You are on page 1of 489

‫‪20‬۔ ‪692‬ھ ‪777 .

‬۔‪909‬م‬

‫وراه ث ‪ 11‬وضارع الاقندا و‬

‫واية القارية‬

‫تار ا‬
‫ر‬ ‫ً‬

‫خ‬
‫‪٨‬‬
‫الدولة الرستمية ‪ 061-692‬ه ‪ 777-909 /‬م‬
‫دراسة في الاوضاع الاقتصادية والحياة الفكرية‬
‫‪ -‬الطبعة الأولى ‪ 6041‬ه ‪ 5891 /‬م‬
‫‪ -‬الطبعة الثانية ‪ 4141‬ه ‪ 3991 /‬م‬
‫‪ -‬حقوق الطبع محفوظة‬

‫‪7‬‬ ‫‏‪ ١‬لفرإرة‬ ‫م‬ ‫لعة ‏‪ ١‬لمرا ب‬ ‫نر‬


‫‏‪ ٧‬ث‬ ‫لا‬ ‫فر‬ ‫‏‪٦٧٨‬‬ ‫س‬ ‫ه‬

‫رمللوہنل ( رالنضرة‬
‫مرے ‏‪٠.٠١‬‬ ‫( صم‬

‫‪20‬۔ ‪692‬ھ ‪777 .‬۔‪9٥90‬م‏‬

‫‪«.‬رارت ث الأوضاع الاقندا(نہ‬

‫واعرآاة المرنة‬

‫طبعة مزيدة ومنقحة‬

‫از راسج للم‬


‫ِ ‪٥‬‬ ‫‪_-‬‬ ‫‪6‬‬

‫ك الذم‪:‬۔_ قضوا‬
‫ااا إخوانهم ر ‪ :‬الزين يلنظورز__ومابدلوانبم‪‎‬ر ‪٥‬ب‪‎‬‬
‫‪١‬‬ ‫‪ ١ , 7 7‬ح‪‎‬‬ ‫و‪ِ ‎‬‬ ‫ر ‪7‬‬ ‫ر آ‬ ‫‪ .‬وه‬ ‫‪7 ١‬‬ ‫‪١ 75 ١‬‬

‫لتكل والهمالمندي احناناويكواعترن‬ ‫ص‬


‫و‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫ه‬ ‫سب‬ ‫‪٦‬‬ ‫‏‪٨{ ١‬‬
‫‪. ..‬‬ ‫كر ‏‪ ٩‬جهندرى‬ ‫مدد ح‬ ‫‪ .‬هو لا ح ‏‪ ١‬ه‬ ‫ال ‏‪١‬‬

‫زاز‬ ‫)‬
‫ذكرى الإمامة الإباضية بالمغرب(“)‬
‫لي ننكر‬ ‫وراء الف عام‬ ‫تعال معي نرجع القهقرى‬
‫من المدل عهدا كعهد عمر‬ ‫نرى بشمال افريقيا لنا‬
‫حوالي المروج وظل الشجر‬ ‫هنالك تاهرت قد خططوا‬
‫على مارواه صحيح الخبر‬ ‫وفي عام ستين مع مائة‬
‫لعرس الامامة ذات الخفر‬ ‫أقاموا بها مهرجان الزفاف‬
‫ونهج الرسول ونور الأثر‬ ‫أشادوا الحضارة طبق الكتاب‬
‫دو اليبها بعموم الأمر‬ ‫وأماالعلوم فقد حركوا‬
‫وردوا الشرور على من غدر‬ ‫أداروا الأمور وسدوا الثغور‬
‫رأينا لها قطمة كأثر‬ ‫وم ضربوا ذهبا سكة‬

‫الشاعر الشيخ أبو اليقظان‬

‫() ‪ :‬أنظر القصيدة كاملة في ديوان أبي اليقظان ‪ .‬ط ‪ . 1‬المطبعة العربية الجزائر ‪0531 .‬ه ‪ .‬ص ‪17‬‬
‫‪-‬‬

‫إ شكر وتقدير »‬
‫أخيرا وبعد أن استقامت هذه الوريقات بحثا مقروءاآً ‪ .‬أرى لزامآ علي‬
‫التصريح بما أجده في نفسي ‪ 4‬من عرفان لأهل الفضل والكرم وفاء‬
‫لحسن صنيعهم ‪:‬وعرفان بجميل فضلهم ‪.‬‬
‫وأحسب أن كلمات الشكر والتبجيل لا توفي حق ‪.‬مشرفي الأستاذ‬
‫محمد توفيق حسين الذي أفذت من غزير علمه واستهديت بسديد رأيه ‪.‬‬

‫وما‬ ‫<‬ ‫يبد المساعدة‬ ‫لي‬ ‫قدم‬ ‫من‬ ‫لكل‬ ‫الثناء‬ ‫ووافر الشكر وخالص‬

‫أكثرم ‪ 4‬وأخص بالذكر منهم الدكتور محمد ناصر وجمعية التراث لولاية‬
‫غرداية الذين عملوا على إخراج هذا الكتاب في طبعته الأولى والأخ الكريم‬
‫يونس بن ابراهيم إمناسن مع جمعية التراث دائما الذين ساهموا في إخراجه‬
‫ونشره في طبعته الثانية هذه } جزاهم الله خير الجزاء وأثاهم أجرا عظما ‪.‬‬

‫‏‪ ١‬لبا حث‬


‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫مقدمة الطبعة الثانية‬

‫كنت قد هممت بإعادة طبع هذا الكتاب منذ بضع سنين } لأن الطبعة‬
‫الأولى نفذت أو كادت ‪ 3‬شم لأنها وزعت ونشرت في ولاية أو ولايتين من‬
‫الجزائر فقط دون أن نتحدث عن الخارج ‪ ،‬فرأيت أن إعادة طبعه اليوم هو‬
‫أكثر من ضرورية فالطلب عليه يزداد وفراغ المكتبة الجزائرية من مثله‬
‫يتم ذلك ثم إن كثيرا من إخواني الأساتذة والباحثين الختصّين في تاريخ‬
‫للغرب الاسلامي حرضوني على إعادة طبعه وتوفيره في المكتبات‬
‫والأسواق ‪.‬‬
‫وإنني لما عزمت على طبعه رأيت لزاما عل أن أعيد قراءته وأصحح‬
‫أخطاءه وأضيف إليه ما ينبغي أن يضاف س وبالفعل فإن هذه الطبعة‬
‫مصححة ومنقحة ومزيدة وسوف يلاحظ قار لكرع ذلك ‪ ،‬إلا أنني‬
‫بالنسبة للإضافات إخترت منهجا جديدا أعتقدد أنني لم أسبقإليه وساعدني‬
‫على وجوده رغبتى الملحة في الاحتفاظ بالكتاب كا هو ل رسالة أكاديمية‬
‫وأطروحة تقدمت بها لجامعة بغداد كلية الآداب ونلت بها درجة الماجستير‬
‫سنة ‪4891‬م وهكذا وجدتني أحتفظ بالأطروحة ك هي بلا زيادة‬
‫ولانتقصان ‪ .‬وحيثما شعرت بضرورة الإضافة أو الزيادة في فصل أو مبحث‬
‫أو فكرة كتبت في الهامش إحالة مفادها ‪«:‬أنظر مقدمة الطبعة الثانية ‪».‬‬
‫وفي هذه المقدمة سأذكر الكتب التي صدرت بعد الطبعة الأولى والتي لها‬
‫علاقة مباشرة بالدولة الرستمية أو غير مباشرة أوالتي توضح أفكارا وتقدم‬
‫تفسيرات لإشكاليات طرحت في الكتاب وبالتالي ‪ ،‬فإن كل إحالة من‬
‫الإحالات المذكورة في الهامش والتى تعيدك إلى هذه المقدمة ستجد ضالتك‬
‫كتاتا أدوراسة في صميم الموضوع والمبحث الحال منه ‪ . :‬‏‪٠‬‬
‫”‬
‫من الكتب والدراسات الحديثة التي اهتمت بالرستيين أو الاباضية أوما‬
‫يحوم حولا نذكر خاصة ‪:‬‬
‫‪ - 1‬إبن الصغير (حي ف القرن ‪ 3‬ه) ‪ :‬أخبار الأئمة الرستميين ‪ .‬تحقيق‬
‫الدكتور محمد ناصر والأستاذ ابراهيم بجاز ‪ .‬المطبوعات الجميلة ‪ .‬الجزائر ‪` 6891‬‬
‫أو طبعة دار الغرب الإسلامي ‪ :‬بيروت ‪ 6891‬م ‪.‬‬
‫مع العلم أننا بعد أن نشرنا هذا التحقيق عثرنا على مخطوطة الكتاب في‬
‫مكتبة من مكتبات ميزاب ولعلنا نقوم بإعادة تحقيق هذا المصدر المهم‬
‫تحقيقا علميا مضبوطا إعتاةا على الخطوط المكتشف ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الإمام عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم ‪ :‬مسائل نفوسة ‪ .‬ترتيب‬
‫وتحقيق الأستاذ ابراهيم طلاي ‪ .‬المطبعة العربية الجزائر ‪ 1991‬م ‪.‬‬
‫هذا الكتاب أعتقد أنه هو الآخر من الكتب التي تحتاج الى إعادة‬
‫تحقيق وهو من المصادر المهمة والمباشرة عن الدولة الرستتية ولا شك فإن‬
‫مؤلفه إمام من أئمة الرستميين وقد ذكره ابن الصغير في أخباره بل اطلع‬
‫عليه وقرأه ‪ 4‬كا اطلعنا نحن على مخطوطة هذا الكتاب بالاضافة إلى‬
‫مخطوط آخر معه وهو جوابات الإمام أفلح بن عبد الوهاب وكلاهما موجود‬
‫في مكتبة الإصلاح بغرداية فضلا عن المكتبتين اللتين ذكرهما الأستاذ المحقق‬
‫الشيخ ابراهيم طلاي حفظه الله وكان له دائما فضل السبق في نشر مثل هذا‬
‫التراث المهم ‪.‬‬
‫‪ - 3‬لواب بن سلام بن عمرو (ق ‪ 3‬ه) ‪ :‬الاسلام وتاريخه من وجهة نظر‬
‫إباضية ‪ ،‬تحقيق ر ‪ .‬ق ‪ .‬شفارتز والشيخ سالم بن يعقوب ‪ .‬دار إقرأ للنثر‬
‫والتوزيع والطباعة ‪ .‬بيروت ‪ 5041‬ه ‪5891 /‬م ‪ .‬وقد أعيد نشر هذا‬
‫الكتاب للمحققن بعنوان آخر لمشكلة وقعت ليا ‪.‬‬
‫‪ - 4‬هود بن محكم المؤارى ‪( :‬حي في القرن ‪ 3‬ه) ‪ :‬تفسير كتاب الله‬
‫العزيز تحقيق الأستاذ بلحاج بن سعيد عدون شريفي ‪( .‬أربغة أجزاء) دار‬
‫الغرب الإسلامي ‪ .‬ط‪ . 1‬بيروت ‪. 0991‬‬
‫وقد حظي هذا التفسير بتحقيق ممتاز مع فهارس غنية وثرية وطباعة‬
‫رائعة ولا شك أن الأستاذ الشيخ بلحاج شريفي قد بذل كل ما في جهده‬
‫لإخراج هذا الكتاب على الصورة المذكورة‬
‫‪ - 5‬جناو بن فتى وعبد القهار بن خلف (من عاماء القرن ‪ 3‬ه) ‪ :‬أجوبة‬
‫علماء فزان ‪ .‬المجموعة الأولى ‪ .‬تحقيق وتقديم د ‪ .‬عمرو خليفة النامي ‪.‬‬
‫تكملة التحقيق ‪ :‬أ ‪ .‬ابراهيم طلاي ‪ .‬دار البئث قسنطينة ‪7891 .‬م ‪.‬‬
‫بالاضافة إلى هذه الكتب المصادر التي ألفت في زمن الرستميين ى هناك‬
‫مجموعة من الدراسات الحديثة التي تناولت الرستميين والاباضية » تخص‬
‫|‬ ‫بالذكر منها ‪:‬‬
‫‪ - 6‬إبراهيم بجاز ‪ :‬ثورات الخوارج بالمغرب الإسلامي (إبتداءَ من ‪221‬‬
‫ه ‪047 - 937 /‬م) في المصادر العربية قديّا ودراسات المدرسة الغربينة‬
‫حديثا ‪ .‬مجلة الدراسات التاريخية ‪ .‬الجزائر عدد ‪8891 - 5‬م‬
‫‪ - 7‬ابراهيم بجاز ‪ :‬عبد الرحمن بن رستم مؤسس أول دولة إسلامية مستقلة‬
‫بالجزائر المؤسسة الوطنية للكتاب ‪ .‬الجزائر ‪0991 .‬م ‪.‬‬
‫‪ - 8‬جودت عبد الكريم يوسف ‪ :‬العلاقات الخارجية للدولة الرستمية ‪.‬‬
‫المؤسسة الوطنية للكتاب ‪ .‬الجزائر ‪4891‬م ‪.‬‬
‫‏‪ - ٥‬جودت عبد الكريم يوسف ‪ :‬الأوضاع الاقتصادية والاجتاعية في‬
‫المغرب الأوسط خلال القرنين الثالث والرابع المجريين (‪01 - 9‬م) ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية ‪ .‬الجزائر ‪2991‬م ‪.‬‬
‫هذان الكتابان الأخيران س هما عبارة عن دراستين أكاديميتين تقدم بها‬
‫الباحث س جودت ‪ ،‬لنيل شهادة الدراسات المعمقة ثم شهادة الماجستير ‪.‬‬
‫وقد بذل الباحث فيهيا جهودا مضنية وتوصل إلى نتائج كثيرة مهمة ى إلا‬
‫أن بعض تحليلاته ونتائجه ى خاصة في كتابه الأول تحتاج إلى إعادة نظر‬
‫وتقويم ‪ .4‬وكأني به فى بعضها كان متحاملا‪. ...‬‬
‫‪ 0-‬د ‪ .‬مد عيسى الحريري ‪ :‬الدولةالرستية بالمغرب الإسلامي‬
‫حضارتها وعلاقاتها الخارجية بالمغرب والأندلس (‪ 692 - 061‬ه) دار القلم ‪.‬‬
‫الكويت ‪ .‬ط‪ } 9791 : 1‬ط‪ . 7891 : 3‬ولم نهتد إلى معرفة تاريخ الطبعة‬
‫الثانية س فالمؤلف لم يشر إليها ‪.‬‬
‫‪ - 1‬د ‪ .‬عبد الحميد مقصود باشا ‪ :‬الرستتيون صفحة رائعة من التاريخ‬
‫الجزائري ‪ .‬ط‪ . 1‬بلا مكان الطبع ‪9791 .‬م ‪.‬‬
‫‪ - 21‬ناصر المرشد البريك ‪ :‬الإباضية في الفكر السياسي الإسلامي وأثرها‬
‫في قيام الدول ‪ .‬مقال مطول من ص ‪ 301 :‬إ ص ‪ . 841 :‬مجلة الاجتهاد‬
‫العدد ‪ . 31 :‬السنة الرابعة ‪ .‬دار الاجتهاد للابحاث والترجمة والنشر بيروت‬
‫|‬ ‫‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ -3‬د ‪ .‬صابر طعيمة ‪ :‬الاباضية عقيدة ومذهبًا ‪ .‬دار الجيل ‪ .‬بيروت‬
‫‪6‬م ‪ 6041 /‬ه ‪.‬‬
‫‪ - 4‬عدون جهلان ‪ :‬الفكر السياسنى عند الاباضية من خلال آراء الشيخ‬
‫عمد بن يوسف اطفيش ‪ .‬نشجرمعية التراث ‪ .‬القرارة ‪ .‬الجزائر‬
‫|‬ ‫‪0991 -‬م ‪.‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪ -5‬الشيخ أحمد بن حمد الخليلي ‪ :‬الحبق الدامغ ى بلا مكان الطبع ‪.‬‬
‫‪. 9‬‬
‫‪ - 6‬عمر بن الحاج محمد صالح با (غمر با) ‪ :‬دراسة في الفكر الاباضي ‪ .‬بلا‬
‫مكان الطبع ‪ .‬ويشير المؤلف السنغالي في تصديره لدراسته هذه إلى ‪:‬‬
‫نيودلهي ‪1891 / 6 / 91‬م ‪.‬‬
‫‪ - 7‬فرحات الجعبيري ‪ :‬البعد الحضاري للعقيدة عند الاباضية (جزءان)‬
‫رسالة أكاديمية ‪ .‬نثر جمعية التراث ‪ .‬المطبعة العربية ى غرداية ‪1991 .‬‬
‫‪:‬ح‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫‪!.‬‬ ‫‪ - 81‬ح‬
‫ع ن‬ ‫ن‬ ‫س‬ ‫! ‪ .‬ا‬ ‫‪.‬‬

‫‪3891.‬‬
‫هذه أهم الدراسات وبعض الكتب التي رأيت ضرورة ذكرها في هذه‬
‫المقدمة لهذه الطبعة الثانية ولا شك أنها توضح أفكارا وتحل إشكاليات كنت‬
‫قد طرحتها في كتابي «الدولة الرستمية» فضلا عن أنها امتداد لقائمة المصادر‬
‫والمراجع التي لا يستغني عنها باحث يريد الدراسة أو الكتابة عن الدولة‬
‫|‬ ‫الرستمية أو عن المذهب الإباضي ‪.‬‬
‫ولابد أن أشير إلى أنى قد ذكرت في صفحة ‪ 001‬الهامش ‪ . 9‬بأننى ربما‬
‫أتناول أئمة الدولة المدرارية بدراسة مستقلة ى والحقيقة أن مجموعة من‬
‫الباحثين سبقتني إلى هذا العمل أذكر منهم خاصة دراسة الأستاذ شنايت‬
‫العيفة ‪ :‬دولة بنى مدرار بسجاماسة ودور تجارة القوافل في ازدهارها‬
‫الحضاري بين القرنين الثاني والرابع المجريين ‪ .‬رسالة ماجستير ‪ .‬جامعة‬
‫الجزائر ‪ 1991‬وأطروحة بوخالفة نور الهدى ‪ :‬دولة بني واسول في سجاماسة‬
‫علاقا تها ودورها الحضاري ف المغرب الوسيط ‪ .‬جامعة وهران ‪ .‬الجزائر‬
‫‪:‬‬ ‫‪. 6‬‬
‫وأخيرا أود أن أنبه إلى أننى بصدد كتابة دراسة عن الإدارة الرستمية ‪2‬‬
‫جعت أغلب مادتها الخبرية إلا أن كثرة الأعمال واستحواذ أطروحة‬
‫الدكتوراه على جل الوقت جعل هذا المخروع يؤجل لعدة مرات‪ ...‬أرجو‬
‫من الله التوفيق والسداد والله من وراء القصد ‪.‬‬

‫أ ‪ /‬ابراهيم بكير بجاز ‪.‬‬


‫قسنطينة في ربيع الأول ‪ 4141‬ه ‪ /‬سبتمبر ‪3991‬م‬
‫ماتم‬
‫‪(=( 4‬‬ ‫القدمة‬ ‫‪+‬‬
‫الطبعة الاولى ((‬ ‫مقدمه‬
‫لما كان المغرب العربي في القرون الهجرية الثلاثة الأولى ‪ .‬مسرحا‬
‫للعديد من الأحداث السياسية والاقتصادية والثقافية ‪ .‬تعرض الى تحولات‬
‫وتغييرات عميقة في شخصيته‪..‬‬

‫فمع طوالع الفتح الاسلامي لبلاد المغرب ‘ وهو فتح لم يكن سهلا‬
‫بالنسبة للفاتحين ‪ 2‬اذ كلف الخلافة الاسلامية كثيرا من النفقات والرجال‬
‫والوقت وبعد جهود وبلاء حسن قام به العرب المسلمون في هذه البلاد س تم‬
‫تحرير المغرب وفتحه ‪ ،‬ودخل المغاربة في الدين الاسلامي ‪ 0‬وحسن‬
‫اسلامهم بتركهم دياناتهم النصرانية واليهودية وغيرهما ‪ .‬وهذا أول تحول عميق‬
‫يس الشخصية المغربية ويؤثر فيها ‪.‬‬
‫ولما كان الخوارج () في المشرق العربي يتلقون الضربة تلو الأخرى على‬
‫أيدي ولاة بني أمية خاصة بالعراق أولى وأهم مراكزهم ي فكروا في اللجوء‬
‫(ث) هذا البحث تقدم به الطالب الى جامعة بمداد لنيل درجة الماجستير في التاريخ الاسلامي ونوقش بتاريخ ‪5‬‬
‫‪.‬‬ ‫ديسمبر ‪31‬م‬

‫(‪ )1‬عن ابتداء أمر الخوارج أنظر خاصة ‪ :‬الطبري أبو جعفر مد بن جرير ‪ :‬تاريخ الرسل والملوك ‪ 0‬تحقيق أبو‬
‫الفضل ابراهم ‪ 4‬م‪ . 5‬ط‪ 2‬دار المعارف ى مصر ‪ . 1791‬ص‪ 46‬وما بعدها ‪ 8‬ابن الاثير ‪ :‬عز الدين أبو الحسن علي‬
‫بن أبي الكرم ‪ ،‬الكامل في التاريخ‪ .:‬م‪ ! 3‬دار صادر ‪ .‬بيروت ‪5831‬ه‪5691/‬م ‪ .‬ص‪ 623‬وما بعدها وانظر‬
‫كذلك وخاصة ‪ :‬الثياخي أحد بن سعيد ‪ ،‬كتاب السير ‪ .‬طبعة حجرية ‪ .‬القاهرة ‪1031 .‬ه ‪ .‬ص‪ 84‬وما‬

‫علي يحي معمر ‪ :‬الاباضية في موكب التاريخ ‪ ،‬الحلقة الاولى ‪ :‬نشأة المذهب الاباضى ‪ .‬مكتبة وهبة ‪ .‬دار الكتاب‬
‫المربي ‪ .‬مصر ‪4831‬ه‪4691/‬م ‪ .‬ص‪91‬۔‪ . 53‬عوض خليفات ‪ :‬نشأة الحركة الاباضية ‪ .‬عمان ‪ .‬الاردن ‪. 7791 .‬‬
‫‪:‬‬ ‫ص‪ 44‬وما بعدها ‪.‬‬
‫طه حسين ‪ :‬الفتنة الكبرى ‪ .‬جزءان ‪ 12‬س دار المعارف ‪ .‬مصر القاهرة ‪6591‬م ‪ .‬۔وانظر مقدمة الطبعة الثانية‬

‫'‪2‬‬ ‫‪- 9‬‬


‫الى أطراف الدولة العربية الاسلامية الشاسعة ‪ 0‬بعيدا عن السلطة ‪ .‬فتشتتوا‬

‫في البلاد شرقا وغربا ‪ .‬وفي هذه الاثناء ‪ 4‬ومع نهاية القرن الأول المجري‬
‫وبداية الثاني ث قدم رجلان الى المغرب يتعاقبان جملا واحدا ‪ ،‬ليا في تغيير‬
‫أوضاع المغرب ‪ ،‬وتحريك عجلته أكبر الأثر وأدومه ‪ .‬والرجلان هما سامة‬
‫ابن سعد ( أو سعيد ) الذي‪.‬جاء ليدعو الى الاباضية ‪ ،‬وعكرمة مولى‬
‫عبد الله بن عباس الذي قدم بمذهب الصفرية ‪.‬‬

‫منذ هذا التاريخ تقريبا س بدأت حركة الخوارج في المغرب العربي‬


‫تو ث وعرفت اقبالا عليها من طرف المغاربة منقطع النظير ‪ ،‬بحيث‬
‫دخلوا ‪ 2‬مرة ثانية ‪ 3‬في الاسلام أفواجا على مذهب الاباضية والصفرية ‪.‬‬
‫فاعتنقنوا اللذهبين وأخلصوا ليا ‪ .‬وكأنهم بجياسهم ليا ‪ 7‬كا سوف نرى ‪.‬‬
‫يريدون الرجوع بالاسلام الى بساطته ووضوح مبادئه ‪.‬وذلك تحول آخر‬
‫مس الشخصية المغربية مسا قويا وعميقا ‪.‬وهكذا منذ العقد الثاني من‬
‫القرن الثاني الهجري الى نهاية القرن الثالث منه ‪ ،‬يمكن اعتبار هذه الفترة ‪.‬‬
‫فترة البينة الاباضية والصفرية في المغرب العربي ‪ .‬رسموا سياسته ‪ ،‬وأرسوا‬
‫معالم اقتصاده ‪ 9‬كا ركزوا مبادئ الاسلام في النفوس المغربية ‪ .‬وعمقوا الصلة‬
‫بالمشرق ‘ ومهدوا لانتشار اللغة العربية التي أخلص لها الخوارج بقدر ما‬
‫أخلصوا للاسلام ى اذ تلك تعبر عن هذا ‪.‬‬

‫الملخرق < آو كاد ‪ .‬انفصالا سياسيا <‬ ‫وفي هذه الفترة انفصل الغرب عن‬

‫فاستقل بسياسة شؤونه عن الخلافة الاسلامية في المشرق ‪.‬‬

‫وفي هذه الفترة انقسم المغرب الى مقاطعات ‪ ،‬ان صح التعبير ‪ .‬أو الى‬
‫دول مستقلة منفصلة عن بعضها البعض ‪ ،‬فظهر الى الوجود ما يعرف‬
‫الأدنى ه‪4‬وهو ليبيا وتونس حاليا ‪ 4‬والمغرب الاوسط ‪ ،‬وهاولجزائر‬ ‫بالمغرب‬

‫اليوم ‪ .‬والمغرب الأقصى أو المملكة المغربية ‪.‬‬


‫‪- -01‬‬
‫إن هذه الفترة التى شهد المغرب فيها مثل هذه التحولات س لجديرة‬
‫بالاهتام من طرف الباحثين‪ ،.‬وان كان سبر أغوارها صعبا ‪ ،‬والتزام النزاهة‬
‫العلمية في طرح مواضيعها وأحدانها عسيرا ث ذلك لقلة المصادر والمراجع من‬
‫جهة ‪ .‬ومن جهة أخرى تناقض المعلومات وتداخلها ‪ ،‬في كثير من الأحيان‬
‫في المصادر المتوفرة س ولهذا السبب ‪ ،‬على ما يبدو ‪ ،‬أطلق الاستاذ الفرنسي‬
‫جوتييه ( ‪٢‬عناسة‪6‬‏ ) س على هذه الفترة تسمية « العصور المظلمةا» لأنها من‬
‫جهة ثالثة فترة غير معروفة جيدا كا أن الوصول الى معرفتها صعبا ‪.‬‬
‫وفي هذه الفترة الغنية بالاحداث ‪ ،‬العميقة التحولات في بلاد المغرب‬
‫امتدت الدولة الرستمية كإحدى نتائج تلك التحولات ‘ جنبا الى جنب مع‬
‫جارتها الشرقية الممثلة في دولة الاغالبةا ‪ :‬وجارتها الغربية الممثلة في دولة‬
‫الادارسةثا ‪ ،‬أو دولة بني مدرارةا في الجنوب الغربي منها ‪.‬‬

‫إن الدولة الرستمية التي جاء اسمها من اسم مؤسسها عبد الرحمن‬
‫التاريخ‬ ‫الأستاذ أجمد توفيق المدني « » ف‬ ‫يقول‬ ‫نالها » ك‬ ‫بن رستم ثا ‪ « .‬قد‬

‫ظلم فاحش ‪ ،‬وثغمط حقها بصفة جائرة ‪ :‬اذ تعمد أغلب المؤرخين تناسيها‬
‫أو الدس عليها‪”» ...‬ا ‪.‬‬

‫نايت بلقاسم‬ ‫قاسم‬ ‫الوزير مولود‬ ‫الاستاذ‬ ‫لدى‬ ‫نجده‬ ‫النعور‬ ‫هذا‬ ‫ونفس‬

‫ن‬ ‫‪.:‬‬ ‫غ‬ ‫'‪ 1‬س‬ ‫ل‬ ‫‪ -‬ح‬ ‫م ع‬ ‫(‪ )2‬اح "ث ا )‪(..‬‬
‫عست‪2‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪, 7291.‬‬
‫(ة)‬
‫العبااسليدةولةسنةالأغلبية نبة الى مؤسها ابراهم بن الاغلب الذي استقل بولاية افريقية (تونس حاليا) عن الخلافة‬
‫‪481‬ه‪008/‬م ‪ .‬وعاصمتها «القيروان» ‪ .‬انظر الخريطة ص ‪601‬‬
‫(‪)4‬‬
‫الدولة الادريسية نسبة الى ادريس الاول ابن عبد الله بن الحسن البط بن الحسين بن أبي طالب (ض)‬
‫مؤسس هذه الدولة سنة ‪271‬ه‪887/‬م ‪ .‬عاصمتها «فاس» انظر الخريطة ص ‪. 601‬‬
‫() د‬
‫ولة بني مدرار الصفرية أسها أبو القاسم سمكو بن واسول المد‪ .‬ي سنة ‪041‬ه‪757/‬م عاصمتها «سجلمابة‪.‬‬
‫تافيلالت ‪ .‬أنظر الخريطة ص ‪. 601‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪ )6‬عن عبدالرحمن بن رستم ‪ .‬انظر الفصل الثاني من الباب الاول ‪ .‬وانظر مقدمة الطبعة الثانية‬
‫(‪ )7‬المدني أحد توفيق ‪ :‬مدخل لدراسة الدولة الرستية واسهامها في التطور الفكري والحضاري ء نحاضرة القيت في‬
‫الملتقى الحادي عشر للفكر الاسلامي المنعقد بوارجلان ‪ .‬الجمهؤرية الجزائرية ‪ .‬سنة ‪7931‬ه‪7791/‬م ‪ .‬ص‪. 1‬‬

‫‪- 11‬‬
‫وزير التعلم الأصلي والشؤون الدينية ( سابقا ) اذ جاء في كامته الافتتاحية‬
‫للملتقى الحادي عثر للفكر الاسلامي ‪ ،‬المنعقد بوارجلان ‪ .‬العاصة الثانية‬
‫للدولة الرستمية ‪ .‬في المغرب الأوسط ‪ ،‬هذا العنوان ‪ « :‬منسيين لستم يابني‬
‫رستم »ا ‪ .‬وهو عنوان يكفي وحده دلالة على مدى النسيان الذي أصاب‬
‫‪ ،‬وتاريخ‬ ‫تاريخ الرستيين ‪ 0‬وهو جزء هام من تاريخ الجزائر‪ .‬خاصة‬
‫المسؤولية ‪.‬‬ ‫العرب والمسلمين عامة ‪ ،‬فهذا نجد الوزير المذكور ‪ ،‬من موقع‬
‫‪ .‬و يخصص‬ ‫يعلن صراحة ذلك الاهمال الذي انتاب تاريخ الدولة الرستية‬
‫لها عنوان‬ ‫النقطة الأولى من نقاط الملتقى المذكور ‪ 0‬لتاريخها ويضع‬
‫« مساهمة الرستميين في حضارة الاسلام وفكره » ‪.‬‬

‫ان ما ذكرناه آنفا من تحولات وتغييرات شهدتها بلاد المغرب { وما‬


‫ترتب من جراء ذلك من نتائج ‪ 0‬كظهور الدولة الرستية خاصة وما لحق‬
‫هذه الدولة من نسيان أو اهمال ‪ 0‬اضافة الى شغف الباحث ق معرفة‬
‫الذاهب والأديان س كل ذلك يشكل أهم الدوافع التي حفزتني على اختيار‬
‫موضوع في صميم الفترة المذكورة ث وكان عنوانه المحتار ‪ « :‬الدولة الرستمية‬
‫الاوضاع الاقتصادية والحياة‬ ‫م دراسة ف‬ ‫ه‪777/‬م ‪9 .‬‬ ‫۔ ‪6‬‬ ‫‪ 0‬هھ‬

‫الفكرية » في المغربين الأوسط والأدنى » وبهذا أكون قد لبيت دافعا ذاتيا‬


‫أجده في نفسي قويا ‪ ،‬ثم لا أشك أننى س ان حالفنى التوفيق س أكون قد‬
‫لبيت تعطش الكثير من الباحثين والقراء الذين يشعرون بفقدان حلقة‬
‫|‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫هامة من حلقات التاريخ الاسلامي الذهبية ‪.‬‬
‫المكتبة‬ ‫ف‬ ‫مكا نه‬ ‫ليجد‬ ‫‏‪ ١‬لرستمية «‬ ‫« ا لد ولة‬ ‫عنوا ن‬ ‫اختيا ر‬ ‫ولقد تعمدت‬

‫الجزائرية أولا ! ثم المغربية والعربية الاسلامية ثانيا ‪ .‬واخترت أهم جانبين‬


‫() كلة اليد وزير التعليم الأصلي والشؤون الدينية مولود قاسم في افتتاحه للملتقى الحادي عشر للفكر‬
‫الاسلامي ۔ وارجلان ‪ .‬الجهورية الجزائرية مجلة الأصالة ‪ .‬عدد ‪ . 24/34‬مطبعة البعث ‪7931 .‬ه‪7791/‬م‬
‫ص‪. 321‬‬
‫س مصلحة الطباعة للمعهد التربوي الوطني ص‪. 42‬‬ ‫(‪ )9‬الميثاق الوطني ‪ .‬الجمهورية الجزائرية لسنة ‪6‬م‬

‫‪- 21‬‬
‫برزت فيهيا الدولة الرستمية ‪ :‬الجانب الاقتصادي ‪ 2‬والجانب الفكري { وهما‬
‫في الحقيقة جانبان عرفا انطلاقة متينة ‪ ،‬في الفترة المذكورة ‪ ،‬تعبر عن‬
‫نضج وأصالة كا عرفا بعد الانطلاقة ازدهارا واسعا ء شمل جميع البلاد‬
‫العربية الاسلامية ف المشرق والمغرب ص فسايرت الدولة الرستتية هذه‬
‫الانطلاقة وهذا الازدهار وكانت لذلك جديرة بالدراسة ‪.‬‬
‫لقد قسمت دراستى هذه الى تمهيد أو مدخل وثلاثة أبواب وخاتمة بعد‬
‫مبحث عرضت فيه أهم المصادر والمراجع التي تناولت الدولة الرستمية س مع‬
‫تحليل لها ‪ .‬وتقيم معلوماتها ‪.‬‬

‫أما المدخل فقد أردت أن أمهد به للنوضوع وادخل بواسطته الى صلب‬
‫الدراسة ‪ ،‬فتناولت فيه تطورات الاحداث ف المشرق والمغرب العربيين‬
‫وبينت أن ثورات الخوارج كانت أهم ما تميز به هذه الفترة التي تهد‬
‫لموضوع دراستنا س وتحدثت عن سقوط الدولة الأموية سنة ‪231‬ه س وقد‬
‫كان لثورات الخوارج وفتنهم دور في تفتيت قوتها ‪ ،‬كا تحدثت عن نشأة‬
‫الدولة العباسية في نفس السنة ‪ .‬وكانت من الاسباب التي دعت الخوارج الى‬
‫اللجوء الى أطراف البلاد العربية الاسلامية ‪ .‬ومن هنا وجد الاباضية‬
‫طريقهم نحو المغرب العربي } فقاموا بنشر مذهبهم » وخاضوا عدة ثو رات‬
‫أهلتهم في الاخير ء الى تأسيس دولتهم الرستية سنة ‪061‬ه‪777/‬م ‪.‬‬
‫ولم أتطرق الن تفاصيل هذا التأسيس الا في الفصل الثاني من الباب‬
‫الأول ى اذ خصصت الفصل الأول من نفس هذا الباب للحديث عن‬
‫المذهب الاباضي ونشأته وبعض عقائده ‪ ،‬لتكون لنا فكرة واضحة عن‬
‫المذهب السائد في المترة ال نحن بصدد دراستها ث تساعدنا على تتبع‬
‫مراحل وأحداث الدولة الرستمية ‪ :‬السياسية والاقتصادية والثقافية ‪.‬‬
‫وفي الفصل الثاني استعرضت تفاصيل بناء العاصمة تيهرت ونشأة الدولة‬
‫الرستمية ‪ .‬فحاولت أن أقدم تاريخا لتأسيس هذه المدينة بالمغرب الأوسط ‪.‬كا‬
‫ا‪-31-‬‬
‫بينت أهم الاسباب التي دعت الى اختيار موضعها ‪ ،‬والظروف التي تم فيهنا‬
‫بناؤها ‪ .‬وانتقلت بعد ذلك الى شخصية عبد الرحمن بن رستم مؤسس هذه‬
‫الدولة ‪ .‬فناقشت أهم الآراء التي جاءت حول نسبة الفارسي ‪ ،‬ونينت أنه‬
‫ولد في العراق ث ورحل صبيا الى القيروان فنشأ فيها وتربى ثم عاد الى‬
‫العراق وقد استوى رجلا ى فتعلم في البصرة سنوات ‪ ،‬غم عاد الى المغرب‬
‫ليستقر فيه ‪ .‬فجعلت من هذه العوامل الثلاثة دليلا على أنه كان عربي‬
‫المنشأ والمربي والتفكير ‪.‬‬
‫أما الفصل الثالث ‪ 2‬الذي وضعته لحدود الدولة الرستمية ى فقد خضت‬
‫فيه غملر الاراء المختلفة حول هذه الحدود ى ووجدتها حدودا متوجة ‪ ،‬تمتد‬
‫أحيانا ‪ .‬وتجزر أخرى اذ فكرة الحدود في تلك الحقب التاريخية مازالت لم‬
‫تتبلور س بل لم تعرف بعد ‪ ،‬لذلك رأيت أن السلطة الروحية هي‪ :‬ما يمكن‬
‫اعتاده لتحديد الحدود أولا ‪ ،‬ثم السلطة العسكرية أن وجدت ‪ .‬وبهذا تبين‬
‫لي أن سلطة الرستميين تمتد من حدود تلمسان ‘ في غرب الجزائر اليوم ‏‪٠‬‬
‫غربا الى سرت ‪ ،‬في ليبيا شرقا ‪ 4‬وهي مناطق آهلة بالاباضية تعتبر من‬
‫رعايا الرسميين ء اذ تمثل هذه الفترة ۔ القرنين الثاني والثالث الهجريين ‪-‬‬
‫فترة المينة الاباضية والصفرية على بلاد المغرب العربي ‪.‬‬
‫أما الفصل الرابع ‪ ،‬وهو الأخ‪ .‬في هذا الباب السياسي ‪ ،‬فقد تتبعت‬
‫فيه الاوضاع السياسية العامة للدولة الرستمية ‪ ،‬إماما بعد آخر وتحدثت‬
‫‪ .‬عن الفتن والشورات التي أثيرت ‪ ،‬والفرق التي ظهريك ‪ ،‬وتتبعت مراحل‬
‫القوة والضعف في الدولة حتى وصلت الى سقوطها على يد أبي عبد الله‬
‫الشيعي داعية العبيديين ‏©‪ )٢‬وقائد جيشهم سنة ‪692‬ه‪909/‬م ‪ .‬وحاولت‬

‫(‪ ]01‬العبيديون ‪ :‬هم أتباع عبيد الله للمدي ‪ .‬أختلف القدامى والمحدثون في نسبه ى فنهم من يرده الى فاطمة‬
‫الزهراء بنت الرسول يك‪ .‬فيسمى أتباعه فاطميين ‪ .‬وأنا في هذه الرسالة وفي اعتقادي أن تسميتهم بالعبيديين في‬
‫الفترة التي حكوها ببلاد الغرب أضبط ى كا أن تسميتهم بالفاطميين لما حكوا مصر أوثق وأوكد ‪ 0‬وهذا بغض‬
‫النظر عن نسبهم ‪ .‬عن عبيد الله المهدي والعبيد بين عامة أو الفاطميين أنظر ‪ :‬المقريزي أحمد بن بلي ‪ :‬اتماظ‪2‬‬

‫‪- -41‬‬
‫أن أضبط لكل امام رستي مدة حكمه ‪ .‬لذلك فان هذا الفصل يقدم صورة‬
‫وافية عن الأوضاع السياسية لهذه الدولة منذ نشأتها حتى سقوطها ‪ .‬تساعد‬
‫على الدخول في الباب الثاني { الاقتصادي ‪ .‬والباب الثالث ‪ .‬الفكري ‪.‬‬
‫في الباب الثاني س الذي خصص للأوضاع الاقتصادية ‪ .‬سبعة فصول بعد‬
‫تمهيد س تناولت فيه الحديث عن جغرافية الدولة الرسمية وأثرها في‬
‫الاتتصاد ومهدت به للدخول فى الفصل الأول الذي تناول الحديث اعن‬
‫الزراعة والرعى وقد رجعت الى اكبر عدد ممكن من الكتب الجغرافية ‪.‬‬
‫أستقضيها ‪ 0‬وانتهيت الى أن الزراعة والرعي عرفا ازدهارا كبيرا يساير‪,‬‬
‫الازدهار والرخاء الشاملين لجميع البلاد العربية الاسلامية في هذه الفترة ‪.‬‬
‫أما الفصل الثاني الذي يدور موضوعه حول الصناعة والمهن الختلفة فقد‬
‫حاولت جهدي أن أتتبع معالم الصناعة في المغرب في عهد الرستميين فوجدت‬
‫أن معلوماتنا حول هذه النقطة ضئيلة جدا س ولكنها على ضآلتها تساعدنا‬
‫على أن نستنتج أن الصناعة في الدولة الرستبية كانت تساير الزراعة وتعتد‬
‫عليهاا في اغلب الاحيان ‪.‬‬
‫أما التجارة التى خصصت لها فصولا ثلاثة ‪ .‬فكانت "النشاط الدائم‬
‫والمستمر الذي كان يقوم به السكان في المغربين الأوسط والأدفى من رعايا‬
‫الدولة الرستمية س لهذا جعلت الفصل الثالث للتجارة الداخلية ‪ .‬تحدثت فيه‬
‫عن أهم الأسواق والمراكز التجارية في الدولة ‪ .‬وتطرقت الى البضائع التي‬
‫كانت تتداول بين تلك الاسواق ‪ .‬كا بينت مدى اهتام الناس بالتجارة ‪ ،‬ثم‪.‬‬
‫انتقلت بعد ذلك الى التعريف بالمكاييل والموازين » قدر المستطاع ‪.‬‬
‫فوجدت أن ذلك متنوع يخضع للعرف أكثر مما يخضع لأي شيء أخر ه‬
‫لذلك اختلفت المكاييل والموازين باختلاف المناطق ‘ فضلا عن البلدان ‪.‬‬
‫= الحنفا بأخبار الامة الفاطميين الخلفا س تحقيق جمال !لدين الشيال ‪ .‬دار الفكر العربي ‪7631‬ه‪8491/‬م ‪ .‬ص‪52‬‬
‫وما بعدها ۔ حسن ابراهم حسن تاريخ الدولة الفاطمية ‪ .‬ط‪ . 2‬مكتبة النهضة المصرية ‪ .‬القاهرة ‪. 8591 .‬‬
‫‪17‬‬ ‫وما بعدها ‪.‬‬ ‫ص ‪75‬‬

‫‪-51-‬‬
‫الا أن الدمة المامة الق تتصف بها أسواق الدولة الرستمية س أنها كانت‬
‫رخيصة البضائع بشكل ملحوظ يشير الى ذلك أغلب الجغرافيين ‪.‬‬
‫عملة رستبية أو عد م وجود ها‬ ‫وجود‬ ‫المضيا ر تساء لت عن‬ ‫هذا‬ ‫وفى‬

‫فجمعت الآراء المختلفة حول هذه النقطة ‪ ،‬وبينت استنادا على نصوص‬
‫ووثائق احتال وجود عملة نقدية للرستميين ‪ 3‬وان لم يعثر عليها لحد الان ‪.‬‬

‫أما الفصل الرابع الذي خصص للتجارة الخارجية مع المغرب والمشرق‬


‫أي مع البلاد العربية الاسلامية فتناولت الحديث فيه عن المسالك التي‬
‫تربط تيهرت خاصة بعواصم العالم العربي آنذاك ‪ .‬فحددت مسافاتها ‪.‬‬
‫وبينت أهمية موقع تيهرت التجاري في المغرب العربي } اذ يتوسط‬
‫الللالك“» كا بينت مرافيء المغرب الأوسط حيث منافذ تيهرت الى‬
‫الاندلس ى الق تربطها بالدولة الرستمية أمتن الفلاقات السياسية‬
‫والاقتصادية وحتى العسكرية ‪ .‬ثم تحدثت عن البضائع المتداولة بين أسواق‬
‫هذه الدول ‪ .‬وحاولت أن أفرز صادرات الدولة الرستمية عن وارداتها مع‬
‫هذه الدول ‪ 0‬فوجدت أن أصدق صفة يمكن أن توصف بها التجارة في العالم‬
‫المربي‪.‬الاسلامي انذاك ‪ ،‬هي صفة التجارة التكاملية ‪.‬‬

‫وفي الفصل الخامس " فصلت الحديث عن التجارة الرسمية السودانية‬


‫تلك التجارة الق هيمنت عليها الاباضية والصفرية بشكل ملحوظ ‪ ،‬حتى‬
‫أطلق عليها بعض الباحثين تسمية التجارة الخوارجية ى اذ كانوا المسيطرين‬
‫على مسالكها ونهايات تلك المسالك ‪ ،‬بل لقد كان لبعض الائمة الرستميين‬
‫علاقات سياسية مع ملوك السودان الغربي ‪ .‬توطيدا‪ .‬للعلاقات الاقتصادية‬
‫ومحافظة على استمرارها ‪.‬‬

‫وتأتي أهمية التجارة مع السودان‪:‬الغربي من أهمية البضائع المستوردة من‬


‫‪.‬‬ ‫والرقيق الأسود‬ ‫الذهب‬ ‫ف‬ ‫‏‪ ٠‬والمتمثلة خاصة‬ ‫هناك‬

‫[‪- 6‬‬
‫وتناولت مباحث هذا الفصل ‘ التعريف بمالك السودان والمسالك‪:‬‬
‫والشاطر القى‬ ‫‪ .‬وذكر اللصاعب‬ ‫وتحديد‪ .‬مسافاتها ‘ ان امكن‬ ‫المؤدية اليه‬

‫الغربي ‪.‬‬ ‫الى السودان‬ ‫‘ وصولا‬ ‫الكبرى‬ ‫يواجهها التاجر العابر للصحراء‬

‫وفي المبحث الأخير‪ .‬من هذا الفصل تعرضت‪ ,‬المظاهر هذه التجارة‬
‫ومدى مساهمة التجار من رعايا الدولة الرستتية فيها ‪ 0‬ومساثمتها في حد‬
‫ذاتها في رفع مستوى المعيشة بالدولة ث وبعث الحيوية والنشاط في أسواقها‬
‫اذ تشكل أكبر كمية من الذهب والرقيق المستبوردين تجارة عبور‬
‫« ترانزيت » على‪ :‬أسواق المغرب الأويمط ‪ ،‬فكانت منها توزع شرقا وشمالا ‪.‬‬
‫وبذلك يكون للدولة الرستمية دورها البارز في مساهمتها بهاتين البضاعتين‬
‫في الاقتصاد العربي الاسلامي انذاك ‪.‬‬
‫أما الفصل السادس س الذي وضعت له عنوان « المؤسسة الاقتصادية »‬
‫بيوت الأموال ودار الزكاة ث فقدزأيت لزاما علي أن أتحدث عن هاتين‬
‫الدارين أو البيتين { رغم قلة المعلمات حوفيا ‪ ،‬وكان الاعتاد الأول على‬
‫نص صريح لابن الصغير ‪ ،‬مؤرخ الدولة الرستمية ى ومعاصر أحدانها ‪ 3‬وأحد‬
‫سكان عاصتها ‪ .‬وقد تبين ث حسبا يشير الى ذلك العنوان ‪ 0‬أن لأموال‬
‫الزكاة دارا خاصة بها ‪ ،‬ولغيرها من الأموال بيوتا موزعة في مدن‬
‫وأقاليم الدولة ‪.‬‬
‫وقي الفصل السابخ والأخير ‪ ،‬أقرنت بين الحسبة ومستوى المعيشة في‬
‫الدولة ‪ .‬اذ يعبر أحدهما عن الآخر ء فتحدثت عن الحسبة وتعريفها وأول‬
‫من نظمها في الذولة الرستمية ‪ .‬وتطرقت ال بعض مهام المحتسب فيها ‪..‬‬
‫أما عن مستوى المعيشة س الذي لا شك أنه مرتفع ‪ ،‬والمعيشة مزدهرة‬
‫ازدهار الحياة الاقتصادية كلها ‪ .‬فالقصد من التطرق اليه اعطاء خلاصة‬
‫مستوفية عن الأوضاع الاقتصادية ونتائجها في الدولة الرستبية ‪ .‬فتنبعت‬
‫مراحل الرخاء والازدهار مرحلة بمد أخرى ‪ :‬وانتهيت الى أن المغرب‬
‫‪71--‬‬
‫الاوسط والادنى في عهدآالرسميين بلغ درجة راقية في الاقتصاد ‪ ،‬بحيث‬
‫كثرت الاموال في أيذي الناس س حتى استغلت في القضاء على حكم الرستميين‬
‫والاباضيين عموما ‪ 0‬وتلك نتيجة سلبية تردت اليها الأوضاع الاقتصادية ‪.‬‬
‫فأودت بالدولة الرستتية وحكامها من الاباضية ‪.‬‬
‫أما الباب الثالث ى فيبحث في الحياة الفكرية في الدولة الرستمية ولما‬
‫كانت هذه الحياة غنية ومتنوعة ث رأيت تقسيها الى فصول خمسة بعد تمهيد‬
‫تناولت فيه الحديث عن دخول البربر افواجا في الاسلام على مذهب‬
‫الاباضية س وكان هذا قبيل تأسيس الدولة الرستمية واثناءها »‪ .‬ومهدت بهذا‬
‫للباب الفكري الذي يطغى عليه الطابع الدينى ‪ .‬بحيث كان الاهتام مسائل‬
‫الفرق والاختلاف فيا بينها ء أبرز مظاهر الحياة الثقافية بالدولة الرستمية ‪.‬‬
‫وفي الفصل الأول ‪ .‬الذي جعلته لدور الحكام في الحياة الفكرية تتبعت‬
‫جهود الرستميين في نشر الثقافة وشغفهم بالعلوم } اذ المشهور عن بيتهم أنه‬
‫بيت علم ‪ .‬وقد وجدتم فعلا كذلك ‪ ،‬شجعوا المعرفة ث وسهلوا تناولها ة‬
‫وانتصبوا لنشرها في المساجد س ولم يكونوا مقلين في التأليف بل ألف بعضهم‬
‫المديد من الرسائل والكتب تناولت مختلف القضايا المطروحة وقتئذ‬
‫أغلبها لم تصل إلينا ‪.‬‬
‫وفي الفصل الثاني الذي وضعته للمؤسسات التعلمية والدراسات المتداولة‬
‫بها ء افترضت أن الكاب هو أهم مؤسسة تعليمية للصفار اذ تعتبر اللبنة‬
‫الاولى لدور التعليم في المغرب العربي ‪ .‬وتحدثت عن حلقات العلم في‬
‫المسجد ‪ 2‬ولم انس المكتبات واهم المراجل التعلمية التي يطو يها طالب العلم‬
‫وأهم الدراسات التي يتناولها من الشيوخ أو المؤرخين س على الرغم من أن‬
‫مصادرنا كانت بخيلة في تزويدنا بمعلومات في هذا الشأن ‪:‬‬
‫وأما الفصل الثالث ‪ ،‬فقد بحثت فيه اصناف العلوم وذكرت أهم العلماء‬
‫وقىمته الى ثلاثة مباحث ‘ تناولت في المبحث الأول العلوم النقلية من‬
‫‪-81-‬۔‬
‫تفسير وحديث وفقه س فشرحت مساهمة العلماء فى الدولة الرستمية في تلك‬
‫العلوم وذكرت تراجم لبعضهم ‪ ،‬ولم أجد اشارة واضحة الى اهتام الاباضية‬
‫فايلمغرب العربي بالحديث بقدر ما اهتموا بالفقه والفتوى في الجلال }‬
‫والحرام ‪ .‬ويبدو أن هذه الفكرة لم تتبلور عندهم في ذلك‪ ,‬فوقت لذلك لم‬
‫ة‬ ‫يصرحوا نها ‪.‬‬
‫أما المبحث الثاني الذي خصص للعلوم العقلية سفتحدثت فيه عن‬
‫للناظرات الكلامية والفقهية التي راجت سوتها بتوافد مختلف الفرق‬
‫الاسلامية الى تيهرت فتمنت كل فرقة أن تناظر الاخرى ‪ ،‬وتغلبها ‪ 0‬فبرز‬
‫في هذا المجال عدد من العلماء المناظرين وقدمت امثلة حية عن تلك‬
‫للناظرات التي طبعت الحياة الفكرية في الدولة الرستمية بطابعها ‪.‬‬
‫وفي هذا المبحث ‪ ،‬تحدثت عن العربية والبربرية وكيف شجع الائمة‬
‫الرسميون لغة الاسلام بأن جعلوها لفة بلاطهم ث وكيف اهتم المغاربة‬
‫باكتساب هذه اللغة ‪ .‬وكل هذا كان جنبا إلى جنب مع البربرية التي نظم‬
‫بها الشعر وألفت بها الكتب ‪ ،‬اذ تعتبر هذه الفترة بداية تحول المغاربة الي‬
‫اللغة العربية } ولا أدل على ذلك من كتابة البربرية بجروف عربية س فتلك‬
‫خطوة عملاقة نحو التعريب الاكمل الذي سوف يكون على يد القبائل‬
‫العربية الوافدة على المغرب في القرن الخامس المجري ‪.‬‬
‫وي هذا المبحث‪ .‬كذلك تطرقتالى اللفة العربية نحوها وآدابها‬
‫فكشفت عن عدد من المغه ورين في علم النخو وترجمت لهم وأثبت كوغم‬
‫من رعايا الدولة الرستمية ‪ 2‬أما الآداب ققد برز فيها الائمة الرسميون خاصة‬
‫برسائلهم فأثبت نصؤضا للامام أفلح ‪ .‬والاغتقاد السائد أن الرستميين لم‬
‫يكونوا من مشجعي الآداب ‪ ،‬أو على الاقل لم تصلنا أخبار الآدباء وتراجهم ‪:‬‬
‫لأن أصحاب الطبقات والسير الاباضية لم يكونوا يهتون الا باملشائخ‬
‫والفقهاء ‪ .‬فكانوا بعيدين من أن يذكروا شاعرا أو أديبا ‪ .‬ورغم ذلك وجدنا‬
‫‪-91-‬۔‬
‫شاعرا مفلقا وهو بكر بن حماد التيهرقي المتوفى سنة ‪692‬ه ‪ ،‬أنبت بعض‬
‫أشعاره ‪ .‬وهو في حد ذاته يدل على وجود شعراء غيره ‪ ،‬على الاقل ‪ ،‬اقل‬
‫الشعر لم نعثر عليهم ‪.‬‬ ‫ف‬ ‫منه جودة‬

‫وتحدثت ضمن العلوم النقلية عن التاريخ ‪ ،‬وأشهر المؤرخين واهتام‬


‫الامام أبي بكر بن أفلح بأخبار الماضين ‪.‬‬
‫أما للبحث الثالث في الفصل الثالث فقد جعلته للعلوم الدنيوية وأقصد‬
‫ها الطلب والفلك والحساب ‪ ،‬وكانت علوما برز فيها الائمة الرستميون دون‬
‫غيزهم ‪..‬وأما الطب فقد افترضنا وجوده افتراضا ‪ ،‬لأن النصوص لا تشير‬
‫اليه س ولكن ضرورة المجتمع تقتضيه ‪ ،‬والقياس على الحال في مختلف اقطار‬
‫الاسلام يستوجبه ى ولم تسامم الدولة الرستتية في هذه العلوم الا‬
‫مساهمة ضئيلة ‪.‬‬
‫أما الفصل الرابع س فقد خصصته للحديث عن المرأة ودورها في الحياة‬
‫العلم‬ ‫حلقات‬ ‫والجاضرات‬ ‫العمالات‬ ‫بينهن‬ ‫من‬ ‫الفكرية ‘ اذ وجدت‬

‫والشاعرات بالبربرية س فكانت لما بذلك مساهمتها في هذه الحياة ‪.‬‬

‫أما الفصل الخامس والأخير ‪ ،‬والذي وضع للعلاقات الثقافية بين الذولة‬
‫الرسية وغيرها من دول المغرب والمشرق العربيين ‪ 0‬وبينها وبين السودان‬
‫الغربي ث يمكن اعتباره حصيلة الحياة الفكرية في الدولة الرستمية اذ تعتبر‬
‫العلاقات الثقافية أهم عوامل التأثير و إلتأثر التي أبرز ما تكون في الدول‬
‫العربية الاسلامية مشرقها ومغربها ‪ 0‬لذلك وجدت عاماء عديدين مشارقة‬
‫ومغاربة وأندلسيين طاب هم المقام في تيهرت ‪ ،‬كا وجدت عاماء اباضية أو‬
‫غيرهم خرجوا لطلب العلم أو الاستفتاء خاصة من علماء البصرة ‪ .‬كا يعتبر‬
‫الحج من أمم مظاهر العلاقات المشرقية الرسمية س وكان الاباضية من أهل‬
‫جبل نفوسة من أكثر الناس حجا ‪.‬‬
‫‪-02-‬‬
‫وكانت للعلاقات الرستمية السودانية أكبر الاثر وأدومه } اذ بواسطتها تم‬
‫نشر الإسلام في جزء من السودان الغربي؛ ويتال ان للاباضية وجودا الى‬
‫يومنا هذا في بعض قرى تلك المناطق ز وكان التجارةالواسعة التي ربطت‬
‫المغرب بالسودان آثار واضحة في تكوين لغة خليط مانلعربية والبربرية‬
‫والسودانية س تعارف عليها التجار العابرون للصحراء لاقتناء الذهب ‪.‬‬
‫وفي الخاتمة رسمت معالم حضارة هذه الدولة الاقتصادية والثقافية‬
‫وقدمت خلاصة ما سبق ذكره في الابواب‪ :‬الثلاثة س وانتهيتالى أن الدولة‬
‫الرستية ‪ 0‬ساهمت بشكل ملحوظ في تطور الضارة العربية‬
‫)‬ ‫الاسلامية واثرائها ‪.‬‬
‫وليس بالأمر الفريب أن أذكر أن عدة مشاكل وصعوبات اعترضتني كا‬
‫تعترض أي باحث مبتدئ مثلي ‪،‬كان أهمها تشتت مصادر البحث ومراجعه‬
‫في مختلف المكتبات بمختلف الدول والمدن س لذلك وجدتني أكثر الترحال‬
‫للتنبت من معلومة ى أو بحثا عن أخرى س فزرت في هذا الخصوص اضافة‬
‫الى الجزائر ى فرنسا وتونس ‪ ،‬وكانت استفادتي منهيا ضئيلة جدا ‪ ،‬رمبا لجدة‬
‫تر ‪ 4‬وكنت دائما أشعر بهذا ى وكلما أقدمت على حك ‪ ،‬أو تقرير‬
‫حقيقة أو نفي ما ثبت عندي نفيه ‪ 0‬الا وشعرت بمسؤولية الكلمة وثة‬
‫وجدة تجربتي وابتدائي لطريق لم اكن قد اقتحمت اغواره ‪ .‬وسرعان ما‬
‫ينجلي هذا الشعور لما أشرك استاذي المشرف محمد توفيق حسين ‪ ،‬اذ لم يتم‬
‫هذا البحث الا تحت رعايته الابوية ‪ .‬وتوجيهاته الصمية المادفة ى فكنت‬
‫محظوظا باشرافه ومتشرفا بأستاذيته ‪ .‬أطال الله عمره ‪.‬‬
‫ولا يفوتنى أن أشكر جامعة بغداد وكلية الآداں ‪ .‬هذه الجامعة ‪!:‬لخالدة‬
‫شرفتني بالتخرج فيها ‪ 0‬وقد وجدت في احضانها كل رعاية ومساعدة ‪3‬‬ ‫الت‬
‫وتسهيل للصعاب ‪.‬‬
‫وفي الختام ‪ ،‬أود أن أشير الى أن هذا البحث ‪ ،‬الذي أشغل بالي وفكري‬
‫‪-_ 12 -‬‬
‫مدة طويلة ‪ .‬حاولت فيه آن اقترب من الحقيقة ‪ 0‬قدر استطاعتي‬
‫فاجتهدت في موضع الاجتهاد ‪ .‬وقلدت في موضع التقليد س ولا أبالغ اذا‬
‫قلت ان هذه الدراسة جديدة في موضوعها ث وطرحها‪ .‬وخطتها ى لذلك‬
‫ان وفقت ث من الله ‪ 4‬وهو مقصدي ‪ ،‬وان كان غير ذلك ‪ ،‬فحسبي أني ما‬
‫أبقيت من جهدي شيئا ‪ 0‬وشفيعي النص الذي قاله العماد الاصفهاقق ‪.‬‬
‫ونقله عنه ياقوت الحموي ‘ بحيث جعله فاتحة كل جزء من الاجزاء الاثنين‬
‫والعشرين من معجمه ارشاد الأريب ‪ ،‬وأنا بدوري أقتبسه منه لأجعله‬
‫خاتمة مقدمتي هذه فأقول ‪:‬‬
‫‪ .‬ه انى رأيت أنه لا يكتب انسان كتابا في يومه الا قال في غده ض لو‬
‫غير هذا لكان أحسن س ولو زيد كذا لكان يستحسن ‪ ،‬ولو قدم هذا لكان‬
‫أفضل ولو ترك هذا لكان أجمل وغذا من أغظم العبر ‪ .‬وهو دليل على‬
‫استيلاء النقص على جملة البشر » ‪.‬‬
‫‪:‬۔ ربنا ه تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا ‪ .‬والله ولي التوفيق ۔‬
‫بغداد في محرم عام ‪4041‬ه ‪ /‬نوفمبر عام ‪3891‬م‬ ‫‪,‬‬
‫‪77‬‬
‫ج ‪: 4‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫‪٠‬‬

‫‪-22 -‬۔‬
‫‪4‬‬ ‫والمراجع‬ ‫« المصادر‬

‫عرض وتحليل‬
‫لا شك أن دراسة المصادر المعدة في هذا البحث ‪ 2‬تقدم صورة واضحة‬
‫للمعلومات الواردة فيها ‪ .‬وتظهر قيمتها ‪ 0‬وتبين درجة دقتها ‪.‬‬
‫هذا ارتآينا ابتداء س أن نصنفها الى مصادر اباضية أولية ى ومصادر غير‬
‫اباضية ‪ .‬ومراجع حديثة اباضية وغير اباضية وفرنسية ‪ .‬وهذا التصنيف في‬
‫‘ ويسهل تناولها ‪.‬‬ ‫الفكرة‬ ‫يقرب‬ ‫‪.‬‬ ‫ذاته‬ ‫حد‬

‫‪ 1‬المصادر الاباضية ‪:‬‬


‫يتفق الدكتوران محمود اسماعيل وعوض خليفات("ا ‪ ،‬على أن الاباضية ‏‪٠‬‬
‫بخلاف الفرق الخارجية المتطرفة س قد خلفت تراثا ضخيا في التاريخ والسير‬
‫والعقائد لا يزال الجزء الاكبر منه مخطوطا في حوزة الاباضية بمناطق‬
‫وجودهم ميزاب الجزائر‪ ،‬أو جزيرة جربة بتونس‪ ،‬أو جبل نفوسة بليبيلا أو‬
‫سلطنة غيان ‪ 2‬اضافة الى بعض المكتبات العامة كدار الكتب المصر يةةا ‪.‬‬
‫ولعل ما ضاع منها بسبب الفتنة ‪ 0‬أو التلف نتيجة اخفائهاثا عن‬

‫(‪ )1‬مود اسماعيل ‪ :‬الخوارج في المغرب الاسلامي ۔ ليبيا تونس ۔ الجزائر ۔ المغرب ۔ موريتانيا ‪ .‬دار المودة‬
‫۔ بيروت ‪ . 6791 0‬ص‪ 51‬۔ عوض خليفات ى نشأة الحركة الاباضية ‪ .‬جامعة عمان ‪ .‬عمان ‪ . 8791‬ص‪. 41‬‬
‫(‪ )2‬حاولت الذهاب الى مصر في الشهر الادس من عام ‪1891‬م الا انني طردت منها بعد وصولي الى مطار‬
‫القاهرة ‪ .‬ولم اتمكن بعد ذلك من الذهباب مرة أخرى ‪ 0‬وقد حصلت على أم المصادر الاباضية من مكتبات‬
‫الاباضية الخاصة بالجزائر على الحصوص ‪.‬‬
‫(‪ )3‬ان احراق مكتبة المعصومة من طرف أبي عبد الله الشيمي ‪ ،‬وكانت تضم عشرات المجلدات ‪ ،‬قد ضيع علينا‬
‫تراثا ضخيا كان من الممكن أن يساعدنا في تتبع حضارة هذه الدولة وتاريخ المغرب العربي في تلك الفترة ‪.‬‬
‫انظر ‪ :‬أيا زكرياء يحيى بن أبي بكر ‪ :‬كتاب سير الأئمة واخبارم ‪ .‬تحقيق اسماعيل العربي ‪ .‬اصدارات المكتبة‬
‫الوطنية س الجزائر ‪ 9931‬هجري ۔ ‪9791‬م ى ص ‪ . 311‬الدرجيني أبو العباس أحمد بن سعيد ‪ :‬طبقات المشائخ‬
‫بالغرب ج‪ 1‬ء تحقيق ابراهيم طلاي ‪ 0‬مطبعة البعث ‪ 0‬قسنطينة ‪ 4931‬هجري ‪5791 ،‬م ‪ .‬ص‪. 49‬‬
‫(‪ )4‬النديم أبو الفرج عمد بن أبي يعقوب اسحق ‪ :‬كتاب الفهرست تحقيق رضا تجدد ى بلا مكان الطبع ‪1931‬ه ه‬
‫‪ .‬ص‪. 332‬‬ ‫‪1‬م‬

‫‪2‬‬
‫‪32-‬‬
‫ولم‬ ‫خطوط‬ ‫هو اليوم‬ ‫تداولها اكثر مما تبمى ‪ .‬وما‬ ‫وبالتا لي عدم‬ ‫الاعبن‬

‫يطبع سيبقى في خطر ‪ .‬لأنه معرض الى عدة عوامل من التلف والضياع‪...‬‬

‫يعتبر كتاب « شرائع الدين " للواب بن سلام بن عمر اللواتي ‪ .‬من‬
‫الكتب الاباضية التي الفت في زمان الرستيين ‪ .‬وهو كا يقول لو يسكي‬
‫( عنس )أقدم كتب السير في شمال افريقياةا ‪.‬‬
‫ولا نعرف شيئا كثيرا عن لواب بن سلام مصنف هذا الكتاب ‪ .‬الا أننا‬
‫نعرف نحنه أنه كان يسكن توزر بالجنوب التونسي‪.‬قبل سنة ‪042‬ه‬
‫بقليل(ا ويذكر الشاخي أن لوابا كان ممن أوتي الجكمة وهو صغيرا ‪.‬‬
‫وتناول كتاب لواب عمدوةاضيعاثا س كانت افادتنا منها خاصة في الباب‬
‫السياسى اذ تحدث عن توراث الاباضية ابتداء من سنة ‪041‬ه ‪ ،‬كا أننا‬
‫اعدناه في الباب الفكري اذ ذكر اسماء العديد من العاماء الذين كانوا‬
‫بالقيروان س كما حفظ رسالة للامام عبد الوهاب وجهها الى أهل طرابلس ‪.‬‬
‫وكثيرا ما يذكر لواب مصادره ‪ 3‬وأغلبها شفوية س ويتحدث عن نفاث‬
‫بن نصر النفوسيثا ءأحد معاصري الامام أفلح بن عبد الوهاب‬
‫( ‪802‬ه ۔ ‪852‬ه ) والمنشقين عنه ‪ ،‬كا اعتمد على مصادر لم يذكر عناوينها‬
‫ولا مصنفيها يفهم هذا من الغرض الذي دفعه الى وضع كتابه ذاك حيث‬
‫يقول « وانما دعانا الى وضعنا كتابنا هذا ‪ .‬جمعنا فيه من دواوين العلم‬
‫والاثار ‪ .‬تسمية قاداتنا وفقهائنا “"ا ى ويبدو لنا من هذا النص أن ما‬

‫ن‬ ‫‪: :‬‬ ‫ز‬ ‫' ز‪-‬‬ ‫‪!-‬‬ ‫ع‬ ‫‪,‬ی‪-‬‬ ‫! ل ح‬ ‫)‪ (5‬ع‬
‫ع‬ ‫ح ‪,‬‬ ‫‪‘: [,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪!,‬‬ ‫وانظر مقدمة الطبعة الثانية ‪, 4391, . 73.‬‬
‫مدينة القرارة بمنطقة‬ ‫‪ .‬استنسخه الشيخ ناصر الملزموري احد مشائخ‬ ‫لا يزال هذا الكتاب مخطوطا رغم صغر حجمه‬

‫ميزاب بالجزائر ى من النخة الفريدة الموجودة بجزيرة جربة وعلى نخة القرارة اعتمدنا في هذا البحث ‪.‬‬
‫(‪ )6‬لواب بن سلام ‪ :‬شرائع الدين ‪( 0‬مخطوط) ورقة ‪. 44‬‬
‫(‪ )7‬الثياخي أحمد بن سعيد ‪ :‬كتاب السير ‪ .‬طبعة حجرية ى القاهرة ‪1031‬ه ى ص‪ 442‬۔ ‪. 542‬‬
‫(‪ )8‬لمزيد من المعلومات أنظر الباب الثالث ‪ .‬الفصل الثالث ‪ .‬مبحث هالتاريخء من هذا البحث ‪.‬‬
‫(‪ )9‬لواب ‪ :‬شرائع (مخطوط) ورقة ‪. 63‬‬
‫‏‪٠‬‬ ‫ورقة ‪84‬‬ ‫نفذه ‪.‬‬ ‫الصدر‬ ‫(‪)01‬‬

‫‪-24-‬‬
‫وص‬
‫لنا من كتاب لواب أقل بكثير من أصله ‪ ،‬لان جمع ما في دواوين‬
‫ال‬
‫علم ‪ 4‬والاثار (التاريخ) يحتل أن يكون مجلدا ضخيا ‪0‬وليس كتابا في‬
‫حوالي‬
‫خمسين صفحة ‪ .‬ورثم ذلك فالكتاب مهم كما سيظهر من الهواشمش التي‬
‫أ شرنا فيها اليه ‪.‬‬

‫أما الكتاب « سير الأئمة وأخبارهم » لأبي زكرياء يحي بن أبي‪ .‬بكر‬
‫الوارجلاني‪"""١‬‏ المتوفى سنة ‪174‬ه ‪ ،‬فيعتبر أهم كتاب إباضي جمع سير الأئمة‬
‫الرستميين وأحداث دولتهم ‪ 0‬ويمكن أن نقول س دون مبالغة س أن أبا زكرياء‬
‫وضع كتابه أساسا لذلك الغرض س فأطنب ف الحديث عن الاباضية ابتداء‬
‫من انتشارها في بلاد المغرب س فثوراتهم ضد بني العباس ‪ ،‬ثم تأسيس الدولة‬
‫الرستمية سنة ‪061‬ه ‪ .‬وتحدث عن الفتن أو ما يسميه الافتراق في صفوف‬
‫الاباضية وذكر ثلاثة افتراقات منها حدثت زمان الرستميين ‪:‬النكاريتة‬
‫والخلفية والنفاثية ‪. "2‬‬

‫واستد أبو زكزياء معلوماته من شيوخ الاباضية الذين التقى بهم وسمع‬
‫منهم ى لذلك فان مصادره شفوية ‪ ،‬ولا غرو ان لمسكنه بوارجلان ى حيث‬
‫آخر معاقل الرستميين بعد سقوط دولتهم ‪ .‬الأثر الكبير في تأليف كتابه ‪.‬‬
‫ا والتركيز على تاريخ الدولة الرسمية بالذات ‪ .‬ويذكر أبو زكرياء عدة‬
‫وينتمي الى قبيلة '‬ ‫ريه‬
‫صحد‬
‫او أ‬
‫ع وه‬
‫مف ‪،‬‬
‫مرات أبا الربيع سليمان بن يخل‬
‫مزاتة ‪ .‬يذكره أبو زكرياء كأحد رواته العديدين ‪ .‬ونحن نعلم أن أبا الربيع‬

‫(‪ )11‬طبع هذا الكتاب المهم لاول مرة مترجما الى الفرنسية سنة ‪8781‬م من طرف الاستاذ الممتشرق ماسكراي‬
‫) ‪.‬وبقي مخطوطا الى سنة ‪ 9791‬عندما اخرجه الى النور مطبوعا الاستاذ اسماعيل العربي وزوده‬ ‫( علاوة‬
‫بهوامش عديدة مهمة تباعد على فهم الكتاب‪ . .‬رغم وجود بعض الاخطاء وكان بامكانه ان يتحرى اكثر ‪.‬عن‬
‫ع‬ ‫ح ‪:‬‬ ‫خ'‬ ‫اا‬ ‫التزمة الفرنية أنظر ‪ :‬‏‪. ٥-‬م ‪,‬صمنانلع "!‬
‫ح ‪.‬‬ ‫‪.‬غ‪0‬‬ ‫‪ 881‬ا‬
‫(‪ )21‬عن هذه الفرق التي زالت كلها اليوم ‪.‬انظر عوض خليفات ‪:‬النظم الاجتاعية والتربوية عند الاباضية في‬
‫‪. 511. 411. 30‬وأنظر‬
‫شال افريقية في مرحلة الكتمان شركة المطابع التوذجية ‪.‬عمان الاردن ‪ 2891 .‬ي‪ 1‬ص‬
‫كذلك الباب الاول الفصل الرابع ‪.‬الباب الثالث ‪.‬الفصل الثالث المناظرات وعلم الكلام ‪.‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪- 52‬‬


‫‪-‬‬
‫هذا هو مصنف كتاب في السير أيضا ة توفي في نفس السنة الي مات فيها‬
‫أبو زكرياء ‪ .‬أي سنة ‪174‬ه ‪ .‬من هنا يتضح لنا أن أبا الربيع كان من‬
‫المعاصرين لأبي زكرياء ‪ .‬واذا كان كتاب سير أبي زكرياء من الأهمية التي‬
‫ذكرناها ء فان سير أبي الربيع سليان بن يخلف المزاتيا"ا ‪ ،‬لا ترق الى‬
‫تلك الاهمية فيا يخص تاريخ الدولة الرستمية اذ لم يضعها كأبي زكرياء‬
‫لذلك الغرض ‪ 0‬ويغلب عليها الطابع العقائدي لهذا فان اعتادنا على سير‬
‫أبي الربيع ضئيل جدا ‪ .‬بعكس اعتادنا على سير أبي زكرياء التي لا تخلو‬
‫صفحة من هذا البحث من الاشارة اليها ‪ .‬وقد كان كتاب سير أبي زكرياء‬
‫أهم معتند لدى كتاب السير والطبقات الابأضيين المتأخرين مثل الوسياني‬
‫والدرجيني والثماخي ‪ ،‬اذ نجد هذين الاخيرين خاصة ينقلان عن أبي‬
‫زكرياء نصوصا وربما صفحات باكملها دون تغيير فيها الا نادرا ‪.‬‬
‫ولا شك أن سبق أبي زكرياء غيره من الاباضية في تدوين تاريخهم هوا‬
‫الذي جعله مرجع من جاء بعده ‪ .‬والى هذا يشير الوسياني عندما يقول « له‬
‫فضل السبق في هذا ( أي تدوين تاريخ الاباضية ) لم يأل خيرا برأفته‬
‫وهمته وفراسته ‏»“‪. "٨‬‬
‫والوسياني هو أبو الربيع سليان بن غبد السلام بن حسان ى صاحب‬
‫كتاب السير الذي يعرف باسمه ‪ .‬فيقال « أسير الوسياني » س ولا يزال هذا‬
‫الكتاب مخطوطا ‪ .‬وتوجد عدة نسخ منه متفرقة () ‪ .‬أما عن مصنقفه‬

‫(‪ )31‬المزاني ‪ :‬أبو الربيع سلمان بن يخلف ‪ :‬كتاب اللير ‪ .‬طبعة حجرية تونس ‪1431‬ه ‪ 0‬وهو ضن بحموعة من‬
‫الكتب مثل الرد على الانجليزي للشيخ أطفيش ‪ .‬وجواب الشيخ أبي مهدي عيسى بن اساعيل ‪ .‬ويبدو ان نخ‬
‫هذا الكتاب ضئيلة جدا ‪ .‬لا توجد إلا عند الإباضية ‪.‬‬

‫(‪ )41‬الوسياني أبو الربيع سليان بن عبد اللام ‪ :‬سير ‪( .‬مخطوط) ورقة ‪. 2‬‬
‫الاستاذ‬ ‫بالجزائر ‪ .‬واشكر هنا‬ ‫يسجن‬ ‫(‪ ()51‬اعد الباحث على النلخة الموجودة ف حوزة الشيخ بابانو ببلدة بي‬

‫ابرزهم طلاي على تهيله لي الحصول والاطلاع عليها ‪ .‬وتوجد نخة منها في دار الكتب المصرية واخرى في‬
‫'! ‪. :‬‬ ‫‪ .‬أنظر ‪1‬‬ ‫بولندا بمعهد العلوم الاللامية في جاممة لوو (‪|٥٧‬ا)‏ تحت رم ‪7‬‬
‫( سيأتي‬ ‫ع ؟‬ ‫‪:. (...) .125.‬‬ ‫‪. :‬‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫‪. .11‬‬

‫التعريف بها ) وانظر مقدمة الطبعة ‪:‬الثانية‬


‫الوسياني فلا نعرف عنه أكثر من أنه من بلاد الجريد ‪ 3‬قضى فترة من الزمن‬
‫بوارجلان ‪ .‬أم معاقل الاباضية بعد انقراض الدولة الرستمية ‪ .‬ويقول‬
‫الدكتور محمود اسماعيل بأنه توفي سنة ‪814‬ه_؛"" } الا أن هذا على ما يبدو‬
‫وم ‪ :‬اذ أن الدرجينى يضعه في الطبقة الثانية عشر ( ‪ 055‬۔ ‪006‬ه )‬
‫ويقول عنه هو « الحافظ للسير والأثار ‪ ،‬المروي عنه التواريخ والأخبار ‪ .‬ل‬
‫تفته سيرة لأهل الدعوة في كل الأعصار »‪ . '"7‬ونرجح ما قاله الدرجينى‬
‫لقدمه ‪ .‬فضلا عن أن الدكتور محمود اسماعيل لم يشر الى مصدره الذي‬
‫الوسياني‬ ‫وفاة‬ ‫استقصى منه تاريخ‬

‫وقد ذكر الوسياني سبب تأليفه للكتاب عندما قال ‪ « :‬اني نظرت الى‬
‫الآمار قد امتحت ‪ 8‬والى أخبار أهل دعوتنا قد انطمست ‪ ،‬فأحببت أن‬
‫أؤلف لكم منها كتابا مما بلغني وصح عندي ولما تخالجني فيه الشكوك ‏»‪. "٢‬‬
‫وفي مكان آخر من سيره يقول « وما رأيت من أهل زماننا من قلة المبالاة‬
‫وكثرة المارات على الحق والمداراة على القول بالصدق وركنوا الى الجهل‪...‬‬
‫ومالوا الى الدنيا وتسارعوا الى السفلا (كذا) »‪٦‬ا‏ ‪.‬‬

‫وهكذا يتضح لنا من خلال هذين النصين مدى جدية الوسياني‬


‫ونظرته البعيدة الى التاريخ ‪ 0‬تاريخ مذهبه ورجاله بالخصوص ‪ ،‬ويظهر‬
‫من النص أيضا مدى احتراز الوسياني من الروايات فهو ‘ كا يقول {‘ لم‬
‫يثبت في كتابه الا الروايات التى صحت عنده ونم تخالجه فيها الشكوك ‪.‬‬

‫ويشير الوسياني ‪ .‬من جهة أخرى ى الى مشائخه الذين روى عنهم سيره‬
‫كالشيخ أبي محمد عبد الله بن محمد العاصي ثم اللواتي والشيخ أبي محمد ماكسن‬

‫‪.‬‬ ‫ص ‪81‬‬ ‫اسماعيل ‪ :‬الخوارج ‪.‬‬ ‫(‪ ()61‬محمود‬

‫(‪ )71‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ ،‬ج‪ .: 2‬ص‪ .315‬وأنظر ‪. 7: :, >.1 ! :‬عا‬


‫(‪ )81‬الوسياني ‪ :‬سير (مخطوط) ورقة‪. 2‬‬
‫(‪ )91‬نفسه ‪ :‬ورقة ‪. 111‬‬

‫‪72-‬‬
‫ابن الخير الجرامي ثم الوسياني والشيخ معبد بن أفلح وغيرهم من أخيار‬
‫‪,‬‬ ‫الاباضية كا يقول(;‘ا ‪.‬‬

‫واتبع الوسياني في كتابه طريقة تختلف عن طريقة أبي زكرياء ‪ ،‬في‬


‫بعض الوجوه اذ لم يكرر ماذكره أبو زكرياء ‪ 3‬قبله ‪ .‬مثاما فعل الدرجيني‬
‫أو الثباخى كا سنرى ‪ 0‬أواغا خصص لكل شيخ من شيوخ الاباضية ترجمة‬
‫يذكر فيها الروايات الي نسبت للشيخ المترجم له ‪ .‬ثم سلك مسلكا آخر‬
‫عندما خصص لكل منطقة اباضية عنوانا يذكر تحته الروايات التي تنسب‬
‫"الى تلك المنطقة ى فذكر روايات أهل جبل نفوسة ثم روايات جربة‬
‫وروايات تيهرت وهكذا‪ ...‬وكان هدفه‪ :‬من وراء ذلك ذكر المسائل الفقهية‬
‫الق اختلف حوها ‪ 0‬أو عرضت على المشائخ ‪ ،‬ولا يخفى ما لهذه الروايات‬
‫من فائدة ء أغنت البحث س وزودته بأسماء عدة مشائخ لهم في الفقه الاباضي‬
‫أكبر الاثر وأدومه ‪ 0‬اضافة الى بعض النصوص التاريخية والاقتصادية وهي‬
‫قليلة جدا ‪.‬‬

‫ويعتبر كتاب طبقات المشائخ بالمغرب للدرجيني أهم كتاب أعتمد عليه‬
‫الباحث جنبا الى جنب مع كتاب أبي زكرياء ث وربما يفضله قي نواح«ق) ‪.‬‬
‫ستتبين لنا بعد أن نذكر ترجمة المؤلف‬

‫الدزجيني هو أبو العباس أحمد بن سعيد بن سلينان بن علي بن يخلف ص‬


‫عاش بمنطقة ذرجين ببلاد الجريد واليها ينسب في القرن السابع الهجري ‪.‬‬
‫<‬ ‫فعال في الفكر والاقتصاد‬ ‫لعائلته دور‬ ‫‪ .‬وكان‬ ‫‪ 076‬ه‬ ‫حوالي سنة‬ ‫أذ توفي‬

‫(‪ )02‬نفه ‏‪٠‬ص ‪.2‬‬


‫(‪ )12‬رغم أهمية هذا الكتاب ‪،‬فانه لم ير النور الا في سنة ‪ 4791‬۔حققه الاستاذ ابراهيم طلاي وقام بطبعه ‪.‬‬
‫ووضع فهارس له أغلبها مضطرب وأكتفى بقليل من الهوامش والتحقيقات ‪ .‬وهو يشعر بهذا النقص يقول الاستاذ‬
‫الفاضل ه وبودي لو أخرج الكتاب وعليه دراسة علمية وتحقيقات تاريخية لتكون فائدته أكمل وأشمل ‪.‬ولكن‬
‫اعتقد ان هذا الممل سيكون خطوة ثانية بمد تحقيقه وطبعه ثوعى أن يجد من أبنائنا الطلبة والرجال المتفرغين‬
‫للبحث من ينتدب لذلك ‪.‬وحسبي أن أكون قد قت بأول خطوة في للوضوع ء أنظر مقدمة الحقق ‪ :‬لطبقات‬
‫الدرجيني ج‪1‬‬

‫‪-82-‬‬
‫لذ كان أجداده من الفقهاء البارزين ‪ .‬وجده علي هو الذي أدخل الاسلام‬
‫الى مالي سنة ‪575‬ه ‘ عندما هدى ملكها الى الاسلام ى وكان جده علي‬
‫هذا من كبار التجار مع بلاد السودان (‪)72‬‬

‫ويذكر البرادي في القرن الثامن المجري سبب تأليف أبي المباس‬


‫الدرجيني للطبقات ‪ ،‬فيذكر أن أحد مشائخ المغرب زار بلاد عمان ۔ فطلب‬
‫منه مشائخها قبيل عودته الى المغرب ‪ ،‬تزويدهم بكتاب جامع لسير مشائخ‬
‫المغرب « فنظروا في كتاب الشيخ أبي زكرياء يحى بن أبي بكر فوجدوه‬
‫خلا ببعض التفصيل س قاصرا دون أمد التحصيل ‪ ،‬مع أن لسان البربرية‬
‫أورد ألفاظه وارد التكليف‪ ،‬وقلة تحفظه على قوانين العربية أدخل ببعض‬
‫معانيه مجاهل التعسف فاهتوا بتصنيف كتاب يشتمل على سير الدولة‬
‫الرستية ومناقب الاسلاف كا طلب ذلك اليهم ‪ .‬فلم يروا أهلا لهذا‬
‫التصنيف غير أبي العباس »«‪2‬ا ‪.‬‬
‫وهكذا يتبين لنا من خلال هذا النص أمية كتاب الدرجيني ‪7‬‬
‫ألفه للمشارقة أصحاب اللغة العربية ‪ .‬والحقيقة أن أسلوب الدرجيني قوى‬
‫جدا بحيث أعاد صياغة ‪.‬كتاب سير أبي زكرياء وسبكه ث وخصص الجزء‬
‫الاول من طبقاته لهذا الغرض ‪ 8‬فلم يضف فيه الا قليلا س وانما نقل‬
‫معلومات أبي زكرياء وضنها كتابه ‪.‬‬
‫‪ .‬أما الجزء الثاني من الطبقات ى فقد أبدع فيه الدرجيني ‪ ،‬ويعتبر انتاجا‬
‫أصيلا له ‪ ،‬اعتمد فية على سير الوسياني خاضة اذ يقول عن ذلك « ومتى‬
‫وجدت في هذا الكتاب أو غيره رواية قدية عن أبي الربيع فهو راويها عن‬
‫شيوخه الأخبار »‪42‬ا ‪.‬‬
‫(‪ )22‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ي ج‪ . 2‬ص‪ 315‬۔ ‪ 225‬وأنظر كذلك باجية صالح ‪ :‬الاباضية بالجريد في المصور‬
‫الاسلامية الأولى ‪ .‬دار بوسلامة للطباعة والنشر ث تونس ‪6931‬ه‪6791/‬م ‪ .‬ص‪ 602‬۔ ‪. 212‬‬
‫(‪ )32‬البرادي أبو القاسم محمد بن ابراهيم ‪ :‬الجواهر المنتقاة في اتمام ما أخل به كتاب الطبقات ي طبمة حجرية ‪.‬‬
‫قسنطينة ‪. 2031 .‬‬
‫‪. 315‬‬ ‫ص‬ ‫(‪ )42‬الدرجپني ‪ :‬طبقات ي ج‪..2‬‬

‫۔_‪-92‬‬
‫ومما أبدع فيه الدرجيني فعلا هو تقسهه الكتاب الثاني الى طبقات كل‬
‫طبقة تضم جيلا فجعله اثنتي عشرة طبقة سكل طبقة خمسون سنة ‪.‬فترك‬
‫السنوات الخسين الاولى من المجرة عن قصد اذ يقول عنها « هم أصحاب‬
‫رسول الله علقه ‪.‬ف‪..‬ضيلتهم أشهر ‪ 9‬ومزاياهم وأماؤهم أظهر من أن تحتاج‬
‫الى تسميتهم‪ ...‬ما أغنى عن تكلف تصنيف » وانتحال تأليف‪(»....‬ة‪2‬ا ‪3‬ولم‬
‫يذكر من هذه الطبقة الا عبد الله بن وهب الراسبي وحرقوص بن زهيز‬
‫السعدي وانطلق بعد سنة خمسين من الهجرة ‪ .‬يذكر الطبقات الواحدة تلو‬
‫الاخرى وأهم الاعلام والمشائخ ‪ ،‬كل في طبقته ‪.‬‬
‫وظاهر ‪ ،‬ما لهذا المنهج من فائدة ‪ .‬اذ غالبا ما أهملت كتب الاباضية‬
‫ذكر السنوات اطلاقا وسنين وفاة المشائخ خاصة ‪ ،‬فلا الدرجيني هذا الفراغ‬
‫عندما صنف المشائخ الى طبقات ‪ 2‬وحدد تواريخ وفاتهم بذلك ‪ .‬وكان لنا‬
‫مرجعا هاما في هذا الخصوص بالذات } فضلا عن المعلومات التاريخية القمة‬
‫التي تضمنها الجزءان من كتاب الطبقات ‪ 0‬وهي معلومات استدها من‬
‫مؤلفات مشرقية ككتاب أبي سفيان محبوب بن الرحيل فيا يخص مشائخ‬
‫الاباضية بالمشرق ‪ ،‬وكثيرا ما ذكر الدرجيني هذا الشخص وغيره من‬
‫مصادره‪ :‬ورواته‬
‫أ ورثم أهمية كتاب الدرجيني ‪ .‬خاصة فيا يخص تاريخ الدولة الرستر ة‬
‫وعلمائها ‪ ،‬نجد أحد المتأخرين عنه ‪ 0‬وهو البرادي أبو القاسم محمد بن ابراهيم‬
‫المتوفى في القرن الثامن المجريث‪2‬ا ‪ .‬ينتقده ‪ .‬ويضع كتابه الذي يجعل له‬
‫هذا العنوان « الجواهر المنتقات في اتمام ما أخل به كتاب الطبقات »عا أي‬
‫طبقات الدرجيني ‪.‬‬

‫(‪ )52‬نفه ‪ .‬ج‪ . 2‬ص‪. 102‬‬


‫(‪ )62‬أنظر ترجمة اليرادي الذي عاش في جزيرة جربة ‪ .‬علي يحي معمر ‪ :‬الاباضية في موكب التاريخ ‪ .‬الحلقة‬
‫الثالثة ‪ .‬الاباضية في تونس دار الثقافة ‪ .‬بيروت ي ‪5831‬ه‪6691/‬م ث ص ‪ 151‬وكذلك الشماخي سير ص‪. 475‬‬
‫(‪ )72‬طبع الكتاب لاول مرة سنة ‪2031‬ه بقسنطينة (الجزائر) طبعة حجرية وتوجد نسخة منه مخطوطة بمكتبة‬
‫‪.‬‬ ‫‪ .‬وهي ناقصة‬ ‫‪2‬‬ ‫ر‬ ‫‪ .‬عت‬ ‫الدراسات المليا ‏‪ ٠‬كلية الأداب ‘ جامعة بفداد‬

‫‪-03-‬‬
‫والحقيقة أن ما ذكره ألبرادي من نقص في طبقات الدرجيني لا ‪7‬‬
‫البحث كثيرا لانه انتقده على تركه الطبقة الاولى ( ‪1‬ه ۔ ‪05‬ه ) حيث ل‬

‫يذكرها بتفصيل ‪ 0‬كا فعل مع الطبقات التالية ص وفي هذا يقول البرادي‬
‫« ‪ ...‬إني رأيت كتاب الطبقات ضالة عزنا شدوها ومنشدوها ومنهلا عذبا‬
‫قد أعوز واردوها وموردوها‪ ....‬وقد كنت كلفت به منذ اتراءى لي علمه‬
‫ونهى إلي علمه (كذا)‪ ...‬فتصفحت عند ذلك صفحاته وتنشقت نفحاته‬
‫الاول وأخل‪:‬‬ ‫فوجدته كا تصفه الالسن‪ ...‬الا أنه أغفل عن ذكر ال‬
‫بذكر ما عليه المغول‪ ..:‬وزعم أن شهرته مغنية عن الدلالة عليه ىفرأيت‬
‫ذلك وصمة أزرت بكماله ؤسماجة قصرت عن مدى أمثاله »ث‪. )2‬‬
‫وقي فقرة أخزى يقول البرادي « والسبب الذي كتبت به هذا الكتاب‬
‫أني نظرت الى كتاب الطبقات في ترتيب بيانه وحسن نظامه وتبيينه معالم‬
‫المذهب واعلامه فرأيته في خلوه عن ذكر الائة من الصحاب ةة ونيان الفتنة‬
‫وأحكامها وكيف نجا من نجا وهوى من هوى عاريا من بعض المقصود تاركا‬
‫لبعض المعهود »‪2‬ا ‪.‬‬
‫وهكذا يتضح لنا أن ما أتم به البرادي كتاب الدرجيني انما هو مقتصر‬
‫في ذكر الصحابة ‏‪ ٠‬رضايلله عنهم ‪.‬والفتنة الكبرى التي ابتدأت في زمن‬
‫الخليفة الثالث عثان بنعفان (ض) (ت ‪53‬ه) والكتاب مهم من هذه‬
‫الناحية اذ يوضح وجهة نظر الاباضية في أحداث السنين الأولى‬
‫من المجرة ‪.‬‬

‫يوكاد يقتصر اعتادنا على هذا الكتاب على قائمة كتب الاباضية الني‬
‫ذكرها للمشارقة والمغاربة ‪ .‬حيث وضع البرادي تةتقييدا لكتب أهل الدعوة‬
‫الاباضية في جواهره ‪ 0‬ويبدو أنه كررها في رسالة ل نشرها الدكتور عما‬
‫(‪ )82‬البرادي ‪ :.‬الجواهر ‪ .4‬ص ‪. 3‬‬
‫(‪ )92‬نفه ‪ .‬ص‪. 45‬‬

‫‪13- -‬‬
‫طالى كملحقا"ةا لأطروحته التي تناولت تحقيق كتاب أبي عمار عبد الكافي‬
‫`‬

‫الاباضية الكلامية ‪.‬‬

‫وفي القرن العاشر المجري أل قبل ذلك بقليل ‪ 9‬ألف الشماخي سيره التي‬
‫تعرف به والشماخي هو أبو العباس بدر الدين أحمد بن أبي عثان سعد بن‬
‫عبد الواحد ‪ ،‬المتوفى سنة ‪829‬ه ‪ .‬وهو من أهل جبل نفوسة ينحدر من‬
‫)‬ ‫أسرة مشهورة بالعلم ‏(‪. 0٦‬‬
‫وسير الثماخى تعتبر آخر مرحلة استقام فيها التأليف لدى الاباضية في‬
‫هذا الفن " أي فن السير والطبقات ‪ .‬اذ استطاع الشياخي بما أوي من ذكاء‬
‫وحفظ'‪ ،‬أن يجمع سير أبي زكرياء الوارجلاني والمزاتي وسير الوسياني‬
‫وطبقات الدرجيني وجواهر البرادي فيؤلف كتابا جامعا شاملا ‪ 0‬يبدؤه من‬
‫البعثة النبوية الشريفة الى أيامه ‪ .‬ولم يقتصر الثياخي على تلك الكتب‬
‫والنقل منها وانما اعتمد كتبا لغير الاباضية كالرقيق القيرواني ‪ .‬وابن الصغير‬
‫والمبرد والمسعودي‪ ...‬فضلا عن كتب اباضية مشرقية ومغربية‬
‫وروايات شفوية ‪.‬‬

‫وقد أتبع الشماخي طريقة مغايرة للدرجيني اذ جعل طبقاته فيا يخص‬
‫علماء وأحداث الدولة الزستمية عبارة عن دولة كل امام فيذكر طبقة الامام‬
‫عبد الرحمن بن رستم س فطبقة الامام عبد الوهاب ‪ .‬ثم طبقة ابنه أفلح‬
‫وهكذا والواقع أن فعل الدرجيني أدق واضبط من الشماخي وإن كان‬
‫الاسلوبان يتكاملان في عدة مناسبات ‪.‬‬

‫(‪ )03‬أبو عمار عبد الكافي ‪ :‬الموجز ۔ ج‪ 2‬۔ تحقيق عمار طالبي ‪ .‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ى الجزائر ه ‪.‬‬
‫‪ .‬ص‪ 182‬وما بعدها ‪.‬‬ ‫‪1/‬ه‪879‬م‬
‫‪8‬‬
‫(‪ )13‬أنظر ترجمة الثياخي ‪ :‬في ‪ :‬علي يحيى معمر ‪ :‬الاباضية في موكب التاريخ ‪ .‬الحلقة الثانية ‪ 0‬القسم الثاني ى‬
‫مكتبة وهبة ‪ .‬مطبعة الاستقلال الكبرى ‪ ،‬مصر ‪4831 .‬ه‪4691/‬م ‪ .‬ص‪ . 521‬وأنظر خاصة ‪. 7:‬نعا‬
‫‪.‬‬ ‫ع‬ ‫‪,‬‬ ‫‪!, .556‬‬

‫‪- 23‬‬
‫وقد اعتدت على كتاب الشماخي ‪ ،‬الى جانب اعتادي على كتاب أبي‬
‫زكرياء الوارجلاني والدرجيني ى اذ يعيد ماقالاه ‪ 3‬وكثيرا ما وجدته يصحح‬
‫أخطاء سالفيه س أو يوضح الفكرة والنص المبهمين س وكانت سير الشماخي‬
‫أول معتقد الباحثين والكتاب قبل طبع سير أبي زكرياء وطبقات‬
‫الدرجيني ‪ ،‬لهذا فان الباحث تحول عن هذه القاعدة ‪ ،‬ورجع الى الاصل‬
‫دون اهمال الفرع في غالب الاحيان ث وبقدر الامكان ‪.‬‬
‫الى جانب هذه التصانيف التى تشكل العمود الفقري بالنسبة الى هذا‬
‫البحث ‪ ،‬هناك عدة كتب اعتمد عليها الباحث لمؤلفين اباضية ككتاب‬
‫المدل والانصاف في أصول الفقه والاختلاف”ةا وكتاب الدليل لأهل‬
‫العقول وكلاهما للشيخ أبي يعقوب يوسف بن ابراهيمالوارجلاني المتوفى سنة‬
‫‪ 0‬ها وهما في عقائد الاباضية وأصول الفقه ‪ 0‬اضافة الى كتاب الكشف‬
‫والبيان للقلهاتي أبي عبد الله محمد بن سعيد الازدي المتوفى في أوائل القرن‬
‫الرابع المجري قا ‪ .‬وكتاب كشف الغمة الجامع لاخبار الامة لمؤلفه سرحان‬
‫بن سعيد الازكوي الذي عاش في القرن الثاني عشر الهجري (ةا ‪ .‬وهو اباضي‬
‫نماني ذكر في كتابه المطول تاريخ الدولة الرستمية اقتبسه حرفيا من سير‬
‫زمانا ولكونه ل يأت‬ ‫لتأخره‬ ‫الهوامش‬ ‫ف‬ ‫أهلنا ذكره‬ ‫أبي زكر يا ء وقد‬

‫بجديد ‪ .‬اللهم الا في الاعتقادات الاباضية وغيرها ‪ 0‬وقد فصلها ‪ 0‬وهو‬


‫يطعن في المذاهب القى لا ينتي اليها(ةا والكتاب ‪-‬على العموم مهم في‬

‫(‪ )23‬لا يزال هذا الكتاب مخطوطا وتوجد نسخة منه في حوزة السيد الحاج سعيد محمد بن أيوب بمدينة غرداية‬
‫بالجزائر أطلمني عليها مشكورا‪.:‬‬
‫(‪ )33‬أبو يعقوب يوسف بن ابراهيمالوارجلاني ‪:‬الدليل لأهل العقول ثلاثة اجزاءء في مجلد واحد ۔ طبع بالطيمة‬
‫‏‪٠‬‬ ‫‪.‬‬ ‫البارونهة ۔ طالون مصر طبعة حجرية ‪6031.‬ه‬
‫)‪ (34‬اعتدت على الخطوط في البداية م عثرت على الكتاب مطبوعا سنة ن ‪ 1 089‬قي عمان فتحولت اليه ‪.‬القلهاتي ‪:‬‬
‫أبو عبد الله محمد بن سعيد ‪:‬الكشف والبيان ‪،‬تحقيق د‪ .‬سيدة اسماعيل كاشف ‪،‬مطبوعات وزارة التراث القومي‬
‫والثقافة سلطنة عمان ‪0041‬ه‪0891/‬م ص ‪. 7‬‬
‫رم ‪643‬‬ ‫تحت‬ ‫الموجودة بالمكتبة الظاهرية بدمشق‬ ‫(‪ )53‬هذا الكتاب لا يزال مخطوطا اعتمد الباحث على اللبخة‬

‫‪ .‬تاريخ ثوتوجد نسخةأخرى مبتورة في مكتبة الدراسات العليا ثكلية الآداب جامعة بغداد تحت رقم ‪. 5002‬‬
‫َ‬ ‫(‪ )63‬الأزكوي ‪:‬كشف الغمة (مخطوط) ابتداءمن ورقة ‪ 813‬وما بعدها ‪.‬‬

‫‪- 33 -‬‬
‫تاريخ عمان والمذاهب الاسلامية وهناك كتب أخرى اباضية مثبتة في‬
‫الموامش لاداعي الى ذكرها في هذا البحث ‪.‬‬
‫ومجمل القول ‪ ،‬ان المصادر الاباضية من الاهمية بحيث لا يمكن لأي‬
‫باحث يريد الكتابة عن الاباضية كمذهب أو كتاريخ للدولة الرستمية ‪.‬‬
‫الاستغناء عنها ‪ 0‬فهى الى تمدنا بالمعلومات والنصوص التاريخية الأولية الق‪.‬‬
‫سكتت عنها أغلب المصادر غير الاباضية كا سنرى ‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫الوضع والكذب" أن نصوصا منها عديدة نجدها ف المصادر السنية‪ .‬أو‬
‫غيرها كتطابق بعض الاحداث التاريخية المروية من طرف المصادر الاباضية‬
‫مع رواية ابن الصغير المالكي وهو المعاصر للدولة الرستية وأئمتها ث وان‬
‫كانت المصادر الاباضية غالبا ما تسكت عندما يكون في المسألة مس‬
‫بشخصية أحد أممتها أ‪:‬وعامائها الامر الذي نجد تفاصيله عند ابن الصغير ه‬
‫ومثال ذلك فتنة ابن عرفة وتورط الامام أبي بكر بن أفلح فيها ‪.‬‬
‫وكثيرا ما نجد كرامات أو خوارق للعادة منسوبة لهذا الامام أو ذاك‬
‫الشيخ وهي بطبيعة الحال ‪ ،‬تعبر عن العقلية السائدة في زمان كتابة تلك‬
‫الصادر وهي من جهة أخرى لا تخلو منها كتب التاريخ والطبقات غير‬
‫الاباضية في العصور الوسطى س وبهذا فان ذلك لا يقلل من اهميتها‬
‫التاريخية وقيتها الملموسة‬

‫(‪ )73‬يذكر ابن تيمية أن ه‪ ...‬الخوارج مع أنهم مارقون‪ ...‬ليوا من يتعمد الكذب بل م معروفون بالصدق حتى‬
‫يقال ان حديثهم من أصح الحديث ء أنظر ابن تيية أبو العباس تقي الدين أحمد بن عبد الحليم ‪ :‬منهاج السنة‬
‫النبوية في تقض‪.‬كلام الشيعة القدرية ‪ .‬تحقيق محمد رشاد سالم ‪ .‬ج‪ 1‬مطبعة المدني مكتبة دار المروبة ‪ ،‬القاهرة‬
‫‪ .‬ولهذا الىبب وللقمة التاريخية القي تحويها هذه المصادر ي كان اعتادنا عليها كبيرا ‪.‬‬ ‫‪34‬‬
‫‪ ».‬ص‬ ‫‪2‬ھ‪2691/‬م‬
‫ولا يمكن الاستغناء عنها مطلقا بل ان المستشرق الفرنسى باسيه ( اعكة ) يرى لزاما على الباحث العودة الى‬
‫‪.‬‬ ‫الكتابات الاباضة ‪.‬‬
‫‪. :‬‬ ‫ن‬ ‫طز‬ ‫أنظر ‪.424-324.‬م ‪,‬‬
‫‪ :‬ل خ !‬ ‫ع خ'‬ ‫وانظر كذلك ‪.605.‬م ‪,‬حخ‬
‫وسيأتي التعريف بالكتابين ضمن هذا للبحث ‪.‬‬
‫‪43-‬‬
‫‪-‬‬
‫‪ 2‬۔ المصادر غير الاباضية ‪:‬‬
‫م تتناول المصادر غير الاباضية الحديث عن الدولة الرسمية بالتفصيل كا‬
‫فعلته مع الدولة الاغلبية مثلا ى بل ان تلك المصادر قليلا ما تناولت‬
‫الدول الى جاءت غرب منطقة الزاب س وهنا يمكن أن أوافق الاستاذ عبد‪.‬‬
‫الله العروي (‪8‬ة) ( طةااةةاه ندهه] ) الذي لاحظ أن المؤرخين كانوا‬
‫يتحركون مع جيوش الخليفة س فلما كان من غير الممكن لتلك الجيوش عبور‬
‫الزاب‪.‬في عهد العباسيين كا يذكر ذلك اليعقوبي في بلدانه”ةا ‪ .‬فان‬
‫المؤرخين رأوا أنه من غير المجدي تدوين أحداث تلك المناطق س فكأنهم كانوا‬
‫يكتبون للخلفاء أو ارضاء لهم ‪.‬‬
‫لهذا فان كتب التاريخ العربي الاسلامي الحولية العامة كتاريخ‬
‫اليعقوبي (ت ‪482‬ه) أو الطبري (ت ‪013‬ه) أو ابن الاثير (ت ‪036‬ه)‬
‫وغيرهم أظهرت اهتاما خاصا بالاقاليم المركزية س دون الاكتزاث كثيرا‬
‫مجريات الاحداث السياسية والتقلبات الاجتاعية في الاطراف البعيدة عن‬
‫الدولة العربية ولا يتحدث المؤرخ العربي عن عمان ‘ كا يقول الدكتور‬
‫‏‪ ٠‬فاروق عمر فوزي () ‪ 2‬أو الدولة الرسمية مثلا ‪ ،‬الا بالقدر الذي تؤثر به‬
‫على السلطة المركزية س وهنا أيضا لا يتعدى هذا الحديث الا أسطرا أو‬
‫فقرات مقتضبة س لهذا فان اعتادنا على كتب الحوليات العامة محدود جدا ه‬
‫‪ .‬لم يكن الا من بسيد ث ان صح التعبير ‪ .‬خاصة منها الحوليات المشرقية س أما‬
‫كتب الحوليات المغربية ث فان الباحث اعتمد كثيرا على تاريخ الرقيق‬
‫القيرواني وابن عذاري وابن خلدون ‪.‬‬

‫ن‬ ‫'! ‪:‬‬ ‫م ‪,‬‬ ‫ع ن‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪,‬ح‬ ‫)‪ (83‬ع‬


‫‪.‬‬ ‫‪ 431.‬ث اح‬ ‫‪. 5791,‬م‬ ‫‪. 301-201.‬‬
‫(‪ )93‬اليعقوبي أحمد بن أبي يعقوب بن واضح ‪ :‬البلدان ‪ .‬ط‪ 3‬ث منشورات المطبعة الحيدرية ‪ ،‬النجف ء‬
‫‪.‬‬ ‫‪ .‬ص‪301‬‬ ‫‪7‬هھ‪7591/‬م‬

‫الرابع « دار الحرية للطباعة <‬ ‫‪ .4‬العدد‬ ‫عمان ‪ -‬عجلة اللورد ‪ .‬م‪3‬‬ ‫تاريخ‬ ‫‪ :‬ببلوجرافيا ف‬ ‫عمر فوزي‬ ‫(‪ )04‬فاروق‬

‫‪.‬‬ ‫ص‪572‬‬ ‫‏‪٤‬‬ ‫‪4 .‬هھ‪4791/‬م‬ ‫بفداد‬

‫‪- 53-‬‬
‫ولا بأس من تسبيق الحديث عن هؤلاء } على مؤرخ الدولة الرستمية‪:‬‬
‫ابن الضغيز الذي يأتي من حيث الفترة الزمنية أسبق الجميع ‪ ،‬اذ من عادة‬
‫الباحث في هذه الرسالة كلها تأخير الأهم والتميد له ببا هو أقل أهمية‬
‫هكذا بالتدريج ‪.‬‬
‫ا‪ .‬أما الرقيق القيرواني أبو اسحاق عمر بن القاسم » فلا نعرف عنه الشيء‬
‫‏‪ ٠‬الكثير ‪ .‬الا كونه قد تولى رئاسة ديوان الرسائل في بلاط بني زيري‬
‫الصنهاجيين في أوائل القرن الخامس الهجري (ة‪٨‬ا‏ } ولا شك أن هذه الوظيفة‬
‫قد اتاحت له الاطلاع على العديد من الوثائق والكتب ى التي بها ى كتب‬
‫تاريخه المعروف بتاريخ افريقيا والمغربة‪٨‬ا‏ ‪` .‬‬

‫وعلى الرقيق } اعتمد ابن عذاري المراكشي في القرن السابع المجري في‬
‫كتابة تاريخه المعروف بالبيان المغرب في اخبار الاندلس والمغرب ) ‪.‬‬
‫ويعتبر كتاب ابن عذاري من أكمل المصادر المغربية واشملها وأدقها في‬
‫تاريخ المغرب أعتدناه بكثرة خاصة في الباب الأول س جنبا الى جنب مع‬
‫تاريخ الرقيق ‪ ،‬فكان الواحد منهيا يكمل الاخر رغم اعتاد ابن عذاري على‬
‫الرقيق ‪ .‬وقد فصل ابن عذاري ثورات الخوارج ‪ 0‬فجاء بتاريخ مضبوط‬
‫ودقيق ‪ ،‬وان كاں يخطنيء في بعض التسميات والتواريخ ‪ ،‬وهو أمر لا يقلل‬
‫من أهمية الكتاب ‪ ،‬كمرجع أساسي لاي باحث يريد الكتابة حول تاريخ‬
‫المغرب والاندلس ‪.‬‬
‫أما ابن خلدون عبد الرحمن المتوفى سنة ‪808‬ه صاحب كتاب « العبر‬

‫(‪ )14‬مود اسياعيل ىالخوارج ىص‪ 708‬‏‪٨‬عوض خليفات ى نشأة ص ‪ 7‬۔‪. 8‬‬
‫(‪ )24‬هذا الكتاب كان في حكم المفقودات وعثعرليه فنشر لاول مرة سنة ‪ 8691‬من طرف الاستاذ المنجي الكعبي‬
‫أنظر مقدمةالمحقق في هذا الكتاب ‪:‬الرقيق القيرواني ‪:‬تاريخ افريقيا والمغرب ‪ .‬تحقيق المنجي الكعبي ىمطبعة‬
‫الوسط ى تونس ‪7831‬ه‪7691/‬م ‪.‬‬
‫(‪ )34‬ابن عذاري المراكشي ‪:‬البيان المغرب في اخبار الأندلس والمغربهتحقيق ج ‪0‬س ه‪ .‬كولان و ‪ -‬ليفي ۔‬
‫‪. 831‬‬ ‫بيروت‬ ‫‪4‬ء‬ ‫دار اللقافة‬ ‫بروفنصال ‪4‬‬

‫‪- 63-‬‬
‫وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي‬
‫السلطان الأكبرا“ا » ‪ .‬فاننا نجد في كتابه الضخم هذا اشتاتا تتعلق بالدولة‬
‫الرستية ‪ ،‬فهو لم يضع لها عنوانا في كتابه القيم ذاك س كا فعل مع أغلب‬
‫دول المغرب العربي ث صغيراتها وكبيراتها ‪ .‬لهذا السبب نجد عدة مؤرخين‬
‫معاصرين انتقدوه على ذلك واعتبروا ذلك في كتابه عورة ‪ .‬ومن أولئك‬
‫المؤرخين سليان الباروني ضاحب الازهار الرياضية(“ا والدكتور فخار‬
‫ابراهيم الذي يقول إن «‪ ....‬ابن خلدون الذي عدد أخطاء المؤرخين وحدد‬
‫الأوهام والمغالط ‪ ...‬لم يسلم هو الاخر من هذا الزلل التاريخي وهو يتكلم‬
‫عن الرستميين ومؤلفات علمائهم التى ضربت بسهم في اجادة التاليف‬
‫والترتيب ولكنه في كل مرة يعرض فيها للرستميين ‪ 0‬يعقب كلامه بالضلالة‬
‫والخروج عن جادة الصواب مع أنه عندما عرض لتاريخ وأصل الادارسة في‬
‫المغرب الأقصى بوأهم فرع « الدوحة المحمدية النبوية »“ا } ونفس هذا ‪:‬‬
‫النقد جده لدى الاستاذ أحمد توفيق المدني الذي بعد أن يذكر أهمية تاريخ‬
‫ابن خلدون ‪ ،‬ومقدمته الغنية ث وعنايته بتاريخ الدول المغربية كلها ‪ 0‬يقول‬
‫« لكننا مقابل ذلك لا نراه يعنى بدولة الرستميين الاباضية الا قليلا س وفى‬
‫صفحات متباعدة يسيرة ويدعو مذهبها « بدعة » وهي أول دولة ‪....‬‬
‫منظمة في الاسلام ‪ ،‬انتشرت فوق أديم الأرض الجزائرية ‪ ...‬فهل كان يجهل‬
‫تفاصيل وجودها ‘ ونظام حكها ؟ أو كان ‪....‬؟ كلا ان ذلك الفكر‬
‫العبقري‪ ....:‬لا يمكن أن ينسى دولة قامت على أرض المغرب الأوسط ‪....‬‬
‫نها كان منه ذلك الاهمال ‪ 0‬وذلك التحقير الذي يوجب علينا اتهامه بسرقة‬

‫(‪ )44‬ابن خلدون عيد الرحمن ‪ :‬العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام المرب والمجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي‬
‫اللطان الاكبر ‪ .‬دار الكتاب اللبناني للطباعة والنثر ى ‪. 9591‬‬
‫(‪ )54‬الباروني سلمان بن عبد الله النفنومي ‪ :‬الازهار الرياضية في أئمة وملوك الاباضية ‪ ،‬مطبعة الأزمار‬
‫‏‪٠‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪7‬‬ ‫هامش‬ ‫‪02‬‬ ‫الطبع ص‬ ‫‏‪ ٤‬بلا تاريخ‬ ‫‏‪ ٤‬مصر‬ ‫البارونية‬

‫)‪ (46‬فخار ابراهم ‪ :‬دور الرستميين ف وحهة مغرب الشعوب ‪ .‬مجلة الاصالة ‪ .‬عدد ‪ . 24/34‬مطبمة البعث ى‬
‫‪ 4‬صن‪ 63‬۔ ‪. 73‬‬ ‫قسنطينة ‪ .‬الجزائر ‪7‬م‬

‫‪-73-‬‬
‫دولة مغربية زاهرة الا لتعصب مذهي وارضاء لخصوم ذلك المذهب ‪ 0‬من‬
‫الملوك والامراء(‪٨“7‬ا‏ ‪.‬‬

‫أن هذا النقد الحاد الذي وجه لابن خلدون ‪ 4‬اذا كان أصحابه مصيبيں‬
‫في أكثر الوجوه ‪ ،‬فاننا نجد لابن خلدون عذرا ‪ ،‬أشار اليه بنفسه عندما‬
‫تعرض لقبيلة لماية الي يعتبرها مادة الدولة الرستمية } على كاهلها قامت اذ‬
‫كانت على حلف قديم مع عبد الرحمن بن رستم مؤسس الدولة الرستمية لما‬
‫كان هذا في المغرب الأدنن قبل أن يلتجيء الى موضع تيهرت بالمغرب‬
‫الأوسط حيث مواطن لماية ‪ 0‬ويبنى عاصمته تيهرت بمساعدة تلك‬
‫القبيلةا‪ . 6‬ثم يذكر ابن خلدون أن هذه القبيلة قد انقرضت وهلكت‬
‫بهلاك مصرها ى أي تيهرت‘‪“٦‬ا‏ فلعل هلاك هذه القبيلة وانقراضها ‪ ،‬كا‬
‫يقول » هما الداعيان الى اهمال تاريخ الرستميين ماداموا! مرتبطين بقبيلة‬
‫ماية المنقرضة وهذه مرتبطة بهم ‪ .‬ولا يستبعد هذا ‪ .‬لأن ابن خلدون في‬
‫عبره ‪ ،‬كان يؤرخ للقبائل الواحدة تلو الأخرى س ويذكر ما كان لها من‬
‫سلطان ‪ 3‬وهذا لا يمنع من جهة أخرى اتهامه بما ذكره كل من الباروني‬
‫والدكتور فخار والاستاذ المدني ‪ ،‬اذ كان بامكان المؤرخ العبقري ابن‬
‫خلدون ‪ ،‬وهو الذي اشتغل بالسياسة وتقلب في خدمة الدول ‪ .‬الامر الذي‬
‫يساعده على الوصول الى مالا يستطيعه غيره س أن يخصص لمذه الدولة‬
‫عنوانا على الاقل في مصنفه ‪.‬‬

‫س فان‬ ‫خلدون‬ ‫ابن‬ ‫عن‬ ‫الحديث‬ ‫في بداية‬ ‫‪ 0‬فكما أشرنا‬ ‫هذا‬ ‫ومع‬

‫ك‬ ‫خلدون‬ ‫عبر ابن‬ ‫‘ اعد‬ ‫‪ :‬السياسى‬ ‫الاول‬ ‫الباب‬ ‫‘ خاصة ف‬ ‫الباحث‬

‫اعد مقدمته المشهورة في تعريف بعض العلوم في الباب الثالث أي الثقافى‬

‫(‪ )74‬المدني أجد توفيق ‪ :‬مدخل لدراسة الدولة الرستمية وأسهامها في التطور الفكري والحضاري ة محاضرة القيت‬
‫في الملتقى الفكر الاسلامي وطبعت ضمن مطبوعات ذلك الملتقى المنعقد بوارجلان (الجزائر) ربيع عام ‪7791‬م ‪.‬‬
‫(‪ )84‬ابن خلدون ‪ :‬العبر ‪ .‬ج‪ . 6‬ص‪ 642‬۔ ‪ 942‬وسيأتي تفصيل الحديث عن تنك الاحداث كلها ‪.‬‬
‫‪942‬‬ ‫‪ 6‬ص‬ ‫‏‪ ٨‬ج‪6‬‬ ‫نفه‬ ‫(‪)94‬‬

‫‪- 83 -‬‬
‫وكتاب ابن خلدون أعلى من أن يهمله دارس لتاريخ المغرب العربي { رغ‬
‫موقفه العدائي من الرستميين ‪.‬‬

‫ونأتي بعد هذا الى ابن الصغير مؤرخ الدولة الرسمية س كا تسميه‬
‫الدكتورة وداد القاضىا ‪ .‬ولا نريد تفصيل الحديث عنه \ الا بقدر ما‬
‫هم هذا المبحث ى لاننا سنتعرض اليه في الباب الثقافي عند حديثنا‬
‫عن « التاريخ » ‪.‬‬

‫عاصر ابن الصغير أواخر أيام الرستميين ض وذكر أنه رأى الامام أبا‬
‫اليقظان بن أفلح (‪ 162‬۔ ‪182‬ه) وحضر مجلسه("ةا ‪ .‬كا أنه كان على اتصال‬
‫بشنخض يدعى أحمد بن بشير ‪ 0‬يبدو أن أباه بشيراً من خاصة ‪.‬الامام ابي‬

‫اليقظان(‪7‬ةا ‪ .‬وكان ابن الصغير كثيرا ما اعتمد عليه في الرواية الشفوية التى‬
‫تطغى على كتابه ‪ .‬كا اعتمد على غيره من الاباضية الذين يثق بهم كا يذكر‬
‫هذا مرارا ‪.‬‬
‫وتاريخ ابن الصغير ى كتاب قم ‪ ،‬فيه اشارات ‪ ،‬رغم اختصارها ث تدل‬ ‫‪.‬‬
‫على أمور عديدة لمن يريد استنطاقها ‪ .‬الامر‪ :‬الذي حاولنا تطبيقه قدر‬
‫المستطاع وكانت افادتنا من هذا الكتاب مطلقة ‪ ،‬تكاد لا تخلو صفحة من‬
‫إ هذا البحث دون الاشارة الى ابن الصغير ‪ ،‬اذ تناول الفتن الي تعاقبت على'‬
‫تيهرت واختصر الحديث عن كل امام ‪ .‬واشار الى جوانب ثقافية هامة‬
‫كذكر اسماء بعض العلماء الذين اهملتهم كتب السير والطبقات الاباضية ‪.‬‬
‫(‪ )05‬وداد القاضي ‪ :‬ابن الصمير مؤرخ الدولة الرستية ‪ .‬عجلة الاصالة عدد ‪ . 54‬مطبعة البعث ‪ .‬قنطينة !‬
‫الجزائر ‪5931 .‬ه‪5791/‬م ‪.‬‬
‫ح‬ ‫‘"ث‪41‬‬ ‫ح‬ ‫(‪ )15‬ابن الصغير ‪ :‬أخبار الائمة الرستميين ۔ نشر موتيلنسكى ضمن ‪! :‬‬
‫وانظر مقدمة الطبعة الثانية‬ ‫ص ‪4‬‬ ‫ل‬ ‫‪0‬‬ ‫‪ 5091.‬حا‬ ‫‪.‬‬ ‫ع!‬ ‫‪ 8091‬م‬

‫نشر موتيلنكي كتاب ابن الصغير باللغتين العربية والفرنسية اذ ترجمه هو بنفسه ‪ .‬واعد في نشره على انخطوط‬
‫الذي وجده في احدى مكتبات منطقة ميزاب الاباضية بالجنوب الجزائري ۔ أنظر مقدمة المترجم ص ‪. 3‬‬
‫(‪ )25‬ابن الصغير ‪ ،‬تاريخ ى ص ‪. 84 . 54‬‬

‫‪- 9‬‬
‫هذا بالاضافة‪ .‬الى اشارات عميقة تمس الجانب الاقتصادي مسا مباشرا لا‬

‫يمكن الاستفناء عنها ‪.‬‬

‫وقد اطلقنا كامل الثقة على ما كتبه ابن الصغير س وقمناه على غيره‬
‫فى كثير من الاحيان ‪ .‬لاسباب ‪:‬أهمها أنه عاصر الاحداث التي أرخ لها أو‬
‫على الاقل كان قريبا منها زمانا ومكانا } ثمم لأزه في بداية كتابه أوضح‬
‫منهجه التاريخي ‪ 8‬الذي استطاع ان يطبقه بحذافيره فعلا ‪ 0‬وبين مقصده ى‬
‫فكان محل ثقة اذ يقول « وكانت له قصص حكوها لا يمكن ذكرها الا على‬
‫‪ .‬وجه ‪ 3‬وأن أتم الصدق فيها ولا أحرفها على معانيها ولا أزيد فيها ولا‬
‫أنقص منها اذ النقص في الخبر والزيادة فيه ليس من شيم ذوي المروءات ولا‬
‫من ذوي الديانات ‪ .‬وان كنا للقوم مبغضين ولسيرهم كارهين ولمذاهبهم‬
‫مستقلين فنحن وان ذكرنا سيرهم على ما اتصل بنا وعدهم فيا ولوه ‪ 0‬فلسنا‬
‫من تعجبه طلاوة أفعالهم ولا حسن سيرهم لما نعلمه من براءتهم ممن والاه‬
‫رسول الله عين وقال من كنت مولاه فعلي مولاهة' ‪.‬‬

‫وهكذا فان هذا النص يبين لنا ان ابن الصغير كان مؤرخا فعلا‬
‫موضوعيا نزيها يتحرى الصدق والحق س ويبدي اعجابه وتقديره للائمة‬
‫العادلين من الرستميين رغم عدم قناعته بالمذهب الذي ينتمون اليه(“ا ‪.‬‬
‫هذه بعض المصادر التاريخية التي اعتبد الباحث عليها س أما غيرها من‬
‫المصادر ‪ .‬فلا غرابة اذا كان الباب الاقتصادي تطفى عليه المصادر‬
‫الجغرافية ‪ .‬اذ في هذه الفترة المتقدمة من تاريخ العرب والمسلمين ى كان‬
‫المؤرخون لا يهتمون عادة الا بالامور السياسية ‪ .‬وكانوا بعيدين عن أحداث‬
‫لمجمع وتطوراته وما يتعلق به من أوضاع اقتصادية ‪ ،‬لهذا فان الجغرافيين‬
‫العرب والرحالة سدوا هذ! الفراغ ‪ .‬بما قدموه من ملاحظات ومشاهدات‬
‫(‪ )5‬ابن الصغير ‏‪ ٠‬تار يخ ‪ .‬ص ‪. 01‬‬
‫(‪ )45‬عوض خليفات ‪ :‬نشأة ‪ .‬ص‪٩‬‏ ‪ .‬وداد القاضي د ابن الصفير ‪ .‬مجلة الاصالة ‪ .‬عدد ‪ . 54‬ص ‪ 94‬۔ ‪. 35‬‬

‫‪04--‬‬
‫لمختلف البلدان والامصار ‪ ،‬والمسالك المؤدية اليها س والأقوام الساكنة فيها‬
‫وعادانهم وتقاليدهم ‪ .‬وانشطتهم الزراعية والصناعية والتجارية ‪ .‬وكل هذا‬
‫من خلال وصف المناطق ى وصفا دقيقا ‪ ،‬نال اعجاب الباحثين المستشرقين‬
‫فضلا عن العرب ‪.‬‬
‫‏‪ .٠‬وأول المصادر الجغرافية الي اعد الباحث عليها ‪ 0‬كتاب البلدان‬
‫بن أب يعقوب بن واضح المتوفى سنة ‪482‬ه ‪ .‬واليعقوبي‬ ‫لليعقوبي أد‬
‫يتجدث عن أسفاره ورواته فيقول لقد ‪ .... « :‬اتصلت أسفارى ودام تغربي‬
‫فكنت متى لقيت رجلا من تلك البلدان سألته عن وطنه ومصره‪....‬‬
‫وساكنيه من هم من عرب أو عجم‪. ...‬ودياناتهم ومقالاتجم‪ ....‬ثم أنبت كل‬
‫آما يخبرني به من أثق بصدقه »(ثا ‪.‬‬

‫وكان اعتادنا عليه كبيرا اذ زار منطقة المغرب العربي ‪ ،‬ولا يستبعد أن‬
‫يكون قد دخل تيهرت عاصمة الرستميين التي يقول أنها تعرف « بعراق‬
‫المغرب » لكثرة أخلاط الناس بهااا س على حد تعبير اليعقوبي ‪ .‬وقدم لنا‬
‫معلومات دقيقة حول طبيعة البلاد الزراعية والعمرانية والسكانية واللغوية ‪:‬‬
‫والمذهبية ‪ :‬فوصف الانهار والأراضي ‘ والمزروعات ‪ ،‬والمدن ‘ والمسالك‬
‫المؤدية اليها ‪ .‬وحددها بالمراحل أي بالأيام ‪ ،‬اذ كل مرحلة تعتبر‬
‫‏‪١‬‬ ‫يوما واحدا ‪.‬‬

‫وقد أفدنا منه خاصة ‪ ،‬لمعاصرته الدولة الرستية ‪ 0‬في رسم حدود هذه‬
‫الدولة ‪ .‬وقد لقينا في هذا عنتا كبيرا ‪ .‬اذ فكرة الحدود في تلك الأزمنة ه‬
‫ما زالت لم تتبلور وربا لم تعرف أساسا ‪ ،‬نظرا لسرعة تغير أحوال الدول‬
‫وانتقال السيادة من دولة الى دولة ‪ .‬ومن قبيلة الى أخرى ‪ .‬وهكذا ‪.‬‬

‫(‪ )55‬اليعقوبي ‪ :‬البلدان ‪ .‬ص ‪. 2‬‬


‫(‪ )65‬نفه ‪ :‬ص ‪. 401‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪14 -‬‬


‫وكان من الممكن أن يقتصر البحث على معلومات اليعقوبي الجغرافية في‬
‫الباب الاقتصادي خاصة ‪ 0‬متعذرا بكون اليعقوبي هو الجغرافي الوحيد الذي‬
‫زار المنطقة في أيام الرسميين ه الا أن الباحث رأى في ذلك تقصيرا من‬
‫جهة ىومن جهةأخرى فان الصورة التي ينتهي اليها بالاعتاد على مصدر‬
‫واحد ‪ 4‬لا تكون واضحة ولا تفي بالمقصود } لهذا تجاوزنا حدود الزمن‬
‫فاعدنا على ابن حوقل المتوفى سنة ‪863‬ه ‪ 3‬وعلى المقدسي شمس الدين‬
‫محمد بن أحمدا"ةا المتوفى سنة ‪883‬ه وعلى البكري أبي عبيدا المتوفى‬
‫سنة ‪784‬ه ء هذا بالاضافة الى ابن خرداذبة( المتوفى حوالي سنة ‪ 003‬ه‬
‫الاستبصار في‬ ‫والادر يسى ("‪6‬ا المتوفى سنة ‪ 845‬ه ‪ ،‬وهو مغربي كصاحب(‬
‫عجائب الأمصار الذي عاش في القرن السادس المجري ‪ .‬وياقوت الحموي (ة‪6‬ا‬
‫التوق سنة ‪626‬ه ‪.‬ولكن هؤلاء الاخيرين أستأنسنا بنصوص من كتاباتهم‬
‫أكثر مما اعتبرناها حقائق لا تقبل التغيير ‪.‬بفعل تأخرهم زمانا عن الفترة‬
‫المحدودة للبحث وهي القرن الثالث المجري ‪.‬‬
‫ولا داعي الى تفصيل الحديث عن ابن حوقل والمقدسي ‪.‬وكلاهما‬
‫مشرقيان زارا للغرب العربي سخلافا لغيرهما الذين كتبوا عأنوضاع‬
‫للغرب عن طريق النقل أو السماع ‪.‬وأما البكري فهو اندلسي ‪،‬اعتمد أساسا‬
‫في كتابة تأليفه الجغرافي على محمد بن يوسف أبي عبد الله التاريخيالوراق‬
‫‪.‬‬ ‫‪ .‬مطبعة بريل ليدن ‪8391.‬‬ ‫‪ .‬ط‪2‬‬ ‫(‪ ()75‬ابن حرقل ‪ :‬أربو القاسم النصيي ‪ :‬صورةة الارض‬

‫(‪ )85‬المقدسي شمس الدين أبو عبد الله محيد بن أحمد بن أبي بكر البناء ‪:‬أحسن التقاسيم في معرفةالاقاليم ‪ .‬ط‪ 2‬‏‪٠‬‬
‫م ‪.‬‬ ‫‪60‬‬ ‫مطبعة بريل »ليدن‬

‫ء‬ ‫والمالك‬ ‫المالك‬ ‫كتاب‬ ‫من‬ ‫‪ .‬وهو جرء‬ ‫والغرب‬ ‫ذكر بلاد افريقية‬ ‫ف‬ ‫أبو عبيد الله ‪ :‬الغرب‬ ‫البكري‬ ‫(‪)95‬‬

‫مطبعة الحكومة ىالجزائر ‪ 7581.‬يأعادت طبعه مكتبة المثؤ‪ ,‬ببقداد بالاوفت ‪.‬‬
‫)‪ (06‬ابن خرداذبة أرباولقاسم عبيد الله عبد الله ‪:‬المالك والمالك ۔بريل ‪.‬ليدن ‪9881 .‬م ‪.‬‬
‫(‪ )16‬الادريسي ‪ :‬الشريف ‪ :‬وصف افريقيا الثمالية والصحراوية مأخوذ من كتاب نزهة المشتاق في اختراق‬
‫‪.‬‬ ‫الاناق ‏‪ ٠‬تحقيق هنري بيريس الجزائر ‪7591 .‬‬

‫(‪ )26‬مجهول ‪:‬الاستبصار في عجائب الامصار ‪ .‬تعليق سعد زغلول عبد الحميد ۔ مطبعة جامعة الاسكندرية ‪.‬‬
‫‪ 8591‬م ‪.‬‬
‫(‪ )36‬ياقوت الجوى شهاب الدين ابو عبد الله بن عبد الله ‪::‬معجم البلدان دا ر صادر‪4 .‬بيروت ‪7931‬ه‪7791/‬م ‪.‬‬

‫‪-24-‬۔‬
‫الاندلسي المتوقى سنة ‪363‬ه ‪ .‬وكتاب الوراق لم يصلنا ى ولحسن الحظ‬
‫احتفظ البكري بجزء كبير منه ‪ .‬وكانت المعلومات التي زودنا بها فريده من‬
‫نوعها ‪ ،‬لم يسبقه اليها أحد ‪ ،‬ونقلها عنه كل من صاحب الاستبصار‬
‫وياقوت الحموي ‪ .‬والوراق كا يذكر الضبي" ألف ديوانا ضخيا في مسالك‬
‫افريقية ومالكها وفي أخبار ملوكها وحروبهم والقائمين عليهم كا ألف في‬
‫أخبار تيهرت ووهران وتنس وسجاماسة وغيرها تواليف حسانا ‪ ،‬ولا شك‬
‫أن نشأته بالقيروان ساعدته في ذلك‪..‬‬
‫وبدهي أن نقول إن معظم المصادر الجغرافية تتفق على ازدهار المغرب‬
‫العربي زراعيا وعمرانيا ‪ 0‬وكل الجغرافيين معجبون بثروة المغرب وطقسه‬
‫ومزروعاته الأمر الذي لا تنفرد به بلاد المغرب وحدها ‪ 8‬وانما كان عاما‬
‫يشمل جميع البلاد العربية الاسلامية في هذه الفترة ى الى تعتبر فترة‬
‫الازدهار والرخاء الاقتصادي ‪ ،‬فعلا ‪.‬‬
‫اضافة الى ما تقدم من المصادر الاولية المهمة ‪ .‬فقد اعتدت كتبا في‬
‫العقائد كملل ونحل ابن حزم (ت ‪654‬ه) أو الشهرستاني (ت ‪845‬ه) وكتبا‬
‫في الاعلام والطبقات كطبقات أبي العرب القيرواني (ت ‪333‬ه) وجذوة‬
‫الميدي (ت ‪884‬ه) وبفية الضي (ت ‪995‬ه) وحلة ابن الابار‬
‫(ت ‪856‬ه) اضافة الى عيون الانباء لابن أبي أصيبعة (ت ‪866‬ه) وطبقات‬
‫النحو يين للزبيدي (ت ‪973‬ه) وغيرهم ‪.‬‬
‫‪ =- 3‬المراجع الحديثة ‪:‬‬

