Professional Documents
Culture Documents
۔909م
واية القارية
تار ا
ر ً
خ
٨
الدولة الرستمية 061-692ه 777-909 /م
دراسة في الاوضاع الاقتصادية والحياة الفكرية
-الطبعة الأولى 6041ه 5891 /م
-الطبعة الثانية 4141ه 3991 /م
-حقوق الطبع محفوظة
رمللوہنل ( رالنضرة
مرے ٠.٠١ ( صم
واعرآاة المرنة
ك الذم:۔_ قضوا
ااا إخوانهم ر :الزين يلنظورز__ومابدلوانبمر ٥ب
١ ١ , 7 7ح وِ ر 7 ر آ .وه 7 ١ ١ 75 ١
زاز )
ذكرى الإمامة الإباضية بالمغرب(“)
لي ننكر وراء الف عام تعال معي نرجع القهقرى
من المدل عهدا كعهد عمر نرى بشمال افريقيا لنا
حوالي المروج وظل الشجر هنالك تاهرت قد خططوا
على مارواه صحيح الخبر وفي عام ستين مع مائة
لعرس الامامة ذات الخفر أقاموا بها مهرجان الزفاف
ونهج الرسول ونور الأثر أشادوا الحضارة طبق الكتاب
دو اليبها بعموم الأمر وأماالعلوم فقد حركوا
وردوا الشرور على من غدر أداروا الأمور وسدوا الثغور
رأينا لها قطمة كأثر وم ضربوا ذهبا سكة
() :أنظر القصيدة كاملة في ديوان أبي اليقظان .ط . 1المطبعة العربية الجزائر 0531 .ه .ص 17
-
إ شكر وتقدير »
أخيرا وبعد أن استقامت هذه الوريقات بحثا مقروءاآً .أرى لزامآ علي
التصريح بما أجده في نفسي 4من عرفان لأهل الفضل والكرم وفاء
لحسن صنيعهم :وعرفان بجميل فضلهم .
وأحسب أن كلمات الشكر والتبجيل لا توفي حق .مشرفي الأستاذ
محمد توفيق حسين الذي أفذت من غزير علمه واستهديت بسديد رأيه .
وما < يبد المساعدة لي قدم من لكل الثناء ووافر الشكر وخالص
أكثرم 4وأخص بالذكر منهم الدكتور محمد ناصر وجمعية التراث لولاية
غرداية الذين عملوا على إخراج هذا الكتاب في طبعته الأولى والأخ الكريم
يونس بن ابراهيم إمناسن مع جمعية التراث دائما الذين ساهموا في إخراجه
ونشره في طبعته الثانية هذه } جزاهم الله خير الجزاء وأثاهم أجرا عظما .
كنت قد هممت بإعادة طبع هذا الكتاب منذ بضع سنين } لأن الطبعة
الأولى نفذت أو كادت 3شم لأنها وزعت ونشرت في ولاية أو ولايتين من
الجزائر فقط دون أن نتحدث عن الخارج ،فرأيت أن إعادة طبعه اليوم هو
أكثر من ضرورية فالطلب عليه يزداد وفراغ المكتبة الجزائرية من مثله
يتم ذلك ثم إن كثيرا من إخواني الأساتذة والباحثين الختصّين في تاريخ
للغرب الاسلامي حرضوني على إعادة طبعه وتوفيره في المكتبات
والأسواق .
وإنني لما عزمت على طبعه رأيت لزاما عل أن أعيد قراءته وأصحح
أخطاءه وأضيف إليه ما ينبغي أن يضاف س وبالفعل فإن هذه الطبعة
مصححة ومنقحة ومزيدة وسوف يلاحظ قار لكرع ذلك ،إلا أنني
بالنسبة للإضافات إخترت منهجا جديدا أعتقدد أنني لم أسبقإليه وساعدني
على وجوده رغبتى الملحة في الاحتفاظ بالكتاب كا هو ل رسالة أكاديمية
وأطروحة تقدمت بها لجامعة بغداد كلية الآداب ونلت بها درجة الماجستير
سنة 4891م وهكذا وجدتني أحتفظ بالأطروحة ك هي بلا زيادة
ولانتقصان .وحيثما شعرت بضرورة الإضافة أو الزيادة في فصل أو مبحث
أو فكرة كتبت في الهامش إحالة مفادها «:أنظر مقدمة الطبعة الثانية ».
وفي هذه المقدمة سأذكر الكتب التي صدرت بعد الطبعة الأولى والتي لها
علاقة مباشرة بالدولة الرستمية أو غير مباشرة أوالتي توضح أفكارا وتقدم
تفسيرات لإشكاليات طرحت في الكتاب وبالتالي ،فإن كل إحالة من
الإحالات المذكورة في الهامش والتى تعيدك إلى هذه المقدمة ستجد ضالتك
كتاتا أدوراسة في صميم الموضوع والمبحث الحال منه . :٠
”
من الكتب والدراسات الحديثة التي اهتمت بالرستيين أو الاباضية أوما
يحوم حولا نذكر خاصة :
- 1إبن الصغير (حي ف القرن 3ه) :أخبار الأئمة الرستميين .تحقيق
الدكتور محمد ناصر والأستاذ ابراهيم بجاز .المطبوعات الجميلة .الجزائر ` 6891
أو طبعة دار الغرب الإسلامي :بيروت 6891م .
مع العلم أننا بعد أن نشرنا هذا التحقيق عثرنا على مخطوطة الكتاب في
مكتبة من مكتبات ميزاب ولعلنا نقوم بإعادة تحقيق هذا المصدر المهم
تحقيقا علميا مضبوطا إعتاةا على الخطوط المكتشف .
- 2الإمام عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم :مسائل نفوسة .ترتيب
وتحقيق الأستاذ ابراهيم طلاي .المطبعة العربية الجزائر 1991م .
هذا الكتاب أعتقد أنه هو الآخر من الكتب التي تحتاج الى إعادة
تحقيق وهو من المصادر المهمة والمباشرة عن الدولة الرستتية ولا شك فإن
مؤلفه إمام من أئمة الرستميين وقد ذكره ابن الصغير في أخباره بل اطلع
عليه وقرأه 4كا اطلعنا نحن على مخطوطة هذا الكتاب بالاضافة إلى
مخطوط آخر معه وهو جوابات الإمام أفلح بن عبد الوهاب وكلاهما موجود
في مكتبة الإصلاح بغرداية فضلا عن المكتبتين اللتين ذكرهما الأستاذ المحقق
الشيخ ابراهيم طلاي حفظه الله وكان له دائما فضل السبق في نشر مثل هذا
التراث المهم .
- 3لواب بن سلام بن عمرو (ق 3ه) :الاسلام وتاريخه من وجهة نظر
إباضية ،تحقيق ر .ق .شفارتز والشيخ سالم بن يعقوب .دار إقرأ للنثر
والتوزيع والطباعة .بيروت 5041ه 5891 /م .وقد أعيد نشر هذا
الكتاب للمحققن بعنوان آخر لمشكلة وقعت ليا .
- 4هود بن محكم المؤارى ( :حي في القرن 3ه) :تفسير كتاب الله
العزيز تحقيق الأستاذ بلحاج بن سعيد عدون شريفي ( .أربغة أجزاء) دار
الغرب الإسلامي .ط . 1بيروت . 0991
وقد حظي هذا التفسير بتحقيق ممتاز مع فهارس غنية وثرية وطباعة
رائعة ولا شك أن الأستاذ الشيخ بلحاج شريفي قد بذل كل ما في جهده
لإخراج هذا الكتاب على الصورة المذكورة
- 5جناو بن فتى وعبد القهار بن خلف (من عاماء القرن 3ه) :أجوبة
علماء فزان .المجموعة الأولى .تحقيق وتقديم د .عمرو خليفة النامي .
تكملة التحقيق :أ .ابراهيم طلاي .دار البئث قسنطينة 7891 .م .
بالاضافة إلى هذه الكتب المصادر التي ألفت في زمن الرستميين ى هناك
مجموعة من الدراسات الحديثة التي تناولت الرستميين والاباضية » تخص
| بالذكر منها :
- 6إبراهيم بجاز :ثورات الخوارج بالمغرب الإسلامي (إبتداءَ من 221
ه 047 - 937 /م) في المصادر العربية قديّا ودراسات المدرسة الغربينة
حديثا .مجلة الدراسات التاريخية .الجزائر عدد 8891 - 5م
- 7ابراهيم بجاز :عبد الرحمن بن رستم مؤسس أول دولة إسلامية مستقلة
بالجزائر المؤسسة الوطنية للكتاب .الجزائر 0991 .م .
- 8جودت عبد الكريم يوسف :العلاقات الخارجية للدولة الرستمية .
المؤسسة الوطنية للكتاب .الجزائر 4891م .
- ٥جودت عبد الكريم يوسف :الأوضاع الاقتصادية والاجتاعية في
المغرب الأوسط خلال القرنين الثالث والرابع المجريين (01 - 9م) ديوان
المطبوعات الجامعية .الجزائر 2991م .
هذان الكتابان الأخيران س هما عبارة عن دراستين أكاديميتين تقدم بها
الباحث س جودت ،لنيل شهادة الدراسات المعمقة ثم شهادة الماجستير .
وقد بذل الباحث فيهيا جهودا مضنية وتوصل إلى نتائج كثيرة مهمة ى إلا
أن بعض تحليلاته ونتائجه ى خاصة في كتابه الأول تحتاج إلى إعادة نظر
وتقويم .4وكأني به فى بعضها كان متحاملا. ...
0-د .مد عيسى الحريري :الدولةالرستية بالمغرب الإسلامي
حضارتها وعلاقاتها الخارجية بالمغرب والأندلس ( 692 - 061ه) دار القلم .
الكويت .ط } 9791 : 1ط . 7891 : 3ولم نهتد إلى معرفة تاريخ الطبعة
الثانية س فالمؤلف لم يشر إليها .
- 1د .عبد الحميد مقصود باشا :الرستتيون صفحة رائعة من التاريخ
الجزائري .ط . 1بلا مكان الطبع 9791 .م .
- 21ناصر المرشد البريك :الإباضية في الفكر السياسي الإسلامي وأثرها
في قيام الدول .مقال مطول من ص 301 :إ ص . 841 :مجلة الاجتهاد
العدد . 31 :السنة الرابعة .دار الاجتهاد للابحاث والترجمة والنشر بيروت
| . 1
-3د .صابر طعيمة :الاباضية عقيدة ومذهبًا .دار الجيل .بيروت
6م 6041 /ه .
- 4عدون جهلان :الفكر السياسنى عند الاباضية من خلال آراء الشيخ
عمد بن يوسف اطفيش .نشجرمعية التراث .القرارة .الجزائر
| 0991 -م . 9
-5الشيخ أحمد بن حمد الخليلي :الحبق الدامغ ى بلا مكان الطبع .
. 9
- 6عمر بن الحاج محمد صالح با (غمر با) :دراسة في الفكر الاباضي .بلا
مكان الطبع .ويشير المؤلف السنغالي في تصديره لدراسته هذه إلى :
نيودلهي 1891 / 6 / 91م .
- 7فرحات الجعبيري :البعد الحضاري للعقيدة عند الاباضية (جزءان)
رسالة أكاديمية .نثر جمعية التراث .المطبعة العربية ى غرداية 1991 .
:ح ع م م !. - 81ح
ع ن ن س ! .ا .
3891.
هذه أهم الدراسات وبعض الكتب التي رأيت ضرورة ذكرها في هذه
المقدمة لهذه الطبعة الثانية ولا شك أنها توضح أفكارا وتحل إشكاليات كنت
قد طرحتها في كتابي «الدولة الرستمية» فضلا عن أنها امتداد لقائمة المصادر
والمراجع التي لا يستغني عنها باحث يريد الدراسة أو الكتابة عن الدولة
| الرستمية أو عن المذهب الإباضي .
ولابد أن أشير إلى أنى قد ذكرت في صفحة 001الهامش . 9بأننى ربما
أتناول أئمة الدولة المدرارية بدراسة مستقلة ى والحقيقة أن مجموعة من
الباحثين سبقتني إلى هذا العمل أذكر منهم خاصة دراسة الأستاذ شنايت
العيفة :دولة بنى مدرار بسجاماسة ودور تجارة القوافل في ازدهارها
الحضاري بين القرنين الثاني والرابع المجريين .رسالة ماجستير .جامعة
الجزائر 1991وأطروحة بوخالفة نور الهدى :دولة بني واسول في سجاماسة
علاقا تها ودورها الحضاري ف المغرب الوسيط .جامعة وهران .الجزائر
: . 6
وأخيرا أود أن أنبه إلى أننى بصدد كتابة دراسة عن الإدارة الرستمية 2
جعت أغلب مادتها الخبرية إلا أن كثرة الأعمال واستحواذ أطروحة
الدكتوراه على جل الوقت جعل هذا المخروع يؤجل لعدة مرات ...أرجو
من الله التوفيق والسداد والله من وراء القصد .
فمع طوالع الفتح الاسلامي لبلاد المغرب ‘ وهو فتح لم يكن سهلا
بالنسبة للفاتحين 2اذ كلف الخلافة الاسلامية كثيرا من النفقات والرجال
والوقت وبعد جهود وبلاء حسن قام به العرب المسلمون في هذه البلاد س تم
تحرير المغرب وفتحه ،ودخل المغاربة في الدين الاسلامي 0وحسن
اسلامهم بتركهم دياناتهم النصرانية واليهودية وغيرهما .وهذا أول تحول عميق
يس الشخصية المغربية ويؤثر فيها .
ولما كان الخوارج () في المشرق العربي يتلقون الضربة تلو الأخرى على
أيدي ولاة بني أمية خاصة بالعراق أولى وأهم مراكزهم ي فكروا في اللجوء
(ث) هذا البحث تقدم به الطالب الى جامعة بمداد لنيل درجة الماجستير في التاريخ الاسلامي ونوقش بتاريخ 5
. ديسمبر 31م
( )1عن ابتداء أمر الخوارج أنظر خاصة :الطبري أبو جعفر مد بن جرير :تاريخ الرسل والملوك 0تحقيق أبو
الفضل ابراهم 4م . 5ط 2دار المعارف ى مصر . 1791ص 46وما بعدها 8ابن الاثير :عز الدين أبو الحسن علي
بن أبي الكرم ،الكامل في التاريخ .:م ! 3دار صادر .بيروت 5831ه5691/م .ص 623وما بعدها وانظر
كذلك وخاصة :الثياخي أحد بن سعيد ،كتاب السير .طبعة حجرية .القاهرة 1031 .ه .ص 84وما
علي يحي معمر :الاباضية في موكب التاريخ ،الحلقة الاولى :نشأة المذهب الاباضى .مكتبة وهبة .دار الكتاب
المربي .مصر 4831ه4691/م .ص91۔ . 53عوض خليفات :نشأة الحركة الاباضية .عمان .الاردن . 7791 .
: ص 44وما بعدها .
طه حسين :الفتنة الكبرى .جزءان 12س دار المعارف .مصر القاهرة 6591م .۔وانظر مقدمة الطبعة الثانية
في البلاد شرقا وغربا .وفي هذه الاثناء 4ومع نهاية القرن الأول المجري
وبداية الثاني ث قدم رجلان الى المغرب يتعاقبان جملا واحدا ،ليا في تغيير
أوضاع المغرب ،وتحريك عجلته أكبر الأثر وأدومه .والرجلان هما سامة
ابن سعد ( أو سعيد ) الذي.جاء ليدعو الى الاباضية ،وعكرمة مولى
عبد الله بن عباس الذي قدم بمذهب الصفرية .
الملخرق < آو كاد .انفصالا سياسيا < وفي هذه الفترة انفصل الغرب عن
وفي هذه الفترة انقسم المغرب الى مقاطعات ،ان صح التعبير .أو الى
دول مستقلة منفصلة عن بعضها البعض ،فظهر الى الوجود ما يعرف
الأدنى ه4وهو ليبيا وتونس حاليا 4والمغرب الاوسط ،وهاولجزائر بالمغرب
إن الدولة الرستمية التي جاء اسمها من اسم مؤسسها عبد الرحمن
التاريخ الأستاذ أجمد توفيق المدني « » ف يقول نالها » ك بن رستم ثا « .قد
ظلم فاحش ،وثغمط حقها بصفة جائرة :اذ تعمد أغلب المؤرخين تناسيها
أو الدس عليها”» ...ا .
نايت بلقاسم قاسم الوزير مولود الاستاذ لدى نجده النعور هذا ونفس
ن .: غ ' 1س ل -ح م ع ( )2اح "ث ا )(..
عست2 , , 7291.
(ة)
العبااسليدةولةسنةالأغلبية نبة الى مؤسها ابراهم بن الاغلب الذي استقل بولاية افريقية (تونس حاليا) عن الخلافة
481ه008/م .وعاصمتها «القيروان» .انظر الخريطة ص 601
()4
الدولة الادريسية نسبة الى ادريس الاول ابن عبد الله بن الحسن البط بن الحسين بن أبي طالب (ض)
مؤسس هذه الدولة سنة 271ه887/م .عاصمتها «فاس» انظر الخريطة ص . 601
() د
ولة بني مدرار الصفرية أسها أبو القاسم سمكو بن واسول المد .ي سنة 041ه757/م عاصمتها «سجلمابة.
تافيلالت .أنظر الخريطة ص . 601
. ( )6عن عبدالرحمن بن رستم .انظر الفصل الثاني من الباب الاول .وانظر مقدمة الطبعة الثانية
( )7المدني أحد توفيق :مدخل لدراسة الدولة الرستية واسهامها في التطور الفكري والحضاري ء نحاضرة القيت في
الملتقى الحادي عشر للفكر الاسلامي المنعقد بوارجلان .الجمهؤرية الجزائرية .سنة 7931ه7791/م .ص. 1
- 11
وزير التعلم الأصلي والشؤون الدينية ( سابقا ) اذ جاء في كامته الافتتاحية
للملتقى الحادي عثر للفكر الاسلامي ،المنعقد بوارجلان .العاصة الثانية
للدولة الرستمية .في المغرب الأوسط ،هذا العنوان « :منسيين لستم يابني
رستم »ا .وهو عنوان يكفي وحده دلالة على مدى النسيان الذي أصاب
،وتاريخ تاريخ الرستيين 0وهو جزء هام من تاريخ الجزائر .خاصة
المسؤولية . العرب والمسلمين عامة ،فهذا نجد الوزير المذكور ،من موقع
.و يخصص يعلن صراحة ذلك الاهمال الذي انتاب تاريخ الدولة الرستية
لها عنوان النقطة الأولى من نقاط الملتقى المذكور 0لتاريخها ويضع
« مساهمة الرستميين في حضارة الاسلام وفكره » .
- 21
برزت فيهيا الدولة الرستمية :الجانب الاقتصادي 2والجانب الفكري { وهما
في الحقيقة جانبان عرفا انطلاقة متينة ،في الفترة المذكورة ،تعبر عن
نضج وأصالة كا عرفا بعد الانطلاقة ازدهارا واسعا ء شمل جميع البلاد
العربية الاسلامية ف المشرق والمغرب ص فسايرت الدولة الرستتية هذه
الانطلاقة وهذا الازدهار وكانت لذلك جديرة بالدراسة .
لقد قسمت دراستى هذه الى تمهيد أو مدخل وثلاثة أبواب وخاتمة بعد
مبحث عرضت فيه أهم المصادر والمراجع التي تناولت الدولة الرستمية س مع
تحليل لها .وتقيم معلوماتها .
أما المدخل فقد أردت أن أمهد به للنوضوع وادخل بواسطته الى صلب
الدراسة ،فتناولت فيه تطورات الاحداث ف المشرق والمغرب العربيين
وبينت أن ثورات الخوارج كانت أهم ما تميز به هذه الفترة التي تهد
لموضوع دراستنا س وتحدثت عن سقوط الدولة الأموية سنة 231ه س وقد
كان لثورات الخوارج وفتنهم دور في تفتيت قوتها ،كا تحدثت عن نشأة
الدولة العباسية في نفس السنة .وكانت من الاسباب التي دعت الخوارج الى
اللجوء الى أطراف البلاد العربية الاسلامية .ومن هنا وجد الاباضية
طريقهم نحو المغرب العربي } فقاموا بنشر مذهبهم » وخاضوا عدة ثو رات
أهلتهم في الاخير ء الى تأسيس دولتهم الرستية سنة 061ه777/م .
ولم أتطرق الن تفاصيل هذا التأسيس الا في الفصل الثاني من الباب
الأول ى اذ خصصت الفصل الأول من نفس هذا الباب للحديث عن
المذهب الاباضي ونشأته وبعض عقائده ،لتكون لنا فكرة واضحة عن
المذهب السائد في المترة ال نحن بصدد دراستها ث تساعدنا على تتبع
مراحل وأحداث الدولة الرستمية :السياسية والاقتصادية والثقافية .
وفي الفصل الثاني استعرضت تفاصيل بناء العاصمة تيهرت ونشأة الدولة
الرستمية .فحاولت أن أقدم تاريخا لتأسيس هذه المدينة بالمغرب الأوسط .كا
ا-31-
بينت أهم الاسباب التي دعت الى اختيار موضعها ،والظروف التي تم فيهنا
بناؤها .وانتقلت بعد ذلك الى شخصية عبد الرحمن بن رستم مؤسس هذه
الدولة .فناقشت أهم الآراء التي جاءت حول نسبة الفارسي ،ونينت أنه
ولد في العراق ث ورحل صبيا الى القيروان فنشأ فيها وتربى ثم عاد الى
العراق وقد استوى رجلا ى فتعلم في البصرة سنوات ،غم عاد الى المغرب
ليستقر فيه .فجعلت من هذه العوامل الثلاثة دليلا على أنه كان عربي
المنشأ والمربي والتفكير .
أما الفصل الثالث 2الذي وضعته لحدود الدولة الرستمية ى فقد خضت
فيه غملر الاراء المختلفة حول هذه الحدود ى ووجدتها حدودا متوجة ،تمتد
أحيانا .وتجزر أخرى اذ فكرة الحدود في تلك الحقب التاريخية مازالت لم
تتبلور س بل لم تعرف بعد ،لذلك رأيت أن السلطة الروحية هي :ما يمكن
اعتاده لتحديد الحدود أولا ،ثم السلطة العسكرية أن وجدت .وبهذا تبين
لي أن سلطة الرستميين تمتد من حدود تلمسان ‘ في غرب الجزائر اليوم ٠
غربا الى سرت ،في ليبيا شرقا 4وهي مناطق آهلة بالاباضية تعتبر من
رعايا الرسميين ء اذ تمثل هذه الفترة ۔ القرنين الثاني والثالث الهجريين -
فترة المينة الاباضية والصفرية على بلاد المغرب العربي .
أما الفصل الرابع ،وهو الأخ .في هذا الباب السياسي ،فقد تتبعت
فيه الاوضاع السياسية العامة للدولة الرستمية ،إماما بعد آخر وتحدثت
.عن الفتن والشورات التي أثيرت ،والفرق التي ظهريك ،وتتبعت مراحل
القوة والضعف في الدولة حتى وصلت الى سقوطها على يد أبي عبد الله
الشيعي داعية العبيديين © )٢وقائد جيشهم سنة 692ه909/م .وحاولت
( ]01العبيديون :هم أتباع عبيد الله للمدي .أختلف القدامى والمحدثون في نسبه ى فنهم من يرده الى فاطمة
الزهراء بنت الرسول يك .فيسمى أتباعه فاطميين .وأنا في هذه الرسالة وفي اعتقادي أن تسميتهم بالعبيديين في
الفترة التي حكوها ببلاد الغرب أضبط ى كا أن تسميتهم بالفاطميين لما حكوا مصر أوثق وأوكد 0وهذا بغض
النظر عن نسبهم .عن عبيد الله المهدي والعبيد بين عامة أو الفاطميين أنظر :المقريزي أحمد بن بلي :اتماظ2
- -41
أن أضبط لكل امام رستي مدة حكمه .لذلك فان هذا الفصل يقدم صورة
وافية عن الأوضاع السياسية لهذه الدولة منذ نشأتها حتى سقوطها .تساعد
على الدخول في الباب الثاني { الاقتصادي .والباب الثالث .الفكري .
في الباب الثاني س الذي خصص للأوضاع الاقتصادية .سبعة فصول بعد
تمهيد س تناولت فيه الحديث عن جغرافية الدولة الرسمية وأثرها في
الاتتصاد ومهدت به للدخول فى الفصل الأول الذي تناول الحديث اعن
الزراعة والرعى وقد رجعت الى اكبر عدد ممكن من الكتب الجغرافية .
أستقضيها 0وانتهيت الى أن الزراعة والرعي عرفا ازدهارا كبيرا يساير,
الازدهار والرخاء الشاملين لجميع البلاد العربية الاسلامية في هذه الفترة .
أما الفصل الثاني الذي يدور موضوعه حول الصناعة والمهن الختلفة فقد
حاولت جهدي أن أتتبع معالم الصناعة في المغرب في عهد الرستميين فوجدت
أن معلوماتنا حول هذه النقطة ضئيلة جدا س ولكنها على ضآلتها تساعدنا
على أن نستنتج أن الصناعة في الدولة الرستبية كانت تساير الزراعة وتعتد
عليهاا في اغلب الاحيان .
أما التجارة التى خصصت لها فصولا ثلاثة .فكانت "النشاط الدائم
والمستمر الذي كان يقوم به السكان في المغربين الأوسط والأدفى من رعايا
الدولة الرستمية س لهذا جعلت الفصل الثالث للتجارة الداخلية .تحدثت فيه
عن أهم الأسواق والمراكز التجارية في الدولة .وتطرقت الى البضائع التي
كانت تتداول بين تلك الاسواق .كا بينت مدى اهتام الناس بالتجارة ،ثم.
انتقلت بعد ذلك الى التعريف بالمكاييل والموازين » قدر المستطاع .
فوجدت أن ذلك متنوع يخضع للعرف أكثر مما يخضع لأي شيء أخر ه
لذلك اختلفت المكاييل والموازين باختلاف المناطق ‘ فضلا عن البلدان .
= الحنفا بأخبار الامة الفاطميين الخلفا س تحقيق جمال !لدين الشيال .دار الفكر العربي 7631ه8491/م .ص52
وما بعدها ۔ حسن ابراهم حسن تاريخ الدولة الفاطمية .ط . 2مكتبة النهضة المصرية .القاهرة . 8591 .
17 وما بعدها . ص 75
-51-
الا أن الدمة المامة الق تتصف بها أسواق الدولة الرستمية س أنها كانت
رخيصة البضائع بشكل ملحوظ يشير الى ذلك أغلب الجغرافيين .
عملة رستبية أو عد م وجود ها وجود المضيا ر تساء لت عن هذا وفى
فجمعت الآراء المختلفة حول هذه النقطة ،وبينت استنادا على نصوص
ووثائق احتال وجود عملة نقدية للرستميين 3وان لم يعثر عليها لحد الان .
[- 6
وتناولت مباحث هذا الفصل ‘ التعريف بمالك السودان والمسالك:
والشاطر القى .وذكر اللصاعب وتحديد .مسافاتها ‘ ان امكن المؤدية اليه
الغربي . الى السودان ‘ وصولا الكبرى يواجهها التاجر العابر للصحراء
وفي المبحث الأخير .من هذا الفصل تعرضت ,المظاهر هذه التجارة
ومدى مساهمة التجار من رعايا الدولة الرستتية فيها 0ومساثمتها في حد
ذاتها في رفع مستوى المعيشة بالدولة ث وبعث الحيوية والنشاط في أسواقها
اذ تشكل أكبر كمية من الذهب والرقيق المستبوردين تجارة عبور
« ترانزيت » على :أسواق المغرب الأويمط ،فكانت منها توزع شرقا وشمالا .
وبذلك يكون للدولة الرستمية دورها البارز في مساهمتها بهاتين البضاعتين
في الاقتصاد العربي الاسلامي انذاك .
أما الفصل السادس س الذي وضعت له عنوان « المؤسسة الاقتصادية »
بيوت الأموال ودار الزكاة ث فقدزأيت لزاما علي أن أتحدث عن هاتين
الدارين أو البيتين { رغم قلة المعلمات حوفيا ،وكان الاعتاد الأول على
نص صريح لابن الصغير ،مؤرخ الدولة الرستمية ى ومعاصر أحدانها 3وأحد
سكان عاصتها .وقد تبين ث حسبا يشير الى ذلك العنوان 0أن لأموال
الزكاة دارا خاصة بها ،ولغيرها من الأموال بيوتا موزعة في مدن
وأقاليم الدولة .
وقي الفصل السابخ والأخير ،أقرنت بين الحسبة ومستوى المعيشة في
الدولة .اذ يعبر أحدهما عن الآخر ء فتحدثت عن الحسبة وتعريفها وأول
من نظمها في الذولة الرستمية .وتطرقت ال بعض مهام المحتسب فيها ..
أما عن مستوى المعيشة س الذي لا شك أنه مرتفع ،والمعيشة مزدهرة
ازدهار الحياة الاقتصادية كلها .فالقصد من التطرق اليه اعطاء خلاصة
مستوفية عن الأوضاع الاقتصادية ونتائجها في الدولة الرستبية .فتنبعت
مراحل الرخاء والازدهار مرحلة بمد أخرى :وانتهيت الى أن المغرب
71--
الاوسط والادنى في عهدآالرسميين بلغ درجة راقية في الاقتصاد ،بحيث
كثرت الاموال في أيذي الناس س حتى استغلت في القضاء على حكم الرستميين
والاباضيين عموما 0وتلك نتيجة سلبية تردت اليها الأوضاع الاقتصادية .
فأودت بالدولة الرستتية وحكامها من الاباضية .
أما الباب الثالث ى فيبحث في الحياة الفكرية في الدولة الرستمية ولما
كانت هذه الحياة غنية ومتنوعة ث رأيت تقسيها الى فصول خمسة بعد تمهيد
تناولت فيه الحديث عن دخول البربر افواجا في الاسلام على مذهب
الاباضية س وكان هذا قبيل تأسيس الدولة الرستمية واثناءها » .ومهدت بهذا
للباب الفكري الذي يطغى عليه الطابع الدينى .بحيث كان الاهتام مسائل
الفرق والاختلاف فيا بينها ء أبرز مظاهر الحياة الثقافية بالدولة الرستمية .
وفي الفصل الأول .الذي جعلته لدور الحكام في الحياة الفكرية تتبعت
جهود الرستميين في نشر الثقافة وشغفهم بالعلوم } اذ المشهور عن بيتهم أنه
بيت علم .وقد وجدتم فعلا كذلك ،شجعوا المعرفة ث وسهلوا تناولها ة
وانتصبوا لنشرها في المساجد س ولم يكونوا مقلين في التأليف بل ألف بعضهم
المديد من الرسائل والكتب تناولت مختلف القضايا المطروحة وقتئذ
أغلبها لم تصل إلينا .
وفي الفصل الثاني الذي وضعته للمؤسسات التعلمية والدراسات المتداولة
بها ء افترضت أن الكاب هو أهم مؤسسة تعليمية للصفار اذ تعتبر اللبنة
الاولى لدور التعليم في المغرب العربي .وتحدثت عن حلقات العلم في
المسجد 2ولم انس المكتبات واهم المراجل التعلمية التي يطو يها طالب العلم
وأهم الدراسات التي يتناولها من الشيوخ أو المؤرخين س على الرغم من أن
مصادرنا كانت بخيلة في تزويدنا بمعلومات في هذا الشأن :
وأما الفصل الثالث ،فقد بحثت فيه اصناف العلوم وذكرت أهم العلماء
وقىمته الى ثلاثة مباحث ‘ تناولت في المبحث الأول العلوم النقلية من
-81-۔
تفسير وحديث وفقه س فشرحت مساهمة العلماء فى الدولة الرستمية في تلك
العلوم وذكرت تراجم لبعضهم ،ولم أجد اشارة واضحة الى اهتام الاباضية
فايلمغرب العربي بالحديث بقدر ما اهتموا بالفقه والفتوى في الجلال }
والحرام .ويبدو أن هذه الفكرة لم تتبلور عندهم في ذلك ,فوقت لذلك لم
ة يصرحوا نها .
أما المبحث الثاني الذي خصص للعلوم العقلية سفتحدثت فيه عن
للناظرات الكلامية والفقهية التي راجت سوتها بتوافد مختلف الفرق
الاسلامية الى تيهرت فتمنت كل فرقة أن تناظر الاخرى ،وتغلبها 0فبرز
في هذا المجال عدد من العلماء المناظرين وقدمت امثلة حية عن تلك
للناظرات التي طبعت الحياة الفكرية في الدولة الرستمية بطابعها .
وفي هذا المبحث ،تحدثت عن العربية والبربرية وكيف شجع الائمة
الرسميون لغة الاسلام بأن جعلوها لفة بلاطهم ث وكيف اهتم المغاربة
باكتساب هذه اللغة .وكل هذا كان جنبا إلى جنب مع البربرية التي نظم
بها الشعر وألفت بها الكتب ،اذ تعتبر هذه الفترة بداية تحول المغاربة الي
اللغة العربية } ولا أدل على ذلك من كتابة البربرية بجروف عربية س فتلك
خطوة عملاقة نحو التعريب الاكمل الذي سوف يكون على يد القبائل
العربية الوافدة على المغرب في القرن الخامس المجري .
وي هذا المبحث .كذلك تطرقتالى اللفة العربية نحوها وآدابها
فكشفت عن عدد من المغه ورين في علم النخو وترجمت لهم وأثبت كوغم
من رعايا الدولة الرستمية 2أما الآداب ققد برز فيها الائمة الرسميون خاصة
برسائلهم فأثبت نصؤضا للامام أفلح .والاغتقاد السائد أن الرستميين لم
يكونوا من مشجعي الآداب ،أو على الاقل لم تصلنا أخبار الآدباء وتراجهم :
لأن أصحاب الطبقات والسير الاباضية لم يكونوا يهتون الا باملشائخ
والفقهاء .فكانوا بعيدين من أن يذكروا شاعرا أو أديبا .ورغم ذلك وجدنا
-91-۔
شاعرا مفلقا وهو بكر بن حماد التيهرقي المتوفى سنة 692ه ،أنبت بعض
أشعاره .وهو في حد ذاته يدل على وجود شعراء غيره ،على الاقل ،اقل
الشعر لم نعثر عليهم . ف منه جودة
أما الفصل الخامس والأخير ،والذي وضع للعلاقات الثقافية بين الذولة
الرسية وغيرها من دول المغرب والمشرق العربيين 0وبينها وبين السودان
الغربي ث يمكن اعتباره حصيلة الحياة الفكرية في الدولة الرستمية اذ تعتبر
العلاقات الثقافية أهم عوامل التأثير و إلتأثر التي أبرز ما تكون في الدول
العربية الاسلامية مشرقها ومغربها 0لذلك وجدت عاماء عديدين مشارقة
ومغاربة وأندلسيين طاب هم المقام في تيهرت ،كا وجدت عاماء اباضية أو
غيرهم خرجوا لطلب العلم أو الاستفتاء خاصة من علماء البصرة .كا يعتبر
الحج من أمم مظاهر العلاقات المشرقية الرسمية س وكان الاباضية من أهل
جبل نفوسة من أكثر الناس حجا .
-02-
وكانت للعلاقات الرستمية السودانية أكبر الاثر وأدومه } اذ بواسطتها تم
نشر الإسلام في جزء من السودان الغربي؛ ويتال ان للاباضية وجودا الى
يومنا هذا في بعض قرى تلك المناطق ز وكان التجارةالواسعة التي ربطت
المغرب بالسودان آثار واضحة في تكوين لغة خليط مانلعربية والبربرية
والسودانية س تعارف عليها التجار العابرون للصحراء لاقتناء الذهب .
وفي الخاتمة رسمت معالم حضارة هذه الدولة الاقتصادية والثقافية
وقدمت خلاصة ما سبق ذكره في الابواب :الثلاثة س وانتهيتالى أن الدولة
الرستية 0ساهمت بشكل ملحوظ في تطور الضارة العربية
) الاسلامية واثرائها .
وليس بالأمر الفريب أن أذكر أن عدة مشاكل وصعوبات اعترضتني كا
تعترض أي باحث مبتدئ مثلي ،كان أهمها تشتت مصادر البحث ومراجعه
في مختلف المكتبات بمختلف الدول والمدن س لذلك وجدتني أكثر الترحال
للتنبت من معلومة ى أو بحثا عن أخرى س فزرت في هذا الخصوص اضافة
الى الجزائر ى فرنسا وتونس ،وكانت استفادتي منهيا ضئيلة جدا ،رمبا لجدة
تر 4وكنت دائما أشعر بهذا ى وكلما أقدمت على حك ،أو تقرير
حقيقة أو نفي ما ثبت عندي نفيه 0الا وشعرت بمسؤولية الكلمة وثة
وجدة تجربتي وابتدائي لطريق لم اكن قد اقتحمت اغواره .وسرعان ما
ينجلي هذا الشعور لما أشرك استاذي المشرف محمد توفيق حسين ،اذ لم يتم
هذا البحث الا تحت رعايته الابوية .وتوجيهاته الصمية المادفة ى فكنت
محظوظا باشرافه ومتشرفا بأستاذيته .أطال الله عمره .
ولا يفوتنى أن أشكر جامعة بغداد وكلية الآداں .هذه الجامعة !:لخالدة
شرفتني بالتخرج فيها 0وقد وجدت في احضانها كل رعاية ومساعدة 3 الت
وتسهيل للصعاب .
وفي الختام ،أود أن أشير الى أن هذا البحث ،الذي أشغل بالي وفكري
-_ 12 -
مدة طويلة .حاولت فيه آن اقترب من الحقيقة 0قدر استطاعتي
فاجتهدت في موضع الاجتهاد .وقلدت في موضع التقليد س ولا أبالغ اذا
قلت ان هذه الدراسة جديدة في موضوعها ث وطرحها .وخطتها ى لذلك
ان وفقت ث من الله 4وهو مقصدي ،وان كان غير ذلك ،فحسبي أني ما
أبقيت من جهدي شيئا 0وشفيعي النص الذي قاله العماد الاصفهاقق .
ونقله عنه ياقوت الحموي ‘ بحيث جعله فاتحة كل جزء من الاجزاء الاثنين
والعشرين من معجمه ارشاد الأريب ،وأنا بدوري أقتبسه منه لأجعله
خاتمة مقدمتي هذه فأقول :
.ه انى رأيت أنه لا يكتب انسان كتابا في يومه الا قال في غده ض لو
غير هذا لكان أحسن س ولو زيد كذا لكان يستحسن ،ولو قدم هذا لكان
أفضل ولو ترك هذا لكان أجمل وغذا من أغظم العبر .وهو دليل على
استيلاء النقص على جملة البشر » .
:۔ ربنا ه تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا .والله ولي التوفيق ۔
بغداد في محرم عام 4041ه /نوفمبر عام 3891م ,
77
ج : 4
.
.
.
.
4
٠
-22 -۔
4 والمراجع « المصادر
عرض وتحليل
لا شك أن دراسة المصادر المعدة في هذا البحث 2تقدم صورة واضحة
للمعلومات الواردة فيها .وتظهر قيمتها 0وتبين درجة دقتها .
هذا ارتآينا ابتداء س أن نصنفها الى مصادر اباضية أولية ى ومصادر غير
اباضية .ومراجع حديثة اباضية وغير اباضية وفرنسية .وهذا التصنيف في
‘ ويسهل تناولها . الفكرة يقرب . ذاته حد
( )1مود اسماعيل :الخوارج في المغرب الاسلامي ۔ ليبيا تونس ۔ الجزائر ۔ المغرب ۔ موريتانيا .دار المودة
۔ بيروت . 6791 0ص 51۔ عوض خليفات ى نشأة الحركة الاباضية .جامعة عمان .عمان . 8791ص. 41
( )2حاولت الذهاب الى مصر في الشهر الادس من عام 1891م الا انني طردت منها بعد وصولي الى مطار
القاهرة .ولم اتمكن بعد ذلك من الذهباب مرة أخرى 0وقد حصلت على أم المصادر الاباضية من مكتبات
الاباضية الخاصة بالجزائر على الحصوص .
( )3ان احراق مكتبة المعصومة من طرف أبي عبد الله الشيمي ،وكانت تضم عشرات المجلدات ،قد ضيع علينا
تراثا ضخيا كان من الممكن أن يساعدنا في تتبع حضارة هذه الدولة وتاريخ المغرب العربي في تلك الفترة .
انظر :أيا زكرياء يحيى بن أبي بكر :كتاب سير الأئمة واخبارم .تحقيق اسماعيل العربي .اصدارات المكتبة
الوطنية س الجزائر 9931هجري ۔ 9791م ى ص . 311الدرجيني أبو العباس أحمد بن سعيد :طبقات المشائخ
بالغرب ج 1ء تحقيق ابراهيم طلاي 0مطبعة البعث 0قسنطينة 4931هجري 5791 ،م .ص. 49
( )4النديم أبو الفرج عمد بن أبي يعقوب اسحق :كتاب الفهرست تحقيق رضا تجدد ى بلا مكان الطبع 1931ه ه
.ص. 332 1م
2
32-
ولم خطوط هو اليوم تداولها اكثر مما تبمى .وما وبالتا لي عدم الاعبن
يطبع سيبقى في خطر .لأنه معرض الى عدة عوامل من التلف والضياع...
يعتبر كتاب « شرائع الدين " للواب بن سلام بن عمر اللواتي .من
الكتب الاباضية التي الفت في زمان الرستيين .وهو كا يقول لو يسكي
( عنس )أقدم كتب السير في شمال افريقياةا .
ولا نعرف شيئا كثيرا عن لواب بن سلام مصنف هذا الكتاب .الا أننا
نعرف نحنه أنه كان يسكن توزر بالجنوب التونسي.قبل سنة 042ه
بقليل(ا ويذكر الشاخي أن لوابا كان ممن أوتي الجكمة وهو صغيرا .
وتناول كتاب لواب عمدوةاضيعاثا س كانت افادتنا منها خاصة في الباب
السياسى اذ تحدث عن توراث الاباضية ابتداء من سنة 041ه ،كا أننا
اعدناه في الباب الفكري اذ ذكر اسماء العديد من العاماء الذين كانوا
بالقيروان س كما حفظ رسالة للامام عبد الوهاب وجهها الى أهل طرابلس .
وكثيرا ما يذكر لواب مصادره 3وأغلبها شفوية س ويتحدث عن نفاث
بن نصر النفوسيثا ءأحد معاصري الامام أفلح بن عبد الوهاب
( 802ه ۔ 852ه ) والمنشقين عنه ،كا اعتمد على مصادر لم يذكر عناوينها
ولا مصنفيها يفهم هذا من الغرض الذي دفعه الى وضع كتابه ذاك حيث
يقول « وانما دعانا الى وضعنا كتابنا هذا .جمعنا فيه من دواوين العلم
والاثار .تسمية قاداتنا وفقهائنا “"ا ى ويبدو لنا من هذا النص أن ما
ن : : ز ' ز- !- ع ,ی- ! ل ح ) (5ع
ع ح , ‘: [, . !, وانظر مقدمة الطبعة الثانية , 4391, . 73.
مدينة القرارة بمنطقة .استنسخه الشيخ ناصر الملزموري احد مشائخ لا يزال هذا الكتاب مخطوطا رغم صغر حجمه
ميزاب بالجزائر ى من النخة الفريدة الموجودة بجزيرة جربة وعلى نخة القرارة اعتمدنا في هذا البحث .
( )6لواب بن سلام :شرائع الدين ( 0مخطوط) ورقة . 44
( )7الثياخي أحمد بن سعيد :كتاب السير .طبعة حجرية ى القاهرة 1031ه ى ص 442۔ . 542
( )8لمزيد من المعلومات أنظر الباب الثالث .الفصل الثالث .مبحث هالتاريخء من هذا البحث .
( )9لواب :شرائع (مخطوط) ورقة . 63
٠ ورقة 84 نفذه . الصدر ()01
-24-
وص
لنا من كتاب لواب أقل بكثير من أصله ،لان جمع ما في دواوين
ال
علم 4والاثار (التاريخ) يحتل أن يكون مجلدا ضخيا 0وليس كتابا في
حوالي
خمسين صفحة .ورثم ذلك فالكتاب مهم كما سيظهر من الهواشمش التي
أ شرنا فيها اليه .
أما الكتاب « سير الأئمة وأخبارهم » لأبي زكرياء يحي بن أبي .بكر
الوارجلاني"""١ المتوفى سنة 174ه ،فيعتبر أهم كتاب إباضي جمع سير الأئمة
الرستميين وأحداث دولتهم 0ويمكن أن نقول س دون مبالغة س أن أبا زكرياء
وضع كتابه أساسا لذلك الغرض س فأطنب ف الحديث عن الاباضية ابتداء
من انتشارها في بلاد المغرب س فثوراتهم ضد بني العباس ،ثم تأسيس الدولة
الرستمية سنة 061ه .وتحدث عن الفتن أو ما يسميه الافتراق في صفوف
الاباضية وذكر ثلاثة افتراقات منها حدثت زمان الرستميين :النكاريتة
والخلفية والنفاثية . "2
واستد أبو زكزياء معلوماته من شيوخ الاباضية الذين التقى بهم وسمع
منهم ى لذلك فان مصادره شفوية ،ولا غرو ان لمسكنه بوارجلان ى حيث
آخر معاقل الرستميين بعد سقوط دولتهم .الأثر الكبير في تأليف كتابه .
ا والتركيز على تاريخ الدولة الرسمية بالذات .ويذكر أبو زكرياء عدة
وينتمي الى قبيلة ' ريه
صحد
او أ
ع وه
مف ،
مرات أبا الربيع سليمان بن يخل
مزاتة .يذكره أبو زكرياء كأحد رواته العديدين .ونحن نعلم أن أبا الربيع
( )11طبع هذا الكتاب المهم لاول مرة مترجما الى الفرنسية سنة 8781م من طرف الاستاذ الممتشرق ماسكراي
) .وبقي مخطوطا الى سنة 9791عندما اخرجه الى النور مطبوعا الاستاذ اسماعيل العربي وزوده ( علاوة
بهوامش عديدة مهمة تباعد على فهم الكتاب . .رغم وجود بعض الاخطاء وكان بامكانه ان يتحرى اكثر .عن
ع ح : خ' اا التزمة الفرنية أنظر :. ٥-م ,صمنانلع "!
ح . .غ0 881ا
( )21عن هذه الفرق التي زالت كلها اليوم .انظر عوض خليفات :النظم الاجتاعية والتربوية عند الاباضية في
. 511. 411. 30وأنظر
شال افريقية في مرحلة الكتمان شركة المطابع التوذجية .عمان الاردن 2891 .ي 1ص
كذلك الباب الاول الفصل الرابع .الباب الثالث .الفصل الثالث المناظرات وعلم الكلام .
( )31المزاني :أبو الربيع سلمان بن يخلف :كتاب اللير .طبعة حجرية تونس 1431ه 0وهو ضن بحموعة من
الكتب مثل الرد على الانجليزي للشيخ أطفيش .وجواب الشيخ أبي مهدي عيسى بن اساعيل .ويبدو ان نخ
هذا الكتاب ضئيلة جدا .لا توجد إلا عند الإباضية .
( )41الوسياني أبو الربيع سليان بن عبد اللام :سير ( .مخطوط) ورقة . 2
الاستاذ بالجزائر .واشكر هنا يسجن ( ()51اعد الباحث على النلخة الموجودة ف حوزة الشيخ بابانو ببلدة بي
ابرزهم طلاي على تهيله لي الحصول والاطلاع عليها .وتوجد نخة منها في دار الكتب المصرية واخرى في
'! . : .أنظر 1 بولندا بمعهد العلوم الاللامية في جاممة لوو (|٥٧ا) تحت رم 7
( سيأتي ع ؟ :. (...) .125. . : ع ع ل . .11
وقد ذكر الوسياني سبب تأليفه للكتاب عندما قال « :اني نظرت الى
الآمار قد امتحت 8والى أخبار أهل دعوتنا قد انطمست ،فأحببت أن
أؤلف لكم منها كتابا مما بلغني وصح عندي ولما تخالجني فيه الشكوك ». "٢
وفي مكان آخر من سيره يقول « وما رأيت من أهل زماننا من قلة المبالاة
وكثرة المارات على الحق والمداراة على القول بالصدق وركنوا الى الجهل...
ومالوا الى الدنيا وتسارعوا الى السفلا (كذا) »٦ا .
ويشير الوسياني .من جهة أخرى ى الى مشائخه الذين روى عنهم سيره
كالشيخ أبي محمد عبد الله بن محمد العاصي ثم اللواتي والشيخ أبي محمد ماكسن
72-
ابن الخير الجرامي ثم الوسياني والشيخ معبد بن أفلح وغيرهم من أخيار
, الاباضية كا يقول(;‘ا .
ويعتبر كتاب طبقات المشائخ بالمغرب للدرجيني أهم كتاب أعتمد عليه
الباحث جنبا الى جنب مع كتاب أبي زكرياء ث وربما يفضله قي نواح«ق) .
ستتبين لنا بعد أن نذكر ترجمة المؤلف
-82-
لذ كان أجداده من الفقهاء البارزين .وجده علي هو الذي أدخل الاسلام
الى مالي سنة 575ه ‘ عندما هدى ملكها الى الاسلام ى وكان جده علي
هذا من كبار التجار مع بلاد السودان ()72
۔_-92
ومما أبدع فيه الدرجيني فعلا هو تقسهه الكتاب الثاني الى طبقات كل
طبقة تضم جيلا فجعله اثنتي عشرة طبقة سكل طبقة خمسون سنة .فترك
السنوات الخسين الاولى من المجرة عن قصد اذ يقول عنها « هم أصحاب
رسول الله علقه .ف..ضيلتهم أشهر 9ومزاياهم وأماؤهم أظهر من أن تحتاج
الى تسميتهم ...ما أغنى عن تكلف تصنيف » وانتحال تأليف(»....ة2ا 3ولم
يذكر من هذه الطبقة الا عبد الله بن وهب الراسبي وحرقوص بن زهيز
السعدي وانطلق بعد سنة خمسين من الهجرة .يذكر الطبقات الواحدة تلو
الاخرى وأهم الاعلام والمشائخ ،كل في طبقته .
وظاهر ،ما لهذا المنهج من فائدة .اذ غالبا ما أهملت كتب الاباضية
ذكر السنوات اطلاقا وسنين وفاة المشائخ خاصة ،فلا الدرجيني هذا الفراغ
عندما صنف المشائخ الى طبقات 2وحدد تواريخ وفاتهم بذلك .وكان لنا
مرجعا هاما في هذا الخصوص بالذات } فضلا عن المعلومات التاريخية القمة
التي تضمنها الجزءان من كتاب الطبقات 0وهي معلومات استدها من
مؤلفات مشرقية ككتاب أبي سفيان محبوب بن الرحيل فيا يخص مشائخ
الاباضية بالمشرق ،وكثيرا ما ذكر الدرجيني هذا الشخص وغيره من
مصادره :ورواته
أ ورثم أهمية كتاب الدرجيني .خاصة فيا يخص تاريخ الدولة الرستر ة
وعلمائها ،نجد أحد المتأخرين عنه 0وهو البرادي أبو القاسم محمد بن ابراهيم
المتوفى في القرن الثامن المجريث2ا .ينتقده .ويضع كتابه الذي يجعل له
هذا العنوان « الجواهر المنتقات في اتمام ما أخل به كتاب الطبقات »عا أي
طبقات الدرجيني .
-03-
والحقيقة أن ما ذكره ألبرادي من نقص في طبقات الدرجيني لا 7
البحث كثيرا لانه انتقده على تركه الطبقة الاولى ( 1ه ۔ 05ه ) حيث ل
يذكرها بتفصيل 0كا فعل مع الطبقات التالية ص وفي هذا يقول البرادي
« ...إني رأيت كتاب الطبقات ضالة عزنا شدوها ومنشدوها ومنهلا عذبا
قد أعوز واردوها وموردوها ....وقد كنت كلفت به منذ اتراءى لي علمه
ونهى إلي علمه (كذا) ...فتصفحت عند ذلك صفحاته وتنشقت نفحاته
الاول وأخل: فوجدته كا تصفه الالسن ...الا أنه أغفل عن ذكر ال
بذكر ما عليه المغول ..:وزعم أن شهرته مغنية عن الدلالة عليه ىفرأيت
ذلك وصمة أزرت بكماله ؤسماجة قصرت عن مدى أمثاله »ث. )2
وقي فقرة أخزى يقول البرادي « والسبب الذي كتبت به هذا الكتاب
أني نظرت الى كتاب الطبقات في ترتيب بيانه وحسن نظامه وتبيينه معالم
المذهب واعلامه فرأيته في خلوه عن ذكر الائة من الصحاب ةة ونيان الفتنة
وأحكامها وكيف نجا من نجا وهوى من هوى عاريا من بعض المقصود تاركا
لبعض المعهود »2ا .
وهكذا يتضح لنا أن ما أتم به البرادي كتاب الدرجيني انما هو مقتصر
في ذكر الصحابة ٠رضايلله عنهم .والفتنة الكبرى التي ابتدأت في زمن
الخليفة الثالث عثان بنعفان (ض) (ت 53ه) والكتاب مهم من هذه
الناحية اذ يوضح وجهة نظر الاباضية في أحداث السنين الأولى
من المجرة .
يوكاد يقتصر اعتادنا على هذا الكتاب على قائمة كتب الاباضية الني
ذكرها للمشارقة والمغاربة .حيث وضع البرادي تةتقييدا لكتب أهل الدعوة
الاباضية في جواهره 0ويبدو أنه كررها في رسالة ل نشرها الدكتور عما
( )82البرادي :.الجواهر .4ص . 3
( )92نفه .ص. 45
13- -
طالى كملحقا"ةا لأطروحته التي تناولت تحقيق كتاب أبي عمار عبد الكافي
`
وفي القرن العاشر المجري أل قبل ذلك بقليل 9ألف الشماخي سيره التي
تعرف به والشماخي هو أبو العباس بدر الدين أحمد بن أبي عثان سعد بن
عبد الواحد ،المتوفى سنة 829ه .وهو من أهل جبل نفوسة ينحدر من
) أسرة مشهورة بالعلم (. 0٦
وسير الثماخى تعتبر آخر مرحلة استقام فيها التأليف لدى الاباضية في
هذا الفن " أي فن السير والطبقات .اذ استطاع الشياخي بما أوي من ذكاء
وحفظ' ،أن يجمع سير أبي زكرياء الوارجلاني والمزاتي وسير الوسياني
وطبقات الدرجيني وجواهر البرادي فيؤلف كتابا جامعا شاملا 0يبدؤه من
البعثة النبوية الشريفة الى أيامه .ولم يقتصر الثياخي على تلك الكتب
والنقل منها وانما اعتمد كتبا لغير الاباضية كالرقيق القيرواني .وابن الصغير
والمبرد والمسعودي ...فضلا عن كتب اباضية مشرقية ومغربية
وروايات شفوية .
وقد أتبع الشماخي طريقة مغايرة للدرجيني اذ جعل طبقاته فيا يخص
علماء وأحداث الدولة الزستمية عبارة عن دولة كل امام فيذكر طبقة الامام
عبد الرحمن بن رستم س فطبقة الامام عبد الوهاب .ثم طبقة ابنه أفلح
وهكذا والواقع أن فعل الدرجيني أدق واضبط من الشماخي وإن كان
الاسلوبان يتكاملان في عدة مناسبات .
( )03أبو عمار عبد الكافي :الموجز ۔ ج 2۔ تحقيق عمار طالبي .الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ى الجزائر ه .
.ص 182وما بعدها . 1/ه879م
8
( )13أنظر ترجمة الثياخي :في :علي يحيى معمر :الاباضية في موكب التاريخ .الحلقة الثانية 0القسم الثاني ى
مكتبة وهبة .مطبعة الاستقلال الكبرى ،مصر 4831 .ه4691/م .ص . 521وأنظر خاصة . 7:نعا
. ع , !, .556
- 23
وقد اعتدت على كتاب الشماخي ،الى جانب اعتادي على كتاب أبي
زكرياء الوارجلاني والدرجيني ى اذ يعيد ماقالاه 3وكثيرا ما وجدته يصحح
أخطاء سالفيه س أو يوضح الفكرة والنص المبهمين س وكانت سير الشماخي
أول معتقد الباحثين والكتاب قبل طبع سير أبي زكرياء وطبقات
الدرجيني ،لهذا فان الباحث تحول عن هذه القاعدة ،ورجع الى الاصل
دون اهمال الفرع في غالب الاحيان ث وبقدر الامكان .
الى جانب هذه التصانيف التى تشكل العمود الفقري بالنسبة الى هذا
البحث ،هناك عدة كتب اعتمد عليها الباحث لمؤلفين اباضية ككتاب
المدل والانصاف في أصول الفقه والاختلاف”ةا وكتاب الدليل لأهل
العقول وكلاهما للشيخ أبي يعقوب يوسف بن ابراهيمالوارجلاني المتوفى سنة
0ها وهما في عقائد الاباضية وأصول الفقه 0اضافة الى كتاب الكشف
والبيان للقلهاتي أبي عبد الله محمد بن سعيد الازدي المتوفى في أوائل القرن
الرابع المجري قا .وكتاب كشف الغمة الجامع لاخبار الامة لمؤلفه سرحان
بن سعيد الازكوي الذي عاش في القرن الثاني عشر الهجري (ةا .وهو اباضي
نماني ذكر في كتابه المطول تاريخ الدولة الرستمية اقتبسه حرفيا من سير
زمانا ولكونه ل يأت لتأخره الهوامش ف أهلنا ذكره أبي زكر يا ء وقد
( )23لا يزال هذا الكتاب مخطوطا وتوجد نسخة منه في حوزة السيد الحاج سعيد محمد بن أيوب بمدينة غرداية
بالجزائر أطلمني عليها مشكورا.:
( )33أبو يعقوب يوسف بن ابراهيمالوارجلاني :الدليل لأهل العقول ثلاثة اجزاءء في مجلد واحد ۔ طبع بالطيمة
٠ . البارونهة ۔ طالون مصر طبعة حجرية 6031.ه
) (34اعتدت على الخطوط في البداية م عثرت على الكتاب مطبوعا سنة ن 1 089قي عمان فتحولت اليه .القلهاتي :
أبو عبد الله محمد بن سعيد :الكشف والبيان ،تحقيق د .سيدة اسماعيل كاشف ،مطبوعات وزارة التراث القومي
والثقافة سلطنة عمان 0041ه0891/م ص . 7
رم 643 تحت الموجودة بالمكتبة الظاهرية بدمشق ( )53هذا الكتاب لا يزال مخطوطا اعتمد الباحث على اللبخة
.تاريخ ثوتوجد نسخةأخرى مبتورة في مكتبة الدراسات العليا ثكلية الآداب جامعة بغداد تحت رقم . 5002
َ ( )63الأزكوي :كشف الغمة (مخطوط) ابتداءمن ورقة 813وما بعدها .
- 33 -
تاريخ عمان والمذاهب الاسلامية وهناك كتب أخرى اباضية مثبتة في
الموامش لاداعي الى ذكرها في هذا البحث .
ومجمل القول ،ان المصادر الاباضية من الاهمية بحيث لا يمكن لأي
باحث يريد الكتابة عن الاباضية كمذهب أو كتاريخ للدولة الرستمية .
الاستغناء عنها 0فهى الى تمدنا بالمعلومات والنصوص التاريخية الأولية الق.
سكتت عنها أغلب المصادر غير الاباضية كا سنرى .
7
الوضع والكذب" أن نصوصا منها عديدة نجدها ف المصادر السنية .أو
غيرها كتطابق بعض الاحداث التاريخية المروية من طرف المصادر الاباضية
مع رواية ابن الصغير المالكي وهو المعاصر للدولة الرستية وأئمتها ث وان
كانت المصادر الاباضية غالبا ما تسكت عندما يكون في المسألة مس
بشخصية أحد أممتها أ:وعامائها الامر الذي نجد تفاصيله عند ابن الصغير ه
ومثال ذلك فتنة ابن عرفة وتورط الامام أبي بكر بن أفلح فيها .
وكثيرا ما نجد كرامات أو خوارق للعادة منسوبة لهذا الامام أو ذاك
الشيخ وهي بطبيعة الحال ،تعبر عن العقلية السائدة في زمان كتابة تلك
الصادر وهي من جهة أخرى لا تخلو منها كتب التاريخ والطبقات غير
الاباضية في العصور الوسطى س وبهذا فان ذلك لا يقلل من اهميتها
التاريخية وقيتها الملموسة
( )73يذكر ابن تيمية أن ه ...الخوارج مع أنهم مارقون ...ليوا من يتعمد الكذب بل م معروفون بالصدق حتى
يقال ان حديثهم من أصح الحديث ء أنظر ابن تيية أبو العباس تقي الدين أحمد بن عبد الحليم :منهاج السنة
النبوية في تقض.كلام الشيعة القدرية .تحقيق محمد رشاد سالم .ج 1مطبعة المدني مكتبة دار المروبة ،القاهرة
.ولهذا الىبب وللقمة التاريخية القي تحويها هذه المصادر ي كان اعتادنا عليها كبيرا . 34
».ص 2ھ2691/م
ولا يمكن الاستغناء عنها مطلقا بل ان المستشرق الفرنسى باسيه ( اعكة ) يرى لزاما على الباحث العودة الى
. الكتابات الاباضة .
. : ن طز أنظر .424-324.م ,
:ل خ ! ع خ' وانظر كذلك .605.م ,حخ
وسيأتي التعريف بالكتابين ضمن هذا للبحث .
43-
-
2۔ المصادر غير الاباضية :
م تتناول المصادر غير الاباضية الحديث عن الدولة الرسمية بالتفصيل كا
فعلته مع الدولة الاغلبية مثلا ى بل ان تلك المصادر قليلا ما تناولت
الدول الى جاءت غرب منطقة الزاب س وهنا يمكن أن أوافق الاستاذ عبد.
الله العروي (8ة) ( طةااةةاه ندهه] ) الذي لاحظ أن المؤرخين كانوا
يتحركون مع جيوش الخليفة س فلما كان من غير الممكن لتلك الجيوش عبور
الزاب.في عهد العباسيين كا يذكر ذلك اليعقوبي في بلدانه”ةا .فان
المؤرخين رأوا أنه من غير المجدي تدوين أحداث تلك المناطق س فكأنهم كانوا
يكتبون للخلفاء أو ارضاء لهم .
لهذا فان كتب التاريخ العربي الاسلامي الحولية العامة كتاريخ
اليعقوبي (ت 482ه) أو الطبري (ت 013ه) أو ابن الاثير (ت 036ه)
وغيرهم أظهرت اهتاما خاصا بالاقاليم المركزية س دون الاكتزاث كثيرا
مجريات الاحداث السياسية والتقلبات الاجتاعية في الاطراف البعيدة عن
الدولة العربية ولا يتحدث المؤرخ العربي عن عمان ‘ كا يقول الدكتور
٠فاروق عمر فوزي () 2أو الدولة الرسمية مثلا ،الا بالقدر الذي تؤثر به
على السلطة المركزية س وهنا أيضا لا يتعدى هذا الحديث الا أسطرا أو
فقرات مقتضبة س لهذا فان اعتادنا على كتب الحوليات العامة محدود جدا ه
.لم يكن الا من بسيد ث ان صح التعبير .خاصة منها الحوليات المشرقية س أما
كتب الحوليات المغربية ث فان الباحث اعتمد كثيرا على تاريخ الرقيق
القيرواني وابن عذاري وابن خلدون .
الرابع « دار الحرية للطباعة < .4العدد عمان -عجلة اللورد .م3 تاريخ :ببلوجرافيا ف عمر فوزي ( )04فاروق
- 53-
ولا بأس من تسبيق الحديث عن هؤلاء } على مؤرخ الدولة الرستمية:
ابن الضغيز الذي يأتي من حيث الفترة الزمنية أسبق الجميع ،اذ من عادة
الباحث في هذه الرسالة كلها تأخير الأهم والتميد له ببا هو أقل أهمية
هكذا بالتدريج .
ا .أما الرقيق القيرواني أبو اسحاق عمر بن القاسم » فلا نعرف عنه الشيء
٠الكثير .الا كونه قد تولى رئاسة ديوان الرسائل في بلاط بني زيري
الصنهاجيين في أوائل القرن الخامس الهجري (ة٨ا } ولا شك أن هذه الوظيفة
قد اتاحت له الاطلاع على العديد من الوثائق والكتب ى التي بها ى كتب
تاريخه المعروف بتاريخ افريقيا والمغربة٨ا ` .
وعلى الرقيق } اعتمد ابن عذاري المراكشي في القرن السابع المجري في
كتابة تاريخه المعروف بالبيان المغرب في اخبار الاندلس والمغرب ) .
ويعتبر كتاب ابن عذاري من أكمل المصادر المغربية واشملها وأدقها في
تاريخ المغرب أعتدناه بكثرة خاصة في الباب الأول س جنبا الى جنب مع
تاريخ الرقيق ،فكان الواحد منهيا يكمل الاخر رغم اعتاد ابن عذاري على
الرقيق .وقد فصل ابن عذاري ثورات الخوارج 0فجاء بتاريخ مضبوط
ودقيق ،وان كاں يخطنيء في بعض التسميات والتواريخ ،وهو أمر لا يقلل
من أهمية الكتاب ،كمرجع أساسي لاي باحث يريد الكتابة حول تاريخ
المغرب والاندلس .
أما ابن خلدون عبد الرحمن المتوفى سنة 808ه صاحب كتاب « العبر
( )14مود اسياعيل ىالخوارج ىص 708٨عوض خليفات ى نشأة ص 7۔. 8
( )24هذا الكتاب كان في حكم المفقودات وعثعرليه فنشر لاول مرة سنة 8691من طرف الاستاذ المنجي الكعبي
أنظر مقدمةالمحقق في هذا الكتاب :الرقيق القيرواني :تاريخ افريقيا والمغرب .تحقيق المنجي الكعبي ىمطبعة
الوسط ى تونس 7831ه7691/م .
( )34ابن عذاري المراكشي :البيان المغرب في اخبار الأندلس والمغربهتحقيق ج 0س ه .كولان و -ليفي ۔
. 831 بيروت 4ء دار اللقافة بروفنصال 4
- 63-
وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي
السلطان الأكبرا“ا » .فاننا نجد في كتابه الضخم هذا اشتاتا تتعلق بالدولة
الرستية ،فهو لم يضع لها عنوانا في كتابه القيم ذاك س كا فعل مع أغلب
دول المغرب العربي ث صغيراتها وكبيراتها .لهذا السبب نجد عدة مؤرخين
معاصرين انتقدوه على ذلك واعتبروا ذلك في كتابه عورة .ومن أولئك
المؤرخين سليان الباروني ضاحب الازهار الرياضية(“ا والدكتور فخار
ابراهيم الذي يقول إن « ....ابن خلدون الذي عدد أخطاء المؤرخين وحدد
الأوهام والمغالط ...لم يسلم هو الاخر من هذا الزلل التاريخي وهو يتكلم
عن الرستميين ومؤلفات علمائهم التى ضربت بسهم في اجادة التاليف
والترتيب ولكنه في كل مرة يعرض فيها للرستميين 0يعقب كلامه بالضلالة
والخروج عن جادة الصواب مع أنه عندما عرض لتاريخ وأصل الادارسة في
المغرب الأقصى بوأهم فرع « الدوحة المحمدية النبوية »“ا } ونفس هذا :
النقد جده لدى الاستاذ أحمد توفيق المدني الذي بعد أن يذكر أهمية تاريخ
ابن خلدون ،ومقدمته الغنية ث وعنايته بتاريخ الدول المغربية كلها 0يقول
« لكننا مقابل ذلك لا نراه يعنى بدولة الرستميين الاباضية الا قليلا س وفى
صفحات متباعدة يسيرة ويدعو مذهبها « بدعة » وهي أول دولة ....
منظمة في الاسلام ،انتشرت فوق أديم الأرض الجزائرية ...فهل كان يجهل
تفاصيل وجودها ‘ ونظام حكها ؟ أو كان ....؟ كلا ان ذلك الفكر
العبقري ....:لا يمكن أن ينسى دولة قامت على أرض المغرب الأوسط ....
نها كان منه ذلك الاهمال 0وذلك التحقير الذي يوجب علينا اتهامه بسرقة
( )44ابن خلدون عيد الرحمن :العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام المرب والمجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي
اللطان الاكبر .دار الكتاب اللبناني للطباعة والنثر ى . 9591
( )54الباروني سلمان بن عبد الله النفنومي :الازهار الرياضية في أئمة وملوك الاباضية ،مطبعة الأزمار
٠ 1 7 هامش 02 الطبع ص ٤بلا تاريخ ٤مصر البارونية
) (46فخار ابراهم :دور الرستميين ف وحهة مغرب الشعوب .مجلة الاصالة .عدد . 24/34مطبمة البعث ى
4صن 63۔ . 73 قسنطينة .الجزائر 7م
-73-
دولة مغربية زاهرة الا لتعصب مذهي وارضاء لخصوم ذلك المذهب 0من
الملوك والامراء(٨“7ا .
أن هذا النقد الحاد الذي وجه لابن خلدون 4اذا كان أصحابه مصيبيں
في أكثر الوجوه ،فاننا نجد لابن خلدون عذرا ،أشار اليه بنفسه عندما
تعرض لقبيلة لماية الي يعتبرها مادة الدولة الرستمية } على كاهلها قامت اذ
كانت على حلف قديم مع عبد الرحمن بن رستم مؤسس الدولة الرستمية لما
كان هذا في المغرب الأدنن قبل أن يلتجيء الى موضع تيهرت بالمغرب
الأوسط حيث مواطن لماية 0ويبنى عاصمته تيهرت بمساعدة تلك
القبيلةا . 6ثم يذكر ابن خلدون أن هذه القبيلة قد انقرضت وهلكت
بهلاك مصرها ى أي تيهرت‘“٦ا فلعل هلاك هذه القبيلة وانقراضها ،كا
يقول » هما الداعيان الى اهمال تاريخ الرستميين ماداموا! مرتبطين بقبيلة
ماية المنقرضة وهذه مرتبطة بهم .ولا يستبعد هذا .لأن ابن خلدون في
عبره ،كان يؤرخ للقبائل الواحدة تلو الأخرى س ويذكر ما كان لها من
سلطان 3وهذا لا يمنع من جهة أخرى اتهامه بما ذكره كل من الباروني
والدكتور فخار والاستاذ المدني ،اذ كان بامكان المؤرخ العبقري ابن
خلدون ،وهو الذي اشتغل بالسياسة وتقلب في خدمة الدول .الامر الذي
يساعده على الوصول الى مالا يستطيعه غيره س أن يخصص لمذه الدولة
عنوانا على الاقل في مصنفه .
س فان خلدون ابن عن الحديث في بداية 0فكما أشرنا هذا ومع
ك خلدون عبر ابن ‘ اعد :السياسى الاول الباب ‘ خاصة ف الباحث
( )74المدني أجد توفيق :مدخل لدراسة الدولة الرستمية وأسهامها في التطور الفكري والحضاري ة محاضرة القيت
في الملتقى الفكر الاسلامي وطبعت ضمن مطبوعات ذلك الملتقى المنعقد بوارجلان (الجزائر) ربيع عام 7791م .
( )84ابن خلدون :العبر .ج . 6ص 642۔ 942وسيأتي تفصيل الحديث عن تنك الاحداث كلها .
942 6ص ٨ج6 نفه ()94
- 83 -
وكتاب ابن خلدون أعلى من أن يهمله دارس لتاريخ المغرب العربي { رغ
موقفه العدائي من الرستميين .
ونأتي بعد هذا الى ابن الصغير مؤرخ الدولة الرسمية س كا تسميه
الدكتورة وداد القاضىا .ولا نريد تفصيل الحديث عنه \ الا بقدر ما
هم هذا المبحث ى لاننا سنتعرض اليه في الباب الثقافي عند حديثنا
عن « التاريخ » .
عاصر ابن الصغير أواخر أيام الرستميين ض وذكر أنه رأى الامام أبا
اليقظان بن أفلح ( 162۔ 182ه) وحضر مجلسه("ةا .كا أنه كان على اتصال
بشنخض يدعى أحمد بن بشير 0يبدو أن أباه بشيراً من خاصة .الامام ابي
اليقظان(7ةا .وكان ابن الصغير كثيرا ما اعتمد عليه في الرواية الشفوية التى
تطغى على كتابه .كا اعتمد على غيره من الاباضية الذين يثق بهم كا يذكر
هذا مرارا .
وتاريخ ابن الصغير ى كتاب قم ،فيه اشارات ،رغم اختصارها ث تدل .
على أمور عديدة لمن يريد استنطاقها .الامر :الذي حاولنا تطبيقه قدر
المستطاع وكانت افادتنا من هذا الكتاب مطلقة ،تكاد لا تخلو صفحة من
إ هذا البحث دون الاشارة الى ابن الصغير ،اذ تناول الفتن الي تعاقبت على'
تيهرت واختصر الحديث عن كل امام .واشار الى جوانب ثقافية هامة
كذكر اسماء بعض العلماء الذين اهملتهم كتب السير والطبقات الاباضية .
( )05وداد القاضي :ابن الصمير مؤرخ الدولة الرستية .عجلة الاصالة عدد . 54مطبعة البعث .قنطينة !
الجزائر 5931 .ه5791/م .
ح ‘"ث41 ح ( )15ابن الصغير :أخبار الائمة الرستميين ۔ نشر موتيلنسكى ضمن ! :
وانظر مقدمة الطبعة الثانية ص 4 ل 0 5091.حا . ع! 8091م
نشر موتيلنكي كتاب ابن الصغير باللغتين العربية والفرنسية اذ ترجمه هو بنفسه .واعد في نشره على انخطوط
الذي وجده في احدى مكتبات منطقة ميزاب الاباضية بالجنوب الجزائري ۔ أنظر مقدمة المترجم ص . 3
( )25ابن الصغير ،تاريخ ى ص . 84 . 54
- 9
هذا بالاضافة .الى اشارات عميقة تمس الجانب الاقتصادي مسا مباشرا لا
وقد اطلقنا كامل الثقة على ما كتبه ابن الصغير س وقمناه على غيره
فى كثير من الاحيان .لاسباب :أهمها أنه عاصر الاحداث التي أرخ لها أو
على الاقل كان قريبا منها زمانا ومكانا } ثمم لأزه في بداية كتابه أوضح
منهجه التاريخي 8الذي استطاع ان يطبقه بحذافيره فعلا 0وبين مقصده ى
فكان محل ثقة اذ يقول « وكانت له قصص حكوها لا يمكن ذكرها الا على
.وجه 3وأن أتم الصدق فيها ولا أحرفها على معانيها ولا أزيد فيها ولا
أنقص منها اذ النقص في الخبر والزيادة فيه ليس من شيم ذوي المروءات ولا
من ذوي الديانات .وان كنا للقوم مبغضين ولسيرهم كارهين ولمذاهبهم
مستقلين فنحن وان ذكرنا سيرهم على ما اتصل بنا وعدهم فيا ولوه 0فلسنا
من تعجبه طلاوة أفعالهم ولا حسن سيرهم لما نعلمه من براءتهم ممن والاه
رسول الله عين وقال من كنت مولاه فعلي مولاهة' .
وهكذا فان هذا النص يبين لنا ان ابن الصغير كان مؤرخا فعلا
موضوعيا نزيها يتحرى الصدق والحق س ويبدي اعجابه وتقديره للائمة
العادلين من الرستميين رغم عدم قناعته بالمذهب الذي ينتمون اليه(“ا .
هذه بعض المصادر التاريخية التي اعتبد الباحث عليها س أما غيرها من
المصادر .فلا غرابة اذا كان الباب الاقتصادي تطفى عليه المصادر
الجغرافية .اذ في هذه الفترة المتقدمة من تاريخ العرب والمسلمين ى كان
المؤرخون لا يهتمون عادة الا بالامور السياسية .وكانوا بعيدين عن أحداث
لمجمع وتطوراته وما يتعلق به من أوضاع اقتصادية ،لهذا فان الجغرافيين
العرب والرحالة سدوا هذ! الفراغ .بما قدموه من ملاحظات ومشاهدات
( )5ابن الصغير ٠تار يخ .ص . 01
( )45عوض خليفات :نشأة .ص٩ .وداد القاضي د ابن الصفير .مجلة الاصالة .عدد . 54ص 94۔ . 35
04--
لمختلف البلدان والامصار ،والمسالك المؤدية اليها س والأقوام الساكنة فيها
وعادانهم وتقاليدهم .وانشطتهم الزراعية والصناعية والتجارية .وكل هذا
من خلال وصف المناطق ى وصفا دقيقا ،نال اعجاب الباحثين المستشرقين
فضلا عن العرب .
.٠وأول المصادر الجغرافية الي اعد الباحث عليها 0كتاب البلدان
بن أب يعقوب بن واضح المتوفى سنة 482ه .واليعقوبي لليعقوبي أد
يتجدث عن أسفاره ورواته فيقول لقد .... « :اتصلت أسفارى ودام تغربي
فكنت متى لقيت رجلا من تلك البلدان سألته عن وطنه ومصره....
وساكنيه من هم من عرب أو عجم. ...ودياناتهم ومقالاتجم ....ثم أنبت كل
آما يخبرني به من أثق بصدقه »(ثا .
وكان اعتادنا عليه كبيرا اذ زار منطقة المغرب العربي ،ولا يستبعد أن
يكون قد دخل تيهرت عاصمة الرستميين التي يقول أنها تعرف « بعراق
المغرب » لكثرة أخلاط الناس بهااا س على حد تعبير اليعقوبي .وقدم لنا
معلومات دقيقة حول طبيعة البلاد الزراعية والعمرانية والسكانية واللغوية :
والمذهبية :فوصف الانهار والأراضي ‘ والمزروعات ،والمدن ‘ والمسالك
المؤدية اليها .وحددها بالمراحل أي بالأيام ،اذ كل مرحلة تعتبر
١ يوما واحدا .
وقد أفدنا منه خاصة ،لمعاصرته الدولة الرستية 0في رسم حدود هذه
الدولة .وقد لقينا في هذا عنتا كبيرا .اذ فكرة الحدود في تلك الأزمنة ه
ما زالت لم تتبلور وربا لم تعرف أساسا ،نظرا لسرعة تغير أحوال الدول
وانتقال السيادة من دولة الى دولة .ومن قبيلة الى أخرى .وهكذا .
( )85المقدسي شمس الدين أبو عبد الله محيد بن أحمد بن أبي بكر البناء :أحسن التقاسيم في معرفةالاقاليم .ط 2٠
م . 60 مطبعة بريل »ليدن
ء والمالك المالك كتاب من .وهو جرء والغرب ذكر بلاد افريقية ف أبو عبيد الله :الغرب البكري ()95
مطبعة الحكومة ىالجزائر 7581.يأعادت طبعه مكتبة المثؤ ,ببقداد بالاوفت .
) (06ابن خرداذبة أرباولقاسم عبيد الله عبد الله :المالك والمالك ۔بريل .ليدن 9881 .م .
( )16الادريسي :الشريف :وصف افريقيا الثمالية والصحراوية مأخوذ من كتاب نزهة المشتاق في اختراق
. الاناق ٠تحقيق هنري بيريس الجزائر 7591 .
( )26مجهول :الاستبصار في عجائب الامصار .تعليق سعد زغلول عبد الحميد ۔ مطبعة جامعة الاسكندرية .
8591م .
( )36ياقوت الجوى شهاب الدين ابو عبد الله بن عبد الله ::معجم البلدان دا ر صادر4 .بيروت 7931ه7791/م .
-24-۔
الاندلسي المتوقى سنة 363ه .وكتاب الوراق لم يصلنا ى ولحسن الحظ
احتفظ البكري بجزء كبير منه .وكانت المعلومات التي زودنا بها فريده من
نوعها ،لم يسبقه اليها أحد ،ونقلها عنه كل من صاحب الاستبصار
وياقوت الحموي .والوراق كا يذكر الضبي" ألف ديوانا ضخيا في مسالك
افريقية ومالكها وفي أخبار ملوكها وحروبهم والقائمين عليهم كا ألف في
أخبار تيهرت ووهران وتنس وسجاماسة وغيرها تواليف حسانا ،ولا شك
أن نشأته بالقيروان ساعدته في ذلك..
وبدهي أن نقول إن معظم المصادر الجغرافية تتفق على ازدهار المغرب
العربي زراعيا وعمرانيا 0وكل الجغرافيين معجبون بثروة المغرب وطقسه
ومزروعاته الأمر الذي لا تنفرد به بلاد المغرب وحدها 8وانما كان عاما
يشمل جميع البلاد العربية الاسلامية في هذه الفترة ى الى تعتبر فترة
الازدهار والرخاء الاقتصادي ،فعلا .
اضافة الى ما تقدم من المصادر الاولية المهمة .فقد اعتدت كتبا في
العقائد كملل ونحل ابن حزم (ت 654ه) أو الشهرستاني (ت 845ه) وكتبا
في الاعلام والطبقات كطبقات أبي العرب القيرواني (ت 333ه) وجذوة
الميدي (ت 884ه) وبفية الضي (ت 995ه) وحلة ابن الابار
(ت 856ه) اضافة الى عيون الانباء لابن أبي أصيبعة (ت 866ه) وطبقات
النحو يين للزبيدي (ت 973ه) وغيرهم .
=- 3المراجع الحديثة :
اعتمد الباحث على مراجع حديثة متنوعة س كلها تتناول ,الدولة الرسية
من قريب وبعيد ،ولا أبالغ اذا قلت إنها كلها لا تمس الجانب الاقتصادي
_
( )46الضبي أحد بن يحى بن أحمد بن عميرة :بغية الملتس في تاريخ رجال أهل الأندلس .طبع روخس
-جريط 4881 .م .ص 131وأنظر كذلك المقري أحمد بن محمد :نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب ى
تحقيق د .احسان عباس .دار صادر ۔ بيروت 8831 .ه8691/م ۔ أنظر الجزء . 3ص . 711
34- -
ولا الفكري الا مسا خفيفا ى وانما صبت جل عنايتها على الجانب السياسي
حسب فكانت تلك الدراسات س مع كثرتها 4عبارة عن تكرارات لا غير ء
ولا بد أن أشير هنا الى المراجع الحديثة التي تناولت تاريخ الدولة
الرستمية ؛ انما تناولته من خلال دراسة التاريخ العام للمغرب العربي ص أو
التاريخ العام للجزائر وإستثنى من هذه الملاحظة الدكتور محمود اسماعيل في
والاستاذ الفرنسي الباحث كتابه القم « الخوارج في المغرب الاسلامي »
جيرارد دانجيل في رسالته للماجستير والموسومة « :الامامة الاباضية بتاهرت
1۔ 909م!ا .وسأعود الى هذين الكتابين بعد أن أتحدث بشيء من
الايجاز عن المراجع المعبدة الاخرى .أبدؤها بكتب الشيخ أطفيش امحمد بن
يوسف" امام الاباضية في القرن الماضي ،وهي كثيرة جداً 0وغزيرة المادة
غزارة علم الشيخ وحافظته القوية س الا أنها في مجموعها يطغى عليها الطابع
الديني .وخلال السطور والفقرات يعثر الباحث على ما يفيد البحث من
أفكار جديدة يجدها القارئ مفرقة في صفحات هذه الرسالة .
أما الشيخ سليان بن عبد ا له الباروني واضع كتاب الأزهار الرياضية
في أئمة وملوك الاباضية حيث خصص القسم الثاني أمنها للحديث عن
الدولة الرستمية .ولا شك أن الباروني سلمان ،بعامل مركزه الاجتاعي: :
44-
اذ ينمي الى عائلة اباضية عريقة في ليبيا .وعين في مجلس المبعوثان سنة
9م 4لما كانت ليبيا تابعة للدولة العثانية .ولا أدل على 4191
مركزه هذا من زيارته لبغداد عام 8431ه8291/م واستقبال الملك فيصل
له 0وعين الملك غازي ابنه ابراهيم بن سلهان موظفا له في دائرته الخاصة
بالبلاط 0مع الاستبرار في نفس الوقت في دراسته كطالب في كلية الحقوق
ببغداد“ا .إن هذه العوامل كلها مع تتامذه على الشيخ أطفيش السالف
الذكر بمنطقة ميزاب الجزائرية7ا .لا شك أنها ساعدته في اخراج كتابه
الذي لا يختلف كثيرا في طرحه عن المصادر القديمة"7ا ؛ كا أنه غني بالمادة
تناول الدولة الرستتية من بداية نشوئها الى سقوطها ؛ مع ذكر مفصل
لعاصمتها تيهرت .وبعض المدن الاخرى ،وبعض أعلامها البارزين } كا
أشار الى جوانب اقتصادية ذات أهمية واضحة ،واعد كثيرا على الثماخي
وابن الصغير س بل ربط نهاية أزهاره بنهاية كتاب ابن الصغير ،واقتبس
منه نصوصا طويلة حرفها الا أنه عندما يستخلص من رواية ابن الصغير أو
غيره أفكارا تكون ممزوجة بروايات متعددة .يسبق كلامه
بكلمة «ممزوج » .
( )96أبو اليقظان ابراهيم :سليان الباروني باشا في أطوار حياته ۔ المطبعة المربية ،الجزائر ي 6731ه6591/م .
ج . 1ص 88۔ . 901
( )07الباروني :الازهار .ج . 2ص . 56
. 14( )17عوض خليفات :نشأة .ص
54-
الداعية لي الى ابراز فضائل هذه المدينة والبحث في صفحات التواريخ
عنها7{» ....ا .
والواقع أن كتاب الباروني ،كان من الممكن ادراجه مع المصادر
القديمة .وذلك لأسلوب طرحه ،وأسلوب كتابته ‘ والمصادر التى اعد
. يده متناول عليها خاصة منها الاباضية ك ولم يشر اليها < وكانت ف
وهناك مؤلفات أخرى لمؤلفين اباضية س كمؤلفات الشيخ علي يحيى معمر
التي تندرج تحت عنوان « الاباضية في موكب التاريخ » فقسمه الى حلقات
عديدة نناولت نشأة الاباضية(ةةا في جزء والاباضية في ليبيا في جزأين
والاباضية في تونس(ة7ا جزء آخر ،والاباضية في الجزائراةةا آخر حلقات
كتابه المزكور ،وظاهر من العنوان أن معمر يؤرخ للمذهب الاباضى فقسم
ذلك الى مراكز وجودهم قديما وحديثا .ورتب أعلام المذهب كل الى البلد
الذي ينمي اليه } واعتمد كثيرا على الشاخي وغيره من الكتب الاناضية
الي كانت قريبة لديه .
) (74معمر علي يحي :الاباضية في موكب التاريخ الحلقة . 2الاباضية في ليبيا ى قسمان .مطيمة الاستقلال
الكبرى .مكتبة وهبة .القاهرة 4831ه4691/م .
٠ ( )57معمر على يحي :الاباضية ف موكب التاريخ الحلقة . 3الاباضية ف تونس .دار الثقافة .بيروت
. 5ھ6691/م
( )67معمر علي يحي :الاباضية في موكب التاريخ الحلقة 0 4الاباضية ف الجزائر ى مطبمة الدعوة الاسلامية ه
مكتبة وهبة .القاهرة 9931ه9791/م .
64--
أتناولها الا بمقدار ما تكتمل به الصورة الق أريد أن أعرضها على
القارئ77»....ا .
ولهذا فان كتابه لم يتعرض لتاريخ الرستميين بشكل مباشر 2اللهم الا
في تحليله لحادثة ابن عرفةةةا الذي قتل واتهم الامام أبو بكر بن أفلح
(852ه ۔ 162ه) بقتله للتخلص من سلطانه الواسع 0وقد حاول الشيخ
أبي بكر وتحد يد القا تل . ‘ رفع ا لتهمة عن نظري } بتوفيق ف معمر
التراجم بعض تتجاوز تكاد لا ‘ معمر محدودة كتب من افادتنا وكانت
أو الافكار التي انتهى اليها خاصة ف الباب السياسي والفكري من هذا
البحث أما الجانب الاقتصادي فلم يتطرق اليه اطلاقا .وككتبه السابقة
الذكر كتابه « الاباضية بين الفرق الاسلامية عند كتاب المقالات في القديم
والحديث »(7ا كانت افادتنا منه تقتصر على معتقدات الاباضية س والكتاب
من هذه الناحية قمم جدا لا يستغنى عنه في بابه .
وألف الشيخ علي دبوز كنابه الضخم « تاريخ المغرب الكبير » وهو في
لثورات الاباضية ف المغزب العربي ثلاثة أجزاء ء خصص الجزء الثالث
في شطره الاول 2أما الشطر الثاني س فجعله خالصا لتاريخ الدولة الرستية
منذ نشأتها الى سقوطها ،فتعرض فيه الى دولة كل امام علن حدة
والتطورات التي حدثت في عهد كل واحد منهم 0ومدى ما بلغته :من
ازدهار ثقافي واقتصادي ،كثيرا ما بالغ فيهما ى لتفلب العاطفة والهينان
عليه اذ اهتم بهيا أكثر من اهتامه بالمادة التاريخية الاولية التي تعتبر
74- -
أالاساسر .فلا غرو أن انقياده وراء هذا التيار هو الذي جعله يصنف الدول
الاسلامية في المشرق والمغرب الى دول ملوكية مستبدة واخرى اشتراكية
جمهورية ،فكانت دولة الاغالبة والعباسيين من الصنف الاول ودولة
الرستميين من الصنف الثاني ونفس هذا التيار جره الى استعمال الاساليب
البيانية كتشبيه أيام الدولة الرستمية مثلا ،بمفاتن المرأة ث معللا ذلك
بتعليلات واهيةل"ثا 0ولهذا السبب ،على ما يبدو ،تجرا الشيخ علي يحيى
معمر لا تهامه بأنه « كان يفتش عن المرأة ....كا هو شأنه في كثير من
أحداث التاريخ »(ةةا .
