You are on page 1of 445

‫احلمد هلل الذي حث عىل الفقه يف كتابه املبني‪ ،‬والصالة والسالم عىل سيد‬

‫املرسلني‪ ،‬القائل‪« :‬من يرد اهلل به خريا يفقهه يف الدين»‪ ،‬وعىل آله وأصحابه الغر‬
‫امليامني‪ ،‬وبعد؛‬
‫فإنه يرس اهليئة العاملية لتحفيظ القرآن الكريم تقديم هذا الكتاب ألبنائها‬
‫يف شتى أنحاء العامل اإلسالمي‪ ،‬من املعنيني بالفقه احلنفي واحلريصني عىل‬
‫االطالع عىل هذه املدرسة الفقهية العريقة‪.‬‬
‫ذلك أن اهليئة تسعى من خالل معاهدها القرآنية إىل تكوين الشخصية‬
‫امللمة بأبرز العلوم‬
‫اإلسالمية املتكاملة‪ ،‬املتقنة لكتاب رهبا‪ ،‬املتبرصة بأمور دينها‪ّ ،‬‬
‫الرشعية‪ ،‬املؤثرة عىل جمتمعها‪.‬‬
‫ومن ثم حرصت يف خطة مناهجها عىل تدريس الفقه ألبنائها حسب‬
‫املذهب السائد يف كل دولة؛ لتأهيل احلفاظ علميا ألداء دورهم يف املجتمع‬
‫وخاصة يف اإلمامة واخلطابة‪ ،‬وإلقاء الدروس‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫وبناء عىل ذلك قررت اهليئة مناهج ميرسة يف فقه املذاهب األربعة‬
‫املعتربة‪ ،‬بمعاهدها يف شتى أنحاء العامل اإلسالمي‪ ،‬وكان املقرر يف الفقه احلنفي‬
‫كتاب «الفقه لطالب حلقات القرآن عىل مذهب اإلمام أيب حنيفة النعامن» أعده‬
‫الباحث‪ :‬حممد فهمي السقا رمحه اهلل؛ مقترصا عىل أبواب الطهارة والصالة‪.‬‬
‫فمست احلاجة إىل توسيع املنهج وتطويره‪ ،‬بحيث يكون ميرسا ومستوعبا‬
‫ومشتمال عىل خصوصيات ومميزات تؤهله كمنهج درايس‪.‬‬
‫فرشحت اهليئة لذلك الباحث الفقيه الدكتور حممد عيل (الندوي)‪ ،‬فقام بذلك‬
‫خري قيام ‪ ،‬بل وقام أيضا بوضع حاشية خمترصة لتكميل مباحثه ومسائله وختريج‬
‫آياته وأحاديثه‪ ،‬مما يزيد الكتاب ثقال‪ ،‬ويزيد الطالب علام‪.‬‬
‫فجزاه اهلل خريا‪ ،‬وقبل جهده ونفع بكتابه القيم‪.‬‬

‫د‪ .‬عبد اهلل بن علي بصفر‬


‫األمني العام للهيئة العاملية‬
‫لتحفيظ القرآن الكريم‬

‫‪5‬‬
‫رئيس ندوة العلماء باهلند ‪ ،‬ورئيس "هيئة األحوال الشخصية‪ "..‬بها‬
‫والعضو التأسيسي لرابطة العامل اإلسالمي‬

‫احلمد هلل رب العاملني ‪ ،‬والصالة والسالم عىل سيد األنبياء واملرسلني‪ ،‬خاتم‬
‫أنبيائه حممد بن عبد اهلل األمني‪ ،‬وعىل آله وصحبه أمجعني‪ ،‬وبعد؛‬

‫فإن هذا الكتاب املسمى بالفقه امليرس كتاب ألفه مؤلفه األخ الفاضل‪ /‬حممد‬
‫عيل بن شفيق الندوي‪ ،‬يف األحكام الفقهية ‪ -‬برعاية ما يليق‪ -‬لطالب مل يتقدموا‬
‫يف العلم تقدما كبريا‪ ،‬فهم يف حاجة إىل تيسري العلم وإيضاح مطالبه‪.‬‬
‫وقد اختار األخ املؤلف من التعبري ما يتفق مع صالحيات البسطاء يف العلم‪،‬‬
‫وأدى حقه من الصحة والتفصيل الالزم لألحكام ووضوح التعبري هلا‪.‬‬
‫وإين ألقيت نظرة إمجالية عىل صفحات الكتاب فوجدت صدق ما عرفني به‬
‫مؤلفه‪ ،‬وهو اتصافه بسهولة العبارة‪ ،‬ويرس التعبري‪ ،‬وبســاطة الرتكيب‪ ،‬ووضوح‬
‫املعنى‪ ،‬والبعد عن الغموض والتعقيد‪ ،‬ومراعاة مستوى املخاطب وإدراكه الذهني‬

‫‪6‬‬
‫بقدر اإلمكان‪ ،‬والشمول (بحيث يشتمل كل باب مجيع مسائله التي ال‬
‫بد منها)‪.‬‬
‫ولقد وضع هامشا شامال عىل األحكام التي رأى يف تعبريها إمجاال أو خفاء‬
‫لبعض جوانب املسألة‪ .‬فليس يف عرض األحكام ورشحها اختصار خمل‪.‬‬
‫وقد اعتنى بتخريج األحاديث مع مراعاة صحتها‪ ،‬وبدأ كل باب بذكر نص‬
‫من كتاب اهلل أو سنة رسوله‬
‫وبناء عىل ذلك أرجو أن ينتفع به طالب العلم انتفاعا يوافقهم ويسهل هلم‪،‬‬
‫فأبدي تقديري لسعي األخ الفاضل حممد عيل يف هذا املجال يف كتاب فقهي‪،‬‬
‫روعي فيه جوانب عديدة من خصائص التأليف والعرض والرشح‪ ،‬وأدعو اهلل له‬
‫بالقبول وشيوعه يف أطراف العامل اإلسالمي‪ ،‬وإن الذي زاد من أمهية هذا الكتاب‬
‫أنه صادق عليه واستحسنه عدد من كبار أهل العلم يف اململكة العربية السعودية‪،‬‬
‫وقامت رابطة العامل اإلسالمي (ممثلة يف اهليئة العاملية التابعة هلا) بنرشه وتوزيعه يف‬
‫مدارس كثرية يف أطراف العامل اإلسالمي‪.‬‬

‫الداعي‬

‫حممد الرابع احلسين الندوي‬


‫رئيس ندوة العلماء ‪ -‬لكناؤ‬

‫‪7‬‬
‫نائب رئيس جامعة دار العلوم كراتشي‬
‫وعضو بعدد من اجملامع كمجمع الفقه اإلسالمي الدولي جبدة‬

‫احلمد هلل رب العاملني‪ ,‬والصالة والسالم على رسوله الكريم‪ ,‬وعلى آله‬
‫وأصحابه أمجعني‪ ,‬وعلى كل من تبعهم بإحسان إىل يوم الدين‪ .‬أما بعد‪:‬‬
‫فقد سرني أن اهليئة العاملية لتحفيظ القرآن الكريم التابعة لرابطة العامل‬
‫اإلسالمي قامت بإعداد منهج ميسر يف الفقه على أساس املذاهب املتبوعة‪ ,‬وقام‬
‫الشيخ حممد علي الندوي بتفويض من اهليئة بإعداد منهج يف الفقه امليسر على‬
‫مذهب اإلمام أبي حنيفة رمحه اهلل تعاىل‪ ,‬وذلك لتدريسه لطالب املعاهد القرآنية‬
‫التابعة للهيئة يف البالد اليت يسود فيها املذهب احلنفيّ‪.‬‬
‫وقد أكرمين فضيلة الدكتور عبد اهلل بن علي بصفر‪ ,‬حفظه اهلل تعاىل‪,‬‬
‫بإرسال نسخة من مسودة هذا الكتاب‪ ,‬فسرحت فيه النظر‪ ,‬ورأيت أن مؤلفه‬
‫الشيخ حممد علي الندوي‪ ,‬أمده اهلل تعاىل بتوفيقه‪ ,‬ألف هذا الكتاب بأسلوب‬
‫سهل املنال لطالب هذا املستوى‪ ,‬وأعقب أمهات املسائل بتمرينات تيسِّر للطالب‬
‫حفظ ما قرأه يف الكتاب‪ ,‬وإني مل أمتكن من أن أقرأ الكتاب بكامله‪,‬‬
‫ولكن ذكر املؤلف املراجع اليت اعتمد عليها‪ ,‬وهي مراجع موثوقة‪ ,‬وذكر أنه‬
‫مل يأت بشيء من عنده‪ ,‬وإمنا مجع املسائل من هذه املراجع بعبارة يسهل فهمها‬
‫للطالب‪ ,‬ونعم ما فعله حفظه اهلل تعاىل‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫وأدعو اهلل سبحانه وتعاىل أن خيدم هذا الكتاب الناشئني من طالب‬
‫العلوم الدينية‪ ,‬وجيعله صدقة جارية ملؤلفه والقائمني باهليئة‪ ,‬وجيعله ذخراً هلم‬
‫يف اآلخرة‪ ,‬وينفع به العباد والبالد‪ .‬واهلل سبحانه ولي التوفيق‪.‬‬

‫حممد تقي العثماني‬ ‫المدينة المنورة‬


‫خادم احلديث النبوي جبامعة دار العلوم كراتشي ـ باكستان‬ ‫‪ 91‬صفر سنة ‪9311‬هـ‬

‫‪9‬‬
‫احلمد هلل الذي أنزل الفرقان‪ ,‬وحفظه على مر الدهور واألزمان‪ ,‬والصالة والسالم على‬
‫أفضل أفضل ولد عدنان‪ ,‬حممد الذي شرح القرآن وبينه أوضح تبيان‪ ,‬وعلى آله وأصحابه‬
‫أولي الفضل والعرفان‪ ,‬وعلى من تبعهم إىل يوم الدين بإحسان؛ ال سيما العلماء والفقهاء الذين‬
‫تفقهوا واقتبسوا من الكتاب والسنة احلِكَم واألحكام‪ ,‬فانتفع بهم سائر األنام‪.‬‬
‫وبعد؛ فإنه ال خيفى فضل الفقه يف دين اهلل‪ ,‬وحاجة الناس إىل معرفة مسائل دينهم‪,‬‬
‫وكيفية أداء عباداتهم وأعماهلم؛ حتى يُرضوا ربهم‪ ,‬وال خيفى أيضا أن من أوائل فقهاء األمة‬
‫اإلمام أبي حنيفة رمحه اهلل تعاىل‪ ,‬الذي نهل علمه من ينابيع صافية‪ ,‬من الكتاب والسنة‬
‫وفتاوى الصحابة واتبع منهجهم يف االستنباط‪ ,‬ويف مقدمتهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي‬
‫وابن مسعود وغريهم رضي اهلل عنهم وأرضاهم‪ .‬ولذلك لقبه أهل العلم باإلمام األعظم (أي بني‬
‫األئمة الفقهاء) (‪)1‬؛ لسبقه أئمة الفقه املتبوعني‪ ,‬ولتميزه وتقعيده وإبداعاته يف هذا الباب؛ حتى‬
‫(‪)2‬‬
‫قال اإلمام الشافعي رمحه اهلل‪ :‬الناس يف الفقه عيال على أبي حنيفة‪.‬‬
‫ثم هذا كتاب يف الفقه‪ ,‬ميسر يف الفهم ‪ ,‬على مذهب هذا اإلمام ‪ ,‬قمت بتأليفه‬
‫للطالب املبتدئني‪ ,‬وللمراحل الدراسية االبتدائية واملتوسطة‪ ,‬بطلب من اهليئة العاملية‬

‫(‪ )1‬كما لقبوا البخاري ومن قبله شعبة بـ أمري املؤمنني يف احلديث‪ .‬واألعظم هنا ليس مطلقا‪ ,‬وإمنا هو مقيد جبماعة‬
‫معينة؛ إما جملس اإلمام أبي حنيفة حيث كان جملسه مشتمال على أربعني عاملا ما بني فقيه وحمدث ولغوي‪,‬‬
‫كلهم أئمة ‪ ,‬وكان هو أعظمهم وكبريهم‪ .‬وإما املراد به أنه أعظم األئمة الفقهاء يف نظر قائليه؛ ملا ذكرنا أعاله‪.‬‬
‫وبذلك يندحض تقول املفرتين على احلنفية بأن إمامهم ليس الرسول ‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف آخر الكتاب ملحق عن التعريف باإلمام أبي حنيفة وبعض أصحابه وأجل تالمذته‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫لتحفيظ القرآن الكريم‪ ,‬حلاجة املعاهد التابعة هلا‪ ,‬وكثري منها تقع‬
‫يف البالد اليت يعمل أهلها وفق املذهب احلنفي‪.‬‬
‫وتيسري الفقه مطلب ال خيص الطالب‪ ،‬بل يعم مجيع الراغبني يف التفقه يف دين‬
‫اهلل؛ ال سيما يف هذا العصر املختلف عن غريه من العصور‪ ,‬نبه على ذلك عدد من العلماء‬
‫واملفكرين‪ ,‬ومنهم العالمة مصطفى الزرقاء احلنفي رمحه اهلل‪ ,‬حيث يقول‪" :‬وحنن‬
‫حباجة شديدة إىل كتب جديدة توضع على طريقة البحث املوضوعي ‪ ..‬لتصبح بالتبسيط‬
‫والرتكيز والتنسيق قريبة املتناول‪ ,‬سهلة املأخذ على أفهام الطالب وحفظهم ‪ ..‬وليعرض‬
‫(‪)1‬‬
‫الفقه اإلسالمي يف ثوب قشيب‪ ,‬وأسلوب جديد‪ ,‬يساير ذوق العصر ولغته ‪"..‬‬
‫ومثة جانب آخر يؤكد احلاجة إىل تأليف مثل هذا الكتاب‪ ,‬بينه شيخنا العالمة أبو‬
‫احلسن الندوي رمحه اهلل بقوله‪ ..." :‬يدرس الطالب الديين كتب الفقه يف سن مبكرة‪,‬‬
‫وعلى األكثر يف سن املراهقة‪ ,‬وهي أخطر مرحلة وأدقها من مراحل العمر يف علم النفس‬
‫واألخالق والطب‪ ,‬فيواجه مسائل وتفريعات وتشقيقات ‪ ...‬يصعب عليه فهمها‪ ,‬وإذا فهمها‬
‫فإنه حيرك فيه الشعور والغريزة قبل أوانه‪ ,‬وقد حيدث ذلك فيه اضطرابا نفسيا أو‬
‫(‪)2‬‬
‫فكريا‪ ,‬يورطه فيما ال حتمد عاقبته وال تؤمن غائلته ‪"..‬‬
‫وقد راعيت يف إعدادي للكتاب أموراً ليكون صاحلا كمنهج دراسي؛ وككتاب ميكن‬
‫أن يستفيد منه أي شاب مثقف يريد تعلم املسائل الفقهية بأيسر طريق‪.‬‬

‫من تلك األمور‪:‬‬


‫‪ - 1‬سهولة العبارة ويسر التعبري‪ ,‬وبساطة الرتكيب؛ فقد حاولت الصياغة يف مجل‬
‫بسيطة غري مرتاكبة‪.‬‬
‫‪ - 2‬وضوح املعنى والبعد عن الغموض والتعقيد؛ وذلك بالتجنب عن االختصار املخل أو‬
‫الذي يورث الغموض‪ ,‬وعن التدقيقات والتفريعات والتشقيقات اليت تعوق دون الفهم‪,‬‬
‫وال حيتاج إليها إال نادراً‪.‬‬

‫(‪ )1‬املدخل الفقهي العام‪ ,‬ص ‪.11‬‬


‫(‪ )2‬قال ذلك يف مقدمة "الفقه امليسر" على املذهب احلنفي‪ ,‬ذلك السبب الذي جعل العالمة يهتم لتأليف كتاب‬
‫ميسر خال عن ما أشار إليه‪ ,‬فكان من نتيجة ذلك الكتاب املذكور‪ ,‬وهو مقتصر على العبادات‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ - 3‬التقليل من االصطالحات العلمية الفقهية أو الفنية‪ ,‬بإبداهلا بعبارات سهلة‪,‬‬
‫أو بيانها مع شرح مقصودها يف احلاشية‪ ,‬حتى ال حيرم الطالب من معرفة مصطلحات‬
‫أهل العلم ‪ ,‬مع كونها ال تقف عائقا دون فهم املسألة‪.‬‬
‫‪ - 1‬مراعاة مستوى املخاطب وإدراكه الذهين؛ بقدر اإلمكان‪ ,‬فالكتاب خوطب به‬
‫الطالب املبتدئون‪ ,‬واحلاشية خوطب بها املتقدمون من الطالب‪ ,‬واملدرسون للمادة‪.‬‬
‫‪ - 5‬االختصار وعدم االستطراد أو التفصيل‪.‬‬
‫‪ - 6‬الشمول‪ ,‬حبيث يشمل كل باب مجيع مسائله اليت ال بد منها‪.‬‬
‫‪ - 7‬االستيعاب؛ حبيث لو كان للمسألة قيد أو استثناء أو تكميل مما ال بد منه لفهم‬
‫أطراف املسألة فإنين أورده‪.‬‬
‫فإن قيل‪ :‬كيف أمكن ذلك مع طلبك لالختصار وتسهيلك للعبارة ؟ أو قيل‪:‬‬
‫كيف ساغ لك ذلك مع أن املطلوب هو االختصار؟ قلت‪ :‬ال شك أن التتبع واالستيعاب‬
‫(‪)1‬‬
‫أيضاً أمر مطلوب‪ ,‬ال سيما للذي يريد الفتوى أو تصحيح عمله من خالل الكتاب ‪.‬‬
‫لكن املشكل هو ما بينهما من التنايف‪ ,‬فإما أن أستسلم وأقتصر على أحد‬
‫األمرين‪ ,‬وإما أن أحبث عن حل وسط حبيث أمجع بني اليسر وعرض موجز للمسائل‬
‫الفقهية‪ ,‬وبني الدقة واستيعاب املسائل اليت حيتاج إليها الناس أثناء عباداتهم وعامة‬
‫معامالتهم‪ .‬والذي هو رغبيت ورغبة كثري من قارئي هذا الكتاب وطالبيه‪.‬‬
‫فوفقين اهلل لذلك احلل‪ ,‬فجمعت بني الغرضني‪ :‬التيسري واالستيعاب؛ عن طريق وضع‬
‫حاشية على الكتاب‪ ,‬أفصّل فيه بعض اجلزئيات وأوضح بعض الكلمات وأقيد ما أطلق يف‬
‫املنت‪ ,‬وأخصص ما عمم‪ ,‬مما ال يناسب أن يتعرض له مثل هذه الكتب امليسرة‪.‬‬

‫(‪ )1‬فقد كنت يف صغري أرجع إىل كتاب الفقه امليسر للشيخ شفيق الرمحن الندوي لكن كان‬
‫ينقصين أحياناً تلك التفاصيل اليت ميكن لي بها القيام بالعبادة أو العمل على الوجه األمت‪ ,‬واليت‬
‫كثريا ما كنت أحتاج إليها لإلجابة عن تساؤالت املستفتني أيضاً‪ ,‬وذلك يف سن يصعب لي اإلفتاء‬
‫من اهلداية والفتح والبحر ‪ ,‬حتى من حاشية ابن عابدين ‪ ,‬على الرغم من أنين جتاوزت مرحلة‬
‫العاملية (دون التخصص يف اإلفتاء) لعدم الرسوخ يف العلم أوالً‪ ,‬ولعدم معرفيت مبصطلحات الفن‪,‬‬
‫وكيفية الرتجيح بني األقوال‪ ,‬وحنو ذلك من اإلشكاالت مما ال خيفى‪ ,‬فكانت تلك حاجيت‪ ,‬بل‬
‫كل خريج يف املدارس واجلامعات اإلسالمية ممن مل يتخصص بعد يف املذهب‪ ,‬حباجة شديدة إىل‬
‫مسائل منقحة ومفصلة‪ ,‬طبقا ملا عليه الفتوى‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫وتلك احلاشية مقتبسة من شرحي على هذا الفقه امليسر املسمى بـ بداية‬
‫(‪)1‬‬
‫املفتي ونهاية املستفتي‪.‬‬
‫وبذلك أصبح الكتاب سلما يرتقي عليه الطالب إىل أعلى املراتب‪ ,‬ودرجة من‬
‫صعدها سهل عليه فهم اهلداية وغريها من األمهات بإذن اهلل تعاىل؛ إضافة إىل إملامه‬
‫بالفروع واملسائل الفقهية ‪ ,‬وإىل إدراكه لعلل بعض املسائل ومداركها ومآخذها‪.‬‬

‫منهج الكتاب ومصادره‪:‬‬


‫ذكرت منهجي العام يف التيسري والصياغة‪ ,‬وهنا أذكر املنهج اخلاص‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬منهجي في الترتيب والتبويب‪:‬‬


‫‪ - 1‬استهالل الكتاب بتمهيد يف مبادئ ومقدمات ال بد منها للمبتدئني يف الفقه‪.‬‬
‫‪ - 2‬افتتحت األبواب الفقهية بآية أو حديث أو كليهما ؛ تيمناً‪ ,‬وإشارةً إىل أن هذه‬
‫واألدلة املتفرعة عنهما‪ ,‬وإن مل‬ ‫األحكام مأخوذة من كتاب اهلل وسنة رسوله‬
‫يذكر دليل كل مسألة وتعليلها؛ إذ ال يسع هذا املختصر حشد أدلة املسائل‪.‬‬
‫‪ - 3‬ختمت الكتاب مبلحق عن التعريف باإلمام أبي حنيفة وصاحبيه‪.‬‬
‫‪ - 1‬العناية بتعريف املصطلحات الفقهية وشرحها شرحا لغويا وشرعيا‪.‬‬
‫‪ - 5‬االحرتاز عن ذكر املسائل اليت ال تالئم سن الطلبة ومداركهم يف املنت‪ ,‬لكن‬
‫مت ذكرها يف احلاشية‪.‬‬
‫‪ - 6‬االلتزام بالقول املفتى به يف املنت‪ ,‬دون التعرض للخالفيات‪ ,‬بل حذفت تلك‬
‫اخلالفيات من احلاشية أيضا إال قدرا يسريا موجزا‪.‬‬

‫(‪ )1‬يشتمل الشرح "بداية املفيت ونهاية املستفيت" على أحباث فقهية‪ ,‬وشيئ من األدلة مع صنعة حديثية‪,‬‬
‫وتقييدات وحتريرات‪ ,‬وزيادات لفروع ومسائل فقهية‪ ,‬وحنو ذلك من التفاصيل‪ .‬وسوف يطبع اجلزء‬
‫األول منه قريبا بإذن اهلل‪.‬‬
‫(‪ )2‬وقد استفدت ذلك من منهج كتاب الفقه امليسر للشيخ شفيق الرمحن الندوي‪ .‬ومن حكم ذلك أيضا أن‬
‫"يعرف الطالب مكانة هذا الباب من أبواب الفقه يف الشريعة ‪ ..‬وينشأ عنده الشعور باإلميان واالحتساب‪" .‬‬
‫قاله شيخنا العالمة أبو احلسن الندوي رمحه اهلل يف تقدميه للكتاب املذكور‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫‪ - 7‬إضافة املسائل العصرية اليت وقع االحتياج إليها يف هذا العصر ومل تكن‬
‫قد حدثت يف عصر املؤلفني القدماء؛ كالصالة على القطار والطائرة‪ ,‬ومساع آية‬
‫السجدة من مذياع أو آلة التسجيل‪ ,‬وغري ذلك‪.‬‬
‫‪ - 8‬التطبيق بني األوزان واملقاييس القدمية كالدرهم واملثقال والصاع واملد‪ ,‬باألوزان احلديثة‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬مصادر الكتاب‪ ،‬ومنهجي عند الخالف ‪:‬‬


‫اعتمدت يف كتابي "الفقه امليسر ‪ ,"..‬وشرحه املسمى "بداية املفيت ونهاية املستفيت"‪,‬‬
‫والذي اقتبست منه حاشية هنا‪ ,‬على أمهات الكتب يف الفقه احلنفي؛ فكتابي هذا بإذن‬
‫اهلل كنز مجع اخلزائن والدرر‪ ,‬نهر فائق مبتنه‪ ,‬وحبر رائق بتكميله وخترجيه‪ ,‬إن‬
‫شئت فقل‪ :‬ملتقى األحبر وإن شئت فمجمع األنهر‪ ,‬بداية للمبتدي ‪ ,‬بلغة للمستفيت‪,‬‬
‫هداية للراغب واملستهدي‪ ,‬وكفاية للمقتصد واملستكفي‪ ,‬فتح من اهلل القدير على‬
‫العاجز الفقري‪ ,‬بتحرير وتنوير‪ ,‬وتوضيح وتبصري‪.‬‬
‫مسائله مبسوطة‪ ,‬وبدائعه منثورة ‪ ,‬حتفة للطالب‪ ,‬ونور لإليضاح‪ ,‬در خمتار‪,‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ومرشد للمحتار‪.‬‬
‫كما رجعت إىل كتب اللغة والتفسري لعزو وتأكيد ما قرره فقهاؤنا رمحهم اهلل تعاىل‪.‬‬

‫وبالنسبة للمسائل اخلالفية فإن أصل االعتماد على اهلداية والبدائع والكنز والدر‬
‫املختـار‪ ,‬ثــم مــا قــرره وحــرره املتــأخرون ؛ كــابن يــيم والشــرنباللي والطحطــاوي وابــن‬
‫عابدين‪ ,‬فإن تعارضت آراؤهم اعتمدت ما قرره وحققه ابن عابـدين‪ ,‬ومل أعـدل عنـه إال‬
‫(‪)2‬‬
‫ما شذ وندر‪ ,‬مع العزو يف احلاشية إىل من اعتمدت قوله‪.‬‬
‫ومبا أن املصادر معروفة ومعدودة‪ ,‬فإنين مل أعز إليها اختصارا‪ ,‬ورمبا أعزو إليها‬

‫(‪ )1‬هذا الكالم املنمق يف ظاهره‪ ,‬الغريب يف صياغته‪ ,‬الواضح يف مفهومه ضمنته أمساء أمهات‬
‫كتب الفقه احلنفي‪ ,‬وال يقصد من مثل ذلك استعراض مهارات الكاتب واإلغراق يف الصنعة‬
‫البديعية‪ ,‬وإمنا خيرج ذلك من يراع املؤلف يف ضوء مالبساته؛ فقد عاش زمانا بني أروقة تلك‬
‫الكتب‪ ,‬وأوراقها‪ ,‬بل يتنفس برياها العبق‪ ,‬ويكحل ناظريه بأزهارها اجلميلة‪ ,‬متعرضا لنفحاتها‬
‫العذبة‪ .‬وقد سبقه إىل ذلك بعض من صنف يف الفقه كاحلصكفي يف الدر املختار‪ ,‬وغريه‪.‬‬
‫(‪ )2‬حيث إن احلاشية هي موضع العزو وحنوه‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫برمز‪ ,‬كالتالي‪:‬‬
‫ال سيما يف حاشية الفقه (املقتبسة من بداية املفيت)‬
‫در للـــدر املختـــار‪ ,‬رد لـــرد ا تـــار‪ ,‬نـــور لنـــور اإليضـــاح‪ ,‬م أو مراقـــي ملراقـــي الفـــالح‬
‫للشـرنباللي شــرح نــور اإليضــاح‪ ,‬ط للطحطــاوي‪ .‬طــم للطحطــاوي علــى املراقــي ‪ .‬حبــر‪,‬‬
‫للبحر الرائق‪ ,‬نهر للنهر الفائق‪ ,‬تنوير لتنوير األبصار‪.‬‬
‫وكــل مــا يف الكتــاب وحاشــيته فهــو مــن تلــك املراجــع املــذكورة‪ ,‬ســواء بــاللفظ أو‬
‫بــاملعنى‪ ,‬ولــيس فيــه شــيء مــن اجتهــادي‪ ,‬فــإن كــان شــيء مــن تصــريف واســتنباطي يف‬
‫(‪)1‬‬
‫مواضع حمدودة من احلاشية بينته بقولي "قلت" قبل املسألة‪ ,‬أو أعقبها بلفظ "مؤلف"‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬منهجي في تخريج األحاديث‪:‬‬


‫إذا كان احلديث يف الصحيحني فإنين أكتفي بالعزو إليهمـا‪ ,‬أو إىل أحـدهما‪ ,‬إال لغـرض؛‬
‫كـأن اخــرتت الزيــادة الــيت عنـد أبــي داود أو الرتمــذي مــثالً‪ ,‬فأضـيفه إليهمــا‪ .‬فــإن مل يوجــد‬
‫احلديث يف أحدهما عزوت إىل السنن األربعة واملوطـأ‪ ,‬وأكتفـي غالبـاً بـأبي داود والرتمـذي‬
‫إن وجد فيهما‪ .‬وغالبا ما أضيف مـن التـزم الصـحة كـابن خزميـة وابـن حبـان واحلـاكم مـع‬
‫بيان موافقة الذهيب له؛ إشارة إىل تصحيحهم للحديث‪ .‬فإن مل يوجد يف تلك الكتـب عـزوت‬
‫إىل غريها‪ ,‬كمسند أمحد والطيالسي والدارمي‪ ,‬وسنن سعيد بن منصـور‪ ,‬واملصـنف البـن‬
‫أبـي شـيبة ومصــنف عبـد الــرزاق‪ ,‬والطحـاوي يف شـرح معــاني اآلثـار وشــرح مشـكل اآلثــار‪,‬‬
‫والطرباني يف معامجه الثالثة ومسند الشاميني له‪ ,‬والدارقطين يف سننه‪ ,‬والبيهقي يف سـننه‬
‫الكربى والصـغرى وشـعب اإلميـان‪ ,‬واخلطيـب البغـدادي يف تـاريخ بغـداد وابـن عبـد الـرب يف‬
‫التمهيد‪ ,‬والديلمي يف سننه‪ ,‬وابن عساكر يف تاريخ دمشق‪ ,‬وغريهم‪.‬‬

‫استخدمت يف التخريج نوعني من اإلشارات‪ :‬أوهلما رموز للداللة على اسم الكتاب‪ ,‬مثل‪ :‬خ‬
‫(‪ )676‬فإنه يعين أخرجه البخاري برقم (‪- )676‬م (‪ :)167‬أي أخرجه مسلم برقم ‪ ,...‬وهكذا‪.‬‬

‫(‪ )1‬يقول اإلمام ابن عابدين‪" :‬واعلم أن ما من مسألة إال وهلا ذكر يف كتب املذهب صراحة أو بذكر‬
‫قاعدة كلية تشملها"‪ .‬عقود رسم املفيت ص‪.31‬‬
‫‪15‬‬
‫فتلك الرموز كالتالي‪ :‬خ لصحيح البخاري‪ ,‬م لصحيح مسلم‪ ,‬د لسنن أبي داود‪,‬‬
‫ت لسنن الرتمذي‪ ,‬س أو ن لسنن النسائي‪ ,‬ج أو ماجه البن ماجه‪ ,‬أح ملسند أمحد‪ ,‬خز البن‬
‫خزمية يف صحيحه‪ ,‬ح أو حب البن حبان يف صحيحه‪ ,‬كم للحاكم يف املستدرك‪ ,‬ش البن‬
‫أبي شيبة‪ ,‬طح للطحاوي‪ ,‬املشكل‪ :‬شرح مشكل اآلثار‪ ,‬املعاني‪ :‬شرح معاني اآلثار‪ ,‬ط أو‬
‫طب للطرباني‪ ,‬ك للكبري أو الكربى (الطرباني يف املعجم الكبري والنسائي أو البيهقي يف‬
‫السنن الكربى)‪ ,‬سط للمعجم األوسط للطرباني‪ ,‬قي للبيهقي‪ ,‬قي سص أو قي سك ‪ :‬أي‬
‫البيهقي يف السنن الصغرى أو هو يف سننه الكربى‪ .‬كم (‪ )1601‬ووافقه الذهيب‪ ,‬أي‬
‫(‪)1‬‬
‫أخرجه احلاكم برقم (‪ )1601‬وصححه ووافقه الذهيب‪.‬‬
‫فتح ‪ :‬عقب املسألة الفقهية يراد به فتح القدير البن اهلمام‪ ,‬وعقب ختريج احلديث أو بيان‬
‫حكمه يراد به فتح الباري البن حجر‪ .‬جممع أو هيثمي‪ :‬املراد بهما جممع الزوائد‪.‬‬
‫‪« :‬صلوا خلف كل بر وفاجر» الدارقطين‬ ‫وثانيها إشارات ملعنى مراد(‪ ,)2‬مثل‪[ :‬قال‬
‫(‪ )1768‬وأبو داود]‪ :‬أي رواه الدارقطين وأبو داود‪ ,‬واألصل تقديم أبي داود‪ ,‬وإمنا قدمت‬
‫الدارقطين إشارة إىل أن اللفظ له‪ ,‬وذكرت رقم احلديث فيه‪ .‬ومن ذلك أنين ذكرت‬
‫أحاديث صالة املرأة‪ ,‬ثم ختمتها بأثر عائشة؛ إشارة إىل ما استقر عليه األمر‪.‬‬
‫ويف الكتاب من هذه اإلشارات كثري‪ ,‬واللبيب باإلشارة يفهم‪.‬‬
‫* واقتصـــرت يف التخـــريج علـــى ذكـــر أرقـــام األحاديـــث‪ ,‬دون ذكـــر البـــاب أو اجلـــزء‬
‫(‪)3‬‬
‫والصفحة‪ ,‬وذلك طلب ًا لالختصار أيضاً‪.‬‬
‫* ومل أذكـر حــديثا منكــرا وال موضــوعاً يف كتــابي‪ ,‬حسـب مــا قــرره علمــاء الشــأن‪,‬‬
‫ومعظم ما نقلته حديث صحيح أو حسن‪ ,‬وقلما أنقل حديثا خمتلفا فيـه‪ ,‬صـححه بعـض‬
‫وضعفه آخرون‪ ,‬ويندر جدا أن أنقل حديثا متفقا على ضعفه يف الفضـائل‪ ,‬وقـد تسـاهل‬
‫ا دثون قاطبة يف الضعيف يف فضائل األعمال بشروط ثالثة معروفة‪.‬‬

‫(‪ )1‬موضع ختريج األحاديث احلاشية‪ ,‬وما كان من ختريج ضمن املنت دون احلاشية فهو لتوفري سطر‪.‬‬
‫(‪ )2‬نهجت ذا املنهج اختصارا‪ ,‬فلو صرحت يف تلك املواضع اليت عملت فيها بالتلويح واإلشارة‪ ,‬الزدادت‬
‫صفحات كثرية‪.‬‬
‫(‪ )3‬راجع الفهارس آخر الكتاب ملعرفة الطبعة اليت اعتمدت عليها يف التخريج‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫* وما نقلت من تصحيح أو تضعيف حلديث ما فهو نقل عن أئمة الشأن؛‬
‫كالنووي والزيلعي والذهيب واملنذري واهليثمي وابن حجر والعيين وابن اهلمام وأمثاهلم‪.‬‬
‫ورمبا اعتمدت يف التصحيح على ا دثني املعاصرين واملهتمني بهذا الشأن‪.‬‬
‫* وقد أشري إىل التصحيح ضمنا حني أعزو احلديث إىل من التزم الصحة‪ ,‬وأوهلم‬
‫البخاري ومسلم يف صحيحيهما‪ ,‬ثم املوطأ إذا أسند ومل يضعفوه‪ ,‬وابن خزمية وابن‬
‫حبان واحلاكم إذا وافقه الذهيب‪ ,‬والضياء يف املختارة‪.‬‬
‫ومل أعتمد على غري ذلك كسكوت أبي داود مثالً ما مل يصححوه صرحيا‪.‬‬

‫وبعد؛ فهذا جهد املُقِ ّل‪ ,‬لعله يقع موقعه من املُقَل‪ ,‬ال أدعي فيه العصمة من اخلطل‬
‫والزلل‪ ,‬ورحم اهلل من رام سد اخللل‪ ,‬فأسدى إلي نصحاً تعاونا على الرب وإصالح‬
‫العمل‪.‬‬
‫وختاما؛ أشكر اهلل على ما أسبغ علي من نعمه الكثرية العظيمة و آالئه العديدة‬
‫اجلسيمة‪ ,‬م ال تعد وال حتصى‪ .‬وأسأله جل يف عاله مبنه وفضله أن جيعل جهدي هذا‬
‫خالصاً لوجهه‪ ,‬نافعا لعباده‪ ,‬وأن يتقبله مين‪ ,‬وجيعله صدقة جارية لي؛ تكرماً‬
‫وتفضالً‪ ,‬إنه مسيع جميب‪ ,‬وهو أرحم الرامحني‪ ,‬ال إله إال هو‪ .‬اللهم صلّ وسلم على‬
‫نبينا حممد وعلى آله وأصحابه والتابعني إىل يوم الدين‪.‬‬

‫نأمل تقديم املالحظات واملقرتحات على بريدي اإللكرتوني التالي ‪:‬‬


‫‪E mail : malimshafiq@yahoo.com‬‬

‫‪17‬‬
‫املدرس واملنهج‬

‫* دراسة الكتاب وتدريسه ينبغي أن يكون البتغاء األجر والتقرب إىل اهلل‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫* على املدرس توزيع املنهج وفق احلصص الدراسية املقررة للمادة‪.‬‬
‫وميكن االستعانة يف التوزيع مبوضوعات الكتاب‪ ,‬فيجعل كل موضوع متوسط الطول‬
‫مبثابة درس‪ ,‬واملوضوع الطويل يقسمه إىل عدة دروس‪ ,‬والقصري يضمه إىل آخر‪ ,‬وهكذا‪.‬‬
‫* يعتين املدرس بالشرح العملي والتطبيقي للمسـائل الـيت تتعلـق بالعبـادات وحنوهـا‪ ,‬وال‬
‫يقتصر على الشرح العلمي؛ ألن فهم مسائل الشيء متوقف على تصوره‪.‬‬
‫فعلــى ســبيل املثــال‪ :‬عنــد بــد ء الوضــوء ‪ ,‬بعــد قــراءة آيــة أو حــديث‪ ,‬يقــيم أحــد الطــالب ليــبني‬
‫كيفية الوضوء عملياً‪ ,‬ويصحح له املعلم بعض األخطـاء‪ ,‬ثـم يشـرع يف تعريـف الوضـوء ليفهمـه‬
‫الطالب ومن ثم يسهل حفظه عليه‪ .‬ثم يشرع يف بيان الشروط واألركان ‪..‬اخل‪ .‬وهكذا ‪..‬‬
‫* من األفضل أن يطلع املدرس على احلاشية وكذا الشرح "بداية املفيت ونهاية املستفيت"‪.‬‬
‫* الكتاب املقرر على الطالـب هـو الفقـه امليسـر‪ ,‬أمـا احلاشـية فلالسـتفادة فقـط‪ ,‬وملـن يريـد‬
‫التوســع؛ إذ الكتــاب يعتــرب مرجعــا للطالــب يف حياتــه اليوميــة‪ ,‬يرجــع إليــه كلمــا أراد معرفــة‬
‫احلكم الشرعي‪ .‬فاحلاشية مبثابة "معلومات إثرائية" للطالب ؛ ينتقي منها ما يشاء متى يشاء‪.‬‬
‫* يشتمل الكتاب على‪ :‬متهيد وقسم العبادات واألبواب املتعلقة به‪ ،‬ثم أبواب خمتارة من‬
‫قسم املعامالت‪ ،‬وملحق يف آخر الكتاب‪ .‬وسوف أذكر ذلك يف الفهرست آخر الكتاب‪.‬‬

‫تنبيه ‪ :‬ال يقتصر على االستفادة من الكتاب طالب املدارس ‪ ,‬بل ميكن لألب أن‬
‫جيلس بني أسرته ويتناول درسا واحدا يوميا‪ ,‬ويرجع إىل أهل العلم فيما يشكل‪.‬‬

‫(‪ )1‬يدرس هذا الكتاب بقسميه يف سنتني دراسيتني حتى يستوعب الطالب‪ ,‬أي يف أربعة فصول‬
‫دراسية‪ ,‬عدد األسابيع يف كل فصل‪ , 18 :‬أسبوعان منها لالختبارات الشهرية‪ .‬يبقى ‪ 16‬أسبوعاً‪.‬‬
‫والغالب أن عدد احلصص يف كل أسبوع هلذه املادة‪ :‬حصتان على األقل‪.‬‬
‫فإذا كان كذلك فمجموع احلصص = ‪ 32‬حصة يف كل فصل‪ 128 = 1 × 32 :‬حصة يف السنتني‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫متهيد‬
‫عزيزي الطالب! بدراستك هلذا يرجى أن تكون ملما مبا يلي‪:‬‬

‫معنى الفقه ومصادره‬ ‫املطلب األول‪:‬‬


‫موضوع الفقه وأنواعه‬

‫األحكام الفقهية من الفرض‬ ‫املطلب الثاني‪:‬‬


‫والواجب والسنة ‪ ..‬اخل‬

‫مثرة علم الفقه‬ ‫املطلب الثالث‪:‬‬


‫حكم تعلمه وتعليمه‬
‫فضل علم الفقه‬

‫‪19‬‬
‫املطلب األول‬

‫تعريف الفقه ومصادره وموضوعه وأنواعه‬

‫معنى الفقه لغةً واصطالحاً‪:‬‬

‫الفقه يف اللغة‪ :‬الفهم‪ .‬قال قوم شعيب لنبيهم‪ :‬ﮋﭶﭷﭸﭹﭺﮊ‬

‫والفقه يف االصطالح‪ :‬العلم باألحكام الرشعية العملية املكتسب من أدلتها ‪.‬‬


‫واألحكام الرشعية العملية مثل‪ :‬الفرض والواجب والسنة واحلرام واملكروه واملباح‪.‬‬
‫فالفقه هو علم هبذه األحكام التي تتعلـق بأفعـال العبـاد‪ ،‬مثـل‪ :‬أكلهـم ونـومهم‬
‫وصالهتم وصومهم ونحو ذلك‪.‬‬
‫فيتعلم طالب الفقه‪ :‬أن صالة الفجر فـرض‪ ،‬وأن أداء ركعتـني قبـل الفجـر سـنة‬
‫مؤكدة‪ .‬وأن النوم مباح‪ ،‬وأن صوم رمضان فرض‪ ،‬وصوم االثنني سنة‪ ..‬وهكذا‪.‬‬
‫وهذه األحكام تؤخذ من األدلة‪ ،‬التي تعترب مصادر الفقه ‪.‬‬

‫واألدلة األساسية أربعة‪:‬‬


‫القرآن الكريم‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫السنة املطهرة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫(‪ )1‬سورة هود‪ ,‬من اآلية‪( .01 :‬ما نفقه) أي ال نفهم‪.‬‬


‫(‪ )2‬هذا تعريف الفقه عند األصوليني‪ ,‬أما يف عرف الفقهـاء فيكفـي حفـظ مجلـة مـن األحكـام الفرعيـة‪,‬‬
‫أما معرفة أدلتها فشرط كمال ‪ ...‬راجع للتفصيل‪ :‬شرح الفقه امليسر املسمى "بداية املفيت ونهاية املستفيت"‬
‫‪21‬‬
‫اإلمجاع ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫القياس ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫وتفصيل هذه األدلة وكيفية االستنبا منها يدرس يف علم أصول الفقه‪.‬‬

‫موضوع الفقه‪ :‬أفعال املكلفني من العباد‪ ،‬من حيث ما يثبت هلا من األحكام‪.‬‬

‫الفقه نوعان‪ :‬عبادات ومعامالت (معامالت مالية أو غريها)‪.‬‬


‫وذلك ألن األحكام الرشعية التي تُدرس يف الفقه تتناول أقوال املكلـف وأفعالـه‪،‬‬
‫وعقوده وترصفاته‪ .‬وهي عىل نوعني‪:‬‬
‫األول‪ :‬أحكام العبادات‪ :‬من طهارة وصالة‪ ،‬وصيام‪ ،‬وحج‪ ،‬ونحو ذلك مما يقصد‬
‫به تنظيم عالقة اإلنسان بربه‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬أحكام املعاامالت‪ :‬مـن عقـود (كبيـع ونكـاح)‪ ،‬وتصــرفات‪ ،‬وضـامنات‬
‫وغريها مما يقصد به تنظيم عالقات الناس بعضهم مع بعض ‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪ ،‬وبعض أبواب‬ ‫" أبواب‬ ‫وسوف ندرس يف كتابنا "‬

‫(‪ )1‬بأن جيتمع رأي علماء الشريعة يف زمـن علـى حكـم مـن األحكـام‪ ,‬فـرأيهم ا مـع عليـه ال حيتـاج‬
‫إىل دليل آخر لتسليمه‪ .‬كإمجاع الصحابة بعد وفاة النيب على كتابة املصحف كما بني أيدينا‪.‬‬
‫(‪ )2‬والقياس إحلاق أمر ليس فيه نص شرعي بأمر آخر منصـوص علـى حكمـه‪ ,‬فيعطـى األول‬
‫حكم اآلخر‪ ,‬لتساوي األمرين يف علة هذا احلكم‪.‬‬
‫(‪ )3‬وأحكـــام املعـــامالت تشـــمل‪- 1 :‬أحكـــام األســـرة مـــن بـــدئها إىل نهايتهـــا‪- 2 .‬أحكـــام‬
‫املعامالت املدنية واملالية‪- 3 .‬األحكام اجلنائية‪- 1 .‬أحكام املرافعات والقضاء‪.‬‬
‫‪- 5‬األحكام الدولية‪ ...‬للتفصيل‪ :‬راجع الشرح (بداية املفيت ونهاية املستفيت)‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫املطلب الثاني‬
‫األحكام الفقهية‬

‫األحكام الفقهية التكليفية أقسام ومراتب‪ ،‬وهي ثمانية‪:‬‬


‫فرض وواجب‪ ،‬وسنة ومستحب‪ ،‬ومباح‪ ،‬ومكروه‪ ،‬ومكروه حتريام وحرام‪.‬‬
‫فصالة الفجر فرض‪ ،‬فرض والوتر واجب‪ ،‬والسواك سنة‪.‬‬
‫ورشب اخلمر حرام‪ ،‬ورشب العصري مباح‪ .‬وهكذا ‪...‬‬

‫وهذه األحكام يمكن جمعها تحت خمس نقاط ؛ كالتالي‪:‬‬


‫‪ -1‬ما يلز م فعله‪ ،‬ويأثمم بكهأه‪ ،‬ويسمى فرضا وواجبا‪ .‬والفرق بينهام أن الفرض‬
‫ثبت بدليل قطعي‪ ،‬والواجب ثبت بدليل ظني‪ .‬فالفرض أقوى من الواجب ‪.‬‬
‫‪ -2‬ما يلزم ترهه‪ ،‬ويثمم بفعله‪ ،‬ويسمى حراما ومكروها حتريام‪.‬‬
‫‪ -3‬ما طُلب فعله من غري لزوم‪ ،‬فال يأثم لو تركه مرة أو أحيانا‪ ،‬وهو نوعان‪:‬‬
‫سنة ومستحب ‪.‬‬

‫(‪ )1‬فــالفرض‪ :‬مــا ثبــت طلبــه طلبــا ال زمــا بــدليل قطعــي‪ .‬والواجــب كــذلك لكــن بــدليل ظــين‪.‬‬
‫كصالة الفجر فرض‪ ,‬وسجدة التالوة والوتر كالهما واجـب ولـيس فرضـاً‪ .‬وهنـاك إطالقـات‬
‫أخرى هلما‪ .‬للتفصيل‪ :‬راجع الشرح (بداية املفيت ونهاية املستفيت)‪ ,‬فجميع احلواشي مقتبسة منه‪.‬‬
‫(‪ )2‬والفرق بينهما أن احلرام ثبت بدليل قطعي‪ ,‬واملكروه حترميا ثبت بدليل ظين‪ ,‬فاحلرام أقوى منه‪.‬‬
‫(‪ )3‬عنــد التأمــل يف مراتــب الســنة واملســتحب يتــبني أن املطلــوب فعلــه مــن غــري جــزم علــى ثــالث‬
‫مراتــب‪ :‬الســنة املؤكــدة‪ ,‬الســنة املســتحبة‪ ,‬بــاقي املســتحبات واآلداب‪ .‬ويقابــل ذلــك‪ :‬املكــروه‬
‫كراهة شديدة‪ ,‬املكروه تنزيها‪ ,‬خالف األوىل‪ .‬ينظر رد ا تار (‪.)121 ,161/2‬‬
‫‪22‬‬
‫أما السنة فمنها مؤكدة‪ ،‬ومنها غري مؤكدة ‪:‬‬
‫من غري وجوب‪.‬‬ ‫السنة املؤكدة‪ :‬هي ما واظب عليها النبي‬
‫حكمها‪ :‬أن فاعلها يستحق الثواب‪ ،‬وتاركها يستحق اللوم والعتاب‪ ،‬أما لـو أ‬
‫عىل ترك املضمضة وركعتي الفجر ‪.‬‬ ‫عىل تركها بال عذر فإنه يأثم‪ .‬كمن أ‬
‫وأما املستحب فهو ‪ :‬ما طلب فعله لكن دون السنة املؤكدة‪.‬‬
‫حكمه‪ :‬أن فاعله يستحق الثواب‪ ،‬وتاركه ال يأثم‪.‬‬

‫(‪ )1‬السنة هي‪ :‬ما ثبت طلبه عن النيب قوال أو فعالً أو تقريراً من غري وجوب‪ .‬وهي مرتبتان‪:‬‬
‫‪ )1‬سنة مؤكدة‪ ,‬وهي ما واظب عليها النيب تعبداً‪ ,‬أو أمر به من غري لزوم أو أظهر تأكيده‪.‬‬
‫حكمها‪ :‬يف فعلها ثواب ويف تركها عتاب‪ ,‬ويكره تركها كراهة شديدة‪ ,‬بـل يـأثم لـو أصـر‬
‫علــى تركهــا بــال عــذر؛ كــرتك املضمضــة واالستنشــاق‪ .‬لكنهــا مراتــب؛ فقــد يكــون تركهــا‬
‫مكروهـاً تنزيهـاً؛ كــرتك الســواك أو التيــامن يف الوضــوء بــال إصــرار‪ .‬وقــد يكــون يف تركهــا‬
‫كراهة شديدة أو كراهة حتريم؛ وال سيما ترك سنن اهلدى اليت هي من شعائر الدين‪...‬‬
‫‪ )2‬سنة مستحبة؛ ألن املسـتحب مرتبتـان‪ :‬سـنة (غـري مؤكـدة)‪ ,‬وأدب‪ .‬فهـذه السـنة أقـوى نـوعي‬
‫املستحب‪ .‬وحكمها أنه ينبغي فعلها‪ ,‬وال يـأثم برتكهـا؛ ولكـن يُحـرم بركتهـا إن تركهـا مـن‬
‫غري عذر‪ .‬وتركها قد يكون مكروها تنزيها وقد يكون خالف األوىل حسب الدليل‪ .‬وتشمل‪:‬‬
‫‪- 1‬ما فعله النيب تعبداً لكنه دون املؤكدة‪- 2 .‬ما حث عليـه الـنيب خصوصـاً ورغـب‬
‫فيه‪ ,‬أو بني فضائله ‪ ..‬مقتبس من بداية املفيت‪ ,‬فارجع إليه للتفصيل ومعرفة األمثلة واألدلة‪.‬‬
‫‪ -‬وهناك نوع ثالث للسنة‪ :‬سنة العادة‪ ,‬وهي دون السابقتني‪ ,‬وتأتي ضمن املستحب واألدب‪.‬‬
‫(‪ )2‬لقول الرسول ‪ :‬فمن رغب عن سنيت فليس مين رواه البخاري (‪ )1776‬ومسلم (‪)1161‬‬
‫(‪ )3‬املستحب هو‪ :‬مـا أحبـه الشـرع‪ ,‬ويسـمى منـدوباً وأدبـاً أيضـاً‪ ,‬وهـو نوعـان‪ :‬أقواهمـا‪ :‬السـنة‬
‫املندوبة أو املستحبة‪ :‬وسبق بيانها‪ .‬والنوع الثاني ـ كاآلداب واملستحبات العامة ـ يشمل‪:‬‬
‫‪ - 1‬ما فعله النيب مرة أو مرتني وتركه كثرياً؛ كمسح الرقبة يف الوضوء ‪...‬‬
‫‪ - 2‬سنن العادة‪ ,‬أي ما فعله النيب يف العادات؛ كلبس العمامة‪ ,‬وغريها‪.‬‬
‫‪ - 3‬ما دلّ على استحبابه عمومات ومقاصد الشريعة؛ كاستقبال القبلة يف الوضوء والنوم‪...‬‬
‫‪ - 1‬النفل املطلق‪ .‬مقتبس من بداية املفيت‪ ,‬فارجع إليه للتفصيل ومعرفة األمثلة واألدلة‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫‪ -4‬ما طُلب ترهه من غري لزوم؛ فال يأثم بفعله مرة‪ ،‬وهو املكروه‪ ،‬وهو مراتب‪:‬‬
‫‪ -‬املكروه كراهة شديدة ‪.‬‬
‫‪ -‬املكروه تنزهيا ‪.‬‬
‫‪ -‬خالف األوىل ؛ وهو قريب من املباح‪ ،‬إال أنه خالف ملا هو أفضل‪.‬‬

‫فهو حيتمل أحد هذه املراتب‪.‬‬ ‫وما أطلقت فيه الكراهة يف‬

‫‪ -5‬ما جيوز فعله وترهه بال مواب وال عقاب‪ ،‬وهو املباح؛ كشـرب املاء‪،‬‬
‫وأكل احلالل‪ ،‬والنوم وغري ذلك مما أباحه اهلل تعاىل ‪.‬‬

‫الشرط والركن ‪:‬‬


‫هناك ما يسمى برش العبادة وركنها‪ ،‬كرشو الصالة وأركاهنـا‪ ،‬ورشو صـحة‬
‫التيمم‪ ،‬وأركان الوضوء ‪ ..‬وهكذا‪.‬‬

‫(‪ )1‬مثل ترك األذان عمدًا بال عذر ولـو مـرة‪ .‬ومثـل اإلصـرار علـى تـرك السـنن املؤكـدة ؛ حيـث‬
‫يأثم لو اعتاد تركها أقل من إثم ترك الواجب ‪ ...‬من الشرح‪.‬‬
‫(‪ )2‬ينبغــي تركــه‪ ,‬وال يــأثم بفعلــه‪ ,‬لكــن يتــأثر إميانــه وصــلته بــاهلل تعــاىل‪ ,‬وتــتلطخ صــحائف‬
‫أعماله بتلك املكروهات‪ ,‬فما أقبح باملسلم أن يرتكب ما ال حيبه اهلل جل جالله‪ ...‬من الشرح‪.‬‬
‫(‪ )3‬يُفضل تركه ويثاب عليه‪ ,‬وال يأثم بفعله؛ كرتك النوافل وبعض املستحبات وسنن العادة‪.‬‬
‫(‪ )1‬هــذا إذا مل يعــرتض علــى املبــاح مــا يغــري حكمــه؛ ألن املباحــات تعــرتي عليهــا األحكــام األخــرى‬
‫كالفرض والواجب والسنة واحلرام واملكـروه حبسـب العـوارض ‪ ...‬راجـع لألمثلـة‪" :‬بدايـة املفـيت ونهايـة‬
‫املستفيت"‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫وكالمها فرض عميل‪ ،‬والفرق بينهام هو أن‪:‬‬
‫الرش فرض خارج املاهية؛ كالطهارة رش لصحة الصالة‪ ،‬لكنها خارج عن‬
‫ماهية الصالة (يشرت فعلها للصالة‪ ،‬لكنها ليست من أعامل الصالة)‪.‬‬
‫والركن فرض داخل املاهية؛ كالقيام والركوع ركنان للصالة‪ .‬وغسل اليـدين‬
‫ركن يف الوضوء ‪ ..‬وهكذا‪ ،‬كلها من أفعال العبادة نفسها‪.‬‬
‫وحكمهام أنه‪ :‬تفوت الصحة بفواهتام‪.‬‬
‫فإذا فات رش من رشو الصالة‪ ،‬أو فات ركن من أركاهنا مل تصـ الصـالة‪ .‬وكـذا‬
‫لو فات ركن من أركان الوضوء أو الغسل كانا باطلني‪ .‬وكذلك إذا فات رش صـحة‬
‫التيمم أو رش صحة احلج‪ ،‬فكأنه مل حيج ومل يصل ومل يتوضأ ومل يتيمم‪.‬‬
‫ويقابل األركان‪ :‬واجبات العبادة ‪ ،‬ويقابلهام سنن العبادة‪ ،‬ومستحباهتا ‪.‬‬
‫**************‬
‫*******‬
‫*‬

‫(‪ )1‬وإذا فات واجب من واجبات الصالة أو احلج صحت العبـادة‪ ,‬ولكـن كانـت ناقصـة حتتـاج إىل مـا‬
‫جيرب هذا النقص؛ كسجود السهو يف الصالة‪ ,‬والـدم يف احلـج‪ .‬ينظـر أيضـًا هـامب واجبـات الصـالة‪,‬‬
‫وواجبات احلج‪ .‬أما السنن املؤكدة فليهتم بها؛ وإال كانت الصالة ناقصة دون نقص الواجب‪ .‬واملستحبات‬
‫لكماهلا دون السنن‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫املطلب الثالث‬

‫مثرة علم الفقه وحكم تعلمه وتعليمه وبيان فضله‬

‫ثمرة علم الفقه‪:‬‬


‫بمعرفة الفقه والعمل به‪ ،‬يصل اإلنسان‪ ،‬وتص عبادته‪ ،‬ويستقيم سلوكه‪.‬‬
‫وإذا صل العبد صل املجتمع‪ ،‬وحتققت يف الدنيا السعادة‪ ،‬ويف اآلخـرة رضـوان‬
‫اهلل وجنته وما فيها من النعيم األبدي والسعادة اخلالدة‪.‬‬
‫حكـم تعلـيم الفقـه وتدريســه‪ :‬فـرض كفايــة؛ إذا وجـد مــن يعلـم النــاس‬
‫األحكام الرشعية سقط اإلثم عن الباقني‪ ،‬وإال أثم اجلميع‪.‬‬

‫حكم تعلمه ودراسته‪:‬‬


‫أوالً‪ :‬حكم تعلمه يف حق الفرد‪ :‬فيه تفصيل‪:‬‬
‫أ‪ -‬إذا كان بالقدر الذي ال يص العمل إال به فتعلماه فارع عان عـىل كـل‬
‫مسلم ومسلمة‪.‬‬
‫فمن وجبت عليه الصالة وجب عليه تعلـم أحكامهـا‪ .‬واملكلـف إذا أدرك رمضـان‬
‫لزمه تعلم أحكام الصيام‪ ،‬ومـن وجـب عليـه احلـج أو الزكـاة وجـب عليـه تعلـم‬
‫أحكامهام‪ ..‬ومن أراد البيع والرشاء وجب عليه تعلم أحكامهام‪ .‬وهكذا‪..‬‬
‫* لكن تعلم الفرائض فرض‪ ،‬وتعلم السنن سنة‪ ،‬وتعلم املستحبات مستحب‪.‬‬

‫ب‪ -‬وما زاد عىل ذلك من األحكام التي ال حيتاج إليها حاال فتعلمها مستحب‪،‬‬

‫‪26‬‬
‫ولطالب العلم أجر عظيم وفضل كبري‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬حكم تعلمه يف حق البلدة أو املنطقة‪ :‬فرض كفاية؛‬

‫فإذا وجد يف البلدة الواحدة أو املنطقة الواحـدة علـامء يمكـن للنـاس أن يتعلمـوا‬
‫أحكام دينهم بالرجوع إليهم‪ ،‬سقط الفرض عن الباقني‪.‬‬
‫أما إذا مل يوجد علامء ربانيون فيها بحيث ال يمكن ألهل تلك املنطقة الرجوع إىل‬
‫علامء آخرين افرتض عىل أهل تلك املنطقة كلها فرضا عينا أن يسعوا يف التعلم إذا‬

‫قدروا عليه؛ امتثاال لقوله ﭨ ﮋﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ‬

‫ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﮊ [ التوبة‪.] 444:‬‬

‫ومن ال يقدر عىل طلب العلم يقيم من يقدر عليه ويسعى يف ذلك‪ ،‬وإال أثم‬
‫اجلميع‪.‬‬

‫فضل الفقه في الدين والحث على طلبه وتحصيله‪:‬‬


‫إن التفقه يف الدين من أفضل األعامل‪ ،‬ومن أطيب اخلصال‪.‬‬

‫* وقد حث عليه ربنا جل جالله؛ فقال‪ :‬ﮋ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﯬ‬


‫ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶ ‪...‬ﮊ [التوبة‪.]122:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ :‬الناس معادن خيارهم يف اجلاهلية خيارهم يف اإلسالم إذا فقهوا‬ ‫وقال‬
‫من يرد اهلل به خرياً يفقهه يف‬ ‫* والفقه عالمة إرادة اخلري بالعبد؛ قال‬
‫اخلري كله على الفقه يف الدين‪.‬‬ ‫الدين (‪ )4‬؛ فقد رتب النيب‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري برقم (‪ )3383‬واللفظ له‪ ,‬ومسلم برقم (‪.)2638‬‬


‫(‪ )2‬رواه البخاري برقم (‪ ,)71‬ومسلم برقم (‪.)1637‬‬
‫‪27‬‬
‫وعلو منزلته‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وهذا مما يدل عىل أمهيته‪ ،‬وعظم شأنه‬
‫فمنزلة الفقه عظيمة يف اإلسالم ‪ ،‬ودرجته كبرية يف الثواب ؛ ألن املسلم‬
‫إذا تفقه يف أمور دينه‪ ،‬وعرف ما له وما عليه من حقوق وواجبات‪ ،‬يعبد ربه عىل‬
‫علم وبصرية‪ ،‬ويتعامل مع الناس بخلق حسن‪ ،‬وال يظلم شيئا من حقوقهم‪،‬‬
‫و ُي َوفق للخري والسعادة يف الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫* والفقه من مجلة العلم الرشعي بل أهم مقاصده‪ ،‬وقد أمر اهلل سبحانه وتعاىل‬

‫أن يسأله الزيادة من العلم الرشعي؛ فقال‪ :‬ﮋﭠﭡﭢﭣ ﮊ ‪.‬‬ ‫نبيه‬


‫واألمر له أمر لنا ولسائر الناس‪.‬‬
‫املجالس التي يتعلم فيها العلم النافع بـ "ريـاض اجلنـة" ‪،‬‬ ‫* وقد سمى النبي‬
‫‪.‬‬ ‫وأخرب أن العلامء هم ورثة األنبياء‬
‫كثرية ‪.‬‬ ‫وفضائل العلم الرشعي يف كتاب اهلل وسنة رسوله‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬سورة طه‪ . 111 :‬قال احلافظ ابن حجـر‪" :‬وهـذا واضـح الداللـة يف فضـل العلـم‪ ,‬ألن اهلل مل‬
‫بطلب االزدياد من شيء‪ ,‬إال من العلم" فتح الباري ‪176 /1‬‬ ‫يأمر نبيه‬
‫(‪ )2‬رواه أبو داود برقم (‪ )3611‬والرتمذي (‪ )2682‬وعلقه البخاري يف العلم (باب العلم قبل القول ‪)..‬‬
‫(‪ )3‬راجــع علــى ســبيل املثــال كتــاب العلــم مــن صــحيح البخــاري ومســلم‪ ,‬ومــن كتــاب ريــاض‬
‫الصاحلني لإلمام النووي‪ .‬وغري ذلك كثري‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬عرف الفقه لغة واصطالحا ‪.‬‬
‫؟‬ ‫‪ ...‬ﭶﭷﭸﭹﭺ‪...‬‬ ‫‪ -2‬ما معنى َن ْف َق ُه يف قوله تعاىل‪:‬‬
‫‪ -3‬كم عدد األدلة األساسية للفقه ؟ وما هي ؟‬
‫‪ -4‬ما الدليل عىل أن العلم قد يفرض عىل أهل املنطقة كلها ؟‬
‫‪ -5‬اذكر آية وحديثا يف فضل الفقه‪.‬‬

‫اخرت اإلجابة الصحيحة‪:‬‬


‫(سنة – فرض – فرض كفاية – فيه تفصيل )‬ ‫‪ ‬حكم تعلم الفقه للفرد‪:‬‬
‫(سنة – فرض – فرض كفاية – فيه تفصيل )‬ ‫‪ ‬حكم تعلم الفقه يف حق بلدة‪:‬‬
‫‪ ‬ما يلزم تركه‪ ،‬ويأثم بفعله‪ ،‬يسمى‪( :‬فرضا وواجبا – سنة ومندوبا – حراما ومكروها حتريام )‬

‫تأمل فيما يلي وبني هل هو صواب أم خطأ‪ ،‬مع تصويب اخلطأ‪:‬‬


‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬تعلم الفقه للفرد قد يكون فرضا وقد يكون مستحبا‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬األحكام التكليفية أقسام ومراتب‪ ،‬مثل الفرض والواجب‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬ما ُطلب فعله من غري لزوم نوعان‪ :‬فرض وواجب‬
‫)‬ ‫(‬ ‫أكثر من مرة‬ ‫‪ ‬السنة املؤكدة هي ما فعلها النبي‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬املكروه هو ما طلب فعله من غري لزوم‬

‫أكمل الفراغ فيما يلي‪:‬‬


‫‪ ‬الفقه نوعان ‪ ،..........:‬مثل‪ :‬الصوم و ‪ .......‬و ‪........‬‬
‫‪ ‬والنوع الثاين هو ‪ ،.............‬مثل‪ :‬البيع و‪......‬‬
‫‪ ‬من ثمرة علم الفقه لطالب العلم‪ :‬صالحه و ‪ ......‬و ‪..........‬‬
‫‪ ‬وإذا صل العبد صل ‪ .........‬و ‪....................................‬‬

‫‪29‬‬
‫القسم األول‬
‫العبادات واألبواب املتعلقة بها‬

‫الفرع األول‪ :‬كتاب الطهارة‬


‫الفرع الثاني‪ :‬كتاب الصالة‬
‫الفرع الثالث‪ :‬كتاب اجلنائز‬
‫الفرع الرابع‪ :‬كتاب الصيام واالعتكاف‬
‫الفرع اخلامس‪ :‬كتاب الزكاة وصدقة الفطر والنذر‬
‫الفرع السادس‪ :‬كتاب احلج والعمرة‬

‫‪31‬‬
‫خطة كتاب الطهارة‬

‫عزيزي الطالب! بدراستك له يرجى أن تكون ملما مبا يلي‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬أحكام الطهارة من النجاسة احلكمية ‪ :‬ويشتمل على‪:‬‬


‫‪-‬آداب قضاء احلاجة واالستنجاء‬
‫‪-‬باب الوضوء‪ :‬أركانه‪ ،‬سننه‪ ،‬مستحباته‪ ،‬مكروهاته‪ ،‬نواقضه ‪ ...‬اخل‬
‫‪-‬باب الغسل‪ :‬أركانه‪ ،‬سننه‪ ،‬كيفيته‪ ،‬موجباته ‪ ...‬اخل‬

‫الفصل الثاني‪ :‬أبواب املياه اليت يتطهر بها‪ ،‬ويشتمل على‪:‬‬


‫‪-‬أقسام املياه ‪-‬أحكام السؤر ‪-‬تطهري البئر إذا وقعت فيها جناسة‬

‫الفصل الثالث‪ :‬أبواب التيمم واملسح‪ ،‬ويشتمل على‪:‬‬


‫‪-‬املسح على اخلفني‬ ‫‪-‬التيمم ‪-‬املسح على اجلرح واجلبرية وحنوها‬

‫الفصل الرابع‪ :‬الطهارة من النجاسة احلقيقية‪ ،‬ويشتمل على‪:‬‬


‫‪ -‬النجاسات الغليظة واخلفيفة ‪-‬األعيان الطاهرة‬
‫‪-‬طرق تطهري النجاسات‬

‫‪31‬‬
‫كتاب الطهارة‬

‫ﭧ ﭨ ﮋ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﮊ [البقرة‪]222 :‬‬

‫[رواه مسلم برقم (‪])223‬‬ ‫‪ :‬الطُهور شطر اإلميان‬ ‫وقال رسول اهلل‬

‫! أنت عبد اهلل‪ ،‬خلقك لتعبده وحده ال رشيك لـه‪ .‬وأعظـم العبـادات‬
‫الصالة‪ ،‬التي هي ركن ٍ‬
‫ثان من أركان اإلسالم اخلمسة‪.‬‬
‫وقبل أن تدرس كتاب الصالة ال بد أن تدرس كتاب الطهـارة؛ ألن الطهـارة مـن‬
‫رشائط صحة الصالة‪.‬‬
‫‪ :‬مفتاح اجلنة الصالة ‪ ،‬ومفتاح الصالة الطهور‬ ‫قال‬

‫(‪« )1‬شــطر اإلميــان»‪ :‬أي نصــف اإلميــان‪ ,‬واختلــف يف معنــاه‪ ,‬حكــى النــووي فيــه أقــواالً‪ ,‬منهــا أن‬
‫األجر يف الطهارة ينتهي تضعيفه إىل نصف أجر اإلميان ‪ ...‬شرح مسلم (‪)166 /3‬‬
‫* ويظهر للفقري أنه من باب التخلية؛ ألن اإلميان شطران‪ :‬ختليـة وحتليـة ‪ ...‬راجـع للتفصـيل شـرح الفقـه‬
‫امليسرن املسمى‪" :‬بداية املفيت ونهاية املستفيت"‪ ,‬فجميع حواشي الكتاب مقتبسة منه‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه أمحد ( ‪ ,)11763‬ورواه أيضاً الرتمذي (‪ ,)1‬والطرباني يف معجمه الصغري (‪.)506‬‬
‫‪32‬‬
‫* فام معنى الطهارة يف اللغة العربية؟ وما معناها يف الرشيعة اإلسالمية؟‬
‫الطهارة في اللغة‪ :‬النظافة‪.‬‬
‫عـن البـدن‬ ‫عـن البـدن‪ ،‬وإزالـة‬ ‫الطهارة في الشـرع‪ :‬إزالة‬

‫والثياب وأماكن الصالة وغريها‪.‬‬


‫فالطهارة قسمان ‪:‬‬
‫‪ -1‬طهارة من احلدث‪ ،‬وتسمى الطهارة احلكمية‪.‬‬
‫‪ -2‬طهارة من اخلبث وتسمى الطهارة احلقيقية؛‬
‫ألهنا طهارة من النجاسة احلقيقية‪.‬‬

‫عزيزي الطالب !‬

‫سوف تدرس أوالً الطهارة احلكمية (الوضوء والغسل)‬


‫ثم ما حتصل به هذه الطهارة وهو املاء وما يتعلق به‪.‬‬
‫ثم ما ينوب عن املاء وهو التيمم واملسح على اخلفني واجلبرية‪.‬‬
‫وأخرياً تدرس الطهارة عن النجاسة احلقيقية‪.‬‬

‫(‪ )1‬ألن النجاسة قسمان‪ :‬ياسة حقيقية وتسمى اخلبث‪ ,‬وياسة حكمية وتسمى احلدث‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫الفصل األول‬

‫الطهارة احلكمية (إزالة احلدث)‬

‫ما هو الحدث ؟‬
‫احلدث نجاسة حكمية تتعلق بالبدن بسبب خروج البول أو الغائط ‪ ،‬أو بأسباب‬
‫أخرى يأيت ذكرها ‪.‬‬
‫كم أقسام الحدث‪ ،‬وكيف تحصل الطهارة منه؟‬
‫احلدث قسامن ‪:‬‬
‫‪ -1‬احلدث األصغر ‪ :‬وحتصل الطهارة منه بالوضوء‪.‬‬
‫‪ -2‬احلدث األكرب‪ :‬وحتصل الطهارة منه بال ُغسل‪.‬‬
‫وإذا تعــذر اســتعامل املــاء للغســل أو الوضــوء حتصــل‬
‫الطهارة بالتيمم‪.‬‬
‫واآلن قبل الوضوء نبدأ يف قضاء احلاجة؛ ألن اإلنسان يقيض حاجته أوال‪.‬‬

‫(‪ )1‬انظرها حتت عنوان "نواقض الوضوء" اليت توجب احلدث األصغر‪ ,‬وحتت عنوان "ما يوجـب‬
‫الغسل" وهي موجبات احلدث األكرب‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫اخرت اإلجابة الصحيحة‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا مل نجد املاء للوضوء أو الغسل‪:‬‬
‫( نؤخر الصالة عن وقتها – نتيمم – نصيل بال وضوء )‬
‫(الوضوء – الصوم ‪ -‬الطهارة – الصالة )‬ ‫‪ -2‬نصف اإليامن هو‪:‬‬
‫(الوضوء – الصوم ‪ -‬الطهارة – الصالة )‬ ‫‪ -3‬أعظم العبادات هي‪:‬‬

‫تأمل فيما يلي وبني هل هو صواب أم خطأ‪ ،‬مع تصويب اخلطأ‪:‬‬


‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬الطهارة قسامن‪ :‬طهارة من احلدث وطهارة من النجاسة احلقيقية‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬الطهارة من احلدث تسمى الطهارة احلقيقية‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬مفتاح اجلنة هو الصالة والطهارة‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬احلدث قسامن‪ :‬أصغر وأكرب‪ ،‬ويشرت ألوله الوضوء‪ ،‬ولثانيه الغسل‬

‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬


‫‪ ‬ملاذا ندرس الطهارة قبل الصالة ؟‬
‫‪ ‬اذكر آية وحديثا يدالن عىل أمهية الطهارة‪.‬‬
‫‪ ‬ما معنى الطهارة يف اللغة العربية؟ وما معناها يف الرشيعة اإلسالمية؟‬
‫‪ ‬ما هو احلدث ؟ وكيف حتصل الطهارة منه؟‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫‪35‬‬
‫االستنجاء وآداب قضاء احلاجة‬

‫‪ :‬إمنا أنا لكم مبنزلة الوالد أعلمكم؛ فإذا أتى أحدكم‬ ‫قال رسول اهلل‬
‫الغائط فال يستقبل القبلة وال يستدبرها‪ ،‬وال يستطب بيمينه‪ .‬وكان يأمر‬
‫بثالثة أحجار‪ ،‬وينهى عن الروث والرمة‬

‫ينبغي مراعاة اآلداب اآلتية عند قضاء احلاجة من البول أو الغائط ‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬قبل البدء ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يسترت عن أعني الناس حتى ال يراه أحد ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن خيتار مكانا لينا منخفضا؛ لئال يتطاير عليه رشاش البول‪.‬‬
‫‪ -3‬يكره أن يبول يف املغتسل ويف موضع وضوئه؛ إذا مل يكن له مسلك يذهب‬
‫فيه البول‪.‬‬
‫‪ -4‬ال جيوز أن يبول أو يتغو يف املاء القليل ‪.‬‬
‫‪ -5‬أن ال يبول وال يتغو يف املقربة‪ ،‬وال حيث يتأذى الناس؛ مثل األماكن التالية‪:‬‬
‫= حتت شجرة مثمرة أو يف مزرعة‬ ‫= جبنب مسجد‬ ‫= طريق الناس‬
‫= بقرب بئر أو حوض‬ ‫= يف الظل النافع‬ ‫= أمام بيوت الناس‬

‫(‪ )1‬يستطب ‪ :‬أي يستنجي وينظف البول والغائط من املخرج‪.‬‬


‫(‪ )2‬الرِّمّة‪ :‬العظام البالية‪ .‬واحلديث رواه أبو داود برقم (‪ ,)8‬والنسائي (‪ ,)16‬وابن حبان (‪)1116‬‬
‫(‪ )3‬ويكره أن يكشف عورته لالستنجاء يف مكان غري ساتر‪ .‬وال جيوز أمام الناس‪.‬‬
‫* ومن األدب أن يتباعد عن الناس؛ حتى ال يُسمَع صوت ما يَخرج منه وال تُشَم رائحته‪.‬‬
‫(‪ )1‬يكره ذلك حترميا يف املاء القليل الراكد‪ ,‬وتنزيها يف اجلاري والكثري‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫= ويف سائر األماكن اليت حيتاج إليها الناس لالنتفاع بها‪ ،‬فإنه‬
‫‪« :‬اتقوا الالعنني»‬ ‫ال جيوز لإلنسان أن يقذرها عليهم‪ .‬قال النيب‬
‫قالوا‪ :‬وما الالعنان؟ قال‪« :‬الذي يتخلى يف طريق الناس أو ظلهم»‬
‫فائدة‪ :‬كما ال جيوز قضاء احلاجة هنا ال جيوز رمي النفايات والقمائم لئال يتأذى الناس‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬عند الدخول‪:‬‬


‫‪ -6‬أن ال يدخل بيشء مكتوب فيه ما يعظم؛ كقرآن أو اسم اهلل ورسله ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -7‬أن يقول قبل الدخول‪ :‬بسم اهلل ‪ -‬اللهم إين أعوذ بك من اخلبث واخلبائث‬
‫والذي يريد قضاء حاجته يف الصحراء فإنه يقوله عندما يشمر ثيابه قبل كشف عورته‪.‬‬
‫‪ -8‬أن يدخل اخلالء برجله اليرسى وخيرج منه برجله اليمنى ‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬بعد الدخول‪:‬‬


‫‪ -9‬يكره حتريام أن يستقبل القبلة أو يستدبرها عند قضاء احلاجة‪ ،‬سواء كان يف‬
‫الصحراء أو يف بيت اخلالء‪.‬‬
‫‪ -11‬يكره أن يتكلم بدون عذر يف اخلالء‪.‬‬
‫‪ -11‬ال يقرأ القرآن يف اخلالء وال يأيت بذكر‪.‬‬
‫‪ -12‬يكره أن يبول قائام أو مضطجعا بدون عذر؛ خلوف التلوث‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه مسلم (‪ )260‬وأبو داود (‪ )25‬وابن خزمية (‪ )67‬ومعنى الالعن‪ :‬الشيء اجلالب للعن‪.‬‬
‫* وكذا ال يبول يف اجلُحر وحنوه؛ للنهي يف احلديث‪ ,‬ولئال يكون فيه شيء يؤذيه‪.‬‬
‫(‪ )2‬يكره ولو كان يف جيبه‪ ,‬نعم إن سرته يف كيس ثم وضع الكيس يف داخل جيوبه فال بأس‪.‬‬
‫(‪ )3‬رواه البخاري (‪ )112‬ومسلم (‪ ,)375‬سوى التسمية وقد ثبتت من روايات‪ .‬راجع بداية املفيت‪.‬‬
‫(‪ )1‬ويستحب أن يغطي رأسه ويلبس حذاءه وقت قضاء حاجته؛ ألدلة ‪ .‬راجع بداية املفيت‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫‪ -13‬إذا فرغ من قضاء حاجته خرج برجله اليمنى‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫غفرانك ‪ ،‬احلمد هلل الذي أذهب عني األذى وعافاين‬

‫رابعاً‪ :‬االستنجاء ‪:‬‬

‫االستنجاء وآدابه‬

‫االستنجاء هو‪ :‬تنظيف املخرج من نجاسة كبول أو غائط‪ .‬سـواء كـان التنظيـف‬
‫باملاء أو باحلجر أو بيشء آخر‪.‬‬
‫ﭧﭨ ﭽﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﭼ [التوبة‪]118 :‬‬

‫‪ :‬استنزهوا من البول فإن عامة عذاب القرب منه‬ ‫وقال رسول اهلل‬

‫ولالستنجاء أحكام وآداب كالتالي‪:‬‬


‫‪ -1‬يلزم االسترباء بعد قضاء احلاجة ثم يستنجي‪ .‬واالستبراء‪ :‬هو إخراج ما‬
‫‪.‬‬ ‫بقي يف املحل من بول أو غائط؛ حتى يطمئن بزوال الرش‬
‫املخرج‪ ،‬وكانت قدر الدرهم أو أكثر ‪ ،‬وجب‬
‫َ‬ ‫‪ -2‬إذا جتاوزت النجاسة‬
‫االستنجاء باملاء‪ .‬وحينئذ ال يكفي مس النجاسة باحلجر ونحوه‪.‬‬

‫(‪ )1‬أما "غفرانك" فعند أبي داود (‪ )36‬وغريه‪ .‬وأما احلمدلة ففي أحاديث‪ .‬راجع بداية املفيت‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه الدارقطين (‪ ,)7‬وله شاهد عند البخاري واحلاكم‪ .‬قال احلافظ‪ :‬صححه ابن خزمية وغريه‪.‬‬
‫(‪ )3‬ولو مل حيصل الرباءة من اخلارج إال باملشي أو التنحنح وحنوه لزمه ذلك‪ .‬ولو حصلت الرباءة من غري‬
‫تنحنح وحنوه كفى‪ ,‬وال حاجة إىل غريه‪ .‬وكرهوا املبالغة يف االسترباء‪ ,‬فال يفعل كاملوسوس‪.‬‬
‫(‪ )1‬قدر الدرهم يعترب بـالوزن إذا كانـت النجاسـة كثيفـة‪ ,‬وهـو يعـادل ثالثـة غرامـات تقريبـاً‪,‬‬
‫ويعترب باملساحة إذا كانت النجاسة مائعة‪ ,‬وهو قدر قعر الكف‪.‬‬
‫* وال تصح الصالة مع النجاسة إذا كانت أكثر من قدر الدرهم‪.‬‬
‫‪38‬‬
‫املخرج فاالستنجاء سنة مؤكدة‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪ -3‬إذا مل تتجاوز النجاس ُة‬
‫وحينئذ يكفي االستنجاء باحلجر ونحوه‪ ،‬لكن املاء أحسن‪.‬‬

‫* األفضل أن جيمع بني مس النجاسة وغسلها؛ فيمس النجاسة‬


‫أوال‪ ،‬ثم يغسل باملاء؛ ألنه أبلغ يف النظافة‪.‬‬
‫‪ -4‬يف االستنجاء باحلجر ونحوه‪ :‬يستحب أن يستنجي بثالثة أحجار أو مناديـل‪،‬‬
‫وجيوز االقتصار عىل مرة أو مرتني إذا حصلت النظافة ‪.‬‬
‫‪ -5‬جيوز االستنجاء باحلجر وبكل يشء طاهر ال قيمة له برش أن يزيل النجاسة‬
‫وينقي املحل؛ كالطني اليابس‪ ،‬واخلرقة البالية‪ ،‬ومناديل الورق‪.‬‬
‫‪ -6‬يكره حتريام أن يستنجي بعظم وطعام وفحم‪ ،‬وكذا ب َروث وكل نجس ‪.‬‬
‫‪ -7‬يستحب املبالغة يف التنظيف حتى تنقطع الرائحة الكرهية عن املحل وعن يده‬
‫التي استنجى هبا‪.‬‬
‫‪ -8‬ال يستنجي بيمينه بدون عذر‪ ،‬فإنه مكروه هنى عنه النبي ؛ كام سبق‪.‬‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬وكذا يكره مبا يضر املخرج كزجاج‪ ,‬وكذا بشيء ذي مثن كخرقة حرير‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫أجب عن األسئلة التالية‪:‬‬
‫‪ ‬اذكر ثالثة من اآلداب التي تراعيها قبل البدء يف قضاء احلاجة ‪.‬‬
‫‪ ‬ما هو دعاء الدخول للخالء واخلروج منه ؟‬
‫‪ ‬متى يقول هذا الدعاء ؟‬
‫‪ ‬متى يكون االستنجاء واجبا ؟ ومتى يكون سنة ؟‬
‫‪ ‬ما هي األشياء التي جيوز هبا االستنجاء ؟‬
‫‪ ‬عرف كال من االستنجاء واالسترباء‪.‬‬

‫اخرت اإلجابة الصحيحة‪:‬‬


‫(باليد اليمنى – باليرسى – باحلجر )‬ ‫‪ ‬يكره االستنجاء‪:‬‬
‫‪ ‬جيوز االستنجاء بكل يشء طاهر ال قيمة له برش ‪:‬‬
‫( أن يكرر ثالث مرات ‪ -‬أن يزيل النجاسة – أن ال يكون نجسا)‬

‫تأمل فيما يلي وبني هل هو صواب أم خطأ‪:‬‬


‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬استقبال القبلة أو استدبارها عند قضاء احلاجة مكروه تنزهيا‪.‬‬
‫)‬ ‫‪ ‬من أدب قضاء احلاجة أن ال يذكر اهلل وال يدخل بيشء فيه ذكر اهلل ورسوله (‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬إذا فرغ من قضاء حاجته خرج برجله اليرسى‪ ،‬ثم قال‪« :‬غفرانك»‬
‫املخرج‪ ،‬بقدر كبري‪ ،‬فال يكفي االستنجاء باحلجر ونحـوه‪ ،‬بـل‬
‫‪ ‬إذا جتاوزت النجاسة َ‬
‫)‬ ‫(‬ ‫ال بد من االستنجاء باملاء‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫باب الوضوء‬

‫الوضوء في اللغة‪ :‬احلسن والنظافة‪.‬‬


‫وفي الشرع‪ :‬ال َغسل واملس ألعضاء خمصوصة (الوجه واليدان والرأس والرجالن‪).‬‬

‫ﭧ ﭨ ﭽ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚ‬
‫ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭼ [املائدة‪]6 :‬‬

‫‪ :‬ال يقبل اهلل صالة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ‬ ‫وقال‬

‫أركان الوضوء‬

‫فروض الوضوء أربعة‪ ،‬وهي أركانه ‪:‬‬


‫‪ -1‬غسل الوجه؛ وذلك من مبدأ سط اجلبهة إىل أسفل الذقن‪،‬‬
‫ومن شحمة األذن اليمنى إىل شحمة األذن اليرسى‪.‬‬
‫‪ -2‬غسل اليدين من رؤوس األصابع إىل املرفقني‪.‬‬
‫‪ -3‬مس ربع الرأس‪ .‬أما مس مجيع الرأس فسنة مؤكدة‪.‬‬
‫‪ -4‬غسل الرجلني من رؤوس األصابع إىل الكعبني‪.‬‬

‫(‪ )1‬والفرق أن الغسل إسالة املاء مع التقاطر‪ ,‬واملسح إصابة املاء العضو‪ .‬راجع الشرح‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه البخاري برقم (‪ ,)6551 ,135‬ومسلم برقم (‪ )225‬واللفظ للبخاري برقم (‪)6551‬‬
‫(‪ )3‬راجع التمهيد ملعرفة معنى الركن والشرط والفرق بينهما وبني الفرض‪.‬‬
‫(‪ )1‬أي ‪ :‬من أول أعلى اجلبهة؛ سواء كان به شعر أم ال‪.‬‬
‫(‪ )5‬فيجب غسل موق العينني (طرف العني املتصل باألنف)‪ ,‬وغسل ما يظهر من الشفة عند انضمامها‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫يشرتط يف األعضاء املغسولة أن يغسل مجيعها ‪:‬‬
‫* فلو بقي موضع شعرة مل يبلغه املاء ال يص الوضوء حتى يغسل ذلك املوضع‪.‬‬
‫* ولو وجد يشء يمنع وصول املاء إىل البرشة‪ ،‬كالشمع والعجني‪ ،‬ال يص الوضوء‪.‬‬
‫* يلزم حتريك اخلاتم الضيق إذا مل يصل املاء إىل البرشة بدون التحريك‪.‬‬
‫* إذا كان غسل شقوق رجليه يرضه جاز مسحها‪ .‬وإذا مل يقدر عىل املس تركها‪.‬‬
‫* إذا مس الرأس يف الوضوء ثم حلقه ال يعيد املسـ ‪ .‬وكـذا إذا توضـأ ثـم قلـم‬
‫الظفر أو قص الشارب ال يعيد ال َغسل‪.‬‬
‫ما الحكم إذا غطت اللحية شيئاً من الوجه‪ ،‬أو غطاه شعر الشارب والحاجب؟‬
‫جيب غسل ظاهر اللحية إذا كانت اللحية كثة ‪.‬‬
‫ال يكفي غسل ظاهر اللحية إذا كانت خفيفة‪ ،‬بل جيب إيصال املاء إىل برشة اللحية‪.‬‬
‫ال جيب غسل شعر اللحية الذي اسرتسل عن دائرة الوجه‪ ،‬وكذا ال جيب مسحه‪،‬‬
‫لكن يسن ختليله‪.‬‬

‫أركان الوضوء‬

‫غسل الرجلني‬ ‫مسح ربع‬ ‫غسل اليدين‬


‫إىل الكعبني‬ ‫الرأس‬ ‫غسل الوجه‬
‫إىل املرفقني‬

‫(‪ )1‬من قُطع شيء من يده أو رجله غسل الباقي‪ ,‬ولو قطع من املرفق غسل حمل القطع‪.‬‬
‫(‪ )2‬الكثة هي الكثيفة الشعر اليت يغطي شعرها اجللد ‪ ,‬حبيث ال ترى بشرة الوجه‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫سنن الوضوء‬

‫ينبغي العمل بالسنن اآلتية؛ ليكون الوضوء على وجه السنة والكمال‪:‬‬
‫‪ -1‬النية؛ فينوي الوضوء أو رفع احلدث أو إقامة الصالة‪.‬‬
‫‪ -2‬التسمية قبل الوضوء؛ فيقول‪« :‬بسم اهلل»‪ ،‬أو «بسم اهلل واحلمد هلل» ‪.‬‬
‫‪ -3‬غسل اليدين إىل الرسغني ثالثا يف ابتداء الوضوء‪ ،‬ويتأكد غسلهام إذا اسـتيقظ‬
‫من منامه‪ ،‬فيغسلهام قبل إدخاهلام اإلناء‪.‬‬
‫‪ -4‬السواك؛ فيستاك يف ابتداء الوضوء عند املضمضة‪ ،‬فإن مل جيد عودا‬
‫أمته عىل السواك بقوله‪ :‬لوال أن أشق على‬ ‫فباإلصبع ‪ .‬فقد حث النبي‬
‫أميت ألمرتهم بالسواك مع كل وضوء‬

‫‪ -5‬املضمضة بمياه ثالثة ؛ واملطلوب غسل الفم كله ثالثا‪.‬‬


‫‪ -6‬االستنشاق مع االستنثار ثالثا ؛ واملطلوب غسل ما الن من األنف ثالثا‪.‬‬

‫(‪ )1‬السنة مرتبتان‪ :‬مؤكدة‪ .‬ومندوبة دون املؤكدة‪ ,‬وقد تسمى مستحباً أيضاً‪ .‬راجع التمهيد‪.‬‬
‫(‪ )2‬أو "بسم اهلل الرمحن الرحيم"‪ .‬وبأي لفظ مسى فقد أدى السنة‪ ...‬راجع بداية املفيت ونهاية املستفيت‪.‬‬
‫(‪ )3‬األفضــل يف الســواك هــو عــود األراك‪ ,‬ثــم أي شــجر مـرّ كــالزيتون والنــيم‪ ,‬ثــم كــل مــا يكــون‬
‫أكثــر تنظيف ـاً للفــم؛ ســواء كــان طبيعي ـاً أو مصــنوعاً كالفرشــاة ‪ ...‬لكــن يشــرتط حلصــول الســنة‬
‫واألجر‪ :‬النية وطلب رضى اهلل‪ ,‬ال لطلب النظافة واجتناب األمراض فقط‪ ,‬كما يفعل غري املؤمن‪...‬‬
‫(‪ )1‬رواه البخاري تعليقاً (‪ )682/2‬والنسائي (‪ )108‬ومالك (‪ )116‬وأمحد (‪ )517‬وغريهم‪.‬‬
‫* والسواك مستحب يف مجيع األوقات‪ ,‬ويتأكـد اسـتحبابه عنـد تغـري الفـم‪ ,‬والقيـام مـن النـوم‬
‫وعند القيام إىل الصالة‪ ,‬وعند دخول البيت‪ ,‬واالجتماع بالناس‪ ,‬وقراءة القرآن‪.‬‬
‫* ويندب إمساكه باليد اليمنى‪ ,‬واألوىل أن يكون ليناً حبيث ال جيرح اللثة‪.‬‬
‫(‪ )5‬مضمض املاء يف فمه‪ :‬حركه فيه وأداره ثم رماه‪ .‬واملطلوب استيعاب املاء مجيع الفم‪.‬‬
‫(‪ )6‬استنشق املاء‪ :‬أدخله يف أنفه وجذب منه بالنفَس‪ .‬واستنثره‪ :‬أدخله يف أنفه ثم دفعه ليخرج ما فيه‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫* ويأخذ املاء هلام بيده اليمنى‪ ،‬ويستعمل يده اليرسى لالستنثار‪.‬‬
‫* والسنة لغري الصائم أن يبالغ فيهام (بالغرغرة بإيصال املاء لرأس احللق‪ ,‬ويبالغ بإيصاله ملا‬
‫فوق املارن وهو ما الن من األنف‪ .‬والصائم ال يفعل ذلك)‪.‬‬
‫‪ -7‬مس مجيع الرأس مرة‪ .‬ويبدأ املس بمقدم الرأس ‪.‬‬
‫‪ -8‬مس األذنني معا؛ ظاهرمها وباطنهام ‪.‬‬
‫‪ -9‬ختليل اللحية (خيلل بيمينه بعد غسل الوجه ثالثا)‪.‬‬

‫‪ -11‬ختليل األصابع (يف اليدين والرجلني)‪.‬‬


‫‪ -11‬التثليث‪ :‬تكرار الغسل املستوعب ثالثا‪ ،‬أما املس فمرة واحدة‪.‬‬
‫‪ -12‬الرتتيب؛ فيغسل يديه إىل الرسغني ثم املضمضة مع السواك ثم االستنشاق‬
‫ثم الوجه ثم اليدين إىل املرفقني‪ ،‬ثم يمس الرأس مع أذنيه‪ ،‬ثم الرجلني إىل الكعبني‪.‬‬
‫‪ -13‬التيامن؛ فيغسل يده اليمنى ثم اليرسى‪ ،‬ورجله اليمنى ثم اليرسى‪.‬‬
‫‪ -14‬الوالء‪ :‬أي التتابع يف األفعال؛ فيغسل العضو الثاين قبل جفاف األول‪.‬‬
‫‪ -15‬دلك األعضاء عند ال َغسل (بإمرار اليد ونحوها عىل العضو)‪.‬‬

‫(‪ )1‬الســنة أن ميســح مجيــع الــرأس جبميــع يديــه‪ .‬ومــا اشــتهر لــدى العامــة مــن أنــه جيــايف املســبحتني‬
‫واإلبهامني ليمسح بهما األذنني‪ ,‬والكفني ليمسح بهما جانيب الرأس؛ خشية االسـتعمال‪ ,‬فـال أصـل لـه‬
‫يف الســنة وال يف الفقــه؛ ولــذا رده العلمــاء‪ .‬انظــر‪ :‬الفــتح ‪ ,26/1‬ورد ا تــار ‪ .213/1‬وراجــع بدايــة املفــيت‬
‫أيضاً‪.‬‬
‫(‪ )2‬ميسح ظاهرهما بباطن اإلبهامني وباطنهما بباطن السبابتني‪.‬‬
‫(‪ )3‬املراد أن ال يشـتغل بـني أفعـال الوضـوء مبـا لـيس منـه مـدة مـا جيـف فيـه العضـو مـع اعتـدال‬
‫اهلواء والبدن‪ ,‬ومع عدم العذر؛ فلـو فـين مـاؤه فمضـى لطلبـه ال بـأس بـه‪ .‬وكـذا لـو جـف لشـدة‬
‫احلر أو ملالمسة ثوب بال تأخري‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫مستحبات الوضوء‬

‫‪ -1‬قراءة األذكار املأثورة‪ .‬فيقول أثناء الوضوء ‪ :‬اللهم اغفر يل ذنبي‪ِّ ،‬‬
‫ووسع يل يف‬
‫‪.‬‬ ‫داري‪ ،‬وبارك يل يف رزقي‬
‫ويقول بعد الفراغ من الوضوء‪ :‬أشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال رشيا لاه‪ ،‬وأشاهد أن‬
‫حممدا عبده ورسوله‪ ،‬اللهم اجعلني من التاوابن واجعلناي مان املتطهارين وإن شـاء زاد‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫سبحان اللهم وبحمدك ‪ ،‬أشهد أن ال إله إال أنت ‪ ،‬أستغفرك وأتوب إلي‬
‫‪ -2‬مس الرقبة دون احللقوم ؛ ألن مس احللقوم بدعة‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ال يستعني بغريه يف غسل أعضائه إال لعذر‪.‬‬
‫‪ -4‬أن ال يتكلم بكالم الناس إال حلاجة تفوته برتكه‪.‬‬
‫‪ -5‬أن حيرك خامته الواسع‪ .‬وأما اخلاتم الضيق فتحريكه الزم ‪.‬‬

‫(‪ )1‬املستحب‪ :‬ما أحبه الشرع‪ ,‬ويسمى مندوباً وأدباً أيضاً‪ ,‬يثاب فاعله وال يأثم تاركه‪ .‬راجع التمهيد‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه النســائي يف الكــربى بــرقم (‪ )0068‬وابــن الســين بــرقم (‪ )28‬يف "عمــل اليــوم والليلــة" بإســناد‬
‫صحيح‪ ,‬وفيه قولـه ‪ :‬وهـل تـركن مـن شـيء ؟ أي هـذا الـدعاء جـامع للخـريات كلـها‪ .‬جعلـه ابـن‬
‫السين أثناء الوضوء‪ ,‬والنسائي بعد الفراغ منه‪ ,‬قال النووي يف األذكار ص ‪ :20‬وكالهما حمتمل‪.‬‬
‫(‪ )3‬قال ‪ :‬من توضأ فقال‪ :‬أشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال شـريك لـه‪ ,‬وأشـهد أن حممـدا‬
‫عبده ورسوله ‪ ,‬فتحت له أبواب اجلنة الثمانية يدخل من أيها شاء» رواه مسلم (‪)231‬‬
‫* وزاد الرتمذي (‪ )55‬بسند صحيح‪ :‬اللهم اجعلين من التوابني واجعلين من املتطهرين ‪.‬‬
‫* أمـا سـبحانك إىل آخـره فـرواه النسـائي يف اليـوم والليلـة (‪ )81‬وغـريه بسـند صـحيح عـن أبـي ســعيد‬
‫اخلدري ‪ ‬بلفظ‪« :‬من توضأ ففرغ من وضوئه‪ ,‬ثم قال‪ :‬سبحانك اللهم وحبمدك ‪...‬اخل كتـب يف‬
‫رق وطبع عليها بطابع‪ ,‬ثم رفعت حتت العرش فلم يكسر إىل يوم القيامة»‪.‬‬ ‫ٍّ‬
‫(‪ )1‬ثبت مسح الرقبة من عدة أحاديث ضعيفة يقوي بعضها بعضاً مما يدل على أن الرسول فعله أحيانا‪.‬‬
‫(‪ )5‬ومــن آدابــه‪ :‬اســتقبال القبلــة‪ ,‬يف مكــان طــاهر‪ ,‬وتعاهــد موقيــه وكعبيــه وعرقوبيــه (فــوق‬
‫العقب) وأمخصيه‪ ,‬وإطالة غرته وحتجيله‪ ,‬وغسل رجليـه بيسـاره‪ ,‬وتـرك النظـر للعـورة‪ ,‬وتـرك‬
‫‪45‬‬
‫مكروهات الوضوء‬
‫تكره األمور اآلتية يف الوضوء؛ فينبغي أن يتجنبها املتوضئ‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلرساف يف املاء‪ .‬وهو أن يستعمله زيادة عن املقدار الكايف ‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلقتار يف املاء‪ .‬وهو أن يستعمله أقل من املقدار الكايف‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يرضب الوجه باملاء‪ ،‬أو يرضب غريه من أعضاء الوضوء‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يتوضأ بفضل ماء املرأة الذي توضأت به أو اغتسلت به‪.‬‬

‫نواقض الوضوء‬

‫ينتقض الوضوء ويطرأ احلدث األصغر بأحد األمور اآلتية‪:‬‬


‫‪.‬‬ ‫‪ -1‬إذا خرج يشء من أحد السبيلني؛ كالبول أو الغائط أو الري‬
‫‪ -2‬إذا خرج دم أو قي أو صديد وسال عن موضعه ‪.‬‬
‫وكذا ينتقض الوضوء إذا خرج دم من الفم وغلب على البصاق أو ساواه(‪.)1‬‬
‫‪ -3‬القيء إذا مأل الفم‪ .‬وحدّ ملء الفم أن ال ينطبق عليه الفم إال بتكلف ‪.‬‬
‫‪ -4‬إذا نام ومل تتمكن مقعدته من األرض‪ ،‬كام لو نام مضطجعا‪ ،‬وكام لو نام قاعدا‬
‫متكئا أو مستندا إىل يشء ومل تتمكن مقعدته من األرض ‪.‬‬

‫مس فرجه بعد فراغه‪ ,‬ورش املاء على الفرج والسروال درءا للوسوسة‪ .‬وصالة ركعتني بعده‪.‬‬
‫(‪ )1‬ومن اإلسراف الزيادة على الثالث يف عدد الغسالت‪.‬‬
‫(‪ )2‬وكذا لو خرج مذي‪ ,‬أو ودي‪ .‬أو خرجت دودة أو حصاة أو حنوهما‪.‬‬
‫(‪ )3‬فلو عض تفاحة ووجد فيها أثر الدم ال ينقض‪ .‬وإذا رأى على اجلرح نقطة دم بعد الوضوء ال ينقض حتى‬
‫يسيل عن موضعه إىل ما يلحقه حكم التطهري‪ .‬ولو مسح الدم كلما خرج ولو تركه لسال‪ ,‬نقض‪.‬‬
‫(‪ )1‬وعالمة كون الدم غالباً أو مساوياً أن يكون البزاق أمحر‪ ,‬وعالمة كونه مغلوباً أن يكون أصفر‪.‬‬
‫(‪ )5‬وما ال ينقض الوضوء ال يكون يساً؛ كقيء قليل ودم لو ترك مل يسل‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫* ال ينتقض الوضوء إذا نام يف حالة القيام و الركوع‪ ،‬أو نام يف حالة‬
‫القعود والسجود‪ ،‬إذا كان عىل صفة السنة‪ ،‬سواء كان يف الصالة أو خارج الصالة‪.‬‬
‫أما إذا مل يكن على صفة السنة انتقض وضوؤه‪.‬‬
‫‪ -5‬إذا أغمي عليه (أو غيش عليه؛ لضعف ونحوه)‪.‬‬

‫‪ -6‬إذا ُجن أو َسكر (بأن هيذي يف أكثر كالمه)‪.‬‬

‫‪ -7‬قهقهة مصل بالغ يف صالة ذات ركوع وسجود ؛ فال ينـتقض وضـوء الصـبي‬
‫إذا قهقه فيها‪ ،‬وال وضوء البالغ إذا قهقه خارج الصالة أو يف صالة اجلنازة‪.‬‬
‫بتامس الفرجني‪.‬‬
‫‪ -8‬املبارشة الفاحشة ّ‬
‫فائدة‪ :‬ال ينتقض الوضوء إذا ظهر الدم ومل يتجاوز عن مكانـه‪ ،‬وإذا قـاء ومل يكـن‬
‫مس ذكره‪ ،‬أو مس امرأة‪ ،‬إذا نام ممكّنا مقعدته من األرض ‪.‬‬
‫القيء ملء الفم‪ ،‬إذا ّ‬

‫ما حكم من انتقض وضوؤه ؟ ومتى جيب عليه الوضوء؟‬

‫من انتقض وضوؤه أصبح مُحدِماً وحرمت عليه األمور اآلتية‪:‬‬


‫الصالة سواء كانت فرضا أو نفال‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫صالة اجلنازة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫سجدة التالوة‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫(‪ )1‬وإن متكنت مقعدته مـن األرض‪ :‬فـإن مل يكـن مسـتندا إىل شـيء ال ينـتقض وضـوؤه باالتفـاق‪,‬‬
‫أمــا لــو كــان مســتنداً إىل شــيء‪ ,‬لــو أزيــل ذلــك الشــيء لســقط النــائم‪ ,‬كحــائط‪ ,‬فإنــه ال يــنقض‬
‫الوضوء على ظـاهر املـذهب‪ ,‬وبـه أخـذ عامـة املشـايخ‪ ,‬وهـو األصـح‪ .‬بـدائع‪ ,‬در ورد ومراقـي‪ .‬واختـار‬
‫الطحاوي والقدوري واملرغيناني النقض‪ .‬فاملستحب أن جيدد الوضوء احتياطا وخروجا من اخلالف‪.‬‬
‫(‪ )2‬ومن النواقض خروج الوقت يف حق من به سلس البول؛ فإنه يتوضأ لوقت كل صالة‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫ٍ‬
‫متجاف)‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫بغالف‬ ‫مس املصحف الرشيف (إال‬ ‫‪-4‬‬
‫وكذا مس آية مكتوبة يف حائط أو قرطاس‪.‬‬
‫الطواف بالكعبة‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫* وجيب على احملدث الوضوء إذا أراد فعل شيء من هذه األمور‪.‬‬

‫عرفنا متى جيب الوضوء‪ ،‬فأخربنا متى يستحب الوضوء؟‬

‫يستحب الوضوء لألمور اآلتية ‪:‬‬

‫* لألذان‪ ،‬ولإلقامة‪.‬‬ ‫* لوقت كل صالة‪.‬‬


‫* للخطبة‪.‬‬ ‫* لتالوة القرآن من غري مس املصحف‪.‬‬
‫* عند الغضب‪.‬‬ ‫* عند النوم وعند االستيقاظ من النوم‪.‬‬
‫* بعد أكل حلم مجل‪.‬‬ ‫* للمداومة عىل الوضوء ‪.‬‬
‫* قبل غسل اجلنابة‪.‬‬ ‫* للجنب عند إرادة أكل ورشب ونوم‪.‬‬
‫* للخروج من خالف العلامء؛ فيستحب إذا مس ذكره‪ ،‬أو مس امرأة‪.‬‬
‫* بعد ارتكاب يشء من الغيبة والنميمة والكذب‪ .‬وكذا إذا ارتكب خطيئة مـا‪ ،‬أو‬
‫أنشد شعرا قبيحا‪ ،‬أو قهقه خارج الصالة‪.‬‬
‫**************‬
‫*******‬
‫*‬

‫(‪ )1‬ويستحب الوضوء على الوضوء بنية الثـواب إذا كـان قـد أدى عبـادة بوضـوئه األول‪ ,‬أمـا إذا‬
‫مل يكن قد أدى عبادة بوضوئه األول فال يستحب الوضوء بل يكون إسرافاً‪.‬‬
‫(‪ )2‬ويســتحب الوضــوء أيضــا ملــا يلــي‪ :‬لزيــارة الــنيب ‪ ,‬للوقــوف بعرفــة‪ ,‬للســعي بــني الصــفا‬
‫واملروة‪ ,‬وبعد تغسيل ميت أو محله‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬ما هي أركان الوضوء ؟ وما هي اآلية التي مجعت هذه األركان‪.‬‬
‫‪ ‬ماذا يفعل إذا غطت اللحية شيئا من الوجه ؟‬
‫‪ ‬اذكر مخسة من سنن الوضوء‪ .‬ثم عدِّ د نواقض الوضوء كلها‪.‬‬
‫‪ ‬ما معنى الوالء يف الوضوء ؟ وماذا يقرأ بعد الفراغ من الوضوء ؟‬
‫‪ ‬بني ما ذا حيرم عىل من انتقض وضوؤه ؟‬

‫اخرت اإلجابة الصحيحة بعد التأمل‪:‬‬


‫(تكرار األركان ثالثا – نية رفع احلدث – مس الرأس)‬ ‫‪ ‬يسن يف الوضوء‪:‬‬
‫(باليد اليرسى – باليد اليمنى – فيه تفصيل)‬ ‫‪ ‬يأخذ املاء للمضمضة واالستنثار‪:‬‬
‫( سنة ‪ -‬بدعة ‪ -‬مستحب)‬ ‫‪ ‬مس احللقوم‪:‬‬
‫( مستحب – واجب – مستحب لغري املحدث)‬ ‫‪ ‬الوضوء لتالوة القرآن‪:‬‬
‫(مستحب – واجب – مستحب للجنب)‬ ‫‪ ‬الوضوء عند إرادة أكل ورشب ونوم‪:‬‬

‫بني الصواب واخلطأ بوضع العالمة (‪ ) ، ‬مع تصويب اخلطأ فيما يلي‪:‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬لو ُوجد عىل اجللد شمع أو عجني‪ ،‬ال يص الوضوء‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬يستحب حتريك اخلاتم؛ سواء كان ضيقا أو واسعا‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬إذا كان يف رجليه شقوق يرضه غسلها جاز مسحها‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬إذا حلق شعر الرأس أو ق ّلم الظفر بعد الوضوء‪ ،‬فعليه أن يعيد الوضوء‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬يستحب املبالغة يف املضمضة واالستنشاق إال يف حال الصوم‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬يكره أن يتكلم بكالم الناس يف الوضوء من غري حاجة‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬ينتقض الوضوء إذا خرج دم ولو كان قليال جدا ال يسيل عن موضعه‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬ال ينتقض الوضوء إذا نام راكعا أو قاعدا ُممَكِّنا مقعدته من األرض‬

‫‪49‬‬
‫باب الغسل‬

‫قال اهلل تعاىل‪ :‬ﮋﭣﭤﭥﭦﭧﮊ [سورة املائدة‪]6 :‬‬

‫‪ :‬حق هلل على كل مسلم أن يغتسل يف كل سبعة أيام‬ ‫وقال‬

‫أرهان الغسل مالمة‬

‫‪ -1‬املضمضة بملء الفم‪.‬‬


‫‪ -2‬استنشاق املاء إىل ما الن من األنف‪( .‬واملبالغة فيهام سنة لغري الصائم )‪.‬‬

‫‪ -3‬غسل مجيع البدن مرة واحدة؛ فيفرض غسل كل ما يمكن غسـله مـن البـدن بـال‬
‫حرج مرة‪ ،‬كأذن ورسة وشعر وما حتته؛ بحيث ال يبقى موضع شعرة إال وقـد وصـله‬
‫املاء ‪ .‬وال بد من إزالة ما يمنع وصول املاء إىل اجلسد؛ كشمع وعجني ونحومها‪.‬‬
‫ما الحكم إذا غطى الشعر شيئاً من البدن ؟‬
‫البرشة؛ فيجب غسل‪:‬‬ ‫* جيب غسل َ‬
‫الشعر مع َ‬
‫‪ -‬برشة اللحية وشعرها سواء كانت اللحية خفيفة أو كثيفة‪.‬‬
‫‪ -‬وكذا جيب غسل برشة الشارب واحلاجب وشعرمها‪.‬‬
‫‪ -‬وكذا جيب غسل برشة الرأس وشعره‪.‬‬
‫إذا كان شعر الرجل مضفورا وجب ح ّله ليغسله‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري برقم (‪ ,)808 ,807‬ومسلم برقم (‪ )810‬ويف رواية هلما‪« :‬يغسل رأسه وجسده»‪.‬‬
‫(‪ )2‬املبالغة يف املضمضة بالغرغرة وإيصال املاء إىل رأس احللق‪ ,‬ويف االستنشاق بإيصاله إىل ما فوق املارن‪.‬‬
‫‪51‬‬
‫وأما املرأة فإذا كان شعرها مضفورا يكفي إيصال املاء إىل أصول‬
‫حل ضفائرها وال ّبل شعرها إذا وصل املاء أصول الشعر‪.‬‬
‫الشعر‪ ،‬وال جيب ّ‬
‫فإن مل تكن شعورها ضفائر وجب عليها َغسل الشعر مع إيصال املاء إىل أصوله‪.‬‬

‫سنن الغسل وكيفيته‬

‫للغسل سنن ينبغي مراعاتها ليكون االغتسال على وجه السنة والكمال‪:‬‬
‫* أن ينوي الغسل‪ ،‬ويسمي اهلل قبل دخول احلامم وكشف العورة‪.‬‬
‫* يبتدئ بغسل يديه إىل الرسغني‪.‬‬
‫* ثم يغسل القبل والدبر والنجاسة إذا كانت عىل بدنه‪.‬‬
‫* ثم يتوضأ وضوءا كامال‪ .‬وإذا كان واقفا يف مكان جيتمع فيه املاء فإنه يـؤخر‬
‫غسل رجليه‪ ،‬فيغسلهام يف آخر الغسل بعد أن يتنحى من ذلك املكان‪.‬‬
‫* ثم يغسل مجيع بدنه ثالثا؛ فيصب املاء أوال عىل رأسه ثالثا ‪.‬‬
‫ثم يصب عىل منكبه وشقه األيمن‪ ،‬ثم عىل منكبه وشقه األيرس ‪.‬‬
‫* ويسن أن يـدلك كـل أعضـاء جسـده‪ .‬وينبغـي أن يتعهـد صـامخ األذنـني‬
‫والرسة وغري ذلك مما ال يصل إليه املاء إال بالتعاهد‪.‬‬
‫ّ‬ ‫واإلبطني‬

‫(‪ )1‬وخيلل شعره حلديث‪ .. :‬ثم خيلل بيديه شعره‪ ،‬حتى إذا أروى بشرته أفاض املاء‪ ..‬البخاري (‪)215‬‬
‫(‪ )2‬وبهذا تكون الغسالت مخساً‪ ,‬وهو الذي يدل عليه روايات الصحيحني والسنن وغريها عن‬
‫عائشــة وأم ســلمة وميمونــة رضــي اهلل عــنهن‪ .‬وذكــر الــبعض تثليــث املنكــبني أيض ـاً‪ ,‬فتكــون‬
‫الغســالت تســعاً‪ * .‬واملغتســل حتــت الصــنبور وحنــوه يســتحب لــه هــذه الكيفيــة كــذلك‪ ,‬وهــي‬
‫متنعه من اإلسراف‪ * .‬وقد كان يغتسل بالصـاع ويتوضـأ باملـد البخـاري (‪ )261‬واملـد لـرت‬
‫واحد تقريباً‪ ,‬والصاع أربعة لرتات تقريباً‪.‬‬
‫‪51‬‬
‫ما يوجب الغسل‬

‫يفكض الغسل إذا طرأ احلدث األهرب؛ وذلك بثمور ‪ ،‬منها‪:‬‬


‫خروج املني باحتالم أو غريه‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫اجلامع ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫احليض أو النفاس‪ ،‬فيجب الغسل عىل املرأة عند انقطاعهام ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫ما حكم من أصابه احلدث األكرب؟ ومتى يفرتض الغسل ؟‬

‫احملدث حدماً أهرب ال جيوز له أن يفعل شيئاً من األمور اآلتية‪:‬‬


‫‪ -1‬ما يشرت له الوضوء‪ ،‬مثل‪ :‬الصالة فرضا أو نفال‪ ،‬صالة اجلنازة‪ ،‬سـجود‬
‫التالوة‪ ،‬الطواف‪ ،‬مس املصحف‪.‬‬
‫‪ -2‬دخول املسجد‪ .‬وجيوز الدخول يف مصىل العيد وغريه إذا مل يتخذ مسجدا‪.‬‬

‫(‪ )1‬وهــو مــاء أبــيض ثخــني ‪ ,‬خيــرج مــن الــذكر فينكســر وروجــه‪ .‬ويشــرتط لوجــوب الغســل أن‬
‫ينفصل املين عن مقره بشهوة؛ سواء خرج خارج البدن أم ال‪ .‬وشرط أبو يوسف الدفق‪.‬‬
‫* ويفرتض الغسل عند رؤية مستيقظ مذ ياً إن تذكر االحتالم‪ .‬وهذه املسألة على ‪ 11‬وجها‪ .‬راجع الشرح‪.‬‬
‫(‪ )2‬فيجب الغسل بإيالج احلشفة؛ نزل مين أم ال‪ .‬واحلشفة هي ما فوق اخلتان من رأس الذكر‪.‬‬
‫(‪ )3‬الحيض والنفاس اسم لدم خيرج من الرحم‪ .‬وأقل احليض ثالثة أيام بلياليها (أي ‪ 72‬ساعة)‪,‬‬
‫وأكثره عشرة‪ .‬وال حد ألقل النفاس‪ ,‬وأكثره أربعون‪ * .‬والناقص عن أقل املدة والزائد على‬
‫أكثرها‪ :‬استحاضة‪ ,‬وكذا ما تراه احلامل‪ .‬وكذا ما زاد على العادة وجاوز أكثر املدة‪.‬‬
‫* ومينع احليض والنفاس صالة ولو سجدة‪ ,‬وصوما وتقضيه‪ ,‬ومجاعا‪ ,‬ودخول مسجد والطواف‪,‬‬
‫وقربان ما حتت إزار‪ ,‬وقراءة قرآن ومسه‪ .‬وال جيوز إال بالغسل بعد انقطاع الدم أو جتاوز أكثر املدة ‪..‬‬
‫* واالستحاضة ال متنع من ذلك‪ ,‬وتتوضأ لوقت كل فرض إن كانت صاحبة عذر؛ (بأن استوعب‬
‫عذره متام وقت صالة مفروضة مرة؛ ثم كفى وجود العذر يف جزء من الوقت)‪ ,‬ووروج الوقت بطل‪.‬‬
‫‪52‬‬
‫‪ -3‬قراءة القرآن إذا قصد ذلك‪.‬‬
‫* ويفرتض عىل اجلنب الغسل إذا أراد فعل يشء من هذه األمور ‪.‬‬

‫* جيوز للجنب القراءة إذا مل يقصد القرآن‪ ,‬وذلك يف األحوال اآلتية‪:‬‬


‫‪ -‬جيوز قراءة يشء من اآليات التي فيها معنى الدعاء عىل وجه الدعاء؛ كأن يقـول‪:‬‬

‫ﮋﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﮊ [البقرة‪]261 :‬‬

‫وكقراءة املعوذتني بقصد التعوذ والدعاء‪.‬‬

‫‪ -‬جيوز قراءة اآليات التي فيهـا ثنـاء عـىل اهلل بقصـد الثنـاء؛ مثـل‪ :‬ﮋﭖﭗﭘ‬

‫ﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﮊ [الفاحتة‪] 1- 2 :‬‬

‫‪ -‬جيوز البسملة الفتتاح أمر ما‪.‬‬


‫‪ -‬جيوز للحائض تلقني كلمة كلمة مع القطع بني كل كلمتني بقصد التعليم ‪.‬‬

‫متى يسن الغسل أو يستحب؟‬

‫يسن الغسل ألربعة أشياء ‪:‬‬


‫* لصالة العيدين‪.‬‬ ‫* لصالة اجلمعة‪ ،‬وهو آكدها‪.‬‬
‫* لإلحرام‪.‬‬ ‫* للحاج يف عرفة بعد الزوال‪.‬‬

‫ويستحب الغسل في صور كثيرة منها ‪:‬‬


‫‪ o‬إذا أسلم الكافر وهو طاهر‪ ،‬أما إذا أسلم جنبا وجب عليه الغسل‪.‬‬

‫(‪ )1‬التقييد بــ"كلمة كلمـة مـع القطـع " قـول الكرخـي‪ ,‬وهـو املختـار‪ .‬وجـوز اإلمـام الطحـاوي‬
‫قراءة ما دون آية إذا مل تكن طويلة ‪.‬‬
‫‪53‬‬
‫للذي تاب من ذنب‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫‪ o‬للذي أفاق من جنونه أو إغامئه أو من سكره‪.‬‬
‫‪ o‬لصالة الكسوف واخلسوف واالستسقاء‪.‬‬
‫‪ o‬ملن تغريت رائحته‪ ،‬وملن قدم من سفر‪ ،‬وحلضور جممع الناس‪.‬‬
‫‪ o‬بعد احلجامة‪.‬‬ ‫غسل ميتا‪.‬‬
‫‪ o‬ملن ّ‬
‫‪ o‬ملن أراد دخول مكة املكرمة أو املدينة املنورة‪.‬‬
‫‪ o‬ملن أراد الوقوف بمزدلفة‪ ،‬أو دخول منى‪ ،‬أو رمي اجلامر‪ ،‬أو طواف الزيارة ‪.‬‬
‫‪‬‬

‫عشـر من الفطرة ‪:‬‬ ‫تنبيه‪ :‬على املسلم أن يهتم بسنن الفطرة؛ فقد قال رسول اهلل‬
‫قص الشارب‪ ،‬وإعفاء اللحية‪ ،‬والسواك‪ ،‬واستنشاق املاء‪ ،‬وقص األظفار‪ ،‬وغسل‬
‫الرباجم (أي عقد األصابع اليت جيتمع فيها الوسخ)‪ ،‬ونتف اإلبط‪ ،‬وحلق العانة‪،‬‬
‫وانتقاص املاء (أي االستنجاء)‪ .. ،‬واملضمضة ‪.‬‬

‫* كما عليه أن يهتم بنظافة الثياب وحسن املظهر؛ ﭧﭨﮋﯖﯗﮊ [املدثر‪. ]4 :‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬ويستحب الغسل كذلك للمستحاضة إذا انقطع دمها‪ ,‬وملن يريد معاودة اجلماع‪ ,‬ولليلة القدر‪.‬‬
‫(‪ )2‬أي من السنة‪ ,‬يعين سنن األنبياء عليهم السالم اليت أمرنا أن نقتدي بهم فيها ‪ .‬النهاية (‪.)157/3‬‬
‫برقم (‪ .)261‬ومن سنن الفطرة‪" :‬اخلتان" كما يف الصحيحني‪.‬‬ ‫(‪ )3‬رواه مسلم عن عائشة‬
‫رأى رجـالً وســخة ثيابــه فقــال‪ :‬أمــا وجــد هــذا مــا يغســل بــه ثوبــه‪ ،‬ورأى‬ ‫(‪ )1‬وروى جــابر أن رســول اهلل‬
‫رجالً شعث الرأس فقال‪ :‬أما وجد هذا شيئاً يسكن به رأسه رواه أبو داود (‪ )1662‬وابن حبان (‪)5183‬‬
‫‪54‬‬
‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬هل جيب غسل البرشة إذا غطى الشعر شيئا من البدن ؟‬
‫‪ -2‬ما الفرق بني شعر الرجل إذا كان مضفورا وبني شعر املرأة املضفور ؟‬
‫‪ -3‬بني كيفية الغسل املسنون بالتفصيل‪.‬‬
‫‪ -4‬ما حكم من أصابه احلدث األكرب؟ ومتى جيب عليه الغسل ؟‬
‫‪ -5‬متى يسن الغسل ؟ ثم عدد مخسة مواضع يستحب فيها الغسل‪.‬‬

‫اخرت اإلجابة الصحيحة‪:‬‬


‫(النية – التسمية – املضمضة‪ -‬الدلك)‬ ‫‪ -1‬ليس من سنن الغسل ‪:‬‬
‫(خروج الري – خروج املني – خروج الدم)‬ ‫‪ -2‬من موجبات الغسل‪:‬‬
‫(قراءة األدعية – قراءة اآليات القرآنية – قراءة كلمة‬ ‫‪ -3‬حيرم عىل اجلنب‪:‬‬
‫كلمة من القرآن مع القطع بني كل كلمتني للتعليم)‬

‫بني الصواب واخلطأ بوضع العالمة (‪ ) ، ‬مع تصويب اخلطأ فيما يلي‪:‬‬
‫)‬ ‫‪ -1‬إذا غسل مجيع بدنه ومضمض واستنشق ص غسله‪ ،‬لكن تبقى السنن (‬
‫)‬ ‫‪ -2‬جيب عىل من انتقض وضوؤه غسل شعر اللحية وبرشهتا ولو كانت خفيفة (‬
‫)‬ ‫‪ -3‬يتوضأ قبل غسل سائر البدن وضوءا كامال إال إذا كان املاء جيتمع أسفله (‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ -4‬الغسل يوم اجلمعة من آكد مواضع الغسل‬

‫أكمل الفراغ فيما يلي‪:‬‬


‫* يفرتض يف الوضوء غسل الوجه من ‪ ......‬إىل ‪ ،......‬ومن ‪ .......‬األذن ‪ ......‬إىل ‪......‬‬
‫* يفرتض غسل اليدين من ‪ .....................‬إىل ‪..................‬‬
‫* يفرتض غسل الرجلني من ‪ ..............‬إىل ‪...............‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫أبواب املياه‬

‫ﭧ ﭨ ﮋ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮊ [الفرقان‪]48 :‬‬

‫بماذا نتوضأ ونغتسل ليزول الحدث ؟‬


‫املطهر لغريه‪ .‬فإذا مل يوجد هذا املاء‬
‫ِّ‬ ‫ال يزول احلدث إال باملاء الطاهر يف نفسه‬
‫وجب التيمم‪ .‬وهنا جيب عليك أن تعرف أن املياه ثالثة أقسام ‪:‬‬

‫أقسام املياه وأحكامها‬

‫‪ )1‬طاهرٌ مطهِّر؛ وهو املاء املطلق الذي‪ :‬مل يتغري‪ ،‬ومل يغلب عليه يشء‪ ،‬ومل‬
‫يستعمل‪ ،‬ومل يتنجس ‪ .‬واملاء املطلق مثل‪:‬‬
‫ماء املطر‪ ،‬وماء البحر والنهر‪ ،‬وماء العني‪ ،‬وماء البئر ‪.‬‬

‫(‪ )1‬وإذا شرب من املاء إنسان أو حيوان نشأ قسمان آخران‪ :‬مكروه‪ ,‬ومشكوك يف طهوريته‪ .‬كما يأتي‪.‬‬
‫(‪ )2‬فهذه مخسة شروط للماء الطاهر املطهر‪ :‬األول‪ :‬أن يكون ماء مطلقـاً؛ فـال يصـح باملـاء الـذي لـيس‬
‫مبطلق؛ كماء الشجر أو الثمـر‪ .‬الثـاني‪ :‬أال يـتغري بـالطبخ وال بغـريه‪ ,‬وذكرنـا األمثلـة‪ .‬الثالـث‪ :‬أال يغلـب‬
‫عليه شيء‪ ,‬ويأتي بيانه حتـت عنـوان‪( :‬مـا حكـم املـاء إذا اخـتلط بـه شـيء طـاهر؟)‪ .‬الرابـع‪ :‬أال يكـون‬
‫مستعمالً‪ .‬اخلامس‪ :‬أال يتنجس‪ .‬وهذان ذكرناهما يف القسم الثاني والثالث من أقسام املياه‪.‬‬
‫(‪ )3‬وكذا ماء الثلج على قمم اجلبال‪ ,‬وماء الربَد النازل من السماء‪ .‬وكذلك املياه اليت متتد إىل‬
‫بيوتنا عرب األنابيب؛ إذا كان أصلها مياه البحار واألنهار واآلبار وحنو ذلك‪.‬‬
‫‪56‬‬
‫ال يصح الوضوء والغسل بالمياه التالية‪:‬‬
‫‪ -‬املاء الذي ليس مبطلق؛ كامء الشجر أو الثمر؛ مثل ماء النارجيل‪.‬‬
‫‪ -‬املاء الذي تغري بالطبخ؛ كاملرق وماء العدس (أي الذي طبخ فيه العدس)‪.‬‬
‫ومثله الذي تغري بوضع يشء فيه فتغري اسمه؛ كنبيذ التمر‪ ،‬وماء الورد‪ ،‬واخلل‪.‬‬

‫‪ -‬املاء الذي اختلط به شيء طاهر فغلب عليه ‪.‬‬


‫* هذه املياه أو املائعات ال يزول هبا احلدث‪ ،‬ولكن تزول هبا النجاسة احلقيقية‪.‬‬

‫‪ )2‬طاهرٌ غير مطهِّر؛ وهو املاء املستعمل‪ :‬وهو الذي استعمل يف الوضوء أو‬
‫الغسل لرفع حدث أو لقربة‪.‬‬
‫وال يصري املاء مستعمال إال إذا انفصل عن اجلسد بعد االستعامل‪.‬‬
‫واملاء املستعمل طاهر‪ ،‬وتزول به النجاسة احلقيقية‪ ،‬ولكن ال يزول به احلدث‪.‬‬

‫‪ )3‬نجسٌ‪ :‬وهو املاء الذي القته النجاسة‪ ،‬فإن كان قليالً وراكدا تنجس بمجرد‬
‫مالقاة النجاسة؛ سواء ظهر يف املاء أثر النجاسة أم مل يظهر‪.‬‬
‫وإن كان هثرياً أو كان جارياً فإنه ال يتنجس إال إذا ظهر يف املاء أثر النجاسة ‪.‬‬
‫املاء الكثري‪ :‬املاء إذا كان (يف حوض كبري) ال يتحرك أحد طرفيه بتحريك‬
‫الطرف اآلخر فهو املاء الكثري‪ .‬ويقدر املاء كثريا إذا كان طول احلوض عرش أذرع‬

‫(‪ )1‬وفيه تفصيل يأتي‪ .‬وهناك فرق بني التغري بالطبخ وحنوه وبـني غلبـة شـيء علـى املـاء‪ .‬فـالتغري يكـون‬
‫يف الرتكيب الكيميائي بسبب احلـرارة وحنوهـا؛ كاألشـربة املسـكرة الـيت تشـتد بنفسـها وبـالطبخ‪.‬‬
‫أما غلبة شيء على املاء فهو تغري فيزيائي يف ظاهر الشيء ال يف حقيقته‪ ,‬هذا هو الغالب‪ .‬مؤلف‪.‬‬
‫(‪ )2‬حكم سائر املائعات كاملاء يف الفساد واعتبار القلة والكثرة‪( .‬رد ‪)331/1‬‬
‫‪57‬‬
‫وعرضه عرش أذرع ‪.‬‬
‫واملاء القليل هو ما كان أقل من ذلك‪.‬‬
‫املاء اجلاري‪ :‬مثل ماء النهر واجلدول‪ .‬ويعترب ماء احلوض جاريا إذا كان املاء‬
‫يدخل من طرف وخيرج من طرف‪.‬‬
‫حكم الماء النجس‪ :‬ال يزول به احلدث وال النجاسة‪ ،‬بل إذا اختلط بيشء آخر‬
‫نجسه ‪.‬‬
‫ّ‬

‫ما حكم الماء إذا اختلط به شيء طاهرٌ ؟‬

‫طاهر ومل يغلب عليه جاز التطهر به‪.‬‬


‫ٌ‬ ‫إذا اختلط باملاء يشء‬
‫وإذا غلب عليه مل جيز‪ .‬وتفصيل ذل كاآليت‪:‬‬
‫* إذا اختلط بالماء شيء جامد؛ كالفاكهة وورق الشجر‪ ،‬وكذلك الصابون‬
‫والدقيق والزعفران‪ ،‬فإن مل يغلب عليه؛ فإنه يص به الوضوء والغسل ؛ كامء‬
‫السيل‪ ،‬فإنه خيتلط بالرتاب‪ ،‬واألوراق واألشجار‪ ،‬فام دامت رقة املاء غالبة‪ ،‬تص‬
‫به الطهارة وإن تغريت أوصافه كلها‪.‬‬
‫أما إن غلب عليه فال يص ؛ وتعرف الغلبة بأحد أمرين‪:‬‬

‫(‪ )1‬الذراع‪ 163375 :‬سم تقريبـاً‪ ,‬يعـين قريبـ ًا مـن نصـف مـرت‪ ,‬فمقـدار احلـوض = ‪ 5‬أمتـار يف ‪5‬‬
‫أمتار تقريباً‪ .‬واختلف يف اعتبار عمقه‪ ,‬وقيل‪ :‬أن يكون حبال ال ينحسر باالغرتاف‪.‬‬
‫(‪ )2‬على التفصيل ومراعاة الفرق بني القليل والكثري واجلاري بظهور األثر أو عدمه‪.‬‬
‫(‪ )3‬ولو تغريت أوصاف املاء كلها‪ .‬وأوصافه ثالثة‪ ,‬هي ‪ :‬الطعم واللون والريح‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫‪ -1‬أن خيرج املاء عن طبعه ؛ كام لو صار ماء الصابون أو‬
‫األشنان ثخينا‪ ،‬أو صار الطني غالبا‪.‬‬
‫‪ -2‬أن حيد له اسم ع ى حدة؛ كام لو صار ماء الزعفران صبغا ‪.‬‬
‫فائدة‪ :‬إذا تغري لون املاء وطعمه ورائحته لطول املكث يص به الوضوء والغسل‪.‬‬

‫* إذا اختلط بالماء شيء مائع‪ ،‬ومل يغلب عىل املاء؛ ص به الوضوء‪ .‬وإذا‬
‫صار هذا اليشء غالبا واملاء مغلوبا مل يص به الوضوء‪.‬‬
‫لكن بامذا تعترب الغلبة يف ذل ؟ فيه تفصيل‪:‬‬
‫‪ -‬إذا اختلط باملاء مائع له وصفان كاللبن – له لون وطعم وال رائحة فيه‪-‬؛ فإن‬
‫ظهر عىل املاء وصف واحد حكم بأن املاء مغلوب‪ ،‬وال يص به الوضوء‪.‬‬
‫‪ -‬إذا اختلط املائع الذي له ثالثة أوصاف ‪ّ -‬‬
‫كاخلل وكاللبن الذي له رائحة‪-‬؛ فـإن‬
‫ظهر عىل املاء وصفان صار املاء مغلوبا‪ ،‬وال يص به الوضوء‪.‬‬
‫‪ -‬إذا اختلط باملاء مائع ال وصف له –كاملاء املستعمل‪ ،‬وماء الورد الذي انقطعت‬
‫رائحته – فهنا تعترب الغلبة بالوزن‪ ،‬فإن كان املاء اخلالص أكثر من املاء املستعمل‬
‫ص به الوضوء وإن كان أقل أو مساويا ال يص ‪.‬‬

‫(‪ )1‬وطبع املاء هو الرقة والسيالن‪ ,‬فاملاء الذي خيتلط به األشـنان والصـابون والزعفـران مـا دام‬
‫باقيـاً علــى رقتــه وســيالنه صــح بــه الوضــوء؛ ألن اســم املــاء بــاق فيــه‪ .‬وإذا خــرج املــاء عــن رقتــه ال‬
‫ينعصر عن الثوب‪ ,‬وإذا خرج عن سيالنه ال يسيل على األعضاء سيالن املاء‪.‬‬
‫(‪ )2‬وكذا إذا طرح يف املاء زاج أو عفص وصار ينقب به؛ لزوال اسم املاء عنه فهو ليس مباء مطلق‪ .‬رد‬
‫‪59‬‬
‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬ما هي أقسام املياه ؟ وما الفرق بني املاء الكثري واجلاري والقليل ؟‬
‫‪ -3‬اذكر بعض املياه التي ال يص هبا الوضوء والغسل‪.‬‬
‫‪ -4‬ما حكم املاء النجس ؟‬
‫‪َ -5‬ف ِّصل حكم املاء إذا اختلط به يشء طاهر ‪.‬‬

‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬


‫(الطاهر املطهر – املستعمل – النجس – كل ما سبق)‬ ‫* من أقسام املياه ‪:‬‬
‫* املاء الكثري واجلاري إذا القته النجاسة فإنه ‪:‬‬
‫(يتنجس – ال يتنجس – إذا ظهر أثر النجاسة يتنجس وإال ال)‬
‫(النارجيل – الورد – البئر)‬ ‫* ال يص الوضوء والغسل بامء ‪:‬‬

‫تأمل فيما يلي وبني هل هو صواب أم خطأ‪:‬‬


‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬ال يصري املاء مستعمال إال إذا انفصل عن اجلسد بعد االستعامل‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬تزول النجاسة باملاء املستعمل ‪ ،‬ولكن ال يزول به احلدث‬
‫)‬ ‫‪ ‬املاء القليل يتنجس بمالقاة النجاسة؛ سواء ظهر أثر النجاسة أم مل يظهر (‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬املاء إذا اختلط به يشء طاهر جاز التطهر به إذا مل يغلب عليه‬
‫)‬ ‫‪ ‬إذا اختلط باملاء مائع له ثالثة أوصاف؛ فظهر وصف واحد ص به الوضوء (‬

‫أكمل الفراغ فيما يلي‪:‬‬


‫‪ ‬نتوضأ ونغتسل ليزول احلدث بـ ‪ ........‬يف نفسه ‪ ........‬لغريه‪.‬‬
‫‪ ‬املاء املطلق مثل‪ ...... :‬و ‪ ........‬و‪ .........‬و ‪.........‬‬
‫‪ ‬إذا اختلط باملاء مائع ال وصف له مثل‪ ....... :‬اعترب الغلبة بـ ‪.....‬‬
‫‪61‬‬
‫أحكام السؤر‬
‫السؤر‪ :‬هو املاء القليل الذي بقي بعد ما رشب منه إنسان أو حيوان ‪ .‬وحكمه‬
‫عىل أربعة أقسام‪ ،‬كالتايل‪:‬‬
‫‪ -1‬طاهر مطهِّر‪ :‬وهو ما رشب منه إنسان سواء أكان رجال أو امرأة‪ ،‬مسلام أو‬
‫كافرا‪ ،‬طاهرا أو جنبا‪ ،‬إذا مل يكن يف فمه أثر النجاسة ‪.‬‬
‫‪ -‬وكذلك ما رشب منه فرس أو حيوان يؤكل حلمه؛ كاإلبل والبقر والغنم‪.‬‬
‫‪ -2‬سؤر نجس‪ :‬وهو ما رشب منه الكلب أو اخلنزير‪ ،‬أو سباع البهائم؛ كاألسد‬
‫والنمر والذئب والقرد والثعلب والفيل؛ ألن لعاهبا نجس ‪.‬‬
‫‪ -3‬طاهر مكروه‪ :‬وهو ما رشبت منه اهلرة وكذا الدجاجة املخالة التي تأكل‬
‫النجاسات‪ ،‬وكذا البقر أو الغنم لو كان ال يأكل إال النجاسات‪ .‬فيكره التوضؤ‬
‫بسؤرها ألنه ال يعلم حال فمها‪.‬‬
‫وكذا سؤر سباع الطري؛ كالصقر واحلدأة والشاهني‪.‬‬
‫وكذا سؤر احليوان الذي يسكن البيوت؛ كالفأرة واحلية والوزغة‪.‬‬
‫فكل هذه احليوانات سؤرها طاهر ويكره استعامله تنزهيا‪.‬‬

‫(‪ )1‬أسأر أي أبقى مما شرب‪ .‬والسؤر يعترب بلحم مسئره؛ فإن كان حلـم مسـئره طـاهرا فسـؤره‬
‫طاهر‪ ,‬أو يسا فنجس‪ ,‬أو مكروها فمكروه‪ ,‬أو مشكوكا فمشكوك‪.‬‬
‫(‪ )2‬وكراهة سؤر املرأة لألجنيب كسؤره هلا ليس لعدم طهارته بل لالستلذاذ‪( .‬هندية ‪)23/ 1‬؛‬
‫فحيث ال استلذاذ ال كراهة وال سيما إذا كان يعافه‪( .‬ابن عابدين ‪)382/1‬‬
‫(‪ )3‬وكذا شارب مخر أو حيوان أكل فأرة‪ ,‬فسؤره يس إذا شرب ويف فمه أثر النجاسة‪.‬‬
‫‪61‬‬
‫وإذا مل جيد غريه جاز استعامله بال كراهة ‪.‬‬

‫‪ -4‬سؤر طاهر مشكوك في كونه مطهِّراً‪ :‬وهو سؤر البغل واحلامر‪ .‬فال‬
‫يتوضأ به‪ ،‬وإذا مل جيد غريه توضأ به وتيمم‪.‬‬
‫* العرق واللعاب يف حكم السأؤر؛ فاحليوان الذي سؤره طـاهر عرقـه ولعابـه‬
‫طاهران‪ ،‬والذي سؤره نجس عرقه ولعابه كذلك‪.‬‬

‫تطهري البئر إذا وقعت فيها جناسة‬


‫* إذا وقعت يف البئر نجاسة ولو قليلة َتن ََّجست البئر‪ ،‬ووجب إخراج مجيع ما فيها‬
‫من املاء؛ فتطهر بذلك ‪.‬‬
‫موت الحيوان في البئر‪ ،‬وكيفية تطهيرها‪:‬‬
‫لو مات يف البئر حيوان وانتفخ أو تفسخ‪ :‬تنجست ووجب إخراج مجيـع مـا فيهـا‬
‫من املاء؛ سواء كان احليوان صغريا أو كبريا؛ النتشار النجاسة‪.‬‬
‫أما لو مات فيها حيوان ومل ينتفخ ومل يتفسخ ‪ ،‬فإن البئر تتنجس ‪ ،‬لكن هل حيتاج‬

‫(‪ )1‬إمنا يكره سؤر هذه احليوانات ألنها تتعرض للنجاسات وال يعلـم حـال فمهـا أهـو يـس أم طـاهر‪,‬‬
‫فإذا تيقن ياسة فمها فسؤرها يس‪ ,‬وإذا تيقن طهارته فسؤرها طاهر مطهّر من غري كراهة‪.‬‬
‫(‪ )2‬أما خزانات املياه إذا تنجست وجب إخراج ما فيها من املاء وغسلها ثالثاً حتى تطهر‪.‬‬
‫* ويراعى يف البئر وغريها قلة املاء وكثرته؛ فالقليل ينجس مبجرد مالقاة النجاسـة والكـثري‬
‫بظهور أثر النجاسة‪ .‬واألحكام املذكورة هنا إمنا هي لبئر دون القدر الكثري‪.‬‬
‫‪62‬‬
‫إىل إخراج مجيع املاء ؟ فيه تفصيل‪:‬‬
‫‪ )1‬لو مات فيها إنسان أو كلب أو شاة وشبهها يف اجلسامة؛ وجب إخراج مجيع املاء‪.‬‬
‫‪ )2‬ولو مات فيها حيوان مثل دجاجة أو هرة أو محامة فإنه يكفي إخراج أربعني‬
‫دلوا (متوسط احلجم)‪ ،‬لتطهر البئر ‪.‬‬
‫‪ )3‬إذا مات فيها حيوان مثل عصفور أو فأرة فإنه يكفي إخراج عرشين دلوا‪.‬‬
‫* إخراج املاء يعترب بعد إخراج النجاسة؛ فلو أخرج مجيع املاء مع وجود النجاسة‬
‫مل تطهر‪( .‬وإذا أخرج املقدار الواجب بعد إخراج النجاسة طهرت البئر وجدراهنا) ‪.‬‬

‫* إذا كانت البئر معينة وتعرس إخراج مجيع مائها؛ إذ كلام ُأخرج منها املاء نبع من‬
‫أسفلها‪ ،‬فإهنا تطهر بإخراج مقدار ما فيها من املاء ‪.‬‬
‫* حيكأأم بنجاسأأة البئأأر مأأن وقأأت وقأأو النجاسأأة؛ فيعي ـد الوضــوء و َغســل‬
‫األشياء إن استعمل ماءها بعد التنجس‪.‬‬
‫* قد ميوت احليوان يف البئر وال يدرى متى وقع‪ ،‬فما احلكم؟‬
‫‪ -‬إذا مل ينتفخ ومل يتفسخ ُحيكم بنجاسة البئر من يوم وليلة فقـط؛ فيعيـد صـلوات‬
‫يوم وليلة إن توضأ منها‪ ،‬ويعيد غسل األشياء إن استعمل ماءها يف هذه املدة‪.‬‬
‫‪ -‬وإذا وجد احليوان منتفخا أعادوا صلوات ثالثة أيام ولياليها ‪ ،‬وكذا غسل األشياء‪.‬‬

‫(‪ )1‬إذا وصل لعاب احليوان أو عرقه إىل املاء أخذ املاء حكم سؤره؛ فـإن كـان سـؤره يسـاً أو‬
‫مشكوكاً وجب إخراج املاء كله‪.‬‬
‫(‪ )2‬طهرت البئر وجدرانها وترابها‪ ,‬وكذا طهر الدلو واحلبل ويد من أخرج املاء‪.‬‬
‫(‪ )3‬وحيدد هذا املقدار رجالن عدالن هلما بصارة باملاء‪ .‬وقدّره اإلمام حممد مبائيت دلو إىل ثالمثائة دلو‪.‬‬
‫‪63‬‬
‫ال تتنجس البئر في الصور التالية‪:‬‬
‫والر ْوث واخل ْثي ‪ ،‬فإن كانت كثرية بأن ال خيلو‬
‫‪ -1‬إذا وقع فيها قليل من ال َب ْعر َ‬
‫دلو عن بعرة‪ ،‬فإهنا تنجس‪.‬‬
‫‪ -‬وكذا ال تنجس إذا وقع فيها خرء سباع الطري ‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا وقعت فيها األشياء الطاهرة‪ ،‬والفضالت الطاهرة؛ ُ‬
‫كخ ْرء محا ٍم أو عصفور‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا ماتت فيها احليوانات التي ال تتنجس باملوت‪:‬‬
‫‪ -‬كالذباب والعقرب‪ ،‬وما ليس فيها دم سائل‪.‬‬
‫‪ -‬وكذا ما يولد ويعيش يف املاء؛ كالسمك والرسطان والضفدع‪.‬‬
‫‪ -4‬إذا وقع فيها إنسان أو طري أو حيوان مأكول اللحم‪ ،‬ومل يكن عىل بدنه نجاسة‪،‬‬
‫ثم خرج حيا ‪.‬‬

‫نشا فقهي‬

‫علمت طريقة تطهري البئر‪ ،‬لكن ما كيفية تطهري خزانات املياه إذا تنجست ؟‬

‫**************‬
‫*******‬
‫*‬

‫(‪ )1‬البعر‪ :‬فَضلة الغنم والظيب واإلبل‪ .‬والروث ‪ :‬فضلة الفرس واحلمار والبغل‪.‬‬
‫واخلِثْي أو اخلَثَى‪ :‬فضلة البقر واجلاموس‪.‬‬
‫(‪ )2‬للضرورة؛ ألنها تذرق من اهلواء‪ ,‬ويأتي أن ياستها خفيفة‪ .‬وكذا ال تتنجس البئر ببول الفأرة‪.‬‬
‫(‪ )3‬إذا وقع فيها بغل أو محار أو سباع البهائم كالذئب‪ ,‬ومل يكن على بدنه ياسة‪ ,‬ثم خـرج‬
‫حياً‪ ,‬ال تنجس إذا مل يصل لعابه إىل املاء‪ ,‬أما لو وصل لعابه املاء تنجس‪.‬‬
‫* وإذا وقع فيها خنزير وجب إخراج مجيع املاء‪ ,‬سواء مات أو خرج حياً؛ ألنه يس العني‪.‬‬
‫‪64‬‬
‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫‪ -2‬ما هو السؤر ؟ وما هي أحكامه ؟‬
‫‪ -3‬كيف نطهر البئر إذا تنجست ؟‬
‫‪ -4‬ما احلكم إذا مات يف البئر حيوان؛ سواء تفسخ أو مل يتفسخ ؟ اذكر بالتفصيل‪.‬‬
‫‪ -5‬اذكر ثالثة من الصور التي ال تتنجس فيها البئر‪.‬‬

‫تأمل فيما يلي وبني هل هو صواب أم خطأ‪ ،‬مع تصويب اخلطأ‪:‬‬


‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬سؤر اإلنسان والفرس والبقر طاهر مطهر‪ ،‬يص الوضوء به‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬سؤر القرد والفيل واألسد ولعاهبا نجس‪ ،‬ال يص التطهر به‬
‫‪ ‬سؤر اهلرة والدجاجة أو البقر والغنم إذا كانت ال تأكل إال النجاسات طاهر مكروه‬
‫)‬ ‫(‬
‫‪ ‬إذا مات يف البئر ما يولد ويعيش يف املـاء؛ كالرسـطان والضـفدع والسـمك‪ ،‬فـالبئر‬
‫)‬ ‫(‬ ‫طاهر‪.‬‬