‫اعتمد الباحث على مراجع حديثة متنوعة س كلها تتناول ‪,‬الدولة الرسية‬
‫من قريب وبعيد ‪ ،‬ولا أبالغ اذا قلت إنها كلها لا تمس الجانب الاقتصادي‬
‫_‬

‫(‪ )46‬الضبي أحد بن يحى بن أحمد بن عميرة ‪ :‬بغية الملتس في تاريخ رجال أهل الأندلس ‪ .‬طبع روخس‬
‫‪ -‬جريط ‪4881 .‬م ‪ .‬ص ‪ 131‬وأنظر كذلك المقري أحمد بن محمد ‪ :‬نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب ى‬
‫تحقيق د‪ .‬احسان عباس ‪ .‬دار صادر ۔ بيروت ‪8831 .‬ه‪8691/‬م ۔ أنظر الجزء ‪ . 3‬ص ‪. 711‬‬

‫‪34- -‬‬
‫ولا الفكري الا مسا خفيفا ى وانما صبت جل عنايتها على الجانب السياسي‬
‫حسب فكانت تلك الدراسات س مع كثرتها ‪ 4‬عبارة عن تكرارات لا غير ء‬
‫ولا بد أن أشير هنا الى المراجع الحديثة التي تناولت تاريخ الدولة‬
‫الرستمية ؛ انما تناولته من خلال دراسة التاريخ العام للمغرب العربي ص أو‬
‫التاريخ العام للجزائر وإستثنى من هذه الملاحظة الدكتور محمود اسماعيل في‬
‫والاستاذ الفرنسي الباحث‬ ‫كتابه القم « الخوارج في المغرب الاسلامي »‬
‫جيرارد دانجيل في رسالته للماجستير والموسومة ‪ « :‬الامامة الاباضية بتاهرت‬
‫‪ 1‬۔ ‪909‬م!ا ‪ .‬وسأعود الى هذين الكتابين بعد أن أتحدث بشيء من‬
‫الايجاز عن المراجع المعبدة الاخرى ‪ .‬أبدؤها بكتب الشيخ أطفيش امحمد بن‬
‫يوسف" امام الاباضية في القرن الماضي ‪ ،‬وهي كثيرة جداً ‪ 0‬وغزيرة المادة‬
‫غزارة علم الشيخ وحافظته القوية س الا أنها في مجموعها يطغى عليها الطابع‬
‫الديني ‪ .‬وخلال السطور والفقرات يعثر الباحث على ما يفيد البحث من‬
‫أفكار جديدة يجدها القارئ مفرقة في صفحات هذه الرسالة ‪.‬‬
‫أما الشيخ سليان بن عبد ا له الباروني واضع كتاب الأزهار الرياضية‬
‫في أئمة وملوك الاباضية حيث خصص القسم الثاني أمنها للحديث عن‬
‫الدولة الرستمية ‪ .‬ولا شك أن الباروني سلمان ‪ ،‬بعامل مركزه الاجتاعي‪: :‬‬

‫(‪ )56‬رسالة دكتوراة طبعة سنة ‪ 6791‬بدار العودة ببيروت ‪.‬‬


‫!‬ ‫'] ‪:‬ع‬ ‫ع ل‬ ‫ع غ )‪ (909-167‬ح‬ ‫)‪. (66‬عاحح "‪ 3‬ح‬
‫‪ -‬م‬ ‫ل ب‬ ‫ن‬ ‫‪: 7791.‬‬
‫(‪ )76‬من الكتب العتدمرللشيخ أفيش «قطب الائمة كا يلقبه الاباضية كتاب ازهاق الباطل بالعلم الماطل طبعة‬
‫حجرية سنة ‪ . 7131‬وكتاب الحجة في بيان الهجة في التوحيد بلا تقليد ‪ .‬طبعة حجرية بلا تاريخ الطبع ‪.‬‬
‫كتاب ازالة الاتتراض عن محقيء ال اباض ى طبعة حجرية سنة ‪ 1031‬۔ رسالة ان لم تعرف الاباضية ياعقبي‬
‫ياجزائري طبعة حجرية ‪ 8231‬۔ رسالة موسعة في تاريخ وادي ميزاب ۔ طبعة حجرية ‪ .‬سنة ‪. 1521‬‬
‫(‪ )86‬الكتاب في جزأين ‪ .‬أحرق الجزء الأول مع مودته على ما يبدو ما أصاب حريق مطبعة الأزهار البارونيةث‬
‫بالقاهرة سنة ‪4091‬م ‪ .‬ولحسن الحظ بقي الجزء الثاني فقط وهو خاص بتاريخ الدولة الرستمية ( بلا تاريخ‬
‫الطبع ) وألف أبو الربيع سليان الباروني كتابا بعنوان ه مختصر تاريخ الاباضية " طبع في‪:‬تونس سنة ‪8391‬م‬
‫طبعة ثانية وكان يعتقد أن صاحب هذا الكتاب هو صاحب كتاب الأزهار نفبه ولكن ثبت أنه غيره ‪ .‬وكذلك‬
‫ألف عبد الله الباروني والد صاحب الأزهار الرياضية كتابا بعنوان ه سلم العامة والمبتدئين الى معرفة أئمة الدين »‬
‫طبع في مصر سنة ‪4231‬ه ‪ .‬وكل هذه الكتب تمس الدولة الرستمية ما بعيدا ومن جانبها السياسي خاصة ‪.‬‬

‫‪44-‬‬
‫اذ ينمي الى عائلة اباضية عريقة في ليبيا ‪ .‬وعين في مجلس المبعوثان سنة‬
‫‪ 9‬م ‪ 4‬لما كانت ليبيا تابعة للدولة العثانية ‪ .‬ولا أدل على‬ ‫‪4191‬‬
‫مركزه هذا من زيارته لبغداد عام ‪8431‬ه‪8291/‬م واستقبال الملك فيصل‬
‫له ‪ 0‬وعين الملك غازي ابنه ابراهيم بن سلهان موظفا له في دائرته الخاصة‬
‫بالبلاط ‪ 0‬مع الاستبرار في نفس الوقت في دراسته كطالب في كلية الحقوق‬
‫ببغداد“ا ‪ .‬إن هذه العوامل كلها مع تتامذه على الشيخ أطفيش السالف‬
‫الذكر بمنطقة ميزاب الجزائرية‪7‬ا ‪ .‬لا شك أنها ساعدته في اخراج كتابه‬
‫الذي لا يختلف كثيرا في طرحه عن المصادر القديمة"‪7‬ا ؛ كا أنه غني بالمادة‬
‫تناول الدولة الرستتية من بداية نشوئها الى سقوطها ؛ مع ذكر مفصل‬
‫لعاصمتها تيهرت ‪ .‬وبعض المدن الاخرى ‪ ،‬وبعض أعلامها البارزين } كا‬
‫أشار الى جوانب اقتصادية ذات أهمية واضحة ‪ ،‬واعد كثيرا على الثماخي‬
‫وابن الصغير س بل ربط نهاية أزهاره بنهاية كتاب ابن الصغير ‪ ،‬واقتبس‬
‫منه نصوصا طويلة حرفها الا أنه عندما يستخلص من رواية ابن الصغير أو‬
‫غيره أفكارا تكون ممزوجة بروايات متعددة ‪ .‬يسبق كلامه‬
‫بكلمة «ممزوج » ‪.‬‬

‫والدافغ الذي حض الباروني على تأليف كتابه « الأزهار » { الذي لا‬


‫يستغني عنه باحث يريد الكتابة عن الدولة الرسمية س هو أنه سمع شخصا‬
‫يقول « ان الاباضية شرذمة قليلة لا ذكر لهم ولا شأن‪ ....‬فهم أحقر‬
‫ولا فخر‪ ...‬وتعجب‬ ‫الفرق‪ ....‬ل تقم لهم قائمة ولا نسب اليهم ملك‬
‫زاندا‪ ....‬لما علم بزيارتي ( زار الباروني مدينة تيهرتا سنة‬
‫‪6‬ه‪8981/‬م ) الى مكان تيهرت‪ ....‬فكان ذلك من أكبر الاسباب‬

‫(‪ )96‬أبو اليقظان ابراهيم ‪ :‬سليان الباروني باشا في أطوار حياته ۔ المطبعة المربية ‪ ،‬الجزائر ي ‪6731‬ه‪6591/‬م ‪.‬‬
‫ج‪ . 1‬ص‪ 88‬۔ ‪. 901‬‬
‫(‪ )07‬الباروني ‪ :‬الازهار ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪. 56‬‬
‫‪. 14‬‬‫(‪ )17‬عوض خليفات ‪ :‬نشأة ‪ .‬ص‬

‫‪54-‬‬
‫الداعية لي الى ابراز فضائل هذه المدينة والبحث في صفحات التواريخ‬
‫عنها‪7{» ....‬ا ‪.‬‬
‫والواقع أن كتاب الباروني ‪ ،‬كان من الممكن ادراجه مع المصادر‬
‫القديمة ‪ .‬وذلك لأسلوب طرحه ‪ ،‬وأسلوب كتابته ‘ والمصادر التى اعد‬
‫‪.‬‬ ‫يده‬ ‫متناول‬ ‫عليها خاصة منها الاباضية ك ولم يشر اليها < وكانت ف‬

‫وهناك مؤلفات أخرى لمؤلفين اباضية س كمؤلفات الشيخ علي يحيى معمر‬
‫التي تندرج تحت عنوان « الاباضية في موكب التاريخ » فقسمه الى حلقات‬
‫عديدة نناولت نشأة الاباضية(ةةا في جزء والاباضية في ليبيا في جزأين‬
‫والاباضية في تونس(ة‪7‬ا جزء آخر ‪ ،‬والاباضية في الجزائراةةا آخر حلقات‬
‫كتابه المزكور ‪ ،‬وظاهر من العنوان أن معمر يؤرخ للمذهب الاباضى فقسم‬
‫ذلك الى مراكز وجودهم قديما وحديثا ‪ .‬ورتب أعلام المذهب كل الى البلد‬
‫الذي ينمي اليه } واعتمد كثيرا على الشاخي وغيره من الكتب الاناضية‬
‫الي كانت قريبة لديه ‪.‬‬

‫ولعل القارئ يعتقد أن كتابه « الاباضية في الجزائر » وضعه للحديث‬


‫عن الدولة الرسمية ‪ ،‬الامر الذي لم يقصده الشيخ معمر لذلك نجده يقول‬
‫« من أراد أن يقرا أخبار الدولة الرستية وتاريخها المفصل فعليه أن يرجع‬
‫الى ما ألف عنها خصيصا في القديم والحديث‪ ....‬أما في هذا الكتاب فلست‬
‫(‪ )27‬الباروني ‪ :‬الازهار ‪ .‬ج‪ . 2‬ص‪ . 21‬هامش رق ‪. 1‬‬
‫(‪ )37‬معمر علي يحي ‪ :‬الاباضية في موكب التاريخ الحلقة ‪ 1‬؛ نشأة الذهب الاباضي س مطبعة دار الكتاب المربي ى‬
‫‏‪.٠‬‬ ‫‏‪4 ٠‬ھ‪4691/‬م‬ ‫مكتبة وهبة القاهرة‬

‫)‪ (74‬معمر علي يحي ‪ :‬الاباضية في موكب التاريخ الحلقة‪ . 2‬الاباضية في ليبيا ى قسمان ‪ .‬مطيمة الاستقلال‬
‫الكبرى ‪ .‬مكتبة وهبة ‪ .‬القاهرة ‪4831‬ه‪4691/‬م ‪.‬‬
‫‏‪٠‬‬ ‫(‪ )57‬معمر على يحي ‪ :‬الاباضية ف موكب التاريخ الحلقة ‪ . 3‬الاباضية ف تونس ‪ .‬دار الثقافة ‪ .‬بيروت‬
‫‪.‬‬ ‫‪5‬ھ‪6691/‬م‬
‫(‪ )67‬معمر علي يحي ‪ :‬الاباضية في موكب التاريخ الحلقة‪ 0 4‬الاباضية ف الجزائر ى مطبمة الدعوة الاسلامية ه‬
‫مكتبة وهبة ‪ .‬القاهرة ‪9931‬ه‪9791/‬م ‪.‬‬

‫‪64--‬‬
‫أتناولها الا بمقدار ما تكتمل به الصورة الق أريد أن أعرضها على‬
‫القارئ‪77»....‬ا ‪.‬‬

‫ولهذا فان كتابه لم يتعرض لتاريخ الرستميين بشكل مباشر ‪ 2‬اللهم الا‬
‫في تحليله لحادثة ابن عرفةةةا الذي قتل واتهم الامام أبو بكر بن أفلح‬
‫(‪852‬ه ۔ ‪162‬ه) بقتله للتخلص من سلطانه الواسع ‪ 0‬وقد حاول الشيخ‬
‫أبي بكر وتحد يد القا تل ‪.‬‬ ‫‘ رفع ا لتهمة عن‬ ‫نظري‬ ‫} بتوفيق ف‬ ‫معمر‬

‫التراجم‬ ‫بعض‬ ‫تتجاوز‬ ‫تكاد‬ ‫لا‬ ‫‘‬ ‫معمر محدودة‬ ‫كتب‬ ‫من‬ ‫افادتنا‬ ‫وكانت‬

‫أو الافكار التي انتهى اليها خاصة ف الباب السياسي والفكري من هذا‬
‫البحث أما الجانب الاقتصادي فلم يتطرق اليه اطلاقا ‪ .‬وككتبه السابقة‬
‫الذكر كتابه « الاباضية بين الفرق الاسلامية عند كتاب المقالات في القديم‬
‫والحديث »(‪7‬ا كانت افادتنا منه تقتصر على معتقدات الاباضية س والكتاب‬
‫من هذه الناحية قمم جدا لا يستغنى عنه في بابه ‪.‬‬

‫وألف الشيخ علي دبوز كنابه الضخم « تاريخ المغرب الكبير » وهو في‬
‫لثورات الاباضية ف المغزب العربي‬ ‫ثلاثة أجزاء ء خصص الجزء الثالث‬
‫في شطره الاول ‪ 2‬أما الشطر الثاني س فجعله خالصا لتاريخ الدولة الرستية‬
‫منذ نشأتها الى سقوطها ‪ ،‬فتعرض فيه الى دولة كل امام علن حدة‬
‫والتطورات التي حدثت في عهد كل واحد منهم ‪ 0‬ومدى ما بلغته‪ :‬من‬
‫ازدهار ثقافي واقتصادي ‪ ،‬كثيرا ما بالغ فيهما ى لتفلب العاطفة والهينان‬
‫عليه اذ اهتم بهيا أكثر من اهتامه بالمادة التاريخية الاولية التي تعتبر‬

‫(‪ )77‬معمر ‪ :‬الاباضية في الجزائر ى ص ‪. 52‬‬


‫(‪ )87‬محمد بن عرفة ‪ .‬أحد المقربين من الامام أبي بكر ‪ 0‬كان ذا ثروة وجاه وسلطان ‪ .‬جهر للامام آبي بكر‪.‬بن‬
‫أفلح وصهره ‪,‬هذا ‪ .‬وشعبيته على ما يبدو هي التي أدت الى مقتله بحيث كا يقول ابن الصغير كانت الامامة بالاتم‬
‫لاي بكر وبالفعل لابن عرفة ‪ .‬أنظر‪ :‬تفاصيل هذه الفتنة في ابن الصغير ‪ :‬تاريخ ى ص‪ 132‬وما بمندها ء ومممر‬
‫علي يحيى ‪ :‬الاباضية بالجزائر ‪ .‬ص ‪ 54‬وما بعدها وأنظر كذلك الفصل الرابع من الباب الاول من هذا البحك ‪..‬‬
‫(‪ )97‬مطبوع في مطابع سجل العرب ‪ ،‬نشر مكتبة وهبة ‪ .‬ط ‪6931 . 1‬ه‪6791/‬م ‪.‬‬
‫(‪ )08‬دبوز محمد علي ‪ :‬تاريخ المغرب الكبير ‪ 4‬ج‪ . 3‬مطبعة عيسى البابي الحلبي ‘ مصر ي ‪3831‬ه‪3691/‬م‬

‫‪74- -‬‬
‫أالاساسر ‪ .‬فلا غرو أن انقياده وراء هذا التيار هو الذي جعله يصنف الدول‬
‫الاسلامية في المشرق والمغرب الى دول ملوكية مستبدة واخرى اشتراكية‬
‫جمهورية ‪ ،‬فكانت دولة الاغالبة والعباسيين من الصنف الاول ودولة‬
‫الرستميين من الصنف الثاني ونفس هذا التيار جره الى استعمال الاساليب‬
‫البيانية كتشبيه أيام الدولة الرستمية مثلا ‪ ،‬بمفاتن المرأة ث معللا ذلك‬
‫بتعليلات واهيةل"ثا ‪ 0‬ولهذا السبب ‪ ،‬على ما يبدو ‪ ،‬تجرا الشيخ علي يحيى‬
‫معمر لا تهامه بأنه « كان يفتش عن المرأة‪ ....‬كا هو شأنه في كثير من‬
‫أحداث التاريخ »(ةةا ‪.‬‬

‫ان هذا المنهج الذي اتبعه الشيخ محمد علي دبوز ۔ رحمه الله ۔ والذي لا‬
‫يت بصلة الى منهج القدماء ‪ .‬ولا الى منهج المحدثين ‪ 9‬اضافة الى عدم ذكره‬
‫مصادره في كثير من الاحيان ‪ ،‬جعلنا لا نعقد على كتابه الذي فصل فيه‬
‫تاريخ الرستميين تفصيلا س وكان لنا في أزهار الباروني غنية عنه في دقته‬
‫وحسن عرضه وايراده مصادره ‪ .‬ورغم هذا كله فالكتاب لا يخلو من فائدة‬

‫ولا سبيل الى تركه كلية لكل من يريد البحث في تاريخ المغرب العرب‬
‫عامة وتاريخ الدولة الرستية خاصة ‪.‬‬

‫والحقيقة أن كتاب الشيخ دبوز س فيا عدا هذا ى لا يختلف عن مؤلفات‬


‫الاستاذ عثان الكماك ومد مبارك الميلي وعبد الرحمن الجيلالي ‪ .‬وكلهم‬
‫كتبوا عن الدولة الرسمية من خلال تأليفهم في تاريخ الجزائر العام ‪.‬‬
‫ويرجع الفضل في هذا المجال الى الاستاذ عثان الكعاك الذي ألف كتابه‬
‫« موجز التاريخ العام للجزائر » في الوقت الذي كانت فيه الجزائر تززح‬
‫تحت نير الاستعبار الفرنسي ‪ ،‬ألفه ليستنهض به الهمم ‪ .‬ويكشف عن تاريخ‬
‫الجزائر المشرق وحضارتها القديمة التي طالما عمل الاستعمار على تشوهها‬
‫(‪ )18‬ان مثل هذه التشبيهات والتصنيفات موزعة بشكل مكثف على صفحات كتابه ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫الجزائر ى ص‬ ‫(‪ ()28‬معمر ‪ :‬الاباضية ف‬

‫‪7.7‬‬
‫وتزويرها وتشويش وجودها في عقول الجزائريين بحيث يشككهم في‬
‫ماضيهم المجيد حتى لا يطالبون به ‪ ،‬وكاد أن يبلغ مرماه { كا يقول‬
‫الكعاك } وهذا أكبر دافع للكعاك على وضع كتابه(ةثا الذي أحسن ترتيبه ‪2‬‬
‫دولة‬ ‫القد مة < عصرا فعصرا < م‬ ‫عصورها‬ ‫تاريخ الجزائر منذ‬ ‫تنا مل‬ ‫حيث‬

‫فدولة ‪.‬‬
‫وفي عامي ‘ يعتبر كتاب الكعاك أول مرجع حديث تناول تاريخ‬
‫الجزائر عامة وتاريخ الدولة الرستمية ضمنا خاصة س فتطرق فيه الى الناحية‬
‫< كل‬ ‫والحدود‬ ‫والاقتصادية ك‬ ‫<‬ ‫والاجتاعية‬ ‫<‬ ‫والثقافية‬ ‫والادارية‬ ‫السياسية‬

‫ذلك بشكل موجز تماشيا مع العنوان ‪ .‬وقد افادنا الكتاب كثيرا في أغلب‬
‫الرسالة ‪.‬‬ ‫اعتادنا عليه مستبرا مع‬ ‫< وكان‬ ‫البحث‬ ‫هذا‬ ‫فصول‬

‫وعلى منوال الاستاذ الكعاك نسج محمد المبارك الميلي كتابه « تاريخ‬
‫وعبد الرحمن الجيلالي كتابه « تاريخ‬ ‫الجزائر في القديم والحديث »‬
‫لا يختلف عنهم جيعا‬ ‫عنه كثيرا ‘ ‪5‬‬ ‫ي (‪ } )58‬ولا يختلفان‬ ‫الجزائر العام‬

‫الدكتور ابراهيم أحمد العدوي في كتابه « بلاد الجزائر ‪ .‬تكوينها الاسلامي‬


‫والعربي () » ‪ .‬والدكتور عبد العزيز سالم في كتابه « المغرب الكبير »"ا اذ‬
‫هم جميعا اعتدوا على الكعاك أو نقل المتأخر منهم من المتقدم ‪ ،‬دون‬

‫(‪ )38‬الكعاك عثان ‪ :‬موجز التاريخ العام للجزائر ‪ .‬منذ العصر الحجري الى الاحتلال الفرني ى مطبعة العرب ‪.‬‬
‫تونس ‪4431 .‬ه‪5291/‬م أنظر المقدمة ‪.‬‬
‫(‪ )48‬الميلي محمد مبارك ‪ :‬تاريخ الجزائر القديم والحديث ى مكتبة النهضة الجزائرية ‪ ،‬الجزائر ‪0531 .‬ه ۔ الجزء‬
‫الثاني خاصة ‪.‬‬
‫(‪ )58‬الجيلالي عبد الرحمن ‪ :‬تاريخ الجزائر العام ى مكتبة الشركة الجزائرية منشورات دار مكتبة الحياة ‪.‬‬
‫بيروت ي ط‪4831 . 2‬ه‪ 5691/‬الجزء الاول خاصة ‪.‬‬
‫(‪ )68‬العدوي ابزاهم أحمد ‪ :‬بلاد الجزائر ۔ تكوينها الاسلامي والعربي المطبعة الفنية الحديثة ۔ مكتبة الانجلو‬
‫المصرية ‪ .‬القاهرة ‪0791 .‬م ‪.‬‬
‫(‪ )78‬سالم عبد العزيز السيد ‪ :‬المغرب الكبير ‪ .‬دار النهضة العربية للطباعة والنشر " بيروت ‪1891 .‬م الجزء الثاني‬
‫خاصة ‪.‬‬

‫۔‪_- 94‬‬
‫ويختلف عن هؤلاء ما كتبه الدكتور سعد زغلول عبد الحميد في كتابه‬
‫« تاريخ المغرب العربي »" والاستاذ رابح بونار في كتابه « المغرب العربي‬
‫تاريخه وثقافته ه{“ثا اذ اتسمت كتابتها بالدقة العلمية ‪ .‬خاصة الدكتور‬
‫سعد زغلول عبد الحميد ‪ .‬أما الاستاذ بونار فتركيزه على الجانب الثقافي ميز‬
‫كتابه عن الكتب الاخرى ‘ لهذا كانت افادتنا منه في الجانب الفكري‬
‫خاصة ‪ 0‬كا ساعدنا معجم اعلام الجزائر لعادل نو يهضٍ وكتاب « تار يخ‬
‫ليبيا » للدكتور احسانا؟ا عباس في هذا الجانب أيضا ‪.‬‬

‫ولا يستغني باحث عن كتابي « نشأة الحركة الاباضية » للدكتور عوض‬


‫خليفات لثا ‪ .‬وه الحركة الاباضية في المشرق العربي » للباحث مهدي هاشم‬
‫طالبا فكلاهما توصل الى نفس النتائج تقريبا فيا يخص نشأة الحركة‬
‫الاباضية ‪ .‬وامامها جابر بن زيد الأزدي ‪ ،‬ومعتقداتها المعتدلة الى تختلف‬
‫بها اختلافا كبيرا عن فرق الخوارج الي تنسب اليها ‪ .‬ويرفض الاباضية‬
‫هذه النسبة ‪ .‬ويطلقون على أنفسهم أهل الحق والاستقامة ‪ .‬وهي التسمية‬
‫الي يفضلونها ‪.‬‬
‫‘‬ ‫المغرب ا لسياسي‬ ‫بتطرقه الى تاريخ‬ ‫خليفات‬ ‫عوض‬ ‫ويتميز كتاب‬

‫بحيث بحث أسباب تسرب الاباضية الى هذه المنطقة ث وكيفية ذلك ‪ .‬وتابع‬
‫مراحل تاسيس الدولة الرستمية من طرف عبد الرحمن بن رستم ‪ .‬وتوقف‬
‫مصر‬ ‫المعارف‬ ‫دار‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫< الجزائر ‏‪ ٠‬المغرب‬ ‫العربي ‪ -‬ليبيا ‪“.‬تونس‬ ‫‪ :‬تاريخ الغفزب‬ ‫عبد الحيد صعد‬ ‫زغلول‬ ‫(‪)88‬‬

‫‪41‬ھ‪469/‬‬

‫‪ _:‬منشورات الكتب‬ ‫صدر الاسلام ‪.‬حتى منتصف القرن الشر‪.‬‬ ‫من‬


‫‪ :‬معجم أعلام الجزائر ‪::‬‬ ‫ال‬ ‫هض‬
‫(‪ )09‬نو‬
‫التجاري للطباعة‪.‬والنشر والتوزيع بيروت ‪ .‬ط‪1791 . 1‬م ‪.‬‬
‫(‪ )19‬احان عباس ‪ :‬ثاريخ ليبيا منذ الفتح الدربي حتى مطلع الفرن التاسع المجري ‪ .‬دار صادر ‪ .‬دار ليبيا ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ 7‬ه ‪7691/‬م‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫ط ‪ 1‬ي بيروت‬

‫(‪ )29‬سبق التعريف بمعلومات هذا الكتاب الذي طبع سة ‪8791‬م ‪.‬‬
‫(‪ )39‬مهدي هاثم طالب ‪ :‬الحركة الاباضية في المشرق المري ‪ .‬نشأتها وتطورها حتى نهاية القرن الثالث المجري ‪.‬‬
‫رسالة ما جتير فى التاريخ الاسلامي ۔ كلية الاداب ‪ .‬جامعة بغداد ‪7931 .‬ه‪7791/‬م ‪.‬‬

‫‪- -05‬‬
‫عند تأسيسها وكان في هذا المجال خير مرجع أفدنا منه واعمدنا عليه جنبا‬

‫ولعل الدراسات القية التي وضعها الدكتور الحبيب الجنحاني في التاريخ‬


‫الاقتصادي المغربي ‪ ،‬تعتبر من أهم الركائز التي قام عليها هذا البحث رغم‬
‫قلتها وتكرارها بعناوين مختلفة في بعض الاحيان ثا ‪ ،‬اذ استطاع أن يرسم‬
‫الاقتصاد الرسمي ‪ .4‬فضلا عن دور تيهرت الذي ركز‬ ‫بدراساته تلك ‪7.‬‬
‫الجوانب ‪.‬‬ ‫ججميعع‬ ‫من‬ ‫عليه‬ ‫اهتاماته‬ ‫كل‬

‫أما لدكتور محمود اسماعيل في كتابه الخوارج في المغرب الاسلامي وهو‬


‫عبارة عن بحث للدكتوراه على ما يبدو } فقد أجاد في طرحه لهذا الموضوع‬
‫الى أبعد حد ى خاصة من الناحية السياسية الي شغلت معظم الكتاب ‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن« الخوارج في المغرب الاسلامي » لا يشمل الاباضية‬
‫ودولتها وحدهما ‪ .‬وانما أيضا الصفرية والدولة المدرارية بسجاماسة { وهذا‬
‫ما يجعل الكتاب لا يخص التاريخ الرسمي وحده ‪ ،‬فاذا كان ممود اسماعيل‬
‫قد تطرق الى تاريخ كل دولة من الدولتين } كل واحدة على حدة ى فانه‬
‫قد قام بهذا في الابواب السياسية لا غير س وهي الأبواب التي تطغى على‬
‫معظم الكتاب ‪ .‬أما الباب الخامس والاخير الذي خصصه لأثر الخوارج في‬
‫لمجمع المغربي ‪ ،‬فإنه سلك فيه مسلكا آخر ‪ ،‬اذ تناول تلك الاثار ‪ ،‬التي‪:‬‬
‫يقول عنها « ونظرا لما أحدثه الخوارج من آثار اقتصادية واجتاعية وثقافية‬
‫فضلا عن آثارهم السياسية في بلاد المغرب ‪ ،‬وما كانت تلك الجوانب تحتاج‬
‫لدراسة مستفيضة مستقلة فقد آثرنا أن نفرد لهما الباب الخامس من‬

‫(‪ )49‬الجنحافي الحبيب ‪ :‬المغرب الاسلامي ‪.‬الحياة الاقتصادية والاجتاعية (‪3‬۔‪4‬ه‪9-01/‬م) الدار التونسية للنثر ى‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪79241‬‬
‫تونس ىجوان ‪ 7791‬يمن ص‬
‫الجنحاني الحبيب ‪:‬دراسات مغربية في التاريخ الاقتصادي والاجتاعي للمغرب الاسلامي ‪.‬ط ‪ . 1‬دار الطليعة"‬
‫بيروت ‪ 0891.‬وأنظر كذلك الجلة التونية للعلوم الاجتاعية ‪« :‬تاهرت عاصمة الدولة الرستية‬
‫‪ 1‬۔ ‪692‬ه‪777/‬م ۔ ‪909‬م » ‪ .‬عدد ‪ . 04/34‬طبع الشركة التونية لفنون الرسم ‪ .‬أفريل ‪. 5791‬‬

‫‏‪- .٠‬ا‪-5‬‬
‫الرسالة اا » ‪ .‬أقول تناولها بايجاز بعكس ما يمكن أن نتصوره من النص‬
‫الذي ذكرناه ث والذي أورده في مقدمة كتابه ث من هنا فانه لم يخصص‬
‫للحديث عن الحياة الاقتصادية والثقافية ‪ 0‬الا بضعة عشر صفحة مركزة‬
‫تشترك فيها الدولتان المدرارية الصفرية والرستمية الاباضية ‪ 0‬وهو اختصار‬
‫بطبيعة الحال مخل بالمقصود ‪ 0‬الا ان اعتناءه بالجانب السياسي هو أجود ما‬
‫يطلب في هذا الكتاب ‪ .‬لذلك تجد الباحث في هذا المضار‪ 0‬قد‬
‫اعتمده بكثرة ‪.‬‬

‫أما ما يخص المجلات العربية الق تطرقت لتاريخ الرستميين ى فنذكر‬


‫خاصة مقال الأستاذ محمد بن‪ :‬تاويت بعنوان « دولة الرستميين أصحاب‬
‫تاهرت » الذي نشره بصحيفة معهد الدراسات الاسلامية في مدريد (ثا ‪.‬‬
‫وقد تناول فيه الحديث عن المراحل السياسية التى مرت بها الدولة‬
‫الرستمية ‪ 0‬مثل الفتن والثورات التي شهدتها تيهرت خاصة ‘ ولم يتطرق‬
‫للجانب الاقتصادي او الثقافى ‪.‬‬

‫وتعتبر مجلة « الاصالة » الجزائرية أهم مجلة نشرت فيها عدة دراسات‬
‫ومقالات حول تاريخ الدولة الرستية ‪ ،‬وأغلبها يدور حول الجانب السياسي‬
‫لهذه الدولة ‪ .‬وكانت أغلب تلك الدراسات والمقالات قبل نشرها في الجلة‬
‫المذكورة قد القيت محاضرات في ملتقى الفكر الاسلامىث الحادي عشر‬
‫النقد في مدينة وارجلان احدى حواضر الدولة الرستية ‪ .‬وهذا‬
‫‪.‬‬ ‫سنة ‪7‬م‬

‫(‪ )59‬محمود اسماعيل ‪ .‬الخوارج ‪ .‬ص ‪. 12‬‬


‫(‪ )69‬عمد بن تاويت الطانجي ‪ :‬دولة الرستميين أصحاب تاهرت ‪ .‬صحيفة معهد الدراسات الاسلامية في مدريد ء‬
‫م‪ . 5‬عدد ‪1‬۔‪ . 2‬مطبمة معهد الدراسات بمدريد ‪7731 .‬ه‪7591/‬م ‪.‬‬

‫(‪ )79‬دأبت وزارة الشؤون الدينية بالجزائر ‪ .‬الني تشرف على الملتقى المذكور على نشر جميع المحاضرات التي تدرج‬
‫في الملتقى في كتاب واحد يحمل عنوان الملتقى وعدده ‪ .‬فرغم أن الفترة الزمنية لملتقى وارجلان بعيدة ست‬
‫سنوات تقريبا ‪ .‬فان هذا الكتاب مازال لم ينشر ‪ .‬ويبدو أنه نثرت محاضرات ملتقى بمده ‪ .‬وترك هو ‪ .‬فا‬

‫أحوجنا الى نشر جميع أععال الملتقيات أولا بأول ‪ .‬كا التزمت بذلك الوزارة فيا سبق ‪.‬‬
‫‪- 25‬‬
‫من المحاضرات التى نشرت في مجلة الأصالة « لمحات من دور الدولة‬
‫الرسمية في ميادين الحضارة والفكر لبعض الباحثين القدامى والمتأخرين »‬
‫للشيخ المهدي البوعبدلي(ثا ‪ ،‬وه من قضايا التاريخ الرسمي الكبرى مكتبة‬
‫اللعصومة بتاهرت » للدكتور لقبال موبسىثؤ وه الفن الرسمي بتاهرت‬
‫وسدراته » للدكتور رشيد بورويبة(“"ا و دور الرستميين في وحدة مغرب‬
‫الشعوب » للدكتور فخار ابراهيم("") وه ملامح عن الحركة العلمية‬
‫بوارجلان ونواحيها منذ انتهاء الدولة الرستمية حتى أواخر القرن السادس‬
‫المجري » للدكتؤر عمرو خليفة النامي"‪ 2 0‬والحاضرة القمة للدكتورة وداد‬
‫القاضى "") الق تناولت فيها شخصية المؤنزخ ابن الصغير وهي بعنوان‬
‫« ابن الصغير مؤرخ الدولة الرستمية » ومحاضرة الدكتور احسان عباس‪“4‬ه‪6‬‬
‫« المجتمع التاهرتي في عهد الرستميين » وه الرسميون قنطرة صلة بين الجزائر‬
‫والاندلس من خلال الاباضية » للدكتور المستشرق سلفادور غومت‬
‫‪ .‬نوغاليس(ة‪"0‬ا } أما مجلة «سرتا» الق يصدرها معهد العلوم الاجتاعية بجامعة‬
‫قسنطينة ‪ ،‬فقد نشرت مقالا للاستاذ فيلالي عبد‪ .‬المزيزا“"ا بعنوان‬
‫ذ جوانب من العلاقات التجارية بين الرستميين والأمويين فى الأندلس » ‪.‬‬
‫لقد أفدت من هذه المحاضرات والمقالات وغيرها ‘ كا أفدت مما كتب‬
‫باللغة الفرنسية من مقالات نوجز الحذيث منها فيا يلي ‪:‬‬
‫التفت المستشرقون الفرنسيون خاصة م الى الدراسات التي تتناول‬
‫(‪ )89‬الأصالة ‪ .‬عدد ‪ 14‬عام ‪7931‬ه‪7791/‬م ‪.‬‬
‫(‪ )99‬الأصالة ى عدد ‪ 14‬سنة ‪7931‬ه‪7791/‬م ‪.‬‬
‫(‪ )001‬الأصالة ي عدد ‪7931 . 14‬ه‪7791/‬م ‪.‬‬
‫(‪ )101‬الأصالة ‪ 4‬عدد ‪ 24‬۔ ‪7931 . 34‬ه‪7791/‬م ‪.‬‬
‫إ(‪ )201‬الأصالة ى عدد ‪ 24‬۔ ‪7931 . 34‬ه‪7791/‬م ‪.‬‬
‫(‪ )301‬الأصالة ‪ .‬عدد ‪7931, . 54‬ه‪7791/‬م ( وطبع على الغلاف خطأ سنة ‪5791‬م ) ‪.‬‬
‫(‪ )401‬الاصالة ى عدد ‪7931 . 54‬ه‪7791/‬م ‪.‬‬
‫(‪ )501‬الأصالة ‪ .‬عدد ‪ 64‬۔ ‪7931 . 74‬هز‪7791/‬م‪.:‬‬
‫(‪ )601‬سرتا ى عدد ‪ . 3‬مطبعة البعث ‪ 4‬قسنطينة ‪ .‬الجزائر ى‪ .‬رجب ‪0041‬ه‪/‬ماي ‪ 0‬م ‪.‬‬

‫‪- 35‬‬
‫الاباضية من مختلف نواحيها ‪:‬في نهاية القرن الماضي ‪ .‬وبالضبط سنة ‪8781‬‬
‫)") ترجمة لكتاب‬ ‫عس‬ ‫‪ 11‬نشر المستشرق ما سكراي أميل )‬
‫لأئمة وأخبارمم للشيخ أبي زكرياء يحي بن أني بكر الوارجلاني ‪ 4‬وأشار‬
‫فى مقدمه الى أهمية درانة كتب الاباضية©"ا ‪.‬وهكذا تناولت الدراسنات‬
‫فن منذ ذلك التاريخ ‪ .‬دراسة تاريخ المذهب الاباضي وما يتعلق‬
‫به ‪ .‬فطرق تاريخ الدولة الرستية من هذه النافذة ‪ 7‬كا طرق مع الدراسات‬
‫اليي وضعت لتاريخ المغرب العربي ‪.‬‬
‫وأشير هنا الى أن الباحث اعتمد على ما كتب باللفة الفرنسية حسب ء‬
‫مع وجود دراسات عديدة وقية بمختلف اللفات الاوروبية ‪ 0‬تناولت دراسة‬
‫الذهب الاباضي ومناطق وجودم ‘ الا أن أغلبها لم يتطرق الى‬
‫الدولة الرستية ‪.‬‬
‫وهكذا ظهرت بالفرنسية عقيدة التوحيد لعمرو بن جميع نشرها‬
‫)") ‪ .‬سنة ‪ 2 5091‬كا نشر تاريخ‬ ‫المستشرق موتيلنسي ( منار‪ :‬ه‬
‫ابن الصغير سنة ‪ 9091‬من الخخطوطة الفريدة الق وجدها في منطقة ميزاب‬
‫نشرها بالعربية مع ترجمة فرنسية لهما""ا ‪ .‬وكلا العملين قدمهيا الأستاذ‬
‫الذكور الى المؤتمر الرابع عشر للمستشرقين الذي انعقد بالجزائر‬
‫سنة ‪5091‬م ‪.‬‬
‫) عدة مقالات مهمة عن الاباضية نشرها ف‬ ‫كتب لويسكي ( نع‬

‫سبر الشماخي ‪ :‬قبته ‏‪١‬‬ ‫الاجنبية < كدراسته لكتاب‬ ‫الدوريات‬ ‫مختلف‬

‫وموارده ومؤلفه("""ا ‪ .‬وفي سنة ‪ 5591‬نشر مقالا بعنوان « تسمية شيوخ‬

‫‪.‬ج ‪- :‬‬ ‫(‪ )701‬سبق التعريف بالكتاب‬


‫‪:.‬‬ ‫ع ‪:‬‬ ‫ن‬ ‫ز‬ ‫‪,‬‬ ‫ح‬ ‫!‬ ‫)‪ (]..) 9" (801‬ع‬
‫‪,‬‬ ‫‪ !,‬ع‬ ‫‪.‬‬ ‫ث ‪,‬‬ ‫‪--- 9981, . 6.‬‬
‫م‬ ‫خ '! ‪ :‬ح ع‬ ‫ع‬ ‫‪,‬‬ ‫ع !‬ ‫ع ع غ‬ ‫)‪ (901‬ع‬
‫'! م س‬ ‫"‪ 41‬ل‬ ‫ح غ‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫عن‬ ‫‪, 5091.‬‬
‫مل‬ ‫‪ :‬ع‬ ‫[' ع‬ ‫‪,‬‬ ‫)‪. (011‬‬
‫حن‬ ‫‪:‬‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫‪,‬‬ ‫‪. (111‬‬

‫‪45-‬۔‬
‫جبل نفوسة وقراهم »ةآ") اقتبس نصه من سير الشماخي ‪ .‬وتحدث في مقال‬
‫آخر له عن البربرية والاباضيةة"ة)'} الا أن أهم عمل له‪.‬اعتدناه فعلا هو‬
‫« دولة تاهرت في شمال افريقيا وعلاقاتها بالسودان الغربي‪)"٦“»:‬‏ ‪ .‬اذ تناول‬
‫فيها علاقة تيهرت التجارية بالسودان ى فتتطرق الى ممالك السودان ‪.‬‬
‫والمسالك المؤدية اليه ودور التجارة الاباضية في تلك المنطقة ء‬
‫وذلك النشاط ‪.‬‬
‫وهناك دراسة تناولت بقايا تيهرت ‘ وضعها الاستباذ مارسيه مع‬
‫) سنة ‪ 1491‬ونشرها سنة ‪6491.‬‬ ‫اع ‪6.‬نةة‬ ‫دوسوس لامار ( ‪-‬ںعط‬
‫في الجلة الافريقية (‪5‬آآا ‪ 0‬ولمارسيه عدة دراسات قمة تطرق‪ :‬فيها الى جوانب‬
‫من تاريخ الدولة الرستية س ككتابه الموسوم « تاريخ القرون‬
‫الوسطى »‪"٦6‬ا‏ أو كتابه « بلاد البربر في العهد الاسلامي والمشرق ف العصر‬
‫الوسيط »”""ا ومقاله « بلاد البربر في القرن التاسع الميلادي كا‪ .‬وصفه‬
‫اليعقوبي ‪٦‬آا‏ » ‪.‬‬

‫وقد اعد الباحث كثيرا على ما كتبه الاستاذ المستشرق موريس‬


‫لومبارد خاصة في الباب الاقتصادي ‪ .‬اذ نثر سنة ‪ 7491‬مقالا بعنوان‬
‫« الدعائم النقدية ذات القوة الاقتصادية ‪ :‬الذهب الاسلامي من القرن‬

‫ن‬ ‫‪:‬‬ ‫ع‬ ‫[‬ ‫‪,‬ع‪-‬‬ ‫ن‬ ‫‪7.7‬‬ ‫!‬ ‫ن‬ ‫»‬ ‫)‪(211‬‬
‫‪ ,‬س‬ ‫‪, 5591.‬‬ ‫‪.‬‬
‫كتا‪. .‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ا‬ ‫ف‬ ‫‪,‬‬ ‫| ع ح‬ ‫ع‬ ‫ح‬ ‫ع‬ ‫)‪. (311‬‬
‫‪ ,‬ح‬ ‫‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪5 6391.‬‬
‫'! ‪ 7 :‬حن‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ع ‪.:‬‬ ‫ا‬ ‫ع! ح‬ ‫‪0‬‬ ‫)‪ (411‬اح‬
‫‪ !1‬ل ك ا خ‬ ‫‪11‬‬ ‫‪.‬ان ‪:‬‬ ‫ع‬ ‫`‬ ‫‪, !. 1‬‬ ‫‪, 2691.‬م ‪` 8,‬‬

‫‪ .‬ج‬ ‫‪7‬‬ ‫‪.:‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ع‬ ‫‪,‬‬ ‫‘‪, 19‬‬ ‫‪,‬‬ ‫)‪ (511‬ع‬
‫‪6491.‬‬

‫‪ .‬ج‬ ‫ح‬ ‫‪! :‬‬ ‫ل ‪0‬‬ ‫‪ -.‬ر‬ ‫ع ‪11,‬‬ ‫ع‬ ‫)‪ (611‬ع ع‬
‫م ‪,‬‬ ‫‪6391.‬‬
‫‪ 6:‬ج‬ ‫ع‬ ‫‪! :‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪.‬ع ع‬ ‫)‪. 6491. (711‬‬

‫نج‬ ‫ه ‪:‬‬ ‫ع‬ ‫ث‬ ‫ا‬ ‫! غ'‬ ‫'‬ ‫د‬ ‫‪ 2‬ع‬ ‫ع‬ ‫)‪(811‬‬
‫‪,‬‬ ‫‪ 783-683,‬ث‬ ‫ح‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫‪, 1491.‬‬

‫‪- 55‬‬
‫المترجم الى‬ ‫كتابه‬ ‫التاسع الميلادي » ‏(‪ . )!١9‬وكانت افادتنا من‬ ‫حى‬ ‫الثامن‬

‫العربية بعنوان هالجغرافيا التاريخية للعالم الاسلامي خلال القرون الاربعة‬


‫الاولى »ثة"ا ‪ .‬كبيرة خاصة في التجارة مع السودان ‪.‬‬

‫وللاستاذ أندري نيفر ( عم غةفهمه ) مقال يس الجانب السياسي }‬


‫خاصة ملابسات سقوط الدولة الرستمية ‪ 0‬كا يوضح العنوان ("") وأفدنا من‬
‫كتاب عبد الله العروي الذي وضعه بالفرنسية ‪ .‬وهو في تاريخ المغرب (‪".‬‬
‫وأهم فكرة لديه أن الدولة الرستمية هي عبارة عن دولة مدينة ‪ .‬اذ هي في‬
‫نظره لتاتعدى مدينة تيهرت ‪ 0‬وهو ما تنا بالرد عليه معتدين على‬
‫النصوص القديمة والدراسات الحديثة ‪.‬‬

‫وفي سنة ‪7591‬م‪.‬نشر الاستاذ شيخ بكري بالفرنسية مةالا قيا عن‬
‫ه الخوارج في بلاد البربر» ركز فيه الحديث عن الدولة الرستية(ةة‪. ":‬‬
‫فتناول في البداية بعض معتقدات الاباضية ثمثم تطرقالى ادارة الدولة‬
‫الرستمية فحدودها والحياة الفكرية ثاملعلاقات الخارجية ‪ 4‬وكل هذا بشكل‬
‫مختصر جدا ومركز يمكن أن نصفه برسم معالم الحضارة الرسمية التي تألقت‬
‫بالعاصمة تيهرت على الخصوص ‪.‬‬
‫‏‪٧‬‬ ‫ولا يستغنى باحث عن المقال الجيد الذي نشره فاناكر )‬
‫) حول « الجغرافيةالاقتصادية لشمال افريقيا كا وصفها المؤلفون‬ ‫ساح‬

‫ع‬ ‫‪ :‬ل‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫'‬ ‫س‬ ‫‪,‬‬ ‫‪0'1‬‬ ‫)‪(911‬‬


‫!‬ ‫]‬ ‫ث‬ ‫خ‬ ‫ا‬ ‫‪-‬‬ ‫!‬ ‫‪ 2‬ث‬ ‫‪-‬لخ‬
‫‪.7491‬‬ ‫`‬
‫(‪ )021‬لومبارد ‪.‬موريس ‪ :‬الجغرافيا التاريخية للعالم الاسلامي خلال القرون الأربعة الأولى ‪ .‬ترجمة عبد الرحمن‬
‫‪.‬‬ ‫هھ‪9791/‬م‬ ‫‪9‬‬ ‫‪ .‬دا ر الفكر ‏‪ ٠4 ٠‬دمشق‬ ‫حدة‬

‫ف‬ ‫ح ‪:‬‬ ‫! ل‬ ‫‪:‬‬ ‫« ح'‬ ‫ع‬ ‫مح‬ ‫)‪ (121‬ل‬


‫‪,‬‬ ‫ا ل ح‬ ‫خ`‬ ‫‪,‬‬ ‫‪] 9691.‬‬
‫ن‬ ‫‪:‬ا‬ ‫ل ع'[‬ ‫‪, 5791‬‬ ‫)‪. (221‬‬
‫‪- :‬‬ ‫ع‬ ‫عز‬ ‫‪,‬ف‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫‪,‬‬ ‫)‪. (321‬‬
‫'‪ 1‬عل ه‬ ‫ح‬ ‫‪ (....) 7\.‬حل‬ ‫م‬ ‫‪, 7591.‬‬

‫‪-65-‬‬
‫العرب من القرن التاسع الى منتصف القرن الثاني عشر الميلادي'»‪4‬ة!‪)1‬‬
‫وخاصة الخرائط العديدة القية الي وشح بها الاستاذ دراسته وتناولت‬
‫مختلف المزروعات والاهار والمسالك والمرافيء والمصانع التي ذكرها‬
‫الجغرافيون وخصص لكل صنف من هذه الاصناف خريطة وأشار بجانبها‬
‫الى الجغرافيين الذين اعتذ عليهم في رسم خريطته ‪.‬‬
‫أما أهم دراسة وضعت للاباضية وتاريخ الدولة الرستية بشكل عام هي‬
‫ما قام به الاستاذ الباحث جيرارد دانجيل في أطروحته القية المستوفية‬
‫« الامامة الاباضية بتاهرت » تناول فيها تاريخ الدولة‪ .‬الرستمية منذ نشأتها‬
‫الى سقوطها ى أحداتها السياسية ‪ 9‬والحياة الاجتاعية ‪ ،‬والحدود ‪ 3‬والمؤسسة‬
‫الادارية ‪ .‬والحياة الاقتصادية ‪ ،‬والحياة الثقافية والفنية والعلاقات‬
‫الخارجية ث فكانت أطروحته بهذا شاملة لجميع الأنشطة‪ .‬التي شهدتها الدولة‬
‫الرستمية ن وقد أفدت منه خاصة في الباب الاقتصادي الذي أحسن ترتيبه‬
‫ورجع فيه الى مراجع حديثة مهمة متوفرة بين يديه ساعدته على كتابة‬
‫ذلك الباب أما الباب الفكري ‪ ،‬فبقدر ما أبدع في الاقتصاد فانه لم يأت‬
‫بجديد في الفكر واختصر الحديث عنه ‪ ،‬واكتفى ببعض الاشارات الى دور‬
‫الحكام ث وتسمية بعض الاعلام الاباضية دون غيرهم ‪ ،‬وتطرق الى تطورات‬
‫التعريب وحدوده والكتابات البربرية اضافة الى الحياة الفنية ‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن دانجيل اقتصر حديثه عن الاباضية فقط س على‬
‫أساس أن هذا المذهب هو السائد آنذاك وهو المذهب الحاكم ‪ ،‬فلم يتطرق الى‬
‫المذاهب الاخرى الا بقدر تأثيرها في الاباضية أو تأثرها بها ‪ ،‬فلم يذكر‬
‫علماء المالكية مثلا س كا أن دراسته يغلب عليها الطابع السياسي ‘ فقد‬
‫خصص للسياسة ستة أبواب من بين الأبواب الثانية لرسالته ى وخصص‬

‫ح‬ ‫‪ :‬ل‬ ‫ي‬ ‫'`| ل ع‬ ‫ا ع‬ ‫)‪ (421‬ع‬


‫ل ع‬ ‫آ‬ ‫ع‬ ‫د‬ ‫ح‬ ‫ل‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,‬‬ ‫ك‬
‫‪.‬ث‪(....) 82‬‬ ‫‪ 3‬ث ‪,‬‬ ‫‪, 3791.‬م ‪,‬ل‪-‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪-75-‬۔‬
‫فصلين لفغێر ذلك من الجوانب ‪ :‬وهما الاقتصادي المستوفى الجيد ‪ .‬والثقافي‬
‫النص ‪ .‬والرسالة على العموم ممتازة استفدت منها كثيرا ‪ 7‬خاصة في عرض‬
‫أو طرح بعض القضايا المهمة في التاريخ الرستي ‪.‬‬
‫هذه هي أهم المراجع التي اعدتها وراجعتها ‪ 3‬يضاف اليها بعض مواد‬
‫‪ 6‬دائرة المعارف الاسلامية التي كتبها مارسيه أو ليفسكي ى وأما غيرها من‬
‫المراجع ذات الأهمية الثانوية وهي كثيرة كثرة المصادر الأولية أيضا ث فان‬
‫الاشارات اليها في الموامش تكفى لتبيان طبيعة استعيالما ‪ .‬وأهميتها‬
‫بالنسبة للبحث ‪.‬‬

‫‪- &-‬‬
‫‪5‬‬
‫المدخل »‬
‫الأوضاع السياسية العامة في المغرب العربي قبل‬
‫سنة ‪0‬ه‪777/‬م‬

‫إن التحدث عن الأوضاع السياسية العامة في المغرب العربي ‪ ،‬قبل سنة‬


‫‪ 0‬ه ى تاريخ تأسيس الدولة الرستمية ‪ .‬يفرض علينا الرجوع شيئا قليلا‬
‫الى أوضاع المشرق الغربي ‪ ،‬اذ أن المقرب كان في هذه الفترة مرتبطا‬
‫ارتباطا مباشرا بالمشرق س وهو في نفس الوقت على أبواب الانفصال عنه ه‬
‫سياسيا ث واداريا شيئا فشيئا ‪.‬‬
‫ان الملاحظ لأوضاع المشرق العربي س قبل سنة ‪061‬ه يجدها تتميز فيا‬
‫‪ ،‬بميزتين اثنتين هما ‪:‬‬ ‫تتميز به من خصائص‬
‫‪ 1‬۔ تورات(‘ا الخوارج ‪.‬‬
‫‪ 2‬۔ انهيار الدولة الأموية س لتحل محلها الدولة العباسية سنة ‪231‬ه‬
‫وما رافق كل ذلك من احداث ‪.‬‬

‫فالمتدبر فى هاتين الميزتين ‪ ،‬والعلاقة بينهما ‪ 0‬يلاحظ جيدا مدى تأثير‬


‫احداهما على الاخرى ‪ ،‬اذ ان للخوارج الدوز الاساسى في اسقاط الدولة‬
‫بتكاليف محاربتهم‬ ‫خزينتها‬ ‫وأرهقت‬ ‫قواها <‬ ‫أنها استنزفت‬ ‫الأموية ك حيث‬

‫دون جدوى ‪ ،‬فكلما قضت على ثورة لهم اندلعت أخرى (‪, )7‬‬

‫(‪ )٨‬أعنى بكلمة ثورة هنا ‪ 0‬وفي المواضع الأخرى التي ترد فيها من هذه الرسالة ‪ :‬كل قينام ملح ضد السلطان‪. ‎‬‬
‫أو الدولة القائمة ‪ .‬سواء نجحت الثورة أو فشلت ‪ 0‬وسواء كانت نافعة النتيجة أم ضارة ‪ .‬ولم أرد أن أكثر من‬
‫استعيال الكلمات المتعددة التي قد تصف الثورات بصفات قد تكون أكثر تدقيقا مثل الفتنة والعصيان والتمرد‪...‬‬
‫فالقصد هو التذكير بالقيام ضد الدولة ‪ .‬لا تخصيص نوع هذا القيام وبيان طبيعته ‪.‬‬
‫(‪ )1‬حسن ابراهيم حن ‪ :‬تاريخ الاسلام السياسي والديني والثقافي والاجتاعي ‪ .‬ج‪ . 1‬ط‪ . 6‬مكتبة النيضة‬
‫المصرية ‪ .‬القاهرة ‪ 1691 .‬ص ‪. 883 _ 783‬‬

‫ج ‪- 95‬‬
‫والحقيقة أن السلطة الأموية س بدورها ‪ ،‬كانت قد أضعفت الخوارج‬
‫ولاحقتهم في كل مكان ‪ 3‬وقتلت‪ .‬من زممائهم عددا كبيرا » مما دفعهم المن‬
‫جديدة‬ ‫طرق‬ ‫مصير حركتهم ‘ وبالتا لي ا جاد‬ ‫ف‬ ‫التفكير جديا‬

‫لاسترارهالةا ى ومن هنا فكروا في التوجيه نحو الاماكن القصوى بعيدا عن‬
‫مركز الخلافة ‪ ،‬فمنهم من توغل باتجاه المشرق ‘ ومنهم من قصد‬
‫بلاد المغرب ‪.‬‬
‫والواقع ‪ 2‬أن الخوارج ‪ ،‬لما وصلوا الى المغرب س استطاعوا ان ينشروا‬
‫أفكارهم ‪ ،‬ويتوغلوا بين القبائل البربرية ث ويناوئوا عمال بني أمية بسكان‬
‫للغرب أنفسهم س ما طبع حركاتهم بالطابع المحلي ‪ 3‬وبالتالي اقتضت الضرورة‬
‫تكثيف الجند العربي القادم من المشرق ‪ ،‬بإفريقية خاصة ‪ ،‬لمواجهة‬
‫البربر الخوارج ‪ .‬‏‪٠‬‬
‫وفي غمرة الانتصارات الاولى التي حققها الخوارج في المغرب س عرف‬
‫للشرق تطورا خطيرا قلب الاحداث رأسا على عقب س ذلك هو انهيار‬
‫الدولة الأموية وقيام الدولة العباسيةا‪231‬ه كقوة فتية ى جديدة س في‬
‫ريعان شبابها ! الأمر الذي أثبت للخوارج حية نقل نشاطهم السياسي الى‬
‫مراكز بعيدة خاصة وأن العباسيين اختاروا موضع بغداد عاصمة لهم ه‬
‫وبالتالي قد أصبحوا بجوار البصرة احدى المراكز الأساسية لحركتهم ‪.‬‬

‫وبديهي ‪ ،‬أن نعرف أن العباسيين في البداية ‪ 9‬اهتموا‪ .‬بنؤونهم الخاصة ء‬


‫كتدعم أركان دولتهم ث وتنبيت قواعد ملكهم بالمشرق ‪ ،‬وبالتالي فانهم لم‬
‫يعيروا كبير اعتناء ‪.‬بالشؤون المغربية في هذه الفترة ‪ .‬وما أن تمكنوا من‬
‫بسط نفوذهم بالمشرق ‪ ،‬حتى ظهر اهتامهم بالمغرب جلياةا ويعتبر الخليفة‬
‫المنصور ( ‪231‬ه ۔ ‪851‬ه ) أول من اتجه بنظره س من الخلفاء العباسيين‬

‫ج‪ . 1‬ص‪. 202‬‬ ‫(‪ )2‬محمود اسماعيل ى الخوارج ‪ .‬ص ‪ 53‬۔ ‪ . 63‬الجيلالي ‪ :‬تاريخ الجزائر‬
‫(‪ )3‬عوض خلافات ‪ :‬نشأة ‪ .‬ص ‪ . 201‬دبوز ‪ :‬تاريخ للغرب ‪ .‬ج‪ . 3‬ص‪ 4‬۔ ‪. 5‬‬

‫‪- 06-‬‬
‫نحو المغرب ‪ ،‬مهتا بشؤونه وأحداثه القي ظغت عليها في عهده ثورات‬
‫الخوارج اذ س تمكن هؤلاء عدة مرات من دخول القيروان ى أول مدينة‬
‫عربية بالمغرب العربي } وقاعدته ومقر حكمه ‪.‬‬
‫هذه هى وضعية المشرق باخثصار‪ ،‬قبل سنة ‪061‬ه ‪.‬۔أردت من‬
‫ذكرها ربط أحداث للغرب بالمشرق ‪ 4‬اذ كان المغرب في تلك الفترة جزءا‬

‫أما المغرب العربي ‪ 2‬الذي التجأ اليه الخوارج لمواصلة نشاطهم السياسي }‬
‫فقد وجدوه مهيأ لتقبل أفكارم } إذ أن بعض ولاة بني أمية على المغرب كانوا‬
‫يسوسون بالشدة والظلم والجورثا ‪ .‬ومازال البربر صابرين على ذلك حتى‬
‫تاهملوفود الاولى من الخوارج الهاربين من العراقةا ‪0‬فاعتنقوا مبادئهم‬
‫‏‪ ٢‬كانت تدعو الى الثورة والمساواة والعدل ‪ .‬وهي مبادئ تتسق‪ .‬مع ضفات‬
‫المغاربة وطباعهم وعقليتهم ‪.. 6‬‬

‫أ والجدير بالذكر أن من بين فرق الخوارج العديدة س لم تنتقل الى المغرب‬


‫إلا فرقتان فقط س هما الاباضية{ا والصفريةثا ‪ .‬وتروي المصادر الاباضية ع‬
‫أن أول ذاع لمذهبها ببلاد المغرب هو سامة بن سعيد جاء من البصرة مع‬
‫(‪ )4‬ابن خلدون ‪ :‬العبر ‪ .‬ج‪ . 6‬ص ‪ 932‬۔ ‪ . 042‬محمود اسماعيل الخوارج‪ .‬ث‪ .‬ص ‪ 23‬۔ ‪. 33‬‬
‫وأنظر خاصة مام بفعله يزيد ين أبي ملم ‪ .‬عامل بني أمية ‪ .‬سنة ‪201‬ه اذ أراد أن يم في يمين الرجل اسمه ه‬
‫وفي ياره كلمة «حربي" وكذلكأساء عر ‪ .‬عبيد الله المرادي ى عامل اين الحبحاب على طنجة وما والاها ‪.‬‬
‫ه الليرة وتمدى في الصدقات والقم وأراد أن يخمس البربر وزعم أم فيءللللمين وذلك ما لم يرتكبه عامل‬
‫قبلمه الرقيقالقيرواني ‪:‬تاريخ افريقية ‪ .‬ص ‪. 901 - 99‬والحقيقة أن هذه الذلة والمهانة ال شعر برادتها البربر‬
‫كانت السبب المباشر في ثورتهم الاولى سنة ‪221‬ه كا سوف نرى ‪.‬‬
‫(‪ )5‬ابن الأثير ‪:‬الكامل ‪ .‬ج ‪ . 3‬ص ‪. 29‬ابن خلدون ‪:‬العبر ج‪ : 6‬ص ‪. 022‬‬
‫(‪ )6‬ابن خلدون ‪ :‬نفسه ‘ ج‪ . 6‬ص ‪ . 702‬محمود اسماعيل ‪ :‬الخوارج ص ‪. 53‬‬
‫(‪ )7‬الاباضية نسبة الى عبد الله بن اباض الذي كان معاصرا لعبد الملك بن مروان الخليفة الأموي (‪56‬ه ۔ ‪68‬ه)‬
‫أنظر الفصل الأول من الباب الاول عن نشأةالاباضية وبعض عقائدها ‪.‬‬
‫)‪ 8‬الصفر ية هم أتبا ع عبد الله بانلصفار واليه النسبة ‪.‬وقيل سموا بذلك لصفرة وجوههم من كثرة العبادة وهو‬
‫ن‪.‬‬
‫ظر المبرد أبو العباس ‪:‬الكامل ‪4‬باب‪.‬الخوارج ي دار الحكة‪.‬دمشق ‪ ، 2791 .‬ص ‪501‬‬ ‫ضع‬
‫أيف‬

‫‪16-‬۔'‬
‫عكرمة مولى عبد الله بن عباس ‪ .‬وكان بعكرمة يدعو الى الصفرية ‪ 3‬وسامة‬
‫يدعو الى الاباضية ‪ 0‬ولشدة حزص هذا الا۔‪:‬ير على نشر الاباضية س كان‬
‫يمنى أن لو ظهرت ولو يوما واحدا من أول النهار الى آخره س ولا يأسف‬
‫إن ضربت عنقه بعد ذللئها ‪ .‬ويرى الدكتور محمود اساعيل أن أول‬
‫بدايات ظهور الخوارج بالمغرب س كان ف أواخر القرن الأول < وأوائل الثاني‬
‫المجر يين ‏(‪ } )٦0‬أذ أن عكرمة توفى حوالي سنة ‪501‬ه كا تشير الى ذلك‬
‫بعض المصادرلآ"ا س وكا أكده الدكتور عوض خليفات ©ة‘!) ‪.‬‬

‫إن الرواية الاباضية المذكورة اذن س تجعل بدايات ظهور مذهبها في‬
‫للغرب س مع نهاية القرن الأول وبداية الثاني س وهذا لا يعني ان‪-‬الخوارج لم‬
‫يكونوا بالمغرب قبل ذلك التاريخ ‪ ،‬فمن المحتمل أهم وفدوا عليه واستوطنوه‬
‫كلما لحقت بهم هزيمة في المشرق العربي ‪ 0‬وضاقت عليهم الارض ‪.‬‬

‫إن الاباضية والصفرية ‪ .‬بعد ما جاء ذاعيتاهما الى المغرب ‪ 0‬استطاعا‬


‫أن يحققا نجاحا باهرا في نشر دعوتيهيا ‪ .‬اذ اعتنق البربر المذهبين بكثرة‬
‫وأخلصوا لميا ‪ .‬ووجدوا في مبادئهيا ما يطابق ميولهم وعقليتهم ‪ .‬اضافة الى‬
‫أنها جاءا في فترة حساسة جدا ‪ 8‬اذ أن البربر قد ضاقوا ذرعا بحكم الولاة‬
‫الأمويين وجورهم ‪ 0‬وربا ¡سسنفنوا خصومات العرب المشهورة فيا بينهم من‬
‫قيسية وينيةة"ا ‪ .‬وهكذا تكون الأسباب قد تكاثفت لقيام ثورات البربر‬
‫أو ثورات الخوارج في المغرب العربي ‪ ،‬ابتداء من سنة‪221‬ه ‪ .‬وتستمر دون‬
‫(‪ )9‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ب ص ‪ 52‬۔ ‪ . 62‬الدرجين ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪ 11‬۔‪ . 21‬الثياحي ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪. 321‬‬
‫(‪ )01‬محمود اسماعيل ‪ :‬الخوارج ‪ .‬ص ‪ 63‬۔ ‪. 93‬‬
‫(‪ )11‬ابن سمد محمد ‪ :‬كتاب الطبقات الكبير ‪ .‬م‪ . 5‬تحقيق ادوارد سخو مطبعة بريل ليدن ‪١٩)(5 .‬م‏ ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫ص ‪ 512‬۔ ‪ . 612‬ابن حجر المقلاني ‪ :‬تهذيب التهذيب ‪ .‬م‪ . 7‬ط ‪ . 1‬مطبعة جلس دائرة المعارف ا'لظ مية‬
‫الند ‪ .‬الدكن ‪5231 .‬ه‪/‬ص ‪ 172‬۔ ‪. 372‬‬
‫(‪ )21‬خليفات ‪ :‬نشأة الحركة الاباضية ‪ 221 .‬۔ ‪. 421‬‬
‫(‪ )31‬حسين مؤنس ‪ :‬فجر الاندلس من الفتح الاسلامي الى قيام الدولة الامويذ ‏‪ 7١1١‬۔ ‪6‬؟‪7‬م) ط ا ‪ .‬التركة‬
‫المربية للطباعة والنثر القاهرة ‪ . 9591 .‬ص ‪. 441‬‬

‫‪26- -‬‬
‫توقف إلى أن يؤسس الصفريون دولتهم المدرارية بسجاماسة في المغرب‬
‫الاقصى ؛ ويؤسس الاباضية دولتهم الرستمية في المغربين الأوسط والادنى ‪.‬‬

‫وهكذا ‪ 0‬فان أوضاع المغرب العربي قبل سنة ‪061‬ه تتميز بتلك‬
‫النورات ‏‪ 6٨‬التي قامت على طول البلاد وعرضها ‪ 0‬ومن هنا ‪ :‬فقد عرف‬
‫المغرب عدة ثورات س كان من أهمها الثورة الأولى سنة ‪221‬ه ‪ ،‬وكانت‬
‫ثورة بربرية صفرية قادها ميسرة المطغرى ‪ .‬وثورة أبي الخطاب عبد‬
‫الأعلى بن السمح المعافري اليني الاباضية سنة ‪041‬ه ‪ .‬وسنقتصر على ذكر‬
‫هاتين الثورتين فقط س اذ أن الاولى كانت الممهدة لانشاء الدولة الصفرية ء‬
‫بيا الثانية مهدت لانشاء الدولة الاباضية بالمغرب العربي ‪.‬‬

‫وقبل أن أتطرق لتينك الثورتين يجدر بنا أن أشير الى أن الصفرية‬


‫اختاروا المغرب الاقصى وتمركزوا فيه ‪ ،‬مع انتشار قليل في المغرب الأدنى‬
‫وافريقية ‪ .‬أما الاباضية س فقد كانوا ينتشرون من المغرب الادنى الى الاوسط‬
‫إذ اعتنقت الاباضية قبائل نفوسة وهوارة ولماية وزناتة وسدراتة وزواغة‬
‫ولواتةة"ا لهذا فان ثورات الصفرية ‪ 0‬انطلقت من المغرب الاقصى { ثم‬
‫تأسست دولتهم فيا بعد ذلك ‪ .‬أما ثورات الاباضية ث فقد كانت تدور دائما‬
‫في المغرب الأدنى وافريقية ‪ .‬ولما يئسوا من تلك البلاد ولوا وجوههم شطر‬
‫للغرب الاوسط وقد استطاعوا في النهاية ‪ ،‬أن يؤسسوا دولتهم بعيدا عن‬
‫القيروان‪ :‬ى مركز الجيوش العباسية وهدفها ‪.‬‬

‫(‪ )41‬ابن عذارى ‪ :‬البيان المغرب ي ج ‪ 1‬ى ض ‪ 25‬۔ ‪ 95‬ص ‪ 96‬۔ ‪ 97‬وراجع ابن خلدون الني يعلق على ثورة‬
‫البربر الاولى فيقول « واضطرم المغرب نارا ‪ .‬وانتقض أمره على خلفاء المشرق فلم يراجع طاعتهم بعد » العبر‬
‫)‬ ‫ج‪ . 6‬ص ‪042‬‬
‫(‪ )51‬ابن خلدون ‪ :‬العبر‪ .‬ج‪ 6‬ي ص ‪ 642‬ء محمود اسماعيل ‪ :‬الخوارج ص ‪ 14‬۔ ‪ 0 44‬عوض ‪ :‬نشأة ‪ .‬ص ‪631‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ :‬ع‬ ‫‪.‬م ‪,‬‬ ‫وأنظر كذلك ‪[.‬‬

‫‪36--‬‬
‫أولا ۔ تورة ميسرة المطغري الصفري سنة ‪ 221‬ه ‪:‬‬

‫قامت ثورة الجوارج الأولى بالمغربا"‪ . ':‬في المغرب الاقصى ‪ .‬وبقيت‬


‫مستبرة حتى استفحل أمرها وعمت ربوع المغرب كله تقريبا ‪ .‬فسميت بذلك‬
‫ثورة البربر”!ا ‪ .‬وانما الذي دعا‪.‬اليها هو ميسرة المطغري الصفري ‪ .‬قاد‬
‫جموعا من بربر مطغرة قبيلته والقبائل المجاورة لها"‪ . 6‬وقصد طنجة‬
‫والسوس ‪ 4‬حيث عاملا عبيد الله بن الحبحاب آنذاك فقتلها ‪ .‬ويبدو أن‬
‫البربر الصفرية في المغرب الأقصى ‪ .‬بعد هذا الانتصار ى تقاطروا عليه ‪ .‬مما‬
‫دعاهم الى مبايعته بالخلافة ‪ .‬وما وصلت أخبار هذه الثورة عند الوالي‬
‫بالقيروان ابن الحبحاب ‪ ،‬حتى انفذ اليها جيشين ‪ :‬احدهما بقيادة حبيب‬
‫بن أبي عبدة"ا وثانيهما يقوده خالد بن أبي حبيب الفهري ‪ .‬فالتقى هذا‬
‫الأخير ببيسرة في مقربة من طنجة ‪ 0‬ووقع بين جيشيهيا قتال شديد ‪ ،‬انهزم‬
‫على اثره ميسرة وولى راجعا الى طنجة س هنالك بايع الخوارج خالد بن‬
‫‪:‬‬ ‫حميد الزناتي مكان ميسرة الذي قتلوه بسبب تخاذله ‪ .‬فنالتقى الجيشان مرة‬
‫ثانية وكانت وقعة عظة مات فيها « حماة العرب وفرسانها وكاتها وأبطالما‬
‫فسميت الغزوة غزوة الأشراف »(تا ‪.‬‬

‫(‪ )61‬ابن عبد الحكم ‪ :‬فتوح افريقية والاندلس ‪ .‬تحقيق أنيس الطباع دار الكتاب اللبناني ‪ .‬بيروت ‪4691 .‬م‬
‫ص ‪ 46‬وأنظر كذلك الرقيق في تاريخ افريقية ص ‪ 901‬حيث يقول ‪ :‬ه وعظم البلاء وذلك في سنة ‪221‬ه‬
‫وهي أول فتن كانت بافريقية في الاسلام " ‪.‬‬
‫ر‪ )71‬اين عذاري ‪ :‬البيان ‪ .‬ج‪ . 1‬ص‪. 25‬‬
‫‏‪. ٩9‬‬ ‫(‪ )81‬محمود اسماعيل ‪ :‬الخوارج ‪ .‬ص‬
‫)‪ (19‬يخبرنا ابن عذارى أن عبيد الله بن الحبحاب كتب الى حبيب بن أبي عبدة يأمره بالرجوع من صقلية ‪ .‬اذ‬
‫كان في غزوة لها ‪ .‬وذلك ليتقوى به في مواجهة الخوارج ‪ .‬ومن هنا نللس مدى خطورة هذه الثورة ‪ .‬ا يظهر‬
‫لنا جليا أنها كانت سببا مباشرا في عرقلة فتح صقلية فلم تفتح الا تسمين سنة بمد ذلك أي سنة ‪212‬ه ‪ .‬أنظر‬
‫البيان ي ج‪ 1‬ث ص ‪ 25‬۔ ‪ . 201 0 35‬ومن بين النتائج المديدة لهذه الثورة ‪ .‬انتقال عدواها الى الاندلس ‪ .‬اذ أن‬
‫البربر هناك ثاروا على عاملهم فمزلوه وهكذا تعم الثورات جميع بلاد المغرب في العدوتين ‪.‬‬
‫ابن عذارى ‪ :‬البيان ى ج‪ 1‬ى ص ‪ 45‬ي ابن خلدون ‪ :‬العبر ج ‪ ."6‬ص ‪. 042‬‬

‫(‪ )02‬الرقيق ‪ :‬تاريخ افريقية والغرب ‏‪ ٠‬ص ‪ 011‬۔ ‪ 111‬ى ابن عذارى ‪ :‬البيان ى ج‪ : 1‬ص ‪. 45‬‬

‫‪- 46-‬‬
‫غم توالت الثورات من صفرية واباضية ‘ حتى كان عام ‪831‬ه لما‬
‫هاجمت قبيلة ورفجومة الصفرية القيروان ‪ ،‬بقيادة عاصم بن جميل }‬
‫فأخرجوا منها واليها حبيب بن عبد الرحمن بن حبيب ‪ ،‬الذي التجأ الى‬
‫جبل الاوراس فلحقه عاصم الى هناك ‘ واقتتلا فانتصر حبيب ‪ 0‬وقتل‬
‫عاصم ‪.‬وفي غمرة هذا الانتصار قاد حبيب جيوشه وسيرها نو القيروان‬
‫لاستردادها من خليفة عاصم عبد الملك ببن أبي الجعد ‪.‬ودارت المعركة بين‬
‫الجانبين فقتل حبيب سنة ‪041‬ه عندئذ خلا الجو للصفرية في القيروان ه‬
‫فعاثوا فيها فسادا ‪ .‬ولا تختلف المصادر الاباضية وغيرها" في تصوير‬
‫مناكرهم سبل إن الكتابات الاباضية تعزو قيام ثورة أبي الخطاب‬
‫عبد الاعلى بانلسمح المعافري الينى الى تلك الاعمال الشنيعة التي قامت بها‬
‫ورفجومة الصفرية ‪.‬‬
‫نانيا ۔ ثورة أبي الخطاب عبد الأعلى بن السمح الاباضى‬
‫سنة ‪041‬ه(قةا ‪:‬‬
‫كان أبو الخطاب «ةا ‪ ،‬قد بويع بالامامة سنة ‪041‬ه ‘ وفي نفس السنة‬
‫توجه بأصحابه من الاباضية الى مدينة طرابلس ‪ ،‬فدخلها وطرد منها‬
‫عاملها الذي رجع الى المشرق ‪ :‬حسبا ترويه المصادر الاباضية ى ثم ان‬
‫‪. 1‬‬ ‫‪.‬ج‬ ‫‪ :‬البيان‬ ‫عجبذارى‬ ‫ابن‬ ‫‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ب ص‬ ‫‪ :‬نقشه‬ ‫‪ .‬الرقيق‬ ‫‪ 88‬۔‪93‬‬ ‫سير ‏‪ ٠‬ص‬ ‫‪:‬‬ ‫) ‪ (12‬أبو زكرياء‬

‫ص‪ 96‬۔‪. 07‬ابن خلدون ‪:‬العبر ‪:‬ج‪0 6‬ص ‪. 232‬‬


‫يخطيء ءابن خلدون عندما يقول أن ورفجومةاباضية ‪ .‬والغريب‪-‬أنه يذكر بعد ذلك مباشرة أنالاباضية أنكروا‬
‫ذلك عليهم ‪ .‬واجتعوا الى أبي الخطاب عبد الأعلى لمحاربة ورفجومة ‪.‬أنظر ‪:‬العبر ى ج‪ 132. 6‬۔‪. 232‬‬
‫(‪ )22‬سنفصل أحداث هذه الثورة والتي تليها لأنها تهد فعلا لموضوع هذه الدراسة ‪.‬‬
‫(‪ )32‬أبو الخطاب عبد الأعلى بن اللمح المعافري اليني ‪.‬أحد حملة العلم (الاباضية) الى المغرب من البصرة ‪ .‬التقى ‪,‬‬
‫بعبد الرحمن بن رستم وعاصم الدراتي وأي داود القبلى النفزاوي وإسماعيل ين درار الفدامصى بالبصرة وكلهم مى‬
‫ومنها رجعوا الى‬ ‫سنوات (‪531‬ه ‪041 -‬ھ)‬ ‫أخذوه ‏‪ ٥‬عن آبي عبيدة ملم بن آبي كر عيمة مدة خس‬ ‫جلة العلم ‪ .‬حيث‬

‫امامة‬ ‫أنفسهم قوة وأ رادوا اعلان‬ ‫قد اقترح عليهم إن أنوا من‬ ‫شيخهم أبو عبيدة‬ ‫‪ .‬وكان‬ ‫لنشر الاباضية‬ ‫اللغزب‬

‫‪:‬اباضية ‪ .‬أن يمقدوها لأبي الخطاب ‪ .‬وكان كا أراد ‪ .‬أنظر ‪ :‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ى ص ‪ ، 73‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪.‬‬
‫ج‪ 1‬ي ص ‪ 91‬۔ ‪ ، 32‬الشياخي ‪ :‬سير ص ‪ 321‬۔ ‪ . 421‬علي يحي معمر ‪ :‬الاباضية في موكب التاريخ الحلقة ‪. 2‬‬
‫‪. 091‬‬ ‫‪981‬‬ ‫‪ .‬ص‬ ‫‪ 94‬۔ ‪ 45‬م دبوز ‪ :‬المغرب الكبير ‪ 4‬ج‪3‬‬ ‫القسم ‪ 1‬ى ص‬

‫‪-56 -‬۔‬
‫وجوده بطرابلس سهل له الاستيلاء على جزيرة جربة وجبل دمر ‪ .‬وكان‬
‫‏‪.٠‬‬ ‫واحر (‪4‬ذا‬ ‫عام‬ ‫ف‬ ‫كله‬ ‫هذا‬

‫وما قامت القبائل البربرية الصفرية ‪ :‬وعلى رأسها ورفجومة ‪ .‬بأعمالها‬


‫الشنيعة في القيروان ‪ .‬رأى الاباضية ضرورة الوقوف أمام المعتدي على‬
‫حرمات الله؟ ‪ .‬وكسر شوكته ‪ .‬فتوجهوا بقيادة امامهم نحو القيروان ‪ .‬وفي‬
‫طريقهم استطانوا أن يستولوا على قابس ‪ .‬وبعد أن ترك أبو الخطاب‬
‫عليها عاملا ‪ .‬ارتحل وحاصر القيروان ‪ .‬ولما قتل زعيم الصفرية بها‬
‫عبد الملك بن أبي الجعد استطاع أن يدخل المدينة سنة ‪141‬ه‪١‬ث'‏‬
‫ويستخلصها من يد ورفجومة وينقذ أهلها من مناكرهم ‪.‬‬

‫ويبدو أن أبا الخطاب ى لم يقم طويلا بالقيروان حيث خرج لمواجهة‬


‫جيش محمد بن الاشعث الخزاعى ‏‪ ٥‬الذي بعثه الخليفة المنصور الى افريقية‬

‫سنة ‪241‬ه لاستردادها ث فترك عبد الرحمن بن رستم واليا عليهيا”‪7‘2‬ا ‪.‬‬

‫وتوجه مسرعا نحو طرابلس فالتقى بعمرو بن الاحوص العجلي المبعوث من‬
‫طرف ابن الاشعثثةا ‪ .‬ويبدو أن أبا الخطاب وجيشه ى لم يجدوا كبير‬
‫أخبار‬ ‫ولما وصلت‬ ‫مهزوما ‪.‬‬ ‫قائده‬ ‫الجيش ‪ .04‬ورد‬ ‫على هذا‬ ‫الانتصار‬ ‫ف‬ ‫عناء‬

‫هذه الهزيمة المنصور ‪ ،‬كتب الى ابن الاشعث يأمره بالمسير بنفسه الى‬

‫(‪ )42‬الجربي محمد أبو راس ‪ :‬مؤنس الاحبة في اخبار جربة ‪ .‬تونس ‪8591‬م ‪ .‬ص ‪ 44‬۔ ‪. 54‬‬
‫(‪ )52‬يذكر أبو زكرياء رواية عن البب المباشر الذي دفع أبا الخطاب للتوجه الى القيروان فيقول إن امرأة راه‬
‫قيروانية كتبت بطاقة الى ابي الخطاب تشكو اليه فيها جور ورفجومة وخوفها على شرف ابنتها التي اخفتها في‬
‫حفرة تحت سريرها ‪ .‬وما وصلت البطاقة الى أبي الخطاب بكى رحمة عليها ونادي الصلاة جامعة ‪ .‬ثم صعد لللنبر‬
‫ورغب أصحابه في الجهاد وأمر رعيته بالاستعداد للحرب ‪ .‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ 83‬۔ ‪ 93‬وأنظر كذلك الرقيق‬
‫اذ يورد رواية قريبة من الاولى ‪ .‬تاريخ افريقية ‪ .‬ص ‪. 241‬‬
‫(‪ )62‬عمود اسماعيل ‪ :‬الخوارج ‪ .‬ص ‪ 46‬۔ ‪ . 56‬الدرجينى ‪ :‬طبقات ج‪ . 1‬ص ‪. 92‬‬
‫(‪ )72‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ . 14‬الدرجيني ‪ :‬طبتات ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪. 92‬‬
‫(‪ )82‬يبدو أن محمد ىن الاشمث كان يرمي من وراء ارسال ابن الاحوص الى جس النبض ‪ ،‬وتلمس مواطن القوى‬
‫والضعف في افريقية ‪ .‬أو كان خائفا من كثرة الاباضية يقول ابن عذارى ه فضاق ذرع ابن الاشعث بلقاء أبي‬
‫الخطاب لا بلغه كثرة جيوشه ع البيان ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪ 27‬وأنظر كذلك الشياخي ‪ :‬سير ى ص ‪. 131‬‬

‫‪- 66-‬‬
‫الغر ى فلى الامر وتوجه بجيش قوامه أربعون ألفا ‪ .‬فوجد‪.‬أبا الخطناب‬
‫مستعدا ى قد جمع أصحابه في كل ناحية ‪.‬‬

‫وتروي المصادر الاباضية التقاء الجيشين ‪ ،‬وانهزام أبي الخطاب في هذه‬


‫المعركة ‪ 2‬التى تعرف بمعركة « تاورغا ستا ‪ .‬وتعزوها الى الحيلة التى اتبعها‬
‫ابن الاشعث في تشتيت الجيش الاباضي البالغ تعداده حوالي اثني عثر أو‬
‫أربعة عشر ألف رجل“ةا من الاباضية ‪ ،‬اذ التجأ قائد جيوش المنصور لما‬
‫رأى‪ :‬كثرة جنود أبي الخطاب ‪ ،‬الى الانسحاب والعودة الى المشرق خدعة فلما‬
‫رأى رجال أبي الخطاب ذلك ‪ ،‬وكان منهم الفلاحون الذين تركوا حقولهم‬
‫اذ الموسم موسم حصاد ‪ ،‬تخلوا عن أبي الخطاب ‪ ،‬ورجعوا الى مزارعهم‬
‫وحقولهم ‪ 3‬رغم تنبيه قائدهم لهم بأن انسحاب ابن الاشعث انما هو عحعض‬
‫خدعة الا أنتهممادوا في الانبحاب ‪ ،‬فتصدع جيش الاباضية ‪ ،‬ونقص‬
‫عدده ‪ 0‬وتشتت مما سهل مهمة ابن الاشعث في القضاء على من بقي مع‬
‫أبي الخطاب فقتلهم جميعا سنة ‪441‬ه_("ةا ‪.‬‬

‫أما ابن عذارى لا ث فيعزو انهزام سبعين ألفا أما أربعين ألفا ء حسب‬

‫(‪ )92‬تاورغا أو تاورغة ‪ .‬المنطقة التي وقعت فيها المعركة المذكورة ‪ .‬وتبعد مسيرة أربعة أيام من مدينة‬
‫طرابلس شرقا ‪.‬‬
‫(‪)03‬تذكر الصادر الاباضية أن جيش ابن الاشعث سبعين أو خمسين ألف رجل "‪.‬بينا يجعله ابن عذارى أربعين‬
‫ألفا ‪ .‬أنظر لواب بن سلام شرائع الدين (مخطوط) ورقة‪ 24‬۔‪. 54‬الشماخي ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ 031‬۔‪. 231‬‬

‫ج‪ 1‬ء ص ‪ 23‬۔‪ . 43‬الشياخي ‪ :‬سير‪.‬‬ ‫‪4.‬‬ ‫(‪ )13‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ 44‬۔‪. 64‬الدرجيني ‪:‬طبقات‬
‫‪.‬‬ ‫‪ 1‬۔ ‪231‬‬

‫(‪ )23‬ابن عذارى ‪:‬البيان ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪. 27‬والجدير بالذكر آانلدكتور محمود اسماعيل يرجح رواية اين عذارى‬
‫على الرواية الاباضية ويرى آن هذه الاخيرة ارادت بروايتها اخفاء الانشقاق داخل المعسكر الاباضي بسبب‬
‫انحاب اباضية زناتة ‪ .‬وما يرجح هذه الرواية خروج الزناتيين فجأة بقيادة زعيهم أبي هريرة الزناتي سعلى ابن ‪.‬‬
‫الاشعث بعد انهزام آبي الخطلب ‪.‬ربا ذلك لشعورهم بانهم السبب في ذلك الانهزام ‪.‬وقارن بما قاله ابن سلام ‪.‬‬
‫وهو أقدم ما وصلنا من المصلدر الاباضية ‪ .‬اذ يذكر تخوف رجال أبي الخطاب من مباغتة ابن الاشعث للاباضة ‪.‬‬
‫وفي الروايةالتي يسوقها لبا ما يوحي بأننابن الاشعث لم يخادع الاباضية ثم لا يذكر أي شيء عن تصدع جيش‬
‫الموسم موسم حصاد ‪ .‬أو بسبب تنازع القبائل البربرية‬ ‫أني الخطاب سواء ‪ .‬ببب مغادرة الفلاحين الميدانلان‬

‫واتهام قبيلة زناتة أبي الخطاب بالميل الى هوارة‪ .‬وانما الذي يذكره في هذا الصدد أن القبائل المشاركة في المعركة ='‬
‫‪76--‬‬
‫روايته ‪ 0‬الى انقسام جيش أبي الخطاب ‪ ،‬وتنازع القبائل البربرية المشكلة‬
‫له بأن اتهمت زناتة أبا الخطاب بالميل الى هوارة على حسابها ثفانسحبت‬
‫هذا التصدع ‘ وسر به ‪ 0‬فتوجه مطمئنا نحو‬ ‫شعث‬
‫للاابن‬
‫استف‬
‫وا‬
‫أبي الحطاب ومن بقي معه فاقتتلا قتالا شديدا ‪ .‬وانهزم الجيش الاباضي ‪:‬‬
‫وقتل قائده سنة ‪441‬ه ‪ :‬فتقدم ابن الاشعث ظانا ألا بقية للاباضية بعد‬
‫تلك المعركة سففاجأه أبو هريرة الزناتي بستة عشر ألفا من رجاله ه‬
‫استطاع ابن الاشعثعلى ما يبدو أن يقضي عليه وهزمه بسهولة ‪.:‬‬

‫ولا وقعت هذه الهزيمة الشنعاء بالاباضية س تشتتوا في البلاد ‪ .‬والتجأوا‬


‫تاورغا‬ ‫يكتف بركة‬ ‫ابن الاششععثث لم‬ ‫بها ‪ .‬لان‬ ‫يتحصنون‬ ‫الى الجبال‬

‫وماآلت اليه الاباضية من ضعف ‪ ،‬وانما تمادى في ملاحقتهم وقتل خلق‬


‫كثير منهہ (‪33‬ا ‪.‬‬

‫وما علم عبد الرحمن بن رستم بانهزام اخوانه ووفاة صاحبه أبي الخطاب‬
‫وهو في طريقه من القيروان الى تاورغا(“ةا لمساعدته وتقديم العون له ‪ ،‬ولى‬
‫راجما } وتفرق عنه أصحابه بقابس‪.‬؛ ودخل القيروان خائفا يترقب ‏‪٠‬‬
‫فوجدها قد تغيرت عليه ‪ ،‬بايع أهلها‪ .‬عمر بن عثان القرثي على أنفسهم ‏‪٠‬‬
‫فلم يجد الا اتجاها واحدا أمامه يسلكه لينجو بنفسه ى ذلك هو الاتجاه نحو‬
‫المغرب الأوسط (ةةا ‪ 2‬أولى خطوات تأسيس الدولة الرستمية ‪.‬‬

‫بعد هزيمة أبي الخطاب وهروب عبد الرحمن س تداعت القبائل البربر ية‬

‫= هي زهانة ؟ هوارة ‪ .‬نفوسة ‪ .‬لواتة ‪ .‬مزاتة ‪ .‬وه أن الله يعطي الغلبة لمن شاء » أنظر شرائع الدين (مخطوط)‬
‫ورقة ‪ 14‬۔ ‪ . 24‬محمود اسماعيل الخوارج ‪ .‬ص ‪ . 552‬هانش ‪ 532‬ي عوض خليفات ‪ :‬نشأة ‪ .‬ص ‪. 451‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ :‬سكر‬ ‫الشماخي‬ ‫‪37‬‬ ‫ج ‪ 4 1‬ص‬ ‫‪ :‬البيان‬ ‫ابن عنارى‬ ‫‪.‬‬ ‫ورقة ‪5‬‬ ‫شرائع (مخطظوط)‬ ‫‪:‬‬ ‫ابن سلام‬ ‫(‪)33‬‬

‫ص ‪ 231‬۔‪. 331‬‬
‫(‪ )43‬يذكر ابن خلدون ان خبر هزيمةة أبي الخطاب وصل عبد الرحمن بن رستم وهو بنقيروان ووكانه لم يخرج منها‬
‫اطلاقا ‪.‬أنظر المبر ‪.‬ج‪ 6‬ضص ‪. 742‬‬
‫(‪ )53‬لبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ 64‬م ابن عذارى ‪ :‬البيان ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪ . 27‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ج‪ 1‬ء ص ‪. 53‬‬

‫‪-86-‬‬
‫الاباضية الى الهدوء ‪ 0‬والكتمان } بعد الثورة والظهورا ‪ ..‬وبقيت على ذلك‬
‫ردحا من الزمن حتى أنست من نفسها قوة خاصة في حيز طرابلس ‪ .‬حيث‬
‫قبيلة نفوسة ‪ ،‬المادة العسكرية الاساسية للاباضية في المغرب العزبي‬
‫فاجتمعوا على مبايعة امام للدفاع‪7‬ةا عنهم { فوقع اختيارهم على أبي حاتم‬
‫يعقوب‪ .‬بن حبيب الملزوزي ‘ مولى كبدة فبايعوه سنة ‪541‬ه ذا ‪.‬‬
‫واستطاع أن ينتصر على جيوش الولاة في عدة معارك ‪ 0‬ويدخل طرابلس ‪،‬‬
‫كا أنه مكن من حصار القيروان زمنا ليس بالقصير ‪ ،‬حتى ضاق أهل المدينة‬
‫بجصاره ذرعا ‪ ،‬والتجأ أفراد منهم النه ‪ ،‬فلم تستطع المدينة الصود أمام‬
‫اته ‪ 0‬فقتل عمر بن حفص عامل العباسيين على المغرب في احدى‬
‫المعارك س ودخل أبوحاتم وجنده القيروان ‪ ،‬ثم ترك عليها عاملا من قبله‬
‫وغادرها متوجها نحو طرابلس لمواجهة يزيد بن حاتم القادم من مصر ه‬
‫أرسله أبو جعفر المنصور لما بلغته أحداث المغرب وثوراته ‪ ،‬ومقتل عامله‬
‫عمر بن حفص ‪ .‬وبعد انتصارات لأبي حاتم وجنده عا‪.‬يدة ‘ استطاع‬
‫يزيد بن حاتم أن يهزم الاباضية ‪ :‬ويقتل امامها سنة ‪551‬ه بل لم يكتف‬
‫بذلك ‪ 2‬وانما راح يلاحقهم ويقتلهم‪.‬في كل سهل وجبلة ‪.‬‬
‫وهكذا‪ .‬يعود الاباضية مرة أخرى الى الكتان ‪ ،‬والعمل بالتقية ‪.‬‬
‫ولاشك أن انهزامهم مرة ثانية ث وتشتتهم في البلاد س أدى بالكثير منهم‬
‫(‪ )63‬عن مصطلحات الكتان والظهور والدفاع وغيرها أنظر عقائد الاباضية في الفصل الاول من الباب الاول ‪.‬‬
‫(‪ )73‬من هنا يفهم أن الولاة الذين تعاقبوا على حكم افريقية والمغرب منذ مد بن الاشث الخزاعي ‪ .‬الذي هزم‬
‫الاباضية سنة ‪441‬ه ‪.‬كانوا ييارسون العنف على الخوارج ويلاحقوهم رثم كونهم في الكتان ‪.‬لذلك كان رد‬
‫الفعل لدى الاباضية حاسيا اذ اختاروا امامة الدفاع دون غيرها مأننواع الامامة المعمول بها عند الاباضية ‪.‬‬
‫أنفسهم ‪.‬‬ ‫للدفاع عن‬ ‫وذلك‬

‫‪ )38‬تذكر الصادر الاباضية أن تولية أبي حاتم كانت سنة ‪451‬ه ‪.‬وهوهو خطأ والصحيح هو ‪541‬ه اذ كانت يمد‬
‫هزام أبي الخطاب وملاحقة ابن الاشعث للاباضية وتقتيلهم ‪4‬وهو ما دفع جماعة الاباضية لرد العنف بالعنف ‪.‬‬

‫أنظر ششرارئاع الدين لابن سلام (مخطوط) ورقة ‪ 54‬۔‪. 64‬أبو زكرياء سير ‪ .‬ص ‪3 94‬الدرجيني ‪:‬طبقات ‪.‬‬
‫‏‪٠‬‬ ‫‪ :‬نشأة‬ ‫خليفات‬ ‫عوض‬ ‫‪..‬‬ ‫هامش ‪0‬‬ ‫‪.‬‬ ‫۔ ‪652‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪ 4.‬ص‬ ‫اسما عيل ‪ .‬الخوارج‬ ‫حمود‬ ‫‪:‬‬ ‫وقارن‬ ‫‪83‬‬ ‫ص‬ ‫ج ‪. 1‬ب‬

‫‪. 751‬‬ ‫ص‬

‫(‪ )93‬الرقيق ‪:‬تاريخ افريقية ‪ 4‬ص ‪ 341‬۔ ‪ 951 . 841‬۔ ‪ 061‬ى ابن عذارى ‪ :‬البيان ى ج‪٦‬‏ ث ص ‪. 97‬‬

‫‪- 96 -‬‬
‫الى التفكير في التوجه‪ .‬نحو المغرب الاوسط ‪ ،‬حيث عبد الرحمن بن رستم‬
‫أبرز شخصية اباضية بعد مقتل أبي الخطاب وأبي حاتم ‪ .‬وهكذا تتجه‬
‫الأنظار اليه فيستقطب الأحداث ‪ .‬ولا يخامرنا الشك في أن العديد من‬
‫أولئك توجهوا فعلا نحو عبد الرحمن ى الأمر الذي شجعهم لما كثر عددهم في‬
‫منطقة معينة محدودة س عل‪ .‬بناء مدينة تأويهم ‪ ،‬وتحميهم ‪ .‬وتكون حصنا‬
‫لهم وللامامة التي بدأوا يفكرون في اعلانها ‪ .‬وهذا ما سنتناوله بالتفصيل في‬
‫الباب الأول ى بعد أن نقدم‪.‬نبذة عن نشأة الاباضية وبعض عقائدها } نراها‬
‫ضرورية ‪ ،‬تسهل علينا تتبع مراحل نشأة هذه الدولة ابتداء من عاصتها‬
‫تيهرت ؛ وتيسر علينا فهم أحدانها ‪.‬‬

‫‪- 0-7‬‬
‫البارا ل‬

‫المع السياسية‬
‫إ الفصل الأول ‪4‬‬
‫المذهب الاباضي ‪ :‬نشأته وبعض عقائده‬

‫عندما وقع الخلاف في الاسلام ‪،‬وانقسم المسلمون الى فئتين ‪:‬علي بن‬
‫أبي طالب (ض) وأتباعه من جهة س ومعاوية بن أبي سفيان (ض) وأنصاره‬
‫من جهة أخرى ‪ ،‬انتهى خلافهيا الى معركة صفين سنة ‪63‬ه ‪ .‬والتي ترتب‬
‫عنهلا ما يعرف في التاريخ بحادتة التحكيم ("ا ‪ .‬التي أبقت الخلاف في جيش‬
‫علي وفرقت بينه وبين عناصر منه ى ومن أولئك فرقة الخوارج التى‬
‫امتزلت عليا وخرجت عنه بعد ما كانت معه ‪ .2‬كا بقيت في عدائها لمعاوية‬
‫واتباعه من الشاميين خاصة ‪.‬‬

‫إن الخوارج لما استقلوا برأيهم في قضية التحكيم س والامامة وقالوا‬


‫« لاحك الا لله »(تا ولوا عليهم عبد الله بن وهب الراسبي اماما ‪ ،‬مقتل‬
‫وعدد كبير من أصحابه في معركة النهروان اللشهورة ‪ :‬سنة ‪ 83‬ه ‪،‬قضى‬
‫عليهم علي بن أبي طالب ‪ .‬واستمرت حركتهم هكذا متاسكة وبقيادة‬
‫واحدة س حتى وقع الخلاف بينهم حول مسألة الخروج لمحاربة السلطة‬
‫الاموية المناهضة لهم حيث أن فريقا منهم رأى الخروج واجبا ‪ ،‬بينا‬
‫(‪ )1‬عن حادثة التحكم ‪ :‬تفاصيلها وأسبابها ونتائجها ‪ .‬أنظر اضافة الى المصادر الاولية كلها تقريبا ‪ .‬الفتنة الكبرى‬
‫للدكتور طه حسين ‪ .‬ج‪ . 2‬دار الممارف ‪ .‬القاهرة ‪6591 .‬م ‪ .‬ص ‪ 19‬۔ ‪ 321‬وأنظر كذلك عوض خليفات ‪:‬‬
‫نشأة ‪.‬الباب الاول والثاني ‪.‬‬
‫(‪ )2‬لذلك سموا في أول الامر بالمحكمة ثمأطلق عليهم الحروريه سبة الى حروراء {المنطقة التي اجتمموا فيها‬
‫بالعراق وسموا كذلك بالثراة أي الذين أشتروا الاخرة بالدنيا ‪.‬وهذه التسميات كلها كانت قبل أن يعرفوا‬
‫بالمخوارج التي سموا بها لذلك نجد شعراءهم يفتخرون بها ‪.‬ثماتقلب المدح ذما لما تفركحه‪-‬كتلة الخوارج الى فرق‬
‫مختلفة ‪.‬وما غالت فرق منها وتطرفت كالازارقة والنجدات مما يجعلنا نعتقد أن صفة الذ التصقت بالفرق‬
‫المفالية مانلخوارج بينا احتفظت غيرها بصفةالمدح أو تسمية أخرى هى القعدة ‪.‬أي القعود عن محباربة المسلمين‬
‫‪ .‬أنظر عوض ‪:‬نشأة ‪ .‬ص ‪. 76‬وانظر مقدمةالطبعة الثانية‬ ‫الخالفين لهم من أتباع معاوية وغير‬

‫‪6‬‬
‫‪- 37‬‬
‫الفريق الاخر التزم القعود واعتبر الخروج لا يحل لان المخالفين لهم بريئون‬
‫من الشركة وبالتالي لا تجوز مقاتلتهم ‪ .‬وكان عبد الله بن اباض{ا هو‬
‫صاحب هذا الرأي الأخير الذي رة به على تطرف نافع بن الازرق ومن‬
‫رأى رأيه ‪.‬‬
‫وابتداء من هذا الاختلاف الذي وقع حوالي سنة ‪46‬ه ‪ ،‬انقسم ‪.‬الخوارج‬
‫الى متطرفين ومعتدلين ‘ فكان في الجانب الاول الازارقة والنجدية وفي‬
‫الجانب الثاني الاباضية والصفريةا ‪.‬وتذكر المصادر الاباضية أن‬
‫عبد الله بن اباض الذي تنسب اليه الفرقة س انما كان يصدر في أمره عن‬
‫زأي جابر بن زيدا شيخه ‪ ،‬الذي يعتبر عند الاباضية أصل المذهب‬
‫(‪ )3‬المبرد أبو العباس ‪ :‬الكامل ‪ .‬باب الخوارج ى ص ‪ 501‬۔ ‪ 0 911‬تاريخ الرسل والملوك ‪ .‬ج‪ . 5‬ص ‪. 765‬‬
‫عوض ‪ :‬نشأة ى ص ‪. 97‬‬
‫(‪ )4‬يذكر ابن رستة أن عبد الله بن اباض من بني مرة بن عبيد من تمم رهط الاحنف بن قيس ‪ .‬واليه تنسب‬
‫الاباضية ‪.‬الاعلاق النفنية ‪ .‬بريل ليدن‪1981‬م ص ‪ 712‬وأنظر القلماتي أبو عبد الله حد بن سعيد‬
‫‪0‬ه‪0891/‬م ص ‪ 174‬حيث يقول ‪:‬بأنامام المسلمين (الاباضية) عبد الله ين اباض بن تيم اللات بن ثعلبة‬
‫رهط الاحنف بن قيس التيي نشأ في زمان معاوية بن أسبيفيان وعاش الى زمان عبد الملك بن مروان وشيوخه‬
‫عبد الله بعنباس ‪.‬وأبو الثعثاء جابر بن زيد‪ ...‬وأخذ منأهل النهروان والتابعين من أهل صفين والجمل اضافة‬
‫الى بعض الصحابة ‪ .‬وأنظر كذلك المبرد ‪ :‬الكامل ‪ .‬ص ‪ 2 501‬البغدادي عبد القاهر ‪ :‬الفرق بين الفرق وبيان‬
‫الفرقة الناجية منها ط‪ . 3‬دار الآفاق الجديدة ‪ .‬بيروت ‪8791‬م ث ص ‪ 27‬ابن حزم أبو ممد علي بن سعيد ‪:‬‬
‫كتاب الفصل ف الملل والاهواء والنحل ج‪ . 3‬ط‪ .‬أوفست مكتبة المثنى ‪ .‬بفداد ‪7731‬ه ‪ :‬ص ‪ 191‬الشهر ستاني‬
‫ا ‘ر المعرفة ‪.‬‬ ‫دفست‬
‫ني ‪.‬ج‪ . 1‬ط‪ .‬أو‬ ‫ايد‬‫لد س‬‫ي نم‬
‫كقيق‬
‫أبو الفتح مد بن عبد الكريم ‪ :‬الل والنحل ى تح‬
‫بيروت ‪0041‬ه‪0891/‬م ص ‪ 431‬وما بعدها ‪ .‬أما الشيخ أطفيش امحمد بن يوسف فيقول بان الاباضية بكسر‬
‫المنزة نسبةالى عبد الله بن اباض ‪.‬الامكان فيا جاز أن يكون أو كان ‪ .‬ص ‪ 311‬وأنظر كذلك الدرجيني‬
‫طبقات ‪ .‬ج‪ 0 2‬ص ‪. 412‬‬
‫(‪ )5‬عوض خليفات ‪ :‬نشأة ‪ .‬ص ‪. . 17‬‬
‫(‪ )6‬أبو الشعثاء جابر بن زيد الأزدي ‪.‬ولد في خلافة عمر بن الخطاب بعان وربا سنة ‪12‬ه ‪:‬وعاش بالبصرة ‪.‬‬
‫وا تعلم ‪ .‬وله الدور البارز في توجيه حركة الاباضية في طور كتانها ‪.‬وبقي هو ممارسا للتقية الى أن توفي سنة‬
‫‪. 3‬وكان محدثا ثقة ذكره أصحاب الحديث والرجال وأستوثقوه ‪ .‬ويفيضون في ذكر غزارة عله ‪.‬مثلهم قي‬
‫ذلك مثل كتب الاباضية ‪ .‬الا أن بعض كتب الرجال تشير الى أن جاابراب لامضيكينا‪:‬ولا زعيا لها معدة بعض‬
‫الزوايات على لسان جابر نفه ‪ .‬ولا شك أن تلك الروايات ‪ .‬ان صحت لا تمنع كون جابر اباضيا س لأنه لما‬
‫سئل وأجاب عن مذهبه بأنه غير اباضي ى انما أراد من وراء ذلك عدم افشاء سره وكتانه س فبدأ التقية والكتمان‬
‫يجيز له ذلك ‪ .‬ثم إنه لا يريد أن يفقد مركزه العلي والثقة الي وضعها فيه أصحاب الحديث ‪ .‬فهو إن أبدى‬
‫شيئا من اعتقاداته تكون مطعنا عليه وعورة في علمه ‪ .‬ويكون بذلك مجروحا ‪ .‬أنظح‪ :‬اين سعد ‪ :‬الطبقات‪= ،‬‬
‫‪- 47-‬‬
‫وأسه ا ‪ .‬وهو إمامهم الأول ه ويأتي عبد الله بن اباض فيالدرجة‪.‬‬
‫الثانية ثا ‪ .‬وكان هو الذي يتولى مناظرة الخالفين للاباضية ء بل كانت له‬
‫مراسلات مع الخليفة عبد الملك بن مروان{ا ‪ ،‬ولم تتعد أعماله ومسؤولياته‬
‫الى اكثر من هذا ‪ ،‬وانما تولى المناظرة دون غيره من الاباضية ‪ ،‬لحماية تمم‬
‫قبيلته له ى ولقدرته على المناظرة والمجادلة ‪ .‬ومن هنا كانت النسبة اليه‬
‫لظهوره علنا بخلاف جابر بن زيد الذي اختار‪.‬التقية والكتمان ‘ لمركزه‬
‫العلمي أولا ‪ 9‬ثم لكي لا تصل اليه السلطة الأينويبة ى ولا تمسه بسوء ‪.‬‬
‫فيخنره أصحابه ت وربما تكون نكبة على الدعوة‪:‬الاباضية كلها©"' ‪.‬‬

‫ومجمل القول ى إن الاباضية ‪ 2‬الى يومنا هذا ‪ 0‬يعتبرون جابرا امام‬


‫أبي كريمة )‪(11‬‬ ‫مسلم بن‬ ‫أبي عبيدة‬ ‫الكتمان‬ ‫وخليفته ف‬ ‫تلميذه‬ ‫مذهبهم وشيخ‬

‫=م‪ . 7‬ص ‪ 031‬۔‪ 331‬ى ابن تيية ‪:‬رفع الملام عن الائمة الاعلام ‪ .‬ط ‪ 0 5‬مؤسسة مكة للطباعة والنثر؛ مكة ‪.‬‬
‫‪ 6‬ها‪/‬ص ‪ 67:0‬ابن حجر العسقلاني ‪:‬تذيب التهذيب ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪ 0 83‬وما بمدها ‪.‬ابن سلام ‪ :‬شرائع‬
‫‘ ج‪ . 2‬ص ‪ . 502‬الثماخي ‪ :‬سير ص ‪ 07‬۔‪ . 77‬علي معمر ‪:‬‬ ‫طبقات‬
‫(مخطوط) ورقة ‪ . 5‬الدرجيني‪: :‬‬
‫الاباضية في موكب التاريخ ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪ 341‬۔ ‪ . 151‬عوض ‪:‬نشأة ‪ .‬ص ‪0 201 0 59. 28‬مهدي هاثم ‪.‬‬
‫طالب ‪:‬الحركة الاباضية في المشرق سنشأتها وتطورها حتى نهاية القرن ‪3‬ه ( رسالة ماجستير ) جامعة بغداد ‪.‬‬
‫‪ .‬ص ‪ 07‬۔ ‪. 77‬‬ ‫‪7‬م‬
‫ِ‬ ‫(‪ )7‬الدرجيني ‪:‬طبقات ‪ :‬ج‪ 2‬ث ص ‪ ، 502‬الشماخي ‪:‬سير ى ص ‪. 77‬‬
‫‪ (8‬يرى الاستاذ أحد توفيق المدني أن عبد الله بانباض كان بالنسبة لجابر بن زيد كأبي يوسف بالنسبة لأبي‬
‫۔أنظر مدخل لدراسة الدولة الرستمية س محاضرة القيت في الملتقى ‪ 11‬للفكر الاسلامي بوارجلان ء‬
‫‪.‬‬ ‫‪7791 .‬م ‪ .‬ص ‪.4‬‬ ‫‪.‬‬
‫() توجد رسالة له في كتاب البرادى ‪:‬الجواهر المنتقاة ‪ .‬ص ‪ 651‬۔ ‪ 761‬الازكوي ‪ :‬كشف الغمة (مخطوط) ء‬
‫ص ‪ 892‬۔ ‪ 713‬۔ ونشرها د‪ .‬عوض خليفات كملحق في كتابه نشأة الحركة الاباضية ‪ .‬ص ‪ 271‬۔ ‪. 081‬‬
‫(‪ )01‬خليفات ‪ :‬نفسه ‘‪ .‬ص ‪ 08‬۔ ‪. 28‬‬
‫(‪ )11‬أبو عبيدة ملم بن أبي كريمة ‪ .‬مولى بني تميم ث تولى زعامة الاباضية بمد وفاة جابر حوالي سنة ‪59‬ه‬
‫بالبصرة ‪ .‬وبعد أن أفرج عنه من سجن الحجاج الذي توفي سنة ‪59‬ه ‪ ،‬وكان لابي عبيدة المدور البارز في نشر‬
‫الاباضية بالمغ ب العربى ‪.‬وقد عاصر عهد الامام الرستى الاول عد الرحمن بن رستم ( ‪061‬ه ۔‪171‬ه ) وجزءا‬
‫من عهد عبد الوهاب بن عبد الرحمن ‪.‬ويبدو أنه توفي حوالي سنة ‪271‬ه ‪.‬وبذلك يتضح دوره كزعم للاباضية‬
‫اذ أغلب الأحداث القي شهدتها اباضية المغرب خاصة فضلا عن اباضية المشرق كانت ف عهده ( ‪59‬ه ۔‪271‬ه )‬
‫أنظر عوض خليفات ‪:‬نشأة ‪ .‬ص ‪ . 301‬مهدي هاشم طالب ‪ :‬المرجع السابق ص ‪ 77‬۔‪ . 97‬الباروني ‪:‬‬
‫الا زهار ى ج‪ . 2‬ض ‪ . 951‬وراجع ابن سلام ‪:‬شرائع (مخطوط) ورقة ‪. 63‬‬

‫‪57--‬‬
‫وهذا بدوره كان شيخ الربيع بن حبيبة" ‪ .‬واضع مسند الاباضية في‬
‫الحديث النبوي ‪.‬‬

‫ولما توفي الامام جابر بن زيد سنة ‪39‬ه تقريبا س خلفه تاميذه أبو‬
‫عبيدة مسلم بن أبي كريمة ‪ .‬الذي عرفت الحركة الاباضية في عهده الطويل‬
‫نظاما دقيقا ‪ 0‬واستطاع أن يبث الدعاة في المشرق والمغرب ‪ .‬وفي عهده‬
‫خرج سامة بن سعد (سعيد) من قبله الى المغرب ‪ ،‬يدعو للاباضية ‪ 0‬وقي‬
‫سنة ‪531‬ه خرجت الع البصرة البعثة العلمية المغربية المعروفة عند‬
‫الاباضية بجملة العامة"" ث وتتكون من أربعة أشخاص هم ‪ :‬عبد الرحمان بن‬
‫رستم وعاصم السدراتي واساعيل بن درار الفدامسي وأبو داود القبلي‬
‫النزاوي ‪ ،‬وقضوا مع شيخهم أبي عبيدة خمسة أعوام تلقوا فيها علوم‬
‫الذهب ‪ 2‬في كتان وسرية تامة ‪ 0‬وما هموا بالرجوع الى وطنهم بالمغرب ‪.‬‬
‫إنضم اليهم أبو الخطاب عبد الأعلى بن السمح المعافري اليني ‪ 3‬وكان قد قدم‬
‫الى البصرة في عدد من أهل الين حيث التقوا ببعثة أهل المغرب ‪ .‬وتلقوا‬
‫العلم في فترة واحدة من شيخهم أبي عبيدة ‪.‬‬

‫‪ .‬زودهم شيخهم‬ ‫ا لعربي خمسة‬ ‫الغرب‬ ‫ا لعلم | ل‬ ‫حلة‬ ‫يكون‬ ‫‪ 9‬هكذا‬

‫بالمعلومات الضروزية نظهور مذهبهم ‪ :‬وخروجه من طور الكتمان ص ان‬


‫>‬ ‫سري‬ ‫سرداب‬ ‫عن‬ ‫عبارة‬ ‫‪ .‬وكانت مدرسة أبي عبيدة‬ ‫انفسهم قوة‬ ‫أنسوا من‬

‫(‪ )21‬الربيع بن حبيب العياني عاش في القرن الثاني الهجري وتولى أمامة الاباضية بالبصرة بعد أبي عبيدة ملم بن‬
‫أي كريمة في ظروف غامضة لدينا ‪ .‬ويعتبر منده المعتد الاول لدى الاناضية في الحديث ‪ .‬وقد اعد الربيع في‬
‫وضعه على الأحاديث التي حفظها عن أستاذه أبي عبيدة وهذا بدوره حفظها عن الامام الثقة جابر بن زيد ‪.‬‬
‫لذلك فان أحاديث المند كلها تقريبا تروى عن الربيع عن أبي عبيدة عن جابرأعز الصحابة عن رسول‬
‫الله هته ‪ .‬أنظر الربيع بن حبيب ‪ :‬الجامع الصحيحغ ترتيب أبي يعقوب يوسف بن ابراهم الوارجلاني ‪ .‬تحقيق‬
‫وتصحيح نور الدين السالمي ‪ .‬ط‪ 2‬وهو في أربعة أجزاء ‪ .‬المطبعة السلفية ‪ .‬القاهرة ‪4431 .‬ه وأنظر الدرجيني ‪:‬‬
‫طبقات ‪ :‬ج‪ 2‬ى ص ‪ 372‬ومابمدها الثياخي ‪ :‬سير ى ص ‪ . 201‬المضيربي عبد النه سالم بن حمد العقود الفضية في‬
‫اصول الاباضية ‪ .‬لبنان ‪ .‬بلا تاريخ الطبع ى ص ‪ . 941‬وما بعدها ‪ .‬وراجع ابن سلام ‪ :‬شزائع (مخطوط)‬
‫زرقة ‪} 63‬‬
‫(‪ )31‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ى ص ‪ 53‬ى الدرجيني ‪ :‬طبقات ي ج‪ 1‬‏‪ ٠‬ص ‪ . 91‬الثياخي ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ 321‬۔ ‪. 421‬‬
‫أطفيش ‪ :‬الامكان ‪ .‬ص ‪ . 111‬علي دبوز ‪ :‬تاريخ المغرب الكبير ‪ .‬ج‪ 3‬ى ص ‪'. 881‬‬
‫‪-67-‬‬
‫وكان الشيخ يعرف بالقفاف لتظاهره بصناعة القفاف أثناء القاء دروسه‬
‫السرية ‪ .‬وتظاهر تلامذته بتعلم الصنعة منه"" ‪ .‬ول وصلوا الى المغرب‬
‫سنة ‪ 041‬ه } يبدو أنهم وجدوا المذهب الاباضي منتشرا فى المغرب الأدنى‬
‫‪ .‬خاصة ء‪ .‬وذلك بجهود سامة بن سعد ‪ .‬الذي نجهل كل شىء عن نهايته ء‬
‫الامر الذي دفعهم الي مبايعة أبي الخطاب بالامامة في نفس العام ‪ 3‬وكانوا‬
‫مانلقوة والكثرة بحيث استطاعوا أن يدخلوا طرابلس ‪ ،‬ويطردوا منها‬
‫عاملها سنة ‪ 041‬ه_(‪5‬آا كا سبق أن رأينا ‪.‬‬

‫والحقيقة أن الصورة لا تكتمل لدينا اذا توقفنا عند هذا الحد س فهذا‬
‫أينا من الضرورة بمكان ذكر بعض معتقدات الاباضية خاصة منها التى‬
‫تتعلق بموضوع هذه الدراسة وتزيده وضوحا في بعض جوانبه ‪ .‬والواقع ‪3‬‬
‫أن المذهب الاباضى كغيره من المذاهب الاسلامية ‪.‬لا يوجد كبير اختلاف‬
‫بينه وبينهاا‪ )"6‬س فالمذهب الاباضي أقرب المذاهب الى السنة ‪ ،‬اذ قول ابن‬
‫اباض ‪ ،‬كا يقول المبرد‪ . )"7‬أقرب الاقاويل الى السنة ‪.‬‬
‫بعض عقائد الاباضية (‪٦5‬ا‏ ‪:‬‬
‫‪ 1‬الصفات الالهية ‪::‬هي عين ذات الله ثنفيا لتعدد القدماء ‪.‬‬
‫‪ 2‬۔رؤية الله لا تتحقق للانسان أبدا ‪ 2‬ف الاخرة فضلا عن الدنيا ‪.‬‬

‫‪ " 02‬الشاخي ‪:‬سير ‏‪ ٠‬ص ‪. 38‬علي معمر ‪ :‬الاباضية في موكب‬ ‫‪.‬ص‬ ‫(‪ )41‬الدرجيني ‪:‬طبقات ‘ج‪1‬‬
‫التاريخ ‪ 4.‬ج‪ . 1‬ص ‪ 8 351‬دبوز ‪:‬تاريخ المغرب الكبير ‪ .‬ج‪ 3‬ى ص ‪. 391‬‬
‫‪ 22‬۔‪. . 62‬‬ ‫(‪ )51‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ 73‬۔‪0 83‬الدرجيني ‪:‬طبقات ‪ ،‬ج‪ 1‬ثص‬
‫(‪ )61‬عبد العزيز المجدوب ‪ :‬الصراع المذهبي بافريقية الى قيام الدولة الزيرية ‪ 0‬الدار التونسية للنشر والتوزيع ء‬
‫تونس ‪3931 .‬ه‪5791/‬م ‪ .‬ص ‪ 011‬۔‪. 111‬‬
‫(‪ )71‬المبرد ‪:‬الكامل ‪ .‬ص ‪. 911‬‬

‫(‪ )81‬من الكتب الكثيرة جدا الي تتحدث عن عقائد الاباضية أنظر ‪ :‬ابن جيع أبو حفص عمر ‪ :‬مقدمة التوحيد ى‬
‫شرح أبي العباس الثماخي وأبي سليان الثلاثي س ط‪ 8 2‬الجزائر ‪2931‬ه‪3791/‬م ‪ .‬أبو عمار عبد الكافي ‪ :‬الموجز‬
‫( آراء الحوارج الكلامية ) تحقيق عمار طالبي جزءان الشركة الوطنية للنثر والتوزيع ‪ ،‬الجزائر ه‬
‫‪ 8‬ه ‪8791 /‬م ‪ .‬الباروني أبو الربيع ‪ :‬مختصر تاريخ الاباضية ص ‪ . 87 - 77‬القلهاتي أبو عبدالله حمد ين‬
‫سعيد الآزدي ‪ :‬الكشف والبيان ‪ .‬جزءان ‪ ،‬أنظر الجزء الثاني خاصة ى الآزكوي ‪ .‬سرحان بن سعيد ‪ :‬كثف =‬

‫‪- 71-‬‬
‫‪ . 3‬القرآن محلوق عند قسم منها ‪ :‬المغاربة خاصة } وغير مخلوق عند القسم‬
‫الاخر ‏‪. )٦9‬‬
‫‪ 4‬۔ الخلود في الجنة والنار أبدي ‪ .‬لا يشقى من سعد في الآخرة أبدا ولا‬
‫يسعد من‪.‬شقي في الآخرة أبدا ‪.‬‬
‫؟ ۔‪.‬الانيان حر في اختياره ‪ :‬مكتسب لعمله } ليس مجبرا عليه ‪ ،‬ولا‬
‫)‬ ‫خالقا لفعله ‪.‬‬
‫الايمان قول وتصديق وعمل وليس قولا وتصديقا فقط دون عمل ‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪ 7‬۔ ولاية المطيع والبراءة من العاصي والوقوف عند الضرورة واجب©ةة) ‪.‬‬
‫‪ 8‬النفاق منزلة بين الشرك والايمان ولا منزلة بين الايمان والكفر ‪.‬‬
‫‪ 9‬۔ اذا اطلقت كلمة الكفر على الموحد فالمقصودببها كفر النعمة لا‬
‫‪ .‬كفر الشرك ‪.‬‬
‫‪ 0‬۔ مصادر التشريع هي القرآن والسنة والرأي وهذا الاخير قد يأتي في‬
‫بعض الاحيان بمعنى الاجتهاد أو الاجماع أو القياس ‪.‬‬
‫‪ 1‬۔ الصحابة كلهم عدول وروايتهم مقبولة الا في الاحاديث المتعلقة بالفتن‬
‫ممن خاض في الفتن ى ولا بأس ‪.‬أن يقال « الحق نع فلان الصحابي‬
‫بدليل كذا وكذا ‪ .‬وان الاولى للصحنابي الفلاني الا يفعل كنذا بحجة‬
‫كذا وكذا » "تا ولا يظلم الاباضية صحابيا ‪.‬‬

‫= الغمة (مخطوط) ورقة ‪ 335‬۔ ‪ 145‬ى وأنظر كذلك علي يحيى معمر ‪ :‬الاباضية بين الفرق الاسلامية عند كتاب‬
‫للقالات في القديم والحديث مكتبة وهبة ى مطابع سجل العرب ‪ ،‬القاهرة ‪6931‬ه‪6791/‬م وهناك زبالة‬
‫مخطوطة للشيخ علي يخي معمر أيضا أوجز فيها عقائد الاباضية تقع في ست صفحات ى بعثها الى احدى الجهات‬
‫!‬ ‫‪:‬ع ‪:‬‬ ‫العلية الشرعية في الوطن العربي ‪ .‬وأنظر كذلك ‪. 545-715 :‬م ‪,‬ن‪,:0‬خ'‪1‬‬
‫!=‬ ‫‪:‬ع‬ ‫وهناك دراسة اكادمية حديثة متتشرق فرنى تناول فيها عقائد الاباضية بالتفضيل ‪- :‬‬
‫‪ 0‬ع‬ ‫ح ‪,‬‬ ‫'!‬ ‫ا'‬ ‫ح ل‬ ‫‪.‬عا!‬ ‫ح‬ ‫ح‬
‫‪.‬‬ ‫‪`.‬‬ ‫ن‬ ‫‪-‬ب م‬ ‫‪0 2891.‬‬ ‫وانظر مقدمة الطبعة الثانية‬
‫(‪ )91‬من الذين يقولون بأن القرآن غير مخلوق القلهاتي اذ ينفي فكرة ان القرآن مخلوق نفيا قاطعا ‪ .‬أنظر الكشف ‪:‬‬
‫والبيان ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪ 392‬۔ ‪ . 423‬أما الأغلبية فتقول بخلق القرآن ‪.‬‬
‫(‪ )02‬انظر تفاصيل المصطلحات ‪ :‬ولاية ‪ .‬براءة ‪ .‬وقوف في ‪ :‬ابن جميع مقدمة التوحيد ص ‪ 48‬۔ ‪ 401‬ث معمر ‪:‬‬
‫الاياضية في موكب التاريخ ج‪ . 1‬ص ‪ 3:8‬۔ ‪. 78‬‬
‫(‪ )12‬أطفيش ‪ :‬أزهاق الباطل بالعلم الماطل ‪ .‬ص ‪. 13‬‬

‫‪- 87‬‬
‫‪ .‬وانما شرطها هو‬ ‫‪ 2‬۔ الامامة فرض س ولا تنحصر في عنصر خاص‬
‫الكفاءة الشرعية ‪.‬‬
‫‪ 3‬۔ الامامة أربعة أنواع ‪ .‬وتعرف عند الاباضية مسالك الدين وهى ‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫امامة الظهور والدفاع والشراء والكتمانثة) ‪:‬‬
‫أ ۔ امامة الظهور ‪ :‬وهي واجبة عندما تتوفر شروطها لتأسيس دولة‬
‫اباضية‪ .‬المذهب ‪ .‬وشروطها ى هي أن يكون المسلمون من الاباضية‬
‫أقوى من غيرهم بحيث يستطيعون انتخاب من يحكهم علنا ‪ .‬وذلك‬
‫طبقا لكتاب الله وسنة رسوله ث وسيرة الخلفاء الراشدين من بعده ‪.‬‬
‫فيقوم امام الظهور بالقطع والجلد والرجم وأخذ الحقوق ‪ .‬وأحسن‬
‫من يمثل هذا النوع من الامامة التي تعتبر هي الأصل والواجب ء‬
‫الامامة الرستمية ابتداء من امامها الاول عبد الرحمن بن رستم ‪.‬‬
‫ب ۔ امامة الدفاع ‪ :‬وهي مرحلة بين الظهور والكتمان ‪ .‬فاذا كان‬
‫الاباضية في طور الكتان ‪ ،‬وداهمهم الدو ى فيجب عليهم أن‬
‫يعلنوا حالة الدفاع عن أنفسهم ‪ 0‬ويعقدوا امامتها لمن يعرف‬
‫بالشجاعة والخبرة العسكرية ويطلق عليه اسم امام الدفاع ‪ ،‬له‬
‫كل الصلاحيات التي لامام الظهور الا أن امامته تزول بزوال‬
‫الخطر الداهم ‪ .‬فاذا كان ذلك بالانتصار تحولت جماعة الاباضية‬
‫الى اعلان امامة الظهور ببمبايعة امام يحمل ذلك الاسم ‪ .‬ولا‬
‫يشترط أن يكون هو امام الدفاع السابق ‪ .‬أما اذا كانت نتيجة‬
‫اللدفاع سلبية عليهم تحولوا الى التقية والسرية ودخلوا مرحلة‬
‫الكتان مرة ثانية ‪ .‬ويعتبر أبو حاتم الملزوزي في المغرب‬
‫امام الدفاع ‪.‬‬
‫ج ۔ امامة الشراء ‪ :‬وهي ان يخرج امام بأربعين رجلا فما فوق‬
‫‪.‬‬ ‫‪ 96 .‬۔‪27‬‬ ‫(‪ )22‬عن هذه الأنواع من الامامة وشروحها أنظر خاصه ‪ :‬أبو حفص عمرو بن جميع مقدمة التوحيد‬

‫علي معير ‪ :‬الاباضية ‪ .‬ج‪ .1‬ث ص‪ 39.‬۔ ‪ . 69‬عوض خليفات ‪ :‬النظم الاجتاعية والتربوية ‪ .‬ص ‪ 901‬۔ ‪. 311‬‬
‫‪-_ 97‬‬
‫يبايعونه على الجهاد في سبيل الله ‪ .‬ويسمون شراة لانهم اشتروا‬
‫الجنة بأرواحهم ‪ 2‬والكلمة مستوحاة من قوله تعالى ه« ومن الناس‬
‫من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله »(ةةا وقوله كذلك ه إن الله‬
‫اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في‬
‫سبيل الله »“تا ‪ .‬ولا يجوز للشراة بعد أن‪ .‬يخرجوا للجهساد‬
‫الرجوع الى منازلهم حتى ينقص عددهم عن ثلاثة رجال { كا لا‬
‫يجوز لهم استعيال التقية ماداموا قد هبوا في سبيل الله ‪ .‬ويعتبر‬
‫مرداس وعروة ابنا حدير وأمها أدية من الشراة(تةا ى ثارا ضد‬
‫ولاة بني أمية بالمشرق ‪.‬‬
‫د ۔ امامة الكتمان ‪ :‬وتعتر عن مرحلة الضعف التى ترى اليها‬
‫الاباضية ى بحيث يركنون الى السرية ى وإستعيال التقية ‪.‬‬
‫وينتخبون إماما عليهم ث يكون عادة هو أعلمهم كجابر بن زيد‬
‫الأزدي وأبي عبيدة مسلم بن أبي كرية اللذين تزعما الاباضية في‬
‫البصرة في القرنين الاول والثاني للهجرة ويقوم الاباضية في امامة‬
‫الكمان بنشر دعوتهم سرا ى دون اثارة أو دعوة للثورة اذ يجوز في‬
‫هذه المرحلة البقاء تحت حك غيرهم‪٠‬ماداموا‏ عاجزين عن تغيير‬
‫الوضع لصالحهم ‪:‬‬
‫‪ 4‬۔ ونختم هذه المعتقدات الاباضية ‪. ،‬با ذكره امام الاباضية في القرن‬
‫الرابع عثر الهجري قطب الائمة ء الشيخ أطفيش حيث يذكر أن‬
‫الاباضية يقولون إن « الحق ما نحن عليه والباطل ما عليه خصومنا ح‬
‫لأن الحق عند الله واحد ‪ .‬ومذهبنا في الفروع صواب يحتمل الخطأ‬
‫ومذهب خخالفنا خطأ يحتمل الصدق »©) ‪.‬‬
‫آية رم ‪ 702‬سورة البقرة ‪.‬‬ ‫(‪)32‬‬
‫آية ‪ 111‬سورة التوبة ‪.‬‬ ‫(‪)42‬‬
‫أنظر ترجمتها فى طبقات الدرجيني ي ج‪ 0 2‬ص ‪ 412‬۔ ‪ . 622‬وراجع ابن سلام ‪ :‬شرائع (مخطوط)‬ ‫(‪)52‬‬
‫‪. .63‬‬ ‫ورقة‬
‫(‪ )62‬أطفيش الحجة في بيان الهجة في التوحيد بلا تقليد ى ص ‪ 73‬۔ ‪. 83‬‬
‫‪-08‬۔‬
‫» الفصل الثاني ‪4‬‬

‫بناء العاصمة تيهرت ء ونشأة الدولة الرستمية‬

‫أ ۔ ممهدات بناء مدينة تيهرت ‪:‬‬

‫عندما غادر أبو الخطاب عبد الأعلى بن السمح المنافري اليني القيروان‬
‫‪ ،‬عين‬ ‫افسيين‬
‫للعمنبطر‬
‫ارس‬
‫عث الخزاعى الم‬‫شبن‬
‫أمد‬
‫لة مح‬
‫ااقا‬
‫لمل‬
‫عبد الرحمن بن رستم واليا على المدينة ‪ .‬وقام هذا الاخير بتنظيم البلاد‬
‫وتعيين العمال في بعض الجهات") ‪.‬أما أبو الخطاب س فانه رجع الى‬
‫طرابلس التي اتخذها قاعدة حكمه ربما لكثرة معتنقي الاباضية في تلك‬
‫النواحى أو لعلمه بحتبية رد فعل الخلافة العباسية على ثورته ‪ .‬فوجوده‬
‫طرا يساعده على المواجهةالسزيعة(ةا ومهيا يكن ‪ 0‬فقد بعث الخليفة‬
‫لعباس المنصور محمد بن الأشعث الى المغرب سنة ‪041‬ه ‪ ،‬فوجد أبو‬
‫"‪ :‬نفسه وجها لوجه أمام جيش العباسيين فأرسل الى عبد الرحمن‬
‫يدعوه القدوم والمساعدة ء فلبى الاخير النداء (ةا ‪.‬‬

‫وفي أثناء الطريق ة علم عبد الرحمن باستشهاد صاحبه ى وانهزام‬


‫اخوانه ي ولما توجه راجعا الى قابس وجدها قد قامت على عمله بهاء‬
‫فأسرع الخطى نو القيروان س فوجد حالها مثل حال ثشابس ‪ ،‬عندئذ ولى‬
‫وجهه شطر المغرب الأوسظ مع ابنه عبد الوهاب ص وخادمهيا ‪.‬‬

‫)‪ (1‬الثماخي ‪ :‬سير ‏‪ ٠‬ص ‪. 031‬‬

‫(‪ )2‬عوض ‪:‬نشأة ‪ .‬ص ‪. 151‬‬


‫‪ 4‬الباروني ‪ :‬الأزفار ء‪ .‬ج‪. 2‬‬ ‫‪ 44‬۔‪54‬‬ ‫‪ 0‬ج‪ . 1‬ص‬ ‫‪ 4 54‬الدرجيني ‪ :‬طبقات‬ ‫(‪ )3‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ‏‪٤‬‬
‫ص‬