ان هذا المنهج الذي اتبعه الشيخ محمد علي دبوز ۔ رحمه الله ۔ والذي لا
يت بصلة الى منهج القدماء .ولا الى منهج المحدثين 9اضافة الى عدم ذكره
مصادره في كثير من الاحيان ،جعلنا لا نعقد على كتابه الذي فصل فيه
تاريخ الرستميين تفصيلا س وكان لنا في أزهار الباروني غنية عنه في دقته
وحسن عرضه وايراده مصادره .ورغم هذا كله فالكتاب لا يخلو من فائدة
ولا سبيل الى تركه كلية لكل من يريد البحث في تاريخ المغرب العرب
عامة وتاريخ الدولة الرستية خاصة .
7.7
وتزويرها وتشويش وجودها في عقول الجزائريين بحيث يشككهم في
ماضيهم المجيد حتى لا يطالبون به ،وكاد أن يبلغ مرماه { كا يقول
الكعاك } وهذا أكبر دافع للكعاك على وضع كتابه(ةثا الذي أحسن ترتيبه 2
دولة القد مة < عصرا فعصرا < م عصورها تاريخ الجزائر منذ تنا مل حيث
فدولة .
وفي عامي ‘ يعتبر كتاب الكعاك أول مرجع حديث تناول تاريخ
الجزائر عامة وتاريخ الدولة الرستمية ضمنا خاصة س فتطرق فيه الى الناحية
< كل والحدود والاقتصادية ك < والاجتاعية < والثقافية والادارية السياسية
ذلك بشكل موجز تماشيا مع العنوان .وقد افادنا الكتاب كثيرا في أغلب
الرسالة . اعتادنا عليه مستبرا مع < وكان البحث هذا فصول
وعلى منوال الاستاذ الكعاك نسج محمد المبارك الميلي كتابه « تاريخ
وعبد الرحمن الجيلالي كتابه « تاريخ الجزائر في القديم والحديث »
لا يختلف عنهم جيعا عنه كثيرا ‘ 5 ي ( } )58ولا يختلفان الجزائر العام
( )38الكعاك عثان :موجز التاريخ العام للجزائر .منذ العصر الحجري الى الاحتلال الفرني ى مطبعة العرب .
تونس 4431 .ه5291/م أنظر المقدمة .
( )48الميلي محمد مبارك :تاريخ الجزائر القديم والحديث ى مكتبة النهضة الجزائرية ،الجزائر 0531 .ه ۔ الجزء
الثاني خاصة .
( )58الجيلالي عبد الرحمن :تاريخ الجزائر العام ى مكتبة الشركة الجزائرية منشورات دار مكتبة الحياة .
بيروت ي ط4831 . 2ه 5691/الجزء الاول خاصة .
( )68العدوي ابزاهم أحمد :بلاد الجزائر ۔ تكوينها الاسلامي والعربي المطبعة الفنية الحديثة ۔ مكتبة الانجلو
المصرية .القاهرة 0791 .م .
( )78سالم عبد العزيز السيد :المغرب الكبير .دار النهضة العربية للطباعة والنشر " بيروت 1891 .م الجزء الثاني
خاصة .
۔_- 94
ويختلف عن هؤلاء ما كتبه الدكتور سعد زغلول عبد الحميد في كتابه
« تاريخ المغرب العربي »" والاستاذ رابح بونار في كتابه « المغرب العربي
تاريخه وثقافته ه{“ثا اذ اتسمت كتابتها بالدقة العلمية .خاصة الدكتور
سعد زغلول عبد الحميد .أما الاستاذ بونار فتركيزه على الجانب الثقافي ميز
كتابه عن الكتب الاخرى ‘ لهذا كانت افادتنا منه في الجانب الفكري
خاصة 0كا ساعدنا معجم اعلام الجزائر لعادل نو يهضٍ وكتاب « تار يخ
ليبيا » للدكتور احسانا؟ا عباس في هذا الجانب أيضا .
بحيث بحث أسباب تسرب الاباضية الى هذه المنطقة ث وكيفية ذلك .وتابع
مراحل تاسيس الدولة الرستمية من طرف عبد الرحمن بن رستم .وتوقف
مصر المعارف دار ٠ < الجزائر ٠المغرب العربي -ليبيا “.تونس :تاريخ الغفزب عبد الحيد صعد زغلول ()88
41ھ469/
( )29سبق التعريف بمعلومات هذا الكتاب الذي طبع سة 8791م .
( )39مهدي هاثم طالب :الحركة الاباضية في المشرق المري .نشأتها وتطورها حتى نهاية القرن الثالث المجري .
رسالة ما جتير فى التاريخ الاسلامي ۔ كلية الاداب .جامعة بغداد 7931 .ه7791/م .
- -05
عند تأسيسها وكان في هذا المجال خير مرجع أفدنا منه واعمدنا عليه جنبا
( )49الجنحافي الحبيب :المغرب الاسلامي .الحياة الاقتصادية والاجتاعية (3۔4ه9-01/م) الدار التونسية للنثر ى
. . 79241
تونس ىجوان 7791يمن ص
الجنحاني الحبيب :دراسات مغربية في التاريخ الاقتصادي والاجتاعي للمغرب الاسلامي .ط . 1دار الطليعة"
بيروت 0891.وأنظر كذلك الجلة التونية للعلوم الاجتاعية « :تاهرت عاصمة الدولة الرستية
1۔ 692ه777/م ۔ 909م » .عدد . 04/34طبع الشركة التونية لفنون الرسم .أفريل . 5791
- .٠ا-5
الرسالة اا » .أقول تناولها بايجاز بعكس ما يمكن أن نتصوره من النص
الذي ذكرناه ث والذي أورده في مقدمة كتابه ث من هنا فانه لم يخصص
للحديث عن الحياة الاقتصادية والثقافية 0الا بضعة عشر صفحة مركزة
تشترك فيها الدولتان المدرارية الصفرية والرستمية الاباضية 0وهو اختصار
بطبيعة الحال مخل بالمقصود 0الا ان اعتناءه بالجانب السياسي هو أجود ما
يطلب في هذا الكتاب .لذلك تجد الباحث في هذا المضار 0قد
اعتمده بكثرة .
وتعتبر مجلة « الاصالة » الجزائرية أهم مجلة نشرت فيها عدة دراسات
ومقالات حول تاريخ الدولة الرستية ،وأغلبها يدور حول الجانب السياسي
لهذه الدولة .وكانت أغلب تلك الدراسات والمقالات قبل نشرها في الجلة
المذكورة قد القيت محاضرات في ملتقى الفكر الاسلامىث الحادي عشر
النقد في مدينة وارجلان احدى حواضر الدولة الرستية .وهذا
. سنة 7م
( )79دأبت وزارة الشؤون الدينية بالجزائر .الني تشرف على الملتقى المذكور على نشر جميع المحاضرات التي تدرج
في الملتقى في كتاب واحد يحمل عنوان الملتقى وعدده .فرغم أن الفترة الزمنية لملتقى وارجلان بعيدة ست
سنوات تقريبا .فان هذا الكتاب مازال لم ينشر .ويبدو أنه نثرت محاضرات ملتقى بمده .وترك هو .فا
أحوجنا الى نشر جميع أععال الملتقيات أولا بأول .كا التزمت بذلك الوزارة فيا سبق .
- 25
من المحاضرات التى نشرت في مجلة الأصالة « لمحات من دور الدولة
الرسمية في ميادين الحضارة والفكر لبعض الباحثين القدامى والمتأخرين »
للشيخ المهدي البوعبدلي(ثا ،وه من قضايا التاريخ الرسمي الكبرى مكتبة
اللعصومة بتاهرت » للدكتور لقبال موبسىثؤ وه الفن الرسمي بتاهرت
وسدراته » للدكتور رشيد بورويبة(“"ا و دور الرستميين في وحدة مغرب
الشعوب » للدكتور فخار ابراهيم("") وه ملامح عن الحركة العلمية
بوارجلان ونواحيها منذ انتهاء الدولة الرستمية حتى أواخر القرن السادس
المجري » للدكتؤر عمرو خليفة النامي" 2 0والحاضرة القمة للدكتورة وداد
القاضى "") الق تناولت فيها شخصية المؤنزخ ابن الصغير وهي بعنوان
« ابن الصغير مؤرخ الدولة الرستمية » ومحاضرة الدكتور احسان عباس“4ه6
« المجتمع التاهرتي في عهد الرستميين » وه الرسميون قنطرة صلة بين الجزائر
والاندلس من خلال الاباضية » للدكتور المستشرق سلفادور غومت
.نوغاليس(ة"0ا } أما مجلة «سرتا» الق يصدرها معهد العلوم الاجتاعية بجامعة
قسنطينة ،فقد نشرت مقالا للاستاذ فيلالي عبد .المزيزا“"ا بعنوان
ذ جوانب من العلاقات التجارية بين الرستميين والأمويين فى الأندلس » .
لقد أفدت من هذه المحاضرات والمقالات وغيرها ‘ كا أفدت مما كتب
باللغة الفرنسية من مقالات نوجز الحذيث منها فيا يلي :
التفت المستشرقون الفرنسيون خاصة م الى الدراسات التي تتناول
( )89الأصالة .عدد 14عام 7931ه7791/م .
( )99الأصالة ى عدد 14سنة 7931ه7791/م .
( )001الأصالة ي عدد 7931 . 14ه7791/م .
( )101الأصالة 4عدد 24۔ 7931 . 34ه7791/م .
إ( )201الأصالة ى عدد 24۔ 7931 . 34ه7791/م .
( )301الأصالة .عدد 7931, . 54ه7791/م ( وطبع على الغلاف خطأ سنة 5791م ) .
( )401الاصالة ى عدد 7931 . 54ه7791/م .
( )501الأصالة .عدد 64۔ 7931 . 74هز7791/م.:
( )601سرتا ى عدد . 3مطبعة البعث 4قسنطينة .الجزائر ى .رجب 0041ه/ماي 0م .
- 35
الاباضية من مختلف نواحيها :في نهاية القرن الماضي .وبالضبط سنة 8781
)") ترجمة لكتاب عس 11نشر المستشرق ما سكراي أميل )
لأئمة وأخبارمم للشيخ أبي زكرياء يحي بن أني بكر الوارجلاني 4وأشار
فى مقدمه الى أهمية درانة كتب الاباضية©"ا .وهكذا تناولت الدراسنات
فن منذ ذلك التاريخ .دراسة تاريخ المذهب الاباضي وما يتعلق
به .فطرق تاريخ الدولة الرستية من هذه النافذة 7كا طرق مع الدراسات
اليي وضعت لتاريخ المغرب العربي .
وأشير هنا الى أن الباحث اعتمد على ما كتب باللفة الفرنسية حسب ء
مع وجود دراسات عديدة وقية بمختلف اللفات الاوروبية 0تناولت دراسة
الذهب الاباضي ومناطق وجودم ‘ الا أن أغلبها لم يتطرق الى
الدولة الرستية .
وهكذا ظهرت بالفرنسية عقيدة التوحيد لعمرو بن جميع نشرها
)") .سنة 2 5091كا نشر تاريخ المستشرق موتيلنسي ( منار :ه
ابن الصغير سنة 9091من الخخطوطة الفريدة الق وجدها في منطقة ميزاب
نشرها بالعربية مع ترجمة فرنسية لهما""ا .وكلا العملين قدمهيا الأستاذ
الذكور الى المؤتمر الرابع عشر للمستشرقين الذي انعقد بالجزائر
سنة 5091م .
) عدة مقالات مهمة عن الاباضية نشرها ف كتب لويسكي ( نع
سبر الشماخي :قبته ١ الاجنبية < كدراسته لكتاب الدوريات مختلف
45-۔
جبل نفوسة وقراهم »ةآ") اقتبس نصه من سير الشماخي .وتحدث في مقال
آخر له عن البربرية والاباضيةة"ة)'} الا أن أهم عمل له.اعتدناه فعلا هو
« دولة تاهرت في شمال افريقيا وعلاقاتها بالسودان الغربي)"٦“»: .اذ تناول
فيها علاقة تيهرت التجارية بالسودان ى فتتطرق الى ممالك السودان .
والمسالك المؤدية اليه ودور التجارة الاباضية في تلك المنطقة ء
وذلك النشاط .
وهناك دراسة تناولت بقايا تيهرت ‘ وضعها الاستباذ مارسيه مع
) سنة 1491ونشرها سنة 6491. اع 6.نةة دوسوس لامار ( -ںعط
في الجلة الافريقية (5آآا 0ولمارسيه عدة دراسات قمة تطرق :فيها الى جوانب
من تاريخ الدولة الرستية س ككتابه الموسوم « تاريخ القرون
الوسطى »"٦6ا أو كتابه « بلاد البربر في العهد الاسلامي والمشرق ف العصر
الوسيط »”""ا ومقاله « بلاد البربر في القرن التاسع الميلادي كا .وصفه
اليعقوبي ٦آا » .
ن : ع [ ,ع- ن 7.7 ! ن » )(211
,س , 5591. .
كتا. . : ا ف , | ع ح ع ح ع ). (311
,ح . , 5 6391.
'! 7 :حن ل ن ع ع .: ا ع! ح 0 ) (411اح
!1ل ك ا خ 11 .ان : ع ` , !. 1 , 2691.م ` 8,
.ج 7 .: - ع , ‘, 19 , ) (511ع
6491.
.ج ح ! : ل 0 -.ر ع 11, ع ) (611ع ع
م , 6391.
6:ج ع ! : 0 .ع ع ). 6491. (711
نج ه : ع ث ا ! غ' ' د 2ع ع )(811
, 783-683,ث ح ع م , 1491.
- 55
المترجم الى كتابه التاسع الميلادي » ( . )!١9وكانت افادتنا من حى الثامن
وفي سنة 7591م.نشر الاستاذ شيخ بكري بالفرنسية مةالا قيا عن
ه الخوارج في بلاد البربر» ركز فيه الحديث عن الدولة الرستية(ةة. ":
فتناول في البداية بعض معتقدات الاباضية ثمثم تطرقالى ادارة الدولة
الرستمية فحدودها والحياة الفكرية ثاملعلاقات الخارجية 4وكل هذا بشكل
مختصر جدا ومركز يمكن أن نصفه برسم معالم الحضارة الرسمية التي تألقت
بالعاصمة تيهرت على الخصوص .
٧ ولا يستغنى باحث عن المقال الجيد الذي نشره فاناكر )
) حول « الجغرافيةالاقتصادية لشمال افريقيا كا وصفها المؤلفون ساح
-65-
العرب من القرن التاسع الى منتصف القرن الثاني عشر الميلادي'»4ة!)1
وخاصة الخرائط العديدة القية الي وشح بها الاستاذ دراسته وتناولت
مختلف المزروعات والاهار والمسالك والمرافيء والمصانع التي ذكرها
الجغرافيون وخصص لكل صنف من هذه الاصناف خريطة وأشار بجانبها
الى الجغرافيين الذين اعتذ عليهم في رسم خريطته .
أما أهم دراسة وضعت للاباضية وتاريخ الدولة الرستية بشكل عام هي
ما قام به الاستاذ الباحث جيرارد دانجيل في أطروحته القية المستوفية
« الامامة الاباضية بتاهرت » تناول فيها تاريخ الدولة .الرستمية منذ نشأتها
الى سقوطها ى أحداتها السياسية 9والحياة الاجتاعية ،والحدود 3والمؤسسة
الادارية .والحياة الاقتصادية ،والحياة الثقافية والفنية والعلاقات
الخارجية ث فكانت أطروحته بهذا شاملة لجميع الأنشطة .التي شهدتها الدولة
الرستمية ن وقد أفدت منه خاصة في الباب الاقتصادي الذي أحسن ترتيبه
ورجع فيه الى مراجع حديثة مهمة متوفرة بين يديه ساعدته على كتابة
ذلك الباب أما الباب الفكري ،فبقدر ما أبدع في الاقتصاد فانه لم يأت
بجديد في الفكر واختصر الحديث عنه ،واكتفى ببعض الاشارات الى دور
الحكام ث وتسمية بعض الاعلام الاباضية دون غيرهم ،وتطرق الى تطورات
التعريب وحدوده والكتابات البربرية اضافة الى الحياة الفنية .
والجدير بالذكر أن دانجيل اقتصر حديثه عن الاباضية فقط س على
أساس أن هذا المذهب هو السائد آنذاك وهو المذهب الحاكم ،فلم يتطرق الى
المذاهب الاخرى الا بقدر تأثيرها في الاباضية أو تأثرها بها ،فلم يذكر
علماء المالكية مثلا س كا أن دراسته يغلب عليها الطابع السياسي ‘ فقد
خصص للسياسة ستة أبواب من بين الأبواب الثانية لرسالته ى وخصص
5 -75-۔
فصلين لفغێر ذلك من الجوانب :وهما الاقتصادي المستوفى الجيد .والثقافي
النص .والرسالة على العموم ممتازة استفدت منها كثيرا 7خاصة في عرض
أو طرح بعض القضايا المهمة في التاريخ الرستي .
هذه هي أهم المراجع التي اعدتها وراجعتها 3يضاف اليها بعض مواد
6دائرة المعارف الاسلامية التي كتبها مارسيه أو ليفسكي ى وأما غيرها من
المراجع ذات الأهمية الثانوية وهي كثيرة كثرة المصادر الأولية أيضا ث فان
الاشارات اليها في الموامش تكفى لتبيان طبيعة استعيالما .وأهميتها
بالنسبة للبحث .
- &-
5
المدخل »
الأوضاع السياسية العامة في المغرب العربي قبل
سنة 0ه777/م
دون جدوى ،فكلما قضت على ثورة لهم اندلعت أخرى (, )7
( )٨أعنى بكلمة ثورة هنا 0وفي المواضع الأخرى التي ترد فيها من هذه الرسالة :كل قينام ملح ضد السلطان.
أو الدولة القائمة .سواء نجحت الثورة أو فشلت 0وسواء كانت نافعة النتيجة أم ضارة .ولم أرد أن أكثر من
استعيال الكلمات المتعددة التي قد تصف الثورات بصفات قد تكون أكثر تدقيقا مثل الفتنة والعصيان والتمرد...
فالقصد هو التذكير بالقيام ضد الدولة .لا تخصيص نوع هذا القيام وبيان طبيعته .
( )1حسن ابراهيم حن :تاريخ الاسلام السياسي والديني والثقافي والاجتاعي .ج . 1ط . 6مكتبة النيضة
المصرية .القاهرة 1691 .ص . 883 _ 783
ج - 95
والحقيقة أن السلطة الأموية س بدورها ،كانت قد أضعفت الخوارج
ولاحقتهم في كل مكان 3وقتلت .من زممائهم عددا كبيرا » مما دفعهم المن
جديدة طرق مصير حركتهم ‘ وبالتا لي ا جاد ف التفكير جديا
لاسترارهالةا ى ومن هنا فكروا في التوجيه نحو الاماكن القصوى بعيدا عن
مركز الخلافة ،فمنهم من توغل باتجاه المشرق ‘ ومنهم من قصد
بلاد المغرب .
والواقع 2أن الخوارج ،لما وصلوا الى المغرب س استطاعوا ان ينشروا
أفكارهم ،ويتوغلوا بين القبائل البربرية ث ويناوئوا عمال بني أمية بسكان
للغرب أنفسهم س ما طبع حركاتهم بالطابع المحلي 3وبالتالي اقتضت الضرورة
تكثيف الجند العربي القادم من المشرق ،بإفريقية خاصة ،لمواجهة
البربر الخوارج .٠
وفي غمرة الانتصارات الاولى التي حققها الخوارج في المغرب س عرف
للشرق تطورا خطيرا قلب الاحداث رأسا على عقب س ذلك هو انهيار
الدولة الأموية وقيام الدولة العباسيةا231ه كقوة فتية ى جديدة س في
ريعان شبابها ! الأمر الذي أثبت للخوارج حية نقل نشاطهم السياسي الى
مراكز بعيدة خاصة وأن العباسيين اختاروا موضع بغداد عاصمة لهم ه
وبالتالي قد أصبحوا بجوار البصرة احدى المراكز الأساسية لحركتهم .
ج . 1ص. 202 ( )2محمود اسماعيل ى الخوارج .ص 53۔ . 63الجيلالي :تاريخ الجزائر
( )3عوض خلافات :نشأة .ص . 201دبوز :تاريخ للغرب .ج . 3ص 4۔ . 5
- 06-
نحو المغرب ،مهتا بشؤونه وأحداثه القي ظغت عليها في عهده ثورات
الخوارج اذ س تمكن هؤلاء عدة مرات من دخول القيروان ى أول مدينة
عربية بالمغرب العربي } وقاعدته ومقر حكمه .
هذه هى وضعية المشرق باخثصار ،قبل سنة 061ه .۔أردت من
ذكرها ربط أحداث للغرب بالمشرق 4اذ كان المغرب في تلك الفترة جزءا
أما المغرب العربي 2الذي التجأ اليه الخوارج لمواصلة نشاطهم السياسي }
فقد وجدوه مهيأ لتقبل أفكارم } إذ أن بعض ولاة بني أمية على المغرب كانوا
يسوسون بالشدة والظلم والجورثا .ومازال البربر صابرين على ذلك حتى
تاهملوفود الاولى من الخوارج الهاربين من العراقةا 0فاعتنقوا مبادئهم
٢كانت تدعو الى الثورة والمساواة والعدل .وهي مبادئ تتسق .مع ضفات
المغاربة وطباعهم وعقليتهم .. 6
16-۔'
عكرمة مولى عبد الله بن عباس .وكان بعكرمة يدعو الى الصفرية 3وسامة
يدعو الى الاباضية 0ولشدة حزص هذا الا۔:ير على نشر الاباضية س كان
يمنى أن لو ظهرت ولو يوما واحدا من أول النهار الى آخره س ولا يأسف
إن ضربت عنقه بعد ذللئها .ويرى الدكتور محمود اساعيل أن أول
بدايات ظهور الخوارج بالمغرب س كان ف أواخر القرن الأول < وأوائل الثاني
المجر يين ( } )٦0أذ أن عكرمة توفى حوالي سنة 501ه كا تشير الى ذلك
بعض المصادرلآ"ا س وكا أكده الدكتور عوض خليفات ©ة‘!) .
إن الرواية الاباضية المذكورة اذن س تجعل بدايات ظهور مذهبها في
للغرب س مع نهاية القرن الأول وبداية الثاني س وهذا لا يعني ان-الخوارج لم
يكونوا بالمغرب قبل ذلك التاريخ ،فمن المحتمل أهم وفدوا عليه واستوطنوه
كلما لحقت بهم هزيمة في المشرق العربي 0وضاقت عليهم الارض .
26- -
توقف إلى أن يؤسس الصفريون دولتهم المدرارية بسجاماسة في المغرب
الاقصى ؛ ويؤسس الاباضية دولتهم الرستمية في المغربين الأوسط والادنى .
وهكذا 0فان أوضاع المغرب العربي قبل سنة 061ه تتميز بتلك
النورات 6٨التي قامت على طول البلاد وعرضها 0ومن هنا :فقد عرف
المغرب عدة ثورات س كان من أهمها الثورة الأولى سنة 221ه ،وكانت
ثورة بربرية صفرية قادها ميسرة المطغرى .وثورة أبي الخطاب عبد
الأعلى بن السمح المعافري اليني الاباضية سنة 041ه .وسنقتصر على ذكر
هاتين الثورتين فقط س اذ أن الاولى كانت الممهدة لانشاء الدولة الصفرية ء
بيا الثانية مهدت لانشاء الدولة الاباضية بالمغرب العربي .
( )41ابن عذارى :البيان المغرب ي ج 1ى ض 25۔ 95ص 96۔ 97وراجع ابن خلدون الني يعلق على ثورة
البربر الاولى فيقول « واضطرم المغرب نارا .وانتقض أمره على خلفاء المشرق فلم يراجع طاعتهم بعد » العبر
) ج . 6ص 042
( )51ابن خلدون :العبر .ج 6ي ص 642ء محمود اسماعيل :الخوارج ص 14۔ 0 44عوض :نشأة .ص 631
. :ع .م , وأنظر كذلك [.
36--
أولا ۔ تورة ميسرة المطغري الصفري سنة 221ه :
( )61ابن عبد الحكم :فتوح افريقية والاندلس .تحقيق أنيس الطباع دار الكتاب اللبناني .بيروت 4691 .م
ص 46وأنظر كذلك الرقيق في تاريخ افريقية ص 901حيث يقول :ه وعظم البلاء وذلك في سنة 221ه
وهي أول فتن كانت بافريقية في الاسلام " .
ر )71اين عذاري :البيان .ج . 1ص. 25
. ٩9 ( )81محمود اسماعيل :الخوارج .ص
) (19يخبرنا ابن عذارى أن عبيد الله بن الحبحاب كتب الى حبيب بن أبي عبدة يأمره بالرجوع من صقلية .اذ
كان في غزوة لها .وذلك ليتقوى به في مواجهة الخوارج .ومن هنا نللس مدى خطورة هذه الثورة .ا يظهر
لنا جليا أنها كانت سببا مباشرا في عرقلة فتح صقلية فلم تفتح الا تسمين سنة بمد ذلك أي سنة 212ه .أنظر
البيان ي ج 1ث ص 25۔ . 201 0 35ومن بين النتائج المديدة لهذه الثورة .انتقال عدواها الى الاندلس .اذ أن
البربر هناك ثاروا على عاملهم فمزلوه وهكذا تعم الثورات جميع بلاد المغرب في العدوتين .
ابن عذارى :البيان ى ج 1ى ص 45ي ابن خلدون :العبر ج ."6ص . 042
( )02الرقيق :تاريخ افريقية والغرب ٠ص 011۔ 111ى ابن عذارى :البيان ى ج : 1ص . 45
- 46-
غم توالت الثورات من صفرية واباضية ‘ حتى كان عام 831ه لما
هاجمت قبيلة ورفجومة الصفرية القيروان ،بقيادة عاصم بن جميل }
فأخرجوا منها واليها حبيب بن عبد الرحمن بن حبيب ،الذي التجأ الى
جبل الاوراس فلحقه عاصم الى هناك ‘ واقتتلا فانتصر حبيب 0وقتل
عاصم .وفي غمرة هذا الانتصار قاد حبيب جيوشه وسيرها نو القيروان
لاستردادها من خليفة عاصم عبد الملك ببن أبي الجعد .ودارت المعركة بين
الجانبين فقتل حبيب سنة 041ه عندئذ خلا الجو للصفرية في القيروان ه
فعاثوا فيها فسادا .ولا تختلف المصادر الاباضية وغيرها" في تصوير
مناكرهم سبل إن الكتابات الاباضية تعزو قيام ثورة أبي الخطاب
عبد الاعلى بانلسمح المعافري الينى الى تلك الاعمال الشنيعة التي قامت بها
ورفجومة الصفرية .
نانيا ۔ ثورة أبي الخطاب عبد الأعلى بن السمح الاباضى
سنة 041ه(قةا :
كان أبو الخطاب «ةا ،قد بويع بالامامة سنة 041ه ‘ وفي نفس السنة
توجه بأصحابه من الاباضية الى مدينة طرابلس ،فدخلها وطرد منها
عاملها الذي رجع الى المشرق :حسبا ترويه المصادر الاباضية ى ثم ان
. 1 .ج :البيان عجبذارى ابن . 11 ب ص :نقشه .الرقيق 88۔93 سير ٠ص : ) (12أبو زكرياء
امامة أنفسهم قوة وأ رادوا اعلان قد اقترح عليهم إن أنوا من شيخهم أبو عبيدة .وكان لنشر الاباضية اللغزب
:اباضية .أن يمقدوها لأبي الخطاب .وكان كا أراد .أنظر :أبو زكرياء :سير ى ص ، 73الدرجيني :طبقات .
ج 1ي ص 91۔ ، 32الشياخي :سير ص 321۔ . 421علي يحي معمر :الاباضية في موكب التاريخ الحلقة . 2
. 091 981 .ص 94۔ 45م دبوز :المغرب الكبير 4ج3 القسم 1ى ص
-56 -۔
وجوده بطرابلس سهل له الاستيلاء على جزيرة جربة وجبل دمر .وكان
.٠ واحر (4ذا عام ف كله هذا
سنة 241ه لاستردادها ث فترك عبد الرحمن بن رستم واليا عليهيا”7‘2ا .
وتوجه مسرعا نحو طرابلس فالتقى بعمرو بن الاحوص العجلي المبعوث من
طرف ابن الاشعثثةا .ويبدو أن أبا الخطاب وجيشه ى لم يجدوا كبير
أخبار ولما وصلت مهزوما . قائده الجيش .04ورد على هذا الانتصار ف عناء
هذه الهزيمة المنصور ،كتب الى ابن الاشعث يأمره بالمسير بنفسه الى
( )42الجربي محمد أبو راس :مؤنس الاحبة في اخبار جربة .تونس 8591م .ص 44۔ . 54
( )52يذكر أبو زكرياء رواية عن البب المباشر الذي دفع أبا الخطاب للتوجه الى القيروان فيقول إن امرأة راه
قيروانية كتبت بطاقة الى ابي الخطاب تشكو اليه فيها جور ورفجومة وخوفها على شرف ابنتها التي اخفتها في
حفرة تحت سريرها .وما وصلت البطاقة الى أبي الخطاب بكى رحمة عليها ونادي الصلاة جامعة .ثم صعد لللنبر
ورغب أصحابه في الجهاد وأمر رعيته بالاستعداد للحرب .أبو زكرياء :سير .ص 83۔ 93وأنظر كذلك الرقيق
اذ يورد رواية قريبة من الاولى .تاريخ افريقية .ص . 241
( )62عمود اسماعيل :الخوارج .ص 46۔ . 56الدرجينى :طبقات ج . 1ص . 92
( )72أبو زكرياء :سير .ص . 14الدرجيني :طبتات .ج . 1ص . 92
( )82يبدو أن محمد ىن الاشمث كان يرمي من وراء ارسال ابن الاحوص الى جس النبض ،وتلمس مواطن القوى
والضعف في افريقية .أو كان خائفا من كثرة الاباضية يقول ابن عذارى ه فضاق ذرع ابن الاشعث بلقاء أبي
الخطاب لا بلغه كثرة جيوشه ع البيان .ج . 1ص 27وأنظر كذلك الشياخي :سير ى ص . 131
- 66-
الغر ى فلى الامر وتوجه بجيش قوامه أربعون ألفا .فوجد.أبا الخطناب
مستعدا ى قد جمع أصحابه في كل ناحية .
أما ابن عذارى لا ث فيعزو انهزام سبعين ألفا أما أربعين ألفا ء حسب
( )92تاورغا أو تاورغة .المنطقة التي وقعت فيها المعركة المذكورة .وتبعد مسيرة أربعة أيام من مدينة
طرابلس شرقا .
()03تذكر الصادر الاباضية أن جيش ابن الاشعث سبعين أو خمسين ألف رجل ".بينا يجعله ابن عذارى أربعين
ألفا .أنظر لواب بن سلام شرائع الدين (مخطوط) ورقة 24۔. 54الشماخي :سير .ص 031۔. 231
ج 1ء ص 23۔ . 43الشياخي :سير. 4. ( )13أبو زكرياء :سير .ص 44۔. 64الدرجيني :طبقات
. 1۔ 231
( )23ابن عذارى :البيان .ج . 1ص . 27والجدير بالذكر آانلدكتور محمود اسماعيل يرجح رواية اين عذارى
على الرواية الاباضية ويرى آن هذه الاخيرة ارادت بروايتها اخفاء الانشقاق داخل المعسكر الاباضي بسبب
انحاب اباضية زناتة .وما يرجح هذه الرواية خروج الزناتيين فجأة بقيادة زعيهم أبي هريرة الزناتي سعلى ابن .
الاشعث بعد انهزام آبي الخطلب .ربا ذلك لشعورهم بانهم السبب في ذلك الانهزام .وقارن بما قاله ابن سلام .
وهو أقدم ما وصلنا من المصلدر الاباضية .اذ يذكر تخوف رجال أبي الخطاب من مباغتة ابن الاشعث للاباضة .
وفي الروايةالتي يسوقها لبا ما يوحي بأننابن الاشعث لم يخادع الاباضية ثم لا يذكر أي شيء عن تصدع جيش
الموسم موسم حصاد .أو بسبب تنازع القبائل البربرية أني الخطاب سواء .ببب مغادرة الفلاحين الميدانلان
واتهام قبيلة زناتة أبي الخطاب بالميل الى هوارة .وانما الذي يذكره في هذا الصدد أن القبائل المشاركة في المعركة ='
76--
روايته 0الى انقسام جيش أبي الخطاب ،وتنازع القبائل البربرية المشكلة
له بأن اتهمت زناتة أبا الخطاب بالميل الى هوارة على حسابها ثفانسحبت
هذا التصدع ‘ وسر به 0فتوجه مطمئنا نحو شعث
للاابن
استف
وا
أبي الحطاب ومن بقي معه فاقتتلا قتالا شديدا .وانهزم الجيش الاباضي :
وقتل قائده سنة 441ه :فتقدم ابن الاشعث ظانا ألا بقية للاباضية بعد
تلك المعركة سففاجأه أبو هريرة الزناتي بستة عشر ألفا من رجاله ه
استطاع ابن الاشعثعلى ما يبدو أن يقضي عليه وهزمه بسهولة .:
وما علم عبد الرحمن بن رستم بانهزام اخوانه ووفاة صاحبه أبي الخطاب
وهو في طريقه من القيروان الى تاورغا(“ةا لمساعدته وتقديم العون له ،ولى
راجما } وتفرق عنه أصحابه بقابس.؛ ودخل القيروان خائفا يترقب ٠
فوجدها قد تغيرت عليه ،بايع أهلها .عمر بن عثان القرثي على أنفسهم ٠
فلم يجد الا اتجاها واحدا أمامه يسلكه لينجو بنفسه ى ذلك هو الاتجاه نحو
المغرب الأوسط (ةةا 2أولى خطوات تأسيس الدولة الرستمية .
بعد هزيمة أبي الخطاب وهروب عبد الرحمن س تداعت القبائل البربر ية
= هي زهانة ؟ هوارة .نفوسة .لواتة .مزاتة .وه أن الله يعطي الغلبة لمن شاء » أنظر شرائع الدين (مخطوط)
ورقة 14۔ . 24محمود اسماعيل الخوارج .ص . 552هانش 532ي عوض خليفات :نشأة .ص . 451
. :سكر الشماخي 37 ج 4 1ص :البيان ابن عنارى . ورقة 5 شرائع (مخطظوط) : ابن سلام ()33
ص 231۔. 331
( )43يذكر ابن خلدون ان خبر هزيمةة أبي الخطاب وصل عبد الرحمن بن رستم وهو بنقيروان ووكانه لم يخرج منها
اطلاقا .أنظر المبر .ج 6ضص . 742
( )53لبو زكرياء :سير .ص 64م ابن عذارى :البيان .ج . 1ص . 27الدرجيني :طبقات ج 1ء ص . 53
-86-
الاباضية الى الهدوء 0والكتمان } بعد الثورة والظهورا ..وبقيت على ذلك
ردحا من الزمن حتى أنست من نفسها قوة خاصة في حيز طرابلس .حيث
قبيلة نفوسة ،المادة العسكرية الاساسية للاباضية في المغرب العزبي
فاجتمعوا على مبايعة امام للدفاع7ةا عنهم { فوقع اختيارهم على أبي حاتم
يعقوب .بن حبيب الملزوزي ‘ مولى كبدة فبايعوه سنة 541ه ذا .
واستطاع أن ينتصر على جيوش الولاة في عدة معارك 0ويدخل طرابلس ،
كا أنه مكن من حصار القيروان زمنا ليس بالقصير ،حتى ضاق أهل المدينة
بجصاره ذرعا ،والتجأ أفراد منهم النه ،فلم تستطع المدينة الصود أمام
اته 0فقتل عمر بن حفص عامل العباسيين على المغرب في احدى
المعارك س ودخل أبوحاتم وجنده القيروان ،ثم ترك عليها عاملا من قبله
وغادرها متوجها نحو طرابلس لمواجهة يزيد بن حاتم القادم من مصر ه
أرسله أبو جعفر المنصور لما بلغته أحداث المغرب وثوراته ،ومقتل عامله
عمر بن حفص .وبعد انتصارات لأبي حاتم وجنده عا.يدة ‘ استطاع
يزيد بن حاتم أن يهزم الاباضية :ويقتل امامها سنة 551ه بل لم يكتف
بذلك 2وانما راح يلاحقهم ويقتلهم.في كل سهل وجبلة .
وهكذا .يعود الاباضية مرة أخرى الى الكتان ،والعمل بالتقية .
ولاشك أن انهزامهم مرة ثانية ث وتشتتهم في البلاد س أدى بالكثير منهم
( )63عن مصطلحات الكتان والظهور والدفاع وغيرها أنظر عقائد الاباضية في الفصل الاول من الباب الاول .
( )73من هنا يفهم أن الولاة الذين تعاقبوا على حكم افريقية والمغرب منذ مد بن الاشث الخزاعي .الذي هزم
الاباضية سنة 441ه .كانوا ييارسون العنف على الخوارج ويلاحقوهم رثم كونهم في الكتان .لذلك كان رد
الفعل لدى الاباضية حاسيا اذ اختاروا امامة الدفاع دون غيرها مأننواع الامامة المعمول بها عند الاباضية .
أنفسهم . للدفاع عن وذلك
)38تذكر الصادر الاباضية أن تولية أبي حاتم كانت سنة 451ه .وهوهو خطأ والصحيح هو 541ه اذ كانت يمد
هزام أبي الخطاب وملاحقة ابن الاشعث للاباضية وتقتيلهم 4وهو ما دفع جماعة الاباضية لرد العنف بالعنف .
أنظر ششرارئاع الدين لابن سلام (مخطوط) ورقة 54۔. 64أبو زكرياء سير .ص 3 94الدرجيني :طبقات .
٠ :نشأة خليفات عوض .. هامش 0 . ۔ 652 6 4.ص اسما عيل .الخوارج حمود : وقارن 83 ص ج . 1ب
( )93الرقيق :تاريخ افريقية 4ص 341۔ 951 . 841۔ 061ى ابن عذارى :البيان ى ج٦ ث ص . 97
- 96 -
الى التفكير في التوجه .نحو المغرب الاوسط ،حيث عبد الرحمن بن رستم
أبرز شخصية اباضية بعد مقتل أبي الخطاب وأبي حاتم .وهكذا تتجه
الأنظار اليه فيستقطب الأحداث .ولا يخامرنا الشك في أن العديد من
أولئك توجهوا فعلا نحو عبد الرحمن ى الأمر الذي شجعهم لما كثر عددهم في
منطقة معينة محدودة س عل .بناء مدينة تأويهم ،وتحميهم .وتكون حصنا
لهم وللامامة التي بدأوا يفكرون في اعلانها .وهذا ما سنتناوله بالتفصيل في
الباب الأول ى بعد أن نقدم.نبذة عن نشأة الاباضية وبعض عقائدها } نراها
ضرورية ،تسهل علينا تتبع مراحل نشأة هذه الدولة ابتداء من عاصتها
تيهرت ؛ وتيسر علينا فهم أحدانها .
- 0-7
البارا ل
المع السياسية
إ الفصل الأول 4
المذهب الاباضي :نشأته وبعض عقائده
عندما وقع الخلاف في الاسلام ،وانقسم المسلمون الى فئتين :علي بن
أبي طالب (ض) وأتباعه من جهة س ومعاوية بن أبي سفيان (ض) وأنصاره
من جهة أخرى ،انتهى خلافهيا الى معركة صفين سنة 63ه .والتي ترتب
عنهلا ما يعرف في التاريخ بحادتة التحكيم ("ا .التي أبقت الخلاف في جيش
علي وفرقت بينه وبين عناصر منه ى ومن أولئك فرقة الخوارج التى
امتزلت عليا وخرجت عنه بعد ما كانت معه .2كا بقيت في عدائها لمعاوية
واتباعه من الشاميين خاصة .
6
- 37
الفريق الاخر التزم القعود واعتبر الخروج لا يحل لان المخالفين لهم بريئون
من الشركة وبالتالي لا تجوز مقاتلتهم .وكان عبد الله بن اباض{ا هو
صاحب هذا الرأي الأخير الذي رة به على تطرف نافع بن الازرق ومن
رأى رأيه .
وابتداء من هذا الاختلاف الذي وقع حوالي سنة 46ه ،انقسم .الخوارج
الى متطرفين ومعتدلين ‘ فكان في الجانب الاول الازارقة والنجدية وفي
الجانب الثاني الاباضية والصفريةا .وتذكر المصادر الاباضية أن
عبد الله بن اباض الذي تنسب اليه الفرقة س انما كان يصدر في أمره عن
زأي جابر بن زيدا شيخه ،الذي يعتبر عند الاباضية أصل المذهب
( )3المبرد أبو العباس :الكامل .باب الخوارج ى ص 501۔ 0 911تاريخ الرسل والملوك .ج . 5ص . 765
عوض :نشأة ى ص . 97
( )4يذكر ابن رستة أن عبد الله بن اباض من بني مرة بن عبيد من تمم رهط الاحنف بن قيس .واليه تنسب
الاباضية .الاعلاق النفنية .بريل ليدن1981م ص 712وأنظر القلماتي أبو عبد الله حد بن سعيد
0ه0891/م ص 174حيث يقول :بأنامام المسلمين (الاباضية) عبد الله ين اباض بن تيم اللات بن ثعلبة
رهط الاحنف بن قيس التيي نشأ في زمان معاوية بن أسبيفيان وعاش الى زمان عبد الملك بن مروان وشيوخه
عبد الله بعنباس .وأبو الثعثاء جابر بن زيد ...وأخذ منأهل النهروان والتابعين من أهل صفين والجمل اضافة
الى بعض الصحابة .وأنظر كذلك المبرد :الكامل .ص 2 501البغدادي عبد القاهر :الفرق بين الفرق وبيان
الفرقة الناجية منها ط . 3دار الآفاق الجديدة .بيروت 8791م ث ص 27ابن حزم أبو ممد علي بن سعيد :
كتاب الفصل ف الملل والاهواء والنحل ج . 3ط .أوفست مكتبة المثنى .بفداد 7731ه :ص 191الشهر ستاني
ا ‘ر المعرفة . دفست
ني .ج . 1ط .أو ايدلد سي نم
كقيق
أبو الفتح مد بن عبد الكريم :الل والنحل ى تح
بيروت 0041ه0891/م ص 431وما بعدها .أما الشيخ أطفيش امحمد بن يوسف فيقول بان الاباضية بكسر
المنزة نسبةالى عبد الله بن اباض .الامكان فيا جاز أن يكون أو كان .ص 311وأنظر كذلك الدرجيني
طبقات .ج 0 2ص . 412
( )5عوض خليفات :نشأة .ص . . 17
( )6أبو الشعثاء جابر بن زيد الأزدي .ولد في خلافة عمر بن الخطاب بعان وربا سنة 12ه :وعاش بالبصرة .
وا تعلم .وله الدور البارز في توجيه حركة الاباضية في طور كتانها .وبقي هو ممارسا للتقية الى أن توفي سنة
. 3وكان محدثا ثقة ذكره أصحاب الحديث والرجال وأستوثقوه .ويفيضون في ذكر غزارة عله .مثلهم قي
ذلك مثل كتب الاباضية .الا أن بعض كتب الرجال تشير الى أن جاابراب لامضيكينا:ولا زعيا لها معدة بعض
الزوايات على لسان جابر نفه .ولا شك أن تلك الروايات .ان صحت لا تمنع كون جابر اباضيا س لأنه لما
سئل وأجاب عن مذهبه بأنه غير اباضي ى انما أراد من وراء ذلك عدم افشاء سره وكتانه س فبدأ التقية والكتمان
يجيز له ذلك .ثم إنه لا يريد أن يفقد مركزه العلي والثقة الي وضعها فيه أصحاب الحديث .فهو إن أبدى
شيئا من اعتقاداته تكون مطعنا عليه وعورة في علمه .ويكون بذلك مجروحا .أنظح :اين سعد :الطبقات= ،
- 47-
وأسه ا .وهو إمامهم الأول ه ويأتي عبد الله بن اباض فيالدرجة.
الثانية ثا .وكان هو الذي يتولى مناظرة الخالفين للاباضية ء بل كانت له
مراسلات مع الخليفة عبد الملك بن مروان{ا ،ولم تتعد أعماله ومسؤولياته
الى اكثر من هذا ،وانما تولى المناظرة دون غيره من الاباضية ،لحماية تمم
قبيلته له ى ولقدرته على المناظرة والمجادلة .ومن هنا كانت النسبة اليه
لظهوره علنا بخلاف جابر بن زيد الذي اختار.التقية والكتمان ‘ لمركزه
العلمي أولا 9ثم لكي لا تصل اليه السلطة الأينويبة ى ولا تمسه بسوء .
فيخنره أصحابه ت وربما تكون نكبة على الدعوة:الاباضية كلها©"' .
=م . 7ص 031۔ 331ى ابن تيية :رفع الملام عن الائمة الاعلام .ط 0 5مؤسسة مكة للطباعة والنثر؛ مكة .
6ها/ص 67:0ابن حجر العسقلاني :تذيب التهذيب .ج . 2ص 0 83وما بمدها .ابن سلام :شرائع
‘ ج . 2ص . 502الثماخي :سير ص 07۔ . 77علي معمر : طبقات
(مخطوط) ورقة . 5الدرجيني: :
الاباضية في موكب التاريخ .ج . 1ص 341۔ . 151عوض :نشأة .ص 0 201 0 59. 28مهدي هاثم .
طالب :الحركة الاباضية في المشرق سنشأتها وتطورها حتى نهاية القرن 3ه ( رسالة ماجستير ) جامعة بغداد .
.ص 07۔ . 77 7م
ِ ( )7الدرجيني :طبقات :ج 2ث ص ، 502الشماخي :سير ى ص . 77
(8يرى الاستاذ أحد توفيق المدني أن عبد الله بانباض كان بالنسبة لجابر بن زيد كأبي يوسف بالنسبة لأبي
۔أنظر مدخل لدراسة الدولة الرستمية س محاضرة القيت في الملتقى 11للفكر الاسلامي بوارجلان ء
. 7791 .م .ص .4 .
() توجد رسالة له في كتاب البرادى :الجواهر المنتقاة .ص 651۔ 761الازكوي :كشف الغمة (مخطوط) ء
ص 892۔ 713۔ ونشرها د .عوض خليفات كملحق في كتابه نشأة الحركة الاباضية .ص 271۔ . 081
( )01خليفات :نفسه ‘ .ص 08۔ . 28
( )11أبو عبيدة ملم بن أبي كريمة .مولى بني تميم ث تولى زعامة الاباضية بمد وفاة جابر حوالي سنة 59ه
بالبصرة .وبعد أن أفرج عنه من سجن الحجاج الذي توفي سنة 59ه ،وكان لابي عبيدة المدور البارز في نشر
الاباضية بالمغ ب العربى .وقد عاصر عهد الامام الرستى الاول عد الرحمن بن رستم ( 061ه ۔171ه ) وجزءا
من عهد عبد الوهاب بن عبد الرحمن .ويبدو أنه توفي حوالي سنة 271ه .وبذلك يتضح دوره كزعم للاباضية
اذ أغلب الأحداث القي شهدتها اباضية المغرب خاصة فضلا عن اباضية المشرق كانت ف عهده ( 59ه ۔271ه )
أنظر عوض خليفات :نشأة .ص . 301مهدي هاشم طالب :المرجع السابق ص 77۔ . 97الباروني :
الا زهار ى ج . 2ض . 951وراجع ابن سلام :شرائع (مخطوط) ورقة . 63
57--
وهذا بدوره كان شيخ الربيع بن حبيبة" .واضع مسند الاباضية في
الحديث النبوي .
ولما توفي الامام جابر بن زيد سنة 39ه تقريبا س خلفه تاميذه أبو
عبيدة مسلم بن أبي كريمة .الذي عرفت الحركة الاباضية في عهده الطويل
نظاما دقيقا 0واستطاع أن يبث الدعاة في المشرق والمغرب .وفي عهده
خرج سامة بن سعد (سعيد) من قبله الى المغرب ،يدعو للاباضية 0وقي
سنة 531ه خرجت الع البصرة البعثة العلمية المغربية المعروفة عند
الاباضية بجملة العامة"" ث وتتكون من أربعة أشخاص هم :عبد الرحمان بن
رستم وعاصم السدراتي واساعيل بن درار الفدامسي وأبو داود القبلي
النزاوي ،وقضوا مع شيخهم أبي عبيدة خمسة أعوام تلقوا فيها علوم
الذهب 2في كتان وسرية تامة 0وما هموا بالرجوع الى وطنهم بالمغرب .
إنضم اليهم أبو الخطاب عبد الأعلى بن السمح المعافري اليني 3وكان قد قدم
الى البصرة في عدد من أهل الين حيث التقوا ببعثة أهل المغرب .وتلقوا
العلم في فترة واحدة من شيخهم أبي عبيدة .
( )21الربيع بن حبيب العياني عاش في القرن الثاني الهجري وتولى أمامة الاباضية بالبصرة بعد أبي عبيدة ملم بن
أي كريمة في ظروف غامضة لدينا .ويعتبر منده المعتد الاول لدى الاناضية في الحديث .وقد اعد الربيع في
وضعه على الأحاديث التي حفظها عن أستاذه أبي عبيدة وهذا بدوره حفظها عن الامام الثقة جابر بن زيد .
لذلك فان أحاديث المند كلها تقريبا تروى عن الربيع عن أبي عبيدة عن جابرأعز الصحابة عن رسول
الله هته .أنظر الربيع بن حبيب :الجامع الصحيحغ ترتيب أبي يعقوب يوسف بن ابراهم الوارجلاني .تحقيق
وتصحيح نور الدين السالمي .ط 2وهو في أربعة أجزاء .المطبعة السلفية .القاهرة 4431 .ه وأنظر الدرجيني :
طبقات :ج 2ى ص 372ومابمدها الثياخي :سير ى ص . 201المضيربي عبد النه سالم بن حمد العقود الفضية في
اصول الاباضية .لبنان .بلا تاريخ الطبع ى ص . 941وما بعدها .وراجع ابن سلام :شزائع (مخطوط)
زرقة } 63
( )31أبو زكرياء :سير ى ص 53ى الدرجيني :طبقات ي ج 1 ٠ص . 91الثياخي :سير .ص 321۔ . 421
أطفيش :الامكان .ص . 111علي دبوز :تاريخ المغرب الكبير .ج 3ى ص '. 881
-67-
وكان الشيخ يعرف بالقفاف لتظاهره بصناعة القفاف أثناء القاء دروسه
السرية .وتظاهر تلامذته بتعلم الصنعة منه"" .ول وصلوا الى المغرب
سنة 041ه } يبدو أنهم وجدوا المذهب الاباضي منتشرا فى المغرب الأدنى
.خاصة ء .وذلك بجهود سامة بن سعد .الذي نجهل كل شىء عن نهايته ء
الامر الذي دفعهم الي مبايعة أبي الخطاب بالامامة في نفس العام 3وكانوا
مانلقوة والكثرة بحيث استطاعوا أن يدخلوا طرابلس ،ويطردوا منها
عاملها سنة 041ه_(5آا كا سبق أن رأينا .
والحقيقة أن الصورة لا تكتمل لدينا اذا توقفنا عند هذا الحد س فهذا
أينا من الضرورة بمكان ذكر بعض معتقدات الاباضية خاصة منها التى
تتعلق بموضوع هذه الدراسة وتزيده وضوحا في بعض جوانبه .والواقع 3
أن المذهب الاباضى كغيره من المذاهب الاسلامية .لا يوجد كبير اختلاف
بينه وبينهاا )"6س فالمذهب الاباضي أقرب المذاهب الى السنة ،اذ قول ابن
اباض ،كا يقول المبرد . )"7أقرب الاقاويل الى السنة .
بعض عقائد الاباضية (٦5ا :
1الصفات الالهية ::هي عين ذات الله ثنفيا لتعدد القدماء .
2۔رؤية الله لا تتحقق للانسان أبدا 2ف الاخرة فضلا عن الدنيا .
" 02الشاخي :سير ٠ص . 38علي معمر :الاباضية في موكب .ص ( )41الدرجيني :طبقات ‘ج1
التاريخ 4.ج . 1ص 8 351دبوز :تاريخ المغرب الكبير .ج 3ى ص . 391
22۔. . 62 ( )51أبو زكرياء :سير .ص 73۔0 83الدرجيني :طبقات ،ج 1ثص
( )61عبد العزيز المجدوب :الصراع المذهبي بافريقية الى قيام الدولة الزيرية 0الدار التونسية للنشر والتوزيع ء
تونس 3931 .ه5791/م .ص 011۔. 111
( )71المبرد :الكامل .ص . 911
( )81من الكتب الكثيرة جدا الي تتحدث عن عقائد الاباضية أنظر :ابن جيع أبو حفص عمر :مقدمة التوحيد ى
شرح أبي العباس الثماخي وأبي سليان الثلاثي س ط 8 2الجزائر 2931ه3791/م .أبو عمار عبد الكافي :الموجز
( آراء الحوارج الكلامية ) تحقيق عمار طالبي جزءان الشركة الوطنية للنثر والتوزيع ،الجزائر ه
8ه 8791 /م .الباروني أبو الربيع :مختصر تاريخ الاباضية ص . 87 - 77القلهاتي أبو عبدالله حمد ين
سعيد الآزدي :الكشف والبيان .جزءان ،أنظر الجزء الثاني خاصة ى الآزكوي .سرحان بن سعيد :كثف =
- 71-
. 3القرآن محلوق عند قسم منها :المغاربة خاصة } وغير مخلوق عند القسم
الاخر . )٦9
4۔ الخلود في الجنة والنار أبدي .لا يشقى من سعد في الآخرة أبدا ولا
يسعد من.شقي في الآخرة أبدا .
؟ ۔.الانيان حر في اختياره :مكتسب لعمله } ليس مجبرا عليه ،ولا
) خالقا لفعله .
الايمان قول وتصديق وعمل وليس قولا وتصديقا فقط دون عمل . 6
7۔ ولاية المطيع والبراءة من العاصي والوقوف عند الضرورة واجب©ةة) .
8النفاق منزلة بين الشرك والايمان ولا منزلة بين الايمان والكفر .
9۔ اذا اطلقت كلمة الكفر على الموحد فالمقصودببها كفر النعمة لا
.كفر الشرك .
0۔ مصادر التشريع هي القرآن والسنة والرأي وهذا الاخير قد يأتي في
بعض الاحيان بمعنى الاجتهاد أو الاجماع أو القياس .
1۔ الصحابة كلهم عدول وروايتهم مقبولة الا في الاحاديث المتعلقة بالفتن
ممن خاض في الفتن ى ولا بأس .أن يقال « الحق نع فلان الصحابي
بدليل كذا وكذا .وان الاولى للصحنابي الفلاني الا يفعل كنذا بحجة
كذا وكذا » "تا ولا يظلم الاباضية صحابيا .
= الغمة (مخطوط) ورقة 335۔ 145ى وأنظر كذلك علي يحيى معمر :الاباضية بين الفرق الاسلامية عند كتاب
للقالات في القديم والحديث مكتبة وهبة ى مطابع سجل العرب ،القاهرة 6931ه6791/م وهناك زبالة
مخطوطة للشيخ علي يخي معمر أيضا أوجز فيها عقائد الاباضية تقع في ست صفحات ى بعثها الى احدى الجهات
! :ع : العلية الشرعية في الوطن العربي .وأنظر كذلك . 545-715 :م ,ن,:0خ'1
!= :ع وهناك دراسة اكادمية حديثة متتشرق فرنى تناول فيها عقائد الاباضية بالتفضيل - :
0ع ح , '! ا' ح ل .عا! ح ح
. `. ن -ب م 0 2891. وانظر مقدمة الطبعة الثانية
( )91من الذين يقولون بأن القرآن غير مخلوق القلهاتي اذ ينفي فكرة ان القرآن مخلوق نفيا قاطعا .أنظر الكشف :
والبيان .ج . 1ص 392۔ . 423أما الأغلبية فتقول بخلق القرآن .
( )02انظر تفاصيل المصطلحات :ولاية .براءة .وقوف في :ابن جميع مقدمة التوحيد ص 48۔ 401ث معمر :
الاياضية في موكب التاريخ ج . 1ص 3:8۔ . 78
( )12أطفيش :أزهاق الباطل بالعلم الماطل .ص . 13
- 87
.وانما شرطها هو 2۔ الامامة فرض س ولا تنحصر في عنصر خاص
الكفاءة الشرعية .
3۔ الامامة أربعة أنواع .وتعرف عند الاباضية مسالك الدين وهى :
. امامة الظهور والدفاع والشراء والكتمانثة) :
أ ۔ امامة الظهور :وهي واجبة عندما تتوفر شروطها لتأسيس دولة
اباضية .المذهب .وشروطها ى هي أن يكون المسلمون من الاباضية
أقوى من غيرهم بحيث يستطيعون انتخاب من يحكهم علنا .وذلك
طبقا لكتاب الله وسنة رسوله ث وسيرة الخلفاء الراشدين من بعده .
فيقوم امام الظهور بالقطع والجلد والرجم وأخذ الحقوق .وأحسن
من يمثل هذا النوع من الامامة التي تعتبر هي الأصل والواجب ء
الامامة الرستمية ابتداء من امامها الاول عبد الرحمن بن رستم .
ب ۔ امامة الدفاع :وهي مرحلة بين الظهور والكتمان .فاذا كان
الاباضية في طور الكتان ،وداهمهم الدو ى فيجب عليهم أن
يعلنوا حالة الدفاع عن أنفسهم 0ويعقدوا امامتها لمن يعرف
بالشجاعة والخبرة العسكرية ويطلق عليه اسم امام الدفاع ،له
كل الصلاحيات التي لامام الظهور الا أن امامته تزول بزوال
الخطر الداهم .فاذا كان ذلك بالانتصار تحولت جماعة الاباضية
الى اعلان امامة الظهور ببمبايعة امام يحمل ذلك الاسم .ولا
يشترط أن يكون هو امام الدفاع السابق .أما اذا كانت نتيجة
اللدفاع سلبية عليهم تحولوا الى التقية والسرية ودخلوا مرحلة
الكتان مرة ثانية .ويعتبر أبو حاتم الملزوزي في المغرب
امام الدفاع .
ج ۔ امامة الشراء :وهي ان يخرج امام بأربعين رجلا فما فوق
. 96 .۔27 ( )22عن هذه الأنواع من الامامة وشروحها أنظر خاصه :أبو حفص عمرو بن جميع مقدمة التوحيد
علي معير :الاباضية .ج .1ث ص 39.۔ . 69عوض خليفات :النظم الاجتاعية والتربوية .ص 901۔ . 311
-_ 97
يبايعونه على الجهاد في سبيل الله .ويسمون شراة لانهم اشتروا
الجنة بأرواحهم 2والكلمة مستوحاة من قوله تعالى ه« ومن الناس
من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله »(ةةا وقوله كذلك ه إن الله
اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في
سبيل الله »“تا .ولا يجوز للشراة بعد أن .يخرجوا للجهساد
الرجوع الى منازلهم حتى ينقص عددهم عن ثلاثة رجال { كا لا
يجوز لهم استعيال التقية ماداموا قد هبوا في سبيل الله .ويعتبر
مرداس وعروة ابنا حدير وأمها أدية من الشراة(تةا ى ثارا ضد
ولاة بني أمية بالمشرق .
د ۔ امامة الكتمان :وتعتر عن مرحلة الضعف التى ترى اليها
الاباضية ى بحيث يركنون الى السرية ى وإستعيال التقية .
وينتخبون إماما عليهم ث يكون عادة هو أعلمهم كجابر بن زيد
الأزدي وأبي عبيدة مسلم بن أبي كرية اللذين تزعما الاباضية في
البصرة في القرنين الاول والثاني للهجرة ويقوم الاباضية في امامة
الكمان بنشر دعوتهم سرا ى دون اثارة أو دعوة للثورة اذ يجوز في
هذه المرحلة البقاء تحت حك غيرهم٠ماداموا عاجزين عن تغيير
الوضع لصالحهم :
4۔ ونختم هذه المعتقدات الاباضية . ،با ذكره امام الاباضية في القرن
الرابع عثر الهجري قطب الائمة ء الشيخ أطفيش حيث يذكر أن
الاباضية يقولون إن « الحق ما نحن عليه والباطل ما عليه خصومنا ح
لأن الحق عند الله واحد .ومذهبنا في الفروع صواب يحتمل الخطأ
ومذهب خخالفنا خطأ يحتمل الصدق »©) .
آية رم 702سورة البقرة . ()32
آية 111سورة التوبة . ()42
أنظر ترجمتها فى طبقات الدرجيني ي ج 0 2ص 412۔ . 622وراجع ابن سلام :شرائع (مخطوط) ()52
. .63 ورقة
( )62أطفيش الحجة في بيان الهجة في التوحيد بلا تقليد ى ص 73۔ . 83
-08۔
» الفصل الثاني 4
عندما غادر أبو الخطاب عبد الأعلى بن السمح المنافري اليني القيروان
،عين افسيين
للعمنبطر
ارس
عث الخزاعى المشبن
أمد
لة مح
ااقا
لمل
عبد الرحمن بن رستم واليا على المدينة .وقام هذا الاخير بتنظيم البلاد
وتعيين العمال في بعض الجهات") .أما أبو الخطاب س فانه رجع الى
طرابلس التي اتخذها قاعدة حكمه ربما لكثرة معتنقي الاباضية في تلك
النواحى أو لعلمه بحتبية رد فعل الخلافة العباسية على ثورته .فوجوده
طرا يساعده على المواجهةالسزيعة(ةا ومهيا يكن 0فقد بعث الخليفة
لعباس المنصور محمد بن الأشعث الى المغرب سنة 041ه ،فوجد أبو
" :نفسه وجها لوجه أمام جيش العباسيين فأرسل الى عبد الرحمن
يدعوه القدوم والمساعدة ء فلبى الاخير النداء (ةا .
ص .2
-18-
وتروى المصادر الاباضية س مأساة عبد الرحمن بن رستم التي واجهها في
طريقه ،اذ وت فرسه ،فيتعاقب على حمله ابنه وخادمه س وكأن ليس لهم
الا مركوبا واحدا .ولا يترك الفرس دون أن يوارى التراب حتى لا يكون
دليلا لابن الاشعث الملاحق لهم{) .وظلوا سائرين بين القبائل الاباضية
سالكين طريقا جنوبيا وعرا ث يير بقسطيلية 3جنوب البلاد التونسية
فصحراء الجزائر من شرقها الى غربهاةا .وكان هدفهم موطن قبيلة لماية
بالمغرب الأوسط ،فوصلوا اليها وهي بجبل سوفجج ا .
اختار عبد الرحمن بن رسم هذا الجبل المنيع الصعب ليتحصن فيه `
ويستعد لمواجهةابن الأشعث .ويبدو أنه وجد أنصارا له في الطريق
ساروا معه الى الجبل المذكور .ولا شك أن عددهم كان كبيرا نسبيا بحيث
أن محمد بن الأشعث لم يستطع اقتحام الجبل بمن فيه س بل لقد خندق حوله
مخافة أن يهجم عليه الاباضية بقيادة عبد الرحمن .وبقي ابن الأشعث
محاصرا للجبل حتى أيس ،وخاف انقلاب الأوضاع عليه ،فلما لم يمكن
رجع الى القيروان دون أن يحقق في ملاحقته لابن رستم أي نتيجة تذكر ٠:
ثم تسكت المصادر الاباضية .عن ذكر أخبار عبد الرحمن ى وما آل ال"يهأمره
بعد سنة 441ه 3وهي سنة انهزام أبي الخطاب ث وهروب عبد الرحمن الى
للغرب الأوسط واعتصامه بجبل سوفجج .
والجدير بالذكر أن المصادر غير الاباضية لا تشير الى هذه الملاحقة بل
( )4الحقيقة أن الشك يرق الى هذه الرواية .لان عبد الرحمن انما عاد من قيادة جيش بأكله .لذلك لا .يعقل أن
يكون كبير السن ملفا أراده له الباروفي حق يحمله خادمه وابنه 4يكاعلاقل أن يكونوا قد هربوا بفريس واحد
فقط .أنظر الباروني :الأزهار .ج 2ىص 2۔. 3
. 652 53ي دبوز :تاريخ المغرب ث ج. 3ص ج0 1ص ( )5الدرجيني :طبقات .
( )6يقول الباروني أنه لم يمكن من تعيين هنا الجبل لتبدل الاسماء وطول الزمن ن أسا دبوز فيقول هو.اليتل .
اللمروف حاليا بوفكيك جنوب تيهرت حيث موطن لاية
أنظر الباروني :الأزهار .ج 2ث ص 3۔ . 4دبوز :تاريخ المغرب ي 3ث ص 752۔ . 852
( )7أبو زكرياء :سير ى ص 74ى الثماخي :سير ى ص ، 331الباروني :الآزهارس ج . 2ص . 3
-28-
كدا أن عبد الرحمن لما خزج من القيروان اتجه الى موضع تيهمرت مباشرة
حيث قبيلة لماية .فنزل عندم لقديم حلف بينه وبينهم{. 0الا أن البكري
يقول أن موضع تيهرت كان « لقوم مستضعفين من مراسة وصنهاجة »1٥ا
وهذا يعني أن عبد الرحمن انما قصد في البداية جبل سوفجج حيث مواطن
لماية("") وأقام هنالك زمنا ليس بالقصير .
ويخبرنا الرقيق وابن عذارى"ؤ أن ابن رستم كان من المشاركين في
حصار طبنه قاعدة الزاب سنة 351ه بجيش قوامه حمسنة عشر ألفا س ولما
كان هذا الحصار فاشلا ،فقد انهزم عبد الرحمن في تهودا القريبة من طبنة
ووصل الى جبل سوفجج مرة ثانية .بعد أن فقد من أصحابه نحو ثلاتمائة
رجل .
وهكذا ى وقابلة الروايات ،يمكن أن نلاحظ أن عبد الرحمن بن رسة
حوصر في جبل سوفجج ،حسب الروايات الاباضية وخرج من الحصار
منتصرا يبدو أنه بقي هنالك بين القبائل البربرية الاباضية س تصله أخبار
( )8يذكر آبن القوطية ويؤكد اليعقوبي أن جيوش بني العباس لم تتعد حدود طبنة قاعدة الزاب في شرق الجزائر
الحالية .ولعل الرواية الاباضية تريد وصف قوة عبد الرحمن وجنده وصبرم على الشدائد .أنظر تاريخ افتتاح
الأندلس .تحقيق أنيس الطباع ؛ دار النثر للجامعيين بيروت 7591 .م .ص 8 14اليعقوبي :البلدان .
ص . 301
( )9ابن خلدون :العبر ى ج . 6ص . 742ينفرد ابن خلدون برواية الحلف بين لماية وعبد الرحمن س ولا نستبعد
ذلك لان مواطن لماية بالمغرب الأدنى كثيرة مشل جربة وجنوب ثبابس ،وهي المناطق التي كان يتولاها
عبد الرحمن لما كان واليا على القيروان من قبل أبي الخطاب .فلمل لماية المغرب الأدنى شجعت عبد الرحمن
للتوجه الى لماية المغرب الأوسط .عن مواطن لاية أنظر العبر ى ج 6ث ص 642۔ . 052دبوز :تاريخ المغرب
ج . 3ص 352۔ ، 552فرحات الجعبيري :نظام العمزابة عند الاباضية الوهبية في جربة تونس . 5791 ،
ص 34هامش . . 3
( )01البكري :المغرب في ذكر بلاد افريقية والمغرب ى ص . 86
) (11دبوز :تاريخ المغرب الكبير ى ج 3ء ص . 852
( )21الرقيق ::تاريخ افريقية س ص 341ى ابن عذارى :البيان ٠ج 1ت ص 67ويبالغ ابن عذارى عندما يجعل
عدد قتلى أصحاب عبد الرحمن يصل الى ثلاثة آلاف في هذا الحصار .وهذا يدل من جهة أخرى على كثرة رجال
عبد الرحمن كا اعتقدناه سابقا .
_ 38
أصحابه في المغرب الأدنى } وهو ما يفهم من كلام صاحب الأزهار « واقام
عبد الرحمن هنالك ( أي بجبل سوفجج ) حتى اجتع عليه من .أهل الفضل
والعلم والصلاح جم غفير ى وارتحل الى جهة تاهرت »ة") .وهكذا { لما وقع
حصار طبنة شارك فيه ابن رستم 4-ورجع الى نفس الجبل بعد هزيمته في
تهودا سنة 351ه 2اذ لا تشير المصادر الى انه كان اماما قدم من العاصمة
تيهرت"ا كا لا تشير الى العامل الذي تركه فيها ليتوجه هو الى طبنة .
ومن هنا يمكن القول إن المدينة تيهرت لم تكن قد بنيت سنة 351ه }
وربما لم تتملرق فكرة بنائها بعد الى الاذهان .
ولا شك أن عبد الرحمن بعد هزيمته بتهودا .يئس من ظهور امامة
اباضية في المغرب الأدف والزاب ث وهي مناطق تسيطر عليها قوات الخلافة
. تامة العباسية سيطرة
ولا نعرف بالضبط س متى انتقل عبد الرحمن الى موضع تيهرت ،الا أننا
نرجح ذلك ما بين سنوات 551ه ۔ 061ه .وتفسير ذلك أن الاباضية في
للغرب الأدنى س لما رأوا ملاحقة ابن الأشعث لهم ى بعد مقتل امامهم أبي'
الخطاب سنة 441ه رثم استتارهم وركونهم الى التقية ى عقدوا الامامة
امامة الدفاع لأبي حاتم الملزوزي سنة 541ه ،فخاض عدة معارك ه
وشارك في حصار طبنة سنة 351ه .وكان ف هذه الاثناء يبعث بما فضل
من صدقات الاباضية عنده الى عبد الرحمن بن رستم قبل ظهورهة") .وفي
( )31الباروني :الأزهار .ج . 2ص . 4
( )41الجنحاني :تاهرت عاصة الرستميين ى سبق ذكره .ص . 11
( )51أو زكرياء :سير .ص ، 84الدرجيني :طبقات س ج 0 1ص . 63
يذكر رفعت فوزى عبد المطلب ،أن امامة أبي حاتم .كانت امامة دفاع فقط ث لان الاباصية يعتبرون امامهم هو
عبد الرحمن ين رستم ويقول بأن الاول كان نائبا للثاني في منطقة طرابلس .وهو خطأ ما قال ،به أحد .ويبدو
أنه وقع فيه .عندما أخطأ فهم نص الدرجي ,الذي جاء فيه ه كانت ولايته ( أبو حاتم ) ولاية دفاع وطلب
طبقات ج 0 1ص 63۔ . 73فرم الحق .يرسل ثقاته با يجتع س مال الصدمة الى عبد الرحمن قبل ظهوره
أن النص واضح ى اذ يثبت الولاية (الامامة) لأني حاتم وحده ث ويعتبر عبد الرحمن في التقيه 0غير ظاهر ( امامة
اد ور ) أي لا امامة له س فان رفعت فوزى يجمل عبد الرن هو الامام ..وليا حاتم هو المأموم 3في حين أننا=
-48-
سنة 551ه 8انهزم أبو حاتم » وقتل مع جمع غفير من أصحابه ،قتلهم
يزيد بن حاتم الذي قدم من المشرق بجيش كبير .ولم يكتف بمقتلهم
وهزيتهم .بل ظل يلاحقهم في كل سهل وجيل" .فلا شك أن أعدادا
كبيرة منهم التحقت بالمغرب الأوسط ،حيث عبد الرحمن بن رستم ،أبرز
شخصية سياسية بعد .وفاة أبي الخطاب وأبي حاتم .
ففي هذه الفترة بالذات ى لما كثر الاباضية من المغربين الأدنى والأيسط
وتمركزوا في نقطة واحدة ،والتقوا حول شخصية عبد الرحمن بن رستم رأوا
ضرورة بناء مدينة يأوون اليها ى ويتحصنون بها!7ا ث ويبدو أن الانطلاقة
الفعلية لبناء هذه المدينةث ، 0التي ستصبح عاصة الدولة الرستمية فيا بعد .
كانت في نهاية عام 551ه وبداية عام 651ه .
ب ۔ بناء العاصمة تيهرت :
عندما قرر الاباضية بناء مدينة يتحصنون فيها .خرجت طائفة منهم
= نعلم أن أبا حاتم بويع بالامامة سنة 541ه .بينا لم يبايع عليها عبد الرحمن الا في سنة 061ه أو 161ه كا
بنرى .ثم إننا نرى مشاركة عبد الرحمن في حصار طبنة ،لا يستبعد ان يكون بامر من أبي حاتم .لانه هو .
الامام قي ذك الوقت على الاباضية ف المغرب .أنظر رععت فوزى عبد المطلب :الخلافة والخوارج في المغرب
العربي ( الصراع بينهما حتى قيام دولة الاغلب ) ط 2 1بلا مكان الطبع 3931ه3791/م ث ص . 361
( )61ابن عذارى :البيان ى ج 1ى ص 97ى أبو زكرياء :سير .ص . 25
( )71أبو زكرياء :سير .ص ، 35الدرجيني :طبقات .ج 0 1ص . 14الشياخي :سير .ص 0 931وراجع
كذلك الباروني حيث يتسأءل عن تاريخ اجتاع الاباضية الى عبد الرحمن واقتراحهم عليه بتاء المدينة ويرى أن
ذلك كان قبل امامة أبي حاتم .اذ يجعلها عام 451ه .تقليدا للمصادر الاباضية .وهو خطأ .كا رأينا ىلذلك
فهو يتساءل عن الفترة التي بين وفاة أبي الخطاب سنة 441ه وإمامة أبي حاتم سنة 451ه وخلوها .مننشاط
قامت به الاباضية رغم قوتهم كياقول .ومن هنا يتضح ارتباك الباروني في اعتقاده سنة 451ه هي السنة القي
تولى فيها أ,بحواتم امامة الدفاع ثفي حينأننا نعلم أن أبا حاتم هذا كان على رأس جيش من الاباضية.سنة 351ه
مشاركا في حصار طبنة .وقد بويع بالامامة سنة 541ه وليس 451ه وذلك كرد فعل مباشر وحام على تمادي
اين الأشعثفي ملاحقةالاباضية ث وتقتيلهم كا تذكر ذلك الروايات الاباضية .أنظر الباروني :الأزهار ث ج. 2
ى ص 652هامش 052ء الدرجيني : ايللخ:وارج
ص 0 5هامش 1و . 3وقارن بما قاله د .محمود اساع
طبقات ي ج 1ث ص 43۔ . 53الثياخي :سير ء ص . 231
( )81يذكر عبد الرحمن الجيلالي أن تيهرت شرع في بنائها سنة 841ه ،ولكنه لا يذكر كيف كان ذلك س ولم
يشر الى مراجعه التي اعتدها.تاريخ الجزائر العام .ج . 1ص . 022
-_ 58
ترتاد مكانا صالحا لهذا المروع الكبير ى فاختارت موضع تيهرت«"ا دون
غيره اذ يمتاز بجودة الهواء ث وكثرة المياه .وخصب الأراضي ي وهو قابل
للمارة مأمون من العدولة) » وهي شروط اشترطوها لمدينتهم التي سوف
تكون حرزا وجصنا للاسلام ،على حد تعبير الشماخي«{ة‘ا .
وتروى المصادر الاباضية 0كيفية الابتداء في بناء هذه المدينة بذلك
الموضع الذي كان لقوم .اتفقوا معهم على اعطائهم قدرا معلوما من خراجه
يأخذونه من غلته .وكان الموضع غياطيل ،واشجارا ملتفة كثيفة .ومرتعا
لأنواع من السباع والوحوش 2بحيث اقتضت الضرورة اقتلاع ذلك كله ،
وتضيف الرواية نفسها سكرامة اسطورية 2فتقول إنه نادى مناد للسباع
أنأخرجوا من الغابة .فاننا ننوي عمارتها فشوهدت الحيوانات تخرج من
تلك الاحراش حاملة أولادها 3وبعد ثلاثة أيام من ذلك ،حرقت الغابة .
واستوت بالارض كأن الم تكن بالامس .هنالك فكروا بادئ ذي بدء ه
بتأسيس المسجد الجامع فاقترحوا لذلك بين أربعة امكنة ث فشرعوا في بنائه
حيث وقعت القرعة .ثم اختطوا المدينة دورا وقصورا وبيوتات» .
( )91تيهرت .هنالك من يكتب تيهرت بالالف مكان الياء « تاهرت » وهو خطأ .وإنما حرفت الكلمة بمرور
الزمن ! والصحيح هو تيهرت .ويذكرها المغاربة مثل الرقيق القيرواني وابنعذارى واين سعيد المغربي مذلك
يقول أبو الفداء ه وفي خط ابن سعيد عوض الالف ياء مثتناة من تحت وفو اسح عندي لان ابن سميد مغربي
فاضل ه تقويم البلدان تصحيح رينود وآخرين .طبع دار الطباعة السلطانية .باريس 0481م ص . 831وأنظر
ع .ز- ;;. مارسيه وآخر حيث رجحا تيهمرت على تاهرت , كذلك جورج
أما الشيخ أطفيش فيقول ! وتيمرت بكسر التاء وإسكان الياء بعدها اسكانا مينا 0وبفتحهاولسكان الياء 4
بعدها حيا والفتح أولى وبفتح الماء وبعدها راء مهملة ساكنة والتاء محرورة في الطر لاعلى .صورةهاء لاهنا تاه
تأنيث في لغة البربر ...ويقال تاهرت بالالف وهو ضعيف ء الرد على" العقي .ص 070وأنظر كذلك دبؤز::
. 262وتقع تيهمرت (الماصهة الرستمية) على بمد 9كيلو .مقات .من تيهمرت اليوم ` .وتبتحع تاريخ الغرب ج3
عن مدينة وهران في الشيال الغربي الجزائري بجوالي 042كلم وتفضلها 034كلم عن الجزائر الماصة . .الانال
الشرقي منها .
. 6الشياخي :سيرى ص . :931 ( )02الباروني :الأزهار 4ج . 2ص 5
( )12الثياخي :نفه .ص 2 931الأزكوي :كشف الغمة (مخطوط) ورقة .. .414
( )22أبو زكرياء :سير .ص 35ي الدرجيني :طبقات .ج 0 1ص 14الثياخي :بير ى ص 931ب وتشيسه
أسطورة بناء العاصمة تيهرت أسطورة بناء القيروان من طرف عقبة بن نافع ى أنظر ابن عبد الحكم فتوح افريقيا
والاندلس .ص 45ى البلاذرى :البلدان ى ص . 032وأنظر كذلك الباروني :الازماز .ج . 2ض 7
هامش .1
- 68
أما البكريةةا ث فقد احتفظ لنا بمعلومات قية 0استقاها من كتاب
محمد بن يوسف الوراق 4المفقود 0وبخبرنا ان موضع تيهرت كان عيصة
أشبة ملتف الأشجار ،اختار عبد الرحمن منه مكانا لا شعراء فيه .وكان
هذا المكان لقوم مستضعفين من مراسة(“تا وصنهاجة 2اتفق معهم ابن رستم
على أن يؤدي اليهم خراجا من الأسواق بعدما امتنعوا من بيعه له س وفي
الحين شرعوا في بناء المسجد الجامع .
وينفرد البكري برواية دون غيره ،اذ يذكر ان الاباضية في أول الامر
توجهوا الى تيهرت القديمة أو العليا حسبا يفهم من كلامه ،فلما أرادوا
بناءها من جديد .آو ربماتوسيعها ىووضع سور لها ،كانوا كلما بنوا شيئا
في الليل وجدوه قد تهدم في الصباح س فعزفوا عن ذلك الموضع ء وانتقلوا
الى موضع تيهرت ،وهي الحديثة ث وتقع على خمسة أميال من القديمة
غرباةةا .وبهذا يكون البكرى ،قد أجاب على التساؤلات التي طرحها
الاستاذ شيخ بكزي عندما أراد ان يعرف السبب الذي دفع عبد الرحمن
وأصحابه الى بناء تيهرت الجديدة بينا على بعد أميال منها فقط ،توجد
مدينة تيهرت القديية الرؤمانية ويقول مستنسرا هل كان عبد الرحمن
يطمح فقط الى ربط اسمه بانشاء مدينة مثلما فغل عقبة أو ادريس الاول
ا بالنسبة للقيروان وفاس ؟ فبالاضافة الى السبب الذي ذكره صاحب
للغرب ىويبدو أن شيخ بكري لم يطلع عليه ،يجيب على تساؤله قائلا ان
عبد الرحمن لم يكن يطمح الى شيء من ذلك ‘ وانما راعى في اختياره
( )32البكري :المغرب ى ص 76۔ . 86
( )42مربسة يكتبها الباروني مداسة بالدال بدل الراء ولا يذكر ابن خلدون قبيلة بهذين الاسمين ،فربما تكون من
` القبائل التي تلاشت واتقرضت أنظر الأزهار ".ج . 2ص . 13
( )52البكري :المغرب ،صن 76ى وآنظر ابن عذارى حيثيقول إن المدينة كانت قديمة في الزمان الخالي فاحدثها
عبد الرحمن مخالفا يذلك جيع الجغرافيين الذين يؤكدون :بأن تيمرت مدينتان ىالبيان 4.ج 1ص .691وأنظر
كذلك ياقوت الجوي -حيث يقول ان تيهرت القديمة تبعد عن تيهرت الجديدة بمرحلة واحدة وليس حمس مراحل
كا يذكر البكري .ياقو :المشترك وضعا والمفترق صقعا ثليدن س6481م ص . 08
ت -78
بانها هاما في الحياة .ذلك هو المياه المتوفرة بكثرة في تيهرت الجديدة .
با تعاني القديمة قلة الماء بشكل حاد جداةةا وقد أطنب الجغرافيون س في
.كر محاسنها .خاصة منها الانهار القريبة منها مثل نهر مينة الذي يأتيها
ن جهة القبلة س ونهر تاتش من شرقها ي وهذا الاخير يجتمغ من عيون
عديدة ى ومنه يشرب أهل تيهرت”ةا } اذ يدخل أغلب دورهم ة. )2
إن المدينة بهذا الشكل والوصف س هي حقا كا يقول ابن عذاري ة)2
غيضة بين ثلاثة أنهر .وليس هناك من وصف تيهرت وأبدع مثل المقدسي
حيث يقول « :هي اسم القصبة أيضا .4هي .بلخ المغرب .4 .قد أحدق بها
الانهار والتفت بها الاشجار ى وغابت في البساتين 0ونبعت حولها الاعين ى
رجل بها الاقليم .وانتعش فيها الغريب واستطابها اللبيب 0يفضلونها على
دمشق واخطؤوا وعلى قرطبة وما أظنهم أصابوا هو بلد كبير س كثير الخير ه
رحب ،رفق ي طيب ،رشيق الاسواق ،غزير الماء ى جيد الأهل ،قديم
الوضع محكم الرصف ء عجيب الوصف ى غير أنه متى يقاس المغرب بالشام .
وأين مثل دمشق في الاسلام »(. )0
هذه هي ولا شك الاسباب التي دفعت عبد الرحمن وأصحابه الى اختيار
موضع تيهرت عاصمة لدولتهم الناشئة 0دون غيرها من المدن في المغرب
الأوسط 4اضافة الى وفرة المياه ى والحلف القائم بين عبد الرحمن وقبيلة
ماية القريبة من تيهرت ،هناك أسباب أخرى يمكن أجمالها فيا يلي :
ع :ح ع ], , . 46, .:ج , , . 72-62. ()62
الغمة (مخطوط) :كشف الأزكوي .24 . 35الدرجيني :طبقات .ج . 1ص :سير ٠ص ( )83أبو زكرياء
ورقة . 54
( )72البكري :المغرب ٨ص 66۔ . 76
( )82ابن حوقل :صورة الأرض ث ص . 68
. 7 1ب ص :البيان ج ابن عذارى ()92
-88-۔
٦تقليد عبد الرحمن للمدراريين الخوارج الصفرية ى الذين بنوا عاصتهم
سجلماسة في جوف الصحراء("ةا .واستطاعوا أن يكونوا في مأمن من
هجومات القوات العباسية .فلا غرو أن عبد الرحمن لاحظ هذا
واختار تيهرت الواقمة على تخوم الصحراء والبعيدة عن القيروان }
مركز أعدائه بنحو تسعة عشر مرحلةثةا .ويفصلها عن البحر المتوسط
مسيرة ثلاث رحلاتةةا .وقد اختارها على المدن الشمالية س البحرية
منها خاصة .وهي كثيرة في المغرب الأوسط ،لانه يعلم أن مثل تلك
المناطق يسهل لجند الخلافة الوصول اليها .فتيمرت ص كا يقول الجيلالي
« تهين على بلاد المغرب من جهاتها الأربع فلاأهي متطرفة جنوبا ولا
. شمالا » )(43
2۔ مركز تيهرت التجاري ،اذ يربط تجارة الشمال :بتجارة الجنوب ى تماما
كا اختارها الامير عبد القادر الجزائري ف القرن الماضي اذ يقول في
رسالة له ان تيهرت قد اعجبت البدو يؤمونها س ويجدون فيها
امتيازات كبيرة .
( )33اليعقوبي :البلدان ..ص . 901البكري يقول تيهرت تبمد عن البحر مسيرة يومين ىأنظر المغرب ى
. 9 ص
= :ن , ز ع ن ع ل ( )53عع'
7 98-۔
وهكذا تكون الأسباب السياسية ى والاجتاعية ،والاقتصادية س كلها
مجمعة دفعت عبد الرحمن وأصحابه الى اختيار تيهرت عاصمة لدولته
المنتظرة .
وقبل أن نختم هذا الجانب 2بقي لنا أن نعرف معنى كامة تيهرت :
وهي كلمة بربرية ،يرى <مستشرقان فرنسيان مختصان في اللسان
البربري ه ن « تيهرت » كلمة تعنى عند أحدهما «محطة » وعند الاخر
«اقامة »“ا ويبدو خليا أن لا فرقكبير بين المعنيين ،اذ المحطة للاقامة
أو الاقامة بالخطة فكلاهما جائز .ولا شك أن تيهرت ،لعبت هذين
الدورين منذ العهد الروماني س فالرستي ،الى يومنا هذا س وهما يشيران
بوضوح ؛ الى دور تيهرت التجاري بين الشيال والجنوب ء والشرق والغرب .
وهو ما سوف نتطرق اليه في الباب الاقتصادي .
, !, 7791,ءسنن وأنظر كذلك جورج مارسيه :دائرة العارف الاسلامية ث ج4 =. 03م ‘4,
مادة «تاهرت» ص . 525والامير عبد القادر هو ابن محيي الدين ولد بمدينة المعسكر في الغرب الجزائري .ثار على
اللتعمر الفرنني سنة 2381م بهد أن بايعته القبائل الجزائرية الى سنة 7481م .ثم سجن في فرنا
ونفي الى دمشق وتوفي بها سنة 3881م .
] :ح ( ن ع م )ع ه ! : ) (63ع 0
‘ - ` ل 0 (....0.), , ع . 1.م × 0091,
ص 0 931 ( )73أبو نيام :سيرى ص 2 35الدرجيني :طبقات ي ج 1ء ص 04۔ 14ءالشياخي :سير
ذكر أبو زكرياء أن عبد الرحمن تولى الامامة سنة 061ه أو 261ه ي وتبعه في ذلك كل منجاء بعده
كالدرجيني والثباخي وغيرهما .ويبدو أن سنة 061ه هي الصحيحة بتتبع الاحداث ى اذ لا يمكن أتنبقى
المجاعة الاباضية في مدينة أسوها بأنفسهم 0مر عليها ما يقرب من خمس سنوات ى دون أن يعلنوا اسا
الظهور .فليس هناك داع الى تاجيل تاريخ تأسيس الدولة الرستمية أكثر من سنة 061ه خاصة وأن الاباضية
قد قضوا خمس سنوات دون امام ! أي منذ مقتل أبي حاتم اللزوزي سنة 551ه .وهذا التاريخ .أي سنة
0ه .يراه .أيضا الباروني كا أن موتيلنسكي يقول إن سنة 061ه ،هي تاريخ مقبول لابتداء الدونة الرستمية .
أما ابن عذارى والذين نقلوا عنه خاصة من الحدثين فيجمل ابتداء الامامة الاباضية الرستمية [61ه وترآء ضعيفا".
