجرد (من ق رى بيه ق‪ ،‬بنيس ابور) ونش أ‬
‫في بيه ق‪ ،‬ورح ل إلى بغ داد‪ ،‬ثم إلى الكوف ة ومك ة وغيرهم ا‪ ،‬و ُط ِلب إلى نيس ابور‪ ،‬فلم ي زل فيه ا إلى أن م ات‪ .‬و ُن ِقل جثمان ه إلى بل ده‪ .‬ق ال إم ام‬
‫الحرمين‪" :‬ما من شافع ّي إلا وللشافعي فضل عليه غير البيهقي‪ ،‬فان له ال ِم ّنة والفضل على الش افع ّي لك ثرة تصانيفه في نصرة مذهب ه وبس ط م وجزه‬
‫وت أييد آرائه"‪ .‬وقال الذهبي‪" :‬لو شاء البيهقي أن يعمل لنفسه مذهبا يجتهد فيه لكان قادرا على ذلك ِل َسع ِة علومه ومعرفته بالاختلاف"‪ .‬صنف زهاء‬
‫ألف جزء‪ ،‬منها‪( :‬السنن الكبرى) عشر مجلدات‪ ،‬و(السنن الصغرى) و(المعارف) و(ال أسماء والصفات) و(ودلائل النبوة) و(ال آداب) في الح ديث‪،‬‬
‫و(الترغيب والترهيب) و(المبسوط) و(الجامع المصنف في شعب ال إيمان) و(مناقب ال إمام الشافع ّي) و(معرفة السنن وال آثار) و(الق راءة خل ف ال إم ام)‬
‫و(البعث والنشور) و(الاعتقاد) و(فضائل الصحابة)‪.‬‬
‫‪21‬‬

‫وأعظم أمان==ةً ِمنّا"‪ .‬وص==نف= في ه==ذا الفن أب==و عم==رو ال==داني (المقن==ع) ‪ ،‬والمراكشي=‪( 68‬عن==وان ال==دليل)‪،69‬‬
‫والشاطبي= ‪( 70‬القصيدة الرائية) الموسومة بـ(العقيلة) ‪.‬‬

‫الفصل العاشر في إعجاز القرآن ‪:‬‬


‫‪71‬‬
‫هذا موضوع= مستقل أفرد بالتأليف= قديما وحديثا ‪ ،‬وأوّل من صنّف في=ه أب=و عثم=ان عم=رو الجاحظ‬
‫(المتوفَّى‪255 :‬هـ) ‪ ،‬وأجود كتاب صنف فيه (إعج=از الق=رآن) للب=اقالني=‪( 72‬المت=وفى‪403:‬هـ) ‪ ،‬وإن ل=ه منّ=ة‬
‫على رقاب األ ّمة ؛ فإنه أبان طرق= الحجة ‪ ،‬وأوضح المحجّة لهم في هذا الباب ‪.‬‬

‫‪ 68‬هو أحمد بن محم د بن عثم ان ال أزدي العددي‪ ،‬أبو العب اس‪ ،‬ابن الب ّناء (‪ 721 - 654‬هـ) رياض ّي ب احث‪ ،‬من أه ل م راكش مولدا‬
‫ووفاة‪ .‬كان أبوه ب ّناء ًا‪ .‬ونش أ هو منصرفا إلى العلم‪ ،‬فنبغ في علوم شتى‪ ،‬وانقطع مدة عن أكل ما فيه روح‪ ،‬و أص يب بحال ة عصبية‪ ،‬فحجب في بيت ه‬
‫سنة وتعافى‪ .‬له‪( :‬حاشية على الكشاف) و(منتهى السلوك في علم ال أصول) و(كليات) في المنطق و(شرحها) و(وكليات) في العربي ة و(المق الات)‬
‫في الحساب‪ ،‬و(اللوازم العقلية في مدارك العلوم) و(الروض المريع في صناعة البديع) و(تلخيص أعمال الحس اب) نظم ه ابن غ ازي‪ ،‬وش رح نظم ه‪،‬‬
‫وطب ع النظم وش رحه بف اس‪ ،‬و(عن وان ال دليل من مرس وم خ ط التنزي ل)‪ ،‬وكت اب في (النج وم) لعل ه (منه اج الط الب لتع ديل الك واكب)‪ ،‬ورس الة في‬
‫(المكاييل)‪ ،‬وجزء في (المساحات)‪ ،‬ومقالة في علم (ال أسطرلاب)‪ ،‬وجزء في (ال أنواء) فيه صور الكواكب‪ ،‬و(قانون) في معرفة ال أوقات بالحساب‪.‬‬
‫‪ 69‬يعني‪( :‬المقنع في رسم مصاحف ال أمصار) لل إمام أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت ‪444‬هـ)‪ ،‬و (عنوان الدليل من مرس وم خ ط‬
‫التنزيل) ل أبي العباس أحمد بن البناء المراكشي (ت ‪721‬هـ)‪.‬‬
‫‪ 70‬هو القاسم بن ِفي ُّره بن خلف بن أحمد الرعين ّي‪ ،‬أبو محمد الشاطبي (‪ 590 - 538‬هـ)‪ِ ،‬ام ام الق راء‪ ،‬ك ان ض ريرا‪ ،‬ول د بش اطبة (في‬
‫ال أندلس) وتوفي بمصر‪ ،‬وهو صاحب (حرز ال أماني) قصيدة في القراءات تعرف بالشاطبية‪ .‬وكان عالما بالحديث والتفسير واللغة‪ ،‬قال ابن خلك ان‪:‬‬
‫كان إذا قرئ عليه صحيح البخاري ومسلم والموط أ‪ُ ،‬ت َص َّحح النسخ من حفظه‪ .‬والرعين ّي نسبة إلى ذي رعين أحد أقيال اليمن‪.‬‬
‫اعلم أن للشاطبي قصيدتين رائيتين‪ ،‬وهم ا ‪( :‬ناظم ة الزه ر)‪ ،‬وهي في تبي ان فواص ل ال آي ات ونهاياته ا ومبادئه ا‪ ،‬م ع ذك ر ع دد آي ك ل‬
‫سورة‪ ،‬وعدد أبياتها ‪ 297‬بيت ًا‪ .‬وال أخرى‪( :‬عقيلة أتراب القصائد في أس نى المقاص د)‪ ،‬وه و الم راد هن ا‪ ،‬وهي في رس م المصاحف العثماني ة‪ ،‬وع دد‬
‫أبياتها ‪ 298‬بيت ًا‪ ،‬و إذا أطلق قول ‪( :‬رائية الشاطبي)‪ ،‬فالمقصود به هذه القصيدة (عقيلة أتراب القصائد) دون (ناظمة الزهر)‪.‬‬
‫‪ 71‬هو عمرو بن بحر بن محبوب الكن اني بالولاء‪ ،‬الليثي‪ ،‬أب و عثم ان‪ ،‬الش هير بالجاحظ (‪ 255 - 163‬هـ)‪ ،‬كبير أئم ة ال أدب‪ ،‬ورئيس‬
‫الفرقة الجاحظية من المعتزلة‪ ،‬مولده ووفاته في البصرة‪َ ،‬فل َج في آخر عم ره‪ ،‬وك ان ُمش َّوه ال ِخلق ة‪ ،‬وم ات والكت اب على ص دره‪ ،‬قتلت ه مجل دات من‬
‫الكتب وقعت علي ه‪ .‬ول ه تصانيف كث يرة‪ ،‬منه ا‪( :‬الحي وان) أربع ة مجل دات‪ ،‬و(البي ان والتب يين) و(س حر البي ان) و(الت اج) ويس مى أخلاق المل وك‪،‬‬
‫و(البخلاء) و(المحاسن وال أضداد) و(التبصر بالتجارة) رسالة نشرت في مجلة المجمع العلمي الع رب ّي‪ ،‬و(مجم وع رس ائل) اش تمل على أرب ع‪ ،‬هي‪:‬‬
‫المعاد والمعاش‪ ،‬وكتمان الس ّر وحفظ اللسان‪ ،‬والجد والهزل‪ ،‬والحسد والعداوة‪ .‬و(ذم الق ّواد) رسالة صغيرة‪ ،‬و(تنبيه الملوك) و(الدلائل والاعتبار على‬
‫الخلق والتدبير) و(فضائل ال أتراك) و(العرافة والفراسة) و(الربيع والخريف) و(الحنين إلى ال أوط ان) رس الة و(الن ب ّي والمتن بي) و(مس ائل الق ر آن) و (الع بر‬
‫والاعتبار في النظر في معرفة الصانع و إبطال مقالة أهل الطب ائع) و(فض يلة المعتزل ة) و(ص ياغة الكلام) و(ال أص نام) و(كت اب المعلمين) و(الج واري)‬
‫و(النساء) و(البلدان) و(جمهرة الملوك) و(الفرق في اللغة) في تذكرة النوادر‪ ،‬و(البرصان والعرجان والعمي ان والح ولان) و(الق ول في البغ ال) و(كت اب‬
‫المغنين) و(الاستبداد والمشاورة في الحرب)‪ ،‬و(نظم القر آن)‪ ،‬وهو مقصود المصنف بال ذكر‪ ،‬ل أنه تك ّلم الجاح ظ في ه عن بعض المب احث المتع ّلق ة‬
‫‪22‬‬

‫ثم المشتغلون بهذا الباب ذكروا في وجوه إعج==از الق==رآن أم==ورا كث==يرة أكثرُه==ا ص==حيحة ‪ ،‬والقاض=ي=‬
‫عياض‪ 73‬ر ّد تلك الوجوه الصحيحة إلى أربعة أنواع ‪:‬‬
‫الخارق==ة لع==ادة الع==رب ال==ذين هم فرس==ان‬‫ِ‬ ‫األول ‪ :‬حُسن تأليفِه ‪ ،‬والتيام كلماتِه ‪ ،‬وفص==احتُه ‪ ،‬وبالغتُ==ه‬
‫الكالم ‪ ،‬وتلخيصُه ‪ ،‬وهذا يرجع إلى الفصاحة والبالغة ‪.‬‬
‫والثاني ‪ :‬صورة نظمه العجيب ‪ ،‬وأسلوبه الغريب المخالف ألساليب كالم العرب ‪.‬‬
‫دت كما أَخبَر ‪.‬‬
‫والثالث ‪ :‬اإلخبار بالمغيبات ‪ ،‬ولم تكن ‪ ،‬ف ُو ِج ْ‬
‫والرابع ‪ :‬اإلنباء بالقرون السالفة ‪ ،‬واألمم البائدة ‪ ،‬والشرائع= ال=داثرة م=ع ك==ون من أن=زل علي=ه أ ّميّ==ا ال‬
‫يقرأ ‪ ،‬وال يكتب ‪ ،‬وهي مما ال يعلم القصة الواحدة إال طفِيف من أحبار أهل الكتاب الذي قضى= عم==ره في تعلّم‬
‫ذلك ‪.‬‬
‫‪74‬‬
‫ال أقول ‪ :‬كل ما قاله صحيح ‪ ،‬واألمر= كما قال ابن سراقة ‪" :‬إنهم ما بلغ==وا معش==ار وج==وه اإلعج==از"‪ .‬ومن‬
‫إعجازه أن ال تنقضي وجوه إعجازه أبدا ‪ ،‬فيبدو منها في كل قرن ما لم يبد في القرون الغابرة ‪.‬‬
‫كـالبدر من حيث التفـت رأيتــه يـهدي إلى عينيك نورا ثاقـبـا=‬
‫ضوؤها= يغشى البالد مشارقا= ومغاربا=‬ ‫كالشمس في كبد السماء و َ‬

‫بال إعجاز‪ ،‬فكان أ ّول من كتب في موضوع إعجاز القر آن‪ ،‬لكن كتابه هذا سقط من يد الزمان‪ ،‬ولم يصل إلينا‪.‬‬
‫‪ 72‬هو محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر‪ ،‬أبو بكر (‪ 403 - 338‬هـ)‪ ،‬قا ٍض‪ ،‬من كبار علماء الكلام‪ ،‬انتهت اليه الرياسه في مذهب‬
‫ال أشاعرة‪ .‬ولد في البصرة‪ ،‬وسكن بغداد فتوفي فيها‪ .‬كان جيد الاستنباط‪ ،‬سريع الجواب‪ .‬و ّجهه عضد الدولة سفيرا عنه إلى ملك ال روم‪ ،‬فج َر ْت ل ه‬
‫في القسطنطينية مناظرات مع علماء النصرانية بين يدي م ِلكها‪ .‬من كتبه‪ ( :‬إعجاز القر آن) و(ال إنصاف) و(مناقب ال أئم ة) و(دق ائق الكلام) و(المل ل‬
‫والنحل) و(هداية المرشدين) و(الاستبصار) و(تمهيد الدلائل) و(البيان عن الفرق بين المعجزة والكرامة) و(كشف أسرار الباطني ة) و(التمهي د في ال رد‬
‫على الملحدة والمعطلة والخوارج والمعتزلة)‪.‬‬
‫‪ 73‬هو عياض بن موسى بن عياض بن عمرون اليحصبي السبتي‪ ،‬أبو الفضل (‪ 544 - 476‬هـ)‪ ،‬ع الم المغ رب و إم ام أه ل الح ديث في‬
‫وقته‪ ،‬كان من أعلم الناس بكلام العرب و أنسابهم و أيامهم‪َ ،‬و ِل َي قضا َء سبتة‪ ،‬ومولده فيه ا‪ ،‬ثم قض اء غرناط ة‪ ،‬وت وفي بم راكش مس موما‪ ،‬قي ل‪َ :‬س َّمه‬
‫يهود ٌّي‪ .‬من تصانيفه ‪( :‬الشفاء بتعريف حقوق المصطفى) و(الغنية) في ذكر مشيخته‪ ،‬و(ترتيب المدارك وتقريب المسالك في معرف ة أعلام م ذهب‬
‫ال إمام مالك) و(شرح صحيح مسلم) و(مشارق ال أنوار) في الحديث‪ ،‬و(ال إلم اع إلى معرف ة أص ول الرواي ة وتقيي د الس ماع) في مصطلح الح ديث‪،‬‬
‫وكتاب في (التاريخ) و(ال إعلام بحدود قواعد ال إسلام) و(شرح حديث أم زرع) جزء لطيف‪.‬‬
‫‪ 74‬ه و محم د بن يح يى بن س راقة الع امري‪ ،‬أب و الحس ن (ت ‪410‬هـ)‪ ،‬فقي ه فرض ي‪ ،‬من أه ل البصرة‪ .‬ص نف كتب ا في فق ه الش افعية‬
‫والفرائض ورجال الحديث‪ .‬ووقف ابن الصلاح على (كت اب ال أع داد) ل ه‪ ،‬ونق ل عن ه فوائ د‪ .‬ك ان حي ا س نة ‪ 400‬هـ ق ال الس بكي‪ :‬و أراه ت وفي في‬
‫حدود سنة ‪ ،410‬قلت‪ :‬ور أي ُت له رسالة في ورقة واحدة‪ ،‬في مجموع بالفاتيكان (‪ )A .1020‬سماها‪( :‬التفاحة في مقدمات المساحة)‪.‬‬
‫أقول‪ :‬و أ ّلف كتاب ًا في إعجاز القر آن‪ ،‬ولم يصل إلينا‪ .‬و إنما ذك ره ح اجي خليف ة في كش ف الظن ون بين كتب ال إعج از‪ ،‬وذك ر الس يوطي‬
‫ر أيه في ال إعجاز في إتقانه‪.‬‬
‫‪23‬‬