‫ص ‪.2‬‬

‫‪-18-‬‬
‫وتروى المصادر الاباضية س مأساة عبد الرحمن بن رستم التي واجهها في‬
‫طريقه ‪ ،‬اذ وت فرسه ‪ ،‬فيتعاقب على حمله ابنه وخادمه س وكأن ليس لهم‬
‫الا مركوبا واحدا ‪ .‬ولا يترك الفرس دون أن يوارى التراب حتى لا يكون‬
‫دليلا لابن الاشعث الملاحق لهم{) ‪ .‬وظلوا سائرين بين القبائل الاباضية‬
‫سالكين طريقا جنوبيا وعرا ث يير بقسطيلية ‪ 3‬جنوب البلاد التونسية‬
‫فصحراء الجزائر من شرقها الى غربهاةا ‪ .‬وكان هدفهم موطن قبيلة لماية‬
‫بالمغرب الأوسط ‪ ،‬فوصلوا اليها وهي بجبل سوفجج ا ‪.‬‬

‫اختار عبد الرحمن بن رسم هذا الجبل المنيع الصعب ليتحصن فيه `‬
‫ويستعد لمواجهةابن الأشعث ‪ .‬ويبدو أنه وجد أنصارا له في الطريق‬
‫ساروا معه الى الجبل المذكور ‪ .‬ولا شك أن عددهم كان كبيرا نسبيا بحيث‬
‫أن محمد بن الأشعث لم يستطع اقتحام الجبل بمن فيه س بل لقد خندق حوله‬
‫مخافة أن يهجم عليه الاباضية بقيادة عبد الرحمن ‪ .‬وبقي ابن الأشعث‬
‫محاصرا للجبل حتى أيس ‪ ،‬وخاف انقلاب الأوضاع عليه ‪ ،‬فلما لم يمكن‬
‫رجع الى القيروان دون أن يحقق في ملاحقته لابن رستم أي نتيجة تذكر ‏‪٠:‬‬
‫ثم تسكت المصادر الاباضية ‪ .‬عن ذكر أخبار عبد الرحمن ى وما آل ال"يهأمره‬
‫بعد سنة ‪441‬ه ‪ 3‬وهي سنة انهزام أبي الخطاب ث وهروب عبد الرحمن الى‬
‫للغرب الأوسط واعتصامه بجبل سوفجج ‪.‬‬

‫والجدير بالذكر أن المصادر غير الاباضية لا تشير الى هذه الملاحقة بل‬
‫(‪ )4‬الحقيقة أن الشك يرق الى هذه الرواية‪ .‬لان عبد الرحمن انما عاد من قيادة جيش بأكله ‪.‬لذلك لا‪ .‬يعقل أن‬
‫يكون كبير السن ملفا أراده له الباروفي حق يحمله خادمه وابنه ‪4‬يكاعلاقل أن يكونوا قد هربوا بفريس واحد‬
‫فقط ‪.‬أنظر الباروني ‪:‬الأزهار ‪.‬ج‪ 2‬ىص ‪ 2‬۔‪. 3‬‬
‫‪. 652‬‬ ‫‪ 53‬ي دبوز ‪ :‬تاريخ المغرب ث ج‪. 3‬ص‬ ‫ج‪0 1‬ص‬ ‫(‪ )5‬الدرجيني ‪:‬طبقات ‪.‬‬
‫(‪ )6‬يقول الباروني أنه لم يمكن من تعيين هنا الجبل لتبدل الاسماء وطول الزمن ن أسا دبوز فيقول هو‪.‬اليتل ‪.‬‬
‫اللمروف حاليا بوفكيك جنوب تيهرت حيث موطن لاية‬
‫أنظر الباروني ‪ :‬الأزهار ‪ .‬ج‪ 2‬ث ص ‪ 3‬۔ ‪ . 4‬دبوز ‪ :‬تاريخ المغرب ي ‪ 3‬ث ص ‪ 752‬۔ ‪. 852‬‬
‫(‪ )7‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ى ص ‪ 74‬ى الثماخي ‪ :‬سير ى ص ‪ ، 331‬الباروني ‪ :‬الآزهارس ج‪ . 2‬ص ‪. 3‬‬

‫‪-28-‬‬
‫كدا أن عبد الرحمن لما خزج من القيروان اتجه الى موضع تيهمرت مباشرة‬
‫حيث قبيلة لماية ‪ .‬فنزل عندم لقديم حلف بينه وبينهم{‪. 0‬الا أن البكري‬
‫يقول أن موضع تيهرت كان « لقوم مستضعفين من مراسة وصنهاجة »‪1٥‬ا‏‬
‫وهذا يعني أن عبد الرحمن انما قصد في البداية جبل سوفجج حيث مواطن‬
‫لماية("") وأقام هنالك زمنا ليس بالقصير ‪.‬‬
‫ويخبرنا الرقيق وابن عذارى"ؤ أن ابن رستم كان من المشاركين في‬
‫حصار طبنه قاعدة الزاب سنة ‪351‬ه بجيش قوامه حمسنة عشر ألفا س ولما‬
‫كان هذا الحصار فاشلا ‪ ،‬فقد انهزم عبد الرحمن في تهودا القريبة من طبنة‬
‫ووصل الى جبل سوفجج مرة ثانية ‪ .‬بعد أن فقد من أصحابه نحو ثلاتمائة‬
‫رجل ‪.‬‬
‫وهكذا ى وقابلة الروايات ‪ ،‬يمكن أن نلاحظ أن عبد الرحمن بن رسة‬
‫حوصر في جبل سوفجج ‪ ،‬حسب الروايات الاباضية وخرج من الحصار‬
‫منتصرا يبدو أنه بقي هنالك بين القبائل البربرية الاباضية س تصله أخبار‬
‫(‪ )8‬يذكر آبن القوطية ويؤكد اليعقوبي أن جيوش بني العباس لم تتعد حدود طبنة قاعدة الزاب في شرق الجزائر‬
‫الحالية ‪ .‬ولعل الرواية الاباضية تريد وصف قوة عبد الرحمن وجنده وصبرم على الشدائد ‪ .‬أنظر تاريخ افتتاح‬
‫الأندلس ‪ .‬تحقيق أنيس الطباع ؛ دار النثر للجامعيين بيروت ‪7591 .‬م ‪ .‬ص ‪ 8 14‬اليعقوبي ‪ :‬البلدان ‪.‬‬
‫ص ‪. 301‬‬
‫(‪ )9‬ابن خلدون ‪ :‬العبر ى ج ‪ . 6‬ص ‪ . 742‬ينفرد ابن خلدون برواية الحلف بين لماية وعبد الرحمن س ولا نستبعد‬
‫ذلك لان مواطن لماية بالمغرب الأدنى كثيرة مشل جربة وجنوب ثبابس ‪ ،‬وهي المناطق التي كان يتولاها‬
‫عبد الرحمن لما كان واليا على القيروان من قبل أبي الخطاب ‪ .‬فلمل لماية المغرب الأدنى شجعت عبد الرحمن‬
‫للتوجه الى لماية المغرب الأوسط ‪ .‬عن مواطن لاية أنظر العبر ى ج‪ 6‬ث ص ‪ 642‬۔ ‪ . 052‬دبوز ‪ :‬تاريخ المغرب‬
‫ج‪ . 3‬ص ‪ 352‬۔ ‪ ، 552‬فرحات الجعبيري ‪ :‬نظام العمزابة عند الاباضية الوهبية في جربة تونس ‪. 5791 ،‬‬
‫ص ‪ 34‬هامش ‪. . 3‬‬
‫(‪ )01‬البكري ‪ :‬المغرب في ذكر بلاد افريقية والمغرب ى ص ‪. 86‬‬
‫)‪ (11‬دبوز ‪:‬تاريخ المغرب الكبير ى ج ‪ 3‬ء ص ‪. 852‬‬
‫(‪ )21‬الرقيق ‪::‬تاريخ افريقية س ص ‪ 341‬ى ابن عذارى ‪:‬البيان ‏‪ ٠‬ج‪ 1‬ت ص ‪ 67‬ويبالغ ابن عذارى عندما يجعل‬
‫عدد قتلى أصحاب عبد الرحمن يصل الى ثلاثة آلاف في هذا الحصار ‪.‬وهذا يدل من جهة أخرى على كثرة رجال‬
‫عبد الرحمن كا اعتقدناه سابقا ‪.‬‬

‫‪_ 38‬‬
‫أصحابه في المغرب الأدنى } وهو ما يفهم من كلام صاحب الأزهار « واقام‬
‫عبد الرحمن هنالك ( أي بجبل سوفجج ) حتى اجتع عليه من‪ .‬أهل الفضل‬
‫والعلم والصلاح جم غفير ى وارتحل الى جهة تاهرت »ة") ‪ .‬وهكذا { لما وقع‬
‫حصار طبنة شارك فيه ابن رستم ‪ 4-‬ورجع الى نفس الجبل بعد هزيمته في‬
‫تهودا سنة ‪351‬ه ‪ 2‬اذ لا تشير المصادر الى انه كان اماما قدم من العاصمة‬
‫تيهرت"ا كا لا تشير الى العامل الذي تركه فيها ليتوجه هو الى طبنة ‪.‬‬
‫ومن هنا يمكن القول إن المدينة تيهرت لم تكن قد بنيت سنة ‪351‬ه }‬
‫وربما لم تتملرق فكرة بنائها بعد الى الاذهان ‪.‬‬
‫ولا شك أن عبد الرحمن بعد هزيمته بتهودا ‪ .‬يئس من ظهور امامة‬
‫اباضية في المغرب الأدف والزاب ث وهي مناطق تسيطر عليها قوات الخلافة‬
‫‪.‬‬ ‫تامة‬ ‫العباسية سيطرة‬

‫ولا نعرف بالضبط س متى انتقل عبد الرحمن الى موضع تيهرت ‪ ،‬الا أننا‬
‫نرجح ذلك ما بين سنوات ‪551‬ه ۔ ‪061‬ه ‪ .‬وتفسير ذلك أن الاباضية في‬
‫للغرب الأدنى س لما رأوا ملاحقة ابن الأشعث لهم ى بعد مقتل امامهم أبي'‬
‫الخطاب سنة ‪441‬ه رثم استتارهم وركونهم الى التقية ى عقدوا الامامة‬
‫امامة الدفاع لأبي حاتم الملزوزي سنة ‪541‬ه ‪ ،‬فخاض عدة معارك ه‬
‫وشارك في حصار طبنة سنة ‪351‬ه ‪ .‬وكان ف هذه الاثناء يبعث بما فضل‬
‫من صدقات الاباضية عنده الى عبد الرحمن بن رستم قبل ظهورهة") ‪ .‬وفي‬
‫(‪ )31‬الباروني ‪ :‬الأزهار ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪. 4‬‬
‫(‪ )41‬الجنحاني ‪ :‬تاهرت عاصة الرستميين ى سبق ذكره ‪ .‬ص ‪. 11‬‬
‫(‪ )51‬أو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ ، 84‬الدرجيني ‪ :‬طبقات س ج‪ 0 1‬ص ‪. 63‬‬
‫يذكر رفعت فوزى عبد المطلب ‪ ،‬أن امامة أبي حاتم ‪ .‬كانت امامة دفاع فقط ث لان الاباصية يعتبرون امامهم هو‬
‫عبد الرحمن ين رستم ويقول بأن الاول كان نائبا للثاني في منطقة طرابلس ‪ .‬وهو خطأ ما قال ‪ ،‬به أحد ‪ .‬ويبدو‬
‫أنه وقع فيه ‪ .‬عندما أخطأ فهم نص الدرجي‪ ,‬الذي جاء فيه ه كانت ولايته ( أبو حاتم ) ولاية دفاع وطلب‬
‫طبقات ج‪ 0 1‬ص ‪ 63‬۔ ‪ . 73‬فرم‬ ‫الحق ‪ .‬يرسل ثقاته با يجتع س مال الصدمة الى عبد الرحمن قبل ظهوره‬
‫أن النص واضح ى اذ يثبت الولاية (الامامة) لأني حاتم وحده ث ويعتبر عبد الرحمن في التقيه ‪ 0‬غير ظاهر ( امامة‬
‫اد ور ) أي لا امامة له س فان رفعت فوزى يجمل عبد الرن هو الامام ‪..‬وليا حاتم هو المأموم ‪ 3‬في حين أننا=‬
‫‪-48-‬‬
‫سنة ‪551‬ه ‪ 8‬انهزم أبو حاتم » وقتل مع جمع غفير من أصحابه ‪ ،‬قتلهم‬
‫يزيد بن حاتم الذي قدم من المشرق بجيش كبير ‪ .‬ولم يكتف بمقتلهم‬
‫وهزيتهم ‪ .‬بل ظل يلاحقهم في كل سهل وجيل" ‪ .‬فلا شك أن أعدادا‬
‫كبيرة منهم التحقت بالمغرب الأوسط ‪ ،‬حيث عبد الرحمن بن رستم ‪ ،‬أبرز‬
‫شخصية سياسية بعد‪ .‬وفاة أبي الخطاب وأبي حاتم ‪.‬‬
‫ففي هذه الفترة بالذات ى لما كثر الاباضية من المغربين الأدنى والأيسط‬
‫وتمركزوا في نقطة واحدة ‪ ،‬والتقوا حول شخصية عبد الرحمن بن رستم رأوا‬
‫ضرورة بناء مدينة يأوون اليها ى ويتحصنون بها‪!7‬ا ث ويبدو أن الانطلاقة‬
‫الفعلية لبناء هذه المدينةث‪ ، 0‬التي ستصبح عاصة الدولة الرستمية فيا بعد ‪.‬‬
‫كانت في نهاية عام ‪551‬ه وبداية عام ‪651‬ه ‪.‬‬
‫ب ۔ بناء العاصمة تيهرت ‪:‬‬
‫عندما قرر الاباضية بناء مدينة يتحصنون فيها ‪ .‬خرجت طائفة منهم‬
‫= نعلم أن أبا حاتم بويع بالامامة سنة ‪541‬ه ‪ .‬بينا لم يبايع عليها عبد الرحمن الا في سنة ‪061‬ه أو ‪161‬ه كا‬
‫بنرى ‪ .‬ثم إننا نرى مشاركة عبد الرحمن في حصار طبنة ‪ ،‬لا يستبعد ان يكون بامر من أبي حاتم ‪ .‬لانه هو ‪.‬‬
‫الامام قي ذك الوقت على الاباضية ف المغرب ‪ .‬أنظر رععت فوزى عبد المطلب ‪ :‬الخلافة والخوارج في المغرب‬
‫العربي ( الصراع بينهما حتى قيام دولة الاغلب ) ط ‪ 2 1‬بلا مكان الطبع ‪3931‬ه‪3791/‬م ث ص ‪. 361‬‬
‫(‪ )61‬ابن عذارى ‪:‬البيان ى ج ‪ 1‬ى ص ‪ 97‬ى أبو زكرياء ‪:‬سير‪ .‬ص ‪. 25‬‬
‫(‪ )71‬أبو زكرياء ‪:‬سير‪ .‬ص ‪ ، 35‬الدرجيني ‪:‬طبقات ‪ .‬ج‪ 0 1‬ص ‪ . 14‬الشياخي ‪:‬سير‪ .‬ص ‪ 0 931‬وراجع‬
‫كذلك الباروني حيث يتسأءل عن تاريخ اجتاع الاباضية الى عبد الرحمن واقتراحهم عليه بتاء المدينة ويرى أن‬
‫ذلك كان قبل امامة أبي حاتم ‪ .‬اذ يجعلها عام ‪451‬ه ‪ .‬تقليدا للمصادر الاباضية ‪ .‬وهو خطأ ‪.‬كا رأينا ىلذلك‬
‫فهو يتساءل عن الفترة التي بين وفاة أبي الخطاب سنة ‪441‬ه وإمامة أبي حاتم سنة ‪451‬ه وخلوها‪ .‬مننشاط‬
‫قامت به الاباضية رغم قوتهم كياقول ‪.‬ومن هنا يتضح ارتباك الباروني في اعتقاده سنة ‪451‬ه هي السنة القي‬
‫تولى فيها أ‪,‬بحواتم امامة الدفاع ثفي حينأننا نعلم أن أبا حاتم هذا كان على رأس جيش من الاباضية‪.‬سنة ‪351‬ه‬
‫مشاركا في حصار طبنة ‪.‬وقد بويع بالامامة سنة ‪541‬ه وليس ‪451‬ه وذلك كرد فعل مباشر وحام على تمادي‬
‫اين الأشعثفي ملاحقةالاباضية ث وتقتيلهم كا تذكر ذلك الروايات الاباضية ‪ .‬أنظر الباروني ‪ :‬الأزهار ث ج‪. 2‬‬
‫ى ص ‪ 652‬هامش ‪ 052‬ء الدرجيني ‪:‬‬ ‫ايللخ‪:‬وارج‬
‫ص ‪ 0 5‬هامش ‪ 1‬و‪ . 3‬وقارن بما قاله د‪ .‬محمود اساع‬
‫طبقات ي ج‪ 1‬ث ص ‪ 43‬۔‪ . 53‬الثياخي ‪ :‬سير ء ص ‪. 231‬‬
‫(‪ )81‬يذكر عبد الرحمن الجيلالي أن تيهرت شرع في بنائها سنة ‪841‬ه ‪ ،‬ولكنه لا يذكر كيف كان ذلك س ولم‬
‫يشر الى مراجعه التي اعتدها‪.‬تاريخ الجزائر العام ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪. 022‬‬

‫‪-_ 58‬‬
‫ترتاد مكانا صالحا لهذا المروع الكبير ى فاختارت موضع تيهرت«"ا دون‬
‫غيره اذ يمتاز بجودة الهواء ث وكثرة المياه ‪ .‬وخصب الأراضي ي وهو قابل‬
‫للمارة مأمون من العدولة) » وهي شروط اشترطوها لمدينتهم التي سوف‬
‫تكون حرزا وجصنا للاسلام ‪ ،‬على حد تعبير الشماخي«{ة‘ا ‪.‬‬
‫وتروى المصادر الاباضية ‪ 0‬كيفية الابتداء في بناء هذه المدينة بذلك‬
‫الموضع الذي كان لقوم ‪ .‬اتفقوا معهم على اعطائهم قدرا معلوما من خراجه‬
‫يأخذونه من غلته ‪ .‬وكان الموضع غياطيل ‪ ،‬واشجارا ملتفة كثيفة ‪ .‬ومرتعا‬
‫لأنواع من السباع والوحوش ‪ 2‬بحيث اقتضت الضرورة اقتلاع ذلك كله ‪،‬‬
‫وتضيف الرواية نفسها سكرامة اسطورية ‪ 2‬فتقول إنه نادى مناد للسباع‬
‫أنأخرجوا من الغابة ‪ .‬فاننا ننوي عمارتها فشوهدت الحيوانات تخرج من‬
‫تلك الاحراش حاملة أولادها ‪ 3‬وبعد ثلاثة أيام من ذلك ‪ ،‬حرقت الغابة ‪.‬‬
‫واستوت بالارض كأن الم تكن بالامس ‪ .‬هنالك فكروا بادئ ذي بدء ه‬
‫بتأسيس المسجد الجامع فاقترحوا لذلك بين أربعة امكنة ث فشرعوا في بنائه‬
‫حيث وقعت القرعة ‪ .‬ثم اختطوا المدينة دورا وقصورا وبيوتات» ‪.‬‬
‫(‪ )91‬تيهرت ‪ .‬هنالك من يكتب تيهرت بالالف مكان الياء « تاهرت » وهو خطأ ‪ .‬وإنما حرفت الكلمة بمرور‬
‫الزمن ! والصحيح هو تيهرت ‪ .‬ويذكرها المغاربة مثل الرقيق القيرواني وابنعذارى واين سعيد المغربي مذلك‬
‫يقول أبو الفداء ه وفي خط ابن سعيد عوض الالف ياء مثتناة من تحت وفو اسح عندي لان ابن سميد مغربي‬
‫فاضل ه تقويم البلدان تصحيح رينود وآخرين ‪ .‬طبع دار الطباعة السلطانية ‪ .‬باريس ‪0481‬م ص ‪. 831‬وأنظر‬
‫ع ‪ .‬ز‪-‬‬ ‫;;‪.‬‬ ‫مارسيه وآخر حيث رجحا تيهمرت على تاهرت ‪,‬‬ ‫كذلك جورج‬
‫أما الشيخ أطفيش فيقول ! وتيمرت بكسر التاء وإسكان الياء بعدها اسكانا مينا ‪ 0‬وبفتحهاولسكان الياء‬ ‫‪4‬‬
‫بعدها حيا والفتح أولى وبفتح الماء وبعدها راء مهملة ساكنة والتاء محرورة في الطر لاعلى ‪.‬صورةهاء لاهنا تاه‬
‫تأنيث في لغة البربر‪ ...‬ويقال تاهرت بالالف وهو ضعيف ء الرد على" العقي ‪ .‬ص ‪ 070‬وأنظر كذلك دبؤز‪::‬‬
‫‪ . 262‬وتقع تيهمرت (الماصهة الرستمية) على بمد ‪ 9‬كيلو‪ .‬مقات‪ .‬من تيهمرت اليوم ` ‪ .‬وتبتحع‬ ‫تاريخ الغرب ج‪3‬‬
‫عن مدينة وهران في الشيال الغربي الجزائري بجوالي‪ 042‬كلم وتفضلها ‪ 034‬كلم عن الجزائر الماصة ‪. .‬الانال‬
‫الشرقي منها ‪.‬‬
‫‪ . 6‬الشياخي ‪ :‬سيرى ص ‪. :931‬‬ ‫(‪ )02‬الباروني ‪ :‬الأزهار ‪ 4‬ج‪ . 2‬ص ‪5‬‬
‫(‪ )12‬الثياخي ‪ :‬نفه ‪ .‬ص ‪ 2 931‬الأزكوي ‪ :‬كشف الغمة (مخطوط) ورقة ‪.. .414‬‬
‫(‪ )22‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ 35‬ي الدرجيني ‪:‬طبقات ‪ .‬ج‪ 0 1‬ص ‪ 14‬الثياخي ‪:‬بير ى ص ‪ 931‬ب وتشيسه‬
‫أسطورة بناء العاصمة تيهرت أسطورة بناء القيروان من طرف عقبة بن نافع ى أنظر ابن عبد الحكم فتوح افريقيا‬
‫والاندلس ‪.‬ص ‪ 45‬ى البلاذرى ‪:‬البلدان ى ص ‪ . 032‬وأنظر كذلك الباروني ‪:‬الازماز ‪ .‬ج‪ . 2‬ض ‪7‬‬
‫هامش ‪.1‬‬

‫‪- 68‬‬
‫أما البكريةةا ث فقد احتفظ لنا بمعلومات قية ‪ 0‬استقاها من كتاب‬
‫محمد بن يوسف الوراق ‪ 4‬المفقود ‪ 0‬وبخبرنا ان موضع تيهرت كان عيصة‬
‫أشبة ملتف الأشجار ‪ ،‬اختار عبد الرحمن منه مكانا لا شعراء فيه ‪ .‬وكان‬
‫هذا المكان لقوم مستضعفين من مراسة(“تا وصنهاجة ‪ 2‬اتفق معهم ابن رستم‬
‫على أن يؤدي اليهم خراجا من الأسواق بعدما امتنعوا من بيعه له س وفي‬
‫الحين شرعوا في بناء المسجد الجامع ‪.‬‬

‫وينفرد البكري برواية دون غيره ‪ ،‬اذ يذكر ان الاباضية في أول الامر‬
‫توجهوا الى تيهرت القديمة أو العليا حسبا يفهم من كلامه ‪،‬فلما أرادوا‬
‫بناءها من جديد ‪ .‬آو ربماتوسيعها ىووضع سور لها ‪،‬كانوا كلما بنوا شيئا‬
‫في الليل وجدوه قد تهدم في الصباح س فعزفوا عن ذلك الموضع ء وانتقلوا‬
‫الى موضع تيهرت ‪ ،‬وهي الحديثة ث وتقع على خمسة أميال من القديمة‬
‫غرباةةا ‪ .‬وبهذا يكون البكرى ‪ ،‬قد أجاب على التساؤلات التي طرحها‬
‫الاستاذ شيخ بكزي عندما أراد ان يعرف السبب الذي دفع عبد الرحمن‬
‫وأصحابه الى بناء تيهرت الجديدة بينا على بعد أميال منها فقط ‪ ،‬توجد‬
‫مدينة تيهرت القديية الرؤمانية ويقول مستنسرا هل كان عبد الرحمن‬
‫يطمح فقط الى ربط اسمه بانشاء مدينة مثلما فغل عقبة أو ادريس الاول‬
‫ا بالنسبة للقيروان وفاس ؟ فبالاضافة الى السبب الذي ذكره صاحب‬
‫للغرب ىويبدو أن شيخ بكري لم يطلع عليه ‪ ،‬يجيب على تساؤله قائلا ان‬
‫عبد الرحمن لم يكن يطمح الى شيء من ذلك ‘ وانما راعى في اختياره‬
‫(‪ )32‬البكري ‪ :‬المغرب ى ص ‪ 76‬۔ ‪. 86‬‬
‫(‪ )42‬مربسة يكتبها الباروني مداسة بالدال بدل الراء ولا يذكر ابن خلدون قبيلة بهذين الاسمين ‪ ،‬فربما تكون من‬
‫` القبائل التي تلاشت واتقرضت أنظر الأزهار ‪".‬ج‪ . 2‬ص ‪. 13‬‬
‫(‪ )52‬البكري ‪:‬المغرب ‪،‬صن ‪ 76‬ى وآنظر ابن عذارى حيثيقول إن المدينة كانت قديمة في الزمان الخالي فاحدثها‬
‫عبد الرحمن مخالفا يذلك جيع الجغرافيين الذين يؤكدون‪ :‬بأن تيمرت مدينتان ىالبيان ‪ 4.‬ج‪ 1‬ص ‪.691‬وأنظر‬
‫كذلك ياقوت الجوي ‪-‬حيث يقول ان تيهرت القديمة تبعد عن تيهرت الجديدة بمرحلة واحدة وليس حمس مراحل‬
‫كا يذكر البكري ‪.‬ياقو ‪:‬المشترك وضعا والمفترق صقعا ثليدن س‪6481‬م ص ‪. 08‬‬

‫ت ‪-78‬‬
‫بانها هاما في الحياة ‪ .‬ذلك هو المياه المتوفرة بكثرة في تيهرت الجديدة ‪.‬‬
‫با تعاني القديمة قلة الماء بشكل حاد جداةةا وقد أطنب الجغرافيون س في‬
‫‪.‬كر محاسنها ‪ .‬خاصة منها الانهار القريبة منها مثل نهر مينة الذي يأتيها‬
‫ن جهة القبلة س ونهر تاتش من شرقها ي وهذا الاخير يجتمغ من عيون‬
‫عديدة ى ومنه يشرب أهل تيهرت”ةا } اذ يدخل أغلب دورهم ة‪. )2‬‬
‫إن المدينة بهذا الشكل والوصف س هي حقا كا يقول ابن عذاري ة‪)2‬‬
‫غيضة بين ثلاثة أنهر ‪ .‬وليس هناك من وصف تيهرت وأبدع مثل المقدسي‬
‫حيث يقول ‪ « :‬هي اسم القصبة أيضا ‪ .4‬هي‪ .‬بلخ المغرب‪ .4 .‬قد أحدق بها‬
‫الانهار والتفت بها الاشجار ى وغابت في البساتين ‪ 0‬ونبعت حولها الاعين ى‬
‫رجل بها الاقليم ‪ .‬وانتعش فيها الغريب واستطابها اللبيب ‪ 0‬يفضلونها على‬
‫دمشق واخطؤوا وعلى قرطبة وما أظنهم أصابوا هو بلد كبير س كثير الخير ه‬
‫رحب ‪ ،‬رفق ي طيب ‪ ،‬رشيق الاسواق ‪ ،‬غزير الماء ى جيد الأهل ‪ ،‬قديم‬
‫الوضع محكم الرصف ء عجيب الوصف ى غير أنه متى يقاس المغرب بالشام ‪.‬‬
‫وأين مثل دمشق في الاسلام »(‪. )0‬‬

‫هذه هي ولا شك الاسباب التي دفعت عبد الرحمن وأصحابه الى اختيار‬
‫موضع تيهرت عاصمة لدولتهم الناشئة ‪ 0‬دون غيرها من المدن في المغرب‬
‫الأوسط ‪ 4‬اضافة الى وفرة المياه ى والحلف القائم بين عبد الرحمن وقبيلة‬
‫ماية القريبة من تيهرت ‪ ،‬هناك أسباب أخرى يمكن أجمالها فيا يلي ‪:‬‬
‫ع ‪ :‬ح ع‬ ‫‪],‬‬ ‫‪, . 46,‬‬ ‫‪ .:‬ج‬ ‫‪,‬‬ ‫‪, . 72-62.‬‬ ‫(‪)62‬‬
‫الغمة (مخطوط)‬ ‫‪ :‬كشف‬ ‫الأزكوي‬ ‫‪.24‬‬ ‫‪ . 35‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 1‬ص‬ ‫‪ :‬سير ‏‪ ٠‬ص‬ ‫(‪ )83‬أبو زكرياء‬
‫ورقة ‪. 54‬‬
‫(‪ )72‬البكري ‪ :‬المغرب ‏‪ ٨‬ص ‪ 66‬۔ ‪. 76‬‬
‫(‪ )82‬ابن حوقل ‪:‬صورة الأرض ث ص ‪. 68‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ 1‬ب ص‬ ‫‪ :‬البيان ج‬ ‫ابن عذارى‬ ‫(‪)92‬‬

‫‪ )0‬المقدسي ‪ :‬أحسن التقاسيم ‪ .‬ص ‪. 822‬‬

‫‪-88-‬۔‬
‫‏‪ ٦‬تقليد عبد الرحمن للمدراريين الخوارج الصفرية ى الذين بنوا عاصتهم‬
‫سجلماسة في جوف الصحراء("ةا ‪ .‬واستطاعوا أن يكونوا في مأمن من‬
‫هجومات القوات العباسية ‪ .‬فلا غرو أن عبد الرحمن لاحظ هذا‬
‫واختار تيهرت الواقمة على تخوم الصحراء والبعيدة عن القيروان }‬
‫مركز أعدائه بنحو تسعة عشر مرحلةثةا ‪ .‬ويفصلها عن البحر المتوسط‬
‫مسيرة ثلاث رحلاتةةا ‪.‬وقد اختارها على المدن الشمالية س البحرية‬
‫منها خاصة‪ .‬وهي كثيرة في المغرب الأوسط ‪ ،‬لانه يعلم أن مثل تلك‬
‫المناطق يسهل لجند الخلافة الوصول اليها ‪ .‬فتيمرت ص كا يقول الجيلالي‬
‫« تهين على بلاد المغرب من جهاتها الأربع فلاأهي متطرفة جنوبا ولا‬
‫‪.‬‬ ‫شمالا » )‪(43‬‬

‫‪ 2‬۔ مركز تيهرت التجاري ‪ ،‬اذ يربط تجارة الشمال ‪ :‬بتجارة الجنوب ى تماما‬
‫كا اختارها الامير عبد القادر الجزائري ف القرن الماضي اذ يقول في‬
‫رسالة له ان تيهرت قد اعجبت البدو يؤمونها س ويجدون فيها‬
‫امتيازات كبيرة ‪.‬‬

‫‪ 3‬أخيرا اختار عبد الرحمن تيهرت لكي يستطيع أن يتحكم في القبائل‬


‫الضحراوية البدوية س بحيث لا يمكنها المروب منه ‪ ،‬لانه يقبض عليها‬
‫من الوسظ ى كياقول الامير عبد القادر الجزائري أيضا ‪ ،‬شارحا أسباب‬
‫اختياره هو لتلك المدينة ء أثناء ثورته ضد الفرنسيين الغزاة في الثلث‬
‫الأول من القرن الماضي(ةة;‬

‫‪ 38‬۔‪. 68‬‬ ‫(‪ )13‬محمود اسماعيل ‪:‬الخوارج ىص‬


‫بين تيهرت‬ ‫يقول ن البافة‬ ‫‪ .‬وأنظر كذلك الاصطخري حيث‬ ‫‪ .‬ص ‪ 48‬۔‪58‬‬ ‫(‪ )23‬ابن حوقل ‪:‬صورة‬
‫‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ص‬ ‫س‪ .‬الممالك والممالك ب‪.‬‬ ‫مرحلة‬ ‫‪63‬‬ ‫ي‬ ‫تقدر‬ ‫والقيروان‬

‫(‪ )33‬اليعقوبي ‪:‬البلدان ‪..‬ص ‪ . 901‬البكري يقول تيهرت تبمد عن البحر مسيرة يومين ىأنظر المغرب ى‬
‫‪.‬‬ ‫‪9‬‬ ‫ص‬

‫‪.‬‬ ‫‪0‬‬ ‫س‪٠‬ج ‏‪ 1٦‬ء ص‬ ‫الجيلالي ‪ :‬تاريخ الجزائر العام‬ ‫(‪)43‬‬

‫=‬ ‫‪ :‬ن‬ ‫‪,‬‬ ‫ز‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫(‪ )53‬عع'‬

‫‪7‬‬ ‫‪98-‬۔‬
‫وهكذا تكون الأسباب السياسية ى والاجتاعية ‪ ،‬والاقتصادية س كلها‬
‫مجمعة دفعت عبد الرحمن وأصحابه الى اختيار تيهرت عاصمة لدولته‬
‫المنتظرة ‪.‬‬
‫وقبل أن نختم هذا الجانب ‪ 2‬بقي لنا أن نعرف معنى كامة تيهرت ‪:‬‬
‫وهي كلمة بربرية ‪ ،‬يرى <مستشرقان فرنسيان مختصان في اللسان‬
‫البربري ه ن « تيهرت » كلمة تعنى عند أحدهما «محطة » وعند الاخر‬
‫«اقامة »“ا ويبدو خليا أن لا فرقكبير بين المعنيين ‪،‬اذ المحطة للاقامة‬
‫أو الاقامة بالخطة فكلاهما جائز ‪ .‬ولا شك أن تيهرت ‪ ،‬لعبت هذين‬
‫الدورين منذ العهد الروماني س فالرستي ‪ ،‬الى يومنا هذا س وهما يشيران‬
‫بوضوح ؛ الى دور تيهرت التجاري بين الشيال والجنوب ء والشرق والغرب ‪.‬‬
‫وهو ما سوف نتطرق اليه في الباب الاقتصادي ‪.‬‬

‫م استمرت المدينة ي بعد ذلك \ في التطور والعمران س وقتصدها‬


‫الاباضية من المغرب العربي كله حتى كان عام ‪061‬ه”ثا ى عندما استأنس‬
‫_‬

‫‪, !, 7791,‬ءسنن وأنظر كذلك جورج مارسيه ‪ :‬دائرة العارف الاسلامية ث ج‪4‬‬ ‫=‪. 03‬م ‪‘4,‬‬
‫مادة «تاهرت» ص ‪ . 525‬والامير عبد القادر هو ابن محيي الدين ولد بمدينة المعسكر في الغرب الجزائري ‪ .‬ثار على‬
‫اللتعمر الفرنني سنة ‪2381‬م بهد أن بايعته القبائل الجزائرية الى سنة ‪7481‬م ‪ .‬ثم سجن في فرنا‬
‫ونفي الى دمشق وتوفي بها سنة ‪3881‬م ‪.‬‬
‫‪ ] :‬ح‬ ‫( ن‬ ‫ع م‬ ‫)ع‬ ‫ه ‪! :‬‬ ‫)‪ (63‬ع ‪0‬‬
‫‘‬ ‫‪-‬‬ ‫`‬ ‫ل‬ ‫‪0 (....0.),‬‬ ‫‪,‬‬ ‫ع‬ ‫‪. 1.‬م ‪× 0091,‬‬

‫ص ‪0 931‬‬ ‫(‪ )73‬أبو نيام ‪ :‬سيرى ص ‪ 2 35‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ي ج‪ 1‬ء ص ‪ 04‬۔‪ 14‬ءالشياخي ‪:‬سير‬
‫ذكر أبو زكرياء أن عبد الرحمن تولى الامامة سنة ‪061‬ه أو ‪261‬ه ي وتبعه في ذلك كل منجاء بعده‬
‫كالدرجيني والثباخي وغيرهما ‪.‬ويبدو أن سنة ‪061‬ه هي الصحيحة بتتبع الاحداث ى اذ لا يمكن أتنبقى‬
‫المجاعة الاباضية في مدينة أسوها بأنفسهم ‪ 0‬مر عليها ما يقرب من خمس سنوات ى دون أن يعلنوا اسا‬
‫الظهور ‪.‬فليس هناك داع الى تاجيل تاريخ تأسيس الدولة الرستمية أكثر من سنة ‪061‬ه خاصة وأن الاباضية‬
‫قد قضوا خمس سنوات دون امام ! أي منذ مقتل أبي حاتم اللزوزي سنة ‪551‬ه ‪.‬وهذا التاريخ ‪ .‬أي سنة‬
‫‪ 0‬ه ‪ .‬يراه‪ .‬أيضا الباروني كا أن موتيلنسكي يقول إن سنة ‪ 061‬ه ‪ ،‬هي تاريخ مقبول لابتداء الدونة الرستمية ‪.‬‬
‫أما ابن عذارى والذين نقلوا عنه خاصة من الحدثين فيجمل ابتداء الامامة الاباضية الرستمية [‪61‬ه وترآء ضعيفا‪".‬‬
‫ويعترف ابن الصغير بأنه وقف على عدد امارة عبد الرحمن الا أنه نسيه مع مرور الأيام ‪.‬أنظر الباروني ‪:‬‬
‫الأزهار ‪ 4‬ج‪ . 2‬ص ‪ 101‬ء ابن عذارى ‪:‬البيان ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪ ، 691‬ابن الصفير ‪ :‬سير ‪ ..‬ص ‪. 61‬‬
‫‪ :‬ل‪.-‬‬ ‫‪, .5‬ٹ‪, 0‬‬ ‫)(‬

‫‪09‬۔‬
‫‪-‬‬
‫الاباضية من أنفسهم قوة ى ووجدوا أنهم يملكون كل دوافع اعلان امامة‬
‫الظهور مثل العدد والقوة المطلوبة والمكان الحصين } فنظروا الى‪ .‬من يتولى‬
‫هذا الامر فلم يجدوا أبرز من عبد الرحمن بن رستم ى لسابقته ‪ ،‬ودينه‪:.‬‬
‫وعلمه ‪ 3‬حيث أنه أحد حملة العلم من البصرة الى المغرب ص وكان غاملا‬
‫للامام أبي الخطاب عبد الأعلى بن السمح المعافري الهنى على القيروانة‘ ‪.‬‬
‫ولا شك أن عبد الرحمن س لما وصل الى‪ .‬المغرب الأوسط ‪ 4‬وبنى مدينة‬
‫تيهرت‪ 0 ,‬وكان أول ما بنى منها المسجد الجامع ‘ كا تخبرنا بذلك جينع‬
‫المصادرة ‪ ،‬أقول س لا شك أن عبد الرحمن كان في هذه المرحلة امام‬
‫صلاة(“ا على الأقل ‪ .‬وهذا يكون من العوامل الت‪ .‬دفعت الاباضية الى‬
‫أنني أستبعد ما ذهب اله الدكتور محمود‬ ‫تقديمه ء دون غيره ‪ .‬والحقيقة‬
‫اسماعيل{“ا ‪ .‬عندما قال إن عبد الرحمن بويع بالامامة مرتين ‪ ،‬الاولى‬
‫كانت امامة‪ .‬دفاع ‪ ،‬والثانية امامة ظهور ‪ 2‬اذ ان المصادر الاباضية لم تذكر‬
‫هذا ‪ 0‬ولم تشر اليه ‪ .‬وهي الحريصة \ في ذكر أئمتها‪:‬خاصة منهم امذين‬
‫بيوعوا لاحدى أنواع الامامة المذكورة سابقا ‪ .‬أما أن المذهب الاباضي' يجيز‬
‫وجود امامين في وقت واحد ‪ 3‬فذلك جائز س على ما يبدو عندما يكونا‬
‫امامي ظهور ‪ ،‬أما امامة الدفاع ‪ ،‬فهي بجاجة الى التكاتف والتكتل‬
‫حول امام واخد ‪ :‬فضلا عن الرقعة الجغرافية التي لا تسمح بوجود امامين‬
‫(‪ )83‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ . 35‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪ ، 34‬الأزكسوي ‪ :‬كشف الغمة (خطوط)‬
‫ورقة ‪. 54‬‬
‫(‪ )93‬أبو زكرياء ‪ :‬ص ‪ 35‬ى البكري ‪:‬المغرب ‪ .‬ص ‪. 86‬‬
‫‏(‪ )٨‬لا تدخل امامة الصلاة في الأنواع الاربع للامامة عند الاباضية ث وقد سبق ذكرها وانما همي مرتبة دينية‬
‫علية ولا شك أردت من ذكرها تبيين درجة عبد الرحمن العلمية ‪ .‬اذ أن امامة ‪.‬الصلاة ‪ .‬لاا يتقدم اليها س الا من‬
‫تتوفر فيه شروطا معروفة ‪ .‬لا نشك في توفرها عند عبد الرحمن قبل غيره ‪ .‬ومما يدل على أن لامامة الضلاة‬
‫دورا ب ما حدث في صدر الاسلام من مبايعة أبي بكر الصديق بالخلافة بغد وفاة الرسول ت ث لانه استخلفه على‬
‫امامة الصلاة عندما أقمد به المرض وكان هذا حجة للذين بايعوه على الذين أنكروا خنلانته فيا بميد‬
‫واعتبروها غصبا ‪.‬‬
‫(‪ )04‬محمود اسماعيل ‪:‬الخوارج ىص ‪8 211‬واتنعالدكتور عوض خليفات نفس الفكرة عندما قال بأن عبد‪ ,‬الرحمن‬
‫‪ ..‬كان من قبل إمام دفاع فقط » ووضع الملة بين قوسين على غير عادته دون أن نعرف المقصوذ من ذلك `‪.‬‬
‫" نشأةالحركة الاباضية ص ‪. 861‬‬

‫‪-19 -‬۔‬
‫واحد ى لذلك أرى أن عبد الرحمن بن رستم ى ل يبايع بامامة‬ ‫وقت‬
‫‪ ,‬ي‬
‫الدفاع ء إنما كلن على أكبر تقدير ى اماما للصلاة لاغير ‪.‬‬
‫ومن الأسباب التي رشحت عبد الرحمن الى منصب الامامة ىكونه‬
‫غريبا ‏‪٧‬ليست له قبيلة تحميه إن غير أو بدل ‪..‬على حد تعبير المصادر‬
‫الاباضية اذ أنالقوم لما نظروا فين‪ :‬يولونه هذا المنصب الخطير ث وجدوا‬
‫على كل قبيلة منهم رأسا أو رأسين أو أكثر ىكلهم مؤهلون للامامة ‪.‬فخافوا‬
‫من النزاع القبلي أو حماية القبلية لابنها المرشح‪“٦١‬ا‏ اذا ما انحرف عن تعاليم‬
‫للذهب والدين عندئذ اجتمع رأيهم‪ .‬على تقديم عبد الرحمن ‪ ،‬فبايعوه بالامآمة‬
‫على كتاب الله وسنة رسوله علق ى وآثار الخلفاء ااراشدين“ا ى سنة‬
‫‪.‬‬ ‫‪0‬ه‪777/‬م‬

‫ج‪ .. ..‬الامام عبد الرحمن بن رستم < حياته ونسبه ‪:‬‬

‫لا تختلف المصادر التي بين أيديناة‪ 6‬على انتاء عبد الرحمن بن رستم الى‬
‫الفزس س حتى القديمة منهاا س مثل اليعقوبي المعاصر للدولة وابزائر لما‬
‫اذ يقول متحدثا عن تيهرت ‪ « :‬تغلب عليها قوم من الفرس يقال لهم بنو‬
‫عمد بن أفلح بن عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم الفارسي »(“)`‪ .‬الا‬
‫‪. 9‬‬ ‫(‪ )14‬اين الصغير ‪:‬س‪:‬يرة »ص‬

‫(‪ )24‬أبو زكرياء ‪:‬بير ى ص ‪ 35‬ءالدرجيني ‪:‬طبقات ‪ .‬ج‪. 1‬ص ‪. 24‬‬


‫(‪ )34‬محمد بن تاويت ‪:‬دولة الرسقيين أصحاب تاهرت {صحيفة معهد الدراسات الاسلامية ف مدريد ء م‪. 5‬‬
‫‪7‬ه‪7591/‬م ‪ .‬ص ‪ 501‬۔‪ . 601‬وانظر مقدمةالطبعة ‪:‬الثانية‬
‫(مه) ابن الصغير ‪:‬لا يذكر صراحة أن عبد الرحمن فارسي ‪.‬وأغا يقول انه ه لا قبيلة له يشرف بها ولا عشيرة‬
‫ن "ظر سيرة‘ ‪ .‬ص ‪ 9‬۔ ويذكر المسمودي في مروج الذهب ان سلالة عبد الرحمن بن رستم القي حكت "‬
‫أميه‬
‫تح‬
‫للغرب وعمرت الديار ث من الأشبان الذين تنوزع في تسبهم فنهم من يقول إهم منأهل أصبهان من ملوث فارس‬
‫الاولى ىومنهم‪ .‬من يرى أنهم من ملوك الاندلس اللذارقة ‪ .‬وأحدهم لد‪.‬ريق واللنعودي مع هذا الرأي الاخير ه‬
‫ب‪ .‬دار‬ ‫‪ . 1‬ط ‪4‬‬ ‫الجوهر ‪:7‬‬ ‫وممادن‬ ‫مروج الذنعب‬ ‫‪.‬أنظر ‪:‬‬ ‫الفرس‬ ‫من‬ ‫جمل الرستيبن‬ ‫كلامه أنه لا‬ ‫ويستشف من‬

‫الأندلس للطباعة والنشر ى بيروت ‪1041 .‬ه‪1891/‬م ‪ .‬ص ‪ 753 . 681‬۔‪. 853‬‬
‫ص ‪. 401‬‬
‫(‪ )54‬اليعقوبي ‪:‬البلدان ‏‪٠‬‬

‫‪29.-‬‬
‫أن الخلاف ى بين تلك المصادر الأولية } قائم حول أبيه فابن‪<٦‬خلدون(&)‏‬
‫يجعله ابن رستم قائد الفرس بالقادسية ‘ وهذا مستبعد جدا لان رستم‬
‫القادسية قتل سنة ‪41‬ه أو ‪51‬ه”‘ا ‪ 0‬بينا توفى عبد الرحمن سنة‬
‫‪17‬هث“ا ‪ .‬وبذلك يكون قد عمر أكثر من قرن ونصف ء وهو أمر‬
‫مستبعد فضلا ء عن أن المصاذر الاباضية ‪ 4‬خاصة لم تذكر مثل هذا العمر‬
‫الطويل لعبد الرحمن ص وهي الحزيصة المهتمة بحياة أممتها وتراجهم ‪ 0‬بل‬
‫تنسب تلك المصادر عبد الرحمن الى « رستم بن بهرام بن كسرى الملك‬
‫‪٠‬‬ ‫« (‪)49‬‬ ‫الفارسى‪‎‬‬

‫ويذكر ابن حزم الاندلسي" ‪ 2‬قي جهرته لانسأب العرب ‪ ،‬قطعة من‬
‫نسب الفرس فيقول « ببو رستم ‪ 4‬ملوك تيهرت ‪ ،‬من ولد جاماسب "‬
‫والملك جاماسب هو ابن فيروز بن يزد جرد بن بهرام جور ‪ ،‬وبذلك يوافق‬
‫ابن حزم الروايات الاباضية في جعله بني رستم من سلالة الملك الفارني ‪.‬‬
‫أما البكري( وابن عذارىةةا ى فيخبراننا أن بهرام » جد عبد‬
‫الرحمن س كان مولى للخليفة عثان بن عفان ‪ .‬وبهذا يمكن أن نلاحظ‪.‬أن‪,‬‬
‫عبد الرحمن عاش حياة عزبية س اذ كان جده مع عثان ‪ ،‬فلا يشك في أن‬
‫أباه تربى في بيئة عربية س وربما بالحجاز حيث الخليفة المذكور ‪ .‬وإذا‬
‫(‪ )64‬ابن خلدون ‪ :‬العبر ي ج‪ 6‬ث ص ‪. 522‬‬
‫‪. 023‬‬ ‫(‪ )74‬الطبري ‪ :‬تاريخ ‪ .‬ج‪ 3‬ي ص ‪ ، 465‬وأنظر كذلك المعودي ‪ :‬مروج الذهب ي ج‪ 2‬ى ص ‪913‬‬
‫‪ )84( .‬البازوني ‪ :‬الأزهار ى ج‪ . 2‬ص ‪ 001‬۔ ‪. . 101‬‬
‫(‪ )94‬أبو زكرياء ‪ . :‬سير‪ .‬ص‪ 53:‬س الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ 1‬ى ص ‪ 0 91‬وأنظر كذلك الشياخي يقول ه عبد‬
‫الرحمن بن رستم بن بهرام بن سام بن كسرى الملك الفارسي » ‪ 0‬سير ى ص ‪. 831‬‬
‫(‪ )05‬اين حزم علي بن سعيد ‪ :‬جمهرة انساب العرب ‘ تحقيق ليفي بروفنصال ى دار الممارف ث مصر ‪ ،‬القاهرة‬
‫‪84‬م ء ض ‪. 115‬‬
‫(‪ )15‬البكري ‪ :‬المغرب ى ص ‪ ، 76‬ويخطيء عندما يجعل عبد الرحمن ابنا لعبد الوهاب اذ يقول « عبد الرحمن بن‬
‫عبد الوهاب بن رستم بن بهرام وبهرام هنا مولى أمير المؤمنين عثان (ض) وهو بهرام بن ذو شرار بن سابور بن‬
‫بابكن بن سابور ذي الاكتاف الملك الفارسي » ‪.‬‬
‫(‪ )25‬ابن عذارى ‪ :‬البيان ى ج ‪ 1‬ى ص ‪. 691‬‬

‫‪_ 39‬‬
‫سايرنا الكتابات الاباضية في آن عبد الرحمن أصله من العراقةا أو أنه‬
‫ولد بالعراق“ة‪ 0‬ث فلا تكون عائلته انتقلت من الحجاز الى العراق } الا بعد‬
‫مقتل عثان بن عفان سنة ‪53‬ه ‪ ،‬على أكبر تقدير ‪ .‬وفي هذه الفترة يكون‬
‫رستم والد عبد الرحمن قد تزوج بأم عبد الرحمن التي ستلد له هذا الصبي ‏‪٠‬‬
‫ويحملانه صغيرا معهبا الى الحجاز ‪ ،‬بنية الحج ث حيث يتوفى الأب في موسم‬
‫)‬ ‫الحج تاركا يتيا وأرملة ‪.‬‬
‫ذريته ستلي‬ ‫أن‬ ‫ق‬ ‫عام مسبق‬ ‫له‬ ‫رستم <‬ ‫بأن‬ ‫<‬ ‫المصادر الاباضية‬ ‫وتقول‬

‫أرض المغرب ‪ ،‬فخزج من العراق س في اتجاه المغرب س لهذا الغرض الا أن‬
‫منيته اخترمته بالحجاز(ةةا ‪.‬‬
‫‪ .‬ولا شك أن هذا « العام المسبق » لا يعدو أن يكون قصة أسطؤرية لا‬
‫غير ‪ 2‬لذلك لا نجد الشماخي يذكرها ىبل يقول إن رستم خرج من العراق‬
‫الى مكة حاجا فتوفي هناك(“ةا ‪.‬وتتفق المصادر الاباضية كلها ‪،‬في أن أم‬
‫عبد الرحمن » لما توفي زوجها ‪ 3‬تزوجت حاجا مغربيا من القيروانةا ‪.‬‬
‫فأخذ الأم وابنها الى مدينته بالمغرب العربي(ة) ‪.‬‬
‫هنالك ‪ ،‬نشأ عبد الرحمن ‪ ،‬وترعرع وأخذ نصيبا من العلم ‪ ،‬فتربيته‬
‫ونشأته الاولى ‪ ،‬اذن س كانت بالقيروان ‪ ،‬المدينة العربية الاولى بالمغرب ولا‬
‫شك أن عبد الرحمن س وصل الى هذه المنطقة في أواخر القرن الاول المجري‬
‫وبداية الثانيةا ‪ 3‬اذ يروي الدرجيني اتصال ابن رستم ‪.‬وهو حدث ث‬
‫(‪ )35‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ى ص ‪ " 53‬يقول الشيخ أطفيش ‪ :‬ان عبد الرحمن ه أصله من عراق العرب ‏‪ ٠‬رسالة‬
‫‪.‬‬ ‫‪001‬‬ ‫موسعة ص‬

‫(‪ )45‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ ،‬ج ‪ 1‬ء ص ‪. 91‬‬


‫‪ .‬ج‪ 1‬ث‪1‬ص‪ 9‬۔ ‪. 02‬‬ ‫ات‬
‫ق‪:‬‬‫بيني‬
‫طدرج‬
‫(‪ )55‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪3.‬ص‪ 5‬ى ال‬
‫(‪ )65‬الثياخي ‪:‬سير ‪ .‬ص ‪. 321‬‬
‫(‪ )75‬الفريب أنتلك المصادر لا تشير الى اسم أم عبد الرحمن أو اسم الرجل الغربي الذي تزوجها‪.:‬‬
‫(‪ )85‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ىص ‪ 53‬يالدرجيني ‪:‬طبقات يج‪. 1‬ص ‪ 91‬۔‪8 02‬الشماخي ‪:‬سير ىص ‪..321‬‬
‫(‪ )95‬محمود اسماعيل ‪ :‬الخوارج ى ص ‪. 801‬‬

‫‪-‬۔‪-49‬‬
‫شاب بسلامة بن سعيد ‪ :‬الداعية الاباضي ‘ وتعلقه بتعاليه‪ .‬ويقول ‪ « :‬عن‬
‫الامام أفلح عن أبيه عبد الوهاب عن جده عبد الرحمن أنه قال ‪ :‬أول من‬
‫جاء يطلب مذهب الاباضية ونحن بقيروان افريقية سلامة بن سعد قال‬
‫قدم علينا مأنرض البصرة‪ ...‬فسمعت سلامة يقول وددت أن لو ظهر هذا‬
‫الأمر‪ ...‬يوما واحدا من أول النهار الى آخره ى فلا أسف على الحياة بعده ‪.‬‬
‫فقام غبد الرحمن مجتهدا في ذلك الأمر "ا وهكذا يكون عبد الرحمن في‬
‫القيروان عندما قدم اليها سلمة بن سعيد" في أواخر القرن الاول ‪ .‬وبداية‬
‫الثاني المجريين ‪.‬‬

‫وما كان عام ‪531‬ه ‪ ،‬انتقل عبد الرحمن ‪ ،‬كا سبق أن رأينا الى‬
‫البصرة حيث أبو عبيدة مسلم بن أبي كرية ‪ .0‬يدرس الفقه ‪:‬الاباضي ‪.‬‬
‫علره‬ ‫< كانت اساس‬ ‫خمس س ‪:‬نوات ) ‪(16‬‬ ‫هناك‬ ‫تام ‪ .‬وقضى‬ ‫كتان‬ ‫وتعالبه ق‬

‫‪.‬‬ ‫الامامة‬ ‫منصب‬ ‫سيرشح بسببها الى‬ ‫وفقهه الذي‬

‫هكذا ‪ ،‬نلاحظ أن عبد الرحمن ث وإن اتفقت كثير مانلمصادر على أنه‬
‫مأنصل فارسي ‪ 0‬كان عربي المولد والمنشأ والمربي والثقافة واللغة ‪:‬ولد‬
‫بأنعراق ‪ 3‬وتربى بالقيروان ‪ ،‬ثم عاد الى العراق فتعلم بالبصرة ‪..‬فلا شك أن‬
‫هذه العوامل كلها قد أثرت في حياته » فعاش عيشة عربية س ولد بالارض‬
‫العربية ‪ ،‬وتعلم فيها ‪ 4.‬كا أنه نشا بأول مدينة عربينة بنيت في‬
‫للغرب العربي ‪.‬‬
‫معجمه ‪.‬اللانساب‪:‬‬ ‫زامباور ‪ .‬ف‬ ‫المستشرق‬ ‫والجد بر بالذكر < أن‬

‫والاسرات الحاكمة في الاسلام ‪4.‬علق على نسب الرستميين الفارسي وقال بأنه‬
‫الحطنا‬ ‫الدكتور فخا ر ابراهيم ‪ /‬يرى أنه من‬ ‫أن‬ ‫خرافي » )‪5 (26‬‬ ‫« نسب‬

‫‪ 11‬۔ ‪. 21‬‬ ‫(‪ )06‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ 0 1‬ص‬


‫(‪ )16‬دبوز ‪ :‬تاريخ ‪ .‬ج ‪ . 3‬ص ‪ 981‬۔ ‪. 491‬‬
‫الماكة ف‬ ‫والاسرات‬ ‫الانناب‬ ‫معجم‬ ‫‪:‬‬ ‫زامباور‬ ‫‪)26( :‬‬
‫=‬ ‫بيك‪.‬‬ ‫حرد حسن‬ ‫‪ .‬ترجمة زي‬ ‫‪1‬‬ ‫‏‪ ٠‬ج‬ ‫التاريخ الاسلامي‬

‫‪59--‬‬
‫الفادح مسايرة من يدعي أن عبد الرحمن فارسي } فيقول « ‪ ....‬إني أبادر‬
‫الى القول بأنه من الخطورة بمكان س ان نساير هذا الاتجاه الذي يجعل أرومة‬
‫بني رستم في الساسانيين ‪ .‬ومالم يثبت لدينا بالادلة القطعية بأن عبد الرحمن‬
‫ابن رستم من أصل فارسي ‪ 4‬فلا يكن قبول هذه للدعوى ‘ ولو قبلناها على‬
‫علاتها ففؤسس الدولة الرستية (قد) أنشأ نشأة عربية وظهر في العراق مع‬
‫والديه قبل رحيله الى المغرب مع زوج أمه الي تزوجت حاجا مغربيا في‬
‫موسم الحج(ثا» ‪.‬‬

‫وهكذا يكون عبد الرحمن بن رستم ‪ ،‬بعد مبايعته بالامامة من طرف‬


‫اخوانه في المذهب أول امام ‪ .‬لاول دولة اسلامية ف المغرب الاوسط‬
‫( الجزائر ) عرفت في التاريخ بالدولة الرستية“ ‪ .‬وكانت دولة اباضية‬
‫تستظل بها جميع القبائل المعتنقة لهذا المذهب من المغربين الأدنى والأوسط ء‬
‫اضافة الى غيرها من المذاهب الداخلة ضمن حدودها ‪ .‬وتعتبر الدولة‬
‫الرستية أيضا ‪ .‬ثمرة جهود علاء المذهب الاباضي في المشرق والمغرب‬
‫وتتويجا لثورات الاباضية ضد الولاة الأمويين والعباسيين في‬
‫للغرب العربي ‪.‬‬
‫واستمرت الدولة في التطور والعمران س انطلاقا من عاصمتها تيهرت‬
‫حيث « شرعوا ( سكانها ) في العمارة والبناء واحياء وغرس البساتين واجراء‬
‫ا الأنهر واتخاذ الرحاء والمبتغلات وغير ذلك ‪ ،‬واتسعوا في البلد وتفسحوا فيه‬
‫وأتتهم الوفود والرفاق من كل الأمصار وأقاصي الأقطار »(ت©ا ‪.‬‬
‫= وأخرون ‪ .‬مطبعة جامعة فؤاد الاول ‪ .‬القاهرة ‪0731 .‬ه‪1591/‬م ‪ .‬ص ‪. . 001‬‬
‫ويقول ابن تاويت الطانجي بأن صحة هذا النسب لاتهم بقدر ما هم ان عبد الرحمن هذا اعتقد أو اعتقد الناس‬
‫على عهده أنه فارسي أنظر دولة الرستيين ‪ .‬صحيفة معهد الدراسات الاسلامية ‪ .‬م‪ . 5‬عدد ‪ .2 . 1‬ص ‪. 601‬‬
‫(‪ )36‬فخار ابراهيم ‪ :‬دور‪ .‬الرستميين ‪ .‬سبق ذكرها في مجلة الأصالة عدد ‪ 24‬۔ ‪ . 34‬ص ‪. 93‬‬
‫(‪4‬د‪ )6‬الكماك'‪ :‬موجز ‪ .‬ص ‪ 18‬۔ ‪. 38‬‬
‫(‪ )56‬ابن الصغير ‪ :‬سيرة ‪ .‬ص ‪ 21‬۔ ‪. 31‬‬

‫‪69-‬‬
‫‪-‬‬
‫وهكذا تنطلق الدولة الرستمية ‪ .‬انطلاقة قوية ‪ .‬تعبر عن متانة في‬
‫أركانها ء وقوة في تأسيسها ‪ ،‬وتستبر في الشموخ والرقي الحضاري ردحا من‪.‬‬
‫الزمن ‪ ،‬م تتداعى الى الول والضعف فالسقوط ‪ .‬وكانت حياتها السياسية‬
‫غنية بالاحداث ‪ ،‬ثرية بالوقائع ‪ .‬وهو ما سنعالجه في الفصول القادمة ‪.‬‬
‫بعد أن نحدد امتداد هذه الدولة ‪ .‬ونضبط حدودها بقدر المستطاع ‪ 0‬وبقدر‬
‫با توفر لدينا من نصوص‬

‫‪- 7-‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ :‬الفصل الثالث ه‬

‫حدود الدولة الرستمية‬

‫لم تعرف الدولة الرستمية حدودا ثابتة ‪ .‬ظاهرة المعال؛ خلال كل تاريخها‬
‫الطويل » مثلها في ذلك مثل سائر الدول والدويلات الاسلامية المغاضرة‬
‫لها ث اذ أن فكرة الحدود معناها الحالي ‪ ،‬لم تكن معروفة في تلك العصور ه‬
‫لذلك فان محاولة وضع حدود لهذه الدولة ء انما تكون من باب التقريب‬
‫تتضح الرقعة الجغرافية التي جرت فيها الأحداث السيانية‬
‫والثقافية لهذه الدولة ‪.‬‬ ‫والاقتصاد‬

‫وفي البداية ‪ .‬لابد من الاشاره الى‪ :‬أن الباحثين الذين تطرقوا الى هذه‬
‫النقطة ‪ .‬خرجوا بآراء متضاربة ‪ ،‬مختلفة اختلافا شديدا ‪ .‬فبينا يرى‬
‫الأستاذ عبد الله العروي" (طةالهةاه ندهه) حدود هذه الدولة‪ :‬لاتتعدى‬
‫مدينة تيهرت ‪ .‬وبالتالي فهو يعتبرها « دولة مدينة » ‪ 0‬بل ويوظف هذا‬
‫المصطلح في كتاب « تاريخ المغرب » ينظر اليها الاستاذ شيخ بكري‬
‫(طهلنح نعلعق) بأنها تضم تيهرت وبعض المناطق القريبة منها ‪ .‬ويقول بأن‬
‫هنذه الدولة مغلقة حدودها من جميع الجهات ‪ 8‬الا الجهة الصحراوية‬
‫ففتوحة ء ويستبعد أن تكون سلطة الرستميين قد بلفت جبل نفوسة باقليم‬
‫طرابلس الغرب ‪ ،‬في حين أن الباحث الفرنسي جيرارد دانجيل( فءی)‬
‫(اعءط ‪ ،‬لا ينفي دخول ذلك الجبل البعيدثا عن مركز الامامة الرستنية‪٠‬‏‬
‫)‬ ‫تحت سلطة الرستميين ص في فترة من الفتراث ‪:‬‬

‫م‬ ‫‪:‬خ‬ ‫)‪. 901-401, 611 (1‬م ‪,‬‬


‫ح ح‬ ‫‪:‬‬ ‫)‪, . 77, 18 (2‬‬
‫ع‬ ‫‪! :‬‬ ‫)‪!, . 17, 001 (3‬‬

‫(‪ )4‬يبتمد جبل نفوسة ىالواقع بالقرب من طرابلس الغرب بليبيا ‪3.‬عن تيهرت بحوالي ‪ 6 6‬د مرحلة ‪ .‬أنظر‬
‫الاصطخرى !‪ :‬المالك والمالك ص ‪. 73‬‬

‫‪- .‬۔‪-89‬۔‬
‫الى جانب هذه الاراء الثلاثة ‪ .‬هنالك رأي رابع يراه أغلب الباحثين‬
‫والملؤرخينا } مفاده أن الذولة الرستمية تضم المغرب الأوسط كله » ما عدا‬
‫تلمسان التابعة للادارسة غربا ى ومنطقة الزاب‪١‬ا‏ الي يسيطر عليها الأغالبة‬
‫شرقا ‪ ،‬ؤيدخل‪ :‬ضن الحدود الرستمية أيضا سجبل نفوسة س وكل المناطق‬
‫جنون طرابلس ثوجزيرة جربة س اضافة الى الجنوب التونسىأي بلاد‬
‫الجزيد ‪ .‬وهكذا فان هذه الدولة تكون قد تربعت غلى رقعة شاسمة من‬
‫للغرب العربي تحيظ بالدولة الاغلبية مانلقرب والشرق والجنوب"‬
‫۔ ويبدو أن هذا الرأي الأخير أقرب الى الصواب ‪ 0‬لأسباب عديدة تتضح‬
‫لناا عند مناقشتنا للآراء الثلاثةالاولى واستقرائنا للنصوص القديية‬
‫التي وصلتنا ‪.‬‬
‫ففي البنداية ‪ :‬لا يمكن تقبل فكرة « دولة المدينة الرستية » لأنها‬
‫متناقضة مع‪ -‬مأ بلفته هذه الدولة من اتساع ف الرقمة ى ورق ف الاقتصاد‬
‫والثقاقة ‪:‬وهى من جهة أخرى لا تساير الاحداث القائمة ‪ :‬آنذاك في‬
‫للغرب العربيثا الذي تشهد ساحاته ى اعتناق البربر للمذهب الاباضي‬
‫والصفر وبشكل‪ .‬واسع كا رأينا ذلك‬
‫(‪ )5‬د الحبيب الجنحاني ‪ :‬العلاقات السياسية والاقتصادية بين افريقية والغرب الأوسط فيا بين القرن الثاني‬
‫والخامس للهجرة ‪ .‬محاضرة رقم ‪، 64‬الملتقى الحادي عشر للفكر الاسلامي ث باتنة ء الجزائر ‪8791‬م ثص ‪. 5‬‬
‫‪ . 141‬فخار ابراهع ‪ :‬دور الرستميين ص الاصالة‪ .‬عدد ‪ 24‬۔ ‪ 34‬ى ص ‪0 14‬موريس‬ ‫محمود اسماعيل ‪:‬الخوارج ىص‬
‫لومبارد ا‪:‬لجغرافيا التاريخية ى سبق ذكره ‪ .‬ص ‪ . 382 ، 78‬الكعاك عثان ‪:‬موجز ى ص ‪ 981‬وأنظر كذلك ‪:‬‬
‫‪.:‬‬ ‫'‪1‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪, . 415‬‬
‫ح ‪. :‬ج ‪:‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪, . 424-324.‬‬
‫(‪ )6‬الزاب ‪:‬اقلم في بلاد الجزائر اليوم ‪.‬وأطلق على المنطقة التي حول مدينة بسكرة ‪ .‬جنوب مقاطعة قسنطينة ‪.‬‬
‫بالشرق الجزائري ‪.‬ومن مدنة قدييا ءطبنة ‪.‬طولقة ‪ 0‬تهودة وغيرها « ومن المعلوم أن هذه التنمية نفسها نجدها‬
‫في أالمراق « الزاب » قي شيال العراق » ونحن في هذا البحث تقصد زاب المغرب لاغير ‪.‬عن الزاب أنظر ‪:‬دائرة‬
‫للعارف الاسلامية ۔مادة « الزاب » ءج‪ 01‬ث ص ‪ 813‬۔‪. 123‬‬
‫(‪ )7‬الجنحاني ‪ :‬العلاقات السياسية ‪ .‬المحاضرة السالفة الذكر ى ص ‪. 5‬‬
‫(‪ )8‬يذكر ابن القوطية واليعقوبي أنطاعة بني العباسي ( ببا في ذلك الاغالبة ) لم تتجاوز طبنة ثقاعدة الزاب‬
‫‪ 4 14‬اليعقوبي ‪:‬‬ ‫‪ .4‬دار النشر للجامعيين ب‪ .‬بيروت ي ‪7591‬م ص‬ ‫‪ .‬أنظر تاريخ افتتاح ‪ 4‬أنيس الطباع‬ ‫وما حولها‬
‫البلدان ص‪ .‬ص ‪. 301‬ومأ يدل على أن الدولة الرستمية لم تكن دولة مدينة ‪.‬وانغا تهين ايضا حتى على القبائل =‬

‫‪-_ 99‬‬
‫وقد رة الدكتور الجنحانيا على ذلك الرأي واعتبر استعماله لمفهوم‬
‫« دولة المدينة » غير دقيق ‪.‬‬

‫والحقيقة ى أنه يكن اختصار الأراء الأربعة السابقة الذكر الى رأيين‬
‫فقط ‪ :‬الذين يرون أن حدود الرستميين لا تتعدى مدينة تيهرت أو تيهمرت‬
‫وأحوازها من جهة س ومن جهة أخرى الذين يوسعون سلطة الرستميين‬
‫بجيث تضم ما بين تلمسان غربا وطرابلس شرقا مع مة وجزر‬
‫بطبيعة الحال ‪.‬‬

‫وهكذا يكون رأي شيخ بكري مثل رأي سابقه عبد الله العروي } مع‬
‫شيء من الاختلاف طفيف”©") ‪ 2‬اذ أن بكري يرى سلطة الرستميين على‬
‫جبل نفوسة ‪ .‬وعلى اباضية المغرب العربي كله ‪ ،‬انا هي سلطة روحية‬
‫لاغير ء الدافع اليها وحدة المذهب ويبرر هذا بقوله ض ان سلطة الرستميين ص‬
‫اذا كانت قد بلفت جبل نفوسة ‪ ،‬فاماذا لم تصل الى بعض الزعامات القبلية‬

‫= البدوية الضاربة في الصحراء والشرق ‪ .‬ما قاله ابن الصغير من « أن ۔ قبائل مزاتة وسدراتة وغيرم كانوا‬
‫ينتجعون من أوطانهم التي مم بها من المغرب وغيرها في أشهر الرببع الى مدينة تاهرت واحوازها» ثم يضيف بأن‬
‫مقدمي تلك القبائل دخلوا مرة على الامام عبد الوهاب وسألوه تغيير بعض موظفيه ‪ .‬ابن الصغير ‪ :‬سيرة ‪.‬‬
‫ص ‪ 71‬۔ ‪. 81‬‬
‫إن هذا النص وحده يمكن أن نستنتج منه أن سلطة الرستميين كانت واسعة جدا بحيث أنه لا يمكن أن تدخل تلك‬
‫القبائل‪-‬على الامام وتسأله تغيير بعض موظفيه اذا لم تكن هي داخلة في طاعته ومبايعته له بالامامة هذا في عهد‬
‫قوة الدزلة وازدهارها اما في عهد الامام أبي حاتم حيث أن الدولة بدأت تدخل عصر شيخوختها ء فاننا رغم ذلك‬
‫نلاحظ أن تيهرت اكنظت بالسكان لمبايمة أبي حاتم بالامامة ث وبمد ذلك يقول ابن الصغير ه ثم أرسلوا الى‬
‫القبائل فبايعته » اذن هناك قبائل خارج تيهرت تابعة للامام الرسمي ‪ ،‬وهي بعيدة‪:‬عن الماصة تيهرت ‪ .‬اين‬
‫الصغير ‪ :‬سيرة ى ص ‪. 05‬‬
‫(‪ )9‬الجنحاني الحبيب ‪ :‬تاهرت عاصة الرستيين ه المهلة التونسية عدد ‪ 04‬۔ ‪ 34‬ى ص ‪9‬حمامش ‪ 0 51‬ويقع‬
‫العروي في تناقض عندما يقول « إن امراء سجلناسة لم يكونوا يحملون لقب امام ‪.‬و‪ .‬اءل قائلا هل هنا يعني‬
‫أن الامام الحقيقي والوحيد هو الذي يوجد في تيهرت ؟ مع الملم أن مدرار بن اليسع‪ .‬هو زوج أروى بنت غهبد‬
‫الرحمن بن رستم ‪ .‬أنظر ‪. 301 :‬م ‪,‬انعمه ‪ .:‬نناهتهآ وهذا الاحتال وارد ى فلمل الباحث سوف يتناوله‬
‫بالبحث والتدقيق في دراسة أخرى مستقلة ‪ .‬ان شاء الله ‪ .‬وانظر مقذمة الطبعة الثانية‬
‫(‪ )01‬يقول بكري بأن الرستيين اذا بلغوا فملا الى طرابلس ( جبل نفوسة ) فلا يكون ذلك الا في عهد الامام‬
‫ن‬ ‫‪:‬‬ ‫الثالث عبد الوهاب بن عبد الرحمن ( ‪171‬ه ۔ ‪802‬ه ) أنظر ‪, . 87-77, 18 :‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪-001-‬۔‬
‫لرابضة بجوار تيهرت ؟ ويعزو هذا الى غياب الجيش المنظم في الدولة‪.‬‬
‫لرستمية{""' ‪.‬‬
‫والسؤال المطروح هنا هو هل ينبغي للدولة أن يكون لها جيش منظم‬
‫ولا بد " تنتشر ف مناطق مختلفة ى حتى يثبت أن هذه المنطقة أو تلك‬
‫تابعة لهذه الدولة أو تلك ؟ وهل اذا كان رعايا دولة يعترفون بسلطة امام‬
‫تلك الدولة ‪ .‬وسلطته روحية وليست عسكرية ‪ ،‬لا يعتبرون تحت نفوذ‬
‫ذلك الامام ولا يدخلون ضمن حدود دولته ؟ أو بتعبير آخر بسيط ‪ :‬هل‬
‫أن بالسلطة العسكرية وحدها فقط تتحدد الحدود ‪ ،‬وغيرها غير معتبرة ؟‬
‫أظن أن الجواب على هذا السؤال نجده في أحداث الدولة وتاريخها وفي‬
‫اعتقاد الاباضية وآرائهم حول مسألة الامامة والمأمومين(ة!" ‪.‬‬
‫ان عبد الرحمن بن رستم ‪ ،‬لما أراد أن يؤسس دولته سنة ‪061‬ه‪777/‬م`‬
‫ويعلن امامة الظهور في المغرب س لم يقدم على هذا العمل الخطير الا بعد أن‬
‫)‪(11‬‬ ‫ز‬ ‫ت‪:‬‬ ‫‪, . 18-77.‬‬
‫)‪ (21‬بتول العالم الاباضي أبو يعقوب يوسف بن ابراهيم الوارجلاني ( ‪ 005‬ه ۔ ‪075‬ه ) في باب ما ينبغي لأمير‬
‫الؤمنين أينفعله ق أهل الخلاف ‪ :‬ه والذي ينبغي لأمير المؤمنين أنيستعمله بينه وبين أهل الخلاف أن يدعوم‬
‫الى ترك ما به ضلوا ىفان أجابوا اهتدوا وصاروا اخواننا ولهم مالنا وعليهم ما علينا‪ ....‬وان امتنعوا من ذلك ى‬
‫دعوناهم الى أن نجري عليهم حكم الله تعالى من دفع الحقوق والخضوع لواجب الاحكام ‪ .‬فان ‪:‬أطاعوا بذلك تركنام‬
‫على ما مم عليه ووجب لهم مانلحقوق والاحكام ما يجب لنا‪ ...‬ولهم حقوقهم من الفيء والغنائم والصدقات على‬
‫وجوهها ولهم علينا دفع الظلم عنهم كا يجب‪ ...‬ومن امتنع منهم مما وجب عليه مانلحقوق أدبناه بما يقمعه ونرده‬
‫الى سواء السبيل وإن جاوز ذلك سفكنا دمه وإستحللنا قتاله ‪.‬وان اعترفوا بطاعتنا وانفردوا ببلادهم ‪.‬وأجروا‬
‫فيها احكامهم تركناهم‪ ...‬ونستقضي عليهم منهم من يقوم بواجب الحقوق عليهم ولهم‪ ...‬ونأخذ منهم كل ما‬
‫يجب‪ ...‬من الحقوق ونردها في فقرائهم وذوي الحاجة منهم۔‪.‬ء وان حاربناهم‪ ...‬وهزمنام فانا لا نتبع مدبرا ولا‬
‫نجهز على جريح ‪ .‬وأموالهم مردودة عليهم الا ما كان لبيت المال فانا نجوزه على وجوهه‪ ...‬ء أنظر الدليل لأهل‬
‫العقول س ج‪ 3‬ث ص ‪ 35‬۔‪. 45‬ويروي لنا الثياخي عن رجل أنه قال لقبيلة زواغة لما هرب اليها ابن خلف بن‬
‫المح المنشق عن الامامة الرستمية في جبل نفوسةوأرا اد أنيستقل عن تيهرت اقتداء بأبيه وهذا قي أواخرأيام‬
‫الدولة الرستمية ‪ .‬قال الرجل «هل‪.‬لكم أن تتركوا روا وتتحصنوا بجزيرة جربة أو ترسلوا الى الامام بتيهرت‬
‫يخرجكم من عمالة نفوسة ويفرد لكم عاملا أو تدفعوا صاحبكم الى نفوسة » سير الشياخي ى ص ‪ .422‬ومن هذا‬
‫النص نستشف أن جزيرة جربة مازالت للرستميين وان سياسة‪.‬الرستميين مع مخالفيهم أو المنشقين عنهم هي أن‬
‫يعينوا لهم عاملا ويتركوهم شبه مستقلين ‪.‬وهذا ما كان موجودا ف المغرب الأوسط على أكبر تقدير في‬
‫عهد الرستميين ‪.‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬
‫تيقن من قوتث ‪ ،‬وقوة أتباعهة") ‪ .‬وذلك حتى لا يورطهم في حرب قد‪.‬‬
‫تقضى عليهم وتكون عواقبها عليهم وخية“"ا ‪ .‬ثم ان شيخ بكري يقر‬
‫للذولة الرستمية باشعاعها الروحي وسلطتها المذهبية ث وعدل ائمتها الذين‬
‫‪ .‬ويبدو‬ ‫< بسلوكهم وسيرهم المسنة (‪(51‬‬ ‫‪ .‬وغيرهم‬ ‫بهروا اخواجم في المذهب‬

‫لي أن هذه السلطة ى وفي تلك الأزمنة بالذات أقوى من سلطة السيف‬
‫والجيش ©") } اذ الولاء المذهى أو الديني بصفة عامة للامام يكون‪.‬في‬
‫مأمن ‪ 9‬ولا يحتاج الى قوة عسكرية تدعمه ‪ ،‬خاصة اذا علمنا أن الائمة‬
‫الرستيين لم يكونوا يستسيغفون اتباع السلطة العسكرية ص بل كانوا لا‬
‫يلجأون اليها الا عند الضرورة القصوى ‪ .:‬عندما يداهمهم الخطر”!" ‪.‬‬
‫والسلطة الروحية التي كان الرسقيون يهينون بها على جميع اخوانهم في‬
‫المذهب المنتشر في أغلب ارجاء المغرب العربي » هي سلطة ينظر اليهنا‬
‫الاباضية بعين الاعتبار ى ومن خرج عن حمناية الرستميين ى لا يكون الا‬
‫خارجا عن المذهب نفسه"ا س في حين أن المعلومات المتوفرة لدينا تؤكد‬
‫‏‪. 13٩4‬‬ ‫(‪ )31‬ابن الصغير ‪ :‬سيرة ‏‪ ٠‬ص ‪ 9‬‏‪ ٠‬أبو زكرياء ‪ :‬سيرة ‏‪ ٠‬ص‬
‫)‪ (14‬ربا هذا يفتر تأخير اعلان امامة الظهور بتيهرت الى سنة ‪061‬ه ي رغم أن المدينة قد بنيت فذ خمس‬
‫)‪(51‬‬ ‫ن‬ ‫‪ :‬ه‬ ‫‪, . 77-67.‬‬ ‫سنوات على الأقل ‪.‬‬
‫(‪ )61‬من الأدلة على‪ :‬قوة الرستميين ونفوذهم الروحي ‪ .‬والمادي أن فوندر هيدن يمزو اتباع الاغالبة ه اللدياسة‬
‫البحرية والاتجاه الى فتح صقلية ثم ايطالية الى أن الاغالبة لم يستطيعوا التقدم شرقا أو غربا أي أنهم لم يستطيعوا‬
‫اليطرة على برقة ومصر وبقية المغرب » د‪ .‬تقي الدين عارف الدورى ‪ :‬صقلية علاقاتها بدول البحر التوسط‬
‫الاسلامية من الفتح العربي حتى الغزو النورمندي ‪ .‬ص ‪ 43‬وأنظر أيضا شارل أندري جوليان ‪ :‬تاريخ افريقيا‬
‫البالية ‪ .‬ترجمة محد مزالي واخر س الدار التونسية للنشر ‪ .‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ث تونس ى الجزائر‬
‫‪ :‬ص ‪. 14‬‬ ‫‪1/‬ه‪879‬م‬
‫‪8‬‬
‫(‪ )71‬كثال لذلك فتنة خلف بن المح الذي أراد أن يتولى شؤون نفوسة بغير اذن الامام ‪ .‬فأمهلوه طويلا ‪ .‬ولما‬
‫‏‪.٠‬‬ ‫رأسه حاربوه‬ ‫ظهر أنه لا ير يد الا ركوب‬

‫وكذلك الحال بالنسبة لمدينة العباسية التي بناها الامير الأغلبي على مقربة من تيهرت ي هدمها أفلح فجأة وبقوة ‪.‬‬
‫أنظر أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ 38‬۔ ‪ . 98‬البلاذرى ‪ :‬فتوح البلدان ‪ .‬ص ‪. 632‬‬
‫(‪ )81‬ابن سلام ‪ :‬شرائع (مخطوط) في ورقة ‪ 92‬يذكر رسالة للامام عبد الوهاب بعثها الى أهل طرابلس يحثهم فيها‬

‫عصاه ‪ . .‬وأنظر كذلك رسالة لنفس الامام يمظ‪ .‬فيها النفوسيين فتنة خلف بن السمح الذي تذكره المصادر‬
‫الاباضية بام الخبيث ابن الطيب تبرأ منه ‪ .‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ج‪ 1‬س ص ‪ . 96‬الثياخي ‪ :‬سير ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ 081‬۔ ‪181‬‬ ‫ص‬

‫‪- -201‬‬
‫انتشار المذهب الخارجي ف المغرب كلها ‪ .‬لهذا يكون الاباضية كلهم‬
‫تابعين بصورة أو بأخرى للدولة الرستمية ‪ .‬ويكونون من رعاياها } لأنه‬
‫ليس في وسعهم أن يصوغوا حياتهم وحدهم في تلك الظروفة)‬
‫واذا سرنا مع اليعقوبي (ت ‪482‬ه) الذي زار المنطقة في أواخر أيام‬
‫الدولة الرستمية ث نتلمس مناطق الاباضية ى والقبائل الخاضعة لتيهرت ه‬
‫نجده يقول أن قبيلة مزاتة في سرت ‪ ،‬شرقي طرابلس كلها اباضية { وم‬
‫الغالبون عليها « ووراء ذلك بلد زويلة س مما يلي القبلة ى وهم قوم مسلمون‬
‫اباضية كلهم »"ةا ثم نتوجه غربا لنصل « أرض نفوسة وهم قوم عجم‬
‫الالسن ‪ ،‬اباضية كلهم { لهم رئيس يقال له الياس ‪ ،‬لا يخرجون عن‬
‫أمره‪ ....‬لا يؤدون خراجا الى سلطان ولا يعطون طاعة الا الى رئيس لهم‬
‫بتاهرت وهو رئيس الاباضية يقال له عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن‬
‫رستم »(‪22‬ا ‪ .‬تم نواصل المسير في الجنوب التونسي ‘ الذي لا يذكر اليعقوبي‬
‫عنه شيئا يهم موضوعنا ‪ .‬الا أن ابن حوقل (ت ‪763‬ه) يفيدنا في هذا‬
‫الخصوض ‘ ويقول « فأما أهل قسطيلية وقفصة ونفطة والحجامة وسماطة‬
‫وبشرى وأهل جبل نفوسة فشراة إِمًا اباضية‪ ....‬أو وهبية »(ة‪)2‬ا وهكذا‬
‫تكون هذه المنطقة امتدادا طبيعيا ‪ 0‬يضمن الصلة بين نفوسة وتيهرت ©‪2“٨‬ا‏ ‪.‬‬

‫(‪ )91‬ابن خلدون ‪ :‬العبر ‪ .‬ج‪ . 6‬ص ‪ . 342‬ولم تحكم الدولة الرستمية القبائل الاباضية فحبسب وانا أيضا غييها‬
‫حيث يثبت لنا نا للبكري أن الامام الرسمي كان ‏‪ ٠‬رأس الاباضية وامامهم وامام الصفرية والواصلية وكان يلم‬
‫عليه بالاخلافة " المغرب ‪ .‬ص ‪ (7‬۔ ويذكر الو ياني أن الامام عبد الوهاب جعل على أهل قنطرارة بالجنوب‬
‫التوني صلاة الجعة ‪ .‬ولم جعل عليهم القطع في الرقة لاهم ليوا اباضية بينا جعل ذلك على نفوسة ‪ .‬سي‪.‬‬
‫الوسيان ‪ .‬ورقة ‪. 83‬‬
‫(‪ )02‬د‪ .‬فخار ابراهيم ‪ :‬دور الرستميين ‪ .‬مجلة الاصالة ‪ .‬عدد ‪ 24‬۔ ‪ 34‬ص ‪. 14‬‬
‫‏‪. 8( _ ١7‬‬ ‫(‪ )12‬اليعقوبي ‪ :‬البلدان ‪ .‬ص‬
‫)‪ (22‬نفه ‪ .‬ص ‪ . 99‬يتفق اليعقوبي مع المصادر الاباضية في تمية العامل الرسمي على جبل نفوسة ‪ .‬وهو أبو‬
‫منصور الياس تولى شؤون الجبل منذ عهد الامام أفلح ‪ .‬وتوفي في عهد الامام أبي حاتم ( ‪182‬ه ۔ ‪492‬ه ) ‪.‬‬
‫انظر ابو زكز ياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ . 99‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪ . 48‬الباروني ‪ :‬مختصر‪ .‬ص ‪. 84‬‬
‫(‪ )32‬ابن حوقل ‪ :‬صورة ‪ .‬ص ‪ . 4‬والوهبية التي يذكرها اباضية لا غير أنظر ابن الصغير ‪ :‬سيرة ‪,.‬ص‪. 661‬‬
‫الرقيق ‪ :‬تاريخ ‪ .‬ص ‪ . 371‬عوض خليفات ‪ :‬النظم الاجتاعية ‪ .‬ص ‪ 711‬۔ ‪. 811‬‬
‫(‪ )42‬باجية صالح ‪ :‬الاباضية بالجر يد في العصور الاسلامية الاولى ‪ .‬دار بوسلامة ‪ .‬تونس ‪ . 2791‬ص ‪. 0\8‬‬

‫‪- 301 -‬‬


‫‪٠‬‬
‫‪٠‬‬

‫واذا تجاوزنا بلاد الزاب ‪ ،‬اقليم قسنطينة في شرق الجزائر حاليا التابع‬
‫للاغالبة ‪ .‬صرنا « الى قوم يقال لهم بنو برزال ‪ 4‬وم فخذ من بي دمر من‬
‫زناتة وهم شراة كلهم »(ثة) ‪.‬‬
‫شم ندخل المغرب الأوسط ‪ :‬بعد ذلك ‪ ،‬والذي يصوره لنا اليعقوبي‬
‫وكأنه منقسم الى زعامات قبلية ومذهبية مختلفةاة ‪ .‬فاذا وصلنا مدينة‬
‫تيهرت رأيناه يقول « والمدينة العظمى مدينة تاهرت جليلة المقدار ى‬
‫عظيية الأمر تسمى (عراق المغرب)‪ ...‬تغلب عليها قوم من الفرس يقال لهم‬
‫بنو محمد بن أفلح بن عبد الوهاب‪ ....‬فهم رؤساء اباضية المغرب ‪ .‬ويتصل ‪.‬‬
‫مدينة تاهرت بلد عظيم ينسب الى تاهرت في طاعة محمد بن أفلح »‪72‬ا ‪.‬‬

‫هكذا } اذا أخذنا ‪ ،‬بعين الاعتبار ‪ ،‬الفترة الزمنية التي كتب فيها‬
‫اليعقوبي كتابه ى أي في أواخر أيام الدولة الرسمية ى حيث كثرت الفتن ص‬

‫(‪ )52‬اليعقوبي ‪ :‬البلدان » ص ‪ 201‬۔ ‪. 301‬‬


‫(‪ )62‬يبدو أن تلك الزعامات القبلية والذهبية خاصة وإن الاكثرية منها علوية إنما هي في طاعة الامام الرسمي‬
‫بشكل أو بآخر ‪ .‬فكوها علوية النسب لا يعني أنها منفملة عن تيهرت وحكامها ‪ .‬بل المكس أصح ‪ .‬اذ روي لنا‬
‫اين الصغير التيهرتي س وهو المعاصر للدولة الرستية أن خطب الاباضية في تيهرت هي خطب أمير المؤمنين علي بن‬
‫أبي طالب ‪ .‬ثم ان اين الصغير الذي سجل معظم الفتن السياسية التي مرت بها تيهرت ى لم يذكر اطلاقا حركة‬
‫انفصالية للعلو يين ويرى الشيخ محمد علي دبوز أن أولئك العلويين انما اوتهم الدولة الرستمية عندما جد المياسيون‬
‫في مطاردهم ‪ ،‬وقتل زعمائهم ‪ .‬اكراما واعترافا لهم بمقامهم الرفيع ‪ .‬هنا فانني أرجح أن تكون تلك المناصب ‪.‬‬
‫والزعامات في طاعة الامام الري بتيهرت ‪ .‬وانما يجعل عليها عاملا من أنفهم يتولى حكهم من قبله ى أنظر ابن‬
‫الصفير ‪ :‬سير‪ .‬ص ‪ ، 95‬اليعقوي ‪ :‬البلدان ى ص ‪ 401‬۔ ‪ . 701‬دبوز‪ :‬تاريخ المغرب الكبير ‪ .4‬ج ‪« 3‬‬
‫ص ‪ 633‬۔ ‪ . 733‬الكماك ‪ :‬موجز‪ .‬ص ‪ 371‬۔ ‪ . 571‬وقارن با تقلناه عن أبي يعقوب يوسف الوأرجلاني ‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪.‬‬ ‫صل‬
‫فذا‬
‫لن ه‬
‫ام‬‫هامش رق ‪ 21‬ى ص ‪101‬‬
‫(‪ )72‬اليمقوي ‪ :‬البلدان ى ص ‪ 401‬۔ ‪ . 501‬وأنظر المقدسي الني جمل تيهرت من الامصار الكبيرة‪ ..‬وذكر عدة‬
‫مدن تنسب‬
‫اليها مثل وهران ‪ ،‬تنس ‪ ،‬شلف الخضراء ث ۔ وق ابراهيم ث منداس ؛ الفدير ‪ ،‬وغيرها كثير ‪ .‬أنظر‪.‬‬
‫أحسن التقاسيم ‪ .‬ص ‪ 812‬۔ ‪ . 912‬وأنظر الكماك ‪ :‬موجز‪ .‬ص ‪ . 271‬هذا من الجهة الغربية أما من الجهة "‬
‫الشرقية ‪ .‬فيذكر الدكتور محمود اسياعيل أن بعض الجغرافيين اختلط عليهم الامر ننسبوا بعض البلدان والكور‬
‫الرسمية كفدامس في صحراء ليبيا ‪ ،‬اليوم ث وتهودة في حدود الزاب ى وودان الى دولة الأغالبة أنظر الخوارج في‬
‫للغرب الاسلامي ى ص ‪. 141‬‬

‫‪- 401 -‬‬


‫لاحظنا أن جبل نفوسة "ة) ‪ ،‬رغم بعده عن مركز الدولة ث مازال مطيعا‬
‫للرستميين في حين أن الجنوب التونسي اقتطعه الاغالبة في تلك الفترة‪2‬ا ء‬
‫رغم بقاء أغلب سكانه اباضية”{ةا ‪ .‬وبعد اقليم الزاب الذي لم تتجاوزه‬
‫المسودة على حد تعبير اليعقوبي("ةي ‪ .‬يكون المجال مفتوحا للرستميين‬
‫والاباضية ‪.‬‬
‫هذه هي الحدود الشرقية س للدولة الرستمية بالتقريب س أما الحدود‬
‫الغربية ث فيثبت لنا نص لابن الصغير التيهرتي س تلك الحدود في عهد الامام‬
‫الثاني عبد الوهاب فيقول « حكى لي جماعة من الناس أنه قد بلفت سمته الى‬
‫أن حاصر طرابلس وملأ المغرب بأسره الى مدينة يقال لها تلسنان »©ا ‪.‬‬
‫ان هذا النص لمعاصضر الدولة ى وساكن عاصتها س لا يترك جالا للشك‬
‫في أن الائمة الأوائل س على الاقل ‪ ،‬كانوا يسيطرون على أكبر المناطق في‬
‫للغرب ‪ ،‬وهو من جهة أخرى يفسر قول اليعقوبي المذكور « فهم رؤساء‬
‫اباضية المغرب »(ةا ى بل ويفسر قول البكري بأن الامام الرستمي كان‬
‫« رأس الاباضية وامامهم ‪ ،‬وامام الصفرية والواصلية‪“»:‬م وهي المذاهب‬
‫الأكثر انتشارا آنذاك في المغرب العربي ‪.‬‬

‫(‪ )82‬مما يؤكد أنجبل نفوسة يدخل ضمن الدولة الرستية طواعية ‪.‬رغم بعده الشاسع عن تيهرت سما ذكره ابن‬
‫الصغير عن الامام أبي اليقظان ( ‪162‬ه ۔‪182‬ه )‪ .‬وقد عاصره ‪.‬اذ قال نة كانت تأتيهه ليولي عليهم أميرا من‬
‫أنفهم ‪.‬أنظر ابن الصفير ص ‪. 74‬‬
‫(‪ )92‬يذكر ليفكي ( نع¡«ع‪ ) 1‬المختص في تاريخ الاباضية ‪0‬أن نالاغالبة تغلبوا على نفزاوة ‪.‬وبلاد ‪.‬وبلاد الجريد‬
‫‪ .‬في الجنوب التونسي ‪4‬وأكتسحوا المنطقتين حوالي‪:‬سنة ‪482‬ه‪798/‬م ‪.‬تقلا عن محقق كتاب أبي را الجربي ‪:‬‬
‫مؤنس الاحبة ء ص ‪. 65‬‬
‫(‪ )03‬يذكر الدرجيني أن مدينة الحامة ببلاد الجريد ‪0‬اتقرضت منها الاباضية في عهد أبي عمرو عثان بن خليفة‬
‫الذي وضعه ضمن الطبقة الحادية عشر ( ‪005‬ه ۔ ‪055‬ه ) وذلك بسبب حادثة ذكرها ‪.‬أنظر طبقات ج‪. 2‬‬
‫ص ‪ 384‬۔‪. 484‬‬
‫(‪ )13‬اليعقوبي ‪:‬البلدان » ص ‪. 301‬‬
‫(‪ )23‬ابن الصفير ‪ :‬ص ‪. 72‬‬
‫(‪ )33‬اليعقوبي ‪ :‬البلدان ‏‪ ٠‬ص ‪5 501‬‬
‫(‪ )43‬البكري ‪ .:‬الغرب ‪ .‬ص ‪46‬‬

‫‪- 501 -‬‬


‫ةلودلا ةيمتسرلا‬ ‫اهنمو حضتت دودح‬ ‫نرقلا ثلاثلا يرجملا‬ ‫برغلا ف‬ ‫لودلا ةلقتملا دالبب‬
‫_‪,‬‬ ‫___‬

‫‪- 106.‬‬
‫لا‬
‫القن نع باتك جراوخلا يف بيغملا ‪,‬‬
‫`‬ ‫دز اد ‪:‬‬ ‫‪,‬‬
‫|)‬ ‫يمالسالا روتكدلل دومحم ليعامسا ص ‪369‬‬ ‫‪79‬‬
‫إ‬ ‫س‬ ‫‪--‬‬ ‫_‬ ‫لب‪...‬‬ ‫_‬ ‫ه‬ ‫‏‪١‬‬
‫ونستفيد من المصادر الاباضية ‪ ،‬أسماء بعض العيال فى الجهة الشرقية‬
‫للدولة ى مثل « سلام بن عمرو اللواتي عامل الامام عبد الوهاب على سرت‬
‫ونواحيها ‪ 0‬ومنهم ميال بن يوسف عامل الامام أفلح على نفزاوة‪ ...‬ومنهم‬
‫سلمة بن قطفنة عامل الامام عبد الوهاب على ثابس ونواحيها »(ة‘) }‬
‫« ومنهم سعد بن أبي يونس عامل الامام عبد الوهاب على قنطرار‪ ...‬ومنهم‬
‫أبو ذأربان بن وسيم الويغوى‪ ...‬وكان عاملا على جبل نفوسة »(‪6‬ةا وقيل‬
‫هذا يذكر الشماخي أن عبد الوهاب بن عبد الرحمن عندما غادر جبل‬
‫نفوسة راجعا الى تيهرت س أرسل « قطعان بن سامة الزواغي في جيش الى‬
‫قابس ‘ فحاصرها وكان خارج قابس مطبياطة وزنزفة ودمر({“ا وزواغة‬
‫وغيرها تحت ولايته ‪ 0‬وكذا جربة »”ةا وفي مكان آخر يذكر الشماخي (ثة!‬
‫أبا جمال المدوني عاملا على وارجلان وأريغ ‪.‬‬

‫وهكذا ‪ 2‬اذا اعتدنا على الرواية الاباضية س رأينا أن سلطة الدولة‬


‫الرستية وصلت الى سرت ى أقصى نقطة شرقية ف المغرب العربي ص والى‬
‫جربة في البحر المتوسط ‪ ،‬فوارجلان في الصحراء ‪ .‬والجدير بالذكر هنا ‪.‬‬
‫ا آن أيبا جمال المدوني المذكور يضعه الدرجيني ”ةا في الطبقة السابعة‬
‫(‪003‬ه‪053/‬ه) فرغم أنه جاء بعد سقوط الرستميين ة الا أنه يوحي أن‬
‫للائة بتيهرت عاملا لهم على وارجلانَ‪ ،‬وهو أمر غير مستبعد تماما ‪ .‬خاصة‬
‫اذا علمنا أن يعقوب بن أفلح بن عبد الوهاب قد هرب الى تلك المدينة ه‬
‫(‪ )53‬الثياخي ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ ، 302‬وأنظر الوسياني ‪ :‬سير (مخطوط) ورقة ‪111‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪ )63‬الثياخي ‪ :‬نفه ى ص ‪ 412‬۔ ‪ 2 512‬وأنظر أطفيش محمد بن يوسف رسالة الرد على العقبي ( ان لم تعرف‬
‫‪.‬‬ ‫‪ 4‬۔‪4‬‬
‫‪861‬‬
‫الاباضية ) » ص‬

‫‏(‪ )٨‬هذه كلها أسماء قبائل ‪ .‬ودمر إضافة إلى ذلك س جبل يتصل بجبل نفوسة شرقا ‪ ،‬وجبل الاوراس في الجزائر‬
‫‪ .‬ويذكر الدكتور عبد العزيز سالم أنه كان تابما للدولة الرستمية ‪ .‬أنظر المغرب الكبير العصر الاسلامي ى‬ ‫غربا‬
‫‪ .‬دار النهضة العربية ‪ .‬بيروت ‪ 0 1891 ،‬ص ‪. 555‬‬ ‫ج‪2‬‬
‫الشياخي ‪ :‬نفسه ‪ .‬ص ‪ 161‬ى وأنظر الباروني ‪ :‬الأزهار‪ .‬ج‪ 2‬ى ص ‪ 461‬۔ ‪. 561‬‬ ‫(‪)73‬‬
‫نفسه ى ص‪ 195.‬۔ ‪. 295‬‬ ‫(‪)83‬‬
‫(‪ )93‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ ،‬ج‪ . 2‬ص ‪. 543‬‬

‫‪- 701 -‬‬


‫لما هاجم أبو عبد الله الشيعي تيهرت سنة ‪692‬ه ‪ ،‬واستقبله‬
‫أهلها ‪ 0‬استقبالا مناسبا لمقامه الرفيع عنده ‏(‪. )“٦‬‬
‫وختاما س يمكن القول ‪ .‬ان الدولة الرستية » عرفت حدودا متوجة تمتد‬
‫أحيانا ‪ .‬وتتقلص أخرى ‪ .‬وهذا أمر مفهوم في مثل العصر الذي قامت فيه‬
‫هذه الدولة ى والبقعة التي قامت غليها ث وطبيعة التنظيم الاجتاعي للسكان‬
‫وم في غالبيتهم مانلقبائل البدوية ‪.‬وأما أقصى مة لها فهو ما بلغته‬
‫خاصة في عهد الائمة الثلاثةالأول ( ‪061‬ه ۔ ‪852‬ه ) اذ كانت الدولة‬
‫يحدها شرقا سرت ‪ ،‬والدولة الاغلبية ‪ .‬وغربا تلمسان ونهر الملوية { فا‬
‫سوى ذلك مانلصحراء والمغرب الاوسط ‪:.‬فهو داخل ضمن حدودها ‪.‬واما‬
‫فترة الجزر فكانت حدودها تاضملجزء الأكبر من المغرب الاوسط سى اضافة‬
‫الى جبل نفوسة الذي بقي " مخلصا في ولائه للأئمة الرستميين بتيهرت ‪.‬‬

‫والواقع أزانلرستميين س كما يقول الدكتور ابراهيم فخار ‪ ،‬كانوا يحكمون‬


‫من سرت الى زويلة‪ ،:‬الى جبل نفوسة س الى شط الجريد فالمغرب الأوسط‬
‫بكامله تقريبا بواسطة عمال لهم لا يمثلون الحكام بتيهرت ى وانما يمثلون‬
‫رعيتهم أمام أولئك الحكام ‪ .‬اذ أن تلك الرعية لم يكن في وسعها أن تصوغ‬
‫وحدها تاريخها « انما كانت‪ ....‬في أشد الحاجة الى من يفجر طاقاتها‬
‫ويوحد سلوكها‪ ....‬ومشاعرها ‪ 4‬ويحدد وجهتها فتلك } اذن هي المسؤولية‬
‫التاريخية الخطيرة التي وقعت على كاهل الرستميين في القديم(‪)٢‬‏ ‪.‬‬

‫في أن سلطة‬ ‫وليل مما يدتم رأينا ث وهو رأي أغلب المؤرخين‬
‫الرستميين كانت تمتد من المغرب الأدنى الى الاوسط ‪ ،‬باستثناء ى اقلم‬
‫طرابلس ى وافريقية الاغلبية ى والزاب ي وتلمسان ‪ ،‬هو أن معظم‬

‫(‪ )04‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ىص ‪ 421‬ىالدرجيني ‪:‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪0 501‬وأنظر لوفيسكي حيث يؤكد أن‬
‫لت ‪:1‬‬ ‫ع‬ ‫سلطة الرستميين وصلت حتى وارجلان ‪. 235.:‬م ‪,‬ٹع‪, 0‬‬
‫‪ )14( ....‬فخار ابراهم ‪ :‬دور ألرسقيين ‪4‬الأصالة عدد ‪ . 24/34‬ص ‪. 14‬‬

‫‪- -801‬‬
‫‪ -‬المؤرخين“ا القدامى س ان لم نقل كلهم } والذين أرخوا لسقوط دول المغرب‬
‫على يد أبي عبد الله الشيعي ى لا يذكرون سقوط أي ملك أو امارة في‬
‫الغرب الأوسط خاصة من تلك الامارات التي انفرد اليعقوبي(ة‪4‬ا بذكرها ‪.‬‬
‫واغا هي كلها تتفق في ذكر سقوط الأغالبة بالقيروان ورقادة س والرستميين‬
‫بتيهرت ‪ 0‬والادارسة بفاس ‪ ،‬والمدراريين بسجاماسة لاغير ‪.‬‬
‫هكذا س يظهر جليا امتداد الدولة الرستمية على رقعة شاسعة ى بجمث‪٠‬‏‬
‫كان الأئمة يهينون روحيا وسياسيا على رعاياهم من الاباضية خاصة ‪ .‬وعلى‬
‫تلك الرقعة الجغرفية الشاسعة ى جرت الأحداث السياسية الى نتحدث عنها‬
‫‏‪١‬‬ ‫في الفصل التالي ‪.‬‬

‫)‪ (42‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ 901‬۔ ‪ 8 411‬الدرجينى ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 1‬ص‪ 39:‬۔ ‪ 49‬ى ابن عذارى ‪ :‬البيان ‪3‬‬
‫ج‪ . 1‬ص ‪ 941‬۔ ‪ . 351‬ابن الأثير ‪ :‬الكامل ء ج ‪ . 8‬ص ‪ 04‬۔ ‪ 2 94‬المقريزي ‪ :‬تقي الدين أجد بن علي ‪:‬‬
‫اتعاظ الحنفا بأخبار الائمة الفاطميين الخلفاء ‪ .‬سبق ذكره ‪ .‬ص ‪ 18‬۔ ‪ 29‬ى وأنظر ابن خلدون ‪ :‬العبر ى ج‪. 4‬‬
‫ص ‪ 07‬۔ ‪. 67‬‬
‫(‪ )34‬اليعقوبي ‪ :‬البلدان ‪ .‬ص ‪ 401‬۔ ‪. 701‬‬

‫‪- 901 -‬‬


‫( الفصل الرابع »‬

‫الأوضاع السياسية العامة للدولة الرستمية‬


‫۔ ‪692‬ه‬ ‫‪0‬هھ‬
‫``‬

‫ميزت الأوضاع السياسية ‪ ،‬للدولة الرستية س بالنشاط والحيوية‬


‫والاستقرار والاضطراب في آن واحد ‪ .‬ويرجع الفضل في معرفة أوضاع ى‬
‫هذه الدولة ‪ 0‬السياسية الى المؤرخ التيهرتي ابن الصغير ث فضلا عن المصادر‬
‫الاباضية ث حيث أن القار لكتابه ‪ ،‬يتبادر الى ذهنه لأول وهلة س أن‬
‫صاحبه ألفه لذكر الاحداث والاضطرابات الى مرت بها الدولة الرستية‬
‫‪.‬‬ ‫عامة ومدينة تيهرت خاصة ‪.‬‬
‫ن عبد الرحمن بن رستم س لما بنى العاصمة ‪ 0‬وبويع بالامامة سنة‬
‫‪ 0‬ه ‪ 8‬قضى بذلك على الفوضى الضاربة أطنابها ف المغرب الأوسط‬
‫والأدنى ‪ 2‬وأنقذ البلاد من الثورات المتعاقبة(") س ثم إنه لم يدخر جهدا في‬
‫اظهار دولته بمظهر القوة والسلطان ‪2‬وانكب بذلك على تثبيت أركان هذه‬
‫الدولة ووضع دعائها ‪ .‬حتى يضين لما البقاء والاستمرار ‪ .‬وهذا لا يتحقق‬
‫الا ببعض الاحتياطات التي اتخذها عبد الرحمن وأصحابه ‪ .‬عندماا ب‬
‫عاصمتهم ى اذ جعلوا لها سورا(ا ‪ 0‬يقيهم هجيات أعدائهم ‪ 0‬وينطلقون منها‬
‫حكم البلاد شرقا وغربا ‪ .‬شيالا وجنوبا ‪.‬ولا شك أنالاهتام بالعاصة ‪.‬‬
‫اهتام بباقي أقاليم الدولة ‪.‬‬

‫(‪ )1‬توفيق المدني ‪ :‬مدخل ‪ 0‬مطبوعات الملتقى ‪ 11‬للفكر الاسلامي ‪ .‬ص ‪. 1‬‬
‫(‪)2‬االبكري ‪ :‬المغرب ‪ .‬ص ‪ 0 66‬ويذكر الباروني أنه شاهد جزها من هذا الور ينم عن متانة ومنمة وقوة ‪.‬‬
‫‪. 303‬‬ ‫‪ 8‬هامش ‪ 1‬ى ص‬ ‫الازهار ‪ .‬ج‪2‬ا‪,.‬ص‬

‫‪-011-‬۔‬
‫واستمرت الدولة في التطور والظهور س في ظل امامها الأول عبد الرحمن‬
‫الذي يقول عنه ابن الصغير ‪ « :‬لما ولي عبد الرحمن بن رستم ما ولي من‬
‫أمور الناس شمر مئزره س وأحسن سيرته » وجلس في مسجده للارملة‬
‫والضعيف ولا يخاف ف الله لومة لائم ‪ .‬فطار ذلك في أطراف الارض‬
‫مشارقها ومغاربها حتى اتصل ذلك (من) اخوانهم من أهل البصرة وغيرها ‪.‬‬
‫من البلدان‪ ....‬وقال بعضهم لبعض قد ظهر بالمغرب امام ملاه عدلا وسوف‬
‫وهكذا تكون سيرة عبد الرحمن عاملا‬ ‫يملك المشرق ولاه عدلا »ا‬
‫أساسيا في تعاطف اباضية المشرق معه ومساعدته على تخطى الصعاب الى‬
‫غالبا ما تحدث بعد تأسيس الدول مباشرة ‪ .‬لذلك نجد اباضية البصرة‬
‫وغيرها من البلدان ى يرسلون للدولة أموالا تقدر بثلاثة أحمال ‪ ،‬اتفق عبد‬
‫الرحمن ورعيته على تقسيها وجعل ثلث منها في الكراع وثلث يوزع على‬
‫الفقراء والضعفاء من الناسا ‪ .‬ويخبرنا ابن الصغير ‪ ،‬أن هذه الاموال لما‬
‫وزعت حسب الاتفاق « قوى الضعيف ‪ ،‬وانتعش الفقير (و) حسنت أحوالهم‬
‫وخافهم جميع من اتصل به خبرهم ‪ 4‬وأمنوا ممن كان يغزوهم من عدوهم‬
‫ورأوا أهم قادرون على غيرهم ومن كان يخافون أن يغزوهم » ا ‪..‬‬

‫هكذا ‪ 0‬يوضح لنا ابن الصغير جانبا هاما من حياة الدولة الرستمية‬
‫وهو جانب التأسيس والانطلاقة الاولى للدولة التي كثيرا ما تكون شاقة‬
‫محفوفة بالخاطر ‪ .‬ولا شك أن اباضية المشرق ‪ ،‬قد اطلعوا على هذا الجانب‬
‫فأسرعوا في تقديم مساعداتهم لاخوانهم في المذهب‪ . .‬وبذلك ساهموا في‬
‫(‪ )3‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪, 01‬‬
‫(‪ )4‬نفه ‪ .‬ص ‪ 21‬ي أبو زكرياء ‪ :‬سير ى ص ‪. 45‬‬
‫(‪ )5‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪. 21‬‬
‫(‪ )6‬يرى الدكتور محمود اسماعيل آن عبد الرحمن هو الذي طلب الماعدة من اباضية المشرق ليتقوى بها ‪ .‬خلافا لما‬
‫يذكره ابن الصغير وهو مستبعد لأن أموالا أخرى جاءت الى تيهرت من المشرق رفضها عبد الرحمن وأصحابه ‪.‬‬
‫أنظر محمود اسماعيل ‪ :‬الخوارج ‪ .‬ص ‪. 311‬‬

‫‪- 111 -‬۔‬


‫انتقال الدولة من طور النشوء والتأسيس والخوف ‘ الى طور النضج والقوة‬
‫والأمن والثقة بالنفس ‪.‬‬
‫ان الدولة الرستمية ص لما انتصب عودها ‘ انضوت تحت لوائها جميع‬
‫القبائل البربرية الضاربة داخل حدودها « في شكل إئتلاف شمل البربر وما‬
‫عداهم من العناصر الأخرى»”ا و‪.‬لا شك أن هذه الفترة س عرفت اعتناق‬
‫الكثيرين للمذهب الاباضي ‪ ،‬واعترافهم بالدولة الرستمية ‪ .‬ومبايعتهم لامامها‬
‫بتيهرت ‪ 0‬خاصة وأنها فترة هدوء الدولة واستقرارها وقوتها واستكمال بنائها‬
‫الاداري والعمراني ‪،‬على حد سواءث ‪ .‬ثمإنها فترة ازدهار حقيقية ى اذ‬
‫ير على الدولة اكثر منثلاث سنوات ‪ ،‬حتى جاءتها عشرة أحمال من‬
‫الاموال أرسلها اليها اباضية المشرق أيضا لتدعيها والمساهمة في بنائها«{ا ‪.‬‬
‫وكان اباضية المشرق‪ .‬ينظرون الى عبد الرحمن وعدله في المغرب بأنه « سوف‬
‫يملك المشرق ولاه عدلا »"ا وينظرون الى دولتهم المتطلعة للمستقبل ه‬
‫نظرة اكبار واعجاب ؤ وكانوا يترقبون اليوم الذي يقتحم فيبه امام المغرب‬
‫حدود المشرق ليعلن الخلافة الاسلامية الحقيقية‪ .‬بالمنظور الاباضئ"") ءفيلا‬
‫بذلك المشرق والمغرب عدلا ‪ 4‬الا أن عبد الرحمن ورعيته اعتذروا هذه المرة‬
‫من أخذ تلك الاموال(ة‪ )1‬تعففا ث ورأوا أنه لا يجوز لهم أخذها ‪ .‬لأن أهلها‬
‫في المشرق هم أحوج منهم اليها س حتى يقاوموا بها الفقر وجور الولاة ‪.‬‬
‫واعد عبد الرحمن في رد الاموال الى أصحابها ‪..‬على اكتفائه ‪ ،‬واقتناع‬
‫رعيته با توصل اليه من مستوى معيشي راق حيث أن المال كثر عند‬
‫(‪ )7‬محمود اسماعيل ‪ :‬الخوارج ى ص ‪. 311‬‬
‫(‪ )8‬ابن الصفير ى ص ‪ 31‬۔ ‪. 61‬‬
‫(‪ )9‬أبن الصغير ى ص ‪ 31‬ى أبو زكرياء ‪ :‬سير ى ص ‪. 45‬‬
‫(‪ )01‬ابن الصفير ى ص ‪. 01‬‬
‫(‪ )11‬الكماك ‪ :‬موجز ‪ .‬ص ‪. 981‬‬
‫` (‪ )21‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪ 41‬۔ ‪.51‬‬

‫‪- -211‬‬
‫الرعايا ى فبنوا القصور ‪ 0‬وغرسوا البساتين س وظهرت علامات الترف‬
‫على وجوههم ‪.‬‬
‫والحقيقة س أن رد عبد الرحمن لتلك الاموال س أكسبته ثقة لدى اباضية‬
‫المشرق وازدادوا تعظيا له ‪ .‬ووصل بهم الامر الى الرغبة « في امامته ورأوا‬
‫نها فرض عليهم »(" ‪.‬‬
‫ؤاذا كانت سياسة عبد الرحمن الداخلية هكذا س فان سياسته الخارجية ‪.‬‬
‫حاتم‬ ‫بن‬ ‫روح‬ ‫»‬ ‫افريقية‬ ‫صاحب‬ ‫وادع‬ ‫أذ‬ ‫والتسامح <‬ ‫اتسمت بالحكمة <‬

‫( ‪171‬ه ۔ ‪471‬ه ) سنة ‪171‬ه فوادعه(‪‘“4‬آا ى وامن شره } واتجه ببصره نحو‬
‫دولة بني مدرار الصفرية فربطها اليه بعقد المصاهرة } اذ قدم ابنته‬
‫أروى( لمدرار ابن الامام الصفري اليسع بن أبي القاسم سمكو بن واسولة‪10‬‬
‫وهكذا يكون عبد الرحمن ىقد هيأ لدولته كل " الاستقرار والديمومة‬
‫نظم ادارتها ‪ 0‬ورتب أجهزتها (‪ )61‬ع وأمن شر جيرانه الغربي والشرقي }‬
‫وبذلك لم يأت تاريخ وفاته سنة ‪171‬ه حتى كان قد ترك دولة ثابتة‬
‫الأركان ‪ ،‬قوية الجانب ‪ ،‬بامكانها أن تواصل النياة باطمئنان ‪.‬‬

‫ويشبه علي يحي معمر”") س عبد الرحمن الرسمي بعبد الرحمن الداخلى‬
‫الأموي في كثيز من الجوانب ‪ ،‬منها أن كليهما ينحدران من أسرة الملك في‬
‫المشرق ‪ ،‬فأسسا دولتين لهيا في المغرب } وتوفي عبد الرحمن بن رستم سنة‬
‫(‪ )31‬ابن الصغير ء ص ‪. 51‬‬
‫(‪ )41‬ابن خلدون ‪ :‬العبر ‪ .‬ج ‪ 6‬ث ص ‪. 822‬‬
‫(‪ )51‬نفنه ى ج‪ 6‬ث ص ‪. 862‬‬
‫(‪ )61‬لمزيد من المعلومات حول الادارة الرستمية أنظر الكماك ‪ :‬موجز ص ‪ 081‬۔ ‪ . 581‬وكذلك أنظر ‪. :‬‬
‫‪:‬ح‬ ‫‪!, . 47-656.‬‬ ‫‪! . :‬‬ ‫‪, . 331-401.‬‬

‫(٭) يذكر اين الخطيب خطأ اسم ابنة عبد الرحمن بنةرستم فيقول ان أسعها «هنوء ول‪ ,‬يقل بذلك غيره ممن‬
‫الدين ‪:‬اعمال الاعلام ( تاريخ للغرب العربي الوسيط ) تحقيق أحمد ختار‬ ‫ذكرها ‪.‬أنظر ابن الخطيب ل‬
‫‪ .‬ص ‪. 341‬‬ ‫المبادي ‪.‬محد ابراهم الكتاني دار الكتاب ‪ ,‬الدار البيضاء ‪4691.‬‬
‫(‪ )71‬علي يحيى معمر ‪:‬الاباضية في موكب التاريخ ‪2‬الحلقة الرابعة ‪ .‬ص ‪ 431‬۔‪. 731‬‬

‫‪- 311 -‬‬


‫‪ 1‬ه بينا توفي عبد الزحمن الداخل بعد ذلك بسنة فقط } بعد أن ترك‬
‫كل واحد منها دولته قوية عظية ‪ .‬ويرى معمر ‪ ،‬أن الفرق الوحيد بين‬
‫الأموي والرستى هو أن الاول احتفل به الكتاب ورسموا حوله هالة من‬
‫المد والعظمة والفخار‪ ،‬فى حين أن الثاني أمله التاريخ وحقد‬
‫عليه المؤرخون ‪.‬‬

‫ومجمل القول ‪ ،‬إن عبد الرحمن بن رستم ‪ 4‬استطاع ان يؤسس دولة تضم‬
‫سنة‬ ‫بجدودها < ولما مات‬ ‫بها ‪ .0‬ومحتمون‬ ‫المذهب < يستظلون‬ ‫اخوانه ف‬

‫‪1‬ه « ‪ ...‬لم ينقم عليه أحد في حكومة ولا في خصومة ى ولم يكن على‬
‫يديه افتراق الاباضية »ة" ‪.‬‬

‫وتذكر المصادر الاباضية س أن عبد الرحمن لما حضرته الوفاة ‪ .‬جعل‬


‫الامامة « شورى في سبعة نفر صنيع عمر بن الخطاب {"ا ‪ ،‬بينا لا يذكر‬
‫ابن الصغير شيئا من ذلك س بل يقول « وكان قد نشأ له ( لعبد الرحمن ) في‬
‫أيامه ولد يعرف بعبد الوهاب ‪ ،‬وكان محمود الأفعال ‪ ،‬وكان قادرا للقيام‬
‫بعده ‪ 0‬فلما انقضت أيامه صيرت الاباضية الامر اليه بعده ها الا أن‬
‫الباروني ينقل لنا نفس هذا النص حرفيا في أزهاره من ابن الصغير ولكن‬
‫بصيغة أخرئ علما بأنه اعد على مخطوط لديه ‪ ،‬والنص هو ‪ « :‬وكان قد‬
‫نشأ له في أيامه ولد يعرف بعبد الوهاب وكان محمود الافمال ‪ ،‬وكان قد‬
‫رشحه للقيام بمده فاما انقضت ايامه صيرت الاباضية اليه‬
‫الامر بعده »({‪)2‬‬
‫(‪ )81‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ 2 45‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪ 2 61‬الأزكوي ‪ :‬كشف الغمة (مخطوط) ورقة ‪. 54‬‬
‫(‪ )91‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ . 45‬الدرجيني ‪ :‬طبقات س ج‪ . 1‬ص ‪ . 64‬ويساير الدكتور عبد الجيد حاجيات‬
‫الرواية للذكورة ‪ .‬أنظر ‪ :‬مبدأ الشورى في نظام الحكم بالغرب المري خلال المصر الوسيط ۔ مجلة التاريخ ث‬
‫عدد ‪ 2 21‬المركز الوطني للدراسات التاريخية ‪ .‬الجزائر ‪ . 2891 .‬ص ‪. 29‬‬
‫(‪ )02‬ابن الصغير ‪ .‬ص ‪. 61‬‬
‫(‪ )12‬الباروني ‪ :‬الازهار ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪69‬‬

‫‪- .411‬‬
‫فالرواية الاباضية الي تقول بأن عبد الرحمن عين سبعة نفر ‪ ،‬وهم‬
‫مسعود الاندلسي وأبو قدامة يزيد بن فندين اليفرني ‪ ،‬وعمران بن مروان‬
‫الأندلسي ‪ 4‬وعبد الوهاب بن عبد الرحمن ى وأبو الموفق سمدوس بن عطية‬
‫وشكر بن صالح الكتامي ‪ 4‬وفصعب بن سدمان©ةا ‪ ،‬اقتداء بعمر بن ‪.‬‬
‫الخطاب يبدو أن فيها شيئا من المبالفة لان عمر بن الخطاب (ض) ‪ ،‬عندما‬
‫عين النفر الستة ى جعل ابنه مستشارا لا غير ى يحضر مجلس المرشحين }‬
‫ويبدي رأيه ولا يتولى من الأشر شيئا(ةثا ‪ .‬لذلك س فان صدقنا الرواية‬
‫الاباضية وسايرناها في تعيين عبد الرحمن لمجلس السبعة من بينهم ابنه عبد‬
‫الوهاب ‪ ،‬فاننا لا نصبدقها في‪ .‬دعواها أن ذللك أقتداءً بعمر بن‬
‫الخطاب (ض) س بل يتبادر الى الذهن أن ذلك المجلس ‘ وكأنه مجلس الحل‬
‫والعقد ‪ .‬كان لتعيين عبد الوهاب وتأمين وصوله الى الامامة س بعد أن‬
‫« رشحه (أبوه) للقيام بعده »“تا ء وبالتالي ى فان الشك يرق أيضا الى قصة‬
‫الاختيار(ة‪2‬ا ‪.‬‬

‫(‪ )22‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ 45‬۔ ‪ 55‬ي الدرجيني ‪ :‬طبقات ي ج‪ 0 1‬ص ‪ 8 64‬الشاخي ‪ :‬سير‪ .‬ص ‪. 451‬‬
‫الباروني ‪ :‬الأزهار ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪ 99‬ى ونشير الى أنه يوجد اختلاف بينها في المدد وضبط بعض الأسماء المذكورة ‪.‬‬
‫(‪ )32‬يذكر ابن قتيبة عن عمر بن الخطاب أنه قال « ويحضر ابني عبد الله مستشارا وليس له من الأمر شيء‪ ...‬ثم‬
‫قال ياعبد الله اياك ثم اياك لا تتلبس بها » أنظر الامامة والسياسة وهو المعروف بتاريخ الخلفاء ط‪ 2‬ث ج‪. 1‬‬
‫مطبعة الحلبي ‪ .‬مصر ي ‪7731‬ه‪7591/‬م ‪ ..‬ص ‪ 0 42‬ويروي اليعقوبي رواية أخرى عن عمر الني قال « أخرجت‬
‫سعيد بن زيد لقرابته منى فقيل في ابنه عبد الله بن عمر قال حسب آل الخطاب ما تحملوا منها س تاريخ‬
‫اليعقوبي ‪ .‬ج ‪ . 3‬دار صادر للطباعة والنشرا‪ ،‬بيروت ‪9731‬ه‪0691/‬م ى ص ‪ 0 061‬اذن ليس ما فعله عبد‬
‫الرحمن بن رستم يشبه تماما وفي كل تفاصيله ما فعله عمر بن الخطاب ‪ .‬ويذكر لواب ين سلام ‪ .‬إبعاد الخليفة عمر‬
‫لابنه وأهل بيته من الولاية ولكنه ينسب ذلك خطأ الى أبي بكر الصديق (ض) يعيد بعد صفحة واحدة فينسبه‬
‫اى عمر (ض) ‪ .‬أنظر شرائع الدين (مخطوط) ورقة ‪ 13‬۔ ‪. 33‬‬
‫(‪ )42‬ابن الصغير ‪ :‬بالصيغة التي أوردها الباروني في أزهاره ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪. 89‬‬
‫(‪ )52‬تقول قصة الاختيار أن العامة لما عرض عليها الاشخاص السبمة ‪ .‬مالت الى اثنين منهم فقط ‪ .‬وهما عبد‬
‫الوهاب بن عبد الرحمن ومسعود الأندلي ‪ .‬وفاز هذا الاخير بالاكثرية ‪ .‬ولما هبوا مبايعته ‪ .‬هرب واختفى تاركا‬
‫مكانه للذي يليه مباشرة في ميل الناس اليه وهو عبد الوهاب الني قبل البيمة ى وتولى الامامة ‪ .‬وكان مسمود‬
‫أول مبايع له س ثم بايعته العامة بعد ذلك بيعة عامة ‪ .‬أنظر أبو زكرياء ‪ :‬سيري ص ‪ 0 65‬الدرجيني ‪ :‬طبقا ‪. .-‬‬
‫ج‪ . 1‬ص ‪64‬۔‪.74‬‬

‫‪511 -‬۔‬
‫وان مما يؤيد هذا الشك ‪ 0‬حدوث فتنة ابن فندين ث بعد تولية عبد‬
‫الوهاب مباشرة ‪:‬وهي الفتنة التي طعنت في امامة عبد الرهاب ‪ 4‬وسمي‬
‫أنصارها نكارية ثة ‪.‬لانكارم تلك الامامة سمما يخيل الينا أنها كانت ضد‬
‫نظام الوراثة في الحكمةا ‪ .‬وهو النظام الذي رفضه الخوارج عامة ‪.‬‬
‫والاباضية خاصة ‪ .‬فالمبدأ المقرر عندهم أن الامامة شورى بين المسلمين‬
‫يتولاها أصلح المسامين لها ‪.‬ويبدو أنابن فندين وأصحابه ‪ ،‬عرفوا أن‬
‫تولية عبد الوهاب الامامة عواقب وخية أخطرها الاستمرار في وراثة‬
‫‪.‬وبالفعل لقد تولى امامة الدولة الرستمية ث منذ نشأتها الى سقوطها ء‬
‫‪ :‬عبد الرحمن وحفدته ولا يمكن أن نتفق مع بعض الكتابات ث‪ )2‬الحديثة‬
‫التي تريد أنتجعل نظام الحكم في الدولة الرسمية شوريا ‘لا يختلف عن‬
‫عهد الخلفاء الراشدين س رغم أن الذين تولوا الحكم في الدولة كلهم أبناء أسرة‬
‫واحدة ث ومن الذين يرون جذا الرأي ويتعصبون له ‪ 2‬الشيخ علي معمر‬
‫الذي يقول « يبدو أنأئمة الاباضية ف المغرب الاسلامىل جميعا ‪ 4‬ما عدا‬
‫اليقظان الذي تبرأ منه الاباضية ولم يعتبروه اماما ثقد وصلوا الى الحكم‬
‫بالاسلوب الذي ومل به الخلفاء الراشدون الى الحك‪ ...‬ولم يكن لولاية‬
‫العمد أي اعتبار أو نظر بل لم يكن لهم فيها أي تفكير ولا عنها أي‬
‫حديث‪2...‬ا ويتناقض الشيخ في مكان آخر ‪ 4‬عندما يتحدث عن الامام‬
‫أبي اليقظان ويقول « وبمندما حان أجله ‪ ،‬كان أكبر أولاده اليقظان في‬
‫الديار المقدسة‪....‬وكان ولده يوسف على رئاسة جيش يحرس قافلة تجارية‬

‫‪ )62( .‬أبو زكرياء ‪ :‬سيرى ص ‪ 85‬۔ ‪. 66‬‬


‫‪ (72‬محمود اسماعيل ‪ :‬الخوارج ى ص ‪ 711‬۔ ‪. 811‬‬
‫(‪ )82‬من الذين يرون أنالدولة الرستمية كانت شورية في امامتها ‪ 0‬الاستاذ مد علي دبوز ى اذ يفر سبب كون‬
‫أئمة الدولة كلهم منعائلة واحدة وهي الاسرة الرستية ى تفسيرا بعيدا عن الموضوعية ‪ .‬أقل ما يقال عنه أنه ء‬
‫يناقضه الواقع ‪ 0‬والنصوص الصريحة الاولية القي وصلتنا ‪ .‬ويطلق دبوز علن حكام الدولة الرستمية ى لقب‬
‫الجهوريين ‪0‬بينا يطلق على موام لقب الملكيين ‪.‬والصطلحان موزعان في جميع صفحات الكتاب تقريبا ‪.‬أنظر‬
‫‪ 2 081‬الجيلالي ‪:‬تاريخ‬ ‫دبوز ‪:‬تاريخ للغرب الكبير ‪ .‬ج ‪ . 3‬ص ‪ 725‬۔‪ 035‬يوراجع الكماك ‪:‬موجز ىص‬
‫الجزائر المام ج‪ . 1‬ص ‪..122‬‬
‫(‪ )92‬علي يحي معمر ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬الحلقة الرابعة ‪ .‬ص ‪. 65‬‬

‫‪- -611‬‬
‫كبرى‪ ...‬فتوفي الامام وأكبر أولاده غائبان »ا ‪ .‬فلماذا يبحث الشيخ عن‬
‫أولاد الامام س اذا كان الحكم غير وراثي ؟ انما هو بحث عن الوريث الشرعي‬
‫للامامة لا غير ‪ .‬فلم يكن الحكم في الدولة الرستية شوريا ‪ .‬بل لقد‬
‫« خالف الرستميون أهم ركن من مبادئهم الشورية ‪ ،‬ألا وهو شورية الامامة‬
‫وجعلوا هذه الاخيرة وراثية(ةا ‪ .‬كا يؤكد ذلك الاستاذ محمد الثمينى ‪.‬‬

‫مجمل القول حول هذه النقطة س أن نظام الحكم في الدولة الرسمية نظام‬
‫وراثي ‪ .‬كنظام الأموين والعباسيين بالمشرق ‪ ،‬أو الأغالبة والادارسة‬
‫بالمغرب ‪ .‬ويبقى العدل والاحسان ى وما التزم به الائمة الرسميون من‬
‫سائدة خلال كل‬ ‫مباديء الاباضية السبحة س وما تميزوا به من صفات ‪.‬‬
‫تاريخ الرستميين ‪ ،‬باتفاق المؤرخين كلهم تقريبا ‘ « فلو وجد لهم غيرها‬
‫لذكروه »(ةةا كا يقول الباروني ‪ .‬إن ابن فندين وأصحابه ‪ ،‬أو النكار ‪ ،‬كا‬
‫يعرفون في التاريخ الاباضي ‘ تجدوا الامام عبد الوهاب ‪ 0‬وخاضوا معركة‬
‫ضده فقضى عليهم قضاء مبرما ‪ ،‬ومحقهم س فنانزووا في كديتهم(“ا المعروفة‬

‫(‪ )03‬نقسه ي ج‪ . 4‬ص ‪. 77‬‬


‫(‪ )13‬محمد الميني ‪:‬مفهوم الشورى والديمقراطية في التاريخالعربي لدى الرستميين والججاعات الحلية بوادي ميزاب‬
‫بالجنوب الجزائري اعمال المؤتمر البرلماني العربي الثاني ىالجزائر من ‪ 8‬الى ‪ 21‬آذار ‪891٦‬م‏ ى ص ‪. 8‬المدني أحمد‬
‫توفيق ‪ :‬مدخل لدراسة ‪ .‬المحاضرة الابقة الذكر ى ص ‪ . 12‬ويبدوا أن ابن عذارى قد اعتمد على رواية نكاري أو‬
‫أراد التهكم اذ لا يذكر عبد الوهاب الا باسم عبد الوارث ربما لوارثته حكم أبيه ‪ .‬البيان ‪ .‬ج‪ 0 1‬ص ‪791‬‬
‫وغيرها ‪ .‬وأنظر كذلك محمود اساعيل ‪ :‬الخوارج ى ص ‪ . 202‬عبد الحميد سمد زغلول ‪ :‬المغرب المربي ث سبق‬
‫ه ‪ .:‬ج‬ ‫ذكره ‏‪ ٠‬ص ‪ . 401‬عوض خليفات ‪ :‬نشأة ‪ .‬ص ‪ . 55‬وأنظر كذلك ‪. :‬م ‪,‬زج‪, 0‬‬
‫‪ 6‬وومن الأدلة القاطعة على أن الاباضية‪ .‬في تيهرت كانوا يولون الائمة دون الرجوع الى مبدأ الشورى ما حكاه‬
‫ابن الصغير عن أحد علماء الاباضية الذي نادى ه بأعلى صوته ى الله سائلكم معاشر نفوسة اذا مات واحد جعلتم‬
‫مكانه آخر ‪ .‬ولم تجعلوا الامر للللمين‪ ،-‬وتردوه اليهم فيختارون من هو أتقى وأرضى ى عفا بأن ابن الصفير‬
‫يتحدث هنا عن امامة أبي بكر بن أفلح القريب العهد منها ‪.‬أنظر ابن الصغير سير ى ص ‪. 13‬‬
‫(‪ )23‬الباروني ‪:‬الأزهار ى ج‪ . 2‬ص ‪: 052‬‬
‫() الكدية هي الأرض الرتفمة ى أوالارتفاع من الأرض ‪.‬وهي أيضا صلابة تكون في الأرض ‪ ،‬لعل المقصود‬
‫چا ههنا المكان المرتفع في المدينة أنظر إبن منظور ‪:‬لسان العرب المحيط ي ج‪، 3‬اعداد يوسف خياط ونديم‬
‫مرعشلي ‪ .‬دار لسان العرب سيبيروت ‪ 0891،‬ث ص ‪. 232‬‬