ويعترف ابن الصغير بأنه وقف على عدد امارة عبد الرحمن الا أنه نسيه مع مرور الأيام .أنظر الباروني :
الأزهار 4ج . 2ص 101ء ابن عذارى :البيان .ج . 1ص ، 691ابن الصفير :سير ..ص . 61
:ل.- , .5ٹ, 0 )(
09۔
-
الاباضية من أنفسهم قوة ى ووجدوا أنهم يملكون كل دوافع اعلان امامة
الظهور مثل العدد والقوة المطلوبة والمكان الحصين } فنظروا الى .من يتولى
هذا الامر فلم يجدوا أبرز من عبد الرحمن بن رستم ى لسابقته ،ودينه:.
وعلمه 3حيث أنه أحد حملة العلم من البصرة الى المغرب ص وكان غاملا
للامام أبي الخطاب عبد الأعلى بن السمح المعافري الهنى على القيروانة‘ .
ولا شك أن عبد الرحمن س لما وصل الى .المغرب الأوسط 4وبنى مدينة
تيهرت 0 ,وكان أول ما بنى منها المسجد الجامع ‘ كا تخبرنا بذلك جينع
المصادرة ،أقول س لا شك أن عبد الرحمن كان في هذه المرحلة امام
صلاة(“ا على الأقل .وهذا يكون من العوامل الت .دفعت الاباضية الى
أنني أستبعد ما ذهب اله الدكتور محمود تقديمه ء دون غيره .والحقيقة
اسماعيل{“ا .عندما قال إن عبد الرحمن بويع بالامامة مرتين ،الاولى
كانت امامة .دفاع ،والثانية امامة ظهور 2اذ ان المصادر الاباضية لم تذكر
هذا 0ولم تشر اليه .وهي الحريصة \ في ذكر أئمتها:خاصة منهم امذين
بيوعوا لاحدى أنواع الامامة المذكورة سابقا .أما أن المذهب الاباضي' يجيز
وجود امامين في وقت واحد 3فذلك جائز س على ما يبدو عندما يكونا
امامي ظهور ،أما امامة الدفاع ،فهي بجاجة الى التكاتف والتكتل
حول امام واخد :فضلا عن الرقعة الجغرافية التي لا تسمح بوجود امامين
( )83أبو زكرياء :سير .ص . 35الدرجيني :طبقات .ج . 1ص ، 34الأزكسوي :كشف الغمة (خطوط)
ورقة . 54
( )93أبو زكرياء :ص 35ى البكري :المغرب .ص . 86
( )٨لا تدخل امامة الصلاة في الأنواع الاربع للامامة عند الاباضية ث وقد سبق ذكرها وانما همي مرتبة دينية
علية ولا شك أردت من ذكرها تبيين درجة عبد الرحمن العلمية .اذ أن امامة .الصلاة .لاا يتقدم اليها س الا من
تتوفر فيه شروطا معروفة .لا نشك في توفرها عند عبد الرحمن قبل غيره .ومما يدل على أن لامامة الضلاة
دورا ب ما حدث في صدر الاسلام من مبايعة أبي بكر الصديق بالخلافة بغد وفاة الرسول ت ث لانه استخلفه على
امامة الصلاة عندما أقمد به المرض وكان هذا حجة للذين بايعوه على الذين أنكروا خنلانته فيا بميد
واعتبروها غصبا .
( )04محمود اسماعيل :الخوارج ىص 8 211واتنعالدكتور عوض خليفات نفس الفكرة عندما قال بأن عبد ,الرحمن
..كان من قبل إمام دفاع فقط » ووضع الملة بين قوسين على غير عادته دون أن نعرف المقصوذ من ذلك `.
" نشأةالحركة الاباضية ص . 861
-19 -۔
واحد ى لذلك أرى أن عبد الرحمن بن رستم ى ل يبايع بامامة وقت
,ي
الدفاع ء إنما كلن على أكبر تقدير ى اماما للصلاة لاغير .
ومن الأسباب التي رشحت عبد الرحمن الى منصب الامامة ىكونه
غريبا ٧ليست له قبيلة تحميه إن غير أو بدل ..على حد تعبير المصادر
الاباضية اذ أنالقوم لما نظروا فين :يولونه هذا المنصب الخطير ث وجدوا
على كل قبيلة منهم رأسا أو رأسين أو أكثر ىكلهم مؤهلون للامامة .فخافوا
من النزاع القبلي أو حماية القبلية لابنها المرشح“٦١ا اذا ما انحرف عن تعاليم
للذهب والدين عندئذ اجتمع رأيهم .على تقديم عبد الرحمن ،فبايعوه بالامآمة
على كتاب الله وسنة رسوله علق ى وآثار الخلفاء ااراشدين“ا ى سنة
. 0ه777/م
لا تختلف المصادر التي بين أيديناة 6على انتاء عبد الرحمن بن رستم الى
الفزس س حتى القديمة منهاا س مثل اليعقوبي المعاصر للدولة وابزائر لما
اذ يقول متحدثا عن تيهرت « :تغلب عليها قوم من الفرس يقال لهم بنو
عمد بن أفلح بن عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم الفارسي »(“)` .الا
. 9 ( )14اين الصغير :س:يرة »ص
الأندلس للطباعة والنشر ى بيروت 1041 .ه1891/م .ص 753 . 681۔. 853
ص . 401
( )54اليعقوبي :البلدان ٠
29.-
أن الخلاف ى بين تلك المصادر الأولية } قائم حول أبيه فابن<٦خلدون(&)
يجعله ابن رستم قائد الفرس بالقادسية ‘ وهذا مستبعد جدا لان رستم
القادسية قتل سنة 41ه أو 51ه”‘ا 0بينا توفى عبد الرحمن سنة
17هث“ا .وبذلك يكون قد عمر أكثر من قرن ونصف ء وهو أمر
مستبعد فضلا ء عن أن المصاذر الاباضية 4خاصة لم تذكر مثل هذا العمر
الطويل لعبد الرحمن ص وهي الحزيصة المهتمة بحياة أممتها وتراجهم 0بل
تنسب تلك المصادر عبد الرحمن الى « رستم بن بهرام بن كسرى الملك
٠ « ()49 الفارسى
ويذكر ابن حزم الاندلسي" 2قي جهرته لانسأب العرب ،قطعة من
نسب الفرس فيقول « ببو رستم 4ملوك تيهرت ،من ولد جاماسب "
والملك جاماسب هو ابن فيروز بن يزد جرد بن بهرام جور ،وبذلك يوافق
ابن حزم الروايات الاباضية في جعله بني رستم من سلالة الملك الفارني .
أما البكري( وابن عذارىةةا ى فيخبراننا أن بهرام » جد عبد
الرحمن س كان مولى للخليفة عثان بن عفان .وبهذا يمكن أن نلاحظ.أن,
عبد الرحمن عاش حياة عزبية س اذ كان جده مع عثان ،فلا يشك في أن
أباه تربى في بيئة عربية س وربما بالحجاز حيث الخليفة المذكور .وإذا
( )64ابن خلدون :العبر ي ج 6ث ص . 522
. 023 ( )74الطبري :تاريخ .ج 3ي ص ، 465وأنظر كذلك المعودي :مروج الذهب ي ج 2ى ص 913
)84( .البازوني :الأزهار ى ج . 2ص 001۔ . . 101
( )94أبو زكرياء . :سير .ص 53:س الدرجيني :طبقات .ج 1ى ص 0 91وأنظر كذلك الشياخي يقول ه عبد
الرحمن بن رستم بن بهرام بن سام بن كسرى الملك الفارسي » 0سير ى ص . 831
( )05اين حزم علي بن سعيد :جمهرة انساب العرب ‘ تحقيق ليفي بروفنصال ى دار الممارف ث مصر ،القاهرة
84م ء ض . 115
( )15البكري :المغرب ى ص ، 76ويخطيء عندما يجعل عبد الرحمن ابنا لعبد الوهاب اذ يقول « عبد الرحمن بن
عبد الوهاب بن رستم بن بهرام وبهرام هنا مولى أمير المؤمنين عثان (ض) وهو بهرام بن ذو شرار بن سابور بن
بابكن بن سابور ذي الاكتاف الملك الفارسي » .
( )25ابن عذارى :البيان ى ج 1ى ص . 691
_ 39
سايرنا الكتابات الاباضية في آن عبد الرحمن أصله من العراقةا أو أنه
ولد بالعراق“ة 0ث فلا تكون عائلته انتقلت من الحجاز الى العراق } الا بعد
مقتل عثان بن عفان سنة 53ه ،على أكبر تقدير .وفي هذه الفترة يكون
رستم والد عبد الرحمن قد تزوج بأم عبد الرحمن التي ستلد له هذا الصبي ٠
ويحملانه صغيرا معهبا الى الحجاز ،بنية الحج ث حيث يتوفى الأب في موسم
) الحج تاركا يتيا وأرملة .
ذريته ستلي أن ق عام مسبق له رستم < بأن < المصادر الاباضية وتقول
أرض المغرب ،فخزج من العراق س في اتجاه المغرب س لهذا الغرض الا أن
منيته اخترمته بالحجاز(ةةا .
.ولا شك أن هذا « العام المسبق » لا يعدو أن يكون قصة أسطؤرية لا
غير 2لذلك لا نجد الشماخي يذكرها ىبل يقول إن رستم خرج من العراق
الى مكة حاجا فتوفي هناك(“ةا .وتتفق المصادر الاباضية كلها ،في أن أم
عبد الرحمن » لما توفي زوجها 3تزوجت حاجا مغربيا من القيروانةا .
فأخذ الأم وابنها الى مدينته بالمغرب العربي(ة) .
هنالك ،نشأ عبد الرحمن ،وترعرع وأخذ نصيبا من العلم ،فتربيته
ونشأته الاولى ،اذن س كانت بالقيروان ،المدينة العربية الاولى بالمغرب ولا
شك أن عبد الرحمن س وصل الى هذه المنطقة في أواخر القرن الاول المجري
وبداية الثانيةا 3اذ يروي الدرجيني اتصال ابن رستم .وهو حدث ث
( )35أبو زكرياء :سير ى ص " 53يقول الشيخ أطفيش :ان عبد الرحمن ه أصله من عراق العرب ٠رسالة
. 001 موسعة ص
-۔-49
شاب بسلامة بن سعيد :الداعية الاباضي ‘ وتعلقه بتعاليه .ويقول « :عن
الامام أفلح عن أبيه عبد الوهاب عن جده عبد الرحمن أنه قال :أول من
جاء يطلب مذهب الاباضية ونحن بقيروان افريقية سلامة بن سعد قال
قدم علينا مأنرض البصرة ...فسمعت سلامة يقول وددت أن لو ظهر هذا
الأمر ...يوما واحدا من أول النهار الى آخره ى فلا أسف على الحياة بعده .
فقام غبد الرحمن مجتهدا في ذلك الأمر "ا وهكذا يكون عبد الرحمن في
القيروان عندما قدم اليها سلمة بن سعيد" في أواخر القرن الاول .وبداية
الثاني المجريين .
وما كان عام 531ه ،انتقل عبد الرحمن ،كا سبق أن رأينا الى
البصرة حيث أبو عبيدة مسلم بن أبي كرية .0يدرس الفقه :الاباضي .
علره < كانت اساس خمس س :نوات ) (16 هناك تام .وقضى كتان وتعالبه ق
هكذا ،نلاحظ أن عبد الرحمن ث وإن اتفقت كثير مانلمصادر على أنه
مأنصل فارسي 0كان عربي المولد والمنشأ والمربي والثقافة واللغة :ولد
بأنعراق 3وتربى بالقيروان ،ثم عاد الى العراق فتعلم بالبصرة ..فلا شك أن
هذه العوامل كلها قد أثرت في حياته » فعاش عيشة عربية س ولد بالارض
العربية ،وتعلم فيها 4.كا أنه نشا بأول مدينة عربينة بنيت في
للغرب العربي .
معجمه .اللانساب: زامباور .ف المستشرق والجد بر بالذكر < أن
والاسرات الحاكمة في الاسلام 4.علق على نسب الرستميين الفارسي وقال بأنه
الحطنا الدكتور فخا ر ابراهيم /يرى أنه من أن خرافي » )5 (26 « نسب
59--
الفادح مسايرة من يدعي أن عبد الرحمن فارسي } فيقول « ....إني أبادر
الى القول بأنه من الخطورة بمكان س ان نساير هذا الاتجاه الذي يجعل أرومة
بني رستم في الساسانيين .ومالم يثبت لدينا بالادلة القطعية بأن عبد الرحمن
ابن رستم من أصل فارسي 4فلا يكن قبول هذه للدعوى ‘ ولو قبلناها على
علاتها ففؤسس الدولة الرستية (قد) أنشأ نشأة عربية وظهر في العراق مع
والديه قبل رحيله الى المغرب مع زوج أمه الي تزوجت حاجا مغربيا في
موسم الحج(ثا» .
69-
-
وهكذا تنطلق الدولة الرستمية .انطلاقة قوية .تعبر عن متانة في
أركانها ء وقوة في تأسيسها ،وتستبر في الشموخ والرقي الحضاري ردحا من.
الزمن ،م تتداعى الى الول والضعف فالسقوط .وكانت حياتها السياسية
غنية بالاحداث ،ثرية بالوقائع .وهو ما سنعالجه في الفصول القادمة .
بعد أن نحدد امتداد هذه الدولة .ونضبط حدودها بقدر المستطاع 0وبقدر
با توفر لدينا من نصوص
- 7-
9
:الفصل الثالث ه
لم تعرف الدولة الرستمية حدودا ثابتة .ظاهرة المعال؛ خلال كل تاريخها
الطويل » مثلها في ذلك مثل سائر الدول والدويلات الاسلامية المغاضرة
لها ث اذ أن فكرة الحدود معناها الحالي ،لم تكن معروفة في تلك العصور ه
لذلك فان محاولة وضع حدود لهذه الدولة ء انما تكون من باب التقريب
تتضح الرقعة الجغرافية التي جرت فيها الأحداث السيانية
والثقافية لهذه الدولة . والاقتصاد
وفي البداية .لابد من الاشاره الى :أن الباحثين الذين تطرقوا الى هذه
النقطة .خرجوا بآراء متضاربة ،مختلفة اختلافا شديدا .فبينا يرى
الأستاذ عبد الله العروي" (طةالهةاه ندهه) حدود هذه الدولة :لاتتعدى
مدينة تيهرت .وبالتالي فهو يعتبرها « دولة مدينة » 0بل ويوظف هذا
المصطلح في كتاب « تاريخ المغرب » ينظر اليها الاستاذ شيخ بكري
(طهلنح نعلعق) بأنها تضم تيهرت وبعض المناطق القريبة منها .ويقول بأن
هنذه الدولة مغلقة حدودها من جميع الجهات 8الا الجهة الصحراوية
ففتوحة ء ويستبعد أن تكون سلطة الرستميين قد بلفت جبل نفوسة باقليم
طرابلس الغرب ،في حين أن الباحث الفرنسي جيرارد دانجيل( فءی)
(اعءط ،لا ينفي دخول ذلك الجبل البعيدثا عن مركز الامامة الرستنية٠
) تحت سلطة الرستميين ص في فترة من الفتراث :
( )4يبتمد جبل نفوسة ىالواقع بالقرب من طرابلس الغرب بليبيا 3.عن تيهرت بحوالي 6 6د مرحلة .أنظر
الاصطخرى ! :المالك والمالك ص . 73
- .۔-89۔
الى جانب هذه الاراء الثلاثة .هنالك رأي رابع يراه أغلب الباحثين
والملؤرخينا } مفاده أن الذولة الرستمية تضم المغرب الأوسط كله » ما عدا
تلمسان التابعة للادارسة غربا ى ومنطقة الزاب١ا الي يسيطر عليها الأغالبة
شرقا ،ؤيدخل :ضن الحدود الرستمية أيضا سجبل نفوسة س وكل المناطق
جنون طرابلس ثوجزيرة جربة س اضافة الى الجنوب التونسىأي بلاد
الجزيد .وهكذا فان هذه الدولة تكون قد تربعت غلى رقعة شاسمة من
للغرب العربي تحيظ بالدولة الاغلبية مانلقرب والشرق والجنوب"
۔ ويبدو أن هذا الرأي الأخير أقرب الى الصواب 0لأسباب عديدة تتضح
لناا عند مناقشتنا للآراء الثلاثةالاولى واستقرائنا للنصوص القديية
التي وصلتنا .
ففي البنداية :لا يمكن تقبل فكرة « دولة المدينة الرستية » لأنها
متناقضة مع -مأ بلفته هذه الدولة من اتساع ف الرقمة ى ورق ف الاقتصاد
والثقاقة :وهى من جهة أخرى لا تساير الاحداث القائمة :آنذاك في
للغرب العربيثا الذي تشهد ساحاته ى اعتناق البربر للمذهب الاباضي
والصفر وبشكل .واسع كا رأينا ذلك
( )5د الحبيب الجنحاني :العلاقات السياسية والاقتصادية بين افريقية والغرب الأوسط فيا بين القرن الثاني
والخامس للهجرة .محاضرة رقم ، 64الملتقى الحادي عشر للفكر الاسلامي ث باتنة ء الجزائر 8791م ثص . 5
. 141فخار ابراهع :دور الرستميين ص الاصالة .عدد 24۔ 34ى ص 0 14موريس محمود اسماعيل :الخوارج ىص
لومبارد ا:لجغرافيا التاريخية ى سبق ذكره .ص . 382 ، 78الكعاك عثان :موجز ى ص 981وأنظر كذلك :
.: '1 , , . 415
ح . :ج : , , . 424-324.
( )6الزاب :اقلم في بلاد الجزائر اليوم .وأطلق على المنطقة التي حول مدينة بسكرة .جنوب مقاطعة قسنطينة .
بالشرق الجزائري .ومن مدنة قدييا ءطبنة .طولقة 0تهودة وغيرها « ومن المعلوم أن هذه التنمية نفسها نجدها
في أالمراق « الزاب » قي شيال العراق » ونحن في هذا البحث تقصد زاب المغرب لاغير .عن الزاب أنظر :دائرة
للعارف الاسلامية ۔مادة « الزاب » ءج 01ث ص 813۔. 123
( )7الجنحاني :العلاقات السياسية .المحاضرة السالفة الذكر ى ص . 5
( )8يذكر ابن القوطية واليعقوبي أنطاعة بني العباسي ( ببا في ذلك الاغالبة ) لم تتجاوز طبنة ثقاعدة الزاب
4 14اليعقوبي : .4دار النشر للجامعيين ب .بيروت ي 7591م ص .أنظر تاريخ افتتاح 4أنيس الطباع وما حولها
البلدان ص .ص . 301ومأ يدل على أن الدولة الرستمية لم تكن دولة مدينة .وانغا تهين ايضا حتى على القبائل =
-_ 99
وقد رة الدكتور الجنحانيا على ذلك الرأي واعتبر استعماله لمفهوم
« دولة المدينة » غير دقيق .
والحقيقة ى أنه يكن اختصار الأراء الأربعة السابقة الذكر الى رأيين
فقط :الذين يرون أن حدود الرستميين لا تتعدى مدينة تيهرت أو تيهمرت
وأحوازها من جهة س ومن جهة أخرى الذين يوسعون سلطة الرستميين
بجيث تضم ما بين تلمسان غربا وطرابلس شرقا مع مة وجزر
بطبيعة الحال .
وهكذا يكون رأي شيخ بكري مثل رأي سابقه عبد الله العروي } مع
شيء من الاختلاف طفيف”©") 2اذ أن بكري يرى سلطة الرستميين على
جبل نفوسة .وعلى اباضية المغرب العربي كله ،انا هي سلطة روحية
لاغير ء الدافع اليها وحدة المذهب ويبرر هذا بقوله ض ان سلطة الرستميين ص
اذا كانت قد بلفت جبل نفوسة ،فاماذا لم تصل الى بعض الزعامات القبلية
= البدوية الضاربة في الصحراء والشرق .ما قاله ابن الصغير من « أن ۔ قبائل مزاتة وسدراتة وغيرم كانوا
ينتجعون من أوطانهم التي مم بها من المغرب وغيرها في أشهر الرببع الى مدينة تاهرت واحوازها» ثم يضيف بأن
مقدمي تلك القبائل دخلوا مرة على الامام عبد الوهاب وسألوه تغيير بعض موظفيه .ابن الصغير :سيرة .
ص 71۔ . 81
إن هذا النص وحده يمكن أن نستنتج منه أن سلطة الرستميين كانت واسعة جدا بحيث أنه لا يمكن أن تدخل تلك
القبائل-على الامام وتسأله تغيير بعض موظفيه اذا لم تكن هي داخلة في طاعته ومبايعته له بالامامة هذا في عهد
قوة الدزلة وازدهارها اما في عهد الامام أبي حاتم حيث أن الدولة بدأت تدخل عصر شيخوختها ء فاننا رغم ذلك
نلاحظ أن تيهرت اكنظت بالسكان لمبايمة أبي حاتم بالامامة ث وبمد ذلك يقول ابن الصغير ه ثم أرسلوا الى
القبائل فبايعته » اذن هناك قبائل خارج تيهرت تابعة للامام الرسمي ،وهي بعيدة:عن الماصة تيهرت .اين
الصغير :سيرة ى ص . 05
( )9الجنحاني الحبيب :تاهرت عاصة الرستيين ه المهلة التونسية عدد 04۔ 34ى ص 9حمامش 0 51ويقع
العروي في تناقض عندما يقول « إن امراء سجلناسة لم يكونوا يحملون لقب امام .و .اءل قائلا هل هنا يعني
أن الامام الحقيقي والوحيد هو الذي يوجد في تيهرت ؟ مع الملم أن مدرار بن اليسع .هو زوج أروى بنت غهبد
الرحمن بن رستم .أنظر . 301 :م ,انعمه .:نناهتهآ وهذا الاحتال وارد ى فلمل الباحث سوف يتناوله
بالبحث والتدقيق في دراسة أخرى مستقلة .ان شاء الله .وانظر مقذمة الطبعة الثانية
( )01يقول بكري بأن الرستيين اذا بلغوا فملا الى طرابلس ( جبل نفوسة ) فلا يكون ذلك الا في عهد الامام
ن : الثالث عبد الوهاب بن عبد الرحمن ( 171ه ۔ 802ه ) أنظر , . 87-77, 18 :
. -001-۔
لرابضة بجوار تيهرت ؟ ويعزو هذا الى غياب الجيش المنظم في الدولة.
لرستمية{""' .
والسؤال المطروح هنا هو هل ينبغي للدولة أن يكون لها جيش منظم
ولا بد " تنتشر ف مناطق مختلفة ى حتى يثبت أن هذه المنطقة أو تلك
تابعة لهذه الدولة أو تلك ؟ وهل اذا كان رعايا دولة يعترفون بسلطة امام
تلك الدولة .وسلطته روحية وليست عسكرية ،لا يعتبرون تحت نفوذ
ذلك الامام ولا يدخلون ضمن حدود دولته ؟ أو بتعبير آخر بسيط :هل
أن بالسلطة العسكرية وحدها فقط تتحدد الحدود ،وغيرها غير معتبرة ؟
أظن أن الجواب على هذا السؤال نجده في أحداث الدولة وتاريخها وفي
اعتقاد الاباضية وآرائهم حول مسألة الامامة والمأمومين(ة!" .
ان عبد الرحمن بن رستم ،لما أراد أن يؤسس دولته سنة 061ه777/م`
ويعلن امامة الظهور في المغرب س لم يقدم على هذا العمل الخطير الا بعد أن
)(11 ز ت: , . 18-77.
) (21بتول العالم الاباضي أبو يعقوب يوسف بن ابراهيم الوارجلاني ( 005ه ۔ 075ه ) في باب ما ينبغي لأمير
الؤمنين أينفعله ق أهل الخلاف :ه والذي ينبغي لأمير المؤمنين أنيستعمله بينه وبين أهل الخلاف أن يدعوم
الى ترك ما به ضلوا ىفان أجابوا اهتدوا وصاروا اخواننا ولهم مالنا وعليهم ما علينا ....وان امتنعوا من ذلك ى
دعوناهم الى أن نجري عليهم حكم الله تعالى من دفع الحقوق والخضوع لواجب الاحكام .فان :أطاعوا بذلك تركنام
على ما مم عليه ووجب لهم مانلحقوق والاحكام ما يجب لنا ...ولهم حقوقهم من الفيء والغنائم والصدقات على
وجوهها ولهم علينا دفع الظلم عنهم كا يجب ...ومن امتنع منهم مما وجب عليه مانلحقوق أدبناه بما يقمعه ونرده
الى سواء السبيل وإن جاوز ذلك سفكنا دمه وإستحللنا قتاله .وان اعترفوا بطاعتنا وانفردوا ببلادهم .وأجروا
فيها احكامهم تركناهم ...ونستقضي عليهم منهم من يقوم بواجب الحقوق عليهم ولهم ...ونأخذ منهم كل ما
يجب ...من الحقوق ونردها في فقرائهم وذوي الحاجة منهم۔.ء وان حاربناهم ...وهزمنام فانا لا نتبع مدبرا ولا
نجهز على جريح .وأموالهم مردودة عليهم الا ما كان لبيت المال فانا نجوزه على وجوهه ...ء أنظر الدليل لأهل
العقول س ج 3ث ص 35۔. 45ويروي لنا الثياخي عن رجل أنه قال لقبيلة زواغة لما هرب اليها ابن خلف بن
المح المنشق عن الامامة الرستمية في جبل نفوسةوأرا اد أنيستقل عن تيهرت اقتداء بأبيه وهذا قي أواخرأيام
الدولة الرستمية .قال الرجل «هل.لكم أن تتركوا روا وتتحصنوا بجزيرة جربة أو ترسلوا الى الامام بتيهرت
يخرجكم من عمالة نفوسة ويفرد لكم عاملا أو تدفعوا صاحبكم الى نفوسة » سير الشياخي ى ص .422ومن هذا
النص نستشف أن جزيرة جربة مازالت للرستميين وان سياسة.الرستميين مع مخالفيهم أو المنشقين عنهم هي أن
يعينوا لهم عاملا ويتركوهم شبه مستقلين .وهذا ما كان موجودا ف المغرب الأوسط على أكبر تقدير في
عهد الرستميين .
- 1
تيقن من قوتث ،وقوة أتباعهة") .وذلك حتى لا يورطهم في حرب قد.
تقضى عليهم وتكون عواقبها عليهم وخية“"ا .ثم ان شيخ بكري يقر
للذولة الرستمية باشعاعها الروحي وسلطتها المذهبية ث وعدل ائمتها الذين
.ويبدو < بسلوكهم وسيرهم المسنة ((51 .وغيرهم بهروا اخواجم في المذهب
لي أن هذه السلطة ى وفي تلك الأزمنة بالذات أقوى من سلطة السيف
والجيش ©") } اذ الولاء المذهى أو الديني بصفة عامة للامام يكون.في
مأمن 9ولا يحتاج الى قوة عسكرية تدعمه ،خاصة اذا علمنا أن الائمة
الرستيين لم يكونوا يستسيغفون اتباع السلطة العسكرية ص بل كانوا لا
يلجأون اليها الا عند الضرورة القصوى .:عندما يداهمهم الخطر”!" .
والسلطة الروحية التي كان الرسقيون يهينون بها على جميع اخوانهم في
المذهب المنتشر في أغلب ارجاء المغرب العربي » هي سلطة ينظر اليهنا
الاباضية بعين الاعتبار ى ومن خرج عن حمناية الرستميين ى لا يكون الا
خارجا عن المذهب نفسه"ا س في حين أن المعلومات المتوفرة لدينا تؤكد
. 13٩4 ( )31ابن الصغير :سيرة ٠ص 9 ٠أبو زكرياء :سيرة ٠ص
) (14ربا هذا يفتر تأخير اعلان امامة الظهور بتيهرت الى سنة 061ه ي رغم أن المدينة قد بنيت فذ خمس
)(51 ن :ه , . 77-67. سنوات على الأقل .
( )61من الأدلة على :قوة الرستميين ونفوذهم الروحي .والمادي أن فوندر هيدن يمزو اتباع الاغالبة ه اللدياسة
البحرية والاتجاه الى فتح صقلية ثم ايطالية الى أن الاغالبة لم يستطيعوا التقدم شرقا أو غربا أي أنهم لم يستطيعوا
اليطرة على برقة ومصر وبقية المغرب » د .تقي الدين عارف الدورى :صقلية علاقاتها بدول البحر التوسط
الاسلامية من الفتح العربي حتى الغزو النورمندي .ص 43وأنظر أيضا شارل أندري جوليان :تاريخ افريقيا
البالية .ترجمة محد مزالي واخر س الدار التونسية للنشر .الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ث تونس ى الجزائر
:ص . 14 1/ه879م
8
( )71كثال لذلك فتنة خلف بن المح الذي أراد أن يتولى شؤون نفوسة بغير اذن الامام .فأمهلوه طويلا .ولما
.٠ رأسه حاربوه ظهر أنه لا ير يد الا ركوب
وكذلك الحال بالنسبة لمدينة العباسية التي بناها الامير الأغلبي على مقربة من تيهرت ي هدمها أفلح فجأة وبقوة .
أنظر أبو زكرياء :سير .ص 38۔ . 98البلاذرى :فتوح البلدان .ص . 632
( )81ابن سلام :شرائع (مخطوط) في ورقة 92يذكر رسالة للامام عبد الوهاب بعثها الى أهل طرابلس يحثهم فيها
عصاه . .وأنظر كذلك رسالة لنفس الامام يمظ .فيها النفوسيين فتنة خلف بن السمح الذي تذكره المصادر
الاباضية بام الخبيث ابن الطيب تبرأ منه .الدرجيني :طبقات ج 1س ص . 96الثياخي :سير .
. 081۔ 181 ص
- -201
انتشار المذهب الخارجي ف المغرب كلها .لهذا يكون الاباضية كلهم
تابعين بصورة أو بأخرى للدولة الرستمية .ويكونون من رعاياها } لأنه
ليس في وسعهم أن يصوغوا حياتهم وحدهم في تلك الظروفة)
واذا سرنا مع اليعقوبي (ت 482ه) الذي زار المنطقة في أواخر أيام
الدولة الرستمية ث نتلمس مناطق الاباضية ى والقبائل الخاضعة لتيهرت ه
نجده يقول أن قبيلة مزاتة في سرت ،شرقي طرابلس كلها اباضية { وم
الغالبون عليها « ووراء ذلك بلد زويلة س مما يلي القبلة ى وهم قوم مسلمون
اباضية كلهم »"ةا ثم نتوجه غربا لنصل « أرض نفوسة وهم قوم عجم
الالسن ،اباضية كلهم { لهم رئيس يقال له الياس ،لا يخرجون عن
أمره ....لا يؤدون خراجا الى سلطان ولا يعطون طاعة الا الى رئيس لهم
بتاهرت وهو رئيس الاباضية يقال له عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن
رستم »(22ا .تم نواصل المسير في الجنوب التونسي ‘ الذي لا يذكر اليعقوبي
عنه شيئا يهم موضوعنا .الا أن ابن حوقل (ت 763ه) يفيدنا في هذا
الخصوض ‘ ويقول « فأما أهل قسطيلية وقفصة ونفطة والحجامة وسماطة
وبشرى وأهل جبل نفوسة فشراة إِمًا اباضية ....أو وهبية »(ة)2ا وهكذا
تكون هذه المنطقة امتدادا طبيعيا 0يضمن الصلة بين نفوسة وتيهرت ©2“٨ا .
( )91ابن خلدون :العبر .ج . 6ص . 342ولم تحكم الدولة الرستمية القبائل الاباضية فحبسب وانا أيضا غييها
حيث يثبت لنا نا للبكري أن الامام الرسمي كان ٠رأس الاباضية وامامهم وامام الصفرية والواصلية وكان يلم
عليه بالاخلافة " المغرب .ص (7۔ ويذكر الو ياني أن الامام عبد الوهاب جعل على أهل قنطرارة بالجنوب
التوني صلاة الجعة .ولم جعل عليهم القطع في الرقة لاهم ليوا اباضية بينا جعل ذلك على نفوسة .سي.
الوسيان .ورقة . 83
( )02د .فخار ابراهيم :دور الرستميين .مجلة الاصالة .عدد 24۔ 34ص . 14
. 8( _ ١7 ( )12اليعقوبي :البلدان .ص
) (22نفه .ص . 99يتفق اليعقوبي مع المصادر الاباضية في تمية العامل الرسمي على جبل نفوسة .وهو أبو
منصور الياس تولى شؤون الجبل منذ عهد الامام أفلح .وتوفي في عهد الامام أبي حاتم ( 182ه ۔ 492ه ) .
انظر ابو زكز ياء :سير .ص . 99الدرجيني :طبقات .ج . 1ص . 48الباروني :مختصر .ص . 84
( )32ابن حوقل :صورة .ص . 4والوهبية التي يذكرها اباضية لا غير أنظر ابن الصغير :سيرة ,.ص. 661
الرقيق :تاريخ .ص . 371عوض خليفات :النظم الاجتاعية .ص 711۔ . 811
( )42باجية صالح :الاباضية بالجر يد في العصور الاسلامية الاولى .دار بوسلامة .تونس . 2791ص . 0\8
واذا تجاوزنا بلاد الزاب ،اقليم قسنطينة في شرق الجزائر حاليا التابع
للاغالبة .صرنا « الى قوم يقال لهم بنو برزال 4وم فخذ من بي دمر من
زناتة وهم شراة كلهم »(ثة) .
شم ندخل المغرب الأوسط :بعد ذلك ،والذي يصوره لنا اليعقوبي
وكأنه منقسم الى زعامات قبلية ومذهبية مختلفةاة .فاذا وصلنا مدينة
تيهرت رأيناه يقول « والمدينة العظمى مدينة تاهرت جليلة المقدار ى
عظيية الأمر تسمى (عراق المغرب) ...تغلب عليها قوم من الفرس يقال لهم
بنو محمد بن أفلح بن عبد الوهاب ....فهم رؤساء اباضية المغرب .ويتصل .
مدينة تاهرت بلد عظيم ينسب الى تاهرت في طاعة محمد بن أفلح »72ا .
هكذا } اذا أخذنا ،بعين الاعتبار ،الفترة الزمنية التي كتب فيها
اليعقوبي كتابه ى أي في أواخر أيام الدولة الرسمية ى حيث كثرت الفتن ص
( )82مما يؤكد أنجبل نفوسة يدخل ضمن الدولة الرستية طواعية .رغم بعده الشاسع عن تيهرت سما ذكره ابن
الصغير عن الامام أبي اليقظان ( 162ه ۔182ه ) .وقد عاصره .اذ قال نة كانت تأتيهه ليولي عليهم أميرا من
أنفهم .أنظر ابن الصفير ص . 74
( )92يذكر ليفكي ( نع¡«ع ) 1المختص في تاريخ الاباضية 0أن نالاغالبة تغلبوا على نفزاوة .وبلاد .وبلاد الجريد
.في الجنوب التونسي 4وأكتسحوا المنطقتين حوالي:سنة 482ه798/م .تقلا عن محقق كتاب أبي را الجربي :
مؤنس الاحبة ء ص . 65
( )03يذكر الدرجيني أن مدينة الحامة ببلاد الجريد 0اتقرضت منها الاباضية في عهد أبي عمرو عثان بن خليفة
الذي وضعه ضمن الطبقة الحادية عشر ( 005ه ۔ 055ه ) وذلك بسبب حادثة ذكرها .أنظر طبقات ج. 2
ص 384۔. 484
( )13اليعقوبي :البلدان » ص . 301
( )23ابن الصفير :ص . 72
( )33اليعقوبي :البلدان ٠ص 5 501
( )43البكري .:الغرب .ص 46
- 106.
لا
القن نع باتك جراوخلا يف بيغملا ,
` دز اد : ,
|) يمالسالا روتكدلل دومحم ليعامسا ص 369 79
إ س -- _ لب... _ ه ١
ونستفيد من المصادر الاباضية ،أسماء بعض العيال فى الجهة الشرقية
للدولة ى مثل « سلام بن عمرو اللواتي عامل الامام عبد الوهاب على سرت
ونواحيها 0ومنهم ميال بن يوسف عامل الامام أفلح على نفزاوة ...ومنهم
سلمة بن قطفنة عامل الامام عبد الوهاب على ثابس ونواحيها »(ة‘) }
« ومنهم سعد بن أبي يونس عامل الامام عبد الوهاب على قنطرار ...ومنهم
أبو ذأربان بن وسيم الويغوى ...وكان عاملا على جبل نفوسة »(6ةا وقيل
هذا يذكر الشماخي أن عبد الوهاب بن عبد الرحمن عندما غادر جبل
نفوسة راجعا الى تيهرت س أرسل « قطعان بن سامة الزواغي في جيش الى
قابس ‘ فحاصرها وكان خارج قابس مطبياطة وزنزفة ودمر({“ا وزواغة
وغيرها تحت ولايته 0وكذا جربة »”ةا وفي مكان آخر يذكر الشماخي (ثة!
أبا جمال المدوني عاملا على وارجلان وأريغ .
( )٨هذه كلها أسماء قبائل .ودمر إضافة إلى ذلك س جبل يتصل بجبل نفوسة شرقا ،وجبل الاوراس في الجزائر
.ويذكر الدكتور عبد العزيز سالم أنه كان تابما للدولة الرستمية .أنظر المغرب الكبير العصر الاسلامي ى غربا
.دار النهضة العربية .بيروت 0 1891 ،ص . 555 ج2
الشياخي :نفسه .ص 161ى وأنظر الباروني :الأزهار .ج 2ى ص 461۔ . 561 ()73
نفسه ى ص 195.۔ . 295 ()83
( )93الدرجيني :طبقات ،ج . 2ص . 543
في أن سلطة وليل مما يدتم رأينا ث وهو رأي أغلب المؤرخين
الرستميين كانت تمتد من المغرب الأدنى الى الاوسط ،باستثناء ى اقلم
طرابلس ى وافريقية الاغلبية ى والزاب ي وتلمسان ،هو أن معظم
( )04أبو زكرياء :سير ىص 421ىالدرجيني :طبقات .ج . 1ص 0 501وأنظر لوفيسكي حيث يؤكد أن
لت :1 ع سلطة الرستميين وصلت حتى وارجلان . 235.:م ,ٹع, 0
)14( ....فخار ابراهم :دور ألرسقيين 4الأصالة عدد . 24/34ص . 14
- -801
-المؤرخين“ا القدامى س ان لم نقل كلهم } والذين أرخوا لسقوط دول المغرب
على يد أبي عبد الله الشيعي ى لا يذكرون سقوط أي ملك أو امارة في
الغرب الأوسط خاصة من تلك الامارات التي انفرد اليعقوبي(ة4ا بذكرها .
واغا هي كلها تتفق في ذكر سقوط الأغالبة بالقيروان ورقادة س والرستميين
بتيهرت 0والادارسة بفاس ،والمدراريين بسجاماسة لاغير .
هكذا س يظهر جليا امتداد الدولة الرستمية على رقعة شاسعة ى بجمث٠
كان الأئمة يهينون روحيا وسياسيا على رعاياهم من الاباضية خاصة .وعلى
تلك الرقعة الجغرفية الشاسعة ى جرت الأحداث السياسية الى نتحدث عنها
١ في الفصل التالي .
) (42أبو زكرياء :سير .ص 901۔ 8 411الدرجينى :طبقات .ج . 1ص 39:۔ 49ى ابن عذارى :البيان 3
ج . 1ص 941۔ . 351ابن الأثير :الكامل ء ج . 8ص 04۔ 2 94المقريزي :تقي الدين أجد بن علي :
اتعاظ الحنفا بأخبار الائمة الفاطميين الخلفاء .سبق ذكره .ص 18۔ 29ى وأنظر ابن خلدون :العبر ى ج. 4
ص 07۔ . 67
( )34اليعقوبي :البلدان .ص 401۔ . 701
( )1توفيق المدني :مدخل 0مطبوعات الملتقى 11للفكر الاسلامي .ص . 1
()2االبكري :المغرب .ص 0 66ويذكر الباروني أنه شاهد جزها من هذا الور ينم عن متانة ومنمة وقوة .
. 303 8هامش 1ى ص الازهار .ج2ا,.ص
-011-۔
واستمرت الدولة في التطور والظهور س في ظل امامها الأول عبد الرحمن
الذي يقول عنه ابن الصغير « :لما ولي عبد الرحمن بن رستم ما ولي من
أمور الناس شمر مئزره س وأحسن سيرته » وجلس في مسجده للارملة
والضعيف ولا يخاف ف الله لومة لائم .فطار ذلك في أطراف الارض
مشارقها ومغاربها حتى اتصل ذلك (من) اخوانهم من أهل البصرة وغيرها .
من البلدان ....وقال بعضهم لبعض قد ظهر بالمغرب امام ملاه عدلا وسوف
وهكذا تكون سيرة عبد الرحمن عاملا يملك المشرق ولاه عدلا »ا
أساسيا في تعاطف اباضية المشرق معه ومساعدته على تخطى الصعاب الى
غالبا ما تحدث بعد تأسيس الدول مباشرة .لذلك نجد اباضية البصرة
وغيرها من البلدان ى يرسلون للدولة أموالا تقدر بثلاثة أحمال ،اتفق عبد
الرحمن ورعيته على تقسيها وجعل ثلث منها في الكراع وثلث يوزع على
الفقراء والضعفاء من الناسا .ويخبرنا ابن الصغير ،أن هذه الاموال لما
وزعت حسب الاتفاق « قوى الضعيف ،وانتعش الفقير (و) حسنت أحوالهم
وخافهم جميع من اتصل به خبرهم 4وأمنوا ممن كان يغزوهم من عدوهم
ورأوا أهم قادرون على غيرهم ومن كان يخافون أن يغزوهم » ا ..
هكذا 0يوضح لنا ابن الصغير جانبا هاما من حياة الدولة الرستمية
وهو جانب التأسيس والانطلاقة الاولى للدولة التي كثيرا ما تكون شاقة
محفوفة بالخاطر .ولا شك أن اباضية المشرق ،قد اطلعوا على هذا الجانب
فأسرعوا في تقديم مساعداتهم لاخوانهم في المذهب . .وبذلك ساهموا في
( )3ابن الصغير :ص , 01
( )4نفه .ص 21ي أبو زكرياء :سير ى ص . 45
( )5ابن الصغير :ص . 21
( )6يرى الدكتور محمود اسماعيل آن عبد الرحمن هو الذي طلب الماعدة من اباضية المشرق ليتقوى بها .خلافا لما
يذكره ابن الصغير وهو مستبعد لأن أموالا أخرى جاءت الى تيهرت من المشرق رفضها عبد الرحمن وأصحابه .
أنظر محمود اسماعيل :الخوارج .ص . 311
- -211
الرعايا ى فبنوا القصور 0وغرسوا البساتين س وظهرت علامات الترف
على وجوههم .
والحقيقة س أن رد عبد الرحمن لتلك الاموال س أكسبته ثقة لدى اباضية
المشرق وازدادوا تعظيا له .ووصل بهم الامر الى الرغبة « في امامته ورأوا
نها فرض عليهم »(" .
ؤاذا كانت سياسة عبد الرحمن الداخلية هكذا س فان سياسته الخارجية .
حاتم بن روح » افريقية صاحب وادع أذ والتسامح < اتسمت بالحكمة <
( 171ه ۔ 471ه ) سنة 171ه فوادعه(‘“4آا ى وامن شره } واتجه ببصره نحو
دولة بني مدرار الصفرية فربطها اليه بعقد المصاهرة } اذ قدم ابنته
أروى( لمدرار ابن الامام الصفري اليسع بن أبي القاسم سمكو بن واسولة10
وهكذا يكون عبد الرحمن ىقد هيأ لدولته كل " الاستقرار والديمومة
نظم ادارتها 0ورتب أجهزتها ( )61ع وأمن شر جيرانه الغربي والشرقي }
وبذلك لم يأت تاريخ وفاته سنة 171ه حتى كان قد ترك دولة ثابتة
الأركان ،قوية الجانب ،بامكانها أن تواصل النياة باطمئنان .
ويشبه علي يحي معمر”") س عبد الرحمن الرسمي بعبد الرحمن الداخلى
الأموي في كثيز من الجوانب ،منها أن كليهما ينحدران من أسرة الملك في
المشرق ،فأسسا دولتين لهيا في المغرب } وتوفي عبد الرحمن بن رستم سنة
( )31ابن الصغير ء ص . 51
( )41ابن خلدون :العبر .ج 6ث ص . 822
( )51نفنه ى ج 6ث ص . 862
( )61لمزيد من المعلومات حول الادارة الرستمية أنظر الكماك :موجز ص 081۔ . 581وكذلك أنظر . :
:ح !, . 47-656. ! . : , . 331-401.
(٭) يذكر اين الخطيب خطأ اسم ابنة عبد الرحمن بنةرستم فيقول ان أسعها «هنوء ول ,يقل بذلك غيره ممن
الدين :اعمال الاعلام ( تاريخ للغرب العربي الوسيط ) تحقيق أحمد ختار ذكرها .أنظر ابن الخطيب ل
.ص . 341 المبادي .محد ابراهم الكتاني دار الكتاب ,الدار البيضاء 4691.
( )71علي يحيى معمر :الاباضية في موكب التاريخ 2الحلقة الرابعة .ص 431۔. 731
ومجمل القول ،إن عبد الرحمن بن رستم 4استطاع ان يؤسس دولة تضم
سنة بجدودها < ولما مات بها .0ومحتمون المذهب < يستظلون اخوانه ف
1ه « ...لم ينقم عليه أحد في حكومة ولا في خصومة ى ولم يكن على
يديه افتراق الاباضية »ة" .
- .411
فالرواية الاباضية الي تقول بأن عبد الرحمن عين سبعة نفر ،وهم
مسعود الاندلسي وأبو قدامة يزيد بن فندين اليفرني ،وعمران بن مروان
الأندلسي 4وعبد الوهاب بن عبد الرحمن ى وأبو الموفق سمدوس بن عطية
وشكر بن صالح الكتامي 4وفصعب بن سدمان©ةا ،اقتداء بعمر بن .
الخطاب يبدو أن فيها شيئا من المبالفة لان عمر بن الخطاب (ض) ،عندما
عين النفر الستة ى جعل ابنه مستشارا لا غير ى يحضر مجلس المرشحين }
ويبدي رأيه ولا يتولى من الأشر شيئا(ةثا .لذلك س فان صدقنا الرواية
الاباضية وسايرناها في تعيين عبد الرحمن لمجلس السبعة من بينهم ابنه عبد
الوهاب ،فاننا لا نصبدقها في .دعواها أن ذللك أقتداءً بعمر بن
الخطاب (ض) س بل يتبادر الى الذهن أن ذلك المجلس ‘ وكأنه مجلس الحل
والعقد .كان لتعيين عبد الوهاب وتأمين وصوله الى الامامة س بعد أن
« رشحه (أبوه) للقيام بعده »“تا ء وبالتالي ى فان الشك يرق أيضا الى قصة
الاختيار(ة2ا .
( )22أبو زكرياء :سير .ص 45۔ 55ي الدرجيني :طبقات ي ج 0 1ص 8 64الشاخي :سير .ص . 451
الباروني :الأزهار .ج . 2ص 99ى ونشير الى أنه يوجد اختلاف بينها في المدد وضبط بعض الأسماء المذكورة .
( )32يذكر ابن قتيبة عن عمر بن الخطاب أنه قال « ويحضر ابني عبد الله مستشارا وليس له من الأمر شيء ...ثم
قال ياعبد الله اياك ثم اياك لا تتلبس بها » أنظر الامامة والسياسة وهو المعروف بتاريخ الخلفاء ط 2ث ج. 1
مطبعة الحلبي .مصر ي 7731ه7591/م ..ص 0 42ويروي اليعقوبي رواية أخرى عن عمر الني قال « أخرجت
سعيد بن زيد لقرابته منى فقيل في ابنه عبد الله بن عمر قال حسب آل الخطاب ما تحملوا منها س تاريخ
اليعقوبي .ج . 3دار صادر للطباعة والنشرا ،بيروت 9731ه0691/م ى ص 0 061اذن ليس ما فعله عبد
الرحمن بن رستم يشبه تماما وفي كل تفاصيله ما فعله عمر بن الخطاب .ويذكر لواب ين سلام .إبعاد الخليفة عمر
لابنه وأهل بيته من الولاية ولكنه ينسب ذلك خطأ الى أبي بكر الصديق (ض) يعيد بعد صفحة واحدة فينسبه
اى عمر (ض) .أنظر شرائع الدين (مخطوط) ورقة 13۔ . 33
( )42ابن الصغير :بالصيغة التي أوردها الباروني في أزهاره .ج . 2ص . 89
( )52تقول قصة الاختيار أن العامة لما عرض عليها الاشخاص السبمة .مالت الى اثنين منهم فقط .وهما عبد
الوهاب بن عبد الرحمن ومسعود الأندلي .وفاز هذا الاخير بالاكثرية .ولما هبوا مبايعته .هرب واختفى تاركا
مكانه للذي يليه مباشرة في ميل الناس اليه وهو عبد الوهاب الني قبل البيمة ى وتولى الامامة .وكان مسمود
أول مبايع له س ثم بايعته العامة بعد ذلك بيعة عامة .أنظر أبو زكرياء :سيري ص 0 65الدرجيني :طبقا . .-
ج . 1ص 64۔.74
511 -۔
وان مما يؤيد هذا الشك 0حدوث فتنة ابن فندين ث بعد تولية عبد
الوهاب مباشرة :وهي الفتنة التي طعنت في امامة عبد الرهاب 4وسمي
أنصارها نكارية ثة .لانكارم تلك الامامة سمما يخيل الينا أنها كانت ضد
نظام الوراثة في الحكمةا .وهو النظام الذي رفضه الخوارج عامة .
والاباضية خاصة .فالمبدأ المقرر عندهم أن الامامة شورى بين المسلمين
يتولاها أصلح المسامين لها .ويبدو أنابن فندين وأصحابه ،عرفوا أن
تولية عبد الوهاب الامامة عواقب وخية أخطرها الاستمرار في وراثة
.وبالفعل لقد تولى امامة الدولة الرستمية ث منذ نشأتها الى سقوطها ء
:عبد الرحمن وحفدته ولا يمكن أن نتفق مع بعض الكتابات ث )2الحديثة
التي تريد أنتجعل نظام الحكم في الدولة الرسمية شوريا ‘لا يختلف عن
عهد الخلفاء الراشدين س رغم أن الذين تولوا الحكم في الدولة كلهم أبناء أسرة
واحدة ث ومن الذين يرون جذا الرأي ويتعصبون له 2الشيخ علي معمر
الذي يقول « يبدو أنأئمة الاباضية ف المغرب الاسلامىل جميعا 4ما عدا
اليقظان الذي تبرأ منه الاباضية ولم يعتبروه اماما ثقد وصلوا الى الحكم
بالاسلوب الذي ومل به الخلفاء الراشدون الى الحك ...ولم يكن لولاية
العمد أي اعتبار أو نظر بل لم يكن لهم فيها أي تفكير ولا عنها أي
حديث2...ا ويتناقض الشيخ في مكان آخر 4عندما يتحدث عن الامام
أبي اليقظان ويقول « وبمندما حان أجله ،كان أكبر أولاده اليقظان في
الديار المقدسة....وكان ولده يوسف على رئاسة جيش يحرس قافلة تجارية
- -611
كبرى ...فتوفي الامام وأكبر أولاده غائبان »ا .فلماذا يبحث الشيخ عن
أولاد الامام س اذا كان الحكم غير وراثي ؟ انما هو بحث عن الوريث الشرعي
للامامة لا غير .فلم يكن الحكم في الدولة الرستية شوريا .بل لقد
« خالف الرستميون أهم ركن من مبادئهم الشورية ،ألا وهو شورية الامامة
وجعلوا هذه الاخيرة وراثية(ةا .كا يؤكد ذلك الاستاذ محمد الثمينى .
مجمل القول حول هذه النقطة س أن نظام الحكم في الدولة الرسمية نظام
وراثي .كنظام الأموين والعباسيين بالمشرق ،أو الأغالبة والادارسة
بالمغرب .ويبقى العدل والاحسان ى وما التزم به الائمة الرسميون من
سائدة خلال كل مباديء الاباضية السبحة س وما تميزوا به من صفات .
تاريخ الرستميين ،باتفاق المؤرخين كلهم تقريبا ‘ « فلو وجد لهم غيرها
لذكروه »(ةةا كا يقول الباروني .إن ابن فندين وأصحابه ،أو النكار ،كا
يعرفون في التاريخ الاباضي ‘ تجدوا الامام عبد الوهاب 0وخاضوا معركة
ضده فقضى عليهم قضاء مبرما ،ومحقهم س فنانزووا في كديتهم(“ا المعروفة
-711-
باسنهم ( . )33ول نسمع لهم ذكرا بعد ذلك ()43
وتروي المصادر الاباضية ى انتقال عبد الوهاب الى جبل نفوسة واقامته
به سبع سنوات ..وانا توجه الى تلك المنطقة 0بقصد أداء فريضة الحج ه
فأبي عليه أهل نفوسة ،وخافوا على امامهم من العباسيين ،واحتياظا
لوقوعه في قبضتهم .فبقى معهم تلك المدة الطويلة يلقي عليهم الدروس
والمواعظ وفي اثنائها حاصر طرابلس } ولكن لم يستطع دخولماة) 0فعقد
صلحا مع أبي العباس عبد الله بن ابراهيم بن الأغلب ص على أن تكون
.وكان قد رغب المدينة والبحر للاغالبة ء وماكان خارجا عنهيا للامام
( )43أبو زكرياء :سيرى ص 85۔ ، 56الدرجيني :طبقات ي ج 0 2ص 84۔ . 65ويذكر ابن الصغير قصة
النكار بخلاف ما يذكرها الكتاب الاباضية .فربما هي حادثتان اختلطتا على ابن الصغير ى ولكن من المؤكد أن
الرواية الاباضية هي الأصح ى أنظر ابن الصغير ى ص 71۔ . 02
| ( )53ابن الصغير :ص 61۔ . 71
( )63الواصلية :من فرق المعتزلة رئيسها واصل بن عطاء ( 08۔ 171ه) يقول البكري بأن لدواصلية ممما قريبا
من تيهرت .كان عددم نحو ثلاثين ألفا في بيوت كبيوت الأعراب يحملونها .أنظر المغرب ث ص . 76
( )73أبو زكرياء :سير ى ص 76۔ 37.ى الدرجيني :طبقات ي ج . 1ص 75۔ . 26لا يذكر ابن الصغير حادثة
الواصلية ى التي سوف نرجع اليها بشيء من التفصيل في الباب الفكري ,اذ أنه جرت بين الجانبين مناظرات
كلامية قبل أن تحدث المعركة ..وانما يذكر ابن الصغير فتنة أخرى مرت بها الدولة الرستمية ث سببها التنافس على
١فتاة من قبيلة لواتة أراد رئيس هوارة التزوج بها فخاف عبد الوهاب المصاهرة بين القبيلتين الكبيرتين في المغرب
هوارة ولواتة .فأسرع وسبق الهوارى وتزوج بالفتاة .فثارت ثائرة الزعيم الموارى وقبيلته 0واستمد للقتال
ووقعت الحرب ى فكانت الدائرة فيها على هوارة .أ ظررابن الصغير ص 02۔ . 32
( )83أبو زكرياء :سير .ص 67۔ . 77الدرجيني :طبممات .ج . 1ص . 76
( )93ابن خلدون :العبر .ج . 6ص . 782اثياخي :سير ى ص . 261
-811-
في موادعته روح بن حاتم صاحب افريقية“ا .وهذا دليل على القوة
والسلطان اللذين وصلتهيا الدولة الرستمية في شخص امامها عبد الوهاب .
ولا شك أن ابن الصغير انما أراد أن يعبر عن هذه القوة عنبدما قال ه ثم
أشتد أمر عبد الواب وقوي علينه وانتقل من حال الامنامة الى
حال الملك »({“ا .
ان المدة الطويلة القي قضاها عبد الوهاب ‘ في جبل نفوسة } تتركنا
نتساءل عمن قام مقامه بتيهرت ؟
إن أول مبا يتبادر الى الذهن ى أن أبنه أفلح كان خليفته س وولي
عهده .ومما يؤيد هذا ما يخبرنا به ابن الصغير من أن الامام عبد الوهاب
في احدى معاركه السالفة الذكر ،كان قد رشح ابنه للامانة .وعقدها له »
لمأا.ظهر في تلك الحرب من بلاء حسنة .ويتهيأ لنا أن الامام عبد
الوهاب لم يغادر الماصة تيهرت نحو جبل نفوسة ،أقصى نقطة شرقية في
دولته ،الا بعد .أن عين ابنه خليفة له ث بل يؤكد علي يحيى معمرأة“ا أن
الامام فعلا أناب عنه ابنه أفلح في رعاية الدولة لما قصد الشرق بنية الحج .
وهكذا يكون عبد الوهاب } قد دعم نفوذ دولته الداخلي والخارجي اذ
بعد أن قضى على مناؤئيه ،ونصب ابنه خليفة له ،راح مطمئنا من
تيمرت باتجاه الشرق 0فقضى تلك المدة الطويلة في جبل نفوسة .ركز فيها
ارتباط الجانب الشرقي من الدولة بتيهرت 3حيث أنه بمد الصلح الذي
عقده مع الاغالبة حول طرابلس وضواحيها ‘ عين ولاة له على الجبل
. 14 ( )04القيرواني الرقيق :تاريخ افريقية . 371 .ابن خلدون :المبر ى ج . 4ص
( )14ابن الصفير :سيرة .ص . 02
َ ( )24ابن الصغير :ص . 22وهذه القصة أيضا من الادلة على أن الدولة الرستمية ث كانت لا تتبع طريقة الشورى
في الحكم .بعكس ما تدعيه بعض الكتابات الحديثة .وأنظر كذلك :الباروني اذ يقول بمد أن أنتهت المعركة
« أقبل على ابنه أفلح وقربه اليه ورشحه للامامة » الأزهار ى ج 2ص . 531
( )34علي يحيى معمر :الاباضية ى الحلقة الرابعة .ص " . 95
-911 -۔
وسرت والجنوب التونسي .وجزيرة جربة(“ا .ثم قفل راجعا نحو المغرب
الأوسط حيث عاصة دولته لكي يقضي فيها باق أيامه مطمئنا ،الا أنه في
أواخر أيامه تلك 0أصيب شرق البلاد بفتنة خلف بنالسمح“ا الذي أراد
أن يتولى ولاية نفوسة بعد وفاة أبيه س معتمدا في ذلك على نسبه ص دون
استشارة الامام أو قبوله .لما علم عبد الوهاب ببا حدث أرسل اليه والى من
شايمه ينصحهم ويأمرهم بالتعقل وعين من قبله أبا عبيدة عبد الحميذ
الجناوني خلفا للدمح الهالك .الا أن خلفا تمادى في عصيانه للامام وأراد أن
يقتطع الجزء الشرقي من البلاد ليكون إماما ظاهرا 0مستقلا عنه 0وادعى
في ذلك عدة ادعاءات(“ا حاول عبد الوهاب أن يستدرجه بالحكة
والموعظة 0فتارة بالرسائل وطورا بواسطة عامله الجديد س الى أن أدركته
منيته سنة 802ه”“ا } فتولى الامامة بعده ابنه أفلح ,
021-۔ .
لقد اتبع الامام الشالث ى أفلح ث سياسة أبيه القوية والحكية مع
مناوئيه وخاصة .منهم خلف .فلما تبين له أنه متاد في عصيانه س حاربه
بالسيف ،وقطع شأفته 0وشتت شمله ،وعاد من كان مغترا } على حد
تعبير المصادر الاباضية باتباعه الى أبي عبيدة عبد الحميد الجناوني تائبا .فل
' تقم له قائمة بعد ذلك الى أن قضى نحبه .إلا أن ابنه ثار في عهد الامام أبي
حاتم ( 182ه ۔ 492ه ) سائرا على مبادئ أبيه ،فقبض عليه ،وسجن .
ويقال إنه تاب بعد ذلك وعاد الى جماعة الاباضية الوهبية (ن. )4
شم أن أفلح ،واجه في عهده حركة نفاث بن نصر النفوسي ،ولم تكن
هذه الحركة عسكرية ،ولا سياسية 2بقدر ما هي سلمية ثقافية اذ تصور
لنا المصادر الاباضية حب نفاث للزعامة التي لم يحظ بها ع لذللك أراذ أن
يؤلب الناس على الامام أفلح بآرائه في الامامة .ولم يحدث نفاث أكثر من
ذلك شيئا({١ا .
ويعتبر عصر أفلح بن عبد الوهاب ،عصر قوة وعزة وفترة ازدهار
الدولة وشبابها .وهي في الحقيقة استبرار حتمي لما كانت عليه في عهد أبيه
وجده وانما قام أفلح بتدعيم أركان الدولة .وبث نفوذه السياسي بالحكة
والحيلة تارة .وبالقوة والشدة طورا .ومن أعماله التي سجلها ابن الصغير
ميله الى بعض القبائل دون الاخرى ‘ ودس بذور الخلاف والفرقة بينها
مخافة اجتاعها علينه"ةا .ويقول الكماك أن تلك الخطة هي عين التوازن ,
= دولة الرستميين » الصحيفة المذكورة .م . 5عدد . 12ص . 611هامش ، 3أبوزكرياء :سير .ص . 88
أطفيش :رسالة موسمة ى ص . 601جورج مارسيه :دائرة اللمارف الاسلامية .مادة ه بنو رستم » ج. 01
6. : 21كنةعة زامباور :معجم الاناب والاسرات ع [ !, ص . 24 . 939م »,
.الحاكمة ى ه إ 001۔ . 101
( )84أبو زكرياء :سير .ص 88۔ 001 . 98۔ 2 101الباروني :الأزهار ى ج 2ى ص 772۔ . 972
( )94حركة نفاث 2تعتبر حركة فكرية أكثر منها سياسية .لذلك سنتناولها في الباب الفكري .
( )05الحقيقة أن ابن الصغير يروي هذه القصة عن أفلح ينوع من الشك ظاهر في حديثه \ أنظر ابن الصغير :
ص 72۔ . 54
- 121
الذي به تتكافأ السياسة البربرية( .فأمن شرغما واستلقى على ظهره ،كا
يقول ابن الصغير س مطمئنا لاشيء يكدر له صفو حياته .وأقام في امامته
خمسين عاما{ةا حتى ه شمخ في ملكه 2وابتنى :القصور واتخذ بابا من
حديد ،وبنى الجفان وأطعم فيها »ا .والحقيقة أن الرعية كلها س با في
ذلك القبائل.البدوية نالها الترف والرخاء .وعظم أمرها وأمر امامها .
ومما يدل على عنصر القوة والشباب في عهد الامام أفلح أنه لما بنى
الاغالبة مدينة لهم بالقرب من تيهرت سنة 932ه ،وأطلقوا عليها اسم
« العباسية » س دمرها أفلح تدميرا كاملا .وأخبر بذلك أمراء بني أمية
بالأندلس ،فما كان من هؤلاء .الا أن أرسلوا اليه هدية مينة تقدر بمائة
ألف دره 4ة! 4تقديرا لعمله .
بقوته الدولة لابنه أبي بكر < قوية .ترك 852ه ولما توفي أفلح سنة
وحسن سياسته 0وهي بحاجة الن من يواصل تلك السياسة .الا أن نظام
الوراثة في الدولة الاباضية ث أهلكها .وقضى على قوتها س وأورثها من بعد
) عزها ضعفا .
ويعتبر عهد الامام أبي بكر 2البداية الاولى لذلك الضعف س لأنه لم
كا ن أبوه أ و .مثلما ١لقبائل المختلفة 2و يتحكم فيها بقوة أن ةيسوس يستطع
ابن & التي بروي ابن عرفة ()55 فتنة بكر أبي ميز عهد جده .وأبرز ما
أخت الامام س كانت زوجة لابن عرفة مما زادت هذه المصاهرة في نفوذه
فكان « اذا ركب من داره يريد أبا بكر ث مشى بين يديه ومن خلفه ومن
يمينه ومن يساره أمم من الأمم () واستمر في هذه الشعبية حتى « كانت
الامارة بالاسم لأبي بكروبالحقيقة لمحمد بن عرفة7ة . 0ولما عاد .أبو اليقظان
بن أفلح من المشرقا .ووجد أخاه اماما ،كلفه-هذا الاخير بمهام في
تيمرت وأحوازها .فقام بها أحسن قيسام ولم « يئع امارة ولا نازع
فيها أخاهةا .
ويصور لنا ابن الصغير ى غفلة الامام أبي بكر عما يدور حوله ى خاصة
من جانب صهره ‘ ونفوذه الذي يزداد كل يوم بشيء من السذاجة .
ويقول بأن الامام نبه الى هذا نبهته خاشيته ،ففتح ثقبا في قصره
يراقب منه مجيء ابن عرفة وذهابه } وكأنه لا يكفيه سهاع ضجيج الجهور .
ولما تأكد من نفوذه الواسع أوجس في نفسه منه خيفة ،وحرضه أخوه أبو
اليقظان خاصة وبطانته عامة على قتل الرجل ،وانهاء أبهته وكبريائه .
( )65ابن الصفير :ص 13۔ . 23
( )75نفسه ى ص 13۔ . 23
( )85سجن أبو اليقظان في بغداد .اذ قبض عليه العباسيون ف الحج ووافق سجنه أخا للخليفة .لا تذكر المصادر
.اسمه ء يبدو أنه هو المعتد س اذ يروى السيوطي في تاريخ الخلفاء أن المعتد كان محبوسا عندما قتل المتدى سنة
.وأخرج من سجنه .وبويع بالخلافة .لهذا فان الممتد أطلق سراح أبي اليقظان بمد أن كسب صحبته في 6
سجنهيا .ربما كان ذلك في سنوات 752۔ 852ه اذ لم يصل أبو اليقظان الى تيهرت الا في الوقت الني وجد فيه
أباه قد توفي ( توقي أفلح سنة 852ه ) وأخاه أبا بكر اماما .أنظر اين الصغير :مي» . 82الدرجيني :طبقات .
__
ج1ص 538ى السيوطي جلال الدين :تاريخ الخلفاء .تحقيق محمد محبي الدين الحميد ط . 2مطبمة المادة .
9591م ى ص . 363 مصر
( )95الحقيقة أن هذا الكلام الني يورده ابن الصغير » متناقض مع ما سيذكره فيا بمد من تحريض أبي اليقظان
لاخيه أبي بكر ث لقتل ابن عرفة وإن كان ابن الصغير يذكر ذلك بشيء من الشك .كأنه غير مقتنع به مما يوحي -
عدم ثقته في الرواية والرواة الذين أخبروه بالحادث ى وليس كا يقول الدكتور محمود اسماعيل ان ابن الصغير :
« يؤكد أن أبا اليقظان دبر الحادث ء أنظر ابن الصغير :ص 23۔ . 33محمود اسماعيل :الخوارج ى ص . 921
- 31
ليصفو الجو لأصحابه من الرستميين وأخذ أبو بكر برأيهم 0فأمر بقتل ابن
عرفة بحضوره سرا .دون علم العامة"ا .ولما علم أتباعه بذلك ى وتيقنوا
من القاتل ى أعلنوا القرد والعصيان ،وطالبوا بالثأر ى وأنقسمت العاصمة
والبلاد الى كتل اجتاعية متنافرة .كل واحدة تريد الوصول الى الحكم .
ولما رأى أبو بكر ما آلت اليه البلاد من فوضى ،واتهامه بالقتل ،اعتزل
السلطة ث وخرج من تيهرت كا خرج أبو اليقظان معتزلا الفتنة ومن اشتبه
في أمره بمن فيهم أخوه أبو بكر .وخرج كثير من التيهرتيين ث فبقيت
العاصمة بيد القبائل والطوائف الختلفة س لم يستقر لها قرار ،.اذ أفسدت
فيها ى وقامت بينها حروب .خاصة بين هوارة ولواتة } « وحميت فيا
بينهم حمية الجا هلية وجرت بينهم الحرب سمعة ورياء »("ؤا .ولما قوى
الرسميون ،وأشأز الناس من تلك الفتنة .وزأوا ضرورة الرجوع الى الحكام
السابقين س استقدموا أبا اليقظان وبايعوه بالامامة سنة 162ه(ة© . 6الا أن
الاحوال لم تستقم له ،الا بعد سبع سنوات 0قضاها في محاربة ابن
مسالة .أحد الاطراف البارزين في الفتنة.وفي عام 862ه ى استطاع أبو
اليقظان أن يدخل تيهرت بمساعدة النفوسيين الذين استنجد بهم .فأعلن
العفو العام عما سلف س وعقد صلحا مع القبائل كلها(ةا .وشمر عن ساق
الجد ليواصل مسيرة أبيه وأجداده .وينقذ البلاد من الفوضى 0ويعيد لها
هناءها وازدهارها .
( )06ابن الصغير :ص 3 53يبدو أن أبا بكر.ء بالصفات التي وصفها به ابن الصغير ننه ه كان سمحا جوادا لهن
المريكة يسامح أهل المرؤات » .لا يقوى على تدبير مؤامرة القتل .فضلا عن القيام بها بنفه ؛ لهنا أرجح ما
ذهب اليه علي يحى معمر في أن القاتل الحقيقي لابن عرفة .ليس هو أبا بكر ولا أخاه أبا اليتظان ،واما طائفة
من الطوائف التيهرتية التي أرادت أن تبيت خبر الاباضية ث كا يذكر ذلك ابن الصغير في كثير من المناسبات
وقد استطاع علي يحي معمر .في نظري أن يحلل أحداث هذه الفتنة تحليلا منطقيا مقبولا .أنظر :الاباضية
ج . 4ص 54وما بمدها .ابن الصفير ص 15ى الدرجيني طبقات ‘ ج 1ى ص . 38
( )16ابن الصفير :ص . 93
( )26نفه .ص 04ى الباروني :الأزهلر .ج 732 . 2ى مود اساعيل :الخوارج .ص . 031
( )36ابن الصفير :ص 04۔ . 14
وما توفي أبو اليقظان سنة 182ه_{ا .خلفه ابنه أبو حاتم } والحقيقة
أن الدولة الرستبية بعد عهد أبي النقظان المتسامح 0دخلت مرحلة
الشيخوخة س برزت جرثومة النظام الوراثي الممثلة في التنافس على الملك أو
الامامة .وهكذا بدأت مفاسد البلاط الرسمي تظهر للعيان لتقضي على
الدولة نهائيا } فلم يقض أبو حاتم اثنى عشر عاماةا من امامته ،الا في
تنافس وصراع بينه وبين عمه يعقوب 2وبين الطوائف الختلفة في تيهرت ء
اذ توجد عدة مذاهب اسلامية مثل المالكية والمعتزلة والصفرية والشيعة ه
اضافة الى المذهب الاباضي الحاكم المنشق الى عدة فرق وزعامات مثل النكار
أتباع يزيد بن فندين والوهبية المعادية للنكار ،والخلفية أتباع خلف بن
السمح الذين تشطوا في هذه الفترة ى بزعامة ابن لخلف بجبل نفوسة ء
وضواحيها 0اضافة الى السمحيين ى أنصار الامامة الاباضية 0وقد ظهروا
كرد فعل للخلفيين ،ولم تكن هذه الفرق وحدها هي المكونة لجتع
تيهرت 2وانغا هناك طوائف أخرى مثل الكوفيين والعجم س والجند العرب
القادم من افريقية س فضلا عن البربر .
ان أبا حاتم واجه صعوبات جمة في امامته ى رغم أنه حمل على الأعناق
والاكتاف عندما بويع بالامامة .حيث اجتمعت كلمة القبائل في توليتهة)
( )86ابن الصغير :ص 92ء ابن عذاري :البيان ي ج 1ى ص . 791
( )96أبو زكرياء :سير .ص 2 99ربما الصحيح هو 41سنة لأننا نعلم أن أبا حاتم قتل سنة 492ه ى وبالتالي
تكون مدة حكمه أربعة عشر سنة ابتداء من سنة 182ه وبدون طرح للمدة القي حكها عمه يعقوب .وهو ما ذكره
الثماخى وأكده .أنظز سير الثياخي .ص 262ى وأنظر ابن عذاري :البيان ى ج 1ث ص . 791
( )07ابن الصغير :ص . 05
621-۔
ول ينقم عليه أحد من رعيته”ةا ،الا أن الاوضاع الاجتاعية في البلاد ،قد
بلغت الذروة في الفساد ث فطمع بعضهم « أن يبيتوا خبر الاباضية
ويطفوهم »(7ا ى واستطاعوا ذلك فعلا ،اذ أرغموا أبا حاتم على مغادرة
عاصمته ى بعد سنة واحدة فقط من حكمه" .ولم يبق هذا الاخير خاملا ه
واما راح فحاصر تيهرت ،واستطاع ان يهزم أعداءه ،الا أن هؤلاء
استقدموا منافسه في الحكم عمه ،يعقوب بن .افلح ،الذي كان منعزلا في
ضواحي طرابلس ،عند قبيلة زواغة الخلفية ،فحكم البلاد أربع سنوات ص
وقامت بينه وبين ابن أخيه الحروب المتواصلة ى حتى توسط في توقيفها أبو
يعقوب المزاتي 0أحد أصحاب الأموال والمصلحين 0فوضعت الفتنة
أوزارها 0وعاد أبو حاتم الى امامته سنة 682ه فقضى تاني سنوات أخرى .
أعادفيها النظام للدولة .وطهرها من الفساد الذي طغى على المجتمع ،الا
آنه م يستطع أن يقضي ويجتث جذور فساد الاسرة الرستمية ،التي كانت
السبب في انتهاء أيامه .وذلك عندما قضى عليه قتلا س أحد أبناء أخيه
0وتولى هذا الاخير المنصب ء اليقظان ١بن أبي اليقظان سنة 492ها
فقاطعته الاباضية » واعتبروا حكمه غصبا ‘ فلم ينصروه ولم يقفوا الى
جانبه .وبلغت الأوضاع في الدولة من التدفى والتدهور مبلغا عظيا ،اذ ل
تعرف بعد ذلك صحوة 0ويبدو أن اليقظان بن أبي اليقظان م تستقم له
مستمرين الأمور } ولم يعرف للراحة معنى ث وقضى عامين في خوف وقلق
الخوف من أبناء أخيه المقتول من طرف أبنائه س والقلق من بقائه وحيدا ه
ومن الشيعة التي بدأ يستفحل أمرها ،وبدأ داعيتها أبو عبد الله الشيعي
(! )17بو زكرياء :سير .ص . 99
. 45 ( )27ابن الصغير :ص
( )37ابن عذاري :البيان ى ج . 1ص . 791
( )47ابن عذاري :البيان .ج . 1ص 2 791الباروني :الأزهار .ج 2ث ص . 192وأنظر كذلك محمود
اسماعيل :الخوارج .ص . 331الكعاك :مؤجز ى ض \ 102لا يعترف الاباضية بامامة اليقظان بن أبي اليقظان
ولا امامة يعقوب بن أفلح لذلك فهم يتوقفون عند الامام أبي حاتم ومنهم من يتوقف عند أبي بكر أيضا ،أنظر
معمر :الاباضية ج . 4ص . 38
وقبل دخول أبي عبد الله الشيعي الى تيهرت ،بعث الى اليقظان يأمره
واسرته بالقدوم اليه }فلما جاءه ومثل أمامه ى سخر من ضعفه وسذاجته
وقتله وقتل أبناءه77ا س ودخل تيهرت بجيوشه سفأفسد فيها ىوأهلك
الحرث والنسل ىولم ينج من الأسرة الرستية .الا من هرب ملتجأ نحو
وارجلانث7ا .وتروي المصاذر الاباضية فظائع أبي عبد الله الشيعي ى .
وحرقه لمكتبة المعصومة بعد أن اختار منها ما ينفعه في دنياه من الكتب
الرياضية والصناعية والفنية .وبعد أن ترك عاملا من قبله على
تيهرت ،توجه نحو سجاماسة بفرقة من جيشه وأرسل فرقة أخرى الى
وارجلان حاصرت أهلها في كدية كرية على بعد ستة أميال من المداينة ه
واستطاع المحصورون أن ينجوا من القتل بالحيلة ،اذ فشل الحصار ه
ورجعت تلك القوات الى افريقية خائبة(٨ا .
وهكذا تسقط الدولة الرستية بكل سهولة في يد أبي عبد الله الشيعي
بعد أن عاشت مائة وستة وثلاثين سنة ( 062ه ۔ 692ه ) كانت تنبض
بالحياة والحركة ى واستقرار الأمن س ومن حين لاخر تتخللها ثورات
وحروب وفتن » شأن معظم الدول في تلك المصور .
( )57الباروني :الأزهار .ج . 2ص 192
( )67ابن عذاري :البيان .ج . 1ص 2 791الباروني :الأزهار .ج 2ث ص 392م الغريب أن الدكتوز محود
اسماعيل يجعل سقوط تيهرت سنة 792ه بينا تتفق جميع المصادر على أن سقوط تيهرت كان نة 692ه في شهر
شوال .أنظر :الخوارج ى ص 571۔ . 671
غ :ع ), . 91 (77
( )87هرب يعقوب بن أفلح .وهو الذي نافس أبا حاتم في الحكم ى الى وإرجلان .واستقبل هناك مع من كان معه
استقبالا كبير .وعرضت عليه الامامة من جديد ( امامة الدفاع ) فرفضها قائلا ه لا يستتر الجل بالغنم » أنظر
أبو زكر ياء :سير ى ص 2 421الدذرجينى :طبقات .ج 1ث ص . 501
( )97أبو زكرياء :سير ى ص 8 311الدرجيني :طبقات .ج . 1ص 49۔ 59ى الباروني :مختصر ى ص . 94
( )08أبو زكرياء :سير .ص ، 311الدرجيني :طبقات ي ج 1ى ص 59۔ . 69
( )18وكانوا يبرؤون ممن دخل تحت طاعته ورضي بحكه واعترف بامارته .أنظر علي معمر :الاباضية .ج. 4
ص . 36
( )28أبو زكرياء :سير ىص 221ى الباروني :الأزهار ى ج . 2ص . 292
( )38مانو :قصر قديم بين قابس وطرابلس تقريبا كا يفهم من كلام المؤرخين .أنظر الباروني :سلم المامة
والبتدئين .ص 71هامش. 1.
( )48قال الامام عبد الوهاب ه انما قام هنا الدين بسيوف نفوسة وأموال مزاتة » .أبو زكرياء :سير .ص . 301
ل :ع , . 12-02
( )58الباروني :الأزهار .جَ . 2ص. 0682
( )68الثماخي :سير ى .ص 2 862ابن عذاري :البيان ى ج 1ى ص 921۔ . 031
( )78تذكر المصادر الاباضية أن المتوكل العباسي ة هو الذي بعث الجيوش وجعل عليها ابراهيم بن أحد الأغلب .
قائدا لاسقاط الدولة الرستية الا أن هذه الرواية ضعيفة أمام الرواية التي ساقها الثياخي نقلا عن الرقيق .ثم أن
معركة مانوا كانت 382ه أي في عهد المعتضد ( 972۔ 982ه ) وليس المتوكل ( 232۔ 742ه ) أنظر أبو
زكرياء :سير .ص . 301الدرجيني :طبقات .ج . 1ص . 78
() علي نعي معمر :الاباضية .ج ه ( الاباضية بالجزائر ) ٠ص 05۔ . 15يقول معمر « :فالدولة الرستمية
هايلدولة الوحيدةفي ذلك الحين .التي ليس لها جند قابع في اللكنات ينتظر التعليمات .ويحلم بالكاسب
والغنائم من وراء الحرب والغارات »و يعتقد شيخ بكري أن الرسميين لم يكن لهم جيش منظم في البداية ولكن
ابتداء مانلامام الثاني أصبحوا يملكونه .وان كان صغيرا .ثم أن جيشهم لم يكن له دور بارز ..أنظر :حظ
. 57-37.م . ».زن عا :عن وأنظر كذلك :شارل أندري . 231-031م ! .: ».
. 43 جوليان :تار يخ افريقيةالشمالية .ص . 74د .احسان عباسال:مجتمع التاهرتي .الاصالة .عدد 54ىص
-031-۔
الاباضية الى الكتمان من جديد بعد أن سادت ردحا من الزمن في
المغرب العربي .
ولا يفوتني هنا ء أن أشير الى بعض ملاحظات المؤرخين الذين يرون
أن تاريخ الدولة الرستتية سلسلة مانلفتن والثورات ،وأنها لم تعرف
الاستقراراثا فلا أكون مبالغا اذا قلت إن أولئك قد غالوا في مقالاتجم
ويبدو أن الدافع لهم الى ذلك اعتادهم الكلي على ابن الصغير الذي .
خصيصا في تفصيل الفتن أسبابها ونتائجها سمما أظهر وكأن الدولة الرستمية
شت كل تاريخها في الفتن رغم أن ابن الصغير يشير وبكل وضوح من
حين لآخر الى فترات الهدوء والاستقرار والازدهار ويبدي اعجابه البالغ
كلما اقتضت الضرورة ذلك .
تم ان تلك الفتن ص اذا وجدت فعلا 0فانها متقطعة شأنها شأن ن باقي
الدول“ا ى وكانت نتيجة منطقية لما بلغته تيهمرت خاصة من ازدهار ثقافي
واقتصادي ومستوى مغخيثي راق ث مس كل السائل حتى البدوية منها ‘
وبالتالي تضاربت مصالخ طبقات المجتمع وفئاته المختلفة 0وتجاوزت في
بعض الاحيان قدرة الحاكم .وكان للأغنياء دور بارز في كل مراحل ذلك
الصراع .وفي النهاية حكوا على المجمع بالشتات .وعلى « العمران
بالخراب .وأهدروا الأموال في الباطل وقضوا على النت اط العلمي
بالتراجع »(؟ا .واذا كان للاغنياء هذا الدور الخطير في حياة الدولة
الرستبية .فان للعلماء .وزعماء المذاهب س دورا أخطر ،اذ يمثلون أقطاب
( )98اين تاويت :دولة الرستميين .الصحيفة المذكورة .م . 5عدد . 12ص 2 511محمود اسماعيل :الخوارج
.ص . 27 ص 511۔ 631ء الميلي :تاريخ الجزائر ىج2
( )09يذكر الدكتور عبد العزيز سالم أانلمغرب الأوسط في عهد عبد الرحمن بن رستم شهد شيئا من الهدوء والامن
م يعرفها من قبل .بينا كان المغرب الأدنى (افريقية) يضطرم بنار الفتن والثورات أنظر المغرب الكبير ،العصر
ج . 2ص . 055 الاسلامي ؛
( )19احسان عبا سال:مجتمع التاهرتي {الاصالة عدد . 54ص . 43
أغلب السكان ى فان حكم هؤلاء ،كمياقول الدكتور عبد " عويس لا
يتم الا بأسلوبين على طرفي نقيض ه فإما بالقسوة البالغة والاستبداد...
واتا «« معظم الأحايين به البربر أنفسهم ف حك الذي الأسلوب هو وهذا
- -231
كله. < إن | الدولة الرستمية < رغم ذلك بالدولة .وبجمل القول لحقت
- .331
إ تمهيد يه
جغرافية الدولة وأثرها في الاقتصاد
القسم الأول :ويمكن أن نطلق عليه القسم الشمالي ث وهو يضم البلاد
المحاذية للبحر المتوسط شيالا ى ويحدها من الجنوب سلسلة جبال الأطلس
التلي التي تسمى درن بالمغرب الأقصى ٠وتسمى بتيهمرت جزول 3وأبا
بالزاب في المغرب الأوسط فتعرف باسم جبال الأوراس س وبالمغرب الأدنى
فهي جبال نفوسةا وكلها سلسلة واحدة متصلة من المغرب الأقصى الى
طرابلس و« ليس جبل مثله الا القليل في السمو وكثرة الخصب »‘ث) كا
يقول الادريسي .
ويضم هذا القسم الثمالي .الأراضي الخصبة الصالحة للزراعة ء خاصة
( )1عن جغرافية المغرب الأوسط والأدنى حيث قامت الدولة الربتمية أنظر ابن خلدون :العبر ى ج. 6
ص 391۔ 402وأنظر كذلك الكماك عثان :موجز .ص 071۔ 2 171المدني أحد توفيق :كتاب الجزائر .
المطبعة العربية ،الجزائر 0531 .ه 0ص 951ومابمدها .دبوز :تاريخ المغرب الكبير ى ج 3ى ص . 542
الجيلالي عبد الرحمن :تاريخ الجزائري ج . 1ص 43۔ . 53د .سالم عند المزيز :المغرب الكبير ى ج. 2
ص 721۔ . 131وانظر مقدمة الطبعة الثانية
- -041
لقد حاولنا في هذا الباب تبيان أمم مظاهر الاقتصاد ف المغربين
الأوسط والأدنى في عهد الرستميين ى وذلك بالقدر الذي جادت به تلك
المصادر التي وصلتنا والتي أطلعنا عليها .
عرف المغرب العربي منذ القرن الرابع الميلادي } فترة اضطراب .طويلة
اذ كثرت الفتن والازمات 0وانعدم الاستقرار .وتدهورت بالتالي أحوال-
البلاد الاجتاعية والاقتصادية س مما حدا بأحد المستشرقين وهو بيروني.
( صمهرءم ) الى القول بأن « القرن الرابع (الميلادي) الذي سقطت فيه
حكومة رومة والقرن الخامس الذي استولى فيه الوندال } والقرن السادس
اللذي مكن فيه البيزنطيون نفوذهم بافريقية .هذه القرون كانت قرون
أهوال وحروب مبيدة ...وقد كانت هذه القرون علة في مرض افريقية
مرضا اجتاعيا واقتصاديا ذهبت الفنون الجميلة وعطلت الأراضي .الفلاحية ه
وتنوسيت الأساليب العامية وتكاثرت اللصوصية حتى صار الناس يفزعون
الى الفابات ويختفون بالشعاب وتعطلت التجارة وخشي الناس
المجاعة »( ..0والحقيقة أن .هذه الفترة المتردية من أوضاع المغرب } استمرت
مع الفتوح العربية الاسلامية لهذه البلاد .وكانت هذه الاخيرة فريدة من
أ نوعها .استغرقت فترة زمنية طويلة شهدت فيها ساحات المغرب ثورات
عديدة استنزفت طاقاته ومواردها .ولا أدل على ذلك مما فعلته الكاهنة
زعية البربر آنذاك من حرق للغابات س وتخريب للبلاد ظنأ منهنا أن
( )1تقلا عن الميلي عمد المبارك :تاريخ الجزائر .ج 1ى ص . 772
( )2لاقي العرب الملمون في فتح شيال افريقيا من المصاعب ما لم يلاقوه في فتح مصر أو غيرها من البلدان ى اذ لم
يتوان المغاربة عن مقاتلة العرب المسلمين .أنظر ابن خلدون :البر .جة .ص 212۔ 022ى لوبون غوستاف :
حضارة العرب .تعريب عادل زعيتر .ط . 3دار احياء التراث العربي .بيروت 9931ه9791/م .ص . 213
دبوز :تاريخ المغرب الكبير .ج . 2ص . 701
( )3الرقيق :تاريخ افريقية ..ص 76 .وأنظر اين عذاري :البيان .ج ة .ص . 63يذكر ابن عذاري أنالمغرب
سكان كثير من عرمد حى كله ذلك فخربت -الكاهنة متصلة وقرى الى طنجة كان كله ظلا واحدا! من :طرابلس
. الكاهنة ٣من الى الأندلس والجزر مستغيثين ما نزل المغرب الى امروب
. ۔ 402 202 ٠ص اسماعيل :المرجع اللابق ..محمود 1۔22 ص .. 2 :ح الزاهرة :النجوم بردي تغري ابن (()4
إ" :55 ۔ 45 ص ى: . .ج3 ::المرجع الابق دبوز
= وهكذا فان البلاد الاسلامية مثيل له ق لندرة وربما ذلك البارد تيمرت على طق ( )5لقد علق الكثيرون
-143-٠
استقبلت الأحمال الثلاثة الأولى من المشرق في عهد الامام عبد الرحمن بن
رستم ووزعت على الفقراء والكراع والسلاح س بعثت هذه نشاطا في المدينة
فشرع الناس في ه احياء الموات وغرس البساتين واجراء الأنهر واتخاذ الرحاء
واللستفلات »©ا وقد ساعدت الأنهار المحيطة بالعاصمة في بعث النشاط
الزراعي والاشتغال به مما دفع الفلاحين الى احياء الموات وعدم .الاكتفاء
فقط بالاراضى الزراعية للمياة وشهدت بذلك منطقة العاصمة الرستية نشاطا
زراعيا مكثفا يي:تفق كل الجغرافيين تقريبا على تصويره 4.اذ لم يجدب زرع
البلد قط الا في حالات الريح أو البرد الشديدين .ويذكر الاصطخري
أن كورة تيهزت « خصبة واسعة البرية والزروع والمياه »!