‫الفصل الحادي عشر في طبقات المفسرين والكتب المصنَّفة في التفسير ‪:‬‬


‫اعلم أنه قد اشتهر في التفسير من الصحابة ‪ 75‬عشرة ‪ :‬خليفة رسول هللا أبو بكر الص ّديق (المتوفى‪1 =:‬‬
‫‪3‬هـ) ‪ ،‬وأمير المؤمنين عمر (المتوفى‪23:‬هـ) ‪ ،‬وأمير المؤم==نين عثم==ان (المت==وفى‪35=:‬هـ) ‪ ،‬وأم==ير المؤم==نين‬
‫علي (المتوفى‪40=:‬هـ) ‪ ،‬وعبد هللا بن مس==عود= (المت==وفى‪32=:‬هـ) ‪ ،‬وأب ّي بن كعب (المت==وفى‪33:‬هـ) ‪ ،‬وزي==د بن‬
‫ثابت (المتوفى‪48:‬هـ) ‪ ،‬وأبو موسى (المتوفى‪44:‬هـ) ‪ ،‬وعب==د هللا بن عب==اس (المت==وفى‪68=:‬هـ) ‪ ،‬وعب==د هللا بن‬
‫الزبير (المتوفى‪73:‬هـ) – رضي هللا عنهم‪. -‬‬
‫المبرِّزين منهم ‪ :‬مجاهد (المتوفى‪102 =:‬هـ)‬
‫ِ‬ ‫ثم من التابعين كثيرون ‪ ،‬منهم ‪ :‬أصحاب ابن عباس ‪ ،‬فمن‬
‫‪76‬‬
‫تب التفسي َر ‪ ، -‬وعكرمة (المت==وفى‪107:‬هـ) ‪ ،‬وط==اؤس‬ ‫‪ ،‬وسعيد= بن جبير (المتوفى‪94=:‬هـ) ‪ -‬وهو أوّل من َك َ‬
‫(المتوفى‪106:‬هـ)‪.‬‬
‫‪77‬‬
‫ومن جيّد طرق ابن عباس ‪ :‬طري==ق قيس (المت==وفى‪120:‬هـ) عن عط==اء بن الس==ائب (المت==وفى‪13=:‬‬
‫‪78‬‬
‫‪6‬هـ) عن س==عيد عن==ه ‪ .‬واعتم==د البخ==اري= في ص==حيحه على م==ا ص = ّح عن==ه من طري =ق= علي بن أبي طلحة‬
‫(المتوفى‪143:‬هـ) ‪.‬‬

‫‪ 75‬و إن من الصحابة من ورد عنه اليسير من التفسير‪ ،‬منهم ‪ :‬أنس ‪ ،‬و أبوهريرة ‪ ،‬وابن عمر ‪ ،‬وابن العاص وغيرهم ‪( .‬منه)‬
‫‪ 76‬هو طا ُووس بن كيسان الخولان ّي الهمدان ّي‪ ،‬ب الولاء‪ ،‬أب و عب د ال رحمن (‪ 106 - 33‬هـ)‪ ،‬من أك ابر الت ابعين تف ّق ًها في ال ِّدين‪ ،‬ورواي ًة‬
‫للحديث‪ ،‬وتق ُّش ًفا في العيش‪ ،‬وجر أ ًة على وعظ الخلفاء والملوك‪ .‬أصله من الفرس‪ ،‬ومولده ومنش أه في اليمن‪ .‬توفي حا ًّجا بالمزدلف ة أو بم نى‪ ،‬وك ان‬
‫هشام بن عبد المل ك حا ّجا تل ك الس نة‪ ،‬فصلى علي ه‪ .‬وك ان ي أبى الق رب من المل وك وال أم راء‪ ،‬ق ال ابن عيين ة‪ :‬متج ِّنب وا الس لطا ِن ثلاث ة‪ :‬أب و ذر‪،‬‬
‫وطاووس‪ ،‬والثوري‪.‬‬
‫ه و قيس بن مسلم الام ام المحدث أبو عم رو الجدلي الك وفي (ت ‪120‬هـ)‪ ،‬روى عن ط ارق بن ش هاب‪ ،‬وعبد ال رحمن بن أبي‬ ‫‪77‬‬

‫ليلى‪ ،‬ومجاهد بن جبر‪ ،‬وحدث عنه أيوب بن عائذ‪ ،‬و أبو حنيفة‪ ،‬ومسعر‪ ،‬وشعبة‪ ،‬و أبو العميس‪ ،‬وسفيان الثوري و آخرون‪ .‬وثقه أحمد وغيره‪ ،‬ق ال أب و‬
‫داوود‪ :‬ك ان مرجئ ا‪ .‬وعن أحم د بن حنب ل‪ ،‬عن ابن عيين ة‪ ،‬ق ال‪ :‬ك انوا يقول ون‪ :‬م ا رف ع قيس بن مس لم ر أ َسه إلى الس ماء من ذ ك ذا وك ذا تعظي ًما‬
‫لله‪.‬قلت‪ :‬توفي سنة عشرين ومئة‪( .‬سير أعلام النبلاء‪ ،‬للذهبي)‬
‫‪ 78‬هو سالم بن المخ ارق مولى العب اس بن عب د المطلب‪ ،‬ويع رف بعلي بن أبي طلح ة الهاش مي (ت ‪143‬هـ)‪،‬ك ان من كب ار الت ابعين‪،‬‬
‫عالما بالقر آن ومعاني ه و أحكام ه‪ ،‬ق ال أحم د بن حنب ل‪" :‬ك ان في مصر ص حيفة واح دة من التفس ير‪ ،‬ق د رواه ا علي بن أبي طلح ة‪ ،‬من َر َحل من‬
‫طالبي التفسير لتحصيلها لا يع ّد كثيرا‪ ".‬وقد اعتمد البخاري م ا نقل ه عن ابن عب اس على ه ذه النس خة الش ريفة‪ ،‬و أخ ذ التفس ير عن مجاه د‪ ،‬وعن‬
‫سعيد بن جبير‪ .‬انظر‪( :‬طبقات المفسرين‪ ،‬لل أدنروي)‬
‫‪24‬‬

‫وأوهى طرق ابن عباس ‪ :‬طري=ق= الكل==بي‪( 79‬المت==وفى‪140:‬هـ) عن أبي ص==الح‪( 80‬المت==وفى‪101:‬هـ)‬
‫عنه‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫والضحاك (المتوفى‪105:‬هـ) عن ابن عباس منقطع ‪.‬‬
‫ومن التابعين ‪ :‬أصحاب ابن مسعود ‪ ،‬منهم ‪ :‬علقمة (المت==وفى‪62=:‬هـ) ‪ ،‬واألس==ود= (المت==وفى‪75:‬هـ) ‪،‬‬
‫‪84‬‬
‫وعبيدة (المتوفى‪72:‬هـ) ‪ ،‬وعمرو بن شرحبيل=‪( 82‬المتوفى‪63:‬هـ) ‪ ،‬والح==ارث بن قيس‪ ،83‬وربي =ع= بن ُخ َش =يم‬
‫‪86‬‬ ‫‪85‬‬
‫وز ّر بن‬ ‫(المتوفى‪61:‬هـ) ‪ ،‬وعمرو بن ميمون (المتوفى‪64:‬هـ) ‪ ،‬وأب=و عب=د ال=رحمن (المت=وفى‪71:‬هـ) ‪ِ ،‬‬
‫حبيش (المتوفى‪82:‬هـ) ‪ ،‬وعبيد بن نضلة‪ ، 87‬وإبراهيم= النخعي‪( 88‬المتوفى‪95:‬هـ) ‪.‬‬

‫‪ 79‬هو محمد بن السائب بن بشر بن عمرو ابن الحارث الكلبي‪ ،‬أب و النض ر(ت ‪ 146‬هـ)‪ ،‬نس ابة‪ ،‬راوي ة‪ ،‬ع الم بالتفس ير وال أخب ار و أي ام‬
‫العرب‪ .‬من أهل الكوفة‪ ،‬مولده ووفاته فيها‪ .‬وهو من (كلب بن وبرة) من قضاعة‪ .‬قال ابن النديم‪ :‬حكي أن س ليمان بن علي العباس ي والي البصرة‬
‫اس تقدمه إليه ا‪ ،‬و أجلس ه في داره‪ ،‬فجع ل يملي على الن اس تفس ير آي ات من الق ر آن‪ ،‬ح تى بل غ إلى آي ة في (س ورة ب راءة) فف ّسرها على خلاف‬
‫المعروف‪ ،‬فقالوا‪ :‬لا نكتب هذا التفسير‪ ،‬فقال محمد‪ :‬والله لا أمليت حرفا حتى يكتب تفسير هذه ال آية على ما أنزل الله‪ ،‬ف ُرفع ذلك إلى س ليمان‬
‫بن علي‪ ،‬فقال‪ :‬اكتبوا ما يقول‪ ،‬ودعوا ما سوى ذلك‪ .‬وشهد وقعة دير الجماجم مع ابن ال أشعث‪ .‬وصنف كتاب ا في (تفس ير الق ر آن)‪ ،‬وه و ض عيف‬
‫الحديث‪ ،‬قال النسائي‪ :‬حدث عنه ثقات من الناس‪ ،‬ورضوه في التفسير‪ ،‬و أما في الحديث ففيه مناكير‪ .‬وقيل‪ :‬كان سبئيا‪ ،‬من أصحاب (عب د الل ه‬
‫بن س ب أ) ا ّلذي ك ان يق ول‪ " :‬إن علي بن أبي ط الب لم يمت‪ ،‬وس يرجع‪ ،‬ويمل أ ال دنيا ع دلا كم ا ملئت ج ورا"‪ .‬وه و أب و (هش ام) ص احب كت اب‬
‫(الاصنام)‪ .‬أقول‪ :‬والتاريخ الذي ذكره المصنف في وفاته‪ ،‬لا يوافقه كتب التراجم‪ ،‬والله أعلم بحقيقة الحال‪.‬‬
‫‪ 80‬ه و أب و ص الح ب اذام‪ ،‬ويق ال‪ :‬ب اذان‪ ،‬ح دث عن مولات ه أم ه انئ‪ ،‬و أخيه ا علي‪ ،‬و أبي هري رة‪ ،‬وابن عب اس‪ .‬وح دث عن ه أب و قلاب ة‪،‬‬
‫وال أعمش‪ ،‬والسدي‪ ،‬ومحمد بن السائب الكلبي‪ ،‬ومحمد بن سوقة‪ ،‬ومال ك بن مغ ول‪ ،‬وس فيان الث وري‪ ،‬وعم ار بن محم د‪ .‬ق ال يح يى بن معين‪:‬‬
‫ليس به ب أس‪ ،‬و إذا حدث عنه الكلبي فليس بشئ‪ .‬وقال يحيى القطان‪ :‬لم أر أحدا من أصحابنا تركه‪ .‬وقال ابن عدي‪ :‬عام ة م ا يروي ه تفس ير‪ ،‬ق ل‬
‫ما له من المسند‪ .‬وقال النسائي‪ :‬ليس بثقة‪ ،‬كذا عندي‪ ،‬وصوابه بقوي‪ ،‬فك أنها تصحفت‪ ،‬ف إن النس ائي لا يق ول‪ :‬ليس بثق ة في رج ل مخ رج في‬
‫كتابه‪ ،‬وهذا الرجل من طبقة السمان‪ ،‬لكنه عاش بعده نحوا من عشرين سنة‪( .‬انظر‪( :‬سير أعلام النبلاء)‬
‫‪ 81‬هو الضحاك بن م زاحم البلخي الخراس اني‪ ،‬أب و القاس م (ت ‪105‬هـ) مفس ر‪ ،‬ك ان ي ؤدب ال أطف ال‪ .‬ويق ال‪ :‬ك ان في مدرس ته ثلاث ة‬
‫آلاف ص بي‪ ،‬ق ال ال ذهبي‪" :‬ك ان يط وف عليهم على حم ار"‪ .‬وذك ره ابن ح بيب تحت عن وان ( أش راف المعلمين وفقه اؤهم)‪ ،‬ل ه كت اب في‬
‫(التفسير)‪ ،‬توفي بخراسان‪.‬‬
‫‪ 82‬هو عمرو بن شرحبيل الهم داني أب و ميس رة الك وفي (ت ‪63‬هـ)‪ ،‬ه و مح دث من الطبق ة ال أولى من الت ابعين‪ ،‬فق د ح دث عن عم ر‬
‫وعلي وابن مسعود وغيرهم‪ ،‬وكان إمام مسجد بني وادع ة من العب اد ال أولي اء‪ .‬روى أب و معاوي ة عن ال أعمش عن ش قيق ق ال‪" :‬م ا ر أيت هم دانيا ق ط‬
‫أحب إل ّي أن أكون في مسلاخه من عمرو بن شرحبيل"‪ .‬وروى عاصم عن أبي وائل ق ال‪" :‬م ا اش تملت همداني ة على مث ل أبي ميس رة"‪ .‬قي ل‪ :‬ولا‬
‫مسروق؟ قال‪ :‬ولا مسروق‪ .‬قال ابن سعد‪ :‬قالوا‪ :‬مات في ولاية عبيد الله بن زياد‪.‬‬
‫‪ 83‬هو الحارث بن قيس الجعفي الكوفي العابد الفقيه‪ ،‬ق ديم الوف اة‪ ،‬ص حب عل ّيا‪ ،‬وابن مس عود‪ ،‬وق ّلم ا روى‪ .‬روى عن ه خيثم ة بن عب د‬
‫الرحمن قوله‪ :‬إذا كنت في الصلاة‪ ،‬فقال لك الشيطان‪ :‬إنك ترائي‪ ،‬فزدها طولا‪ .‬وحكى عنه يحيى بن هانئ‪ ،‬و أبو داود ال أعمى‪ ،‬وكان كبير القدر‪،‬‬
‫ذا عبادة وت أله‪ .‬يذكر مع علقمة‪ ،‬والاسود‪ .‬توفي زمن معاوية ‪ ،‬وصلى عليه أبو موسى ال أشعري – رضي الله عنه ‪( . -‬سير أعلام النبلاء)‬
‫‪25‬‬

‫ومن التابعين ‪ :‬عطاء بن ميسرة‪( 89‬المتوفى‪135:‬هـ) ‪ ،‬ومحمد بن كعب القرظي‪( 90‬المتوفى‪120:‬هـ)‬