‫‪-711-‬‬
‫باسنهم (‪ . )33‬ول نسمع لهم ذكرا بعد ذلك (‪)43‬‬

‫والحقيقة أن عبد الوهاب ه‪ ...‬ثان ملكا ضخيا س وسلطانا قاهرا‪ ...‬مد‬


‫اجتبع له‪ .‬من أمر الاباضية وغيرهم مالم يجبع للاباضية قبله ى ودان له مالم‬
‫يدن لغيره واجتمع له من الجيوش والحقدة مالم يجتمع لاحد قبله »(ةةا‬
‫‪.‬واستطاع بذلك أن يقضي على الواصلية ‪ ، 6‬الذين تكالبوا على الدولة } في‬
‫جرب ضروس ‪ %‬ولم يفلت منهم الا اليسير‪7‬ةا ‪.‬‬

‫وتروي المصادر الاباضية ى انتقال عبد الوهاب الى جبل نفوسة واقامته‬
‫به سبع سنوات ‪..‬وانا توجه الى تلك المنطقة ‪ 0‬بقصد أداء فريضة الحج ه‬
‫فأبي عليه أهل نفوسة ‪ ،‬وخافوا على امامهم من العباسيين ‪ ،‬واحتياظا‬
‫لوقوعه في قبضتهم ‪ .‬فبقى معهم تلك المدة الطويلة يلقي عليهم الدروس‬
‫والمواعظ وفي اثنائها حاصر طرابلس } ولكن لم يستطع دخولماة) ‪ 0‬فعقد‬
‫صلحا مع أبي العباس عبد الله بن ابراهيم بن الأغلب ص على أن تكون‬
‫‪ .‬وكان قد رغب‬ ‫المدينة والبحر للاغالبة ء وماكان خارجا عنهيا للامام‬

‫(‪ )33‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪. 02‬‬

‫(‪ )43‬أبو زكرياء ‪ :‬سيرى ص ‪ 85‬۔ ‪ ، 56‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ي ج‪ 0 2‬ص ‪ 84‬۔ ‪ . 65‬ويذكر ابن الصغير قصة‬
‫النكار بخلاف ما يذكرها الكتاب الاباضية ‪ .‬فربما هي حادثتان اختلطتا على ابن الصغير ى ولكن من المؤكد أن‬
‫الرواية الاباضية هي الأصح ى أنظر ابن الصغير ى ص ‪ 71‬۔ ‪. 02‬‬
‫|‬ ‫(‪ )53‬ابن الصغير ‪ :‬ص‪ 61‬۔ ‪. 71‬‬
‫(‪ )63‬الواصلية ‪ :‬من فرق المعتزلة رئيسها واصل بن عطاء (‪ 08‬۔ ‪171‬ه) يقول البكري بأن لدواصلية ممما قريبا‬
‫من تيهرت ‪ .‬كان عددم نحو ثلاثين ألفا في بيوت كبيوت الأعراب يحملونها ‪ .‬أنظر المغرب ث ص ‪. 76‬‬
‫(‪ )73‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ى ص ‪ 76‬۔‪ 37.‬ى الدرجيني ‪ :‬طبقات ي ج‪ . 1‬ص ‪ 75‬۔ ‪ . 26‬لا يذكر ابن الصغير حادثة‬
‫الواصلية ى التي سوف نرجع اليها بشيء من التفصيل في الباب الفكري ‪ ,‬اذ أنه جرت بين الجانبين مناظرات‬
‫كلامية قبل أن تحدث المعركة ‪ ..‬وانما يذكر ابن الصغير فتنة أخرى مرت بها الدولة الرستمية ث سببها التنافس على‬
‫‏‪ ١‬فتاة من قبيلة لواتة أراد رئيس هوارة التزوج بها فخاف عبد الوهاب المصاهرة بين القبيلتين الكبيرتين في المغرب‬
‫هوارة ولواتة ‪ .‬فأسرع وسبق الهوارى وتزوج بالفتاة ‪ .‬فثارت ثائرة الزعيم الموارى وقبيلته ‪ 0‬واستمد للقتال‬
‫ووقعت الحرب ى فكانت الدائرة فيها على هوارة ‪ .‬أ ظررابن الصغير ص ‪ 02‬۔ ‪. 32‬‬
‫(‪ )83‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ 67‬۔ ‪ . 77‬الدرجيني ‪ :‬طبممات ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪. 76‬‬
‫(‪ )93‬ابن خلدون ‪ :‬العبر ‪ .‬ج‪ . 6‬ص ‪ . 782‬اثياخي ‪ :‬سير ى ص ‪. 261‬‬

‫‪-811-‬‬
‫في موادعته روح بن حاتم صاحب افريقية“ا ‪ .‬وهذا دليل على القوة‬
‫والسلطان اللذين وصلتهيا الدولة الرستمية في شخص امامها عبد الوهاب ‪.‬‬
‫ولا شك أن ابن الصغير انما أراد أن يعبر عن هذه القوة عنبدما قال ه ثم‬
‫أشتد أمر عبد الواب وقوي علينه وانتقل من حال الامنامة الى‬
‫حال الملك »({“ا ‪.‬‬
‫ان المدة الطويلة القي قضاها عبد الوهاب ‘ في جبل نفوسة } تتركنا‬
‫نتساءل عمن قام مقامه بتيهرت ؟‬
‫إن أول مبا يتبادر الى الذهن ى أن أبنه أفلح كان خليفته س وولي‬
‫عهده ‪ .‬ومما يؤيد هذا ما يخبرنا به ابن الصغير من أن الامام عبد الوهاب‬
‫في احدى معاركه السالفة الذكر ‪ ،‬كان قد رشح ابنه للامانة‪ .‬وعقدها له »‬
‫لمأا‪.‬ظهر في تلك الحرب من بلاء حسنة ‪ .‬ويتهيأ لنا أن الامام عبد‬
‫الوهاب لم يغادر الماصة تيهرت نحو جبل نفوسة ‪ ،‬أقصى نقطة شرقية في‬
‫دولته ‪ ،‬الا بعد‪ .‬أن عين ابنه خليفة له ث بل يؤكد علي يحيى معمرأة“ا أن‬
‫الامام فعلا أناب عنه ابنه أفلح في رعاية الدولة لما قصد الشرق بنية الحج ‪.‬‬
‫وهكذا يكون عبد الوهاب } قد دعم نفوذ دولته الداخلي والخارجي اذ‬
‫بعد أن قضى على مناؤئيه ‪ ،‬ونصب ابنه خليفة له ‪ ،‬راح مطمئنا من‬
‫تيمرت باتجاه الشرق ‪ 0‬فقضى تلك المدة الطويلة في جبل نفوسة ‪ .‬ركز فيها‬
‫ارتباط الجانب الشرقي من الدولة بتيهرت ‪ 3‬حيث أنه بمد الصلح الذي‬
‫عقده مع الاغالبة حول طرابلس وضواحيها ‘ عين ولاة له على الجبل‬

‫‪. 14‬‬ ‫(‪ )04‬القيرواني الرقيق ‪ :‬تاريخ افريقية ‪ . 371 .‬ابن خلدون ‪ :‬المبر ى ج‪ . 4‬ص‬
‫(‪ )14‬ابن الصفير ‪ :‬سيرة ‪ .‬ص ‪. 02‬‬

‫َ (‪ )24‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪ . 22‬وهذه القصة أيضا من الادلة على أن الدولة الرستمية ث كانت لا تتبع طريقة الشورى‬
‫في الحكم ‪ .‬بعكس ما تدعيه بعض الكتابات الحديثة ‪ .‬وأنظر كذلك ‪ :‬الباروني اذ يقول بمد أن أنتهت المعركة‬
‫« أقبل على ابنه أفلح وقربه اليه ورشحه للامامة » الأزهار ى ج‪ 2‬ص ‪. 531‬‬
‫(‪ )34‬علي يحيى معمر ‪ :‬الاباضية ى الحلقة الرابعة ‪ .‬ص ‪" . 95‬‬

‫‪-911 -‬۔‬
‫وسرت والجنوب التونسي ‪ .‬وجزيرة جربة(“ا ‪ .‬ثم قفل راجعا نحو المغرب‬
‫الأوسط حيث عاصة دولته لكي يقضي فيها باق أيامه مطمئنا ‪ ،‬الا أنه في‬
‫أواخر أيامه تلك ‪0‬أصيب شرق البلاد بفتنة خلف بنالسمح“ا الذي أراد‬
‫أن يتولى ولاية نفوسة بعد وفاة أبيه س معتمدا في ذلك على نسبه ص دون‬
‫استشارة الامام أو قبوله ‪ .‬لما علم عبد الوهاب ببا حدث أرسل اليه والى من‬
‫شايمه ينصحهم ويأمرهم بالتعقل وعين من قبله أبا عبيدة عبد الحميذ‬
‫الجناوني خلفا للدمح الهالك ‪ .‬الا أن خلفا تمادى في عصيانه للامام وأراد أن‬
‫يقتطع الجزء الشرقي من البلاد ليكون إماما ظاهرا ‪ 0‬مستقلا عنه ‪ 0‬وادعى‬
‫في ذلك عدة ادعاءات(“ا حاول عبد الوهاب أن يستدرجه بالحكة‬
‫والموعظة ‪ 0‬فتارة بالرسائل وطورا بواسطة عامله الجديد س الى أن أدركته‬
‫منيته سنة ‪802‬ه”“ا } فتولى الامامة بعده ابنه أفلح ‪,‬‬

‫(‪ )44‬الثماخي ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪. 161‬‬


‫(‪ )54‬يطلق عليه الاباضية الخبيث ابن الطيب ي اذ أن والده هو المح عامل الامام عبد الوهاب على نفوسة ى‬
‫وهذا بدوره ابن أي الخطاب عبد الأعلى بن اللمح المعافري ‪ .‬أول امأم ظهور بالمغرب العربي الدرجيني ‪:‬‬
‫طبقات ‘ ج‪ . 1‬ص ‪ 07‬وغيره ‪.‬‬
‫(‪ )64‬أبو زكرياء ‪:‬سير ‪..‬ص ‪ 97‬۔‪. 18‬من ادعاعاته الني ترويا المصادر الاباضية ‪:‬الامامة لنفسه جوزها ووجد‬
‫لنفه اعذارا ۔ ولا نوافق الدكتور ممود اساعيل في تقديره أتنعاليم الاباضية ترجح رأي خلف وأصحابه لان من‬
‫عقائد الاباضية ألا يجتع سلطانان في سيرة واحدة ‪ .‬ومن فعل ذلك فقد خرق الاجماع ىأنظر ابن جميع ‪:‬مقدمة‬
‫التوحيد ى ص ‪ 351‬۔‪ 451‬م وقارن ببا قاله محمود اساعيل ‪:‬الخوارج ىص ‪ . 221‬ص ‪ 182‬هامش ‪ 593‬۔أما عن‬
‫الخلفية فانظر عوض خليفات ‪ :‬النظم الاجتاعية ‪ .‬ض ‪. 301‬‬
‫(‪ )74‬لا يتفق المؤرخون على سنةواحدة لوفاة عبد الوهاب ى ويبدو أن ابن عنارى مخطيء في تقذيره اذ يجملها‬
‫سنة ‪881‬ه ‪ .‬وكذلك الباروني الذي يرى أنها سنة ‪091‬ه بينا يبدو أن التازيخ الصحيح هو ما قاله جورج‬
‫مارسيه وزامباور ‪ .‬اذ جعلاه سنة ‪802‬ه وذلك لأن عبد الوهاب أوفد أبناءه الى الأندلس سنة ‪702‬ه ‪ .‬كا‬
‫يرويه بروفنصال تقلا عن ابن حيان " وعندما عادوا وجدوا أباهم قد هلك وما يدعم هذا التاريخ (‪802‬ه)‬
‫حدوث الحرب بين خلف وأتباع الامام أفلح في جبل نفوسة سنة ‪112‬ه علما بأن فتنة خلف بدأت في أواخر أيام‬
‫عبد الوهاب ى وقضى عليها أفلح بعد ترو وصبر دام سنوات كا يفهم من أحداث الروايات ‪ .‬لذلك فلا تستبعد أن‬
‫يكون أفلح قد أنتظر خلفا وأشياعه ثلاث سنين ى يعظم‪ ,‬ويحثهم على الطاعة ‪ .‬فلا تبين له غيهم وتمادجم في'‬
‫القرد ‪ .‬حارم بعامله أبي عبيدة سنة ‪112‬ه ‪.‬وبذلك يكون عبد الوهاب قد عمر في الامامة ‪ 73‬سنةتقريبا ‪.‬‬
‫وهنا ليس ببستبمد انا علنا أزن الشيخ أطفيش يجمل امامة عبد الوهاب ‪ 06‬سنة ‪.‬أنظر'ابن عذارى ‪:‬البيان ‪.‬‬
‫‪ .‬ج‬ ‫‪:‬ب‬ ‫ج‪ . 2‬ص ‪ 7910‬الباروني ‪:‬الأزفار ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪ 361‬وأنظر ‪:‬عل ع‬
‫عمهم"! وراجع كذلك ‪ :‬ابن تاويت ‪= :‬‬ ‫‪ .1,‬اس‬ ‫‪,‬‬ ‫‪!, 5091, . 542-442.‬‬

‫‪021-‬۔ ‪.‬‬
‫لقد اتبع الامام الشالث ى أفلح ث سياسة أبيه القوية والحكية مع‬
‫مناوئيه وخاصة‪ .‬منهم خلف ‪ .‬فلما تبين له أنه متاد في عصيانه س حاربه‬
‫بالسيف ‪ ،‬وقطع شأفته ‪ 0‬وشتت شمله ‪ ،‬وعاد من كان مغترا } على حد‬
‫تعبير المصادر الاباضية باتباعه الى أبي عبيدة عبد الحميد الجناوني تائبا ‪ .‬فل‬
‫' تقم له قائمة بعد ذلك الى أن قضى نحبه ‪ .‬إلا أن ابنه ثار في عهد الامام أبي‬
‫حاتم ( ‪182‬ه ۔ ‪492‬ه ) سائرا على مبادئ أبيه ‪ ،‬فقبض عليه ‪ ،‬وسجن ‪.‬‬
‫ويقال إنه تاب بعد ذلك وعاد الى جماعة الاباضية الوهبية (ن‪. )4‬‬

‫شم أن أفلح ‪ ،‬واجه في عهده حركة نفاث بن نصر النفوسي ‪ ،‬ولم تكن‬
‫هذه الحركة عسكرية ‪ ،‬ولا سياسية ‪ 2‬بقدر ما هي سلمية ثقافية اذ تصور‬
‫لنا المصادر الاباضية حب نفاث للزعامة التي لم يحظ بها ع لذللك أراذ أن‬
‫يؤلب الناس على الامام أفلح بآرائه في الامامة ‪ .‬ولم يحدث نفاث أكثر من‬
‫ذلك شيئا({‪١‬ا‏ ‪.‬‬
‫ويعتبر عصر أفلح بن عبد الوهاب ‪ ،‬عصر قوة وعزة وفترة ازدهار‬
‫الدولة وشبابها ‪ .‬وهي في الحقيقة استبرار حتمي لما كانت عليه في عهد أبيه‬
‫وجده وانما قام أفلح بتدعيم أركان الدولة ‪ .‬وبث نفوذه السياسي بالحكة‬
‫والحيلة تارة ‪ .‬وبالقوة والشدة طورا ‪ .‬ومن أعماله التي سجلها ابن الصغير‬
‫ميله الى بعض القبائل دون الاخرى ‘ ودس بذور الخلاف والفرقة بينها‬
‫مخافة اجتاعها علينه"ةا ‪ .‬ويقول الكماك أن تلك الخطة هي عين التوازن ‪,‬‬

‫= دولة الرستميين » الصحيفة المذكورة ‪ .‬م‪ . 5‬عدد ‪ . 12‬ص ‪ . 611‬هامش ‪ ، 3‬أبوزكرياء ‪ :‬سير‪ .‬ص ‪. 88‬‬
‫أطفيش ‪ :‬رسالة موسمة ى ص ‪ . 601‬جورج مارسيه ‪ :‬دائرة اللمارف الاسلامية ‪ .‬مادة ه بنو رستم » ج‪. 01‬‬
‫‪ 6. : 21‬كنةعة زامباور ‪ :‬معجم الاناب والاسرات‬ ‫ع‬ ‫[‬ ‫‪!,‬‬ ‫ص ‪. 24 . 939‬م ‪»,‬‬
‫‪ .‬الحاكمة ى ه إ ‪ 001‬۔ ‪. 101‬‬
‫(‪ )84‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ 88‬۔ ‪ 001 . 98‬۔ ‪ 2 101‬الباروني ‪ :‬الأزهار ى ج‪ 2‬ى ص ‪ 772‬۔ ‪. 972‬‬
‫(‪ )94‬حركة نفاث ‪ 2‬تعتبر حركة فكرية أكثر منها سياسية ‪ .‬لذلك سنتناولها في الباب الفكري ‪.‬‬
‫(‪ )05‬الحقيقة أن ابن الصغير يروي هذه القصة عن أفلح ينوع من الشك ظاهر في حديثه \ أنظر ابن الصغير ‪:‬‬
‫ص ‪ 72‬۔ ‪. 54‬‬

‫‪- 121‬‬
‫الذي به تتكافأ السياسة البربرية( ‪ .‬فأمن شرغما واستلقى على ظهره ‪ ،‬كا‬
‫يقول ابن الصغير س مطمئنا لاشيء يكدر له صفو حياته ‪ .‬وأقام في امامته‬
‫خمسين عاما{ةا حتى ه شمخ في ملكه ‪ 2‬وابتنى ‪:‬القصور واتخذ بابا من‬
‫حديد ‪ ،‬وبنى الجفان وأطعم فيها »ا ‪ .‬والحقيقة أن الرعية كلها س با في‬
‫ذلك القبائل‪.‬البدوية نالها الترف والرخاء ‪ .‬وعظم أمرها وأمر امامها ‪.‬‬
‫ومما يدل على عنصر القوة والشباب في عهد الامام أفلح أنه لما بنى‬
‫الاغالبة مدينة لهم بالقرب من تيهرت سنة ‪932‬ه ‪ ،‬وأطلقوا عليها اسم‬
‫« العباسية » س دمرها أفلح تدميرا كاملا ‪ .‬وأخبر بذلك أمراء بني أمية‬
‫بالأندلس ‪ ،‬فما كان من هؤلاء ‪ .‬الا أن أرسلوا اليه هدية مينة تقدر بمائة‬
‫ألف دره ‪4‬ة! ‪ 4‬تقديرا لعمله ‪.‬‬

‫بقوته‬ ‫الدولة لابنه أبي بكر < قوية‬ ‫‪ .‬ترك‬ ‫‪ 852‬ه‬ ‫ولما توفي أفلح سنة‬

‫وحسن سياسته ‪ 0‬وهي بحاجة الن من يواصل تلك السياسة ‪ .‬الا أن نظام‬
‫الوراثة في الدولة الاباضية ث أهلكها ‪ .‬وقضى على قوتها س وأورثها من بعد‬
‫)‬ ‫عزها ضعفا ‪.‬‬

‫ويعتبر عهد الامام أبي بكر ‪ 2‬البداية الاولى لذلك الضعف س لأنه لم‬
‫كا ن أبوه أ و‬ ‫‪ .‬مثلما‬ ‫‏‪ ١‬لقبائل المختلفة ‪ 2‬و يتحكم فيها بقوة‬ ‫أن ةيسوس‬ ‫يستطع‬

‫ابن‬ ‫& التي بروي‬ ‫ابن عرفة (‪)55‬‬ ‫فتنة‬ ‫بكر‬ ‫أبي‬ ‫ميز عهد‬ ‫جده ‪.‬وأبرز ما‬

‫(‪ )15‬الكماك ‪ :‬موجز ى ص ‪. 091‬‬


‫(‪ )25‬يذكر أبو زكرياء والوسياني وغيرهما أن امامة أفلح كانت ستين سنة ‪ .‬أما الدرجيني فيجعلها تمة وأربعين‬
‫سنة ‪ .‬وهي محتلة جدا خاصة وأنها قريبة من رواية ابن الصغير ‪ .‬أنظر ابن الضغير ‪ :‬ص ‪ . 62‬أبو زكرياء ‪:‬‬
‫سير ‪ .‬ص ‪ 8 69‬الوسياني ‪ :‬سير (مخطوط) ورقة ‪ . 93‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ى ج‪ 2‬ث ص ‪. 023‬‬
‫(‪ )35‬ابن الصفير ى ص ‪. 62‬‬
‫(‪ )45‬البلاذري ‪ :‬فتوح البلدان ى ص ‪ 2 632‬ابن خلدون ‪ :‬المعبر ‪ .‬ج‪ . 4‬ص ‪. 924‬‬
‫(‪ )55‬لا تذكر المصادر الاباضية القديمة ‪ .‬عهد الامام أبي بكر مثل باق الامة ‪ .‬بل لقد ترك الشماخى في سيره‬
‫بياضا يشمل ثلني الصفحة عندما أراد التحدث عن هنا الامام وربما السبب في ذلك هو ضعفه السياسي وقلة‬
‫حنكته ‪ .‬أنظر الشماخي ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ 022‬ى الباروني عبد الله ‪ :‬سلم العامة والمبتدئين ‪ :‬سبق ذكره ‪ .‬صن ‪. 41‬‬

‫‪- 221 -‬‬


‫الصغير تفاصيلها ى ويذكر أن محمد بن عرفة كان رجلا ذا نفوذ واسع ء‬
‫‪ 5 .‬أن‬ ‫بكر بنتا أو أختا لابن عرفة‬ ‫أب‬ ‫وثروة طائلة وكانت زوجة ‏‪ ١‬لامام‬

‫أخت الامام س كانت زوجة لابن عرفة مما زادت هذه المصاهرة في نفوذه‬
‫فكان « اذا ركب من داره يريد أبا بكر ث مشى بين يديه ومن خلفه ومن‬
‫يمينه ومن يساره أمم من الأمم () واستمر في هذه الشعبية حتى « كانت‬
‫الامارة بالاسم لأبي بكروبالحقيقة لمحمد بن عرفة‪7‬ة‪ . 0‬ولما عاد‪ .‬أبو اليقظان‬
‫بن أفلح من المشرقا ‪ .‬ووجد أخاه اماما ‪ ،‬كلفه‪-‬هذا الاخير بمهام في‬
‫تيمرت وأحوازها ‪ .‬فقام بها أحسن قيسام ولم « يئع امارة ولا نازع‬
‫فيها أخاهةا ‪.‬‬
‫ويصور لنا ابن الصغير ى غفلة الامام أبي بكر عما يدور حوله ى خاصة‬
‫من جانب صهره ‘ ونفوذه الذي يزداد كل يوم بشيء من السذاجة ‪.‬‬
‫ويقول بأن الامام نبه الى هذا نبهته خاشيته ‪ ،‬ففتح ثقبا في قصره‬
‫يراقب منه مجيء ابن عرفة وذهابه } وكأنه لا يكفيه سهاع ضجيج الجهور ‪.‬‬
‫ولما تأكد من نفوذه الواسع أوجس في نفسه منه خيفة ‪ ،‬وحرضه أخوه أبو‬
‫اليقظان خاصة وبطانته عامة على قتل الرجل ‪ ،‬وانهاء أبهته وكبريائه ‪.‬‬
‫(‪ )65‬ابن الصفير ‪ :‬ص ‪ 13‬۔ ‪. 23‬‬
‫(‪ )75‬نفسه ى ص ‪ 13‬۔ ‪. 23‬‬
‫(‪ )85‬سجن أبو اليقظان في بغداد ‪ .‬اذ قبض عليه العباسيون ف الحج ووافق سجنه أخا للخليفة ‪ .‬لا تذكر المصادر‬
‫‪ .‬اسمه ء يبدو أنه هو المعتد س اذ يروى السيوطي في تاريخ الخلفاء أن المعتد كان محبوسا عندما قتل المتدى سنة‬
‫‪ .‬وأخرج من سجنه ‪ .‬وبويع بالخلافة ‪ .‬لهذا فان الممتد أطلق سراح أبي اليقظان بمد أن كسب صحبته في‬ ‫‪6‬‬
‫سجنهيا ‪ .‬ربما كان ذلك في سنوات ‪ 752‬۔ ‪852‬ه اذ لم يصل أبو اليقظان الى تيهرت الا في الوقت الني وجد فيه‬
‫أباه قد توفي ( توقي أفلح سنة ‪852‬ه ) وأخاه أبا بكر اماما ‪ .‬أنظر اين الصغير ‪ :‬مي»‪ . 82‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪.‬‬
‫__‬

‫ج‪1‬ص ‪ 538‬ى السيوطي جلال الدين ‪ :‬تاريخ الخلفاء ‪ .‬تحقيق محمد محبي الدين الحميد ط‪ . 2‬مطبمة المادة ‪.‬‬
‫‪9591‬م ى ص ‪. 363‬‬ ‫مصر‬
‫(‪ )95‬الحقيقة أن هذا الكلام الني يورده ابن الصغير » متناقض مع ما سيذكره فيا بمد من تحريض أبي اليقظان‬
‫لاخيه أبي بكر ث لقتل ابن عرفة وإن كان ابن الصغير يذكر ذلك بشيء من الشك ‪ .‬كأنه غير مقتنع به مما يوحي‬ ‫‪-‬‬
‫عدم ثقته في الرواية والرواة الذين أخبروه بالحادث ى وليس كا يقول الدكتور محمود اسماعيل ان ابن الصغير ‪:‬‬
‫« يؤكد أن أبا اليقظان دبر الحادث ء أنظر ابن الصغير ‪ :‬ص ‪ 23‬۔ ‪ . 33‬محمود اسماعيل ‪ :‬الخوارج ى ص ‪. 921‬‬

‫‪- 31‬‬
‫ليصفو الجو لأصحابه من الرستميين وأخذ أبو بكر برأيهم ‪ 0‬فأمر بقتل ابن‬
‫عرفة بحضوره سرا ‪ .‬دون علم العامة"ا ‪ .‬ولما علم أتباعه بذلك ى وتيقنوا‬
‫من القاتل ى أعلنوا القرد والعصيان ‪ ،‬وطالبوا بالثأر ى وأنقسمت العاصمة‬
‫والبلاد الى كتل اجتاعية متنافرة ‪ .‬كل واحدة تريد الوصول الى الحكم ‪.‬‬
‫ولما رأى أبو بكر ما آلت اليه البلاد من فوضى ‪ ،‬واتهامه بالقتل ‪ ،‬اعتزل‬
‫السلطة ث وخرج من تيهرت كا خرج أبو اليقظان معتزلا الفتنة ومن اشتبه‬
‫في أمره بمن فيهم أخوه أبو بكر ‪ .‬وخرج كثير من التيهرتيين ث فبقيت‬
‫العاصمة بيد القبائل والطوائف الختلفة س لم يستقر لها قرار‪ ،.‬اذ أفسدت‬
‫فيها ى وقامت بينها حروب ‪ .‬خاصة بين هوارة ولواتة } « وحميت فيا‬
‫بينهم حمية الجا هلية وجرت بينهم الحرب سمعة ورياء »("ؤا ‪ .‬ولما قوى‬
‫الرسميون ‪ ،‬وأشأز الناس من تلك الفتنة ‪ .‬وزأوا ضرورة الرجوع الى الحكام‬
‫السابقين س استقدموا أبا اليقظان وبايعوه بالامامة سنة ‪162‬ه(ة©‪ . 6‬الا أن‬
‫الاحوال لم تستقم له ‪ ،‬الا بعد سبع سنوات ‪ 0‬قضاها في محاربة ابن‬
‫مسالة ‪ .‬أحد الاطراف البارزين في الفتنة‪.‬وفي عام ‪862‬ه ى استطاع أبو‬
‫اليقظان أن يدخل تيهرت بمساعدة النفوسيين الذين استنجد بهم ‪ .‬فأعلن‬
‫العفو العام عما سلف س وعقد صلحا مع القبائل كلها(ةا ‪ .‬وشمر عن ساق‬
‫الجد ليواصل مسيرة أبيه وأجداده ‪ .‬وينقذ البلاد من الفوضى ‪ 0‬ويعيد لها‬
‫هناءها وازدهارها ‪.‬‬

‫(‪ )06‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪ 3 53‬يبدو أن أبا بكر‪.‬ء بالصفات التي وصفها به ابن الصغير ننه ه كان سمحا جوادا لهن‬
‫المريكة يسامح أهل المرؤات » ‪ .‬لا يقوى على تدبير مؤامرة القتل ‪ .‬فضلا عن القيام بها بنفه ؛ لهنا أرجح ما‬
‫ذهب اليه علي يحى معمر في أن القاتل الحقيقي لابن عرفة ‪ .‬ليس هو أبا بكر ولا أخاه أبا اليتظان ‪ ،‬واما طائفة‬
‫من الطوائف التيهرتية التي أرادت أن تبيت خبر الاباضية ث كا يذكر ذلك ابن الصغير في كثير من المناسبات‬
‫وقد استطاع علي يحي معمر ‪ .‬في نظري أن يحلل أحداث هذه الفتنة تحليلا منطقيا مقبولا ‪ .‬أنظر ‪ :‬الاباضية‬
‫ج‪ . 4‬ص ‪ 54‬وما بمدها ‪ .‬ابن الصفير ص ‪ 15‬ى الدرجيني طبقات ‘ ج‪ 1‬ى ص ‪. 38‬‬
‫(‪ )16‬ابن الصفير ‪ :‬ص ‪. 93‬‬
‫(‪ )26‬نفه ‪ .‬ص ‪ 04‬ى الباروني ‪ :‬الأزهلر‪ .‬ج‪ 732 . 2‬ى مود اساعيل ‪ :‬الخوارج ‪ .‬ص ‪. 031‬‬
‫(‪ )36‬ابن الصفير ‪ :‬ص ‪ 04‬۔ ‪. 14‬‬

‫‪- 421 -‬‬


‫أما الامام المعزول أبو بكر ‪ ،‬فقد قضى بقية أيامه في تيهرت ‪ ،‬في ظل‬
‫امامة أخيه أبي اليقظان“ا س الذي عمل على تهدئة الخواطر ‪ ،‬واستتباب‬
‫الأمن ‪ .‬ولا شك أن سجنه ببغداد س قد أكسبه تجربة في الملك ‘ وسياسة‬
‫الرعية ‪ .‬وكانت أيامه لا تشبه الا بأيام جده عبد الرحمن بن رستم ي اذ كان‬
‫مثله في الاتفاق على امامته(‪6‬ا ‪.‬‬
‫ولما كانت تيهرت تمر بآخر مرحلة من مراحل فتنة أبن عرفة س كان‬
‫الجانب الشرقي من الدولة الرستية ‪ :‬مر بنوع من التهديد ء اذ في سنة‬
‫‪ 7‬ه خرج العباس بن أجمد بن طولون ص ولد صاحب مصر » عاقا لوالده‬
‫يريد غزو القيروان س والاستقلال بجكها عن أبيه وعن الخلافة العباسية‬
‫فاستولى من خزانة مصر على كثير من الاموال ‪ ،‬واستقل بأعداد غفيرة فن‬
‫الجند وأراد أن يحقق بها طموحه ‪ ،‬الا أن الأغالبة واجهوه ث قبل أن يصل‬
‫الى طرابلس ‪ 2‬ولا لم يتمكنوا منه } اعتصيوا بالمدينة ‪ .‬وحاصرهم ابن طولون‬
‫فيها أكثر من أربعين يوما ‪ .‬وكان بعض جنوده في تلك الاثناء يعتدون على ‪.‬‬
‫أهل البوادي من أتباع الدولة الرستمية‪6‬ا ‪ .‬مما حدا بهؤلاء ث وبسكان‬
‫طرابلس للاستعانة بوالي نفوسة آنذاك أبي منصور الياس ‪ ،‬بل لقد قيل ان‬
‫ابن طولون بعث الى العامل الرسمي يستفزه ويأمره بالقدوم اليه بالسمع‬
‫والطاعة س مما دفع أبا منصور ونفوسة \ الى التوجه نحو طرابلس ي وفك‬
‫حصارها ‪ .‬وقتل الكثيرين من الجنود المصريين وهزمهم كا ‪ .‬وبذلك أثبتا‬

‫(‪:)46‬ابن عذارى ‪ :‬البيان ى ج‪ 1‬ث ص ‪. 791‬‬


‫(‪ )56‬أبو" زكرياء ‪ :‬سير ى‪ .‬ص ‪ . 89‬الباروني ‪ :‬الأزهار ى ج‪ . 2‬ص ‪. 042‬‬
‫(‪ )66‬أنظر الصلح الذي اصطلح عليه الامام عبد الوهاب مع الاغالبة أثناء حصاره لطرابلس { اذ يجعل مدينة‬
‫رابلس للاغالبة ؛ وما سواها من‪.‬الصحراء لعبد الوهاب ‪ .‬وبذلك يكون أهل البوادي من رعايا الدولة‬
‫الرستمية ‪ .‬ابن خلدون ‪ :‬العبر ‪ .‬ج‪ 6‬ث ص ‪ . 782‬الثياخي ص ‪. 261‬‬
‫(‪ )76‬ابن عذاري ‪ :‬البيآن ب ج‪ . 1‬ص ‪ 811‬۔ ‪ 8 911‬ابن الخطيب أعمال الاعلام ‪ .‬ص ‪ 8 82‬الشياخي ‪ :‬سير ‪.‬‬
‫ص ‪ ‘ 522‬الباروني ‪ :‬الأزهار ى ج‪ 2‬ث ص ‪ 552‬۔ ‪ . 752‬ويذكر ابن عذاري أن النفوسيين لما تمكنوا من ابن‬
‫طولون ‪ ،‬وهزموه ‪ ،‬انتهب أهل طرابلس جميغ‪ .‬عسلكره بيناثة لم‪٦‬تتلبس‏ النفوسيون منه بشيء ‪ ،‬بل تورعوا عنه ع‬
‫وهذا يدل على استغناء الاباضية عن"أموال مخالفيهم من الميلمين وتعففهم عن المالالحرام ‪ .‬وبالتالي يدل على عدل‬
‫الأئمة والهم ورعيتهم والتزامهم الحرفي لتعالم مذهبهم وعقائده ‪ .‬أنظر البيان المغرب ث ج‪٦1‬‏ ‪ .‬ص ‪. 911‬‬

‫‪- 521 -‬‬


‫قوتهم وشجاعتهم ‪ ،‬وقدم أبو منصور للأغالبة مسأعدة لا تعوض ‪ .‬ثم ان أبا‬
‫اليقظان ‪ ،‬استر في حكمه عشرين عاما كانت من أزهى أيام الدولة ے اذ‬
‫عادت الى نشاطها الثقافي والاقتصادي وان كان بشكل أقل من عهد الائمة‬
‫‏‪١‬‬ ‫الثلاثة السابقين ‪.‬‬

‫وما توفي أبو اليقظان سنة ‪182‬ه_{ا ‪ .‬خلفه ابنه أبو حاتم } والحقيقة‬
‫أن الدولة الرستبية بعد عهد أبي النقظان المتسامح ‪ 0‬دخلت مرحلة‬
‫الشيخوخة س برزت جرثومة النظام الوراثي الممثلة في التنافس على الملك أو‬
‫الامامة ‪ .‬وهكذا بدأت مفاسد البلاط الرسمي تظهر للعيان لتقضي على‬
‫الدولة نهائيا } فلم يقض أبو حاتم اثنى عشر عاماةا من امامته ‪ ،‬الا في‬
‫تنافس وصراع بينه وبين عمه يعقوب ‪ 2‬وبين الطوائف الختلفة في تيهرت ء‬
‫اذ توجد عدة مذاهب اسلامية مثل المالكية والمعتزلة والصفرية والشيعة ه‬
‫اضافة الى المذهب الاباضي الحاكم المنشق الى عدة فرق وزعامات مثل النكار‬
‫أتباع يزيد بن فندين والوهبية المعادية للنكار ‪ ،‬والخلفية أتباع خلف بن‬
‫السمح الذين تشطوا في هذه الفترة ى بزعامة ابن لخلف بجبل نفوسة ء‬
‫وضواحيها ‪ 0‬اضافة الى السمحيين ى أنصار الامامة الاباضية ‪ 0‬وقد ظهروا‬
‫كرد فعل للخلفيين ‪ ،‬ولم تكن هذه الفرق وحدها هي المكونة لجتع‬
‫تيهرت ‪ 2‬وانغا هناك طوائف أخرى مثل الكوفيين والعجم س والجند العرب‬
‫القادم من افريقية س فضلا عن البربر ‪.‬‬

‫ان أبا حاتم واجه صعوبات جمة في امامته ى رغم أنه حمل على الأعناق‬
‫والاكتاف عندما بويع بالامامة ‪ .‬حيث اجتمعت كلمة القبائل في توليتهة)‬

‫(‪ )86‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪ 92‬ء ابن عذاري ‪ :‬البيان ي ج‪ 1‬ى ص ‪. 791‬‬
‫(‪ )96‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ 2 99‬ربما الصحيح هو ‪ 41‬سنة لأننا نعلم أن أبا حاتم قتل سنة ‪492‬ه ى وبالتالي‬
‫تكون مدة حكمه أربعة عشر سنة ابتداء من سنة ‪182‬ه وبدون طرح للمدة القي حكها عمه يعقوب ‪ .‬وهو ما ذكره‬
‫الثماخى وأكده ‪ .‬أنظز سير الثياخي ‪ .‬ص ‪ 262‬ى وأنظر ابن عذاري ‪ :‬البيان ى ج‪ 1‬ث ص ‪. 791‬‬
‫(‪ )07‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪. 05‬‬

‫‪621-‬۔‬
‫ول ينقم عليه أحد من رعيته”ةا ‪ ،‬الا أن الاوضاع الاجتاعية في البلاد ‪ ،‬قد‬
‫بلغت الذروة في الفساد ث فطمع بعضهم « أن يبيتوا خبر الاباضية‬
‫ويطفوهم »(‪7‬ا ى واستطاعوا ذلك فعلا ‪ ،‬اذ أرغموا أبا حاتم على مغادرة‬
‫عاصمته ى بعد سنة واحدة فقط من حكمه" ‪ .‬ولم يبق هذا الاخير خاملا ه‬
‫واما راح فحاصر تيهرت ‪ ،‬واستطاع ان يهزم أعداءه ‪ ،‬الا أن هؤلاء‬
‫استقدموا منافسه في الحكم عمه ‪ ،‬يعقوب بن‪ .‬افلح ‪ ،‬الذي كان منعزلا في‬
‫ضواحي طرابلس ‪ ،‬عند قبيلة زواغة الخلفية ‪ ،‬فحكم البلاد أربع سنوات ص‬
‫وقامت بينه وبين ابن أخيه الحروب المتواصلة ى حتى توسط في توقيفها أبو‬
‫يعقوب المزاتي ‪ 0‬أحد أصحاب الأموال والمصلحين ‪ 0‬فوضعت الفتنة‬
‫أوزارها ‪ 0‬وعاد أبو حاتم الى امامته سنة ‪682‬ه فقضى تاني سنوات أخرى ‪.‬‬
‫أعادفيها النظام للدولة ‪ .‬وطهرها من الفساد الذي طغى على المجتمع ‪ ،‬الا‬
‫آنه م يستطع أن يقضي ويجتث جذور فساد الاسرة الرستمية ‪ ،‬التي كانت‬
‫السبب في انتهاء أيامه ‪ .‬وذلك عندما قضى عليه قتلا س أحد أبناء أخيه‬
‫‪ 0‬وتولى هذا الاخير المنصب ء‬ ‫اليقظان ‏‪١‬بن أبي اليقظان سنة ‪ 492‬ها‬
‫فقاطعته الاباضية » واعتبروا حكمه غصبا ‘ فلم ينصروه ولم يقفوا الى‬
‫جانبه ‪.‬وبلغت الأوضاع في الدولة من التدفى والتدهور مبلغا عظيا ‪ ،‬اذ ل‬
‫تعرف بعد ذلك صحوة ‪ 0‬ويبدو أن اليقظان بن أبي اليقظان م تستقم له‬

‫مستمرين‬ ‫الأمور } ولم يعرف للراحة معنى ث وقضى عامين في خوف وقلق‬
‫الخوف من أبناء أخيه المقتول من طرف أبنائه س والقلق من بقائه وحيدا ه‬
‫ومن الشيعة التي بدأ يستفحل أمرها ‪ ،‬وبدأ داعيتها أبو عبد الله الشيعي‬
‫(‪! )17‬بو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪. 99‬‬
‫‪. 45‬‬ ‫(‪ )27‬ابن الصغير ‪ :‬ص‬
‫(‪ )37‬ابن عذاري ‪ :‬البيان ى ج‪ . 1‬ص ‪. 791‬‬
‫(‪ )47‬ابن عذاري ‪ :‬البيان ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪ 2 791‬الباروني ‪ :‬الأزهار‪ .‬ج‪ 2‬ث ص ‪ . 192‬وأنظر كذلك محمود‬
‫اسماعيل ‪ :‬الخوارج ‪ .‬ص ‪ . 331‬الكعاك ‪ :‬مؤجز ى ض ‪ \ 102‬لا يعترف الاباضية بامامة اليقظان بن أبي اليقظان‬
‫ولا امامة يعقوب بن أفلح لذلك فهم يتوقفون عند الامام أبي حاتم ومنهم من يتوقف عند أبي بكر أيضا ‪ ،‬أنظر‬
‫معمر ‪ :‬الاباضية ج‪ . 4‬ص ‪. 38‬‬

‫‪- 721 -‬‬


‫يغزو البلاد ‪ .‬ويقتحم المدن الواحدة تلو الأخرى(‪ . .‬وجاء دور ثيهمرت‬
‫الي قصدها الداعية الشيعي في شوال سنة ‪692‬ه‪909/‬ه () ‪.‬‬

‫وقبل دخول أبي عبد الله الشيعي الى تيهرت ‪ ،‬بعث الى اليقظان يأمره‬
‫واسرته بالقدوم اليه }فلما جاءه ومثل أمامه ى سخر من ضعفه وسذاجته‬
‫وقتله وقتل أبناءه‪77‬ا س ودخل تيهرت بجيوشه سفأفسد فيها ىوأهلك‬
‫الحرث والنسل ىولم ينج من الأسرة الرستية ‪ .‬الا من هرب ملتجأ نحو‬
‫وارجلانث‪7‬ا ‪.‬وتروي المصاذر الاباضية فظائع أبي عبد الله الشيعي ى ‪.‬‬
‫وحرقه لمكتبة المعصومة بعد أن اختار منها ما ينفعه في دنياه من الكتب‬
‫الرياضية والصناعية والفنية ‪ .‬وبعد أن ترك عاملا من قبله على‬
‫تيهرت ‪ ،‬توجه نحو سجاماسة بفرقة من جيشه وأرسل فرقة أخرى الى‬
‫وارجلان حاصرت أهلها في كدية كرية على بعد ستة أميال من المداينة ه‬
‫واستطاع المحصورون أن ينجوا من القتل بالحيلة ‪ ،‬اذ فشل الحصار ه‬
‫ورجعت تلك القوات الى افريقية خائبة(‪٨‬ا‏ ‪.‬‬
‫وهكذا تسقط الدولة الرستية بكل سهولة في يد أبي عبد الله الشيعي‬
‫بعد أن عاشت مائة وستة وثلاثين سنة ( ‪062‬ه ۔ ‪692‬ه ) كانت تنبض‬
‫بالحياة والحركة ى واستقرار الأمن س ومن حين لاخر تتخللها ثورات‬
‫وحروب وفتن » شأن معظم الدول في تلك المصور ‪.‬‬
‫(‪ )57‬الباروني ‪ :‬الأزهار ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪192‬‬
‫(‪ )67‬ابن عذاري ‪ :‬البيان ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪ 2 791‬الباروني ‪ :‬الأزهار ‪ .‬ج‪ 2‬ث ص ‪ 392‬م الغريب أن الدكتوز محود‬
‫اسماعيل يجعل سقوط تيهرت سنة ‪792‬ه بينا تتفق جميع المصادر على أن سقوط تيهرت كان نة ‪692‬ه في شهر‬
‫شوال ‪ .‬أنظر ‪ :‬الخوارج ى ص ‪ 571‬۔ ‪. 671‬‬
‫غ‬ ‫‪ :‬ع‬ ‫)‪, . 91 (77‬‬
‫(‪ )87‬هرب يعقوب بن أفلح ‪ .‬وهو الذي نافس أبا حاتم في الحكم ى الى وإرجلان ‪ .‬واستقبل هناك مع من كان معه‬
‫استقبالا كبير ‪ .‬وعرضت عليه الامامة من جديد ( امامة الدفاع ) فرفضها قائلا ه لا يستتر الجل بالغنم » أنظر‬
‫أبو زكر ياء ‪ :‬سير ى ص ‪ 2 421‬الدذرجينى ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ 1‬ث ص ‪. 501‬‬
‫(‪ )97‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ى ص ‪ 8 311‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪ 49‬۔ ‪ 59‬ى الباروني ‪ :‬مختصر ى ص ‪. 94‬‬
‫(‪ )08‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ ، 311‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ي ج‪ 1‬ى ص ‪ 59‬۔ ‪. 69‬‬

‫‪- 821 -‬‬


‫وفي الاخير أدى التنافس على الحكم من طرف الأسرة الحاكمة الى ضعف‬
‫شوكة الأسرة وهيبتها ‪ 0‬وبالتالي ضعف أتباعهم من الاباضية خاضة‬
‫تشتت‪ :‬ر آرااؤهم ‪.‬‬

‫ولابد في ختام هذا الفصل ى أن ذنةتسناءل عن الاسباب المياشرة في‬


‫سقوط الدولة بتلك السهنولة ‪ .‬وأول ما يتبادر الى الذهن هنا ‘ اضافة الى‬
‫ما قلناه سابقا من أن الاباضية ى عندما استولى اليقظان بن أبي اليقظان‬
‫على الحك تبرؤوا منه واعتزلوه } ولم يعتبروه اماما من ائمتهم(ثا ‪.‬لذلك فان‬
‫يخرج ضده أحد ‪.‬‬ ‫أبا عبد الله الداغية الشيعي عندما م باقتحام تيهرت ‪.‬‬
‫بل ان المصادر الاباضية تذكر أن ابنة الامام المقتول أبي حاتم « دورا »‬
‫واخاها هما اللذان استدعيا أبا عبد الله » وحرضاه على قتل اليقظان انتقاما‬
‫لأييهما("ةا ‪.‬‬

‫ثم ان من الاسباب في سقوط الامامة بتيهرت ‘ تحطم نفوسة في موقعة‬


‫مانوا سنة ‪382‬ه ‪.‬ويعتبر النفوسيون الدرع الواقي للدولة ‪ ،‬والمادة‬
‫العسكرية الأساسية (‪ )8‬القي كانت وراء كل انتصار ء أحرزته الدولة‬
‫الرستتية ففي موقعة مانو « فل حة سيوف نفوسنة ‪ ،‬وفنيت فيها‬
‫أبطالهم »لتثا اذ انهزم برجاله أمام'الاغالبة ىوأريقت دماؤهم في البحر حتى‬
‫‪ .‬غلبت حمرة الدم‪ .‬على الماء كا يذكر ذلة الشاخي نقلا عن الرقيق (ةا ‪.‬‬

‫(‪ )18‬وكانوا يبرؤون ممن دخل تحت طاعته ورضي بحكه واعترف بامارته ‪ .‬أنظر علي معمر ‪ :‬الاباضية ‪ .‬ج‪. 4‬‬
‫ص ‪. 36‬‬
‫(‪ )28‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ىص ‪ 221‬ى الباروني ‪:‬الأزهار ى ج‪ . 2‬ص ‪. 292‬‬
‫(‪ )38‬مانو ‪:‬قصر قديم بين قابس وطرابلس تقريبا كا يفهم من كلام المؤرخين ‪.‬أنظر الباروني ‪:‬سلم المامة‬
‫والبتدئين ‪ .‬ص ‪ 71‬هامش‪. 1.‬‬
‫(‪ )48‬قال الامام عبد الوهاب ه انما قام هنا الدين بسيوف نفوسة وأموال مزاتة » ‪ .‬أبو زكرياء ‪ :‬سير‪ .‬ص ‪. 301‬‬
‫ل‬ ‫‪:‬ع‬ ‫‪, . 12-02‬‬
‫(‪ )58‬الباروني ‪ :‬الأزهار ‪ .‬ج‪َ . 2‬ص‪. 0682‬‬
‫(‪ )68‬الثماخي ‪ :‬سير ى‪ .‬ص ‪ 2 862‬ابن عذاري ‪ :‬البيان ى ج‪ 1‬ى ص ‪ 921‬۔ ‪. 031‬‬

‫‪- 921 -‬‬


‫ومن أسباب هذه الهزية الشنعاء ‪ .‬اختلاف نفوسة في رأيها ث وعدم‬
‫طاعتها لعامل تيهرت عليها عندما نصحهم بعدم اعتراض الجيش الأغلبي‬
‫المتوجه الى مصر محاربة ابن طولون ‪ ،‬فأبوا الا رأيهم ‪ .‬فتورطوا في معركة '‬
‫قضت على عرهم وقوتهم(ثا ‪ .‬ثم إن الفترة التي وقعت فيها هذه المعركة‬
‫كانت فيها تيهرت مضطربة ى تعيش في فوضى التنافس على السلطة بين‬
‫الامام أبي حاتم بأنبي اليقظان وعمه يعقوب بن أفلح والطوائف المكونة‬
‫للمجمع الرسمي بتيهرت ‪ ،‬وهي الحوادث التي ذكرناها سابقا ‪ 0‬وبالتالي ىلم‬
‫تقم تيهرت بأي عمل لمساعدة النفوسيين ‪.‬‬
‫اذن س لقد تكاتفت الأسباب في سقوط الدولة الرستمية ى حيث أنها‬
‫هرمت وشاخت وأضعفتها الفتن الداخلية خاصة \‪ ،‬كا أن شوكة الاباضية‬
‫تكسرت فلم يهتموا باليقظان ‪ ،‬ولا بأسرته ى لذلك تكالبت القبائل‪:‬‬
‫والطوائف ‪ ،‬وقررت « تبييت أمر الاباضية » فكان لهم ما أرادوه ‪ :‬ثم‬
‫يضاف الى هذا كله عامل فقدان الجيش المنظم ‪ ،‬اذ أن الرستميين أهملوا هذا‬
‫الجانب رثم الفتن والثورات والحروب التي مرت بهم ‪ 0‬وبقوا طول عهدهم‬
‫يعتمدون على المتطوعين ثا الذين يكونون غالبا من الاباضية ‪ ..‬وبالتالي‬
‫عندما ضعف هؤلاء وتقلص عددهم بمرور الأيام ‪ 0‬بلغت الدولة الشيخوخة ‪.‬‬
‫واستسامت بكل سهولة لأول غاز لها سنة ‪692‬ه‪909/‬م ‪ .‬وهكذا تعود‬

‫(‪ )78‬تذكر المصادر الاباضية أن المتوكل العباسي ة هو الذي بعث الجيوش وجعل عليها ابراهيم بن أحد الأغلب ‪.‬‬
‫قائدا لاسقاط الدولة الرستية الا أن هذه الرواية ضعيفة أمام الرواية التي ساقها الثياخي نقلا عن الرقيق ‪ .‬ثم أن‬
‫معركة مانوا كانت ‪382‬ه أي في عهد المعتضد ( ‪ 972‬۔ ‪982‬ه ) وليس المتوكل ( ‪ 232‬۔ ‪742‬ه ) أنظر أبو‬
‫زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ . 301‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪. 78‬‬
‫() علي نعي معمر ‪ :‬الاباضية ‪ .‬ج ه ( الاباضية بالجزائر ) ‏‪ ٠‬ص ‪ 05‬۔ ‪ . 15‬يقول معمر ‪ « :‬فالدولة الرستمية‬
‫هايلدولة الوحيدةفي ذلك الحين ‪.‬التي ليس لها جند قابع في اللكنات ينتظر التعليمات ‪.‬ويحلم بالكاسب‬
‫والغنائم من وراء الحرب والغارات »و يعتقد شيخ بكري أن الرسميين لم يكن لهم جيش منظم في البداية ولكن‬
‫ابتداء مانلامام الثاني أصبحوا يملكونه ‪.‬وان كان صغيرا ‪.‬ثم أن جيشهم لم يكن له دور بارز ‪..‬أنظر ‪:‬حظ‬
‫‪. 57-37.‬م ‪. ».‬زن عا ‪:‬عن وأنظر كذلك ‪:‬شارل أندري‬ ‫‪. 231-031‬م ‪! .: ».‬‬
‫‪. 43‬‬ ‫جوليان ‪:‬تار يخ افريقيةالشمالية ‪ .‬ص ‪. 74‬د‪ .‬احسان عباسال‪:‬مجتمع التاهرتي ‪.‬الاصالة ‪ .‬عدد ‪ 54‬ىص‬

‫‪-031-‬۔‬
‫الاباضية الى الكتمان من جديد بعد أن سادت ردحا من الزمن في‬
‫المغرب العربي ‪.‬‬

‫ولا يفوتني هنا ء أن أشير الى بعض ملاحظات المؤرخين الذين يرون‬
‫أن تاريخ الدولة الرستتية سلسلة مانلفتن والثورات ‪ ،‬وأنها لم تعرف‬
‫الاستقراراثا فلا أكون مبالغا اذا قلت إن أولئك قد غالوا في مقالاتجم‬
‫ويبدو أن الدافع لهم الى ذلك اعتادهم الكلي على ابن الصغير الذي ‪.‬‬
‫خصيصا في تفصيل الفتن أسبابها ونتائجها سمما أظهر وكأن الدولة الرستمية‬
‫شت كل تاريخها في الفتن رغم أن ابن الصغير يشير وبكل وضوح من‬
‫حين لآخر الى فترات الهدوء والاستقرار والازدهار ويبدي اعجابه البالغ‬
‫كلما اقتضت الضرورة ذلك ‪.‬‬

‫تم ان تلك الفتن ص اذا وجدت فعلا ‪0‬فانها متقطعة شأنها شأن ن باقي‬
‫الدول“ا ى وكانت نتيجة منطقية لما بلغته تيهمرت خاصة من ازدهار ثقافي‬
‫واقتصادي ومستوى مغخيثي راق ث مس كل السائل حتى البدوية منها ‘‬
‫وبالتالي تضاربت مصالخ طبقات المجتمع وفئاته المختلفة ‪ 0‬وتجاوزت في‬
‫بعض الاحيان قدرة الحاكم ‪ .‬وكان للأغنياء دور بارز في كل مراحل ذلك‬
‫الصراع ‪ .‬وفي النهاية حكوا على المجمع بالشتات ‪ .‬وعلى « العمران‬
‫بالخراب ‪ .‬وأهدروا الأموال في الباطل وقضوا على النت اط العلمي‬
‫بالتراجع »(؟ا ‪ .‬واذا كان للاغنياء هذا الدور الخطير في حياة الدولة‬
‫الرستبية ‪ .‬فان للعلماء ‪ .‬وزعماء المذاهب س دورا أخطر ‪ ،‬اذ يمثلون أقطاب‬

‫(‪ )98‬اين تاويت ‪ :‬دولة الرستميين ‪.‬الصحيفة المذكورة ‪ .‬م‪ . 5‬عدد ‪ . 12‬ص ‪ 2 511‬محمود اسماعيل ‪:‬الخوارج‬
‫‪ .‬ص ‪. 27‬‬ ‫ص ‪ 511‬۔‪ 631‬ء الميلي ‪:‬تاريخ الجزائر ىج‪2‬‬
‫(‪ )09‬يذكر الدكتور عبد العزيز سالم أانلمغرب الأوسط في عهد عبد الرحمن بن رستم شهد شيئا من الهدوء والامن‬
‫م يعرفها من قبل ‪ .‬بينا كان المغرب الأدنى (افريقية) يضطرم بنار الفتن والثورات أنظر المغرب الكبير ‪ ،‬العصر‬
‫ج‪ . 2‬ص ‪. 055‬‬ ‫الاسلامي ؛‬
‫(‪ )19‬احسان عبا سال‪:‬مجتمع التاهرتي {الاصالة عدد ‪ . 54‬ص ‪. 43‬‬

‫‪- 131 -‬‬


‫النئات والمذاهب في الدولة ‪ .‬وبالتالي فهم محركو الرعية ‪ ،‬اذ أن هذه لا‬
‫تتحرك الا بأولئك ‪.‬‬
‫‪ :‬هم يشكلون‬ ‫شعبها حيث‬ ‫ف‬ ‫»‪ .‬بربر دبة‬ ‫الد ولة ‏‪ ١‬لرستمية‬ ‫مثم انه لما كانت‬

‫أغلب السكان ى فان حكم هؤلاء ‪ ،‬كمياقول الدكتور عبد " عويس لا‬
‫يتم الا بأسلوبين على طرفي نقيض ه فإما بالقسوة البالغة والاستبداد‪...‬‬
‫واتا‬ ‫««‬ ‫معظم الأحايين‬ ‫به البربر أنفسهم ف‬ ‫حك‬ ‫الذي‬ ‫الأسلوب‬ ‫هو‬ ‫وهذا‬

‫ب « التسامح والعدل »"‪0‬ا ‪.‬‬


‫في‬ ‫ويبدو أن الرستميين اختاروا الاسلوب الثاني فلم يفلحوا » خاصة‬
‫النصف الثاني من حكمهم ‪2‬اذ نجدهم يهتمون بالسياسة الداخلية ويعالجون‬
‫أدواءء فى وضعية البربر صعبة العلاج ثا ‪.‬ولا أعزو هذا الى تمرد البربر (‪4‬؟)‬
‫ومناهضتهم لأي سلطة امتثالا وانقيادا لأى داعينة أو ثائر يحى فيهم حب‬
‫الاستقلالية والثورة وغدم الخضوع للسلطة(ث المنظمة فحسب ‪ 8‬انما ترجع‬
‫روح التترد هذه في رأيي ‪ 4‬الى بداوتهم ‪ ،‬وطبيعتهم المحبة للاستقلال ‪.‬‬

‫والواقع أن الرستميين استطاعوا س وبجدارة أن يسوسوا دولة تسكنها‬


‫مختلف الاجناس والقبائل والأديان والمذاهب والطبقات ‪ ،‬وفيا بينها كلها‬
‫عداوة أتونافس أو كبرياء ي استطاعوا ذلك مع وجودهم بين جارين‬
‫قيوين تختلف معهيا في المذهب ‪ ،‬ولا شك أن ليا دورا في تلك الفتن التي‬
‫(‪ )29‬عبد الحليم خويس ‪ :‬دولة بني حماد ث صفحة رائعة من التاريخ الجزائري ‪ 0‬ط ‪ 1‬ء دار الشروق ‪ ،‬بيروت »‬
‫‪ 0‬هھ‪0891/‬م ‪ .‬ص ‪. 92‬‬
‫(‪ )39‬الكماك ‪ :‬موجز ى ص ‪. 391‬‬
‫(‪ )49‬كمثال على ذلك قبائل مزاتة وسدراتة وغيرها والتي غر بيا بعض سكان الحضر المناهضين للدولة الرستمية ‪.‬‬
‫فطلبوا منهم الاتصال بالامام عبد الوهاب ‪،‬ومطالبته بعزل بعض موظفيه سفلما سألهم عن السبب لم يجيبوا لانهم‬
‫أنظر التفاصيل في‬ ‫لا يمرفون ‪.‬وبالتالي رفض الامام‪ :‬مطالبهم يواعتبروا ذلك اهانة لهم ‪.‬فثاروا وأثاروا الفتنة‬
‫ابن الصغير ص ‪ 71‬۔‪. 02‬‬
‫(‪ )59‬شارل أندري جوليان ‪:‬تاريخ افريقية الشيالية ‪ .‬ص ‪ . 24‬ويذكر ابن خلدون أن البربر يتصفون بشاقة‬
‫الدول ‪ .‬أنظر العبر ‪ .‬ج‪ 6‬‏‪ ٨‬ص ‪. 702‬‬

‫‪- -231‬‬
‫كله‪.‬‬ ‫< إن | الدولة الرستمية < رغم ذلك‬ ‫بالدولة ‪ .‬وبجمل القول‬ ‫لحقت‬

‫استطاعت أن تعيش قرنا وأكثر من ثلث قرن س غنية بالاحداث س بلفت‬


‫فيها قمة الازدهاز والرخاء قبل أن تتردى الى حضيض الضعف والفوضى‬

‫والحقيقة أن تيهرت ى لم تر بعد الرستميين أي ازدهار ‪ ،‬ولم تعرف أي‬


‫استقرار فعاشت في ثورات وحروب متتالية ثا ‪ 0‬قضت على عمرانها الرسمي‬
‫ولم تبق منه الا على جزء بسيط من سورها المشهورثا‪ .‬وفي هذا التدمير‬
‫يقول شاعر (=؟ا ‪:‬‬
‫كأن لم تكن تيهرت دارا لتثشر ٭ قَتمرَقا المقدار فين تمرا‬
‫ولا بأس أن نختم هذا الباب بذكر ما أدلى به الاستاذ أ‪ .‬نيفر ( فهم‬
‫عه )ا بشأن سقوط تيهمرت ‪ ،‬اذ يرى أن أبا عبد الله الشيعي قند‬
‫"سارع بالتوجه الى تيهزتقبل سجلماسة هدفه | الأول ‪ .4‬حيث كان سيده‬
‫العبيدي مسجونا ‪ .‬وذلك طمعا في الاستفادة ممنركزها التجاري وفي‬
‫تقوهن جيوشه بالفلال التيهرتية س اذ أن عاصمة الرستميين مشهورة بخصوبة‬
‫أراضيها وكثرة حبوبها ‪ ،‬الأمر الذي أغرى الداعية الشيعي فيها فقصدها‬
‫متمونا ومخربا في آن واحد ‪.‬‬

‫‪ ] :‬ح‬ ‫‪ ( ....0.) .‬م ل‬ ‫‪,‬‬ ‫)‪. 72 (69‬م ‪,‬‬


‫! ‪ .‬ج‬ ‫‪ .:‬ع‬ ‫ع‬ ‫‪(..) .‬‬ ‫‪,‬‬ ‫(‪ )79‬عن بقايا مدينة تيهرت ء أنظر ‪, :‬‬
‫‪.7-24.‬م وأنظر د‪ ..‬رشيد بوروبية ‪ :‬الفن الرستمي ‪ ،‬الاصالة ‪ .‬عدد ‪ . 14‬ص ‪ 081‬ومابعدها ‪.‬‬
‫‪ (189‬ابن عذاري ‪ :‬البيان ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪. 991‬‬
‫ف‬ ‫)‪, . 61. (99‬ٹن‪ : 0‬ع‬

‫‪- .331‬‬
‫إ تمهيد يه‬
‫جغرافية الدولة وأثرها في الاقتصاد‬

‫تمتاز جغرافية”) ذلك القسم من المغرب الأوسط والأدنى الذي قامت‬


‫فيه الدولة الرستمية بالتنوع في طبيعتها والاختلاف في مناخها اذ تشكل‬
‫سلاسل الجبال حواجز طبيعية ‪ 0‬قسمت بلاد المغرب الى نلانة‬
‫أقسام متباينة ‪:‬‬

‫القسم الأول ‪ :‬ويمكن أن نطلق عليه القسم الشمالي ث وهو يضم البلاد‬
‫المحاذية للبحر المتوسط شيالا ى ويحدها من الجنوب سلسلة جبال الأطلس‬
‫التلي التي تسمى درن بالمغرب الأقصى ‏‪ ٠‬وتسمى بتيهمرت جزول ‪ 3‬وأبا‬
‫بالزاب في المغرب الأوسط فتعرف باسم جبال الأوراس س وبالمغرب الأدنى‬
‫فهي جبال نفوسةا وكلها سلسلة واحدة متصلة من المغرب الأقصى الى‬
‫طرابلس و« ليس جبل مثله الا القليل في السمو وكثرة الخصب »‘ث) كا‬
‫يقول الادريسي ‪.‬‬
‫ويضم هذا القسم الثمالي ‪ .‬الأراضي الخصبة الصالحة للزراعة ء خاصة‬

‫(‪ )1‬عن جغرافية المغرب الأوسط والأدنى حيث قامت الدولة الربتمية أنظر ابن خلدون ‪ :‬العبر ى ج‪. 6‬‬
‫ص ‪ 391‬۔ ‪ 402‬وأنظر كذلك الكماك عثان ‪ :‬موجز ‪ .‬ص ‪ 071‬۔ ‪ 2 171‬المدني أحد توفيق ‪ :‬كتاب الجزائر ‪.‬‬
‫المطبعة العربية ‪ ،‬الجزائر ‪0531 .‬ه ‪ 0‬ص ‪ 951‬ومابمدها ‪ .‬دبوز ‪ :‬تاريخ المغرب الكبير ى ج ‪ 3‬ى ص ‪. 542‬‬
‫الجيلالي عبد الرحمن ‪ :‬تاريخ الجزائري ج‪ . 1‬ص ‪ 43‬۔ ‪ . 53‬د‪ .‬سالم عند المزيز ‪ :‬المغرب الكبير ى ج‪. 2‬‬
‫ص ‪ 721‬۔ ‪ . 131‬وانظر مقدمة الطبعة الثانية‬

‫‪. 901‬‬ ‫(‪ )2‬اليعقوبي ‪ :‬البلدان ‏‪ ٠‬ص‬


‫(‪ )3‬مجهول ‪ :‬الاستبصار في عجائب الامصار ‪ .‬ص ‪. 361‬‬
‫(‪ )4‬الادريسي ‪ :‬وصف افريقيا الثمالية والصحراوية ‪ .‬ص ‪. 04‬‬
‫‪01‬‬ ‫‪- 731 -‬‬
‫زراعة الحبوب والفواكه المختلفة وهي منطقة كثيرة الأمطار ‪.‬ومن جهة‬
‫أخرى فهي تضم المنافذ الأساسية‪ ..‬للدولة س التي تطل بها على بحر‬
‫اللتيسط للاتصال بالأنذلس الذي تربطهما علاقات اقتصادية كبيرة كا‬
‫‏‪٠‬‬ ‫نرى‬ ‫سوف‬

‫القسم الثاني ‪ :‬أاولقسم الأيسط س فيقع بين الأطلس التلي شيالا‬


‫تيهرت خلال سلسلة‬ ‫وسلسلة جبال الأطلس الصحراوي جنوبا ‪ ،‬وتقع‬
‫بالدرجة الأولى ى اذ‬ ‫جبال الأطلس التلي »وتعتبر‪ .‬هذه المنطقة رعوية‬
‫الى كونها زراعية في‬ ‫يشتغل سكانها بالرعي والتنقل وراءالكلأ ‪ .‬اضافة‬
‫الأنهار مثل منطقة‬ ‫بعض المناطق التي تكثر فيها الأمطار أوتحيط ‪7‬‬
‫وغيرها ‪.‬‬ ‫تيهرت‬

‫أما القسم الثالث ‪ :‬فهو القسم الجنوبي الواقع ‪ .‬جنوبا الأطلس‬


‫الصحراوي ث وهو الصحراء الكبرى ‪ .‬وتشكل الجزء الأكبر من البلاد‬
‫الرستية خاصة في أقصى شرق الدولة ‪ .‬والصحراء لا يختلف مناخها عن‬
‫مناخ باقي صحاري العالم وقد يتخلل هذه الصحراء الشاسعة وإحنات‬
‫استقرت فيها القبائل البربرية ‪ .‬ومن تلك الواحات واحة وارجلان وبلاد‬
‫سوف وأريغ والجريد ‪ .‬وأمم دور لعبته الصحراء في التاريخ الاقتصادي ‪.‬‬
‫هو التجارة ‪ .‬وقد أطلق عليها التجارة العابرة للصحراء س اذ كانت تنطلق‬
‫من تيهرت وبعض المراكز الاقتصادية التجارية الأخرى ‪ ،‬نحو بلاد السودان‪.‬‬
‫الغربي حيث الذهب والرقيق أهم بضاعتين في تلك التجارة ‪.‬‬
‫ومما يميز جغرافية الدولة الرستية » وجود بعض الانهار الى لاشك أن‬
‫لها دورا في ازدهار الزراعة خاصة منها الانهار المحيطة بتيهرت س ومنها‬
‫رآه اليعقوبي‬ ‫» وقد‬ ‫يقيص نيل مصر»ا‬ ‫وادي شلف الذي « يفيصضص ك‬

‫(‪ )5‬اليعقوبي ‪ :‬البلدان ‪ .‬ص ‪. 901‬‬


‫‪-831-‬۔‬
‫وقدم تلك الشهادة ‪ .‬بل لقد جرت القوارب في قسمه الأسفل ‪ ،‬لغزارة‬
‫مياهه كا يقول صاحب الأزهاراا ‪ .‬ويعتبر وادي شلف أهم هر يتفرع منه‬
‫وادي مينة الذي ير بقبلة تيهرت”ا ‪.‬‬
‫ومن الأنهار الأخرى في الدولة ى وادي عين سوفجج وينبع من الجبل‬
‫¡ المعروف ‪.‬يهذا الاسم ث ويأخذ اتجاها شرقيا فيلتقي بوادي الفرعة ثم بوادي‬
‫الوحش ويتكون من ذلك كله واد واحد يمر جنوبي مدينة شلالة ‪ .‬اما من‬
‫جهة الشمال فان نهر قسني يلتقي بوادي سوفجج ويتحدان ‪ .‬وتنتهي كل‬
‫هذه الوديان والانهار في البحر بعد أن تقطع أراضي شاسعة ‪ .‬فلا شك أن‬
‫لها الأثر الاكبر في زراعة البلاد وتكوين السهول الخصبة ف المغرب الأوسط‬
‫« وهي سهول أسرسو ف جنوب تاهرت وسهول وادي شلف الغنية ‪.‬‬
‫وسهول الساحل » ثا ‪. .‬‬
‫وقبل أن ننطلق في تفاصيل الأوضاع الاقتصادية في عهد الدولة‬
‫الرستمية لابد من الاشارة الى نقطتين ليا علاقة وثيقة بالموضوع ‪.‬‬
‫‪ 1‬إن جميع الكتب تشير الى ازدهار المغرب الاقتصادي في القرون المجرية‬
‫الاولى ث وهو ازدهار عام شمل المغرب العربي بأسره بل لقد كان العالم‬
‫الاسلامي آنذاك كله ير بفترة رخاء اقتصادي ‪.‬‬
‫‪ 2‬۔ ان هذا الازدهار الاقتصادي ‪ 0‬نعرفه جملة ونجهله تفصيلا‪ .‬خاصة منه‬
‫اقتصاد الدولة الرستمية ى الذي بخلت علينا المصادر القدية حق‬
‫الاباضية منها بتزويدنا بالمعلومات الاقتصادية الضرورية على الأقل أما‬
‫المصادر التاريخية غير الاباضية فهى لا تتعرض للدولة‪ :‬الرستية أساسا‬
‫الا بالقدر الذي تشكله من خطورة على هذه الدولة أو تلك ى هذا من‬
‫(‪ )6‬الباروني ‪ :‬الأزهار ‪ .‬ج‪ 0 2‬ص ‪. 75‬‬
‫(‪ )7‬ابن للصغير ‪ :‬سيرة ‪ .‬ص ‪ 2 04‬البكري‪ :‬المغرب ‪ .‬ص ‪. 66‬‬
‫(‪ )8‬سالم عبد العزيز ‪ :‬المغرب الكبير ى ج‪ 2‬ث ص ‪. 675‬‬

‫‪- 931 - .‬‬


‫الناحية السياسية فضلا عن الناحية الاقتصادية أو الثقافية ‪ .‬والمصادر‬
‫الاباضية بقدر ما أغرقت في ذكر أممتها وعلمائها ومشائخها ‪ 0‬بقدر ما‬
‫أهملت الناحية الاقتصادية ولم تعره أي اهتام ‪ ،‬اللهم الا بعض الفلتات‬
‫الق يوردها صاحب السير أو الطبقات لا يقصد بها الجانب الاقتصادي‬
‫مباشرة وانما جاءت في كتابه عرضا ‪ ،‬وكثيرا ما تكون هامة لو أن‬
‫لمؤلف أهتم بها والتفت اليها ومن هنا نستخلص أن كتب الاباضية ل‬
‫تهتم بشكل مباشر وواضح بالجوانب الاقتصادية للدولة الرستمية وهي‬
‫الكتب الي احتفظت لنا بالشطر الأعظم من تاريخ الدولة الرستمية‬
‫عموما ‪ 0‬وبالتالي فان التاريخ الاقتصادي للدولة الرسمية سيظل ناقصا‬
‫وربا غامضا في بعض جوانبه مالم تكتشف مخطوطات أو بقايا توضح‬
‫معالم الاقتصاد الرسي وتجبلي الغموض عنه ‪.‬‬
‫وأم مصدر في هذا الباب هو الكتب الجغرافية س فهن حسن الحظ أن‬
‫العرب المسلمين أهتوا بهذا الجانب وألفوا فيه منذ وقت مبكر ‪ ،‬لهذا فان‬
‫بلدان اليعقوبي ث ومسالك ابن خرداذبة ‪ .‬والبكري ‪ 0‬وصورة ابن حوقل‬
‫ووصف الادريسي ي هي مصادرنا الأساسية في هذه الدراسة رغم أنها لا‬
‫تعطينا كل شيء عن الأوضاع الاقتصادية للبلاد كا أنها لوحدها لا تكفي‬
‫لأخذ صورة كاملة عن اقتصاد الدولة ‪ .‬ولكنها مع ذلك تقدم لنا معا‬
‫هامة في اقتصاد المغربين الأوسط والأدنى أو الاقتصاد الرسمي ‪.‬‬
‫وهناك مصدر آخر ذأوهمية ؛ وهو النقود الرستمية التي عثر عليها الا أنها‬
‫تحتاج هي في حد ذاتها‪:‬الى دراسة أثرية س واكتشافات لها في مناطق أخرى‬
‫إن امكن ‪ .‬اذ من المعلوم أن وجود تقود لدولة ما في بلد يعني وجود‬
‫علاقات اقتصادية س وربما سياسية أيضا بين الدولتين ‪ .‬ومثل هذه الدراسة‬
‫تفتقر اليها لحد الآن النقود الرستمية {ا ‪.‬‬
‫(‪ )9‬الجنحاني الحبيب ‪ :‬تاهرت عاصمة الدولة الرستمية ء المجلة التونسية للعلوم الاجتماعية ى عدد ‪ } 04/34‬طبع‬
‫الشركة التونسية لفنون الرسم ى أفريل ‪ . 5791‬ص ‪. 83‬‬

‫‪- -041‬‬
‫لقد حاولنا في هذا الباب تبيان أمم مظاهر الاقتصاد ف المغربين‬
‫الأوسط والأدنى في عهد الرستميين ى وذلك بالقدر الذي جادت به تلك‬
‫المصادر التي وصلتنا والتي أطلعنا عليها ‪.‬‬

‫‪- 141 -‬‬


‫الفصل الأول ع‬
‫الزراعة والرعي‬
‫أ ۔ الزراعة ‪:‬‬

‫عرف المغرب العربي منذ القرن الرابع الميلادي } فترة اضطراب‪ .‬طويلة‬
‫اذ كثرت الفتن والازمات ‪ 0‬وانعدم الاستقرار ‪ .‬وتدهورت بالتالي أحوال‪-‬‬
‫البلاد الاجتاعية والاقتصادية س مما حدا بأحد المستشرقين وهو بيروني‪.‬‬
‫( صمهرءم ) الى القول بأن « القرن الرابع (الميلادي) الذي سقطت فيه‬
‫حكومة رومة والقرن الخامس الذي استولى فيه الوندال } والقرن السادس‬
‫اللذي مكن فيه البيزنطيون نفوذهم بافريقية ‪ .‬هذه القرون كانت قرون‬
‫أهوال وحروب مبيدة‪ ...‬وقد كانت هذه القرون علة في مرض افريقية‬
‫مرضا اجتاعيا واقتصاديا ذهبت الفنون الجميلة وعطلت الأراضي‪ .‬الفلاحية ه‬
‫وتنوسيت الأساليب العامية وتكاثرت اللصوصية حتى صار الناس يفزعون‬
‫الى الفابات ويختفون بالشعاب وتعطلت التجارة وخشي الناس‬
‫المجاعة »(‪ ..0‬والحقيقة أن ‪.‬هذه الفترة المتردية من أوضاع المغرب } استمرت‬
‫مع الفتوح العربية الاسلامية لهذه البلاد ‪ .‬وكانت هذه الاخيرة فريدة من‬
‫أ نوعها ‪ .‬استغرقت فترة زمنية طويلة شهدت فيها ساحات المغرب ثورات‬
‫عديدة استنزفت طاقاته ومواردها ‪ .‬ولا أدل على ذلك مما فعلته الكاهنة‬
‫زعية البربر آنذاك من حرق للغابات س وتخريب للبلاد ظنأ منهنا أن‬

‫(‪ )1‬تقلا عن الميلي عمد المبارك ‪ :‬تاريخ الجزائر ‪ .‬ج‪ 1‬ى ص ‪. 772‬‬
‫(‪ )2‬لاقي العرب الملمون في فتح شيال افريقيا من المصاعب ما لم يلاقوه في فتح مصر أو غيرها من البلدان ى اذ لم‬
‫يتوان المغاربة عن مقاتلة العرب المسلمين ‪ .‬أنظر ابن خلدون ‪ :‬البر ‪ .‬جة ‪ .‬ص ‪ 212‬۔ ‪ 022‬ى لوبون غوستاف ‪:‬‬
‫حضارة العرب ‪ .‬تعريب عادل زعيتر ‪ .‬ط ‪ . 3‬دار احياء التراث العربي ‪ .‬بيروت ‪9931‬ه‪9791/‬م ‪ .‬ص ‪. 213‬‬
‫دبوز ‪ :‬تاريخ المغرب الكبير ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪. 701‬‬

‫‪- 241 -‬‬


‫الفاتحين العرب سيزهدون بذلك في المغرب ويعودون من حيث قدموا‘' ‪.‬‬
‫ولم تعرف الكاهنة أن الفاتحين العرب ‪ ،‬اغا جاؤوا لنشر عقيدة وبث فكر‬
‫حضاري يحمل كل أسباب الرقي ‪ ،‬ولم يأتوا من أجل أرض أو مال ثم‬
‫استمرت فترة الركود الاقتصادي متواصلة اتناء ثورات الاباضية والصفر ية في‬
‫النصف الأول من القرن الثاني الهجري ‪ .‬حيث ارهقت خزائن الولاة‬
‫والخلفاء على حد سواء برواتب الجند وأعطياتمم وتنظياتهم“' وقلت‬
‫موارد الخزينة ‪.‬‬

‫هكذا نلاخظ أن المغرب لم يهندأ اطلاقا ‪ .‬اذ توالت عليه الغزوات‬


‫والفتوحات قرونا عديدة ‪ .‬فعاش في اضطراب مستبر ومتواصل ‪.‬وما أن‬
‫الأوضاع‬ ‫كللت ثوزات الاباضية والصفرية بتسسيس دولتيهيا ‏‪٨‬ح‪.‬تى هدأت‬
‫السياسية في البلاد ى ومال الناس الى الاستقرار والطبأنينة ‪ 4‬وعرف المغرب‬
‫نتيجة لذلك نهوضا اقتصاديا سريعا وتطورا ماموسا ‪ .‬رأينا معالمه في كتب‬
‫الجغرافيين الذين أطنبوا في ذكر محاسن المغرب ومزارعه الغنية وأنهاره‬
‫العديدة ‪ .‬وقد حظيت أقالم الدولة الرستمية باهتام أولئك الجغرافيين‬
‫وكانوا أحسن عون لنا في هذا الباب س بما قدموه من نصوص ناطقة لا‬
‫نجدها عند غيرهم ‪.‬‬

‫لقد عرفت الدولية الرستمية بجغرافيتها المتنوعة ى زراعة متطورة‬


‫ومزدهرة شملت مختلف أقاليها ‪ :‬ففي منطقة تيهرت المرتفعة حيث الجو‬
‫البارد وكثرة الأنداء والضباب والأمطارةا ‪ .‬يذكر ابن الصغير أن تيهرت لما‬

‫(‪ )3‬الرقيق ‪:‬تاريخ افريقية ‪ ..‬ص‪ 76 .‬وأنظر اين عذاري ‪:‬البيان ‪ .‬ج ة ‪ .‬ص ‪. 63‬يذكر ابن عذاري أنالمغرب‬
‫سكان‬ ‫كثير من‬ ‫عرمد‬ ‫حى‬ ‫كله‬ ‫ذلك‬ ‫فخربت‪ -‬الكاهنة‬ ‫متصلة‬ ‫وقرى‬ ‫الى طنجة‬ ‫كان كله ظلا واحدا! من‪ :‬طرابلس‬

‫‪.‬‬ ‫الكاهنة‬ ‫‏‪ ٣‬من‬ ‫الى الأندلس والجزر مستغيثين ما نزل‬ ‫المغرب الى امروب‬

‫‪.‬‬ ‫۔ ‪402‬‬ ‫‪202‬‬ ‫‏‪ ٠‬ص‬ ‫اسماعيل ‪ :‬المرجع اللابق‬ ‫‪ ..‬محمود‬ ‫‪ 1‬۔‪22‬‬ ‫ص‬ ‫‪..‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ :‬ح‬ ‫الزاهرة‬ ‫‪ :‬النجوم‬ ‫بردي‬ ‫تغري‬ ‫ابن‬ ‫(‪()4‬‬

‫إ"‬ ‫‪:55‬‬ ‫۔‬ ‫‪45‬‬ ‫ص‬ ‫ى‪:‬‬ ‫‪ . .‬ج‪3‬‬ ‫‪ ::‬المرجع الابق‬ ‫دبوز‬

‫=‬ ‫وهكذا فان‬ ‫البلاد الاسلامية‬ ‫مثيل له ق‬ ‫لندرة‬ ‫وربما ذلك‬ ‫البارد‬ ‫تيمرت‬ ‫على طق‬ ‫(‪ )5‬لقد علق الكثيرون‬

‫‪-143-٠‬‬
‫استقبلت الأحمال الثلاثة الأولى من المشرق في عهد الامام عبد الرحمن بن‬
‫رستم ووزعت على الفقراء والكراع والسلاح س بعثت هذه نشاطا في المدينة‬
‫فشرع الناس في ه احياء الموات وغرس البساتين واجراء الأنهر واتخاذ الرحاء‬
‫واللستفلات »©ا وقد ساعدت الأنهار المحيطة بالعاصمة في بعث النشاط‬
‫الزراعي والاشتغال به مما دفع الفلاحين الى احياء الموات وعدم‪ .‬الاكتفاء‬
‫فقط بالاراضى الزراعية للمياة وشهدت بذلك منطقة العاصمة الرستية نشاطا‬
‫زراعيا مكثفا يي‪:‬تفق كل الجغرافيين تقريبا على تصويره ‪ 4.‬اذ لم يجدب زرع‬
‫البلد قط الا في حالات الريح أو البرد الشديدين ‪ .‬ويذكر الاصطخري‬
‫أن كورة تيهزت « خصبة واسعة البرية والزروع والمياه »!‬
‫ويشير ابن حوقل الى أشجار وبساتين تيهرت ويقول بأنها تنتج‪ .‬ضروبا‬
‫من الغلات{ا دون أن يحددها ى أما المقدسي فيقول بأن تيهرت « بلخ‬
‫للغرب قد أحدق بها الأنهار والتفت بها الأشجار وغابت في البساتين ونبعت‬
‫= بكر ين‪ ,‬حماد الشاعر التيهرتي (ت ‪692‬ه) يصور لنا برد مدينته ويقول شجرا ‪:‬‬
‫وأطرف الثمس بتاهرت‬ ‫منا أخشن البرد وريمباننه‬
‫كأہاتنشرمن تخت‬ ‫تبدومن الغم انا ما بدت‬
‫تجري بنا الريح على اللمت‬ ‫_ فنحن في بجر بلا لجة‬
‫كفرحة الذمي بالسبت‬ ‫تفرح بالشمس انا ما بدت‬
‫ويذكر البكري ى أن رجلا من أهل تيهرت نظر الى توقد الثمس بالحجاز فقال ‪ :‬احرقي ما شئت فوالله انك‬
‫بتاهرت لذليلة ‪ .‬أنظر البكري ‪ :‬الغرب ى ص ‪. 76‬‬
‫وه قيل لبعض الظرفاء من أهلها ‪ 0‬كم الشتاء عندكم من شهر في السنة ؟ قال ثلاثة عشر شهرا » ابن عذاري ‪:‬‬
‫البيان ‪ .‬ج‪ 1‬ث ص ‪ . 891‬وما تماله ياقوت الحموي في هذا الخصوص ه إن الثمس بهاقل أن ترى ودخلها أعرابي من‬
‫أهل الين يقال له أبو هلال ثم خرج الى أرض السودان فأق عليه يوم له وهج وحر شديد وسموم في تلك الرمال‬
‫فنظر الى الثمس منحية راكدة على قم الرؤوس ‪،‬وقد صهرت الناس فقال مشيرا الى الشمس ‪ :‬أما والله لئن عززت‬
‫ق هنا امكان لطالما رأيتكذليلة بتاهرت وأنشد ‪:‬‬
‫أشهى من الثيس بتاهرت‬ ‫ماخلق الرحمن من طرفة‬
‫‪. 8‬‬ ‫أنظر الحموي ‪ :‬ممجم البلدان ى ج‪ 2‬ث ص ‪7‬‬
‫(‪ )6‬ابن الصفير ‪ :‬سيرة ى ص ‪. 21‬‬
‫(‪ )7‬اليعقوبي ‪ :‬البلدان ء ص ‪. 901‬‬
‫(‪ )8‬الاصطخري ‪ :‬المسالك والمالك ى ص ‪. 43‬‬

‫(‪ )9‬ابن حوقل ‪ :‬صورة الأرض ‪ .‬ص ‪ ، 78‬الأدريسي ‪ :‬وصف افريقيا الشمالية الصحراوية ‪ .‬ص ‪. 06‬‬

‫‪- 441 -‬۔‬


‫حولها الأعين »“"ا ‪ .‬ولعل البكري هو أحسن من وصف زراعة تيهرت‬
‫‏‪ ٠‬وأحوازها اذ يقول إن بها « جميع الثار وسفرجلها يفوق سفرجل الآفاق‬
‫خسنا وطعيا ومثما وسفرجلها يسمى بالفارس »""ا ‪ .‬والحقيقة أن منطقة‬
‫تيهرت لم تكن فقط مقتصرة على زراعة البساتين وما تحتويه من الأشجار‬
‫المختلفة س وانما هي منطقة زراعة الحبوب خاصة ‘ لكثرة مياهها وبرودة‬
‫مناخها ووقوعها قرب التلول الصالحة لزراعة تلك الغلة”") ‪ .‬فهذا ابن‬
‫الصغيرة يذكر أن على ضفاف نهر مينة أرحاء تيهرت الجديدة ‪ .‬بل إن‬
‫من بين أبواب تيمرت باب يعرف باسم باب المطاحن ‪ )"‘4‬ى فلا معنى لهذه‬
‫المطاحن والارحاء الا وجود زراعة نشيطة للحبوب ‏“‪ ٨‬وليس أدل على ذلك‬
‫من الرواية التي يسوقها لنا الوسياني عن أبي مرداس نمهاصر ‪ ،‬أحد مشائخ‬
‫جبل نفوسة س الذي كان قد تعود الذهاب الى تيهرت في فصل الحصاد ‪.‬‬
‫وكانت عادته فيها أنه « اذا حصد الناس زروعهم ولقط اللةاطون السنابل‬
‫ورعوا مواشيهم ‪ ،‬عقبهم فيلقط نفقة سنة لان ذلك متروك") ‪ .‬فهل يمكن‬
‫أن نفهم من هذا النص الا كثرة زراعة الحبوب في منطقة تيهرت الى درجة‬
‫أن الحصادين واللقاطين والرعاة مواشيهم بعد جوازهم على تلك المزارع‬
‫يتركون ما يكفى انفقة انسان لمدة سنة كاملة فلا معنى لذه الرواية الا‬
‫كثرة تلك الحقول ‪ ،‬المزروعة بالحبوب ‪ ،‬خاصة منها القمح ‪ ،‬أساس معيشة‬
‫السكان ‪ ،‬وكان في تيهرت أيضا ث وعلى بعد أميال منها يزرع النخيل ‪ ،‬اذ‬
‫يذكر ابن الصغيراث"ا أن أحد سكان تيهرت الأغنياء ‪ .‬كان ييلك على مقربة‬
‫من المدينة حقلا جمع فيه الأشجار والأنهار والمزارع والنخيل والقصور ‪.‬‬
‫‪ )01( 0‬المقدسي ‪ :‬أجسن التقاسيم ى ص ‪ 822‬۔ ‪.‬‬
‫(‪ )11‬البكري ‪ :‬المغرب ى ص ‪ ، 76‬الاستبصار ‪ :‬ص ‪. 871‬‬
‫(‪ )21‬الجنحاني ‪ :‬تاهرت ى الجلة السابقة ‪ .‬ص ‪. 73‬‬
‫‪. 04‬‬ ‫‪2‬‬ ‫(‪ )31‬ابن الصغير ‪ :‬سيرة‪ .‬ص‬
‫`(‪ )41‬البكري ‪ :‬المغرب ى ص ‪. 66‬‬
‫(‪ )51‬الوسياني ‪ :‬سير (مخطوط) ورقة ‪ . 31‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ي ج‪ ، 2‬ص ‪. 392‬‬
‫(‪ )61‬ابن الصغير ‪ :‬سيرة ‪ .‬ص ‪. 15‬‬

‫‪- 54‬‬
‫‪/‬‬
‫وهكذا تبدو حاضرة الرستميين وضواحيها مزارع وحقولا لمختلف الثار‬
‫والحبوب ‪ 0‬وهي تجمع بين المزروعات التلية والصحراوية ‪ .‬ولا شك ان‬
‫موقعها الجغرافي اذ تقع في منطقة مرتفعة وبين الجبال ‪ ،‬وعلى محاذاة‬
‫الصحراء في آن واحد س هذا التداخل في موقعها أتاح لها أن تكون أرضا‬
‫زراعية خصبة س ومنطقة مظيرة صالجة لزراعة الحبوب والبستنة ‪ .‬كا أنها‬
‫صالحة لزراعة النخيل شجرة الصحراء الاساسية ‪ .‬ولا غرابة في ذلك فان‬
‫منطقة تيهرت لا تجمع هذه المتناقضات فحسب ‪ ،‬بل هي أيضا منطقة‬
‫رعوية من الطراز الأول وهو ماسوف نراه عند تطرقنا للرعي والماشية ‪.‬‬

‫أما الجانب الغربي من الدولة الرستمية وشالها ى حيث الأراضي الخصبة‬


‫والمياه المتدفقة والامطار الغزيرة ى فهي‪ :‬تعتبر من المناطق الأساسية في‬
‫زراعة الحبوب‪"7‬ا ‪ .‬وهي مع اتساعها تشبه منطقة تيهرت في غلاتها‬
‫وبساتينها حيث نجد على وادي شلف ء الذي يفيض كا يفيض نيل مصر ه‬
‫عمارات وقرى ومزارع يزرع فيها « العصفر والكتان والسمسم وغير ذلك‬
‫من الحبوب »") من القرى والمدن التي تشرف على هذا الوادي مدينة‬
‫شلف ‪ ،‬وغزة وسوق ابراهيم ‪ 4‬وتاجنة وبنو واريفن ‪ 0‬ومليانة التي لها أرحية‬
‫على نهرها ‪ 0‬وسوق كران ‪ .‬فكل هذه المدن والقرى كانت تحيط بها فروع‬
‫وادي شلف ‪ ،‬الذي يسقي جنانها ومزارعها المنتجة لختلف الثار والاشجار‬
‫والفواكه كالتين والكروم والسوان الكثيرة وفي ضواحي مدينة الخضراء‬
‫« فواكه وسوان وبها السفرجل المعنق الفراسي‪ ....‬ولها ناحية خصبة ه""‬
‫وهي تقع على مقربة من تنس « على نهخررار عليه الارحاء واذا حمل‬

‫ح‬ ‫‪ :‬ل‬ ‫‪0‬‬ ‫م ‪,‬‬ ‫)‪ (...‬ح‬ ‫)‪. 576. (71‬م ‪,‬‬

‫)‪ (81‬لليمقوي ‪ :‬ص ‪. 901‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪ :‬البلدان‬ ‫اليعقوبي‬ ‫‪ .‬وأنظر كذلك‬ ‫‪8‬‬ ‫‪ .‬الأدريسني ‪ :‬وصف ب ص‬ ‫‪0‬‬ ‫ص‬ ‫(‪ (1 9‬ابن حوقل ‪ :‬صورة‪.:‬‬

‫‪. 401‬‬ ‫ص‬

‫‪641. -‬‬
‫دخل المدينة ‪ .‬وحولها بساتين كثيرة ا وانما سميت بالخضراء لكثرة‬
‫اخضرارها بكثرة بساتينها وحقولها(‪:‬ثا ‪ .‬وأما منطقة مدينتي تنس ووهران‬
‫والمسافة بينهما تقدر بجوالي مائتي ميل وهما مدينتان على البحر تجري على‬
‫مقربة منهيا الانهار وبهيا فواكه وخصب ومزارع وجنات وبتنس « الحنطة‬
‫ممكنة جدا وسائر الحبوب موجودة‪ ....‬وبها من الفواكه كل طريفة ومن‬
‫السفرجل الطيب المعنق ما يفوق الوصف في صفته وكبره وحسنه »(ةا وفي‬
‫مدينة يلل وأحوازها ى مزارع وقرى وعمارات وأشجار ‪ .‬وأما متيجة‬
‫المشهورة الى يومنا هذا بخصب أراضيها ووفرة زروعها ‪ .‬فهمي منطقة واسعة‬
‫تضم مدنا وحصونا « وهو بلد زرع وعمارة »"ة! وهي « أكثر تلك النواحي‬
‫كتانا ومنها يحمل »“ة تجارة الى مختلف الاسواق ‪.‬‬

‫هذه هي المنطقة الغربية والثعالية من الدولة الرستية حاولنا قدر‬


‫الامكان التعرف على حقولها ومزروعاتها وهي تتميز بأهارها وبساتينها ‪.‬‬
‫وكثرة أشجارها ‪ ،‬ووفرة حبوبها ‪ ،‬الى درجة أن الدولة كثيرا ما تصدر‬
‫الفائض منها الى بلاد الأندلس » كا سوف نرى عند حديثنا عن‬
‫التجارة الخارجية ‪.‬‬

‫أما الجانب الشرقي من الدولة ث وهو بلاد نفوسة وماكان خارجا عن‬
‫مدينة طرابلس ‪ ،‬فان الزراعة هناك لا تقل عما هي في غرب الدولة ‪.‬‬
‫ومنازل نفوسة « في ضياع وقرى ومزارع وعمارات كثيرة »(ة‪2‬ا ‪ .‬والماء‬
‫( أن جبل نفوسة كان كثير‬ ‫ديبوا ) ) ن‬ ‫متوفر اذ يذكر المستشرق‬

‫(‪ )02‬البكري ‪ :‬الغرب ى ص ‪. 57 . 16‬‬


‫(‪ )12‬الاستبصار ‪ :‬ص ‪. 171‬‬
‫(‪ )22‬الأدريي ‪ :‬ص ‪. 75‬‬
‫(‪ )32‬اليعقوبي ‪ :‬ص ‪ . 401‬ص ‪701‬‬
‫(‪ )42‬البكري ‪ :‬ص ‪ 56‬س ياقوت الوي ‪ :‬ج‪ . 5‬ص ‪. 35‬‬
‫‪. 99‬‬ ‫(‪ )52‬اليعقوبي ‪ :‬ص‬

‫‪- 741 -‬‬


‫الآبار والاحواض المائية ربما أكثر بكثير من يومنا هذا(ةا ‪ .‬ومما يلاحظ أن‬
‫كتب الاباضية الق اهتمت أكثر ما اهتت بجبل نفوسة وقراه ومشائخه ى انها‬
‫كثيرا ما تذكر الجسور والسدود ومستنقعات المياه ‪ 3‬ولعل ما يخبرنا به‬
‫الدرجينى عن مهدي النفوسى أحد المشائخ ‪ .‬وسدود أرضه يعطينا صورة‬
‫عن ذلك ‪ 4‬حيث يذكر أنن لهذا الشيخ أ رضا ه«لها سد فوق سد قد اهہدمت‬
‫ولا يستطيع اصلاحها العدد القليل من‬ ‫سدودها وخربت جسورها‪....‬‬
‫الناس »‪7‬ثا ونجد لهذه الرواية جانبا اجتاعيا هاما شديد الارتباط بالجانب‬
‫الاقتصادي ‪ ،‬ونقصد به مشاركة المرأة في النشاط الزراعي ‪ :‬اذ تذكر‬
‫الرواية أن مهديا لما دعته نفسه الى اصلاح شيء من فسادها ‪ ،‬راح وتزوج‬
‫بامرأة لتساعده عليهنا ‪ .‬وقد رغبت هي نفسها فيه لما علمت أنها سوف‬
‫تحمل التراب على رأسها لاصلاح تلك الجسوراثة) ‪ .‬هكذا تسام المرأة الى‬
‫جانب الرجل في اقتصاد البلاد ‪ .‬ولا شك أن زوجة مهدي هي واحدة‬
‫فقط من بين كثير من النساء؛ الممارسات للزراعة وأنشطتها في ذلك الوقت ‪.‬‬
‫واشتهرت نفوسة عند ابن حوقل ‪ ،‬بمدينة « شروس في وسط الجبل‬
‫وفيها مياه جارية وكروم وأعناب طيبة وتين وأكثر زروعهم الشعير واياه‬
‫يأكلون واذا خبز كان أطيب طعيا من خبز الحنطة ولشعيرهم لذة ليس لخبز‬
‫مأنخبا; زالأرض لانه ينفرد بلذة ليست في خبز»ثثا ويذكر البكرى‬
‫والشماخي أن شروس ه‪ 4‬أم قرى جبل نفوسة ‪ ،‬كبيرة آهلة جليلة فييا‬
‫« النخيل والزيتون الكثير والفواكه يا ‪.‬وكان زيتون تيغرمين بجبل‬
‫نفوسةمشهورا بحيث كان الناس يتمنون رؤيته"ةا إما لكثرته أو جماله أو‬
‫‪ . :‬ن‬ ‫ع‬ ‫ز‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,‬‬ ‫)‪5391, . 882. (62‬‬
‫(‪ )72‬الدرجيني ‪:‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪ 3 56‬وأنظر كذلك ص ‪ ، 77‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ى ص ‪. 29‬‬
‫(‪ ()82‬الدرجيني ‪:‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪. 56‬‬
‫‪. 67‬‬ ‫ص‬
‫(‪ )92‬اين‪ .‬حوقل ‪ :‬ص ‪ . 49‬الادريسي ‪: :‬‬

‫(‪ )03‬البكري ‪ :‬ص ‪ 2 9‬الشماخي ‪:‬سير ‪ .‬ص ‪. 372‬‬


‫(‪ )13‬الثماخي ‪ :‬سير ى ص ‪. 062‬‬

‫‪841 -‬۔ ‪.‬‬


‫مذاقه ‪ .‬وأما اجناون التي بها عين ماء فقد قيل إنها « تدور على اثنى عشر‬
‫‏‪.٠‬‬ ‫« (‪)23‬‬ ‫ألف زيتونة‬

‫والحقيقة أن القارئ لطبقات الدرجيني أو سير الشماخي ثا {يلاحظ‬


‫جليا أثناء ترجمتها لرجال نقوسة والقرى المجاورةلها ورود كامة البساتين‬
‫بكثرة حتى ليخيل للقارئ أن أغلب المترجمين لهم كانوا أصحاب ضيمات‬
‫وأراض ث حيث تزرع أشجار التين والزيتون والفواكه المختلفة‬
‫والحبوب بأنواعها ‪.‬‬
‫وهناك اشارات في كتب الاباضية تدل على اهتام أهل الجبل بزراعة‬
‫الحبوب خاصة منها الشعير ى ولا ننسى أن من أسباب انهزام أبي الخطاب‬
‫أمام ابن الاشعثالخزاعي سنة ‪441‬ه رغم كثرة عدد جيشه } الذي قدر‬
‫بتسعين ألف رجل ‪ ،‬انسحاب الكثيرين منهم الى حقولم اذ اللعمركة‪.‬‬
‫المنتظرة كانت في وقت الحصاد كا تذكر ذلك المصادر الاباضية“ةا ‪ .‬من‬
‫هنا نلاحظ أن أغلب سكان جبل نفوسة على الأقل ‪ ،‬كانوا من المزارعين‬
‫والفلاحين المرتبطين بالأرض فمنها معاشهم وأقواتهم ‪ .‬وما يدل على زراعة‬
‫الحبوب في هذه المنطقة بشكل واسع مارواه الشماخي عن أحد مشائخ الجبل‬
‫وأتقيائهم أبي أيوب الذي بسط الله له الرزق والدنيا على حد تعبير‬
‫الشماخي « وقيل اذا جمع زرعه للدرس رآه من بجربة وأطلق يده للنفقة‬
‫للوارد والصادر »‪١‬ةةا‏ وكانت له مطامير يساعد بقمحها أهل الفاقة ويرفع‬
‫ها المجاعة ا ‪ .‬وكان أبو عثان المزاتي مشل سابقه له غرفة‬
‫‪٠‬؛((؟؛‪7 ‎‬‬

‫‪,‬‬ ‫‏‪. ٠189‬‬ ‫(‪ )23‬نقه ‪ .‬ص‬


‫)‪ (33‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪ 903‬وما قبلها ‪ .‬الثياخي ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ 562‬وما قبلها ‪.‬‬
‫(‪ )43‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ . 54‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪ . 33‬الثياخي‪ :.‬سير ‪ .‬ص ‪. 131‬‬
‫(‪ )53‬الثماخي ‪:‬سير ‏‪ ٠‬ص ‪. 382‬‬
‫(‪ )63‬نفسه ‪ .‬ص ‪ 382‬۔‪. 482‬ويذكر الدرجيني كرامة لأبي منصور الياس عامل الامام أبي حاتم على نفوسة‬
‫‪ .‬مفادها أنه لم ينقطع من بيته وذريته زراعة القمح ‪.‬أنظر طبقات ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪ 923‬۔‪. 033‬وأنظر كذلك ‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫ن‬ ‫‪:‬‬ ‫ع‬ ‫‪,‬‬ ‫‪ ,‬عم‬ ‫‪, .85‬‬

‫‪- 941‬‬
‫موسوقة (“) شعيرا ى تصدق بها كلها في مجاعة وقعت بجبل نفوسة وكان له‬
‫كثير الاأشجار”ة‘) ‪.‬‬ ‫حقل وافر الظلال‬

‫وما يدل على اهتام الناس بالأرض س وتنافسهم عل زراعتها في هذه‬


‫المنطقة الشرقية من الدولة الرسمية ‪ .‬ما يرويه الوسياني عن أبي مد ملي‬
‫الذي « حرث أرضا فلما حصد زرعه ودرسه وجعله ف التلاليس اذا برجل‬
‫وقف على الشيخ وولده فقال ‪ :‬تعلم يارب ما أذنا لمن حرث ى ولا‬
‫أعطينا ‪ .‬ولا بعنا ‪ .‬ولا وهبنا ‪ ،‬وانغا هي مالنا »ثةا فترك أبو محمد ذلك‬
‫كله لصاحب الأرض الشرعي وانصرف”ا ‪ .‬ويبدو أن الشيخ س كان يظن‬
‫أن الأرض من الموات لا أهل لها ‪ 0‬فأراد احياءها ‪ .‬والرواية صريحة في‬
‫اهتام الناس بالزراعة شيوخا وأحداثا وربما ضيق المناطق الزراعية في ذلك‬
‫الجبل ء أدى بأبي محمد الى حرث أرض ليست لة ‪.‬‬

‫وتزودنا المصادر الاباضية بشيء بسيط عن تنظم الزراعة في جربة‬


‫وتذكر أن حقول الأشجار فيها كانت محفوفة « بأعواد أثبتوها في حفر‬
‫ووصلوا ما بينها بالحبال لترد عنها الوحش لئلا يفسدهاامة“ ‪ .‬وكان أكثر‬
‫تلك الأرض على هذه الصفة الى درجة أنها ردت فلولا من أتباع ولد ابن‬
‫خلف المنشقين عن عامل الامام الرستمي أبي منصور إلياس ‪ ،‬لما أرادوا‬
‫الهروب فكانت سببا في انهزامهم وتقتيلهم ‏‪. 6٨٦١‬‬
‫)( موسوقة من وسق وهو حمل بعير ويقال وسقت الحنطة توسيقا أي جملتها ‪,‬سقا وسقا ‪ .‬وحاصل المنى مليئة‬
‫‪729‬‬ ‫بالثعير ‪ .‬أنظر ابن منظور ‪ :‬لسان العرب المحيط ى ج‪ . 3‬ص ‪629‬‬
‫(‪ )73‬الوسياني ‪ :‬سير (مخطوط) ‪ 0‬ورقة ‪ 611‬ي الشماخي ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪. 502‬‬
‫(‪ )83‬الوسياني ‪ :‬سير (مخطوط) ي ورقة ‪ ، 11‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ 2‬ى ص ‪.433‬‬
‫(‪ )93‬طبعا المقصود المباشر من هذه الرواية هو المغزى الخلقي ‪ .‬اذ لم تؤلف الطبقات الاباضية الا لهذا الفرض ى‬
‫لذلك نلاحظ ترك أبي محمد للارض وغلتها تعففا واحتياطا ‪ .‬والرواية من جهة أخرى تشير بوضوح إلى مدى تعلق‬
‫الناس بالأرض ى واحياء ميتها ‪ .‬لذلك لها مغزى اقتصادي غير مقصود ‪.‬‬
‫(‪ )04‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ي ج‪ . 1‬ص ‪. 58‬‬
‫(‪ )14‬نفسه ‪ :‬ص ‪ 58‬۔ ‪. 68‬‬

‫‪- -051‬‬
‫ويذكر الجغرافيونت“ا زراعة جزيرة جربة وضواحيها ويقولون بأن‬
‫فيها بساتين‪ :‬كثيرة ص تنتج الزيتون والنخل والكروم بكثرة ‪ .‬ويؤكدون‬
‫اباضية سكانها وهي الغالبة فيهم ‪.‬‬
‫ولا شك أن النفوسيين } نتيجة اهتامهم البالغ بالأرض قد استصلحوا‬
‫النديد من الأراضي س وحولوا جبلهم الى جنات خضراء س كا أن ضواحي‬
‫طرابلس التابعة للرستيين كانت كثيرة الضياع & « وبها من الفواكه الطيبة‬
‫اللذيذة الجيدة كالخوخ الفرسك(“ا والكمثري اللذين لا شبه لميا بمكان »(ةه)‬
‫ويذكر الأدريسي أن ضواحي مدينة طرابلس قبل عهده (ت ‪845‬ه)‬
‫كانت « كثيرة شجر التين والزيتون وبها فواكه جمة ونخل »(“ا ‪.‬هكذا‬
‫يكون شرق الد وز الرستمية كغربه من حيث الزراعة وتطورها ونشاطاتها‬
‫والحقيقة أن هذه الصفة كانت عامة في بلاد المغرب العربي كله ‪.‬‬
‫أما جنوب البلاد الرستمية الممثلة في الضحراء الواسعة ى‪4‬فهن المعروف أن‬
‫الزراعة فيها منعدمةأو تكاد ولا وجود للحياة فيها الا في بعض الواحات‬
‫المتناثرة هنا وهناك ‪ .‬حيث الابار الكثيرة والمياه المتدفقة ‪ .‬فالمقمون بتلك‬
‫الواحات يعتدون على زراعة النخيل خاصة ‪ ،‬وهي الشجرة التي تقاوم‬
‫مناخ الصحراء الشديد صيفا وشتاء ‪ .‬ولعل من المستحسن أن نعرف ‪.‬أن‬
‫النخيل يعتبر « شجرة العراق الأدنى المطل على الخليج العربي ‪0‬وهو‬
‫موطنها واقليها المفضل كا { وانتقلت من هناك الى بلاد الشام ومصر‬
‫والجنوب التونسي قبل الفتح الاسلامي ثم توسعت رقعته بعد ذلك(“) ‪.‬‬
‫(‪ )24‬البكري ‪ :‬المغرب ي ص ‪ ، 91‬الأدريسي ‪ :‬وصف ‪ 0‬ص ‪: 59‬‬
‫(ثة) الخوخ الفرسك ‪ :‬نوع من الخوخ أجود أملس أحر جيد النوعية ‪ .‬أنظر اين منظور ‪ :‬لسان العرب المحيط ه‬
‫ج‪ 2‬يص ‪. 4701‬كلة «فرسك» ‪.‬‬
‫(‪34‬ا ابن حوقل" ‪ :‬ص ‪ 8 96‬المقدسي ‪:‬أحسن التقاسيم ‪ .‬ص ‪. 422‬‬
‫‪. 09‬‬ ‫‘‪0‬ص‬ ‫(‪ )44‬الأدريسي ‪:‬وصف‬

‫(‪ )54‬موريس لومبارد ‪:‬الجغرافيا التاريخية ى ص ‪. 812‬‬


‫(‪ )64‬نفسه ‪ .‬ص ‪812‬‬

‫‪-151-‬۔‬
‫ومن الواحات التى كانت تابعة للدولة الرستمية في تلك الصحراء الكبرى‬
‫وارجلان ‪ 3‬وبلاد الجريد زقسطيلية في الجنوب التونسي وواحات وادي‬
‫ريغ وسوف وغيرها في شرق البلاد » وهي تشكل شريطا عموديا في‬
‫الصحراء الكبرى الشرقية ‪ .‬على الحدود الجزائرية الليبية التونسية حاليا ;‬
‫مع انقطاع فيا بينها بسيط اذ لم تكن سلسلة متواصلة ‪.‬‬

‫أما وارجلان فهو « بلد خصيب كثير النخل والبساتين‪ ...‬وهي بلاد‬
‫ثيرة الزرع والضرع‪ ...‬كثيرة المياه »‪7‬ثا يزرعون من الحبوب الحنطة‬
‫خاصة وتتخلل تلك الزروع أشجار النخيل وهي الطريقة المستعملة في‬
‫أغلب الواحات وقد علم سكانها من الاباضية قساوة الطبيعة الصحراوية‬
‫فحولوا تلك البقعة الى جنات وغابات متواصلة منالنخيل وبنوا المديد‬
‫من القرى يذكر صاحب الاستبصار‪١‬‏ أنها سبعة محصنة قريبة من‬
‫بعضها البعض ‪ ،‬وقد أجرى أهلها خلالها المياه بجفر الابار العديدة رغم‬
‫صعوبة ذلك وتكاليفه ‪.‬‬

‫أما بلاد الجريد ‪ ،‬وتضم العديد من المدن والقرى مثل قسطيلهة ونفطة‬
‫والحامة وتوزر ونفزاوة فانها كانت ولا تزال بلاد النخيل وانما سميت‬
‫بالجريد لكثرة نخيلها ‪ ،‬وهي كا يقول ابن حوقل « مفوثة افريقية‬
‫بتورها سا كا هي نظيرة البصرة في الدنيااا ‪ .‬وتتفق جميع المصادر‬
‫الجغرافية على وفرة المياه بها وان كانت غير صالحة للشرب ‪ .‬كا أنها لا تنتج‬
‫التور فقط ‪ ،‬وانما هي آيضا منطقة بساتين ث يزرع فيها الشعير وقليل من‬
‫(‪ )74‬الاستبصار ‪ :‬ص ‪ . 422 .‬وأنظر الجيري عبد المنعم ‪ :‬الروض المعطار في خبر الاقطار تحقيق احسان عباس ء‬
‫مؤبة ناصر للثقافة ‪ .‬ط ‪ . 0891 . 2‬ص ‪. 006‬‬
‫‪! . :‬‬ ‫‪,‬ٹس'‬ ‫)‪, . 702. (84‬‬
‫(‪ )94‬الاستبصار ‪ :‬ص ‪. 422‬‬
‫(‪ )05‬ابن حوقل ‪ :‬ص ‪. 49‬‬
‫(‪ )15‬القدسي ‪ :‬أحن التقاسيم ‪ .‬ص ‪. 032‬‬

‫‪- 251 -‬‬


‫الحنطة وشيء من الزيتون والفواكهة‪ . 6‬ويبدو أن غير هذه المنتجات‬
‫الزراعية يجلب اليها من المدن المجاورة لها خاصة الطعام(“) ‪ .‬أو الحنطة ء‬
‫أساس معيشة المغاربة ‪ .‬لذلك فان سعره بها غال في أغلب الأوقات مثلما‬
‫يذكر ذلك ابن حوقل والادريسى(ا ‪.‬‬

‫ويزودنا صاحب الاستبصار بالكيفية التي تتم بها تسميد الأرض حتى‬
‫تعطي مردودا أكبر خاصة قي توزر ويقول بأن أهلها كانوا يحتفظون بزبل‬
‫مراحضهم يجففونه « لتدمين أرضهم لأنها في غاية الجفوف لقربها من‬
‫الصحراء »(“ةا وهذا يدل على الاهتام المتزايد بالأرض وإستصلاحها ‪ 0‬ويدل‬
‫من جهة أخرى على اعتاد الناس الزراعة أساس الحياة ‪.‬‬
‫أما بلاد سوف وريغ(ةةا وواحاته فلا تذكر المصادر الموجودة بين أيدينا‬
‫خاصة الجغرافية منها شيئا عنها لعدم اقتحامهم تلك القفار ى بل إن البكري‬
‫يذكر أنه « لا يعرف وراء قسطيلية عمران ولا حيوان‪ ....‬وانما هي رمال‬
‫وأرضون سواخة(“ا » () ونجد اشارة الى بلد سوف في الاستبصار”تا اذ‬
‫(‪ )25‬اليعقوبي ‪ :‬ص ‪ 201‬ى ابن حوقل ‪ :‬ص ‪ 49‬وأنظر كذلك المقسي ‪ :‬ص ‪032‬ذ‪ 0‬البكري ‪ .‬ص ‪. 84‬‬
‫الادريسي ‪ :‬ص ‪. 57‬‬
‫() الطعام ‪ :‬ربما يقصد به الميد أو الكسكسي ه أساس معيشة المغاربة وعملية يدوية بسيطة يحول الميد الى ما‬
‫يسمى ب «الككي» ‪.‬‬
‫(‪ )35‬ابن حوقل ‪ :‬ص ‪ 49‬ى الأدريسي ‪ :‬ص ‪. 57‬‬
‫(‪ )45‬الاستبصار ‪ :‬ص ‪ 651‬وأنظر أيضا ‪ :‬الحميري ‪ :‬الروض المعطار ‪ .‬ص ‪. 541‬‬
‫(‪ )55‬ينفرد ابن سعيد المغربي (ت ‪586‬ه) في نهاية القرن السابع المجري ى في ظني ‪ 0‬بذكر بلاد ريغ ويجملها‬
‫خطأ شرق وارجلان اذ يقول ه وفي شرقها (أي وارجلان) بلاد ريغ‪ ...‬وهي بلاد نخل ومضات ومياه تنتج على‬
‫وجه الأرض فيصعد الماء كالهوم الى أمد طويل ويسيح ف المزارع‪ » ...‬أنظر كتاب الجغرافية ‪ .‬تحقيق اسماعيل‬
‫العربي ‪ .‬ط‪ . 2‬ديوان المطبوعات الجامعية ي الجزائر ‪ . 2891‬ص ‪ 621‬ى أما ابن خلدون فيذكر أن بلاد ريفة ‪.‬‬
‫قاعدتها تقرت وهذه المدينة الأخيرة لا تزال قائمة الى يومنا هذا في شرق صحرل الجزائر جنوب مدينة بسكرة‬
‫وشال مدينة وارجلان ‪ .‬أنظر ابن خلدون العبر ى ج‪ 6‬ى ص ‪. 197‬‬
‫() أرضون سواخة أي طينا ‪ .‬من توخ الأقدام في الأرض اذا دخلت فيها ‪ .‬أنظر ابن منظور ‪ :‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫ج‪ . 2‬ص ‪ . 332‬كلىة سوخ" ‪.‬‬
‫(‪ )65‬البكري ‪ :‬ص ‪. 94‬‬
‫(‪ )75‬الاستبصار ‪ :‬ص وينقل عنه صاحب الروض المعطار نفس الملاحظة ص ‪. 333‬‬

‫‪1 1‬‬ ‫‪- 351 -‬۔‬


‫يذكر أن آخر بلاد الجريد مدينة درجين وبالقرب منها بلد سوف ولا‬
‫يضيف شيئا أكثر من هذا ‪ .‬ويلوح لنا أن الاباضية في العهد الرسمي‬
‫وبعده هم الذين أحيوا تلك الأراضي الصحراوية وبعثوا فيها الحياة ومارسوا‬
‫زراعة النخيل خاصة بعد ما حفروا الآبار وأجروا المياه ‪ .‬ونجد اشارة‬
‫واضحة لهذا في سير الوسياني حيث أنه في معرض حديثه عن بلاد سوف‬
‫وأريغا يذكر أن الامام عبد الوهاب كتب الى نفوسة الراحلين من الجبل‬
‫خارجين عنه كتابا ءوكانوا ألف رجل خاف ما يمكن أن يعترهم من التغيير‬
‫التشتيت وأقطع هم أرضا كثيرة وقال لهم أغرسوا فيه بأمرنا وأحرثوا فيه‬
‫باذننا »(ةا فنزلوا بها وقطنوا فيها وهم أبرك خلق الله وأزى وأطيب ‪.‬‬
‫عن أريغ بما يوحى أنه بلد مكتيل العمران مثله‬ ‫ويتحدث الدرجيني‬
‫مثل وارجلان في العهد الرسمي يقصده المشائخ منذ أواخر أيام الدولة‬
‫الرستية وهذا دليل على وجوده قبل ذلك ‪ .‬والكتب الاباضية حافلة بذكر‬
‫بلاد سوف وأريغا ‪ ،‬تذكر مشائخها ونشاطاتهم الدينية بما يوحي أها‬
‫كانت منطقة وموطنا للاباضية خاصة ‪ ،‬ومستقرا لهم أحيوها وجعلوا منها‬
‫منطقة اتصال ما بين بلاد الجريد شمالا ووارجلان جنوبا وجبل نفوسة وما‬
‫)‬ ‫والاها شرقا ‪.‬‬
‫هكذا يبدو لنا جلياء أن بلاد سوف وأريغ كانت من المناطق التي‬
‫أحياها الرسميون بواسطة أتباعهم من الاباضية ث فغرسوا فيها النخيل‬
‫واهتبوا بالتور وأجروا المياه ب وهي الى يومنا هذا من أكبر مناطق الجزائر‬
‫‏‪١‬‬ ‫انلإجا للتتور وأجودها ‪.‬‬
‫ومجمل القول حول مزروعات الدولة الرستمية أنها كانت متنوغة وجيدة ‪.‬‬
‫(‪ )86‬من الملاحظ أن الكتب الاباضية غالبا ما تذكر بلد ريغ هكذا أريغ ‪ .‬أنظر أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪. 341‬‬
‫وغيرها { الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ 454 . 582 . 2‬وغيرها ‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫(‪ )95‬الوسياني ‪ .:‬سير (مخطوط) ورقة ‪74‬‬
‫(‪ )06‬الدرجيني ‪ :‬ج‪ 2‬ث ص ‪. 133‬‬
‫(‪ )16‬لا داعي الى ذكر الصفحات فهي موزعة بشكل كبير في سير أبي زكرياء والوسياني والثياخي وطبقات‬
‫الدرجيني ‪ .‬فانظرها هناك ‪.‬‬

‫‪- 451 -‬‬


‫والواقع أن القارئ لكتب الجغرافية في فترة حكم الرستميين أو بعدهم يلاحظ‬
‫لأول وهلة اعجاب الجغرافيين باقليم المغرب وثرواته الزراعية ونحن وان كنا‬
‫قد تحدثنا عن بعض المدن والقرى في غرب الدولة وشرقها وجنوبها فهمي‬
‫ولا شك نتف من كثير ‪ 3‬وانما اقتصرنا على الأهم مخافة التكرار ولأن‬
‫المقصود هو تقديم صورة عامة عن الزراعة والأراضي الزراعية ومنتجاتها في‬
‫الدولة الرستمية ‪.‬‬

‫ولابد أن نشير هنا > وقبل أن نختم هذه الصفحة الزاهرة من حياة‬
‫الدولة الرستمية الزراعية س أن مصادرنا لا تعطينا معلومات عن نظام‬
‫ملكية الأرض ولا عن نوعية الممتلكات الزراعية التي عرفتها هذه الدولة (©'‬
‫ولكن الذي يتبادر الى الذهن في هذا الخصوص أن الملكية الخاصة أو‬
‫العائلية كانت هي السائدة اذ لا نجد اشارات الى تعاون جماعي على زراعة‬
‫قطعة من الأرض ‪ ،‬ثم إن طبيعة جغرافية المغرب الوعرة لا تسمح بذلك‬
‫التجمع ‘ فالأرض الصالحة للزراعة كثيرا ما تكون ضيقة محدودة ‪ .‬خاصة‬
‫وأننا نجدها على محاذاة الوديان والأنهار الجارية ‪ .‬اضافة الى هذا ‪ ،‬فان‬
‫المصادر الاباضية لا يمكن أن تغفل جانبا اجتاعيا من الأهمية كهذا الجانب‬
‫في التعاون والتآزر والتكامل لو كان موجودا ‪.‬‬

‫ومما تجدر الاشارة اليه أن العبيد كانوا يتخذون في خدمة الأرض ‪ .‬ولم‬
‫تكن استعيالاتهم مقتصرة فقط على القصور والمنازل وانما يمكن أن نتصور أن‬
‫أغلبيتهم كانوا من العاملين في المزارع والبساتين والأرحاء(ة‪ .‬خاصة وأن‬
‫الدولة الرستمية كانت من الدول الكبرى التي أهتت بجلبهم من بلاد السودان‬
‫الغربي جنبا الى جنب مع الذهب وبشكل واسع جدا وهو الأمر الذي سوف‬
‫تتناوله بالتفصيل عند تطرقنا الى التجارة الخارجية ‪.‬‬

‫(‪ )26‬الجنحاني ‪ :‬تاهرت ‪ 2‬الجلة الابقة الذكر ‪ .‬عدد ‪ . 04/34‬ص ‪. 63‬‬


‫(‪ )36‬احسان عباس ‪ :‬المجتع التاهرتي ‪ .‬مجلة الأصالة ‪ .‬عدد ‪ . 54‬ص ‪ 72‬۔‬

‫‪-551-‬۔‬
‫الاشارات التي نجدها عند‬ ‫بعص‬ ‫المزارع <‬ ‫العبيد ف‬ ‫ومما يوحي باستعيال‬

‫ابن الصغيرا“ا والدرجيني(ةه) خاصة ‪.‬‬


‫بالاضافة الى مامر بنا في ثنايا هذا الفصل من تشجيع الأئمة الرستمييں‬
‫للزراعة س بشكل أو بآخر لابد من الاشارة في هذا المجال الى أن‪ .‬هؤلاء كانوا‬
‫من ملاك الأرض ‪ .‬حيثأن ابن الصغيرا“ا يخبرنا أنليعقوب بن أفلح‬
‫أرضا زراعية جعل عليها وكيلا كان يأتيه بغلاتها ثوأغلب الظن أنأكثرية‬
‫العبيد المستوردين كانوا يعملون في مزارع الحكام الرستميين ‪:‬‬
‫وأقام الحكام في تيهرت خزانات للماء وأحواضا كبيرة اكتشفها‬
‫الأثريون ا وكانت محكمة التصميم والهندسة س بحيث تحافظ على المياه في أيام‬
‫الصيف اليخيلة بالامطار ى أو أثناء الجفاف ‪ ،‬أو ربما حتى توصل المياه الى‬
‫المناطق المرتفعة في أحواز تيهرت وهي موجودة بكثرة } ولم تتوقف جهود‬
‫الرستميين الزراعية هنا ‪ ،‬وانما أيضا شقوا القنوات وأوصلوها بالدور‬
‫والبساتين وربما وضعوا أنابيب لذلك الغرضُا حتى يتحكوا فعلا في المياه‬
‫وقد استغلوا الأنهار المحيطة بتيهرت أحسن استغلال واستفادوا منها في‬
‫زراعتهم ‪ .‬ولا شك أن ابن الصغير انما يتحدث عن هذه القنوات عندما‬
‫ا أي توجيه مياه الأنهار حسب‬ ‫يقول « ثم شرعوا في‪ ...‬اجراء الأنهر‬
‫الحاجة الى المناطق الزراعية والبيوت وبساتينها ‪.‬‬
‫ومما لابد من ذكره أن أوضاع الزراعة في المغرب العربيه غامة والدولة‬
‫(‪ )46‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪. 41‬‬
‫(‪ )56‬الدرجيني ‪ :‬ج‪ . 1‬ص ‪. 77‬‬
‫(‪ )66‬ابن الصفير ‪ :‬ص ‪. 45‬‬
‫ع ج‬ ‫‪:‬‬ ‫‪,‬‬ ‫)‪!, .33-23. (76‬‬
‫(‪ )86‬وأنظر كذلك بورويبة رشيد ‪:‬الفن الرسي بتاهرت وبدراتة ‪ .‬مجلة الأصالة ى عدد ‪ . 74‬مطبمة البعث ‪.‬‬
‫قسنطينة ‪7‬ه‪7791/‬م ص ‪. 481‬‬
‫‪ 44‬۔‪ . 54‬محمود اسماعيل ‪:‬الخوارج ‪ . .‬ص ‪ 502‬۔‪. 602‬‬ ‫الباروني ‪ :‬الا زهار ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪ 91‬هامش رق ‪ 1‬ىص‬
‫(‪ )96‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪. 62. 21‬‬

‫‪- -651‬‬
‫كبير ‪ .‬وذ لك نتيجة ‏‪ ١‬لاستقرا ر‬ ‫الل حد‬ ‫مستقرة‬ ‫كا نت‬ ‫‏‪ ١‬لرستمية خاصة‬

‫الاضطرابات‬ ‫آنذاك‪-‬۔ ‪ .‬ونظرا لانعدام‬ ‫شمل المغرب‬ ‫الذي‬ ‫السياسى العام‬

‫السياسية الخطيرة داخل الدولة الرستمية‪7‬ا س حتى الفتن الى سبق أن أشرنا‬
‫اليها في الباب الأول من هذا البحث كانت محدودة المكان والزمان‬
‫والخطورة ‪ ،‬فلم تكن تهدد الزراعة أو تؤثر فيها بالشكل الذي يمكن أن‬
‫يتصوره بذهن ‪ 2‬اللهم الا الفتنة الأخيرة التي اشتعلت بالتنافس على‬
‫السلطة بين أفراد الأسرة الرستبية الواحدة ‪ .‬فتكونت الكتل السياسية‬
‫وتعددت الأغراض والاتجاهات وعم الفساد و" قطعت السبل وفرغ من‬
‫أيدي الناس الحرث والنهل (“) » (‪7‬ا ‪.‬‬
‫ومن المحتمل جدا أن بعض القبائل البربرية البترية تحولت خلال الحكم‬
‫الرسي للبلاد الى قبائل شبه مستقرة ‪ 0‬مرتبطة بالأرض ‪ ،‬تسكن المدن أو‬
‫أحوازها ‪ 3‬وتمارس الزراعة الى جانب الرعي ؛ وقد يكون النشاط الرعوي‬
‫محدودا بحيث‪ :‬لا يؤدي الى التنقل من مكان الى آخر < وانما هو رعي مقيد‬

‫بمكان ‪ 2‬أو بعبارة أخرى تربية الماشية في نطاق محدود ‪ .‬ومما يؤيد هذا‬
‫الاتجاه ازدهار المدن وأحوازها بالماشية الى جانب الزراعة ‪ :‬والاستقرار العام‬
‫الذي ساد البلاد الرستمية وهو ف حد ذاته يدعو الى الاستقرار الاجتماعي ‪:‬‬

‫استقرار القبائل وركونها الى المدن خاصة وأن البربر مشهور عنهم الاعتاد‬
‫على الماشية أو الثروة السهلة الانتقال والحركة اذ يأوون بها الى قم الجبال‬
‫بعيدا عن سلطة الحاكم أثناء الفتن والشوزات الكبيرة وهو الأمر الذي لم‬
‫يحدث على ما يبدو ‪ ،‬فيع‪.‬هد الرستميين ‪.‬‬
‫وهناك اشارات ‪ ،‬في الكتب الاباضية خاصة ‘ الى بعض المجاعات ‪7‬‬

‫‪! . :‬‬ ‫(‪. . .702 )07‬‬


‫() النهل ‪ :‬ربما هي النهل وهي الابل العطاش فهذا على ما يبدو ترجمها موتلنكي الى ما شية )هس حآ)‬
‫أو ربا المقصود منها الماء من نهل ومنهل ‪ .‬أنظر ابن منظور ‪ :‬لسان ي ج‪ . 3‬ص ‪ . 237‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪. 121‬‬
‫(‪ )17‬ابن الصفير ‪ :‬ص ‪. 55‬‬
‫(‪ )27‬الثياخي ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ 502‬ص ‪. 382‬‬

‫‪- 751 -‬‬


‫ا ‘ في الطرف الشرقي من الدولة ‪ .‬وهو الطرف‬ ‫وقلة الامطار والحرب‬
‫الذي اهتت به تلك المصادر بشكل ملحوظ أكثر من غيره ‪ .‬ويذكر ابن‬
‫عذاري‪١‬ا‏ ‪ .‬مجاعة عامة شملت المشرق والمغرب سنة ‪062‬ه ‪ .‬واذا استثنينا‬
‫هذه المجاعات المتقطعة في بلاد المغرب ‪ 4‬وهي بدون شك محدودة ‪ 0‬فانه‬
‫بامكاننا تصور مستوى الزراعة في الدولة الرستمية والقول بأنها كانت مزدهرة‬
‫نشيطة ومتنوعة س وكان تلي حاجات البلد بل كثيرا ما عرفت الحبوب‬
‫طريقها الى بلاد الأندلس حيث الأمويون الذين تربطهم بالرستميين‬
‫علاقات تجارية وطيدة(ا ‪.‬‬

‫وهكذا يعيد التاريخ نفسه ‪ 8‬فالقولة الرومانية المشهورة من أن‬


‫) »(‪ )67‬أحييت ق‬ ‫هب‬ ‫ه المغرب خزينة روما من القمح ) س‬
‫العهد الرسي ليعبر قح المغرب الفائض ‪ ،‬هذه المرة لا الى روما وانما الى‬
‫الأندلس العربية المسلمة س تجارة وتبادلا وعونا س وليس كالقديم استنزافا‬
‫واستغلالا وهيهنة ى ويستفيد منه سكان الأندلس المسامون ‪ :.‬خاصة أثناء‬
‫أزماتهم الاقتصادية ‪.‬‬

‫ب ۔ الرعى ‪.‬‬

‫كانت تربية الماشية في بلاد المغرب تقوم جنبا الى جنب مع الزراعة فلا‬
‫(‪ )37‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ 58‬وأنظر الدرجيني ‪ :‬حيث يذكر أن شيخا استسقى في سننة قخط وإستجيبت‬
‫دعوته ‪ .‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪ 0 902‬الثياخي ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ . 602‬أنظر كذلك ص ‪.381‬۔ ‪. 481‬‬
‫(‪ )47‬اين عذاري ‪ :‬البيان ‪ .‬ج‪ 1‬ث ص ‪ . 611‬يذكر عبد الرحمن الجيلالي أن مجاعة ووباء عما المغرب والأندلس‬
‫ابتداء من سنة ‪ 352‬الى ‪562‬ه ويذكر أيضا وباء أودى بالعديد من الناس سنة ‪582‬ه تاريخ الجزائر المام ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫ج ‪722 . 1‬‬

‫‪! .‬‬ ‫‪ :‬ب‬ ‫'‪ !1‬ل‬ ‫‪!,‬‬ ‫‪, !, .542.‬‬ ‫(‪)57‬‬


‫‪ :‬ج‬ ‫ن‬ ‫'! ل ع‬ ‫ع‬ ‫!‬ ‫د‬ ‫‪ -‬ف‬ ‫‪ 2‬ع ج‬
‫‪, 7‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ 1391, .4.‬م‬
‫‪ . .:‬ت‬ ‫(‪ )67‬الجيلالي ‪ :‬المرجع الثابق ى ج‪ . 1‬ص ‪ . 301‬وأنظر كذلك ‪, :‬عم‪, 0‬‬
‫‪.55‬‬ ‫‪.‬‬
‫ع ‪! .‬‬ ‫‪ . :‬ن‬ ‫‪ 1‬ل م‬ ‫‪, . 04-13.‬‬

‫‪- 851 -‬‬


‫داعى الى القول إن المناطق الزراعية التي جئنا بذكرها قبل قليل كانت‬
‫مناطق رعوية اضافة الى كونها زراعية ‪ .‬فالمزارع غالبا ما يعد على‬
‫)‬

‫المحصول الزراعي مقرونا بالمنتوج الحيواني أو الماشية اذ يعتبر ذلك كله من‬
‫`‬ ‫الزراعة وأنشطتها ومن اهتامات المزارع ‪.‬‬
‫تشير الدراسات "ا أن الجزائر كانت في فترة من فترات تاريخها القديم‬
‫مرتعا ومرعى لختلف الحيوانات ‪ ،‬خاصة الغنم والحمير والخيل ‪.‬والواقع أن‬
‫طبيعة البلاد الغابية تشجع وتوفر الماشية وكثرتها ‪،‬ففي العهد الرسي‬
‫يتفق جميع الجغرافيين على أن البلاد كانت زراعية »‪ .‬رعوية ‪ 0‬يؤكد ذلك‬
‫اليعقوبي مرارا بترديده جملة يصف بها بعض المناطق ويقول « هو بلد زرع‬
‫وضرع »ث‪7‬ا ‪ .‬ولا داعي الى اعادة أقوال الجغرافيين الذين سبق أن مررنا‬
‫هم عند حديثنا عن الزراعة ى ولكن لابد من ذكر ما قاله ابن حوقل‬
‫حول الماشية في تيهرت وأحوازها حيث يؤكد قائلا ‪ « :‬وغي أحد معادن‬
‫الدواب والماشية والغنم والبغال والبراذين الفراهية({“‪ .‬ويكثر عندهم العسل‬
‫والسمن »‪7‬ا } ولا تزال هذه الصفة الرعوية قائمة في زمن الأدريسي الذي‬
‫‪.‬يذكر أن بتيهرت « من نتاج البراذين والخيل كل حسن ‪ .‬وأما البقر والغغ‬
‫فكثيرة بها جدا وكذلك العسل والسمن »ثا فلا غرابة أن تتبوأ تيهمرت هذا‬
‫الدور ف النشاط الرعوي الى جانب دورها الزراعي ‪ ،‬فوجودها‪ :‬بمحاذاة‬
‫منطقة الاستبس‪ :‬الرعوية("ثا وقريبا من الصحراء مجال القبائل البدوية‬
‫المتنقلة وراءاء ماشيتها ‪4‬خولا لها أنتكون أرضها زراعية تتخللها مراع ‪.‬‬
‫كثيرا ما يقصدها البربر الرحل في فصول معينة من السنة ‪.‬فابن الصقير‬
‫ع ‪1 .‬‬ ‫‪ ,:‬ن‬ ‫)‪, . 04-93 (77‬‬
‫(‪ )67‬اليعقوبي ‪ :‬البلدان ى ص ‪ 401‬۔ ‪. 801‬‬
‫‪. 68‬‬ ‫(‪:)97‬ابن حوقل ‪ :‬ص‬