ويشير ابن حوقل الى أشجار وبساتين تيهرت ويقول بأنها تنتج .ضروبا
من الغلات{ا دون أن يحددها ى أما المقدسي فيقول بأن تيهرت « بلخ
للغرب قد أحدق بها الأنهار والتفت بها الأشجار وغابت في البساتين ونبعت
= بكر ين ,حماد الشاعر التيهرتي (ت 692ه) يصور لنا برد مدينته ويقول شجرا :
وأطرف الثمس بتاهرت منا أخشن البرد وريمباننه
كأہاتنشرمن تخت تبدومن الغم انا ما بدت
تجري بنا الريح على اللمت _ فنحن في بجر بلا لجة
كفرحة الذمي بالسبت تفرح بالشمس انا ما بدت
ويذكر البكري ى أن رجلا من أهل تيهرت نظر الى توقد الثمس بالحجاز فقال :احرقي ما شئت فوالله انك
بتاهرت لذليلة .أنظر البكري :الغرب ى ص . 76
وه قيل لبعض الظرفاء من أهلها 0كم الشتاء عندكم من شهر في السنة ؟ قال ثلاثة عشر شهرا » ابن عذاري :
البيان .ج 1ث ص . 891وما تماله ياقوت الحموي في هذا الخصوص ه إن الثمس بهاقل أن ترى ودخلها أعرابي من
أهل الين يقال له أبو هلال ثم خرج الى أرض السودان فأق عليه يوم له وهج وحر شديد وسموم في تلك الرمال
فنظر الى الثمس منحية راكدة على قم الرؤوس ،وقد صهرت الناس فقال مشيرا الى الشمس :أما والله لئن عززت
ق هنا امكان لطالما رأيتكذليلة بتاهرت وأنشد :
أشهى من الثيس بتاهرت ماخلق الرحمن من طرفة
. 8 أنظر الحموي :ممجم البلدان ى ج 2ث ص 7
( )6ابن الصفير :سيرة ى ص . 21
( )7اليعقوبي :البلدان ء ص . 901
( )8الاصطخري :المسالك والمالك ى ص . 43
( )9ابن حوقل :صورة الأرض .ص ، 78الأدريسي :وصف افريقيا الشمالية الصحراوية .ص . 06
- 54
/
وهكذا تبدو حاضرة الرستميين وضواحيها مزارع وحقولا لمختلف الثار
والحبوب 0وهي تجمع بين المزروعات التلية والصحراوية .ولا شك ان
موقعها الجغرافي اذ تقع في منطقة مرتفعة وبين الجبال ،وعلى محاذاة
الصحراء في آن واحد س هذا التداخل في موقعها أتاح لها أن تكون أرضا
زراعية خصبة س ومنطقة مظيرة صالجة لزراعة الحبوب والبستنة .كا أنها
صالحة لزراعة النخيل شجرة الصحراء الاساسية .ولا غرابة في ذلك فان
منطقة تيهرت لا تجمع هذه المتناقضات فحسب ،بل هي أيضا منطقة
رعوية من الطراز الأول وهو ماسوف نراه عند تطرقنا للرعي والماشية .
ح :ل 0 م , ) (...ح ). 576. (71م ,
. :البلدان اليعقوبي .وأنظر كذلك 8 .الأدريسني :وصف ب ص 0 ص ( (1 9ابن حوقل :صورة.:
641. -
دخل المدينة .وحولها بساتين كثيرة ا وانما سميت بالخضراء لكثرة
اخضرارها بكثرة بساتينها وحقولها(:ثا .وأما منطقة مدينتي تنس ووهران
والمسافة بينهما تقدر بجوالي مائتي ميل وهما مدينتان على البحر تجري على
مقربة منهيا الانهار وبهيا فواكه وخصب ومزارع وجنات وبتنس « الحنطة
ممكنة جدا وسائر الحبوب موجودة ....وبها من الفواكه كل طريفة ومن
السفرجل الطيب المعنق ما يفوق الوصف في صفته وكبره وحسنه »(ةا وفي
مدينة يلل وأحوازها ى مزارع وقرى وعمارات وأشجار .وأما متيجة
المشهورة الى يومنا هذا بخصب أراضيها ووفرة زروعها .فهمي منطقة واسعة
تضم مدنا وحصونا « وهو بلد زرع وعمارة »"ة! وهي « أكثر تلك النواحي
كتانا ومنها يحمل »“ة تجارة الى مختلف الاسواق .
أما الجانب الشرقي من الدولة ث وهو بلاد نفوسة وماكان خارجا عن
مدينة طرابلس ،فان الزراعة هناك لا تقل عما هي في غرب الدولة .
ومنازل نفوسة « في ضياع وقرى ومزارع وعمارات كثيرة »(ة2ا .والماء
( أن جبل نفوسة كان كثير ديبوا ) ) ن متوفر اذ يذكر المستشرق
- 941
موسوقة (“) شعيرا ى تصدق بها كلها في مجاعة وقعت بجبل نفوسة وكان له
كثير الاأشجار”ة‘) . حقل وافر الظلال
- -051
ويذكر الجغرافيونت“ا زراعة جزيرة جربة وضواحيها ويقولون بأن
فيها بساتين :كثيرة ص تنتج الزيتون والنخل والكروم بكثرة .ويؤكدون
اباضية سكانها وهي الغالبة فيهم .
ولا شك أن النفوسيين } نتيجة اهتامهم البالغ بالأرض قد استصلحوا
النديد من الأراضي س وحولوا جبلهم الى جنات خضراء س كا أن ضواحي
طرابلس التابعة للرستيين كانت كثيرة الضياع & « وبها من الفواكه الطيبة
اللذيذة الجيدة كالخوخ الفرسك(“ا والكمثري اللذين لا شبه لميا بمكان »(ةه)
ويذكر الأدريسي أن ضواحي مدينة طرابلس قبل عهده (ت 845ه)
كانت « كثيرة شجر التين والزيتون وبها فواكه جمة ونخل »(“ا .هكذا
يكون شرق الد وز الرستمية كغربه من حيث الزراعة وتطورها ونشاطاتها
والحقيقة أن هذه الصفة كانت عامة في بلاد المغرب العربي كله .
أما جنوب البلاد الرستمية الممثلة في الضحراء الواسعة ى4فهن المعروف أن
الزراعة فيها منعدمةأو تكاد ولا وجود للحياة فيها الا في بعض الواحات
المتناثرة هنا وهناك .حيث الابار الكثيرة والمياه المتدفقة .فالمقمون بتلك
الواحات يعتدون على زراعة النخيل خاصة ،وهي الشجرة التي تقاوم
مناخ الصحراء الشديد صيفا وشتاء .ولعل من المستحسن أن نعرف .أن
النخيل يعتبر « شجرة العراق الأدنى المطل على الخليج العربي 0وهو
موطنها واقليها المفضل كا { وانتقلت من هناك الى بلاد الشام ومصر
والجنوب التونسي قبل الفتح الاسلامي ثم توسعت رقعته بعد ذلك(“) .
( )24البكري :المغرب ي ص ، 91الأدريسي :وصف 0ص : 59
(ثة) الخوخ الفرسك :نوع من الخوخ أجود أملس أحر جيد النوعية .أنظر اين منظور :لسان العرب المحيط ه
ج 2يص . 4701كلة «فرسك» .
(34ا ابن حوقل" :ص 8 96المقدسي :أحسن التقاسيم .ص . 422
. 09 ‘0ص ( )44الأدريسي :وصف
-151-۔
ومن الواحات التى كانت تابعة للدولة الرستمية في تلك الصحراء الكبرى
وارجلان 3وبلاد الجريد زقسطيلية في الجنوب التونسي وواحات وادي
ريغ وسوف وغيرها في شرق البلاد » وهي تشكل شريطا عموديا في
الصحراء الكبرى الشرقية .على الحدود الجزائرية الليبية التونسية حاليا ;
مع انقطاع فيا بينها بسيط اذ لم تكن سلسلة متواصلة .
أما وارجلان فهو « بلد خصيب كثير النخل والبساتين ...وهي بلاد
ثيرة الزرع والضرع ...كثيرة المياه »7ثا يزرعون من الحبوب الحنطة
خاصة وتتخلل تلك الزروع أشجار النخيل وهي الطريقة المستعملة في
أغلب الواحات وقد علم سكانها من الاباضية قساوة الطبيعة الصحراوية
فحولوا تلك البقعة الى جنات وغابات متواصلة منالنخيل وبنوا المديد
من القرى يذكر صاحب الاستبصار١ أنها سبعة محصنة قريبة من
بعضها البعض ،وقد أجرى أهلها خلالها المياه بجفر الابار العديدة رغم
صعوبة ذلك وتكاليفه .
أما بلاد الجريد ،وتضم العديد من المدن والقرى مثل قسطيلهة ونفطة
والحامة وتوزر ونفزاوة فانها كانت ولا تزال بلاد النخيل وانما سميت
بالجريد لكثرة نخيلها ،وهي كا يقول ابن حوقل « مفوثة افريقية
بتورها سا كا هي نظيرة البصرة في الدنيااا .وتتفق جميع المصادر
الجغرافية على وفرة المياه بها وان كانت غير صالحة للشرب .كا أنها لا تنتج
التور فقط ،وانما هي آيضا منطقة بساتين ث يزرع فيها الشعير وقليل من
( )74الاستبصار :ص . 422 .وأنظر الجيري عبد المنعم :الروض المعطار في خبر الاقطار تحقيق احسان عباس ء
مؤبة ناصر للثقافة .ط . 0891 . 2ص . 006
! . : ,ٹس' ), . 702. (84
( )94الاستبصار :ص . 422
( )05ابن حوقل :ص . 49
( )15القدسي :أحن التقاسيم .ص . 032
ويزودنا صاحب الاستبصار بالكيفية التي تتم بها تسميد الأرض حتى
تعطي مردودا أكبر خاصة قي توزر ويقول بأن أهلها كانوا يحتفظون بزبل
مراحضهم يجففونه « لتدمين أرضهم لأنها في غاية الجفوف لقربها من
الصحراء »(“ةا وهذا يدل على الاهتام المتزايد بالأرض وإستصلاحها 0ويدل
من جهة أخرى على اعتاد الناس الزراعة أساس الحياة .
أما بلاد سوف وريغ(ةةا وواحاته فلا تذكر المصادر الموجودة بين أيدينا
خاصة الجغرافية منها شيئا عنها لعدم اقتحامهم تلك القفار ى بل إن البكري
يذكر أنه « لا يعرف وراء قسطيلية عمران ولا حيوان ....وانما هي رمال
وأرضون سواخة(“ا » () ونجد اشارة الى بلد سوف في الاستبصار”تا اذ
( )25اليعقوبي :ص 201ى ابن حوقل :ص 49وأنظر كذلك المقسي :ص 032ذ 0البكري .ص . 84
الادريسي :ص . 57
() الطعام :ربما يقصد به الميد أو الكسكسي ه أساس معيشة المغاربة وعملية يدوية بسيطة يحول الميد الى ما
يسمى ب «الككي» .
( )35ابن حوقل :ص 49ى الأدريسي :ص . 57
( )45الاستبصار :ص 651وأنظر أيضا :الحميري :الروض المعطار .ص . 541
( )55ينفرد ابن سعيد المغربي (ت 586ه) في نهاية القرن السابع المجري ى في ظني 0بذكر بلاد ريغ ويجملها
خطأ شرق وارجلان اذ يقول ه وفي شرقها (أي وارجلان) بلاد ريغ ...وهي بلاد نخل ومضات ومياه تنتج على
وجه الأرض فيصعد الماء كالهوم الى أمد طويل ويسيح ف المزارع » ...أنظر كتاب الجغرافية .تحقيق اسماعيل
العربي .ط . 2ديوان المطبوعات الجامعية ي الجزائر . 2891ص 621ى أما ابن خلدون فيذكر أن بلاد ريفة .
قاعدتها تقرت وهذه المدينة الأخيرة لا تزال قائمة الى يومنا هذا في شرق صحرل الجزائر جنوب مدينة بسكرة
وشال مدينة وارجلان .أنظر ابن خلدون العبر ى ج 6ى ص . 197
() أرضون سواخة أي طينا .من توخ الأقدام في الأرض اذا دخلت فيها .أنظر ابن منظور :المرجع السابق .
ج . 2ص . 332كلىة سوخ" .
( )65البكري :ص . 94
( )75الاستبصار :ص وينقل عنه صاحب الروض المعطار نفس الملاحظة ص . 333
ولابد أن نشير هنا > وقبل أن نختم هذه الصفحة الزاهرة من حياة
الدولة الرستمية الزراعية س أن مصادرنا لا تعطينا معلومات عن نظام
ملكية الأرض ولا عن نوعية الممتلكات الزراعية التي عرفتها هذه الدولة (©'
ولكن الذي يتبادر الى الذهن في هذا الخصوص أن الملكية الخاصة أو
العائلية كانت هي السائدة اذ لا نجد اشارات الى تعاون جماعي على زراعة
قطعة من الأرض ،ثم إن طبيعة جغرافية المغرب الوعرة لا تسمح بذلك
التجمع ‘ فالأرض الصالحة للزراعة كثيرا ما تكون ضيقة محدودة .خاصة
وأننا نجدها على محاذاة الوديان والأنهار الجارية .اضافة الى هذا ،فان
المصادر الاباضية لا يمكن أن تغفل جانبا اجتاعيا من الأهمية كهذا الجانب
في التعاون والتآزر والتكامل لو كان موجودا .
ومما تجدر الاشارة اليه أن العبيد كانوا يتخذون في خدمة الأرض .ولم
تكن استعيالاتهم مقتصرة فقط على القصور والمنازل وانما يمكن أن نتصور أن
أغلبيتهم كانوا من العاملين في المزارع والبساتين والأرحاء(ة .خاصة وأن
الدولة الرستمية كانت من الدول الكبرى التي أهتت بجلبهم من بلاد السودان
الغربي جنبا الى جنب مع الذهب وبشكل واسع جدا وهو الأمر الذي سوف
تتناوله بالتفصيل عند تطرقنا الى التجارة الخارجية .
-551-۔
الاشارات التي نجدها عند بعص المزارع < العبيد ف ومما يوحي باستعيال
- -651
كبير .وذ لك نتيجة ١لاستقرا ر الل حد مستقرة كا نت ١لرستمية خاصة
السياسية الخطيرة داخل الدولة الرستمية7ا س حتى الفتن الى سبق أن أشرنا
اليها في الباب الأول من هذا البحث كانت محدودة المكان والزمان
والخطورة ،فلم تكن تهدد الزراعة أو تؤثر فيها بالشكل الذي يمكن أن
يتصوره بذهن 2اللهم الا الفتنة الأخيرة التي اشتعلت بالتنافس على
السلطة بين أفراد الأسرة الرستبية الواحدة .فتكونت الكتل السياسية
وتعددت الأغراض والاتجاهات وعم الفساد و" قطعت السبل وفرغ من
أيدي الناس الحرث والنهل (“) » (7ا .
ومن المحتمل جدا أن بعض القبائل البربرية البترية تحولت خلال الحكم
الرسي للبلاد الى قبائل شبه مستقرة 0مرتبطة بالأرض ،تسكن المدن أو
أحوازها 3وتمارس الزراعة الى جانب الرعي ؛ وقد يكون النشاط الرعوي
محدودا بحيث :لا يؤدي الى التنقل من مكان الى آخر < وانما هو رعي مقيد
بمكان 2أو بعبارة أخرى تربية الماشية في نطاق محدود .ومما يؤيد هذا
الاتجاه ازدهار المدن وأحوازها بالماشية الى جانب الزراعة :والاستقرار العام
الذي ساد البلاد الرستمية وهو ف حد ذاته يدعو الى الاستقرار الاجتماعي :
استقرار القبائل وركونها الى المدن خاصة وأن البربر مشهور عنهم الاعتاد
على الماشية أو الثروة السهلة الانتقال والحركة اذ يأوون بها الى قم الجبال
بعيدا عن سلطة الحاكم أثناء الفتن والشوزات الكبيرة وهو الأمر الذي لم
يحدث على ما يبدو ،فيع.هد الرستميين .
وهناك اشارات ،في الكتب الاباضية خاصة ‘ الى بعض المجاعات 7
ب ۔ الرعى .
كانت تربية الماشية في بلاد المغرب تقوم جنبا الى جنب مع الزراعة فلا
( )37أبو زكرياء :سير .ص 58وأنظر الدرجيني :حيث يذكر أن شيخا استسقى في سننة قخط وإستجيبت
دعوته .طبقات .ج . 2ص 0 902الثياخي :سير .ص . 602أنظر كذلك ص .381۔ . 481
( )47اين عذاري :البيان .ج 1ث ص . 611يذكر عبد الرحمن الجيلالي أن مجاعة ووباء عما المغرب والأندلس
ابتداء من سنة 352الى 562ه ويذكر أيضا وباء أودى بالعديد من الناس سنة 582ه تاريخ الجزائر المام .
. ج 722 . 1
المحصول الزراعي مقرونا بالمنتوج الحيواني أو الماشية اذ يعتبر ذلك كله من
` الزراعة وأنشطتها ومن اهتامات المزارع .
تشير الدراسات "ا أن الجزائر كانت في فترة من فترات تاريخها القديم
مرتعا ومرعى لختلف الحيوانات ،خاصة الغنم والحمير والخيل .والواقع أن
طبيعة البلاد الغابية تشجع وتوفر الماشية وكثرتها ،ففي العهد الرسي
يتفق جميع الجغرافيين على أن البلاد كانت زراعية » .رعوية 0يؤكد ذلك
اليعقوبي مرارا بترديده جملة يصف بها بعض المناطق ويقول « هو بلد زرع
وضرع »ث7ا .ولا داعي الى اعادة أقوال الجغرافيين الذين سبق أن مررنا
هم عند حديثنا عن الزراعة ى ولكن لابد من ذكر ما قاله ابن حوقل
حول الماشية في تيهرت وأحوازها حيث يؤكد قائلا « :وغي أحد معادن
الدواب والماشية والغنم والبغال والبراذين الفراهية({“ .ويكثر عندهم العسل
والسمن »7ا } ولا تزال هذه الصفة الرعوية قائمة في زمن الأدريسي الذي
.يذكر أن بتيهرت « من نتاج البراذين والخيل كل حسن .وأما البقر والغغ
فكثيرة بها جدا وكذلك العسل والسمن »ثا فلا غرابة أن تتبوأ تيهمرت هذا
الدور ف النشاط الرعوي الى جانب دورها الزراعي ،فوجودها :بمحاذاة
منطقة الاستبس :الرعوية("ثا وقريبا من الصحراء مجال القبائل البدوية
المتنقلة وراءاء ماشيتها 4خولا لها أنتكون أرضها زراعية تتخللها مراع .
كثيرا ما يقصدها البربر الرحل في فصول معينة من السنة .فابن الصقير
ع 1 . ,:ن ), . 04-93 (77
( )67اليعقوبي :البلدان ى ص 401۔ . 801
. 68 (:)97ابن حوقل :ص
ومما يكن ملاحظته في نمو ابن حوقل والإدريسي السالفي الذكر هو
توفر العسل بالعاصمة الرستمية } وهذا يقتضي :توفر أنواع من الزهور
والورود مادة النحل الأولية لتكوين عسلها : ،وليست تيهرت وحدها ملجا
للنحل وانما تشاركها فيها مدن أخرى منها وهران التي يقول عنها
الأدريسي « وأهلها في خصب والعسل بها موجود وكذلك السمن والزبد
والبقر والغنم بها رخيصة بالثمن اليسير ؛(3ث)..
لقد كان المغرب العربي في نظر موريس لومباردثا هو « بلاد الغنم » .
اذ تصدر مناطق انتاج الصوف بلا منازع ء ابتداء من القرن الثاني
الثامن الميلادي .وتشكل الهضاب العليا والمناطق الرطبة في التل المجري
الجزائري خصوصا وشيال افريقيا واسبانيا عموما س مراعي للأبقار والأغنام
ذات الصوف الفائق الجودة .ولعل أبا الربيع المبزاتي يشير الى هذه الكثرة
في .سيره عندما يقول « كسب المسلم الحرث والحصاد وكسب الغنم فكسب
() الشلا ۔ لم أجدها في المعاجم ربا همي الكلأ وهو الصحيح عندي .
( )28ابن الصفير :ص . 71
( )38الأدريسي :ص . 75
( )48موريس_لومبارد :المرجع السابق ى ص 422۔ . 522
- -061
الغغ قد زال في زماننا هذا بالقحط وكثرة الغارلت »(ثا علما بأن المزاتي توفي
سنة 174ه 2فلا ريب أنه كان يقضد الرستميين لاغير » اذ تزودنا المصادر
الاباضية بعدة اشارات الى وفرة الأغنام في تلك الفترة ى من ذلك ما أخبرنا
به الشاخى عن يبيب بن زلغين أحد ملاك الماشية فقد كان له « ثلاثون
ألف ناقة وثلائمائة ألف شاة واثنا عشر ألف حمار »ثم وكان رعاة غنه كلهم
من عبيده ۔ وما يدل على وجود مثل هذه الثروة الحيوانية أو قريبا منها.
عند هذا الرجل قول الامام عبد الوهاب ه لولا أنا ومحمد بن جرني .ويبيب
بن زلغين خرب بيت مال المسلمين :أنا بالذهب ومحمد بن جرني بالحرث
وابن زلغين بالأنغام ثا ث لقد كان ابن زلغين ببماشيته اذن أحد الدعائم
الأساسية في موارد بيت المال الرسمي ،ويشارك يبيبا في اكتساب الأغنام
أبو منصور الياس الذي كانت غنه كثيرة التناسل لم يتبدل ذلك منه منذ
, أن غادر النصرانية الى الاسلام(ثا .وكان أبو منصور عاملا لتيهرت على
.جبل نفوسة حيث .كان الرعي هو الحرفة السائدة بين سكانها رغم
ا ستقرارهم في قرى وضياع ذلك الجبل ولعل ممارستهم الكبيرة للرعي هي .
التي أوحت لابن خلدون(“ا تصنيفهم ضمن القبائل البربرية
البترية (البدوية) .
. ..إن تربية الماشية لم تكن محتكرة اذن في القبائل المتنقلة فحسب ى وانما.
تعدتها الى غيرها بحكم وفرتها من جهة ،وبحكم وفرة المراعي الصالحة
لانناجها في البلاد من جهة أخرى ،ولا أدل على توفر الماشية واهتام
الرستميين بها من أن بعض الائمة أنفسهم كانوا .من ملاكيها كأبي اليقظان وأبي
( )58المزاتي أبو الربيع سليمان بن يخلف :حتاب الير ،المطبعة الحجرية بتونس 1231ه ث ص 58۔ . 68
()68الشاخي :سير ص . 402
( )78نفه ث ص 502۔ أطفيش امحد بن يوسف :رسالة الرد على العقي .ص . 37
( )88الدرجيني :طبقات 3ج . 2ص . 033وأنظر كذلك ص ` . 792
( )98محمود اسماعيل :الرجع السابق .ص . 602
ث ( )09ابن خلدون :العبر .ج . 6ص . 692
ولما كان الجغرافيون كلهم تقريبا لم يقتحموا الصحراء وأعماقها لذلك فهم
لم يزودونا معلومات وافية حول ماشيتها التي لا نشك في كثرتها ،الأمر
الذي يدعونا الى التخمين في أن الجملثا كان أهم حيوان في تلك الربوع
الشاسعة الى جانب الأغنام وكان الجمل هو الوسيلة الأولى في نقل الذهب
ووراءه كانت تهرول قوافل الزنوج المسترق القادمة من السودان الغربي في
اتجاه تيهرت وغيرها من العواصم التجارية في المغرب العربي .ولا ريب أن
هذه الجمال كانت وافرة العدد ث وقد ذكر ابن حوقل أن للمغرب من الجمال
في براريه وعند سكان صحاريه مالا تدانيها في الكثرة ابل العرب(ا وهي
بذلك تساير ضخامة النشاط التجاري الذي ربط الدولة الرستمية ببا وراء
الصحراء الكبرى ى وهو ما سوف نتناوله بالتفصيل في التجارة
مع السودان .
-261-
وقبل أن نطوي صفحة هذا الجانب الهام من اقتصاد الدولة الرستية
لابد أن نشير الى أن المغرب الأوسط بأسره ،وهو مجال الرستميين س كانت
منه « تجلب الأغنام الى بلاد المغرب وبلاد الأندلس لرخصها وطيب
لحومها »(ا وكأنت المراكب الأندلسية تختلف الى مرسى وهرانثؤ لنقل
الفائض من الانتاج الحيوان الرستي س اضافة الى ما تحتاجه الدولة الأموية
في الأندلس ،من حبوب س خاصة في أزماتها الاقتصادية .
ولم ينج حتى ابن الصغير نفسه س من هذا النقص وهو الذي اهتم بأمور
دقيقة في تيهرت وعرف بقوة ملاحظته .ولكن الذي لا يرقى اليه الشك
على كل حال ،أن تيهرت كانت تضم أنواعا من الحرف وعددا من الحرفيين
ربما كان كبيرا بحيث استطاعوا أن يعينوا مع العوام أبا حاتم اماما سنة
1ه بلا مشورة أحد .فأهل الحرف”ا هؤلاء .الذين يذكرهم ابن
الصغير 2دون أن يحدد نوعية حرفهم س يدعونا الى القول س بأن عاصمة
الرسميين كانت لا تقل في النشاط الحرفي عن العواصم المغربية الأخرى
كالقيروان مثلا أو فاس أو غيرهما .
( )1ابن الصغير :ص 0 94يذكر ابن الصغير كفة أهل الحرف بأهل الحروف ويترجها موتلننكي
(نكصناراده) الى أهل الحرف (كصهدنام) أنظر النص المترجم ص . 411
ولعل أبرز نشاط صناعي عرفته الدولة الرستية .كان مرتبطا بشكل `
مباشر بالزراعة والماشية وهما جانبان ‘ كا رأينا ث شهدت فيها
الدولة نشاطا ملحوظا س مما يدعونا الى القول بأن صناعة وسائل الزراعة
كانت متقدمة وتتمثل هذه الصناعة أو الحرفة في صناعة الحارث والمناجل
والفؤوس وغيرها من الالات الزراعية البسيطة .
ومما تخبرنا به المراجعا » وجود صناعة زراعية تمثل في معاصر
الزيتون س اذ كانت هذه الشجرة متوفرة في بلاد المغرب س لهنذا فهن الحقل
جدا .وجود هذه الصناعة في تيهرت س وفي جبل نفوسة بالذات وبه مثل
قرية اجناون التي تدور المياه بها على اثني عشر ألف تزيتونةكا .هذا اضافة
.. :ت . 8.5-75م , ( )5موريس لومبارد :الرجع السابق .ص « 612
( )6الثماخي :سير ى ص 981وأنظر البكري :المغرب ث ص . 9
ولقد زأينا أن لتيهرت ،بابا يعرف باسم باب المطاحن {ثا .فكثرة هذه
المطاحن تدعونا الى التساؤل عن طبيعتها وكيفية صنعها واشتفالها ؟ وأول
ما يتبادر الى الذهن ،أنها كانت من الحجر"ا س ربما بسيطة المكنكة أو
المندسة ،يقوم بصنعها متخصصون في حرفتها يعرفون دقائقها 0ولاشك
أنها تعتمد الطاقة الحركية للماء في اشتغالها .وهذا ما يفسر وجودها على
الأنهار فقط .ويذكر الاستاذ الكعاك"") .أن هذه الأرحاء المائية من
الستنبطات العربية ومن الاختراعات الاسلامية ث انتقلت من المغرب الى
الأندلس ،ولم يشر الاستاذ الكعاك الى مصدر رأيه هذا .
( )01يذكر ابن حوقل أن بمدينة مجانة بافريقية الأغلبية الحجارة المجلوبة للطاحن بجمبع المغزب .صورة .
. . 48 ص
( )11الكماك :موجز .ص 771 ٠ويذكر الاستاذ الشيخ أبو اليقظان رائد الصحامة الجزائرية أن الرسميين م'
الذين اخترعوا تلك الرحوات قائلا شعرا :
بخفة «ميناء ةخازوا الظَقَز. هُمًاخترعوا الرْحَوات لهم
ويبدو أن أبا اليقظان بعيد عن الصواب كل البعد الأن الرحى قديّةجدا .أنظر ديوان أي اليقظان ى ص . 17
( )21صفر أحد :مدينة المغرب المربي في التارينخ ىدار الثر بوسلامة تونس . 9591.ص . 251
. ( )31ابن حوقل :ص . 68
أما أهم صناعة كانت بالدولة الرسمية ث فهي صناعة النسيج المعتمدة
أساسا على الصوف والكتان 2وربا الحرير أيضا(ةآا .تعتبر الهضاب العليا
في المغرب العربي س أكبر منتج للصوف الفائق الجودة س والوفير الناعم.
الأجعد"7ا .من هنا يمكن أن نتصور النوعية الجيدة لصناعة النسيج في
الدولة الرستمية .وكانت هذه الصناعة تنتج أنواعا من لملابس .وتخبرنا
المصادر الاباضية عن الغزل في جبل نفوسة ،ولاشك أنها منتشرة في جميع
ربوع الدولة عند البدو والحضر ،وكانت المرأة خاصة") .هي التي تقوم
بها في منزلها أو خيتها وتوظف لا الجواري س مثلما فعلت أم الخطاب ،التي
كانت ثلاثة عشر جارية ينسجن لهاا .وهناك اشارات متناثرة في سير
ولم تكن المنسوجات الرستمية بلون واحد » بطبيعة الحال ص وانما كانت
ختلفة الاشكال والألوان ث وكان اليهود هم الذين يتولون صناعة الأصباغ
ويبدو أن هذه الحرفة قدة لديهم . .وقد وردت الاشارة الى اختصاص
اليهود بصناعة الأصباغ في جبل نفوسة .في الكتب الاباضية عندما ترجمت
لأبي ذر ابان بن وسيم ى أحد عمال الدولة الرستمية بالجبل س فقد كانت
النساء يعدن وصوءهن كاما لمسن أصياغ اليهود ،لأنه نجس ،فرخص لهن
قائلا « أيا امرأة مست أصباغ اليهود 0ليس غليها الا غسل يديها
وكفيها »(ةقا ومما يؤكد شهرة النسيج الرسمي والنفوسي منه بوجه خاص ء
وألوانه المختلفة ما احتفظ لنا به ابن حوقل عندما ذكر جودة ذلك قائلا :
« وطيقان الأكسية الفاخرة الزرق والكحل النفوسية والسود والبيض
الفينة »“ةا ولا تقل قسطيلية في بلاد الجريد ،أهمية عن نفوسة في صناعة
الصوف ،اذ بها « جهاز الصوف في جميع جهاته من الشقة والكسى والحنبل
( )02نفه ي ص . 772 . 142
( )12صفر أحد :المرجع السابق ى ص 0 051دبوز علي :المغرب الكبير ج . 1ص 74۔ . 84مازالت النساء
الابانيات وغيرهن الى يومنا هذا يمارسن صناعة الغزل في منطقة ميزاب لمشهورة بزربيتما (سجاد مغربي)
اللزركشة الجميلة التي يتنافس السياح على اقتنائها ويقام في ربيع كل سنة عيد في مدينة غرداية بمنطقة ميزاب
يمى عيد الزربية .وهو عبارة عن معرض كبير نختلف الزرابي والأنسجة الصوفية الختلفة .
( )22ابن الصفير :ص . 51
( )32الوسياني :سير (مخطوط) ورقة . 9الدرجيني :طبقات ى ج . 2ص . 303
( )42ابن حوقل :صورة ث .ص . 96
ان هذا النشاط صناعي النسيجي أو الغزلي ى لاشك أنه يعتد على
أدوات خاصة مثل المناسج والمغازل والأنوال وغيرها من آلات الغزل التي
ريصنعو نها 0و يوفرونها لاصحا بها . ١لحرفيون كان
ن :خ ( )92محمود اسماعيل :المرجع السابق .ص . 602وأنظر 0, . 411 :
! . : ), . 802 (03
( )13الباروني :مختصر تاريخ الاباضية :ص . 24
( )23موريس لومبارد :المرجع السابق .ص . 741
)33( .يتحدث ابن الصغير عن اتخاذ الدروع في الحرب .أنظر ابن الصغير :ص . 63
( )43ابن الصغير :ص . 62
-071-
وتذكر المراجع الحديثة اتا ى أن بني رستم استفادوا من العناصر المتحضرة
ال قصدت عاصتهم كالعرب والعجم 0وأخذوا منهم خبرتهم فاشتهرت
تيهرت بالمنسوجات الحريرية 2والقوارير الزجاجية 0والتحف المعدنية .
والعطور .والأثاث من الخشب المنحوت والخطوط والمموه والمرصع بالماج
أو الصدف .
ولعل أبرز ما خلفته الصناعة في العهد الرسي س هو الأواني الفخارية
أو الخزفية الى عثر عليها جورج مارسيه ودوسوس لامار“ةا ( .حة
اح ) في خرائب تيهرت سنة 1491م .وانتميا في تنقيبهيا الى .ه
نتيجة حاسمة .هي أن تيهرت كانت تضم أفرانا لشي الفخار ى ومعامل
لصناعته اذ اكتشفا قطعا متلاصقة بعضها ببعض اعتبراها من بقايا
الفرن المهملة .
لقد كان للعاصمة الرستمية اذن س أفران ومعامل لصناعة الفخار .وقد
اكتشف الأثريان المذكوران أجزاء من جرة كبيرة .وقلل وصحون
وكؤوس وغطاء برادة (ع:ءاسهع:ة )6مزين بقفل مزخرفة } كا عثرا على
مصابيح طويلة المصب س وغيرها من الأواني الأخرى الختلفةةا التي كان
الناس بحاجة اليها .والجدير بالذكر أن هذه المكتشفات الفخارية
والخزفية س كانت قليلة الزركشة وبألوان محدودة ،كالاخضر والأصفر
ع( والموخي أو البي .وتشير الباحثة الفرنسية آن ماري )) (83ع
أن خزف تيهرت كان بسيطا بيث لا يرق الى جودة خزف القيروان أو
( )53الكعاك :موجز .ص . 871سالم عبد العزيز :اللرجع الابق ج . 2ص . 775الليلي :تاريخ الجزائر .
ج . 2ص . 756محمود اسماعيل :الخوارج .ص . 602
. :ج ), . 75-42. (63
. :ج ). 75-65. (73م .
لاتكن - : '! 2ن ! ل ع ع ح ) | (83عل ع
غ ع ' خ ( ن ح د ع ع -
)ل ح "3 ع ! !, , 0891, .92.
وأنظر كذلك رشيد بورويبة :الفن الرسمي بتاهرت وسدراتة 3مجلة الاصالة .عدد . 14ص 481۔ . 781
ولا يزال موضع تيهرت الرستمية يحتاج الى تنقيب شامل وجدي . ! . : , . 802 ) 2. (93ع
فهلا قامت الجهات المعنية بالجزائر بهذا الممل التاريخي المام .
( )04الجربي محمد أبو راس :المرجع السابق ى ص 651۔ . 751
( )14الباروني :الازهار .ج . 2ص 91هامش رم . 1وأنظر ص 44۔ . 54
- -271
حوقل(ة“ا ،لم تكن تجري هكذا مكشوفة في الشوارع س وانما لا يستبعد أن
يكون الرستيون وهم المتضلعون في العلوم الرياضية ،قد اخترعوا قنوات
فخارية ناقلة للمياه خاصة وأن منطقة تيهرت مرتفعة نوعا ما 0وليست
على مستوى واحد 8الأمر الذي يزيد في صعوبة نقل المياه بالمجاري
المادية س ولعل وجود أفران الفخار وتوفر المادة الأولية ى ساعدوا على
صناعة هذه القنوات أو الأنابيب الفخارية المطلية ى وتصميم هندسة توزيع
المياه على بيوت السكان في العاصمة الرستية وكان مثل هذا التصرف في المياه
موجودا لدى الجماعة الاباضية في قرى وادي ميزاب بالواحات الجزائرية } كا
أنها وجدت في زواغة المدينة النفوسية في العهد الرسي ،وقد تركت آثارا
تدل على ذلك حسبها يؤكد الباروني .
- -471
« الفصل الثالث »
التجارة الداخلية
أأ ۔سواقها .0بضائعها ى نشاطها :
من البديهي القول ى إن لكل مدينة وقرية سوقا أو أسواقا 0فيه تعقد
العمليات التجارية من كيل ووزن وخزن وبيع وشراء نقدا ومقايضة .
ولا يستبعد أن تكون المقايضة غالبة رغم وفرة السيولة .النقدية المعتقدة .
بوفرة الذهب والمعادن الأخرى ف المغرب العربي ،وانما الدافع اليها } في
اعتقادنا تقدم الفترة الزمنية من جهة س والطبيعة البدوية لسكان الدولة
الرستمية من جهة أخرى .
ان دراسة سريعة لكتب الجغرافية } وهي أم المصادر الاقتصادية في
التاريخ الاسلامي س تعطينا فكرة شاملة عن أسواق المدن والقرى ى ولكن
الفريب في الأمر .أن اليعقوبي وهو الذي زار المنطقة في العهد الرسمي لا
يذكر للمدن أسواقا فضلا عن القرى ،ولم يهتم بهذا الجانب الحيوي س ربا
لبداهة وضرورة وجود الأسواق في كل مكان .ففي تيهرت يذكر البكري
عن الوراق أن بها أسواقا عامرة(ا بمختلف البضائع .وقد تحولت بعض
الأسواق في الدولة الرسمية الى مدن بارزة س لذلك نجدها تعرف بالأسواق
كمدينة سوق ابراهيم أو مدينة كرام(ةا .فلا شك أنها كانت أسواقا في بداية
أمرها ،ثم تحولت شيئا فشيئا بفعل الاستقرار بها الى مدن معروفة منع
الاحتفاظ بطابعها التجاري .
571-۔
فلا غرابة اذا تحولت الأسواق الى مدن س ربما كان من أنظمتها أنها تعقد
بشكل مستر ومتواصل ،بعكس الأسواق الأخرى التي تتبع النظام المؤقت
أو الدوري ها 0فتعقد في أيام معينة من الأسبوع 0أو في يوم واحد منه ء
وهي الطريقة المتبعة الى يومنا هذا في المغرب العربي .
إن المعلومات القليلة التي يزودنا بها ابن الصغير في هذا الخصوص
تعطينا فكرة ولو مختصرة عن التجارة الداخلية في تيهرت ،فلا شك أن
العنصر الغريب في العاصمة الرستمية ى زاد النشاط التجاري الداخلي
حيوية س اذ أن الكثيرين منهم اتخذوا تيهرت مستقرا لهم س ولم يقصدوها
عابرين أو سائحين وانما « ليس أحد ينزل بهم من الغرباء الا استوطن معهم
وابتنى بين أظهرهم لمايرى من رخاء البلد وحسن بيرة امامه ...وامانه على
نفسه وماله »ثا فانتقل اليها أهل الأموال من العراق والتجار من مصر
وافر يقية والمغرب ونفقت فيها السلع مع كونها كثيرة الخصب فعظمت بها
الأموال كا يقول الشماخي (؟! .
- -671
كانت نافقة .تقصدها القرى الجاورة لهاا .واذا قصد تجار نفوسة الماصة
الرستية تيهرت ،كان عليهم أن يقطعوا تسع مراحل س وذلك مرورا
بالقيروان ثا .ومن هذه الأخيرة الى تيهرت مسيرة شهر على الابل .ومن
المحل أن تكون التجارة بين جبل نفوسة وتيهرت كثيفة كثافة العلاقات
السياسية بينهما ثا .
ومن الادلة البارزة على نشاط التجارة في الدولة الرستمية ى امتلاك
شخص بمفرده لسوق .فابن وردة ،مقدم العجم } ابتنى سوقا يعرف باسمه
وكان صاحب الشرطة لا يدخله ولا يتخلله هيبة منه"ا كا أن المؤرخ ابن
الصغيرنفسه س كان من التجار يلك دكانا في الرهادنة يبيع فيه
ويشتري(ة"ٍ .وإن دل هذا على شيء فانما يدل على اهتام الناس بالتجارة .
ليس العوام منهم فحسب بل حتى بعض مثقفيهم ومكفوفيهم اذ نجد أحد
العميان من أهل نفوسة ،رغم آفته ث يشتغل بالتجارةة") .ولا شك أن هذا
الاهتام راجع الى الأرباح الي تدره التجارة لوفرة البضائع وكثرة الانتاج .
ولعل من أبرز البضائع التي كانت تتبادل بين المدن وأسواقها في الدولة
الرستمية 0بضائع الشيال ببضائع الجنوب والعكس صحيح .ويقوم بهذا
الدور ،الرعاة والبدو من قبائل مزاتة وسدراتة وزناتة ولواتة وهوارة
وغيرها من القبائل البربرية البترية التي تنتجع من أوطانها في شهور الربيع
الى مدينة تيهرت وأحوازهاث") كا أنها س وبدون شك تقصد أسواق المدن
) (7الثماخي :سير ٤ص . 433
( )8اليعقوبي :البلدان » ص 99۔ . 001
( )9ابن خرداذبة :المالك .ص 2 88ابن الفقيه :مختصر كتاب البلدان ى ص . 97
. :ر ), . 982. (01م
( )11ابن الصفير :ص . 72
( )21نفه ،ص . 64
( )31الدرجيني :طبقات 4ج 2ي ص . 823الشاخي :سيرى ص . 462
( )41اين الصفير :ص 71وأنظر احسان عباس :المجمع التاهرتي المجلة السابقة ص 52يذكر الاصطخزي أن زناتة
كانت تستوطن ناجية تيهرت أنظر :المسالك والمالك » ص . 63
فاذا كانت تيهرت مقصد القبائل البدوية في فصول الربيع ،فانها بدون ,
شك ،مقصد التجار من كل مدن المغربين الأوسط والأدنى لمركزها المميز
ولاستقطابها الحركة التجارية في البلاد .وذلك بحكم كونها عاصمة للبلاد .
فهن أسواقها يتزود بمختلف البضائع لنقلها سلعا الى أسواق المدن الأخرى .
ع ج : , )!. . 03. (51
( )61احسان عباس :المجتمع التاهرتي المجلة السابقة .ص . 52
- 871
ويذكر الشيخ علي دبوز ء أن أسواق تيهرت كانت تعرف الاختصاص
في البضائع ‘ فهتاك سوق النحاس 2وسوق الأسلحة ث وسوق.الصاغة ء
وسوق الأقشة وغيرها”" » وهذا غير مستبعد قياسا على عادة الصناع
والتجار في معظم المدن العربية والاسلامية .
عندم قنطاران غير ثلث ،بالوزن العادي ،أما رطل اللحم فهو ييثابة
خمسة أرطالل") بالمقارنة مع مكاييل قرطبة..
إن هذه المواد الضرورية ذات الاستعمال اليومي ،والتي تنتج أساسا في
تيهرت وضواحيها ث يلاحظ أه' بخسة المن لوفرتها ث فهي لاتباع بالمكيال
العادي وإنما بالزيادة أضعافا 3أما المواد الغذائية المستوردة أو المجلوبة بتعبير
البكري قا كالفلفل والبهارات والملح "ثا وغيرها فانها تكتال بالمكيال
العادي .وهو قنطار عدل لا أكثر ولا أقل لأن المادة عزيزة ومطلوبة
ولعلها لا تكون موجودة باستيرار في المدينة فكيلها يبقى ثابتا مثل المشرق
لأنها أساسا جلبت من هناك .خاصة منها التوابل .
. ]. :ح ( )91البكري :المغرب .ص 96ى وأنظر كذلك . 21 :م ,نعمه ).0.خ (5.8..ع
. ( )02البكري :ص . 96
]. :ح ), . 21 (12
( )22البكري :ص . 26
- -081
هناك اشارة الى مكيال أو وزن في جبل نفوسة ،ذكره الدرجيني
عرضا عندما تحدث عن أبي معروف الضرير ،الذي كان له دكان اشتغل
فيه .بالبيع والشراء حينا من الدهر رغم آفة العمى لديه س فهو اذا « وزن
لأحد من الناس زاده من نفسه خروبة واذا أراد أن يأخذ لنفسه من أحد
نقص خروبة »(ة2ا اجتياطا ومخافة اكل اموال الناس بالباطل .ان هذه
.الخروبة» لا ريب أنها أدنى وزن يستعمل في تلك المنطقة 0ولا يستبعد
أنيكون متداولا في باقي أجزاء البلاد .
ولعل من البدي,هي القول 4إن .اختلاف المكاييل والموازين فيا بين المدن
الرستية س وهواختلاف في الكم والعدد ،وليس الاسماء حسب الظاهر على
الى حرية التجارة 2وعدم تدخل السلطة لفرض تعامل الأقل 4انغا راجع
معين مادامت كل منطقة لها نوع من الحكم الذاتي ،أو ما يشبه هذا
القبيل .ثم ليس من الغريب أن تكون هذه البضاعة المتوفرة في هذا المكان
تكال أو توزن باضعاف ما تكال به أو توزن في مكان آخر لا تتوفر فيه ه
بل تستوردها استيرادا .
مدينة لأخرى في الدولة وإنما نجد أيضا حتى العملة المتداولة آنذاك لم تعرف
نوعا واحدا في جميع البلاد .
( )02الجنحاني الحبيب :المغرب الاسلامي :الحياة الاقتصادية والاجتاعية 3۔ 4ه 9/۔ 01م ۔ الدار التونسية
للنشر ۔ تونز ى جوان . 7791ص . 531
-281-۔
ولاا الى تفاصيل ذلك ء بل يقول إن:تلك النقود بجاجة الى اجراء
دراسة عليها .
ولا أستبعد أن يكون الرستميون قد ضربوا سكتهم الأولى منذ عهد الامام
الأول عبد الرحمن بن رستم حيث يذكر الاستاذ حسن حسني عبد الوهاب
أن عبد الرحمن بن رستم سبنى أن ضرب نقودا في القيروان عندما كان عاملا
عليها ( 041ه ۔ 441ه ) من قبل الامام أبي الخطاب عبد الاعلى بن
السمح المعافري اليني .
-. 381
4ه أي الى قدوم القائد العباسى محمد بن الأشعث الخزاعى الذي قضى
ثورة أبي الخطاب ( أنظر الرسم ) .
فلوس إباضية
القائم عبد الرحمن بن رستم
71 عدد
<, ؟
خ رارے
. .
.: 0 ١ ١ ٠
>
/ لقا وعد
2 ١
-481-
والواقع أن المتدبر في تدفق الذهب السوداني على الماصة الرستمية وهو
ما سوف نشاهده ،يستبعد أن يكون الرستيون لم يصربوا تقودهم من
الدنانير .الذهبية اةةا .فضلا عن الدراهم الفضية س مع ما كان لهم من سابقة
في هذا المجال :سابقة ضرب الفلوس النحاسية بالقيروان ...وليس أدل على
في تيهرت وباق, هذا من الرخاء الاقتصادي والتجاري خاصة
المدن الرستمية .
ان كل الدلائل تشير الى وجود مسبكة في تيهرت لضرب عملة اباضنة
وان لم نجد ذكرا صريحا لها في الكتب المتوفرة لدينا على الأقل س بعكس
مسبكة وارجلان في عهد الأدريسي الذي يخبرنا بأن اباضية تلك المدينة
يضربون الذهب الجلوب من السودان باسم بلدهم١ةةا .فالذي يتبادر الى
الذهن أن مسبكة وارجلان ،انما هي رد فعل وتعويض عن الخسارة التي
مني بها الاباضية بسقوط تيهرت ،واضمحلال عملة الرستيين الاباضية بعد
ردح من الزمن ،ربما بصهرها من طرف العبيديين } الذين تغلبوا على
معظم بلاد المغرب العربي ابتداء من سنة 692ه ،واعادة ضرنها عملة
باسمهم والسياسة المالية للعبيديين في المغرب كانت شديدة على السكان .
دقيقة في جهازها ،بحيث لا يستبعد عنهم مثل هذا الاجراء 3لأنهم لم
يغادروا المغرب العربي الا وهم ثقلون بذهبه وأمواله التي تمكنوا من جمعها
م ة :ل ع ا ح ع 0 )0- (33
س غ ع ح ث" 3ح غ . \1[, 8791, .931.م
( )43موريس لومبارد :المرجع السابق .ص . 651
( )53الادريسي :ص . 98
ومن المحتل جدا أن تكون اهذه العملة المضذروبة بتيهرت 0هي أساس
التعامل في جميع أقاليم الدولة .وإن كان لدينا بعض المعلومات المقتضبة
حول العملة المتداولة في مدينة تنس في زمان البكريةا ء اذ يخبرنا أن
العملة الجارية عند أهلها هي القيراط وربع الدرهم والصقل والحبتان
ويقول بأنها مضروبة كلها ،علما بأن درهمهم يقدر بأثني عشر صقلية
عددا ى .ووزن قيراطهم ثلث درهم عادي بوزن قرطبة .
إن انخفاض سعر عملة تنس يدل على رخاء المدينة ،وانخفاض أسعار
بضائعها خاصة للغريب من أهل الأندلس أو غيره من البلاد التي تكون
عملتها مرتفعة ،فهو يجد ،بدون شك ء المدينة رخيصة .لهذا السبب على
ما يبدو يذكر صاحب الاستبصار“ةا رخاء أسمار مدينة تنس ويعجب
بذلك مما يؤكد ماذهبنا اليه .
( )63الجنحاني :دراسات مغربية في التاريخ الاقتصادي والاجتاعي للمغرب الاسلامي .ط 2 ٦دار الطليعة .
بيروت ى كانون الثاني 0891ى ص 86۔ . 07
( )73البكري :ص 8 26لقبال موسى :الحبة المذهبية في بلاد للغرب العربي ( نشأتها وتطورها ) ط 1ى الشركة
الوطنية للنشر والتوزيع الجزائر ى 1791ى ص . 57
( )83الاستبصار ى ص . 331
- -681
هؤلاء .كا تضيف نفس المصادر ،لم يعزفوا التعأمل والتبايع بالذهب ربما
لعدم انتشاره بينهم .وما زال :الحندوس هو المعمول به في زمن الوسياني ,
في القرن السادس الهجري ،حيث يقول بأن هذه العملة تعتبر عند الجربيين
بمثابة الدراهم لا غير ،لأن الدراهم في أوزان الفضة ،وأما القيراط .فهو ف
وبالتالي فان الحىدوس لا يكون الا عملة فضية إن لم تقل أوزان الذهب
نحاسية .لاقتراب اللفظين من بعضها .
ان مجرد ذكر هذه المعلومات في الكتب الاباضية لا تدل الا على وفرة
الذهب في غير جربة ى واتخاذه عملة الى جانب الفضة في العمليات
التجارية .وربا كانت العملة الرستمية الذهبية هي المتداولة في جبل نفوسة
والمنطقة الشرقية من الدولة .وأما جربة فتضذرب حندوبها .
ولعل الدراسات الأثرية سوف تزودنا بمعلومات أخرى وافية عن العملة
الرستمية :نوعها 0وزنها .تاريخها ومكان ضربها بالتفصيل .
( )93الوسياني :سير (مخطوط) ورقة 32وأنظر كذلك الدرجيني :طبقات ي ج 2ث ص 453۔ . 553
والواقع أن أغلبهم كانوا يهدفون من وراء وضع كتبهم تلك الى انارة
السبيل للحاج والسائح والتاجر .ومن هنا جاءت أهمية الكتب الجغرافية
في دراسة المسالك ،وهي أهم وسيلة للاتصال بين الشرق والغرب .
والشمال والجنوب .
-881-۔
مرحلة مرورا بمدينة سطيف التي تعتبر واسطة بين العاصمتين .ويؤكغ
اللقدسيةا الذي زار المنظقة ما سبقه اليه كل منابن الفقيه وابن
خرداذبة ى ويقول بأن المسافة بين الماصتين ثلاثون مرحلة ( ثلاثون
يوما ) :عشرون الى سطيف وفن هذه الى القيروان عثر مراحل({ا .
وهنالك طريق آخر عبر الرمال والقرى يحدد المقدسي مسافته تارة بالايام
واخرى بالمراحل ،وهو من تيهرت إلى قسطيلية ء إحدى مدن بلاد
الجريد س خمسة عشر يوما ومنها الى قفصة ثلاث مراحل ومن هذه الى
القيروان سبع مراحل وبالتالي فان المسافة الاجمالية في هذا المسلك بين
تيهرت والقيروان لا تتعدى خمسة وعشرين يوما أو مرحلة .ويذكر
المقدسى”ا مسلكا ثالثا يبدو أنه اشتهر في القرن الرابع المجري بجك استعماله
قبل ذلك 4يربط العاصمة الرستمية بالقيروان :وهو من تيهرت الى أشير الى
المسيلة نمانية أيام ث ومن هذه الى عجاإنة فالقيروان ستة أيام وهو أقصر
) طريق اذ لا تتعدى مسافته أربعة عشر يوما .
.أما الطريق التى تربط تيهرت بعاضة الادارسة فاس فانها تقدر بخمسة
وعشرين يوما الى مدينة تلمسان ومن هذه الى مدينة فاس أرنفة وعشرون
ليلة . 6وهي بالتالي حوالي خمسين يوما وهو ما أكده كل من الاصطخري
- -091
العقد .تستفيد من القوافل التجارية المتوجهة من القيروان نحو فاس أو من
هذه الاخيرة نحو القيروان فالمشرق العربي ‘حتى ولو لم تكن تنك القوافل
-تقصدها بشكل مباشر ،فانه يتحتم عليها اتخاذ فترة مانلراحة بتيهرت
والاستقرار بها س في منازلها " 4ولا ننسى أن لها بابا يعرف بباب
١ المنازل(“"ا ينزل به المسافرون من التجار والسياح على حد سواء .
أما اتصال تيهرت بالأندلس ‘ فيتم ذلك بركوب البحر ‘ وقد مر بنا
أن تيهرت تنفذ الى البحز من ميناء تنس”"7ا ى وهو ميناء مهم جعله
اليعقوبي في الأهمية بعد ميناء-تونس بالمغرب الأدنى س بل إن السفن التي
تخرج من ذلك الميناء (تونس) تسير عشرة أيام مسحلة .غير موغلة في
:البحر ىفاذا وصلت موضع ميناء تنس ،انطلقت منه الى الأندلس في يوم
وليلة للإوصول الى مدينة تدمير س وهي أقرب المدن على الساحل
الأندلسيث"ا .وهكذا نلاحظ أن هذا الميناء الرئيسي في المغرب الأوسط
يقوم بدورين رئيسيين في وقت واحد ‘ يستفيد منه كل مانلرستميين
والأغالبة .ولا شك أن السفن القادمة من افريقية أو المغرب الأدنى ،تتخذ
منه آخر مرحلة لها بعد عشرة أيام من المسير على الساحل ،تتزؤد منه ص
تستعد للتوغل بعد ذلك في لجج البحر لمدة يوم وليلة .ويبدو ان هذا
الدور ى قد لاحظه الاستاذ كلوديت فاناكر"م فجعل مرسى تنس أهم وأكبر
.وتبعد ميناء في المغرب العربي في عصر الرستميين للاتصال بالأندلس
تيهمرت عن هذا الميناء بجوالي أربعة أ يام يربطها به مسلك يتخلل
الحقول والأنهار©ة) .
( )61البكري :ص . 66
( )71تنس مدينةبناها البحريون من أهل الأندلس منهمالكركدن وأبو عائشة والصقر وصهيب وغيرم وذلك
سنة 262ه ويسكنها منهم أهل البيرة وأهل تدمير وهذه المدينة أقرب المراقيء الأندلتية الى تنس .البكري
ص . 16
( )81اليعقوبي :ص . 501
ح :ا . ) (91أنظر خارطة رم . . 966 5ٹ
( )02اليعقوبي :ص . 501
.وهناك مرسى ثالث بنى الأندلسيون ٨ثا مدينته كا بنوا من قبل مدينة
تنس س وهو مرسى مدينة وهران .ولا شك أنه قد لعب دورا بارزا في
ربط المغرب الأوسط بالأندلس س مما دفع أولئك الأندلسيين الى تعمير
المنطقة ببناء المدينة والاستقرار بها استقرارا كليا مثلها في ذلك مثل مدينة
تنس ومرساها تماما .ان بناء مدينتي تنس ووهران البحريتين من طرف
الأندلسيين في تلك الفترة بالذات س لا يدل الا على النشاط الكبير الذي
عرفته التجارة بين الدولة الرستمية في المغرب والدولة الأموية فى الأندلس .
( )2اليعقوبي 501 :ويذكر هذا المرسى بهذا الاسم عماد الدين اساعيل ( صاحب حماة ) :في كتابه تقويم
البلدان ى تصحيح رينود وآخر .طبع دار الطباعة اللطانية .باريس { . 0481ص . 421
) (22البكري :ص . 18
( )32الأدريىي :ص . 27
( )42يذكر الاستاذ فيلالي عبد العزيز أن مرسى فروخ يقع في منطقة وهران ما بين مدينتي مستغانم وآرزيو
ويسمى حاليا مرسى الدجاج .أنظر مجلة سيرتا .العدد . 3ض . 53هامش رق 2وأنظر كذلك 6. :نجء ة"
ه , , . 75, 07.ع
( )52البكري :المغرب .ص . 18
( )62بنى الأندلسيون مدينة وهران سنة 092ه ومن الذين بنوها محمد بن أبي عون .ومحمد بن عبدون وغيرهما
وذلك باتفاق مع بربر المنطقة أنظر البكري ى ص . 07
- -291
ويخبرنا ابن حوقل أن مرسى وهران في غاية السلامة والصون من كل
ريح ويعتبر من أمم مراسي بلاد المغرب العربي(7ثا يقلع منه الى الأندلس في
يوم وليلة ثا .ويقع الى الغرب من مرسى فروخ بنحو أربعين ميلا في البر
كا أن هذا الأخير يبتعد عن مرسى تنس الواقع الى الشرق بأكثر من حمسة
وثلاثين ميلاثتا .ويقابل تنس بعدوة الأندلس شنت بول وتدمير .أما
مرسى فروخ فيقابله مرسى مدينة لورقة ي ومرفأ أضكوبرش ببر الأندلس
يقابل مرسى وهران (©ا .
ولا يستبعد أن يكون لجزيرة جربة دورها البحري .وان كانت
معلوماتنا عن هذا الدور تكاد تكون منعدمة ،اللهم الا ما احتفظ لنا به
البكري"ةا عندما ذكر أن سفن جززيرة جربة .تخرج الى مرسى الأندلسيين
ويقول بأن في الجزيرة ذهبا كثيرا ربما استغل في عهد ما بعد الرستميين لأن
المصادر لا تشير الى هذا الذهب اطلاقا .بل إن المورد الأساسي والوحيد
للذهب في عهد الدولة الرستية هو المجلوب من السودان الغربي وراء
الصحراء الكبرى كا سوف نرى في الصفحات القادمة .
أما اتصال الدولة الرستمية بالمشرق العربي س فانه يكون ابتداء من
الحدود الشرقية للدولة .فالقوافل ال تأتي من بغداد أو البصرة أو غيرهما
الى بلاد المغرب تمر بالانبار ى وهيت والرقة وحران والرها وتل موزن
وحلب ودمشق وطبرينة والرملة والفسطاط والاسكندرية ومنها الى
برقة7ةا .فحدود الدولة الرستمية .وربما تقصد القيروان عن طريق }
طرابلس 2وتمر عليها قبل أن تفد على أسواق تيهرت سالكة طريق
( )72ابن حوقل ء ص 77۔ . 87
( )82القنسي :ص . 922
)92( .البكري :ص . 18الادريسي :ص . 27
( )03البكري :ص 16ي . 18٠
) (31البكري :ص . 58
( )23ابن خرداذبة :ص 27۔ 58وأنظر مود اسماعيل :المرجع السابق ص . 702
إن الموقع المميز لتيهرت جعلها نقطة وصل وملتقى للقوافل التجارية
القادمة من مختلف الافاق ،فهي لا تقل شهرة عن المدن التجارية المغربية
الكبرى 0وربما تفوقها في بعض الاحيان فوقعها المتوسط ف بلاد المغرب
.العربي ،يسمح لها ربط القيروان بفاس } وأن تتصل بسجاماسة في الجنوب
وتقيم علاقات وطيدة سياسية وتجارية مع الأندلس س كا أنها عرفت
الاتصال المباشر 3وغير المباشر بواسطة القيروان ،بالشرق العربي عامة .
وقد كان للرستميين دورهم البارز في انعاش التجارة والمساهمة فيها
مساهمة فعالة ،اذ يخبرنا ابن الصغير عن اهتام الأئمة بالمسالك فيقول
« واستعملت السبل ....الى جميع البلدان من مشرق ومغرب بالتجارة
وضروب الأمتعة ....والناس والتجار من كل الأقطار تاجرون »(“قا ولم
يتوقف الأمر هنا في مساهمة الرستيين في النشاط التجاري ى وانما كانت لهم
قوافلهم الخاصة المتوجهة الى بلاد المرق ،أو القادمة منها كالقافلة الى
استتر فيها أبو اليقظان عندما أراد التوجه الى مكة بنية الحجة .أو
القوافل التي قدمت من المشرق سنة 182ه ،وكان في استقبالها ومراقبتها
( )33من بغداد .ى مصر 0171أميال .ومن الفطاط الى القيروان 0341ميلا .أنظر ابن خرداذبة :ص 38ء
4۔ . 78
( )43ابن الصغير :سيرة .ص . 31
( )53أبن الصغير :ص . 72
- 491
أبو حاتم بن أبي اليقظان ،أرسله أبوه الامام ى قبيل وفاته في هذه المهمة 3
يقول ابن الصغير « :قد كان (أبو حاتم) أخرجه أبوه في جيش مع وجوه
زناتة ليجوروا(“ا قوافل قد أقبلت من المشرق وفيها اموال لا تحصى »( .
الا أن ابن الصغير لم يساعدنا في تحديد المكان الذي قدمت منه ى ويكتفي
بأنها قوافل وفدت من المشرق .
ويذكر الشماخي أن الامام عبد الوهاب كان « كثير المال ممن اتسعت
عليه الدنيا .وسببه أنه كان في أيام أبيه ...تاجرا ...حاذقا بالتجارة »”ة‘ا .
للائمة الرستميين اذن س دورهم البارز في انعاش إقتصاد المغرب لقد كان
الأوسط عامة والتجارة خاصة ى وهو ما سوف ير علينا باستمرار في
هذه الفصول .
وقبل أن نتطرق الى البضائع الى كانت متداولة في .هذه التجارة
الخارجية الواسعة النطاق ،لابد أن نشير الى طبيعة تلك المسالك التي سبق
ذكرها .فالمقبدسى يشير الى أن بلاد المغرب « بعيد الأطراف كثير المفاوز
صعب المسالك كثير المهالك » ولكن هذا لا أراه عاما على جميع سبل
بلاد المغرب ى اذ أن منها ما يكون كثير القرى والمنازل س عامرا ليس بخال
مشل طريق القيروان ب تيهرت ۔ فاسا .وكانت القوافل تمشي في
السهول ى وسفوح الجبال ،وعلى محاذاة الأنهار س اضافة الى الصحاري في
حالة ما اذا كانت تقصد سجاماسة .والحقيقة أن بلاد المغرب كان بلد زرع
.وضرع وقرى ومياه ،من المحل جدا أن تتخذ القوافل بعضا منها وفي
مسافات محدودة معينة .تتخذها نزلا أو منازل للراحة والاستعداد لطي
(٭) ربا الصحيح هو يجيروا قوافل أي يؤمنوا قوافل .لأن كلمة ه يجوروا » من الجور لا تتسق مع معنى الكلام .
( )63نفسه .ص . 05
( )73الثماخي :سير ص . 851
( )83المقدسي :ص . 612
( )93اليعقوبي :ص 201۔ . 801
ومن المعلوم أن تلك المسالك لم تكن دائما مأمونة .اذ لا يستبعد وجود
قطاع الطرق خاصة في فترة الأزمات السياسية والفتن(. )4
وقد مر بنا أن أبا حاتم أخرجه والده الامام مع وجوه زناتة ليجيروا
قوافل مملة بأموال لا تحصى « خافوا (عليها) من ۔قبائل زناتة »(ة4ا فكانت
الضرورة تقتضي أن يحرسها ابن الامام حتى تدخل أسوار المدينة بأمان
وكذلك كان الحال أثناء فتنة التنافس على الحكم بين الامام أبي حاتم وعمه
يعقوب ‘ الامر الذي دعا الاول عندما انتصر ،ورأى أن البلد قد فسد
وفسد أهله .الى تشريد السراق 0كا يقول ابن الصغير} وقطاع الطرق ٠
وقطع شأفتهم فأمنت بذلك السبل وارتاح الناس (. 4
ووصفنا ذكرناها سبق أن المسالك ال دانجيل < أن و يرى
بعضها
توافق في معظمها تلك التي كانت في العهد الروماني تث).۔ :الأمر الذي
. :عه ), . 212-112 (04
. 66 :ص ( ()14البكري
( )24يتحدث الدرجيني عن جمابمة قطاع أغاروا على رفقة (قافلة) فاستباحوها جميما وأخذوا منها رحلها وكان
هذا في عهد أبي لمنصور عامل تيهرت على جبل نفوسة في أواخر أيام حكم الرستيين واستطاع المامل أن يقبض
على قطاع الطرق ويحبنهم .أنظر الدرجيني :طبقات .ج . 2ص 123۔ . 223
( )34ابن الصغير :ص . 05
( )44ابن الصغير :ص . 75
! : (, . 212 )54
- 691
لانشاطره فيه الرأي لشبب بسيط هو أن المدن التي تربطها تلك المسالك لى
تكن موجودة في ذلك العهد وانا استحدثئها المسلمون كالقيروان وسجاماسة
وتيهمرت وفاس وغيرها .وبالتالي فان المسالك هي الأخرى تكون في
أغلبها مستحدثة .ثم إن الرومان في المغرب لم يكونوا يتحركون كثيرا
وأغلب تحركاتهم كانت للقضاء على ثورات البربر ،لهذا فهم لم يهتنوا بالمسالك
ولا برسمها الا بالقدر الذي يؤمن لهم البقاء في البلاد لفترة أطول .فان
كانوا قد رسموا مسالك فعلا في الشمال الافريقي 0فلا تتعدى أن تكون
سبلا تربط أهم مستوطناتهم التي استحدثوها لتأمين وجودهم العسكري
بالدرجة الأولى قي البلاد .فانعرب المسلمون اذا كانوا قد استفادوا من
المسالك التي خلفها الرومان س فان ذلك لم يكن بالشكل الذي يتصوره
دانغجيل وأمثاله من المستشرقين الفرنسيين الذين يريدون أن نوا بالحضارة
الرومانية على بلدان المغرب العربي ث وينفوا أي حضارة غيرها عرفتها
البلاد ى بل إن الحقيقة والصواب ،هو أن المغرب كله لم يعرف نشاطا
تجاريا مكثفا وحركة دائمة مستمرة تستدعي استحداث السبل وتحسينها في
عصر من العصور ،مثاما عرفه في العهد الاسلامي الأول وبعده .
هذه هي المسالك الى كانت تربط الدولة الرستية بغيرها من الدول في
المغرب والمشرق والأندلس ،وكانت بمثابة شرايين حية لنقل بضائع المغرب
الأوسط خاصة الى مختلف الافاق ،ونقل مختلف بضائع تلك الافاق الى
الدولة الرستمية ومراكزها الاقتصادية .فها مظاهر .تلك التجارة ؟ وما
نوع بضاعتها ؟
ب ۔ الصادرات والواردات :
جدا كبيرة كانت الرستمية الدولة ف التجارية الحركة أن لا نشك ف
وأن التبادل كان ضخيا ث بحيثأن بضائع تيهرت المتنوعة تتجه نو مختلف
الآفاق .وبضائع المغرب والمشرق تفد باستمرار على أسواق البلاد .
- 791 -
ويشير ابن الصغير { وهو التاجر المهتم بالحركة التجارية في بلاده الى
تنوع البضائع ونشاط التجارة فيقول بأنه وفدت على البلاد « الرفاق
والوفود من كل الامصار والآفاق بأنواع التجارات »(“ا .الا أنه لم يحدد
أسماء تلك التجارات أو السلع 0كا أنه لم يساعدنا في معرفة مصادر تلك
البضائع وتركها عامة على كل الامصار والآفاق المعروفة في زمانه طبعا }
وهي بالدرجة الأولى العام الاسلامي الممثل في المغرب والمشرق العربيين .
أما بضائع المغرب ،التي يتم بها التبادل التجاري بين دول المغرب العربي
آنذاك س فان عدم تمكننا من فرز بضائع هذه الدولة عن تلك في
للغرب العربي س جعلنا نحل وبتحفظ .أن تكون بضائع الدولة الرستمية
هي البضائع المغربية بصفة عامة مع شيء من الاختلاف .لقد مر بنا أن
بلاد الدولة الرستمية اشتهرت ببوبها وماشيتها 0اذ كثيرا ما عرفت هاتان
البضاعتان طريقها الى الأندلس خاصة 0وبعض المدن المغربية ى فالاغنام
كانت تجلب منها « الى بلاد المغرب وبلاد الأندلس لرخصها وطيب
لحومها »7ثا .كا كانت الحبوب تنفذ من مرافيء المغرب الأوسط الى المدن
الأندلسية باسترار ! الأمر الذي دفع الاستاذ بروفنصال الى القول ان
« الخليفة الأموي عبد الرحمن الثاني دعم علاقات الصداقة بينه وبين أئمة
تاهرت 2رغم الاختلاف المذهبي 2لضان تموين رعاياه »(ث&)٨ بالحبوب .
إن هذه القوائم من البضائع المغربية ى كانت تتبادل بين المواصم في
المغرب العربي س يستورد منها تجار الدولة الرسية ما تفتقر اليه أسواقهم
السكان .فكان التكامل الاقتصادي ويصدرون منها ما يفيض على حاجة
هو السائد بين دول المغربة .والتجار يقومون بهذا الدور النشيط بين
مدن المغرب راكبين « أحمرة مصرية وبغالا »(ةا لا شك أنهم جلبوها من
مصر مادامت منسوبة اليها .
ومادمت قد اقتحمت التبادل التجاري في العهد الرستي مع المشرق
انطلاقا من مصر ،نشير الى أن تجارة البلاد قي عهد الرستميين مع المشرق
كانت منذ البداية نشيطة ،فلا ريب أن القوافل التي بعثها اباضية البصرة
الى تيمرت كساعدات منهم للامامة الرستمية “ا في مواجهة صعاب أوضاع
التأسيس الأولى س كانت حافزا للقوافل التجارية .المشرقية المختلفة فيا بعد .
لذلك نجد المشارقة من بصريين وكوفيين يسكنون العاصمة الرستمية .وانتقل
( )05ابن حوقل :ص 79۔ . 89
17 ( )15المقدسي :ص . 932
( )25الجنحاني الحبيب :العلاقات السياسية والاقتصادية بين افريقية والمغرب الأوسط فيا بين القرن الثاني
والخامس للهجرة .محاضرة رم 64من محاضرات الملتقى 21للفكر الاسلامي بباتنة .الجزائر ص . 9
( )35المقدسي :ص . 9(2
( )45ابن الصفير :ص 01۔ . 31
المغاربة كان < الذي بالملخرق العربي < موسم الحج وسائل الاتصال ومن
من أكثر المسامين تدفقا على الحجاز لأداء الفريضة .وكانوا يتحركون نحو
تلك البلاد في قوافل“ا يستغرق ذهابها وايابها شهورااعديدة .وليس
‘ فهو . الحج موسم يلعبه الكبير الذى التجاري .الدور على أحد بخاف
ي .اذ مجدون التجاري بالتبادل فيه الحجاج الدينى ‘ يقوم اضافة الى دوره
موطنه وكانت الاحجار المينة رائجة هناك”ا ،موسم الحج يعتبر معرضا
. الاسلامي ببعضه البعض ضخيا يقوم كل عام مرة .يربط اجزاء الوطن
ولا أدل على اتساع التعامل التجاري بين الدولة الرستمية والمشرق من
تلك القوافل التي « أقبلت من المشرق وفيها أموال لا تحصى »ثةا اقتضت
الضرورة لأهميتها أن يستقبلها ابن الامام على مسيرة يومين من العاصمة
ويحرسها من قطاع الطرق س ولكن ابن الصغير الذي ذكر هذه الرواية لم
يساعدنا كعادته في معرفة بضائع تلك القوافل المحملة بالأموال الى لا تحصى
مما فتح لنا مجالا للتخمين اذ نعتقد أنها كانت بضائع ثمينة غالية مثل التوابل
وبعض العطور والمجوهرات وغيرها من المواد التي تزهو بها أسواق بغداد
والبصرة ودمشق والفسطاط } وهي في الغالب بضائع كالية خفيفة الوزن
غالية المن .
-002-
ومن مظاهر التبادل التجاري بين الرستميين والمشارقة » خاصة منهم
اباضية البصرة ث ما كان بين أئمة الاباضية :أنفسهم ث حيث يروي لنا ابن
سلام أن الامام عبد الوهاب بعث الى الامام الربيع بن حبيب باثني:عشر
ألف درهم أو دينار اشترى بها الربيع جهازا من البصرة وبعث بها الى أخيه
في تيهرت فجمع عبد الوهاب تجار الماصة فقال لهم « اشتروا :جهاز هذا
المشرقي واشتروا له (به) حوائجه عندنا بالعجلة وأخرجوه عنا لكي لا يعلم منا
تقصيرا في أمورنا فاشتروا منه وقضوا حوائجه في ثانية أيام وأنصرف »ثا .
إن هذه الرواية التي تساهم بها .المصادر الاباضية في كشف الغطاء عن
مظاهر النشاط الاقتصادي للدولة الرستمية ى تشرح بوضوح مدى اهتام أئمة
الاباضية بالتجارة والتجار .ومدى الارتباط المتين بالمشرق رغم بعد المسافة
وصعوبة المسالك ،كا أنها تشير الى كثرة التجار بتيهرت ودورهم في الحياة
الاقتصادية ،الا أن هذه الرواية كغيرها لم تحدد ماهية الجهاز أو
نوعية السلعة .
( )95ابن سلام :شرائع الدين (مخطوط) ورقة 63وأنظر الثياخي :سير ص 161الباروني عبد الله :سلم المامة
والمبتدئين » ص 03هامش رق . 2يذكر هذا الاخير بدل الجهاز البلعة دون أن يحدد نوعيتها .
ا ( )06أبو زكرياء :سير .ص 56وأنظر :.الدرجيني :طبقات ي ج 1ي ص 65۔ 75حيث يقول:بأنهم اشتروا له
بالالف ورقا وتطوعوا بالمداد واجرة النناخ ...ولعل الورق أضبط من الرق لأن بغداد في هذه الفترة ( بداية
القرن الثالث المجري ) كانت تنتج كية ضخمة منه وكذلك الأندلس على أكبر تقدير .
(ه) الراذانية هم اليهود الذين يتكلمون العربية والفارسية والرومية والافرنجية والاندلية والصقلية ولا شك أن
اللفظ راذانية له علاقة بالرهادنة ,ان لم يكن هو نفه لان كليهما يهود .أما الروس.فجنس من الصقالبة يتخذون
الخدم ترجمانا لهم .أنظر ابن خرداذبة :ص 351۔ . 451
( )16ابن الصغير :سير ى ص . 64
( )26ابن خرداذبة :المسالك 351 .۔ . 451
( )36ابن خرداذبة :ص 451۔ . 551
-202-
يكررون مسلكهم وحركتهم باستمرار مثلهم في ذلك مثل سابقيهم من اليهود
الراذانية جريا وراء الربح والإتجار .
باسم باب الأندلس ويقع على ما يبدو في الجهة الشمالية للمدينة”؟ا بحيث
يستقبل القوافل التجارية القادمة من الأندلس ى أو المتجهة اليه .
ومن مظاهر الترابط التجاري القوي بين المغرب الأوسط والأندلس ما
سبق أن رأيناه من مساهمة الأندلسيين في بناء بعض المرافيءثم على طول
ساحل المغرب الأوسط 2والاستقرار بها خدمة للتبادل بين البلدين .
402-۔
ولما كانت الحياة الفكرية في الدولة الرستقية مزدهرة س كا سوف نرى
وكان فيها العلماء والمؤلفون والنساخ ى فالمفروض أنيكون الورق متوفرا
في الدولة لغرض الكتابة س الأمر الذي يجعلنا تحتمل أن التجار التيهرتيين
وغيرهم كانوا يستوردون هذه المادة من مدينة شاطبة التي تصنع الجيد
منه”7ا ث ونقول هذا من باب التخمين لأن مصادرنا لا تذكر شيئا عن
الورق في الدولة الرستمية ث ونستببد بالتالي وجود صناعة له في تيهرت أو
غيرها من المدن الرستمية البارزة .
5-
الفصل الخامس 4
التجارة الخارجية مع السودان الغربي
والسودان في الواقع تسمية عامة ى لذلك اصطلح على تقسيه الى ثلاث
مناطق بثلاثة أسماء :
. 111الاصطخري :ص 43وغيرهما . ( )1كل الكتب الجغرافية القديمة تستخدم هذه الكلمة .أنظر اليعقوبي ص
وأنظر دائرة المعارف الاسلامية :مادة ه السودان » م 21ى ص . 743 . 433 . 723
( )2زبادية عبد القادر :ملكة سنفاي في عهد الأسيقيين الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ى الجزائري . 1791
. 51 ص
602- -
والذي يهمنا فى بحثنا هذا ،هو السودان الأوسط والفربي ص اللذان
يشكلان معا منطقة موازية لبلاد المغرب بأقسامه الثلاثة :الأدنى والأوسط
والأقصى 0وتفصل بينهما الصحراء الكبرى .
الى وقت سابق لحجك إن اقتحام السودان بعبور الصحراء .يرجع تاريخه
حبيب بن أبي عبيدة الرستميين س اذ يزودنا ابن عبد الحكم بمعلومات قية عن
321ه ) الذي نظم الفهري س أحد قواد عبيد الله بن الحبحاب ( 611ه ۔
بهم ظفرا لم ير مثله غارة على السودان سنة 611ه س استطاع أن يظفر «
بئر على بعد مرحلة وأصاب ماشاء من ذهب »(ا . .يوعزو البكري١ث) بناء
0جنوب سجاماسة من تامدلت على الطريق المؤدية الى مدينة أودغست
لعبد الرحمن بن حبيب أمير افريقية ( 721ه.۔ 731ه ) وقبل هذا في
سنة 64ه ء كان عقبة بن نافع النمري قد اقتحم الصحراء ووصل الى فزان
ومنها الى كوار القريبة من كانم في بلاد السودان ى ورحع منتصرا الى
القيروان بعد أن 7عددا كبيرا من العبيد السودانيينا ويفهم من هنا أن
ذهب وعبيد السودان كان معروفا أا قبل تأسيس الدولة الرستمية سنة
0ه ع وان كان رواج تجارتها لم يتحقق الا بعد أن استقرت أوضاع
المغرب العربي بتأسيس دوله المستقلة .
وفي عهد الرستميين كانت تقوم في بلاد السودان الغربي والأوسط أكثر
السودان الغربي .ونخلة ف السودان من دولة :منها دولة غانة وورام ف
( )3ابن عبد الحكم :المرجع السابق .ص } 49وأنظر القيرواني الرقيق تاريخ افريقية والمغرب ثص . 801
` )4( :البكري :ص 651۔751
( )5اين عبد الحكم :المرجع السابق ى ص 15۔ 35ص البكري :ص 21۔ 41ى وأنظر بوفيل ۔ أي دبليو :اللالك
.الاسلامية في غرب افريقيا وأثرها في تجارة النهب عبر الصحراء الكبرى ،ترجمة د .زاهر رياض اللطبمة
الحديثة .مكتبة الاغجلو المصرية .القاهرة ، 8691 .ص ` . 97
ع' . : 1ن ل ... (, . 535 )6
' ح :ل ف . 760-555م ,
-702 -۔
الأونط ذكرها المسعودي عن الفزاري صاحب كتاب ه الزيج والقصيدة في
هيئة النجوم والفلك » 0وهو كتاب لم يصلنا”ا .وكان الفزاري معاصر
لادريس الأول ( 271ه ۔ 771ه ) ملك الأدارسة مما يضفي أهمية كبرى
على معلوماته حول السودان ،لمعاصرتها تاريخ الدولة الرستمية وكانت غانة
امبراطورية كبيرة تتوسط دولة ورام في الغرب منها ودولة نخلة الى الشرق.
( أنظر الخريطة ) .ويبدو أن ابن الصغيراثا مندما يتحدث عن استعيال
السبل الى بلد السودان ه انما يقصد بذلك دولة غانا في السودان الغربي
لأميتها.ء ثم لانه ذكر هذا في عهد الامام الأول عبد الرحمن بنه رستم مما
يؤكد اهتام الرستميين بالتجارة مع السودان منذ وقت مبكر جدا .
والحقيقة أن الميالك التي ذكرها الفزاري في نهاية القرن الثاني الهجري
م يعد ذكرها اليعقوبي في نهاية القرن الثالث الهجري ‘ مما يوحي بوقوع
تغير في بلاد السودان .فالى جانب مملكة غانة التي ذكرها الفزاري والتي
يعتبزها اليعقوبي أيضا عظية وبها معدن الذهب كا يقول س يذكر مملكة
أخرى باسم مملكة الكوكو ويقول عنها بأنها « أعظم ممالك السودان وأجلها
قذرا وأعظمها أمرا ثا ،والحقيقة أن ه كوكو » نجد ذكرها في المصادر
الجغرافية المعدة كلهاا بالاضافة الى المصادر الاباضية"") الى نذكز الكامة
( )7اللسمودي أبو الحسن علي بن الحسن بن علي :مروج الدهب ومعادن الجوهر .ج . 2ط ، 4دار الأندلس
للطباعة والنشر ى بيروت 1041ه1891/م .ص 222۔ . 322ويطلق على غانة بلاد الذهب .
( )8ابن الصفير :ص . 31
( )9اليعقوبي أحمد بن أبي يعقؤب :تاريخ اليعقوبي .ج 0 1دار صادر ودار بيروت للطباعة والنشر بيروت
9ه0691/م ى ص 391۔ . 491ويذكر .كورنيفا ( صن١ءصهؤ .ج ) أن معلومات اليعقوبي المتوفرة عن
بلاد اللودان رغم عدم اقتحامه لتلك البلاد تعزى الى زيارته لتيهرت اذ أن تجارها أفادوه من هذه الناحية .
. :ع , . 612ٹ أنظر 3 :ع
( )01ابن حوقل :ص 29ي البكري :ص 2 381الادريسي :ص 11ي الاستبصار :ص 2 522اين بطوطة :
أبو عبد الله محمد بن ابراهيم رحلة ابن بطوطة ى دار صادر للطباعة والنشر ى بيروت 4831ه4691/م 3ص . 086
( )11الوسياني :سير (مخطوط) .ورقة ، 93الدرجيني :ج 2ث ص 0 023ويذكر هذه البلاد أيضا العالم الاباضي
الوارجلاني أبو يعقوب يوسف بن ابراهيم (005ه ۔ 075ه) وكان من التجار في زمانه مع بلاد اللودان .أنظر
كتابه :الدليل والبرهان لأهل العقول ج 3ى سبق ذكره ى ص . 612
-802-
تملا عن كتاب موريس لومبارد :الجغرافيا التاريخية للعالم الاسلامي خلال القرون الأربعة الأولى
. م«بتصرف طفيف» 5 -ترجمة :عبد الرحمن جيدة 0ص
_.
. .۔ ___ توغل تجارة الخوارج نحو الصحراء الكبرى والنودان
> توغل تجارة الخوارج نحو الاحل
( )41الوسياني :سير (مخطوط) ورقة . 93الدرجيني :طبقات ث ج . 2ص . 023الشياخي :سير .ص . 222
-012-
تلك المسالك الأربعة معرفة تفصيلية قي مراحلها ومخاطرها وعدد افرادها
وظروفها اذ لا يمكن أن تغفل المصادر الاباضية جانبا على هذا القدر من
الأمية لأمير رستمي بل امام اباضي يعتبر من أبرز أئمة الدولة الرستية .
وسنحاول مع ذلك ،بقدر المستطاع س تتبع مسار تلك السبل ء
الواحدة تلؤ الأخرى معتمدين خاصة على الكتب الجغرافية المتوفرة .
المسلك الأول :تيهرت ۔ سجاماسة ۔ أودغست ۔ غانا .
ينطلق هذا المسلك من تيهرت الى سجاماسة أولى مراحله ،وقد سبق.
أن ذكرناه وقلنا أن المسير فيه يستغرق عشرة أيام تعتبر مدينة أوزكاة!0
مرحلة متوسطة بين العاصتين المغربيتين .وتعتبر سجاماسة نقطة انطلاق
حقيقية لعدد كبير من القوافل عبر الصحراء الى بلاد السودان .لذلك
يعتبرها البكري مدخلا:لبلاد غانا" . 0ولأهمية الدور الذي لعبته سجاماسة
في هذه التجارة .يبدو أن عبد الرحمن بن رستم ث مراعاة لهذا الجانب ء
وطد علاقته بأمراء بني مدرار الصفرية ،رغم الاختلاف المذهبي بينهما .
وقدم ابنته أروى زوجة لمدرار بن اليسع ( » "7حتى يقترب من الأسرة
الحاكمة أكثر ماداموا يسيطرون على نقطة هامة في مسلك هام من مسالك
التجارة مع السودان .فعلاقة المصاهرة باينلأسرتين الحاكنتين س بأمكانها أن
تسهل للرستميين دخول سجاماسة احدى المداخل الضرورية في الطريق نحو
غانا .أو كوكو .
وعندما تغادر القافلة التجارية سنجاماسة 2نحو الجنوب ص تتوغل في
الصحراء مقدار خمسين يوما لتصل الى قوم يقال لهم أنبية وهم بربر من
( )51اليعقوبي :البلدان .ص . 901أوزكا هي أزق أو أزى عند الجغرافيين الذين جاؤوا بمد اليعقوبي ،أنظر
٠ .وغيره 7 ى ص مثلا :الادريسي :وصف
-112-
قبيلة صنهاجة الملمينث" 0يذكر الفزاري دولة عظية لهم تتوسط سجلماسة
وغاناث"م وبعد اجتياز بلاد أنبية تصل القافلة الى بلد يقال له «ضسط» وهو
واد عامر فيه المنازل ،وفيه ملك ...لا دين له ولا شريعة .يغزو بلاد
السودان ومالكهم كثيرة مثةا .وغسط التي يتحدث عنها اليعقوبي في القرن
الثالث الهجري انما هي أودغست عند الجغرافيين الاخرين المتأخرين عن
اليعقوبي وكانت مملكة بربرية معروفة 0زعيها رجل من صنهاجة ،.يذكر
البكري أنه دان له أزيد من عشرين ملكا من ملوك السودان :كلهم .
يؤدون اليه الجزية .وقد لعبت أودغست دور المركز التجاري الهام الذي
يبعد مسيرة خمسة عشر يوما عن مدينة غانة("2ا .وكان ملك أودغست
يخالط ملك غانة « أيسر من على وجه الأرض ...بما لديه من الأموال
والمدخرة مانلبشر ها .ولا يزودنا اليعقوبي بالمسافة التي تفصل
أودغست عن بلد أنبية ء الشيء الذي نجده عند ابن حوقل الذي يقدر
المسافة بين سجاماسة وأودغست بسيرة شهرين وبألتالي فان ما يفصل
أنبية عن أودغست لا يتجاوز عشرة ة أيام .4مادامت مسيرة خمسين يوما
تفصل سجاماسة عن أنبية 4ةا سعلى حد قول اليعقوبي السالف الذكر .
كانت أودغست من أقرب البلاد الى غانا ىظهر في سكانها الغنى س حتى أن
ابن حوقل يذكر ىباعجاب كبير يصكا رآه بقهايته تقدر باثنين 7
من أصله ألف دينار .وكان حقا لبعضهم .على رجل من تججاار أودغست
-212-۔
حجلماسة ومن فرط اعجابه بهذا الصك المين ؛ الذي يقول بأنه لم ير ولم
يسمع شبيها له بالمشرق ،حكى مارآه لأهل العراق وفارس وخراسان
فاستظرفوه (2ا .
واذا كان هذا الرجل من أهل سجاماسة 0فلا يستبعد أن يكون
لتيهرت من التجار نظنره .خاصة اذا علمنا آن كثيرا من الاباضية س كانوا
يقصدونها .اذ يذكر البكري سكان أودغست فيقول « وسكانها أهل افريقية
وبرقجانة ونفوسة ولواتة وزناتة ونفزاوة .هؤلاء أكثرم وبها نبذ من سائر
الأمصار »(6تا ى عاما بأن أغنب هذه القبائل كانت اباضية في العهد الرستي
كا يقول الباحث الجزائري الشينخ المهدي البوعبدلي”ةا مما يوحي أن
أودغست كانت مركزا تجاريا هاما يؤمه الرسيون وتجارم من
.الاباضية بكثرة .