‫‪93‬‬
‫‪ ،‬وأب =و= العالي==ة الري==احي‪( 91‬المت==وفى‪90:‬هـ) ‪ ،‬وعطي==ة الع==وفي=‪( 92‬المت==وفى‪111:‬هـ) ‪ ،‬وقت==ادة بن دعامة‬
‫(المتوفى‪117:‬هـ) ‪ ،‬والربيع بن أنس‪( 94‬المت==وفى‪140:‬هـ) ‪ ،‬وعب==د ال==رحمن بن زي==د بن أس==لم‪( 95‬المت==وفى‪18:‬‬
‫‪2‬هـ) ‪ ،‬والسدي‪( 96‬المتوفى‪76:‬هـ) ‪.‬‬
‫‪98‬‬ ‫ثم بعد التابعين أُلِّ ْ‬
‫فت كتب التفاسير= ‪ ،‬فمن المحدِّثين أَلَّف سفيان الثوري=‪( 97‬المتوفى‪198:‬هـ) ‪ ،‬وشعبة‬
‫(المتوفى‪160:‬هـ) ‪ ،‬ووكيع‪( 99‬المتوفى‪197:‬هـ) ‪ ،‬ويزيد بن هارون‪( 100‬المتوفى‪217:‬هـ) ‪ ،‬وعب==د ال==رزاق بن‬
‫همام‪( 101‬المتوفى‪211:‬هـ) ‪ ،‬وآدم بن إياس‪( 102‬المتوفى‪210:‬هـ) ‪ ،‬وإس==حاق= بن راهويه‪( 103‬المت==وفى‪238:‬هـ)‬
‫وغيرهم ‪.‬‬

‫‪ 84‬هو الربيع بن خثيم (وقيل‪ :‬خشيم) أبو عبد الله‪ ،‬وقيل أبو يزيد‪ ،‬الكوفي الثوري‪ ،‬من ث ور بن عب د من اة بن أد بن طابخ ة بن الي اس بن‬
‫مضر (ت‪61‬هـ)‪ ،‬روى عن عمرو بن ميمون‪ ،‬وعبد الرحمن بن أبي ليلى‪ ،‬و أبي عب د ال رحمن عب د الل ه بن مس عود اله ذلي‪ ،‬وش هد ص فين م ع علي‬
‫‪-‬رضي الله عنه‪ .-‬روى أبو عبيدة عن أبيه عبد الله بن مسعود‪ :‬أنه قال لربي ع بن خ ثيم‪" :‬ي ا أب ا يزي د‪ ،‬ل و ر آك رس ول الل ه ‪ -‬ص لى الل ه علي ه وس لم‪-‬‬
‫ل أح ّبك‪ ،‬وما ر أي ُتك إلا ذكر ُت المخ ِب ِتين"‪ .‬وعن علقمه بن مرشد قال‪ :‬انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين‪ :‬عامر بن عبد الل ه‪ ،‬و أويس الق رني‪ ،‬وه رم‬
‫بن حي ان‪ ،‬والربي ع بن خ ثيم‪ ،‬و أب و مس لم الخ ولاني‪ ،‬وال أس ود بن يزي د‪ ،‬ومس روق بن ال أج دع‪ ،‬والحس ن بن أبي الحس ن‪ ،‬ف ذكرهم‪ .‬راج ع‪( :‬بغي ة‬
‫الطلب في تاريخ حلب‪ ،‬لابن العديم)‬
‫‪ 85‬هو عمرو بن ميمون ال أودي المذحجي الكوفي‪ ،‬ال إمام الحجة‪ ،‬أبو عبد الله‪ .‬أدرك الجاهلية‪ ،‬و أسلم في ال أيام النبوية‪ ،‬وقدم الشام م ع‬
‫معاذ بن جبل‪ ،‬ثم سكن الكوفة‪ .‬وحدث عن عمر‪ ،‬وعلي‪ ،‬وابن مسعود‪ ،‬ومعاذ‪ ،‬و أبي هريرة‪ ،‬و أبي أيوب الانصاري‪ ،‬وطائفة‪ .‬ق ال أب و إس حاق‪ :‬ح ّج‬
‫عمرو بن ميمون ستين مرة من بين حجة وعمرة‪ .‬وفي رواية‪ :‬مئة مرة‪ .‬وعن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬لما كبر عمرو بن ميم ون‪ ،‬أوت د ل ه في الحائ ط‪ ،‬فك ان إذا‬
‫سئم من القيام‪ ،‬أمسك به‪ ،‬أو يتعلق بحبل‪ .‬وروى يونس بن أبي إسحاق عن أبيه‪ :‬ك ان عم رو بن ميم ون إذا ُر ِئ َي‪ُ ،‬ذ ِكر الل ه‪ .‬ت وفى س نة ‪74‬هـ‪ ،‬أو‬
‫‪75‬هـ‪ ،‬أو ‪76‬هـ‪ ،‬ثلاثة أقوال‪ ،‬على ما نقله الذهبي‪ ،‬وما ذكره المصنف من تاريخ وفاته‪ ،‬غير متابع عليه‪.‬‬
‫‪ 86‬هو أبو عبد الرحمن السلمي‪ ،‬مقرئ الكوفة‪ ،‬ال إمام العلم‪ ،‬عبد الله بن حبيب بن ربيعة الك وفي‪ ،‬من أولاد الصحابة‪ ،‬مول ده في حي اة‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪.‬قر أ القر آن‪ ،‬وج ّوده‪ ،‬ومه ر في ه‪ ،‬وع رض على عثم ان فيم ا بلغن ا‪ ،‬وعلى علي‪ ،‬وابن مس عود ‪.‬وح دث عن عم ر‪ ،‬وعثم ان‪،‬‬
‫وطائفة ‪.‬قال أبو عمرو الداني‪ :‬أخذ القراءة عرضا عن عثمان‪ ،‬وعلي‪ ،‬وزيد‪ ،‬و أبي‪ ،‬وابن مس عود ‪.‬و أخ ذ عن ه الق ر آن‪ :‬عاص م بن أبي النج ود‪ ،‬ويح يى‬
‫بن وثاب‪ ،‬وعط اء بن الس ائب‪ ،‬وعب د الل ه بن عيس ى بن عب د ال رحمن بن أبي ليلى‪ ،‬ومحم د بن أبي أي وب‪ ،‬والش عبي‪ ،‬و إس ماعيل بن أبي خال د‪،‬‬
‫وعرض عليه الحسن والحسين رضي الله عنهما ‪.‬قال أب و إس حاق ‪ :‬ك ان أب و عب د ال رحمن الس لمي يق رئ الن اس في المس جد ال أعظم أربعين س نة‬
‫‪.‬وقال سعد بن عبيدة ‪ :‬أقر أ أبو عبد الرحمن في خلافة عثمان ‪ ،‬و إلى أن توفي في زمن الحجاج ‪.‬وعن حماد بن زيد عن عطاء بن السائب‪ ،‬أن أبا‬
‫عبد الرحمن قال ‪ :‬أخذنا القر آن عن قوم أخبرونا أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزوهن إلى العش ر ال أخ ر ح تى يعلم وا م ا فيهن‪ ،‬فكن ا نتعلم‬
‫القر آن والعمل به‪ ،‬وس َي ِر ُث القر آن بعدنا قوم يشربونه شرب الماء‪ ،‬لا يجاوز ت راقيهم ‪.‬يق ال ‪ :‬ت وفي س نة أرب ع وس بعين ‪ .‬وقي ل‪ :‬م ات في إم رة بش ر بن‬
‫مروان على العراق‪ .‬وقيل‪ :‬مات سنة ثلاث وسبعين‪ .‬وقيل‪ :‬مات قبل س نة ثم انين ‪.‬وقي ل ‪ :‬م ات في أوائ ل ولاي ة الحج اج على الع راق ‪ .‬وغل ط ابن‬
‫قانع حيث قال في وفاته‪ :‬إنها سنة خمس ومائة‪ .‬راجع‪( :‬سير أعلام النبلاء‪ ،‬للذهبي)‬
‫‪ 87‬هو عبيد بن نضلة أبو معاوية الخزاعي الكوفي‪ ،‬تابعي ثقة‪ ،‬أخذ القراءة عرض ًا عن عبد الل ه بن مس عود‪ ،‬وع رض أيض ًا على علقم ة بن‬
‫قيس‪ ،‬روى القراءة عنه عرض ًا يحيى بن وثاب‪ ،‬وحمران بن أعين‪ ،‬وكان مقرىء أهل الكوفة في زمانه‪ ،‬وقال عن ه الكس ائي‪ :‬ك ان من خي ار أص حاب‬
‫‪26‬‬

‫ومن النحاة ‪ :‬الف=رّاء النح==وي‪( 104‬المت==وفى‪207:‬هـ) ‪ ،‬فإن==ه أوّل من ّ‬


‫فس=ر الق==رآن آي==ة آي==ة ‪ ،‬حك==اه ابن‬
‫النديم‪ . 105‬ثم بعد هؤالء طبقة أخرى ‪ ،‬منهم ‪ :‬محم==د بن جري=ر= الط==بري‪( 106‬المت==وفى‪310:‬هـ) ‪ ،‬وكتاب==ه أج= ّل‬
‫التفاسير وأعظمها ؛ فإنه سرد الروايات وطرق= التحديث ‪.‬‬
‫ومن أجود التفاسير (الكشاف) للزمخشري‪( 107‬المتوفى‪538:‬هـ) لوال االعتزال فيه ؛ فإنه أولع بإظهار=‬
‫إعجاز القرآن في إطنابه وإيجازه ‪ ،‬وإبداء المحاسن في مقاطعه ومطالع==ه ‪ ،‬والتنبي==ه ببدائع==ه وروائع==ه ‪ ،‬وك==ذا‬
‫=اص في وج==وه إعراب=ه ‪ ،‬وط==رق تراكيب==ه ‪ ،‬وت==رتيب‬ ‫(البحر المحيط) ألبي حيان (المتوفى‪745:‬هـ) ‪ ،‬فإن=ه غ= َ‬
‫أساليبه ‪.‬‬

‫عبد الله‪ ،‬وجاء عن أبي بكر بن عياش قال‪ :‬قال لي عاصم‪ :‬الا تقر أ عل ّي كما قر أ يحيى على عبي د بن نض لة ك ل ي وم آي ة‪ .‬ق ال محم د بن س عد‪:‬‬
‫توفي عبيد زمن بشر بن مروان‪ .‬قلت‪ :‬وثقه ابن حيان‪ ،‬وخرج له مسلم‪ ،‬ومات في حدود سنة خمس وسبعين‪( .‬غاية النهاية في طبقات القراء‪ ،‬لابن‬
‫الجزري)‬
‫‪ 88‬ه و إب راهيم بن يزي د بن قيس بن ال أس ود‪ ،‬أب وعمران النخعي‪ ،‬من م ذحج (‪ 96 - 46‬هـ)‪ ،‬من أك ابر الت ابعين ص لاحا وص دق رواي ة‬
‫وحفظا للحديث‪ .‬من أهل الكوفة‪ .‬مات مختفيا من الحجاج‪ .‬قال فيه الصلاح الصفدي‪ :‬فقي ه الع راق‪ ،‬ك ان إمام ا مجته دا ل ه م ذهب‪ .‬ولم ا بل غ‬
‫الشعب ّي موته قال‪ :‬والله ما ترك بعده مثله‪.‬‬
‫‪ 89‬هو عطاء بن مسلم بن ميسرة الخراساني‪ ،‬نزيل بيت المقدس (‪ 135 - 50‬هـ)‪ ،‬مفسر‪ ،‬كان يغ زو‪ ،‬ويك ثر من الته ّجد في اللي ل‪ .‬من‬
‫تصنيفه‪( :‬التفسير) و(الناسخ والمنسوخ)‪.‬‬
‫‪ 90‬هو محم د بن كعب بن س ليم الق رظي‪ ،‬وق ال ابن س عد‪ :‬محم د بن كعب بن حي ان بن س ليم‪ ،‬ال إم ام العلام ة الصادق أب و حم زة‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬أبو عد الله القرظي المدني‪ ،‬من حلف اء ال أوس‪ ،‬وك ان أب وه كعب‪ ،‬من س بي ب ني قريظ ة‪ ،‬س كن الكوف ة‪ ،‬ثم المدين ة‪ ،‬وك ان من أوعي ة العلم‪.‬‬
‫قيل‪ُ :‬و ِلد محمد بن كعب في حياة النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم‪ ، -‬ولم يص ّح ذلك‪ .‬وقال يعقوب بن شيبة‪ :‬ولد محم د بن كعب في آخ ر خلاف ة‬
‫علي سنة أربعين‪ ،‬ولم يسمع من العباس‪ .‬قال أبو معشر وجماعة‪ :‬توفي سنة ثم ان ومئ ة‪ .‬وق ال الواق دي وخليف ة والفلاس وجماع ة‪ :‬م ات س نة س بع‬
‫عشرة‪ .‬قال الواقدي وجماعة‪ :‬وهو ابن ثمان وسبعين سنة‪ .‬وقال محمد بن عبد الله بن نمير‪ :‬س نة تس ع عش رة‪ ،‬وق ال ابن الم ديني وابن معين وابن‬
‫سعد‪ :‬سنة عشرين ومئة‪ .‬و أخط أ من قال‪ :‬سنة تسع وعشرين‪ .‬راجع‪( :‬سير أعلام النبلاء‪ ،‬للذهبي)‬
‫‪ 91‬هو أبو العالية رفيع بن مهران الرياحي البصري‪ .‬أدرك و أسلم بعد الوفاة بسنتين‪ .‬قال أب و بك ر بن أبي إدريس‪ :‬ليس أح د بع د الصحابة‬
‫أعلم بالقر آن من أبي العالية‪ ،‬وبعده سعيد بن جبير‪ ،‬وبعده السدي‪ ،‬وبعده سفيان الثوري‪ .‬مات في شوال سنة اثنتين وتسعين‪ ،‬وقيل‪ :‬ثلاث وتسعين‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬ست ومائة‪ ،‬وقيل‪ :‬إحدى عشرة ومائة‪( .‬طبقات الحفاظ‪ ،‬للسيوطي)‬
‫‪ 92‬هو عطية بن سعد بن جنادة العوف ّي الجدلي القيسي الكوفي‪ ،‬أبو الحسن (ت ‪111‬هـ)‪ ،‬من رجال الحديث‪.‬كان يع ّد من ش يعة أه ل‬
‫الكوف ة‪ ،‬خ رج م ع ابن ال أش عث‪ ،‬فكتب الحج اج إلى محم د بن القاس م الثقفي‪ُ :‬اد ُع عطي َة‪ ،‬ف إن س ّب عل َّي بن أبي ط الب‪ ،‬و إلا فاض ر ْبه ‪400‬‬
‫سو ٍط‪ ،‬واحل ْق ر أ َسه ولحيته‪ ،‬فدعاه و أق ر أه كت ا َب الحج اج‪ ،‬ف أبى أن يفع ل‪ ،‬فض ربه ابن القاس م ال أس واط‪ ،‬وحل ق ر أس ه ولحيت ه‪ ،‬ثم لج أ إلى ف ارس‪،‬‬
‫واستقر بخراسان بقية أيام الحجاج‪ ،‬فلما ولي العراق عمر بن هبيرة أذن له في القدوم‪ ،‬فعاد إلى الكوفة‪ ،‬وتوفي بها‪.‬‬
‫‪ 93‬هو قتادة بن دعامة بن قتادة بن عزيز‪ ،‬أبو الخطاب السدوسي البصري (‪ 118 - 61‬هـ)‪ ،‬مفسر حافظ ضرير أكمه‪ .‬قال ال إمام أحم د‬
‫ابن حنبل‪ :‬قتادة أحفظ أهل البصرة‪ .‬وكان مع علمه بالحديث‪ ،‬ر أسا في العربية‪ ،‬ومفردات اللغة‪ ،‬و أيام العرب والنسب‪ .‬وكان يرى القدر‪ ،‬وقد ي د ّلس‬
‫‪27‬‬