‫(‪ )08‬الادريسي ‪ :‬ص ‪ 2 06‬وأنظر ابن الصغير ‪ :‬ص ‪ 41‬ص ‪."22‬‬


‫ع ‪ .‬ع‬ ‫!‬ ‫‪. :‬‬ ‫ل ع‬ ‫‪ . 3,‬ع‬ ‫)‪, . 124. (18‬‬
‫` () البرذون الفاره هو النشيط السيور الحاد القوي يقال للفرس جواد وللبرذون فاره أنظر ابن منظور ‪ :‬لسان ‪.‬‬
‫كلة «فره» ‪.‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ب ص‬ ‫ج‪3‬‬

‫‪- 951 -‬‬


‫يخبرنا « أن قبائل مزاتة وسدراتة وغيرهم كانوا ينتجعون من أوطانهم الى هم‬
‫بها من المغرب وغيرها في أشهر الربيع الى مدينة تاهرت وأحوازها لما حولها‬
‫من الشلا(“ث) وغيره »(ثا ‪ .‬ولا شك أن هذه الصفة الرعوية لتيهرت لم‬
‫تكن جديدة لها ولم يستحدثها الرستيرن ببناء عاصتهم هناك وانما الجديد‬
‫في الأمر أن ذلك ازداد نشاطا بتوفر العوامل والأسباب من احياء للأراضي‬
‫وازدهار عمراني وتجاري ‪ 2‬الامر الذي يدفع الرعاة الى ارتياد تيهرت لتبديل‬
‫بضاعتهم من السمن والصوف والجلود والماشية ببضاعات أخرى لا يجدونها ‪.‬‬
‫الا في تيهرت ‪.‬‬

‫ومما يكن ملاحظته في نمو ابن حوقل والإدريسي السالفي الذكر هو‬
‫توفر العسل بالعاصمة الرستمية } وهذا يقتضي‪ :‬توفر أنواع من الزهور‬
‫والورود مادة النحل الأولية لتكوين عسلها ‪: ،‬وليست تيهرت وحدها ملجا‬
‫للنحل وانما تشاركها فيها مدن أخرى منها وهران التي يقول عنها‬
‫الأدريسي « وأهلها في خصب والعسل بها موجود وكذلك السمن والزبد‬
‫والبقر والغنم بها رخيصة بالثمن اليسير ؛(‪3‬ث)‪..‬‬

‫لقد كان المغرب العربي في نظر موريس لومباردثا هو « بلاد الغنم » ‪.‬‬
‫اذ تصدر مناطق انتاج الصوف بلا منازع ء ابتداء من القرن الثاني‬
‫الثامن الميلادي ‪ .‬وتشكل الهضاب العليا والمناطق الرطبة في التل‬ ‫المجري‬
‫الجزائري خصوصا وشيال افريقيا واسبانيا عموما س مراعي للأبقار والأغنام‬
‫ذات الصوف الفائق الجودة ‪ .‬ولعل أبا الربيع المبزاتي يشير الى هذه الكثرة‬
‫في‪ .‬سيره عندما يقول « كسب المسلم الحرث والحصاد وكسب الغنم فكسب‬

‫() الشلا ۔ لم أجدها في المعاجم ربا همي الكلأ وهو الصحيح عندي ‪.‬‬
‫(‪ )28‬ابن الصفير ‪ :‬ص ‪. 71‬‬
‫(‪ )38‬الأدريسي ‪ :‬ص ‪. 75‬‬
‫(‪ )48‬موريس_لومبارد ‪ :‬المرجع السابق ى ص ‪ 422‬۔ ‪. 522‬‬

‫‪- -061‬‬
‫الغغ قد زال في زماننا هذا بالقحط وكثرة الغارلت »(ثا علما بأن المزاتي توفي‬
‫سنة ‪174‬ه ‪ 2‬فلا ريب أنه كان يقضد الرستميين لاغير » اذ تزودنا المصادر‬
‫الاباضية بعدة اشارات الى وفرة الأغنام في تلك الفترة ى من ذلك ما أخبرنا‬
‫به الشاخى عن يبيب بن زلغين أحد ملاك الماشية فقد كان له « ثلاثون‬
‫ألف ناقة وثلائمائة ألف شاة واثنا عشر ألف حمار »ثم وكان رعاة غنه كلهم‬
‫من عبيده ۔ وما يدل على وجود مثل هذه الثروة الحيوانية أو قريبا منها‪.‬‬
‫عند هذا الرجل قول الامام عبد الوهاب ه لولا أنا ومحمد بن جرني‪ .‬ويبيب‬
‫بن زلغين خرب بيت مال المسلمين ‪ :‬أنا بالذهب ومحمد بن جرني بالحرث‬
‫وابن زلغين بالأنغام ثا ث لقد كان ابن زلغين ببماشيته اذن أحد الدعائم‬
‫الأساسية في موارد بيت المال الرسمي ‪ ،‬ويشارك يبيبا في اكتساب الأغنام‬
‫أبو منصور الياس الذي كانت غنه كثيرة التناسل لم يتبدل ذلك منه منذ‬
‫‪,‬‬ ‫أن غادر النصرانية الى الاسلام(ثا ‪ .‬وكان أبو منصور عاملا لتيهرت على‬
‫‪ .‬جبل نفوسة حيث‪ .‬كان الرعي هو الحرفة السائدة بين سكانها رغم‬
‫ا ستقرارهم في قرى وضياع ذلك الجبل ولعل ممارستهم الكبيرة للرعي هي ‪.‬‬
‫التي أوحت لابن خلدون(“ا تصنيفهم ضمن القبائل البربرية‬
‫البترية (البدوية) ‪.‬‬

‫‪ . ..‬إن تربية الماشية لم تكن محتكرة اذن في القبائل المتنقلة فحسب ى وانما‪.‬‬
‫تعدتها الى غيرها بحكم وفرتها من جهة ‪ ،‬وبحكم وفرة المراعي الصالحة‬
‫لانناجها في البلاد من جهة أخرى ‪ ،‬ولا أدل على توفر الماشية واهتام‬
‫الرستميين بها من أن بعض الائمة أنفسهم كانوا‪ .‬من ملاكيها كأبي اليقظان وأبي‬
‫(‪ )58‬المزاتي أبو الربيع سليمان بن يخلف ‪ :‬حتاب الير ‪ ،‬المطبعة الحجرية بتونس ‪1231‬ه ث ص ‪ 58‬۔ ‪. 68‬‬
‫(‪)68‬الشاخي ‪ :‬سير ص ‪. 402‬‬
‫(‪ )78‬نفه ث ص ‪ 502‬۔ أطفيش امحد بن يوسف ‪ :‬رسالة الرد على العقي ‪ .‬ص ‪. 37‬‬
‫(‪ )88‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ 3‬ج ‪ . 2‬ص ‪ . 033‬وأنظر كذلك ص ‪` . 792‬‬
‫(‪ )98‬محمود اسماعيل ‪ :‬الرجع السابق ‪ .‬ص ‪. 602‬‬
‫ث‬ ‫(‪ )09‬ابن خلدون ‪ :‬العبر ‪ .‬ج‪ . 6‬ص ‪. 692‬‬

‫‪- 161 -‬‬


‫حاتم ‪ .‬وكان رعاتهم من العبيدا ‪ .‬وأما يعقوب بن أفلح فقد « كانت له‬
‫بقرات يأمر بجلبها بين يديه في اناء جديد ها كا يذكر ذلك ابن‬
‫الصغير ‪.‬‬

‫ولما كان الجغرافيون كلهم تقريبا لم يقتحموا الصحراء وأعماقها لذلك فهم‬
‫لم يزودونا معلومات وافية حول ماشيتها التي لا نشك في كثرتها ‪ ،‬الأمر‬
‫الذي يدعونا الى التخمين في أن الجملثا كان أهم حيوان في تلك الربوع‬
‫الشاسعة الى جانب الأغنام وكان الجمل هو الوسيلة الأولى في نقل الذهب‬
‫ووراءه كانت تهرول قوافل الزنوج المسترق القادمة من السودان الغربي في‬
‫اتجاه تيهرت وغيرها من العواصم التجارية في المغرب العربي ‪ .‬ولا ريب أن‬
‫هذه الجمال كانت وافرة العدد ث وقد ذكر ابن حوقل أن للمغرب من الجمال‬
‫في براريه وعند سكان صحاريه مالا تدانيها في الكثرة ابل العرب(ا وهي‬
‫بذلك تساير ضخامة النشاط التجاري الذي ربط الدولة الرستمية ببا وراء‬
‫الصحراء الكبرى ى وهو ما سوف نتناوله بالتفصيل في التجارة‬
‫مع السودان ‪.‬‬

‫ولا شك أن الرعي كان النشاط الأساسي لسكان الصحراء ث وهو موردثم‬


‫الأساسي والوحيد ورأسمالهم ‪ .‬وكانت قطعان الغنم والججال كثيرة ينتقل‬
‫وراءها البدو صيفا نحو الشمال ويرجعون الى الصحراء في فصل الشتاء‬
‫عندما تكثر الامطار والثلوج التي تؤثر سلبا في الحيوانةثا » خاصة منها‬
‫‪.‬‬ ‫الحديثة الميلاد ‪.‬‬
‫(‪ )19‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪. 25 . 84‬‬
‫(‪ )29‬نفسه ‪ .‬ص ‪. 45‬‬
‫(‪ )39‬يذكر موريس لومبارد أن الجل دخل شيال افريقيا من المشرق في حوالي القرن الثاني الميلادي أنظر ‪:‬‬
‫ن‬ ‫ع ‪ :‬ل‬ ‫ع‬ ‫‪...‬ع‪1‬غ‬ ‫م'‬ ‫‪!,‬‬ ‫ح!‬ ‫‪(...) 0‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪051‬‬
‫(‪ )49‬ابن حوقل ‪ :‬ص ‪. 89‬‬

‫ح‬ ‫‪ :‬لا‬ ‫‪,‬‬ ‫}‪. 746 (59‬م ‪,‬‬

‫‪-261-‬‬
‫وقبل أن نطوي صفحة هذا الجانب الهام من اقتصاد الدولة الرستية‬
‫لابد أن نشير الى أن المغرب الأوسط بأسره ‪ ،‬وهو مجال الرستميين س كانت‬
‫منه « تجلب الأغنام الى بلاد المغرب وبلاد الأندلس لرخصها وطيب‬
‫لحومها »(ا وكأنت المراكب الأندلسية تختلف الى مرسى وهرانثؤ لنقل‬
‫الفائض من الانتاج الحيوان الرستي س اضافة الى ما تحتاجه الدولة الأموية‬
‫في الأندلس ‪ ،‬من حبوب س خاصة في أزماتها الاقتصادية ‪.‬‬

‫ومجمل القول إن الدولة الرستمية عرفت نشاطا واسعا في الزراعة والرعي‬


‫على حد سواء ي وقد ساعدها على ذلك اتساع رقعتها الجغرافية س فكانت‬
‫المنتوجات الزراعية متنوعة ومن الجودة بحيث أشاد بها الجغرافيون س وقد‬
‫شجع الرستميون الزراعة ى كا اهتوا بالماشية ص وكانوا من ملاك الصنفين ‪.‬‬
‫ومما يدل على اهتام الناس بالماشية امتلاك أفراد منهم س المئات من رؤوس‬
‫الأغنام والابل س وكان لهذا النشاط الزراعي والرعوي أثره البارز في‬
‫الصناعة الرستمية ‪.‬‬

‫(‪ )69‬الاستبصار ‪ :‬ص ‪`. 971‬‬


‫(‪ )79‬ابن حوقل ‪ :‬ص ‪ 8 77‬الأدزيسي ‪ :‬ص ‪. 75‬‬

‫‪- 361 -‬‬


‫الفصل الثاني »‬
‫الصناعة والمهن الختلفة‬

‫لا تزودنا المصادر المتوفرة لدينا بشىء ذي أهمية عن الصناعة في الدولة‬


‫الرسية س الا ماورد عن غير قصد من الاشارات الى الجانب الصناعي أو‬
‫الحرفي لذلك فان المجال ههنا يبقى ضيقا ‪ 0‬ولابد من اعمال الفكر في هذه‬
‫الاشارات القليلة للوصول الى بعض النتائج العامة التي قد لا تخلو‬
‫من التخمين ‪.‬‬

‫ولم ينج حتى ابن الصغير نفسه س من هذا النقص وهو الذي اهتم بأمور‬
‫دقيقة في تيهرت وعرف بقوة ملاحظته ‪ .‬ولكن الذي لا يرقى اليه الشك‬
‫على كل حال ‪ ،‬أن تيهرت كانت تضم أنواعا من الحرف وعددا من الحرفيين‬
‫ربما كان كبيرا بحيث استطاعوا أن يعينوا مع العوام أبا حاتم اماما سنة‬
‫‪ 1‬ه بلا مشورة أحد ‪ .‬فأهل الحرف”ا هؤلاء ‪ .‬الذين يذكرهم ابن‬
‫الصغير ‪ 2‬دون أن يحدد نوعية حرفهم س يدعونا الى القول س بأن عاصمة‬
‫الرسميين كانت لا تقل في النشاط الحرفي عن العواصم المغربية الأخرى‬
‫كالقيروان مثلا أو فاس أو غيرهما ‪.‬‬

‫من النجارين والحدادين‬ ‫بتيهرت أعداد‬ ‫فلا يستبعد أن يكون‬

‫والخياطين والطحانين والدباغين وغيرها من الحرف والصنائع المشهورة آنذاك‬


‫خاصة وأن الماصة الرستمية س كا يذكر ابن الصغير ‪ .‬قصدتها « الوفود‬

‫(‪ )1‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪ 0 94‬يذكر ابن الصغير كفة أهل الحرف بأهل الحروف ويترجها موتلننكي‬
‫(نكصناراده) الى أهل الحرف (كصهدنام) أنظر النص المترجم ص ‪. 411‬‬

‫‪- 461 -‬‬


‫والرفاق من كل الأمصار وأقاصي الأقطار‪ ...‬ليس أحد ينزل بهم من الغرباء‬
‫الا استوطن معهم وابتنى بين أظهرهم س لما يرى من رخاء البلد وحسن سيرة ‪..‬‬
‫امامه‪ ...‬وأمانه على نفسه وماله ء حتى لا ترى دارا الا قيل هذه لفلان‪:‬‬
‫الكوفي وهذه لفلان البصري ‪ 0‬وهذه لفلان القروي‪ . )» ...‬اضافة الى‬
‫هؤلاء لقد سكن تيهرت الأندلسيون والعجم{ا وغيرهم من أرباب‬
‫‪:‬‬ ‫الصناعات والجرف ‪.‬‬

‫ويذكر ابن القوطية ا س أن أندلسيا كان في تيهرت له دكان خياطة فلا‬


‫يستبعد أن يكون هذا واحدا من بين الكثيرين من الأندلسيين الذين‬
‫أتغلوا في العاصمة الرستمية س وأستفادت الدولة من خبرتهم الصناعية ‪.‬‬

‫ولعل أبرز نشاط صناعي عرفته الدولة الرستية ‪.‬كان مرتبطا بشكل `‬
‫مباشر بالزراعة والماشية وهما جانبان ‘ كا رأينا ث شهدت فيها‬
‫الدولة نشاطا ملحوظا س مما يدعونا الى القول بأن صناعة وسائل الزراعة‬
‫كانت متقدمة وتتمثل هذه الصناعة أو الحرفة في صناعة الحارث والمناجل‬
‫والفؤوس وغيرها من الالات الزراعية البسيطة ‪.‬‬
‫ومما تخبرنا به المراجعا » وجود صناعة زراعية تمثل في معاصر‬
‫الزيتون س اذ كانت هذه الشجرة متوفرة في بلاد المغرب س لهنذا فهن الحقل‬
‫جدا ‪ .‬وجود هذه الصناعة في تيهرت س وفي جبل نفوسة بالذات وبه مثل‬
‫قرية اجناون التي تدور المياه بها على اثني عشر ألف تزيتونةكا ‪ .‬هذا اضافة‬

‫(‪ )2‬ابن الصقير ‪ :‬ص ‪ 21‬۔ ‪. 31‬‬


‫(‪ )3‬يذكر اين الصغير أن بتيهرت دربا أغلب سكانه العجم ‪:.‬أنظر ‪ :‬سيرة ‪ .‬ص ‪ 0 83‬ويبدو أن المقصود بالعجم‬
‫عند ابن الصغير كل من هم ليسوا عربا ولا بربرا ‪. .‬‬
‫(‪ )4‬ابن القوطية القرطبي ‪ :‬تاريخ افتتاح الأندلس س تحقيق عبد الله أنيس الطباع ى دار للجامعيين ‪2 7591 .‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪901‬‬ ‫ص‬

‫‪ .. :‬ت‬ ‫‪. 8.5-75‬م ‪,‬‬ ‫(‪ )5‬موريس لومبارد ‪ :‬الرجع السابق ‪ .‬ص ‪« 612‬‬
‫(‪ )6‬الثماخي ‪ :‬سير ى ص ‪ 981‬وأنظر البكري ‪ :‬المغرب ث ص ‪. 9‬‬

‫‪- 561 -‬‬


‫الى جزيرة جربة الق اشتهرت بمعاصرها منذ القديم‪7‬ا ‪ .‬ويبدو أن المشتغلين‬
‫في هذه المعاصر كان معظمهم من العبيد المجلوب من السودان س كا يبدو أهم‬
‫كانوا يشتغلون في مطاحن القمح الموزعة على الأهاراا المديدة‬
‫بالدولة الرستمية ‪.‬‬

‫ولقد زأينا أن لتيهرت ‪ ،‬بابا يعرف باسم باب المطاحن {ثا ‪ .‬فكثرة هذه‬
‫المطاحن تدعونا الى التساؤل عن طبيعتها وكيفية صنعها واشتفالها ؟ وأول‬
‫ما يتبادر الى الذهن ‪ ،‬أنها كانت من الحجر"ا س ربما بسيطة المكنكة أو‬
‫المندسة ‪ ،‬يقوم بصنعها متخصصون في حرفتها يعرفون دقائقها ‪ 0‬ولاشك‬
‫أنها تعتمد الطاقة الحركية للماء في اشتغالها ‪ .‬وهذا ما يفسر وجودها على‬
‫الأنهار فقط ‪ .‬ويذكر الاستاذ الكعاك"") ‪ .‬أن هذه الأرحاء المائية من‬
‫الستنبطات العربية ومن الاختراعات الاسلامية ث انتقلت من المغرب الى‬
‫الأندلس ‪ ،‬ولم يشر الاستاذ الكعاك الى مصدر رأيه هذا ‪.‬‬

‫ومن الصناءات المرتبطة بالماشية وتوفرها ‪.‬صناعة الجلود أو الدباغة‬


‫‪.‬وهي صناعة كان يمارسها البربر منذ عصورهم القديية"ؤ ‪.‬ولما كانت تيهرت‪.‬‬
‫إحدى معادن الدواب والماشية والبراذين الفراهية(ة"ا ءفلا يستبعذ أن تكون‬
‫هذه الصناعة فيها وفي ضواحيها نشيطة جدا فضلا عن المناطق الأخرى‬
‫(‪ )7‬الجربي أبور اسر محمد ‪:‬مؤنس الاحبة ‪ .‬ص ‪. 261‬‬
‫(‪ )8‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪. 04. 41. 21‬أنظر أيضا احسان عباسا ‪:‬لجمع التاهرتي ‪.‬المجلة السابقة ‪ .‬ص ‪. 72‬‬
‫)‪ (9‬البكري ‪ ::‬ص ‪. 66‬‬

‫(‪ )01‬يذكر ابن حوقل أن بمدينة مجانة بافريقية الأغلبية الحجارة المجلوبة للطاحن بجمبع المغزب ‪ .‬صورة ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪. 48‬‬ ‫ص‬

‫(‪ )11‬الكماك ‪ :‬موجز ‪ .‬ص ‪ 771‬‏‪ ٠‬ويذكر الاستاذ الشيخ أبو اليقظان رائد الصحامة الجزائرية أن الرسميين م'‬
‫الذين اخترعوا تلك الرحوات قائلا شعرا ‪:‬‬
‫بخفة «ميناء ةخازوا الظَقَز‪.‬‬ ‫هُمًاخترعوا الرْحَوات لهم‬
‫ويبدو أن أبا اليقظان بعيد عن الصواب كل البعد الأن الرحى قديّةجدا ‪.‬أنظر ديوان أي اليقظان ى ص ‪. 17‬‬
‫(‪ )21‬صفر أحد ‪:‬مدينة المغرب المربي في التارينخ ىدار الثر بوسلامة تونس ‪ . 9591.‬ص ‪. 251‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪ )31‬ابن حوقل ‪ :‬ص ‪. 68‬‬

‫‪- 661 -‬۔‬


‫مثل بلد زويلة ق‪ :‬شرق البلاد الذي منه ه الجلود الزويلية »ك"ا المشهورة‬
‫فالدباغة صناعة ضرورية تحويلية ى حيث أنها تعتد جلود الماشية ‪ .‬وبطرق‬
‫خاصة يعرفها أهل الحرفة » يحول الجلد الى قطعة صالحة لصناعة مختلف‬
‫الضروريات س كالنعال مثلا أو السروج والأغطية ى وأدوات حفظ المواد‬
‫السائلة كالحليب والماء والسمن ‪ ،‬أو حفظ المور وغيرها ‪ .‬ومن الجلود تصنع‬
‫الأفرشة أيضا ‪ ،‬فهذا ابن الصغير يخبرنا أن عبد الرحمن بن رستم كان يجلس‬
‫على « حصير فوقه جلد »(ة"ا ‪ .‬وبذكر الحصير يمكن أن نتصور أنها كانت‬
‫تصنع في الدولة الرستمية من الحلفاء س أو الجريد سعف النخيل ‪ ،‬وكلتا‬
‫المادتين متوفرتين في الدولة ‪ :‬الأولى في منطقة الاستبس بين جبال الأطلس‬
‫الثمالي والأطلس الجنوبي ‪ ،‬والثانية في الصحراء حيث الواحات ‪.‬‬

‫أما أهم صناعة كانت بالدولة الرسمية ث فهي صناعة النسيج المعتمدة‬
‫أساسا على الصوف والكتان ‪ 2‬وربا الحرير أيضا(ةآا ‪ .‬تعتبر الهضاب العليا‬
‫في المغرب العربي س أكبر منتج للصوف الفائق الجودة س والوفير الناعم‪.‬‬
‫الأجعد‪"7‬ا ‪ .‬من هنا يمكن أن نتصور النوعية الجيدة لصناعة النسيج في‬
‫الدولة الرستمية ‪.‬وكانت هذه الصناعة تنتج أنواعا من لملابس ‪ .‬وتخبرنا‬
‫المصادر الاباضية عن الغزل في جبل نفوسة ‪ ،‬ولاشك أنها منتشرة في جميع‬
‫ربوع الدولة عند البدو والحضر ‪ ،‬وكانت المرأة خاصة") ‪ .‬هي التي تقوم‬
‫بها في منزلها أو خيتها وتوظف لا الجواري س مثلما فعلت أم الخطاب ‪ ،‬التي‬
‫كانت ثلاثة عشر جارية ينسجن لهاا ‪ .‬وهناك اشارات متناثرة في سير‬

‫(‪ )41‬اليعقوبي ‪ :‬ص ‪. 89‬‬


‫(‪ )51‬ابن الصفير ‪ :‬ص ‪. 11‬‬
‫(‪ )61‬الكماك ‪ :‬موجز ‪ .‬ص ‪ . 871‬سالم عبد العزيز ‪ :‬المغرب الكبير ج‪ . 2‬ص ‪ . 775‬محمود اسماعيل ‪ :‬الخوارج ‪.‬‬
‫‪! .:‬‬ ‫ص ‪ . 602‬وأنظر كذلك ‪, . 802‬‬
‫‪ )71( .‬موريس لومبارد ‪ :‬الجغرافيا ‪ .‬ص ‪. 422‬‬
‫(‪ )81‬الوسياني ‪ :‬سير (مخطوط) ‪ .‬ص ‪ . 9‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪ . 303‬الشياخي ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪. 142‬‬
‫(‪ )91‬الثماخي ‪ :‬نير ‪2 .‬ص‪. 74‬‬

‫‪- 761 -‬‬


‫الشماخي تؤكد اهتام المرأة في الدولة الرستية بصناعة الصوفأةة) ‪ .‬وكان‬
‫البربر منذ القديم قد برعوا في هذه الصناعة التقليدية ى التي كانت قوام‬
‫لباسهم وفرشهم وأغطيتهم وخيامهم"ةا ‪ .‬وبما يدل على توفر هذه‬
‫المنسوجات في تپهرت خاصة ما أخبرنا به ابن الصغير من أن الامام كان‬
‫يشتري من مال الصدقة « أكسية صوفا وجبابا صوفا وفراء »ةة ويوزع‬
‫كل ذلك على الفقراء والمحتاجين ‪.‬‬

‫ولم تكن المنسوجات الرستمية بلون واحد » بطبيعة الحال ص وانما كانت‬
‫ختلفة الاشكال والألوان ث وكان اليهود هم الذين يتولون صناعة الأصباغ‬
‫ويبدو أن هذه الحرفة قدة لديهم ‪. .‬وقد وردت الاشارة الى اختصاص‬
‫اليهود بصناعة الأصباغ في جبل نفوسة ‪ .‬في الكتب الاباضية عندما ترجمت‬
‫لأبي ذر ابان بن وسيم ى أحد عمال الدولة الرستمية بالجبل س فقد كانت‬
‫النساء يعدن وصوءهن كاما لمسن أصياغ اليهود ‪ ،‬لأنه نجس ‪ ،‬فرخص لهن‬
‫قائلا « أيا امرأة مست أصباغ اليهود ‪ 0‬ليس غليها الا غسل يديها‬
‫وكفيها »(ةقا ومما يؤكد شهرة النسيج الرسمي والنفوسي منه بوجه خاص ء‬
‫وألوانه المختلفة ما احتفظ لنا به ابن حوقل عندما ذكر جودة ذلك قائلا ‪:‬‬
‫« وطيقان الأكسية الفاخرة الزرق والكحل النفوسية والسود والبيض‬
‫الفينة »“ةا ولا تقل قسطيلية في بلاد الجريد ‪ ،‬أهمية عن نفوسة في صناعة‬
‫الصوف ‪ ،‬اذ بها « جهاز الصوف في جميع جهاته من الشقة والكسى والحنبل‬
‫(‪ )02‬نفه ي ص ‪. 772 . 142‬‬
‫(‪ )12‬صفر أحد ‪ :‬المرجع السابق ى ص ‪ 0 051‬دبوز علي ‪ :‬المغرب الكبير ج‪ . 1‬ص ‪ 74‬۔ ‪ . 84‬مازالت النساء‬
‫الابانيات وغيرهن الى يومنا هذا يمارسن صناعة الغزل في منطقة ميزاب لمشهورة بزربيتما (سجاد مغربي)‬
‫اللزركشة الجميلة التي يتنافس السياح على اقتنائها ويقام في ربيع كل سنة عيد في مدينة غرداية بمنطقة ميزاب‬
‫يمى عيد الزربية ‪ .‬وهو عبارة عن معرض كبير نختلف الزرابي والأنسجة الصوفية الختلفة ‪.‬‬
‫(‪ )22‬ابن الصفير ‪ :‬ص ‪. 51‬‬
‫(‪ )32‬الوسياني ‪ :‬سير (مخطوط) ورقة ‪ . 9‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ى ج‪ . 2‬ص ‪. 303‬‬
‫(‪ )42‬ابن حوقل ‪ :‬صورة ث‪ .‬ص ‪. 96‬‬

‫‪- 861 -‬‬


‫الى سائر ما يعمل منه يحمل منها الى جميع الأقطار »(‪ . )52‬فل تكن هذه‬
‫انتاجها‬ ‫من‬ ‫الفائض‬ ‫< وانماء تصدر‬ ‫‘ تكتفي ذاتيا فحسب‬ ‫المدينة اذن‬

‫النسيجى الصوف الى الأقطار الجاوزة لها ‪.‬‬

‫ان هذا النشاط صناعي النسيجي أو الغزلي ى لاشك أنه يعتد على‬
‫أدوات خاصة مثل المناسج والمغازل والأنوال وغيرها من آلات الغزل التي‬
‫ريصنعو نها ‪ 0‬و يوفرونها لاصحا بها ‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬لحرفيون‬ ‫كان‬

‫ومن الصناعات المرتبطة بطبيعة البلاد س صناعة الخشب ‪ ،‬اذ تميز‬


‫الدولة الرستمية بثروتها الغابية س ولقد مر بنا أن تيهرت ‪ ،‬بنيت في وسط‬
‫غابة كثيفة الأشجار ء الأمر الذي يدعو الى وجود صناعة الخشب أو‬
‫النجارة ‪ .‬فقد كان النجارون س كا يتوقع الباحث الفرنسي داغجيل ©ةا ‪.‬‬
‫يصنعون مختلف الآلات والأدوات المستعملة آنذاك ‪ .‬مثل الصناديق‬
‫الخشبية س والأسرة س والخزائن البسيطة والأبواب وغيرها س كا كانوا يهذبون‬
‫الشب لاستعياله في بناء البيوت والقصور ى وكانت هذه الأخيرة كثيرة في‬
‫تيهمرت وضواحيها ‪ 3‬وقد أكثر ابن الصغير بذكرها{‪2‬ا ‪.‬‬
‫ولعل من الصناعات الخشبية الموجودة بالدولة الرستمية صناعة السفن أو‬
‫بالأجرى بعض القوارب الصغيرة الضرورية لاملاحة البحرية توالنهرية ‪.‬‬
‫‪.‬فوفرة الخشب اضافة الى الصناع الأندلسيين ‪ ،‬الذين كانوا يؤسُون مرافيء‬
‫المغرب الأوسط باسترار س بل لقد كانوا من مؤسسيها فعلاثة) ‪ .‬يدعو الى‬
‫الاعتقاد أن مرفأي تنس ووهران خاصة لاهميتهما س كان بهيا ترسانة لصناعة‬
‫القوارب وليس بمستبعد أن تكون صناعة القوارب متوفرة في جربة لكونها‬
‫(‪ )52‬ننه ‪ .‬ص ‪. 49‬‬
‫‪! .:‬‬ ‫)‪, . 802. (62‬‬
‫‪ 62 . 31‬۔ ‪. 15 . 33 . 72‬‬ ‫ابن الصغير ‪ :‬ص‬ ‫)‪(2 7‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪ 16‬۔ ‪07 . 26‬‬ ‫‪:‬ص‬ ‫(‪ )82‬البكري‬

‫‪21‬‬ ‫خ‬ ‫‪961 -‬‬


‫جزيرة في البحر المتوسط منقطعة بأميال معدودات عن ساحل مدينة‬
‫شابس " فلا بد أن يختاج سكانها الى الانتقال الى الشاطيء الأخر‬
‫‪.‬‬ ‫حاجاتهم‬ ‫لقضاء‬

‫وتبقى المصاذر المتوفرة لدينا صامتة لا تذكر أي شيء عن صناعة‬


‫التعدين في الدولة الرسمية ‪ ،‬رغم أن ستيفان زال (‪ 8.‬اا‪٤‬ت)‏ يؤكد بأن‬
‫هذه الصناعة لم تشهد تطورها الهائل في بلاد المغرب الا في العهد الاسلامي‬
‫أو العصور الوسطى ‘ وليس قبل ذلك اطلاقاةةا ‪ .‬ولكن ذلك الباحث‬
‫كان يفتقر للمعادن‬ ‫يذكر أن المغرب الأوسط وهو مجال الرستميين‬ ‫نفسه‬
‫في تلك الفترة بالذاتةا ‪ .‬لكن هذا لا يمنع أن تكون الدولة الرستمية قد‬
‫استوردت المادة المعدنية الأولية مثل الذهب والفضة وغيرهما وضربتهيا درام‬
‫ودنانير للتعامل النقدي } وحليا للزينة كا يذكر ذلك الباروني"ةا ‪ .‬خاصة‬
‫وأن تقنيات معالجة المعادن قد عرفت تقدما في هذه الفترة ‪ .‬وذلك‬
‫باستعمال زئبق الأندلس ‪ 2‬الذي كان يصدر الى جميع الأقطار المنتجة‬
‫للذهب في العالم الاسلامي ‪ ،‬ومنها ممالك المغرب العربي بصفة خاصةةة‘ ‪.‬‬

‫‪ .‬ومن‬ ‫ولا نستبعد وجود حدادين يعتمدون مادة الحديد في صناعات‬


‫المحتل جدا أنهم كانوا يصنعون مختلف الأسلحة البسيطة كالسهام والسيوف‬
‫والخناجر والدروعةثا وغيرها { والآلات الحديدية الضرورية ذات‬
‫الاستعيال اليومي ‪ .‬ولعل الباب الحديدي الذي اتخذه الامام أفلح بن عبد‬
‫الوهاب‪4‬ا كان من صنع حدادي تيهرت ‪.‬‬

‫ن‬ ‫‪:‬خ‬ ‫(‪ )92‬محمود اسماعيل ‪ :‬المرجع السابق ‪ .‬ص ‪ . 602‬وأنظر ‪0, . 411 :‬‬
‫‪! . :‬‬ ‫)‪, . 802 (03‬‬
‫(‪ )13‬الباروني ‪ :‬مختصر تاريخ الاباضية ‪ :‬ص ‪. 24‬‬
‫(‪ )23‬موريس لومبارد ‪ :‬المرجع السابق ‪ .‬ص ‪. 741‬‬
‫‪ )33( .‬يتحدث ابن الصغير عن اتخاذ الدروع في الحرب ‪ .‬أنظر ابن الصغير ‪ :‬ص ‪. 63‬‬
‫(‪ )43‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪. 62‬‬

‫‪-071-‬‬
‫وتذكر المراجع الحديثة اتا ى أن بني رستم استفادوا من العناصر المتحضرة‬
‫ال قصدت عاصتهم كالعرب والعجم ‪ 0‬وأخذوا منهم خبرتهم فاشتهرت‬
‫تيهرت بالمنسوجات الحريرية ‪ 2‬والقوارير الزجاجية ‪ 0‬والتحف المعدنية ‪.‬‬
‫والعطور ‪ .‬والأثاث من الخشب المنحوت والخطوط والمموه والمرصع بالماج‬
‫أو الصدف ‪.‬‬
‫ولعل أبرز ما خلفته الصناعة في العهد الرسي س هو الأواني الفخارية‬
‫أو الخزفية الى عثر عليها جورج مارسيه ودوسوس لامار“ةا ( ‪ .‬حة‬
‫اح ) في خرائب تيهرت سنة ‪1491‬م ‪ .‬وانتميا في تنقيبهيا الى‬ ‫‪ .‬ه‬
‫نتيجة حاسمة ‪ .‬هي أن تيهرت كانت تضم أفرانا لشي الفخار ى ومعامل‬
‫لصناعته اذ اكتشفا قطعا متلاصقة بعضها ببعض اعتبراها من بقايا‬
‫الفرن المهملة ‪.‬‬

‫لقد كان للعاصمة الرستمية اذن س أفران ومعامل لصناعة الفخار ‪ .‬وقد‬
‫اكتشف الأثريان المذكوران أجزاء من جرة كبيرة ‪ .‬وقلل وصحون‬
‫وكؤوس وغطاء برادة (ع‪:‬ءاسهع‪:‬ة‪ )6‬مزين بقفل مزخرفة } كا عثرا على‬
‫مصابيح طويلة المصب س وغيرها من الأواني الأخرى الختلفةةا التي كان‬
‫الناس بحاجة اليها ‪ .‬والجدير بالذكر أن هذه المكتشفات الفخارية‬
‫والخزفية س كانت قليلة الزركشة وبألوان محدودة ‪ ،‬كالاخضر والأصفر‬
‫ع(‬ ‫والموخي أو البي ‪ .‬وتشير الباحثة الفرنسية آن ماري )‪) (83‬ع‬

‫أن خزف تيهرت كان بسيطا بيث لا يرق الى جودة خزف القيروان أو‬
‫(‪ )53‬الكعاك ‪ :‬موجز ‪ .‬ص ‪ . 871‬سالم عبد العزيز ‪ :‬اللرجع الابق ج‪ . 2‬ص ‪ . 775‬الليلي ‪ :‬تاريخ الجزائر ‪.‬‬
‫ج‪ . 2‬ص ‪ . 756‬محمود اسماعيل ‪ :‬الخوارج ‪ .‬ص ‪. 602‬‬
‫‪ . :‬ج‬ ‫)‪, . 75-42. (63‬‬
‫‪ . :‬ج‬ ‫)‪. 75-65. (73‬م ‪.‬‬
‫لاتكن‬ ‫‪- :‬‬ ‫'! ‪ 2‬ن‬ ‫! ل‬ ‫ع‬ ‫ع ح‬ ‫)‪ | (83‬عل ع‬
‫غ‬ ‫ع‬ ‫'‬ ‫خ‬ ‫(‬ ‫ن‬ ‫ح‬ ‫د‬ ‫ع ع‬ ‫‪-‬‬
‫)ل‬ ‫ح‬ ‫"‪3‬‬ ‫ع !‬ ‫‪!,‬‬ ‫‪, 0891, .92.‬‬

‫وأنظر كذلك رشيد بورويبة ‪ :‬الفن الرسمي بتاهرت وسدراتة ‪ 3‬مجلة الاصالة ‪ .‬عدد ‪ . 14‬ص ‪ 481‬۔ ‪. 781‬‬

‫‪- 171 -‬‬


‫فاس الغني بالألوان والزخرفة وتعزو الباحثة تلك البساطة في الخزف‬
‫الرسي الى زهد الأئمة الرسميين ‪ 3‬واعتبار الاباضيين البذخ حراما أو نوعا‬
‫من الحرام ‪ .‬والحقيقة أن في هذا الحكم شيئا من المبالغة لان الامام عبد‬
‫الرحمن ‪ 2‬اذا كان زاهدا فعلا س فان الأئمة بعده كانوا أصحاب قصور وحاشية‬
‫وأموال { لهذا فاننا نرى أن السبب الحقيقي في بساطة هذا الخزف ‪ 0‬راجع‬
‫بالدرجة الأولى ى الى عدم اهتام الصناع بجيال الانتاج بقدر ماكان همهم‬
‫كثرته وبيعه بأبخس الأثمان دون اضاعة للوقت في الزخرفة والتلوين ‪ 0‬وهو‬
‫أمر يتاى وطبيعة البربر البتر خاصة وأنهم الأكثرية في الدولة الرستمية ‪.‬‬
‫ولعل هذا يعود من جهة أخرى الى قلة مهارة ‪ 3‬أولئك الصناع‬
‫وبساطتهم ‪ .‬ورغم هذا فقد عثر على قطع من الخزف المطلي الجيل الرائع‬
‫بعد اكتشافات مارسيه ولامار ‪ .‬تدل على أن تيهرت عرفت الأنواع المختلفة‬
‫في هذه الصناعة اليدوية (ثةا ‪ 3‬ولم تعرف النوع الساذج البسيط فقط ى وهذا‬
‫شيء معقول جدا اذا نظرنا الى كثرة الأغنياء والقصور في الدولة الرستية ه‬
‫الأمر الذي يتطلب حياة مترفة باذخة ‪.‬‬

‫ولم تكن أفران تيهرت الفخارية هي الوحيدة في الدولة س وانما تذكر‬


‫المصادره“ا } أن جزيرة جربة كانت هي أيضا مشهورة بهذه الصناعة منذ‬
‫القديم ‪ 0‬لتوفر المادة الفخارية فيها ‪ .‬وهي أواني تستعمل بالدرجة الأولى‬
‫لحفظ الطعام والقور ‪ ،‬وادخار الحبوب والسوائل ‪ .‬ومازالوا يارسون هذه‬
‫الصناعة الى وقتنا هذا ‪.‬‬
‫ومما يراه الباروني(“ا ‪ .‬وله جانب من الصواب في نظرنا ‪ ،‬أن المياه‬
‫ال كانت تدخل أكثر دور سكان تيهرت س حسبا وصف ذلك ابن‬

‫ولا يزال موضع تيهرت الرستمية يحتاج الى تنقيب شامل وجدي ‪.‬‬ ‫‪! . :‬‬ ‫‪, . 802‬‬ ‫)‪ 2. (93‬ع‬
‫فهلا قامت الجهات المعنية بالجزائر بهذا الممل التاريخي المام ‪.‬‬
‫(‪ )04‬الجربي محمد أبو راس ‪ :‬المرجع السابق ى ص ‪ 651‬۔ ‪. 751‬‬
‫(‪ )14‬الباروني ‪ :‬الازهار ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪ 91‬هامش رم ‪ . 1‬وأنظر ص ‪ 44‬۔ ‪. 54‬‬

‫‪- -271‬‬
‫حوقل(ة“ا ‪ ،‬لم تكن تجري هكذا مكشوفة في الشوارع س وانما لا يستبعد أن‬
‫يكون الرستيون وهم المتضلعون في العلوم الرياضية ‪ ،‬قد اخترعوا قنوات‬
‫فخارية ناقلة للمياه خاصة وأن منطقة تيهرت مرتفعة نوعا ما ‪ 0‬وليست‬
‫على مستوى واحد ‪ 8‬الأمر الذي يزيد في صعوبة نقل المياه بالمجاري‬
‫المادية س ولعل وجود أفران الفخار وتوفر المادة الأولية ى ساعدوا على‬
‫صناعة هذه القنوات أو الأنابيب الفخارية المطلية ى وتصميم هندسة توزيع‬
‫المياه على بيوت السكان في العاصمة الرستية وكان مثل هذا التصرف في المياه‬
‫موجودا لدى الجماعة الاباضية في قرى وادي ميزاب بالواحات الجزائرية } كا‬
‫أنها وجدت في زواغة المدينة النفوسية في العهد الرسي ‪ ،‬وقد تركت آثارا‬
‫تدل على ذلك حسبها يؤكد الباروني ‪.‬‬

‫ومجمل القول ى إن الصناعة في العهد الرسي رغم بساطتها أحيانا‬


‫وبداوتها حينا(ة“ا فانها كانت متاشية مع الزراعة والماشية مرتبطة بها في‬
‫أغلب الأحيان‪ ،.‬تلي حاجات السكان في كثير من جوانبها ‪.‬فلم يكن‬
‫الأزدهار الصناعي اذن ‪ .‬بأقل من الانتعاشالزراعي ثا ‪:.‬والحقيقة أن‬
‫الحمت الذي ‪.‬التزمته المصادر المتوفرة لدينا كلها تقريبا ‪ 0‬عن هذا الجانب‬
‫الحيوي في الاقتصاد ‪ ،‬لم يساعدنا على تلمس جميع معالم تلك الصناعة ‪،‬بل‬
‫لقد أخفى علينا الكثير س فلم نتمكن الا من اجلاء القليل وبطريقة لا تخلو‬
‫من الاستنتاج والتخمين مادمنا نفتقر الى النصوص الصريحةثا ‪ .‬ولعل‬
‫(‪ )24‬ابن حوقل ‪ :‬ص ‪. 68‬‬
‫(‪ )34‬يذكر الاستاذ توفيق المدني أن الصناعة الرستمية بلفت شأوا بعيدا في الاتقان ‪ .‬أنظر كتاب الجزائر ‪.‬‬
‫ص ‪. 12‬‬
‫(‪ )44‬فيلالي عبد العزيز ‪ :‬جوانب من العلاقات التجارية بين الرستميين والأمويين في الأندلس مجلة سرتا ‪ .‬السنة‬
‫الثانية ‪ .‬عدد ‪ . 3‬مطبعة البعث ‪ 0‬قنطينة ‪0041 .‬ه‪0891/‬م ث ص ‪. 63‬‬
‫(‪ )54‬لمل ما يذكر ابن خنذدون عن المصانع التي اختطها اليسع بن لبي القاسم المدراري (‪471‬ه ۔ ‪802‬ه)‬
‫بسجلماسة ‪ .‬والتي لم يحدد نوعيتها ‪ .‬توجد مثيلاتها بتيهرت ‪ ،‬وهو أمر غير مستبمد س بل رمما أكثر اذ ما بلغته‬
‫الدولة الرستمية من حضارة آكبر بكثير مما بلفته دولة بني مدرار بجلماسة ‪ .‬أنظر ابن خلدون ‪ :‬العبر ‪ .‬ج‪. 6‬‬
‫ص ‪. 862‬‬

‫‪- 371 -‬‬


‫البحوث والاكتشافات المستقبلية تنفض الغبار عن جوانب هامة أخرى في‬
‫الصناعة ى برز فيها الرستنيون س أو كانت لهم فيها مساهمتهم الفعالة ‪.‬‬

‫‪- -471‬‬
‫« الفصل الثالث »‬
‫التجارة الداخلية‬
‫أأ ۔سواقها ‪ .0‬بضائعها ى نشاطها ‪:‬‬

‫من البديهي القول ى إن لكل مدينة وقرية سوقا أو أسواقا ‪ 0‬فيه تعقد‬
‫العمليات التجارية من كيل ووزن وخزن وبيع وشراء نقدا ومقايضة ‪.‬‬
‫ولا يستبعد أن تكون المقايضة غالبة رغم وفرة السيولة ‪.‬النقدية المعتقدة ‪.‬‬
‫بوفرة الذهب والمعادن الأخرى ف المغرب العربي ‪ ،‬وانما الدافع اليها } في‬
‫اعتقادنا تقدم الفترة الزمنية من جهة س والطبيعة البدوية لسكان الدولة‬
‫الرستمية من جهة أخرى ‪.‬‬
‫ان دراسة سريعة لكتب الجغرافية } وهي أم المصادر الاقتصادية في‬
‫التاريخ الاسلامي س تعطينا فكرة شاملة عن أسواق المدن والقرى ى ولكن‬
‫الفريب في الأمر ‪ .‬أن اليعقوبي وهو الذي زار المنطقة في العهد الرسمي لا‬
‫يذكر للمدن أسواقا فضلا عن القرى ‪ ،‬ولم يهتم بهذا الجانب الحيوي س ربا‬
‫لبداهة وضرورة وجود الأسواق في كل مكان ‪ .‬ففي تيهرت يذكر البكري‬
‫عن الوراق أن بها أسواقا عامرة(ا بمختلف البضائع ‪ .‬وقد تحولت بعض‬
‫الأسواق في الدولة الرسمية الى مدن بارزة س لذلك نجدها تعرف بالأسواق‬
‫كمدينة سوق ابراهيم أو مدينة كرام(ةا ‪ .‬فلا شك أنها كانت أسواقا في بداية‬
‫أمرها ‪ ،‬ثم تحولت شيئا فشيئا بفعل الاستقرار بها الى مدن معروفة منع‬
‫الاحتفاظ بطابعها التجاري ‪.‬‬

‫وكانت التجارة من أهم النشاطات الاقتصادية في الدولة الرستمية لذلك‬


‫(‪ )1‬البكري ‪ :‬ص ‪. 86‬‬
‫(‪ )2‬اليعقوبي ‪ :‬صن ‪ 2 401‬البكري ‪ :‬ص ‪ 06‬۔ ‪. 16‬‬

‫‪571-‬۔‬
‫فلا غرابة اذا تحولت الأسواق الى مدن س ربما كان من أنظمتها أنها تعقد‬
‫بشكل مستر ومتواصل ‪ ،‬بعكس الأسواق الأخرى التي تتبع النظام المؤقت‬
‫أو الدوري ها ‪ 0‬فتعقد في أيام معينة من الأسبوع ‪ 0‬أو في يوم واحد منه ء‬
‫وهي الطريقة المتبعة الى يومنا هذا في المغرب العربي ‪.‬‬

‫إن المعلومات القليلة التي يزودنا بها ابن الصغير في هذا الخصوص‬
‫تعطينا فكرة ولو مختصرة عن التجارة الداخلية في تيهرت ‪ ،‬فلا شك أن‬
‫العنصر الغريب في العاصمة الرستمية ى زاد النشاط التجاري الداخلي‬
‫حيوية س اذ أن الكثيرين منهم اتخذوا تيهرت مستقرا لهم س ولم يقصدوها‬
‫عابرين أو سائحين وانما « ليس أحد ينزل بهم من الغرباء الا استوطن معهم‬
‫وابتنى بين أظهرهم لمايرى من رخاء البلد وحسن بيرة امامه‪ ...‬وامانه على‬
‫نفسه وماله »ثا فانتقل اليها أهل الأموال من العراق والتجار من مصر‬
‫وافر يقية والمغرب ونفقت فيها السلع مع كونها كثيرة الخصب فعظمت بها‬
‫الأموال كا يقول الشماخي (؟! ‪.‬‬

‫إن الاستقرار السياسي ‪ ،‬والامان على النفس والمال ‪ ،‬وحسن سيرة‬


‫الحاكم ‪ .‬في أي دولة تعتبر من أهم العوامل التي يطلبها كل تاجر يزيد‬
‫لتجارته الربح ‘ ولنفسه الاطمئنان ‪ 0‬وهي عوامل وفرها الرستميون لجميع‬
‫من يؤم دولتهم ‪ .‬فلا شك أن تيهرت هي صورة واضحة لما يكن أن تكون؛‬
‫عليه المدن والقرى التجارية الأخرى في البلاد ى مثل تنس ووهران‬
‫ووارجلان ‘ ومدن جبل نفوسة ص وقراه » خاصة منها مدينة جادو ذات‬
‫‪ .‬ويبدو أن تجارة الأغنام في جادو‬ ‫الأسواق الكثيرة ث والجالية اليهودية‬

‫(‪ )3‬الكماك ‪ :‬موجز ‪ :‬ص ‪771‬‬


‫(‪ )4‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪. 62 . 51‬‬
‫(‪ )5‬الشماخي ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪. 851‬‬
‫(‪)6‬البكري ‪ :‬ص ‪. 9‬‬

‫‪- -671‬‬
‫كانت نافقة ‪ .‬تقصدها القرى الجاورة لهاا ‪ .‬واذا قصد تجار نفوسة الماصة‬
‫الرستية تيهرت ‪ ،‬كان عليهم أن يقطعوا تسع مراحل س وذلك مرورا‬
‫بالقيروان ثا ‪ .‬ومن هذه الأخيرة الى تيهرت مسيرة شهر على الابل‪ .‬ومن‬
‫المحل أن تكون التجارة بين جبل نفوسة وتيهرت كثيفة كثافة العلاقات‬
‫السياسية بينهما ثا ‪.‬‬
‫ومن الادلة البارزة على نشاط التجارة في الدولة الرستمية ى امتلاك‬
‫شخص بمفرده لسوق ‪ .‬فابن وردة ‪ ،‬مقدم العجم } ابتنى سوقا يعرف باسمه‬
‫وكان صاحب الشرطة لا يدخله ولا يتخلله هيبة منه"ا كا أن المؤرخ ابن‬
‫الصغيرنفسه س كان من التجار يلك دكانا في الرهادنة يبيع فيه‬
‫ويشتري(ة"ٍ ‪ .‬وإن دل هذا على شيء فانما يدل على اهتام الناس بالتجارة ‪.‬‬
‫ليس العوام منهم فحسب بل حتى بعض مثقفيهم ومكفوفيهم اذ نجد أحد‬
‫العميان من أهل نفوسة ‪ ،‬رغم آفته ث يشتغل بالتجارةة") ‪ .‬ولا شك أن هذا‬
‫الاهتام راجع الى الأرباح الي تدره التجارة لوفرة البضائع وكثرة الانتاج ‪.‬‬
‫ولعل من أبرز البضائع التي كانت تتبادل بين المدن وأسواقها في الدولة‬
‫الرستمية ‪ 0‬بضائع الشيال ببضائع الجنوب والعكس صحيح ‪ .‬ويقوم بهذا‬
‫الدور ‪ ،‬الرعاة والبدو من قبائل مزاتة وسدراتة وزناتة ولواتة وهوارة‬
‫وغيرها من القبائل البربرية البترية التي تنتجع من أوطانها في شهور الربيع‬
‫الى مدينة تيهرت وأحوازهاث") كا أنها س وبدون شك تقصد أسواق المدن‬
‫)‪ (7‬الثماخي ‪ :‬سير ‏‪ ٤‬ص ‪. 433‬‬
‫(‪ )8‬اليعقوبي ‪ :‬البلدان » ص ‪ 99‬۔ ‪. 001‬‬
‫(‪ )9‬ابن خرداذبة ‪ :‬المالك ‪ .‬ص ‪ 2 88‬ابن الفقيه ‪ :‬مختصر كتاب البلدان ى ص ‪. 97‬‬
‫‪ . :‬ر‬ ‫)‪, . 982. (01‬م‬
‫(‪ )11‬ابن الصفير ‪ :‬ص ‪. 72‬‬
‫(‪ )21‬نفه ‪ ،‬ص ‪. 64‬‬
‫(‪ )31‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ 4‬ج‪ 2‬ي ص ‪ . 823‬الشاخي ‪ :‬سيرى ص ‪. 462‬‬
‫(‪ )41‬اين الصفير ‪ :‬ص ‪ 71‬وأنظر احسان عباس ‪ :‬المجمع التاهرتي المجلة السابقة ص ‪ 52‬يذكر الاصطخزي أن زناتة‬
‫كانت تستوطن ناجية تيهرت أنظر ‪ :‬المسالك والمالك » ص ‪. 63‬‬

‫‪- 771 -‬‬


‫الشمالية الاخرى خاصة منها المحاذية للصحراء أو الواقعة في منطقة‬
‫الاستبس ‪ .‬وهي منطقة رعوية كا سبق أن رأينا ‪ .‬فتقع هنالك العمليات‬
‫التجارة من بيع وشراء أو مقايضة ‪.‬‬

‫ويستبدل البدو بضاعاتم من الغنم والصوف والجلود والشحم والسمن‬


‫والألبان المجففة والتور المجلوبة من أسواق الواحات ‪ ،‬ببضائع العاصمة أو‬
‫التل‪ .‬وتتثل خاصة في الحبوب من قح وشعير اضافة الى بعض المواد‬
‫الضرورية ذات الاستعمال اليومي كالملح والسكر والزيت وغيرها ‪ .‬أو‬
‫الاستعبال الموسمي كالعسل وبعض الفواكه ‪ .‬أو ذات الاستعيال الضروري‬
‫كالالبسة والأفرشة وبعض الأواني كا أنها تستفيد من البضائع المجلوبة من‬
‫بلاد الأندلس والسودان أو مدن المغرب العربي والمشرق ("" ‪.‬‬
‫ولا ريب أن هذه الحركة التجارية التي يقوم بها الرعاة في فصول‬
‫معينة من السنة كانت تعود بنتائج هامة على الاقتصاد كا أن هذه القبائل‬
‫كانت تبعث شيئا من الحيوية والنشاط في الأسواق حتى اذا انتهى موسم‬
‫الرعي بدخول فصل الطقس البارد عادت تلك القبائل الى أوطانها©‪6‬ة""‬
‫مثقلة ببضائع الشمال لتستعد من جديد لاعادة حركتها أو رحلتها‬
‫السنوية ‪ .‬وتبقى المدن الشمالية تستفيد من بضائع الرعاة ربا عاما بأكمله‬
‫أي الى حين عودتهم بعودة الربيع ‪.‬‬

‫فاذا كانت تيهرت مقصد القبائل البدوية في فصول الربيع ‪ ،‬فانها بدون ‪,‬‬
‫شك ‪ ،‬مقصد التجار من كل مدن المغربين الأوسط والأدنى لمركزها المميز‬
‫ولاستقطابها الحركة التجارية في البلاد ‪ .‬وذلك بحكم كونها عاصمة للبلاد ‪.‬‬
‫فهن أسواقها يتزود بمختلف البضائع لنقلها سلعا الى أسواق المدن الأخرى ‪.‬‬
‫ع ج‬ ‫‪:‬‬ ‫‪,‬‬ ‫)‪!. . 03. (51‬‬
‫(‪ )61‬احسان عباس ‪ :‬المجتمع التاهرتي المجلة السابقة ‪ .‬ص ‪. 52‬‬

‫‪- 871‬‬
‫ويذكر الشيخ علي دبوز ء أن أسواق تيهرت كانت تعرف الاختصاص‬
‫في البضائع ‘ فهتاك سوق النحاس ‪ 2‬وسوق الأسلحة ث وسوق‪.‬الصاغة ء‬
‫وسوق الأقشة وغيرها”" » وهذا غير مستبعد قياسا على عادة الصناع‬
‫والتجار في معظم المدن العربية والاسلامية ‪.‬‬

‫لقد كانت التجارة الداخلية في الدولة الرستمية نشيطة بنشاط الزراعة‬


‫من جهة س ومن جهة أخرى بنشاط التجارة الخارجية الواسعة التي سوف‬
‫نراها ‪ .‬فها أنواع المكاييل والموازين التي كانت تستعمل في هذه التجارة ؟‬
‫وهن كان للرستميين عملتهم ؟‬

‫ب ۔ المكاييل والنقود ( العملة ) ‪:‬‬


‫لا نجد اهتاما لهذا الجانب الحيوي من الاقتصاد المغربي عامة والرسمي‬
‫خاصة عند الجغرافيين مراجعنا الاساسية في الدراسة الاقتصادية لقد أهله‬
‫الجغرافيون جملة وتغافلوا عنه ‪ 3‬فلا نجد الا ارات بسيطة كالي ذكرها‬
‫القدسي عرضا أو البكري عندما يتطرق من حين لاخر الى مكاييل هذه‬
‫المنطقة أو تلك س وهي حالات نادرة جدا في كتابه كثيرا ما اعتمد فيها‪ .‬على‬
‫معلومات محمد بن يوسف الوراق ى في كتابه المفقود ‪ .‬ان ل نقل كلها ‪.‬‬
‫‪ ٦‬۔ المكاييل‪: ‎‬‬
‫أشار المقدني الى مكاييل وموازين أهل المغرب س فذكر أن أرطاله‬
‫بغدادية ") ربنا يقصد من ذلك تسميتها ‪ .‬لأن البكري ى عندما يتحدث‬
‫عن مكاييل وأوزان تيهرت ى يذكر أن المد الذي يكتالون به القمح وغيره‬
‫امن الحبوب خيمة أقفزة ونقف قرطبية ‪ .‬أماأقنطار الزيت وغيره فهو‪,:‬‬
‫(‪ )71‬علي دبوز ‪ :‬تاريخ المغرب الكبير ‪ .‬ج ‪ . 3‬ص ‪-382‬۔‬
‫‪ )81(.‬المقدسي ‪ :‬أحسن التقاسيم ‪ .‬ص ‪. 042‬‬

‫‪- 971 -‬‬


‫ا‬

‫عندم قنطاران غير ثلث ‪ ،‬بالوزن العادي ‪ ،‬أما رطل اللحم فهو ييثابة‬
‫خمسة أرطالل") بالمقارنة مع مكاييل قرطبة‪..‬‬

‫إن هذه المواد الضرورية ذات الاستعمال اليومي ‪ ،‬والتي تنتج أساسا في‬
‫تيهرت وضواحيها ث يلاحظ أه' بخسة المن لوفرتها ث فهي لاتباع بالمكيال‬
‫العادي وإنما بالزيادة أضعافا ‪ 3‬أما المواد الغذائية المستوردة أو المجلوبة بتعبير‬
‫البكري قا كالفلفل والبهارات والملح "ثا وغيرها فانها تكتال بالمكيال‬
‫العادي ‪ .‬وهو قنطار عدل لا أكثر ولا أقل لأن المادة عزيزة ومطلوبة‬
‫ولعلها لا تكون موجودة باستيرار في المدينة فكيلها يبقى ثابتا مثل المشرق‬
‫لأنها أساسا جلبت من هناك ‪ .‬خاصة منها التوابل ‪.‬‬

‫يوزودنا البكريل‪2‬ثا أيضا بمكاييل تنس ‪ ،‬المدينة البحرية التي أسستها‬


‫جماعة من الأندلسيين في العهد الرستي س واتخذوها مرفأ لانطلاق سفنهم‬
‫التجارية الى بلادهم في العدوة ث فيذكر أن كيلهم كان يعرف باسم الصحفة‬
‫‪.‬‬ ‫وهي تانية وأربعون قادوسا ‪ 4‬والقادوس ثلاثة أمداد بمد الني ا‬
‫وبتعبير آخر يمكن أن نقول إن الصحفة الواحدة في مدينة تنس ‘ تحتوي‬
‫مائة وأربعة وأربعين (‪ )441‬متا بمد النبي ينه ‪ .‬ولما كان اللحم بالمدينة‬
‫متوفرا أصبح الرطل منه بوزن سبع وستين أوقية في حين أن رطل سائر‬
‫الأشياء الأخرى لا يتعدى الأثنين والعشرين أوقية ‪.‬‬
‫ولا نعرف شيئا‪ .‬عن مكا ييل‬
‫أنبا‬ ‫شرق الدولة ‪ 0‬وان كنا لا نعتقد‬
‫كثيرا على الملاطتق ا‬ ‫تن۔|‪:‬‬
‫لأخرى ‪ 4‬اذ المكاييل والأوزان من الأشؤر‬
‫المتعارف عليها ‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪ ]. :‬ح‬ ‫(‪ )91‬البكري ‪ :‬المغرب ‪ .‬ص ‪ 96‬ى وأنظر كذلك ‪. 21 :‬م ‪,‬نعمه )‪.0.‬خ‪ (5.8..‬ع‬
‫‪.‬‬ ‫(‪ )02‬البكري ‪ :‬ص ‪. 96‬‬
‫‪ ]. :‬ح‬ ‫)‪, . 21 (12‬‬
‫(‪ )22‬البكري ‪ :‬ص ‪. 26‬‬

‫‪- -081‬‬
‫هناك اشارة الى مكيال أو وزن في جبل نفوسة ‪ ،‬ذكره الدرجيني‬
‫عرضا عندما تحدث عن أبي معروف الضرير ‪ ،‬الذي كان له دكان اشتغل‬
‫فيه‪ .‬بالبيع والشراء حينا من الدهر رغم آفة العمى لديه س فهو اذا « وزن‬
‫لأحد من الناس زاده من نفسه خروبة واذا أراد أن يأخذ لنفسه من أحد‬
‫نقص خروبة »(ة‪2‬ا اجتياطا ومخافة اكل اموال الناس بالباطل ‪.‬ان هذه‬
‫‪.‬الخروبة» لا ريب أنها أدنى وزن يستعمل في تلك المنطقة ‪ 0‬ولا يستبعد‬
‫أنيكون متداولا في باقي أجزاء البلاد ‪.‬‬

‫ولعل من البدي‪,‬هي القول ‪ 4‬إن‪ .‬اختلاف المكاييل والموازين فيا بين المدن‬
‫الرستية س وهواختلاف في الكم والعدد ‪ ،‬وليس الاسماء حسب الظاهر على‬
‫الى حرية التجارة ‪ 2‬وعدم تدخل السلطة لفرض تعامل‬ ‫الأقل ‪ 4‬انغا راجع‬
‫معين مادامت كل منطقة لها نوع من الحكم الذاتي ‪،‬أو ما يشبه هذا‬
‫القبيل ‪ .‬ثم ليس من الغريب أن تكون هذه البضاعة المتوفرة في هذا المكان‬
‫تكال أو توزن باضعاف ما تكال به أو توزن في مكان آخر لا تتوفر فيه ه‬
‫بل تستوردها استيرادا ‪.‬‬

‫ولعل هذه الوضعية شجعت التجارة في الدولة الرستمية ى فعرفت بذلك‬


‫من‬ ‫مختلفة‬ ‫والموازين وحدها‬ ‫المكاييل‬ ‫ولم تكن‬ ‫الكبير‬ ‫الاقتصادي‬ ‫نشاظها‬

‫مدينة لأخرى في الدولة وإنما نجد أيضا حتى العملة المتداولة آنذاك لم تعرف‬
‫نوعا واحدا في جميع البلاد ‪.‬‬

‫‪ - 2‬النقود (العملة) ‪:‬‬


‫قليلة هي الاشارات التي نعرفها عن العملة في‪:‬الدولة الرستبية خاصة في‬
‫‪ .‬تيهرت س اذ لا تشير المصادر الى عملتها صراحة وانما يذكر ابن الصغير عدة‬

‫(‪ )32‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ 4‬ج‪ 2‬ى ص ‪ 2 823‬الشماخي ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪. 462‬‬

‫‪- 181 -‬‬


‫مرات الدينار والدرهم({“ا ‪ 0‬مما يجعلنا نعتقد أنها العملتان الرئيسيتان في‬
‫الدولة ‪ .‬ويقول متحدثا عن الامام يعقوب بن أفلح بأنه كان « بعيد الهمة‬
‫نزيه النفس ماجس بيده دينارا ولا درهما ها ‪ .‬والحقيقة أن هاتين‬
‫العملتين متداولتان في جميع أنحاء العالم الاسلامي آنذاك ى فلم يشذ‬
‫الرستيون عن هذه القاعدة العامة ‪ .‬فضربوا الذهب عملة وفي هذا الخصوص‬
‫يقول الشاعر أبو اليقظانةةا في قصيدته ه ذكرى الامامة الاباضية‬
‫بالمغرب »(“‪٨‬ا‏ ‪.‬‬
‫يأيتالقاقطقة أر‬ ‫كم تزبواذقباسكة‬
‫‪ .‬ويؤكد وجود العملة الرستمية الاستاذ عبد الرحمن الجيلالي“ثا حيث‬
‫يذكر أهم ضربوها باسمهم ‪ .‬ولكنه لا يضيف شيئا أكثر من ذلك بعكس‬
‫أبي اليقظان”ةا الذي أشار في هامش ديوانه الى مكان وجودها ‪ .‬وقال بأنه‬
‫رآها في متحف الخلدونية بتونس ‪.‬‬

‫ويذكر الدكتور الحبيب الجنحاني المهتم بالقضايا الاقتصادية ق بلاد‬


‫المغرب ‪ ،‬وجود‪ .‬نقود رسمية عثر عليها(ثةا ‪ .‬الا أنه لا يشير الى مكان العثور‬
‫(ه) حدد عمر بن الخطاب (ض) وزن الدرم الاسلامي وجعله ‪ 41‬قيراطا أما الدينار الاسلامي فقد كان يساوي‬
‫الدينار البيزنطي الا قليلا والبزنطي كان يساوي ‪ 52,4‬غراما ذهبا أو بتعبير آخر الدينار الواحد يمادل عشرين‬
‫درهما ‪ .‬أنظر موريس لومبارد ‪ :‬المرجع السابق ى ص ‪ 251‬۔ ‪. 451‬‬
‫(‪ )42‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪ . 45‬وأنظر ص ‪ 94‬وأنظر الوسياني ‪ :‬سير (مخطوط) ورقة ‪ . 4‬الدرجيني ‪ :‬ج‪. 1‬‬
‫‪.‬‬ ‫صن ‪. 68‬‬
‫(‪ )52‬أبو اليقظان ابراهيم ‪ :‬ديوان أبي اليقظان ‪ .‬ط ‏‪ . ٦‬للطبعة المربية الجزائر ‪0531 ,‬ه ‪ .‬ص ‪. 17‬‬
‫‏(‪ )٨٨٣‬نظم الشاعر ث وهو من القرارة ‪ .‬احدى قرى وادي ميزاب الأهلة بالاباضية في الجزائر ى قصيدته بمناسبة‬
‫رحلته في ربيع سنة ‪8431‬ه‪9291/‬م الى تيهرت وزيارته لمعالم الامامة الرسمية‪ .‬هناك ‪.‬‬
‫(‪ )62‬الجيلالي ‪ :‬المرجع السابق ‪ .‬ج ‪ . 1‬ص ‪. 122‬‬
‫(‪ )72‬أبو اليقظان ابراهيم ‪ :‬للرجع السابق ى ص ‪ 17‬ي هامش ‪. 3‬‬
‫`‬

‫(‪ )02‬الجنحاني الحبيب ‪ :‬المغرب الاسلامي ‪ :‬الحياة الاقتصادية والاجتاعية ‪ 3‬۔ ‪4‬ه‪ 9/‬۔ ‪01‬م ۔ الدار التونسية‬
‫للنشر ۔ تونز ى جوان ‪ . 7791‬ص ‪. 531‬‬

‫‪-281-‬۔‬
‫ولاا الى تفاصيل ذلك ء بل يقول إن‪:‬تلك النقود بجاجة الى اجراء‬
‫دراسة عليها ‪.‬‬

‫ويذكر كل من الدكتور محمود اسماعيل ‪ ،‬والباحث الفرنسي دانجيل أن‬


‫الرستميين لم تعرف نقودهم ‪ ،‬ولم تكتشف ‘ فالأول يقولن ‪ « :‬نفتقز الى وجود‬
‫عملات رستمية كتلك التى خلفها بنو مدرار »”ا في حين أن الثاني يذكر أنه‬
‫ليس هناك أي اشارة تدعو الى الاعتقاد بأن الرستميين ضربوا الذهب‬
‫فبالاضافة الى ما سبق أن ذكرناه عن ضرب العملة من طرف الرستميين ‪.‬‬
‫هناك أدلة على وجود عملة رسمية لا يستبعد أن تكون دنانير ذهبية أو‬
‫دراهم فضية فالاثريان الفرنسيان ‪ ،‬اللذان نقبا عن مخلفات الرستميين في‬
‫منطقة عاصمتهم ‪,‬مارسيه ولامار("ةا أكدا أن هناك بمجموعة (‪.‬مما‪2‬ء!اهح ) من‬
‫النقود الرستية وجدت ف موضع تيهرت ‪ 0‬وهي بحوزة الميسيو بيريز الابن‬
‫‪ ) .‬الذي ربما يكون هو الذي عثر عليها هناك ‪.‬‬ ‫( ‪5‬ات؟ تع‬

‫ولا أستبعد أن يكون الرستميون قد ضربوا سكتهم الأولى منذ عهد الامام‬
‫الأول عبد الرحمن بن رستم حيث يذكر الاستاذ حسن حسني عبد الوهاب‬
‫أن عبد الرحمن بن رستم سبنى أن ضرب نقودا في القيروان عندما كان عاملا‬
‫عليها ( ‪041‬ه ۔ ‪441‬ه ) من قبل الامام أبي الخطاب عبد الاعلى بن‬
‫السمح المعافري اليني ‪.‬‬

‫ويذكر أن هذه النقود محفوظة ‪ ،‬وهي عبارة عن فلوس من النحاس‬


‫مكتوبة على وجه منها « ضرب هذا الفلس بافريقيا (كذا) » وعلى الوجه‬
‫الأخر « سنة اثنين وأربعين ومائة »(تةا ‪ .‬واسر ضرب هذه الفلوس الى سنة‬
‫(‪ )92‬محمود اناعيل ‪ :‬المرجع الابق ى ص ‪ 602‬۔ ‪. 702‬‬
‫‪! . :‬‬ ‫‪, . 132,‬‬ ‫)‪ 4. (03‬ع‬
‫‪ .‬ج‬ ‫‪ . :‬ع‬ ‫‪. 53,‬م ‪,‬‬ ‫)‪ 92. (13‬ع‬
‫‏‪٠‬‬ ‫المار‬ ‫‏‪ ٠‬مكتبة‬ ‫الاول‬ ‫القسم‬ ‫التونسية ‪.‬‬ ‫المربية بافريقية‬ ‫عن الحضارة‬ ‫ورقات‬ ‫‪:‬‬ ‫عيد الوهاب‬ ‫حسن حي‬ ‫(‪)23‬‬

‫تونس ‪ . 4291 .‬ص ‪ 524‬۔ ‪. 624‬‬

‫‪-. 381‬‬
‫‪ 4‬ه أي الى قدوم القائد العباسى محمد بن الأشعث الخزاعى الذي قضى‬
‫ثورة أبي الخطاب ( أنظر الرسم ) ‪.‬‬

‫فلوس إباضية‬
‫القائم عبد الرحمن بن رستم‬

‫‪71‬‬ ‫عدد‬

‫‪ 2‬ه ۔ (‪ 957‬م) (ح)‬

‫<‪,‬‬ ‫؟‬

‫خ رارے‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪.:‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪١ ١ ٠‬‬
‫>‬
‫‪/‬‬ ‫لقا‬ ‫وعد‬
‫‏‪2 ١‬‬

‫‪| 1‬‬ ‫‪,::‬‬

‫العملة من النحاس قطرها ‪ 12 :‬ملم‬

‫المرجع ‪ :‬من منشورات البنك المركزي التونسي ى النقود العربية في‬


‫تونس ۔ طبع وحفر الشركة التونسية لفنون الرسم » تونس‬
‫م ‪ .‬ص ‪ 25‬ه علما بأن الصورة كبرت » ‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪-481-‬‬
‫والواقع أن المتدبر في تدفق الذهب السوداني على الماصة الرستمية وهو‬
‫ما سوف نشاهده ‪ ،‬يستبعد أن يكون الرستيون لم يصربوا تقودهم من‬
‫الدنانير‪ .‬الذهبية اةةا ‪ .‬فضلا عن الدراهم الفضية س مع ما كان لهم من سابقة‬
‫في هذا المجال ‪ :‬سابقة ضرب الفلوس النحاسية بالقيروان‪ ...‬وليس أدل على‬
‫في تيهرت وباق‪,‬‬ ‫هذا من الرخاء الاقتصادي والتجاري خاصة‬
‫المدن الرستمية ‪.‬‬

‫ويذكر موريس لومبارد(‪4‬ةا أن ذهب السودان كان يتكدس ف الحواضر‬


‫الكبرى حيث كانت تضرب النقود الذهبية والفضية والنحاسية ‪ .‬وكان‬
‫لتيهرت دورها البارز في تلك العمليات التجارية أيام الرستميين ‪.‬‬

‫ان كل الدلائل تشير الى وجود مسبكة في تيهرت لضرب عملة اباضنة‬
‫وان لم نجد ذكرا صريحا لها في الكتب المتوفرة لدينا على الأقل س بعكس‬
‫مسبكة وارجلان في عهد الأدريسي الذي يخبرنا بأن اباضية تلك المدينة‬
‫يضربون الذهب الجلوب من السودان باسم بلدهم‪١‬ةةا‏ ‪ .‬فالذي يتبادر الى‬
‫الذهن أن مسبكة وارجلان ‪ ،‬انما هي رد فعل وتعويض عن الخسارة التي‬
‫مني بها الاباضية بسقوط تيهرت ‪ ،‬واضمحلال عملة الرستيين الاباضية بعد‬
‫ردح من الزمن ‪ ،‬ربما بصهرها من طرف العبيديين } الذين تغلبوا على‬
‫معظم بلاد المغرب العربي ابتداء من سنة ‪692‬ه ‪ ،‬واعادة ضرنها عملة‬
‫باسمهم والسياسة المالية للعبيديين في المغرب كانت شديدة على السكان ‪.‬‬
‫دقيقة في جهازها ‪ ،‬بحيث لا يستبعد عنهم مثل هذا الاجراء ‪ 3‬لأنهم لم‬
‫يغادروا المغرب العربي الا وهم ثقلون بذهبه وأمواله التي تمكنوا من جمعها‬
‫م‬ ‫ة‬ ‫‪ :‬ل‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫ح‬ ‫ع ‪0‬‬ ‫)‪0- (33‬‬
‫س‬ ‫غ‬ ‫ع‬ ‫ح ث"‪ 3‬ح‬ ‫غ‬ ‫‪. \1[, 8791, .931.‬م‬
‫(‪ )43‬موريس لومبارد ‪ :‬المرجع السابق ‪ .‬ص ‪. 651‬‬
‫(‪ )53‬الادريسي ‪ :‬ص ‪. 98‬‬

‫|‬ ‫‪-‬‬ ‫‪581 -‬‬


‫‪31‬‬ ‫‪81‬‬
‫بمختلف الوسائلا“ة) ! واستطاعوا بها السيطرة على مصر وبناء عاصمتهم‬
‫القاهرة ‪ .‬ولعل سبب الارتباك الذي نجده عند الباحثين والمؤرخين حول‬
‫وجود عبلة رستمية أو عدم وجودها ‪ 0‬راجع بالأساس الى اختفائها وانقراضها‬
‫بالعملية المذكورة وبالتالي لم يبق منها الا قطع معدودات لا زالت بحاجة‬
‫ألى دراسة الى وقتنا هذا فلا شك أن وجودها في حوزات خاصة & زادها‬
‫غموضا واختفاء وهو ما يفسر بقاءها دون دراسة لحد الأن ‪.‬‬

‫ومن المحتل جدا أن تكون اهذه العملة المضذروبة بتيهرت ‪ 0‬هي أساس‬
‫التعامل في جميع أقاليم الدولة ‪ .‬وإن كان لدينا بعض المعلومات المقتضبة‬
‫حول العملة المتداولة في مدينة تنس في زمان البكريةا ء اذ يخبرنا أن‬
‫العملة الجارية عند أهلها هي القيراط وربع الدرهم والصقل والحبتان‬
‫ويقول بأنها مضروبة كلها ‪ ،‬علما بأن درهمهم يقدر بأثني عشر صقلية‬
‫عددا ى‪ .‬ووزن قيراطهم ثلث درهم عادي بوزن قرطبة ‪.‬‬

‫إن انخفاض سعر عملة تنس يدل على رخاء المدينة ‪ ،‬وانخفاض أسعار‬
‫بضائعها خاصة للغريب من أهل الأندلس أو غيره من البلاد التي تكون‬
‫عملتها مرتفعة ‪ ،‬فهو يجد ‪ ،‬بدون شك ء المدينة رخيصة ‪ .‬لهذا السبب على‬
‫ما يبدو يذكر صاحب الاستبصار“ةا رخاء أسمار مدينة تنس ويعجب‬
‫بذلك مما يؤكد ماذهبنا اليه ‪.‬‬

‫ومن المعلومات المتوفرة عن العملة في الدولة الرسمية ى تطالعتنا كتب‬


‫< لأن‬ ‫أو الحندس‬ ‫بالجندوس‬ ‫جربة‬ ‫عند أهل جزيرة‬ ‫الاباضية بعملة تعرف‬

‫(‪ )63‬الجنحاني ‪ :‬دراسات مغربية في التاريخ الاقتصادي والاجتاعي للمغرب الاسلامي ‪ .‬ط ‏‪ 2 ٦‬دار الطليعة ‪.‬‬
‫بيروت ى كانون الثاني ‪ 0891‬ى ص ‪ 86‬۔ ‪. 07‬‬
‫(‪ )73‬البكري ‪ :‬ص ‪ 8 26‬لقبال موسى ‪ :‬الحبة المذهبية في بلاد للغرب العربي ( نشأتها وتطورها ) ط ‪ 1‬ى الشركة‬
‫الوطنية للنشر والتوزيع الجزائر ى ‪ 1791‬ى ص ‪. 57‬‬
‫(‪ )83‬الاستبصار ى ص ‪. 331‬‬

‫‪- -681‬‬
‫هؤلاء ‪ .‬كا تضيف نفس المصادر ‪ ،‬لم يعزفوا التعأمل والتبايع بالذهب ربما‬
‫لعدم انتشاره بينهم ‪ .‬وما زال‪ :‬الحندوس هو المعمول به في زمن الوسياني ‪,‬‬
‫في القرن السادس الهجري ‪ ،‬حيث يقول بأن هذه العملة تعتبر عند الجربيين‬
‫بمثابة الدراهم لا غير ‪ ،‬لأن الدراهم في أوزان الفضة ‪ ،‬وأما القيراط‪ .‬فهو ف‬
‫وبالتالي فان الحىدوس لا يكون الا عملة فضية إن لم تقل‬ ‫أوزان الذهب‬
‫نحاسية‪ .‬لاقتراب اللفظين من بعضها ‪.‬‬
‫ان مجرد ذكر هذه المعلومات في الكتب الاباضية لا تدل الا على وفرة‬
‫الذهب في غير جربة ى واتخاذه عملة الى جانب الفضة في العمليات‬
‫التجارية ‪ .‬وربا كانت العملة الرستمية الذهبية هي المتداولة في جبل نفوسة‬
‫والمنطقة الشرقية من الدولة ‪ .‬وأما جربة فتضذرب حندوبها ‪.‬‬
‫ولعل الدراسات الأثرية سوف تزودنا بمعلومات أخرى وافية عن العملة‬
‫الرستمية ‪ :‬نوعها ‪ 0‬وزنها ‪ .‬تاريخها ومكان ضربها بالتفصيل ‪.‬‬

‫(‪ )93‬الوسياني ‪ :‬سير (مخطوط) ورقة ‪ 32‬وأنظر كذلك الدرجيني ‪ :‬طبقات ي ج‪ 2‬ث ص ‪ 453‬۔ ‪. 553‬‬

‫‪- 781 -‬‬


‫إ الفصل الرابع »‬
‫التجارة الخارجية مع المغرب والمشرق العربيين‬

‫أ ۔ المسالك التجارية بين تيهرت وغيرها من العواصم العربية في‬


‫المغرب والمشرق ‪.‬‬
‫إن من نافلة القول } الاشارة الى أن الجغرافيينالعرب اهوا أول ما‬
‫اهتموا بالمسالك أوالطرق الرابطة لمختلف المدن والقرى والعواصم والأقاليم في‬
‫بعض‬ ‫وضع‬ ‫من‬ ‫على ذلك‬ ‫‪ .‬ولا أدل‬ ‫المتراميةة الأطراف‬ ‫الاسلامية‬ ‫البلاد‬

‫أولئك الجغرافيين عبارة « المسالك والمالك » عنوانا لمؤلفات «{' ‪.‬‬

‫والواقع أن أغلبهم كانوا يهدفون من وراء وضع كتبهم تلك الى انارة‬
‫السبيل للحاج والسائح والتاجر ‪ .‬ومن هنا جاءت أهمية الكتب الجغرافية‬
‫في دراسة المسالك ‪ ،‬وهي أهم وسيلة للاتصال بين الشرق والغرب ‪.‬‬
‫والشمال والجنوب ‪.‬‬

‫يربط تيهرت بالقيروان } عاصمة الأغالبة ‪ .‬وأهم مركز تجاري في المغرب‬


‫العربيةا » طريق يستغرق المسير فيه شهرا على الابل ‪ .‬ويذكر‬
‫الاصطخري{ا ‪ ،‬أن المسافة بين تيهرت والقيروان تقدر بستة وثلاثين‬
‫(‪ )1‬المسال والممالك هو عنوان كتاب ابن خرداذبة المتوفي حوالي سنة ‪003‬ه ‪ .‬وهو عنوان كتاب الاصطخري‬
‫للتوفي في النصف الأول من القرن الرابع المجري وهو أيضا عنوان كتاب أبي عبيدالبكري المتوفي سنة ‪784‬ه ‪.‬‬
‫ح‬ ‫‪:‬ا‬ ‫)‪. 2(|066‬م ‪,‬م‬
‫(‪ )3‬ابن خرداذبة ‪ :‬المسالك ث ص ‪ 2 88‬ابن الفقيه أبو بكر أحمد بن محمد المداني ‪ :‬مختصر كتاب البلدان ‪ .‬طبع‬
‫بريل ي ليدن ‪2031 .‬ه ‪ .‬ص ‪. 97‬‬
‫(‪ )4‬الاصطخري ‪ :‬المالك ‪ .‬ص ‪ 73‬ى المرحلة هي يوم واحد ‪.‬‬

‫‪-881-‬۔‬
‫مرحلة مرورا بمدينة سطيف التي تعتبر واسطة بين العاصمتين ‪.‬ويؤكغ‬
‫اللقدسيةا الذي زار المنظقة ما سبقه اليه كل منابن الفقيه وابن‬
‫خرداذبة ى ويقول بأن المسافة بين الماصتين ثلاثون مرحلة ( ثلاثون‬
‫يوما ) ‪:‬عشرون الى سطيف وفن هذه الى القيروان عثر مراحل({ا ‪.‬‬
‫وهنالك طريق آخر عبر الرمال والقرى يحدد المقدسي مسافته تارة بالايام‬
‫واخرى بالمراحل ‪،‬وهو من تيهرت إلى قسطيلية ء إحدى مدن بلاد‬
‫الجريد س خمسة عشر يوما ومنها الى قفصة ثلاث مراحل ومن هذه الى‬
‫القيروان سبع مراحل وبالتالي فان المسافة الاجمالية في هذا المسلك بين‬
‫تيهرت والقيروان لا تتعدى خمسة وعشرين يوما أو مرحلة ‪.‬ويذكر‬
‫المقدسى”ا مسلكا ثالثا يبدو أنه اشتهر في القرن الرابع المجري بجك استعماله‬
‫قبل ذلك ‪ 4‬يربط العاصمة الرستمية بالقيروان ‪:‬وهو من تيهرت الى أشير الى‬
‫المسيلة نمانية أيام ث ومن هذه الى عجاإنة فالقيروان ستة أيام وهو أقصر‬
‫)‬ ‫طريق اذ لا تتعدى مسافته أربعة عشر يوما ‪.‬‬

‫ويصف اليعقوبيثا الذي قطع المسافة من القيروان الى تيهرت مسلكا‬


‫حسب‬ ‫يحدد منسافته ب ويبدو‬ ‫أن‬ ‫أنن ذكرناها ب دون‬ ‫التي سبق‬ ‫المسالك‬ ‫من‬

‫وصفه أن به كثيرا من القرى والمنازل والضياع وكاثت كلها عامرة ‪.‬‬

‫‪ .‬أما الطريق التى تربط تيهرت بعاضة الادارسة فاس فانها تقدر بخمسة‬
‫وعشرين يوما الى مدينة تلمسان ومن هذه الى مدينة فاس أرنفة وعشرون‬
‫ليلة ‪ . 6‬وهي بالتالي حوالي خمسين يوما وهو ما أكده كل من الاصطخري‬

‫(‪ )6‬للقدسي ‪ :‬صا ‪. 642‬‬


‫‪ )6(.‬يوافق البكري المقدسي في المسافة بين سطيف والقيروان ولكنه يجعل المسافة بين تيهرت والقيروان ‪ 91‬مرحلة‬
‫بدلا من عشرين ‪ .‬أنظر البكري ‪ :‬المغرب ث ص ‪ 67‬۔ ‪. 87‬‬
‫(‪ )7‬المقدسي ‪ :‬ص ‪. 742‬‬
‫(‪ )8‬اليعقوبي ‪ :‬البلدان ء ص ‪ 201‬۔ ‪. 401‬‬
‫(‪ )9‬ابن خرداذبة ‪ :‬ص ‪ 88‬۔ ‪ 2 98‬ابن الفقيه ‪ :‬مختصر كتاب البلدان ص ‪. 08‬‬

‫‪- 981 -‬‬


‫والمقدسى©"ا ‪ .‬الا أن ‪.‬هذا الآخير { لا تتعدى عنده المسافة من تيهرت الى‬
‫تلسمان سبعة أيام‪ ،.‬فهى من العاصمة الرستمية الى فكان خمس مراحل ومن‬
‫هنه المدينة الى تلمسان مرحلتان"") والطريق في خضاية‬
‫العمارة والزروع ‏‪. ٢‬‬

‫وترتبط تيهرت بالعاصمة الصفرية سجاماسة ‪ 0‬بطريق يسلك بين القبلة‬


‫والثرب نحو مدينة تعرف بأوزكا س على بعد ثلاث مراحل من تيهرت ومن‬
‫أوزكا مغرنا نحو سجاماسة سبع مراحل أو نحوها حسب الجد والتقصير في‬
‫المير فتلك اذن عشرة أيام تقريبا تسلك في قرى غير آهلة ث وبين أراض‬
‫صحراوية قفراءة"ا ‪ .‬الا أن الفرق الشاسع جدا بين ماذكره اليعقوبي { وما‬
‫أثبته الاصطخري جملة دون تفصيل ءعندما قال « ومن تاهرت الى سجاماسة‬
‫نحو خمسين مرحلة »‪"٨٩‬ا‏ } يبدو أنه يقصداهنا الطريق التي تعبر من خلال‬
‫مدينة‪ .‬نكور ‪ ،‬في أقصى شمال المغرب الأقصى ‘ ومنها نزولا نحو سجاماسة ‪.‬‬
‫وهذا هو الطريق‪ .‬الذي ذكره المقدسي"‪ .‬ويستغرق المسير فيه نحو خمسة‬
‫وأربعين يوما مقسمة الى ثلاثين مرحلة تربط نكور بتيهرت ‪ ،‬ثم خمسة عشر‬
‫مرحلة أخرى تربط سجاماسة بنكور ‪ .‬ويبدو أن التاجر التيهرتي لم يكن‬
‫ليتخذ هذا المسلك الثاني لطوله الممل ‪ ،‬تاركا الطريق الأقرب ‪ .‬خاصة اذا‬
‫كان يقصد سجاماسة مباشرة دون غيرها من المدن ‪.‬‬
‫إن المتدبر في هذه المسالك التي تربط العواصم المغربية ببعضها يتضح له‬
‫جليا أنها في الحقيقة مسلك واحد ينطلق من الشرق الى الغرب أو العكس‬
‫مرورا بتيهرت ‪ .‬ومن هنا يبدو واضحا موقع تيهرت الهمام باعتبارها واسطة‬

‫(‪ )01‬الاصطخري ‪ :‬ص ‪ . 73‬المقدسي ‪. 642 :‬‬


‫(‪ )11‬القدسي ‪ :‬ص ‪. 742‬‬
‫(‪ )21‬اليعقوبي ‪ :‬ص ‪ 701‬۔ ‪ . 801‬ابن خرداذبة ‪ :‬ص ‪ . 88‬ابن الفقيه ‪ :‬الملرججع السابق ‪ .‬ص ‪. 08‬‬
‫(‪ )31‬اليعقوبي ‪ :‬ص ‪. 901‬‬
‫(‪ )41‬الاصطخري ‪ :‬ص ‪. 73‬‬
‫(‪ )51‬أحن التقاسيم ‪ .‬ص ‪742‬‬

‫‪- -091‬‬
‫العقد ‪ .‬تستفيد من القوافل التجارية المتوجهة من القيروان نحو فاس أو من‬
‫هذه الاخيرة نحو القيروان فالمشرق العربي ‘حتى ولو لم تكن تنك القوافل‬
‫‪ -‬تقصدها بشكل مباشر ‪ ،‬فانه يتحتم عليها اتخاذ فترة مانلراحة بتيهرت‬
‫والاستقرار بها س في منازلها " ‪ 4‬ولا ننسى أن لها بابا يعرف بباب‬
‫‏‪١‬‬ ‫المنازل(“"ا ينزل به المسافرون من التجار والسياح على حد سواء ‪.‬‬
‫أما اتصال تيهرت بالأندلس ‘ فيتم ذلك بركوب البحر ‘ وقد مر بنا‬
‫أن تيهرت تنفذ الى البحز من ميناء تنس”‪"7‬ا ى وهو ميناء مهم جعله‬
‫اليعقوبي في الأهمية بعد ميناء‪-‬تونس بالمغرب الأدنى س بل إن السفن التي‬
‫تخرج من ذلك الميناء (تونس) تسير عشرة أيام مسحلة ‪ .‬غير موغلة في‬
‫‪ :‬البحر ىفاذا وصلت موضع ميناء تنس ‪ ،‬انطلقت منه الى الأندلس في يوم‬
‫وليلة للإوصول الى مدينة تدمير س وهي أقرب المدن على الساحل‬
‫الأندلسيث"ا ‪.‬وهكذا نلاحظ أن هذا الميناء الرئيسي في المغرب الأوسط‬
‫يقوم بدورين رئيسيين في وقت واحد ‘ يستفيد منه كل مانلرستميين‬
‫والأغالبة ‪ .‬ولا شك أن السفن القادمة من افريقية أو المغرب الأدنى ‪ ،‬تتخذ‬
‫منه آخر مرحلة لها بعد عشرة أيام من المسير على الساحل ‪ ،‬تتزؤد منه ص‬
‫تستعد للتوغل بعد ذلك في لجج البحر لمدة يوم وليلة ‪ .‬ويبدو ان هذا‬
‫الدور ى قد لاحظه الاستاذ كلوديت فاناكر"م فجعل مرسى تنس أهم وأكبر‬
‫‪ .‬وتبعد‬ ‫ميناء في المغرب العربي في عصر الرستميين للاتصال بالأندلس‬
‫تيهمرت عن هذا الميناء بجوالي أربعة أ يام يربطها به مسلك يتخلل‬
‫الحقول والأنهار©ة) ‪.‬‬
‫(‪ )61‬البكري ‪ :‬ص ‪. 66‬‬
‫(‪ )71‬تنس مدينةبناها البحريون من أهل الأندلس منهمالكركدن وأبو عائشة والصقر وصهيب وغيرم وذلك‬
‫سنة ‪262‬ه ويسكنها منهم أهل البيرة وأهل تدمير وهذه المدينة أقرب المراقيء الأندلتية الى تنس ‪.‬البكري‬
‫ص ‪. 16‬‬
‫(‪ )81‬اليعقوبي ‪ :‬ص ‪. 501‬‬
‫ح‬ ‫‪:‬ا‬ ‫‪.‬‬ ‫)‪ (91‬أنظر خارطة رم ‪. . 966 5‬ٹ‬
‫(‪ )02‬اليعقوبي ‪ :‬ص ‪. 501‬‬

‫‪- 191 -‬‬


‫ويذكر اليعقوبي ميناء آخر ترسوبه « مراكب تاهرت يقال له مرسى‬
‫فروخ »"ةا ولكنه لا يحدد موضعه ‪ .‬وما زاد الأمر غموضا أن هذا المرسى لا‬
‫نجد له ذكرا عند الجغرافيين الاخرين ‪ ،‬اللهم الا اذا اعتبرنا مرسى عين‬
‫فروج الذي يتحدث عنه البكريةثا أو مرسى فروج عند الادريسي ةة) هو‬
‫نفسه مع تغيير الاسم عبر الزمان { وهو في الحقيقة تحريف بسيط لا يؤثر‬
‫كثيرا حتى في التسمية وما يجعلنا نعتقد أن مرسى فروج هو فروخ عند‬
‫الێعقوبي ‪ 0‬وجوده في منطقة“ةا يمكن لتيهرت ان تستفيد منه ‪ 0‬لقربه من‬
‫جهة ‪ .‬ومن جهة أخرى لأنه مرسى كا يقول البكريةةا شتوي مأمون س في‬
‫حين أن مرسى تنس صيفي ‪ .‬وبها معا يستطيع التجار في المغرب الأوسط‬
‫الاتصال بنظرائهم من تجار الأندلس صيفا وشتاء ‪.‬‬

‫‪.‬وهناك مرسى ثالث بنى الأندلسيون ‪٨‬ثا‏ مدينته كا بنوا من قبل مدينة‬
‫تنس س وهو مرسى مدينة وهران ‪ .‬ولا شك أنه قد لعب دورا بارزا في‬
‫ربط المغرب الأوسط بالأندلس س مما دفع أولئك الأندلسيين الى تعمير‬
‫المنطقة ببناء المدينة والاستقرار بها استقرارا كليا مثلها في ذلك مثل مدينة‬
‫تنس ومرساها تماما ‪ .‬ان بناء مدينتي تنس ووهران البحريتين من طرف‬
‫الأندلسيين في تلك الفترة بالذات س لا يدل الا على النشاط الكبير الذي‬
‫عرفته التجارة بين الدولة الرستمية في المغرب والدولة الأموية فى الأندلس ‪.‬‬

‫(‪ )2‬اليعقوبي ‪ 501 :‬ويذكر هذا المرسى بهذا الاسم عماد الدين اساعيل ( صاحب حماة ) ‪ :‬في كتابه تقويم‬
‫البلدان ى تصحيح رينود وآخر ‪ .‬طبع دار الطباعة اللطانية ‪ .‬باريس { ‪ . 0481‬ص ‪. 421‬‬
‫)‪ (22‬البكري ‪ :‬ص ‪. 18‬‬
‫(‪ )32‬الأدريىي ‪ :‬ص ‪. 27‬‬
‫(‪ )42‬يذكر الاستاذ فيلالي عبد العزيز أن مرسى فروخ يقع في منطقة وهران ما بين مدينتي مستغانم وآرزيو‬
‫ويسمى حاليا مرسى الدجاج ‪ .‬أنظر مجلة سيرتا ‪ .‬العدد ‪ . 3‬ض ‪ . 53‬هامش رق ‪ 2‬وأنظر كذلك ‪ 6. :‬نجء ة"‬
‫ه‬ ‫‪,‬‬ ‫‪, . 75,‬‬ ‫‪ 07.‬ع‬
‫(‪ )52‬البكري ‪ :‬المغرب ‪ .‬ص ‪. 18‬‬
‫(‪ )62‬بنى الأندلسيون مدينة وهران سنة ‪092‬ه ومن الذين بنوها محمد بن أبي عون ‪ .‬ومحمد بن عبدون وغيرهما‬
‫وذلك باتفاق مع بربر المنطقة أنظر البكري ى ص ‪. 07‬‬

‫‪- -291‬‬
‫ويخبرنا ابن حوقل أن مرسى وهران في غاية السلامة والصون من كل‬
‫ريح ويعتبر من أمم مراسي بلاد المغرب العربي(‪7‬ثا يقلع منه الى الأندلس في‬
‫يوم وليلة ثا ‪ .‬ويقع الى الغرب من مرسى فروخ بنحو أربعين ميلا في البر‬
‫كا أن هذا الأخير يبتعد عن مرسى تنس الواقع الى الشرق بأكثر من حمسة‬
‫وثلاثين ميلاثتا ‪ .‬ويقابل تنس بعدوة الأندلس شنت بول وتدمير ‪ .‬أما‬
‫مرسى فروخ فيقابله مرسى مدينة لورقة ي ومرفأ أضكوبرش ببر الأندلس‬
‫يقابل مرسى وهران (©ا ‪.‬‬
‫ولا يستبعد أن يكون لجزيرة جربة دورها البحري ‪ .‬وان كانت‬
‫معلوماتنا عن هذا الدور تكاد تكون منعدمة ‪ ،‬اللهم الا ما احتفظ لنا به‬
‫البكري"ةا عندما ذكر أن سفن جززيرة جربة‪ .‬تخرج الى مرسى الأندلسيين‬
‫ويقول بأن في الجزيرة ذهبا كثيرا ربما استغل في عهد ما بعد الرستميين لأن‬
‫المصادر لا تشير الى هذا الذهب اطلاقا ‪ .‬بل إن المورد الأساسي والوحيد‬
‫للذهب في عهد الدولة الرستية هو المجلوب من السودان الغربي وراء‬
‫الصحراء الكبرى كا سوف نرى في الصفحات القادمة ‪.‬‬

‫أما اتصال الدولة الرستمية بالمشرق العربي س فانه يكون ابتداء من‬
‫الحدود الشرقية للدولة ‪ .‬فالقوافل ال تأتي من بغداد أو البصرة أو غيرهما‬
‫الى بلاد المغرب تمر بالانبار ى وهيت والرقة وحران والرها وتل موزن‬
‫وحلب ودمشق وطبرينة والرملة والفسطاط والاسكندرية ومنها الى‬
‫برقة‪7‬ةا ‪ .‬فحدود الدولة الرستمية ‪ .‬وربما تقصد القيروان عن طريق }‬
‫طرابلس ‪ 2‬وتمر عليها قبل أن تفد على أسواق تيهرت سالكة طريق‬
‫(‪ )72‬ابن حوقل ء ص ‪ 77‬۔ ‪. 87‬‬
‫(‪ )82‬القنسي ‪ :‬ص ‪. 922‬‬
‫‪ )92( .‬البكري ‪ :‬ص ‪ . 18‬الادريسي ‪ :‬ص ‪. 27‬‬
‫(‪ )03‬البكري ‪ :‬ص ‪ 16‬ي ‪ . 18‬‏‪٠‬‬
‫)‪ (31‬البكري ‪ :‬ص ‪. 58‬‬
‫(‪ )23‬ابن خرداذبة ‪ :‬ص ‪ 27‬۔ ‪ 58‬وأنظر مود اسماعيل ‪ :‬المرجع السابق ص ‪. 702‬‬

‫‪- 391 -‬۔‬


‫ء‬ ‫سوقا بعينه‬ ‫لا تقصد‬ ‫اذا كانت‬ ‫السالف الذكر خاصة‬ ‫القبروان _ تيهرت‬

‫واا تستفيد من كل الأسواق التي تمر عليها في طريقها ‪ .‬هدفها الربح‬


‫لأخر ‪.‬‬ ‫مغريا بقيت القافلة‪ :‬تنتقل من سوق‬ ‫دام هذا‬ ‫المستمر ‪ .‬ا‬

‫والجدير بالذكر أن المسافة من بغداد الى القيروان تقدر بجائة وأربعين‬


‫بعد ثلاثة آلاف ميل(ةةا ‪ .‬ومن القيروان عاصمة الأغالبة الى تيهرت ثلاثون‬
‫يوما كا سبق أن ذكرنا ‪.‬‬

‫إن الموقع المميز لتيهرت جعلها نقطة وصل وملتقى للقوافل التجارية‬
‫القادمة من مختلف الافاق ‪ ،‬فهي لا تقل شهرة عن المدن التجارية المغربية‬
‫الكبرى ‪ 0‬وربما تفوقها في بعض الاحيان فوقعها المتوسط ف بلاد المغرب‬
‫‪ .‬العربي ‪ ،‬يسمح لها ربط القيروان بفاس } وأن تتصل بسجاماسة في الجنوب‬
‫وتقيم علاقات وطيدة سياسية وتجارية مع الأندلس س كا أنها عرفت‬
‫الاتصال المباشر ‪ 3‬وغير المباشر بواسطة القيروان ‪ ،‬بالشرق العربي عامة ‪.‬‬
‫وقد كان للرستميين دورهم البارز في انعاش التجارة والمساهمة فيها‬
‫مساهمة فعالة ‪ ،‬اذ يخبرنا ابن الصغير عن اهتام الأئمة بالمسالك فيقول‬
‫« واستعملت السبل‪ ....‬الى جميع البلدان من مشرق ومغرب بالتجارة‬
‫وضروب الأمتعة‪ ....‬والناس والتجار من كل الأقطار تاجرون »(“قا ولم‬
‫يتوقف الأمر هنا في مساهمة الرستيين في النشاط التجاري ى وانما كانت لهم‬
‫قوافلهم الخاصة المتوجهة الى بلاد المرق ‪ ،‬أو القادمة منها كالقافلة الى‬
‫استتر فيها أبو اليقظان عندما أراد التوجه الى مكة بنية الحجة ‪ .‬أو‬
‫القوافل التي قدمت من المشرق سنة ‪182‬ه ‪ ،‬وكان في استقبالها ومراقبتها‬

‫(‪ )33‬من بغداد ‪.‬ى مصر ‪ 0171‬أميال ‪ .‬ومن الفطاط الى القيروان ‪ 0341‬ميلا ‪ .‬أنظر ابن خرداذبة ‪ :‬ص ‪ 38‬ء‬
‫‪ 4‬۔ ‪. 78‬‬
‫(‪ )43‬ابن الصغير ‪ :‬سيرة ‪ .‬ص ‪. 31‬‬
‫(‪ )53‬أبن الصغير ‪ :‬ص ‪. 72‬‬

‫‪- 491‬‬
‫أبو حاتم بن أبي اليقظان ‪ ،‬أرسله أبوه الامام ى قبيل وفاته في هذه المهمة ‪3‬‬
‫يقول ابن الصغير ‪ « :‬قد كان (أبو حاتم) أخرجه أبوه في جيش مع وجوه‬
‫زناتة ليجوروا(“ا قوافل قد أقبلت من المشرق وفيها اموال لا تحصى »( ‪.‬‬
‫الا أن ابن الصغير لم يساعدنا في تحديد المكان الذي قدمت منه ى ويكتفي‬
‫بأنها قوافل وفدت من المشرق ‪.‬‬

‫ويذكر الشماخي أن الامام عبد الوهاب كان « كثير المال ممن اتسعت‬
‫عليه الدنيا ‪ .‬وسببه أنه كان في أيام أبيه‪ ...‬تاجرا‪ ...‬حاذقا بالتجارة »”ة‘ا ‪.‬‬
‫للائمة الرستميين اذن س دورهم البارز في انعاش إقتصاد المغرب‬ ‫لقد كان‬
‫الأوسط عامة والتجارة خاصة ى وهو ما سوف ير علينا باستمرار في‬
‫هذه الفصول ‪.‬‬

‫وقبل أن نتطرق الى البضائع الى كانت متداولة في‪ .‬هذه التجارة‬
‫الخارجية الواسعة النطاق ‪ ،‬لابد أن نشير الى طبيعة تلك المسالك التي سبق‬
‫ذكرها ‪ .‬فالمقبدسى يشير الى أن بلاد المغرب « بعيد الأطراف كثير المفاوز‬
‫صعب المسالك كثير المهالك » ولكن هذا لا أراه عاما على جميع سبل‬
‫بلاد المغرب ى اذ أن منها ما يكون كثير القرى والمنازل س عامرا ليس بخال‬
‫مشل طريق القيروان ب تيهرت ۔ فاسا ‪ .‬وكانت القوافل تمشي في‬
‫السهول ى وسفوح الجبال ‪ ،‬وعلى محاذاة الأنهار س اضافة الى الصحاري في‬
‫حالة ما اذا كانت تقصد سجاماسة ‪ .‬والحقيقة أن بلاد المغرب كان بلد زرع‬
‫‪.‬وضرع وقرى ومياه ‪ ،‬من المحل جدا أن تتخذ القوافل بعضا منها وفي‬
‫مسافات محدودة معينة ‪ .‬تتخذها نزلا أو منازل للراحة والاستعداد لطي‬

‫(٭) ربا الصحيح هو يجيروا قوافل أي يؤمنوا قوافل ‪ .‬لأن كلمة ه يجوروا » من الجور لا تتسق مع معنى الكلام ‪.‬‬
‫(‪ )63‬نفسه ‪ .‬ص ‪. 05‬‬
‫(‪ )73‬الثماخي ‪ :‬سير ص ‪. 851‬‬
‫(‪ )83‬المقدسي ‪ :‬ص ‪. 612‬‬
‫(‪ )93‬اليعقوبي ‪ :‬ص ‪ 201‬۔ ‪. 801‬‬

‫‪- 591 -‬‬


‫المراحل المتبقية ‪ .‬ويرى الباحث الفرنسي دانجيلا ‪ .‬ان تلك المنازل لا‬
‫يمكن أن تتعدى المسافة بين الواحدة والأخرى ثلاثين أو أربعين كيلو مترا‬
‫بل ينبغي أن تكون أقل من هذا في المناطق الجبلية الوعرة ‪ .‬والجدير‬
‫بالذكر أن تيهرت وقعها المتوسط في بلاد المغرب س جعلها منزلا يأوى اليها‬
‫المسافرون والتجار ‪ .‬لذلك خصصت بابا من أبوابها باسم باب المنازل"“ ولا‬
‫شك أن ذلك كان لكثرة الذين يقصدونه أو يدخلون تيهرت منه ‪.‬‬

‫ومن المعلوم أن تلك المسالك لم تكن دائما مأمونة ‪ .‬اذ لا يستبعد وجود‬
‫قطاع الطرق خاصة في فترة الأزمات السياسية والفتن(‪. )4‬‬

‫وقد مر بنا أن أبا حاتم أخرجه والده الامام مع وجوه زناتة ليجيروا‬
‫قوافل مملة بأموال لا تحصى « خافوا (عليها) من ۔قبائل زناتة »(ة‪4‬ا فكانت‬
‫الضرورة تقتضي أن يحرسها ابن الامام حتى تدخل أسوار المدينة بأمان‬
‫وكذلك كان الحال أثناء فتنة التنافس على الحكم بين الامام أبي حاتم وعمه‬
‫يعقوب ‘ الامر الذي دعا الاول عندما انتصر ‪ ،‬ورأى أن البلد قد فسد‬
‫وفسد أهله ‪ .‬الى تشريد السراق ‪ 0‬كا يقول ابن الصغير} وقطاع الطرق ‏‪٠‬‬
‫وقطع شأفتهم فأمنت بذلك السبل وارتاح الناس (‪. 4‬‬

‫ووصفنا‬ ‫ذكرناها‬ ‫سبق أن‬ ‫المسالك ال‬ ‫دانجيل < أن‬ ‫و يرى‬
‫بعضها‬

‫توافق في معظمها تلك التي كانت في العهد الروماني تث)‪.‬۔‪ :‬الأمر الذي‬
‫‪ . :‬عه‬ ‫)‪, . 212-112 (04‬‬
‫‪. 66‬‬ ‫‪:‬ص‬ ‫(‪ ()14‬البكري‬

‫(‪ )24‬يتحدث الدرجيني عن جمابمة قطاع أغاروا على رفقة (قافلة) فاستباحوها جميما وأخذوا منها رحلها وكان‬
‫هذا في عهد أبي لمنصور عامل تيهرت على جبل نفوسة في أواخر أيام حكم الرستيين واستطاع المامل أن يقبض‬
‫على قطاع الطرق ويحبنهم ‪ .‬أنظر الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪ 123‬۔ ‪. 223‬‬
‫(‪ )34‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪. 05‬‬
‫(‪ )44‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪. 75‬‬
‫‪! :‬‬ ‫(‪, . 212 )54‬‬

‫‪- 691‬‬
‫لانشاطره فيه الرأي لشبب بسيط هو أن المدن التي تربطها تلك المسالك لى‬
‫تكن موجودة في ذلك العهد وانا استحدثئها المسلمون كالقيروان وسجاماسة‬
‫وتيهمرت وفاس وغيرها ‪ .‬وبالتالي فان المسالك هي الأخرى تكون في‬
‫أغلبها مستحدثة ‪ .‬ثم إن الرومان في المغرب لم يكونوا يتحركون كثيرا‬
‫وأغلب تحركاتهم كانت للقضاء على ثورات البربر ‪ ،‬لهذا فهم لم يهتنوا بالمسالك‬
‫ولا برسمها الا بالقدر الذي يؤمن لهم البقاء في البلاد لفترة أطول ‪.‬فان‬
‫كانوا قد رسموا مسالك فعلا في الشمال الافريقي ‪ 0‬فلا تتعدى أن تكون‬
‫سبلا تربط أهم مستوطناتهم التي استحدثوها لتأمين وجودهم العسكري‬
‫بالدرجة الأولى قي البلاد ‪ .‬فانعرب المسلمون اذا كانوا قد استفادوا من‬
‫المسالك التي خلفها الرومان س فان ذلك لم يكن بالشكل الذي يتصوره‬
‫دانغجيل وأمثاله من المستشرقين الفرنسيين الذين يريدون أن نوا بالحضارة‬
‫الرومانية على بلدان المغرب العربي ث وينفوا أي حضارة غيرها عرفتها‬
‫البلاد ى بل إن الحقيقة والصواب ‪ ،‬هو أن المغرب كله لم يعرف نشاطا‬
‫تجاريا مكثفا وحركة دائمة مستمرة تستدعي استحداث السبل وتحسينها في‬
‫عصر من العصور ‪ ،‬مثاما عرفه في العهد الاسلامي الأول وبعده ‪.‬‬

‫هذه هي المسالك الى كانت تربط الدولة الرستية بغيرها من الدول في‬
‫المغرب والمشرق والأندلس ‪ ،‬وكانت بمثابة شرايين حية لنقل بضائع المغرب‬
‫الأوسط خاصة الى مختلف الافاق ‪ ،‬ونقل مختلف بضائع تلك الافاق الى‬
‫الدولة الرستمية ومراكزها الاقتصادية ‪ .‬فها مظاهر‪ .‬تلك التجارة ؟ وما‬
‫نوع بضاعتها ؟‬
‫ب ۔ الصادرات والواردات ‪:‬‬

‫جدا‬ ‫كبيرة‬ ‫كانت‬ ‫الرستمية‬ ‫الدولة‬ ‫ف‬ ‫التجارية‬ ‫الحركة‬ ‫أن‬ ‫لا نشك ف‬

‫وأن التبادل كان ضخيا ث بحيثأن بضائع تيهرت المتنوعة تتجه نو مختلف‬
‫الآفاق ‪.‬وبضائع المغرب والمشرق تفد باستمرار على أسواق البلاد ‪.‬‬
‫‪- 791 -‬‬
‫ويشير ابن الصغير { وهو التاجر المهتم بالحركة التجارية في بلاده الى‬
‫تنوع البضائع ونشاط التجارة فيقول بأنه وفدت على البلاد « الرفاق‬
‫والوفود من كل الامصار والآفاق بأنواع التجارات »(“ا ‪ .‬الا أنه لم يحدد‬
‫أسماء تلك التجارات أو السلع ‪ 0‬كا أنه لم يساعدنا في معرفة مصادر تلك‬
‫البضائع وتركها عامة على كل الامصار والآفاق المعروفة في زمانه طبعا }‬
‫وهي بالدرجة الأولى العام الاسلامي الممثل في المغرب والمشرق العربيين ‪.‬‬
‫أما بضائع المغرب ‪ ،‬التي يتم بها التبادل التجاري بين دول المغرب العربي‬
‫آنذاك س فان عدم تمكننا من فرز بضائع هذه الدولة عن تلك في‬
‫للغرب العربي س جعلنا نحل وبتحفظ ‪ .‬أن تكون بضائع الدولة الرستمية‬
‫هي البضائع المغربية بصفة عامة مع شيء من الاختلاف ‪ .‬لقد مر بنا أن‬
‫بلاد الدولة الرستمية اشتهرت ببوبها وماشيتها ‪ 0‬اذ كثيرا ما عرفت هاتان‬
‫البضاعتان طريقها الى الأندلس خاصة ‪ 0‬وبعض المدن المغربية ى فالاغنام‬
‫كانت تجلب منها « الى بلاد المغرب وبلاد الأندلس لرخصها وطيب‬
‫لحومها »‪7‬ثا ‪ .‬كا كانت الحبوب تنفذ من مرافيء المغرب الأوسط الى المدن‬
‫الأندلسية باسترار ! الأمر الذي دفع الاستاذ بروفنصال الى القول ان‬
‫« الخليفة الأموي عبد الرحمن الثاني دعم علاقات الصداقة بينه وبين أئمة‬
‫تاهرت ‪ 2‬رغم الاختلاف المذهبي ‪ 2‬لضان تموين رعاياه »(ث&‪)٨‬‏ بالحبوب ‪.‬‬

‫وكانت البضائع المغربية بصفة عامة تتمثل عند الاصطخري في « اللبود‬


‫المغربية والبغال للسرج والمرجان والعنبر والذهب والعسل والزيت والسفن‬
‫والحرير والسمور »«“ا ويضيف ابن حوقل الى بضائبع الاصطخرى بضائع‬
‫(‪ )64‬ابن الصفير ‪ :‬ص ‪. 62‬‬
‫‏‪٠‬‬ ‫(‪ )74‬الاستبصار ‪ :‬ص ‪. 971‬‬
‫)‪ (48‬الجنحاني الحبيب ‪ :‬تاهرت عاصة الدولة الرستمية بنفس الجلة المذكورة والمدد ى ص ‪ 83‬وأنظر كذلك‬
‫‪ . 1‬جم‬ ‫‪:‬‬ ‫ع‬ ‫‪, . !,‬ع'!‬ ‫‪, . 272-172‬‬
‫(‪ )94‬الاصطخري ‪ :‬ص ‪. 73‬‬

‫‪- 891 -‬‬


‫أخرى مثل « ‪ ...‬الاكسية الصوف الرفيعة والدنيئة الى جباب الصوف وما‬
‫يعمل منه الانطاع والحديد والرصاص والزئبق‪ ...‬و‪....‬الخيل النفيسة من‬
‫البراذين والبغال الفره والابل والغنم‪ ....‬من ماشية البقر وجميع الحيوان‬
‫الرخيص‪ ...‬و‪...‬الاطعمة والأغذية والاشربة واللحان والأدهان و‪ ...‬جيد‬
‫الفواكه والتور والأرطاب‪ ...‬و‪...‬الجمال الكثيرة«؟ا ‪.‬‬
‫ومن البضائع التي يذكرها المقدسي لافريقية « ‪ ....‬الفستق والزعفران‬
‫واللوز والبرقوق والمزاود والانطاع والقرب »( ‪.‬‬

‫إن هذه القوائم من البضائع المغربية ى كانت تتبادل بين المواصم في‬
‫المغرب العربي س يستورد منها تجار الدولة الرسية ما تفتقر اليه أسواقهم‬
‫السكان ‪ .‬فكان التكامل الاقتصادي‬ ‫ويصدرون منها ما يفيض على حاجة‬

‫هو السائد بين دول المغربة ‪ .‬والتجار يقومون بهذا الدور النشيط بين‬
‫مدن المغرب راكبين « أحمرة مصرية وبغالا »(ةا لا شك أنهم جلبوها من‬
‫مصر مادامت منسوبة اليها ‪.‬‬
‫ومادمت قد اقتحمت التبادل التجاري في العهد الرستي مع المشرق‬
‫انطلاقا من مصر ‪ ،‬نشير الى أن تجارة البلاد قي عهد الرستميين مع المشرق‬
‫كانت منذ البداية نشيطة ‪ ،‬فلا ريب أن القوافل التي بعثها اباضية البصرة‬
‫الى تيمرت كساعدات منهم للامامة الرستمية “ا في مواجهة صعاب أوضاع‬
‫التأسيس الأولى س كانت حافزا للقوافل التجارية ‪.‬المشرقية المختلفة فيا بعد ‪.‬‬
‫لذلك نجد المشارقة من بصريين وكوفيين يسكنون العاصمة الرستمية ‪ .‬وانتقل‬
‫(‪ )05‬ابن حوقل ‪ :‬ص ‪ 79‬۔ ‪. 89‬‬
‫‪17‬‬ ‫(‪ )15‬المقدسي ‪ :‬ص ‪. 932‬‬
‫(‪ )25‬الجنحاني الحبيب ‪ :‬العلاقات السياسية والاقتصادية بين افريقية والمغرب الأوسط فيا بين القرن الثاني‬
‫والخامس للهجرة ‪ .‬محاضرة رم ‪ 64‬من محاضرات الملتقى ‪ 21‬للفكر الاسلامي بباتنة ‪ .‬الجزائر ص ‪. 9‬‬
‫(‪ )35‬المقدسي ‪ :‬ص ‪. 9(2‬‬
‫(‪ )45‬ابن الصفير ‪ :‬ص ‪ 01‬۔ ‪. 31‬‬

‫‪- 991 -‬‬


‫اليها أهل الأموال والتجار من مصر أيضا(ةةا ‪ .‬ولا يستبعد أن يكون هؤلاء‬
‫المشارقة في اتصال مستر بالمشرق { لجلب البضائع التي يرون ازدياد الطلب‬
‫عليها في الدولة ‪ .‬أو إرسال قوافل مملة ببضائع البلاد الى المشرق ‪.‬‬

‫المغاربة‬ ‫كان‬ ‫< الذي‬ ‫بالملخرق العربي < موسم الحج‬ ‫وسائل الاتصال‬ ‫ومن‬

‫من أكثر المسامين تدفقا على الحجاز لأداء الفريضة ‪ .‬وكانوا يتحركون نحو‬
‫تلك البلاد في قوافل“ا يستغرق ذهابها وايابها شهورااعديدة ‪ .‬وليس‬
‫‘ فهو ‪.‬‬ ‫الحج‬ ‫موسم‬ ‫يلعبه‬ ‫الكبير الذى‬ ‫التجاري‬ ‫‪ .‬الدور‬ ‫على أحد‬ ‫بخاف‬

‫ي‪ .‬اذ مجدون‬ ‫التجاري‬ ‫بالتبادل‬ ‫فيه الحجاج‬ ‫الدينى ‘ يقوم‬ ‫اضافة الى دوره‬

‫موطنه وكانت الاحجار المينة رائجة هناك”ا ‪ ،‬موسم الحج يعتبر معرضا‬
‫‪.‬‬ ‫الاسلامي ببعضه البعض‬ ‫ضخيا يقوم كل عام مرة ‪ .‬يربط اجزاء الوطن‬

‫ولا أدل على اتساع التعامل التجاري بين الدولة الرستمية والمشرق من‬
‫تلك القوافل التي « أقبلت من المشرق وفيها أموال لا تحصى »ثةا اقتضت‬
‫الضرورة لأهميتها أن يستقبلها ابن الامام على مسيرة يومين من العاصمة‬
‫ويحرسها من قطاع الطرق س ولكن ابن الصغير الذي ذكر هذه الرواية لم‬
‫يساعدنا كعادته في معرفة بضائع تلك القوافل المحملة بالأموال الى لا تحصى‬
‫مما فتح لنا مجالا للتخمين اذ نعتقد أنها كانت بضائع ثمينة غالية مثل التوابل‬
‫وبعض العطور والمجوهرات وغيرها من المواد التي تزهو بها أسواق بغداد‬
‫والبصرة ودمشق والفسطاط } وهي في الغالب بضائع كالية خفيفة الوزن‬
‫غالية المن ‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‏‪ ٠‬ص‬ ‫الثياخي ‪ :‬سير‬ ‫(‪)55‬‬

‫(‪ )65‬ابن الصفير ‪ :‬ص ‪. 72‬‬


‫‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‏‪ ٠‬ص‬ ‫‪ :‬الرجع الابق‬ ‫لومبارد‬ ‫(‪ ()75‬موريس‬

‫(‪ )85‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪. 05‬‬

‫‪-002-‬‬
‫ومن مظاهر التبادل التجاري بين الرستميين والمشارقة » خاصة منهم‬
‫اباضية البصرة ث ما كان بين أئمة الاباضية ‪:‬أنفسهم ث حيث يروي لنا ابن‬
‫سلام أن الامام عبد الوهاب بعث الى الامام الربيع بن حبيب باثني‪:‬عشر‬
‫ألف درهم أو دينار اشترى بها الربيع جهازا من البصرة وبعث بها الى أخيه‬
‫في تيهرت فجمع عبد الوهاب تجار الماصة فقال لهم « اشتروا‪ :‬جهاز هذا‬
‫المشرقي واشتروا له (به) حوائجه عندنا بالعجلة وأخرجوه عنا لكي لا يعلم منا‬
‫تقصيرا في أمورنا فاشتروا منه وقضوا حوائجه في ثانية أيام وأنصرف »ثا ‪.‬‬
‫إن هذه الرواية التي تساهم بها‪ .‬المصادر الاباضية في كشف الغطاء عن‬
‫مظاهر النشاط الاقتصادي للدولة الرستمية ى تشرح بوضوح مدى اهتام أئمة‬
‫الاباضية بالتجارة والتجار ‪ .‬ومدى الارتباط المتين بالمشرق رغم بعد المسافة‬
‫وصعوبة المسالك ‪ ،‬كا أنها تشير الى كثرة التجار بتيهرت ودورهم في الحياة‬
‫الاقتصادية ‪ ،‬الا أن هذه الرواية كغيرها لم تحدد ماهية الجهاز أو‬
‫نوعية السلعة ‪.‬‬

‫ولعل أبرز بضاعة كانت‪٦‬الدولة‏ الرستمية تستوردها من المشرق ‪ 0‬هي‬


‫الكتب لكثرة قرائها وعلمائها ‪ .‬فالمصادر الاباضية تروي عن الامام عبد‬
‫الوهاب أنه « بعث ألف دينار الى اخوانه من أهل المشرق بالبصرة‪...‬‬
‫ليشتروا له بها الكتب ‪ .‬فلما وصلهم الالف ؛ اجتعوا واتفقوا أن يشتروا بها‬
‫رقا ويدفعون من أنفسهم اجبر والأقلام وعولة الكتاب فأخذوا في النسخ‬
‫فنسخوا له أربعين حملا من كتب & فبعثوا بها اليه ‪ . 6‬إن هذه الرواية‬
‫رغم طابعها الفكري المميز نلاحظ منها جانبها الاقتصادي البارز ى ومدى‬

‫(‪ )95‬ابن سلام ‪ :‬شرائع الدين (مخطوط) ورقة ‪ 63‬وأنظر الثياخي ‪ :‬سير ص ‪ 161‬الباروني عبد الله ‪ :‬سلم المامة‬
‫والمبتدئين » ص ‪ 03‬هامش رق ‪ . 2‬يذكر هذا الاخير بدل الجهاز البلعة دون أن يحدد نوعيتها ‪.‬‬
‫ا (‪ )06‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ 56‬وأنظر‪ :.‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ي ج‪ 1‬ي ص ‪ 65‬۔ ‪ 75‬حيث يقول‪:‬بأنهم اشتروا له‬
‫بالالف ورقا وتطوعوا بالمداد واجرة النناخ‪ ...‬ولعل الورق أضبط من الرق لأن بغداد في هذه الفترة ( بداية‬
‫القرن الثالث المجري ) كانت تنتج كية ضخمة منه وكذلك الأندلس على أكبر تقدير ‪.‬‬

‫‪41‬‬ ‫‪- 102 -‬‬


‫العلاقة التجارية والفكرية القوية بالمشرق عامة وبالبصرة خاصة ‪ 0‬وهي‬
‫علاقة بقيت دائما مسترة نظرا لارتباط الاباضية أصلا بالبصرة ولادامتهم‬
‫هذا الارتباط روحيا وفكريا ومن ثم اقتصاديا ‪.‬‬

‫ومن مظاهر النشاط التجاري في الدولة الرستتية » مشاركة مختلف‬


‫الاجناس فيه حيث أن ابن خرداذبة يخبرنا عن حركة اليهود الراذانية ثا‬
‫التجارية الطويلة المدى ‪ ،‬مع العام أن بتيهرت درب يعرف بالرهادنة ذكره‬
‫ابن الصغير«ا الذي كان له به دكان ‪ 2‬فالراذانية « يسافرون من المشرق الى‬
‫المغرب ومن المغرب الى المشرق برا وبرا يجلبون من المغرب الخدم والجواري‬
‫وإلغامان والديباج وجلود الخز والفراء والسمور والسيوف يركبون من فرنجة‬
‫في البحر الغربي‪ ...‬ويحملون تجارتهم على الظهور ها مازالوا ينتقلون بها‬
‫من سوق لاخر في الشرق والغرب والشمال والجنوب حتى يرجعوا الى المغرب‬
‫اذا اقتضت فائدة التجارة ذلك ‪.‬‬

‫ولم يكن هؤلاء الراذانية منن الاجانب المساهمين في التجارة الخارجية‬


‫‪ .‬للدولة الرستية وحدهم وانما هناك تجار الروس(“ا الذين يخرجون من‬
‫الأندلس أو بلاد الفرنجة فيعبرون الى السوس الأقصى ثم ينتقلون الى‬
‫افريقية بعد أن يدخلوا تيهرت لوجودها عبر امتلك الرئيسي الرابط أقصى‬
‫المغرب بأدناه ‪ .‬ثم من افريقية يتوجهون نو المشرق ابتداء من بوابة مصر‬
‫فالرملة ‏‪ ٣‬دمشق ث الكوفة فبغداد ‪ .‬ومن العاصمة العباسية يتوجهون الى‬
‫البصرة مركز اباضية المشرق } ومنها الى الشرق الأقصى{ةا ‪ .‬وهكذا‬

‫(ه) الراذانية هم اليهود الذين يتكلمون العربية والفارسية والرومية والافرنجية والاندلية والصقلية ولا شك أن‬
‫اللفظ راذانية له علاقة بالرهادنة ‪,‬ان لم يكن هو نفه لان كليهما يهود ‪ .‬أما الروس‪.‬فجنس من الصقالبة يتخذون‬
‫الخدم ترجمانا لهم ‪ .‬أنظر ابن خرداذبة ‪ :‬ص ‪ 351‬۔ ‪. 451‬‬
‫(‪ )16‬ابن الصغير ‪ :‬سير ى ص ‪. 64‬‬
‫(‪ )26‬ابن خرداذبة ‪ :‬المسالك ‪ 351 .‬۔ ‪. 451‬‬
‫(‪ )36‬ابن خرداذبة ‪ :‬ص ‪ 451‬۔ ‪. 551‬‬

‫‪-202-‬‬
‫يكررون مسلكهم وحركتهم باستمرار مثلهم في ذلك مثل سابقيهم من اليهود‬
‫الراذانية جريا وراء الربح والإتجار ‪.‬‬

‫إن وجود تجار أغنياء من أصل مشرق أو يهودي أو مسيحي في تيهرت‬


‫لا يدل الا على العلاقة التجارية الواسعة للمغرب الأوسط في عهد الرستميين‬
‫مع المشرق من جهة ‪ ،‬ومغ الأندلس من جهة أخرى‪ .‬بل مع جزء من‬
‫أوروبا المسيێخية كبلاد الفرنجة التي يذكرها ابن خرداذبة في النص السالف‬
‫الذكر وليس كا يعتقد الباحث دانجيل من أن العلاقات الرستمية الاوروبية‬
‫ها ‪ .‬وإن كان الذي يقوم بها غير‬ ‫باستثناء الأندلس ف نظره ى منعدمة‬
‫اباضيين بعكس ما يشترطه دانجيل الذي نشاطره الرأي من جهة أخرى فيا‬
‫ذهب اليه من أن التجار الاباضية لم يقتحموا‪ :‬ميدان أوروبا وانما تركوه‬
‫لاغالبة القيروان على حد تعبيره ‪.‬‬

‫لقد كانت المبادلات التجارية بين الرستميين والأمويين في الأندلس‬


‫واسعة جدا لاحتياج كل دولة للأخرى ‪ ،‬اذ اضافة الى‪ .‬ما سبق أن أشرنا‬
‫اليه فقد كانت الدولة الرستمية بمثابة جسر يوصل حكام قرطبة وتجارها‬
‫بالمشرق لا سيا في الوقت الذي أغلقت أمامهم الطرق المؤدية الى كل من‬
‫افريقية شرقا والمغرب الأقصى غربا بقيام ذولة الأغالبة الموالية للعباسيين }‬
‫ودولة الأدارسة العلوية المعادية للأموينن ‪ .‬لهذا فقد توثقت العلاقة‬
‫التجارية جنبا الى جنب مع العلاقة السياسية المتينة بين قرطبة وتيهرت ء‬
‫وتمكنا من دفع العدو المشترك ومحاربته والصمود أمامها ‪ .‬وبسبب هذا ه‬
‫فقد لعبت تيهرت ومرافئها دور الوسيط ( ترانزيت ) بين الأندلس من‬
‫جهة ى ودول المغرب العربي من جهة ثانية س لا شك أن الرستميين استفادوا‬
‫ه‬ ‫‪. :‬‬ ‫)‪, . 401 (46‬‬
‫‪! . :‬‬ ‫)‪, . 412-312 (56‬‬
‫(‪ )66‬فيلالي عبد العزيز ‪ :‬مجلة سرتا ‪ .‬عدد ‪ . 3‬ص ‪. 53‬‬

‫‪- 302 -‬‬


‫من ذلك بائدة عظمى ‪ 4‬الى درجة أن بابا من أبواب‪ :‬تيمرت كان يعرف‬

‫باسم باب الأندلس ويقع على ما يبدو في الجهة الشمالية للمدينة”؟ا بحيث‬
‫يستقبل القوافل التجارية القادمة من الأندلس ى أو المتجهة اليه ‪.‬‬
‫ومن مظاهر الترابط التجاري القوي بين المغرب الأوسط والأندلس ما‬
‫سبق أن رأيناه من مساهمة الأندلسيين في بناء بعض المرافيءثم على طول‬
‫ساحل المغرب الأوسط ‪ 2‬والاستقرار بها خدمة للتبادل بين البلدين ‪.‬‬

‫ولاشك أن الرستميين كانوا يستوردون من الأندلس دون غيره من البلاد‬


‫بجكم العلاقة الحسنة ‪ .‬ما يحتاجون اليه لتوفره هناكا خاصة المواد‬
‫الزراعية الصناعية ء اذ لا يستبعد أن تكون تيهرت تجلب من الأندلس‬
‫قصب السكر الذي كان يزرع بكميات كبيرة ‪ .‬والكتان والقطن الجيد وربما‬
‫حتى الزيوت التي تملك منها الأندلس فائضا كبيرا غالبا ما تصدره الى‬
‫الخارج ‪ .‬ولما كانت الدولة الأموية مشهورة بصناعتها النسيجية والحريرية‬
‫فلا يستبعد أن يكون التجار في الدؤلة الرستية يستوردون منها ما‬
‫يحتاجون اليه من كل تلك البضائع ض اضافة الى مصنوعات الركن الجنوبي‬
‫الشرقي من الأندلس ‪ ،‬أكثر الجهات تقدما في الصناعة س واهم مدنه مدينة‬
‫المرية التي تعتبر من أنشط الموانيء الأندلسية في الحركة التجارية مع العالم‬
‫الاسلامي بشطرية الشرقي والغربي(ا ‪.‬‬
‫ج‬ ‫‪ :‬ع‬ ‫(‪ )76‬البكري ‪ :‬ص ‪ 66‬وأنظر ‪!, . 23‬‬
‫(‪ )86‬من الواضح أن مرافيء المغرب الأوسط كان لهما الدور الأكبر في التجارة مع الأندلس على الاطلاق وكانت‬
‫تيهمرت وقرطبة في اتصال مستر لتبادل البضائع ث يستشف هذا من بلدان اليعقوبي الذي زار المنطقة وسلك‬
‫مسالكها حيث يلاحظ أنه لما تحدث عن تيهرت قطع حديثه عن المغرب وتحدث عن مرسى فروخ التيهرتي ثم‬
‫انطلق في ذكر بلاد الأندلس ولما انتمى منها ‪ .‬عاد مرة ثانية الى وصف تيمرت وباق بلاد المغرب الأقصى منه‬
‫خاصة " وهذا يدل على أن الأندلس كان أشد ارتباطا بالغرب بواسطة مرافيء تيهرت ‪ .‬هذا على الأقل في عهد‬
‫الرستميين أنظر البلدان ‪ .‬ص ‪ 401‬۔ ‪. 701‬‬
‫(‪ )96‬الكماك ‪ :‬موجز ‪ .‬ص ‪. 8‬‬
‫‪ .‬لم‬ ‫ه ‪:‬ب‬ ‫ع‬ ‫(‪ )07‬فيلالي عبد العزيز ‪ :‬مجلة سرتا ى عدد ‪ . 3‬ص ‪ 83‬وأنظر ‪&- :‬‬
‫‪, 0‬‬ ‫‪. 31-5‬‬