‫أكمل الفراغ فيما يلي‪:‬‬


‫‪ ‬احليوان الذي سؤره طاهر‪ ......... :‬و‪ ..........‬طاهران‪.‬‬
‫‪ ‬والذي سؤره‪ ،........‬كذلك ‪ ..........‬و ‪ ..........‬نجسان‪.‬‬
‫‪ ‬إذا ماتت يف البئر احليوانات التي ال ‪ .......‬باملوت؛ مثل‪....... :‬و ‪ ،........‬فالبئر طاهر‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫الفصل الثالث‬

‫أبواب التيمم واملسح‬

‫باب التيمم‬

‫حتصل الطهارة احلكمية (وهي الوضوء والغسل) باملاء الطاهر املُ ِّ‬
‫طهر‪.‬‬
‫فإذا مل جيده أو تعذر استعامله ملرض ونحوه‪ ،‬فامذا يفعل املسلم؟‬
‫رشع اهلل له التيمم يف هذه احلالة عوضا عن الوضوء والغسل؛ رفعا للحـرج عنـه‪،‬‬
‫وحتى ال ُحيرم من الصالة ونحوها من العبادات اجلليلة‪.‬‬
‫قال اهلل تعاىل‪ :‬ﮋ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ‬
‫ﮀﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ‬
‫ﮎﮏﮐ ﮑ ﮊ [املائدة‪]3 :‬‬

‫‪ :‬فضلنا على الناس بثالث‪:‬‬ ‫وقال النيب‬


‫جعلت صفوفنا كصفوف املالئكة‪،‬‬
‫وجعلت لنا األرض كلها مسجدا‪،‬‬
‫رواه مسلم (‪)1103‬‬ ‫وجعلت تربتها لنا طهورا إذا مل جند املاء‬

‫(‪ )1‬أي جعلت صفوفنا يف الصالة كصفوفهم‪ .‬واألرض كلها جيوز فيها الصالة‪ ,‬والف األمم السابقة‪.‬‬
‫‪66‬‬
‫تعريف التيمم ‪ :‬التيمم لغة‪ :‬القصد‪.‬‬
‫مطهر ‪.‬‬
‫ورشعا‪ :‬مس الوجه واليدين عن صعيد ّ‬
‫للتيمم ركنان‪:‬‬
‫مسح اليدين‬ ‫مسح مجيع‬ ‫مس مجيع الوجه‪ ،‬ومس اليدين مع املرفقني‪.‬‬
‫مع املرفقني‬ ‫الوجه‬
‫والرش استيعاب املس ال وصول الرتاب‪.‬‬

‫سنن التيمم وكيفيته‬

‫من اضطر إىل التيمم لعذر من األعذار؛ سواء كـان حمـدثا حـدثا أصـغر أو أكـرب‪،‬‬
‫وعنده تراب أو يشء مـن جـنس األرض‪ ،‬فعليـه أن ينـوي الطهـارة أو اسـتباحة‬
‫الصالة‪ ،‬ويبدأ تيممه مراعيا السنن واآلداب اآلتية‪:‬‬
‫يقول يف أوله بسم اهلل‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ثم يرضب يديه يف الرتاب أو يضع‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ويفرج أصابعه عند وضعهام‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ويقبل هبام ويدبر يف الرتاب‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫ثم ينفض اليدين بعد رفعهام؛ ليتناثر الرتاب وال يصري ُمثلة‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫* ثم يمس هبام وجهه باالستيعاب‪ ،‬وهذا ركن التيمم‪.‬‬
‫* ثم يضع يديه مرة أخرى كالطريقة األوىل‪.‬‬

‫(‪" )1‬الصعيد‪ :‬وجه األرض ‪ ,‬تراباً كان أو غريه" (الكشاف ‪.)113/1‬‬


‫وقلنا "عن صعيد" أي املسح الناشئ عن صعيد‪.‬‬
‫‪67‬‬
‫* ويأيت بالركن الثاين وهو مس اليدين‪ ،‬ويراعي باقي السنن التالية‪:‬‬
‫الرتتيب؛ فيمس الوجه أوال ثم اليدين‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫املواالة؛ فال يفصل بني مس الوجه واليدين بفعل أجنبي‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫التيامن؛ فيمس يده اليمنى ثم اليرسى‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫وكيفيته أن يمس بجميع كفه اليرسى يده اليمنى مع املرفق‪ ،‬ثم يمس‬
‫بجميع كفه اليمنى يده اليرسى مع املرفق‪ ،‬مع ختليل األصابع ونزع اخلاتم ‪.‬‬
‫إذا فعل ذلك فقد كمل تيممه إذا توفرت رشو صحته‪ ،‬وجاز له أن يصيل بـه مـا‬
‫شاء من الفرائض والنوافل ما مل يبطل تيممه بالنواقض اآلتية‪.‬‬

‫شروط صـحة التيمم‬

‫ال يص التيمم إال برشوط تسعة‪ ،‬وهي عىل أنواع‪ :‬رشطان قبل البدء بالتيمـم‪،‬‬
‫وأربعة رشو لكيفية التيمم‪ ،‬ورشطان ملا يتيمم به (وهو الرتاب)‪ ،‬ورش إضايف‪:‬‬

‫طلب املاء‬ ‫عذر مبيح‬


‫بضربتني‬ ‫نية الطهارة‬
‫شروط‬
‫استيعاب احملل‬ ‫جبميع اليد‬
‫التيمم‬
‫وجبنس األرض‬ ‫أن يكون مبطهر‬
‫زوال املانع‬

‫(‪ )1‬ذكــر بعضــهم كيفيــة خمصوصــة يف مســح اليــدين؛ وهــي مبنيــة علــى علــة واهيــة ردهــا ابــن‬
‫عابدين يف منحته‪ ,‬كما ردها الشرنباللي والطحطاوي وغريهما‪ .‬وراجع شروط التيمم اآلتية‪.‬‬
‫‪68‬‬
‫النوع األول‪ :‬شرطان بجب توفرهما قبل التيمم لجوازه‪:‬‬

‫‪ )4‬الشرط األول‪ :‬وجود أحد األعذار التي تبي التيمم (كالبعد عن املاء أو‬
‫العجز عن استعماله)‬
‫أمثلة األعذار اليت تبيح التيمم‬
‫‪ -1‬إذا مل يوجد املاء قريبا منه؛ بأن كان بعيدا عن املاء مسرية ميل فأكثر؛ فلو‬
‫كان املاء قريبا مل جيز التيمم ولو خاف خروج الوقت‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا خاف املرض؛ بأن يغلب عىل ظنه أو أخربه طبيـب مسـلم حـاذق أنـه لـو‬
‫استعمل املاء أو حترك للوضوء حدث له مرض أو ازداد مرضه‪ ،‬أو تأخر شفاؤه‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا خاف اهلالك بسبب الربد ونحوه ؛ جاز التيمم إذا مل يستطع تسخني املاء‪.‬‬
‫‪ -4‬إذا خاف العطش واملاء ال يكفي؛ بأن يغلب عىل ظنه أنه لو توضأ لن جيد ماء‬
‫آخر للرشب‪ ،‬سواء خاف العطش عىل نفسه أو عىل غريه‪ ،‬حاال أو فيام بعد‪.‬‬
‫عدوا بينه وبني املاء‪ ،‬سواء كان إنسانا أو حيوانا ضارا كاحلية‪ ،‬أو‬
‫‪ -5‬إذا خاف ّ‬
‫نارا أو غري ذلك (سواء خاف عىل نفسه أو ماله) ‪.‬‬

‫(‪ )1‬امليل أربعة آالف ذراع‪ ,‬والذراع أربعة وعشرون إصبعاً‪ .‬وامليل أقل من كيلومرتين (‪ )1866‬مرت تقريبا‪.‬‬
‫(‪ )2‬بأن يغلب على ظنه أنه لو استعمل املاء البارد هلك؛ فيسخن املاء إال إذا مل يستطع فيتيمم‪.‬‬
‫(‪ )3‬وهل يعيد الصالة لو تيمم؟ إن كان املانع من قبل العباد؛ كأسري منعه الكفار من الوضـوء؛ يعيـد‬
‫إذا زال املانع‪ .‬ومن األعذار اليت تبيح التيمم ‪:‬‬
‫‪ - 6‬إذا مل جيد ما خيرج به املاء من البئر؛ كالدلو واحلبل‪.‬‬
‫‪ - 7‬إذا خاف فوت صالة اجلنازة والعيدين؛ بأن غلب علـى ظنـه أنـه لـو اشـتغل بالوضـوء أو‬
‫الغسل فاتته صالة العيدين أو اجلنازة؛ فيجوز له التيمم؛ ألن هذه الصلوات ال تقضى‪.‬‬
‫* وال يتيمم إذا خاف فوات اجلمعة أو خروج وقت الصلوات الفرائض‪ ,‬بل يتوضأ ثم يصلي تلك‬
‫الصلوات ولو خرج وقتها‪ .‬ويصلي الظهر إذا فاتته اجلمعة‪.‬‬
‫‪69‬‬
‫‪ )2‬الشرط الثاني‪ :‬طلب املاء؛ فإن كان يف العمران وجب طلبه‬
‫سواء غلب عىل ظنه قربه أوال‪ .‬وإن كان يف السفر جيب طلبه إن غلب عىل ظنه‬
‫قرب املاء دون مسافة ميل‪ ،‬وال جيوز له التيمم حتى يطلبه ‪.‬‬
‫وإن مل يغلب عىل ظنه أن بقربه ماء ال جيب عليه الطلب‪ ،‬لكن يندب إن رجاه‪.‬‬

‫النوع الثاني‪ :‬شروط صحة التيمم المتعلقة بصفته‬

‫‪ )1‬الشرط الثالـث‪ :‬النية؛ فال يص التـيمم إال بالنيـة‪ .‬فينـوي الطهـارة أو رفـع‬
‫احلدث‪ ،‬أو ينوي اسـتباحة الصـالة‪ ،‬أو ينـوي عبـادة مقصـودة ال حتـل بـدون‬
‫طهارة؛ مثل‪ :‬الصالة فرضا أو نفال‪ ،‬وصالة اجلنازة‪ ،‬وسجدة التالوة‪.‬‬
‫فلو تيمم بنية يشء مما سبق جازت الصالة‪ ،‬وغريها مما جيوز بالوضوء والغسل ‪.‬‬
‫‪ )2‬الشرط الرابـع‪ :‬أن يكون التيمم برضبتني عىل الصعيد الطاهر‪ .‬فيضـع يديـه‬
‫عىل الرتاب مرتني‪ :‬مرة ملس الوجه ومرة ملس اليدين‪.‬‬
‫‪ )3‬الشرط الخـامس‪ :‬أن يمس بجميع اليد أو بأكثرها ؛ فلو مس بإصـبعني ال‬
‫كرر حتى استوعب‪.‬‬
‫جيوز‪ ،‬ولو ّ‬
‫‪ )4‬الشرط السادس‪ :‬استيعاب املحل؛ فيشرت مس مجيع الوجه واليدين إىل‬

‫(‪ )1‬بإخبار عدل مكلف‪ ,‬أو بأمارة (أي عالمة كرؤية طري أو خضرة)‪ ,‬أو مبا حيصل به غلبة الظن‪.‬‬
‫(‪ )2‬ويكفي لطلبه أن ميشي هو أو رسوله قدر غلوة‪ ,‬وهي ثالمثائة إىل أربعمائة خطوة‪.‬‬
‫(‪ )3‬ال تصح الصالة بالتيمم إال إذا نوى واحدا من هذه األمور الثالثة‪ ,‬أمـا لـو تـيمم لعبـادة غـري مقصـودة‬
‫كما لو تيمم ملس املصحف أو لدخول املسجد أو لألذان أو لرد السالم؛ ال تصح صالته بهذا التيمم‪.‬‬
‫(‪ )1‬املراد بالضرب هنا‪ :‬الوضع‪ .‬ويقوم مقام الضربتني لو أصاب الرتاب جسده ومسحه بنية التيمم‪.‬‬
‫(‪ )5‬هذا حيث ميسح بيده‪ .‬أما لو متعك بالرتاب بنية التيمم‪ ,‬فأصاب وجهه ويديه أجزأه‪.‬‬
‫‪71‬‬
‫املرفقني؛ حتى لو ترك موضع شعرة مل جيز ؛ ولذا جيب ختليل‬
‫األصابع ونزع اخلاتم أو حتريكه‪ .‬وكذا يشرت إزالة ما يمنع املس ؛ كالشمع والشحم‪.‬‬

‫النوع الثالث‪ :‬باقي الشروط لصحة التيمم‬


‫‪ )1‬الشرط السابع‪ :‬أن يكون التيمم بالرتاب أو بيشء من جنس األرض؛‬
‫كالطني واحلجر األملس‪ ،‬والرمل‪ ،‬والطني األمحر‪ ،‬وغري ذلك ‪.‬‬
‫وال جيوز التيمم باحلطب والذهب وسائر املعادن‪ ،‬وال بالزجاج وال باللؤلؤ؛‬
‫ألهنا ليست من جنس األرض ‪.‬‬
‫مطهر‪ :‬فال جيوز بالرتاب النجس‪.‬‬
‫‪ )2‬الشرط الثامن‪ :‬أن يكون التيمم بيشء ّ‬
‫‪ )3‬الشرط التاسع‪ :‬زوال املانع (انقطاع ما ينايف الطهارة)؛ كاحلدث واحليض‬
‫والنفاس‪ .‬فلو تيمم حالة احليض والنفاس أو أحدث أثناء التيمم ال يص ‪.‬‬

‫نواقض التيمم‬

‫‪ -1‬كل يشء ينقض الوضوء ينقض التيمم؛ ألنه بدل عنه ‪.‬‬
‫‪ -2‬زوال العذر املبي للتيمم؛ فمن تيمم لفقد ماء ثم وجد ماء يكفي لطهره‪ ،‬بطل‬
‫تيممه‪ .‬وكذا إذا تيمم خلوف مرض أو عدو أو نحو ذلك ثم زال عذره بطل تيممه‪.‬‬

‫(‪ )1‬وميسح من وجهه ظاهر البشرة والشعر وكذا العذار وفوق العينني وحتت املنخرين (فوق الشفة)‬
‫(‪ )2‬مثــل‪ :‬النــورة والكحــل والعقيــق وســائر أحجــار املعــادن‪ ,‬والطــني ا ــرق واحلجــر املــدقوق‬
‫واملغسول‪ * .‬وكذا جيوز التيمم بالغبار املوجود على األشياء ؛ ألنه من جنس األرض‪.‬‬
‫(‪ )3‬والضــابط أن كــل مــا يصــري رمــاداً بــاإلحراق كالشــجر واحلشــيب‪ ,‬أو ينطبــع ويلــني بــاإلحراق‬
‫كاحلديد والصفر والذهب والفضة والنحاس والزجاج؛ فليس من جنس األرض‪.‬‬
‫(‪ )1‬فمن تيمم ثم أحدث أو نام مضطجعا أو خرج منه دم أو قاء ملء الفم ‪..‬اخل؛ بطل تيممه‪.‬‬
‫‪71‬‬
‫مسائل متفرقة يف التيمم‬

‫‪ ‬جيوز أن يصيل بالتيمم الواحد ما شاء من الفرائض والنوافل‪.‬‬


‫‪ ‬يص أن يتيمم للصالة قبل دخول وقتها إذا مل يكن يف حكم املعذور‪.‬‬
‫‪ ‬إذا صىل بتيممه ثم وجد املاء أو زال عذره يف الوقت ال يعيد الصالة‪.‬‬
‫‪ ‬إذا مل جيد املاء يف أول الوقت فهل ينتظر ؟ * جيوز أن يتيمم ويصيل وجيوز التأخري‪،‬‬
‫لكن املستحب أنه إذا رجا املاء رجاء قويا يؤخر إىل آخر الوقت املستحب بحيث‬
‫ال يقع يف كراهة ‪ ،‬وإن كان ال يرجو املاء يصيل يف الوقت املستحب ‪.‬‬
‫* أما إذا وعده أحد باملاء وجب عليه أن يؤخر التيمم‪.‬‬
‫‪ ‬جيب طلب املاء ممن لديه ماء زائد عن حوائجه‪ ،‬إذا غلب عىل ظنـه أنـه يعطيـه‬
‫وال يمنع‪ ،‬وإن ظن أنه يمنع ال جيب الطلب منه‪.‬‬
‫‪ ‬إذا كان هناك من يبيع املاء بثمن مناسب وجب عليه أن يشرتيه إن كان لديه‬
‫ال جيـب عليـه أن‬ ‫مال زائد عن نفقته وحاجاته‪ .‬أما لو باعه بسعر غال جدا‬
‫يشرتي‪ .‬وكذا ال جيب لو مل يكن لديه مال زائد عن نفقته وحاجاته‪.‬‬

‫(‪ )1‬فلو دخل وقت الصالة وهو يسري يف مركبته (قطار أو سيارة) وغالـب ظنـه أنـه سـوف جيـد املـاء يف‬
‫ا طة اآلتيـة وميكنـه الوضـوء والصـالة قبـل خـروج الوقـت‪ ,‬فتـيمم وصـلى صـحت صـالته بشـرط أن‬
‫تكون ا طة (أو موضع املاء) على مسافة ميل أو أكثر عنـد االنتهـاء مـن الصـالة‪ ,‬لكـن األفضـل أن‬
‫يؤخرها ويصلي على ا طة بالوضوء؛ ما مل يدخل يف الوقت املكروه‪ .‬ويأتي بيان األوقات املكروهة‪.‬‬
‫(‪ )2‬يأتي بيان األوقات املستحبة‪ ,‬وهي تعم املقيم واملسافر‪ ,‬لكن مفاد كالم بعض شراح اهلداية وغريهم‬
‫أن األفضل للمسافر أول الوقت مطلقاً إال إذا تضمن التأخري فضيلة كتكثري اجلماعة‪ ,‬وأيده يف الرد‪.‬‬
‫(‪ )3‬املراد مثن املثل يف ذلك املوضع‪ ,‬أو بغنب يسري‪.‬‬
‫(‪ )1‬املراد ما كان بغنب فاحب‪ ,‬وهو ما ال يدخل حتت تقويم املقومني‪ ,‬وقدروه بضعف القيمة‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫‪ ‬لو نيس املسافر أن معه ماء فتيمم‪ ،‬ثم تذكره وهو يف الصالة؛ بطلت‬
‫صالته‪ .‬أما لو تذكره بعد فراغه من الصالة يف الوقت أو بعد خروج الوقـت فـإن‬
‫كان املاء بحيث ُينسى عادة‪ ،‬ال إعادة عليه؛ كام لو كان حتت كرسيه ثم نسيه ‪.‬‬
‫ولو كان املاء حبيث ال ينسى عادة ثم نسيه وصلى‪ ,‬ال تصح صالته؛ كما لـو‬
‫كان على الكرسي الذي جبانبه ثم نسيه‪.‬‬
‫‪ ‬ولو ظن أن املاء قد فني‪ ،‬فتيمم وصىل‪ ،‬ثم تذكر أنه موجود‪ ،‬يعيد صالته‪.‬‬
‫‪ ‬لو مر القطار بمكان فيه ماء ومل يتوقـف‪ ،‬ال ينـتقض التـيمم؛ ألن الركـاب ال‬
‫قدرة هلم عىل حصول املاء‪.‬‬

‫العاجز عن استعمال الماء والتراب ‪ :‬جيب عليه أن * يتشبه باملصلني؛ فريكع‬


‫ويسجد (أو يومئ هبام إذا مل يقدر عليهام)‪ ،‬ويأيت بباقي األركان سوى القراءة‪* ،‬‬
‫ثم يعيد الصالة إذا قدر عىل املاء أو الرتاب‪.‬‬
‫وكذا فاقد الطهورين الذي ال جيد ماء وال ترابا (كام قد حيصل مع املسافر يف‬
‫الطائرة) ‪ ،‬جيب عليه أن يتشبه باملصلني؛ ثم يعيد الصالة‪.‬‬
‫أو نصفها جمروحا تيمم؛ فلو كان عىل اليدين قـروح ال‬ ‫‪ ‬لو كان أكثر أعضائه‬
‫يقدر عىل غسلها وبوجهه مثل ذلك تيمم (روي ذلك عن اإلمام حممد)‪.‬‬

‫منها ومس اجلري ‪.‬‬ ‫‪ ‬أما لو كان أكثر أعضائه صحيحا غسل الصحي‬

‫(‪ )1‬هذا حكم من ليس يف العمران‪ ,‬أما لو فيه وجبت اإلعادة؛ لوجود املاء غالبا؛ فكان عليه طلبه مطلقا‪.‬‬
‫(‪ )2‬وكا بوس يف مكان يس أو يف غرفة خشبية ال غبار فيها وال حجر‪ .‬وهو يسمى فاقد الطهورين‪.‬‬
‫(‪ )3‬أي أكثر أعضائه يف الوضوء عددا ويف الغسل مساحة‪.‬‬
‫(‪" )1‬وهذ إذا كان ميكنه غسل الصحيح بدون إصابة اجلريح وإال تيمم‪ .‬حلية ‪.‬‬
‫‪73‬‬
‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬ماذا رشع اهلل تعاىل ملن مل جيد املاء للوضوء والغسل ؟‬
‫‪ -2‬عرف التيمم لغة ورشعا‪.‬‬
‫‪ -3‬عدد رشو صحة التيمم‪.‬‬
‫‪ -4‬صف كيفية التيمم‪.‬‬
‫‪ -5‬ما هي نواقض التيمم ؟‬

‫اخرت اإلجابة الصحيحة‪:‬‬


‫( الطهارة – القصد – الرتاب )‬ ‫‪ ‬يشرت للتيمم النية؛ إذ هو يف اللغة بمعنى‬
‫‪ ‬من األعذار التي تبي التيمم‪:‬‬
‫( ُبعد املاء مسافة ميل – الربد – خوف فوات اجلامعة لصالة الفرض)‬
‫(خوف املرض – شدة الربد وخاف اهلـالك أو‬ ‫‪ ‬اخرت الصور التي جيوز فيها التيمم‪:‬‬
‫املرض – شدة العطش مع وجود كم كبري من املاء – يوجد ماء عىل بعد كيلو مرت ولكـن‬
‫يف الطريق إليه ذئب خميف – املاء عىل قدر كيلومرت‪ ،‬ويستطيع امليش لكن يريـد مركبـا أو‬
‫سيارة للذهاب إليه‪ ،‬وهـام غري موجودين‪ – .‬املاء بعــيد عىل قدر كيلومرت ونصـف‪).‬‬
‫(وجود العذر املبي للتيمم – مس مجيع الوجه – التسمية)‬ ‫‪ ‬من رشو التيمم ‪:‬‬
‫(وجود العذر املبي للتيمم – مس مجيع الوجه – التسمية)‬ ‫‪ ‬من أركان التيمم ‪:‬‬
‫(وجود العذر املبي للتيمم – مس مجيع الوجه – التسمية)‬ ‫‪ ‬من سنن التيمم ‪:‬‬
‫‪ ‬التيمم باحلجر األملس أو املغسول‪:‬‬
‫( جيوز إذا كان عليه غبار – ال جيوز – جيوز لكن الرتاب أوىل)‬
‫‪74‬‬
‫‪:‬‬ ‫تأمل فيما يلي وبني هل هو صواب أم خطأ مع تصويب اخلطأ‪:‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬ال يص التيمم إال إذا نوى الطهارة أو رفع احلدث‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬إذا تنجس الرتاب مل جيز التيمم‪ ،‬وإذا طهر باجلفاف جاز التيمم هبا‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬إن كان يف املدينة جيب طلب املاء ولو كان أبعد من مسافة ميل‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬إن كان يف الصحراء جيب طلب املاء ولو كان أبعد من مسافة ميل‬
‫يف التيمم مس مجيع الوجه واليدين إىل املرفقني‪ ،‬وجيب نزع اخلاتم‪ ،‬وختليل‬ ‫‪ ‬يشرت‬
‫)‬ ‫(‬ ‫األصابع‪.‬‬
‫)‬ ‫‪ ‬يشرت يف التيمم أن يمس بجميع اليد؛ فلو تيمم بأكثرها أو بأصبعني ال جيوز(‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬جيوز أن يصيل بالتيمم الواحد ما شاء من الفرائض والنوافل‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬إذا صىل بتيممه ثم وجد املاء أو زال عذره يف الوقت يعيد الصالة‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬إذا مل جيد املاء يتيمم ويصيل يف الوقت املستحب وال يؤخر‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬يص أن يتيمم للصالة قبل دخول وقتها إذا مل يكن يف حكم املعذور‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬جيب طلب املاء ممن لديه ماء زائد‪ ،‬ولو غلب عىل ظنه أنه يمنع‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬إذا كان هناك من يبيع املاء بسعر غال جدا ال جيب عليه أن يشرتي‪.‬‬
‫)‬ ‫‪ ‬لو نيس املسافر املاء فتيمم ثم تذكره وهو يف الصالة يتم الصالة ثم يتيمم‪( .‬‬

‫أكمل الفراغ فيما يلي‪:‬‬


‫َف َل ْم َجتدُ وا َماء ‪َ ........ .......‬ط ِّيبا‪َ ،‬فا ْم َس ُحوا بـ ‪ .......‬و ‪ ........‬منْ ُه ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬ال جتوز الصالة بالتيمم إال إذا نوى واحدا من ثالثـة أمـور‪ ،‬هـي‪ ....... :‬أو ‪......‬‬
‫والثاين‪ .......... :‬والثالث‪............. :‬‬
‫‪ ‬يشرت أن يتيمم بجنس األرض؛ مثل‪ ...... :‬و ‪ .......‬و ‪ ........‬و ‪.......‬‬
‫فلو تيمم باحلطب أو بـ ‪ .......‬أو بـ ‪ .........‬مل يص التيمم‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫املسح على اجلرح وعلى العِصابة واجلبرية وحنوهما‬

‫قال اهلل ﭨﮋﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﮊ [سورة احلج‪]78 :‬‬

‫* جيب غسل العضو صحيحا كان أو جرحيا؛ فإن رض ال َغسل وجب مسحه‪ ،‬فإن رض‬
‫املس وجب شده بخرقة أو عصابة ووجب املس عليها ‪.‬‬
‫وهذا من باب دفع احلرج يف ديننا احلنيف‪.‬‬

‫إذا جرح أو كسر عضو فشده بعصابة أو جبيرة‪ ،‬ما ذا يفعل؟‬


‫‪ -‬جيب املس عليها إن كان يرضه ح ّلها [أي فكّها]‪ .‬ومن الرضر أال يمكنه ربطها‬
‫بعد حلها‪ .‬فال يزال يمس إىل أن يلتئم اجلرح‪.‬‬
‫‪ -‬وكذا يمس عليها إذا مل يرضه حلها لكن يضـره غسل موضع اجلرح أو مسحه‪.‬‬
‫‪ -‬أما إذا مل يرضه ح ّلها وال املس عىل اجلرح جيب أن حيلها‪ ،‬ثم إن أمكـن ال َغسـل‬
‫بال رضر يغسل‪ ،‬فإن رضه ال َغسل يمس عىل موضـع اجلـرح ويغسـل مـا حولـه‬
‫بقدر ما مل يرضه‪ .‬فإن خيش الرضر يمس اجلرح وما حوله‪ ،‬وال يغسل شيئا‪.‬‬
‫* وذلك ألنه يشرت يف املس عىل العصـابة أن يكـون عـاجزا عـن مسـ نفـس‬
‫املوضع‪ ،‬أو كان يرضه ّ‬
‫حل العصابة‪.‬‬

‫(‪ )1‬العِصابة‪ :‬ما يلف حول اجلرح ويشد عليه من منديل أو خرقة أو شاش‪.‬‬
‫(‪ )2‬اجلبرية‪ :‬ما يشد على العظم املكسور‪ ,‬جلرب الكسر؛ كاجلبس‪.‬‬
‫(‪ )3‬فإن ضره املسح عليها سقط الغسل واملسح‪ ,‬وجعل عادماً لذلك العضو حكماً‪ ,‬كاملعدوم حقيقة‪.‬‬
‫(‪ )1‬لكن حيلّ القدر الزائد ويغسل ما حول اجلرح إن أمكن‪ ,‬وإال مسح العضو غري ا روح‪.‬‬
‫‪76‬‬
‫* ال يشرت أن تكون العصابة أو اجلبرية شدّ ت عىل طهارة ‪.‬‬
‫* ال يشرت استيعاب املس ‪ ،‬بل يكفي أن يمس أكثر ما شد به العضو‪.‬‬
‫* الفرجة بني العصابة (ومل تسرتها العصابة)‪ ،‬ال جيب غسلها‪ ،‬بل يكفيها املس ‪.‬‬
‫* إذا رمد وأمره الطبيب أن ال يغسل عينه؛ جاز له املس ‪.‬‬
‫ولو انكرس ظفره فجعل عليه دواء‪ ،‬أو جعله عىل شقوق رجله‪ ،‬أجرى املاء عليه إن‬
‫قدر‪ ،‬وإال مسحه‪ ،‬وإن رضه املس تركه وغسل ما حوله‪.‬‬

‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬


‫‪ ‬إذا جرح أو كرس عضو فشده بعصابة أو جبرية ما ذا يفعل ؟‬
‫‪ ‬ما هي رشو املس عىل العصابة‪.‬‬
‫‪ ‬لو انكرس ظفره فجعل عليه دواء‪ ،‬أو وضعه عىل شقوق رجله‪ ،‬ما ذا يفعل؟‬

‫صحح العبارة إن وجد خطأ‪:‬‬


‫‪ ‬يشرت جلواز املس أن تكون العصابة أو اجلبرية شدّ ت عىل طهارة‪.‬‬
‫‪ ‬ال يشرت استيعاب املس ‪ ،‬بل يكفي أن يمس أكثر ما شد به العضو‪.‬‬
‫‪ ‬إذا رمد ورخص له الطبيب بغسل عينه جاز له املس ‪.‬‬

‫(‪ )1‬خالفاً للمسح على اخلفني‪ ,‬وخيالفه مسح اجلبرية يف أمور‪ ,‬ففي اجلبرية‪ :‬ا دث واجلنـب سـواء‪,‬‬
‫وأنــه غــري مؤقــت بوقــت معــني‪ ,‬وجيــوز مســح جــبرية إحــدى الــرجلني وغســل األخــرى‪ ,‬وال يبطــل املســح‬
‫بسقوطها قبل أن يربأ اجلرح‪ ,‬وجيوز تبديلها بغريها وال جيب إعادة املسح عليها‪ ,‬واألفضل إعادة املسح‪.‬‬
‫‪77‬‬
‫املسح على اخلفني‬

‫ﭧﭨ ﮋﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﮊ [ سورة البقرة‪]185 :‬‬


‫من تيسري اهلل لعباده أن رخص هلم املس عىل اخلفني عوضا عن غسل الرجلني يف‬
‫الوضوء (ال يف الغسل)‪.‬‬
‫الخف‪ :‬هو مـا يلـبس يف القـدم‪ ،‬ويصـنع مـن جلـد‪.‬‬
‫يلبسه الناس يف أيام الربد الشديد غالبـا‪ .‬واملـراد هنـا‬
‫اخلف وما يف معناه؛ كاجلوربني الثخينني‪ ،‬إذا توفرت فيهام رشو جواز املس ‪.‬‬

‫شروط جواز املسح على اخلفني وما يف حكمهما‬


‫‪ -1‬أن يكون قد لبسهام عىل طهارة تامة؛ فال جيوز إذا لبسهام عىل غري طهارة ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون اخلف ساترا للقدم مع الكعبني ؛ فال جيوز املس عىل اخلف‬
‫القصري إذا مل يبلغ الكعبني‪.‬‬
‫* وكذا ال جيوز املس عىل خف فيه ُخرق كبري أو خروق صغرية قدر ثالث‬
‫أصابع من أصغر أصابع القدم‪ .‬فإن كانت اخلروق املتفرقة ال تبلغ بمجموعها‬
‫‪.‬‬ ‫ذلك املقدار جيوز املس‬

‫(‪ )1‬وكذا ال جيوز املسح بعد التيمم؛ ألنه طهارة ناقصة‪ ,‬والشرط أن يلبسهما على طهارة تامة‪.‬‬
‫(‪ )2‬أو يكون نقصانه أقل من اخلرق املانع‪ * .‬وال يضر رؤية رجله من أعلى اخلف‪.‬‬
‫(‪ )3‬جتمـع خــروق كــل خــف علــى حــدة‪ ,‬وال تضــم إىل خـروق اخلــف اآلخــر‪ .‬فيصــح املســح لــو يف كــل‬
‫خف خروق قدر إصبعني‪ ,‬وجمموعهما أربع أصابع القدم األصاغر‪ .‬واملانع ما يف الكعب وحتته‪.‬‬
‫‪78‬‬
‫‪ -3‬أن يمكن تتابع امليش فيهام ؛ فال جيوز املس عىل خف صنع من‬
‫زجاج أو خشب أو حديد‪ .‬وكذا ال جيوز عىل جورب رقيق يتقطع بامليش فيه‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يكون اجلورب منعال أو جملدا أو ثخينا ‪ .‬وهذا الرش خيص اجلورب‬
‫املصنوع من غري اجللد؛ كالصوف ونحوه‪.‬‬
‫‪ -5‬أن يمس عىل موضع املس ‪ ،‬وهو ظاهر خفيه من رؤوس أصابع القدم إىل‬
‫أصل الساق‪ .‬فال يص املس عىل باطن القدم أو عقبه أو جوانبه‪.‬‬
‫* وما يلبس فوق اخلف من جرموق ونحوه يشرت جلواز املس عليه مجيع‬
‫‪ ،‬وإال وجب خلعه عند املس ‪.‬‬ ‫هذه الرشو‬

‫ركن املسح وكيفيته‬


‫الركن‪ :‬هو املس قدر ثالث أصابع من أصغر أصابع اليد ‪.‬‬
‫وكيفية المسح‪ :‬أن يضع أصابع يده اليمنى عىل مقدم‬
‫خفه األيمن‪ ،‬ويضع أصابع يده اليرسى عىل مقدم خفه‬
‫األيرس‪ ،‬ويمدمها إىل أصل الساق‪ ،‬ويفرج بني أصابعه ‪.‬‬

‫(‪ )1‬املقصود‪ :‬املشي املعتاد قدر فرسخ‪ ,‬وهو مخسة كيلومرتات تقريباً‪.‬‬
‫(‪ )2‬املُ َنعـل واملنْعَــل‪ :‬هــو الــذي وضــع اجللــد علــى أســفله؛ كالنعــل للقــدم‪ .‬واجمللــد‪ :‬هــو الــذي وضــع‬
‫اجللد على أعاله وأسفله‪ .‬وال يتقيد بالثخانة‪ .‬والثخني‪ :‬الغليظ‪ .‬راجع الشرح "بداية املفيت"‬
‫(‪ )3‬ويشرتط أيضا أن يلبسهما قبل أن ميسح على اخلفني وقبل أن حيدث‪ .‬راجع الشرح‪.‬‬
‫(‪ )1‬ويشــرتط أن يكــون املســح علــى موضــعه‪ ,‬وأن يكــون بــثالث أصــابع‪ .‬والســنة أن تكــون‬
‫األصابع ممددة‪ .‬وإذا مسح برؤوس أصابعه فإن كان املاء متقاطرا جيوز وإال ال‪.‬‬
‫(‪ )5‬وال يستحب فيه التيـامن وال التكـرار‪ .‬و لـو بـدأ مـن السـاق أو مسـح عرضـا أجـزأه‪ ,‬ولـو وضـع‬
‫الكف ومدها أو وضع األصابع ومدها كالهما حسن‪ ,‬واألحسن أن ميسح جبميع اليد‪.‬‬
‫‪79‬‬
‫مدة املسح على اخلفني‬
‫مدة املسح للمقيم‪ :‬يوم وليلة ( ‪ 24‬ساعة)‬
‫مدة املسح للمسافر‪ :‬ثالثة أيام مع لياليها (‪ 72‬ساعة)‬
‫* وتبتدئ مدة املس من وقت احلدث‪ ،‬ال من وقـت اللـبس؛ فلـو توضـأ املقـيم‬
‫ظهرا ولبس اخلف‪ ،‬وظل طاهرا حتـى أحـدث قبـل الغـروب‪ ،‬فتوضـأ ومسـ ‪،‬‬
‫فمدته تنتهي يف اليوم التايل قبل الغروب‪.‬‬
‫* لو مس املقيم ثم سافر قبـل متـام مدتـه أكمـل مـدة املسـافر؛ فلـو سـافر هـذا‬
‫الشخص يف اليوم التايل بعد العرص فإنه يظل يمس يومني زيادة‪.‬‬
‫* ولو أقام املسافر بعد ما مس أقل من يوم وليلة‪ ،‬يكمل يوما وليلة‪ :‬مدة املقيم‪.‬‬
‫ولو أقام بعد ما مس يوما وليلة انتهت مدة مسحه‪.‬‬

‫نواقض املسح على اخلفني‬


‫‪ -1‬كل يشء ينقض الوضوء ينقض املس ؛ ألنه بدل عن ال َغسل‪.‬‬
‫‪ -2‬انتهاء مدة املس ؛ فإن متت املدة وهو يف الصالة بطلت‪.‬‬
‫‪ -3‬نزع اخلف أو خروج أكثر القدم إىل ساق اخلف‪.‬‬
‫‪ - 1‬إذا ابتل أكثر القدم باملاء؛ فإذا دخل يف اخلف ماء وابتل القدم وجـب نـزع‬
‫اخلف وغسل القدمني‪.‬‬
‫تنبيه‪ :‬ال جيوز املسح على عمامة وال قلنسوة عوضاً عن مسح الرأس‪ ,‬وال‬
‫على برقع أو قفازين عوضاً عن غسل الوجه واليدين(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬الربقع‪ :‬ما تلبسها النساء على وجوههن فيها ثقب للعينني‪ .‬والقفاز‪ :‬ما يلبس على اليدين‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬من كان حمدثا ولبس اخلفني‪ ،‬ثم أراد الصالة‪ ،‬فهل خيلعهام أم جيوز له املس عليهام ؟‬
‫‪ -2‬ما هي رشو جواز املس عىل اخلفني ؟‬
‫‪ -3‬ما هو الرش الذي خيتص باملس عىل اجلوربني ؟ * وبني كيفية املس عىل اخلفني‪.‬‬
‫‪ -3‬اختر اإلجابة الصحيحة‪:‬‬
‫‪ ‬يشرت جلواز املس أن يكون لبس اخلفني‪( :‬عىل طهارة –بعد طهارة تامة – بعد ال ُغسل)‬
‫(ثــــالث‬ ‫‪ ‬ال جيوز املس عىل خف فيه ُخرق كبري أو خروق صغرية قدر‪:‬‬
‫أصابع من أصغر أصابع اليد – مخس أصابع الرجل ‪ -‬أصغر أصابع الرجل الثالث)‬
‫‪ ‬مدة املس للمقيم‪( :‬مثل مدة املسافر – يوم إىل الليل – يوم وليلة أي ‪ 24‬ساعة)‬
‫‪ ‬حتسب مدة املس من وقت (اللبس – احلدث بعد اللبس – أول مس بعد اللبس)‬

‫تأمل فيما يلي وبني هل هو صواب أم خطأ‪ ،‬مع تصويب اخلطأ‪:‬‬


‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬ال جيوز املس عىل اخلف القصري إذا بلغ الكعبني‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬ال جيوز املس عىل خف صنع من زجاج أو خشب أو حديد‪.‬‬
‫‪ ‬لو لبس اخلفني قبل صالة الفجر‪ ،‬ثم أحدث عند رشوق الشـمس‪ ،‬ثـم توضـأ قبـل‬
‫)‬ ‫(‬ ‫صالة الظهر‪ :‬فمدته تنتهي يف اليوم التايل قبل الظهر‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬كل يشء ينقض الوضوء ينقض املس ؛ ألنه بدل عنه‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬ينتقض الوضوء بانتهاء مدة املس ‪.‬‬

‫هل يصح املسح يف الصور اآلتية‪:‬‬


‫* لو مس عىل عاممة أو قلنسوة ؟‬ ‫‪ ‬لو مس عىل باطن القدم فقط ؟‬
‫‪ ‬لو لبس اخلف‪ ،‬ثم لبس فوقه جرموقا ال يبلغ الكعبني‪ ،‬ثم مس عىل اجلرموق ؟‬
‫‪ ‬لو مس قدر ثالث أصابع من أصغر أصابع الرجل ؟‬

‫‪81‬‬
‫الفصل الرابع‬

‫الطهارة من النجاسة احلقيقية‬

‫ﭧﭨ ﮋﯖﯗﯘﮊ [ املدثر‪] 1 :‬‬


‫النجاسة قسامن ‪ :‬حقيقية وحكمية (حدث)‪ ،‬وكـل مـنهام نوعـان‪ ،‬وقـد سـبقت األحكـام‬
‫املتعلقة بالطهارة من احلدث بنوعيه‪ .‬وأما الطهارة من النجاسة احلقيقية فنذكرها يف بابني ‪:‬‬
‫األول‪ :‬األشياء الطاهرة والنجسة‪ .‬والثاني ‪ :‬تطهري النجاسات ‪ ،‬وطرقه‪.‬‬

‫باب‪ :‬األشياء النجسة والطاهرة‬

‫‪ )1‬النجاسة احلقيقية نوعان‬

‫األول‪ :‬نجاسة خفيفة؛ مثل‪:‬‬


‫‪ .1‬بول الفرس‪ ،‬وبول ما يؤكل حلمه؛ كاإلبل والبقر والغنم والغزال‪.‬‬
‫‪ُ .2‬خرء الطري الذي ال يؤكل حلمه؛ كالصقر واحلدأة ‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬نجاسة غليظة؛ وهي سائر النجاسات‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‪ .1‬األبوال إلنسان أو حيوان؛ إال بول الفرس وما يؤكل حلمه‪.‬‬

‫(‪ )1‬أما الطري الذي يؤكل حلمه ويذرق يف اهلواء كاحلمام والعصفور؛ فخرؤه طاهر عندنا‪.‬‬
‫‪82‬‬
‫‪ .2‬الفضالت إلنسان أو حيوان؛ ككلب وسباع وغريمها ‪.‬‬
‫‪ ‬وكذا ُخرء كل طري ال يذرق يف اهلواء كالدجاج والبط ‪.‬‬
‫‪ .3‬لعاب سباع احليوان؛ كالكلب واألسد والذئب‪ ،‬وكذا عرقه‪.‬‬
‫كالدم السائل واملني‬ ‫‪ .4‬ما ينتقض الوضـوء بخروجـه مـن بـدن اإلنسـان؛‬
‫واملذي والقي والصديد‪ ،‬والقيء ملء الفم‪.‬‬
‫حلم امليتة وجلدها‪( .‬ويأيت حكم شعرها وقرهنا وعظمها)‬ ‫‪.5‬‬
‫‪ .6‬الدم املسفوح ‪.‬‬
‫‪ .7‬اخلمر ‪.‬‬
‫‪ .8‬اخلنزير؛ فإنه نجس العني بجميع أجزائه‪.‬‬

‫‪ )2‬الفرق بني النجاسة الغليظة واخلفيفة ومسائل العفو‬

‫هلام أحكام النجاسة؛ فال فرق بينهام يف كيفية التطهري‪ ،‬ويف أن املـاء وغـريه يتـنجس‬
‫املعفو ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫هبام‪ ،‬لكنهام خيتلفان يف القدر‬
‫= فالنجاسة الغليظة يعفى عنها إذا كانت قدر الدرهم عىل الثوب أو البدن‪،‬‬
‫فتص الصالة مع الكراهة‪ ،‬وإذا زادت عنه وجب غسلها وال تص الصالة معها‪.‬‬
‫= أما النجاسة الخفيفة فيعفى عنها إذا مل تكن كثرية‪ ،‬وقدّ ر الكثرة بربع املوضع الذي‬

‫خ ْثي البقر والفيل‪ ,‬فنجاستها مغلظة عندنا‪.‬‬ ‫(‪ )1‬وكذا روث الفرس والبغل واحلمار‪ ,‬وكذا ِ‬
‫(‪ )2‬وتستثنى من األبوال والفضالت وكذا من غريها أشياء‪ .‬راجع "بداية املفيت"‬
‫(‪ )3‬ال ما بقي يف حلم وعروق مذكاة‪ ,‬وكبد وطحال وقلب‪ ,‬وما مل يسل بعد اخلروج من البدن‪.‬‬
‫(‪ )1‬واختلف يف باقي األشربة؛ رجح يف النهر ختفيف ياستها‪ ,‬ويف البحر تغليظها‪.‬‬
‫(‪ )5‬سبق بيان قدر الدرهم وأنه يعادل ثالث غرامات تقريباً‪ ,‬أو قدر قعر الكف ‪...‬‬
‫‪83‬‬
‫أصابته يف الثوب أو البدن؛ أي ربع اليد والرجل ونحومها يف البدن‪،‬‬
‫وكذا ربع الك ُّم والذيل ونحومها يف الثوب‪ .‬فال تص الصالة مع هذا املقدار فأكثر‪.‬‬
‫إمنا عفي عن هذا القدر من النجاسة لدفع احلرج ‪ ،‬لكن ينبغي على املسلم أن يزيل‬
‫النجاسة إذا مل يكن حرج‪ ،‬ثم يصلي‪ .‬وكذا يف مسائل العفو اآلتية ‪...‬‬

‫ومما يعفى عنه‪:‬‬


‫* طني الشارع والوحل الذي فيه نجاسة عفو للرضورة؛ إال إذا رأى عني‬
‫* رشاش البول إذا كان مثل رؤوس اإلبر يعفى عنه ‪.‬‬ ‫النجاسة يف ثوبه‪.‬‬
‫* دخان النجاسة ال ُينجس؛ كالروث إذا حترق‪ ،‬وأصاب دخانه املاء والثوب ‪.‬‬

‫‪ )3‬األعيان الطاهرة اليت ال تنجس املاء والثوب وغريهما‬

‫نجس املاء؛ كالبق‬


‫* كل حيوان ليس فيه دم سائل ال يتنجس باملوت‪ ،‬وال ُي ّ‬
‫والذباب والزنبور والعقرب واخلنفس واجلراد والنمل والقمل‪.‬‬
‫* كل حيوان يولد ويعيش في الماء ال يتنجس باملوت وال ينجس املاء؛‬
‫كالسمك بسائر أنواعه ‪ ،‬والرسطان‪ ،‬والضفدع غري الربي‪ ،‬وكلب املاء‪.‬‬
‫* أجزاء الحيوان التي ال يسري فيها الدم ال تنجس باملوت ؛ كالشعر‬
‫والظفر والريش املجزوز والقرن واحلافر والعظم ‪ .‬إال أجزاء اخلنزير‪.‬‬

‫(‪ )1‬هذا لو على بدن أو ثوب أو مكان‪ ,‬أما املاء القليل فإن الرشاش يفسده‪.‬‬
‫(‪ )2‬أما وارات النجاسة إذا أصابت الثوب فقيل تنجسه وقيل ال‪ ,‬وهو الصحيح‪.‬‬
‫* بول اهلرة يعفى عنه يف غري املائعات‪ .‬وخرء الفأرة يعفى عنه يف غري الثياب واملائعات‪.‬‬
‫(‪ )3‬حتى الطايف؛ لكن املتفسخ املننت حيرم أكله‪ ,‬فإذا تفسخ يف املاء كره شربه حترمياً‪.‬‬
‫(‪ )1‬ألن النجاسة باحتباس الدم وهو منعدم يف ذلك‪ ,‬أو ألنه ال حياة فيها؛ فال حيلها املوت‪.‬‬
‫‪84‬‬
‫* نافجة املسك طاهرة؛ وكذا املسك طاهر وأكله حالل ‪.‬‬
‫‪ ‬ال يلزم من طهارة اليشء حل أكله؛ كالرتاب طاهر ال حيل أكله؛‬
‫لرضره‪ ،‬وكالطعام املنتن طاهر وال حيل أكله؛ لرضره‪.‬‬

‫‪ )4‬مسائل يبقى الثوب أو البدن فيها على الطهارة ما مل يظهر أثر النجاسة‬

‫‪ ‬لو نام عىل فراش نجس أو وضع عليه قدمه وابتل الفراش بعرقه أو ببلـل قدمـه؛‬
‫نجسا‪ ،‬وإال ال‪.‬‬
‫فإن ظهر أثر النجاسة يف البدن والقدم ت ّ‬
‫‪ ‬وكذا لو ُنرش ثـوب رطـب عـىل أرض نجسـة يابسـة؛ فابتلـت األرض بـالثوب‬
‫الرطب فإنه ال ينجس إذا مل يظهر فيه أثر النجاسة‪.‬‬
‫‪ ‬كذلك ال ينجس ثوب جاف طاهر إذا ُل ّ‬
‫ف يف ثوب نجس فيه رطوبة قليلة ‪.‬‬

‫قاعدة ‪ :‬األصل في األشياء الطهارة ‪ :‬هذه قاعدة مهمة تبني أن األشياء طاهرة‬
‫حتى يعلم نجاستها بيقني‪ .‬وعليها فروع‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‪ ‬لو أخرب رجل عدل عن ماء أنه طاهر‪ ،‬وقال عدل آخر‪ :‬نجس؛ فهنـا وقـع شـك‪،‬‬
‫فعليه أن يتحرى و إذا مل يمكنه التحري‪ ،‬فاملاء ٍ‬
‫باق عىل أصل الطهارة‪.‬‬
‫‪ ‬لو ُوجد ماء متغري واحتمل أن يكون تغريه بنجاسة أو طول مكث‪ ،‬جيوز التطهـري‬
‫به عمالً بأصل الطهارة‪.‬‬

‫(‪ )1‬دسم امليتة أو ودكها يس؛ ينجس العظم وحنوه؛ فإذا زال عنه يطهر‪ .‬وكذا جذر الشعر املنسول‪.‬‬
‫(‪ )2‬املسك يستخرج من الغزال ويتكون من دمه‪ ,‬واجللدة اليت جيتمع فيها املسك تسمى نافجة‪.‬‬
‫* خُرْء محامٍ وكذا الطيور اليت تؤكل وتذرق يف اهلواء طاهر‪ ,‬والف الدجاج والبط واإلوز وحنوه‪.‬‬
‫(‪ )3‬كطعم أو لون أو ريح‪ .‬فإن ظهر شيء من ذلك على البدن تنجس‪ ,‬وإن مل يظهر ال يتنجس‪.‬‬
‫(‪ )1‬حبيــث لــو عصــر ذلــك الثــوب الرطــب ال خيــرج املــاء‪ .‬ويشــرتط أن ال يظهــر أثــر النجاســة يف‬
‫الطاهر‪ * .‬دخان النجاسة والريح املارة عليها ال ينجسان‪ ,‬وكذا وارات املاء النجس؛ للضرورة‪.‬‬
‫‪85‬‬
‫‪ ‬لو شك يف ماء احلوض هل أصابته نجاسة؟ فاألصل الطهارة‪ ،‬ويتوضأ‪.‬‬
‫‪ ‬ثياب الفسقة وأهل الذمة طاهرة‪ ،‬وكذا ما يصنعه الكفار من األواين والفرش ‪.‬‬

‫ضابط‪ :‬من تيقن الطهارة وشك في الحدث فهو طاهر‬


‫القاعدة السابقة عامة‪ ،‬وهذا ضابط خاص بالطهارة احلكمية؛ فمن تيقن أنه توضأ‬
‫وشك هل انتقض وضوؤه أم ال؟ فهو طاهر وتص صالته ‪.‬‬
‫وكذلك من تيقن احلدث وشك يف الطهارة فهو حمدث يلزمـه الطهـارة‪ ،‬وإال ال تصـ‬
‫صالته‪ .‬وذلك ألن القاعدة العامة تقول‪ :‬اليقين ال يزول بالشك ‪.‬‬

‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬


‫‪ -1‬اذكر أقسام النجاسة تفصيال‪ .‬ومثل لكل من نوعي النجاسة احلقيقية بمثالني ‪.‬‬
‫‪ -2‬ما الفرق بني النجاسة اخلفيفة والغليظة ؟‬
‫‪ -3‬اذكر أمثلة عفي فيها عن النجاسة ‪.‬‬
‫‪ -4‬عدد ثالثة من األعيان الطاهرة التي ال تنجس املاء والثوب وغري ذلك‪.‬‬
‫‪ -5‬وض معنى قاعدة "األصل الطهارة" باألمثلة‪.‬‬

‫(‪ )1‬من شك يف إنائه أو يف ثوبه أو بدنه أصابته ياسة أو ال‪ ,‬فهو طاهر ما مل يستيقن‪ ,‬وكـذا‬
‫اآلبار واحلياض املوضوعة يف الطرقات‪ ,‬ويستقي منهـا الصـغار والكبـار واملسـلمون والكفـار‪,‬‬
‫وكذا ما يتخذه أهل الشرك كالسمن واخلبز واألطعمة والثياب‪ .‬تتارخانية‪.‬‬
‫(‪ )2‬وإن وجد متسعاً فاالحتياط واألفضل أن يتوضأ ثم يصلي‪.‬‬
‫‪86‬‬
‫يلي‬ ‫اخرت اإلجابة الصحيحة‪:‬‬
‫( نجس نجاسة غليظة – نجس نجاسة خفيفة – طاهر معفو عنه )‬ ‫‪ ‬بول البقر ‪:‬‬
‫‪ ‬خرء الدجاج‪ ( :‬نجس نجاسة غليظة – نجس نجاسة خفيفة – طاهر معفو عنه )‬
‫‪ ‬خرء العصفور‪ ( :‬نجس نجاسة غليظة – نجس نجاسة خفيفة – طاهر معفو عنه )‬
‫(الذباب – النمل – كالمها )‬ ‫‪ ‬حيون ليس له دم سائل‪ ،‬وال ينجس‪:‬‬

‫تأمل فيما يلي وبني هل هو صواب أم خطأ‪ ،‬مع تصويب اخلطأ‪:‬‬


‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬أبوال اإلنسان واحليوان وفضالهتام نجس مغلظ‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬ال فرق بني النجاسة اخلفيفة والغليظة يف كيفية التطهري‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬دخان النجاسة ال ُينجس؛ كالروث إذا حترق‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫نجس املاء‪.‬‬
‫‪ ‬كل حيوان ليس فيه دم سائل ال ُي ّ‬
‫)‬ ‫‪ ‬أجزاء احليوان التي ال يرسي فيها الدم ال تنجس باملوت‪ ،‬إال أجزاء اخلنزير‪( .‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬كل يشء طاهر حيل أكله‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬ينجس ثوب جاف طاهر إذا ُل ّ‬
‫ف يف ثوب نجس فيه رطوبة كثرية ‪.‬‬
‫)‬ ‫‪ ‬لو ُوجد ماء متغري وال يعلم سبب تغريه‪ ،‬جيوز التطهري به إذا مل تظهر نجاسة‪( .‬‬

‫أكمل الفراغ فيما يلي‪:‬‬


‫‪ ‬يعفى قدر الدرهم إذا كانت النجاسة ‪.........‬‬
‫‪ ‬ويعفى عنها إذا مل تبلغ ربع املوضع املصاب هبا إذا كانت ‪..........‬‬
‫‪ ‬يعفى عن رشاش البول إذا كان مثل ‪........ .......‬‬
‫‪ ‬طني الشارع املتنجس عفو للرضورة؛ إال إذا رأى ‪ .........‬يف ثوبه‪.‬‬
‫‪ ‬حيوان يولد ويعيش يف املاء ال ينجس؛ مثل‪ ............ :‬و ‪............‬‬
‫‪ ‬خرء الطيور التي تؤكل طاهر؛ سوى خرء ‪ ......‬و ‪ ........‬و ‪..........‬‬
‫‪ ‬من تيقن ‪ ........‬وشك يف ‪ .........‬فهو طاهر‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫الباب الثاني‪ :‬تطهري األشياء املتنجسة‬

‫تطهري النجاسة واجب من بدن املصيل وثوبه واملكان الذي يصيل عليه‪.‬‬
‫وجيوز تطهريها باملاء وبكل مائع طاهر يمكن إزالتها به؛ كاخلل وماء الورد‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬التطهري بالغسل (باملاء وغريه من املائعات)‬

‫* النجاسة رضبان‪ :‬مرئية وغير مرئية‪.‬‬


‫والمرئية ما يرى بعد اجلفاف؛ كالغائط والدم الغليظ‪.‬‬
‫وغير المرئية ما ال يرى بعد اجلفاف؛ كالبول والدم الرقيق‪.‬‬
‫* حتصل الطهارة من النجاسة املرئية بزوال عينها وأثرها؛ سواء زال بغسله مرة‬
‫واحدة أو أكثر من ثالث مرات ‪.‬‬
‫* وإن كانت غري مرئية يغسلها ثالث مرات ‪ ،‬ويشرت العرص يف كل مرة فيام‬
‫ينعرص؛ كالثوب ونحوه‪ ،‬ويبالغ يف العرص يف املرة الثالثة حتى ينقطع التقاطر ‪.‬‬
‫= وما ال ينعرص بالعرص‪ ،‬ويترشب النجاسة كاحلصري‪ ،‬فإنه يطهر بالغسل ثالث‬
‫مرات والتجفيف يف كل مرة بحيث ينقطع التقاطر ‪.‬‬

‫(‪ )1‬إن زالت عينها وأثرها مبرة واحدة استحب أن يغسلها مـرة ثانيـة وثالثـة‪ ,‬يف الثـوب كانـت أو البـدن‪.‬‬
‫* إذا أمكن إزالة أثر النجاسة كلون أو ريح وجب‪ ,‬وإذا شقّ زواله مل يضر بقاؤه إذا تقاطر املاء صافياً‪.‬‬
‫(‪ )2‬األصل أن يطهـر إذا غلـب علـى ظنـه الطهـارة بـال عـدد‪ ,‬وهـو املفتـى بـه‪ .‬ولكـن قـدّر ذلـك بالغسـل‬
‫ثالثاً يف ظاهر الرواية يف حق املوسوس ومن مل يتيسر له التحري وغلبة الظن‪ ,‬وهم أكثر الناس‪.‬‬
‫(‪ )3‬ينبغي أن يعصر كل مرة حبيث ينقطع التقاطر‪ ,‬ويبالغ يف العصر يف املرة الثالثة‪.‬‬
‫(‪ )1‬فلو تنجس ما يتعذر عصره كاخلزف أو ما يتعسر كالبساط واحلصري‪ ,‬ومل يتشـرب النجاسـة فإنـه‬
‫يطهر بالغسل ثالثا بال جتفيف‪ ,‬وإن تشرب النجاسة‪ ,‬يوضع يف املاء ثالث مرات حبيـث يتشـرب شـيئًا مـن‬
‫‪88‬‬
‫= وما ال ينعرص بالعرص‪ ،‬وال يترشب النجاسة؛ فإنه يطهر بالغسل ثالثا بال‬
‫جتفيف؛ كاألواين املصنوعة من احلجر والنحاس‪ ،‬وكالسيف واملرآة‪ .‬وكذا ما يترشب‬
‫فيه يشء قليل؛ كالبدن والنعل واخلف؛ فإنه ال يشرت فيه العرص أو التجفيف‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬طرق أخرى لتطهري بعض األشياء‬

‫‪ -1‬البدن والثوب يشرت ال َغسل لتطهري نجاستهام ‪.‬‬


‫‪ -2‬اخلف واحلذاء يطهران بالدل واحلت إذا أصابتهام نجاسة مرئية‪ ،‬برش أن‬
‫يزول أثرها بالدلك‪ .‬وإذا أصابتهام نجاسة غري مرئية كالبول وجب ال َغسل‪.‬‬

‫‪ -3‬األشياء الصقيلة التي ال مسا ّم هلا ؛ كاملرآة والزجاج والسكني واألواين‬


‫املدهونة والذهب غري املنقوش‪ ،‬واحلديد إذا مل يكن عليه صدأ؛ فذلك يطهر باملسح‪.‬‬
‫‪ -4‬األرع تطهر باجلفاف إذا ذهب أثر النجاسة عنها؛ فتجوز الصالة عليها‪.‬‬
‫‪ -5‬تطهر األشياء بانقالب العن ؛ فلو حترقت األرواث ونحوها وصارت‬
‫رمادا فالرماد طاهر‪ ،‬والعصري لو صار مخرا ينجس‪ ،‬واخلمر لو صار خال يطهر ‪.‬‬

‫املاء‪ ,‬وجيفف يف كل مرة فيحكم بطهارته‪ * .‬واشرتاط العصـر ثالثـا أو تثليـث اجلفـاف‪ ,‬هـو إذا غسـل‬
‫مباء قليل يف إناء (كإجانة) وحنوها‪ .‬أما لو غسل يف ماء كثري (كالغدير) وغمس الثوب فيه ثالثـا‪ ,‬طهـر‬
‫بال شرط عصر وجتفيف‪ ,‬وكذا لو جرى عليه املاء بغمسه يف نهر جار مرة‪ ,‬أو صب عليه ماءًا كثرياً‪.‬‬
‫(‪ )1‬إال املين اجلاف؛ فإنه يطهر بالفرك بشروط‪ ,‬منها‪ :‬أن يكون جافاً‪ ...‬راجع بداية املفيت‪.‬‬
‫(‪ )2‬املسامّ‪ :‬منافذ العروق يف البدن‪ * .‬وال يطهر باملسح ما له مسام؛ كالثوب الصـقيل‪ .‬وكـذا مـا لـيس‬
‫بصقيل؛ كاحلديد إذا كان عليه صدأ‪ ,‬وكما لو كان الذهب والفضة واحلديد منقوشاً‪.‬‬
‫(‪ )3‬وكذا كل ما اتصل بها اتصال قرار؛ كآجر ولنب مفروش‪ ,‬وشجر وحائط؛ فيطهر جبفاف‪.‬‬
‫(‪ )1‬واملراد باجلفاف ذهاب النداوة‪ * .‬وهناك طرق لتطهري األرض بأنواعها‪ :‬راجع الشرح‪.‬‬
‫(‪ )5‬ألنه تتبدل احلقيقة فيتبدل احلكم؛ فيجوز االنتفاع بها‪ ,‬وهذا قول حممد‪ ,‬وهو املختار‪.‬‬
‫(‪ )6‬ويطهر زيت أودهن يس جبعله صابونا‪ .‬ولـو رش تنـور مبـاء يـس ال بـأس بـاخلبز فيـه بعـد‬
‫‪89‬‬
‫‪ -6‬جلد احليوان يطهر بالدباغ إال جلد اخلنزير فال يطهر؛ ألنه نجس العني‪.‬‬
‫‪ ‬وهناك مطهرات أخرى مثل‪ :‬اجلريان‪ ،‬والغليان ‪.‬‬
‫ثم إذا حكم بطهارة هذه األشياء من غري غسل‪ ،‬فهل تعود النجاسة بالبلل وحنوه؟‬
‫ال تعود النجاسة؛ وكل ما حكم بطهارته بغري مائع ال يعود نجسا‪.‬‬
‫**************‬
‫*******‬
‫*‬

‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬


‫‪ -1‬كيف يمكن تطهري النجاسة املرئية ؟‬
‫‪ -2‬النجاسة غري املرئية ثالثة أنواع‪ ،‬وض أحكام تطهري كل نوع‪.‬‬
‫‪ -3‬هناك طرق أخرى غري الغسل إلزالة النجاسة‪ ،‬وض مخسا منها باألمثلة‪.‬‬

‫ذهاب البلة النجسة بالنار‪ .‬ولـو تـنجس طـني فجعـل منـه كـوز بعـد جعلـه علـى النـار يطهـر إن مل‬
‫يظهــر فيــه أثــر الــنجس بعــد الطــبخ‪ .‬ونظــريه يف الشــرع النطفــة يســة وتصــري علقــة وهــي يســة‬
‫وتصري مضغة فتطهر‪ [ .‬تنبيه ] جيوز أكل ذلك امللح والصالة على ذلك الرماد‪ .‬رد‪.‬‬
‫(‪ )1‬اجللد ال يطهر بالغسل‪ ,‬وإمنا يطهر بأحد شيئني‪ :‬الدباغ أو الذكاة الشرعية‪ .‬راجع الشرح‪.‬‬
‫(‪ )2‬واملطهرات اليت مل نذكرها أهمها هي‪ :‬اجلريـان يف املـاء واملائعـات ‪ ,‬الـدخول ‪ ,‬الغليـان‪,‬‬
‫نزح البئر‪ ,‬التغور‪ ,‬غسل بعض املتنجس‪ ,‬التصرف باألكل وحنوه‪ ,‬اللحـس ‪ ,‬تقـوير حنـو مسـن‬
‫جامد‪ ,‬الندف‪ ,‬النحت‪ ,‬التمويه‪ .‬راجع الشرح للتفصيل إذ مجيع احلواشي مقتبسه منه‪.‬‬
‫‪91‬‬
‫‪ -4‬تطهر األشياء بانقالب العني‪ .‬وض ذلك بمثالني‪.‬‬
‫‪ -5‬إذا حكم بطهارة األشياء من غري غسل‪ ،‬فهل تعود النجاسة بالبلل ونحوه ؟‬

‫تأمل فيما يلي وبني هل هو صواب أم خطأ‪ ،‬مع تصويب اخلطأ‪:‬‬


‫)‬ ‫‪ ‬تطهري النجاسة واجب من بدن املصيل وثوبه‪ ،‬إال املكان الذي يصيل عليه‪( .‬‬
‫‪ ‬تطهر النجاسة املرئية بزوال عينها وأثرها؛ سواء زال بغسله مرة واحدة أو مرتني أو‬
‫)‬ ‫(‬ ‫ثالث مرات أو أكثر من ذلك‬
‫‪ ‬إن كانت النجاسة غري مرئية يغسلها ثـالث مـرات‪ ،‬ويشـرت العصــر يف الثـوب‬
‫)‬ ‫(‬ ‫واحلصري ونحومها‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬البدن والثوب ال يطهران إال بال َغسل‪ ،‬فيام سوى املني اجلاف‬
‫‪ ‬اخلف واحلذاء يطهران بالدلك واحلت واجلفاف إذا أصابتهام النجاسـة‪ ،‬برشـ أن‬
‫)‬ ‫(‬ ‫يزول أثرها بالدلك‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬لو حترقت األرواث وصارت رمادا فالرماد طاهر‬

‫أكمل الفراغ فيما يلي‪:‬‬


‫‪ ‬جيوز تطهري النجاسة بـ ‪ .......‬وبكل ‪....................‬‬
‫‪ ‬النجاسة رضبان‪ ..... :‬و‪ ، ........‬واملرئية ‪..............‬؛ كالغـائط و‪............‬‬
‫‪ ،‬و‪ .......‬املرئية ما ال يرى بعد اجلفاف؛ مثل‪........:‬و ‪........‬‬
‫‪ ‬األشياء ‪........‬؛ مثل‪ :‬املرآة و‪ .......‬و‪ .......‬و‪ .......‬املدهونة‪ ،‬و‪،.............‬‬
‫واحلديد إذا مل يكن عليه صدأ؛ فإنه يطهر باملس ‪.‬‬
‫‪ ...... ‬تطهر باجلفاف إذا ذهب ‪ ......... .....‬عنها؛ فتجوز ‪ .......‬عليها‪ ،‬لكن ال‬
‫جيوز ‪ ......‬منها‪.‬‬
‫‪ ‬جلد ‪ ........‬يطهر بالدباغ إال جلد ‪ .......‬فال يطهر‪.‬‬

‫‪91‬‬
92
‫خطة كتاب الصالة‬

‫عزيزي الطالب! بدراستك له يرجى أن تكون ملما مبا يلي‪:‬‬


‫الفصل األول‪ :‬مقدمات الصالة‪ ،‬ويشتمل على‪ :‬أهمية الصالة‪ ،‬حكمها‬
‫وأنواعها‪ ،‬أوقاتها‪ ،‬الدعوة إليها باألذان واإلقامة‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬شروط الصالة وكيفيتها‪ ،‬ويشتمل على‪ :‬شروط الصالة‪،‬‬


‫أركانها‪ ،‬واجباتها‪ ،‬سننها‪ ،‬مستحباتها‪ ،‬كيفية أدائها‪ ،‬مفسداتها‪ ،‬مكروهاتها‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬تتمات الصالة‪ ،‬ويشتمل على‪ :‬باب صالة اجلماعة (أحكام‬
‫اجلماعة‪ ،‬شروط اإلمامة ومكروهاتها‪ ،‬شروط االقتداء‪ ،‬موقف املقتدين‬
‫وسنن الصف) أذكار بعد الصالة‪ ،‬إدراك الفريضة‪ ،‬باب الوتر‪ ،‬باب السنن والنوافل‪.‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬طوارئ الصالة؛ ويشتمل على‪ :‬الصالة قاعداً والصالة على‬
‫الدابة واملراكب املختلفة‪ ،‬باب صالة املسافر‪ ،‬باب صالة املريض‪ ،‬باب قضاء‬
‫الفوائت (و فدية الصالة والصوم )‪ ،‬باب سجود السهو ‪.‬‬
‫الفصل اخلامس‪ :‬صلوات خمصوصة‪ ،‬ويشتمل على‪ :‬باب سجود التالوة‪،‬‬
‫سجود الشكر‪ ،‬باب الرتاويح‪ ،‬باب اجلمعة‪ ،‬باب العيدين ‪(،‬أحكام عيد األضحى‬
‫وما فارق فيها عيد الفطر)‪ ،‬باب صالة الكسوف واخلسوف‪،‬‬
‫باب صالة االستسقاء‪ ،‬باب صالة اخلوف‬

‫‪93‬‬
‫كتاب الصالة‬

‫‪ ,116 ,83 ,‬والنساء‪ ,77 :‬والنور ‪ ..‬اخل]‬ ‫ﭧﭨﮋﮛﮜﮝﮞﮊ [البقرة‪:‬‬

‫وقال ‪ :‬ﮋﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﮊ [البقرة‪]238 :‬‬

‫يشتمل كتاب الصالة على مخسة فصول هي‪ :‬مقدمات الصالة‪ ،‬كيفية الصالة‪،‬‬
‫تتمات الصالة‪ ،‬طوارئ الصالة‪ ،‬صلوات خمصوصة‪ .‬وإليكم التفصيل‪:‬‬

‫مقدمات الصالة‬ ‫الفصل األول‬

‫أهمية الصالة وعظيم قدرها‬


‫* الصالة أعظم أركان اإلسالم‪ ،‬وأقوى شعائر الدين‪ ،‬وهي عمود اإلسالم؛ من‬
‫حفظها فقد حفظ الدين ومن تركها فقد هدم الدين‪:‬‬
‫قال‪« :‬بين اإلسالم على مخس‪ :‬شهادة أن ال إله إال‬ ‫عن النيب‬ ‫فعن ابن عمر‬
‫(‪)2‬‬
‫اهلل‪ ،‬وأن حممدا رسول اهلل‪ ،‬وإقام الصالة‪ ،‬وإيتاء الزكاة‪ ،‬وحج البيت ‪ ،‬وصوم رمضان »‬

‫(‪ )1‬الصالة يف اللغة‪ :‬الدعاء‪ .‬ويف الشرع‪ :‬أقوال وأفعال خمصوصة‪ ,‬تفتتح بالتكبري وختتتم بالتسليم‪.‬‬
‫فرضت ليلة اإلسراء‪ :‬ليلة السبت سابع عشر رمضان قبل اهلجـرة بسـنة ونصـف‪ ,‬أو قبلـها بسـنة يف ربيـع‬
‫األول‪ .‬وهناك أقوال أخرى يف أي يوم من أي شهر كان اإلسراء‪ ,‬منها أنه كان يف ‪ 27‬رجب‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه البخاري ( ‪ , ) 8‬ومسلم ( ‪)16‬‬
‫‪94‬‬
‫قال‪« :‬أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن ال إله إال‬ ‫= وعنه أن رسول اهلل‬
‫اهلل‪,‬وأن حممدا رسول اهلل‪ ,‬ويقيموا الصالة‪ ,‬ويؤتوا الزكاة» [رواه البخاري (‪ )25‬ومسلم (‪])22‬‬
‫يقول‪ « :‬إن بني الرجل وبني الشرك‬ ‫= وعن جابر ‪ ‬قال‪ :‬مسعت رسول اهلل‬
‫(‪)1‬‬
‫والكفر ‪ ,‬ترك الصالة »‬
‫* وهي صلة بن العبد وربه‪ ،‬وهبا حتصل السعادة والفالح يف الدنيا واآلخرة؛‬

‫ﭧﭨ ﮋﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﮊ [املؤمنون‪]2 ،1 :‬‬

‫* ويستعان هبا ع ى قضاء احلوائج ونيل املطالب الدينية والدنيوية‪.‬‬

‫؛ فعن أبي هريرة ‪ ‬قال ‪:‬‬ ‫* والصالة تطهر العبد من الذنوب وآثارها اخلبيثة‬
‫يقول‪« :‬أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم‬ ‫مسعت رسول اهلل‬
‫مخس مرات‪ ،‬هل يبقى من درنه شيء ؟» قالوا‪ :‬ال يبقى من درنه شيء‪ ،‬قال‪« :‬فذلك‬
‫مثل الصلوات اخلمس‪ ،‬ميحو اهلل بهنّ اخلطايا» (‪[ )1‬الدرن ‪ :‬الوسخ ‪ .‬النهاية ‪]115/2‬‬

‫تقوم السلوك وهتذب النفوس وتنهى عن الفحشاء؛ ﭧﭨﮋﯠ‬


‫* والصالة ّ‬
‫ﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﮊ [ العنكبوت ‪] 15 :‬‬

‫* الصالة من صفات أهل اإليامن ‪ * ،‬والتكاسل يف الصالة من سامت املنافقن؛ ﭧ‬

‫ﭨﮋﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﮊ [التوبة]‬

‫‪« :‬العهد الذي بيننا وبينهم الصالة‪ ,‬فمن تركها فقد كفر» ت (‪)2621‬‬ ‫(‪ )1‬رواه مسلم (‪ .)82‬وقال‬
‫(‪ )2‬ﭧ ﭨ ﮋﮰﮱ ﯓﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﮊ [البقرة‪]15 :‬‬
‫(‪ )3‬ﭧﭨﮋﮩﮪﮫﮬ ﮭﮮ ﮯﮰﮱ ﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙ ﮊ [هود‪]111 :‬‬
‫(‪ )1‬رواه البخــاري ( ‪ ,) 528‬ومســلم ( ‪ .) 667‬وعــن أبــي هريــرة ‪ ‬أن رســول اهلل قــال‪« :‬الصــلوات‬
‫اخلمس‪ ,‬واجلمعة إىل اجلمعة‪ ,‬كفارة ملا بينهن‪ ,‬ما مل تغب الكبائر» مسلم ( ‪) 233‬‬
‫(‪ )5‬قـال تعــاىل عــن املــؤمنني‪ :‬ﮋﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆ‬
‫ﮇﮈﮉﮊﮋﮊ األنفال‪ .]1 – 3[ :‬وآيات أخرى مثل أية التوبة‪ ]71[ :‬واملائدة‪]55[ :‬‬
‫‪95‬‬
‫ُحكم الصالة وأنواعها‬

‫الصلوات اخلمس فرض عني عىل كل عاقل بالغ من الرجال والنساء‪.‬‬


‫* وتاركها كسال ُيرضب رضبا شديدا ثم يسجن حتى يصيل‪.‬‬
‫* ومن أنكر فرضيتها فقد كفر‪.‬‬
‫أنواع الصالة من حيث الحكم ثالثة‪:‬‬
‫‪ -1‬فرض‪ :‬الصلوات اخلمس واجلمعة فرض عني‪ .‬وصالة اجلنازة فرض كفاية‪.‬‬
‫‪ -2‬واجب‪ :‬وهي صالة الوتر وصالة العيدين‪ ،‬وركعتان بعد الطواف‪ ،‬وصالة‬
‫النذر‪ ،‬وسجود التالوة وسجود السهو‪.‬‬
‫‪ -3‬سنن ونوافل‪ :‬وهي ما عدا الفرض والواجب‪ ،‬وقد تسمى كلها نفال‪.‬‬
‫وتفصيلها مذكور يف باب السنن والنوافل‪.‬‬
‫متى يؤمر األوالد بالصالة؟ جيب أن يؤمر الصبيان واألهل بالصالة؛ قال تعاىل‬

‫‪ :‬ﭽﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﭼ [طه‪]132 :‬‬ ‫حلبيبه‬


‫قال‪:‬‬ ‫* ويأمرهم إذا بلغوا سبع سنني؛ فعن عبد اهلل بن عمرو بن العاص‬
‫‪ :‬مروا أوالدكم بالصالة وهم أبناء سبع سنني‪ ،‬وارضبوهم‬ ‫قال رسول اهلل‬
‫عليها وهم أبناء عرش ‪ ،‬وفرقوا بينهم يف املضاجع‬
‫‪:‬‬ ‫* وجيب أن يعلمهم؛ فعن سربة بن معبد اجلهني ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل‬

‫(‪ )1‬يضرب باليد من غري مبالغة‪ ,‬وال جياوز الثالث‪ ,‬ويف حدود معينة ذكرها الفقهاء رمحهم اهلل ‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه ابن أبي شيبة (‪ )3182‬وأمحد (‪ )6680‬وأبو داود (‪ )105‬واحلاكم (‪)768‬‬
‫‪96‬‬
‫‪.‬‬ ‫علموا الصبي الصالة ابن سبع سنني‪ ،‬وارضبوه عليها ابن عرش‬

‫* وينبغي أن يدعو اإلنسان لنفسه وأهله بالصالة؛ كام دعا إبراهيم‪ :‬ﭽﯢ ﯣ‬

‫ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩﯪ ﯫ ﯬ ﭼ [إبراهيم‪]16 :‬‬

‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬


‫‪ -1‬اذكر ثالثة أحاديث تبني أمهية الصالة وعظيم قدرها‪.‬‬
‫‪ -2‬الصالة تطهر العبد من الذنوب وآثارها اخلبيثة‪ .‬وض ذلك بآية وحديث‪.‬‬
‫‪ -3‬متى يؤمر األوالد بالصالة ؟ بني بالدليل ‪.‬‬
‫‪ -4‬جيب االبتعاد عام يلهي عن الصالة‪ .‬ما الدليل عىل ذلك ؟‬
‫‪ -5‬ما أنواع الصلوات ؟ وما حكم تارك الفرض منها ؟‬

‫اخرت اإلجابة الصحيحة‪:‬‬


‫( الكافرين – املنافقني – العاصني )‬ ‫‪ ‬التكاسل يف الصالة من سامت‪:‬‬
‫(فرض عني – فرض كفاية – واجبة)‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ ‬الصلوات اخلمس‬
‫( الوتر – صالة اجلنازة – اجلمعة )‬ ‫‪ ‬من الصلوات املفروضة كفاية ‪:‬‬
‫( الوتر – صالة اجلنازة – اجلمعة )‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ ‬من الصلوات الواجبة‬
‫( الوتر – صالة اجلنازة – اجلمعة )‬ ‫‪ ‬من الصلوات املفروضة عينا ‪:‬‬

‫(‪ )1‬رواه الرتمذي (‪ )167‬وابن خزمية (‪ )1662‬واحلاكم (‪ ,)018‬وأيضا أبو داود (‪ )101‬وأمحد (‪)15330‬‬
‫‪97‬‬
‫أوقات الصالة‬

‫ﭧ ﭨ ﭽﮣ ﮤ ﮥ ﮦﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﭼ [النساء‪]163 :‬‬
‫أي األعمال أفضل ؟ قال ‪:‬‬ ‫وعن ابن مسعود ‪ , ‬قال ‪ :‬سألت رسول اهلل‬
‫(‪)2‬‬
‫«الصالة على وقتها» قلت ‪ :‬ثم أي ؟ قال‪ « :‬بر الوالدين »‬
‫فرض اهلل يف أول األمر مخسني صالة؛ لكن رمحة بنا جعلها مخس صلوات فقط‪ ،‬وهي‬
‫مخس يف العدد ومخسون يف األجر؛ ولكل صالة وقتها‪ ،‬ال جيوز تقديمها وال تأخريها‪.‬‬

‫أوقات الصلوات مع عدد ركعاتها‬

‫‪ -1‬صالة الفجر‪ :‬ركعتان‪ ،‬ووقتها من طلوع الفجر الصادق إىل طلوع الشمس‪.‬‬
‫‪ -2‬صالة الظهر‪ :‬أربع ركعات‪ ،‬والجمعة ركعتان‪ ،‬ووقتهام من زوال الشمس عن وسط‬
‫السامء إىل أن يصري ظل كل يشء مث َليه‪ ،‬سوى الظل الذي يوجد لليشء عند الزوال ‪.‬‬
‫‪ -3‬صالة العصر‪ :‬أربع ركعات‪ ،‬ووقتها من حني انتهاء وقت الظهر إىل غروب‬
‫الشمس‪ .‬ولكن ال جيوز تأخريها إىل اصفرار الشمس‪.‬‬
‫‪ -4‬صالة المغرب‪ :‬ثالث ركعات‪ ،‬ووقتها من الغروب إىل غياب الشفق األمحر ‪.‬‬

‫(‪ )1‬يعترب دخول الوقت سببا لوجوب الصالة وشرطا ألدائها؛ فال جتب قبله وال تصح‪.‬‬
‫(‪ )2‬قلت‪ :‬ثم أي؟ قال‪ « :‬اجلهاد يف سبيل اهلل » رواه البخاري (‪ )561‬ومسلم (‪)85‬‬
‫(‪ )3‬هذا عند اإلمام أبي حنيفة‪ ,‬وعليه العمل‪ .‬وعند اإلمامني أبي يوسف وحممد يبقى وقت‬
‫الظهر إىل أن يصري ظل كل شيء مثله‪.‬‬
‫(‪ )1‬أي إذا صار ظل كل شيء مثليه عند اإلمام‪ ,‬وإذا صار مثله عند الصاحبني (أبي يوسف وحممد)‪.‬‬
‫(‪ )5‬هذا عند الصاحبني‪ ,‬وعنده إىل غياب الشفق األبيض‪ ,‬وهو البياض الذي يأتي بعد احلمرة‪.‬‬
‫‪98‬‬
‫‪ -5‬صالة العشاء‪ :‬أربع ركعات‪ ،‬ووقتها من غروب الشفق األمحر‬
‫إىل طلوع الفجر الصادق‪ .‬لكن يكره تأخريها إىل ما بعد منتصف الليل‪.‬‬
‫* صالة الوتر‪ :‬ثالث ركعات‪ ،‬وهي واجبة‪ ،‬ووقتها وقت العشاء غري أهنا تصىل بعد‬
‫العشاء‪ ،‬فإن قدمها عىل العشاء وجبت إعادهتا بعدها؛ لوجوب الرتتيب ‪.‬‬

‫األوقات املستحبة للصلوات‬

‫‪ -1‬يستحب تأخري صالة الفجر إىل اإلسفار ‪.‬‬


‫‪ -2‬يستحب تأخري الظهر يف الصيف ‪ ،‬وتعجيلها يف غري الصيف‪.‬‬
‫‪ -3‬يستحب تأخري العرص‪ .‬وال جيوز تأخريها إىل اصفرار الشمس ‪.‬‬
‫‪ -4‬يستحب تعجيل املغرب‪ .‬ويكره تأخريها إىل اشتباك النجوم ‪.‬‬
‫‪ -5‬يستحب تأخري العشاء إىل ثلث الليل شتاء‪ .‬ويكره إىل ما بعد نصف الليل ‪.‬‬
‫‪ -6‬يستحب تأخري الوتر إىل آخر الليل ملن وثق االنتباه يف آخر الليل‪.‬‬
‫ومن ال يثق االنتباه فاملستحب له أن يوتر قبل أن ينام‪.‬‬
‫* هذا االستحباب يف عموم األحوال‪ ,‬أما إذا كان غيم وال توجد هناك ساعة لضبط‬

‫(‪ )1‬فلو سقط الرتتيب ال يعيد الوتر‪ ,‬كما لو قدم الوتر على العشاء ناسيا‪ ...‬راجع الشرح‪.‬‬
‫* البلدان اليت يفتقد فيها أوقات الصلوات فإنهم يقدرون هلا وقتا ويصلونها ‪ ...‬راجع الشرح‪.‬‬
‫(‪ )2‬وهو وقت ظهور النور وانكشاف الظلمة‪ .‬فيستحب للرجل ابتداء الفجر بإسفار واخلتم به‪...‬‬
‫* والتأخري للرجال إال يف مزدلفة للحاج‪ * .‬أما املرأة فإن األوىل هلا أن تصلي الصلوات كلها يف أول وقتها‪.‬‬
‫(‪ )3‬فيؤخر حتى خيفّ احلر ما مل يبلغ الظل مِثالً‪ ,‬فيكره التأخري إليه إال للمسافر‪ .‬واجلمعة كالظهر‪.‬‬
‫(‪ )1‬وهو أن يتغري قرص الشمس فيمكن للعني إطالة النظر فيها‪ .‬يكره التأخري إليه حترمياً إال بعذر‪.‬‬
‫(‪ )5‬أي كثرة النجوم؛ بظهور صغارها وكبارها حتى ال خيفى من النجوم شيء‪ ..‬راجع الشرح‪.‬‬
‫(‪ )6‬تأخريها إىل نصف الليل مباح‪ ,‬وبعد النصف مكروه تنزيها‪ .‬ويندب تعجيلها صيفا‪.‬‬
‫‪99‬‬
‫الوقت فيستحب تعجيل العصر والعشاء‪ ,‬ويستحب تأخري ما سواهما‪.‬‬

‫األوقات املكروهة حترميا أو تنزيها‬

‫أوالً‪ :‬األوقات الثالثة التي ال يجوز فيها شيء من الصلوات‪:‬‬


‫‪.‬‬ ‫‪ )1‬عند طلوع الشمس حتى ترتفع قدر رم‬
‫‪ )2‬عند استواء الشمس إىل أن تزول‪.‬‬
‫‪ )3‬عند اصفرار الشمس إىل أن تغرب‪ .‬ويستثنى منه عرص ذلك اليوم؛ فإن وقتها‬
‫إىل الغروب‪ ،‬ولكن ال جيوز تأخريها إىل اصفرار الشمس‪.‬‬
‫* وال يصح يف هذه األوقات الفرع وال الوتر وال غريمها ؛ إال ما ييل‪:‬‬
‫‪ .1‬عرص ذلك اليوم كام مر؛ فإنه جيب أداؤها وإن ّ‬
‫أخرها‪.‬‬
‫‪ .2‬إذا حرضت اجلنازة يف هذه األوقات‪ ،‬فإن األفضل أن يصيل عليها وال‬
‫يؤخرها‪ ،‬والتأخري مكروه‪.‬‬
‫‪ .3‬إذا تال آية سجدة يف هذه األوقات فعليه أن يؤخر ليسجد يف وقت غري‬
‫مكروه‪ ،‬لكن إن سجد فيها ص أداؤها مع الكراهة التنزهيية‪.‬‬
‫أما إن تال آية السجدة يف غري هذه األوقات فال جيوز أن يسجد فيها‪.‬‬

‫(‪ )1‬وهذا يستغرق عشر إىل ‪ 15‬دقيقة تقريباً‪ ,‬واألحوط أن ينتظر عشرين دقيقة‪.‬‬
‫(‪ )2‬فال تنعقد وال تصـح فيهـا صـالة العيـدين وركعتـا الطـواف وسـجود السـهو‪ ,‬وكـذا سـجود‬
‫التالوة إذا تليت يف غري هذه األوقات‪ .‬ويف صالة اجلنازة إذا حضرت قبلها وأُخرت إليها خالف‪.‬‬
‫* ويستثنى من االنعقاد أنه إن شرع النفل فيها انعقد‪ ,‬ووجب القطع والقضاء‪ ,‬وإن أمت صح بكراهة‪.‬‬
‫‪111‬‬
‫ثانياً‪ :‬األوقات الثالثة التي ال يجوز فيها النفل ؛ كتحية املسجد وغريها‪:‬‬
‫‪ -1‬قبل الفجر‪ :‬بعد طلوع الفجر حتى صالة الفجر‪ ،‬إال سنة الفجر‪.‬‬
‫‪ -2‬بعد الفجر‪ :‬بعد صالة الفجر حتى طلوع الشمس‪.‬‬
‫‪ -3‬بعد العرص‪ :‬بعد صالة العرص حتى اصفرار الشمس‪.‬‬
‫وجيوز يف هذه األوقات قضاء الفوائت من الفرض والوتر وسجود التالوة‬
‫وصالة اجلنازة بال كراهة يف ذلك كله ‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬أحوال وأوقات أخرى تكره فيها الصالة‪:‬‬


‫‪ -1‬عند خروج اخلطيب حتى يفرغ من الصالة ‪.‬‬
‫‪ -2‬عند اإلقامة للفريضة‪ .‬وتستثنى سنة الفجر ‪ ،‬فإهنا تصىل بعد اإلقامة برشطني‪:‬‬
‫‪ )1‬أن يدرك اجلامعة بإدراك الركعة الثانية ‪.‬‬
‫‪ )2‬أن ال يصيل بقرب اجلامعة‪ ،‬وإنام يصيل يف البيت أو خارج باب املسجد ‪.‬‬

‫(‪ )1‬وكذا ال جيوز فيها الواجب لغريه كالصلوات املنذورة‪ ,‬وركعيت الطواف‪ ,‬وما أفسده من الصلوات ‪.‬‬
‫(‪ )2‬إال النفل والواجب لغريه‪ ,‬فهما ينعقدان مع الكراهة‪ ,‬فيجب القطع والقضاء يف وقت غري مكروه ‪.‬‬
‫يف سـفر وال حضـر‪ ,‬يف صـحة وال مـرض‪ ,‬وملـا‬ ‫(‪ )3‬سنة الفجر آكد السنن ومل يرتكهـا الرسـول‬
‫فيها من الفضائل والنصوص اليت تؤكد عليها؛ قيل بوجوبها‪ .‬ومراعاة لـذلك وملـا أثـر عـن الصـحابة مـن‬
‫‪« :‬إذا أقيمــت الصــالة فــال صــالة إال املكتوبــة»‪ ,‬بــذلك‬ ‫أدائهــا عنــد إقامــة الفجــر خصــت مــن قولــه‬
‫وردت اآلثار عن الصحابة والسـلف (راجـع بدايـة املفـيت)؛ لكـن ينبغـي مـع ذلـك أن يؤديهـا يف البيـت إذا‬
‫ظن أن الصالة تقام عند وصوله إىل املسجد‪ .‬راجع الشرح‪.‬‬
‫(‪ )1‬يشرتط إدراك الركعة الثانية؛ كما يف اهلداية وغريها وهو ظاهر املذهب‪ ,‬وهو الراجح‪ .‬بهشيت زيور‪..‬‬
‫(‪ )5‬إذا أقيمت صالة الصبح فاألصل أن يصلي السنة خارج املسجد حتى ال خيالف مجاعة املسلمني‪ .‬لكن‬
‫إذا شق ذلك أو مل جيد مكاناً خارج الباب هل يصلي يف املسجد؟ نعم لعموم اآلثار بشرط ‪ ...‬راجع الشرح‪.‬‬
‫‪111‬‬
‫‪ -3‬يكره النفل والفرض حال مدافعة البول أو الغائط أو الري ‪.‬‬
‫وينبغي أن يتطهر ويستعد للصالة مبكراً حتى ال تفوته اجلماعة‪.‬‬
‫‪ -4‬تكره الصالة عند حضور طعام وهو جائع ونفسه تتوق إليه‪.‬‬
‫‪ -5‬وكذا عند حضور يشء يشغل باله وخيل بخشوعه‪.‬‬
‫‪ -6‬يكره التنفل قبل صالة العيد؛ سواء يف املصىل أو يف املنزل‪.‬‬
‫‪ -7‬وكذا يكره بعد العيد يف مصىل العيد‪ ،‬وجيوز يف املنزل‪.‬‬
‫‪ -8‬إذا ضاق وقت الصالة املفروضة ال جيوز أن يصيل غريها ‪.‬‬
‫**************‬
‫*******‬
‫*‬

‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬


‫‪ -1‬بني عدد ركعات الصالة يف جدول‪ ،‬وحدد وقت كل صالة‪.‬‬
‫‪ -2‬ما هي األوقات املستحبة للصلوات ؟‬
‫‪ -3‬ما هي األوقات الثالثة التي ال جيوز فيها يشء من الصلوات ؟‬
‫‪ -4‬األوقات واألحوال التي يكره فيها الصالة ثالثة أنواع‪ .‬ما هي ؟‬
‫‪ -5‬اذكر ثالثة من األحوال التي تكره فيها الصالة‪.‬‬

‫(‪ )1‬سواء كانت نفال أو واجبة أو فائتة‪ ,‬وسواء كان الرتتيب واجبا أو ال‪.‬‬
‫* يكره التنفل قبل صالة املغرب بأكثر من ركعتني‪ ,‬لكراهة تأخري املغرب إال يسرياً‪.‬‬
‫‪112‬‬
‫تأمل فيما يلي وبني هل هو صواب أم خطأ‪ ،‬مع تصويب اخلطأ ‪...... :‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬فرض اهلل يف أول األمر مخسني صالة‪ ،‬ثم جعل املفروض مخسا فقط‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬يستحب تأخري صالة الفجر والعرص واملغرب‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬يكره تأخري العشاء إىل ما بعد نصف الليل واملغرب إىل اشتباك النجوم‬
‫)‬ ‫‪ ‬ال جيوز أن يصيل عند اصفرار الشمس شيئا من الصلوات إال عرص يومه (‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬إذا حرضت اجلنازة يف هذا الوقت فعليه أن يصيل عليها بعد املغرب‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬جيوز قضاء الفوائت وسجود التالوة بال كراهة بعد الفجر والعرص‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬ال يصيل سنة وال نفال إذا أقيمت الصالة إال سنة الفجر برشطني‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬يكره أن يصيل بني اخلطبة وصالة اجلمعة ‪ ،‬وكذا أثناء اخلطبة‬
‫)‬ ‫‪ ‬يكره النفل حال مدافعة البول أو الغائط أو الري ‪ ،‬لكن جيوز الفرض‪( .‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬يكره التنفل قبل صالة العيد وبعدها؛ سواء يف املصىل أو يف املنزل‪.‬‬

‫أكمل الفراغ فيما يلي‪:‬‬


‫‪ ‬عدد ركعات صالة الفجر ‪ .........‬ووقتها من ‪ ............‬إىل ‪............‬‬
‫‪ ‬عدد ركعات الظهر ‪ .........‬ووقتها من ‪ ...............‬إىل ‪...............‬‬
‫‪ ‬عدد ركعات العرص ‪ .........‬ووقتها من ‪ ...............‬إىل ‪...............‬‬
‫‪ ‬عدد ركعات املغرب ‪ .........‬ووقتها من ‪ ..............‬إىل ‪....... ........‬‬
‫‪ ‬عدد ركعات العشاء ‪ .........‬ووقتها من ‪ ...............‬إىل ‪...............‬‬

‫‪113‬‬
‫باب األذان واإلقامة‬

‫قال‪ :‬فإذا حضرت الصالة فليؤذن‬ ‫عن مالك بن احلويرث ‪ ‬أن النيب‬
‫لكم أحدكم وليؤمكم أكربكم [رواه البخاري برقم (‪])394‬‬

‫من فضائل األذان والمؤذن‪:‬‬

‫قال‪ :‬لو يعلم الناس ما يف النداء والصف األول‪ ،‬ثم‬ ‫* عن أيب هريرة ‪ ‬أن رسول اهلل‬
‫مل جيدوا إال أن يستهموا عليه الستهموا عليه‪ ،‬ولو يعلمون ما يف التهجري الستبقوا إليه‪ ،‬ولو‬
‫‪[ .‬رواه البخاري برقم (‪ )506‬ومسلم برقم (‪])137‬‬ ‫يعلمون ما يف العتمة والصب ألتومها ولو حبوا‬
‫[رواه مسلم برقم (‪ )387‬عن معاوية ‪]‬‬ ‫‪ :‬املؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة‬ ‫* وقال‬
‫«ال يسمع مدى صوت املؤذن جن وال إنس وال يشء‪ ،‬إال شهد له يوم القيامة‬ ‫* وقال‬

‫حكم األذان واإلقامة ‪:‬‬


‫مها سنتان مؤكدتان يف قوة الواجب عىل الرجال للفرائض اخلمس ‪.‬‬
‫ويستحبان للمسافر وملن يصيل يف بيته ‪ ،‬بجامعة أو منفردا‪ ،‬لكن يكره هلم ترك‬
‫اإلقامة دون األذان ‪.‬‬

‫(‪ )1‬االستهام‪ :‬االقرتاع‪ ,‬والتهجري‪ :‬التبكري إىل الصالة ‪ .‬العتمة ‪ :‬وقت صالة العشاء األخرية ‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه البخاري برقم (‪ )581‬عن أبي سعيد ‪( ‬مدى الصوت)‪ :‬آخر ما يصل إليه الصوت وينتهي ‪.‬‬
‫(‪ )3‬قال اإلمام حممد‪ :‬لو اجتمع أهل بلدة على ترك األذان قاتلتهم ولو تركه واحد لضربته وحبسته‪.‬‬
‫(‪ )1‬فال يسنان للنساء وال لغري الفرائض اخلمس؛ كعيد وكسوف ووتر وسنن ونوافل‪.‬‬
‫(‪ )5‬ويؤذن ويقيم ألوىل الفوائت‪ ,‬وخيري يف األذان للباقي لو يف جملس وفعله أوىل‪ ,‬ويقيم للكل‪.‬‬
‫(‪ )6‬أداء كان أو قضاء‪ .‬واألذان واإلقامة للمسافر آكد مـن املقـيم بالبيـت؛ إذ يكفـي أذان احلـي وإقامتـه‪.‬‬
‫‪114‬‬
‫* وال يسن للنساء األذان واإلقامة بل مها مكروهان؛ ألن حاهلن مبني عىل السرت‪.‬‬

‫ألفاظ األذان واإلقامة‪:‬‬


‫‪ ‬في األذان‪ :‬يكرب أربعا ‪ /‬ثم يأيت بالشهادتني‪ :‬شهادة التوحيد مرتني ثم‬
‫شهادة الرسالة مرتني ‪ /‬ثم يقول‪( :‬حي عىل الصالة) مرتني ‪ /‬ثم (حي عىل‬
‫الفالح) مرتني ‪ /‬ويزيد بعده يف الفجر‪" :‬الصالة خري من النوم " مرتني ‪ /‬ثم‬
‫يكرب مرتني ‪ /‬وخيتم بالتهليل مرة‪ .‬هكذا‪:‬‬
‫(( اهلل أكربْ اهلل أكربْ * اهلل أكربْ اهلل أكربْ *‪ /‬أشهد أن ال إله إال اهللْ * أشهد‬
‫أن ال إله إال اهللْ *‪ /‬أشهد أن حممداً رسول اهلل * أشهد أن حممداً رسول اهللْ *‪/‬‬
‫حيّ على الصالةْ * حيّ على الصالةْ *‪ /‬حيّ على الفالحْ * حيّ على الفالحْ [*‪/‬‬
‫ويقول يف الفجر فقط‪ :‬الصالة خري من النوم * الصالة خري من النوم ] *‪ /‬اهلل أكربْ‬
‫اهلل أكربْ *‪ /‬ال إله إال اهللْ ))‬

‫‪ ‬اإلقامة مثل األذان إال أنه يزيد فيها بعد قوله‪" :‬حي عىل الفالح"‪:‬‬
‫"قد قامت الصالة" مرتني‪ .‬وال يزيد فيها "الصالة خري من النوم"‪.‬‬

‫يشترط لصحة األذان واإلقامة‪:‬‬


‫‪ -1‬دخول الوقت؛ فال يصحان قبله‪ ،‬وجيب إعادهتام إن قدمهام‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكونا بالعربية‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون املؤذن عاقال؛ فال يص أذان الصبي الذي ال يعقل ‪.‬‬

‫لكن إقامته ببيته جبماعة آكد من املنفرد‪ ,‬فرتك املنفرد لإلقامة ال يكره‪ ,‬ولو صلى جبماعة كره‪.‬‬
‫(‪ )1‬فاألذان مخس عشرة مجلة إال أذان الفجر فسبع عشرة مجلة كعدد مجل اإلقامة‪.‬‬
‫(‪ )2‬إذا كان بالغاً عاقالً عاملاً باألوقات مسلماً يصح االعتماد عليه يف دخول الوقت‪ ,‬وإال ال‪.‬‬
‫‪115‬‬
‫* وال جيوز تغيري كلامت األذان أو الزيادة فيها أو النقص منها‪،‬‬
‫أو اخلطأ يف حركاهتا‪ .‬كام يكره اخلطأ يف كيفية أداء احلروف وخمارجها‪.‬‬
‫بل عليه أن يصح األذان ويتعلم رشوطه وسننه ومكروهاته ثم يؤذن‪.‬‬

‫سنن األذان واإلقامة‪:‬‬


‫أن يكون املؤذن صاحلا أمينا يف الدين‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ -2‬أن يكون عاملا بالسنة وأوقات الصالة‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون عىل طهارة‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يؤذن ويقيم واقفا‪.‬‬
‫‪ -5‬أن يستقبل القبلة هبام‪.‬‬
‫‪ -6‬أن يلتفت عن يمينه عند قوله‪« :‬حي عىل الصالة»‪ ،‬وأن يلتفت عن يساره عند‬
‫قوله‪« :‬حي عىل الفالح»‪ ،‬وال حيول صدره عن القبلة وال قدميه عن مكاهنام‪.‬‬
‫‪ -7‬أن جيعل إصبعيه يف أذنيه يف األذان دون اإلقامة‪.‬‬
‫‪ -8‬أن يتمهل يف األذان ‪ ،‬ويرسع يف اإلقامة‪.‬‬
‫‪ -9‬أن يكون املؤذن حسن الصوت عاليه‪.‬‬
‫‪ -11‬أن يفصل بني األذان واإلقامة بقدر ما حيرض فيه املواظبون عىل اجلامعة‪.‬‬
‫ويكره وصلهام‪ .‬ويف املغرب يفصل بقدر ما يقرأ فيه أدعية األذان‪.‬‬

‫(‪ )1‬بأن ال خيرجها من خمارجها أو ال يأتي بصفاتها الالزمة ‪ .‬علما بأن تعلم التجويد العملي الزم‪.‬‬
‫* أمــا راء أكــرب فقيــل‪ :‬ســاكنة‪,‬وقيل‪ :‬حمركــة بــالفتح علــى نيــة الوقــف‪ ,‬واختــاره النابلســي وغــريه‪,‬‬
‫وقيل بالضمة إعراباً‪ ,‬واختاره مجع‪ ,‬واستظهره ابن عابدين؛ واألمر فيه واسع‪.‬‬
‫(‪ )2‬ويفصل بسكتة بني كل مجلتني منه بقدر ما جييب السامع‪ ,‬إال يف التكبري األول‪...‬‬
‫‪116‬‬
‫مكروهات األذان واإلقامة ‪:‬‬
‫‪ -1‬يكره التلحني (التغني الزائد عن حده)‪ .‬أما حتسني الصوت بدونه فمطلوب‪.‬‬
‫‪ -2‬يكره أذان املحدث وإقامته‪ ،‬ويعاد أذان اجلنب‪.‬‬
‫‪ -3‬يكره أذان املرأة والفاسق واملجنون‪ ،‬ويعاد األذان إذا أذنوا‪.‬‬
‫‪ -4‬يكره الكالم أثناء األذان واإلقامة ولو برد السالم‪.‬‬
‫‪ -5‬يكره أن يؤذن قاعدا‪ ،‬إال إذا أذن لنفسه‪.‬‬
‫* يكره خروج املؤذن أو أحد املصلني من املسجد بعد األذان حتى تنتهي الصالة‬
‫إال أن خيرج حلاجة وهو يريد الرجوع ‪.‬‬

‫ماذا يفعل من سمع األذان؟‬


‫يقول‪ :‬إذا سمعتم النداء‪:‬‬ ‫‪ :‬أنه سمع رسول اهلل‬ ‫عن عبد اهلل بن عمرو‬
‫* فقولوا مثل ما يقول‪ * ،‬ثم صلوا عيل؛ فإنه من صىل عيل صالة صىل اهلل عليه هبا عرشا‪،‬‬
‫* ثم سلوا اهلل يل الوسيلة؛ فإهنا منزلة يف اجلنة ال تنبغي إال لعبد من عباد اهلل وأرجو أن أكون‬
‫[رواه مسلم (‪ )384‬وأبو داود (‪])523‬‬ ‫أنا هو‪ ،‬فمن سأل يل الوسيلة حلت له الشفاعة‬
‫فعلى سامع األذان أن يأتي بالسنن التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يمتنع عن شغله وجييب املؤذن؛ فيقول كام يقول‪ ،‬إال عند احليعلتني‬
‫فيقول‪" :‬ال حول وال قوة إال باهلل" ‪.‬‬

‫(‪ )1‬وكذا ال يكره إذا كان إماما أو مؤذنا ملسجد آخر‪ ,‬أو خيرج لعذر‪.‬‬
‫(‪ )2‬كما يف حديث مسلم (‪ * )385‬أما قول "صدقت وبـررت" عنـد قـول املـؤذن‪" :‬الصـالة خـري مـن النـوم"‬
‫فمما يشرع عندنا‪ ,‬لكن ال أصل له‪ ,‬كما قال ابن حجر والقاري؛ فاألوىل أن يقول مثله‪ ,‬أو جيمع بينهما‪.‬‬
‫‪117‬‬
‫وجييب يف اإلقامة كذلك‪ .‬وعند "قد قامت ‪ "..‬يقول‪" :‬أقامها اهلل وأدامها" ‪.‬‬
‫‪ -2‬ثم يصيل ويسلم عىل النبي صىل اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫قال‪« :‬من‬ ‫‪ ،‬فيقول ما رواه جابر ‪ ‬أن رسول اهلل‬ ‫‪ -3‬ثم يسأل الوسيلة لنبينا‬
‫قال حني يسمع النداء‪" :‬اللهم رب هذه الدعوة التامة‪ ،‬والصالة القائمة‪ ،‬آت حممدا‬
‫الوسيلة والفضيلة‪ ،‬وابعثه مقاما حممودا الذي وعدته"‪ ،‬حلت له شفاعتي يوم القيامة»‬
‫رواه البخاري (‪ )580‬وزاد البيهقي (‪« :)2660‬إنك ال ختلف امليعاد»‬

‫‪ :‬الدعاء ال يرد بني األذان واإلقامة‬ ‫‪ -4‬وحيرص عىل الدعاء؛ فقد قال‬
‫**************‬
‫*******‬
‫*‬

‫* وإلجابة تشهد املؤذن ثبتت ثالثة ألفاظ‪ :‬راجع كل ذلك يف الشرح مفصالً‪.‬‬
‫(‪ )1‬كما رواه أبو داود (‪ )528‬وابن السين (‪ .)161‬وهو ضعيف‪ .‬تلخيص (‪ .)526 /1‬ولذا قال بعض العلماء‪:‬‬
‫"يقول مثل قوله‪ :‬قد قامت الصالة"‪ .‬قلت‪ :‬إن شاء قال ذا وإن شاء ذاك‪ ,‬وإن شاء مجع بينهما؛ ألن الضعيف‬
‫يعمل به يف مثل هذا‪ .‬وزاد بعضهم‪" :‬وجعلنا من صاحلي أهلها" وال أصل هلا‪ .‬التلخيص البن حجر (‪)526 /1‬‬
‫(‪ )2‬اختلف يف الزيـادة‪ ,‬واألوىل اعتبارهـا؛ ألنهـا ثبتـت عنـد الكشـميهين يف البخـاري‪ ,‬كمـا قـال‬
‫السخاوي يف املقاصد (‪ ,)13 3/1‬وقد حسّن الشيخ ابن باز هذه الزيادة وجود إسنادها يف جممـوع‬
‫فتــاواه (‪ * .)111/20( )365 ,336/16‬وأمــا زيــادة "والدرجــة الرفيعــة"‪" ,‬وارزقنــا شــفاعته" وحنــو‬
‫ذلك فال أصل له ‪ .‬رد وغريه‪ .‬فيجب ترك ما خيالف السنة‪.‬‬
‫(‪ )3‬رواه عن أنس أبو داود (‪ )521‬والرتمذي (‪ ,)212‬وقال‪" :‬حديث حسن"‪.‬‬
‫* أرجو القراء الكرام أن يدعوا لي خاصة‪ ,‬وللمسلمني‪ ,‬باإلميان والسعادة يف الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫* ويقول عند أذان املغرب‪« :‬اللهم هذا إقبال ليلك وإدبار نهارك وأصوات دعاتك فاغفر لـي»" ابـن أبـى شـيبة‬
‫(‪ )20256‬وأبو داود (‪ )536‬واحلاكم (‪ )711‬وصححه‪ ,‬ووافقه الذهيب‪.‬‬
‫* ويندب الصالة بني األذان واإلقامة إال املغرب‪.‬‬
‫‪118‬‬
‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬اذكر حديثا يبني فضيلة من فضائل األذان ‪.‬‬
‫‪ -3‬ماذا يفعل من سمع األذان ؟‬ ‫‪ -2‬ما حكم األذان واإلقامة ؟‬
‫‪ -4‬عدّ د سنن األذان واإلقامة ‪.‬‬

‫تأمل فيما يلي وبني هل هو صواب أم خطأ‪ ،‬مع تصويب اخلطأ‪:‬‬


‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬يسن للنساء األذان واإلقامة لكن بصوت منخفض‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬اإلقامة مثل األذان‪ ،‬وال يزيد شيئا إال "قد قامت الصالة" مرتني‪.‬‬
‫)‬ ‫‪ ‬يعاد أذان اجلنب ‪ ،‬ويكره عىل املحدث األذان واإلقامة ولو مل يكن جنبا‪( .‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬ال بأس بالتمطيط والتغني املبالغ فيه يف األذان‪.‬‬

‫اخرت من القائمة (ألف) ما يناسبه من القائمة (ب)‬


‫القائمة (ب) حكمها‬ ‫القائمة (ألف) أمور تتعلق باألذان واإلقامة‬
‫سنة‬ ‫دخول الوقت‬ ‫‪4‬‬
‫مكروه‬ ‫أن يكون املؤذن صاحلا أميناً يف الدين‬ ‫‪4‬‬
‫شرط‬ ‫أن يكون املؤذن على طهارة‬ ‫‪4‬‬
‫سنة‬ ‫التلحني (أي التغين الزائد) والتمطيط‬ ‫‪1‬‬
‫سنة‬ ‫خروج املؤذن أو غريه من املسجد بعد األذان‬ ‫‪9‬‬
‫مكروه‬ ‫أن يقول كما يقول املؤذن عند مساع األذان‬ ‫‪3‬‬
‫أكمل الفراغ فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬يف األذان‪ :‬يكرب أربعا‪ .‬ثم يـأيت بــ‪ ..........‬مـرتني‪ .‬ثـم يقـول‪)...... .........( :‬‬
‫‪ .......‬ثم ( ‪ ) .............‬مرتني‪ .‬ويزيد بعده يف الفجـر‪...... ... ....... ......... :‬‬
‫ثم ‪ ........ .......‬وخيتم بـ‪ ............‬مرة‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫كيفية الصالة وماهيتها‬

‫[رواه البخاري برقم (‪])631‬‬ ‫‪ « :‬صلوا كما رأيتموني أصلي »‬ ‫قال النيب‬
‫ال تص الصالة وال توجد إال بتوفر رشوطها وأركاهنا‪ .‬إذا فات يشء منها بطلت‪.‬‬

‫وال تتم إال بواجباهتا‪ ،‬وإذا ترك واجبا منها نقصت ووجب جرب النقص‪.‬‬

‫وال تبلغ الكامل إال بسننها ومستحباهتا‪.‬‬

‫وينتقص أجرها وكامهلا بارتكاب يشء من مكروهاهتا‪.‬‬

‫وتفسد (تبطل) بارتكاب يشء من مفسداهتا‪.‬‬

‫فإليك ما يشتمل عليه الفصل من األبواب على الرتتيب التالي‪:‬‬


‫ثانياً‪ :‬أركان الصالة‬ ‫أوالً‪ :‬شروط الصالة‬
‫رابعاً‪ :‬سنن الصالة‬ ‫ثالثاً‪ :‬واجبات الصالة‬
‫سادساً‪ :‬كيفية أداء الصالة‪.‬‬ ‫خامساً‪ :‬مستحبات الصالة‬
‫ثامناً‪ :‬مكروهات الصالة‪.‬‬ ‫سابعاً‪ :‬مفسدات الصالة‬
‫**************‬
‫*******‬
‫*‬

‫‪111‬‬
‫باب شروط الصالة‬

‫رشو الصالة مخسة وهي ‪ :‬الطهارة احلقيقية واحلكمية‪ ,‬سرت العورة‪ ,‬دخول‬
‫الوقت‪ ,‬استقبال القبلة‪ ,‬النية‪.‬‬
‫سرت‬
‫الطهارة‬
‫العورة‬
‫شروط‬
‫الصالة‬ ‫الشرط األول ‪ :‬الطهارة‬
‫استقبال‬ ‫دخول‬
‫الوقت‬ ‫بنوعيها‪ ،‬وهما‪:‬‬
‫القبلة‬
‫النية‬ ‫‪ )1‬الطهارة احلكمية من‬
‫احلدث األصغر واألكرب‪ :‬وذلك بالوضوء والغسل أو التيمم‪.‬‬

‫‪ )2‬الطهارة احلقيقية‪ :‬طهارة الثوب واجلسد واملكان من كل نجاسة غري معفو عنها‪ .‬ﭧ‬

‫ﭨﭽﯖﯗﭼ [املدثر‪ ]4 :‬والبدن واملكان أوىل بالتطهري من الثوب‪.‬‬

‫طهارة الثوب وما في حكمه‪ ،‬ويشمل ما يلي‪:‬‬


‫‪ )1‬كل ما البس البدن؛ كقميص وقلنسوة وخف ونعل‪.‬‬
‫‪ )2‬ما يتصل باملصيل ويتحرك بحركته؛ فلو كان عليه طرف من ثوب‪ ،‬وطرفه اآلخر‬
‫صحت‪.‬‬
‫نجس‪ ،‬فإن حترك الطرف النجس بحركات الصالة مل تص الصالة‪ ،‬وإال ّ‬
‫‪ )3‬محل النجاسة كلبسها؛ فلو محل قارورة مغلقة فيها نجاسة؛ بطلت صالته‪.‬‬

‫* من مل جيد موباً طاهراً‪ ،‬وعنده ثوب نجس‪ ،‬وال جيد ما يزيل به نجاسته‪ ،‬جيوز‬
‫له أن يصيل يف الثوب النجس ‪.‬‬

‫(‪ )1‬إذا كان ربع ثوبه فأكثر طاهراً وجب أن يصلي فيه‪ ,‬وإذا كان أقل منه طاهراً ال جيب‪.‬‬
‫‪111‬‬
‫طهارة المكان‪:‬‬
‫يشرت طهارة موضع القدمني واليدين والركبتني واجلبهة‪ .‬وجيب طهارة موضع األنف‪.‬‬
‫يرض؛ فتص الصالة عىل‬
‫* يكفي طهارة هذه املواضع‪ ،‬فإن كان ما حوهلا نجس ال ّ‬
‫سجادة صغرية أو كبرية أحد أطرافها نجس إن صىل عىل املوضع الطاهر‪.‬‬

‫* إذا كان الموضع نجسا فألقى عليه ثوباً أو نحوه‪ ،‬هل تصح الصالة؟‬
‫إذا كان املوضع نجسا جافا فألقى عليه ثوبا أو شيئا يصل ساترا للعورة (وهو ما‬
‫ال يرى منه اجلسد) صحت صالته‪ .‬وإن كان رقيقا جدا ال يصل ساترا للعورة‪،‬‬
‫ويشف ما حتته‪ ،‬ال تص الصالة ‪.‬‬
‫أما إذا كانت النجاسة رطبة فإن الثوب يتنجس من أسفله‪ ،‬فيشرت أن يكون ما‬
‫يوضع عليها غليظا ‪ ،‬وأن يمنع رساية النجاسة ‪.‬‬

‫الشرط الثاني لصحة الصالة‪ :‬ستر العورة ‪:‬‬


‫وهو واجب داخل الصالة وخارجها أيضا ‪ .‬وحد العورة ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬من الرسة إىل الركبة للرجل‪ .‬والركبة من العورة‪.‬‬
‫ب ‪ -‬وعورة املرأة يف الصالة‪ :‬مجيع بدهنا إال الوجه والكفني والقدمني‪ .‬وشعرها‬
‫‪.‬‬ ‫‪ :‬ال يقبل اهلل صالة حائض إال بخامر‬ ‫املسرتسل عورة‪ ،‬لقول النبي‬

‫(‪ )1‬إذا صلى علـى شـيء أعـاله طـاهر وأسـفله جنـس‪ ,‬فـإن كـان غليظـاً؛ كحجـر الرحـى أو كبسـاط‬
‫غليظ أو خشبة غليظة حبيث ميكن أن تنشر نصفني‪ ,‬أو صـلى علـى ثـوبني خمـيطني أسـفلهما يـس؛‬
‫صحت الصالة‪ .‬وإن مل يكن كذلك وكان رقيقاً ال تصح الصالة‪ .‬هو املعتمد‪ .‬راجع الرد ‪.387 ,71/2‬‬
‫(‪ )2‬وكــذا لــو كــان خاليـاً إال لضــرورة‪ .‬حلــديث‪« :‬احفــظ عورتــك إال مــن زوجتــك أو مــا ملكــت ميينــك»‬
‫فسئل‪ :‬فإن كان أحدنا خاليا ؟ قال‪« :‬فاهلل أحق أن يستحيى منه من الناس» حسن‪ .‬أبوداود (‪ )1617‬وغريه‪.‬‬
‫‪ .‬واملراد باحلائض ‪ :‬البالغة‪.‬‬ ‫(‪ )3‬رواه ابن ماجه (‪ )655‬عن عائشة‬
‫‪112‬‬
‫فإذا انكشف جزء من العورة أثناء الصالة بطلت‪ ،‬بشرطين‪ :‬أن‬
‫أي عضو فأكثر‪ ،‬وأن يبقى مكشوفا مدة قراءة ثالث تسبيحات ‪.‬‬
‫ينكشف ربع ّ‬
‫فلو انكشف ربع الفخذ مدة ثالث تسبيحات بطلت الصالة‪.‬‬
‫أما لو انكشف أقل من ربع الفخذ مدة طويلة‪ ،‬أو انكشف الفخذ كله لكن حلظة‬
‫يسرية بقدر تسبيحتني أو أقل‪ ،‬وغطاه مبارشة‪ ،‬مل تبطل الصالة‪.‬‬
‫وكذا لو انكشف ساق املرأة أو شعرها أو رأسها أو ذراعها كلها أو نصفها أو‬
‫ربعها‪ ،‬قدر ثالث تسبيحات بطلت الصالة‪.‬‬
‫* يشرت يف الساتر للعورة أن يكون سميكا مانعا من وصف لون البرشة‪ ،‬دون‬
‫حجمها؛ فلو صىل بثوب رقيق يصف ما حتته بطلت صالته‪ .‬أما لو صىل بثوب‬
‫ضيق يظهر شكل العورة صحت صالته مع الكراهة‪.‬‬
‫* ويستحب أن يصيل الرجل يف ثالثة أثواب من أحسن ثيابه ‪ :‬قميص‪ ،‬رسوال أو‬
‫إزار‪ ،‬عاممة أو قلنسوة‪.‬‬
‫* ال جيوز أن يصيل الرجل يف ثوب واحد كاشفا كتفيه ‪.‬‬

‫الشرط الثالث لصحة الصالة‪ :‬دخول الوقت‪:‬‬


‫فال تصح الصالة قبل دخول وقتها‪ .‬وقد تقدم التفصيل يف باب أوقات الصالة‪.‬‬
‫الشرط الرابع لصحة الصالة‪ :‬استقبال القبلة‪:‬‬
‫قال اهلل تعاىل‪ :‬ﭽﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫﭼ [البقرة ‪]111 :‬‬

‫(‪ )1‬وهذا إذا مل يتعمد الكشف وإال فسدت يف احلال‪.‬‬


‫(‪ )2‬ومن مل جيد ما يسرت به عورته يصلي عاريًا وال يعيد‪ ,‬ويصلي قاعداً‪ ,‬يومئ بالركوع والسجود‪.‬‬
‫‪113‬‬
‫الذي بمكة ويشاهد الكعبة جيب عليه استقبال عن الكعبة يف الصالة‪.‬‬
‫أما الذي ال يشاهد الكعبة أو كان بعيدا‪ ،‬جيب عليه استقبال جهة الكعبة؛ فلو‬
‫يرض؛‬
‫ّ‬ ‫كانت الكعبة يف املرشق فقبلته جهة املرشق‪ .‬واالنحراف اليسري ال‬
‫واالنحراف الكثري يبطل؛ كام لو توجه إىل الشامل أو اجلنوب‪.‬‬
‫دالئل معرفة القبلة‪:‬‬
‫تعرف القبلة باملحاريب التي نصبها الصحابة والتابعون وأهل العلم بالقبلة‪.‬‬
‫وتعرف بسؤال العامل هبا‪.‬‬
‫وتعرف القبلة بام يدل عليها كالنجوم واآلالت؛ مثل البوصلة والساعة‪.‬‬
‫* ومن عجز عن معرفة القبلة هبذه الدالئل وجب عليه أن يتحرى وجيتهد‪ ،‬ويصيل إىل‬
‫ما أدى إليه حتريه‪ .‬فإن تبني بعد الصالة أنه أخطأ صحت صالته وال يعيد‪.‬‬
‫وإن تبني خطؤه أو تبدل اجتهاده أثناء الصالة استدار وأتم صالته‪.‬‬
‫* العاجز عن استقبال القبلة ملرض وعذر يصيل إىل أي جهة قدر عليه ‪.‬‬

‫الشرط الخامس لصحة الصالة‪ :‬النية‪:‬‬


‫املعترب يف النية عمل القلب‪ ،‬وهو أن يعلم بقلبه أي صالة يصيل ‪.‬‬
‫ويشرت أن تكون النية قبل الرشوع يف الصالة؛ فلو نوى بعد التحريمة ال تص ‪.‬‬
‫وينبغي أن يستحضر النية عند التحرمية(‪ ,)3‬وأن خيشع يف الصالة‪.‬‬

‫(‪ )1‬لكن جيب عليه أن يستعني بغريه إذا كان ممن يطيعه‪.‬‬
‫(‪ )2‬واملعترب هو القلـب‪ ,‬فـال عـربة بـاللفظ إن خـالف مـا يف القلـب‪ * .‬والـتلفظ بالنيـة قيـل يسـتحب وقيـل‬
‫بدعة‪ .‬واألشبه االستحباب عند قصد مجع العزمية‪ .‬فلو مل يسـتطع استحضـار النيـة إال بـالتلفظ تلفـظ‪,‬‬
‫ويكفي أن يقول أداءً‪" :‬أصلي صالة الظهر" مثالً‪ .‬والزيادة ال ضرورة هلا‪.‬‬
‫(‪ )3‬فإن نوى من قبل ومل يستحضر جاز بشرط أن ال يفصل بني النية والتكبري بفاصل أجنيب؛ كاألكل‬
‫‪114‬‬
‫* وجيب يف النية تعيني الصالة إذا كانت فرضا أو واجبا؛ كأن‬
‫ينوي ظهرا أو عرصا أو وترا أو صالة العيدين‪ ،‬فيعني يف النية تلك الصالة‪.‬‬
‫‪ -‬وال يشرت تعيني عدد الركعات‪ ،‬وال كوهنا أداء أو قضاء‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كانت الصالة نفال أو سنة يكفي مطلق نية الصالة ‪.‬‬
‫‪ -‬يلزم املقتدي أن ينوي متابعة اإلمام ‪.‬‬

‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬


‫‪ ‬عدد رشو الصالة‪.‬‬
‫‪ ‬محل النجاسة كلبسها‪ .‬وض العبارة بمثال ‪.‬‬
‫‪ ‬إذا صىل عىل ثوب وضعه عىل النجاسة ‪ ،‬فام احلكم ؟‬
‫‪ ‬ما هو حد العورة للرجل واملرأة يف الصالة ؟‬
‫‪ ‬يشرت يف الساتر للعورة أن يكون سميكا ‪ .‬وض ذلك تفصيال ‪.‬‬
‫‪ ‬اذكر دالئل معرفة القبلة ‪.‬‬
‫‪ ‬ما هي األمور التي تشرت لصحة التحريمة ؟‬

‫أكمل الفراغ فيما يلي‪:‬‬


‫‪ ‬يشرت طهارة موضع ‪ ......‬و‪ ......‬و‪ ......‬و‪ ......‬وجيب طهارة موضع ‪.......‬‬

‫والشرب والكالم؛ فلو خرج من منزله يريد اجلماعة فلما انتهى إىل اإلمام كرب ومل حتضره النية جاز‪.‬‬
‫(‪ )1‬والوقـت هــو الـذي يعينهــا؛ فلـو صــلى قبــل الظهـر أربعـاً ونـوى الصــالة ومل يعـني أنهــا ســنة أو‬
‫نفل‪ ,‬فهي تقع سنة الظهر‪ .‬وهكذا سائر السنن ولو تراويح أو سنة فجر‪.‬‬
‫(‪ )2‬ال يشرتط أن ينوي اإلمام إمامة املقتدي لو أم رجاالً‪ .‬وإن أم نسـاء؛ فإنـه يشـرتط نيـة إمامـة النسـاء إن‬
‫اقتدت به املرأة حماذية لرجل‪ ,‬وإن مل تقتد حماذية ففيه خالف‪ .‬ويأتي يف "صالة اجلماعة"‪.‬‬
‫‪115‬‬
‫* من رشو الصالة ‪ ......‬العورة؛ فإذا انكشف ‪ ......‬أي عضو‬
‫‪.‬‬ ‫مدة ثـالث ‪ .............‬بطلت الصالة‪.‬‬
‫* يستحب أن يصيل الرجل يف ثالثة أثواب‪ ، ..... :‬و‪ .....‬أو ‪ ، .....‬و‪ .....‬أو ‪.......‬‬
‫* الذي بمكة ويشاهد ‪ .......‬جيب عليه استقبال ‪ ............‬يف الصالة ‪ ،‬أمـا البعيـد‬
‫عن ‪ ،..........‬جيب عليه استقبال ‪.................‬‬

‫تأمل فيما يلي وبني هل هو صواب أم فيه خلل بعالمة (‪ ) ، ‬مع تصويب اخللل‪:‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬يشرت للصالة طهارة اجلسد من النجاسة احلقيقية واحلكمية ‪.‬‬
‫)‬ ‫‪ ‬يشرت للصالة طهارة الثوب واملكان من النجاسة احلقيقية واحلكمية‪( .‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬يشرت طهارة كل ما البس بدن املصيل أو اتصل به ولو مل يتحرك‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬إذا كان املوضع نجسا جافا فألقى عليه ثوبا رقيقا‪ ،‬صحت صالته‪.‬‬
‫‪ ‬من عجز عن معرفة القبلة بالدالئل وجب عليه التحـرى‪ ،‬ويصـيل إىل مـا أدى إليـه‬
‫)‬ ‫(‬ ‫حتريه‪ ،‬فإن تبني أثناء الصالة أنه أخطأ صحت صالته وال يعيد‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬العاجز عن استقبال القبلة ملرض وعذر يصيل إىل أي جهة قدر عليه‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬املعترب يف النية عمل القلب‪ ،‬وهو أن يعلم بقلبه أي صالة يصيل‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬لو نوى بعد تكبرية اإلحرام أو بعد قوله "اهلل" ال تص الصالة‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬جيب تعيني الصالة بالنية فرضا كانت أو نفال‪.‬‬

‫اخرت اإلجابة الصحيحة‪:‬‬


‫( صحيحة – باطلة – ناقصة )‬ ‫‪ ‬إذا فات ركن من أركان الصالة فالصالة‬
‫( صحيحة – باطلة – ناقصة )‬ ‫‪ ‬إذا فات رش من رشو الصالة فالصالة‬
‫( صحيحة – باطلة – ناقصة )‬ ‫‪ ‬إذا فات واجب من واجبات الصالة فالصالة‬
‫‪ ‬إذا فات مستحب فالصالة (صحيحة لكن نقص يشء من األجر– باطلة – ناقصة)‬

‫‪116‬‬
‫باب أركان الصالة‬

‫أركان الصالة ستة ‪ ،‬فمن ترك شيئا منها بطلت صالته‪ ،‬سواء تركه عمدا أو سهوا‪.‬‬

‫الركن األول‪ :‬التحريمة ‪:‬‬


‫وهي أن يقول‪" :‬اهلل أكرب"‬
‫بنية الدخول يف الصالة‪.‬‬

‫ويشترط لصحة التحريمة ما يلي‪:‬‬


‫‪ -1‬أن ينوي معها أو قبلها بحيث ال يفصل بني النية والتكبري بعمل ينايف الصالة؛‬

‫كاألكل والرشب‪ .‬فلو كان نوى صالة الظهر مثال‪ ،‬ثم توضأ ومشى إىل الصالة و ّ‬
‫كرب ومل‬
‫كرب‬
‫يستحرض النية‪ ،‬تص التحريمة‪ .‬أما لو انشغل باألكل بعد النية وغفل عن الصالة‪ ،‬ثم ّ‬
‫ومل يستحرض النية مل تص ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكرب قائام قبل االنحناء للركوع‪ ،‬فلو كرب وهو إىل الركوع أقرب ال تص التحريمة‪.‬‬

‫‪ -3‬أن ينطق التحريمة بحيث يسمع نفسه‪.‬‬

‫الركن الثاني‪ :‬القيام‪ :‬وهو ركن يف الفرض والواجب للقادر عليه ؛‬

‫(‪ )1‬زاد بعضهم "اخلروج بصنعه"‪ ,‬والراجح أنه واجب‪ .‬ونقص آخرون التحرمية بأنها شرط‪.‬‬
‫(‪ )2‬ال خالف يف كون التحرمية فرضاً للصالة‪ ,‬لكن اختلف يف كونها شرطاً أو ركناً؛ كبـاب البيـت‬
‫هل هو داخله أم خارجه؟ والـراجح أن التحرميـة شـرط‪ ,‬لكـن جعلتهـا ركنـا اتباعـًا للقـدوري واملرغينـاني‬
‫والتهانوي وغريهم‪ ,‬ال سيما وكونها شرطاً خفي‪ ,‬وكونها ركناً ظاهر للعيان‪ ,‬وأيسر لفهم الصبيان‪.‬‬
‫(‪ )3‬إمنا يفرتض القيام للقادر عليه وعلى السجود؛ فلو قدر عليه دون السجود ندب إمياؤه قاعداً‪.‬‬
‫‪117‬‬
‫‪ ‬فلو عجز عن القيام يف الفرض والواجب جاز أن يصيل قاعدا‪.‬‬
‫‪ ‬أما النفل فيجوز قاعدا من غري عذر ‪ ،‬لكن له نصف أجر القائم‪.‬‬

‫الركن الثالث‪ :‬القراءة‪ ،‬ولو آية قصيرة(‪:)2‬‬


‫القراءة فرض يف ركعتني فقط من صالة الفرض‪ .‬أما الوتر والنفل فالقراءة فرض‬
‫يف مجيع ركعاهتام‪.‬‬
‫‪ ‬ويشرت يف القراءة أن ُيسمع نفسه‪ .‬ولو قرأ بالقلب ال تص الصالة‪.‬‬
‫‪ ‬واملؤتم ال يقرأ‪ ،‬بل يستمع حال جهر اإلمام‪ ،‬وينصت حال إرساره ‪.‬‬

‫الركن الرابع‪ :‬الركوع‪:‬‬


‫وأقله أن حيني ظهره ورأسه بحيث لو مد يديه نال ركبتيه‪ ،‬وبه يتأدى الركن‪.‬‬
‫بالعجز‪ ،‬مع االطمئنان‪ ،‬وهو السنة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫وكامله أن حيني ظهره حتى يستوي الرأس‬
‫ومن كان يصيل قاعدا ينبغي أن ينحني حتى حتاذي جبهته قدام ركبتيه ‪.‬‬

‫الركن الخامس ‪ :‬السجدتان‪:‬‬


‫جيب يف السجود وضع اجلبهة واألنف واليدين والركبتني والقدمني‪ ،‬ويوجه أطراف‬
‫‪ :‬أمرت أن أسجد عىل سبعة أعظم‪ :‬عىل اجلبهة ‪-‬‬ ‫أصابعهام نحو القبلة‪ .‬قال النبي‬
‫رواه البخاري (‪ )770‬ومسلم (‪)106‬‬ ‫وأشار بيده عىل أنفه ‪ -‬واليدين والركبتني وأطراف القدمني‬

‫(‪ )1‬وال يفرتض القيام يف النوافل إال يف سنة الفجر يف األصح (در)؛ مراعاة للقول بالوجوب‪.‬‬
‫(‪ )2‬هذا أقل الفرض عنده‪ ,‬وعندهما ثالث‪ .‬وقدر الواجب ثالث آيات قصار‪ ,‬أو آية طويلة‪.‬‬
‫(‪ )3‬ﭧﭨﭽﯙﯚﯛﯜﯝﯞﭼ [األعراف‪ ]261 :‬قال اإلمام أمحد‪ :‬أمجع الناس على‬
‫أن هذه اآلية يف الصالة‪ .‬فال يقرأ املأموم‪ ,‬ال سيما يف اجلهرية‪ .‬ويف حديث مسلم‪ « :‬وإذا قرأ فأنصتوا»‬
‫(‪ )1‬وأقله طأطأة الرأس مع احنناء الظهر‪ .‬وبه يتحقق الركوع للقاعد‪.‬‬
‫‪118‬‬
‫فلو مل يضع إحدى قدميه يف السجود أو إحدى يديه أو ركبتيه فعليه اإلعادة‪.‬‬
‫* يكره أن يسجد عىل كفه أو طرف ثوبه أو طرف عاممته‪.‬‬
‫* يلزم وضع اجلبهة واألنف معا‪ ،‬وال جيوز االقتصار عىل أحدمها‪.‬‬
‫* يشرت لصحة السجود أن يكون عىل يشء تستقر عليه اجلبهة؛ بحيث لو بالغ‬
‫الساجد ال يتسفل رأسه أبلغ مما كان عليه حال الوضع‪ .‬فال يص السجود عىل املاء‬
‫وال عىل كومة األرز والذرة‪.‬‬
‫* ويشرت أن ال يرتفع حمل السجود عن موضع القدمني بأكثر من نصف ذراع‬
‫إال إذا كان ازدحام شديد وهو يصيل بجامعة؛ فيسجد عىل ظهر املصيل الذي أمامه ‪.‬‬
‫* السجود الثاين فرض أيضا‪.‬‬

‫الركن السادس‪ :‬القعود األخير قدر قراءة التشهد‪:‬‬


‫ويشرت تأخري القعود األخري عن األركان؛ فلو نيس سجدة الصالة أو التالوة‬
‫فسجدها بعد التشهد؛ فعليه إعادة القعود والتشهد‪.‬‬

‫* يشكط الكتيب بني األرهان؛ بأن يقدم القيام والقراءة عىل الركوع‪،‬‬
‫والركوع عىل السجود‪ ،‬والسجود عىل القعود‪.‬‬
‫* ويبقى اخلروج من الصالة‪ ،‬واختلف فيه‪ ،‬هل هو ركن أم واجب‪ .‬وال خالف‬
‫يف أن اخلروج بلفظ السالم واجب‪.‬‬
‫**************‬
‫*******‬
‫*‬

‫(‪ )1‬ويشرتط لذلك أمور كالزحام وأن يسجد على املصلي‪ .‬راجع للتفصيل الرد و"بداية املفيت" للمؤلف‪.‬‬
‫‪119‬‬
‫باب واجبات الصالة‬

‫حكمها‪ :‬ال تتم الصالة إال بواجباهتا‪ ،‬فرتكها نقص يف العبادة‪ ،‬فإن تركها عمدا وجبت‬
‫إعادة الصالة‪ ،‬وإن تركها سهوا وجب سجود السهو؛ جربا للنقص يف الصالة‪.‬‬

‫والواجبات كثيرة؛ أهمها‪:‬‬


‫‪ -1‬قراءة الفاحتة بكاملها وبجميع حروفها‪.‬‬
‫‪ -2‬ضم سورة إىل الفاحتة‪ :‬وأقل الواجب قراءة قدر سورة الكوثر أو ثالث آيات‬
‫قصار ‪ ،‬أو آية طويلة تعدل ثالث آيات قصار‪ ،‬بعد الفاحتة‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬جتب قراءة الفاحتة والسورة معها يف مجيع ركعات الوتر والنفل‪،‬‬
‫ويف الركعتني األوليني من الفرض‪.‬‬
‫أما الركعتان األخريان من الفرض فقراءة الفاحتة فيهما سنة‪.‬‬

‫‪ -3‬تقديم الفاحتة ع ى السورة ‪.‬‬


‫‪ -4‬القومة بعد الركوع‪.‬‬
‫‪ -5‬اجللسة بن السجدتن ‪.‬‬
‫‪ -6‬االطمئنان‪ :‬وهو تسكني أعضاء البدن يف الركوع والسجود‪ ،‬والقعود‪ ،‬ويف القومة‬
‫واجللسة؛ حتى تطمئن مفاصله‪ ،‬ويستقر كل عضو يف حمله‪ ،‬ويظل ساكنا‪.‬‬

‫(‪ )1‬حنو‪ :‬ﭽ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭼ [املدثر‪]23 - 21 :‬‬


‫(‪ )2‬فلو قرأ السورة أوالً‪ :‬يقرأ الفاحتة ويعيد السورة ثم يسجد للسهو؛ كما يسجد لو كرر الفاحتة‪.‬‬
‫(‪ )3‬االطمئنان بقدر تسبيحة واجب‪ .‬وبقدر ثالث تسبيحات سنة‪ ,‬وقيل واجب ‪.‬‬
‫‪121‬‬
‫والسنة أن يطمئن ويظل ساكنا بقدر ثالث تسبيحات عىل األقل‪.‬‬
‫«ارجع فصل فإنك مل تصل»‪ ,‬فرجع يصلي كما‬ ‫صلى رجل ومل يطمئن؛ فقال له‬
‫«ارجع فصل‪ ,‬فإنك مل تصل» وهكذا ثالث مرات‪,‬‬ ‫صلى ومل يطمئن‪ ,‬فقال‬
‫«إذا قمت إىل‬ ‫فقال الرجل‪ :‬والذي بعثك باحلق ما أحسن غريه‪ ,‬فعلمين‪ ,‬فقال‬
‫الصالة فكرب‪ ,‬ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن‪ ,‬ثم اركع حتى تطمئن راكعا‪ ,‬ثم‬
‫ارفع حتى تعدل قائما‪ ,‬ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا‪ ,‬ثم ارفع حتى تطمئن جالسا‪,‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وافعل ذلك يف صالتك كلها»‬
‫‪ -7‬وضع األنف (مع اجلبهة) يف السجود؛ فوضع األنف واجب ‪.‬‬
‫‪ -8‬القعود األول (بقدر ما يقرأ فيه التشهد)‪.‬‬
‫‪ -9‬التشهدان ‪ :‬أي قراءة التشهد بتاممه يف القعود األول واألخري‪.‬‬
‫أهيا النبي‬ ‫وصيغة التشهد‪ :‬التحيات هلل والصلوات والطيبات‪ ،‬السالم علي‬
‫ورمحة اهلل وبركاته‪ ،‬السالم علينا وع ى عباد اهلل الصاحلن‪ ،‬أشهد أن ال إله إال اهلل‪،‬‬
‫وأشهد أن حممدا عبده ورسوله [رواه البخاري (‪])3439‬‬

‫‪ -11‬القيام إىل الركعة الثالثة من غري تراخ بعد قراءة التشهد األول‪:‬‬
‫فلو أبطأ قدر ثالث تسبحات وجب سجود السهو لتأخري القيام ‪.‬‬
‫وهذا واجب يف الفرض والوتر والسنن الرواتب‪ ،‬بخالف سائر النوافل‪.‬‬
‫‪ -11‬لفظ "السالم" مرتن للخروج من الصالة‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪ )757‬ومسلم (‪ )307‬ويف رواية للبخاري (‪ )6667‬زيادة‪« :‬ثم ارفع حتى تستوي قائما»‬
‫(‪ )2‬وضع اجلبهة فرض‪ .‬ويضع ما صلب من األنف؛ فلو اقتصر على األرنبة ال يكون آتيا بالواجب‪.‬‬
‫(‪ )3‬لــذا مينــع الســكوت بعــد التشــهد األول أو الزيــادة عليــه بعــده ولــو بالصــالة علــى الــنيب ‪ ,‬وأقــل‬
‫الزيادة املفوتة للواجب مقدار‪" :‬اللهم صل على حممد وعلى آل حممد" على ما عليه األكثر‪ .‬رد‪.‬‬
‫‪121‬‬
‫‪ -12‬إتيان كل واجب أو فرع يف حمله من غري تأخري؛ فلو أتم‬
‫القراءة فمكث متفكرا (قدر أداء ركن) سهوا ثم ركع وجب سجود السهو ‪.‬‬

‫هذه واجبات عامة‪ ،‬وهناك واجبات تخص أحواالً وصلوات معينة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ -13‬اجلهر لإلمام فيام ججي َهر فيه؛ فيجب عىل اإلمام أن جيهر بالقراءة يف صالة‬
‫الصب ‪ ،‬ويف األوليني من املغرب والعشاء‪ ،‬ويف صالة العيدين واجلمعة‪ ،‬ويف‬
‫الوتر‪ ،‬ويف الرتاوي يف رمضان‪.‬‬
‫أرس‪ ،‬واألفضل أن‬
‫* أما املنفرد فباخليار فيام جيهر فيه اإلمام؛ إن شاء جهر وإن شاء ّ‬
‫جيهر ‪ .‬وكذا يف نفل الليل له اخليار‪.‬‬
‫رس فيه؛ وهو صالة الظهر والعرص والثالثة من املغرب‬
‫‪ -14‬اإلرسار لإلمام فيام جي َ ّ‬
‫واألخريان من العشاء ‪ .‬وكذا يف نفل النهار ‪.‬‬
‫* أما املنفرد فعليه أن يرس أيضا‪ ،‬لكن ال جيب سجود السهو لو جهر عىل الراج ‪.‬‬
‫‪ -15‬إنصات املقتدي حال قراءة اإلمام‪ ،‬فإنه ال يقرأ خلف اإلمام‪ ،‬بل ُينصت‬
‫أرس ‪.‬‬
‫و َيستمع إذا جهر القراءة‪ ،‬وينصت إذا ّ‬

‫(‪ )1‬وكل زيادة يف الصالة أو سكوت قدر ثالث تسبيحات يوجب السهو‪ .‬راجع الشرح‪.‬‬
‫(‪ )2‬أدنى اجلهر أن يسمع غريه ممن ليس بقربه‪ ,‬وأدنى اإلسرار أن يسمع نفسه أو من بقربه‪ .‬رد‪.‬‬
‫(‪ )3‬القضاء كاألداء لإلمام واملنفرد؛ فيجهر يف اجلهرية‪ ,‬وخيافت يف السرية سواء قضاه نهارا أو ليال‪.‬‬
‫(‪ )1‬وكذا صالة الكسوف واالستسقاء‪ .‬حبر‪.‬‬
‫(‪ )5‬ولو صلى النفل بالليل فهو باخليار‪ .‬واجلهر أفضل ما مل يؤذ نائماً وحنوه؛ كمريض ودارس‪.‬‬
‫(‪ )6‬صحح البعض وجوب اإلسرار على املنفرد‪ ,‬وظاهر الرواية أنه خمري‪ ...‬راجع الشرح‪.‬‬
‫(‪ )7‬لقول أبي هريرة ‪ :‬كنا نقرأ خلف اإلمام‪ ,‬فنـزل‪ :‬ﭽ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞﭼ‬
‫[األعراف‪ ]261 :‬در‪ .‬وقد اتفق أهل العلم على أن هذه اآلية نزلت يف الصالة‪ .‬ملعرفة األدلة راجع الشرح‪..‬‬
‫‪122‬‬
‫‪ -16‬دعاء القنوت يف الوتر ‪ .‬وذلك بعد القراءة يف الركعة الثالثة‪.‬‬
‫‪ -17‬تكبريات العيدين‪ ،‬وهي ست تكبريات‪ :‬يف كل ركعة ثالث‪.‬‬
‫‪ -18‬متابعة املقتدي إمامه؛ فال يسبقه وال يتأخر عنه‪.‬‬
‫= فلو رفع املقتدي رأسه من الركوع أو السجود قبل إمامه ينبغي أن يعود لتزول املخالفة‪.‬‬
‫= ولو رفع اإلمام رأسه قبل أن يسب املقتدي يف الركوع أو السجود ‪ ،‬أو سلم قبل‬
‫‪ ،‬فإنه يتابع إمامه ويرتك السنن ‪.‬‬ ‫أن يصيل عىل النبي‬
‫أما لو قام اإلمام إىل الثالثة قبل أن يتم املقتدي التشهد فإنه يتمه ثم يقوم؛ ألن‬
‫التشهد واجب فيتم الواجب الذي هو فيه ثم يتابع اإلمام ‪.‬‬
‫ولو فاته واجب يسلم مع اإلمام وال يسجد للسهو ‪.‬‬
‫**************‬
‫*******‬
‫*‬

‫(‪ )1‬الواجب مطلق الدعاء‪ ,‬لكن السنة أن يأتي باملأثور‪" :‬اللهم إنا نستعينك‪ ..‬اخل" كما يأتي يف بابه‪.‬‬
‫(‪ )2‬متابعة اإلمام يف الفرائض والواجبات من غـري تـأخري واجبـة‪ ,‬فـإن عارضـها واجـب ال ينبغـي أن‬
‫يفوته بل يأتي به ثم يتابع؛ كما لو قـام اإلمـام إىل الركعـة الثالثـة‪ ,‬أو سـلم يف القعـدة األخـرية‪ ,‬قبـل أن‬
‫يتم املقتدي التشهد‪ ,‬فإنه يتمه ثم يقوم؛ والف مـا إذا عارضـها سـنة؛ كمـا لـو رفـع اإلمـام قبـل تسـبيح‬
‫راجع الشرح‪.‬‬ ‫املقتدي ثالثا فاألصح أنه يتابعه؛ ألن ترك السنة أوىل من تأخري الواجب‪...‬‬
‫(‪ )3‬إال إذا سها املسبوق بعد سالم اإلمام فإنه يسجد عن سهوه ‪ ,‬ال لو سها قبل سالم اإلمام‪.‬‬
‫‪123‬‬
‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬عدد أركان الصالة‪.‬‬
‫‪ -2‬يشرت لصحة التحريمة ثالثة أمور ‪ ،‬ما هي ؟‬
‫‪ -3‬ما حكم ترك الواجب عمدا أو سهوا ؟ ويف أي موضع جيب قراءة الفاحتة مع السورة ؟‬
‫‪ -4‬عدد واجبات الصالة‪.‬‬
‫‪ -5‬متى جيب اجلهر واإلرسار يف الصالة ؟ ومتى ال جيب ؟‬
‫‪ -6‬لو رفع املقتدي رأسه قبل اإلمام‪ ،‬أو رفع اإلمام قبل انتهاء املقتدي من قراءته ما ذا يفعل ؟‬