‫ولما قصرت األعمار ‪ ،‬وتقاعدت الهمم أرغب أن أشير إلى خمسة كتب فيها الكفاية والغني==ة ‪ :‬األول ‪:‬‬
‫تفسير الحافظ عماد الدين بن كثير الشافعي‪( 108‬المتوفى‪774:‬هـ) ؛ فإنه منخ==ول عن تفس==ير ابن جري==ر وغ==يره‬
‫رواية ودراية ‪.‬‬
‫‪109‬‬
‫والثاني ‪( :‬تفسير مفاتيح الغيب)‪ ،‬وهو التفسير الكبير للفخر الرازي الش==افعي (المت==وفى‪606:‬هـ) ‪،‬‬
‫ير مشكال من مشكالت القرآن إال وقد تنبّه له ‪ ،‬وقد= ذكر كثيرا من لطائف القرآن وعلومه ‪.‬‬ ‫فإنه لم َ‬
‫‪110‬‬
‫والث=الث ‪( :‬روح المع==اني) لمف==تي بغ==داد الس=يد محم=ود= اآللوس=ي الحنفي المج=دِّدي (المت==وفى‪127:‬‬
‫‪0‬هـ) ‪ ،‬فإن مزاياه تجذب القلوب ‪.‬‬

‫في الحديث‪ ،‬مات بواسط في الطاعون‪.‬‬


‫‪ 94‬هو الربيع بن أنس ابن زياد البكري‪ ،‬الخراساني‪ ،‬المروزي‪ ،‬بصري‪ .‬س مع أنس بن مال ك‪ ،‬و أب ا العالي ة الري احي‪ ،‬و أك ث َر عن ه‪ ،‬والحس ن‬
‫البصري‪ .‬وعنه‪ :‬سليمان التيمي‪ ،‬والاعمش‪ ،‬والحسين بن واقد‪ ،‬و أبو جعفر الرازي‪ ،‬وعبد العزيز بن مسلم‪ ،‬وابن المبارك و آخرون‪ .‬وك ان ع الم م رو في‬
‫زمانه‪ ،‬وقد روى الليث عن عبيدالله بن زحر عنه‪ .‬ولقيه سفيان الثوري‪ .‬قال أبو حاتم‪ :‬صدوق‪ ،‬وقال ابن أبي داود‪ :‬س جن بم رو ثلاثين س نة‪ .‬قلت‪:‬‬
‫سجنه أبو مسلم تسعة أعوام‪ ،‬وتح ّيل ابن المبارك حتى دخل إليه‪ ،‬فسمع منه‪ .‬يقال‪ :‬توفي سنة تسع وثلاثين ومئة‪.‬حديثه في السنن الاربع ة‪ .‬راج ع‪:‬‬
‫(سير أعلام النبلاء‪ ،‬للذهبي)‬
‫‪ 95‬هو عبد الرحمن بن زيد بن أسلم المدني‪ ،‬أخ ذ مع اني الق ر آن‪ ،‬وروى عن وال ده‪ ،‬وابن المنك در‪ .‬ت وفي س نة اثن تين ومائ ة‪( .‬طبق ات‬
‫المفسرين‪ ،‬لل أدنروي)‬
‫‪ 96‬هو إسماعيل بن عبدالرحمن بن أبي كريمة ال إمام المفس ر‪ ،‬أب و محم د الحج ازي‪ ،‬ثم الك وفي‪ ،‬ال أع ور الس دي‪ ،‬أح د م والي ق ريش‪.‬‬
‫حدث عن أنس بن مالك‪ ،‬وابن عباس‪ ،‬وعبد خير الهمداني‪ ،‬ومصعب بن مسعد‪ ،‬و أبي صالح باذام‪ ،‬ومرة الطيب‪ ،‬و أبي عبدالرحمن السلمي وع دد‬
‫كثير‪ .‬قال النسائي‪ :‬صالح الحديث‪ ،‬وقال يحيى بن سعيد القطان‪ :‬لا ب أس ب ه‪ ،‬وق ال أحم د بن حنب ل‪ :‬ثق ة‪ ،‬وق ال م رة‪ :‬مق ارب الح ديث‪ .‬وق ال‬
‫يحيى بن معين‪ :‬ضعيف‪ ،‬وقال أبو زرعة‪ :‬لين‪ ،‬وقال أبو ح اتم‪ :‬يكتب حديث ه‪ ،‬وق ال ابن ع دي‪ :‬ه و عن دي ص دوق‪.‬ق ال خليف ة بن خي اط‪ :‬م ات‬
‫إسماعيل السدي في سنة س بع وعش رين ومئ ة‪ .‬قلت‪ :‬أم ا الس دي الصغير‪ ،‬فه و محم د بن م روان الك وفي‪ ،‬أح د الم تروكين‪ ،‬ك ان في زمن وكي ع‪.‬‬
‫راجع‪( :‬سير أعلام النبلاء‪ ،‬للذهبي)‪ ،‬أقول‪ :‬وما ذكره المصنف من تاريخ وفاته‪ ،‬لا يص ّح ؛ ل أنه ُن ِقل في س نة وفات ه ثلاث ة أق وال‪26 :‬هـ‪ ،‬و‪27‬هـ‪ ،‬و‬
‫‪28‬هـ‪ ،‬ولم يوافق ما ذكره المصنف أح ٌد من المؤرخين وكتب التراجم‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫‪ 97‬ه و س فيان بن س عيد بن مس روق الث وري‪ ،‬من ب ني ث ور بن عب د من اة‪ ،‬من مض ر‪ ،‬أب و عب د الله (‪ 161 - 97‬هـ)‪ ،‬أم ير المؤم نين في‬
‫الحديث‪ ،‬كان سيد أهل زمانه في علوم الدين والتقوى‪ .‬ولد ونش أ في الكوفة‪ ،‬وراوده المنصور العباسي على أن يلي الحكم‪ ،‬ف أبى‪ ،‬وخرج من الكوفة‬
‫(س نة ‪ 144‬هـ فس كن مك ة والمدين ة‪ ،‬ثم طلب ه المه دي‪ ،‬فت وارى‪ ،‬وانتق ل إلى البصرة‪ ،‬فم ات فيه ا مس تخفيا‪ .‬ل ه من الكتب‪( :‬الج امع الكب ير)‬
‫و(الجامع الصغير) كلاهما في الحديث‪ ،‬وكتاب في (الفرائض) وكان آية في الحفظ‪ .‬من كلامه‪ :‬م ا حفظت ش يئا‪ ،‬فنس يته‪ .‬ولابن الج وزي كت اب‬
‫في مناقبه‪.‬‬
‫‪ 98‬ه و ش عبة بن الحج اج بن ال ورد العتك ّي ال أزدي‪ ،‬م ولاهم‪ ،‬الواس طي ثم البصري‪ ،‬أب و بس طام (‪ 160 - 82‬هـ)‪ ،‬من أئم ة رج ال‬
‫الح ديث‪ ،‬حفظ ا ودراي ة وتثبت ا‪ .‬ول د ونش أ بواس ط‪ ،‬وس كن البصرة إلى أن ت وفي‪ .‬وه و أول من فتش ب العراق عن أم ر المح ّدثين‪ ،‬وج انب الض عفاء‬
‫والمتروكين‪ ،‬قال ال إمام أحمد‪ :‬هو أمة وحده في هذا الش أن‪ .‬وقال الشافع ّي‪ :‬لولا شعبة ما عرف الحديث بالعراق‪ .‬وكان عالما بال أدب والشعر‪ ،‬ق ال‬
‫‪28‬‬

‫والرابع ‪ :‬تفسير الشيخ أبي السعود الحنفي المفتي‪( 111‬المتوفى‪951:‬هـ) ‪ ،‬قد اعتنى بشرح غرض نظم‬
‫التنزيل في تعبير= رائق وتصوير= فائق ‪ ،‬وهو يغني في كثير من المزايا عن (الكشاف) ‪.‬‬
‫والخامس ‪( :‬التفسير المظهري) للقاضي ثناء هللا الحنفي المجدِّدي‪( 112‬المتوفى‪1255:‬هـ) ‪ ،‬فإنه كت==اب‬
‫عظيم القدر‪ ،‬وج ّم الفائدة ‪ ،‬جمع فيه أقوال القدماء من المفسرين ‪ ،‬والتأويالت= المطابقة للكتاب والسنّة م==ع ح = ّل‬
‫مفس=ر قلي= ُل‬
‫دقائق التص ّوف= ‪ ،‬وبيان مذاهب الفقهاء ومس=تدالتهم= ‪ ،‬فه==ذه التفاس==ير الخمس=ة مم==ا يك==اد يَقنَ= ُع به==ا ِّ‬
‫ص ِة ‪.‬‬
‫الفر َ‬

‫ال أصمعي‪ :‬لم نر احد َا قط أعلم بالشعر من شعبة‪ .‬له كتاب (الغرائب) في الحديث‪.‬‬
‫‪ 99‬هو وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي‪ ،‬أبو سفيان (‪ 197 - 129‬هـ)‪ ،‬حافظ للحديث‪ ،‬ثبت‪ ،‬ك ان مح دث الع راق في عصره‪ .‬ول د‬
‫بالكوفة‪ ،‬و أبوه ناظر على بيت المال فيها‪ ،‬وتفقه‪ ،‬وحفظ الحديث‪ ،‬واشتهر‪ .‬و أراد الرشيد أن يوليه قضاء الكوفة‪ ،‬فامتنع ورعا‪ .‬وك ان يصوم ال دهر‪ .‬ل ه‬
‫كتب‪ ،‬منه ا‪( :‬تفس ير الق ر آن) و(الس نن) و(المعرف ة والت اريخ) و(الزه د)‪ .‬ق ال ال إم ام ابن حنب ل‪ :‬م ا ر أيت أح دا أوعى من ه ولا أحف ظ‪ ،‬وكي ع إم ام‬
‫المسلمين‪ .‬وقال ابن المديني‪ :‬كان وكيع يلحن‪ ،‬ولو ح ّدث ُت ب ألفاظه لكانت عجبا‪ .‬و َأح َصى له البلخي هنات‪ ،‬منه ا‪ :‬أن ه وهم في "س وار بن داود"‬
‫فسماه "داود بن سوار"‪ ،‬و أن أبا نعيم قال‪ :‬خالفني وكيع في حديث سفيان في نحو من عش رين‪ ،‬فرج ع في عامته ا إلى حفظي‪ .‬ت وفي بفي د راجع ا‬
‫من الحج‪ .‬والرؤاسي نسبة إلى رؤاس وهو بطن من قيس عيلان‪.‬‬
‫‪ 100‬هو يزيد بن هارون بن زاذان بن ثابت السلمي ب الولاء‪ ،‬الواس طي‪ ،‬أب و خال د(‪ 206 - 118‬هـ)‪ ،‬من حف اظ الح ديث الثق ات‪ .‬ك ان‬
‫واسع العلم بالدين‪ ،‬ذكيا‪ ،‬كبير الش أن‪ .‬أصله من بخارى‪ ،‬ومولده ووفاته بواس ط‪ُ .‬ق ِّد َر من ك ان يحض ر مج ِل َسه بس بعين ألف ا‪ .‬وك ان يق ول‪ " :‬أحف ُظ‬
‫أربع َة وعشرين ألف حديث ب إسنادها ولا فخر"‪ .‬و أشار البلخي إلى أن له "كت اب " في ه أحاديث ه‪ ،‬ر آه "عب د ال رحمن بن مه دي"‪ ،‬ووج د في ه غلط ا‪،‬‬
‫فقال‪ :‬عا َفى الل ُه أبا خالد! و ُك َّف بص ُره في كبره‪ .‬قال الم أمون‪ :‬لولا مكان يزيد بن هارون ل أظهرت أن القر آن مخل وق‪ ،‬فقي ل‪ :‬ومن يزي د ح تى ُي َّت َقى؟‬
‫قال‪ :‬أخاف إن أظهر ُته فير ّد عل ّي‪ ،‬فيختلف الناس‪ ،‬وتكون فتنة‪ ( .‬أقول‪ :‬اتفق أصحاب التواريخ على أنه توفي سنة ‪206‬هـ‪ ،‬ولم أج د منهم من يواف ق‬
‫المصنف فيما ذكره من تاريخ وفاته‪ ،‬والله أعلم)‪.‬‬
‫‪ 101‬هو عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري‪ ،‬مولاهم‪ ،‬أبو بكر الصنعاني (‪ 211 - 126‬هـ)‪ ،‬من حف اظ الح ديث الثق ات‪ ،‬من أه ل‬
‫صنعاء‪ .‬كان يحفظ نحوا من سبعة عشر ألف حديث‪ .‬له‪( :‬الجامع الكبير) في الحديث‪ ،‬قال الذهبي‪ :‬وهو خزانة علم‪ ،‬وكتاب في (تفسير الق ر آن)‬
‫و(المصنف في الحديث)‪ ،‬ويقال له الجامع الكبير‪ ،‬ح ّققه حبيب ال رحمن ال أعظمي الباكس تاني المعاص ر‪ ،‬ونش ره المجلس العلمي الباكس تاني في‬
‫‪ 11‬جزءا‪.‬‬
‫‪ 102‬هو آدم بن أبي إياس عبد الرحمن بن محمد الخراساني المروزي‪ ،‬أب و الحس ن العس قلاني‪ .‬أص له من خراس ان‪ ،‬ونش أ ببغ داد‪ ،‬وبه ا‬
‫طلب الح ديث‪ ،‬وكتب عن ش يوخها‪ ،‬ورح ل إلى الكوف ة والبصرة والحج از ومصر والش ام‪ ،‬ولقي الش يو َخ‪ ،‬واس توطن عس قلا َن إلى أن م ات به ا في‬
‫جم ادى ال آخ رة س نة عش رين وم ائتين عن ثم ان وثم انين‪ .‬روى عن إس رائيل بن ي ونس‪ ،‬و إس ماعيل بن عي اش‪ ،‬وحم اد بن س لمة‪ ،‬وش عبة‪ .‬وص نف‬
‫التفسير وغيره‪( .‬طبقات الحفاظ‪ ،‬للسيوطي) ( أقول‪ :‬اتفق المؤرخون على أنه مات سنة ‪220‬هـ خلافا لما أ ّرخه المصنف‪ ،‬فليح َّرر)‪.‬‬
‫‪ 103‬هو إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظل ّي التميمي المروزي‪ ،‬أبو يعقوب ابن راهويه (‪ 238 - 161‬هـ)‪ ،‬عالم خراسان في عصره‪ .‬من‬
‫س ّكان م رو (قاع دة خراس ان)‪ ،‬وه و أح د كب ار الحف اظ‪ .‬ط اف البلاد لجم ع الح ديث‪ ،‬و أخ ذ عن ه ال إم ام أحم د ابن حنب ل‪ ،‬والبخ اري‪ ،‬ومس لم‪،‬‬
‫‪29‬‬