‫‪402-‬۔‬
‫ولما كانت الحياة الفكرية في الدولة الرستقية مزدهرة س كا سوف نرى‬
‫وكان فيها العلماء والمؤلفون والنساخ ى فالمفروض أنيكون الورق متوفرا‬
‫في الدولة لغرض الكتابة س الأمر الذي يجعلنا تحتمل أن التجار التيهرتيين‬
‫وغيرهم كانوا يستوردون هذه المادة من مدينة شاطبة التي تصنع الجيد‬
‫منه”‪7‬ا ث ونقول هذا من باب التخمين لأن مصادرنا لا تذكر شيئا عن‬
‫الورق في الدولة الرستمية ث ونستببد بالتالي وجود صناعة له في تيهرت أو‬
‫غيرها من المدن الرستمية البارزة ‪.‬‬

‫الصغيراة‪7‬ا والشماخي(ة‪ 7‬مما يحتمل أن يكونوا قد جلبوا من الأندلس ‪.‬‬


‫ويبدو أن هذا النوع من الرقيق لا يستقر في أسواق تيهرت وانما يعبر منها‬
‫الى المشرق ‪.‬‬

‫ان هذه القائمة الطويلة من البضائع الأندلسية المستوردة تعوضها قائمة‬


‫من البضائع الرستمية س منها الحبوب والماشية أمم مادتين تنتجها البلاد ‪“4‬ة‬
‫اضافة الى بضاعتين لعبت بتجارتها الدولة الرستمية دورا بارزا ‪ 4‬هما الذهب‬
‫والعبيد السودانيين ‪ .‬وقد استطاعت تيهرت أن تستورد بالذهب وحده كل‬
‫ما هي بحاجة أليه من منتجات الشرق والغرب(ةا ‪ .‬لذلك اشتهرت بصفتها‬
‫التجاريةح ورواج أسواقها في الآفاق ‪.‬‬
‫ولقد استفاد الأندلسيون من هذه التجارة ‪ .‬اضافة الى باقي الدول‬
‫؟ وما دور‬ ‫مسالكها الى السودان‬ ‫‪ .‬فا‬ ‫والملغخرق‬ ‫المغرب‬ ‫الاسلامية ف‬

‫الرستميين فيها ؟ وما مظاهرها ؟‬


‫‪! .‬‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪, . 51 )17‬‬
‫‪ )27( .‬ابن الصغير ‪ :‬تاريخ ‪ .‬ص ‪. 34‬‬
‫‪ (37(.‬الثماخي ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪. 242‬‬
‫ح‬ ‫‪ :‬علا‬ ‫)‪, . 076 (47‬‬
‫(‪ )57‬موريس لومبارد ‪ :‬المرجع السابق ‪ .‬ص ‪. 061‬‬

‫‪5-‬‬
‫الفصل الخامس ‪4‬‬
‫التجارة الخارجية مع السودان الغربي‬

‫أ ۔ ممالك السودان ‪:‬‬


‫كان العرب أول من أطلق كامة « السودان » على الشعوب السوداء التي‬
‫تسكن وراء الصحراء الكبرى ‪ .‬وأطلقوا على تلك البلاد اسم « بلاد‬
‫السودان »(ا ى والراجح أن الكامة مستوحاة من لون بشرة تلك الأقوام ‪.‬‬

‫والسودان في الواقع تسمية عامة ى لذلك اصطلح على تقسيه الى ثلاث‬
‫مناطق بثلاثة أسماء ‪:‬‬

‫‪ 1‬السودان الشرقي ‪ :‬وهو يشل مناطق النيل وروافده ى جنوب‬


‫بلاد النوبة وربما أطلق عليه في فترة متأخرة بلاد‪.‬الزنج س ولكن‬
‫كلمة السودان كانت تلازمه ‪.‬‬

‫د ۔ السودان الأوسط ‪ :‬ويشمل المناطق المحيطة ببحيرة تشاد ‪.‬‬


‫‪ 3‬۔ السودان الغربي ‪ :‬ويشمل كل ماعنا ذلك غربا الى المحيط‬
‫الأطلسي مثل النيجر الأوسط وفولتا العليا وغمبيا وحوض‬
‫السنفالفا ‪.‬‬

‫‪ . 111‬الاصطخري ‪ :‬ص ‪ 43‬وغيرهما ‪.‬‬ ‫(‪ )1‬كل الكتب الجغرافية القديمة تستخدم هذه الكلمة ‪ .‬أنظر اليعقوبي ص‬
‫وأنظر دائرة المعارف الاسلامية ‪ :‬مادة ه السودان » م‪ 21‬ى ص ‪. 743 . 433 . 723‬‬
‫(‪ )2‬زبادية عبد القادر ‪ :‬ملكة سنفاي في عهد الأسيقيين الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ى الجزائري ‪. 1791‬‬
‫‪. 51‬‬ ‫ص‬

‫‪602- -‬‬
‫والذي يهمنا فى بحثنا هذا ‪ ،‬هو السودان الأوسط والفربي ص اللذان‬
‫يشكلان معا منطقة موازية لبلاد المغرب بأقسامه الثلاثة ‪ :‬الأدنى والأوسط‬
‫والأقصى ‪ 0‬وتفصل بينهما الصحراء الكبرى ‪.‬‬

‫الى وقت سابق لحجك‬ ‫إن اقتحام السودان بعبور الصحراء ‪ .‬يرجع تاريخه‬
‫حبيب بن أبي عبيدة‬ ‫الرستميين س اذ يزودنا ابن عبد الحكم بمعلومات قية عن‬
‫‪321‬ه ) الذي نظم‬ ‫الفهري س أحد قواد عبيد الله بن الحبحاب ( ‪611‬ه ۔‬
‫بهم ظفرا لم ير مثله‬ ‫غارة على السودان سنة ‪611‬ه س استطاع أن يظفر «‬
‫بئر على بعد مرحلة‬ ‫وأصاب ماشاء من ذهب »(ا ‪. .‬يوعزو البكري‪١‬ث)‏ بناء‬
‫‪ 0‬جنوب سجاماسة‬ ‫من تامدلت على الطريق المؤدية الى مدينة أودغست‬
‫لعبد الرحمن بن حبيب أمير افريقية ( ‪721‬ه‪.‬۔ ‪731‬ه ) وقبل هذا في‬
‫سنة ‪64‬ه ء كان عقبة بن نافع النمري قد اقتحم الصحراء ووصل الى فزان‬
‫ومنها الى كوار القريبة من كانم في بلاد السودان ى ورحع منتصرا الى‬
‫القيروان بعد أن ‪ 7‬عددا كبيرا من العبيد السودانيينا ويفهم من هنا أن‬
‫ذهب وعبيد السودان كان معروفا أا قبل تأسيس الدولة الرستمية سنة‬
‫‪ 0‬ه ع وان كان رواج تجارتها لم يتحقق الا بعد أن استقرت أوضاع‬
‫المغرب العربي بتأسيس دوله المستقلة ‪.‬‬

‫وفي عهد الرستميين كانت تقوم في بلاد السودان الغربي والأوسط أكثر‬
‫السودان‬ ‫الغربي ‪ .‬ونخلة ف‬ ‫السودان‬ ‫من دولة ‪ :‬منها دولة غانة وورام ف‬

‫(‪ )3‬ابن عبد الحكم ‪:‬المرجع السابق ‪ .‬ص ‪ } 49‬وأنظر القيرواني الرقيق تاريخ افريقية والمغرب ثص ‪. 801‬‬
‫`‬ ‫‪ )4( :‬البكري ‪ :‬ص ‪ 651‬۔‪751‬‬
‫(‪ )5‬اين عبد الحكم ‪:‬المرجع السابق ى ص ‪ 15‬۔ ‪ 35‬ص البكري ‪ :‬ص ‪ 21‬۔ ‪ 41‬ى وأنظر بوفيل ۔ أي دبليو ‪ :‬اللالك‬
‫‪ .‬الاسلامية في غرب افريقيا وأثرها في تجارة النهب عبر الصحراء الكبرى ‪ ،‬ترجمة د‪ .‬زاهر رياض اللطبمة‬
‫الحديثة ‪ .‬مكتبة الاغجلو المصرية ‪ .‬القاهرة ‪ ، 8691 .‬ص ‪` . 97‬‬
‫ع'‪ . : 1‬ن‬ ‫ل‬ ‫‪...‬‬ ‫(‪, . 535 )6‬‬
‫'‬ ‫ح‬ ‫‪:‬ل‬ ‫ف‬ ‫‪. 760-555‬م ‪,‬‬

‫‪-702 -‬۔‬
‫الأونط ذكرها المسعودي عن الفزاري صاحب كتاب ه الزيج والقصيدة في‬
‫هيئة النجوم والفلك » ‪ 0‬وهو كتاب لم يصلنا”ا ‪ .‬وكان الفزاري معاصر‬
‫لادريس الأول ( ‪271‬ه ۔ ‪771‬ه ) ملك الأدارسة مما يضفي أهمية كبرى‬
‫على معلوماته حول السودان ‪ ،‬لمعاصرتها تاريخ الدولة الرستمية وكانت غانة‬
‫امبراطورية كبيرة تتوسط دولة ورام في الغرب منها ودولة نخلة الى الشرق‪.‬‬
‫( أنظر الخريطة ) ‪ .‬ويبدو أن ابن الصغيراثا مندما يتحدث عن استعيال‬
‫السبل الى بلد السودان ه انما يقصد بذلك دولة غانا في السودان الغربي‬
‫لأميتها‪.‬ء ثم لانه ذكر هذا في عهد الامام الأول عبد الرحمن بنه رستم مما‬
‫يؤكد اهتام الرستميين بالتجارة مع السودان منذ وقت مبكر جدا ‪.‬‬
‫والحقيقة أن الميالك التي ذكرها الفزاري في نهاية القرن الثاني الهجري‬
‫م يعد ذكرها اليعقوبي في نهاية القرن الثالث الهجري ‘ مما يوحي بوقوع‬
‫تغير في بلاد السودان ‪ .‬فالى جانب مملكة غانة التي ذكرها الفزاري والتي‬
‫يعتبزها اليعقوبي أيضا عظية وبها معدن الذهب كا يقول س يذكر مملكة‬
‫أخرى باسم مملكة الكوكو ويقول عنها بأنها « أعظم ممالك السودان وأجلها‬
‫قذرا وأعظمها أمرا ثا ‪ ،‬والحقيقة أن ه كوكو » نجد ذكرها في المصادر‬
‫الجغرافية المعدة كلهاا بالاضافة الى المصادر الاباضية"") الى نذكز الكامة‬
‫(‪ )7‬اللسمودي أبو الحسن علي بن الحسن بن علي ‪ :‬مروج الدهب ومعادن الجوهر ‪ .‬ج‪ . 2‬ط‪ ، 4‬دار الأندلس‬
‫للطباعة والنشر ى بيروت ‪1041‬ه‪1891/‬م ‪ .‬ص ‪ 222‬۔ ‪ . 322‬ويطلق على غانة بلاد الذهب ‪.‬‬
‫(‪ )8‬ابن الصفير ‪ :‬ص ‪. 31‬‬
‫(‪ )9‬اليعقوبي أحمد بن أبي يعقؤب ‪ :‬تاريخ اليعقوبي ‪ .‬ج‪ 0 1‬دار صادر ودار بيروت للطباعة والنشر بيروت‬
‫‪9‬ه‪0691/‬م ى ص ‪ 391‬۔ ‪ . 491‬ويذكر‪ .‬كورنيفا ( صن‪١‬ءصهؤ‏ ‪.‬ج ) أن معلومات اليعقوبي المتوفرة عن‬
‫بلاد اللودان رغم عدم اقتحامه لتلك البلاد تعزى الى زيارته لتيهرت اذ أن تجارها أفادوه من هذه الناحية ‪.‬‬
‫‪ . :‬ع‬ ‫‪, . 612‬ٹ‬ ‫أنظر ‪ 3 :‬ع‬
‫(‪ )01‬ابن حوقل ‪ :‬ص ‪ 29‬ي البكري ‪ :‬ص ‪ 2 381‬الادريسي ‪ :‬ص ‪ 11‬ي الاستبصار ‪ :‬ص ‪ 2 522‬اين بطوطة ‪:‬‬
‫أبو عبد الله محمد بن ابراهيم رحلة ابن بطوطة ى دار صادر للطباعة والنشر ى بيروت ‪4831‬ه‪4691/‬م ‪ 3‬ص ‪. 086‬‬
‫(‪ )11‬الوسياني ‪ :‬سير (مخطوط) ‪ .‬ورقة ‪ ، 93‬الدرجيني ‪ :‬ج‪ 2‬ث ص ‪ 0 023‬ويذكر هذه البلاد أيضا العالم الاباضي‬
‫الوارجلاني أبو يعقوب يوسف بن ابراهيم (‪005‬ه ۔ ‪075‬ه) وكان من التجار في زمانه مع بلاد اللودان ‪ .‬أنظر‬
‫كتابه ‪ :‬الدليل والبرهان لأهل العقول ج ‪ 3‬ى سبق ذكره ى ص ‪. 612‬‬

‫‪-802-‬‬
‫تملا عن كتاب موريس لومبارد ‪ :‬الجغرافيا التاريخية للعالم الاسلامي خلال القرون الأربعة الأولى‬
‫‪.‬‬ ‫م«بتصرف طفيف»‬ ‫‪5‬‬ ‫‪ -‬ترجمة ‪ :‬عبد الرحمن جيدة ‪ 0‬ص‬

‫‪_.‬‬

‫‪. .‬۔ ___‬ ‫توغل تجارة الخوارج نحو الصحراء الكبرى والنودان‬
‫>‬ ‫توغل تجارة الخوارج نحو الاحل‬

‫‪- 902 -‬‬


‫باسم ه جوجو ‪ . 4‬وقد حاول المستشرق البولندي الويسكي آن يجد توافقا‬
‫بين هاتين الكلمتين وكلمة جاوو ( ‪٥‬ةع‏ ) وهي أقدم مركز سياسي لقبيلة‬
‫سنغاي السودانية على نهر النيجر ى وتوصل ف النهاية الى أنها هي لا غير"‬
‫وكان ملك كوكو في العهد الرستي قويا ‪ ،‬بحيث هين على جمييع المالك‬
‫المجاورة لمدينته ‪ .‬ويذكر اليعقوبي" منها تمانية تابعة بالاسم لملك غانا فن‬
‫الصعب تحديد مواقعها بالضبط ‪.‬‬

‫لقد كانت اذن في السودان الغربي مملكتان كبيرتان معاصرتان‬


‫للرستميبن هما مملكة غانا ومملكة كوكو أو جوجو ‪ .‬أما في السودان الأوسط‬
‫فتنتصب مملكة نخلة جنوب ميرة تشاد } والتي لا نعرف عنها شنيئا ذا أهمية‬
‫كل ما نعرفه أن في شالها تقع بلاد كان القريبة من مدينة كوار التي‬
‫تربطها ببلاد للغرب طريق شرقي يعتبر أقصر طريق الى بلاد السودان كا‬
‫سوف نرى فيالصفحات الاتية ‪:‬‬

‫ب ۔ مسالك التجارة مع السودان ‪:‬‬

‫ترتبط الدولة الرستنية‪ :‬بالممالك السودانية المذكورة س بواسطة مسالك‬


‫أربعة ‪ .‬نقطة انطلاق اثنين منها الماصة تيهرت ‪ .‬أما الاثنان الآخران‬
‫فينطلقان من جبل نفوسة في شرق الدولة ى الا أن المسلكين الأولين‬
‫هما الاساسيان ‪.‬‬

‫والحقيقة أن مإترويه المصادر الاباضية من ارادة أفلح بن عبد الوهاب‬


‫قبل آن يتولى الامامة الذهاب الى السودان بقصد التجارة ومنع أبينه له ‪"4‬‬
‫وقد ترتبت عنه نتيجة سلبية ‪ .‬وهي أنه كان من الممكن أن نعرف احدى‬
‫'! ‪ . :‬ن‬ ‫‪,‬‬ ‫)‪. 425-815. (21‬م ‪,‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ 1‬‏‪ ٠‬ص‬ ‫‪ :‬تاريخ ج‬ ‫(‪ ()31‬اليعقوبي‬

‫(‪ )41‬الوسياني ‪ :‬سير (مخطوط) ورقة ‪ . 93‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ث ج‪ . 2‬ص ‪ . 023‬الشياخي ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪. 222‬‬

‫‪-012-‬‬
‫تلك المسالك الأربعة معرفة تفصيلية قي مراحلها ومخاطرها وعدد افرادها‬
‫وظروفها اذ لا يمكن أن تغفل المصادر الاباضية جانبا على هذا القدر من‬
‫الأمية لأمير رستمي بل امام اباضي يعتبر من أبرز أئمة الدولة الرستية ‪.‬‬
‫وسنحاول مع ذلك ‪ ،‬بقدر المستطاع س تتبع مسار تلك السبل ء‬
‫الواحدة تلؤ الأخرى معتمدين خاصة على الكتب الجغرافية المتوفرة ‪.‬‬
‫المسلك الأول ‪ :‬تيهرت ۔ سجاماسة ۔ أودغست ۔ غانا ‪.‬‬
‫ينطلق هذا المسلك من تيهرت الى سجاماسة أولى مراحله ‪ ،‬وقد سبق‪.‬‬
‫أن ذكرناه وقلنا أن المسير فيه يستغرق عشرة أيام تعتبر مدينة أوزكاة!‪0‬‬
‫مرحلة متوسطة بين العاصتين المغربيتين ‪ .‬وتعتبر سجاماسة نقطة انطلاق‬
‫حقيقية لعدد كبير من القوافل عبر الصحراء الى بلاد السودان ‪.‬لذلك‬
‫يعتبرها البكري مدخلا‪:‬لبلاد غانا"‪ . 0‬ولأهمية الدور الذي لعبته سجاماسة‬
‫في هذه التجارة ‪ .‬يبدو أن عبد الرحمن بن رستم ث مراعاة لهذا الجانب ء‬
‫وطد علاقته بأمراء بني مدرار الصفرية ‪ ،‬رغم الاختلاف المذهبي بينهما ‪.‬‬
‫وقدم ابنته أروى زوجة لمدرار بن اليسع (‪ » "7‬حتى يقترب من الأسرة‬
‫الحاكمة أكثر ماداموا يسيطرون على نقطة هامة في مسلك هام من مسالك‬
‫التجارة مع السودان ‪ .‬فعلاقة المصاهرة باينلأسرتين الحاكنتين س بأمكانها أن‬
‫تسهل للرستميين دخول سجاماسة احدى المداخل الضرورية في الطريق نحو‬
‫غانا ‪.‬أو كوكو ‪.‬‬
‫وعندما تغادر القافلة التجارية سنجاماسة ‪ 2‬نحو الجنوب ص تتوغل في‬
‫الصحراء مقدار خمسين يوما لتصل الى قوم يقال لهم أنبية وهم بربر من‬
‫(‪ )51‬اليعقوبي ‪ :‬البلدان ‪ .‬ص ‪ . 901‬أوزكا هي أزق أو أزى عند الجغرافيين الذين جاؤوا بمد اليعقوبي ‪ ،‬أنظر‬
‫‏‪٠‬‬ ‫‪ .‬وغيره‬ ‫‪7‬‬ ‫ى ص‬ ‫مثلا ‪ :‬الادريسي ‪ :‬وصف‬

‫)‪ (16‬البكري ‪ :‬ص ‪. 941‬‬


‫‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫ى‪ .‬ص‬ ‫س‪٠‬ج‏ ‪6‬‬ ‫‪ :‬العبر‬ ‫ابن خلدون‬ ‫‪.‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪ :‬ص‬ ‫البكري‬ ‫)‪(71‬‬

‫‪-112-‬‬
‫قبيلة صنهاجة الملمينث"‪ 0‬يذكر الفزاري دولة عظية لهم تتوسط سجلماسة‬
‫وغاناث"م وبعد اجتياز بلاد أنبية تصل القافلة الى بلد يقال له «ضسط» وهو‬
‫واد عامر فيه المنازل ‪ ،‬وفيه ملك‪ ...‬لا دين له ولا شريعة ‪ .‬يغزو بلاد‬
‫السودان ومالكهم كثيرة مثةا ‪ .‬وغسط التي يتحدث عنها اليعقوبي في القرن‬
‫الثالث الهجري انما هي أودغست عند الجغرافيين الاخرين المتأخرين عن‬
‫اليعقوبي وكانت مملكة بربرية معروفة ‪ 0‬زعيها رجل من صنهاجة‪ ،.‬يذكر‬
‫البكري أنه دان له أزيد من عشرين ملكا من ملوك السودان ‪ :‬كلهم ‪.‬‬
‫يؤدون اليه الجزية ‪ .‬وقد لعبت أودغست دور المركز التجاري الهام الذي‬
‫يبعد مسيرة خمسة عشر يوما عن مدينة غانة("‪2‬ا ‪.‬وكان ملك أودغست‬
‫يخالط ملك غانة « أيسر من على وجه الأرض‪ ...‬بما لديه من الأموال‬
‫والمدخرة مانلبشر ها ‪.‬ولا يزودنا اليعقوبي بالمسافة التي تفصل‬
‫أودغست عن بلد أنبية ء الشيء الذي نجده عند ابن حوقل الذي يقدر‬
‫المسافة بين سجاماسة وأودغست بسيرة شهرين وبألتالي فان ما يفصل‬
‫أنبية عن أودغست لا يتجاوز عشرة ة أيام ‪ .4‬مادامت مسيرة خمسين يوما‬
‫تفصل سجاماسة عن أنبية ‪4‬ةا سعلى حد قول اليعقوبي السالف الذكر ‪.‬‬
‫كانت أودغست من أقرب البلاد الى غانا ىظهر في سكانها الغنى س حتى أن‬
‫ابن حوقل يذكر ىباعجاب كبير يصكا رآه بقهايته تقدر باثنين ‪7‬‬
‫من‬ ‫أصله‬ ‫ألف دينار‪ .‬وكان حقا لبعضهم ‪.‬على رجل من تججاار أودغست‬

‫اليعقوبي ‪ :‬البلدان » ص ‪. 111‬‬ ‫(‪)81‬‬


‫لللعؤدي ‪ :‬ج‪٠2‬‏ ص ‪. 322‬‬ ‫(‪)91‬‬
‫اليعقوبي ‪ :‬البلدان ‪ .‬ص ‪. 111‬‬ ‫(‪)02‬‬
‫البكري ‪ :‬ص ‪. 861 . 951‬‬ ‫(‪)12‬‬
‫(‪ )22‬ابن حوقل ‪ :‬ص ‪:. 101‬‬
‫(‪ )32‬ابن حوقل ‪ :‬ص ‪: 29‬‬
‫(‪ )42‬يذكر البكري الطريق بين بجلماسة وأودغست ويقدرهباحدى وخسين مرحلة (يوما) الا أنه يذكر مدينة‬
‫تامدلت القي تبعد عن سنجلناسة مسيرةاحدى عشر يوما ولا يرد لأنبية ذكرا عنده‪ ..‬ويذكر ماءباسم تندفن على‬
‫بعد تسعةنة أيام من سجلماسة ربما هي ‪ .4‬كا يقول ذانجيل تندوف أقصى مدينة في وسط غرب صحرام الجزائر اليوم ۔‬
‫أنظر البكري ‪ :‬ص ‪ 651‬۔‪. 951‬‬

‫‪-212-‬۔‬
‫حجلماسة ومن فرط اعجابه بهذا الصك المين ؛ الذي يقول بأنه لم ير ولم‬
‫يسمع شبيها له بالمشرق ‪ ،‬حكى مارآه لأهل العراق وفارس وخراسان‬
‫فاستظرفوه (‪2‬ا ‪.‬‬
‫واذا كان هذا الرجل من أهل سجاماسة ‪ 0‬فلا يستبعد أن يكون‬
‫لتيهرت من التجار نظنره ‪ .‬خاصة اذا علمنا آن كثيرا من الاباضية س كانوا‬
‫يقصدونها ‪ .‬اذ يذكر البكري سكان أودغست فيقول « وسكانها أهل افريقية‬
‫وبرقجانة ونفوسة ولواتة وزناتة ونفزاوة ‪ .‬هؤلاء أكثرم وبها نبذ من سائر‬
‫الأمصار »(‪6‬تا ى عاما بأن أغنب هذه القبائل كانت اباضية في العهد الرستي‬
‫كا يقول الباحث الجزائري الشينخ المهدي البوعبدلي”ةا مما يوحي أن‬
‫أودغست كانت مركزا تجاريا هاما يؤمه الرسيون وتجارم من‬
‫‪ .‬الاباضية بكثرة ‪.‬‬

‫ولما كانت غانة ى هي مصدر الذهب خصها البكزي بالوصف ‪ ،‬فقال إنها‬
‫كانت مدينتين سهليتين ‪ ،‬احداهما يسكنها المسلمون وهي كبيرة } فيها اثنا‬
‫عشر مسجدا ‪ 2‬والأخرى مدينة املك على بعد ستة أميال من الأولى وتسمى ‪,‬‬
‫الفابة ث وبينهما عمارات متصلة ‪ .‬وبعد أن وصف أهلها وبعض عاداتهم‬
‫تطرق الى الملك وقصره ‪ ،‬وكثرة الذهب في بلاده حيث أنه « اذا وجد في‬
‫جميع معادن بلاده الندرة من الذهب استصفاها الملك وانما يترك منها‬
‫للناس هذا التبر الدقيق ولولا ذلك‪.‬لكثر الذهب بأيدي الناس حتى‬
‫يهون ث والندرة تكون من أوقية الى رطل »ثة‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪ )52‬ابن حوقل ‪ :‬ص ‪ . : 0<, (. 912 . 99‬ل‬
‫(‪ )62‬البكري ‪ :‬المغرب ث ص ‪. 851‬‬
‫(‪ )72‬البؤوعبدلي المهدي ‪:‬نحات من دور الدولة الرستمية في ميادين الحضارة والفكر لبعض الباحثين القدامى‬
‫‪ .‬والمتأخرين ‪.‬مجلة الأصالة عدد ‪.. 74‬مطبعة البعث ؛قسنطينة ‪7931‬ه‪7791/‬م ء ص‪. 402:‬ويتحدث البكري‬
‫عن تاجر باسم « أبي رستم النفوسي » من تجار أودغست ‪ :‬المغرب ىص‪. 951:‬‬
‫(‪ )82‬لليكري ‪ :‬ص ‪ 471‬۔‪. 771‬وذكر ياقوت الجوي أنغانة مدينة ة كبدة جنؤب بلاد المغرب يجتمع اليها '‬
‫التجار ومنها يدخل في المفازات الى بلاد التبر ولولاها لتعذر ذلك ‪ .‬الوي ‪ :‬ممجم البلدان ى ج‪ 4‬ث ص ‪. 481‬‬

‫‪.3-‬‬
‫واذا أرادت القوافل التوجه الى كوكو (جوجو) ‪ ،‬انطلاقا من غانة‬ ‫‪.‬‬
‫سارت مشرقة في طريق معمورة بالسودان ‪ .‬وبعد أربعة أيام من المسير ‪.‬‬
‫تصل الى موقع يقال له رأس الماء س بالقرب من تمبكتو حاليا ‪ ،‬ومنها بعد‬
‫ستة أيام على النيل ‪ ،‬وهو نهر النيجر ث مدينة تيرقي التي تبدو هامة ى اذ‬
‫يجتبع في سوقها تجار غانة وتادمكة ‪ .‬ويصل تجار تادمكة من الطريق‬
‫الثاني الذي سنصف مراحله ‪ .‬وبعد ثلاثة أيام أخرى من المسير على نهر‬
‫النيجر ى تدخل القافلة بلاد سغيارة ‪ .‬وهم قبيل من البربر ‘ يحاذيهم من‬
‫الشط الثاني مدينة كوكو » بحيث ينبغي على من يريد دخول المدينة‬
‫ركوب النهر ى وهو ماقام به ابن بطوطة في القرن الثامن الهجري( ة‘ ‪.‬‬
‫ويبدو أن تجار المغرب الأقصى وخاصة منهم السجاماسيون هم أكثر الذين‬
‫يتخذون هذا الطريق القريب منهم للوصول الى بلاد كوكو ‪ .‬أما التجار‬
‫الرسميون ‪ ،‬فانهم اذااكانوا لا يستغنون عن هذا الطريق الغربي الذي جئنا‪.‬‬
‫بوصفه قبل قليل ‪ ،‬فانا ذلك س على ما يبدو ‪ ،‬للوصول الى غانة المدف‬
‫الأخير ‪ ،‬لا الى مدينة كوكو التي لما مسلك ينطلق من العاصمة تيهرت عبر‬
‫مواطن القبائل الاباضية الى مدينة وارجلان ثم السودان ‪.‬‬
‫المسلك الثاني ‪ :‬تيهرت ۔ وارجلان ۔ تادمكة ۔ كوكو ‪:‬‬
‫ينطلق هذا المسلك مثل الأول من تيهرت الى وارجلان ‪ .‬والواقع أننا‬
‫لا نعرف المراحل الختلفة التي تربط تيهرت بوازجلان ى لكننا لا نستبعد أن‬
‫يكون هذا المسلك مر بواحة وادي ريغ ( تثرت حاليا ) الآهلة بالاباضية ه‬
‫والتي كثيرا ما يرد ذكرها في المصادر الاباضية س كا سبق أن أشرنا ‪ .‬ولا‬
‫تذكر عنها الكتب الجغرافية شيئا ‪ .‬ولا شك أن شهرة وادي ريغ عند‬
‫الاباضية ي اكتسبها من توسطه المسافة بين العاصمة تيهرت ووراجلان ‪ .‬فهو‬
‫‪. 1‬‬ ‫ع'! ‪.:‬‬ ‫ل‬ ‫(‪ )92‬البكري ‪ :‬ص ‪ 081‬۔ ‪ 181‬وأنظر ‪. 035 :‬م ‪,‬ج‪, 0‬‬
‫(‪ )03‬ابن بطوطة ‪ :‬رحلة ‪ .‬ث ‪ 496‬۔ ‪. 596‬‬

‫‪-412-‬‬
‫بذلك يعتبر مركزا من مراكز التجارة مع السودان ث ومرحلة من مراحلها‬
‫الاساسية كا يعتقد المستشرق لويسكي("ا } اذ لا يكن أتننطلق القوافل‬
‫الى‬ ‫قبل الوصول‬ ‫راحة‬ ‫يكون لهما فتر‬ ‫دون أن‬ ‫عبر الصحاري‬ ‫العاصمة‬ ‫من‬

‫وراجلان ‘ لان المسلك طويل وشاقة‪:‬جدا ‪ .‬ويبدووأد الخارج من تيهرت‬


‫يتوجه نحو موطن بني برزال الاباضيةةةٍ وهو الموضع الذي بنى فيه‬
‫العبيديون عاصتهم « المسيلة » فيا بمد ‪ ،‬ربا لأهميته ث ودوره في تجارة‬
‫الذهب والعبيد مع السودان ‪ .‬خاصة اذا علمنا أن العبيديين استغلوا هذه‬
‫التجارة أيما استغلال وغادروا المغرب الى مصر مثقلين بالذهب () ‪.‬‬

‫أما المسافة الى تفصل تيهرت عن المسيلة فيقدرها ابن حوقل(“ا بستة‬
‫أيام س أما الادريسي س فيذكر أن مسيرة اثني عشر يوما تفصل مدينة‬
‫المسيلة عن وارجلان(تةا ث مرورا بوادي ريغ على أكبر تقدير ‪.‬‬
‫واذا كان التيهرتيون يأخذون هذا المسلك القريب منهم للوصول الى‬
‫وارجلان ثممكوكو ‪.‬فان تجارة المنطقة الشرقيةللدولة س اضافة الى أهل‬
‫القيروان ‘ يلتقون في بلاد الجريد ى حيث مدينة قسطيلية بالجنوب‬
‫التونسي والمسافة بين جبل نفوسةوقسطيلية ستة ة أيام ق حين أن سبعة‬
‫أيام تفصل بلاد الجريد عن القيروان“ةا ‪.‬ومن قسطيلية الى وارجلان‬
‫مسيرة أربمة عشر يوما<ةا ‪ .‬ونشير هنا أن خطا يربط وارجلان‬
‫بسنجاماسة بوابة الضحراغ على المسلك الغربي ء الا أننا لا نعرف عنه سوى‬
‫أن عبيد الله الشيعي قد سلكه في نهاية القرن الثالث المجري { عندما‬
‫‪. :‬‬ ‫‪, . 235,‬‬ ‫‪! . :‬‬ ‫)‪. 122 (13‬م ‪,‬‬
‫(‪ )23‬اليعقوي ‪ :‬البلدان س ص ‪ 2 301‬ابن خلدون ‪ :‬المبر ‏‪ ٠‬ص ‪. 111‬‬
‫(‪33‬؛ الجنحاني الحبيب ‪ :‬دراسات مغربية ى سبق ذكره ى ص ‪. 86‬‬
‫‪ )43( .‬اين حوقل ‪ :‬ص ‪. 68‬‬
‫(‪ )53‬الادريي ‪ :‬ص ‪. 09‬‬
‫(‪ )63‬البكري ‪ :‬ص ‪ . 281‬الاستبصار ‪ :‬ص ‪. 422‬‬
‫(‪ )73‬البكري ‪ :‬ص ‪ . 281‬الاستبصار ‪ :‬ص ‪. 422‬‬

‫‪-512-‬۔‬
‫توجه الى سجاماسة ‪ .‬والحقيقة أن هذا المسلك ذكرته المصادر الاباضية(ة!‬
‫عند تطرقها الى ظهور الشيعة بالمغرب العربي ‪.‬‬

‫إن مدينة وارجلان المركز الرئيسي في المسلك الثاني ‪ ،‬للتوجه الى‬


‫السودان حيث بلاد كوكو ‪ ،‬تعتبر كسجاماسة تماما على الطريق الغربي ‪.‬‬
‫بوابة ضرورية لاقتحام الصحراء ‪..‬وقد احتفظت وارجلان بهذا الدور‬
‫البارز الى القرن التاسع المجري في عهد ابن خلدون الذي يقول عنها‬
‫« وهذا البلد لهذا العهد باب لولوج السفر‪ ...‬الى المفازة الصحراوية المفضية‬
‫الى بلاد السودان ‪ .‬يسلكها التجار الداخلون اليها بالبضائع »ةا ومنهبا‬
‫يتوغل في الصحراء نحو مدينة تادمكة ومن هذه الى كوكو ‪.‬‬
‫ولأمية مركز‪ .‬وارجلان في التجارة العابرة للصحراء ‪ .‬يصف لنا‬
‫الادريسي المدينة ويقول بأن فيها « قبائل مياسير وتجار أغنياء يتجولون‬
‫في بلاد السودان الى بلاد غانة وبلاد ونقارة فيخرجون منها التبر ويضربونه‬
‫في بلادهم باسم بلدهم وهم وهبية اباضية »(“)‬
‫لقد كان هذا في القرن السادس الهجري ‪ 4‬في زمان الادريسي ولا شك‬
‫أن المدينة اكتسبت هذا الدور الاقتصادي منذ العهد الرسي ‪ ،‬الذي يعتبر‬
‫أزهى عصور المغرب الأوسط في التجارة مع السودان ‪ .‬ولا يستبعد أن‬
‫يكون دورها هذا هو الذي أغرى العبيديين » فحاصروها عندما لجأ اليها‬
‫آخر الأئمة الرستميين يعقوب بن أفلح ث بعد سقوط دولتهم ‪ .‬وقد فشل‬
‫الحصار كا نعلم(" ‪ 0‬وبقيت الاباضية بوارجلان ص يمارسون نشاطهم التجاري‬
‫مع السودان دون انقطاع ‪.‬‬

‫(‪ )83‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ 901‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪. 29‬‬
‫(‪ )93‬ابن خلدون ‪ :‬العبر‪ .‬ج‪, ..7‬ص ‪ 701‬وأنظر كذلك ابن سعيد للغربي ‪ .‬كتاب الجغرافياا‪ .‬ص ‪621‬۔٭‪.‬‬
‫‏‪١‬‬ ‫(‪ )04‬الادريسي ‪ :‬وصف ‪ 0‬ص ‪. 98‬‬
‫)( أبو زكرياء ‪ :‬سير ي ص ‪ .311‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ ..1‬ص ‪ 59‬۔ ‪- 69‬‬

‫‪-612-‬‬
‫ومن مدينة وارجلان تنطلق القوافل موغلة في القفار والمفازات ‪ ،‬عبر‬
‫الصحراء الكبرى } تسير خمسين يوما ال مدينة تادمكة ‪ 0‬وموقعها اليوم كا‬
‫يقول لويسكي في منطقة تعرف باسم خرائب السوق”“ا ‪ .‬ويصف لنا‬
‫البكري هذه المدينة ويقول « وتادمكة أشبه بلاد الدنيا بمكة ومعنى تادمكة‬
‫هيأة مكة وهي مدينة كبيرة بين جبال وشعاب وهي أحسن بناء من‬
‫مدينة غانة ؤمدينة كوكو وأهل تادمكة بربر مسلمون ‪ ،‬وهم يتنقبون كا‬
‫يتنقب بربر الصحراء ‪ 0‬وعيشهم من اللحم واللبن‪ ...‬ودنانيرهم تسمى الصلع‬
‫لأنها ذهب محض غير مختومة »لا‪ .‬وعند مغادرة تادمكة جنوبا ‪ 0‬وبعد‬
‫مسيرة تسعة أيام ‪ ،‬تدخل القوافل التيهرتية وغيرها مدينة كوكو‪“١‬ا‏ ‪ .‬بعد‬
‫أن" تكون قد مرت بوارجلان أهم مركز تجاري اباضي في الصحراء ‪ .‬وقد‬
‫وصف ياقوت الحموي مدينة كوكو معتمدا على المهلبي الذي قال ‪ « :‬كوكو‬
‫من الاقليم الأول‪ ...‬وملكهم يظاهر رعيته بالاسلام وأكثرهم يظاهر به وله‬
‫مدينة على النيل ( نهر النيجر ) اسمها سرناة بها أسواق ومتاجر والسفر اليها‬
‫من كل بلد متصل‪ ...‬وله في مدينته قصر‪ ....‬مملكته أعمر من مملكة‬
‫زغاوة‪ ...‬وبيوت أموال الملك واسعة وأكثرها الملح »(ة“ا ءلأن الملح بضاعة‬
‫أساسية به يجلب الذهب من السودان ‪.‬‬

‫وهكذا نلاحظ ‘ بعد أن تتبعنا مراحل مسلكين أساسيين الى بلاد‬


‫السودان‪:‬ء وصفنا بعض المراكز الهامة فيهيا س أن المسلك الأول يستغرق فترة‬
‫أطول ‪ ،‬بحيث يدوم المسير فيه خمسة وثمانين يوما س بينا المسلك الثاني لا‬

‫(‪:)24‬البكري ‪:‬ص ‪. 281‬الاستبصار ‪ :‬ص ‪. 422‬وأنظر كذلك ‪. 435-335:‬م ‪,‬انمه ‪ 7.:‬نعزع‪ 1‬وتوهم‬
‫الباحث دانجيل أنالمسافة بين القيروان وتادمكة خمسين يوما اذ فهم نص البكري خطأ عندما طرح من الخمسين‬
‫عشرين يوما وهي الحافة بين القيروان ووارجلان ‪.‬وانتهى توهما الى أنالمسافة بين وارجلان وتادمكة هي‬
‫‪.‬‬ ‫ثلاثون يوما فقط ‪.‬والصواب ما ذكرناه ‪.‬أنظر ‪. 222:‬م ‪,‬م‪ 6.: 0‬عط‬
‫(‪ )34‬البكري ‪ ::‬ص ‪. 181‬‬
‫(‪ )44‬نفسه ‪ :‬ص ‪. 381‬‬
‫(‪ )54‬الوي ‪ :‬ممجم البلدان ‪ .‬ج‪ 4‬ث ص ‪. 594‬‬

‫‪1 5‬‬ ‫‪- 2 1 7‬‬ ‫‪-‬‬


‫يتعدى شهرين وأسبوعا واحدا س من المحتمل أن يكون هو المسلك الذي كان‬
‫يتخذه التجار التيهرتيون بكثرة ‪.‬‬

‫المناطق الشرقية من الدولة الرستمية ببلاد السودان } بواسطة‬


‫مسلكين يربطها أوليا ببلاد كوكو في السودان الغربي ‘ وينتهي ثانيها الى‬
‫الكام في السودان الأوسط ‪.‬‬

‫المسلك الثالث ‪ :‬جبل نفوسة ۔ غدامس ۔ تادمكة ۔ كوكو ‪.‬‬


‫ينطلق هذا المسلك من مدينة شروس عاصمة جبل نفوسة س في اتجاه‬
‫مدينة غدامس ‪ ،‬ويبدو أن هذا الطريق لم يندثر س واليه أشار الاستاذ‬
‫( ف كتابه جبل نفوسة ‪ ،‬وذكر أنه يعرف الى‬ ‫ج‪ .‬ديسبوا ) ‪ .‬ن‬
‫يومنا هذاا باسم « طريق السودان »(“ا ‪ .‬لا شك أن التسمية ترق في‬
‫جذورها الى وقت أقدم بكثير ۔ ومسافة سبعة أيام في الصحراء تفصل جبل‬
‫نفوسة عن غدامس ‪ ،‬وهي مدينة لطيفة كثيرة النخل والمياه‪٨7‬ا‏ ثتطرق‬
‫الى ذكرها ابن خلدون وقال بأن موقعها جعلها «محطا لركاب الحاج من‬
‫السودان وقفل التجار الى مصر والاسكندرية عند اراحتهمم من قطع المفازة‬
‫ذات الرمال المعترضة أمام طريقهم دون الأرياف والتلول ‪ .‬وبابا لولوج‬
‫تلك المفازة والحاج والتجر في مرجعهم »“‪ 6‬وانطلاقا من غدامس مغربا‬
‫يتصل هذا المسلك بالطريق الثاني الذي سبق أن ذكرناه ۔ تيهمرت كوكو أو‬
‫جوجو في مرحلة من المراحل ما بين وارجلان وتادمكة ويواصل جنوبا في‬
‫نفس المسلك وتفصل مسافة اربعين يوما مدينة غدامس عن تادمكة ‪.‬ومن‬
‫هذه الى كوكو بلاد السودان تسععةة أأيام كا نعلم ‪.‬ويذكر البكري طريقا‬

‫‪ .:‬ن‬ ‫)‪. 092-982 (64‬م ‪,‬‬


‫(‪ )74‬البكري ‪ :‬ص ‪. 281‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ب ص‬ ‫‪ :‬المر ‪..‬ج‪7‬‬ ‫ابن خلدون‬ ‫(‪)84‬‬

‫‪-812-‬۔‬
‫آخر من غدامس الى تادمكة ولكنه غير واضح وغير دقيق المراحل({“ا ‪ .‬ولا "‬
‫يستبعد أن يكون أهل جبل نفوسة الذين ذكرهم البكريا في مدينة‬
‫أودغست س قد أخذوا هذا الطريق الى كوكو ومنه الى غانة ى بعد عبور نهر‬
‫النيجر ‪ 0‬ومنها صعدا نحو أودغست ‪.‬‬

‫إن هذا الطريق الذي يستغرق المسير فيه أقل من شهرين للوصول الى‬
‫بلاد السودان انطلاقا من جبل نفوسة ‪ 0‬حاضرة شرق الدولة الرستمية‬
‫يوازيه مسلك أقصر ولكنه ينتهي الى منطقة الكانم إحدى مناطق‬
‫السودان الأوسط ‪.‬‬

‫المسلك الرابع ‪ :‬جبل نفوسة ۔ زويلة ۔ كوار بالكانم ‪.‬‬


‫ان القوافل التجارية الق تخرج من جادو ‪ ،‬إحدى المدن الأساسية في‬
‫جبل نفوسة ‪ 0‬تتجه جنوبا نحو زويلة ‪ 0‬أول حد بلاد السودان في ثلاثة‬
‫عشر يوما("ةا ‪ .‬وأهلها « قوم مسلمون أباضية كلهم‪ ...‬يخرجون الرقيق‬
‫السودان‪ ...‬وهم يسبونم " أو يشترونهم من ملوك السودان من غير شيء‬
‫ولا حرب كا يذكر ذلك اليعقوبيةا ‪ .‬ويبدو حسب وصف البكري فهذا‬
‫الطريق س أنه شاق يمر خلال الجبال والصحاري التى قد لا يوجد فيها مياه‬
‫لأيام معدوداتة ‪ .‬ومن مدينة زويلة التي يقصدها مختلف التجار من‬
‫أهل خراسان والبصرة والكوفة ى الى مدينة كوار مسيرة خمسة عشر يوما ‪.‬‬
‫وتقع كوار في اقليم كانم من بلاد السودان شيال بحيرة تشاد يسكنها « قوم‬
‫من المسلمين من سائر الأحياء ‪ .‬أكثرهم بربر يأتون بالسودان ا ‪ .‬وهكذا‬
‫(‪ )94‬البكري ‪ :‬ص ‪ 281‬۔ ‪. 381‬‬
‫(‪ )05‬نفسه ‪ :‬ص ‪. 851‬‬
‫(‪ )15‬البكري ‪ :‬ص ‪. 01‬‬
‫(‪ )25‬اليعقوبي ‪ :‬ص ‪. 89‬‬
‫(‪ )35‬البكري ‪ :‬ص ‪. 01‬‬
‫(‪ )45‬اليعقوبي ‪ :‬البلدان ى ص ‪ 89‬يذكر البكري أن المسافة بين زويلة ويلد كانم تقدر بأربعين يوما ويفهم من‬
‫هنا أن مسافة جمة وعشرين يوما تفصل مدينة كوار ‪ .‬عن كانم ۔ أنظر البكري ‪ :‬ص ‪. 11‬‬

‫‪-912 -‬۔‬
‫‪ .‬يتصح لنا ان هذا الطريق هو أقرب المسالك الى بلاد السودان ‘ لا‬

‫يستغرق المسير فيه أكثر من شهر واحد ‪ .‬ولكن يبدو أنه خاص بتجارة‬
‫العبيد دون الذهب ‪ .‬فلا شك أنه كان المصدر الأساسي للعبيد السودانيين‬
‫المجلوبين الى المناطق الشرقية من الدولة الرستنية اضافة الى القيروان ‪ 0‬ومن‬
‫هذه المناطق يؤخذ الى مصر فالمشرق العربي كله (؟ا ‪.‬‬

‫هذه هي اذن المسالك الأربعة ‪ ،‬التي تربط بلاد‪ :‬المغرب العربي‬


‫بالسودان الغربي والأوسط س حاولنا ‪ 0‬قدر المستطاع تبسيطها حتى تسهل‬
‫على الفهم س اعتمدنا في ذكرها المصادر الجغرافية المتوفرة ث وان كان جزء مهم‬
‫منها ألف بعد زوال الرستميين الا أن هذا لا يؤثر كثيرا في الموضوع ى اذ‬
‫المسالك ليست من الأمور التي تتغير بسرعة ‪ 0‬وبقي لنا أن نعرف أحوال‬
‫السفر فيها ومصاعبه ثم نتطرق بعد ذلك الى البضائع المختلفة التي هي أساس‬
‫‪.‬‬ ‫العابرة للصحراء‬ ‫التجارة‬ ‫هذه‬

‫ج ۔ مصاعب التجارة العابرة للصحراء وظروفها ‪:‬‬


‫يذكر الاصطخري ‪ ،‬أن المسلك عبر الصحراء صعب س والاستعداد له‬
‫شاق جداةا ‪ .‬فبالاضافة الى الصعوبات التى سبق أن أشرنا اليها بين ثنايا‬
‫مبحث المسالك ‪ ،‬فان منها ما يرجع خاصة الى طبيعة الصحراء القاسية ‪.‬‬
‫وقلة وفرة الماء فيها”ةا ء الا أن هذه الصعوبة يمكن تجاوزها بقطع تلك‬
‫القفار في فصل الشتاء أو الخريف س وهو ما أشار اليه كل من ابن حوقل‬
‫والادريسي(ةةا ‪،‬اذ البرودة والرطوبة من شأنها تلطيف قساوة تلك المفاوز‬
‫والصحاري ‪ 4‬عندئذ يصبح فقدان الماء آقل خطورة ى خاصة اذا كانت‬

‫(‪ )55‬الالنتبصار ‪ :‬ص ‪. 641‬‬


‫(‪6‬ك) الاصطخري ‪ :‬ص ‪ 43‬ى المقدسي ‪:‬أحسن التقاسيم ‪ .‬ص ‪. 342‬‬
‫(‪ )75‬لقد هم عقبة بن نافع الفهري وجنوده بالهلاك عطشا عندما توغلوا افي الصحراء ووصلوا الى كوار لولا وجودم‬
‫منبع ماء أغانجم ‪.‬أنظر ابن عبد الحكم ‪:‬فتوح ىص ‪ 25‬۔‪. 35‬البكري ‪:‬الغرب ث ص ‪. 41‬‬
‫‪ ! 301‬الادريسي ‪ :‬ص ‪. 61.‬‬ ‫ص‬
‫ابن حوقل ‪: :‬‬ ‫(‪)85‬‬

‫‪-022-‬‬
‫السنة مطيرة ء الأمر الذي يبعث الكلأ ويكون المستنقعات ‪ .‬ولتجنب‬
‫خطورة فقدان الماء ‪ 0‬ربما يلجأ المسافرون التجار ‪ 2‬الى حفر آبار لا يتعدى‬
‫عمقها نصف قامة في بعض المناطق التي تكون فيها المياه الجوفية قريبة من‬
‫السطح ‪ .‬والحقيقة أن سر هذه المعرفة س تحتفظ بها بعض القبائل دون‬
‫غيرهناةا ى كا أن لقبيلة مسوفة مثلا ه المعرفة بأوضاع البر وأشكاله ‪.‬‬
‫والهداية فيه والدلالة على مياهه بالصفة والمذاكرة »‪0‬ا‬

‫وهكذا يبدؤ واضحا خطورة قطع الصحراء ‪ :‬وبالتالي فنان التجار‬


‫جندوا كل شي لضان نجاح رحلاتهم ‪ ،‬وأكتسبت بعض القبائل من‪ .‬ذلك‬
‫خبزة خاصة ‪.‬‬

‫ومن الاحتياطات التي كان التجار يتخذونها لعبور الصحراء الكبرى ما‬
‫يرويه لنا الادريسي عندما يقول « وصفة السير بها أنهم يوقرون أحالمم‬
‫السحر الأخير ث وشون الى أن تطلع الشمس ويكثر نورها في‪ .‬الجؤ ويشتد‬
‫الحر على الأرض فيحطون أحمالهم ويقيدون أجمالهم‪ ...‬ويخيون على أنفسهم‬
‫ظلالا تكنهم من حر الهجير وسوم‪ .‬القائلة ويقيون كذلك الى أول وقت‬
‫العصر وحين تأخذ الثيس ف الميل والانحطاط في جهة المغرب يرحلون‪.‬من‬
‫هناك وشون بقية يومهم ويصلون المشي الى وقت العتمة ويعرسون"آيا‬
‫وصلوا و يبيتون بقية ليلهم الى وقت القجر الأخير شم يرحلون وهكذا سقر‬
‫التجار الداخلين الى بلاد السودان على هذا الترتيب لا يفارقونه »({ا ‪:‬‬
‫ان هذا الوصف الدقيق الذي أفادنا به الادريسي مهم جدا ق معزقنة‬
‫الخطوات التي كانت القوافل تتخذها ‪ ،‬وهو وصف يبين بشكل واضح ما‬
‫(‪ )95‬الادريسي ‪ :‬ص ‪. 11‬‬
‫(‪ )06‬ابن حوقل ‪ :‬ص ‪ . 101‬ويذكر ابن بطوطة أنه اكترى دليلا من موفة ليسافر معه الى ‪.‬طالي‪ .‬بالسودان أنظو‬
‫‪-‬‬ ‫رحلته ‪ .‬ص ‪. 876‬‬
‫(‪ )16‬الادريسي ‪ :‬ص ‪ . 81‬وهناك وصف آخر قريب من هذا لمثاق عبور الصحراء ذكره ياقوت الجوي ‪ :‬أنظر ‪:‬‬
‫معجم البلدان ى ج‪ 2‬ث ص ‪.21‬‬
‫‪-‬‬

‫‪-122 -‬۔‬
‫يلاقيه التاجر مع السودان من تعب ونصب في قطع الصحراء الكبرى ‪3‬‬
‫وهو أمر ليس بالهين ‪ .‬والنص واضح في تقسيم فترات الحركة والمسير عن‬
‫فترات الراحة والتوقف ‪.‬‬

‫بالاضافة الى ما قيل في هذا الجانب ‪ ،‬فان على التاجر أينكون حذرا‬
‫من هوام الأرض ودوابه وهي كثيرة ثا ‪.‬وان يحترس من الأعداء وقطاع‬
‫الطرق ‪ .‬ولعل أخطر عدو للقوافل المتوجهة الى السودان ى تلك الرياح‬
‫الماصفة التي تشتت شمل التجار وقافلتهم ‪ 0‬وتنفر الال ‪..‬وقحي آثار‪.‬‬
‫المسالك فيقع الكثيرون منهم ضحية لها ضائعين تائهين{‪6‬ا ‪.‬والحقيقة أن‬
‫عبور تلك الصحراء شاق ومهول ‪ ،‬نومشاقها أكثر من أن تحصى ولعل أحسن‬
‫تاجر اباضي مع السودان » وصف متاعب ذلك السفر ومشاقه ‪،‬هو العالم‬
‫الوارجلاني أبو يعقوب يوسف بن ابراهيم ا ى المتوفي سنة ‪075‬ه وهو الذي‬
‫‪.‬‬ ‫قال شعرا ‪:‬‬
‫جَرى اللة واجلآن حَيرَ ما جَزى به بلدا عن قالب الخير سائر‬
‫و جنةا الثنا وأبواب مكة وتين تثرغانة والنتانر‬
‫يجف سَبْلهَا خبا وَحَفْرّةافر‬ ‫ن في الحج أن والآن‬
‫ولا تا الأ تا أتىبالتتاجر‬ ‫ب ؤجوة في اثنتا لمن قل ماله‬
‫ذ ترقووما ين جييع‪ .‬التخاطر‬ ‫َيفْتَخرَ الجمال بانمال والدا‬
‫يجوب القَوَامي نحوغناتة صابر‬ ‫ولن يكسيب الال الحلال سوى امرء‬
‫ول لتس الظلماء دات الدياجر‬ ‫وليس يهاب الحر والقر والشوا‬
‫(‪ )26‬الادريسي ‪ :‬ص ‪. 81‬‬
‫(‪ )36‬ابن حوقل ‪ :‬ص ‪. 16‬‬
‫(‪ )46‬أبو يعقوب يوسف بن ابراهيم الوارجلاني ‪ :‬القصيدة الحجازية ‪ .‬مخطوط في حوزة السيد محمد بن أيوب الحاج‬
‫سعيد بغرداية ‪ .‬وتقع القصيدة في ‪ 573‬بيتا دون فيها رحلته الى الحج وعودته سالما الى موطثه وارجلان ى الني‬
‫يراه جنة الدنيا ‪ .‬أما مطلع قصيدته فهو ‪:‬‬
‫ذوات الميون النجل بيض للحث اجر‬ ‫عذيري؛ عذيري من ذوات الاجر‬
‫أنظر ‪ :‬ورقة ‪ 51‬۔ ‪. 61‬‬

‫‪-222-‬‬
‫وتصغر الأهوال من حيث أفبنت ولو أنها أنال وخزالتازر‬
‫والحقيقة أن ما وصف به أبو يعقوب وارجلان ‪ ،‬والمسالك نو السودان‬
‫لا شك » أنه كان قائما على أيام الرستميين ‪ ،‬وانما اكتسبت وارجلان دورها‬
‫ذاك منذ عهند الدولة الرستمية في القرن الثالث المجري‪.‬‬
‫ولعل أما ذكره ابن خلدون(‪6‬ا س عنعدد جمال قافلة تجارية واحدة صا‬
‫بين فزان وبلاد السودان ‪ ،‬والذي يبلغ تعدادها اثنتي عشر ألف راحلة ليس‬
‫بالأمر المستبعد ا ‪ .‬خاصة اذا عامنا‪ :‬أن ابن حوقل يذكر كثرة الال في‬
‫بلاد المغرب وصحاريه ‪ ،‬ويقول بأنها « لا تدانيها في الكثرة ابل‬
‫العرب »(" والواقع أن تلك الكثرة تتاشى‪ .‬مع نشاط التجارة العابرة‬
‫للصحراء ى والتي كان فيها الججل هو السر الحقيقي في نجاخها ‪ ،‬وقد أدى‬
‫فيهاا مالم تؤده السفن في التجارة البحرية ‪ .‬ورب تاجر لوحده يتخذ ثلاثين‬
‫جملا الى بلاد السودان وبمجرد وصوله يبيعها كلها ‪ 0‬ولا يستبقي منها الا‬
‫ثلاثة أو اثنين ‪ :‬واخد لمركبه وآخر يحمل عليه ماءه ‪ .‬ومبلغ الجمال المباعة‪.‬‬
‫يأخذه ذهبا على بغير ثالثا‪ ..‬وإذا كان هذا التاجر قد أخذ المال الى‬
‫السودان بضاعة س نما هي البضائع الاخرى التي يكن أن تصدرها الدولة‬
‫الرستمية الى تلك البلاد ؟‬

‫د ۔ صادرات الدولة الى بلاد السودان ‪:‬‬

‫في الحقيقة لا تذكر المصادر المتوفرة بين أيدينا بضاعة رستمية بعينها‬
‫وانغا كل مافي الأمر ء أنها تشير الى بعض البضائع التي يحتاج اليها السودان‬
‫وتلقي فيه سوقا رلئجة س من الممكن جدا أن يكون التجار الاباضيون ‪.‬أو‬
‫(‪ )56‬ابن خلدون ‪ :‬العبر‪ .‬ج‪ " 7‬ص ‪. 801‬‬
‫(‪ )66‬يذكر البكري أن ألف بعير محملة تمرا تخرج يوميا تقريبا من قسطيلية ص ‪. 84‬‬
‫(‪ )76‬ابن حوقل ‪ :‬ص ‪. 89‬‬
‫‪, . 522,‬ٹن ‪! . :‬‬ ‫)‪ 4 86‬ع‬

‫‪322- -‬‬
‫الرستيون بضفة عامة يستعملونها في تجاراتهم ى ويستبدلونها ببضائع‬
‫‪:‬‬ ‫\‬ ‫‪.‬‬
‫السودان س ويخبرنا الأدريسى؟‪ 6‬س أن تلك البلاد لا يوجد بها القمح كثيرا‬
‫ما يحتمل أن يكون مجلوبا لها من المغرب«" ‪ .‬أما التر فان أهل وارجلان‬
‫‪.‬يتاجرون به مع السودان س كا أن بلاد قسطيلية بالجنوب التونسي كان‬
‫يخرج منها في أكثر الأيام ألف بعير‪.‬ملة بالمر"‪7‬ا ‪ .‬لا شك أن للسودان‬
‫نصيبا منها ولما كان السودانيون يلبسون الجلود ى فلا يستبعد أن تكون‬
‫الجلود الزويلية والفدامسيةا من بين البضائع التي تصدرها الدولة‬
‫الرسمية الى تلك المناطق ى بالاضافة الى ما تنتجه من فواكه يمكن تجفيفها‬
‫كالزبيب والتين أو ما تصنعه من أواني فخارية ‪ .‬خاصة وأن الاكتشافات‬
‫القي أجريت على مدينة أودغست س أثبتت وجود مثل هذه الأواني ‪ ،‬التي‬
‫حملت اليها من بلاد‪.‬المغرب(ة ‪ .‬وربما كان التجار الاباضيون يأخذون‬
‫بعض الألبسة الصوفية الكثيرة الاستعمال في السودان س والألبسة الكتانية‬
‫والقطنية والحزيرية ى كا أنهم يحملون الى بلاد السودان بعض البضائع‬
‫المشرقية أو الألبسة ‪ 2‬مثل الأواني الزجاجية والأفاوية والعطور س وربما‬
‫آلات حديدية وتحف معدنية (‪4‬ا ‪.‬‬

‫والواقع أن المصادر لا تذكر شيئا مفصلا عن هذا الجانب الهام من‬


‫وتنوع‬ ‫كثرة‬ ‫‏‪ ١‬ل‬ ‫لا يتطرق‬ ‫ء ولكن النك‬ ‫‏‪ ١‬لتجا رة المغربية ‏‪ ١‬لسودا نية‬

‫(‪ )96‬الادريسي ‪ :‬ص ‪ 5‬۔ ‪. 99 . 31 . 6‬‬


‫(‪ )07‬يذكر صاحب الاستبصار أن السودان يستورد الميد من فاس فلعل قح تيهرت الوافر الذي تطحنه الارحية‬
‫العديدة يأخذه التجار الى بلاد اللودان وينفعهم أيضا في طريقهم معاشا لهم ‪ .‬أنظر الاستبصار ص ‪. 181‬‬
‫(‪ )17‬البكري ‪ :‬المغرب ث ص ‪. 84‬‬
‫(‪ )27‬اليعقوبي ‪ :‬البلدان ى ص ‪ . 89‬الاستبصار ‪ :‬ص ‪. 541‬‬
‫‪ .:‬ع‬ ‫‪, . 622,‬‬ ‫)‪ 9 (37‬ع‬
‫(‪ )47‬ياقوت الحموي ‪ :‬معجم البلدان ث ج ‪ . 2‬ص ‪ . 21‬أنظر كذلك علي دبوز ‪ :‬المرجع السابق ث ج‪ . 3‬ص ‪. 743‬‬
‫العدوي ابراهيم أحمد الجزائر تكوينها الاسلامي والعربي ‪ ،‬المطبعة الفنية الحديثة ‪ .‬الأنجلو المصرية ‪ .‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪002‬‬ ‫‪ .‬ص‬ ‫‪0‬‬

‫‪-422-‬‬
‫البضائع المصدرة الى بلاد السودان س وهو‪:‬ما عبر عنه الادريسي جملة عندما‬
‫قال « والخيرات مجلوبة اليهم مأن‪.‬طراف الأرض وأقاصيها »ة‪. 7‬‬
‫ويعتبز الملح ىأهم بضاعة »‪ :‬على الاطلاق ى في التجارة مع السودان وهو‬
‫مادة ايفتقر اليها أعل‪ :‬الننودان كثيرا } وكان ملح أوليل ق الطريق‬
‫الغربية" ء‪:‬وملح توتنك ق الطريق الأوسط”"ا ‪ 0‬يتخذ عملة وتقدا‬
‫للتبادل التجاري أو المقايضة بتعبير أصج ىولم يكن الملح بضاعة مغربية‬
‫بجته‪.‬ء وانما كان التجار التيهرتيون وغيرهم ‪ 0‬يستبدلون بعض بضائعهم بالملح‬
‫ف أوليل أو توتك س ويأخذونه الى غانة أو كوكوس حيث يكثر طلبه‬
‫وأن أهل السودان كا يقول الادريسي )‪ (87‬يلحون به‬ ‫وبإلحاح ‪ .‬خاصة‬
‫ضروبا من السمك والحيتان التي يصطادونها من (النيل) نهر النيجر وهي‬
‫قوام معيشتهم في السنة كلها‬
‫والجدير بالذكر ؛ أن البضائع التي كان التجار في المغزب يتعاملون بها‬
‫مع السودان ‪ ،‬لم تكن ذات أهمية كبيرة في معظمها ‪ ،‬بالنظر الى ما يجلبونه‬
‫من بضائع نفيسة كالذهب مثلا ‪ ،‬وتكتسب بضائع المغرب قيتهبا من طول‬
‫السفر ومشاقه بقطع الصحراء ‪ .‬وخلاصة القول أن تجار المغرب الأوسط‬
‫والأدنى س كانوا يصدرون الى السودان حاصلات بلادهم الزراعية ‪.‬‬
‫ومصنوعاتهم اضافة الى ما كانت تردهم من منتوجات ومصنوعات البلاد‬
‫الأخرى ‪ 2‬الي كانوا يتاجرون معها كالمشرق والأندلس ‪.‬‬
‫ه ۔ واردات الدولة من بلاد السودان ‪:‬‬

‫بالمقابل مع البضائع التي‪ .‬كان التجار من الاباضية يخملونهنا الى بلاد‬


‫(‪ )57‬الادريسي ‪:‬ص ‪.9‬‬
‫‪0 :171‬عن أوليل وأهمية اللح فيها أنظر خاصة ابن حوقل ‪ :‬ص ‪، 29‬الادريسي ‪ :‬ص ‪. 3‬‬ ‫(‪ )67‬البكري ‪:‬ص‬
‫‪ )77(.‬البكري ‪ :‬ص ‪} 371‬عن الملح وأهميته في التجارة المابرة للصحراء أنظر ‪:‬بوفيل أي دبليو ‪:‬المالك‬
‫الاسلامية ىسبق ذكره ثص ‪ 211‬وأنظر موريس لومبارد ‪:‬المرجع السابق ىص ‪ 842‬۔‪.` 942‬‬
‫ص ‪.6‬‬
‫(‪ ()87‬الادريسي ‪:‬‬

‫‪-522-‬‬
‫السودان ‪ ،‬فانهم كانوا يجلبون من هناك بعض الاحجار المينة والشب‬
‫والعنبر وريش النعام ى وغيرهاا من البضائع التي لا يستبعد أن تكون في‬
‫ركب التكرنورا } الذي يذكره الشماخي " ‪ .‬والذي قدم من بلاد‬
‫السودان الى شروس أم قرى جبل نفوسة ‪ .‬ويقول الشماخي بأن حام الجبل‬
‫أمر باغلاق الأسواق والبروز الى الركب من أجل الانتفاع بالبيع والشراء ‪.‬‬
‫هكذا يبين لنا الشماخي جانبا مه في تجارة جبل نفوسة مع السودان‬
‫فبالاضافة الى ما توحي به هذه الرواية من تنوع بضائع ركب التكرور ‪،‬‬
‫مما دعا الامر الى اغلاق الأسواق‪ :‬والاستفادة من تلك البضائع ‪ ،‬فان الرواية‬
‫واضحة في اهتام العامل ى وأهل جبل نفوسة ‪ ،‬بقوافل السودان واحترامهم‬
‫لتجارها خاصة اذا كان من أهل تكرور السودانيين كصاحب هذا الركب ه‬
‫وهو دليل على مشاركة السودانيين أنفسهم في التجارة العابرة للصحراء ولم‬
‫يكن الاباضية وغيرهم مأنهل المغرب لوحدهم يقومون بهذه التجارة‬
‫المغربية ۔ السودانية ‪.‬‬

‫الى السودان‬ ‫الكرى للوصول‬ ‫الصحاري‬ ‫ف‬ ‫التجار < ليغامروا‬ ‫ل ‪.‬يكن‬

‫نفيستين ‪:5‬‬ ‫مادة'دين‬ ‫‪ .‬لولا وجود‬ ‫فقط‬ ‫ا لبضا ‪:‬‬ ‫تلك‬ ‫جلب‬ ‫أجل‬ ‫من‬

‫اقتصاد‬ ‫ف‬ ‫ساميا‬ ‫وما ‪.‬مدى‬ ‫لجلما ؟‬ ‫الساد‬ ‫تةجري‬ ‫ت‪1‬جارتما ؟ وكيف‬

‫المغرب في عهد الدولة الرستمية ‪.‬‬

‫)‪ (97‬البكري ‪ :‬ص ‪. 381‬ويذكر الادريبي أ ن شب كوار بالكانم بالغ الجودة يتجهز منه الى سائر البلاد أنظر ‪:‬‬
‫الادريسي ‪ :‬ص ‪0 62‬الاستبصار ‪ :‬ص ‪ ..612‬علي دبوز ‪:‬المرجع السابق ‪ .‬ج‪. 3‬ض ‪. 743‬عبد المزيز سالم ‪.‬‬
‫ج‪. 2‬المرجع السابق ‪ .‬ص ‪ 375‬۔‪. 775‬‬
‫(‪ )08‬التكرور مملكة تقع الى الفرب من غانا ولا يعرف عنها الا القليبل ‪ .‬وقد أطلقت هذه المية على كل‬
‫الودان الغربي وعلى سكانها في مرحلة من المراحل ‪.‬أنظر ‪:‬بوفيل أي دبليو ‪:‬المرجع السابق ‪ .‬ص ‪ 111‬۔‪. 211‬‬
‫(‪ )18‬الشماخي ‪:‬سير ؛ ص ‪ 372‬۔‪. 472‬هذه الرواية تدل ‪ .‬كا لاحظ الدكتور محمود اساعيل ‪ 0‬على ترحيب‬
‫أمة بني رستم وعمالهم بتجار السودان وذلك بفتحهم لهم أسواقهم ‪.‬ومعاملتهم بالحنى وتقديم التهيلات التجارية‬
‫لهم باعفاءبضائعهم وسلعهم من الضرائب والرسوم أنظر محمود اسماعيل ‪:‬الخوارج ‪ .‬ص ‪. 902‬‬

‫‪-622-‬‬
‫تبارة الذهب والرقيق ‪:‬‬
‫ليس هناك شك في أن التجار الذين غامروا بقطع الصحراء ‪ 0‬ومقارعة‬
‫‪ .‬فكانت تجارة‬ ‫بسرعة‬ ‫تكتسب‬ ‫الثروة الطائلة ال‬ ‫‪ .4‬كان هدفهم‬ ‫اللوت‬

‫الذهب والرقيق أهم بضاعتين س كان يخرج من أجلهيا التاجر الاباضي وغيره‬
‫والحقيقة أن المادتين‪ .‬كلتيهما مينتين لشدة الطلب عليها ‪.‬‬
‫ولقد كانت هاتان البضاعتان ‘ محتكر تجارتها من طرف الخوارج‬
‫الصفزية في الطريق الغربي خاصة حيث سجلماسة عاصمتهم ‪ .‬والاباضية في‬
‫المسالك كلهاا ‪ .‬ولقد رأينا انتشار الاباضية في تلك الطرق وبعض المراكز‬
‫المؤدية الى السودان ‪ .‬والحقيقة أن‪.‬التسامح الذي أظهرته كل من الدولتين‬
‫الرستمية والمدرارية ‪ ،‬كان سببا في انعاش تلك التجارة بشكل أو بآخر‬
‫فشارك فيها الأندلسيون والمشارقة(ثا س كا سام فيها اليهود ى وبقيت‬
‫مسالك تلك التجارة تهين عليها القبائل البربرية الاباضية والصفرية بشكل‬
‫دائم ى وخاصة منها قبيلة زناتة(ثا التي كان لها نشاط واسع في التجارة ‪.‬‬
‫العابرة للصحراء ولم يستطع العبيديون بعد اسقاطهم للرستميين ‪ ،‬القضاء على‬
‫هينتها تلك لعظم يطوها ‪ 3‬وانتشارها قي أغلب ربوع بلاد المغرب العربي ‪.‬‬
‫خاصة المغرب الأوسط الذي هو في الأغلب ديار‪,‬زناتة كا يقول ابن‬
‫خلدون ثا ‪ .‬ولم يقو العبيديون أيضا على السيطرة على الطريق الأوسط‬
‫الذي يهيمن عليه اباضية وارجلانثا رغم محاولاتهم المتكررة كا سبق أن‬
‫أشرنا اليه ‪.‬‬
‫‪-‬‬

‫وأنظر‬ ‫م‬ ‫‪ :‬ع‬ ‫'‪1‬‬ ‫ا‬ ‫!‬ ‫)‪(--‬‬ ‫‪ 2‬ث‬ ‫)‪, . 051 (28‬‬
‫كذلك موريس لومبارد ‪ :‬المرجع السابق ‪ .‬ص ‪. 382‬‬
‫(‪ )38‬فيلالي عبد العزيز ‪ :‬الجلة السابقة ‪ .‬ص ‪. 63‬‬
‫(‪ )48‬الجنحاني الحبيب ‪ :‬العلاقات السياسية والاقتصادية ‪ .‬المحاضرة المذكورة ى ص ‪ 9‬ى وأنظر موريس لومبارد ‪:‬‬
‫للرجع السابق ى ص ‪ 78‬ي ‪ . 382‬وأنظر بوفيل أي دبليو ‪ :‬المرجع السابق ث ص ‪ 57‬۔ ‪. 67‬‬
‫(‪ )58‬اين خلدون ‪ :‬العبري ج‪ 6‬ث ص ‪. 302‬‬
‫(‪ )68‬الجنحاني الحبيب ‪ :‬دراسات مغربية ‪ .‬ص ‪. 86‬‬

‫‪-722-‬‬
‫وكان الرقيق يجلبون من الاحراش ‪ 2‬في أدغال افريقيا ى جلبهم ملوك‬
‫غانا وكوكو وجنودهم من القبائل البدائية ‪ 9‬أكلة لحوم البحر ‪ ،‬في بلاد لمم ‪,‬‬
‫يغيرون عليهم ويسبونهم بضروب من الحيل ويجلبونهم آلى بلادهم فيشترمم‬
‫التجار المسلمون{ثا لينقلوهم بدورهم بضاعة عبر الصحراء { الى أسواق المغرب‬
‫العربي ‪ .‬وكانت أعداد كبيرة منهم ترد بلاد المغرب ‪ ،‬كا كانت كثرهم‬
‫ظاهرة في الدولة الرستية س اذ كان السكان غالبا ما يتخذونهم خدما(ث!‬
‫فالقاريء للكتب الاباضية ى يلاحظ كثرة استمالهم من طرف العلماء‬
‫لجم لهم في تلك المصادر ى فضلا عن الاغنياء وعامة الناس الذين لم تم‬
‫چم أصحاب تلك الكتب ‪ ،‬وكان العبيد بهذا يشكلون جزءا ظاهرا‪ .‬من‬
‫سكان الدولة الرستيةثا ‪ .‬وكانت أعداد منهم تباع في أسواق تيهنرت‬
‫ووراجلان وجبل نقوسة ووهران وتنس أم المراكز الاقتصادية في البلاد‬
‫المرتبطة بتجارة الذهب والعبيد ‪ .‬ومن تلك الاسواق تخرج اما الى القيروان‬
‫أؤ الى المشرق العربي(“ا ‪ .‬أو الى بلاد الأندلس ليتخذ خدما في‬
‫الدور والمزارع ‏‪٠‬‬

‫ويحتمل أن يكون التجار التيهرتيون وغيرهم ‪ 2‬في بلاد المغربث‪ ،‬قد قاموا‬
‫بدور كبير في توزيع هذه البضاعة المطلوبة ‪ .‬حيث أن الاصطخري يذكر‬
‫أن «‪.‬الخدم السود الذين يباعون في بلدان الاسلام منهم ثوليس هم بنوبة‬
‫ولا بزنج ولا بحبشة ولا من البجة ‪ ،‬الا أنهم جنس على حدة أشد سوادا من‬
‫المجيع وأصفى »({‪0٩‬ا‏ ‪.‬‬

‫(‪ )78‬الادريسي ‪ :‬ص ‪ 7 ، 5‬وأنظر بوفيل أي دبليو ‪ :‬المرجع السابق ى ص ‪. 111‬‬


‫(‪ )88‬ابن الصفير ‪ :‬ص ‪ 84‬س‪. 25‬‬
‫(‪ )98‬لمل في اهتام ابن الصغير بخارج كلمة سودانية قيلت لابن عرفة سفير الامام أفلح الى ملك السودان ما يدل‬
‫على انتشار العبيد السوداني في تيهرت خاصة ىوبالتالي انتشار لغتهم بحيث أصبحت معروفة والا فها تفير ذلك‬
‫الاهتام ؟ أنظر ابن الصغير ‪ :‬ص ‪. 13‬‬
‫(‪ )09‬ابن حوقل ‪:‬ص ‪0 79‬موريس لومبارد ‪ :‬المرجع السابق ‪ .‬ص ‪662‬‬
‫(‪ )19‬الاصطخري‪ :.‬المالك ‪ .‬ص ‪ 43‬۔ ‪. 53‬‬

‫‪822- -‬‬
‫اد‬ ‫ص في‬
‫تبيرا‬
‫قا ك‬
‫اشاط‬
‫ون شك ‘ ن‬ ‫دعث‬‫بد ب‬
‫ارنواج تجارة العبيد ى ق‬
‫للغرب الأوسط خاصة والمغرب العربي عامة ‘ اذ بالاضافة الى فوائدمم‬
‫التجارية كبضاعة فانهمكانوا يستعملون في بعض الصناعاتثا ويتخذ‬
‫خدما عند العائلات (؟! ‪ ..‬ويقوم بالاعمال الفلاحية كالحرث والاستقاء من‬
‫الآبار وي المزارع وهي أعمال العبيد في تلك القرون ‪.‬‬
‫وفي خط متواز مع تجارة العبيد س كانت تجارة الذهب الخالص أو التبر‬
‫تلقى رواجا منقطع النظير في القرن الثاني المجري وبعده وربما كان‬
‫الالحاح على الذهب أكبر ‪ ،‬والطلب أكثر لمنافسة الدول على اقتنائه ء‬
‫والانتخار بتكديسه في الخزائن ‪ .‬وقد لعبت الدولة الرستمية بأسواقها‬
‫الواقعة في نهايات المسالك التجارية ‪ .‬كوارجلان وتيهرت وجبل نفوسة ث‬
‫وبهينتها على المسالك كلها تقريبا وذلك نبتربعها على أغلب بلاد ‪,‬‬
‫اللغرب“ا ‪ .‬لعبت دور الوسيط في تلك التجارة الرابجة ‪ ..‬فكانت الماصة‬
‫الرستمية بمثابة همزة وصل ‪ ،‬بين النشاط الاقتصادي في الاندلس والمغرب‬
‫ا الأقصى ‘ وبين افريقية الي تصلها بأسواق المشرق العربي » وبين بلاد‬
‫السودان حيث معدن الذهب فكيف كان يجمع هذا الذهب ؟ وكيف ية‬
‫بيعه في السودان ؟ وما مدى مساهمته في الاقتصاد‪ .‬الرسمي ؟‬

‫في الحقيقة ‪.‬لا نعرف الكثير عن كيفية جمع الذهب من مصاد ره‬
‫الأصلية الا مارواه الادريسي ‪ .4‬ولا نراه يختلف عما كان في عهد الدؤلة ‪.‬‬
‫بعد ثمانية أيام من مدينة غانة تقع جزيرة ونقارة‬ ‫الرستمية ومفاده أرنعلى‬
‫حيث معدن التبر المشهور بالطيب والكثرة ‪ .‬وكان (النيل) نهر النيجر يحيط‬
‫بها من كل جهاتها ويغشاها في شهر من شهور السنة التي يفيض غيها ‪3‬‬
‫(‪ )29‬الثياخي ‪:‬يذكر أنامرأة نفوسية كان لهما ثلاث عثرةأمة أو جارية ينجن لها ‪ .‬سير‪ .‬ص ‪. 742‬‬
‫(‪ )39‬يذكر ضاحب الاستبصار أن نوعا من اللودانيات اللائي يجلبن من أودت ماهرات في الطبخ يحسن عمل‬
‫الاطعمة ولا‪ .‬سيا أصناف الحلاوات ‪.‬فلا يوجد أحذق بسنعتها منهن ‪.‬الاستبصار ‪ :‬ص ‪. 612‬‬
‫ل‬ ‫‪ :‬ع‬ ‫)‪, . 051 (49‬‬

‫‪-922 -‬۔‬
‫يغطيها كلها أو أكثرها وبعد مدة يأخذ في التراجع والجزر فيأتي أهل‬
‫حثه‬ ‫منهم ف‬ ‫التر ) فيجد كل انسان‬ ‫عن‬ ‫الجزر‬ ‫أ يام‬ ‫طول‬ ‫للبحث‬ ‫السودان‬

‫هناك ما أعطاه الله سبحانه كثيرا أو قليلا من التبر وما يخيب‬


‫‪,‬‬ ‫« (‪)59‬‬ ‫أحدا‬ ‫منهم‬

‫ويضيف الادريسي أن أهل ونقارة هؤلاء ‪ 3‬أغنياء والتبر عندم‬


‫وبأيديهم كثير ي يبيعون أكثره لاهل وارجلان واهل المغرب الاقصى ‪.‬‬

‫الى جانب هذه الرواية التي تبرز مختلف الجوانب في التجارة السودانية‬
‫المغربية ‪ .‬كحقول الذهب وكيفية جمعه ومكان وجوده ‪ .‬يذكر ياقوت‬
‫الحموى( أن أقواما من السودانيين العراة كانوا يختفون عند قدوم تجار‬
‫الذهب في مكامن وأسرأب تحت الأرض ‘ يرى بوفيل‪7‬؟ا أنها هي مناجم‬
‫معدن التبر ويضيف الحموي أن طريقة بيعه في السودان كانت تم بالمقايضة‬
‫على نهر النيجر فعندما يصل التجار الى تلك المناطق ‪ 0‬يضربون الطبول‬
‫إيذانا يجيئهم فييخختتففيي العراة في مخابئهم بالارض س ويعرض التجار بضائعهم‬
‫على شكل أكوام على ضفاف نهر النيجر ؤ} ثم يتراجعون بعيدا عن الانظار ء‬
‫ليخرج الزنوج‪٦‬‏ العراة فيضعون بدورهم أكوام من الذهب الى جانب كل‬
‫كومة من البضاعة فينسحبون الى مغا راتهم من جديد ‪ ،‬ثم يعود التجار‬
‫لأخذ تلك الأكوام من الذهب ان رضوا بها ‪ .‬وتختتم صفقات هذا السوق‬
‫البدائي بقرع الطبول مرة ثانية ‪50‬‬

‫(‪ )59‬الادريي ‪ :‬وصف ‪ .‬ص ‪ 8‬۔ ‪ . 9‬وأنظر زبادية عبد القادر الذي أكد هذا وقال بأن النهر ير على مكان‬
‫وجوذ فلزات الذهب وعند جزره تظهر الفلزات لامعة في العراء بفعل تنقية النهر لها وغلها من الاتربة العالقة‬
‫يا وهكذا يهل على الاهالي التقاطها ‪ .‬أنظر مملكة سنفاي في عهد الأسيقيين ‪ .‬ص ‪. 881‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ 21‬۔‪31‬‬ ‫(‪ )69‬ياقوت الحموي ‪:‬معجم البلدان ‪ .‬ج‪ 2‬ثص‬
‫(‪ )79‬بوفيل أي دبليو ‪:‬للرجع الابق ‪ .‬ص ‪. 011‬‬
‫' () هناك رواية لابن الفقيه عن جلب الذهب من مصادره ‪.‬مفادها أن هذا المعدن الثمين ينبت في رمل‬
‫اللودان نباتا كا ينبت الجزر ويقطف عند بزوغ الثمس ‪.‬وظاهر على الرواية صفتها الاسطورية ىأنظر مختضر‬
‫كتاب البلدان ى ص ‪. 78‬‬

‫‪-032- .‬‬
‫ان هذه التجارة الصامتة ‪ 0‬بأسلوبها البدائي تعتبر أول مراحل اقتناء‬
‫الذهب من مصادره ‪ 0‬وهي مرحلة كان يقوم بعملياتها المذكورة السودانيون‬
‫أنفسهما ‪ :‬العراة أصحاب موطن الذهب ى والتجار من أهل غانة أو‬
‫كوكو ‪ 3‬وبهذين المركزين من مراكز السودان ه يتصل تجار المغرب بتجار‬
‫السودان ‪ ،‬فيقع التبادل التجاري بالبضائع التى سبق ان ذكرناها ‪ 0‬ويرجع‬
‫التجار المغاربة الى الشمال بالذهب ‪ 0‬يأخذونه الى دور السك ف المدن‬
‫الرئيسية الواقعة في نهايات مسالك التجارة كتيهرت ‪ 0‬وسجاماسة ء‬
‫ووارجلان في فترة من الفترات خيث يضرب دنانير ‪ ،‬الا أن الجزء الاكبر‬
‫منه مثله مثل الرقيق ينقل بضاعة الى القيروان ‪ 0‬ومنها الى المشرق ‪ ،‬كا‬
‫يجهز الى الأندلس(“"ا خاصة من مرافيء تنس وفروخ ووهران ‪.‬‬

‫و ۔ مظاهر التجارة العابرة للصحراء ‪:‬‬

‫كان للرستميين دورهم البارز والرسمي في تجارة الذهب والعبيد فلقد مر‬
‫دنا أن الامام أفلح قبل توليه الامامة ‪ .‬طلب من أبيه عبد الوهاب التوجه‬
‫الى بلاد كوكو (جوجو) س فأبى هذا منه ذلك ‪ ،‬لخللإ واحد صدر منه في‬
‫مسألة فقهية في البيوع عندما امتحنه("‪"0‬ا ‪ .‬ولم يتردد أفلح في طلب‪ :‬مثل‬
‫هذا ‪ ،‬ولم يخف اقتحام الصحراء وبلاد أكلة لحوم البشر ‪ ،‬لأنه يعلم جيدا‬
‫رواج تجارة الذهب مع السبودان ‪ ،‬والربح المغري التى تدره على المساهمين‬
‫فيها وعلى اقتصاد الدولة وهما جانبان تمثلا بشكل واضح في شخصية أيمه‬
‫الامام عبد الوهاب الذي قال عن نفسه ‪ « :‬لولا أنا ومحمد بن جري‪.‬‬
‫ويبيب بن زلغين ‪ ،‬لخرب بيت مال المسامين ‪ :‬أنا بالذهب‪ ....‬‏»‪. 0!٥‬‬
‫)‪ (99‬موريس لومبارد ‪ :‬المرجع السابق ‪ .‬ص ‪. 41‬‬
‫(‪ )001‬موريس لومبارد ‪ :‬الرجع السابق ‪ .‬ص ‪. 28‬‬
‫(‪ )101‬الوسياني ‪ :‬سير (مخطوط) ورقة ‪ . 93‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ ."2‬ص ‪ . 023‬الثياخي ‪ :‬سير ‪ :‬ص ‪. 222‬‬
‫(‪ )201‬الثماخي ‪ :‬سير ‏‪ ٠‬ص ‪. 502‬‬

‫‪-132-‬۔‬
‫لقد كان الامام عبند الوهاب اذن ‘ من التجار الكبار بالذهب الى‬
‫درجة أنه اعتبر نفسه احدى الموارد الاساسية لبيت المال ‪ .‬فلا شك أن هذه‬
‫التجارة التى كان يقوم بها هذا الامام حتى يكتسب تلك الثروة الذهبية التي‬
‫يتحدث عنها بنفسه ‪ 0‬كانت رسمية ‪ .‬على الأقل مع بلاد الأندلس التي كانت‬
‫العلاقات جد وطيدة بين أمرائها الأمويين والأئمة الرستميين س لذلك اكتسب‬
‫ما هو جدير ب ن يفتخر به ‪.‬‬

‫ولا يستبعد أن تكون ثروة عبد الوهاب ‪ ،‬هي التي حرضت ابنه أفلح‬
‫للتوجه الى بلاد كوكو س تلك الزيارة التي لم تتحقق لأفلح ‪ 0‬ولكن الفكرة‬
‫أو الرغبة بقيت كامنة في نفسه بحيث أن ابن الصغيرة‪)"٥‬‏ ۔ يخبرنا ۔ عن‬
‫سفارة له في عهد امامته ( ‪ 802‬۔ ‪852‬ه ) الى ملك السودان ‪ 2‬سفارة كان‬
‫على رأسها محمد بن عرفة س الرجل الوسيم الجميل الجواد ‪ .‬اختاره أفلح‬
‫فأوفده بهدية الى ملك السودان { الذي أعجب بجياله وأدبه ‪ .‬ولا نعرف‬
‫بالضبط المملكة السودانية الق توجهت اليها السفارة ‪ .‬ولكن الذي يهمنا أن‬
‫لأئمة أنفسهم كانوا من المشاركين في تجارة الذهب مع السودان ‪ 9‬ومن المهتمين‬
‫أو المغامرين الذين يأتون من مختلف‬ ‫بأرباحها ‪ ،‬فضلا عن بقية الرعايا‬
‫البقاع طمعا في الربح السريع ‪.‬‬
‫إن هينة الخوارج بصفة عامة والدولة الرستتية بصفة خاصة س على‬
‫نهايات المسالك العابرة للصحراء ‪ .‬الأثر الفعال في اقتصاد الرستميين اذ لا ‪`.‬‬
‫يخفى ما تدره مثل هذه التجارات من أرباح على المساهمين فيها وعلى‬
‫الأسواق عامة ى الامر الذي يمكن أن يرفع مستوى المعيشة الى حد أقصى الا‬
‫أننا نفتقر الى معلومات حول ما اذا كانت الدولة تجى رسوما على هذه‬
‫التجارة الرابجة ث خاصة وأن أسواقها لا تلعب الا دور الوسيط في تلك‬
‫التجارة ‪ .‬حيث أن الذهب والعبيد كليهما لا تستفيد‪ .‬منهيا الدولة الرستمية‬ ‫_‬ ‫‪0‬‬
‫<‬
‫`‬

‫‪. 13‬‬ ‫‏‪ ٠‬ص‬ ‫(‪ )301‬ابن الصغير ‪ :‬سيرة‬

‫‪-232-‬۔‬
‫وحدها ى وانما يؤخذان الى خارج حدودها ‪ ،‬فاذا كانت الخزينة الرستية‬
‫تستفيد من الدور الوسيط الذي تلعبه في هذه التجارة ث فهل كانت تفرض‬
‫رسوما على القوافل الخارجة من حدودها ؟ وهل كانت تستفيد من التجار‬
‫الذين لا يستقرون في مدنها س على الأقل من زكواتهم التي لاشك أن تكون‬
‫كبيرة بكبر حجم التجارة العابرة للصحراء ؟‬

‫لا أذر يدل على ثبوت شيء من هذا ‪ ،‬الا أننا‪ .‬لا ننفي اطلاقا مساهمة‬
‫هذه التجارة في رفع المستوى الاقتصادي للدولة س على الأقل بفعل عبور‬
‫مثل تلك الأموال الذهبية الضخمة على أسواقها ‪ .‬وهو ما يترك حيوية‬
‫ونشاطا دائبين في تلك الأسواق ‪ .‬ولعل أهم فائدة جنتها الدولة الرستمية‬
‫من تلك القوافل الذهبية ‪ 0‬ما دخل دور سكها ليحول الى عملة متداولة او‬
‫حليا يقتنى ويبدو أن استفادة الرستميين من تجارة الذهب كانت بقدر‬
‫مساهمتهم فيها ‪ .‬فاما كانت هذه ضخمة س أنعكس عنها ازدهار ورخاء في‬
‫الاقتصاد س ورقي في المستوى المعيشي ‪ ،‬وتطور في الجتبع الذي يلوح لنا أنه‬
‫انتقلت طائفة منه من طور البداوة الى طور الحضارة والاستقرار ى وذلك‬
‫بالمساهمة في تلك التجارة الصحراوية ‪.‬ومن مظاهر النو الاقتصادي ‪.‬‬
‫والاستفادة من ذهب السودان » وجود الصيارفة في تيهرت ‘ فابن‬
‫الصغير(‪)"٥4‬‏ يحدثنا عن ثاجر ثري يدعى أبا محمد الصيرفي ثله ضلع بباله‬
‫الواسع في الفتن التي نشبت ف أواخر أيام الدولة الرستمية ‪ .‬فههنة الصرف أو‬
‫الصيرفة(‪6"٥‬‏ إن دلت على شىء فانما تدل على وفرة السائل النقدي ‪.‬‬
‫وتنوعه الامر الذي يتطلب صيارفة لاستبدال العملات ببعضها ‪ ،‬أو لتقيم‬
‫أوزان بعضها الآخر ث وفرز المغشوش منها عن صحيحها ‪ ،‬وهذا يمثل أرق‬
‫مظاهر النشاط التجاري والتقدم الاقتصادي ‪.‬‬

‫(‪ )401‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪ 83‬۔ ‪ . 93‬وأنظر الترجمة الفرنسية لموتلنسكي ص ‪. 101‬‬
‫(‪ )501‬عن الصرف والصيرفي ‪ :‬أنظر ابن منظور ‪ :‬لسان العرب المحيط ي م‪ 2‬ى دار لبنان العرب ث بيروت ‪.‬‬
‫‏‪٠‬‬ ‫«صرف»‬ ‫كلة‬

‫‪16‬‬ ‫‪-233 -‬‬


‫واذا كان الرستميون قد استفادوا اقتصاديا واجتاعيا ‪ 0‬من تجارتهم مع‬
‫السودان ‪ 2‬فانهم من جهة أخرى أفادوا العالم الاسلامي ‪ ،‬وساهموا في تزويده‬
‫بالمعدن المين ى وهو بضاعة لا شك أن المراكز الاساسية بالمشرق كثيرة‬
‫الالخاح في طلبه فضلا عن القيروان الي يعبر خلالها«“"‪ . 0‬أما الأندلس‬
‫الذي كان الأمويون فيه ‪ 2‬الى القرن ‪.‬الثالث يضربون غير الذهب عملة ‪3‬‬
‫فانهم مع بداية القرن الرابع سكوا أول عملة ذهبية لهم ثوذلك في غمرة‬
‫الاضطراب السياسى الذي كان يعيشه المغرب العربي بدخول العبيديين ه‬
‫الذين حاولوا السيطرة على جميع مسالك الذهب ‪ 2‬واحتكار التجارة فيها ‪.‬‬
‫الأمر الذي يترتب عنه ي ولا شك تذبذب وعرقلة في وصول الذهب الى‬
‫القرب فضلا عن الأندلس ولا ننسى أن العبيديين كانوا في صراع مع‬
‫الأمويين وتنافس حاد معه ‏”©‪. )٢‬‬

‫[ن هذه الأسباب كلها ‪ .‬جعلتني أعتقد جزما ‪ ،‬أن ضرب أمويي‬
‫الاندلس لأول غتلة ذهنية لهم سفي تلك الظروف بالذات ‪ ،‬لم يكن ليتحقق‬
‫لولا الاحتياطي الكبير الذي مولهم به الرسميون من قبل واستطاعوا توفيره‬
‫فقد كانت أسواق الرستيين ومرافئهم معابر للذهب المشحون الى الأندلس‬
‫ولا أستبعد أن يكون السبب في تحطي الامام أفلح للعباسية س المدينة التي‬
‫بناها الأغالبة على مقربة من تيهرتة") س هو وقوعها في نهاية مسلك‬
‫زئيسي لتجارة‪ .‬الذهب مع السودان ‘ وهو المسلك الأوسط \ أو المنلك‬
‫الرنمي البحت إن صح التعبير ‪ .‬وكان على ما يبدو هو المسلك الرئيسي‬
‫الذي يربط بلاد السودان بالآندلس عبورا على تيهرت ‪ :‬وبالتالي فان بناء‬
‫مدينة مثل العباسية على مقربة من تيهرت ‪ ».‬من شأنها أن تعرقل حركة‬
‫(‪ )601‬موريس لومبارد ‪ :‬المرجع السابق ث ص ‪ 281...692 . 651 . 551 . 38‬ى وأنظر الجنحاني الحبيب ‪:‬‬
‫التلاقات السياسية المحاضرة المذكورة ص ‪. 9‬‬
‫‪.‬‬ ‫_ ‪09‬‬ ‫‪98 .‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪ .‬الجنحاني الحبيب ‪ :‬دراسات مغربية ص‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ :‬الرجع السابق ‪ .‬ص‬ ‫لومبارد‬ ‫)‪ (1 70‬موريس‬

‫‪.‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪ 4‬ب ص‬ ‫‪ .‬ابن خلدون ‪ :‬المبر ج‬ ‫‪6‬‬ ‫‪ :‬فتوح البلدان ب ص‬ ‫البلاذري‬ ‫(‪)901‬‬

‫` ‪- 432 -‬‬
‫سيلان الذهب في ذلك المسلك بالذات ‪ 0‬فضلا عن وجودها في أراض‬
‫رسمية ‪ .‬وعلى مقربة من العاضة!ا ‪ .‬ولهذا السبب ‪ 0‬حسبا يظهر " أخبر‬
‫أفلح حكام الأندلس بفعله ‪ 3‬وللسبب نفسه ولأهمية الحدث عندهم"ودوره في‬
‫اقتصادهم ‪ ،‬بعثوا اليه بهدية تمينة تقدر بمائة الف دره ‏‪. 1٦٦‬‬

‫لقد كان الرستميون ‪ ،‬اذن ى أهم ممول للأندلس بمعدن الذهب وذلك جنبا‬
‫الى جنب مع القمح والماشية والرقيق ‪ 0‬وقد لعبت مرافيء المغرب الأوسط‬
‫فى هذه التجارة دورا بارزا س اذ كان معدن النذهب بمثابة عملة رستمية‬
‫أساسية ‪ .‬بها كانت تجلب البضائع "الق هي في حاجة اليها وخاصة منها‬
‫البضائع الأندلسية التي يترائ لنا أنها مهمة جبدا وضخمة ‪ ،‬وذلك بك‬
‫العلاقة الوطيدة"" الق كانت تربط الاسرتين الحاكمتين فى‬
‫المغرب والأندلس ‪.‬‬
‫لقد استمرت تجارة المغرب مع السودان قرونا متواصلة ‏‪ { 1٦‬الا أن‬
‫سقوط الرستميين على يد العبيديين سنة ‪692‬ه ‪ ،‬حة من نشاط التجار‬
‫الاباضية ‪ ،‬وأصبحوا لا يهينون الا على المسلك الأوسط س الذي جعلوا‬
‫مدينتهم وارجلان حدا نهائيا له ى يضربون الذهب به ‪ ،‬باسم بلدم‬
‫وارجلان ‪ .‬وقد لاحظ ذلك الادريسي ‏‪. 01٦‬‬
‫ويبدو أن نشاط تجارة المغرب الأوسط مع السودان س لم يتوقف بانتهاء‬
‫جكم الرستميين ‪ .‬ولكن قبل ذلك باعوام » خاصة ف السنوات الأخيرة من‬
‫حكمهم ‪ .‬تلك السنين التي كثرت فيها الفتن ث فأصبحت السبل غير آمنة‬

‫(‪ )901‬الباروني ‪ :‬الأزهار ‪ .‬ج‪ .: 2‬ص ‪. 681‬‬


‫(‪ )011‬البلاذري ‪ :‬فتوح ‪ .‬ص ‪ . 632‬ابن خلدون ‪ :‬العبر ‪ .‬ج‪ . 4‬ص ‪. 924‬‬
‫(‪ )111‬محمود انماعيل ‪ :‬الخوارج ‪ .‬ص ‪ 351‬۔ ‪ . 751‬فيلالي عبد العزيز العلاقات السياسية ‪ .‬ص ‪ 69‬۔ ‪901‬‬
‫وانظر ‪. 382-082‬م ‪! : 0«!.‬حط ‪.‬‬
‫(‪ )211‬بوفيل أي دبليو ‪ :‬المرجع السابق ‪ .‬ص ‪. 471‬‬
‫‪. 98 . 9‬‬ ‫(‪ )311‬الادريسي ‪ :‬ص‬

‫‪532- -‬‬
‫وكثرت اللصوص وقطاع الطرق ‘ كا يخبرنا بذلك ابن الصغير المعاصر‬
‫للأخداثث""ا س وهي عوامل من شأنها أن تؤثر سلبا في نشاط التجارة‬
‫الرستية ۔ السودانية ‪ 4‬ش إن الحكام في هذه الفترة لم يشاركوا في تلك‬
‫التجارة مثلما كانوا سابقا فى عهد الامامين عبد الوهاب وأفلح ىلذلك نجد‬
‫تركة الامام أبي اليقظان بن أفلح عندما عدت لا تتعدى سبعة عشر دينارا‬
‫عيتا ‪ 4‬وهو الذي زوده الخليفة العبا سي بالأموال »قبل مغادرته بغداد } كا‬
‫أن زهد يعقوب بن أفلح ‪،‬جعله لا يجس بيده ديناروالا درهما(ة") ىفهل‬
‫ها الا انصراف عن الحياة التجارية ى الى حياة الزهد ‪ 0‬وعزوف عن‬
‫التجارة الت كان أبوهما وجدهما مأنبرز المساهمين فيها سكا لا يستبعد أن‬
‫تكون الفتن هي التي شغلتهما عن النشاط التجاري ‪ ،‬ولعلها شغلت ‏‪٠‬‬
‫أوردت العديد من التجار الراغبين في المساهمة في ذلك النشاط الحيوي هن‬
‫الاقتصاد الرسي ولعل هذا الاضطراب السياسي الذي استر الى أواخر أيام‬
‫الحكم الرستمي أدى الى اضطراب تدفق الذهب على العاصمة تيهرت ‪0‬‬
‫وبالتالي تقلضت الفوائد التي كانت الدولة تجنيها متنلك التجارة ‪ .‬فم تقو‬
‫تلى مواچهة الفتن لقلة وفرة المال ‪ .‬وهذه النتيجة نفسها ؤأدت الى تقلص‬
‫جلب البضائع التى تحتاجها ‪.‬وبذلك ضعف الكيان ‪ ،‬وتمادى العدو ه‬
‫والثائر ‪ ،‬والمترد في‪ :‬عصيانهم ‪.‬فاجتمعتبذلك العوامل كلها للتهميد لسقوط‬
‫الرستميين في‪ ,‬يد العبيديين دون مقاومة تذكر ‪ .‬تاركين نشاط التجارة‬
‫العابرة للصحراء وفوائدها الجة لهم ‪ 0‬ليستفلوها بمختلف الوسائل‬
‫وأوسعها اطلاقا ‏(‪, )٦٦٥‬‬

‫)‪ (114‬ابن الصفير ‪ :‬ص ‪. 75‬وأنظر الدرجيني الذي يتحدث عن قطاع طريق تعرضوا لقافلة في عهد العامل‬
‫الرستمي الاخير على جبل نفوسةأبي منصور الياس ىطبقات ‪ :‬ج‪ . 2‬ص ‪. 223 123‬‬
‫(‪ )511‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪. 45. 94. 04. 03‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪ )611‬الجنحاني ‪:‬دراسات مغربية ‪ .‬ص ‪ 54‬۔‪76‬‬

‫‪-632-‬‬
‫الفصل السادس »‬
‫المؤسسة المالية ‪ :‬بيوت الأموال ودار الزكاة‬

‫كان في الدولة الرستمية س كغيرها من الدول العربية الاسلامية آنذاك ء‬


‫بيوت أموال محلية عديدة ى وبيت مال مركزي مقره العاصمة تيهرت ويقوم‬
‫عمال الدولة بجمع الزكاة وصرفها في وجوهها كل في مقر ولايتها ‪ .‬ويشير‬
‫الامام الاول عبد الرحمن بن‬ ‫ابن الصغير ‪ ،‬الى تعدد بيوت الاموال في عهد‬

‫رسم فيقول ‏‪ ٠‬وبيوت أمواله عتلاة ‏‪"٥٠‬‬


‫إن المعلومات الى تعرفها عن بيوت الأموال المحلية في مختلف المدن‬
‫والولايات قليلة ‪ .‬كا أننا لا نعرف كيفية جمع الأموال ‪ ،‬ولا كميتها ‪ .‬وتشير‬
‫بعض المصادر الى هروب السكان من دفع الزكاة »‪ .‬وهو ما يفهم مما كان‬
‫يفعله أبو يونس وسيم عامل الامام عبد الوهاب على قنطرارة ‪ ،‬اذ كان‬
‫يصعد الى « أشرف موضع حيث يسمعه الاقصى والأدنى فينادي بأعلى صوته‬
‫لافرار من الصدقة والفار من الصدقة يؤذي ويكرر ذلك »ةا ‪.‬‬
‫(‪ )1‬أعزام ابراهيم ‪ :‬غصن البان في تاريخ وارجلان (مخطوط) ورقة ‪ . 03‬علي يحي معمر ‪ :‬الاباضية بالجزائر ‪.‬‬
‫ص ‪ 112‬۔ ‪. 212‬‬
‫كان نظام تعدد بيوت الأموال سائدا في صدر الاسلام حيث أن للزكاة ديوانا خاصا بها في مركز الخلافة يتبعه‬
‫فروع في سائر الولايات والبلدان ‪ .‬أنظر صبحي الصالح ‪ :‬النظم الاسلامية نشأتها وتطورتها ط ‏‪ ، ٦‬دار العلم‬
‫للملايين ‪ .‬بيروت ‪5831‬ه‪5691/‬م ‪ .‬ص ‪. 953‬‬
‫(‪ )2‬ابن الصفير ‪ :‬ص ‪ . 51‬وأنظر كذلك الشاخى ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪. 122 . 291‬‬
‫(‪ )3‬الشياخي ‪ :‬بير ‪ .‬ص ‪ . 591‬وتذكر المصادر الاباضية أ حفيد للامام عبد الوهاب قصد النكار جابيا فقالوا‬
‫له ابن المهدور دمه حيث أن أباه كان قد وجد مقتولا دون أن يعرف القاتل اثر فتنة النكار ويبدو أن هؤلاء أبوا‬
‫من دفع ما عليهم من حقوق لذلك حاربهم الامام عبد الوهاب ‪ .‬وان تنلتكالمصادر تعزو سبب القتال الى‬
‫معرفة أن القاتل من النكار وذلك من كلمة ‏‪ ٠‬يابن المهدور دمه ۔ وهو الأمر الذي لم يتقبله الثياخي ‪ .‬أنظر ‪' = :‬‬

‫‪732- -‬‬
‫ومادامت معلوماتنا حول هذه البيوت قليلة جدا ‪ .‬فلا نرى أنها تكون‬
‫مختلفة عن بيت مال العاصمة الي لنا عنها بعض المعلومات ى احتفظ لنا بها‬
‫كتابه القمم ‪.‬‬ ‫ابن الصغير ف‬

‫لم يكن في تيهرت بيت للمال؛“ا فحسب ‪ ،‬وانما كان الى جانبها دار‬
‫يعرف بدار الزكاةةا ‪ .‬وقد حاول الاستاذ الكعاك تفسير وجود هاتين‬
‫اللؤسستين الماليتين ث ودور كل منهيا فأق بمبهم عندما قال « وغاية العام أنه‬
‫الأموال الداخلة ودار الزكاة‬ ‫كأن يوجد ديوان يعرف ببيت المال لقبض‬
‫الصغير لم يذكر داز الزكاة الا‬ ‫لدخول المال وخروجه ‪ 66‬ة والحقيقة أن ابن‬
‫وهلة أنها تسمية ثانية لبيت‬ ‫مرة واحدة يمكن أن يتبادر الى الذهن لأول‬
‫الصغير نفسه س يلاحظ وجود‬ ‫المال لاغير ‪ ،‬الا ان المتدبر في نص آخر لابن‬
‫فرق بين الأموال التي تجمع من الزكاة ‪ .‬والأموال التي تجبى من غيرها ‪ :‬فرق‬
‫يتجلى في توزيعها وأماكن انفاقها ولأهمية النص ننقله كاملا ‪:‬‬
‫يقول ابن الصغير ‪.« :‬وأهل الصدقة على صدقاتهم يخرجون في أوان‬
‫الطعام فيقبضون أعشارمم ف هلال كل (‪()....‬ا من أهل الشاة والبعير‬
‫يقبضون ما يجب على أهل الصدقات لا يظلمون ولا يظامون فاذا حضر‬

‫جميع ذلك صرف ((عبد الرحمن بن رستم ) الطعام الى الفقراء وبيعت الشات‬
‫(كذا) والبعير فاذا صارت أموالا دفع منها الى العيال بقدر ما يستحقون على‬
‫عملهم ثم نظر في باقي سائر المال فاذا عرف مبلغه أمر باحصاء من في البلد‬
‫وفيا حول البلد ثم أمر باحصاء الفقراء والمساكين فاذا علم عددهم أمر‬
‫= آبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ . 46‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ي ج ‪1‬ص ‪ . 65‬الثياخي ‪ :‬سير ى ص ‪ . 351‬أنظر كذلك‬
‫الباروني ‪ :‬الأزهار ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪ . 411‬يذكر أن حفيد الامام أخذ الحقوق الشرعية ولم ينعها ولكن النكار قالوا‬
‫له ‪ :‬يابن المهدور دمه فحاربهم الامام اذ علم أن القاتل منهم لاغير ‪.‬‬
‫(‪ )4‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪. 57 . 65 . 94 . 84 . 14 . 91 . 81‬‬
‫(‪ )5‬نفسه ‪ .‬ص ‪. 34‬‬
‫(‪ )6‬الكماك ‪ :‬موجز ‪ .‬ص ‪. 481‬‬
‫(ه) بياض في الأصل ‪.‬‬

‫‪-832-‬‬
‫باحصاء"ما في الأهراء من الطعام ثم أمر بجميع ما بقي من مال الصدقة‬
‫فاشترى منه أكسية صوفا وجبابا صوفا وفراء وزيتا ثم دفع في كل أهل‬
‫بيت بقدر ذلك ويأثر بأكثر ذلك أهل الفاقة من مذهبه ‪ ،‬ثمينظر الى ما‬
‫اجتع من مال الجزية وخراج الأرضين وما أشبه ذلك فيقطع لنفسه وحشثمه‬
‫وقضاته وأصحاب شرطته والقائئين بأموره ما يكفيهم في سنتهم ثمإن فضل‬
‫فضل صرفه في مصالح المسامين » ‪.‬‬

‫لقد كان هذا في عهد عبد الرحمن بن رستم ي ولا شك أن هاتين‬


‫المؤسستين استمرتا مع الدولة الرستمية الى آخر عهدها ‪ .‬وتشير المصادرة الى‬
‫أن رجال نفوسة كانوا هم الذين يتولون مسؤولية بيت المال في تيهرت ‪ ،‬ولما‬
‫‪.‬كان النص مهيا في ذكر موارد دار الزكاة وبيت المال ونفقات كل منهما ‪:‬‬
‫فبالامكان أن نشرح ذلك بشيء مانلتفصيل ‪:‬‬
‫أ ۔ دار الزكاة موارده ونققاته ‪:‬‬

‫‪.‬لا يتغذى دار الزكاة الا من مورد واحد هو الزكاة لذلك س على ما‬
‫يبدو ‪ .‬ينسب اليها ‪ .‬وليست لدينا معلومات عن كمية الزكاة وأرقامها ‪.‬‬
‫الا أنه بالامكان أن نقدرها جملة ونقول بأنها كانت كبيرة كبر الدار نفسها‬
‫الق وصنها لنا ابن الصغير ‪ .‬عندما تعرض لذكر قصة القاضي الذي‪ .‬خرج‬
‫ليلآ باحثا عن ابن لأبي اليقظان ‪ ،‬أق بمنكر قيل إنه اختفى بدار الزكاة ‪:‬‬
‫وهكذا يفتش القاضي الدار كلها وتبدو لنا متكونة من أكثر من طابقين ‏‪٠‬‬
‫وعدة غرف{ا ولا شك أن ازدهاز الزراعة زالتجارة س وتداول الذهب‬
‫المجلوب من السودان ورخاء البلد عامة ‪ ،‬من الأمور التى تجعل كمية الزكاة‬

‫(‪ )7‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪ 51‬۔ ‪. 61‬‬


‫(‪ )8‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪ 3 72‬وأنظر كذلك الثياخي ‪ :‬سير ى ص ‪ . 122 0 291‬ويذكر ابن الصغير أن صاحب بيت‬
‫الال في عهد الامام أبي حاتم يدعي عبد الرحمن بن صواب النفوسي ‪ ،‬أنظر ص ‪ . 65‬وأنظر كذلك الشياخى ‪:‬‬
‫‪. 362‬‬ ‫سير ‏‪ ٠‬ض‬
‫(‪ )9‬ابن الصفير ‪ :‬ص ‪. 34‬‬

‫‪.239٠‬‬
‫كبيرة ‪ .‬ولا أدل على ذلك مما ذكرناه عدة مرات في هذا الباب من قول‬
‫الامام عبد الوهاب « لولا أنا ومحمد بن جرني ويبيب بن زلغين لخرب بيت‬
‫مال المسامين ‪ :‬أنا بالذهب ومحمد بن جرني بالرث وابن زلغين‬
‫بالأنعام »(ث") ‪ .‬وهذه المقولة واضحة في أهمية الزكاة كمورد وحيد لتلك‬
‫الدار ى وان كان نص الشماخي وهو متاخر جدا عن الفترة التي يؤرخ لها‬
‫يوظف لفظة بيت المال بدلا من دار الزكاة ولا نشك أن عبد الوهاب \ انما‬
‫ذكر ما ذكر لعظم ثروته الذهبية ‪ 0‬وعظم ثروة ابن جرني وابن زلغين حتى ‪.‬‬
‫وكأن دار الزكاة لا يمولها الا هؤلاء الثلاثة‬
‫ومما يدل على كثرة ما يدخل دار الزكاة س فبالاضافة الى ‪.‬ما كان يدفعه‬
‫التجار والفلاحون وأصحاب الماشية ث فان النساء كن أيضا من المساهمات في‬
‫تلك الدار با فرض الله عليهن من زكاة حليهن""ا وهو مذهب اذباضية ‪.‬‬
‫‪ .‬فمن الممكن أن‬ ‫ونظرا لتوفر الذهب بالقدر الذي سبق أن شرحناه‬
‫عن الثروة‬ ‫لدا ‪ .‬فضلا‬ ‫تغذية‬ ‫مساممتها فف‬ ‫كثرة ره ة الحلي ‪ .2‬ومدى‬ ‫نتصور‬

‫الذهبية النقدية السائلة ‪ .‬وكان اباضية سجاماسة ى كا يقول ابن الصغير‬


‫يبعثون بزكاة أموالهم الى تيهرت لينتفع بها اخوانهم هناكة") ‪ .‬وهي بذلك‬
‫‪.‬‬ ‫الدولة الرستمية‬ ‫حدود‬ ‫عن‬ ‫خارجا‬ ‫آخر لدا ر الزكاة‬ ‫تشكل موردا‬

‫أما نفقات هذه الدار س فقد كان النص صريحا في تفصيلها ‪ .‬وهي‬
‫تنطبق تماما مع ما جاء في القرآن الكريم في قوله تعالي ‪ « :‬انما الصدقات‬
‫للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغفارمين وفي‬
‫سبيل ا له وابن السبيل فريضة من ا له ولله عليم حكيم »" ‪.‬‬
‫(‪ )01‬التماخي ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪. 402‬يذكر الشيخ اطفيش أزنابن زلفين كان يملك مائة ألف من الابل والغنم واثنا‬
‫عثر ألف حمار ‪.‬وأما اين جرني فكانت زكاته في السنة آلاف حمل من البر والشعير ‪ .‬أنظر الرد على العقبي ‪:‬‬
‫لالمزاتي ‪ :‬سيرى‪8‬ص‪ 5‬۔‪. 68‬‬ ‫اس‬
‫نكسب‬
‫ل» و‬
‫افنم‬
‫رنة ة ال‬
‫ثر ع‬
‫كأنظ‬
‫ص ‪ 86‬۔‪ . 37‬و‬
‫‪932‬‬
‫(‪ )11‬الثماخي ‪ :‬سير ى ص‬
‫(‪ )21‬ابن الصفير ‪ :‬ص ‪. 64‬‬
‫(‪ )1‬سورة التوبة ‪ :‬آية ‪. 6‬‬

‫‪-042-‬‬
‫وهكذا نلاحظ أن أموال الزكاة انما تصرف أو تنفق في وجوهها المخددة‬
‫في النص القرآني ‪ .‬ولهذا السبب ما ذكر امن وجود دارين ‘ دار للزكاة ء‬
‫ودار لبيت المال س موارده من الأموال الأخرى ‪.‬‬

‫واذا أردنا أن نعدد الوجوه التي تصرف فيها الزكاة ‪ .‬معتقدين على نص‬
‫ابن الصغير ‪ .‬وجدناها تتلخص في الفقراء والمساكين والعمال ‪ .‬ولما كان‬
‫اللوجهان الأولان معروفين ‪ ،‬بقي أن نشرح الوجه الثالث وهو العيال‬
‫والقصد به هو الجباة وهو ما يوافق الاية الكرية ه« والعاملين عليها »‬
‫وهكذا فان الأموال العينية تحول الى نقد س خاصة منها الشياه والبعيز ‪..‬أما‬
‫الطعام والقصد به على ما يبدو ء القمح أو الميدث"' فيوزع عينا على‬
‫الفقراء لاحتياجهم اليه ‪ :‬ثم تصرف أجور الجباة ‪ .‬وبعد ذلك تجمع الزكاة‬
‫كلها ‪ .‬ويحصى الفقراء والمساكين في مدينة تيهرت وما حولها فتوزع عليهم‬
‫أكسية وجبابا من الصوف وفراء وزيتا ‪ .‬ويبدو أن هذه العمليات تتم في‬
‫بداية فصل الخريف ‪ ،‬لذلك تعطى للفقراء حقوقهم أكسية شتوية من‬
‫الصوف لاستقبال فصول البرد والمطر ‪.‬‬

‫واذا كان ابن الصغير ث يشير الى أن عبد الرحمن كان يؤثر بأكثر أموال‬
‫الزكاة أهل الفاقة من مذهبه ‪ ،‬فلا شك أن ذلك راجع الى أن أغلب السكان‬
‫من الاباضية من‪ .‬جهة ‪ .‬ومن جهة أخرى لان دافعي الزكاة يكون أغلبهم‬
‫من الاباضية ث وبالتالي فان زكواتهم تعود الى أهل مذهبهم ‪ .‬كا أن زكاة‬
‫غير الاباضية ترد الى فقراء غير الاباضية ‪ .‬أما أن منعوها كلها فهذا مالم تشر‬
‫اليه المصادر ث بل تثبت العكس تماما(ة‪. )1‬‬

‫(‪ )41‬ربا يقصد هنا بالطعام الميد أو الككي ى وهي الاكلة الأكثر انتشارا في بلاد للغرب الى يومنا هذا ‪.‬‬
‫(‪ )51‬عن حق غير الاباضية في الزكاة في الدولة الاباضية ‪ :‬الدليل والبرهان لأهل المقول لأبي يعقوب يوسف‬
‫الوارجلاني ‪ .‬ج‪ . 3‬ص ‪ 35‬۔ ‪ . 45‬الجيطالي اسماعيل ‪ :‬قواعد الاسلام ى تحقيق عند الرحمن بكلي ى المكتبة‬
‫‪.‬‬ ‫‪ 0‬ص‪4‬‬ ‫الاعرلبيجةز‪.‬ائر ي ‪ . 6791‬ج‬
‫‪. 11‬‬

‫‪142- -‬‬
‫وكانت ‪,‬‬ ‫ظام أحد‬ ‫بدون‬ ‫الحصاد‬ ‫ء‪ .4‬جى ف أوقات‬ ‫‘ اذن‬ ‫الزكاة‬ ‫لقد كانت‬

‫المال‬ ‫بيت‬ ‫فكيف كانت‬ ‫رأ رنا ‪4‬‬ ‫أن‬ ‫سبق‬ ‫< ك‬ ‫اللخروعة‬ ‫وجوهها‬ ‫ف‬ ‫توزع‬

‫وفيم تنفق أمواله ؟‬ ‫؟‬ ‫ومم تتفذى‬

‫ب ۔ بيت المال مواده ونفقاته ‪:‬‬


‫كان بيت المال يتغذى من الأموال الق تجى جزية "ا ‪ .‬أو خراجا‬

‫للأرضين”"ا ‪ .‬وهو ما ذكر ابن الصغير صراحة في نصه الذي نقلناه عنه ‏‪٠‬‬
‫يضاف اليها بعض الضرائب والرسوم التي ‪ 9‬ولا شك كانت تؤخذ من أرباب‬
‫التجارات‪.‬والحرف والقوافل التجارية وغيرهاا ‪ .‬وهو ما أشار اليه ابن‬
‫الأرضين‬ ‫الصغير اشارة دون تصريح ‪ 4‬بعد أن ذكر مال الجزية وخراج‬
‫بقوله « وما أشبه ذلك »‪٢‬ا‏ ‪.‬‬
‫والحقيقة أننا لا نعرف شيئا عن كمية أموال هذه الأنواع من الجبايات‬
‫ولم يزودنا اليعقوبي اليذي زار المنطقة بأرقام ما كان يدخل بيت مال‬
‫< وأكتفى ف‬ ‫الخرق‬ ‫بلاد‬ ‫دأبه ف‬ ‫} وكان‬ ‫التزم به‬ ‫وهو الأمر الذي‬ ‫الرستميين‬

‫(‪ )61‬لا نعرف شيئا عن عدد الذميين في تيهرت فضلا عن المدنالأخرى ويبدو أنهمكانوا عديدين بحيثأن‬
‫للنصارى كنيستهم ‪.‬ولا شك أن اليهود كانوا هم أيضا بعدد وافر بحكم الازدهار التجاري الذي عرفته الدولة‪.:‬‬
‫وكان لهم درب يعرف بالرهادنة ‪ :‬أنظر ابن الصغير ‪ :‬ص ‪. 75 . 55. 64. 63‬‬
‫(‪ )71‬لا نعرف شيئا عن الأ راضيالخراجية في المغرب العربي ‪.‬فكل الجغرافيين الذين ألفوا حول المغرب ل هوا‬
‫هذا الجانب علما بأنالمغرب فأتحكثره عنوة ‪ .‬الا أانبن عبد الحكر يذكر أن حسان بن النعمان ‪ .‬أحد ولاة بفي‬
‫أمية على المغرب (‪37‬ه ۔‪87‬ه) بعد أن استقامت له الأنور في المغرب وضع الخراج على عجم افريقيا وعلى من‬
‫أقام معهم على النضرانية من البربر‪ ...‬أنظر فتوح افريقية والأندلس ‪.‬ص ‪ 46‬۔‪. 56.‬وهذا النص يشير بوضوح‬
‫الى أن أراضي البربر الذين أسلموا لم يعتبرها حسان خراجية ‪.‬والمعلوم أنمعظم البربر دخلوا في الدين‬
‫الاسلامي ى وبالتالي فان معظم الأراضي ببلاد للغرب لا تعتبر خراجية ‪ .‬ولعل هذا الوضع استمر كذلك في عهد‬
‫الدولة الرسمية ‪.‬أنظر كذلك محمد علي دبؤز ‪::‬تاريخ المغرب الكبير ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪. 411‬‬
‫(‪ )81‬لا يستبعد الاستاذ دانجيل أتنكون ربوم تؤخذ على العمليات التجارية ‪ .‬خاصة منها التجارة البعيدة‬
‫‪.‬‬ ‫‪! .:‬‬ ‫ِ أنظر ‪, . 121 :‬‬
‫(‪ )91‬ابن الصفير ‪ :‬ص ‏‪ ١5‬وهذا ينفي ما ذهب اليه كل من الاستاذ أجد توفيق المدني والشيخ علي يحيي معمر من‬
‫أن الرستميين كانوا لا يجبون غير الزكاة ‪ .‬أنظر ‪.:‬المدني ‪:‬كتاب الحزائر ‪ .‬ص ‪ .. .12‬معمر علي يحيى ‪:‬الاباضية‬
‫بالجزائر ‪ .‬ص ‪. 112. 35 . 92‬‬

‫‪- 242 -‬‬


‫بلاد المغرب بذكر الخارطة السياسية والجغرافيةث“ا ‪ .‬ويخبرنا اليعقوبي من }‬
‫جهة أخرى أن أهل جبل نفوسة ‪ « :‬لا يؤدون خراجا الى سلطان ‪ ،‬ولا‬
‫يعطون طاعة الا الى رئيس لهم بتاهرت »("ا ‪.‬فلعل أموال الخراج والجزية‬
‫وغيرهما لا تبقى بهذا في مواطنها التي جبيت منها ‪،‬وانما تنقل الى تيهرت‬
‫لبيت مال المسلمين حيث أنها تعتبر أهم ممول لدفع أجور الموظفين في الدولة‬
‫من حشم وقضاة وشرطة وقائين بأمور الدولة عامة ‪ ،‬اضافة الى أجرة‬
‫الامام نفسه(‪72‬ا ‪ .‬تدف هذه الأموال على ما يبدو مرة واحدة في السنة بما‬
‫يكفي تلك السنة كلها ‪.‬‬

‫ويبدو أن الأموال التي تجبى من الخراج والجزية وغيرها من الضرائب‬


‫والرسوم ث من الكثرة بحيث لا تكفي أجور الموظفين حسب ى وانما ربما بقي‬
‫منها شيء يصرف في مصالح المسلمين العامة كبناء المساجد والطرقات‬
‫والأسواق ‪.‬ويقدر الدكتور احسان عباسأن تكون تلك الأموال ‪ ،‬التي‬
‫يراها كبيرة جدا بحكم الثراء الذي بلفته الدولة الزستمية ‪ ،‬تصرف في انشاء‬
‫( مستشفيات ) وبيوت للضيافة والانفاق على طلبة العلم ‪ 0‬ويقدر هذا‬
‫تقديرا للأن المصادر القليلة سكتت عن تلك الجوانب ‪ ،‬في حين‪ .‬أنها كانت‬
‫¡ صريحة في التحدث عن استغلال تلك الثرو!ت الطائلة في الصراع بين فثشات‬
‫امجتع(ةتا ‪ .‬وهي الفتن التي تميزت بها السنوات الأخيرة من حكم الرستميين ‪.‬‬

‫ولقد كان بامكان الحكام أن يعوضوا تلك الخسائر بالأموال الى يغنوها‬
‫في تلك الفتن »ولكنهم تنزهوا عنها جميعا ‪.‬كا تورعوا عأنخذ المغانم التي‬
‫‪ .‬نثرها ابن طولون سنة ‪762‬ه ‪ ،‬عندما انهزم أمام النفوسيين ورجع عن‬

‫‪.‬‬ ‫ه ‪ . :‬ج‬ ‫ع‬ ‫[‬ ‫‪!,‬‬ ‫(‪ ()02‬أنظر ‪, .14 :‬‬


‫(‪ )12‬اليعقوبي ‪ :‬البلدان ‏‪ ٠‬ص ‪. 99‬‬
‫(‪ )22‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪. 52. 61‬‬
‫(‪ )32‬احسان عباسال ‪:‬مجتمع التاهرتي \ المجلة المذكورة ‏‪ ٠‬ص ‪. 13‬‬

‫‪342- -‬‬
‫هدفه في غزو افريقية (“ةا ‪ .‬لقد كانوا يرون تحريم غنية المسلمين ‪ .‬فام يكن‬
‫الرسميون من المهتتين اذن بملأ الخزائن ث وجباية أنواع متعددة من‬
‫الضرائب ى وانما اكتفوا بالحقوق الشرعية دون غيرها مع بعض الرسوم‬
‫__ الوابه والتزموا بصرفها في وجوهها الشرعية أيضا ؛ دون أن يأخذوا منها‬
‫شيئا ليس من حقهم ‪ .‬ومثال ذلك ما يرويغ لنا ابن الصغير عن خادم‬
‫الامام أبي اليقظان الذي استسهل أخذ علف فرس الامام من بيت المال ه‬
‫وذلك لما وجد دكان العلف مغلقا ث فزجره الامام عندما عرف ذلك ء‬
‫وأقسم في ليلته تلك ألا ينام حتى يرد العلف الى بيت مال المسلمين ‪ ،‬ولم‬
‫يهدأ حتى تيقن من رجوع الأموال الى مواضعها(ةة‪ .‬فلم يكن الأئمة‬
‫الرستيون ممن يؤثرون أنفسهم بالأموال أو يطلقون لأنفسهم الحرية في‬
‫التصرف فيها ‪ 9‬بل لقد كان الامام يعقوب بن أقلح من الزهد بحيث ماجس‬
‫بيده دينارا ولا درهما ‪ .‬وكان الائمة يراقبهم المشائخ من الاباضية الذين‬
‫يعرفون بالشراة ئةم ‪ .‬لا يخافون في ذكر مساوئ الامام وهفواته ى لومة‬
‫لائم ث بل لعل الأئمة كانوا هم الذين يراقبون أنفسهم مخافة سخط الشراة ‪.‬‬
‫واذا كان الرسميون قد انتعشوا بالأموال التي بعثها اباضية المشرق‪7١‬ةا‏ في‬
‫السنوات الأولى من حكمهم ‪ ،‬ودعمت بيت مالهم ‪ ،‬كمورد مؤقت غير مستر ه‬
‫فانهم لم يجدوا هذه المساعدة في السنوات الأخيرة من حكمهم ى عندما كثرت‬
‫الفتن والمنازعات ‪ ،‬التي لاشك أنها أرهقت بيت المال ودار الزكاة على حد‬
‫سواء‪ 4 .‬وهو ما عبر عنه ابن الصغير بقوله ‪ « :‬وذهبت الأموال »ة‪. )2‬‬

‫(‪ )42‬ابن عذاري ‪ :‬البيان المغرب ي ج‪ 1‬ء ص ‪. 911‬‬


‫(‪ )52‬ابن الصفير ‪ :‬ص ‪ 84‬۔ ‪. 94‬‬
‫(‪ )62‬نفه ى ص ‪. 45 . 32‬‬
‫(‪ )72‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪ 11‬۔ ‪ 21‬س وتذكر المصادر الاباضية أحد مشائخها النفوسيين ويدعى أبا مرداس كان اذا‬
‫أراد الزيارة للأئمة بتيمرت أخذ أموالا من أهل جبل نفوسة فيرفعها الى الماصة لنفع بيت مال المسلمين ‪ .‬ويعتبر‬
‫هذا أحد الوارد غير المستقرة أو الدائمة لبيت المال في تيهرت ‪ .‬أنظر ‪ :‬الوسياني ‪ :‬سير (خطوط) ورقة ‪ 21‬۔ ‪. 31‬‬
‫الثماخي ‪ :‬سير ‏‪ ٠‬ص ‪. 771‬‬
‫(‪ )82‬ابن الصفير ‪ :‬ص ‪. 04‬‬

‫‪442- -‬‬
‫وذلك بفعل ما يمكن أن تنتهى اليه تلك المنازعات والفتن‪ .‬من عرقلة‬
‫للتجارة ‪ .‬وتحطيم للزراعة ى وعهووالأن الذي يؤثر سلبا على موارد كل من‬
‫بيوت الأموال ودار الزكاة ‪.‬‬
‫هذه هي أم النفقات التي كانت تنفق من بيت المال ؛ وربما يضاف‬
‫اليها نفقات الجيش وتجهيزه في عهد عبد الوهاب بن عيد الرحمن‪ .‬خاصة اذ‬
‫كان حكمه شبه عسكري ‪ ،‬وكان قد « اجتمع له من الجيوش والحفدة مالم‬
‫يجتبع لأحد قبله »(‪. )2‬‬
‫وقد مربنا أن الأموال الشرقية قسمت ثلاثا ‪:‬كان ثلثان منها في‬
‫التجهيز العسكري ‘ مما يوحي أن عبد الرحمن بن رستم ‪ .4‬كان قد ترك عدة‬
‫حربية لابأس بها ‪ ،‬استطاع ابنه من بعده أن يوظف لها الجيوش س ولأ‬
‫مدينة طرابلس الى تامسان سفلا شك أن هذه العمليات‬ ‫للغرب بأسره من‬
‫أموالا طائلة ‪ ،‬الا أن هذه الوضعية الحربية للدولة لم‬ ‫العسكرية تتطلب‬
‫تلاشت بوفاة الامام عبذالوهاب س لذلك فان نفقات‬ ‫تستر طويلا } اذ‬
‫المجال كانت محدودة بحياة ذلك الامام ‪.‬‬ ‫بيت المال في هذا‬
‫ومجمل القول }إن الازدهار الاقتصادي الذي عرفته الدولة الرستمية كان‬
‫من شأنه أن يغذي كلا من دار الزكاة وبيوت الأموال في الدولة ‪.‬ولم تكن‬
‫النفقات كبيرة أو بحجم الموارد لذلك فان جزءا منها يصرف في الصالح‬
‫العام وهذا ما يفسر الرخاء الذي شهدته الدولة ‪ .‬والازدهار الذي واكبها '‬
‫خلال كل مراحل حكمها ‪ .‬وكانت كل من دار الزكاة وبيوت الأموال ه‬
‫مواردها ونفقاتها مصبوغة بصبغة دينية بجتة ‪.‬‬

‫‪. 42‬‬ ‫‪ :‬المجتع التاهرتي ‪ .‬المجلة المذكورة بص‬ ‫احان عبا س‬ ‫‪ 4 71‬وأنظر كذلك‬ ‫ص‬
‫‏‪٠0‬‬ ‫سيرة‬
‫ابن الصغير ‪::‬‬ ‫(‪)92‬‬

‫‪-542-‬‬
‫« الفصل السابع ‪:1‬‬

‫الحسبة ومستوى المعيشة في الدولة‬

‫ا ۔ ا حسبة‪:‬‬

‫الحسبة كا يعرفها ابن خلدون هي وظيفة دينية ‪ ،‬من باب الأمر‬


‫بالمعروف والنهي عن المنكر ‪ .‬يوظف فها القائم بأمور المسلمين من يراه أهلا‬
‫لها س فيحمل الناس على المصالح العامة في المدينة ‪ .‬مثل المنع من المضايقة‬
‫في الطرقات س ومنع الحالين من الإكثار في الحمل ‪ ،‬والحكم على أهل المباني‬
‫المتداعية للسقوط بهدمها ‪ 3‬وازالة ما يتوقع من ضررها على السابلة ث وردرع‬
‫‪.‬‬ ‫من يقوم بالفش والتدليس في المعايش وفي المكاييل والموازين وغيرها‬

‫ان الحسبة بهذا التعريف الجامع ‪ ،‬رقابة هدفها الصالح العام وتوفير‬
‫سبل الراحة والاطمئنان للرعية ‪ ،.‬وتأمينها من أي خطر قد يهدد حياتها أو‬
‫يؤذيها في مالها ‪.‬‬
‫لقد عرفت الدولة الرستمية هذا النظام الرقابي ‪ .‬لكننا لا نعرف‬
‫بالضبط متى‪ :‬ظهر فيها ‪-.‬ويبدو أنه كان موجودا منذ وقت مبكر لعهد‬
‫الامام أبي اليقظان بن أفلح ( ‪ 162‬۔ ‪182‬ه ) الذي جعله الكعاك{ة‘‬
‫مؤسس نظام الحسبة في الدولة الرستمية س وسايره على ذلك الاستاذ لقبال‬