ولما كانت غانة ى هي مصدر الذهب خصها البكزي بالوصف ،فقال إنها
كانت مدينتين سهليتين ،احداهما يسكنها المسلمون وهي كبيرة } فيها اثنا
عشر مسجدا 2والأخرى مدينة املك على بعد ستة أميال من الأولى وتسمى ,
الفابة ث وبينهما عمارات متصلة .وبعد أن وصف أهلها وبعض عاداتهم
تطرق الى الملك وقصره ،وكثرة الذهب في بلاده حيث أنه « اذا وجد في
جميع معادن بلاده الندرة من الذهب استصفاها الملك وانما يترك منها
للناس هذا التبر الدقيق ولولا ذلك.لكثر الذهب بأيدي الناس حتى
يهون ث والندرة تكون من أوقية الى رطل »ثة)2
. ( )52ابن حوقل :ص . : 0<, (. 912 . 99ل
( )62البكري :المغرب ث ص . 851
( )72البؤوعبدلي المهدي :نحات من دور الدولة الرستمية في ميادين الحضارة والفكر لبعض الباحثين القدامى
.والمتأخرين .مجلة الأصالة عدد .. 74مطبعة البعث ؛قسنطينة 7931ه7791/م ء ص. 402:ويتحدث البكري
عن تاجر باسم « أبي رستم النفوسي » من تجار أودغست :المغرب ىص. 951:
( )82لليكري :ص 471۔. 771وذكر ياقوت الجوي أنغانة مدينة ة كبدة جنؤب بلاد المغرب يجتمع اليها '
التجار ومنها يدخل في المفازات الى بلاد التبر ولولاها لتعذر ذلك .الوي :ممجم البلدان ى ج 4ث ص . 481
.3-
واذا أرادت القوافل التوجه الى كوكو (جوجو) ،انطلاقا من غانة .
سارت مشرقة في طريق معمورة بالسودان .وبعد أربعة أيام من المسير .
تصل الى موقع يقال له رأس الماء س بالقرب من تمبكتو حاليا ،ومنها بعد
ستة أيام على النيل ،وهو نهر النيجر ث مدينة تيرقي التي تبدو هامة ى اذ
يجتبع في سوقها تجار غانة وتادمكة .ويصل تجار تادمكة من الطريق
الثاني الذي سنصف مراحله .وبعد ثلاثة أيام أخرى من المسير على نهر
النيجر ى تدخل القافلة بلاد سغيارة .وهم قبيل من البربر ‘ يحاذيهم من
الشط الثاني مدينة كوكو » بحيث ينبغي على من يريد دخول المدينة
ركوب النهر ى وهو ماقام به ابن بطوطة في القرن الثامن الهجري( ة‘ .
ويبدو أن تجار المغرب الأقصى وخاصة منهم السجاماسيون هم أكثر الذين
يتخذون هذا الطريق القريب منهم للوصول الى بلاد كوكو .أما التجار
الرسميون ،فانهم اذااكانوا لا يستغنون عن هذا الطريق الغربي الذي جئنا.
بوصفه قبل قليل ،فانا ذلك س على ما يبدو ،للوصول الى غانة المدف
الأخير ،لا الى مدينة كوكو التي لما مسلك ينطلق من العاصمة تيهرت عبر
مواطن القبائل الاباضية الى مدينة وارجلان ثم السودان .
المسلك الثاني :تيهرت ۔ وارجلان ۔ تادمكة ۔ كوكو :
ينطلق هذا المسلك مثل الأول من تيهرت الى وارجلان .والواقع أننا
لا نعرف المراحل الختلفة التي تربط تيهرت بوازجلان ى لكننا لا نستبعد أن
يكون هذا المسلك مر بواحة وادي ريغ ( تثرت حاليا ) الآهلة بالاباضية ه
والتي كثيرا ما يرد ذكرها في المصادر الاباضية س كا سبق أن أشرنا .ولا
تذكر عنها الكتب الجغرافية شيئا .ولا شك أن شهرة وادي ريغ عند
الاباضية ي اكتسبها من توسطه المسافة بين العاصمة تيهرت ووراجلان .فهو
. 1 ع'! .: ل ( )92البكري :ص 081۔ 181وأنظر . 035 :م ,ج, 0
( )03ابن بطوطة :رحلة .ث 496۔ . 596
-412-
بذلك يعتبر مركزا من مراكز التجارة مع السودان ث ومرحلة من مراحلها
الاساسية كا يعتقد المستشرق لويسكي("ا } اذ لا يكن أتننطلق القوافل
الى قبل الوصول راحة يكون لهما فتر دون أن عبر الصحاري العاصمة من
أما المسافة الى تفصل تيهرت عن المسيلة فيقدرها ابن حوقل(“ا بستة
أيام س أما الادريسي س فيذكر أن مسيرة اثني عشر يوما تفصل مدينة
المسيلة عن وارجلان(تةا ث مرورا بوادي ريغ على أكبر تقدير .
واذا كان التيهرتيون يأخذون هذا المسلك القريب منهم للوصول الى
وارجلان ثممكوكو .فان تجارة المنطقة الشرقيةللدولة س اضافة الى أهل
القيروان ‘ يلتقون في بلاد الجريد ى حيث مدينة قسطيلية بالجنوب
التونسي والمسافة بين جبل نفوسةوقسطيلية ستة ة أيام ق حين أن سبعة
أيام تفصل بلاد الجريد عن القيروان“ةا .ومن قسطيلية الى وارجلان
مسيرة أربمة عشر يوما<ةا .ونشير هنا أن خطا يربط وارجلان
بسنجاماسة بوابة الضحراغ على المسلك الغربي ء الا أننا لا نعرف عنه سوى
أن عبيد الله الشيعي قد سلكه في نهاية القرن الثالث المجري { عندما
. : , . 235, ! . : ). 122 (13م ,
( )23اليعقوي :البلدان س ص 2 301ابن خلدون :المبر ٠ص . 111
(33؛ الجنحاني الحبيب :دراسات مغربية ى سبق ذكره ى ص . 86
)43( .اين حوقل :ص . 68
( )53الادريي :ص . 09
( )63البكري :ص . 281الاستبصار :ص . 422
( )73البكري :ص . 281الاستبصار :ص . 422
-512-۔
توجه الى سجاماسة .والحقيقة أن هذا المسلك ذكرته المصادر الاباضية(ة!
عند تطرقها الى ظهور الشيعة بالمغرب العربي .
( )83أبو زكرياء :سير .ص 901الدرجيني :طبقات .ج . 1ص . 29
( )93ابن خلدون :العبر .ج, ..7ص 701وأنظر كذلك ابن سعيد للغربي .كتاب الجغرافياا .ص 621۔٭.
١ ( )04الادريسي :وصف 0ص . 98
)( أبو زكرياء :سير ي ص .311الدرجيني :طبقات .ج ..1ص 59۔ - 69
-612-
ومن مدينة وارجلان تنطلق القوافل موغلة في القفار والمفازات ،عبر
الصحراء الكبرى } تسير خمسين يوما ال مدينة تادمكة 0وموقعها اليوم كا
يقول لويسكي في منطقة تعرف باسم خرائب السوق”“ا .ويصف لنا
البكري هذه المدينة ويقول « وتادمكة أشبه بلاد الدنيا بمكة ومعنى تادمكة
هيأة مكة وهي مدينة كبيرة بين جبال وشعاب وهي أحسن بناء من
مدينة غانة ؤمدينة كوكو وأهل تادمكة بربر مسلمون ،وهم يتنقبون كا
يتنقب بربر الصحراء 0وعيشهم من اللحم واللبن ...ودنانيرهم تسمى الصلع
لأنها ذهب محض غير مختومة »لا .وعند مغادرة تادمكة جنوبا 0وبعد
مسيرة تسعة أيام ،تدخل القوافل التيهرتية وغيرها مدينة كوكو“١ا .بعد
أن" تكون قد مرت بوارجلان أهم مركز تجاري اباضي في الصحراء .وقد
وصف ياقوت الحموي مدينة كوكو معتمدا على المهلبي الذي قال « :كوكو
من الاقليم الأول ...وملكهم يظاهر رعيته بالاسلام وأكثرهم يظاهر به وله
مدينة على النيل ( نهر النيجر ) اسمها سرناة بها أسواق ومتاجر والسفر اليها
من كل بلد متصل ...وله في مدينته قصر ....مملكته أعمر من مملكة
زغاوة ...وبيوت أموال الملك واسعة وأكثرها الملح »(ة“ا ءلأن الملح بضاعة
أساسية به يجلب الذهب من السودان .
(:)24البكري :ص . 281الاستبصار :ص . 422وأنظر كذلك . 435-335:م ,انمه 7.:نعزع 1وتوهم
الباحث دانجيل أنالمسافة بين القيروان وتادمكة خمسين يوما اذ فهم نص البكري خطأ عندما طرح من الخمسين
عشرين يوما وهي الحافة بين القيروان ووارجلان .وانتهى توهما الى أنالمسافة بين وارجلان وتادمكة هي
. ثلاثون يوما فقط .والصواب ما ذكرناه .أنظر . 222:م ,م 6.: 0عط
( )34البكري ::ص . 181
( )44نفسه :ص . 381
( )54الوي :ممجم البلدان .ج 4ث ص . 594
-812-۔
آخر من غدامس الى تادمكة ولكنه غير واضح وغير دقيق المراحل({“ا .ولا "
يستبعد أن يكون أهل جبل نفوسة الذين ذكرهم البكريا في مدينة
أودغست س قد أخذوا هذا الطريق الى كوكو ومنه الى غانة ى بعد عبور نهر
النيجر 0ومنها صعدا نحو أودغست .
إن هذا الطريق الذي يستغرق المسير فيه أقل من شهرين للوصول الى
بلاد السودان انطلاقا من جبل نفوسة 0حاضرة شرق الدولة الرستمية
يوازيه مسلك أقصر ولكنه ينتهي الى منطقة الكانم إحدى مناطق
السودان الأوسط .
-912 -۔
.يتصح لنا ان هذا الطريق هو أقرب المسالك الى بلاد السودان ‘ لا
يستغرق المسير فيه أكثر من شهر واحد .ولكن يبدو أنه خاص بتجارة
العبيد دون الذهب .فلا شك أنه كان المصدر الأساسي للعبيد السودانيين
المجلوبين الى المناطق الشرقية من الدولة الرستنية اضافة الى القيروان 0ومن
هذه المناطق يؤخذ الى مصر فالمشرق العربي كله (؟ا .
-022-
السنة مطيرة ء الأمر الذي يبعث الكلأ ويكون المستنقعات .ولتجنب
خطورة فقدان الماء 0ربما يلجأ المسافرون التجار 2الى حفر آبار لا يتعدى
عمقها نصف قامة في بعض المناطق التي تكون فيها المياه الجوفية قريبة من
السطح .والحقيقة أن سر هذه المعرفة س تحتفظ بها بعض القبائل دون
غيرهناةا ى كا أن لقبيلة مسوفة مثلا ه المعرفة بأوضاع البر وأشكاله .
والهداية فيه والدلالة على مياهه بالصفة والمذاكرة »0ا
ومن الاحتياطات التي كان التجار يتخذونها لعبور الصحراء الكبرى ما
يرويه لنا الادريسي عندما يقول « وصفة السير بها أنهم يوقرون أحالمم
السحر الأخير ث وشون الى أن تطلع الشمس ويكثر نورها في .الجؤ ويشتد
الحر على الأرض فيحطون أحمالهم ويقيدون أجمالهم ...ويخيون على أنفسهم
ظلالا تكنهم من حر الهجير وسوم .القائلة ويقيون كذلك الى أول وقت
العصر وحين تأخذ الثيس ف الميل والانحطاط في جهة المغرب يرحلون.من
هناك وشون بقية يومهم ويصلون المشي الى وقت العتمة ويعرسون"آيا
وصلوا و يبيتون بقية ليلهم الى وقت القجر الأخير شم يرحلون وهكذا سقر
التجار الداخلين الى بلاد السودان على هذا الترتيب لا يفارقونه »({ا :
ان هذا الوصف الدقيق الذي أفادنا به الادريسي مهم جدا ق معزقنة
الخطوات التي كانت القوافل تتخذها ،وهو وصف يبين بشكل واضح ما
( )95الادريسي :ص . 11
( )06ابن حوقل :ص . 101ويذكر ابن بطوطة أنه اكترى دليلا من موفة ليسافر معه الى .طالي .بالسودان أنظو
- رحلته .ص . 876
( )16الادريسي :ص . 81وهناك وصف آخر قريب من هذا لمثاق عبور الصحراء ذكره ياقوت الجوي :أنظر :
معجم البلدان ى ج 2ث ص .21
-
-122 -۔
يلاقيه التاجر مع السودان من تعب ونصب في قطع الصحراء الكبرى 3
وهو أمر ليس بالهين .والنص واضح في تقسيم فترات الحركة والمسير عن
فترات الراحة والتوقف .
بالاضافة الى ما قيل في هذا الجانب ،فان على التاجر أينكون حذرا
من هوام الأرض ودوابه وهي كثيرة ثا .وان يحترس من الأعداء وقطاع
الطرق .ولعل أخطر عدو للقوافل المتوجهة الى السودان ى تلك الرياح
الماصفة التي تشتت شمل التجار وقافلتهم 0وتنفر الال ..وقحي آثار.
المسالك فيقع الكثيرون منهم ضحية لها ضائعين تائهين{6ا .والحقيقة أن
عبور تلك الصحراء شاق ومهول ،نومشاقها أكثر من أن تحصى ولعل أحسن
تاجر اباضي مع السودان » وصف متاعب ذلك السفر ومشاقه ،هو العالم
الوارجلاني أبو يعقوب يوسف بن ابراهيم ا ى المتوفي سنة 075ه وهو الذي
. قال شعرا :
جَرى اللة واجلآن حَيرَ ما جَزى به بلدا عن قالب الخير سائر
و جنةا الثنا وأبواب مكة وتين تثرغانة والنتانر
يجف سَبْلهَا خبا وَحَفْرّةافر ن في الحج أن والآن
ولا تا الأ تا أتىبالتتاجر ب ؤجوة في اثنتا لمن قل ماله
ذ ترقووما ين جييع .التخاطر َيفْتَخرَ الجمال بانمال والدا
يجوب القَوَامي نحوغناتة صابر ولن يكسيب الال الحلال سوى امرء
ول لتس الظلماء دات الدياجر وليس يهاب الحر والقر والشوا
( )26الادريسي :ص . 81
( )36ابن حوقل :ص . 16
( )46أبو يعقوب يوسف بن ابراهيم الوارجلاني :القصيدة الحجازية .مخطوط في حوزة السيد محمد بن أيوب الحاج
سعيد بغرداية .وتقع القصيدة في 573بيتا دون فيها رحلته الى الحج وعودته سالما الى موطثه وارجلان ى الني
يراه جنة الدنيا .أما مطلع قصيدته فهو :
ذوات الميون النجل بيض للحث اجر عذيري؛ عذيري من ذوات الاجر
أنظر :ورقة 51۔ . 61
-222-
وتصغر الأهوال من حيث أفبنت ولو أنها أنال وخزالتازر
والحقيقة أن ما وصف به أبو يعقوب وارجلان ،والمسالك نو السودان
لا شك » أنه كان قائما على أيام الرستميين ،وانما اكتسبت وارجلان دورها
ذاك منذ عهند الدولة الرستمية في القرن الثالث المجري.
ولعل أما ذكره ابن خلدون(6ا س عنعدد جمال قافلة تجارية واحدة صا
بين فزان وبلاد السودان ،والذي يبلغ تعدادها اثنتي عشر ألف راحلة ليس
بالأمر المستبعد ا .خاصة اذا عامنا :أن ابن حوقل يذكر كثرة الال في
بلاد المغرب وصحاريه ،ويقول بأنها « لا تدانيها في الكثرة ابل
العرب »(" والواقع أن تلك الكثرة تتاشى .مع نشاط التجارة العابرة
للصحراء ى والتي كان فيها الججل هو السر الحقيقي في نجاخها ،وقد أدى
فيهاا مالم تؤده السفن في التجارة البحرية .ورب تاجر لوحده يتخذ ثلاثين
جملا الى بلاد السودان وبمجرد وصوله يبيعها كلها 0ولا يستبقي منها الا
ثلاثة أو اثنين :واخد لمركبه وآخر يحمل عليه ماءه .ومبلغ الجمال المباعة.
يأخذه ذهبا على بغير ثالثا ..وإذا كان هذا التاجر قد أخذ المال الى
السودان بضاعة س نما هي البضائع الاخرى التي يكن أن تصدرها الدولة
الرستمية الى تلك البلاد ؟
في الحقيقة لا تذكر المصادر المتوفرة بين أيدينا بضاعة رستمية بعينها
وانغا كل مافي الأمر ء أنها تشير الى بعض البضائع التي يحتاج اليها السودان
وتلقي فيه سوقا رلئجة س من الممكن جدا أن يكون التجار الاباضيون .أو
( )56ابن خلدون :العبر .ج " 7ص . 801
( )66يذكر البكري أن ألف بعير محملة تمرا تخرج يوميا تقريبا من قسطيلية ص . 84
( )76ابن حوقل :ص . 89
, . 522,ٹن ! . : ) 4 86ع
322- -
الرستيون بضفة عامة يستعملونها في تجاراتهم ى ويستبدلونها ببضائع
: \ .
السودان س ويخبرنا الأدريسى؟ 6س أن تلك البلاد لا يوجد بها القمح كثيرا
ما يحتمل أن يكون مجلوبا لها من المغرب«" .أما التر فان أهل وارجلان
.يتاجرون به مع السودان س كا أن بلاد قسطيلية بالجنوب التونسي كان
يخرج منها في أكثر الأيام ألف بعير.ملة بالمر"7ا .لا شك أن للسودان
نصيبا منها ولما كان السودانيون يلبسون الجلود ى فلا يستبعد أن تكون
الجلود الزويلية والفدامسيةا من بين البضائع التي تصدرها الدولة
الرسمية الى تلك المناطق ى بالاضافة الى ما تنتجه من فواكه يمكن تجفيفها
كالزبيب والتين أو ما تصنعه من أواني فخارية .خاصة وأن الاكتشافات
القي أجريت على مدينة أودغست س أثبتت وجود مثل هذه الأواني ،التي
حملت اليها من بلاد.المغرب(ة .وربما كان التجار الاباضيون يأخذون
بعض الألبسة الصوفية الكثيرة الاستعمال في السودان س والألبسة الكتانية
والقطنية والحزيرية ى كا أنهم يحملون الى بلاد السودان بعض البضائع
المشرقية أو الألبسة 2مثل الأواني الزجاجية والأفاوية والعطور س وربما
آلات حديدية وتحف معدنية (4ا .
-422-
البضائع المصدرة الى بلاد السودان س وهو:ما عبر عنه الادريسي جملة عندما
قال « والخيرات مجلوبة اليهم مأن.طراف الأرض وأقاصيها »ة. 7
ويعتبز الملح ىأهم بضاعة » :على الاطلاق ى في التجارة مع السودان وهو
مادة ايفتقر اليها أعل :الننودان كثيرا } وكان ملح أوليل ق الطريق
الغربية" ء:وملح توتنك ق الطريق الأوسط”"ا 0يتخذ عملة وتقدا
للتبادل التجاري أو المقايضة بتعبير أصج ىولم يكن الملح بضاعة مغربية
بجته.ء وانما كان التجار التيهرتيون وغيرهم 0يستبدلون بعض بضائعهم بالملح
ف أوليل أو توتك س ويأخذونه الى غانة أو كوكوس حيث يكثر طلبه
وأن أهل السودان كا يقول الادريسي ) (87يلحون به وبإلحاح .خاصة
ضروبا من السمك والحيتان التي يصطادونها من (النيل) نهر النيجر وهي
قوام معيشتهم في السنة كلها
والجدير بالذكر ؛ أن البضائع التي كان التجار في المغزب يتعاملون بها
مع السودان ،لم تكن ذات أهمية كبيرة في معظمها ،بالنظر الى ما يجلبونه
من بضائع نفيسة كالذهب مثلا ،وتكتسب بضائع المغرب قيتهبا من طول
السفر ومشاقه بقطع الصحراء .وخلاصة القول أن تجار المغرب الأوسط
والأدنى س كانوا يصدرون الى السودان حاصلات بلادهم الزراعية .
ومصنوعاتهم اضافة الى ما كانت تردهم من منتوجات ومصنوعات البلاد
الأخرى 2الي كانوا يتاجرون معها كالمشرق والأندلس .
ه ۔ واردات الدولة من بلاد السودان :
-522-
السودان ،فانهم كانوا يجلبون من هناك بعض الاحجار المينة والشب
والعنبر وريش النعام ى وغيرهاا من البضائع التي لا يستبعد أن تكون في
ركب التكرنورا } الذي يذكره الشماخي " .والذي قدم من بلاد
السودان الى شروس أم قرى جبل نفوسة .ويقول الشماخي بأن حام الجبل
أمر باغلاق الأسواق والبروز الى الركب من أجل الانتفاع بالبيع والشراء .
هكذا يبين لنا الشماخي جانبا مه في تجارة جبل نفوسة مع السودان
فبالاضافة الى ما توحي به هذه الرواية من تنوع بضائع ركب التكرور ،
مما دعا الامر الى اغلاق الأسواق :والاستفادة من تلك البضائع ،فان الرواية
واضحة في اهتام العامل ى وأهل جبل نفوسة ،بقوافل السودان واحترامهم
لتجارها خاصة اذا كان من أهل تكرور السودانيين كصاحب هذا الركب ه
وهو دليل على مشاركة السودانيين أنفسهم في التجارة العابرة للصحراء ولم
يكن الاباضية وغيرهم مأنهل المغرب لوحدهم يقومون بهذه التجارة
المغربية ۔ السودانية .
الى السودان الكرى للوصول الصحاري ف التجار < ليغامروا ل .يكن
نفيستين :5 مادة'دين .لولا وجود فقط ا لبضا : تلك جلب أجل من
اقتصاد ف ساميا وما .مدى لجلما ؟ الساد تةجري ت1جارتما ؟ وكيف
) (97البكري :ص . 381ويذكر الادريبي أ ن شب كوار بالكانم بالغ الجودة يتجهز منه الى سائر البلاد أنظر :
الادريسي :ص 0 62الاستبصار :ص ..612علي دبوز :المرجع السابق .ج. 3ض . 743عبد المزيز سالم .
ج. 2المرجع السابق .ص 375۔. 775
( )08التكرور مملكة تقع الى الفرب من غانا ولا يعرف عنها الا القليبل .وقد أطلقت هذه المية على كل
الودان الغربي وعلى سكانها في مرحلة من المراحل .أنظر :بوفيل أي دبليو :المرجع السابق .ص 111۔. 211
( )18الشماخي :سير ؛ ص 372۔. 472هذه الرواية تدل .كا لاحظ الدكتور محمود اساعيل 0على ترحيب
أمة بني رستم وعمالهم بتجار السودان وذلك بفتحهم لهم أسواقهم .ومعاملتهم بالحنى وتقديم التهيلات التجارية
لهم باعفاءبضائعهم وسلعهم من الضرائب والرسوم أنظر محمود اسماعيل :الخوارج .ص . 902
-622-
تبارة الذهب والرقيق :
ليس هناك شك في أن التجار الذين غامروا بقطع الصحراء 0ومقارعة
.فكانت تجارة بسرعة تكتسب الثروة الطائلة ال .4كان هدفهم اللوت
الذهب والرقيق أهم بضاعتين س كان يخرج من أجلهيا التاجر الاباضي وغيره
والحقيقة أن المادتين .كلتيهما مينتين لشدة الطلب عليها .
ولقد كانت هاتان البضاعتان ‘ محتكر تجارتها من طرف الخوارج
الصفزية في الطريق الغربي خاصة حيث سجلماسة عاصمتهم .والاباضية في
المسالك كلهاا .ولقد رأينا انتشار الاباضية في تلك الطرق وبعض المراكز
المؤدية الى السودان .والحقيقة أن.التسامح الذي أظهرته كل من الدولتين
الرستمية والمدرارية ،كان سببا في انعاش تلك التجارة بشكل أو بآخر
فشارك فيها الأندلسيون والمشارقة(ثا س كا سام فيها اليهود ى وبقيت
مسالك تلك التجارة تهين عليها القبائل البربرية الاباضية والصفرية بشكل
دائم ى وخاصة منها قبيلة زناتة(ثا التي كان لها نشاط واسع في التجارة .
العابرة للصحراء ولم يستطع العبيديون بعد اسقاطهم للرستميين ،القضاء على
هينتها تلك لعظم يطوها 3وانتشارها قي أغلب ربوع بلاد المغرب العربي .
خاصة المغرب الأوسط الذي هو في الأغلب ديار,زناتة كا يقول ابن
خلدون ثا .ولم يقو العبيديون أيضا على السيطرة على الطريق الأوسط
الذي يهيمن عليه اباضية وارجلانثا رغم محاولاتهم المتكررة كا سبق أن
أشرنا اليه .
-
وأنظر م :ع '1 ا ! )(-- 2ث ), . 051 (28
كذلك موريس لومبارد :المرجع السابق .ص . 382
( )38فيلالي عبد العزيز :الجلة السابقة .ص . 63
( )48الجنحاني الحبيب :العلاقات السياسية والاقتصادية .المحاضرة المذكورة ى ص 9ى وأنظر موريس لومبارد :
للرجع السابق ى ص 78ي . 382وأنظر بوفيل أي دبليو :المرجع السابق ث ص 57۔ . 67
( )58اين خلدون :العبري ج 6ث ص . 302
( )68الجنحاني الحبيب :دراسات مغربية .ص . 86
-722-
وكان الرقيق يجلبون من الاحراش 2في أدغال افريقيا ى جلبهم ملوك
غانا وكوكو وجنودهم من القبائل البدائية 9أكلة لحوم البحر ،في بلاد لمم ,
يغيرون عليهم ويسبونهم بضروب من الحيل ويجلبونهم آلى بلادهم فيشترمم
التجار المسلمون{ثا لينقلوهم بدورهم بضاعة عبر الصحراء { الى أسواق المغرب
العربي .وكانت أعداد كبيرة منهم ترد بلاد المغرب ،كا كانت كثرهم
ظاهرة في الدولة الرستية س اذ كان السكان غالبا ما يتخذونهم خدما(ث!
فالقاريء للكتب الاباضية ى يلاحظ كثرة استمالهم من طرف العلماء
لجم لهم في تلك المصادر ى فضلا عن الاغنياء وعامة الناس الذين لم تم
چم أصحاب تلك الكتب ،وكان العبيد بهذا يشكلون جزءا ظاهرا .من
سكان الدولة الرستيةثا .وكانت أعداد منهم تباع في أسواق تيهنرت
ووراجلان وجبل نقوسة ووهران وتنس أم المراكز الاقتصادية في البلاد
المرتبطة بتجارة الذهب والعبيد .ومن تلك الاسواق تخرج اما الى القيروان
أؤ الى المشرق العربي(“ا .أو الى بلاد الأندلس ليتخذ خدما في
الدور والمزارع ٠
ويحتمل أن يكون التجار التيهرتيون وغيرهم 2في بلاد المغربث ،قد قاموا
بدور كبير في توزيع هذه البضاعة المطلوبة .حيث أن الاصطخري يذكر
أن «.الخدم السود الذين يباعون في بلدان الاسلام منهم ثوليس هم بنوبة
ولا بزنج ولا بحبشة ولا من البجة ،الا أنهم جنس على حدة أشد سوادا من
المجيع وأصفى »({0٩ا .
822- -
اد ص في
تبيرا
قا ك
اشاط
ون شك ‘ ن دعثبد ب
ارنواج تجارة العبيد ى ق
للغرب الأوسط خاصة والمغرب العربي عامة ‘ اذ بالاضافة الى فوائدمم
التجارية كبضاعة فانهمكانوا يستعملون في بعض الصناعاتثا ويتخذ
خدما عند العائلات (؟! ..ويقوم بالاعمال الفلاحية كالحرث والاستقاء من
الآبار وي المزارع وهي أعمال العبيد في تلك القرون .
وفي خط متواز مع تجارة العبيد س كانت تجارة الذهب الخالص أو التبر
تلقى رواجا منقطع النظير في القرن الثاني المجري وبعده وربما كان
الالحاح على الذهب أكبر ،والطلب أكثر لمنافسة الدول على اقتنائه ء
والانتخار بتكديسه في الخزائن .وقد لعبت الدولة الرستمية بأسواقها
الواقعة في نهايات المسالك التجارية .كوارجلان وتيهرت وجبل نفوسة ث
وبهينتها على المسالك كلها تقريبا وذلك نبتربعها على أغلب بلاد ,
اللغرب“ا .لعبت دور الوسيط في تلك التجارة الرابجة ..فكانت الماصة
الرستمية بمثابة همزة وصل ،بين النشاط الاقتصادي في الاندلس والمغرب
ا الأقصى ‘ وبين افريقية الي تصلها بأسواق المشرق العربي » وبين بلاد
السودان حيث معدن الذهب فكيف كان يجمع هذا الذهب ؟ وكيف ية
بيعه في السودان ؟ وما مدى مساهمته في الاقتصاد .الرسمي ؟
في الحقيقة .لا نعرف الكثير عن كيفية جمع الذهب من مصاد ره
الأصلية الا مارواه الادريسي .4ولا نراه يختلف عما كان في عهد الدؤلة .
بعد ثمانية أيام من مدينة غانة تقع جزيرة ونقارة الرستمية ومفاده أرنعلى
حيث معدن التبر المشهور بالطيب والكثرة .وكان (النيل) نهر النيجر يحيط
بها من كل جهاتها ويغشاها في شهر من شهور السنة التي يفيض غيها 3
( )29الثياخي :يذكر أنامرأة نفوسية كان لهما ثلاث عثرةأمة أو جارية ينجن لها .سير .ص . 742
( )39يذكر ضاحب الاستبصار أن نوعا من اللودانيات اللائي يجلبن من أودت ماهرات في الطبخ يحسن عمل
الاطعمة ولا .سيا أصناف الحلاوات .فلا يوجد أحذق بسنعتها منهن .الاستبصار :ص . 612
ل :ع ), . 051 (49
-922 -۔
يغطيها كلها أو أكثرها وبعد مدة يأخذ في التراجع والجزر فيأتي أهل
حثه منهم ف التر ) فيجد كل انسان عن الجزر أ يام طول للبحث السودان
الى جانب هذه الرواية التي تبرز مختلف الجوانب في التجارة السودانية
المغربية .كحقول الذهب وكيفية جمعه ومكان وجوده .يذكر ياقوت
الحموى( أن أقواما من السودانيين العراة كانوا يختفون عند قدوم تجار
الذهب في مكامن وأسرأب تحت الأرض ‘ يرى بوفيل7؟ا أنها هي مناجم
معدن التبر ويضيف الحموي أن طريقة بيعه في السودان كانت تم بالمقايضة
على نهر النيجر فعندما يصل التجار الى تلك المناطق 0يضربون الطبول
إيذانا يجيئهم فييخختتففيي العراة في مخابئهم بالارض س ويعرض التجار بضائعهم
على شكل أكوام على ضفاف نهر النيجر ؤ} ثم يتراجعون بعيدا عن الانظار ء
ليخرج الزنوج٦ العراة فيضعون بدورهم أكوام من الذهب الى جانب كل
كومة من البضاعة فينسحبون الى مغا راتهم من جديد ،ثم يعود التجار
لأخذ تلك الأكوام من الذهب ان رضوا بها .وتختتم صفقات هذا السوق
البدائي بقرع الطبول مرة ثانية 50
( )59الادريي :وصف .ص 8۔ . 9وأنظر زبادية عبد القادر الذي أكد هذا وقال بأن النهر ير على مكان
وجوذ فلزات الذهب وعند جزره تظهر الفلزات لامعة في العراء بفعل تنقية النهر لها وغلها من الاتربة العالقة
يا وهكذا يهل على الاهالي التقاطها .أنظر مملكة سنفاي في عهد الأسيقيين .ص . 881
. 21۔31 ( )69ياقوت الحموي :معجم البلدان .ج 2ثص
( )79بوفيل أي دبليو :للرجع الابق .ص . 011
' () هناك رواية لابن الفقيه عن جلب الذهب من مصادره .مفادها أن هذا المعدن الثمين ينبت في رمل
اللودان نباتا كا ينبت الجزر ويقطف عند بزوغ الثمس .وظاهر على الرواية صفتها الاسطورية ىأنظر مختضر
كتاب البلدان ى ص . 78
-032- .
ان هذه التجارة الصامتة 0بأسلوبها البدائي تعتبر أول مراحل اقتناء
الذهب من مصادره 0وهي مرحلة كان يقوم بعملياتها المذكورة السودانيون
أنفسهما :العراة أصحاب موطن الذهب ى والتجار من أهل غانة أو
كوكو 3وبهذين المركزين من مراكز السودان ه يتصل تجار المغرب بتجار
السودان ،فيقع التبادل التجاري بالبضائع التى سبق ان ذكرناها 0ويرجع
التجار المغاربة الى الشمال بالذهب 0يأخذونه الى دور السك ف المدن
الرئيسية الواقعة في نهايات مسالك التجارة كتيهرت 0وسجاماسة ء
ووارجلان في فترة من الفترات خيث يضرب دنانير ،الا أن الجزء الاكبر
منه مثله مثل الرقيق ينقل بضاعة الى القيروان 0ومنها الى المشرق ،كا
يجهز الى الأندلس(“"ا خاصة من مرافيء تنس وفروخ ووهران .
كان للرستميين دورهم البارز والرسمي في تجارة الذهب والعبيد فلقد مر
دنا أن الامام أفلح قبل توليه الامامة .طلب من أبيه عبد الوهاب التوجه
الى بلاد كوكو (جوجو) س فأبى هذا منه ذلك ،لخللإ واحد صدر منه في
مسألة فقهية في البيوع عندما امتحنه(""0ا .ولم يتردد أفلح في طلب :مثل
هذا ،ولم يخف اقتحام الصحراء وبلاد أكلة لحوم البشر ،لأنه يعلم جيدا
رواج تجارة الذهب مع السبودان ،والربح المغري التى تدره على المساهمين
فيها وعلى اقتصاد الدولة وهما جانبان تمثلا بشكل واضح في شخصية أيمه
الامام عبد الوهاب الذي قال عن نفسه « :لولا أنا ومحمد بن جري.
ويبيب بن زلغين ،لخرب بيت مال المسامين :أنا بالذهب ....». 0!٥
) (99موريس لومبارد :المرجع السابق .ص . 41
( )001موريس لومبارد :الرجع السابق .ص . 28
( )101الوسياني :سير (مخطوط) ورقة . 93الدرجيني :طبقات .ج ."2ص . 023الثياخي :سير :ص . 222
( )201الثماخي :سير ٠ص . 502
-132-۔
لقد كان الامام عبند الوهاب اذن ‘ من التجار الكبار بالذهب الى
درجة أنه اعتبر نفسه احدى الموارد الاساسية لبيت المال .فلا شك أن هذه
التجارة التى كان يقوم بها هذا الامام حتى يكتسب تلك الثروة الذهبية التي
يتحدث عنها بنفسه 0كانت رسمية .على الأقل مع بلاد الأندلس التي كانت
العلاقات جد وطيدة بين أمرائها الأمويين والأئمة الرستميين س لذلك اكتسب
ما هو جدير ب ن يفتخر به .
ولا يستبعد أن تكون ثروة عبد الوهاب ،هي التي حرضت ابنه أفلح
للتوجه الى بلاد كوكو س تلك الزيارة التي لم تتحقق لأفلح 0ولكن الفكرة
أو الرغبة بقيت كامنة في نفسه بحيث أن ابن الصغيرة)"٥ ۔ يخبرنا ۔ عن
سفارة له في عهد امامته ( 802۔ 852ه ) الى ملك السودان 2سفارة كان
على رأسها محمد بن عرفة س الرجل الوسيم الجميل الجواد .اختاره أفلح
فأوفده بهدية الى ملك السودان { الذي أعجب بجياله وأدبه .ولا نعرف
بالضبط المملكة السودانية الق توجهت اليها السفارة .ولكن الذي يهمنا أن
لأئمة أنفسهم كانوا من المشاركين في تجارة الذهب مع السودان 9ومن المهتمين
أو المغامرين الذين يأتون من مختلف بأرباحها ،فضلا عن بقية الرعايا
البقاع طمعا في الربح السريع .
إن هينة الخوارج بصفة عامة والدولة الرستتية بصفة خاصة س على
نهايات المسالك العابرة للصحراء .الأثر الفعال في اقتصاد الرستميين اذ لا `.
يخفى ما تدره مثل هذه التجارات من أرباح على المساهمين فيها وعلى
الأسواق عامة ى الامر الذي يمكن أن يرفع مستوى المعيشة الى حد أقصى الا
أننا نفتقر الى معلومات حول ما اذا كانت الدولة تجى رسوما على هذه
التجارة الرابجة ث خاصة وأن أسواقها لا تلعب الا دور الوسيط في تلك
التجارة .حيث أن الذهب والعبيد كليهما لا تستفيد .منهيا الدولة الرستمية _ 0
<
`
-232-۔
وحدها ى وانما يؤخذان الى خارج حدودها ،فاذا كانت الخزينة الرستية
تستفيد من الدور الوسيط الذي تلعبه في هذه التجارة ث فهل كانت تفرض
رسوما على القوافل الخارجة من حدودها ؟ وهل كانت تستفيد من التجار
الذين لا يستقرون في مدنها س على الأقل من زكواتهم التي لاشك أن تكون
كبيرة بكبر حجم التجارة العابرة للصحراء ؟
لا أذر يدل على ثبوت شيء من هذا ،الا أننا .لا ننفي اطلاقا مساهمة
هذه التجارة في رفع المستوى الاقتصادي للدولة س على الأقل بفعل عبور
مثل تلك الأموال الذهبية الضخمة على أسواقها .وهو ما يترك حيوية
ونشاطا دائبين في تلك الأسواق .ولعل أهم فائدة جنتها الدولة الرستمية
من تلك القوافل الذهبية 0ما دخل دور سكها ليحول الى عملة متداولة او
حليا يقتنى ويبدو أن استفادة الرستميين من تجارة الذهب كانت بقدر
مساهمتهم فيها .فاما كانت هذه ضخمة س أنعكس عنها ازدهار ورخاء في
الاقتصاد س ورقي في المستوى المعيشي ،وتطور في الجتبع الذي يلوح لنا أنه
انتقلت طائفة منه من طور البداوة الى طور الحضارة والاستقرار ى وذلك
بالمساهمة في تلك التجارة الصحراوية .ومن مظاهر النو الاقتصادي .
والاستفادة من ذهب السودان » وجود الصيارفة في تيهرت ‘ فابن
الصغير()"٥4 يحدثنا عن ثاجر ثري يدعى أبا محمد الصيرفي ثله ضلع بباله
الواسع في الفتن التي نشبت ف أواخر أيام الدولة الرستمية .فههنة الصرف أو
الصيرفة(6"٥ إن دلت على شىء فانما تدل على وفرة السائل النقدي .
وتنوعه الامر الذي يتطلب صيارفة لاستبدال العملات ببعضها ،أو لتقيم
أوزان بعضها الآخر ث وفرز المغشوش منها عن صحيحها ،وهذا يمثل أرق
مظاهر النشاط التجاري والتقدم الاقتصادي .
( )401ابن الصغير :ص 83۔ . 93وأنظر الترجمة الفرنسية لموتلنسكي ص . 101
( )501عن الصرف والصيرفي :أنظر ابن منظور :لسان العرب المحيط ي م 2ى دار لبنان العرب ث بيروت .
٠ «صرف» كلة
[ن هذه الأسباب كلها .جعلتني أعتقد جزما ،أن ضرب أمويي
الاندلس لأول غتلة ذهنية لهم سفي تلك الظروف بالذات ،لم يكن ليتحقق
لولا الاحتياطي الكبير الذي مولهم به الرسميون من قبل واستطاعوا توفيره
فقد كانت أسواق الرستيين ومرافئهم معابر للذهب المشحون الى الأندلس
ولا أستبعد أن يكون السبب في تحطي الامام أفلح للعباسية س المدينة التي
بناها الأغالبة على مقربة من تيهرتة") س هو وقوعها في نهاية مسلك
زئيسي لتجارة .الذهب مع السودان ‘ وهو المسلك الأوسط \ أو المنلك
الرنمي البحت إن صح التعبير .وكان على ما يبدو هو المسلك الرئيسي
الذي يربط بلاد السودان بالآندلس عبورا على تيهرت :وبالتالي فان بناء
مدينة مثل العباسية على مقربة من تيهرت ».من شأنها أن تعرقل حركة
( )601موريس لومبارد :المرجع السابق ث ص 281...692 . 651 . 551 . 38ى وأنظر الجنحاني الحبيب :
التلاقات السياسية المحاضرة المذكورة ص . 9
. _ 09 98 . 8 .الجنحاني الحبيب :دراسات مغربية ص 7 :الرجع السابق .ص لومبارد ) (1 70موريس
. 9 4ب ص .ابن خلدون :المبر ج 6 :فتوح البلدان ب ص البلاذري ()901
` - 432 -
سيلان الذهب في ذلك المسلك بالذات 0فضلا عن وجودها في أراض
رسمية .وعلى مقربة من العاضة!ا .ولهذا السبب 0حسبا يظهر " أخبر
أفلح حكام الأندلس بفعله 3وللسبب نفسه ولأهمية الحدث عندهم"ودوره في
اقتصادهم ،بعثوا اليه بهدية تمينة تقدر بمائة الف دره . 1٦٦
لقد كان الرستميون ،اذن ى أهم ممول للأندلس بمعدن الذهب وذلك جنبا
الى جنب مع القمح والماشية والرقيق 0وقد لعبت مرافيء المغرب الأوسط
فى هذه التجارة دورا بارزا س اذ كان معدن النذهب بمثابة عملة رستمية
أساسية .بها كانت تجلب البضائع "الق هي في حاجة اليها وخاصة منها
البضائع الأندلسية التي يترائ لنا أنها مهمة جبدا وضخمة ،وذلك بك
العلاقة الوطيدة"" الق كانت تربط الاسرتين الحاكمتين فى
المغرب والأندلس .
لقد استمرت تجارة المغرب مع السودان قرونا متواصلة { 1٦الا أن
سقوط الرستميين على يد العبيديين سنة 692ه ،حة من نشاط التجار
الاباضية ،وأصبحوا لا يهينون الا على المسلك الأوسط س الذي جعلوا
مدينتهم وارجلان حدا نهائيا له ى يضربون الذهب به ،باسم بلدم
وارجلان .وقد لاحظ ذلك الادريسي . 01٦
ويبدو أن نشاط تجارة المغرب الأوسط مع السودان س لم يتوقف بانتهاء
جكم الرستميين .ولكن قبل ذلك باعوام » خاصة ف السنوات الأخيرة من
حكمهم .تلك السنين التي كثرت فيها الفتن ث فأصبحت السبل غير آمنة
532- -
وكثرت اللصوص وقطاع الطرق ‘ كا يخبرنا بذلك ابن الصغير المعاصر
للأخداثث""ا س وهي عوامل من شأنها أن تؤثر سلبا في نشاط التجارة
الرستية ۔ السودانية 4ش إن الحكام في هذه الفترة لم يشاركوا في تلك
التجارة مثلما كانوا سابقا فى عهد الامامين عبد الوهاب وأفلح ىلذلك نجد
تركة الامام أبي اليقظان بن أفلح عندما عدت لا تتعدى سبعة عشر دينارا
عيتا 4وهو الذي زوده الخليفة العبا سي بالأموال »قبل مغادرته بغداد } كا
أن زهد يعقوب بن أفلح ،جعله لا يجس بيده ديناروالا درهما(ة") ىفهل
ها الا انصراف عن الحياة التجارية ى الى حياة الزهد 0وعزوف عن
التجارة الت كان أبوهما وجدهما مأنبرز المساهمين فيها سكا لا يستبعد أن
تكون الفتن هي التي شغلتهما عن النشاط التجاري ،ولعلها شغلت ٠
أوردت العديد من التجار الراغبين في المساهمة في ذلك النشاط الحيوي هن
الاقتصاد الرسي ولعل هذا الاضطراب السياسي الذي استر الى أواخر أيام
الحكم الرستمي أدى الى اضطراب تدفق الذهب على العاصمة تيهرت 0
وبالتالي تقلضت الفوائد التي كانت الدولة تجنيها متنلك التجارة .فم تقو
تلى مواچهة الفتن لقلة وفرة المال .وهذه النتيجة نفسها ؤأدت الى تقلص
جلب البضائع التى تحتاجها .وبذلك ضعف الكيان ،وتمادى العدو ه
والثائر ،والمترد في :عصيانهم .فاجتمعتبذلك العوامل كلها للتهميد لسقوط
الرستميين في ,يد العبيديين دون مقاومة تذكر .تاركين نشاط التجارة
العابرة للصحراء وفوائدها الجة لهم 0ليستفلوها بمختلف الوسائل
وأوسعها اطلاقا (, )٦٦٥
) (114ابن الصفير :ص . 75وأنظر الدرجيني الذي يتحدث عن قطاع طريق تعرضوا لقافلة في عهد العامل
الرستمي الاخير على جبل نفوسةأبي منصور الياس ىطبقات :ج . 2ص . 223 123
( )511ابن الصغير :ص . 45. 94. 04. 03
. ( )611الجنحاني :دراسات مغربية .ص 54۔76
-632-
الفصل السادس »
المؤسسة المالية :بيوت الأموال ودار الزكاة
732- -
ومادامت معلوماتنا حول هذه البيوت قليلة جدا .فلا نرى أنها تكون
مختلفة عن بيت مال العاصمة الي لنا عنها بعض المعلومات ى احتفظ لنا بها
كتابه القمم . ابن الصغير ف
لم يكن في تيهرت بيت للمال؛“ا فحسب ،وانما كان الى جانبها دار
يعرف بدار الزكاةةا .وقد حاول الاستاذ الكعاك تفسير وجود هاتين
اللؤسستين الماليتين ث ودور كل منهيا فأق بمبهم عندما قال « وغاية العام أنه
الأموال الداخلة ودار الزكاة كأن يوجد ديوان يعرف ببيت المال لقبض
الصغير لم يذكر داز الزكاة الا لدخول المال وخروجه 66ة والحقيقة أن ابن
وهلة أنها تسمية ثانية لبيت مرة واحدة يمكن أن يتبادر الى الذهن لأول
الصغير نفسه س يلاحظ وجود المال لاغير ،الا ان المتدبر في نص آخر لابن
فرق بين الأموال التي تجمع من الزكاة .والأموال التي تجبى من غيرها :فرق
يتجلى في توزيعها وأماكن انفاقها ولأهمية النص ننقله كاملا :
يقول ابن الصغير .« :وأهل الصدقة على صدقاتهم يخرجون في أوان
الطعام فيقبضون أعشارمم ف هلال كل (()....ا من أهل الشاة والبعير
يقبضون ما يجب على أهل الصدقات لا يظلمون ولا يظامون فاذا حضر
جميع ذلك صرف ((عبد الرحمن بن رستم ) الطعام الى الفقراء وبيعت الشات
(كذا) والبعير فاذا صارت أموالا دفع منها الى العيال بقدر ما يستحقون على
عملهم ثم نظر في باقي سائر المال فاذا عرف مبلغه أمر باحصاء من في البلد
وفيا حول البلد ثم أمر باحصاء الفقراء والمساكين فاذا علم عددهم أمر
= آبو زكرياء :سير .ص . 46الدرجيني :طبقات ي ج 1ص . 65الثياخي :سير ى ص . 351أنظر كذلك
الباروني :الأزهار .ج . 2ص . 411يذكر أن حفيد الامام أخذ الحقوق الشرعية ولم ينعها ولكن النكار قالوا
له :يابن المهدور دمه فحاربهم الامام اذ علم أن القاتل منهم لاغير .
( )4ابن الصغير :ص . 57 . 65 . 94 . 84 . 14 . 91 . 81
( )5نفسه .ص . 34
( )6الكماك :موجز .ص . 481
(ه) بياض في الأصل .
-832-
باحصاء"ما في الأهراء من الطعام ثم أمر بجميع ما بقي من مال الصدقة
فاشترى منه أكسية صوفا وجبابا صوفا وفراء وزيتا ثم دفع في كل أهل
بيت بقدر ذلك ويأثر بأكثر ذلك أهل الفاقة من مذهبه ،ثمينظر الى ما
اجتع من مال الجزية وخراج الأرضين وما أشبه ذلك فيقطع لنفسه وحشثمه
وقضاته وأصحاب شرطته والقائئين بأموره ما يكفيهم في سنتهم ثمإن فضل
فضل صرفه في مصالح المسامين » .
.لا يتغذى دار الزكاة الا من مورد واحد هو الزكاة لذلك س على ما
يبدو .ينسب اليها .وليست لدينا معلومات عن كمية الزكاة وأرقامها .
الا أنه بالامكان أن نقدرها جملة ونقول بأنها كانت كبيرة كبر الدار نفسها
الق وصنها لنا ابن الصغير .عندما تعرض لذكر قصة القاضي الذي .خرج
ليلآ باحثا عن ابن لأبي اليقظان ،أق بمنكر قيل إنه اختفى بدار الزكاة :
وهكذا يفتش القاضي الدار كلها وتبدو لنا متكونة من أكثر من طابقين ٠
وعدة غرف{ا ولا شك أن ازدهاز الزراعة زالتجارة س وتداول الذهب
المجلوب من السودان ورخاء البلد عامة ،من الأمور التى تجعل كمية الزكاة
.239٠
كبيرة .ولا أدل على ذلك مما ذكرناه عدة مرات في هذا الباب من قول
الامام عبد الوهاب « لولا أنا ومحمد بن جرني ويبيب بن زلغين لخرب بيت
مال المسامين :أنا بالذهب ومحمد بن جرني بالرث وابن زلغين
بالأنعام »(ث") .وهذه المقولة واضحة في أهمية الزكاة كمورد وحيد لتلك
الدار ى وان كان نص الشماخي وهو متاخر جدا عن الفترة التي يؤرخ لها
يوظف لفظة بيت المال بدلا من دار الزكاة ولا نشك أن عبد الوهاب \ انما
ذكر ما ذكر لعظم ثروته الذهبية 0وعظم ثروة ابن جرني وابن زلغين حتى .
وكأن دار الزكاة لا يمولها الا هؤلاء الثلاثة
ومما يدل على كثرة ما يدخل دار الزكاة س فبالاضافة الى .ما كان يدفعه
التجار والفلاحون وأصحاب الماشية ث فان النساء كن أيضا من المساهمات في
تلك الدار با فرض الله عليهن من زكاة حليهن""ا وهو مذهب اذباضية .
.فمن الممكن أن ونظرا لتوفر الذهب بالقدر الذي سبق أن شرحناه
عن الثروة لدا .فضلا تغذية مساممتها فف كثرة ره ة الحلي .2ومدى نتصور
أما نفقات هذه الدار س فقد كان النص صريحا في تفصيلها .وهي
تنطبق تماما مع ما جاء في القرآن الكريم في قوله تعالي « :انما الصدقات
للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغفارمين وفي
سبيل ا له وابن السبيل فريضة من ا له ولله عليم حكيم »" .
( )01التماخي :سير .ص . 402يذكر الشيخ اطفيش أزنابن زلفين كان يملك مائة ألف من الابل والغنم واثنا
عثر ألف حمار .وأما اين جرني فكانت زكاته في السنة آلاف حمل من البر والشعير .أنظر الرد على العقبي :
لالمزاتي :سيرى8ص 5۔. 68 اس
نكسب
ل» و
افنم
رنة ة ال
ثر ع
كأنظ
ص 86۔ . 37و
932
( )11الثماخي :سير ى ص
( )21ابن الصفير :ص . 64
( )1سورة التوبة :آية . 6
-042-
وهكذا نلاحظ أن أموال الزكاة انما تصرف أو تنفق في وجوهها المخددة
في النص القرآني .ولهذا السبب ما ذكر امن وجود دارين ‘ دار للزكاة ء
ودار لبيت المال س موارده من الأموال الأخرى .
واذا أردنا أن نعدد الوجوه التي تصرف فيها الزكاة .معتقدين على نص
ابن الصغير .وجدناها تتلخص في الفقراء والمساكين والعمال .ولما كان
اللوجهان الأولان معروفين ،بقي أن نشرح الوجه الثالث وهو العيال
والقصد به هو الجباة وهو ما يوافق الاية الكرية ه« والعاملين عليها »
وهكذا فان الأموال العينية تحول الى نقد س خاصة منها الشياه والبعيز ..أما
الطعام والقصد به على ما يبدو ء القمح أو الميدث"' فيوزع عينا على
الفقراء لاحتياجهم اليه :ثم تصرف أجور الجباة .وبعد ذلك تجمع الزكاة
كلها .ويحصى الفقراء والمساكين في مدينة تيهرت وما حولها فتوزع عليهم
أكسية وجبابا من الصوف وفراء وزيتا .ويبدو أن هذه العمليات تتم في
بداية فصل الخريف ،لذلك تعطى للفقراء حقوقهم أكسية شتوية من
الصوف لاستقبال فصول البرد والمطر .
واذا كان ابن الصغير ث يشير الى أن عبد الرحمن كان يؤثر بأكثر أموال
الزكاة أهل الفاقة من مذهبه ،فلا شك أن ذلك راجع الى أن أغلب السكان
من الاباضية من .جهة .ومن جهة أخرى لان دافعي الزكاة يكون أغلبهم
من الاباضية ث وبالتالي فان زكواتهم تعود الى أهل مذهبهم .كا أن زكاة
غير الاباضية ترد الى فقراء غير الاباضية .أما أن منعوها كلها فهذا مالم تشر
اليه المصادر ث بل تثبت العكس تماما(ة. )1
( )41ربا يقصد هنا بالطعام الميد أو الككي ى وهي الاكلة الأكثر انتشارا في بلاد للغرب الى يومنا هذا .
( )51عن حق غير الاباضية في الزكاة في الدولة الاباضية :الدليل والبرهان لأهل المقول لأبي يعقوب يوسف
الوارجلاني .ج . 3ص 35۔ . 45الجيطالي اسماعيل :قواعد الاسلام ى تحقيق عند الرحمن بكلي ى المكتبة
. 0ص4 الاعرلبيجةز.ائر ي . 6791ج
. 11
142- -
وكانت , ظام أحد بدون الحصاد ء .4جى ف أوقات ‘ اذن الزكاة لقد كانت
المال بيت فكيف كانت رأ رنا 4 أن سبق < ك اللخروعة وجوهها ف توزع
للأرضين”"ا .وهو ما ذكر ابن الصغير صراحة في نصه الذي نقلناه عنه ٠
يضاف اليها بعض الضرائب والرسوم التي 9ولا شك كانت تؤخذ من أرباب
التجارات.والحرف والقوافل التجارية وغيرهاا .وهو ما أشار اليه ابن
الأرضين الصغير اشارة دون تصريح 4بعد أن ذكر مال الجزية وخراج
بقوله « وما أشبه ذلك »٢ا .
والحقيقة أننا لا نعرف شيئا عن كمية أموال هذه الأنواع من الجبايات
ولم يزودنا اليعقوبي اليذي زار المنطقة بأرقام ما كان يدخل بيت مال
< وأكتفى ف الخرق بلاد دأبه ف } وكان التزم به وهو الأمر الذي الرستميين
( )61لا نعرف شيئا عن عدد الذميين في تيهرت فضلا عن المدنالأخرى ويبدو أنهمكانوا عديدين بحيثأن
للنصارى كنيستهم .ولا شك أن اليهود كانوا هم أيضا بعدد وافر بحكم الازدهار التجاري الذي عرفته الدولة.:
وكان لهم درب يعرف بالرهادنة :أنظر ابن الصغير :ص . 75 . 55. 64. 63
( )71لا نعرف شيئا عن الأ راضيالخراجية في المغرب العربي .فكل الجغرافيين الذين ألفوا حول المغرب ل هوا
هذا الجانب علما بأنالمغرب فأتحكثره عنوة .الا أانبن عبد الحكر يذكر أن حسان بن النعمان .أحد ولاة بفي
أمية على المغرب (37ه ۔87ه) بعد أن استقامت له الأنور في المغرب وضع الخراج على عجم افريقيا وعلى من
أقام معهم على النضرانية من البربر ...أنظر فتوح افريقية والأندلس .ص 46۔. 56.وهذا النص يشير بوضوح
الى أن أراضي البربر الذين أسلموا لم يعتبرها حسان خراجية .والمعلوم أنمعظم البربر دخلوا في الدين
الاسلامي ى وبالتالي فان معظم الأراضي ببلاد للغرب لا تعتبر خراجية .ولعل هذا الوضع استمر كذلك في عهد
الدولة الرسمية .أنظر كذلك محمد علي دبؤز ::تاريخ المغرب الكبير .ج . 2ص . 411
( )81لا يستبعد الاستاذ دانجيل أتنكون ربوم تؤخذ على العمليات التجارية .خاصة منها التجارة البعيدة
. ! .: ِ أنظر , . 121 :
( )91ابن الصفير :ص ١5وهذا ينفي ما ذهب اليه كل من الاستاذ أجد توفيق المدني والشيخ علي يحيي معمر من
أن الرستميين كانوا لا يجبون غير الزكاة .أنظر .:المدني :كتاب الحزائر .ص .. .12معمر علي يحيى :الاباضية
بالجزائر .ص . 112. 35 . 92
ولقد كان بامكان الحكام أن يعوضوا تلك الخسائر بالأموال الى يغنوها
في تلك الفتن »ولكنهم تنزهوا عنها جميعا .كا تورعوا عأنخذ المغانم التي
.نثرها ابن طولون سنة 762ه ،عندما انهزم أمام النفوسيين ورجع عن
342- -
هدفه في غزو افريقية (“ةا .لقد كانوا يرون تحريم غنية المسلمين .فام يكن
الرسميون من المهتتين اذن بملأ الخزائن ث وجباية أنواع متعددة من
الضرائب ى وانما اكتفوا بالحقوق الشرعية دون غيرها مع بعض الرسوم
__ الوابه والتزموا بصرفها في وجوهها الشرعية أيضا ؛ دون أن يأخذوا منها
شيئا ليس من حقهم .ومثال ذلك ما يرويغ لنا ابن الصغير عن خادم
الامام أبي اليقظان الذي استسهل أخذ علف فرس الامام من بيت المال ه
وذلك لما وجد دكان العلف مغلقا ث فزجره الامام عندما عرف ذلك ء
وأقسم في ليلته تلك ألا ينام حتى يرد العلف الى بيت مال المسلمين ،ولم
يهدأ حتى تيقن من رجوع الأموال الى مواضعها(ةة .فلم يكن الأئمة
الرستيون ممن يؤثرون أنفسهم بالأموال أو يطلقون لأنفسهم الحرية في
التصرف فيها 9بل لقد كان الامام يعقوب بن أقلح من الزهد بحيث ماجس
بيده دينارا ولا درهما .وكان الائمة يراقبهم المشائخ من الاباضية الذين
يعرفون بالشراة ئةم .لا يخافون في ذكر مساوئ الامام وهفواته ى لومة
لائم ث بل لعل الأئمة كانوا هم الذين يراقبون أنفسهم مخافة سخط الشراة .
واذا كان الرسميون قد انتعشوا بالأموال التي بعثها اباضية المشرق7١ةا في
السنوات الأولى من حكمهم ،ودعمت بيت مالهم ،كمورد مؤقت غير مستر ه
فانهم لم يجدوا هذه المساعدة في السنوات الأخيرة من حكمهم ى عندما كثرت
الفتن والمنازعات ،التي لاشك أنها أرهقت بيت المال ودار الزكاة على حد
سواء 4 .وهو ما عبر عنه ابن الصغير بقوله « :وذهبت الأموال »ة. )2
442- -
وذلك بفعل ما يمكن أن تنتهى اليه تلك المنازعات والفتن .من عرقلة
للتجارة .وتحطيم للزراعة ى وعهووالأن الذي يؤثر سلبا على موارد كل من
بيوت الأموال ودار الزكاة .
هذه هي أم النفقات التي كانت تنفق من بيت المال ؛ وربما يضاف
اليها نفقات الجيش وتجهيزه في عهد عبد الوهاب بن عيد الرحمن .خاصة اذ
كان حكمه شبه عسكري ،وكان قد « اجتمع له من الجيوش والحفدة مالم
يجتبع لأحد قبله »(. )2
وقد مربنا أن الأموال الشرقية قسمت ثلاثا :كان ثلثان منها في
التجهيز العسكري ‘ مما يوحي أن عبد الرحمن بن رستم .4كان قد ترك عدة
حربية لابأس بها ،استطاع ابنه من بعده أن يوظف لها الجيوش س ولأ
مدينة طرابلس الى تامسان سفلا شك أن هذه العمليات للغرب بأسره من
أموالا طائلة ،الا أن هذه الوضعية الحربية للدولة لم العسكرية تتطلب
تلاشت بوفاة الامام عبذالوهاب س لذلك فان نفقات تستر طويلا } اذ
المجال كانت محدودة بحياة ذلك الامام . بيت المال في هذا
ومجمل القول }إن الازدهار الاقتصادي الذي عرفته الدولة الرستمية كان
من شأنه أن يغذي كلا من دار الزكاة وبيوت الأموال في الدولة .ولم تكن
النفقات كبيرة أو بحجم الموارد لذلك فان جزءا منها يصرف في الصالح
العام وهذا ما يفسر الرخاء الذي شهدته الدولة .والازدهار الذي واكبها '
خلال كل مراحل حكمها .وكانت كل من دار الزكاة وبيوت الأموال ه
مواردها ونفقاتها مصبوغة بصبغة دينية بجتة .
. 42 :المجتع التاهرتي .المجلة المذكورة بص احان عبا س 4 71وأنظر كذلك ص
٠0 سيرة
ابن الصغير :: ()92
-542-
« الفصل السابع :1
ا ۔ ا حسبة:
ان الحسبة بهذا التعريف الجامع ،رقابة هدفها الصالح العام وتوفير
سبل الراحة والاطمئنان للرعية ،.وتأمينها من أي خطر قد يهدد حياتها أو
يؤذيها في مالها .
لقد عرفت الدولة الرستمية هذا النظام الرقابي .لكننا لا نعرف
بالضبط متى :ظهر فيها -.ويبدو أنه كان موجودا منذ وقت مبكر لعهد
الامام أبي اليقظان بن أفلح ( 162۔ 182ه ) الذي جعله الكعاك{ة‘
مؤسس نظام الحسبة في الدولة الرستمية س وسايره على ذلك الاستاذ لقبال
[ )1ابن خلدون عبد الرحن :القدمة .دار الكتاب اللبناني للطباعة والنشر .ط 0 2بيروت . 1691
ص 803۔ 993عن الحسبة أنظر :المارودي أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب :الأحكام الللطانية والولايات
` الدينية .ط . 1مصطفى البابي الحلى :مصر 0831ه0691/م .ص 042وما :بعدها .
. 28ص
1ز .
( )2الكمال :موج
-642-
موسىا .ومما يدل على وجود هذا ا لنظام في تيهرت منذ وقت مبكر لعهد
بكر ,بن أفلح أبي الامام ابن الصغير عن ذكره .ما أبي اليقظان الامام
( 852۔ 162ه ) الذي صرف النظر في مدينة تيهرت وأحوازها الى أخيه
أبي بكر أخيه } 0ووجود بغداد من عودته < وذلك بعد أبي النقظان
اماماثا .ومن هنا يتضح لنا أن الحسبة معروفة عند الأئمة السابقين لأبي
بكر .وكان يتولى القيام بها الامام نفسه تماما مثلما كان يفعل أمير المؤمنين
الاسلام (, )5 عمر بن الخطاب (ض) قي صدر
وقام أبو اليقظان بهذه المهمة أحسن قيام فكان يركب دابته ويطوف
في المدينة حتى أقصاها 0ويحكم في الأمر الضروري دون أن تأخذه في الله
لومة لائم .وكانت له جولتان س واحدة اثناء النهار } والاخرى في الليل
ويتصل بأخيه الامام مرتين في اليوم والليلة ليطلعه على أحداث المدينة ان
حدث حادث .أو يخبره ان المدينة أصبحت .هادئة وأمست هادئة .فكان
بهذا أبو اليقظان كياقول ابن الصغير ه قد أظهر القيام لأخيه « والحسبة
أؤل محتسب تذكره المصادر باسمه بين يديه »(ؤ .وبهذا يكون أبو اليقظان
في الدولة الرستمية 0ليس من الأئمة كا كان سابقا } اذ تولى هذه المهمة في
عهد أخيه 0ويبدو أن المادة جرت بعد ذلك على أن يتولى الحسبة غير
الامام وهو ما برز بشكل واضح في عهد الامام أبي اليقظان .
لقد ظهرت معالم نظام الحسبة جلية في عهد الامام المذكور ى ويتحدث
( )3موسى لقبال :الحسبة المذهبية في بلاد المغرب العربي ( نشأتها وتطورها ) التركة الوطنية للنثر والتوزيع .
الجزائر .ط . 1791. 1ص . 61
( )4ابن الصفير :ص . 23
ط 2٠ :النظم الاسلامية . ابراهم حسن علي ابراهيم حسن ( )5أنظر عن الحسبة قي عهد عمر ب نن الخطاب .حسن
-مكتبة النهضة المصرية القاهرة . 9591.ص . 072صبحي الصالح ،المرجع الابق .ص . 923
( )6ابن الصغير :ص 23۔ 33يذكر الدكتور موسى لقبال أنالحسبة في الدولة الرستمية لم تكن معروفة بهذا
الاسم وانغا كانت تعرف باسم صاحبها الذي أطلق عليه هالشرف على الوق ىويعزو هذه الكلمة لابن الصغير
ويقول بأنها كثيرا ما ترد في تاريخه .والحقيقة أننا لم نجد لها ذكرا بعكس كلمتي الحسبة والاحتاب اللتين وردتا
في هذا المضمون .أنظر موسى لقبال :المرجع السابق ىص . 33
-742-
عنه ابن الصغير فيقول بأنه أمر « قوما من نفوسة يمشون في الاسواق،.
فيأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر قالوا فان رأوا قصابا ينفخ في شاة
عاقبوه وان رأوا دابة حمل عليها فوق طاقتها أنزلوا حملها وأمروا صاحبها
بالتخفيف عنها وان رأوا قذرا في الطريق أمروا من حول الموضع أن
يكنسه »"ا .
ولا شك ،أن فساد البلد ,يفتنة ابن عرفة ى التي سبقت حكم أبي
اليقظان مباشرة .هو الذي أوحى للامام بتعيين جماعة وليس شخصا واحدا
للحسبة .وهذا يدل على تفام الفساد واستشرائه س كا يدل من جهة أخرى
على كبر المدينة وكثرة أسواقها بحيث لا يكفي محتسب واحد فقط لمراقبتها
ا ومراقبة الشوارع والقيام بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر خاصة في
تلك الظروف :
ان نفخ الشاة المزيلة حتى تبدو سمينة ى يعتبر من الفش الذي يعاقب
عليه مقترفه .ولا يشير ابن الصغير الى نوعية العقاب أهو جسماني أم مالي
ولعله يغرم أو تصادر الشاة التي نفخها ء كا أن النظافة في تيهرت مشروطة
فلا بد لكل صاحب دكان أو منزل أن يحافظ على نظافة ماحوله .
ولا يخبرنا النص في ما اذا كان المحتسب من مهامه مراقبة التجار قي
معاملاتهمالتجارية من كيل ووزن وعملة 2الا أن المتبادر الى الذهن أنه
يكون المشي ق الأسواق وتغيير المنكر .فلا بستبعد أنن مهنته هي مادري
.وكان النفوسيون هم الذين يتولون هذه الخطة ،يرشحهم لها الامام كا
أنهم كانوا يتولون بيوت الأموال 4وبطانة الامام وحاشيته ث وعقد تقديم
-842-
فكان لهم بذلك كله دور بارز في الحياة اليوميسة القضاة!
والاقتصادية بتيهرتت .
ولا غلك معلومات عن الحسبة في المدن الأخرى غير العاصمة ء اللهم الا
ما ذكره الشاخي{ا عن نفوسي يدعى أبا يوسف وجدليش بن في .الذي
أمر سوق مدينة جادو في جبل نفوسة اليه فكان ي مز" بالمعروف : 3
وينهى عن المنكر ،ويأذن لمن يشاء بالبيع٬في السوق ،ويمنع عنه من في
ماله شبهة س ولا شك أن مثل هذا موجود في جميع مدن الدولة الرستية
وأسواقها وقد لاحظ الدكتور لقبال .موسى“"ؤ أن مجتيما محافظا مثل مجتع
الاباضية آنذاك لابد أن يحرص أفراده على قضية الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر ومحاربة العادات السيئة س وبالتالي مراقبةالأسواق ,والمعاملات
التجارية القائمةفيها. .
ففي عهد الامام الأول عبد الرحمن بن رستم ي تطورت تيهرت واتسعت
اتساعا فجائيا نكاد لا نصدقه 2اذ استفرق ثلاث سنوات فقط 4وهي الفقرة
القي تفصل مابين المساعدة المشرقيةة الأولى ‘ التى انتعش بها الفقير وحسنت
أحوال الناس في البلاد فشرعوا في العمارة والبناء وغرس البساتين 0 7"0وبين
مقبولا معيشيا مستوى لبلوغه | مجتمع رفضها ١لقي ١لغاز نية | لمسا عدة
ق يشا هد وها ل وتغينرا ت تطورا ت المشرق من رسل يشهد عليه ما وجدته
زيارتهم الأولى ،اذ « نظروا الى قصور قد بنيت ى والى بساتين قد غرست
والى ارحاء قد نصبت 2والى خيول قد ركىت \ والى حفدة قد اتخذت
» (. )31 كثرت قد < والعبيد والخدام السور ()
( )٨لعل المقصود باتخاذ اللور هو اتخاذ الابنية اذ البور هي كل منزلة من البناء .أنظر لسان العرب ص م 2ث.
. 732مادة «سور» . ص
-052-
العاصمة الرستمية الا ابتنى فيها واسشوطنها كا يقول ابن الصغير . '"“4أو
يستطيبها وينتعش فيها كا يقول المقدسي"ؤ .وذلك لما يجد فيها من رخاء
. وأمن ورقي وحسن سياسة
وكانت سياسة عبد الرحمن سياسة داخلية ترمي الى الرقي الاقتصادي
والاجتاعي .واقامة دعائم دولة قوية ثابتةا"ا .وقد نجح في ذلك الى
أقصى حد حتى أن ابنه عبد الوهاب عندما تولى الحكم بعده وجد الدؤلة على
<
الخارجية من مركز القوة .يريد التوسع وتوفير الأمن لجميع زعاياه من
الاباضية في المغرب العربي .ومما يدل على رخاء البلد في عهده 0وسعة
الرزق الذي شمل جميع البلاد س أنه لا انتقل الى جبل نفوسة يريد الحج
استقر في دار أحد النفوسيين فوجدها ‘ كا تقول المصادر الاباضية .دار ذي
نعمة وبسطة وسعة رزق ،فخلع صاخبها على الامام والوفد المرافق له ثيابأ
جديندة 3وفرش لهم فرشا وثيرة .وأحضر لهم أطعمة حفيلة ،وأظهر لهم
من صنوف البر ما استحسنه الامام غاية الاستحسان "ا .
ان هذه الرواية التي تصور لنا المستوى المعيشي الذي بلغه أهل جبل
نفوسة .وهم المشهود لهم بالزهد في الدنيا ،والتخلي عن نعيها لا تدل الا
على وجود مثل ذلك في جميع البلاد .حتى وان كانت مصادرنا لا تزودنا
بشيء في هذا الخصوص عن باق المدن الرستمية .
ولعل أزهى عصور الدولة الرستمية .وأوفرها أسبابا للرقي والحضارة هو
عصر الامام الثالث أفلح بن عبد الوهاب ‘ الذي ورث دولة ،اهتم
بسياستها الداخلية جده عبد الرحمن ث وبسياستها الخارجية أبوه عبد
( )41ابن الصغير :ص 11۔ . 51الثماخي :سير .ص .04
( )51المقدسي :احسن التقاسيم .ص . 822
( )61الكعاك :موجز .ص .. 981
)71( .آبو زكرياء :سير .ص . 37الدرجيني :طبقات .ج . 1ص . 46
-152-۔
الوهاب ،فلا غرابة ,اذن س أن تزهو أيامه ،وتكثر النعم وتعم جميع
طبقات الشعب وشرائحة وتبلغ الدولة ذروة ازدهارها انطلاقا من عاصمتها
تيهمرت ففي مدة حك أفلح الطويلة الي امتدت خمسين عاما .حسب
رواية ابن الصغير } انتقلت الدولة الرستمية الى دور التضخم العمراني في كل
النواحي فهي مركز زراعي هام 4وملتقى تجاري ذو شأن ،وذات وزن.
سيانى في تصاعد مستر"ا .:انعكس عن هذا كله تطور في الحياة
الاجتاعية ث حيث كثرت الأموال بأيدي الناس ى فتنافسوا في البنيان
واجراء الأنهار في البساتين فبنت نفوسة بتيهرت قصورها س وبنى الجند
القادفون من افريقية المدينة العامرة تيهرت ،كا بنى العجم الدور
والضياع«"ا .وكان الثراء في هذه الفئة الأخيرة أوضح منه عند غيره .
لذلك تميزوا ببناء القصور ،فابتنى أبان وحموية قصرين معروفين لميا واتخذا
أعدادا من العبيد والحدم ص كا كان لمقدم العجم ويدعى ابن وردة .سوق
يعرف باسمه 0كان صاحب شرطة أفلح لا يدخله هيبة منها .
والحقيقة ان هذا .الثراء كان عاما ى شمل جميع القبائل حتى البدوية منها
للنتشرة حول مدينة تيهرت اذ « اكتسبت الأموال واتخذت العبيد
والخيول(...و) نالها من الكبر ما نال أهل المدينة »("ةا الى درجة أن الامام
من اجتاع الايدي عليه بعد اجتاع الثروة عند أفلح نفنشه خاف
تلك القبائل .
-252-
معلومات كانت تعرف بأيام الجفان ء فبنى جفانا وأطعم فيها(ةةا .فلا شك
أن لهذا النوع من الاطعام أكر الأثر على المجمع خاصة الفقراء منه
والمحتاجين ۔ والواقع أن الفقر ..كما يقول الدكتور احسان عباس(ة{ةا » بمعناه
-العام ث لم يكن داء يهدد المجتمع الرستمي فيوم من الأيام ث أو يتعذر فيه
علاجه لأن الحكام الرستمييت منذ الامام الأول ء.كانوا ينلكون سياسة
اسلامية راشدة كقنيلة:بأن تنعش جميع فئات الجتع .وقد ستار على منواله
جميع الأئمة لمسكهم بطرق الشريعة تطبيقا دقيقا ولسيرمم الياضظة في
خاص حياتهم 2ثم لوجود الشراة الذين لم ينفكوا قائمين بالأمر بالمعروف.
والنهي عن المنكر في كل مراحل الحكم الرسمي .
لقد عرف المجمع الرسي كل أسباب الازدهار س وهي نتيجة حية
لازدهار الزراعة والصناعة والتجارة .ولا أدل على ذلك من مسايرة الامام
أفلح نفسنه لذلك الذوق العام الموجود بالمجمع ث حيث ابتنى لنفسه قصورا
واتخذ حجابا وحشما واحتاط لنفسه باتخاذه يابا من حديد٨ثا .ولم يتوقف
ههنا وهو الامام القدوة لجماعة الاباضية س وانما راح يقلد الملوك في سيرهم ه
حتى أصبح ذلك مطعنا فيه بيد أحد تلامذته الذين أخذوا عنه الفقه
والعلوم .وهو نفاث بن نصر النفوسي الذي قال لقومه فيه بأنه « أضاع
أمور المسلمين ويزيد في الخلقة اذا مشى ويلبس الطرطور ،ويخرج الى
الصيد س ويصلي بالأشبورا“) » (ةة .
( )22ابن الصغير :ص 62ى بعد أن يتحدث ابن الصغير عن بناء الجفان وأيام الجفان يضيف قائلا× وقد تقدم
ذكرها » وهو قي الحقيقة لم يذكرها قبل ذلك فلمل كتابه غير كامل أو توهم أنه قد ذكرها سابقا وقد فاتتنا .بهذا
معلومات لا شك أنها تكون قية عن أيام الجفان ومعنى بني الجفان بدلا من صنع الجفان ان كانت خشبية أو
.خزفية ولكن الراجح أنها من الفخار الا أنها من الكبر بحيث بنيت بناء مستقرة في مكانها لا تتحرك .والجفن كا
يقول ابن منظور هو أعظم ما يكون من القصاع ء أنظر لسان العرب ث ج 1ث ص . 474
( )32احسان عباس :المجتمع التاهرتي ‘ نفس الجلة .ص 82۔ . 92
( )42ابن الصغير :سيرة .ص . 62
() الطرطور والأشبور كلمتان لم أتمكن من مغزفة معنيهما بالضبط ي وظاهر من النص أنها نوع من اللباس
الفاخر { ولم يذكرهما صاحب لسان العرب .
. 87 ٤ج 1ى ص . 29الدرجيني :طبقات :سير ٠ص ( )52أبو زكرياء
352- -
.والواقع أن نفاث بطعنه في الامام أفلح س لم يكن يساير مراحل تطور
المتبع الذي يعيش فيه ،ولم يستطع أن يهضم ما يراه من تغييرات جذرية
وسريعة في بلده } وانقلاب حقيقي غير المجتمع الذي كان يعيش فقيرا بدويا
الى مجتبع ثري تمكنت فيه الحضارة ،فلا بد للامام أن يظهر أمام رعيته
بالمظهر الذي يتاشى وذوق تلك الرعية » وكان الذوق العام السائد في المجتمع
الرسي س آنذاك كا يصوره لنا ابن الصغين وهو أحد الأفراد فيه قائلا لقد
عمرت مع أفلح الدنيا وكثرت الأموال والمستفلات « حتى أطغت أهل
الحمواجر) والبوادي »(. )62
لقد كان لخوف أفلح من توفر الأموال في أيدي القبائل البدوية اذن
وجه من الصواب ،إذ أصبحت كا توقع فعلا تتكبر وتريد منافسته في
ملكه وازالته منه .والواقع أن ابن الصغير يشير هنا الى أمر خطير وهو
بداية تفام الرخاء الاقتصادي وتحوله الى ضده .فاذا كان الفقر لم يهدد
الجقع الرسمي في يوم من الأيام { كا قلناه سابقا ،فان الثراء ووفرة
الأموال ث بالعكس من ذلك ،كانا أهم سلاح بيد أعداء الرستميين الذين
ارادوا ان يبيتوا خبر الاباضية ويطفوهم خاصة بعاصتهم تيهرت حيث
التجارة الرائجة والأموال النافقة .
(ه) أهل الحواجر ربا أهل الحجر وهم سكان البادية في مواضع الاحجار والرمال .أنظر ابن منظور :لسان ى
. 1 ص حجر٠ م « . 1مادة
-452-
الحوائج لتقاضي حادةنتهم ذكر الدنيا وزيارجم أدركنا ناسا وبقينا حى
إن هذه الجنة التي يتحدث عنها الوارجلاني 0والتي عاشها المجتمع في
وارجلان في القرن السادس الهجري ،ليست وليدة ذلك القرن ،.وانما هي
بدون شك تعود في جذورها الى العهد الرسمي .وقد لاحظ الادريسي .غنى
سكان وارجلان } في القرن الخامس الهجري ،فقال عن البلد « هي مدينة
فيها قبائل مياسير وتجار أغنياء »9ةا .
( )72الدرجيني :طبقات ي ج 2ي ص 2 503الشياخي :سير » ص . 512
( )82الوارجلاني أبو يعقوب يوسف :القصيدة الحجازية (خطوط) ورقة 41۔ 51وأنظر كمذلك عمرو خليقة
النامي :ملامح عن الحركة العلمية بوارجلان ونواحيها منذ انتهاء الدولة الرستية حتى أواخر القرن السادس
المجري .مجلة الاصالة 4عدد 24۔ 34مطبعة البعمث.قسنطينة 7931 .ه7791/م .ص. 13:
( )92الادريسي :وصف .ص . 98
-552-۔
واذا كانت وارجلان ،انما ورثت هذا الازدهار منذ العهد الرسي
فكانت بذلك المستوى المعاشي الذي يوجب الافتخار بسبب التجارة مع
السودان ء أفلا شك أن مدنا مثل تنس ووهران وغيرها قد عرفت مجتمعاتها
حياة الرخاء بفعل :التجارة البحرية مع الأندلس ،أو بسبب وفرة الماشية
والمنتوج الزراعي ،وقد بلفت الدولة فيها نشاطا واسعا .
لقد انعكس عن هذا الثراء والحضارة الراقبة التي غمرت المجمع الرسي
نتيجة سلبية على المجتع نفسه أولا س وعلى الوجود الرسمي ثانيا اذ استغل
البعض ذلك الثراء لخدمة مصالحهم الضيقة ث وضرب السلطة الق بسياستها
اللينة .وسوقها المفتوحة ىتمكنوا من اكتناز تلك الأموال ءفكانت أيام
الأئماةلأواخر أيام نزاع مستر بين السلطة الحاكمة وبين الأغنياء الذين تفام
غناهم وتجاوز قدرة الحجام السياسية و.ربما لضعف شخصية هذا الأخير أي
الحاكم .جانب من المسؤولية في ذلك الصراع الذي استر في نخر جسم الدولة.
الرستمية شيئا فشيئا .ولما تمكنت الحضارة من المجمع 0مع غياب الرقابة
بفعل الفتن والمنازغات الأخيرة ء التي شهدتها البلاد » فسد أهل تيهرت ه
-652-
فانغمسوا في حياة اللهو والجون©“ةا .واستباحوا المحرمات فاتخذوا المسكر
أسواقا والغلمان أخدانا("ةا .وكا تطرق الفساد الى أهل الماصة فكذلك
أصاب أهل شروس ى أم قرى جبل نفوسة س الذين تعاطوا شرب الر(2ةا .
وكلما قويت السلطة الحاكمة واسترجعت قواها ى ضربت بيد قوية على
الفساد .كذلك كان الحال بالنسبة لعهد الامام أبي اليقظان وأبي حاتم .
ولكن سرعان ما تعود الامور الى رداعتها لتفام جرثومة الفساد وتمكنها من .
جسم الدولة والمجتع .
-752 -۔
.واذا كانت المصادر لا تشير الى مدى مساهمة الثروة والازدهار الاقتصادي
في الحياة الفكرية فلعل كثرة المساجد بتيهرتةؤ وانفاق الأغنياء على
طلبة العلم ومدرسيهم(6ةا .وجلب الكتب من المشرق.س خاصة من البصرة
التي تعتبر المركز الام للاباضية”ةا ءتشكل أهم المعالم في مساهمة الرخاء
الاقتصادي في الحياة الفكرية واحيائهيا .ولعل دار الضيافة التي استقبل
فيها علماء نفوسة في عهد الامام عبند الوهاب ى وأجريت لهم فييا
نفقاتهمثةا ثكانت مقر الشعراء والأدباء وأصحاب أخبار الماضين الذين عني
م الأماء أبو بكر بن أفلح وهو الوحيد ،من بين الأئمةالرستميين الذين
تذكرهم المصادر كلها ..له شغف وحب بالاداب والاشعار والتواريخ . .وكان"
على ما يبدو ،يقدم الهدايا لهؤلاء .ويجود عليهم وهو ما يمكن أن نستشفه
من كلام ابن الصغير .4الذي احتفظ لنا وحده بتلك الشهادة .عندما يقول
« فلما ولي أبو بكر لم تكن فيه من الشدة في دينه ما كان فين كان قبله
من آبائه ولكن كان سمحا جوادا لين العريكة يسامح أهل المروءات
ويشايعهم على مرواتهم ويحب الاداب والاشعار وأخبار الماضين »ة . 6فلا
شك أن المصادر الاباضية التي التزمت الصمت ازاء هذا الامام س ولم تدرجه
في سلك مشائخها كان بسبب عدم شدته في الدين كسابقه ‘ وميله الى
علوم لم تهتبمها كثيرا لأنها ألفت لغرض ذكر مناقب الأئفة
والمشائخ انتماء
852- -
الار۔_الا لت :
القد كان للرستيين دور بارز ف الحياة الفكرية بالمغرب الأوسط خاصة
ولا نبالغ اذا قلنا بالمغرب العربي .فلقد حملت هذه الدولة س كا يقول
الأستاذ ابن تاويت الطانجي ‘ « مشعلا عظيا للحضارة ,والعلم في الشيال
الافريقي فكانت تلي القيروان في ذلك »ا .وما كان لفاس ‘ عاصمة
( )1أحد أمين :ضحى الاسلام .ج . 2ط 5س مكتبة النهضة المصرية القاهرة 6591 .م ى .ص 0 11 0 8وما
ح : ز بعدها وأنظر كذلك , 0. 28 :ن« ,
. 76 .ص ) (2الميلي :تاريخ الجزائر .ج2
( )3ابن تاويت الطاغجي :دولة الرستميين أصحاب تاهرت 4صحيفة معهد الدراسات 0مدريد ء م. 5ع ٦۔ . 2
. 621 ص
162- -
الأدارسة أن تبلغ مبلغ تيهرت الرستمية في الحياة الفكرية س الدينية منها
خاصة ،بل لقد كانت تيهرت في رأي الاستاذ بكري‘ا 0من الناحية
الثقافية .بارزة جنبا الى جنب مع القيروان وقرطبة ى أكبر عاصتين
مغربيتين في تلك الفترة 0تحاكيهيا وتنافسهيا .
-262 -۔
سوف نرى س في اهتام الناس بهذا الدين دراسة وعبادة وسلوكا .فاذا كان
اللؤرخون يتفقون على أن المغرب العربي ‘ تعرب بفعل هجرات قائل بني .
:فان كثيرا ) هلال وبني سليم وغيرهما 4أو كاد في القرن الخامس الهجري
من المغاربة دخل الاسلام أفواجا 4على مذهب الخوارج الاباضية والصفرية
اذ رأوا فيهما الاسلام الحقيقي كا يقول شيخ بكريا .فليس من المبالفة
اذن ان نقول مع ألفرد بل إن دعاة الخوا رج « كانوا خير رسل للاسلام ف
بلاد المغرب منذ بداية القرن الثاني للهجرة سا .وكان للاباضية الدور
البارز في ذلك ؛ بعكس دورهم الذي لا يكاد يظهر في المشرق العربي .:فهن
خلال الدولة الرستمية س تركت الاباضية النفوذ الأكثر بقاء ودواما تضاهي
في ذلك ما تركته الصفرية .
.ولقد آثرنا تفصيل الكلام حول اسلام البربر في هذا التهميد لانه يشكل
فعلا تمهيدا للحياة الفكرية في الدولة .الرستية ء التي نشطت فيها العلوم
الدينية وازدهرت أكثر من اية علوم أخرى .
( )7الكماك :موجز ثض 782۔. 882الميلي :تاريخ الجزائر .ج . 2ص 812ه الجيلالي :تاريخ 0ج.1
ص ، 683بونار رابح :المغرب العربي تاريخه وثقافته .ط، 2الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ،الجزائر
1م ى ص 002۔. 382الفريد بالل:مرجع السابق .ص 412۔. 512
. :ه ), . 601 (8
( )9الفريد بل :المرجع السابق .ص . 741
362- -
:الفصل الأول 4
والواقع ،أن دور الحكام الرستميين في الحياة الفكرية كبير ى يثبت هذا
ما قاموا به من جهود في نشر العلم ثا ى وبناء المساجد .وجلب الكتب من
الملذرق .ولا ننسى أن من شروط تولي الامامة عند الاباضية ى أن يكون
الامام المبايع عالاً محيطا .وهذا سالمسناه فعلا في الأسرة الرستمية 0وأخذ
بعين الاعتبار في تولية كل من الامام الأول عبد الرحمن بن رستم وابنه عبد
الوهاب من بعدها .وكان عبد الرحمن 0قد أخذ العلم من المشرق ويعتبر
من حملته الى المغرب عند الاباضية .قضى مع شيخه أبي عبيدة مسلم ابن أبي
( )1أبو زكرياء :سير ى ص . 56الدرجيني :طبقات .ج . 1ص 65۔ 75؛ الشياخي :سيرى ص . 391
( )2الم عبد العزيز :المغرب الكبير .ج 2ث ص . 475
( )3أبو زكرياء :سير .ص . 65. 35الدرجيني :طبقات .ج .1ص . 64. 24وأنظر شرا ع الدين للواب
أن تتوفر فيه التي ينبغي والشروط الامام له عن رسالة ف عبد الراب الامام يتحدث (مخطوط) ابن سلام
وآذا كان ابن الصغيراةا 3يذكر أنه لم يكن لعبد الرحمن بن رستم كتاب
معروف من تأليفه س فان المصادر الاباضية تنسب كتابين على الأقل لهذا
الامام .أحدهما في التفسير ،تنافس الاباضية الوهبية والنكارية على اقتنائه
لاشك أن ذلك :لان الكتاب لاول امام رستي لم يقع الاختلاف عليه ه
وتتولاه الطائفتان معا .وتذكر الرواية الاباضية أن أحد شيوخها لما سمع
( 44أبو زكرياء :سيد .ص 0 63 : 62الدرجيني :طبقات .ج . 1ص " 02الثياخي :سير .ص . 321
. 41
(5اللناخي :سير ٠ص . 441
( )6السمائلي الم بن جود :ازالة الوعشاء عن اتباع أبي الشعثاء تحقيق سيدة اسماعيل كاشف .منشورات وزارة
: القراث القومي والثقافة سلطنة عمان . 9791 .ص . 93
( )7لواب بن سلام :شرائع الدين (مخطوط) ورقة . 83
( )8أبو يعقوب الوارجلاني :الدليل لأهل المقول ى ج . 2ص . 81
. 71 ( )9ابن الصغير :سيرة ٠ص
81 -5۔
هذا التفسير يباع في أسواق قلعة بني حماد .شد الرحال اليها ‘ ولما وصلها
وجد نكاريا فيها فقال له « انلمئن ياعبد الله فقد نيع الكتاب ووقع في يد
الا يخرج منها ولا يمكن أن تراه فابجث ان شئت عن غيره ء©")
وأما الكتاب الثاني لعبد الرحمن بن رستم س فقد ذكره أبو يعقوب
الوارجلاني وقال بأنه وقف على خطبة للامام كان .خطب بنا يوم جمعة في
كتاب ذكر فيها خطبه رضى الله عنه١ة"6 .أي أن هذا الكتاب ،كتاب
خطب الامام .