‫ومن حاو َل االطال َع على العلوم الجديدة والفنون الحديثة على أسلوب جديد فعلي==ه بـ (ج==واهر الق==رآن)‬
‫للطنطاوي=‪ ، 113‬و(تفسير) السيد رشيد رضا"‪( 114‬المتوفى‪1354:‬هـ) مدير المن==ار ‪ ،‬غ==ير أن==ه يجب التنب==ه على‬
‫فوهما= ‪.‬‬
‫ص ِ‬‫أمور حا َد قل ُمهما= ‪ ،‬وكبا زَندُهما ‪ ،‬لكن ال يمنع عن االنتفاع ب َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫‪115‬‬
‫ومن أراد اإلقناع بأق ّل منها فعليه بـ(غرائب القرآن) للنيسابوري= (المت==وفى‪143:‬هـ) ؛ ألن==ه لخ َ‬
‫ص‬
‫وبـ(مدارك التنزيل) للشيخ حافظ= الدين النسفي الحنفي‪( 116‬المتوفى‪710:‬هـ) ‪ ،‬فإنه كت==اب‬
‫ِ‬ ‫تفسي َر فخر الرازي ‪،‬‬
‫َوسطٌ جا ِمع ‪ ،‬أو بـ(أسرار= التنزيل) للبيضاوي= (المتوفى‪641:‬هـ) مع (تفسير أبي السعود) ‪.‬‬
‫‪117‬‬

‫والترمذي‪ ،‬والنسائي‪ ،‬وغيرهم‪ .‬وقيل في سبب تلقيبه (ابن راهويه) أن أباه ُو ِلد في طري ق مك ة‪ ،‬فق ال أه ل م رو‪ :‬راهوي ه! أي‪ُ :‬و ِل َد في الطري ق‪ .‬وك ان‬
‫إسحاق ثقة في الحديث‪ ،‬قال الدرامي‪ :‬سا َد إسحا ُق أه َل المشرق والمغ ر ِب بصدقه‪ .‬وق ال في ه الخطيب البغ دادي‪ :‬اجتم ع ل ه الح ديث‪ ،‬والفق ه‪،‬‬
‫والحفظ‪ ،‬والصدق‪ ،‬والورع‪ ،‬والزهد‪ ،‬ورحل إلى العراق والحجاز والشام واليمن‪ .‬وله تصانيف‪ ،‬منها‪( :‬المسند)‪ ،‬استوطن نيسابور‪ ،‬وتوفي بها‪.‬‬
‫‪ 104‬هو يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الديلم ّي‪ ،‬مولى بني أسد ( أو بني منقر) أبوزكرياء‪ ،‬المعروف بالفراء (‪ 207 - 144‬هـ)‪ ،‬إم ام‬
‫الكوف يين‪ ،‬و أعلمهم ب النحو واللغ ة وفن ون ال أدب‪ .‬ك ان يق ال‪ :‬الف ّراء أم ير المؤم نين في النح و‪ .‬ومن كلام ثعلب‪ :‬ل ولا الف راء م ا ك انت اللغ ة‪ُ .‬و ِلد‬
‫بالكوفة‪ ،‬وانتقل إلى بغداد‪ ،‬وعهد إليه الم أمون بتربية اب َنيه‪ ،‬فكان أكثر مقامه بها‪ ،‬ف إذا جاء آ ِخر السنة انصرف إلى الكوفة‪ ،‬ف أقام أربعين يوم ا في أهل ه‬
‫يو ِّزع عليهم ما جمعه ويب ّرهم‪ .‬وتوفي في طريق مكة‪ .‬وكان مع تق ّدمه في اللغ ة فقيه ا متك ّلم ا‪ ،‬عالم ا ب أي ام الع رب و أخباره ا‪ ،‬عارف ا ب النجوم والط ّب‪،‬‬
‫يميل إلى الاعتزال‪ .‬من كتبه‪( :‬المقصور والممدود) و(المعاني) ويسمى (مع اني الق ر آن) أملاه في مج الس عام ة ك ان في جمل ة من يحض رها نح و‬
‫ثمانين قاضيا‪ ،‬و(المذكر والمؤنث) وكتاب (اللغات) و(الفاخر) في ال أمثال‪ ،‬و(ما تلحن فيه العامة) و( آل ة الكت اب) و(ال أي ام واللي الي) و(البهي) ألف ه‬
‫لعبد الله بن طاهر‪ ،‬و(اختلاف أهل الكوفة والبصرة والش ام في المصاحف) و(الجم ع والتثني ة في الق ر آن) و(الح دود) ألف ه ب أمر الم أمون‪ ،‬و(مش كل‬
‫اللغة)‪ .‬وكان يتفلسف في تصانيفه‪ .‬واشتهر بالف ّراء‪ ،‬ولم يعمل في صناعة ال ِف َراء‪ ،‬فقيل‪ :‬ل أنه كان َيف ِري الكلا َم‪ .‬ولما م ات ُو ِجد " كت اب س يبويه "‬
‫تحت ر أ ِسه‪ ،‬فقيل‪ :‬إنه كان يتت ّبع خط أه‪ ،‬ويتع ّمد مخالفته‪ .‬و ُعرف أبوه "زياد" بال أقطع‪ ،‬ل أن يده قطعت في معركة "فخ" سنة ‪ ،169‬وقد شهدها م ع‬
‫الحسين بن علي بن الحسن‪ ،‬في خلافة موسى الهادي‪.‬‬
‫‪ 105‬هو محمد بن إسحاق بن محمد بن إسحاق‪ ،‬أبو الفرج بن أبي يعقوب النديم (ت ‪ 438‬هـ)‪ ،‬ص احب كت اب (الفهرس ت) من أق دم‬
‫كتب التراجم ومن أفضلها‪ .‬وهو بغدادي‪ُ ،‬يظ ُّن أنه كان َو ّراقا يبيع الكتب‪ .‬وكان معتزليا متش ِّيعا‪ ،‬يد ّل كتابه على ذلك‪ ،‬ف إن ه كم ا يق ول ابن حج ر‪،‬‬
‫يسمي أه َل السنة (الحشوية)‪ ،‬ويسمي ال أشاعرة (المجبرة)‪ ،‬ويسمي كل من لم يكن شيعيا (عاميا)‪ .‬وقد ذكر في مقدمة كتابه‪ ( :‬أنه صنف في سنة‬
‫‪ ،)377‬وورد في موضع منه أنه (كتب سنة ‪ .)412‬وقال أبو طاهر الكرخي‪ :‬مات في شعبان سنة ثمان وثلاثين (يعني و أربعمائ ة)‪ ،‬ويس تفاد من ه ذه‬
‫الروايات أنه أ ّلف (الفهرست) في شبابه‪ ،‬وعاود النظر فيه في كهولته‪ ،‬وعاش قراب تسعين سنة‪ .‬وله كتاب آخر سماه (التشبيهات)‪.‬‬
‫‪ 106‬هو محمد بن جرير بن يزيد الطبري‪ ،‬أبو جعفر (‪ 310 - 224‬هـ)‪ ،‬المؤرخ المفسر‪ ،‬ال إمام‪ُ .‬و ِلد في آمل طبرستان‪ ،‬واستوطن بغدا َد‪،‬‬
‫وتوفي بها‪ .‬وعرض عليه القضا َء فامتنع‪ ،‬والمظال َم ف َأ َبى‪ .‬له‪ ( :‬أخبار الرسل والملوك) يعرف بت اريخ الط بري‪ ،‬في ‪ 11‬ج زءا‪ ،‬و(ج امع البي ان في تفس ير‬
‫القر آن) يعرف بتفسير الطبري‪ ،‬في ‪ 30‬جزءا‪ ،‬و(اختلاف الفقهاء) و(المسترشد) في علوم الدين‪ ،‬و(جزء في الاعتقاد) و(الق راءات) وغ ير ذل ك‪ .‬وه و‬
‫من ثقات المؤ ِّرخين‪ ،‬قال ابن ال أثير‪ :‬أبو جعفر أوثق من نقل التاريخ‪ ،‬وفي تفسيره ما يدل على علم غزير وتحقيق‪ .‬وكان مجتهدا في أحك ام ال ِّدين‪،‬‬
‫لا يق ِّلد أحدا‪ ،‬بل ق َّلده بع ُض الناس‪ ،‬وعملوا ب أقواله و آرائه‪ .‬وكان أسمر‪ ،‬أعين‪ ،‬نحيف الجسم‪ ،‬فصيحا‪.‬‬
‫‪30‬‬

‫أ ّما من الفارسية ‪ :‬فـ(تفسير الحسيني) للواعظ الكاشفي‪( 118‬المتوفى‪910:‬هـ) ‪ .‬ومن األردي==ة ‪( :‬تفس==ي ُر‬
‫َحقَّانِ ّي) للشيخ عبد الحق الدهلوي=‪( 119‬المتوفى‪1318:‬هـ) ‪ ،‬و(بيان القرآن) للش==يخ الته==انوي=‪( 120‬المت==وفى‪136:‬‬
‫‪2‬هـ) ‪.‬‬
‫ومن المختصرات ‪( :‬فتح الرحمن) أعني ترجم==ة الق==رآن بالفارس==ية للش==يخ اإلم==ام ولي هللا (المت==وفى‪=:‬‬
‫‪1176‬هـ) ‪ ،‬و(موضح الفرقان) أي ‪ :‬ترجمة القرآن باألردوية للشيخ محمود الحسن الديوبن==دي=‪( 121‬المت==وفى‪1:‬‬
‫‪338‬هـ) مع التعليقات المفيدة للشيخ شبير أحمد العثماني=‪( 122‬المتوفى‪1369:‬هـ) ‪ ،‬وأص==لهما= (موض==ح الق==رآن)‬
‫للشاه عبد القادر المح ّدث‪( 123‬المتوفى‪1342:‬هـ) مع زيادات أنيقة حسنة ‪ ،‬وتعبيرات= بديعة ‪ ،‬وهللا الموفّق= ‪.‬‬

‫‪ 107‬هو محمود بن عمر بن محمد بن أحمد الخ وارزمي الزمخش ر ّي‪ ،‬ج ار الل ه‪ ،‬أب و القاس م (‪ 538 - 467‬هـ)‪ ،‬من أئم ة العلم بال دين‬
‫والتفسير واللغة وال آداب‪ُ .‬و ِلد في زمخشر (من قرى خ وارزم)‪ ،‬وس افر إلى مك ة‪ ،‬فج اور به ا زمن ا‪ ،‬فلقب بج ار الل ه‪ .‬وتنق ل في البل دان‪ ،‬ثم ع اد إلى‬
‫الجرجانية (من قرى خوارزم)‪ ،‬فتوفي فيها‪ .‬أشهر كتبه‪( :‬الكشاف) في تفسير القر آن‪ ،‬و( أساس البلاغة) و(المفصل) و(المقامات) و(الجبال وال أمكن ة‬
‫والمي اه) و(المقدم ة) معجم ع ربي فارس ي‪ ،‬مجل دان‪ ،‬و(مقدم ة ال أدب) في اللغ ة‪ ،‬و(الف ائق) في غ ريب الح ديث‪ ،‬و(المستقصى) في ال أمث ال‪،‬‬
‫مجل دان‪ ،‬و(رؤوس المس ائل) و(نواب غ الكلم) رس الة‪ ،‬و(ربي ع ال أب رار) و(المنتقى من ش رح ش عر المتن بي‪ ،‬للواح دي) و(القس طاس) في الع روض‪،‬‬
‫و(نكت ال أعراب في غريب ال إعراب) رسالة‪ ،‬و(ال أنموذج) اقتض به من المفصل‪ ،‬و( أط واق ال ذهب) و( أعجب العجب في ش رح لامي ة الع رب) ول ه‬
‫(ديوان شعر)‪ .‬وكان معتزلي المذهب‪ ،‬مجاهرا‪ ،‬شديد ال إنكار على المتص ِّوفة‪ ،‬أكثر من التشنيع عليهم في الكشاف وغيره‪.‬‬
‫‪ 108‬هو إسماعيل بن عمر بن كثير بن ض ّو بن درع القرشي البصروي‪ ،‬ثم الدمشق ّي‪ ،‬أبو الفداء‪ ،‬عماد الدين (‪ 774 - 701‬هـ)‪ ،‬حاف ظ‬
‫مؤرخ فقيه‪ .‬ولد في قرية من أعمال ُبص َرى الشام‪ ،‬وانتقل مع أخ له إلى دمشق سنة ‪706‬هـ ‪ ،‬ورح ل في طلب العلم‪ ،‬وت وفي بدمش ق‪ .‬تناق ل الن اس‬
‫تصاني َفه في حياته‪ .‬من كتبه‪( :‬البداية والنهاية) ‪ 14‬مجلدا في التاريخ على نسق الكامل لابن ال أث ير‪ ،‬انتهى في ه إلى ح وداث س نة ‪767‬هـ‪ ،‬و(ش رح‬
‫صحيح البخاري) لم يكمله‪ ،‬و(طبقات الفقهاء الشافعيين) و(تفسير القر آن الكريم) عشرة أجزاء‪ ،‬و(الاجته اد في طلب الجه اد) و(ج امع المس انيد)‬
‫في ثم اني مجل دات‪ ،‬و(اختصار عل وم الح ديث) رس الة في المصطلح‪ ،‬ش رحها أحم د محم د ش اكر‪ ،‬بكت اب (الب اعث الح ثيث إلى معرف ة عل وم‬
‫الحديث) و(اختصار السيرة النبو ّية) طبع باس م (الفصول في اختصار س يرة الرس ول) و(رس الة في الجه اد) و (التكمي ل في معرف ة الثق ات والض عفاء‬
‫والمجاهيل) خمس مجلدات في رجال الحديث‪.‬‬
‫‪ 109‬هو محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي البكري‪ ،‬أب و عب د الل ه‪ ،‬فخ ر ال دين ال راز ّي (‪ 606 - 544‬هـ)‪ ،‬ال إم ام المفس ر‪،‬‬
‫أوحد زمانه في المعقول والمنقول‪ ،‬وعلوم ال أوائل‪ ،‬وهو قرشي النس ب‪ .‬أص له من طبرس تان‪ ،‬ومول ده في ال ري‪ ،‬و إليه ا نس بته‪ ،‬ويق ال ل ه (ابن خطيب‬
‫الر ّي) رحل إلى خوارزم‪ ،‬وما وراء النهر‪ ،‬وخراسان‪ ،‬وتوفي في هراة‪ .‬أقبل الناس على كتبه في حياته يتدارسونها‪ .‬وكان يحسن الفارسية‪ .‬من تصانيفه‪:‬‬
‫(مفاتيح الغيب) ثماني مجلدات في تفسير القر آن الكريم‪ ،‬و(لوامع البينات في شرح أسماء الله تعالى والصفات) و(مع الم أص ول ال دين) و(محصل‬
‫أفكار المتق دمين والمت أخرين من العلم اء والحكم اء والمتكلمين ) و(المس ائل الخمس ون في أص ول الكلام) و(ال آي ات البين ات) و(عصمة ال أنبي اء)‬
‫و(ال إعراب) و( أسرار التنزيل) في التوحيد‪ ،‬و(المباحث المشرقية) و( أنم وذج العل وم) و( أس اس التق ديس) رس الة في التوحي د‪ ،‬و(المط الب العالي ة) في‬
‫علم الكلام‪ ،‬و(المحصول في علم ال أصول) و(نهاية ال إيجاز في دراية ال إعجاز) بلاغة‪ ،‬و(الس ّر المكت وم في مخاطب ة النج وم) و(ال أربع ون في أص ول‬
‫الدين) و(نهاية العقول في دراية ال أص ول) في أص ول ال دين و(القض اء والق در) و(الخل ق والبعث) و(الفراس ة) و(البي ان والبره ان) و(ته ذيب ال دلائل)‬
‫و(الملخص) في الحكم ة‪ ،‬و(النفس) رس الة‪ ،‬و(النب وات) رس الة‪ ،‬و(كت اب الهندس ة) و(ش رح قس م ال إلهي ات من ال إش ارات لابن س ينا) و(لب اب‬
‫‪31‬‬