‫أكمل الفراغ فيما يلي‪:‬‬


‫* جيب يف السجود وضع ‪ .....‬و‪ .....‬و‪ .....‬و‪ ......‬و‪ ،.....‬ويوجه ‪ .... ......‬نحو القبلة‬
‫* يشرت للسجود أن يكون عىل ما تستقر عليه ‪...‬؛ فال يص عىل ‪ ...‬وال عىل‪ .....‬و ‪.....‬‬
‫* «إذا قمت إىل الصالة ‪ ،...‬ثم‪ ...‬ثم‪ ،...‬ثم ‪ ،...‬ثم ‪ ،...‬ثم ‪ ...‬جالسا‪ ،‬وافعل ذلك يف‪» ...‬‬
‫* جيب متابعة اإلمام؛ فال ‪ ، .....‬وال ‪.....‬‬ ‫* صيغة التشهد‪« :‬التحيات ‪»...‬‬

‫تأمل فيما يلي وبني هل هو صواب أم فيه خلل بعالمة (‪ ) ، ‬مع تصويب اخللل‪:‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫* القيام ركن لكن جيوز للمصيل نفال وواجبا أن يصيل قاعدا‪.‬‬
‫)‬ ‫* القراءة فرض يف مجيع ركعات الفرض والوتر والنفل والسنن والنوافل‪( .‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫* يشرت يف القراءة أن ُيسمع نفسه‪ .‬ولو قرأ بالقلب ال تص الصالة‪.‬‬
‫)‬ ‫بالعجز‪ ،‬مع االطمئنان‪( .‬‬
‫ُ‬ ‫* كامل الركوع أن حيني ظهره حتى يستوي الرأس‬
‫)‬ ‫(‬ ‫* لكل ركعة سجدتان‪ ،‬وكالمها فرض‪ ،‬وجيب فيهام وضع سبعة أعظم‪.‬‬
‫)‬ ‫* جيب قراءة قدر سورة الكوثر أو ثالث آيات قصار أو آية طويلة‪ ،‬بعد الفاحتة‪( .‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫* جيب وضع األنف مع اجلبهة يف السجود‪.‬‬
‫)‬ ‫* لو أخر ركنا أو واجبا عن حمله قدر ثالث تسبيحات وجب سجود السهو‪( .‬‬
‫‪124‬‬
‫باب سنن الصالة‬

‫‪ ،‬الذي قال‪ :‬من رغب عن سنتي‬ ‫ينبغي املحافظة عىل السنن؛ تأسيا بالرسول‬
‫‪[ .‬رواه البخاري (‪])631‬‬ ‫‪ ،‬وقال‪ :‬صلوا كام رأيتموين أصيل‬ ‫فليس مني‬

‫وإليك سنن الصالة‪ ،‬وهي قريب اخلمسني سنة‪ ،‬أرتبها كالتالي‪:‬‬


‫‪ )1‬رفع اليدين للتحريمة ‪ .‬ويسن األمور اآلتية عند رفع اليدين‪:‬‬
‫‪ -2‬أن يستحرض النية (التي سبق أن نواها)‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يرفع يديه أوال ثم يكرب للتحريمة‪.‬‬
‫‪ -4‬أن ينرش األصابع؛ فال يقبضها‪ ،‬وأن يرتكها عىل حاهلا؛ فال يفرجها وال يضمها‪.‬‬
‫‪ -5‬أن يكون باطن الكف واألصابع إىل القبلة‪.‬‬
‫‪ -6‬أن يرفعهام الرجل حذاء األذنني‪ * .‬أما املرأة فرتفع يدهيا حذاء منكبيها فقط؛‬
‫ألنه أسرت هلا‪ ،‬وهو املتوارث‪ .‬وال خترجهام من مخارها‪.‬‬
‫‪ -7‬أن ال يطأطئ رأسه عند التكبري؛ وإنام يقوم مستويا [ناظرا إىل موضع سجوده]‪.‬‬

‫‪ -8‬أن يكرب املقتدي عقب تكبري اإلمام بال فصل ‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري برقم (‪ ,)1776‬ومسلم برقم (‪.)1161‬‬


‫(‪ )2‬اختلف يف مواضع الرفع‪ ,‬وال يسن عندنا إال يف تكبرية االفتتاح؛ ألدلة كثرية‪ .‬راجع الشرح‪.‬‬
‫(‪ )3‬فيصل ألف "اهلل" بـراء "أكـرب" مـن اإلمـام‪ .‬ولـذا ينبغـي أال يشـتغل بـالتلفظ بالنيـة وقتـه‪ .‬لقـول رسـول‬
‫إمنــا جعــل اإلمــام ليــؤمت بــه فــإذا كــرب فكــربوا [رواه مســلم (‪ * .])80‬وعنــد أبــي حنيفــة‬ ‫اهلل‬
‫يكرب مقارنا لتكبري اإلمـام‪ .‬وعنـد الصـاحبني يكـرب بعـد تكـبري اإلمـام مـن غـري فصـل؛ ألن الفـاء للتعقيـب‪.‬‬
‫وهو املختار للفتوى‪ .‬ط‪ * .‬وبـاقي األفعـال علـى هـذا اخلـالف‪ ,‬حتـى السـالم‪ .‬فعنـده املقارنـة‪ ,‬وعنـدهما التعقيـب‬
‫بال فصل‪ * .‬واخلالف يف األفضلية‪ ,‬وقول الصاحبني أحوط‪ ,‬وأقوى من حيث الدليل ‪ ..‬راجع الشرح‪.‬‬
‫‪125‬‬
‫سنن القيام والقراءة‪:‬‬
‫‪ )9‬وضع الرجل يده اليمنى فوق اليرسى حتت الرسة ‪.‬‬
‫وكيفيته للرجل‪ :‬أن يضع باطن كفه اليمنى عىل ظاهر كفه اليرسى‪ ،‬حملقا باخلنرص‬
‫واإلهبام عىل الرسغ‪ ،‬ويبسط أصابعه الثالث عىل ذراعه ‪.‬‬
‫إذا افتت الصالة‬ ‫‪ )11‬قراءة الثناء رسا (يستفت به الصالة)؛ وقد كان النبي‬
‫‪.‬‬ ‫غريك‬
‫اس ُمك‪ ،‬وتعاىل َجدك‪ ،‬وال إله ُ‬ ‫َ‬
‫وتبارك ْ‬ ‫الله ّم وبحمدك‪،‬‬
‫قال‪ُ :‬سبحانك ُ‬
‫‪ )11‬التعوذ رسا بلفظ‪ :‬أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم ‪.‬‬
‫‪ )12‬البسملة رسا أول كل ركعة قبل الفاحتة؛ بلفظ‪ :‬بسم اهلل الرمحن الرحيم ‪.‬‬

‫‪ )13‬التأمن رسا ‪ ،‬وهو قول‪ :‬آمني‪ ،‬يمد هبا صوته‪ ،‬ومعناه‪ :‬اللهم استجب‪.‬‬

‫‪ -14‬أن يقرأ بعد الفاحتة سورة‪ :‬من طوال املفصل يف الفجر‪ ،‬ومن أوساطه يف العرص‬
‫والعشاء‪ ،‬ومن قصاره يف املغرب ‪ ،‬أما الظهر فمن طوال املفصل أو من أوساطه ‪.‬‬
‫‪ -15‬إطالة الركعة األوىل عىل الثانية يف صالة الفجر ‪ .‬ويف غري الفجر إن شاء‬

‫(‪ )1‬ألدلة منها‪ :‬عن علـي ‪ « :‬مـن السـنة وضـع الكـف علـى الكـف يف الصـالة حتـت السـرة» رواه أبـو‬
‫داود (‪ * )756‬أما املرأة فتضع الكف على الكف على صدرها من غري حتليق‪.‬‬
‫(‪ )2‬أو يفعل كما يف البدائع‪ :‬حيلق إبهامه وخنصره وبنصره‪ ,‬ويضع الوسطى واملسبحة على‬
‫معصمه‪ ,‬وتبعه يف احللية وا تبى‪ .‬رد‪ .‬أو يضع الكف على الكف وميد األصابع مجيعاً‪ .‬أيّ ذلك‬
‫فعل فقد أتى بالسنة‪ .‬فالوضع سنة بال خالف‪ ,‬كما أن األخذ بال كيفية معينة سنة بال خالف‪.‬‬
‫‪ * .‬وال يزيد فيه‪" :‬وجل ثناؤك"‪.‬‬ ‫(‪ )3‬رواه أبو داود (‪ )776‬والرتمذي (‪ )213‬عن عائشة‬
‫(‪ )1‬املقتدي ال يأتي بالتعوذ وال بالبسملة؛ ألنهما للقراءة‪ .‬والثناء والتعوذ ال يأتي بهما يف غري الركعة األوىل‪.‬‬
‫(‪ )5‬والتأمني سنة لإلمام واملنفرد واملأموم يف الصالة اجلهرية‪ ,‬ويسرون‪.‬‬
‫(‪ )6‬سور املفصل تبدأ من سورة احلجرات إىل الناس‪ ,‬وهو ثالثة أقسام‪ :‬طوال املفصل‪ :‬من احلجرات‬
‫إىل الربوج‪ .‬وأوساطه‪ :‬من الربوج إىل البينة‪ .‬وقصار املفصل‪ :‬من البينة إىل الناس‪.‬‬
‫(‪ )7‬فيقرأ بقدر الثلثني يف األوىل والثلث يف الثانية ندباً‪ ,‬ولو فحب التفاوت فال بأس‪.‬‬
‫‪126‬‬
‫سوى بني القراءتني‪.‬‬
‫أطال األوىل‪ ،‬وإن شاء ّ‬
‫‪ )16‬أن يقرأ سورة الفاحتة يف الركعة الثالثة والرابعة من الفرائض ‪.‬‬

‫سنن الركوع والقومة ‪:‬‬


‫‪ -17‬أن يأخذ الرجل ركبتيه بيديه‪ ،‬معتمدا عليهام‪ ،‬ويفرج بني أصابعه‪.‬‬
‫‪ -18‬أن يباعد الرجل يديه عن جنبيه دون َحنْيهام‪ ،‬بل يشدّ مها‪.‬‬
‫‪ -19‬أن ينصب ساقيه دون حني الركبتني‪.‬‬
‫قالت‪ :‬كان رسول‬ ‫‪ -21‬أن يبسط ظهره‪ ،‬ويسوي رأسه ب َع ُجزه‪ :‬عن عائشة‬
‫‪.‬‬ ‫إذا ركع مل ّ‬
‫يشخص رأسه ومل يصوبه‪ ،‬ولكن بني ذلك‬ ‫اهلل‬
‫وتضم أصابعها‪ ،‬وتضع‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬هذا كله للرجل‪ ،‬أما املرأة فتنحني يف الركوع قليال‪،‬‬
‫يدهيا عىل ركبتيها وضعا‪ ،‬وال جتايف عضدهيا؛ ألن ذلك أسرت هلا‪.‬‬
‫يف الركوع بلفظ‪ :‬سبحان ريب العظيم ‪ .‬وأقله ثالث مرات‪.‬‬ ‫‪ )21‬التسبي‬
‫يطول‪.‬‬
‫والزيادة مستحبة‪ ،‬وترا‪ :‬مخسا أو سبعا‪ .‬واإلمام ال ّ‬
‫‪ )22‬التسميع لإلمام واملنفرد‪ ،‬وهو قول‪ :‬سمع اهلل ملن محده ‪.‬‬
‫‪ )23‬التحميد رسا ‪.‬‬

‫سنن السجود‪:‬‬
‫‪ -24‬أن يضع ركبتيه ثم يديه ثم وجهه عند السجود‪ .‬ويسن عكسه عند القيام من‬
‫السجود؛ فريفع وجهه أوالً ثم يديه ثم ركبتيه‪.‬‬

‫(‪ )1‬أما السنن والنوافل فتجب يف مجيع ركعاتها الفاحتة وسورة بعدها‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه مسلم (‪( .)216‬مل يشخص)‪ :‬مل يرفع‪( .‬ومل يصوبه)‪ :‬مل خيفضه خفضا بليغا بل يعدل فيه‪.‬‬
‫(‪ )3‬وهو سنة للمنفرد واملأموم‪ ,‬وكذا لإلمام على ما هو املختار‪ * .‬يسمّع رافعاً وحيمّد قائماً‪.‬‬
‫‪127‬‬
‫‪ -25‬نرش أصابع اليدين وضمها لتتوجه نحو القبلة‪ ،‬وتوجيه‬
‫أطراف أصابع القدمني إىل القبلة‪.‬‬
‫‪ – 26‬وضع الوجه بني الكفني‪.‬‬
‫‪ –27‬أن يباعد الرجل مرفقيه عن جنبيه‪ ،‬وذراعيه عن األرض‪ ،‬وبطنه عن فخذيه‪.‬‬
‫‪ ‬أما املرأة فتنخفض يف السجود‪ ،‬وتلصق بطنها بفخذهيا‪ ،‬وال تباعد يدهيا عن‬
‫جنبيها وال عن األرض؛ ألنه أسرت هلا‪.‬‬
‫‪ )28‬التسبي يف السجود؛ بقول‪« :‬سبحان ريب األعىل»‪ ،‬ثالثا عىل األقل‪.‬‬
‫‪ -29‬النهوض من السجود بال قعود‪ ،‬ويعتمد بيديه عىل ركبتيه‪.‬‬

‫سنن الجلسة والقعدتين‪:‬‬


‫‪ -31‬أن يفرتش رجله اليرسى وجيلس عليها‪ ،‬وينصب اليمنى ويوجه أصابعها‬
‫نحو القبلة‪ ،‬يف القعود األول واألخري ومجيع جلسات الصالة‪.‬‬
‫ور ُك؛ بأن جتلس عىل إليتها‪ ،‬وتضع الفخذ عىل الفخذ‪ ،‬وخترج‬
‫‪ ‬أما املرأة ف َت َت َّ‬
‫رجلها من حتت وركها اليمنى‪ ،‬وتضم فيه أصابعها‪.‬‬
‫‪ -31‬أن يضع يديه عىل فخذيه‪ .‬ويوجه أصابع اليرسى نحو القبلة‪ ،‬أما اليمنى ففي‬
‫اجللسة يوجهها نحو القبلة‪ ،‬ويف القعدتني يعقد اخلنرص والبنرص‪ ،‬وحيلق الوسطى‬
‫باإلهبام‪ ،‬ويشري باملسبحة؛ يرفعها عند قوله (ال إله)‪ ،‬ويضعها عند قوله (إال اهلل)‪.‬‬
‫بعد التشهد يف القعود األخري‪ .‬فيقول‪ :‬اللهم صل على‬ ‫‪ )32‬الصالة عىل النبي‬
‫حممد وعلى آل حممد؛ كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك محيد‬
‫جميد‪ ,‬اللهم بارك على حممد وعلى آل حممد؛ كما باركت على إبراهيم وعلى آل‬
‫‪128‬‬
‫إبراهيم إنك محيد جميد [رواه البخاري (‪])3106‬‬
‫‪ ،‬ومن األدعية املأثورة‪:‬‬ ‫‪ )33‬الدعاء باملأثور بعد الصالة عىل النبي‬
‫أليب بكر أن يقول يف الصالة‪ :‬اللهم إين ظلمت نفيس ظلام كثريا‪ ،‬وال يغفر‬ ‫* قال‬
‫الذنوب إال أنت‪ ،‬فاغفر يل مغفرة من عندك وارمحني إن أنت الغفور الرحيم‬
‫من‬ ‫‪ :‬إذا تشهد أحدكم فليستعذ باهلل من أربع يقول‪ :‬اللهم إين أعوذ ب‬ ‫* وقال‬
‫عذاب جهنم‪ ،‬ومن عذاب القرب‪ ،‬ومن فتنة املحيا واملامت‪ ،‬ومن رش فتنة املسيح الدجال‬

‫سنن السالم‪:‬‬
‫‪ )34‬أن يسلم بلفظ "السالم عليكم ورمحة اهلل"‪ .‬ومن سنن السالم‪:‬‬
‫‪ – 35‬االلتفات (يمينا ثم يسارا)‪ .‬ويبالغ يف حتويل الوجه يف التسليمتني‪.‬‬
‫‪ - 37‬متابعة اإلمام يف التسليم ‪.‬‬ ‫‪ - 36‬البداءة باليمني‪.‬‬
‫‪ - 38‬انتظار املسبوق فراغ اإلمام من التسليمتني ثم يقوم لقضاء ما فاته‪.‬‬
‫‪ -39‬أن جيهر اإلمام بالتسليمتني‪ ،‬وجيعل السالم الثاين أخفض من األول‪.‬‬
‫‪ -41‬النية يف السالم؛ بأن ينوي اإلمام واملقتدون السالم عىل من يف يمينهم‬
‫حل َف َظة ‪.‬‬
‫ويسارهم من املصلني وا َ‬

‫(‪ )1‬وال يدعو مبا يشبه كالم الناس حتى ال تفسد الصالة‪ ,‬بل يدعو باملأثور يف القرآن والسنة‪.‬‬
‫(‪ )2‬البخاري (‪ )700‬ومسلم (‪ )2765‬عن الصديق ‪ ‬قال للنيب ‪ :‬علمين دعاء أدعو به يف صالتي‪ .‬فعلمه‪.‬‬
‫(‪ )3‬مسلم (‪ :)588‬أن رسول اهلل كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن»‬
‫(‪ )1‬فال يتأخر عنه كثرياً؛ لكن عند اإلمام يقارن سالم اإلمام‪ ,‬وعندهما يسلم بعده مباشرة‪,‬‬
‫وهو رواية عنه‪ .‬وأيهما فعل فقد أصاب‪ ,‬واخلالف يف األفضلية‪ .‬واملختار للفتوى قوهلما‪ .‬رد‪.‬‬
‫(‪ )5‬املراد باحلفظة‪ :‬من حيفـظ أعمـال املكلـف (وهـم املالئكـة الكـرام الكـاتبون)‪ ,‬ومـن حيفظـه مـن‬
‫اجلن (وهم املعقبات)‪ .‬واملراد باملصلني كل من معه يف صالته من الرجال أو النساء أو الصبيان أو اجلن‪.‬‬
‫‪129‬‬
‫حل َف َظة فقط‪.‬‬
‫* وأما املنفرد فينوي السالم عىل ا َ‬
‫سنن أخرى ‪:‬‬
‫‪ )41‬تكبريات االنتقال‪ :‬أي تكبري الركوع والسجود والرفع منهام‪ ،‬وللقيام للثالثة‪.‬‬
‫‪ ‬ويكرب أثناء االنتقال‪ ،‬ال قبله وال بعده ‪.‬‬
‫‪ -42‬جهر اإلمام بالتكبريات وبالتسميع وبالسالم‪.‬‬
‫‪ -43‬اإلرسار بأذكار الصالة ؛ كالثناء والتعوذ والتسمية والتأمني والتشهد‪،‬‬
‫وأذكار الركوع والقومة والسجدة واجللسة‪.‬‬
‫‪ :‬إذا صىل أحدكم فليسترت لصالته ولو‬ ‫‪ )44‬أن يصيل خلف سرتة؛ لقوله‬
‫‪ .‬فالسرتة سنة مستحبة‪[ ،‬وأحيانا يكره تركها كام يأيت يف املكروهات] ‪.‬‬ ‫بسهم‬
‫‪ ‬ولو ص ّلوا مجاعة فسرتة اإلمام تكفي للمقتدين خلفه ‪.‬‬
‫**************‬
‫*******‬
‫*‬

‫(‪ )1‬وأما املؤمت واملنفرد فيسمع نفسه‪ .‬در‪ .‬وأما املبلغ فريفع بقدر احلاجة‪ .‬فإن مل تكن حاجة فبدعة‪.‬‬
‫(‪ )2‬سوى ما جيهر فيه؛ كقراءة اإلمام‪ ,‬وتكبرياته وغريها على حنو ما مر‪.‬‬
‫(‪ )3‬رواه أمحـــد (‪ )15316‬عـــن ســـربة‪ ,‬وصـــححه ابـــن خزميـــة (‪ )27 /2‬واحلـــاكم (‪ .)026 ,025‬ورواه‬
‫احلاكم (‪ )022‬وغريه عن سهل مرفوعا «إذا صلى أحدكم فليصل إىل سرتة» ووافقه الذهيب‪.‬‬
‫(‪ )1‬راجع الشرح "بداية املفيت" ملعرفة أحكام السرتة منها أنه يكره تركها لو صلى يف موضـع‬
‫خياف فيه مرور الناس‪ ,‬أيّ موضع كان‪ .‬رد‪ .‬سـواء كـان صـحراء أو مسـجداً أو غريهمـا‪ * .‬لـو‬
‫صلى يف مكان ال مير فيه أحد فـاألوىل اختـاذ السـرتة (ولكـن ال يكـره تركهـا) ملقصـود آخـر‪ ,‬وهـو‬
‫كف بصره عما وراءها‪ ,‬ومجع خاطره بربط اخليال‪ .‬رد‪ * .‬لو تعرّض ملكـان مـرور النـاس وصـلى فيـه‬
‫فإنه يأثم برتك السرتة‪ * .‬أقل السرتة قدر ذراع (شربان = ‪ 15‬سم تقريباً) ولو بدقة شعرة‪.‬‬
‫(‪ )5‬فلو مرّ مارّ يف قبلة الصف مل يكره إذا كان لإلمام سرتة‪ .‬رد‪.‬‬
‫‪131‬‬
‫آداب الصالة ومستحباتها‬

‫‪ -1‬املحافظة عىل األذكار املأثورة مثل‪:‬‬


‫‪ -‬قول محدا كثريا طيبا مباركا فيه بعد قوله‪ :‬ربنا لك احلمد‬
‫أو يقول‪ :‬رب اغفر يل‪،‬‬ ‫‪ -‬قول اللهم اغفر يل وارمحني وعافني واهدين وارزقني‬
‫رب اغفر يل [رواه أبو داود (‪ )871‬وغريه]‪ .‬وذلك يف اجللسة بني السجدتني‪.‬‬
‫‪ -2‬أن خيرج الرجل كفيه من كميه أو من ردائه عند تكبرية اإلحرام‪ ،‬إال لرضورة‪،‬‬
‫كربد‪ .‬أما املرأة فتسرت كفيها حذرا من كشف ذراعيها‪.‬‬
‫َ‬
‫‪ -3‬أن ينظر إىل موضع سجوده حال قيامه‪ ،‬وإىل ظاهر قدميه حال ركوعه‪ ،‬وإىل‬
‫أرنبة أنفه حال سجوده‪ ،‬وإىل ح ْجره حال جلوسه‪ ،‬وإىل منكبيه حال السالم ‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يدفع السعال واجلشاء والتثاؤب قدر استطاعته‪.‬‬
‫‪ -5‬أن يكظم فمه عند التثاؤب‪ ،‬فإن مل يقدر غطاه بيده ‪.‬‬
‫‪ -6‬أن يباعد القدمني يف القيام قدر أربع أصابع عىل األقل ‪.‬‬

‫(‪ )1‬قال يف ذلك‪« :‬رأيت بضعة وثالثني ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول» رواه البخاري (‪)766‬‬
‫(‪ )2‬هذا لفظ أبي داود (‪ )856‬والصيغة اليت جتمع لفظ الرتمذي وأمحد واحلاكم وغريهم‪ « :‬اللـهم اغفـر‬
‫لي وارمحين [وعافين] واجربني وارفعين واهدني وارزقين» وقال ‪ « :‬هؤالء مجعن خري الدنيا واآلخرة»‪.‬‬
‫(‪ )3‬حفظاً له عن النظر إىل ما يشغله‪ ,‬وليس املقصود هو النظر وإمنا املقصود اخلشوع‪...‬‬
‫(‪ )1‬اجلشاء‪ :‬تنفس املعدة عند االمتالء‪ .‬والسعال (العطاس)‬
‫(‪ )5‬ميسك شفته بسنّه ليكظم‪ ,‬فإن مل يقدر غطاه بيده اليسرى‪ .‬قال النيب ‪ :‬التثاؤب من الشـيطان‪,‬‬
‫فإذا تثاءب أحدكم يف الصالة فلريده [فليكظم] ما استطاع‪ ,‬فإن أحدكم إذا قال هـا ضـحك الشـيطان‬
‫البخاري (‪ )6223 ,3115‬وروى مسلم (‪ )2001‬فإن الشيطان يدخل فليمسك بيده على فيه‬
‫(‪ )6‬ألن املطلوب هو االعتدال؛ فال يلصق قدميه وال يباعد أكثر من عرض بدنه‪ * .‬وقولي "على األقل" هو‬
‫تعبري العالمة تقي العثماني‪ .‬وتعبري العالمة املفيت كفايت اهلل‪" :‬أربع أصابع تقريباً"‪.‬‬
‫‪131‬‬
‫كيفية تركيب الصالة‬

‫إذا أراد الرجل الدخول يف الصالة وقف مستويا مستحرضا لنية الصالة التي‬
‫املارة )‪ ،‬ثم يكرب (اهلل أكرب)‪،‬‬
‫يصليها‪ ،‬فريفع يديه حذاء أذنيه (مراعيا لسنن الرفع َّ‬
‫ثم يضع يمينه عىل يساره حتت رسته عقب التحريمة بال مهلة‪ ،‬ويقرأ الثناء‪ ،‬ثم‬
‫يتعوذ ويسمي رسا‪ ،‬فيقرأ الفاحتة‪ ،‬ويؤ ّمن رسا‪ ،‬ثم يقرأ ما شاء من القرآن (وأقل‬
‫الواجب قدر ثالث آيات قصار)‪.‬‬
‫مر ) ويسب فيه ثالثا عىل األقل‪.‬‬
‫ثم يكرب فريكع باطمئنان (كام ّ‬
‫مر)‪.‬‬
‫ثم يرفع قائال‪ :‬سمع اهلل ملن محده ‪ ،‬ويقوم مطمئنا‪ ،‬وحيمد‪ ،‬ويأيت باألذكار (كام ّ‬
‫ثم يكرب نازال للسجود‪ ،‬يضع ركبتيه ثم يديه ثم وجهه بني كفيه (يسجد بأنفه‬
‫وجبهته) مطمئنا مسبحا ثالثا عىل األقل‪ .‬وجيايف بطنه عن فخذيه وعضديه عن‬
‫إبطيه وذراعيه عن األرض ‪ ،‬موجها أصابع يديه ورجليه نحو القبلة‪( .‬واملرأة‬
‫ختفض وتلزق بطنها بفخذهيا)‪.‬‬
‫مر)‪ ،‬مطمئنا‪،‬‬
‫ثم يرفع رأسه مكربا‪ ،‬وجيلس بني السجدتني ويدعو باملأثور (كام ّ‬
‫واضعا يديه عىل فخذيه‪ .‬ثم يكرب ويسجد كام سجد أوال‪.‬‬
‫ثم يرفع رأسه مكربا للنهوض إىل الركعة الثانية معتمدا بيديه عىل ركبتيه‪( ،‬من‬

‫(‪ )1‬املقصود من هذا الباب أن يستحضر الطالب صورة متكاملة للصالة مع التطبيق العملي‪ .‬باإلضافة‬
‫إىل مراجعة األركان والواجبات والسنن واملستحبات يف درس واحد؛ فلريجع للدروس السابقة‪.‬‬
‫(‪ )2‬فيحاذي بإبهاميه شحميت أذنيه‪ ,‬واملرأة حذو منكبيها‪ .‬وجيعل باطن كفيه حنو القبلة‪ ..‬اخل‬
‫(‪ )3‬مسوياً رأسه بعجزه‪ ,‬آخذاً ركبتيه بيديه‪ ,‬مفرجاً أصابعه‪ ,‬مقيماً يديه وساقيه دون احنناء‪.‬‬
‫(‪ )1‬لو إماما أو منفرداً‪ ,‬واملقتدي يكتفي بالتحميد‪.‬‬
‫‪132‬‬
‫غري اعتامد عىل األرض بيديه‪ ،‬وبال قعود)‪.‬‬
‫والركعة الثانية كاألوىل إال أنه ال يقرأ الثناء‪ ،‬وال يتعوذ‪.‬‬
‫وبعد فراغه من سجديت الركعة الثانية جيلس للتشهد كام جلس بني السجدتني ‪،‬‬
‫إال أنه حني الشهادة يعقد وحيلق ويشري كام مر‪ .‬ويقرأ تشهد ابن مسعود ‪.‬‬
‫بعد التشهد كام‬ ‫فإن كانت الصالة ذات ركعتني كالفجر مثال يصيل عىل النبي‬
‫مر‪ ،‬ثم يدعو بام ورد يف القرآن والسنة‪ .‬ثم ينهي صالته بالتسليمتني يمينا ويسارا‬
‫ناويا السالم عىل من معه كام مر‪.‬‬
‫وإن كانت الصالة ثالثية أو رباعية ال يزيد عىل التشهد يف القعود األول‪ ،‬بل ينهض‬
‫قائام‪ ،‬ويسمي‪ ،‬ويقرأ الفاحتة فقط يف الركعة الثالثة والرابعة‪ .‬ويتم صالته‪ ،‬حتى‬
‫‪ ،‬ثم يدعو ثم يس ّلم كام تقدم‪.‬‬ ‫جيلس للتشهد األخري فيقرؤه‪ ،‬ويصيل عىل النبي‬
‫فإن كان إماما يراعي اجلهر يف اجلهرية‪ ،‬واملصلون يرتاصون يف الصف‪ ،‬ونحو ذلك‬
‫من السنن‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬

‫اقرأ كل كلمة بتأن لتفهم املراد ‪ ،‬ألن كل كلمة تشتمل على سنة أو سنن‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬طبق عمليا تطبيقا دقيقا‪ ،‬لتكون صالتك وفق السنة دائماً‪.‬‬
‫‪ ‬بعض السنن حتتاج إىل مترين لتطبيقها‪ ،‬فتمرن بني يدي معلمك أو غريه‪.‬‬
‫‪ ‬هذا جسد الصالة واخلشوع روحها؛ قال اإلمام حامت‪ :‬إذا دخلت الصالة ختيلت أن الكعبة‬
‫أمامي‪ ،‬وملك املوت ورائي‪ ،‬والصراط حتت قدمي‪ ،‬واجلنة عن مييين‪ ،‬والنار عن مشالي‪،‬‬
‫واهلل مطلع علي‪ ،‬ثم أمت ركوعها وسجودها‪ ،‬فإذا سلمت ال أدري أقبلها اهلل أم ردها علي‪.‬‬

‫(‪ )1‬يفــرتش رجلــه اليســرى وجيلــس عليهــا‪ ,‬وينصــب اليمنــى ويوجــه أصــابعها حنــو القبلــة‪ ,‬ويضــع اليــد‬
‫اليمنى على فخذه اليمنى واليسرى على اليسرى‪ ,‬باسطا أصابع اليسرى‪ .‬أما اليمنى كما ذُكر‪.‬‬
‫‪133‬‬
‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬عدد سنن الصالة مفصال سنن التحريمة‪ ،‬القراءة‪ ،‬الركوع والقومة‪ ،‬السجود‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ ‬اكتب من حفظك أذكار الثناء والركوع والقومة والسجود واجللسة والتشهد‪.‬‬
‫‪ ‬اذكر مستحبات الصالة‪.‬‬
‫‪ ‬بني كيفية الصالة من أوهلا إىل آخرها‪.‬‬
‫‪ ‬اذكر بعض الفروق بني الرجل واملرأة يف األذان والصالة والعورة‪.‬‬
‫‪ ‬ما األمور التي يسن فيها اجلهر واإلرسار يف الصالة ؟‬

‫أكمل الفراغ فيما يلي‪:‬‬


‫«من رغب عن ‪ ،»...‬وقال‪« :‬صلوا كام ‪ ،»...‬وقال‪« :‬إنام جعل اإلمام‪»..‬‬ ‫‪ ‬قال‬
‫‪ ‬إذا قال اإلمام "سمع اهلل ملن محده" فقولوا‪... :‬؛ فإنه من وافق ‪»..‬‬
‫‪ ‬إذا صىل أحدكم ‪ ...‬ولو بسهم‬
‫‪ ‬ينظر إىل ‪ ..‬حال قيامه‪ ،‬وإىل ‪ ...‬حال ركوعه‪ ،‬وإىل ‪ ،...‬وإىل ‪ ،...‬وإىل ‪...‬‬
‫‪ ‬يكرب‪ ،‬ثم يضع يمينه عىل ‪ ...‬حتت ‪ ، ...‬ويقرأ ‪ ،...‬ثم يتعوذ و‪ ...‬رسا‪ ،‬فيقرأ ‪ ،...‬ويؤ ّمن‪.‬‬

‫تأمل فيما يلي وبني هل هو صواب أم فيه خلل بعالمة (‪ ) ، ‬مع تصويب اخللل‪:‬‬
‫)‬ ‫‪ ‬يسن نرش األصابع وإبقاؤها عىل حاهلا عند رفع اليدين‪ ،‬مع استقبال القبلة هبام (‬
‫)‬ ‫‪ ‬يضع كفه اليمنى عىل اليرسى‪ ،‬حملقا بالبنرص واإلهبام‪ ،‬باسطا باقي األصابع (‬
‫)‬ ‫‪ ‬يقرأ بعد الفاحتة يف الفجر من السور الطوال‪ ،‬ويف املغرب من القصار بال دوام (‬
‫)‬ ‫‪ ‬يستحب للرجل واملرأة إخراج الكف من الكم أو الرداء عند تكبرية اإلحرام (‬
‫)‬ ‫‪ ‬يف الصالة الثالثية أو الرباعية ال يزيد عىل التشهد يف اجللسة والقعود (‬
‫)‬ ‫‪ ‬جيلس للتشهد كام بني السجدتني‪ ،‬إال أنه حني الشهادة يعقد وحيلق ويشري (‬
‫‪134‬‬
‫مفسدات الصالة‬

‫تفسد الصالة وجتب إعاتتها إذا حصل واحد اما يثتي أمناء الصالة‪:‬‬
‫‪ )1‬إذا فات رش من رشائط الصالة بال عذر ‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫* إذا حول صدره عن القبلة‪.‬‬ ‫* احلدث عمدا ‪.‬‬
‫* وقوع نجاسة مانعة قدر أداء ركن‪.‬‬ ‫* انكشاف العورة قدر أداء ركن‪.‬‬
‫‪ )2‬إذا فات ركن من أركان الصالة؛ كام لو ترك القراء أو الركوع أو السجود‪.‬‬
‫‪ )3‬إذا تكلم؛ سواء تك ّلم عمدا أو سهوا أو خطأ‪.‬‬
‫‪ ‬وأقل الكالم أن ينطق بحرفني‪.‬‬
‫‪ -4‬إذا سلم عىل أحد أو رد سالمه باللسان أو باملصافحة ‪.‬‬
‫‪ -5‬إذا قال‪« :‬يرمحك اهلل» [عند تشميته للعاطس]‪.‬‬
‫‪ -6‬إذا تنحن بدون حاجة‪.‬‬
‫‪ ‬أما لو تنحن بعذر أو لتحسني صوته فال تفسد صالته‪.‬‬
‫تأوه أو تأفف أو ّ‬
‫أن لوجع أو مصيبة‪.‬‬ ‫‪ -7‬إذا ّ‬
‫‪ ‬أما إذا كان ذلك ناشئا من خشية اهلل وعذابه‪ ،‬أو كان مريضا ال يملك نفسه‬
‫عن أنني وتأوه؛ فإن صالته ال تفسد‪.‬‬

‫(‪ )1‬فلو بعذر تصح صالته؛ بأن ال جيد ما يسرت به عورته‪ ,‬أو ما يتطهر به‪ ,‬أو عجز عن استقبال القبلة‪.‬‬
‫(‪ )2‬أما من سبقه احلدث فال تفسد صالته‪ ,‬وله أن خيرج ليتوضأ ثم يبين على صالته‪ ,‬بشروط معينة‪.‬‬
‫(‪ )3‬سواء كان عمداً أو سهواً‪ ,‬إال سالم اخلروج سهواً‪ * .‬والرد باإلشارة ال يُفسد‪ ,‬لكن يكره‪.‬‬
‫(‪ )1‬بأن نشأ من طبعه وكان مدفوعاً إليه‪ .‬رد‪ .‬والتنحنح هو أن يقول "أح" بالفتح والضم‪.‬‬
‫(‪ )5‬األنني هو قوله " أه "‪( .‬والتأوه) قوله "آه" باملد (والتأفيف) قول‪ :‬أف أو تف للنفخ أو للتضجر‪.‬‬
‫‪135‬‬
‫‪ -8‬إذا بكى بصوت حيصل به حروف لوجع أو مصيبة‪.‬‬
‫‪ ‬فإن كان البكاء ناشئا من خشية اهلل أو ذكر جنة ونار‪ ،‬ال تفسد‪.‬‬
‫‪ -9‬إذا ضحك بصوت‪ ،‬أما القهقهة فتبطل الوضوء والصالة معا‪.‬‬
‫‪ -11‬ويفسدها العمل الكثري‪ ،‬وهو ما لو نظر إليه شخص من بعيد جزم أنه ليس‬
‫يف الصالة ‪ .‬وإن شك أنه يف الصالة أم ال‪ ،‬فهو عمل قليل‪.‬‬
‫‪ -11‬األكل والرشب؛ سواء كان ناسيا أو عامدا‪ ،‬كثريا أو قليال ‪.‬‬
‫‪ -12‬فتحه عىل غري إمامه ‪ ،‬وكذا أخذ اإلمام بفت من ليس يف صالته ‪.‬‬
‫‪ -13‬إذا قرأ من مصحف أو ما فيه قرآن؛ ألنه تعلم‪[ ،‬والتعلم والتعليم مفسد]‪.‬‬

‫‪ -14‬إذا طلعت الشمس يف صالة الفجر‪ ،‬أو زالت الشمس يف صالة العيدين‪ ،‬أو‬
‫دخل وقت العرص يف صالة اجلمعة‪ ،‬فسدت ‪.‬‬
‫غري املعنى‪ .‬واملراد إشباع احلركات ملراعاة‬
‫‪ -15‬القراءة باألحلان (النغامت) إن ت ّ‬
‫النغم ‪.‬‬

‫(‪ )1‬هذا التعريف األصح من بني مخسة أقوال‪ ,‬أحدهاأن احلركات الثالث املتواليات كثري‪.‬‬
‫(‪ )2‬لكن إذا ابتلع شيئاً كان بني أسنانه ال تفسد صالته إال إذا زاد عن قدر احلِمّصة‪.‬‬
‫(‪ )3‬الفتح‪ :‬هو الرد على القارئ بقراءة ما نسي من القرآن‪ .‬وهو يف الصالة ال جيوز إال إلمامه‪.‬‬
‫* ويكره للمقتدي أن يعجل بالفتح ألن اإلمام قد يتذكر وحده‪.‬‬
‫(‪ )1‬ألنه تعلم وتعليم من غري حاجة؛ إال إذا تذكر اإلمام من نفسه وحفظه ال بسبب الفتح فال تفسد‪.‬‬
‫(‪ )5‬فيقضي الفجر بعد ارتفاع الشمس‪ ,‬ويصلي الظهر بدل اجلمعة‪ ,‬ويصلي العيدين يف اليوم الثاني‪.‬‬
‫(‪ )6‬كما لو قرأ ﭽﭖﭗﭘﭼ وأشبع احلركات؛ حتى أتى بواو بعد الدال‪ ,‬وبياء بعد الالم واهلاء‪,‬‬
‫وبألف بعد الراء‪ ,‬ومثله قول املبلغ "رابنا لك احلامد" بألف بعد الراء؛ ألن الراب هو زوج األم‪ * .‬وإن مل يغري‬
‫املعنى فال فساد‪ * .‬وملعرفة التفصيل و أحكام القراءة باألحلان راجع الشرح "بداية املفيت ‪."..‬‬
‫‪136‬‬
‫فصل‪ :‬زلة القاري وخطؤه يف الصالة‬

‫‪ -16‬تفسد الصالة باخلطأ يف القرآن إذا فسد املعنى أو تغري تغريا فاحشا ‪ ،‬وتفصيله‪:‬‬
‫أو يف‬ ‫أو يف احلروف‬ ‫اخلطأ الظاهر يف القراءة إما أن يكون يف اإلعراب‬
‫الكلامت أو يف اجلمل أو يف الوقف واالبتداء‪.‬‬
‫* اخلطأ الذي مل يتغري به املعنى؛ نحو‪( :‬قيامني) مكان ﭽﭖﭼ ال تفسد به الصالة‪.‬‬
‫* واخلطأ الذي يغري املعنى تغيريا فاحشا أو يكون اعتقاده كفرا‪:‬‬
‫فعند املتقدمني من علامء احلنفية‪ :‬أنه ُيفسد الصالة ؛ سواء كان اخلطأ يف الكلمة أو‬
‫اإلعراب أو احلرف أو غريه ‪.‬‬
‫واملتأخرون استثنوا اخلطأ يف اإلعراب ونحو الظاء والضاد؛ فقالوا‪:‬‬
‫‪ -‬يفسد إن كان التغيري الفاحش يف الكلامت واجلمل ؛ كقول " إن‬
‫[الزخرف‪]71 :‬‬ ‫املسلمني " بدل ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭼ‬
‫‪ -‬وإن كان ذلك التغيري يف احلروف ‪ ،‬فأبدل حرفا بحرف‪ ،‬فهو مفسد إن أمكن الفصل‬
‫بينهام بال كلفة كالصاد مع الطاء؛ بأن قرأ "الطاحلات" مكان ﭽﭕﭼ ‪ ،‬وإن‬
‫مل يمكن إال بمشقة كالظاء مع الضاد فأكثرهم عىل عدم الفساد لعموم البلوى ‪.‬‬

‫(‪ )1‬أما تغيري القرآن عمداً فكفر ومبطل للصالة‪ ,‬وكذا يف التكبريات وحنوها‪.‬‬
‫(‪ )2‬أي احلركات والسكون ويدخل فيه ختفيف املشدد وقصر املمدود وعكسهما ‪.‬‬
‫(‪ )3‬بوضع حرف مكان آخر‪ ,‬أو زيادته أو نقصه أو تقدميه أو تأخريه ‪ .‬وتأتي األمثلة مع احلكم‪.‬‬
‫(‪ )1‬بوضع كلمة أو مجلة مكان أخرى‪ ,‬أو زيادتها أو نقصها أو تقدميها أو تأخريها ‪.‬‬
‫(‪ )5‬إال إذا بدّل مجلة جبملة أخرى‪ ,‬أو قدمها أو أخرها‪ ,‬وفصل بينهما بوقف تام‪ ,‬فحينئذ ال تفسد‪.‬‬
‫(‪ )6‬ومثله الصاد مع السني‪ ,‬والطاء مع التاء‪ * .‬واملقصود ههنا ما حصل خطأ ال عمداً وال عجزاً‪.‬‬
‫(‪ )7‬واألوىل األخذ فيه بقول املتقدمني النضباط قواعدهم وكون قوهلم أحوط‪.‬‬
‫‪137‬‬
‫‪ -‬وقالوا‪ :‬اخلطأ يف اإلعراب ال يفسد مطلقا ولو كان اعتقاده كفرا ‪.‬‬
‫* لو وقف يف غري موضعه أو ابتدأ ‪ ،‬ال تفسد الصالة وإن تغري املعنى‪.‬‬

‫ومن املفسدات‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -17‬إذا أخطأ يف التكبري بام يفسد املعنى؛ كأن يمدّ مهزة اهلل أكرب‬
‫‪ -18‬إذا طرأ عىل املصيل جنون أو إغامء أو موت‪.‬‬
‫‪ -19‬زوال عذر مبي للتيمم أثناء الصالة؛ فلو قدر املتيمم عىل املاء أثناءها فسدت ‪.‬‬
‫‪ -21‬حماذاة الرجل املرأة يف اجلامعة؛ سواء كانت بجانبه أو َأما َمه؛ برشو ‪ ،‬منها ‪:‬‬
‫‪ .1‬أن تكون الصالة مشرتكة بإمام واحد‪.‬‬
‫‪ .2‬أن ال يوجد بينهما حائل‪ ,‬أو فراغ يسع رجالً‪ ,‬إذا كانت جبانبه‪.‬‬
‫‪ .3‬أن ال يشري إليها باالبتعاد عنه‪ ,‬فلو أشار ومل تبتعد بطلت صالتها دون صالته‪.‬‬
‫‪ .1‬أن يكون اإلمام قد نوى إمامتها أو إمامة النساء وقت شروعه‪.‬‬
‫‪ -21‬إذا فسدت صالة اإلمام فسدت صالة املقتدين كذل ‪.‬‬
‫* وهناك مفسدات أخرى؛ لكن أكثرها تندرج فيام ذكرنا ‪.‬‬

‫(‪ )1‬ألن أكثر الناس ال مييزون بني وجوه اإلعراب‪ .‬وما قال املتأخرون أوسع وما قاله املتقدمون أحوط‪ .‬رد‪.‬‬
‫(‪ )2‬ألنه مبدّ اهلمزة ينشأ االستفهام وهو لإلنكار ظاهراً أو للشك‪.‬‬
‫(‪ )3‬وكذا متام مدة املسح‪ * .‬أما لو حصل ذلك كله بعد االنتهاء من الصالة فقد صحت‪ ,‬وال إعادة‪.‬‬
‫(‪ )1‬وجيمع الشروط‪" :‬حماذاة الرجل (غري الصيب وا نـون) للمشـتهاة (أجنبيـة أو زوجـة‪ ,‬ال صـغرية) يف‬
‫أداء ركن (ال يف أقل منه)‪ ,‬يف صالة مطلقـة (ال جنـازة) مشـرتكة حترميـةً‪( ,‬ولـو متنفـل مبفـرتض) يف‬
‫مكان متحد (ولو حكما بقيامها على ما دون قامة) بال حائل قـدر ذراع يف غلـظ أصـبع أو فرجـة تسـع‬
‫رجال‪ ,‬ومل يشر إليها لتتأخر عنه‪ .‬وأن يكون اإلمام قد نوى إمامتها"‪ .‬راجع الشرح‪.‬‬
‫(‪ )5‬ومنها‪ :‬زوال عذر صـاحب العـذر؛ ويعلـم زوالـه ولـو وقـت كامـل عنـه‪ .‬وصـورته‪ :‬توضـأت مستحاضـة‬
‫وشرعت يف الظهر وانقطع الدم أثناء الصـالة ودام االنقطـاع إىل الغـروب‪ .‬ط‪ * .‬ويفسـدها ظهـور عـورة مـن‬
‫سبقه احلدث‪ ,‬وجماوزته ماء قريبا بأكثر من صفني عامدا‪ .‬إذ جيتنب املفسدات إال لضرورة‪.‬‬
‫‪138‬‬
‫وهناك أمور ال تفسد بها الصالة؛ مثل‪:‬‬
‫‪ -‬السالم ساهيا للخروج من الصالة‪ .‬بل يعود لسجود السهو؛ كام يأيت‪.‬‬
‫‪ -‬إذا مر أحد يف موضع سجوده‪.‬‬
‫‪ -‬إذا أكل اليشء الذي علق بأسنانه وكان أقل من قدر احلمصة‪.‬‬
‫‪ -‬إذا نظر إىل مكتوب وفهمه‪.‬‬

‫قطع الصالة وتأخريها‬

‫* ال جيوز قطع الصالة بعد الرشوع فيها إال لرضورة رشعية‪ ،‬مثل ‪:‬‬
‫‪ -‬إذا رأى أعمى قد أشرف على حفرة وخشي أن يقع فيها‪ ,‬فإنه جيب قطع‬
‫الصالة إلنقاذه‪ .‬وكذا جيب قطع الصالة إلياء غريق وحنوه‪.‬‬
‫‪ -‬إذا رأى سارقاً يسرق ماالً له أو لغريه؛ فإنه جيوز قطع الصالة (‪.)2‬‬
‫* تأخري الصالة عن وقتها من كبائر الذنوب‪ ،‬إال لعذر؛ كأن خياف اهلالك ‪.‬‬
‫**************‬
‫*******‬
‫*‬

‫(‪ )1‬قطع الصالة يكون حراما ومباحـا ومسـتحبا وواجبـا‪ ,‬فـاحلرام لغـري عـذر‪ ,‬واملبـاح إذا خـاف فـوت‬
‫مال‪ ,‬واملستحب القطع لإلكمال‪ ,‬والواجب إلحياء نفـس‪ .‬رد‪ * .‬فيبـاح قطعهـا ولـو فرضـاً لنحـو هـروب‬
‫دابة‪ ,‬وخوف ذئب على غنم‪ ,‬وفور قِ ْدر‪ ,‬وكذا ضياع كل ما قيمته درهم له أو لغريه‪.‬‬
‫* ويستحب قطعها إلزالة ياسة غري مانعة‪ ,‬وكذا ملدافعة األخبثني (إذا مل يشغله‪ ,‬فإذا شغله وجب)‪.‬‬
‫* وجيب قطعها إلغاثة ملهوف وغريق وحريق وكل مستغيث؛ إن قدر على إغاثته‪ ,‬وإلنقاذ أعمى‪.‬‬
‫= وكذا لو شرع منفردا يف الفريضة باملسجد ثم أقيمت الصالة هلا فإنه يقطع ويصليها مع اجلماعة‪.‬‬
‫= وكذا إذا ناداه أحد أبويه وهو يف النفل‪ ,‬ومل يعلم أنه يصلي‪ ,‬وإن علم أنه يصلي فناداه فال جييبه‪.‬‬
‫(‪ )2‬إذا كان هذا املال بقيمة درهم على األقل‪ ,‬وهو يساوي ثالثة غرامات من الفضة تقريباً‪.‬‬
‫(‪ )3‬وكذا جيوز قطع الصالة وتأخريها لألم حال الوالدة‪ ,‬وللقابلة (حال خروج الولـد) إذا غلـب علـى ظنهـا‬
‫موت الولد أو تلف عضو منه أو من أمه برتكها؛ للعذر؛ كما أخر النيب الصالة يوم اخلندق‪ .‬مراقي‪.‬‬
‫‪139‬‬
‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬عدد عرشين من مفسدات الصالة‪.‬‬
‫‪ ‬م ّثل ملا إذا فات رش من رشو الصالة أو ركن من أركاهنا ففسدت الصالة‪.‬‬
‫‪ ‬ما املقصود بالكالم املفسد ؟ وبالعمل الكثري ؟‬
‫‪ ‬متى يكون اخلطأ يف القراءة مفسدا للصالة لدى املتأخرين ؟‬
‫‪ ‬متى تفسد حماذاة الرجل املرأة ؟ بني ذلك ثم اذكر ثالثة أمور ال تفسد هبا الصالة‪.‬‬
‫‪ ‬متى جيوز قطع الصالة أو تأخريها‪ ،‬ومتى ال جيوز ؟‬

‫أكمل الفراغ فيما يلي‪:‬‬


‫‪ ‬حماذاة الرجل املرأة يف صالة ‪ ....‬تفسد الصالة؛ سواء كانت املرأة بـ ‪ ....‬أو ‪....‬‬
‫‪ ‬قال املتأخرون‪ :‬إن كان التغيري الفاحش يف ‪ ...‬و ‪ ...‬؛ كقول ‪ ...‬بـدل ( ‪ ) ...‬فهـو مفسـد‪،‬‬
‫وإن كان يف ‪ ، ....‬يفسد إن أمكن الفصل بينهام بال كلفة كـ‪ ...‬مع ‪ ...‬؛ بأن قـرأ "الطاحلـات"‬
‫مكان ( ‪ ) ...‬وإن مل يمكن إال بمشقة ك‪ ...‬مع ‪ ....‬فأكثرهم عىل عدم الفساد لعموم البلوى‪.‬‬

‫تأمل فيما يلي وبني هل هو صواب أم فيه خلل بعالمة (‪ ) ، ‬مع تصويب اخللل‪:‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬تفسد الصالة إذا تكلم عمدا أو أحدث عمدا أو كشف عورته عمدا‬
‫)‬ ‫‪ ‬تفسد الصالة إذا سلم أو شمت عاطسا أو تنحن إلزالة بلغم أو بكى بصوت (‬
‫)‬ ‫(‬ ‫ال تفسد الصالة باخلطأ الذي يتغري به املعنى؛ نحو‪( :‬قيامني) مكان ﭽﭖﭼ‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬اخلطأ املغري للمعنى تغيريا فاحشا أو يكون اعتقاده كفرا يف اإلعراب يفسد عنـد املتقـدمني‬
‫)‬ ‫ال عند املتأخرين‪ ،‬بخالف ما لو كان يف الكلمة أو احلرف فإنه يفسد بال خالف (‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬لو أخطأ يف الوقف واالبتداء ال تفسد الصالة وإن تغري املعنى‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬إذا فسدت صالة اإلمام فسدت صالة املقتدين‪ ،‬وعىل اجلميع إعادهتا‬
‫)‬ ‫‪ ‬ال جيوز قطع الصالة بعد الرشوع فيها ‪ ،‬وكذا تأخريها عن وقتها؛ إال لرضورة (‬
‫‪141‬‬
‫مكروهات الصالة‬
‫ينبغي االجتناب عن املكروهات‪ ،‬ال سيما يف الصالة؛ حتى ترتفع إىل اهلل تعاىل يف‬
‫أبهج صورة ويف أكمل حال من غري نقص‪ ،‬منزهة عمّا ال حيبها اهلل ورسوله‪،‬‬
‫فاحرص على معرفة ما يكره يف الصالة لتتجنبها‪ ،‬فمنها‪:‬‬
‫‪ ‬ترك سنة من سنن الصالة عمدا؛ كرتك وضع اليمني عىل اليسار حال القيام‪.‬‬
‫ّ‬
‫وحك جسد‪ ،‬وإدخال أصبع يف األنف‪.‬‬ ‫‪ ‬كل عمل قليل بال عذر؛ كنتف شعرة‪،‬‬
‫‪ ‬العبث بثوبه أو بدنه أو أصابعه أو غري ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬مس اجلبهة أثناء الصالة إذا أصاهبا تراب إال إذا كان يتأذى‪.‬‬
‫‪ ‬فرقعة األصابع‪ ،‬وكذا تشبيكها‪ ،‬يكرهان كراهة شديدة يف الصالة ويف املسجد‪.‬‬
‫ته‪.‬‬ ‫‪ ‬التخرص يف الصالة‪ ،‬وهو أن يضع يده عىل خا‬
‫‪ ‬االلتفات بوجهه ‪.‬‬
‫‪ ‬يكره اإلقعاء حتريام‪ ،‬وهو اجللوس كام جيلس الكلب ؛ لقول أيب هريرة ‪ ‬هناين‬
‫‪.‬‬ ‫رسول اهلل عن نقر كنقر الديك ‪ ،‬وإقعاء كإقعاء الكلب‪ ،‬والتفات كالتفات الثعلب‬
‫‪ ‬افرتاش الذراعني يف السجود (أي بسطهام عىل األرض للرجل) مكروه حتريام؛‬
‫‪.‬‬ ‫‪ :‬اعتدلوا يف السجود‪ ،‬وال يبسط أحدكم ذراعيه انبسا الكلب‬ ‫لقول النبي‬

‫(‪ )1‬سبق يف التمهيد أن املكروه نوعان‪ :‬مكروه حترمياً ومكروه تنزيها؛ واملراد هنا ما يعم النوعني‪.‬‬
‫* وكل صالة أديت مع كراهة حتريم تعاد وجوباً يف الوقت وبعده‪ ,‬ومع كراهة تنزيه تعاد استحباباً‪.‬‬
‫(‪ )2‬فائدة‪ :‬يكره رد السالم بإشارة يده ‪ ,‬وفعله لبيان اجلواز؛ فال يوصف فعله بالكراهة‪.‬‬
‫(‪ )3‬اإلقعاء‪ :‬أن يضع أليتيه على األرض وينصب ركبتيه نصبا‪ ,‬وزاد كثريون‪ :‬ويضع يديه على األرض‪.‬‬
‫(‪ )1‬أي ختفيف السجود‪ ,‬حبيث ال ميكث فيه إال قدر وضع الديك منقاره فيما يريد أكله‪.‬‬
‫(‪ )5‬رواه أمحد (‪ ,)8166‬وحسنه اهليثمي (‪ .)232/2‬ويف رواية ‪ « :..‬وإقعاء كإقعاء القرد» ‪..‬‬
‫‪141‬‬
‫‪ ‬يكره شديدا أن يصيل وشعر رأسه معقوص‪ ،‬أي مشدود عىل القفا أو الرأس‪.‬‬
‫يكف ثوبه؛ كأن يضمه أو يرفعه عند االنحطا للسجود‪.‬‬
‫‪ ‬ال جيوز أن ّ‬
‫ضم ‪ .‬كأن يضع الثوب عىل‬
‫‪ ‬سدل الثوب‪ ،‬وهو إرساله من غري لبس أو ّ‬
‫رأسه أو كتفيه ويرسل جوانبه من غري أن يضمها‪.‬‬
‫‪ ‬الصالة يف لباس ناقص‪ ،‬كأن يصيل بدون قميص إال لعذر‪.‬‬
‫ٍ‬
‫مناف للرشيعة؛ كاملُس َبل حتت الكعبني‪ ،‬واملنايف للحياء‬ ‫‪ ‬الصالة يف لباس‬
‫كالثياب الضيقة‪ ،‬وما يشبه لباس الكفار واملغنني‪ ،‬وكل ذلك يكره حتريام‪.‬‬
‫‪ ‬الصالة يف ثياب ممتهنة ال تليق بالصالة إذا كان معه غريها؛ فيكره لو صىل يف‬
‫لباس النوم أو ثوب وسخ‪.‬‬
‫تغطية األنف أو الفم؛ كالتلثم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬القراءة يف غري القيام؛ كالقراءة يف الركوع أو السجود‪ ،‬وكذا الذكر يف غري موضعه‪.‬‬
‫‪ ‬تطويل القراءة يف الركعة الثانية عىل األوىل يف مجيع الصلوات ‪.‬‬
‫‪ ‬تكرار السورة يف ركعة واحدة من الفرض‪ ،‬أما النفل فال يكره فيه‪.‬‬
‫‪ ‬قراءة سورة فوق التي قرأها (عىل عكس ترتيب املصحف) يف الفرائض ‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري برقم (‪ )822‬ومسلم (‪ .)103‬والنهي هنا خمتص بالرجال‪ ,‬واملرأة تفرتش‪.‬‬
‫(‪ )2‬ألن الــنيب «نهــى عــن الســدل يف الصــالة وأن يغطــي الرجــل فــاه» صــحيح‪ .‬أبــو داود (‪ .)613‬ومنــه أن‬
‫خيرج الرجل يديه ويرسل كميه إىل الوراء‪ ,‬وشال يوضـع علـى الكـتفني مرسـل طرفـاه‪ ,‬ومنـديل أو ثـوب‬
‫جيعله على رأسه أو كتفيه ويرسله من كتفيه‪ ,‬فلو من أحدهما مل يكره‪ ,‬كحالة عذر‪ .‬در‪.‬‬
‫(‪ )3‬ملا فيه من التهاون وقلة األدب‪ .‬واملستحب للرجل أن يصلي يف ثالثة أثواب‪ :‬إزار وقميص وعمامة‪.‬‬
‫(‪ )1‬واملراد الزيادة الكثرية‪ ,‬أما اليسرية فمغتفرة؛ كما بني الكافرون وقل هو اهلل أحد‪.‬‬
‫(‪ )5‬ويف النفل ال يكره؛ ألن النفل التساع بابه نزلت كل ركعة منه فعال مستقال‪ .‬واألوىل أن ال يفعل‪.‬‬
‫* ويكره تعيني سورة ال يقرأ غريها؛ ملا فيه من هجر الباقي إال اقتداء بالنيب لكن ال يواظب‪.‬‬
‫‪142‬‬
‫‪ ‬التثاؤب؛ ألنه من التكاسل؛ فإن غلبه فليكظم ما استطاع‪.‬‬
‫‪ ‬تغميض العينني إال لتحصيل اخلشوع‪.‬‬
‫‪ ‬رفع البرص إىل السامء‪.‬‬
‫‪ ‬السجود عىل طرف عاممته‪.‬‬
‫‪ ‬الصالة يف ثوب فيه صورة لذي روح يكره حتريام ‪.‬‬
‫‪ ‬الصالة يف موضع فيه صورة لذي روح ؛ وتشتد الكراهة لو كانت أمامه‪.‬‬
‫‪ ‬الصالة يف املقربة؛ سواء كانت القبور خلفه أو حتت ما هو واقف عليه‪.‬‬
‫‪ ‬الصالة يف الطريق‪ ،‬ويف األرض املغصوبة‪.‬‬
‫‪ ‬الصالة يف احلامم‪ ،‬وبيت اخلالء‪ ،‬وبقرب النجاسة ‪.‬‬
‫‪ ‬الصالة مع نجاسة معفو عنها (أي قدر درهم‪ ،‬وسبق يف الطهارة)‪.‬‬
‫‪ ‬الصالة عند مدافعة البول والغائط والري يكره حتريام‪.‬‬
‫‪ ‬الصالة بحرضة طعام إذا كان طبعه يميل إليه‪ ،‬أما إذا كان ال يميل إليه فال يكره‪.‬‬
‫‪ ‬الصالة بحرضة كل ما يشغل البال أو خيل باخلشوع؛ كلهو ولعب‪.‬‬
‫‪ ‬عدّ اآلي والتسبي وغريمها باليد‪.‬‬
‫‪ ‬قيام اإلمام وحده يف مكان أعىل أو أسفل من املصلني قدر ذراع (نصف مرت‬

‫تقريبا)‪ .‬وكذا قيام املأموم وحده يف موضع مرتفع عن اإلمام والقوم ‪.‬‬

‫(‪ )1‬إال أن تكون صغرية جداً أو مستورة بثوب‪ * .‬وتكره التصاوير على الثوب صلى فيه أو ال‪.‬‬
‫(‪ )2‬سواء كانت مرسومة يف جدار أو سِتار أو لوحة ‪ ,‬أو كانت متثاالً معلقاً أوموضوعاً‪ ..‬راجع الشرح‪.‬‬
‫(‪ )3‬ويف كــل مــا نهــى عنــه الــنيب ‪« :‬نهــى أن يصــلى يف ســبعة مــواطن‪ :‬يف املزبلــة وا ــزرة واملقــربة‬
‫وقارعة الطريق ويف احلمام ويف معاطن اإلبل وفوق ظهر بيت اهلل» الرتمذي (‪ )316‬وابن ماجه (‪)716‬‬
‫‪143‬‬
‫وتنتفي الكراهة لو قام مع اإلمام أو املأموم واحد‪.‬‬
‫‪ ‬يكره شديدا القيام خلف صف فيه فرجة؛ ألنه جيب سد الفرجة أوال‪.‬‬
‫‪ ‬يكره حتريام للمأموم أن يسبق اإلمام بركوع أو سجود أو غريمها‪.‬‬
‫‪ ‬يكره شديدا الصالة يف مواجهة نار أو مجر‪.‬‬
‫‪ ‬الصالة إىل وجه إنسان مكروه حتريام‪ ،‬وال تكره إىل ظهر قاعد أو قائم‪.‬‬
‫‪ ‬اهلرولة للصالة منهي عنها‪.‬‬
‫* يكره لإلمام التنفل يف مكانه‪ ,‬وكذا يكره تنزيهاً مكثه قاعداً يف‬
‫مكانه مستقبل القبلة يف صالة ال تطوع بعدها (‪.)2‬‬
‫* أداء الصالة مع الكراهة أوىل من القضاء؛ فيصلي معها إذا خاف فوت الوقت‪.‬‬
‫فصل‪ :‬السترة والمرور بين يدي المصلي‪:‬‬
‫‪ o‬يكره ترك اختاذ سرتة يف حمل يظن املرور فيه بني يدي املصيل ‪.‬‬
‫‪ :‬لو يعلم املار بني يدي‬ ‫‪ o‬ال جيوز املرور بني يدي املصيل [أي أمامه] ؛ لقوله‬
‫‪.‬‬ ‫املصيل ماذا عليه [من اإلثم] لكان أن يقف أربعني خريا له من أن يمر بني يديه‬
‫املار بإشارة يد أو تسبي أو جهر بقراءة‪.‬‬
‫‪ o‬جيوز دفع ّ‬
‫‪ o‬جيوز املرور من وراء السرتة‪.‬‬

‫(‪ )1‬ويكره قيام اإلمام جبملته يف ا راب إال إن كان بعذر كالزحام‪ ,‬أو قام خارجه وسجد فيه‪.‬‬
‫(‪ )2‬وال يكره ذلك للمؤمت واملنفرد‪ ,‬واألحسن أن يتطوعا يف مكان آخر‪ ,‬وأحسن الكل املنزل‪.‬‬
‫(‪ )3‬وضع السرتة سنة مسـتحبة مطلقـاً ولـو عـدم املـرور؛ ألن فيهـا كـف بصـره عمـا وراءهـا ومجـع خـاطره‬
‫بربط اخليال بها كي ال ينتشر‪ .‬ط وغريه‪ .‬وتتأكد السرتة إذا ظن مرور أحد بني يديه‪ .‬راجع الشرح‪.‬‬
‫(‪ )1‬فــال جيــوز املــرور مــن أمــام املصــلي بقــرب موضــع ســجوده بقــدر مــا يقــع بصــره علــى املــارّ لــو صــلى‬
‫وشوع رامياً ببصره إىل موضع سجوده‪ .‬ويقدّر بصفني أو ثالثة‪.‬‬
‫(‪ )5‬املراد أربعني يوما أو شهرا أو سنة‪ ,‬شك الراوي‪ .‬لكن يف رواية البزار «أربعني خريفاً» أي عاما‪.‬‬
‫(‪ )6‬رواه البخاري (‪ )516‬ومسلم (‪ .)567‬وما بني القوسني هو من رواية الكشميهين للبخاري‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫ومما ال يكره يف الصالة‪:‬‬
‫‪ ‬قتل حية وعقرب إن خاف أذامها ‪.‬‬
‫‪ ‬نفض ثوبه كيال يلتصق بجسده يف الركوع والسجود‪.‬‬
‫‪ ‬الصالة يف مواجهة مصحف أو قنديل أو رساج أو سيف معلق‪.‬‬
‫‪ ‬ال تكره الصالة إىل ظهر رجل قاعد أو قائم‪ ،‬ولو يتحدث ‪.‬‬
‫‪ ‬وكذا ال تكره بحرضة النائمني ‪.‬‬

‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬


‫‪ ‬عدد مكروهات الصالة ‪.‬‬
‫‪ ‬مثل بخمسة أمثلة للكراهة برتك سنة من سنن الصالة‬
‫‪ ‬ما معنى‪ :‬التخرص‪ ،‬اإلقعاء‪ ،‬افرتاش الذراعني‪ ،‬عقص الشعر‪ ،‬سدل الثوب؟‬
‫‪ ‬أكمل‪« :‬هناين رسول ‪ ...‬عن ‪ ...‬و ‪ ...‬و ‪« ،» ...‬اعتدلوا يف ‪ ...‬وال يبسط ‪» ...‬‬
‫تأمل فيما يلي وبني هل هو صواب أم فيه خلل بعالمة (‪ ) ، ‬مع تصويب اخللل‪:‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬العمل الكثري مفسد للصالة‪ ،‬والقليل بال عذر مكروه‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬مما يكره يف الصالة وعند انتظارها ‪ :‬العبث بثوبه‪ ،‬فرقعة األصابع‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬تطويل القراءة يف الركعة الثانية يكره يف الفرض ‪ ،‬أما يف النفل فال يكره‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬ال يكره قتل احلية والعقرب يف الصالة إن خاف أذامها‬

‫(‪ )1‬ولو اضطر إىل فعل كثري؛ كضربهما ثالث ضربات أو أكثر‪ ,‬جيوز ولكن تفسد صالته ويعيد‪.‬‬
‫(‪ )2‬إال إذا خاف الغلط حبديثه فينبغي أن ال يصلي خلفه‪ * .‬ويكره خلف الذين يلعبون ويلهون‪.‬‬
‫(‪ )3‬إال أنه إن خاف أن يذهب خشوعه برؤيته حلركات النائم فاألوىل أن ال يفعل‪.‬‬
‫‪145‬‬
‫الفصل الثالث‬

‫تتمات الصالة‬

‫هناك أمور ينبغي االعتناء بها وهي خارجة عن ماهية الصالة؛ مثل‪:‬‬
‫السنن والنوافل‪.‬‬ ‫الوتر‬ ‫الذكر بعد الصالة‬ ‫الصالة يف اجلماعة‬
‫حكم إدراك الفريضة ‪.‬‬ ‫فنبني أحكامها وكذا‬

‫صالة اجلماعة‬

‫قال تعاىل‪ :‬ﭽﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﭼ [سورة البقرة‪]13 :‬‬

‫الجماعة واجبة للصلوات اخلمس ‪ ،‬وال جيوز التخلف عنها إال بعذر رشعي‪ .‬وقد‬
‫عىل الصالة باجلامعة طول حياته‪ ،‬حتى يف مرضه إال إذا عجز‪.‬‬ ‫واظب النبي‬
‫وكذلك الصحابة ‪ ‬حافظوا عليها أشد املحافظة‪ ،‬يقول عبد اهلل بن مسعود ‪:‬‬
‫«لقد رأيتنا وما يتخلف عن الصالة إال منافق قد علم نفاقه‪ ,‬أو مريض‪ ,‬إن كان‬
‫علمنا سنن‬ ‫املريض ليمشي بني رجلني حتى يأتي الصالة» وقال‪« :‬إن رسول اهلل‬
‫اهلدى‪ ,‬وإن من سنن اهلدى‪ :‬الصالة يف املسجد الذي يؤذن فيه»(‪[ )2‬رواه مسلم (‪])651‬‬

‫(‪ )1‬اجلماعــة تكــون شــرطا وواجبــا وســنة ومســتحبا ومكروهــا‪ .‬فشــرط للجمعــة والعيــدين‪ .‬وواجبــة‬
‫للصلوات اخلمس‪ .‬وقيـل‪ :‬سـنة مؤكـدة شـبيهة بالواجـب يف القـوة‪ .‬وهـي سـنة كفايـة مؤكـدة للرتاويـح‬
‫والكسوف‪ ,‬ويف اخلسوف خـالف يف الكراهـة وعـدمها‪ .‬وهـي مسـتحبة للـوتر يف رمضـان‪ ,‬ويف غـريه‬
‫تكره إذا واظبوا عليها‪ .‬كما تكره للنوافل إذا كانت على سبيل التداعي‪...‬‬
‫(‪ )2‬ويف روايه ملسلم‪ « :‬مـن سـره أن يلقـى اهلل غـدا مسـلما فليحـافظ علـى هـؤالء الصـلوات حيـث ينـادى‬
‫بهن‪ ,..‬ولو أنكم صليتم يف بيوتكم ‪ ...‬لرتكتم سنة نبيكم‪ ,‬ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم‪...‬‬
‫‪146‬‬
‫وللجماعة فضائل كثيرة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫اجل َام َعة أ ْف َض ُل م ْن َصالَة ا ْل َف ِّذ ب َس ْب ٍع َوع ْرشي َن َد َر َجة‬
‫‪.‬‬ ‫ال ُة ْ َ‬
‫‪ -‬قوله ‪َ :‬ص َ‬
‫ين‬ ‫ف َع َىل َصالته يف َب ْيته ويف ُسوقه َ ْ‬ ‫مج ٍ‬
‫مخسة َوع ْرش َ‬ ‫اعة ت َُض َّع ُ‬‫الر ُجل يف َ َ‬ ‫‪ -‬وقوله ‪َ :‬صال ُة َّ‬

‫الصالةُ‪َ ،‬مل ْ‬ ‫الو ُضو َء‪ُ ،‬ث َّم َخ َر َج إىل املَ ْسجد ال ُخير ُج ُه إالَّ َّ‬ ‫أح َس َن ُ‬ ‫ض ْع َفا‪َ ،‬وذل َك َأ َّن ُه إ َذا ت ََو َّضأ َف ْ‬
‫َخي ُْط َخ ْط َوة إالَّ ُرف َع ْت َل ُه َهبا َد َر َج ٌة‪َ ،‬و ُح َّط ْت َعن ُه َهبا َخطي َئ ٌة‪َ .‬فإ َذا َص َّىل َمل ْ ت ََزل املَالئك َُة ت َُص ِّيل‬
‫محه‪ .‬والَ ي َز ُال يف ص ٍ‬
‫الة َما‬ ‫َ‬ ‫تقول‪ :‬ال َّل ُه َّم َص ِّل َع َليه‪ ،‬ال َّل ُه َّم ْار َ ْ ُ َ َ‬
‫حيدث؛ ُ‬ ‫َع َل ْيه َما َدا َم يف ُم َص َّ‬
‫ال ُه َما َمل ْ ُ ْ‬
‫ا ْن َت َظ َر َّ‬
‫الص َ‬
‫ال َة [رواه البخاري (‪ )617‬واللفظ له‪ ,‬و مسلم (‪ )215( )610‬عن أبي هريرة ‪. ] ‬‬

‫بم تنعقد الجماعة ؟‬


‫تنعقد اجلامعة بواحد مع اإلمام يف الصلوات كلها إال اجلمعة والعيدين؛ فإنه‬
‫يشرت هلام أربعة‪ :‬اإلمام وثالثة سواه‪.‬‬

‫على من تجب الجماعة ؟‬


‫جتب عىل الرجل العاقل البالغ احل ّر‪ ،‬إذا مل يكن له عذر‪.‬‬
‫فال جتب اجلامعة عىل امرأة‪ ،‬وال جمنون‪ ،‬وال صبي‪ ،‬وال عبد ‪.‬‬
‫وكذا ال جتب عىل من له عذر‪ :‬كاملريض واألعمى واألعرج الذي ال يستطيع امليش‪.‬‬
‫وكذا إذا منعه مطر غزير وبرد شديد خياف لو خرج أن يمرض أو يشتد مرضه‪.‬‬
‫وكذا لو أراد السفر وهتيأ له‪ ،‬أو خاف أن يفوته القطار أو الطائرة‪.‬‬

‫‪ .‬ويف رواية ‪ ,25‬واألقل ال ينايف األكثر‪.‬‬ ‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪ )615‬ومسلم (‪ )656‬عن ابن عمر‬
‫(‪ )2‬لكنهم إذا صلوا مع اجلماعة تصح صالتهم‪ .‬واألفضل للمرأة أن تصلي يف البيت كما يف احلديث‪.‬‬
‫(‪ )3‬هذه من األعذار اليت تسقط اجلماعة‪ ,‬ومنها أيضـاً‪ :‬حـر شـديد‪ ,‬خـوف ظـامل أو خـوف ضـياع مالـه‪,‬‬
‫شلل وكذا كل داء مينع من املشي؛ كقطع رجل وإقعاد وشيخوخة‪ ,‬حضور طعام تتوقه نفسه‪...‬‬
‫‪147‬‬
‫هل األفضل حضور الجماعة في هذه األعذار ؟‬
‫إذا كان يقدر عىل احلضور بمشقة خفيفة من غري مرض أو رضر فاألفضل احلضور لينال‬
‫أجر اجلامعة‪ ،‬وإذا مل يقدر إال بمشقة شديدة فأجر اجلامعة يكتب له بنيته ولو مل حيرض ‪.‬‬

‫شروط صحة اإلمامة للرجال األصحاء‬

‫ال يصح أن يؤم الرجالَ إال من تتوفر فيه الشروط اآلتية ‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسالم؛ فال تص الصالة خلف كافر ‪.‬‬
‫‪ -2‬الذكورة؛ فال تص صالة الرجال خلف امرأة‪.‬‬
‫‪ -3‬البلوغ؛ فال تص صالة الرجال خلف صبي‪.‬‬
‫‪ -4‬العقل؛ فال تص إمامة املجنون والسكران‪.‬‬
‫‪ -5‬القراءة الصحيحة بقدر ما تص به الصالة ؛ وهي أن خيرج احلروف‬
‫لحن ما َيفسد به املعنى‪.‬‬
‫صحيحا وأن ال َي َ‬
‫* فال تصح صالة القارئ (قراءة صحيحة) خلف أمي (ال حيسنها)‪.‬‬
‫‪ -6‬السالمة من األعذار؛ فال تصح إمامة من به عذر من األعذار التالية‪:‬‬
‫الرعاف الدائم‪ ,‬أو سلس البول‪.‬‬
‫عدم القدرة على إخراج بعض احلروف؛ كأن خيرج السني ثاء أو العكس‪ ,‬أو‬

‫(‪ )1‬أهل األعذار ثالثة أصناف؛ يفهم ذلك من خالل التأمل والتتبع لكالمهم ‪ ...‬راجع الشرح‪.‬‬
‫(‪ )2‬أما غري الرجال كالنساء فـال تشـرتط يف إمـامهن الـذكورة‪ ,‬والصـبيان ال يشـرتط يف إمـامهم البلـوغ‪.‬‬
‫وأما غري األصحاء فيؤمهم ذو عذر مثلهم؛ بشرط أن يكون حال اإلمام أقوى من حال املؤمت أو مساوياً‪...‬‬
‫(‪ )3‬ولذا ال تصح إمامة منكر البعث أو خالفة الصديق أو صحبته أو من يسب الشيخني‪ .‬مراقي‪.‬‬
‫(‪ )1‬جيب أن يكون اإلمام حافظاً لسورة الفاحتة مع سورة أخرى‪ .‬كما جيب أن تكون قراءته صحيحة‪.‬‬
‫‪148‬‬
‫يبدل الراء غيناً أو الماً‪ ,‬أو يكرر الفاء أو التاء؛ فال تصح إمامته (‪.)1‬‬
‫فقد شرط من شروط الصالة؛ فمن فقد الطهارة ‪ ,‬أو فقد ما يسرت به‬
‫العورة‪ ,‬ال تصح إمامته لطاهر ومتسرت‪.‬‬
‫* جيب أن تكون صالة اإلمام صحيحة‪ ،‬بحيث تتوفر فيه الرشوط واألركان‬
‫والواجبات عىل األقل‪ ،‬وختلو من املفسدات واملكروهات التحريمية؛ فمن ليس كذلك‬
‫ال جتوز إمامته؛ كالذي ال يطمئن يف صالته قدر الواجب‪ ،‬أو يتحرك كثريا يف صالته‪.‬‬

‫األحق باإلمامة‬

‫إذا توفرت شروط اإلمامة وواجباتها يف عدة أشخاص فمن هو األحق باإلمامة؟‬
‫* السلطان واألمري والقايض أحق باإلمامة‪.‬‬
‫‪ -‬اإلمام املوظف أحق باإلمامة يف مسجده‪.‬‬
‫‪ -‬وصاحب املنزل أحق باإلمامة يف منزله‪.‬‬
‫* إذا مل يكن هؤالء فاألحق باإلمامة هو‪:‬‬
‫‪ -‬األعلم بأحكام الصالة (إذا كانت قراءته صحيحة)‪.‬‬
‫‪ -‬ثم األقرأ‪ ،‬أي األحسن تالوة وجتويدا (إذا كان عاملا بأحكام الصالة) ‪.‬‬
‫‪ -‬ثم األورع الذي يتقي الشبهات‪ ،‬ثم األكرب سنا‪.‬‬
‫* فإن استووا من مجيع الوجوه ص ى هبم من يرغب فيه أكثر القوم‪.‬‬
‫وإن قدّ موا غري األَوىل فقد أساؤوا‪.‬‬

‫(‪ )1‬وهل تصح صالته لنفسه ؟ إذا عجز عن إصالح لسانه آناء الليل وأطراف النهار تصح‪ ,‬وإال ال‪...‬‬
‫(‪ )2‬األقرأ يف زمن الرسول كان أعلم بأحكام الدين كالصالة وغريها؛ ولذا قدم العامل الصحيح القراءة‪.‬‬
‫‪149‬‬
‫مواضع الكراهة يف اإلمامة واجلماعة‬

‫* تكره إمامة الفاسق واملبتدع واجلاهل ‪.‬‬


‫* تكره تنزهيا إمامة عبد وعامي وأعمى إذا وجد من هو أحق باإلمامة منهم‪ .‬وال تكره إن‬
‫كان عاملا أو ذا فضل وتقوى‪ ،‬وإن كان أفضل القوم أو أعلمهم فإمامته أوىل من غريه‪.‬‬
‫* تكره إمامة من يكرهه قومه لفساد فيه أو لكون غريه أحق باإلمامة منه‪.‬‬
‫أما إن كان أحق باإلمامة وال فساد فيه فال عربة بكراهتهم‪.‬‬
‫* يكره لإلمام تطويل الصالة عىل القوم زائدا عىل قدر السنة‪.‬‬
‫* تكره مجاعة النساء وحدهن‪ ،‬فإن فعلن وقفت اإلمام وسطهن‪.‬‬
‫* يكره حضور النساء اجلامعة يف هذا الزمان؛ لعموم الفتنة‪ .‬وصالهتا يف بيتها‬
‫أفضل من املسجد ‪.‬‬
‫* تكره اجلامعة للنوافل إذا أقيمت بتدا ٍع وإعالم‪ .‬أما لو صلوا من غري تدا ٍع فال‬
‫يكره‪ ،‬كأن اجتمع ثالثة وصلوا يف الليل بجامعة‪.‬‬
‫* تكره اجلامعة الثانية يف مسجد احلي الذي له إمام ومجاعة معلومون ‪.‬‬
‫وال تكره خارج املسجد وال يف فنائه‪ ،‬وكذا ال تكره للمسافرين يف املسجد الذي‬
‫عىل الطريق العام يف ضواحي املدن أو خارجها‪.‬‬

‫(‪ )1‬فإن أمكن الصالة خلف غريهم فهو املطلوب‪ ,‬وإال فاالقتداء بهم أوىل من االنفراد‪ .‬وينال ثواب اجلماعة‪.‬‬
‫(‪ )2‬ولو حرم مكة‪ .‬قال النيب ‪« :‬خري مسـاجد النسـاء قعـر بيـوتهن» ابـن خزميـة (‪ )1683‬وقـال‪« :‬قـد‬
‫علمت أنك حتبني الصالة معي‪ ،‬وصالتك يف بيتك خري‪ »..‬وهناك أحاديث كثرية‪ ,‬راجع الشرح‪.‬‬
‫(‪ )3‬يكــره تكــرار اجلماعــة يف مســجد ا لــة بــأذان وإقامــة؛ ألنــه يــؤدي إىل تقليــل اجلماعــة‬
‫الرمسية والتهاون بها‪ .‬أما تكرارها بال أذان ففيه تفصيل وخالف‪ .‬راجع الشرح‪.‬‬
‫‪151‬‬
‫شروط صحة االقتداء‬

‫ال يصح االقتداء إال بشروط منها‪:‬‬


‫‪ -1‬أن ينوي املقتدي متابعة اإلمام عند حتريمته‪.‬‬
‫* وهل يشرتط لإلمام أن ينوي إمامة املقتدي ؟‬
‫يف حق الرجال ال يشرت ؛ فيص اقتداؤهم ولو مل ينو اإلمام إمامتهم‪.‬‬
‫وأما يف حق النساء ففي اجلمعة والعيدين ال يشرت ‪ ،‬ويف الباقية خالف ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن ال يتقدم املأموم بعقبه عن عقب اإلمام‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ال يكون اإلمام أدنى حاال من املقتدي؛ فال يص االقتداء إذا كان اإلمام‬
‫يصيل النافلة واملقتدي يصيل الفرض ‪.‬‬
‫‪ -‬ويص االقتداء باألقوى؛ كاقتداء املتنفل (مصيل النفل) باإلمام املفرتض‪.‬‬
‫‪ -‬ويص االقتداء باملامثل؛ كاقتداء صبي بإمام من الصبيان ‪.‬‬
‫* يص اقتداء املتوضئ باملتيمم ‪ ،‬وباملاس عىل خف أو جبرية‪.‬‬
‫‪ -4‬احتاد الفرض؛ بأن يكون فرض اإلمام واملقتدي واحدا؛ فال يص أن يصيل‬
‫العرص خلف من يصيل الظهر ‪.‬‬

‫(‪ )1‬راجع الشرح للتفصيل‪ .‬واالحتياط أن ال تقتدي النساء يف موضع الشبهة‪.‬‬


‫(‪ )2‬وكـذا ال يصـح اقتــداء الراكـع والسـاجد بالعــاجز الـذي يــومئ بهمـا‪ * .‬وال غـري األلثــغ بـاأللثغ علــى‬
‫األصح‪ ,‬بل ال تصح صالته إال خلف من حيسن القراءة‪ * .‬وصح اقتداء من يصلي سنة مبفرتض ومتنفل‪.‬‬
‫(‪ )3‬وكاقتداء امرأة مبثلها‪ ,‬ومتنفل مبثله‪ ,‬ومعذور مبثله إن احتد عذرهما ال إن اختلف‪ ,‬ومومئ مبثله‪..‬‬
‫(‪ )1‬وكذا يصح اقتداء قائم بقاعد يركع ويسجد ال إن كان يومئ بهما‪ ,‬وقائم بأحدب وبأعرج‪.‬‬
‫(‪ )5‬وصحّ « أن معاذاً ‪ ‬كان يصـلي مـع الـنيب نفـال وبقومـه فرضـا »‪ .‬در‪ * .‬وكـذا ال يصـح ظهـر‬
‫أمس خلف من يصلي ظهر اليوم؛ ألنه يشرتط احتاد فرضهما امسا وصفة‪.‬‬
‫‪151‬‬
‫‪ -5‬احتاد املكان‪ ،‬بأن ال يفصل بني اإلمام واملأموم هنر وال طريق ‪،‬‬
‫وأن ال يكون بينهام خالء يسع صفني‪.‬‬
‫واملسجد والبيت مكان واحد؛ فال يرض اخلالء الكثري فيهام ‪ ،‬لكن يكره بال رضورة‪.‬‬
‫‪ -6‬أن ال يفصل بينهام نحو حائط كبري يشتبه معه العلم بانتقاالت اإلمام‪.‬‬
‫‪ -7‬أن ال يفصل بني اإلمام واملأموم صف من النساء ‪.‬‬
‫‪ -8‬أن تص صالة اإلمام؛ فإذا فسدت صالته فسدت صالة املقتدين كذلك‪،‬‬
‫وجيب عىل اإلمام أن يعيد صالته‪ ،‬و ُيعلم املقتدين (لو معينني) ليعيدوا صالهتم ‪.‬‬

‫موقف اإلمام من املقتدين وسنن الصف‬

‫* إذا كان مع اإلمام واحد يقف عن يمينه مساويا له ‪ .‬وإذا كان معه اثنان فأكثر‬
‫يقفون خلفه‪ .‬واملرأة تقف خلفه واحدة كانت أو أكثر ‪.‬‬
‫* يصف الرجال ثم الصبيان ثم اخلناثى إن وجدوا‪ ،‬ثم النساء إن وجدن‪.‬‬
‫* وإذا كان رجال وصبي مميز يقف الصبي معهم يف الصف‪ ،‬وإن كثر‬
‫الصبيان املميزون يقفون يف صف خلف صفوف الرجال‪.‬‬

‫(‪ )1‬املراد نهر ميكن أن متر فيه سفينة صغرية‪ ,‬وطريق ميكن أن متر فيه عربة أو سيارة‪.‬‬
‫(‪ )2‬هذا بشرطني‪ :‬كون الصف أكثر من ثالث نسوة‪ ...‬واالستقالل‪ ...‬راجع الشرح "بداية املفيت ‪."..‬‬
‫(‪ )3‬وإن مل يكونوا معينني كلهم أو بعضهم ال يلزمه اإلعالم‪ .‬رد‪ .‬وصحح بعضهم عدمه مطلقا‪.‬‬
‫* ومما يشرتط أن ال يعلم املقتدي من حال إمامه املخالف ملذهبه مفسدا يف مذهب املأموم ‪...‬‬
‫(‪ )1‬املذهب أن يقف مساويا لإلمام‪ ,‬وعند حممد جيعل أصابعه عند عقب اإلمام‪...‬‬
‫(‪ )5‬إال إذا اقتدت مبثلها‪ .‬وإذا اقتدت مع رجل قام عن ميني اإلمام‪ ,‬وقامت املرأة خلفهما‪.‬‬
‫(‪ )6‬ينبغي عدم إحضار الصبيان غري املميزين إىل املسجد؛ خشية التلويث والتشويب وترك الفرج ‪...‬‬
‫* ومن واجب اآلباء تربية األبناء وتعليمهم الصالة حتى إذا صاروا مميزين متعلمني يأتي بهم املسجد‪.‬‬
‫‪152‬‬
‫* ينبغي أن يقف أفضل القوم يف الصف األول قرب اإلمام‪.‬‬
‫* من سنن الصف‪:‬‬
‫= الرتاص فيه‪ ،‬وسد اخللل ‪.‬‬
‫= وأن يسووا مناكبهم وصدورهم وأقدامهم؛ فال يتقدم يشء وال يتأخر‪.‬‬
‫= وأن يقاربوا بني الصف والصف‪.‬‬
‫«رصوا صفوفكم‪ ,‬وقاربوا بينها‪ ,‬وحاذوا باألعناق» رواه أبو داود (‪)667‬‬ ‫قال‬
‫وقال «أقيموا الصفوف‪ ,‬وحاذوا بني املناكب وسدوا اخللل‪ ,‬ولينوا بأيدي إخوانكم‪,‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وال تذروا فرجات للشيطان‪ ,‬ومن وصل صفا وصله اهلل‪ ,‬ومن قطع صفا قطعه اهلل»‬
‫* اإلمام يأمر القوم بأن يرتاصوا ويسدوا اخللل ويسووا الصف‪.‬‬
‫* املعترب يف تسوية الصف هو العقب أو الكعب‪ ،‬وليس أصابع القدم‪.‬‬
‫* ال يقف خلف الصف وحده ‪.‬‬
‫* يقف اإلمام إزاء وسط الصف‪ ،‬و ُينصب املحراب يف وسط املسجد‪.‬‬
‫* أفضل صفوف الرجال أوهلا ثم األقرب فاألقرب؛ فعىل املسلم أن حيرص عىل‬
‫لو يعلم الناس ما يف النداء والصف األول‪،‬‬ ‫الصف األول والتكبرية األوىل؛ قال‬
‫‪.‬‬ ‫ثم مل جيدوا إال أن يستهموا (أي يقرتعوا) عليه الستهموا‬
‫**************‬
‫*******‬
‫*‬

‫(‪ )1‬بإلصاق املناكب ومقاربة األقدام حبيث ال خيرج عن حد االعتدال‪.‬‬


‫(‪ )2‬رواه أبوداود (‪ )666‬بإسناد صحيح‪ ,‬وكذا احلديث السابق صحيح‪.‬‬
‫(‪ )3‬فلو دخل املسجد ومل جيد يف الصف فرجة ينتظر حتى جييء آخر أو جيذب أحدهم من الصف ‪...‬‬
‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪ )621‬ومسلم (‪ .)137‬وقال ‪« :‬خري صفوف الرجال أوهلا‪ »..‬مسلم (‪)116‬‬
‫‪153‬‬
‫األذكار بعد الصالة‬

‫يسن بعد الصالة‪ :‬أداء السنة‪ ،‬وقراءة األذكار المسنونة‪.‬‬


‫* بعد السالم‪ :‬يستغفر اهلل ثالثا‪ ،‬ثم يقول‪ :‬اللهم أنت السالم ومنك السالم‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫تباركت يا ذا اجلالل واإلكرام‬
‫* ثم يصيل السنة‪ ،‬ثم يأيت بباقي األذكار التالية‪( ،‬وإن أتى بباقي األذكار الثابتة‬
‫بالسنة ثم صىل السنة فال بأس ‪ .‬لكن ال يفصل بني الفرض والسنة بكالم أو أذكار‬
‫يف هذا املوضع قوال أو فعال‪ ،‬ومنها)‪:‬‬ ‫طويلة غري ما ثبتت عن الرسول‬
‫* يقرأ آية الكريس؛ فإذا قرأ ثم مات دخل اجلنة [ابن السين (‪ )121‬وَ ط ك (‪.])7532‬‬
‫املعوذات مرة‪ :‬سورة اإلخالص والفلق والناس ‪ .‬ويقرأها يف الصباح‬
‫* يقرأ ّ‬
‫(بعد الفجر) ثالثا‪ ،‬ويف املساء (بعد العرص أو املغرب) ثالثا ‪.‬‬
‫* يسب اهلل وحيمده ويكربه ثالثا وثالثني‪ ،‬وهيلل متام املائة‪ :‬ال إله إال اهلل وحده‬

‫(‪ )1‬مسلم (‪ * )502‬فإن شاء اقتصر عليها وصلى السنة؛ حتى ال يطول الفصل‪ ,‬وإن شاء زاد عليها مـا ثبـت‬
‫عن الرسول جامعاً بني الصيغ أو مقتصراً على أحدها (وهو الظاهر من فعله ) ‪ ..‬راجع الشرح ‪..‬‬
‫(‪ )2‬األوىل أن ال يقرأ قبل السنة‪ ,‬ولو فعـل ال بـأس‪ .‬رد‪ .‬قلـت‪ :‬فـإن شـاء قـدم األذكـار ألنهـا أذكـار دبـر‬
‫املكتوبــة‪ ,‬ال دبــر الســنة إال أنــه مل يثبــت مــن فعــل الرســول عقــب الفــرض إال حنــو مــا ســبق‪ .‬وأمــا الســنة‬
‫البعدية فاملطلوب فيها أن تكون بعـد الصـالة ال متصـال بهـا‪ ,‬بـل منفصـال بينهمـا بـذكر‪ ,‬قـال ‪« :‬ال توصـل‬
‫صــالة بصــالة حتــى يــتكلم أو خيــرج» رواه أبــو داود (‪ .)1120‬وجيــوز الفصــل باملشــي إىل البيــت مــع أنــه فاصــل‬
‫أجنيب‪ ,‬فكيف باألذكار اليت ليست بفاصل‪ ,‬ألن الصالة ذكر‪ ,‬وهي تتمة ذلك الـذكر‪ .‬ولـذا قـال احللـواني‬
‫من أئمتنا‪ :‬ال بأس بالفصل باألوراد‪ .‬در‪ .‬نعم السنة أن يعجل بالسنة البعدية من غري فاصل طويل‪ ,‬ولـو تـالوة قـرآن‬
‫أو ذكر سوى املنصوص‪ .‬فالفصل املكروه حيمل على ما سوى الثابت بالسنة دبر املكتوبة‪.‬‬
‫(‪ )3‬أبو داود (‪ )1523‬والنسائي (‪ )1336‬وابن حبان (‪ )2661‬واحلاكم (‪ )020‬وصححه ووافقه الذهيب‪.‬‬
‫(‪ )1‬عن عبد اهلل بن خبيب ‪ ‬عن الـنيب ‪ « :‬اقـرأ‪ :‬قـل هـو اهلل أحـد‪ ,‬واملعـوذتني حـني متسـي وحـني‬
‫تصبح‪ ,‬ثالث مرات تكفيك من كل شيء » رواه أبو داود (‪ )5682‬والرتمذي (‪ )3575‬وصححه‪.‬‬
‫‪154‬‬
‫ال رشيك له‪ ،‬له امللك وله احلمد وهو عىل كل يشء قدير ‪ ،‬أو يكرب‬
‫أربعا وثالثني ‪.‬‬
‫وأدبار الصلوات من أوقات استجابة الدعوات‪ ،‬فليدعُ بما شاء (‪.)2‬‬
‫‪ ،‬يقوهلا ولو بال رفع يد؛ فعن معاذ بن جبل ‪ ‬أن رسول اهلل‬ ‫وهناك دعوات علمناها نبينا‬
‫أخذ بيده‪ ،‬فقال‪« :‬يا معاذ‪ ،‬واهلل إين ألحبك‪ ..‬يا معاذ‪ ،‬أوصيك أن ال تدعن يف دبر كل‬
‫صالة أن تقول‪ :‬اللهم أعني عىل ذكرك‪ ،‬وشكرك‪ ،‬وحسن عبادتك» ‪.‬‬
‫ويقول بعد املغرب والفجر‪« :‬اللهم أجرين من النار» سبع مرات ‪.‬‬
‫**************‬
‫*******‬
‫*‬

‫(‪ )1‬من قال ذلـك «غفـرت خطايـاه وإن كانـت مثـل زبـد البحـر» مسـلم (‪ )507‬وهـي‪« :‬معقبـات ال خييـب‬
‫قائلهن » مسـلم (‪ )506‬وإن قلتمـوه‪ « :‬تـدركون بـه مـن سـبقكم وتسـبقون بـه مـن بعـدكم؟ وال يكـون‬
‫أحــد أفضــل مــنكم إال مــن صــنع مثــل مــا صــنعتم» متفــق عليــه خ (‪ )867‬م (‪ .)505‬وفيــه قصــة لطيفــة ‪..‬‬
‫وصح يف بعض الروايات عشرا عشرا‪ ,‬وصح أيضاً مخسة وعشرين مخسة وعشرين بزيادة التهليل ‪..‬‬
‫(‪ )2‬ﭧﭨﭽﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﭼ [الشــرح‪ ]8 ,7 :‬قــال ابــن عبــاس‪" :‬إذا فرغــت مــن الصــالة‬
‫فانصب يف الدعاء واسأل اهلل وارغب إليه" ومثله قال ابن مسعود وجماهد‪ ,‬وقتـادة والضـحاك وغريهـم‪.‬‬
‫الدر املنثور (‪ )552 ,551 /8‬وفتح القدير (‪ )657 /5‬وعن أبي أمامة البـاهلي ‪ :‬قيـل‪ :‬يـا رسـول اهلل أي‬
‫الــدعاء أمســع ؟ قــال ‪« :‬جــوف الليــل اآلخــر‪ ,‬ودبــر الصــلوات املكتوبــات» حســن‪ .‬رواه الرتمــذي (‪)3100‬‬
‫وحسنه‪ ,‬والنسائي يف الكربى (‪. )0036‬‬
‫(‪ )3‬صحيح‪ ,‬رواه ابن حبان (‪ )2626‬واحلاكم (‪ * .)1616‬وعن علي ‪ :‬كـان الـنيب إذا سـلم‬
‫من الصالة‪ ,‬قال‪« :‬اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت‪ ,‬وما أسررت وما أعلنـت‪ ,‬ومـا أسـرفت ومـا أنـت‬
‫أعلم به مين‪ ,‬أنت املقدم وأنت املؤخر‪ ,‬ال إله إال أنت» صحيح‪ ,‬رواه أبو داود (‪)1560‬‬
‫* الرباء ‪« :‬كنـا إذا صـلينا خلـف رسـول اهلل أحببنـا أن نكـون عـن ميينـه‪ ,‬يقبـل علينـا بوجهـه‪,‬‬
‫قال‪ :‬فسمعته يقول‪ :‬رب قين عذابك يوم تبعث عبادك ‪ -‬أو جتمع عبادك»‪ .‬أخرجه مسلم (‪)760‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه أبو داود (‪ )5670‬وابـن حبـان (‪ « : )2316‬إذا انصـرفت مـن صـالة املغـرب فقـل‪ :‬اللـهم أجرنـي‬
‫من النـار سـبع مـرات (يف روايـة‪ :‬قبـل أن تكلـم أحـدا) فإنـك إذا قلـت ذلـك ثـم مـت يف ليلتـك كتـب لـك‬
‫جوار منها‪ ,‬وإذا صليت الصبح فقل كذلك‪ ,‬فإنك إذا مت من يومك كتب لك جوار منها»‬
‫‪155‬‬
‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬اذكر دليال عىل وجوب اجلامعة‪ ،‬وحديثا عىل فضلها‪ ،‬مع بيان متى يسقط وجوهبا ؟‬
‫‪ ‬بم تنعقد اجلامعة ؟ وعىل من جتب ؟‬
‫َ‬
‫الرجال أحد إال برشو ‪ ،‬ما هي ؟‬ ‫‪ ‬ال يص أن يؤم‬
‫‪ ‬من هو األحق باإلمامة ؟ وما هي األمور التي تكره يف اإلمامة واجلامعة ؟‬
‫‪ ‬عدد رشو صحة االقتداء ‪.‬‬
‫‪ ‬اذكر مخسة من سنن الصف‪ .‬ثم بني كيف يقوم املقتدي الواحد واالثنني واملرأة والصبي؟‬
‫‪ ‬ما ذا تفعل بعد السالم من الصالة ؟ واكتب بعض األذكار مما حتافظ عليها‪.‬‬

‫أكمل الفراغ فيما يلي‪:‬‬


‫‪ ‬هناك أمور ينبغي االعتناء هبا وهي خارجة عن ماهية الصالة؛ مثل‪... :‬‬
‫‪« ‬لو يعلم الناس ما يف ‪ ...‬و ‪ ،...‬ثم مل جيدوا إال أن ‪ ...‬أي عليه لـ ‪»..‬‬
‫‪ ‬يشرت لصحة االقتداء‪ :‬احتاد ‪ ...‬بأن ‪ ، ...‬واحتاد ‪ ،...‬بأن ‪...‬‬

‫تأمل فيما يلي وبني هل هو صواب أم فيه خلل بعالمة (‪ ) ، ‬مع تصويب اخللل‪:‬‬
‫)‬ ‫‪ ‬صحة القراءة من رشو صحة اإلمامة‪ ،‬كام هي من رشو صحة الصالة‪( .‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬ال تص إمامة األلثغ وال الفأفاء‪ ،‬وال املتمتم‪ ،‬وال الفاسق‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬ال جتوز صالة الذي ال يطمئن يف صالته‪ ،‬وال إمامته‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬تكره اجلامعة للنوافل إذا أقيمت بتدا ٍع وإعالم‪ .‬ال لو من غري تدا ٍع‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬تكره اجلامعة الثانية يف مسجد احلي وال تكره يف فنائه أو حمرابه‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬يشرت للمقتدي نية االقتداء‪ ،‬وال يشرت لإلمام نية اإلمامة للرجال‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬تسوية الصفوف إنام تكون بعقب القدمني ال بأصبعهام‬

‫‪156‬‬
‫فصل يف إدراك الفريضة مع اإلمام‬

‫متى يقطع الصالة إلدراك الجماعة ؟‬


‫* إذا رشع املصيل يف أداء فرع منفردا؛ فأقيمت اجلامعة وكرب اإلمام قبل أن‬
‫يسجد للركعة األوىل؛ فإنه يقطع صالته قائام بتسليمة واحدة‪ ،‬ثم يقتدي باإلمام‪.‬‬
‫= أما إذا كان سجد للركعة األوىل ثم كرب اإلمام‪:‬‬
‫‪ -‬فإن كان يف صالة الفجر أو املغرب قطع صالته كذلك واقتدى باإلمام ‪.‬‬
‫‪ -‬وإن كان يف صالة رباعية ضم ركعة ثانية وجوبا وسلم؛ لتصري الركعتان له‬
‫نافلة‪ ،‬ثم اقتدى مفرتضا ‪.‬‬
‫= وأما إذا كان ص ى أكثر صالته فإنه يتمها وال يقطع‪:‬‬
‫‪ -‬فإن كان يف الفجر أو املغرب وسجد للركعة الثانية؛ يتم فرضه منفردا‪ ،‬وال يقتدي ‪.‬‬
‫‪ -‬وإن كان يف صالة رباعية وسجد للركعة الثالثة فإنه يتم فرضه منفردا‪ ،‬ثم‬
‫يقتدي باإلمام بنية النافلة؛ إال يف العرص ألنه يكره النفل بعدها‪.‬‬
‫* وإذا رشع املصيل يف أداء النفل أو السنة ال يقطعها؛ سواء أقيمت الفريضة قبل‬
‫السجدة أو بعدها‪ ،‬ويتمها ركعتني فقط ‪.‬‬

‫(‪ )1‬أما مبجرد الشروع يف اإلقامة ال يقطع‪ .‬وكذا إذا كان يف البيت وأقيمت يف املسجد ال يقطع‪.‬‬
‫(‪ )2‬ألنه لو مل يقطع فاتته اجلماعة‪ ,‬وهو ما زال يف أول صالته‪.‬‬
‫(‪ )3‬ألن القطع لضرورة إدراك اجلماعة‪ ,‬وهنا ميكن إدراكها مع إمتام األوىل نافلة‪.‬‬
‫(‪ )1‬ألنه إذا اقتدى باإلمام تكون له نافلة‪ ,‬وال نفل بعد الفجر‪ ,‬وكذا ال نفل بثالث ركعات‪.‬‬
‫(‪ )5‬إن قام للثالثة فأقيمت قبل سجوده قطع صالته قائماً بتسليمة‪ ,‬وجيوز أن يقعد ويسلم‪ ,‬واألول أفضل‪.‬‬
‫(‪ )6‬فإن كان يف سنة الظهر وكرب اإلمام ‪ ,‬سلّم على رأس ركعتني ثم قضى السنة أربعاً بعد الفرض‪.‬‬
‫‪157‬‬
‫* ومن حرض واإلمام يف صالة الفرض اقتدى به وال يشتغل بالسنة؛ إال‬
‫سنة الفجر فإنه يأيت هبا عند باب املسجد إذا مل خيف فوت اجلامعة‪ ،‬وإال تركها ‪.‬‬
‫* ال جيوز اخلروج من مسجد أذن فيه؛ سواء أذن وهو فيه أو دخل بعد األذان‪ ،‬إال‬
‫ملن ييل؛ حيث جيوز هلم اخلروج‪:‬‬
‫‪ -1‬من كان إماما أو مؤذنا ملسجد آخر وأهل ذلك املسجد بحاجة إليه‪.‬‬
‫‪ -2‬أن خيرج حلاجة رضورية ومن عزمه أن يعود‪.‬‬
‫‪ -3‬من كان صىل الفرض وحده يف مجيع الصلوات؛ إال يف الظهر والعشاء حيث‬
‫يكره اخلروج عند الرشوع يف اإلقامة فقط ال قبله ‪.‬‬
‫* من أدرك القيام أو الركوع مع اإلمام فقد أدرك الركعة؛ وإن جاء واإلمام راكع‬
‫فكرب ومل يركع حتى رفع اإلمام رأسه مل يدرك الركعة ‪.‬‬
‫**************‬
‫*******‬
‫*‬

‫(‪ )1‬أما إذا خاف فوت الوقت فإنه حيرم التطوع والسنن‪ ,‬بل عليه االقتصار على الفرض‪ .‬وراجع الشرح‪.‬‬
‫(‪ )2‬مـن صـلى الفجـر والعصـر واملغــرب مـرة قبـل اجلماعـة خيــرج مطلقـا وإن أقيمـت الصـالة؛ لكراهــة‬
‫النفل بعد األوليني‪ ,‬ويف املغرب أحد ا ظورين‪ :‬البترياء أو خمالفة اإلمام باإلمتام‪.‬‬
‫(‪ )3‬الشرط إلدراك الركعة إما مشاركة اإلمام يف جزء من القيام أو جزء من الركوع‪.‬‬
‫* من أدرك اإلمام راكعا أو ساجدا أو يف أي حال ينبغي أن يكرب ويسجد معه وال ينتظر‪.‬‬
‫* الشرط إلدراك اإلمام أن يكرب قبل التسليمة األوىل‪ ,‬فإن كرب مع السالم أو بعده مل يدركه‪.‬‬
‫* ينتظر املسبوق تسليم اإلمام ويعجل يف قضاء ما سبق به إن خشي مرور الناس بني يديه‪.‬‬
‫‪158‬‬
‫باب صالة الوتر‬
‫الوتر حق؛ فمن مل يوتر فليس منا‪ ،‬الوتر حق؛ فمن مل يوتر‬ ‫قال رسول اهلل‬
‫(‪)1‬‬
‫فليس منا‪ ،‬الوتر حق؛ فمن مل يوتر فليس منا‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ :‬إن اهلل وتر حيب الوتر‪ ،‬فأوتروا يا أهل القرآن‬ ‫وقال‬
‫‪ :‬إن اهلل زادكم صالة فحافظوا عليها‪ ،‬وهي الوتر ويف رواية‪ :‬فصلوها‬ ‫وقال‬
‫فيما بني صالة العشاء إىل صالة الفجر (‪.)4‬‬

‫حكم الوتر‪ :‬الوجوب ‪ ،‬ولذا‪:‬‬


‫= لو تركه ناسيا أو عامدا حتى طلع الفجر وجب عليه قضاؤه‪.‬‬
‫= وال جيوز أن يصليه قاعدا وال راكبا عىل الدابة إال لعذر‪ ،‬كام يف صالة الفرض‪.‬‬

‫وقته‪ :‬بعد العشاء إىل طلوع الفجر (كام سبق يف باب األوقات)‪.‬‬

‫وأفضل األوقات آخر الليل‪ ،‬ثم قبل النوم ‪ ،‬ثم بعد سنة العشاء‪.‬‬
‫قال‪« :‬من‬ ‫ومن خاف أال يستيقظ آخر الليل فليوتر أوله؛ فعن جابر ‪ ‬أن النبي‬
‫خاف أن ال يقوم من آخر الليل فليوتر أوله‪ ،‬ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر‬
‫(‪)3‬‬
‫آخر الليل‪ ،‬فإن صالة آخر الليل مشهودة‪ ،‬وذلك أفضل»‬

‫(‪ )1‬رواه أبو داود (‪ )1110‬وصححه احلاكم (‪( .)1116‬حق)‪ :‬حتم الزم البد من فعله‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه أبو داود (‪ )1116‬والرتمذي (‪ )153‬وحسنه‪ .‬والوتر يعين الفـرد‪ ,‬فـاهلل واحـد فـرد ال شـريك لـه‪,‬‬
‫ولذا األعداد‪ ..5 ,3 ,1 :‬تسمى وتراً‪ ,‬ألنه فرد فقط أو فرد بعد شفع‪ .‬والوتر عندنا ثالث ركعات‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجهما أمحد بسند صحيح (‪ )...,6010 ,6603‬والطحاوي يف شرح املشكل (‪ )1102‬وغريهما‪...‬‬
‫(‪ )1‬هذا عند أبي حنيفة؛ لعدة أدلة‪ ,‬وعند اجلمهور سنة مؤكدة‪ ,‬آكد من سائر السنن املؤقتة‪.‬‬
‫(‪ )5‬عــن أبـي هريــرة ‪ ‬قــال‪ :‬أوصــاني خليلــي بــثالث ال أدعهــن حتــى أمــوت‪« :‬صــيام ثالثــة أيــام مــن‬
‫كل شهر‪ ,‬وركعيت الضحى‪ ,‬وأن أوتر قبل أن أنام» أخرجه البخاري (‪ )1121‬ومسلم (‪)721‬‬
‫(‪ )6‬رواه مسلم ( ‪[ ) 755‬مشهودة]‪ :‬أي يشهدها مالئكة الرمحة‪.‬‬
‫‪159‬‬
‫كيفيته الوتر‪ :‬الوتر ثالث ركعات بتسليمة واحدة ‪ ،‬وجيلس وجوبا‬
‫بعد الركعة الثانية ويتشهد فقط‪ ،‬ثم يقوم للركعة الثالثة‪ ،‬فيقرأ الفاحتة والسورة‪.‬‬
‫ثم يكرب (اهلل أكرب) رافعا يديه حذاء أذنيه‪ ،‬ويضعهام حتت الرسة‪ ،‬ويقرأ القنوت‬
‫رسا ‪ ،‬ثم يركع‪ ،‬ويتم صالته حتى يسلم‪.‬‬
‫* وجيب قراءة الفاحتة وسورة يف كل ركعة‪ ،‬كام يف صالة النفل‪.‬‬
‫يقرأ يف الركعة األوىل من الوتر سورة األَ ْعلى‪ ،‬ويف الثانية سورة‬ ‫((وكان‬
‫خلَاص‪ * .‬ويقول بعد السالم من الوتر‪« :‬سبحان‬
‫ا ْلكَافِرُونَ‪ ،‬ويف الثالثة سورة اإلِ ْ‬
‫امللك القدوس» ثالث مرات‪ ،‬ويرفع صوته بالثالثة ويطيلها))(‪.)4‬‬

‫* والقنوت هنا واجب‪ ،‬وأقله مطلق الدعاء‪ .‬والسنة أن يقول‪ :‬اللهم إنا نستعينك‬
‫ونستعفرك‪ ،‬ونؤمن بك ونتوكل عليك‪ ،‬ونثين عليك اخلري كله‪ ،‬نشكرك وال‬
‫نكفرك وخنلع ونرتك من يفجرك‪ ،‬اللهم إياك نعبد‪ ،‬ولك نصلي ونسجد‪ ،‬وإليك‬
‫(‪)9‬‬
‫نسعى وحنفِد(‪ ،)1‬نرجو رمحتك وخنشى عذابك‪ ،‬إن عذابك بالكفار ملحق‬

‫(‪ )1‬ألنه ‪« :‬كان ال يسلم يف ركعيت الوتر» النسائي (‪ ,)1608‬وصححه ابن حزم واستدل به على هـذه‬
‫الكيفية‪ .‬و«كان يوتر بـثالث ال يسـلم إال يف آخـرهن» احلـاكم (‪ .)1116‬وعـن احلسـن‪« :‬أمجـع املسـلمون‬
‫على أن الوتر ثالث ال يسلم إال يف آخرهن» ابن أبي شيبة (‪ )6831‬راجع الشرح ورساليت «الوتر ثالث كاملغرب»‪.‬‬
‫(‪ )2‬واملؤمت أيضاً يقرأ القنوت كاإلمام واملنفرد‪ ,‬ويقرؤونه سراً‪ ,‬وجيوز لإلمام اجلهر لتعليم اجلاهل‪.‬‬
‫(‪ )3‬رواه النسائي (‪ )1732 ,1600‬وابن حبان (‪ ,)2156‬وكذا الرتمذي (‪ )162‬إال قوله سبحان‪. ...‬‬
‫(‪ )1‬حنفد‪ :‬أي نسرع يف حتصيل عبادتك‪ .‬ونسعى‪ :‬السعي هو اإلسراع يف املشي مع بذل اجلهد‪.‬‬
‫‪ ,‬قـال احللـيب يف الكـبري‬ ‫(‪ )5‬هذا الدعاء املأثور روي بألفاظ خمتلفة عن عمر وابن مسعود وعلي‬
‫ص‪" : 117‬واألحسن أن يضـم إليـه القنـوت املـأثور عـن احلسـن"‪ .‬وهـو‪ :‬اللـهم اهـدني فـيمن هـديت‪ ,‬وعـافين‬
‫فيمن عافيت ‪ ,‬وتولين فيمن توليت ‪ ,‬وبارك لي فيمـا أعطيـت ‪ ,‬وقـين شـر مـا قضـيت ‪ ,‬فإنـك تقضـي وال‬
‫يقضى عليك ‪ ,‬إنه ال يذل من واليت [ويف رواية‪ :‬وال يعـز مـن عاديـت]‪ ,‬تباركـت ربنـا وتعاليـت» أخرجـه أبـو‬
‫داود (‪ )1125‬والرتمذي وحسنه (‪.)161‬‬
‫‪161‬‬
‫مسائل متفرقة‬

‫* لو نيس القنوت‪ ،‬وتذكره يف الركوع أو بعده‪ ،‬ال يقنت يف الركوع وال بعد الرفع‬
‫منه‪ ،‬وال يعود إىل القيام‪ ،‬بل يسجد للسهو؛ ألنه ترك الواجب سهوا‪.‬‬
‫* لو ركع اإلمام قبل فراغ املقتدي من القنوت‪ ،‬قطعه وتابع إمامه ‪.‬‬
‫* لو نيس اإلمام القنوت وركع‪ ،‬يكتفي املؤتم بقول "اللهم إنا نستعينك" إن‬
‫أمكنه مشاركة اإلمام يف الركوع ‪ ،‬وإن مل يمكنه ترك القنوت وتابعه‪.‬‬
‫* إذا ركع اإلمام بعد القنوت‪ ،‬فمن أدركه يف ركوعه فقد أدرك القنوت حكام؛ فال‬
‫يقنت ثانيا فيام يقيض‪.‬‬
‫* صالة الوتر مع اجلامعة يف رمضان أفضل من صالته وحده يف املنزل ‪.‬‬
‫* ال يقنت يف غري الوتر إال يف النوازل ‪:‬‬

‫(‪ )1‬ألن القنوت الواجـب مطلـق الـدعاء‪ ,‬فلـو قـال "اللـهم إنـا نسـتعينك" ومل يكمـل فقـد أتـى بالواجـب‪,‬‬
‫وإكماله مستحب‪ .‬واملتابعة واجبة‪ ,‬فيرتك املستحب ألجل الواجب‪ .‬والف التشهد فإنه يأتي به‪.‬‬
‫(‪ )2‬ألنه أقل الواجب‪ ,‬فبقراءته يكون مجع بني الواجبني‪ :‬القنوت ومتابعة اإلمام‪ .‬ويسجدون للسهو‪.‬‬
‫(‪ )3‬على الصحيح؛ ألنه يدرك أجر اجلماعة‪ ,‬وألنه كمن قام الليل كله‪ * .‬ومن صلى الوتر قبـل النـوم ثـم‬
‫صلى آخر الليل ال يكرر الوتر‪ ,‬قال «ال وتران يف ليلة» د (‪ )1130‬وَ‪ :‬ت س خز ح‪.‬‬
‫(‪ )1‬وإذا اقتدى مبن يقنت يف صالة الفجر يف غري نازلة‪ ,‬كشافعي مثالً‪ ,‬قام معه ساكتاً ويرسل يديه‬
‫يف جنبيه؛ ألن الوضع سنة قيام طويل فيه ذكر مسنون‪ ,‬وهذا الـذكر لـيس مبسـنون عنـدنا‪ .‬وقـال أبـو‬
‫يوسف يقرؤه معه‪ .‬وإن اقتدى يف الوتر مبن يقنت بعد الركوع تابعه‪ .‬رد‪.‬‬
‫‪161‬‬
‫قنوت النازلة (‪:)1‬‬
‫إذا نزلت باملسلمني نازلة س ّن لإلمام القنوت بعد الرفع من الركوع يف صالة‬
‫الفجر ‪ .‬فيقرأ فيه قنوت الوتر ويضيف إليه ما ثبت بالسنة‪ ،‬وهو‪ :‬اللهم اهدنا‬
‫فيمن هديت‪ ،‬وعافنا فيمن عافيت‪ ،‬وتولنا فيمن توليت‪ ،‬وبارك لنا فيما أعطيت‪ ،‬وقنا شر‬
‫ما قضيت‪ ،‬إنك تقضي وال يقضى عليك‪ ،‬إنه ال يذل من واليت‪ ،‬وال يعز من عاديت‪،‬‬
‫تباركت ربنا وتعاليت(‪ ،)4‬وصلى اهلل على حممد وآله وصحبه وسلم‬

‫**************‬
‫*******‬
‫*‬

‫(‪ )1‬النازلة‪ :‬املصيبة الشديدة‪ .‬أي إذا نزلت باملسلمني مصيبة شـديدة؛ كالقتـال أو الطـاعون؛ فـإن اإلمـام‬
‫يقنت‪ .‬واملنفرد ال يقنت‪ ,‬واملقتدي يتابع إمامه؛ فيقرؤه إن أسرّ‪ ,‬ويؤمّن إن جهر‪ .‬رد ‪. 110/2‬‬
‫(‪ )2‬هــل خيــتص هــذا القنــوت بــالفجر أم يعــم الصــلوات اجلهريــة؟ يف املســألة قــوالن عنــدنا كمــا يف‬
‫املنحة‪ ,‬ومال ابن عابدين إىل اختصاصه بـالفجر‪ ,‬ويف الـدر والبحـر واملراقـي‪" :‬يقنـت يف اجلهريـة‪ ,‬وهـو‬
‫قــول الثــوري وأمحــد"‪ .‬وأقــول‪ :‬األوىل أن يقنــت يف الفجــر‪ ,‬وال يقنــت يف املغــرب والعشــاء إال إذا اشــتدت‬
‫النازلة‪ * .‬ويقنت بعد الركوع‪ ,‬والف الوتر‪.‬‬
‫* وهل يرفع يديه كالدعاء أم يرسلهما ؟ جيوز األمران‪ :‬اإلرسال على األصل‪ ,‬والرفع علـى قـول ابـن‬
‫مسعود‪ ,‬وكان أبو يوسف يرفع يديه يف قنوت الوتر كما كان ابن مسعود يرفعهما كالدعاء‪ .‬وما أجاب‬
‫به الكمال نظر فيه الشرنباللي يف شرح نور اإليضاح ‪...‬‬
‫‪" :‬اللــهم غفــر للمــؤمنني واملؤمنــات واملســلمني‬ ‫(‪ )3‬وإن شــاء أضــاف هنــا قبــل التصــلية مــا أثــر عــن ابــن عمــر‬
‫واملســلمات‪ ,‬وألّـف بــني قلــوبهم‪ ,‬وأصــلح ذات بيــنهم‪ ,‬وانصــرهم علــى عــدوك وعــدوهم‪ .‬اللــهم العــن كفــرة أهــل‬
‫الكتاب الذين يكذبون رسـلك ويقـاتلون أوليـاءك‪ ,‬اللـهم خـالف بـني كلمـتهم‪ ,‬وزلـزل أقـدامهم‪ ,‬وأنـزل علـيهم‬
‫بأسك الذي ال يرد عن القوم ا رمني" م‬
‫‪162‬‬
‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬متى يقطع صالة الفرض إلدراك اجلامعة ؟‬
‫‪ ‬ما ذا يفعل إذا كان يف صالة السنة أو النافلة وقامت اجلامعة ؟‬
‫‪ ‬ما حكم اخلروج من املسجد الذي أذن فيه ؟ بني بالتفصيل ‪.‬‬
‫‪ ‬ما حكم الوتر ؟ وما الدليل عىل ذلك ؟ وما ذا يرتتب عىل وجوبه ؟‬
‫‪ ‬ما وقت الوتر اجلائز واملستحب ؟ وض بالتفصيل والدليل ‪.‬‬
‫‪ ‬بني كيفية الوتر بالتفصيل‪ .‬مع بيان ما يقرأ فيه من القرآن والقنوت‪.‬‬
‫‪ ‬ما ذا يفعل فيما يلي‪ = :‬لو نيس القنوت وتذكره يف الركوع أو بعده ؟‬
‫= لو ركع اإلمام قبل فراغه من القنوت ؟ = لو ترك اإلمام القنوت ناسيا وركع ؟‬
‫تأمل فيما يلي وبني هل هو صواب أم فيه خلل بعالمة (‪ ) ، ‬مع تصويب اخللل‪:‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬من أدرك الركوع مع اإلمام فقد أدرك الركعة ‪.‬‬
‫)‬ ‫‪ ‬إمام مسجد أدرك الصالة يف مسجد آخر جاز له اخلروج ليصيل يف بيته (‬
‫)‬ ‫‪ ‬من صىل أكثر صالته فأقيمت اجلامعة فإنه يتم صالته إال يف الفجر واملغرب‪( .‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬لو فات الوتر بطلوع الشمس وجب قضاؤه‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬ال يقنت يف الوتر بعد الرفع من الركوع‪ ،‬بل يف النازلة‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬صالة الوتر مجاعة يف رمضان أفضل من صالته وحده‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬من أدرك اإلمام بعد القنوت‪ ،‬ال يقنت ثانيا فيام يقيض‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬يقرأ القنوت يف الوتر رسا‪ ،‬سواء كان إماما أو مأموما أو منفردا‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬يوتر أول الليل‪ ،‬ومن خاف أال يستيقظ آخر الليل فليوتر أوله‬
‫أكمل الفراغ فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬يقرأ القنوت بقوله‪« :‬اللهم إنا نستعينك ‪» .....‬‬
‫‪ ‬يقرأ ذلك يف النازلة ويضيف ‪« :‬اللهم اهدنا فيمن هديت ‪»...‬‬
‫‪163‬‬
‫باب السنن والنوافل‬

‫[اإلسراء‪]10 :‬‬ ‫قال تعاىل‪ :‬ﭽﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﭼ‬


‫قال‪ :‬إن أول ما حياسب به العبد يوم القيامة‬ ‫وعن أبي هريرة ‪ ‬عن النيب‬
‫من عمله صالته‪ ،‬فإن صلحت فقد أفلح وأجنح‪ ،‬وإن فسدت فقد خاب وخسر‪ ،‬فإن‬
‫انتقص من فريضته شيء قال الرب عز وجل‪ :‬انظروا هل لعبدي من تطوع‪ ،‬فيكمل‬
‫(‪)4‬‬
‫منها ما انتقص من الفريضة ؟ ثم تكون سائر أعماله على هذا‬

‫النوافل‪ :‬هي صلوات رشعت لنا زيادة عىل الفرض والواجب ‪ ،‬وهي عىل مراتب‪:‬‬
‫عىل تركها فإنه يأثم‪.‬‬ ‫‪ -1‬سنن مؤكدة يالم تاركها‪ ،‬ولو أ‬
‫‪ -2‬سنن مستحبة (غري مؤكدة)؛ كصالة الضحى والتهجد وحتية املسجد‪.‬‬
‫‪ -3‬نوافل غري مؤقتة‪ ،‬فيتنفل بام شاء يف ليل أو هنار‪ ،‬لينال أجورا كثرية‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬السنن المؤكدة(‪:)1‬‬


‫وهي تابعة للصلوات الفرائض‪ ،‬وهي ثنتا عرشة ركعة يف اليوم والليلة‪:‬‬
‫* ركعتان قبل صالة الفجر‪:‬‬
‫يرتكهام يف سفر وال حرض ‪ .‬وكان يصليهام‬ ‫ومها آكد السنن‪ ،‬ومل يكن الرسول‬

‫(‪ )1‬رواه الرتمذي ( ‪ ) 113‬وحسنه‪ ,‬والنسائي (‪ )165‬ابن ماجه (‪ )1125‬دارمي (‪ )1305‬حاكم (‪.)7263‬‬
‫(‪ )2‬راجــع أنــواع الصــالة أول كتــاب الصــالة‪ .‬والنفــل لغــة‪ :‬الزيــادة‪ .‬وشــرعاً‪ :‬زيــادة عبــادة شــرعت لنــا ال‬
‫علينا‪ ,‬وهي قد تشمل السنن وقد ال‪ * .‬من حكم تشريع النوافل‪ :‬جرب نقصان الفـرائض؛ والتقـرب إىل‬
‫من اهلل؛ وقطع طمع الشيطان؛ وحصول زيادة األجر وفتح باب املنافسة لتعلو مراتب ا تهدين‪.‬‬
‫(‪ )3‬هي اليت واظب عليها الرسول ؛ فينبغي ا افظة عليها‪ .‬ولو تركها استحق اللوم‪ ,‬ويأثم باالصرار‪.‬‬
‫(‪ )1‬شيبة (‪ )3020‬خ (‪ )1182‬وردت يف التأكيد عليهما روايات عديدة‪ ..‬راجع الشـرح؛ ولـذا أوجبهمـا بعـض‬
‫‪164‬‬
‫ركعتني خفيفتني‪ ،‬يقرأ يف األوىل سورة الكافرون ويف الثانية سورة اإلخالص‪.‬‬
‫* وركعتان بعد الظهر‪.‬‬ ‫* أربع ركعات بتسليمة واحدة قبل الظهر‪.‬‬
‫* ركعتان بعد العشاء‪.‬‬ ‫* ركعتان بعد املغرب‪.‬‬
‫* وأربع بعدها أو ست ‪.‬‬ ‫* أربع ركعات بتسليمة واحدة قبل اجلمعة‪.‬‬
‫* األصل يف السنن الرباعية بالنهار أن تصىل بتسليمة واحدة‪ ،‬يتشهد بعد‬
‫الركعتني ثم يقوم ‪ ،‬وال يسلم إال يف آخرها ‪.‬‬
‫* ومن السنن املؤكدة صالة الرتاوي ‪ ،‬وتأيت يف باب مستقل‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬السنن المستحبة(‪( )1‬غير المؤكدة) التابعة للفرائض‪:‬‬


‫‪ -1‬أربع ركعات بعد الظهر‪ ،‬إن شاء صالها أربعا بعد السنة املؤكدة‪ ،‬وهو‬
‫األفضل‪ ،‬وإن شاء صىل ركعتني بعدها‪ ،‬ليكون املجموع أربعا ‪.‬‬
‫‪ –2‬أربع ركعات قبل العرص‪ ،‬بتسليمة واحدة‪ ،‬وإن شاء ركعتني‪.‬‬
‫‪ -3‬ركعتان قبل العشاء‪ ،‬وإن شاء أربعا ‪.‬‬
‫‪ -4‬أربع ركعات بعد العشاء وإن شاء ركعتني بعد ركعتي السنة املؤكدة‪.‬‬
‫‪ -5‬ست ركعات بعد املغرب ‪ ،‬وإن شاء أربعا‪ ،‬يسلم عىل كل ركعتني‪.‬‬

‫الفقهاء‪ ,‬وإذا فاتته مع الفرض يقضيهما بعد الشروق‪ ,‬ولو فاتته وحدها يقضيهما على قول حممد‪.‬‬
‫(‪ )1‬السنة بعد اجلمعة أربع عند الطرفني‪ ,‬واألفضل أن يصلي أربعا ثم ركعتني‪ .‬شرح املنية‪ .‬فهما مستحبان‪.‬‬
‫(‪ )2‬يدل على ذلك عدة أحاديث ذكرتها يف رساليت "األصل يف السنن الرباعية يف النهار‪ ,"..‬وراجع الشرح‪.‬‬
‫(‪ )3‬وهي ثبتت بفعل الرسول لكن من غري مواظبة‪ ,‬أو ثبتت بقوله باحلث عليها وبيان فضائلها‪.‬‬
‫(‪ )1‬إلطالق‪« :‬من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها‪ ,‬حرمه اهلل على النار» د (‪ )1260‬ت ‪..‬‬
‫(‪ )5‬حلديث «بني كل أذانني صالة‪ ...‬ملن شاء» البخاري (‪ )627‬ومسلم (‪ )838‬للتفصيل واألدلة راجع الشرح‪.‬‬
‫(‪ )6‬حديثه شديد الضعف‪ ,‬لكن ورد يف فضـائل الصـالة بـني املغـرب والعشـاء روايـات وآثـار عديـدة‪ ,‬فلـو‬
‫‪165‬‬
‫جدول الصلوات الفريضة و التابعة هلا‬
‫مستحبة‬ ‫سنة مؤكدة‬ ‫سنة مؤكدة مستحبة‬
‫مالحظات‬ ‫بعدية‬ ‫بعدية‬ ‫فرض‬ ‫قبلية‬ ‫قبلية‬ ‫الصلوات‬
‫يف السفر ركعتان‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الفجر‬
‫يف السفر ركعتان‬ ‫‪ 1‬أو ‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الظهر‬
‫يف السفر ركعتان‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫العصر‬
‫يف السفر أيضاً‪3 :‬‬ ‫‪ 1‬أو ‪ 6‬أو أكثر‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫املغرب‬
‫تسن الرتاويح يف رمضان‬ ‫‪ 2‬أو ‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ 1‬أو ‪1 2‬‬ ‫‪-‬‬ ‫العشاء‬
‫يف السفر ‪3‬‬ ‫‪ 3‬ركعات واجبة‬ ‫‪-‬‬ ‫الوتر‬
‫اخلطبة قبلها شرط‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫اجلمعة‬
‫اخلطبة بعدها‬ ‫ركعتان واجبتان‬ ‫‪-‬‬ ‫العيدين‬

‫ثالثاً‪ :‬السنن المستحبة في أوقات وأحوال مخصوصة‪:‬‬


‫‪ -1‬يسن حتية املسجد ركعتني عند دخول املسجد يف غري أوقات الكراهة‪.‬‬
‫‪ :‬إذا دخل أحدكم املسجد فال جيلس حتى يصلي ركعتني [رواه البخاري‬ ‫قال‬
‫(‪ )1163‬ومسلم (‪ ])711‬فعليه أن يصليهما قبل اجللوس(‪.)1‬‬
‫‪ - 2‬يستحب ركعتان بعد الوضوء مبارشة ‪.‬‬
‫‪ - 3‬صالة الضحى‪ .‬ووقتها من بعد طلوع الشمس وارتفاعها إىل الزوال‪.‬‬
‫وقتها املختار‪ :‬بعد ربع النهار حني ترتفع الشمس جدا‪.‬‬
‫عددها‪ :‬أقلها ركعتان‪ ،‬وأوسطها أربع أو ثامن‪ ،‬وأكثرها اثنتا عرشة ركعة‪.‬‬

‫ضممناها إىل املؤكدة صار ا موع ستة‪ .‬ولذا أخرجه ابن خزمية (‪ )1105‬بعد حديث ‪ ...‬راجع الشرح‬
‫(‪ )1‬فإن جلس من غري عذر خالف السنة‪ ,‬لكن ال تفوته التحية‪ ,‬فعليه أن يقوم ويؤديها‪.‬‬
‫* وينوب عنها كل صالة صالها عند الدخول فرضا كانت أو سنة أو نفالً‪.‬‬
‫(‪ )2‬فإن أحسن الوضوء والصالة فقد «وجبت له اجلنة» م (‪« )231‬غفر اهلل له ما تقدم من ذنبه» د (‪)065‬‬
‫‪166‬‬
‫واألوىل أن يصليها أربع ركعات فأكثر‪.‬‬
‫‪ -4‬ويستحب أن يصيل ركعتن أو أربعا عند اإلرشاق؛ أي بعد طلوع الشمس‬
‫وارتفاعها قيد رمح (أي بعد ربع ساعة تقريباً‪ ,‬وبعد عشرين دقيقة احتياطاً)(‪.)1‬‬
‫‪ :‬أفضل الصالة‬ ‫‪ -5‬صالة الليل‪ ،‬وهي أفضل من صالة النهار وهلا فضائل كثرية كقوله‬
‫بعد الفريضة صالة الليل [رواه مسلم (‪ ])232‬فيستحب اإلكثار من النوافل يف الليل ‪.‬‬
‫* وآخر الليل أفضل من أوله‪ ,‬ونصفه الثاني أفضل من نصفه األول‪ ,‬وثلثه‬
‫األخري أفضل مما قبله؛ لنزول ربنا جل جالله وندائه لعباده(‪.)3‬‬
‫* ولو نام أوله ثم قام للتهجد فهو أفضل وأنشط‪.‬‬
‫* ومن خاف أال يستيقظ آخر الليل يصلي من أوله ثم ينام‪.‬‬
‫* أقل التهجد ركعتان‪ ,‬وأوسطه أربع‪ ,‬والسُنّة مثاني ركعات سوى الوتر‪ :‬يطيل‬
‫فيها القراءة والركوع والسجود‪ .‬واألفضل أن يسلم على كل ركعتني‪.‬‬
‫‪ -6‬صالة التسبيح‪ ،‬وهي أربع ركعات فيها ثالثامئة تسبيحة‪ ،‬وفضلها عظيم ‪.‬‬

‫(‪ )1‬الصالة عند اإلشراق على ثالثة أحناء ‪ :‬أفضلها أن يقعد يف مصاله بعد الفجر يذكر اهلل حتى تطلع‬
‫الشمس وترتفع قيد رمح؛ «ثم صلى ركعتني كانت له كأجر حجة وعمرة‪ :‬تامة تامة تامة ت (‪)586‬‬
‫‪ /2‬أن يصلي عند اإلشراق بنية الضحى‪ ,‬فينال أجرهما‪ /3 .‬أن يصلي وفق حديث‪« :‬قال اهلل عز وجل‪ :‬ابن‬
‫آدم اركع لي من أول النهار أربع ركعات أكفك آخره» ت (‪ )175‬وهو صحيح وله شواهد‪ .‬راجع الشرح‪.‬‬
‫(‪ )2‬قال ‪ :‬أيها الناس‪ :‬أفشوا السـالم‪ ,‬وأطعمـوا الطعـام‪ ,‬وصـلوا بالليـل والنـاس نيـام‪ ,‬تـدخلوا اجلنـة بسـالم‬
‫رواه ابن ماجه (‪ )1331‬والرتمذي (‪ ,)2185‬وقال‪" :‬حسن صحيح" راجع الشرح ملعرفة أحاديث النوافل‪.‬‬
‫(‪ )3‬قال ‪« :‬ينزل ربنا تبارك وتعاىل كل ليلة إىل السـماء الـدنيا حـني يبقـى ثلـث الليـل اآلخـر يقـول‪ :‬مـن‬
‫يدعوني فأستجيب له‪ ,‬من يسألين فأعطيه‪ ,‬من يستغفرني فأغفر له » متفق عليه‪ :‬خ (‪ )1601‬م (‪)758‬‬
‫(‪ )1‬حديثها حسن لكثرة طرقه‪ .‬وفيها ثواب ال يتناهى‪ .‬وضعفها بعضهم والصحيح ثبوتها لتعدد الطرق‪.‬‬
‫كيفيتها‪ :‬هي أربع ركعات بتسليمة أو تسليمتني‪ ,‬يقول فيها ثالمثائة مرة «سـبحان اهلل‪ ,‬واحلمـد هلل‪,‬‬
‫وال إله إال اهلل‪ ,‬واهلل أكرب» ويف رواية زيادة «وال حول وال قوة إال باهلل » يقول ذلك يف كـل ركعـة مخسـًا‬
‫وسبعني مرة‪ :‬بعد الثناء مخسة عشر‪ ,‬ثم عشراً عشراً‪ :‬بعد القراءة‪ ,‬ويف ركوعه‪ ,‬والرفع منه‪ ,‬وكل مـن‬
‫السجدتني‪ ,‬ويف اجللسـة بينهمـا‪ .‬طريقـة ثانيـة‪ :‬أن يقـول ذلـك يف كـل ركعـة مخسـًا وسـبعني مـرة لكـن‬
‫‪167‬‬
‫‪ -7‬صالة احلاجة‪ ،‬يصيل هلل ركعتني بخشوع ثم يطلب حاجته ويدعو ‪.‬‬
‫‪ - 8‬صالة االستخارة‪ .‬وهي ركعتان‪ ،‬يقرأ بعدها دعاء االستخارة ‪ :‬اللهم إني‬
‫أستخريك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم؛ فإنك تقدر وال أقدر‬
‫وتعلم وال أعلم وأنت عالم الغيوب‪ .‬اللهم إن كنت تعلم أن هذا األمر [يذكر‬
‫هنا حاجته(‪ ])3‬خري لي يف ديين ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي‬
‫فيه‪ ,‬وإن كنت تعلم أن هذا األمر[يذكر هنا حاجته] شر لي يف ديين ومعاشي وعاقبة‬
‫أمري فاصرفه عين واصرفين عنه‪ ,‬واقدر لي اخلري حيث كان ثم أرضين به‬

‫أحكام متفرقة يف النوافل‪:‬‬


‫‪ -1‬القراءة فرض يف مجيع ركعات السنن والنوافل كام يف الوتر‪.‬‬
‫‪ -2‬لو ترك القعود األول ساهيا يف الفرض واستتم قائام ال يعود‪ ،‬ويف النفل يعود‬
‫وإن قام وقرأ‪ .‬ويسجد للسهو يف مجيع ما سبق ‪.‬‬
‫‪ -3‬يلزم النفل بالرشوع فيه‪ ،‬فال جيوز قطعه إال بعذر‪.‬‬
‫فإن قطعه وجب قضاؤه؛ سواء أفسده بعذر أو ال‪.‬‬
‫‪ -4‬طول القيام والقراءة والركوع والسجود أفضل من كثرة الركعات ‪.‬‬

‫يقتصر يف القيام على مخس عشرة مرة بعد القراءة‪ ,‬والعشرة الباقية يأتي بها بعد الرفع من السجدة الثانية‬
‫جالساً ثم يقوم للركعة الثانية‪ * .‬حيفظ ويعد التسبيحات بالقلب‪ ,‬فإن مل يقدر فيغمز األصابع وال حيرك‪.‬‬
‫(‪ )1‬ومن الصلوات املستحبة‪ :‬ركعتا السفر والقدوم منه؛ وصالة القتل وصالة التوبة‪.‬‬
‫(‪ )2‬وكان رسول اهلل يعلم االستخارة يف األمور كما يعلم السورة من القرآن يقـول‪« :‬إذا هـم أحـدكم‬
‫باألمر فلريكع ركعتني من غري الفريضة ثم ليقل‪ :‬اللهم إني أستخريك بعلمك ‪..‬اخل» رواه البخاري (‪)1160‬‬
‫(‪ )3‬مثالً يقول‪ :‬اللهم إن كنت تعلم أن [زواجي من فالن] أو [من فالنة] أو [سفري يوم السبت] خري لي يف ديين ‪...‬‬
‫(‪ )1‬وإذا سجد للركعة الثالثة يف النفل ال يعود للقعود األول‪ ,‬بل يسجد للسهو يف آخر الصالة‪.‬‬
‫(‪ )5‬هذا إذا احتد زمنهما‪ .‬فـإذا أراد شـغل حصـة معينـة مـن الزمـان (سـاعة مـثالً) بصـالة فإطالـة القيـام مـع‬
‫‪168‬‬
‫‪ -5‬األفضل أن يتنفل يف النهار أربعا أربعا‪ ،‬ويف الليل مثنى مثنى ‪.‬‬
‫‪ -6‬يستحب إحياء ليايل العرش األخري من رمضان ‪.‬‬
‫* وجيتهد يف طلب ليلة القدر؛ فإن العمل فيها خري من العمل يف ألف شهر ‪.‬‬
‫‪ -7‬يستحب العبادة يف أيام وليايل عرش ذي احلجة ‪.‬‬
‫‪ -8‬يكره االجتامع عىل إحياء ليلة من هذه الليايل يف املساجد وغريها‪.‬‬
‫‪ -9‬جيوز أن يصيل النفل قاعدا‪ ،‬وله نصف األجر‪( .‬ويأيت تفصيل ذلك)‬

‫**************‬
‫*******‬
‫*‬

‫تقليل عدد الركعات أفضل من عكسه؛ فصالة ركعتني مثال يف زمن أفضل من صالة أربع فيه‪.‬‬
‫(‪ )1‬وتكره الزيادة على أربع بتسليمة واحـدة يف نفـل النهـار‪ .‬وجيـوز يف الليـل الزيـادة إىل مثـاني ركعـات‪,‬‬
‫ويكره الزيادة على مثان ليال‪ .‬ويقعد على كل ركعتني للتشهد‪.‬‬
‫«أن النيب كان إذا دخل العشر األخري من رمضان أحيـا الليـل وأيقـظ‬ ‫(‪ )2‬فعن عائشة‬
‫أهله وجدّ وشدّ املئزر» أحيا الليل بالقيام طول الليـل‪( .‬جـدّ) أي اجتهـد‪( .‬شـ ّد املئـزر) كنايـة عـن‬
‫االجتهاد يف العبادة‪ ,‬أو هو كنايـة عـن اعتـزال النسـاء لالشـتغال بالعبـادات‪ .‬ومـن مقاصـد ذلـك‬
‫إحياء ليلة القدر؛ فإنها خري من ألف شهر‪.‬‬
‫(‪ )3‬أي ألف شهر خالية منها‪ .‬قال اهلل تعاىل‪ :‬ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭼ اخل السورة‪ * .‬قـال الـنيب ‪ « :‬مـن‬
‫قام ليلة القدر إميانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» رواه خ (‪ )1061‬م (‪.)766‬‬
‫‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول اهلل‪ ,‬أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال‪ « :‬قولي‪ :‬اللهم‬ ‫* وعن عائشة‬
‫إنك عفو حتب العفو فاعف عين» الرتمذي (‪ ,)3513‬وصححه‪ .‬وابن ماجه (‪)3856‬‬
‫قال‪ :‬قال رسـول اهلل ‪ « :‬مـا مـن أيـام‪ ,‬العمـل الصـاف فيهـا أحـب إىل اهلل مـن‬ ‫(‪ )1‬عن ابن عباس‬
‫هذه األيام» يعين أيام العشر‪ .‬قالوا‪ :‬يا رسـول اهلل‪ ,‬وال اجلهـاد يف سـبيل اهلل ؟ قـال ‪ « :‬وال اجلهـاد يف سـبيل‬
‫اهلل ‪ ,‬إال رجل خرج بنفسه وماله ‪ ,‬فلم يرجع من ذلك بشيء » رواه البخاري (‪)060‬‬
‫‪169‬‬
‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬عرف النوافل ‪ ،‬وبني مراتبها‪ .‬ثم بني بعض األحكام املتعلقة هبا‪.‬‬
‫‪ ‬ما هي السنن املؤكدة التابعة للفرائض ؟‬
‫‪ ‬اذكر سبعا من أنواع الصلوات املستحبة يف أوقات خمتلفة‪ ،‬غري تابعة للفرائض‪.‬‬
‫‪ ‬آخر الليل أفضل من أوله‪ ،‬وض ذلك مع ذكر الدليل‪.‬‬
‫‪ ‬أكمل‪« :‬اللهم إين أستخريك بعلمك وأستقدرك ‪»....‬‬
‫‪ ‬أكمل اجلدول التايل ‪:‬‬
‫مالحظات‬ ‫مستحبة‬ ‫سنة بعدية‬ ‫مستحبة فرض‬ ‫سنة قبلية‬ ‫الصلوات‬
‫الفجر‬
‫الظهر‬
‫العصر‬
‫املغرب‬
‫العشاء‬
‫الوتر‬
‫اجلمعة‬

‫تأمل فيما يلي وبني هل هو صواب أم فيه خلل بعالمة (‪ ) ، ‬مع تصويب اخللل‪:‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬األصل يف السنن الرباعية أن تصىل بتسليمة واحدة‪ ،‬وتشهدين‬
‫)‬ ‫‪ ‬يلزم النفل بالرشوع‪ ،‬فلو قطعه قىض‪ ،‬ولو نيس القعود األول فقام وقرأ فليعد (‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬يسن حتية املسجد عند دخول املسجد يف سائر األوقات‪ ،‬قبل اجللوس‬
‫)‬ ‫‪ ‬وقت صالة الضحى بعد ربع النهار‪ ،‬ويصيل اإلرشاق بعد الفجر بربع ساعة (‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬القراءة فرض يف مجيع ركعات السنن والنوافل والوتر‬

‫‪171‬‬
‫الفصل الرابع‬

‫طوارئ الصالة‬

‫تطرأ عىل املصيل أحوال وظروف متنوعة؛ كأن يكون راكبا ويريد الصالة فرضا أو‬
‫نفال‪ ،‬أو يكون مسافرا أو مريضا‪ ،‬فكيف يصيل حينذاك؟ هذا الفصل جييب عن ذلك‬
‫ضمن األبواب التالية‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬باب الصالة قاعداً وعلى الدابة واملراكب املختلفة‪.‬‬


‫ثانياً‪ :‬باب صالة املسافر‬
‫ثالثاً‪ :‬باب صالة املريض‬
‫رابعاً‪ :‬باب قضاء الفوائت ‪ ،‬وفدية الصالة والصوم‪.‬‬
‫خامساً‪ :‬باب سجود السهو‬

‫**************‬
‫*******‬
‫*‬

‫‪171‬‬
‫الصالة قاعدا والصالة على الدابة واملراكب املختلفة‬

‫أوالً‪ :‬الصالة قاعداً‪:‬‬


‫* ال يص الفرض وال الواجب قاعدا من غري عذر ؛ ألن القيام ركن فيهام‪.‬‬
‫يصيل قاعدا؛ فرضا كان أو غريه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫= من عجز عن القيام جاز له أن‬
‫* أما النفل فيجوز قاعدا بعذر وبدون عذر‪.‬‬
‫= فإن صىل قاعدا بدون عذر فله نصف أجر القائم ‪.‬‬
‫* لو افتت النفل قاعدا جاز أن يتمه قائام‪ ،‬بل هو األفضل‪.‬‬
‫= ولو افتت النفل قائام جاز أن يتمه قاعدا بال كراهة ‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬الصالة على الدابة‪:‬‬


‫* ال يص الفرض وال الواجب عىل الدابة ؛ فال يص عليها الوتر ‪.‬‬
‫ومن كان له عذر جاز أن يصيل عىل الدابة باإليامء برش إيقافها وتوجيهها‬
‫للقبلة ‪ .‬ومن العذر ما إذا كان مريضا ال يستطيع النزول‪ ،‬أو كان يف املكان ماء‬
‫نجس يمنع من الصالة ‪.‬‬