من ناحية أخرى ،نفهم من هذا النص أن الأئمة الرستميين كغيرهم كانوا
يتولون خطبة الجمعة بأنفسهم ،فينشرون الدين والفقه والثقافة من خلاما
ولمل خطبة الامام يوم الجمعة س كانت تلقى في المسجد الجامع .واما
اللساجد الأخرى 8اباضية وغيرها 0فكان الخطباء فيها متنوعين .وهذا ما
يفسر قول ابن الصغير وهو يتحدث عن عهد أبي حاتم ويقول « حضرت
لهم خطباء كثيرة (كذا) أولهم لبن أبي ادريس والثاني أحمد التيه والثالث أبو
الماس بن فتحون والرابع عثان بن الصفار والخامس أحمد
ابن منصور»!‘2ا .
ولا أرى أن الامام الرسي كان يقتصر فقط على خطبة يلقيها من على
المنبر يوم الجمعة ،وانما كان دائم الاتصال برعيته .يفقهها في دينها ويحثها
على العلم و.كان عبد الوهاب بن عبد الرحمن قد قضى في عهده سبعة أعوام
( )01الوسياني :سير ( .مخطوط) ورقة 27۔ . 37الدرجيني :طبقات ج . 2ص 8 174البرادي .ملحق كتب
الاباضية .بكتاب الموجز لأبي عمار عبد الكافي .ج . 2س . 982معمر علي يحى :الاباضية بالجزائر ه
ص ‘ 902يذكر الشيخ علي يحيى معمر أن أبا يعقوب الوارجلاني ذكر أنه رأى هذا التفير .في ق 6صبالاضافة .
الى رسائل متعددة وجواباتن كثيرة مفيدة في فنون من العلم بعضها موجود وبعضها مفقود .ولم ييشر الشيخ معمر
الى مصادره .أنظر الاباضية بالجزائر .ص 46س ويذكر البرادي .أن تفير عبد الرحمن يذكرونه ولم يرأ .نظر
أبا عار عبد الكافي :الموجز .ج. 2ملحق .ص . 982
( )11أبو يعقوب الوارجلاني :الدليل لأهل العقول .ج. 2ص 31۔ . 41ج 0 3ص 711۔ . 811
) ابن الصغير :ص . 95
ولم يقتصر عبد الوهاب بتلك .الدروس التي القاها في مساجد جبل
نفوسة .وانما :الف كتابا يعرف عند ابن الصغير بمسائل نفوسة الجبل 0وهو
عبارة عن اجوبة لمسائل اشكلت على نفوسة .ويقول ابن الصغير أن هذا
الكتاب كان « في أيدي الاباضية مشهورا عندهم معلوما يتداولونه قرنا عن
قرن الى أنلحق الفصل (كذا) فأخذته عن بعض الرستميين فدرسته ووقفت
عليه »“!) وسكوت ابن الصغير المالكي عن نقده ‘ دليل على
اعجابه بالكتاب ..
وكان الامام عبد الوهاب كثير القراءة والمطالعة ى عالما .أخذ العلم عن
حملة العلم من البصرة ث وخاصة منهم والدهث"ا .ودفعه شغفه للاستزادة من
العلم والمعرفة بعد وفاة حملة العلم س الى ارسال ألف دينار لاخوانه بالبصرة
ليشتروا له بها كتبا ،فاقتضى نظر هؤلاء أن يشتروها وزقبا .وتطوعوا
بالمداد وأجرة النساخ حتى أكملوا له ديوانا عظيا 0فبعثوه اليه فاجتهد في
قراءته .وما انتهى منه قال « الحمد لله 0اذ ليس فيه مسألة غربت عني الا
مسألتان ولو سئلت عنها لأجبت قياسا على نظائرهما ووافقت
المواب »"١ؤ وهذه الرواية .تدل بوضوح س على مدى اتساع معرفة هذا
الامام وعلمه وولعه الزائد بالكتب والمطالعةةثةا س حتى أن الشماخي يذكر.
أنه كان من مادته اذا فرغ من صلاة العشاء .أخذ كتابا ينظر فيه"تا .بل
إن أبا زكرياء ة يروي أنه بلغه أن الامام عبد الوهاب « سمر ذات ليلة هو
وأخوه يتعامان مسائل الفرائض س فلم يصبح عليهبا الصباح الا وهما يورثان
أهل المشرق وأهل المغرب ۔وكان في سرهما يقدان مصباحا يجعل له عبد
الوهاب الفتائل من عمامته حتى أتى عليها »(ة. )2
والحقيقة آن الرواية رغم خللها اللغوي .توحي وضوح مدى اهتام هذا
= للامام عبد الوهاب ء وقد قام الشيخ أمحمد ين يوسف اطفيثن بترتيبه .ويحتوي هذا المخطوط على أبواب عديدة
في مختلف مسائل الفقه كالصلاة والزكاة والطهارات والولاية والبراءة والخلافة ...وسمعت مؤخرا أن الدكتور عمرو
وانظر مقدمةالطبعة الثانية خليفة النامي يقوم بتحقيقه
)71( .البرادي :الجواهر ..ص . 912وانظر مقدمة الطبعة الثانية
( )91علي دبوز مممر :الاباضية بالجزائر .ص . 66
ج" 1ص 65۔. 75 ( )91أبو زكرياء :سير ى ص ، 56الدرجيني :طبقات ي
( )02الكماك :موجز .ص 512
( )12الثياخي :ص . 941
٠ ( )22أبو زكرياء :سير ى ص . 56
-268 -
الامام بالعلم والتحصيل وأسلوب كسبها اذ كان ذلك بالدراسة مع أخيه
تحت نور الفتائل .وفي صنع تلك الفتائڵ منعمامة عبد الوهاب ه دليل
قاطع على شغف هذا الامام بالعلم وحبه البالغ له .وليس عجبا هذا عن
عبد الوهاب وهو الذي واجه في عهده مختلف الاتجاهات والأفكار
والمذاهب ‘ وانفصلت الاباضية الى وهبية ونكارية وخلفية .وناظر
المعتزلة .وهم المعروفون بالجدل العقلي والفكر المتحرر .وسوف نعود الى
هذه الفرق واحدانها بالتفصيل عندما نتطرق الى المناظرات :.
ولعل عهد أفلح بن عبد الوهاب ،يعتبر من أزهى عصور الدولة
الرستمية ثقافة وفكرا } بالاضافة الى الرخاء الاقتصادي (ةع .وكان أفلح قبل
أن يتولى الامامة سنة 802ه 2قد قعد بين يديه ثلاث حلق يتعلمون منه
فنون العلم “ةا يذكر الوسياني انها علم الفقه والكلام واللغةةةا .وكان قد
أخذ العلم عن أبيه وجده ،ومن عاصرهما م نن كبا ر العلماء .حتى بلغ
درجتهم وتفوق على بعضهم ىوأصبح من الآئمةالمعدودين } والعلماء
اللشهورين وانفرد بأقوال في علم الكلام واعتبر من أجلها اماماةةا .وقد
ترك أفلح العديد من الرسائلتا وله جوابات ونوازلثةا .كا أن له
اهتاماً بالحديث وروايته اذ لقد ضاملوارجلاني الى مسند الربيع بن
.روايات الامام أفلح بن عبد حبيب 2معتد الاباضية في "
الوهاب ”تا ث وهذا لقدره في علم الحديث وابتعادد عن الوضع ،والكذب .مما
جعله موضع الثقة عندهم .
كَمَيت قث توى في الرمس أغصَارا ذر حيا :ة على جهل وَمَنقصَةة
ولاهتام أفلح بالثقافة والتعلم .يذكر الوسياني ،أن هذا الامام حث
على دراسة الكتب وقال « عليكم بدراسة كتب المسلمين لا سيا كتاب أبي
سفيان محبوب بن الرحيل هم وهو في تاريخ وآثار الحركة الاباضية
ورجالها بالمشرق .
وي عهد أفلح بن عبد الوهاب س قامت حركة نفاث بن نصر النفوسي
تلميذ أفلح 0اذ درس عليه في تيهرت(ةةا ،وانتقد استاذه وشيخه في عدة
ابراهيمم الوارجلاني 4.تصحيح الشيخ نور الد بن بن يوسف يعقوب :الجامع الصحيح على ترتيب أي مر الأزدي .
6 المصحح .وأنظر كذلك ج . 4ص 3مقدمة السامي . .ط . 2المطبعة السلفية ..القاهرة 9431 .ه .ج : 1ص
٤محاضرة حبجيمبا مسند الربيع بن الديث ف .وما ہمدها .وراجع أبنا دجال صالح بكير :معيد الاباضية
.لللتقى السادس عشر للفكر الاسلامي بتلمسان الجزائر 2041ه2891/م .ص 21۔ . 31
. 391 :سير ٠ص ( ٣ )30زكرياء :سير ٠ص 98 ٠الشماخي
13الباروني :الأزهار 4ج . 2ص 981۔ 091نشرها مع تشطير الأديب الشاعر الشيخ علي بن أحمد العاني .
من .ويذكر الكعماككى أ نن القصيدةةهي 331۔631 .وأنظرها بدون تشطير ف كتاب الدعائم لابن النظر ب ص
. 5 العام ب ص الابيات .موجز التارر يخ ل تسلر منه الا تلك لأفلح مفقود ,
)23(_.الوسياني :سير ( .مخطوط) ورقة . 801محبوب بن الرحيل أبو سفيان من الأوائل الذين كتبوا في سير
علاء الرابمة من الطبقة .وقد اعد الدرجيني على كتابه وترجم له ف طبقاته .ووضمه ف الاباضية والتابمين
الاباضية (051ه ۔ ) 002وأورد له نصا كبيرا سماه بالمهد :جمع فيه المواعظ والحكم .والادب .وهو عهد الى طالب
الحق صاحب الثورة ف المجاز .أنظر الدرجيني :طبقاتْء ج 2ى ص 872۔ . 982عوض خليفات :نشأة
الحركة الاباضية ى ص 611۔ . 621وكتابه يشتل على الاخبار والفقه .والكلام والعقائد .أنظر البرادي ملحق
. 742 ب .ص بكتاب الرجز لابي عمار .ج2
. 412 سير ٤ص
( )33الثماخي :
072-۔.
مسائل نعود اليها .عند حديثنا عن المد اظرات التي انبثقت عن الاباضية
كالنكارية والخلفية والنفاثية .
ولا تتحدث المصادر الاباضية عن الامام أبي بكر ،الذي يبدو أن عهده
كان عهد الشعر والأدب ى حيث يخبرنا ابن الصغير ث أنه كان « يحب
الآداب والأشعار وأخبار الماضين ...وكان ....يحب اللذات وميميل الى
الشهوات »“ةا ى وهذا يدفعنا الى الاعتقاد أن بلاطه كان منزل الأدباء -
والشعراء يشجعهم باهتامه بانتاجاتهم 0يورعاهم بصلاته .ويستأنس كذلك
بالتاريخ ورواة أخباره ى فلا شك أن هذا الاهتام بالأدب والشعر والتاريخ
الذي نسب للامام أبي بكر وحده دون غيره من الائمة ى قد أدى الى نشاط
هذه الفنون في عهده ،وان كان ابن الصغير لا يذكر الشعراء أو الأدباء
الذين كانوا يتسامرون مع أبي بكر ويرتاح اليهم .
ولعلنا لا خضيع اذا قلنا إن عهد الامام أبي بكر وحده س يكن وصف
ثقافته بانها ليست دينية بحتة .هذا ما نستطيع أن ننتهي اليه 0على الأقل
في هذه الفترة الى سكتت فيها المصادر الاباضية عنه وعن أيامه ،في حين
أن ابن الصغير يشير الى اهتامه بالآداب دون غيرها من العلوم الأخرى
الدينية منها خاصة .ويصور لنا عهده عهد فتنة ابن عرفة (ها .
ولم يستر الاهتام بالآداب والشعر "بعد أبي بكر ،اذ نجد الامام أبا
اليقظان يعود ،بعد انتهاء اضطراب أوضاع العاصمة ى الى زهد(ةةا جده.
عبد الرحمن ،لذلك كانت أيامه لا يشدلها أهل نفوسة الا بلأيام عبد
الرحمن ذلك لأنهم اتخذوا مجلسه كالمسجد ى طائفة يصلون ،وطائفة يقراون
القرآن وطائفة يتذاكرون في فنون العلم7ةا .ويذكر ابن الصغير آنه لحق
() ابن الصغير :ص 713۔ . 23
( )١5ابن الصغير :تاريخ .ص 13۔ . 14
( ) 6الثءخى :سير .ص . 222
. 2 2 ٠ص :سير ١ليا خي . 3 ٠ص 1 ى٠ ج ) ١ ( 37لد رجيي :طبقات
172- -
بعض أيامه وامارته ويقول « :حضرت مجلسه وقد جلس للناس خارج
المسجد الجامع مما يلي الجدار الغربي .ورأيته ثانياأفي مصلى الجنائز »(ا .
واذا سايرنا ما تقوله المصادر الاباضية في عدد .تآليف أبي اليقظان
وجدناه من المكثرين في ذلك ى اذ ينسب اليه تأليف في الاستطاعة قيل إنه
في أربعين كتاباثا .وبلغ في العلم مبلغا عظيا .ويبدو أن قوة المذاهب
الختلفة في تيهرت ،ونشاطها المستر خاصة بعد الفتنة التي رأتها الدولة
الرستمية في عهد سلفه أبي بكر ‘ دفعته الى التأليف ي الرد على المخالفين
كتبا كثيرة .يصفها أبو زكرياء بأنها « بليفة شافية ،و ....أنها قومت
فبلفت قيتها سبعة عثر دينارا »“ا وأما الدرجيني فيقول بأنها « لا يشق
فيها غباره ولا تياره " . 6ولعل أبا زكرياء والدرجيني ث يقصدان هنا
رسالته في مسألة خلق القرآن ،الي أعطي ,فيها أبو اليقظان رأيه .وحاول
أن يثبت بطرق واضحة اعتقاد الاباضية في المغرب خاصة بأن القرآن
مخلوق .وهذه الرسالة تدل على مقدرة في الجدل”٨ا .
وللامام أبي اليقظان رسائل عديدة 0وجوابات مختلفة(ة4ا .وفي احدى
رسائله نلاحظ مدى اهتام هذا الامام بالعلم .ويقول مستنهضا للهمم
« إعلموا رحمكم الله أن أهل العلم بالله القائمين بهذه الدعوة قد انقرضوا وقلت
الملوف”“ا منهم ،فرحم الله امرءا مسلما احتسب نفسه وأرصد لله في
اطلب العلم »(ك .
-272-
إن هذه الاستفاثئة التي يوجهها الامام ال رعيته ،تبين .4بوضوح
المرحلة التي تعيشها الدولة الرستبية .وتوحي بقلة العلماء الاباضية منهم
خاصة وتدعو المسلمين الى أن يبذلوا جهودهم في طلب العلم ويعتنوا به طلبا
مرضاة الله .
ويصور لنا الشماخي مدى الغاية التى بلغتها الأسرة الرستمية في العلم .
والقى لا يتطرق الجهل الى أفرادها با في ذلك الاماء 0فيقول بأن أحد
الرستميين قال « :معاذ الله أن تكون عندنا أمة لا تعرف منزلة يبيت
}. فيها القمر »()84
-372-
.باهتام أكبر ى لذلك فقد صبغت الحياة الفكرية في الدولة الرستية ها .
واهتم الأئمة أكثر بالفقه الاباضي اوآرائه الكلامية س ونقضه للمذاهب التي
تعيش معه 0لذلك كانت الحياة الفكرية في هذه الدولة تنبضع .
. بالنشاط والحيوية .
-472-
الفصل الثاني :1
شرع في بناء مدينة تأويه وتأوي الاباضية الذين تقاطروا غليه .
القرن .ف قائما ف .عهلده لا يزال المسجد الذي البكري ) (1هذا يصف
.04وهو التي تحيط .بمجوضع تيهرت الأحراش بي بخشب بأنه ويقول الخامس
572. -۔
التعليم .أما الاسلوب الأول فيكن أن نطلق عليه ما يعرف باسم الكتاب
وأما الأسلوب الثاني فهو حلقات العلم في المسجد .
م
: ا -الكتاب
-۔ 6
يشترط فيه الطهارة .أما الفرض الثاني 0وهو تفسير لارتباط الكتاب
بالجد فان ذلك راجع ولا شك الى طبيعة العلوم التي كانت تدرس في
:الكتاتيب وهى دينية بحته أو مرتبطة به ارتباطا وثيقا كاللفة العربية
. الوسيلة الوحيدة لقراءة القرآن وحفظه .
الجديد""ا .فكان « يكتب عنهم لوحه من القرآن وينصرف فاذا درس ما
كتب وتعلم عاد الى الحجة فيكتب من المارة ...لوحه »ةا .فلا شك أن
هذا المعلم الأول بجبل نفوسة لكتاب الله ى كان يسلك مع تلامذته نفس
البريقة في الكتابة على الألواح اة { ومحوها كاما حفظ الصبي ما عليها .
ولا نستبعد أن تكون هذه هي الطريقة أو الوسيلة المتبعة في جميع .كتاتيب
الدولة الرستمية ى التي نراها كثيرة كثرة المساجد اذ لا تخلو قرية أو مدينة
من مسجد واحد على الأقل وقد اعتنى الرسميون ببناء المساجد ،فلم ينسوا
( )9كانت طريقة الكتابة على الألواح في المغرب العربي سارية في القرون الأولى اذ يروى أبو المرب لي طهقات
علماء افريقية ان اسماعيل بن رباح الجزري أحد الفقهاء وتوفي سنة212ه كان في طفولته يحضر المكتب (ربما هو
الكتاب) ومعه لوحه فاذا حفظ ما عليه غله بالماء في اناء معد لذلك .أنظر أبو يعقزب :طبقات .ص } ٠150
. 18 وأنظة ::حسي عبد الوهاب :ورقات ث ص
( )01عمر بن ييكتن من _جال القرن الثانيالمجري تولي مع أي الاب عبد الأعلى بن المح للمافري
سنة 441ه .أنظر الثماخي :ص . 341
. 18 (11) .حسن حسني عبد الوهاب :ورقات .:ص
( )21لواب بن سلام :شرائع الدين (خطوط) ورقة مه .
( )31لا تزال هذه الوسيلة مستعملة الى يومنا هذا في بعض مدارس وادي ميزاب واتتصرت فقط على كتابة القرآن
الكريم وربا بعض الكلمات والحروف .
-772-۔
حتى الاقاليم البعيدة جدا مثل جزيرة جربة حيث بنوا فيه مسجدا يعرف
ه بجامع تاجديت » يقول عنه أبو راس الجربي « هي لفظة أصلها الجامع
الجديد بنى في أول المائة الثالثة أمر ببنائه أمير مدينة تيهرت على يد
جربة »(. )41 عامله
مدرسة ث") اباضية فى المغرب العربى ،لتعليم الصبيان كتاب الله الكريم ه
( )41الجربي أبو راس محمد :مؤنس الاحبة في اخبار جربة .ص . 79
( )51ابن الصغير 31 :س . 75يذكر ابن الصغير أن تيهرت لما بنيت قصدتها مختلف المذاهب بحيث بنوا فيها
مساجدمم كمسجد الكوفيين أتباع أبي حنيفة ومسجد القرويين أتباع مالك بن أنس ومسجد البصريين وكانت
البصرة تعج في هذه الفترة بالمذاهب كالخوارج والمعتزلة وغيرها .أنظر ص . 31
( )61سليمان داود بن يوسف :المقالة الابقة .مجلة الأصالة .4عدد . 94ص , 59
( )71الشماخي :سير .ص . 241ايفا طيان قرية بجبل نفوسة لم يبق منها اليوم الا آثارها .أنظر معمر :
الاباضية .ج 2ى ق . 1ص . 04
( )81أحد مختار عمر :النشاط الثقافي في ليبيا من الفتح الاسلامي حتى بداية العصر التري .ط ٦1دار =
872- -
وتحفپظهم اياه ى الا أن المعلومات تنقصنا لمعرفة نوعية هذا المنزل .هل هو
مخصص لغرض التعلم ؟ أم هو منزل ومسكن عمر بن يمكتن ى خصص فيه
جناحا لتعلم الصبيان ما كان قد أخذه من السابلة في طريق مغمداس ؟
= الكتب .بيروت 1931 .ه1791/م .ص 2 671وأنظر كذلك :لقبال موسى :المغرب للاي ص . 822
معمر علي يحى :الاباضية في موكب التاريخ ث ج . 2ق . 1ص 04ى وأنظر ج 0 2ق . 2ص . 75
(]91أبو يزيد مخلد بكنيداد النكاري صاحب الثورة على العبيديين سنة 233ه ولد بالسودان حيث كان أبوه
تاجر وتعلم بتوزر القرآن وخالط جماعة من النكار فتحول الى مذهبهم بعد أن كان وهيا وتذكر المصادر الاباضية
أنتعلهه كان في سجلماسة مع أحد علماء الاباضية البارزين .ولما ظهر العبيديون على الساحة السياسية بالمغرب
المري وسيطروا على أوضاعه استطاع أبو يزيد أن هدد حركتهم بالزوال حيث قام بثورةعارمة جند فيها النكار
منا الاباضية اضافة الى أهل السنة الا أنه فشل في الأخير بسبب تهوره .أنظر أبو زكرياء :سير .
- 6۔ . 821ابن الأثير :الكامل .ج . 8ص 224وما بعدها .القريزي اتماظ .ص 901وما بعدها . ص
مطبمة البعث قسنطينة ء سليان داود بن يوسف :ثورة ة أبي يزيد جهاد لاعلاء كلة االله .
. 1ه1891/م
:ابنة الآثير :الكامل .ج ..8ص . 224المقريزي :اتعاظ .ص . 901
) (12الجيري :الروض 0ص . 041
( )22ابن أبي دينار :المؤنس في أخبار افريقية وتونس .ط 3س تحقيق محمد شيام .المكتبة العتيقة .تونس
ه7691/م .ص . 75 7
972- -
يأخذها المعلم 4ربما هي تعويض عن الأجرة التي قد تكون محرمةاةةا .
خاصة اذا اقتصر التعلم على القرآن فقط .وفي تلك الأزمنة بالذات .:
هذا يكن أن ننتهي الى أن التعليم الابتدائي ،ونقصد به تعليم الصبيان
القرآن والأحاديث النبوية ومباديء اللفة العربية ،كان يتم في مختلف
الأمكنة .ولا يعرف مكانا بعينه 0اللهم الا الكتاتيب .التي تعتبر ملحقات
للمسجد :هذه المؤسسة الامة التى قامت بدور بارز في تثقيف الرعية
وتعليهم دينهم .ويقوم مقام الورق في ذلك الحين ما يعرف بالألواح ٠
يكتب عليها وتمحى بالفسيل عندما يحفظ الصبي ما عليها 0وكان المعلم على
ما يبدو لا يأخذ أجرة عمله وإنما يتصدق عليه أولياء التلاميذ كثيرا أو
قليلا ى كل حسب ما يمكنه .هذا اذا لم يكن:المعلم ذا مال أو حرفة يقتات
منها .هذا ما يمكن لنا أن نستوحيه من النصوص المشار اليها سابقا .ولا
نرى أنها خاصة تعبر عن منطقة بعينها وانما همي عامة 0تفسر سلوك الجقع
المغربي آنذاك بأكمله .
واذا قرأ الطفل في الكتاب ،وحفظ مباديء العربية والقرآن ى يكون
قد بلغ الحلم 0بجيث يجوز له دخول الجالس في المساجد س وهذه تعتبر
مرحلة عليا ث بالنسبة للمرحلة الابتدائية السابقة .ويستشف هذا من نص
لأزبيك.رياء حول أبد الله الشكاس ى أحد المنشقين عن الاباضية ،عندما
قال « فقرأ وحفظ 8فلما اشتد وبلغ الحلم سولت له نفسه طلب العلوم »(4ة‘
فثبت أن هناك مراحل ف التعلم لدى الاباضية كغيرهم .فالمرحلة الأولى ه
( )32القابني :الرسالة المفصلة لاحوال المتعلمين .ص . 692وما بمدها .وأنظر كذلك الدرجيني :حيث يورد
رواية مشائخ من القرن الخامس الهجري اختلفوا في أجرة تملم القرآن فبينا .يجيزها أحدم دون تقهد .يرفضها
الاخرون ويقول الدرجيني في هذا الخصوص مفندا رأي مجيز أخذ الاجرة على القرآن ه وهذا الجواب ممروف
بالمذهب ....وكان ينبغي أن يقول ببا في المذهب من جواز الآجرة على تعلم الأدب والخط وصناعة الكتابة
وأدواتها دون أن يكون للقرآن ثمن .والمذر عنه رحمه الله كره أن يقول لا تجوز فيكون ذلك ذريمة الى ترك
التعلم فيفضي ذلك بالناس أن يكونوا أميين لا يملون الكتاب ء طبقات الدرجيني 0ج . 2ص . 993
( )42أبو زكرياء :سير ى ص . 431
-082-۔
وهي الابتدائية تنتمي ببلوغ التلميذ الحلم 3والمرحلة الثانية .وهي الثانوية
أو العليا بتعبير عصرنا 0وهي التي تتم في مجالس العلاء :بالساجد
) أو الدور .
ب ۔ حلقات العلم في المسجد :
العلوم وغيرها من وفقه تفسير وحديث 4من الدينية الدراسات كانت
الختلفة .تلقى في المساجد مواعظ للعامة .ودروسا للخاصة .وقد سبق :أن
ذكرنا أن الامام عبد الوهاب لما كان مجبل نفوسة س لمدة سبع سنوات ،كان
يلقي دروسه في مسجده المعروف بمميرى احدى مدن جبل نفوسة قة .
وكانت الدراسة تتم في مجالس تعرف بحلقات العلم .يقصدها الناس
عامتهم 0اضافة الى الطلاب الذين يخصصون جل أوقاتهم لطلب العلم
وحضور حلقاته .وكان العلماء يحثون التلاميذ على ذلك ص مثلما كان يفعل
أبو خليل اليدركلي ثا .الذي قال للتلاميذ لما رآهم خاملين « :سيروا الى
الحلقة وأقصدوها حيثما كإنت ياكسالى .فان رجلا قد سار من الجبل
(نفوسة) الى فزان والى غدامس ى والى الساحل رغبة في الحلقة
بستفيده »(. )72 وفا
= ج . 2ص . 773وما بمدها 0وأنظر كذلك :عوض خليفات :النظم الاجتاعية والتربوية .ص . 02وما
.بعدها .فرحات الجعبيري :نظام العزابة عند الاباضية الوهبية في جربة .المطبعة العصرية ى تونس 5791 .م .
. .:ح م ل 33۔ . 54وارجع كذلك ال .101-79 :ا!'! ل ح ص
( )92ابن الصغير :ص . 75
)03( .ابن الصفير :ص . 31
)13«,البازوني :الأزهار ..ج . 2ص 511۔ . 611الجنحاني :تاهرت المهلة التونسية " عدد 04۔ .34
ص 14۔ . 44
۔ ( )33الوسياني :سير (مخطوط) ورقة 93ي الثياخي :سير .ص . 222
( )33علي دبوز :تاريخ المغرب الكبير .ج 2ى ص 073۔ . 173
( )43الكعاك :المراكز الثقافية .ص . 02
-282-
الأمة في الشؤون التي تهمهم بالدرجة الأولى ي كا فعل عبد الرحمن بن رستم ص
عندما جاءته أحمال المساعدة من اباضية البصرة(ةةا :فجامع تيهرت ى بهذه
الصفات ،يشبه تماما جامع عقبة بن نافع بالقيروان عاصة الأغالبة(ةة) ,
ولا يختلفان الا في نقطة واحدة يمكن اعتبارها تكميلية س اذ تخصض جامع
عقبة في فقه أهل المدينة 0بينا يعتبر جامع تيهرت معهدا للدراسات
الاباضية من فقه وتفسير وكلام وحديث .وبهذا يكون كل جامع مكملا
للآخر في المغرب العربي 0وهما رافدان يصبان مما ،فيا يمكن أن نطلق
عليه 0الفكر العربي الاسلامي ى بكل ما في الكامة من شمولية وعظمة .
وبهذا تعتبر تيهمرت 0عاصمة الفكر الاسلامي الاباضي ‘؛ ساهمت قدر
المستطاع في تطور الفكر العربي ونبوغه .
أما المشائخ الذين تصدوا للتعليم في الحلقات اضافة الى الأئمة أنفسهم .
كان لأبي داود القبلي » أحد حملة العلم من البصرة ى نشاط واسع في تثقيف
المغاربة وتعليهم دينهم (ذا .
ويعتبر عاصم السدراتي من المعلمين الذين وقفوا حياتهم لهذه المهمة اذ .
رسم لنفسه خطة ء عمل بحرص على تنفيذها .وهي أنه كان يركب ناقته
وينتقل بين الأحياء الضاربة في البيداء 2يعلم الناس في مضاربهم ٠ويبين
هم ما يجهلونه من أحكام الدين ‘ فيشق طريقه بين مدن وقرى جبل
ا نفوسة س ثم يقصد غدامس ‘ ومنها يتجه غربا الى جبال الأوراس حيث
مواطن قبيلة سدراتة الاباضية ،وعند عودته من نفس الطريق يير
بالاحياء الضاربة في الصحراء .واتخذ في طريقه عدة مساجد صغيرة .
تعرف عند الاباضية بالمصليات فكان يقم فيها أياما يلقي دروس الوعظ
. 41 . 21 ( )53ابن الصفير :ص
. 801 عبد الوهاب :ورقات .ص حي ( )63حن
. 32 ( )73معمر علي يحي :الحلقة . 3الاباضية بتونس ٠ص
382- -
والارشاد والتوجيه والتعليم .ويذكر علي يحيي معمر ،أن سكان المنطقة
الواقمة بين غدامس وطرابلس ،من كثرة ورود عاصم عليهم 0في أوقات
معلومة لديهم ى نسجوا حول ناقته الأقاصيص التي لا تزال في بعض تلك
المناطق الى يومنا هذا تتناولها الشفاه ا .
من كبار العلماء في جبل نفوسة ،أمثال أيوب بن العباس وأبي منرداس ء
وأبي الحسن الابدلاني ومحمد بن يانس وغيرهم كثيرا س وسوف تعود الينا
هذه الاسماء في فصول هذا البحث القادمة .
-482-
أبا اليقظان بن أفلح .ضرب سرادقة مرة خارج تيهرت ،فاما علم الناس
بذلك خرج « اليه الفقهاء والقراء وضربوا أبنيتهم حول سرادقه»ة4ا .هذا
حتى يستقيدوا من دروسه ووعظه وعلمه .وهو المعروف عنه كثرة التأليف
. سبق أن ذكرناه 5
ويبدو لنا أن حملة العلم الخخسة الى المغرب العربي ،وعلى رأسهم مؤسس
لبصرة مد رسة صفة نقلوا قد ك رسعم بن ١لرحمن عمد ١لرستمية ١لد ولة
لأن الامامة في ذلك الزمان والمكان س كانت امامة كتان ،وامامها وشيخها
في نفس الوقت أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة س بينا (مدارس) المغرب كانت
الامامة أذ < العلم التفقه وطلب ف الراغبين لجميع مفتوحة وحلقاتها ‘ علنية
امامة ظهور ،وهى أعلى مراحل الامامة والقوة عند الاباضية ،فلا داعى
الى الكتمان في هذه الحالة لهذا يمكن أن يكون ما وصل اليه الدكتور عمرو
خليفة النامي صائبا في أنه انتظمت حلقات ذلك النوع من المدارس « ما
بين فزان وقابس وبين الجبل وتيهرت »(““ا يؤمها الطلبة من مختلف افاق
المغرب ‘ للتفقه في الاصول والفروع ،والسير والتوحيد والشريعة ،واراء
الفرق الى جانب علوم اللغة العربية .فكانت بمثابة مدارس للعلوم النقلية
والعقلية في آن واحد .ومراكز لتعريب البربر ونشر الحضارة العربية (ث. )4
ولم يكن المسجد وحلقاته التي تعقد فيه ،أو تعقد بعيدا عنه وعن
تقوم بمهمة تدريس مرحلة ما بعد الابتدائي « ان صح المدينة ‘ وحدها
( )44عمرو خليفة النامي :ملامح عن الحركة العلمية بوارجلان ونواحيها منذ اتتهاء الدولة الرستمية حتى أواخر
القرن الادس الهجري ۔ مجلة الاصالة .عدد . 24/34مطبعة البعث 0قسنطينة 7931 .ه7791/م .ص . 61
( )54مود اسماعيل :الخوارج .ص . 912
-582 -۔
التعبير وانما كثيرا ما تمر علينا نصوص في الكتابات القديمة تشير الى اتخاذ
منازل العلماء دورا للتعليم والتثقيف .ومن ذلك منزل أبي ذر أبان بن
وسيم 2الذي كانت تقصده النساء“ا } فضلا عن الرجال والطلبة .ومنزل
أي هارون الجلالي موسى بن يونس :النفوسي”{“) { الذي قال عنه أحد
« لو علم الناس ما ينفعهم لازدحموا عند باب داره كا أقرانه في العلم
باب دار أبي عبيدة بالبصرة »( .ويبدو أن الوهن بدأ يزدحمون عند
الدولة الرستمية فقل طلاب العلم 0وقصدهم العلماء وحلقات يدب في جسم
أبو هارون بعد وقعة مانو ،القي هلك فيها المديد من العلم 4اذ عاش
خيرة أبناء نفوسةا والنص يشير ث من جهة أخرى ى الى اتخاذ دور العلماء
مؤسسات تعليهية جنبا الى جنب مع حلقات المساجد .ويبدو أن ابن
الصغير عندما كان يدرس كتابا في الحديث ‘ عند أبي عبيدة الأعرج س أحد
علماء تيهرت ،كان يقصده في منزله .وهذا ما يفهم من قوله « وقد أتيته
يوما أسمع منه كتاب اصلاح الغلط »“ةا س فلا شك أن عملية الاتيان التي
يقصدها كانت الى المنزل لا غير مذا فان الاستاذ حسن حسني عبد
الوهاب س مصيب جدا عندما يقول :كان العلماء « يقرئون اما في بيوتهم أو
في المساجد ....وهي سنة متبعة في سائر أنحاء العالم العربي وقتئذ س وهذا
أمر محقق لا تتطرق اليه الريبة »(5٦ا .
( )64الشماخي :ص 712۔ ويذكر لواب بن سلام منزلا يدعى منزل أبي الأزهر الهواري ويوجد قبلة سوسة غري
مدينة القيروان كان العالم الفقيه فضل بن عبد الله المقيم بالقيروان يخرج اليه كل سنة في غلة الزرع ويجتمع اليه
اباضية تلك النواحي ويتعلمون منه العلم 0ويجمعون له نفقة عام .أنظر :شرائع الدين (مخطوط) ورقة . 84
( )74من علماء الطبقة السادسة ( 052۔ 003ه) عاش أحداث وقمة مانو سنة 382ه م أنظر الثماخي :سير .
. 672 ص
( )84الثماخي :ص . 872
( )94أبو زكرياء :ص 2 401الدرجيني :ج 0 1ص . 98
( )05ابن الصفير :ص . 64
( )15ورقات :ص . 621
-682 -۔
كثيرا ما أشارت الى ما يعرف بالنفقة على الطلاب وأساتذه{ةا } في هذه
الفترة التي نحن بصدد دراستها .وهي ان تأكدت ،ونحن نراها محتلة
جدا ،ولا نستبعد أن تكون من تنظيات مدرسة البصرة ،اذ لا يمكن أن
يعيش حملة العلم الخسة وغيرهم من طلاب العلم الذين قصدوا تلك المدرسة
الا من نفقات المسلمين من أهل مذهبهم .لهذا فان الشماخيةةا أو غيره
عندما يذكر أن أبا هارون 2السالف الذكر س كان ينفق ثلث ماله على
تلامذته لا نراه مخطئا ،رغم تقدم الفترة الزمنية .فنشاط الاباضية في
المغرب العربي آنذاك ،لبث العلوم ونشر الثقافة لا :يستبعد عنهم مثل ذلك
الاجراء .فكان الاباضية يحترمون العلم والعلماء .ويحثون على النفقة في
سبيله .ويعتبرون ذلك من القربات العليا والفضائل الحسنة(“5ا .
( )25يذكر لواب بن سلام عن شيخ أنه كانت تجمع له نفقة كل سنة من القمح لعياله وعلف دابته من الثعير
وزيت مصباحه وقطن لباسه ولباس عياله وهذا الشيخ هو فضل بن عبد الله من الاباضية كان يتولى تعلم
الاباضية بالقيروان .وكان عالما فقيها مفت .أنظر شرائع الدين (مخطوط) ورقة . 84
( )35الثاخي :سير ى ص . 872
( )45المزاتي أبو الربيع :سير ى ص 68۔ . 78
( )55د .أحمد مختار عمر :النشاط الثقافي في ليبيا .ص 501ى وأنظر كذلك معمر :الاباضية ث ج 0 2ق. 2
ص . 26
تلمسان في المغرب الأوسط غربا ،الى سرت ف المغرب الأدنى شرقا .
ولا شك أن للمكتبات الدور الفعال في تغذية الحركة الفكرية ودفعها
الى الأمام أشواطا ،فالاهتام بالكتاب واقتنائه .من أهم مالاحظناه في هذه
الدولة حكاما وعلماء ثا .اذ تشير المصادر الاباضية الى أن الامام عبد
الوهاب بعث بألف دينار الى اخوانه بالبصرة ليشتروا له بها كتبا فاجتهدوا
في توفير ذلك المال واستغلاله أحسن استغلال فاقتضى نظرهم أن يشتروا به
ورقا وتطوعوا في نسخ الكتب والمجلدات الموجودة عندهم « فنسخوا له
أربعين حملا من كتب فبعثوا بها اليه »ثم .ونلاحظ في الرواية مدى اهتام
الاباضية في المشرق والمغرب بالكتاب .ومن الأمثلة أيضا ما قام به عروس
بن فتح النفوسيا .من نسخ مدونة أبي غانم بشر بن غانم الخرسانية! .
( )65مما يدل على اهتام الاباضية بالكتاب قول أحد علماء القرن الخامس المجري ه من حمل كتابا الى بلد لم يكن
فيه ...فكأغا حل ألف حل دقيقا تصدق يا على أهل ذلك البلد " الدرجيني :طبقات .ج . 2ص . 114
. 204 الثماخي :سير :ص
( )75أبو زكرياء :سير .ص 0 56وأنظر الدرجيني :طبقات .ج . 1ص 65۔ . 75
( )85محروس بن فتح من علماء الطبقة السادسة ( 052۔ 003ه) وسيأتي الحديث عنه وعن عله .
( )95أبو غانم بثير ب غانم الخرساني أحد علماء الاباضية بالمشرق زار الدولة الرستية وقصد عاصتها ولا يزال
كتابه موجودا وقد طبع طبمة متمجلة في جزأيز .دار اليقظة المربية للتأليف والترجمة والنشر .سوريا
قام بنشره الشليخ سالم بن حمد سلهان الحارني الماني . لبنان ٠بلا تاريخ الطبع . .وقد
-882 -۔
وهي تقع في اثني عشر جزءا .رغم رفض صاحب المدونة استنساخها ،لما
طلب منه عمروس ذلك .وتذكر المصادر الاباضية ء أن النسخة الباقية
اليوم .هي نسخة عمروس لان النْخة التي تركها أبو غانم في تيهرت ؤ
أحرقت مع الكتب الأخرى أحرقها العبيديون©ها .
إن جلب الكتب من المشرق ،وانتساخ البعض منها .هي التي كونت
المكتبة الرسمية ولا شك .فاذا كان أبو زكرياء يذكر أن أهل المشرق
بعثوا لعبد الوهاب أربعين حملا س من الكتب ،بينا يذكر الدرجينىؤ أنها
ديوان عظي' .فان الشاخي يذكر أن « الامام عبد الوهاب أتته خزانة
0مما يوحى لنا أن هذه الخزانة .كونت النواة الأولى لمكتبة كتب »
تيهرت 8التى تتحدث عنها المصادر الاباضية .وتذكر أنها صوممة(“ا مملوءة
كتبا .في مختلف الفنون والمعارف .هذا يلوح لنا أن ابتداء مكتبة تيهرت
كان في عهد الامام عبد الوهاب .لاقبل ذلك .وعرفت هذه المكتبة فيا
بعد بمكتبة المعصومةاةا .الى تحوي آلافا من المجلدات .يذكر الشيخ علي
دبوز .بأنها ثلاتمائة الف مجلدا من بينها ديوان يعرف بديوان تيهرت .
لا نعرف عنه شيئا ذكره الدرجيني في طبقاته .
ولم تكن بالدولة الرستمية في المغرب الأوسط والأدنى سوى هذه المكتبة
ولكن بعض الدراسات تشير الى وجود مكتبات في جبل نفوسة 0ومنها
خزانة نفوسة الجامعة لالاف من الكتب بمدينة شروس(&ا .
( )06الوسياني :سير (مخطوط) ورقة { 4الدرجيني :طبقات .ج . 2ص . 323الثماخي :سير .ص . 822
( )16أبو زكرياء :سير .ص . 56
( )26الدرجينى :طبقات .ج . 1ص 65۔.75
( )36الثياخي :سير ٠ص . 222۔
( )46أبو زكرياء :سير .ص ، 311الدرجينى :طبقات .ج . 1ص . 49وعرفت فنا بعد بمكتبة المعصومة .
( )56الباروني :الأزهار .ج . 2ص . 392دبوز :تاريخ المغرب الكبير ج . 3ص 8 793الميلي :تاريخ الجزائر
في القديم والحديث .ج . 2ص . 86
( )66دبوز :المرجع الابق .ج . 3ص . 693د .أحد مختار عمر :النشاط الثقافي .ص . 111
( )٥7الدرجيي :طبقات .ج . 1ص. 59
(8ه) الباروني :الأزهار .ج . 2ص . 902
982- -
لا يتطرق الشك في أن مثل هذه المكتبات كانت ملجا لطلاب الع
ومؤسسة اضافية الى جانب المسجد والمنازل وربما العديد منها كانت خاصة
وفي حوزة العلماء ببمنازلهم س وليس لدينا أي اشارة الى هذا وانما نقوله من
باب التخمين والاستقراء .ولعل ما ألف في الدولة الرستمية وحده ،من
قبل الأئمة والعلماء .يكفي لأن يؤسس المكتبات ‘ وخاصة 0منها مكتبة
المعصومة التي يرى الشيخ دبوزا ى أن أغلب كتبها مننتاج عاماء الدولة
الرستنية ويبرر بذلك سبب حرقها من طرف العبيديين .
ولا بد من التوقف برهة في مسألة الحرق س هذه 0التي تعرضت له
مكتبة المعصومة س والق تؤكدها جميع المصادر الاباضية"ا .وتذكر أن أبا
عبد الله الشيعي س لما دخل تيهرت ى واقتحم دار امامتها في المعصومة ٠
وجد تلك المكتبة الغنية 0فانتقى منها ما يعجبه من كتب الصنائع
والحساب وسياسة الملك وأضرم النار في الباقي 0وهو يمثل جوهر المكتبة .
اذ هو كتب الفقه والفكر الاباضى عامة ‘ ولقد شكك الدكتور لقبال
موسى" ث في مسألة الحرق وأراد أن يستبعدها أو ينفيها عن أبي عبد الله
الشيعي 4بدعوى أنه مستنير » ورجل فكر ،سبق أن كان معلما .وهذه
الحجة ى في رأيي ث باهتة اذ أن كثير من الكتب تعرضت للحرق من قبل
علماء اجلاء .ومثال ذلك ،ما قام به بنو عباد في الأندلس ،وهم العلماء
الأعلام في زمانهم ى من حرق كتب ابن حزمةةا .وكفعل أبي يوسف
اللنصور الموحدي وهو الفقيه ( 085۔ 595ه ):ء أحرق كتب السنة
( )37المراكشي عبد الواحد :المعجب في تلخيص أخبار المغرب .تحقيق محمد سعيد العريان ،محمد العربي العلي .
ط . 1مطبعة الاستقامة .القاهرة 8631 .ه9491/م 0ص 872۔ . 082وقد رأى المراكشي نفه يومئذ بمدينة
فاس يؤت بالامال فتوضع ويطلق فيها النار .وأنظر كذلك ‘ ص 271۔ 371من نفس الكتاب حيث اشارة
الى أن علي بن يوسف بن تاشفين المرابطي أحرق كتب أبي حامد الغزالي وهدد من امتلاكها أو قراءتها .
( )47لقبال موسى :من قضايا التاريخ الرستمي الكبرى ،مجلة الأصالة عدد . 14ص . 55ولعل ما وصل من
الكتب الى وارجلان بتلك الطريقة إن صحت كانت أول بذرة لمكتبة سلالة الرستميين بوارجلان ومنها مكتبة
الشيخ أبي أحمد بن أفلح التي يذكرها الشيخ أعزام في كتابه غصن البان والتي يقول إن كتبها قد ضاعت بسبب
الامال والجهل والتفريط .. .ابراهيم اعزام :غصن البان في تاريخ وارجلان (مخطوط) ورقة . 6
وفي سنة 113ه ،دخل العبيديون حصن نفوسة وهدموه وأوقعوا بأهل
نفوسة .وقتلوا الرجال وسبوا الذريةاا .والحقيقة أن جميع المصادر تروي
مناك العبيديين في المغرب العربي كله ،وليس بتيهرت وحدها ،الأمر
الذي يدفعنا الى الاعتقاد أنه ليس ببستبعد عن أبي عبدالله الشيعي أو غيره
من ولاة العبيديين .احراق المكتبة الاباضية بتيهرت س ماداموا قد احرقوا
( )57د .أحمد مختار عمر :النشاط الثقافي .ص . 111الميلي :تاريخ الجزائر .ج . 2ص 8 86الجيلالي :تاريخ
الجزائر العام ٠ج 2ث ص . 232باجية صالح :الاباضية ث ص .75د .محمود اسماعيل :الخوارج ى ص . 422
الكماك :موجز ى ص . 502المدني أحد توفيق :كتاب الجزائر .ص :. 87وأنظر كذلك : :و غص
. , .02
( )67المجدوب عبد العزيز :الصراع المذهبي بافريقية الى قيام الدولة الزيرية .الدار التونسية للنشو ه تونس ء
5هھ5791/م .ص . 412
( )77الجيلالي :للرجع السابق ى ج . 1ص . 092
( )87للقريزي :اتماظ الحنفاء .ص . 79
( )97ابن حماد :أبو عبد الله مد بن علي :أخبار ملوك بني عبيد وسيرتهم ى مطبمة جول كاربونال .الجزائر .
64ه .ص . 63عبد الزمن بن محمد الناصر .الخليفة الأموي بالأندلس .وهو كا يقول عنه ابن الابار :أعظم
بني أمية بالغرب سلطانا .ولي بقرطبة سنة 003ه وتوفي سنة 053ه .وهو أول من اتخذ اللقب من بة ,أمية
وتمى بالناصر وبجخليفة لللهين .أنظر ابن الابار أبو عبد الله :الحلة السيراء ..ط . 1ج . 1تحقيق حسين
مؤنس الشركة العربية للطباعة والنشر ي القاهرة .ص 791وما بمدها .
( )08ابن عذاري :البيان س ج . 1ص . 881
-292-۔
المنبر فيها .وقتلوا الرجال والذرية في كل مكان يحدون به(ث 2ولم .يسلم
من ذلك جبل نفوسة رثم صعوبته ومراس أهله .
-392 -۔
الصحيح أن تحفيظ الصبي القرآن والاحاديث النبوية يسايره تلقينه مبادئ
اللغة العربية نطقا وكتابة .فاذا ما أتقن ذلك انتقل الى الألواح الخشبية
يكتب عليها بعض الآيات القرآنية والأحاديث التي يكلف بفظها .وهكذا
حتى يأتي على حفظ الكتاب الكريم بأكمله وقدر من أحاديث
الرسول جلقه .
ولعل الصبي عندما يطوي مرحلة حفظ القرآن يكون قد بلغ سنا
تىعقد في المساجد ء
معينا يسمح له بالجلوس في حلقات الدرس ،الت
الذي يلقى على الناس عامة .ويأخذ نصيبا من الفقه عظ
ومنليد
استف
في
ث ,فاذا الأولي الذي يطلق عليه الاباضية « ما لا يسع الناس جهله
تزود التلميذ بهذه الثروة :القرآن والحديث وجزء منالفقه وتعلم الكتابة
.والقراءة حق له أن يدخل حلقات الدرس التي تعقد للخاصة من الذين
بلغوا مرتبته ،:سواء اكانت هذه الحلقات في المساجد أو في دور العلماء
أو المكتبات .
فى هذه للرحلة من الدراسة يتلقى طالب العلم مختلف العلوم فيتوغل
ف الرحلة .الفقه ويتقن العربية ونخوها 4ويفهم ما كان قد حفظه
. : :ه , . 88 - ! .: ), . 832-732 (58
-492-
الجدل الكلامي .لأنه هو قاعدة الدراسات في الدولة 0ولا يتسنى له
ذلك الا :
تمون ‘ كلهم الد ولة ١لرستبية < بطبيعة ١جال ف ولم يكن العلماء
بالجدل ،وانما الأغلبية منهم فقهاء كا سوف نرى عندما نتطرق الى
مذا بالتفصيل .
وجمل القول إن الدراسة في الدولة الرستمية تكاد تكون دينية صرفة
وهي في الحقيقة ميزة للعصر كله .ولا تقتصر على الدولة الرستقية وحدها
( )68عن مرداس ين أدية أحد زعماء الاباضية بالمشرق أنظر المبرد :الكامل ( باب الخوارج) ص . 28وأنظر أيضا `
الدرجيني الذي يقول عنه بأنه بلغ في الورع والديانة .والصيانة الأمد الأقصى .وكانت له أيام خرج فيها على
زياد بن أبيه وهو من الشراة .طبقات .ج 2يصن 412۔. 622
592- -
والاهتام بهذا النوع من الدراسة هو الذي دفع المغاربة الى تعلم اللغة العربية
يستمم لها لسانهم . ودراسة النحو حى
ولا أدل على اهتام الناس والعلماء بدراسة التاريخ من اهتام أبي بكز
نفسه به وشغفه باستاع أخباره (؟ا .
ولعل كتب أبي سفيان التي حض الامام أفلح على دراستها تعتبر واحدة
من الكتب المشرقية التي كان الاباضية يتداولونها في دراساتهم‘{ثا خاصة
وقد رأينا تدفق المجلدات في عهد الامام عبد الوهاب .والحقيقة أن العلاقة
بالمشرق لم تنقطع .واستمر المشرق 0مصدرا لعلوم المغرب ،يزوده منها بما
يحتاج اليه .
-692-۔
الوهاب فقال ه وكان هنذا الكتاب في أيدي الاباضية مشهورا عندم
معلوما يتداولونه قرنا عن قرن سا وقد استطاع ابن الصغير نفسه ى أن
.يقف عليه ويدرسه .
وما يدل على اهتام الاباضية بتأليف الأئمة من الرستميين أو غيرهم ما
ذكره ابن خلدون عن أهل جربة من الاباضية الذين « يتدارسون مذاهبهم
وبينهم مجلدات تشتمل على تاليف لائمتهم في قواعد ديانتهم واصول عقائدهم
وفروع مذاهبهم يتناقلونها ويعكفون على دراستها وقراءتها »ث' .
هذه أهم الدراسات التي نرى أنها كانت متداولة في الكتاتيب وحلقات
المساجد أو دور العلماء .ومكتبات تيهرت وجبل نفوسة الخاصة منها
والعامة 0وغيرها من المؤسسات التعليمية أو بالأحرى والأدق الاماكن
الأخرى التى يمكن أن تتخذ موضعا لداسة العلوم .ولعلنا في :الفقرات
التالية سوف تجلو لنا ذراسات أخرى كانت عيل اهتام الرستميين حكاما
وعلماء .ولم نذكرها هنا س ولكننا نعتقد أن أهم الدراسات التي صب عليها
جل الاهتام ى هي التي ذكرناها دون غيرها .
أ ۔ التفسير :
( )1مازالت بعض الجتمات التي تتداول فيها البربرية بين عامة الناس يفرون القرآن في المساجد بالبربرية وهي
أقرب لفهم المغاربة .ولا أدل على وجود مثل هنا في القرنين الأول والثاني المجرين من تفسير لواب بن سلام
لكلمة «ربقة .بالبربرية لما أعياء تفسيرها بالمربية أنظر شرائع الدين (مخطوط) ورقة . 51
892- -
ومثل هؤلاء المفسرين ‘ لا نشك في كثرتهم .وهو ما نفهمه من كلام
من له وفدا يبعشوا من أهل نفوسة أن .لما طلب الامام عبد الوهاب
علمائهم يضم من كل صنف من العلوم مائة عالم ى بما في ذلك التفسير .
ليناظروا المعتزلة بتيهمرت;ا .
ولعل هؤلاء « المفسرين " لا تتجاوز معرفتهم .فهم بعض الأحكام من
القرآن والقدرة على تفسيرها وشررإح بعض الالفاظ والكامات منه دون تعمق
أو سبر للأغوار .وهنو الأمر الذي ما زال لم يطرق في هذه المرحلة
من الزمن .
ويبدو أن نفوسة قد .علمت مقضد الامام عبد الوهاب .فأرسلت اليه
مفسرا واحدا يمكنه لوحده أن يحل مَحَل المائة المطلوبة س أرسلت اليه محد
بن يانس .لا شك أنه أبرز مفسري نفوسة وأعلمهم .لذلك اختير ليبارز
المعتزلة وهو الذي يقول عن نفسه « أخذت تفسير القرآن كله من الثقات ه
وعلمته عنهم الا حرفا واحدا ،أو حرفين 4فان اضطررت أجد
مخرجا سا .ورغم ما في الرواية من مبالفة ظاهرة 0فهي لا تخلو من
معنى .اذ تشير الى علو كعب هذا الشيخ في التفسير ،كا تشير الى وجود
مفنرين غيره س لكنه هو الأبرز فيهم ولا تذكر المصادر الاباضية لهذا العال
المفسر كتابا .فلعله من الذين كانوا يعتدون على التفسير الشفوي لاغير .
بن به لواب بالتفسير .ما قام الرستمية الدولة علماء على اهتام بدل وما
وتعرص < سوره ة النورى ((4 من فسر جزءا ء أذ الد بن كتابه شرائع سلام .ف
(2الثناخي: :سير .ص 561۔ 661وأنظر :أبو زكرياء والدرجيني حيث يذكران أن الامام عبد الوهاب انما
أرسل الى جبل نفوسة يستدهم أن يبعثوا جيشا اليه يكون فيه رجل ذو علم بفنون الرد على المخالفين ورجل عالم
يفنون التفير .ورجل شجاع بطل ...سير .ص . 76طبقات .ج . 1ص 75۔ . 85
( )3المراجع السابقة .نفس الصفحات .
(4إغمز قوله تمالى :ه شرع لكم من الدين ...آ٠ية رم 3وغيرها من الايات في سور متفرقة .شرا ئع الدين .
ورقة 2۔ . 8
وكان تفسير بعض الايات يثير مناظرة فقهية ۔ عقائدية س لما بين العلوم
الدينية من اتصال ‘ وقد حدث لابن الصغير المالكي أن ناظر أبا الربيع
الاباضي ى في تفسير قوله تعالى « واللائي يئسن من المحيض من نسائكم (الى
قوله) واللائي لم يحضن »!ثا .وتدخل اباضي ثان ليناظر ابن الصغير في
قوله تعالى « لم يحضن » اذ فبرها بقوله إن المقصود منها النساء المسنات
اللائي لم يخلق الله فيهن الحيض ،بينا فسرها ابن الصغير بقوله إن «لم» لا
تفيد النفي القاطع س وانما المقصود بذلك الفتيات الصغيرات اللائي
مازلن لم يبلغن سن الحيض ،وأنهن سيحضن في المستقبل .وأساس هذه
في تفسير آية من القرآن فقهي اذ سأل الاباضي أخاه المالكي عن المناظرة
السبب في منعهم جواز نكاح البكر بخيار ها بعد أن تدرك .الأمر الذي
اجازوه للأمة بعد أن تعتق ‘ رثم أن معصساهما\ كا يقول أبو
الربيع ث واحد .
أما التأليف في التفسير ى فتذكر المصادر الاباضية تفسيرا لعبد الرحمن بن
الوهبية اقتنائه الاباضية على تنافس . ببني حماد قلعة متداولا ف < كان رستم
والنكارية على حد سواء 0وشدت الرحال اليه لجلبه \ الا أن النكاري المقيم
بالقلعة قال للوهمي « اطمئن يا عبد الله فقد بيع الكتاب ووقع في يد لا
( )5آية رم . 9سورة الأحزاب 4لواب :شرائع (مخطوط) ورقة 02۔ . 52
( )6آية رم . 4سورة الطلاق ى وأنظر ابن الصغير :ص 75۔ . 95
( )7أنظر عن هذه للناظرة الفقهية القي تدل فملا .قي هذه المرحلة عن عمق في تفهم ألفاظ القرآن العميقة .
وقدرة على تفسيرها :ابن الصفير :ص 75۔ . 95
-003-۔
تخرج منها ولا يمكن أن تراه فابحجث ان شئت عن غيرها .ولا تخلو هذه
.ولمذا وجوده من التفسير واليأس هذا صريحة الى فقدان اشارة من العبارة
لكتب تقييده ق الكتاب > يذكر البرادي هذا < على ما يبدو السبب
واذا كان الشيخ أبو اسحاق ابراهيم اطفيش ،يذكر أن تفسير هود بن
محك هو أول تفسير للقرآن بين أيدي المسلمين حتى اليوماة) .فان الأستاذ
اشريفي بلحاج بعد تحقيق وبحث داما سنين عديدة ى تبين له أن هذا
التفسير المنسوب لهود بن محكم ث ليس أصله له ى وانما لمؤلف مشرق الأصل
سبقه ،فجاء هود .حسجا يذكر اشريفي « ،واختصر.الكتاب ولم يضف
فيه الا شيئا قليلا لا يكاد يذكر »(“"ا س ورغم كل هذه التأكيدات 0يعقب
الاستاذ على حديثه فيقول بأن الأمر بعد بجاجة الى مزيد من
البحث وا لتقصي .
( )31الوسياني :سير .ورقة 2 79الدرجيني :طبقات .ج 2ى ص 543۔ . 643الشماخي :سير .ص . 092
( )41باجية صالح :الاباضية بالجريد ى ص . 55
( )51أبو زكرياء يحي بن الخير الجناوني :كتاب الوضع ،تحقيق آبو اسحاق ابراهيماطفيش .ط 1ث مطبعة
الفجالة الجديدة .بلا تاريخ ومكان الطبع ،أنظر القدمة .ص 01۔. 11مع العلم 3أبا اسحاق أطفيش هوا
أحد محققي تفسير القرطبي :أحكام القرآن .وأنظر أيضا معمر :الاباضية بالجزائر .ص . 441
( )61أشريفي بلحاج :التفسير .ومناهجه عند علماء الاباضية .محاضرة القيت في ملتقى الفكر الاسلامي ى الجزائر
الماصة .أوت 1891م ص 01وفي مقابلة شخصية مع الاستاذ اشريفي أخبرني أن للفر المشرق المقصود هو يحيي
بن سلام بن أبي ثعلبة أبو زكرياء البصري .وفي ترجمة له بكتاب ه غاية النهاية في طبقات القراء » يذكر ابن
الجزري أن يحي بن سلام صاحب تفير ه نزل المغرب وسكن افريقية دهرا وسمع الناس بها كتابه في تفير
القرآن .وليس لأحد من للمتقدمين مثله ...توفي في صفر سنة مائتين » أنظر ابن الجزري شمس الدين أبوالخير محمد
بن محمد :غاية النهاية في طبقات القراء ج . 2تحقيق :ج .برجستر اسر .ط . 1مكتبة الخجانجى .
31 : ح ع لع . 373وأنظر أيضا: : : 23ھ3391/م .ص
م ! لك !!, ` 621 2-0791, .722 .ن وانظر مقدمة الضبعة الثانية
-203-۔
ومجمل القول إن هذا التفسير ،الذي ألفه هود بن محكم 0أو نسب اليه ه
ولعل الأمر الثاني أصح ‘ ،يبين بشكل واضح س وفي كلتا الحالتين اهتام
العلماء والرعية في الدولة الرستمية بالتفسير ،فلا شك أن هود بن محك اذا
كان قد نقل هذا الكتاب نقلا ولم يؤلفه 0فإنه قد بين بعض آراء الاباضية
في مسائل يختلفون فيها مع الفرق الاسلامية الأخرى .وان كانت قليلة
وهذا هو الجديد في هذا التفسير الذي يعود الى القرن الثالث المجري ولا
يزال موجودا”‘"7ا .
( )71منذ سنوات والاستاذ اشريفي بلحاج يتولى تحقيق هذا الكتاب .وانظر مقدمة الطبعة الثانية
( )81ابن الصفير :ص . 54
( )91خليل داود الزرو :الحياة العلمية في الشام في القرنين الأول والثاني للهجرة .ط . ٦دار الأفاق الجدية
. 33 بيروت . 1791 .ص
( )02ابن الصغير :ص . 95
( )12أبرز كتاب اباضى في الحديث هو مسند الربيع بن حبيب الأزدي الفراهيدي العياني .من علماء القرن الثاني
المجري .اذ تولى امامة الاباضية بالبصرة بمد أبي عبيدة ملم بن أبي كريمة الذي يحتمل أن يكون قد توفي في
سنة 271ه .وكان الربيع في اتصال متر بعلماء المغرب .عاصر عهد الامام عبد الوهاب بن عبد الرحمان بن
رستم (171ه ۔ 802ه) .ولما كان هذا الكتاب هو معتد الاباصية في الحديث ى فقد أولوه عناية خاصة مشارقة
مغاربة .ويعتبر الملند عند الاباضية .أصح الكتب بعد القرآن الكريم ويليه في الرتبة الصحاح من كتب
الحديث .ويذكر عز الدبن التنوخي .العضو في المجمع العلمي العربي بدمشق . .أن أحاديث مند الربيع من
أصح الاحاديث رواية وأعلاها سندا .ورجال سلسلته الثلاثية الحلقات هم أبو عبيدة القيي وجابر بن زيد
الازدي والبحر عبد الله بن عباس شيخ جابر وغيره من الصحابة وهم بأجمعهم مشهورون بالحفظ والضبط والامانة
والصيانة .وهذا الند لا يختلف في جميع المسند كا يختلف في سائر كتب الثلاثيات .ويقول الشيخ عبد الله بن
حيد السالمي أن للربيع زهاء خمسة وعشرين شيخا .وفي علمي أن أحد الطلبة الليبيين يقوم حاليا بدراسة حول
فيها الربيع ومسنده .وأما محتويات المسند والذي ينقم الى أربمة أجزاء .ففي الجزء الأول 36بابا تناول
الجزء أحاديث الوحي .وذكر القزآن والعلم وطلبه والولاية والامارة والطهاراتت الصل :والصوم والزكاة ...أما
الجزء الثاني فيحتوي 75بابا جاءت ضمنها أحاديث الحج والجهاد والنكاح والطلاق والبيوع والأحكام ...وفي
أن ى الثالث .الأحاديث التي احتج بها الربيع على خصومه مثل حجة تكفير أهل الكبائر كفر نعمة أو حجة
الامان قول وعمل وأن الله لا يرى ...والجزء الرابع يضم روايات محبوب بن الرحيل عن الربيع وروايات الامام
أفلح عن أبي غانم بشر بن غانم الخراساني .ومراسيل جابر بن زيد .وكل هذا الجزء الأخير .انما أضافة الشيخ أبو
يعقوب يوسف بن ابراه مم الوارجلاني في القرن الخامس المجري الى الند لما قام بترتيبه .حول مسند الربيع
وصاحبه يرجع الى الربيع بن حبيب :الجامع الصحيح .ترتيب أي يعقوب يوسف بن ابراهايملوارجلاتي
وتصحيح نور الدين الالي .أنظر خاصة مقدمة المصحح في الجزء الاول ى ص 2۔ . 3وأننلر الطيمة الأخرى
لنفس الكتاب وهو بعنوان شرح الجامع الصحيح مند الامام الربيع بن حبيب بن عمرو شرح نوراالدين الامي
(ت 2331ه) تصحيح وتعليق عزالدين التنوخي .المطبعة العمومية .دمشق 3831 .ه3691/م .انظر الجزء
الثالك خاصة حيث مقدمة المصحح والمعلق.الدرجيني :طبقات .ج . 2ص 372۔ . 772الثياخى :سير .٠
ص . 201المضيربي عبد الله سا بن حمد :المقود الفضية في أصول الاباضية .لبنان بلا تاريخ الطبع ث ص 941
. وما بعدها .ابن سلام :شرائع الدين (مخطوط) ورقة . 63وانظر مقدمة الضبعة الثانية
واذا كان ديوان جابر ث قد ورد الدولة الرستمية ولم يستفد منه أحد من
علماء معروفا لدى علمائها .2فلا نعرف ما اذا كان مسند الربيع بن حبيب
للغرب في هذه الفترة ،أم لا .الا أن المتبادر الى الذهن أن هذا الكتاب لم
يتسرب الى المغرب بسرعة 2رغم كثافة العلاقات بين اباضية المغرب واباضية
اللشرق .وبين الربيع نفسه والامام عبد الوهاب ،كا سبق أن ذكرناه عدة
مرات .ومما يؤيد هنذا .ما هم بفعله عمروس بن فتحثتا بحر العلوم الزاخر
تعبير الدزجيني .فلقد عزم .على حد الضابط الحافظ 2المحتاط المحافظ
-603-
أن هذا العزم الذي أراد عمروس تحقيقه ‘ ما هو الا فرز للعلوم
ومصادر التشريع في الاسلام 4بحيث أن عمروسا ‘ ،لو قدر له وضع كتب
في كل وجه من الأوجه الثلاثة المذكورة ى لوضع للحديث ى وهو ما عبر
عنه أبو زكرياء بالسنة وهي أشمل مصنفا ،اليه يعود الاباضية ث وهذا يدل
على أن مسند الربيع حسها يبدو { لم يكن معروفا لدى المغاربة 0ولدى
عمروس بالذات ف أواخر القرن الثالث المجري وهو ما يفهم من
كلام الدرجيني
-۔-703۔
الحديث وروايته 0وفي هذا يقول الاستاذ أحمد أمين « قد اخرجت تيهرت
اشتهر أيضا « وقد » ( )53ويقول الحدثين وتقات الحديث حفاظ كثيرا من
علماء هذا ف يقصد أنه ولا شك والفقه « ز(63 بالعناية بالحديث المغرب بلاد
المالكية الذين نجد منهم أمثال :سعيد بن عباس السرتي 0وهو ممن سكنوا
تونس واشتغلوا برواية الحديث .روى عن أبي البختري وهب بن وهب
والسرتي اذا كان البعض يوثقه فان آخرين يضعفه لان شيخه البختري
ا } المتوفى ببغداد سنة 003ه عند أهل التمييز كذاب ،كا يقول أبو العرب
ولا نعرف عن السرتي أكثر من هذا .
أبو عبد الرحمن بكر بن حماد بن سمك ( وقيل ابن سهر ) بن اسماعيل
الزناتي التيهرتي"ثةا .ولد بتيهرت سنة 002ه وبها توفي سنة 692ه له
رحلة الى المشرق .بدأها سنة 1 7ه ،سمع فيها الفقهاء .وجابه العلماء
وكان بكر بن حماد « عالما بالحديث وتمييز الرجال ،ثقة س مأمونا ،ثبتا
١ صدوقا س اماما حافظا »(9ةا .
سعيد(“4ا سحنون بن سمع بالقيروان ى قبل رحلته الى المشرق 0من
.وفي البصرة لقي ب مسدد بن مسرهد(آ٨ا .وعمرو بن مرزوق ()24 واخرين
« هو الحلال والحرام < أو بتعبير ابن خلدون كان الفقه هو معرفة ا
= عبد الله بن محمد :تاريخ علماء الأندلس ،ج. 1مطابع سجل العرب ‘ القاهرة . 6691.ص . 862عادل
. 48 معجم اعلام الجزائر .ط 1ث منشورات للكتب التجاري للطباعة والنشر ،بيروت ى1791م ىص
( )25اين بشكوال أبوالقاسم خلف بن عبد لللك :كتاب الصلة .ج 1سمراجعة عزت المطار الحسيني سمكتبة
للى .بغداد 4731هد5591/م .ص 68ى الحميدي أبو عبد الله مد بن فتوح :جذوة المقتبس في ذكر ولاة
. 313 الأندلس .ط . 1تحقيق محمد بن تاويت الطنجي ىمطبمة المادة .القاهرة 2731.4ه2591/م ث.ص
الضبي أحمد بن يحى :بغيةالقس في تاريخ رجال أهل الأندلس سطبع روخس بجريط . 4881.ص . 881
6وأنظر كذلك الباروني :الأزهار ىج 4 2ص 67۔ 4 77نوض أعلام الجزائز .ص . 131
. 595 ( )35الحميدي :جذرة ى ص 071۔ 2 171الضبي :بغية ىص
- -013
لمعرفتهنا من الأدلة س فاذا استخرجت الاحكام من تلك الأدلة قينل لما
فقه »ا .وجدنا علماء الاباضية في الندولة الرسمية س صبوا جل عنايتهم
على هذا العلم مما .مكن معه تسميتهم بالفقهاء .فبرز الكثير منهم ‘ ممن جعل
شغله استخراج الاحكام من أصولها الشرعية ،فظهر فيهم الفقيه المفق ه
والفقيه القاضي ،والفقيه الضابط بالقلم المدون لهذا العلم .
ومما زاد هذا النشاط اندفاعا ،على ما يبدو بحيث يظهر بتلك
الحيوية كون هذه الفترة المحتدم ظيلة القرن الثالث الهجري ‘ 2فترة تنافس
حقيقية بين المذاهب الموجودة وقتئذ بالمغرب العربي(ةةا .كالاباضية من
جهة والحنفية والمالكية من جهة أخرى ،فضلا عن الممذاهب الأخرى
كالصفرية والمعتزلة والشيعة .
لقد كانت هذه الفترة .البداية الحقيقية للاجتهاد الفقهي في المغرب
العربي س خاصة بالنسبة للمذهب الاباضي الذي بدأت معالمه تأخذ شكلها
النهائي بتدوين آرائه الفقهية .وهي عملية لا شك أنها انطلقت في زمان
الدولة الرستقية .
ولكي تتضح لنا مظاهر النشاط الفقهي في هذه الدولة ث وجدنا من
الضرورة التعرض لبعض ترجمات الفقهاء 3أو المشائخ بتعبير الاباضية ولا
نقتصر على هؤلاء وحدهم 4وان كانوا هم الذين خدموا الفقه في المغرب
الأوسط خاصة ،وفي هذه الفترة بالذات(ا ،وانما لابد من ذكر غيرهم من
المالكية ممن لهم ضلع بارز في نشاط الحياة الفقهية بالدولة الرستمية .
. [. :ح .7.1. 1م ))( غ ( )45ابن خلدون :مقدمة .ص ، 897وأنظر .601 :
( )55المجدوب :الصراع المذهبي بافريقية .ص 5وما بعدها ء أحمد أمين ظهر الاسلام ى ج . 1ص . 003
( )65رابح بونار :المغرب العربي ث ص . 58
113- -
وتصانيفهم { وكانوا من الفقهاء 3بحيث لم يتولوا منصنب الامامة ،الا
لعلمهم بالفرائض وفقههم الغزير”ةا .خاصة منهم الامام عبد الوهاب الذي
جاءته أحمال من كتب المشرق ،فلما قرأها كلها حمد الله واثنى عليه ،على
أنه لا يجهل منها الا مسألة أو مسألتينةةا .ورغم هذا العام الواسع } فقد
اتهمه معارضوه من النكار بالجهل؟ا س مما يجعلنا نتصور ي كا يقول الاستاذ
شيخ بكري(6ا .ذلك المستوى الرفيع الذي بلغته العلوم الفقهية بتيهرت .
-213-
عن ابن الصغير في سيرها ولم يضف عليه شيئا .ولا نعرف عن حياة أبي
عبيدة أكثر من هذا ،الا أنه كان معاصرا للامام أبي اليقظان
(162ه ۔ 182ه) وريما توفى في عهده .
من فقهاء الاباضية بتيهرت ،عبد العزيز بن الأوز الذي « كان له فقه
بارع وله رحلة نحو المشرق "اا .ويبدو أن لسانه السفيه وخفة عقله { كا
.٠ الاباضية المصادر في ذكره عدم ف السبب ها 3 الصغير ابن بذلك وصفه
وان كنا نعتقد .أن تلك المصادر أهملت بشكل ملحوظ مشائخها في تيهرت
باستثناء الأئمة .وكان الاباضية ينزهون مجالسهم عن حضور ابن الأوز ه
١بن .وروى مسا ئلهم بسمب تينك ١لصفتين معضلا ت عنه ف و يستغنون
الصغير حكاية(7ا عن هذا الفقيه تدل على قوة ملاحظته ،واصابته الحق .
وقد عاش ابن الأوز مثل سابقه في دولة أبي اليقظان بن أفلح .
وذكر ابن الصغير :وهو مصدرنا الوحيد في هذا المجال .جملة من
الفقهاء والخطباء بتيهرت ى الا أنه اكتفى بذكر أسمائهم لا غير مثل عيسى
. ابن فرناس النفوسي ،وابن الصغير الهواري وكان ههيا شأن في الفقه
وأبو الربيع سلهان من جوه الاباضية من هوارة .جرت بينه وبين ابن
الصغير مناظرة فقهية .ومنهم عثان بن أحمد بن يحياج من مقدمي
الاباضية الذين كانوا لا يكادون يخالفونه فيا استحسن لهم من خطب .
وأما الخطباء في عهد الامام أبي حاتم .ولا يخفى ما بين الخطبة والفقه من
صلة .بل هما وجهان لشيء واحد اذ لا يخرجان من دائرة الفقه .فهن
ومع هؤلاء الفقهاء لاتنسى مسعود الأندلسي الذي كان زجلاً فاضلا
فقيها .وأبا قدامة يزيد بن فندين اليفرني ‘ وعمران بن مروان الأندلسي
وأبا الموفق سعدوس بن عطية (وشكر) بن صالح الكتامي ومصعب بن
سدمان"7ا ى وقد كان هؤلاء جميعهم مع الامام عبد الوهاب في المجلس الذي
اختاره الامام عبد الرحمن قبيل وفاته سنة 171ه ،لتختار الرعية منهم
من يتولى الامامة بعده .فلا شك أن هؤلاء .كانوا مأنبرز العلماء
وفقهائهم في عهد عبد الرحمن 2لذلك رشحهم ،الا أننا نجهل عنهم كل شيء
قبل هذا الترشيح وبعده ،باستثناء يزيد بن فندين الذي ترك فكرا
معارضا للامامة الاباضية فانقسمت الاباضية بالمغرب ولاول مرة منذ ذلك
التازيخ .أي سنة 171ه تقريباالى وهنية وهم اتباع عبد الوهاب بن عبد
الرحمنة7ا ونكارية وهم أتباع يزيد بن فندين النكاري“7ا .وانما سموا
بالنكار لأنهمأنكروا امامة عبد الوهاب ،وقد كان لهم في الحياة الفقهية
بتيهرت } وبعص الاقاليم الشرقية من البلاد دور بارز اذ كانوا :يناقشون
مسألة الامامة .هل تكون مشروطة أو لا يجوز ذلك ؟ هل يرجع الامام
فى كل أموره الى جماعة معينة ولا يقضي أمرا الا بالرجوع اليها ؟هل يجوز
تولية من يوجد أعلم منه في جماعة المسلمين ؟فتناجوا ينم هذه المائل
الفقهية حتى أطلق عليهم لقب النجوية س وسمو بالنكاث لأنهم نكثوا ببيعتهم
الأولى للامام عبد الوهاب } الا أن اسمهم المعروف بهم وبقي مستمرا و
-513-
بن أبي كرية بالبصرة } قبل الخسة حملة العلم الى المغرب س وكان شيخا
فاضلا فقيها مفتياةا 0امتد به العمر حتى عاصر الامام عبد الوهاب وحضر
مجلسه لما قضى سبعة أعوام في جبل نفوسة يعلم ويعظ .وروى له
الثياخي"ا حكاية تدل على قدره عند الامام اذ لم يفت الامام ثلاثة أيام
ينتظر قدوم ابن مغفطير ليبت في الأمر .وقد تصدى هذا الشيخ للتعلم .
قبل وبعد قدوم حملة العلم الى المغرب .
ومن حملة العلم الخخسة الذين كان لهم دور أيام الدولة الرستمية اسماعيل
بن درار الفدامسي وأبو داود القبلي النفزاوي فكان الأول « أحد الشيوخ
اللغهورين ف العلم والتعليم والعمل والورع أخذ عنه جماعة "ثا وكان
لحرصه {لما م بوداع شيخه أبي عبيدة الى المغرب وهو يعلم أنه سوف لن
يلتقي بهذا البحر سسأله ثلاتمائةمسألة من مسائل الاحكام .حتى قال له
شيخه أبو عبيدة :أتريد أن تكون قاضيا يابن درار ؟ فقال له :أرأيت إن
ابتليت بذلك ياشيخ .وقد تولى القضاء فعلا .ومن تلامذته أبي المنيب
مد ابن يانس الدركلى(ث ث وقد سبق ذكره .
أما أبو داود القبلي النفزاوي ،فقد كان شيخا مشهورا عالما ث أخذ العلم
من البصرة } وأخذ عنه العلم بالمغرب ص وكان الامام عبد الوهاب مع كثرة
علمه اذا جلس بين يديه (ظهر) كالصي أمام المعل ثا .
ومن مشائخ نفوسة أبو زكرياء التوكيتي س « كان عاما لكل الفضائل
ومعاما لكل ناهل »(ثؤ قيل إن رجلا من اباضية المشرق ،زار الجبل فقصد
( (87الشيخي :سير ٠ص . 341
.وأنظر .معمر :الاباضية في موكب التاريخ .ج 2ى القم ..1ص 72۔ . 03 نفسه :ص 341 ()97
ص 141۔ . 241 الشماخي :سير . ()08
ص . 241 الثياخي “:سير . ()18
. نفه :ص 441 ()28
( )38الدرجيني :طبقات ي ج . 2ص . 192الثياخي :سير .ص . 871
-613-
< وأبو لهم « أ لجبل هو أبو زكر ياء ء فقال عن علمائه .فسألوه تيهرت
.ويكفي دليلا على غزارة علمه أنه اختير من جميع زكرياء هو الجبل »
مشائخ نفوسة في وقت امتلأ فيه جبل نفوسة بالعلم والعداء 0كما يقول
الثماخىا وأبو زكرياء من مشائخ الطبقة الخامسة ( 002۔ 052ه) .
أما أبو مرداس ،وهو المعاصر لأبي زكرياء .فهو أبو مرداس مهاصر
اللسدراتي س بلغ في العلوم النهاية وجرى في أمر الصلاح الغاية .وكان
شديدا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ‘ يتبع الامراء يأمرهم وينهام
ويشدد عليهم 0وكان كثير الزيارة لتيهمرت ،وفي احدى تلك الزيارات }
سمع رجلا يدعو الى الحق ،فلم يستجب له ،بل أعرض عنه ،فجاء أبو
مرداس الى دار الامام فجعل يضرب بابها بالحجارة ويقول « بهلة(ا الله
اليوم على من سكن هذه البلدة .فقال رجل للامام كيف نحن وهذه التي
يذكر أبو مرداس ،فقال نحن في وسطها اذا لم نأمر بالمعروف وننهى
عن المنكر »(ا .
وكان أبو مرداس عالما باحكام الدماء 0قيل إن الامام عبد الوهاب قال ۔
له يوما سبعون وجها تحل بها دماء الموحدين 2فاما ذكر منها ثلاثة أو أقل
أوقفه أبو مرداس قائلا من أين ؟ منكرا عليه ذلك”ا .ورغم هذا التحرج
في دماء المسلمين 0وتفوقه على الامام عبد الوهاب 2فقد كان أبو مرداس
يرجع في مسائل الدماء الى عبد الخالق الفزاني يسأله ويستفتيه .وهذا فقيه
-713-
من فزان بالمغرب الأدنى .4يرى أبو مرداس أنه أعلم أهل زمانه بالدماء
وأحكامها (} )88
ومما يدل على عظيم علم أبي مرداس وجلاله ض مارواه الشماخي عن جماعة
من المشارقة الذين زاروا المغرب س فقالوا لما رأوا تعظيم الامام لأبي مرداس
« لم يعظم الامام هذا ؟ فقال حين سمعهم كيف لا أجل من تجله الملائكة ؟
فقالوا للامام أردده علينا لنسأله ونتحدث معه ...فقال له الامام أجبهم
ولا بالمغرب بالمشرق :لا نعلم احدا قالوا فلما قام < معهم وتحدث فاجابهم
مثل هذا ...وكان مشائخ نفوسة يقبلون على الامام فيجلسون اليه ...فاذا
٠ اليه « ()98 قام أبو مرداس قدم
ومن فقهاء نفوسة أيضا أبو ميون الجيطالي ،كان ذا جد في العلم وكان
ممن يعد ف الشيوخ 4وممن قدمه في العام ذارسوخ () .وكانت لأبي مهون
حلقة علم } تتحرك معه في ترحاله .وقيل إن احدى النساء لما راته لاول
مرة استصغرته س فلما رأت تلامذته حلقوا حوله ه وأقبل كل واحد منهم
يسأل والشيخ يجيب ،رأت حينئذ أبا ميون أعظمهم وأطوفم رثم
قصر قامته ([٩ا .
ومن مشائخ الطبقة الخامسة أيضا أبو محمد بن الخير « شيخ التقى
والاخلاص ،والمتحري مسالك الخلاص ...وكان عالما كبيرا .فاضلا أثيرا
كانت الأمشال تضرب به س فمنها أهم كانوا يقولون :من ضيع كتابا كمن
ضيع خمسة عشر عالما مثل عبد الله بن الخير »لثا .ولا شك أن المثل يعبر
عن منزلة عبد الله بن الخير العلمية س اذ الكتاب في ذلك الوقت هو أعز ما
( )88الدرجيني :طبقات ،ج » 2ص 392۔ . 723الشماخي :ص 981۔ . 091
( )98الثياخي :سير ى ص . 571
) (09الدرجيني :ج . 2ص . 492
. ( )19الدرجيني :طبقات .ج . 2ص 592
( )29الدرجيني :ج . 2ص . 613وأنظر الوسياني :سير (خطوط) ورقة .٦1الشماخي :سير :ص . 732
-813-
يطلب ،وهو زمان ليس من السهل توفير الورق أو المداد لاعادة استنساخ
الكتاب الضائع .
وكان عبد الله بن الخير قد أخذ العلم عن أبان بن وسيم .وقد سبق
ذكره :وكان متساهلا في أحكامه .أو ثر عنه أنه كان يقول « العلماء
يقولون اذا النجس يتوجه من تسعة وتسعين وجها ،والطهارة من وجه
واحد ي غلبت الطهارة س فها جعل الله علينا ي الدين من حرج »! .
وعبد الله بن الخير هو الوحيد الذي بقي مع أبي القاسم البفطوري 0،وقد
سبق ذكره 2بعد موقغة مانو سنة 382ه 2يفتيان في النوازل(؟ا .
وفي هذه الطبقة أيضا الشيخ أبو معروف ويدران بن جواد .يقول عنه
الدرجيني « ناهيك بأبي معروف ذي الاثار والمعروف 2الموضوع بدراسة
العلوم والمطروف ى الراقي ذراها البواذخ ،المتقن لما أخذ عن أبي خليل
وغيره من المشائخ 8المنتفع ببا تعلم وعلم ث ....وله في النوازل والاسئلة
المعضلات أجوبة بديهة 4كاشفة أشكال المشكلات س وكان متى قصده آمل
فاز بالأمل .لأنه جمع ما بين العلم والعمل »(. 66
وروى له الدرجيني والشماخي(ثا حكاية في أحكام الميراث ،أفق فيها ه
المعويصة الاحكام تلك تفهم ف سرعة على < تدل اللوت فراش وهو على
- 9
السدراتي المعروف بالطرف ه العالم الفقيه ،الفطن النبيه ى اليقظان الذي ٠
الورع الزكي ،ذو الجهادين الأكبر والأصغر ،والاجتهادين المصلى والدفتر
وكانت قراءاته على الأئمة بتاهرت قبل انطفاء تلك المصابح »“ا .يذكر
.الا أن الدرجيني الوسياني أن تعليه © كان عند عبد الرحمن بن رستم
يضعه في الطبقة السادسة ( 052۔ 003ه)«“"ا .ويبدو أنه هو الصحيح .
وقد اشتغل الطرفي بالقضاء في وارجلان س فكان فيها منتهى الفتيا .
والى جانب هذا الشيخ 0وربما يكون معاصرا له س يأتي أبو صالح
جنون بن يريان ‘ وان كان الدرجيني يضعه في الطبقة السابعة
( 003۔ 053ه) ،الا أننا نعلم عنه أنه كان على رأس المستقبلين للامام
يعقوب بن أفلح سنة 692ه عندما هرب من قبضة أبي عبد الله
الشيعي "") .وكان جنون كا يصفه الدرجيني « ذو الورع والسخاء .
وبركات صالح الدعاء وهو أحد الأبدال وأصحاب الكرامات والأحوال .
وأحد أقطاب الدين"(» ...ا وكان ابنه يقرأ عليه الكتب ت يتدارسها ،وله
نصائح مفيدة .
ومن فقهاء وارجلان الشيخ أبو أحمد جمال المدوني ‘ فقيه الاسلاف
صاحب الاجتهادات ،له في معاملاته أمور سنية 0وأحوال مرضية .ومن
فتياه واجتهاداته أنه كان يصلي بجياعة فيها كثير من غير الاباضية ممن يرى
القنوت في صلاة الصبح ،الأمر الذي لا يعتقده الاباضية .ولكي يتخذ أبو
( )89الوسياني :سير (مخطوط) ورقة . 773الدرجيني :طبقات 4ج . 2ص 8 133الشماخي :سير .ص . 882
( )99الوسياني :مخطوط ،ورقة . 77
( )001الدرجيني :طبقات .ج . 2ص 2 133 . 313وأنظر عمرو خليفة النامي :ملامح عن الحركة العلية .
الأصالة .عدد . 24/34ص 71۔ . 81
( )101أبو زكرياء :سير .ص . 421الدرجيني :طبقات .ج . 1ص " 501الشماخي :سير .ص . . 563
( )201الدرجيني :طبقات .ج . 2ص . 143ان هذه الصفات كالبدل والحول والقظب 0تبدو صفات الصوفية
ون بن يماريلانم متنصوفة ؟ الحقيقة أن بعض الكرامات والاجتهادات في المبادات التي نكانجهل
خاصة .ف
يتحدث عنها كتاب الطبقات والسير الاباضية تبدو لنا وكأنها ميول فاتية الى التصوف دون أن تتخذ شكل
التصوف الكامل .الأمر الني يستهجنه الاباضية .
-023- .
أحمد جمال موقفا وسطا مرضيا للجميع ،كان يقنت بآي القرآن التي فيها
الدعاء في آخر سورة البقرةث") أو غيرها من الادعية في القرآن س علما منه
أن ذلك لا ينقض صلاته ي وقد رضي بفعله الطرفين الاباضية وغيره . 0٢6
) 301هي قوله تعالى « :ربا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا ...فانصرنا على القوم الكافرين " سوراةلبقرة . ٨
٠ آية 682
) (104الدرجيني :طبقات 4.ج . 2ص 543۔. 743
. 191 ( )501الشاخي :سير ىص
عبيدة هنا هو ملم بن أبي كرية التيي البصري .األومعيبدالجناوفي بأبي
ل60ل)قلاص نوعردفاهل
(1
الننومي 4أنظرترجمته في الدرجينى .:ج 2ى ص . 192الثياخي :ص . 971ولا نمرف لأحدهما تصنيفا .
191۔ . 291وانظر مقدمة الطبعة الثانية ( )701الثماخي :السير يص
( )801أنظراهذا الكتاب وهو أبو يعقوب يوسف الوارجلاني :الدليل لأهل العقول ءثلاتة.أجزاء في مجلد :واحد .
طبع بالطبمة البارونية .مصر 6031ه ! ولا داعي الى ذكر الصفخبات فهي مشتتة ف الأجزاء الثلاث
من الكتاب .