‫[‪ )1‬ابن خلدون عبد الرحن ‪ :‬القدمة ‪.‬دار الكتاب اللبناني للطباعة والنشر ‪ .‬ط‪ 0 2‬بيروت ‪. 1691‬‬
‫ص ‪ 803‬۔ ‪ 993‬عن الحسبة أنظر ‪ :‬المارودي أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب ‪ :‬الأحكام الللطانية والولايات‬
‫`‬ ‫الدينية ‪ .‬ط ‪ . 1‬مصطفى البابي الحلى ‪ :‬مصر ‪0831‬ه‪0691/‬م ‪ .‬ص ‪ 042‬وما‪ :‬بعدها ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪2‬‬‫‪8‬ص‬
‫‪1‬ز ‪.‬‬
‫(‪ )2‬الكمال ‪ :‬موج‬

‫‪-642-‬‬
‫موسىا ‪.‬ومما يدل على وجود هذا ا لنظام في تيهرت منذ وقت مبكر لعهد‬
‫بكر ‪,‬بن أفلح‬ ‫أبي‬ ‫الامام‬ ‫ابن الصغير عن‬ ‫ذكره‬ ‫‪ .‬ما‬ ‫أبي اليقظان‬ ‫الامام‬

‫( ‪ 852‬۔ ‪162‬ه ) الذي صرف النظر في مدينة تيهرت وأحوازها الى أخيه‬
‫أبي بكر‬ ‫أخيه‬ ‫}‪ 0‬ووجود‬ ‫بغداد‬ ‫من‬ ‫عودته‬ ‫< وذلك بعد‬ ‫أبي النقظان‬

‫اماماثا ‪ .‬ومن هنا يتضح لنا أن الحسبة معروفة عند الأئمة السابقين لأبي‬
‫بكر ‪ .‬وكان يتولى القيام بها الامام نفسه تماما مثلما كان يفعل أمير المؤمنين‬
‫الاسلام (‪, )5‬‬ ‫عمر بن الخطاب (ض) قي صدر‬

‫وقام أبو اليقظان بهذه المهمة أحسن قيام فكان يركب دابته ويطوف‬
‫في المدينة حتى أقصاها ‪ 0‬ويحكم في الأمر الضروري دون أن تأخذه في الله‬
‫لومة لائم ‪ .‬وكانت له جولتان س واحدة اثناء النهار } والاخرى في الليل‬
‫ويتصل بأخيه الامام مرتين في اليوم والليلة ليطلعه على أحداث المدينة ان‬
‫حدث حادث ‪ .‬أو يخبره ان المدينة أصبحت ‪.‬هادئة وأمست هادئة ‪.‬فكان‬
‫بهذا أبو اليقظان كياقول ابن الصغير ه قد أظهر القيام لأخيه « والحسبة‬
‫أؤل محتسب تذكره المصادر باسمه‬ ‫بين يديه »(ؤ ‪ .‬وبهذا يكون أبو اليقظان‬
‫في الدولة الرستمية ‪ 0‬ليس من الأئمة كا كان سابقا } اذ تولى هذه المهمة في‬
‫عهد أخيه ‪ 0‬ويبدو أن المادة جرت بعد ذلك على أن يتولى الحسبة غير‬
‫الامام وهو ما برز بشكل واضح في عهد الامام أبي اليقظان ‪.‬‬
‫لقد ظهرت معالم نظام الحسبة جلية في عهد الامام المذكور ى ويتحدث‬

‫(‪ )3‬موسى لقبال ‪:‬الحسبة المذهبية في بلاد المغرب العربي ( نشأتها وتطورها ) التركة الوطنية للنثر والتوزيع ‪.‬‬
‫الجزائر ‪ .‬ط ‪ . 1791. 1‬ص ‪. 61‬‬
‫(‪ )4‬ابن الصفير ‪ :‬ص ‪. 23‬‬
‫ط‪ 2‬‏‪٠‬‬ ‫‪ :‬النظم الاسلامية ‪.‬‬ ‫ابراهم حسن علي ابراهيم حسن‬ ‫(‪ )5‬أنظر عن الحسبة قي عهد عمر ب نن الخطاب ‪ .‬حسن‬
‫‪ -‬مكتبة النهضة المصرية القاهرة ‪ . 9591.‬ص ‪. 072‬صبحي الصالح ‪ ،‬المرجع الابق ‪ .‬ص ‪. 923‬‬
‫(‪ )6‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪ 23‬۔ ‪ 33‬يذكر الدكتور موسى لقبال أنالحسبة في الدولة الرستمية لم تكن معروفة بهذا‬
‫الاسم وانغا كانت تعرف باسم صاحبها الذي أطلق عليه هالشرف على الوق ىويعزو هذه الكلمة لابن الصغير‬
‫ويقول بأنها كثيرا ما ترد في تاريخه ‪.‬والحقيقة أننا لم نجد لها ذكرا بعكس كلمتي الحسبة والاحتاب اللتين وردتا‬
‫في هذا المضمون ‪.‬أنظر موسى لقبال ‪:‬المرجع السابق ىص ‪. 33‬‬

‫‪-742-‬‬
‫عنه ابن الصغير فيقول بأنه أمر « قوما من نفوسة يمشون في الاسواق‪،.‬‬
‫فيأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر قالوا فان رأوا قصابا ينفخ في شاة‬
‫عاقبوه وان رأوا دابة حمل عليها فوق طاقتها أنزلوا حملها وأمروا صاحبها‬
‫بالتخفيف عنها وان رأوا قذرا في الطريق أمروا من حول الموضع أن‬
‫يكنسه »"ا ‪.‬‬

‫ولا شك ‪ ،‬أن فساد البلد ‪,‬يفتنة ابن عرفة ى التي سبقت حكم أبي‬
‫اليقظان مباشرة ‪ .‬هو الذي أوحى للامام بتعيين جماعة وليس شخصا واحدا‬
‫للحسبة ‪ .‬وهذا يدل على تفام الفساد واستشرائه س كا يدل من جهة أخرى‬
‫على كبر المدينة وكثرة أسواقها بحيث لا يكفي محتسب واحد فقط لمراقبتها‬
‫ا ومراقبة الشوارع والقيام بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر خاصة في‬
‫تلك الظروف ‪:‬‬

‫ان نفخ الشاة المزيلة حتى تبدو سمينة ى يعتبر من الفش الذي يعاقب‬
‫عليه مقترفه ‪.‬ولا يشير ابن الصغير الى نوعية العقاب أهو جسماني أم مالي‬
‫ولعله يغرم أو تصادر الشاة التي نفخها ء كا أن النظافة في تيهرت مشروطة‬
‫فلا بد لكل صاحب دكان أو منزل أن يحافظ على نظافة ماحوله ‪.‬‬

‫ولا يخبرنا النص في ما اذا كان المحتسب من مهامه مراقبة التجار قي‬
‫معاملاتهمالتجارية من كيل ووزن وعملة ‪ 2‬الا أن المتبادر الى الذهن أنه‬
‫يكون‬ ‫المشي ق الأسواق وتغيير المنكر ‪ .‬فلا بستبعد أنن‬ ‫مهنته هي‬ ‫مادري‬

‫كل ما يجري في السوق داخل في مهمة المحتسب ‪.‬‬

‫‪.‬وكان النفوسيون هم الذين يتولون هذه الخطة ‪ ،‬يرشحهم لها الامام كا‬
‫أنهم كانوا يتولون بيوت الأموال ‪ 4‬وبطانة الامام وحاشيته ث وعقد تقديم‬

‫‪ 14‬۔ ‪. 24‬‬ ‫(‪ )7‬ابن الصغير ‪ :‬ص‬

‫‪-842-‬‬
‫فكان لهم بذلك كله دور بارز في الحياة اليوميسة‬ ‫القضاة!‬
‫والاقتصادية بتيهرتت ‪.‬‬

‫ولا غلك معلومات عن الحسبة في المدن الأخرى غير العاصمة ء اللهم الا‬
‫ما ذكره الشاخي{ا عن نفوسي يدعى أبا يوسف وجدليش بن في ‪ .‬الذي‬
‫أمر سوق مدينة جادو في جبل نفوسة اليه فكان ي مز" بالمعروف ‪:‬‬ ‫‪3‬‬
‫وينهى عن المنكر ‪ ،‬ويأذن لمن يشاء بالبيع‪٬‬في‏ السوق ‪ ،‬ويمنع عنه من في‬
‫ماله شبهة س ولا شك أن مثل هذا موجود في جميع مدن الدولة الرستية‬
‫وأسواقها وقد لاحظ الدكتور لقبال‪ .‬موسى“"ؤ أن مجتيما محافظا مثل مجتع‬
‫الاباضية آنذاك لابد أن يحرص أفراده على قضية الأمر بالمعروف والنهي عن‬
‫المنكر ومحاربة العادات السيئة س وبالتالي مراقبةالأسواق ‪,‬والمعاملات‬
‫التجارية القائمةفيها‪. .‬‬

‫المعينشة ‪:‬‬ ‫ب ۔ مستوى‬

‫إن الازدهار الاقتصادي الذي عرفته الدولة الرستتية خلال تاريخها‬


‫الطويل ‪ ،‬رغم بعض الفتن التي هزت بعض المناطق منها ث كمنطقة الماصة‬
‫تنافس‬
‫تيهمرت ‪ 2‬في فترات معينة محدودة بسبب اختلافات فقهية ‪ 0‬أو‬
‫اجتاعى سياسى ‪ ،‬كان لذلك الازدهار أبرز الأثر وأوضحه على المجتمع‬
‫الرسمى كافة والتيهرتي خاصة ‪ .‬وكان للمال الدور الأشاسى في تكوين‬
‫شخصية الدولة الرسمية ورسم تاريخها كا تقول الدكتورة وداد القاضي «{" ‪.‬‬
‫فلا شك أن النشاط الزراعي والتجاري ص ووفرة أسباب الحضارة والرقي‬
‫(‪ )8‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪ 72‬ى الشماخي ‪ :‬سير ى ص ‪. 122 . 291‬‬
‫(‪ )9‬الشماخي ‪ :‬ص ‪ 333‬۔‪. 433‬‬
‫(‪ )01‬لقبال موسى ‪:‬المرجع الابق ‪ .‬ص ‪. 61‬‬
‫‪.‬‬ ‫ة‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ط‬ ‫ن‬ ‫س‬ ‫ق‬‫‪.‬‬ ‫ث‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ة‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ط‬ ‫م‬‫‪0‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫ة‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ص‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ة‬ ‫ل‬ ‫ج‬ ‫ع‬‫س‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫(‪ )11‬وداد القاضي ‪:‬اين الصغير مؤرخ الدولة‬
‫‪5‬ه‪5791/‬م ‪ .‬ص ‪. 05‬‬
‫من شأنها أن ترفع مستوى المعيشة في‪-‬الدولة ‪ 2‬الأمر الذي تترتب عنه‬
‫تحولات جذرية ف المجتمع ونسيجه ‘كظهور الطبقية مأنغنياء وفقراء‬
‫وعبيد‪ .».‬وتحول أعداد من البدو الل المذن ‪ .‬وسكنام بها ودخولهم |‬
‫‪9‬‬ ‫ا شريحة الحضزيين ‪.‬‬

‫ففي عهد الامام الأول عبد الرحمن بن رستم ي تطورت تيهرت واتسعت‬
‫اتساعا فجائيا نكاد لا نصدقه ‪ 2‬اذ استفرق ثلاث سنوات فقط ‪ 4‬وهي الفقرة‬
‫القي تفصل مابين المساعدة المشرقيةة الأولى ‘ التى انتعش بها الفقير وحسنت‬
‫أحوال الناس في البلاد فشرعوا في العمارة والبناء وغرس البساتين‪ 0 7"0‬وبين‬
‫مقبولا‬ ‫معيشيا‬ ‫مستوى‬ ‫لبلوغه‬ ‫| مجتمع‬ ‫رفضها‬ ‫‏‪ ١‬لقي‬ ‫‏‪ ١‬لغاز نية‬ ‫| لمسا عدة‬

‫ق‬ ‫يشا هد وها‬ ‫ل‬ ‫وتغينرا ت‬ ‫تطورا ت‬ ‫المشرق من‬ ‫رسل‬ ‫يشهد عليه ما وجدته‬

‫زيارتهم الأولى ‪ ،‬اذ « نظروا الى قصور قد بنيت ى والى بساتين قد غرست‬
‫والى ارحاء قد نصبت ‪ 2‬والى خيول قد ركىت \ والى حفدة قد اتخذت‬
‫» (‪. )31‬‬ ‫كثرت‬ ‫قد‬ ‫< والعبيد والخدام‬ ‫السور ()‬

‫واذا كانت الرسل قد وجدت فالزيارة الأولى عبد الرحمن بن رستم‬


‫يطين بنفسه شقوقا في جدار بيته المتواضع ‪ 2‬الذي لا يضم شيئا سوى‬
‫وسادة ينام عليها ‪ 0‬وسيفا ورمحا وحصيرا فوقه جلد ي فاتهم في زيارتم‬
‫الثانية قصدوه الى قصر له وهم مرتابون من سيرته شاكون في صلاحه ‪ ،‬لما‬
‫هالهم من حضارة البلد وعمرانه ء الامر الذي ظنوا فيه فساد النقوس‬
‫والاخلاق ‪ .‬ثم إن الغرباء من أهل المشرق والمغرب لا يقصد الواحد منهم‪.‬‬
‫(‪ )21‬يذكر ابن الضفير ‪:‬جنانا في تيهرت يعرف جنان الأمير يقضي فيه الامام وقيره بعض أوقاتهم للنزهة ‪.‬‬
‫ويبدو أنجمال تيهرت وكثرة بساتينها وجناتها هي القي أوحت للمقدسي بأ نن يصفها بابالطيبة النزهة ا أنظر سيرة‬
‫‪.‬‬ ‫‪312‬‬ ‫التقاسم ص‬ ‫‪ 4.‬القدسي ‪ :‬أ حسن‬ ‫‪ 4‬۔‪53‬‬ ‫ابن الصغير ‪.‬‏‪ ٠‬ص‬

‫‏(‪ )٨‬لعل المقصود باتخاذ اللور هو اتخاذ الابنية اذ البور هي كل منزلة من البناء ‪ .‬أنظر لسان العرب ص م‪ 2‬ث‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ 732‬مادة «سور» ‪.‬‬ ‫ص‬

‫(‪ )31‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪. 41‬‬

‫‪-052-‬‬
‫العاصمة الرستمية الا ابتنى فيها واسشوطنها كا يقول ابن الصغير‪ . '"“4‬أو‬
‫يستطيبها وينتعش فيها كا يقول المقدسي"ؤ ‪ .‬وذلك لما يجد فيها من رخاء‬
‫‪.‬‬ ‫وأمن ورقي وحسن سياسة‬

‫وكانت سياسة عبد الرحمن سياسة داخلية ترمي الى الرقي الاقتصادي‬
‫والاجتاعي ‪ .‬واقامة دعائم دولة قوية ثابتةا"ا ‪ .‬وقد نجح في ذلك الى‬
‫أقصى حد حتى أن ابنه عبد الوهاب عندما تولى الحكم بعده وجد الدؤلة على‬
‫<‬
‫الخارجية من مركز القوة ‪ .‬يريد التوسع وتوفير الأمن لجميع زعاياه من‬
‫الاباضية في المغرب العربي ‪ .‬ومما يدل على رخاء البلد في عهده ‪ 0‬وسعة‬
‫الرزق الذي شمل جميع البلاد س أنه لا انتقل الى جبل نفوسة يريد الحج‬
‫استقر في دار أحد النفوسيين فوجدها ‘ كا تقول المصادر الاباضية ‪ .‬دار ذي‬
‫نعمة وبسطة وسعة رزق ‪ ،‬فخلع صاخبها على الامام والوفد المرافق له ثيابأ‬
‫جديندة ‪ 3‬وفرش لهم فرشا وثيرة ‪ .‬وأحضر لهم أطعمة حفيلة ‪ ،‬وأظهر لهم‬
‫من صنوف البر ما استحسنه الامام غاية الاستحسان "ا ‪.‬‬
‫ان هذه الرواية التي تصور لنا المستوى المعيشي الذي بلغه أهل جبل‬
‫نفوسة ‪ .‬وهم المشهود لهم بالزهد في الدنيا ‪ ،‬والتخلي عن نعيها لا تدل الا‬
‫على وجود مثل ذلك في جميع البلاد ‪ .‬حتى وان كانت مصادرنا لا تزودنا‬
‫بشيء في هذا الخصوص عن باق المدن الرستمية ‪.‬‬

‫ولعل أزهى عصور الدولة الرستمية ‪ .‬وأوفرها أسبابا للرقي والحضارة هو‬
‫عصر الامام الثالث أفلح بن عبد الوهاب ‘ الذي ورث دولة ‪ ،‬اهتم‬
‫بسياستها الداخلية جده عبد الرحمن ث وبسياستها الخارجية أبوه عبد‬
‫(‪ )41‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪ 11‬۔ ‪ . 51‬الثماخي ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪.04‬‬
‫(‪ )51‬المقدسي ‪ :‬احسن التقاسيم ‪ .‬ص ‪. 822‬‬
‫(‪ )61‬الكعاك ‪ :‬موجز ‪ .‬ص ‪.. 981‬‬
‫‪ )71( .‬آبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ . 37‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪. 46‬‬

‫‪-152-‬۔‬
‫الوهاب ‪ ،‬فلا غرابة ‪ ,‬اذن س أن تزهو أيامه ‪ ،‬وتكثر النعم وتعم جميع‬
‫طبقات الشعب وشرائحة وتبلغ الدولة ذروة ازدهارها انطلاقا من عاصمتها‬
‫تيهمرت ففي مدة حك أفلح الطويلة الي امتدت خمسين عاما‪ .‬حسب‬
‫رواية ابن الصغير } انتقلت الدولة الرستمية الى دور التضخم العمراني في كل‬
‫النواحي فهي مركز زراعي هام ‪ 4‬وملتقى تجاري ذو شأن ‪ ،‬وذات وزن‪.‬‬
‫سيانى في تصاعد مستر"ا ‪ .:‬انعكس عن هذا كله تطور في الحياة‬
‫الاجتاعية ث حيث كثرت الأموال بأيدي الناس ى فتنافسوا في البنيان‬
‫واجراء الأنهار في البساتين فبنت نفوسة بتيهرت قصورها س وبنى الجند‬
‫القادفون من افريقية المدينة العامرة تيهرت ‪ ،‬كا بنى العجم الدور‬
‫والضياع«"ا ‪ .‬وكان الثراء في هذه الفئة الأخيرة أوضح منه عند غيره ‪.‬‬
‫لذلك تميزوا ببناء القصور ‪ ،‬فابتنى أبان وحموية قصرين معروفين لميا واتخذا‬
‫أعدادا من العبيد والحدم ص كا كان لمقدم العجم ويدعى ابن وردة ‪ .‬سوق‬
‫يعرف باسمه ‪ 0‬كان صاحب شرطة أفلح لا يدخله هيبة منها ‪.‬‬

‫والحقيقة ان هذا ‪.‬الثراء كان عاما ى شمل جميع القبائل حتى البدوية منها‬
‫للنتشرة حول مدينة تيهرت اذ « اكتسبت الأموال واتخذت العبيد‬
‫والخيول‪(...‬و) نالها من الكبر ما نال أهل المدينة »("ةا الى درجة أن الامام‬
‫من اجتاع الايدي عليه بعد اجتاع الثروة عند‬ ‫أفلح نفنشه خاف‬
‫تلك القبائل ‪.‬‬

‫وسن مظاهر الرخاء الاجتاعي والاقتصادي في عهد أفلح وارتفاع‬


‫مستوى المعيشة في الدولة ث أن الامام أحدث نظاما لاطعام الفقراء في أيام‬
‫(‪ )81‬احسان عباس ‪ :‬المجتع التاهرتي ‪ 0‬نفس الجلة المذكورة ‏‪ ٠‬ص ‪. 42‬‬
‫(‪ )91‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪ 62‬۔ ‪. 72‬‬
‫‪ .‬احسان عباس ‪ .‬المجلة السابقة ب‪ .‬ص ‪. 03‬‬ ‫‪7‬‬ ‫(‪ )02‬نفه ‪ :‬ص‬
‫(‪ )12‬نفسه ‪ :‬ص ‪. 72‬‬

‫‪-252-‬‬
‫معلومات كانت تعرف بأيام الجفان ء فبنى جفانا وأطعم فيها(ةةا ‪ .‬فلا شك‬
‫أن لهذا النوع من الاطعام أكر الأثر على المجمع خاصة الفقراء منه‬
‫والمحتاجين ۔ والواقع أن الفقر ‪..‬كما يقول الدكتور احسان عباس(ة{ةا » بمعناه‬
‫‪ -‬العام ث لم يكن داء يهدد المجتمع الرستمي فيوم من الأيام ث أو يتعذر فيه‬
‫علاجه لأن الحكام الرستمييت منذ الامام الأول ء‪.‬كانوا ينلكون سياسة‬
‫اسلامية راشدة كقنيلة‪:‬بأن تنعش جميع فئات الجتع ‪ .‬وقد ستار على منواله‬
‫جميع الأئمة لمسكهم بطرق الشريعة تطبيقا دقيقا ولسيرمم الياضظة في‬
‫خاص حياتهم ‪ 2‬ثم لوجود الشراة الذين لم ينفكوا قائمين بالأمر بالمعروف‪.‬‬
‫والنهي عن المنكر في كل مراحل الحكم الرسمي ‪.‬‬
‫لقد عرف المجمع الرسي كل أسباب الازدهار س وهي نتيجة حية‬
‫لازدهار الزراعة والصناعة والتجارة ‪ .‬ولا أدل على ذلك من مسايرة الامام‬
‫أفلح نفسنه لذلك الذوق العام الموجود بالمجمع ث حيث ابتنى لنفسه قصورا‬
‫واتخذ حجابا وحشما واحتاط لنفسه باتخاذه يابا من حديد‪٨‬ثا‏ ‪ .‬ولم يتوقف‬
‫ههنا وهو الامام القدوة لجماعة الاباضية س وانما راح يقلد الملوك في سيرهم ه‬
‫حتى أصبح ذلك مطعنا فيه بيد أحد تلامذته الذين أخذوا عنه الفقه‬
‫والعلوم ‪ .‬وهو نفاث بن نصر النفوسي الذي قال لقومه فيه بأنه « أضاع‬
‫أمور المسلمين ويزيد في الخلقة اذا مشى ويلبس الطرطور ‪ ،‬ويخرج الى‬
‫الصيد س ويصلي بالأشبورا“) » (ةة ‪.‬‬
‫(‪ )22‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪ 62‬ى بعد أن يتحدث ابن الصغير عن بناء الجفان وأيام الجفان يضيف قائلا× وقد تقدم‬
‫ذكرها » وهو قي الحقيقة لم يذكرها قبل ذلك فلمل كتابه غير كامل أو توهم أنه قد ذكرها سابقا وقد فاتتنا‪ .‬بهذا‬
‫معلومات لا شك أنها تكون قية عن أيام الجفان ومعنى بني الجفان بدلا من صنع الجفان ان كانت خشبية أو‬
‫‪ .‬خزفية ولكن الراجح أنها من الفخار الا أنها من الكبر بحيث بنيت بناء مستقرة في مكانها لا تتحرك ‪ .‬والجفن كا‬
‫يقول ابن منظور هو أعظم ما يكون من القصاع ء أنظر لسان العرب ث ج‪ 1‬ث ص ‪. 474‬‬
‫(‪ )32‬احسان عباس ‪ :‬المجتمع التاهرتي ‘ نفس الجلة ‪ .‬ص ‪ 82‬۔ ‪. 92‬‬
‫(‪ )42‬ابن الصغير ‪ :‬سيرة ‪ .‬ص ‪. 62‬‬
‫() الطرطور والأشبور كلمتان لم أتمكن من مغزفة معنيهما بالضبط ي وظاهر من النص أنها نوع من اللباس‬
‫الفاخر { ولم يذكرهما صاحب لسان العرب ‪.‬‬
‫‪. 87‬‬ ‫‏‪ ٤‬ج ‪ 1‬ى ص‬ ‫‪ . 29‬الدرجيني ‪ :‬طبقات‬ ‫‪ :‬سير ‏‪ ٠‬ص‬ ‫(‪ )52‬أبو زكرياء‬

‫‪352- -‬‬
‫‪ .‬والواقع أن نفاث بطعنه في الامام أفلح س لم يكن يساير مراحل تطور‬
‫المتبع الذي يعيش فيه ‪ ،‬ولم يستطع أن يهضم ما يراه من تغييرات جذرية‬
‫وسريعة في بلده } وانقلاب حقيقي غير المجتمع الذي كان يعيش فقيرا بدويا‬
‫الى مجتبع ثري تمكنت فيه الحضارة ‪ ،‬فلا بد للامام أن يظهر أمام رعيته‬
‫بالمظهر الذي يتاشى وذوق تلك الرعية » وكان الذوق العام السائد في المجتمع‬
‫الرسي س آنذاك كا يصوره لنا ابن الصغين وهو أحد الأفراد فيه قائلا لقد‬
‫عمرت مع أفلح الدنيا وكثرت الأموال والمستفلات « حتى أطغت أهل‬
‫الحمواجر) والبوادي »(‪. )62‬‬
‫لقد كان لخوف أفلح من توفر الأموال في أيدي القبائل البدوية اذن‬
‫وجه من الصواب ‪ ،‬إذ أصبحت كا توقع فعلا تتكبر وتريد منافسته في‬
‫ملكه وازالته منه ‪ .‬والواقع أن ابن الصغير يشير هنا الى أمر خطير وهو‬
‫بداية تفام الرخاء الاقتصادي وتحوله الى ضده ‪ .‬فاذا كان الفقر لم يهدد‬
‫الجقع الرسمي في يوم من الأيام { كا قلناه سابقا ‪ ،‬فان الثراء ووفرة‬
‫الأموال ث بالعكس من ذلك ‪ ،‬كانا أهم سلاح بيد أعداء الرستميين الذين‬
‫ارادوا ان يبيتوا خبر الاباضية ويطفوهم خاصة بعاصتهم تيهرت حيث‬
‫التجارة الرائجة والأموال النافقة ‪.‬‬

‫أما في جبل نفوسة حيث المشائخ والشراة من الاباضية فانه هو الاخر‬


‫قد أصابته النعم في ظل الرستميين ‪ ،‬واشتغل سكانه بالدنيا التي أقبلت عليهم‬
‫رغم تحفظهم الشديد ث ويصور لنا أحد المشائخ قي ذلك الجبل مجتعه بأسف‬
‫شديد‪ .‬ويقول « قد أدركنا الناس الذين هم الناس محادثتهم ذكر الله تعالى‬
‫وزيارتهم في الله تعالى ‪ ،‬ومعانقتهم في الله تعالى ومحبتهم في الله تعالى ‪.‬‬

‫(ه) أهل الحواجر ربا أهل الحجر وهم سكان البادية في مواضع الاحجار والرمال ‪ .‬أنظر ابن منظور ‪ :‬لسان ى‬
‫‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ص‬ ‫حجر‪٠‬‏‬ ‫م ‪« . 1‬مادة‬

‫‪ 62‬۔ ‪. 72‬‬ ‫ابن الصغير ‪ :‬سيرة ‪ .‬ص‬ ‫(‪)62‬‬

‫‪-452-‬‬
‫الحوائج‬ ‫لتقاضي‬ ‫حادةنتهم ذكر الدنيا وزيارجم‬ ‫أدركنا ناسا‬ ‫وبقينا حى‬

‫‏‪.٠‬‬ ‫«” ‪(2‬‬ ‫نطاح‬ ‫معانقتهم‬

‫لقد غزت الحضارة الجبل ‪ ،‬فاهتم الناس بالتجارة والاكتساب ‪ ،‬وهو‬


‫التيار السائد في العهد الرستي ‪ ،‬وأراد المشائخ الوقوف أمامه لكنهم ل‬
‫يستطيعوا لان أسبابه موجودة ‪ ،‬وكل العوامل تؤدي اليه ‪ .‬فاذا كان الشيخ‬
‫النفوسي في القرن الثالث الهجري يستغيث من اقتحام الحضارة والرخاء‬
‫ديار نفوسة ء ويرى في ذلك ابتعادا عن الدين أو تقصيرا فيه ى فان الشيخ‬
‫أبا يعقوب يوسف الوارجلاني في القرن السادس المجري ۔ نستأنس بكلامه‬
‫في هذا المقام ۔ يفتخر بما وصله بلده وارجلان ‪ ،‬بتداول الذهب ‪.‬فيه وعبور‬
‫القوافل عبر أراضيه ث وينظر بعين الرضى الى الرخاء الاقتصادي والاجتاعي‬
‫فيقول في قصيدته الحجازية (ث‪2‬ا ‪:‬‬
‫بهات] وَقاتا في الصحاري المتاكر‬ ‫حَلَلتا بواد الخير واللخر والقرى‬
‫به بلدا عءَن طالب الخير سائر‬ ‫جَرى الله عَنّا وازجلان خَيْرَمما جَرَى‬
‫والتانر‬ ‫تبر قانة‬ ‫وأبواب‬ ‫مكة‬ ‫وأبواب‬ ‫همُوَ الجنة الأنا‬

‫إن هذه الجنة التي يتحدث عنها الوارجلاني ‪ 0‬والتي عاشها المجتمع في‬
‫وارجلان في القرن السادس الهجري ‪ ،‬ليست وليدة ذلك القرن‪ ،.‬وانما هي‬
‫بدون شك تعود في جذورها الى العهد الرسمي ‪.‬وقد لاحظ الادريسي‪ .‬غنى‬
‫سكان وارجلان } في القرن الخامس الهجري ‪ ،‬فقال عن البلد « هي مدينة‬
‫فيها قبائل مياسير وتجار أغنياء »‪9‬ةا ‪.‬‬
‫(‪ )72‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ي ج‪ 2‬ي ص ‪ 2 503‬الشياخي ‪ :‬سير » ص ‪. 512‬‬
‫(‪ )82‬الوارجلاني أبو يعقوب يوسف ‪ :‬القصيدة الحجازية (خطوط) ورقة ‪ 41‬۔ ‪ 51‬وأنظر كمذلك عمرو خليقة‬
‫النامي ‪ :‬ملامح عن الحركة العلمية بوارجلان ونواحيها منذ انتهاء الدولة الرستية حتى أواخر القرن السادس‬
‫المجري ‪ .‬مجلة الاصالة ‪ 4‬عدد ‪ 24‬۔ ‪ 34‬مطبعة البعمث‪.‬قسنطينة ‪7931 .‬ه‪7791/‬م ‪ .‬ص‪. 13:‬‬
‫(‪ )92‬الادريسي ‪ :‬وصف ‪ .‬ص ‪. 98‬‬

‫‪-552-‬۔‬
‫واذا كانت وارجلان ‪ ،‬انما ورثت هذا الازدهار منذ العهد الرسي‬
‫فكانت بذلك المستوى المعاشي الذي يوجب الافتخار بسبب التجارة مع‬
‫السودان ء أفلا شك أن مدنا مثل تنس ووهران وغيرها قد عرفت مجتمعاتها‬
‫حياة الرخاء بفعل‪ :‬التجارة البحرية مع الأندلس ‪ ،‬أو بسبب وفرة الماشية‬
‫والمنتوج الزراعي ‪ ،‬وقد بلفت الدولة فيها نشاطا واسعا ‪.‬‬

‫لقد ‪.‬كان للازدهار الاقتصادي ‪ 4‬وتوفر الأموال بيد الناس ى نتيجتان‬


‫إحداهما ايجابية ‪ .‬والأخرى سلبية ‪ :‬أما النتيجة الأولى فارتفاع مستوى‬
‫المعيشة بسبب السياسة الحكية التي اتبعها الأئمةالأوائل مانلحكام الرستميين‬
‫فعمت الحضارة والرقي الاجتاعي جميع شرائح السكان في الدولة واتسعت‬
‫اسباب الاكتساب والارتزاق بفعل المركز الجغرافي المتوسط الذي تحتله‬
‫الدولة الرستمية في المرب العربي ووجودها كنقطة اتصال أساسية بين‬
‫للغرب الأقصى من جهة والمغرب الأدنى المتطل بالمشرق من جهة أخرى‬
‫وبين بلاد الأندلس من جهة وبلاد السودان من‪ :‬جهة ثانية ‪ .‬هذا مع ازدهار‬
‫الزراعة وتنوعها والمكن في العديد من الصناعات التي سبق أن ذكرناها ‪.‬‬

‫لقد انعكس عن هذا الثراء والحضارة الراقبة التي غمرت المجمع الرسي‬
‫نتيجة سلبية على المجتع نفسه أولا س وعلى الوجود الرسمي ثانيا اذ استغل‬
‫البعض ذلك الثراء لخدمة مصالحهم الضيقة ث وضرب السلطة الق بسياستها‬
‫اللينة ‪ .‬وسوقها المفتوحة ىتمكنوا من اكتناز تلك الأموال ءفكانت أيام‬
‫الأئماةلأواخر أيام نزاع مستر بين السلطة الحاكمة وبين الأغنياء الذين تفام‬
‫غناهم وتجاوز قدرة الحجام السياسية و‪.‬ربما لضعف شخصية هذا الأخير أي‬
‫الحاكم ‪.‬جانب من المسؤولية في ذلك الصراع الذي استر في نخر جسم الدولة‪.‬‬
‫الرستمية شيئا فشيئا ‪ .‬ولما تمكنت الحضارة من المجمع ‪ 0‬مع غياب الرقابة‬
‫بفعل الفتن والمنازغات الأخيرة ء التي شهدتها البلاد » فسد أهل تيهرت ه‬
‫‪-652-‬‬
‫فانغمسوا في حياة اللهو والجون©“ةا ‪ .‬واستباحوا المحرمات فاتخذوا المسكر‬
‫أسواقا والغلمان أخدانا("ةا ‪ .‬وكا تطرق الفساد الى أهل الماصة فكذلك‬
‫أصاب أهل شروس ى أم قرى جبل نفوسة س الذين تعاطوا شرب الر(‪2‬ةا ‪.‬‬
‫وكلما قويت السلطة الحاكمة واسترجعت قواها ى ضربت بيد قوية على‬
‫الفساد ‪ .‬كذلك كان الحال بالنسبة لعهد الامام أبي اليقظان وأبي حاتم ‪.‬‬
‫ولكن سرعان ما تعود الامور الى رداعتها لتفام جرثومة الفساد وتمكنها من ‪.‬‬
‫جسم الدولة والمجتع ‪.‬‬

‫والحقيقة أن المستوى المعاثي الراقي الذي بلغته الدولة الرستمية في عهد‬


‫فيض حضارتها ‪ ،‬وفي الوقت الذي لم يكد فيه مجتمعها يخرج ‪.‬من بداوته‬
‫بفعل السرعة التي استغرقته عملية التغيير والحضارة ‪ ،‬قد حكم على المجتمع‬
‫بالشتات وعلى العمران بالخراب ى فأهدرت الأموال بالباطل وقضى على‬
‫حضارة قامت مزدهرة في المغرب الأوسط والأدنى مدة قرن وأكثر من ثلث‬
‫قرن فكان رخاء البلاد وهناؤه أهم عاملين جلبا للدولة كا يقول الاستاذ‬
‫)(تةا الحسود الذين أرادوها بسوء ‪ 2‬انطلاقا من‬ ‫ج‪ .‬كنال ) ‪ ].‬ح‬
‫عاصمتها تيهرت ودرعها الواقي جبل نفوسة ‪.‬‬

‫ولعل ابن حوقل هو أحسن من وصف العاصمة الرستية وحياة سكانها‬


‫الفقيرة بعد زوال الحكم الرستي عنها باكثر من نصف قرن ‪ ،‬مع الاشارة الى‬
‫ما كانت عليه من رخاء } اذ يقول « وقد تغيرت تاهرت عما كانت عليه‬
‫وأهلها وجميع من قاربها من البربر في وقتنا هذا فقراء بتواتر الفتن عليهم‬
‫ودوام القحط وكثرة القتلى والموت »“ة ‪.‬‬
‫(‪ )03‬ابن تاوت محمد ‪ :‬دولة الرستيين أصحاب تاهرت ى الجلة المذكورة ص ‪. 221‬‬
‫(‪ )13‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪. 65‬‬
‫(‪ )23‬الشماخي ‪ :‬سير ‪ .‬صن ‪. 372‬‬
‫‪ . :‬ح‬ ‫‪,‬‬ ‫)‪, . 21 (33‬ٹ‬
‫(‪ )43‬ابن حوقل ‪ :‬صورة ى ص ‪. 69‬‬

‫‪-752 -‬۔‬
‫‪ .‬واذا كانت المصادر لا تشير الى مدى مساهمة الثروة والازدهار الاقتصادي‬
‫في الحياة الفكرية فلعل كثرة المساجد بتيهرتةؤ وانفاق الأغنياء على‬
‫طلبة العلم ومدرسيهم(‪6‬ةا ‪ .‬وجلب الكتب من المشرق‪.‬س خاصة من البصرة‬
‫التي تعتبر المركز الام للاباضية”ةا ءتشكل أهم المعالم في مساهمة الرخاء‬
‫الاقتصادي في الحياة الفكرية واحيائهيا ‪.‬ولعل دار الضيافة التي استقبل‬
‫فيها علماء نفوسة في عهد الامام عبند الوهاب ى وأجريت لهم فييا‬
‫نفقاتهمثةا ثكانت مقر الشعراء والأدباء وأصحاب أخبار الماضين الذين عني‬
‫م الأماء أبو بكر بن أفلح وهو الوحيد ‪ ،‬من بين الأئمةالرستميين الذين‬
‫تذكرهم المصادر كلها ‪ ..‬له شغف وحب بالاداب والاشعار والتواريخ‪ . .‬وكان"‬
‫على ما يبدو ‪ ،‬يقدم الهدايا لهؤلاء ‪ .‬ويجود عليهم وهو ما يمكن أن نستشفه‬
‫من كلام ابن الصغير ‪ .4‬الذي احتفظ لنا وحده بتلك الشهادة ‪ .‬عندما يقول‬

‫« فلما ولي أبو بكر لم تكن فيه من الشدة في دينه ما كان فين كان قبله‬
‫من آبائه ولكن كان سمحا جوادا لين العريكة يسامح أهل المروءات‬
‫ويشايعهم على مرواتهم ويحب الاداب والاشعار وأخبار الماضين »ة‪ . 6‬فلا‬
‫شك أن المصادر الاباضية التي التزمت الصمت ازاء هذا الامام س ولم تدرجه‬
‫في سلك مشائخها كان بسبب عدم شدته في الدين كسابقه ‘ وميله الى‬
‫علوم لم تهتبمها كثيرا لأنها ألفت لغرض ذكر مناقب الأئفة‬
‫والمشائخ انتماء‬

‫هذا حظ الثقافة من الرخاء الاقتضادي ‪ ،‬الظاهر منه على الأقل ولعل‬


‫جوانب أخرى ستكشف لنا في الباب الثالث من هذا البحث ‪.‬‬

‫ابن الصغير ‪ :‬ص ‪. 75‬‬ ‫(‪)53‬‬


‫المزاتي أبو الربيع ‪ ::‬سير ءص ‪ 68‬۔‪. 78‬‬ ‫(‪)63‬‬
‫أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ 56‬ىالدرجيني ‪:‬طبقات س ج‪ . 1‬ص ‪ 65‬۔‪. 75‬‬ ‫(‪)73‬‬
‫أبو زكرياء ‪ :‬سير ىص ‪ ، 96‬الدرجيني ‪:‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪. 95‬‬ ‫(‪)83‬‬
‫‪3( .‬ا‪)9‬ل اصبنغير ‪:‬سير ىص ‪. 13‬‬

‫‪852- -‬‬
‫الار۔_الا لت ‪:‬‬

‫‪.‬الحياة القفكرتة ‪.‬‬


‫إ تمهيد‬

‫يعتبر القرنان الثاني والثالث للهجرة } انطلاقة‪ .‬حقيقية في ميادين‬


‫الفكر والثقافة والعلوم الختلفنة بالبلاد العربية الاسلامية س مشرقها‬
‫ومغربها) اذ في هذين القرنين ‪ ،‬أبرز العلماء في العلوم النقلية من تفسير‬
‫وحديث وفقه وعلوم عقلية بدأت تتطور وتنو كلما تقدمت ا لأيام‬
‫وأخذت الحياة الفكزية في البلاد آلعربية الاسلامية تتبلور ‪ .‬لتأخذ شكلها‬
‫التام } في القرنين الثالث والرابع المجريين ‪.‬‬
‫‪ .‬ولما كانت الدولة الرستمية قد نشأت س من حيث الزمان في تلك القرون‬
‫الأولى من تاريخ العرب والمسلمين الفكريلةا ومن حيث المكان في المغرب‬
‫العربي ى اذ هى من ‪:‬الدول الأولى الق انفصلت عن المشرق في ذلك التاريخ‬
‫المبكر ى انفصالا سياسيا ‪ .‬فان كل ما قدمه أبناء المغربين الأوسط والأدنى‬
‫تحت ظل هذه الدولة في الميدان الفكري ص يمتبر جديدا في المغرب العربي ‪.‬‬

‫القد كان للرستيين دور بارز ف الحياة الفكرية بالمغرب الأوسط خاصة‬
‫ولا نبالغ اذا قلنا بالمغرب العربي ‪ .‬فلقد حملت هذه الدولة س كا يقول‬
‫الأستاذ ابن تاويت الطانجي ‘ « مشعلا عظيا للحضارة‪ ,‬والعلم في الشيال‬
‫الافريقي فكانت تلي القيروان في ذلك »ا ‪ .‬وما كان لفاس ‘ عاصمة‬

‫(‪ )1‬أحد أمين ‪ :‬ضحى الاسلام ‪ .‬ج‪ . 2‬ط‪ 5‬س مكتبة النهضة المصرية القاهرة ‪6591 .‬م ى‪ .‬ص ‪ 0 11 0 8‬وما‬
‫ح‬ ‫‪:‬‬ ‫ز‬ ‫بعدها وأنظر كذلك ‪, 0. 28 :‬ن« ‪,‬‬
‫‪. 76‬‬ ‫‪ .‬ص‬ ‫)‪ (2‬الميلي ‪ :‬تاريخ الجزائر ‪ .‬ج‪2‬‬
‫(‪ )3‬ابن تاويت الطاغجي ‪ :‬دولة الرستميين أصحاب تاهرت ‪ 4‬صحيفة معهد الدراسات ‪ 0‬مدريد ء م‪. 5‬ع ‏‪ ٦‬۔ ‪. 2‬‬
‫‪. 621‬‬ ‫ص‬

‫‪162- -‬‬
‫الأدارسة أن تبلغ مبلغ تيهرت الرستمية في الحياة الفكرية س الدينية منها‬
‫خاصة ‪ ،‬بل لقد كانت تيهرت في رأي الاستاذ بكري‘ا ‪ 0‬من الناحية‬
‫الثقافية ‪ .‬بارزة جنبا الى جنب مع القيروان وقرطبة ى أكبر عاصتين‬
‫مغربيتين في تلك الفترة ‪ 0‬تحاكيهيا وتنافسهيا ‪.‬‬

‫والحقيقة أن الرستميين ‘ بحكم ثقافتهم الواسعة ‪ ،‬شجعوا الحركة‬


‫الفكرية ى فنشطت تيهرت في هذا الميدان س كا نشطت ف الميادين الأخرى‬
‫وطار صيتها في الآفاق مباشرة بعد تعميرها حتى دعيت « عراق المغرب‬
‫وبلخ المغرب ى الحاقا بها في المعارف والعمران والحضارة »{ا وإذا كانت‬
‫تيهرت ‪ ،‬قد برزت كمركز ثقافي مشهور في المغرب العربي ‪ ،‬خلال القرن‬
‫الثالث الهمجري‪١‬ا‏ ‪ .‬فان ذلك راجع الى كونها عاصة دولة مستقلة ى عرفت‬
‫نشاطا باهرا في مختلف الميادين س اضافة الى بعض المراكز الثقافية التابعة‬
‫ها س وكان أبرزها جبل نفوسة وقراه ‪ .0‬ويعتبر كهف العلماء ومقصدهم‬
‫ويشكل جزءا كبيرا من التاريخ الثقافي في المغرب ‪ .‬ولا أراه يحوز على هذه‬
‫المرتبة العليا ‪ 0‬الا لأن عاماءه احتفظوا بتاريخهم ى وكان في بعض الأحيان‬
‫على حساب الماصة تيهرت نفسها ى فضلا عن المراكز الأخرى كوارجلان‬
‫وبلاد الجريد وبلاد سوف وأريغ ‪ .‬وفي فترة متأخرة مدينتي تنس‬
‫ووهران ؤغيرهما ‪.‬‬

‫ولعل من أبرز الحياة الثقافية في الدولة الرستية ى ما قامت به هذه‬ ‫‪.‬‬


‫ك‬ ‫ك‬ ‫ذلك‬ ‫يتجلى‬ ‫ك‬ ‫الملفاربة‬ ‫نفوس‬ ‫ق‬ ‫الاسلام‬ ‫لجذور‬ ‫تعميق‬ ‫من‬ ‫الدولة‬

‫‪.‬‬ ‫‪:‬ح‬ ‫)‪, . 59 (4‬‬


‫‪.‬‬ ‫(‪ )5‬الميلي ‪ :‬المرجع السابق ي ج‪ 2‬ى ص ‪ \ 67‬الجيلالي ‪ :‬تاريخ الجزائر العام ى ج‪ . 1‬ص ‪1‬‬
‫(‪ )6‬الجنحاني ‪ :‬تاهرت ‘ المجلة التونسية ‪ 4‬عدد ‪ 04‬۔ ‪ . 34‬ص ‪ 0‬أحد أمين ‪ :‬ظهر الاسلام ‪ .‬ج‪ 0 1‬مطبعة‬
‫خلف ى القاهرة ‪7731 .‬ه‪8591/‬م ‪ .‬ص ‪ . 692 . 492‬مود اساعيل ‪ :‬الخوارج ص ‪ 222‬۔ ‪ . 322‬وأنظر‬
‫الفردبل ‪ :‬الفرق الاسلامية في الشمال الافريقي من الفتح العربي حتى اليوم } ترجمة عبد الرحمن بدوي ى دار ليبيا‬
‫‪. 941‬‬ ‫‪ .‬ص‬ ‫للنشر والتوزيع ‪ .‬بنفازي ‪9‬‬

‫‪-262 -‬۔‬
‫سوف نرى س في اهتام الناس بهذا الدين دراسة وعبادة وسلوكا ‪ .‬فاذا كان‬
‫اللؤرخون يتفقون على أن المغرب العربي ‘ تعرب بفعل هجرات قائل بني ‪.‬‬
‫‪:‬فان كثيرا )‬ ‫هلال وبني سليم وغيرهما ‪4‬أو كاد في القرن الخامس الهجري‬
‫من المغاربة دخل الاسلام أفواجا ‪4‬على مذهب الخوارج الاباضية والصفرية‬
‫اذ رأوا فيهما الاسلام الحقيقي كا يقول شيخ بكريا ‪ .‬فليس من المبالفة‬
‫اذن ان نقول مع ألفرد بل إن دعاة الخوا رج « كانوا خير رسل للاسلام ف‬
‫بلاد المغرب منذ بداية القرن الثاني للهجرة سا ‪ .‬وكان للاباضية الدور‬
‫البارز في ذلك ؛ بعكس دورهم الذي لا يكاد يظهر في المشرق العربي‪ .:‬فهن‬
‫خلال الدولة الرستمية س تركت الاباضية النفوذ الأكثر بقاء ودواما تضاهي‬
‫في ذلك ما تركته الصفرية ‪.‬‬
‫‪ .‬ولقد آثرنا تفصيل الكلام حول اسلام البربر في هذا التهميد لانه يشكل‬
‫فعلا تمهيدا للحياة الفكرية في الدولة‪ .‬الرستية ء التي نشطت فيها العلوم‬
‫الدينية وازدهرت أكثر من اية علوم أخرى ‪.‬‬

‫فا مظاهر الحياة الفكرية في هذه الدولة ؟‪ .‬وما مدى تأثيرها‬


‫‏‪ ١‬لتسا ؤلا ت‬ ‫وغيرها من‬ ‫هذ ‏‪ ١ ٥‬لأسئلة‬ ‫؟‬ ‫فيها‬ ‫‏‪ ١‬لعلماء‬ ‫أ برر‬ ‫ومن‬ ‫؟‬ ‫وت ترها‬

‫الأ خرى ‪ 0‬سوف نتطرق ا ليها في فصول الباب ومباحثه ‪.‬‬

‫(‪ )7‬الكماك ‪:‬موجز ثض ‪ 782‬۔‪. 882‬الميلي ‪:‬تاريخ الجزائر ‪.‬ج‪ . 2‬ص ‪ 812‬ه الجيلالي ‪:‬تاريخ ‪ 0‬ج‪.1‬‬
‫ص ‪ ، 683‬بونار رابح ‪:‬المغرب العربي تاريخه وثقافته ‪.‬ط‪، 2‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ‪،‬الجزائر‬
‫‪1‬م ى ص ‪ 002‬۔‪. 382‬الفريد بالل‪:‬مرجع السابق ‪ .‬ص ‪ 412‬۔‪. 512‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ :‬ه‬ ‫)‪, . 601 (8‬‬
‫(‪ )9‬الفريد بل ‪ :‬المرجع السابق ‪ .‬ص ‪. 741‬‬

‫‪362- -‬‬
‫‪ :‬الفصل الأول ‪4‬‬

‫دور الحكام ففيى الحياة الفكرية‬

‫لا شك أن للحكام ث أي حاكم } دورا بارزا ‪ ،‬اما بالسلب أو بالايجاب‬


‫في توجيه وتشجيع مختلف الميادين والأننطة في دولته ‪ .‬من هنا برز دور‬
‫الأئمة الرستميين س في الاهتام بالثقافة والعناية بالفكر س كأوضح ما يجب أن‬
‫يكون وهذا أمر بديهي س اذا عامنا أن الأئمة كانوا من العلماء البارزين ه‬
‫الذين لهم نصيب وافر مانلعاما") ىساهموا به في انعاشالحياة الفكرية ‪.‬‬
‫وبعث العلم والثقافة في المجتعات الاباضية التي كانت تحت حكمهم ‪ .‬خاصة‬
‫في المغربين الأوسط والأدنى ى وفي غير الاباضية بالمغرب الأوسط ‪.‬‬

‫والواقع ‪ ،‬أن دور الحكام الرستميين في الحياة الفكرية كبير ى يثبت هذا‬
‫ما قاموا به من جهود في نشر العلم ثا ى وبناء المساجد ‪ .‬وجلب الكتب من‬
‫الملذرق ‪ .‬ولا ننسى أن من شروط تولي الامامة عند الاباضية ى أن يكون‬
‫الامام المبايع عالاً محيطا ‪ .‬وهذا سالمسناه فعلا في الأسرة الرستمية ‪ 0‬وأخذ‬
‫بعين الاعتبار في تولية كل من الامام الأول عبد الرحمن بن رستم وابنه عبد‬
‫الوهاب من بعدها ‪ .‬وكان عبد الرحمن ‪ 0‬قد أخذ العلم من المشرق ويعتبر‬
‫من حملته الى المغرب عند الاباضية ‪ .‬قضى مع شيخه أبي عبيدة مسلم ابن أبي‬

‫(‪ )1‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ى ص ‪. 56‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪ 65‬۔ ‪ 75‬؛ الشياخي ‪ :‬سيرى ص ‪. 391‬‬
‫(‪ )2‬الم عبد العزيز ‪ :‬المغرب الكبير ‪ .‬ج‪ 2‬ث ص ‪. 475‬‬
‫(‪ )3‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪. 65. 35‬الدرجيني ‪:‬طبقات ‪ .‬ج‪ .1‬ص ‪. 64. 24‬وأنظر شرا ع الدين للواب‬
‫أن تتوفر فيه‬ ‫التي ينبغي‬ ‫والشروط‬ ‫الامام‬ ‫له عن‬ ‫رسالة‬ ‫ف‬ ‫عبد الراب‬ ‫الامام‬ ‫يتحدث‬ ‫(مخطوط)‬ ‫ابن سلام‬

‫كالصلاح والورع والفقه والفهم والعقل ‪.‬ورقة ‪. 82‬‬

‫‪- 462 -‬‬


‫كريمة في مدرسة البصرة خمسة أعوام ثا ‪ .‬تروي المصادر الاباضية أنه وحملة‬
‫العلم الآخرين ‪ 4‬عندما هموا بتوديع شيخهم أبي عبيدة لمغادرة المشرق نحو‬
‫المغرب ة أجاز أبو عبيدة لعبد الرحمن مالم يجز للآخرين وقال له « افت بما‬
‫سمعت (مني) ومالم تسمع »ةا ذلك لأنه رأى عنده ادراكا قويا ‪ 0‬ووعيا‬
‫صالحا ‪: .‬وذهنا حادا يميز بين الأمور بقوة مطبوعةا ‪ .‬فاجاز له الاجتهاد‬
‫بكل مافي الكلمة من معنى ‪.‬‬
‫ويبدو أن عبد الرحمن ص كان مانلعلم الفزير س بحيث قال عنه أحد‬
‫معاضريه ه لا أعلم من يخرج مسائل دماء أهل القبلة في زماننا هذا الا عبد‬
‫الرحمن بن رستم بالمغرب »”ا وهدا على الفقه الاباضي ‪ ،‬فكان سمحا غير‬
‫متشدد في الدين ء بل يعتبر س في رأي أبي يعقوب الوراجلاني من العلماء‬
‫الذين أطلقوا الخناق وأوسعوا الرباقثا ث فأوسع للأمة في آدينها وهو الانام‬
‫السول ‪ ،‬والمجاز من طرف شيخه بالبصرة ‪ .‬الا أن مصادرنا لا تشير الى‬
‫نوعية تلك‪ .‬التوسعة ‪.‬‬

‫وآذا كان ابن الصغيراةا ‪ 3‬يذكر أنه لم يكن لعبد الرحمن بن رستم كتاب‬
‫معروف من تأليفه س فان المصادر الاباضية تنسب كتابين على الأقل لهذا‬
‫الامام‪ .‬أحدهما في التفسير ‪ ،‬تنافس الاباضية الوهبية والنكارية على اقتنائه‬
‫لاشك أن ذلك‪ :‬لان الكتاب لاول امام رستي لم يقع الاختلاف عليه ه‬
‫وتتولاه الطائفتان معا ‪ .‬وتذكر الرواية الاباضية أن أحد شيوخها لما سمع‬

‫(‪ 44‬أبو زكرياء ‪ :‬سيد‪ .‬ص ‪ 0 63 : 62‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪ " 02‬الثياخي ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪. 321‬‬
‫‪. 41‬‬
‫‪ (5‬اللناخي ‪:‬سير ‏‪ ٠‬ص ‪. 441‬‬
‫(‪ )6‬السمائلي الم بن جود ‪ :‬ازالة الوعشاء عن اتباع أبي الشعثاء تحقيق سيدة اسماعيل كاشف ‪ .‬منشورات وزارة‬
‫‪:‬‬ ‫القراث القومي والثقافة سلطنة عمان ‪ . 9791 .‬ص ‪. 93‬‬
‫(‪ )7‬لواب بن سلام ‪ :‬شرائع الدين (مخطوط) ورقة ‪. 83‬‬
‫(‪ )8‬أبو يعقوب الوارجلاني ‪ :‬الدليل لأهل المقول ى ج‪ . 2‬ص ‪. 81‬‬
‫‪. 71‬‬ ‫(‪ )9‬ابن الصغير ‪ :‬سيرة ‏‪ ٠‬ص‬

‫‪81‬‬ ‫‪-5‬۔‬
‫هذا التفسير يباع في أسواق قلعة بني حماد ‪ .‬شد الرحال اليها ‘ ولما وصلها‬
‫وجد نكاريا فيها فقال له « انلمئن ياعبد الله فقد نيع الكتاب ووقع في يد‬
‫الا يخرج منها ولا يمكن أن تراه فابجث ان شئت عن غيره ء©")‬

‫وأما الكتاب الثاني لعبد الرحمن بن رستم س فقد ذكره أبو يعقوب‬
‫الوارجلاني وقال بأنه وقف على خطبة للامام كان‪ .‬خطب بنا يوم جمعة في‬
‫كتاب ذكر فيها خطبه رضى الله عنه‪١‬ة"‪6‬‏ ‪ .‬أي أن هذا الكتاب ‪ ،‬كتاب‬
‫خطب الامام ‪.‬‬
‫من ناحية أخرى ‪ ،‬نفهم من هذا النص أن الأئمة الرستميين كغيرهم كانوا‬
‫يتولون خطبة الجمعة بأنفسهم ‪ ،‬فينشرون الدين والفقه والثقافة من خلاما‬
‫ولمل خطبة الامام يوم الجمعة س كانت تلقى في المسجد الجامع ‪ .‬واما‬
‫اللساجد الأخرى ‪ 8‬اباضية وغيرها ‪ 0‬فكان الخطباء فيها متنوعين ‪ .‬وهذا ما‬
‫يفسر قول ابن الصغير وهو يتحدث عن عهد أبي حاتم ويقول « حضرت‬
‫لهم خطباء كثيرة (كذا) أولهم لبن أبي ادريس والثاني أحمد التيه والثالث أبو‬
‫الماس بن فتحون والرابع عثان بن الصفار والخامس أحمد‬
‫ابن منصور»‪!‘2‬ا ‪.‬‬

‫ولا أرى أن الامام الرسي كان يقتصر فقط على خطبة يلقيها من على‬
‫المنبر يوم الجمعة ‪،‬وانما كان دائم الاتصال برعيته ‪ .‬يفقهها في دينها ويحثها‬
‫على العلم و‪.‬كان عبد الوهاب بن عبد الرحمن قد قضى في عهده سبعة أعوام‬

‫(‪ )01‬الوسياني ‪ :‬سير ‪( .‬مخطوط) ورقة ‪ 27‬۔ ‪ . 37‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ج‪ . 2‬ص ‪ 8 174‬البرادي ‪ .‬ملحق كتب‬
‫الاباضية ‪ .‬بكتاب الموجز لأبي عمار عبد الكافي ‪ .‬ج‪ . 2‬س ‪ . 982‬معمر علي يحى ‪ :‬الاباضية بالجزائر ه‬
‫ص ‪ ‘ 902‬يذكر الشيخ علي يحيى معمر أن أبا يعقوب الوارجلاني ذكر أنه رأى هذا التفير ‪.‬في ق‪ 6‬صبالاضافة ‪.‬‬
‫الى رسائل متعددة وجواباتن كثيرة مفيدة في فنون من العلم بعضها موجود وبعضها مفقود ‪ .‬ولم ييشر الشيخ معمر‬
‫الى مصادره ‪ .‬أنظر الاباضية بالجزائر ‪ .‬ص ‪ 46‬س ويذكر البرادي ‪.‬أن تفير عبد الرحمن يذكرونه ولم يرأ ‪.‬نظر‬
‫أبا عار عبد الكافي ‪:‬الموجز ‪.‬ج‪. 2‬ملحق ‪ .‬ص ‪. 982‬‬
‫(‪ )11‬أبو يعقوب الوارجلاني ‪:‬الدليل لأهل العقول ‪ .‬ج‪. 2‬ص ‪ 31‬۔ ‪ . 41‬ج‪ 0 3‬ص ‪ 711‬۔ ‪. 811‬‬
‫) ابن الصغير ‪ :‬ص ‪. 95‬‬

‫‪- 662 -‬‬


‫بجبل نفوسبة ‪ 0‬قضاها في تلةين نفوسة مسائل الصلاة ث وانقضتالأعوام‬
‫السبعة ؛ وبقيتاله بعض الأبواب لم يلق دروسها©") ‪.‬لتعمقه في كل‬
‫مسألة ‪ ،‬ولأهمية ركن الصلاة في الاسلام ‪ .‬ولاشك أن عبد الوهاب لى‬
‫‪ .‬يستحدث هذه الدروس عندما كان في الجبل ‪ ،‬وانما كان ذلك دأبه في‬
‫تيهرت ث وكان دأب أبيه عبد الرحمن "وهو المتخرج من مدرسة البصرة ‪.‬‬
‫حيث دروس ومواعظ أبي عبيدة ‪ .‬واستمرت هذه الظاهرة عند الأئمة كا‬
‫سوف نرى ‘ وهي تعبر فعلا عن اهتام الرستميين بتعليم المغاربة دينهم‬
‫وايصال الثقافة اليهم ‪.‬‬

‫ولم يقتصر عبد الوهاب بتلك‪ .‬الدروس التي القاها في مساجد جبل‬
‫نفوسة ‪ .‬وانما ‪:‬الف كتابا يعرف عند ابن الصغير بمسائل نفوسة الجبل ‪0‬وهو‬
‫عبارة عن اجوبة لمسائل اشكلت على نفوسة ‪.‬ويقول ابن الصغير أن هذا‬
‫الكتاب كان « في أيدي الاباضية مشهورا عندهم معلوما يتداولونه قرنا عن‬
‫قرن الى أنلحق الفصل (كذا) فأخذته عن بعض الرستميين فدرسته ووقفت‬
‫عليه »“!) وسكوت ابن الصغير المالكي عن نقده ‘ دليل على‬
‫اعجابه بالكتاب ‪..‬‬

‫وقد ذكرت المصادر الاباضية(آ) هذا الكتاب بعناوين مختلفة يذكره‬


‫الاستاذ محمد علي دبوز باسم « نوارل(ا نفوسة » ويقول بأنه لا يزال‬
‫موجودا في مدن ميزاب("ا ‪ .‬وجبل نفوسة وجربة ‪ .‬ويبدو أنه في عهد‪.‬‬
‫(‪ )31‬أبو زكرياء ‪ :‬ص ‪، 67‬الدذزجيني ‪ :‬ج‪ . 1‬ص ‪ 66‬۔ ‪. 76‬‬
‫`(‪ )41‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪. 71‬‬
‫(‪ )51‬البرادي ‪:‬الجواهر ‪ .‬ص ‪ 912‬ه البرادي ‪:‬كتب الاباضية ‪.‬ملحق ضمن كتاب الموجز ‪ .‬ج‪ 2‬ى لأي مار‪ .‬عبد‬
‫الكافي ‪ .‬ص ‪ 8 982‬الوارجلاني ‪:‬أبو يعقوب ‪:‬المدل والانصاف (مخطوط) ورقة ‪. 85‬وأنظر أيضا دبوز محمد‬
‫‪ .‬علي ‪:‬المغرب الكبير‪ .‬ج ‪ 3‬ى ص ‪ 272‬۔‪. 372‬‬
‫‪(.‬ث) يقول الوارجلاتي شارحا معنى النوازل بأنها الي تنزل على العباد مما ليس لهم عهد من كتاب الله ولا سنة‬
‫رسرا‪ .‬ا له خ فيسوغ لهم الاجتهاد بين مخطيء ومصيب والكل ممول عنهم ‪ .‬أنظر ‪ :‬الدليل لأهل العقول ‪.‬‬
‫ج ‪ . 1‬ص ‪ 43‬وأنظر تفسيرا آخرا عند الكعاك ‪ :‬البربر ص ‪. 311‬‬
‫(‪ )61‬لقد رأيت كتابا بهذا العنوان في مكتبة الشيخ بلحاج بالقرارة ‪ .‬تصفحته كله وهؤ يحتاج ال تحقيق نسبته =‬
‫‪762‬۔‬
‫البرادي كان مجلدا ضخيا لا يحتوي جوابات الامام عبد الوهاب حسب ء‬
‫وانما أيضا فتاوي وجوابات الامام أفلح بن عبد الوهاب ‪ ،‬وابنه أبي اليقظان‬
‫محمد ‪ .‬ويقول بأنه سفر تام‪"7‬آ) ‪.‬‬

‫وكان الامام عبد الوهاب كثير القراءة والمطالعة ى عالما ‪ .‬أخذ العلم عن‬
‫حملة العلم من البصرة ث وخاصة منهم والدهث"ا ‪ .‬ودفعه شغفه للاستزادة من‬
‫العلم والمعرفة بعد وفاة حملة العلم س الى ارسال ألف دينار لاخوانه بالبصرة‬
‫ليشتروا له بها كتبا ‪ ،‬فاقتضى نظر هؤلاء أن يشتروها وزقبا ‪ .‬وتطوعوا‬
‫بالمداد وأجرة النساخ حتى أكملوا له ديوانا عظيا ‪ 0‬فبعثوه اليه فاجتهد في‬
‫قراءته ‪ .‬وما انتهى منه قال « الحمد لله ‪ 0‬اذ ليس فيه مسألة غربت عني الا‬
‫مسألتان ولو سئلت عنها لأجبت قياسا على نظائرهما ووافقت‬
‫المواب »‪"١‬ؤ‏ وهذه الرواية ‪ .‬تدل بوضوح س على مدى اتساع معرفة هذا‬
‫الامام وعلمه وولعه الزائد بالكتب والمطالعةةثةا س حتى أن الشماخي يذكر‪.‬‬
‫أنه كان من مادته اذا فرغ من صلاة العشاء ‪ .‬أخذ كتابا ينظر فيه"تا ‪ .‬بل‬
‫إن أبا زكرياء ة يروي أنه بلغه أن الامام عبد الوهاب « سمر ذات ليلة هو‬
‫وأخوه يتعامان مسائل الفرائض س فلم يصبح عليهبا الصباح الا وهما يورثان‬
‫أهل المشرق وأهل المغرب ۔وكان في سرهما يقدان مصباحا يجعل له عبد‬
‫الوهاب الفتائل من عمامته حتى أتى عليها »(ة‪. )2‬‬
‫والحقيقة آن الرواية رغم خللها اللغوي ‪ .‬توحي وضوح مدى اهتام هذا‬
‫= للامام عبد الوهاب ء وقد قام الشيخ أمحمد ين يوسف اطفيثن بترتيبه ‪ .‬ويحتوي هذا المخطوط على أبواب عديدة‬
‫في مختلف مسائل الفقه كالصلاة والزكاة والطهارات والولاية والبراءة والخلافة‪ ...‬وسمعت مؤخرا أن الدكتور عمرو‬
‫وانظر مقدمةالطبعة الثانية‬ ‫خليفة النامي يقوم بتحقيقه‬
‫‪ )71( .‬البرادي ‪ :‬الجواهر ‪ ..‬ص ‪. 912‬وانظر مقدمة الطبعة الثانية‬
‫(‪ )91‬علي دبوز مممر ‪:‬الاباضية بالجزائر ‪ .‬ص ‪. 66‬‬
‫ج‪" 1‬ص ‪ 65‬۔‪. 75‬‬ ‫(‪ )91‬أبو زكرياء ‪:‬سير ى ص ‪ ، 56‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ي‬
‫(‪ )02‬الكماك ‪:‬موجز ‪ .‬ص ‪512‬‬
‫(‪ )12‬الثياخي ‪ :‬ص ‪. 941‬‬
‫‏‪٠‬‬ ‫(‪ )22‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ى ص ‪. 56‬‬

‫‪-268 -‬‬
‫الامام بالعلم والتحصيل وأسلوب كسبها اذ كان ذلك بالدراسة مع أخيه‬
‫تحت نور الفتائل ‪.‬وفي صنع تلك الفتائڵ منعمامة عبد الوهاب ه دليل‬
‫قاطع على شغف هذا الامام بالعلم وحبه البالغ له ‪ .‬وليس عجبا هذا عن‬
‫عبد الوهاب وهو الذي واجه في عهده مختلف الاتجاهات والأفكار‬
‫والمذاهب ‘ وانفصلت الاباضية الى وهبية ونكارية وخلفية ‪ .‬وناظر‬
‫المعتزلة ‪ .‬وهم المعروفون بالجدل العقلي والفكر المتحرر ‪ .‬وسوف نعود الى‬
‫هذه الفرق واحدانها بالتفصيل عندما نتطرق الى المناظرات ‪:.‬‬
‫ولعل عهد أفلح بن عبد الوهاب ‪ ،‬يعتبر من أزهى عصور الدولة‬
‫الرستمية ثقافة وفكرا } بالاضافة الى الرخاء الاقتصادي (ةع ‪ .‬وكان أفلح قبل‬
‫أن يتولى الامامة سنة ‪802‬ه ‪ 2‬قد قعد بين يديه ثلاث حلق يتعلمون منه‬
‫فنون العلم “ةا يذكر الوسياني انها علم الفقه والكلام واللغةةةا ‪.‬وكان قد‬
‫أخذ العلم عن أبيه وجده ‪ ،‬ومن عاصرهما م نن كبا ر العلماء ‪ .‬حتى بلغ‬
‫درجتهم وتفوق على بعضهم ىوأصبح من الآئمةالمعدودين } والعلماء‬
‫اللشهورين وانفرد بأقوال في علم الكلام واعتبر من أجلها اماماةةا ‪ .‬وقد‬
‫ترك أفلح العديد من الرسائلتا وله جوابات ونوازلثةا ‪.‬كا أن له‬
‫اهتاماً بالحديث وروايته اذ لقد ضاملوارجلاني الى مسند الربيع بن‬
‫‪ .‬روايات الامام أفلح بن عبد‬ ‫حبيب ‪ 2‬معتد الاباضية في "‬
‫الوهاب ”تا ث وهذا لقدره في علم الحديث وابتعادد عن الوضع ‪ ،‬والكذب‪ .‬مما‬
‫جعله موضع الثقة عندهم ‪.‬‬

‫(‪ )32‬معمر ‪ :‬الاباضية بالجزائر ‪ .‬ص ‪ 17‬۔ ‪. 27‬‬


‫(‪ )42‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ى ص ‪ 98‬؛ الدرجينى ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ : 1‬ص ‪ . 77‬ج‪ 2‬ث ص ‪. 023‬‬
‫(‪ )52‬الوسياني ‪ :‬سير (مخطوط) ورقة ‪ . 93‬الثياخى ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪. 222 . 391‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫(‪ )62‬معمر ‪ :‬الاباضية بالجزائر‪ .‬ص ‪...07‬‬
‫(‪ )72‬أثبتها الباروني في ازهاره ‪ .‬أنظر الجزء الثاني منه ى ص ‪ 781‬۔ ‪ 002 . 881‬۔ ‪ 412 . 502‬۔ ‪ . 912‬ولعلنا‬
‫سنأخذ عند حديثنا عن الأدب ‪.‬عينةمنها ‪.‬‬
‫‪. 982‬‬ ‫(‪ )82‬البرادي ‪:‬ملحق بكتاب الموجز لابي عمار ‪ .‬ج‪. 2‬ص‬
‫(‪ )92‬الوارجلاني ‪:‬العدل والانصاف (مخطوط) ج‪ 2‬بدون ترقم للصفحات وأنظر كذلك الربيع بن حبيب بن =‬

‫‪-‬۔ ‪- 962 -‬‬


‫ويذكر أبو زكرياء س أن الامام أفلح » بلغ في حساب الغبار والنجامة‬
‫مبلغا عظيمة ‪ .‬وكان بالاضافة الى هذا ث شاعرا مجيدا له قصيدة رائية"ة‬
‫يحث فيها على طلب العلم واكتسابه ث ويبجل فيها العلم والعلماء بقدر ما‬
‫‏‪١‬‬ ‫يحط فيها من فقية الجهل والجهلة ويقول فيها » وهي طويلة ‪:‬‬

‫يريك شامم روحا وَإبكازا‬ ‫لىأفل العر تاز‬


‫العلم أبق‬
‫أ ؤطارا‬ ‫ذاكى‬ ‫قضى من‬ ‫عَبُد‬ ‫مقاتات‬ ‫وزع‪.‬‬ ‫ذوو علم وذو‬ ‫مات‬ ‫‏‪١‬و! ن‬ ‫حي‬

‫كَمَيت قث توى في الرمس أغصَارا‬ ‫ذر حيا‪ :‬ة على جهل وَمَنقصَةة‬

‫ولاهتام أفلح بالثقافة والتعلم ‪ .‬يذكر الوسياني ‪ ،‬أن هذا الامام حث‬
‫على دراسة الكتب وقال « عليكم بدراسة كتب المسلمين لا سيا كتاب أبي‬
‫سفيان محبوب بن الرحيل هم وهو في تاريخ وآثار الحركة الاباضية‬
‫ورجالها بالمشرق ‪.‬‬

‫وي عهد أفلح بن عبد الوهاب س قامت حركة نفاث بن نصر النفوسي‬
‫تلميذ أفلح ‪ 0‬اذ درس عليه في تيهرت(ةةا ‪ ،‬وانتقد استاذه وشيخه في عدة‬

‫ابراهيمم الوارجلاني ‪ 4.‬تصحيح الشيخ نور الد بن‬ ‫بن‬ ‫يوسف‬ ‫يعقوب‬ ‫‪ :‬الجامع الصحيح على ترتيب أي‬ ‫مر الأزدي‬ ‫‪.‬‬

‫‪6‬‬ ‫المصحح ‪ .‬وأنظر كذلك ج ‪ . 4‬ص‬ ‫‪ 3‬مقدمة‬ ‫السامي ‪ . .‬ط‪ . 2‬المطبعة السلفية ‪..‬القاهرة ‪9431 .‬ه ‪ .‬ج‪ : 1‬ص‬
‫‏‪ ٤‬محاضرة‬ ‫حبجيمبا‬ ‫مسند الربيع بن‬ ‫الديث‬ ‫ف‬ ‫‪ .‬وما ہمدها ‪ .‬وراجع أبنا دجال صالح بكير ‪ :‬معيد الاباضية‬

‫‪ .‬لللتقى السادس عشر للفكر الاسلامي بتلمسان الجزائر ‪2041‬ه‪2891/‬م ‪ .‬ص ‪ 21‬۔ ‪. 31‬‬
‫‪. 391‬‬ ‫‪ :‬سير ‏‪ ٠‬ص‬ ‫‏(‪ ٣ )30‬زكرياء ‪ :‬سير ‏‪ ٠‬ص ‪ 98‬‏‪ ٠‬الشماخي‬
‫‪ 13‬الباروني ‪:‬الأزهار ‪ 4‬ج‪ . 2‬ص ‪ 981‬۔‪ 091‬نشرها مع تشطير الأديب الشاعر الشيخ علي بن أحمد العاني ‪.‬‬
‫من‬ ‫‪ .‬ويذكر الكعماككى أ نن القصيدةةهي‬ ‫‪ 331‬۔‪631‬‬ ‫‪ .‬وأنظرها بدون تشطير ف كتاب الدعائم لابن النظر ب ص‬
‫‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫العام ب ص‬ ‫الابيات ‪ .‬موجز التارر يخ‬ ‫ل تسلر منه الا تلك‬ ‫لأفلح مفقود‬ ‫‪,‬‬

‫‪ )23(_.‬الوسياني ‪:‬سير ‪( .‬مخطوط) ورقة ‪. 801‬محبوب بن الرحيل أبو سفيان من الأوائل الذين كتبوا في سير‬
‫علاء‬ ‫الرابمة من‬ ‫الطبقة‬ ‫‪ .‬وقد اعد الدرجيني على كتابه وترجم له ف طبقاته ‪ .‬ووضمه ف‬ ‫الاباضية والتابمين‬

‫الاباضية (‪051‬ه ۔ ‪ ) 002‬وأورد له نصا كبيرا سماه بالمهد‪ :‬جمع فيه المواعظ والحكم‪ .‬والادب ‪.‬وهو عهد الى طالب‬
‫الحق صاحب الثورة ف المجاز ‪.‬أنظر الدرجيني ‪:‬طبقاتْء ج‪ 2‬ى ص ‪ 872‬۔‪ . 982‬عوض خليفات ‪:‬نشأة‬
‫الحركة الاباضية ى ص ‪ 611‬۔‪ . 621‬وكتابه يشتل على الاخبار والفقه‪ .‬والكلام والعقائد ‪.‬أنظر البرادي ملحق‬
‫‪. 742‬‬ ‫ب‪ .‬ص‬ ‫بكتاب الرجز لابي عمار ‪ .‬ج‪2‬‬
‫‪. 412‬‬ ‫سير ‏‪ ٤‬ص‬
‫(‪ )33‬الثماخي ‪:‬‬

‫‪072-‬۔‪.‬‬
‫مسائل نعود اليها ‪ .‬عند حديثنا عن المد اظرات التي انبثقت عن الاباضية‬
‫كالنكارية والخلفية والنفاثية ‪.‬‬
‫ولا تتحدث المصادر الاباضية عن الامام أبي بكر ‪ ،‬الذي يبدو أن عهده‬
‫كان عهد الشعر والأدب ى حيث يخبرنا ابن الصغير ث أنه كان « يحب‬
‫الآداب والأشعار وأخبار الماضين‪ ...‬وكان‪ ....‬يحب اللذات وميميل الى‬
‫الشهوات »“ةا ى وهذا يدفعنا الى الاعتقاد أن بلاطه كان منزل الأدباء ‪-‬‬
‫والشعراء يشجعهم باهتامه بانتاجاتهم ‪ 0‬يورعاهم بصلاته ‪ .‬ويستأنس كذلك‬
‫بالتاريخ ورواة أخباره ى فلا شك أن هذا الاهتام بالأدب والشعر والتاريخ‬
‫الذي نسب للامام أبي بكر وحده دون غيره من الائمة ى قد أدى الى نشاط‬
‫هذه الفنون في عهده ‪ ،‬وان كان ابن الصغير لا يذكر الشعراء أو الأدباء‬
‫الذين كانوا يتسامرون مع أبي بكر ويرتاح اليهم ‪.‬‬
‫ولعلنا لا خضيع اذا قلنا إن عهد الامام أبي بكر وحده س يكن وصف‬
‫ثقافته بانها ليست دينية بحتة ‪ .‬هذا ما نستطيع أن ننتهي اليه ‪ 0‬على الأقل‬
‫في هذه الفترة الى سكتت فيها المصادر الاباضية عنه وعن أيامه ‪ ،‬في حين‬
‫أن ابن الصغير يشير الى اهتامه بالآداب دون غيرها من العلوم الأخرى‬
‫الدينية منها خاصة ‪ .‬ويصور لنا عهده عهد فتنة ابن عرفة (ها ‪.‬‬

‫ولم يستر الاهتام بالآداب والشعر "بعد أبي بكر ‪ ،‬اذ نجد الامام أبا‬
‫اليقظان يعود ‪ ،‬بعد انتهاء اضطراب أوضاع العاصمة ى الى زهد(ةةا جده‪.‬‬
‫عبد الرحمن ‪ ،‬لذلك كانت أيامه لا يشدلها أهل نفوسة الا بلأيام عبد‬
‫الرحمن ذلك لأنهم اتخذوا مجلسه كالمسجد ى طائفة يصلون ‪ ،‬وطائفة يقراون‬
‫القرآن وطائفة يتذاكرون في فنون العلم‪7‬ةا ‪ .‬ويذكر ابن الصغير آنه لحق‬
‫() ابن الصغير ‪ :‬ص ‪ 713‬۔ ‪. 23‬‬
‫‏(‪ )١5‬ابن الصغير ‪ :‬تاريخ ‪ .‬ص ‪ 13‬۔ ‪. 14‬‬
‫(‪ ) 6‬الثءخى ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪. 222‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪2 2‬‬ ‫‏‪ ٠‬ص‬ ‫‪ :‬سير‬ ‫‏‪ ١‬ليا خي‬ ‫‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‏‪ ٠‬ص‬ ‫‪1‬‬ ‫ى‪٠‬‏ ج‬ ‫‏) ‪ ١ ( 37‬لد رجيي ‪ :‬طبقات‬

‫‪172- -‬‬
‫بعض أيامه وامارته ويقول ‪ « :‬حضرت مجلسه وقد جلس للناس خارج‬
‫المسجد الجامع مما يلي الجدار الغربي ‪.‬ورأيته ثانياأفي مصلى الجنائز »(ا ‪.‬‬
‫واذا سايرنا ما تقوله المصادر الاباضية في عدد‪ .‬تآليف أبي اليقظان‬
‫وجدناه من المكثرين في ذلك ى اذ ينسب اليه تأليف في الاستطاعة قيل إنه‬
‫في أربعين كتاباثا ‪ .‬وبلغ في العلم مبلغا عظيا ‪ .‬ويبدو أن قوة المذاهب‬
‫الختلفة في تيهرت ‪ ،‬ونشاطها المستر خاصة بعد الفتنة التي رأتها الدولة‬
‫الرستمية في عهد سلفه أبي بكر ‘ دفعته الى التأليف ي الرد على المخالفين‬
‫كتبا كثيرة ‪ .‬يصفها أبو زكرياء بأنها « بليفة شافية ‪ ،‬و‪ ....‬أنها قومت‬
‫فبلفت قيتها سبعة عثر دينارا »“ا وأما الدرجيني فيقول بأنها « لا يشق‬
‫فيها غباره ولا تياره "‪ . 6‬ولعل أبا زكرياء والدرجيني ث يقصدان هنا‬
‫رسالته في مسألة خلق القرآن ‪ ،‬الي أعطي‪ ,‬فيها أبو اليقظان رأيه ‪ .‬وحاول‬
‫أن يثبت بطرق واضحة اعتقاد الاباضية في المغرب خاصة بأن القرآن‬
‫مخلوق ‪ .‬وهذه الرسالة تدل على مقدرة في الجدل”‪٨‬ا‏ ‪.‬‬
‫وللامام أبي اليقظان رسائل عديدة ‪ 0‬وجوابات مختلفة(ة‪4‬ا ‪ .‬وفي احدى‬
‫رسائله نلاحظ مدى اهتام هذا الامام بالعلم ‪ .‬ويقول مستنهضا للهمم‬
‫« إعلموا رحمكم الله أن أهل العلم بالله القائمين بهذه الدعوة قد انقرضوا وقلت‬
‫الملوف”“ا منهم ‪ ،‬فرحم الله امرءا مسلما احتسب نفسه وأرصد لله في‬
‫اطلب العلم »(ك ‪.‬‬

‫‪. 44‬‬ ‫(‪ )83‬ابن الصغير ‪:‬تاريخ ‪.‬ص‬


‫‪ ، 913‬الشياخي ‪:‬سير ‪ .‬ص ‪. 222‬‬ ‫ج‪ 2‬ثص‬ ‫(‪ )93‬الوسياني ‪:‬سير ‪(4.‬خطوط) ورقة ‪. 93‬الدرجيني ‪:‬طبقات ‪.‬‬
‫(‪ )04‬أبو زكرياء‪ :‬سير ‪.‬صن ‪. 89‬‬
‫(‪ )14‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ 4‬ج‪ . 1‬ص ‪.48‬‬
‫‪-‬‬ ‫|‬ ‫‪6: 1‬‬ ‫ل ط‬ ‫‪.‬‬ ‫)‪. . 042 (24‬ه‬
‫(‪ )34‬البرادي ‪:‬ملحق كتب الاباضية ضمن كتاب الموجز لأبي عمار ‪ .‬ج‪. 2‬ص ‪ 982‬وأنظر نموذجا من رسالة في‬
‫‪ 142‬۔‪. 242‬‬ ‫الأزهار الرياضية للباروني ‪ :‬ج‪2:0‬ص‬
‫‪.‬‬ ‫(‪ )44‬البرادي ‪:‬الجواهر ن‪ :‬ص ‪. 281‬‬
‫() الخلوف ‪ :‬جمع خلف ويقال أيضا الاخلاف ‪ .‬ابن منظور ‪ :‬لسان ‪ .‬م‪ 1‬ص ‪ 388‬مادة «خلف" ‪.‬‬

‫‪-272-‬‬
‫إن هذه الاستفاثئة التي يوجهها الامام ال رعيته ‪ ،‬تبين ‪ .4‬بوضوح‬
‫المرحلة التي تعيشها الدولة الرستبية ‪ .‬وتوحي بقلة العلماء الاباضية منهم‬
‫خاصة وتدعو المسلمين الى أن يبذلوا جهودهم في طلب العلم ويعتنوا به طلبا‬
‫مرضاة الله ‪.‬‬

‫لا نعلم الكثير عنالأئمة الأخرين ‪ 0‬ومساماتهم في الحياة الفكرية‬


‫بالدولة الرستمية“ا ‪ ،‬ولكننا لا نشك في أنحلقات الدرس ‘ كانت‬
‫متواصلة لم تنقطع ‪ 9‬وأن اهتامهم بالتعلم استمر الى نهاية الدولة ‪ ،‬لأن‬
‫البيت الرسي كان بيت علم في مختلف الفنون « من الأصول والفقه‬
‫والتفاسير وفنون الدين والرد على الخالفين وعلم اللفة والنجوم والاعراب‬
‫والفصاحة »(ة“ا ‪ .‬ولا أدل على هذا من قول يعقوب بن أفلح ‪ 0‬آخر الأئمة‬
‫الرستميين الذي نجا من قبضة اي عبد الله الشيعي بالهروب الى وارجلان ه‬
‫حيث سأله أهلها عما اذا كان يحفظ القرآن كله فأجاب قائلا « معاذ الله أن‬
‫ينزل على موسى وعيسى مالم أحنظه وأعرف معناه ‪ .‬فكيف بكتاب أنزله‬
‫الله على نبينا محمد عليق ؟ »فا ‪.‬‬

‫ويصور لنا الشماخي مدى الغاية التى بلغتها الأسرة الرستمية في العلم ‪.‬‬
‫والقى لا يتطرق الجهل الى أفرادها با في ذلك الاماء ‪ 0‬فيقول بأن أحد‬
‫الرستميين قال ‪ « :‬معاذ الله أن تكون عندنا أمة لا تعرف منزلة يبيت‬
‫}‪.‬‬ ‫فيها القمر »(‪)84‬‬

‫والواقع أن كل المصادر تشير الى علو كعب هذه الأسرة في العل‬


‫ومساهمتها الكبيرة في نشره بين الناس ‪ 0‬ولعل العلوم الدينية كانت تحظى‬
‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫‪ :‬ل‬ ‫)‪. . 042 (54‬‬
‫(‪ )64‬الثماخي ‪ :‬ص ‪. 391‬‬
‫(‪ )74‬أبو زكرياء ‪ :‬ص ‪ . 421‬الدرجيني ‪ :‬ج‪ . 2‬ص ‪. 501‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪391‬‬ ‫(‪ ()84‬اليماخى‪ : :‬ص‬

‫‪-372-‬‬
‫‪.‬باهتام أكبر ى لذلك فقد صبغت الحياة الفكرية في الدولة الرستية ها ‪.‬‬
‫واهتم الأئمة أكثر بالفقه الاباضي اوآرائه الكلامية س ونقضه للمذاهب التي‬
‫تعيش معه ‪ 0‬لذلك كانت الحياة الفكرية في هذه الدولة تنبضع ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫بالنشاط والحيوية ‪.‬‬

‫‪-472-‬‬
‫الفصل الثاني ‪:1‬‬

‫المؤسسات التعلمية والدراسات المتداولة فيها‬

‫أولا ۔ المؤسسات التعلمية ‪:‬‬


‫لا شك أن المسجد كان أهم مؤسسة تعلمية في الدولة الرستمية س كا كان‬
‫في سائر الدول الاسلامية آنذاك ‪ .‬ولا يزال المسجد في بعض المجمعات يؤدي‬
‫دوره التثقيفى والتعلهى ‪ ،‬اضافة الى دوره فى اقامة الشعائر الدينية الى‬
‫|‬ ‫يومنا هذا ‪. . .‬‬
‫المسجد الجامع عندما‬ ‫ببناء‬ ‫رستم ‘ بدأ‬ ‫بن‬ ‫عبد الرحمن‬ ‫ولقد رأ ينا أن‬

‫شرع في بناء مدينة تأويه وتأوي الاباضية الذين تقاطروا غليه ‪.‬‬

‫القرن‬ ‫‪ .‬ف‬ ‫قائما ف ‪.‬عهلده‬ ‫لا يزال‬ ‫المسجد الذي‬ ‫البكري )‪ (1‬هذا‬ ‫يصف‬

‫‪ .04‬وهو‬ ‫التي تحيط ‪.‬بمجوضع تيهرت‬ ‫الأحراش‬ ‫بي بخشب‬ ‫بأنه‬ ‫ويقول‬ ‫الخامس‬

‫أربع بلاطات ة! ‪.‬‬ ‫من‬

‫ويبدو أن التعليم في المسجد كان يتم بأسلوبين يجددهما مستوى ذلك‬


‫(‪ )1‬البكري ‪:‬المغرب ‪ .‬ص ‪. 86‬الحميري ‪:‬الروض المعطار ‪ .‬ص ‪ 621‬ذ‬
‫(‪ )2‬لعل هذه البلاطات الاربع يقصد ا أنه ينقم المجد الى أربمة أقسام أو غرف كن أنيكون قم للصلاة‬
‫‪ .‬وآخر للناء وثالث لتعلم الصبيان ‪.‬وأما الرابع فيتخذ للأغراض الأخرى المرتبطة بالمجد ‪.‬تقول هذا من باب‬
‫التخمين لأن مصادرنا لا تزودنا بأي شيء في هذا الخصوص ى غير أن الشيخ سليان داود بن يوسف يذكر ‪.‬دون‬
‫أن يشير الى مصادره ‪.‬أنالرستميين جعلوا بجوار كل مجد كبير أو صغير (مدرسة) للصفار ‪.‬وتخصص ناحية‬
‫للناء ‪.‬وأمام كل مسجد بيت لضيوف المجد وأكثرهم من الحجاج ‪.‬يقوم رواد الجد با يجب لاعالتهم ‪.‬‬
‫أنظر ‪:‬سليمان داود بن يوسف ‪ :‬مجهودات الدولة الرستمية في نثر الحضارة الاسلامية وتركيزها ‪.‬مجل ‪:‬الاصالة ‪.‬‬
‫عدد ‪ 94‬۔ ‪ 05‬مطبعة البعث ‪ 0‬قسنطينة ‪ .‬الجزائر ‪7931 .‬ه‪7791/‬م ‪ .‬ص ‪. 59‬‬

‫‪572. -‬۔‬
‫التعليم ‪ .‬أما الاسلوب الأول فيكن أن نطلق عليه ما يعرف باسم الكتاب‬
‫وأما الأسلوب الثاني فهو حلقات العلم في المسجد ‪.‬‬
‫م‬

‫‪:‬‬ ‫ا ‪ -‬الكتاب‬

‫في الواقع لم أجد ما يؤكد لي أن التعليم كان يؤخذ في أماكن خاصة‬


‫ومعينة له ‪ .‬ولكن اللذي أراه ‪ 4‬أن التعلم كان يجري في مختلف الاماكن‬
‫وهذا الفراغ الذي نشعر به في هذا المجالا ‪ 0‬مع شهرة الدولة الرستمية‬
‫بمتعلميها وعلمائها ‪ 0‬دفعنا الى الاعتقاد أن الكتاب ا كان من أهم المؤسسات‬
‫الى بثت المعرفة في أوساط البربر ‪ .‬مادامت هذه المؤسسة هي اللبنة الأولى‬
‫لدور التعلم في المغرب العربي ‪،‬كا تؤ كد الدكتورة نجاح القابسي ‪ .‬وهي‬
‫‪:‬فيها كان الصبيان يلقون‬ ‫أيضا مأنشهر أنواع التعلم الابتدائ‬
‫‪ .4‬والأحاديث النبوية ‪.‬‬ ‫‏‪.٠‬مباديء اللفة العربية ‪ 0‬وحفظ القرآن ‪.‬‬
‫يقة التكرار ‪ 2‬والترديد وراء الشيخ حسبا يبدو ‪.‬‬
‫ولمصل انفصال الكتاب عن المسجد ‘ وقيامه في نفس الوقت الى‬
‫جانبها ى لفرضين ‪ 2‬أولها أن الكتاب كان لتعليم الصبيان الذين مازالوا لم‬
‫يبلغوا بسن الرشد بحيث يحترزوا من النجاسةا اذا دخلوا المسجد الذي‬

‫(‪ )3‬حسن حني عبد الوهاب ‪:‬ورقات ثص ‪. 621‬‬


‫‪ (4‬توجد أشارة طفيفة في سير أبي زكرياء الى الكتابكمكان للتعلم ربما في القرن !! لرابع المجري ‪ .‬عندما تحدث‬
‫عن أحد الاباضية الذين انشقوا عن المذهب ويعرف باسم الشكاس ‪.‬وقال بأنه أدخله أبوه في الكتاب فقرأ‬
‫وحفظ ‪.‬وهذا يدل على اتخاذ الاباضية لهذه التسمية وبالتالي فهذا المكان للتعليم ‪.‬وان كان الدرجيني بدل كلمة‬
‫لكتاب بالؤدب ‪.‬أنظر أبو زكرياء ‪ :‬سي ‪ .‬ص ‪4‬ذ‪. 1‬الدرجيي ‪:‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪. 811‬‬
‫(‪ )5‬د‪ .‬نجاح القابي ‪ :‬الماهد واللؤبات ۔منييه ي المام الاسلامي ‪.‬عجىة المؤرخ العربي ‪.‬المدد ‪. 91‬‬
‫"‬ ‫اللنة ‪. 1891‬بفداد ‪ .‬ص ‪. 771‬‬
‫(‪ )6‬عو يس عبد الحليم ‪ :‬دولة بفي حماد ‪ .‬ط ‪ . 1‬دار الشروق ‪ :‬بيروت ‪0041‬ه‪0891/‬م ‪ .‬ص ‪. 352‬‬
‫(‪ )7‬يقول حسن حني عبد الوهاب في ورقاته إن الكتاتيب تعتبر ملحقات للمساجد وتوابع لها ‪ .‬أنظر ورقات ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫ص ‪. 49‬‬
‫() القابي أبوالحسن علي ‪ :‬الرسالة المفصلة لاحوال المتعلمين واحكام المعلمين والمتعلمين ‪ .‬تحقيق أحد فؤاد‬
‫الاه انى ‪. 2 .‬دار احياء الكتب المربية عيسى البابي الحلي" ‪ .‬القاهرة ‪ . 5591 .‬ص ‪. 223‬‬

‫‪-‬۔‬ ‫‪6‬‬
‫يشترط فيه الطهارة ‪ .‬أما الفرض الثاني ‪ 0‬وهو تفسير لارتباط الكتاب‬
‫بالجد فان ذلك راجع ولا شك الى طبيعة العلوم التي كانت تدرس في‬
‫‪ :‬الكتاتيب وهى دينية بحته أو مرتبطة به ارتباطا وثيقا كاللفة العربية‬
‫‪.‬‬ ‫الوسيلة الوحيدة لقراءة القرآن وحفظه ‪.‬‬

‫ويبدو أن التلميذ في الكتاب كان يكتب دروسه عل لوح من خشب‬


‫ربما لندرة الورق في ذلك الحين ‪ 2‬اذ الفترة الزمنية جد متقدمة بالنسبة‬
‫للمفرب العربي خاصة{ا ‪ .‬وتذكر المصادر الاباضية أنأول من‪ :‬علم القرآن‬
‫بجبل نفوسة رجل يدعى عمر بن ييمكتن“{") ‪ .‬وقد تعمله هو في طريق‬
‫مغمداس يتلقى فيها العرب القادمين من المشرق ‪ 0‬في زمان قلت فيه نسخ‬
‫الدين‬ ‫اللربر على التعلم وتلة‬ ‫الكتاب‪ .‬الكريم < واشتد فيه حرص‬

‫الجديد""ا ‪ .‬فكان « يكتب عنهم لوحه من القرآن وينصرف فاذا درس ما‬
‫كتب وتعلم عاد الى الحجة فيكتب من المارة‪ ...‬لوحه »ةا ‪ .‬فلا شك أن‬
‫هذا المعلم الأول بجبل نفوسة لكتاب الله ى كان يسلك مع تلامذته نفس‬
‫البريقة في الكتابة على الألواح اة { ومحوها كاما حفظ الصبي ما عليها ‪.‬‬
‫ولا نستبعد أن تكون هذه هي الطريقة أو الوسيلة المتبعة في جميع ‪.‬كتاتيب‬
‫الدولة الرستمية ى التي نراها كثيرة كثرة المساجد اذ لا تخلو قرية أو مدينة‬
‫من مسجد واحد على الأقل وقد اعتنى الرسميون ببناء المساجد ‪ ،‬فلم ينسوا‬
‫(‪ )9‬كانت طريقة الكتابة على الألواح في المغرب العربي سارية في القرون الأولى اذ يروى أبو المرب لي طهقات‬
‫علماء افريقية ان اسماعيل بن رباح الجزري أحد الفقهاء وتوفي سنة‪212‬ه كان في طفولته يحضر المكتب (ربما هو‬
‫الكتاب) ومعه لوحه فاذا حفظ ما عليه غله بالماء في اناء معد لذلك ‪ .‬أنظر أبو يعقزب ‪ :‬طبقات ‪ .‬ص ‏‪} ٠150‬‬
‫‪. 18‬‬ ‫وأنظة ‪ ::‬حسي عبد الوهاب ‪:‬ورقات ث ص‬

‫(‪ )01‬عمر بن ييكتن من _جال القرن الثانيالمجري تولي مع أي الاب عبد الأعلى بن المح للمافري‬
‫سنة ‪441‬ه ‪ .‬أنظر الثماخي ‪ :‬ص ‪. 341‬‬
‫‪. 18‬‬ ‫‪ (11) .‬حسن حسني عبد الوهاب ‪:‬ورقات‪ .:‬ص‬
‫(‪ )21‬لواب بن سلام ‪:‬شرائع الدين (خطوط) ورقة مه ‪.‬‬
‫(‪ )31‬لا تزال هذه الوسيلة مستعملة الى يومنا هذا في بعض مدارس وادي ميزاب واتتصرت فقط على كتابة القرآن‬
‫الكريم وربا بعض الكلمات والحروف ‪.‬‬

‫‪-772-‬۔‬
‫حتى الاقاليم البعيدة جدا مثل جزيرة جربة حيث بنوا فيه مسجدا يعرف‬
‫ه بجامع تاجديت » يقول عنه أبو راس الجربي « هي لفظة أصلها الجامع‬
‫الجديد بنى في أول المائة الثالثة أمر ببنائه أمير مدينة تيهرت على يد‬
‫جربة »(‪. )41‬‬ ‫عامله‬

‫واذا كانت المساجد في تيهرت عديدة ومتنوعة بتنوع المذاهب والفرق‬


‫كثيرة جدا في قرى ومدن جبل نفوسة ‪،‬‬ ‫الاسلامية فيها") { كا كانت‬
‫وتؤكد ذلك جميع المصادر الاباضية ‪ 4‬فلا غرو أن لها ملحقاتها ككتاتيب‬
‫لتعلم الصبيان ء لهذا فاننا نشاطر الشيخ سليان داود رأيه في أن الرستميين‬
‫تقتصر عنايتهم بالتعلم في ناحية دون أخرى ‪ ،‬بل كانت لهم ( مدارس )‬
‫ف جميع مملكتهم وبالاخص في اللدن الشهيرة مثل وارجلان وبلد أريغ‬
‫وزويلة وجربة‬ ‫وسوف والحامة وقنطرا ر وقسطيلية وجبل دمر وغدامس‬

‫فضلا عن جبل نفوسة(" وتيهرت ‪.‬‬


‫واذا كانت الكتاتيب منتشرة بهذا الشكل في الدولة الرستمية س فلا ارى‬
‫أنها هي وحدها تقوم بدور المدرسة الابتدائية ه اذ أن هناك عدة اشارات‬
‫الى أمكنة أخرى غير الكتاب ‪ ،‬اتخذت علا للتدريس والتلقين فهن ذلك‬
‫مثلا « المنازل » حيثأن الروا‪ .‬ية الاباضية التي تذكر عمر بن يمكتن تخبرنا‬
‫« )‪ (71‬يعتنر أول‬ ‫‏‪ ١‬يفا طان‬ ‫له‬ ‫في « مغزل يقال‬ ‫يعلم القرآن‬ ‫أنه كان‬

‫مدرسة ث") اباضية فى المغرب العربى ‪،‬لتعليم الصبيان كتاب الله الكريم ه‬

‫(‪ )41‬الجربي أبو راس محمد ‪ :‬مؤنس الاحبة في اخبار جربة ‪ .‬ص ‪. 79‬‬
‫(‪ )51‬ابن الصغير ‪ 31 :‬س ‪ . 75‬يذكر ابن الصغير أن تيهرت لما بنيت قصدتها مختلف المذاهب بحيث بنوا فيها‬
‫مساجدمم كمسجد الكوفيين أتباع أبي حنيفة ومسجد القرويين أتباع مالك بن أنس ومسجد البصريين وكانت‬
‫البصرة تعج في هذه الفترة بالمذاهب كالخوارج والمعتزلة وغيرها ‪ .‬أنظر ص ‪. 31‬‬
‫(‪ )61‬سليمان داود بن يوسف ‪ :‬المقالة الابقة ‪ .‬مجلة الأصالة ‪ .4‬عدد ‪ . 94‬ص ‪, 59‬‬
‫(‪ )71‬الشماخي ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ . 241‬ايفا طيان قرية بجبل نفوسة لم يبق منها اليوم الا آثارها ‪ .‬أنظر معمر ‪:‬‬
‫الاباضية ‪ .‬ج‪ 2‬ى ق‪ . 1‬ص ‪. 04‬‬
‫(‪ )81‬أحد مختار عمر ‪ :‬النشاط الثقافي في ليبيا من الفتح الاسلامي حتى بداية العصر التري ‪ .‬ط ‏‪ ٦1‬دار =‬

‫‪872- -‬‬
‫وتحفپظهم اياه ى الا أن المعلومات تنقصنا لمعرفة نوعية هذا المنزل ‪ .‬هل هو‬
‫مخصص لغرض التعلم ؟ أم هو منزل ومسكن عمر بن يمكتن ى خصص فيه‬
‫جناحا لتعلم الصبيان ما كان قد أخذه من السابلة في طريق مغمداس ؟‬

‫ومما يؤكد ما ابتذأنا به البحث س من أن أي مكان يمكن أن يتخذ علا‬


‫لتعلم انصفار ى ما رواه لنا ابن الأثير وتقله عنه المقريزي عن أبي يزيد‬
‫خلد بن كيداد©") الذي اشترى ضيعة في تقيوس ببلاد الجريد وأقام فيها‬
‫يعلم الصبيان } وكان قبل هذا قد علم أيضا في تيهرت بأحد مساجدهاثة‬
‫قبل سقوط الدولة الرستمية على يد أبي عبد الله الشيعى سنة ‪692‬ه ‪.‬‬
‫ويذكر الحميري‪ :‬صاحب الروض المعطار ى أن أبا يزيد انما علم على باب‬
‫تقيوس القرآن للاطفال”"‪2‬ا سأما صاحب المؤنس فيذكر عند تعرضه لأبي‬
‫يزيد أمورا جوهرية في الحياة التعليية بالدولة الرستمية ‪ ،‬اذ يشير الى أن‬
‫الناس كانوا يتصدقون على أبي يزيد ‪ ،‬مقابل تعليه لأولادهم س وكان يلبس‬
‫جبة صوف ‪ ،‬ويضع على رأسه قلنسوة صوف ‘ وفي عنقه سبحةةا ‪.‬‬
‫وهكذا يشير هذا النص الى مسألة جوهرية س هي تلك الصدقة التي كان‬

‫= الكتب ‪ .‬بيروت ‪1931 .‬ه‪1791/‬م ‪ .‬ص ‪ 2 671‬وأنظر كذلك ‪:‬لقبال موسى‪ :‬المغرب للاي ص ‪. 822‬‬
‫معمر علي يحى ‪:‬الاباضية في موكب التاريخ ث ج‪ . 2‬ق‪ . 1‬ص ‪ 04‬ى وأنظر ج‪ 0 2‬ق‪ . 2‬ص ‪. 75‬‬
‫(‪]91‬أبو يزيد مخلد بكنيداد النكاري صاحب الثورة على العبيديين سنة ‪233‬ه ولد بالسودان حيث كان أبوه‬
‫تاجر وتعلم بتوزر القرآن وخالط جماعة من النكار فتحول الى مذهبهم بعد أن كان وهيا وتذكر المصادر الاباضية‬
‫أنتعلهه كان في سجلماسة مع أحد علماء الاباضية البارزين ‪.‬ولما ظهر العبيديون على الساحة السياسية بالمغرب‬
‫المري وسيطروا على أوضاعه استطاع أبو يزيد أن هدد حركتهم بالزوال حيث قام بثورةعارمة جند فيها النكار‬
‫منا الاباضية اضافة الى أهل السنة الا أنه فشل في الأخير بسبب تهوره ‪.‬أنظر أبو زكرياء ‪:‬سير ‪.‬‬
‫‪- 6‬۔ ‪ . 821‬ابن الأثير ‪:‬الكامل ‪ .‬ج‪ . 8‬ص ‪ 224‬وما بعدها ‪ .‬القريزي اتماظ ‪ .‬ص ‪ 901‬وما بعدها ‪.‬‬ ‫ص‬
‫مطبمة البعث قسنطينة ء‬ ‫سليان داود بن يوسف ‪:‬ثورة ة أبي يزيد جهاد لاعلاء كلة االله ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪1‬ه‪1891/‬م‬
‫‪ :‬ابنة الآثير ‪:‬الكامل ‪ .‬ج‪ ..8‬ص ‪ . 224‬المقريزي ‪:‬اتعاظ ‪ .‬ص ‪. 901‬‬
‫)‪ (12‬الجيري ‪:‬الروض ‪ 0‬ص ‪. 041‬‬

‫(‪ )22‬ابن أبي دينار ‪:‬المؤنس في أخبار افريقية وتونس ‪ .‬ط‪ 3‬س تحقيق محمد شيام ‪ .‬المكتبة العتيقة ‪ .‬تونس‬
‫ه‪7691/‬م ‪ .‬ص ‪. 75‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪972- -‬‬
‫يأخذها المعلم ‪ 4‬ربما هي تعويض عن الأجرة التي قد تكون محرمةاةةا ‪.‬‬
‫خاصة اذا اقتصر التعلم على القرآن فقط ‪ .‬وفي تلك الأزمنة بالذات ‪.:‬‬
‫هذا يكن أن ننتهي الى أن التعليم الابتدائي ‪ ،‬ونقصد به تعليم الصبيان‬
‫القرآن والأحاديث النبوية ومباديء اللفة العربية ‪ ،‬كان يتم في مختلف‬
‫الأمكنة ‪ .‬ولا يعرف مكانا بعينه ‪ 0‬اللهم الا الكتاتيب ‪.‬التي تعتبر ملحقات‬
‫للمسجد ‪ :‬هذه المؤسسة الامة التى قامت بدور بارز في تثقيف الرعية‬
‫وتعليهم دينهم ‪ .‬ويقوم مقام الورق في ذلك الحين ما يعرف بالألواح ‏‪٠‬‬
‫يكتب عليها وتمحى بالفسيل عندما يحفظ الصبي ما عليها ‪ 0‬وكان المعلم على‬
‫ما يبدو لا يأخذ أجرة عمله وإنما يتصدق عليه أولياء التلاميذ كثيرا أو‬
‫قليلا ى كل حسب ما يمكنه ‪ .‬هذا اذا لم يكن‪:‬المعلم ذا مال أو حرفة يقتات‬
‫منها ‪ .‬هذا ما يمكن لنا أن نستوحيه من النصوص المشار اليها سابقا ‪ .‬ولا‬
‫نرى أنها خاصة تعبر عن منطقة بعينها وانما همي عامة ‪ 0‬تفسر سلوك الجقع‬
‫المغربي آنذاك بأكمله ‪.‬‬
‫واذا قرأ الطفل في الكتاب ‪ ،‬وحفظ مباديء العربية والقرآن ى يكون‬
‫قد بلغ الحلم ‪ 0‬بجيث يجوز له دخول الجالس في المساجد س وهذه تعتبر‬
‫مرحلة عليا ث بالنسبة للمرحلة الابتدائية السابقة ‪ .‬ويستشف هذا من نص‬
‫لأزبيك‪.‬رياء حول أبد الله الشكاس ى أحد المنشقين عن الاباضية ‪ ،‬عندما‬
‫قال « فقرأ وحفظ ‪ 8‬فلما اشتد وبلغ الحلم سولت له نفسه طلب العلوم »(‪4‬ة‘‬
‫فثبت أن هناك مراحل ف التعلم لدى الاباضية كغيرهم ‪ .‬فالمرحلة الأولى ه‬

‫(‪ )32‬القابني ‪ :‬الرسالة المفصلة لاحوال المتعلمين ‪ .‬ص ‪ . 692‬وما بمدها ‪ .‬وأنظر كذلك الدرجيني ‪ :‬حيث يورد‬
‫رواية مشائخ من القرن الخامس الهجري اختلفوا في أجرة تملم القرآن فبينا‪ .‬يجيزها أحدم دون تقهد ‪ .‬يرفضها‬
‫الاخرون ويقول الدرجيني في هذا الخصوص مفندا رأي مجيز أخذ الاجرة على القرآن ه وهذا الجواب ممروف‬
‫بالمذهب‪ ....‬وكان ينبغي أن يقول ببا في المذهب من جواز الآجرة على تعلم الأدب والخط وصناعة الكتابة‬
‫وأدواتها دون أن يكون للقرآن ثمن ‪ .‬والمذر عنه رحمه الله كره أن يقول لا تجوز فيكون ذلك ذريمة الى ترك‬
‫التعلم فيفضي ذلك بالناس أن يكونوا أميين لا يملون الكتاب ء طبقات الدرجيني ‪ 0‬ج‪ . 2‬ص ‪. 993‬‬
‫(‪ )42‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ى ص ‪. 431‬‬

‫‪-082-‬۔‬
‫وهي الابتدائية تنتمي ببلوغ التلميذ الحلم ‪ 3‬والمرحلة الثانية ‪ .‬وهي الثانوية‬
‫أو العليا بتعبير عصرنا ‪ 0‬وهي التي تتم في مجالس العلاء‪ :‬بالساجد‬
‫)‬ ‫أو الدور ‪.‬‬
‫ب ۔ حلقات العلم في المسجد ‪:‬‬

‫العلوم‬ ‫وغيرها من‬ ‫وفقه‬ ‫تفسير وحديث‬ ‫‪ 4‬من‬ ‫الدينية‬ ‫الدراسات‬ ‫كانت‬

‫الختلفة ‪ .‬تلقى في المساجد مواعظ للعامة ‪ .‬ودروسا للخاصة ‪ .‬وقد سبق‪ :‬أن‬
‫ذكرنا أن الامام عبد الوهاب لما كان مجبل نفوسة س لمدة سبع سنوات ‪ ،‬كان‬
‫يلقي دروسه في مسجده المعروف بمميرى احدى مدن جبل نفوسة قة ‪.‬‬
‫وكانت الدراسة تتم في مجالس تعرف بحلقات العلم ‪ .‬يقصدها الناس‬
‫عامتهم ‪ 0‬اضافة الى الطلاب الذين يخصصون جل أوقاتهم لطلب العلم‬
‫وحضور حلقاته ‪ .‬وكان العلماء يحثون التلاميذ على ذلك ص مثلما كان يفعل‬
‫أبو خليل اليدركلي ثا ‪ .‬الذي قال للتلاميذ لما رآهم خاملين ‪ « :‬سيروا الى‬
‫الحلقة وأقصدوها حيثما كإنت ياكسالى ‪ .‬فان رجلا قد سار من الجبل‬
‫(نفوسة) الى فزان والى غدامس ى والى الساحل رغبة في الحلقة‬
‫بستفيده »(‪. )72‬‬ ‫وفا‬

‫ويلوح لنا أن الاباضية كانوا نشيطين جدا في حلقاتهمثةا ى التي نرى‬


‫(‪ )52‬الشماخي ‪ :‬ص ‪ . 951‬لا يزال مسجد الامام عبد الوهاب شانهخا الى يومنا هذا رغم اندثار مدينة ميرى القي ل‬
‫يبق منها الا بعض الأطلال أنظر معمر علي يحي ‪ :‬الاباضية ‪ .‬الحلقة الثانية ‪ .‬القم الثاني ‪ .‬ص ‪ 112‬۔ ‪. 212‬‬
‫(‪ )62‬أبو خليل اليدركلي ‪ :‬عالم من علماء الطبقة الخامسة (‪ 002‬۔ ‪052‬ه) شيخ الجماعة النفوسية وأول من أخذ عن‬
‫الخة الحملة للعلم ‪ .‬أنظر الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪ 992‬۔ ‪. 003‬‬
‫(‪ )72‬الدرجيني ‪ :‬ج‪ . 2‬ص ‪. 103‬‬
‫(‪ )82‬من المعروف أن الاباضية بعد سقوط الدولة الرستمية ركنوا الى الكتمان واقاموا نظاما جديدا للحلقات يلي‬
‫الظرف الذي يوجدون فيه ث وهذا يدل على أهمية الحلقة عندهم ‪ .‬وهذا النظام الجديد هو ما يعرف ه بالمزابة ‪.‬‬
‫أي الذين أعزبوا عن الدنيا 'وتفرغوا للآخرة فأقاموا حلقة العزابة الرئيسية التي تتفرع عنها حلقات الملم ‪ .‬وأول‬
‫من أحدث هذا النظام أبو عبد الله محمد بن بكر النفوسي في القرن الخامس الهجري هو الذي رتب قواعده ‪.‬‬
‫وأسس سيرة الحلقة ‪ .‬أنظر أبو زكرياء ‪ :‬سير ‏‪ ٠‬ص ‪ . 371‬وما بعدها ‪ .‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ ،‬ج‪ 0 1‬ص ‪ 3‬۔ ‪2. 5‬‬

‫‪91‬‬ ‫‪182- -‬‬


‫أنها كثيرة ‪ .‬حتى تفي بالمقصود في نشر المذهب ‘ واظهار قوته بكثرة علمائه‬
‫الذين يتخرجون من تلك الحلقات ‪ .‬وهو ما يمكن فهمه من قول ابن‬
‫الصفير » وكانت مساجدهم عامرة وجامعهم يجتمعون فيه » (‪. )92‬‬

‫ولمل الحلقات الى كانت تعقد في مساجد الماصة تيهمرت ‪ 0‬وهي‬


‫متنوعة تنوع المذاهب فيها ‪ ،‬تعتبر أهم دور التعليم في الدولة الرسمية‬
‫‏‪ ٠‬وهي التي خرجت فطاحل العاماء الذين تنافسوا فايلعلم والمعرفة ى وعقدت‬
‫بينهم المناظرات س حتى اصطبغت الحياة الثقافية بتيهرت بصبغة المناظرة"ة‬
‫الفقمية والكلامية ‪.‬‬
‫‪ .‬ولا نرى بأسا في اطلاق لفظة المرحلة الثانوية والعليا ى على هذه‬
‫الحلقات المتخصصة في فنون المعرفة ‪ .‬كالحلق الثلاث التى كان شيخها أفلح‬
‫ابن عبد الوهاب ‪ .‬وكانت ف علم الفقه والكلام واللغة العربيةةا ‪ .‬ومثل‬
‫هذه الحلق العلمية موجودة بكثرة س كا يقول الشيخ علي دبوز س في تيهرت‬
‫وجبل نفوسة ‪ .‬وكان يرابط في المساجد علماء ى فحول يتولون تعليم من‬
‫استوق المراحل الابتدائية من التعليم اثةا في الكتاب وغيره ‪ 0‬وبلغ سن‬
‫الرشد ‪ .‬ولا شك أن اللسجد الجامع بتيهرت كان أهم مركز لتعليم وتلقين‬
‫الفقه الاباضي“ا ‪ .‬وفيه كان الائمة يعقدون حلقاتهم الدراسية ‪ 0‬وينشرون‬
‫مواعظهم على الرعية ‪ :‬وفيه كانت تعقد الاجتاعات العمومية لأخذ رأي‬

‫= ج‪ . 2‬ص ‪ . 773‬وما بمدها ‪ 0‬وأنظر كذلك ‪ :‬عوض خليفات ‪ :‬النظم الاجتاعية والتربوية ‪ .‬ص ‪ . 02‬وما‬
‫‪ .‬بعدها ‪ .‬فرحات الجعبيري ‪ :‬نظام العزابة عند الاباضية الوهبية في جربة ‪ .‬المطبعة العصرية ى تونس ‪5791 .‬م ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ .:‬ح‬ ‫م ل‬ ‫‪ 33‬۔ ‪ . 54‬وارجع كذلك ال ‪ .101-79 :‬ا!'! ل ح‬ ‫ص‬
‫(‪ )92‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪. 75‬‬
‫‪ )03( .‬ابن الصفير ‪ :‬ص ‪. 31‬‬
‫‪ )13«,‬البازوني ‪ :‬الأزهار ‪..‬ج‪ . 2‬ص ‪ 511‬۔ ‪ . 611‬الجنحاني ‪ :‬تاهرت المهلة التونسية " عدد ‪ 04‬۔ ‪.34‬‬
‫ص ‪ 14‬۔ ‪. 44‬‬
‫۔‬ ‫(‪ )33‬الوسياني ‪ :‬سير (مخطوط) ورقة ‪ 93‬ي الثياخي ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪. 222‬‬
‫(‪ )33‬علي دبوز ‪ :‬تاريخ المغرب الكبير ‪ .‬ج‪ 2‬ى ص ‪ 073‬۔ ‪. 173‬‬
‫(‪ )43‬الكعاك ‪ :‬المراكز الثقافية ‪ .‬ص ‪. 02‬‬

‫‪-282-‬‬
‫الأمة في الشؤون التي تهمهم بالدرجة الأولى ي كا فعل عبد الرحمن بن رستم ص‬
‫عندما جاءته أحمال المساعدة من اباضية البصرة(ةةا ‪ :‬فجامع تيهرت ى بهذه‬
‫الصفات ‪ ،‬يشبه تماما جامع عقبة بن نافع بالقيروان عاصة الأغالبة(ةة) ‪,‬‬
‫ولا يختلفان الا في نقطة واحدة يمكن اعتبارها تكميلية س اذ تخصض جامع‬
‫عقبة في فقه أهل المدينة ‪ 0‬بينا يعتبر جامع تيهرت معهدا للدراسات‬
‫الاباضية من فقه وتفسير وكلام وحديث ‪ .‬وبهذا يكون كل جامع مكملا‬
‫للآخر في المغرب العربي ‪ 0‬وهما رافدان يصبان مما ‪ ،‬فيا يمكن أن نطلق‬
‫عليه ‪ 0‬الفكر العربي الاسلامي ى بكل ما في الكامة من شمولية وعظمة ‪.‬‬
‫وبهذا تعتبر تيهمرت ‪ 0‬عاصمة الفكر الاسلامي الاباضي ‘؛ ساهمت قدر‬
‫المستطاع في تطور الفكر العربي ونبوغه ‪.‬‬

‫أما المشائخ الذين تصدوا للتعليم في الحلقات اضافة الى الأئمة أنفسهم ‪.‬‬
‫كان لأبي داود القبلي » أحد حملة العلم من البصرة ى نشاط واسع في تثقيف‬
‫المغاربة وتعليهم دينهم (ذا ‪.‬‬

‫ويعتبر عاصم السدراتي من المعلمين الذين وقفوا حياتهم لهذه المهمة اذ‬ ‫‪.‬‬
‫رسم لنفسه خطة ء عمل بحرص على تنفيذها ‪ .‬وهي أنه كان يركب ناقته‬
‫وينتقل بين الأحياء الضاربة في البيداء ‪ 2‬يعلم الناس في مضاربهم ‏‪ ٠‬ويبين‬
‫هم ما يجهلونه من أحكام الدين ‘ فيشق طريقه بين مدن وقرى جبل‬
‫ا نفوسة س ثم يقصد غدامس ‘ ومنها يتجه غربا الى جبال الأوراس حيث‬
‫مواطن قبيلة سدراتة الاباضية ‪ ،‬وعند عودته من نفس الطريق يير‬
‫بالاحياء الضاربة في الصحراء ‪ .‬واتخذ في طريقه عدة مساجد صغيرة ‪.‬‬
‫تعرف عند الاباضية بالمصليات فكان يقم فيها أياما يلقي دروس الوعظ‬
‫‪. 41 . 21‬‬ ‫(‪ )53‬ابن الصفير ‪ :‬ص‬
‫‪. 801‬‬ ‫عبد الوهاب ‪ :‬ورقات ‪ .‬ص‬ ‫حي‬ ‫(‪ )63‬حن‬
‫‪.‬‬ ‫‪32‬‬ ‫(‪ )73‬معمر علي يحي ‪ :‬الحلقة ‪ . 3‬الاباضية بتونس ‏‪ ٠‬ص‬

‫‪382- -‬‬
‫والارشاد والتوجيه والتعليم ‪ .‬ويذكر علي يحيي معمر ‪ ،‬أن سكان المنطقة‬
‫الواقمة بين غدامس وطرابلس ‪ ،‬من كثرة ورود عاصم عليهم ‪ 0‬في أوقات‬
‫معلومة لديهم ى نسجوا حول ناقته الأقاصيص التي لا تزال في بعض تلك‬
‫المناطق الى يومنا هذا تتناولها الشفاه ا ‪.‬‬

‫ان هذه الطريقة في انتقال المشائخ الى مختلف المساجد القريبة‬


‫والبعيدة ‪ .‬لا شك أنها أكبر فائدة من انتقال الأفراد الى حلقات العلم في‬
‫اللدن الكبرى والقرى القريبة منها ‪ .‬وهي تبين بوضوح مدى اهتام علماء‬
‫الاباضية في الدولة الرستمية ‪ ،‬بنشر الاسلام واللغة العربية وعلومها بين‬
‫البربر وتثقيفهم وتعليم الجميع بما في ذلك سكان المناطق النائية ‪.‬‬
‫طلبة عاصم السدراتي ‪ .‬تكونت الطبقة الأولى‬ ‫ويذكر معمر } أن من‬

‫من كبار العلماء في جبل نفوسة ‪ ،‬أمثال أيوب بن العباس وأبي منرداس ء‬
‫وأبي الحسن الابدلاني ومحمد بن يانس وغيرهم كثيرا س وسوف تعود الينا‬
‫هذه الاسماء في فصول هذا البحث القادمة ‪.‬‬

‫وكان الطلبة ‪ ،‬في بعض الأحيان ‪ 0‬يتحركون قوافل حيثما تحرك‬


‫أستاذهم ‪ ،‬قاصدا المساجد المنتشرة ‪ .‬أو مناطق أخرى خارج المدينة ‪ .‬فكان‬
‫‪ .‬لأي ميون‪“١‬ا‏ ‪ .‬أحد مشائخ الجبل ى حلقة من الطلاب تتحرك معه(‘‪)٨‬‏‬
‫يأخذون عنه العلم والسير « وهم متادون على دراستهم واجتهادهم ى ولم يفتروا‬
‫في مقام ولا رحيل »”"&ا ‪.‬‬
‫ولعل هذه الطريقة هي التي وصنها ابن الصغير عندما ذكر أن الامام‬
‫معمر ‪ :‬الاباضية بالجزائر ‪ .‬ص ‪. 921‬‬ ‫(‪)83‬‬
‫نفه ‪ :‬ص ‪.. 921‬‬ ‫(‪)93‬‬
‫من مشائخ الطبقة الحامة (‪ 002‬۔ ‪052‬ه) وعلمائها ‪ .‬أنظر الدرجيني ‪ :‬ج‪ . 2‬ص ‪ 492‬۔ ‪. 692‬‬ ‫(‪)04‬‬
‫الوسياني ‪ :‬سير ( مخطوط) ‪ .‬ورقة ‪. 41‬‬ ‫‪)74( .‬‬
‫الدرجيني ‪ :‬ج‪ . 2‬ص ‪. 592‬‬ ‫(‪)24‬‬

‫‪-482-‬‬
‫أبا اليقظان بن أفلح ‪ .‬ضرب سرادقة مرة خارج تيهرت ‪ ،‬فاما علم الناس‬
‫بذلك خرج « اليه الفقهاء والقراء وضربوا أبنيتهم حول سرادقه»ة‪4‬ا ‪ .‬هذا‬
‫حتى يستقيدوا من دروسه ووعظه وعلمه ‪ .‬وهو المعروف عنه كثرة التأليف‬
‫‪.‬‬ ‫سبق أن ذكرناه‬ ‫‪5‬‬

‫ويبدو لنا أن حملة العلم الخخسة الى المغرب العربي ‪ ،‬وعلى رأسهم مؤسس‬
‫لبصرة‬ ‫مد رسة‬ ‫صفة‬ ‫نقلوا‬ ‫قد‬ ‫ك‬ ‫رسعم‬ ‫بن‬ ‫‏‪ ١‬لرحمن‬ ‫عمد‬ ‫‏‪ ١‬لرستمية‬ ‫‏‪ ١‬لد ولة‬

‫الاباضية الى المغرب ‪ ،‬ونقلوا تنظيياتها ودروسها وحلقاتها أو عجالسها ‪ .‬ولعل‬


‫الاختلاف البسيط الذي يمكن أن يكون بين مدرسة البصرة ‪ .‬و(مدارس)‬
‫<‬ ‫أرض‬ ‫وفي سرداب‬ ‫‏‪ ١‬لأولى كانت سر بة‬ ‫أن‬ ‫هو‬ ‫‪.0‬‬ ‫عهد الرستميين‬ ‫ف‬ ‫المغرب‬

‫لأن الامامة في ذلك الزمان والمكان س كانت امامة كتان ‪ ،‬وامامها وشيخها‬
‫في نفس الوقت أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة س بينا (مدارس) المغرب كانت‬
‫الامامة‬ ‫أذ‬ ‫<‬ ‫العلم‬ ‫التفقه وطلب‬ ‫ف‬ ‫الراغبين‬ ‫لجميع‬ ‫مفتوحة‬ ‫وحلقاتها‬ ‫‘‬ ‫علنية‬

‫امامة ظهور ‪ ،‬وهى أعلى مراحل الامامة والقوة عند الاباضية ‪ ،‬فلا داعى‬
‫الى الكتمان في هذه الحالة لهذا يمكن أن يكون ما وصل اليه الدكتور عمرو‬
‫خليفة النامي صائبا في أنه انتظمت حلقات ذلك النوع من المدارس « ما‬
‫بين فزان وقابس وبين الجبل وتيهرت »(““ا يؤمها الطلبة من مختلف افاق‬
‫المغرب ‘ للتفقه في الاصول والفروع ‪ ،‬والسير والتوحيد والشريعة ‪ ،‬واراء‬
‫الفرق الى جانب علوم اللغة العربية ‪ .‬فكانت بمثابة مدارس للعلوم النقلية‬
‫والعقلية في آن واحد ‪ .‬ومراكز لتعريب البربر ونشر الحضارة العربية (ث‪. )4‬‬
‫ولم يكن المسجد وحلقاته التي تعقد فيه ‪ ،‬أو تعقد بعيدا عنه وعن‬
‫تقوم بمهمة تدريس مرحلة ما بعد الابتدائي « ان صح‬ ‫المدينة ‘ وحدها‬

‫‪. 54‬‬ ‫(‪ )34‬ابن الصغير ‪ :‬ص‬

‫(‪ )44‬عمرو خليفة النامي ‪ :‬ملامح عن الحركة العلمية بوارجلان ونواحيها منذ اتتهاء الدولة الرستمية حتى أواخر‬
‫القرن الادس الهجري ۔ مجلة الاصالة ‪ .‬عدد‪ . 24/34‬مطبعة البعث ‪ 0‬قسنطينة ‪7931 .‬ه‪7791/‬م ‪ .‬ص ‪. 61‬‬
‫(‪ )54‬مود اسماعيل ‪ :‬الخوارج ‪ .‬ص ‪. 912‬‬

‫‪-582 -‬۔‬
‫التعبير وانما كثيرا ما تمر علينا نصوص في الكتابات القديمة تشير الى اتخاذ‬
‫منازل العلماء دورا للتعليم والتثقيف ‪ .‬ومن ذلك منزل أبي ذر أبان بن‬
‫وسيم ‪ 2‬الذي كانت تقصده النساء“ا } فضلا عن الرجال والطلبة ‪ .‬ومنزل‬
‫أي هارون الجلالي موسى بن يونس‪ :‬النفوسي”{“) { الذي قال عنه أحد‬
‫« لو علم الناس ما ينفعهم لازدحموا عند باب داره كا‬ ‫أقرانه في العلم‬
‫باب دار أبي عبيدة بالبصرة »( ‪ .‬ويبدو أن الوهن بدأ‬ ‫يزدحمون عند‬
‫الدولة الرستمية فقل طلاب العلم ‪ 0‬وقصدهم العلماء وحلقات‬ ‫يدب في جسم‬
‫أبو هارون بعد وقعة مانو ‪ ،‬القي هلك فيها المديد من‬ ‫العلم ‪ 4‬اذ عاش‬
‫خيرة أبناء نفوسةا والنص يشير ث من جهة أخرى ى الى اتخاذ دور العلماء‬
‫مؤسسات تعليهية جنبا الى جنب مع حلقات المساجد ‪ .‬ويبدو أن ابن‬
‫الصغير عندما كان يدرس كتابا في الحديث ‘ عند أبي عبيدة الأعرج س أحد‬
‫علماء تيهرت ‪ ،‬كان يقصده في منزله ‪ .‬وهذا ما يفهم من قوله « وقد أتيته‬
‫يوما أسمع منه كتاب اصلاح الغلط »“ةا س فلا شك أن عملية الاتيان التي‬
‫يقصدها كانت الى المنزل لا غير مذا فان الاستاذ حسن حسني عبد‬
‫الوهاب س مصيب جدا عندما يقول ‪ :‬كان العلماء « يقرئون اما في بيوتهم أو‬
‫في المساجد‪ ....‬وهي سنة متبعة في سائر أنحاء العالم العربي وقتئذ س وهذا‬
‫أمر محقق لا تتطرق اليه الريبة »(‪5٦‬ا‏ ‪.‬‬

‫ولا بد قبل أن أختم هذا المبحث ث من الاشارة الى أن الكتابات القديمة‬

‫(‪ )64‬الشماخي ‪ :‬ص ‪ 712‬۔ ويذكر لواب بن سلام منزلا يدعى منزل أبي الأزهر الهواري ويوجد قبلة سوسة غري‬
‫مدينة القيروان كان العالم الفقيه فضل بن عبد الله المقيم بالقيروان يخرج اليه كل سنة في غلة الزرع ويجتمع اليه‬
‫اباضية تلك النواحي ويتعلمون منه العلم ‪ 0‬ويجمعون له نفقة عام ‪ .‬أنظر ‪ :‬شرائع الدين (مخطوط) ورقة ‪. 84‬‬
‫(‪ )74‬من علماء الطبقة السادسة (‪ 052‬۔ ‪003‬ه) عاش أحداث وقمة مانو سنة ‪382‬ه م أنظر الثماخي ‪ :‬سير ‪.‬‬
‫‪. 672‬‬ ‫ص‬
‫(‪ )84‬الثماخي ‪ :‬ص ‪. 872‬‬
‫(‪ )94‬أبو زكرياء ‪ :‬ص ‪ 2 401‬الدرجيني ‪ :‬ج‪ 0 1‬ص ‪. 98‬‬
‫(‪ )05‬ابن الصفير ‪ :‬ص ‪. 64‬‬
‫(‪ )15‬ورقات ‪ :‬ص ‪. 621‬‬

‫‪-682 -‬۔‬
‫كثيرا ما أشارت الى ما يعرف بالنفقة على الطلاب وأساتذه{ةا } في هذه‬
‫الفترة التي نحن بصدد دراستها ‪ .‬وهي ان تأكدت ‪ ،‬ونحن نراها محتلة‬
‫جدا ‪ ،‬ولا نستبعد أن تكون من تنظيات مدرسة البصرة ‪ ،‬اذ لا يمكن أن‬
‫يعيش حملة العلم الخسة وغيرهم من طلاب العلم الذين قصدوا تلك المدرسة‬
‫الا من نفقات المسلمين من أهل مذهبهم ‪ .‬لهذا فان الشماخيةةا أو غيره‬
‫عندما يذكر أن أبا هارون ‪ 2‬السالف الذكر س كان ينفق ثلث ماله على‬
‫تلامذته لا نراه مخطئا ‪ ،‬رغم تقدم الفترة الزمنية ‪ .‬فنشاط الاباضية في‬
‫المغرب العربي آنذاك ‪ ،‬لبث العلوم ونشر الثقافة لا ‪:‬يستبعد عنهم مثل ذلك‬
‫الاجراء ‪ .‬فكان الاباضية يحترمون العلم والعلماء ‪ .‬ويحثون على النفقة في‬
‫سبيله ‪ .‬ويعتبرون ذلك من القربات العليا والفضائل الحسنة(“‪5‬ا ‪.‬‬

‫فاذا كانت النفقة على الطلاب وأساتذتهم موجودة ى فان وجودها‬


‫مرتبط بوجود أماكن خاصة لسكنى الطلاب المغتربين ومشائخهم ‪ .‬وهذه‬
‫عادة ما تكون بجانب المسجد الذي « لم يكن‪ ....‬حينذاك مجرد مكان‬
‫للعبادة والصلاة ‪ .‬وانما كان كذلك مدرسة بكل ما تحمله هذه الكامة من‬
‫معان ‪ ،‬فهو مكان لالقاء المحاضرات ى والاستاع الى الدروس وهو ممع‬
‫للطلاب والأساتذة ‪ .‬وهو الى جانب ذلك يحوي ف العادة ‪ .‬أماكن خاصة‬
‫لسكنى الاساتذة والطلاب المغتربين »اتة! ى ونؤيد هذا من باب المقارنة ‪.‬‬
‫لأن حملة العام الذين كانوا في مدرسة البصرة أجريت لهم نفقاجهم ‪.‬‬
‫وخصصت لهم مساكن ‪ .‬فاذا كاتوآ قد نقلوا العلم الى المغرب ‪ ،‬فلا نرى مانعا‬

‫(‪ )25‬يذكر لواب بن سلام عن شيخ أنه كانت تجمع له نفقة كل سنة من القمح لعياله وعلف دابته من الثعير‬
‫وزيت مصباحه وقطن لباسه ولباس عياله وهذا الشيخ هو فضل بن عبد الله من الاباضية كان يتولى تعلم‬
‫الاباضية بالقيروان ‪ .‬وكان عالما فقيها مفت ‪ .‬أنظر شرائع الدين (مخطوط) ورقة ‪. 84‬‬
‫(‪ )35‬الثاخي ‪ :‬سير ى ص ‪. 872‬‬
‫(‪ )45‬المزاتي أبو الربيع ‪ :‬سير ى ص ‪ 68‬۔ ‪. 78‬‬
‫(‪ )55‬د‪ .‬أحمد مختار عمر ‪ :‬النشاط الثقافي في ليبيا ‪ .‬ص ‪ 501‬ى وأنظر كذلك معمر ‪ :‬الاباضية ث ج‪ 0 2‬ق‪. 2‬‬
‫ص ‪. 26‬‬