‫(‪ )1‬قال ‪« :‬صالة الرجل قاعدًا نصف الصالة» رواه م (‪ )735‬د (‪ )056‬راجع الشرح للتحقيق يف أجر املعذور‬
‫(‪ )2‬للمتطوع االتكاء على شيء كعصى وحائط إن تعب بال كراهة؛ ولغري عذر يكره إلساءة األدب‪.‬‬
‫(‪ )3‬وكذا ال يصح عليها صالة اجلنازة والعيدين‪ ,‬وال صالة النذر‪ ,‬وال سنة الفجر‪...‬‬
‫(‪ )1‬إن أمكنه‪ ,‬وإال بأن كان خوفه من عدو يصلي كيف قدر‪ ,‬وال إعادة عليه إذا قدر وزال العذر‪.‬‬
‫(‪ )5‬وكما لو خاف لصا على نفسه أو دابته أو ثيابه لو نزل‪ ,‬ومثله خوف سبع على نفسه أو دابته‪.‬‬
‫صالة الفرض على عجلة الدابة ومركبتها‪ :‬وأما صـالة الفـرض والواجـب علـى عجلـة الدابـة ومركبتهـا‬
‫(كعربة حصان)؛ فأقول‪ :‬هي نوعان‪ = :‬نوع أحد طرفيـه يوضـع علـى عجلـتني (إطـارين)‪ ,‬ويوضـع الطـرف‬
‫‪172‬‬
‫* أما النفل فيجوز راكبا عىل الدابة من غري عذر‪ ،‬فيصيل باإليامء إىل‬
‫خارج املرص‪.‬‬
‫َ‬ ‫أي جهة توجهت دابته؛ برش أن يكون‬

‫ثالثاً‪ :‬الصالة على المراكب البرية والبحرية والجوية ‪:‬‬


‫صالة الفرض والواجب وغريمها يف القطار‪ ،‬والباص‪ ،‬والطائرة‪،‬‬ ‫* تص‬
‫والسفينة؛ سواء أكانت واقفة أو سائرة ‪ ،‬إذا أتى برشو الصالة وأركاهنا‪.‬‬
‫فمن أدركه الصالة يف هذه املراكب فليتطهر ويستقبل القبلة ويصل قائام يركع‬
‫ويسجد‪ .‬وال جيوز ترك رش أو ركن من رشو الصالة وأركاهنا ‪.‬‬

‫اآلخر على الدابة (انظر الصورة) ف إن كان طـرف العجلـة علـى الدابـة فهـي صـالة علـى الدابـة‪ ,‬فتجـوز يف‬
‫حال العذر ال يف غريها‪ = .‬وأما إذا مل يكـن أحـد طرفيهـا علـى الدابـة جـازت الصـالة عليهـا؛ وهـي مبنزلـة‬
‫الصالة على السرير‪ = .‬ونوع طرفاه على أربع أو ثـالث عجـالت‪ ,‬جترهـا الدابـة (انظـر الصـورة)‪ ,‬فالصـالة‬
‫عليها كالصالة على السرير؛ فتجوز عليها ولو كانت سائرة‪ .‬رد عن ا يط‪.‬‬

‫(‪ )1‬هناك خالف يف السفينة الواقفة على الشط؛ وصريح كالم اإلمـام حممـد يف املبسـوط وغـريه‪ ,‬وصـريح‬
‫كالم املتقدمني اجلواز مطلقاً؛ سـواء اسـتقرت علـى األرض أو ال‪ ,‬أمكـن النـزول أو ال‪ ,‬وهـو ظـاهر اهلدايـة‬
‫والنهاية وصريح االختيار‪ .‬وعليه املتون والشروح‪ .‬وخالف يف اإليضاح وشذّ‪ ,‬فتبعه البعض ووهم صـاحب البحـر‬
‫هنا فقال‪" :‬واختاره يف ا يط والبدائع"‪ .‬وللتفصيل ينظر رساليت "البراهين اآلسـية علـى جـواز الصـالة فـي‬
‫الســفينة الراســية"‪ ,‬ففيهــا الــرد علــى صــاحب اإليضــاح مــن مثانيــة أوجــه‪ ,‬وبيــان وهــم ابــن يــيم‪ ,‬ونقــل‬
‫لكالم اإلمام حممد واملشايخ واملتقدمني واملتأخرين من احلنفية‪ .‬مع بيان تاريخ هذا القول الشاذ‪.‬‬
‫(‪ )2‬ف ــإن مل يس ــتطع االس ــتقبال أو القي ــام أو الرك ــوع أو الس ــجود (أو أي رك ــن أو ش ــرط) فم ــاذا يفع ــل ؟‬
‫اجلواب‪ :‬ينتظر حتقق ذلك‪ ,‬فإن خاف خروج الوقت يصـلي كيـف قـدر‪ .‬لكـن هـل يعيـد ؟ إن كـان ذلـك‬
‫بسبب املنع من العباد يعيد وإال ال‪ .‬راجع الشرح‪ * .‬هـذا وقـد وقـع اخلـالف يف اشـرتاط القيـام يف السـفينة‬
‫السائرة‪ ,‬عند اإلمام ال يشرتط‪ ,‬وعند صاحبيه يشرتط إال من عذر؛ كدوران الرأس‪ ,‬وبه نأخذ‪ .‬در‪ ,‬رد‪.‬‬
‫‪173‬‬
‫* وكلام دارت السفينة أو القطار استدار املصيل يف أثناء الصالة‬
‫ليتوجه إىل القبلة‪ .‬وإن عجز عن االستقبال يمسك عن الصالة حتى يقدر‪،‬‬
‫فإن خاف فوت الوقت صىل كام قدر‪ ،‬ألن قبلة العاجز جهة قدرته ‪.‬‬
‫* أما النوافل فتص يف السفينة والقطار والطائرة بال قيام أو استقبال للقبلة‪ ،‬إذا‬
‫كان خارج املرص؛ كام لو كان عىل الدابة‪.‬‬

‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬


‫‪ ‬ما حكم الصالة قاعدا يف الفرض والنفل ؟‬
‫‪ ‬ما حكم صالة الفرض والنفل عىل الدابة ؟‬
‫‪ ‬ما التفصيل يف الصالة عىل القطار وغريه من املراكب املختلفة ؟‬

‫تأمل فيما يلي وبني هل هو صواب أم فيه خلل بعالمة (‪ ) ، ‬مع تصويب اخللل‪:‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬لو افتت النفل قاعدا جاز أن يتمه قائام‪ ،‬والعكس مكروه‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬يشرت يف جواز الصالة عىل الدابة املرص‪ ،‬فال جيوز خارجه‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬لو كان أعرج يستطيع النزول عن الدابة دون الصعود جاز له الفرض عليها‬
‫‪ ‬يشرت لصحة صالة الفرض والواجب يف القطار والباص والسفينة رشو الصالة‬
‫)‬ ‫(‬ ‫وأركاهنا؛ فإن مل يستطع القيام أو السجود يقيض الصالة‬
‫)‬ ‫‪ ‬تص النوافل عىل الدابة والسفينة والقطار بال قيام وال استقبال خارج املرص (‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬للمصيل قاعدا نصف أجر القائم كاملريض ونحوه‬

‫(‪ )1‬رد ‪ .573/2‬صلى كما قدر إال إن أمكن اإليقاف وقت أدائه للصالة ثم مل يوقف فعليه اإلعادة فيما بعد‪.‬‬
‫‪174‬‬
‫باب صالة املسافر‬

‫قال تعاىل‪ :‬ﭽﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﭼ [النساء‪]161 :‬‬


‫من املدينة إىل مكة؛‬ ‫وعن أنس بن مالك ‪ ‬قال‪ :‬خرجنا مع رسول اهلل‬
‫(‪)4‬‬
‫فكان يصلي ركعتني ركعتني‪ ،‬حتى رجعنا إىل املدينة‬
‫* السفر يؤثر يف ختفيف األحكام الرشعية املتعلقة بالصالة والصوم وغري ذلك ‪.‬‬
‫بس ٍري‬
‫أقل سفر تتغير به األحكام‪ :‬مسرية ثالثة أيام من أقرص أيام السنة‪َ ،‬‬
‫وسط ‪ ،‬كسري اإلبل وميش األقدام يف الرب‪.‬‬
‫ومن قطع تلك املسافة (التي يقطعها اإلبل يف ثالثة أيام) يف ساعة مثال عىل مركب‬
‫رسيع كالسيارة والطائرة أصب مسافرا ‪.‬‬
‫قرص الفرض‬
‫حكم الصالة الرباعية‪ :‬جيب عىل من نوى السفر قدر هذه املسافة ُ‬
‫الرباعي‪ .‬ومعنى ذلك أنه يصيل الظهر والعرص والعشاء ركعتني ركعتني‪.‬‬
‫وال قرص يف الفجر واجلمعة‪ ،‬وال يف املغرب والوتر‪ ،‬وال يف السنن والنوافل‪.‬‬
‫متى يصبح مسافراً ؟ ومتى يبدأ القصر؟‬
‫ال يصري مسافرا وال جيوز القرص بمجرد اخلروج من بيته بنية السفر‪ ،‬وإنام يبدأ‬
‫القرص إذا خرج وجاوز بيوت مقامه وبلده‪ ،‬وجاوز فناءه إن اتصل به ‪.‬‬

‫(‪« )1‬وقيل له‪ :‬أقمتم مبكة شيئا ؟ قال‪ :‬أقمنا بها عشرا»‪ .‬رواه خ (‪ )1631‬وَم (‪ )601‬واألربعة‪.‬‬
‫(‪ )2‬فاملســافر خيــالف املقــيم يف أنــه يقصــر الرباعيــة‪ ,‬ويبــاح فطــره يف رمضــان‪ ,‬وميســح ثالثــة أيــام‪,‬‬
‫ويسقط عنه األضحية وصالة اجلمعة والعيدين‪ .‬وأحكام أخرى كحرمة خروج املرأة بال حمرم‪.‬‬
‫(‪ )3‬ويكون السري نهارا‪ ,‬مع االسرتاحات؛ وألكثر النهار حكم كله‪...‬‬
‫(‪ )1‬وهذه املسافة تعادل حوالي ‪ 7735‬كلم‪ ,‬وبعضهم قال‪ 82 :‬كلم‪ ,‬وبعضهم غري ذلك‪.‬‬
‫‪175‬‬
‫ممن تصح نية السفر ؟ أو ما هو شرط صحة نية السفر ؟‬
‫الرش هو أن يكون مستقال برأيه؛ فال تعترب نيته إذا كان تابعا لغريه‪:‬‬
‫= فال تعترب نية الزوجة سواء نوت السفر أو نوت اإلقامة إذا كانت تابعة لزوجها‪,‬‬
‫وكذا العيال‪ ,‬بل تعترب نية الزوج ورب األسرة؛ فإن نوى السفر كان هو ومن‬
‫يتبعه مسافراً جيب عليهم القصر‪ ,‬وإذا نوى اإلقامة ال يقصر هو وال من يتبعه‪.‬‬
‫= وكذا ال تعترب نية اخلادم إذا تبع سيده‪ ,‬وال نية اجلندي إذا سافر مع أمريه‪,‬‬
‫وال نية اجلماعة إذا كانوا تابعني ألمريهم‪ .‬وإمنا املعترب يف حقهم نية املتبوع‪.‬‬
‫مدة القصر ونية اإلقامة‪:‬‬
‫ال يزال املسافر يقصر الصالة حتى يفعل أحد شيئني‪:‬‬
‫‪ -1‬يرجع ويدخل وطنه‪.‬‬
‫‪ -2‬ينوي إقامته مخسة عرش يوما ببلد أو قرية؛ فإنه يصري مقيام ويصيل أربعا‪.‬‬
‫= وإذا نوى إقامته أقل من مخسة عرش يوما يقرص‪.‬‬
‫= وكذا يقرص إذا مل ينو شيئا وبقي سنني يريد اخلروج؛ لكن ال يدري متى خيرج‪،‬‬
‫يف غد أو بعد أسبوع أو أكثر أو أقل ‪.‬‬
‫= وال تص نية اإلقامة بموضعني مستقلني؛ كمكة واجلموم ؛ فإذا نوى اإلقامة‬
‫فيهام مخسة عرش يوما يقرص؛ إال إذا نوى املبيت يف إحدامها كمكة؛ فيصب مقيام‬
‫هبا؛ ألن املعترب يف نية اإلقامة هو املبيت ‪.‬‬

‫(‪ )1‬الفناء هو املكان املعد ملصاف البلد كركض الدواب ودفن املوتى‪ .‬يشرتط جماوزته ؛ ألنه يف حكم‬
‫املصر‪ * .‬فال يقصر على حمطة الباص إن كانت داخل بلده‪ .‬وال على املطار إن اتصل ببنيان البلد‪.‬‬
‫(‪ )2‬إال إذا علم أنه خيرج مع القافلة بعد ‪ 15‬يوما‪ ,‬أو أن حجزه بالطائرة بعد ‪ 15‬يوما‪.‬‬
‫(‪ )3‬اجلموم‪ :‬قرية أو مدينة صغرية بقرب مكة املكرمة‪ ,‬تبعد عنها ثالثني كيلومرتا تقريباً‪.‬‬
‫(‪ )1‬وكذا ال تصح نية اإلقامة يف موضع ال يصلح لإلقامة؛ كالبحر‪ ,‬واملفازة ال تصح فيهما نية اإلقامة‪.‬‬
‫‪176‬‬
‫أحكام القصر واقتداء المسافر بمقيم وعكسه‪:‬‬
‫القرص واجب؛ فال جيوز للمسافر أن يصيل الفرض أربعا‪ .‬لكن إذا قعد القعود‬
‫األول‪ ،‬ثم قام وأتم أربعا سهوا صحت صالته ووجب عليه سجود السهو ‪.‬‬
‫* إذا اقتدى مسافر بإمام مقيم يتم صالته أربعا كاملقيم‪.‬‬
‫* وإذا كان اإلمام مسافرا‪ :‬يصيل ركعتني ‪ ،‬واملقيم خلفه يتم أربعا‪ .‬وال يقرأ‬
‫املقيم فيام يتمه بعد فراغ إمامه املسافر ‪.‬‬
‫* وإذا فاتته الظهر أو العرص أو العشاء يف السفر وخرج وقتها قضاها ركعتني؛‬
‫سواء يقضيها يف السفر أو يف احلرض‪.‬‬
‫ولو فاتته يف احلرض ُتقىض أربعا؛ سواء يقضيها يف السفر أو يف احلرض‪.‬‬

‫أقسام الوطن وأحكامها‬

‫املقيم إما أن يكون يف وطنه األصلي أو يف وطن اإلقامة‪.‬‬


‫الوطن األصلي‪ :‬موضع استوطنه اإلنسان‪ .‬ويصيل فيه أربعا ما مل َي ْبطل ‪.‬‬
‫مر به فإنه يتم فيه‬
‫الوطن األصيل ال يبطل بالسفر؛ فإذا سافر منه ثم عاد إليه أو ّ‬
‫الصالة ‪.‬‬

‫(‪ )1‬وإذا مل يقعد القعود األول‪ ,‬وجب أن يعود ما مل يسجد‪ ,‬وإال بطل فرضه‪ ,‬وصار الكل نفالً‪.‬‬
‫(‪ )2‬وندب لإلمام أن يقول قبل الصالة وبعد التسليمتني‪" :‬أمتوا صالتكم فإني مسافر"‪.‬‬
‫(‪ )3‬وإذا سبق بركعة أو ركعتني فإنه يقرأ فيما سبق به‪ ,‬أي يف الركعتني األوليني أو الركعة األوىل‪.‬‬
‫(‪ )1‬الوطن األصلي هو الذي ولد فيـه اإلنسـان‪ ,‬أو تـزوج فيـه‪ ,‬أو مل يتـزوج ومل يولـد فيـه ولكـن قصـد‬
‫التعــيب ال االرحتــال عنــه‪ .‬ووطــن اإلقامــة هــو املكــان الــذي نــوى اإلقامــة فيــه نصــف شــهر فمــا فوقــه؛‬
‫بشرط أن يكون صاحلاً لإلقامة بأن يكون مدينة أو قرية‪ ,‬وال يكون مفازاً وال حبرا وحنوه‪.‬‬
‫(‪ )5‬فاملتوطن جبدة لـو سـافر إىل الريـاض‪ ,‬ثـم خـرج منهـا يريـد املدينـة‪ ,‬فمـ ّر جبـدة وأراد الصـالة أثنـاء‬
‫‪177‬‬
‫وال يبطل وطنه األصيل إال بوطن أصيل آخر؛ فإذا ترك وطنه األصيل‬
‫واستوطن بلدا آخر أو تأهل فيه‪ ،‬ثم زار األول مسافرا فإنه يقرص فيه الصالة ‪.‬‬
‫ووطن اإلقامة‪ :‬موضع نوى اإلقامة فيه نصف شهر فأكثر؛ ويصيل فيه أربعا ما مل‬
‫َي ْبطُل‪.‬‬
‫يبطل وطن اإلقامة بوطن إقامة آخر‪ ،‬وبالسفر منه‪ ،‬وبالعود للوطن األصيل ؛‬
‫فإذا خرج منه قريبا وأقام هناك‪ ،‬أو سافر بعيدا‪ ،‬ثم عاد إليه فإنه يقرص‪.‬‬
‫**************‬
‫*******‬
‫*‬

‫مروره من طرقها فإنه يقصر الصالة يف سائر األماكن والطرق إال جدة فإنه يتم صالته فيها‪.‬‬
‫(‪ )1‬فاجلدي لو سافر الرياض يريد التوطن بها تاركا جدة‪ ,‬ثم خرج للمدينة‪ ,‬فمرّ جبدة يقصر‪ ,‬وال يتم‪.‬‬
‫وإمنا يبطل األصلي إذا مل يبق له فيه أهل‪ ,‬فلو بقي مل يبطل‪ ,‬بل يتم فيهما‪ .‬ولو ارحتل بأهله وبقي له دور يبطل‪.‬‬
‫(‪ )2‬فإذا خرج من وطن إقامتـه إىل موضـع آخـر ونـوى اإلقامـة فيـه نصـف شـهر صـار هـذا املوضـع وطـن‬
‫إقامتــه‪ ,‬وبطــل األول؛ فــإذا خــرج مســافرًا وم ـ ّر بــاألول فإنــه يقصــر الصــالة‪ .‬وإذا خــرج منــه إىل وطنــه‬
‫األصلي سواء كان قريبًا أو بعيداً‪ ,‬أو خرج منه مسـافرًا ثـم عـاد إليـه وهـو مسـافر فإنـه يقصـر الصـالة‬
‫ما مل ينو اإلقامة (‪ )15‬يوماً‪.‬‬
‫(‪ )3‬ويبطل وطن اإلقامة مبثله سواء كان بينهما مسرية سـفر أو ال‪ ,‬وبـالوطن األصـلي (كمـا إذا تـوطن‬
‫مبكة ثم تأهل باجلموم)‪ ,‬وبإنشاء السفر منه وكذا مـن غـريه إذا مل ميـر عليـه قبـل سـري مـدة السـفر؛‬
‫ألن السفر الناقض لوطن اإلقامة ما ليس فيه مرور على وطن اإلقامـة‪ ,‬أو مـا يكـون املـرور فيـه بـه بعـد‬
‫سري مدة السفر‪ .‬أما لو كان املرور فيه به قبل سري مدة السـفر مل يبطـل الـوطن‪ ,‬بـل يبطـل السـفر؛ ألن‬
‫قيام الوطن مانع من صـحته؛ فلـو خـرج مقـيم بـاجلموم ألداء العمـرة ثـم أراد جـدة يقصـد املـرور بـاجلموم‬
‫مل يكن مسافراً ألن وط ن إقامته مل يبطل‪ ,‬ولو أراد املدينـة املنـورة مـارا بـاجلموم فإنـه يـتم إىل اجلمـوم‬
‫وفيها‪ ,‬ويقصر بعد خروجه منها إىل املدينة‪.‬‬
‫‪178‬‬
‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬بني مدة السفر التي تتغري هبا األحكام‪ ،‬ثم بني حكم الصالة فيه ‪.‬‬
‫‪ ‬متى يصب مسافرا ويقرص الصالة؟ وممن تص نية السفر؟‬
‫‪ ‬عرف الوطن األصيل‪ ،‬ومتى يبطل ؟‬
‫‪ ‬عرف وطن اإلقامة‪ ،‬ومتى يبطل ؟‬
‫‪ ‬أكمل‪« :‬خرجنا مع‪ ...‬من ‪ ...‬إىل ‪...‬؛ فكان يصلي ركعتني ‪ ،..‬حتى ‪»..‬‬
‫تأمل فيما يلي وبني هل هو صواب أم فيه خلل بعالمة (‪ ) ، ‬مع تصويب اخللل‪:‬‬
‫)‬ ‫‪ ‬خرج بسفينته يتجول يف البحر‪ ،‬فنوى اإلقامة فيها عرشين يوما يتم صالته (‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬املسافر يتم صالته إذا دخل وطنه أو أقام يف مدينة ملدة مخسة عرش يوما‬
‫)‬ ‫‪ ‬ال جيوز للمسافر أن يصيل الفرض أربعا؛ فلو صىل أربعا فسدت صالته (‬
‫)‬ ‫‪ ‬ال قرص يف الفجر واجلمعة‪ ،‬وال يف املغرب والوتر‪ ،‬إال يف السنن والنوافل (‬
‫* املتوطن بجدة لو سافر إىل الرياض يريد التوطن هبا تاركا جدة‪ ،‬ثم زار جدة ليوم يقرص ( )‬

‫اخرت اإلجابة الصحيحة أو األصح‪:‬‬


‫‪ ‬لو خرج من الرياض ليعمل باجلموم ويبيت بمكة ملدة شهر فإنه‪ ( :‬يقرص الصالة فيهام –‬
‫يتم فيهام – يقرص بمكة ويتم باجلموم – يتم بمكة ويقرص باجلموم)‬
‫‪ ‬جاء مسافر ليقتدي بإمام مقيم يف مسجد مكة‪ ،‬لكنه مل يدرك إال التشهد فإنـه ‪( :‬يـتم‬
‫صالته أربعا كاملقيم – يصيل ركعتني فقط – يصيل أربعا لكنه ال يقرأ فيها)‬
‫‪ ‬اقتدى مقيم بمسافر لكنه مل يـدرك إال التشـهد فإنـه ‪( :‬يـتم صـالته أربعـا – يصـيل‬
‫ركعتني فقط – يصيل أربعا لكن ال يقرأ إال يف األوليني)‬

‫‪179‬‬
‫باب صالة املريض‬

‫قال اهلل تعاىل‪ :‬ﭽﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﯜﭼ [البقرة‪]443 :‬‬


‫(‪)4‬‬
‫‪ :‬صل قائما فإن مل تستطع فقاعدا فإن مل تستطع فعلى جنب‬ ‫وقال‬
‫‪ ‬ال جيوز ترك الصالة حبال حتى يف حال املرض؛ لكن يصلي بقدر وسعه ‪:‬‬
‫* فمن قدر ع ى القيام (بقدر آية أو تكبرية) لزمه القيام بقدر ذلك ثم جيلس ‪.‬‬
‫ومن قدر عىل القيام (متكئا عىل عصا أو حائط) لزمه القيام متكئا قدر ما يمكن ‪.‬‬
‫* ومن تعذر عليه القيام صىل قاعدا بركوع وسجود (بوضع األعضاء السبعة)‪.‬‬
‫وكذا من جيد أملا شديدا بالقيام أو خياف زيادة املرض أو بطأه بالقيام صىل قاعدا‬
‫بركوع وسجود‪ .‬ويقعد كيف شاء‪.‬‬
‫* ومن تعذر عليه السجود صىل قاعدا أيضا‪ ،‬لكن يومئ بالركوع والسجود ‪.‬‬
‫وجيعل املومئ سجوده أخفض من ركوعه ‪ ،‬وإال ال تص صالته‪.‬‬
‫* ومن تعذر عليه القعود يتكئ أو يستند إىل يشء‪ ،‬فإن تعذر القعود متكئا صىل‬
‫مستلقيا باإليامء‪ ،‬يشري برأسه للركوع والقومة والسجود والرفع منه‪ ،‬وجيعل‬
‫إشارة السجود أخفض من الركوع قليال ‪:‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪ )1666‬عن عمران ‪ ‬قال‪ :‬كان بي بواسري فسألت النيب عن الصالة ؟ اخل‪.‬‬
‫(‪ )2‬ويتم صالته قاعداً؛ ألنه يلحقه ضرر بالقيام بعد ذلك‪ ,‬فهو كاملتعذر عليه القيام‪ ,‬اآلتي حكمه‪.‬‬
‫(‪ )3‬املراد بالتعذر‪ :‬احلقيقي وهو عدم القدرة على القيام‪ ,‬واحلكمي وهو أن يلحقه ضرر أو أمل شديد به‪.‬‬
‫(‪ )1‬يكفي للركوع أدنى اإلحنناء وميل الظهر‪ ,‬واألحسن أن خيفض رأسه إىل مقابل الركب إن أمكن‪.‬‬
‫(‪ )5‬سواء كان قادرا على القيام والركوع أو ال‪ .‬وجيوز أن يصلي قائماً‪ ,‬ويومئ بالسجود قاعداً‪.‬‬
‫(‪ )6‬أي جيعل إمياءه برأسه للسجود أخفض من إميائه برأسه للركوع‪ .‬وحقيقة اإلمياء طأطأة الرأس‪.‬‬
‫‪181‬‬
‫‪ -‬فإن شاء استلقى عىل ظهره ورجاله نحو القبلة ‪ ،‬ويندب أن جيعل‬
‫وسادة حتت رأسه ليصري وجهه إىل القبلة‪ - .‬وإن شاء استلقى عىل جنبه األيمن أو‬
‫األيرس ووجهه إىل القبلة‪ .‬واأليمن أفضل من األيرس‪.‬‬
‫= وإذا مل جيد املريض من يوجهه إىل القبلة صىل حيث قدر‪ ،‬وال إعادة عليه ‪.‬‬
‫* وإن تعذر اإليامء برأسه ال يص إيامؤه بيده وال بعينه وال بقلبه وال بحاجبه‪.‬‬
‫‪ -‬فينتظر القدرة عىل اإليامء بالرأس‪ ،‬فإذا قدر قىض ما فاته‪.‬‬
‫‪ -‬فإن مل يقدر وزادت الفوائت عىل يوم وليلة سقط القضاء عنه‪.‬‬

‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬


‫‪ ‬ال جيوز ترك الصالة بحال حتى يف املرض؛ لكن يصيل بقدر وسعه‪ .‬وض ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬اذكر حديثا يتعلق بصالة املريض‪.‬‬
‫‪ ‬كيف يصيل املستلقي ؟‬

‫تأمل فيما يلي وبني هل هو صواب أم فيه خلل بعالمة (‪ ) ، ‬مع تصويب اخللل‪:‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬من تعذر عليه القيام أو السجود جيوز أن يصيل قاعدا باإليامء‬
‫)‬ ‫‪ ‬املصيل قاعدا جيلس كيف شاء‪ ،‬سواء كان متطوعا صحيحا‪ ،‬أو كان مريضا (‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬جيعل املومئ سجوده إىل قريب الركبتني‪ ،‬وإال ال تص صالته‬
‫)‬ ‫‪ ‬من تعذر عليه القعود يصيل متكئا‪ ،‬أو مستندا إىل يشء‪ ،‬فإن عجز استلقى (‬
‫)‬ ‫‪ ‬حياول املريض أن يتوجه إىل القبلة فإذا مل جيد أحدا يساعده يصيل حيث قدر (‬

‫(‪ )1‬واألوىل أن ينصب ركبتيه قليالً لئال ميدهما إىل القبلة‪ ,‬وذلك إن مل يشق عليه‪.‬‬
‫(‪ )2‬وتســقط بعــض الشــرائط عنــد العجــز كاالســتقبال وســرت العــورة‪ * .‬واملــراد بــالعجز أن ال يكــون‬
‫قادرا بنفسه وال بغريه ممن يطيعه؛ فيلزمه أن يطلب العون ممن يطيعه ال ممن ال يطيعه‪.‬‬
‫‪181‬‬
‫باب قضاء الفوائت‬

‫قال اهلل تعاىل‪ :‬ﭽ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦﮧ ﮨ ﮩ ﮪﭼ‬


‫(‪)4‬‬
‫‪ :‬من نسي صالة أو نام عنها فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها‬ ‫وقال‬

‫* جيب أداء الصالة يف وقتها وال جيوز تأخريها‪ .‬والتأخري بال عذر كبرية من كبائر‬
‫الذنوب‪ ،‬فعليه القضاء والتوبة ‪.‬‬
‫ومن فاته وقت صالة بعذر كمن نيس أو نام فعليه أن يصليها متى تذ ّكر أو‬
‫استيقظ‪ ،‬وال يؤخر عن ذلك‪ ،‬فتلك كفارهتا‪.‬‬
‫* قضاء الفرض فرض‪ ،‬وقضاء الواجب واجب‪.‬‬
‫وال تقىض السنن والنوافل إال سنة الفجر إذا فاتته مع فرضه‪ ،‬فإنه يقضيها مع‬
‫الفرض إىل وقت الزوال‪ ،‬وبعد الزوال ال يقيض إال الفريضة‪.‬‬
‫إذا أفسد السنن والنوافل بعد الرشوع فيها وجب قضاؤها‪.‬‬
‫الترتيب بين الفوائت ‪:‬‬
‫* الرتتيب بني الفروض اخلمسة والوتر أداءً وقضاءً الزم‪:‬‬
‫= فال يص أداء الوقتية قبل قضاء الفائتة‪.‬‬
‫= وكذا لو فاتته أكثر من صالة؛ كالفجر والظهر مثال؛ ودخل وقت العرص‪ ،‬وجب أن‬

‫(‪ )1‬سورة النساء‪ .)163( :‬ﭽﮨ ﮩﭼ‪ :‬فرضاً ذات وقت معني تؤدى فيه ال تتقدمه وال تتأخر عنه‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه البخاري (‪ )507‬ومسلم (‪ )681‬وغريهما بعدة ألفاظ‪.‬‬
‫(‪ )3‬ألن القضاء يزيل إثم الرتك إن شاء اهلل‪ ,‬وال يزيل إثم التأخري والتعمد‪ ,‬فال بد من التوبة وطلب املغفرة‪.‬‬
‫(‪ )1‬كالوتر‪ ,‬والصالة املنذورة‪ ,‬وا لوف عليها‪ ,‬وقضاء النفل الذي أفسده‪.‬‬
‫‪182‬‬
‫يقضيهام بالرتتيب ثم يصيل العرص؛ فلو صىل الظهر ثم الفجر‪ ،‬فسدت‬
‫الظهر ووجب عليه إعادهتا بعد الفجر‪ ،‬وكذا لو صىل العرص أوال وجبت إعادهتا‪.‬‬
‫= وكذا ال يص أداء الفجر قبل قضاء فائتة الوتر‪.‬‬

‫يسقط الترتيب في ثالثة أحوال ‪:‬‬


‫‪ -1‬إذا خاف فوت الوقتية لضيق الوقت؛ فعليه أن يؤدي الوقتية ثم يقيض ما فاته ‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا نيس أن عليه فائتة فصىل الوقتية ناسيا‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا صارت الفوائت ستا غري الوتر أو سبعا مع الوتر ‪ .‬فلو فاتته صلوات‬
‫أمس وقبل أمس‪ ،‬ثم صىل فجر اليوم قبل قضاء الفوائت ص الفجر‪.‬‬
‫ست‪،‬‬
‫= إذا سقط الرتتيب بكثرة الفوائت‪ ،‬وقىض بعضها حتى قلت الفوائت عن ّ‬
‫ال يعود وجوب الرتتيب ؛ فلو فاتته عرش صلوات وقىض تسعا منها‪ ،‬وبقيت‬
‫فائتة واحدة ثم صىل الوقتية ثم صىل الفائتة صحتا مجيعا‪.‬‬
‫= أما لو قىض كل الصلوات الفائتة عاد الرتتيب‪.‬‬
‫* إذا كثرت الفوائت حيتاج لتعيني كل صالة عند القضاء؛ كأن ينوي ظهر اليوم‬
‫الفالين بتاريخ كذا‪.‬‬
‫وإذا تعذر عليه تعيني كل صالة نوى أول ظهر فاته‪ ،‬وكذا أول عرص فاته‪ ،‬وإن‬
‫شاء نوى آخر ظهر فاته وهكذا ‪.‬‬

‫(‪ )1‬فلو فاته الوتر ومل يصل الفجر حتى قارب طلوع الشمس‪ :‬يصلي الفجر ثم يقضي بعد وقت النهي‪.‬‬
‫(‪ )2‬ألن الرتتيب بني الفوائت الكثرية فيها حرج وهو مدفوع بالنص‪ * .‬واملعترب خروج وقت السادسة‪.‬‬
‫(‪ )3‬ألن الساقط ال يعود‪ .‬وكذا ال يعود الرتتيب بعد سقوطه بالنسيان وضيق الوقت‪.‬‬
‫(‪ )1‬قضاء الفوائت جيب على الفور إال لعذر‪ .‬االشتغال بقضاء الفوائت أوىل وأهـم مـن النوافـل إال السـنن‬
‫الرواتب والضحى والصالة اليت رويت فيها األخبار؛ كتحية املسجد‪ ,‬واألربع قبل العصر‪ .‬ط‪ ,‬رد‪.‬‬
‫‪183‬‬
‫فدية الصالة والصوم والوصية بهما‬

‫* من كان عىل ذمته فوائت من صالة أو صوم فليعجل بالقضاء‪.‬‬


‫فإن مل يقض حتى أصب يف حال ال يتمكن من أدائها ولو باإليامء‪ ،‬وخاف املوت‪،‬‬
‫وجب عليه أن يويص وليه بأداء فدية ما فاته من الصالة والصوم‪.‬‬
‫* خيرج الويل فديته من ثلث ماله الذي تركه ‪.‬‬
‫فدية كل صالة أو صوم‪:‬‬
‫نصف صاع من قم أو قيمته‪ ،‬أو صاع من شعري أو قيمته ‪.‬‬
‫ومستحقها‪ :‬الفقراء‪ ،‬وجيوز أن يعطى فقري واحد فدية الصلوات كلها‪.‬‬
‫* من مل يتمكن يف مرضه من الصوم والصالة؛ ال قاعدا وال مضطجعا باإليامء‬
‫برأسه‪ ،‬ثم مات يف مرضه‪ ،‬ال جيب عليه يشء ‪.‬‬
‫**************‬
‫*******‬
‫*‬

‫(‪ )1‬فإذا مل يف به الثلث توقف الزائد على إجازة الوارث‪ .‬فيُعطي لصوم كل يوم طعام مسكني‪.‬‬
‫(‪ )2‬مقدار الفدية نصف صاع من بـر أو دقيقـه أو سـويقه‪ ,‬أو صـاع مـن متـر أو زبيـب أو شـعري‪ ,‬أو قيمـة‬
‫ذلك‪ ,‬وهي أفضل لتنوع حاجات الفقري‪ .‬ولو أدى للفقري أقل من نصف صاع مل جيز ؛ ولـو أعطـاه الكـل‬
‫جاز‪ = .‬ال فدية يف الصلوات حال احلياة والف الصوم‪.‬‬
‫(‪ )3‬ألنه مل يدرك زمنًا يقدر فيه على القضاء‪ .‬فـال يلزمـه اإليصـاء بهـا‪ .‬لكـن إن قـدر علـى القضـاء ولـو‬
‫باإلميــاء برأســه وكانــت الفوائــت يومــا وليلــة فأقــل قضــاها‪ ,‬وإن زادت ســقطت عنــه‪ .‬وكــذا لــو أفطــر‬
‫املسافر واملريض يف رمضان وماتا قبل اإلقامة وقبل الصحة؛ لعدم إدراكهما عدة من أيام أخر‪.‬‬
‫‪184‬‬
‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬من فاتته صالة بعذر وصالها متى تذكّر‪ ،‬كانت كفارة له‪ .‬ما الدليل عىل ذلك ؟‬
‫‪ ‬الرتتيب بني الفروض اخلمسة والوتر أداء وقضاء الزم‪ .‬وض ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬ما هي األحوال التي يسقط فيها الرتتيب ؟‬
‫‪ ‬هل يمكن أن يعود وجوب الرتتيب بعد سقوطه ؟ كيف ؟‬
‫‪ ‬كم مقدار الفدية للصالة الواحدة والصوم الواحد ؟ ومن يستحقها ؟‬

‫أكمل الفراغ فيما يلي‪:‬‬


‫‪ ‬قضاء الفرض ‪ ،...‬وقضاء الواجب ‪ ،....‬والسنن والنوافل ‪ ...‬إال ‪..‬‬
‫‪ ‬يعني كل صالة عند القضاء؛ كأن ينوي ‪ .....‬بتاريخ ‪ ، ...‬وإذا تعذر التعيني ‪...‬‬
‫‪ ‬من كان عىل ذمته فوائت من صالة أو صوم فلـ‪ ،....‬ولو عجز فعليه أن ‪ ...‬وليه ‪...‬‬
‫بـ ‪ .....‬ما فاته من ‪ ....‬و ‪ .....‬فتُخرج فديته من ‪ .....‬ماله الذي ‪ ...‬بعد وفاته‪.‬‬

‫تأمل فيما يلي وبني هل هو صواب أم فيه خلل بعالمة (‪ ) ، ‬مع تصويب اخللل‪:‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬من فاتته صالة بعذر أو بغري عذر فعليه أن يعجل يف القضاء وال يؤخر‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬ال يعود الرتتيب بعد سقوطه‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬إذا أراد أن يقيض الفوائت فال بد من أن يعني كل صالة بالنية‬
‫)‬ ‫‪ ‬من مل يتمكن من أداء الصالة ال قاعدا وال مومئا فال جيب عليه القضاء (‬

‫‪185‬‬
‫باب سجود السهو‬

‫(‪)4‬‬
‫قال‪ :‬لكل سهو سجدتان بعد ما يسلم‬ ‫عن ثوبان ‪ ‬أن رسول اهلل‬

‫متى يجب سجود السهو‪ ،‬ومتى ال يجب ؟‬


‫من ترك ركنا من أركان الصالة بطلت صالته وعليه أن يصليها صحيحة؛ سواء‬
‫تركه عامدا أو ساهيا‪ .‬وال يمكن تصحيحها بسجود السهو‪.‬‬
‫ومن ترك واجبا من واجبات الصالة عامدا فقد أثم ووجبت إعادة الصالة جلرب‬
‫نقصها‪ ،‬وال جيرب نقصها بسجود السهو‪.‬‬
‫* جيب سجود السهو جلرب نقصان يقع يف الصالة‪ ،‬وذلك فيام ييل ‪:‬‬
‫‪ -‬من ترك شيئا من واجبات الصالة ساهيا وجبت عليه سجدتان للسهو‪.‬‬
‫‪ -‬ومن أخر واجبا أو فرضا عن حمله سهوا وجبت عليه سجدتا السهو ‪.‬‬
‫* فال جيب السهو برتك ركن وال برتك واجب عمدا‪ ،‬وإنام جيب بأمرين‪:‬‬
‫‪ -1‬ترك واجب سهوا‪ -2 .‬تأخري ركن أو واجب سهوا قدر ثالث تسبيحات‪.‬‬
‫* ومن فاته سجود السهو وجبت عليه إعادة الصالة ‪.‬‬
‫* وقد ذكرنا الواجبات التي جيب برتكها سجود السهو‪ ،‬راجع باب " واجبات‬

‫(‪ )1‬حسن ‪ ,‬رواه أمحد (‪ )22117‬وأبو داود (‪ )1638‬وابن ماجه (‪)1210‬‬


‫(‪ )2‬كما لو سكت يف الصالة قدر ثالث تسبيحات بعد الفاحتة يفكر ما يقرأ‪ ,‬أو سـكت بـني السـورة‬
‫والركوع قدر ذلك‪ ,‬أو يف القعدة قبل بدء التشهد‪ .‬وكما لو كرر الفاحتة وجب السهو لتأخري السورة‪.‬‬
‫(‪ )3‬ويأتي أنه يفوت سجود السهو إذا تكلم أو أحدث عمداً أو خرج من املسجد أو عمل ما يفوت به البناء‪.‬‬
‫* وقد يفوت لكن ال جيب إعادة الصالة ؛ كما لو سلّم من الفجر يف آخر وقته ‪ ..‬راجع الشرح‪.‬‬
‫‪186‬‬
‫الصالة" ‪ ،‬ونذكر عىل سبيل املثال‪ :‬لو قرأ سورة وترك الفاحتة‪ ،‬أو‬
‫قرأ بعض الفاحتة‪ ،‬أو قرأها كلها لكن ترك سورة بعدها يف الركعتني األوليني من‬
‫الفرض‪ ،‬أو قرأ السورة قبل الفاحتة؛ ففي كل هذه الصور جيب سجود السهو‪.‬‬
‫وكذا لو ترك االطمئنان يف الركوع أو السجود أو القومة أو اجللسة‪ .‬وكذا لو جهر‬
‫اإلمام فيام خيافت فيه أو أرس فيام جيهر فيه‪ ،‬أو ترك القنوت يف الوتر‪.‬‬
‫‪ ‬وتكفيه سجدتان للسهو؛ سواء سها مرة أو أكثر‪ ،‬وسواء ترك واجبا أو أكثر‪.‬‬
‫كيفية سجود السهو‪:‬‬
‫إذا فرغ من التشهد يف القعود األخري س ّلم عن يمينه تسليمة واحدة‪ ،‬ثم سجد‬
‫مثل سجود الصالة‪ ،‬ثم جيلس ويتشهد مرة أخرى‬ ‫سجدتني مع تكبرياهتام‬
‫ويدعو‪ ،‬ثم يسلم يمينا وشامال‪.‬‬ ‫وجوبا‪ ،‬ويصيل عىل النبي‬

‫سهو المقتدي والمسبوق‪ ،‬والسهو عن القعود األول أو األخير‪:‬‬


‫* املقتدي ال يلزمه سجود السهو إذا سها يف واجب من واجبات الصالة‪ ،‬وإنام‬
‫يلزمه أن يسجد إذا سجد إمامه للسهو‪.‬‬
‫* ويسجد املسبوق مع إمامه أوال ثم يقوم لقضاء ما ُسبق به‪.‬‬
‫ولو سها املسبوق فيام يقضيه بعد سالم إمامه‪ :‬سجد لسهوه أيضا‪.‬‬
‫* ومن سها عن القعود األول واستوى قائام؛ يتم وال يعود‪ ،‬ثم يسجد للسهو ‪.‬‬
‫= وإن سها عن القعود األول ومل يستو قائام وجب عليه أن يعود إىل القعود؛ سواء‬

‫(‪ )1‬وكذا راجع أبواب العيدين واجلمعة وحنوهما ملعرفة الواجبات املتعلقة بها‪.‬‬
‫(‪ )2‬يكرب ويسجد لألوىل ثم يكرب وجيلس ثم يكرب ويسجد ثانية ثم يكرب ويقعد للتشهد األخري‪.‬‬
‫(‪ )3‬هذا يف الفرض والوتر بال خالف‪ ,‬وأما السنن والنوافل فبخالف؛ قيل يعود والصحيح ال يعود ‪...‬‬
‫‪187‬‬
‫أكان أقرب إىل القيام أم أقرب إىل القعود‪ ،‬لكن إن كان أقرب إىل‬
‫القعود ال يسجد للسهو‪ ،‬وإن كان أقرب إىل القيام ‪ ،‬فهل يسجد للسهو ؟‬
‫اختلف فيه‪ ،‬قال يف نور اإليضاح‪ :‬جيب سجود السهو ‪ .‬ويف الدر املختار‪ :‬ال‬
‫‪« :‬إذا استتم أحدكم قائماً فليصلّ وليسجد‬ ‫جيب‪ ،‬وهو موافق لقوله‬
‫سجدتي السهو‪ ,‬وإن مل يستتم قائما فليجلس وال سهو عليه» (‪.)3‬‬
‫* وإن سها عن القعود األخري وقام‪ ،‬وجب عليه أن يعود ثم يسجد للسهو‪.‬‬
‫وإذا مل يعد حتى سجد فقد زاد ركعة نافلة‪ ،‬وبطل فرضه وصار نفال‪ ،‬فيضم ركعة‬
‫سادسة يف الصلوات الرباعية‪ ،‬وركعة رابعة يف الفجر‪ ،‬وال يسجد للسهو ‪ .‬وهبذا‬
‫يصري نفله أربعا أو ستا‪ ،‬وعليه أن يصيل الفرض ثانية‪.‬‬
‫* وإن قعد القعود األخري وتشهد ثم قام ساهيا عاد وس ّلم وسجد للسهو‪.‬‬
‫فإن قام ومل يعد حتى سجد مل يبطل فرضه‪ ،‬بل يضم إليها ركعة أخرى لتصري‬
‫الركعتان الزائدتان نافلتني‪ ،‬ويسجد للسهو بعدمها لتأخري السالم‪.‬‬

‫نسيان سجود السهو‪:‬‬


‫* من نيس أن عليه سجود سهو فس ّلم ناويا قطع الصالة؛ وجب عليه أن يعود‬
‫ويسجد للسهو ما مل خيرج من املسجد أو يتكلم؛ سواء انحرف عن القبلة أو‬
‫مشى يف املسجد أو سب وأتى باألذكار أو طال الوقت‪.‬‬

‫(‪ )1‬إن استوى النصف األسفل مع احنناء الظهر فهو أقرب إىل القيام‪ ,‬وإن مل يستو ذلك فهو أقرب إىل القعود ‪.‬‬
‫(‪ )2‬لكن استدرك عليه حمشيه الطحطاوي (ص‪ )167 166 :‬فراجعه وراجع الشرح "بداية املفيت" ‪.‬‬
‫(‪ )3‬رواه الطحـــــاوي بـــــرقم (‪ ,2561‬و‪ )2562‬ورواتـــــه ثقـــــات‪ .‬ورواه د (‪ )1636‬ج (‪ )1268‬أح (‪)18223‬‬
‫وغريهم بألفاظ متقاربة‪ .‬قال يف احللية‪" :‬إنه نص فيه‪ ,‬يفيد تعني العمل ‪ "...‬راجع الشرح‪.‬‬
‫(‪ )1‬ألن النقصان احلاصل برتك القعدة وفساد الفرض ال ينجرب بسجود السهو‪.‬‬
‫(‪ )5‬ويف الصحراء يعترب موضع الصفوف من اخللف واجلانبني‪ ,‬وموضع سجوده أو سرتته من األمام‪ .‬رد‪.‬‬
‫‪188‬‬
‫أما إذا تكلم‪ ،‬أو انتقض وضوؤه‪ ،‬أو خرج من املسجد؛ فقد فات حمله‬
‫وال يمكنه السجود‪ .‬ووجب عليه أن يعيد الصالة‪.‬‬
‫‪ ‬وكذا إذا نيس أن عليه سجدة صلبية أو تالوية فس ّلم وجب عليه اإلتيان بذلك‬
‫مادام يف املسجد ومل يتكلم ‪.‬‬
‫‪ ‬وكذا لو سلم عىل رأس الركعتني يف صالة رباعية أو ثالثية يظن أنه أتم مجيع‬
‫الركعات‪ ،‬ثم تذكر‪ ،‬فإنه يتمها ويسجد للسهو مادام يف املسجد ومل يتكلم‪.‬‬
‫الشك في الصالة‪:‬‬
‫حترى وعمل بغالب ظنه ‪ .‬وإن مل يغلب عىل‬
‫* من شك يف صالته‪ :‬كم صىل؟ ّ‬
‫ظنه يشء أخذ باألقل؛ ليتم صالته بيقني‪ ،‬ثم يسجد للسهو ؛ فلو شك أنه يف‬
‫الركعة األوىل أو الثانية ومل يغلب عىل ظنه يشء جعلها األوىل ثم سجد للسهو‪.‬‬
‫* وإذا تفكر بسبب الشك وسكت قدر ثالث تسبيحات لزمه السهو ‪ ،‬وإن مل‬
‫يمنعه عن الصالة بأن كان يؤدي األركان ويتفكر ال يلزمه سجود السهو‪.‬‬
‫* ولو شك بعد الفراغ من الصالة ال يعترب هذا الشك ‪.‬‬

‫(‪ )1‬فيسجد (ويرتب بني السجدات زمنياً)‪ ,‬ثم يتشهد‪ ,‬ثم يسجد للسهو‪ ,‬ثم يتشهد ثـم يسـلم‪ * .‬وهـذا‬
‫إذا سلّم ساهياً؛ ألن سالمه ال يُخرج من الصالة‪ .‬أما إذا سلم عامداً ففيه تفصيل‪ .‬راجع الشرح‪.‬‬
‫(‪ )2‬وال يسجد للسهو إال إن تفكر قدر أداء ركن‪ ,‬وانشغل به عن فعل من أفعال الصالة‪ ,‬فيسجد‪.‬‬
‫(‪ )3‬هذا إذا عرض له الشك مرتني فأكثر يف عمره‪ .‬أما من مل يشك يف صالة قط بعـد بلوغـه‪ ,‬ثـم شـك‪:‬‬
‫كم صلى؟ بطلت صالته واستأنفها بالسالم قاعداً؛ ألنه ا ل‪ .‬وجيوز قطعها بعمل مناف‪.‬‬
‫(‪ )1‬وقعد يف كل موضع يتوهم أنه آخر صالته؛ فلو أنها الثالثة أو الرابعة جعلها ثالثة وقعد فيها ثم أمت‪.‬‬
‫(‪ )5‬ألنه يستلزم تأخري الركن أو الواجب‪ .‬كمـا لـو فكـر يف آخـر صـالته سـاكتًا هـل صـلى ثالثـا أم‬
‫أربعاً؟ فتأخر يف السالم‪ ,‬ثم تيقن أنه صلى أربعاً‪ ,‬وجب عليه سجود السهو‪.‬‬
‫(‪ )6‬ويستثنى من ذلك ما لو أخربه عدل بعد السالم أنـك صـليت الظهـر ثالثـاً ومل يغلـب علـى ظنـه شـيء‬
‫وشك يف صدقه استحب أن يعيد احتياطا‪ ,‬ولو أخربه عدالن لزمه األخذ بقوهلما وال يعترب شكه‪.‬‬
‫‪189‬‬
‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬ما الدليل عىل أن سجود السهو بعد السالم ؟ وهل يكفي تسليمة واحدة ؟‬
‫‪ ‬متى جيب سجود السهو ؟ ومتى ال جيب ؟ مع ذكر األمثلة ملا تقول‪.‬‬
‫‪ ‬لو تعدد السهو يف الصالة ‪ ،‬كأن ترك ثالث واجبات سهوا‪ ،‬فكم مرة يسجد ؟‬
‫‪ ‬وض كيفية سجود السهو ‪.‬‬
‫‪ ‬من سها عن القعود األول وقام ‪ ،‬ما ذا يفعل ؟ بني بالتفصيل‪.‬‬
‫‪ ‬من شك يف صالته كم صىل ‪ ،‬فام ذا يفعل ؟‬

‫أكمل الفراغ فيما يلي‪:‬‬


‫ّ‬
‫فليصل و‪ ،... ... ....‬وإن مل ‪... ... ... ....‬‬ ‫‪ :‬إذا استتم أحدكم ‪......‬‬ ‫‪ ‬قال‬
‫‪ ‬يسجد املسبوق مع ‪ ،... ...‬ثم ‪ ...‬لـ ‪ ،... .... .....‬ولو سها فيام يقضيه ‪... ... ...‬‬

‫تأمل فيما يلي وبني هل هو صواب أم فيه خلل بعالمة (‪ ) ، ‬مع تصويب اخللل‪:‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬إذا سها اإلمام وسجد للسهو‪ ،‬ال يسجد املقتدي إذا مل يس ُه‬
‫)‬ ‫‪ ‬من نيس أن عليه سجود سهو فسلم واستدبر القبلة ثم تذكر فعليه اإلعادة (‬
‫‪ ‬من نيس أن يسجد للتالوة ‪ ،‬ثم تذكر بعد السالم‪ ،‬فعليه أن يعود ويسـجد للـتالوة ‪،‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫ثم يتشهد ثم يسجد للسهو‪ ،‬ثم يقعد ويتشهد ويصيل ويدعو‪ ،‬ثم يسلم‬
‫)‬ ‫‪ ‬من سها عن القعود األول أو األخري وقام وجب عليه أن يعود ويسجد للسهو (‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫‪191‬‬
‫الفصل اخلامس‬

‫صلوات خمصوصة‬

‫نتناول يف هذا الفصل صلوات شرعت يف أوقات وأحوال خمصوصة؛ مثل‪:‬‬


‫سجود التالوة‪ ،‬صالة الرتاويح‪ ،‬صالة اجلمعة‪ ،‬صالة العيدين‪ ،‬صالة الكسوف واخلسوف‪،‬‬
‫واالستسقاء‪ ،‬واخلوف‪ .‬ومنها الوتر وقد سبق‪ ،‬وأما صالة اجلنازة فنذكرها يف‬
‫كتاب اجلنائز‪.‬‬

‫فإليك ما يشتمل عليه الفصل من األبواب على الرتتيب التالي‪ ،‬فلتكن ملما بها‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬سجود التالوة‬


‫ثانياً‪ :‬صالة الرتاويح‬
‫ثالثاً‪ :‬صالة اجلمعة‬
‫رابعاً‪ :‬صالة العيدين‬
‫خامساً‪ :‬صالة الكسوف واخلسوف واآليات‬
‫سادساً‪ :‬صالة االستسقاء‬
‫سابعاً‪ :‬صالة اخلوف‬
‫**************‬
‫*******‬
‫*‬

‫‪191‬‬
‫باب سجود التالوة‬

‫كان يقرأ القرآن‪ ،‬فيقرأ سورة فيها سجدة‪،‬‬ ‫أن النيب‬ ‫عن ابن عمر‬
‫(‪)4‬‬
‫فيسجد ونسجد معه‪ ،‬حتى ما جيد أحدنا مكانا ليسجد فيه‬

‫يجب سجود التالوة في ثالث حاالت‪:‬‬


‫‪ -1‬إذا تال آية السجدة؛ سواء سمع ما تاله أم مل يسمعه ‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا سمع آية السجدة؛ سواء قصد السامع أم مل يقصده‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا اقتدى باإلمام الذي تال آية السجدة؛ سواء سمع آية السجدة أم ال‪.‬‬
‫* وهو واجب عىل الفور يف الصالة‪ ،‬وال جيوز تأخريها عن حملها ‪ ،‬وال يمكن‬
‫أن يسجد هلا خارج الصالة‪.‬‬
‫والسجدة التي وجبت خارج الصالة جيوز تأخريها لكن يكره من غري عذر‪.‬‬
‫يشترط لصحتها رشائط الصالة كالطهارة واستقبال القبلة وسرت العورة والنية ‪.‬‬
‫ويفسدها ما يفسد الصالة ‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪ )1625‬ومسلم (‪ )575‬د (‪ ,)1111‬ويف لفظ‪ « :‬فإذا مر بالسجدة كرب‪ ,‬وسجد وسجدنا»‬
‫(‪ )2‬هل جيب السجدة بقراءة آيتها كاملة أم بقراءة أكثر اآلية مع كلمة السجدة‪ ,‬أم ماذا ؟ راجع الشرح‪.‬‬
‫(‪ )3‬إذا وجبت السجدة يف الصالة وجب أن يسجد على الفور‪ ,‬فإن أخرها عامـداً أو ناسـياً وجـب قضـاؤها‬
‫يف حرمة الصالة؛ فلو قام من الركوع ثم تذكرها‪ ,‬عليه أن يسجد ثم يعود للقيام ثم يسـجد‪ .‬وهـذا إذا مل‬
‫يركع بعدها على الفور فإن ركع على الفور حتى سجد دخلت يف السجود وإن مل ينوها‪ .‬راجع الشرح‪.‬‬
‫(‪ )1‬وكذا يشرتط هلا الوقت حتى لو تالها يف وقت غري مكروه فأداها يف األوقـات الثالثـة املكروهـة ال‬
‫جتزيه‪ * .‬وكذا نيـة كونهـا عـن الـتالوة ‪ ,‬إال إذا كانـت يف الصـالة وسـجدها علـى الفـور؛ ألنهـا صـارت‬
‫جزءا من الصالة فانسحب عليها نيتها‪ * .‬نعم ال يشرتط هلا التحرمية وال نية التعيني أليّ آية هي‪.‬‬
‫(‪ )5‬فإذا أفسد باحلدث العمد والكالم والقهقهة وجبت عليه إعادتها‪ .‬إال أنه ال وضوء عليه يف القهقهة‪.‬‬
‫‪192‬‬
‫وكيفيتها‪ :‬أن يسجد سجدة واحدة بني تكبريتني ‪ :‬يكرب ثم يسجد‬
‫ويقرأ فيه تسبي السجود والذكر املسنون ‪ ،‬ثم يكرب ويرفع رأسه من السجود‪.‬‬
‫فيخر ساجدا‪ .‬وال يرفع يديه‪ ،‬وال يتشهد وال يس ّلم‪.‬‬
‫واألوىل أن يكرب هلا قائام‪ّ ،‬‬
‫وآياتها التي تجب عندها السجدة أربع عرشة آية يف السور التالية‪:‬‬
‫‪ - 1‬األعراف‪ - 2 .‬والرعد‪ - 3 .‬والنحل‪ - 1 .‬واإلسراء‪ - 5 .‬ومريم‪.‬‬
‫‪ - 7‬والفرقان‪ - 8 .‬والنمل‪.‬‬ ‫‪ - 6‬احلج (السجدة األوىل ال الثانية)‪.‬‬
‫‪ - 11‬و "حم" السجدة [فصلت] ‪.‬‬ ‫‪ - 16‬وص‪.‬‬ ‫‪ - 0‬والسجدة‪.‬‬
‫‪ – 11‬والعلق‪.‬‬ ‫‪ - 13‬وانشقت‪.‬‬ ‫‪ - 12‬والنجم‪.‬‬
‫فائدة‪ :‬آيات السجدة األربع عشرة هي ‪:‬‬
‫يف األعراف‪ :‬ﭽ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﭼ [اآلية ‪]266‬‬
‫ويف الرعد‪ :‬ﭽﭯﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭵﭶﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ [اآلية ‪]15‬‬
‫والنحل‪ :‬ﭽ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ‬
‫ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﭼ [اآليتان‪]56 - 10 :‬‬
‫واإلسراء‪ :‬ﭽ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ‬
‫ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﭼ [اآليتان‪]160 - 167 :‬‬
‫ومريم‪ :‬ﭽ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚﮛ ﮜ ﮝ‬
‫ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﭼ [اآلية‪]58 :‬‬
‫واحلج‪ :‬ﭽ ﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈ‬
‫ﮉ ﮊ ﮋ ﮌﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﭼ [اآلية‪ ]18 :‬وعند الشافعي ‪ ‬فيها سجدتان‪ .‬ولنا‬
‫ما روي عن ابن عباس وابن عمر أن "سجدة التالوة يف احلج هي األوىل والثانية سجدة الصالة"‪.‬‬
‫والفرقان‪ :‬ﭽ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﭼ [اآلية‪]66 :‬‬
‫والنمل‪ :‬ﭽﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﭼ‬

‫(‪ )1‬ركنها‪ :‬السجود أو ما يقوم مقامه وهو الركوع للمصلي‪ ,‬واإلمياء بالسجود للمريض والراكب‪.‬‬
‫والتكبريتان سنتان‪ .‬والقيام قبله مستحب‪ .‬ويندب أن ال يرفع السامع رأسه منها قبل تاليها‪.‬‬
‫(‪ )2‬فيقول‪ :‬سـجد وجهـي للـذي خلقـه وصـوره ‪ ,‬وشـق مسعـه وبصـره ‪ ,‬حبولـه وقوتـه‪ ,‬فتبـارك اهلل‬
‫أحســن اخلــالقني ت (‪ )586‬د (‪ )1111‬ش (‪ )1372‬كــم (‪ )862‬وصــححه ووافقــه الــذهيب‪ .‬وإن شــاء‬
‫زاد‪ :‬اللهم اكتب لي بها عندك أجرا‪ ,‬وضع عين بها وزرا‪ ,‬واجعلها لي عندك ذخرا‪ ,‬وتقبلها مـين كمـا‬
‫تقبلتها من عبدك داود ت (‪ )570‬كم (‪ )700‬وصححه هو وابن خزمية وابن حبان والذهيب‪.‬‬
‫‪193‬‬
‫[اآليتان ‪ ]26 25 :‬وهذا على التشديد‪ .‬وعند قوله‪{ :‬أَال يَا اسْجُدُوا} على قراءة الكسائي بالتخفيف‪.‬‬
‫والسجدة‪ :‬ﭽﮃﮄ ﮅﮆﮇﮈﮉﮊ ﮋﮌﮍ ﮎﮏﮐﮑﮒﮓﭼ‬
‫ويف ص‪ :‬ﭽﯡﯢﯣﯤﯥﯦ ﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵ ﯶﭼ‬
‫وحم السجدة‪ :‬ﭽ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ ﯞ ﯟﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ‬
‫ﯧ ﯨ ﯩ ﯪﯫﯬﯭﯮﯯ ﯰﯱﯲ ﯳﯴ ﯵﯶ ﯷﯸﯹ ﭼ‬
‫[فصلت‪ ]38 - 37 :‬وعند الشافعي رمحه اهلل عند قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪﭼ ‪.‬‬
‫ويف النجم عند قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﭼ [اآلية‪]62 :‬‬
‫ويف االنشقاق عند قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﭼ [اآلية‪]21 :‬‬
‫ويف العلق عند قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﭼ [اآلية‪]10 :‬‬

‫* جيب سجود التالوة ع ى من كان أهال لوجوب الصالة ؛ فال جتب عىل كافر‬
‫وصبي وجمنون وحائض ونفساء؛ قرؤوا أو سمعوا؛ ألهنم ليسوا أهال هلا ‪.‬‬
‫* ال جيب السجود بسامعه من الصدى والطري كالببغاء ‪ ،‬وكذا لو سمعها من‬
‫جهاز التسجيل؛ إال إذا كانت التالوة تنقل عىل اهلواء مبارشة من خالل مكرب‬
‫الصوت أو املذياع أو نحوه‪.‬‬
‫* ولو سمع من إمام وهو خارج الصالة وجبت عليه‪ :‬فإن اقتدى به يسجد معه‪،‬‬
‫وإن سجد اإلمام ثم اقتدى به يف نفس الركعة ال يسجد ال يف الصالة وال بعدها؛‬
‫ألنه صار مدركا هلا بإدراك الركعة‪ ،‬فكأنه سجد حكام‪.‬‬
‫وإن مل يقتد به أو اقتدى لكن بعد ما فاتته تلك الركعة سجد هلا خارج الصالة‪.‬‬
‫* لو سمع املصيل من غري إمامه (من قارئ يقرأ أو من إمام آخر) سجد خارج الصالة‪.‬‬
‫* وكره حتريام أن يقرأ سورة ويدع آية السجدة منها؛ ألنه يشبه االستنكاف عنها ‪.‬‬

‫(‪ )1‬فيجب على الرجل واملرأة واألعمى واألصم إذا تال‪ .‬وعلى اجلنب‪ ,‬وعلى السكران؛ زجرا له‪.‬‬
‫(‪ )2‬وجتب بالسماع من كافر وصيب مميز وحائض ونفساء ال من نائم أو طري أو صيب غري مميز‪.‬‬
‫(‪ )3‬وال جيب بالسماع ممن يتهجى آية السجدة‪ * .‬بعض الفقهاء يوجب السجدة بسماع التسجيل مطلقا‪.‬‬
‫(‪ )1‬يندب إخفاء آية السجدة عن غري متهيئ للسجود‪ .‬واملعتمد أنها ال جتب على متشاغل بعمل وال يسمعها‪.‬‬
‫‪194‬‬
‫تكرار آيات السجدة وما يتبدل به المجلس وما ال (‪:)9‬‬
‫* لو قرأ عدة آيات من آيات السجدة أو سمعها وجبت عليه سجدات بعددها؛‬
‫سواء كان يف جملس واحد ومكان واحد أو يف جمالس وأماكن متفرقة‪.‬‬
‫* وإذا تال آية سجدة يف جملس ثم تبدل املجلس وأعاد قراءة نفس اآلية وجبت عليه‬
‫كرر آية سجدة عدة مرات يف جملس واحد تكفي سجدة واحدة عنها ‪.‬‬
‫سجدتان‪ ،‬لكن إذا ّ‬
‫* يتبدل املجلس باالنتقال منه بقدر ثالث خطوات يف الصحراء والطريق ونحومها؛‬
‫فمن كرر آية السجدة وهو يسب يف هنر أو يف حوض كبري جتب عليه سجدات بعدد‬
‫التكرار الختالف املجلس‪.‬‬
‫* زوايا البيت (أي الغرفة) يف حكم جملس واحد‪ ،‬وكذا زوايا املسجد؛ سواء كان‬
‫البيت واملسجد صغريا أو كبريا‪.‬‬
‫* وال يتبدل املجلس بفعل قليل؛ كرشب رشبة وأكل لقمتني وميش خطوتني‪.‬‬

‫سجدة الشكر‬
‫سجدة الشكر مستحبة كلما جتددت نعمة أو اندفعت بلية ؛ شكراً هلل تعاىل(‪.)3‬‬
‫وهيئتها مثل سجدة التالوة‪ :‬يكرب مستقبل القبلة‪ ,‬ويسجد فيحمد اهلل ويشكر‬
‫ويسبح‪ ,‬ثم يرفع رأسه مكرباً‪.‬‬
‫**************‬
‫*******‬
‫*‬

‫(‪ )1‬األصل أنه ال يتكرر الوجوب إال بأحد أمور ثالثة‪ :‬اختالف اآلية املتلوة‪ .‬واختالف اآلية املسموعة‪ .‬والثالث‪:‬‬
‫اختالف ا لس‪ :‬حقيق ًة؛ باالنتقال منه إىل آخر بأكثر من خطوتني ما مل يكن للمكانني حكـم الواحـد‪,‬‬
‫كاملسجد والبيت‪ .‬أو حكماً؛ كما لو تال ثم أكل كثريا أو نام مضطجعا أو أرضعت ولدها‪...‬‬
‫(‪ )2‬واألصــل أن مبناهــا علــى التــداخل دفعــا للحــرج بشــرط احتــاد اآليــة وا لــس‪ .‬ولــو ســجد بعــد أول‬
‫سجدة كفت عن ما قبلها وما بعدها‪ * .‬ويتكرر الوجوب على السامع بتبدل جملسه‪.‬‬
‫(‪ )3‬وهي ملن جتددت عنده نعمة ظاهرة أو رزقه اهلل تعاىل ماال أو ولدا أو اندفعت عنه نقمة وحنو ذلك‪.‬‬
‫* ومتام الشكر أن يصلي ركعتني إن استطاع كما فعل النيب يوم فتح مكة‪.‬‬
‫‪195‬‬
‫باب صالة الرتوايح‬

‫‪ :‬من قام رمضان إميانا واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه (‪.)4‬‬ ‫قال النيب‬
‫حكمها‪ :‬سنة مؤكدة للرجال والنساء‪.‬‬
‫وصالهتا باجلامعة سنة كفاية ألهل احلي ‪.‬‬
‫وقتها‪ :‬من بعد صالة العشاء إىل طلوع الفجر يف شهر رمضان‪.‬‬
‫ويستحب تأخريها إىل ثلث الليل أو نصفه‪.‬‬
‫وجيوز تأخريها إىل ما بعد نصف الليل بال كراهة ‪.‬‬
‫بعرش تسليامت‪.‬‬ ‫عددها‪ :‬عرشون ركعة‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪ )37‬ومسلم (‪( )750‬إمياناً)‪ :‬تصديقا بوعد اهلل بالثواب‪( .‬احتساباً)‪ :‬أي طلبا لألجر‪.‬‬
‫(‪ )2‬فلو تركوا اجلماعة من غري عذر أمثوا‪ ,‬ولو صلى بعض أهل احلي مجاعة جاز آلخرين أن يصلوا فرادى‪.‬‬
‫(‪ )3‬بل هو األفضل إذا كان جبماعة؛ لفضل النصـف الثـاني والثلـث األخـري‪ ,‬وألن عمـر ‪ ‬ملـا رأى النـاس‬
‫يصلون الرتاويح أول الليل قال‪" :‬واليت ينامون عنها أفضل من اليت يقومون‪ ,‬يريد آخر الليل" رواه خ (‪.)1066‬‬
‫* األوىل أن يصلي الرتوايح ثم الوتر‪ ,‬ولو صلى الوتر قبلها جاز‪.‬‬
‫(‪ )1‬روي عـن الــنيب أنـه صــلى عشــرين ركعـة يف رمضــان‪ ,‬بأسـانيد بعضــها حســنة‪ ,‬وتـواتر ذلــك عــن‬
‫الصــحابة‪ ,‬إىل زمننــا هــذا‪ ,‬بــل أمجعــوا علــى عشــرين ركعــة فــأكثر‪ .‬وقــد صــح عــن الــنيب أنــه قــال‪:‬‬
‫«علــيكم بســنيت وســنة اخللفــاء املهــديني الراشــدين‪ ,‬متســكوا بهــا وعضــوا عليهــا بالنواجــذ‪ ,‬وإيــاكم‬
‫وحمدثات األمور» أبو داود (‪ )1667‬والرتمذي (‪ ,)2676‬وصـححه هـو وابـن حبـان واحلـاكم‪ .‬وأمـا حـديث‬
‫عائشة أنه مل يزد على مثانية يف رمضان وال غريه‪ ,‬فهذا يبني أنه مل يكن يصلي الرتاويح يف رمضان‪,‬‬
‫بل كان يقتصر على مـا كـان يفعلـه يف سـائر السـنة‪ ,‬وهـذا علـى أغلـب األحـوال‪ ,‬ألنـه ثبـت أنـه زاد علـى‬
‫الثمانية‪ ,‬ثم هو مبين على ترك الرسـول الرتاويـح خشـية أن تفـرض علينـا‪ .‬وقـد روى اخلمسـة وصـححه‬
‫الرتمذي عن أبي ذر‪" :‬صمنا مع رسول اهلل رمضان‪ ,‬فلم يقم بنا شيئا من الشهر حتى بقي سـبع‪ ,‬فقـام بنـا‬
‫حتى ذهب ثلث الليل‪ ... ,‬فلما كانت اخلامسة قام بنا حتى ذهب شطر الليل‪ ... ,‬فلما كانت الثالثة مجع أهله‬
‫ونســاءه والنــاس‪ ,‬فقــام بنــا حتــى خشــينا أن يفوتنــا الفــالح‪ ,‬أي‪ :‬الســحور"‪ .‬فهــذه ســنته إىل نصــف الليــل وإىل‬
‫السحور‪ ,‬فأين أصحاب البضع ركعات من ذلك ؟ وأين هم من سنة اخللفاء الراشدين واألئمة املهديني ؟ !!‬
‫‪196‬‬
‫من مستحباتها‪:‬‬
‫* يستحب اجللوس بعد كل أربع ركعات ‪ .‬وكذا بني الرتوحية اخلامسة والوتر‪.‬‬
‫* والسنة ختم القرآن فيها مرة (بقراءة صحيحة) خالل شهر رمضان‪.‬‬
‫= وإن ّ‬
‫مل به القوم خفف القراءة قدر ما ال يثقل عليهم‪.‬‬
‫وكذا يرتك الدعاء آخر الصالة بعد التشهد إن مل القوم‪.‬‬
‫يف كل تشهد‬ ‫= وال يرتك اإلمام وال القوم الصالة عىل نبينا احلبيب الشفيع‬
‫منها ولو ّ‬
‫مل القوم‪ ،‬كام ال يرتك الثناء وتسبي الركوع والسجود ‪.‬‬
‫‪ ‬وإذا فاتت الرتاوي ال تقىض منفردا وال بجامعة ‪.‬‬
‫**************‬
‫*******‬
‫*‬

‫(‪ )1‬ويُخيّر فيه بني تسـبيح وقـراءة للقـرآن وسـكوت وصـالة فـرادى‪ .‬وأهـل مكـة كـانوا يطوفـون‪ ,‬وأهـل‬
‫املدينة كانوا يصلون أربعاً‪ .‬ومل يرد يف السنة ذكر خاص؛ فيسبح ويذكر مبا شاء؛ كأن يقول‪ " :‬سبحان‬
‫ذي امللك وامللكوت‪ ,‬سبحان ذي العزة والعظَمة والقدرة والكربياء واجلربوت ‪ "...‬أو غري ذلك من األذكار‬
‫اليت ثبتت فضيلتها يف احلديث كقول "سبحان اهلل وحبمده عدد خلقه ‪ ,"..‬أو الصالة على النيب ‪...‬‬
‫(‪ )2‬ويكتفي بــ"اللهم صل على حممد" إن مل القوم؛ ألنه فرض عند الشافعي‪ .‬وكذا عند أمحد‪ .‬رد‪.‬‬
‫* وجيتنب هذرمة القراءة‪ ,‬وترك تعوذ وتسمية‪ ,‬وطمأنينة‪ ,‬وتسبيح‪ ,‬واسـرتاحة بعـد كـل أربـع‪ * .‬وتصـح‬
‫قاعدا لكن يكره إن كان من غري عذر؛ لزيادة تأكدها؛ حتى قيل ال تصح مع القدرة على القيام‪.‬‬
‫(‪ )3‬فإن قضاها منفرداً كانت نفال مستحبا وليس برتاويح؛ كسنة مغرب وعشاء‪ .‬در‪.‬‬
‫* هل األفضل يف الوتر اجلماعـة أم املنـزل؟ تصـحيحان‪ ,‬رجـح الكمـال اجلماعـة بأنـه كـان أوتـر‬
‫بهـم ثــم بـني العــذر يف تـأخره مثــل مــا صـنع يف الرتاويــح‪ .‬إال أن سـنيتها ليســت كسـنية مجاعــة الرتاويــح‪.‬‬
‫وكل ما شرع جبماعة فاملسجد أفضل فيه‪ .‬رد‪ * .‬واجلماعـة تكـره للـوتر والتطـوع خـارج رمضـان لـو‬
‫على سبيل التداعي واملواظبة‪ * .‬اجلماعة يف الرتاويح تابعة للجماعة يف العشاء؛ فلو صليت العشاء جبماعـة‬
‫أقيمت الرتاويح جبماعة‪ ,‬وجاز ملن ملن صلى الفرض وحده أن يصلي معهم ‪....‬‬
‫‪197‬‬
‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫‪ .1‬جيب سجود التالوة يف ثالث حاالت‪ ،‬ما هي؟ كم عدد آيات السجدة ؟ وما هي؟‬
‫‪ .2‬بني كيفية سجود التالوة‪ .‬وهل يرفع يديه قبله‪ ،‬ويتشهد ويسلم بعده ؟‬
‫‪ .3‬عىل من جيب سجود التالوة ؟‬
‫‪ .4‬لو سمع آية السجدة من إمام وهو خارج الصالة‪ ،‬فام احلكم ؟ وكيف يفعل ؟‬
‫‪ .5‬متى يتكرر وجوب السجدة ؟ ومتى تكفي سجدة واحدة ؟‬
‫‪ .6‬متى يتبدل املجلس ؟ ومتى ال يتبدل ؟ وما حكم زوايا الغرفة واملسجد ؟‬
‫‪ .7‬ما حكم سجدة الشكر ؟ وما هي هيئتها ؟‬
‫‪ .8‬بني حكم صالة الرتاوي ‪ ،‬ووقتها وعددها ومستحباهتا‪ ،‬وما جيوز تركها عند ملل القوم ‪.‬‬

‫أكمل الفراغ فيما يلي‪:‬‬


‫يقرأ القرآن‪ ،‬فيقرأ سورة فيها سجدة‪ ،‬فيسجد ‪...‬‬ ‫‪ ‬كان النيب‬
‫‪ ‬قد جيب سجود التالوة وإن مل يسمع آية السجدة ومل يقرأها‪ ،‬وذلك إذا‪... :‬‬
‫‪ ‬قد ال جتب السجدة عىل الرغم من سامع آيتها‪ ،‬وذلك إذا سمعها من‪ ... :‬و‪ ...‬و‪...‬‬

‫تأمل فيما يلي وبني هل هو صواب أم فيه خلل بعالمة (‪ ) ، ‬مع تصويب اخللل‪:‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬جيب سجود التالوة عىل الفور يف الصالة وخارجها‬
‫)‬ ‫‪ ‬يشرت لصحة سجود التالوة رشو الصالة ‪ ،‬ويفسدها ما يفسد الصالة (‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬لو سمع آية السجدة من إمام وجبت عليه‪ ،‬لكن يسجد خارج الصالة‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬جيوز أن يقرأ السورة ويدع آية السجدة أو يقرأها رسا خارج الصالة‬
‫)‬ ‫‪ ‬إذا كرر آية السجدة يف جملس واحد أو عدة جمالس ال جتب إال سجدة واحدة (‬
‫)‬ ‫‪ ‬يسن كفاية أن يصيل الرتاوي بجامعة يف املسجد‪ ،‬واألوىل أن يصيل الوتر بعدها (‬

‫‪198‬‬
‫باب صالة اجلمعة‬

‫قال اهلل تعاىل‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ‬


‫ﭞ ﭟﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭼ [سورة اجلمعة‪]0 :‬‬
‫خري يوم طلعت عليه الشمس‬ ‫وعن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل‬
‫يوم اجلمعة ‪ :‬فيه خلق آدم ‪ ،‬وفيه أدخل اجلنة ‪ ،‬وفيه أخرج منها (‪.)4‬‬
‫قال‪ :‬من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى اجلمعة‪ ،‬فاستمع وأنصت‪،‬‬ ‫وعنه أنه‬
‫غفر له ما بينه وبني اجلمعة وزيادة ثالثة أيام ‪ ،‬ومن مس احلصى‪ ،‬فقد لغا (‪.)4‬‬
‫حكم صالة الجمعة‪ :‬فرض عني‪.‬‬
‫كيفيتها‪ :‬هي ركعتان جهريتان يف وقت الظهر ‪ ،‬ويشرت قبلها اخلطبة‪.‬‬
‫ومن فاتته اجلمعة يصيل الظهر أربعا (ويقرص إن كان مسافرا)‪.‬‬

‫شروط فرضية اجلمعة‬


‫على من تفرض اجلمعة ؟ على من اجتمعت فيه الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون عاقال بالغا حرا؛ فال جتب عىل جمنون وال صبي وال رقيق‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون ذكرا؛ فال جتب عىل امرأة‪.‬‬
‫‪ - 3‬أن يكون صحيحا؛ فال جتب عىل مريض وشيخ ٍ‬
‫فان‪.‬‬
‫‪ - 4‬أن يكون مقيام بمرص ؛ فال جتب عىل مسافر‪ ،‬وال عىل مقيم بالقرى الصغرية‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه مسلم (‪ )851‬ورواه الرتمذي (‪ )188‬وزاد‪ « :‬وال تقوم الساعة إال يف يوم اجلمعة »‬
‫(‪ )2‬رواه مسلم (‪ )857‬وقال ‪ ..« :‬واجلمعة إىل اجلمعة‪ ..‬مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر» م ( ‪.) 233‬‬
‫(‪ )3‬وجيهر اإلمام بالقراءة وجوباً‪ ,‬ويقرأ يف الركعتني سورة اجلمعة واملنافقون‪ ,‬أو األعلى والغاشية‪.‬‬
‫(‪ )1‬تفرتض على املقيم مبصر‪ ,‬أو يف فنائه اتصل به أوال؛ ال على من كان خارجه ولو مسع النداء من املصر‪.‬‬
‫‪199‬‬
‫‪ - 5‬أن يكون مبرصا؛ فال جتب عىل أعمى‪.‬‬
‫‪ - 6‬أن يكون قادرا عىل امليش؛ فال جتب عىل مقعد ‪.‬‬
‫لص أو‬
‫‪ - 7‬أن ال يمنعه عذر معترب؛ فال جتب عىل حمبوس‪ ،‬وال عىل خائف من ٍّ‬
‫سلطان أو ظامل (خياف رضرهم عىل نفسه أو ماله أو أهله إذا خرج) ‪.‬‬
‫* من ال جتب عليهم اجلمعة يصلون الظهر؛ لكن إن حرضوا اجلمعة وصلوها‬
‫صحت وسقط الفرض عنهم‪.‬‬

‫شروط صحة صالة اجلمعة‬


‫ال تصح صالة اجلمعة إال إذا توفرت الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ - 1‬املرص أو فناؤه؛ فال تص صالهتا يف القرى الصغرية‪.‬‬
‫‪ - 2‬السلطان أو نائبه أو إذنه ‪ ،‬وهذا إنام يشرت إذا خيف النزاع ‪.‬‬
‫‪ - 3‬اإلذن العام؛ فلو منعوا الناس من الدخول يف املوضع الذي تصىل فيه اجلمعة‬
‫‪ .‬وهذا إنام يشرت إذا مل تتعدد اجلمعة‪.‬‬ ‫مل تص‬
‫‪ – 4‬وقت الظهر؛ فال تص قبله وتبطل بخروجه‪.‬‬
‫‪ -5‬اجلامعة‪ ،‬وأقلها أربعة رجال (اإلمام ومعه ثالثة من املقتدين)‪.‬‬
‫* ويصل لإلمامة يف اجلمعة من صل إلمامة غريها؛ فيجوز أن يؤم فيها مسافر ومريض‪.‬‬

‫= * واختلف يف تعريف املصر‪ :‬وظاهر املذهب أنه كل بلد له أمري أو قاض‪ ,‬ومفتٍ‪ .‬راجع الشرح‪.‬‬
‫* فناء املصر هو ما حول املصر املعدّ ملصاف املصر وحوائجه؛ كدفن املوتى‪ ,‬ومجع العساكر‪.‬‬
‫(‪ )1‬وجتب على ذي العرج الغري املانع من املشي‪ ,‬فإن منعه املشي ال جتب‪ ,‬ومثله مفلوج الرجل ومقطوعها‪.‬‬
‫(‪ )2‬ومن األعذار‪ :‬مطر شديد ووحل وثلج شديدين‪ ,‬وكل داء مينع من املشي‪ ,‬وخوف ضياع ماله‪...‬‬
‫(‪ )3‬فالسلطان أو إذنه ليس مقصودا لذاته‪ ,‬وإمنا يشرتط لسد الفتنة (إمداد الفتاوى للتهانوي ‪)636/1‬‬
‫(‪" )1‬فاملنع إذا مل يقصد به منع املصلني بل لغرض آخر فإنه غري خمل بالشرط" إمداد ‪.611/1‬‬
‫‪211‬‬
‫‪ -6‬الشرط السادس‪ :‬الخطبة (‪ .)9‬ويشترط فيها‪:‬‬
‫أ ‪ -‬أن تكون قبل اجلمعة بال فاصل (‪.)2‬‬
‫ب ‪-‬وأن حيضرها مجاعة تنعقد بهم اجلمعة(‪.)3‬‬
‫ج ‪ -‬الوقت؛ فال تصح اخلطبة قبل الزوال‪.‬‬
‫د – النية (‪.)1‬‬
‫(‪)5‬‬
‫سنن اخلطبة‬

‫‪ -‬جلوس اخلطيب عىل املنرب قبل الرشوع يف اخلطبة‪.‬‬


‫‪ -‬أن يؤذن املؤذن بني يديه األذان الثاين‪.‬‬
‫‪ -‬أن خيطب قائام‪.‬‬
‫‪ -‬أن يبدأ بحمد اهلل والثناء عليه بام هو أهله‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -‬والصالة عىل النبي‬ ‫‪ -‬الشهادتان‪.‬‬
‫‪ -‬وقراءة آية من القرآن‪.‬‬ ‫‪ -‬العظة والتذكري‪.‬‬
‫‪ -‬وأن جيلس بينهام‪.‬‬ ‫‪ -‬أن خيطب خطبتني‪.‬‬
‫يف ابتداء اخلطبة الثانية‪.‬‬ ‫‪ -‬احلمد والثناء والصالة عىل النبي‬
‫‪ -‬الدعاء فيها للمؤمنني باالستغفار هلم‪.‬‬
‫‪ -‬ختفيف اخلطبتني بقدر سورة من طوال املفصل‪.‬‬

‫(‪ )1‬أقل اخلطبة املفروضة ذكر خالص هلل تعاىل حنو تسبيحة أو تهليلة لكن يكره االقتصار عليها‪.‬‬
‫(‪ )2‬يشرتط أن ال يفصل بني اخلطبة والصالة بأكل وعمل قاطع‪ .‬أما الفصل اليسري بالوضوء فال يضر‪.‬‬
‫(‪ )3‬بأن يكونوا ذكورا بالغني عاقلني ولو كانوا معذورين بسفر أو مرض‪.‬‬
‫(‪ )1‬بأنه خيطب‪ .‬وكون اخلطبة بالعربية شرط عند الصاحبني عند القدرة‪ ,‬خالفاً ألبي حنيفة‪.‬‬
‫(‪ )5‬ومن سننها‪ :‬الطهارة وسرت العورة‪ ,‬واستقبال القوم بوجهه‪ ,‬وأن يُسمع القوم اخلطبة‪ .‬ويبدأ األوىل بالتعوذ سراً‪.‬‬
‫‪211‬‬
‫ومن أحكام اخلطبة‬
‫‪« ‬إذا خرج اإلمام‪ :‬فال صالة وال كالم» ‪ ،‬حتى يفرغ من صالته‪.‬‬
‫‪ ‬فإذا خطب اإلمام فال يرد سالما وال يشمت عاطسا‪ ،‬وال يأمر وال ينهى‪ ،‬وال‬
‫‪ .‬بل جيب عليه أن يستمع ويسكت؛ سواء كان قريبا أو بعيدا‪.‬‬ ‫يسب‬
‫‪ ‬يكره للحارض العبث‪ ،‬وااللتفات‪ ،‬بل يقرب من املنرب‪ ،‬وينصت‪.‬‬
‫‪ ‬وهل يسلم اخلطيب عىل القوم إذا استوى عىل املنرب؟ ال يسن‪ ،‬وفيه خالف ‪.‬‬

‫تتمة أحكام اجلمعة‬

‫‪ ‬جيب السعي للجمعة وترك البيع باألذان األول الذي هو بعد الزوال‪ ،‬وكذا‬
‫جيب ترك كل عمل ينايف السعي‪.‬‬
‫‪ ‬من أدرك اجلمعة يف التشهد فقد أدركها ويتمها مجعة ركعتني‪.‬‬
‫‪ ‬يكره اخلروج من املرص بعد دخول وقت اجلمعة حتى يصليها‪ ،‬إال لعذر‪.‬‬
‫‪ ‬ال جيوز للمعذور واملسجون واملسافر أداء الظهر بجامعة يف املرص‪.‬‬
‫‪ ‬يستحب للمعذور كاملريض أن يؤخر الظهر إىل فراغ اإلمام‪.‬‬

‫(‪ )1‬سوى قضاء فائتة للزوم الرتتيب‪ ,‬فإن سقط الرتتيب كره‪ .‬ولو خرج وهو يف السنة يتمها ركعتني وخيفف‪.‬‬
‫(‪ )2‬هــذا مــن كــالم الزهــري‪ .‬وأخــرج ابــن أبــي شــيبة عــن علــي وابــن عبــاس وابــن عمــر ‪ :‬كــانوا‬
‫يكرهون الصالة والكالم بعد خروج اإلمام‪ * .‬املراد وروج اإلمام توجهه للصعود على املنرب‪.‬‬
‫(‪ )3‬وما حرم يف الصالة حرم يف اخلطبـة؛ فيحـرم أكـل وشـرب وكـالم وتسـبيح ورد سـالم‪ .‬وال يرفـع‬
‫يديه عند الدعاء وال يؤمن باللسان جهراً بل بالقلب‪ .‬والنوم مكروه إال إذا غلب عليه‪.‬‬
‫(‪ )1‬فال لوم على من سلم أو ترك‪ ,‬يف اجلوهرة (‪" :)02 /1‬قال أبو حنيفة خروجه يقطع الكالم وهذا يدل على‬
‫أنه ال يسلم‪,‬ويروى أنه ال بأس به؛ ألنه استدبرهم يف صعوده‪ ".‬ويف السراج‪ :‬يستحب‪ .‬رد‪ .‬احلدادي ومجاعة من‬
‫مشاخينا قالوا يسلم‪ .‬ط‪ .‬يف إعالء السن ‪ :83 /8‬واملختار عندي القول مبشروعيته لألحاديث‪ ...‬راجع الشرح‪.‬‬
‫‪212‬‬
‫‪ ‬يكره أن يتخطى رقاب الناس قبل اخلطبة إن كان فيه إيذاء ألحد‪،‬‬
‫وإن مل يكن إيذاء ووجد فرجة يف األمام فال يكره (هبذين الرشطني)‪.‬‬
‫‪ ‬يكره أن يتخطى رقاب الناس أثناء اخلطبة ولو مل يكن إيذاء‪ ،‬إال إذا مل جيد إال‬
‫فرجة أمامه فيتخطى إليها للرضورة‪.‬‬
‫أما لو وجد مسلكا إىل فرجة يف صف مقدم فاألوىل أن يتقدم من غري ٍّ‬
‫ختط‪.‬‬

‫من سنن يوم اجلمعة‬


‫‪ ‬االغتسال ‪ ،‬والتطيب ‪ ،‬ولبس النظيف‪.‬‬
‫قال‪« :‬من غسل يوم‬ ‫‪ ‬التبكري للصالة‪ .‬عن أوس الثقفي ‪ ‬أن رسول اهلل‬
‫اجلمعة واغتسل‪ ,‬ثم بكر وابتكر‪ ,‬ومشى ومل يركب‪ ,‬ودنا من اإلمام‪,‬‬
‫فاستمع ومل يَلغُ؛ كان له بكل خطوة أجر عمل سنة‪ :‬صيامها ‪ ,‬وقيامها» (‪.)1‬‬
‫يف يوم اجلمعة‪ « :‬فيه ساعة ال يوافقها عبد مسلم‬ ‫‪ ‬اإلكثار من الدعاء‪ ،‬قال‬
‫وهو قائم يصلي يسأل اهلل شيئاً إال أعطاه إياه» (‪.)2‬‬
‫يوم اجلمعة خصوصا‪ ،‬ويف غريه عموما ‪.‬‬ ‫‪ ‬اإلكثار من الصالة عىل النبي‬
‫‪ ‬يستحب قراءة سورة الكهف فيه ‪.‬‬
‫**************‬
‫*******‬
‫*‬

‫(‪ )1‬رواه أبو داود (‪ )315‬واللفظ له‪ ,‬والنسائي (‪ )1381‬وغريهما من طريق حسان بن عطية عن أبـي األشـعث عـن‬
‫أوس‪ .‬ورواه آخرون عن أبي األشعث عن أوس‪ ,‬أو عن غريه عن أوس من غري قيد "ومشى ومل يركب"‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه البخاري (‪ )035‬ومسلم (‪ .)852‬ويف هذه الساعة أقوال؛ من أصحها أنهـا فيمـا بـني أن جيلـس اإلمـام علـى‬
‫املنرب إىل أن ُتقضى الصالة؛ فيسن الدعاء بقلبه ال بلسانه‪ .‬ويف حديث آخر أنها آخر سـاعة يف يـوم اجلمعـة‪ ,‬وإليـه‬
‫ذهب املشايخ‪ .‬وهما مصححان من اثنني وأربعني قوال فيها‪ ,‬فهي دائرة بني هذين الوقتني فينبغي الدعاء فيهما‪.‬‬
‫(‪ « )3‬إن من أفضل أيامكم يوم اجلمعة فأكثروا علي من الصالة فيه؛ فإن صالتكم معروضة علي» د خز‪.‬‬
‫(‪ )1‬سواء يف يومها أو ليلتها‪ .‬فمن قرأ « أضاء له من النور ما بينه وبني البيت العتيق» قي والدارمي‪.‬‬
‫‪213‬‬
‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬ما حكم صالة اجلمعة ؟ وما كيفيتها ؟‬
‫‪ ‬عىل من جتب اجلمعة ؟ وعىل من ال جتب ؟ وما هي رشو فرضية اجلمعة ؟‬
‫‪ ‬عدّ د مخسا من سنن اخلطبة‪ .‬ثم عدد مخسا من سنن يوم اجلمعة ‪.‬‬

‫أكمل الفراغ فيما يلي‪:‬‬


‫‪ ‬من ال جتـب علـيهم اجلمعـة يصـلون ‪.......‬؛ لكـن إن حرضـوا ‪ .......‬وصـلوها‬
‫‪ .......‬وسقط ‪ ........‬عنهم ‪ * .‬إذا خرج اإلمام‪ :‬فال ‪ ......‬وال ‪....‬‬
‫‪« ‬من غسل يوم ‪ ..‬واغتسل‪ ،‬ثم بكر وابتكر‪ ،‬ومشى ‪ ...‬كان له بكل خطوة ‪».......‬‬

‫تأمل فيما يلي وبني هل هو صواب أم فيه خلل بعالمة (‪ ) ، ‬مع تصويب اخللل‪:‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬يشرت لصحة اجلمعة وقت الظهر؛ فتبطل بخروجه‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬جيوز أن يؤم يف اجلمعة مسافر ومريض‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬من السنة ختفيف اخلطبتني بقدر سور القرآن الكريم‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬جيب االستامع إىل اخلطبة‪ ،‬إال أنه جيوز أن ينهى عن املنكر‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬يكره للحارض االلتفات والعبث بالثوب أو اللحية أو األرض‪ ،‬غريها‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬جيب ترك البيع باألذان األول ولو كان قبل دخول الوقت‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬يستحب للمرىض أن يصلوا الظهر يوم اجلمعة مجاعة‬
‫)‬ ‫‪ ،‬وقراءة الكهف قبل اخلطبة (‬ ‫‪ ‬يستحب اإلكثار من الدعاء والصالة عىل النبي‬

‫اخرت اإلجابة الصحيحة‪:‬‬


‫(املرأة – املريض – األعرج القادر عىل امليش )‬ ‫‪ ‬جتب صالة اجلمعة عىل‪:‬‬
‫(وقت الظهر – أن خيطب قائام – أن تكون بعد اجلمعة)‬ ‫‪ ‬من رشو اخلطبة ‪:‬‬

‫‪214‬‬
‫باب العيدين‬

‫املدينة وهلم يومان يلعبون فيهما‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫عن أنس ‪ ‬قال‪ :‬قدم رسول اهلل‬
‫ما هذان اليومان؟ قالوا‪ :‬كنا نلعب فيهما يف اجلاهلية‪ .‬فقال رسول اهلل‬
‫‪ :‬إن اهلل قد أبدلكم بهما خرياً منهما‪ :‬يوم األضحى ويوم الفطر (‪.)4‬‬

‫حكم صالة العيدين‪ :‬صالة العيدين واجبة‪.‬‬


‫وقتها‪ :‬من ارتفاع الشمس قدر رم إىل الزوال ‪.‬‬
‫ما يخصها‪ :‬هي كاجلمعة‪ :‬ركعتان جهريتان‪ ،‬إال أن فيها تكبريات الزوائد‪ :‬ثالث‬
‫يف الركعة األوىل بعد الثناء‪ ،‬وثالث يف الثانية قبل الركوع‪ .‬واخلطبة بعد الصالة‪.‬‬
‫على من تجب؟ جتب صالة العيدين عىل من جتب عليه اجلمعة ‪:‬‬
‫فتجب على‪ :‬الرجل العاقل البالغ احلر‪ ،‬الصحي املقيم البصري‪ ،‬القادر عىل امليش‪،‬‬
‫إذا مل يمنعه عذر معترب‪.‬‬
‫وال جتب على‪ :‬املرأة واملجنون والصبي والرقيق‪ ،‬واملريض واملسافر واألعمى‪،‬‬
‫واملقعد ونحوه ممن ال يقدر عىل امليش‪ ،‬واملحبوس ونحوه ممن منعه عذر معترب‪.‬‬
‫* من ال جتب عليه صالة العيدين إذا صالها صحت صالته‪.‬‬
‫شروط صحة العيدين هي رشو صحة اجلمعة‪ ،‬إال أن اخلطبة يف العيدين سنة ‪.‬‬

‫(‪ )1‬صحيح‪ .‬رواه أبو داود (‪ )1136‬والنسائي (‪ )1556‬طح " املشكل" (‪ )1188‬كم (‪ )1601‬ووافقه الذهيب‪.‬‬
‫(‪ )2‬ترتفع الشمس قدر رمح بعد الطلوع ومس عشرة دقيقة تقريباً‪ ,‬ولو احتاط بعشرين دقيقة فحسن‪.‬‬
‫* يندب تعجيل صالة األضحى ليتمكن الناس من ذبح األضاحي‪ .‬وتأخري الفطر ليؤدوا الفطرة قبلها‪.‬‬
‫(‪ )3‬راجع شروط فرضية اجلمعة ‪.‬‬
‫(‪ )1‬وتقــديم اخلطبــة علــى صــالة العيــدين مكــروه‪ ,‬ويكفــي يف مجاعتهــا اثنــان‪ :‬اإلمــام وواحــد معــه‪,‬‬
‫‪215‬‬
‫كيفية صالة العيدين‬
‫يقف يف الصف ناويا بقلبه أنه يصيل صالة العيد ‪ ،‬ثم يكرب للتحريمة مع اإلمام‪،‬‬
‫ثم يقرأ الثناء‪ .‬ثم يكرب اإلمام والقوم تكبريات الزوائد ثالثا‪ ،‬ويرفع يديه حذاء‬
‫أذنيه مع كل تكبرية‪ ،‬ويرسل يديه بني التكبريات وال يقبضهام ‪.‬‬
‫يسمي رسا‪ ،‬ثم يقرأ الفاحتة والسورة جهرا‪ ،‬ثم يركع ويتم الركعة‪.‬‬
‫ثم يتعوذ اإلمام و ّ‬
‫فإذا قام للركعة الثانية ابتدأ اإلمام بالبسملة‪ ،‬ثم بالفاحتة والسورة‪ ،‬ثم يكرب اإلمام‬
‫والقوم تكبريات الزوائد ثالثا ‪ .‬ثم يكرب راكعا ويتم صالته كسائر الصلوات ‪.‬‬

‫* واألفضل أن يقرأ اإلمام يف الركعتني سورة األعىل والغاشية‪ ،‬أو القمر و"ق"‪.‬‬
‫* فإذا فرغ اإلمام من الصالة خطب خطبتني يعلم الناس فيهام أحكام العيد‬
‫وأحكام صدقة الفطر أو األضحية ‪.‬‬
‫* وما يسن يف خطبة اجلمعة ويكره ‪ ،‬يسن ههنا ويكره كذلك‪.‬‬
‫* ويكرب يف خطبة العيدين‪ ،‬يستفت اخلطبة األوىل بتسع تكبريات متتابعة ‪ ،‬والثانية‬
‫بسبع تكبريات متتابعة‪ ،‬ويكرب يف أثنائها مرارا‪ ،‬وخيتمها بتكبريات متتابعة‪.‬‬
‫* ومن فاتته صالة العيدين مع اإلمام ال يقضيها؛ ألهنا ال تص بدون رشوطها‪.‬‬

‫والف اجلمعة؛ فإن اخلطبة فيها وتقدميها شرط‪ ,‬ويشرتط جلماعتها أربعة (اإلمام وثالثة سواه)‪.‬‬
‫(‪ )1‬واملقتدي ينوي املتابعة أيضاً‪ .‬وإن شاء نطق بلسانه استحضارا للنية ودفعا للوسوسة‪" :‬أصلي صالة العيد"‪.‬‬
‫(‪ )2‬جيهر اإلمام بالتكبريات ويسر القوم‪ .‬وجيهر اإلمام بالقراءة أيضاً والقوم ال يقرؤون‪.‬‬
‫(‪ )3‬ويسكت بعد كل تكبرية سكتة يسرية‪ ,‬وال يسن ذكر‪ ,‬وال بأس بالتسبيح والتحميد‪.‬‬
‫(‪ )1‬ويرفع يديه مع كل تكبرية ويرسلهما من غري وضع؛ كما يف الركعة األوىل ‪.‬‬
‫(‪ )5‬وإن أدرك اإلمام راكعا أحرم قائما ثم يركع ويكرب للزوائد راكعاً بال رفع يد‪.‬‬
‫(‪ )6‬كما ينبغي للخطيب أن يعلمهم األحكام يف مجعة قبل العيد؛ ألن املندوب أداء الفطرة قبل الصالة‪.‬‬
‫‪216‬‬
‫* يكره التنفل قبل صالة العيد يف املصىل والبيت‪ .‬ويكره التنفل‬
‫بعدها يف املصىل فقط؛ فال يكره أن يتنفل أو يصيل الضحى يف البيت بعدها‪.‬‬
‫* ال أذان لصالة العيدين وال إقامة‪.‬‬

‫ما يندب يف عيد الفطر قبل الذهاب إىل املصلى‬

‫‪ -‬أن يستيقظ مبكرا‪ ،‬ويصيل الصب يف مسجد حيه‪.‬‬


‫‪ -‬أن يسارع إىل املصىل‪.‬‬
‫‪ -‬السنة أن يغتسل‪ ،‬ويستاك‪.‬‬
‫‪ -‬أن يلبس أحسن ثيابه‪ ،‬ويتطيب‪.‬‬
‫‪ -‬أن يأكل بعد الفجر قبل ذهابه للمصىل مترا ‪ ،‬فإن مل جيد فشيئا حلوا ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يأكله وترا‪.‬‬
‫‪ -‬أن يؤدي صدقة الفطر قبل الذهاب إىل املصىل ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكثر الصدقة حسب استطاعته‪.‬‬
‫‪ -‬أن يظهر الفرح والبشاشة‪.‬‬
‫‪ -‬أن يذهب من طريق‪ ،‬ويرجع من طريق أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬أن يتوجه إىل املصىل ماشيا ‪ ،‬مكربا ‪ ،‬رسا‪ ،‬أو جهرا ‪.‬‬

‫(‪ )1‬كان قبل الذهاب‪ « :‬يأكل مترات‪ ,‬وترا» خ (‪ )053‬فإن مل جيد احللو فليأكل ما شاء‪.‬‬
‫(‪ )2‬جيوز التكبري سراً وجهراً بال خالف يف الفطـر‪ ,‬وإمنـا اخلـالف يف أيهمـا أفضـل‪ .‬عنـد اإلمـام أبـي‬
‫يوسف وحممد يكرب جهراً ‪ ,‬وعن اإلمـام روايتـان‪ :‬إحـداهما أن يسـر‪ ,‬واألخـرى أن جيهـر‪ ,‬كقوهلمـا‪,‬‬
‫وهي الصحيح على ما قال الرازي‪ .‬قهستاني ونهـر‪ .‬وهـو اختيـار الطحـاوي‪ .‬حليـة‪ .‬وكـان ابـن عمـر يرفـع‬
‫‪217‬‬
‫أحكام عيد األضحى وما فارق فيها عيد الفطر‬

‫أحكام عيد األضحى مثل أحكام عيد الفطر ‪ ،‬إال أنه في األضحى‪:‬‬
‫كان «ال يطعم يوم األضحى حتى يرجع‬ ‫‪ -1‬يؤخر األكل عن الصالة؛ ألنه‬
‫فيأكل من أضحيته» ‪.‬‬
‫‪ -2‬ويكرب يف الطريق جهرا حتى يصل املصىل‪ ،‬وجيوز له أن يكرب يف املصىل حتى‬
‫يقوم اإلمام للصالة ‪.‬‬
‫‪ -3‬ويعلم أحكام األضحية وتكبري الترشيق يف اخلطبة‪.‬‬
‫‪ -3‬أحكام تكبير التشريق‪:‬‬
‫أن يقول بعد السالم من الفرض‪" :‬اهلل أكرب اهلل أكرب‬ ‫صفته‪:‬‬
‫ال إله إال اهلل‪ ،‬واهلل أكرب اهلل أكرب وهلل احلمد"‪.‬‬
‫هو واجب مرة‪ ،‬بعد كل فرض‪ ،‬فورا بال تأخري ‪.‬‬ ‫حكمه‪:‬‬

‫صوته بالتكبري‪ .‬م‪ .‬ووجهه ظاهر قوله تعـاىل‪ :‬ﭽﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﭼ [البقـرة‪:‬‬


‫‪ .]185‬در‪ .‬ويؤيده ما أخرجه الدارقطين (‪" )1713‬بسند رجاله ثقات عن أبي عبـد الـرمحن السـلمي قـال‪:‬‬
‫«كانوا يف التكـبري يف الفطـر أشـد مـنهم يف األضـحى» واملـراد الصـحابة‪ .‬وهـذا كحكايـة اإلمجـاع‪"...‬‬
‫إعالء السنن (‪ .)116 /8‬قال احلليب‪ :‬قد نقل اجلهر عن كثري من السلف؛ كـابن عمـر وعلـي وأبـي أمامـة‬
‫الباهلي والنخعي وابن جبري وعمر بن عبد العزيز وابن أبـي ليلـى وأبـان بـن عثمـان واحلكـم ومحـاد ومالـك‬
‫والشافعي وأمحد وأبي ثور‪ ,‬كما ذكره ابن املنذر يف اإلشراق اهـ ط‪ ...‬راجـع الشـرح ‪ * .‬يقطـع التكـبري‬
‫يف رواية إذا انتهى إىل املصلى‪ ,‬ويف رواية إذا افتتح الصالة‪ ,‬وعليه عمل الناس‪ ,‬وبه نأخذ‪ ...‬راجع الشرح‬
‫(‪ )1‬رواه أمحد (‪ )22081‬وزاد الدارمي (‪ )1666‬وطس (‪ « :)3680‬إذا رجع أكل من كبد أضحيته»‪.‬‬
‫(‪ )2‬قيل‪ :‬ويكرب يف املصلى‪ ,‬وعليه عمل الناس اليوم‪ ,‬ال يف البيت‪ .‬در‪ ...‬راجع الشرح‪.‬‬
‫(‪ )3‬لقوله تعاىل‪ :‬ﭽﭒﭓﭔﭕﭖﭼ * جيهر الذكور بالتكبري وخيافت املرأة‪.‬‬
‫(‪ )1‬ولو سلّم وصرف وجهه عن القبلة‪ ,‬ومل خيرج من املسجد يكرب؛ ألن حرمة الصالة باقيـة؛ واألصـل أن‬
‫‪218‬‬
‫من بعد فجر عرفة وهو اليوم التاسع من ذي احلجة‪،‬‬ ‫وقته ‪:‬‬
‫إىل بعد عرص اليوم الثالث عرش من ذي احلجة‪.‬‬
‫جيب عىل كل من صىل الفرض‪ ،‬منفردا صىل أو بجامعة‪،‬‬ ‫على من يجب ؟‬
‫مسافرا كان أو مقيام‪ ،‬ذكرا كان أو أنثى ‪.‬‬
‫* وال بأس بالتكبري عقب صالة العيدين‪.‬‬
‫* وال بأس بإظهار التكبري يف األسواق وغريها يف األيام العرش األوىل من ذي‬
‫احلجة‪ ،‬يف مطلق األوقات ‪.‬‬
‫‪« :‬ما من أيام‪ ،‬العمل الصاحل فيها أحب إىل اهلل من هذه األيام»‬ ‫قال النيب‬
‫يعين أيام العشر‪ .‬قالوا‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬وال اجلهاد يف سبيل اهلل؟ قال‪« :‬وال اجلهاد‬
‫(‪)4‬‬
‫يف سبيل اهلل ‪ ،‬إال رجل خرج بنفسه وماله ‪ ،‬فلم يرجع من ذلك بشيء »‬
‫**************‬
‫*******‬
‫*‬

‫كل ما يقطع البناء يقطع التكبري وما ال فال‪ .‬وا رم يكرب ثم يليب‪ ,‬فإن بدأ بالتلبية سقط التكبري‪.‬‬
‫(‪ )1‬وهذا عند الصاحبني‪ ,‬وعليه الفتوى‪ ,‬وال جيب عند أبي حنيفة على مسافر وحنوه‪.‬‬
‫(‪ )2‬وفيها إظهار للشعائر وللفرح‪ ,‬فإنها أيام ذكر‪" .‬وكان ابن عمـر وأبـو هريـرة‪« :‬خيرجـان إىل السـوق‬
‫يف أيام العشر يكربان‪ ,‬ويكرب الناس بتكبريهما»" رواه البخاري معلقاً (‪ )26 /2‬راجع الشرح‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪ )3‬رواه البخاري (‪ )060‬عن ابن عباس‬
‫‪219‬‬
‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫ما حكم صالة العيدين ؟ وما وقتها ؟ وعىل من جتب ؟‬
‫وض كيف تصيل العيدين بالتفصيل ‪.‬‬
‫اذكر بعض سنن خطبة العيدين ‪.‬‬
‫من فاتته صالة العيدين مع اإلمام‪ ،‬هل يقضيها ؟ وملاذا ؟‬
‫اذكر سبعة من مستحبات عيد الفطر قبل الذهاب إىل املصىل ‪.‬‬
‫ما الفرق بني العيدين يف األحكام ؟‬
‫ما حكم تكبري الترشيق ؟ وما وقته ؟ وعىل من جيب ؟‬

‫أكمل الفراغ فيما يلي‪:‬‬


‫املدينة وهلم ‪ ،....‬فقال‪ :‬إن اهلل قد أبدلكم هبام ‪» ... .... .... ....‬‬ ‫قدم‬
‫صالة العيدين كاجلمعة إال يف أمرين‪ ............... :‬و ‪ ،.......‬وأنه ال أذانني هلا‪.‬‬
‫رشو صحة العيدين هي رشو صحة اجلمعة‪ ،‬إال يف أمر هو‪:‬‬
‫تكبري الترشيق أن يقول بعد السالم من الفرض‪ :‬اهلل أكرب ‪...‬‬

‫تأمل فيما يلي وبني هل هو صواب أم فيه خلل بعالمة (‪ ) ، ‬مع تصويب اخللل‪:‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ -‬صالة العيدين فرض عىل كل من تفرض عليه اجلمعة‬
‫)‬ ‫‪ -‬يكرب يف األوىل أربعا مع تكبرية االفتتاح‪ ،‬ويف الثانية أربعا مع تكبرية الركوع (‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ -‬يكره التنفل قبل صالة العيد وبعدها يف املصىل والبيت‬
‫)‬ ‫‪ -‬ال بأس بإظهار التكبري يف األسواق وغريها يف األيام العرش‪ ،‬يف مطلق األوقات (‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ -‬يكرب جهرا يف الطريق إىل املصىل يوم األضحى‪ ،‬وجيوز ذلك يوم الفطر‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ -‬ما يسن يف خطبة اجلمعة ويكره ‪ ،‬يسن يف خطبة العيدين ويكره كذلك‬
‫‪211‬‬
‫باب صالة الكسوف واخلسوف واآليات‬

‫فخرج جير‬ ‫عن أبي بكرة ‪ ‬قال‪" :‬خسفت الشمس على عهد رسول اهلل‬
‫رداءه حتى انتهى إىل املسجد‪ ،‬وثاب الناس إليه‪ ،‬فصلى بهم ركعتني‪ ،‬فاجنلت‬
‫الشمس‪ ،‬فقال‪ :‬إن الشمس والقمر آيتان من آيات اهلل‪ ،‬وإنهما ال خيسفان‬
‫ملوت أحد(‪[ )4‬وال حلياته]‪( ،‬ولكن اهلل تعاىل خيوف بهما عباده)‪ ،‬فإذا رأيتموهما‬
‫فصلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم (‪")4‬‬

‫صالة الكسوف‬
‫حكمها ووقتها‪ :‬هي سنة مؤكدة‪ ،‬تصىل بالنهار عند كسوف الشمس‪.‬‬
‫كيفيتها‪ :‬هي ركعتان أو أربع ركعات كصالة النفل‪( ،‬بركوع واحد يف كل ركعة)‪.‬‬
‫* السنة أن يصليها بجامعة؛ لكن بال أذان وال إقامة‪ ،‬بل ينادى‪" :‬الصال ُة‬
‫جامع ٌة"‪ .‬ولو صىل منفردا جاز‪.‬‬
‫* ويصيل بال جهر‪ ،‬وال جتب هلا اخلطبة ‪.‬‬
‫* ويطيل فيها القراءة‪ ،‬والركوع والسجود‪ ،‬واألدعية واألذكار‪.‬‬

‫* يدعو اإلمام بعد الصالة جالسا مستقبل القبلة إن شاء أو قائام مستقبل الناس وهو‬
‫أحسن‪ .‬والقوم يؤمنون عىل دعائه؛ حتى تنجيل الشمس كلها ويزول الكسوف‪.‬‬

‫(‪ )1‬ويف آخر الرواية‪« :‬وذاك أن إبراهيم ابن النيب مات‪ ,‬فقال الناس كسفت الشمس ملوته»‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه البخــاري (‪ )1611 ,1661‬والنســائي (‪ * )1150‬خســفت الشــمس أو القمــر أو كســفت‪ :‬تغــري‬
‫ضوؤها ونقص‪ .‬جير رداءه‪ :‬أي من العجلة‪ .‬ثاب الناس إليه‪ :‬رجعوا إليه‪ .‬آيتان‪ :‬عالمتان‪.‬‬
‫(‪" )3‬الصواب استحباب اخلطبة يف الكسوف‪ ,‬وذهب إليه بعض أصحابنا‪ "..‬إعـالء السـنن ؛ فقـد ثبـت أنـه‬
‫صعد املنرب وخطب لكنها ليست كخطبة اجلمعة‪ ,‬وإمنا هي خطبة واحدة من غري جلوس بينهما‪.‬‬
‫‪211‬‬
‫صالة اخلسوف والظلمة والريح والفزع‬
‫* يسن أن يفزع الناس إىل الصالة عند خسوف القمر ليال‪ ،‬ويصلوها فرادى يف‬
‫بيوهتم أو مساجدهم‪ ،‬ثم يدعون اهلل تعاىل حتى ينجيل القمر‪.‬‬
‫* كام يستحب أن يلجؤوا إىل الصالة عند الري الشديدة‪ ،‬والظلمة القوية هنارا‪ ،‬والضوء‬
‫القوي ليال‪ ،‬والفزع واخلوف الغالب من العدو‪ ،‬ونحو ذلك من اآليات املخوفة ‪.‬‬
‫* فيصلون ويدعون بعدها بإزالة ذلك‪ ،‬ويكثرون من التوبة واالستغفار‪.‬‬

‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬


‫‪ ‬ما حكم صالة الكسوف ؟ وما وقتها ؟‬
‫‪ ‬كيف يصيل صالة اخلسوف واآليات ؟‬
‫‪ ‬بني طريقة صالة الكسوف بالتفصيل ‪.‬‬
‫‪ ‬اذكر حديثا حتفظه عن صالة الكسوف ‪.‬‬
‫‪ ‬اذكر عدة أمثلة لآليات التي يستحب الدعاء والصالة عندها‪.‬‬

‫أكمل الفراغ فيما يلي‪:‬‬


‫‪ ‬السنة أن يصيل للكسوف بجامعة؛ لكن بـال ‪ ،...... ،......‬بـل ينـادى‪ ......... :‬ويطيـل‬
‫فيها ‪ ،.......‬و‪ ........‬و‪ ،.........‬و‪ .........‬و‪ ........‬ثم ‪ ....‬اإلمام بعد ‪.....‬‬
‫‪ ‬يسن أن يفزع الناس إىل ‪ .....‬عند خسوف القمر‪ ،‬ويصلوها ‪ .........‬يف ‪..........‬‬
‫‪ ‬كــام يســتحب أن يلجــؤوا إىل الصــالة عنــد ‪ ،..........‬و ‪ ،........‬و ‪ ،........‬و‬
‫‪ .......‬و ‪ ،..........‬ونحو ذلك من اآليات املخوفة‪.‬‬

‫(‪ )1‬كالزالزل والصواعق والثلج واملطر الدائمني وعموم األمراض‪ ,‬ومنه الدعاء برفع الطاعون‪.‬‬
‫‪212‬‬
‫باب صالة االستسقاء‬

‫فقال‪ :‬خرج رسول اهلل‬ ‫عن استسقاء رسول اهلل‬ ‫سئل ابن عباس‬
‫متضرعاً متواضعاً متذلالً متبذالً(‪ ،)4‬ومل خيطب خطبتكم هذه‪ ،‬ولكن مل يزل‬
‫يف الدعاء والتضرع والتكبري‪ ،‬وصلى ركعتني كما يصلي يف العيدين (‪.)4‬‬

‫االستسقاء‪ :‬طلب السقيا‪:‬‬


‫أي طلب إنزال املطر بكيفية خمصوصة عند شدة احلاجة‪.‬‬

‫ما ذا يفعل إذا قحط الناس وقل الماء وتضرر الزرع؟‬


‫‪ -‬يكثر الناس من التوبة واالستغفار‪ ،‬ويستحب أن يتصدقوا قبل اخلروج‪.‬‬
‫‪ -‬خيرجون مع اإلمام إىل خارج البنيان مشاة متذللني متواضعني خاشعني هلل‪.‬‬
‫‪ -‬يصيل هبم اإلمام ركعتني جيهر فيهام بالقراءة‪ ،‬ثم خيطب خطبتني يستقبل الناس‬
‫فيهام بوجهه‪ ،‬ويقلب رداءه يف أثناء اخلطبة؛ فيجعل األعىل أسفل‪ ،‬وجيعل األسفل‬
‫أعاله‪ ،‬أو جيعل األيمن عىل األيرس وبالعكس‪.‬‬
‫‪ -‬ويستقبل القبلة بعد اخلطبة ويشتغل بالدعاء رسا وجهرا‪ ،‬والناس قعود مستقبلون‬
‫القبلة‪ ،‬يدعون ويستغفرون‪ ،‬أو يؤمنون عىل دعاء اإلمام ‪.‬‬

‫(‪( )1‬متبذال) ‪ :‬التبذل ‪ :‬ترك التزين‪( .‬متضرعا) ‪ :‬التضرع ‪ :‬املبالغة يف السؤال والرغبة‪.‬‬
‫(‪ )2‬حسن‪ .‬رواه أبو داود (‪ )1165‬والرتمذي (‪ )558‬وصححه‪ .‬والنسائي (‪ ,)1568‬وابن ماجه (‪.)1266‬‬
‫(‪ )3‬كالصحراء وفناء املدن‪ .‬أما أهل مكة واملدينة والقدس فإنهم جيتمعون يف احلرمني والقدس‪.‬‬
‫(‪ )1‬ومن األدعية‪" :‬اللهم! اسقنا غيثا مُ غيثـا هنيئـا مريئـا مريعـا غـدقا عـاجال جملـال سـحا طبقـا دائمـا"‪,‬‬
‫وما أشبهه‪ ,‬يدعو سراً أو جهراً‪ .‬رد‪ .‬فعن جابر ‪ ‬قـال‪« :‬رأيـت رسـول اهلل يـدعو‪ :‬اللـهم اسـقنا غيثـا‬
‫مغيثا‪ ,‬مريئا مريعا‪[ ,‬طبقاً غدقاً] نافعـا غـري ضـار ‪ ,‬عـاجال غـري آجـل‪ ,‬قـال ‪ :‬فأطبقـت علـيهم السـماء»‬
‫‪213‬‬
‫وجيددون التوبة ويستغفرون‪ ،‬ويطلبون اهلل رمحته بعباده وأن ينزل املطر‪.‬‬
‫‪ -‬ويستحب أن ُخيرجوا الدواب والشيوخ والعجائز والضعفة واألطفال‪.‬‬
‫ويقدموهنم للدعاء والناس يؤ ّمنون عىل دعائهم؛ ألن دعاءهم أقرب لإلجابة ‪.‬‬
‫فه حيث‬ ‫* وإن دام املطر واشتد املاء حتى أرض فال بأس بالدعاء بحبسه و‬
‫ينفع؛ فيقول‪ :‬اللهم حوالينا وال علينا‪ ،‬اللهم عىل اآلكام والظراب وبطون‬
‫‪.‬‬ ‫األودية ومنابت الشجر‬
‫**************‬
‫*******‬
‫*‬

‫أبــو داود (‪ )1171‬وابــن خزميــة (‪ )1116‬واحلــاكم (‪ )1222‬وصــححه علــى شــرط الشــيخني‪ * .‬ورويــت‬
‫ألفاظ أخرى أمجعها‪« :‬اللـهم اسـق بـالدك وبهائمـك [وارحـم عبـاك] وانشـر رمحتـك وأحـي بلـدك امليـت‪,‬‬
‫اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريئـا مريعـا طبقـا واسـعا عـاجال غـري آجـل نافعـا غـري ضـار‪ ,‬اللـهم اسـقنا سـقيا‬
‫رمحة ال سقيا عذاب وال هـدم وال غـرق وال حمـق‪ ,‬اللـهم اسـقنا الغيـث وانصـرنا علـى األعـداء» أخرجـه‬
‫ابن سعد (‪ )207/1‬وهو مفرق يف عدة روايات‪.‬‬
‫"غيثا"‪ :‬مطرا‪" .‬مغيثا" منقذا من الشدة‪" .‬هنيئا"‪ :‬ال ينغصه شيء‪" .‬مريئـا" حممـود العاقبـة‪ .‬أو اهلـينء النـافع‬
‫ظاهرا واملريء النافع باطنا‪" .‬مُريعا"‪ :‬آتيا باملريع وهو الزيادة من املرواعة وهو اخلصـب‪ .‬وجيـوز فـتح املـيم‬
‫هنا أي ذا ريع أي مناء‪" .‬غدقا" أي كـثري املـاء واخلـري‪ ,‬أو قطـره كبـار‪" .‬جملـال"‪ :‬سـاترا لألفـق لعمومـه‬
‫حا"‪ :‬شـديد الوقـع بـاألرض‪ ,‬مـن سـحّ‪ :‬جـرى‪" .‬طَبقـا"‪ :‬يطبـق األرض حتـى يعمهـا‪.‬‬ ‫أو لألرض بالنبـات‪" .‬سَـ ًّ‬
‫"دائما" إىل انتهاء احلاجة إليه‪ .‬مراقي باختصار‪ .‬فإذا أمطروا قالوا استحبابا‪ :‬اللهم صيبا نافعا‪ .‬م‪.‬‬
‫(‪ )1‬ويف خرب البخاري «وهل ترزقون وتنصرون إال بضعفائكم» وصح‪« :‬إن نبيا مـن األنبيـاء خـرج يستسـقي‬
‫فإذا هو بنملة رافعة بعض قوائمها إىل السماء فقال‪ :‬ارجعوا فقد استجيب لكم من أجل شأن النملة» رد‪.‬‬
‫(‪ )2‬أبــو داود (‪ )1616‬وابــن حبــان (‪ )002‬أي اجعلــه علــى األمــاكن الــيت ال يضــرها املطــر؛ كــالتالل‬
‫واجلبال واألودية‪ .‬اآلكام‪ :‬مجع أكَمة وهو الرتاب ا تمع‪ .‬الظراب مجع ظَرْب‪ :‬اجلبل الصغري‪.‬‬
‫‪214‬‬
‫باب صالة اخلوف‬

‫ﭧ ﭨ ﭽ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘ ﭙﭚﭛ‬
‫ﭜﭝﭞﭟ ﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦ‬
‫ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭼ [النساء‪]494 :‬‬

‫متى تشرع صالة الخوف؟‬


‫إذا هجم العدو واشتد اخلوف جاز لإلمام أن يصيل صالة اخلوف‪.‬‬
‫وكذا جيوز أن يصليها بحضور سبع أو حية عظيمة‪ ،‬وبخوف غرق أو حرق‪.‬‬

‫كيفية صالة الخوف‪:‬‬


‫* يقسم األمري الناس طائفتني‪ ،‬واألفضل أن يصيل بكل طائفة إمام‪ ،‬واحدة تلو‬
‫األخرى‪ .‬ويقرصون إن كانوا مسافرين‪ ،‬وإال أمتوا‪.‬‬
‫وإن كان هلم إمام واحد فهناك كيفية أخرى مفصلة‪ ،‬ذكرهتا يف احلاشية ‪.‬‬

‫(‪ )1‬إن كان هلم إمام واحد جعلهم طائفتني‪ :‬واحدة بإزاء العدو؛ للحراسة واإلرهاب‪ ,‬ويصـلي بـاألخرى‬
‫ركعة مـن الثنائيـة‪ ,‬وبعـد السـجدة الثانيـة متضـي هـذه الطائفـة إىل العـدو مشـاة‪ ,‬فـإن كانـت الصـالة‬
‫رباعية أو املغرب فإنه يصلي بهـم ركعـتني‪ ,‬وبعـد التشـهد يـذهبون مشـاة إىل حنـو العـدو ولـو اسـتدبرت‬
‫القبلة‪ ,‬والواجب أن يذهبوا مشاة فلو ركبوا بطلت ألنه عمل كثري بال ضرورة‪.‬‬
‫فإذا ذهبوا جاءت تلك الطائفـة الـيت كانـت يف احلراسـة فـأحرموا مـع اإلمـام‪ ,‬فصـلى بهـم مـا بقـي مـن‬
‫الصــالة‪ ,‬وســلم اإلمــام وحــده لتمــام صــالته‪ ,‬وأمــا مــن خلفــه فــإن شــاؤوا أمتــوا مــا بقــي مــن الركعــات‬
‫وسلموا فذهبوا‪ ,‬وإن شاؤوا مل يتموا وذهبوا إىل جهة العدو مشاةً‪ ,‬وهو أوىل‪.‬‬
‫ثـم جـاءت الطائفــة األوىل إن شـاؤوا‪ ,‬فـأَمتوا بـال قـراءة‪ ,‬وســلموا ومضـوا إىل العــدو‪ ,‬و إن شـاؤوا أمتــوا يف‬
‫مكانهم‪ .‬ويصلون بال قراءة؛ ألنهم الحقون؛ فهم خلف اإلمام حكماً‪ .‬ثم الطائفة األخرى إن كانت ذهبت‬
‫ومل تتمّ‪ ,‬صلّوا ما بقي يف مكانهم لفراغ اإلمام‪ ,‬ويقضون بقراءة؛ ألنهم مسبوقون‪ .‬والالحق هو من أدرك‬
‫أول صالة اإلمام وفاته باقيها بعذر؛ كنوم وغفلة وسبق حدث وخوف (وهو من الطائفة األوىل هنا)‬
‫* هكذا ثبتت صالة اخلوف عن النيب ‪ ,‬وقد ورد فيها صفات أخرى يف عدة روايات‪ ,‬وصالها الـنيب‬
‫‪215‬‬
‫وجيوز محل السالح أثناء الصالة للرضورة‪.‬‬
‫* وإن اشتد اخلوف وعجزوا عن النزول صلوا ركبانا فرادى إىل أي جهة قدروا ‪.‬‬

‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬


‫‪ ‬ما معنى االستسقاء ؟‬
‫‪ ‬ما ذا يفعل إذا قحط الناس وقل املاء وترضر الزرع؟‬
‫‪ ‬كيف ُيصىل صالة االستسقاء ؟‬
‫‪ ‬كيف يقلب اإلمام رداءه يف أثناء اخلطبة ؟‬
‫‪ ‬ماذا يقرأ إذا اشتد املطر وخيف منه الرضر ؟‬
‫‪ ‬متى ترشع صالة اخلوف؟‬
‫‪ ‬كيف يصيل صالة اخلوف‪ ،‬إن كان للقوم إمامان ؟‬
‫‪ ‬كيف يصيل إن اشتد اخلوف وعجز عن النزول من املركب ؟‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫أربعا وعشرين مرة‪ ,‬وكل ذلك جائز‪ ,‬واألوىل واألقرب من ظاهر القرآن هو الوجه الذي ذكرناه‪.‬‬
‫(‪ )1‬وإذا كان رديفاً لإلمام صح االقتداء باإلمياء‪ .‬وفسدت مبشي وركوب وقتال كثري ال بقليل‪.‬‬
‫‪216‬‬
‫خطة كتاب اجلنائز‬

‫عزيزي الطالب! بدراستك للكتاب يرجى أن تكون ملما مبا يلي‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬ما يفعل باحملتضَر قبل موته‪ ،‬وبعده‪ ،‬وما يفعل عنده‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬غسل امليت ‪ ،‬وكيفيته‬
‫ثالثاً‪ :‬تكفني امليت‪ ،‬وكيفيته ‪ ،‬وكيفية تكفين المرأة‬

‫رابعاً‪ :‬صـــالة اجلـنازة ‪ :‬أركانها‪ ،‬شروطها‪ ،‬سننها‪ ،‬كيفية أدائها‪،‬‬


‫أحكام المسبوق‪ ،‬حق الولي في الصالة عليه‪ ،‬مسائل متفرقة تتعلق‬
‫بها‪ ،‬حمل الجنازة إلى القبر‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬كيفية الدفن وأحكامه ‪ :‬أحكام الدفن‪ ،‬مسائل القبر والدفن ‪،‬‬
‫التعزية‪ ،‬أحكام زيارة القبور‪.‬‬

‫سادساً‪ :‬أحكام الشهيد‬

‫‪217‬‬
‫كتاب اجلنائز‬

‫قال اهلل تعاىل‪ :‬ﭽ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ‬


‫ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﭼ‬

‫(‪)2‬‬
‫ما يفعل باحملتضَر‬
‫تسن عيادة املريض‪ ،‬وتذكريه التوبة والوصية‪ ،‬فإذا اح ُترض ‪ -‬أي ظهرت عليه‬
‫عالمات املوت ‪ُ -‬س ّن أمران‪ :‬تلقينه الشهاتة‪ ،‬وتوجيهه إىل القبلة‪:‬‬
‫* وهيفية توجيهه أن ُي َمدّ عىل ظهره ورجاله إىل القبلة‪ ،‬لكن يرفع رأسه قليال؛‬
‫ليتوجه للقبلة‪ .‬فإن شق عليه تُرك عىل أي حال كان‪.‬‬
‫«ال إله إال اهلل» جهرا بحيث يسمعه‬ ‫* وصورة التلقني أن ينطق احلارضون‬
‫املحترض‪ .‬ولكن ال ُيل ّحون عليه وال يأمرونه‪" :‬قل كذا"؛ لئال يتضجر أو يقول‪:‬‬
‫َ‬
‫"ال"‪ ،‬فيساء به الظن‪.‬‬

‫(‪ )1‬سورة آل عمران‪ * .185 :‬اجلنائز ‪ :‬مجع جنازة بالفتح والكسر‪ :‬كالهما يقال للميت وللسرير‪.‬‬
‫(‪ )2‬ا تضَر‪ :‬اسم مفعول‪ ,‬أي من حضره املوت أو من حضرته مالئكة املوت‪.‬‬
‫(‪ )3‬ومن عالماته‪ :‬اسرتخاء قدميه‪ ,‬واعوجاج منخره‪ ,‬واخنساف صدغيه‪.‬‬
‫(‪ )1‬ويســتحب أن يــدخل عليــه أحســن أهلــه وأقربائــه وجريانــه؛ للقيــام حبقــه وتــذكريه وســقيه املــاء‪,‬‬
‫ويذكرون فضل اهلل وسـعة كرمـه وحيسـنون ظنـه بـاهلل تعـاىل‪ .‬م؛ وال يـذكرون إال خـريا‪ * .‬ال يـدخل‬
‫عند ا تضر اجلنب‪ ,‬أما بعد املوت فيجوز للحائض والنفساء واجلنب البقاء عنده‪ ..‬راجع الشرح‪.‬‬
‫‪218‬‬
‫يكرر عليه بعده ما مل يتكلم؛ ليكون آخر كالمه «ال إله إال اهلل» ‪.‬‬
‫إذا قاهلا مرة كفاه‪ ،‬وال ّ‬
‫* ويستحب أن يقرأ عنده سورة "يس" ‪.‬‬

‫ما يفعل به بعد موته وقبل غسله‬

‫غمض عيناه ‪.‬‬


‫إذا مات ُيشدّ حلياه بعصابة عريضة تربط من فوق رأسه‪ ،‬و ُت ّ‬
‫ثم متدّ أعضاؤه ‪ ،‬وتوضع يداه بجنبيه‪ ،‬ويوضع عىل بطنه يشء؛ لئال ينتفخ ‪.‬‬
‫* وال تكره قراءة القرآن عنده رسا‪ .‬ويكره جهرا إذا كان قريبا منه‪ ،‬ال إن كان بعيدا ‪.‬‬
‫* يستحب اإلرساع بتغسيله وتكفينه والصالة عليه ودفنه‪.‬‬
‫**************‬
‫*******‬
‫*‬

‫(‪ )1‬األعمال باخلواتيم‪ ,‬نسأل اهلل حسن اخلتام‪ .‬آمني‪ * .‬ومن عالمات حسـن اخلامتـة النطـق بالشـهادة‬
‫عند املوت‪ .‬ومنها‪ :‬املوت برشح اجلبني‪ .‬ومنها الشهادة بأنواعها‪ .‬ومنها املوت ليلة اجلمعة أو نهارها‪.‬‬
‫(‪ )2‬لقوله ‪« :‬اقرءوا "يس" على موتاكم » رواه د (‪ )3121‬ن سك (‪ )16013‬وصححه ‪ ..‬راجع الشرح‬
‫(‪ )3‬يقـــول مغمضـــه «بســـم اهلل وعلـــى ملـــة رســـول اهلل » رواه قـ ـي ســـك (‪ * ...)6660‬ويقـــول بعـــد‬
‫التغميض‪« :‬اللهم اغفر لفالن (بامسه) وارفع درجتـه يف املهـديني‪ ,‬واخلفـه يف عقبـه يف الغـابرين‪ ,‬واغفـر‬
‫لنا وله يا رب العاملني‪ ,‬وافسح له يف قربه‪ ,‬ونور له فيه»‪ .‬رواه مسلم (‪ )026‬وغريه ‪ ..‬راجع الشرح‬
‫(‪ )1‬وُتلني مفاصله وأصابعه‪ .‬كما ينبغي شد إبهامي قدميه لكي ال تتباعد رجاله‪.‬‬
‫(‪ )5‬وحيضر عنده الطيب أو يشعل البخور وحنوه‪ ,‬ويعلم به جريانه وأقرباؤه‪.‬‬
‫(‪ )6‬وكذا ال يكره لو كان امليت مسجّى بثوب يسرت مجيع بدنه؛ سواء كان يقرأ سرا أو برفع صوت‪ .‬رد‪.‬‬
‫‪219‬‬
‫غسل امليت‬

‫غسل امليت فرع كفاية ع ى األحياء ‪ ،‬لكن خيتلف حكم بعض املوتى‪:‬‬
‫* فالكافر ال جيب غسله‪.‬‬
‫* والشهيد الذي قتل يف إعالء كلمة اهلل ال يغسل‪ ,‬بل يدفن بدمه وثيابه‪.‬‬
‫* يغسل امليت إذا ولد تام اخللق؛ سواء ولد حياً ثم مات أو سقط ميتاً (‪.)2‬‬
‫كيفية غسله‪:‬‬
‫ّ‬
‫ويبخر وترا‪ .‬ثم يوضع امليت عليه‪.‬‬ ‫‪ُ -1‬يؤتى برسير‬
‫‪ُ -2‬تسرت عورته من الرسة إىل الركبة بخرقة‪ ،‬وتنزع ثيابه بتمهل‪.‬‬
‫ثم يغسله الغاسل كام يأيت‪ ،‬لكن عورته املستورة تغسل بخرقة‪.‬‬
‫وضأ بال مضمضة واستنشاق‪ ،‬بل ُيمس فمه وأنفه بخرقة مبتلة باملاء‪.‬‬
‫‪ُ -3‬ي ّ‬
‫غسل سائر بدنه وشعره بامء وصابون طيب الرائحة‪ ،‬ويستحب أن ُيغىل‬
‫‪ -4‬ثم ُي َ‬
‫املاء بورق السدر إن تيرس‪ ،‬وإال فامء خالص دافئ‪.‬‬
‫وبعد مسح فمه وأنفه يغسله الغاسل كالتالي‪:‬‬
‫يغسل رأسه وحليته بالصابون ‪ ،‬ثم يضجعه عىل شقه األيرس فيبدأ غسله من‬
‫جانب يمينه حتى يصل املاء إىل شقه األيرس‪ ،‬ثم يضجعه عىل شقه األيمن فيغسله‬

‫(‪ )1‬إذا قام به البعض سقط عن البـاقني‪ ,‬وإن مل يقـم أحـد بغسـله أثـم اجلميـع‪ * .‬ولغاسـله أجـر عظـيم‬
‫بشرطني‪..‬؛ لقوله ‪« :‬من غسل مسلما فكتم عليه غفر اهلل له أربعني مرة ‪ ...‬راجع الشرح‪.‬‬
‫(‪ )2‬الذي ولد حياً؛ يسمى استحبابا ويرث ويورث‪ ,‬ويغسل ويكفن ويصلى عليه ثم يـدفن‪ .‬والـذي نـزل ميتـاً‬
‫(السقط) إن مت خلق أعضائه يسمى وجيب غسله مع مراعاة‪ ...‬راجع الشرح للتفصيل في المولود والسقط‬
‫(‪ )3‬يغسل شعر رأسه وحليته باخلِطميّ إن وجد‪ ,‬وإال فبالصابون وحنوه‪ .‬واخلِطميّ نبات طيب الرائحة‪.‬‬
‫‪221‬‬
‫حتى يصل املاء إىل شقه األيمن يف األسفل‪ ،‬وهذه َغسلة ثانية‪.‬‬
‫ثم ُجيلسه و ُيسنده إىل نفسه ويمس بطنه برفق‪ ،‬ويغسل ما خيرج من قبل امليت أو دبره‪.‬‬
‫ثم بعد ذلك ُيضجعه عىل شقه األيرس ويغسله‪ ،‬وهذه غسلة ثالثة ‪.‬‬
‫عىل رأسه وحليته‪ ،‬والكافور عىل مواضع‬ ‫حلنو‬
‫وجيعل ا َ‬ ‫* ثم ُي َّ‬
‫نشف بثوب‪ُ .‬‬
‫سجوده ‪.‬‬
‫* جيوز للمرأة أن تغسل زوجها‪ ،‬وال جيوز للرجل أن يغسل زوجته أو يمسها‪،‬‬
‫وال بأس بأن ينظر إليها ‪.‬‬
‫**************‬
‫*******‬
‫*‬

‫(‪ )1‬الواجب مرة‪ ,‬واملسنون تثليث الغسالت املسـتوعبات جسـده‪ .‬واألوىل أن يصـب عليـه املـاء عنـد كـل‬
‫اضطجاع ثالث مرات‪ .‬وإن زاد عليها أو نقص جاز عند احلاجة لكن األوىل أن يكون وترا‪.‬‬
‫(‪ )2‬احلنوط‪ :‬العطر املركب من األشياء الطيبة غري زعفران وورس‪ ,‬لكراهتهما للرجال‪.‬‬
‫(‪ )3‬كرامةً هلذه املواضع‪ ,‬وهي‪ :‬اجلبهة واألنف واليدان والركبتان والقدمان‪.‬‬
‫(‪ )1‬يغسلُ امليت جمانا‪ ,‬وجوز بعضهم باألجر إن كان مثة غريه‪ ,‬وإال ال باالتفاق؛ لتعينه عليه‪.‬‬
‫‪221‬‬
‫تكفني امليت‬

‫حكمه‪ :‬التكفني فرض كفاية‪.‬‬


‫* وأقل الكفن الذي يسقط به الفرض هو ما يسرت به مجيع البدن ‪.‬‬
‫* السنة أن يكفن الرجل يف ثالثة أثواب‪ :‬إزار وقميص ولفافة‪.‬‬
‫يكون القميص من العنق إىل القدمني‪ ،‬وال يكون له أكامم‪.‬‬
‫ويكون اإلزار من قرن الرأس إىل القدم‪ .‬وتكون اللفافة أطول منه‪ ،‬و تزيد عىل ما‬
‫فوق القرن والقدم ليلف فيها امليت وتربط من األعىل واألسفل‪.‬‬

‫كيفية التكفين‪:‬‬
‫تبسط اللفافة أوال‪ ،‬ثم يبسط اإلزار فوقها‪ ،‬ثم يبسط القميص عىل اإلزار‪.‬‬
‫ثم يوضع امليت بعد تنشيفه عىل األثواب املبسوطة‪ ،‬و ُيلبس القميص‪ ،‬ثم يعطف‬
‫عليه اإلزار ثم اللفافة من اليسار ثم من اليمني ‪ ،‬ثم ُيعقد طريف اللفافة بيشء ‪.‬‬

‫(‪ )1‬لكن يكره أن يكفن امليت يف ثوب واحد‪ ,‬وجيوز أن يكفن كفن الكفاية بال كراهة‪.‬‬
‫راجع الشرح‪.‬‬ ‫والتفصيل أن عدد أثواب الكفن على ثالثة أنواع‪ :‬سنة وكفاية وضرورة‪...‬‬
‫* السقط وكذا عضو إنسان يلف يف خرقة بال مراعاة سنة الكفن‪ .‬وكذا من ولد ميتاً‪.‬‬
‫(‪ )2‬يلف يسار اإلزار أوالً ثم ميينه‪ ,‬ثم اللفافة كذلك؛ ليكون اليمني أعلى‪ ,‬اعتباراً حبالة احلياة‪.‬‬
‫(‪ )3‬وذلك إن خيف كشف عورته‪ .‬واملناسب ربط البطن أيضاً خشية أن ينحل الكفن‪.‬‬
‫‪222‬‬
‫كيفية تكفين المرأة‪:‬‬
‫* السنة أن تكفن املرأة يف مخسة أثواب‪ :‬إزار وقميص ولفافة‪ ،‬ويضاف إليها‪ :‬مخار‬
‫لرأسها ووجهها‪ ،‬وخرقة لربط ثدييها مع بطنها ‪.‬‬
‫* تبسط اللفافة أوال‪ ،‬ثم خرقة الصدر ‪ ،‬ثم اإلزار‪ ،‬ثم القميص عليه‪.‬‬
‫ثم توضع عليه املرأة امليتة وتُلبس القميص‪ ،‬وجيعل شعرها ضفريتني وتوضعان‬
‫عىل صدرها فوق القميص‪ ،‬ثم يوضع اخلامر عىل رأسها ووجهها وشعرها ‪.‬‬
‫ثم يعطف عليها اإلزار‪ ،‬ثم يربط الصدر باخلرقة‪ ،‬ثم تعطف اللفافة‪.‬‬
‫* األفضل أن يكون الكفن حسنا نظيفا‪ ،‬ويكون من ثوب أبيض ‪.‬‬
‫**************‬
‫*******‬
‫*‬

‫(‪ )1‬اخلمار‪ :‬ما تغطي به املرأة رأسها‪ ,‬ومقداره يف الكفن ثالثة أذرع (مرت ونصـف)‪ ,‬يرسـل علـى وجههـا‪,‬‬
‫وال يلف‪ .‬اخلرقة‪ :‬يغطى بها الثديان والبطن‪ ,‬عرضها من الثديني إىل السرة‪ ,‬واألوىل إىل الفخذين‪.‬‬
‫(‪ )2‬جيوز أيضاً ربط اخلرقة فوق اللفافة‪ ,‬فتوضع أوال ثم اللفافة‪ ,‬وجيوز أن تربط فوق القميص حتت اإلزار‪.‬‬
‫(‪ )3‬وال يلف اخلمار وال يعقد‪ .‬بل يوضع على الوجه والشعر فوق القميص حتت اإلزار‪.‬‬
‫(‪ )1‬وينبغي أن يتجنب اإلسراف واملباهاة؛ واخللق الغسـيل واجلديـد فيـه سـواء‪ * .‬ولـو كفـن يف قمـيص‬
‫حي قطع جيبه ولبنته وكميه‪ ,‬وال تكف أطرافه لعدم احلاجة إليه‪ .‬وتكره العمامة للميت‪.‬‬
‫‪223‬‬
‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬ما ذا يفعل باملحترض ؟‬
‫‪ ‬ما ذا يفعل به بعد موته ؟‬
‫‪ ‬وض كيف يغسل امليت ؟‬
‫‪ ‬كم عدد أثواب كفن الرجل واملرأة ‪ ،‬وما هي ؟‬
‫‪ ‬وض كيف يكفن الرجل ؟‬

‫أكمل الفراغ فيما يلي‪:‬‬


‫‪ ‬القميص يكون من ‪ .........‬إىل ‪ ، ........‬وال يكون له ‪.........‬‬
‫‪ ‬ويكون اإلزار من ‪ ..........‬إىل ‪ ........‬وتكون ‪ ......‬أطول منه‪ ،‬و تزيـد عـىل مـا‬
‫فوق ‪ ......‬و ‪ .......‬ليلف فيها امليت وتربط من ‪ .......‬و ‪.........‬‬

‫تأمل فيما يلي وبني هل هو صواب أم فيه خلل بعالمة (‪ ) ، ‬مع تصويب اخللل‪:‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬يستحب أن يقرأ عند املحترض سورة "يس"‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬يكره أن يقرأ القرآن جهرا عند امليت قبل أن يغسل وبعده‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬غسل امليت وتكفينه والصالة عليه ودفنه كلها فرض كفاية‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬ال جيب غسل الكافر وال الشهيد‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬يوضأ امليت قبل أن يغسل وضوءا كامال‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬جيوز للرجل واملرأة أن يغسال زوجهام‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬جيوز أن يكون الكفن أصفر ولكن األفضل أن يكون أبيض‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬إذا مل جيد ثالثة أثواب أو مخسة جاز أن يكفن يف ثوب يسرت مجيع البدن‬

‫‪224‬‬
‫صالة اجلنازة‬

‫«من شهد اجلنازة حتى يصلي‪ ،‬فله قرياط‪ ،‬ومن شهد حتى‬ ‫فضلها‪ :‬قال‬
‫(‪)4‬‬
‫تدفن كان له قرياطان»‪ ،‬قيل‪ :‬وما القرياطان؟ قال‪« :‬مثل اجلبلني العظيمني»‬
‫حكمها‪ :‬الصالة عىل امليت فرض كفاية ‪.‬‬
‫وجتب عىل من جتب عليه صلوات الفرض إذا علم بموته‪.‬‬

‫لصالة الجنازة ركنان‪:‬‬


‫‪ -1‬التكبريات األربع‪ ،‬وكل تكبرية منها بمنزلة ركعة‪.‬‬
‫‪ -2‬القيام؛ فال تص قاعدا أو راكبا إال من عذر‪.‬‬
‫* والتسليمة واجبة بعد التكبرية الرابعة‪.‬‬

‫وشروط صحتها ستة‪:‬‬


‫‪ -1‬إسالم امليت؛ فال جتوز الصالة عىل كافر وال مرتد‪.‬‬
‫‪ -2‬طهارة امليت؛ فال تص الصالة عليه قبل غسله‪.‬‬
‫‪ -3‬حضور امليت ؛ فال تص الصالة عىل الغائب‪.‬‬
‫‪ -4‬تقدم امليت أمام املصلني؛ فلو مل يكن أمامهم ال تص الصالة‪ .‬ويشرت حماذاة‬
‫اإلمام إىل جزء من أجزاء امليت ‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪ )1325‬ومسلم (‪ )015‬عن أبي هريرة ‪ .‬أي له أجر عظيم مثل اجلبلني‪.‬‬
‫(‪ )2‬واجلماعة فيها ليست بشرط‪ * .‬ويسقط الفرض بواحد‪ ,‬وبفعل الصيب‪ ,‬ولكن ال تصح إمامته‪.‬‬
‫(‪ )3‬أو حضور أكثر بدنه‪ .‬وإمنا صلي على النجاشي ألنه رفع سريره حتى رآه حبضرته‪.‬‬
‫‪225‬‬
‫‪ -5‬أن يكون امليت موضوعا عىل األرض أو عىل رسير موضوع عىل األرض‪.‬‬
‫فإن كان عىل مركب أو عىل أيدي الناس ال تص الصالة إال من عذر‪.‬‬