- 123
-۔
والى جانب هؤلاء الفقهاء الاباضية وكانوا من الكثرة بحيث اقتصرنا على
أهمهم .هناك طائفة من العلماء غير الاباضية ى خاصة بالعاصة تيهرت التي
كانت تعج بالفرق ص ومما يدل على كثرتهم قول ابن الصغير « وكانت مشائخ
") وهو يتحدث هنا عن وقوع البلد من غير الاباضية قد استولوا عليه
الامام أبي حاتم بن أبي اليقظان (182ه ۔ 492ه) تحت تأثير فقهاء غير
الاباضية ينصت اليهم .وهذا يدل على نفوذ الفقهاء غير الاباضية بتيهرت .
ومما يدل على كثرة هؤلاء الفقهاء أيضا ووقوفهم ندا أمام مشائخ
الاباضية قول ابن الصغير « ومن بالبلد من فقهاء الاباضية وغيره لم يطالب
بعضهم بعضا ولا سعى بعضهم ببعض ...الا أن الفقهاء تناحبت المسائل فيا
بينهم وتناظرت واشتهت كل فرقة أن تعلم ما خلفتها فيه »©. 6"٦
فن فقهاء تيهرت الذين تمكنا من ادراك أسمائهم على الأقل أبو مسعود
وأبو دنون } كانا فقيهين على مذاهب الكوفيين(""٦ا .وكانا لقوتهيا ونفوذهما
لدى العامة قد طمعا مع جماعة من أمشالميا أن « يبيتوا خبر الاباضية
ويطفوهم »ة""ا .وقد كان لهذين الفقيهين ضلع بارز في أحداث المنافسات
التي وقعت بين الامام أبي حاتم وعمه يعقوب بن أفلح ( . )311في سنوات
2۔ 682ه .
وهناك فقيه مالكي .على ما يبدو ،هو الذي صلى على العالم الحدث
الثقة بكر بن حماد سنة 692ه .لا نعرف عنه الا اسمه وهو موسى بن
- -223
الفارسى أو البادسي الفقيه“"") .فتقديمه لكي يؤم صلاة الجنازة على مثل
بكر بن حماد في العلم دليل علي رسوخ قدمه هو ا لأخر في العلم .وان كانت
كتب التراجم المالكية لا تضيف شيئا عما ذكرناه .
ومن فقهاء المالكية أبي الفضل العباس بن محمد الصواف الغدامسي اجتمع
فيه ما تفرق في غيره من الأوصاف الجميلة 3كان متبعا للعلم .ويبدو أن
اقامته بمدينة غدامس ل ترقه اذ غادرها سنة 682ه الى المنستير بافريقية
غدامس قلي حب يتزع عن ربي أن » :سألت قال وذكر عنه أنه
فنزعه »"1ا وكان لما توفي سنة 903ه قد بلغ من العمر عتيّا .
. 282 ( )411ابن عذاري :البيان .ج . 1ص 551۔ . 651الدباغ :معالم الايمان .ج . 2ص
( )511ابن الصغير :سير .ص 75۔ . 95
( )611ابن الصغير :ص . 75وأنظر النص الفرننى .ص .421
( )711وقد قرأت الدكتورة وداد القاضي كلمة هاجت" التي ليس لها معنى «جمعت» كا أن موتيلنكي تزجها الى
٬لخصت. «٤صاغگ» أنظر :وداد القاضي :ابن الصغير مؤرخ الدولة الرسمية .الأصالة عدد . 54ص . 04
( )811المالكي :رياض النفوس .ج . 1ص 382ى الزاوي :أعلام ليبيا .ص 641۔ . 841
-423-
طرابلس بقوله « ولا ينبغي للقاضي ولامفتي أن يقضي أو يفتي حتى تكون
فيه خمس خصال فان نقصت واحدة منهن كانت وصمة فيه :أن يكون عالما
بما مضى من الكتاب والسنة كافا عن أربع يعني لا يرتثي س حليا عن
الخصم .يتحلم عن الخصمين ان تصاخا وتشاحرا بين يديه .مستخفا
باللأئمة يعني لا تأخذه في الله لومة لائم مشاورا لذوي الرأي والعقل والعل .
واذا كان القاضي والمفتي كا وصفت لك فهو أهل لأن يكون قاضيا كائنا
. ((121 كان من
فهن القضاة الذين كانت تتوفر فيهم تلك الخصال ،محكم الجواري
والد هود صاحب التفسير المذكور سابقا .كان من العلم بحيث اختير على
علماء تيهرت ونفوسة س ونودي عليه من جبل الأوراس البعيد عن الماصة
وكلف بهذا المنضب رغم رفضه له ص وكان شديدا على الحق الى درجة أن
الامام أفلح س وهو قاضيه ،قال عنه وهو يخاطب الشراة الذين أبوا الا
محكما قاضيا « ويحكم دعوتم الى رجل كا وصفتم في ورعه ودينه ولكن هو
رجل نشا في بادية ولا يعرف لذى القدر قدره ولا لذى الشرف شرفه...
ولا ولكن تحسون أن يجري فيكم الحقوق على وجهها بلا نقص لأغرا ض
امتهان لأنفسكم ستا ولقد كان محكم حقا شديدا حتى على الأمراء
من الرستميين (. )321
وكان أول ما يتفكز فيه الشراة والامام .مباشرة بعد تعيينه ،أمر
القضاء ومن يتولاه .كذلك كان بالنسبة لأفلح وأبي اليقظان وأبي حامم..
وقد تولى القضاء في عهد هذين الامامين الأخيرين س أب وابنه على:
( )121لواب بن سلام :شرائع (مخطوط) ورقة . 82وتشبه هده احصال الخمس ما اشترطه عمر.بن عبد المزيز في
فقد كمل :علم بما كان قبله ٠ونزاهة عن الطمع .وحلم خصال القاضي خس « :اذا كان ف القاضي عندما قال
على الخصم .واقتداء الأئمة .ومشاورة أهل العلم والرأي أنظر ابن عبد ربه أبو عمر أحد بن محمد .:العقد الفريد .
ج . 1ط 3ى دار الكتاب العربي ‘ بيروت ،لينان 4831 .ه5691/م ص . 48
( )221ابن الصغير :ص . 42
( )321نفسه :ص 52۔ 2 62وأنظر الشياخي :سير .ص 491۔ . 591
523- -
التوالي س فكان عمد بن عبد الله بن أبي الشيخ وابنه عبد الله قد بلغا في العم
غايته وكانا قد التزما بشروط القضاء في الدين والورع والعلم والعدل 4ة:
أحسن التزام فاختيرا بذلك 8لمنصب القضاء في وقت كانت فيه الامامة
الرستية بتيهرت خاصة تمر بأصعب مراحلها .ففي عهد أبي اليقظان .
كانت تيهرت قد خرجت من فتنة ابن عرفة(ت:ا .وفي عهد أبي حاتم
خرجت من فتنة المنافسة الق كانت بين هذا الامام وعمه يعقوب . 626وقد
كان لهذين القاضيين 9ولا شك ،الدور البارز في استتباب الأمن واستقراره
بعد تلك الفتن .
أبي حاتم س هذا المنصب الذي لا نعرف من تولاه قبله ،ولعل الولاة .كانوا
قبل عمروس يجمعون بين الولاية والقضاء ى وليس بأمر مستبعد بل هو
َ الشائع في ذلك الوقت .
-623-۔
المستخرجة من الكتاب والتي من السنة ثم التي من الرأي أو الاجماع ى الا
أنه قتل قبل وضع هذا الكتاب اله . 10
وقد كان لعمروس بن فتح عدة تصانيف في الفقه 0منها في الأمور القى
لا يسع الناس جهلها“ةا 0ومنها في الاصول والفروع”"ةآ . 6ومما يدل على
تفوقه أنه بعث اليه بعض المتكامين من أهل فزان يطلبون منه تأليف
كتاب في الأصول فكتب الى أحدمم كتابه المعروف بالعمروسي ،وارسله
اليه 3فاما رآه الفزاني وهو الذي وضع كتابين في أصول الكلام ى قال :
النفوسي أقوى مني (. )231
وينسب اليه الشيخ عبد الرحمن بكلي عدة كتب اضافة الى «العمروسي»
ككتاب أعلام الملة وكتاب الحكم والمعارف وكتاب الدينونة(ةة"ا .وكلها لم
بعص آ را ء عروس 5 .بقيت ١لكتب بطون عزا و ينها ف وبقيت تصلنا
ويبدو أنأهل جبل نفوسة كادوا يصلون الى هذا الجهل ‘ بعد موقعة
مانو سنة 382ه ى التي هلك فيها أربعيائةعالم فقيها“ة") 3فلم يبق فيهم الا
أبو القاسم البفطوري وعبد الله بن الخير يفتيان في النوازل .وقد اختلفوا
في مسألة قطع رجل السارق ى لعله مقنطاع الطرق 2فلم يجدوا فتوى لها
الا عند ولد ابن خلف بن السمح ،وكان وقتئذ سجينا في الجبل لتمرده على
الامامة”ة:ا .وحق له أن يتعجب منهم ويقول « سجنوني
. 123الشماخي :سير . .ج . 2ص ( )631الوسياني :سير (مخخطظوط) ورقة . 3الدرجيني :طبقات
ص 522۔ . 622أما س ابراهيم بن أحمد الأغلبي ،فقد تولى أمارة القيروان سنة 162ه ومكث فيها 82سنة .
أنظر ابن عذاري :البيان ى ج . 1ص . 611
( )731القزويني :زكريا بن محمد بن عمود :آثار البلاد وأخبار العباد .دار صادر للطباعة والنشر ث بيروت ى
0ه0691/م .ص 961وأنظر كذلك الباروني :الأزهار ۔ .ج . 2ص . 992
( )831أبو زكرياء :سير ىص 4 401الدرجيني :طبقات 4.ج..1ص . 98وأنظر الثياخي الذي يقول بأنه
مات في مانو 004عالم وحمل ثمانونأ سرى قتلوا فيا بعد :سير .ص 962
( )931أنظر عنه الفصل الرابع من الباب الأول .
وعلى الجملة لقد كانت الحركة الدينية الفقهية ي المغرب عامة .حركة
قوية نشيطة أكثر ما خدمت فقه الامام مالك("“"ا من جهة 0ومن جهة
أخرى فقه الاباضية .وان كنا لم نجد لأغلب العلماء الذين ترجمنا لهم
تآليف 2فلعلها أحرقتة“"ا أو أصابها البلى والتلف نتيجة :اخفائها عن
العيون 0وعدم اظهارها لغير الاباضية(ة“" . 0ولا نشك في أن الاباضية
خاصة بدأوا وضع تصانيقهم المذهبية ابتداء من القرن الثالث المجري أو
قبل ذلك بقليل بالمقرب العربي س وكانت من الكثرة والجودة بحيث أن ابن
خلدون نفسه في القرن الثامن الهجري 2ذكرها قائلا لقد ترامت الينا قى
البلاد (نفوسة) دواوين ومجلدات من كلامهم 0في فقه هذا العهد متنلك
بسهم في اجادة الدين وتمهيد عقائده ‘ وفروعه 0ضاربة
التأليف والترتيب (٦4ا .
لقذ عرى للغرب العربي في القرن الثالث الهجري نهضة علمية فقهية
رائعة .كانت بداية لنهضة شاملة سوف تتبلور في القرون التالية ث وترسم
معالمها بصفة نهائية .
ثانيا :العلوم العقلية :
( )041أبو زكرياء :سير .ص 001۔ 101ى الدرجينى :طبقات .ج . 2ص 68۔ . 78
( )141أحد أمين :ظهر الاسلام .ج . 1ص . 003
( )241أحد مختار عمر :اللشاط الثقافي .ص . 682 582دبوز :تاريخ المغرب الكبير 0ج. 3
ص 783۔ . 883
( )341النديم :فهرست .ص . 332
( )441أنظر عنه أبو زكريناءالجناوني :كتاب الوضع ٠ت4حةيق أبو اسحاق ابراهم أطفيش ى .4م مقدمة الحقق
ص 8۔. 9وأنظر د .ابراهيم فخار :دور الرسميين .الأصالة ىعدد 24۔ . 34ص 63۔. 73
( )541عن النكار والخلفية والنفاثية :أنظر اضافة الى الفصل الرابع من الباب الأول من هذا البحث :عوض
خليفات :النظم الاجتاعية .ص . 611 . 411 . 301
( )641ابن الصغير :ص 2 61الرقيق :تاريخ .ص 371وأنظر كذلك عوض خليفات :الرجع اللابق ء
ضى 711۔ . 811الدرجيني :طبقات .ج 2ثص . 694
( )741لقد اشتفلت مألة الامامة أوالخلافة في الفكر العربي الاسلامي حيزا كبيرا .وشغلت المسلمين أمدا
طويلا سوكانت السبب المباشر في نشأة الفرق الاسلامية الختلفة .وبقدر ما شغل الاغريق قديما بالفضيلة والمدينة
الفاضلة واليحيون في.المصور الوسطى بالبابو ية والامبراطورية بقدر ما اشتغل المسلمون بالامامة وشروطها .
أنظر لقبال موسى :المغرب الاسلامي .ص 202ى الباروني :الأزهار ء.ج 2ى ص 511۔ . 611
( )841أبو زكرياء :سير ي ص 85م الدرجيني :طبقات .ج . 1ص 84۔ 2 94وأنظر ابن تاويت الطانجي :
دولة الرستيين أصحاب تاهرت صحيفة معهد .الدراسات الاسلامية :مدريد ي م : 5عدد 1و . 2ص . 311
٤ . 611ة عوض خليفات :المرجع السابق »ص
) (149أبو زكرياء :سير .ص 8 19الدرجيني :طبقات .ج . 1ص : 07وأنظر عوض :المرجع السابق .
صا . 301
( )051أبو زكرياء :سير .ص 29س الدرجيني :طبقات ي ج 1ع ص 87 :ى الشياخي :سير ى ص 391۔ . 491
وأنظر عوض :المرجع السابق ى ص . 411
5 -033-
وكانت لهذه الفرق الاباضية وأصحابها س عدة اجتهادات فقهية انحرفوا
فيها عن الاسلام ث في رأي مخالفيهم .وكانت الوهبية ترد على ما تعتبره
المغرب الاباضي .ق الذهب صبع تاريخ .ما حججهم بدعهم وتدحصضص
إن مثل هذه الأفكار الكلامية ى من شأنها أن تولد ردودا عنيفة لدى
الطرف الثاني ،وقد رأينا ذلك في الكتب العديدة(تة" . 0والتي أرسلها
الامام أفلح الى نفاث بن نصر يعظه تارة ويأمره بالتوبة من اعتقاداته
) الباطلة تارة أخرى معنفا اياه .
( )151الشماخي :سير .ص 103م أطفيش :ازالة الاعتراض .ص . 74
( )251حول عروس ونفاث :أنظر الدرجيني :طبقات .ج . 2ص 0 412وقارن بالبرادي :الجواهر .
ص 602۔ ، 702والثشاخي :سير .ص . 071
[ )351أبو زكرياء :سير .ص 8 06الدرجيني :طبقات .ج . 1ص . 15عوض :المرجع السابق .ص . 611
( )451الباروني :الأزهار .ج . 2ص . 591
( )551عن كتاب أفلح لنقاث والرعية .أنظر الباروني :الأزهار .ج . 2ص 991۔ . 502ويذكر الوسياني أن
لأفلح كتابا وكذلك لنفاث ربا على كتاب أفلح أنظر :سير الوسياني (بخطوط) ورقة 03وأنظر كذلك الشماخي :
: : ل ح ع , ه ع ع ح سير ٤ص 412وأنظر :ل
ح ) (...ا 3 . !, 6391. .172ه
133- -
لقد شغلت أفكار النكار والخلفية والنفاثية تاريخ الاباضية في القرن
الثالث المجري ،ولم يقتصر ذلك على اباضية المغرب حسب ى وانما تعدته
الى اباضية المشرق الذين كانوا يستفتون في تلك المسائل باسترار(6ة") .وكان
ما يجتهد به فقهاء المغرب ينطبق دائما مع فتوى المشرق س مما :يدل على
رسوخ قدم المغرب في الفقه وبعض التوازل التي أثارت الجدل والنقاش .
ولعل الفرق والمذاهب غير الاباضية ى التي تركز وجودها بتيهرت
وبعض أحوازها ث كانت قد لعبت دورا أكثر أهمية وشمولية من القرق التي
نبثقت من الاباضية الأم .وكانت التجارة من أهم العوامل الن جذبت
مختلف الأجناس والمذاهب الى تيهرت”ة") ى فوجد فيها الصفرية من
الخوارج والواصلية من المعتزلة ة" ؛ والحنفية(“ة") من أهل العراق المعروفين
( )651لواب بن سلام :شرائع الدين (مخطوط) ورقة 94۔ . 15 :أبو زكرياء :سير ٠ص 95ي } 18الدرجيني :
طبقات ي ج 1ي ص 07 0 94ى الباروني :الأزهار .ج . 2ص 751۔ . 951فيه رسالة أطلع عليها الباروني من
اباضية المشرق حول مسألة النكار .وأنظر كذلك دائرة المعارف الاسلامية ..مادة «بنو رستم" ج 01ث ص . 49
( )751ابن الصغير :ص 21۔ 31ى الشماخي :سير .ص 0 851أحد مختار العبادي :سياسة الفاطميين في
للغرب العربي ي صحيفة معهد الدراسات الاسلامية في مدريد ،م : 5ع 1۔ 2ث مدريد ‘ 7731ه7591/م .
ص ‘ 202الفردبل :الفرق الاسلامية .ص 941۔ . 051
( )851الواصلية وهم أتباع واصل بن عطاء ( 08۔ 171ه) مشهورون بفكرهم المتحرر { وهم فرقة من فرق المعتزلة
التي تثملهم التسمية جميعا 0بل لقد قيل ا .سبب تسمية المعتزلة بهذا الاسم انما كان لكلمة أطلقها الحنن البصري
على تلميذه واصل لما قال بالمنزلة بين المنزلتين .اذ رد عنيه الحسن هاعتزلنا واصل" وتتلخص معتقدات الواصلية
فيا يلي ( :أ) المنزلة بين المنزلتين ث (ب) نفي الصفات ى (ج) القدرة ى (د) خلق القرآن وغيرها .أنظر
الشهرستاني :الملل والنحل .ج . 1ص 06ى وأنظر كذلك د .عبد الستار عزالدين الراوي :ثورة العقل س دراسة
فلسفية في فكر معتزلة بغداد .دار الرشيد للنشر ث بفداد ي 2891ى ص 94۔ . 95ويذكر البكري أن بمجمع
الواصلية كان قريبا من تيهرت ث وكان عددم نحو ثلاثين ألفا في بيوت كبيرة كبيوت الأعراب ى أنظر المغرب في
ذكر بلاد افريقية والمغرب .ص 2 76وأنظر ابن الصغير :ص 44ث ويذكر الشيخ أطفيش أن اباضية الجزائر
اليوم في وادي ميزاب كانوا معتزلة يسافرون الى تيهرت لقتال الاباضية ،.وكانوا أقوياء .وما غلبتهم الاباضية في
عهد الرستميين صار أمرم في ادبار ى .حتى جاءمم الشيخ حمد بن بكر مؤسس نظام الحلقة الاباضية في القرن الخامس
المجري وردم الى مذهب الاباضية الذي يعتنقونه الى اليوم .أنظر :الرسالة الشافية .ص . 83
( )951الحنفية أو الأحناف أتباع الامام أبي حنيفة النعيان بن ثابت ( 08۔ 051ه) الذي استوطن الكوفة .فمال
في بداية الأمر الى علم الكلام ثم تبحر في العلوم .الشرعية ى وبرز بآرائه الاجتهادية حتى عرف أتباعه بأصحاب
الرأي والقياس .أنظر :المجدوب عبد العزيز :الصراع المذهبي ى ص 16۔ ، 46ولعل ابن الصغير عندما يتحدث
عن الكوفيين والعراقيين انما يقصد بذلك الأحناف ى أنظر :ابن الصغير ص 05 . 31۔ . . 75
-233-۔
بالرأي والقياس والمالكية" مؤكدين على السنة والأثرا". 60وقد أطلق
الصغير » « ) (261أو » العراق المغرب » عراق الرستمية تسمية على العمامة
( )061المالكية وهم أتباع مالك بن أنس ( 39۔ 971ه) نشأ بالمدينة ويها تعلم ث وكان مشهورا بتقيده بالقرآن
والحديث وابتعاده عن التأويل والاقتصاد في القياس وبعكس أبي حنيفة تماما .أنظر :المجدوب عبد العزيز :
المرجع السابق .ص 0 91ويتحدث ابن الصفير عن القرويين والحجازيين فلا شك أنه يقصد بم المالكية
بتيهرت .أنظر ابن الصغير :ص 31۔ . 75
( )161الميلي :تاريخ ي ج . 2ص 86۔ . 96
( )261اليعقوبي :البلدان » ص . 1٥4
) (163أحمد مختار العبادي :سياسة الفاطميين .المرجع اللابق .صحيفة م . 5ع1ب . 2ص . 2202الميلي :
تاريخ الجزائر في القديم والحديث 0ج 0 2ص 86۔. 96
( )461ابن الصفير :ص . 75
( )561الباروني :الأزهار .ج 2ى ص 511۔ . 611
( )661بعكس تيهرت وأمتها الرسميين فان الأغالبة كانوا يضايقون المالكية لاعتناقهم الحنفية تقليدا للخلفاء
العباسيين .ولما تولى سحنون بن سعيد القضاء سنة 432ه للاغالبة وكان٬ على المذهب المالكي .طرد أو شرد
الصفرية والاباضية ومنعهم من التحليق في المسجد الجامع بالقيروان ،الذي كانوا يظهرون فيه عقائدهم .أنظر أبو
العرب :طبقات .ص ، 481الدباغ :معالم ى ج 2ي ص 2 78 . 77ابن أبي دينار المؤنس ى ص ، 05وأنظر
كذلك المجدوب عبد العزيز :الصراع المذهبي ث ص 17 { 76وما بعدها .
( )761ابن الصغير :سير .ص . 75
الفردبل :الفرق الاسلامية . .اع 6.نة ! . : ع )!, . 301 401 (861
ص 941ى العدوي ابراهيم أحد :بلاد الجزائر ء ص . 891
وتعتبر المناظرة التي جرت بين الاباضية والواصلية أهم مظهر ثقافي في
. 64 ( )961ابن الصفير :ص
( )071نفسه :ص . 44
( )171نفه :ص . 95 . 75 . 54وأنظر :وداد القاضي :ابن الصغير مؤرخ الدولة الرستية س الأصالة .عدد
. 5ص . 93
-433-
هذه الدولة .يمكن تشبيهها فى بعض ملابساتها بالجدال الذي أثير في بفداد
خاصة ،والعالم الاسلامي عامة .حول مسألة خلق القرآن التي أثارها
المعتزلة واعتنقها الخليفة العباسي المأمون ( 891۔ 812ه)"710
ولعل روح الجدال الذي أثير في تيهرت بين الاباضية والمعتزلة ترجع
جذوره الى تلك المناظرات التي كان أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة يجريها
مع واصل بن عطاء( )"7ى مما يدل على تقليد المغرب للمشرق ومسايرة
قضاياه خاصة الفكرية
منها .إن المناظرات التي اشار اليها ابن الصغير
وقال بأنها كانت تجري بنهر مينة“ . ""7وجدنا تفاصيلها في المصادر الاباضية
التي أطنبت الحديث حولها .
ويبدو أن الامام عبد الوهاب ،رغم أفقه العلمي الواسع ،لم يقو :على رد
أفكار الواصلية .الى ولا شك أنها كانت ذات نفبوذ في أوساط العامة ث .
بحيث أضحت تهدد الوجود الاباضي أو على الأقل تنافسه ،مما دعا الامام"
والعلماء أبرز الفقهاء نفوسة ) (571ب حبث من العون عبد الوهاب الى استبداد
( )271عن مسألة خلق القرآن وفتنتها أنظر اليعقوبي :تاريخ .ج . 3ص 964۔ . 274السيوطي :تاريخ
الخلفاء .ص 803وما بمدها .الطبري :تاريخ .ج . 8ص 136وما بمدها وأنظر كذلك :عبد الستار
عزالدين :ثورة العقل .ص 302۔. 832
( )371تذكر المصادر الاباضية أن واصل برر إعطاء كان يتنى لقاء أبي عبيدة ويقول لو قطعته قطعت الاباضية
فالتقى به مرة فيالمجد الحرام.فبادره وأ :أنت الذي يقول ان الله يعذب على القدر ؟ فقال له أبو عبيدة
ما هكذا قلت ولكن قلت ان الله يعذب على المقدور .ثمسأله قائلا :أأنت الذي يقول .ان الله يعصى
بالاستكراء ؟ فنس واصل رأسه فلم يجب بشىء ولامه أصحابه على ذلك قائلين له :كنت تتنى لقاء أبي عبيدة
فسألته فخرج وسألك فلتجب فقال لهم واصل :ويحكم بنيت بناء منذ أربعين سنة فهدمه وأنا قائم .فلم أقمد ولم
.ص . 642عبد الله الباروني :سلم المامة والمبتدئين ث ص . 6 أبرح مكاني .أنظر الدرجيني :طبقات .ج2
هامش رم . 1وأنظر كذلك :محمود اسماعيل :الخوارج .ص . 122الجنحاني الحبيب :تاهرت ى الجلة التونسية
,عدد 04۔ . 34ص . 14ورغم ما في الرواية .من خلل ظاهر اذ أن أبا عبيدة كان في الكتمان وغير بارز للعيان
كزعيم أو امام للاباضية .حتى يكون واصل يعرفه ويناظره ليحطم به الاباضية كلها .رمم هذا فان الرواية لا
تخلو من اشارة الى وجود جدال بين الاباضية والواصلية في البصرة خاصة وهي مهد الفرقتين .
( )471ابن الصغير :ص . 44
()571أبو زكرياء :سير .ص ، 76الدرجيني :طبقات ي ج 1ث ص . 75
533- -.٠
الاباضية وأكثرهم عددا ،بحيث يبالغ البارونية"ٍ عندما يقول بأنهم يعدون
بالآلاف مع الفرسان الشجعان .
ولا نعرف تاريخ هذه المناظرة الي كاانلاباضية والواصلية قد حددوا
لها موعدا ،ولكن لاشك أنها كانت قبيل سنة 691ه ،تاريخ حصار
الامام عبد الوهاب لمدينة طرابلس ،اذ شارك معه فيه العالم المناظر
للواصلية مهدي النفوسي ‘ وفيه لقي مصرعه في تلك السنة. )"7
والشيخ مهدي النفوسي هو ه المقوم في علم الجدال الذي له اليد العليا في
البرهان والاستدلال »ث"7ا وهو « المحتج على امكان الممكن واستحالة المحال ه
وعلى الفرق بين الجلال والحرام ...الرادع لقيام أهل البدع والضلال ». )!7
واختارته نفوسة من بين علمائها ليلي طلب الامام عبد الوهاب ء فقصد
تيهرت مع ثلاثة من أصحابه كل واحد اختص في فن من العلم أو
المبارزة" .وتذكر المصادر الاباضية أنه لما وصل تيهرت 2كان يغيب
لعدة آيام قبل انعقاد المناظرة س فلما سئل عن مكان غيابه س قال « إني
رددت الى مذهب الحق (الاباضية) سبعين عالما من أهل الخلاف »(. )‘٥
وأطلعه الامام على المناظرات التي .كان يجريها مع المعتزلة قبل قدوم
الوفد النفوسى 2فاما كان عبد الوهاب يعرض عليه تلك الأحداث س كان
مهدي يقول له كلما شعر حيدة في كلام الواصلي هاهنا ذهب لك بالحجة
( )671الباروني :الأزهار تج . 2ص . 811
:ع , ( )771الثياخي :سيرى ص 823 . 171 . 061وأنظر كنل_, : 4
.072-962
( )871اثماخي :سير ى ص . 071
( )971الدرجيني :طبقات ى ج 1ث ص 313۔ . 413
( )081يذكر آبو زكرياء :أن مهدي النفوسي قال لأصحابه :أما أنا فلا يغلبني مخالف في مناظرة الا أن ركنت
في دين الله .وتكفل أمر لمناظرة .أما محمد بن يانس فاختض بتفسير القرآن ث وأما أبو الحسن الآبتلآني فتكفل
القضايا الفقهية .وأيوب بن المباس فتكفل أمر للبارزة .إنظر أبو زكرياء :سير ى ص 76ى الشياخي :سير ه
ص . 551الباروني :الأزهار ى ج . 2ص . 911
( )181أبو زكرياء :سير ى ص 2 96الدرجيني :طبقات .ج . 1ص . 06
-633-۔
وحاد عن المحجة .فوثق الامام عبد الوهاب بظفر مهدي على الفتى المعتزلي
المناظرةةآ) الذي ل يقو عليه هو نفسه .
النفوسي مع مناظره < تقابل مهدي والمناظرة ولما كان موعد اللقاء
المرحلة بالعامة من هذه الامام عبد الوهاب ف وحدهما ‘ واستوى المتناظران
-733-
الجدل اللن جرى خلق القرآن .كانت من أم القضايا ولعمل مسألة
حولها 0اذ نجد لها نصا مطولا للامام أبي اليقظبان ( 4. )٦67ناقشها بوضوح
ليس فيه أي تعقيد .ولا بأس أن ندرج منه هنا هذه الفقرات :
« قال الامام محمد بن أفلح ،رضي الله عنهما ى اجتعت الامة على أن
القرآن كلام الله .ولا يخلو هذا الكلام أن يكون شيئا ألويس بشيء .فان
كان ليس بشيء 4فأنى اختلف فيه الختلفون ؟وليس ثم شيء يختلف فيه
ختلف أو ينمازتع فنيهازع .ولو صح أنه ليس بشيء 9لبطل أن تكون
رسل الله جاءت بشيء 4أو أن يكون الله عز وجل أنزل على أنبيائه شيئا ه
ولبطل أن يكون تتموارة وإنجيل أفورقان .فاذا ثبت ك الله شيئا ،لم
يخل هذا الشيءمن أحد ثلاثة أشياء :إما أن يكون هو الله ،أو بعض الله
كالجزء من الكل أو/أن لي ع ال لي ميه ا يذهب اليه
ذاهب أو يقوله قائل ،الا من ركب اللجاج وحاد عن طريق الحق .
وليس لهم مذهب الا أن يقولوا هاولله ث فان قالوا هو الله ضاهوا بذلك.
اليعقوبية ثم من النصارى الزاعمة أن عيسى هو الله .فيلزمهم في زعمهم أن
يكون الكلام هو المعبود المتكلم 9السميع البصير ،القادر ى الباعث ،الوارث
الاه الدنيا والاخرة .
م لا يخلو هذا الكلام بعد ,كونه شيئا من أحد وجهين :إما أن يكون
شيئا قدها أو شيئا حدوثا فان كان شيئا قديما 3فكيف يكون قدم مع
الله سبحانه وهو غيره ؟ فهن أولى بالربوبية من القديمين حينئذ ؟ ومن
أحق بالألوهية منهيا وهما قدان متغايران ؛ ` .
( )781البرادي :الجواهر .ص 281وما بعدها .أنظر كذلك :جواب الشيخ أبي مهدي عيسى بانسماعيل .ضمن
مموعة من الكتب المطبعة الحجرية .تونس 1231ه .ص 471وما بعدها .
( )881اليعقوبية هي فرقة من فرق النصارى أصحاب يمقوب م قالوا بأن:الالاه هو للسيح وهو الظاهر بجسده
بل هو هو .وعنهم نزل قوله تعالى « لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم » نورة المائدة آية رم . 27
انظر الكهرستاني :الملل والنحل .ج . 1ص 522وما بعدها .
-833-
م لا يخلو هذا القديم أن يجوزعليه الفناء أؤلا .فان قالوا لا يجوز
عليه الفناء تقضوا وواجهوا برد القرآن ث" . 6وان قالوا يجوز عليه الفناء .
فكيف يكون قديا لا أول له ث له آخر ؟ ومن لا أول له فلا آخر له .
ومن له آخر فله أول .فلما بطل أن يكون القرآن قديما مع الله وهو غيره ة
صح أنه محدث فاذا كان محدثا فلابد له من محدث أحدثه وتولى تدبيره .
وقد دل على ذلك قوله تعالى « ا يأتيهم من ذكر من ربهم محدث ه910١ :
فوصفه عز وجل بالحدث فصح أن المحدث غير القديم 0وان القديم هو
المعبود 2والحدث هو الخلوق المحتاج الى من احدته والفه. » ...
ومن المواضيع التي جرى الكلام حولها فعلا والتي ذكرها ابن الصغير
مسألة المكان ،اذ سأل معتزلي عبد الله بن اللمطي الاباضى « :هل تستطيع
الانتقال من مكان لست فيه الى مكان لست فيه ؟ فقال لا س ثم سأله هل
تستطيع الانتقال۔من مكان أنت فيه إلى مكان لست فيه ؟ فقال اذا شئت
فقال له المعتزلي :خرجت منها يا ابن اللمطى » وكان هذا الأخير قد
/ خاف في البداية سؤال المعترلي(. ":9
ويشير ابن الصغير أيضا الى مسألة الاستواء فى قوله تعالى « :الرحمن
بأن ويقول ويتهم الاباضية ببوع من التجسيم ((391 استوى على العرش
( )981يقصد هنا قوله تعالى « ولئن شئنا لنذهبئ بالذي أوحينا اليك .آية . 68سورة الاسراء .
( )091آية 2سورة الأنبياء .
( )191الدرجيني :طبقات .ج . 2ص . 642عبد الله الباروني :سلم المامة .ص »“6هامش رة . 1وقارن
بالوسياني :سير (مخطوط؛ ورقة . 16
( )291ابن الصغير :ص . 54
( )391الاية رق . 5سورة طه .
933- -
خطيبهم الذي حضر خطبتمه "شفنه لما قرأ تلك الآية « حرف المعنى عن
موضعه أراد أن يقيم أصله وحفله بابا من الحلول على العرش (كذا) »(“. "٩
وفي الخطبة التي أنهى ابن الصغير بها كتابه القيم 4وهي خطبة الجمعة
على ما يبدو ،عدة اشارات الى مواضيع كلامية كقول الخطيب ه« الذي لم
يزل بصفاته وأسمائه ،لا يشمل عليه زمان ،ولا يحيط به مكان ،خلق
الاماكان والأزمان ثم استوى الى السماء وهي دخان ...تعالى أن تطلق في
وصفه آراء المتكلفين أو أن تحك في دينه أهواء المتقلدين ...ولم يكل لهم
(للعباد) تعالى الى القول في دينه بآرائهم ء ولا اذن لهم في مسامحة اهوائهم .
فتكون الأحكام مبتدعة 2والآراء مخترعة .والأهواء مبتدعة »(. 0"٩
( )491ابن الصغير :ص . 95لعلة يريد الاختلاف ف القراءات فبدل أن يقرأ الخطيب هاستوى" بألف مقصورة
قرأ «استوي" بياء .هذا ما يمكن فهمه على الأقل لأن الاباضية لا يقولون بالحلول ولا يجسمون بل ينتقدون
الجمة بشدة .
( )591اين الصغير :ص 95۔ 06وأنظر الخطبة كذلك ف البرادي :الجواهر ى ص 202۔ 602ى الباروني :
) 9۔. 0 الأزهار .ج . 2ص7822
( )691هو الخليفة الفاطمي أبو تمم المعز لدين الله بن اسماعيل بن القائم بن المهدي ولذ بتونس سنة 913وبويع
له بالخلافة بعد وفاة أبيه سنة 143ه وهو الذي دخل مصر واسقط الاخشيديين وبنى القاهرة سنة 163ه ي بعد
أن غادر المغرب توفي سنة 563ه أنظر ابن عذاري :البيان .ج 1ى ص 122۔ © 922ابن الأثير :الكامل .
ج .. 8ص 894۔ 8 026المقريزي :اتعاظ الحنفاء ص . 431
( )791أبو زكرياء :سير .ص 0 741 0 831وما يمدها .الدزجيني :طبقات .ج . 1ص . 321ممود
اسماعيل :الخوارج .ص . 122
( )891وقع سؤال في حضرة المعز :ما الدليل على أن لهذه الصنمة صانما ؟ فلم يستطع الحضور أن يجيبوا بجواب
مقنع رغم محاولاتهم فأشار المعز الى أبي .نوح أحد علماء الاباضية بالكلام فقال له الجواب مفهوم من الؤال .لأن.
الصنعة بنفها دليل الصانع ولا صنعة بغير صانع .فأعجب المعز بجوابه .أنظر أبو زكرياء :سير ى ص . 941
الكماخي :سير .ص . 353
=_۔۔۔
- 143 -
المسلمين < ١لاسلام .0وحيوية نصوص خصوبة دليل على
واستعدادهم للتطور « (302
ولهذا النص أكثر من قية } فبالاضافة الى السياق الذي جئنا به ههنا .
يشير النص صراحة الى أن البربر خاصة بجبل نفوسة ص مازالوا لم يتقنوا
العربية .ولعل هذا راجع الى طبيعة الجبل البعيد والمنعزل عن التأثيرات
الخارجية .وربما لهذا السبب وصفه اليعقوبي في نهاية القرن الثالث المجري
وقال بأن أهله « عجم الألسن »“"ةا ولا يستبعد أن يكون البربر يقرأون
العربية ولكنهم لا يتقنون فهمها في هذه المرحلة التي يعتبرها الاستاذ
الرسمية .بها يصدر رسائله الديوانية ث ولما كانت الرعية في معظمها لا تتقن
العربية .كان من الواجب ترجمتها حتى تصل أنباؤها للجميع خاصة في
( )112الكماك عثان :البربر ث سلسلة كتاب البعث ‘ الكتاب الخامس .ط . 1فيفري ( 6591بدون مكان
الطبع) ص . 901وأنظر . 862-762 :م 7: ,...نطح .
() لا زال أهل الموقار أو الطوارف الملشون في أقصى جنوب الجزائر يستعملون الأبجدية البربرية القديمة
(تافيناغ) أنظر :باسيه رينيه دائرة العارف الاسلامية .مادة بربر ى ج 3ى ص 2 715وأنظر كذلك دبوز :
تاريخ الغرب الكبير ى ج 1ى ص . 86 . 26
( )212الكعاك :البربر .ص 901۔ . 011
( )312توجد المديد من الكلمات العربية في اللهجات البربرية وهي بنسبة الثلث .أنظر غوستاف لوبون :
حضارة العرب .ص . 503أحمد مختار عمر :النشاط الثقافي .ص . 39دبوز :ج 3ث ص . 414
( )412الدرجيني :ج . 2ص 0 253اثياخي :سير .ص 982وأنظر 7: !.. .862 :ن
- ع : ل س ع ل ف . , 0291,. .17 -م
: , .09ز
443- -
بعض المناطق المنقطعة آو الوعرة كالواحات في الصحراء أو جبال نفوسة
والأوراس وهم الى يومنا هذا يتحدثون البربرية .
أما الشعر البربري ،فان أبا سهل النفوسي ،قد نبغ فيه س وله دواوين
شعرية اغتبر بها شاعرا .وكان يجيد البربرية ونظم مراثي في الامامة
الرستمية بعد سقوطها يتحبدث عنه الدرجيني ويقول « :إن الغالب من
أحواله .همل الدموع والتليف على فائت ليس له رجوع ،فجعل هجيراه
مراثي الدين وأهله والبكاء عليه بوابل الدمع وطله ،حتى دونت الدواوين
من كلامه وانتشر في الآفاق حسن نظامه ...وجميع ما حفظ من ذلك فانما
هو بلسان البربر ي ...فقف على دواوينه تكن عليه مترجما .ولا ترمها اذ لم
تجد لها مترجما "6ة) .وقد أحرقت معظم تلك الدواوين وأتلف الباقي ولم
المشائخ قصائد أبي سهل بقصائد .وقد شبه أحد يبق منها الا أخبارها"7ا
« :من أراد قراءة الشعر فعليه الخارجي فقال عمران بن حطان الشاعر
البربر فعليه بشعر أبي سهل ومن أراد شعر بشعر عمران بن حطان
شعره ‘ في التاريخ رغم لسانه أن يستفاد من الفارسي »ة"ثا وكان يمكن
البرنري { لأنه قيد فيه كا يقول الدرجيني جملا من تواريخ أهل الدعوة
. :ه ( )512الكعاك :البربر .ص 36وأنظر , . 962 :
. ۔ 253 1 ب ص :ج 2 الدرجينى ()612
( )712الدرجيني :ج . 2ص 253ي معمر علي يحي :الاباضية بالجزائر » ص . 161 - 061
. 7:طع ( )812الوسياني :سير (مخطوط) ورقة 86۔ . 97وأنظر , . 372 :ع!غ
ولم يكن أبو سهل وحده هو الشاعر بالبربرية ،وانما نجد الى جانبه
نساء يذكرن في المصادر الاباضية بالشاعرية ،الا أنه يبدو أن شعرهن لم
يكن يدون س وإنما هو شعر أو حك وأمثال تتناقلها الألسن شفاها 0ومثال
لذلك زيديت بنت عبد الله اللوشائية ،الى ألقت قصيدتها أو غنتها في
عجلس نسوي وهي في موضوع الميعاد والحساب والقبر والموت" . :ومنزو
بنت عثان المزاتي شعر بالبربرية احتفظ الوسياني("تةا بشيء قليل منه
وكانت كسابقتها تتحدث في الأمور الدينية ء وكان أبوها شاعرا أيضا اذ
أراد أن يخفف آلامها لما زؤجها لرجل فظ غليظ القلب فقال لها « يابنتي
سبق القضاء بأن أنكحتك من لا أحبه ولا تحبينه فعاملك بما أرى فلا
تجزعي } ولكن اصبري فاني أرجو الله أن لا أتنصرم عشرة أيام الا يوت من
وت ويفرج الله عليك وينقطع عنك النصب ،وهذا القول بكلام
بربري موزون »(ة. )22
ونجد مثل هذه المقطوعات بكثرة في كتب الاباضية 0وهى تدل على
وجود شعر بالبربرية .وربما كان هو غناءحم أو مدائحهم ف الأعياد
والمناسبات (ثةة) وكان للشعر البربري كا يقول لوفيسكي بمجموعات شعرية
مشابهة لدواوين الشعراء العرب بالشرق “ةتا .ومن ذلك دواوين أبي
. :ع ( )912الدرجيني :ج . 2ص . 253وأنظر كذلك , . 17 :ن, 0
. :ن ( )022الثياخي :ص . 713وأنظر . 472 :غ
( )122الوسياني :سير (مخطوط) ورقة 021۔ . 121
( )222الدرجيني :ج . 2ص .113
( )322أنظر قصيدة بالبربرية في دبوز علي :تاريخ المغرب الكبير ى ج 1 ٠ص 55۔ 16ومع ترجمتها الى المربيةة
وان كانت لشاعر معاصر فهي تدل على اقتراب البربرية من العربية في كثير من الألفاظ .وتنشد القصيدة في
الحفلات الدينية والأعراس .
. :ع ), . 372 (422
عامية بليغة .والتليف البربرية وكلها تقريبا تحوم حول المسائل الدينية .
اغا وضعها واضعوها حرصا على ايصال عقائد الاسلام وعباداته الى العامة .
اذ لم يكن البربر يحسنون جميعهم :انعربية في ذلك الزمان المبكر7قةا .ؤان
ميل الاباضية خاصة الى التآليف بالبربرية سكا يقول الشيخ أطفيش أبو
اسحاق منذ ظهروا بين البربر في أوائل القرن الثاني الهجري س كان ذلك
« من أسباب تمكين البربر في الاسلام »ث . )22فاذا تمكن فعلا ث أصبحت
معرفة اللغة العربية ضرورية ومن الواجبات التي على المسلم ى وهو ما شعر
به البربر بعد ذلك في القرون التى تلت عهد الرستميين ولا يزالون
- 843-
.وكان لعناية الحكام الرستميين بالعربية وعلومها أن اقتدت بهم الأمة
البربرية“ةثا ى وحاولت أن تتخلص من تعدد اللهجات 0خاصة وأن
الدولة الرستمية تضم عدة قبائل بلهجانها الختلفة .فربطها للمغربين الأوسط
والأدنى من العوامل التى تؤدي الى احتكاك القبائل ببعضها ،فلا شك أن
اللغة العربية بين هذه القبائل كانت العامل المشترك س أو لفة مشتركة بها
يتفامون تخلصا من تعدد اللهجاتق2ا .إن البربرية س كانت في نظرنا
منذ أن اعتنق البربر الاسلام ث وحسن في عهذ الحكومات الاباضية
والصفرية وسيلة أو أداة مساعدة للغة العربية في ابلاغ البربر دينهم .ولم
يقف البربر أمام العربية ؛ كا لم تكن البربرية في صراع٦ةةا مع العربية أو
. منافسة لها في ياوملمأنيام .
إن الجهود التي بذلت في عهد الدولة الرستمية لتعريب البربر جهود
جبارة7قا ى وكانت من أهم الخلفيات الثقافية العربية التي انطلقت منها
دولة بني حماد في المغرب الأوسط « حتى أن القرن الرابع الهجري ،لم يكد .
يبزغ س حتى صار كثير من البرابرة يزاحمون العرب في لغة الضاد ،وأصبح
علماء البربر يناظرون فقهاء العرب في قواعد الأصول وتفارزيع الفقه
ومباديء عام الكلام »٥ةةا » ومما سهل تعريب المغرب وأسرع في عمليته .
كون البربرية والعربية تنتميان الى أصل واحد .وقد تنبه الى هذا بعض
( )432الميلي :المرجع السابق .ج . 2ص . 86
( )532احان عباس :تاريخ ليبيا ٠ص . 49
)632( -من الأساليب التي نراها خاطئة استعيال لفظة الصراع اللغوي أو مراحل صراع اللفة العربية مع البربرية
وهي ألناظ نجدها في كتاب الدكتور أجد مختار عمر :التاريخ الثقافي في ليبيا .اذ وضع فضلا تحت عنوان
الصراع اللغوي قي المنطقة .ص 95۔ 101مما يوحي أن هناك صراعا فعلا بين البربرية والعربية وهو مالم يحدث
اطلاقا فلم يكن بين البربرية والعربية صراع بما تحمله كلمة «صراع" من معان بقدر ما كان بينها من تماون
وتكامل على مر المراحل التي تفضل الدكتور بذكرها وقبله قد ذكرها الاستاذ الكماك ف كتابه البربر ص 36
وما بعدها .
( )732أحد مختار :المرجع`الابق .ص 67۔ . 77الكعاك :موجز .ص . 282
( )832عو يس عبد الحلم :دولة بني جماد .ص . 742
- 943
العلماء ث ومنهم يهوذا بن قريش التيهرتي في القرن:الرابع الهجري ،وبرهن
على ذلك في كتابه كا يقول الكعاك تا .
ولمل من المستحسن أن نختم هذا الفصل بالتساؤلات التي طرحها
المستشرق باسيه .وتولى الاجابة عليها بنفسه عندما قال « :إن استعمال
البربرية غند الاباضية هل يكن اعتباره احتقارا للعربية واحتجاجا
ضدها ؟ خاصة وأنها لغة المذهب المالكي السيد في افريقية .هل توجد هنا
حركة وطنية بربرية معالمها الانقياد للاباضية من جهة ومن جهة أخرى
السك بلغة الأجداد ؟ يقول باسيه .ان هذه التساؤلات كلها تبدو غير.
واردة س لأن الخوارج يعتبرون أكثر اتقيادا للفة القرآن ولغة الاسلام من
المالكية أنفسهم فلغة الرسول لا ينبغي أن تبدو لهم مهانة أو حقيرة .إن
تأليف الكتب الاباضية بالبربرية ليس له سبب الا حب أن يطلع عليها
أغلب الناس في ذلك الزمان وهم البربر الذين لا يتقنون العربية في تلك
الفترة المبكرة ...والدليل على هذا هو أنه بمجرد أن أصبحت العربية أكثر
انتشارا عند معتنقي الاباضية ترجمت تلك المؤلفات من البربرية الى
العربية .وقد حضل هذا في وقت مبكر جدا ،واليوم ورغم أن الاباضية
بقوا يتحدثون البربرية 0فان كتبهم حولت الى العربية
كلها تقريبا »(٨0ةا .
ومجمل القول إن اللغة العربية في الدولة الرستمية كانت اللغة الرسمية ه
( )932الكماك :موجز ى ص 022۔ 0 122المدني :هذه هي الجزائر ص 65ه الميلي :تاريخ الجزائر ى ج. 2
ص 96۔ 8 07الجيلالي :تاريخ الجزائر .ج . 1ص 132۔ . 232للمزيد من المعلومات أنظر المبحث :اللفة
العربية .النحو والآداب .ص 583وما بعدها من هذا الفصل .
الانتللاع في عجلة العري يتحدث مصطفى نبيل صاحب (. 76-56 )042م ,ازمه ,نقك ]:اعدة
الكويتية عن المجتمع الاباضي في ميزاب بالجنوب الجزائري ويقول ه مجقع لا تجد فيه أميا واحدا .بل ويندر أن
تجد فيه من لا يتحدث العربية بطلاقة الى جانب اللغة البربرية المحلية ء أنظر مجلة العربي عدد . 682استطلاع
مصطفى نبيل عنوان :عالم مزاب للحور رحلة الى الصحراء الجزائرية .أيلول . 2891ص . 601وأنظر
كذلك صفحات . 511 . 411
-053-۔
وعاشت الى جانبها البربرية 3عيشة العامية اليوم مع الفصحى .وحدث في
هذا الزمان استعمال الحروف العربية للكتابة البربرية .وهي مرحلة ج٥
متقدمة في صالح العربية بالمغرب .ولا شك أن البربرية اذا كان لها دور
في الحياة الفكرية الى جانب اللغة العربية ى فلا يتعدى الدور الثانوي ى اذ
أنها في تلك الفترة تستعمل بالمشافهة أكثر منها بالكتابة .لأن هذه الآخيرة
بدأت تسيطر عليها اللغة العربية بجروفها وكلماتها .وكان للأئمة الرستميين
دورهم الفعال في تثبيت العربية في الأوساط البربرية وكانوا من المعتنين بها
لغة ووعاء لثقافة وفكر .لا يشك احد في اعتنائهم بها .
بعد أن تطرقنا الى اللغة العربية واهتام الدولة الرستمية رعاة ورعية
باتقانها .وأنها كانت اللغة الرسمية بالبلاد .في حين أن البربرية كانت بمثابة
العامية في يومنا هذا .بقى لنا في هذا المبحث أن نعرف مدى مساهمة .
عاماء هذه الدولة في علوم العربية كالنحو خاضة " والأدب بشقيه '
النثر والشعر .
)1النحو :
اذا استثنينا الأسرة الرستمية .الأئمة خاصة ،الذين برعوا في كثير من
العلوم .ومنها علوم العربية كا سبق أن ذكرنا ،فاننا لا نجد الا القليل من
المؤلفين فيه ،وانما كانت لكثير من علماء تيهرت معرفة باللفة العربية
وقواعدها .وكان من الممكن أن ينتقل نحو البصرة الى تيهرت مع المذهب
الاباضي & اذ كانت البضرة المركز الأم للمذهب واحدى المدارس النحوية
البارزة في ذلك الوقت .لو وجد تربة صالحة لنوه واستيعاب دقائقه
وخوض عماره فتيهرت في هذه الفترة المتقدمة من الزمن بعيدة عن مسايرة
البصرة في هذا الاختصاص كل البعد .بسبب بسيط هو طبيعة سكانها من
-ا- 53
البربر الذين كانوا في هذا الوقت يحاولون التحدث بالعربية ى على أكبر
تقدير .دون النظر الى النحو والقواعد .
ورغم هذا فام نعدم بعض الاشارات الى بعض المهتمين بالنحو كأبي عبيدة
الأعرج الذي يقول عنه ابن الصغير معجبا ببراعته في اللغة « كان أبو عبيدة
هذا عالما بالفقه والكلام والوثائق والنحو واللغة ...وقد أتيته يوما أسمع
منه كتاب اصلاح الغلط الذي ألفه عبد الله بن مسلم بن قتيبة على أبي
تاحت ت قراءته وقلت لعل تاظرا في كتابنا هذا ينفر من
ف 0تفلم
ايدة
عب
عنوانه ويستفر من ترجمته ويربا بأبي عبيدة عن الزلة فلم أهمزه ولم أمده
فقال لي يربأ بأبي عبيدة بهمز الألف وضمه وانما ذكرت هذا الحرف لادل
على براعته في اللغة »({ة‘ .
افريقية الأغلبية < الأحد ق من باب سوق .ومسكنه بالقرب 352ه سنة
( )142ابن الصغير :ص . 64وأنظر كذلك علي يحى معمر :الاباضية بالجزائر .ص 541۔. 641
( )242الزبيدي :أبو بكر مد بن الحسن :طبقات النحو يين واللغو يين تحقيق محمد أبوالفضل ابراهيم . .ط .٦
. 9۔052 ب ص .مصر 1 33ه4591/م الخاجى الكتي أ مين سامي طبعه محد
أنال منها كلة بخارج كتابه ف ابن الصغير 22 نرى اللغة السودانية
: . ( )342نفسه :ص . 942وأنظر كذلكأحمد مختار عمر :النشاط الثقافي في ليبيا .ى ...352
: ) (442الزبيدي :طبقات التحويين ء .ص 752۔ 952وأنظر كذلك القفطي :جمال الدين أ بو الحسن ط77:
يوسف :أنباه الرواة على أنباء النحاه .ج2ء تحقيق محمد أبوالفضل ابراهيم {دار الكتب المصرية » التاهرة .
741۔. 941الليوطي" :جلال الدين عبد الرحمن :بفية الوعاة فيطبقات ط 1731. +ه2591/م' .4ص
ط0 1مطبمة عيسى البسلبي الحلبي .القاهرة « اللفويين والنجاة ةتحقيق محمد أبو الفضل ابراهيم .ج. 2
4ه5691/م ص . 26
353- -
ملك السودان لابن عرفة سفير الامام أفلح الى تلك ال,۔لاد(ت“ة) ى فهذا
الاهتام يوحي لنا بأن السودانية قي تيهرت كانت احدى اللهجات المتداولة
بين العبيد وملاكيهم على الأقل وتشكل بذلك نوعا من العامية
المحدودة الاستعمال .
إن هذا التنوع في اللغات واللهجات ى بالعاصة الرستية أنجب شخصية
لا تزال مغمورة ث رغم مساهمتها الفعالة في مجال اللغات ،ذلك هو يهوذا بن
قريش التيهرتي الذي عاش في القرن الرابع المجري ،وهو امتداد طبيعي
للقرن الثالث عهد الدولة الرستمية .وكان يهوذا بن قريش يحسن عدة لغات
كالعربية والأرامية والفارسية والبربرية والعبرية ‘ فكان كا يقول
الأستاذ الكعاك ،وهو أول من اكتشف هذا العالم وكتب عنه بالعربية
ه عالما بجميع تلك اللغات متضلعا فيها »(“ة . 0فلعله بذل "الاستيعاب
للغات »٠من الراذانيين الذين يقول عنهم ابن خرداذبة بأنهم « الذين
يتكلمون بالعربية والفارسية والرومية والأفرنجية والأندلسية والصقلية »74ة)
وهذا غير مستبعد اذا عامنا أن فى تيهرت دربا يعرف بدرب الرهادنة (842ا .
ولم تتوقف معرفة يهوذا في استيعاب عدة لغات وانما حاول المقاربة
والمقابلة بين بعضها البعض بعد التنظير بينها .وترك كتابا في هذا المجال
برهن فيه على أن العربية والعبرية والكنعانية والبربرية ذات أصل
واحدا وبهذا يكون يهوذا التيهرتي هو أول واضع لأساس النحو
التنظيري ،كا يقول الكعاك وفتح بابا لم يكن ليولج الا عشرة قرون فيا
( )542ابن الصغير ٠ص . 13
( )642الكماك :موجز .ص . 122
( )742ابن خرداذبة :المسالك والممالك .ص . 351الراذانية أو الرادانية طائفة من تجار اليهود .ومع هذا فليس
بجتبعد أن يكون هوذا بن قريش منهم .إستقر به المقام في تيهرت وتفرغ الى مقايلة تلك اللغات ببعضها .
( )842ابن الصغير :ص . 75 . 64يبدو أن الرهادنة بتعبير ابن الصفي هى نفسها راذانية أو رادانية عند
. ابن خرداذبة مع اختلاف بسيط ف النطق .
( )942المدني أحمد توفيق :هذه هي الجزائر .ص . 65
( )052الكماك :موجز ىص 022۔ 722وأنظر كذلك الميلي :تاريخ الجزائري ج . 2ص 96۔ ..07الجيلالي :
تاريخ الجزائر .ج . 1ص 132۔. 232ابراهيم أحد العدوي :بلاد الجزائر .ص 792۔. 892
نقه ( )152يشير الكماك الى مرجعه في هذا الموضوع ويقول بأنه استقى معلوماته عن الجلة الأسيوية الفرنسوية
أنظر الكماك :ص 122وقد بحثت عن هذه .المهلة وحاولت ضبط ] : 3481ح
عنوانها الفرني ب عدجناةن 6لةصداه[ وهي مجلة مشهورة في المغرب المربي في الممد الاستعماري ولكنني .
أمكن من العثور على المقال الذي يدور حول شخصية وذا بن قريش .
( )252الكماك :موجز ىص ، 602رابح بونار :المغرب المربي .ص 021. 58ىأحد مختار عمر :النشاط
الثقافي في ليبيا .ص . 871الجنحاني :تاهرت .مجلة العلوم الاجتاعية .تونس .عدد . 04/34ص هو .
. ط : .79-59م ...,عزن
. 13 ( )352ابن الصفير :ص
( )452احسان عباس :تاريخ ليبيا ٠ص . 422
. ن :ح ), . 79-69 (552عز
-553 -۔
وهناك رأي ثالث مفاده أن الحياة الأدبية التي شهدتها تيهرت خاصة .
لم تصل الينا لعدم اهتام المؤرخين وأصحاب كتب التراجمة) بتدوينها
وأرزىأن أولئك س من الاباضية خاصة س قأدهملوا هذا الجانب كليا .
وطغى على كتبهم الجانب الفقهي لا غير ،ثم إن اهتامهم بعلماء نفوسة
والجهة الشرقية من الدولة الرستمية خاصة .أذ عنا الكثير مانلمعلومات
الأدب العربي ابنا عن علماء تيهرت وأدبائها كعاصمة سياسية مادام
للعواصم السياسية .
ورغم هذا فلم نعدم وجود بعض القطع النثرية والشعرية المتناثرة هنا
وهناك في بطون الكتب ،ومن ذلك بعض الرسائل التى وجهها الائمة
الرسميون الى رعيتهم أو الخارجين عن طاعتهم ث وبعض القصائد الشعرية
للشاعر التيهرتي بكر بنحماد الزناتي س وكانت على مستوى رفيع ،كا سوف
نرى مما يجعلنا نعتقد وجود شعراء غيره ،.أقل منه شاعرية ،لم يحظوا
بتخليد اأسائيم كشعراء من طرف المؤرخين » لذلك لم تصلنا
أخبارهم وأشعارم .
1۔النثر :
يذكر الدكتور أحمد مختار عمر ،أن النثر عند الاباضية قد فاق جانب
الشعر ،وانه جاء الينا في شكل خطب أو وصايا أو رسائل ديوانية أو
أقاصيص تعليية أو حكم أو أجوبة 7تة) .والحقيقة أنني أشك في وجود غير
الرسائل الديوانية والخطب منالنثر الاباضى الذي حاول الدكتور أحد
مختار عمر جمعه ى لأن غير ذلك ،في اعتقادي ،انما كان باللسان البربري :
عربه كتاب السير والطبقات فيا بعد .
ويمكن أن نأخذ نموذجا من الرسائل الديوانية .رسالة الامام عبد
. 5 المربي ب ص رابح بونار :المغرب ()652
نفوسة بعد وفاة أبيه الذي كان يشغله ،بدون اذن من الامام (. )2
« يسم الله الرحمن الرحم .وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أما
بعد فاني آمركم بتقوى الله تعالى ،والاتباع لما أمركم به س والانتهاء عما هاك
عنه } والذي كتبتوني به .من وفاة السمح وتولية بعض الناس خلفا ‘ خلفا
منهم . .ورد أهل الخير ذلك س فان مولي خلفا بغير اذن امامه قد أخطأ سيرة
المسلمين ى ومن أبى توليته فقد أصاب ،فاذا أتاكم كتابي هذا فليرجع كل
عامل استعمله السمح الى عمله الذي ولي عليه ‘ الا خجلف بنالسمح 0فحتى
يأتيه أمري وتوبوا الى ربكم لعلكم تفلحون »(ةةا .
وللامام أفلح عدة رسائل الى رعيته وعماله والى نفاث بن نصر(6ة)
الذي خرج عن طاعته وطعن فيه(اةةا ى وقد أطال الحديث في بعضها .
واخترنا من بين رسائله تلك ص هذه الرسالة الى بعثها الى نفاث يعنفه فيها
وهدده وهي آخر ما كتبه به أفلح اليه .نختصر منها بعض الفقرات 0وهي
بدون بسملة دليل على الغضب وعدم الرضا .
من أفلح بن عبد الوهاب الى نفاث بن نصر ،أما بعد .فالحمد لله «
علينا واحسن الينا الذي بنعمته تتم الصالحات ولا يهتدي مهتد الا المنعم
وتوفيقه فله المنة علينا ولا منة لنا عليه .وهو المحسن الينا اذ هدانا بعونه
وجعلنا خلفا بعد أسلافنا الصالحين وأمتنا المهتدين الذين في اتباعهم لدينه
ينجو من ابتدع غير الحق لأن تلك البدعة ضلالة وكل ضلالة كفر وكل
كفر في النار .
وقد كتبت اليك غير كتاب أنصح لك فيه وأدعوك الى رشدك ونفي كل
ذلك لا يبلغنى من عمالنا فيك الا ما أكره ولا أرضاه لدين ولا دنيا حتى
حررت كتابا منشورا الى عمالنا أمرتهم فيه بخلع كل من خالف سيرة
المسلمين وابتدع غير طريقتهم وسار بغير سيرهم وبنفيه وهجره واقصائه .
فكتبت الي كتابا كأنك تسخط ذلك .أترى أني أوازر من ابتدع في ديننا
(كلا) ما كنت بالذي يفعل ذلك ولا أوازر من يسعى في خلافنا ماكنا
على الهدى .
غم قلت إنا أمرنا في كتابنا بالبراءة منك .فان كنت كا كتب به الينا
عمالنا فأنت محقوق بالبراءة ومقصى من جماعتنا ...وان لم تكن كذلك
فأظهر الانتفاء من ذلك وكذب عن نفسك ما قيل عنك لتكون عندنا
بالحالة التي تستحقها وتستوجبها .
...وانغا رفع الينا عنك ما رفعه أهل الثقة عندنا فأمرنا عمالنا أن
يسيروا في كل من ابتدع بسيرة المسلمين وكتبنا إليهم بذلك .فجعلت تكتب
الينا فيا ليس لك به كتاب .فعلام تتجاهل في الأفور؟ فان كانت
غايتك انما هي أن نكتب اليك وتجيب وتكتب الينا ونجيب فهذه غاية
قصيرة س والسكوت عنك أهنا وأولى بنا ...وان كانت غايتك التصخيح
فانف عن نفسك مارقي عليك وكن من جماعتنا وموافقي أسلافنا :..وإن
يكن حقا مارقي عليك وما قيل فيك من مخالفة أصحابنا فأنت وما رضيت
به لنفسك .واني غير كاتب اليك كتابا بعد هذا الا ان-انتمى الينا منك .ما
- 853 -۔
نحبه فننزلك من أنفسنا بحيث تحب والله المستعان ولا حول ولا قوة الا
بالله العلي العظيم »“. )2
وهذا جواب لأبي منصور الياس عامل الامام أبي اليقظان على نفوسة
بعثه الى العباس بن طولون لما خرج من مصر يريد بلاد المغرب
سنة 762ه(ة62ا ردا على كتابه الذي يأمره فيه :أن أقبل سمعك وطاعتك
والا وطئت بلدك فكتب اليه الياس تحقيرا له ه« قل لهذا الغلام أما أنك
أقرب الكفار مني وأحقهم مجاهدي .فقد بلغني من قبيح أفمالك مالا
يسعني التخلف معه عن :جهادك وأنا على أثر رسالتي اليك »4ة) .
إن هذه الناذج من النثر في العهد الرسي ،كتبت بأسلوب الرسائل
والخطب والمواعظ في صدر الاسلام .وهي تمتاز بايجاز العبارة وصحة
الألفاظ س والتسلسل المنطقي ،وبساطة الخطب ،وترك مالا يدخل في.
الموضوع وهي توحي بجيال أسلوب الأئمة وقدرتهم البلاغية .فبالاضافة الى
قيمتها التاريخية .نلاحظ ضرب أصحابها عنى الوتر الديني الذي كان هو
المين في تلك العهود .فبينا نشعر من رسالة الامام عبد الوهاب الى رعيته
بنفوسة الدعوة الى الطاعة بالتي هي أحسن ربا الأن الامام في تلك الستين
في أواخر أيامه وقد :شاخ س نلاحظ على رسالة أفلح التمديد والغلظة
والشدة اذ الموقف يتطلب ذلك .أما رد الياس لابن طولون بذلك
الموجز 4فيذكرنا ببا رد به الخليفة العباسي هناروح الرشيد الامبراطور
البيزنطي نقفور سنة 871ه ،لما نقض هذا صلحا قد أبرم من قبله ،اذ
قال الرشيد في رده « الجواب ماتراه دون أن تسمعه »(ت62ا لأن نتقفوراً كان
قد هدد الخليفة هارون الرشيد بالسيف في رسالته .
١ ( )262الباروني :الأزهار .ج . 2ص 402۔ . 502
) (263أنظر عن هذا الفصل الرابع من الباب الأول .وأنظر ابن عذاري :البيان .ج . 1ص 811۔ . 911
( )462الباروني :الأزهار .ج . 2ص . 852وأنظر رسالة أخرى للامام أبي اليقظان بن أفلح مهمة قي موضوعها
وأسلوبها .نفس المرجع ص 042۔ . 242
( )562الطبري :تاريخ .ج . 8ص 803ى ابن الأثير :الكامل .ج . 6ص . 081أحداث سنة 871ه .
-953-
ولعل النصوص التي وجد فيها الدكتور أحمد عنتار عمرا خللا كبيرا
١نها قيلت با لعربية < خطا اعتقد ١لت .انما هي ١لنصوص تعبيره حسب
وهي في الحقيقة ترجمت عن البربرية فيا بعد س كا ذكرنا هذا سابقا .
: يضيف
ولآ تكن جامعا للصّخف َخْزنَهَا كالعير يخيل نبين ا الي أسقارا
نغمالقضية نغم الغر تورئة لتفيك التوم إن أختثتآتارا
: فيقول العلماء اليه بعص يلتجىء أمر خطير قد تم يشير ١ل
وجودة شعر بكر بن حماد ي كا سوف نرى ،لاشك أنه اكتسبها من
ترحاله المستر س اذ رحل الى المشرق سنة 712ه وهو شاب في مقتبل العمر
وهناك التقى بفطظاحل شعراء القرن الثالث الهجري مشل دعبل
الحزاعيت7ةا وأبي تمام حبيب بن أوس الطائي وأبي الحسن علي بن
الجهم (ة . ):7فكان لمذه الرحلة المشرقية ى التأثير الأكبر على فكره
واستعراه 3كا كان تعلمه بالقيروان واقامته بها س فرصة للاختلاط بأناس
كانوا عر:يقين في عروبتهم(47ثا ى واختلط بهم وهو صغير على ما يبدو س مما
ترك آثاره الفعالة في شخصيته ولسانه .
( )962القيرواني :أبو العرب :طبقات علاء افريقية ى ص 642ي الدباغ :معالم الايان .ج. 2
ص 182۔ 282وأنظر كذلك :محمد شاوش :الدر الوقاد من شعر بكر بن حماد ء ص . 34
. 5 .رابح بونار :الغرب المربي ص 07 2ى ص ( )072الميلي :تاريخ ج
( )372شاوش محمد :الدر.الوقاد .ص 37۔2 57لقد قال .لي أحد الإخوة من سكان ولاية تيمرت إن امام جامع
تيهرت المتوفى قبل سنوات عثر في تركيا على ديوان شعر لبكر بن حماد الزناتي 3فلعلنا سوف نرجع الى هذا ه
عين المكان . ونتحقق منه ف
( )272هو أبو جعفر الحسن بن علي الخزاعي المتوقف سنة 642ه ىقضى دعبل أكثر حياته ببغداد وكان مشهورا
بهجائه للملوك وتجاسره حتى على الخلفاء ظ ترجمته :ياقوت :ممجم الادباء .ج 11ىص 99۔. 411اين
. 662۔072 . ٠ج 2ب ص :وفيات خلكان
( )372توفي أبو تمام سنة 132ه أما ابن الجهم فوفاته سنة 942ه وكلاهما شاعر جيذ في كل فن 2أنظر اين
553وما بمدها . » 3ص 11وما بعدها ج م٫ج 2ب ص :وفيات خلكان
ولما كان غير مستسباغ ادراج جميع أشعا ره التي وصلتنا 0على قلتها
فحسبنا أن نشير الى مصادر وجودها 0الأمر الذي أهمله الأستاذ محمد شاوش
الذي جمع أشعار بكر في كتابه س ورتبها حسب أغراضها .وهو عمل
يشكر عليه(“7ة .
ونختار من قصائد بكر بن حماد بعضا منها ونبدأ بهذه التي يستعطف
فيها الامام أبا حاتم يوسف ويعتذر اليه ،وقد قبل الامام اعتذاره
: وعفا عنه
نضير ١لفْصًّون في شتا بي وَغصر تركها با لعراق فى لي َمؤنسة
زاخو جميعا عَلى الأقدام وَابتَكَروا فلن يروحوا ولن تَفدولهم غادي
إا لقالوا :النقى م أفضل الزاد
ہ و ہے
هو أبو اسحاق اسماعيل بن القاسم المعروف بأبي العتاهية .نشأ بالكوفة وسكن بغداد واشتهر كشاعر في ()872
الزهد ،توفي سنة 112ه ء أنظر ابن خلكان :وفيات ؛ ج 1ث ص 912وما بعدها . فلسفة
محد شاوش :الدر الوقاد ى ص 65۔ 2 75الكماك :موجز ى ص 2 412 - 312رابح بونار :المغرب ()972
. 331 المري ى ص
( )082الدباغ :ممالم الامان ي ج 2ى ص 382ى وأنظر محمد شاوش :الدر الوقاد .ص . 09
( )182الدباغ :معالم الايان ى ج 2ي ص 382ى وأنظر شاوش :الدر الوقاد .ص 08۔ . 28
} -۔-463
ش يقول :
وكان الشاعر بكر كثير العلاقة بالملوك والأمراء .ييدحهم ويهجوهم حتى
كان ينال منهم ما يرجوه 0وقد تجرا وهجا الخليفة العباسي المعتصم
( 812۔ 722ه) رغم أن هذا وصله بصلات جزيلة(تثةا .كا وصله الأمراء
الأغالبة (ةة2ا .والأدارسة على حد سواءا .
ولعل أحسن ما يمكن اثباته من شعر بكر بن حماد قصيدته الهجائية
الت رد بها على عمران بن حطان(تثا .وعارض بها قصيدته التى يهجو فيها
الامام علي بن أبي طالب (ض) ويمدح قاتله عبد الرحمن بن ملجم (6ث. )2
بكر بن حاد (. )782 يقول
( )282ابن عذاري :البيان .ج . 1ص ، 451شاوش الدر الوقاد .ص 76 0 64۔ . 96
( )382ابن الآبار :الحلة .ج 1ى ص . 471
( )482ابن عذاري :البيان .ج 1ى ص 632۔ . 732شاوش :الدر الوقاد ٠ص . 15
( )582عمران بن حطان :تابعي مشهور وأحد رؤوس الخوارج .أدرك صدرا مانلصحابة وروى عنهم¡ وهو شاعر
فصيح من شعراء الثراة ودعاهم أنظر ترجمته في الدرجيني :طبقات .ج 2ى ص 622۔ 0 632والأصفهاني :
الأغاني " ج 81ى ص 05۔ 2 16البغدادي :خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب س ج . 2ط . 1بولاق ،بلا
تاريخ ث ص . 634
( )682عن قصيدة عمران بن حطان في هجاء الامام علي (ض) ومدح ابن ملجم أنظر المصادر اللابقة ما عدا
الدرجيئ :وقي نفس الصفحات يقول في بيت :
عا جناه من الآثام عريانا ٭ أسى عشية عشاه بضربته
( )782السبكي :تاج الدين 0طيقات الشافعية الكبرى ي ج 0 1س 882۔ ، 982البفدادي :خزانة ى ج 2ء
ص 634سي شاوش محمد :الدر الوقاد ٠ص 26۔ . 46
-563 -۔
مكان ه زون من مونى بن عمُرَانا وكان منة عَلَى رغم السود لة
ليثاآ إذا نقى الأفران اقراتا وكان في الحزب ستيف صارما ذكر
لت سبحان رب الناس سَبحاتا ذكرت قاتلة المع منحدر
إنى لأختبة ما كان من بر يحمى المقاة ولكن كان شيطانا
أشقى مزاد إذا غعئت قتائلقا وأختر الاس عند ا له ميتاتا
نان
ط عمران
حى قَبْر
ولا سق َةحغنَةئَلَة
ماَعَاقىتالل
قل
بقوله في شقئ؟ قل مُجترماً وتنال قاتالة ظلاً قغذواتا
إلأ لينغ من ذي القز رضوانا ناشرة ين كني مياة يب
مخلدا قأثتى الرحمن غضباتا تبل متزربة من وي أوزةثة لظى
لم ترد قَصُداً بضربته إلا تصلى عذاب الخلد نيزانا نة
وأجاد أحسن لقد قوله «... القصيدة ويكفي تعليق السبكي على هذه
بكر بن حماد التاهرتي ف معارضته »(82ا .
ومما يدل على اهتام التيهرتيين بالأدب ‘ والشعر خاصة ‘ وله علاقة
الاستبرارية بما كان سائدا في تيهرت في القرن الثالث الهجري مارواه ابن
خلكان عن شاعر تيهرتي ؛لم يذكر اسمه ،قال بأنه قصد ابن نباتة
الشاعر“ةا في المشرق ليسأله عن هذا البيت :
واحد والداء الأسباب ت رنو.عت بغيره بالىئێف مَات :تمت وم
وقد تعجب ابن نباتة نفسه من وصول شعره الى المغرب العربي ()02
( )882السبكي :طبقات الشافعية الكبرى ي ج . 1ص .882البغدادي :خزانة الأدب س ج 2ث ص . 734ث
( )982هو أبو نصر عيد المزيز بن عمر المعروف بابن نباتة كان شاعرا مجيدا من شعراء سيف الدولة الداني س توفي
. . ببغداد سنة 504ه .
( )092ابن خلكان :وفيات الأعيان .ج . 3ص . 391
-663-۔
وهو تعجب ضمني من هذا الشاعر التيهرتي المغربي الذي اهتم بالبيت
النعري ورحل يسأل عن صاحبه رغم بعد المسافة .
: د = التاريخ
إن هذه الموضوعات التى كانت تتناولها الشفاه 0نجد فها اشارات في
لواب وقد كان (. (292 عمرو « شرائع الدين بن سلام بن لواب كتاب
يسكن توزر قبل سنة 042ه بقليل(:ثةا .ولعله كتب تأليفه ذلك ،بعد
( )192ابن الصغير :ص . 13
( )292لا يزال الكتاب مخطوطا .استنخه الشيخ الناصر مرموري من النسخة اليتية الموجودة بجربة في مكتبة
النيخ مالم بن يعقوب .
( )9392لواب شرائع (مخطوط) .ورقة . 44
واحتفظ لنا لواب برسالة للأمام عبد الواهاب الى أهل طرابلس ورسالة
( )492نفسه س ورقة . 64
( )592نفسه ى ورقة 64وأنظر عن سليان بن زرقون ،الدرجيني :طبقات ث :ج 2ى ص 943٠
. نع : 2 ,- (. 73 )296
( )792أنظر الشماخي :سير .ص 331ي 531ي 161. 241. 141۔2 262. 261وأنظر الهدي البوعبدلي :
حات من دور الدولة الرستمية .مجلة الأصالة 4عدد 14يص . 102ويذكر الشماخي :أن لواب بن سلام أوتي
الحكة صغيرا فدام على منهاجها الى أنصار كبيرا .وكان ' يؤذن وهو صغير ..وهذا كل ما نعرفه عن لواب :أنظر
الثماخي ث ص 442۔. 542
( )892لواب :شرائع (مخطو) ورقة 9۔ ۔ 3س 13۔ . 33
( )992نفسه .ورقة 03۔ . 84
863- -
آخرى من عالم مشرق الى أهل المغرب تناول فيها صاحبها الحديث عن فتنة
خلف بن السمح .في عهد الامامين عبد الوهاب وابنه أفلح 00ة) .
أما أهم كتاب في التاريخ لهذه الدولة س فهو كتاب ابن الصغير المالكي
الذي لا نعرف عنه شيئا سوى أنه من سكان تيهرت 0عاهة الأئمة
الرستميين الأخيرين ابتداء من أبي اليقظان ببن أفلح الذي يقول عنه « وقد
لحقت أنا بعص أيامه وامارته وحضرت مجلسه »لا .ويعتبر كتاب ابن
الصغير المرجع الأول 0وربا الوحيد لتاريخ الاسرة الرستمية .ويتهم
الليلي““ثا لغته بأنها قريبة من العامية س فهي ان كانت في يعض الألفاظ
كذلك فالكتاب ككل لا يكن وصف أسلوبه بالعامية في نظري ،وفي هذا
يقول الدكتور محمود اسماعيل أن « أسلوبه ومنهجه كا يتضح في تاريخه
ويبدو أن ابن الصغير ألف كتابه حوالي سنة 092ه حسبا يرى ذلك
ووداد ليفسكي ()803 كل من ويؤكده < موتيلنسكي )(703 مترجم الكتاب
القاضي "ثا اذ تنتهي أحبداث الكتاب في حكم أبي حاتم الذي امتد الى
سنة 492ه س ولم يشر اطلاقا الى اليقظان بن أبي اليقظان س ولعل كتابه
الذي بين أيدينا ناقص" . :وهو ما يمكن فهمه من شبه عنوانه أو
افتتاحيته التي سبق أن ذكرناها فذكر بعض الأخبار المنقولة من ابن
الصغير لا تعني الا انتقاء أخبار دون أخرى وهو ى على ما يبدو ،واضح
من الجملة .
والحقيقة أن ابن الصغير جمع أخبار الأئمة الواحد تلو الآخر بالترتيب
( )503محمود اسماعيل :الخوارج ! ص . 9
. 9 ( )603ابن الصفير :ص
خ ر :ح ع ك ' ).4 (703
ح ع': 1 ), . 515. (803
( )903وداد القاضى :اين الصغير مؤرخ الدولة الرستمية .الأصالة عدد » 54ص . 04
( )013تشير الدكتورة وداد القاضي الى أن كتاب ابن الصغير وصلنا ناقصا اذ يسكت فجأة في امامة أبي حاتم
يوسف دون أن يشير الى نهاية الرستميين ث وتعلل هذا بقولها أن ابن الصغير لما تحدث عن قرس يعقوب بن أفلح
الأشقر قال ه لم يكن بالغرب مثله قبله ولا بمده به يضرب المثل الى اليوم » ابن الصغير :ص . 45وتقول
الدكتورة علما بأن الامام يعقوب تولى الامامة مباشرة قبل أبي حاتم فقوله « الى اليوم » يعني بمد مدة ليست
بالقصيرة ..أنظر مجلة الأصالة .عدد . 54ص . 04
-073-
وأطنب في الحديث عن بعض الفتن ث كفتنة ابن عرفة أو المنافسة الى
جرت بين الامامين أبي حاتم ويعقوب على السلطة"ةا .حتى ليخيل
للقارق أن ابن الصغير انما ألف تأليفه لذكر الفتن والثوارت التى مرت بها
تيهرت ى ابتداء من الامام الثاني عبد الوهاب الى نهاية الدولة الرسقية .
وقد كان ابن الصغير ممن تنطبق عليهم صفات المؤرخ الى عددها ابن
خلدون في مقدمته كا حدد مغالط المؤرخين :ومزالقهم وأوهامهہ"٦ةا .اذ
نجد ابن الصغير في بداية تصنيفه يذكر صفات المؤرخ النزيه س ويلتزم بذلك
للنهج في كل كتابه فهو يقول « :وكانت له ( لعبد الرحمن بن رستم )
قصص حكوها لا يكن ذكرها الا على وجه (كذا) وان أتم الصدق فيها ولا
احرفها على معانيها ولا أزيد فيها ولا أنقص منها اذ النقص في الخبر
والزيادة ليس ....من شيم ذوي المروءات ولا من اخلاق ذوي الديانات
وان كنا للقوم مبغضين ولسيرهم كارهين مذاهبهم مستقلين .فنحن وان
ذكرنا سيرهم على ما اتصل بنا وعدهم فيا ولوه فلسنا ممن تعجبه طلاوة
أفعالهم ولا حسن سيرهم »(ة"ةا لقد كان ابن الصغير يكتب بأمانة تامة
يحركه على ذلك عامل اخلاقي بحت “٦ة‘ا .
-۔-173
جعل مصا دره قر ببة من يصفي أهمية على ١خبا ره ومما 4ما ليقظا ن
ويكاد يخلو كتاب ابن الصغير من ذكر التورايخ ،أو ذكر أخبار
الدولة الرستمية خارج تيهرت ،وكانه خصصه لتاريخ تيهرت لا غير .واذا
أردنا تقيم المؤلف على ضوء كتابه 0وقيته التاريخية س فاننا تكرر ما قالته
الدكتورة وداد من أن « القراءة الدقيقة لتاريخ ابن الصغير تدل على أن
ابن الصغير لم يكن مجرد راوية للتاريخ وانما كان مؤرخا حقا »7ةا .
وقبل ختام هذا المبحث ‘ لابد من الاشارة الى أن الجغرافية ،لم تحظ
في هذه الدولة بذكر س وربما هي صفة عامة في بلاد المغرب .وهذا لا يمنع
أن يكون بعض الناس اهتموا بالمسالك والمالك ومعرفتها س على الأقل
شفاها .يؤيد هذا اتساع تجارة هذه الدولة شرقا وغربا س شيالا وجنوبا
( )613وداد القاضي :ابن الصغير .الأصالة .عدد . 54ص 44وأنظر كذلك علي يحي معمر :الاباضية
بالجزائر .ص ، 59وقد لاحظ نفس الملاحظات .
( )713وداد القاضي :ابن الصغير . 94 .وأنظر كذلك الدكتور محمود اسماعيل حيث يقول إن ابن الصغير كان
مؤرخا دقيقا نابها .ويرجح أن يكون صنف تواليف أخرى لم تصلنا .أنظر :الخوارج ف المغرب الاسلامي
ص . 9
- -273
وكثرة حجاجها لبيت الله الحرامث"ةا ،الأمر الذي يتطلب معرفة جغرافية
بالمواقع والبلدان ‘ والمدن والمراحل ‘ والاسواق والآبار وغير ذلك من
متطلبات السفر والترحال والتي تدخل في اهتامات الجغرافيين والرحالة .
ثالثا ۔ العلوم التطبيقية :
وتقصد بها الطب والحساب والفلك اذ نجد لما اشارات في كتب
الاباضية ء وقد اختص بها جميعا ،الأئمة من الأسرة الرستية أو بعض
. غيرهم ب دون أفرادها فقط
أ ۔ الطب :
عندما تعرض ابن أبي أصيبعة"ةا الى طبقات الأطباء الذين ظهروا
ببلاد المغرب أو أقاموا بها س لم يذكر من المغرب الأدنى والأوسط والأقصى الا
عددا قليلا جدا 0يعدون .على الاصابع الواحدة ص بينما كان حديثه كله على
أطباء الأندلس ،وكأن المغرب لم يعرف غاماء في هذا الاختصاص . .
ومما يلاحظ على كتاب ابن أبي أصيبعة ،كثرة الاطباء من اليهود
والنصارى 2الأمر الذي دعانا الى الاعتقاد في وجود أطباء بتيهمرت من أبناء
هاتين الديانتين 0وقد كان لليهود درب بتيهرت يعرف بالرهادنة(2٥ة) كا
يوجد بها كنيسة واحدة على الأقل للنصارىةةا .واحتل الأستاذ دبوز
وجود أطباء في تيهرت لأنه س كا يقول ،على الطب تقوم الصحة ى فلا
يمكن للدولة الرستمية الطموح أن تغفلهلةةةا .أو تغفل الكمياء لتركيب
العقاقير والأدوية والأصباغ (ة2ة) .
( )813الوسياني :سير (مخطوط) ورقة 7ي الدرجيني :طبقات ي ج . 2ص 2 523الشماخي :ص . 822
( )913ابن أبي أصيبعة :عيون الأنباء في طبقات الاطباء .ج . 3ص 65۔ . 431
( )023ابن الصفير :ص . 75 . 64
( )123نفسه .ص 63ء . 55
( )223دبوز علي :تاريخ الكبير ى ج 0 2ص . 273
( )323كان اليهود هم الذين يصنعون الأصباغ بجبل نفوسة ء أنظر :الدرجيني :طبقات ث ج 2ى ص . 303
كان الرسميون من الذيں برزوا في الحساب ،اذ يروي أبو زكرياء عن
الامام أفلح أنه « ...بلغ في حساب الغبار والنجامة مبلغا عظيا »(6تة. 0
وحساب الغبار نسبة الى الأرقام الغبارية « وسميت بالغبارية 0لأن
أهل الهند كانوا يأخذون غباراً لطيفا ويبسطونه على لوح من خشب أو
غيره ويرسمون عليه الأرقام الى يحتاجون اليها في عملياتهم الحسابية
ومعاملاتهم التجارية » 70والأرقام الغبارية هي الأرقام المستعملة اليوم
بالمغرب العربي مثل ( ) 2...9 ، 1انتقلت الى الأندلس ‘ ومنه دخلت الى
أوروبا .فعرفت فيا بعد بالأرقام العربية ثةا .
ولعل لنشاط التجارة في الدولة الرستمية .وكثافة علاقاتها التجارية مع
الأندلس خاصة س دورا في انتشار هذه الأرقام ووصولها الى أوروبا فيا
( )423أبو زكرياء :سير ء ص . 56الدرجيني :طبقات ي ج . 1ص . 56وأنظر كذلك سالم عبد العزيز:
المغرب الكبير .ج . 2ص . 575
( )523ابن الأبار :الحلة .ج . 2ص . 373يذكر ابن الأبار أن محمد بن سعيد هذا كان أديبا .حكيا .لاعبا
بالشطرنج .ولا يذكر بأنه طبيب ولعل الحكمة في ذلك الزمان مقرونة بعلم الطب لذلك قرأها الاستاذ
م : ع ن ,ع'! .642,م 0, برونفصال وترجمها الى طبيب .انظر 1 :ع
١ ( )623أبو زكرياء :سير .ص . 98
) (327حكمت نجيب عبد الرحمن :دراسات في تاريخ العلوم عند العرب وزارة التعليم المالي والبحث العلمي .
جامعة الموصل .ص . 58هامش رقم . 2
( )823نفه :ص . 58
ويرتبط بالحساب عام الفلك أو التنجيم .اذ كان هواية البيت الرسمي
كا أراد أن يعبر عنه الاستاذ شيخ بكري("ا .وقد ,قال أحد أفراد تلك
الأسرة « معاذ الله أن تكون عندنا أمة لا تعرف منزلة القمر ه3ا .وقد
سبق أن ذكرنا قصة الامام أفلح مع أخته لما تذاكرا ليلا وحسبا ما سيذبح
أولا في السوق نهار ليلتهم تلك س فأصابا كلاهما ،الا أن أخت أفلح كانت
أدق منه في بعض التفاصيل ،فبزته بذلك(33ةا .
-573-
نظر في النجوم وعلم أن الاباضية أو أسرته انقضت أيامها وزال ملكها ولا
يعود اليها الى يوم القيامة (63ة) .
إن هذا الاهتام بالنجوم ومواقعها ى وحساب الأمور قبل وقوعها ليس
من الكهانة وانما هو علم س كما يقول الأستاذ دبوز « يقوم على قواعد عامية
دقيقة س وعلى براعة في الحساب وعلم الفلك لا يستطيعه الا
العلماء الأعلام »(73ة) .
هذه أهم العلوم الوضعية التي تحدث عنها المؤرخون س حاولنا ايجازها
بقدر المستطاع ،وبقدر المادة المتوفرة حولها لدينا .
( )633أبو زكرياء :سير .ص 421ى الدرجيني :طبقات ي ج . 1ص 501
. 083ولعل النبي ابراهيم 4.عليه السلام 0ممن وهب هذا المعلم وكان قومه ( )733دبوز علي :تاريخ 4.ج. 3ص
كذلك لهم خبرة في النظر الى النجوم وفي الآية 88من سورةالصافات قوله تعالى هفنظر نظرةفي النجوم فقال
اني سقيم » أنظر الطبري :أبو جمفر محمد ين جرير :جامع البيلن عن تأويل آي القرآن .ج . 32ط. 2مطبمة
البابي الحلبي .مصر ي3731ه4591/م ثص 07۔. 17
` ن : , .09 - ج . .:ع ع ل ن ) (1ع
, 37, .024 - : , , .62
. 39ص
1ر .