‫خاتمة في شرائط المفسر والتفسير ‪:‬‬


‫اعلم أن القرآن من حيث التفسير على ثالثة أقسام ‪ :‬األول ‪ :‬م==ا ورد بيان==ه من ص==احب الش==رع ‪ ،‬ففي==ه‬
‫‪124‬‬
‫كفاية عن فكر ‪ ،‬وال يجوز العدول عنه ‪ ،‬فقد قال ‪" : - s -‬من قال في القرآن برأيه فليتبوأ= مقعده من الن==ار"‪.‬‬
‫‪ ،‬رواه الترمذي وحسّنه ‪ .‬نعم ‪ ،‬يُب َحث فيه عن صحّة السند ‪.‬‬
‫والثاني ‪ :‬ما ورد= عن الصحابة أو رؤوس التابعين ‪ ،‬فإن فَ َّسرُوه من حيث اللغة فهم أه==ل اللس==ان ‪ ،‬وال‬
‫ك في اعتماده ‪ ،‬وكذا ما فسّروا= بما شاهدوا ‪ ،‬وعلموا من األسباب والقرائن ‪ ،‬ف==إذا تعارض==ت أق==وال جماع==ة‬ ‫ش ّ‬

‫ال إشارات) تهذيبه‪ ،‬و(شرح سقط الزند للمع ّري) و(مناقب ال إمام الشافع ّي) و(شرح أسماء الله الحسنى) و(تعج يز الفلاس فة) بالفارس ية‪ ،‬وغ ير ذل ك‪.‬‬
‫وله شعر بالعربية والفارسية‪ ،‬وكان واعظا بارع ًا با ّللغتين‪.‬‬
‫‪ 110‬هو محمود بن عبد الله الحسيني ال آلوسي‪ ،‬شهاب الدين‪ ،‬أبو الثناء (‪ 1270 - 1217‬هـ)‪ ،‬مفسر‪ ،‬محدث‪ ،‬أديب‪ ،‬من المج ّددين‪،‬‬
‫من أهل بغداد‪ ،‬مولده ووفاته فيها‪ .‬كان سلفي الاعتقاد‪ ،‬مجتهدا‪ .‬تق ّلد ال إفتاء ببلده سنة ‪ 1248‬هـ‪ ،‬وعزل‪ ،‬ف انقطع للعلم‪ .‬ثم س افر (س نة ‪1262‬هـ‬
‫إلى الموصل‪ ،‬فال آستانة‪ ،‬وم َّر بماردين وسيواس‪ ،‬فغاب ‪ 21‬شهرا‪ ،‬و أكرمه السلطان عبد المجيد‪ .‬وعاد إلى بغداد‪ ،‬يد ِّون رحلاته‪ ،‬ويكمل م ا ك ان ق د‬
‫بد أ به من مصنفاته‪ ،‬فاستم ّر الى أن توفي‪ .‬من كتبه‪( :‬روح المعاني) في التفسير‪ ،‬تسع مجلدات كبيرة‪ ،‬و(نشوة الش مول في الس فر إلى إس لامبول)‬
‫رحلته إلى ال آستانة‪ ،‬و(نشوة المدام في العود إلى دار السلام) و(غرائب الاغتراب) ضمنه تراجم الذين لقيهم‪ ،‬و أبحاثا ومناظرات‪ ،‬و (دق ائق التفس ير)‬
‫و(الخريدة الغيبية) شرح به قصيدة لعب د الب اقي الموص لي‪ ،‬و(كش ف الط رة عن الغ رة) ش رح ب ه "د ّرة الغ واص" للحري ري‪ ،‬و(مقام ات) في التصوف‬
‫وال أخلاق‪ ،‬عارض بها مقامات الزمخشر ّي‪ ،‬و(ال أجوب ة العراقي ة عن ال أس ئلة ال إيراني ة) و(حاش ية على ش رح القط ر) في النح و‪ ،‬و(الرس الة اللاهوري ة)‪.‬‬
‫ونسبة ال أسرة ال آلوسية إلى جزيرة ( آلوس) في وسط نهر الف رات‪ ،‬على خمس مراح ل من بغ داد‪ .‬ف ّر إليه ا ج ُّد ه ذه ال أس ر ِة من وج ه هولاك و الت تري‬
‫عندما دهم بغداد‪ ،‬فنسب إليها‪ .‬ولصاحب الترجمة شعر لا ب أس به‪ ،‬و إبداع في ال إنشاء‪ .‬وقد أ ِّلفت في ترجمته رسائل مفصلة‪.‬‬
‫‪ 111‬هو محمد بن محمد بن مصطفى العمادي‪ ،‬المولى أبو السعود (‪ 982 - 898‬هـ)‪ ،‬مفسر شاعر‪ ،‬من علماء الترك المس تعربين‪ .‬ول د‬
‫بقرب القسطنطينية‪ ،‬ود َرس‪ ،‬ود ّرس في بلاد متعددة‪ ،‬وتقلد القضاء في بروسة‪ ،‬فالقسطنطينية‪ ،‬فالروم إيلي‪ .‬و أضيف إليه ال إفتاء س نة ‪ 952‬هـ‪ ،‬وك ان‬
‫حاضر الذهن‪ ،‬سريع البديه ة‪ ،‬كتب الج واب م رارا في ي وم واح د على أل ف رقع ة باللغ ات العربي ة والفارس ية والتركي ة‪ ،‬تبع ا لم ا يكتب ه الس ائل‪ .‬وه و‬
‫صاحب التفسير المعروف باسمه‪ ،‬وقد سماه‪ ( :‬إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم) ومن كتبه‪( :‬تحفة الطلاب) في المناظرة‪ ،‬و(رس الة في‬
‫المسح على الخفين) و(رسالة في مسائل الوقوف) و أخرى في (تسجيل ال أوقاف) و(قصة هاروت وماروت)‪ ،‬وشعره ج ّيد‪ ،‬خلص كثير من ه من ركاكة‬
‫العجمة‪ .‬وكان مهيبا حظيا عند السلطان‪ ،‬يؤخذ عليه الميل الزائد إلى أرباب الرئاس ة وم داهنتهم‪ .‬وه و م دفون في ج وار مرق د أبي أي وب ال أنصاري‪.‬‬
‫( أقول‪ :‬اتفق المؤرخون على أنه توفي ‪982‬هـ‪ ،‬وش ّذ العيدروسي "صاحب كتاب النور السافر" عن بقية المؤرخين في تحديد ت اريخ وفات ه‪ ،‬وجعل ه من‬
‫وفيات سنة ‪ 952‬هـ‪ ،‬فقول المصنف قريب من قوله‪ ،‬و أبعد من الص ّحة‪ ،‬والله أعلم)‬
‫‪ 112‬هو الشيخ ال إمام العالم الكبير العلامة المحدث‪ ،‬ثن اء الل ه العثم اني‪ ،‬الب اني ب تي‪ ،‬أح د العلم اء الراس خين في العلم‪ ،‬ك ان من ذري ة‬
‫الشيخ جلال الدين العثماني‪ ،‬يرجع نسبه إليه ب اثنتي عش رة واس طة‪ ،‬وينتهي إلى عثم ان بن عف ان ‪ -‬رض ي الل ه عن ه ‪ُ ،-‬و ِلد ونش أ ببل دة ب اني بت‪،‬‬
‫وحفظ القر آن‪ ،‬وقر أ العربية أيام ًا على أساتذة بلدته‪ ،‬ثم دخل دهلي‪ ،‬وتفق ه على الش يخ ولي الل ه بن عب د ال رحيم العم ري ال دهلوي‪ ،‬و أخ ذ الح ديث‬
‫عنه‪ ،‬وقر أ فاتحة الفراغ‪ ،‬وله ثماني عشرة سنة‪ ،‬ثم لا َزم الشيخ محمد عابد السنامي‪ ،‬و أخذ عنه الطريق ة‪ ،‬وبل غ في ص حبته إلى فن اء القلب‪ ،‬ثم لا َزم‬
‫‪32‬‬

‫من الصحابة وأمكن الجمع فذاك ‪ ،‬و إاّل فإن كان فيهم ابن عباس قُدِّم ؛ ألن النبي ‪ - s -‬ق==ال في==ه ‪" :‬اللهم علِّ ْم==ه‬
‫التأويل"‪ ، 125‬وقال ‪" :‬نِ ْع َم تَر ُجمانُ القرآن"‪ ، 126‬وإال فيجتهد= ‪ ،‬وكذا إذا لم يص ّح سنده ‪.‬‬
‫والثالث ‪ :‬ما لم يَ ِرد فيه نق ٌل ‪ ،‬وهو قليل ‪ .‬وطريق التوص==ل إلى فهم==ه النظ= ُر إلى مف==ردات األلف==اظ من‬
‫لغة العرب ‪ ،‬وفكرة أهل العلم ؛ ليستدلّوا= بما ورد بيانُه على بيانِه على ما لم يَ ِرد ‪ ،‬وذلك لمن كان جامعا للعلوم‬
‫ال==تي يحت==اج إلي==ه المش==تغلون في التفس==ير والتأوي==ل ‪ ،‬وهي خمس==ة عش==ر علم==ا ‪ :‬اللغ==ة ‪ ،‬والنح==و ‪ ،‬والص==رف‬
‫واالشتقاق ‪ ،‬والمعاني ‪ ،‬والبي=ان ‪ ،‬والب=ديع ‪ ،‬والق=راءة ‪ ،‬وأص=ول ال=دين ‪ ،‬وأص=ول الفق=ه ‪ ،‬وأس=باب ال=نزول ‪،‬‬
‫وعل ُم المو ِهبَ= ِة ‪ ،‬وه==و‬
‫=ل والمبهَ ِم ‪ِ ،‬‬ ‫ُ‬
‫واألحاديث المبيِّنة لتفس==ير المج َم= ِ‬ ‫والقصص ‪ ،‬والناسخ والمنسوخ ‪ ،‬والفقه ‪،‬‬
‫ُورثُه هللا تعالى لمن يشاء ‪ ،‬وذلك لمن ع ِم َل بما َعلِم‪ ،‬وهو المشار إليه بقول سيدنا عل ّي ‪ -‬رضي هللا عنه ‪-‬‬ ‫ِعل ٌم ي ِ‬
‫الشيخ جانجانان العلوي الدهلوي‪ ،‬وبلغ إلى آخر مقامات الطريقة المجددية‪ ،‬وكان الشيخ المذكور يح ّبه حب ًا مفرط ًا‪ ،‬ول ّقب ه ب َع َلم ال ُهدى‪ ،‬ويق ول‪ :‬إن‬
‫مهابته تغشى قلبي ؛ لصلاحه وتقواه وديانته‪ ،‬و إنه مر ّوج للشريعة‪ ،‬من ِّور للطريقة‪ ،‬متصف بالصفات الملكوتي ة‪ُ ،‬تع ِّظم ه الملائك ة‪ ،‬ويق ول‪ :‬إذا س ألني‬
‫الله عن هدية أقدمها إلى جنابه‪ ،‬قدم ُت ثنا َء الله‪ ،‬انتهى‪ ،‬ول َّقبه الشيخ عبد العزيز بن ولي الله ال دهلوي بـ"بيهقي ال وق ِت" نظ ر ًا إلى تبح ره في الفق ه‬
‫والحديث‪ .‬قال الشيخ غلام علي العلوي الدهلوي في المقامات‪ :‬إنه كان متف ِّرد ًا في أقرانه في التقوى والديانة‪ ،‬وك ان ش ديد التع ّبد‪ ،‬يصلي ك ل ي وم‬
‫مائة ركعة‪ ،‬ويقر أ من القر آن الكريم حزب ًا من أحزابه السبعة مع اشتغاله بالذكر والمراقبة وتدريس الطلبة وتصنيف الكتب وفصل القض ايا‪ ،‬وق ال الش يخ‬
‫المذكور في موضع آخر من ذلك الكتاب‪ :‬إنه كان مع ص فاء ال ذهن وج وده القريح ة وق وة الفك ر وس لامة ال ذهن بل غ إلى رتب ة الاجته اد في الفق ه‬
‫وال أصول‪ ،‬له كتاب مبسوط في الفقه‪ ،‬التزم فيه بيان المس ألة مع م أخذها ودلائلها‪ ،‬ومختارات ال أئمة ال أربعة في تلك المس ألة‪ ،‬ول ه رس الة مف ردة في‬
‫أقوى المذاهب المسمى بـ"ال أخذ بال أقوى"‪ ،‬وله تفسير الق ر آن في س بع مجل دات كب ار‪ ،‬انتهى‪ .‬وق ال الش يخ محس ن بن يح يى التره تي في الي انع‬
‫الجني‪ :‬إنه كان فقيه ًا أص ولي ًا زاه د ًا مجته د ًا‪ ،‬ل ه اختي ارات في الم ذهب‪ ،‬ومصنفات عظيم ة في الفق ه والتفس ير والزه د‪ ،‬وك ان ش يخه يفتخ ر ب ه‪،‬‬
‫انتهى‪ .‬ومن مصنفاته المشهورة رحمه الله‪( :‬التفسير المظهري) في سبع مجلدات‪ ،‬و(كتاب) مبسوط في مجل دين في الح ديث‪ ،‬و(م ا لا ب د من ه)‬
‫في الفق ه الحنفي‪ ،‬و(الس يف المس لول) في ال رد على الش يعة‪ ،‬و( إرش اد الط البين) في الس لوك وت ذكرة الم وتى والقب ور وت ذكرة المع اد‪ ،‬و(حقيق ة‬
‫ال إس لام) و(رس الة في حكم الغن اء)‪ ،‬و(رس الة في حرم ة المتع ة)‪ ،‬و(رس الة في العش ر والخ راج)‪ ،‬ورس ائل أخ رى‪ .‬م ات في غ رة رجب س نة خمس‬
‫وعشرين ومائتين و ألف (‪1225‬هـ) ببلدة باني بت‪ .‬راجع‪( :‬نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر‪ ،‬لعبد الحي الحسني)‬
‫‪ 113‬ه و طنط اوي بن ج وهري المصري (‪1358 – 1287‬هـ)‪ ،‬فاض ل‪ ،‬ل ه اش تغال بالتفس ير والعل وم الحديث ة‪ُ .‬و ِلد في قري ة "ع وض الل ه‬
‫حجازي" من قرى (الشرقية) بمصر‪ ،‬وتعلم في ال أزهر مدة‪ ،‬ثم في المدرسة الحكومي ة‪ .‬و ُع ِني بدراس ة ال إنكليزي ة‪ ،‬وم ارس التعليم في بعض الم دارس‬
‫الابتدائية‪ ،‬ثم في مدرسة دار العلوم‪ ،‬و ألقى محاضرات في الجامعة المصرية‪ ،‬ونا َصر الحرك ة الوطني ة‪ ،‬فوض ع كتاب ا في (نهض ة ال أم ة وحياته ا) نش ره‬
‫تباعا في جريدة اللواء‪ ،‬وانقطع للت أليف‪ ،‬فصنف كتبا‪ ،‬أشهرها‪( :‬الجواهر في تفسير القر آن الكريم) في ‪ 26‬ج زءا‪ ،‬نح ا في ه منحى خاص ا‪ ،‬ابتع د في‬
‫أكثره عن معنى التفسير‪ ،‬و أعرق في سرد أقا ِصي َص وفنو ٍن عصرية و أساطير‪ ،‬وجعل لسائر كت ِبه عناوي َن ِضخاما‪ ،‬و أكثره ا رس ا ِئل‪ ،‬منه ا‪( :‬ج واهر العل وم)‬
‫و(النظ ام وال إس لام) و(الت اج المرص ع) و(الزه رة) و(نظ ام الع الم وال أمم) و(ال أرواح) و( أين ال إنس ان) و( أص ل الع الم) و(جم ال الع الم) و(الحكم ة‬
‫والحكم اء) و(س وانح الج وهري) و(م يزان الج وهر) في عج ائب الك ون‪ ،‬و(الفرائ د الجوهري ة في الط رق النحوي ة) و(بهج ة العل وم في الفلس فة العربي ة‬
‫وموازنتها بالعلوم العصرية)‪ ،‬وتوفي بالقاهرة ‪.‬‬
‫‪ 114‬هو محمد رش يد بن علي رض ا بن محم د ش مس ال دين بن محم د َبه اء ال دين بن منلا علي خليف ة القلم وني‪ ،‬البغ دادي ال أص ل‪،‬‬
‫الحسيني النسب (‪ 1354 - 1282‬هـ)‪ ،‬صاحب مجلة (المنار)‪ ،‬و أحد رجال ال إصلاح ال إسلامي‪ .‬من الك ّتاب‪ ،‬العلماء بالحديث وال أدب والتاريخ‬
‫‪33‬‬