‫سنن صالة الجنازة أربع‪:‬‬


‫‪ -1‬أن يقوم اإلمام بحذاء صدر امليت ؛ سواء كان امليت ذكرا أو أنثى‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يقرأ الثناء بعد التكبرية األوىل‪ ،‬وهو سبحانك اللهم وبحمدك الخ ‪.‬‬
‫بعد التكبرية الثانية‪ ،‬بالصالة اإلبراهيمية‪.‬‬ ‫‪ -3‬الصالة عىل النبي‬
‫‪ -4‬الدعاء للميت بعد التكبرية الثالثة‪ .‬فيقول يف دعائه‪:‬‬
‫« اللهم اغفر حلينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغرينا وكبرينا وذكرنا‬
‫وأنثانا‪ ،‬اللهم من أحييته منا فأحيه على اإلسالم ومن توفيته منا فتوفه على‬
‫اإلميان»(‪ )9‬واألحب أن يزيد ‪:‬‬
‫«اللهم اغفر له وارمحه‪ ،‬وعافه واعف عنه‪ ،‬وأكرم نزله ووسع مدخله‪ ،‬واغسله‬
‫باملاء والثلج والربد‪ ،‬ونقه من اخلطايا كما ينقى الثوب األبيض من الدنس‪،‬‬
‫وأبدله دارا خريا من داره‪ ،‬وأهال خريا من أهله‪ ،‬وزوجا خريا من زوجه‪ ،‬وأدخله‬
‫اجلنة وأعذه من عذاب القرب وعذاب النار» [رواه مسلم (‪.)3( ])034‬‬
‫وإذا كان امليت صبياً قال يف دعائه‪ " :‬اللهم اجعله لنا فرطاً وسلفاً‪ ،‬وأجراً‬

‫(‪ )1‬هذا يف حق اإلمام إذا كان امليت واحدا‪ ,‬وإال فيحاذي واحدا منهم إذا تعددت اجلنائز‪.‬‬
‫(‪ )2‬وهذه الشروط اخلمسة راجعة إىل امليت‪ ,‬وهناك شروط ترجع إىل املصلي‪ .‬راجع الشرح‪.‬‬
‫(‪ )3‬ألنه موضع القلب ونور اإلميان‪ .‬ويضع رأس امليت على ميني اإلمام‪ ,‬وكره لو عكسوا‪.‬‬
‫(‪ )1‬وال تســن الفاحتــة عنــدنا‪ ,‬ألنــه قــول عمــر وابنــه وعلــي وأبــي هريــرة‪ ,‬وبــه قــال مالــك‪ .‬لكــن جتــوز‬
‫الفاحتة بنية الدعاء أو الثناء؛ فتقوم مقام الثناء‪ .‬در ورد وغريهما‪ .‬راجع الشرح‪.‬‬
‫(‪ )5‬رواه أح (‪ )8860‬ت (‪ )1621‬حب (‪ )3676‬وزاد د (‪ )3261‬اللهم ال حترمنا أجره وال تضلنا بعده‬
‫(‪ )6‬وهناك أدعية أخرى‪ ,‬راجع الشرح‪ * .‬ومن ال حيسن الدعاء يدعو مبا تيسر‪.‬‬
‫‪226‬‬
‫(‪)4‬‬
‫[وذخراً‪ ،‬واجعله لنا شافعاً ومشفّعاً]"‬
‫* وإذا كان امليت أنثى أنّث الضمائر‪ ،‬وإذا كانوا مجعاً مجع الضمائر‪،‬‬
‫فيقول‪ :‬اللهم اغفر هلا وارمحها ‪..‬اخل‪ ،‬أو اللهم اغفر هلم وارمحهم ‪..‬اخل‪،‬‬
‫ويقول للصبية‪ :‬اللهم اجعلها لنا فرطاً‪ ..‬اخل‬

‫كيفية صالة الجنازة‬


‫يقوم اإلمام بحذاء صدر امليت بنية صالة اجلنازة‪ ،‬ويبدأ بالتكبرية األوىل جهرا مع‬
‫رفع اليدين‪ ،‬فيقرأ الثناء‪ ،‬وإن شاء قرأ الفاحتة بقصد الثناء‪.‬‬
‫‪ ،‬ثم يكرب ثالثة ويدعو للميت كام مر‪.‬‬ ‫ثم يكرب ثانية ويصيل عىل النبي‬
‫ثم يكرب رابعة ويسكت سكتة لطيفة‪ ،‬ثم يسلم تسليمتني عن يمينه ويساره‪.‬‬
‫جيهر اإلمام بالتكبريات والتسليمتني‪ ،‬ويرس يف ما سواه‪ ،‬واملقتدون يرسون يف كل‬
‫ذلك‪ .‬ثم يتقدمون حلمل اجلنازة وتشييعها‪.‬‬
‫* يرفع يديه يف التكبرية األوىل‪ ،‬وال يرفع يف باقي التكبريات‪.‬‬

‫أحكام المسبوق‬
‫‪ ‬من كرب تكبرية من التكبريات األربع مع اإلمام فقد أدرك تلك التكبرية‪ ،‬وكذا‬
‫يدركها من كان حارضا وقت تكبري اإلمام وكرب بعده قبل التكبرية التالية‪.‬‬
‫‪ ‬أما لو كان غائبا وحرض بعد أن كرب اإلمام فقد فاتته تلك التكبرية‪ ،‬فال يكرب بل ينتظر‬

‫(‪ )1‬علقه البخاري ‪ 117 /1‬سوى املقوس‪َ ( .‬ف َرطا)‪ :‬أي أجرا يتقدمنا‪ ,‬أو سابقا إىل احلوض ليهيئ املاء‪.‬‬
‫(‪ )2‬يُــدرك التكــبرية بــالتكبري مــع اإلمــام‪ ,‬وباحلضــور وقتهــا؛ فمــن كــان حاضــرا وقــت تكــبرية مــن‬
‫التكبريات يف حمل جيزئه فيه الدخول يف صالة اإلمام‪ ,‬فتأخر ومل يكرب معه فإنه ال ينتظر بل يكـرب‪,‬‬
‫وحتسب له تلك التكبرية‪ ,‬وال يقضيها بعد السالم؛ ألنه ملا كان مستعدا جعل مبنزلة املشارك‪.‬‬
‫‪227‬‬
‫التكبرية التالية ‪ ،‬ثم يكرب معه تلك التكبرية‪ .‬إال أنه لو جاء بعد التكبرية‬
‫الرابعة يدخل يف الصالة مكربا بال انتظار‪ ،‬فإذا سلم اإلمام كرب ثالثا ثم سلم‪.‬‬
‫‪ ‬املسبوق يقيض ما فاته من التكبريات بعد سالم اإلمام‪ .‬وإن خيش رفع اجلنازة‬
‫عىل األعناق كرب تكبريات متتابعة بال دعاء وال غريه‪ ،‬ثم سلم‪.‬‬
‫‪ ‬املسبوق ببعض التكبريات يقرأ ما يقرؤه اإلمام؛ فإن أدركه يف التكبرية الثانية‬
‫‪ ،‬وإن أدركه يف الثالثة دعا ‪.‬‬ ‫صىل عىل النبي‬

‫حق الولي في الصالة عليه‬

‫‪ ‬األصل أن احلق يف الصالة لويل امليت‪.‬‬


‫والويل هو الذكر املكلف من أقرباء امليت؛ ويقدم األقرب فاألقرب؛ فيقدم األب‬
‫واالبن عىل غريمها‪ ،‬ويقدم األخ عىل العم ‪.‬‬
‫‪ ‬فإن شاء صىل الويل بنفسه وإن شاء أذن لغريه‪.‬‬
‫‪ ‬ولو صىل غري الويل من غري إذنه جاز للويل إعادة الصالة عليه ولو عىل قربه ‪.‬‬
‫‪ ‬وإذا صىل الويل ال تعاد الصالة عليه‪.‬‬

‫(‪ )1‬ألن كل تكبرية مبنزلـة ركعـة‪ ,‬وقـد فاتتـه؛ فلـو كـرب كمـا حضـر ومل ينتظـر كـان شـارعا يف‬
‫الصالة‪ ,‬وجيب عليه قضاء تلك التكبرية بعد السالم ‪ ,‬فهو كمن أدرك اإلمام يف السجود‪.‬‬
‫(‪ )2‬هذا قول أبي يوسف فعنده يدرك التكبرية السابقة خالفا للطرفني‪ .‬والفتوى هنا على قوله‪.‬‬
‫(‪ )3‬فإن مل يعلم أي تكبرية هي قرأ بالرتتيب؛ فيبدأ بالثناء‪ ,‬ثم الصالة ثم الدعاء‪ .‬راجع الرد ‪.116 /3‬‬
‫(‪ )1‬يقــدم مــن األوليــاء األقــرب فــاألقرب كرتتيــبهم يف النكــاح؛ فتقــدم البنــوة ثــم األبــوة ثــم األخــوة ثــم‬
‫العمومة‪ ,‬وبنو األعيان على بين العالت‪ .‬ولكن على االبن أن يقدم األب لفضله وألن دعوته مستجابة‪.‬‬
‫(‪ )5‬وال يعيد معه من صلى مع األول؛ ألن التنفل بها غري مشروع‪ ,‬كما ال يصلى بعده وإن صلى وحده‪.‬‬
‫‪228‬‬
‫مسائل متفرقة‬
‫* يستحب أن تكون صفوف املصلني‪ :‬ثالثة أو مخسة أو أكثر‪ ،‬وترا ‪.‬‬
‫* إذا اجتمعت اجلنائز جيوز أن يصيل عليها كلها مرة واحدة‪.‬‬
‫* إذا دفن امليت بال صالة صلوا عىل قربه ما مل يتفسخ‪.‬‬
‫* تكره الصالة عىل امليت يف مسجد اجلامعة ‪.‬‬

‫* من استهل بعد الوالدة ُس ّمي‪ ،‬و ُغ ّسل ُ‬


‫وص ّيل عليه‪.‬‬
‫وإن مل يستهل غسل يف املختار‪ ،‬وأدرج يف خرقة‪ ،‬ودفن‪ ،‬ومل يصل عليه‪.‬‬

‫محل اجلنازة والسري بها‬

‫«من شهد‬ ‫يسن اتباع اجلنازة وتشييعها إىل القرب ‪ ,‬وفيه فضيلة عظيمة؛ لقوله‬
‫اجلنازة حتى يصلى عليها فله قرياط‪ ,‬ومن شهدها حتى تدفن فله قرياطان»(‪.)1‬‬
‫* يسن حلملها أربعة رجال‪ .‬والصيب حيمله واحد على يديه‪.‬‬
‫* يستحب اإلسراع باجلنازة‪ ,‬لكن إسراعاً غري شديد؛ لكيال تضطرب‪.‬‬
‫* املشي خلفها أفضل من املشي أمامها‪.‬‬
‫* يكره ملتبع اجلنازة أن جيلس قبل وضعها على األرض إال من عذر‪.‬‬
‫* يكره رفع الصوت بالذكر خلفها‪ ,‬وجيوز ذكر اهلل سراً‪.‬‬
‫**************‬
‫*******‬
‫*‬

‫(‪ )1‬إذا قلّت الصفوف عن ثالثة؛ فاألوىل تثليثها‪ ,‬ويكون أجر الصفوف الثالثة متساوية‪.‬‬
‫(‪ )2‬ال تكره يف املسجد إن كان عذر‪ ,‬كاملطر‪ ,‬واعتكاف الولي وحنوه ممن له حق التقدم‪.‬‬
‫(‪ )3‬أي إذا رفع صوته بالبكاء عند الوالدة‪ ,‬واملراد كل ما يدل على حياته بعد خروج أكثره؛ كحركة‪.‬‬
‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪ )1325‬ومسلم (‪ )015‬عن أبي هريرة ‪ .‬والقرياطان‪ :‬مثل اجلبلني العظيمني‪.‬‬
‫‪229‬‬
‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬ما حكم الصالة عىل امليت ؟ وما فضلها ؟ وما فضل تشييع اجلنازة حتى تدفن ؟‬
‫‪ ‬ما هي أركان وواجبات صالة اجلنازة ؟‬
‫‪ ‬ما هي رشو صحة صالة اجلنازة ؟ وض من خالل ذلك من ال تص الصالة عليه ‪.‬‬
‫‪ ‬عدد سنن صالة اجلنازة ‪ .‬واكتب أحد أدعيتها املأثورة ‪.‬‬
‫‪ ‬بني كيفية صالة اجلنازة ‪.‬‬
‫‪ ‬من حرض بعد أن كرب اإلمام لصالة اجلنازة‪ ،‬ما ذا يفعل ؟‬
‫‪ ‬املسبوق الذي فاتته بعض التكبريات‪ ،‬ما ذا يقرأ ؟ وكيف يكرب ؟‬

‫أكمل الفراغ فيما يلي‪:‬‬


‫‪« ‬من شهد اجلنازة حتى يصيل‪ ،‬فله ‪»..........‬‬
‫‪« ‬اللهم اغفر لـ‪ ......‬وميتنا ‪ .......‬و‪ ......‬و‪ ......‬وكبرينا ‪ ......‬وأنثانا ‪»....‬‬
‫‪ ‬إذا كان امليت أنثى قال‪« :‬اللهم اغفر لـ‪ ...‬وارمحـ‪.. ...‬الخ»‪ ،‬وإذا كثروا قال‪....‬‬

‫تأمل فيما يلي وبني هل هو صواب أم فيه خلل بعالمة (‪ ) ، ‬مع تصويب اخللل‪:‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬تص الصالة عىل امليت قبل غسله ‪ ،‬ولكن السنة أن يصيل بعد الغسل‬
‫)‬ ‫‪ ‬تكبريات اجلنازة بمنزلة أربع ركعات ‪ ،‬فلو فاتت تكبرية مل تص الصالة (‬
‫)‬ ‫‪ ‬يشرت لصحة الصالة أن يكون امليت عىل األرض فلو وضع عىل رسير ال تص (‬
‫)‬ ‫‪ ‬األصل أن احلق يف الصالة للويل‪ ،‬ويقدم األقرب فاألقرب؛ فيقدم العم عىل األخ (‬
‫)‬ ‫‪ ‬ولو صىل غري الويل بإذنه جاز للويل إعادة الصالة عليه‪ ،‬ولو صىل الويل مل جيز (‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬إذا دفن امليت بال صالة صلوا عىل قربه ما مل يتفسخ‬
‫)‬ ‫‪ ‬يسن حلمل اجلنازة أربعة رجال‪ ،‬ذكرا كان امليت أو أنثى‪ ،‬صغريا أو كبريا ‪( .‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬يستحب اإلرساع باجلنازة وامليش خلفها‪ ،‬ويكره الذكر خلفها ‪.‬‬

‫‪231‬‬
‫كيفية الدفن وأحكام القبور‬

‫الدفن فرض كفاية إن أمكن ‪ .‬وكيفية احلفر والدفن كالتايل ‪:‬‬


‫‪ -‬حيفر القرب للدفن قدر نصف قامة عىل األقل‪ ،‬فإن زاد فحسن ‪.‬‬
‫‪ -‬السنة أن يلحد‪ ،‬فإن تعذر اللحد فال بأس بالشق؛ كام يف أرض رخوة‪.‬‬
‫وصفة اللحد أن حيفر يف جانب القبلة من القرب ُحفرية‪ ،‬فيوضع فيها امليت‪ .‬وصفة‬
‫الشق أن حيفر يف وسط القرب ُحفرية فيوضع فيها امليت‪.‬‬

‫‪ُ -1‬ي َ‬
‫دخل امليت يف القرب من قبل القبلة ‪.‬‬
‫"‪.‬‬ ‫ويقول عند وضع امليت‪" :‬بسم اهلل ويف سبيل اهلل وعلى ملة رسول اهلل‬
‫‪ -2‬يوجه امليت إىل القبلة عىل جنبه األيمن‪ ،‬وحتل عقدة الكفن‪.‬‬
‫‪ -3‬يسدّ اللحد أو الشق بال ّلبن أو القصب‪.‬‬
‫‪ -4‬يستحب أن حيثو الرتاب بيديه مجيعا ثالثا‪ ،‬ثم هيال الرتاب لسد القرب ‪.‬‬

‫(‪ )1‬وال يدفن امليت يف الدار‪ ,‬وال يف مدفن خاص‪ * .‬ولو مات يف سفينة ألقي يف البحر إن كان الرب بعيدا‪.‬‬
‫(‪ )2‬فإن زاد إىل الصدر أو إىل قدر القامة فحسن‪ ,‬وال يزيد العمق على القامة وال يقل عن نصفها‪.‬‬
‫(‪ )3‬بأن يوضع من جهتها ثم حيمل فيلحد؛ فيكون اآلخذ له مستقبلَ القبلة حال األخذ‪.‬‬
‫(‪ )1‬وإن شـــاء يقـــول يف احلثيـــة األوىل‪ :‬ﭽﭾﭿﭼ‪ ,‬ويف الثانيـــة‪ :‬ﭽﮀﮁﭼ‪ ,‬ويف الثالثـــة‪ :‬ﭽﮂ‬
‫‪231‬‬
‫* يستحب أن يسجى قرب املرأة بثوب عند وضعها يف اللحد ‪.‬‬
‫* يستحب أن يدعو احلارضون للميت بعد الدفن ‪.‬‬
‫* وجيوز اجللوس عنده أثناء الدفن‪ ،‬وتذكري احلارضين بعده باملوت ونحوه‪.‬‬

‫مسائل القرب والدفن‬

‫* يستحب أن يسنم القرب قدر شرب تقريبا؛ ليتميز القرب فيعرف وال هيان ‪.‬‬
‫وال بأس برش املاء عليه‪.‬‬
‫عن ذلك ‪.‬‬ ‫* وال يطىل باجلص وال باإلسمنت؛ لنهي النبي‬
‫* وال جيوز البناء عىل القرب‪.‬‬
‫* وال خيرج امليت من القرب بعد إهالة الرتاب؛ إال حلق آدمي ‪.‬‬
‫* ال يدفن أكثر من واحد يف قرب إال لرضورة‪ ،‬وحيجز بينهام برتاب أو لبن ‪.‬‬
‫* يدفن يف املقربة القريبة من موضع موته‪ ،‬ويكره نقله إىل بلد آخر‪.‬‬
‫* ومن مات يف سفينة وكان الرب بعيدا وخيف الرضر‪ :‬غسل وكفن وصيل عليه‬
‫وألقي يف البحر‪.‬‬

‫ﮃﮄﮅﭼ [طه‪ .]55 :‬واستدل له النووي حبديث ضعيف جداً‪ ,‬وليس فيه هذا التفصيل‪.‬‬
‫(‪ )1‬ألن مبنى حاهلن على السرت‪ ,‬ويكشف بعد سدّ اللحد باللنب‪ ,‬وال يغطى للذَكر إال لعذر كمطر‪.‬‬
‫(‪ )2‬كان النيب يقول‪ :‬استغفروا ألخيكم واسألوا اهلل له التثبيت فإنه اآلن يسأل د (‪...)3221‬‬
‫(‪ )3‬ويكره التسنيم باللنب‪ ,‬وأن يزاد الرتاب على مقدار التسنيم؛ ألنه مبنزلة البناء‪ .‬رد؛ فقد‬
‫«نهى رسول اهلل أن جيصص القرب‪ ,‬وأن يقعد عليه‪ ,‬وأن يبنى عليه» مسلم (‪.. )076‬‬
‫(‪ )1‬أما التطيني فقيل يكره وقيل ال‪ * ...‬وجيوز أن يعلمه حبجر أو حنوه؛ حلديث املطلب ‪... ‬‬
‫(‪ )5‬كأن تكون األرض مغصوبة‪ ,‬وخيري املالك بني إخراجه ومساواته باألرض ‪...‬‬
‫(‪ )6‬ويقدم األفضل فاألفضل إىل جهة القبلة إن احتد اجلنس‪ .‬وإال جيعـل الرجـل ثـم الغـالم ثـم املـرأة‪ .‬رد‪.‬‬
‫* ويستحب الدفن نهارا وال يكره ليالً إن احتاج ولو مع استعمال املصباح والنزول به يف القرب‪...‬‬
‫‪232‬‬
‫التعزية‬
‫حكمها‪ :‬يستحب تعزية أهل امليت‪ ،‬والتعزية‪ :‬هي تسلية املصاب وتصبريه ‪.‬‬
‫كيفيتها‪ :‬يعزي أهل امليت بقوله‪« :‬إن هلل ما أخذ وله ما أعطى‪ ،‬وكل يشء‬
‫عنده بأجل مسمى‪ ،‬فلتصرب ولتحتسب» ‪ ،‬وإن أمكن أن يبني له فضيلة الصرب‬
‫واالحتساب فحسن‪ ،‬ويذكر عنده كل ما يزيده صربا ورضا بقضاء اهلل‪.‬‬
‫* وحترم النياحة ورفع الصوت بالبكاء‪ ،‬ولطم اخلدود‪ ،‬بل يصرب وحيتسب‪.‬‬

‫أحكام زيارة القبور‬

‫تستحب زيارة القبور لالتعاظ هبا وتذكر اآلخرة ورقة القلب‪ ،‬ولالستغفار‬
‫للمؤمنني والدعاء هلم حتى ينتفعوا بدعائهم ويستأنسوا بزيارهتم ؛ ولذا كان من‬
‫السنة أن يقول عند زيارهتم‪« :‬السالم عليكم أهلَ الديار من املؤمنني‬
‫واملسلمني(‪ ,)3‬وإنا إن شاء اهلل بكم َلَلاحقون‪ ,‬أسأل اهلل لنا ولكم العافية»‬
‫* وال جيوز أن يقول أو يفعل عندها ما يغضب ر ّبنا جل جالله؛ كدعاء املقبور‬
‫واالستغاثة به من دون اهلل تعاىل الذي قال‪ :‬ﭽ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ‬

‫ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﭼ [النساء‪]18 :‬‬
‫* يكره و ء القبور باألقدام‪ ،‬واجللوس أو النوم عليها؛ [فقد نهي عن ذلك]‪.‬‬

‫* ويكر أن يميش بني القبور يف نعليه‪.‬‬


‫***********‬
‫******‬
‫*‬

‫(‪ )1‬قال ‪« :‬من عزى مصابا فله مثل أجره» رواه ت ج (‪ .)1662‬والعزاء الصرب‪.‬‬
‫(‪ )2‬البخاري (‪ )1281‬ومسلم (‪ .)023‬وإن قال ‪« :‬أعظم اهلل أجرك‪ ,‬وأحسن عزاءك وغفر مليتك» فحسن‪...‬‬
‫(‪ )3‬وإن شاء زاد هنا‪ :‬ويرحم اهلل املستقدمني منا واملستأخرين كما يف الروايات األخرى‪.‬‬
‫‪233‬‬
‫أحكام الشهيد‬

‫الشهداء أنواع‪ ،‬وهلم درجات عالية عند اهلل‪ ،‬وأعالهم درجة من قتل يف سبيل اهلل‪،‬‬

‫قال اهلل عز وجل‪ :‬ﭽ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ‬


‫ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨﭼ [آل عمران‪]176 ,160 :‬‬

‫والشهيد أنواع بحسب حكم التغسيل والتكفين ‪:‬‬


‫‪ -9‬شهيد الدنيا واآلخرة‪:‬‬
‫وهو من ُقتل ظلام عمدا بآلة جارحة ‪ ،‬أو قتله أهل احلرب أو أهل البغي أو‬
‫قطاع الطريق ‪ ،‬فهذا ال يغسل وال يكفن؛ برش أن يكون مسلام بالغا طاهرا عن‬
‫احلدث األكرب‪ ،‬ومات عقب اإلصابة بحيث مل ينتفع بيشء من مرافق احلياة؛‬
‫كاألكل والنوم‪ ،‬ومل يمض عليه وقت صالة وهو يعقل‪.‬‬
‫حكمه‪ :‬هو ال يغسل وال يكفن‪ ،‬وإنام يدفن بدمه وثيابه ويصىل عليه بال غسل ؛‬
‫ألنه شهيد يف الدنيا‪ ،‬وله الثواب املوعود للشهداء عند اهلل يف اآلخرة‪.‬‬

‫‪ - 2‬شهيد اآلخرة فقط ‪:‬‬


‫وهو من قتل مظلوما أو قاتل إلعالء كلمة اهلل حتى قتل؛ ومل تتوفر فيه الرشو‬

‫(‪ )1‬أي مبا يوجب القصاص؛ فاملراد به ما يفرق األجزاء‪ ,‬فيدخل فيه النار والقصب‪...‬‬
‫(‪ )2‬بأي آلة كانت ‪ ,‬وكذا من قتله اللصوص يف منزله ليال ولـو مبثقـل‪ ,‬أو نهـارا بسـالح‪ ,‬أو وجـد يف‬
‫املعركة وبه أثر جرح وضرب وكسر وحرق وخروج دم من أذن أو عني‪ ,‬يف أي معركة كانت ‪...‬‬
‫(‪ )3‬وال ينزع عنه ثيابه لكن ينزع ما ال يصلح للكفن كالفرو والسالح والدرع‪ ,‬وكـره نـزع مجيعهـا ‪.‬‬
‫ويزاد إن نقص ما عليه عن كفن السنة‪ ,‬ويدفن بدمه وثيابه؛ حلديث «زملوهم بكلومهم ودمائهم»‪..‬‬
‫‪234‬‬
‫السابقة سوى اإلسالم ؛ كاملسلم الذي قتل جنبا‪ ،‬أو مل يمت عقب اإلصابة‬
‫بل أكل أو رشب بعد انقضاء احلرب‪ .‬ومن أراد رضب العدو فرضب نفسه‪.‬‬
‫حكمه‪ :‬هو يف الدنيا كسائر املوتى‪ :‬يغسل ويكفن‪ ،‬لكن يف اآلخرة له الثواب‬
‫املوعود للشهداء‪.‬‬
‫* ومن شهداء اآلخرة من سامه الرسول شهيدا؛ كالغريق واحلريق واملبطون ‪.‬‬

‫‪ -1‬وهناك نوع ثالث‪ ،‬وهو شهيد الدنيا فقط‪ ،‬وليس هو بشهيد حقيقة؛‬
‫وهو الذي قاتل لغرض دنيوي؛ كاملنافق الذي قاتل مع املسلمني وقتل‪.‬‬
‫فهو شهيد الدنيا؛ ألنه ال يغسل وال يكفن‪ ،‬ويصىل عليه؛ باعتبار الظاهر‪.‬‬
‫ولكنه ليس بشهيد اآلخرة؛ فليس له ثواب الشهداء ‪.‬‬

‫**************‬
‫*******‬
‫*‬

‫(‪ )1‬فيغسل إن قتل جنبا أو صبيا أو جمنونا أو حائضا أو نفساء أو ارتث بعد انقضاء احلرب ‪...‬‬
‫(‪ )2‬أي من مات بالبطن؛ واختلف فيه‪ ,‬هـل املـراد بـه االستسـقاء أو اإلسـهال؟ قـوالن وال مـانع مـن الشـمول‪.‬‬
‫وعدهم السيوطي يف التثبيت حنو الثالثني؛ منها‪ :‬من مات بالغرق أو اهلدم‪ ,‬أو باجلُمع أو بالسل (داء يصيب‬
‫الرئة) أو بالصرع‪ ,‬أو باحلمى‪ ,‬أو دون أهله أو ماله أو دمه أو مظلمة‪ ,‬أو بافرتاس السبع أو حبـبس سـلطان‬
‫ظلما‪ ,‬أو بالضـرب‪ ,‬أو متواريـا‪ ,‬أو لدغتـه هامـة‪ ,‬أو مـات علـى طلـب العلـم الشـرعي‪ ,‬أو مؤذنـا حمتسـبا أو‬
‫تاجرا صدوقا‪ ,‬ومن سعى على امرأته وولده يقيم فيهم أمر اهلل تعاىل‪ ,‬ويطعمهم من حالل‪...‬‬
‫* ومنهم من له مثل أجر شهيد؛ كمن أحيا سنة النيب عند فسـاد الزمـان‪ ,‬وقـال ‪« :‬لـيس مـن أحـد‬
‫يقع الطاعون‪ ,‬فيمكث يف بلده صابرا حمتسبا‪ .. ,‬إال كان له مثل أجر شهيد» رواه البخاري (‪)3171‬‬
‫‪235‬‬
‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬كم حيفر القرب ؟ وكيف يكون ؟‬
‫‪ ‬ما كيفية الدفن ؟‬
‫‪ ‬ما معنى التعزية ؟ وما حكمها ؟ وكيف يعزي ؟‬
‫‪ ‬للشهيد أنواع‪ ،‬ما هي ؟ وهل هناك نوع بحسب الظاهر ؟‬
‫‪ ‬ما الفرق بني شهيد الدنيا وشهيد اآلخرة ؟‬

‫أكمل الفراغ فيما يلي‪:‬‬


‫‪ ‬السنة أن ‪ ،.....‬فإن تعذر ‪ ......‬فال بأس بـ‪........‬؛ كام يف ‪............‬‬
‫‪ُ ‬ي َ‬
‫دخل امليت يف القرب من قبل ‪ ،.....‬ويقول عند وضعه‪" :‬بسم اهلل ‪..............‬‬
‫‪ ‬ومن مات يف سفينة وكان الرب بعيدا وخيف الرضر‪....... ،...... ،....... ،...... :‬‬
‫‪ ‬يقول عند التعزية ‪ « :‬إن هلل ما أعطى وله ‪ » ....‬وعند زيارة القبور‪».....« :‬‬
‫‪ ‬تستحب زيارة القبور لـ ‪ ،..... ،........ ،.......‬ولـ ‪ .........‬حتى ‪........‬‬

‫تأمل فيما يلي وبني هل هو صواب أم فيه خلل بعالمة (‪ ) ، ‬مع تصويب اخللل‪:‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬جيوز الصالة عىل عدة جنائز مرة واحدة كام جيوز دفنهم يف قرب واحد‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬حيفر القرب للدفن قدر قامة عىل األقل‪ ،‬فإن زاد فحسن‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬يستحب أن يسجى القرب بثوب عند وضع امليت يف اللحد‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬يستحب أن يدعو احلارضون للميت بعد الدفن‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬يستحب أن يسنم القرب قدر شرب تقريبا‪ ،‬وال بأس برش املاء عليه‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬وال جيوز البناء عىل القرب‪ ،‬وال يطىل باجلص وال باإلسمنت‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬يكره و ء القبور واجللوس عليها‪ ،‬ويكر أن حيمل نعليه بني القبور‬

‫‪236‬‬
‫كتاب الصيام‬

‫عزيزي الطالب‪ :‬تدرس هنا كتاب الصيام وما يتبعه ‪ ،‬كاآلتي‪:‬‬


‫أوالً‪ :‬تعريف الصوم‪ ،‬وحكمه‪ .‬شروط فرضيته وصحته ‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬أنواع الصيام‪ ،‬وأحكام النية‬

‫ثالثاً‪ :‬كيف تثبت رؤية اهلالل‬

‫رابعاً‪ :‬ما يستحب للصائم‪ ،‬وما يكره ‪ ،‬وما ال يكره‬

‫خامساً‪ :‬ما يفسد الصوم وما ال يفسده‪ ،‬وما يوجب الكفارة‪.‬‬

‫سادساً‪ :‬متى جيب اإلمساك على املفطر‬

‫سابعاً‪ :‬األعذار املبيحة للفطر ‪ ،‬والفدية والوصية‬

‫ثامنا‪ :‬باب االعتكاف‬

‫‪237‬‬
‫ﭧ ﭨ ﮋﭣ ﭤﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪﭫﭬﭭﭮ‬
‫ﭯﭰﭱﮊ‬
‫وقال تعاىل‪ :‬ﭽﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ‬

‫ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﯨ ﭼ‬

‫تعريف الصوم وحكمه‪:‬‬


‫الصوم لغة‪ :‬اإلمساك عن يشء ‪.‬‬
‫ورشعا‪ :‬اإلمساك عن املُفطرات هنارا مع نية الصوم ‪.‬‬
‫* صيام رمضان فرض عني باإلمجاع‪ ،‬وركن من أركان اإلسالم‪ .‬ومن أنكر‬
‫فرضيتها فهو كافر خارج عن ملة اإلسالم ‪.‬‬

‫(‪ )1‬أي اإلمساك عن أي فعل أو قول‪ ,‬فالسكوت يسمى صوما يف اللغة ألنه إمساك عن الكالم‪.‬‬
‫(‪ )2‬املفطرات هي األكـل والشـرب واجلمـاع أو مـا يف حكـم ذلـك‪ .‬ويـأتي تفصـيلها‪( .‬نهـاراً) أي مـن طلـوع‬
‫الفجر إىل غروب الشمس‪ .‬وعرفه بعضهم بأنه‪ :‬اإلمساك نهاراً عن إدخال شيء [ولو غري مأكول]؛ عمداً أو‬
‫خطأ؛ يف البطن ‪ ,‬أو يف ما له حكم الباطن [وهو الدماغ]‪ ,‬واإلمساك عن شهوة الفرج‪ ,‬بنية من أهله‪.‬‬
‫‪238‬‬
‫من حِكم الصوم وفضله‬

‫بالصوم نتقرب إىل اهلل‪ ،‬ونزكي الروح‪ ،‬وهنذب النفس‪.‬‬


‫ونري البطن‪ ،‬ونطفئ الشهوة‪ .‬ونستشعر حاجة الفقراء‪ ،‬ونتذكر عطش اآلخرة‪.‬‬
‫تأمل كل جملة من األحاديث التالية ‪:‬‬
‫قال‪« :‬قال اهلل عز وجلّ‪ :‬كل عمل ابن آدم‬ ‫* عن أبي هريرة ‪ ‬أن النيب‬
‫له‪ ,‬إال الصيام‪ ,‬فإنه لي وأنا أجزي به [يدع شهوته وطعامه من أجلي] (‪.)1‬‬
‫والصيام جنة (‪ ,)2‬فإذا كان يوم صوم أحدكم فال يرفث وال يصخب(‪[ )3‬وال‬
‫جيهل]‪ ,‬فإن سابَّه أحد أو قاتله‪ ,‬فليقل‪ :‬إني امرؤ صائم (‪.)1‬‬
‫والذي نفس حممد بيده‪ ,‬خلُلوف(‪ )5‬فم الصائم أطيب عند اهلل‪ ,‬يوم القيامة‪,‬‬
‫من ريح املسك‪ .‬وللصائم فرحتان يفرحهما‪ :‬إذا أفطر فرح بفطره‪ ,‬وإذا لقي‬
‫ربه فرح بصومه» [ رواه مسلم (‪ )1151‬واللفظ له جبميع طرقه ]‪.‬‬

‫قال‪« :‬ما من عبد يصوم يوما يف‬ ‫* وعن أبي سعيد اخلدري ‪ ‬أن النيب‬
‫(‪)6‬‬
‫سبيل اهلل‪ ,‬إال باعد اهلل‪ ,‬بذلك اليوم وجهه عن النار سبعني خريفا»‬
‫قال‪« :‬إن يف اجلنة باباً يقال له الريان‪ ,‬يدخل منه‬ ‫* وعن سهل ‪ ‬أن النيب‬
‫الصائمون يوم القيامة‪ ,‬ال يدخل معهم أحد غريهم‪ ,‬يقال‪ :‬أين الصائمون؟‬
‫فيدخلون منه‪ ,‬فإذا دخل آخرهم‪ ,‬أغلق فلم يدخل منه أحد» [رواه مسلم (‪])1152‬‬

‫(‪ )1‬ويف رواية‪« :‬كل عمل ابن آدم يضاعف‪ ,‬احلسنة عشر أمثاهلا إىل سبعمائة ضعف‪ ,‬قال اهلل‪ :‬إال الصوم»‬
‫(‪( )2‬الصيام جنة) معناه سرتة ومانع من الرفث واآلثام ولفح السيئات‪ ,‬ومانع أيضا من لفح النار‪.‬‬
‫(‪ )3‬أي ال يصيح وال يرفع صوته باخلصام وحنوه‪ .‬والرفث‪ :‬الفحب من القول والفعل‪.‬‬
‫(‪ )1‬يقول ذلك لنفسه يف السرّ تذكريا هلا‪ ,‬كما يقوله ملن سابّه أي سبّه وشتمه وخاصمه‪.‬‬
‫(‪ )5‬اخلُلوف (بضم اخلاء)‪ :‬تغري رائحة الفم من أثر الصيام خللو املعدة من الطعام‪.‬‬
‫(‪ )6‬رواه مسلم (‪ )1153‬واليوم مطلق‪ ,‬يشمل رمضان وغريه‪.‬‬
‫‪239‬‬
‫شروط صوم رمضان‬

‫شروط فرضيته (أو على من يفكض صيامه؟) ‪:‬‬


‫يفرتض عىل كل مسلم عاقل بالغ؛ فال جيب عىل كافر وال جمنون وال صبي ‪.‬‬
‫* جيوز للمسافر واملريض الفطر يف رمضان؛ لكنهام يصومان قضاء ‪.‬‬
‫شروط صحته‪ :‬ال يصح الصوم إال إذا توفرت مالمة شروط‪:‬‬
‫‪ -1‬النية يف كل يوم من رمضان‪ .‬وال بد أن ينوي يف وقتها (اآليت بيانه)‪.‬‬

‫‪ -2‬أن تكون املرأة طاهرة من احليض والنفاس‪.‬‬


‫‪ -3‬أن ال يفسد الصوم باألكل وغريه من املفسدات من الفجر إىل الغروب ‪.‬‬

‫أنواع الصيام ستة‬

‫(حمرم)‪.‬‬
‫فرض‪ ،‬وواجب‪ ،‬وسنة مستحبة‪ ،‬ونفل‪ ،‬ومكروه تنزهيا‪ ،‬ومكروه حتريام ّ‬
‫‪ -1‬أما الفرض فهو صوم رمضان أداء أو قضاء‪.‬‬
‫‪ -2‬وأما الواجب فمثل‪ :‬صوم الكفارات ‪ ،‬وصوم النذر ‪.‬‬

‫(‪ )1‬يؤمر الصيب بالصوم إذا أطاقه ال سيما زمان الربد‪ ,‬ويؤكد عليه إذا بلغ عشر سنني وكان يطيقه‪.‬‬
‫* وكل يوم من رمضان سبب لوجوب أداء ذلك اليوم؛ فمن بلغ أو أسلم يلزمه ما بقي منه ال ما مضى‪.‬‬
‫(‪ )2‬يشرتط لوجوب أدائه‪ - 1 :‬الصحة من مرض‪ - 2 .‬واإلقامة‪ - 3 .‬والطهارة من حيض ونفاس‪.‬‬
‫(‪ )3‬وال يشرتط لصحة الصـوم اخللـو عـن اجلنابـة؛ فيصـح صـوم اجلنـب‪ * .‬وكـذا يصـح صـوم الصـيب‬
‫ويثاب عليه‪ * .‬ويصح صوم من جن أو أغمي عليه بعد النية‪ ,‬وإمنا مل يصح صومهما يف الغد لعدم النية‪.‬‬
‫(‪ )1‬ككفــارة اإلفطــار عمــداً يف نهــار رمضــان بأكــل أو شــرب أو مجــاع‪ ,‬وكفــارة الظهــار‪ ,‬والقتــل‬
‫اخلطأ‪ ,‬واحلنث يف اليمني‪ ,‬وجزاء الصيد‪ ,‬وفدية ارتكاب ا ظور بعذر يف اإلحرام‪...‬‬
‫(‪ )5‬صوم النذر هو ما يفرضه املسلم على نفسه تقرباً إىل اهلل‪ .‬وهو نوعان‪ :‬معني وغري معني‪ .‬ينظر‪ :‬باب النذر‪.‬‬
‫* ومن الصوم الواجب‪ :‬قضاء ما أفسده من صوم النفل‪ ,‬وصوم االعتكاف املسنون أو املنذور‪.‬‬
‫‪241‬‬
‫‪ -3‬وأما الصوم المسنون والمستحب فهو‪:‬‬
‫أ ‪ -‬صوم االثنني واخلميس ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬صوم ثالثة أيام من كل شهر‪ ،‬ويسن كوهنا األيام البيض‪ :‬وهي الثالث عرش‬
‫والرابع عرش واخلامس عرش من كل شهر ‪.‬‬
‫ج ‪ -‬صوم ست من شوال‪ ،‬يصوم يف أوله أو يف آخره‪ ،‬متفرقا أو متتابعا ‪.‬‬
‫د ‪ -‬صوم يوم عاشوراء مع يوم قبله أو يوم بعده‪ .‬وهو يكفر ذنوب سنتني‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫هـ‪ -‬صوم يوم عرفة (تاسع ذي احلجة)‪ ،‬وهو يك ّفر ذنوب سنتني؛ قال‬
‫« صيام عرفة أحتسب على اهلل أن يكفر السنة اليت قبله والسنة اليت‬
‫بعده‪,‬وصيام يوم عاشوراء أحتسب على اهلل أن يكفر السنة اليت قبله»(‪.)1‬‬
‫و‪ -‬كل صوم ثبت طلبه وفضله بالسنة؛ كصوم داود ‪ :‬كان يصوم يوما ويفطر‬
‫يوما‪ ،‬وهو أفضل الصيام وأحبه إىل اهلل تعاىل‪ .‬وكذا صوم املحرم وشعبان‪.‬‬

‫‪ -4‬وأما النفل فهو أن يصوم أي يوم سوى ما سبق‪ ،‬ومما مل تثبت كراهته‪.‬‬

‫‪ -5‬وأما المكروه تنزيها فهو‪:‬‬


‫عن ذلك ‪.‬‬ ‫أن يفرد يوم اجلمعة أو السبت بالصوم؛ فقد هنى‬

‫(‪ )1‬قال ‪ :‬تعرض األعمال يوم االثنني واخلميس؛ فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم الرتمذي (‪)717‬‬
‫(‪ )2‬كونها خصوص هذه األيام مندوب آخر؛ ومن اعتاد صيامها فكأمنا صام الدهر كله‪ .‬د (‪)2110‬‬
‫(‪ )3‬قال ‪ :‬من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر مسلم (‪)1161‬‬
‫(‪ )1‬مسلم (‪ * )1162‬وأما احلاج فإن كان صوم عرفة ال يضعفه فال بأس أن يصومه؛ ولو أضعفه كره‪.‬‬
‫(‪ )5‬قال ‪ :‬أحب الصـيام إىل اهلل صـيام داود‪ ...‬مسـلم (‪ .)1150‬وقـال‪« :‬أفضـل الصـيام بعـد رمضـان‬
‫شهر اهلل ا رم‪ »..‬مسلم (‪ )1163‬وكان «‪ ..‬يصوم شعبان إال قليال ‪ »..‬الرتمذي (‪)737‬‬
‫(‪ )6‬قــال ‪« :‬ال يصــم أحــدكم يــوم اجلمعــة‪ ,‬إال أن يصــوم قبلــه‪ ,‬أو ‪ ..‬بعــده» مســلم (‪ )1111‬وقــال‪ :‬ال‬
‫تصوموا يوم السبت إال فيما افرتض عليكم‪ ..‬د (‪ )2121‬ت (‪ .)711‬واملعنى إفراده بالصوم وختصيصه به‪..‬‬
‫‪241‬‬
‫وأن يفرد يوم عاشوراء بالصيام ‪.‬‬
‫فمن أراد أن يصوم هذه األيام فليصم معها يوما قبلها أو يوما بعدها‪.‬‬
‫* ويكره الصوم يف يوم الشك بنية فرض أو واجب آخر‪ ،‬وصومه نفال خالف‬
‫األوىل؛ إال أن يوافق صوما كان يعتاده؛ كاالثنني أو اخلميس‪ ،‬فصومه أفضل ‪.‬‬

‫‪ -6‬وأما المحرم فهو صوم يوم من األيام اخلمسة التالية‪:‬‬


‫العيدان‪ ،‬وأيام الترشيق الثالثة‪ ،‬وهي (‪ )13 ،12 ،11‬من شهر ذي احلجة‪.‬‬

‫أحكام النية للصوم‬

‫ال يص الصيام إال بنية‪ .‬والنية أن يعلم بقلبه أنه يصوم من فجر اليوم ‪.‬‬
‫األصل أن يُبَيِّت النية (أي ينوي الصيام بالليل إىل الفجر)‪،‬‬
‫وأن يعيّن نوع الصوم يف النية (أي حيدد بنيته أنه يصوم فرض رمضان أو‬
‫نفال أو نذراً‪ ... ,‬اخل أنواع الصيام)‬
‫لكن هل يشترط التبييت والتعيين في النية ؟ (‪ )3‬فيه تفصيل‪:‬‬
‫‪- 4‬ال يشرتط تبييت النية وال تعيني نوعية الصوم يف صوم النفل ‪ ،‬وكذا يف‬
‫الصوم املعني زمانه‪ ،‬وهو نوعان‪ :‬أداء رمضان‪ ،‬والنذر املعني ‪.‬‬

‫(‪ )1‬هذا إذا كان قادراً من غري مشقة‪ ,‬فأما الذي يشق عليه فال كراهة يف حقه‪ ...‬الشرح‬
‫* وكره صوم الوصال ولو يومني‪ * .‬وال تصوم املرأة نفال إال بإذن الزوج‪ ,‬وله أن يفطرها لقيام حقه‪...‬‬
‫(‪ )2‬يوم الشك هو‪ :‬ما يلي ‪ 20‬شعبان؛ حبيث ال يتيقن أهو اليوم الثالثون من شعبان أم هو أول رمضان‪.‬‬
‫(‪ )3‬وال خيلو مسلم عن هذا يف ليالي شهر رمضان‪ ,‬وليست النية باللسان شرطاً‪ .‬رد‪ .‬والتسحّر نية‪ .‬حبر‪.‬‬
‫(‪ )1‬أي هل يشرتط أن ينوي للصوم بالليل؟ وهل يشرتط أن يعيّن أي صوم يصوم‪ :‬رمضان أم نفل أم نذر ‪..‬؟‬
‫(‪ )5‬وهو يشمل الصوم املسنون واملستحب وغريهما مما ليس بواجب وال حرام‪.‬‬
‫‪242‬‬
‫فيص كل ذلك لو نوى الصوم قبل نصف النهار الرشعي ‪.‬‬
‫كام يص بمطلق النية‪ ،‬من غري أن يعني أن هذا صوم رمضان أو غريه‪.‬‬

‫‪- 4‬يشرتط التبييت والتعيني يف الصوم غري املعني سوى النفل‪ ،‬وذلك يف‪:‬‬

‫* قضاء رمضان‪.‬‬
‫* صوم الكفارات بأنواعها‪.‬‬
‫* صوم النذر املطلق؛ كقوله‪" :‬إن شفى اهلل مرييض فعيل صوم يوم" فشفي‪.‬‬
‫* قضاء ما أفسده من نفل‪.‬‬
‫فلو نوى لصوم واحد من هذه األنواع بعد طلوع الفجر ال تص النية ‪.‬‬
‫وكذا لو أطلق النية أو نوى النفل ال يسقط الواجب‪ ،‬بل يقع نفال‪.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬كمن نذر أن يصوم يوم اجلمعة القادم‪ .‬فزمانه معني‪ ,‬وكذا صوم رمضان زمانه شهر رمضان‪.‬‬
‫(‪ )2‬نصفه الشرعي هو الضحوة الكربى؛ قبل الزوال بساعة إال ربع تقريباً‪ .‬وال تصح النية بعدها‪.‬‬
‫(‪ )3‬ويكون صومه نفالً‪ ,‬أو ينصرف إىل ما تعني له ذلك اليوم كرمضان أو نذر معني‪.‬‬
‫‪243‬‬
‫مب يثبت ‪ ‬؟ وكيف تثبت رؤية اهلالل ‪ ‬؟‬

‫* إذا حضر شهر رمضان وجب صومه‪ ،‬ويثبت رمضان بأحد أمرين(‪:)4‬‬
‫‪ ‬برؤية هالل ‪.‬‬
‫‪ ‬بتامم عدّ ة ‪ ‬ثالثني يوما إن خفي اهلالل‪.‬‬
‫* إذا كان بالسماء علة من غيم أو غبار أو حنوه فإنه‪:‬‬

‫‪ ‬تثبت رؤية اهلالل لـ‪ ‬بخرب رجل أو امرأة‪.‬‬


‫‪ ‬وتثبت رؤية هالل العيد (‪ )‬بشهادة رجلني أو رجل وامرأتني ‪.‬‬
‫* وإذا كانت السماء صافية ومل يكن بها علة؛ فال تثبت رؤية اهلالل‬
‫لرمضان وال للعيد إال برؤية مجع عظيم حيصل به الظن الغالب(‪.)4‬‬
‫‪ ‬أحكام رؤية هالل األضحى (‪ )‬وغريه من األهلة كأحكام هالل الفطر ‪.‬‬
‫‪ ‬واذا ثبتت رؤية اهلالل بقطر من األقطار لزم الصوم عىل األقطار التي جتاوره‬
‫وتتحد معه يف املطلع ‪. ‬‬

‫(‪ )1‬قال ‪ :‬صوموا لرؤيته‪ ,‬وأفطروا لرؤيته‪ ,‬فإن غُمّ عليكم فأكملوا عـدة شـعبان ثالثـني يومـاً رواه‬
‫البخاري (‪ )1060‬ومسلم (‪ * .)1681‬وال عربة بقول املنجمني وقياسات علماء الفلك؛ فال يثبت بها اهلالل‪.‬‬
‫(‪ )2‬تشرتط العدالة يف الشـاهد‪ ,‬ويشـرتط يف املخـرب أن يكـون عـدال أو مسـتورا يف الصـحيح‪ * .‬ومـن رأى‬
‫هالل رمضان وحده‪ ,‬ورُ ّد قولُه‪ ,‬لزمه الصيام‪ ,‬وإن رأى هالل الفطر وحده ال جيوز له الفطر‪.‬‬
‫(‪ )3‬ومقدار اجلمع العظيم مفوض لرأي اإلمام يف األصح‪ .‬وال يشرتط فيهم العدالة وال اإلسالم للتواتر‪.‬‬
‫(‪ )1‬فال بد من نصاب الشهادة إذا كان غيم‪ ,‬وال بد من رؤية اجلمع العظيم إذا كان صحو‪.‬‬
‫(‪ )5‬إذا بلغهــم اخلــرب مــن طريــق موجــب للصــوم‪ * .‬وهــل يلــزم الصــوم لســائر النــاس يف العــامل؟ فيــه‬
‫خالف‪ ,‬قيل‪ :‬ال‪ ,‬وإمنا يصومون حبسب رؤيتهم‪ ,‬وهذا القـول اختـاره صـاحب التجريـد وغـريه‪ ,‬وهـو‬
‫األشبه‪ .‬ط؛ ألن طلوع اهلالل خيتلف باختالف املطالع؛ كاختالف طلوع الشمس وغروبه وزواله‪.‬‬
‫وظاهر املذهب عدم اعتبار املطالع؛ فإذا ثبت اهلالل يف بلدة لزم سائر الناس الصوم لعموم اخلطاب‪.‬‬
‫‪244‬‬
‫مستحبات الصيام ومكروهاته‬
‫ما يستحب للصائم ‪:‬‬
‫السحر وهو السدس األخري من الليل‪.‬‬
‫والسحور‪ :‬ما يؤكل يف َ‬
‫* أن يتسحر‪َ ،‬‬
‫* أن يؤخر السحور؛ لكن يستحب له أن يمتنع عن األكل والرشب قبل طلوع‬
‫الفجر بدقائق حتى ال يقع يف الشك‪.‬‬
‫* تعجيل الفطر بعد التحقق من غروب الشمس‪.‬‬
‫* اإلكثار من الذكر وتالوة القرآن والصدقات ‪.‬‬
‫* االبتعاد عن املحرمات؛ كالغيبة والنميمة واملشامتة ‪.‬‬
‫* أن يتجنب الغضب‪ ،‬وأن ال يثور ليشء تافه ‪.‬‬
‫* أن جيعل سمعه وبرصه ولسانه ووقته يف الطاعة والعبادة ‪.‬‬

‫ما يكره للصائم ‪:‬‬


‫ينبغي على الصائم أن حيفظ صومه عما يكره فيه كراهة تنزيهية‪ ,‬مثل‪:‬‬
‫* ذوق يشء أو مضغه بال عذر ‪.‬‬
‫* مجع الريق يف الفم ثم ابتالعه‪.‬‬

‫(‪ )1‬قال ‪« :‬الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة‪ »..‬أمحد (‪ )6626‬صححه اهليثمي‪.‬‬
‫(‪« )2‬من مل يدع قول الزور والعمل به واجلهل‪ ,‬فليس هلل حاجة يف أن يدع طعامه وشرابه» البخاري (‪)1063‬‬
‫(‪ )3‬وقال‪ ..« :‬فال يرفث وال يصخب‪ ,‬فإن سابه أحد أو قاتله‪ ,‬فليقل إني امرؤ صائم» البخاري (‪)1061‬‬
‫(‪ )1‬ويصونها عن الشهوات ولو كانت حالالً ؛ إال ما فيه نفع ‪.‬‬
‫(‪ )5‬فإن كان بعذر ال يكره؛ فال يكره للمرأة تذوق الطعام لتعلم ملوحته؛ إذا كان زوجها سيئ اخللق‪.‬‬
‫* والكراهة يف صوم الفرض؛ ويف النفل ال يكره؛ إظهارا للتفاوت بني الفرض وغريه‪.‬‬
‫‪245‬‬
‫* كل ما يكون سببا لضعفه؛ كالفصد واحلجامة‪.‬‬
‫* ما خيشى منه فساد الصوم كالقبلة واملبارشة إن مل يأمن فيهام عىل نفسه ‪.‬‬

‫ما ال يكره للصائم ‪:‬‬


‫* َدهن الشارب واللحية والشعر والبدن‪.‬‬
‫* االكتحال ‪.‬‬
‫* السواك آخر النهار‪ ،‬بل هو سنة يف أول النهار وآخره‪ ،‬ولو كان رطبا أو مبلوال باملاء‪.‬‬
‫* االغتسال للتربد‪ ،‬واملضمضة واالستنشاق للتربد‪.‬‬
‫* التلفف بثوب مبت ّل للتربد‪.‬‬

‫ركن الصوم‬
‫ركن الصوم هو اإلمساك عن األكل‪ ،‬والرشب‪ ،‬واجلامع‪ ،‬أو ما يف معنى ذلك‪.‬‬
‫فإذا فات الركن أو انتقض فسد الصوم ‪ ..‬كام يأيت يف الباب التايل‪:‬‬

‫(‪ )1‬أما مع األمن منهما فال يكره؛ «كان يقبل ويباشر وهو صائم وكان أملككم إلربه» خ (‪.. )1027‬‬
‫* أما املباشرة الفاحشة بتماس الفرجني وهما متجردان فتكره مطلقاً؛ ألنها تفضي إىل اجلماع غالباً‪.‬‬
‫(‪ )2‬فائدة‪ :‬االكتحال يوم عاشوراء بدعة‪ ,‬واألثر الوارد فيه موضوع أو منكر‪.‬‬
‫* وأما حديث التوسعة على العيال فمروي من عدة طرق يتقوى بها‪.‬‬
‫‪246‬‬
‫باب ما ُيفسد الصوم وما ال يُفسده‬

‫َيفسد الصوم باألكل والرشب واجلامع وما يف معنى هذه األشياء الثالثة‪ ،‬إال أن‬
‫يكون نسيانا وما يف معناه فال يفسد الصوم ‪.‬‬

‫ثم إذا فسد الصوم وجب القضاء‪ ،‬وجتب الكفارة يف بعض الصور‪ ،‬ويف بعضها ال‬
‫جتب‪ .‬وتفصيل الكالم كالتايل‪:‬‬

‫ماال يُفسد الصوم‬


‫ال يفسد صوم الصائم وال قضاء عليه يف الصور اآلتية‪:‬‬
‫* لو أكل أو رشب ناسيا ‪.‬‬
‫* إذا اغتسل‪ ،‬أو ادهن‪ ،‬أو اكتحل ولو وجد طعم الكحل يف حلقه ‪.‬‬
‫* إذا احتجم‪ ،‬أو اغتاب‪ ،‬أو احتلم‪ ،‬أو نوى الفطر دون أن ُيفطر ‪.‬‬
‫* إذا شم رائحة املسك والورد ونحوه؛ إال أن يكون له جوهر كالدخان ‪.‬‬
‫ٌ‬
‫دخان بال صنعه‪ ،‬أو دخل غبار ولو كان غبار الطاحون‪ ،‬أو دخل‬ ‫* إذا دخل حلقه‬

‫(‪ )1‬يف البدائع (‪" :)01/2‬يفسد الصوم باألكل والشـرب واجلمـاع؛ سـواء كـان صـورة ومعنـى أو صـورة‬
‫ال معنــى أو معنــى ال صــورة‪ ,‬وســواء كــان بغــري عــذر أو بعــذر‪ ,‬وســواء كــان عمــدا أو خطــأ‪ ,‬طوعــا أو‬
‫كرها‪ ,‬بعد أن كان ذاكرا لصومه ال ناسيا وال يف معنى الناسي ‪ "..‬ويأتي ضابط الكفارة‪.‬‬
‫(‪ )2‬وكذا اجلماع ناسيا ال يفسد وال قضاء؛ ألنه يف معناهما‪ .‬فإن تذكر نزع من فوره‪.‬‬
‫(‪ )3‬أو وجد لونه يف البصاق أو برد املاء يف كبده؛ ألن ذلك دخل من املسام‪ ,‬فليس يف معنى األكل والشرب‪.‬‬
‫* ومص إهليلج اليفطر؛ ألنه ال يتحلل وال يدخل من عينها شيء؛ والف حنو سكر؛ ألنه يتحلل ويدخل‪.‬‬
‫(‪ )1‬ألنه مل يدخل شيء يف جوفه‪ ,‬وليس هذه الثالثة أكال وال شربا وال مجاعا ال صورة وال معنى‪...‬‬
‫(‪ )5‬فلو أدخل حلقه الدخان أفطر؛ كما لو تبخر ببخور وآواه إىل نفسه واشتمه ذاكرا لصومه قضى‪.‬‬
‫* ولو دخن شيشة أو سيجارة أفطر وعليه القضاء والكفارة؛ ألن فيه معنى التلذذ‪ ,‬كريق الزوجة‪.‬‬
‫‪247‬‬
‫ذباب؛ ألنه ال يمكن االحرتاز عن هذه األشياء؛ فكان يف معنى النايس‪.‬‬
‫* إذا ابتلع بصاقه أو بلغمه أو نزل إىل أنفه خما فاستنشقه عمدا أو ابتلعه ‪.‬‬
‫* إذا غلبه القيء وعاد بغري صنعه؛ سواء كان القيء قليال أو كثريا ‪.‬‬
‫* إذا كان بني أسنانه حلم ونحوه فابتلعه وكان أقل من احل َّمصة ‪.‬‬

‫(‪)3‬‬
‫ما يفسد الصوم ويوجب القضاء بال كفارة‬

‫‪ -1‬إذا أفطر خطأ؛ كأن متضمض أو استنشق فدخل املاء حلقه أو دماغه ‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا أفطر بشبهة ؛ كمن أكل أو رشب ظانا غروب الشمس (وهي مل تغرب )‪،‬‬
‫أو ظانا أن الفجر مل يطلع (واحلال أنه طالع)‪.‬‬
‫= وكذا من أكل ناسيا‪ ،‬أو احتلم‪ ،‬فظن أنه أفطر؛ فأكل أو رشب عمدا ‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا أكل ما ال يؤكل عادة وال يتلذذ به؛ كالدقيق والعجني ‪ ،‬واملل الكثري دفعة‬

‫(‪ )1‬إذا بقي بلل يف فمه بعد أن متضمض ومجّ املاء كله؛ فابتالعه مع الريق ال يفطر؛ ملشقة التحرز‪.‬‬
‫* ولو دخل املاء يف أذنه من غري فعله ال يفطر‪ ,‬وبفعله خالف‪ .‬أما لو صب الدهن يف األذن أفطر اتفاقاً‪.‬‬
‫(‪ )2‬القيء إن حصل بنفسه من غري تعمد ال يفطر‪ ,‬وإن عاد بعده بنفسه من غري تعمد فكذلك ال يفطر‬
‫قليال كان أو كثرياً‪ .‬وإمنا الكالم فيما إذا تعمد القيء أو أعاده عمداً؛ فإذا تعمد فإن كان أقل من ملء‬
‫الفم ال يفسد صومه‪ ,‬وإن كان ملء الفم فسد‪ * .‬وإذا أعاده إىل باطنه عمدا ففيه تفصيل‪ ,‬راجع الشرح‪.‬‬
‫(‪ )3‬ألنه قليل ال ميكن االحرتاز عنه‪ ,‬فجعل مبنزلة الريق وتبعاً له‪ .‬فإن كان قدر احلمصة أفطر‪.‬‬
‫(‪ )1‬ضابط ما يفطر بال كفارة أن ما ليس فيه غذائيـة وال معناهـا (كـرتاب) أو فيـه ولكـن صـحبه عـذر‬
‫شرعي (كطروّ حنو حيض) أو قصور ‪ ,...‬وأوصله إىل جوفه أو دماغه‪ ,‬وما ليس به كمال شهوة الفرج‪.‬‬
‫(‪ )5‬إذا كان ذاكرا للصوم‪ ,‬أما إن كان ناسيا فال يفسد‪ * .‬ومن اخلطأ ما لو دخـل حلقـه مطـر بنفسـه‪.‬‬
‫* املكرَه والنائم كاملخطئ؛ كمن صُبّ يف حلقه ماء أو شَرِب نائماً أو جومعت كرهاً أو نائمةً‪.‬‬
‫(‪ )6‬هذا إذا كانت الشبهة معتربة؛ والف غريها‪ ,‬فتجب الكفارة بأكله عمدا بعد غيبة‪...‬‬
‫(‪ )7‬ولو علم عدم فطره لزمته الكفارة إال فيما لو أكل أو شرب أو جامع ناسيا فال كفارة مطلقا‪.‬‬
‫‪248‬‬
‫واحدة‪ ،‬والقطن‪ ،‬والنواة‪ ،‬والطني إذا مل تكن عادته أكل الطني‪.‬‬
‫= وكذا لو ابتلع حصاة أو ترابا‪ ،‬أو حديدا أو ذهبا أو فضة أو نحو ذلك‪.‬‬
‫= وكذا إذا أكل ما تعافه النفوس؛ كام إذا أخرج لقمة ممضوغة ثم ابتلعها ‪.‬‬
‫‪ -4‬إذا أوصل الغذاء أو الدواء إىل جوفه أو دماغه من غري الفم؛ فلو اح َت َقن يف‬
‫دبره‪ ،‬أو اس َت َع َط يف أنفه شيئا‪ ،‬أو أقطر يف أذنه دهنا‪ ،‬قىض فقط‪.‬‬
‫وكذا لو داوى جراحة يف بطنه أو يف دماغه فوصل الدواء حقيقة إىل جوفه‬
‫ودماغه(‪ )3‬أفطر وعليه القضاء‪.‬‬
‫أما إذا أوصل الدواء أو الغذاء إىل جمرد الشرايني واجللد فال يفطر؛ لذا ال‬
‫يفسد الصوم باإلبرة اليت فيها دواء أو جلوكوز (‪.)1‬‬
‫‪ -5‬إذا عبث بفرجه فأنزل ‪.‬‬
‫‪ -6‬إذا تعمد القيء وكان القيء ملء الفم ‪.‬‬
‫* ومما جيب فيه القضاء بال كفارة إذا مل يصم يوما من رمضان لعذر أو لغري‬
‫عذر (‪ .)1‬وسوف يأتي بيان األعذار اليت تبيح الفطر‪.‬‬

‫(‪ )1‬وجب القضاء لوجود صورة الفطر‪ ,‬وال كفارة؛ لعدم معنى الفطر أو قصور يف معنى األكل‪.‬‬
‫(‪( )2‬احتَقَن)‪ :‬تداوى باحلقنة‪ ,‬وهي صب الدواء يف الدبر‪( .‬استَعَط)‪ :‬أدخل دواء أو غريه يف أنفـه‪ .‬واحلكـم‬
‫ال خيص صب الدواء‪ ,‬بل لو استنشق املاء فوصل إىل دماغه أفطر‪.‬‬
‫(‪ )3‬بني جوف الرأس وجوف املعدة منفذ أصلي فما وصل إىل جوف الرأس يصل إىل جوف البطن‪ .‬حبر‪.‬‬
‫(‪ )1‬لكن إذا مل تكن ضرورة فاالحتياط أن يتجنبها؛ للخالف فيه‪.‬‬
‫(‪ )5‬وكذا كل ما ليس به كمال شهوة الفرج؛ كاإلنزال بشهوة‪ ,‬تاب وقضى‪.‬‬
‫(‪ )6‬ويف ظاهر الرواية يفسد ولو دون ملء الفم؛ إلطالق احلديث ‪ ..‬فليحتط املسلم لدينه‪.‬‬
‫(‪ )7‬وكذا إذا أمسك يوما يف رمضان من غري نية ال يصح صومه‪ ,‬وكذا إذا نوى بعد الزوال‪.‬‬
‫‪249‬‬
‫مايُفسد الصوم ويوجب القضاء والكفارة أيضاً‬

‫يفسد الصوم يف الصور اآلتية‪ ،‬وجتب فيها الكفارة مع القضاء إذا فعل الصائم‬
‫شيئا منها طائعا متعمدا غري مضطر يف هنار رمضان ‪:‬‬

‫‪ -1‬إذا أكل أو رشب ماء أو غذاء أو دواء أو ما يتلذذ به ‪.‬‬


‫‪ -2‬اجلامع يف أحد السبيلني ‪.‬‬

‫ومما يدخل حتت األكل والشرب وجيب به الكفارة مع القضاء‪:‬‬


‫وبرد دخل إىل فمه؛ إلمكان التحرز عنه‪.‬‬
‫= ابتالع مطر وثلج َ‬
‫= أكل الشحم وقديد اللحم؛ للعادة بأكله‪.‬‬
‫= أكل احلنطة وقضمها (أي كسرها بأطراف أسنانه)‪.‬‬
‫= ابتالع حبة حنطة أو سمسمة أو نحوها من خارج فمه؛ ألنه مما يتغذى به‪.‬‬
‫= التدخني بالسيجارة والشيشة‪.‬‬
‫= أكل املل القليل ال الكثري‪.‬‬

‫(‪ )1‬والضابط أن الكفارة ال جتب إال بالفطر صورة ومعنى؛ ففي األكل الفطـر صـورة هـو االبـتالع‪ ,‬واملعنـى‬
‫كونه مما يصلح به البدن من غذاء أو دواء‪ ,‬فال جتب يف ابتالع حنـو احلصـاة لوجـود الصـورة فقـط‪ ,‬وال يف‬
‫حنو االحتقان لوجود املعنى فقط‪ ,‬ولو أكل ورق شجر إن كان ممـا يؤكـل عـادة وجبـت وإال قضـى فقـط‪,‬‬
‫وكذا لو خرج البزاق من فمه ثم ابتلعه‪ ,‬وكذا بزاق غريه؛ ألنـه ممـا يعـاف منـه‪ ,‬ولـو بـزاق حبيبـه أو صـديقه‬
‫وجبت؛ ألنه يتلذذ به‪ ,‬فصار ملحقا مبا فيه صالح البدن‪ ,‬ومثله احلشيشة املسكرة‪ ...‬راجع الشرح‪.‬‬
‫(‪ )2‬بأن جامع املكلف آدميا مشتهى أو جومع أو توارت احلشفة يف أحد السبيلني أنزل أو ال؛ قضى وكفر‪..‬‬
‫‪251‬‬
‫فصل في الكفارة‪:‬‬
‫ال جتب الكفارة إال برشو ؛ منها أن يفطر يف هنار رمضان‪ ،‬عامدا‪ ،‬غري مضطر‪.‬‬
‫فلو أكل يف غري رمضان أو بشبهة أو خطأ أو اضطرار؛ تسقط الكفارة‪.‬‬
‫والكفارة الواجبة هي كفارة الظهار‪ ،‬وهي على الرتتيب‪:‬‬
‫‪ - 2‬فإن عجز عنه‪ :‬صام شهرين متتابعني بال انقطاع‪.‬‬ ‫‪ - 1‬حترير رقبة‪.‬‬
‫لذا يشرت أن ال يكون يف الشهرين يوم عيد وال ترشيق وال رمضان ‪.‬‬
‫‪ - 3‬فإن مل يستطع الصوم أطعم ستني مسكينا‪:‬‬
‫= يغدهيم ويعشيهم غداء وعشاء مشبعني ‪.‬‬
‫= أو يعطي كل فقري منهم مقدار صدقة الفطر‪ :‬نصف صاع من قم أو دقيقه أو‬
‫قيمة ذلك‪ ،‬أو يعطي صاعا من متر أو شعري أو قيمة صاع من ذلك ‪.‬‬

‫(‪ )1‬يشرتط لوجوب الكفارة شروط (راجع الشرح ملعرفتها)؛ وبناء عليها ال جتب الكفارة على من أفطـر‬
‫يف قضاء رمضان وال يف صوم النفل والنذر‪ .‬وال من أفطر مكرها أو خمطئا أو ناسـياً أو مضـطراً‪ .‬وال مـن‬
‫سافر يف النهار ثم أفطر للشبهة (وإن أثم وعليه القضاء بال كفارة)‪ .‬كما أن الكفارة تسقط بطرو حيض‬
‫أو نفاس أو مرض مبيح للفطر يف يومه‪ ,‬وال تسقط عمن سافر بعد اإلفطار‪ ,‬أو مرض بصنع نفسه؛ كـأن‬
‫جرح نفسه فمرض‪ * .‬تتداخل الكفارات قبل التكفري ال بعده‪.‬‬
‫(‪ )2‬فلو أفطر يوما يف خالل املدة ولو لعذر كمرض ونفاس‪ ,‬بطل ما قبله ولزمـه االسـتقبال‪ ,‬إال احلـيض؛‬
‫ألنها ال جتد شهرين عادة ال حتيض فيهما‪ ,‬لكنها إذا تطهرت تصل مبا مضى فإن مل تصل استقبلت‪.‬‬
‫(‪ )3‬أو غداءين أو عشاءين‪ * .‬وجيب أن ال يكون فيهم من تلزمه نفقته؛ كالوالدين واألوالد والزوجة‪.‬‬
‫(‪ )1‬الصاع عند احلنفية يعادل ‪ 3‬كيلو وربع (‪ 3256‬غراماً) تقريبـاً ‪ ,‬ونصـفه يعـادل (‪ )13625‬كلغـم (حبسـب‬
‫حتقيـق مفـيت مصـر)‪ ,‬وفتـوى ديوبنـد واملظـاهر علـى حتقيـق املفـيت شـفيع أن الصـاع ‪ 33110‬كلغـم‪ .‬ونصـفه‪:‬‬
‫‪ .13575‬وحقق يف أحسن الفتاوى بأنه يعادل‪ )33538( :‬كلغم‪ ,‬ونصفه = ‪ 13760‬غ ‪ .‬وما ذكرناه وسط بينهما ‪.‬‬
‫‪251‬‬
‫متى جيب اإلمساك على املفطر ؟‬
‫‪ )1‬من فسد صومه بسبب من األسباب السابقة يف رمضان وجب عليه أن يمسك‬
‫عن األكل والرشب بقية ذلك اليوم؛ تعظيام حلرمة شهر رمضان‪.‬‬
‫‪ )2‬وكذا من أفطر لعذر من األعذار املبيحة للفطر ثم زال عذره؛ كاملسافر إذا صار‬
‫مقيام ‪ ،‬واملريض إذا برئ من مرضه وقدر عىل اإلمساك‪ ،‬واملجنون إذا أفاق‪،‬‬
‫والصبي إذا بلغ والكافر إذا أسلم ؛ فإهنم يمسكون بقية اليوم وعليهم القضاء‪.‬‬
‫‪ )3‬وكذا جيب اإلمساك عىل حائض ونفساء إذا طهرتا هنارا ولو بعد طلوع الفجر‬
‫أو معه‪ ،‬وعليهام القضاء ‪ .‬أما يف حال احليض والنفاس فيحرم اإلمساك؛ ألن‬
‫الصوم عليهام حرام؛ لكنهام ال يأكالن جهرا‪ ،‬بل رسا ‪.‬‬

‫هل جيوز إفساد صوم رمضان ؟‬


‫* ال جيوز إفساد صوم رمضان بسبب السفر أو العطش أو غريمها؛ إال إذا خاف‬
‫اهلالك أو مرض مرضا شديدا‪( ،‬أو نحو ذلك من األعذار اآلتية)‪ ،‬فاضطر إىل‬
‫األكل أو الرشب أو الدواء أثناء الصوم‪ ،‬جاز له الفطر‪ ،‬وعليه القضاء ‪.‬‬

‫(‪ )1‬لكن الصيب والكافر ال يقضيان؛ لعدم اخلطاب عند طلوع الفجر عليهما‪...‬‬
‫(‪ )2‬يأكالن سراً خلفاء عذرهما على الناس‪ ,‬والف عذر املرض والسفر‪ ,‬فهما ظاهران‪.‬‬
‫(‪ )3‬ال جيوز أن يعمل عمال يصل به إىل الضعف؛ فإن كان يعمل حلاجته فعليه أن يعمل بقدر ما ال يضعف‬
‫فيه‪ ,‬كاخلباز إذا كان يضعف آخر النهـار عليـه أن خيبـز نصـف النهـار ويسـرتيح يف البـاقي‪ ,‬فـإن احتـاج‬
‫نفقة فعمل مل جيز له الفطر ما مل يضـطر إليـه‪ * .‬فـإن أجهـد نفسـه بالعمـل مـن غـري ضـرورة حتـى مـرض‬
‫فأفطر لزمته الكفارة؛ كصائم أتعب نفسه يف عمل أو لعب حتى أجهده العطب فأفطر لزمته الكفارة‪.‬‬
‫‪252‬‬
‫األعذار املبيحة للفطر أو لعدم الصوم‬

‫فرض اهلل الصوم حلكم ومنافع‪ ,‬منها احلصول على التقوى‪ ,‬ولكن ال‬
‫يكلف اهلل نفسا إال وسعها‪ ,‬وإمنا يريد اهلل بعباده اليسر؛ ولذا أباح الفطر‬
‫إذا حلقت املشقة أو الضرر بالصوم؛ فيجوز الفطر أو جيب ملن يأتي (‪:)1‬‬
‫‪ -1‬ملريض خاف زيادة مرضه‪ ،‬أو خاف بطء الربء وطول مدة املرض‪.‬‬
‫‪ -2‬وحلامل خافت الرضر عىل نفسها أو جنينها‪.‬‬
‫‪ -3‬وملرضع خافت الرضر عىل نفسها أو ولدها ‪.‬‬
‫‪ -4‬وملن حصل له عطش شديد أو جوع شديد‪ ،‬خياف منه اهلالك‪.‬‬
‫* جيب اإلفطار عىل احلائض والنفساء‪ ،‬وال يص الصوم منهام‪.‬‬
‫* جيوز للمسافر أن يصوم أو يفطر‪ ،‬لكن ما هو األفضل ؟‬
‫األفضل له أن يصوم إذا مل يشق عليه(‪ ,)1‬فإن شق فاألفضل الفطر (‪.)5‬‬
‫* فإن صام املسافر مل جيز له أن يفطر أثناء الصوم‪ ،‬وكذا لو صام املقيم ثم سافر ال‬
‫جيوز له أن يفطر‪ ،‬إال لعذر مما سبق‪.‬‬

‫(‪ )1‬وعليهم القضاء‪ .‬واألعذار هي املرض والسفر واإلكراه واحلبل والرضاع واهلرم وخوف اهلالك باجلوع‬
‫والعطب ولسعة حية (فله شرب دواء ينفعه) أو خوف نقصان العقل‪ ,‬بها يباح الفطر يوم العذر إال السفر‪.‬‬
‫(‪ )2‬أي غلب على ظنه بأمارة (عالمة) أو جتربة (له أو لغريه) أو بإخبار طبيب حاذق مسلم مستور‪.‬‬
‫(‪ )3‬أُمًّا كانت املرضع أو ظئراً‪ ,‬وهلا شرب الدواء إذا أخرب الطبيب أنـه مينـع اسـتطالق بطـن الرضـيع‪,‬‬
‫وتفطر هلذا العذر‪ .‬م؛ لقوله ‪ :‬إن اهلل وضع عن ‪ ...‬احلامل واملرضع الصوم ت (‪ )715‬د (‪.)2168‬‬
‫(‪ )1‬وأيضاً إذا مل تكن عامة رفقته مفطرين‪ ,‬وال مشرتكني يف النفقة؛ وإال فاألفضل فطره موافقةً للجماعة‪.‬‬
‫(‪)5‬عن أبي سعيد‪« :‬كنا نغزو مع رسول اهلل يف رمضان‪ ,‬فمنا الصائم ومنا املفطر‪ » .. ,‬مسلم (‪)1116‬‬
‫‪253‬‬
‫صوم الشيخ الفاني واملريض الدائم‬

‫* للشيخ الفاين الذي ال يطيق الصوم لكرب سنه أن يفطر‪ ،‬وعليه الفدية؛ وال قضاء‬
‫عليه؛ لعدم قدرته عىل القضاء ظاهرا؛ ألن الكبري ال يعود شابا‪.‬‬
‫* وكذا املريض الذي ال يرجى زوال مرضه يفطر وعليه الفدية‪.‬‬
‫وفدية الصوم هي‪ :‬أن يعطي عن كل يوم مقدار صدقة الفطر للفقراء‪ ،‬أو يطعم‬
‫عن كل يوم فقريا ‪ :‬أكلتني مشبعتني ‪.‬‬
‫* ورش الفدية دوام العجز إىل املوت؛ فإن زال عذر املريض أو قدر الشيخ‬
‫الفاين عىل الصوم وجب عليهم القضاء عن األيام التي أفطروا ودفعوا فديتها ‪.‬‬

‫القضاء والوصية بالفدية‬


‫* ينبغي للذي عليه القضاء أن يبادر ‪ ،‬ولكن إذا أخر القضاء جاز‪.‬‬
‫وجيوز له أن يصوم أيام القضاء متتابعة أو متفرقة ‪.‬‬
‫إذا أخر القضاء وجاء رمضان الثاين صامه أداء ثم صام للقضاء بعده ‪.‬‬
‫* فإن أخر من غري عذر ومل يصم حتى عجز أو خاف املوت وجب عليه أن يويص‬
‫بأداء فدية الصوم ؛ فيعطي وليه عن كل يوم مقدار صدقة الفطر ‪.‬‬

‫(‪ )1‬جيوز يف الفدية اإلباحة يف الطعام‪ :‬أكلتان مشبعتان يف اليوم‪ ,‬كما جيوز التمليك‪ ,‬والف الفطرة‪..‬‬
‫(‪ )2‬وما دفعوه فهو صدقة هلم أجرها الكثري عند اهلل تعاىل‪.‬‬
‫(‪ )3‬لكن املستحب التتابع وعدم التأخري مسارعة إىل اخلري وبراءة الذمة‪.‬‬
‫(‪ )1‬وعند البعض جتب فدية بالتأخري إىل رمضان الثاني‪ ,‬وعندنا ال جتب إلطالق النص‪.‬‬
‫(‪ )5‬فإن أوصى وكان له مال لزم تنفيذها من الثلث إن كان له وارث‪ ,‬وإال فمن الكل‪ ,‬وإن مل يوص‬
‫‪254‬‬
‫* من مات قبل زوال عذره من مرض أو سفر أو نحوه مل جيب عليه‬
‫القضاء وال اإليصاء ؛ ألهنم مل يدركوا متسعا من الوقت ليقضوا فيه ‪.‬‬

‫صوم التطوع‬
‫* من صام تطوعا لزمه أن يتمه‪ ،‬فإن َف َسد صومه أو أفطر وجب قضاؤه ‪.‬‬
‫* وال جيوز له الفطر إال من عذر ‪ ،‬فإن أفطر قىض ‪.‬‬
‫* ومن األعذار املبيحة للمتطوع الضيافة؛ فيجوز للضيف واملضيف الفطر (ثم‬
‫القضاء) إن كان أحدمها ال يرىض إال بأكل اآلخر معه ‪ ،‬وإال ال يفطر ‪.‬‬

‫**************‬
‫*******‬
‫*‬

‫ال جيب على الورثة اإلطعام‪ ,‬وإن تربعوا عنه يرجى أن جيزئه إن شاء اهلل تعاىل‪ ,‬ويكون الثواب هلما‪.‬‬
‫(‪ )1‬فلو أفطر املسافر واملريض واحلائض والنفساء يف رمضان وماتوا قبل اإلقامـة وقبـل الصـحة‬
‫وقبل الطهارة ال جيب عليهم شيء ال صوم وال وصية؛ لعدم إدراكهم عدةً من أيام أخر‪.‬‬
‫(‪ )2‬يلزم النفل بالشروع صوما كان أو صالة؛ فإذا أفطر ولو بعذر أو فسد بعروض حيض وحنوه قضى‪.‬‬
‫(‪ )3‬وال يفطر بال عذر يف ظاهر الروايـة‪ ,‬وهـي الصـحيحة‪ .‬ويف روايـة أخـرى حيـل بشـرط أن يكـون مـن‬
‫نيته القضاء‪ ,‬واختارها الكمال وتاج الشريعة وصدرها يف الوقاية وشرحها‪ ,‬وارتضاها يف نور اإليضاح‪...‬‬
‫‪255‬‬
‫ﮋ ﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲ‬ ‫ﭧ ﭨ‬
‫ﯳ ﯴﮊ‬

‫االعتكاف‪ :‬هو اللبث يف املسجد بنية التقرب إىل اهلل ‪.‬‬


‫* وأما املرأة فتعتكف يف مسجد بيتها‪( ،‬املكان الذي عينته للصالة يف بيتها) ‪.‬‬
‫* االعتكاف من أرشف األعامل وأحبها إىل اهلل تعاىل‪ ،‬قرنه اهلل تعاىل بالطواف‬
‫التي داوم عليها يف رمضان إىل آخر حياته ‪.‬‬ ‫والصالة‪ ،‬وهو سنة رسول اهلل‬
‫أنواع االعتكاف‪:‬‬
‫‪ -1‬واجب‪ ،‬وهو االعتكاف املنذور‪ ،‬ويشرت لصحته الصوم ‪.‬‬
‫‪ -2‬وسنة مؤكدة ع ى الكفاية يف العرش األخري من رمضان‪ .‬فلو اعتكف رجل من‬

‫(‪ )1‬وال يصح يف مسجد مهجور‪ ,‬ألن الشرط أن يكون يف مسجد تقام فيه الصلوات اخلمس ‪..‬‬
‫* وشروط االعتكـاف هـي‪ :‬املسـجد املخصـوص‪ ,‬والنيـة‪ ,‬والصـوم يف املنـذور (ويف املسـنون خـالف)‪,‬‬
‫والطهارة من حيض ونفاس فيما اشرتط فيه الصوم‪ ,‬واإلسالم والعقل‪ * .‬ويصح من صيب وجنب‪.‬‬
‫(‪ )2‬فإن مل تعني للصالة حمال ال يصح هلا االعتكاف‪ ,‬وال خترج منه بال ضرورة‪.‬‬
‫(‪ )3‬قيل‪ :‬عجبا من الناس كيف تركوا االعتكاف ورسول اهلل كـان يفعـل الشـيء ويرتكـه ومـا‬
‫ترك االعتكاف حتى قبض‪ * .‬ومن حماسنه أن فيه تفريغ القلب من أمور الدنيا‪ ,‬وتسليم الـنفس‬
‫إىل املوىل‪ ,‬والتقرب إليه ومالزمة عبادته يف بيته الذي هو أشرف البقاع وأحبها إليه‪...‬‬
‫(‪ )1‬نذر مطلقا أو مؤقتا‪ ,‬منجزا أومعلقا؛ فلو قال "هلل علي أن اعتكف شهرا بغري صوم" يعتكف ويصوم‪.‬‬
‫‪256‬‬
‫أهل املحلة تأدت السنة‪ ،‬وإال كان اجلميع تاركا للسنة‪.‬‬
‫‪ -3‬ونفل مستحب؛ وهو ما سوى املنذور والسنة‪ ،‬ويكون يف أي وقت شاء‪.‬‬

‫مدة االعتكاف‪:‬‬
‫مدة االعتكاف الواجب هي الزمان الذي عينه بالنذر؛ سواء نذر هنارا أو أكثر‬
‫برش أن يمكن فيه الصوم‪.‬‬
‫ومدة االعتكاف املسنون هي العرش األخري من رمضان ‪.‬‬
‫واعتكاف النفل ال حدَّ ألقله وال ألكثره؛ فيص ولو مدة يسرية ‪ ،‬وال يشرت‬
‫الصوم لصحته‪.‬‬

‫يندب للمعتكف أمور منها‪:‬‬


‫‪ -1‬أن خيتار أفضل املساجد؛ ألن أفضل االعتكاف يف املسجد احلرام‪ ،‬ثم املسجد‬
‫النبوي‪ ،‬ثم املسجد األقىص‪ ،‬ثم املسجد اجلامع يف منطقته‪ ،‬ثم مسجده‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكثر تالوة القرآن الكريم ؛ ويشتغل بالذكر املأثور‪ ،‬والصالة عىل النبي‬
‫‪ ،‬والدعاء لنفسه وللمسمني مجيعا باملغفرة والرمحة واخلري يف الدنيا واآلخرة‪.‬‬

‫ما يكره للمعتكف‪:‬‬


‫‪ -1‬يكره أن يعقد البيع إذا كان للتجارة؛ ألنه منقطع إىل اهلل فال ينبغي أن يشتغل‬
‫بأمور الدنيا‪.‬‬

‫(‪ )1‬ويبدأ من ليلة (‪ )21‬أي من غروب مشس يوم العشرين‪ ,‬فيتهيأ قبله ويدخل املسجد بنية االعتكاف‪.‬‬
‫(‪ )2‬فحري باملسلم أن ينوي االعتكاف عند دخول املسجد‪ ,‬وجياهد يف البقاء فيه بعد الصالة للتالوة والذكر‪.‬‬
‫(‪ )3‬فهو كالم اهلل املتني والنور املبني‪ ,‬وكان جربيل يدارس النيب القرآن يف رمضان‪ .‬وهو والصيام يشفعان‪.‬‬
‫‪257‬‬
‫‪ -2‬يكره إحضار املبيع يف املسجد‪.‬‬
‫‪ -3‬يكره كثرة الكالم‪ ،‬كام يكره الصمت إن اعتقده قربة‪ ،‬فيتكلم لكن بخري‪.‬‬
‫ويباح له‪ :‬ما حيتاج إليه من الكالم‪ ،‬واألكل والرشب والنوم‪.‬‬
‫= وله أن يتعلم العلوم الرشعية ويعلمها‪ ،‬ويطالع يف الكتب الدينية أو يصنفها‪.‬‬
‫ويحرم عليه‪ :‬الو ء ودواعيه؛ كالقبلة أو اللمس بشهوة‪.‬‬

‫مفسدات االعتكاف‬
‫‪ -1‬خروج املعتكف من املسجد بدون عذر ‪ .‬ويأيت بيان األعذار‪.‬‬
‫‪ -2‬طروء احليض والنفاس ‪.‬‬
‫‪ -3‬اجلامع‪ ،‬أو اإلنزال بقبلة أو ملس ‪.‬‬

‫األعذار المبيحة لخروج المعتكف من المسجد ثالثة‪:‬‬


‫‪ -1‬أعذار رشعية؛ كاجلمعة فيخرج هلا إذا كانت اجلمعة ال تقام يف املسجد الذي‬
‫اعتكف فيه ‪.‬‬
‫‪ – 2‬أعذار طبيعية؛ كالبول والغائط‪ ،‬وإزالة النجاسة‪ ،‬واالغتسال من اجلنابة إذا‬
‫احتلم ‪ .‬فإذا خرج لذلك ينبغي أال يمكث خارج املسجد إال قدر احلاجة‪.‬‬

‫(‪ )1‬حيرم اخلروج على املعتكف اعتكافا واجبًا بالنذر‪ ,‬فـإذا فسـد قضـاه مـع الصـوم‪ .‬أمـا النفـل فلـه اخلـروج‪,‬‬
‫وينتهي اعتكافه وروجه‪ .‬أما املسنون فيلزم كل يوم منه بشروعه‪ .‬فإن أفسده قضى يوما مع الصوم‪.‬‬
‫(‪ )2‬وخيرج حبيث يدرك اخلطبـة مـع صـالة سـنتها قبلـها‪ ,‬ثـم يصـلي السـنن البعديـة ثـم يعـود‪ ,‬ويكـره‬
‫التأخري لغري ذلك‪ * .‬وجاز اخلروج جلماعة‪ * .‬واخلروج حلج أو عمرة مفسد‪.‬‬
‫(‪ )3‬ويذهب إىل أقرب مكان لقضاء حوائجه ال لألبعد‪ ,‬ولو كـان ال يـألف قضـاء احلاجـة إال يف مكـان‬
‫معني جاز حضوره‪ .‬ويعني من يأتي له باألكل والشرب‪ ,‬وإذا مل جيد من حيضرهما له جاز له اخلروج‪.‬‬
‫‪258‬‬
‫‪ - 3‬أعذار رضورية يضطر معها للخروج؛ كاهندام املسجد‪ ،‬وخوف عىل‬
‫نفسه أو متاعه من املكابرين‪ .‬فيخرج ويدخل مسجدا غريه من ساعته ‪.‬‬

‫مسائل متفرقة ‪:‬‬


‫* إذا فسد االعتكاف الواجب وجب قضاؤه مع الصوم‪.‬‬
‫* وإذا فسد االعتكاف املسنون وجب قضاء يوم واحد مع الصوم‪.‬‬
‫* لو نذر اعتكاف أيام (كعرشة أيام مثال)‪ ،‬لزمه اعتكاف تلك األيام مع لياليها ‪.‬‬

‫**************‬
‫*******‬
‫*‬

‫(‪ )1‬وال إثم بـاخلروج هلـذه األعـذار؛ لكـن هـل يفسـد االعتكـاف بـاخلروج أم ال ؟ فيـه خـالف‪ ,‬والقيـاس‬
‫الفســاد وهــو املنقــول يف كــايف احلــاكم واخلانيــة وغريهــا‪ ,‬وتبعــه صــاحب البحــر‪ ,‬واعتمــده صــاحب‬
‫الربهان‪ ,‬وتبعهم التمرتاشي‪ .‬وعلى هذا القول ال جيب عليه دخول مسجد آخر‪ ,‬وإمنا جيب عليه القضاء‪.‬‬
‫ومــا ذكرنــا مــن عــدم الفســاد هــو مــا حــرره الزيلعــي‪ ,‬وعليــه مشــى يف نــور اإليضــاح‪ ,‬وحنــوه يف النهــر؛‬
‫وعليه فإن خرج يدخل مسجدا آخر من ساعته‪ ,‬وال جيب عليه القضاء‪.‬‬
‫(‪ )2‬ويشــرتط التتــابع وإن مل يشــرتط‪ .‬ولــو نــذر اعتكــاف الليــالي تلزمــه األيــام مــع التتــابع‪ .‬ولــو نــذر‬
‫اعتكاف يوم لزمه فقط إال أن ينوي الليل معه‪ .‬وإن نـذر اعتكـاف شـهر ونـوى النهـار خاصـة أو الليـالي‬
‫خاصة‪ :‬ال تعمل نيته إال أن يصرح باالستثناء‪.‬‬
‫‪259‬‬
‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬ما حكم صيام رمضان ؟ وما الدليل ؟ بني ذلك ثم عرف الصوم لغة ورشعا‪.‬‬
‫‪ ‬اذكر حديثا يف فضل الصوم‪ ،‬ثم اذكر ثالثة من حكمه املتعلقة باجلسد والروح وبالفقراء‪.‬‬
‫‪ ‬بني بالتفصيل رشو صوم رمضان‪ * .‬بني أنواع الصيام ومثل لكل نوع بعدة أمثلة‪.‬‬
‫‪ ‬ما معنى تبييت النية وتعيني نوع الصوم فيها ؟ وهل يشرتطان يف نية الصوم ؟‬
‫‪ ‬بم يثبت رمضان ؟ وكيف تثبت رؤية اهلالل لرمضان وللعيد‪ ،‬يف غيم أو صحو ؟‬
‫‪ ‬بني مستحبات الصيام ومكروهاته‪.‬‬
‫‪ ‬اذكر مخسة من الصور التي ال يفسد فيها الصوم‪ ،‬ومخسة يفسد فيهـا الصـوم وجتـب‬
‫الكفارة‪ ،‬ومخسة جيب فيها القضاء بال كفارة‪.‬‬
‫‪ ‬متى جيب اإلمساك عىل املفطر ؟ وهل جيوز إفساد صوم رمضان ؟‬
‫‪ ‬متى جيوز الفطر أو جيب للصائم ؟ وما هي فدية الصوم ؟ ومتى جتب؟‬
‫‪ ‬ما حكم صوم التطوع ؟ ومتى يباح له الفطر ؟‬
‫‪ ‬عرف االعتكاف‪ ،‬وبني‪ :‬كيف تعتكف املرأة ؟‬
‫‪ ‬بني فضل االعتكاف وأنواعه ومدة كل نوع‪ * .‬بني مستحباته ومكروهاته ومفسداته‪.‬‬
‫‪ ‬ما هي األعذار املبيحة خلروج املعتكف ؟ * وما احلكم لو فسد االعتكاف ؟‬

‫أكمل الفراغ فيما يلي‪:‬‬


‫‪ ‬ال يص الصوم إال بثالثة رشو ‪ ،...... :‬وأن تكون املرأة ‪ ،......‬وان ال يفسده بـ ‪...‬‬
‫‪ ‬أنواع الصيام ‪ ،......‬وهي ‪ :‬الفرض مثل‪ ،....... :‬والواجب مثل‪...... :‬‬
‫‪ ‬مما يسن صيامه أيام البيض ‪ ،‬وهي‪ ،... ،.... ،.... :‬وصوم داود وهو‪.......... :‬‬
‫‪ ‬يكره أن يفرد يوم ‪ ،......‬و‪ ،.......‬و ‪ ..........‬بالصوم‪ ،‬فمن أراد صومه فـ ‪....‬‬
‫‪ ‬إذا فسد الصوم وجب‪ ،.....‬وجتب الكفارة يف صور مثل‪ ، ..... :‬وال جتب يف مثل‪... :‬‬
‫‪ ‬يكره للمعتكف كثرة ‪ ....‬ويباح له ما ‪ ....‬إليه من ‪ ....‬و ‪ ....‬و ‪ ....‬و ‪ ....‬و ‪....‬‬
‫‪261‬‬
‫‪:‬‬ ‫تأمل فيما يلي وبني هل هو صواب أم خطأ مع تصويب اخلطأ‪:‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬صوم الست من شوال يكون متتابعا‪ ،‬ويكره متفرقا‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬صوم عاشوراء يكفر ذنوب سنتني‪ ،‬وصوم عرفة يكفر ذنوب سنة‬
‫)‬ ‫‪ ‬صوم يوم الشك مكروه أو خالف األوىل إال أن يوافق صوما كان يعتاده (‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬السواك واالغتسال ال يكره يف الصيام إال إذا كان للتربد ونحوه‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬إذا اكتحل ال يفسد الصوم إال إذا وجد طعم الكحل يف حلقه‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬إذا تعمد القيء وكان ملء الفم أفطر وعليه القضاء والكفارة‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬لو نذر اعتكاف ثالثة أيام‪ ،‬لزمه اعتكاف لياليها دون النهار‬

‫اكتب بني القوسني أحد العبارات التالية‪ :‬يفسد الصوم ويقضي‪ ،‬ال يفسد ‪ ،‬يفسد وجتب الكفارة‪:‬‬
‫)‬ ‫‪ ‬أكل أو رشب ناسيا‪ ،‬ثم تذكر أنه رمضان وأنه صائم فتامدى يف الرشب (‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬أكل أو رشب ناسيا فظن أنه أفطر‪ ،‬فتامدى يف طعامه‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬قاء ملء الفم بال تعمد‪ ،‬ثم عاد يشء منه إىل البطن‬
‫)‬ ‫‪ ‬خاف اهلالك من شدة املرض‪ ،‬أو من شدة العطش‪ ،‬فرشب دواء أو ماء (‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬دخل يف فمه مطر أو َبرد فابتلعه‬
‫)‬ ‫ٌ‬
‫دخان أو غبار أو ذباب بال صنعه (‬ ‫‪ ‬دخل حلقه مطر أو َبرد أو‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬كان بني أسنانه حلم ونحوه قدر احلمصة فابتلعه‬
‫)‬ ‫‪ ‬وجد أمامه حنطة أو سمسمة أقل من قدر احلمصة فابتلعه (‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬أكل املل القليل‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬أكل املل الكثري دفعة واحدة عمدا‬
‫)‬ ‫‪ ‬ظن أن الشمس قد غربت فأفطر‪ ،‬ثم تبني أنه أفطر قبل الغروب بدقيقة (‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬كان يتوضأ ويتمضمض فدخل املاء حلقه‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬أكل دقيق القم أو ترابا‪ ،‬أو أكل قذرا‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬أقطر يف أنفه أو أذنه دواء أو دهنا فدخل‬

‫‪261‬‬
262
‫كتاب الزكاة‬

‫عزيزي الطالب‪ :‬بدراستك له يرجى أن تكون ملما باآلتي‪:‬‬


‫أوالً‪ :‬أهمية الزكاة يف الكتاب والسنة‪ ،‬تعريفها ‪ ،‬وحكمها وحِكمتها‬

‫ثانياً‪ :‬شروط فرضية الزكاة‬

‫ثالثاً‪ :‬زكاة النقدَين‪ :‬الذهب والفضة‪ ،‬والعُمالت الورقية‬

‫رابعاً‪ :‬زكاة عروض التجارة ‪ ،‬وزكاة الدين‬

‫خامساً‪ :‬زكاة الزروع والثمار‬

‫سادساً‪ :‬زكاة السوائم‪ :‬اإلبل والبقر والغنم‬

‫سابعاً‪ :‬مسائل متفرقة‬

‫ثامناً‪ :‬مصارف الزكاة‬

‫تاسعاً‪ :‬فصل يف املعدن والركاز‬


‫ويليه باب صدقة الفطر وباب النذر‬

‫‪263‬‬
‫ﭧ‪: ‬ﮋﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮊ‬

‫وﭧ‪:‬ﮋ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ‬
‫ﮌ ﮍ ﮎﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ‬
‫ﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡ ﮢﮣﮊ [سو ة تو ]‬

‫«من آتاه اهلل ماالً فلم يؤدِّ زكاته‬ ‫وعن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل‬
‫مُثّل له يوم القيامة شجاعاً أقرع له زبيبتان‪ ,‬يطوقه يوم القيامة(‪ ,)3‬ثم يأخذ‬
‫بلهزمتيه (يعين بشدقيه)‪ ,‬ثم يقول‪ :‬أنا مالك‪ ,‬أنا كنزك‪ ,‬ثم تال هذه اآلية‪:‬‬

‫ﮋ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺﯻ ﯼ ﯽﯾﯿﰀﰁ ﰂﰃﰄ‬
‫» [رواه البخاري (‪])1443‬‬ ‫ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉﰊ ﮊ‬

‫(‪ )1‬الزكاة أفضل العبادات بعد الصالة‪ ,‬ولذا قرنها اهلل تعاىل بالصالة يف ‪ 32‬موضعا يف كتابه الكريم‪.‬‬
‫(‪" )2‬يكنزون"‪ :‬جيمعـون املـال وال يـؤدون حقوقـه مـن زكـاة وغريهـا‪" .‬حيمـى"‪ :‬يسـخن بنـار جهـنم (بعـد أن‬
‫حتول إىل صفائح) "فتكوى"‪ :‬الكي‪ :‬إلصاق احلار من احلديد أو النار بالعضو حتى حيرتق اجللد‪.‬‬
‫(‪" )3‬شجاع"‪ :‬حية عظيمة‪" .‬أقرع"‪ :‬ال شعر على رأسه لكثرة مسّه‪" .‬له زبيبتـان"‪ :‬نابـان خيرجـان مـن فمـه ‪,..‬‬
‫وهو أوحب ما يكون من احليات وأخبثه‪" .‬يطوقه"‪ :‬جيعل يف عنقه كالطوق‪" .‬شدقيه" جانيب الفم‪.‬‬
‫‪264‬‬
‫تعريف الزكاة وحكمها وحِكمتها‪:‬‬
‫الزكاة يف لغة العرب هلا معنيان‪ :‬الطهارة‪ ،‬والنامء والزيادة ‪.‬‬
‫الزكاة يف الشرع‪ :‬متليك مال خمصوص‪ ،‬ملن يستحقه‪ ،‬برشائط خمصوصة ‪.‬‬
‫* الزكاة فرع عن عىل من توفرت فيه الرشو ‪ ،‬وركن من أركان اإلسالم‬
‫اخلمسة‪ ،‬من أنكر فرضيتها فهو كافر خارج عن ملة اإلسالم‪.‬‬
‫* هبا ُيقىض عىل الفقر والشقاء‪ ،‬وتتحقق املحبة واإلخاء‪ ،‬وتلتحم قلوب األغنياء‬
‫والفقراء‪.‬‬

‫شروط فرضية الزكاة‪ ،‬أو على من تفرض الزكاة؟‬

‫احلر العاقل البالغ‪ ،‬إذا ملك نصابا كامال ملكا تاما‪،‬‬


‫الزكاة فرض عىل املسلم ّ‬
‫وحال عليه احلول‪.‬‬
‫فال جتب عىل‪ :‬الكافر والعبد والصبي واملجنون‪.‬‬
‫وال جتب عىل الفقري‪ ،‬وإنام جتب عىل من عنده مال يبلغ النصاب‪.‬‬

‫ويشترط في المال الذي تجب فيه الزكاة الشروط التالية‪:‬‬


‫‪ -1‬أن يبلغ املال نصابا كامال‪ ،‬أي يبلغ القدر الذي جتب فيه الزكاة ‪.‬‬

‫(‪ )1‬والزكاة تطهر املال‪ ,‬وتطهر مؤديها من الذنوب ومن البخل‪ ,‬وهي تنمي املال وتزيده ‪...‬‬
‫(‪" )2‬متليك" أي متليك املال للفقري؛ فال تكفي اإلباحة؛ فلو أطعم يتيماً ناوياً الزكـاة ال جيزيـه؛ إال إذا دفـع‬
‫إليه املطعوم وميلكه‪" .‬مـال خمصـوص" هـو مـا عينـه الشـارع مـن النصـاب واملقـدار الواجـب فيـه‪ :‬وهـو ربـع‬
‫العشر يف الذهب والفضة‪ ,‬وشاة يف مخس من اإلبل ‪" ...‬ملن يسـتحقه" كـالفقراء وغريهـم‪ ,‬ممـن ذكـروا‬
‫يف آية الصدقات‪" .‬بشرائط خمصوصة" كالنية‪ ,‬وبلوغ النصاب‪ ,‬واإلسالم‪ ,‬وأن ال يدفع ألصله وفرعه‪..‬‬
‫(‪ )3‬وهذا شرط يف غري زكاة الزروع والثمار؛ إذ ال يشرتط فيها نصاب وال حوالن حول‪ .‬رد‪.‬‬
‫‪265‬‬
‫ويأتي تفصيل األشياء اليت جتب فيها الزكاة ومقدار نصابها‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون املال ناميا ؛ مثل‪:‬‬
‫هبيمة األنعام كالبقر والغنم واإلبل‪ ،‬وكذا ما أعد للتجارة‪ .‬ومن املال النامي‪:‬‬
‫الذهب والفضة؛ سواء كانا دراهم ودنانري‪ ،‬أو كانا يف شكل حيل أو آنية‪.‬‬
‫* وأما املال أو األشياء غري النامية فال جتب فيها الزكاة؛ مثل الكتب إال إذا أعدت‬
‫للتجارة‪ .‬وكذا اجلواهر كاللؤلؤ والياقوت والزبرجد ال جتب فيها الزكاة إال إذا‬
‫كانت للتجارة؛ ألهنا تصب نامية بالتجارة‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون املال زائدا عن حاجته األصلية؛ فال جتب الزكاة يف دور السكنى‪،‬‬
‫وثياب البدن‪ ،‬وأثاث املنزل‪ ،‬ومركبه؛ كسيارة أو دراجة أو مجل أو نحو ذلك‪.‬‬
‫وكذا ال جتب الزكاة يف اآلالت التي يستعني هبا يف صناعته واكتسابه‪.‬‬
‫ألن هذه األشياء مشغولة بحاجته األصلية‪ ،‬وليست بنامية أيضا‪.‬‬
‫* أما إن أعدّت هذه األشياء للتجارة فإنها جتب فيها الزكاة‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يكون املال فارغا عن الدين ؛ فمن كان عنده مال يبلغ النصاب لكن‬
‫عليه دين بحيث إذا طرح من ماله مل يبق مقدار النصاب ال جتب عليه الزكاة‪.‬‬
‫مثال‪ :‬رجل عنده مال نامٍ يعادل مائيت درهم (أي ستمئة جرام من الفضة‬
‫تقريباً) وهو نصاب كامل‪ ,‬لكن عليه دين (‪ )166‬درهم‪ ,‬أو (‪)156‬‬
‫درهماً ال جتب عليه الزكاة‪.‬‬

‫(‪ )1‬أي املال الذي ينمو حقيقة بالتوالد والتناسل؛ كاألنعام من البقر والغنم واإلبل‪ ,‬أو ينمو تقديراً بالتجارة‪.‬‬
‫(‪ )2‬سواء كان هلل كزكاة وخراج‪ ,‬أو للعبد‪ ,‬ولو مؤجالً‪ ,‬ولو نفقة لزمته بقضاء أو رضا‪.‬‬
‫‪266‬‬
‫‪ -5‬أن يكون املال مملوكا له ملكا تاما؛ أي يكون مملوكا له يف اليد‪.‬‬
‫فال زكاة عىل ماله املفقود‪ ،‬والساقط يف بحر؛ ألنه ليس يف يده‪ ،‬وإن كان مملوكا‬
‫له‪ ،‬وكذا ال زكاة عىل املرأة يف صداقها إذا مل تقبضه ‪.‬‬
‫يمر ع ى املال سنة قمرية كاملة ‪.‬‬
‫‪ -6‬ويشترط لوجوب أداء الزكاة أن ّ‬
‫فيجب إخراج الزكاة يف السنة مرة واحدة عند هناية كل سنة‪:‬‬
‫مثال‪ :‬لو ملك شخص مقدار النصاب من املال (قيمة ‪ 611‬جرام فضة) عند‬
‫غروب الشمس يف أول يوم من شهر صفر عام ‪1432‬ه ‪ ،‬فإذا مرت سنة قمرية‬
‫كاملة عىل هذا املال‪ ،‬وجب عليه أن يؤدي زكاته‪ ،‬أي جتب عليه الزكاة عند‬
‫غروب الشمس يف أول يوم من صفر عام ‪ 1433‬ه‪.‬‬
‫* والشرط أن يكون النصاب كامال في طرفي الحول‪ ،‬وال يشرت أن يبقى‬
‫كامال من أول احلول إىل آخره؛ فلو أنفق بعض هذا املال بعد ذلك حتى نقص عن‬
‫النصاب يف أثناء السنة‪ ،‬ثم ملك ماال بعد ذلك حتى صار مالكا للنصاب عند‬
‫انتهاء السنة‪ ،‬أي عند غروب شمس ‪1433 /2/1‬ه‪ :‬وجبت عليه الزكاة ‪.‬‬
‫* والمال المستفاد أثناء الحول يضم إلى أصل المال ؛ فلو استفاد ماال‬
‫كثريا يف شهر شعبان عام ‪1432‬ه أو شهر حمرم عام ‪1433‬ه مثال ‪ ،‬حتى صار‬

‫(‪ )1‬وكذا ال زكاة على املال الذي اشرتاه للتجارة ومل يقبضـه‪ .‬وكـذا املغصـوب والـدين ا حـود [أمـا‬
‫الدين القوي غري ا حود فيجب زكاته كما يأتي] وكذا مال الضمار اآلتي بيانه‪.‬‬
‫(‪ )2‬وهذا شرط يف غري زكاة الزروع والثمار؛ إذ ال يشرتط فيها نصاب‪ ,‬وال حوالن حول‪ .‬رد‪.‬‬
‫(‪ )3‬لكن إن هلك ماله كله أثناء احلول‪ ,‬بطل احلول؛ حتى لو استفاد قدر النصاب استأنف له حوال جديداً‪.‬‬
‫(‪ )1‬سواء استفاده بتجارة أو هبة أو مرياث أو بطريق آخر‪ .‬فيضم إىل جنسه ويزكى بتمام احلول األصلي‪.‬‬
‫‪267‬‬
‫أضعاف النصاب؛ وجب عليه أن يزكي مجيع ما عنده من املال‬
‫عند غروب شمس أول يوم من صفر عام ‪1433‬ه ‪.‬‬

‫* يشترط لصحة أداء الزكاة‪ :‬النية؛ فال يص األداء إال إذا نوى الزكاة عند‬
‫دفع املال للفقري أو عند دفع املال إىل الوكيل الذي يقوم بتوزيعه عىل املستحقني ‪.‬‬
‫= من تصدق بجميع ماله للفقري ومل ينو الزكاة سقط عنه فرض الزكاة ‪.‬‬

‫ما هي األشياء اليت جتب فيها الزكاة؟‬


‫جتب الزكاة يف األجناس اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬عروض التجارة‪.‬‬ ‫‪ -‬الذهب والفضة والعمالت الورقية‪.‬‬
‫‪ -‬الزروع والثامر‪.‬‬ ‫‪ -‬السوائم‪ ،‬وهي اإلبل والبقر والغنم‪.‬‬
‫‪ -‬املعدن والركاز‪.‬‬

‫وإليك تفصيل ذلك ‪:‬‬

‫(‪ )1‬مـثالً‪ :‬لـو كـان عنـده قيمــة ‪ 666‬جـرام فضـة عنـد غــروب مشـس ‪ , 1132 /2 /1‬ثـم اسـتفاد مــاال‬
‫آخر يف شعبان وماال آخر يف حمرم‪ ,‬فصار جمموع ما لديه عند غـروب مشـس ‪ 1133 /2/1‬مـا يعـادل‬
‫قيمــة ألفــي جــرام فضــة‪ ,‬وجــب عليــه أن يزكــي هــذا املــال‪ ,‬ومقــدار الزكــاة‪ :‬ربــع العشــر‪ ,‬أي ‪,% 235‬‬
‫فيدفع ما يعادل مخسني جراما من الفضة‪.‬‬
‫(‪ )2‬ال يشرتط أن يصرح للفقري بأنه مال الزكاة؛ فلو دفع الزكاة باسم اهلبة أو القرض صح أداء الزكاة‪.‬‬
‫(‪ )3‬سواء نوى نفال أو مل ينو أصال؛ ألن الواجب جزء منه‪ ,‬وإمنا النية لدفع املـزاحم فلمـا أدى الكـل زالـت‬
‫املزامحة‪ .‬وكذا يف الدين‪ :‬لو أبرأ الفقري عن النصاب صح اإلبراء وسقط عنه زكاته؛ نوى الزكاة أو ال‪.‬‬
‫‪268‬‬
‫زكاة الذهب والفضة‪ ،‬والعُمالت الورقية‬

‫جتب الزكاة يف الذهب والفضة؛ سواء كانا دراهم ودنانري أو يف شكل قطع أو أو‬
‫يف صورة ُح ّيل للبس‪ ،‬أو يف أي صورة أخرى ‪.‬‬
‫وإنام جتب الزكاة برشو منها‪ :‬النصاب‪ ،‬وميض احلول (أي سنة قمرية)‪.‬‬
‫نصاب الذهب‪ :‬عرشون مثقاال‪ ،‬وهو يساوي (‪ )85‬جراما من الذهب ‪.‬‬
‫نصاب الفضة‪ :‬مائتا درهم‪ ،‬وهو يعادل تقريبا (‪ )611‬جرام من الفضة ‪.‬‬
‫فإن كان وزن الذهب أو الفضة أقل من النصاب فال زكاة فيه ‪.‬‬

‫مقدار الزكاة‪ :‬ربع ال ُعرش‪.‬‬


‫فيخرج عن (‪ )611‬جرام‪ )15( :‬جراما أو ما يعادل قيمته ‪.‬‬
‫وخيرج عن (‪ )111‬جرام من الذهب‪ )2.5( :‬جرام أو ما يعادل قيمته‪.‬‬

‫(‪ )1‬ألن املثقال (أو الدينار) يعادل ‪ 1325‬جرام تقريباً‪ ,‬يضرب يف ‪ 26‬مثقاالً = ‪ 85‬جراماً‪( .‬وحتقيق املفيت شفيع‬
‫أن الدرهم = ‪ 3366138‬جرام‪ ,‬والدينار = ‪ 13371‬جرام‪ .‬فيكون نصاب الذهب‪ 87318 :‬جراماً‪ ,‬ونصاب الفضـة‬
‫‪ 612336 :‬جرامـاً‪ .‬والصــاع حبســبه = ‪ 331103286‬كلجــم‪ ,‬وعليــه فتــوى املظــاهر وديوبنــد‪ .‬ويف بســط البــاع أن‬
‫الدرهم = ‪ ,33162‬واملثقال= ‪ ,13866‬ونصاب الفضة = ‪ , 6863388‬ونصاب الذهب= ‪ )073108‬راجع الشرح‪.‬‬
‫(‪ )2‬ألن الدرهم يعادل ثالث غرامات تقريباً‪ ,‬تضرب يف (‪ )266‬درهم‪ ,‬يسـاوي= ‪ 666‬غـرام مـن الفضـة‪.‬‬
‫وللخالف يف وزنه اختلفوا يف النصاب فقال آخرون (‪ )505‬جراما‪ ,‬وقال بعضهم (‪ )660‬وقيل غري ذلك‪.‬‬
‫(‪ )3‬إال أن يُضم بعضهما إىل بعض أو يضم إليهما مال آخر كالنقود الورقية‪.‬‬
‫(‪ )1‬ألن عُشــر الســتمئة‪ :‬ســتون‪ ,‬وربــع الســتون‪ :‬مخســة عشــر‪ * .‬وإن أراد معرفــة مقــدار الزكــاة يف مالــه‬
‫باحلساب الرياضي فعليه أن يقسم جمموع ما عنده من املال على أربعني؛ فمثال إن كان عنده (‪ )1666‬جم‬
‫من الفضة‪ ,‬يقسمه على أربعني هكذا‪ ,16 = 16 ÷ 1666 :‬فعليه أن خيرج أربعني جم فضة أو قيمتها‪.‬‬
‫‪269‬‬
‫* الذهب المغشوش أو الفضة املغشوشة يف حكم اخلالص منهام إذا كان‬
‫الغالب هو الذهب أو الفضة‪.‬‬

‫* العمالت الورقية ؛ سواء كانت رياال سعوديا أو دينارا كويتيا أو دوالرا‬


‫أمريكيا أو روبية هندية أو غري ذلك فهي يف حكم الذهب والفضة‪ .‬فإذا بلغت‬
‫قيمتها نصابا وجبت فيها الزكاة‪ ،‬ف ُيخرج ربع ال ُعرش ‪.‬‬

‫* جيوز أن يدفع الزكاة من جنس ما وجبت فيه الزكاة؛ فيدفع يف زكاة الذهب ربع‬
‫عرش الذهب‪ ،‬كام جيوز أن يدفع قيمة ذلك الذهب بالعمالت الورقية‪ .‬وكذلك‬
‫جيوز أن خيرج زكاة الفضة وعروض التجارة بالعمالت الورقية ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫(‪ )1‬أي ينظر قيمة (‪ )666‬جرام من الفضة يف السوق‪ ,‬فمثالً‪ :‬قيمة جرام من الفضة إن كانـت (‪ )1‬ريـاالت‬
‫بالسعودية‪ ,‬فالنصاب هو (‪ )1( × )666‬رياالت = (‪ )2166‬رياالً‪ .‬فمن ملكه وجبت عليه الزكاة‪.‬‬
‫وإذا أراد أن يعرف مقدار الزكاة اليت جيب عليه فيقسم املبلـغ علـى أربعـني هكـذا‪= )16( ÷ )2166( :‬‬
‫(‪ )66‬رياالً‪ ,‬فعليه أن يدفع للفقري (‪ )66‬رياالً سعودياً‪.‬‬
‫* ال زكاة فيما زاد على النصاب حتى يبلغ الزائد خُمس النصاب عند أبي حنيفة رمحه اهلل‪.‬‬
‫(‪ )2‬وإن شاء دفع عروضا أو مكيال أو موزونا بالقيمة عن زكاة الذهب والفضة وعروض التجارة‪.‬‬
‫‪271‬‬
‫زكاة عروض التجارة‬

‫عروض التجارة‪ :‬كل ما أعد للتجارة من غري الذهب والفضة والعمالت‬


‫الورقية؛ كاملواد الغذائية والسيارات واملالبس وغري ذلك ‪.‬‬
‫وجتب فيها الزكاة برشو ‪ ،‬كميض احلول ‪ ،‬وبلوغ النصاب‪ ،‬باإلضافة إىل رش‬
‫آخر وهو نية التجارة‪.‬‬
‫ونصاهبا هي نصاب الذهب أو الفضة؛ فإذا بلغت قيمة العروض قيمة (‪)611‬‬
‫جرام من الفضة أو قيمة (‪ )85‬جراما من الذهب وجبت فيها الزكاة‪.‬‬
‫* وطريقة حساب الزكاة أن حيسب التاجر عند متام السنة التجارية كل ما‬
‫نصاب الذهب‬
‫َ‬ ‫يملكه من سلع التجارة‪ ،‬فإن بلغت قيمتها (بحسب سعر السوق)‬
‫أو الفضة أدى زكاهتا؛ بأن ُخيرج ربع ُعرشها‪ ،‬وإن مل تبلغ قيمة السلع نصابا فال‬
‫زكاة فيها ‪.‬‬
‫* ال يدخل يف حساب الزكاة قيمة األثاث واألجهزة املوجودة يف الدكان الالزمة‬
‫للتجارة‪ ،‬وإنام يدخل ما يعرضه للبيع والرشاء‪.‬‬
‫* من اشرتى أرضا أو حيوانا أو ثيابا أو سلعا أخرى لغرض التجارة‪ ،‬ثم نوى أن‬
‫يستعمله وال يبيعه؛ كأن نوى أن يسكن يف األرض‪ ،‬مل جتب فيه الزكاة ‪.‬‬

‫(‪ )1‬وتضــم قيمــة العــروض املختلفــة اجلــنس بعضــها إىل بعــض‪ ,‬كمــا تضــم قيمــة العــروض إىل الــذهب‬
‫والفضة والنقود املالية‪ * .‬وتقوم العروض بنصاب الفضة ألنه أنفع للفقراء‪.‬‬
‫(‪ )2‬ثم إن نوى فيها التجارة مرة أخرى ال تصري هلا ما مل يبعه جبنس ما فيه الزكاة‪.‬‬
‫‪271‬‬
‫* ما اشرتاه لالستعامل‪ ،‬ثم نوى فيه التجارة‪ ،‬ال يكون للتجارة وال جتب‬
‫فيه الزكاة إال إذا باعه بنية التجارة ‪.‬‬
‫* يضم الذهب والفضة والعروض والعمالت الورقية بعضها إىل بعض بالقيمة؛‬
‫فإذا بلغت قيمة جمموعها نصاب الذهب أو الفضة وجبت الزكاة‪.‬‬

‫‪‬‬

‫(‪ )1‬فكل ما اشرتاه لغري التجارة أو ورث ماالً‪ ,‬ثم نواه للتجارة ال يصـري هلـا‪ ,‬مـا مل يبعـه فتجـب الزكـاة علـى‬
‫البدل إذا حال عليه احلول‪ .‬وكذا ما اشرتاه للتجارة ثم نوى االستعمال ثم نوى التجارة مرة أخرى ال يصري هلا‪.‬‬
‫* الذهب والفضة والسائمة ال تشرتط فيها نية التجارة ‪ ,‬فلو ورث سائمة لزمه زكاتها بعد حول نواه أو ال‪.‬‬
‫* ولو نوى التجارة بعد العقد أو اشرتى شيئا للقنية ناويا أنه إن وجد رحبا باعه ال زكاة عليه‪ .‬در‪.‬‬
‫‪272‬‬
‫زكاة الدين‬

‫إذا كان لشخص دين على أحد؛ كأن أعطى أحدا قرضا‪ ،‬أو باع له شيئا‪ ،‬وجب‬
‫عليه زكاة الدين إذا بلغ نصابا ‪ ،‬وإن مل يقبضه‪.‬‬
‫ثم إن شاء أخرج زكاة دينه مما عنده من املال‪ ،‬وإن شاء زكاه بعد أن يقبضه‪ ،‬فإن‬
‫قبضه بعد سنني ومل يزك؛ أخرج زكاة األعوام املاضية ‪.‬‬
‫* أما الدين الضعيف فال زكاة فيه؛ كاملهر؛ فال خترج املرأة زكاته حتى تقبضه؛‬
‫ألنه دين ضعيف‪ ،‬وال زكاة فيه حتى يقبضه صاحبه ثم حيول عليه احلول ‪.‬‬
‫* وكذلك ال زكاة يف مال فقده صاحبه وال يعرف مكانه ‪.‬‬

‫(‪ )1‬بلغ نصابا وحده أو بضمه إىل ما عنده‪ ,‬مثال لو كان عنده قيمة نصف النصاب يف صـورة نقـود ورقيـة‬
‫أو سلع جتارية أو ذهب أو فضة‪ ,‬وله دين على أحد يبلغ نصف النصاب‪ ,‬وجبت الزكاة قدر ربع العشر‪.‬‬
‫(‪ )2‬وال جيــب عليــه إخــراج الزكــاة إال بعــد قــبض أربعــني درهمــا أي (‪ )126‬جرام ـاً فضــة أو قيمتــه إذا‬
‫كان الدين قوياً‪ .‬والكالم يف زكاة الدين أنه ثالثة أنواع‪ :‬قوي ومتوسط وضعيف‪ .‬وتفصيله كالتالي‪:‬‬
‫‪ /1‬الدين القوي هو بدل القرض ومال التجارة إذا كان املديون مقراً بالدين ولو كان مفلساً‪.‬‬
‫* وحكمــه أنــه يزكيــه إذا قبضــه ملــا مضــى مــن الســنني؛ فيعتــرب حــوالن احلــول مــن وقــت ملــك‬
‫النصـاب‪ ,‬ال مــن وقـت القــبض؛ فتجـب زكــاة األعـوام املاضــية‪ ,‬ولكـن ال يلزمــه األداء إال بعــد أن‬
‫يقبض أربعني درهما ففيها درهم‪ ,‬وكذا فيما زاد حبسابه‪.‬‬
‫‪ /2‬الدين املتوسط هو بدل ما ليس للتجارة؛ كثمن ثيـاب البذلـة‪ ,‬والطعـام‪ ,‬ودار السـكنى وحنـو‬
‫ذلك؛ إن باعه وبقي الثمن ديناً يف ذمة املشرتي‪ .‬فهـل جتـب الزكـاة فيـه عـن السـنني املاضـية ؟ فيـه‬
‫خالف؛ واألصح من الروايتني عن أبي حنيفة أنه ال زكاة فيه حتى حيول احلول مـن وقـت القـبض‪.‬‬
‫بدائع‪ ,‬وعليه فحكمه حكم الدين الضعيف‪ .‬رد‪.‬‬
‫‪ /3‬الــدين الضــعيف هــو بــدل مــا لــيس مبــال؛ كــاملهر والوصــية والديــة‪ .‬وحكمــه أنــه ال جتــب فيــه‬
‫الزكاة عن األعوام املاضية‪ ,‬وإمنا جيب إذا حال عليه احلول بعـد القـبض‪ ,‬لكـن إن كـان عنـده‬
‫مال يضم إليه؛ كما هو حكم املال املستفاد‪.‬‬
‫(‪ )3‬ويف حكم الدين الضعيف زكاة مال الضمار‪ ,‬وهو املال الذي ال يزال يف امللك ولكـن يتعـذر الوصـول‬
‫إليه؛ بأن أعطى أحـدًا قرضـاً‪ ,‬ولكـن املـديون جيحـد حقـه‪ ,‬وكـذا إذا غصـب أحـد مالـه‪ ,‬ثـم رد إليـه‬
‫‪273‬‬
‫زكاة الزروع والثمار‬

‫جتب الزكاة يف الزروع والثامر أيضا‪.‬‬


‫وال يشرت فيها النصاب وال ميض احلول‪.‬‬
‫فكل ما أخرجته األرض ؛ سواء كان ثامرا أو حبوبا أو خرضوات أو نحوها؛‬
‫جتب فيه الزكاة؛ كثريا كان أو قليال ؛ برش أن يبلغ صاعا ‪.‬‬
‫ويزكيه يو َم حصاده؛ قال اهلل تعاىل‪ :‬ﭽ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﭼ [األنعام‪]111 :‬‬

‫ومقدار الواجب يف الزروع والثامر هو العرش أو نصف العرش؛ كالتايل‪:‬‬


‫‪ )1‬جيب عرش ما خيرج من األرض إذا كانت تسقى أكثر العام بامء املطر أو ما‬
‫يشبهه؛ كامء النهر إن كان جيري إليه‪.‬‬
‫‪ )2‬جيب نصف العرش إذا كان اإلنسان يسقيها بجهده؛ بالدالء ونحوها من‬
‫اآلالت ‪.‬‬
‫* جيب العُشر يف العسل إذا أخذ من أرض عشرية أو جبل أو مفازة؛ وإن قلّ‪.‬‬

‫بعد مدة‪ ,‬وكذا من فقد ماله أو دفنه يف برِّية ونسي مكانه ثم وجده بعد مدة‪ .‬فال جتـب يف هـذا املـال‬
‫زكاة األعوام املاضية بعد القبض ‪.‬‬
‫(‪ )1‬وال عشر يف اخلارج من أرض اخلراج؛ لئال جيتمع العشر واخلراج‪ .‬راجع الشرح للتفصيل‪.‬‬
‫* جيب العشر يف مثرة جبلٍ أو مفازةٍ إن محاه اإلمام من أهل احلرب وقطاع الطرق‪ ,‬جيب ولو كـان الشـجر‬
‫غري مملوك ومل يعاجله أحد‪ .‬والف مثرة شجر أو بستان يف دار رجل ال جيب فيه العشر؛ ألنه تبع للدار‪.‬‬
‫(‪ )2‬الشرط أن يقصد بزراعته استغالل األرض؛ فال زكاة يف حنو حطب إال إذا قصد زراعتها ملنافعه أو لبيعه‪.‬‬
‫فيجب العشر عند أبي حنيفة رمحـه اهلل يف كـل مـا خترجـه األرض مـن الـدخن واألرز وأصـناف احلبـوب‬
‫والبقول والرياحني واألوراد والرطاب وقصب السكر والبطيخ واخليار والباذيان والعصفر واجلوز واللـوز‬
‫والكمون والكزبرة‪ ,‬وأشباه ذلك مما له مثرة باقية أو غري باقية (كاخلضروات)‪ ,‬قل أو كثر‪.‬‬
‫وعندهما ال جتب يف اخلارج من األرض إال فيما له مثرة باقية إذا بلغت مخسة أوسق‪ .‬والف اخلضروات‪.‬‬
‫(‪ )3‬ولو سقاه بالنهر وبآلة اعترب الغالب؛ فإن سقاه أكثر السنة بالدالء واآلالت وجب نصف العشر‪.‬‬
‫‪274‬‬
‫زكاة السوائم ‪ :‬اإلبل والبقر والغنم‬

‫السوائم‪ :‬هي اإلبل والبقر (واجلاموس) والغنم ‪.‬‬


‫شروط زكاتها‪ :‬من كان عنده هذه احليوانات وجبت عليه الزكاة برشو منها‪:‬‬
‫‪ -2‬بلوغ النصاب ‪.‬‬ ‫‪ - 1‬ميض احلول‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ترعى بنفسها يف املراعي أكثر العام؛ فال زكاة فيها عىل صاحبها إن كان‬
‫نصف احلول أو أكثر‪.‬‬
‫َ‬ ‫َيعلفها ( ُيطعمها) بنفسه‬
‫‪ -4‬أن يتخذها لقصد الدر والنسل والزيادة ؛ فال زكاة فيها لو كانت للحمل‬
‫والركوب‪ ،‬أو ل ّلحم واألكل‪ ،‬أو للعمل واحلرث‪.‬‬

‫ونصاب اإلبل خمسة؛ فإذا كانت أربعة أو أقل ال جتب فيها الزكاة‪.‬‬
‫فإذا بلغت مخسا (إىل تسع) وجبت فيها شاة‪ ،‬وإذا بلغت عرشا ففيها شاتان‪،‬‬
‫وهكذا يف كل مخس شاة إىل أن تبلغ مخسا وعرشين ففيها بنت خماض‪( ،‬وهي‬
‫الناقة التي تم هلا سنة) ‪.‬‬

‫(‪ )1‬السائمة لغة الراعية‪ .‬سامت املاشية‪ :‬رعت‪ ,‬وأسامها ربها ومنه‪ :‬ﭽﮃﮄﮅﭼ [النحل‪]16 :‬‬
‫(‪ )2‬بشرط أن تكون متولدة من أم أهلية؛ والف ما لو تولد من وحشية فال جتب فيها الزكاة‪.‬‬
‫* وليس يف سوائم الوقف واخليل املسبلة زكاة؛ لعدم املالك‪ ,‬وال يف مقطوعة القوائم؛ ألنها ليست سائمة‪.‬‬
‫(‪ )3‬ألن مال الزكاة هو املال النامي‪ ,‬وإمنا حيصل النمو بالدر والنسل والزيادة والسِمَن‪.‬‬
‫* ولو اختذها للتجارة ففيها زكاة التجارة‪ .‬ويبطل حوهلا جبعلها للسوم‪.‬‬
‫(‪ )1‬ففي العشر إىل (‪ )11‬شاتان‪ ,‬فإذا بلغت (‪ )15‬فثالث شياه إىل (‪ ,)10‬فإذا بلغت (‪ )21 26‬ففيها أربع شياه‪.‬‬
‫(‪ )5‬ويف ست وثالثني بنت لبون‪ ,‬ويف ست وأربعني حقـة‪ ,‬ويف إحـدى وسـتني جذعـة‪ ,‬ويف سـت وسـبعني‬
‫‪275‬‬
‫نصاب البقر‪ :‬ثالثون‪ ،‬وليس يف أقل من ثالثني من البقر زكاة‪.‬‬
‫فإذا بلغت ثالثني إىل تسع وثالثني وجب فيها تبيع أو تبيعة‪( ،‬البقر الذي تم له‬
‫سنة ودخل يف السنة الثانية)‪ .‬ويف أربعني مسن أو مسنة (ذات سنتني) ‪.‬‬
‫نصاب الغنم‪ :‬أربعون‪ ،‬وليس يف أقل من أربعني من الغنم زكاة‪.‬‬
‫فإذا بلغت أربعني إىل مائة وعرشين وجب فيها شاة ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫بنتا لبون‪ ,‬ويف إحدى وتسعني حقتان إىل مائة وعشرين‪ .‬واملـراد ببنـت اللبـون مـا مت هلـا سـنتان‪ ,‬وباحلقـة‬
‫ما مت هلا ثالث‪ ,‬وباجلذعة ما مت هلا أربع سنوات‪ .‬فإذا زادت على (‪ )126‬ففي كـل مخـس شـاة (إضـافة‬
‫إىل احلقــتني) إىل (‪ )115‬ففيهــا حقتــان وبنــت خمــاض‪ ,‬ويف (‪ )156‬ثــالث حقــاق‪ ,‬ثــم يف كــل مخــس‬
‫شــاة‪ ,‬ويف (‪ )175‬ثــالث حقــاق وبنــت خمــاض‪ ,‬ويف (‪ )186‬ثــالث حقــاق وبنــت لبــون‪ ,‬ويف (‪ )106‬أربــع‬
‫حقاق إىل مائتني‪ ,‬ثم تستأنف أبداً كما بعد مائة ومخسني‪.‬‬
‫(‪ )1‬وال شـيء فيمــا زاد علـى األربعــني إىل سـتني ففيهــا تبيعـان أو تبيعتــان‪ .‬ثـم يف كــل ثالثـني تبيــع‪ ,‬ويف‬
‫كل أربعني مسنة‪ ,‬إال إذا تداخال؛ كمائة وعشرين‪ ,‬فيخري بني أربـع أتبعـة وثـالث مسـنات‪ ,‬وهكـذا‪.‬‬
‫* اجلاموس نوع من البقر‪ ,‬فهو مثل البقر يف الزكاة واألضحية والربا‪ ,‬ويكمل به نصاب البقر‪.‬‬
‫(‪ )2‬أربعــون شــاةً فيهــا شــاةٌ؛ ذكــراً كــان أو أنثــى‪ .‬ويف (‪ )266 121‬شــاتان‪ ,‬ويف (‪ )261‬ثــالث شــياه‪,‬‬
‫ويف أربعمائة أربع شياه‪ * .‬وما بني كل نصـا ونصـاب عفـو ال جيـب فيـه شـيء‪ .‬ثـم بعـد بلوغهـا أربعمائـة‬
‫يف كل مائة شاة إىل غري نهاية‪ * .‬واملعز والضأن سواء يف وجـوب الزكـاة‪ * .‬ويؤخـذ يف زكـاة الغـنم‬
‫الثين (ما متت له سنة) من الضأن واملعز‪ ,‬وال يؤخذ اجلذع (ما مت له ستة أشهر) إال بالقيمة‪.‬‬
‫‪276‬‬
‫مسائل متفرقة‬

‫* ال زكاة فيما يلي إذا لم تكن للتجارة‪:‬‬


‫= البغال واحلمري‪.‬‬
‫= خيل سائمة عند اإلمامني أيب يوسف وحممد‪ ،‬وعليه الفتوى‪.‬‬
‫= ال َعلوفة؛ وهي التي يقوم صاحبها بإطعامها من الغنم وغريها ‪.‬‬
‫‪ -‬فإن كانت للتجارة وجب فيها ربع العرش إذا بلغت قيمتها أحد النصابني‪.‬‬
‫= وال جتب الزكاة يف البهائم العوامل‪ ،‬وهي التي أعدت للعمل كحراثة األرض‪،‬‬
‫وكالسقي ونحوه‪ ،‬وكذا احلوامل‪ :‬وهي التي أعدت حلمل األثقال‪.‬‬
‫* جيب يف الزكاة الوسط؛ ال اجليد وال الرديء‪ ،‬إال إذا كان كله جيدا ؛ فلو كان‬
‫الغنم كله جيدا وجب فيها شاة جيدة ‪.‬‬
‫* من وجبت عليه الزكاة بعد حوالن احلول؛ ثم احتاج للامل فأنفقه يف حوائجه ومل‬
‫يبق لديه يشء‪ ،‬مل تسقط عنه الزكاة‪ ،‬وتبقى دينا عليه للفقراء ‪.‬‬
‫* جيب إخراج الزكاة عاجال بعد احلول؛ فإن أخر إىل العام القابل أساء وأثم‪.‬‬
‫* جيوز أن يقدم إخراج الزكاة قبل متام احلول‪.‬‬
‫* جيوز دفع القيمة يف الزكاة ‪.‬‬

‫(‪ )1‬ألن شرط وجوب الزكاة أن تكتفـي بـالرعي أكثـر العـام كمـا سـبق‪ * .‬احلَمَـل (ولـد الشـاة دون‬
‫سنة) والفصيل والعجول‪ ,‬ال جتب الزكاة فيها إال تبعاً لكبريها؛ كما لو كان له ‪ 30‬محالً ومسنّ‪.‬‬
‫(‪ )2‬وتؤخذ الزكاة من أغلبها‪ * .‬وال جيوز يف الصدقة إال ما جيوز يف األضحية‪.‬‬
‫(‪ )3‬هذا إذا استهلك ماله كله أما إذا هلك كله سقطت الزكاة‪ .‬وإذا هلك بعضه بعـد وجـوب الزكـاة سـقطت‬
‫حبسابه؛ مثالً‪ :‬ألف درهم وجبت فيها (‪ )25‬درهما‪ ,‬ولكن هلك (‪ )266‬درهم سقط من الزكاة ‪ 5‬دراهم‪.‬‬
‫(‪ )1‬وتعترب القيمة يوم الوجوب‪ ,‬وقاال يوم األداء‪ .‬ويف السوائم يوم األداء إمجاعا على األصح‪.‬‬
‫‪277‬‬
‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬اذكر آية وحديثا عن أمهية الزكاة‪ ،‬ووعيد تاركها‪ ،‬ثم بني حكمها وحكمتها‪.‬‬
‫‪ ‬عىل من تفرض الزكاة ؟ وعىل من ال تفرض ؟‬
‫‪ ‬عرف الزكاة لغة ورشعا‪ ،‬ثم بني ما يشرت يف املال التي جتب فيه الزكاة‪.‬‬
‫‪ ‬ما هي األشياء التي جتب فيها الزكاة؟ وما حكم العمالت الورقية والذهب املغشوش؟‬
‫‪ ‬اذكر نصاب ما ييل مع بيان مقدار الواجب‪ :‬عروض التجارة‪ ،‬الدين‪ ،‬الزرع والثمر‪ ،‬السوائم‪.‬‬

‫تأمل فيما يلي وبني هل هو صواب أم فيه خلل بعالمة (‪ ) ، ‬مع تصويب اخللل‪:‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬جتب الزكاة يف األموال النامية كاللؤلؤ والياقوت‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬ال جتب الزكاة يف دور السكنى‪ ،‬وثياب البدن‪ ،‬وأثاث املنزل والسيارة‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬من تصدق بامله كله للفقري بال نية الزكاة سقط عنه فرض الزكاة‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬ال زكاة يف اخليل‪ ،‬ويف البهائم العلوفة والعوامل واحلوامل‬

‫ما احلكم فيما يلي ؟ (على من جتب الزكاة ؟ وكم جتب؟)‪:‬‬


‫‪ ‬شخص عنده ذهب بقيمة سبعامئة جرام فضة فقط‪ ،‬وآخر عنده ستامئة جرام فضة‪.‬‬
‫‪ ‬شخص عنده سبعامئة جرام فضة‪ ،‬لكن عليه دين بقيمة مائة ومخسني ريال فضة‪.‬‬
‫‪ ‬شخص عنده مخسون بقرا يعلفها‪ ،‬وأربعون شاة سائمة‪.‬‬
‫‪ ‬عندك كيلو جرام من الفضة‪ ،‬وألف ريال ‪( .‬فكم جيب عليك أن تزكي؟)‬
‫‪ ‬عنده سيارتان وثياب غالية ومكيفات بعضها حلاجته‪ ،‬وبعضها زائـد عـن حاجتـه‪،‬‬
‫والزائد قيمته مائة جرام من الذهب‪ ،‬فهل جيوز له أخذ الزكاة؟ أم جتب عليه الزكاة ؟‬
‫‪ ‬كان عنده ‪ 29‬بقرة‪ ،‬ويف صب أول حمرم ‪1433‬هـ ملك بقرة أخرى‪ ،‬فمتى يزكي؟‬
‫‪ ‬كان عند ‪ 11‬آالف ريال يف أول حمرم‪ ،‬فرصف منها ‪ 9‬آالف‪ ،‬ويف هناية السـنة ملـك‬
‫‪ 21‬ألف ريال‪ ،‬فهل عليه زكاة ؟ كم يزكي لو كانت عليه ؟ ومتى ؟‬

‫‪278‬‬
‫مصارف الزكاة‬

‫تصرف الزكاة لألصناف الثمانية التي بينها اهلل تعاىل يف قوله‪ :‬ﮋﮡ ﮢ‬

‫ﮣﮤﮥﮦﮧﮨ ﮩﮪﮫﮬ‬
‫ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﮊ التوبة‪:‬‬

‫هؤالء ثامنية؛ لكن سقط املؤلفة قلوهبم ملا منعهم عمر ‪ ‬من الزكاة‪ ،‬وانعقد‬
‫عليه اإلمجاع‪ .‬وبقي سبعة أصناف وهم‪:‬‬
‫‪ -1‬الفقري‪ :‬وهو الذي يملك شيئا أقل من النصاب‪.‬‬
‫‪ -2‬املسكني‪ :‬هو الذي ال يملك شيئا أصال‪ ،‬فهو أسوأ حاال من الفقري‪.‬‬
‫‪ -3‬العامل عىل الصدقة‪ :‬هو الذي يقوم بجمع الزكاة؛ فإنه يعطى من مال الزكاة‬
‫بقدر عمله ولو كان غنيا‪.‬‬
‫‪ -4‬يف الرقاب‪ :‬هم العبيد املكاتبون الذين اتفقوا مع سادهتم عىل العتق بامل يدفعونه‪.‬‬
‫‪ -5‬الغارم‪ :‬هو الذي عليه دين ويعجز عن سداد دينه ‪.‬‬
‫‪ -6‬يف سبيل اهلل‪ :‬هم الفقراء من اجلنود املنقطعني للجهاد يف سبيل اهلل‪.‬‬
‫‪ -7‬ابن السبيل‪ :‬هو املسافر الذي نفد ماله يف سفره‪ ،‬وله مال يف وطنه ‪.‬‬

‫(‪ )1‬وهم الذين كان النيب يعطيهم تأليفا لقلوبهم؛ ليدخلوا يف اإلسالم‪ ,‬أو ليدفع شرهم‪...‬‬
‫(‪ )2‬بأن ال ميلك نصابا فاضال عن دينه‪ ,‬والدفع للمديون أوىل منه للفقري‪.‬‬
‫(‪ )3‬وكذا كل من هو غائب عـن مالـه وإن كـان يف بلـده؛ ألن احلاجـة هـي املعتـربة وقـد وجـدت؛ ألنـه‬
‫فقري يداً وإن كان غنيا ظاهراً‪ .‬وال حيل البن السبيل أن يأخذ أكثر من حاجته (والف الفقري)‪.‬‬
‫‪279‬‬
‫* الفقر رش يف مجيع األصناف إال العامل ‪.‬‬
‫* جيوز للمزكي أن يدفع الزكاة إىل مجيع هذه األصناف املذكورة‪ ،‬أو إىل بعضهم‪،‬‬
‫أو إىل واحد من أي صنف كان‪.‬‬
‫لكن يكره أن يدفع لواحد قيمة نصاب كامل إال للمديون وصاحب عيال ‪.‬‬
‫ف الزكاة متليكا للمستحق ال إباحة له ‪.‬‬ ‫* يشرت أن يكون‬
‫ف الزكاة إىل بناء مدرسة أو مسجد‪ ،‬أو إصالح طريق‪ ،‬أو كفن ميت ؛‬ ‫= وال جيوز‬
‫ألنه يشرت أن يم ّلك من سبق‪ ،‬ويف هذه الصور ال يتحقق التمليك وال الفقر ‪.‬‬
‫وكذا ال جيوز لرصف رواتب املدرسني والعامل إذا كانوا فقراء؛ ألهنا أجرة‬
‫يستحقوهنا‪ ،‬وليست بزكاة؛ ألهنا تدفع بال عوض‪.‬‬

‫من ال يجوز دفع الزكاة إليهم‪:‬‬


‫= ال جيوز دفع الزكاة لكافر ولو كان فقريا‪.‬‬
‫لغني ‪ ،‬وال لطفله الفقري‪.‬‬
‫= وال جيوز دفعها ٍّ‬
‫= وال لبني هاشم أو مواليهم‪.‬‬

‫(‪ )1‬وأما ابن السبيل فله مال لكن ليس معه فهو فقري حكماً‪ ,‬وكذا املكاتب ماله ال يكفي لفك رقبته‪.‬‬
‫(‪ )2‬فال يكره لو دفع نصـابا أو أكثـر إىل صـاحب عيـال حبيـث لـو فرقـه علـيهم يكـون نصـيب كـل‬
‫أفراد عائلته أقل من نصاب‪ ,‬وكذا ال يكره لو دفع إىل مديون ال يفضل بعد دينه نصاب‪.‬‬
‫(‪ )3‬فال يكفي أن يطعم فقرياً معه؛ ألنه ليس متليكاً‪ * .‬وكذا ال جيوز لبنـاء مسـجد وحنـوه لعـدم التمليـك‬
‫للمستحق‪ * .‬وال يصرف إىل صيب غري مراهق إال إذا قبض هلما من جيوز له قبضه كأب ووصي وغريهما‪.‬‬
‫(‪ )1‬وكذا ال يصرف إىل كري األنهار واحلج واجلهاد ما مل ميلـك الفقـري لفعـل ذلـك‪ * .‬أمـا ديـن احلـي‬
‫الفقري فيجوز أداء الزكاة إىل دائنه لو بأمره؛ ألن الدائن يقبضه حبكم النيابة عنه ثم يصري قابضا لنفسه‪.‬‬
‫(‪ )5‬وهو من ملك قدر نصاب فارغ عن حاجته األصلية من أي مال كان؛ ناميا أو غريه‪.‬‬
‫(‪ )6‬وهم أوالد علي وجعفر وعقيل‪ ,‬و أوالد عباس وحارث‪.‬‬
‫‪281‬‬
‫= وال جيوز دفعها ألصله؛ كأبويه وأجداده وجداته وإن علوا‪.‬‬
‫‪ -‬وال لفرعه؛ كأوالده وأوالد أوالده‪ ،‬وإن سفلوا ‪.‬‬
‫‪ -‬وال إىل زوجته‪ ،‬كام ال جيوز هلا أن ترصف الزكاة لزوجها ‪.‬‬
‫ف الزكاة إليهم أفضل‬ ‫أما باقي األقارب؛ كاإلخوة واألعامم واألخوال‪ ،‬فإن‬
‫إن كانوا فقراء؛ ألنه صدقة وصلة‪.‬‬
‫* لو وكل املزكي رجال بأن يدفع عنه الزكاة‪ ،‬ومل يعني له فقراء معينني‪ ،‬جاز‬
‫للوكيل أن يدفع زكاة موكله لزوجته الفقرية‪ ،‬أو لولده الفقري ‪.‬‬
‫* ال حيل ألحد أن يسأل شيئا من القوت وله قوت يومه‪ ،‬وكذا ال حيل أن يسأل‬
‫وهو صحي قادر عىل كسب قوت يومه‪.‬‬
‫* الصدقة تستحب بام يفضل عن كفايته وكفاية من يمونه‪ ،‬وإن تصدق بام ُينقص‬
‫مؤنة من يمونه أثم؛ كام لو كان االبن جائعا فيعطي أكله للجار ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫(‪ )1‬هذا عند أبي حنيفة‪ ,‬وقال صاحباه‪ :‬جيوز هلا أن تدفعها لزوجها الفقري‪.‬‬
‫(‪ )2‬لكن إن كان صغرياً يشرتط أن يكون أبوه فقرياً أيضاً؛ ألن الصغري يعد غنيا بغنى أبيه‪.‬‬
‫* وال جيوز له أن يأخذها لنفسه إن كان فقرياً؛ إال إذا قال املوكل‪ :‬ضع زكاة مالي حيث شئت‪.‬‬
‫* ويكره نقلها إىل بلد آخر إال إىل قرابته‪ ,‬أو من هو أحوج من أهل بلده‪ ,‬أو طالب علم‪.‬‬
‫* لو دفع الزكاة بتحر ملن يظنه مصرفا ثم ظهر والفه أجزأه؛ ولو دفع بال حتر مل جيز إن تبني أنه أخطأ‪.‬‬
‫(‪ )3‬ألن نفقته واجبة‪ ,‬وتقديم املستحب على الواجب معصية‪.‬‬
‫* ولو كان عنده أكل وضعه للغد وجاره جائع فليدفع للجار‪.‬‬
‫‪281‬‬
‫فصل يف املعدن والركاز‬