(ا)2لثماخي :سي
_ .إن مجرد فتح البيت للشيخ يلقي فيه دروسه ،يعبر عن المستوى الرفيع
( )3الوسياني :سير (مخطوط) ورقة . 81ماطوس عالم اباضي توق في موقعة مانو سنة 382ه .أنظز الياخي :
١ سير ٠ص . 862ولا نعرف عن كتاب الاخوان شيئا .
) (4الثماخى :سير .ص . 812
( (5الشاخي :سير ى ص . 742 . 712
َ ( )6الثاخي :سير .ص . 712
_ 73 8 -
الذي بلغه الاهتام بالعلم في الدولة للرستية 3ليس من طرف الحم أو
الرجل حسب وإنا الى جانبها المرأة الت اهتت دوما بمعرفة فقه مذهبها
ومعرفة دينها بصفة عامة .وهناك اشارات ف النصوص الق تقلناها كلها .
الى عقد حلقات الدروس للنساء ليلا س لا نعرف السبب في ذلك ؤلعله
يرجع الى انشغال المرأة نهارا ببيتها وتدبيره .
ومثل هذا الذكاء .نجده عند عجوز انفوسية « مشهورة بالعلم والدين
والصلاح »ا استشارها أبو عبيدة عبد الحميد الجناوني في تحمل ما قلده
الامام عبد الوهاب من تولية أمور الجبل ،وهو عن هذه المسؤولية زاغب
حاول مرارا الاعتذار للامام ولم يفلح ،وما رأى تشبث الامام برأيه وأبي
الا توليته ى وخاف من المسؤولية خاصة وان فتنة خلف بن السمح قد
أطبقت الافاق وتمادى في العصيان ،.راخ وإستشار هذا العجوز ه الق لا
تذكر المصادر اسمها ،في تحمل التعيين أو الغار فقالت له « هل تعلم في
بلادك من أهل زمانك أقوم منك بما كلفت به وأحق بتقليد ما تقلدت ؟
قال :أما في أمور الرجال فلا } قالت فادخل اذا فيا قلدك الامام س والا
فاني أخشى أن تهشم عظامك في نار جهنم .4نقد قامت عليك .الحجة »©)1
( )01الدرجيني :طبقات .ج . 1ص . 17وأنظر كذلك :أبو زكرياء :سير .ص . 28
973۔ .
وأخذ أبو عبيدة بنصيحتها وتقلد أمور المسامين مجبل نفوسة وكانت نهاية
خلف .وتمرده ى على يده وقد رأينا ذلك .
ولعل أخت عمروس س قاضي جبل نفوسة في أواخر أيام الدولة الرستمية
تعتبر المال فيا لامرأة من دور ثقافي ،تحت ظل الرستميين س اذ كانت
الساعد الاساسي لاخيها في انتساخ مدونة أبي غانم بشر بن غانم الخراساني
فكانت هي تملي عليه 0وكاما جلسا في موضع لازماه ى حتى تدركهيا الشمس
فينتقلا الى الظل ي وهكذا حتى أتيا على نسخ الكتاب كله وهو يقع في اثنى
عشر جزءا") .وكانت أخت عمروس كا يصفها أبو زكرياءآا س عالمة
فقيمة أفتت لنساء وقعن في أثر الأغالبة في وقعة مانو بما يحفظ لهن
شرفهن ودينهن وكانت هي احدى الأسيرات. .
.وما يدل على قوة الحفظ وسرعته أن أم يجى ..احدى نساء المغرب
حفظت بمجرد السماع الأول ثمانين بيتا من قصيدة سمعتها أثناء طريقها الى
الحج من رجال كان ينشدهاةا .وكانت نساء نفوسة يكثرن من الحج حتى
قيل.إن ركبا واحدا وضعت فيه ثلاتمائة امرأة مولودا ذكرا فضلا عن النساء
اللائي لم يلدن أو وضعن اناثا""“١ .
وهذه هي مكانة المرأة العلمية في الدولة ى وصفت بالعالمة والفقيهة
والورعة والناصحة وتفوقت على الرجل في بعض الأحيان .والحقيقة أن
ولقد دور .المرأة ق هذا يكتشف أكثر من يمكنه أن المطلع على سير الاباضية
ورغم كل ما قلناه في هذا المبحث فاننا 0وان كنا نقر لامرأة في الدولة
(11) .الوسياني :سير (مخطوط) ورقة 4ء الدرجيني :طبقات .ج . 2ص . 323
( )21أبو زكرياء :سيرى ص . 401
( )31الثياخي :سيد .ص . 332
. 523 ٠ج . 2ص: ورقة . 6الدرجيني 4طبقات ( )41الوسياني :سهر (مخطوط)
183- -
الفصل الخامس »
العلاقات الثقافية
`.
ليس بخاف أن العلاقات الثقافية بين الدول ،من العوامل التي تغذي
الحياة الفكرية ث وتبعث فيها النشاط والتنوع وهي من الأمور التي تلجأ
اليها الدولة بقصد منها 9أو تحدث بعوامل أخرى لادخل للدولة فيها اذ لا
يمكن لأي دولة .مها كانت ،الاستقلال بفكر معين لديها دون أن تتأثر
بالفكر الخارجي المحيط بها أو تؤثر فيه .فعملية التأثير والتأثر بارزة .
وأبرز ماتكون في الدول العربية الاسلامية مشرقها ومغربها .فا هي
العلاقات الثقافية الق ربطت الدولة الرستمية بغيرها من الدول ؟ وما مدى
مساهمتها في الحياة الفكرية تأثيرا وتأثرا ؟
أ ۔ العلاقات الثقافية مع بلدان المغرب العربي والأندلس :
لعل مركز تيهرت المتوسط في بلاد المغرب : .له أكثر من دور في ربط
عواصم المغرب العربي ببعضها ،تماما مثلما ربطها في التجارة"ا .ومن
للعلوم أن الثقافة كثيرا ما كانت بضائع في رحال التجار .وكثيرا ماكان
العالم ينتقل مع قوافل التجارة س أو يمتهن التجارة الى جانب ما يحمله من
علم .لهذا فلا نسشبعد أن تكون الحركة التجارية النشطة التي عرفتها
تيهمرت خاصة والدولة الرستية عامة س قد واكبتها حركة فكرية 0بنفس
مستوى النشاط والحيوية ال عرفتها التجارة .ولعمل وجود القيروانيين
بتيهرت بمسجدهم الخاص بهم ورحبتهمتا ،قد ساهموا في الحياة الفكرية
.
( )1أنظر دور تيهرت الاعتصادي وربطها لدول المغرب با في ذلك الأندلس في الباب الثاني من هذه الرسالة .
73 ( )2ابن الصغير :ص 0 31يقال القيروانيون كا يقال القرويون أو أهل القيروان .
: -283-
للدولة .ودخلوا في مناظرات مع عاماء الاباضية والكوفة والبصرة .اذ لا
يستبعد أن يكونوا مالكي المذهب ،لأن القيروان آنذاك كانت عاصة
الفقه المالكي .
واذا كان الاباضية قد طردوا مرارا من القيروان 0قبل تأسيس الامامة
الرسمية بتيهرت(ةا .فان اعدادا كبيرة منهم س رغم ذلك ى كانت تسكن
الماصة الأغلبية خاصة من أهل نفوسة لاقتراب جبلهم من القيروان ،اذ
يروى لواب بن سلام وجود أكثر من خمسمائة رجل نفوسي من بينهم العلماء
والفقهاء كأبي عمرو حفصون النفوسي الفقيه العالم الناقد ،وفضل بن
عبد الله الذي كانت له حلقاته العلمية في منزل أبي الأزهر يحضرها رجال
.من هوارة وزناتة .وكانوا في سبع منازل ولحم مساجد عديدة‘ا .
ومما يدل على علاقة تيهرت بالقيروان .شخصية يوسف الفتاح الذي
تعلم بتيهرت ،وانتقل الى القيروان ليعلم اباضيتها ما كان قد أخذه في
خمسمائة رجل ف ابن سلام ( } )5معلم .ك يقول الماصة الرستمية .فكان
( )3أبو زكرياء :سيرى ص . 25 . 64الدرجيني :طبقات ،ج 0 1ص 93 . 53۔ . 04
( )4لوا بن سلام :شرائع (مخطوط) ورقة } 84الشماخي :سيرى ص . 162
( )5لواب بن سلام :نفس المرجع ورقة . 84الشماخي :نفس المرجع صن . 162
( )6لواب بن سلام :نفس المرجع ورقة . 84
-۔-383 -
يقول لوفيسكي ا ،مثابة للاباضيين الواردين من مختلف بقاع المغرب لتعلم
العربية وآدابها .وهو مالم يستبعده الأستاذ حسن حسني عبد الوهابا .
بل يرى أنه من الممكن أن يكون بعض رعايا الدولة الرستمية قد التحقوا
ببيت الحكمة ،أول جامعة افريقية للعلوم 4وهذا لقربها من جهة س ولكونها
مركز المالكية وجامعة فقههم ث من جهة أخرى ،وبالثالي فلا يستبعد أن
يكون مالكيو تيهرت يقصدون القيروان أو بيت الحكمة للتفقه في الدين
وتعلم العربية .
-483-
لعبد الرحمن بن رستم بابنه مدرار ث كان كا يقول ابن خلدون""ٍ اباضياً
صفريا .وهذا يدل على.تأثير الاباضية في .الدولة المدرارية ۔ ويشكل جزءا
من العلاقة الثقافية بين البلدين اتسمت دائما بالتأثير .
واذا كانت كثرة الاباضية بسجاماسة ظاهرة 2وأغلبهم من العامة .فان
السير الاباضية تشير الى وجود علماء لها في هذه المدينة كابن الجمع الذي كان
غزير العلم ى استوطن سجاماستة ودرسها ،وكان أبرز تلاميذه بها أبو
الربيع سليان بن زرقون النفوسي”"ا 0تعلم بها »مع ا يزيد مخلد بن
كيداد صاخب الثورة العنيفة على العبيديين". 0وكان أباولربيع قد بلغ
على يأدستاذه ابن الجمع صمن العلوم مالم يبلغه كثير ممن في عصره ‘ ونال
اعجاب شيخه ،الى درجة أنه لما مات أوصى له بجميع كتبه;‘"ا .واسترت
سجاماسة في اتصال بأبي الربيع بمد مغادرته لها س اذ من أبرز مظاهر
العلاقة الثقافية معها س ماكان من استفتاء أهلها أبا الربيع في مسنألة كادوا
يقتتلون من أجلها فلما أفتى لهم رجعوا الى صوابهم واصطلحوا(ة! .
أما العلاقة الثقافية مع الأندلس عفلا نشك في أن المديد من
الأندلسيين كانوا في تيهرت ى استفادت الدولة من خبرهم .وأما العلماء
الأندلسيون الذين يريدون الخروج الى القيروان أو المشرق ،فلا شك أن
كانت معابر لهم . تيمرت العاصمة .فضلا عن الأوسط المغرب مرافيء
( )1٦ابن خلدون :العبر .ج 6ي ص 862۔ . 962يذكر الفردبل أن المذهب المتبع:في سجلماسة كان غير واضح
للعالم تماما .أنظر الفرق الاسلامية في الثمال الافريقي ث ض 071ى وهذا يدل على نفوذ الاباضية .
( )21من الطبقة السابعة (.003۔ 053ه) أنظر ترجمته في أبو زكرياء :ص 821۔ 0 131الدرجيني :طبقات
ج . 2ص 943۔ 153يالشماخي :سير ى ص 972وما بمدها .
( )31عن ثورةة.آي يزيد النكاري صاحب المار .أنظر أبو زكرياء :سير ..ص 611وما يمدجا ،الدرجيني :
. 401 _ 69ابن الأثير الكامل : .ج. 8ى .ص 224ى سلهان داود بن يوسف :ثورة أبي زيد ء طبقات . ٤4ج . 1ص
» _ . 92 ص 32
972۔. 082 ( )41أبو زكرياء :سير .ص 821ء الدرجيني :طبقات .ج 0 1ص . 011الششاخي :سير .ص
روياء :سير .ص 821ب 921ىالدرجيني :طبقات .ج 0 1ص 011۔ 0 111الثناخي :سير`. . ز)5كأب
(1
صن . 082
-583-
ولقد رأينا عددا من علماء المغرب الأوسط ،قصدوا الأندلس من أجل
العلم ى وتصدوا للفقه والفتيا هناك ،كأبي اسحاق ابراهيم بن عبد الرحمن
التنسي الذي كان يفتي بجامع الزهراء“") .وعبد الرحمن بن بكر بن حماد
التاهرتي الذي حث بقرطبة عن أبيه 4وكتب عنه غير واحد من شعر أبيه
بكر توفي بقرطبة وقيل في الطريق بين القيروان وتيهمرت سنة 592ه”"" .
ومن العاماء التيهرتيين الذين قصدوا الأندلس للتعلم والتعلم قاسم بن
عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد التميمي التيهرتي وابنه أبي الفضل أحمد
للعزوف بالبزاز .دخلا الأندلس سنة 713ه وكان البزاز صغير السن وتعلم
بقرطبة ف حين أن أباه كان من جلساء بكر بن حماد وممن أخذ عنه .أقاما
بعاصمة الأندلس ،.وبها توفي البزاز سنة 693ه ") ` . .
واذا كان هؤلاء كلهم من المالكية .فلا نعرف من .الاباضية اسم رجل
عالم رحل الى الأندلس \ وانما كان هؤلاء يولون وجوههم شطر البصرة
والشرق بصفة عامة 3وان كنا لا نستبعد وجود الاباضية بالأندلس في عهد
الرسميين ى خاصة وإن ابن حزم يخبرنا س في النصف الأول.من القرن
الخامس المجري ،عن وجود جماعة منهم بقرطبة س يبدو أنهم من عامة
الناس سألهم اين حزم ل" عن امامهم فلم يجيبوا .
ولعل في وجود :أندلسيين اباضية بتيهمرت ص ما يدعم ماذهبنا اليه اذ أن
وفاته ييبرز رسم قبيل بن عيد الرحمن عينهم بين النفر السبعة الذ بن من
نظر الضي: ( )61رغم أ توفي سنة 783ه فوجوده بالأندلس في هذه الفترة لا يدل على أنه كان هو الاول
. . . 40
2ة غ
بفي
الامان ج4. 282 . 2٠نوض عنادل ::معجم اعلم ( ٣7ابن:الفرتي :تاريخ لماء .ض . 862الدباغ :
: الجزائر ى ص .. 48
4 64ابن بشكوال الطلة ذ ج ."1 ( )٦8الميدي :جذوة .ص 231۔ 313. 331ت .الضبي :بقية 4 :ص :
ص . 68
( )91اين حزم ::الفصل في الملل والأهواء والنحل .ج . 4ص 981۔ . 191وانظر مقدمة الطبعة الثانية
3- 65 -
أندلسيان اثنان يعرف أحدهما بمسعود الأندلسي 4وكان رجلا فاضلا فقيها
ورعا .وأما الثاني فهو عمران بن مروان(٥ةا .ولا شك أنها بلغا في العم
الغاية ى اذ أن مجرد ترشيحها للامامة يدل على ذلك .والرواية في حد ذاتها
تدل على عمق العلاقة الثقافية الموجودة بين تيهرت والأندلس 0وتروي
المصادر(ة2ا الاباضية أن عملية انتخاب الامام بعد عبد الرحمن بن رستم كانت
في صالح مسعود الأندلسي لميل العامةإليه لولا أن هذا زهد فيها وأختفى
ليتركها لعبد الوهاب بن عبد الرحمن الذي تولاها سنة 171ه .آ وتننكت ١
تلك المصادر كلها عن دور مسعود بعد خروجه من مخبئه لمبايعة الامام
الجديد ث وكان ينبغى أن تفرد له ترجمة في تلك الكتب 0خاصة وأنه تفوق
على الامام عبد الوهاب أو استوى معه في العلم بحيث مالت الرعية اليه .
وهكذا كان العلماء نقطة وصل بين دول المغرب العربي ج ورحلاتم
المختلفة س تعتبر أهم مظاهر أو معالم العلاقات الثقافية بين تلك الدول
استفادت منهم تيهرت س كا كان لعلمائها دور لا ينكر في القيروان } وفي
سجاماسة خاصة .
ب ۔ العلاقات الثقافية مع بلاد السودان :
لم تكن العلاقة التجارية الواسعة التي ربطت السودان الغربي بمراكز
اقتصادية في الدولة الرستمية ،لتمر دون أن تخلف آثارا ثقافية س يمكن
التعليق عليها بأنها كانت عميقة ومهمة .عمق وأهمية تلك التجارة التي كانت
الوسيلة في وصول الاباضية الى تلك البلاد النائيةةا .
تتحدث المصادر الاباضية عن عدد من عامائها الذين قطنوا ببلاد
السودان أو دخلوها فاستفادت منهم س فالدرجيني .يخبرنا عن شيخ يدعى
( )02أبو زكرياء :سير .ص 45۔ 55ي الدرجيني :طبقات .ج 1ي ص ، 64الشياخي :سير ى ص . 541
( )12أبو زكرياء :سير .ص 65ى الدرجينى :طبقات .ج : 1ص . 64الثياخى :سير ى ص . 541
( )22راجع الباب الثاني من هذا البحث فصل التجارة مع اللودان .
.-783- .
عبد الحميد الفزاني س كان عالما كبيرا قطن بلاد السودانةةا .أما الشماخي
الذي يسوق لنا رواية أكثر أهمية في هذا الموضوع ،فيحدثنا عن أبي يحيى
ابن أبي القاسم الفرسطائي 4من يتامى معركة مانو ،حيث أن أباه قتل
فيها سنة 382ه .وكانت لأبي يحيى رحلة الى بلاد السودان ‘ التقى فيها
بأحد ملوكها ،وكان نحيل الجسم ضعيف القوى 0مريضا ‘فدعاه الى
الدخول في الاسلام ث وبعد أخذ ورد بينهيا يصوره أبو يحيى نفسه فيقول :
ه فازلت أذكره نعم الله وآلائه حتى أسلم وحسن اسلامه »!4ا واستعاد
قوته .ويحتمل أن تكون رعيته قذ أسلمت باسلامه مادام « الناس على
دين :ملوكهم »
اول تنقطع علاقة الاباضية بالسودان « .حت بعد سقوط دولتهم بتيهمرت
اذ في سنة 575ه ،استطاع علي بن يخخللفف 0أحد مشائ;ئخ نفوسة الذين
إن هذه الروايات الختلفة .لا تدل الا على وجود علاقات ثقافية عميقة
بين الدولة الرستمية وبلاد السودان .نها وجود الشيخ عبد الحميد الفزاني 0أو
السودان (. )62 ء ال نفوسة بن فتح < قاض العالم الكبير الذي بعثه عمروس
ما وجود هاذين .العالمين ببلاد السودان ص الا دليل على دخول بعض ممالك
. 723يضع الدرجيني هذا العال في الطبقة السادسة ( 052۔003ه) . ( )32الدزجيني :طبقات ي ج. 2ص
( (42المخي :سير ىص 113۔. 313
754۔0 854أطفيش :ازعاق ۔ ( )52الدرجيني :طبقات .ج . 2ص 715۔. 815الشياخي :سير ىص
. ص . 76
( )62محمود اسماعيل :الخوارج ىص . 322يشير الى أنه أخذ معلومته هذه من الوسياني أبي الربيع بسيرته
الفطوطة الموجودة بدار الكتب المصرية .وهي على مايبدو تختلف عن النسخة التي اعتدنا عليها
والموجودة ميزاب .وانظر مقدمةالطبعة الثانية
883
السودان في الاسلام 0وبالتالي احتاجت الى من يفقهها في دينها ٠ويسلك
بها المراحل الأولى في هذا السبيل .
لقد كان للتجار الاباضية من رعايا الدولة الزستمية فضل السبق في نشر
الاسلام في جز من تلك البلاد النائية ووضعوا بذلك البذور الأولى لحركة
انتشار هذا الدين في بلاد السودان7ةا .ويبدو أن هذا الذور لأولائكك'
التجار س في ذلك الزمان س مازال بجاجة الى دراسة ةثا ،أعمق ث تكشف عن
, . أسراره وأبعاده المختلفة .
وتشير بعض الكتب الى وجود قرى عديدة تعتنق الاباضية في السودان
ا .ينقل لنا في القرن الماضي ثا .وليس هذا بمستبعد مادام ابن بطوطة
مشاهدته في نهاية القرن السابع المجري ث ويذكر أن في قرية زاغرى جماغة
من الاباضية يسمون صغنغو .وبقي الوجود الاباضي امسترا ببلاد النودان
حتى أثبته الاستاذ شاخت ( .ل عه:ءك ) الذي لا حظ في مساجد بعض
تلك الأقوام وجوذ هندسات مشابهة تماما لما عند اباضية وادي ميزاب .أو
وارجلان كامحراب المستطيل الشكل والمئذنة ذات الشكل المستطيل الخروطي
اضافة الى ظاهرة فريدة عند الاباضية » وجدها ماثلة في بعض مساجد
السودان ى ذلك هو عدم وجود المنبر في المسجد } .وتفسيز ذلك أن الاباضية
011ى وأنظر : :رعاو خليفات :نشأة .ص ( )72حمود اسماعيل :الخوارج .ص . 322عوض
ع ' , .772-572, 2, ع :ن !, .17,
:ع , , .67 : ]: ا م ع ' ع -
نع ف ا ا , ] ع ح ع ح ع
(...). ع ""! , , . . , , +459, .1 1, 12, 72.
( )82رغم وجود أطروحة دكتوراة في انتشار الاسلام بالودان الغربي فان باحثها م يشر الى هذا الدور اطلاقا '.
ولم يطلع على المصادر الاباضية .أنظر دريد عبد القادر نوري :انتشار الاسلام في الودان الغربي من القرن
5۔ 11ه 11 /۔ 61م .رسالة دكتوراة جامعة بغداد .كلية الاداب 1041 .ه1891/م .وقد:سلك نفس لللك
الذي أتبعته الدراسات التي سبقته .
( )92أطفيش :ازهاق الباطل .ص 76۔ . 86
٠ ( )03ابن بطوطة :رحلة .ص . 086
ان انتقال مثل هذه الهندسات والاعتقادات س عبر الصحراء .الى بلاد
السودان س وعبر السنين والقرون س لا تدل الا على عمق ما تركه التجار
الاباضية في تلك البلاد ث ابتداء من عهدهم الأول ،أيام الدولة الرستمية .
ومن الآثار الثقافية التي تركتها العلاقة بالسودان .تعريب جزء من
تلك المناطق ولو بشكل محدود ،وتكونت بفعل الاحتكاك الدام والمستر
لفات مزيجة كلغة الآزر وهي لغة وكالات تجارة الذهب والرقيق في نطاق
الساحل السوداني ،وقد استمارت قوامها من العربية ومن البربرية ومن
) اللفات الافريقية (2ة;
ومجمل القول إن العلاقة الثقافية بالسودان كانت أكبر من أن تشملها هذه
اللنطور ،اذ كان للتجار من رعايا الدولة الرستمية وغيرها س الدور الريادي
في اخراج قبائل تلك البلاد من بدائيتها .وتكوين سكانها وشحذ أخلاقهم
ومداركهم عبر السنين والحقب{ة) .
۔ العلاقات الثقافية مع المشرق العربي
لعل الحج يعتبر أم وسيلة ربطت المغرب بالمشرق ،ولا يزال .وقد
تجاوب المغاربة مع هذا الركن من الدين ،وتحمسنوا له س فكانت أمنية
الواجد منهم منذ أن حسن اسلامهم ى أن يقوم بهذه الرحلة الدينية العلمية :
ولايزال هذا الشعور فيهم قائما .
دا سك [ :عمك نلاحظ هنا أن أغلبية الاباضية اليوم يصلون الجمة (.91-11 )13م ,نج, 0
وتوجد المنابر في مساجدهم كغيرها من الماجد المالكية بالجزائر
. 431 ص
( )23موريس لومبارد :الجغرافيا التاريخية ٠
. 666 المعرب ب .ص ( )33لوبون :حضارة
-093-
ان ما ترويه المصادر الاباضية(“ةا عن أهل جبل نفوسة الذين كانوا .
في عهد الدولة الرستمية ى أكثر الناس حجا ى بحيث أنهم كانوا يحجون
بنسائهم وذرارهم حتى قيل إنه ولد لهم في ركب واحد ثلاتمائة مولود
ذكر ،فضلا عن المواليد من الاناث أو النساء اللائي لم يلدن ،أو عدد
الرجال المرافقين لهذه النسوة .لا تدل هذه الرواية أن صحت(ةا .الا على
اهتام الناس بالحج ،ولا أرى أنأهل نفوسة ينفردون بذلك وحدهم ،بل
إن قوافل الحج كانت تخرج أيضا من تيهرت ى وفي احداهن اختفى أبو
اليقظان وسافر الى مكة (6ة) 9أدل على مكانة الحج عند المفاربة في ذلك
الزمان ى من هم الامام عبد الوهاب لأداء فريضته ،وقد خرج فعلا من
تيهمرت ،فلم يمنعه من ذلك الا علماء نفوسة » خوفا على امامهم من عيون
بني العباس 2ثم إن عبد الوهاب لم يقتنع فأرسل الى العلماء الأعلام بالمشرق
يستفتيهم 3ولم يطمئن حتى أرسل من ينوب عنه في أدائها7ة .
فلا شك أن هذا الاهتام وهذه الاعداد الكبيرة من الحجاج المغاربة
كانت تستفيد من الحج .بالاتصال بمشائخ الشرق وعامائه ،فيتزودون من
منابع المعرفة والعلوم ؛ ويستفيدون من دروس الوعظ والارشاد التي لا
تعرف التوقف في ذلك الموسم ،ومثال ذلك ماكان من ممروس بن فتح
وأصحابه الذين دخلوا على محمد بن محبوب ،أحد عاماء المشرق ،في مجلسه
فأدناهم اليه تعظيا م 4ولما تبوأوا للمذاكرة . .سأله عمروس عن مسألة فقال
ابن محبوب ان كان أبو حفص عمروس في شيء من هذا البلد فهذا السؤال
منه ،فقالوا له هو السائل ،فزاد في دنوه فجعل.عمروس يسأله في مسائل
( )43الوسياني سير (مخطوط) ورقة . 6الدرجيني :طبقات .ج . 2ص 2 523الشياخي :سير .ص . 822
( )53يشير اين الصغير الى حج النفوسيين نسائهم خاصة ويذكر أنالواحدة منهم لا تحج الا بعد أتنستأذن الامام
أبا اليقظان بأن تبعث ابنها الى تيهرت .وهذا يدل على اهتام النفوسيين بالحج فعلا وهو مصداق للرواية
الاباضية .أنظر تاريخ ابن الصغير .ص 64۔ :. 74
. 72 ( )63ابن الصغير :ص
( )73أبو زكرياء :سير .ص ، 67الدرجيني :طبقات ي ج . 1ص . 66اثياخي :سير .ص . 851
وهكذا تبين هذه الرواية جوانب هامة من العلاقة الفكرية التي كانت
تربط المغرب بالمشرق 0وتشير بوضوح الى المائل الفقهية التي كانت
متداولة في مجالس العلماء .كا أنها صريحة في تبيان أن الحجاج كانوا من
العامة بحيث لم يستطيعوا حفظ الأسئلة القى طرحها عمروس في ذلك المجلس
وقد كلفوا بذلك .
وكان لابن محبوب هذا أو أبيه . :خيام بمنى تعرف باسم مضارب
محبوب 4فيها مورد حجاج عمان وجماعتهم .وكان المغاربة يقصدونم ()93
للتعرفعليهم واستزادة العلم منهم .وقد استغل الاباضية من أهل المشرق
خاصة موسم الجج لبث دعوتهم بين الحجاج القادمين من مختلف البقاع
فأقاموا تلك الخيام التي تعتبر بمثابة مدارس متنقلة لنشر المذهب{“ا لاشك
ان المغاربة كانوا يستفيدون منها ويتزودون بالعلم والمعرفة .لذلك كانوا
يحجون بتلك الاعداد الكبيرة .وربا كرر أحدهم الحج مرارا حبا في التفقه
في الدين مثلما كان صاحب لأبي حماد النفوسي ،لا يذكر لواب(ا“ا اسمه ه
حج ثلاثث مرات 4كانت الثالثة من مصر ،اذ ,يعد الى أهله .وبقي في
مصر سنته تلك .
ي .اذ كثيرا ما مصر وعلمائها اتصالات للدولة الرستمية عدة ولقد كان
. 72 2 423ء الثماخي :سير 4ص ..ج . 2ص ورقة . 5الدرجيني :طبقات الوسياني :سخر رنخطوط) ()83
-293-
عبد الوهاب ف مسألة ابن فندينن وأتباعه الذين عرفوا فيا بعد بالنكار .
ليستفتي الامام عالم مصر آنذاك شعيب بنالمعروف .فأبي هذا الا القدوم
الى تيهرت وكان له فيها دور مع بن فندين وثورته ضد الامام عبيد
الوهاب تا .وقد استفتى هذا الامام أيضا ابن عباد المصري لما هم بالخروج
الى الحج » .وكان ابن عباد من علماء الاباضية بمصر وفقهائها‘٨ا ..
ويبدو أن الذين زاروا بقنداد .أو البضرة" بضد حملة العلم منهنا
حماد المغرب ،قليلون :اذ لا تذكر المصاذة التي بين أيذينا ،الا بكز بن
الشاعر والمحدث التيهرتي س الذي رحل الى المشرق سنة 712ه " :
البصرة وبغداد وكانت له فيهما اتصالات بعلماء وقته } بل لقدمدح المعتصم
لخليفة العباسي ؛ ووصله هذا بصلات .جزيلةا (&ا ...... ... ,.
عبد .العزانز ::بن الأوز :الفقيبةه الجازع الى الغرق الذين لهم -رحلة ومن .
سفيه اللسان .تتبرأ الاباضية .رغم كونه اباضيا ث من حضور مجالسه ،أو
.ا سمه
( )24أبو زكرياء :سير .ص 85۔. 36الدرجيني :طيقات ..ج . 1ص. 05 .الثياخي .:سير .ص . 741
( )34لواب ين سلام : :.شرائع (نخطوط) ورقة . 63أبو زكرياء :بير .ص . 67الدرجيني :طبقات .ج..1
۔ ٠.٤ .:. ۔ .۔ ۔ ۔ ..۔۔ ن .. .ب: ۔.۔۔۔ 44 - . .. .777 ,: ...9 سير .ص
:.٠ . 66الثماخي ص
وكانت لزيارة نفاث بن نصر النفوسي الى بغداد 2آثار ثقافية بارزة
وكان نفاث عالما كبيرا .أخذ العلم بتيهرت عن الامام أفلح بن عبد الوهاب
< ينتقده فراح ينمي اليها < التي والدولة مذهبه وامام شيخه سيرة ترفه ول
وينفث عنه أخبارا ترى المصادر الاباضية أنها باطلة .لذلك أطلق عليه
الامام أفلح اسم نفاث وانما إسمه الحقيقي فرج .فبرز وسما بأفكاره التى
خالف فيها الامام » ولما هدده افلح 0شد الرحال نو المشرق حيث ورد
بغداد " فكانت له فيها مع الخليفة .الذي لا تذكر المصادر اسمه تجاذب
9واستطاع أن يحل لغزا له .فشل علماء بغداد س كما تذكر المصادر كلام
الاباضية ثا ،عجن حله وبزهم بذلك فنال الجائز ة التي طلبها .وكانت عبارة
به < والقدوم الذهب .امام 1 ريبد جابر بن ديوان استنساخ عن
بقليل يبعده وربما < ببغداد نفاث التى قضاها الفترة هذه وفي خلال
.دخل الامام أبو اليقظان بن أفلح بغداد ،قبل توليه المنصب س دخلها مرغما
سجنه كان اتفق أن معدودات سنوات بي العباس حبس ف سجينا < وقضى
( )64ابن الصغير :ص 74۔ . 84لعل ابن الأوز هذا الذي تتبرأ منه الاباضية من النكار وليس من الوهبية ولم
يثر ابن الصغير الى ذلك وهو الذي تقل الصفة المذكورة .
( )74لما سأله الخليفة العباسي عن بلده ونسبه ومولده قال له نفاث :أنا رجل من البربر .والبربر لا أدب عندهم
فان رأى أنير المؤمنين الصفح عن العبد إن أساء والتجاوز عنه إن بدا منه الجفاء فمل ؟ فقال له الخليفة :قل ما
بدا لك فأخذ يسأله ونفاث يجيب وذلك بحضور الفقهاء والأكابر من أهل بغداد الذين لم يقووا على
أسئلة الخليفة .
( )84أبو زكرياء :سير .ص 49۔ . 59الدرجيني :طبقات .ج 1س ص 08۔ 2 18الشماخي :سير .
ص . 412
ولم تكن < أجبر عليها أبو النقظان الرحلة < التى همنا من هذه والذي
طواعية منه ،أنها تبين العلاقة بين بغداد وتيهرت ى اذ أكرم أ يا إكرام
[ ن أ با < ولا شهشك طيبة معاملة معه سجن الذ ي ١الخليةفة وصامله
أما العلماء الذين زاروا الدولة الرستمية من أهل المشرق " فيذكر أن
بجبل .ومر تيهمرت عبد الوهاب .فقصد ١لامام زائرا زمان منهم قدم وفدا
ومنهم الامام العلماء بعص < فاختار بالغرب لاحظله سئل عما حيث نفوسة
( )94اين الصغير :ص 82۔ . 03وأنظر الدرجيني :طبقات .ص . 38الثياخي" :يترك بياضا عندما وصل الى
هذه الحادثة .ص . 022
( )05يذكر الاستاذ عبد الوهاب بن منصور .في مقال له بمجلة البصائر المدد 871/971والني تحت عنوان
هالسفارات الملكية والملائق بين الشرق والغرب » أن معاملة بني العباس لأي اليقظان تعتبر بحق غريبة .اذ ما
عرف عن العباسيين الا الحذر الشديد من الامراء المغاربة والكيد لهم والايقاع هم .ويقول ٠وليس بفائب عن
الأذهان موقف هارون الرشيد من الادارسة بالغرب الأقصى اذ قتل المولى ادريس بن عبد الله بم دسه في قارورة
طيب سنة 771ه .أنظر البصائر الصادرة بالجزائر 1731ه2591/م .ص . 6وهذا الرأي يدعم ما ذهبنا اليه من
أن أبا اليقتظان .وهو المعروف بعلمه الغزير .قد أظهر من ذلك للعباسيين ما أنسام حذرم وكيدمم
للامراء المغاربة .
)1:معمر علي يحى :الاباضية بالجزائر .ص . 67ابن الصغير :ص . 23وما بعدها .
( )25ابو زكرياء :سير .ص 89ى الدرجيني :طبقات ث ج . 1ص . 38الشاخي :سير ى ص 122۔ . 222
-۔ 5
نفسه اعجابا بهم وبعامهم(ةة) } الا أن المصادر التي أوردت هذه الرواية لم
تذكر بالضبط من أين قدم الوفد س فلعله مانلبصرة .لأن هذه المدينة في
عهد عبد الوهاب . .ما زالت تؤدي دورها ف الدعوة ومراقب ةة أتباعها بمختلف
له :سص ا . تاج وجودمه.. 0
أيضا ا العام الخرساني ١بو غانم ببهشر بنن غانم . ١وتيهرت نفوسة وزاارر جبل
١لفا ندة ١ ٥لكبيرة <.وقد ١النفوني عمروس طرف مد ونته من وكان لا نتساخ
أو العاضة الرسقية ۔ +رغبة فى الميش (في كنف الدولة واسامة الظهؤز خ
۔ . : ذ َ ۔۔ .
492ى العاخي :سير ة ص .> 5 الدرجني :د طبقات ٨ج . 22ص 392 ( )35أبو زكرياء :سير .ض 38
ا ۔»ا : ب ي .س۔۔ :. :.ء ني _ . ذ ٠ ( )45محود اساعيل :الخوارج .ص . 251
) الونيالي :سير (مخطوط) ورقة 4؛ى الدرجيني :طبقات .ج . 2ص .33ء الفاخي :تهسيد 7نصل 2 . 822
(55
مسه .ان ال اي ....لا" | . ( )65عوض خليفات :نشأة 14ص3۔ .41
. ( )75اليعقوبي :البلدان .ص 99۔. 401
( )85ابن تاويت :دولة الرسميين 4؛م .جلة معهد الدراسات الاسلامية 7 2 1 53ضن ) :4 901مود اسماغيبل :
. . 1 الخوارج 4.ص
ومن أيز مظام العلاقةالثقافية بين الدزلة الرستية وبلاد الغرق تلك
,الكتب والرسائل التي كانت تتبادل بين الطرفين ،فلم تنقطع الصلة بين
خوارج المشرق المغرب ٤أبل لسترت بشكل "دائما فكانوا كلما نزلت بهم
يستفتوه مم فيما 2 رسال الكتب الى علماء 1 تاز لةم يترددوا ق
تماما منام كان تفعل غلناء القيزوان' ق استفتائهم للامام مالك بن
المدينة أو أبي ينف القاضي ببغداد تها و.كانوا يلتزمون توام :
تصانيف المشرق 4 .فقد أمربنا عدة ¡ مرات اذكر تلك الاحنال:التي طلبها
اجتهد ف الامام عبد الوهاب من اخوانه بالبصرة ؛ .امن نم الكتب 2:وججاءله ::
.. 7. 0 .٠.٠ 5 . نهانا .: قراجتها ليلا
بن محبوب بلاد :اللغز < :كتب وملك ا ل العد يدة ة ا لق ١لكتب ومن
اين والعقائد .والاخبار .وكان كتاب والكلام الفقه وابنه , ٤ف الرحيل
المغرب :ك قيل ا نهه :يقع اابن محبوب .١الى أأهل حبوب يعرف .عند نفوسة .يسيرة
أ(9ة) توريس لومبنآز؛ :الجغرافيا التاريخية : :ترجنة .حيندة ة صس . 001 99 . 77 :شاوش أندر لوقاد ٥
.... الاي ف .... .فس منف... هذ س !.ك أ . .. . "... !!, :. '3. ص
( )06محمود الاعيل الخوارج . 9 7رغم أن الدكتور حمود يؤكد هذا في الصفحة الذكورة ف فانه فى صفحة
2ةيذكر أزن المصادر خلو :من أية اشارة الى استراز العلاقة بين تيهرّت والمشرق بعد امامة اعبد الويخاب وينمزو
.هذا.حسب تخمينه:ء آلى' رفض وإنكار امامة خلفائنه.لانها تحولت الى ملك وراثى وضاعت هيبتها :وطبعا لا
نوافقه ف هذا الرأي لأن هناك رسائل مأنهل المشرق الى تيهرت في عهد أفلح تقر بامامة هذا الأخير مثل رسالة
أبي عيسى ابراهيم بن اسماعيل الذي يقول فيها هثمكان بعد عبد الوهاب ابنه أفلح حفظه الله »أنظر لواب
(مخطوط) ورقة 0 15ومثل زيارة أبي غانم بثر بن غانم الى نفوسة وتيهرت فالقرن الثالث في أيام عمروس بن
فتح وهو من علماء الطبقة السادسة ( 052۔003ه) .وقد سيقأز ن أخينا إل هذا ۔وأنظر أيضا ::خ
. ر .ل.- .:ن.... +. - ..4 ُ ٠ . . . ], . 28
بقاا 4ج ..1ص . ) 66ء الشيأخي ::سير . : .7خطوط ورقبة . 6 ) )1لواب ين إسلام :شرائع
ص 641۔ 181 . 741ى الباروني :الأزهار .ج 2ى ص . 061 751عوض خليفات :نشأة .ص . 52مهدي
5 هامش طالب :الحركة الاباضية .رسالة ماجستير ص 09۔ . 19
, . ... 6ي = .- .. | ۔. . ٠ .,. . . _032 .9 افريقية .ث ص :تاريخ أنظر الرقيق القيروان (()26
-993-
أفلح بن عبذ الوهاب (802ه ۔ 852ه) من أبيه هذه الدولة . وورث
قوية عزيزة ى ساسها بسياسة أبيه .؛ وقد امتاز عهده خاصة بالقو
الاقتصادي ى والرخاء المعيشي " .وهو مابدا خجليا في حياة السكان الذين
كثرت الأموال في أيديهم 0وعمت هذه الحضارة جميع شرائح المجتمع 0ومست
البدو أيضا ه فتطلع بذلك الى للكابرة وللنافة
بغا عهد د أف للح المزهر .اوقداغن النا ن الى لراحة والحضارة" نخلفه
ابنة آبو أبكر ( 852ظ :ذذ 162ه) الذيي ٢ؤذرث قوة جدة :م حظ ١بنصيب
مخلل شياسنة أبة ء فتداغتأعليئة القائل ءوكثر خوله الشكوك
فدخلت الدولة الرستبية س في عهده 0منعطفا خطيرا بقي نقطة بدانة
النهاية اذ اسر :الضعقآيتفام كاما تقذمت.الأينام «.ؤتداولت :ؤمن حين
:الآخر":.تعرف-الدولة الربية ضحوة الجخديندة تبعث في كيانا حياة عهد
الامام الأول غبند الرحمن :رستم :كذلك كان عهند:الامام الرابع
: ات إالنقظان :بن ¡ أفلح 162(.هن182::.ه) التم أنقذ الدولة " ا
"وساسها بسياسة خحكية تتماشى :مع':الظبرفا.الحنناسن جدا ة واست عليها :ابنه
آيو حتم (182ه 492 -ه) حتى قتلته ,أترتنلنهةوأغتصب الحك
مانهغتصابا وهأوول .امام يوث قتلا في هبذه الدولة ,وتلك نتيجبة من
نتائجنظام الج الوي ي كني من الدطلك ببا . .. 1 . ... ,٠
اتم :يتميز لقد ان غ هذ الأئمة أ لبكر :وأني اليقظآن : :وأبي: :وعموما |
الحقيقة أن هذا النشاط :كان :يناير الذولة بالنشاط الفكري أخا
الرمية منذ البداية":تماماأفثما 3أالنتاط الاة 2ادئي' وذلك" لطبيعة
المذهب الذيد يعتنق أغلب الكان ق الدولة" ة ونقف البرتز :أ م الواد
٠ف :الأعظم
ف والميل الأدق المغربان عرف .فقد الاقتصادية الأوضاع أما عن
وقد برز جبل نفوسة في العلوم النقلية ى بكثرة فقهمائه حتى أصبحت
بيوته لا تحتاج الى من يفتيها في دينها لانتشار العلم بينها عامة .ولعل من
المفيد أن نشير هنا س الى أن أغلب من ذكر من العلماء في الدولة الرستمية
من نفوسة فلا غرابة في ذلك ،مادام أغلب مؤلفي سير الاباضية من نفوسة
أو المناطق القريبة منها .وهذا يدعونا بالمقابل الى القول إن مثل أولشك `
العلماء النفوسيين من الخل جدا وجود أمثالهم في مناطق أخرى من
الدولة الرستمية كوارجلان مثلا وبلاد الجريد 0وجربة س وتنس
ووهران وغيرها .
() أنظر مثلا الاستطلاعين القيين اللذين اطلعتنا ا مجلة العربي قي عددها 392 . 682وهما على التوالي :
مصطفى نبيل :عالم ميزاب للحوز " سبق ذكره .ص 511وما بمدها 3فهمي هويدى :ذكر ما جرى للعلم
الني باض في مكة ونهض الى عمان .افريل 3891م .ص 421وما بعدها .وأنظر كذلك :د .فخار ابراهم :
دور الرستميين الأصالة .عدد . 24/34ص . 73
304- -
وكان لامرأة فايلمغربين الأدنى والأوسط ء.الدور الفعال في الاقتصاد
والثقافة .ولقد رأيناها مزارعة وصاحبة منسج ‘ ورأد يناها عالة تنافس
أخاما في العلم أو تساعده عليه :..ولا أدل على النشاط الفكري في الدولة
الرستمية من كون الاماء أنفسهن لهن :نصيبا مانلعلم لا بأس به ,وكا .كان
للمرأة .دورها الايجابي ،فقد كان لها أيضا دورها السلبي 8خاضة في المجال
استدراج أبي عبند الله الشيغئ الى تيهزت .زنة السياسي وذلك
6ه909/م ..والقضاء على .الرسميين ى وذلك مما فغلته' دورا بنت الامام
حام :انتقاما منن عمها اليقظان لأبيها آبي حاتم :بن أيي اليقظان .: آ
الع: بوأسطبة في المغرب المرن الاسلام <:قنده كل انتشاره واذا ا. .
هةه أخزى؛ «
جه:من ج العربية اللغة . 6فان خاصة التجار من .الاباضية بواسطة
منهم « المديد هذه الفترة . ..وتكلمها طريقها .الى البربر ف وجدت قد
4بها الرستي البلاط الرسمية ف اللغة كانت < 5 بها العلماء مؤلفاجم وكتب
بالحروف العربية , :.وهي مرتلة مهمة جدا ق اول المغرية يا فشيئا آل
ذلكد ق وهي "مرجلة ضروري يبةة ولاشك وخروقا< : لغة ١لعر؛ بية
.
-
‘
..
:
.
¡ ٠
.
ت
.. ... .
. !١ :
.
.
..
!٠
.
7
بح ٠
_ 17
٩ .
.. ُ }
التحول والانتقال :
وهكذا منذ هذا العهد .بدأتالبربرية تتركمكانها للعربية لتعيش
٠ \ - 5 ث. ۔ث .۔<۔` د . يل َ . ٠ ۔حه
معها عيشة العامية اليوم مع الفصحى ،فبدأت اللغة العربية :تفتح البلاد
وأحاديث وتفرض نفسها على الألسن من خلال القرآن الكرم
الرسول علة وشعائرالدين لاسلإني الحنيف وشزائعةة --:ه
404- - .
باللخرق عامة والبصرة خاصة ،وبالأندلس وأرض السودان الغربي س قد
غذت الفكر ٤وسمت في عمليتي التأثير والتأثر .
» ٦٣
٣
-406 -
والمراجع 4 +المصادر
۔ابن أبي دينا ر أبو عبد الله محمد هبن أبي القا سم الرعيني القيرواني ( حي
. 3 وتونس ط بقية أخبنا 7 ف المؤنس . ( 11 القرن أ وا خر ف
) : ابؤ الحسن علي بن أبي الكرم ( ت 0ه_ذ الأثير عزالدين ۔ ابن
بيروت والنشر ٠ للطباعة ة وبيروت ضادر ك .دا ز التاريخ ف الكامل
-ابن بطوطة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن ابراهيم ( .ت 307ه: ):
رحلة ابن بطوطة ،دار صادر وبيروت للطباعة وا لنشر . :بيروت
4ه4691/م .
804 -
۔ ابن تهية أبو العباس تقي الدين أحمد بن عبد الحلم ( ت 827ه ) :
رفع الملام ء الأئمة الاعلام ى ط 5س مؤسسة مكة للطباعة والأعلام .
مكة 69 .
۔ ابن الجزرى شمس الدين أبو الخير محمد بن محمد ( ت 338ه ) :غاية
.4ط . 1تحقيق برجستراسر ‘ مكتبة ا لقراء طبقا ت ف ١لنها ية
۔ ابن جميع أبو حفص عمر :مقدمة التوحيد ۔ شرح :الشماخي أبو
العباس والتلاتي أبو سليان ،الجزائر ي ط2931 . 2ه3791/م .
ابن حجر العسقلاني شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي
( ت 258ه ) :تهذيب التهذيب ،ط : 1مطبعة مجلس دائرة
. ه 5231 .. النظامية المند < الدكن المعارف
أنسا ب ) _ :جمهرة 654ھ ( ت سعيد أبو مجرد علي بن حزم _ | بن
< .القا هرة مصر .دا ر المعا رف ليفي بروفنصا ل 7تحقيق . ا لعرب
. م
85
۔ كتاب الفصل ف الملل والأهواء والنحل ۔ أعادت طبعه بالأوفست
مكتبة المثنى ،بغداد س المطبعة الأدبية القاهرة 7731 .ه .
-ابن حماد آبو عبد الله محمد بن علي :أخبار ملوك بني عبيد وسيرتهم
. الجزائر 6431 .ه < كربونال جول مطبعة
ابن خلكان أبو المباس شمس الدين أحمد بن محمد ( ت 186ه ) :
وفيات الأعيان وأنباء الزمان تحقيق احسان عباس دار الثقافة .
. بيروت > 1م
۔ ابن رستة أبو علي أحمد بن عمر ( ت بعد 092ه ) :كتاب الأعلاق
النفسية ۔.مطبعة بريل ي ليدن 1981 .م .
۔ابن سعد عمد .كاتب الواقدي ( ت 032ه ) :كتاب الطبقات الكبير
تحقيق أدوارد سخو ۔ مطبعة بريل ،ليدن ص 8191 . 5091م .
ابن سعيد علي بن موسى ( ت 586ه ) :۔ المغرب في حلى المغرب ٠،
تحقيق شوق ضيف ه داز المعارف مصر 3591 ،م .
۔ كتاب الجغرافيا 0ط 2 2تحقيق اسماعيل العربي ص ديوان المطبوعات
الجامعية ء الجزائر ى 2891م .
۔ ابن الصغير ( حي في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري ) :
أخبار الأئمة الرستميين ۔ باريس ( 8091أنظر المراجع الأجنبية
) . م
-014-۔
۔ ابن عبد الحكم عبد الرحمن بن عبد الله ( ت 752ه ) :فتوح افريقية
والأندلس .تحقيق عبد الله أنيس الطباع مكتبة دار الكتاب للبناني
للطباعة رإلنشر ،بيروت . 4691
۔ ابن عبد ربه أبو عمر أحمد ( ت 723ه ) :العقد الفريد ،ط . 3
تحقيق أحمد أمين وآخرين ،دار الكتاب العربي ‘ بيروت
. 41ه5691/م
.۔ ابن عذاري المراكشى أبو عبد الله محمد ( ت في القرن السابع المجري
نهايته ) :البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب ،تحقيق ج ٠
. 81 -دار النقافة 0بيروت ليفى بروفنصال وا. 5كولان س
۔ ابن الفقيه أبو بكر أحمد بن محمد الههداني :مختصر كتاب البلدان ه
طبع بريل ،ليدن 2031 ،ه .
-ابن قتيبة الدينوري أبو محمد عبد الله بن مسلم ( ت 672ه ) :
الامامة والسياسة وهو المعروف بتاريخ الخلفاء .ط 0 2مطبعة
مصطفى البابي الحلبي ث مصر 7731 ،ه7591/م .
۔ ابن القوطية آبو بكر محمد القرطبي ( ت 763ه ) :تاريخ افتتاح
الأندلس ،تحقيق عبد الله أنيس الطباع ،دار النشر للجامعيين
. م >791 . بيروت
-114-۔
أبو زكرياء يحى بن أبي بكر ( ت 174ه ) :كتاب سير الائمة
وأخبارهم س تحقيق اسماعيل العربي ،اصدارات المكتبة الوطنية
الجزائر 9931 .ه9791/م .
أبو زكرياء يحى بن أبي الخيز الجناوني :كتاب الوضع ،تعليق أبو
اسحاق ابراهيم أطفيش ،ط ، 1مطبعة الفجالة الجديدة (بلا مكان
وتاريخ الطبع) .
أبو عمار عبد الكافي الاباضي ( ت قبل سنة 075ه ) ::كتاب الموجز
( آراء الخوارج الكلامية ) تحقيق عمار طالبي ،الشركة الوطنية للنشر
والتوزيع 2الجزائر 8931 .ه8791/م .
أبو غانم الخراساني ( حي في نهاية القرن الثالث المجري ) :المدونة
الكبرى ،ترتيب وتحقيق وشرح أطفيش عمد بن يوسف س دار اليقظة
العربية .سوريا ولبنان 4931 4ه4791/م .
أبو الفداء عماد الدين اسماعيل بن عمر ( ت 237ه ) :تقويم البلدان
۔ تصحيح رينودو وآخرين ۔ طبع دار الطباعة السلطانية باريس
. م 0
314- .-
۔ الحميري محمد بن عبد المنعم ( ت 727ه ) :كتاب الروض المعطار في
خبر الأقطار ى ط ، 2تحقيق احسان عباس ،مؤسسة ناصر للثقافة 3
بيروت ص 0891م .
كتاب : ( ه حوا لي 06 بن سعبد ) ت أجد -الدذرجينى أبو العباس
۔ السبكي تاج الدين أبو نصر عبذ الوهاب بن علي ( ت 177ه ) :
طبقات الشافعية الكبرى ،تحقيق محمود محمد الطناحى ،عبد الفتاح
محد الحلو .ط 1س مطبعة عيسى البابي الحلى ،القاهرة :
. 3831ه_1 469/م .
-414-
-السمعاني أبو سعد عبد الكريم بن حمد ( ت 265ه ) :الأنساب .
تصحيح عبد الرحمن بن يجى المعلمي . ,ط . 1مطبعة مجلس دا ئرة
- 614
المراكشي عبد الواحد ( ت 746ه ) :المعجب في تلخيص أخبار
. .ط . 1مطبعة الاستقامة < تحقيق محمد سعيد العرياني المغرب
۔ المقدسى شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد البنا ( ت 883ه ) :
أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم .ط ، 2مطبعة بريل ،ليدن .
601م .
-714-
۔ ياقوت الحموي شهاب الدين أبو عبد الله بن عبد الله ( ت 626ه ) :
المشترك وضعا والفترق صقعا ،ليدن ث 6481م .
۔ معجم الأدباء ،دار المأمون ،القاهرة 5531 .ه6391/م .
. 7931 .ه1 779/م 0ببيروت دار صادر < البلدان _۔ معجم
91ه0691/م .
. 1/ه769م
7
أحمد أمين :ضحى الاسلام ى ط 5س مكتبة النهضة المصرية } القاهرة
. 6
۔ ظهر الاسلام 0مطبعة خلف ى القاهرة 7731 .ه8591/م .
أحمد مختار عمر :النشاط الثقافي في ليبيا من الفتح الاسلامي حتى
>. بيروت . الكتب دار ط .1 . التري العصر بداية
ه1791/م 1
۔ أطفيش أمحمد بن يوسف ( قطب الأئمة ) (ت 2331ه3191/ه)
-814-
۔ رسالة ان لم تعرف الاباضية يا عقي يا جزائري ،تصحيح قاسم بن
ھوهھ . الطبع 8 وآخر < بلا مكان الشثماخي العامري سعيد
431 .ه_ . < طبعة حجرية أو كان يكون فيا جاز أن -الامكان
الله < لاعلاء كلمة أبي بريد جهاد دن داود :ثورة سلهان يوسف -۔ بن
-914-
دار البعث ،قسنطينة .ط 1ص 2041ه1891/م .
۔ بوعزيز يحى :الموجز في تاريخ الجزائر .ط ، 1دار الطليعة
للطباعة و لنشر ،الجزائر . 5691 .
۔ بوفيل أي دبليو :الممالك الاسلامية في غرب افريقيا وأثرها في تجارة
بعة
ط8ماض
ارلري
الذهب عبر الصحراء الكبرى 0ترجمة زاه
. م < 8 < القاهرة الحديثة < مكتبة الانجلو المصرية
-024-
۔ النظم الاشلامية .ط . 2مكتبة النهضة المصرية .القاهرة
م . 91
۔ حكمت نجيب عبد الرحمن :دراسات في تاريخ العلوم عند العرب ،
الموصل ‘ معة وزا رة التعلم الا لي وا لبحث ا لعلمي < جا
124- -
۔ زامباور (المستشرق) :معجم الأنساب والاسرات الحاكمة في التاريخ
الاسلامي ،ترجمة زي محمد حسن بك وآخرون ص مطبعة جامعة فؤاد
الأول ء القاهرة 0731 .ه1591/م .
.ط . 1مطبعة عيسى البابي الحلي طاهر أحمد :أعلام ليبيا -الزاوي
-224-
۔ صفر أحمد :مدنية المغرب العربي في التاريخ ى دار النشر بوسلامة 2
. < 91م تونس
. م < دار المعارف ‘ القاهرة < 6 :الفتنة الكرى حسبن _ طه
الخامس < البعث < الكتاب كتاب :اللربر .سلسلة عثان ۔ الكعاك
ح
8م .
۔ لقبال موسى :المغرب الاسلامي منذ بناء معسكر القرن حتي انتهاء
ثورات الخوارج ( سياسة ونظم ) ط ، 1مطبعة البعث :قسنطينة ،
م . 91
-424-
. ۔ الاباضية في موكب التاريخ ‘ الحلقة . 4الاباضية ف الجزائر
< ١لاسلامية .مكتبة وهبة « | لقاهرة مطبعة الد عوة
. 979م
1/ه
9
۔ الاباضية بين الفرق الاسلامية عند كتاب المقالات في القديم
< مكتبة وهبة < .ط . 1مطلا بع سجل ١لعرب وا لحد بث
. 1/ه679م
6
-624 -۔
( 161ه ۔ 692ه777 /م ۔ 909م ) عدد 04۔ 340أفريل
591م .
.٠بفداد العرب المؤرخين. لاتحاد العامة الامانة : اللؤرخ العربي ٥عجلة
العراق .
۔ فاروق عمر فوزي :ملامح من تاريخ حركة الخوارج الاباضية كا
تكشفها مخطوطة الأزكوي .العدد الثاني 5791 .م .
الاسلامي < العالم التعلمية ق المعاهد والمؤسسات القابسي نجاح : -
.-724-
ه عجلة المورد :دار الحرية للطباعة ص بغداد ص العراق .
المجلد & 4 .عدد عمان تاريخ :ببليوغرافيا ف عمر فوزي 7فاروق
۔ الحاضرات :
الميني محمد « :مفهوم الشورى والديمقراطية في التاريخ العربي لدى
الرستميين والجماعات المحلية بوادي ميزاب بالجنوب الجزائري » محاضرة
ألقيت في المؤتمر البرلماني العربي الثاني ۔ الجزائر 21 - 8آذار (مارس)
. م 1
-824-۔
خامسا ۔ المراجع الأجنبية :
- ع : ن | م ع , .
!, , 0291. ا
- ع : ع ! 1ع ع , . !
, . . , , 2881.
- م ة : ع ن , 5 !-
ع ن , غ ح ث3 , ه
, 8791.م )
- .: آ ئ ع , ع
ع , ل ع } , .
, 5591.
'.۔-924
ه - ة س ن « 0'1 .- . -
, : , , 6491.
- ج . ع ., ! ع . !: ئ ,
ن , , 7291.
-034-
- ل : دع ! م , 2 [
. . 621. . 0791.
134- -
.+
-234-
خ -ا ال :ن , ,
ن ع ع ع ! ل ع ححع‘1 ع
ه .ه ع
ن <-ل ح غ ' 1ع 1' 0ع ئ
ح ح ا ع - !, ع ! !'.
ح ح ه ع ح ح- ع 0
( 0'1 غ ع ) ع , '¡, , 5 -
5ع ح . د - خ ح ح
ا ل ع ه'\ ح ن ل ! 2 غ لل .
خ 1ع ‘‘ ! س ( 2
), ن ! ع س ا , 1ن ع
!.
غ ع ‘‘1 ل ع .عئب ل س
خ ع ! ع ع لح ح ع .
ع لف ا ئ 0ح )( ع 0
ن 1 .
ح خ ! ن ل , ع
ه !.
, غ ل ل 1ع ح غ , ع س -
'| ن ح ح ع | ,نز
ن 5 . 0 س , ن ! | ع
ع ح حا ع ا . ع س ع ع
.
خ ع 1ل لف ع ا م ع .عسح .آ
ح ل س ع ح !5ح ح ع
ع ع ع ح س'1 ,ي ع 1ح
' 1ع ع ع ن '1 , س .
, ع ع' ع م 1س ا ل س
> ح ! ع ع ح م
ع س «ل ن ل غ ".
آ
334- -
ع
ا
أبان 252 :
أبان بن وسيم اليوخوي (أبوذر) 701 :۔ 861۔ 682۔ 503۔ 913۔ 873
ابراهيم بن أحمد الأغلبي 031 :۔823
ابراهيم بن إسماعيل وعيسى 793 :
ابراهيم بن الأغلب :
ابراهيم بن سليان لارن 54 :
ابراهيم بن عبد الرحمن التنسي (أبوإسحاق) 683 :
ابراهيم ين قطن المهري 253:۔353
ابراهيمالني عليه السلام 673:
ابن الابار أبو عبد الله محمد 34:
ابن أبي أصيبعة 34 :۔ 373
ابن أبي دريس 662 :۔ 413
ابن الاثير عزالدين 53 :
ابن بطوطة 412 :۔ 983
ابن تيمية أبوالعباس تقى الدين أحمد 43 :
. ابن الجمع 583 :
اين حزم علي بن سعيد الاندلسي 34 :۔ 092۔ 683
ابن حوقل (الجغرافي) 24 :
ابن خرداذبة (الجغرافي) 24 :
ابن خلدون عبد الرحمن 53 :۔ 83۔ 612۔ 173
خلف ين السمح 101 :۔ 051۔ 823
-534 -۔
ابن خلكان شمس الدين أحند 663 :
ابن الصغير : 71 :۔ 43 23۔ 63۔ 93۔ 04۔ 54۔ 35ذ 45۔ 771
۔ 113۔ 323۔ 433۔ 353۔ 963۔ 273 _ 073
اين الصغير الهواري “ 313 :
ابن طولون 342 :
ابن عباد المصري 393 :
ابن عذاري المراكشي 53 :۔ 63
-834-
أبو محمد أنظر عبد الله بن محمد العاصي
أبو محمد أنظر عبد الله بن .محمد المكفوف
محمد أنظر ماكسن بن الخير أبو
محمد أنظر ملي أبو
مرداس أنظر مهاصر السدراتي أبو
مسعود 223 : أبو
معروف 181 : أبو
أبو معروف أنظر ويدران بن جواد
أبو منصور أنظر الياس
أبو المنيب أنظر محمد بن يانس
أبو مهدي أنظر عيسى بن إسماعيل
482 : أبو مون
أبو ميون الجيطالي 813 :
أبو نوح 043 :
..ت
تقي زوج مدرار بن إليسع 483 :
ح
الحاج سعيد محمد أيوب 33 :ب 222
حاجى خليفة (صاحب كشف الظنون) 603 :
حبيب بن أبي عبدة أعوبيدة الفهري 46 :۔ 702
حبيب بن عبد الرحمن بن حبيب 56 :
الحجاج بن يوسف الثقفي 57 :
حرقوص بن زهير السعدي 03 :
حسان بن النعمان 242 :
الحسن البصري 003233 :
حفصون النفوسى أبو عمرو 383 :
حكمت نجيب (الدكتور) 573 :
موية 252 :
الميدى محمد بن فتوح 34 :
- 244 -
خالد بن أفي حبيب الفهري 46 :
خالد بن حميد الزناتي 46 :
الخبيث بن الطيب 201 :۔ 021
خلف بن السمح 201 :۔ 021۔ 121۔ 621۔ 033۔ 753۔ 963۔ 973
۔ 083۔
9
الزبيدي محمد بن الحسن 34 :۔ 253۔ 353
س
سالم بن يعقوب (الشيخ) 763 :
سالم عبد العزيز السيد (الدكتور) 94 :
السبكي تاج الدين 663 :
ستيفان فزال ) 6طمع:ى) 071 :
سحنون بن سعيد بن حبيب التنوخي 803 :۔ 423۔ 333
ص
عبد الوهاب بن عبد الرحمن (الإمام) 42 :۔ 23۔ 57۔ 18۔ 39۔ 59
231 ۔ 921 ۔ ۔ 621 021 ۔ 701۔ 411۔ ۔ 301۔ 501 ۔ 201 _ 001
542 ۔ 042 ۔ ۔ 732 632 ۔ 132۔ 232۔ ۔ 102 _ 591 ۔ 161 _ 451
692 ۔ 982 ۔ ۔ 882 182 ۔ :66۔ 962۔ ۔ 852۔ 462 ۔ 252 152
533 ۔ 033 ۔ ۔ 423 713 ۔ 213۔ 413۔ ۔ 403۔ 603 _ 992 ۔ 792
193 ۔ 783 ۔ ۔ 973 173 ۔ 863۔ 963۔ ۔ 753۔ 953 ۔ 653 ۔ 733
_ 993 _ 793 ۔ 593 ۔ 393
عبيد الله بن الحبحاب 16 :۔ 46۔ 702
عبيد الله المهدي 41 :۔ 512۔ 504
عان أبو عمرو بن خليفة 501 :
744- -
عثان بن أحمد بن يحياج `313 :
عثان بن الصفار 662 :۔ 413
عثمان بن عفان (ض) 13 :۔ 39۔ 49۔ 863۔
العدوي ابراهيم أحمد (الدكتور) 94 :
العروي عبد الله 53 :۔ 65
عروة بن أدية أو إبن حدير 08 :
عزالدين التننوخى 403 :
عقبة بن نافع الفهري 78 :۔ 702۔ 022۔ 382
عكرمة مولى عبد الله بن عباس 01 :۔ 26۔ 103
علي بن أبي طالب (ض) 37 :۔ 401۔ 563۔ 863
علي بن أحمد العياني (الشاعر) 072 :۔ 063
علي بن الجهم آبو الحسن (الشاعر) 263 :
علي بن يخلف 92 :۔ 883
علي بن يوسف بن تاشفين المرابطي 192 :
علي يحى معمر 44 :۔ 84۔ 662
الاد الأصفهاني 22 :
عمار بن ياسر (ض) 863 :
حمار طالى (الدكتور) 13 :
عمران بن حطان 543 :۔ 563۔ 663
عمران بن مروان الأندلسي 511 :۔ 413۔ 783
.عمر بن الخطاب (ض) 47 :۔ 411۔ 511۔ 281۔ 742۔ 863
عمر بن عبد العزيز (الخليفة) 523 :
عمر بن عبد الله المرادي 16 :
عمر بن عثمان القرشي 86 :
عمر بن يمكتن 772 :۔ 972
عمرو بن الأحوص العجلي 66 :
844- -
45 : عمرو بن جميع
ع
غازي ملك العراق 54 :
الغزالي أبو حامد 192 :
غزالة (الأمة السودانية) 873 :
٠
ف
ل
لقبال موسى (الدكتور) 35 :۔ 092
لواب بن سلام بن عمرو اللواتي 42 :۔ 992۔ 763۔ 963۔ 393
لويسكي (-7نلحن«ع]) 42 :۔ 45۔ 85۔ 483۔
َ 1
85 _ 55 :۔ 171۔ ) )- مارسية جورج
-054-
المتوكل بن المعتصم 031 :
ف .
نافع ين الأزرق 47 :
النديم صاحب الفهرست 703 :
نفاث بن نصر النقفوسى 42 :۔ 121۔ 352۔ 452۔ 072۔ 503۔ 603
. ۔ 033۔ 133
-354 -۔
نقفور امبراطور بيزنطة 953 :
نويهض عادل 05 :
) 65 : نيفر أندري ) -
ه
هارون بن عمران أخ النبي موسى 663 :
هارون الرشيد (الخليفة) 953 :۔ 593
.هنو بنت عبد الرحمن بن رستم 341 :
الموارى 103 :۔ 303 هود بن محك
و
واصل بن عطاء 811 :۔ 233۔ 533۔ 933
وجدليش بن في أبو يوسف 942 :
وداد القاضي (الدكتورة) 93 :۔ 35۔ 073۔ 273
الوراق أنظر محمد بن يوسف
الوسياني أبو الربيع سليان بن عبد السلام 62 :۔ 92
وسم أبو يونس 732 :
ولد بن خلف 101 :۔ 051
وهب بن وهب أبو البختري 803 :
ويدران بن جواد أبو معروف 913 :
ي
٠م
يحى بن أبي بكر الوارجلاني أبو زكرياء 52 :۔ 62۔ 82۔ 92۔ 33۔ 45
يحى بن سلام بن أبي تعلبة أبو زكرياء البصري ' 203 :
يحى بن مالك الأندلسي أبو زكرياء 903 :
454- -
يزيد بن أبي مسلم 16 :
58 يزي' .بن حاتم 9 :
يزيك بن فندين اليفرني أبو قدامة 511 :۔ 711۔ 621۔ 413۔ 513
۔ :9۔ 393
يعقوب بن حبيب الملزوزي أبو حاتم 96 :۔ 07۔ 48 ¡ 97۔ 58۔ 9
_ 863
يعقوب بن ابراهيم الأنصاري أبو يوسف 57 :۔ 793
يعقوب بن أفلح (الإمام) 701 :۔ 621۔ 821۔ 031۔ 651۔ :281 261
_ 691۔ 612۔ 632۔ 442۔ 372۔ 103۔ 023۔ 223۔ 623۔'073
_ 173۔ 573
يعقوب بن يوسف بن سهلون الطرفي 913 :
اليعقوبي أحمد بن أبي يعقوب 53 :۔ 14۔ 183۔ 693
يغلا بن زلتاف أبو خزر 143 :
اليقظان بن أبي اليقظان (الإمام) 611 :۔ 721۔ 404 :073 ¡ 031
_ 504
يوسف بن أبي اليقظان أبو حاتم (الإمام) 001 :۔ 301۔ 611۔121؛`
_ 621۔ 031۔ 932۔ 161۔ 261۔ 461۔ 591۔ 691۔ 932۔ 752
۔ 313۔ 223۔ 523۔ 623۔ 443۔ 363۔ 463۔ 073۔' 173 662
۔ 004۔ 404 ۔ 693
بن ابراهيم الوارجلاني أبو يعقوب 222 33 :۔ 322۔ 552۔ 562 يوسف
۔ 123 403 ۔ 932
يوسف بن محمد أبو بعقوب 743 :
وذ ابن قريش التيهرتي 053 :۔ 453۔ 553
يوسف الفتاح 383 :
554 -
فهرس البلدان والأماكن
ا
إجناون 941 :۔ 651
أرزيو 291 :
أريغ أنظر ريغ (بلاد)
اسبانيا 061 :
أسرسو (سهول) 931 :
الاسكندرية 391 :۔ 812
أشكوبرش 391 :
أشير 981 :
أصبهان 29 :
الأطلس (جبال) 731 :۔ 831۔ 761
الأطلسي (المحيط) 602 :
۔ 822 افريقيا (القارة) 42 :۔ 66۔ 241۔ 061۔ 261۔ 381۔ 791
_ 242۔ 162۔ 692۔ 243۔ 863
۔ 911 إفريقية (الأغلبية) 11 :۔ 34۔ 06۔ 36۔ 46۔ 86۔ 59۔ 801
۔ 791 621۔ 821۔ 131۔ 241۔ 251۔ 661۔ 671۔ 381۔ 191
۔ 092 _ 991۔ 202۔ 302۔ 702۔ 312۔ 922۔ 242۔ 252 442
۔ 203۔ 803۔ 013۔ 323۔ 243۔ 053۔ 253۔ 353۔ 483204
الأنبار 391 :
أنبية 112 :۔ 212
إنجلترا 553 :
الأندلس 61 :۔ 63۔ 46۔ 29۔ 021۔ 221۔ 831۔ 341۔ 741۔ 851
۔ 361۔ 661۔ 071۔ 871۔ 681۔ 191۔ 491۔ 102۔ 502۔ 522
`
-654-
228۔ 922۔ 132۔ 532۔ 292۔ 903۔ 013۔ 363۔ 373۔ 473
__ 283۔ 583۔ 783۔ 893۔ 104۔ 204۔ 504
أودغست (غسط) 702 :۔ 112۔ 312۔ 912۔ 422۔ 922
الأوراس (جبال) 56 :۔ 701۔ 731۔ 382۔ 523۔ 543
أوروبا 302 :۔ 473
أوزكا ( :أزق ص أزكى) 091 :۔ 112
أوليل 522 :
إيطاليا 201 :
إيفاطمان 872 :
بت
1
بشرى 301 :
البصرة 41 :۔ 02۔ 06۔ 16۔ 56۔ 47۔ 67۔ 08۔ 19۔ 59۔111
_ 991 _ 391 _ 251۔ 002۔ 912 _ 202۔ 852۔ 562۔ 762۔ 862
_ 872۔ 582 _ 382۔ 403 _ 882۔ 803۔ 613۔ 533۔ 153۔ 383
_ 683۔ 493 _ 393۔ 793 _ 693۔ 504
بغداد 9 :۔ 12۔ 54 _ 22۔ 06۔ 321۔ 521۔ 391۔ 491۔ 002
_ 202۔ 632۔ 742۔ 503۔ 803۔ 233۔ 533۔ 263۔ 463۔ 663
د 393۔ 593۔ 793
بلخ 441 :۔ 262
بنوواريف 641 :
بقى يزن 62 :۔ 103
03 -754-
62 : بولندا
تنس 34 :۔ 401۔ 641۔ 741۔ 961۔ 671.۔ 081۔ 681۔ :191۔ 391
_ 822۔ 132۔ 652۔ 262۔ 013۔ 304
تهودا 38 :۔ 48۔ 99۔ 401
توتك 522 :
توزر 42 :۔ 521۔ 351۔ 972۔ 013۔ 763
تونس 01 :۔ 11۔ 32۔ 281۔ 191۔ 803ب 043۔ 504
854- -
تيهمرت 31 :۔ 61۔ 91۔ 02۔ 82۔ 83۔ 14۔ 34۔ 54۔ 15۔ 25
۔ 001۔ ٦01۔ 301۔ 401 ۔ 89 _ 55۔_ 65۔ 07۔ 18۔ 29۔ 69
۔ 331۔ 731۔ 931۔ 341 ۔ 131 ۔ 701۔ 211۔ 811۔ 911۔ 221
۔ 861۔ 681۔ 881۔ 502 ۔ 661 ۔ 641۔ 651۔ 951۔ 261۔ 461
۔ 422۔ 132 922 822 ۔ 812 _ 802۔ 012۔ 112۔ 312۔ 512
۔ 252۔ 452۔ 652۔ 852 ۔ 052 332۔ 432۔ 632۔ 442۔ 742
۔ 972۔ 282۔ 382۔ 582 ۔ 872 ۔ 162۔ 262۔ 762۔ 072۔ 272
۔ 992۔ 303۔ 803۔ 903 _ 792 ۔ 682۔ 982۔ 392 292 _ 092
۔ 633۔ 143۔ 153 243 ۔ 223 ۔ 113۔ 313۔ 513۔ 713ء 023
283۔ 993۔ 204۔ 504۔ 373۔ ۔ 653۔ 163۔ 663۔ 963۔ 173۔
ح
جادو 671 :۔ 912۔ 942
012 : جاوو ))
جبل نفوسة 02 :۔ 32۔ 82۔ 23۔ 89۔ 501۔ 701۔ 801۔ 811
_ 021۔ 521۔ 621۔ 731۔ 541۔ 741۔ 051۔ 451۔ 161۔ 561
۔ 812 ۔ 512 ۔ 012 691 ۔ 781 ۔ 181 ۔ 771 ۔ 671 ۔ ۔ 861 ۔ 761
152 ۔ 942 ۔ 442 342 ۔ 932 _ 632 '۔ 922 .۔ 822 ۔ ۔ 622 912 -
۔ 992 ۔ 792 ۔ 392 582 ۔ 772 ۔ 172 ۔ 762 ۔ 262 ۔ ۔ 852 ۔ 452
653 ۔ 543 ۔ 243 633 ۔ 533 ۔ 033 ۔ 423 ۔ 813 ۔ ۔ 513 003
۔ 693 ۔ 593 ۔ 293 193 ۔ 883 ۔ 383 ۔ 083 ۔ 973 ۔ ۔ 373 -۔ 953
۔ 504 ۔ 304
(جزيرة) 32 :۔ 42۔ 62۔ 82۔ 03۔ 66۔ 38۔ 99۔ 101 جربة
271 ۔ 701۔ 021۔ 941۔ 151۔ 451۔ 951۔ 661۔ 861۔ 961
954-
_ 186۔ 391 _ 781۔ 762۔ 872۔ 763۔ 304۔ 504
الجريد (بلاد) 72 :۔ 82۔ 99۔ 501۔ 801۔ 831۔ 251۔ 451۔ 981
304 _ 262 _ 512۔ 972
الجزائر 01 :۔ 21۔ 41۔ 32۔ 42۔ 25 _ 54 . 44 _ 73۔ 45۔ 69
_ 99۔ 401۔ 701۔ 371۔ 504 _ 281
جزول (جبال) 731 :
ح
الحامة 301 :۔ 501۔ 251۔ 872
المجاز 39 :۔ 49۔ 441۔ 002۔ 072۔ 862
حران 391 :
حروراء 37 :
حلب 391 :
حماة 291 :
ح
خراسان 312 :۔ 912
خرائب السوق 712 :
الخضراء 401 :۔ 642
الخليج العربي 151 :
د
ز
الزاب 53 :۔ 38۔ 48۔ 99۔ 401۔ 501۔ 801۔ 731
زاغري 983 :
زغاوة (مملكة) 712 :
الزنج (بلاد) 602 :
زواغة 371 :
زويلة (بلد) 301 :۔ 801۔ 761۔ 912۔ 422۔ 872
س
الساحل (سهول) 931 :۔ 182
سجلماسة 11 :۔ 34۔ 15۔ 36۔ 98۔ 001۔ 901۔ 821۔ 331۔ 371
۔ 112۔ 612۔ 722۔ 132۔ 972۔ 213 ۔ 702 _ 791 _491 _ 091
_ 483۔ 893 _ 783۔ 504
41 :۔ 301۔ 701۔ 801۔ 423 _ 882 _ 021۔ 353 سرت
164- -
سرناة 712 :
981 : سطيف
264- -
ص
الصحراء الكبرى 71 :۔ 12۔ 88۔ 001۔ 701 108٦۔ 521۔ 831
۔ 641۔ 151۔ 251۔ 951۔ 261۔ 761۔ 871۔ 391۔ 602۔ 702
112 -۔ 512۔ 712۔ 022۔ 822۔ 132۔ 382۔ 243۔ 543۔ 053
_ 093۔ 104۔ 404
صفين 37 :۔ 47۔ 863
صقلية 46 :۔ 201
ع
العباسية (مدينة) 221_ 201 :۔ 432
العراق 9 :۔ 41۔ 14۔ 16۔ 37۔ 49۔ 69۔ 99۔ 401۔ 151۔ 671
312۔ 262۔ 233۔ 333۔ 363
<عمان (سلطنة) 32 :۔ 92۔ 43۔ 53۔ 47۔ 293۔ 403
عين سوفجج (واد) . 931 :
عين فروج (مرسى) 291 :
364- -
ع
٠
غانا أو غانة 702 :۔ 912۔ 222۔ 522۔ 132۔ 883 _ 552
غدامس 401 :۔ 812۔ 912۔ 422۔ 872۔ 182۔ 482 . 382۔ 232
الفدير 401 :
ف
فارس (بلاد) 29 :۔ 312
فاس 11 :۔ 78۔ 901۔ 461۔ 271۔ 981۔ 191۔ 491۔ 591۔ 791
_ 422۔ 162۔ 192۔ 893
فرعة (واد) 931 :
فرنجة (بلاد) 202 :۔ 302
فروج (مرسى) 291 :
فروخ (مرسى) 291 :۔ 391۔ 402۔ 132
فزان 702 :۔ 322۔ 182۔ 582۔ 813۔ 123۔ 723
الفسطاط 391 :۔ 491۔ 002
فكان 091 :
فولتا العليا 602 :
٠٥
ق
قابس 66 :۔ 86۔ 18۔ 38۔ 701۔ 921۔ 071۔ 582
39 : القادسية
28 :۔ 99۔ 301۔ 251۔ 351۔ 861۔ 981۔ 512۔ 322 قسطيلية
_ 872 _ 422
قسنطينة 35 :۔ 401
۔ 022۔ 822 ۔ 712 ۔ 512 702 ۔ 302 _ 791 _ 491 _ 391 _ 191
۔ 013۔ 823 ۔ 803 ۔ 782 ۔ 682 ۔ 382 _ 262 ۔ 162 _ 432 _ 132
_ 333۔ 353 _ 243۔ 263۔ 383۔ 783۔ 793۔ 893۔ 993۔ 204۔
ك
كانم 702 :۔ 912 _ 812 _ 012۔ 622
الكدية 711 :۔ 811۔ 513
كدية كريمة 821 :
564- -
للم (بلاد) 822 ::
391 : لورقة
م
664- -
مصر 32 :۔ 201۔ 521۔ 031۔ 831۔ 241۔ 151۔ 671۔ 681۔ 491
_ 202 _ 991۔ 512۔ 812۔ 022۔ 423۔ 043۔ 143۔ 953۔ 293
_ 393
معسكر 06 :
المغرب الأدنى 01 :۔ 21۔ 51۔ 71۔ 83۔ 36۔ 77۔ 38۔ 48۔ 69
901۔ 131۔ 731۔ 041۔ 141۔ 871۔ 191۔ 702۔ 522 _ 801
_ 652۔ 752۔ 162۔ 462۔ 982 _ 882۔ 592۔ 813۔ 943۔ 373
_ 993۔ 604
للغرب الأقصى 01 :۔ 73۔ 36۔ 46۔ 731۔ 091۔ 302۔ 402۔ 702
۔ 412۔ 922۔ 032۔ 652۔ 373
المغرب الأوسط 01 :۔ 21۔ 71۔ 73۔ 36 83۔86۔07۔18۔28
_ 58۔ 88۔ 19۔ 69۔ 89۔ 301۔ 801۔ 011۔ 021۔ 131۔ 731
۔ 071۔ 871۔ 191۔ 291۔ 791 591 ۔ 361۔ :961 141 : 931
۔ 612۔ 522۔ 722۔ 922۔ 532۔ .652 ۔ 402۔ 702 ۔ 302 __ 891
۔ 982۔ 592۔ 013۔ 113۔ 943۔ 553 ۔ 462۔ 882 ۔ 162 .۔ 752
604 ۔ 683۔ 993۔ ۔ 583 ۔ 373
للغرب العربي 9 :۔ 02۔ 92۔ 63۔ 93۔ 14۔ 44۔ 74۔ 95۔ 86
57۔ 88 18۔ 49 09۔ 69۔ 99۔ 201 101۔ 501۔ 701
_ 111۔ 411۔ 021۔ 131۔ _ 731 ٦39۔ 241۔ 341۔ 151۔ 551
_ 061۔ 261۔ 561۔ 761۔ 071۔ 571۔ 671۔ 871۔ 281۔ :581
881۔ 291۔ 491۔ 791۔ 991۔ 302۔ 702۔ 512۔ 022 612
_ 322۔ 132۔ 432۔ 542 _ 342 _ 142۔ 052۔ 152۔ 652۔ 162
562۔ 862۔ 272۔ 672۔ 972۔ 582 _ 382۔ 782۔ 882۔ 292
392۔ :692۔ 003۔ .203۔ 403۔ 603۔ 803۔ 113۔ 213۔ 413
_ 613۔ 813۔ 123۔ 923۔ 133۔ 233۔ 433۔ 533۔ 043۔ 243
764- -
_ 347۔ 153۔ 353۔ 553۔ 953۔ 363۔ 663۔ 863۔ 073۔ 273
_ 573۔ 083 _ 973 _ 773۔ 483 _ 283۔ 783۔ 093۔ 993 _ 293
_ 104۔ 204۔ 604 _ 404
772 :۔ 972 مغمداس
مكة 491 _ 49 :۔ 712۔ 222۔ 552۔ 193۔ 304
ملوية (نهر) 801 :
مليانة 641 :
منداس 401 :
المنستير 323 :
منى 293 :
ں
نخلة 702 :۔ 802۔ 012
نفزاوة 701 :۔ 251۔ 013
نفطة 301 :۔ 251
نفوسة (جبل) :أنظر جبل نفوسة
النهروان 37 :۔ 47
النوبة (بلاد) 602 :
النيجر (نهر) 602 :۔ 012۔ 412۔ 712۔ 912۔ 522۔ 922۔ 032
النيل (نهر) 602 :
ه
391 : هيت
864-
و
وارجلان 21 :۔ 52۔ 72۔ 25.۔ 35۔ 701۔ 801۔ 821۔ 831۔ 251
_ 451 _ 351۔ 671۔ 581۔ 412.۔ 812۔ 222۔ 422۔ 132 722
_ 532۔ 552۔ 652۔ :262۔ 372۔ 872۔ 192۔ 292۔ 103۔ 913
) 023 .۔ 243۔ 983۔ 304۔ 504
الوحش (وادي) 931 :
ودان 401 :
ورام (دولة) 702 :۔ 802
ونقارة (بلاد) 612 :۔ 032 _ 922
وهران 34 :۔ 401۔ 741۔ 061۔ 361۔ 961۔ 671۔ 291۔ 391
822۔ 132۔ 652۔ 262۔ 392۔ 013۔ 304۔
ي
»٠م
يلل 741:
المن 67 :۔ 441
964- -
فهرس القبائل
ر
زناتة 36 :۔ 76۔ 86۔ 401۔ 771۔ 591۔ 691۔ 312۔ 382 _ 722
زنزفة 701 :
زواغة 36 :۔ 101۔ 701۔ 721
زهانة 86 :
س
سدراتة 36 :۔ 001۔ 231۔ 061۔ 771۔ 381
سمغارة 412 :
ق
قريش 703 :
القيسية 26 :
ل
لماية 83 :۔ 36۔ 28۔ 38۔ 88
لواتة 36 :۔ 86۔ 811۔ 421۔ 771۔ 312
م
-174-
۔ 383 ۔ 753 ۔ 533 ۔ 723 _ 299 _ 252 _ 248 _ 213۔ 513۔ 423
_ 793 _ 193۔ 304۔ 504
ه
بنو هلال 362 :۔ 243
هوارة 36 :۔ 76۔ 86۔ 811۔ 421۔ 771۔ 383
و
ورفجومة 56 :۔ 6
ى
-274-
ء
٠ ٠ ١ ٠
_ 80
الأزارقة 37 :۔ 47
١لكتارىب ه فحلت جم عل موزعه : ١لإسلام
ح
37 : الحرورية
الحنفية 113 :۔ 223۔ 333 . 233۔ 204
-
-
الخلفية (من الاباضية) :نا::ا :۔ 621۔ 721۔ 921۔ 172۔ 033۔ 233
الخوارج 9 :۔ 01۔ 31۔ 61۔ 32۔ 43۔ 63۔ 05۔ 15۔ 62 . "٩
69 _ 64 .۔ 37۔ 47۔ 98۔ 101۔ 301۔ 611۔ 711۔ 722۔ 232
۔ 362۔ 872۔ 233۔ 143۔ 443۔ 053۔ 563۔ 793۔ 993
اس
الدبحية (من الاباضية) 621 :
السنة (أهل) 972 :
ش
الثراة 37 :۔ 08۔ 401
اننشنغبية (من الاباضية) 513 :
الشكاس (من الاباضية) 672 :۔ ` 082
الشيعة 621 :۔ 721۔ 612۔ 192۔ 113۔ 223۔ 143
الصفرية 01 :۔ 41۔ 61۔ 15۔ 25۔ 16۔ 66۔ 47۔ 98۔ 99۔301.
_ 501۔ 311۔ 621۔ 341۔ 112۔ 722۔ 362۔ 113۔ 233۔ 333
_ 143۔ 483 _ 943۔ 583۔ 993۔ 404
ع
العلوية 401 :۔ 302
ق
القعدة 37 :
المالكية 75 :۔ 621۔ 192۔ 003۔ 803۔ 113۔ 223۔ 423۔ 333
_ 533۔ 053۔ 383۔ 483۔ 683۔ 093۔ 204
المجسمة 043 :
الحكمة 37 :
المعتزلة 621 :۔ 962۔ 872۔ 992۔ 113۔ 233۔ 433۔ 633۔ 933
_ 893
٠
ں
النجدات 73 :۔ 47
النجو ية (من الاباضية) 413 :
النصرانية 9 :۔ 161۔ 242۔ 373
النفاثية 172 :۔ 033۔ 233
النكاث (من الاباضية) 413 :
النكارية (من الاباضية) 611 :۔ 811۔ 621۔ 731۔ 832۔ 562۔ 662
_ 962۔ 172۔ 972۔ 003۔ 213۔ 413۔ 513۔ 033۔ 233۔ 393
_ 493
474-
و
الواصلية 301 :۔ 501۔ 811۔ 233۔ 733۔ 143
الوهبية (من الاباضية) 301 :۔ 121۔ 621۔ 612۔ 562۔ 962۔ 972
_ 003۔ 413۔ 513۔ 033۔ 133۔ 493۔
ي
اليعقوبية (من النصرانية) 833 :
اليهودية 9 :۔ 671۔ 373
574-
الخوض و ع
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. الاهداذ
. . . . . . . . . . . . . .. ذكرى الامامة الاباضية (شعر)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. شكر وتقدير
. . . . . . . . . . . . . . . . ... مقدمة الطبعة الثانية
. . . . . . . . . . . . . . . . . . .. مقدمة الطبعة الأولى
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ١لسيا سية ١لأوضاع