‫‪ " :‬أو فَه ٌم أُ ِ‬


‫عطيَه رج ٌل ُمسلِم في القرآن "‪ . 127‬فمن كان جامعا لهذه العلوم يج==وز ل==ه التفس==ير والتأوي=ل= ‪ ،‬ومن‬
‫فسَّر بدونها فهو= القائل في القرآن بالرأي المنهي عنه ‪ ،‬وهللا يوفّق السداد ‪.‬‬

‫فرغت من تحرير= هذا الجزء المسمى بـ"التنوير في أصول التفسير" ليلة عيد األض==حى‬ ‫ُ‬ ‫قال المؤلف ‪:‬‬
‫سنة ‪ 1368‬هـ ‪ ،‬وص==لى= هللا تع==الى على خ==ير خلق==ه س==يدنا محم==د وعلى آل=ه وص==حبه وس==لم ‪ ،‬والحم==د هلل رب‬
‫العالمين ‪.‬‬

‫والتفسير‪ُ .‬و ِلد ونش أ في القلمون (من أعمال طرابلس الشام)‪ ،‬وتعلم فيها وفي طرابلس‪ .‬وتن َّسك‪ ،‬ونظم الشعر في ص باه‪ ،‬وكتب في بعض الصحف‪،‬‬
‫ثم رحل إلى مصر سنة ‪ 1315‬هـ ‪ ،‬فلازم الشي َخ محمد عبده‪ ،‬وتتلمذ له‪ ،‬وكان قد اتصل ب ه قب ل ذل ك في ب يروت‪ ،‬ثم أص در مجل ة (المن ار) ِلب ِّث‬
‫آرا ِئه في ال إصلاح الديني والاجتماعي‪ .‬و أصبح مرجع الفتيا في الت أليف بين الشريعة وال أوضاع العصرية الجديدة‪ .‬ولما أعلن الدس تور العثم اني (س نة‬
‫‪ 1326‬هـ) زار بلا َد الشام‪ ،‬واعترضه في دمشق وهو يخطب على منبر الجامع ال أموي أح ُد أعداء ال إصلاح‪ ،‬فكانت فتنة‪ ،‬عاد على أثرها إلى مصر‪.‬‬
‫و أنش أ مدرس ة (ال دعوة وال إرش اد)‪ ،‬ثم قصد س ورية في أي ام المل ك فيصل بن الحس ين‪ ،‬وان ُت ِخب رئيس ا للم ؤتمر الس وري‪ ،‬وغادره ا على أث ر دخ ول‬
‫الفرنسيين إليها (سنة ‪ 1920‬م)‪ ،‬ف أقام في وطنه الثاني (مصر) مدة‪ .‬ثم رحل إلى الهند والحجاز و أوربا‪ ،‬وع اد‪ ،‬فاس تق ّر بمصر إلى أن ت وفي فج أة في‬
‫سيارة كان راجعا بها من السويس إلى القاهرة‪ ،‬ودفن بالقاهرة‪ .‬أشهر آثاره‪ :‬مجلة (المنار) أصدر منها ‪ 34‬مجلدا‪ ،‬و(تفس ير الق ر آن الك ريم) اثن ا عش ر‬
‫مجلدا منه‪ ،‬ولم يكمله‪ ،‬و(تاريخ ال أستاذ ال إمام الشيخ محمد عبده) ثلاثة مجلدات‪ ،‬و(نداء للجنس اللطيف) و(الوحي المحمدي) و(يس ر ال إس لام‬
‫و أصول التشريع العام) و(الخلافة) و(الوهابيون والحجاز) و(محاورات المصلح والمقلد) و(ذكرى المولد النبوي) و(شبهات النصارى وحجج ال إس لام)‬
‫‪.‬‬
‫‪ 115‬هو الحسن بن محمد بن الحسين القمي النيسابور ّى‪ ،‬نظام الدين‪ ،‬ويقال له ال أعرج (ت بعد ‪ 850‬هـ)‪ ،‬مفسر‪ ،‬له اشتغال بالحكمة‬
‫والرياضيات‪ .‬أصله من بدل ِة (قم)‪ ،‬ومنش أه وسكنه في نيسابور‪ .‬له كتب‪ ،‬منها‪( :‬غرائب القر آن ورغائب الفرق ان) في ثلاث ة مجل دات‪ ،‬يع رف بتفس ير‬
‫النيسابور ّى‪ ،‬ألفه سنة ‪ 828‬هـ‪ ،‬و( أقاف الق ر آن) و(ل ّب الت أوي ل) و(ش رح الش افية) في الصرف‪ ،‬يع رف بش رح النظ ام‪ ،‬و(تعب ير التحري ر) ش رح لتحري ر‬
‫المجسطي للطوسي‪ ،‬و(توضيح التذكرة النصيرية) في الهيئة‪ ( .‬أقول‪ :‬التاريخ الذي ذكره المصنف في وفاته لا يص ّح‪ ،‬ل أن ه من علم اء الق رن الث امن‪،‬‬
‫وبه قال جمهور المؤرخين‪ ،‬والله أعلم)‪.‬‬
‫‪ 116‬هو عبد الله بن أحمد بن محمود النسفي‪ ،‬أبو البركات‪ ،‬حافظ الدين (ت ‪ 710‬هـ)‪ ،‬فقيه حنفي‪ ،‬مفس ر‪ ،‬من أه ل إي ذج (من ك ور‬
‫أصبهان)‪ ،‬ووفاته فيها‪ .‬نسبته إلى "نسف" ببلاد السند‪ ،‬بين جيح ون وس مرقند‪ .‬ل ه مصنفات جليل ة‪ ،‬منه ا‪( :‬م دارك التنزي ل) ثلاث ة مجل دات‪ ،‬في‬
‫تفسير القر آن‪ ،‬و(ك نز ال دقائق) في الفق ه‪ ،‬و(المن ار) في أص ول الفق ه و(كش ف ال أس رار) ش رح المن ار‪ ،‬و(ال وافي) في الف روع‪ ،‬و(الك افي) في ش رح‬
‫الوافي‪ ،‬و(المصفى) في شرح منظومة أبي حفص النسفي في الخلاف‪ ،‬و(عمدة العقائد)‪.‬‬
‫‪ 117‬ه و عب د الل ه بن عم ر بن محم د بن علي الش يرازي‪ ،‬أب و س عيد‪ ،‬أو أب و الخ ير‪ ،‬ناص ر ال دين البيض اوي (‪ 685‬هـ)‪ ،‬ق اض‪ ،‬مفس ر‪،‬‬
‫علامة‪ُ .‬و ِلد في المدينة البيضاء (بفارس ‪-‬قرب ش يراز)‪ ،‬وولي قض ا َء ش يراز م ّدة‪ ،‬وص رف عن القض اء‪ ،‬فرح ل إلى ت بريز‪ ،‬فت وفي فيه ا‪ .‬من تصانيفه‪:‬‬
‫( أن وار التنزي ل و أس رار الت أوي ل) يع رف بتفس ير البيض اوي‪ ،‬و(طوال ع ال أن وار) في التوحي د‪ ،‬و(منه اج الوص ول إلى علم ال أص ول) و(لب اللب اب في علم‬
‫ال إعراب) و(نظام التواريخ) كتبه باللغة الفارسية‪ ،‬و(رسالة) في موضوعات العلوم وتعاريفها‪ ،‬و(الغاية القصوى في دراية الفتوى) في فقه الشافعية‪.‬‬
‫‪34‬‬

‫‪ 118‬قال في الكشف‪ :‬هو تفسير حسين بن علي الكاشفي الواعظ المتوفى في حدود سنة (‪900‬هـ) تسعمائة‪ ،‬وهو تفسير فارسي مت داول‬
‫في مجلد‪ ،‬سماه‪( :‬ب المواهب العلي ة) كم ا ذك ره ول ُده في بعض كتب ه‪ ،‬وترجم ُته بالتركي ة ل أبي الفض ل محم د بن إدريس البدليس ي المت وفى س نة (‬
‫‪982‬هـ) اثنتين وثمانين وتسعمائة‪ .‬وله‪( :‬جواهر التفسير للزهراوين) ي أتي في (الجيم)‪ .‬راجع‪( :‬كشف الظنون‪ ،‬للتهانوي)‬
‫‪ 119‬ه و الش يخ الع الم الفقي ه عب د الح ق بن محم د م ير الحنفي ال دهلوي المفس ر المش هور‪ ،‬أص له ك ان من َك َمتهل ه (بفتح الك اف‬
‫العجمي) قرية من أعمال أنباله من أرض بنجاب‪ُ .‬و ِلد بها في السابع والعشرين من رجب سنة سبع وستين ومائتين و أل ف (‪1267‬هـ)‪ ،‬واش تغل أيام ًا‬
‫في بلاده‪ ،‬ثم سافر إلى كانبور‪ ،‬وقر أ بعض الكتب الدرسية على مولانا عبد الحق بن غلام رس ول الحس يني الك انبوري‪ ،‬ومعظمه ا على مولان ا لط ف‬
‫الله بن أسد الله الكوئلي‪ ،‬ثم سار إلى مراد آباد‪ ،‬وقر أ بعض الكتب من الصحاح الستة على مولانا عالم علي النكين وي‪ ،‬ثم س افر إلى دهلي‪ ،‬و أخ ذ‬
‫عن شيخنا السيد نذير حسين الدهلوي المحدث‪ ،‬وولي التدريس بدهلي في المدرسة الفتحبورية‪ ،‬فدرس و أفاد بها زمان ًا‪ ،‬وسكن بدهلي‪ ،‬وت زوج به ا‬
‫وتد َّير‪ ،‬ثم ترك المدرسة‪ ،‬واشتغل بالتصنيف‪ ،‬وج ّد في استحصال الوظيفة من حيدر آباد‪ ،‬وظفر بها بدون شرط الخدمة‪ ،‬فص ّنف الكتب‪ ،‬وطار صيته‬
‫في بلاد الهند‪ .‬وكان قو َّي المباحث ة‪ ،‬ش ديد الرغب ة‪ ،‬مليح البحث‪ ،‬حل و الم ذاكرة‪ ،‬م داعب ًا مزاح ًا َب ُشوش ًا طيب النفس‪ ،‬اس تقدمته أعض اء المدرس ة‬
‫العالي ة بكلكت ه في آخ ر عم ره‪ ،‬ورتب وا ل ه خمس مائة ربي ة ش هرية‪ ،‬ول ّقبت ه الدول ة ال إنكليزي ة بش مس العلم اء‪ .‬ومن مصنفاته‪( :‬التعلي ق الن امي على‬
‫الحسامي) في أصول الفقه‪ ،‬و(عقائد ال إسلام) بال أردو في أص ول ال دين‪ ،‬و(البره ان في عل وم الق ر آن) ب ال أردو‪ ،‬و(فتح المن ان في تفس ير الق ر آن) في‬
‫مجلدات كبار بال أردو‪ ،‬وهو معروف بالتفسير الحقاني‪ .‬مات في الث اني عش ر من جم ادى ال أولى س نة خمس وثلاثين وثلاثمائ ة و أل ف (‪1335‬هـ)‪.‬‬
‫راجع‪( :‬نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر‪ ،‬لعبد الحي الحسني)‬
‫‪ 120‬ه و أش رف علي بن عب د الح ق الته انو ّي المع روف في ش به الق ارة الهندي ة بحكيم ال أمة (‪ 1362 - 1280‬هـ)‪ ،‬أح د كب ار العلم اء‬
‫والمشايخ الديوبنديين‪ ،‬والعلماء الفقهاء ال أذكياء الر ّبانيين الذي نفع الله الخلق بمؤلفاتهم ومواعظهم وتربيتهم نفع ًا كب ير ًا‪ُ .‬و ِل َد ل دى الصبح الصادق‬
‫من ال أربعاء ‪ /5‬ربيع الثاني ‪1280‬هـ الموافق ‪ /10‬سبتمبر ‪1863‬م في بلدة تها َن ْه َبه َون في مديرية مظفرنكر بولاي ة أت را ب راديش‪ .‬وتخ رج من الجامع ة‬
‫ال إسلامية دار العلوم ديوبند عام ‪ 1299‬هـ ‪ ،‬يبل غ ع دد مؤلفات ه نح و ثمانمائ ة‪ ،‬منه ا نح و اث ني عش ر كتا ًبا بالعربي ة‪ .‬ك ان مث ال ًا في ض بط ال أوق ات‬
‫وحس ن توزيعه ا بين الل ه وبين العب اد‪ ،‬وبين ش ؤونه الشخصية والعائل ّية؛ فك ان لا يخ ّل به ا‪ ،‬ولا يس تثني فيه ا إلا اض طرا ًرا‪ .‬وك ان لكتب ه ومواعظ ه‬
‫ومجالسه دور كب ير ُيذك ُر و ُيش ك ُر في إص لاح العقي دة والعم ل‪ ،‬ومحارب ة الب دع والخراف ات والع ادات والتقالي د الجاهلي ة ال تي تس ر ّبت إلى المجتم ع‬
‫ال إسلامي‪ ،‬وتغلغلت في حياة المسلمين و أفراحهم و أتراحهم بسبب الاختلاط الطويل بالكفار والمبت دعين المس تعبدين لل أه واء‪ .‬وبل غ ع د ُد مج الس‬
‫وعظه التي د ِّونت في الرسائل أربعمائة مجلس‪ ،‬و أضفى الله ع ّز وج ّل على جمي ع مؤلفات ه ومج اميع مواعظ ه مس ح ًة من القب ول عجيب ة‪ ،‬أم ا كتاب ه‪:‬‬
‫(بهشتي زيور) (حلية الجنة) الذي أ ّلفه أسا ًسا لتعليم البنات ما يح َت ْجن إليه في الدين والدنيا‪ ،‬و أودعه المسائل الفقهية وال أداب ال إس لامية وكث ي ًرا من‬
‫‪35‬‬