‫قال‪ « :‬ويف الركاز اخلمس» [رواه البخاري (‪])1100‬‬ ‫عن أبي هريرة ‪ ‬أن النيب‬
‫الركاز‪ :‬مال وجد حتت األرض؛ سواء أكان معدنا خلقيا أو كنزا دفنه الكفار‪.‬‬
‫‪ )1‬من وجد معدنا ينطبع بالنار كالذهب والفضة واحلديد يف أرض غري داره‬
‫وجب عليه إخراج مخسه ‪ .‬ومن وجد معدنا يف داره وحانوته فال يشء عليه‪.‬‬
‫وكذا ال شيء يف ياقوت وزمرد وحنوها من األحجار اليت ال تنطبع‪.‬‬
‫وكذا ال شيء يف مجيع ما يستخرج من البحر؛ كالعنرب واللؤلؤ واملرجان‬
‫والسمك‪ ,‬وحنو ذلك؛ إال إذا أعده للتجارة فتجب زكاته‪.‬‬
‫‪ )2‬ولو وجد كنزا من دفني اجلاهلية وجب عليه اخلمس لكونه غنيمة‪.‬‬
‫أما لو وجد كنزا يف أرض اإلسالم (من دفني اإلسالم) فهو لقطة جيب ردها إىل‬
‫مالكها ‪ ،‬فإن مل يعرفه وجب التصدق هبا؛ سواء أكان نقودا أم غريها‪.‬‬
‫* ومصرف اخلمس مصرف الغنيمة املذكور يف قوله تعاىل‪ :‬ﭽﭒﭓﭔ‬
‫ﭕﭖﭗﭘﭙﭚ ﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭼ [األنفال‪,‬‬
‫من اآلية‪]11 :‬‬
‫وما بقي بعد اخلمس يكون للواجد إن وجد يف أرض غري مملوكة ألحد‬
‫كالصحراء واجلبال وغريها من األراضي‪.‬‬
‫وإن وجده يف أرض مملوكة فالباقي للمالك (‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬املعادن ثالثة أقسام‪ :‬ما ينطبع بالنار‪ ,‬ما ال ينطبع‪ ,‬مائع‪ .‬فأما الذي ينطبع بالنار كالـذهب والفضـة واحلديـد‬
‫فيجب فيه إخراج اخلمس‪ .‬وأما املائع كنفط وقار وزفت‪ ,‬وغري املنطبع كمعادن األحجار فال شيء فيهما‪.‬‬
‫(‪ )2‬وإن وجــده يف داره فــإن كــان معــدنا فالكــل ملالــك الــدار‪ ,‬وإن كــان كنــزاً فــإن كــان مــن دفــني‬
‫اجلاهلية فعليه اخلمس والباقي له‪ ,‬وإن كان من دفني اإلسالم فلقطة‪.‬‬
‫‪282‬‬
‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬بني مقدار النصاب يف األموال التي جتب فيها الزكاة‪.‬‬
‫‪ ‬ما هي مصارف الزكاة ؟‬
‫ف الزكاة إليه ؟ (بني بالتفصيل)‬ ‫‪ ‬من الذي ال جيوز‬
‫‪ ‬ما املراد بكل من‪ :‬الفقري‪ ،‬املسكني‪ ،‬الغارم‪ ،‬يف سبيل اهلل‪ ،‬ابن السبيل‪.‬‬
‫‪ ‬ما املراد بالركاز ؟ وما حكم من وجده ؟‬
‫‪ ‬كم جيب يف الركاز ؟ وما مرصفه ؟‬

‫تأمل فيما يلي وبني هل هو صواب أم فيه خلل بعالمة (‪ ) ، ‬مع تصويب اخللل‪:‬‬
‫‪ ‬مقدار الزكاة ربع العرش؛ للذهب والفضة والعمالت الورقية‪ ،‬وعـروض التجـارة‪،‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫والسوائم إال الزروع والثامر‪ ،‬واملعادن والركاز‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬جيوز دفع القيمة يف الزكاة‪ ،‬كام جيوز إخراجها قبل متام احلول‬
‫)‬ ‫‪ ‬جيب دفع الزكاة إىل مجيع األصناف من املستحقني‪ ،‬وال يقترص عىل واحد منهم (‬
‫)‬ ‫ف الزكاة إىل بناء مدرسة أو مسجد‪ ،‬أو إصالح طريق إال بإذن الفقري (‬ ‫‪ ‬ال جيوز‬
‫)‬ ‫‪ ‬جيوز للوكيل دفع زكاة موكله لزوجته الفقرية‪ ،‬أو لولده الفقري‪ ،‬إذا مل يعني له املوكل (‬
‫)‬ ‫‪ ‬من تصدق بام ُينقص مؤنة من يمونه أثم؛ كام لو كان االبن جائعا فيعطي أكله للجار (‬

‫‪‬‬

‫‪283‬‬
‫زكاة الفطر طهرة للصائم من‬ ‫قال‪« :‬فرض رسول اهلل‬ ‫عن ابن عباس‬
‫اللغو والرفث‪ ،‬وطعمة للمساكني‪ ,‬من أداها قبل الصالة فهي زكاة مقبولة‪ ،‬ومن‬
‫أداها بعد الصالة فهي صدقة من الصدقات» رواه أبو داود (‪ )1660‬وإسناده حسن‬

‫صدقة الفطر‪ :‬هي صدقة يعطيها املسلم ملن يستحقها يوم عيد الفطر‪.‬‬
‫يطهر هبا نفسه وماله‪ ،‬ويطعم هبا املساكني‪ .‬وهي واجبة ‪.‬‬
‫ّ‬
‫على من تجب صدقة الفطر ؟‬
‫صدقة الفطر واجبة عىل كل مسلم مالك ملقدار النصاب‪ :‬من أي مال كان ‪،‬‬
‫إذا كان فاضال عن‪ :‬دينه‪ ،‬وعن حوائجه األصلية‪ ،‬وحوائج عياله األصلية‪.‬‬
‫واحلوائج األصلية هي‪ :‬مسكنه‪ ,‬وأثاث بيته‪ ,‬ومالبسه‪ ,‬ومراكبه‪ ,‬واآلالت‬
‫اليت يستعني بها يف كسب معاشه ‪.‬‬
‫فمن ملك ماالً من نقود أو ذهب أو فضة أو بقر أو غنم أو مركب أو مسكن‬
‫زائد عن احلوائج‪ ,‬وكانت قيمته تبلغ قيمة النصاب‪ :‬وجبت عليه صدقة الفطر(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬وجبت يف السنة الثانية من اهلجرة بعد فرضية صوم رمضان‪ ,‬وقبل فرضية الزكاة‪ .‬وجتب وجوباً موسعاً‪.‬‬
‫(‪ )2‬على كل مسلم حر مالك للنصاب؛ فال جتب علـى رقيـق وال كـافر وال فقـري‪ .‬وجتـب علـى الصـغري‬
‫وا نون يف ماهلما‪ ,‬خيرج عنهما وليهما‪ .‬أما إذا مل يكن هلما مال أخرج الولي عنهما من ماله‪.‬‬
‫(‪ )3‬ال يشرتط يف املال أن يكون نامياً؛ ألن وجوب الفطرة بقدرة ممكنة ال ميسرة؛ فال يشرتط بقاؤها‪.‬‬
‫(‪ )1‬وقيمة النصاب ‪ 666‬غرام من الفضة؛ راجع ‪ :‬باب زكاة النقدين‪ .‬فمن كان عنده بقيمته مال زائد عـن‬
‫‪284‬‬
‫متى يجب في المال صدقة الفطر ؟‬
‫ال يشرت لوجوب صدقة الفطر أن حيول احلول عىل املال؛ وإنام يشرت أن يكون‬
‫مالكا للنصاب يوم العيد وقت طلوع الفجر؛ فمن كان كذلك وجبت عليه‪.‬‬
‫ومن مات أو صار فقريا قبل طلوع الفجر ال جتب عليه‪.‬‬
‫ومن ولد أو أسلم أو صار غنيا بعد طلوع الفجر ال جتب عليه‪.‬‬
‫متى يخرج صدقة الفطر ؟‬
‫السنة أن خيرج صدقة الفطر قبل اخلروج إىل املصىل ‪.‬‬
‫وجيوز أن يؤدهيا مقدما يف رمضان‪ ،‬بل يستحسن ليقدر الفقري عىل رشاء ثيابه‬
‫وحاجياته األخرى له ولعياله يوم العيد‪ ،‬وال يسأل الناس‪.‬‬
‫ويكره تأخريها عن صالة العيد‪ .‬فمن صىل ومل يؤدها فعليه أن يؤدهيا بعدها ‪.‬‬
‫عمن يخرج صدقة الفطر؟‬
‫جيب أن خيرج صدقة الفطر عن نفسه وعن أوالده الصغار الفقراء ‪.‬‬
‫* ال جيب عىل الرجل إخراج صدقة الفطر عن أوالده البالغني العقالء؛ فإن كانوا‬
‫أغنياء أخرجوا من أمواهلم‪ ،‬وإال مل جتب عليهم‪.‬‬
‫* كذا ال جيب إخراج صدقة الفطر عن زوجته‪ ،‬وإنام خترج من ماهلا إن كان‬
‫عندها مقدار النصاب‪ .‬ولكن إن تربع هبا الزوج جاز ‪.‬‬

‫حوائجه أيا كان هذا املال‪ :‬وجبت عليه الفطرة واألضحية ونفقة ا ارم ‪ ,‬وحرمت عليه أخذ الزكاة‪.‬‬
‫(‪ )1‬يسن سنة مؤكدة إخراجها قبل صالة العيد؛ ألن النيب أمر بذلك‪ .‬البخاري (‪)1563‬‬
‫(‪ )2‬وكذا خيرج عن أوالده ا انني الفقراء (البالغني)‪ ,‬وعن عبيده‪ * .‬والغين منهم صدقته من ماله‪.‬‬
‫(‪ )3‬لو أدى الفطرة عن الزوجة والولد الكبري بال إذن أجزأ استحسانا لو يف عياله؛ لإلذن عادة‪ ,‬وإال ال‪.‬‬
‫‪285‬‬
‫ما مقدار صدقة الفطر؟‬
‫يُخرج يف صدقة الفطر عن الفرد الواحد األشياء التالية أو ما يعادل قيمتها‪:‬‬
‫‪ -‬نصف صاع من القم (أو دقيقه أو سويقه)‪.‬‬
‫‪ -‬صاع من متر أو شعري أو زبيب ‪.‬‬
‫ومن أراد إخراج صدقة الفطر من ذرة وأرز ونحومها أو من نقود‪ :‬فعليه أن‬
‫يراعي فيها قيمة هذه األشياء األربعة املنصوص عليها ‪.‬‬
‫* الصاع يعادل (‪ )3.25‬كيلو جرام تقريبا‪ ،‬وهو التقدير املتوسط ‪.‬‬

‫كيف يدفع صدقة الفطر ؟ ولمن يدفع ؟‬


‫* جيوز دفع صدقة الفطر عن الفرد الواحد إىل مساكني‪.‬‬
‫كام جيوز دفعها عن اجلامعة إىل مسكني واحد ‪.‬‬
‫* يشرت النية ومتليك الفقري لصحة صدقة الفطر‪ ،‬وال تكفي اإلباحة‪.‬‬
‫* مصارف صدقة الفطر هي مصارف الزكاة ‪ ،‬وهم الفقراء واملساكني وغريهم ممن‬
‫ذكر يف كتاب اهلل بقوله‪ :‬ﮋﮡﮢ ﮣﮤ ﮊ اخل اآلية [التوبة‪] 66 :‬‬

‫(‪ )1‬لو أدى نصف صاع شعري ونصف صاع متر‪ ,‬أو وربع صاع حنطة‪ :‬جاز‪ .‬ولكن ال جيوز باعتبار القيمة‪.‬‬
‫(‪ )2‬األحسن دفع األحسن‪ ,‬ولكن ال يشرتط اجليد؛ فلو أدى رديئا منها جاز‪ ,‬ويف القيمة يشرتط اجليد‪.‬‬
‫* األفضل يف أيام الشدة وقلة الطعام أن يدفع العني‪ ,‬على ما كـان يف زمـن الـنيب ‪ ,‬واختلـف يف األفضـل‬
‫يف غري تلك األيام؛ فقيل دفع العني‪ ,‬وقيل‪ :‬القيمة‪ ,‬وقد اختلف اإلفتاء‪ .‬ط رد‪ .‬فعلى املفيت مراعاة احلال‪.‬‬
‫(‪ )3‬ونصفه يعادل (‪ )13625‬كيلو جرام تقريباً‪ .‬حبسب حتقيق مفيت مصر‪ ,‬وفتـوى ديوبنـد علـى حتقيـق‬
‫املفــيت شــفيع‪ ,‬وهــو أن الــدرهم = ‪ 3366138‬جــرام ‪ ,‬والــدينار = ‪ 13371‬جــرام‪ .‬وحبســبه يكــون مقــدار‬
‫الصاع هو = ‪ 331103286‬كلجم‪ .‬راجع الشرح للتفصيل‪ ,‬وأيضا كتاب الصيام‪ ,‬فصل الكفارة‪.‬‬
‫(‪ )1‬كفدية الصوم والصالة؛ فلو أدى عن صلوات وصيام أيام لفقري جاز؛ وـالف كفـارة الـيمني والظهـار‬
‫حيث ال جيوز أن يدفع ملسكني واحد أكثر من نصف صاع يف يوم للنص على العدد (عشرة‪ ,‬ستني)‪.‬‬
‫‪286‬‬
‫(‪)2‬‬
‫«من نذر أن يطيع اهلل فليطعه‪ ،‬ومن نذر أن يعصيه فال يعصه»‬ ‫قال النيب‬

‫إذا نذر شيئا من القربات لزمه الوفاء به إذا اجتمع فيه ثالثة رشو ‪:‬‬
‫‪ - 1‬أن يكون املنذور من جنسه واجب؛ كصوم وصالة ونحو ذلك؛ فال يص‬
‫النذر بعيادة املريض‪.‬‬
‫‪ - 2‬أن يكون املنذور مقصودا لذاته؛ فال يص النذر بالوضوء ‪.‬‬
‫‪ - 3‬أال يكون املنذور فرضا أو واجبا؛ فال يص النذر بالوتر أو صوم رمضان ‪.‬‬
‫* من نذر معصية فال يعص اهلل بنذره‪ ،‬بل يكفر عنه مثل كفارة اليمني ‪.‬‬

‫وكفارة اليمين بينها اهلل تعاىل بقوله ‪ :‬ﭽ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ‬

‫ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶ‬

‫(‪ )1‬إال العامل الغين‪ ,‬وال تصح إىل من بينهما والد أو زوجية وال إىل غين أو هامشي وحنوهم‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه البخــاري (‪ )6606‬ويف روايــة‪ ..« :‬فليــف بنــذره‪ ,‬ومــن نــذر أن يعصــي اهلل فــال يــف بــه» وال ينبغــي‬
‫النذر؛ فقد نهى عنه النيب ‪ ,‬وقال‪« :‬إنه ال يأتي وري‪ ,‬وإمنا يستخرج به من البخيل» مسلم (‪)1630‬‬
‫(‪ )3‬لقوله تعاىل‪ :‬ﭽﮯﮰﭼ وللحديث السابق‪« :‬من نذر أن يطيع اهلل فليطعه» ولإلمجاع‪.‬‬
‫(‪ )1‬فال يلزم الوضوء بنذره؛ ألنه مطلوب لغريه‪ ,‬وكذا ال يلزم النذر مبس املصحف‪ ,‬وال سجدة التالوة‪.‬‬
‫(‪ )5‬وقد زيد شرط رابع‪ ,‬وهو أن ال يكون املنذور حماال‪ .‬كقوله‪" :‬هلل علي صوم أمس اليوم"؛ إذ ال يلزمه‪.‬‬
‫(‪ )6‬قال ‪« :‬ال وفاء لنذر يف معصية وال فيما ال ميلك العبد» م (‪..« )1611‬وكفارته كفارة اليمني» نس (‪)3831‬‬
‫‪287‬‬
‫ﯷ ﯸ ﯹﯺ ﯻ ﯼﭼ [املائدة‪]80 :‬‬

‫فإذا حلف أن يفعل شيئاً ثم مل يفعل وحنث يف ميينه لزمته هذه الكفارة‪:‬‬
‫‪ -1‬يطعم عرشة مساكني‪ :‬أكلتني مشبعتني ‪ ،‬أو يكسوهم لباسا متوسطا أو يعتق‬
‫رقبة‪ .‬وهو باخليار خيتار منها ما يشاء‪.‬‬
‫‪ -2‬فإن مل يقدر عىل هذه األشياء الثالثة‪ :‬صام ثالثة أيام متتابعات ‪.‬‬
‫* ولو نذر صوم األيام املنهية ص ‪ ،‬ولكنه يفطر تلك األيام وجوبا؛ حتاميا عن‬
‫املعصية‪ ،‬ثم يقضيها إسقاطا للواجب بال كفارة‪.‬‬
‫* ويص النذر‪ :‬باالعتكاف‪ ،‬والصالة غري املفروضة‪ ،‬والصوم‪ ،‬والتصدق باملال‪،‬‬
‫والذب ‪.‬‬
‫* فإن نذر نذرا معلقا برش ووجد الرش ‪ ،‬لزمه الوفاء به؛ كقوله "إن نجحت يف‬
‫االمتحان فعيل إطعام عرشة مساكني"‪ ،‬فإن نج لزمه اإلطعام ‪.‬‬

‫**************‬
‫*******‬
‫*‬

‫(‪ )1‬من أوسط أنواع األكل ال الغالي وال الزهيد‪ .‬وجيوز أن يعطي كل مسكني قدر صدقة الفطر‪ ,‬أو قيمته‪.‬‬
‫(‪ )2‬لقراءة ابن مسعود‪ :‬فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مُتَتَابِعَاتٍ * وإن قدم الكفارة على احلنث ال جتزئه ويعيدها بعده‪.‬‬
‫(‪ )3‬ال يعترب تعيني الزمان وحنوه يف النذر غري املعلق (من اعتكاف أو حج أو صالة أو صيام أو غريها)؛‬
‫فال خيتص بزمان ومكان ودرهم وفقري وإن عني ذلك‪ .‬فلو نذر التصدق يوم اجلمعة مبكة بهذا الدرهم‬
‫على فالن فخالف جاز‪ ,‬وكذا لو عجل قبله؛ فلو نذر أن حيج سنة كذا فحج سنة قبلها صح‪.‬‬
‫* واعلم أن النذر الذي يقع لألموات من أكثر العوام وما يؤخذ من الدراهم والشمع والزيت وحنوها‬
‫إىل ضرائح األولياء الكرام تقربا إليهم فهو باإلمجاع باطل وحرام ‪ ,‬وقد ابتلي الناس بذلك‪ .‬در‪.‬‬
‫‪288‬‬
‫أجب عن األسئلة اآلتية بالتفصيل‪:‬‬
‫‪ ‬عرف صدقة الفطر واذكر حديثا حوهلا‪.‬‬
‫‪ ‬عىل من جتب صدقة الفطر ؟ وما املراد باحلوائج األصلية ؟‬
‫‪ ‬متى جيب يف املال صدقة الفطر ؟ ومتى خيرج صدقة الفطر ؟‬
‫‪ ‬عمن خيرج صدقة الفطر؟ ومن الذين ال جيب إخراج صدقة الفطر عنهم؟‬
‫‪ ‬ما مقدار صدقة الفطر؟ وكيف يدفع صدقة الفطر ؟ وملن يدفع ؟‬
‫‪ ‬ما الفرق بني نذر الطاعة ونذر املعصية (بني بالدليل) ؟‬
‫‪ ‬متى يلزم الوفاء بالنذر (اذكر الرشو ) ؟‬
‫‪ ‬ما حكم الوفاء بنذر املعصية ؟‬
‫‪ ‬ما كفارة النذر ؟ (بني بالدليل والتفصيل)‬

‫تأمل فيما يلي وبني هل هو صواب أم فيه خلل بعالمة (‪ ) ، ‬مع تصويب اخللل‪:‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬مجيع ما يف بيت الشخص يعترب من احلوائج األصلية‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬ال جتب صدقة الفطر إال مرة يف احلول‪ ،‬فيشرت حوالن احلول فيها‬
‫)‬ ‫‪ ‬جتب الفطرة عىل الفقري إذا حصل عىل مال كثري زائد عن حوائجه‪ ،‬ليلة العيد (‬
‫)‬ ‫‪ ‬السنة أن خيرج صدقة الفطر قبل اخلروج إىل املصىل‪ ،‬لكن لو أداها قبل ذلك جاز (‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬جيب أن خيرج صدقة الفطر عن أوالده الصغار الفقراء‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬يص النذر بالصالة غري املفروضة‪ ،‬والصوم‪ ،‬والصدقة‪ ،‬والذب‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬من نذر نذرا معلقا برش ؛ لزمه الوفاء به قبل وجود الرش‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬يص النذر بصوم األيام املنهية‪ ،‬فعليه الوفاء به‬
‫‪‬‬

‫‪289‬‬
291
‫خطة كتاب احلج والعمرة‬

‫عزيزي الطالب! سوف تدرس يف كتاب احلج املوضوعات التالية‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬تعريف احلج وفرضيته وفضائله‬


‫ثانياً‪ :‬شروط فرضية احلج‪ ،‬وشروط وجوب األداء‬
‫ثالثاً‪ :‬أنواع احلج وفروض احلج (شروطه وأركانه)‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬الفرض األول‪ :‬اإلحرام – مواقيت اإلحرام‬
‫خامساً‪ :‬الفرض الثاني‪ :‬الوقوف بعرفة – الثالث‪ :‬طواف احلج‬
‫سادساً‪ :‬واجبات احلج‬
‫سابعاً‪ :‬سنن احلج املؤكدة‬
‫ثامناً‪ :‬العمرة وكيفيتها (كيفية اإلحرام والطواف والسعي واحللق)‬
‫تاسعاً‪ :‬كيفية أداء احلج تفصيال‬
‫عاشراً‪ :‬حمظورات اإلحرام‬
‫حادي عشر ‪ :‬اجلنايات وجزاؤها‬
‫ثاني عشر ‪ :‬اإلحصار والفوات ‪ -‬احلج والعمرة عن الغري‬
‫ثالث عشر ‪ :‬أحكام اهلدي‬
‫واملسجد النبوي‪.‬‬ ‫رابع عشر ‪ :‬زيارة النيب‬

‫‪291‬‬
‫قال اهلل تعاىل‪ :‬ﭽ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ‬
‫ﯜ ﯝ ﯞ ﭼ [آل عمران‪]07 :‬‬
‫‪ « :‬أيها الناس قد فرض اهلل عليكم احلج فحجوا » رواه مسلم (‪)3321‬‬ ‫وقال رسول اهلل‬
‫تعريف الحج‪:‬‬
‫احلج يف اللغة‪ :‬القصد إىل مع َّظم‪.‬‬
‫ٍ‬
‫بأفعال معينة ‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫زمان معني‬ ‫ٍ‬
‫مكان معني يف‬ ‫ويف الشرع‪ :‬قصدٌ معني إىل‬
‫عىل من‬ ‫وفرض مرة واحدة يف العمر‬
‫ٌ‬ ‫حكمه‪ :‬احلج أحد أركان اإلسالم اخلمسة‪،‬‬
‫توفرت فيه الرشو ‪ .‬ومن أنكر فرضيته فهو كافر‪.‬‬

‫‪ « :‬من حج‪ ،‬فلم يرفث ومل‬ ‫فضائله‪ :‬للحج فضائل عظيمة‪ ،‬منها ‪ :‬قوله‬
‫يفسق‪ ،‬رجع كيوم ولدته أمه» رواه البخاري (‪ )1521‬ومسلم (‪ )1356‬عن أبي هريرة ‪.‬‬

‫(‪ )1‬فالقصد املعني يتحقق باإلحرام‪ .‬واملكان املعني هو الكعبة املشرفة وعرفة (ركنا) ومنى ومزدلفة‬
‫(واجبا وسنة)‪ .‬والزمان املعني هو أشهر احلج‪ ,‬وكذلك األزمان املعينة للوقوف والطواف واملبيت مبزدلفة‬
‫والرمي وغري ذلك‪ .‬واألفعال املعينة هي الطواف بالكعبة املشرفة‪ ,‬والوقوف بعرفة (ركناً) والسعي بني‬
‫الصفا واملروة والوقوف مبزدلفة ورمي اجلمار وحنوها (وجوباً) واملبيت مبنى وحنوه (سنة واستحباباً)‬
‫(‪ )2‬قال ‪« :‬احلج مرة فمن زاد فهو تطوع» رواه أبو داود (‪ ,)1721‬ج (‪ ,)2886‬وصححه كم (‪)3155‬‬
‫‪292‬‬
‫* وقال ‪ « :‬العمرة إىل العمرة كفارة ملا بينهما‪ ,‬واحلج املربور‬
‫ليس له جزاء إال اجلنة » [رواه البخاري (‪ , )1773‬ومسلم (‪ )1310‬عن أبي هريرة ‪]‬‬
‫قالت‪ :‬قلت‪ :‬يا رسـول اهلل‪ ,‬نـرى اجلهـاد أفضـل العمـل‪,‬‬ ‫* وعن عائشة‬
‫أفال ياهد؟ فقال‪« :‬لكن أفضل اجلهاد‪ :‬حج مربور» [رواه البخاري (‪])1526‬‬
‫* وعنها‪ :‬أن رسول اهلل قال‪« :‬ما من يوم أكثر من أن يعتق اهلل فيـه عبـدا‬
‫من النار من يوم عرفة » [رواه مسلم (‪])1318‬‬
‫* وعن ابن مسعود ‪ ‬أن الـنيب قـال‪« :‬تـابعوا بـني احلـج والعمـرة‪ ,‬فإنهمـا‬
‫ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكري خبـث احلديـد‪ ,‬والـذهب‪ ,‬والفضـة‪,‬‬
‫ولــيس للحجــة املــربورة ثــواب إال اجلنــة» [صــحيح‪ ,‬رواه الرتمــذي (‪ )816‬والنســائي (‪)2631‬‬
‫وصححه ابن حبان (‪])3603‬‬

‫شروط فرضية احلج‪ ،‬أو على من يفرض احلج؟‬

‫احلج فرض عىل املسلم احلر العاقل البالغ املستطيع‪.‬‬


‫فال يفرض عىل الكافر وال العبد وال املجنون‪ ،‬وال الصبي ‪.‬‬
‫وكذا ال يفرع ع ى غري املستطيع‪.‬‬
‫ومعنى االستطاعة أن ميلك زاداً وراحلةً (أو ماالً بقيمتهما)‪:‬‬
‫‪ -1‬يملك زادا (طعاما ونحوه) قدر ما يكفيه ويكفي عيا َله أيام اشتغاله باحلج منذ‬
‫خروجه إىل حني عوده‪ .‬أو يملك ماال قدر ما يكفي نفقته ونفقة عياله تلك األيام‪.‬‬
‫‪ -2‬ويملك مركبا يوصله إىل مكة وعرفة ويرده إىل بلده‪ ،‬أو يملك أجرة ذلك‪.‬‬

‫(‪ )1‬شروط احلج أربعة أنواع‪ :‬شروط الوجوب‪ :‬وهي اليت إذا وجدت بتمامها وجب احلج وإال فال‪.‬‬
‫وشروط وجوب األداء‪ ,‬وشرائط صحة األداء‪ ,‬وشرائط وقوع احلج عن الفرض‪ .‬راجع الشرح ملعرفتها‪.‬‬
‫(‪ )2‬فلو حج صيب عاقل (بأن أحرم بنفسه)‪ ,‬أو غري عاقل أو جمنون (بإحرام وليه عنه) صح بال لزوم‪,‬‬
‫واألجر هلما وألبويهما بالتسبب‪ ,‬ويكون نفالً ال فرضاً ‪ ,‬وعليهما حجة اإلسالم بعد البلوغ والعقل‪.‬‬
‫‪293‬‬
‫* برش أن يكون الزاد واملركب (أو املال والنفقة) زائدين عن حوائجه‬
‫األصلية وحوائج من تلزمه نفقته (كزوجته وعياله) مدة غيابه إىل حني عوده‪.‬‬

‫شروط وجوب األداء‬

‫من توفرت فيه "رشو وجوب احلج" فرض عليه احلج‪ ،‬لكن ال جيب عليه أن‬
‫يؤديه بنفسه إال إذا توفرت فيه "رشو وجوب األداء" أيضا‪.‬‬
‫وهي خمسة شروط‪ :‬سالمة البدن‪ ،‬وعدم احلبس‪ ،‬وأمن الطريق ‪.‬‬
‫ورشطان للمرأة‪ :‬وجود املحرم أو الزوج‪ ،‬وعدم العدة‪.‬‬
‫فإن فقد واحد من هذه الرشو مع حتقق رشو الوجوب‪ ،‬ال جيب األداء بنفسه‪ ،‬بل‬
‫عليه اإلحجاج بأن ُيرسل من حيج عنه ويدفع له نفقة احلج‪ ،‬فإن حج عنه كفى ‪.‬‬
‫فال يجب األداء في الصور التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬العجز البدين؛ كأن كان مقعدا أو مفلوجا‪ ،‬أو شيخا هرما‪.‬‬
‫‪ -2‬أن ُحيبس (يسجن)‪ ،‬أو يمنعه السلطان عن احلج‪.‬‬
‫غري مأمون‪ ،‬ويغلب فيه اهلالك‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا كان طريقه إىل مكة املكرمة َ‬

‫(‪ )1‬اختلف يف أن "السالمة عن اآلفات املانعة عن القيام مبا ال بد منه يف السفر" من شروط الوجوب أم من‬
‫شروط وجوب األداء؟ فظاهر املذهب عن اإلمام األول؛ فال جيب على مقعد‪ ,‬ومفلوج‪ ,‬وشيخ كبري ال‬
‫يثبت على الراحلة بنفسه‪ ,‬وأعمى وإن وجد قائدا‪ ,‬وحمبوس‪ ,‬وخائف من سلطان مينع منه‪ ,‬ال جيب‬
‫عليهم بأنفسهم وال بالنيابة‪ .‬وظاهر الرواية عنهما وجوب اإلحجاج عليهم‪ ...‬راجع الشرح‪.‬‬
‫* وكل من حج ممن ال جيب عليه احلج كالفقري فإنه يقع عن حجة اإلسالم إال الصيب وا نون والعبد‬
‫والكافر‪ .‬فيحجون بعد البلوغ واإلفاقة واحلرية واإلسالم إذا وجب عليهم‪.‬‬
‫(‪ )2‬لكنه إن زال املانع وقدر على احلج بعد ذلك وجب عليه احلج بنفسه‪ ,‬وتصبح األوىل نافلة‪.‬‬
‫‪294‬‬
‫‪ -4‬عدم وجود زوج أو حمرم للمرأة؛ سواء كانت شابة أو عجوزا‪.‬‬
‫ألنه ال جيوز للمرأة أن تسافر من غري زوج أو حمرم‪ ،‬فإذا مل جتد أحدمها ال جيوز هلـا‬
‫أن تؤدي احلج بنفسها‪ ،‬وإنام تنتظر حمرما أو ترسل من حيج عنها بنفقتها‪.‬‬
‫‪ -5‬قيام العدة يف حق املرأة؛ فإذا كانت معتدة من طالق أو موت ال جيب عليها‬
‫األداء حاال‪ ،‬بل حتج يف عام آخر‪.‬‬

‫أنواع احلج‬

‫احلج ثالثة أنواع‪ :‬إفراد و قران و َمتتع‪:‬‬


‫‪ -1‬احلج وحده‪ ،‬ويسمى اإلفراد‪.‬‬
‫‪ -2‬احلج مع العمرة بإحرام واحد‪ ،‬ويسمى القران‪.‬‬
‫‪ -3‬احلج مع العمرة بإحرامني‪ :‬حيرم للعمرة بامليقات فيعتمر ويتحلل‪ ،‬ثم حيرم للحج ‪.‬‬
‫وأفضلها القران ثم التمتع ثم اإلفراد ‪ .‬وجيوز لآلفاقي أن خيتار أ ًّيا منها ‪.‬‬
‫وسنتحدث أو ًال عن فـروض احلـج ثـم عـن العمـرة وأفعاهلـا‪ ،‬ثـم كيفيـة احلـج ثـم بـاقي‬
‫األحكام من اجلنايات واهلدي وغري ذلك‪.‬‬

‫‪‬‬

‫(‪ )1‬أما املكي واحللي فال حيق هلم إال اإلفراد ‪ .‬واآلفاقي هو من يقطن خارج املواقيت‪ .‬ويأتي التفصيل‪.‬‬
‫‪295‬‬
‫فروض احلج ثالثة‬

‫* الطواف (طواف الزيارة)‪.‬‬ ‫* الوقوف بعرفة‪.‬‬ ‫* اإلحرام‪.‬‬


‫وهذه الفروض نوعان‪ :‬رش وهو اإلحرام‪،‬‬
‫اإلحرام‬ ‫شرط‬
‫فروض‬ ‫وركن وهو‪ :‬الوقوف والطواف‪.‬‬
‫طواف احلج‬
‫احلج‬ ‫وحكمها‪ :‬أنه ال يص احلج إال‬
‫ركنان‬
‫وقوف عرفة‬ ‫هبا‪ ،‬ولو ترك واحدا منها بطل احلج‪ ،‬وال جيرب بدم‪.‬‬

‫الفرض األول‪ :‬اإلحرام‬


‫اإلحرام هو‪ :‬النية مع التلبية ‪.‬‬
‫فإذا نوى اإلحرام بقلبه ول ّبى بلسانه "لبيك اللهم لبيك" فقد صار حمرما‪.‬‬
‫لكن يستحب له الغسل وركعتي اإلحرام‪ ،‬ويأيت بيان الكيفية املستحبة لإلحرام‪.‬‬
‫ثم يأيت بالتلبية كاملة ثالثا‪" :‬لبيك اللهم لبيك‪ ،‬لبيك ال رشيك لك لبيـك‪ ،‬إن احلمـد‬
‫والنعمة لك وامللك‪ ،‬ال رشيك لك" ثم يظل يكرر التلبية يف خمتلف أحواله‪.‬‬
‫حرم عليه أن يلبس املخيط أو يقلم األظفار أو يقص الشعر أو‬
‫* فإذا صار حمرما ُ‬
‫يغطي الرأس وغري ذلك من (حمظورات اإلحرام)‪ ،‬ويأيت تفصيلها‪.‬‬
‫* والواجب أن حيرم من امليقات أو قبله‪ .‬وال جيوز أن يؤخر اإلحرام عنه‪.‬‬

‫(‪ )1‬وهناك فروض أخرى تتعلق بأفعال احلج؛ ركنا فيها أو شرطا لصحتها؛ كفروض الطواف مثالً‪.‬‬
‫(‪ )2‬فلإلحرام فرضان‪ :‬نية التزام نسك والتلبية مرةً‪ ,‬ويقوم مقامها ذكر أو تقليد بدنة مع السوق‪ .‬واجباته‪:‬‬
‫كونه من امليقات‪ ,‬وصونه من ا ظورات‪ ,‬والتجرد من املخيط‪ .‬ومن سننه‪ :‬الغسل أو الوضوء‪ ,‬ولبس إزار‬
‫ورداء‪ ,‬وأداء الركعتني إال يف وقت الكراهة‪ ,‬وتكرار التلبية‪ ,‬وتعيينها (وإن صح جمرد الذكر)‪.‬‬
‫ومن مستحباته‪ :‬لبس ثوبني جديدين أو غسيلني‪ ,‬والنية بعد الصالة بال فصل جالساً‪ ,‬ولبس النعلني‪.‬‬
‫‪296‬‬
‫مواقيت اإلحرام‬

‫ليحرم منها من أراد احلج أو العمرة‪.‬‬ ‫المواقيت‪ :‬هي أماكن عينها رسول اهلل‬
‫وهي ثالثة أنـواع ألن النـاس‬
‫ثالثــة أصــناف‪ :‬أهــل اآلفــاق ‪،‬‬
‫وأهل احلل‪ ،‬وأهل احلرم ‪:‬‬
‫‪ -1‬احلرمي‪( :‬من هم يف حـدود‬
‫احلــرم)‪ :‬ميقــاهتم للحــج‪:‬‬
‫احلرم‪ .‬وميقاهتم للعمرة هـو‬
‫احلل كله ‪.‬‬
‫احليل‪َ :‬من هم خـارج حـدود‬
‫‪ّ -2‬‬
‫احلـــرم وداخـــل املواقيـــت‪،‬‬
‫وميقاهتم منطقـة احلـل كلـه‪،‬‬
‫واألفضــل أن حيرمـــوا مـــن‬
‫بيوهتم‪.‬‬
‫‪ -3‬أما اآلفاقي فهو من يقيم خارج املواقيت‪ ،‬يف أي منطقة يف العامل‪.‬‬

‫(‪ )1‬ملعرفة اآلفاقي واحللي واحلرمي تأمل يف اخلريطة‪ ,‬سوف جتد أن املنطقة حول احلرم على ثالثة أحناء‪:‬‬
‫‪ /1‬داخل حدود احلرم‪ ,‬وهي املنطقة اليت حول املسجد احلرام إىل مسافة كيلومرتات قليلة من مجيع اجلهات‪.‬‬
‫‪ /2‬منطقة احللّ‪ ,‬وهي املنطقة اليت هي داخل املواقيت وخارج حدود احلرم‪ ,‬واملقيم فيها يسمى حلّيّاً‪.‬‬
‫‪ /3‬منطقة اآلفاق‪ ,‬وهي العامل كله خارج املواقيت‪.‬‬
‫(‪ )2‬واألفضل أن حيرموا من التنعيم (مسجد عائشة)‪ .‬سواء كانوا من أهل مكة أو مقيمني بها أو مسافرين‪.‬‬
‫‪297‬‬
‫ومواقيت اآلفاقي خمسة (تأمل يف اخلريطة)‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫حل َليفة ‪ ،‬وهو ميقات أهل املدينة ‪ ،‬وكل من ّ‬
‫مر به‪.‬‬ ‫‪ -1‬ذو ا ُ‬
‫مر به‪.‬‬
‫‪ -2‬اجلُ ْحفة ‪ ،‬وهو ميقات أهل مرص والشام‪ ،‬وكل من ّ‬
‫مر به‪.‬‬
‫‪ -3‬ذات عرق ‪ ،‬وهي ميقات أهل العراق‪ ،‬وكل من ّ‬
‫‪َ -4‬ق ْرن املنازل ‪ ،‬وهو ميقات أهل نجد‪ ،‬وكل من ّ‬
‫مر به‪.‬‬
‫‪َ -5‬ي َل ْم َلم ‪ ،‬وهو ميقات أهل اليمن‪ ،‬وكل من ّ‬
‫مر به‪.‬‬
‫مر من هذه املواقيت‪ ،‬أو حاذاه‪ ،‬قاصدا دخول احلرم حلج أو عمرة أو‬
‫فكل من ّ‬
‫غري ذلك؛ لزمه اإلحرام منها ‪.‬‬
‫* جيوز اإلحرام من البيت أو من موضع قبل هذه املواقيت‪.‬‬

‫(‪ )1‬موضع يف جنوب املدينة املنورة‪ ,‬يبعد عن املسجد النبوي ‪ 13‬كلم (وقيل ‪ 16‬كلم)‪,‬‬
‫ويسمى أبيار علي‪.‬‬
‫(‪ )2‬قرية بني مكة واملدينة إىل جهة الغرب‪ ,‬قرب رابغ‪ ,‬وهي اآلن خراب‪ ,‬والناس حيرمون من‬
‫رابغ اآلن (وهي قبل اجلحفة)‪ .‬تبعد عن مكة ‪ 261‬كلم‪ ,‬وقيل ‪ ,183‬وقيل ‪ 186‬كلم‪.‬‬
‫(‪ )3‬موضع يبعد ‪ 166‬كلم عن مكة املكرمة‪ ,‬وهي مندثرة اليوم وحيرم احلجاج من (الضريبة واخلريبات)‬
‫(‪ )1‬واد مشال الطائف (‪ 16‬كلم)‪ ,‬ويبعد عن مكة مبسافة (‪ )78‬كلم (وقيل ‪ .)01‬وهلذا امليقات‬
‫اآلن مسجدان حيرم منهما الناس‪ :‬مسجد وادي حمرم‪ ,‬ومسجد السيل الكبري‪.‬‬
‫(‪ )5‬واد جنوب مكة املكرمة‪ ,‬ويبعد عنها (‪ 01‬إىل ‪ )166‬كلم تقريبا‪ ,‬وفيه قرية تسمى‬
‫بالسعدية‪ ,‬ظل الناس حيرمون من مسجدها‪ .‬وبين اآلن طريق جديد مير من الوادي‪ ,‬بين عليه‬
‫مسجد جديد للميقات‪ ,‬يبعد عن املسجد احلرام ‪ 136‬كلم وعن املوقع القديم ‪ 21‬كلم‪.‬‬
‫(‪ )6‬ولو جاوز اآلفاقي ميقاته من غري إحرام وأحرم يف احلل أو يف احلرم أثم ولزمه دم‪ ,‬فعليه أن‬
‫يتوب ويرجع إىل أحد املواقيت‪ ,‬وجيدد اإلحرام؛ بأن يليب مع النية‪ ,‬وذلك قبل أن يبدأ النسك‪,‬‬
‫فإن وقف بعرفة أو بدأ طواف العمرة فات وقت العود‪ ,‬واستقر عليه الدم‪.‬‬
‫‪298‬‬
‫الفرض الثاني‪ :‬الوقوف بعرفة‬

‫عرفة ميدان قرب مكة املكرمة‪ ،‬ووقت الوقـوف فيـه مـن زوال اليـوم التاسـع إىل‬
‫فجر يوم النحر (اليوم العارش)‪.‬‬
‫لو وقف احلاج يف عرفة يف هذا الوقت ولو للحظة يسرية فقد ص ركنه ‪.‬‬
‫لكن الواجب أن يقف إىل الغروب ‪ ،‬ثم يتوجه إىل مزدلفة كام يأيت‪.‬‬

‫الفرض الثالث‪ :‬طواف احلج‬

‫يطوف حول الكعبة سبعة أشوا داخل املسجد احلرام‪ ،‬بعد الرجوع مـن مزدلفـة‬
‫إىل منى وبعد الرمي‪ ،‬ويأيت بيان ذلك يف كيفية الطواف ويف كيفية احلج‪.‬‬
‫وجيب يف طواف احلج أن يطوف يف أيام النحر ‪.‬‬
‫وجيب يف مجيع أنواع الطواف أن يكون عىل طهارة ‪.‬‬

‫(‪ )1‬يشرتط لصحة الوقوف ثالثة‪ :‬اإلحرام والزمان (يوم ‪ 0‬بني الزوال والفجر) واملكان (وهو عرفة)‪.‬‬
‫(‪ )2‬ومن سنن الوقوف‪ :‬الغسل له واخلطبتان بعد الزوال‪ ,‬واجلمع بني الصالتني إن توفرت الشروط‪,‬‬
‫وتعجيل الوقوف بعده‪ .‬ومن مستحباته اإلكثار من التلبية والتكبري والتهليل وقراءة القرآن والصالة على‬
‫النيب ‪ ,‬وإطالة الدعاء واالستغفار‪ ,‬واإلكثار من أعمال اخلري من إطعام وتصدق وإحسان إىل اجلار‪.‬‬
‫(‪ )3‬ويسمى طواف الزيارة وطواف اإلفاضة‪ * .‬ويفرتض فيه‪ :‬إتيان أكثر أشواطه‪ ,‬ونية الطواف‪.‬‬
‫(‪ )1‬وهي األيام (‪ )12 ,11 ,16‬من ذي احلجة‪ ,‬فلو طاف بعد غروب مشس اليوم الثاني عشر لزمته الفدية‪.‬‬
‫(‪ )5‬راجع الشرح ملعرفة أحكام الطواف‪ ,‬ومنها‪ = :‬إن الطواف أنواع‪ :‬طواف القدوم للحاج (سنة)‪,‬‬
‫وطواف العمرة وطواف احلج (فرضان)‪ ,‬وطواف الوداع (واجب)‪ .‬وطواف النفل‪.‬‬
‫= وإن للطواف جبميع أنواعه فروض وواجبات وسنن ومستحبات ومكروهات وحمرمات‪:‬‬
‫* فمن فروضه‪ :‬نية الطواف‪ ,‬إتيان أكثره‪ ,‬كونه بفعل نفسه ولو حمموال أو راكباً‪ ,‬داخل املسجد ولو‬
‫على سطحه‪ ,‬ال خارجه‪ * .‬وواجباته سبعة‪ :‬الطهارة عن احلدث‪ ,‬سرت العورة‪ ,‬التيامن‪ ,‬املشي فيه للقادر‪,‬‬
‫الطواف وراء احلطيم‪ ,‬إكمال ثالثة أشواط الباقية‪ .‬لو ترك واجباً منها لزمه دم وركعتا الطواف واجبة‪.‬‬
‫‪299‬‬
‫واجبات احلج‬

‫‪ -1‬الوقوف بأرض مزدلفة ولو ساعة‪ ،‬ووقته من بعد الفجر إىل طلوع‬
‫الشمس يف اليوم العارش ؛ فلو وقفوا قبل هذا الوقت أو بعده ال يعترب به‪.‬‬
‫‪ -2‬السعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط؛ بعد طواف القدوم أو احلج ‪.‬‬
‫يبتدئ السعي من الصفا‪ ,‬وينتهي باملروة‪ :‬من الصفا إىل املروة شوط‪ ,‬ومن‬
‫املروة إىل الصفا شوط آخر‪ .‬ويأتي بيان كيفية السعي (‪.)3‬‬
‫‪ -3‬رمي الجمار في أيام النحر ‪ .‬والرمي يكون يف ثالثة مواضع متقاربة‪،‬‬
‫تسمى اجلمرات‪ ،‬وهي‪ :‬اجلمرة الكربى والوسطى والصغرى ‪ .‬وتأيت كيفيته‪.‬‬

‫* ومن سننه‪ :‬الرمل يف الثالثة األول واالضطباع‪ ,‬وهما يف كل طواف بعده سعي‪ ,‬واملواالة بني أشواطه‪,‬‬
‫والطهارة من النجاسة‪ ,‬واستقبال احلجر يف ابتدائه‪ ,‬والتكبري قبالة احلجر‪ ,‬ورفع اليدين عنده‪ ,‬واالستالم‪.‬‬
‫* ويستحب فيه املشي بسكينة ووقار‪ ,‬واستالم الركن اليماني‪ ,‬واألذكار واألدعية فيه‪ ,‬واإلسرار بها‪,‬‬
‫واستئناف الطواف لو قطعه قبل إتيان أكثره ولو بعذر‪ ,‬وترك الكالم املباح‪ ,‬وكل عمل ينايف اخلشوع‪,‬‬
‫وصون النظر عما يشغله‪ ,‬وأن يشرب من زمزم بعده ويلتزم امللتزم‪ ,‬وأن يعود إىل احلجر قبل السعي‪.‬‬
‫* ومن مباحاته‪ :‬التكلم بقدر احلاجة‪ ,‬ويشرب ويفعل كل ما حيتاج إليه‪ ,‬ويفيت ويستفيت ويسلم ويرده‪.‬‬
‫* ومن حمرماته‪ :‬أداء شيء منه مع استقبال البيت‪ ,‬وترك شيء منه ولو أقل من شوط‪ ,‬وترك كل واجب‪.‬‬
‫* ومن مكروهاته‪ :‬الكالم الفضول‪ ,‬ورفع الصوت ولو بالذكر والقرآن‪ ,‬واخلروج منه لغري حاجة‪.‬‬
‫(‪ )1‬يتحرك احلجاج من عرفة بعد الغروب‪ ,‬ويبيتون يف مزدلفة‪ ,‬ثم يصلون الفجر ويقفون بعدها للدعاء‪.‬‬
‫(‪ )2‬ال يعترب السعي إال أن يكون بعد طواف‪ ,‬فيسعى بعد طواف القدوم أو طواف احلج (أو النفل)‪.‬‬
‫(‪ )3‬يشرتط للسعي‪ :‬فعله بنفسه ولو حمموال‪ ,‬إتيان أكثره‪ ,‬تقديم اإلحرام عليه‪ ,‬كونه بعد طواف‪.‬‬
‫* ومن واجباته‪ :‬البدء بالصفا واخلتم باملروة‪ ,‬املشي فيه إال لعذر‪ * .‬ومن سننه‪ :‬املواالة بينه وبني الطواف‪,‬‬
‫والصعود على الصفا واملروة‪ ,‬واستقبال البيت‪ ,‬والطهارة فيه عن اجلنابة واحليض‪ ,‬واهلرولة بني امليلني‪.‬‬
‫* ومن مستحباته‪ :‬الذكر والدعاء وتكرارهما ثالثاً على الصفا واملروة‪ ,‬وطول القيام عليهما‪ ,‬واخلشوع‪.‬‬
‫(‪ )1‬وهي (‪ )12 ,11 ,16‬وجيب الرمي يف اليوم الثالث عشر إذا طلع فجره وهو ما زال يف منى‪.‬‬
‫(‪ )5‬من شرائط الرمي‪ :‬الرمي ال الوضع‪ ,‬باليد ال برجل أو قوس‪ ,‬بفعله‪ ,‬وقوع احلصى باجلمرة أو قريبا منه‪,‬‬
‫تفريق الرميات‪ ,‬بنفسه ال بالنيابة إال عند عذر شديد معترب‪ ,‬كون احلصى من جنس األرض‪ ,‬إتيان أكثره‪.‬‬
‫‪311‬‬
‫‪ -4‬ذبح الهدي في أيام النحر‪ :‬يذب احلاج شاة شكرا هلل تعاىل ‪.‬‬
‫‪ -5‬الحلق (أو التقصير) في أيام النحر‪ ،‬فإذا فعله يف وقته حتلل من اإلحرام‪.‬‬
‫وجيب أن يكون الذب واحللق والتقصري يف احلرم ويف أيام النحر‪ ،‬وإال لزمه دم‪.‬‬
‫‪ -6‬طواف الوداع ألهل اآلفاق ‪.‬‬
‫* هذه الستة هي واجبات احلج العامة‪ .‬وهناك واجبات تتعلق بأفعال احلج‪:‬‬
‫‪ -‬فبعضها تتعلق بفروض احلج الثالثة؛ مثل‪ :‬اإلحرام من امليقات‪ ،‬والطهارة يف‬
‫الطواف‪ ،‬وأن يكون الوقوف يف عرفة هنارا ملن ال عذر له‪.‬‬
‫‪ -‬وبعض الواجبات تتعلق هبذه الواجبات الستة؛ مثل‪ :‬تقديم الرمي عىل احللق‪.‬‬
‫* وحكم الواجب‪ :‬أنه جيب الدم برتكه بال عذر ‪.‬‬
‫* ومن الواجبات ترك حمظورات اإلحرام‪ ،‬وارتكاهبا يوجب اجلزاء؛ ولو بغري عذر‪.‬‬

‫واجبات احلج‬
‫طواف الوداع‬ ‫السعي‬

‫احللق أو التقصري‬ ‫ذبح اهلدي‬ ‫رمي اجلمار‬ ‫وقوف مزدلفة‬

‫**************‬
‫*******‬
‫*‬

‫(‪ )1‬وهذا الذبح واجب للقارن واملتمتع‪ ,‬أما املفرد فالذبح له أفضل‪ * .‬ويأتي مزيد أحكام اهلدي يف بابه‪.‬‬
‫(‪ )2‬ويسمى طواف الصدر أيضاً‪ .‬وال جيب ألهل مكة وأهل احلل وال على من حاضت أو نفست عند السفر‪.‬‬
‫(‪ )3‬سواء تركه عمدا أو سهوا أو جهال أو خطأ‪ ,‬لكن العامد يأثم‪ .‬وتركه بعذر من اهلل تعاىل ال يوجب الدم‪.‬‬
‫‪311‬‬
‫سنن احلج املؤكدة واليت ال ينبغي التفريط فيها‬

‫‪ -1‬اإلكثار من التلبية‪ ،‬وجهر الرجل هبا؛ كلام صىل أو صعد أو هبط أو استيقظ‬
‫من نومه أو تغري حاله إىل أن يرمي مجرة العقبة ‪.‬‬
‫‪ -2‬طواف القدوم لآلفاقي عند دخول مكة املكرمة‪.‬‬
‫‪ -3‬املبيت بمنى ليلة عرفة‪.‬‬
‫‪ -4‬املبيت بمزدلفة ليلة العيد بعد اخلروج من عرفة‪.‬‬
‫‪ -5‬املبيت بمنى ليايل أيام الرمي‪.‬‬
‫‪ -6‬الذب للمفرد باحلج‪.‬‬
‫هذه أهم السنن العامة‪ ،‬وهناك سنن كثرية تتعلق باحلج وأعامل احلج ‪.‬‬

‫**************‬
‫*******‬
‫*‬

‫(‪ )1‬وذلك يوم العاشر بعد الرجوع من مزدلفة‪ .‬ويف العمرة يقطعها قبل البدء بالطواف‪.‬‬
‫(‪ )2‬هو سنة لآلفاقي املفرد والقارن‪ ,‬وال يسن للمعتمر؛ وال للمعتمر عمرة التمتع‪.‬‬
‫(‪ )3‬كسنن اإلحرام والطواف والسعي والوقوف بعرفة ومبزدلفة والرمي والذبح واحللق وغري ذلك‪ .‬ومنها‪:‬‬
‫الغسل عند اإلحرام‪ ,‬والرمل واالضطباع يف الطواف‪ ,‬واهلرولة بني امليلني يف السعي‪ ,‬وخطبة اإلمام يف‬
‫ثالثة مواضع‪ ,‬واخلروج إىل منى يوم الرتوية (اليوم الثامن)‪ ,‬الدفع من منى إىل عرفات بعد طلوع الشمس‪,‬‬
‫ومن مزدلفة إىل منى قبل طلوع الشمس‪ ,‬والغسل بعرفة‪ ,‬والرتتيب بني اجلمار الثالث‪.‬‬
‫‪312‬‬
‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫عرف احلج‪ ،‬وبني حكمه‪ ،‬ثم اذكر آية وحديثا عىل فرضيته‪ ،‬و ‪ 3‬أحاديث يف فضله‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عىل من يفرض احلج ؟ وما معنى االستطاعة ؟‬ ‫‪‬‬
‫متى جيب أداء احلج؟ ومتى ال جيب ؟‬ ‫‪‬‬
‫ما هي فروض احلج ؟ وما حكمها؟‬ ‫‪‬‬
‫عرف املواقيت‪ ،‬وبني أنواعها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫بني ميقات كل من‪ :‬أهل اليمن‪ ،‬أهل العراق‪ ،‬أهل املدينة‪ ،‬أهل الشام‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عدد واجبات احلج‪ ،‬مع بيان أوقاهتا‪ .‬ثم بني ما حكم الواجب ؟‬ ‫‪‬‬
‫عدد سنن احلج‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫بعض الواجبات تتعلق بفروض احلج وواجباهتا‪ ،‬بني ذلك‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أكمل الفراغ فيما يلي‪:‬‬
‫مر من مواقيت احلج‪ ،‬أو ‪ ،...‬قاصدا ‪...‬؛ لزمه اإلحرام منها‪.‬‬ ‫كل من ّ‬ ‫‪‬‬
‫قرن املنازل هو ميقات أهل ‪ ،....‬وميقات أهل املدينة هو ‪.....‬‬ ‫‪‬‬
‫وقت الوقوف من ‪ ، ..........‬إىل ‪ ،........‬وجيب إىل ‪ ، .....‬ثم يتوجه إىل ‪.....‬‬ ‫‪‬‬
‫يطوف ‪ ...‬أشوا داخل ‪ ،...‬بعد الرجوع من ‪ ...‬وبعد ‪ ،....‬يف أيام ‪.....‬‬ ‫‪‬‬
‫طواف الوداع واجب لـ ‪ ،.....‬وطواف القدوم ‪ ،......‬لـ ‪،.....‬‬ ‫‪‬‬
‫حكم ترك املحظورات ‪ ،.....‬وارتكاهبا يوجب ‪.....‬‬ ‫‪‬‬
‫التلبية سنة مؤكدة‪ ،‬لكن الرجل ‪ .....‬هبا‪ ،‬وتسن كلام ‪ ....‬أو‪ ....‬أو‪ ....‬أو‪ ....‬أو‪.....‬‬ ‫‪‬‬
‫يسن املبيت بـ ‪ ....‬قبل عرفة‪ ،‬وبـ ‪ .....‬بعد عرفة‪ ،‬وبـ ‪ .....‬ليايل ‪..... .....‬‬ ‫‪‬‬
‫جيب أن يكون ‪ ....‬و‪ .....‬و‪ ......‬يف احلرم ويف أيام النحر‪ ،‬وإال لزمه ‪....‬‬ ‫‪‬‬
‫تأمل فيما يلي وبني هل هو صواب أم فيه خلل بعالمة (‪ ) ، ‬مع تصويب اخللل‪:‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬جيوز اإلحرام من البيت ولو كان قبل امليقات‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬ترتيب فروض احلج أن يبدأ باإلحرام ثم الوقوف ثم الطواف‬

‫‪313‬‬
‫باب العمرة وكيفيتها‬

‫ﭧﭨﭽﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﭼ‬
‫«العمرة إىل العمرة كفارة ملا بينهما» [رواه البخاري (‪])1773‬‬ ‫وقال النيب‬
‫العمرة سنة مؤكدة للمستطيع ‪ ،‬وليس هلا زمان معني‪ ،‬بل تص يف كل السنة ‪.‬‬
‫وهي‪ :‬إحرام ثم طواف ثم سعي ثم حلق (أو تقصري قدر أنملة) ‪.‬‬
‫وجيب الرتتيب بني هذه األفعال‪ ،‬وإال وجب دم (يذب يف احلرم جربا للنقص) ‪.‬‬

‫أعمال العمرة‬

‫احللق أو التقصري‬ ‫السعي‬ ‫الطواف‬ ‫اإلحرام‬

‫هذه األفعـال ال بـد منهـا فـي العمـرة والحـج معـاً؛ لـذا نـذكر كيفيتهـا‬
‫بالعموم‪ ،‬كالتالي‪:‬‬

‫كيفية اإلحرام (وهو النية مع التلبية)‬

‫* األفضل أن حيرم من امليقات‪ ،‬وجيوز أن حيرم قبل امليقات أو من بيته‪.‬‬


‫فإذا أراد اإلحرام يستحب أن يفعل ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬يتنظف‪ ،‬ويغتسل ‪ ،‬فإن مل يستطع يتوضأ‪ ،‬ثم يتطيب يف بدنه‪.‬‬

‫البخاري (‪ )1863‬ومسلم (‪)1256‬‬ ‫(‪ )1‬وقال بعضهم واجبة‪ .‬وهي يف رمضان تعدل حجة أو حجة مع النيب‬
‫(‪ )2‬لكن يكره حترميا إنشاؤها باإلحرام يف مخسة أيام‪ :‬يوم عرفة والنحر‪ ,‬وأيام التشريق‪.‬‬
‫(‪ )3‬اإلحرام شرط‪ ,‬والطواف ركن‪ ,‬والسعي واحللق (أو التقصري) واجبان‪ .‬ويفعل يف إحرامها‬
‫وطوافها وسعيها ما يفعل يف احلج‪ ,‬وجيتنب ما جيتنب فيه‪ ,‬وشرائطها شرائط احلج إال الوقت‪.‬‬
‫(‪ )1‬ويزيل ظفره وشاربه وشعر إبطه وعانته؛ إال إن كان يف أيام العشر من ذي احلجة ويريد األضحية‪.‬‬
‫‪314‬‬
‫‪ -‬يغري ثيابه ويلبس مالبس اإلحرام‪ :‬إزارا ورداء أبيضني نظيفني‪.‬‬
‫‪ -‬ثم يصيل ركعتني بنية اإلحرام (يف غري وقت الكراهة)‪ .‬ثم يدعو ‪.‬‬
‫ٍ‬
‫بعمرة"‪.‬‬ ‫* ثم (اإلحرام‪ ):‬ينوي العمرة بقلبه‪ ،‬ويلبي بلسانه‪" :‬لبيك اللهم‬
‫وبالنية مع التلبية انعقد اإلحرام‪ ،‬ثم يكرر التلبية التامة (لبيك اللهم لبيك ‪)..‬‬
‫مر‪ ،‬ويظل يلبي ‪ ..‬وجيتنب حمظورات اإلحرام‪.‬‬
‫ثالثا جهرا كام ّ‬
‫* وإذا دخل مكة توجه إىل املسجد احلرام ملبيا خاشعا‪ ،‬ودخله بدعاء دخول املسجد ‪،‬‬
‫ويذكر اهلل حتى إذا شاهد الكعبة املرشفة كرب وهلل ثالثا ‪ ،‬فيبتدئ بالطواف‪:‬‬

‫كيفية الطواف‬

‫‪ -‬ينوي الطواف بقلبه‪ ،‬ويستقبل احلجر األسود‪ ،‬ويرفع يديـه إىل حـذاء أذنيـه قـائال‪:‬‬
‫" ‪.‬‬ ‫"بسم اهلل واهلل أكرب‪ ،‬إيامنا باهلل‪ ،‬وتصديقا بام جاء به حممد‬
‫‪ -‬ثم يستلم احلجر بكفيه ويقبله بال صوت ‪ ،‬فإن وجد زمحة ومل يقدر‪:‬‬
‫يشري إىل احلجر من بعيد بباطن كفيه كأنه واضعهام عليه‪ ،‬ثم يقبلهام‪.‬‬
‫‪ -‬ثم يميش إىل يمينه جاعال البيت عن يساره قائال‪" :‬بسم اهلل واهلل أكرب " ‪.‬‬
‫‪ .‬مع اضطباع يف مجيع الطواف‪،‬‬ ‫‪ -‬فيطوف بالبيت سبعة أشوا‬
‫ور َم ٍل يف ثالثة أشوا إن كان بعده سعي ‪.‬‬
‫َ‬
‫كيفية االضطباع‬
‫(‪ )1‬يدعو بعد صالته حامداً شاكراً مستغفراً تائباً‪" :‬اللهم إني أريد العمرة فيسرها لي وتقبلها مين"‪ ,‬أو‪..‬احلج‪..‬‬
‫(‪ )2‬وهو "بسم اهلل * والصالة والسالم على رسول اهلل * اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رمحتك"‪...‬‬
‫(‪ )3‬وإن شاء زاد التهليل واحلمد والتصلية‪ ,‬وقول‪" :‬اللهم إمياناً بك ووفاءً بعهدك واتباعاً لسنة نبيك حممد " ‪...‬‬
‫(‪ )1‬فإن مل يقدر يضع كفيه أو إحداهما ويقبلها‪ .‬وإن مل يقدر ميس باحلجر شيئا يف يده‪ ,‬ولو عصا‪ ,‬ثم قبله‪.‬‬
‫(‪ )5‬وإن شاء زاد (وال إله إال اهلل واحلمد هلل) والصالة على النيب ‪ ,‬والدعاء "اللهم إميانا بك ‪"..‬‬
‫(‪ )6‬ويطوف من وراء احلطيم وجوباً‪ .‬ولو طاف ثامنا بعد أن تيقن إمتام السبع لزمه إمتام سبعة أشواط‪.‬‬
‫(‪ )7‬هما سنتان يف كل طواف بعده سعي‪ .‬واالضطباع أن يكشف كتفه األمين (جيعل وسط ردائه حتت‬
‫‪315‬‬
‫مر عىل احلجر األسود استلمه أو أشار إليه بالصفة املذكورة سابقا‪.‬‬
‫وكلام ّ‬
‫‪ -‬ويذكر اهلل تعاىل يف أثناء الطواف ويدعو بام شاء ‪.‬‬
‫‪ -‬وخيتم الطواف باالستالم‪.‬‬
‫‪ -‬ثم يصيل ركعتي الطواف وجوبا؛ خلف املقام أو يف أي موضع يف احلرم ‪.‬‬

‫كيفية السعي بني الصفا واملروة‬

‫يتوجه إىل الصفا للسعي‪ ،‬فإذا دنى منه قال‪ " :‬ﭽ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﭼ‬
‫أبدأ بام بدأ اهلل به"‪ ،‬فيبدأ بالصفا‪ ،‬ويصعد عليه حتى يرى الكعبة فيستقبلها‪ ،‬ويرفع‬
‫‪ ،‬بصوت مرتفع‪ ،‬ويدعو‬ ‫يديه للدعاء فيكرب ثالثا‪ ،‬وهيلل ‪ ،‬ويصيل عىل النبي‬

‫إبطه األمين‪ ,‬ويلقي طرفيه على كتفه األيسر‪ ,‬قبل بدء الطواف)‪ .‬والرمَل أن ميشي بسرعة مع تقارب‬
‫اخلطا‪ ,‬وهز كتفيه‪ .‬يف األشواط الثالثة األول‪ ,‬وميشي يف األربعة الباقية استناناً‪.‬‬
‫(‪ )1‬ويقول بني الركن اليماني واحلجر‪ :‬ﭽﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﭼ أبو داود‬
‫(‪ .)1566‬وكان يدعو بني الركنني‪« :‬رب قنعين مبا رزقتين وبارك لي فيه‪ ,‬واخلف على كل غائبة لي وري»‬
‫(‪ )2‬وهما واجبتان‪ ,‬يقرأ فيهما سورة "الكافرون" و"اإلخالص"‪ * .‬وبعد الصالة يستحب أن يأتي زمزم‬
‫فيشرب منه قائما أو قاعدا مستقبل البيت‪ ,‬ويتضلع منه‪ ,‬يشربه ثالثاً‪ * .‬ثم يستلم احلجر ويتوجه للصفا‪.‬‬
‫(‪ )3‬بأن يقول‪« :‬ال إله إال اهلل وحده ال شريك له‪ ,‬له امللك وله احلمد [حييي ومييت]‪ ,‬وهو على كل شيء‬
‫‪316‬‬
‫بام شاء رسا‪ .‬يفعل كل ذلك ثالثا‪.‬‬
‫‪ -‬ثم ينزل متوجها نحو املروة داعيا ذاكرا‪ ،‬ماشيا‪ ،‬وهيرول (يسعى ويرسع‬
‫شديدا) بني امليلني األخرضين‪ ،‬ثم يميش حتى يصل إىل املروة‪ ،‬فإذا وصل إىل‬
‫املروة انتهى شو ‪ ،‬فيصعد عليها‪ ،‬ويستقبل القبلة‪ ،‬ويفعل ما فعله عىل الصفا من‬
‫التكبري والتهليل والدعاء‪ ،‬ثم يتوجه إىل الصفا ماشيا‪ ،‬وهيرول بني امليلني‬
‫حتى‬ ‫األخرضين‪،‬‬
‫يصعد الصفا‪ ،‬وههنا‬
‫تم شوطان‪ ،‬فيستقبل‬
‫ههنا السعي بني الصفا واملروة‬ ‫القبلة ويفعل ما فعله‬
‫يف املرة األوىل‪ ،‬وهكذا حتى يتم سبعة أشوا ‪ ،‬وينتهي السعي عىل املروة ‪.‬‬

‫احللق أو التقصري‬

‫املُ ْح ر م بالعمرة إذا طاف وسعى يتحلل من اإلحرام بحلق شعر رأسه‪ ،‬أو‬
‫بتقصريه قدر أنملة عىل األقل‪ .‬واحللق أفضل ‪.‬‬
‫وبذلك خيرج من اإلحرام (ويتحلل) ‪ ،‬وحيل له حمظورات اإلحرام‪.‬‬
‫**************‬
‫*******‬
‫*‬

‫قدير‪ ,‬ال إله إال اهلل وحده‪ ,‬أيز وعده‪ ,‬ونصر عبده‪ ,‬وهزم األحزاب وحده‪ ,‬ثم دعا بني ذلك ‪ .‬مسلم (‪)1218‬‬
‫ثم يصلي على النيب ‪ ,‬ثم يدعو مبا شاء‪ ,‬ثم يكرب ثالثاً ثم يهلل كذلك‪ ..‬اخل‪ ,‬وهكذا ثالثة أيضاً‪.‬‬
‫(‪ )1‬لو شك يف عدد أشواط السعي أو الطواف أخذ باألقل‪ ,‬والشك إمنا يعترب يف أثنائهما ال بعد الفراغ‪.‬‬
‫(‪ )2‬املرأة ال حتلق بل تقصر شعرها‪ ,‬والتقصري واجب هلن‪ * .‬يستقبل القبلة للحلق‪ ,‬ويبدأ باجلانب‬
‫األمين من الرأس‪ * .‬حيلق مجيع الرأس أو يقصر مجيعه‪ * .‬أقل الواجب يف التقصري قدر األمنلة من‬
‫مجيع شعر ربع الرأس‪ ,‬فإن كان شعره دون ذلك فعليه احللق فقط‪ * .‬ال جيوز غسل رأسه‬
‫باخلطمي أو بصابون معطر قبل احللق؛ كما يفعله بعض احلالقني‪ ,‬فإن غسله وجب الدم‪.‬‬
‫‪317‬‬
‫كيفية أداء احلج خطوة خبطوة‬

‫من أراد احلج فليتعلم أحكامه بالتفصيل‪ ،‬وجممل احلج كالتالي‪:‬‬


‫* اإلحرام‪ :‬يتجهز قبل اإلحرام بغسل ولبس وصالة ودعاء ‪ ،‬ثم حيرم‪ ،‬بأن‬
‫ينوي بقلبه ويلبي بلسانه‪ ،‬كام سبق بيانه؛ إال أنه هنا يذكر احلج يف التلبية‪:‬‬
‫‪ -‬فمن أراد اإلفراد نواه ولبى بلسانه‪" :‬لبيك اللهم ب َح ّجة"‪.‬‬
‫‪ -‬ومن أراد القران نواه وقال‪" :‬لبيك اللهم بحجة وعمرة"؛ فيطوف ويسعى‬
‫للعمرة‪ ،‬وال حيلق وال يقرص‪ ،‬بل يظل يف إحرامه حتى خيرج للحج ‪.‬‬
‫‪ -‬ومن أراد التمتع أحـرم للعمـرة أوال‪ ،‬فقـال‪" :‬لبيـك اللهـم بعمـرة" فيعتمـر‪ ،‬أي‬
‫يطوف ويسعى ثم حيلق كام سبق‪ ،‬ثم ُحيرم للحج يف اليوم الثامن من ميقاته (من مكـة‬
‫إن كان فيها)؛ فيقول‪" :‬لبيك اللهم بحجة" فيحج كام حيج املفرد‪.‬‬
‫وبالنية مع التلبية انعقد اإلحرام‪ ،‬ثم يكرر التلبية التامة ثالثا ‪.‬‬
‫* طواف العمرة وسعيها (ملن أحرم بالعمرة)؛ كالقارن واملتمتع؛ إال أن‬
‫املتمتع يتحلل من إحرامه حتى حيرم للحج‪ ،‬والقارن يبقى يف إحرامه‪ ،‬ويطوف‪:‬‬
‫* طواف القدوم (وهو سنة للمفرد والقارن) ‪ :‬إذا قدم احلاج مكة املكرمة من‬
‫خارج املواقيت يطوف طواف القدوم‪ ،‬وإن شاء سعى بعده سعي احلج‪.‬‬

‫(‪ )1‬كما سبق‪ .‬فيدعو قبل التلبية‪" :‬اللهم إني أريد احلج فيسره لي وتقبله مين"‪ ,‬وإذا أراد عمرة التمتع‪" :‬اللهم إني‬
‫أريد العمرة فيسرها لي وتقبلها مين"‪ ,‬والقارن يقول‪" :‬اللهم إني أريد احلج والعمرة فيسرهما لي وتقبلهما مين"‬
‫(‪ )2‬القارن يلزمه جبنايته دمان‪ ,‬ألنه حمرم بإحرامني‪ * .‬جيب على القارن واملتمتع ذبح اهلدي‪ ,‬ويستحب‬
‫للمفرد‪ * .‬هناك شروط ال يصح التمتع والقران إال بها‪ ,‬يرجع إىل أصحاب اإلفتاء والكتب املوسعة‪.‬‬
‫(‪ )3‬وجيتنب حمظورات اإلحرام‪ ,‬ويظل يليب حتى يقطع قبيل الرمي يوم النحر‪ .‬واملعتمر يقطعها قبيل الطواف‪.‬‬
‫(‪ )1‬وهو سنة لآلفاقي املفرد والقارن‪ .‬وال يسن ملن كان دون املواقيت‪ ,‬وال للمعتمر وال للمتمتع بل يطوفان للعمرة‪.‬‬
‫‪318‬‬
‫ثم يمكث يف مكة حمرما يف عبادة وتلبية حتى اليوم الثامن‪.‬‬
‫* اليوم الثامن من ذي الحجة‪ :‬خيرج إىل منى بعد طلوع الشمس ملبيا‪ ،‬فيقيم‬
‫هبا ويصيل الظهر إىل الفجر (مخس صلوات) ويبيت فيها ليلة عرفة‪ ،‬وذلك سنة‪.‬‬
‫* اليوم التاسع (يوم عرفة)‪ :‬بعد طلوع الشمس يتوجه إىل عرفات مع‬
‫السكينة والوقار‪ ،‬ملبيا‪ ،‬فإذا وصل إليها اشتغل بالتلبية والذكر وتالوة القرآن‬
‫‪.‬‬ ‫والصالة عىل النبي‬
‫وبعد الزوال خيطب اإلمام ثم يصيل بالناس الظهر والعرص يف وقت الظهر بأذان‬
‫وإقامتني‪ ،‬ومن مل يستطع أن يصيل مع إمام املسلمني فيصليهام يف وقتهام ‪.‬‬
‫ثم يقف احلاج يدعو اهلل تعاىل ويثني عليه ويسب وهيلل ويكرب ويلبي‪ ،‬ويكثر من‬
‫االستغفار والتوبة ويندم عىل معاصيه‪ ،‬ويدعو بام يشاء لنفسه وألهله واملسلمني‪،‬‬
‫بخريي الدنيا واآلخرة ‪ ،‬ويطيل الوقوف ويستمر حتى غروب الشمس ‪.‬‬

‫* واملفرد اآلفاقي يطوف أوالً للقدوم‪ ,‬وإن شاء سعى بعده سعي احلج‪ ,‬واألفضل أن يسعى للحج بعد طواف‬
‫احلج يف أيام النحر‪ .‬واملفرد احللي أو املكي يتوجه إىل منى‪ ,‬وجيوز له أن يطوف نفالً ليسعى بعده سعي احلج‪.‬‬
‫* أما القارن فإنه يطوف ويسعى للعمرة‪ ,‬ثم يطوف للقدوم‪ ,‬واألفضل أن يسعى بعده سعي احلج‪ ,‬وإن شاء أخره‬
‫إىل ما بعد طواف احلج‪ .‬وال حيلق رأسه وال يتحلل من إحرامه حتى يتوجه إىل منى يف اليوم الثامن‪.‬‬
‫* وأما املتمتع فيعتمر وحيلق ويتحلل من اإلحرام‪ ,‬ويظل يصلي ويطوف حتى حيرم للحج يف اليوم الثامن‪.‬‬
‫(‪ )1‬ويغتسل يف عرفة للوقوف ال ليوم عرفة‪ ,‬أو يتوضأ‪ ,‬والغسل أفضل‪ ,‬األوىل أن يكون بعد الزوال‪.‬‬
‫(‪ )2‬ألن للجمع شروطاً منها‪ :‬أن يصلي خلف اإلمام األعظم أو نائبه‪ ,‬وهو الذي يصلي مبسجد منرة‪ ,‬ومنها أن‬
‫يكون بعرفة‪ ,‬وأن يكون حاجا ‪ ...‬ثم إن كان مسافرا قصر بركعتني‪ ,‬وإن كان مقيما أمت وصلى أربعاً‪.‬‬
‫(‪ )3‬وباهلداية والنجاة من النار وعذاب القرب وا شر‪ ..‬اخل‪ ,‬وحصول اإلميان والعلم النافع والعمل الصاف‪,‬‬
‫ودخول اجلنة بال حساب‪ ,‬كما يدعو بالرزق احلالل‪ ,‬والشفاء ودفع املصائب عنه وعن املسلمني‪ ..‬اخل‪.‬‬
‫* وأرجو القراء الكرام أن ال ينسوا هذا الفقري يف دعواتهم يف هذا الوقت اجلليل‪ ,‬كتب اهلل لكم األجر العظيم‪.‬‬
‫* وليكن عامة دعائه ما صح عن النيب ‪ :‬أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة‪ ,‬وخري ما قلت أنا‬
‫والنبيون من قبلي‪ :‬ال إله إال اهلل وحده ال شريك له‪ ,‬له امللك وله احلمد‪ ,‬وهو على كل شيء قدير‬
‫(‪ )1‬وقد وقف يدعو من بعد الظهر إىل الغروب قرابة أربع ساعات أو أكثر‪ .‬راجع الشرح ألدعية عرفة‪.‬‬
‫‪319‬‬
‫* التوجه إلى مزدلفة‪ :‬بعد غروب الشمس يتوجه إليها ملبيا مهلال مكربا‪،‬‬
‫ويصيل فيها املغرب والعشاء يف وقت العشاء‪،‬‬
‫بأذان وإقامة واحدة ‪ ،‬ثم يبيت يف مزدلفة ‪ ،‬فإذا‬
‫طلع الفجر صىل يف أول وقتها‪ ،‬ثم يقف للدعاء‪،‬‬
‫ويكرب وهيلل ويلبي‪ ،‬ويدعو رافعا يديه بام شاء ‪.‬‬
‫* التوجه إلى منى‪ :‬قبل طلوع الشمس بساعة يسرية يتوجه إىل منى بسكينة‬
‫ووقار وبتلبية وذكر‪ ،‬فإذا نزل مبنى عمل أربعة أعمال بالرتتيب‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪ -1‬رمي اجلمرة الكربى (مجرة العقبة) يوم النحر ؛ حيث يتوجه إليها ويرمي‬
‫بيمينه سبع حصيات‪ ،‬ويقطع التلبية مع أول حصاة يرميها ‪.‬‬
‫‪ -2‬الذبح بعد الرمي؛ وهو واجب للمتمتع والقارن‪ ،‬ومستحب للمفرد‪.‬‬
‫‪ -3‬ثم احللق أو التقصري ‪ ،‬فإذا حلق (أو قرص قدر أنملة عىل األقل) حتلل من‬
‫اإلحرام ‪ .‬وجيب أن يكون الذب واحللق يف احلرم وأيام النحر وإال لزمه دم‪.‬‬

‫(‪ )1‬تكفي إقامة واحدة‪ ,‬وإن شاء أقام للعشاء إقامة أخرى‪ ,‬وهو أيضا ثابت يف صحيح مسلم‪ ,‬وبه قال‬
‫اإلمام زفر واألئمة الثالثة‪ ,‬وهو اختيار الطحاوي وابن اهلمام رمحهم اهلل تعاىل أمجعني‪ * .‬وإن فصل بني‬
‫الصالتني بعمل؛ كأن صلى السنة؛ فال بد من إقامتني بال خالف‪ * .‬وال يتطوع بني الصالتني‪ ,‬ويصلي‬
‫سنة املغرب والعشاء والوتر بعدهما‪ ,‬والنيب مل يسبح بينهما‪ ,‬وال على إثر واحدة منهما واري (‪)1673‬‬
‫* وال يصلي املغرب وال العشاء يف عرفة أو يف الطريق‪ ,‬بل يف مزدلفة يف وقت العشاء؛ وإال أعادهما فيها‪.‬‬
‫(‪ )2‬واملبيت فيها سنة مؤكدة‪ ,‬وهي ليلة النحر‪ * .‬يستحب أن يلتقط سبع حصيات منها لرمي مجرة العقبة‪.‬‬
‫(‪ )3‬إىل أن يسفر جداً‪ ,‬أي ينتشر النور وحيني الشروق‪ ,‬فينطلق إىل منى‪ .‬وهذا الوقوف واجب‪.‬‬
‫(‪ )1‬ال يرمي يف يوم النحر إال اجلمرة الكربى‪ ,‬وال يسن الدعاء بعده‪ ,‬ووقته من فجر النحر إىل الفجر‬
‫التالي‪ :‬وقته املسنون من الطلوع إىل الزوال‪ ,‬ومن الزوال إىل الغروب مباح‪ ,‬ويكره قبل طلوع الشمس‬
‫وكذا بعد الغروب إال للضعفة والنساء فيباح‪ * .‬ويكرب مع رمي كل حصاة؛ بيمناه‪ ,‬وتأتي كيفية الرمي‪.‬‬
‫(‪ )5‬يقطعها بفعل واحد من األمور األربعة؛ فيقطعها إن حلق أوالً أو طاف أو ذبح‪ ,‬أو غربت الشمس‪.‬‬
‫(‪ )6‬جيب الرتتيب يف األعمال الثالثة‪ ,‬يرمي‪ ,‬فإذا رمى جاز له الذبح‪ ,‬فإذا ذبح جاز له احللق أو التقصري‪.‬‬
‫‪311‬‬
‫‪ -4‬ثم طواف احلج (طواف الزيارة) ‪ ،‬وهو ركن احلج‪.‬‬
‫ويسعى بعده سعي احلج إن مل يكن سعى من قبل‪.‬‬
‫* وجيب أن يعمل هذه األعامل يف مكاهنا ‪،‬‬
‫ويف زماهنا وهو أيام النحر الثالثة ‪.‬‬
‫* أما الرمي فواجب يف كل يوم؛ إال أنه يف‬
‫اليوم العارش ال يرمي إال اجلمرة الكربى‪،‬‬
‫ويرمي يف باقي األيام اجلمرات الثالثة‬
‫بالرتتيب‪ :‬الصغرى ثم الوسطى ثم الكربى‪.‬‬
‫* يرمي كل مجرة بسبع حصيات قائال مع‬
‫رمي كل حصاة‪" :‬اهللُ أكرب" ‪.‬‬
‫* إذا رمى اجلمرة الصغرى يقف عندها ويدعو اهلل تعاىل طويال بام شاء‪ ،‬ثم يرمي‬

‫* هذا للقارن واملتمتع‪ ,‬أما املفرد فيجب عليه الرتتيب بني الرمي واحللق فقط‪ ,‬فإن ذبح سن له الرتتيب‪.‬‬
‫* األفضل أن يذبح بنفسه‪ ,‬وليس بشرط‪ ,‬فيجوز أن يوكل يف الذبح‪ ,‬وهذا ما يفعله معظم احلجاج‪ ,‬لبعد‬
‫ا زرة ولشدة الزحام‪ .‬فإذا وكل أحدا فعليه أن يوقّته لريمي قبل ذحبه‪ ,‬وحيلق أو يقصر بعده؛ بالرتتيب‪.‬‬
‫(‪ )1‬إال اجلماع ودواعيه؛ فحلهما يتوقف على الطواف‪ .‬وحل له غريهما من ا ظورات‪ ,‬وبالطواف حيل الكل‪.‬‬
‫(‪ )2‬السنة أن يطوف بعد الرمي والذبح واحللق؛ لكن إذا خاف ازدحاما فال بأس أن يطوف قبلها‪.‬‬
‫مكان الذبح واحللق احلرم كله‪ ,‬ومكان الطواف املسجد احلرام‪ ,‬ومكان الرمي موضعه مبنى‪.‬‬
‫(‪ )1‬أي من طلوع فجر يوم النحر إىل غروب الشمس يف اليوم الثاني عشر‪ .‬فإذا أخر عنه من غري عذر لزمه دم‪.‬‬
‫(‪ )5‬وكيفية الرمي أن يرفع الرجل يده اليمنى‪ ,‬وجيعل منى عن ميينه‪ ,‬والكعبة عن يساره‪ .‬ويكرب‬
‫مع كل حصاة‪ ,‬ويدعو أيضاً قائالً‪" :‬اهلل أكرب‪ ,‬اللهم اجعله حجا مربوراً ‪ ,‬وذنبا مغفورا [وعمال‬
‫مشكورا]" البيهقي (‪ * .)0556 ,0510‬تكون احلصاة حبجم الباقالة‪ ,‬ال صغرية جدا وال كبرية‪.‬‬
‫يلتقطها من أين شاء‪ ,‬إال سبع حصيات يستحب من مزدلفة (لرمي يوم النحر)‪.‬‬
‫* وال جيوز الرمي إال مبا كان من جنس األرض كاحلجر واملدر والطني‪ ,‬وال جيوز وشب وعنرب ولؤلؤ‪.‬‬
‫‪311‬‬
‫الوسطى ويقف كذلك‪ ،‬ثم يرمي الكربى وال يقف عندها‪.‬‬
‫* وقت الرمي لليوم احلادي عرش والثاين عرش يبدأ من الزوال إىل طلوع‬
‫الفجر ‪ .‬لكن السنة للرجال األقوياء أن يرموا هنارا‪ ،‬أما النساء والضعفاء‬
‫(والرجال الذين معهم نساء أو أطفال أو شيوخ) فال يكره هلم أن يرموا ليال‪.‬‬
‫* يمكث بمنى يقيم هذه األعامل ويذكر اهلل كثريا‪ ،‬ويبيت فيها‪ ،‬ويرمي يوميا‬
‫فإن أراد أن ينفر يف اليوم الثاين عرش رمى بعد الزوال ‪ ،‬ثم خرج‪.‬‬
‫واألفضل أن يمكث ويرمي يف اليوم الثالث عرش بعد الزوال ‪ ،‬ثم خيرج‪.‬‬
‫* طواف الوداع ‪ :‬خيرج إىل مكة ويطوف طواف الوداع‪ ،‬ويصيل ركعتني‬
‫بعدها‪ ،‬ويرشب ماء زمزم‪ ،‬ثم يأيت امللتزم ويترضع إىل اهلل تعاىل ويدعو بام شاء‪.‬‬
‫والسنة أن يؤخر هذا الطواف إىل حني السفر والعود إىل أهله بعد الفراغ من سائر‬
‫األعامل واألشغال‪ ،‬ثم ينرصف باكيا متحرسا عىل فراق بيت اهلل احلرام‪.‬‬
‫**************‬
‫*******‬
‫*‬

‫(‪ )1‬وقته املسنون من الزوال إىل الغروب‪ ,‬وبعده يكره للرجال من غري عذر‪ ,‬وال يكره للضعفاء والنساء‪,‬‬
‫أو من برفقتهم النساء‪ ,‬ليذهبوا بهن بعد الغروب‪ * .‬وإذا طلع الفجر فقد فات وقت الرمي أداء‪ ,‬وبقي وقت‬
‫القضاء إىل آخر أيام التشريق بغروب الشمس من اليوم ‪13‬؛ فلو أخره عن وقته فعليه القضاء واجلزاء‪.‬‬
‫(‪ )2‬ويذهب مكة لطواف احلج يف أي وقت من أيام النحر‪ ,‬ثم يعود إىل منى وميكث فيها‪.‬‬
‫(‪ )3‬من أراد أن يتعجل باخلروج من منى يف اليوم الثاني عشر فال حرج عليه؛ لكن ينفر قبل غروب‬
‫الشمس‪ ,‬فإن غربت كره له أن ينفر حتى يرمي يف اليوم الـ(‪ ,)13‬فإذا طلع الفجر وجب عليه الرمي‪ ,‬وإال‬
‫لزمه دم‪ ,‬فريمي اجلمار الثالث بعد الزوال‪ ,‬وكره قبله ويصح‪ ,‬وعند اجلمهور والصاحبني ال يصح‪.‬‬
‫(‪ )1‬وهو واجب على كل حاج آفاقي‪ :‬مفرد أو قارن أو متمتع؛ فال جيب على معتمر وال على أهل‬
‫مكة وأهل احلرم واحلل واملواقيت‪ ,‬إال أنه يندب هلم‪ .‬وال يشرتط تعيينه بالنية‪ ,‬وال جيب إعادتها‪.‬‬
‫‪312‬‬
313
‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬بني حكم العمرة ‪ ،‬واذكر آية وحديثا يف فضلها‪.‬‬
‫‪ ‬ما هي أعامل العمرة ؟ وارشح كيفية واحدا منها‪.‬‬
‫‪ ‬بني باإلمجال كيفية أداء احلج‪ ،‬وأهم األعامل التي يقوم هبا احلاج‪.‬‬
‫‪ ‬بني وقت الرمي لليوم العارش‪ ،‬واحلادي عرش والثاين عرش‪.‬‬
‫‪ ‬بني كيفية طواف القدوم والوداع‪.‬‬

‫أكمل الفراغ فيما يلي‪:‬‬


‫‪ ‬خيتم الطواف بـ ‪ ........‬ثم ‪ ....... ......‬الطواف وجوبا‪.‬‬
‫‪ ‬يتوجه إىل الصفا لـ‪ ،......‬فإذا دنى منه قال‪" ......":‬‬
‫‪ ‬حيرم من أراد اإلفراد بأن ينوي بـ ‪ ....‬ويلبي بلسانه " ‪ ،".....‬والقارن يقول‪"..." :‬‬
‫واملتمتع حيرم لـ ‪ ......‬أوال فيقول‪ ،"...." :‬ثم حيرم لـ ‪ ، .....‬فيقول ‪"....." :‬‬
‫‪ ‬يرمي اجلمرة الكربى فقط يوم ‪ ، .....‬ويرمي اجلمرات الثالث أيام ‪.....‬‬
‫‪ ‬بعد التوجه من مزدلفة إىل ‪ ،.....‬يقوم بأربعة أعامل بالرتتيب هي‪...................... :‬‬
‫‪ ‬يرمي كل مجرة بـ ‪ ......‬حصيات‪ ،‬ويدعو عند اجلمرة ‪ .......‬و‪ ،......‬وال يقف عند ‪....‬‬

‫تأمل فيما يلي وبني هل هو صواب أم فيه خلل بعالمة (‪ ) ، ‬مع تصويب اخللل‪:‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬جيب الرتتيب بني أفعال العمرة ‪ ،‬وإال وجب دم‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬األفضل أن حيرم من امليقات‪ ،‬وجيوز أن حيرم قبل امليقات أو من بيته‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬إذا أراد اإلحرام تنظف واغتسل وصىل ودعا ثم أحرم ثم غري ثيابه‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬بالصالة والتلبية ينعقد اإلحرام‬
‫)‬ ‫‪ ‬يطوف بالبيت سبعة أشوا ‪ ،‬مع اضطباع يف ثالثة أشوا ‪ ،‬وكذا رمل (‬
‫‪314‬‬
‫حمظورات اإلحرام‬

‫مبجرد اإلحرام حبج أو عمرة حيظر أمور‪ ،‬فيجب اجتنابها بعد اإلحرام بال‬
‫مهلة‪ ،‬وإال وجب اجلزاء‪ ،‬وهي ‪:‬‬
‫‪ -2‬اللمس بشهوة (اجلامع ودواعيه)‪.‬‬ ‫‪ -1‬الطيب وما يف معناه ‪.‬‬
‫‪ -3‬لبس الثياب املخيطة للرجل؛ كالقميص والرسوال واجلبة واخلف ‪.‬‬
‫‪ -5‬سرت الوجه كله أو بعضه‪.‬‬ ‫‪ -4‬تغطية الرأس للرجل‪.‬‬
‫‪ -7‬قلم الظفر‪.‬‬ ‫‪ -6‬إزالة شعر البدن ‪.‬‬
‫‪ -8‬قتل صيد الرب (ال البحر) أو إيذاؤه ‪.‬‬
‫‪ -‬وحيظر أيضا‪ :‬قتل اجلراد والقملة ورميها‪ ،‬وال جيب بقتلها دم أبدا بل جيب صدقة‪.‬‬
‫* هذه املحظورات يف حق املرأة أيضا‪ ،‬إال لبس املخيط ‪ ،‬وتغطية الرأس‪ ،‬فمباح هلا‪.‬‬
‫* محظورات الحرم‪ :‬بمجرد الدخول يف منطقة احلرم حيرم ما ييل‪:‬‬
‫‪ -1‬قطع شجر احلرم‪ ،‬أو قلع حشيشه‪ -2 .‬قتل صيد احلرم أو اإلشارة إليه‪.‬‬
‫وهذه جناية على احلرم ال على اإلحرام‪ ،‬فال جيوز ارتكابها ملُحْرِم وال حلالل‪،‬‬
‫فهي حمرمة على مجيع الناس يف احلرم‪.‬‬
‫* حمظورات يف اإلحرام وقبله‪ ،‬ولكنها تشتد يف اإلحرام‪ ،‬وال جيب فيها اجلزاء‪:‬‬
‫‪ -2‬الفسوق وسائر املحرمات‪.‬‬ ‫‪ -1‬اجلدال واخلصام والشتام‪.‬‬

‫(‪ )1‬حيرم الطيب وكل ما يف معناه يف البدن والثوب؛ ولو كان للغسل والشرب والتداوي؛ فال جيوز الغسل‬
‫بصابون معطر‪ .‬وكذا ال جيوز دهن الشعر أو البدن بالزيت؛ إال على سبيل التداوي‪.‬‬
‫(‪ )2‬وكذا ما صنع على هيئة أعضاء البدن؛ كدرع حديد وبرنس وقباء‪ ,‬ولو مل يدخل يديه يف كميه يكره‪.‬‬
‫(‪ )3‬حيرم إزالته كيفما كان حلقا وقصا ونتفا وإحراقا‪ ,‬بنفسه أو متكني غريه من ذلك‪ ,‬بدنه أو بدن غريه‪.‬‬
‫(‪ )1‬فيحرم أخذه وحلبه وكسر بيضه وريشه‪ ,‬واإلشارة إليه أو الداللة عليه‪ ,‬واإلعانة عليه كإعارة سكني‪.‬‬
‫(‪ )5‬حيرم لبس القفازين واخلفني يف حق الرجل‪ ,‬فيلبس النعل‪ .‬واملرأة يباح هلا اخلفان‪ ,‬ويكره هلا القفازان‪.‬‬
‫‪315‬‬
‫اجلنايات وجزاؤها‬

‫* ارتكاب أي حمظور من حمظورات اإلحرام أو احلرم جناية‪ ،‬وجيب فيها اجلزاء ‪.‬‬
‫* بعض اجلنايات ُتفسد احلج أو جتب بارتكاهبا بدنة (اإلبل أو البقر) ‪.‬‬

‫وباقي الجنايات على أقسام‪:‬‬


‫‪ -1‬ما جيب بارتكابها دم (شاة أو سُبع بدنة يذحبها يف احلرم فقط)‪:‬‬
‫وذلك إذا ارتكب حمظورا (من حمظورات اإلحرام الثامنية) كامال بال عذر ‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‪ -‬إذا لبس الرجل ثوبا خميطا أو غطى رأسه أو سرت وجهه نصف يوم (أي مدة ‪12‬‬
‫ساعة)‪ ،‬وكذا إذا سرتت املرأة وجهها نصف يوم‪.‬‬
‫‪ -‬إذا أزال شعر رأسه أو بدنه‪.‬‬
‫‪ -‬إذا طيب بدنه بطيب ‪.‬‬
‫‪ -‬إذا قص أظافري يد واحدة أو رجل واحدة‪.‬‬
‫‪ -‬إذا قبل أو ملس بشهوة‪.‬‬
‫‪ -‬إذا ترك واجبا من واجبات احلج بال عذر؛ كرتك الوقوف بمزدلفة‪ ،‬أو ترك‬

‫(‪ )1‬إال اجلدال والفسوق‪ * .‬وهناك ما يكره يف اإلحرام وال جزاء فيه‪ ,‬مثل‪ :‬إزالة الوسخ ‪ ,‬وشم الطيب إن‬
‫قصده‪ * .‬ويباح له االغتسال مباء من غري إزالة الوسخ‪ ,‬وتغيري مالبس اإلحرام‪ ,‬وشد اهلميان يف وسطه‪.‬‬
‫(‪ )2‬فيفسد احلج باجلماع قبل الوقوف بعرفة‪ ...‬وذبح إبل أو بقرة جيب باجلماع بعد الوقوف وبالطواف جنبا‪.‬‬
‫(‪ )3‬فإن ارتكبها كامالً بعذر كان اجلزاء على التخيري بني الدم والصدقة والصوم ؛ فيذبح أو يتصدق‬
‫بثالثة أصوع (بر وقمح أو ستة من غريه)‪ ,‬أو يصوم ثالثة أيام ولو متفرقة‪ * .‬وترك الواجبات بعذر ال شيء فيه‪.‬‬
‫(‪ )1‬جيب عليها أن تسرت وجهها عن الرجال لكن بشيء ال ميس وجهها‪ ,‬وال جزاء يف ذلك‪.‬‬
‫(‪ )5‬إذا طيب جزءا صغريا من بدنه بطيب كثري‪ ,‬أو طيب عضوا كامال بطيب قليل‪ .‬والطيب ما له رائحة مستلذة‪.‬‬
‫‪316‬‬
‫الرمي ‪ ،‬أو ترك السعي أو ترك طواف الوداع‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬

‫‪ - 2‬ما جيب بارتكابه صدقة (قدر صدقة الفطر)‪ ،‬وذلك إذا ارتكب املحظور‬
‫ناقصا بال عذر ‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‪ -‬إذا قطع عدة شعرات أو حلق أقل من ربع الرأس‪.‬‬
‫‪ -‬إذا قص ظفرا‪ ،‬أو قص ظفرين أو أربعة فلكل ظفر صدقة‪.‬‬
‫‪ -‬إذا طيب بطيب قليل عضوا صغريا كاألنف واألذن واألصبع‪.‬‬
‫‪ -‬إذا لبس ثوبا خميطا أو سرت رأسه أو وجهه وقتا قصريا أو أقل من نصف يوم‪.‬‬
‫‪ -‬إذا ترك رمي حصاة من إحدى اجلامر الثالث‪.‬‬

‫‪ -3‬ما جيب بارتكابها صدقة أقل من نصف صاع‪:‬‬


‫وهي ما إذا قتل قملة‪ ،‬أو ألقاها من ثوب‪ ،‬أو قتل جرادة‪ ،‬أو قطـع شـعرة واحـدة‪،‬‬
‫فإنه يتصدق بام شاء ولو يسريا‪ ،‬وكذا إذا جنى عىل اثنني أو ثالثا مما سبق‪.‬‬
‫* وإن قتل أو قطع أربعا فأكثر (مما سبق) وجبت صدقة كاملة (قدر صدقة الفطر)‪.‬‬

‫‪ -4‬ما جيب بارتكابه القيمة‪ ،‬وهي جناية الصيد وجناية احلرم‪:‬‬

‫فإذا قطع إنسان شجر احلرم أو ذب صيده‪ ،‬أو ذب املحرم صيد الرب الوحيش أو‬
‫أشار إليه أو دل الصياد عىل مكانه فقتله؛ وجب التصدق بقيمة الشجر والصيد ‪.‬‬

‫(‪ )1‬لو ترك رمي يوم كله أو أكثره (كأربع حصيات يوم النحر‪ ,‬أو (‪ )11‬حصاة فيما بعده)‪ ,‬فعليه قضاء‬
‫ودم‪ .‬وإن ترك األقل كحصاة أو ثالث يوم النحر‪ ,‬أو عشر فما دونه فيما بعده فعليه لكل حصاة صدقة ‪.‬‬
‫(‪ )2‬فإن كان بعذر وجب الصوم أو الصدقة (كصدقة الفطر‪ :‬نصف صاع من بر أو صاع من غريه) على التخيري‪.‬‬
‫(‪ )3‬والقيمة يقوّمها عدالن يف مكان االصطياد‪ .‬وخيري بني القيمة والدم (يذحبه يف احلرم) والصدقة (لكل فقري‬
‫‪317‬‬
‫* وال يشء عىل املحرم يف قتل اهلوام املؤذية كعقرب ونمل وذباب‪.‬‬
‫وكذا ال يشء يف قتل احلية والغراب‪ ،‬والكلب العقور‪.‬‬

‫* هــل يخــتص الجــزاء بــالحرم؟ أمــا الــذب فيجــب يف احلــرم‪ ،‬وأمــا الصــدقة‬
‫فاألفضل دفعها لفقراء احلرم‪ ،‬وجيوز لفقراء أي مكان‪.‬‬

‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬


‫‪ ‬عدد حمظورات اإلحرام‪ .‬ثم بني املحظور الذي جتـب فيـه الصـدقة ‪ ،‬وال جتـب فيـه‬
‫الدم‪ ،‬واملحظور الذي ال جيب فيه الدم وال الصدقة‪.‬‬
‫‪ ‬ما الفرق بني الرجل واملرأة يف حمظورات اإلحرام؟‬
‫‪ ‬بني حمظورات احلرم‪.‬‬
‫‪ ‬اذكر أقسام اجلنايات باعتبار ما جيب فيها‪ ،‬مع التمثيل لكل قسم‪.‬‬
‫‪ ‬هل خيتص اجلزاء باحلرم ؟‬
‫تأمل فيما يلي وبني هل هو صواب أم فيه خلل بعالمة (‪ ) ، ‬مع تصويب اخللل‪:‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬ال جيب اجلزاء بقتل اهلوام املؤذية كعقرب ونمل وقمل وذباب‬
‫)‬ ‫‪ ‬جيب اجلزاء بارتكاب حمظورات اإلحرام‪ ،‬ولو كان الشخص حالال غري حمرم (‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬جتب صدقة بارتكاب املحظور ناقصا بال عذر‪ ،‬كقطع الظفر والشعر‬

‫نصف صاع) والصوم (بدل كل نصف صاع يوماً)‪ .‬وإن مل تبلغ القيمة مثن هدي فله اخليار بني التصدق والصوم‪.‬‬
‫* جتب القيمة بقطع حشيشه وشجره النابت بنفسه‪ ,‬إذا مل يكن من جنس ما ينبته الناس؛ فحل قطع الشجر املثمر‪.‬‬
‫(‪ )1‬وكذا الصوم ال خيتص باحلرم فيصوم أين شاء‪ .‬وصومُ عاجز عن دم قران ومتتع خمتص مبا قبل النحر‪.‬‬
‫تتمة‪ * :‬جيب على القارن جزاءان بارتكاب شيء من حمظورات اإلحرام‪ .‬أما ترك الواجبات فهو فيه‬
‫كاملفرد‪ * .‬ال فرق بني املتعمد والناسي واملخطئ واملكره والنائم يف لزوم الكفارة‪ ,‬وإمنا اإلثم بالتعمد‪.‬‬
‫‪318‬‬
‫اإلحصار والفوات واحلج عن الغري‬

‫إذا أحرم املرء ال جيوز له أن خيرج من اإلحرام إال بفعل ما أحرم به من حج أو‬
‫مر‪ .‬لكن قد يعرتض مانع يمنع من فعل ما‬
‫عمرة‪ ،‬ثم يتحلل من اإلحرام كام ّ‬
‫أحرم به؛ كاإلحصار والفوات‪ ،‬فامذا يفعل؟‬

‫اإلحصار‪ :‬هو منع املحرم عن احلج أو العمرة ‪.‬‬


‫عدو أو أصابه مرض يمنعه من امليض جاز له أن‬ ‫ٌ‬
‫سلطان أو ٌ‬ ‫فإذا منع املحر َم‬
‫يتحلل وخيرج من إحرامه‪ ،‬لكن بالكيفية املرشوعة التالية‪:‬‬

‫كيف يتحلل المحصر؟‬


‫يوكل أحدا بأن يذب عنه شاة يف احلرم‪ ،‬يف وقت معني‪ ،‬فإذا ذبحه يف احلرم فقد‬
‫حتلل من اإلحرام‪ ،‬وجاز له لبس املخيط‪ ،‬وقص األظفار والشعر‪ ،‬وغري ذلك ‪.‬‬

‫وهل يجب عليه شيء آخر؟ نعم إذا حتلل املعتمر املحرص فعليه قضاء العمرة‬
‫فقط‪ .‬وإذا حتلل احلاج املحرص فعليه حجة وعمرة متى استطاع ‪.‬‬

‫(‪ )1‬ويتحقق املنع بكل حابس حيبسه ولو مبكة؛ كالكسر‪ ,‬والعرج‪ ,‬واحلبس‪ ,‬ومنع السلطان ولو بنهيه‪ ,‬والعدو‬
‫ولو مسلما إذا مل جيد طريقا آخر‪ ,‬أو كان أطول أو أصعب‪ ,‬فيتضرر به ضررا معترباً‪ ,‬واملرض الذي يزاداد‬
‫بالذهاب والركوب على غالب ظنه‪ ,‬وهالك النفقة‪ ,‬وموت ا رم والزوج للمرأة‪ ,‬أو لزوم العدة‪ ,‬بأن طلقها زوجها‪.‬‬
‫(‪ )2‬وإذا كان ا صر قارنا وجب ذبح دمني‪ ,‬فإذا ذُحبا حتلل‪ * .‬يشرتط أن يكون الذبح يف احلرم‪.‬‬
‫* حيصل التحلل مبجرد الذبح‪ ,‬واألفضل أن يتحلل بعد الذبح باحللق أو التقصري‪ ,‬ولكنه ليس بشرط‪.‬‬
‫* ولو مل يبعث هديا وزال املانع‪ ,‬فإن أدرك احلج فبها ونعمت وإال حتلل بالعمرة (وقضى احلج فقط)‪.‬‬
‫(‪ )3‬وإذا كان قارنا فعليه حجة وعمرتان‪ * .‬ولو قضى احلجة من عام اإلحصار ال جتب معها عمرة‪,‬‬
‫وال حيتاج إىل نية القضاء‪ ,‬وأما القارن فيحتاج إىل عمرة واحدة فقط‪.‬‬
‫‪319‬‬
‫فوات احلج‪:‬‬
‫من أحرم باحلج لكن ‪ -‬بسبب ّما ‪ -‬فاته الوقوف بعرفة فقد فاته احلج ‪،‬‬
‫وعليه أن يأيت بأفعال العمرة؛ فيطوف بالبيت‪ ،‬ويسعى بني الصفا واملروة‪ ،‬ثم‬
‫حيلق أو يقرص‪ ،‬وبه يتحلل من اإلحرام‪ .‬وال جيب عليه الدم‪.‬‬
‫وهل يجب عليه شيء آخر؟ نعم‪ ،‬جيب عليه أن يقيض احلج من العام القابل‪.‬‬

‫احلج والعمرة عن الغري‪:‬‬

‫جيوز أن حيج املسلم ويعتمر عن غريه نفال‪ ،‬كام جيوز أن يفعل غري ذلك من‬
‫العبادات والقربات‪ ،‬ويوصل ثواهبا إىل غريه‪ ،‬كوالديه ومشاخيه وغريهم ‪.‬‬
‫أما من وجب عليه احلج فعليه أن حيج بنفسه‪ ،‬وال جيوز أن حيج عنه غريه إال إذا‬
‫‪.‬‬ ‫عجز عن أداء احلج بنفسه‪ ،‬وحتقق العجز إىل املوت؛ فتجوز اإلنابة برشو‬
‫**************‬
‫*******‬
‫*‬

‫(‪ )1‬ألن الوقوف بعرفة ال يصح إال يف وقته؛ فإن مل يستطع الوقوف حتى طلع فجر يوم النحر فقد فات حجه‪.‬‬
‫(‪ )2‬واألصل أن كل من أتى بعبادة ما له جعل ثوابها لغريه وإن نواها عند الفعل لنفسه لظاهر األدلة‪ .‬در‪.‬‬
‫(‪ )3‬النيابة جتزئ يف العبادة املالية مطلقاً عند القدرة والعجز؛ كالزكاة والكفارة‪ ...‬والعبادة البدنية؛‬
‫كصالة وصوم ال تقبل النيابة مطلقا‪ .‬والعبادة املركبة منهما؛ كحج الفرض تقبل النيابة عند العجز‬
‫فقط‪ ,‬بشرط دوامه إىل املوت؛ ألنه فرض العمر حتى تلزم اإلعادة بزوال العذر‪ ,‬وبشروط أخرى يرجع هلا‬
‫يف املطوالت‪ ,‬منها نية احلج عن اآلمر؛ فينوي ويقول‪" :‬لبيك اللهم بعمرة عن فالن" أو "حبجة عن فالن" أو‬
‫"بعمرة وحجة عن فالن"‪ ,‬ومنها دوام العجز إىل املوت إذا كان ميكن زواله‪ ,‬وإن مل يكن كذلك‬
‫كالعمى والزمانة سقط الفرض حبج الغري عنه‪ ,‬فال إعادة مطلقا؛ سواء استمر به ذلك العذر أم ال‪.‬‬
‫‪321‬‬
‫اهلدي‬

‫الهدي‪ :‬هو ما يذب يف احلرم تقربا إىل اهلل تعاىل ؛ لعدة أغراض‪:‬‬
‫للخروج من اإلحرام‪ ،‬وهو للمحرص‪.‬‬
‫للحاج شكرا هلل تعاىل‪ ،‬وهو واجب للمتمتع والقارن‪.‬‬
‫لتكفري اجلنايات‪ :‬بأن ارتكب حمظورا‪ ،‬أو ترك واجبا من واجبات احلج والعمرة‪.‬‬
‫كل من أراد أن يتقـرب إىل اهلل تعـاىل بالـذب يف احلـرم تطوعـا‪ ،‬وهـو هـدي‬
‫النفل؛ سواء كان حاجا‪ ،‬أو ال‪.‬‬

‫الهدي كاألضحية في األمور اآلتية‪:‬‬


‫يف اجلنس‪ :‬فهو يكون من الغنم والبقر (واجلاموس) واإلبل فقط ‪.‬‬
‫يف السن‪ :‬فال جيوز من الغنم إال ما أكمل سنة كاملة ‪ .‬وال من البقر إال ما‬
‫أكمل سنتني‪ ،‬وال من اإلبل إال ما أكمل مخس سنوات‪.‬‬
‫يف كونه سليام من العيوب؛ كالعرج والعمى والعور واهلزال الشديد‪.‬‬
‫* األفضل أن يذب بنفسه إذا كان حيسن ذلك‪ ،‬فإن وكل غريه فاألوىل أن حيرض‬
‫بنفسه‪.‬‬

‫(‪ )1‬مسي هديا ألنه يهدى إىل احلرم‪ ,‬أي يقدم للحرم كهدية؛ تعظيما وتكرميا له؛ ألنه من تعظيم اهلل‪.‬‬
‫(‪ )2‬جتزئ اإلبل والبقر عن سبع شياه‪ ,‬بشرط أن ال يكون نصيب واحد منهم أقل من السبع‪ ,‬وأن يقصد‬
‫القربة ال اللحم‪ * .‬السنة يف اإلبل النحر‪ ,‬ويف غريه الذبح‪ ,‬ولو عكس جاز وكره‪ * .‬وجيزئ الذكر واألنثى ‪.‬‬
‫(‪ )3‬إال الضأن فيجوز إذا زاد عن ستة أشهر وكان مسينا؛ حبيث ال مييز بينه وبني ما أكمل سنة حلجمه‬
‫ومسنه‪ .‬انظر تفصيل هذه املسائل كلها يف باب األضاحي‪.‬‬
‫‪321‬‬
‫األحكام الخاصة بالهدي‪:‬‬
‫مكان اهلدي‪ :‬ال جيوز أن يذب اهلدي إال يف احلرم‪.‬‬
‫زمان اهلدي‪ :‬ال جيوز ذب هدي التمتع والقران قبل يوم النحر‪ ،‬بل جيب ذبحه‬
‫يف أيام النحر ‪ .‬وجيوز ذب باقي اهلدايا كهدي التطوع ودماء اجلنايات‬
‫واإلحصار‪ ،‬يف أي وقت شاء‪.‬‬
‫األكل من اهلدي‪ :‬جيوز أن يأكل صاحب اهلدي من هدي التطوع والتمتع‬
‫والقران‪ ،‬بل يستحب ذلك‪ ،‬وال جيوز أن يأكل هو (وإن كان فقريا)‪ ،‬وال غريه‬
‫من األغنياء‪ ،‬من دم اإلحصار وال من دماء اجلنايات ‪.‬‬
‫* يكفي ذب اهلدي يف احلرم يف وقته‪ ،‬وال يشرت توزيع حلمه عـىل فقـراء احلـرم‪،‬‬
‫بل جيوز أن يتصدق عليهم وعىل غريهم ‪.‬‬
‫************‬
‫*******‬
‫*‬

‫(‪ )1‬يذحبه بعد رمي مجرة العقبة من يوم النحر‪ ,‬كما مرّ‪ ,‬وال جيوز تأخريه وإال لزمه دم آخر‪.‬‬
‫(‪ )2‬وال من هدي النذر‪ * .‬لو ساق بدنة (إبال أو بقرا) واضطر إىل ركوبها جيوز له أن يركبها‪ ,‬وإن‬
‫استغنى عنها ال يركبها‪ * .‬ال حيلب لنب اهلدايا إذا ساقها‪ ,‬ولكن ينضح ضرعها باملاء البارد حتى‬
‫ينقطع اللنب‪ * .‬يستحب تقليد هدي التطوع والتمتع والقران‪ ,‬وال يقلد دم اإلحصار وال دم اجلنايات‪.‬‬
‫‪322‬‬
‫زيارة النيب‬

‫من أفضل املندوبات باإلمجاع‪ ،‬فمن وفقه اهلل تعـاىل للحـج فليغتـنم‬ ‫زيارة قرب النبي‬
‫هذه الفرصة السعيدة‪ ،‬فيعرج عىل املدينة املنورة بعد الفراغ من احلج أو قبلـه حسـب‬
‫‪:‬‬ ‫ومسجدَه الذي أسس عىل التقوى ؛ فقـد قـال‬ ‫رب النبي‬
‫ما يتيرس له؛ ويزور ق َ‬
‫«صالة يف مسجدي هذا أفضل من ألف صالة فيما سواه إال املسجد احلرام» (‪.)4‬‬
‫يف طريقه إىل املدينة املنورة‪ ،‬فإذا وصل‬ ‫‪ ‬وليكثر من الصالة والسالم عىل النبي‬
‫‪.‬‬ ‫إليها فليغتسل وليتطيب‪ ،‬وليلبس أحسن ثيابه تعظيام للقدوم عىل النبي‬
‫‪ ‬وليدخل أوال املسجد النبوي الرشيف متواضعا بالسكينة والوقار‪ ،‬برجله‬
‫اليمنى‪ ،‬قارئا دعاء دخول املساجد ‪ ،‬ويبدأ بتحية املسجد‪ ،‬ويقصد الروضة‬
‫الرشيفة‪ ،‬وهي بني املنرب والقرب الرشيف‪ ،‬فيصيل فيها‪.‬‬

‫(‪ )1‬إن للمدينة وأهلها فضائل كقوله ‪« :‬ال يصرب على ألواء املدينة وشدتها أحد من أميت إال كنت له شفيعا‬
‫يوم القيامة أو شهيدا» مسلم (‪ )1378‬وقال‪« :‬واملدينة خري هلم لو كانوا يعلمون» مسلم (‪ ...)1388‬راجع الشرح‪...‬‬
‫(‪ )2‬يف احلديث املتفق عليه‪« :‬ال تشد الرحال إال لثالثة مساجد‪ :‬املسجد احلرام‪ ,‬ومسجدي هذا واملسجد األقصى»‬
‫واملعنى أنه ال تشد الرحال ملسجد من املساجد إال هلذه الثالثة؛ فال يرد أنه قد تشد الرحال لغري ذلك؛ كصلة الرحم‬
‫وتعلم العلم وزيارة قرب النيب ‪ .‬رد‪ .‬وروى الدارقطين والبزار بسند ضعيف عنه ‪« :‬من زار قربي وجبت له شفاعيت»‬
‫وأخرج الدارقطين عنه ‪« :‬من جاءني زائرا ال حتمله حاجة إال زيارتي كان حقا علي أن أكون له شفيعا يوم‬
‫القيامة» وأخرج الدارقطين وغريه‪« :‬من حج وزار قربي بعد موتي كان كمن زارني يف حياتي»‪ .‬وعلى الرغم من‬
‫ضعف هذه األحاديث إال أن تعدد طرقها وتعامل األمة يدالن على أن هلا أصالً‪ .‬وانظر‪ :‬تلخيص احلبري (‪)576 /2‬‬
‫(‪ )3‬رواه البخاري (‪ )1106‬ومسلم (‪ )1301‬عن أبي هريرة ‪ ,‬وروي عن جابر وعبد اهلل بن الزبري ‪ ‬أيضاً‬
‫بزيادة‪ :‬وصالة يف املسجد احلرام أفضل من مائة ألف صالة رواه أمحد (‪ )11601‬وابن حبان (‪)1626‬‬
‫(‪ )1‬قال ابن اهلمام‪" :‬وإذا دخلها قال‪ :‬باسم اهلل ﭽﮋﮌﮍﮎﭼ اآلية‪ .. ,‬وليكن متواضعا متخشعا‬
‫معظما حلرمتها ال يفرت عن الصالة على النيب مستحضرا أنها بلدته اليت اختارها اهلل تعاىل ‪...‬‬
‫وليحضر قلبه أنه رمبا صادف موضع قدمه؛ ولذا كان مالك رمحه اهلل ال يركب يف طرق املدينة‪"...‬‬
‫(‪ )5‬فيقول‪« :‬بسم اهلل * والصالة والسالم على رسول اهلل * اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رمحتك»‪.‬‬
‫‪323‬‬
‫‪ ‬ثم يأيت القرب الرشيف بالسكينة‪ ،‬فيستقبل جداره ويستدبر القبلة‪،‬‬
‫ّ‬
‫وليصل عليه فيقول‪:‬‬ ‫فيقف أمامه خاشعا ملتزما حدود األدب‪ ،‬وليسلم‬
‫" السالم عليك يا رسول اهلل‪ ,‬السالم عليك يا خري خلق اهلل‪ ,‬السالم عليك‬
‫يا حبيب اهلل‪ ,‬السالم عليك يا سيد ولد آدم‪ ,‬السالم عليك أيها النيب ورمحة‬
‫اهلل وبركاته"‪ ,‬ويزيد ما شاء من غري غلو وال إساءة أدب(‪.)1‬‬
‫ثم يتحرك خطوة جهة اليمني ويسلم عىل سيدنا أيب بكر الصديق ‪" ‬السالم‬
‫عليك يا خليفة رسول اهلل ‪ ، " ..‬ثم يتأخر عن يمينه فيسلم عىل سيدنا عمر‬
‫الفاروق ‪" :‬السالم عليك يا ثاني اخللفاء الراشدين ‪. "..‬‬
‫يف ذهابه وإيابه‪ ،‬وجيهد بالتشبه به يف سننه‬ ‫‪ ‬وليكثر من الصالة عىل النبي‬
‫وكيفية هتجده‪ ،‬وليكثر من التسبي والتهليل واالستغفار والتوبة‪.‬‬
‫‪ ‬وإذا فرغ من الزيارة يأيت الروضة فيكثر فيها من الصالة والدعاء؛ فقد قال‬
‫«ما بني بييت ومنربي روضة من رياض اجلنة‪ ،‬ومنربي على حوضي»(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬ليس له لفظ خاص‪ ,‬وإن شاء زاد‪ :‬السالم عليك يا خليل اهلل‪ ,‬يا صفوة اهلل‪ ,‬يا خرية اهلل‪ ,‬يا سيد‬
‫املرسلني‪ ,‬يا إمام املتقني‪ ,‬يا من أرسله اهلل رمحة للعاملني‪ ,‬يا شفيع املذنبني‪ ,‬يا خامت النبيني‪ ,‬السالم عليك‬
‫وعلى مجيع األنبياء واملرسلني وعلى أهل بيتك وأصحابك أمجعني‪ .‬يا رسول اهلل! إني أشهد أن ال إله إال اهلل‬
‫وحده ال شريك له وأنك عبده ورسوله وأشهد أنك يا رسول اهلل قد بلغت الرسالة وأديت األمانة ونصحت األمة‬
‫وكشفت الغمة‪ ,‬فجزاك اهلل عنا خريا‪ ,‬جازاك اهلل عنا أفضل ما جازى نبيا عن أمته‪ .‬اللهم أعط سيدنا عبدك‬
‫ورسولك حممدا الوسيلة والفضيلة‪ ,‬والدرجة الرفيعة‪ ,‬وابعثه املقام ا مود الذي وعدته‪...‬‬
‫* "وليبلغ سالم من أوصاه بتبليغ سالمه فيقول‪ :‬السالم عليك يا رسول اهلل من فالن ابن فالن‪ "...‬فتح‪.‬‬
‫(‪" )2‬السالم عليك يا خليفة رسول اهلل ‪ ,‬وثانيه يف الغار‪ ,‬أبا بكر الصديق‪ ,‬جزاك اهلل عن أمة حممد‬
‫خريا"‪ .‬وإمنا يتأخر عن ميينه؛ ألن رأس أبي بكر ‪ ‬حيال منكب النيب ‪.‬‬
‫(‪" )3‬السالم عليك يا أمري املؤمنني عمر الفاروق الذي أعز اهلل به اإلسالم‪ ,‬جزاك اهلل عن أمة حممد‬
‫* ومن أدب الزائر أال ميس اجلدار وال يقبله‪ ,‬وال ينحين بالرأس والرقبة‪ ,‬وال يصلي إىل قربه قصداً فإنه حرام‪,‬‬
‫بل كفر إن أراد عبادته أو تعظيم قربه‪ ,‬وال يرفع صوته باملسجد ولو وري‪ ,‬وليكثر من الزيارة‪.‬‬
‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪ )1106‬ومسلم (‪ )1301‬وغريهما عن أبي هريرة وغريه‪ .‬قال احلافظ يف "الفتح" ‪:166/1‬‬
‫أي‪ :‬كروضة من رياض اجلنة يف نزول الرمحة وحصول السعادة مبا حيصل من مالزمة حلق الذكر‪ ,‬ال‬
‫‪324‬‬
‫‪ ‬وجيتهد أن ال تفوته صالة يف املسجد النبوي ‪.‬‬
‫‪ ‬ويستحب له اخلروج إىل البقيع يزور قبور الصحابة والصاحلني رضوان اهلل‬
‫عليهم أمجعني‪ ،‬ويقول‪ :‬السالم عليكم دار قوم مؤمنني ‪..‬‬
‫‪ ‬ويستحب أن يزور مسجد قباء ويصيل فيه ‪.‬‬
‫‪ ‬ويزور شهداء أحد‪ ،‬ويسلم عليهم‪ ،‬ويزور جبل أحد نفسه‪.‬‬
‫‪ ‬وإذا أراد الرجوع يستحب له أن يودع املسجد بصالة ويدعو بعدها بام أحب‪،‬‬
‫‪ ،‬سائال املوىل أن‬ ‫وأن يأيت القرب الكريم فيسلم عليه‪ ،‬ثم يرجع باكيا عىل فراقه‬
‫يوفقه التباع سنته مدى حياته‪ ،‬حتى يتوفاه اهلل عىل كلمة التوحيد والرسالة ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫سيما يف عهده ‪ ,‬فيكون تشبيها بغري أداة‪ ,‬أو املعنى أن العبادة فيها تؤدي إىل اجلنة فيكون جمازا‪ ,‬أو‬
‫هو على ظاهره‪ ,‬وأن املراد أنه روضة حقيقة بأن ينتقل ذلك املوضع بعينه يف اآلخرة إىل اجلنة‪ ...‬وأما قوله‪:‬‬
‫"ومنربي على حوضي"‪ ,‬أي‪ :‬ينقل يوم القيامة فينصب على احلوض‪ ,‬وقيل غري ذلك‪...‬‬
‫(‪ )1‬ملا ثبت أن صالة يف مسجده تعدل ألف صالة يف غريه‪ ,‬وهذا التفضيل خمتص بالفرائض‪ * ..‬قال‬
‫العلماء‪ :‬إن ذلك إمنا هو يف حق الرجال ألنه أمر املرأة اليت سألته احلضور والصالة معه أن تصلي يف بيتها‪..‬‬
‫(‪ )2‬راجع كتاب اجلنائز‪ ,‬وقد كان يزور البقيع‪ ,‬وقال‪« :‬يبعث منها سبعون ألفا على صورة القمر ليلة البدر‬
‫ويدخلون اجلنة بغري حساب» الطيالسي (‪ )1716‬واحلاكم (‪ ,)6031‬وله شاهد عن جابر‪ .‬إحتاف (‪.)262 /3‬‬
‫ينوي زيارته والصالة فيه‪ ,‬وكان « يأتيه يف كل سبت راكبا وماشيا‪ ,‬فيصلي فيه ركعتني»‬
‫البخاري (‪ )1101‬وهو أول مسجد وضع يف اإلسالم‪ ,‬وصح عنه أنه قال‪« :‬من تطهر يف بيته ثم أتى‬
‫مسجد قباء‪ ,‬فصلى فيه صالة‪ ,‬كان له كأجر عمرة» رواه الرتمذي (‪ )321‬وابن ماجه (‪.)1111‬‬
‫(‪ )1‬ففي الصحيح عن النيب قال‪« :‬هذه طابة‪ ,‬وهذا أحد وهو جبل حيبنا وحنبه» مسلم (‪)1302‬‬
‫(‪ )5‬ومن سنن الرجوع أن يكرب على كل شرف من األرض‪ ,‬ويقول دعاء الركوب والسفر وخيتمه بقوله‪:‬‬
‫«آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون» ‪ .‬وإذا أشرف على بلده حرك دابته ويقول‪ :‬آيبون أيضا إخل‪ .‬وإذا دخل بلدته‬
‫بدأ باملسجد فصلى فيه ركعتني إن مل يكن وقت كراهة‪ ,‬ثم يدخل منزله ويصلي فيه ركعتني وحيمد اهلل‬
‫تعاىل ويشكره ما أواله من إمتام العبادة والرجوع بالسالمة‪ ,‬ويديم محده وشكره مدة حياته‪ ,‬وجيتهد يف‬
‫جمانبة ما يوجب اإلحباط يف باقي عمره‪ .‬وعالمة احلج املربور أن يعود خريا مما كان قبل‪ .‬فتح‪.‬‬
‫‪325‬‬
‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬عرف اإلحصار‪ ،‬وكيف يتحلل املحرص ؟ وكيف يتحلل من فاته احلج ؟‬
‫‪ ‬ما ذا جيب عىل املحرص ومن فاته احلج إذا حتلل كل منهام؟‬
‫‪ ‬هل جيوز احلج والعمرة عن الغري نفال وفرضا ؟‬
‫‪ ‬عرف اهلدي‪ ،‬وبني أغراضه ‪.‬‬
‫‪ ‬بني مكان ذب اهلدي وزمانه‪.‬‬
‫؟ وما فضل الروضة الرشيفة ؟‬ ‫‪ ‬ما فضل الصالة يف املسجد النبوي‬
‫‪.‬‬ ‫‪ ‬بني الكيفية املستحبة لزيارة النبي‬

‫تأمل فيما يلي وبني هل هو صواب أم فيه خلل بعالمة (‪ ) ، ‬مع تصويب اخللل‪:‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬ال جيوز ذب اهلدي إال يف احلرم‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬اهلدي كاألضحية يف اجلنس والسن والسالمة من العيوب‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬جيوز أن يأكل صاحب اهلدي من هديه النفل والواجب‪ ،‬بل يستحب ذلك‬
‫)‬ ‫(‬ ‫من أفضل املندوبات باإلمجاع‬ ‫‪ ‬زيارة قرب النبي‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬يستحب زيارة البقيع وشهداء أحد والصالة يف مسجد قباء‬

‫أكمل الفراغ فيما يلي‪:‬‬


‫‪ ‬ال جيوز للمحرم أن خيـرج مـن اإلحـرام إال بفعـل ‪ .... ....‬ثـم يتحلـل بـاحللق أو‬
‫التقصري‪ ،‬لكن ‪ ....‬فيتحلل يف اإلحصار بـ ‪ ، .....‬ويف الفوات بـ ‪.....‬‬
‫‪ ‬يكفي ذب اهلدي يف ‪ ،........‬وال يشرت ‪ ......‬عىل فقراء ‪......‬‬
‫‪ ‬يدخل املسجد النبوي بـ ‪ ،....‬ويبدأ بـ ‪ ......‬ويقصد ‪ ،.....‬ثم يأيت ‪ ....‬فيقول‪..... :‬‬

‫‪‬‬
‫‪326‬‬
‫القسم الثاني‬
‫املعامالت وغريها (أبواب خمتارة)‬

‫الفرع األول‪ :‬كتاب البيوع‬


‫الفرع الثاني‪ :‬كتاب اهلبة‬
‫الفرع الثالث‪ :‬كتاب الوديعة والعارية واللقطة‬
‫الفرع الرابع‪ :‬كتاب األضحية‬
‫الفرع اخلامس‪ :‬كتاب األطعمة والذبائح‬
‫الفرع السادس‪ :‬كتاب احلالل واحلرام‬

‫‪327‬‬
328
‫خطة كتاب البيوع‬

‫عزيزي الطالب‪ :‬بدراستك هلذا الكتاب يرجى أن تكون ملماً باآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬تعريف البيع وركناه (اإلجياب والقبول)‬


‫‪ ‬بعض أحكام البيع واإلجياب والقبول‬
‫‪ ‬أنواع اخليار ‪ -‬اإلقالة‬
‫‪ ‬أنواع البيع من حيث الصحة والفساد‬
‫‪ ‬أمثلـة للبيــع املكــروه ‪ ،‬أمثلــة للبيـع الباطــل ‪ ،‬أمثلــة للبيــع‬
‫الفاسد وأنواعه ‪ ،‬أمثلة جلهالة املبيع أو الثمن‬
‫‪ ‬بيع السلم‬
‫‪ ‬الربا‬
‫‪ ‬الصرف‬

‫‪329‬‬
‫قال اهلل ‪ :‬ﭽ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭼ [البقرة‪]275 :‬‬
‫وﭧ ﭨ ﭽ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ‬

‫ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭼ [النساء‪]20 :‬‬
‫‪ :‬أي الكسب أفضل ؟ قال ‪« :‬عمل‬ ‫قال‪ :‬سئل رسول اهلل‬ ‫وعن ابن عمر‬
‫(‪)1‬‬
‫الرجل بيده وكل بيع مربور»‬
‫أهيا الطالب! إذا ذهبت إىل دكان ماذا تفعل؟ إنك تقول‪ :‬أعطني خبزا‬
‫بكذا‪ ،‬أو أعطني حالوة بكذا‪ ،‬فيعطيك البائع ما طلبت‪ ،‬وتعطيه أنت ثمن ما‬
‫أخذت‪ .‬فام معنى ذلك؟ معناه أنك اشرتيت خبزا ودفعت ثمنه‪ ،‬وأن صاحب‬
‫الدكان باع لك خبزا‪ ،‬وأخذ ثمنه‪ .‬فما معنى البيع؟‬

‫البيع هو‪ :‬مبادلة املال باملال بالرتايض ؛ فال بد فيه من رضا الطرفني‪.‬‬

‫(‪ )1‬صحيح‪ ,‬رواه الطرباني يف األوسط (‪ ,)2116‬وقال اهليثمي‪ :‬رجاله ثقات‪ .‬جممع (‪ )162 /1‬وله شواهد‪.‬‬
‫(‪ )2‬املراد باملال‪ :‬كل شيء يرغب الناس فيه‪ ,‬والبيع أنواع‪:‬‬
‫‪- 1‬بيع عني بثمن؛ كبيع القلم بالنقود‪ ,‬وهو بيع مطلق‪- 2 .‬بيع مثن بعني‪ ,‬ويسمى بيع السلم‪.‬‬
‫‪331‬‬
‫ويكون البيع بقول أو فعل‪ .‬والبيع بالقول له ركنان ال بد منهما‪:‬‬
‫‪ /9‬اإليجاب؛ نحو أن يقول املشرتي‪ :‬اشرتيت منك هذا الثوب بعرشين رياال‪.‬‬
‫‪ /2‬والقبول؛ كأن يقول البائع‪ :‬قبلت‪.‬‬
‫أو يقول البائع‪ :‬بعتك هذا الكتاب بكذا فهو إجياب‪ ،‬فيقول املشرتي‪ :‬اشرتيت أو‬
‫قبلت أو ما يؤدي معناه؛ كقوله‪ :‬رضيت‪ ،‬أخذت‪ ،‬ابتعت‪ ،‬فعلت‪ ،‬ونحو ذلك ‪.‬‬
‫* وينعقد البيع بالفعل؛ كام لو أخذ من البائع موزا‪ ،‬ودفع له ثمنه‪ ،‬فأخذ الثمن‬
‫راضيا ومل يتكلم‪ ،‬فالبيع تام منعقد؛ ألنه حتقق رضا الطرفني‪.‬‬

‫بعض أحكام البيع واإليجاب والقبول‪:‬‬


‫* يشرت يف اإلجياب والقبول أن يكونا بفعلني ماضيني ؛ كقول البائع‪ :‬بعتك‬
‫هذا الثوب بكذا‪ ،‬فيقول املشرتي‪ :‬اشرتيت أو قبلت‪.‬‬
‫ولو كان لالستقبال ال جيوز؛ فلو قال أحدمها‪ :‬أبيعك هذا الثوب غدا بدرهم‪،‬‬
‫و َقبل اآلخر‪ ،‬ال ينعقد البيع‪ ،‬ألنه وعد وليس إجيابا‪.‬‬
‫* ال ينعقد البيع إال إذا حصل اإلجياب والقبول كالمها يف جملس واحد؛ ألنه هبام‬
‫يعرف رضا الشخصني يف بيع ورشاء ما عند اآلخر ‪.‬‬
‫* وإذا حصل إجياب فقط ال ينعقد البيع‪ ،‬بل يكون اآلخر باخليار‪ :‬إن شاء قبله يف‬
‫املجلس‪ ،‬وإن شاء رده‪.‬‬

‫‪- 3‬بيع مثن بثمن؛ كبيع الذهب بالفضة‪ ,‬ويسمى بيع الصرف‪- 1 .‬بيع عني بعني؛ كبيع الكتاب بالقلم‪.‬‬
‫(‪ )1‬اإلجياب هو ما يذكر أوال من كالم العاقدين‪ ,‬والقبول ما يذكر ثانياً من اآلخر‪.‬‬
‫(‪ )2‬كما يصحان مبضارعني لكن بشرط أن ينوي احلال؛ كقوله‪ :‬أبيعك‪ ,‬فيقول اآلخر‪ :‬أشرتيه‪.‬‬
‫(‪ )3‬فائدة‪ :‬قد ينعقد البيع بلفظ واحد؛ كما يف بيع القاضي والوصي واألب من طفله‪ ,‬وشرائه منه‪.‬‬
‫‪331‬‬
‫فإذا قبل يف املجلس لزمهام البيع‪ ،‬وحينئذ ال خيار ألحدمها ‪،‬‬
‫وإذا مل يقبل اآلخر حتى تفرق املجلس بطل اإلجياب؛ وحينئذ ال يمكنه القبول‪.‬‬
‫* جيوز أن يبيع بثمن مؤجل؛ برش أن يكون األجل معلوما؛ فلو قال‪ :‬اشرتيت‬
‫منك تفاحة بدرهم‪ ،‬وأدفع لك الثمن بعد ثالثني يوما ص البيع‪ ،‬ولو قال‪ :‬أدفع لك‬
‫الثمن إذا نزل املطر‪ ،‬ال يص ؛ ألنه ال يعرف أينزل غدا أم بعد شهر أم ال ينزل‪.‬‬
‫* من اشرتى شيئا منقوال مل جيز بيعه حتى يقبضه‪ ،‬أما العقار فيص بيعه قبل قبضه‪.‬‬

‫حكم البيع‪ :‬إذا تم البيع وكان صحيحا ثبت امللك للمشرتي يف املبيع‪ ،‬وثبت‬
‫امللك للبائع يف الثمن‪ .‬إال أن يكون فيه خيار ففيه تفصيل‪.‬‬
‫*************‬
‫*******‬
‫*‬

‫(‪ )1‬فليس هلما خيار ا لس‪ ,‬ولكن حيق هلما خيار الرؤية وخيار العيب‪ ,‬كما يأتي‪.‬‬
‫(‪ )2‬يشرتط لصحة البيع ونفاذه شروط‪ ,‬منها‪ :‬أن يكون العاقد عاقالً بالغاً؛ فال ينعقد البيع من الطفل‬
‫وا نون‪ .‬أما الصيب العاقل فيصح بيعه‪ .‬وأن يكون حمل العقد ماال متقوماً؛ فلو باع مخراً أو خنزيراً أو‬
‫ميتة كان البيع باطال‪ .‬وأن ال يكون يف املبيع أو الثمن أو األجل جهالة فاحشة‪ ,‬وإال كان فاسدا‪.‬‬
‫* يشرتط لنفاذ البيع امللك أو الوالية؛ فإما أن يبيع ما ميلكه أو يكون وليا أو وكيال للمالك‪ ,‬فإن‬
‫باع مال غريه كان البيع موقوفا على إذن صاحبه‪ * .‬يشرتط للزوم البيع خلوه من اخليار؛ فإن باعه‬
‫بشـرط اخليار فالبيع منعقد ونافذ ولكنه غري الزم؛ ألنه حيق لصاحب اخليار أن يفسخه‪.‬‬
‫فإذا مل تتوفر شروط الصحة والنفاذ فالبيع إما أن يكون مكروها أو فاسدا أو باطال أو موقوفاً‪ ,‬أما البيع‬
‫الباطل فغري منعقد أصالً‪ ,‬وأما الفاسد واملكروه فمنعقدان لكن جيب فسخهما‪ ,‬ولكل ذلك أحكام‪.‬‬
‫‪332‬‬
‫أنواع اخليار‬

‫* إذا حصل اإلجياب والقبول‪ ،‬وتم البيع فهل حيق ألحدمها الرجوع؟‬
‫ال حيق الرجوع عن البيع‪ ،‬إال إذا استحق اخليار؛ كام يف الصور التالية‪:‬‬

‫خيار الشرط؛ كأن يقول‪ :‬بعت أو اشرتيت هذا اليشء عىل أين باخليار يوما (أو‬
‫ثالثة أيام ) فلصاحب اخليار أن يفسخ البيع يف مدة اخليار أو يمضيه ‪.‬‬

‫خيار الرؤية ؛ فمن اشرتى شيئا مل يره فله اخليار إذا رآه‪ ،‬إن شاء أخذه بثمنه وإن‬
‫شاء تركه ‪.‬‬

‫خيار العيب؛ فمن اشرتى شيئا ثم اطلع عىل عيب فيه فهو باخليار؛ إن شاء أخذه‬
‫بجميع الثمن‪ ،‬وإن شاء رده ‪.‬‬
‫واملراد بالعيب‪ :‬كل ما أوجب نقصان الثمن يف عادة التجار‪ ،‬وما ال يوجب‬
‫نقصانه فليس بعيب‪.‬‬

‫(‪ )1‬اخليارات سبعة عشر نوعاً‪ :‬لكن أشهرها الثالثة املذكورة هنا ‪ ,‬ومنها‪ :‬خيار تعيني وغنب ونقد‬
‫وكمية واستحقاق‪ ,‬وتغرير فعلي‪ ,‬وكشف حال‪ ,‬وخيانة مراحبة وتولية‪ ,‬وفوات وصف مرغوب فيه‪...‬‬
‫(‪ )2‬وال جيوز أكثر من ثالثة أيام عند أبي حنيفة‪ .‬وعند صاحبيه جيوز إذا مسى مدة معلومة‪ * .‬ولو ذكر‬
‫اخليار مؤبدا‪ ,‬أو ذكر وقتا جمهوالً‪ ,‬أو مل يبني وقتا أصال؛ بأن قال‪ :‬على أني باخليار‪ ,‬فالبيع فاسد‪.‬‬
‫(‪ )3‬فإن مل جيزه أو يفسخه حتى مضت املدة مت العقد ولزم‪ .‬وكذا إذا تصرف فيه مبا ال حيل إال يف امللك‪.‬‬
‫وهذا اخليار إن كان للبائع مل خيرج املبيع عن ملكه؛ فإن هلك يف يد املشرتي ضمنه بقيمته‪...‬‬
‫(‪ )1‬وهذا اخليار يسقط باملوت‪ ,‬وبرضا املشرتي باملبيع صراحة أو داللة‪ .‬وال يكون للبائع‪ ,‬ويكون‬
‫للمشرتي إذا اشرتى شيئا مل يره‪ ,‬أما إذا رآه وقت البيع فال خيار له‪ ,‬والرؤية ختتلف حبسب‬
‫األشياء‪ ,‬فمن نظر إىل وجه الصربة‪ ,‬أو إىل ظاهر الثوب وهو مطوي‪ ,‬فليس له خيار الرؤية‪...‬‬
‫(‪ )5‬وليس له أن ميسكه ويأخذ قيمة النقص‪.‬‬
‫‪333‬‬
‫ويسقط حق الرد في الصور التالية‪:‬‬
‫احة أو داللة؛ فمن علم بالعيب يف دابة ثم ركبها‬ ‫‪ )1‬إذا ريض بالعيب‬
‫الستعامله‪ ،‬أو يف ثوب ثم لبسه لنفسه فهو رضا بالعيب‪ ،‬وال حيق له الرجوع‪.‬‬
‫‪ )2‬إذا حدث عند املشرتي عيب جديد‪ ،‬ال حيق له الرد‪ ،‬فإن اطلع بعد ذلك عىل‬
‫عيب كان عند البائع فللمشرتي أن يأخذ قيمة النقصان بذلك العيب‪ ،‬وليس له‬
‫أن يرد املبيع إال أن يرىض البائع‪.‬‬
‫‪ )3‬إذا عمل املشرتي يف املبيع عمال؛ بأن اشرتى ثوبا فخاطه أو صبغه‪ ،‬أو اشرتى‬
‫دقيقا فلته بامء‪ ،‬ثم اطلع عىل عيب كان عند البائع فله أن يأخذ قيمة النقصان‬
‫بذلك العيب‪ ،‬وليس للبائع أن يسرتد املبيع‪.‬‬
‫‪ )4‬إذا اشرت البائع الرباءة من البيع؛ بأن باع شيئا وقال‪ :‬إين بريء من كل عيب‪،‬‬
‫ثم اطلع املشرتي عىل عيب فليس له أن يرده؛ وإن مل يسم البائع مجلة العيوب‪.‬‬
‫* الغش وكتامن العيب يف السلعة حرام؛ [قال ‪« :‬من غب فليس مين مسلم (‪])162‬‬

‫اإلقالة‪:‬‬

‫إذا مل يكن هناك خيار فهل جيوز الرجوع عن البيع برضا املتعاقدين ؟‬
‫نعم يص برضامها‪ ،‬ويسمى ذلك إقالةً‪ ،‬وهي‪ :‬رفع البيع بمثل الثمن األول ‪.‬‬
‫فإذا ندم البائع أو املشرتي عىل عقده وطلب الفسخ يستحب لآلخر قبول ذلك ‪.‬‬

‫(‪ )1‬أي فسخه‪ ,‬فهي فسخ يف حق املتعاقدين‪ ,‬وبيع جديد يف حق غريهما عند أبي حنيفة رمحه اهلل‪.‬‬
‫(‪ )2‬قال رسول اهلل ‪« :‬من أقال مسلما أقاله اهلل عثرته» ويف لفظ «من أقال نادما بيعته‪ ,‬أقال اهلل‬
‫عثرته يوم القيامة» صحيح‪ ,‬أمحد (‪ )7131‬وأبو داود (‪ )3166‬وابن ماجه (‪ )2100‬وابن حبان (‪.)5620‬‬
‫‪334‬‬
‫أنواع البيع من حيث الصحة والفساد‬

‫البيع من حيث الصحة والفساد على أقسام‪:‬‬


‫‪ /1‬صحيح‪ :‬وهو ما كان مرشوعا بأصله ووصفه بال خلل‪.‬‬
‫‪ /2‬باطل‪ :‬وهو ما كان غري مرشوع أصال؛ كأن يبيع مخرا‪.‬‬
‫كأن يشرتي شيئا حالال‬ ‫‪ /3‬فاسد‪ :‬وهو ما كان مرشوعا بأصله دون وصفه‪.‬‬
‫كالبيض لكن بثمن معني حرام؛ كاخلمر‪.‬‬
‫‪ /4‬مكروه تحريمي‪ :‬وهو ما هنى عنه الرشع لغريه (لقب جماور للبيع ال يف صلبه)‬
‫وحكمه‪ :‬أنه صحي لكن يأثم صاحبه‪ ،‬وجيب فسخه ديانة‪.‬‬

‫أمثلة للبيوع السابقة‬


‫من أمثلة البيع المكروه ‪:‬‬
‫* البيع عند أذان اجلمعة حتى يفرغ من الصالة‪.‬‬
‫* أن يسوم الرجل عىل سوم أخيه؛ فلو أراد رشاء سيارة واتفق مع البائع عىل‬
‫ثمن‪ ،‬فال حيل ألحد أن يأيت ويساوم البائع بأنه يعطيه ثمنا أكثر‪.‬‬
‫* بيع النجش‪ ،‬وهو أن يزيد يف الثمن وال يريد الشـراء؛ لري ّغب غريه ‪.‬‬

‫(‪ )1‬كل ما أورث خلال يف ركين البيع (اإلجياب والقبول) أو يف حمله (وهو املبيع) فهو مبطل له؛‬
‫كأن يبيع مخراً‪ ,‬ومثال اخللل يف الركن‪ :‬مبايعة ا نون أو الصيب الذي ال يعقل‪.‬‬
‫(‪ )2‬أي ما سلم ركنه وحمله من اخللل‪ ,‬وإمنا اخللل يف غريهما‪ ,‬بأن كان يف الثمن؛ كأن يكون‬
‫مخراً‪ ,‬أو بأن كان من جهة كونه غري مقدور التسليم‪ ,‬أو فيه شرط فاسد خمالف ملقتضى العقد‪.‬‬
‫وحكم البيع الفاسد أنه منعقد؛ يفيد امللك‪ ,‬لكن جيب على كل من العاقدين فسخه‪...‬‬
‫وهناك قسم خامس هو املوقوف (املعلق بني البطالن والنفاذ)‪ :‬كما إذا باع ملك الغري من غري وكالة‪.‬‬
‫(‪ )3‬النهي عن النجب حممول على ما إذا كانت السلعة بلغت قيمتها‪ ,‬وإال ال يكره؛ النتفاء اخلداع‪.‬‬
‫‪335‬‬
‫من أمثلة البيع الباطل الذي ال يجوز وال يصح‪:‬‬
‫‪ /1‬أن يبيع املحرمات؛ كاخلمر واخلنزير واملخدرات‪.‬‬
‫‪ /2‬الربا ‪ :‬وهو من أكرب الكبائر‪ ،‬ويأيت بيانه قريبا‪.‬‬
‫‪ /3‬أن يبيع ما ليس بامل؛ كالدم املسفوح وامليتة‪.‬‬
‫‪ /4‬أن يبيع ما ال يملكه؛ كأن يبيع بضاعة سوف يشرتهيا غدا‪ .‬وأن يبيع ما ليس‬
‫عنده؛ كبيع طري يف اهلواء أو سمك يف املاء؛ إذا مل يصطده ‪.‬‬
‫‪ /5‬أن يبيع شيئا معدوما؛ كبيع الثامر التي تنبت بعد شهرين ‪.‬‬
‫من أمثلة البيع الفاسد وأنواعه ‪:‬‬
‫‪ /1‬أن يكون املبيع مما ال يقدر البائع عىل تسليمه وقت العقد؛ مثل أن يبيع الطائر‬
‫الذي طار عن يده(‪.)1‬‬
‫‪ /2‬إدخال الرشطني يف بيع واحد؛ كقوله‪ :‬إن أعطيتني هذا ًّ‬
‫حاال فبألف‪ ،‬وإن أجلت‬
‫‪.‬‬ ‫شهرا فبألفني‪ ،‬ومل يعني أحدمها‪ .‬فإن عني أنه يأخذ آجال بألفني‪ ،‬ص البيع‬
‫‪ /3‬أن يبيع برش ال يالئم العقد؛ كأن اشرتى حنطة برش أن يطحنه البائع ‪ ،‬أو‬