‫فهرس المحتويات‬

‫كلمة التقديم ‪2..............................................................................................‬‬

‫ترجمة المؤلف ‪3.............................................................................................‬‬

‫المعلومات العا ّمة‪ ،‬فقد نال من القبول والذيوع ما لم ينله كتاب ديني في هذه الديار‪ ،‬وصدرت له طبع ات لا تحصى ‪.‬ت وفي بتهان ه به ون ي وم ‪/16‬‬
‫رجب ‪1362‬هـ الموافق ‪ /14‬يوليو ‪1943‬م‪ .‬راجع‪ ( :‬أشرف السوانح‪ ،‬للشيخ الخواجه عزيز الحسن المجذوب)‬
‫‪ 121‬هو الشيخ العل ّام ة محم ود حس ن الديوبن دي ابن الش يخ الع الم ال أديب ش اعر العربي ة ذو الفق ار علي الديوبن دي‪ ،‬ول د ع ام ‪1268‬هـ‬
‫الموافق ‪1851‬م‪ ،‬وكان على ر أس الدفعة ال أولى من الطلاب التي التحقت بالجامعة ال إسلامية دار العلوم ديوبند‪ ،‬وتخ ّرج منه ا‪ ،‬و ُو ّلي الت دريس به ا‪،‬‬
‫ثم ُم ِنح الترقية وبات رئيس هيئة التدريس بها‪ .‬كان آية باهرة في ُع ُل ِّو ال ِه ّمة و ُبعد النظر‪ ،‬وال أخذ بالعزيمة‪ ،‬وح ّب الجهاد في سبيل الله‪ ،‬شديد البغض‬
‫ل أعداء ال إسلام‪ ،‬كثير التواضع‪ ،‬دائم الابتهال‪ ،‬ثابت الج أش‪ ،‬جيد المشاركة في جميع العلوم العقلية والنقلية‪ ،‬ومطل ًعا على التاريخ‪ ،‬كثي َر المحف و ِظ‬
‫للشعر‪ ،‬كثي َر ال أدب مع المح ِّدثين وال أئمة المجتهدين‪ ،‬تلوح على محياه أمارا ُت التواض ع وال ِحلم‪ ،‬وتش رق أن وار العب ادة والمجاه دة في وق ا ٍر و َهيب ٍة‪.‬‬
‫وكان قليل الاشتغال بالت أليف بالنسبة إلى غزارة علمه وكثرة درسه‪ ،‬له (تعليقات) لطيفة على سنن أبي داؤد‪ ،‬و(جهد المق ّل في تنزي ه المع ّز والم ذ ّل)‬
‫كتا ٌب له بال أردو في مس ألة إمك ان الك ذب وامتناع ه‪ ،‬و(ال أدل ة الكامل ة) في ج وانب الس ؤالات العش رة للش يخ محم د حس ين البت الوي‪ ،‬و( إيض اح‬
‫ال أدلة) في جواب "مصباح ال أدلة لدفع ال أدلة ال أذلة" للسيد محمد أحسن ال أمروهي‪ .‬و ُتو ِّفي سنة ‪1339‬هـ الموافق ‪1920‬م‪ ،‬وذلك في دهلي حيث‬
‫كان يتلقى العلاج‪ ،‬ونقل جثمانه في اليوم التالي إلى ديوبند‪ ،‬ودفن بجوار أستاذه العظيم ال إمام محمد قاسم النانوتوي‪ .‬راجع‪( :‬نزهة الخواطر وبهج ة‬
‫المسامع والنواظر‪ ،‬لعبد الحي الحسني)‬
‫‪ 122‬هو العلامة شبير أحمد العثماني ابن الش يخ فض ل ال رحمن العثم اني الديوبن دي‪ ،‬ول د ع ام ‪1305‬هـ ‪1887 /‬م ‪ ،‬وتخ رج من جامع ة‬
‫ديوبند عام ‪1325‬هـ ‪1907 /‬م‪ .‬وكان من أبرز تلامذة العلامة شيخ الهند محمود حسن الديوبندي‪ .‬د ّرس أول ًا في المدرسة العالية فتح بوري بدهلي‪،‬‬
‫ثم عين أستاذ ًا بجامعة ديوبند عام ‪1328‬هـ ‪1910 /‬م‪ .‬وكان تدريسه لصحيح مسلم معروفا ومقبول ًا في أوساط العلماء والتلاميذ‪ .‬وفي عام ‪1352‬هـ ‪/‬‬
‫‪1933‬م عين ش يخ الح ديث بالجامع ة ال إس لامية تعليم ال دين بمدين ة دابهي ل بغ وجرات‪ ،‬وعلى إلح اح من الش يخ أش رف علي الته انوي وغ يره من‬
‫المشايخ الكبار تو ّلى منص َب ال رئيس الع ام للجامع ة ال إس لامية دار العل وم ‪ /‬ديوبن د ع ام ‪1362‬هـ ‪1944 /‬م‪ ،‬إلى ج انب تولي ه ش ياخة الح ديث في‬
‫جامعة دابهيل‪ .‬كان العلامة شبير أحمد العثماني أحد الخطباء المصاقع وال أدباء المترس لين الم برزين باللغ ة ال أردي ة‪ ،‬أ ّلف ع دد ًا من الكتب تن ّم عن‬
‫عمي ق علم ه‪ ،‬وس عة اطلاع ه‪ ،‬و ط ول باع ه في العل وم ال إس لامية إلى ج انب تحركات ه و نش اطاته السياس ية وبلائ ه الحس ن في تحري ر البلاد‪ .‬وت و ّلى‬
‫منصب عضو بارز في حركة الخلافة عام ‪1333‬هـ ‪1914 /‬م‪ ،‬وكان من كبار قادة جمعية علماء الهند‪ ،‬ور أس ها لم دة‪ .‬وفي ع ام ‪1366‬هـ ‪1947 /‬م‬
‫انتقل إلى باكستان‪ ،‬واحتفي فيها احتف ا ًء كب ير ًا‪ ،‬وع رف بش يخ ال إس لام‪ ،‬و ُع ِّين عض و ًا في َلج َن ِة وض ِع الدس تور‪ .‬من آث اره‪( :‬التفس ير العثم اني) وهي‬
‫عبارة عن حواش و تعليقات على ترجمة محمود حسن الديوبندي ال أردية للقر آن‪ ،‬و(فتح الملهم) شرح ص حيح مس لم‪ ،‬و(عق ل ونق ل) رس الة باللغ ة‬
‫الاردية‪ ،‬و( إعجاز القر آن) وغيرها من التاليفات الممتعة‪ .‬ت وفي رحم ه الل ه في ‪ /21‬ص فر ‪1369‬هـ المواف ق ‪ /13‬ديس مبر ‪1949‬م بمديري ة به اول ب ور‬
‫‪36‬‬

‫الفاتحة ‪5...................................................................................................‬‬

‫علم التفسير ‪5...............................................................................................‬‬

‫وموضوعه ‪5.................................................................................................‬‬

‫وفائدته ‪5...................................................................................................‬‬

‫وغرضه ‪5...................................................................................................‬‬

‫والقر آن ‪6...................................................................................................‬‬

‫والسورة ‪6..................................................................................................‬‬

‫وال آية ‪6....................................................................................................‬‬

‫الفصل ال أ ّول في ال أقسام التي ترجع إلى نزول القر آن ‪7................................................................‬‬

‫الفصل الثاني في ال أقسام التي ترجع إلى السند ‪10..................................................................‬‬

‫بباكستان ودفن بكراتشي‪ .‬راجع‪( :‬تاريخ دارالعلوم ديوبند بال أردية)‬


‫‪ 123‬هو الشيخ ال إمام العالم الكبير العارف عبد القادر بن ولي الله بن عبد الرحيم العم ري ال دهلوي‪ ،‬أح د العلم اء الم ب ّرزين في المع ارف‬
‫ال إلهية‪ ،‬اتفق الناس على ولايته وجلالته‪ ،‬توفي والده في صغر سنه‪ ،‬فقر أ العلم على صنوه الكبير عبد العزيز ابن ولي الل ه‪ ،‬و أخ ذ الطريق ة عن الش يخ‬
‫عبد العدل الدهلوي‪ ،‬وجمع العلم والعمل والزهد والتواضع وحسن السلوك‪ ،‬ووض ع الل ه س بحانه ل ه المحب ة في قل وب عب اده ؛ لم ا اجتم ع في ه من‬
‫خصال الخير‪ ،‬فصار مرجوع ًا إليه في بلدته‪ ،‬ومرجوع ًا إليه بعلم الرواية والدراية وتهذيب النفوس‪ ،‬والدلالة على معالم الرشد وطرائق الحق‪ .‬قام بترجم ة‬
‫معاني القر آن الكريم إلى اللغة ال أردية عام ‪1790‬م ‪ ،‬و أسماها "موضح القر آن"‪ ،‬وهي ترجمة فصيحة للق ر آن بال أردي ة‪ ،‬ومن خصائصه‪ :‬أن ه اخت ار لغ ة‬
‫بحذاء لغة قارب ْت بما حاز ْت في العموم والخصوص وال إطلاق والتقييد‪ ،‬ح تى إنه ا لا تتج اوز عنه ا في م وارد الاس تعمال‪ ،‬وتل ك موهب ة إلهي ة وكرام ة‬
‫ربانية يختص بها من يشاء‪ .‬توفي رحمه الل ه ي وم ال أربع اء لتس ع عش رة خل ون من رجب س نة ثلاثين وم ائتين و أل ف (‪1230‬هـ) ب دهلي‪ ،‬ف دفن عن د‬
‫والده‪ .‬راجع‪( :‬نزهة الخواطر‪ ،‬لعبد الحي الحسني)‬
‫أخرج ه أحم د (‪ ، 1/323‬رقم ‪ ،)2976‬والترم ذي (‪ ، 5/199‬رقم ‪ ،)2951‬وق ال‪ :‬حس ن ‪ .‬و أخرج ه أي ًضا‪ :‬أب و يعلى (‪ ،4/228‬رقم‬ ‫‪124‬‬

‫‪.)2338‬‬
‫أخرجه أحمد (‪ ، 1/269‬رقم ‪ ،)2422‬وابن أبي شيبة (‪ ، 6/383‬رقم ‪ ،)32223‬والطبراني (‪ ، 11/213‬رقم ‪ ،)11531‬و أبو نعيم في‬ ‫‪125‬‬

‫الحلية (‪ ،)1/316‬وابن سعد (‪ ،)2/365‬والحاكم (‪ ،3/615‬رقم ‪ )6280‬وقال‪ :‬صحيح ال إسناد ‪.‬‬


‫أخرجه أبو نعيم في الحلية (‪ ،)1/316‬والديلمي (‪ ، 4/251‬رقم ‪. )6743‬‬ ‫‪126‬‬

‫أخرج ه البخ اري (‪ 1/40‬و‪ ،)4/324‬والترم ذي(‪ )1/265‬وص ححه‪ ،‬وال دارمي (‪ ،)2/190‬والطح اوي (‪ ،)2/110‬وابن أبي ش يبة (‬ ‫‪127‬‬

‫‪ ،)11/27/2‬وابن الجارود (‪ ،)794‬والبيهقي (‪ ،)8/28‬و أحمد (‪ )1/79‬من طريق الشعبي عنه ‪.‬‬
‫‪37‬‬

‫الفصل الثالث في ال أقسام التي ترجع إلى ال أداء ‪14..................................................................‬‬

‫الفصل الرابع في ال أقسام التي ترجع إلى ال ألفاظ والمعاني المتعلقة بال أحكام ‪15...........................................‬‬

‫الفصل الخامس في ال أقسام التي ترجع إلى الاستدلال والوقوف على مراد النظم ‪18.........................................‬‬

‫الفصل الخامس في ال أقسام التي ترجع إلى بعض ما يتعلق بال أحكام ‪19.................................................‬‬

‫الفصل السابع في ذكر ما في القر آن من المطالب بطريق التنصيص ‪20...................................................‬‬

‫الفصل الثامن في ذكر ما يرجع إلى ال ألفاظ ‪21.....................................................................‬‬

‫الفصل التاسع في خط المصحف ‪24............................................................................‬‬

‫الفصل العاشر في إعجاز القر آن ‪25...............................................................................‬‬

‫الفصل الحادي عشر في طبقات المفسرين والكتب المص َّنفة في التفسير ‪27..............................................‬‬

‫خاتمة في شرائط المفسر والتفسير ‪37............................................................................‬‬

‫فهرس المحتويات ‪39..........................................................................................‬‬

You might also like