‫(‪ )1‬يبطل بيع ما ليس يف ملكه إال بطريق السلم؛ ألن النيب نهى عن بيع ما ليس عندك‪ ,‬ورخص يف‬
‫السلم‪ .‬فيبطل بيع مسك يف املاء أو طري يف اهلواء إذا مل يُصد‪ ,‬أما لو صاده وعجز عن تسليمه ففاسد‪.‬‬
‫(‪ )2‬من البيع الباطل‪ :‬بيع املعدوم كبيع حق التعلي‪ ,‬وبيع ما مل ينبت‪ ,‬وبيع مرتوك التسمية عمداً‪ .‬وبيع‬
‫مال غري متقوم أي غري مباح االنتفاع به؛ كخمر وميتة وخنزير بالثمن‪ .‬وبيع صيب ال يعقل وجمنون‪.‬‬
‫(‪ )3‬ومن أمثلة البيع الفاسد‪ :‬أن يسكت عن الثمن؛ كبيعه بقيمته‪ ,‬وبيع املضطر وشرائه‪ .‬ومنها‪ :‬بيع‬
‫املزابنة‪ :‬وهي بيع الرطب على النخل بتمر مقطوع مثل كيله تقديرا‪ ,‬وبيع املالمسة واملنابذة والبيع بإلقاء‬
‫احلجر‪ .‬وإذا باع ذراعا من ثوب‪ ,‬أو جذعا من سقف؛ ألنه ال ميكن تسليمه إال بضـرر‪ ,‬فلو سلم صح البيع‪.‬‬
‫(‪ )1‬وإن كان يطري ويرجع صح البيع‪ .‬ومثله‪ :‬أن يبيع مسكاً صاده ثم ألقاه يف مكان ال يؤخذ منه إال حبيلة‪.‬‬
‫(‪ )5‬يصح ولو كان يدفع الثمن على أقساط‪ ,‬لكن ال حيدد أجالً جمهوالً لدفع األقساط‪.‬‬
‫‪336‬‬
‫اشرتى ثوبا عىل أن خييطه البائع‪.‬‬
‫‪ /4‬أن يكون املبيع أو الثمن جمهوال جهالة توجب املنازعة؛ كام إذا اشرتى شاة من‬
‫قطيع الغنم‪ ،‬ومل يعينها ‪ .‬وتفصيل اجلهالة كالتايل‪:‬‬
‫جهالة املبيع أو الثمن‪:‬‬
‫* إذا كان املبيع أو الثمن حارضا‪ ،‬وأشار إليه جاز البيع وإن مل يعرف مقداره؛ فلو‬
‫قال‪ :‬اشرتيت القم الذي يف هذا الكيس املغلف بخمسة دراهم‪ ،‬جاز البيع وإن‬
‫مل يعرف مقدار القم ‪ :‬كيلو أم كيلوين أم أكثر‪.‬‬
‫وكذا يص البيع لو قال‪ :‬اشرتيت مخسة كيلو من القم بالدراهم التي يف يدي‪،‬‬
‫وإن مل يعرف قدر الدراهم؛ وذلك ألهنا حارضة‪.‬‬
‫* إذا مل يكن املبيع أو الثمن حارضا اشرت لصحة البيع معرفة املبيع والثمن قدرا‬
‫ونوعا وصفة؛ ألن اإلسالم هنى عن اجلهالة حتى ال حتصل منازعة بني املتعاقدين‪،‬‬
‫هذا يقول‪ :‬أريد ذلك اليشء الذي صفته كذا وكذا‪ ،‬وقدره كذا‪ ،‬وخيالفه اآلخر‬
‫ويعطيه غريه أو دونه ثمنا أو قدرا‪ ،‬ومنه يعرف أحكام املسائل التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬ال يص البيع لو كان قدر املبيع جمهوال جهالة فاحشة؛ فلو باع أو اشرتى لبنا‬
‫بخمسة دراهم‪ ،‬ومل يبني مقدار اللبن‪ ،‬لرتان أو مخسة‪ ،‬فالبيع فاسد‪.‬‬
‫‪ -2‬وكذا ال يص البيع لو باع لرتا من احلليب بدراهم‪ ،‬ومل يبني عدد الدراهم؛‬
‫ألن قدر الثمن جمهول‪.‬‬

‫(‪ )1‬الشرط يف البيع على أنواع‪ )1 :‬شرط يقتضيه العقد‪ )2 .‬شرط ال يقتضيه العقد ولكن جوزه الشرع ؛‬
‫بأن اشرتى بشرط اخليار‪ ,‬فالبيع جائز فيهما‪ )3 .‬شرط ليس كذلك ولكنه يالئم العقد ‪ ...‬راجع الشرح‪..‬‬
‫(‪ )2‬وكما إذا اشرتى أحد األشياء األربعة بكذا‪ ,‬ومل يعني؛ سواء اشرتط خيار التعيني أو ال‪ .‬وكما إذا‬
‫اشرتى أحد األشياء الثالثة أو الشيئني ومل يذكر اخليار‪ .‬فإن ذكر اخليار لنفسه بأن يأخذ واحدا جاز‪.‬‬
‫‪337‬‬
‫‪ -3‬ال يص البيع لو كان جنس املبيع أو نوعه جمهوال؛ فلو قال‪ :‬بعتك‬
‫هاتفا بمئة درهم‪ ،‬و َقبل املشرتي‪ ،‬ال يص البيع؛ جلهالة اجلنس؛ ألن اهلواتف‬
‫أجناس خمتلفة؛ كاهلاتف اجلوال (موبايل)‪ ،‬واهلاتف الثابت‪ ،‬وغريمها‪ .‬وكذا لو‬
‫عني اجلوال ومل يبني النوع يفسد البيع؛ ألن اجلوال أنواع‪ ،‬وأسعارها متفاوتة‪.‬‬
‫‪ -4‬إذا أطلق الثمن فقال‪ :‬بعتك هذا اليشء بعرشين‪ ،‬ومل يبني عشـرين درمها أو‬
‫دينارا أو دوالرا أو رياال؛ فإنه حيمل عىل غالب نقد البلد ‪.‬‬
‫* الجهالة اليسيرة التي ال تفيض إىل املنازعة ال متنع اجلواز؛ كام لو باعه مجيع ما‬
‫يف هذا الصندوق‪ ،‬وال يعلم ما فيها‪ ،‬فإنه يص ؛ ألن اجلهالة ال تفيض إىل املنازعة ‪.‬‬

‫مسألة‪ :‬لو اشرتى شيئا بحساب الوزن (كالعنب)؛ فإما أن يوزنه البائع بحضـرة‬
‫املشرتي‪ ،‬أو يوزنه املشرتي مرة ثانية قبل أكله وبيعه‪ ،‬وحيرم أكله وبيعه قبل ذلك ‪.‬‬
‫* جيوز للمشرتي أن يزيد البائع يف الثمن‪ ،‬وجيوز للبائع أن يزيد يف املبيع ‪.‬‬
‫**************‬
‫*******‬
‫*‬

‫(‪ )1‬فلو كان يف السعودية فاملراد "ريال سعودي"‪ ,‬ولو كان يف اهلند فاملراد "روبية هندية"‪ ,‬وهكذا‪.‬‬
‫(‪ )2‬أما لو كانت اجلهالة فاحشة مل يصح؛ فلو باعه مجيع ما يف هذه القرية أو هذه الدار واملشرتي ال يعلم ما‬
‫فيها ال يصح لفحب اجلهالة‪ * .‬ومن باع صربة طعام (أي الطعام ا موع كاحلنطة وغريها) كل صاع بدرهم‬
‫جاز البيع يف صاع واحد فقط عند أبي حنيفة؛ ألنه تعذر الصرف إىل الكل جلهالة املبيع والثمن فيصرف إىل‬
‫األقل وهو معلوم‪ ,‬وللمشرتي اخليار (خيار التكشف) لتفرق الصفقة عليه‪ .‬ويصح البيع يف مجيع الصربة إن‬
‫كيلت يف ا لس؛ لزوال اجلهالة املفسدة قبل تقرر الفساد بزوال ا لس‪ * .‬ومن باع قطيع غنم كل شاة‬
‫بدرهم فسد البيع يف مجيعها عند أبي حنيفة‪ ,‬وكذا كل معدود متفاوت؛ كإبل وعبيد‪.‬‬
‫(‪ )3‬ولو وزنه البائع أو كاله قبل البيع ال يكفي ولو حبضرة املشرتي‪ ,‬ما مل يكله أو يوزنه حبضرته بعد العقد‪.‬‬
‫(‪ )1‬كما جيوز أن حيط البائع يف الثمن ‪ ,‬ويتعلق االستحقاق جبميع ذلك؛ ألنها تلتحق بأصل العقد‪.‬‬
‫‪338‬‬
‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬اذكر آية يف حكم البيع‪ ،‬وحديثا يف فضل الكسب احلالل‪.‬‬
‫‪ ‬ما معنى البيع ؟ وما أركانه ؟‬
‫‪ ‬لو قال‪ :‬اشرتيت منك تفاحة بدرهم‪ ،‬وأدفع لك الثمن الحقا‪ ،‬هل يص البيع ؟ وملاذا ؟‬
‫‪ ‬لو قال‪ :‬بعتك هذا الثوب بدراهم معدودة‪ ،‬فقال اآلخر‪ :‬قبلت‪ ،‬هل يص البيع؟ وملاذا ؟‬
‫‪ ‬إذا حصل اإلجياب والقبول‪ ،‬وتم البيع فهل حيق ألحدمها الرجوع؟‬
‫‪ ‬اذكر مثاال لكل من خيار الرش والرؤية والعيب ‪.‬‬
‫‪ ‬متى حيق للمشرتي رد املبيع؟ ومتى يسقط حق الرد؟ ومتى جيوز الرجوع برضا الطرفني؟‬
‫‪ ‬اذكر أنواع البيع من حيث الصحة والفساد‪ ،‬مع ذكر مثال لكل نوع ‪.‬‬
‫‪ ‬اذكر صور البيع الفاسد‪ .‬وهل اجلهالة الكثرية متنع اجلواز واليسرية ال متنع ؟‬

‫بني الصواب واخلطأ بوضع العالمة (‪ ) ، ‬مع تصويب اخلطأ فيما يلي‪:‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬ينعقد البيع بالفعل؛ من غري إجياب وقبول‪ ،‬برش أن يرىض الطرفان‬
‫)‬ ‫‪ ‬إذا قال‪ :‬خذ هذا القلم بعرشة‪ ،‬فاآلخر باخليار‪ ،‬إن شاء قبله يف املجلس أو بعده (‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬من اشرتى أرضا من أحد ال يص أن يبيعه حتى يقبضه‬
‫)‬ ‫‪ ‬ال جيوز بيع النجش‪ ،‬وال البيع بعد أذان اجلمعة‪ ،‬وال أن يسوم عىل سوم أخيه (‬
‫)‬ ‫‪ ‬لو باع برش ال يالئم العقد فسد العقد؛ كأن يشرتي دقيقا برش أن يعجنه البائع (‬
‫‪ ‬إذا كان املبيع أو الثمن غائبا اشـرت لصـحة البيـع معرفـة قـدر املبيـع والـثمن‪ ،‬ونـوعهام‬
‫)‬ ‫(‬ ‫وصفتهام؛ فال يص لو كان املبيع أو الثمن جمهوال‪.‬‬

‫‪339‬‬
‫باب بيع السلم‬

‫(‪)4‬‬
‫قال ﷺ‪« :‬من أسلف يف شيء‪ ،‬ففي كيل معلوم‪ ،‬ووزن معلوم‪ ،‬إىل أجل معلوم»‬
‫تعريفه‪ :‬هو "رشاء آجل بعاجل"‪ .‬يعني أن املشرتي يشرتي مبيعا ويدفع ثمنه يف‬
‫احلال‪ ،‬ويستلم املبيع بعد أجل معلوم؛ ألنه ال يوجد عند البائع يف احلال ‪.‬‬
‫حكمه‪ :‬هو جائز يف بعض األشياء فقط‪ ،‬والقاعدة أنه‪:‬‬
‫كل ما أمكن ضبط صفته ومعرفة مقداره جاز السلم فيه‪ ،‬وما ال يمكن ضبط‬
‫صفته وال معرفة مقداره ال جيوز السلم فيه‪.‬‬
‫فيجوز السلم في‪ :‬املكيالت (كاللبن)‪ ،‬واملوزونات (كالعنب)‪ ،‬واملذروعات‬
‫(كالثوب)‪ ،‬واملعدودات التي ال تتفاوت (كاجلوز والبيض) ‪.‬‬
‫فكل ذلك يمكن معرفة صفته وقدره بالكيل والوزن والقياس والعدّ ‪.‬‬
‫وال يجوز السلم في‪ :‬احليوان وال يف أطرافه وحلمه؛ ألن ذلك يتفاوت يف املالية‪.‬‬
‫* األشياء التي جيوز فيها السلم إنام جيوز برشو ؛ مثل‪:‬‬
‫أن يبني جنس املبيع ونوعه وصفته ومقداره؛ فال جيوز لو قال‪ :‬اشرتيت منك عنبا‬
‫بخمسة دراهم؛ بل ال بد أن يقول‪ :‬العنب الفالين من نوع كذا‪ ،‬قدر مخس كيلو‬
‫جرام ‪ ...‬وهكذا حتى ال تبقى جهالة ألبتة‪ ،‬وجيب دفع الثمن يف املجلس ‪.‬‬

‫‪ .‬والسلف والسلم مبعنى واحد‪.‬‬ ‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪ )2216‬عن ابن عباس‬
‫(‪ )2‬وقد نهى النيب عن بيع ما ليس عند اإلنسان‪ ,‬لكن رخص يف السلم ‪ .‬والسلم لغة ‪ :‬السلف‪.‬‬
‫يسمى صاحب الثمن‪ :‬رب السلم‪ ,‬واآلخر‪ :‬املسلم إليه‪ ,‬واملبيع‪ :‬املسلم فيه ‪.‬‬
‫(‪ )3‬يشرتط لصحة السلم سبعة شروط تذكر يف العقد‪ :‬جنس معلوم ونوع معلوم‪ ,‬وصفة معلومة‪ ,‬ومقدار‬
‫معلوم‪ ,‬معرفة قدر رأس املال إذا كان مما يتعلق العقد على مقداره كاملكيل واملوزون واملعدود‪ ,‬تسمية‬
‫‪341‬‬
‫باب الربا‬

‫قال اهلل تعاىل‪ :‬ﭽ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭼ [البقرة‪]275 :‬‬

‫وقال‪ :‬ﭽ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ‬
‫ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ‬
‫ﯥ ﯦ ﭼ [البقرة‪]270 - 278 :‬‬

‫هذه اآليات تدل عىل شناعة الربا وعظم إثمه‪ ،‬فما معنى الربا؟‬
‫الربا يف اللغة‪ :‬الزيادة‪.‬‬
‫والربا يف الشر ينقسم إىل قسمني‪ :‬ربا القرض وربا البيع‪.‬‬
‫وكالمها حمرم‪ ،‬وقد ورد وعيد شديد يف حق اآلخذ واملعطي ‪.‬‬
‫* أما ربا القرض فهو‪ :‬أن ُيقرض أو يستقرض نقودا بشـر أن يردها بزيادة؛‬
‫فمثال‪ :‬رجل أراد نقودا ؛ فطلب من بنك أو شخص ّما‪ ،‬ألف درهم عىل أن يرد‬
‫إليه أكثر من ألف‪ .‬فهذا ربا حمرم‪.‬‬
‫* وأما ربا البيع فنوعان‪:‬‬
‫‪ -9‬ربا الفضل (أي الزيادة)‪ :‬وهو أن يبيع املكيل أو املوزون بجنسه‪ ،‬بزيادة‪.‬‬
‫ومثال بيع املكيل بجنسه‪ :‬بيع القم بالقم ‪ ،‬أو الشعري بالشعري؛ فإن باع بزيادة‬

‫املكان الذي يوفيه فيه إذا كان له محل ومؤونة‪ ,‬والسابع‪ :‬ال يصح إال مؤجالً بأجل معلوم‪ * .‬ويشرتط أن‬
‫يكون املسلم فيه موجودا من حني العقد إىل وقت حلول األجل‪ .‬كما يشرتط قبض الثمن يف جملس العقد‪.‬‬
‫لعن اهلل آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه‪ ,‬هم فيه سواء مسلم (‪)1508‬‬ ‫(‪ )1‬قال‬
‫* والربا من السبع املوبقات املهلكات كما يف حديث الصحيحني‪ * .‬وعن ابن مسعود ‪ ‬عن‬
‫النيب قال‪ :‬ما أحد أكثر من الربا إال كان عاقبة أمره إىل قلة صحيح‪ .‬ابن ماجه ( ‪)2270‬‬
‫‪341‬‬
‫كان ربا؛ كأن يبيع كيلو من القم اجليد بكيلو ونصف من القم الرديء‪.‬‬
‫ومثال بيع املوزون بجنسه‪ :‬بيع الذهب بالذهب أو الفضة بالفضة‪ ،‬أو اللحم‬
‫باللحم‪ ،‬فالزيادة يف أحد العوضني حرام وربا؛ كأن يبيع مخسة غرامات من‬
‫الذهب الرديء بأربعة من الذهب اجليد‪.‬‬
‫‪ -2‬ربا النسيئة (أي التأخري)‪ :‬وهو بيع املكيل أو املوزون بجنسه أو بغري‬
‫جنسه نسيئة‪ ،‬وكذا بيع غري املكيل واملوزون بجنسه نسيئة‪ .‬فههنا ثالث صور‪:‬‬
‫األولى‪ :‬بيع املكيل أو املوزون بجنسه‪ ،‬مثل‪ :‬أن يبيع الذهب بالذهب (املوزون‬
‫بجنسه) أو يبيع القم بالقم (املكيل بجنسه)‪ .‬فههنا يشرت أمران‪:‬‬
‫‪ -1‬املامثلة يف القدر؛ فال جيوز الزيادة يف أحد العوضني؛ ألهنا ربا‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم النسيئة؛ فال جيوز تأخري أحد العوضني‪[ ،‬بل جيب إحضارمها وتعيينهام عند البيع]‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬بيع املكيل أو املوزون بغري جنسه (أي بمكيل أو موزون آخر)‪.‬‬
‫مثل‪ :‬أن يبيع الذهب بالفضة‪ ،‬أو القم بالشعري‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬بيع غري املكيل واملوزون بجنسه‪ ،‬مثل‪ :‬أن يبيع الثوب بالثوب‪ ،‬أو‬
‫البيض بالبيض أو القلم بالقلم‪.‬‬
‫ففي هاتني الصورتني؛ جيوز الزيادة ‪ ،‬لكن ال جيوز النسيئة‪.‬‬
‫ففي هذه الصور الثالث حيرم النسأ‪ ،‬أي تأخري أحد العوضني عن اآلخر ‪.‬‬

‫(‪ )1‬جيب قبض أحد العوضني من النقود واألوراق املالية؛ فإن باع الذهب بالذهب مثالً مبثل‪ ,‬وقبض أحد‬
‫العوضني وأجّل اآلخر فهو ربا النسأ‪ ,‬وهو حرام‪ .‬وينظر باب الصرف أيضاً‪ .‬أما غري النقود فيجب تعيني أحد‬
‫العوضني؛ فإن باع قلما بقلم فإما أن يقبضهما العاقدان‪ ,‬وإما أن يقبض أحدهما ويعني اآلخر باإلشارة مثالً‪.‬‬
‫* فإن أخر العوضني معاً فهو حرام أيضاً‪ ,‬ويسمى بيع الكالئ بالكالئ أي النسيئة بالنسيئة‪.‬‬
‫‪342‬‬
‫لكن التفاضل ال حيرم إال يف الصورة األوىل ‪.‬‬
‫فعلة احلرمة يف ربا الفضل‪ :‬هي الكيل أو الوزن مع احتاد اجلنس‪( ،‬أي‪ :‬الكيل مع‬
‫احتاد اجلنس‪ ,‬أو الوزن مع احتاد اجلنس‪).‬‬
‫وعلة ربا النسأ هي‪ :‬وجود أحد وص َفي علة ربا الفضل‪.‬‬
‫فإن باع املكيل بجنسه أو املوزون بجنسه مثال بمثل يدا بيد جاز البيع‪.‬‬
‫وإن تفاضال مل جيز‪ ،‬وكان الفضل هو الربا املحرم؛ سواء كان أحد العوضني جيدا‬
‫واآلخر رديئا‪ ،‬أو كانا جيدين أو رديئني‪ .‬وكذا إن كان أحدمها نسيئة مل جيز‪.‬‬
‫= فأي بيع وجد فيه الوصفان‪( :‬القدْ ر‪ :‬أي الكيل أو الوزن) ‪( +‬احتاد اجلنس)‬
‫اشرتطت فيه املساواة والتعجيل‪ ،‬وحرم التفاضل والنسأ‪.‬‬
‫= وإن وجد فيه وصف واحد منهام فقط جاز التفاضل وحرم النسأ‪:‬‬
‫كبيع املكيل أو املوزون بغري جنسه؛ كأن يبيع مخسة غرامات من الذهب بثالثني‬
‫غراما من الفضة‪ ،‬جاز البيع‪ ،‬لكن برش القبض يف املجلس؛ ألنه ال جيوز النسأ‪.‬‬

‫وإن باع غري املكيل واملوزون بجنسه؛ كأن يبيع قلام بقلمني من جنسه جاز‬
‫التفاضل أيضا‪ ،‬لكن ال جيوز النسأ‪.‬‬
‫فهذه ثالث صور؛ وهناك صورة رابعة‪ ،‬وهي‪ :‬أن ينعدم الوصفان؛ كبيع غري‬
‫املكيل واملوزون بغري جنسه؛ كأن يبيع الكتاب بالثوب‪ ،‬أو القلم بالكتاب‪ ،‬أو‬
‫الكمبيوتر باهلاتف‪ ،‬أو اهلاتف بالذهب‪ ،‬ففي هذه الصورة جيوز التفاضل والنسأ‪.‬‬

‫الذهب بالذهب والفضة بالفضة والرب بالرب‬ ‫(‪ )1‬فعن عبادة بن الصامت ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل‬
‫والشعري بالشعري والتمر بالتمر وامللح بامللح؛ مثال مبثل سواء بسواء‪ ,‬يدا بيد‪ ,‬فإذا اختلفت هذه األصناف‬
‫فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدا بيد رواه مسلم (‪ * )1587‬ويف رواية أبي سعيد‪ :‬الذهب بالذهب‪ ..‬مثال‬
‫مبثل‪ ,‬يدا بيد؛ فمن زاد أو استزاد فقد أربى‪ ,‬اآلخذ واملعطي فيه سواء رواه مسلم (‪)1581‬‬
‫‪343‬‬
‫إذا عرفت ما سبق فعليك أن تعرف المسائل التالية المتعلقة بالربا‪:‬‬
‫* معنى حتريم النسأ خيتلف؛ ألن األموال التي ال جيوز فيها النسأ عىل نوعني‪:‬‬
‫‪ -‬جنس األثامن (كالذهب والفضة واألوراق النقدية)؛ ففي بيع بعضها ببعض‬
‫يشرت قبض عوضيه يف املجلس؛ ويسمى هذا بيع الرصف‪.‬‬
‫‪ -‬أما غريمها من األموال الربوية؛ كاحلنطة والشعري فإنه يشرت فيه التعيني‪ ،‬وال‬
‫يشرت التقابض يف املجلس [يشرت قبض أحد العوضني وتعيني اآلخر] ‪.‬‬
‫عىل حتريم التفاضل فيه كيال؛ فهو مكيل أبدا؛‬ ‫* كل يشء نص رسول اهلل‬
‫وإن ترك النا س فيه الكيل؛ كاحلنطة والشعري والتمر واملل ؛ فهذه األشياء إذا‬
‫بيعت بجنسها ال جيوز البيع إال كيال‪ :‬مثال بمثل‪ ،‬ويدا بيد‪.‬‬
‫عىل حتريم التفاضل فيه وزنا؛ فهو موزون أبدا؛‬ ‫وكل يشء نص رسول اهلل‬
‫وإن ترك الناس فيه الوزن؛ كالذهب والفضة؛ فال جيوز بيعهام بجنسهام إال وزنا‪:‬‬
‫مثال بمثل‪ ،‬ويدا بيد‪.‬‬
‫عىل كونه مكيال أو موزونا يعترب فيه عادات الناس‬ ‫وكل ما مل ينص النبي‬
‫وتعارفهم؛ فإن تعارفوا بيعه بالوزن فهو وزين؛ كاحلديد‪ ،‬وإن تعارفوا بيعه بالكيل‬
‫فهو كييل؛ كاللبن مثال‪ ،‬وإن تعارفوا بيعه بالعدد فهو عددي‪.‬‬
‫* ال جيوز بيع احلنطة بدقيقه وال بسويقه (وهو املجروش)‪ ،‬وال بيع الدقيق‬
‫بالسويق؛ لعدم إمكان التساوي ‪.‬‬

‫(‪ )1‬حتى لو باع برا برب بعينها وتفرقا قبل القبض جاز؛ ألن غري الصرف يتعني بالتعيني‪ ,‬فال يشرتط قبضه‪.‬‬
‫(‪ )2‬فيحرم لشبهة الربا‪ .‬وأما بيع الدقيق بالدقيق متساويا كيال إذا كانا مكبوسني فجائز‪.‬‬
‫* وال جيوز بيع الزيتون بزيته‪ ,‬والسمسم بزيته؛ حتى يكون الزيت أكثر مما يف الزيتون والسمسم‪.‬‬
‫‪344‬‬
‫* جيوز بيع الرطب بالتمر والعنب بالزبيب مثال بمثل يدا بيد ‪.‬‬
‫* جيوز بيع اللحم باحليوان؛ ألنه بيع موزون بغري موزون ؛ فال يشرت فيه‬
‫التساوي ‪.‬‬
‫************‬
‫*******‬
‫*‬

‫(‪ )1‬وكذا كل مثرة جتف؛ كتني وحنوه‪ ,‬والقاعدة أن كل تفاوت خُلقي كالرطب والتمر واجليد‬
‫والرديء فهو ساقط االعتبار‪ ,‬وكل تفاوت بصنع العباد كاحلنطة بالدقيق واحلنطة املقلية بغريها يفسد ‪.‬‬
‫(‪ )2‬اللحم موزون‪ ,‬واحليوان غري موزون؛ فيجوز البيع سواء كان اللحم من جنس ذلك احليوان أو ال‪ ,‬مساويا‬
‫ملا يف احليوان أو ال‪ .‬هذا عند الشيخني‪ * .‬وجاز بيع حلوم خمتلفة بعضها ببعض متفاضال يدا بيد‪ ,‬ولنب بقر‬
‫بلنب غنم [متفاضالً]‪ ,‬وخل دقل ول عنب‪ ,‬وشحم بطن بألية أو حلم‪ ,‬وخبز ولو من بر برب أو دقيق ولو منه‪,‬‬
‫وزيت مطبوخ بغري املطبوخ‪ ...‬واحلاصل أن االختالف باختالف األصل أو املقصود أو بتبدل الصفة‪ .‬در‪.‬‬
‫‪345‬‬
‫باب الصرف (‪)Exchange‬‬

‫الصرف‪ :‬هو بيع الثمن بالثمن (بجنسه أو بغري جنسه)‪.‬‬

‫املراد بالثمن ما خلق للثمنية؛ وهو الذهب والفضة يف خمتلف أشكاهلام‪ ،‬ويف‬
‫حكمهام األوراق النقدية يف هذا الزمان؛ كالريال والدوالر وغري ذلك‪.‬‬
‫* فإن باع الثمن بجنسه حرم التفاضل والنسأ؛ فلو باع الذهب بالذهب‪ ،‬أو‬
‫الفضة بالفضة‪ ،‬أو الريال بالريال؛ وجب أن يبيع مثال بمثل ‪ ،‬يدا بيد (أن يقبض‬
‫العوضني يف ا لس)‪.‬‬
‫* وإن باعه بغري جنسه حرم النسأ وجاز التفاضل؛ فلو باع الذهب بالفضة أو‬
‫الريال بالدوالر؛ اشرت قبض العوضني يف املجلس‪ ،‬وجاز التفاضل؛‬
‫فيجوز بيع مخسة جرام من الذهب بخمسني جراما من الفضة‪ ،‬أو بيع مخسة‬
‫دوالرات بخمسة عرش رياال‪ ،‬لكن يشرت التقابض يف املجلس ‪.‬‬
‫* إن افرتق العاقدان يف الرصف قبل قبض العوضني أو قبل قبض أحد العوضني‬
‫بطل العقد‪.‬‬
‫* من باع درمهني ودينارا بدينارين ودرهم جاز البيع‪ ،‬وجعل كل واحد من‬

‫قاال‪ :‬كنا تاجرين على عهد رسول اهلل‬ ‫(‪ )1‬روى البخاري (‪ )1055‬عن الرباء بن عازب وزيد بن أرقم‬
‫فسألناه عن الصرف فقال‪ :‬إن كان يدا بيد فال بأس وإن كان نساء فال يصلح (نساء)‪ :‬متأخراً‪.‬‬
‫(‪ )2‬يشرتط التماثل يف العوضني وإن اختلفا يف اجلودة والصياغة والشكل‪ .‬وإمنا حرم التفاضل‬
‫والنسأ كالهما لوجود العلتني‪ :‬القدر (الكيل أو الوزن)‪ ,‬واجلنس؛ كما سبق يف باب الربا‪.‬‬
‫(‪ )3‬وإمنا جاز التفاضل وحرم النسأ لوجود علة واحدة‪ ,‬وهي أن العوضني موزونان أو يف حكم املوزون‪.‬‬
‫‪346‬‬
‫اجلنسني بدال من اجلنس اآلخر؛ فيعترب الدرمهان بالدينارين والدرهم بالدينار ‪.‬‬
‫* الذهب املغشوش والفضة املغشوشة يف حكم اخلالصة إن كان الغش قليال فيهام‪:‬‬
‫فالعربة للغالب؛ فإن كان الغالب ذهبا فهو يف حكم الذهب‪ ،‬وإن كان الغالب‬
‫فضة فهي يف حكم الفضة؛ فيحرم التفاضل إذا باع الذهب املغشوش بذهب‬
‫خالص‪ ،‬وكذا إذا باع فضة مغشوشة بخالصة‪.‬‬
‫وإن كان الغالب عليهام الغش فليسا يف حكم الذهب والفضة‪ ،‬بل مها يف حكم‬
‫العروض؛ فيجوز بيعها بجنسها متفاضال‪ ،‬برش القبض يف املجلس ‪.‬‬
‫************‬
‫*******‬
‫*‬

‫(‪ )1‬وقال زفر والشافعي رمحهما اهلل‪ :‬ال جيوز‪ ,‬وعلى هذا اخلالف إذا باع السيف ا لى بفضة‬
‫بسيف حملى بفضة وال يدري مقدار احلليتني‪ ,‬وكذا درهم ودينار بدرهمني ودينارين‪...‬‬
‫(‪ )2‬جاز صرفاً للجنس إىل خالف اجلنس؛ فهي يف حكم شيئني فضة وصفر‪ ,‬ولكنه صرف حتى‬
‫يشرتط القبض يف ا لس لوجود الفضة من اجلانبني‪ ,‬فإذا شرط القبض يف الفضة يشرتط يف الصفر‬
‫ألنه ال يتميز عنه إال بضرر‪ * .‬ال جيوز التصرف يف مثن الصرف قبل قبضه؛ حتى لو باع دينارا بعشرة‬
‫دراهم ومل يقبض العشرة حتى اشرتى بها (بعينها) ثوبا فالبيع يف الثوب فاسد؛ ألنه وإن كانت الدراهم ال‬
‫تتعني إال أن الثمنني يف باب الصرف مبيع‪ ,‬وبيع املبيع قبل القبض ال جيوز‪ * .‬جيوز بيع الذهب بالفضة‬
‫جمازفة؛ الختالف اجلنس فال يشرتط التساوي‪ ,‬ولكن يشرتط القبض يف ا لس‪.‬‬
‫‪347‬‬
‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬ما معنى السلم ؟ وما حكمه ؟‬
‫‪ ‬اذكر قاعدة يف األشياء التي جيوز فيها السلم ‪ ،‬مع التفصيل والتمثيل ‪.‬‬
‫‪ ‬اذكر آية تبني الفرق بني البيع والربا يف احلكم‪.‬‬
‫‪ ‬ما الفرق بني ربا القرض وربا البيع ؟ مثل لكل منهام ‪.‬‬
‫‪ ‬اذكر أنواع ربا البيع بالتفصيل والتمثيل ‪ .‬وما هي علة التحريم يف كل نوع ؟‬
‫‪ ‬ما معنى الرصف ؟ وما ذا يشرت فيه ؟‬
‫‪ ‬العربة للغالب يف الذهب املغشوش‪ ،‬وض العبارة ‪.‬‬

‫بني الصواب واخلطأ بوضع العالمة (‪ ) ، ‬مع تصويب اخلطأ فيما يلي‪:‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬ال جيوز السلم إال برش أن يبني جنس املبيع ونوعه وصفته ومقداره‬
‫)‬ ‫‪ ‬بيع املكيل أو املوزون بجنسه حيرم فيه التفاضل والنسأ؛ لعلتني‪ :‬القدر واجلنس (‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬جيوز بيع القم بشعري أكثر منه كيال؛ وحيرم النسأ؛ لعلة واحدة هي الكيل‬
‫)‬ ‫‪ ‬لو باع القلم بالقلم؛ جاز أن يبيع عرشة أقالم بعرشين قلام؛ لكن بال نسأ (‬
‫)‬ ‫‪ ‬معنى حتريم النسأ إما قبض العوضني يف املجلس أو التعيني بحسب نوعية املال (‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬ال جيوز بيع احلنطة بدقيقه وال بسويقه إال مثال بمثل‪ ،‬يدا بيد‬
‫)‬ ‫‪ ‬األفضل أن ال يفرتق العاقدان يف الرصف قبل قبض العوضني أو أحدمها (‬
‫)‬ ‫‪ ‬العربة للغالب يف الذهب املغشوش؛ فيكون يف حكم الذهب اخلالص أو العروض (‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬من باع درمهني ودينارا بدينارين مل جيز البيع‬
‫‪348‬‬
‫خطة كتاب اهلبة‬

‫عزيزي الطالب‪ :‬بدراستك هلذا الكتاب يرجى أن تكون ملماً باآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬تعريف اهلبة ‪ ،‬وركنها‪ ،‬ومبا ذا تتم‬


‫‪ ‬أحكام اهلبة للصغري‬
‫‪ ‬شرائط صحة اهلبة‬
‫‪ ‬حكم اهلبة‪ ،‬ومتى يصح الرجوع‬
‫‪ ‬موانع الرجوع‬
‫‪ ‬مسائل متفرقة‬

‫‪ ‬فصل يف الصدقة‬

‫‪349‬‬
‫(‪)1‬‬
‫قال ‪َ « :‬تهادوا تَحابُّوا»‬ ‫عن أبي هريرة ‪ ‬أن النيب‬
‫تعريف الهبة ‪:‬‬
‫هي "متليك العني جمانا"‪ ،‬أي‪ :‬بال عوض ‪ .‬فهي يف معنى اهلدية والعطية‪.‬‬
‫وركنها اإلجياب والقبول؛ فإذا قال الواهب‪ :‬وهبت لك هذا الشـيء (أو أهديته‬
‫لك) ‪ ،‬فقبل املوهوب له؛ كان ذلك اليشء هبة له‪ ،‬لكن ال تتم اهلبة بذلك‪.‬‬
‫بماذا تتم الهبة؟‬
‫تتم اهلبة بقبض اليشء املوهوب؛ فإن قبضه يف املجلس ولو بغري إذن الواهب‬
‫جاز‪ ،‬وإن قبضه بعد االفرتاق مل يص إال أن يأذن له الواهب يف القبض ‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري يف األدب املفرد ( ‪ ) 501‬وأبو يعلى يف املسند ( ‪ ) 6118‬بإسناد حسن‪.‬‬
‫(‪ )2‬الفرق بينها وبني غريها أن البيع متليك العني بعوض‪ ,‬واإلجارة متليك املنفعة بعوض‪ ,‬واهلبة متليك العني‬
‫بال عوض‪ ,‬والعارية متليك املنفعة بال عوض‪ ,‬والوديعة أمانة بال متليك شيء‪ ,‬وهذه الثالثة عقود غري الزمة‪.‬‬
‫(‪ )3‬تنعقد اهلبة بألفاظ خمتلفة؛ مثل‪ :‬وهبت لك هذا الشيء‪ ,‬حنلته لك‪ ,‬جعلته لك‪ ,‬أعطيته لك‪ ,‬هذا لك‪.‬‬
‫* وال يشرتط التلفظ؛ فلو قبضها املوهوب له حبضرة الواهب ومل يقل قبلت؛ صح‪.‬‬
‫(‪ )1‬لو كان أمره بالقبض حني وهبه ال يتقيد با لس وجيوز القبض بعده‪ .‬ولو نهاه عن القبض مل يصح قبضه‬
‫مطلقا ولو يف ا لس‪ * .‬والتمكن من القبض كالقبض‪ .‬واملختار صحة القبض بالتخلية يف صحيح اهلبة ال‬
‫فاسدها‪ * .‬والقبض خيتلف باختالف الشيء ‪ ,‬ويكفي يف قبض العقار قبض املفتاح أو التخلية‪ .‬ولو كان‬
‫‪351‬‬
‫الهبة للصغير‪:‬‬
‫‪ -‬إذا وهب األب البنه الصغري فإنه يملك املوهوب بنفس اهلبة؛ أي باإلجياب فقط‪،‬‬
‫وال يشرت فيه قبض جديد؛ ألن قبض األب كقبض االبن‪.‬‬
‫‪ -‬وكذا لو وهب أجنبي للصغري شيئا فإن اهلبة تتم بقبض وليه أو من هو يف عياله‪.‬‬
‫‪ -‬وإذا قبض الصبي بنفسه‪ :‬إن كان عاقال ص ‪ ،‬وإال ال بد من قبض من يقوم برتبيته‬
‫شرائط صحة الهبة‪:‬‬
‫ال تصح اهلبة وال تكتمل إال بالشروط التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون الواهب عاقال بالغا مالكا؛ فال تص هبة صغري أو جمنون أو رقيق‪.‬‬
‫املوهوب؛ فال يثبت امللك له قبل القبض‪.‬‬
‫َ‬ ‫املوهوب له‬
‫ُ‬ ‫‪ -2‬أن يقبض‬
‫‪ -3‬أن يكون املوهوب مقسوما إذا كان حيتمل القسمة؛ فال تص هبة املشاع‬
‫ليشء يمكن تقسيمه؛ كقطعة أرض مثال؛ بل جيب أن حيدد اجلزء املراد هبته ‪.‬‬
‫وما ال حيتمل القسمة ص أن هيبه مشاعا؛ كالبئر والرحى والدار الصغرية جدا كاحلامم‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يكون املوهوب متميزا عن غريه؛ (غري متصل أو مشغول بغريه) ‪:‬‬

‫املوهوب يف يد املوهوب له قبل اهلبة فإن قبضه السابق يكفي‪ ,‬لكن يشرتط ههنا القبول بالقول‪.‬‬
‫(‪ )1‬وكذا كل من له والية عليه‪ ,‬والف الكبري‪ ,‬واألصل أن كل عقد يتواله الواحد يكتفى فيه باإلجياب‪ .‬در‪.‬‬
‫(‪ )2‬إذا أهدي للصغري أكل أو مال حيل لألبوين إذا أريد بذلك األبوان‪ .‬ويظهر ذلك بالقرائن والعرف‪.‬‬
‫* املختار التسوية بني الذكر واألنثى يف اهلبة‪ .‬ويكره تفضيل بعضهم على بعض فيها؛ إال لزيادة فضل له‬
‫يف الدين‪ .‬وإن وهب ماله كله لواحد جاز قضاء وهو آثم‪ .‬وال بأس بتفضيل بعض األوالد يف ا بة‪.‬‬
‫(‪ )3‬فإذا وهب شقصا مشاعا مما يقسم فاهلبة فاسدة؛ فإن قسم املشاع وسلمه إىل املوهوب له جاز‪.‬‬
‫* لو وهب واحد دارا الثنني ال يصح‪ ,‬ولو كانا فقريين صح لكونها صدقة وجيوز صدقة املشاع وإجارته‪.‬‬
‫وإذا تصدق بعشرة دراهم أو وهبها لفقريين صح؛ ألن اهلبة للفقري صدقة‪ ,‬والصدقة يراد بها وجه اهلل‬
‫تعاىل‪ ,‬وهو واحد؛ فال شيوع‪ .‬أما لو تصدق لغنيني ال يصح؛ ألن الصدقة على الغين هبة‪ ,‬فال تصح‪.‬‬
‫(‪ )1‬تتم اهلبة بالقبض الكامل‪ ,‬واألصل أن املوهوب إن مشغوال مبلك الواهب منع متامها‪ ,‬وإن شاغال ال‪...‬‬
‫‪351‬‬
‫‪ -‬فال تص هبة أرض فيها زرع للواهب دون أن هيب الزرع‪ .‬وكذا الشجر‬
‫الذي فيه ثمر للواهب ال يص أن هيبه دون ثمره‪ .‬وكذا ال تص هبة ثمر الشجر دون‬
‫الشجر أو الزرع دون األرض‪ .‬ألن اهلبة يف هذه الصور متصلة بغريها أو مشغولة بغريها‪.‬‬
‫‪ -‬ولو وهب دارا فيها متاع للواهب وقبضها املوهوب له فإنه ال جيوز‪ ،‬وال يزول‬
‫امللك عن الواهب إىل املوهوب له؛ ألن املوهوب غري متميز مما ليس بموهوب؛‬
‫فيكون بمنزلة هبة املشاع‪.‬‬
‫‪ -5‬أن يكون املوهوب موجودا؛ فلو وهب دقيقا يف حنطة أو دهنا يف سمسم‬
‫فاهلبة باطلة؛ ألن املوهوب معدوم‪.‬‬

‫حكم الهبة‪:‬‬
‫حكمها ثبوت امللك للموهوب له ملكا غري الزم؛ وهلذا يص الرجوع والفسخ‬
‫‪:‬‬ ‫إن وهبها ألجنبي ‪ ،‬لكن يكره الرجوع يف اهلبة كراهة حتريم؛ لقول النبي‬
‫(‪)2‬‬
‫«العائد يف هبته كالكلب يقيء ثم يعود يف قيئه»‬
‫هل يشترط لصحة الرجوع شيء؟‬
‫نعم؛ ال يص الرجوع إال بأحد أمرين‪:‬‬
‫إما برتايض املتعاقدين أو بحكم احلاكم ‪.‬‬

‫فاملوهوب إذا اتصل مبلك الواهب اتصال خلقة‪ ,‬وأمكن فصله ال جتوز هبته ما مل يوجد االنفصال والتسليم؛‬
‫كما إذا وهب الزرع أو الثمر بدون األرض والشجر‪ ,‬وإن اتصل اتصال جماورة؛ فإن كان املوهوب مشغوال‬
‫حبق الواهب مل جيز‪ ,‬كما إذا وهب السرج على الدابة‪ ,‬ألن للواهب عليه يدا توجب نقصانا يف القبض‪...‬‬
‫(‪ )1‬أي بعد القبض‪ ,‬أما قبله فلم تتم اهلبة‪ .‬ويصح الرجوع ولو كان أسقط حقه من الرجوع‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه البخاري (‪ )2110‬ومسلم (‪ )1622‬عن ابن عباس‪( .‬يعود يف قيئه) يلعقه بعد أن ألقاه‪.‬‬
‫‪352‬‬
‫موانع الرجوع‪:‬‬
‫ميتنع الرجوع يف الصور التالية(‪:)4‬‬
‫‪ -1‬أن يأخذ الواهب عوض املوهوب من املوهوب له ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يزيد يف املوهوب زيادة متصلة‪ ،‬كأن بنى عىل األرض أو غرس فيها‪ ،‬أو‬
‫زاد يف بناء الدار‪ ،‬أو كان ثوبا فقطعه قميصا وخاطه ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن خيرج املوهوب من ملك املوهوب له؛ كأن باعه أو وهبه آلخر‪.‬‬
‫‪ -4‬إن وهب هبة لذي رحم حمرم منه؛ كالوالدين واألوالد واإلخوة‬
‫واألخوات‪ ،‬فال رجوع فيها‪ * .‬وكذا يف ما وهبه أحد الزوجني لآلخر‪.‬‬
‫‪ -5‬أن هيلك املوهوب‪.‬‬
‫‪ -6‬أن يموت الواهب أو املوهوب له بعد التسليم‪.‬‬

‫مسائل متفرقة‪:‬‬
‫* ال تبطل اهلبة بالرشو الفاسدة؛ فإذا اشرت رشطا فاسدا يف اهلبة بطل الشـر‬
‫وصحت اهلبة؛ كام لو وهب دارا ألحد برش أن يردها لورثته بعد موته‪ ،‬فاهلبة‬
‫صحيحة والشـر فاسد‪ ،‬وال جيب عليه أن يردها بعد موته‪.‬‬

‫(‪ )1‬ألن املوهوب له مَلَك املوهوب‪ ,‬فال خيرج عن ملكه إال بالرضاء أو القضاء‪.‬‬
‫(‪ )2‬مينع الرجوع فيها حروف (دمع خزقه) يعين املوانع السبعة ‪ :‬فالدال الزيادة املتصلة‪ ,‬وامليم موت‪ ,‬والعني‬
‫العوض‪ ,‬واخلاء خروج اهلبة عن ملك املوهوب‪ ,‬والزاي الزوجية‪ ,‬والقاف القرابة‪ ,‬واهلاء هالك اهلبة‪.‬‬
‫(‪ )3‬ولو قال‪ :‬وهبتك بكذا‪ ,‬فهو بيع‪ .‬وإذا قال‪ :‬وهبتك على أن تعوضين كذا؛ فهي هبة ابتداء؛ فيشرتط‬
‫التقابض يف العوضني‪ ,‬وبيع انتهاء؛ فرتد بالعيب‪ * ...‬اهلبة ال تبطل بالشروط الفاسدة‪ ,‬بل يبطل الشرط‪.‬‬
‫(‪ )1‬أما الزيادة املنفصلة فال متنع الرجوع؛ كولد وأرش وعقر ومثرة ‪ ,‬فريجع يف األصل ال الزيادة‪.‬‬
‫‪353‬‬
‫وكذا لو وهب قطعة ذهب عىل أن يبيعها له ثانية صحت اهلبة والرش فاسد‪.‬‬
‫* لو وهب غنمة إال محلها صحت اهلبة وبطل االستثناء‪.‬‬
‫* ال تص اهلبة بخيار الرش ‪ ،‬ولو وهبه عىل أنه باخليار ثالثة أيام ال تص اهلبة‬
‫إال إن اختارها يف املجلس قبل تفرقهام‪.‬‬

‫‪‬‬

‫(‪ )1‬اعلم أن استثناء احلمل ينقسم ثالثة أقسام‪ :‬يف قسم جيوز التصرف ويبطل االستثناء كاهلبة والنكاح‬
‫واخللع والصلح عن دم العمد‪ ,‬ويف قسم ال جيوز أصل التصرف كالبيع واإلجارة والرهن؛ ألن هذه العقود‬
‫تبطل بالشروط وكذا باستثناء احلمل‪ ,‬ويف قسم جيوز التصرف واالستثناء مجيعا كالوصية‪ .‬در‪.‬‬
‫* هبة الدين ممن عليه الدين وإبراؤه عنه؛ يتم من غري قبول؛ ملا فيه من معنى اإلسقاط؛ ولذا يرتد بالرد‪.‬‬
‫* متليك الدين ممن ليس عليه الدين باطل؛ إال يف حوالة ووصية‪ ...‬ومنه ما لو وهبت من ابنها ما على أبيه‬
‫فاملعتمد الصحة للتسليط‪ ,‬ويتفرع عليه لو قضى دين غريه على أن يكون له مل جيز ولو كان وكيال بالبيع‪.‬‬
‫‪354‬‬
‫فصل يف الصدقة‬

‫ﭧ ﭨ ﮋ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮊ‬

‫الصدقة‪ :‬ما يعطى عىل وجه القربة هلل سبحانه وتعاىل‪ ،‬ال عىل وجه املكرمة‪.‬‬
‫* والصدقة كاهلبة إال أنه ال رجوع فيها‪:‬‬
‫فهي كاهلبة يف مجيع أحكامها ألهنا تربع؛ فال تص إال بالقبض‪ ،‬وال جتوز يف مشاع‬
‫حيتمل القسمة ‪.‬‬
‫والفرق بينها وبني اهلبة أنه ال جيوز الرجوع يف الصدقة بعد القبض؛ ألن املقصود‬
‫منها الثواب وقد حصل ‪.‬‬
‫************‬
‫*******‬
‫*‬

‫(‪ )1‬سورة البقرة‪ ,‬اآلية (‪)276‬‬


‫(‪ )2‬ولكن إذا تصدق على فقريين بشيء حيتمل القسمة جاز؛ ألن املقصود يف الصدقة هو اللّه تعاىل وهو‬
‫واحد‪ ,‬والفقري نائب عنه يف القبض؛ كالساعي يف الزكاة‪ .‬ولو تصدق جبزء مشاع لفقري واحد ال يصح‪.‬‬
‫(‪ )3‬واهلبة للفقري صدقة إذا نوى القربة فقط؛ فال جيوز الرجوع؛ ألن املقصود الثواب وقد حصل‪.‬‬
‫* وإعطاء الغين على وجه التصدق هل هو هبة أم صدقة؟ أي هل جيوز الرجوع أم ال؟ قوالن‪ .‬رد‪ .‬والذي‬
‫يظهر للفقري أن العربة للمعنى والنية ال للفظ‪ ,‬فيجوز أن يعطي الفقري هدية إكراماً‪ ,‬فإن راعى حاجته‬
‫وطلب القربة والثواب كان صدقة‪ .‬أما الرجوع فينبغي أن ال جيوز احتياطاً‪...‬‬
‫* من نذر أن يتصدق مباله لزمه أن يتصدق جبنس ما جتب فيه الزكاة استحساناً‪ ,‬وإذا مل يكن له مال‬
‫سوى ما دخل حتت اإلجياب يقال له‪ :‬أمسك من املال الذي وجب التصدق به شيئا تنفقه على نفسك‬
‫وعيالك إىل أن تكتسب ماال غريه‪ ,‬فتتصدق مبثل ما أمسكت؛ ألن حاجته مقدمة لئال يقع يف الضرر‪.‬‬
‫‪355‬‬
‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬عرف اهلبة‪ ،‬وبني ركنها‪ .‬وبام ذا تتم اهلبة ؟‬
‫‪ ‬ما الفرق بني الصغري والكبري يف باب اهلبة ؟‬
‫‪ ‬ما الفرق بني اهلبة والصدقة ؟‬
‫‪ ‬ما رشو صحة اهلبة ؟‬
‫‪ ‬ما حكم اهلبة ؟ وهل يشرت لصحة الرجوع يشء ؟‬
‫‪ ‬يمتنع اسرتداد اهلبة يف صور‪ ،‬اذكر ثالثا منها ‪.‬‬
‫‪ ‬ال تص اهلبة بالرش الفاسد‪ .‬وض ذلك ‪.‬‬

‫بني الصواب واخلطأ بوضع العالمة (‪ ) ، ‬مع تصويب اخلطأ فيما يلي‪:‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬ال تص اهلبة من الصغري؛ فإذا وهب وجب رد هبته إىل وليه‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬ال تتم اهلبة إال بالقبض؛ فال يثبت امللك قبله‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬تتم اهلبة بالقبض إال إذا وهب األب البنه أو األجنبي للصغري‬
‫)‬ ‫(‬ ‫؛ كقطعة أرض أو بئر أو نحو ذلك‬ ‫‪ ‬ال تص هبة املشاع مطلقا‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬اهلبة إذا كانت متصلة بغريها ال تص ؛ كالشجر املغروس يف األرض‬
‫)‬ ‫‪ ‬يكره الرجوع يف اهلبة كراهة حتريم‪ ،‬لكن يص الرجوع ألن امللك فيها غري الزم (‬
‫)‬ ‫‪ ‬يص الرجوع يف اهلبة إال إذا وجد مانع كأخذ الواهب عوض اهلبة من املوهوب له (‬
‫)‬ ‫‪ ‬لو وهب شيئا ألحد برش أن يرده لورثته بعد موته‪ ،‬فاهلبة صحيحة والشـر فاسد (‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬الصدقة كاهلبة يف مجيع أحكامها؛ إال أنه ال رجوع فيها؛ ألهنا تربع‬

‫‪356‬‬
‫خطة كتاب‬
‫الوديعة والعارية واللقطة‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬كتاب الوديعة ‪:‬‬
‫تعريفها – حكمها وكيفية حفظها‬ ‫‪‬‬
‫الصور اليت يضمن فيها املودع‬ ‫‪‬‬
‫أحكام متفرقة‬ ‫‪‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬كتاب العارية ‪:‬‬
‫تعريفها وألفاظها – حكمها‬ ‫‪‬‬
‫ما جيوز للمستعري وما ال جيوز‬ ‫‪‬‬
‫أحكام متفرقة‬ ‫‪‬‬

‫ثالثا ‪ :‬كتاب اللقطة ‪:‬‬


‫تعريفها وحكم التقاطها‬ ‫‪‬‬
‫حكم اللقطة يف يد امللتقط وما ذا جيب عليه‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫كيفية التعريف وشرط الرد‬
‫أحكام متفرقة‬ ‫‪‬‬

‫‪357‬‬
‫ﭧﭨ ﮋ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﮊ‬
‫‪« :‬أدّ األمانة إىل من ائتمنك‪ ،‬وال ختن من خانك»(‪.)2‬‬ ‫قال رسول اهلل‬
‫تعريف الوديعة‪:‬‬
‫هي املال الذي تضعه عند شخص ليحفظه لك ‪.‬‬

‫حكمها‪:‬‬
‫‪ -1‬وجوب احلفظ عىل املو َدع‪ ،‬ووجوب األداء عند الطلب‪.‬‬
‫‪ -2‬هي أمانة يف يد املو َدع؛ فال يضمنها إذا هلكت يف يده بغري تعدٍّ ‪.‬‬

‫هل يجب على المودَع أن يحفظها بنفسه؟‬


‫للمو َدع أن حيفظها بنفسه أو بمن يف عياله ‪ ،‬كأن حيفظها عند زوجته أو ولده‪.‬‬

‫(‪ )1‬املراد مجيع األمانات الواجبة على اإلنسان‪ ,‬من حقوق اهلل على عباده‪ ,‬كالصلوات والزكوات‪,‬‬
‫والنذور ‪ ,..‬ومن حقوق العباد بعضهم على بعض؛ كالودائع‪ ,‬وغري ذلك مما يأمتنون به بعضهم على بعض‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه عدد من الصحابة ‪ ‬منهم مسرة ‪ ,‬أخرجه الرتمذي (‪ )1261‬وأبو داود (‪ )3535‬وغريهما‪.‬‬
‫(‪ )3‬الوديعة لغة‪ :‬مشتقة من الودع‪ ,‬وهو الرتك‪ .‬وشرعا هي املال املودَع الذي يرتك عند األمني‪ .‬يقال‪ :‬أودعت زيدا‬
‫ماال واستودعته إياه‪ :‬إذا دفعته إليه ليكون عنده‪ ,‬فأنا مودِع بكسر الدال‪ ,‬وزيد مودَع‪ ,‬واملال مودَع ووَ ِديعةٌ‪.‬‬
‫(‪ )1‬كما يف سائر األمانات؛ فإن تعدى ضمن‪ ,‬ويأتي بيان الصور اليت يضمن فيها‪.‬‬
‫(‪ )5‬كما حيفظ ماله مبن يف عياله‪ * .‬ويشرتط كون من يف عياله أمينا؛ فلو علم خيانته ضمن‪.‬‬
‫‪358‬‬
‫وليس له أن حيفظها عند غريهم إال لرضورة؛ كأن يقع يف داره حريق‬
‫فيسلمها إىل جاره فإنه ال يضمن‪.‬‬
‫فإن حفظها بغري نفسه أو عياله أو أودعها من غري رضورة ضمن باهلالك‪.‬‬

‫الصور التي يضمن فيها المودَع‪:‬‬


‫يضمن املو َدع إذا هلكت الوديعة بالتعدي عليه ‪ ،‬ومن صور التعدي‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا خلط الوديعة بامله أو بامل آخر؛ بغري إذن املالك؛ بحيث ال تتميز إال‬
‫بكلفة؛ كام لو خلط حنطة بشعري‪ ،‬وكام لو خلط أوراقا نقدية بأوراق نقدية أخرى‬
‫مشاهبة هلا‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا طلب املودع وديعته فلم يس ّلمها له ‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا أنفقها؛ بأن كان طعاما فأكله‪ ،‬أو دراهم فرصفها‪ .‬وإن أنفق بعضها وهلك‬
‫الباقي فإنه يضمن ما أنفق فقط ‪.‬‬
‫‪ -4‬إذا تعدى عىل الوديعة باالستعامل ونحوه؛ بأن كانت دابة فركبها‪ ،‬أو ثوبا‬
‫فلبسه‪ ،‬أو أودعها عند غري من يف عياله‪ ،‬فإن تلفت الوديعة ضمنها‪ .‬وإن أزال‬
‫التعدي وردها إىل يده زال الضامن ‪.‬‬

‫(‪ )1‬هذا إذا منعه ظلماً‪ ,‬فإن منعه لعذر أو خوف ال يضمن؛ بأن كان ماله مدفونا مع الوديعة واملودِع ظامل‪.‬‬
‫* ويضمن لو جحد الوديعة وأنكر أنه أودع عنده شيئاً‪ ,‬فإن عاد إىل االعرتاف مل يربأ من الضمان‪.‬‬
‫(‪ )2‬وما هلك بنفسه هلك أمانة بغري ضمان‪ .‬وإن أنفق بعضها ثم رد فيها مثل ما أنفقه‪ ,‬فخلطه ضمن بالتلف‪.‬‬
‫(‪ )3‬األمني إذا تعدى ثم أزاله ال يزول الضمان إال املودَع واملضارب وشريك عنان أو مفاوضة‪ ,‬وحنوهم‪.‬‬
‫‪359‬‬
‫أحكام متفرقة‪:‬‬
‫‪ -‬أجرة رد العني املو َدعة عىل املودع‪.‬‬
‫‪ -‬جيوز للمو َدع له أن يسافر بالوديعة إذا مل ينهه املودع‪ ،‬ومل خيف عىل الوديعة ‪.‬‬
‫‪ -‬إذا أودع رجالن عند رجل وديعة‪ ،‬ثم حرض أحدمها وطلب نصيبه من الوديعة‪،‬‬
‫ال يدفع إليه شيئا حتى حيرض اآلخر (عند أبي حنيفة ‪ ,‬خالفا لصاحبيه)‪.‬‬

‫‪ -‬لو قال صاحب الوديعة‪" :‬ال تدفع الوديعة إىل عيالك" أو "إىل زوجتك"‬
‫فدفعها إىل من ال بد له منه ال يضمن ‪ ،‬وإن كان له منه بد ضمن‪.‬‬
‫ولو قال‪" :‬احفظ يف هذا البيت"‪ ،‬فحفظها يف بيت آخر من الدار؛ فإن كانت‬
‫بيوت الدار مستوية يف احلفظ أو أحرز مل يضمن‪ ،‬وإال ضمن ‪.‬‬
‫************‬
‫*******‬
‫*‬

‫(‪ )1‬فلو نهاه عن اإلخراج‪ ,‬أوخاف على الوديعة باإلخراج؛ ضمنها إذا تلفت‪.‬‬
‫(‪ )2‬كما إذا كانت الوديعة دابة‪ ,‬فنهاه عن الدفع إىل غالمه‪ ,‬فلو دفع إليه وهلكت ال يضمن‪.‬‬
‫(‪ )3‬مل يضمن يف األول ألن الشرط غري مفيد‪ ,‬لعدم التفاوت يف احلرز‪ ,‬وضمن حبفظها يف دار أخرى؛ ألن‬
‫الدارين يتفاوتان يف احلرز‪ ,‬فكان مفيدا فيصح الشرط‪ [ .‬هداية ‪ * ] 216 /3‬وإن أودع عند رجلني شيئاً مما يقسم‬
‫مل جيز أن يدفعه أحدهما إىل اآلخر‪ ,‬ولكنهما يقتسمانه‪ ,‬فيحفظ كل واحدٍ منهما نصفه؛ كمرتهنني‪.‬‬
‫ولو دفعه أحدهما إىل صاحبه ضمن الدافع‪ .‬وإن كان مما ال يقسم جاز أن حيفظه أحدهما بإذن اآلخر‪.‬‬
‫‪361‬‬
‫عن صفوان بن يعلى عن أبيه قال‪ :‬قال لي رسول اهلل ‪« :‬إذا أتتك رسلي‬
‫فأعطهم ثالثني درعا وثالثني بعرياً»‪ .‬قال فقلت يا رسول اهلل‪" :‬أعارية‬
‫مضمونة أو عارية مؤداة" قال‪ « :‬بل عارية مؤداة » (‪.)1‬‬
‫تعريفها وألفاظها‪:‬‬
‫هي متليك املنافع بغري عوض‪.‬‬
‫ألفاظها‪ :‬تص بقوله‪ :‬أعرتك‪ ،‬كام تص بقوله‪ :‬منحتك هذا اليشء‪ ،‬وأعطيتك‬
‫ثويب‪ ،‬ومحلتك عىل هذه الدابة‪ ،‬إذا مل يرد به اهلبة‪ ،‬فإن نوى اهلبة فهو هبة ‪.‬‬

‫حكمها‪:‬‬
‫* هي جائزة يف الرشيعة‪ ،‬كام دل احلديث السابق‪.‬‬
‫* وهي عقد غري الزم‪ ،‬بل عقد تربع؛ فيجوز للمعري أن يرجع يف العارية متى شاء ‪.‬‬
‫* وهي أمان ٌة يف يد املستعري؛ فإن هلكت من غري تعد مل يضمن شيئا ‪.‬‬

‫(‪ )1‬صحيح؛ رواه أمحد (‪ )17506‬وأبو داود (‪ )3566‬والنسائي يف الكربى (‪ )5776‬وابن حبان (‪)1726‬‬
‫(‪ )2‬كما تصح العارية بقوله‪ :‬أخدمتك هذا العبد‪ ,‬وداري لك سكنى‪ ,‬وآجرتك داري شهرا جماناً‪.‬‬
‫(‪ )3‬فإن كانت العارية مقيدة بالوقت كره أن يرجع قبل متام الوقت؛ ألن فيه خلف الوعد‪.‬‬
‫‪361‬‬
‫ما يجوز للمستعير وما ال يجوز‪:‬‬
‫‪ -1‬ليس له أن يؤاجر ما استعاره‪ ،‬وال أن يرهنه‪ .‬فإن فعل ذلك ثم هلك ضمن‪.‬‬
‫‪ -2‬وليس له أن يعريه إذا هناه عن اإلعارة‪ ،‬وإذا مل ينهه (وكانت العارية مطلقة)‬
‫فله أن يعريه إذا كان مما ال خيتلف باختالف املستعمل‪ ،‬فلو كان خيتلف باختالف‬
‫املستعمل ال جيوز له ذلك‪ ،‬ألن مالكه ريض باستعامله ال باستعامل غريه؛ كمن‬
‫استعار سيارة فليس له أن يدفعها لغريه‪ ،‬ألن قيادة السيارة ختتلف باختالف‬
‫الناس‪ ،‬لكن لو استعار كتابا للقراءة جاز له أن يعريه للقراءة‪.‬‬

‫العارية المطلقة والمقيدة‪:‬‬

‫‪ -3‬العارية املطلقة‪ :‬أن يعري شيئا وال يبني أنه يستعمله بنفسه أو بغريه‪ ،‬ومل يبني‬
‫كيفية االستعامل‪.‬‬
‫وحكمها أنه ينزل منزلة املالك بقدر املعتاد ؛ فكل ما ينتفع به املالك ينتفع به‬
‫املستعري من الركوب واحلمل بقدر املعتاد؛ فمن استعار مركبة (سيارة أو غريها)‬
‫جاز له أن ُيركب غريه أو حيمل عليها متاعه إذا مل تترضر املركبة‪.‬‬
‫‪ -4‬العارية املقيدة ‪ :‬إذا قيد العارية بوقت أو برش مفيد لزم عىل املستعري أن يلتزم‬
‫به‪ ،‬فإن خالف ضمن ؛ كمن أعار قلام ساعة واحدة‪ ،‬فمرت ساعة ومل ير ّد القلم‬
‫فعطب أو فقد؛ فعىل املستعري أن يدفع له قلام مثله أو قيمته‪.‬‬

‫(‪ )1‬هذا إذا كانت مطلقة‪ ,‬فلو مقيدة كأن يعريه يوما فلو مل يردها بعد مضيه ضمن إذا هلكت‪.‬‬
‫(‪ )2‬وال جيوز له أن يؤاجر أو يرهن؛ ألن الشيء ال يتضمن ما فوقه‪.‬‬
‫(‪ )3‬واخلالصة أن اإلعارة إن كانت مطلقة يف الوقت واالنتفاع‪ ,‬فللمستعري أن ينتفع به يف أي نوع شاء‪ ,‬ويف أي وقت‬
‫‪362‬‬
‫وكمن أعار سيارة برش أن ال حيمل عليه خشبا أو حديدا ال جيوز‬
‫للمستعري أن خيالف رشطه‪.‬‬

‫أحكام متفرقة‪:‬‬
‫* ولو أعار الدراهم والدنانري واألوراق النقدية واملكيل واملوزون جاز‪ ،‬وكان‬
‫قرضا وإن سمياه عارية ‪.‬‬
‫* وإذا استعار أرضا ليبني فيها بناء‪ ،‬أو يغرس نخال‪ ،‬جاز‪.‬‬
‫فإن بنى أو غرس ثم أراد املعري أن يرجع فيها جاز ‪.‬‬
‫* أجرة رد العارية عىل املستعري‪.‬‬
‫* إذا استعار دابة فردها إىل إصطبل مالكها فهلكت مل يضمن ‪.‬‬
‫أما األعيان النفيسة فيجب ردها إىل املعري نفسه‪ ،‬فإن ردها إىل دار مالكها ومل‬
‫يسلمها إليه ضمن إذا هلكت‪.‬‬
‫************‬
‫*******‬
‫*‬

‫شاء‪ ,‬وإن كانت مقيدة بوقت أو نوع أو بهما فليس له أن جياوز ما مساه‪ ,‬إال إذا كان خالفا إىل مثل ذلك أو خري منه‪.‬‬
‫(‪ )1‬ألن اإلعارة متليك املنافع‪ ,‬وال ميكن االنتفاع بها إال باستهالك عينها‪ ,‬فاقتضى متليك العني ضرورة‪.‬‬
‫(‪ )2‬لكن ماذا يفعل بالبناء والغرس؟ حيق لصاحب األرض أن يكلفه قلع البناء والغرس‪ ,‬وال يضمن‬
‫شيئاً إال إن كان وقّت العارية فرجع قبل الوقت‪ ,‬فإنه يضمن املعري ما نقص البناء والغرس بالقلع‪...‬‬
‫(‪ )3‬ألنه أتى بالتسليم املعتاد املتعارف‪ ,‬ألنه لو ردها إىل املالك لردها إىل املربط‪[ .‬اللباب ‪]261 /2‬‬
‫‪363‬‬
‫عن اللقطة (الذهب‬ ‫عن زيد بن خالد اجلهين ‪ ‬أن رجالً سأل رسول اهلل‬
‫أو الورِق) ؟ فقال‪« :‬اعرف وِكاءَها وعِفاصَها‪ ،‬ثم عرّفها سنة‪ ،‬فإن مل تعرف‬
‫(‪)1‬‬
‫فاستنفقها‪ ،‬ولتكن وديعة عندك‪ ،‬فإن جاء طالبها يوما من الدهر فأدها إليه»‬

‫تعريف اللقطة‪ :‬اسم للامل الضائع ُيلتقط‪.‬‬


‫حكم التقاطه‪ :‬التقاطه لرده إىل صاحبه مستحب (لئال تأخذها يد خائنة)‪،‬‬
‫وإن خاف ضياعه وجب التقاطه ‪ .‬وإن أخذها لنفسه حرم؛ ألهنا كالغصب‪.‬‬
‫حكم اللقطة في يده وما ذا يجب عليه‪:‬‬
‫* هي أمانة يف يده إذا أخذها ليحفظها ويردها عىل صاحبها ‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪ )2206 ,01‬ومسلم (‪ )1722‬و(العِفاص) الوعاء الذي فيه املال‪ ,‬و(الوكاء) الرباط الذي يشد‬
‫به الوعاء‪ .‬واملقصود أن يتعرف على وصف اللقطة معرفة جيدة؛ ليعلم صدق واصفها من كذبه‪( .‬استنفق بها) أي‬
‫انتفع بها؛ هذا إن كان فقريا‪ ,‬وإن كان غنيا تصدق بها‪ ,‬كما يأتي‪( .‬ولتكن وديعة عندك) معناه تكون أمانة‬
‫عندك فإن تلفت بغري تفريط فال ضمان عليك ‪ ,‬وأمجعوا على أنه إذا جاء صاحبها بعد التملك ضمنها املتملك‪.‬‬
‫(‪ )2‬إن أمن على نفسه الطمع أو عدم القدرة على التعريف والرد‪ ,‬فإن خاف على نفسه الطمع فيها وترك‬
‫التعريف والرد فالرتك أوىل صيانة لنفسه عن الوقوع يف ا رم‪ ,‬فرمبا يأخذه مصلح فيصل إىل صاحبه‪.‬‬
‫(‪ )3‬وعليه أن يُشهد على ذلك أو خيرب الناس‪ :‬إني وجدت لقطة‪ ,‬فمن طلبها فدلوه علي‪ * .‬ولو هكلت يف يده‬
‫فإن كان أشهد وأخرب ال يضمن‪ .‬ولو مل يُشهد فعند أبي حنيفة يضمن‪ ,‬وعندهما‪ :‬ال يضمن إذا كان أخذه‬
‫لريده إىل صاحبه‪ ,‬وحيلف على ذلك إن مل يصدقه صاحبه‪ * .‬ولو تركها حتى ضاعت أثم‪ ,‬وال يضمن‪ * .‬ولو‬
‫رفعها وذهب بها ثم ردها ملكانها مل يضمن‪ ,‬إذا أخذها ليعرفها‪ ,‬فلو ليأكلها ال يربأ ما مل يردها إىل ربها‪ .‬در ورد‪.‬‬
‫* ولو دفعها إىل غريه بغري إذن القاضي فإنه يضمن؛ ألنه جيب عليه حفظها بنفسه بالتزامه احلفظ بااللتقاط‪.‬‬
‫‪364‬‬
‫ويعرفها‪ ،‬فإن جاء صاحبها دفعها له ‪ ،‬وإن مل جيئ تصدق هبا‪.‬‬
‫* وعليه أن حيفظها‪ّ ،‬‬
‫كيفية التعريف‪ ،‬وشرط الرد‪:‬‬
‫التعريف أن يعلن عن اللقطة مكان سقوطها ويف جمامع الناس ‪ .‬فإن كانت قيمتها‬
‫أقل من عرشة دراهم عرفها أياما ‪ ،‬وإن كانت عرشة فصاعدا عرفها حوال‪.‬‬
‫ثم إن جاء صاحبها دفعها له برش أن يبني له وصفها الصحي ‪.‬‬
‫وإن مل جيئ فعليه أن يتصدق هبا ‪.‬‬
‫فإن جاء صاحبها بعد أن تصدق بها‪ ،‬ماذا يفعل؟‬
‫فإن جاء صاحبها فهو باخليار‪ :‬إن شاء أمىض الصدقة وله ثواهبا‪ ،‬وإن شاء أخذها‬
‫ضمن امللتقط ‪.‬‬
‫من املتصدق عليه‪ ،‬وإن شاء َّ‬
‫أحكام متفرقة‪:‬‬
‫‪ -‬جيوز التقا البهيمة كالغنم والبقر والبعري ‪ ،‬فإن أنفق امللتقط عليها بغري إذن‬
‫متربع‪ ،‬وله ثوابه‪ .‬وإن أنفق بأمر احلاكم كان ذلك دينا عىل مالكها‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫احلاكم فهو‬
‫‪ -‬لقطة احلل واحلرم سواء يف احلكم‪.‬‬
‫‪ -‬رجل التقط لقطة‪ ،‬فجاء رجل يدّ عي أن اللقطة له مل تدفع إليه حتى يقيم البينة‪،‬‬
‫فإن أعطى عالمتها حل للملتقط أن يدفعها إليه ‪.‬‬

‫(‪ )1‬كاألسواق وأبواب املساجد‪ ,‬وبيوت القهوات؛ فيقول‪ :‬من ضاع منه شيء ؟ من ضاع منه حيوان؟‪...‬‬
‫(‪ )2‬إىل أن يغلب على ظنه أن صاحبها ال يطلبها‪ ,‬أو أنها تفسد إن بقيت كاألطعمة والثمار؛ فيجوز له التصدق‪.‬‬
‫(‪ )3‬إن كان غنيا تصدق بها على فقري‪ ,‬ال على غين‪ .‬وجيوز أن يتصدق بها على أبيه وابنه وزوجته إذا‬
‫كانوا فقراء‪ .‬وإن كان فقريا فله أن يتصدق على نفسه وينتفع بها‪ ,‬وإن شاء تصدق بها على الفقراء‪.‬‬
‫(‪ )1‬فيدفع له مثلها أو قيمتها‪ .‬فإذا دفع امللتقط ضمانها ملكها من وقت األخذ‪ ,‬ويكون ثواب التصدق له‪.‬‬
‫(‪ )5‬واألوىل أن يرفع أمره إىل احلاكم‪ ,‬فينظر فيه‪ :‬فإن كان للبهيمة منفعةٌ آجرها‪ ,‬وإال باعها وحفظ مثنها‪.‬‬
‫(‪ )6‬إال أنه ال يسارع يف التقاطها‪ ,‬بل ينشد صاحبها يف موضعها‪ ,‬ويرتيث يف التقاطها؛ ملزيد حرمتها‪.‬‬
‫(‪ )7‬وال جيرب على ذلك يف القضاء إال ببينة‪ * .‬وال شيء للملتقط من اجلعل أصال؛ إال بالشرط؛ كـ"من رده‬
‫‪365‬‬
‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬عرف الوديعة ‪ .‬ما حكمها ؟ وما صلتها باألمانة ؟‬
‫‪ ‬متى يضمن املو َدع هبالك الوديعة ومتى ال يضمن ؟‬
‫‪ ‬من القائل‪« :‬عارية مؤداة» ؟ وما معناها ؟‬
‫‪ ‬ما حكم العارية ؟ وما هي األلفاظ التي تص هبا ؟‬
‫‪ ‬ما الفرق بني العارية املطلقة واملقيدة ؟‬
‫‪ ‬ما حكم التقا املال الضائع ؟ وما احلكم بعد االلتقا ؟‬
‫‪ ‬كيف يعرف اللقطة ؟ وبأي رش يردها لطالبها ؟‬

‫بني الصواب واخلطأ بوضع العالمة (‪ ) ، ‬مع تصويب اخلطأ فيما يلي‪:‬‬
‫)‬ ‫‪ ‬ليس للمو َدع أن حيفظ الوديعة عند غريه إال لرضورة؛ وإال ضمن باهلالك (‬
‫)‬ ‫‪ ‬ليس للمستعري إجارة العارية وال إعارهتا‪ ،‬سواء كانت العارية مطلقة أو مقيدة (‬
‫)‬ ‫‪ ‬من أعار سيارة برش أن ال حيمل عليه خشبا أو حديدا مل تص العارية (‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬إعارة الدراهم والدنانري تص وتصب قرضا ال عارية‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬ال تدفع اللقطة ملدعيها حتى يقيم البينة أو يعطي عالمتها‬
‫)‬ ‫‪ ‬إذا جاء صاحب اللقطة بعد أن تصدق هبا امللتقط‪ ،‬فله أن يأخذها أو يأخذ قيمتها (‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬ال يص استعارة األرض ليبني فيها بناء أو يغرس نخال‪.‬‬
‫)‬ ‫‪ ‬جيب عىل املستعري أن ال يستعمل اإلعارة إال فيام يرىض فيه املعري‪ ،‬وكيف يرىض (‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬إذا استعمل الوديعة بأن كان ثوبا فلبسه ‪ ،‬كان ضامنا بالتلف‬

‫فله كذا" فله أجر مثله؛ كإجارة فاسدة‪ * .‬غريب مات يف بيت إنسان ومل يعرف وارثه فرتكته‬
‫كلقطة‪ ,‬ما مل يكن كثريا فلبيت املال بعد الفحص عن ورثته سنني‪ ,‬فإن مل جيدهم فله لو مصرفا‪.‬‬
‫* حطب وجد يف املاء‪ ,‬إن له قيمة فلقطة وإال فحالل آلخذه كسائر املباحات األصلية‪.‬‬
‫‪366‬‬
‫خطة كتاب األضحية‬

‫عزيزي الطالب‪ :‬بدراستك هلذا الكتاب يرجى أن تكون ملماً باآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬تعريف األضحية وحكمها وعلى من جتب ‪.‬‬


‫‪ ‬زمان األضحية‬
‫‪ ‬ما جيوز ذحبه يف األضاحي وما ال جيوز‬
‫‪ ‬مصرف حلوم األضاحي‬

‫‪367‬‬
‫قال اهلل ‪ :‬ﭽ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﭼ [سورة الكوثر‪]2 :‬‬

‫أن رسول اهلل قال‪« :‬ما عمل آدمي من عمل يـوم النحـر أحـب‬ ‫وعن عائشة‬
‫إىل اهلل مــن إهــراق الــدم‪ ،‬وإنهــا لتــأتي يــوم القيامــة بقرونهــا وأشــعارها وأظالفهــا‪ ،‬وإن‬
‫(‪)1‬‬
‫الدم ليقع من اهلل مبكان قبل أن يقع على األرض؛ فطيبوا بها نفسا»‬
‫وعن أبي هريرة ‪ ‬أن رسول اهلل قال‪« :‬مـن كـان لـه سـعة ومل يضـح‪ ،‬فـال‬
‫(‪)2‬‬
‫يقربن مصالنا»‬
‫تعريف األضحية وحكمها ‪:‬‬
‫األُضحِية‪ :‬اسم ملا يذب يوم األضحى من الغنم والبقر (واجلاموس) واإلبل‪.‬‬
‫حكمها‪ :‬هي واجبة‪.‬‬
‫على من تجب األضحية ؟‬
‫جتب عىل كل‪ :‬مسلم‪ ،‬مقيم‪ ،‬مالك ملقدار النصاب‪ ،‬من أي مال كان ‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه الرتمذي (‪ )1103‬وصححه احلاكم (‪ )7523‬وفيه من اختلف يف توثيقه‪ .‬وله شواهد‪.‬‬
‫(‪ )2‬حسن‪ .‬رواه أمحد (‪ )8273‬وابن ماجه (‪ .)3123‬واحلديث يفيد وجوب األضحية على القادر ذي املال‪.‬‬
‫(‪ )3‬جتب األضحية على من جتب عليه الفطرة إال املسافر والصغري؛ فال جتب عليهما‪ .‬وجتب على‬
‫املرأة‪ .‬وسبق يف صدقة الفطر معنى احلوائج األصلية‪ ,‬وأن النصاب هو قيمة (‪ )666‬جرام فضة‪.‬‬
‫‪368‬‬
‫يشرت يف املال الذي جتب فيه األضحية وصدقة الفطر أن يكون قدر‬
‫النصاب‪ ،‬وأن يكون فاضال عن دينه‪ ،‬وعن حوائجه وحوائج عياله األصلية‪.‬‬
‫وال يشرت يف املال أن يكون ناميا ‪ ،‬وال أن حيول عليه احلول (سنة كاملـة)‪ ،‬بـل‬
‫جتب األضحية إذا كان مالكا قدر النصاب يوم األضحى ‪.‬‬

‫زمان األضحية‪:‬‬
‫وقتها من طلوع فجر اليوم العارش إىل غروب اليوم الثاين عرش من ذي احلجة‪.‬‬
‫إال أنه ال جيوز أن يضحي قبل صالة العيد يف األمصار والقرى الكبرية التي جتـب‬
‫فيها صالة العيد‪ .‬وجيوز ألهل القرى الصغرية التي ال جتب فيهـا صـالة العيـد أن‬
‫يذبحوها بعد طلوع الفجر ‪.‬‬
‫* األفضل أن يضحي يف اليوم األول ثم الثاين ثم الثالث‪.‬‬
‫* إذا تأخرت صالة العيد لسبب ما فإنه ينتظر حتـى الـزوال (آخـر وقـت صـالة‬
‫العيد)‪ ،‬فإذا مل يصلوا جاز ذبحها بعد الزوال‪.‬‬
‫* إذا تعددت اجلامعات يف مرص لصالة العيد جاز ذب األضحية بعـد أول صـالة‬
‫صليت يف ذلك املرص‪.‬‬
‫* يستحب أن يذب أضحيته هنارا‪.‬‬
‫* يستحب أن يذب أضحيته بنفسه إن كان حيسن الذب ‪ .‬وإن كان ال حيسـنه فاألفضـل‬
‫أن يستعني بغريه‪ ،‬أو يوكل غريه‪ ،‬ويستحب أن يشهد أضحيته وقت الذب ‪.‬‬

‫(‪ )1‬فلو مل يكن عنده دراهم وال مال جتارة؛ لكن عنده أشياء زائدة عن حوائجه بقيمة ‪ 666‬جرام فضة وجبت‪.‬‬
‫(‪ )2‬وسبب وجوبها الوقت (أيام النحر)‪ ,‬واملعترب آخر وقتها؛ فلو كان غنيا يف أول األيام فقريا يف آخرها ال جتب‪.‬‬
‫(‪ )3‬واملعترب مكان األضحية ال مكان من عليه‪ ,‬فجاز الذبح بعد الفجر يف القرية عن من هو يف املصر‪.‬‬
‫‪369‬‬
‫ما يجوز ذبحه في األضاحي وما ال يجوز ؟‬
‫اجلنس‪ :‬ال تص األضحية إال بالنعم من اإلبل والبقر واجلاموس والغنم ‪.‬‬
‫السن‪ :‬ال جيوز من الغنم إال ما أكمل سنة كاملة‪ ،‬إال الضأن فإنه جيـزئ منـه مـا زاد‬
‫عن ستة أشهر وكان سمينا؛ بحيث ال يميز بينه وبني ما أكمل سنة حلجمه وسمنه‪.‬‬
‫وال جيوز من البقر واجلاموس إال ما أكمل سنتني ودخل يف الثالثة‪.‬‬
‫وال جيوز من اإلبل إال ما أكمل مخس سنوات ودخل يف السادسة‪.‬‬
‫القدر اجملزئ‪ :‬الشاة من الغنم جتزئ عن واحدة‪.‬‬
‫والناقة والبقرة واجلاموس جتزئ عن سبعة أشخاص‪ ،‬برشطني‪:‬‬
‫‪ -1‬أن ال يقل نصيب كل منهم عن ُسبعها ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يريد كل واحد منهم القربة ‪.‬‬
‫فلو نقص نصيب أحدهم عن السبع أو أراد واحد منهم اللحم مل تص عن اجلميع‪.‬‬

‫الصفات والسالمة من العيوب‪ :‬ال جيوز أن يضحي‪:‬‬


‫بالعمياء والعوراء والتي ذهب أكثر نور عينها‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫وال بالعرجاء التي ال متيش برجلها العرجاء إىل املذب‬
‫وال بمقطوعة األذن‪ ،‬وال بمقطوعة الذنب‪ .‬وال ما ذهب أكثر أذهنا أو أكثر ذنبها ‪.‬‬

‫(‪ )1‬وال جيوز ذبح احليوان الوحشي يف األضحية؛ كالبقر الوحشي وغريه‪.‬‬
‫(‪ )2‬ولو زاد نصيب كل عن السبع صح‪ ,‬كما لو اشرتك ستة أو مخسة يف بقرة‪ ,‬وكلهم يريد القربة‪.‬‬
‫(‪ )3‬سواء اتفقت جهات القربة أو ال‪ :‬كأضحية وإحصار ودم جناية ومتعة وقران وعقيقة‪.‬‬
‫(‪ )1‬أما اليت متشي بثالث قوائم وتضع الرابعة على األرض لتستعني بها على املشي فإنها جتوز‪.‬‬
‫(‪ )5‬أما إذا بقي أكثر من نصف األذن والذنب واأللية‪ ,‬وذهب األقل فإنه جيوز‪ ,‬وعليه الفتوى‪.‬‬
‫* وال جتوز مقطوعة إحدى األذنني بكماهلا‪ ,‬واليت هلا أذن واحدة خلقة‪ * .‬وال باجلدعاء‪ :‬مقطوعة األنف‪.‬‬
‫* وكذا ال جيوز بالسكّاء‪ ,‬وهي اليت ال أذن هلا خلقة‪ ,‬فلو هلا أذن صغرية خلقة أجزأت‪.‬‬
‫‪371‬‬
‫وال باهلتامء‪ ،‬وهي التي انكرست أسناهنا كلها أو أكثرها‪.‬‬
‫وال بالعجفاء‪ ،‬أي املهزولة التي بلغ هزاهلا إىل حد ال يكون يف عظمها ّ‬
‫مخ‪.‬‬
‫* األفضــل أن يضــحي بــاحليوان الســمني الســامل مــن العيــوب اليســرية أيض ـاً‪،‬‬
‫لكن بعض العيوب ال مينع من صحة األضحية‪ ،‬فيجوز أن يضحي‪:‬‬
‫‪ -‬باجلامء‪ ،‬وهي التي ال قرن هلا خلقة ‪.‬‬
‫‪ -‬وباخليص‪ ،‬بل هو أوىل؛ ألن حلمه أطيب ّ‬
‫وألذ ‪.‬‬
‫‪ -‬وباحليوان الذي به جنون‪ ،‬إذا كان جنونه ال يمنعه من الرعي‪ ،‬وإن منعه ال جيوز‪.‬‬
‫‪ -‬وباجلرباء إذا كانت سمينة‪ ،‬وإن كانت مهزولة ال جيوز‪.‬‬
‫مصرف لحوم األضاحي وجلودها‪:‬‬
‫يستحب للمضحي أن يأكل من أضحيته‪ ،‬وجيوز له أن يدخرها كلهـا لنفسـه‪ ،‬وأن‬
‫يتصدق هبا كلها‪.‬‬
‫واألفضل أن جيعلها عىل ثالثة أقسـام‪ :‬يتصـدق بالثلـث‪ ،‬ويتخـذ الثلـث ضـيافة‬
‫ألقربائه وأصدقائه‪ ،‬ويدخر الثلث لنفسه وعياله ‪.‬‬
‫وإذا كانت األضحية منذورة فال حيل له األكل منها مطلقا‪ ،‬بل يتصدق بجميعها‪.‬‬
‫ما ذا يفعل بجلد األضحية ؟‬
‫يتصدق به‪ ،‬أو يستعمله لنفسه فيعمل منه قربة أو سفرة أو نحو ذلك‪.‬‬
‫لكن ال يبيع من األضحية شيئا‪ ،‬فإن باع اجللد أو غريه تصدق بثمنه‪.‬‬
‫كام ال جيوز أن يعطي أجرة اجلزار من اللحم أو اجللد أو من ثمنهام ‪.‬‬

‫(‪ )1‬وكذا جيوز بالعظماء اليت ذهب بعض قرنها بالكسر أو غريه‪ ,‬فإن بلغ الكسر إىل املخ مل جيز‪.‬‬
‫(‪ )2‬وقد ضحى رسول اهلل بكبشني أقرنني أملحني موجوأين أي خمصيني ‪ .‬صحيح‪ .‬أبو داود (‪)2705‬‬
‫(‪ )3‬وإذا كان غري موسع احلال وله عيال؛ فاملستحب أن ال يتصدق‪ ,‬ألن القربة يف اإلراقة‪ ,‬والتصدق نفل‪.‬‬
‫‪371‬‬
‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬اذكر حديثا يف فضل األضحية ‪ .‬وما الدليل عىل أن األضحية واجبة ؟‬
‫‪ ‬عىل من جتب األضحية ؟ وكيف يفعل بلحوم األضاحي ؟‬
‫‪ ‬متى جيوز ألهل القرى ذب األضحية ؟ ومتى جيوز ألهل املرص ؟‬
‫‪ ‬بني ما جيوز ذبحه يف األضاحي باعتبار اجلنس والسن ‪.‬‬
‫‪ ‬ما هي العيوب التي متنع صحة األضحية ؟ وما هي التي ال متنع ؟‬

‫بني الصواب واخلطأ بوضع العالمة (‪ ) ، ‬مع تصويب اخلطأ فيما يلي‪:‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬جتب األضحية عىل املسلم ولو كان مسافرا‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬من ملك نصابا من املال النامي وجبت عليه األضحية ومن ال فال‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬األفضل أن يضحي يف اليوم األول ثم الثاين ثم الثالث‪ ،‬وال جيوز بعده‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬جتزئ الشاة عن سبعة برش أن يقصدوا القربة‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬ال جيوز األضحية بام ذهب بعض أذنه وإن بقي أكثره‬
‫)‬ ‫‪ ‬بعض العيوب ال يمنع من صحة األضحية كاجلنون الذي ال يمنع الرعي (‬
‫)‬ ‫‪ ‬يستحب أن يأكل من أضحيته‪ ،‬وجيوز أن يدخر كلها لنفسه‪ ،‬أو يتصدق (‬

‫(‪ )1‬املراد البيع مبستهلك؛ فيجوز بيع اجللد مبا تبقى عينه‪ ,‬وكذا بيع اللحم مبا ينتفع بعينه على‬
‫الصحيح‪ .‬واخلالصة أنه جيوز التصدق أو االنتفاع‪ ,‬أو أن يهدي اجللد لغين ينتفع به ال ليتجر به‪,‬‬
‫كما جيوز أن يبدله مبا ينتفع به باقيا‪ ,‬كغربال وحنوه‪ ,‬وال جيوز أن يبدله مبستهلك؛ كخل‬
‫وحلم وحنوه‪ ,‬كدراهم‪ .‬ولذا ال يعطي أجر اجلزار منها؛ ألنه كبيع‪.‬‬
‫‪372‬‬
‫خطة كتاب األطعمة والذبائح‬
‫عزيزي الطالب‪ :‬سوف تدرس يف الكتاب ما يلي‪:‬‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬كتاب األطعمة واألشربة‪:‬‬
‫‪ ‬أحكام عامة‬
‫‪ ‬ما حيل وحيرم من األشربة‬
‫‪ ‬ما حيل وحيرم من األطعمة ومن أنواع احليوانات‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬كتاب الذبائح‪:‬‬
‫‪ ‬الذكاة نوعان‪ ،‬وتعريفهما‬
‫‪ ‬شروط ما حيل بالذبح ‪ .‬وشروط ما حيل بالذكاة االضطرارية‬
‫‪ ‬ما يستحب يف الذكاة‬
‫‪ ‬مسائل شتى يف األطعمة والذبائح‬

‫‪373‬‬
‫قال اهلل ‪ : ‬ﭽﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ‬
‫ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﭼ [املائدة‪]88 ,87 :‬‬

‫وقال ‪ : ‬ﭽﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ‬
‫ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭼ [األعراف‪]32 ,31 :‬‬

‫وقال اهلل تعاىل‪ :‬ﭽ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﭼ [األعراف‪]157 :‬‬

‫لقد أباح اهلل تعاىل لبني آدم سائر املأكوالت واملرشوبات إال القليل الذي‬
‫املحرم ضار ببدن اإلنسان وروحه‪.‬‬
‫حرمه؛ حلكم كثرية‪ ،‬منها‪ :‬أن ّ‬
‫‪ ‬يفرتض عىل اإلنسان األكل للغذاء‪ ،‬والرشب للعطش‪ ،‬واللبس لسرت العورة‬
‫ودفع احلر والربد بقدر ما يدفع اهلالك عن نفسه‪ ،‬وما يتمكن به من الصالة‬
‫قائام‪ ،‬ومن صومه رمضان‪ ،‬وإقامة ما فرض عليه‪.‬‬
‫‪ ‬ويندب من ذلك قدر ما يعينه عىل حتصيل النوافل وتعليم العلم وتعلمه‪،‬‬
‫ونحو ذلك من املستحبات والفضائل‪.‬‬
‫‪ ‬ويباح إىل الشبع لتزيد قوته‪ ،‬قدر ما ال يرضه يف دينه أو بدنه ‪..‬‬

‫‪374‬‬
‫فصل يف األشربة‬

‫ّ‬
‫واحلل؛ لعموم قول اهلل ‪ : ‬ﭽﯬ ﯭﯮ ﯯ ﯰ‬ ‫األصل يف األرشبة اإلباحة‬
‫ﯱ ﯲ ﯳ ﭼ [البقرة‪]20 :‬‬
‫فكل ما نزل من السامء‪ ،‬أو نبع من األرض‪ ،‬وكل ما عرص من ثمر أو زهر‪ ،‬أو غري‬
‫ذلك فهو حالل‪ .‬لكن يستثنى من ذلك ما دل الدليل عىل حرمته‪:‬‬

‫فيحرم من األشربة ما يلي‪:‬‬


‫ضارا؛ كالسم وغريه؛ ألن ذلك يرض باجلسم أو يتلفه ‪.‬‬
‫‪ -1‬ما كان منها ّ‬
‫‪ -2‬ما كان نجسا؛ كالدم املسفوح والبول ولبن احليوانات املحرمة‪.‬‬
‫ومنه ما كان طاهرا ثم تنجس؛ كاملاء أو املائعات التي وقعت فيها نجاسة أو‬
‫مات فيها حيوان دموي‪.‬‬
‫‪ -3‬ما كان مسكرا؛ سواء كان مخرا‪ ،‬وهو املتخذ من العنب ‪ ،‬أو كان غري مخر‪،‬‬
‫وهو املتخذ مما سواه‪ .‬فيحرم رشب كل مسكر ولو قطرة منه ولو مل يسكر‪.‬‬
‫وكل مسكر حرام قليله وكثريه‪ ،‬وحيد شاربه إذا سكر‪ ،‬وعليه الفتوى ‪.‬‬
‫حني سئل عن نبيذ مُسكر‪« :‬كل شراب أسكر فهو حرام» [رواه البخاري (‪])212‬‬ ‫قال‬
‫‪« :‬ما أسكر كثريه‪ ،‬فقليله حرام» [رواه أبو داود (‪ )3681‬والرتمذي (‪])1865‬‬ ‫وقال‬

‫(‪ )1‬وقد يكون بعض السم يف حق البعض ال يكون ضارا؛ فيباح له‪ * .‬وكره مجع املخاط وشربه‪.‬‬
‫(‪ )2‬اخلمر واألشربة الثالثة حيرم قليلها وكثريها باإلمجاع‪ ,‬وال جيوز بها التداوي وال االنتفاع وال بيعها‪,‬‬
‫وهي يس ياسة مغلظة‪ .‬وحيد شاربها‪ .‬وما سوى األشربة األربعة فإن كان للتلهي حرم باإلمجاع أيضاً‪.‬‬
‫‪375‬‬
‫فصل يف األطعمة‬

‫األصل يف األطعمة احلل إال اللحوم والذبائ ‪ ،‬فليس األصل فيها احلل ‪.‬‬
‫وإال ما دل الدليل عىل حرمته‪ ،‬فيكون حراما‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‪ -1‬ما يرض البدن؛ كاألحجار والرتاب والزجاج والسم وغري ذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬ما كان نجسا أو متنجسا؛ كالزيت واخلل واألكل الذي وقع فيه نجاسة وال‬
‫يمكن تطهريه‪.‬‬
‫‪ -3‬ما كان مسكرا؛ فيحرم أكل احلشيش واألفيون وسائر املسكرات واملخدرات‪.‬‬

‫ما حيل من احليوان وما حيرم‬

‫قال اهلل تعاىل‪ :‬ﭽ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﭼ [ املائدة‪] 1 :‬‬

‫احليوان عىل قسمني‪ :‬بري وبحري (ال يعيش إال يف املاء)‪.‬‬

‫احليوان البحري‪ :‬حيل كل أنواع السمك إال الطايف ‪ ،‬وال حيل غري السمك‪.‬‬
‫‪ « :‬أحلت لنا ميتتان ودمان‪ :‬فأمـا امليتتـان فـاحلوت واجلـراد‪ ،‬وأمـا الـدمان‪:‬‬ ‫قال‬
‫(‪)4‬‬
‫فالكبد والطحال»‬

‫(‪ )1‬فإن ثبت أنه ذحبه مسلم جاز أكله‪ ,‬ولو مل يعلم كيفية ذحبه ما مل يتبني ذحبه بطريقة غري مشروعة ‪...‬‬
‫(‪ )2‬أي السمك الطايف على وجه املاء إن مات حتف أنفه‪ .‬أما الذي مات بسبب حادث يؤكل‪.‬‬
‫(‪ )3‬رواه أمحد (‪ )5723‬وابن ماجه (‪ )3311‬والبيهقي (‪( )1120‬احلوت)‪ :‬السمك كبريا كان أو صغريا‪.‬‬
‫‪376‬‬
‫احليوان الربّي حيرم منه ما ييل‪:‬‬
‫؛ كاألسد والنمر والذئب‬ ‫‪ -1‬كل ذي ناب من السباع (مما يصيد بنابه)‬
‫والثعلب والكلب‪.‬‬
‫‪ - 2‬كل ذي خملب من الطري (مما يصـيد بمخلبـه)؛ كالصـقر والبـازي والنســر‬
‫عـن كـل‬ ‫قال‪« :‬نهى رسـول اهلل‬ ‫والعقاب والشاهني‪ .‬فعن ابن عباس‬
‫(‪)2‬‬
‫ذي ناب من السباع‪ ،‬وعن كل ذي خملب من الطري»‬

‫‪ -3‬حشـرات األرض كلهـا حـرام إال اجلـراد‪ .‬فيحـرم الـذباب‪ ،‬والزنبـور‪،‬‬

‫والفأرة‪ ،‬واحلية‪ ،‬والعقرب‪ ،‬والدودة‪ ،‬ونحو ذلك؛ ألهنـا مـن مجلـة اخلبائـث؛ ﭧ‬

‫ﭨ ﭽ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﭼ [األعراف‪]157 :‬‬

‫‪ -4‬كل ما حرمه الرشع؛ كاحلامر األهيل والبغل األهيل ‪.‬‬

‫* وحرم اهلل ‪ ‬من احليوان وغريه‪ :‬اخلبائث ؛ كاخلنزير وهو أشدها خبثا‪.‬‬

‫(‪ )1‬والف البعري واألرنب فإنهما حالل؛ ألنهما ال يصيدان بنابهما‪ .‬وحيرم الضبع والسنور‪ ,‬والفيل وابن‬
‫عرس‪ ,‬والسلحفاة برية وحبرية والسنجاب والدلق والدب والقرد وحنوها‪ .‬والضبع حالل عند الشافعي ‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه مسلم (‪ )1031‬وأبو داود (‪ ,)3863‬واملراد ما يصيد مبخلبه أي ظفره؛ فيحل حنو احلمامة‪.‬‬
‫(‪ )3‬هي صغار دواب األرض؛ كالفأر والوزغ وسام أبرص والقنفذ واحلية والضفدع والربغوث والقمل‬
‫والذباب والبعوض والقراد‪ ,‬وذوات السم كالعقارب‪ .‬وسواء كان هلا دم سائل أم ال‪ .‬والضب مكروه‪.‬‬
‫وكل ما ال دم له فهو مكروه أكله إال اجلراد؛ كالزنبور والذباب‪ .‬وال بأس بدود الزنبور قبل أن‬
‫ينفخ فيه الروح ألن ما ال روح له ال يسمى ميتة‪ * .‬ال حيل أكل دود اجلنب أو اخلل أو الثمار إذا‬
‫أفردت‪ ,‬أما ما ال يفرد فإن االحرتاز عنها غري ممكن فال بأس‪ ,‬وإال ال جيوز إن نفخ فيه الروح‪.‬‬
‫(‪ )1‬والبغل هو الذي أمه محارة‪ ,‬فلو أمه بقرة أكل اتفاقاً‪ ,‬ولو فرسا فكأمه؛ ألن املعترب يف احلل‬
‫واحلرمة األم فيما تولد من مأكول وغري مأكول‪ .‬أما احلمار الوحشي فحالل‪.‬‬
‫‪377‬‬
‫ويلحق باخلبائث الغراب األبقع الذي يأكل اجليف ‪.‬‬

‫ويحل من الحيوان غير ما ذكر؛ مثل‪:‬‬

‫‪ ‬ما ال ّ‬
‫يرض ؛ كبهيمة األنعام‪ ،‬وهو اإلبل والبقر واجلـاموس والغـنم ‪ .‬قـال‬

‫اهلل تعاىل‪ :‬ﭽ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﭼ [املائدة‪]1 :‬‬

‫‪ ‬وحيل من احليوان املستوحش‪ :‬الظبي وبقر الـوحش ومحـر الـوحش واإلبـل‬


‫ونحوها‪.‬‬
‫‪ ‬وحيل من الطيور‪ :‬الدجاج والبط واإلوز واحلامم والعصفور ونحوها ‪.‬‬

‫************‬
‫*******‬
‫*‬

‫(‪ )1‬اخلبيث ما تستخبثه الطباع السليمة‪ ,‬واملعترب طباع العرب من أمصار أهل احلجاز ال البوادي‪ .‬وما وجد‬
‫مما ال يعرفه أهل احلجاز رد إىل أقرب ما يشبهه يف احلجاز‪ ,‬فإن كان مما ال يشبه شيئا منها فهو مباح‪.‬‬
‫(‪ )2‬واخليل أو الفرس حالل‪ ,‬لكن يكره أكله تنزيهاً؛ ألنه معد للجهاد وإرهاب العدو‪ .‬وأما لبنه فال بأس به‪.‬‬
‫(‪ )3‬مما ال يصيد مبخلبه؛ كالفاختة‪ ,‬والعصافري‪ ,‬والعقعق‪ ,‬وغراب الزرع الذي يأكل الزرع ال اجليف‪.‬‬
‫‪378‬‬
‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬اذكر آية شاملة يف حكم من أحكام األطعمة أو األرشبة‪.‬‬
‫‪ ‬ما األصل يف األطعمة واألرشبة ؟ وما الدليل ؟ وض معناه بالتفصيل ‪.‬‬
‫‪ ‬اذكر ثالثة مما حيرم من األطعمة‪ ،‬وثالثة أخرى من األرشبة ‪ ،‬مع التمثيل‪.‬‬
‫‪ ‬عدد عرشة من احلرشات املحرمة ‪.‬‬
‫‪ ‬هل من احلرشات ما هو حالل ؟ ما الدليل ؟‬
‫‪ ‬اذكر ثالثة مما حيل من احليوان ‪.‬‬

‫بني الصواب واخلطأ بوضع العالمة (‪ ) ، ‬مع تصويب اخلطأ فيما يلي‪:‬‬
‫)‬ ‫‪ ‬يفرتض عىل اإلنسان األكل للغذاء‪ ،‬والرشب للعطش ولو كان صحيحا قويا (‬
‫)‬ ‫‪ ‬األصل يف األرشبة احلل وكذا األطعمة إال امليتات وما دل الدليل عىل حرمته (‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬حيرم رشب كل مسكر ولو قطرة منه ولو مل يسكر‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬حيرم السمك الطايف وكذا كل ما هو غري سمك من احليوان البحري‬
‫)‬ ‫‪ ‬حيرم كل ذي ناب من السباع وذي خملب من الطري سواء كان يصيد به أو ال (‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬حيرم الغراب األبقع الذي يأكل اجليف ألنه خبيث من اخلبائث املحرمة‬

‫‪379‬‬
‫الذبائح‬ ‫كتاب‬

‫قال اهلل تعاىل‪:‬ﭽﮐﮑﮒ ﮓﮔﮕﮖ ﮗﭼ [املائدة‪ ]1 :‬ثم قال‪ :‬ﭽﭑ‬


‫ﭒﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ‬
‫ﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭼ [املائدة‪]3 :‬‬

‫يشرتط يف احليوان الذي جيوز أكله شرطان‪:‬‬


‫‪ -1‬أن يكون حالال أباح الرشع أكله‪ ،‬وسبق ما حيل وحيرم يف باب األطعمة‪.‬‬
‫‪ -2‬أن ُيذب ويذكى ذكاة رشعية؛ فيحرم ما مل يذك ذكـاة رشعيـة‪ ،‬مثـل‪ :‬امليتـة ‪،‬‬
‫وما أهل لغري اهلل به؛ كاملذبوح باسم املسي أو باسم الويل أو غريمها ‪.‬‬

‫فما هي الذكاة الشرعية ؟ وما هي أنواعها ؟ وما شروطها ؟‬


‫الذكاة الشررعية رش حلل احليوان املأكول إال السمك واجلـراد‪ .‬وهاي نوعاان‪:‬‬
‫اختيارية واضطرارية‪.‬‬
‫أما االختيارية فهي‪ :‬الذب أو النحر (الذب يف البقرة والشاة‪ ،‬والنحر يف اإلبل)‪.‬‬

‫(‪ )1‬الذبائح‪ :‬مجع ذِبح (بالكسر)‪ :‬اسم للحيوان الذي يُذبح‪ ,‬ويسمى ذبيحة أيضاً‪ .‬والذَبح‪ :‬قطع األوداج والعروق‪.‬‬
‫(‪ )2‬امليتة كل ما مات من غري أن يذكى ذكاة شرعية‪ ,‬كامليت حتف أنفه‪ ,‬واملنخنقة (امليتة خنقا) واملوقوذة‬
‫(امليتة بالضرب واالصطدام)‪ ,‬واملرتدية (امليتة بالسقوط من علو)‪ ,‬والنطيحة (امليتة بنطح أخرى هلا)‪ .‬واملذبوحة‬
‫على الصنم أو القرب تعظيما له‪ ,‬وما مل يسم عليه أو مسي غري اسم اهلل ‪ .‬فيحرم ما مل تتوفر فيه الشروط اآلتية‪.‬‬
‫‪381‬‬
‫جرح يف أي موضع وقع من البدن‪ .‬ويكون‬
‫وأما االضطرارية فهي‪ٌ :‬‬
‫عند عدم القدرة عىل الذب ؛ كام يف الصيد ‪.‬‬
‫الذبح والنحر‪ :‬وهو قطع العروق يف احللق ‪.‬‬
‫والعروق هي عروق الدم والن َفس والطعام‪ ،‬وهي أربعة عروق ‪.‬‬

‫شروط ما حيل بالذبح‬

‫‪- 1‬في الذبح‪ :‬يشرت أن يقطع العروق األربعة كلها‪ ،‬أو يقطع أي ثالث منها ‪.‬‬
‫‪- 2‬في ما يذبح به‪ :‬أن يقطع بأي آلة قاطعة؛ لكن يكره بآلة كليلة ‪.‬‬
‫‪- 3‬في الذابح‪ :‬أن يكون الذاب مسلام أو كتابيا ؛ فـال تؤكـل ذبيحـة املشــرك‬
‫واملجويس والوثني واملرتد‪.‬‬
‫‪ - 4‬أن يكون الذاب عاقال؛ فال تؤكل ذبيحة املجنون والصبي غري العاقل‪.‬‬
‫‪ - 5‬ويشترط أن يسمي الله تعالى عند الذبح ؛ فلو ترك التسمية عمدا ال‬
‫حيل املذبوح‪ .‬ولو ترك التسمية ناسيا ّ‬
‫حيل‪.‬‬

‫(‪ )1‬وكذلك ما ند من اإلبل والبقر والغنم حبيث ال يقدر عليها صاحبها؛ ألنها مبعنى الصيد‪ .‬فإن رماه‬
‫وأدركه حيا وجب ذحبه‪ ,‬وإن مات بسهمه حلّ‪ ,‬وجرحه قام مقام الذبح إذا توفرت الشروط اآلتية‪.‬‬
‫(‪ )2‬حمله احللق فيما بني اللَ َّبة واللحيني‪ ,‬إال أن النحر يكون يف آخر احللق‪ .‬ولو حنر ما يذبح حلّ وكره‪.‬‬
‫(‪ )3‬وهي‪ :‬احللقوم وهو جمرى النفس‪ ,‬واملريء وهو جمرى الطعام والشراب‪ ,‬والودجان وهما جمرى الدم‪.‬‬
‫(‪ )1‬ألن لألكثر حكم الكل‪ .‬كما يشرتط يف الذبح االختياري قيام أصل احلياة وقت الذبح؛ وإن قلت‪.‬‬
‫(‪ )5‬حيل الذبح بكل ما قطع األوداج وأسال الدم‪ ,‬حديدا كان أو خشبا أو حجرا أو ‪...‬؛ إال سنا وظفرا قائمني‪.‬‬
‫(‪ )6‬إال إن ترك التسمية عمدا أو مسع منه عند الذبح ذكر املسيح‪.‬‬
‫(‪ )7‬وكذا ذبيحة السكران الذي ال يعقل؛ ألن القصد إىل التسمية عند الذبح شرط‪ ,‬وال يتحقق‬
‫ممن ال يعقل‪ ,‬فإن كانا عاقلني صح‪ * .‬وكذا يشرتط يف الصيد أال يكون حمرما وال يف احلرم‪.‬‬
‫(‪ )8‬ركنها ذكر اسم اهلل عز وجل أيّ اسم كان؛ (اهلل) فقط مثالً؛ لقوله ‪ :‬ﭽﯺﯻﯼﯽﯾﯿﭼ‪.‬‬
‫‪381‬‬
‫ويشرتط يف التسمية عدة شروط ‪:‬‬
‫‪ -‬أن تكون من الذاب ؛ حتى لو سمى غريه والذاب ساكت‪ ،‬غري ناس‪ ،‬ال حيل‪.‬‬
‫‪ -‬أن يسمي وقت الذب ؛ فإن سمى بعده ال حيل‪ ،‬وإن قدمها عليه بزمان فاصل ال‬
‫حيل‪ ،‬إال بزمان قليل ال يمكن التحرز عنه‪.‬‬
‫‪ -‬جتريد اسم اهلل ‪ ‬عن اسم غريه؛ حتى لو قال‪ :‬بسم اهلل واسم الرسول ال حيل ‪.‬‬
‫وتختص بالذكاة االضطرارية شروط‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ ‬التسمية وقت الرمي واإلرسال ‪.‬‬
‫‪ ‬اجلرح يف أي موضع من البدن بآلة الرمي؛ فلو مل جيرحه مل حيل ‪.‬‬
‫‪ ‬أن يموت احليوان بآلة الصيد قبل وصول الصائد؛ فإن أدركه حيا لزم ذبحه‪.‬‬
‫ولو مات بالوقوع يف املاء أو وقع عىل سط أو جبل ثم تردى منه ال حيل‪.‬‬

‫(‪ )1‬فلو أضجع شاة ليذحبها ومسى‪ ,‬ثم بدا له فأرسلها وأضجع أخرى‪ ,‬فذحبها بتلك التسمية مل حتل؛‬
‫لعدم التسمية على الذبيحة عند الذبح‪ .‬ولو أضجعها ومسى فكلمه إنسان فأجابه أو استسقى ماء فشرب‪:‬‬
‫فإن كان قليال ومل يكثر ذلك منه ثم ذبح على تلك التسمية تؤكل‪ ,‬وإن حتدث وأطال احلديث أو أخذ‬
‫يف عمل آخر أو حد شفرته أو كانت الشاة قائمة فصرعها ثم ذبح ال تؤكل‪.‬‬
‫(‪ )2‬لقوله تعاىل‪ :‬ﭽﭗﭘﭙﭚﭛﭼ [املائدة‪ .]3 :‬ومن شروط التسمية أيضاً‪ :‬أن يريد بها التسمية‬
‫على الذبيحة؛ فإن من أراد بها التسمية الفتتاح العمل ال حيل‪ .‬ومنها‪ :‬أن يقصد بذكر اسم اهلل تعاىل تعظيمه‬
‫على اخللوص وال يشوبه معنى الدعاء؛ حتى لو قال‪ :‬اللهم اغفر لي مل يكن ذلك تسمية‪ .‬ومنها‪ :‬تعيني الذبيح‬
‫بالتسمية؛ فإذا ذبح شاة ومسى ثم ذبح شاة أخرى يظن أن التسمية األوىل جتزي عنهما مل تؤكل‪ .‬أما الصيد‬
‫فيحل لو رمى سهما فقتل به من الصيد اثنني؛ ألن التسمية جتب عند الفعل والرمي فعل واحد‪.‬‬
‫(‪ )3‬ال وقت اإلصابة؛ لقول النيب لعدي بن حامت ‪« : ‬إذا أرسلت كلبك ومسيت فكل» البخاري (‪)5175‬‬
‫ولو رمى صيدا بعينه فأخطأ فأصاب غريه يؤكل‪ ,‬لوجود التسمية على السهم عند الرمي‪.‬‬
‫(‪ )1‬فلو رمى سهما فأصاب بعرضه فمات به مل حيل؛ قال ‪« :‬إذا أصبت حبده فكله‪ ,‬وإذا أصبت بعرضه فقتل‪,‬‬
‫فإنه وقيذ‪ ,‬فال تأكل» البخاري (‪ )5176‬ولذا لو رمى بالبندقة مل حيل إال إذا أدركه حيا فذكاه‪.‬‬
‫(‪ )5‬ومن الشرائط‪ :‬أن يكون املُذكّي حالال‪ ,‬وأن ال يكون صيد احلرم‪ ,‬وأن يكون ما يصطاد به من‬
‫اجلوارح من احليوانات من ذي الناب من السباع وذي املخلب من الطري معلما‪ .‬وإذا اجتمع على الصيد معلم وغري‬
‫معلم أو مسمى عليه وغري مسمى ال يؤكل الجتماع سبيب احلظر واإلباحة ومل يعلم أيهما قتله‪.‬‬
‫‪382‬‬
‫وعن عدي بن حامت ‪ ‬قال‪ :‬قال لي رسول اهلل ‪« :‬إذا أرسلت كلبك‬
‫فاذكر اسم اهلل‪ ،‬فإن أمسك عليك فأدركته حيا فاذحبه‪ ،‬وإن أدركته قد قتل ومل‬
‫يؤكل منه فكله‪ ،‬وإن وجدت مع كلبك كلبا غريه وقد قتل فال تأكل‪ ،‬فإنك ال‬
‫تدري أيهما قتله‪ ،‬وإن رميت سهمك فاذكر اسم اهلل‪ ،‬فإن غاب عنك يوما‪ ،‬فلم جتد‬
‫فيه إال أثر سهمك‪ ،‬فكل إن شئت‪ ،‬وإن وجدته غريقا يف املاء فال تأكل»(‪.)4‬‬
‫ما يستحب في الذكاة‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون الذب بالنهار ال بالليل‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون الذاب مستقبل القبلة‪ ،‬والذبيحة موجهة إىل القبلة‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون الذب بآلة حادة من احلديد كالسكني احلا ّد ونحوه‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكتفي بقطع العروق‪ ،‬وال يبلغ إىل النخاع‪ ،‬وال يفصل الرأس كله ‪.‬‬
‫‪ -‬الذب يف الشاة والبقرة‪ ،‬والنحر يف اإلبل‪ ،‬ويكره عكس ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬أن يقرأ الدعاء املأثور بعد إضجاع الذبيحة‪« :‬إني وجهت وجهي ‪» ..‬‬
‫‪ -‬ويكره أن يفصل بني الذب والتسمية بنحو‪" :‬اللهم تقبل من فالن" ‪.‬‬
‫‪ -‬السنة يف ذب احليوان ما كان أسهل عىل احليوان وأقرب إىل راحته‪ ،‬واألصل فيه‬
‫‪« :‬إن اهلل تعاىل كتب اإلحسان على كل شيء؛ فإذا قتلتم فأحسنوا‬ ‫قوله‬
‫(‪)1‬‬
‫القتلة‪ ،‬وإذا ذحبتم فأحسنوا الذحبة‪ ،‬وليحد أحدكم شفرته‪ ،‬ولريح ذبيحته»‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪ ,)5187 , 5181 ,5175‬ومسلم (‪ )1020‬واللفظ له ‪.‬‬


‫(‪ )2‬ملا فيه من زيادة إيالم من غري حاجة إليها‪ .‬فإن فعل كره‪ .‬والنخاع هو عرق أبيض يكون يف عظم الرقبة‪.‬‬
‫(‪ )3‬أو "تقبل مين" وإمنا يقول ذلك بعد الفراغ من الذبح أو قبل التسمية‪ ,‬فحينئذ ال يكره‪ .‬وعن جابر ‪ :‬ذبح‬
‫النيب يوم الذبح كبشني أقرنني ‪ ,..‬فلما وجههما قال‪« :‬إني وجهت وجهي للذي فطر السموات واألرض‬
‫على ملة إبراهيم حنيفا‪ ,‬وما أنا من املشركني‪ ,‬إن صالتي ونسكي وحمياي ومماتي هلل رب العاملني ال‬
‫شريك له‪ ,‬وبذلك أمرت وأنا من املسلمني‪ ,‬اللهم منك ولك‪ ,‬وعن حممد وأمته باسم اهلل‪ ,‬واهلل أكرب» ثم‬
‫ذبح‪ .‬أبوداود (‪ )2705‬وصححه ابن خزمية (‪ )2800‬واحلاكم والذهيب‪ .‬أما الفصل الكثري فمبطل للتسمية‪.‬‬
‫(‪ )1‬مسلم (‪ )1055‬ويف رواية‪« :‬وليشد قوائمه وليلقه على شقه األيسر وليوجهه حنو القبلة وليسم اهلل»‪.‬‬
‫‪383‬‬
‫أن حيدّ شفرته قبل اإلضجاع‪ ،‬ويكره بعده‪.‬‬
‫يكره أن جير احليوان برجله إىل املذب ‪ .‬وكذا يكره كل تعذيب بال فائدة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫قطع الرأس والسلخ قبل أن تربد وتسكن عن االضطراب ‪.‬‬

‫مسائل شتى في األطعمة والذبائح‪:‬‬


‫‪ ‬ال جيوز أكل ما ذب عىل صنم تعظيام له‪ ،‬أو عىل قرب تعظيام لصاحب القرب ‪.‬‬
‫‪ ‬حيرم سبعة أشياء من أجزاء احليوان املأكول‪:‬‬
‫الدم املسفوح‪ ،‬والذكر‪ ،‬والقبل‪ ،‬واألنثيان‪ ،‬واملثانة‪ ،‬والغدة‪ ،‬واملرارة ‪.‬‬
‫‪ ‬العضو أو اجلزء املنفصل من احلي كميتته؛ كاألذن املقطوعة والسن الساقطة‪.‬‬
‫‪ ‬يكر ه أكل حلم َّ‬
‫اجلاللة ‪ ،‬وهي احليوان الذي ال يأكل إال النجاسات‪ ،‬فعليه أن‬
‫‪.‬‬ ‫حيبسها إىل أن تزول عنها الرائحة الكرهية ثم يذب‬
‫‪ ‬الزروع املسقية بالنجاسات ال حترم وال تكره عند أكثر الفقهاء‪.‬‬
‫‪ ‬ال حيل أكل املرسوق واملغصوب‪ ،‬والبيض أو األكل الذي يقامر به ‪ ،‬وكذا‬
‫مال الربا‪ ،‬وكذا ال جيوز بيعه وال رشاؤه‪.‬‬
‫‪ ‬وكذا املكتسب باملال احلرام أو األجري الذي يأخذ األجر وال يعمل بأمانة ‪.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬ويذبح من قبل احللقوم ال من قفاها‪ ,‬فإن فعل ومات قبل قطع العروق حرم‪ .‬ويستحب قطع األوداج كلها‪.‬‬
‫(‪ )2‬حيرم ولو ذكر اسم اهلل تعاىل ألنه أهل به لغري اهلل‪ ,‬وكذا ال جيوز أكل ما ذبح لقدوم أمري تعظيما له‪.‬‬
‫(‪ )3‬ألنها مما تستخبثه الطباع السليمة‪ ,‬وقد حُرمت اخلبائث‪ .‬وعن جماهد‪ :‬كره رسول اهلل من الشاة‬
‫الذكر واألنثيني والقبل والغدة واملرارة واملثانة والدم عبد الرزاق (‪ )8771‬وله شاهد عن ابن عمر طس (‪)0186‬‬
‫(‪ )1‬أما إذا كانت ختلط بني أكل النجاسة وغريها‪ ,‬وال يظهر يف حلمها الننت والرائحة ال بأس بأكلها‪.‬‬
‫(‪ )5‬ال جيوز أكل جنني ميت خرج يف بطن ذبيحة‪ ,‬ولو خرج حيًّا يذبح ويؤكل‪ * .‬لو ماتت شاة‬
‫وخرج من ضرعها لنب يؤكل عنده‪ * .‬حيرم أكل حلم أننت‪ * .‬ال يلزم من طهارة الشيء حل أكله‪.‬‬
‫‪384‬‬
‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬اذكر آية فيام حيرم بسبب عدم الذكاة ‪.‬‬
‫‪ ‬يشرت يف احليوان الذي جيوز أكله رشطان ‪ ،‬ما مها ؟‬
‫‪ ‬ما أنواع الذكاة الرشعية ؟ وما تعريفهام ؟‬
‫‪ ‬ما هي الرشو الواجب توفرها يف الذكاة الرشعية ؟‬
‫‪ ‬ما هي رشو صحة التسمية ؟‬
‫‪ ‬ما هي رشو الذكاة االضطرارية ؟‬
‫‪ ‬ما هي األمور املستحبة يف الذكاة ؟‬
‫‪ ‬حيرم سبعة أشياء من أجزاء احليوان املأكول‪ ،‬ما هي ؟‬

‫بني الصواب واخلطأ بوضع العالمة (‪ ) ، ‬مع تصويب اخلطأ فيما يلي‪:‬‬
‫)‬ ‫‪ ‬الذكاة الرشعية رش حلل احليوان املأكول إال السمك واجلراد وما ليس له دم (‬
‫)‬ ‫‪ ‬الذكاة االختيارية ذب أو نحر يف احللق‪ ،‬واالضطرارية جرح يف أي موضع من البدن (‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬يشرت أن يقطع العروق األربعة كلها يف الذب ‪ ،‬وبآلة حادة‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬ال جيوز أكل ما ذب عىل صنم أو قرب تعظيام له‪ ،‬ولو ذكر اسم اهلل عليه‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬يكر ه أكل حلم اجلاللة‪ ،‬وال يكره الزروع املسقية بالنجاسة عند األكثر‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬مال القامر حرام ال جيوز استعامله ‪ ،‬وكذا مال الربا‬

‫‪‬‬

‫‪385‬‬
386
‫خطة كتاب احلالل واحلرام‬

‫عزيزي الطالب‪ :‬بدراستك هلذا الكتاب يرجى أن تكون ملماً باآلتي‪:‬‬

‫تعريف خمتصر باألحكام الفقهية املتعلقة باحلل واحلرمة‬ ‫‪‬‬


‫احلالل واحلرام يف اللباس‬ ‫‪‬‬
‫احلالل واحلرام يف استعمال الذهب والفضة‬ ‫‪‬‬
‫احلالل واحلرام يف النظر واللمس‬ ‫‪‬‬
‫فصل يف قبول اخلرب‬ ‫‪‬‬
‫احلالل واحلرام يف مسائل متفرقة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تتمة‪ :‬يف األحكام الفقهية املتعلقة ببعض اآلداب اإلسالمية‪:‬‬
‫السالم واملصافحة االستئذان وصلة الرحم‬ ‫‪‬‬
‫العطاس والتثاؤب‬ ‫‪‬‬
‫من سنن الطعام والشراب‬ ‫‪‬‬
‫حسن اخلتام‬
‫بأحاديث يف الورع عن املشتبهات خشية الوقوع يف احلرام‬

‫‪387‬‬
‫ﭧ ﭨ ﮋ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔﯕ ﯖ ﯗ‬
‫ﯘ ﯙﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﮊ‬

‫تنقسم األحكام الفقهية المتعلقة بالحل والحرمة إلى أقسام‪:‬‬


‫‪ -1‬الفرض والواجب‪ :‬ما يلزم فعله (والفرض أقوى من الواجب)‬
‫‪ -2‬احلرام واملكروه حتريام‪ :‬ما يلزم اجتنابه (واحلرام أقوى)‬
‫‪ -3‬السنة املؤكدة واملستحب‪ :‬ما ينبغي اإلتيان به (والسنة أقوى)‬
‫‪ -4‬املكروه تنزهيا‪ :‬ما ينبغي اجتنابه‪ ،‬لكن ال إثم يف فعله ‪.‬‬
‫‪ -5‬املباح‪ :‬ما ال إثم وال ثواب يف فعله‪.‬‬
‫وقد سبق احلديث عن ذلك كله يف فصول التمهيد ‪ ،‬فارجع إليها‪.‬‬

‫(‪ )1‬احلالل هو اجلائز‪ ,‬واحلرام هو ما منع الشرع منه‪.‬‬


‫* وهذا الباب يسمونه يف الكتب الفقهية بـ"احلظر واإلباحة"‪ ,‬وبعضهم يسميه "االستحسان" أو "الكراهية"‬
‫‪388‬‬
‫مسائل يف اللبس‬
‫أباح الرشع سائر أنواع اللباس واألقمشة إال أمورا‪ ،‬من أمهها أنه‪:‬‬
‫‪ -1‬ال حيل للرجال والنساء التشبه بالكفرة والكافرات‪ ،‬والفسقة والفاسقات‪ ،‬يف‬
‫اللباس واهليئة والعادات والتقاليد وغري ذلك‪.‬‬
‫ولذا جيب اجتناب لباسهم وهيئاهتم يف الشعر وامليش والزواج وسائر األمور‪.‬‬
‫‪ -2‬ال حيل تشبه الرجال بالنساء‪ ،‬وتشبه النساء بالرجال يف اللباس وغريه ‪.‬‬
‫‪ -3‬ال حيل التبذير واإلرساف يف املالبس وغريها من األمور‪.‬‬
‫‪ -4‬ال حيل لبس احلرير للرجال ‪ ،‬وحيل للنساء‪.‬‬
‫‪ -5‬حيرم عىل الرجال إسبال اإلزار والسـراويل والقميص أسفل من الكعبني ‪.‬‬
‫‪« :‬البسوا من ثيابكم البياع‪ ،‬فإهنا من خري ثيابكم‪ ،‬وكفنوا فيها موتاكم»‬ ‫* قال‬

‫(‪" )1‬لعن رسول اهلل املتشبهني من الرجال بالنساء واملتشبهات من النساء بالرجال" البخاري (‪)5516‬‬
‫(‪ )2‬إال قدر أربع أصابع مضمومة‪ ,‬ملا روى مسلم (‪ ..« )2660‬إال موضع إصبعني‪ ,‬أو ثالث‪ ,‬أو أربع»‪.‬‬
‫(‪ )3‬فعن أبي هريرة ‪ ‬عن النيب قال‪« :‬ما أسفل من الكعبني من اإلزار ففي النار» البخاري (‪)5156‬‬
‫* وعن أبي سعيد ‪ ‬عن النيب قال‪« :‬إزرة املسلم إىل نصف الساق‪ ,‬وال حرج أو ال جناح فيما بينه وبني‬
‫الكعبني‪ ,‬فما كان أسفل من ذلك ففي النار‪ ,‬من جر إزاره بطرا مل ينظر اهلل إليه» أخرجه مالك يف‬
‫املوطأ (‪ )763‬وأمحد (‪ )11307‬واللفظ له‪ ,‬وأبوداود (‪ )1603‬والنسائي يف "الكربى" (‪)0712‬‬
‫أن النيب كساه حلة سرياء ثم قال‪« :‬ما مس األرض فهو يف النار» فكان يأتزر‬ ‫* وعن ابن عمر‬
‫إىل نصف الساق‪ .‬أمحد (‪ )5727‬وغريه‪ * .‬وروي حنوه عن عدد من الصحابة كسمرة وجابر وعائشة وابن‬
‫عباس ‪ * .‬و«كان كم قميص رسول اهلل إىل الرسغ» أخرجه الرتمذي (‪ )1765‬وأبو داود (‪)1627‬‬
‫(‪ )1‬صحيح‪ ,‬رواه أبوداود (‪ )3878‬والرتمذي (‪ )001‬واحلاكم (‪ )1368‬ويف رواية هلم‪« :‬فإنها أطهر وأطيب»‬
‫‪389‬‬
‫فصل يف استعمال الذهب والفضة‬
‫‪ -1‬جيوز للنساء التحيل بالذهب والفضة‪.‬‬
‫وال جيوز ذلك للرجل إال خامتا من فضة؛ بشـر أن يكون وزنه مثقاال فأقل‬
‫(املثقال‪ :‬أربع غرامات وربع تقريباً)‪ ,‬وال جيوز من غري الفضة ‪.‬‬
‫‪ -2‬ال جيوز استعامل أواين الذهب والفضة؛ فال جيوز للرجل واملرأة األكل‬
‫والرشب واال ّدهان والتطيب من إناء ذهب وفضة ‪.‬‬
‫املذهب من اإلناء وغريه ‪ ،‬برش أن جيتنب‬
‫ّ‬ ‫املفضض أو‬
‫ّ‬ ‫‪ -3‬جيوز استعامل‬
‫موضع الذهب والفضة‪.‬‬
‫الصبي الذهب واحلرير‪.‬‬
‫َّ‬ ‫‪ -4‬ال جيوز ألحد أن ُيلبس‬

‫فصل يف النظر واللمس‬


‫* األصل أن اإلنسان حيفظ برصه عن اللغو وما ال يعنيه‪ ،‬وجيب عليه أن يغض‬
‫بصـره عن املحرم؛ ﭧ ﭨ ﮋ ﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅ‬

‫ﮆ ﮇ ﮈﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮊ [ نو ‪]31 :‬‬
‫[‪ ]1‬ال جيوز للرجل النظر إىل املرأة األجنبية‪ ،‬ومنها ذوات الرحم بال حمرم؛‬
‫كبنت العم واخلال‪.‬‬

‫(‪ )1‬فال يتختم الرجل حبجر وذهب وحديد وصفر وزجاج وغريها‪ .‬والعربة باحللقة ال بالفص؛ فيجوز الفص من حجر‬
‫وعقيق وياقوت وغريها‪ * .‬ويلبس اخلامت يف خنصر يده اليسرى أو اليمنى‪ ,‬وقد «نهى النيب عن اخلامت يف السبابة‬
‫والوسطى» ابن حبان (‪ * )5562‬واستثين املنطقة وحلية السيف من الفضة بشرط أن ال يضع يده على موضع الفضة‪.‬‬
‫قال‪« :‬ال تلبسوا احلرير وال الديباج‪ ,‬وال تشربوا يف آنية الذهب‬ ‫(‪ )2‬ملا روى حذيفة ‪ ‬أن النيب‬
‫والفضة‪ ,‬وال تأكلوا يف صحافها‪ ,‬فإنها هلم يف الدنيا ولكم يف اآلخرة» البخاري (‪ )5316‬ومسلم (‪)2667‬‬
‫(‪ )3‬مفضض‪ :‬أي مزوق ومزيّن ومرصع بالفضة‪ ,‬وكذلك املذهب‪ :‬املرصع واملزوق بالذهب‪.‬‬
‫‪391‬‬
‫فال جيوز أن ينظر منهن شيئا‪ ،‬إال إىل وجهها وكفيها إن احتاج إىل ذلك ‪.‬‬
‫ومثال احلاجة إىل النظر أن حيتاج الشاهد إىل النظر إليها ليعرفها إذا أراد أن‬
‫يشهد عليها‪ ,‬وكذا القاضي إذا أراد أن حيكم عليها‪.‬‬
‫= جيوز للرجل النظر إىل امرأة أجنبية يريد تزوجها‪.‬‬
‫= جيوز للرجل النظر إىل املرأة العجوز ومصافحتها إن أمن الشهوة ‪.‬‬
‫= جيوز للرجل النظر إىل حمارمه من النساء كوجههن وأيدهين وشعرهن‪ .‬إال ما‬
‫بني السـرة والركبة والبطن والظهر ‪.‬‬
‫[‪ ]2‬جيوز للرجل أن ينظر إىل الرجل إال الركبة وما فوقها إىل الرسة‪.‬‬
‫[‪ ]3‬وكذلك جيوز للمرأة أن تنظر إىل بدن املرأة إال ما بني الرسة والركبة‪.‬‬
‫وينبغي أن ال تنظر املرأة إىل الرجل األجنبي إال حلاجة‪ ،‬فللحاجة جيوز هلا أن تنظر‬
‫إليه إال ما بني الرسة والركبة إن أمنت الشهوة‪ ،‬وإال حرم‪.‬‬
‫[‪ ]4‬وما جاز النظر إليه جاز مسه إذا أمن الشهوة‪ ،‬إال من أجنبية؛ فال حيل مس‬
‫وجهها وكفها وال يشء من جسدها وإن أمن الشهوة ‪.‬‬
‫= قرحة يف فخذ امرأة‪ ،‬جاز للطبيب أن ينظر إىل موضع القرحة فقط‪ ،‬وال ينظر إىل‬
‫سائر الفخذ‪.‬‬

‫(‪ )1‬والنظر من غري حاجة بشهوة حرام‪ .‬وعلى املرأة أن حتتجب من سائر األجانب ‪.‬‬
‫* هذا ومسائل النظر أربع‪ :‬نظر الرجل إىل املرأة‪ ,‬ونظرها إليه‪ ,‬ونظر الرجل إىل الرجل‪ ,‬ونظر‬
‫املرأة إىل املرأة‪ .‬واألوىل على أربعة أقسام‪ :‬نظره إىل األجنبية احلرة‪ ,‬ونظره إىل من حتل له من‬
‫الزوجة واألمة‪ ,‬ونظره إىل ذوات حمارمه‪ ,‬ونظره إىل أمة الغري ‪ .‬وللتفصيل يرجع إىل كتب الفقه‪.‬‬
‫* والذمية والكافرة كالرجل األجنيب يف األصح فال تنظر إىل بدن املسلمة‪.‬‬
‫(‪ )2‬وكذلك جيوز للمرأة أن تصافح الشيخ العجوز إن أمن كالهما الشهوة‪.‬‬
‫(‪ )3‬أما زوجته وأمته فيجوز أن ينظر إىل مجيع بدنهما‪.‬‬
‫(‪ )1‬وكذا الطبيب ال ميس إال إذا اضطر إىل ذلك‪.‬‬
‫حرم مباحة؛ إال األخت رضاعا والصهرة الشابة‪.‬‬‫* اخللوة باألجنبية حمرمة‪ ,‬وباملَ ْ‬
‫‪391‬‬
‫فصل يف قبول اخلرب‬

‫‪ -1‬ال يقبل يف الديانات إال قول العدل؛ كنجاسة املاء وطهارته‪ ،‬فذلك من‬
‫الديانات‪ .‬فإن أخربه مسلم عدل بنجاسة املاء ال يتوضأ به‪ .‬وإن أخربه فاسق أو‬
‫يتحرى‪ ،‬ثم يعمل بغالب ظنه ‪.‬‬
‫مستور احلال بذلك وجب أن ّ‬
‫؛ فرواية العدل مقبولة‪ ،‬ورواية غريه‬ ‫وكذا تشرت العدالة يف رواية أخبار النبي‬
‫ضعيفة ‪ ،‬ويتفاوت مراتب الضعف بحسب نقصان العدالة‪.‬‬
‫‪ -2‬يقبل يف املعامالت قول الفاسق والكافر إذا غلب عىل ظنه أنه صادق‪.‬‬
‫كالوكالة واملضاربة وغريمها من املعامالت ‪.‬‬
‫‪ -3‬يقبل يف اهلدية واإلذن قول الصبي إذا غلب عىل الظن صدقه؛ فإذا قال صبي‪:‬‬
‫"بعثني أيب إليك هبذه اهلدية" جاز له أن يأخذها إذا غلب عىل ظنه أنه صادق ‪.‬‬

‫(‪ )1‬فإن غلب على ظنه صدقه مل يتوضأ بذلك املاء‪ ,‬بل طلب ماء آخر‪ ,‬فإن مل جيده تيمم‪ ,‬وإن غلب على‬
‫ظنه كذبه توضأ به ومل يلتفت إىل قوله‪ ,‬واألفضل أن يتيمم بعد الوضوء‪ * .‬ولو أخرب عدل بطهارته وعدل‬
‫بنجاسته حكم بطهارته؛ ألن األصل الطهارة‪ ,‬إال أن يغلب على ظنه صدق اآلخر بالتحري‪.‬‬
‫(‪ )2‬كما إذا أخرب أنه وكيل فالن يف بيع كذا‪ ,‬فيجوز الشراء منه إن غلب على الرأي صدقه‪.‬‬
‫* واملراد باملعامالت ما ال إلزام فيها؛ كالوكاالت واملضاربات واإلذن بالتجارة‪ ,‬والف احلقوق ‪.‬‬
‫(‪ )3‬وكذا إذا أتى صيب إىل السوق وأخرب أن أمه أمرته أن يشرتي بهذه الدراهم صابونا أو حنو‬
‫ذلك فال بأس أن يبيعه‪ ,‬وإن طلب احللوى ينبغي أن ال يبيعه منه (إال إذا كان الظاهر أن أباه أو‬
‫غريه دفع له الدراهم لذلك)‪.‬‬
‫‪392‬‬
‫أحكام متفرقة‬

‫* من دعي إىل وليمة فليجب ‪:‬‬


‫= فإن كان مفطرا طعم‪ ،‬وإن كان صائام دعا للداعي باملغفرة والربكة‪.‬‬
‫= وإن وجد عىل املائدة منكرا كغناء‪ ،‬ال ينبغي أن يقعد‪ ،‬بل خيرج معرضا‪.‬‬
‫* يكره كل هلو ولعب‪ ،‬إال إذا كان لغرض حممود ‪:‬‬
‫فالرياضة بقصد تقوية البدن واجلهاد يف سبيل اهلل حسن‪.‬‬
‫وبقصد اللهو مكروه‪ .‬وإذا أهلته عن ذكر اهلل وعن الصالة فحرام ‪.‬‬
‫* يستحب يف كل أسبوع مرة‪ ،‬واألفضل يوم اجلمعة‪ ،‬ما يلي‪:‬‬
‫‪َ -‬ق ْلم األظفار ‪.‬‬ ‫‪ -‬االغتسال‪ ،‬وهو سنة يف كل مجعة ‪.‬‬

‫(‪ )1‬إجابة دعوة الوليمة سنة مؤكدة قريبة من الواجب؛ لقول النيب ‪« :‬شر الطعام طعام الوليمة‪ ,‬مينعها‬
‫من يأتيها‪ ,‬ويدعى إليها من يأباها‪ ,‬ومن مل جيب الدعوة فقد عصى اهلل ورسوله» مسلم (‪)1132‬‬
‫(‪ )2‬ويستثنى من مطلق الكراهة أيضاً ما أشار إليه النيب بقوله‪« :‬كل ما يلهو به الرجل املسلم باطل؛‬
‫إال ثالثة‪ :‬مالعبته أهله‪ ,‬وتأديبه لفرسه ومناضلته بقوسه» أخرجه أبو داود (‪ )2513‬والرتمذي (‪)1637‬‬
‫والنسائي (‪ , )2578‬وغريهم‪ ,‬وصححه احلاكم (‪ )2167‬وهو حسن مبجموع طرقه‪ * .‬ويستثنى أيضا‬
‫أنها زفت امرأة إىل رجل من‬ ‫اللهو يف العيد ويف الزواج بشرط أن ال يكون مبحرم‪ ,‬فعن عائشة‬
‫األنصار فقال النيب ‪« :‬يا عائشة أما كان معك هلو فإن األنصار يعجبهم اللهو» البخاري (‪)1867‬‬
‫(‪ )3‬وكذا يكره الشطرنج والنرد‪ ,‬وحنوه مما يعدّ من اللهو؛ والظاهر أن األلعاب اإللكرتونية منه‪ .‬واإلكثار‬
‫منه حبيث يلهي عن ذكر اهلل وعن الصالة وعن غريه من الواجبات فحرام‪ * .‬وكذا املقامرة باللعب حرام‪.‬‬
‫(‪ )1‬يسن االغتسال كل مجعة ولو مل تتغري رائحة البدن‪ ,‬وجيوز يف كل ‪ 15‬يوما‪ ,‬وأقصى حد هو ‪ 16‬إذا مل‬
‫تتغري رائحة البدن‪ ,‬حيث يكره حترميا ترك االغتسال والقلم‪ ...‬وراء ذلك؛ فعن أنس ‪ُ « :‬وقت لنا يف قص‬
‫الشارب وتقليم األظفار ونتف اإلبط وحلق العانة أن ال نرتك أكثر من أربعني ليلة» مسلم (‪ )258‬وهو كاملرفوع‪.‬‬
‫(‪ )5‬ومل يثبت يف كيفية قلم األظفار شيء مما روي فيه‪ ,‬وإمنا السنة التيامن كالسواك‪ ,‬فيبدأ بأظافري يده اليمنى‬
‫ثم اليسرى‪ ,‬وكذلك يف رِجله؛ (ثم إن شاء تيامن يف البدء؛ فيبدأ بيمني كل يد ورجل؛ فيبدأ ونصر اليمنى وخيتم‬
‫ونصر اليسرى‪ ,‬وإن شاء تيامن يف االجتاه؛ فيبدأ بإبهام اليمنى إىل خنصرها‪ ,‬ثم يبدأ ونصر اليسرى إىل إبهامها‪).‬‬
‫‪393‬‬
‫‪ -‬قص الشارب ‪.‬‬ ‫‪ -‬إزالة شعر العانة واإلبط ‪.‬‬
‫= واألصل أن يغتسل وينظف بدنه كلام توسخ وتغريت رائحته؛ لئال يؤذي أحدا‪.‬‬
‫* يكره القزع؛ وهو أن حيلق بعض شعر الرأس ويرتك البعض‪.‬‬
‫* يكره وصل الشعر والوشم والنمص والورش (حتديد األسنان)‪.‬‬
‫* يكره نتف الشيب‪ ،‬ويتجنب خضابه بالسواد ‪.‬‬
‫* جيب إعفاء اللحية قدر القبضة ؛ قال ﷺ‪« :‬أهنكوا الشوارب‪ ،‬وأعفوا اللحى»‬
‫* الغيبة حرام ؛ إال عىل وجه التحذير من رضر من يرض بالناس بيده ولسانه‪.‬‬

‫(‪ )1‬األفضل إلزالة شعر العانة‪ :‬احللق‪ ,‬واألفضل يف اإلبط النتف‪ ,‬وجيوز العكس وأن يعاجل بالنورة فيهما‪.‬‬
‫(‪ )2‬قص الشارب حتى يوازي احلرف األعلى من الشفة العليا سنة باإلمجاع‪ .‬واإلحفاء واجلزّ (املبالغة يف القص)‬
‫أفضل عندنا؛ ملا ورد فيه من األحاديث واآلثار عن الصحابة والسلف‪ ,‬كما أوردها الطحاوي‪ .‬ويكره احللق‪.‬‬
‫(‪ )3‬فقد نهى رسول اهلل عن القزع‪ .‬رواه البخاري (‪ )5026‬ومنه تقصري بعض شعر الرأس دون بعض‪.‬‬
‫* ال جيوز للمرأة قطع شعر رأسها؛ فإن قطعت أمثت ولعنت؛ ألن التشبه بالرجال حرام ‪ ,‬واملتشبه ملعون‪.‬‬
‫(‪ )1‬وصل الشعر بشعر اآلدمي حرام؛ سواء كان شعرها أو شعر غريها‪ ,‬إال الشعر املصنوع؛ قال ‪« :‬لعن‬
‫اهلل الواصلة واملستوصلة‪ ,‬والوامشة واملستومشة» رواه البخاري (‪ )5033‬ويف رواية‪ « :‬واملتنمصات‪ ,‬واملتفلجات‬
‫للحسن‪ ,‬املغريات خلق اهلل تعاىل» البخاري (‪ )5031‬ومسلم (‪ )2125‬والواصلة‪ :‬اليت تصل الشعر بشعر الغري‪,‬‬
‫واملستوصلة‪ :‬اليت يوصل هلا ذلك بطلبها‪ ,‬والوامشة‪ :‬اليت تشم يف الوجه والذراع‪ ,‬وهو أن تغرز اجللد بإبرة ثم‬
‫حيشى بكحل أو نيل فيزرقّ‪ ,‬واملستومشة‪ :‬اليت يفعل بها ذلك بطلبها‪ .‬والنامصة اليت تنتف الشعر من الوجه‪,‬‬
‫وترقق احلاجب ليصري حسنا‪ .‬واملتنمصة اليت يفعل بها ذلك‪ .‬املتفلجة‪ :‬اليت تربد أسنانها لتفرتق عن بعضها‬
‫وحتددها وترقق أطرافها؛ ألجل اجلمال‪ .‬وهو الوشر‪ * .‬إزالة الشعر الطبيعي من الوجه حرام إال إذا نبت للمرأة‬
‫حلية أو شوارب فتستحب إزالته‪ ,‬وإال الشعر الذي ينفر عنها زوجها بسببه (ألن ذلك ليس من أصل اخللقة)‪.‬‬
‫(‪ )5‬لقوله ‪« :‬ال تنتفوا الشيب فإنه نور املسلم يوم القيامة» أبو داود (‪ )1262‬ت (‪ )2822‬ن (‪ )5671‬بأسانيد‬
‫حسنة‪ * .‬يفضل خضاب الشعر (إال بالسواد)؛ لقوله ‪« :‬إن اليهود والنصارى ال يصبغون‪ ,‬فخالفوهم»‬
‫البخاري (‪ )3162‬وقال يف بياض شعر اللحية والرأس‪« :‬غريوا هذا بشيء‪ ,‬واجتنبوا السواد» مسلم (‪)2162‬‬
‫(‪ )6‬رواه البخاري (‪ )5803‬ويف لفظ للبخاري (‪ " : )5802‬وفروا اللحى ‪ ..‬وكان ابن عمر‪ :‬إذا حج أو اعتمر قبض‬
‫على حليته‪ ,‬فما فضل أخذه"‪ .‬ويف لفظ‪« :‬أرخو اللحى» «أوفوا اللحى» مسلم (‪)266 ,250‬‬
‫(‪ )7‬قال النيب ‪« :‬أتدرون ما الغيبة؟ ذكرك أخاك مبا يكره»‪ ,‬قيل أفرأيت إن كان يف أخي ما أقول؟‬
‫قال‪« :‬إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته‪ ,‬وإن مل يكن فيه فقد بهته» مسلم (‪ ,)2580‬وأبو داود (‪,)1871‬‬
‫‪394‬‬
‫ولو أخرب السلطان بذلك ليزجره ال إثم عليه ‪.‬‬
‫‪..« :‬‬ ‫* جيب التفريق بني الصبيان يف املضجع إذا بلغوا عشـر سنني؛ لقوله‬
‫وفرقوا بينهم يف املضاجع وهم أبناء عشر» [رواه أبو داود (‪ )105‬واحلاكم (‪])768‬‬

‫************‬
‫*******‬
‫*‬

‫والرتمذي (‪ , )1031‬وقال‪ :‬حسن صحيح‪" .‬بهته" ‪ :‬أي كذبت وافرتيت عليه‪.‬‬


‫(‪ )1‬وقالوا إن علم أن أباه يقدر على منعه أعلمه ولو بكتابة‪ ,‬وإال ال؛ كي ال تقع العداوة ‪ ,‬وكذلك فيما‬
‫بني الزوجني‪ ,‬وبني السلطان والرعية واحلشم‪ ,‬إمنا جيب األمر باملعروف إذا علم أنهم ميتنعون‪.‬‬
‫* تباح غيبة جمهول ومتظاهر بقبيح ولسوء اعتقاد حتذيرا منه‪ ,‬ولشكوى ظالمته للحاكم‪ ,‬وملشورة يف‬
‫نكاح وسفر وشركة وجماورة وإيداع أمانة‪ ,‬وحنوها‪ ,‬فله أن يذكر ما يعرفه على قصد النصح‪.‬‬
‫‪395‬‬
‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬اذكر آية تدل عىل حرمة التحليل والتحريم من غري دليل‪.‬‬
‫‪ ‬ما هي األحكام الفقهية املتعلقة باحلل واحلرمة ؟ اذكرها مع تعريف موجز‪.‬‬
‫‪ ‬أباح الرشع سائر أنواع اللباس واألقمشة إال أمورا‪ ،‬اذكر أمهها‪.‬‬
‫‪ ‬حيرم عىل الرجال إسبال اإلزار والسـراويل والقميص أسفل من الكعبني ‪ .‬ما الدليل؟‬
‫‪ ‬اذكر اثنني من أحكام الذهب والفضة ‪ ،‬وثالثة من أحكام النظر ‪.‬‬
‫‪ ‬يستحب يوم اجلمعة أو يف كل أسبوع أعامال تتعلق بتنظيف البدن‪ ،‬ما هي ؟‬
‫‪ ‬يكره القزع‪ ،‬فام هو القزع ؟ وهل يدخل فيه ما يفعل بعض الشباب من تقصري‬
‫بعض شعر الرأس دون بعض ؟‬

‫بني الصواب واخلطأ بوضع العالمة (‪ ) ، ‬مع تصويب اخلطأ فيما يلي‪:‬‬
‫)‬ ‫‪ ‬ال جيوز للرجال التحيل بالذهب والفضة إال اخلاتم الفيض بزنة مثقال فأقل (‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬ال جيوز النظر إىل ذوات الرحم؛ كبنات األعامم واألخوال‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬ما جاز النظر إليه جاز مسه إذا أمن الشهوة إال للطبيب األجنبي‬
‫)‬ ‫‪ ‬ال يقبل يف نجاسة املاء وطهارته إال قول العدل؛ إال أنه جيب عليه التحري (‬
‫)‬ ‫‪ ‬يقبل يف املعامالت قول الفاسق والكافر مطلقا‪ ،‬وكذا يقبل فيها قول الصبي(‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬من أجاب الدعوة ووجد منكرا فليخرج‪ ،‬وإن استطاع النص بلطف فلينص‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬يكره كل هلو ولعب ؛ سواء كان بقصد الصحة أو اللهو‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬هنى نبينا ﷺ عن وصل الشعر والوشم وحتديد شعر احلاجب للزينة‬

‫‪396‬‬
‫السالم والمصافحة واالستئذان وصلة الرحم‪:‬‬

‫* السالم سنة ورده واجب (أو فرض كفاية إذا كانوا مجاعة) ‪.‬‬
‫فيسلم عىل كل من يلقاه يف الطريق أو غريه؛ به تأتلف القلوب وتزداد املحبة ‪،‬‬
‫وبه يدخل اجلنة‪ .‬فقد روى عبد اهلل بن سالم ‪ ‬عن نيب اإلسالم‪ ,‬عليه الصالة‬
‫والسالم قال‪« :‬يا أيها الناس‪ ،‬أفشوا السالم‪ ،‬وأطعموا الطعام‪ ،‬وصلوا األرحام‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫وصلوا والناس نيام؛ تدخلوا اجلنة بسالم»‬
‫‪ -‬إذا التقى املسلامن يسلم الراكب عىل املايش‪ ،‬واملايش عىل القاعد‪ ،‬والصغري عىل‬
‫الكبري‪ ،‬والقليل عىل الكثري ‪ .‬وأفضلهام الذي يسبق بالسالم‪.‬‬

‫(‪ )1‬سئل رسول اهلل ‪ :‬أي اإلسالم خري ؟ قال‪ « :‬تطعم الطعام وتقرأ السالم على من عرفت ومن مل‬
‫تعرف» مسلم (‪ * )63‬ويتم السالم؛ فإذا قال‪" :‬السالم عليكم"‪ ,‬كانت له عشر حسنات؛ فإن زاد "ورمحة‬
‫اهلل" فعشرون‪ ,‬فإن زاد "وبركاته" فثالثون حسنة‪ .‬رواه أبوداود (‪ )5105‬وغريه عن عمران ‪.‬‬
‫(‪ )2‬عن أبي هريرة ‪ ‬عن النيب قال‪« :‬ال تدخلون اجلنة حتى تؤمنوا‪ ,‬وال تؤمنوا حتى حتابوا‪ ,‬أوال‬
‫أدلكم على شيء إذا فعلتموه حتاببتم ؟ أفشوا السالم بينكم» رواه مسلم (‪)03‬‬
‫(‪ )3‬صحيح‪ .‬رواه الرتمذي (‪ )2187‬وابن ماجه (‪ )1331‬وصححه احلاكم (‪ ,)1283‬ووافقه الذهيب‪.‬‬
‫(‪ )1‬كما رواه البخاري (‪ )6231‬هذا األدب إذا التقيا يف طريق‪ ,‬أما إذا ورد على قعود فإن الوارد يبدأ بالسالم‬
‫بكل حال‪ ,‬سواء كان كبريا أو كثريا‪ .‬فإن سلما معا يرد كل واحد‪ .‬ويسلم الذي يأتيك من خلفك‪.‬‬
‫* يسلم حني يفارق أيضاً‪ * .‬إمساع السالم مستحب‪ ,‬وإمساع رده واجب؛ وإال ال يسقط الفرض عن السامع‪.‬‬
‫‪397‬‬
‫‪ -‬هناك مواضع يكره فيها السالم؛ كالسالم عىل املصيل وعىل من‬
‫يقيض حاجته‪ ،‬ولو سلم ال يستحق الرد‪.‬‬
‫‪ -‬وال يسلم ابتداء عىل كافر ‪ ،‬ولو سلم هو عىل مسلم فال بأس بالرد‪ ،‬ولكن ال‬
‫يزيد عىل قوله (وعليك) ‪.‬‬
‫* تسن المصافحة عند اللقاء بعد السالم‪ ،‬ال قبل السالم ‪ ،‬وتتساقط هبا الذنوب‪.‬‬
‫‪ -‬وتستحب بشاشة الوجه‪ ،‬عند اللقاء والسالم‪ ،‬واملعانقة للقادم من سفر‪.‬‬
‫‪ -‬وال ينحني عند اللقاء والسالم واملصافحة‪.‬‬
‫* إذا أتى غري أهله يستأذن للدخول ثالثا؛ يقول يف كل مرة‪" :‬السالم عليكم‬

‫(‪ )1‬يكره السالم على عاجز عن الرد شرعا كمصل وقارئ‪ ,‬وقاضي حاجة‪ .‬أو عاجز حقيقة كآكل وفمه‬
‫مشغول باملضغ‪ ,‬ولو سلم ال يستحق اجلواب‪ .‬نعم إذا أراد احلديث مع اآلكل فيبدأ بالسالم‪ .‬مؤلف‪.‬‬
‫* وال يلزمه الرد بعد الفراغ على الصحيح‪ * .‬قال‪" :‬السالم عليك يا زيد" مل يسقط برد غريه‪.‬‬
‫(‪ )2‬لقوله ‪« :‬ال تبدؤوا اليهود وال النصارى بالسالم‪ » ..‬مسلم (‪ * . )2167‬وجيوز أن يسلّم لو كانت له حاجة‬
‫عنده‪ ,‬أو كان زميال له يف العمل أو جارا‪ ,‬وذلك تأليفا لقلبه ليتمكن من دعوته إىل اهلل‪ ,‬لكن ينوي بالسالم‬
‫الدعاء باهلداية؛ فيقول السالم عليكم‪ ,‬وينوي أن يهديه اهلل فيُسلِم؛ ليَسلَم من النار‪.‬‬
‫(‪ )3‬إال إذا كانت له حاجة عنده‪ ,‬أو كان زميال له يف العمل‪ ,‬فيزيد بنية اهلداية؛ تأليفا لقلبه وتقريبه‪.‬‬
‫* وجيب رد جواب كتاب التحية كرد السالم؛ ألن الكتاب من الغائب مبنزلة اخلطاب من احلاضر‪.‬‬
‫* ولو قال آلخر‪ :‬أقرئ فالنا السالم‪ ,‬جيب عليه ذلك إذا رضي بتحملها‪ ,‬أما لو قال‪" :‬إن شاء اهلل" فال جيب‪.‬‬
‫* أما املبلغ إليه فيجب عليه الرد‪ ,‬ويستحب أن يرد على املبلغ أيضا؛ فيقول‪ :‬وعليك وعليه السالم‪.‬‬
‫(‪ )1‬أما جمرد املصافحة عند اللقاء بال سالم فال أصل له‪ .‬ومما يدل عليه ما رواه الرتمذي (‪,2736‬‬
‫‪ )2731‬وغريه بأسانيد من قوله ‪« :‬من متام التحية األخذ باليد»‪ * .‬وختصيص املصافحة بأدبار‬
‫الصلوات بدعة مكروهة ومن سنن الروافض‪ * .‬واألفضل بكلتا اليدين‪ ,‬وجيوز باليد اليمنى فقط‪.‬‬
‫(‪ )5‬عن الرباء ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪« :‬ما من مسلمني يلتقيان‪ ,‬فيتصافحان إال غفر هلما قبل أن يفرتقا»‬
‫أبوداود (‪ )5212‬والرتمذي (‪ )2727‬ويف لفظ زاد « فتصافحا‪ ,‬ومحدا اهلل عز وجل‪ ,‬واستغفراه‪ »..‬وهو يقتضي أن‬
‫يستغفر كل منهما آلخر كأن يقول‪ :‬غفر اهلل لنا ولكم‪ .‬وهذه الزيادة ضعفها بعض أهل العلم‪.‬‬
‫(‪ )6‬فعن أنس ‪ ‬قال‪ :‬قال رجل‪ :‬يا رسول اهلل‪ :‬الرجل منا يلقى أخاه أو صديقه أينحين له؟ قال‪« :‬ال»‪,‬‬
‫قال‪ :‬أفيلتزمه ويقبله؟ قال‪« :‬ال»‪ ,‬قال‪ :‬أفيأخذ بيده ويصافحه؟ قال‪« :‬نعم»‪ .‬رواه الرتمذي (‪ )2728‬وحسنه‪.‬‬
‫* وال بأس بتقبيل الرأس واجلبني واليد وحنوها على وجه املربة واإلكرام‪.‬‬
‫‪398‬‬
‫يا أهل البيت‪ ،‬أيدخل فالن؟" ويذكر اسمه ‪.‬‬
‫ٍ‬
‫ومكاملة‬ ‫ٍ‬
‫وجمالسة‬ ‫ٍ‬
‫ومعاونة‬ ‫ٍ‬
‫وهدية‬ ‫ٍ‬
‫وحتية‬ ‫* صلة الرحم واجب ٌة ولو كانت بسال ٍم‬
‫ٍ‬
‫وإحسان ‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫وتلطف‬

‫العطاس والتثاؤب‪:‬‬

‫‪« :‬إذا‬ ‫* احلمد عند العطاس سنة‪ ،‬وجيب عىل من سمعه أن يشمته ؛ قال‬
‫عطس أحدكم فليقل‪" :‬احلمد هلل"‪ ،‬وليقل له أخوه أو صاحبه‪" :‬يرمحك‬
‫اهلل"‪ ،‬فإذا قال له‪" :‬يرمحك اهلل" فليقل‪" :‬يهديكم اهلل ويصلح بالكم" »(‪.)1‬‬
‫* التثاؤب من الشيطان؛ فإذا تثاءب أحد فعليه أن يرده ويكظمه أو يضع يده عىل‬

‫(‪ )1‬وميكث بعد كل مرة مقدار ما يفرغ اآلكل واملتوضئ واملصلي أربع ركعات‪ ,‬فإذا أذن له دخل‪,‬‬
‫وإال رجع ساملا عن احلقد والعداوة‪ .‬وإن دخل على أهله (بإعالم ولو بال استئذان) يسلم أوالً‪ ,‬ثم يتكلم‪.‬‬
‫* وإن دخل بيتا ليس فيه أحد يقول‪ :‬السالم علينا وعلى عباد اهلل الصاحلني‪ ,‬فإن املالئكة ترد عليه السالم‪.‬‬
‫(‪ )2‬وأيا ما فعل من ذلك فقد يا من قطع الرحم‪ ,‬إال يف حق الوالدين إذا أرادوا جميئه وطلبوا خدمته‪.‬‬
‫* واألفضل أن يفعل كل ما ذكر مع األقرباء‪ ,‬وأن يزورهم غِبًّا [أي يوما بعد يوم] ليزيد حبا‪ ,‬بل يزور‬
‫كل مجعة أو شهر‪ ,‬وال يرد حاجتهم السهلة؛ خشية القطيعة‪ .‬وثبت يف احلديث‪« :‬إن اهلل يصل من وصل‬
‫رمحه ويقطع من قطعها» وأن «صلة الرحم تزيد يف العمر»‪ .‬وقد أخرج البخاري (‪ )5086‬ومسلم (‪:)2557‬‬
‫«من أحب أن يبسط له يف رزقه ويُنسّأ (أي يؤخر) له يف أثره (أي أجله) فليصل رمحه»‬
‫* ثم اعلم أنه ليس املراد بصلة الرحم أن تصلهم إذا وصلوك؛ ألن هذا مكافأة‪ ,‬بل أن تصلهم وإن قطعوك‪,‬‬
‫فقد روى البخاري (‪ )5001‬وغريه‪« :‬ليس الواصل باملكافئ‪ ,‬ولكن الواصل الذي إذا قطعت رمحه وصلها»‬
‫(‪ )3‬أي يدعو له‪ ,‬بقوله‪ :‬يرمحك اهلل‪ .‬وذلك إذا محد اهلل تعاىل‪ ,‬فعن أبي موسى ‪ ‬أنه مسع رسول اهلل‬
‫يقول‪« :‬إذا عطس أحدكم فحمد اهلل فشمتوه فإن مل حيمد اهلل فال تشمتوه» رواه مسلم (‪)2002‬‬
‫* إن كان كافرا فحمد اهلل يقول املشمت‪ :‬يهديك اهلل‪ .‬فعن أبي موسى ‪ ‬قال‪" :‬كان اليهود يتعاطسون عند‬
‫النيب يرجون أن يقول هلم "يرمحكم اهلل"‪ ,‬فيقول‪" :‬يهديكم اهلل ويصلح بالكم" أبوداود (‪ )5638‬ت (‪)2730‬‬
‫* وإذا تكرر العطاس قالوا يشمته ثالثا ثم يسكت‪ ,‬فإن عطس أكثر من ثالث ومشته يف كل مرة‬
‫فحسن أيضاً‪ .‬ويظهر لي من اجلمع بني الروايات أن الرد مرة واجب‪ ,‬وإىل الثالث مستحب‪ ,‬والزيادة عنها‬
‫مشروعة فقط‪ .‬روى مسلم (‪ )2003‬أن النيب مشت مرة ثم قال‪« :‬الرجل مزكوم» * وروى أبو هريرة ‪‬‬
‫أن رسول اهلل «كان إذا عطس غطى وجهه بيديه أو بثوبه‪ ,‬وخفض صوته» الرتمذي (‪ )2715‬د (‪)5620‬‬
‫(‪ )1‬رواه البخاري عن أبي هريرة رضي اهلل برقم (‪)6221‬‬
‫‪399‬‬
‫فمه‪ ،‬وإال دخل الشيطان فيه‪.‬‬
‫وال خيرج صوتا‪" :‬ها ها" أو نحوه‪ ،‬فإن الشيطان يضحك منه‪.‬‬

‫من سنن الطعام والشراب‪:‬‬

‫* تسن التسمية يف أوهلام ‪ * ،‬واحلمد يف آخرمها (‪)3‬؛ فيقول‪« :‬احلمد هلل الذي‬
‫أطعمنا وسقانا‪ ،‬وجعلنا مسلمني» [رواه الرتمذي (‪ )3153‬وأبو داود (‪.])3856‬‬
‫* وإذا أكل عند قوم فليدع هلم؛ كأن يقول‪« :‬اللهم بارك هلم فيما رزقتهم واغفر‬
‫هلم وارمحهم» [رواه مسلم (‪.)1( ])2612‬‬

‫(‪ )1‬عن أبي سعيد اخلدري ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪« :‬إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه ‪ ,‬فإن‬
‫الشيطان يدخل» رواه مسلم (‪ .)2005‬وعن أبي هريرة قال ‪« :‬إن اهلل حيب العطاس ويكره التثاؤب‪...‬‬
‫فليكظم ما استطاع وال يقل‪ :‬ها‪ ,‬فإمنا ذلكم من الشيطان‪ ,‬يضحك منه»‪ .‬البخاري (‪ )6223‬ومسلم (‪)2001‬‬
‫(‪ )2‬ويكفي أن يقول‪« :‬بسم اهلل»؛ قال لعمر ابن أبي سلمة ‪« :‬يا غالم! سمّ اهلل‪ ,‬وكل بيمينك‪ ,‬وكل‬
‫مما يليك» البخاري (‪ )5661‬م (‪ .)2622‬وإن شاء قال‪« :‬بسم اهلل وبركة اهلل» كما ثبت عند الطرباني‬
‫واحلاكم‪ .‬وإن شاء قال‪« :‬بسم اهلل الرمحن الرحيم» الستحبابها يف بداية كل أمر ذي بال‪ ,‬ولكونها الصيغة‬
‫املفضلة للتسمية‪ * .‬أما تارك التسمية فالشيطان يأكل معه؛ قال النيب ‪« :‬إن الشيطان يستحل الطعام أن ال‬
‫يذكر اسم اهلل عليه» مسلم (‪ )2617‬وقال‪« :‬إذا دخل الرجل بيته‪ ,‬فذكر اهلل تعاىل عند دخوله وعند طعامه‬
‫قال الشيطان ألصحابه‪ :‬ال مبيت لكم وال عشاء‪ ,‬وإذا دخل فلم يذكر اهلل تعاىل عند دخوله‪ ,‬قال الشيطان‪:‬‬
‫أدركتم املبيت؛ وإذا مل يذكر اهلل تعاىل عند طعامه‪ ,‬قال‪ :‬أدركتم املبيت والعشاء» رواه مسلم (‪)2618‬‬
‫(‪ )3‬قال ‪« :‬إن اهلل لريضى عن العبد أن يأكل األكلة فيحمده عليها‪ ,‬أو يشرب الشربة فيحمده عليها» رواه‬
‫مسلم (‪ .)2731‬وثبتت أدعية أخرى‪ * ,‬ومن أصح ما ورد‪ :‬ما رواه البخاري (‪ )5150 ,5158‬عن أبي أمامة ‪ ‬أن‬
‫النيب كان إذا رفع مائدته [ويف لفظ‪" :‬كان إذا فرغ من طعامه"] قال‪« :‬احلمد هلل كثرياً طيباً مباركاً‬
‫فيه‪ ,‬غريَ مكفّي وال مودَّع وال مستغنًى عنه ربنا» ورواه الرتمذي (‪ )3156‬د (‪ )3351‬بزيادة‪« :‬محداً كثرياً‪»..‬‬
‫* ومنها‪« :‬احلمد هلل الذي أطعمين هذا الطعام ورزقنيه من غري حول مين وال قوة» من قاله بعد األكل غفر له ما‬
‫أن رسول اهلل قال‪« :‬من أطعمه اهلل‬ ‫تقدم من ذنبه‪ .‬رواه الرتمذي (‪ )3158‬وحسنه‪ * .‬وعن ابن عباس‬
‫طعاما فليقل ‪ :‬اللهم بارك لنا فيه ‪ ,‬وأطعمنا خريا منه‪ ,‬ومن سقاه اهلل لبنا‪ ,‬فليقل‪ :‬اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه‪,‬‬
‫فإنه ليس شيء جيزىء من الطعام والشراب إال اللنب» الرتمذي (‪ ,)3151‬وبنحوه د (‪ )3736‬وحسنه احلافظ‪.‬‬
‫أكل عند سعد بن عبادة‪ ,‬ثم قال‪« :‬أفطر عندكم الصائمون‪,‬‬ ‫(‪ )1‬وعن أنس ‪ :‬أن رسول اهلل‬
‫وأكل طعامكم األبرار‪ ,‬وصلت عليكم املالئكة» أبو داود (‪ )3851‬وابن حبان‪ .‬ويف رواية أمحد‬
‫(‪ )13686‬بسند صحيح‪" :‬كان إذا أفطر عند ناس قال [ذلك وفيها] ‪ ...‬وتنزلت عليكم املالئكة"‬
‫‪411‬‬
‫وآخره»‬
‫َ‬ ‫* فإن نيس التسمية يف أوله فليقل إذا ذكر‪« :‬بسم اهلل ّأو َله‬
‫وكل بيمينك ‪.‬‬ ‫* وال يأكل وال يرشب إال باليد اليمنى؛ لقوله‬
‫‪.‬‬ ‫وكل مما يليك‬ ‫* ويأكل من موضع واحد مما يليه؛ لقوله‬
‫* وإذا سقطت لقمة فليأخذها وليمط ما هبا من غبار أو وسخ ثم ليأكلها إن‬
‫أمكن تنظيفها‪ ،‬وال يدعها للشيطان ‪.‬‬
‫* يلعق القصعة (يلحسها)‪ ،‬وكذا يلعق األصابع بعد األكل قبل غسلها ‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه أبوداود (‪ )3760‬ت (‪ )1858‬وقال حسن صحيح‪ * .‬وعن أمية اخلزاعي قال‪ :‬رأى النيب رجال يأكل‬
‫ومل يسم‪ ,‬حتى إذا مل يبق من طعامه إال لقمة رفعها إىل فيه وقال ‪" :‬بسم اهلل أوله وآخره" ‪ ,‬فضحك النيب‬
‫وقال ‪« :‬ما زال الشيطان يأكل معه‪ ,‬فلما ذكر اسم اهلل استقاء ما يف بطنه» رواه أبو داود (‪ )3768‬وغريه‪.‬‬
‫(‪ )2‬هذا إن كان لونا واحدا وإن كان الطعام منوعاً فال بأس أن يتناول من األنواع األخرى‪ ,‬وإن كانت‬
‫ال تليه‪ ,‬أو كان طبق فيه ألوان الثمار فإنه يأكل من حيث شاء‪ * .‬واحلديث سبق بتمامه مع خترجيه‪.‬‬
‫* ال يقرن بني مترتني وحنوهما يف األكل إذا أكل مجاعة إال بإذن رفقته؛ كما ورد‪ ...‬راجع الشرح‪.‬‬
‫(‪ )3‬فرتك اللقمة إعانة للشيطان وإسراف أيضاً؛ وكان رسول اهلل ج إذا أكل طعاما لعق أصابعه الثالث‪,‬‬
‫وقال ‪« :‬إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها‪ ,‬وليمط ما كان بها من أذى‪ ,‬وليأكلها‪ ,‬وال يدعها للشيطان‪,‬‬
‫وال ميسح يده باملنديل حتى يلعق أصابعه‪ ,‬فإنه ال يدري يف أي طعامه الربكة» رواه مسلم (‪.)2633‬‬
‫(‪ )1‬قال ‪« :‬إذا أكل أحدكم طعاما فال ميسح أصابعه حتى يَلعقها أو يُلعقها» البخاري (‪ )5116‬ومسلم‬
‫‪« :‬أن رسول اهلل أمر بلعق األصابع والصحفة‪,‬‬ ‫(‪ .)2631‬وروى مسلم (‪ )2633‬عن جابر بن عبد اهلل‬
‫وقال ‪ :‬إنكم ال تدرون يف أي طعامكم الربكة» ويف لفظ له (‪" :)2631‬وأمرنا أن نسلت القصعة"‬
‫* وال عربة بكراهية اجلهال للعق األصابع استقذاراً‪ ,‬نعم لو كان ذلك يف أثناء األكل ووجد الناس كراهية‬
‫فاألوىل اجتنابه‪ ,‬ألنه يعيد أصابعه يف الطعام وعليها أثر ريقه‪ ,‬وهذا مما يستقذر‪.‬‬
‫* يستحب األكل بثالث أصابع؛ فعن كعب بن مالك ‪« :‬رأيت رسول اهلل يأكل بثالث أصابع ‪ ,‬فإذا‬
‫فرغ لعقها» مسلم (‪ * .)2632‬ومن السنة أن ال يأكل من وسط القصعة؛ فعن ابن عباس‪ :‬قال ‪« :‬الربكة‬
‫تنزل وسط الطعام ‪ ,‬فكلوا من حافتيه وال تأكلوا من وسطه» الرتمذي (‪ )1866‬د (‪ )3772‬وقال ‪« :‬وكل‬
‫مما يليك» متفق عليه‪ .‬وقال‪« :‬كلوا من حواليها ‪ ,‬ودعوا ذروتها يبارك فيها» صحيح‪ .‬أبو داود (‪ )3773‬ج (‪.)3263‬‬
‫* ومن موجبات الربكة (إضافة إىل التسمية ولعق الصحفة واألصابع‪ ,‬وأكل اللقمة الساقطة وجتنب األكل من‬
‫وسط الصحفة)‪ :‬االجتماع على األكل؛ فقد قال أصحاب رسول اهلل ‪ :‬يا رسول اهلل‪ ,‬إنا نأكل وال نشبع ؟ قال ‪:‬‬
‫«فلعلكم تفرتقون» قالوا ‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ « :‬فاجتمعوا على طعامكم‪ ,‬واذكروا اسم اهلل ‪ ,‬يبارك لكم فيه» أبو داود‬
‫(‪ .)3761‬وقال ‪« :‬طعام االثنني كايف الثالثة‪ ,‬وطعام الثالثة كايف األربعة» البخاري (‪ )5302‬ومسلم (‪ )2658‬وقال‬
‫‪« :‬طعام الواحد يكفي االثنني‪ ,‬وطعام االثنني يكفي األربعة‪ ,‬وطعام األربعة يكفي الثمانية» رواه مسلم (‪.)2658‬‬
‫‪411‬‬
‫* وأن يغسل اليدين قبل األكل وبعده‪.‬‬
‫وأهم سنن الشرب مخسة‪ * :‬التسمية يف أوله * واحلمد يف آخره‬
‫* وأن يرشب جالسا * وأن يرشب ثالثا * وأن يرشب باليد اليمنى‪.‬‬
‫ومما ينبغي اجتنابه عند الطعام والشراب‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلرساف؛ ﭧ ﭨ ﭽ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭼ [األعراف‪])31( :‬‬

‫‪ -2‬وال جيوز األكل أو الرشب بالشامل ‪.‬‬


‫‪ -3‬يكره أن يأكل أو يرشب وهو قائم‪ ،‬والسنة أن جيلس عند ذلك ‪.‬‬

‫(‪ )1‬ملقتضى الشرع والفطر السليمة‪ ,‬وروي عنه أنه قال‪« :‬بركة الطعام الوضوء قبله‪ ,‬والوضوء بعده» رواه‬
‫الرتمذي (‪ )1817‬وأبو داود (‪ )3761‬وإسناده ضعيف‪ .‬وقيل‪ :‬املراد بالوضوء هنا غسل اليدين والفم فقط‪.‬‬
‫* ويتأكد الغسل بعد األكل؛ فقد قال ‪« :‬من نام ويف يده ريح غمر (أي دسم وزهومة الطعام) ومل‬
‫يغسله‪ ,‬فأصابه شيء‪ ,‬فال يلومن إال نفسه» صحيح‪ .‬رواه أبو داود (‪ )3852‬والرتمذي (‪ )1866‬وغريهما‪.‬‬
‫(‪ )2‬ويستحب أن حيمد بعد كل دفعة؛ فهو أكثر نيالً لرضى اهلل؛ كما سبق يف حديث «إن اهلل لريضى عن العبد أن ‪»...‬‬
‫(‪ )3‬حبيث يتنفس خارج اإلناء‪« .‬كان يتنفس إذا شرب ثالثا» «ويقول ‪ :‬إنه أروى وأبرأ وأمرأ» مسلم (‪...)2628‬‬
‫(‪ )1‬لقول النيب ‪« :‬ال تأكلوا بالشمال‪ ,‬فإن الشيطان يأكل بالشمال» مسلم (‪ .)2610‬ويف رواية‪ :‬كان نافع يزيد‬
‫فيها‪« :‬وال يأخذ بها‪ ,‬وال يعطي بها» مسلم (‪ * )2626‬وأكل رجل عند النيب بشماله‪ ,‬فقال له‪« :‬كل بيمينك»‪,‬‬
‫قال‪ :‬ال أستطيع‪ ,‬قال‪« :‬ال استطعت»‪ ,‬ما منعه إال الكرب‪ ,‬قال‪ :‬فما رفعها إىل فيه‪ .‬مسلم (‪ )2621‬فكأن يده شلت‪.‬‬
‫(‪ )5‬فعن أنس ‪ ‬قال‪« :‬نهى رسول اهلل أن يشرب الرجل قائما»‪ .‬قال قتادة‪ :‬فقلنا فاألكل ؟ فقال "ذاك أشر‬
‫أو أخبث" رواه مسلم (‪ )2626‬وعن أبي هريرة ‪ ‬عن النيب قال‪« :‬ال يشربن أحد منكم قائما‪ ,‬فمن نسي‬
‫فليستقئ» النهى للتنزيه‪ ,‬واألمر لالستحباب‪ ...‬فيستحب ملن شرب قائما أن يتقايأه ‪ ...‬شرح النووي على مسلم‬
‫(‪ * )105 /13‬أما يف حال املشقة فاألكل والشرب قائما جيوز‪ ,‬كاملسافر‪ ,‬وكما ثبت أنه «شرب‬
‫‪:‬‬ ‫زمزم قائماً» البخاري (‪ )1637‬م (‪ )2627‬وذلك بسبب الزحام وابتالل األرض باملياه‪ .‬وعن ابن عمر‬
‫«كنا على عهد رسول اهلل نأكل وحنن منشي ‪ ,‬ونشرب وحنن قيام» رواه الرتمذي (‪ )1886‬وقال‪:‬‬
‫"حسن صحيح"‪ ,‬وكذا صححه ابن حبان (‪ )5322‬وغريه‪ .‬وصح أنه دخل عند أم ثابت كبشة‪ ,‬وشرب‬
‫من قربة معلقة قائماً (كما يأتي)‪ ,‬وشرب علي ‪ ‬فضل وضوئه قائماً‪ ,‬ثم قال‪" :‬إن ناسا يكره أحدهم‬
‫أن يشرب وهو قائم وإني رأيت النيب فعل كما رأيتموني فعلت" رواه البخاري (‪)5202‬؛ فال بأس‬
‫بالشرب قائما عند احلاجة؛ كشدة الزحام أو تكون األرض مبتلة وال مكان للجلوس قريباً‪.‬‬
‫* أما األكل والشرب قائماً من غري حاجة فمكروه‪ ,‬بل نهى النيب عن ذلك كما سبق‪.‬‬
‫* ال يأكل وال يشرب ماشياً‪ ,‬فإنه مكروه إال للمسافر‪.‬‬
‫‪412‬‬
‫‪« :‬إين ال آكل متكئا» ‪.‬‬ ‫‪ -4‬يكره األكل متكئا‪ ،‬قال‬
‫‪ -5‬يكره النفخ يف اإلناء‪ ،‬أو التنفس فيه ‪.‬‬
‫‪ -6‬يكره أن يعيب الطعام‪ ،‬بل إن اشتهاه أكله‪ ،‬وإال تركه دون أن يعيبه ‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪ .)5683‬والسنة أن جيلس لألكل بتواضع كما جيلس العبد؛ لقوله ‪« :‬آكل كما‬
‫يأكل العبد وأجلس كما جيلس العبد» رواه أبو يعلى (‪ )1026‬وإسناده حسن‪ .‬ويف الرد‪" :‬يبسط رجله‬
‫اليسرى وينصب اليمنى"‪ * .‬وال بأس باألكل مرتبعاً أو مكشوف الرأس‪ .‬حبر‪ ,‬رد‪.‬‬
‫(‪ )2‬فإنه «نهى أن يُتنّفس يف اإلناء أو يُنفخ فيه» أبو داود (‪ )3728‬ت (‪ )1888‬وصححه‪ .‬ومن آداب الشرب‪:‬‬
‫* أن يتجنب الشرب من فم اإلبريق أو السقاء‪ ,‬وإمنا يصب منها يف كوب أو كأس ثم يشرب ؛ فعن أبي‬
‫هريرة ‪« :‬نهى رسول اهلل أن يشرب من يفّ السقاء أو القربة» رواه البخاري (‪.)5627‬‬
‫قالت ‪" :‬دخل علي رسول اهلل فشرب من يفّ قربة‬ ‫‪-‬إال إذا شق ذلك فيجوز خالفه؛ فعن أم ثابت‬
‫معلقة قائماً‪ ,‬فقمت إىل فيها فقطعته فأمسكته"‪ .‬رواه الرتمذي (‪ )1802‬وصححه هو وابن حبان (‪.)5318‬‬
‫* «نهى رسول اهلل عن الشرب من ثلمة القدح وأن ينفخ يف الشراب» رواه ابن حبان (‪)5315‬‬
‫قالت ‪« :‬كان أحب الشراب إىل رسول اهلل‬ ‫* حيرم شرب املاء على صفة اخلمر‪ * .‬عن عائشة‬
‫احللو والبارد» رواه الرتمذي (‪ ,)1805‬ويف رواية‪ :‬سئل أي الشراب أطيب‪ ,‬فقال احللو والبارد‪.‬‬
‫(‪ )3‬فعن أبي هريرة ‪ ‬قال‪" :‬ما عاب النيب طعاما قط‪ ,‬إن اشتهاه أكله وإن كرهه تركه" رواه البخاري‬
‫(‪ )3376‬ومسلم (‪ * )2661‬يستحب أن يثين على الطعام‪ ,‬ألن يف ذلك أثراً حسناً على من صنعه‪ ,‬ثم فيه شكر‬
‫لنعمة الباري جل وعال‪ ,‬وهي سنة فعن جابر ‪ ‬أن النيب سأل أهله األدم‪ ,‬فقالوا ‪ :‬ما عندنا إالّ خل‪ ,‬فدعا‬
‫به‪ ,‬فجعل يأكل به‪ ,‬ويقول‪« :‬نِعم األدم اخلل‪ ,‬نِعم األدم اخلل» رواه مسلم (‪ )2652‬ومن آداب األكل أيضاً‪:‬‬
‫أن ال يكثر من الطعام‪ ,‬وال يقلل عن حاجته‪ ,‬ويقسم بطنه ثالثا‪ :‬ثلث لطعامه‪ ,‬وثلث لشرابه‪ ,‬وثلث لنفسه‪.‬‬
‫* ويكره السكوت التام حال األكل؛ ألنه تشبه با وس‪ ,‬ويتكلم باملعروف‪ .‬وال يذكر ما يقذر الطعام‪.‬‬
‫* ليس من األدب وضع اململحة والقصعة على اخلبز ‪ ,‬ومسح اليد أو السكني به‪.‬‬
‫* تقديم الكبري والفاضل؛ فعن حذيفة ‪ ‬قال‪" :‬كنا إذا حضرنا مع النيب طعاما مل نضع أيدينا حتى يبدأ‬
‫ومن آداب اإلكرام والضيافة ‪:‬‬ ‫رسول اهلل فيضع يده" رواه مسلم (‪)2617‬‬
‫* ميسك الساقي اإلناء باليد اليسرى‪ ,‬ويعطي الكوب باليد اليمنى‪ ,‬ويبدأ أوال بسيّد القوم أو أفضلهم علما‬
‫وقدرا‪ ,‬ثم يعطي األمين فاألمين؛ فقد أتي النيب باللنب‪ ,‬وعن ميينه أعرابي‪ ,‬وعن يساره أبو بكر‪ ,‬فشرب‬
‫ثم أعطى األعرابي‪ ,‬وقال‪« :‬األمين فاألمين» رواه البخاري (‪ )2352‬ومسلم (‪)2620‬‬
‫* وال بأس أن يستأذن من يف اليمني إن كان صغريا أو من عامة الناس؛ ليقدم الكبري وذا املنزلة‪ ,‬فإن‬
‫أذن له وإال فهو أحق؛ حلديث سهل بن سعد ‪ ‬أن "النيب أُتي بشراب فشرب منه وعن ميينه غالم‪,‬‬
‫وعن يساره أشياخ‪ ,‬فقال للغالم‪« :‬أتأذن لي أن أعطي هؤالء» فقال الغالم‪ :‬ال واهلل ال أوثر بنصييب منك‬
‫أحداً‪ ,‬قال‪ :‬فتلّه (أي وضعه) رسول اهلل يف يده" رواه البخاري (‪ )2161‬ومسلم (‪.)2636‬‬
‫* وعن أبي قتادة ‪ ‬عن النيب قال‪« :‬ساقي القوم آخرهم شرباً» صحيح‪ .‬رواه الرتمذي (‪)1801‬‬
‫* وإذا كان ضيفا عند إنسان فناول لقمة من طعام مائدته ملن كان معه عليها حيل للمتناول األخذ‪ .‬ولو‬
‫‪413‬‬
‫حسن اخلتام‬
‫بأحاديث يف الورع عن املشتبهات خشية احلرام‬

‫ال يبلغ املؤمن درجة التقوى حتى يبتعد عن الشبهات‪ ،‬وقد ثبتت يف الورع وترك‬
‫الشبهات عدة أحاديث‪ ،‬إليك بعضا منها‪:‬‬
‫ني ‪ ،‬وإن‬
‫يقول ‪« :‬إن احلالل َب ِّ ٌ‬ ‫قال‪ :‬سمعت رسول اهلل‬ ‫= عن النعامن بن بشري‬
‫بني ‪ ،‬وبينهام أمور مشتبهات‪ ،‬ال يعلمهن كثري من الناس ‪ ،‬فمن اتقى الشبهات‬
‫احلرام ِّ ٌ‬
‫فقد استربأ لدينه وعرضه ‪ ،‬ومن وقع يف الشبهات وقع يف احلرام ‪ ،‬كالراعي يرعى حول‬
‫احلمى يوشك أن يرتع فيه ‪ ،‬أال وإن لكل ملك محى ‪ ،‬أال وإن محى اهلل حمارمه ‪ ،‬أال وإن‬
‫يف اجلسد مضغة إذا صلحت صل اجلسد كله ‪ ،‬وإذا فسدت فسد اجلسد كله ‪ ،‬أال وهي‬
‫القلب» [ أخرجه البخاري ( ‪ ) 52‬ومسلم ( ‪.] ) 1500‬‬
‫وجد مترة يف الطريق‪ ،‬فقال‪« :‬لوال أين أخاف أن تكون‬ ‫= وعن أنس ‪ :‬أن النبي‬
‫من الصدقة ألكلتها» [ أخرجه البخاري ( ‪ ) 2655‬ومسلم ( ‪.] ) 1671‬‬
‫قال ‪« :‬الرب ‪ :‬حسن اخللق‪ ،‬واإلثم ‪ :‬ما‬ ‫= وعن النواس بن سمعان ‪ ‬عن النبي‬
‫حاك يف نفسك ‪ ،‬وكرهت أن يطلع عليه الناس» [أخرجه مسلم ( ‪ ) 2553‬حاك‪ :‬أي تردد فيه]‪.‬‬

‫‪« :‬دع ما يريبك إىل ما ال‬ ‫قال ‪ :‬حفظت من رسول اهلل‬ ‫= وعن احلسن بن عيل‬
‫يريبك» ‪ .‬معناه ‪ :‬اترك ما تشك فيه ‪ ،‬وخذ ما ال تشك فيه‪ .‬فإن الدين أعظم ما حيتا‬
‫فيه املسلم‪ ،‬كالذي يمر بجنب النار حيتا أن حترقه أو حترق ثيابه‪.‬‬

‫أعطى ملن على مائدة أخرى‪ :‬إن أعطاه من جنس ما على املائدة الثانية حيل‪ ,‬وإال ال‪ .‬وليس له أن يعطي‬
‫سائال وال ملن أتى حلاجة‪ .‬وما بقي من األطعمة ليس للضيفان أخذه‪ ,‬إال إذا تركه صاحبه ملن شاء‪.‬‬
‫* وال يقتّر على عياله ألجل الضيف‪ .‬وال يقصد بدعوته املباهاة والتفاخر‪ ,‬بل يقصد السنة‪.‬‬
‫(‪ )1‬رواه الرتمذي ‪ ,‬وقال ‪ :‬حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫‪414‬‬
‫قالت ‪ :‬كان أليب بكر الصديق ‪ ‬غالم خيرج له اخلراج ‪،‬‬ ‫= وعن عائشة‬
‫وكان أبو بكر يأكل من خراجه ‪ ،‬فجاء يوما بيشء ‪ ،‬فأكل منه أبو بكر ‪ ،‬فقال له الغالم ‪:‬‬
‫تدري ما هذا ؟ فقال أبو بكر ‪ :‬وما هو ؟ قال ‪ :‬كنت تكهنت إلنسان يف اجلاهلية وما‬
‫أكلت منه ‪ ،‬فأدخل‬
‫َ‬ ‫أحسن الكهانة ‪ ،‬إال أين خدعته ‪ ،‬فلقيني ‪ ،‬فأعطاين لذلك هذا الذي‬
‫أبو بكر يده فقاء َّ‬
‫كل يشء يف بطنه ‪.‬‬
‫= وعن نافع ‪ :‬أن عمر بن اخلطاب ‪ ‬كان فرض للمهاجرين األولني أربعة اآلف‪،‬‬
‫وفرض البنه ثالثة آالف ومخسمئة ‪ ،‬فقيل له ‪ :‬هو من املهاجرين فلم نقصته ؟ فقال ‪:‬‬
‫إنام هاجر به أبوه ‪ .‬يقول ‪ :‬ليس هو كمن هاجر بنفسه ‪.‬‬
‫‪ « :‬ال يبلغ العبد‬ ‫= وعن عطية بن عروة السعدي الصحايب ‪ ‬قال ‪ :‬قال رسول اهلل‬
‫أن يكون من املتقني حتى يدع ما ال بأس به ‪ ،‬حذرا مما به بأس » ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫(‪( )1‬اخلراج) ‪ :‬شيء جيعله السيد على عبده يؤديه كل يوم ‪ ,‬وباقي كسبه يكون للعبد ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أي أخربته ورب غييب خيصه‪ .‬و"الكاهن ‪ :‬الذي يتعاطى اخلرب عن الكائنات يف مستقبل‬
‫الزمان ويدعي معرفة األسرار"‪ .‬النهاية ‪211/1‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪)3812‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪)3012‬‬
‫(‪ )5‬رواه ابن ماجه (‪ )1215‬والرتمذي (‪ )2151‬وقال ‪ :‬حديث حسن غريب‪.‬‬
‫‪415‬‬
‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬اذكر مخسة من أهم أحكام السالم ‪.‬‬
‫‪ ‬هل هناك مواضع يكره فيها السالم ؟ وض ذلك ‪.‬‬
‫‪ ‬اذكر مخسة من سنن الطعام ومخسة من سنن وآداب الرشاب ‪.‬‬
‫‪ ‬اذكر مخسة مما ينبغي اجتنابه عند الطعام والرشاب ‪.‬‬

‫أكمل الفراغ فيما يلي‪:‬‬


‫‪ ‬إذا أتى ‪ .....‬يستأذن للدخول ‪......‬؛ يقول‪" :‬السالم ‪..... .....‬؟" ويذكر ‪........‬‬
‫‪ ‬صلة الرحم واجبة ولو كانت بـ ‪...... ...... ...... ...... ...... ...... ...... .....‬‬
‫‪ ‬إذا عطس أحدكم فليقل‪ ، .... :‬ويرد عليه السامع‪ ، ...... :‬ثم يقول العاطس‪..... :‬‬
‫‪ ‬يقول بعد األكل‪ :‬احلمد ‪ ، ............‬ويدعو للمضيف فيقول‪.................... :‬‬
‫‪ ‬عن النعامن بن بشري ‪ ‬عن النبي ﷺ قال‪« :‬إن احلالل بني ‪ » ..‬أكمل احلديث ‪.‬‬

‫بني الصواب واخلطأ بوضع العالمة (‪ ) ، ‬مع تصويب اخلطأ فيما يلي‪:‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬ال يبدأ الكافر بالسالم‪ ،‬وإذا سلم ال يرد عليه‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬املصافحة سنة عند اللقاء‪ ،‬وتسقط هبا الذنوب‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬ال ينحني عند اللقاء والسالم واملصافحة‬
‫)‬ ‫‪ ‬التثاؤب من الشيطان فلذا يدخل يف الفم إذا مل يغطه‪ ،‬ويضحك إذا قال‪ :‬ها ها ‪( ..‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ ‬إذا سقطت اللقمة فلينظفها ثم ليأكلها‪ ،‬وال يدعها للشيطان‬

‫‪416‬‬
‫ملحق يف التعريف بـ‪:‬‬

‫سارع الصحابة إىل التفقه يف الدين‪ ،‬حينام دعاهم اهلل جل جالله إىل التفقه‪ ،‬وحثهم الرسول‬
‫صىل اهلل عليه وسلم‪ ،‬وبني فضائله‪.‬‬

‫‪،‬‬ ‫فربز منهم فقهاء كانوا يفتون الناس ؛ كاخللفاء األربعة‪ :‬أيب بكر وعمر وعثامن وعيل‬
‫ومنهم عبد اهلل بن مسعود ‪ ،‬وعبد اهلل بن عمرو‪ ،‬وابن عمر‪ ،‬وابن عباس‪ ،‬و غريهم ‪ ،‬ريض‬
‫اهلل عنهم أمجيعن‪.‬‬

‫وتعلم عىل أيدي هؤالء‪ :‬التابعون ‪ ،‬وتتلمذ عليهم َمن بعدهم‪ ،‬حتى كان يف األمة فقهاء كانوا‬
‫أئمة يف الدين‪ ،‬واشتهر منهم كثريون ال سيام األئمة األربعة‪:‬‬

‫أولهم اإلمام أبو حنيفة‪ ،‬فاإلمام مالك ثم الشافعي ثم أحمد بن حنبل رمحهم اهلل‬
‫تعاىل‪ .‬واتفقت األمة عىل جاللة قدرهم وعظيم منزلتهم يف دين اهلل‪ ،‬ورشعه املتني‪.‬‬

‫وكان لكل إمام تالمذة كثريون ‪ ،‬واشتهر من تالمذة اإلمام أيب حنيفة ‪ :‬اإلمام أبو يوسف‬
‫واإلمام محمد الشيباني واإلمام زفر بن الهذيل‪ ،‬وغيرهم‪ ،‬رمحهم اهلل تعاىل‪ ،‬وفيام ييل‬
‫نشنف نواظرنا بسرية اإلمام وسرية هؤالء الثالثة بصورة موجزة‪.‬‬

‫‪417‬‬
‫اإلمام أبو حنيفة رمحه اهلل‬

‫امسه ‪ :‬النعمان بن ثابت‪ ،‬ولد عام ‪ 49‬هـ يف الكوفة‪ ،‬وتويف عام ‪ 499‬هـ ‪.‬‬
‫قال اإلمام الذهيب‪ :‬هو أبو حنيفة اإلمام األعظم‪ ,‬فقيه امللة‪ ,‬عامل العراق‪ ,‬النعمان بن‬
‫ثابت الكويف‪ ,‬مولده سنة مثانني يف حياة صغار الصحابة‪ .‬رأى أنس بن مالك غري مرة ملا‬
‫قدم عليهم الكوفة ‪ ...‬وكان إماما ورعا عاملا عامال متعبدا كبري الشأن ال يقبل جوائز‬
‫(‪)1‬‬
‫السلطان بل يتجر ويتكسب‪.‬‬
‫وعين بطلب اآلثار‪ ,‬وارحتل يف ذلك‪ ,‬وأما الفقه والتدقيق يف الرأي وغوامضه‪ ,‬فإليه‬
‫(‪)2‬‬
‫املنتهى‪ ,‬والناس عليه عيال يف ذلك‪.‬‬
‫وهو تابعي فقيه‪ ,‬فقد رآى أنساً وغريه من الصحابة‪ .‬قال احلافظ ابن حجر رمحه‬
‫اهلل‪ :‬وهو بهذا االعتبار من طبقة التابعني‪ ,‬ومل يثبت ذلك ألحد من أئمة األمصار‬
‫املعاصرين له‪ ,‬كاألوزاعي بالشام والثوري بالكوفة‪ ,‬ومالك باملدينة‪ ,‬ومسلم بن خالد‬
‫(‪)3‬‬
‫مبكة‪ ,‬والليث بن سعد مبصر‪.‬‬

‫شيوخه‪:‬‬
‫أخذ العلم عن أربعة آالف شيخ من التابعني (‪ .)1‬منهم عطاء بن أبي رباح ‪ ,‬وهو أفضل‬
‫شيخ له‪ ,‬وقد أدرك مائتني من الصحابة (‪ ,)5‬وعامر الشعيب‪ ,‬وهو أكرب شيخ له‪ ,‬أدرك‬
‫مخسمائة من أصحاب النيب صلى اهلل عليه وسلم (‪.)6‬‬
‫ومن أهم شيوخه الذي تفقه وخترّج عليه‪ :‬محاد بن أبي سليمان‪ ,‬فقد صحبه واختلف‬

‫(‪ )1‬سري أعالم النبالء ‪ ,306/6‬وتذكرة احلفاظ (‪)127 - 126/1‬‬


‫(‪ )2‬سري أعالم النبالء ‪.302/6‬‬
‫(‪ )3‬تبييض الصحيفة ص ‪. 6‬‬
‫(‪ )1‬عقود اجلمان للصاحلي ص ‪. 183‬‬
‫(‪ )5‬تهذيب التهذيب ‪. 266 /7‬‬
‫(‪ )6‬تذكرة احلفاظ (‪)127 ,61/1‬‬
‫‪418‬‬
‫إليه مخس عشرة سنة‪ ,‬حيفظ قوله ويسمع مسائله (‪.)1‬‬
‫ومن شيوخه‪ :‬نافع وعبد الرمحن بن هرمز األعرج وعدي بن ثابت وسلمة بن كهيل وأبي‬
‫(‪)2‬‬
‫جعفر وقتادة وعمرو بن دينار وأبي إسحاق‪ ,‬وخلق كثري‪.‬‬

‫تالميذه‪:‬‬
‫* قال ابن عبد الرب‪ :‬كان ألبي حنيفة أصحاب جلة رؤساء يف الدنيا‪ ,‬ظهر فقهه على‬
‫(‪)3‬‬
‫أيديهم‪ ,‬أكربهم‪ :‬أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم األنصاري‪ ,‬جلده صحبة‪..‬‬
‫(‪)1‬‬
‫* وقال الذهيب ‪" :‬روى عنه من ا دثني والفقهاء عدة ال حيصون "‬
‫* قال الصاحلي‪ :‬اتفق له من األصحاب ما مل يتفق ألحد من بعده من األئمة‪ )5( ".‬وممن‬
‫تفقه به زفر بن اهلذيل وداود الطائي والقاضي أبو يوسف وحممد بن احلسن وأسد بن‬
‫(‪)6‬‬
‫عمرو واحلسن بن زياد اللؤلؤي ونوح اجلامع وأبو مطيع البلخي وعدة‪.‬‬
‫* وذكر الصاحلي بعض اآلخذين من أبي حنيفة احلديث والفقه من أهل مكة واملدينة‬
‫ودمشق والبصرة واجلزيرة وغريها‪ ,‬وقال‪ :‬أنا مورد مجاعة من األعيان اآلخذين عنه حنو‬
‫الثمامنئة‪ ,‬ثم ذكر أمساءهم بالتفصيل (‪.)7‬‬
‫* وذكر الكردري أمساء تالميذه‪ ,‬ثم قال ‪ :‬فهؤالء سبع مائة وثالثون رجال من مشايخ‬

‫(‪ )1‬ومحاد هذا جاء يف "املغين"‪ :‬هو أبو إمساعيل‪ ,‬كويف يُعدّ تابعيًا‪ ,‬مسع أنسًا والنخعي وكان أعلمهم‬
‫برأي النخعي‪ ,‬روى عنه أبو حنيفة ألفي حديث من أحاديث األحكام‪ .‬ومسع أبو حنيفة احلديث من عطاء‬
‫بن أبي رباح مبكة‪ ,‬ومسع من عطية الكويف‪ ,‬وعبد الرمحن بن هرمز األعرج‪ ,‬وعكرمة‪ ,‬ونافع‪ ,‬وعدي‬
‫بن ثابت‪ ,‬وعمرو بن دينار‪ ,‬وسلمة بن كهيل‪ ,‬وقتادة بن دعامة‪ ,‬وأبي الزبري‪ ,‬ومنصور‪ ,‬وأبي جعفر حممد‬
‫بن علي بن احلسني‪ ,‬وعدد كثري من التابعني‪ .‬مناقب اإلمام للذهيب (ص‪)10 :‬‬
‫(‪ )2‬تذكرة احلفاظ (‪ )127 /1‬ومن شيوخه أيضًا‪ :‬إبراهيم بن حممد املنتشر الكويف‪ ,‬وإبراهيم بن يزيد‬
‫النخعي الكويف‪ ,‬وأيوب السختياني البصري‪ ,‬واحلارث بن عبد الرمحن اهلمذاني الكويف وربيعة بن عبد‬
‫الرمحن املدني املعروف بربيعة الرأي‪ ,‬وسامل بن عبد اهلل بن عمر بن اخلطاب رضي اهلل عنه أحد الفقهاء‬
‫السبعة‪ ,‬وسعيد بن مسروق والد سفيان الثوري‪ ,‬وسليمان بن يسار اهلاللي املدني وعاصم بن كليب بن‬
‫شهاب الكويف‪ ...‬وغريهم الكثري‪.‬‬
‫(‪ )3‬منازل األئمة األربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأمحد (ص‪)177 :‬‬
‫(‪ )1‬مناقب اإلمام أبي حنيفة وصاحبيه (ص‪)26 :‬‬
‫(‪ )5‬عقود اجلمان ص ‪. 183‬‬
‫(‪ )6‬تذكرة احلفاظ للذهيب (‪)126/1‬‬
‫(‪ )7‬عقود اجلمان ص‪. 158 88 :‬‬
‫‪419‬‬
‫البلدان وأعالم ذلك الزمان ‪ ,‬أخذوا عنه العلم ووصل إلينا بسعيهم‬
‫واجتهادهم‪ ,‬فجزاهم اهلل تعاىل خري اجلزاء يوم معادهم (‪.)1‬‬

‫مكانته يف العلم‪:‬‬
‫* دخل على أبي جعفر أمري املؤمنني فقال له‪ :‬يا أبا حنيفة ! عمن أخذت العلم؟ قال عن‬
‫محاد‪ ,‬عن إبراهيم ‪ ,‬عن عمر بن اخلطاب ‪ ,‬وعن علي ابن أبي طالب ‪ ,‬وعن عبد اهلل‬
‫بن مسعود‪ ,‬وعن عبد اهلل بن عباس (‪ .)2‬قال أبو جعفر‪ :‬بخ بخ ‪ ,‬استوثقت ما شئت يا أبا‬
‫(‪)3‬‬
‫حنيفة الطيبني الطاهرين املباركني صلوات اهلل عليهم‪.‬‬
‫تاريخ بغداد (‪)315 /13‬‬ ‫* وقال شداد بن حكيم ‪ :‬ما رأيت أعلم من أبي حنيفة‪.‬‬
‫تاريخ بغداد (‪)315 /13‬‬ ‫* ذكر مكي بن إبراهيم أبا حنيفة فقال‪ :‬كان أعلم أهل زمانه‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫* وقال علي بن عاصم‪« :‬لو وزن علم أبي حنيفة بعلم أهل زمانه لرجح»‬

‫مكانته يف علم احلديث‪:‬‬


‫عين اإلمام أبو حنيفة بطلب اآلثار‪ ,‬وارحتل يف ذلك‪ .‬روى عن ا دثني ورووا عنه ‪.‬‬
‫ثم صار إىل‬ ‫* قال خلف بن أيوب ‪ :‬صار العلم من اهلل تبارك وتعاىل إىل حممد‬
‫أصحابه‪ ,‬ثم صار إىل التابعني‪ ,‬ثم صار إىل أبي حنيفة وأصحابه‪ ,‬فمن شاء فلريض ومن‬
‫تاريخ بغداد (‪)336 /13‬‬ ‫شاء فليسخط ‪.‬‬
‫* وقال مسعر بن كدام‪ :‬طلبنا مع أبي حنيفة احلديث فغلبَنا ‪ ,‬فأخذنا يف الزهد فربع‬
‫عقود اجلمان ‪ ,‬ص‪)106( :‬‬ ‫علينا ‪ ,‬وطلبنا معه الفقه فجاء منه ما ترون ‪.‬‬
‫* وقال إسرائيل‪ :‬كان نعم الرجل النعمان‪ ,‬ما كان أحفظه لكل حديث فيه فقه! وأشد‬
‫(‪)5‬‬
‫فحصه عنه وأعلمه مبا فيه من الفقه! وكان قد ضبط عن محاد فأحسن الضبط عنه‪.‬‬
‫* قال أبو يوسف ‪ :‬ما رأيت أحدا أعلم بتفسري احلديث ومواضع النكت اليت فيه من الفقه‬

‫(‪ )1‬انظر‪ :‬ذيل اجلواهر املضية ‪ ,‬ص‪. 556 - 518 :‬‬


‫(‪ )2‬أي عن أصحاب هؤالء الصحابة الكرام ‪.‬‬
‫(‪ )3‬تاريخ بغداد (‪)331 /13‬‬
‫(‪ )1‬مناقب اإلمام أبي حنيفة وصاحبيه (ص‪.)32 :‬‬
‫(‪ )5‬تاريخ بغداد (‪)330 /13‬‬
‫‪411‬‬
‫(‪)1‬‬
‫من أبي حنيفة‪ .‬وقال‪ :‬كان أبو حنيفة أبصر باحلديث الصحيح مين‪.‬‬
‫* قال األعمب ألبي يوسف‪ :‬كيف ترك صاحبك أبو حنيفة قول عبد اهلل "عتق األمة طالقها"؟‬
‫* قال تركه حلديثك الذي حدثته عن إبراهيم عن األسود عن عائشة أن بريرة حني أعتقت‬
‫(‪)2‬‬
‫خريت‪ .‬قال األعمب‪ :‬إن أبا حنيفة لفطن‪ ,‬قال وأعجبه ما أخذ به أبو حنيفة‪.‬‬
‫* وقال سفيان الثوري‪ :‬كان واهلل شديد األخذ للعلم‪ ,‬وال يستحل أن يأخذ إال ما صح‬
‫من آثار رسول اهلل ‪ ,‬شديد املعرفة بناسخ احلديث ومنسوخه‪ ,‬وكان يطلب أحاديث‬
‫عقود اجلمان ص (‪)101‬‬ ‫الثقات واآلخر من فعل رسول اهلل ‪.‬‬
‫* وقال عبد اهلل بن داود اخلرييب ‪ :‬جيب على أهل اإلسالم أن يدعوا اهلل ألبي حنيفة يف‬
‫تاريخ بغداد (‪)311 /13‬‬ ‫صالتهم‪ .‬قال‪ :‬وذكر حفظه عليهم السنن والفقه‪.‬‬
‫* قال حييى بن نصر‪ :‬مسعت أبا حنيفة يقول‪ :‬عندي صناديق من احلديث‪ ,‬ما أخرجت‬
‫مناقب أبي حنيفة للموفق املكي ص ‪.85‬‬ ‫منها إال اليسري الذي ينتفع به ‪.‬‬
‫* وقال حسن بن زياد‪ :‬كان اإلمام يروي أربعة آالف حديث ‪ ,‬ألفني حلماد‪ ,‬وألفني‬
‫مناقب أبي حنيفة للموفق املكي (ص ‪)85‬‬ ‫لسائر املشيخة ‪.‬‬
‫* وقال احلسن بن صاف‪« :‬كان أبو حنيفة فهما بعلمه متثبتا فيه‪ ,‬إذا صح عنده اخلرب‬
‫مناقب اإلمام أبي حنيفة وصاحبيه (ص‪)36 :‬‬ ‫عن رسول اهلل مل يعده إىل غريه»‬
‫* كان رمحه اهلل بصريا بعلل األحاديث وبالتعديل والتجريح‪ ,‬مقبول يف ذلك‪ .‬عقود اجلمان‪.168 :‬‬

‫مكانته يف الفقه‪:‬‬
‫* قال أبو جعفر الرازي‪ :‬ما رأيت أحداً أفقه من أبي حنيفة‪ ,‬وما رأيت أحدا أورع منه‪.‬‬
‫* وقال ضرار بن صرد‪ :‬سئل يزيد بن هارون أميا أفقه‪ :‬الثوري أم أبو حنيفة؟ فقال‪ :‬أبو‬
‫حنيفة أفقه وسفيان أحفظ للحديث‪.‬‬
‫* وقال سفيان الثوري يف أبي حنيفة‪ :‬إنه أفقه أهل األرض ‪.‬‬
‫* وقال ابن املبارك‪ :‬أبو حنيفة أفقه الناس(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬تاريخ بغداد (‪ )316 /13‬وعقود اجلمان ص ‪. 166‬‬


‫(‪ )2‬تاريخ بغداد (‪)311 - 316/13‬‬
‫(‪ )3‬هذه األقوال األربعة من تاريخ بغداد‪ ,‬ج ‪ , 13‬الصفحة‪ )311 , 312 ,330 ( :‬على التوالي‪.‬‬
‫‪411‬‬
‫* وقال الشافعي‪ :‬الناس يف الفقه عيال على أبي حنيفة (‪.)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫* وقال يزيد‪ :‬ما رأيت أحدًا أورع وال أعقل من أبي حنيفة‪.‬‬
‫* وقال مسعت حييى بن سعيد القطان يقول‪ :‬ال نكذب اهلل ما مسعنا أحسن من رأي أبي‬
‫حنيفة ولقد أخذنا بأكثر أقواله‪ .‬وقال حييى بن معني ‪ :‬وكان حييى بن سعيد يذهب يف‬
‫الفتوى إىل قول الكوفيني وخيتار قوله من أقواهلم ويتبع رأيه من بني أصحابه (‪.)3‬‬
‫[تاريخ بغداد ‪] 176 / 13‬‬ ‫* وقال حييى بن معني‪ :‬كان وكيع يفيت بقول أبي حنيفة ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫* وقال‪ :‬القراءة عندي قراءة محزة‪ ,‬والفقه فقه أبي حنيفة‪ ,‬على هذا أدركت الناس‪.‬‬
‫* وذكر الصاحلي أن أبا حنيفة أول من دون الفقه ‪ ,‬ورتبه أبوابا‪ ,‬ثم تابعه مالك بن‬
‫[عقود اجلمان ‪] 181‬‬ ‫أنس يف ترتيب املوطأ‪ ,‬مل يسبق أبا حنيفة أحد‪.‬‬
‫* وقال جرير‪« :‬كان األعمب إذا سئل عن الدقائق أرسلهم إىل أبي حنيفة» و عن جرير‪,‬‬
‫(‪)5‬‬
‫قال‪ * :‬قال لي مغرية‪« :‬جالس أبا حنيفة تفقه‪ ,‬فإن إبراهيم لو كان حيا جلالسه»‬

‫إمامته وجاللة شأنه‪:‬‬


‫* قال عنه اإلمام حييى األزدي‪ :‬أما أبو حنيفة فله يف الدين املراتب الشريفة واملناصب‬
‫املنيفة‪ ,‬سراج يف الظلمة وهاج‪ ,‬وحبر باحلِكَم عجَّاج(‪ ,)6‬سيد الفقهاء يف عصره‪,‬‬
‫ورأس العلماء يف مصره‪ ,‬له البيان يف علم الشرع والدين‪ ,‬واحلظ الوافر من الورع‬
‫املتني‪ ,‬واإلشارات الدقيقة يف حقيقة اليقني‪ ,‬مهد ببيانه قواعد اإلسالم‪ ,‬وأحكم‬
‫بتبيانه شرائع احلالل واحلرام‪ ,‬وصار قدوة األئمة األعالم‪ ,‬سبق الكافة منهم إىل‬
‫تقرير القياس والكالم (‪ ,)7‬وغدا إماما تعقد عليه اخلناصر‪ ,‬ويشري إليه األكابر‬

‫(‪ )1‬تذكرة احلفاظ‪ .‬ويف تاريخ بغداد (‪ .. :)316 /13‬مسعت الشافعي يقول‪" :‬من أراد أن يعرف الفقه فليلزم‬
‫أبا حنيفة وأصحابه فإن الناس كلهم عيال عليه يف الفقه "‬
‫(‪ )2‬وقال وكيع ‪ :‬ما لقيت أحدا أفقه من أبي حنيفة وال أحسن صالة منه‪ .‬تاريخ بغداد (‪ )315 /13‬وقال‬
‫النضر بن مشيل ‪ :‬كان الناس نياما عن الفقه حتى أيقظهم أبو حنيفة مبا فتقه وبينه وخلصه (‪)315 /13‬‬
‫(‪ )3‬تاريخ بغداد (‪)316 - 315 /13‬‬
‫(‪ )1‬تاريخ بغداد (‪)317 /13‬‬
‫(‪ )5‬مناقب اإلمام أبي حنيفة وصاحبيه للذهيب (ص‪)20 :‬‬
‫(‪ )6‬أي ممتلئ‪ ,‬يقال‪ :‬طريق عاجٌّ‪ :‬ممتلئ‪ .‬القاموس ا يط ص ‪. 253‬‬
‫(‪ )7‬لعل املراد بالكالم كالم الدين والفقه‪ ,‬األدلة القياسية ‪ .‬واهلل أعلم‪.‬‬
‫‪412‬‬
‫واألصاغر‪ ,‬انتشر مذهبه يف اآلفاق‪ ,‬وعُدّ من األفراد باالتفاق‪ ,‬فضله‬
‫وافر‪ ,‬ودينه ثابت‪ ,‬وعََلمُه يف مراده للمجد ثابت‪ ,‬امسه النعمان وأبوه ثابت (‪.)1‬‬
‫تذكرة احلفاظ (‪)127 /1‬‬ ‫* وقال اإلمام أبو داود (صاحب السنن)‪ :‬إن أبا حنيفة كان إماما‪.‬‬
‫تاريخ بغداد (‪)337 /13‬‬ ‫* وقال أبو بكر بن عياش ‪ :‬أبو حنيفة أفضل أهل زمانه‪.‬‬
‫مناقب اإلمام أبي حنيفة وصاحبيه (ص‪)36 :‬‬ ‫* وقال ابن املبارك‪« :‬كان أبو حنيفة آية»‬
‫* وقال أيضاً‪ :‬ليس أحد أحق أن يقتدى به من أبي حنيفة ؛ ألنه كان إماما تقيا نقيا‬
‫ورعا عاملا فقيها ‪ ,‬كشف العلم كشفا مل يكشفه أحد ببصر وفهم وفطنة وتقى(‪.)2‬‬
‫* وقال مسعر بن كدام‪ :‬من جعل أبا حنيفة بينه وبني اهلل تعاىل رجوت أن ال خياف وال‬
‫[تاريخ بغداد ‪] 330 /13‬‬ ‫يكون فرط يف االحتياط لنفسه ‪.‬‬

‫منهج أبي حنيفة يف استنباط الفقه‪:‬‬


‫* قال اإلمام أبو حنيفة‪« :‬آخذ بكتاب اهلل‪ ,‬فما مل أجد فبسنة رسول اهلل واآلثار‬
‫الصحاح عنه اليت فشت يف أيدي الثقات عن الثقات‪ ,‬فإن مل أجد‪ ,‬فبقول أصحابه آخذ‬
‫بقول من شئت‪ ,‬وأما إذا انتهى األمر إىل إبراهيم‪ ,‬والشعيب‪ ,‬واحلسن‪ ,‬وعطاء‪,‬‬
‫فأجتهد كما اجتهدوا» (‪ )3‬وكان يشرتط يف قبول احلديث شروطاً متشددة؛ مبالغة يف‬
‫التحري والضبط‪ ,‬والتأكد من صحة نسبتها إىل رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫* ووضع مذهبه شورى بينهم؛ ومل يستبد فيه بنفسه دونهم اجتهادا منه يف الدين ومبالغة‬
‫يف النصيحة هلل ورسوله وللمسلمني ‪ .‬فكان يطرح مسألة هلم‪ ,‬ثم يسأل ما عندهم‬
‫ويقول ما عنده ويناظرهم يف كل مسألة شهرا أو أكثر‪ ,‬ويأتي بالدالئل أنور من‬
‫السراج األزهر‪ ,‬ثم يثبتها اإلمام أبو يوسف يف األصول بعد ما تلقاه الفحول بالقبول‪.‬‬
‫فإذا كان كذلك كان املذهب الذي وضع شورى بني األئمة أوىل وأصوب‪ ,‬وإىل‬
‫السداد واالستقامة والصحة أقرب‪ ,‬والقلوب إليه أميل وأسكن وأطيب‪ ,‬من مذهب مَن‬
‫[مناقب أبي حنيفة للكردري‪ ,‬ص‪]57 :‬‬ ‫انفرد بوضع مذهبه لنفسه ورجع فيه إىل رأيه ‪.‬‬

‫(‪ )1‬منازل األئمة األربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأمحد (ص‪)162 - 161 :‬‬
‫(‪ )2‬مناقب أبي حنيفة للكردري ص‪16 :‬‬
‫(‪ )3‬مناقب اإلمام أبي حنيفة وصاحبيه (ص‪)31 :‬‬
‫‪413‬‬
‫* وقال أسد بن الفرات‪ :‬كان أصحاب أبي حنيفة الذين دونوا الكتب أربعني رجالً‪..‬‬
‫* وقال أسد بن عمرو‪ :‬كانوا يقيمون يف املسألة ثالثة أيام [يتباحثون فيها] ثم يكتبونها‬
‫يف الديوان (‪.)1‬‬

‫عبادته وورعه وصلته باهلل‪:‬‬


‫* قال الذهيب ‪ :‬قد تواتر قيامه الليل وتهجده وتعبده رمحه اهلل تعاىل‪ .‬وقال أبو يوسف‪:‬‬
‫تذكرة احلفاظ للذهيب (‪)127 /1‬‬ ‫‪ ..‬كان حييي الليل صالة ودعاء وتضرعاً‪.‬‬
‫* وقال ابن عيينة‪« :‬كان أبو حنيفة أكثر الناس صالة‪ ,‬وأعظمهم أمانة‪ ,‬وأحسنهم‬
‫مروءة»‬
‫* وقال أبو عاصم النبيل‪« :‬كان أبو حنيفة يسمى الوتد لكثرة صالته»‬
‫* وعن أبي سفيان‪ ,‬قال‪« :‬كنا خنتلف إىل عمرو بن مرة‪ ,‬فكان أبو حنيفة يصلي‬
‫العشاء والفجر بطهر واحد»‬
‫* وروى حييى احلماني‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬أنه قال‪« :‬صحبت أبا حنيفة ستة أشهر‪ ,‬فما رأيته‬
‫صلى الغداة إال بوضوء العشاء اآلخرة‪ ,‬وكان خيتم القرآن كل ليلة عند السحر»‬
‫* وقال إبراهيم بن سعيد اجلوهري‪ :‬ثنا املثنى بن رجاء‪ ,‬عن أم محيد حاضنة ولد أبي‬
‫حنيفة‪ ,‬قالت‪ :‬قالت أم ولد أبي حنيفة‪« :‬ما توسط أبو حنيفة فراشا بليل منذ عرفته‪,‬‬
‫وإمنا كان نومه بني الظهر والعصر يف الصيف وبالليل يف مسجده أول الليل يف الشتاء»‬
‫* وقال أبو عبد الرمحن املقرئ‪« :‬لو رأيت أبا حنيفة يصلي‪ ,‬علمت أن الصالة من همه»‬
‫* قال إبراهيم بن رستم املروزي‪ :‬مسعت خارجة بن مصعب‪ ,‬يقول‪ " :‬ختم القرآن يف‬
‫ركعة أربعة من األئمة‪ :‬عثمان بن عفان‪ ,‬ومتيم الداري‪ ,‬وسعيد بن جبري‪ ,‬وأبو حنيفة‬
‫مناقب اإلمام أبي حنيفة وصاحبيه (ص‪)22 :‬‬ ‫رضي اهلل عنهم "‬
‫* وعن حييى بن نصر‪ ,‬قال‪« :‬رمبا ختم أبو حنيفة القرآن يف رمضان ستني مرة»‬
‫* عن القاسم بن معن‪ " :‬أن أبا حنيفة قام ليلة يردد قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﯵ ﯶ ﯷ‬
‫ﯸ ﯹ ﯺ ﭼ [القمر‪ , ]16 :‬ويبكي ويتضـرع إىل الصباح "‬

‫(‪ )1‬حسن التقاضي ص‪. 12 :‬‬


‫‪414‬‬
‫* وقال يزيد بن كميت‪ :‬مسعت رجال يقول ألبي حنيفة‪ :‬اتق اهلل! فانتفض واصفر‬
‫(‪)1‬‬
‫وأطرق‪ ,‬وقال‪« :‬جزاك اهلل خريا‪ ,‬ما أحوج الناس كل وقت إىل من يقول هلم مثل هذا!»‬
‫* وكان ابن املبارك يقول‪« :‬ما رأيت أورع من أبي حنيفة‪ ,‬وقد جرب بالسياط واألموال»‬
‫* وقال إمساعيل بن محاد بن أبي حنيفة‪ " :‬مررت مع أبي بالكناسة‪ ,‬فبكى‪ ,‬فقلت‬
‫له‪ :‬يا أبت ما يبكيك؟ قال‪ :‬يا بين‪ ,‬يف هذا املوضع ضرب ابن هبرية جدك عشرة أيام‬
‫[املصدر السابق]‬ ‫يف كل يوم عشرة أسواط على أن يلي القضاء‪ ,‬فلم يفعل "‬

‫وشاية الناس به جهالً أو حسداً‪:‬‬


‫* يقول اإلمام ا دث عبد اهلل بن املبارك‪ :‬قدمت الشام على األوزاعي فرأيته ببريوت‪,‬‬
‫فقال لي يا خراساني من هذا املبتدع الذي خرج بالكوفة يكنى أبا حنيفة‪ ,‬فرجعت إىل‬
‫بييت فأقبلت على كتب أبي حنيفة فأخرجت منها مسائل من جياد املسائل وبقيت يف‬
‫ذلك ثالثة أيام‪ ,‬فجئت يوم الثالث وهو مؤذن مسجدهم وإمامهم والكتاب يف يدي‬
‫فقال‪ :‬أي شيء هذا الكتاب‪ ,‬فناولته فنظر يف مسألة منها وقعت عليها "قال النعمان"‬
‫فما زال قائما بعد ما أذن حتى قرأ صدرا من الكتاب‪ ,‬ثم وضع الكتاب يف كمه ثم‬
‫أقام وصلى‪ ,‬ثم أخرج الكتاب حتى أتى عليها‪ ,‬فقال لي يا خراساني من النعمان بن‬
‫ثابت هذا؟ قلت شيخ لقيته بالعراق‪ ,‬فقال هذا نبيل من املشايخ اذهب فاستكثر منه‪,‬‬
‫(‪)2‬‬
‫قلت‪ :‬هذا أبو حنيفة الذي نهيت عنه‪.‬‬
‫* وقال القاسم بن غسان‪ :‬مسعت إسحاق بن أبي إسرائيل‪ ,‬يقول‪ :‬ذكر قوم أبا حنيفة‬
‫عند ابن عيينة فتنقصه بعضهم‪ ,‬فقال سفيان‪« :‬مه! كان أبو حنيفة أكثر الناس‬
‫مناقب اإلمام أبي حنيفة وصاحبيه (ص‪)18 :‬‬ ‫صالة‪ ,‬وأعظمهم أمانة‪ ,‬وأحسنهم مروءة»‬
‫السابق (ص‪)32 :‬‬ ‫* وقال اخلرييب‪« :‬ما يقع يف أبي حنيفة إال جاهل أو حاسد»‬
‫* وقال حفص بن غياث‪« :‬كالم أبي حنيفة أدق من الشعر ال يعيبه إال جاهل» السابق (ص‪)32 :‬‬
‫* وقال احلسني اجلعفي‪ ,‬وسأله رجل‪ :‬أكان أبو حنيفة يؤمن بالبعث؟ (‪ )3‬فقال‪ :‬أخربني‬

‫(‪ )1‬مناقب اإلمام أبي حنيفة وصاحبيه (ص‪)23 :‬‬


‫(‪ )2‬تاريخ بغداد (‪)338 /13‬‬
‫(‪ )3‬سأل ذلك ألن بعض احلاسدين افرتى عليه بأنه ينكر البعث‪ ,‬كما يف بعض الروايات‪.‬‬
‫‪415‬‬
‫من شهده وهو يردد هذه اآلية‪ :‬ﭧﭨﭽﯡﯢﯣﯤﯥﯦﭼ‬
‫(‪)1‬‬
‫[الطور‪ ]27 :‬وهو يبكي‪ ,‬ويقول‪ :‬اللهم من علينا وقنا عذاب السموم يا رحيم "‬

‫ثناء العلماء عليه يف أخالقه ودينه وعبادته وزهده وورعه وعقله وذكائه‪:‬‬
‫أثنى عليه العلماء وأئمة الدين وا دثون والفقهاء ‪ ,‬ونقل عباراتهم ال يكفيه هذا‬
‫القرطاس‪ ,‬ولكن نشري هنا إشارات‪:‬‬
‫* قال الفضيل بن عياض ‪ :‬كان أبو حنيفة رجال فقيها‪ ,‬معروفا بالفقه‪ ,‬مشهورا‬
‫بالورع‪ ,‬واسع املال‪ ,‬معروفا باألفضال على كل من يطيف به‪ ,‬صبورا على تعليم العلم‬
‫بالليل والنهار‪ ,‬حسن الليل‪ ,‬كثري الصمت‪ ,‬قليل الكالم ‪ ..‬كان حيسن أن يدل على‬
‫احلق‪ ,‬هاربا من مال السلطان‪ ,‬وكان إذا وردت عليه مسألة فيها حديث صحيح اتبعه‪,‬‬
‫وإن كان عن الصحابة والتابعني‪ ,‬وإال قاس وأحسن القياس(‪.)2‬‬
‫* دخل أبو يوسف على هارون الرشيد ‪ ,‬فقال له ‪ :‬صف لي أخالق أبي حنيفة‪ ,‬قال‪:‬‬
‫"كان واهلل شديد الذب عن حرام اهلل‪ ,‬جمانبا ألهل الدنيا‪ ,‬طويل الصمت دائم‬
‫الفكر‪ ,‬مل يكن مهذارا وال ثرثارا‪ ,‬إن سئل عن مسألة عنده منها علم أجاب فيها ‪ ,‬ما‬
‫علمته يا أمري املؤمنني إال صائنا لنفسه ودينه‪ ,‬مشتغال بنفسه عن الناس ال يذكر أحدا‬
‫إال وري‪ ,‬فقال الرشيد‪ :‬هذه أخالق الصاحلني " مناقب اإلمام أبي حنيفة وصاحبيه (ص‪)17 :‬‬

‫* وقال عبد الرزاق ويزيد بن هارون أيضاً‪ :‬ما رأيت أحدا أحلم من أبي حنيفة ‪ .‬وقال‬
‫يزيد بن كميت‪ :‬مسعت أبا حنيفة وشتمه رجل واستطال عليه‪ ,‬وقال له‪ :‬يا كافر يا‬
‫زنديق‪ ,‬فقال أبو حنيفة‪« :‬غفر اهلل لك‪ ,‬هو يعلم مين خالف ما تقول» السابق (ص‪)25 :‬‬

‫* وروي عن شريك‪ ,‬قال‪« :‬كان أبو حنيفة طويل الصمت‪ ,‬دائم الفكر‪ ,‬كبري العقل‪,‬‬
‫مناقب اإلمام أبي حنيفة وصاحبيه (ص‪)18 :‬‬ ‫قليل ا ادثة للناس»‬
‫* وقال احلسن بن صاف‪« :‬كان أبو حنيفة شديد اخلوف هلل‪ ,‬هائبا للحرام أن يستحل»‬
‫* وعن بشر بن حييى‪ ,‬مسعت ابن املبارك‪ ,‬يقول‪« :‬ما رأيت رجال أوقر يف جملسه‪ ,‬وال‬
‫أحسن مستا وحلما من أبي حنيفة»‬

‫(‪ )1‬مناقب اإلمام وصاحبيه (ص‪)22 :‬‬


‫(‪ )2‬تاريخ بغداد (‪)316 /13‬‬
‫‪416‬‬
‫وقد ورد يف كرم أبي حنيفة وأفضاله أخبار عديدة ‪.‬‬
‫* قال املثنى بن رجاء‪« :‬جعل أبو حنيفة على نفسه إن حلف باهلل صادقا يف عرض حديثه‬
‫أن يتصدق بدينار‪ ,‬فكان إذا حلف تصدق بدينار‪ ,‬وكان إذا أنفق على عياله نفقة‬
‫مناقب اإلمام أبي حنيفة وصاحبيه (ص‪)10 :‬‬ ‫تصدق مبثلها»‬
‫السابق (ص‪)10 :‬‬ ‫* وقال قيس بن الربيع‪« :‬كان أبو حنيفة ورعا تقيا‪ ,‬مفضال على إخوانه»‬
‫* وكان يتاجر فيشرتي بأرباحه حوائج األشياخ ا دثني وأقواتهم وكسوتهم ‪ ,‬ومجيع‬
‫حوائجهم ثم يدفع باقي الدنانري من األرباح إليهم فيقول‪ :‬أنفقوا يف حوائجكم‪ ,‬وال‬
‫حتمدوا إال اهلل‪ ,‬فإني ما أعطيتكم من مالي شيئا‪ ,‬ولكن من فضل اهلل علي فيكم‪,‬‬
‫[تاريخ بغداد ‪] 366 /13‬‬ ‫جيريه اهلل لكم على يدي‪.‬‬
‫ومن عقله وذكائه ما حكى الشافعي‪ :‬قيل ملالك بن أنس ‪ :‬هل رأيت أبا حنيفة ؟ قال‬
‫نعم رأيت رجال لو كلمك يف هذه السارية أن جيعلها ذهبا لقام حبجته (‪.)1‬‬
‫تذكرة احلفاظ ‪168 /1‬‬ ‫* وقال يزيد‪ :‬ما رأيت أحدا أورع وال أعقل من أبي حنيفة‪.‬‬

‫وفاته رمحه اهلل‪:‬‬


‫تويف يف رجب سنة مخسني ومائة‪ * .‬قال شبابة‪« :‬كان شعبة حسن الرأي يف أبي حنيفة‬
‫كثري الرتحم عليه» * وكان مسعر يقول‪« :‬رحم اهلل أبا حنيفة إن كان لفقيها عاملا»‬
‫* وعن زائدة بن قدامة‪« :‬النعمان بن ثابت فقيه البدن مل يعد ما أدرك عليه أهل الكوفة» ‪.‬‬
‫* وعن أبي بكر بن عياش‪ ,‬قال‪« :‬كان النعمان بن ثابت أفقه أهل زمانه»‬
‫(‪)2‬‬
‫* وقال علي بن صاف بن حيي‪« :‬ملا مات أبو حنيفة‪ ,‬ذهب مفيت العراق وفقيهها»‬
‫* قال روح بن عبادة‪ :‬كنت عند ابن جريج‪ ,‬فقيل له‪ :‬مات أبو حنيفة‪ ,‬فقال‪« :‬رمحه‬
‫مناقب اإلمام أبي حنيفة وصاحبيه (ص‪)20 :‬‬ ‫اهلل‪ ,‬لقد ذهب معه علم كثري»‬
‫(‪)3‬‬
‫* قال اخلرييب‪« :‬جيب على أهل اإلسالم أن يدعوا اهلل ألبي حنيفة يف صالتهم»‬

‫‪‬‬

‫(‪ )1‬تاريخ بغداد (‪)338 - 337/13‬‬


‫(‪ )2‬مناقب اإلمام أبي حنيفة وصاحبيه (ص‪)20 :‬‬
‫(‪ )3‬مناقب اإلمام أبي حنيفة وصاحبيه (ص‪)32 :‬‬
‫‪417‬‬
‫اإلمام أبو يوسف رمحه اهلل‬

‫امسه ‪ :‬يعقوب بن إبراهيم‪ ،‬ولد عام ‪ 444‬هـ ‪ ،‬وتويف عام ‪ 444‬هـ ‪.‬‬
‫‪ ‬هو اإلمام يعقوب بن إبراهيم األنصاري الكويف‪ ,‬أبو يوسف القاضي ‪ ,‬فقيه‬
‫العراقيني‪ ,‬مسع هشام بن عروة وأبا إسحاق الشيباني وعطاء بن السائب وطبقتهم‪.‬‬
‫‪ ‬كان فقيها عاملاً حافظاً كان يعرف حبفظ احلديث وإنه كان حيضر ا دِّث فيحفظ‬
‫(‪)1‬‬
‫مخسني وستِّني حديثاً ثم يقوم فيمليها على الناس‪ ,‬وكان كثري احلديث‪.‬‬
‫‪ ‬روى عنه حممد بن احلسن وأمحد بن حنبل وحييى بن معني وبشر بن الوليد وخلق كثري‪.‬‬
‫[تذكرة احلفاظ ‪]211 /1‬‬ ‫‪ ‬قال حييى بن معني‪ :‬أبو يوسف صاحب حديث وصاحب سنة‪.‬‬
‫تذكرة احلفاظ للذهيب (‪)211 /1‬‬ ‫‪ ‬وقال أمحد‪ :‬كان مصنفا يف احلديث‪.‬‬
‫‪ ‬وقال اإلمام أمحد بن حنبل ‪ :‬أول ما طلبت احلديث ذهبت إىل أبي يوسف القاضي‬
‫تاريخ بغداد (‪)255 /11‬‬ ‫ثم طلبنا (‪ )2‬بعده فكتبنا عن الناس‪.‬‬
‫الثقات (‪)615 /7‬‬ ‫‪ ‬قال ابن حبان ‪ :‬كان شيخا متقنا‪.‬‬
‫‪ ‬وقال هالل بن حييى ‪ :‬كان أبو يوسف حيفظ التفسري واملغازي وأيام العرب ‪,‬‬
‫تاريخ بغداد ‪)216 /(11‬‬ ‫وكان أقل علومه الفقه‪.‬‬
‫‪ ‬وقال حممد بن مساعة ‪ :‬كان أبو يوسف يصلّي بعد ما َولِيَ القضاء يف كل يوم‬
‫تاريخ بغداد (‪)255 /11‬‬ ‫مائيت ركعة‪.‬‬
‫‪ ‬وقال ابن الصبَّاح‪ :‬كان رجالً صاحلاً وكان يسرد الصوم‪ .‬الثقات‪ ,‬البن حبَّان (‪)616/7‬‬

‫تاريخ بغداد (‪)21/11‬‬ ‫‪ ‬وأبو يوسف أوَّل مّن دُعِيَ بقاضي القضاة يف اإلسالم‪.‬‬

‫‪‬‬

‫(‪ )1‬االنتقاء البن عبد الرب (ص‪)172 :‬‬


‫(‪ )2‬كتب أمحد بن حنبل عن أبي يوسف ثالثة قماطر من العلم "حسن التقاضي" ‪ ,‬ص‪.26‬‬
‫والقمطر‪ :‬ما حيفظ فيه الكتب كما يف القاموس‪.‬‬
‫‪418‬‬
‫اإلمام حممد بن احلسن رمحه اهلل‬

‫ولد عام ‪ 444‬هـ ‪ ،‬وتويف عام ‪ 440‬هـ ‪.‬‬


‫‪ُ ‬ولِدَ بواسط ‪ ,‬ونشأ بالكوفة‪ ,‬وأخذ العلم عن أبي حنيفة وعن أبي يوسف‪ ,‬وكتب‬
‫احلديث وكان فقيهاً عاملا شهما نبيال‪ .‬ومسع العلم من مسعر بن كدام ‪ ,‬وسفيان‬
‫الثوري ‪ ,‬وكتب أيضاً من مالك بن أنس (صاحب املوطأ ‪ ,‬وهو من رُواته)‪ ,‬وأبي‬
‫عمرو األوزاعي ‪ ,‬وطلب احلديث ومسع مساعاً كثرياً ‪ .‬قدم بغداد فنزهلا واختلف‬
‫إليه الناس ومسعوا منه احلديث والرأي‪ .‬وروى عنه حممد بن إدريس الشافعي‪ ,‬وأبو‬
‫(‪)1‬‬
‫سليمان اجلوزجاني ‪ ,‬وأبو عبيد القاسم بن سالَّم وغريهم‪.‬‬
‫‪ ‬قال حممد بن احلسن‪ :‬ترك أبي ثالثني ألف درهم‪ ,‬فأنفقت مخسة عشر ألفاً على‬
‫تاريخ بغداد (‪)173/2‬‬ ‫النحو والشعر ‪ ,‬ومخسة عشر ألفاً على احلديث والفقه‪.‬‬
‫تاريخ بغداد (‪)176/2‬‬ ‫‪ ‬كتب حييى بن معني عنه اجلامع الصغري‪.‬‬
‫‪ ‬وقال الشافعي رمحه اهلل تعاىل‪ :‬ما رأيت أعلم بكتاب اهلل من حممد بن احلسن‪,‬‬
‫لو أشاء أن أقول أنَّ القرآن نزل بلغة حممد بن احلسن لقُلته لفصاحته‪ .‬ويف رواية عن‬
‫تاريخ بغداد (‪)175/2‬‬ ‫الشافعي قال ‪ :‬ما رأيت أعقل من حممد بن احلسن‪.‬‬
‫‪ ‬وقال الشافعي أيضاً‪ :‬محلت عن حممد بن احلسن وقر بعري كُتباً‪ ,‬وقال أيضاً‪ :‬أَم ُّ‬
‫َن‬
‫النَّاس عليّ يف الفقه حممد بن احلسن‪ .‬وقال أيضاً‪ :‬وكان إذا تكلم خيل أن القرآن‬
‫تاريخ بغداد (‪ ,)176/2‬الصيمري يف أخبار أبي حنيفة ص‪.123,121‬‬ ‫نزل بلغته‪.‬‬
‫‪ ‬وذكر البويطي عن الشافعي أنه قال‪ :‬أعانين اهلل تعاىل يف العلم برجلني‪ :‬يف‬
‫(‪)2‬‬
‫احلديث بابن عيينة‪ ,‬ويف الفقه مبحمد بن احلسن رضي اهلل عنهما‪.‬‬
‫‪ ‬وروى الديلمي أنَّ الشافعي قال ‪ :‬جالسته عشر سنني ومحلت من كالمه محلي‬
‫مجلٍ‪ ,‬لو كان يكلمنا على قدر عقله ما فهمنا كالمه‪ ,‬ولكنه كان يكلمنا‬
‫ذيل اجلواهر املضيَّة‪ ,‬ص ‪528‬‬ ‫على قدر عقولنا‪.‬‬

‫(‪ )1‬تاريخ بغداد (‪ )172 /2‬منازل األئمة األربعة (ص‪)170 :‬‬


‫(‪ )2‬ذيل اجلواهر املضية (ص‪)527 :‬‬
‫‪419‬‬
‫‪ ‬وقال الشافعي أيضاً‪ :‬ما نظرت أحداً إالَّ متعَّر وجهه ما خال حممَّد بن احلسن‪.‬‬
‫تاريخ بغداد (‪)177 /2‬‬

‫‪ ‬وقال اإلمام أمحد بن حنبل ‪ :‬إذا كان يف املسألة قول ثالثة مل يسمع خمالفتهم ‪,‬‬
‫قيل‪ :‬مَن هم؟ قال ‪ :‬أبو حنيفة ‪ ,‬وأبو يوسف ‪ ,‬وحممد بن احلسن؛ فأبو حنيفة أبصر‬
‫الناس بالقياس ‪ ,‬وأبو يوسف أبصر الناس باآلثار‪ ,‬وحممد بن احلسن أبصر الناس‬
‫األنساب ‪ ,‬للسمعاني (‪)261/8‬‬ ‫بالعربية‪.‬‬
‫‪ ‬وقال إبراهيم احلربي‪ :‬سألت أمحد بن حنبل‪ :‬هذه املسائل الدقائق من أينَ لك؟ قال‪:‬‬
‫تاريخ بغداد (‪)177/2‬‬ ‫من كتب حممد بن احلسن‪.‬‬
‫‪ ‬وذكر بعض أصحاب حممد بن احلسن أنه كان حزبه يف كل يوم وليلة ثلث القرآن ‪,‬‬
‫مناقب الذهيب ‪ ,‬ص ‪50‬‬ ‫وحيكى عنه ذكاء مفرط وعقل تامّ وسؤدد وكثرة تالوة‪.‬‬
‫‪ ‬خرج الكسائي وحممد بن احلسن مع هارون الرشيد إىل الريّ‪ ,‬فماتا بها يف يوم‬
‫تاريخ بغداد (‪ 181/2‬و ‪)182‬‬ ‫واحد ‪ ,‬فقال الرشيد‪ُ :‬د ِفنَت اليوم اللُّغة والفقه‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪421‬‬
‫اإلمام زفر بن اهلذيل‬
‫ولد عام ‪ 449‬هـ ‪ ،‬وتويف عام ‪ 494‬هـ ‪.‬‬
‫‪ ‬هو زفر بن اهلذيل بن قيس البصري‪ ,‬كان أبو حنيفة رمحه اهلل تعاىل يُجلّه ويعظمه‬
‫الفوائد البهية يف تراجم احلنفيَّة ‪ ,‬ص ‪75‬‬ ‫ويقول‪ :‬هو أقيس أصحابي‪.‬‬
‫‪ ‬وقال ابن معني وأبو نعيم ‪ :‬كان ثقة مأموناً ‪ ,‬وقال أبو عمر ‪ :‬كان زفر ذا عقل‬
‫اجلواهر املضيَّة ‪211 , 213/1‬‬ ‫ودين وفهم وورع ‪ ,‬وكان ثقة يف احلديث ‪.‬‬
‫‪ ‬وقال إبراهيم بن سليمان‪ :‬كان إذا جالسناه مل نقدر أن نذكر الدنيا بني يديه‪,‬‬
‫فإذا ذكرها واحد منَّا قام عن جملسه وتركه يف موضعه‪.‬‬
‫‪ ‬وقال ابن املبارك‪ :‬مسعت زفر يقول‪ :‬ال نأخذ بالرأي ما دام أثر ‪ ,‬وإذا جاء األثر تركنا الرأي‪.‬‬
‫‪ ‬وقال وكيع‪ :‬ما نفعين جمالسة أحد مثل ما نفعين جمالسة زفر‪.‬‬
‫‪ ‬وقال الفضل بن دكني‪ :‬ملَّا مات (أبو حنيفة) لزمته (يعين‪ :‬زفر) ؛ ألنَّه كان أفقه‬
‫[ذيل اجلواهر‪ ,‬ص‪] 536 - 531 :‬‬ ‫أصحابه وأورعهم فأخذت احلظ األوفر منه‪.‬‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫‪421‬‬
422
‫فهرست املصادر احلديثية‬

‫والمراد كتب الحديث التي تم العزو إليها‬


‫* اآلثار لإلمام أبي يوسف‪ :‬يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن سعد بن حبتة األنصاري (املتوفى‪182 :‬هـ)‪.‬‬
‫حتقيق‪ :‬أبو الوفا األفغاني‪ .‬دار الكتب العلمية – بريوت‪.‬‬
‫* اآلثار لإلمام حممد بن احلسن‪ :‬اإلمام احلافظ أبي عبد اهلل حممد بن احلسن الشيباني (‪- 131‬‬
‫‪ 180‬هـ)‪ .‬حتقيق‪ :‬أبو الوفا‪ .‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بريوت – لبنان‪.‬‬
‫* الدراية يف ختريج أحاديث اهلداية؛ أبو الفضل أمحد بن علي بن حممد بن أمحد بن حجر العسقالني‬
‫(املتوفى ‪852 :‬هـ)‪ ,‬حتقيق‪ :‬السيد عبد اهلل هاشم اليماني املدني‪ .‬دار املعرفة – بريوت‪.‬‬
‫* الدعاء للطرباني‪ :‬سليمان بن أمحد بن أيوب بن مطري اللخمي الشامي‪ ,‬أبو القاسم الطرباني‬
‫(املتوفى‪366 :‬هـ)‪ .‬حتقيق‪ :‬مصطفى عطا‪ .‬دار الكتب العلمية – بريوت ‪ ,‬الطبعة‪ :‬األوىل‪.1113 ,‬‬
‫* سنن ابن ماجه‪ :‬أبو عبد اهلل حممد بن يزيد (ماجه) القزويين (املتوفى‪273 :‬هـ)‪ .‬حتقيق‪ :‬حممد فؤاد‬
‫عبد الباقي‪ .‬دار إحياء الكتب العربية‪ ,‬فيصل عيسى البابي احلليب ‪.‬‬
‫السِّجِسْتاني‬
‫* سنن أبي داود؛ سليمان بن األشعث بن إسحاق بن بشري بن شداد بن عمرو األزدي َ‬
‫(املتوفى‪275 :‬هـ)‪ .‬حتقيق‪ :‬حممد حميي الدين عبد احلميد ‪ .‬املكتبة العصرية‪ ,‬صيدا – بريوت‪.‬‬
‫* سنن الرتمذي؛ حممد بن عيسى بن سَوْرة الرتمذي‪ ,‬أبو عيسى (املتوفى‪270 :‬هـ)‪ .‬حتقيق وتعليق‪:‬‬
‫أمحد حممد شاكر (جـ ‪ , )2 ,1‬وحممد فؤاد عبد الباقي (جـ ‪ , )3‬وإبراهيم عطوة عوض (جـ ‪.)5 ,1‬‬
‫شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي احلليب – مصر‪ ,‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ 1305 ,‬هـ ‪ 1075 -‬م‪.‬‬
‫* سنن النسائي (ا تبى من السنن = السنن الصغرى للنسائي)؛ أبو عبد الرمحن أمحد بن شعيب بن علي‪,‬‬
‫النسائي (ت ‪363‬هـ) حتقيق‪ :‬عبد الفتاح أبو غدة ‪ .‬مكتب املطبوعات اإلسالمية – حلب ‪ ,‬ط ‪.1086 – 1166 ,2‬‬
‫* السنن الكربى للنسائي؛ أمحد بن شعيب بن علي‪ ,‬النسائي (ت ‪363‬هـ)‪ .‬حتقيق‪ :‬حسن عبد املنعم‬
‫شليب‪ ,‬بإشراف‪ :‬شعيب األرناؤوط‪ .‬مؤسسة الرسالة بريوت ‪ ,‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1121 ,‬هـ ‪ 2661‬م‪.‬‬
‫* سنن سعيد بن منصور؛ أبو عثمان سعيد بن منصور بن شعبة اخلراساني اجلوزجاني (املتوفى‪227 :‬هـ) ‪.‬‬
‫حتقيق‪ :‬حبيب الرمحن األعظمي‪ .‬الدار السلفية – اهلند ‪ ,‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1163 ,‬هـ ‪1082-‬م ‪.‬‬
‫* سنن الدارقطين؛ أبو احلسن علي بن عمر بن أمحد البغدادي الدارقطين (ت ‪385‬هـ)‪ .‬حتقيق‪ :‬شعيب‬
‫األرناؤوط‪ ,‬وآخرون‪ .‬مؤسسة الرسالة‪ ,‬بريوت لبنان ‪ ,‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1121 ,‬هـ ‪ 2661‬م ‪.‬‬
‫* السنن الكربى؛ أمحد بن احلسني بن علي بن موسى اخلُسْرَوْجِردي اخلراساني‪ ,‬أبو بكر البيهقي (ت‪:‬‬
‫‪158‬هـ) حتقيق ‪ :‬حممد عبد القادر عطا‪ .‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بريوت لبنان‪ ,‬الطبعة‪ :‬الثالثة‪ 1121 ,‬هـ ‪2663‬‬

‫‪423‬‬
‫* السنن الصغري للبيهقي؛ أمحد بن احلسني‪ ,‬أبو بكر البيهقي (ت ‪158‬هـ)‪ .‬حتقيق‪ :‬عبد املعطي‬
‫أمني قلعجي‪ .‬جامعة الدراسات اإلسالمية‪ ,‬كراتشي باكستان ‪ ,‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1116 ,‬هـ ‪1080‬م‪.‬‬
‫* شرح معاني اآلثار؛ أبو جعفر أمحد بن حممد بن سالمة بن عبد امللك بن سلمة األزدي املصري‬
‫املعروف بالطحاوي (ت ‪321‬هـ)‪ .‬حتقيق‪ :‬حممد زهري النجار حممد سيد جاد احلق‪ .‬مراجعة وترقيم‪:‬‬
‫د يوسف عبد الرمحن املرعشلي‪ .‬عامل الكتب‪ ,‬الطبعة‪ :‬األوىل ‪ 1111‬هـ‪ 1001 ,‬م ‪.‬‬
‫* شرح السنة؛ أبو حممد احلسني بن مسعود البغوي الشافعي (ت ‪516‬هـ) حتقيق‪ :‬شعيب األرنؤوط‬
‫حممد زهري الشاويب‪ .‬املكتب اإلسالمي دمشق‪ ,‬بريوت‪ ,‬الطبعة‪ :‬الثانية‪1163 ,‬هـ ‪1083 -‬م‪.‬‬
‫* شعب اإلميان ؛ أمحد بن احلسني‪ ,‬أبو بكر البيهقي (املتوفى‪158 :‬هـ)‪ .‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عبد العلي عبد احلميد‬
‫حامد‪ .‬مكتبة الرشد بالرياض بالتعاون مع الدار السلفية باهلند‪ ,‬الطبعة األوىل‪ 1123 ,‬هـ ‪ 2663 -‬م‪.‬‬
‫* صحيح ابن حبان برتتيب ابن بلبان؛ حممد بن حبان بن أمحد بن حبان‪ ,‬التميمي‪ ,‬أبو حامت‪ ,‬البُسيت‬
‫(ت ‪351‬هـ)‪ .‬حتقيق‪ :‬شعيب األرنؤوط ‪ .‬مؤسسة الرسالة – بريوت ‪ ,‬الطبعة‪ :‬الثانية‪.1003 – 1111 ,‬‬
‫* صحيح ابن خزمية ؛ أبو بكر حممد بن إسحاق بن خزمية بن املغرية بن صاف بن بكر السلمي‬
‫النيسابوري (املتوفى‪311 :‬هـ) ‪ .‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬حممد مصطفى األعظمي ‪ .‬املكتب اإلسالمي – بريوت ‪.‬‬
‫* صحيح البخاري (اجلامع املسند الصحيح املختصر من أمور رسول اهلل وسننه وأيامه)؛ حممد بن‬
‫إمساعيل بن إبراهيم أبو عبداهلل البخاري اجلعفي (‪ .)256 101‬حتقيق‪ :‬حممد زهري بن ناصر الناصر‪.‬‬
‫دار طوق النجاة‪ .‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1122 ,‬هـ‪.‬‬
‫* صحيح مسلم (املسند الصحيح املختصر بنقل العدل عن العدل إىل رسول اهلل )؛ مسلم بن احلجاج أبو‬
‫احلسن القشريي النيسابوري (ت ‪261‬هـ)‪ .‬حتقيق‪ :‬حممد فؤاد عبد الباقي‪ .‬دار إحياء الرتاث العربي – بريوت ‪.‬‬
‫* عمل اليوم والليلة ؛ أبو عبد الرمحن أمحد بن شعيب بن علي اخلراساني‪ ,‬النسائي (ت ‪363‬هـ)‬
‫حتقيق‪ :‬د‪ .‬فاروق محادة ‪ .‬مؤسسة الرسالة – بريوت ‪ ,‬الطبعة‪ :‬الثانية‪.1166 ,‬‬
‫* عمل اليوم والليلة (سلوك النيب مع ربه عز وجل ومعاشرته مع العباد) ؛ أمحد بن حممد بن إسحاق‪ ,‬ابن‬
‫السُّنِّي (ت ‪361‬هـ)‪ .‬حتقيق‪ :‬كوثر الربني‪ .‬دار القبلة للثقافة اإلسالمية ومؤسسة علوم القرآن ‪ -‬جدة ‪ /‬بريوت‪.‬‬
‫* الآلىلء املصنوعة يف األحاديث املوضوعة؛ عبد الرمحن بن أبي بكر‪ ,‬جالل الدين السيوطي (ت ‪011‬هـ)‬
‫حتقيق‪ :‬أبو عبد الرمحن صالح عويضة‪ .‬دار الكتب العلمية – بريوت ‪ ,‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1117 ,‬هـ ‪1006‬م‪.‬‬
‫السِّجِسْتاني‬
‫* املراسيل؛ أبو داود‪ ,‬سليمان بن األشعث بن إسحاق بن بشري بن شداد بن عمرو األزدي َ‬
‫(املتوفى‪275 :‬هـ)‪ .‬حتقيق‪ :‬شعيب األرناؤوط‪ .‬مؤسسة الرسالة – بريوت ‪ ,‬الطبعة‪ :‬األوىل‪.1168 ,‬‬
‫* املستدرك على الصحيحني؛ أبو عبد اهلل احلاكم حممد بن عبد اهلل بن حممد النيسابوري املعروف بابن البيع‬
‫(ت ‪165‬هـ)‪ .‬حتقيق‪ :‬مصطفى عبد القادر عطا‪ .‬دار الكتب العلمية – بريوت‪ ,‬ط‪ :‬األوىل‪. 1006 – 1111 ,‬‬
‫* مسند الربيع (اجلامع الصحيح)؛ الربيع بن حبيب بن عمر األزدي البصري‪ ,‬حتقيق‪ :‬حممد إدريس ‪,‬‬
‫عاشور بن يوسف‪ ,‬الناشر‪ :‬دار احلكمة ‪ ,‬مكتبة االستقامةـ بريوت ‪ ,‬سلطنة عمان ‪ 1115‬هـ‪.‬‬
‫‪424‬‬
‫* مسند الطيالسي؛ أبو داود سليمان بن داود بن اجلارود الطيالسي البصرى (ت ‪261‬هـ) ‪.‬‬
‫حتقيق‪ :‬د حممد بن عبد ا سن الرتكي ‪ .‬دار هجر – مصر ‪ ,‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1110 ,‬هـ ‪ 1000 -‬م ‪.‬‬
‫* مسند أبي يعلى؛ أبو يعلى أمحد بن علي بن املثُنى بن حييى بن عيسى بن هالل التميمي‪ ,‬املوصلي (ت‬
‫‪367‬هـ) ‪ .‬حتقيق‪ :‬حسني سليم أسد ‪ .‬دار املأمون للرتاث – دمشق ‪ ,‬الطبعة‪ :‬األوىل‪.1081 – 1161 ,‬‬
‫* مسند اإلمام أبي حنيفة؛ رواية أبي نعيم‪ :‬أبو نعيم أمحد بن عبد اهلل بن أمحد بن إسحاق بن موسى بن مهران‬
‫األصبهاني (ت ‪136‬هـ)‪ .‬حتقيق‪ :‬نظر حممد الفاريابي ‪ .‬مكتبة الكوثر – الرياض‪ .‬ط‪ :‬األوىل‪ 1115 ,‬هـ‪.‬‬
‫* مسند أمحد؛ أبو عبد اهلل أمحد بن حممد بن حنبل الشيباني (ت ‪211‬هـ)‪ .‬حتقيق‪ :‬شعيب األرنؤوط عادل‬
‫مرشد‪ ,‬وآخرون‪ ,‬إشراف‪ :‬د عبد اهلل الرتكي‪ .‬مؤسسة الرسالة‪ ,‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1121 ,‬هـ ‪ 2661‬م‪.‬‬
‫* مسند الدارمي املعروف بـ (سنن الدارمي)؛ أبو حممد عبد اهلل بن عبد الرمحن بن الفضل الدارمي (ت ‪255‬هـ)‬
‫حتقيق‪ :‬حسني سليم أسد الداراني‪ .‬دار املغين للنشر والتوزيع‪ ,‬السعودية‪ ,‬ط األوىل‪ 1112 ,‬هـ ‪2666‬م ‪.‬‬
‫* مصنف ابن أبي شيبة (الكتاب املصنف يف األحاديث واآلثار)؛ أبو بكر بن أبي شيبة‪ ,‬عبد اهلل بن حممد بن‬
‫إبراهيم العبسي (ت ‪235‬هـ) ‪ .‬حتقيق‪ :‬كمال يوسف احلوت‪ .‬مكتبة الرشد – الرياض‪ ,‬الطبعة‪ :‬األوىل‪. 1160 ,‬‬
‫* مصنف عبد الرزاق‪( :‬املصنف)؛ أبو بكر عبد الرزاق بن همام بن نافع احلمريي اليماني الصنعاني‬
‫(املتوفى‪211 :‬هـ)‪ .‬حتقيق‪ :‬حبيب الرمحن األعظمي‪ .‬ا لس العلمي ‪ -‬اهلند ‪ ,‬الطبعة‪ :‬الثانية‪.1163 ,‬‬
‫* املعجم الصغري املسمى بالروض الداني؛ سليمان بن أمحد‪ ,‬أبو القاسم الطرباني (املتوفى‪366 :‬هـ)‪ .‬حتقيق‪:‬‬
‫حممد شكور حممود احلاج أمرير‪ .‬املكتب اإلسالمي‪ ,‬دار عمار بريوت‪ ,‬عمان‪ ,‬ط‪ :‬األوىل‪.1085 – 1165 ,‬‬
‫* املعجم األوسط؛ سليمان بن أمحد بن أيوب بن مطري اللخمي الشامي‪ ,‬أبو القاسم الطرباني (ت ‪366‬هـ)‪.‬‬
‫حتقيق‪ :‬طارق بن عوض اهلل بن حممد ‪ ,‬عبد ا سن بن إبراهيم احلسيين‪ .‬دار احلرمني – القاهرة‪.‬‬
‫* املعجم الكبري؛ الطرباني (ت ‪366‬هـ) حتقيق‪ :‬محدي بن عبد ا يد السلفي‪ .‬مكتبة ابن تيمية – القاهرة‪ ,‬ط‪:‬‬
‫الثانية‪( .‬إضافة إىل قطعة من ا لد ‪ 13‬دار الصميعي ‪ -‬الرياض ‪ /‬الطبعة األوىل‪ 1115 ,‬هـ ‪ 1001 -‬م)‬
‫* معرفة السنن واآلثار ؛ أمحد بن احلسني‪ ,‬أبو بكر البيهقي (ت ‪158‬هـ) ‪ .‬حتقيق‪ :‬عبد املعطي أمني‬
‫قلعجي ‪ .‬جامعة الدراسات اإلسالمية (كراتشي ‪ -‬باكستان)‪ ,‬دار قتيبة (دمشق ‪-‬بريوت)‪ ,‬دار‬
‫الوعي (حلب ‪ -‬دمشق)‪ ,‬دار الوفاء (املنصورة ‪ -‬القاهرة) ‪ ,‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1112 ,‬هـ ‪1001 -‬م ‪.‬‬
‫* معرفة الصحابة؛ أبو نعيم أمحد بن عبد اهلل بن أمحد بن إسحاق بن موسى بن مهران األصبهاني (املتوفى‪:‬‬
‫‪136‬هـ) حتقيق‪ :‬عادل بن يوسف العزازي‪ .‬دار الوطن للنشر‪ ,‬الرياض‪ .‬الطبعة‪ :‬األوىل ‪ 1110‬هـ ‪ 1008 -‬م ‪.‬‬
‫* املنتقى من السنن املسندة؛ أبو حممد‪ ,‬عبد اهلل بن علي بن اجلارود النيسابوري ا اور مبكة (املتوفى‪:‬‬
‫‪367‬هـ)‪ .‬حتقيق‪ :‬عبد اهلل عمر البارودي‪ .‬مؤسسة الكتاب الثقافية – بريوت ‪ ,‬ط‪ :‬األوىل‪. 1088 – 1168 ,‬‬
‫* املوطأ؛ اإلمام مالك بن أنس بن مالك بن عامر األصبحي املدني (املتوفى‪170 :‬هـ) ‪ .‬صححه ورقمه‬
‫وخرج أحاديثه وعلق عليه‪ :‬حممد فؤاد عبد الباقي‪ .‬دار إحياء الرتاث العربي‪ ,‬بريوت – لبنان ‪ 1166 ,‬هـ‬
‫‪ 1085 -‬م‪[ .‬وأيضا بتحقيق‪ :‬حممد مصطفى األعظمي‪ .‬الناشر‪ :‬مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان‬
‫لألعمال اخلريية واإلنسانية ‪ -‬أبو ظيب – اإلمارات‪ .‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1125 ,‬هـ ‪ 2661 -‬م‪].‬‬

‫‪425‬‬
‫* املوطأ لإلمام مالك برواية حممد بن احلسن الشيباني‪ .‬تعليق وحتقيق‪ :‬عبد الوهاب عبد‬
‫اللطيف ‪ .‬املكتبة العلمية ‪ ,‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ ,‬مَزيدة منقحَة ‪.‬‬
‫* حلية األولياء وطبقات األصفياء؛ أبو نعيم‪ ,‬أمحد بن عبد اهلل بن أمحد بن إسحاق بن موسى بن مهران‬
‫األصبهاني (املتوفى‪136 :‬هـ)‪ .‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بريوت‪1160 ,‬هـ (مصورة من ط السعادة‪1301 ,‬هـ)‪.‬‬
‫* االستذكار؛ أبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن حممد بن عبد الرب بن عاصم النمري القرطيب (ت ‪163‬هـ)‪.‬‬
‫حتقيق‪ :‬سامل حممد عطا‪ ,‬حممد علي معوض‪ .‬دار الكتب العلمية – بريوت ‪ ,‬ط‪ :‬األوىل‪2666 – 1121 ,‬م‬
‫* األسرار املرفوعة يف األخبار املوضوعة املعروف باملوضوعات الكربى؛ نور الدين علي بن حممد بن سلطان املشهور‬
‫باملال علي القاري (ت ‪ 1611‬هـ)‪ .‬حتقيق‪ :‬حممد الصباغ ‪ .‬دار األمانة ‪ /‬مؤسسة الرسالة‪ 1301 ,‬هـ ‪1071‬م ‪ ,‬بريوت ‪.‬‬
‫* البدر املنري يف ختريج األحاديث واألثار الواقعة يف الشرح الكبري؛ ابن امللقن‪ :‬سراج الدين أبو حفص عمر بن‬
‫علي بن أمحد الشافعي املصري (املتوفى‪861 :‬هـ) حتقيق‪ :‬مصطفى أبو الغيط وعبد اهلل بن سليمان وياسر بن‬
‫كمال‪ .‬دار اهلجرة للنشر والتوزيع ‪ -‬الرياض ‪ -‬السعودية‪ ,‬الطبعة‪ :‬االوىل‪1125 ,‬هـ ‪2661 -‬م‬
‫* تقريب التهذيب ؛ أمحد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقالني الشافعي‪( .‬سنة الوالدة‪,773 :‬سنة‬
‫الوفاة‪ .)852 :‬حتقيق‪ :‬حممد عوامة ‪ .‬دار الرشيد‪ ,‬سوريا – الطبعة األوىل‪. 1086 – 1166 ,‬‬
‫* تلخيص احلبري يف ختريج أحاديث الرافعي الكبري؛ أبو الفضل أمحد بن علي بن حممد بن أمحد‬
‫بن حجر العسقالني (املتوفى‪852 :‬هـ) ‪ .‬دار الكتب العلمية ‪ ,‬الطبعة‪ :‬الطبعة األوىل ‪1110‬هـ‪1080 .‬م‪.‬‬
‫* التمهيد ملا يف املوطأ من املعاني واألسانيد؛ أبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن حممد بن عبد الرب القرطيب (ت ‪163‬‬
‫هـ)‪ .‬حتقيق‪ :‬مصطفى بن أمحد العلوي‪ ,‬حممد البكري‪ .‬وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية – املغرب‪ 1387 ,‬هـ‬
‫* اجلوهر النقي على سنن البيهقي؛ عالء الدين علي بن عثمان بن إبراهيم بن مصطفى املارديين‪ ,‬أبو‬
‫احلسن‪ ,‬الشهري بابن الرتكماني (املتوفى‪756 :‬هـ)‪ .‬دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع‪ ,‬بريوت‪.‬‬
‫* شرح سنن أبي داود؛ أبو حممد حممود بن أمحد بن موسى احلنفي بدر الدين العيين (املتوفى‪855 :‬هـ)‪ .‬حتقيق‪ :‬أبو‬
‫املنذر خالد بن إبراهيم املصري ‪ .‬مكتبة الرشد – الرياض ‪ ,‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1126 ,‬هـ ‪ 1000-‬م ‪.‬‬
‫* عمدة القاري شرح صحيح البخاري ؛ أبو حممد حممود بن أمحد بن موسى بن أمحد بن حسني‬
‫الغيتابي احلنفي بدر الدين العيين (املتوفى‪855 :‬هـ) ‪ .‬دار إحياء الرتاث العربي – بريوت ‪.‬‬
‫* عون املعبود شرح سنن أبي داود؛ حممد أشرف بن أمري بن علي بن حيدر‪ ,‬أبو عبد الرمحن‪ ,‬شرف‬
‫احلق‪ ,‬الصديقي‪ ,‬العظيم آبادي (املتوفى‪1320 :‬هـ) ‪ .‬دار الكتب العلمية – بريوت ‪ ,‬الطبعة‪ :‬الثانية‪,‬‬
‫‪ 1115‬هـ ‪ .‬ومعه حاشية ابن القيم‪ :‬تهذيب سنن أبي داود وإيضاح علله ومشكالته‪.‬‬
‫* فتح الباري شرح صحيح البخاري؛ أمحد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقالني الشافعي (ت‪ 852 :‬هـ) دار‬
‫املعرفة بريوت‪ .1370 ,‬ترقيم‪ :‬حممد فؤاد عبد الباقي‪ ,‬تصحيح وإخراج‪ :‬حمب الدين اخلطيب‪.‬‬

‫‪426‬‬
‫* كشف اخلفاء ومزيل اإللباس؛ إمساعيل بن حممد بن عبد اهلادي اجلراحي العجلوني‬
‫الدمشقي‪ ,‬أبو الفداء (ت ‪1162‬هـ)‪ .‬حتقيق‪ :‬عبد احلميد بن أمحد بن يوسف بن هنداوي‪ .‬املكتبة‬
‫العصرية‪ ,‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1126 ,‬هـ ‪2666 -‬م ‪.‬‬
‫* جممع الزوائد ومنبع الفوائد ؛ أبو احلسن نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان اهليثمي (املتوفى‪:‬‬
‫‪867‬هـ)‪ .‬حتقيق‪ :‬حسام الدين القدسي ‪ .‬مكتبة القدسي‪ ,‬القاهرة ‪ 1111 ,‬هـ‪ 1001 ,‬م ‪.‬‬
‫* مرقاة املفاتيح شرح مشكاة املصابيح ؛ علي بن (سلطان) حممد‪ ,‬أبو احلسن نور الدين املال اهلروي‬
‫القاري (املتوفى‪1611 :‬هـ) ‪ .‬دار الفكر‪ ,‬بريوت – لبنان ‪ ,‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1122 ,‬هـ ‪2662 -‬م ‪.‬‬
‫معامل السنن (شرح أبي داود) ؛ أبو سليمان محد بن حممد بن إبراهيم بن اخلطاب البسيت املعروف‬
‫باخلطابي (املتوفى‪388 :‬هـ)‪ .‬املطبعة العلمية ‪ -‬حلب‪ ,‬الطبعة األوىل ‪ 1351‬هـ ‪ 1032 -‬م‪.‬‬
‫* املقاصد احلسنة يف بيان كثري من األحاديث املشتهرة على األلسنة؛ مشس الدين أبو اخلري حممد بن‬
‫عبد الرمحن بن حممد السخاوي (املتوفى‪062 :‬هـ)‪ .‬حتقيق‪ :‬حممد عثمان اخلشت‪ .‬دار الكتاب العربي‬
‫– بريوت ‪ ,‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1165 ,‬هـ ‪1085 -‬م ‪.‬‬
‫* املنهاج شرح صحيح مسلم بن احلجاج ؛ أبو زكريا حميي الدين حييى بن شرف النووي (املتوفى‪:‬‬
‫‪676‬هـ) ‪ .‬دار إحياء الرتاث العربي – بريوت ‪ ,‬الطبعة‪ :‬الثانية‪. 1302 ,‬‬
‫* نصب الراية ألحاديث اهلداية مع حاشيته بغية األملعي يف ختريج الزيلعي ؛ مجال الدين أبو حممد‬
‫عبد اهلل بن يوسف بن حممد الزيلعي (املتوفى‪762 :‬هـ) ‪ .‬قدم للكتاب‪ :‬العالمة حممد يوسف البنُوري‬
‫‪ ,‬صححه ووضع احلاشية‪ :‬عبد العزيز الديوبندي الفنجاني ‪ -‬حممد يوسف الكاملفوري ‪ .‬حتقيق‪:‬‬
‫حممد عوامة‪ .‬مؤسسة الريان للطباعة والنشر ‪ -‬بريوت ‪-‬لبنان‪ /‬دار القبلة للثقافة اإلسالمية ‪ -‬جدة‬
‫– السعودية ‪ ,‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1118 ,‬هـ‪1007/‬م ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫‪427‬‬
‫طهارة (مع احلاشية)‪ :‬ص ‪ , 38‬طهارة‪. 83 :‬‬ ‫الدرهم‪:‬‬
‫صالة‪ :‬ص ‪130‬‬
‫زكاة (مع احلاشية)‪ :‬ص ‪. 273 , 260 ,266‬‬
‫صدقة الفطر‪ :‬ص ‪286‬‬

‫زكاة (مع احلاشية)‪ :‬ص ‪. 260‬‬ ‫الدينار أو املثقال‪:‬‬


‫صدقة الفطر‪ :‬ص ‪286‬‬
‫احلظر واإلباحة (استعمال الذهب والفضة)‪ :‬ص ‪302‬‬
‫بيع الدرهم والدينار‪ :‬ص ‪.210 , 318 ,313‬‬
‫بيع املكيل أو املوزون‪ :‬بيوع ‪ :‬ص ‪. 313‬‬

‫طهارة (مع احلاشية)‪ :‬ص ‪51‬‬ ‫الصاع‪:‬‬


‫صالة (فدية) ‪ :‬ص ‪181‬‬
‫صيام (كفارة)‪ :‬ص ‪251‬‬
‫زكاة (مع احلاشية)‪ :‬ص ‪.271 , 273 , 260 ,266‬‬
‫صدقة الفطر‪ :‬ص ‪286‬‬
‫حج (جنايات)‪ :‬ص ‪318 ,317‬‬

‫طهارة (مع احلاشية)‪ :‬ص ‪51‬‬ ‫املد‪:‬‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫‪428‬‬
‫‪ ‬فهرست املوضوعات ‪‬‬

‫رقم الصفحة‬ ‫املوضوع‬

‫مقدمة األمني العام للهيئة العاملية لتحفيظ القرآن الكريم‬


‫تقريظ العالمة حممد الرابع احلسين‬
‫تقديم العالمة حممد تقي العثماني‬
‫مقدمة املؤلف‬
‫املدرس واملنهج‬

‫متهيد ‪91 ......................................................................‬‬


‫املطلب األول‪:‬‬
‫املطلب الثاني‪:‬‬
‫املطلب الثالث‪:‬‬

‫قسم العبادات وما يتعلق به من أبواب‬

‫كتاب الطهارة ‪31 .....................................................‬‬


‫خطة كتاب الطهارة‬
‫تعريف الطهارة وأنواعها ‪32 ......................................................‬‬

‫الفصل األول‪ :‬الطهارة الحكمية‪13 ...................................‬‬


‫احلدث وأنواعه‬
‫االستنجاء وآداب قضاء احلاجة ‪63 .....................................‬‬
‫‪429‬‬
‫االستنجاء وآدابه‬
‫أسئلة الدرس‬
‫باب الوضوء ‪14 ..........................................................‬‬
‫أركان الوضوء‬
‫سنن الوضوء‬
‫مستحبات الوضوء‬
‫مكروهات الوضوء ونواقضه‬
‫حكم احملدث‪ ،‬متى جيب الوضوء ؟ ومتى يستحب ؟‬
‫أسئلة الدرس‬
‫باب الغسل‪05 ............................................................‬‬
‫أركان الغسل‬
‫سنن الغسل وكيفيته‬
‫موجبات الغسل‪ ،‬حكم احملدث حدثا أكرب‪ ،‬متى يفرتض الغسل؟‬
‫متى يسن الغسل؟ ومتى يستحب‬
‫تنبيه حول سنن الفطرة‬
‫أسئلة الدرس‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أبواب المياه ‪55 .......................................‬‬
‫أقسام املياه وأحكامها‬
‫حكم املاء إذا اختلط به شيء طاهر‬
‫أسئلة الدرس‬
‫أحكام السؤر‬
‫تطهري البئر إذا وقعت فيها جناسة‬
‫أسئلة الدرس‬
‫الفصل الثالث‪ :‬أبواب التيمم والمسح ‪66 .............................‬‬
‫باب التيمم‬
‫تعريف التيمم‪ ،‬وركناه‪ ،‬وسننه‪ ،‬وكيفيته‬
‫شروط صحة التيمم‬
‫نواقض التيمم‬
‫مسائل متفرقة يف التيمم‬
‫أسئلة الدرس‬

‫‪431‬‬
‫املسح على اجلرح والعصابة واجلبرية‬
‫أسئلة الدرس‬
‫باب املسح على اخلفني‬
‫تعريف اخلفني‪ ،‬شروط جواز املسح على اخلفني‬
‫ركن املسح وكيفيته‬
‫مدة املسح ونواقضه‬
‫أسئلة الدرس‬
‫الفصل الرابع‪ :‬الطهارة من النجاسة الحقيقية ‪22 .................‬‬
‫باب‪ :‬األشياء النجسة والطاهرة‬
‫أنواع النجاسة احلقيقية‬
‫الفرق بني النجاسة الغليظة اخلفيفة‪ ،‬ومسائل العفو‬
‫األعيان الطاهرة اليت ال تنجس املاء والثوب وغريهما‬
‫مسائل يبقى فيها الثوب والبدن على الطهارة‬
‫قاعدة‪" :‬األصل يف ا ألشياء الطهارة"‬
‫ضابط‪" :‬من تيقن الطهارة وشك يف احلدث فهو طاهر"‬
‫أسئلة الدرس‬
‫باب‪ :‬تطهري األشياء املتنجسة‬
‫أوالً‪ :‬التطهري بالغسل‬
‫ثانياً‪ :‬طرق أخرى لتطهري بعض األشياء‬
‫أسئلة الدرس‬

‫كتاب الصالة ‪33 ......................................................‬‬


‫خطة كتاب الصالة‬

‫الفصل األول‪ :‬مقدمات الصالة ‪13 ........................................‬‬


‫أهمية الصالة وعظيم قدرها‬
‫حكم الصالة وأنواعها‬
‫تربية الولد واألسرة على الصالة‬
‫أسئلة الدرس‬

‫‪431‬‬
‫أوقات الصالة‬
‫أوقات الصلوات مع عدد ركعاتها‬
‫األوقات املستحبة للصلوات‬
‫األوقات املكروهة حترميا أو تنزيها‬
‫األحوال املكروهة‬
‫أسئلة الدرس‬
‫باب األذان واإلقامة‬
‫من فضائل األذان واملؤذن‪ ،‬حكم األذان واإلقامة‬
‫ألفاظ األذان واإلقامة‪ ،‬شروط صحة األذان واإلقامة‬
‫سنن األذان واإلقامة‬
‫مكروهات األذان واإلقامة‪ ،‬ماذا يفعل من مسع األذان؟‬
‫أسئلة الدرس‬

‫الفصل الثاني‪ :‬كيفية الصالة وماهيتها‪991 .........................‬‬


‫باب شروط الصالة‬
‫أسئلة الدرس‬
‫باب أركان الصالة‬
‫باب واجبات الصالة‬
‫حكم الواجب‪ ،‬واجبات عامة‬
‫واجبات ختص أحواالً وصلوات معينة‬
‫أسئلة الدرس‬
‫باب سنن الصالة‬
‫آداب الصالة ومستحباتها‬
‫كيفية تركيب الصالة‬
‫أسئلة الدرس‬
‫باب مفسدات الصالة‬
‫فصل‪ :‬زلة القاري وخطؤه يف الصالة‬
‫تتمة املفسدات‬
‫أمور ال تفسد بها الصالة‬
‫قطع الصالة وتأخريها‬
‫‪432‬‬
‫أسئلة الدرس‬
‫مكروهات الصالة‬
‫فصل‪ :‬السرتة واملرور بني يدي املصلي‬
‫ما ال يكره يف الصالة‬
‫أسئلة الدرس‬

‫الفصل الثالث‪ :‬تتمات الصالة‪936 .......................................‬‬


‫باب صالة اجلماعة‬
‫فضل اجلماعة‪ ،‬مب تنعقد؟ على من جتب؟ األعذار اليت تسقط بها اجلماعة‬
‫شروط صحة اإلمامة‬
‫األحق باإلمامة‬
‫مواضع الكراهة يف اإلمامة واجلماعة‬
‫شروط صحة االقتداء‬
‫موقف اإلمام من املقتدين وسنن الصف‬
‫األذكار بعد الصالة‬
‫أسئلة الدرس‬
‫فصل يف إدراك الفريضة مع اإلمام‬
‫باب صالة الوتر‬
‫كيفية الوتر‬
‫مسائل متفرقة‬
‫قنوت النازلة‬
‫أسئلة الدرس‬
‫باب السنن والنوافل‬
‫تعريف النوافل‪ ،‬مراتبها‪ ،‬أوالً‪ :‬السنن املؤكدة‬
‫ثانياً‪ :‬السنن املستحبة‬
‫جدول الصلوات‪ ،‬ثالثاً‪ :‬السنن املستحبة يف أوقات وأحوال خمصوصة‬
‫أحكام متفرقة يف النوافل‬
‫أسئلة الدرس‬

‫الفصل الرابع‪ :‬طوارئ الصالة ‪979 .......................................‬‬


‫باب الصالة قاعدًا وعلى الدابة واملراكب املختلفة‬

‫‪433‬‬
‫الصالة على املراكب الربية والبحرية واجلوية‬
‫أسئلة الدرس‬
‫باب صالة املسافر‬
‫أقل سفر تتغري به األحكام‪ ،‬متى يصبح مسافراً ؟ ومتى يبدأ القصر؟‬
‫ممن تصح نية السفر؟ مدة القصر ونية اإلقامة‬
‫أحكام القصر واقتداء املسافر مبقيم وعكسه‬
‫أقسام الوطن وأحكامها‬
‫أسئلة الدرس‬
‫باب صالة املريض‬
‫أسئلة الدرس‬
‫باب قضاء الفوائت ‪،‬‬
‫الرتتيب بني الفوائت‬
‫يسقط الرتتيب يف ثالثة أحوال‬
‫فدية الصالة والصوم‬
‫أسئلة الدرس‬
‫باب سجود السهو‬
‫كيفية سجود السهو‪ ،‬سهو املقتدي واملسبوق‪ ،‬والسهو عن القعود‬
‫نسيان سجود السهو‬
‫الشك يف الصالة‬
‫أسئلة الدرس‬

‫الفصل الخامس‪ :‬صلوات مخصوصة‪919 ...................................‬‬


‫باب سجود التالوة‬
‫كيفيتها وآياتها‬
‫تكرار آيات السجدة‪ ،‬وما يتبدل به اجمللس‬
‫سجدة الشكر‬
‫باب صالة الرتاويح‬
‫أسئلة الدرس‬
‫باب صالة اجلمعة‬
‫حكم اجلمعة وكيفيتها‪ ،‬شروط فرضية اجلمعة‬
‫شروط صحة صالة اجلمعة‬

‫‪434‬‬
‫سنن اخلطبة‬
‫تتمة يف أحكام اخلطبة ‪ ،‬وأحكام اجلمعة‬
‫من سنن يوم اجلمعة‬
‫أسئلة الدرس‬
‫باب صالة العيدين‬
‫حكمها‪ ،‬وقتها‪ ،‬ما خيصها‪ ،‬على من جتب؟ شروط صحتها‬
‫كيفية صالة العيدين‬
‫ما يندب يف عيد الفطر قبل الذهاب للمصلى‬
‫أحكام عيد األضحى وما فارق فيها عيد الفطر‬
‫أحكام تكبري التشريق‬
‫أسئلة الدرس‬
‫باب صالة الكسوف واخلسوف واآليات‬
‫حكم صالة الكسوف ووقتها وكيفيتها‬
‫صالة اخلسوف والظلمة والريح والفزع‬
‫أسئلة الدرس‬
‫باب صالة االستسقاء‬
‫باب صالة اخلوف‬
‫أسئلة الدرس‬

‫كتاب اجلنائز ‪212 ...................................................‬‬


‫خطة كتاب اجلنائز‬
‫ما يفعل باحملتضَر‬
‫ما يفعل به عند االحتضار‬
‫ما يفعل به بعد موته وقبل غسله‬

‫غسل الميت وتكفينه ‪.................................................‬‬


‫غسل امليت‬
‫تكفني امليت‬
‫حكمه‪ ،‬كيفيته‬
‫كيفية تكفني املرأة‬
‫أسئلة الدرس‬

‫‪435‬‬
‫صالة ا لجنازة ‪225 .....................................................‬‬
‫فضلها‪ ،‬حكمها‪ ،‬ركنها‪ ،‬شروط صحتها‬
‫سننها‬
‫كيفيتها‪ ،‬أحكام املسبوق‬
‫حق الولي يف الصالة على امليت‬
‫مسائل متفرقة‬
‫محل اجلنازة والسري بها‬
‫أسئلة الدرس‬

‫كيفية الدفن وأحكام القبور‪219 ...................................‬‬


‫مسائل القرب والدفن‬
‫التعزية‪ ،‬أحكام زيارة القبور‬
‫أحكام الشهيد‬
‫أسئلة الدرس‬

‫كتاب الصيام واالعتكاف ‪232 ..........................................‬‬


‫خطة الكتاب‬
‫تعريف الصوم وحكمه‬
‫من حكم الصوم وفضله‬
‫شروط صوم رمضان‪ ،‬أنواع الصيام‬
‫أحكام النية للصوم‬
‫مب يثبت رمضان‪ ،‬وأحكام رؤية اهلالل‬
‫مستحبات الصيام ومكروهاته‬
‫ركن الصوم‬

‫باب ما يفسد الصوم وما ال يفسده‪.....................................‬‬


‫ما ال يفسد الصوم‬
‫ما يفسد الصوم ويوجب القضاء بال كفارة‬
‫ما يفسد الصوم ويوجب القضاء والكفارة أيضاً‬
‫‪436‬‬
‫فصل يف الكفارة‬
‫متى جيب اإلمساك على املفطر‬
‫هل جيوز إفساد صوم رمضان؟‬
‫األعذار املبيحة للفطر أو لعدم الصوم‬
‫صوم الشيخ الفاني واملريض الدائم‬
‫القضاء والوصية بالفدية‬
‫صوم التطوع‬

‫باب االعتكاف ‪256 .....................................................‬‬


‫تعريفه‪ ،‬حكمه‪ ،‬أنواعه‬
‫مدته‪ ،‬مندوباته‪ ،‬مكروهاته‬
‫مفسدات االعتكاف‬
‫مسائل متفرقة‬
‫أسئلة الدروس‬

‫كتاب الزكاة وصدقة الفطر والنذر ‪263 .................................‬‬


‫خطة الكتاب‬
‫أهمية الزكاة‬
‫تعريف الزكاة وحكمها وحِكمتها‬
‫شروط فرضية الزكاة‪ ،‬شروط املال‬
‫ما هي األشياء اليت جتب فيها الزكاة؟‬
‫زكاة الذهب والفضة والعمالت الورقية‬
‫زكاة عروض التجارة‬
‫زكاة الدين‬
‫زكاة الزروع والثمار‬
‫زكاة السوائم‪ :‬اإلبل والبقر والغنم‬
‫مسائل متفرقة‬
‫أسئلة الدروس‬

‫‪437‬‬
‫مصارف الزكاة‬
‫من ال جيوز دفع الزكاة إليهم‬
‫فصل يف املعدن والركاز‬
‫أسئلة الدروس‬

‫باب صدقة الفطر‪481 ....................................................‬‬


‫تعريفها ‪ ،‬وعلى من جتب‬
‫متى جتب؟ ومتى خيرجها؟ وعمن ؟‬
‫مقدارها وكيفية الدفع‬

‫باب النذر وكفارته‪ ،‬ومتى يلزم؟ ‪227 ..............................‬‬


‫أسئلة الدروس‬

‫كتاب احلج والعمرة ‪231 ...............................................‬‬


‫خطة الكتاب‬
‫تعريف احلج وحكمه وفضله‬
‫شروط فرضية احلج‬
‫شروط وجوب أدائه‬
‫أنواع احلج‬
‫فروض احلج ثالثة‬
‫الفرض األول‪ :‬اإلحرام‬
‫مواقيت اإلحرام‬
‫الفرض الثاني‪ :‬الوقوف بعرفة‪ ،‬الثالث‪ :‬طواف احلج‬
‫واجبات احلج‬
‫سنن احلج املؤكدة‬
‫أسئلة الدرس‬

‫باب العمرة وكيفيتها‪651 ............................................‬‬


‫أعمال العمرة‪ ،‬كيفية اإلحرام‬
‫كيفية الطواف‬
‫كيفية السعي بني الصفا واملروة‬
‫‪438‬‬
‫كيفية احللق أو التقصري‬

‫كيفية أداء الحج خطوة بخطوة‪658 ...................................‬‬


‫اإلحرام‪ ،‬العمرة‪ ،‬طواف القدوم‬
‫اليوم الثامن‪ ،‬التاسع (يوم عرفة)‬
‫إىل مزدلفة‪ ،‬إىل منى‪ ،‬األعمال األربعة‬
‫الرمي وما يتعلق به‪ ،‬طواف الوداع‬
‫دليل حج التمتع‬
‫أسئلة الدرس‬
‫حمظورات اإلحرام‬
‫اجلنايات وجزاؤها‬
‫ما جيب بارتكابه دم‬
‫ما جيب بارتكابه صدقة أو قيمة‬
‫أسئلة الدرس‬
‫اإلحصار والفوات واحلج عن الغري‬
‫اهلدي‬
‫زيارة النيب‬
‫أسئلة الدروس‬

‫قسم املعامالت وغريه (أبواب خمتارة)‬

‫كتاب البيوع ‪331 .....................................................‬‬


‫خطة كتاب البيوع‬
‫تعريف البيع‬
‫أحكام اإلجياب والقبول‬
‫أنواع اخليار‬
‫اإلقالة ‪336 ..................................................................‬‬
‫أنواع البيع من حيث الصحة والفساد‬
‫أمثلة لكل نوع‬
‫‪439‬‬
‫أمثلة البيع الفاسد‪ ،‬جهالة املبيع أو الثمن‬
‫أسئلة الدرس‬
‫باب بيع السلم ‪132 ...................................................‬‬
‫باب الربا ‪131 ..........................................................‬‬
‫معنى الربا لغة وشرعا‪ ،‬أنواعه‬
‫مسائل متفرقة‬
‫باب الصرف‪132 .........................................................‬‬
‫أسئلة الدرس‬

‫كتاب اهلبة ‪351 ......................................................‬‬


‫خطة كتاب اهلبة‬
‫تعريف اهلبة ومباذا تتم‬
‫اهلبة للصغري‪ ،‬شرائط صحة اهلبة‬
‫حكم اهلبة ‪ ،‬هل يشرتط لصحة الرجوع شيء‬
‫موانع الرجوع ‪ ،‬مسائل متفرقة‬
‫فصل يف الصدقة‬
‫أسئلة الدرس‬

‫كتاب الوديعة والعارية واللقطة ‪353 ..................................‬‬


‫خطة كتاب الوديعة والعارية واللقطة‬
‫كتاب الوديعة ‪161 ....................................................‬‬
‫تعريف الوديعة‪ ،‬حكمها‪ ،‬كيفية احلفظ‬
‫الصور اليت يضمن فيها املودَع‬
‫أحكام متفرقة‬
‫كتاب العارية ‪161 ....................................................‬‬
‫تعريف العارية وألفاظها‪ ،‬حكمها‬
‫ما جيوز للمستعري وما ال جيوز‪ ،‬العارية املطلقة واملقيدة‬
‫أحكام متفرقة‬

‫‪441‬‬
‫كتاب اللقطة ‪166 ....................................................‬‬
‫تعريف اللقطة‪ ،‬حكم التقاطها‪ ،‬حكم اللقطة‬
‫كيفية التعريف وشرط الرد‬
‫أحكام متفرقة‬
‫أسئلة الدرس‬

‫كتاب األضحية ‪363 ..................................................‬‬


‫خطة كتاب األضحية‬
‫تعريف األضحية‪ ،‬حكمها‪ ،‬على من جتب‬
‫زمان األضحية‬
‫ما جيوز ذحبه يف األضاحي وما ال جيوز‬
‫مصرف حلوم األضاحي ‪ ،‬وجلودها‬
‫أسئلة الدرس‬

‫كتاب األطعمة والذبائح ‪325 .........................................‬‬


‫خطة كتاب األطعمة والذبائح‬
‫أوالً‪ :‬كتاب األطعمة واألشربة ‪176 ...................................‬‬
‫آيات وأحكام‬
‫فصل يف األشربة‬
‫فصل يف األطعمة‬
‫ما حيل من احليوان وما حيرم ‪378 ..........................................‬‬
‫أسئلة الدرس‬
‫ثانياً‪ :‬كتاب الذبائح ‪122 ............................................‬‬
‫الذكاة الشرعية‪ :‬ماهيتها‪ ،‬أنواعها ‪ ،‬شروطها‬
‫شروط ما حيل بالذبح ‪383 ..................................................‬‬
‫شروط ختتص بالذكاة االضطرارية‬
‫ما يستحب يف الذكاة‬
‫مسائل شتى يف األطعمة والذبائح‬
‫أسئلة الدرس‬
‫‪441‬‬
‫كتاب احلالل واحلرام ‪383 ........................................‬‬
‫خطة كتاب احلالل واحلرام‬
‫أقسام األحكام الفقهية املتعلقة باحلل واحلرمة‬
‫مسائل يف اللبس‬
‫فصل يف استعمال الذهب والفضة‬
‫فصل يف النظر واللمس‬
‫فصل يف قبول اخلرب‬
‫أحكام متفرقة‬
‫حكم إجابة الدعوة‪ ،‬حكم اللهو واللعب‪ ،‬أحكام النظافة‬
‫حكم القزع والوصل واللحية وغريها مما يتعلق بالبدن‪ ،‬الغيبة‬
‫إذا كرب الصبيان‬
‫أسئلة الدرس‬
‫تتمة‪ :‬بعض اآلداب اإلسالمية ‪111 ....................................‬‬
‫السالم واملصافحة واالستئذان وصلة الرحم‬
‫آداب السالم‬
‫آداب املصافحة واالستئذان‬
‫صلة الرحم‬
‫العطاس والتثاؤب‬
‫من سنن الطعام والشراب‬
‫أهم سنن الشرب‬
‫ما ينبغي اجتنابه عند الطعام والشراب‬
‫حسن اخلتام بأحاديث يف الورع عن املشتبهات‬
‫أسئلة الدرس‬

‫ملحق‪ :‬يف التعريف باإلمام أبي حنيفة وصاحبيه ‪443 ...............‬‬


‫اإلمام أبو حنيفة رمحه اهلل‬
‫امسه‪ ،‬كونه تابعيا‪ ،‬شيوخه‬
‫تالميذه‬
‫‪442‬‬
‫مكانته يف العلم‪ ،‬مكانته يف احلديث‬
‫مكانته يف الفقه‬
‫إمامته وجاللة شأنه‬
‫منهج أبي حنيفة يف استنباط الفقه‬
‫عبادته وورعه وصلته باهلل‬
‫وشاية الناس به جهالً أو حسداً‬
‫ثناء العلماء عليه يف أخالقه ودينه وعبادته وزهده وورعه وعقله وذكائه‬
‫وفاته رمحه اهلل‬
‫اإلمام أبو يوسف رمحه اهلل‬
‫اإلمام حممد بن احلسن رمحه اهلل‬
‫اإلمام زفر بن اهلذيل‬
‫فهرست المصادر الحديثية ‪325 ................. ................................‬‬
‫فهرست المكاييل والموازين المذكورة في الكتاب ‪311 ...................‬‬
‫فهرست الموضوعات ‪319 ...............................................‬‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫‪443‬‬
‫* اإلعجاز العلمي في القرآن الكريم (مطبوع ويدرس كمنهج يف عدد من معاهد العامل)‬
‫* المدارس القرآنية واألمن العالمي (طبع من قبل اهليئة العاملية مبناسبة املؤمتر العاملي الثاني‬
‫لتعليم القرآن الكريم‪ ,‬املنعقد يف البحرين عام ‪ 1131‬هـ‪ ,‬ومت توزيعه على العلماء والقراء املشاركني فيه‪).‬‬
‫* مقدمات الحكم التكليفي و الفرض والواجب بين الفقهاء واألصوليين (رسالة‬
‫ماجستري)‬
‫* استخالص وتخريج القواعد والضوابط الفقهية وتطبيقاتها في األسرة من‬
‫خالل كتاب البدائع للكاساني (رسالة دكتوراة)‬
‫* بداية المفتي ونهاية المستفتي (شرح الفقه امليسر على املذهب احلنفي )‬
‫* نثر الدرر في حكم البسملة وسط السور (منشور يف جملة هدى القرآن)‬
‫* مقاالت عن التعريف بسور القرآن الكريم وتأمالتي فيها (تنشر باستمرار يف‬
‫جملة هدى القرآن‪ ,‬كل سورة يف عدد)‬
‫* بدع الزواج ومنكراته‬
‫* مقال بعنوان‪ :‬تطور تعليم القرآن الكريم في الهند‬
‫* مقال بعنوان‪ :‬موقف االستعمار والصهيونية من الصحوة اإلسالمية‬
‫* البراهين اآلسية على جواز الصالة في السفينة الراسية(رسالة فقهية معمقة)‬
‫* األصل في السنن الرباعية في النهار أن تصلى بسالم واحد (رسالة فقهية)‬
‫* األدلة على أن صالة الوتر كصالة المغرب (إال يف القنوت وحنوه والرد على من فهم خالف ذلك)‬
‫* الطهارة بانقالب العين‪ :‬تنظيرا وتطبيقا (حبث شارك به يف املؤمتر الثالث عشر‬
‫مع الفقه اإلسالمي باهلند)‬
‫كتب تنتظر الطبع‪:‬‬
‫* القواعد والضوابط الفقهية‪ :‬ماهيتها مقوماتها‪ ،‬كيفية استخالصها‬
‫* موسوعة القواعد والضوابط الفقهية في األسرة‬
‫* حياة اإلمام الكاساني ودراسة كتابه البدائع‬

‫‪444‬‬
445
446
447
448

You might also like