‫‪- 782 -‬‬


‫ف أج[ قد تقنوا مع ذلك تنظيات مدرسة البصرة الى المغرب ‪ .‬خاصة وأن‬
‫أحد حملة العلم هو عبد الرحمن بن رستم أول امام رستمي في المغرب العربي ‪ .‬‏‪٠‬‬
‫المكتبات ‪:‬‬ ‫ج‬

‫المشرق ‪ ،‬كا اشتهروا‬ ‫اشتهر الأئمة الرسميون باقتنائهم الكتب من‬


‫مدى مساهمتهم في‬ ‫بالتأليف قي مختلف فنون العلم ‪ .‬وقد سبق أن رأينا‬
‫الأسرة التي عملت ى‬ ‫الحياة الفكرية ‪ .‬وتبذو لنا واسعة جدا سعة ثقافة تلك‬
‫الاباضية كمذهب‬ ‫منذ امامها الأول عبد الرحمن بن رستم } على تثبيت‬
‫حدود‬ ‫من‬ ‫حكمهم امتد‬ ‫في نطاق‬ ‫المغاربة وذلك‬ ‫أوساط‬ ‫اسلامي وثقافة ف‬

‫تلمسان في المغرب الأوسط غربا ‪ ،‬الى سرت ف المغرب الأدنى شرقا ‪.‬‬
‫ولا شك أن للمكتبات الدور الفعال في تغذية الحركة الفكرية ودفعها‬
‫الى الأمام أشواطا ‪ ،‬فالاهتام بالكتاب واقتنائه ‪ .‬من أهم مالاحظناه في هذه‬
‫الدولة حكاما وعلماء ثا ‪ .‬اذ تشير المصادر الاباضية الى أن الامام عبد‬
‫الوهاب بعث بألف دينار الى اخوانه بالبصرة ليشتروا له بها كتبا فاجتهدوا‬
‫في توفير ذلك المال واستغلاله أحسن استغلال فاقتضى نظرهم أن يشتروا به‬
‫ورقا وتطوعوا في نسخ الكتب والمجلدات الموجودة عندهم « فنسخوا له‬
‫أربعين حملا من كتب فبعثوا بها اليه »ثم ‪ .‬ونلاحظ في الرواية مدى اهتام‬
‫الاباضية في المشرق والمغرب بالكتاب ‪ .‬ومن الأمثلة أيضا ما قام به عروس‬
‫بن فتح النفوسيا ‪ .‬من نسخ مدونة أبي غانم بشر بن غانم الخرسانية! ‪.‬‬

‫(‪ )65‬مما يدل على اهتام الاباضية بالكتاب قول أحد علماء القرن الخامس المجري ه من حمل كتابا الى بلد لم يكن‬
‫فيه‪ ...‬فكأغا حل ألف حل دقيقا تصدق يا على أهل ذلك البلد " الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪. 114‬‬
‫‪. 204‬‬ ‫الثماخي ‪ :‬سير ‪ :‬ص‬
‫(‪ )75‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ 0 56‬وأنظر الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪ 65‬۔ ‪. 75‬‬
‫(‪ )85‬محروس بن فتح من علماء الطبقة السادسة (‪ 052‬۔ ‪003‬ه) وسيأتي الحديث عنه وعن عله ‪.‬‬
‫(‪ )95‬أبو غانم بثير ب غانم الخرساني أحد علماء الاباضية بالمشرق زار الدولة الرستية وقصد عاصتها ولا يزال‬
‫كتابه موجودا وقد طبع طبمة متمجلة في جزأيز ‪ .‬دار اليقظة المربية للتأليف والترجمة والنشر ‪ .‬سوريا‬
‫قام بنشره الشليخ سالم بن حمد سلهان الحارني الماني ‪.‬‬ ‫لبنان ‏‪ ٠‬بلا تاريخ الطبع‪ . .‬وقد‬

‫‪-882 -‬۔‬
‫وهي تقع في اثني عشر جزءا ‪ .‬رغم رفض صاحب المدونة استنساخها ‪ ،‬لما‬
‫طلب منه عمروس ذلك ‪.‬وتذكر المصادر الاباضية ء أن النسخة الباقية‬
‫اليوم ‪.‬هي نسخة عمروس لان النْخة التي تركها أبو غانم في تيهرت ؤ‬
‫أحرقت مع الكتب الأخرى أحرقها العبيديون©ها ‪.‬‬
‫إن جلب الكتب من المشرق ‪ ،‬وانتساخ البعض منها ‪ .‬هي التي كونت‬
‫المكتبة الرسمية ولا شك ‪ .‬فاذا كان أبو زكرياء يذكر أن أهل المشرق‬
‫بعثوا لعبد الوهاب أربعين حملا س من الكتب ‪ ،‬بينا يذكر الدرجينىؤ أنها‬
‫ديوان عظي' ‪ .‬فان الشاخي يذكر أن « الامام عبد الوهاب أتته خزانة‬
‫‪ 0‬مما يوحى لنا أن هذه الخزانة ‪ .‬كونت النواة الأولى لمكتبة‬ ‫كتب »‬
‫تيهرت ‪ 8‬التى تتحدث عنها المصادر الاباضية ‪ .‬وتذكر أنها صوممة(“ا مملوءة‬
‫كتبا ‪ .‬في مختلف الفنون والمعارف ‪ .‬هذا يلوح لنا أن ابتداء مكتبة تيهرت‬
‫كان في عهد الامام عبد الوهاب ‪ .‬لاقبل ذلك ‪ .‬وعرفت هذه المكتبة فيا‬
‫بعد بمكتبة المعصومةاةا ‪ .‬الى تحوي آلافا من المجلدات ‪ .‬يذكر الشيخ علي‬
‫دبوز ‪ .‬بأنها ثلاتمائة الف مجلدا من بينها ديوان يعرف بديوان تيهرت ‪.‬‬
‫لا نعرف عنه شيئا ذكره الدرجيني في طبقاته ‪.‬‬
‫ولم تكن بالدولة الرستمية في المغرب الأوسط والأدنى سوى هذه المكتبة‬
‫ولكن بعض الدراسات تشير الى وجود مكتبات في جبل نفوسة ‪ 0‬ومنها‬
‫خزانة نفوسة الجامعة لالاف من الكتب بمدينة شروس(&ا ‪.‬‬
‫(‪ )06‬الوسياني ‪ :‬سير (مخطوط) ورقة ‪ { 4‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪ . 323‬الثماخي ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪. 822‬‬
‫(‪ )16‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪. 56‬‬
‫(‪ )26‬الدرجينى ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪ 65‬۔‪.75‬‬
‫(‪ )36‬الثياخي ‪ :‬سير ‏‪ ٠‬ص ‪ . 222‬۔‬
‫(‪ )46‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ ، 311‬الدرجينى ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪ . 49‬وعرفت فنا بعد بمكتبة المعصومة ‪.‬‬
‫(‪ )56‬الباروني ‪ :‬الأزهار ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪ . 392‬دبوز ‪ :‬تاريخ المغرب الكبير ج‪ . 3‬ص ‪ 8 793‬الميلي ‪ :‬تاريخ الجزائر‬
‫في القديم والحديث ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪. 86‬‬
‫(‪ )66‬دبوز ‪ :‬المرجع الابق ‪ .‬ج‪ . 3‬ص ‪ . 693‬د‪ .‬أحد مختار عمر ‪ :‬النشاط الثقافي ‪ .‬ص ‪. 111‬‬
‫(‪ )٥7‬الدرجيي ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 1‬ص‪. 59 ‎‬‬
‫(‪8‬ه) الباروني ‪ :‬الأزهار ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪. 902‬‬

‫‪982- -‬‬
‫لا يتطرق الشك في أن مثل هذه المكتبات كانت ملجا لطلاب الع‬
‫ومؤسسة اضافية الى جانب المسجد والمنازل وربما العديد منها كانت خاصة‬
‫وفي حوزة العلماء ببمنازلهم س وليس لدينا أي اشارة الى هذا وانما نقوله من‬
‫باب التخمين والاستقراء ‪ .‬ولعل ما ألف في الدولة الرستمية وحده ‪ ،‬من‬
‫قبل الأئمة والعلماء ‪ .‬يكفي لأن يؤسس المكتبات ‘ وخاصة ‪ 0‬منها مكتبة‬
‫المعصومة التي يرى الشيخ دبوزا ى أن أغلب كتبها مننتاج عاماء الدولة‬
‫الرستنية ويبرر بذلك سبب حرقها من طرف العبيديين ‪.‬‬
‫ولا بد من التوقف برهة في مسألة الحرق س هذه ‪ 0‬التي تعرضت له‬
‫مكتبة المعصومة س والق تؤكدها جميع المصادر الاباضية"ا ‪ .‬وتذكر أن أبا‬
‫عبد الله الشيعي س لما دخل تيهرت ى واقتحم دار امامتها في المعصومة ‏‪٠‬‬
‫وجد تلك المكتبة الغنية ‪ 0‬فانتقى منها ما يعجبه من كتب الصنائع‬
‫والحساب وسياسة الملك وأضرم النار في الباقي ‪ 0‬وهو يمثل جوهر المكتبة ‪.‬‬
‫اذ هو كتب الفقه والفكر الاباضى عامة ‘ ولقد شكك الدكتور لقبال‬
‫موسى" ث في مسألة الحرق وأراد أن يستبعدها أو ينفيها عن أبي عبد الله‬
‫الشيعي ‪ 4‬بدعوى أنه مستنير » ورجل فكر ‪ ،‬سبق أن كان معلما ‪ .‬وهذه‬
‫الحجة ى في رأيي ث باهتة اذ أن كثير من الكتب تعرضت للحرق من قبل‬
‫علماء اجلاء ‪ .‬ومثال ذلك ‪ ،‬ما قام به بنو عباد في الأندلس ‪ ،‬وهم العلماء‬
‫الأعلام في زمانهم ى من حرق كتب ابن حزمةةا ‪ .‬وكفعل أبي يوسف‬
‫اللنصور الموحدي وهو الفقيه ( ‪ 085‬۔ ‪595‬ه )‪:‬ء أحرق كتب السنة‬

‫‪. 793‬‬ ‫(‪ )96‬دبوز ‪:‬تاريخ للغرب الكبير ‪ .‬ج‪ 3‬ىص‬


‫(‪ )07‬أبو زكرياء ‪:‬سير ‪ .‬ص ‪2 311‬الدرجيني ‪:‬طبقات ‪ :‬ج‪ 01‬ص ‪ 49‬۔‪ . 59‬الثماخي ‪:‬سير ‪ .‬ص ‪. 822‬‬
‫‪ . 392‬دبوز ‪:‬تاريخ المغرب الكبير ‪ .‬ج ‪ 3‬ى ص ‪ 716‬۔‪. 816‬‬ ‫الباروني ‪ :‬الأزهار ‪ 4‬ج‪. 2‬ص‬
‫(‪ )17‬لقبلل موسى ‪+‬من قضايا‪ .‬التاريخ الرسمي الكبرى ثمكتبة ه للعصومة " بشاهرت ‪.‬هل أحرقت ؟ أو تقلت‬
‫عيونها الى سدراتة في‪:‬جوار بني وارجلان ؟ مجلة الأصالة ‪ .‬عدد ‪. 14‬مطبمة البمث ىقسنطينة ‪.‬‬
‫‪ 15‬۔‪..95‬‬ ‫‪7‬ھ‪7791/‬م ‪.‬ص‬
‫(‪ )27‬ابن بسام الشنتريني ‪ :‬الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة ‪ .‬ج‪ . 1‬ق‪ . 1‬ص‪:. 171‬ياقوت الجوي ‪ :‬ممجم‬
‫الادباء ‪ .‬ج‪ . 21‬ص ‪ 942‬۔ ‪ 252‬ى المقري ‪ :‬نفح الطيب ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪. 28‬‬

‫‪- 092 -‬‬


‫والمالكية ‪ .‬وكانت أحمالا كبيرة(ة‪ 7‬وانما أحرق هذا وذاك تلك الكتب‬
‫لعلمهما بأنها تحمل متناقضات ما يدعو كل واحد منهيا اليه ث ونرى فعل أبي‬
‫عبد الله الشيعي بمكتبة المعصومة ينطلق من هذا الاساس ‪.‬‬
‫وأما أن المصادر غير الاباضية ‪ ،‬لم تذكر عملية حرق لمكتبات دول‬
‫المغرب آنذاك ‪ ،‬قام بها أبو عبد الله الشيعي س فلعل العداء التقليدي الموجود‬
‫بين الاباضية والشيعة ‪ ،‬والمجسم في كتبهم هو الذي دفع الداعية الى فعله ‪.‬‬
‫ونوافق الدكتور لقبال موسى من جهة أخرى ‪ ،‬فيا احتتله أن يكون مصيرا‬
‫لمكتبة المعصومة عندما قال بأنه من الممكن أن يكون بعض أفراد الأسرة‬
‫الرستمية الذين تمكنوا من الهروب الى وارجلان ‘ قد أخذوا معهم شيئا غير‬
‫قليل من « هذه النفائس المذهبية والدنيوية الى مهجرهم الجديد ‪97‬‬
‫واحتل أن يكون جزءا منها قد ضاع في الطريق لاشتفال الفارين بالدفاع‬
‫عن أنفسهم وتامين حيام من جنود الداعي كا يضيف ‪ .‬أفلا يمكن في هذه‬
‫الحالة س أن يكون جند أبي عبد الله قد أحرق ما وجده من كتب في‬
‫طريقه زهد فيها أصحابها من الاباضية ؟‬
‫وفي هذه الحالة لا نتعجب اذا ذكرت عملية الحرق المصادر الاباضية‬
‫وحدها دون غيرها ‪ 0‬وخاصة الشيعية العبيدية ‪ .‬لأنه ليس في صالح هذه‬
‫أن تذكر الحرق ‪ ،‬فتؤلب الناس عليها في ذلك الزمان وتسخطهم عليها في‬
‫هذا الزمان ‪.‬‬

‫(‪ )37‬المراكشي عبد الواحد ‪ :‬المعجب في تلخيص أخبار المغرب ‪ .‬تحقيق محمد سعيد العريان ‪ ،‬محمد العربي العلي ‪.‬‬
‫ط ‪ . 1‬مطبعة الاستقامة ‪ .‬القاهرة ‪8631 .‬ه‪9491/‬م ‪ 0‬ص ‪ 872‬۔ ‪ . 082‬وقد رأى المراكشي نفه يومئذ بمدينة‬
‫فاس يؤت بالامال فتوضع ويطلق فيها النار ‪ .‬وأنظر كذلك ‘ ص ‪ 271‬۔ ‪ 371‬من نفس الكتاب حيث اشارة‬
‫الى أن علي بن يوسف بن تاشفين المرابطي أحرق كتب أبي حامد الغزالي وهدد من امتلاكها أو قراءتها ‪.‬‬
‫(‪ )47‬لقبال موسى ‪ :‬من قضايا التاريخ الرستمي الكبرى ‪ ،‬مجلة الأصالة عدد ‪ . 14‬ص ‪ . 55‬ولعل ما وصل من‬
‫الكتب الى وارجلان بتلك الطريقة إن صحت كانت أول بذرة لمكتبة سلالة الرستميين بوارجلان ومنها مكتبة‬
‫الشيخ أبي أحمد بن أفلح التي يذكرها الشيخ أعزام في كتابه غصن البان والتي يقول إن كتبها قد ضاعت بسبب‬
‫الامال والجهل والتفريط‪ .. .‬ابراهيم اعزام ‪ :‬غصن البان في تاريخ وارجلان (مخطوط) ورقة ‪. 6‬‬

‫‪- 192 -‬‬


‫ونقول هذا ونحن لا ننفي أن يكون أبو عبد الله الشيعي قد أحرق‬
‫المكتبة في تيهرت ‪ .‬كا لا ينفيها أغلب المؤرخين المحدثين‪7‬ا } لأن الأسرة‬
‫الرسقية عاملها بقسوة الداعية أبو عبد الله الشيعي س وقتل كل أفرادها‬
‫ل من ساعدته الظروف واستطاع أن ينجو بنفسه الى وارجلان ‪ ،‬ولقد‬
‫كان نصيب الاباضية من الاضطهاد من طرف العبيديين ‪ .‬كا يقول المجدوب‬
‫‪ .‬ولقد خرجت‬ ‫« النصيب الأو من التعذيب والسلب والنهب‪» ...‬‬
‫تيهرت مرارا عن طاعة العبيديين”‪7‬ا ‪ .‬وخالفهم أهلهبا ‪ 3‬فكانت سببا‬
‫للغزو س وقتل أهل الخلاف فيهاثا ‪ .‬بل لقد أحرق منبر جامعها ‪ ،‬لا‬
‫لسبب الا لأنه خطب عليه لعبد الرحمن بن مند الناصرةا ‪ ،‬الخليفة‬
‫الأموي بالأندلس ‪.‬‬

‫وفي سنة ‪113‬ه ‪ ،‬دخل العبيديون حصن نفوسة وهدموه وأوقعوا بأهل‬
‫نفوسة ‪ .‬وقتلوا الرجال وسبوا الذريةاا ‪ .‬والحقيقة أن جميع المصادر تروي‬
‫مناك العبيديين في المغرب العربي كله ‪ ،‬وليس بتيهرت وحدها ‪ ،‬الأمر‬
‫الذي يدفعنا الى الاعتقاد أنه ليس ببستبعد عن أبي عبدالله الشيعي أو غيره‬
‫من ولاة العبيديين ‪ .‬احراق المكتبة الاباضية بتيهرت س ماداموا قد احرقوا‬
‫(‪ )57‬د‪ .‬أحمد مختار عمر ‪ :‬النشاط الثقافي ‪ .‬ص ‪ . 111‬الميلي ‪ :‬تاريخ الجزائر ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪ 8 86‬الجيلالي ‪ :‬تاريخ‬
‫الجزائر العام ‏‪ ٠‬ج‪ 2‬ث ص ‪ . 232‬باجية صالح ‪ :‬الاباضية ث ص ‪ .75‬د‪ .‬محمود اسماعيل ‪ :‬الخوارج ى ص ‪. 422‬‬
‫الكماك ‪ :‬موجز ى ص ‪ . 502‬المدني أحد توفيق ‪ :‬كتاب الجزائر ‪ .‬ص ‪ :. 87‬وأنظر كذلك ‪: :‬و غص‬
‫‪.‬‬ ‫‪, .02‬‬

‫(‪ )67‬المجدوب عبد العزيز ‪ :‬الصراع المذهبي بافريقية الى قيام الدولة الزيرية ‪ .‬الدار التونسية للنشو ه تونس ء‬
‫‪ 5‬هھ‪5791/‬م ‪ .‬ص ‪. 412‬‬
‫(‪ )77‬الجيلالي ‪ :‬للرجع السابق ى ج‪ . 1‬ص ‪. 092‬‬
‫(‪ )87‬للقريزي ‪ :‬اتماظ الحنفاء ‪ .‬ص ‪. 79‬‬
‫(‪ )97‬ابن حماد ‪ :‬أبو عبد الله مد بن علي ‪ :‬أخبار ملوك بني عبيد وسيرتهم ى مطبمة جول كاربونال ‪ .‬الجزائر ‪.‬‬
‫‪ 64‬ه ‪ .‬ص ‪ . 63‬عبد الزمن بن محمد الناصر ‪ .‬الخليفة الأموي بالأندلس ‪ .‬وهو كا يقول عنه ابن الابار ‪ :‬أعظم‬
‫بني أمية بالغرب سلطانا ‪ .‬ولي بقرطبة سنة ‪003‬ه وتوفي سنة ‪053‬ه ‪ .‬وهو أول من اتخذ اللقب من بة‪ ,‬أمية‬
‫وتمى بالناصر وبجخليفة لللهين ‪ .‬أنظر ابن الابار أبو عبد الله ‪ :‬الحلة السيراء ‪ ..‬ط‪ . 1‬ج‪ . 1‬تحقيق حسين‬
‫مؤنس الشركة العربية للطباعة والنشر ي القاهرة ‪ .‬ص ‪ 791‬وما بمدها ‪.‬‬
‫(‪ )08‬ابن عذاري ‪ :‬البيان س ج‪ . 1‬ص ‪. 881‬‬

‫‪-292-‬۔‬
‫المنبر فيها ‪ .‬وقتلوا الرجال والذرية في كل مكان يحدون به(ث ‪ 2‬ولم ‪.‬يسلم‬
‫من ذلك جبل نفوسة رثم صعوبته ومراس أهله ‪.‬‬

‫والحقيقة أن مكتبة المعصومة كان من الممكن أن تزودنا بالمديد‪.‬من‬


‫المعلومات عن تيهرت والدولة الرستمية بالذات لو احتفظت بذخائرها ‪ ،‬ولم‬
‫تعبث بها أيدي القدر كا عبثت بمكتبات نفوسة ومكتبات الجنوب‬
‫التونسي وكان من الممكن كا يقول باجية صالح ‪ ،‬أن تسهل علينا دراسة‬
‫للذهب الاباضىث ‪ .‬وتاريخ دولته في المغرب العربي بصورة علمية شاملة‬
‫أقرب للانصاف والدقة ‪.‬‬

‫ثانيا ۔ الدراسات المتداولة في المؤسسات التعلمية ‪:‬‬


‫كانت أغلب العلوم المتداولة في القرنين الثاني والثالث ‪ 0‬مطروقة في‬
‫الدولة الرستية ‪ .‬وجدت اهتاما خاصا لدى علمائها س وعرفت العلوم‬
‫الدينية كالتفسير والحديث والفقه بالخصوص اقبالا منقطع النظير س حتى‬
‫ليخيل الينا أن أغلب الناس كانوا فقهاء أو لهم حظ لا بأس به من الفقه ‪.‬‬
‫لا شىء ينفى أن يكون التلميذ في المرحلة الأولى(ثا س يحفظ القرآن‬
‫وبعض الأحاديث ‪ .‬ولعل ذلك يكون فالبداية عن طريق التلقين‬
‫والتكرار دون الكتابة ‪ .‬لان الصى في هذه المرحلة الأولى من الكتاب ى لا‬
‫نعتقد أنه قد استوعب الحروف الهجائية أو بامكانه القراءة والكتابة ‪ .‬وانما‬
‫(‪ )18‬لقد حوصرت وهران سنة ‪792‬ه ومنع عن أهلها لماء وخربت واصرمت فيها النيران وهرب منها مؤيسوها‬
‫الأندلسيون محمد ين أبي العون ومحمد ين عبدون فضلا عن سكانها ‪ .‬أنظر البكري ‪ :‬الغرب ى ص ‪. 07‬‬
‫(‪ )28‬باحية صالح ‪ :‬الاباضية بالجريد ى ص ‪. 75‬‬
‫(‪ )38‬يذكر الدرجيني أن ثلاثة شيوخ من القرن الخامس المجري كانوا مشائخ لثلاثة مراحل من التعليم بحيث أن‬
‫أولهم « كان مقصدا للمبتدئين‪ ...‬يعلمهم اللير وآداب الصالحين » أما الثاني ه فيجرون (عنده) قراءة القرآن‬
‫ويتعلمون اللفة والاعراب » ثم ينتقلون الى الثالث ه فيعلمهم أصول الدين والفقه ع طبقات الدرجيني ى ج‪. 2‬‬
‫ص ‪ . 793‬يبدو أن كلمة جر القرآن تمني التكرار وراء الشيخ الملقن لحفظه‪ .:‬كا آن النصوص صريحة في وجود‬
‫ثلاث مراحل تعليية ص لعلها كانت سائدة في عهد الرستميين ‪.‬‬

‫‪-392 -‬۔‬
‫الصحيح أن تحفيظ الصبي القرآن والاحاديث النبوية يسايره تلقينه مبادئ‬
‫اللغة العربية نطقا وكتابة ‪ .‬فاذا ما أتقن ذلك انتقل الى الألواح الخشبية‬
‫يكتب عليها بعض الآيات القرآنية والأحاديث التي يكلف بفظها ‪ .‬وهكذا‬
‫حتى يأتي على حفظ الكتاب الكريم بأكمله وقدر من أحاديث‬
‫الرسول جلقه ‪.‬‬
‫ولعل الصبي عندما يطوي مرحلة حفظ القرآن يكون قد بلغ سنا‬
‫تىعقد في المساجد ء‬
‫معينا يسمح له بالجلوس في حلقات الدرس ‪ ،‬الت‬
‫الذي يلقى على الناس عامة ‪ .‬ويأخذ نصيبا من الفقه‬ ‫عظ‬
‫ومن‬‫ليد‬
‫استف‬
‫في‬
‫ث ‪,‬فاذا‬ ‫الأولي الذي يطلق عليه الاباضية « ما لا يسع الناس جهله‬
‫تزود التلميذ بهذه الثروة ‪:‬القرآن والحديث وجزء منالفقه وتعلم الكتابة‬
‫‪ .‬والقراءة حق له أن يدخل حلقات الدرس التي تعقد للخاصة من الذين‬
‫بلغوا مرتبته‪ ،:‬سواء اكانت هذه الحلقات في المساجد أو في دور العلماء‬
‫أو المكتبات ‪.‬‬

‫فى هذه للرحلة من الدراسة يتلقى طالب العلم مختلف العلوم فيتوغل‬
‫ف الرحلة‬ ‫‪ .‬الفقه ويتقن العربية ونخوها ‪ 4‬ويفهم ما كان قد حفظه‬

‫بقة حفظا دون استيعاب ‪.‬‬

‫ولعل جو المناظرة والجدل ى الذي لازم الدولة الرستية خلال كل‬


‫تاريخها ‪ .‬قد دفع العلماء الى تعلم واتقان أساليب الجواب والرد س أثناء‬
‫المناظرات ‪ ،‬فكانت الدراسة ى في نظر شيخ بكري(تثا ‪ .‬تهدف الى هذا‪ .‬وكل‬
‫الجهود موجهة نحو هذه الغاية س فالدولة دينية ووجود المذاهب الختلفة فيها‬
‫تدعو الى مثل هذا الهدف ‪ ،‬وبالتالي فان على العالم أو الب العل"أن يتعلم‬
‫(‪ )48‬ابن جنيع أبو حفص عر ‪ :‬مقدمة التوحيد ى شرح ‪ :‬أبو العباس الشياخي أبو مليان الثلاثي ‪ .‬ص ‪ 8‬ه‬
‫‪ 42‬وما بعدها ‪.‬‬ ‫‪ 41‬وما بعدها ‪ ..‬ص‬ ‫ؤ‪ 4‬ج ‪ 2‬ى ص‬ ‫‪ :‬الدليل والبرهان‬ ‫‪ .‬الوارجلاني ‪ .‬أبو يعقوب‬ ‫۔ ‪441‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ :‬ه‬ ‫‪, . 88 -‬‬ ‫‪! .:‬‬ ‫)‪, . 832-732 (58‬‬

‫‪-492-‬‬
‫الجدل الكلامي ‪ .‬لأنه هو قاعدة الدراسات في الدولة ‪ 0‬ولا يتسنى له‬
‫ذلك الا ‪:‬‬

‫‪ 1‬باتقان اللغة العربية ونحوها لأنها هي لغة القرآن والحديث ‪.‬‬


‫‪ 2‬فهم القرآن ومعرفة تفسيره وكذا الحديث النبوي ‪.‬‬
‫۔ اتقان معرفة الفقه والشرائع الدينية ‪.‬‬
‫۔ استيعاب تاريخ السلف ويضم ذلك بالنسبة للاباضية ى سيرة‬
‫الرسول عبق والخلغا‪ .‬الراشدين والصحابة ‪ 0‬وسيرة عبد الرحمن بن‬
‫رستم وغيره من الائبمةالمغرب وسيرة عاماء الاباضية الأوائل مثل‬
‫جابر بن زيد الأزدي وأبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة وعبد الله بن‬
‫اباض ومرداس بن أدية(ثا وغيرم ‪.‬‬

‫وهكذا فمن المحتمل ء أن يكون الاهتام بالجدل ‪ ،‬وإثبات الحجة امام‬


‫الخصم ‪ ،‬قد دفع عاماء المغربين الأوسط والأدنى ‪ ،‬الى استيعاب المديد من‬
‫فنون العلم پ؛ وعدم الاكتفاء بالقليل ‪.‬فهذا التنافس بين المذاهب من شأنه‬
‫أن يرفع مستوى التعليم ‪..‬فكل طرف يرغب في الاستزادة من العلم حتى‬
‫يقوي حجته } ويتمكن من دحض حجج ومقالات الخصوم‬

‫تمون‬ ‫‘ كلهم‬ ‫الد ولة ‏‪ ١‬لرستبية < بطبيعة ‏‪ ١‬جال‬ ‫ف‬ ‫ولم يكن العلماء‬

‫بالجدل ‪ ،‬وانما الأغلبية منهم فقهاء كا سوف نرى عندما نتطرق الى‬
‫مذا بالتفصيل ‪.‬‬
‫وجمل القول إن الدراسة في الدولة الرستمية تكاد تكون دينية صرفة‬
‫وهي في الحقيقة ميزة للعصر كله ‪ .‬ولا تقتصر على الدولة الرستقية وحدها‬

‫(‪ )68‬عن مرداس ين أدية أحد زعماء الاباضية بالمشرق أنظر المبرد ‪:‬الكامل ( باب الخوارج) ص ‪. 28‬وأنظر أيضا `‬
‫الدرجيني الذي يقول عنه بأنه بلغ في الورع والديانة ‪.‬والصيانة الأمد الأقصى ‪.‬وكانت له أيام خرج فيها على‬
‫زياد بن أبيه وهو من الشراة ‪.‬طبقات ‪.‬ج‪ 2‬يصن ‪ 412‬۔‪. 622‬‬

‫‪592- -‬‬
‫والاهتام بهذا النوع من الدراسة هو الذي دفع المغاربة الى تعلم اللغة العربية‬
‫يستمم لها لسانهم ‪.‬‬ ‫ودراسة النحو حى‬

‫ولعل الاهتام بدراسة التاريخ ‪ 0‬وخاصة منه تاريخ الرسول علة‬


‫والصحابة والأئمة الاباضية في المشرق والمغرب ‪ ،‬كان كبيرا يمكن أن يستثف‬
‫ذلك من قول الامام أفلح بن عبد الوهاب حاضأ رعيته « عليكم بدراسة‬
‫كتب أهل الدغوة لا سيا كتب أبي سفيان »”ا س عاما‪ .‬بأن أحد تلك‬
‫الكتب يشمل الاخبار ‪ ،‬اعقد عليه الذرجيني كثيرا في طبقاتهثا ‪ .‬وقد‬
‫تسرب بسرعة الى شمال افريقيا حيث وجد اقبالا كبيرا عليه بترغيب أفلح‬
‫على ذلك(! ‪.‬‬

‫ولا أدل على اهتام الناس والعلماء بدراسة التاريخ من اهتام أبي بكز‬
‫نفسه به وشغفه باستاع أخباره (؟ا ‪.‬‬

‫ولعل كتب أبي سفيان التي حض الامام أفلح على دراستها تعتبر واحدة‬
‫من الكتب المشرقية التي كان الاباضية يتداولونها في دراساتهم‘{ثا خاصة‬
‫وقد رأينا تدفق المجلدات في عهد الامام عبد الوهاب ‪ .‬والحقيقة أن العلاقة‬
‫بالمشرق لم تنقطع ‪ .‬واستمر المشرق ‪ 0‬مصدرا لعلوم المغرب ‪ ،‬يزوده منها بما‬
‫يحتاج اليه ‪.‬‬

‫ولا شك أن الكتب التي ألفها الأئمة الرستميون س كانت محل اهتام‬


‫وعناية الرعية ‪ 0‬يتدارسونها ويتناقلونها في حلقاتهم وهذا ما يفهم من كلام‬
‫(‪ !78‬الدرجيني ‪ :‬طبقاتِ؛ ج‪ . 2‬ص ‪ 2 092‬البرادي ‪ :‬ملحق بكتاب الموجز لاي عمار عبد الكافي ‪ 0‬سبق ذكره‪..‬‬
‫ج‪ . 2‬ص ‪. 482‬‬
‫(‪ )88‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ي ج‪ 2‬ى ص ‪ 872‬۔ ‪. 972‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ .:‬ع‬ ‫ه‬ ‫‪-,‬ه‬ ‫)‪. 27 (98‬م ‪,‬‬
‫(‪ )09‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪. 23‬‬
‫(‪ )19‬محمود اسماعيل ‪ :‬الخوارج ‪ .‬ص ‪.251‬‬

‫‪-692-‬۔‬
‫الوهاب فقال ه وكان هنذا الكتاب في أيدي الاباضية مشهورا عندم‬
‫معلوما يتداولونه قرنا عن قرن سا وقد استطاع ابن الصغير نفسه ى أن‬
‫‪.‬يقف عليه ويدرسه ‪.‬‬

‫وما يدل على اهتام الاباضية بتأليف الأئمة من الرستميين أو غيرهم ما‬
‫ذكره ابن خلدون عن أهل جربة من الاباضية الذين « يتدارسون مذاهبهم‬
‫وبينهم مجلدات تشتمل على تاليف لائمتهم في قواعد ديانتهم واصول عقائدهم‬
‫وفروع مذاهبهم يتناقلونها ويعكفون على دراستها وقراءتها »ث' ‪.‬‬
‫هذه أهم الدراسات التي نرى أنها كانت متداولة في الكتاتيب وحلقات‬
‫المساجد أو دور العلماء ‪ .‬ومكتبات تيهرت وجبل نفوسة الخاصة منها‬
‫والعامة ‪ 0‬وغيرها من المؤسسات التعليمية أو بالأحرى والأدق الاماكن‬
‫الأخرى التى يمكن أن تتخذ موضعا لداسة العلوم ‪ .‬ولعلنا في‪ :‬الفقرات‬
‫التالية سوف تجلو لنا ذراسات أخرى كانت عيل اهتام الرستميين حكاما‬
‫وعلماء ‪ .‬ولم نذكرها هنا س ولكننا نعتقد أن أهم الدراسات التي صب عليها‬
‫جل الاهتام ى هي التي ذكرناها دون غيرها ‪.‬‬

‫صنفير ‪ :‬ص ‪. 71‬‬


‫لاب‬
‫ا‪)2‬‬
‫(‪9‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‏‪ ٠6‬ص‬ ‫‏‪ ٠6‬ج ‪6‬‬ ‫‪ :‬الععر‬ ‫ابن خلد ون‬ ‫(‪)39‬‬

‫‪02‬‬ ‫‪- 792 -‬‬


‫« الفصل الثالث »‬
‫العلوم وأبرز العاماء‬

‫أولا ‪ :‬العلوم النقلية ‪:‬‬

‫أ ۔ التفسير ‪:‬‬

‫لما كان القرآن هو المصدر الأول للتشريع ى اليه المرجع في اصدار‬


‫الأحكام ‪ ،‬احتاج الناس الى فهم معانيه ‪ .‬وشرح آياته ‪ 0‬فكان العرب ص وقد‬
‫نزل القرآن بلغتهم ‪ .‬يرجعون الى الرسول ييتٍ في تفسير بعض الآيات التي‬
‫أشكلت عليهم س وشيئا فشيئا تفرغ بعضهم لهذا ‪ ،‬واهتم بتفسير الألفاظ‬
‫والكامات والمعاني والآيات ‪: 0‬فعرفوا بالمفرين لكتاب الله ‪.‬‬

‫واذا كان العرب ص قد احتاجوا الى من يفسر هم القرآن ث فان البربر‬


‫من باب أولى ‪ .‬لهذا ‪ 0‬وعلى ما يبدو س كانت حلقات الوعظ والتدريس‬
‫ومجالسهيا لا تخلو من شرح لألفاظ القرآن وتفسير لآياته ى خاصة منها‬
‫الآيات المتعلقة بالأحكام ذات المارسة اليومية كالصلاة والضيام والزكاة‬
‫والحج وغيرها ‪ .‬وليس ببستبعد وربا هو المؤكد" س أن يكون مثل هذا‬
‫التفسير عبارة عن ترجمة شفوية لألفاظ القرآن وآياته الى البربرية حتى‬
‫يفهمها السواد الأعظم من الناس في ذلك الوقت ‪.‬‬

‫(‪ )1‬مازالت بعض الجتمات التي تتداول فيها البربرية بين عامة الناس يفرون القرآن في المساجد بالبربرية وهي‬
‫أقرب لفهم المغاربة ‪ .‬ولا أدل على وجود مثل هنا في القرنين الأول والثاني المجرين من تفسير لواب بن سلام‬
‫لكلمة «ربقة‪ .‬بالبربرية لما أعياء تفسيرها بالمربية أنظر شرائع الدين (مخطوط) ورقة ‪. 51‬‬

‫‪892- -‬‬
‫ومثل هؤلاء المفسرين ‘ لا نشك في كثرتهم ‪ .‬وهو ما نفهمه من كلام‬
‫من‬ ‫له وفدا‬ ‫يبعشوا‬ ‫من أهل نفوسة أن‬ ‫‪ .‬لما طلب‬ ‫الامام عبد الوهاب‬

‫علمائهم يضم من كل صنف من العلوم مائة عالم ى بما في ذلك التفسير ‪.‬‬
‫ليناظروا المعتزلة بتيهمرت;ا ‪.‬‬
‫ولعل هؤلاء « المفسرين " لا تتجاوز معرفتهم ‪ .‬فهم بعض الأحكام من‬
‫القرآن والقدرة على تفسيرها وشررإح بعض الالفاظ والكامات منه دون تعمق‬
‫أو سبر للأغوار ‪ .‬وهنو الأمر الذي ما زال لم يطرق في هذه المرحلة‬
‫من الزمن ‪.‬‬
‫ويبدو أن نفوسة قد‪ .‬علمت مقضد الامام عبد الوهاب ‪ .‬فأرسلت اليه‬
‫مفسرا واحدا يمكنه لوحده أن يحل مَحَل المائة المطلوبة س أرسلت اليه محد‬
‫بن يانس ‪ .‬لا شك أنه أبرز مفسري نفوسة وأعلمهم ‪ .‬لذلك اختير ليبارز‬
‫المعتزلة وهو الذي يقول عن نفسه « أخذت تفسير القرآن كله من الثقات ه‬
‫وعلمته عنهم الا حرفا واحدا ‪ ،‬أو حرفين ‪ 4‬فان اضطررت أجد‬
‫مخرجا سا ‪ .‬ورغم ما في الرواية من مبالفة ظاهرة ‪ 0‬فهي لا تخلو من‬
‫معنى ‪ .‬اذ تشير الى علو كعب هذا الشيخ في التفسير ‪ ،‬كا تشير الى وجود‬
‫مفنرين غيره س لكنه هو الأبرز فيهم ولا تذكر المصادر الاباضية لهذا العال‬
‫المفسر كتابا ‪ .‬فلعله من الذين كانوا يعتدون على التفسير الشفوي لاغير ‪.‬‬
‫بن‬ ‫به لواب‬ ‫بالتفسير ‪ .‬ما قام‬ ‫الرستمية‬ ‫الدولة‬ ‫علماء‬ ‫على اهتام‬ ‫بدل‬ ‫وما‬

‫وتعرص‬ ‫<‬ ‫سوره ة النورى (‪(4‬‬ ‫من‬ ‫فسر جزءا‬ ‫ء أذ‬ ‫الد بن‬ ‫كتابه شرائع‬ ‫سلام‪ .‬ف‬

‫‪ (2‬الثناخي‪: :‬سير ‪ .‬ص ‪ 561‬۔ ‪ 661‬وأنظر ‪ :‬أبو زكرياء والدرجيني حيث يذكران أن الامام عبد الوهاب انما‬
‫أرسل الى جبل نفوسة يستدهم أن يبعثوا جيشا اليه يكون فيه رجل ذو علم بفنون الرد على المخالفين ورجل عالم‬
‫يفنون التفير ‪ .‬ورجل شجاع بطل‪ ...‬سير ‪ .‬ص ‪ . 76‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪ 75‬۔ ‪. 85‬‬
‫(‪ )3‬المراجع السابقة ‪ .‬نفس الصفحات ‪.‬‬
‫(‪4‬إغمز قوله تمالى ‪ :‬ه شرع لكم من الدين‪ ...‬آ‏‪٠‬ية رم ‪ 3‬وغيرها من الايات في سور متفرقة ‪.‬شرا ئع الدين ‪.‬‬
‫ورقة ‪ 2‬۔ ‪. 8‬‬

‫‪- 992 -‬‬


‫الى حكم حجاب المرأة في قوله تعالى ‪ « :‬يأيها الني قل لأزواجك وبناتك‬
‫وساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن "اس وليس في تفسيره أي‬
‫غموض أو ابهام ‪ .‬وكثيرا ما كان يشير الى الحسن البصري ‪ ،‬ولعله اعتمد‪ .‬على‬
‫تفسيره كما يذكر ابن عباس س مما يدل على شيوع تفسير هذين العالمين في‬
‫المغرب العربي ‪.‬‬

‫وكان تفسير بعض الايات يثير مناظرة فقهية ۔ عقائدية س لما بين العلوم‬
‫الدينية من اتصال ‘ وقد حدث لابن الصغير المالكي أن ناظر أبا الربيع‬
‫الاباضي ى في تفسير قوله تعالى « واللائي يئسن من المحيض من نسائكم (الى‬
‫قوله) واللائي لم يحضن »!ثا ‪ .‬وتدخل اباضي ثان ليناظر ابن الصغير في‬
‫قوله تعالى « لم يحضن » اذ فبرها بقوله إن المقصود منها النساء المسنات‬
‫اللائي لم يخلق الله فيهن الحيض ‪ ،‬بينا فسرها ابن الصغير بقوله إن «لم» لا‬
‫تفيد النفي القاطع س وانما المقصود بذلك الفتيات الصغيرات اللائي‬
‫مازلن لم يبلغن سن الحيض ‪ ،‬وأنهن سيحضن في المستقبل ‪.‬وأساس هذه‬
‫في تفسير آية من القرآن فقهي اذ سأل الاباضي أخاه المالكي عن‬ ‫المناظرة‬
‫السبب في منعهم جواز نكاح البكر بخيار ها بعد أن تدرك ‪ .‬الأمر الذي‬
‫اجازوه للأمة بعد أن تعتق ‘ رثم أن معصساهما\ كا يقول أبو‬
‫الربيع ث واحد ‪.‬‬

‫أما التأليف في التفسير ى فتذكر المصادر الاباضية تفسيرا لعبد الرحمن بن‬
‫الوهبية‬ ‫اقتنائه الاباضية‬ ‫على‬ ‫تنافس‬ ‫‪.‬‬ ‫ببني حماد‬ ‫قلعة‬ ‫متداولا ف‬ ‫< كان‬ ‫رستم‬

‫والنكارية على حد سواء ‪ 0‬وشدت الرحال اليه لجلبه \ الا أن النكاري المقيم‬
‫بالقلعة قال للوهمي « اطمئن يا عبد الله فقد بيع الكتاب ووقع في يد لا‬

‫(‪ )5‬آية رم ‪ . 9‬سورة الأحزاب ‪ 4‬لواب ‪ :‬شرائع (مخطوط) ورقة ‪ 02‬۔ ‪. 52‬‬
‫(‪ )6‬آية رم ‪ . 4‬سورة الطلاق ى وأنظر ابن الصغير ‪ :‬ص ‪ 75‬۔ ‪. 95‬‬
‫(‪ )7‬أنظر عن هذه للناظرة الفقهية القي تدل فملا ‪ .‬قي هذه المرحلة عن عمق في تفهم ألفاظ القرآن العميقة ‪.‬‬
‫وقدرة على تفسيرها ‪ :‬ابن الصفير ‪ :‬ص ‪ 75‬۔ ‪. 95‬‬

‫‪-003-‬۔‬
‫تخرج منها ولا يمكن أن تراه فابحجث ان شئت عن غيرها ‪.‬ولا تخلو هذه‬
‫‪ .‬ولمذا‬ ‫وجوده‬ ‫من‬ ‫التفسير واليأس‬ ‫هذا‬ ‫صريحة الى فقدان‬ ‫اشارة‬ ‫من‬ ‫العبارة‬

‫لكتب‬ ‫تقييده‬ ‫ق‬ ‫الكتاب‬ ‫> يذكر البرادي هذا‬ ‫< على ما يبدو‬ ‫السبب‬

‫الاباضية ويعقب عليه بقوله ه يذكرونه ولم ير »{'‬


‫آما المصنف الثاني في التفسير فهو هود بن محكم الموازي ‪ ،‬وكان أبوه‬
‫قاضيا للامام أفلح (‪ 802‬۔ ‪852‬ه) وتفسير هود يقع ف سفرين‬
‫كبيرين”©"ا‪ 0.‬ويتحدث الشاخي عنهيا وعن هود فيقول « هو عالم متفتن‬
‫غائص وهو صاحب التفسير المعروف ‘ وهو كتاب جليل في تفسير كتاب‬
‫الله س لم يتعرض فيه للنحو والاعراب بل على طريقة المتقدمين »(‪"٦‬ا‏ } وما‬
‫لاحظناه في هذا التفسير ‪ ،‬أنه يروي في بعض الحالات أسباب النزول ه‬
‫ويعتمد على أحاديث نبوية س وكثيرا ما يشير الى مصادره كروايات ابن‬
‫عياس ومولاه عكرمة ء وابنن االكلي وعجا هد وغيرهم ‪ .‬ولم يتبع هود في‬
‫تفسيره طريقة النقل فقط س بل كثيرا ما كان يسوق الرواية فينفيها نفيا‬
‫قاطما ‪ .‬واهتم خاصة باستخراج معاني الأيات وما تضنته من حك‬
‫واحكام ‪. !21‬‬
‫(‪ )8‬الوسياني ‪:‬سير ‪.‬ورقة ‪ 27‬۔ ‪ 4 37‬الدرجيني ط‪:‬بقات ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪. 174‬‬
‫(‪ )9‬البرادي ‪:‬ملحق بكتاب الموجز لأبي عمار ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪. 982‬ويقول الشيخ عل يحي معمر بأن أبا يعقوب‬
‫يوسف الوارجلاني (ت ‪075‬ه) ‪ .‬ذكر بأنه رأى هنا التفضير مع رسائل له متمددة وجوابات كثيرة في فنون من‬
‫العلم ‪ .‬أنظر‪ ::‬الاباضية بالجزائر ‪ .‬ص ‪ . 46‬ومن جهة أخرى لعل ما قاله آخر الأئمة الرستميين يعقوب بن أفلح لما‬
‫سثل ي وارجلان عما اذا كان يحفظ القرآن فقال همماذ الله أنينزل‪.‬على موبى وعيسى مالم أحفظه وأعرف‬
‫مسن ‪.‬فكيف بكتاب أنزله الله على نبينا مد عيتخ "يدل على قدرة في تفسير القرآن مادام يعرف مغناه ‪ 0‬أنظر‬
‫آبو زكريله ‪ :‬سير ‪. 421.‬الدرجيني ‪ :‬ج‪ . 1‬ص ‪. 501‬‬
‫(‪ )01‬البرادي ‪:‬الجواهر ‪ .‬ص ‪. 912‬لا يزال هذا التفسير بفريه موجودا في مكتبات وادي ميزاب وقد رأيتها‬
‫في مكتبة القطب" ببني يسجن ويذكر الشيخ سليان داود بن يوسف أن ننخة من هذا التفير في خزانة جده‬
‫وأخرى في خزانة الشيخ بلحاج بالقرارة ‪.‬أنظر ‪:‬التفسير ومشاهير مفرين ‪ .‬محاضرة ألقيت في الملتقى الفكر‬
‫الاسلامي يالجزائر الماصة ‪ .‬أوت ‪ . 1891‬ص ‪. 11‬‬
‫)‪ (1٥‬الشاخي ‪ :‬بر ‪ .‬ص ‪. 183‬وأنظر أيضا معمر ‪:‬الاباضية يالجزائر ‪ .‬ص ‪ 341‬۔‪. 441‎‬‬
‫)‪ (12‬لا‪ :‬يوجد‪:‬ترقيم على صفحات الخطط حتى نثير اليها ‪.‬‬

‫‪- 103 -‬‬


‫ومن الأدلة على قية الكتاب وأهميته ‪.‬ما ترويه المصادر الاباضيةل!ا‬
‫من اختصام رجلين عليه ‪ 4‬كل يدعي حق ملكيته ى حتى كادت عشيرتاهما‬
‫تقتتلان مما حدا بأبي جمال المدوني ‪ ،‬أحد فقهاء الاباضية ى الى تقسيه نصفين‬
‫فأمر بعد ذلك كل واحد منها بنسخ النصف الآخر ‪.‬‬
‫‪ .7‬هذا الاهتام بهذا التفسير يشير الى أنه كان مرجع الاباضية في‬
‫‪ 4‬يعتدون ‪ 4 7‬ويتداولونه بينهم ث وربا لهذا السبب يذكر الأستاذ‬
‫باجية صالح () ‪ 2‬أن تفسير هود س كان معتبد الاباضية ‪.‬‬

‫واذا كان الشيخ أبو اسحاق ابراهيم اطفيش ‪ ،‬يذكر أن تفسير هود بن‬
‫محك هو أول تفسير للقرآن بين أيدي المسلمين حتى اليوماة) ‪ .‬فان الأستاذ‬
‫اشريفي بلحاج بعد تحقيق وبحث داما سنين عديدة ى تبين له أن هذا‬
‫التفسير المنسوب لهود بن محكم ث ليس أصله له ى وانما لمؤلف مشرق الأصل‬
‫سبقه ‪ ،‬فجاء هود ‪ .‬حسجا يذكر اشريفي ‪ « ،‬واختصر‪.‬الكتاب ولم يضف‬
‫فيه الا شيئا قليلا لا يكاد يذكر »(“"ا س ورغم كل هذه التأكيدات ‪ 0‬يعقب‬
‫الاستاذ على حديثه فيقول بأن الأمر بعد بجاجة الى مزيد من‬
‫البحث وا لتقصي ‪.‬‬

‫(‪ )31‬الوسياني ‪ :‬سير ‪ .‬ورقة ‪ 2 79‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ 2‬ى ص ‪ 543‬۔ ‪ . 643‬الشماخي ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪. 092‬‬
‫(‪ )41‬باجية صالح ‪ :‬الاباضية بالجريد ى ص ‪. 55‬‬
‫(‪ )51‬أبو زكرياء يحي بن الخير الجناوني ‪:‬كتاب الوضع ‪ ،‬تحقيق آبو اسحاق ابراهيماطفيش ‪.‬ط ‪ 1‬ث مطبعة‬
‫الفجالة الجديدة ‪ .‬بلا تاريخ ومكان الطبع ‪،‬أنظر القدمة ‪ .‬ص ‪ 01‬۔‪. 11‬مع العلم‪ 3‬أبا اسحاق أطفيش هوا‬
‫أحد محققي تفسير القرطبي ‪:‬أحكام القرآن ‪.‬وأنظر أيضا معمر ‪:‬الاباضية بالجزائر ‪ .‬ص ‪. 441‬‬
‫(‪ )61‬أشريفي بلحاج ‪:‬التفسير‪ .‬ومناهجه عند علماء الاباضية ‪.‬محاضرة القيت في ملتقى الفكر الاسلامي ى الجزائر‬
‫الماصة ‪ .‬أوت ‪1891‬م ص ‪ 01‬وفي مقابلة شخصية مع الاستاذ اشريفي أخبرني أن للفر المشرق المقصود هو يحيي‬
‫بن سلام بن أبي ثعلبة أبو زكرياء البصري ‪ .‬وفي ترجمة له بكتاب ه غاية النهاية في طبقات القراء » يذكر ابن‬
‫الجزري أن يحي بن سلام صاحب تفير ه نزل المغرب وسكن افريقية دهرا وسمع الناس بها كتابه في تفير‬
‫القرآن ‪.‬وليس لأحد من للمتقدمين مثله‪ ...‬توفي في صفر سنة مائتين » أنظر ابن الجزري شمس الدين أبوالخير محمد‬
‫بن محمد ‪:‬غاية النهاية في طبقات القراء ج‪ . 2‬تحقيق ‪:‬ج‪ .‬برجستر اسر‪ .‬ط ‪ . 1‬مكتبة الخجانجى ‪.‬‬
‫‪31‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ح‬ ‫ع لع‬ ‫‪ . 373‬وأنظر أيضا‪: : :‬‬ ‫‪23‬ھ‪3391/‬م ‪.‬ص‬
‫م !‬ ‫لك‬ ‫‪!!, ` 621‬‬ ‫‪ 2-0791, .722 .‬ن‬ ‫وانظر مقدمة الضبعة الثانية‬

‫‪-203-‬۔‬
‫ومجمل القول إن هذا التفسير ‪ ،‬الذي ألفه هود بن محكم ‪ 0‬أو نسب اليه ه‬
‫ولعل الأمر الثاني أصح ‘‪ ،‬يبين بشكل واضح س وفي كلتا الحالتين اهتام‬
‫العلماء والرعية في الدولة الرستمية بالتفسير ‪ ،‬فلا شك أن هود بن محك اذا‬
‫كان قد نقل هذا الكتاب نقلا ولم يؤلفه ‪ 0‬فإنه قد بين بعض آراء الاباضية‬
‫في مسائل يختلفون فيها مع الفرق الاسلامية الأخرى ‪ .‬وان كانت قليلة‬
‫وهذا هو الجديد في هذا التفسير الذي يعود الى القرن الثالث المجري ولا‬
‫يزال موجودا”‪‘"7‬ا ‪.‬‬

‫ولا بد قبل أن نختم هذا المبحث ى من الاشارة الى أن القراء كانوا‬


‫موجودين في تيهرت خاصة ‪ ،‬ولا نعرف اسم واحد منهم ‪ ،‬وانما اشار اليهم‬
‫ابن الصغير عندما تحدث عن الامام أبي اليقظان ص وضرب سرادقه خارج‬
‫تيهرت اذ لما علم الناس بخروجه ‪ « ،‬خرج اليه العلماء والقراء وضربوا‬
‫‏‪ ١‬أبنيتهم حول سرادقه »ث"ا ‪ .‬ويبدو أن هؤلاء القراء ‏‪ ٠‬يقصد بهم حفظة‬
‫‪ .‬القرآن لا غير ى وذلك على غرار ما كان متداولا في صدر الاسلام ‪ 0‬دون‬
‫النظر الى اختلاف الحروف وغير ذلك من الأمور في علم القراءات"' ‪ ،‬التي‬
‫لا يعرفها المغاربة في هذه الفترة على أكبر تقدير ‪ .‬واذا كان شيء من ذلك‬
‫موجودا س فلا يتعدى بعض الاختلافات في نطق بعض الألفاظ والكلمات ء‬
‫وربا الى هذا يشير ابن الصغير عندما ذكر وبتحفظ ‪ ،‬أن خطباء الاباضية‬
‫ربما حرفوا اللفظ عن موضعه ليقيموا الأمر الذي يريدونها ‪ .‬فهذه التهمة‬
‫الي أطلقها ابن الصغير ى متحرجا س على الاباضية لا يمكن فهم معناها‬
‫وحملها الا على هذأ الوجه ‪ .‬وانها اختلاف ف القراءات لا غير س اذ‬

‫(‪ )71‬منذ سنوات والاستاذ اشريفي بلحاج يتولى تحقيق هذا الكتاب‪ .‬وانظر مقدمة الطبعة الثانية‬
‫(‪ )81‬ابن الصفير ‪ :‬ص ‪. 54‬‬
‫(‪ )91‬خليل داود الزرو ‪ :‬الحياة العلمية في الشام في القرنين الأول والثاني للهجرة ‪ .‬ط ‏‪ . ٦‬دار الأفاق الجدية‬
‫‪. 33‬‬ ‫بيروت ‪ . 1791 .‬ص‬
‫(‪ )02‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪. 95‬‬

‫‪- 303 -‬‬


‫‪:‬‬ ‫ب ۔ الحديث‬

‫لا تذكر المصادر ‪ ،‬التي بأينيدينا ‪.‬عناية الاباضية في المغرب العربي‬


‫نعدم مؤلفا اباضيا‬ ‫بالحديث وتدوينه ‪ .‬أو رجاله ودرجات الثقة فيهم ‪.‬‬
‫مغربياً في الحديث ‪ .‬ولا شك‪ .‬أن هذه الظاهرة ترجع في بعض أسبابها الى‬
‫تخصص المشرق ببالدرجة الأولى ‪ ،‬في الحديث وعلومه ‪ ،‬وفي هذه الفترة‬
‫بالذات ‪.‬لذلك نجد اباضية المشرق قد ألفوا في هذا الفن مانلعلوم("ق) ‪.‬‬

‫(‪ )12‬أبرز كتاب اباضى في الحديث هو مسند الربيع بن حبيب الأزدي الفراهيدي العياني ‪ .‬من علماء القرن الثاني‬
‫المجري ‪ .‬اذ تولى امامة الاباضية بالبصرة بمد أبي عبيدة ملم بن أبي كريمة الذي يحتمل أن يكون قد توفي في‬
‫سنة ‪271‬ه ‪ .‬وكان الربيع في اتصال متر بعلماء المغرب ‪ .‬عاصر عهد الامام عبد الوهاب بن عبد الرحمان بن‬
‫رستم (‪171‬ه ۔ ‪802‬ه) ‪ .‬ولما كان هذا الكتاب هو معتد الاباصية في الحديث ى فقد أولوه عناية خاصة مشارقة‬
‫مغاربة ‪ .‬ويعتبر الملند عند الاباضية ‪ .‬أصح الكتب بعد القرآن الكريم ويليه في الرتبة الصحاح من كتب‬
‫الحديث ‪ .‬ويذكر عز الدبن التنوخي ‪ .‬العضو في المجمع العلمي العربي بدمشق‪ . .‬أن أحاديث مند الربيع من‬
‫أصح الاحاديث رواية وأعلاها سندا ‪ .‬ورجال سلسلته الثلاثية الحلقات هم أبو عبيدة القيي وجابر بن زيد‬
‫الازدي والبحر عبد الله بن عباس شيخ جابر وغيره من الصحابة وهم بأجمعهم مشهورون بالحفظ والضبط والامانة‬
‫والصيانة ‪ .‬وهذا الند لا يختلف في جميع المسند كا يختلف في سائر كتب الثلاثيات ‪ .‬ويقول الشيخ عبد الله بن‬
‫حيد السالمي أن للربيع زهاء خمسة وعشرين شيخا ‪ .‬وفي علمي أن أحد الطلبة الليبيين يقوم حاليا بدراسة حول‬
‫فيها‬ ‫الربيع ومسنده ‪.‬وأما محتويات المسند والذي ينقم الى أربمة أجزاء ‪ .‬ففي الجزء الأول ‪ 36‬بابا تناول‬
‫الجزء‬ ‫أحاديث الوحي ‪.‬وذكر القزآن والعلم وطلبه والولاية والامارة والطهاراتت الصل‪ :‬والصوم والزكاة‪ ...‬أما‬
‫الجزء‬ ‫الثاني فيحتوي ‪ 75‬بابا جاءت ضمنها أحاديث الحج والجهاد والنكاح والطلاق والبيوع والأحكام‪ ...‬وفي‬
‫أن ى‬ ‫الثالث ‪ .‬الأحاديث التي احتج بها الربيع على خصومه مثل حجة تكفير أهل الكبائر كفر نعمة أو حجة‬
‫الامان قول وعمل وأن الله لا يرى‪ ...‬والجزء الرابع يضم روايات محبوب بن الرحيل عن الربيع وروايات الامام‬
‫أفلح عن أبي غانم بشر بن غانم الخراساني ‪ .‬ومراسيل جابر بن زيد ‪.‬وكل هذا الجزء الأخير ‪ .‬انما أضافة الشيخ أبو‬
‫يعقوب يوسف بن ابراه مم الوارجلاني في القرن الخامس المجري الى الند لما قام بترتيبه ‪.‬حول مسند الربيع‬
‫وصاحبه يرجع الى الربيع بن حبيب ‪:‬الجامع الصحيح ‪ .‬ترتيب أي يعقوب يوسف بن ابراهايملوارجلاتي‬
‫وتصحيح نور الدين الالي ‪ .‬أنظر خاصة مقدمة المصحح في الجزء الاول ى ص ‪ 2‬۔ ‪ . 3‬وأننلر الطيمة الأخرى‬
‫لنفس الكتاب وهو بعنوان شرح الجامع الصحيح مند الامام الربيع بن حبيب بن عمرو شرح نوراالدين الامي‬
‫(ت ‪2331‬ه) تصحيح وتعليق عزالدين التنوخي ‪ .‬المطبعة العمومية ‪ .‬دمشق ‪3831 .‬ه‪3691/‬م ‪ .‬انظر الجزء‬
‫الثالك خاصة حيث مقدمة المصحح والمعلق‪.‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪ 372‬۔ ‪ . 772‬الثياخى ‪ :‬سير ‏‪.٠‬‬
‫ص ‪ . 201‬المضيربي عبد الله سا بن حمد ‪:‬المقود الفضية في أصول الاباضية ‪ .‬لبنان بلا تاريخ الطبع ث ص ‪941‬‬
‫‪.‬‬ ‫وما بعدها ‪.‬ابن سلام ‪:‬شرائع الدين (مخطوط) ورقة ‪ . 63‬وانظر مقدمة الضبعة الثانية‬

‫‪- 403 -‬‬


‫أما بالنسبة لاباضية المغرب ث فيبدو أن السلسلة التي ذكرها الشماخي‬
‫تحت عنوان ه هذه نسبة دين المسلمين (الاباضية) واحد عن واحد } ثقة عن‬
‫ثقة ى من زماننا الى نبينا مد عليه السلام "تأ يقصد بها علماء اهتوا‬
‫بالحديث وروايته كا اهوا بالفقه الاباضي س ويذكر تلك السلسلة من علماء‬
‫الدولة الرنتية هؤلاء « ‪ ....‬عانلشيخ أبي القاسم سدرات بنالحسن‬
‫البفطوري عن أبي ذر ابان بن وسيم عن أبي خليل صال من أهل دركل عن‬
‫أبي المنيب محمد بن يانس‪ ...‬عن حملة الغلم السة عبد الرحمن بن رستم‬
‫وعاصم السدراتي وعبد الأعلى بن السمح المعافري هاليني؛ وداود القبلي‬
‫«النفزاوي» واسماعيل بن درار الفداسي عن أبي عبيدة مسلم بن أبي‪.‬كرية‬
‫ا القيي البصري عن جابر بن زيد الأزدي »ةثا وجابر عن الصحابة عن‬
‫الرسول يف ‪ :‬وقد قال جابر يتحدث عن نفسه ه لقيت سبعين رجلا من‬
‫الضحابة فحويت ما عندم الا البحر يعني ابن عباس ‪“٨‬ة)‏ ‪.‬‬
‫أن هذه النسبة أو السلسلة من العلماء يمكن أن تنطبق على الفقهاء كا‬
‫يمكن أن تمني العداء الذين أخذوا الحديث عن الرسول يقي مادامت‬
‫السلسلة تنتهي اليه ى اذ لا يؤخذ عن الرسول‪ ,‬ميه بالاسناد الا حديثه أو‬
‫سنته بصفة عامة ‪.‬‬

‫وهناك حادث مهم ‘ وقع في نفوسة في عهد الدولة الرستنية مرتبط‬


‫أشد الارتباط بعلم الحديث ‪ 2‬ذلك هو ورود ديوان جابر بن زيد الأزدي‪:‬‬
‫امام الاباضية واسه الى المغرب ‪ 2‬قدم به نفاث بن نصر ‪ ،‬أحد مبائخ نفوسة‬
‫من بغداد ث بعد أن استنسخه من النسخة الفريدة الموجودة آنذاك في خزانة‬
‫الخليفة العباسي ى كما تروي ذلك المصادر الاباضية(! ‪.‬‬
‫‪. 875‬‬ ‫سير ى ص‬ ‫الثماخي ‪:‬‬ ‫(‪)22‬‬
‫‪. 085‬‬ ‫سير ى ص‬ ‫الشياخي ‪:‬‬ ‫(‪)32‬‬
‫‪ 085‬۔ ‪ 185‬ى وأنظر‪ .‬سلسلة أخرى ص ‪ 212‬ى ‪. 285‬‬ ‫سير ‪ :‬ص‬ ‫الشماخي ‪:‬‬ ‫(‪)42‬‬
‫ص ‪ 49‬۔ ‪ . 59‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ي ج‪ . 1‬ص ‪ 18‬وغيها ‪.‬‬ ‫‪ :‬سير ى‬ ‫أبو زكرياء‬ ‫(‪)52‬‬

‫‪- 503 -‬‬


‫وما كان جابر من التابعين ‪ ،‬والتقى بسبعين صحابيا وحوى ما عندم كا‬
‫أسلفنا ىفان ديوانه على ما يبدو في الحديثةتا ويعتبر اليوم في عداد‬
‫المفقودات”ا ‪ 0‬لأنفاثا لما قدم بالديوان الى المغرب ث تذكر المصادر‬
‫الاباضية ‪ 9 .‬حفر له حفرة فدفنه فيها س لأنه قبل ها س انما رحل الى‬
‫اللشرق مخافة الامام أفلح الذي هدده وتوعده لما طعن فيه وفي امامته ‪،‬‬
‫وانحزف في نظره عن جادة الحق ‪ .‬ويقول أبو زكرياء بأن نفاثا دفن ديوان‬
‫جابر « لحسد وبفي وبنوء عاقبة »ث‪2‬ا في نفس نفاث ‪.‬‬

‫واذا كان ديوان جابر ث قد ورد الدولة الرستمية ولم يستفد منه أحد من‬
‫علماء‬ ‫معروفا لدى‬ ‫علمائها ‪ .2‬فلا نعرف ما اذا كان مسند الربيع بن حبيب‬

‫للغرب في هذه الفترة ‪ ،‬أم لا ‪ .‬الا أن المتبادر الى الذهن أن هذا الكتاب لم‬
‫يتسرب الى المغرب بسرعة ‪ 2‬رغم كثافة العلاقات بين اباضية المغرب واباضية‬
‫اللشرق ‪ .‬وبين الربيع نفسه والامام عبد الوهاب ‪ ،‬كا سبق أن ذكرناه عدة‬
‫مرات ‪ .‬ومما يؤيد هنذا ‪ .‬ما هم بفعله عمروس بن فتحثتا بحر العلوم الزاخر‬
‫تعبير الدزجيني ‪ .‬فلقد عزم‬ ‫‪ .‬على حد‬ ‫الضابط الحافظ ‪ 2‬المحتاط المحافظ‬

‫عمروس على أن « يفرز بين مسائل النص ومسائل السنة ورأي‬


‫المسلمين «("ثم ويضع في ذلكتأليفا لم يسبق في طريقته(ةا ‪.‬‬
‫ج‪. 1‬ص ‪ 18‬هامش رق ‪. 1‬‬ ‫(‪ )62‬أنظر الدرجيني ‪:‬طبقات ء‬
‫(‪ )72‬لا يزال الاباضية وغيرمم يتوقمون الثور على هذا الديوان للهم وقد ذكرهحاجي خليفة (ت ‪7601‬ه) في‬
‫كثنابه كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون ى ج‪ . 1‬ص ‪ 187‬وقال عنه فقط ه ديوان جابر بن زيد عولم‬
‫يضف شيئا آخر ‪.‬ولا نعرف ما انا كان حاجي خليفة قد ذكره لآنه رآه وهو المطلع ى أمذكره لأنه قرأ عنه‬
‫وسمع ‪ .‬أنظر كشف الظنون ط ‪ ، 3‬المطبعة الاسلامية بطهران ى أعادت طبعه بالاوفست مكتبة المثنى بغداد ‪.‬‬
‫‪1/‬ه‪749‬م ‪ .‬وانظلر مقدمة الطبعة الثانية‬
‫‪7‬‬
‫(‪ )82‬أبو زكرياء'‪ :‬سيرى ص ‪ 69‬ى وأنظر الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ 1‬ي ص ‪ 8 28‬الباروني ‪ :‬الأزمار ‪ .‬ج‪ 2‬ه‬
‫ص ‪. 902‬‬
‫(‪ )92‬عمروس بن فتح محنلماء الطبقة الدادسة (‪ 052‬۔ ‪003‬ه) نفوسي من أعلم أهل زمانه ‪ .‬أنظر الدرجيني ‪:‬‬
‫طبقات ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪ 023‬۔ ‪. 523‬‬
‫(‪ )03‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪. 99‬‬
‫(‪ (13‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ي ج‪ . 2‬ص ‪. 123‬‬

‫‪-603-‬‬
‫أن هذا العزم الذي أراد عمروس تحقيقه ‘ ما هو الا فرز للعلوم‬
‫ومصادر التشريع في الاسلام ‪ 4‬بحيث أن عمروسا ‘‪ ،‬لو قدر له وضع كتب‬
‫في كل وجه من الأوجه الثلاثة المذكورة ى لوضع للحديث ى وهو ما عبر‬
‫عنه أبو زكرياء بالسنة وهي أشمل مصنفا ‪ ،‬اليه يعود الاباضية ث وهذا يدل‬
‫على أن مسند الربيع حسها يبدو { لم يكن معروفا لدى المغاربة ‪ 0‬ولدى‬
‫عمروس بالذات ف أواخر القرن الثالث المجري وهو ما يفهم من‬
‫كلام الدرجيني‬

‫ويبدو أن هذا الفراغ في مصنفات الحديث لعاماء اباضية س هو الذي‬


‫دعا أبا عبيدة الأغرج التيهرتي ‪ ،‬العالم بالفقه والكلام والوثائق ؤالنحو‬
‫واللغة "قا ‪ 2‬الى دراسة كتب غير الاباضية ث بل وتدريسها اذ يروي ابن‬
‫الصغير ى أنه كان يأتي‪ .‬أبا عبيدة ليسمع منه « كتاب اصلاح الغلط الذي‬
‫ألفه عبد الله بن مسلم بن قتيبة على أبي عبيدة »(ةةا وكتاب اصلاح الغلط ‪،‬‬
‫في غريب الحديث كا يذكر ذلك النديم في فهرستها ‪.‬‬

‫وجمل القول إن الاباضية ‪ 2‬في الدولة الرستمية لم تظهر اهتاماجهم‬


‫بالحديث جلية ى ونعدم وجود مصنفات في ذلك ‪ .‬ولعل عمروس بن فتح‬
‫وأبا عبيدة الأعرج ممن اهتم بالحديث ورجاله الا أن جهودهما الكاملة في‬
‫هذا العلم مازالت معلوماتها لدينا ناقصة ‪.‬‬
‫أما العلماء غير الاباضية ى فقد وجدنا عددا لابأس به منهم اعتنوا بعلم‬

‫(‪ )23‬ابن الصفير ‪ :‬ص ‪ 54‬۔ ‪. 64‬‬


‫(‪ )33‬اين الصغير ‪ :‬ص ‪. 64‬‬
‫(‪ )43‬يذكر النديم في فهرسته أن ابن قتيبة وهو أبو عبد الله ين مسلم الكوفي بها مولده ويقال له الدينوري لأنه‬
‫قاضي الدينور ى وتوفي اين قتيبة سنة ‪072‬ه ‪ .‬يذكر أن له كتاب اصلاح غلط أبي عبيدة في غريب الحديث ‪.‬‬
‫وأبو عبيدة المذكور هو معمر بن المثنى التيي من تيم قريش لاتم الرباب له كتاب غريب الحديث وتوفي أبو‬
‫عبيدة سنة ‪012‬ه وقيل ‪112‬ه ‪ .‬أنظر فهرست النديم ى ص ‪ 85‬۔ ‪ 58 . 95‬۔ ‪ . 69 . 68‬وكتاب اضلاح غلط‬
‫أبي عبيدة في غريب الحديث كتاب نحوي لغوي اضافة الى كونه كتاب حديث يضم العديد منها ويفرها ‪.‬‬

‫‪-‬۔‪-703‬۔‬
‫الحديث وروايته ‪ 0‬وفي هذا يقول الاستاذ أحمد أمين « قد اخرجت تيهرت‬
‫اشتهر‬ ‫أيضا « وقد‬ ‫» (‪ )53‬ويقول‬ ‫الحدثين‬ ‫وتقات‬ ‫الحديث‬ ‫حفاظ‬ ‫كثيرا من‬

‫علماء‬ ‫هذا‬ ‫ف‬ ‫يقصد‬ ‫أنه‬ ‫ولا شك‬ ‫والفقه « ز‪(63‬‬ ‫بالعناية بالحديث‬ ‫المغرب‬ ‫بلاد‬

‫المالكية الذين نجد منهم أمثال ‪ :‬سعيد بن عباس السرتي ‪ 0‬وهو ممن سكنوا‬
‫تونس واشتغلوا برواية الحديث ‪ .‬روى عن أبي البختري وهب بن وهب‬
‫والسرتي اذا كان البعض يوثقه فان آخرين يضعفه لان شيخه البختري‬
‫ا }‬ ‫المتوفى ببغداد سنة ‪003‬ه عند أهل التمييز كذاب ‪ ،‬كا يقول أبو العرب‬
‫ولا نعرف عن السرتي أكثر من هذا ‪.‬‬
‫أبو عبد الرحمن بكر بن حماد بن سمك ( وقيل ابن سهر ) بن اسماعيل‬
‫الزناتي التيهرتي"ثةا ‪ .‬ولد بتيهرت سنة ‪002‬ه وبها توفي سنة ‪692‬ه له‬
‫رحلة الى المشرق ‪ .‬بدأها سنة ‪ 1 7‬ه ‪ ،‬سمع فيها الفقهاء ‪ .‬وجابه العلماء‬
‫وكان بكر بن حماد « عالما بالحديث وتمييز الرجال ‪ ،‬ثقة س مأمونا ‪ ،‬ثبتا‬
‫‏‪١‬‬ ‫صدوقا س اماما حافظا »(‪9‬ةا ‪.‬‬
‫سعيد(“‪4‬ا‬ ‫سحنون بن‬ ‫سمع بالقيروان ى قبل رحلته الى المشرق ‪ 0‬من‬
‫‪ .‬وفي البصرة لقي ب مسدد بن مسرهد(آ‪٨‬ا‏ ‪ .‬وعمرو بن مرزوق (‪)24‬‬ ‫واخرين‬

‫(‪ )53‬أحمد أميں ‪ :‬ظهر الاسلام ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪. 692‬‬


‫(‪ )63‬نفه ‪ .‬ص ‪. 792‬‬
‫(‪ )73‬أبو العرب ‪ :‬طبقات ى ص ‪ . 061‬أحمد مختار عمر ‪ :‬النشاط الثقافي ص ‪. 231‬‬
‫(‪ )83‬أبو المرب ‪ :‬طبقات ي ص ‪ . 642‬الدباغ ‪ :‬معالم الاهان ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪ 182‬ى ابن عذاري ‪ :‬البيان‪ ..‬ج‪١‬‏ ه‬
‫‪:‬‬ ‫ص ‪. 351‬‬
‫(‪ )93‬ابن عذاري ‪ :‬البيان ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪ 8 351‬الدباغ ‪ :‬معالم ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪. 282‬‬
‫(‪ )04‬هو أبو سعيد سحنون بن سعيد بن حبيب التنوخي ‪ .‬كان حافظا للعلم ى ولي قضاء افريقية سنة ‪432‬ه‬
‫وتوفي سنة ‪042‬ه ‪ .‬وهو أول من أظهر فقه مالك ومذهبه بالمغرب ‪ .‬أنظر أبو العرب ‪ :‬طبقات ه‬
‫ص ‪ 481‬۔ ‪ . 581‬الدباغ ‪ :‬معالم ى ج‪ 2‬ى ص ‪. 101‬‬
‫(‪ )14‬هو أبو المسن مسدد بن مسرهد ا لاسدي الحدث بالبصرة ‪ .‬اورد له صاحب الانساب نسبين ۔ توفي مدد‬
‫سنة ‪822‬ه ‪ .‬أنظر المعاني أبو سعد عبد الكريم ‪ :‬الانأب ‪ .‬ج‪ . 1‬ط‪ ،1‬الجند ‪2831 .‬ه‪2691/‬م ‪.‬‬
‫ص ‪ 512‬۔ ‪. 612‬‬
‫(‪ )24‬حافظ بصري ‪ :‬توفي سنة ‪ 422‬ه ‪.‬‬

‫‪- 803 -‬‬


‫بتيهرت (‪. )44‬‬ ‫عنه‬ ‫ورواه‬ ‫مسنده‬ ‫مسدد‬ ‫وكتب عن‬ ‫‪.‬‬ ‫وجماعة من العلماء (‬

‫ومما يحكى عن بكر ‪ ،‬في الحديث ء ما رواه القرطبي في تفسيره(‪٨‬ا‏ ‪.‬‬


‫واقتبسه منه المقري في نفحه(“ا‪ ،‬اذ ذكر أن بكر ابن حماد اختلف مع قاسم‬
‫بن أصبع‪“7‬ا في كلمة من حديث نبوي س ولما تحاكا الى شيخ كان موجودا‬
‫بالجامع الذي وقع فيه الحدث ‪ ،‬ظهر خطأً بكز بن حماد واصابة قاسم بن‬
‫أصبع ‪ .‬فاخذ بكر بأنفه ‪ 4‬وراح يقول رثم أنفي اللحق‪ ...‬وعلق المقري على‬
‫هذه الرواية بقوله « هذه الحكاية دالة على عظم قدر الرجلين رحهيا‬
‫الله تعالى‪“» ...‬ا ‪.‬‬
‫وأخذ الحديث عن بكر عدد من العلماء ي منهم قاسم بن أصبع الذي‬
‫كتب مسند مسدد بن مسرهد عن بكر©“ا ‪ .‬ومنهم أبو عبد الله محمد بن‬
‫مهالح القحطاني المعافري الأندلسي ‪ ،‬الذي سمع بالمغرب بكر ين حمادة! ‪.‬‬
‫كا أخذ عنه ابنه عبد الرحمن ‪ ،‬وقاسم بن عبد الرحمن التمي التيهرقي ‪.‬‬

‫د أبو زيد عبد الرحمن بن بكر بن حماد » محدث من أهل تيهرت‬


‫‪ .‬كان يروي عن أبيه وعن أبي زكرياء يجي بن مالك الأندلسي اذ‬
‫رحل الى الأندلس وحدث بقرطبة ‪ .‬وكتب عنه غير واحد من‬
‫حديث أبيه ‪ .‬وتوفي عبد الرحمن بن بكر بقرطبة ‪ .‬وقيل قتل في‬
‫الطريق من القيروان الى تيهمرت سنة ‪592‬ه ا ‪.‬‬
‫(‪ )34‬الدباغ ‪ :‬معالم ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪. 182‬‬
‫(‪ )44‬المعاني ‪ :‬الاناب ‪ .‬ج ‪ 3‬‏‪ ٠‬ص ‪. 9‬‬
‫(‪ )54‬القرطبي ‪ :‬أبو عبد الله مد بن أحمد ‪ :‬الجامع لأحكام القرآن ‪ .‬ج‪ . 1‬تحقيق أحمد عبد العليم البردوني ه‬
‫اعادت طبعه بالاوفست دار احياء التراث العربي ‪ 0‬بيروت ‘ ‪2731‬ه‪2591/‬م ‪ .‬ص ‪. 782‬‬
‫(‪ )64‬المقري ‪ :‬نفح الطيب ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪ 84‬۔ ‪. 94‬‬
‫(‪ )74‬قاسم بن أصبع ‪ :‬فقيه من فقهاء قرطبة البارزين ‪ ،‬توقي سنة ‪042‬ه ‪.‬‬
‫(‪ )84‬المقري ‪ :‬نفح ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪. 94‬‬
‫(‪ )94‬المعاني ‪ :‬الاناب ‪ .‬ج‪ . 3‬ص ‪ 9‬ى الدباغ ‪ :‬معالم ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪ . 182‬المقري ‪ :‬نفح ‪ .‬ج‪ 2‬ث ص ‪. 84‬‬
‫(‪ )05‬المقري ‪ :‬نفح ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪. 251 0 241‬‬
‫(‪ )15‬الدباغ ‪ :‬معالم الايان ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪ . 282‬المعاني ‪ :‬الاناب ج‪ . 2‬ص ‪ 8 9‬ابن الفرضي ‪ :‬أبو الوليد =‬

‫‪- 903 -‬‬


‫‪ -‬قايم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد الهي التيهرقي ث كان من‬
‫تيهرني < رحل الى‬ ‫جماد وممن أخذ عنه ‪ .‬وهو محدث‬ ‫بكر بن‬ ‫جلساء‬
‫الأندلس سنة ‪713‬ه وأقام بقرطبة وبها توفيةا ‪.‬‬
‫۔ أبو سعيد بحيج بن ختاش ‪ ،‬توزري س من أهل توزر س انتقل الى‬
‫نفزوة من أعمال القيروان ‪ .‬وبها توفي سنة ‪692‬ه ‪ .‬روى عن محمد بن‬
‫سحنون س وروى عنه أبو العرب محمد بن أحمد بن محمد بن تمم (تا ‪,‬‬
‫صاحب طبقات عاماء افريقية‬

‫ويوجد ‪.‬من الأعلام الذين اهتوا بالحديث ‪ ،‬روايته ورجاله العديدين‬


‫الا أن في الدين ذكرناهم غنية عن الباقي ‪ ،‬وهم الذين عاصروا الدولة‬
‫لرستمية ومن رعاياها ‪ 0‬ويوجد من وهران ومن تنس وتيهرت الكثيرين ‪3‬‬
‫لا أهم عاشوا في القرن الرابع أو الخامس ‪ ،‬وهو بطبيعة الحال يعبر عن‬
‫استمرار علماء المغرب الأوسط في العناية بالحديث منذ أول دولة شهدها في‬
‫القرنين الثاني والثالث ‪.‬‬
‫ج ۔ الفقه‪:‬‬

‫« هو‬ ‫الحلال والحرام < أو بتعبير ابن خلدون‬ ‫كان الفقه هو معرفة‬ ‫ا‬

‫معرفة أحكام الله تعالى في أفعال المكلفين ى بالوجوب والحظر والندب‬


‫والكراهية والاباحة ‪ .‬وهي متلقاة من الكتب والسنة وما نصبه الشارع‬

‫= عبد الله بن محمد ‪:‬تاريخ علماء الأندلس ‪ ،‬ج‪. 1‬مطابع سجل العرب ‘ القاهرة ‪ . 6691.‬ص ‪. 862‬عادل‬
‫‪. 48‬‬ ‫معجم اعلام الجزائر ‪ .‬ط ‪ 1‬ث منشورات للكتب التجاري للطباعة والنشر ‪،‬بيروت ى‪1791‬م ىص‬
‫(‪ )25‬اين بشكوال أبوالقاسم خلف بن عبد لللك ‪:‬كتاب الصلة ‪ .‬ج‪ 1‬سمراجعة عزت المطار الحسيني سمكتبة‬
‫للى ‪.‬بغداد ‪4731‬هد‪5591/‬م ‪ .‬ص ‪ 68‬ى الحميدي أبو عبد الله مد بن فتوح ‪:‬جذوة المقتبس في ذكر ولاة‬
‫‪. 313‬‬ ‫الأندلس ‪ .‬ط ‪ . 1‬تحقيق محمد بن تاويت الطنجي ىمطبمة المادة ‪.‬القاهرة ‪2731.4‬ه‪2591/‬م ث‪.‬ص‬
‫الضبي أحمد بن يحى ‪:‬بغيةالقس في تاريخ رجال أهل الأندلس سطبع روخس بجريط ‪ . 4881.‬ص ‪. 881‬‬
‫‪ 6‬وأنظر كذلك الباروني ‪:‬الأزهار ىج‪ 4 2‬ص ‪67‬۔ ‪4 77‬نوض أعلام الجزائز ‪ .‬ص ‪. 131‬‬
‫‪. 595‬‬ ‫(‪ )35‬الحميدي ‪:‬جذرة ى ص ‪ 071‬۔‪ 2 171‬الضبي ‪:‬بغية ىص‬

‫‪- -013‬‬
‫لمعرفتهنا من الأدلة س فاذا استخرجت الاحكام من تلك الأدلة قينل لما‬
‫فقه »ا ‪ .‬وجدنا علماء الاباضية في الندولة الرسمية س صبوا جل عنايتهم‬
‫على هذا العلم مما‪ .‬مكن معه تسميتهم بالفقهاء ‪ .‬فبرز الكثير منهم ‘ ممن جعل‬
‫شغله استخراج الاحكام من أصولها الشرعية ‪ ،‬فظهر فيهم الفقيه المفق ه‬
‫والفقيه القاضي ‪ ،‬والفقيه الضابط بالقلم المدون لهذا العلم ‪.‬‬

‫ومما زاد هذا النشاط اندفاعا ‪ ،‬على ما يبدو بحيث يظهر بتلك‬
‫الحيوية كون هذه الفترة المحتدم ظيلة القرن الثالث الهجري ‘‪ 2‬فترة تنافس‬
‫حقيقية بين المذاهب الموجودة وقتئذ بالمغرب العربي(ةةا ‪ .‬كالاباضية من‬
‫جهة والحنفية والمالكية من جهة أخرى ‪ ،‬فضلا عن الممذاهب الأخرى‬
‫كالصفرية والمعتزلة والشيعة ‪.‬‬
‫لقد كانت هذه الفترة ‪ .‬البداية الحقيقية للاجتهاد الفقهي في المغرب‬
‫العربي س خاصة بالنسبة للمذهب الاباضي الذي بدأت معالمه تأخذ شكلها‬
‫النهائي بتدوين آرائه الفقهية ‪ .‬وهي عملية لا شك أنها انطلقت في زمان‬
‫الدولة الرستقية ‪.‬‬
‫ولكي تتضح لنا مظاهر النشاط الفقهي في هذه الدولة ث وجدنا من‬
‫الضرورة التعرض لبعض ترجمات الفقهاء ‪ 3‬أو المشائخ بتعبير الاباضية ولا‬
‫نقتصر على هؤلاء وحدهم ‪ 4‬وان كانوا هم الذين خدموا الفقه في المغرب‬
‫الأوسط خاصة ‪ ،‬وفي هذه الفترة بالذات(ا ‪ ،‬وانما لابد من ذكر غيرهم من‬
‫المالكية ممن لهم ضلع بارز في نشاط الحياة الفقهية بالدولة الرستمية ‪.‬‬

‫فبالاضافة الى الأئمة الرستميين الذين سبق أن ذكرنا علومهم‬

‫‪.‬‬ ‫‪ [. :‬ح‬ ‫‪ .7.1. 1‬م ))( غ‬ ‫(‪ )45‬ابن خلدون ‪ :‬مقدمة ‪ .‬ص ‪ ، 897‬وأنظر ‪.601 :‬‬
‫(‪ )55‬المجدوب ‪ :‬الصراع المذهبي بافريقية ‪ .‬ص ‪ 5‬وما بعدها ء أحمد أمين ظهر الاسلام ى ج‪ . 1‬ص ‪. 003‬‬
‫(‪ )65‬رابح بونار ‪ :‬المغرب العربي ث ص ‪. 58‬‬

‫‪113- -‬‬
‫وتصانيفهم { وكانوا من الفقهاء ‪ 3‬بحيث لم يتولوا منصنب الامامة ‪ ،‬الا‬
‫لعلمهم بالفرائض وفقههم الغزير”ةا ‪ .‬خاصة منهم الامام عبد الوهاب الذي‬
‫جاءته أحمال من كتب المشرق ‪ ،‬فلما قرأها كلها حمد الله واثنى عليه ‪ ،‬على‬
‫أنه لا يجهل منها الا مسألة أو مسألتينةةا ‪ .‬ورغم هذا العام الواسع } فقد‬
‫اتهمه معارضوه من النكار بالجهل؟ا س مما يجعلنا نتصور ي كا يقول الاستاذ‬
‫شيخ بكري(‪6‬ا ‪ .‬ذلك المستوى الرفيع الذي بلغته العلوم الفقهية بتيهرت ‪.‬‬

‫لقد تحدث ابن الصغير في تاريخه عن عندد من الفقهاء نخص بالذكر‬


‫منهم ‪ :‬أبو عبيدة الأعرج كان « عالما بالفقه والكلام والوثائق‪ ....‬‏»(‪'ُ٦‬‬
‫وشيخ المؤرخ ابن الصغير الذي يقول عنه بان الاباضية « كلهم مقرون له‬
‫بالفضل معترفون له بالعلم مسلمون له في الورع ‪ .‬اذا اختلفوا في أمر من‬
‫الفقه أو هن الكلام صدروا عن رأيه‪ ....‬نها رآيت في سود الرؤوس رجلا‬
‫أخشع منه »(‪ )26‬غ يذكر عنه حادثة تدل على قدر أبي عبيدة عند الامام أبي‬
‫اليقظان وشأنه ‪ 9‬اذ كان لا يخاف في الله لومة لائم ى يظهر على لسانه ما‬
‫أسر في قلبه س تاركا للتصنع{ا ‪ .‬ومع اعجاب ابن الصغير بهذا الفقيه‬
‫¡ العالم ‪ .‬وهو انعكاس لاعجاب المغرب كله به اذ كان كا يضيف ابن الصغير‬
‫« المغرب كله مفتونا بهذا الرجل حتى أن من كان من الاباضية بسجاماسة‬
‫يبعثون اليه بكاتهم يصرفها حيث شاء »" ‪ ،‬رغم هذه المنزلة التي بلغها أبو‬
‫عبيدة بعلمه ‪ .‬لا نجد له ترجمة في المصادر الاباضية ى الا ما نقله الشاخي‬
‫(‪ )75‬أنظر الفصل الأول من هذا الباب ‪.‬‬
‫(‪ )85‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ى ص ‪ 56‬ى الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ 1‬ث ص ‪ 65‬۔ ‪. 75‬‬
‫(‪ )95‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ى ص ‪ 85‬ى الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪. 84‬‬
‫‪.‬‬ ‫ن‬ ‫‪:‬‬ ‫)‪, 78 (06‬م ‪,‬‬
‫`‬ ‫(‪ )16‬نفه ‪ .‬ص ‪. 64‬‬
‫(‪ )26‬نفه ‪ .‬ص ‪. 54‬‬
‫(‪ )36‬نفذه ‪ .‬ص ‪ 54‬۔ ‪. 64‬‬
‫(‪ )46‬نفه ى ص ‪. 64‬‬

‫‪-213-‬‬
‫عن ابن الصغير في سيرها ولم يضف عليه شيئا ‪ .‬ولا نعرف عن حياة أبي‬
‫عبيدة أكثر من هذا ‪ ،‬الا أنه كان معاصرا للامام أبي اليقظان‬
‫(‪162‬ه ۔ ‪182‬ه) وريما توفى في عهده ‪.‬‬

‫من فقهاء الاباضية بتيهرت ‪ ،‬عبد العزيز بن الأوز الذي « كان له فقه‬
‫بارع وله رحلة نحو المشرق "اا ‪ .‬ويبدو أن لسانه السفيه وخفة عقله { كا‬
‫‏‪.٠‬‬ ‫الاباضية‬ ‫المصادر‬ ‫في‬ ‫ذكره‬ ‫عدم‬ ‫ف‬ ‫السبب‬ ‫ها‬ ‫‪3‬‬ ‫الصغير‬ ‫ابن‬ ‫بذلك‬ ‫وصفه‬

‫وان كنا نعتقد ‪ .‬أن تلك المصادر أهملت بشكل ملحوظ مشائخها في تيهرت‬
‫باستثناء الأئمة ‪ .‬وكان الاباضية ينزهون مجالسهم عن حضور ابن الأوز ه‬
‫‏‪ ١‬بن‬ ‫‪ .‬وروى‬ ‫مسا ئلهم بسمب تينك ‏‪ ١‬لصفتين‬ ‫معضلا ت‬ ‫عنه ف‬ ‫و يستغنون‬

‫الصغير حكاية(‪7‬ا عن هذا الفقيه تدل على قوة ملاحظته ‪ ،‬واصابته الحق ‪.‬‬
‫وقد عاش ابن الأوز مثل سابقه في دولة أبي اليقظان بن أفلح ‪.‬‬

‫وذكر ابن الصغير ‪ :‬وهو مصدرنا الوحيد في هذا المجال ‪ .‬جملة من‬
‫الفقهاء والخطباء بتيهرت ى الا أنه اكتفى بذكر أسمائهم لا غير مثل عيسى‬
‫‪.‬‬ ‫ابن فرناس النفوسي ‪ ،‬وابن الصغير الهواري وكان ههيا شأن في الفقه‬
‫وأبو الربيع سلهان من جوه الاباضية من هوارة ‪ .‬جرت بينه وبين ابن‬
‫الصغير مناظرة فقهية ‪ .‬ومنهم عثان بن أحمد بن يحياج من مقدمي‬
‫الاباضية الذين كانوا لا يكادون يخالفونه فيا استحسن لهم من خطب ‪.‬‬
‫وأما الخطباء في عهد الامام أبي حاتم ‪ .‬ولا يخفى ما بين الخطبة والفقه من‬
‫صلة ‪ .‬بل هما وجهان لشيء واحد اذ لا يخرجان من دائرة الفقه ‪ .‬فهن‬

‫‪. 322‬‬ ‫(‪ )56‬النماخى ‪ :‬سير ‪ .‬ص‬


‫(‪ )66‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪. 74‬‬
‫(‪ )76‬نفه ‪ :‬ص ‪ 74‬۔ ‪. 84‬‬
‫(‪ )86‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪. 44‬‬
‫(‪ )96‬نفه ‪ :‬ص ‪ 75‬۔ ‪. 85‬‬
‫الخطباء الكثيرين ابن أبي دريس وأحمد التيه وأبي العباس بن فتحون‬
‫وعثان بن الصبار واحمد بن منصور("ا ‪.‬‬

‫ومع هؤلاء الفقهاء لاتنسى مسعود الأندلسي الذي كان زجلاً فاضلا‬
‫فقيها ‪ .‬وأبا قدامة يزيد بن فندين اليفرني ‘ وعمران بن مروان الأندلسي‬
‫وأبا الموفق سعدوس بن عطية (وشكر) بن صالح الكتامي ومصعب بن‬
‫سدمان"‪7‬ا ى وقد كان هؤلاء جميعهم مع الامام عبد الوهاب في المجلس الذي‬
‫اختاره الامام عبد الرحمن قبيل وفاته سنة ‪171‬ه ‪ ،‬لتختار الرعية منهم‬
‫من يتولى الامامة بعده ‪.‬فلا شك أن هؤلاء ‪ .‬كانوا مأنبرز العلماء‬
‫وفقهائهم في عهد عبد الرحمن ‪ 2‬لذلك رشحهم ‪ ،‬الا أننا نجهل عنهم كل شيء‬
‫قبل هذا الترشيح وبعده ‪ ،‬باستثناء يزيد بن فندين الذي ترك فكرا‬
‫معارضا للامامة الاباضية فانقسمت الاباضية بالمغرب ولاول مرة منذ ذلك‬
‫التازيخ ‪ .‬أي سنة ‪171‬ه تقريباالى وهنية وهم اتباع عبد الوهاب بن عبد‬
‫الرحمنة‪7‬ا ونكارية وهم أتباع يزيد بن فندين النكاري“‪7‬ا ‪ .‬وانما سموا‬
‫بالنكار لأنهمأنكروا امامة عبد الوهاب ‪ ،‬وقد كان لهم في الحياة الفقهية‬
‫بتيهرت } وبعص الاقاليم الشرقية من البلاد دور بارز اذ كانوا‪ :‬يناقشون‬
‫مسألة الامامة ‪ .‬هل تكون مشروطة أو لا يجوز ذلك ؟ هل يرجع الامام‬
‫فى كل أموره الى جماعة معينة ولا يقضي أمرا الا بالرجوع اليها ؟هل يجوز‬
‫تولية من يوجد أعلم منه في جماعة المسلمين ؟فتناجوا ينم هذه المائل‬
‫الفقهية حتى أطلق عليهم لقب النجوية س وسمو بالنكاث لأنهم نكثوا ببيعتهم‬
‫الأولى للامام عبد الوهاب } الا أن اسمهم المعروف بهم وبقي مستمرا و‬

‫(‪ )07‬نفه ‪ .‬ص ‪ . 95‬الشياخي ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪. 362‬‬


‫(‪ (17‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ 45‬۔ ‪ . 55‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪ . 64‬الثماخي ‪ :‬سير ‏‪ ٠‬ص ‪. 541‬‬
‫(‪ )27‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪ 61‬‏‪ .٠‬عوض خليفات ‪ :‬النظم الاجتاعية ‪ .‬ص‪ 711 :‬۔ ‪. 811‬‬
‫(‪ )37‬ابن الصغير ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ . 02‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ . 85‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ 1‬‏‪ ٠‬ص ‪. 15‬‬
‫الثماخى ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪. 641‬‬

‫‪- 413 -‬‬


‫هو النكار“‪7‬ا ‪ .‬وقد كان ليزيد بن فندين صاحب هذه الأفكار الخلافية ‪.‬‬
‫دور في استقطاب الناس حوله وميلهم نحوه ‪ .‬حتى أصبحوا جماعة ها وزنها‬
‫في المدينة ‪ .‬مما اضطر الامام ‪ 3‬أمام معاملاتهم الانتقامية والعسكرية الى‬
‫محاربتهم وقطع شأفتهم ‪ .‬فأنزووا الى كدية بتيهرت عرفت فيا بعد بكدپة‬
‫النكاراةةا ‪ .‬واذا كان الامام عبد الوهاب قد استطاع أن يضرب النكار‬
‫ضربة قاضية ‪ ،‬بحيث لم نسمع لهم ثورة بعد ذلك في الدولة الرستمية س فانه لم‬
‫يستطع أن يجتث آراءهم الفقهية ‪ 0‬بل استمرت الى ما بعد تاريخ‬
‫الرستميين بكثير ‪.‬‬
‫لقد أثرى النكار بأفكارهم الي خالفوا بها الوهبية من الاباضية ‪ ،‬تاريخ‬
‫الفكر الاباضي خاصة ‪ ،‬بحيث لا تخلو كتبهم من التعرض اليهم وتفنيد‬
‫آرائهم وكانت العداوة بينها مستحكمة حتى قيل « اذا أصبحت ولم تجد ما‬
‫تتصدق به فالعن النكار »(‪67‬ا ‪.‬‬
‫أما مشائخ نفوسة ‪ ،‬والجهات الشرقية من البلاد ة فقد أكثر كتاب‬
‫) الطبقات والسير من ذكرهم ‪ 4‬وليس ببعيد أن يكون أمثال‪:‬ما يذكرونه‬
‫لنفوسة بتيهرت وهي العاصة ‪ .‬ويذكر أبو الربيع سليان بن يخلف المزاتي‬
‫كثرة الفقهاء الذين بلغوا درجة الفتيا بجبل نفوسة ى قبل زمانه في القرن‬
‫الخامس الهجري فيقول « مر زمان على جبل نفوسة فشى فيهم العلم وكثرة‬
‫العلماء حتى لم يكن منزل يرد مسألة الى الاخر الا من‪ .‬طريق الأدب‪...‬‬
‫واهل زماننا على غير هذا »‪7‬ا ‪.‬‬
‫فهن مشائخ نفوسة ابن مغطير الجناوني ‪ 9‬اخذ العلم عن ابي عبيدة مسلم‬
‫(‪ )47‬ومن التسميات التي آطلقت عليهم « الشغبية » لأنهم أدخلوا بأفكارهم شغبا في الاسلام وسموا ه اللحدة » لام‬
‫الحدو[ في أسماء الله أنظر عن النكار ‪ :‬عوض خليفات ‪ :‬النظم ى ص ‪. 611‬‬
‫(‪ )57‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪ 8 02‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ى ص ‪ ، 46‬الدرجينى ‪':‬طبقات ‪ .‬ج‪ 1‬ث ص ‪. 55‬‬
‫(‪ )67‬الثماخي ‪ :‬سير ي ص ‪ . 103‬أطفيش ‪ :‬ازالة الاعتراض ‪ .‬ص ‪. 74‬‬
‫(‪ )77‬ابو الربيع سليمان بن يخلف المزاتي ‪ :‬سير ‏‪ ٠‬ص ‪. 65‬‬

‫‪-513-‬‬
‫بن أبي كرية بالبصرة } قبل الخسة حملة العلم الى المغرب س وكان شيخا‬
‫فاضلا فقيها مفتياةا ‪ 0‬امتد به العمر حتى عاصر الامام عبد الوهاب وحضر‬
‫مجلسه لما قضى سبعة أعوام في جبل نفوسة يعلم ويعظ ‪.‬وروى له‬
‫الثياخي"ا حكاية تدل على قدره عند الامام اذ لم يفت الامام ثلاثة أيام‬
‫ينتظر قدوم ابن مغفطير ليبت في الأمر ‪ .‬وقد تصدى هذا الشيخ للتعلم ‪.‬‬
‫قبل وبعد قدوم حملة العلم الى المغرب ‪.‬‬
‫ومن حملة العلم الخخسة الذين كان لهم دور أيام الدولة الرستمية اسماعيل‬
‫بن درار الفدامسي وأبو داود القبلي النفزاوي فكان الأول « أحد الشيوخ‬
‫اللغهورين ف العلم والتعليم والعمل والورع أخذ عنه جماعة "ثا وكان‬
‫لحرصه {لما م بوداع شيخه أبي عبيدة الى المغرب وهو يعلم أنه سوف لن‬
‫يلتقي بهذا البحر سسأله ثلاتمائةمسألة من مسائل الاحكام ‪.‬حتى قال له‬
‫شيخه أبو عبيدة ‪ :‬أتريد أن تكون قاضيا يابن درار ؟ فقال له ‪ :‬أرأيت إن‬
‫ابتليت بذلك ياشيخ ‪ .‬وقد تولى القضاء فعلا ‪ .‬ومن تلامذته أبي المنيب‬
‫مد ابن يانس الدركلى(ث ث وقد سبق ذكره ‪.‬‬
‫أما أبو داود القبلي النفزاوي ‪ ،‬فقد كان شيخا مشهورا عالما ث أخذ العلم‬
‫من البصرة } وأخذ عنه العلم بالمغرب ص وكان الامام عبد الوهاب مع كثرة‬
‫علمه اذا جلس بين يديه (ظهر) كالصي أمام المعل ثا ‪.‬‬

‫ومن مشائخ نفوسة أبو زكرياء التوكيتي س « كان عاما لكل الفضائل‬
‫ومعاما لكل ناهل »(ثؤ قيل إن رجلا من اباضية المشرق ‪ ،‬زار الجبل فقصد‬
‫(‪ (87‬الشيخي ‪ :‬سير ‏‪ ٠‬ص ‪. 341‬‬
‫‪ .‬وأنظر ‪ .‬معمر ‪ :‬الاباضية في موكب التاريخ ‪ .‬ج‪ 2‬ى القم‪ ..1‬ص ‪ 72‬۔ ‪. 03‬‬ ‫نفسه ‪ :‬ص ‪341‬‬ ‫(‪)97‬‬
‫ص ‪ 141‬۔ ‪. 241‬‬ ‫الشماخي ‪ :‬سير ‪.‬‬ ‫(‪)08‬‬
‫ص ‪. 241‬‬ ‫الثياخي ‪“:‬سير ‪.‬‬ ‫(‪)18‬‬
‫‪.‬‬ ‫نفه ‪ :‬ص ‪441‬‬ ‫(‪)28‬‬
‫(‪ )38‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ي ج‪ . 2‬ص ‪ . 192‬الثياخي ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪. 871‬‬

‫‪-613-‬‬
‫< وأبو‬ ‫لهم « أ لجبل هو أبو زكر ياء‬ ‫ء فقال‬ ‫عن علمائه‬ ‫‪ .‬فسألوه‬ ‫تيهرت‬

‫‪ .‬ويكفي دليلا على غزارة علمه أنه اختير من جميع‬ ‫زكرياء هو الجبل »‬
‫مشائخ نفوسة في وقت امتلأ فيه جبل نفوسة بالعلم والعداء ‪ 0‬كما يقول‬
‫الثماخىا وأبو زكرياء من مشائخ الطبقة الخامسة (‪ 002‬۔ ‪052‬ه) ‪.‬‬

‫أما أبو مرداس ‪ ،‬وهو المعاصر لأبي زكرياء ‪ .‬فهو أبو مرداس مهاصر‬
‫اللسدراتي س بلغ في العلوم النهاية وجرى في أمر الصلاح الغاية ‪ .‬وكان‬
‫شديدا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ‘ يتبع الامراء يأمرهم وينهام‬
‫ويشدد عليهم ‪ 0‬وكان كثير الزيارة لتيهمرت ‪ ،‬وفي احدى تلك الزيارات }‬
‫سمع رجلا يدعو الى الحق ‪ ،‬فلم يستجب له ‪ ،‬بل أعرض عنه ‪ ،‬فجاء أبو‬
‫مرداس الى دار الامام فجعل يضرب بابها بالحجارة ويقول « بهلة(ا الله‬
‫اليوم على من سكن هذه البلدة ‪ .‬فقال رجل للامام كيف نحن وهذه التي‬
‫يذكر أبو مرداس ‪ ،‬فقال نحن في وسطها اذا لم نأمر بالمعروف وننهى‬
‫عن المنكر »(ا ‪.‬‬

‫وكان أبو مرداس عالما باحكام الدماء ‪ 0‬قيل إن الامام عبد الوهاب قال ۔‬
‫له يوما سبعون وجها تحل بها دماء الموحدين ‪ 2‬فاما ذكر منها ثلاثة أو أقل‬
‫أوقفه أبو مرداس قائلا من أين ؟ منكرا عليه ذلك”ا ‪ .‬ورغم هذا التحرج‬
‫في دماء المسلمين ‪ 0‬وتفوقه على الامام عبد الوهاب ‪ 2‬فقد كان أبو مرداس‬
‫يرجع في مسائل الدماء الى عبد الخالق الفزاني يسأله ويستفتيه ‪ .‬وهذا فقيه‬

‫(‪ )48‬الدرجيني ‪ :‬طيقات ‪ .‬ج‪ 2‬ي ص ‪ 392‬۔ ‪ ‘ 492‬الشماخي ‪ :‬سيرى ص ‪. 871‬‬


‫(‪ )58‬الشماخي ‪ :‬سير ث‪.‬ص‪. 7971 :‬‬
‫() البهلة ‪ :‬اللعنة والطرد ‪.‬‬
‫)‪ (68‬الدرجيني ‪ :‬طيقات ‪ .‬ج‪ 2‬ى ص ‪ » 392‬الشياخي ‪ :‬سير ى ص ‪ 271‬۔ ‪. 771‬‬
‫(‪ )78‬الوسياني ‪ :‬سير (خطوط) ورقة ‪ 0 31 : 21‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ 4‬ج‪ . 2‬ص ‪ 2 292‬الشياخي ‪ :‬سير ‪.‬‬
‫ص ‪. 771‬‬

‫‪-713-‬‬
‫من فزان بالمغرب الأدنى ‪ .4‬يرى أبو مرداس أنه أعلم أهل زمانه بالدماء‬
‫وأحكامها (‪} )88‬‬

‫ومما يدل على عظيم علم أبي مرداس وجلاله ض مارواه الشماخي عن جماعة‬
‫من المشارقة الذين زاروا المغرب س فقالوا لما رأوا تعظيم الامام لأبي مرداس‬
‫« لم يعظم الامام هذا ؟ فقال حين سمعهم كيف لا أجل من تجله الملائكة ؟‬
‫فقالوا للامام أردده علينا لنسأله ونتحدث معه‪ ...‬فقال له الامام أجبهم‬
‫ولا بالمغرب‬ ‫بالمشرق‬ ‫‪ :‬لا نعلم احدا‬ ‫قالوا‬ ‫فلما قام‬ ‫<‬ ‫معهم‬ ‫وتحدث‬ ‫فاجابهم‬

‫مثل هذا‪ ...‬وكان مشائخ نفوسة يقبلون على الامام فيجلسون اليه‪ ...‬فاذا‬
‫‏‪٠‬‬ ‫اليه « (‪)98‬‬ ‫قام‬ ‫أبو مرداس‬ ‫قدم‬

‫ومن فقهاء نفوسة أيضا أبو ميون الجيطالي ‪ ،‬كان ذا جد في العلم وكان‬
‫ممن يعد ف الشيوخ ‪ 4‬وممن قدمه في العام ذارسوخ () ‪ .‬وكانت لأبي مهون‬
‫حلقة علم } تتحرك معه في ترحاله ‪ .‬وقيل إن احدى النساء لما راته لاول‬
‫مرة استصغرته س فلما رأت تلامذته حلقوا حوله ه وأقبل كل واحد منهم‬
‫يسأل والشيخ يجيب ‪ ،‬رأت حينئذ أبا ميون أعظمهم وأطوفم رثم‬
‫قصر قامته ([‪٩‬ا‏ ‪.‬‬

‫ومن مشائخ الطبقة الخامسة أيضا أبو محمد بن الخير « شيخ التقى‬
‫والاخلاص ‪ ،‬والمتحري مسالك الخلاص‪ ...‬وكان عالما كبيرا ‪ .‬فاضلا أثيرا‬
‫كانت الأمشال تضرب به س فمنها أهم كانوا يقولون ‪ :‬من ضيع كتابا كمن‬
‫ضيع خمسة عشر عالما مثل عبد الله بن الخير »لثا ‪ .‬ولا شك أن المثل يعبر‬
‫عن منزلة عبد الله بن الخير العلمية س اذ الكتاب في ذلك الوقت هو أعز ما‬
‫(‪ )88‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ ،‬ج‪ » 2‬ص ‪ 392‬۔ ‪ . 723‬الشماخي ‪ :‬ص ‪ 981‬۔ ‪. 091‬‬
‫(‪ )98‬الثياخي ‪ :‬سير ى ص ‪. 571‬‬
‫)‪ (09‬الدرجيني ‪ :‬ج‪ . 2‬ص ‪. 492‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪ )19‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪592‬‬
‫(‪ )29‬الدرجيني ‪ :‬ج‪ . 2‬ص ‪ . 613‬وأنظر الوسياني ‪ :‬سير (خطوط) ورقة ‏‪ .٦1‬الشماخي ‪ :‬سير‪ :‬ص ‪. 732‬‬
‫‪-813-‬‬
‫يطلب ‪ ،‬وهو زمان ليس من السهل توفير الورق أو المداد لاعادة استنساخ‬
‫الكتاب الضائع ‪.‬‬
‫وكان عبد الله بن الخير قد أخذ العلم عن أبان بن وسيم ‪ .‬وقد سبق‬
‫ذكره ‪ :‬وكان متساهلا في أحكامه ‪ .‬أو ثر عنه أنه كان يقول « العلماء‬
‫يقولون اذا النجس يتوجه من تسعة وتسعين وجها ‪ ،‬والطهارة من وجه‬
‫واحد ي غلبت الطهارة س فها جعل الله علينا ي الدين من حرج »! ‪.‬‬
‫وعبد الله بن الخير هو الوحيد الذي بقي مع أبي القاسم البفطوري ‪ 0،‬وقد‬
‫سبق ذكره ‪ 2‬بعد موقغة مانو سنة ‪382‬ه ‪ 2‬يفتيان في النوازل(؟ا ‪.‬‬

‫وفي هذه الطبقة أيضا الشيخ أبو معروف ويدران بن جواد ‪ .‬يقول عنه‬
‫الدرجيني « ناهيك بأبي معروف ذي الاثار والمعروف ‪ 2‬الموضوع بدراسة‬
‫العلوم والمطروف ى الراقي ذراها البواذخ ‪ ،‬المتقن لما أخذ عن أبي خليل‬
‫وغيره من المشائخ ‪ 8‬المنتفع ببا تعلم وعلم ث ‪....‬وله في النوازل والاسئلة‬
‫المعضلات أجوبة بديهة ‪ 4‬كاشفة أشكال المشكلات س وكان متى قصده آمل‬
‫فاز بالأمل‪ .‬لأنه جمع ما بين العلم والعمل »(‪. 66‬‬
‫وروى له الدرجيني والشماخي(ثا حكاية في أحكام الميراث ‪ ،‬أفق فيها ه‬
‫المعويصة‬ ‫الاحكام‬ ‫تلك‬ ‫تفهم‬ ‫ف‬ ‫سرعة‬ ‫على‬ ‫< تدل‬ ‫اللوت‬ ‫فراش‬ ‫وهو على‬

‫ومقدرة في استيعابها ‪ .‬وقد قيل إن الفرائض (احكام الميراث) وحدها تشكل‬


‫نلث العام {©ا ‪.‬‬
‫وفي وارجلان ‘ يبرز من الفقهاء الشيخ يعقوب بن يوسف بن سهلون‬

‫(‪ )39‬الدرجينى ‪ :‬ج‪ 2‬ث ص ‪ . 712‬الثياخى ‪ :‬سير ى ص ‪. 732‬‬


‫)‪ (49‬الشاخى ‪ :‬سير ‏‪ ٠‬ص ‪ 7‬۔ ‪` . 832‬‬
‫(‪ )59‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ي ج‪ . 2‬ص ‪ 523‬۔ ‪ 2 623‬الشاخي ‪ :‬سير ى ص ‪. 362‬‬
‫‪:‬‬ ‫‪ . 2 :‬ص ‪ . 523‬الثماخي ‪ :‬ص ‪ 362‬۔ ‪. 462‬‬ ‫)‪ (69‬الدرجيني‬
‫‪. 118‬‬ ‫ابل خلدون ‪ :‬مقدمة ‪ .‬ص‬ ‫()‬

‫‪-‬‬ ‫‪9‬‬
‫السدراتي المعروف بالطرف ه العالم الفقيه ‪ ،‬الفطن النبيه ى اليقظان الذي ‏‪٠‬‬
‫الورع الزكي ‪ ،‬ذو الجهادين الأكبر والأصغر ‪ ،‬والاجتهادين المصلى والدفتر‬
‫وكانت قراءاته على الأئمة بتاهرت قبل انطفاء تلك المصابح »“ا ‪ .‬يذكر‬
‫‪ .‬الا أن الدرجيني‬ ‫الوسياني أن تعليه © كان عند عبد الرحمن بن رستم‬
‫يضعه في الطبقة السادسة (‪ 052‬۔ ‪003‬ه)«“"ا ‪ .‬ويبدو أنه هو الصحيح ‪.‬‬
‫وقد اشتغل الطرفي بالقضاء في وارجلان س فكان فيها منتهى الفتيا ‪.‬‬
‫والى جانب هذا الشيخ ‪ 0‬وربما يكون معاصرا له س يأتي أبو صالح‬
‫جنون بن يريان ‘ وان كان الدرجيني يضعه في الطبقة السابعة‬
‫(‪ 003‬۔‪ 053‬ه) ‪ ،‬الا أننا نعلم عنه أنه كان على رأس المستقبلين للامام‬
‫يعقوب بن أفلح سنة ‪692‬ه عندما هرب من قبضة أبي عبد الله‬
‫الشيعي "") ‪ .‬وكان جنون كا يصفه الدرجيني « ذو الورع والسخاء ‪.‬‬
‫وبركات صالح الدعاء وهو أحد الأبدال وأصحاب الكرامات والأحوال ‪.‬‬
‫وأحد أقطاب الدين‪"(» ...‬ا وكان ابنه يقرأ عليه الكتب ت يتدارسها ‪ ،‬وله‬
‫نصائح مفيدة ‪.‬‬

‫ومن فقهاء وارجلان الشيخ أبو أحمد جمال المدوني ‘ فقيه الاسلاف‬
‫صاحب الاجتهادات ‪ ،‬له في معاملاته أمور سنية ‪ 0‬وأحوال مرضية ‪ .‬ومن‬
‫فتياه واجتهاداته أنه كان يصلي بجياعة فيها كثير من غير الاباضية ممن يرى‬
‫القنوت في صلاة الصبح ‪ ،‬الأمر الذي لا يعتقده الاباضية ‪ .‬ولكي يتخذ أبو‬
‫(‪ )89‬الوسياني ‪ :‬سير (مخطوط) ورقة ‪ . 773‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ 4‬ج‪ . 2‬ص ‪ 8 133‬الشماخي ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪. 882‬‬
‫(‪ )99‬الوسياني ‪ :‬مخطوط ‪ ،‬ورقة ‪. 77‬‬
‫(‪ )001‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪ 2 133 . 313‬وأنظر عمرو خليفة النامي ‪ :‬ملامح عن الحركة العلية ‪.‬‬
‫الأصالة ‪ .‬عدد ‪ . 24/34‬ص ‪ 71‬۔ ‪. 81‬‬
‫(‪ )101‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ . 421‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪ " 501‬الشماخي ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪. . 563‬‬
‫(‪ )201‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪ . 143‬ان هذه الصفات كالبدل والحول والقظب ‪ 0‬تبدو صفات الصوفية‬
‫ون بن يماريلانم متنصوفة ؟ الحقيقة أن بعض الكرامات والاجتهادات في المبادات التي‬ ‫نكان‬‫جهل‬
‫خاصة ‪ .‬ف‬
‫يتحدث عنها كتاب الطبقات والسير الاباضية تبدو لنا وكأنها ميول فاتية الى التصوف دون أن تتخذ شكل‬
‫التصوف الكامل ‪.‬الأمر الني يستهجنه الاباضية ‪.‬‬

‫‪-023- .‬‬
‫أحمد جمال موقفا وسطا مرضيا للجميع ‪ ،‬كان يقنت بآي القرآن التي فيها‬
‫الدعاء في آخر سورة البقرةث") أو غيرها من الادعية في القرآن س علما منه‬
‫أن ذلك لا ينقض صلاته ي وقد رضي بفعله الطرفين الاباضية وغيره ‏‪. 0٢6‬‬

‫ويذكر الشماخي عدة فقهاء اباضية في فزان ‪ ،‬يبدو أنهم من الطبقة‬


‫الخامسة ‪ ،‬ومنهم أباولحسن جناو بن فتى المديوني ‘ « كان من أهل‬
‫التحقيق‪ ...‬وإليه المرجع في الحكم الخفي الدقيق ‏‪ . "٥‬وكانت بينه وبين‬
‫عبد القهار بن خلف الفزاني ‪ ،‬أحد المشائخ الاباضية أيضا مراسلات فقهية‬
‫ويبدو أن أبا الحسن كان أستاذه س اذ يدعوه الى الأخذ عنه ودراسة كتب‬
‫أبي عبيدة©"ا ‪.‬ويذكر الشماخي""ا أنه اطلع‪ .‬على عدة مسائل في الفقه‬
‫لعلماء من فزان‬
‫لاشك أن لهؤلاء الفقهاء أو المشائخ الاباضية س دورهم في اثراء الفقه‬
‫الاباضي اذ يعتبرون من الأوائل الذين حملوا المذهب الاباضي ف المغرب ص‬
‫فكانت لهم فتاويهم واجتهاداتهم وأحكامهم في العديد من النوازل فنهم من‬
‫دونها في تصنيف له ؛ ومنهم من تركها شفوية تروى عنه في كتب السير‬
‫والتراجم ‪.‬وهو الأغلب ‪ ،‬وقد جمع المديد منها الشيخ‪.‬أبو يعقوب يوسف‬
‫بن ابراهيامملوارجلاني في القرن السادس (ت ‪075‬ه) ص في كتابه الدليل‬
‫لأهل العقول(ث‪)"٥‬‏ خاصة ‪.‬‬

‫)‪ 301‬هي قوله تعالى ‪ « :‬ربا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا‪ ...‬فانصرنا على القوم الكافرين " سوراةلبقرة ‏‪. ٨‬‬
‫‏‪٠‬‬ ‫آية ‪682‬‬
‫)‪ (104‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪4.‬ج‪ . 2‬ص ‪ 543‬۔‪. 743‬‬
‫‪. 191‬‬ ‫(‪ )501‬الشاخي ‪:‬سير ىص‬
‫عبيدة هنا هو ملم بن أبي كرية التيي البصري ‪.‬األومعيبدالجناوفي‬ ‫بأبي‬
‫ل‪60‬ل)قلاص نوعردفاهل‬
‫(‪1‬‬
‫الننومي ‪ 4‬أنظرترجمته في الدرجينى ‪.:‬ج‪ 2‬ى ص ‪. 192‬الثياخي ‪ :‬ص ‪. 971‬ولا نمرف لأحدهما تصنيفا ‪.‬‬
‫‪ 191‬۔‪ . 291‬وانظر مقدمة الطبعة الثانية‬ ‫(‪ )701‬الثماخي ‪:‬السير يص‬
‫(‪ )801‬أنظراهذا الكتاب وهو أبو يعقوب يوسف الوارجلاني ‪:‬الدليل لأهل العقول ءثلاتة‪.‬أجزاء في مجلد‪ :‬واحد ‪.‬‬
‫طبع بالطبمة البارونية ‪ .‬مصر ‪6031‬ه ! ولا داعي الى ذكر الصفخبات فهي مشتتة ف الأجزاء الثلاث‬
‫من الكتاب ‪.‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪123‬‬
‫‪-‬۔‬
‫والى جانب هؤلاء الفقهاء الاباضية وكانوا من الكثرة بحيث اقتصرنا على‬
‫أهمهم ‪ .‬هناك طائفة من العلماء غير الاباضية ى خاصة بالعاصة تيهرت التي‬
‫كانت تعج بالفرق ص ومما يدل على كثرتهم قول ابن الصغير « وكانت مشائخ‬
‫") وهو يتحدث هنا عن وقوع‬ ‫البلد من غير الاباضية قد استولوا عليه‬
‫الامام أبي حاتم بن أبي اليقظان (‪182‬ه ۔ ‪492‬ه) تحت تأثير فقهاء غير‬
‫الاباضية ينصت اليهم ‪ .‬وهذا يدل على نفوذ الفقهاء غير الاباضية بتيهرت ‪.‬‬

‫ومما يدل على كثرة هؤلاء الفقهاء أيضا ووقوفهم ندا أمام مشائخ‬
‫الاباضية قول ابن الصغير « ومن بالبلد من فقهاء الاباضية وغيره لم يطالب‬
‫بعضهم بعضا ولا سعى بعضهم ببعض‪ ...‬الا أن الفقهاء تناحبت المسائل فيا‬
‫بينهم وتناظرت واشتهت كل فرقة أن تعلم ما خلفتها فيه ‏»©‪. 6"٦‬‬
‫فن فقهاء تيهرت الذين تمكنا من ادراك أسمائهم على الأقل أبو مسعود‬
‫وأبو دنون } كانا فقيهين على مذاهب الكوفيين(‪""٦‬ا‏ ‪ .‬وكانا لقوتهيا ونفوذهما‬
‫لدى العامة قد طمعا مع جماعة من أمشالميا أن « يبيتوا خبر الاباضية‬
‫ويطفوهم »ة""ا ‪ .‬وقد كان لهذين الفقيهين ضلع بارز في أحداث المنافسات‬
‫التي وقعت بين الامام أبي حاتم وعمه يعقوب بن أفلح (‪ . )311‬في سنوات‬
‫‪ 2‬۔ ‪ 682‬ه ‪.‬‬

‫وهناك فقيه مالكي ‪.‬على ما يبدو ‪ ،‬هو الذي صلى على العالم الحدث‬
‫الثقة بكر بن حماد سنة ‪692‬ه ‪ .‬لا نعرف عنه الا اسمه وهو موسى بن‬

‫(‪ )901‬ابن الصغير ‪ :‬سير ى ص ‪. 05‬‬


‫(‪ )011‬نفسه ‪ :‬ص`‪. 75‬‬
‫(‪ )111‬ربا يقصد مذاهب الكوفيين الشيعة ‪ .‬اذ في هذه الفترة كانت الكوفة أهم معقل لهم ولازالت ‪ .‬أو ريما أتباع‬
‫أبي حنيفة النعمان أي الحنفية وكلاهما وارد ‪.‬‬
‫(‪ )211‬ابن الصفير ‪ :‬ص ‪ 05‬۔ ‪. 15‬‬
‫(‪ )311‬عن هذه الأحداث ‪ :‬أنظر ابن الصغير ‪ :‬ص ‪ 15‬۔ ‪ . 65‬وأنظر كذلك الفصل الرابع من الباب الأول من‬
‫هذا البحث ‪.‬‬

‫‪- -223‬‬
‫الفارسى أو البادسي الفقيه“"") ‪ .‬فتقديمه لكي يؤم صلاة الجنازة على مثل‬
‫بكر بن حماد في العلم دليل علي رسوخ قدمه هو ا لأخر في العلم ‪ .‬وان كانت‬
‫كتب التراجم المالكية لا تضيف شيئا عما ذكرناه ‪.‬‬

‫ولعل ابن الصغير المالكي يعتبر من الفقهاء البارزين بتيهرت ‪ ،‬اضافة‬


‫الى كونه مؤرخا ‪ ،‬وقد خلده كتابه كمؤرخ أكثر من أي اختصاص كا سوف‬
‫نرى ‪ ،‬الا أن ابن الصغير كان فقيها أيضا ‘ يناظر فقهاء الاباضية س في‬
‫مسائل فقهية بحتة دلت على أن له قدما راسخة في هذا العلمة"") ي ويحتمل‬
‫أن يكون قد وضع كتابا في الفقه ى عرض فيه آراء الاباضية ‪ .‬هذا ما يمكن‬
‫فهمه من قوله « وقد اجتمت مادار من جميع ذلك بيني وبينهم مما اعتلوا به‬
‫ومما يدخل لهم أو يذكروه »©"ا ‪ .‬فاذا قرأنا كلمة «اجتمت» ‪« ،‬جمعت» ‪ .‬كا‬
‫قرأتها الدكتورة وداد القاضى”""ا الق ترى أن هذه الجملة يمكن أن تعنى‬
‫تصنيف كتاب من طرف ابن الصغير ىجمع فيه مادار بينه وبين الاباضية‬
‫حول مسألة في النكاح ‪ .‬الا أن هذا الكتاب لم يصلنا ‪ ،‬ان كان قد جمع‬
‫فعلا ولا نعرف من مؤلفات ابن الصغير غير تاريخه ‪.‬‬

‫ومن فقهاء المالكية أبي الفضل العباس بن محمد الصواف الغدامسي اجتمع‬
‫فيه ما تفرق في غيره من الأوصاف الجميلة ‪ 3‬كان متبعا للعلم ‪ .‬ويبدو أن‬
‫اقامته بمدينة غدامس ل ترقه اذ غادرها سنة ‪ 682‬ه الى المنستير بافريقية‬
‫غدامس‬ ‫قلي حب‬ ‫يتزع عن‬ ‫ربي أن‬ ‫‪ » :‬سألت‬ ‫قال‬ ‫وذكر عنه أنه‬

‫فنزعه »‪"1‬ا وكان لما توفي سنة ‪903‬ه قد بلغ من العمر عتيّا ‪.‬‬

‫‪. 282‬‬ ‫(‪ )411‬ابن عذاري ‪ :‬البيان ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪ 551‬۔ ‪ . 651‬الدباغ ‪ :‬معالم الايمان ‪ .‬ج‪ . 2‬ص‬
‫(‪ )511‬ابن الصغير ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ 75‬۔ ‪. 95‬‬
‫(‪ )611‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪ . 75‬وأنظر النص الفرننى ‪ .‬ص ‪.421‬‬
‫(‪ )711‬وقد قرأت الدكتورة وداد القاضي كلمة هاجت" التي ليس لها معنى «جمعت» كا أن موتيلنكي تزجها الى‬
‫‪٬‬لخصت‪.‬‏ «‪٤‬صاغگ»‏ أنظر ‪ :‬وداد القاضي ‪ :‬ابن الصغير مؤرخ الدولة الرسمية ‪ .‬الأصالة عدد ‪ . 54‬ص ‪. 04‬‬
‫(‪ )811‬المالكي ‪ :‬رياض النفوس ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪ 382‬ى الزاوي ‪ :‬أعلام ليبيا ‪ .‬ص ‪ 641‬۔ ‪. 841‬‬

‫‪- 323 -‬‬


‫ومن سرت أبو حفص عبد الجبار بن خالد بن عمران السرتي المتوفى '‬
‫سنة ‪182‬ه ‪ 2‬كان فقيها فاضلا ثقة س سمع من سحنون وغيره ‪ 0‬وكان صالحا‬
‫متعبداً ‪ .‬ورغم اتصاله بالأمراء الأغالبة بحيث كان عندهم وجيها س فلا بأس‬
‫من ادراجه مع فقهاء الدولة الرستمية مادام أصله من سرت ‪ .‬وقد أوثر عنه‬
‫أنه كان يختم القرآن مرة كل ليلة ث وختبه في مسجده ثلاثين ألف ختمة‪"٦‬‏ ‪.‬‬
‫‪ :7‬يظن أحد أنأهل نفوسة كانوا كلهم على المذهب لاباتَّى فلا ‪.‬‬
‫شك ‪.‬اأنن السواد الأعظم مم‪:‬نهم كانوا اباضية ث وهذا لا يمنع وجود مالكية‬
‫بينهم ‪ 4‬بحيثأن ابن ‪ 4 .‬يخبرنا في لبابه أن نفوسة القبيلة البربرية في‬
‫بلاد المغرب اشتهر بالنسبة اليها «أهاب بن مازون النفوسي البربري الفقيه‬
‫المالكي ‪،‬سمع الحديث بصر‪ ...‬وكان كثير القراءة وتوفي بنالغرب قبل‬
‫العشرين والثلاتمائة ‏»(‪. )٦2٥‬‬

‫إن هؤلاء وغيرهم من الفقهاء س كانوا في المجمع الرسي س ولا شك أمة‬


‫) العلم }‪4‬كل فيي حدود مذهبه ‪ 0‬يدافع عنه ‘ ويثبت حججه أمام المذهب‬
‫المنافس ‪.‬فان كان أغلب من ذكرناهم من الفقهاء مقلين سلم يتركوا لنا‬
‫تصانيف فلعلهم اكتفوا بترك الخلف من تلامنذتهم ‘ ولا يخفى ما لمذه‬
‫العملية متنأثير في الفقه الاسلامي واثراء ن بمختلف الآراء والفتاوي‬
‫والأحكام ‪ ،‬وقد كان ذلك الزمان خصبا في هذه الناحية بالذات ‪.‬‬

‫ولا بد من ذكر بعض القضاة الذين وصلتنا أخبارهم ث وكلهم من‬


‫الاباضية بطبيعة الحال ‪،‬وليس بخاف ما لهذا المنصب م مرن شآن عظيم لا‬
‫يتولاه الا من بخ درجة عليا في الفقه والافتاء س اضافة الى بعض الشروط‬
‫التي يجب أن تتوفر فيه ‪،‬لخصها الامام عبد الوهاب في رسالته الى أهل‬
‫(‪ )911‬أبو العرب تميم ‪ :‬طبقات علاء افريقية ‪ .‬ص ‪ 342‬ى وأنظر كذلك الدباغ ‪ :‬معالم الاان ‪.‬‬
‫ص ‪ 581‬۔ ‪ ، 291‬المالكي ‪ :‬رياض النفوس ث ج‪ 1‬ث ص ‪ 663‬۔ ‪ . 963‬الزاوي ‪ :‬أعلام ليبيا ‪ .‬ص ‪. 941‬‬
‫(‪ )021‬ابن الأثير ‪ :‬اللباب في تهذيب الاناب ى ج‪ 2‬ى مكتبة القدسي القاهرة ‪7531 .‬م ‪ .‬ص ‪. 432‬‬

‫‪-423-‬‬
‫طرابلس بقوله « ولا ينبغي للقاضي ولامفتي أن يقضي أو يفتي حتى تكون‬
‫فيه خمس خصال فان نقصت واحدة منهن كانت وصمة فيه ‪ :‬أن يكون عالما‬
‫بما مضى من الكتاب والسنة كافا عن أربع يعني لا يرتثي س حليا عن‬
‫الخصم ‪ .‬يتحلم عن الخصمين ان تصاخا وتشاحرا بين يديه ‪ .‬مستخفا‬
‫باللأئمة يعني لا تأخذه في الله لومة لائم مشاورا لذوي الرأي والعقل والعل ‪.‬‬
‫واذا كان القاضي والمفتي كا وصفت لك فهو أهل لأن يكون قاضيا كائنا‬
‫‪.‬‬ ‫(‪(121‬‬ ‫كان‬ ‫من‬

‫فهن القضاة الذين كانت تتوفر فيهم تلك الخصال ‪ ،‬محكم الجواري‬
‫والد هود صاحب التفسير المذكور سابقا ‪ .‬كان من العلم بحيث اختير على‬
‫علماء تيهرت ونفوسة س ونودي عليه من جبل الأوراس البعيد عن الماصة‬
‫وكلف بهذا المنضب رغم رفضه له ص وكان شديدا على الحق الى درجة أن‬
‫الامام أفلح س وهو قاضيه ‪ ،‬قال عنه وهو يخاطب الشراة الذين أبوا الا‬
‫محكما قاضيا « ويحكم دعوتم الى رجل كا وصفتم في ورعه ودينه ولكن هو‬
‫رجل نشا في بادية ولا يعرف لذى القدر قدره ولا لذى الشرف شرفه‪...‬‬
‫ولا‬ ‫ولكن تحسون أن يجري فيكم الحقوق على وجهها بلا نقص لأغرا ض‬
‫امتهان لأنفسكم ستا ولقد كان محكم حقا شديدا حتى على الأمراء‬
‫من الرستميين (‪. )321‬‬
‫وكان أول ما يتفكز فيه الشراة والامام ‪ .‬مباشرة بعد تعيينه ‪ ،‬أمر‬
‫القضاء ومن يتولاه ‪ .‬كذلك كان بالنسبة لأفلح وأبي اليقظان وأبي حامم‪..‬‬
‫وقد تولى القضاء في عهد هذين الامامين الأخيرين س أب وابنه على‪:‬‬
‫(‪ )121‬لواب بن سلام ‪ :‬شرائع (مخطوط) ورقة ‪ . 82‬وتشبه هده احصال الخمس ما اشترطه عمر‪.‬بن عبد المزيز في‬
‫فقد كمل ‪ :‬علم بما كان قبله ‏‪ ٠‬ونزاهة عن الطمع ‪ .‬وحلم‬ ‫خصال‬ ‫القاضي خس‬ ‫‪ « :‬اذا كان ف‬ ‫القاضي عندما قال‬

‫على الخصم ‪ .‬واقتداء الأئمة ‪ .‬ومشاورة أهل العلم والرأي أنظر ابن عبد ربه أبو عمر أحد بن محمد ‪ .:‬العقد الفريد ‪.‬‬
‫ج‪ . 1‬ط ‪ 3‬ى دار الكتاب العربي ‘ بيروت ‪ ،‬لينان ‪4831 .‬ه‪5691/‬م ص ‪. 48‬‬
‫(‪ )221‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪. 42‬‬
‫(‪ )321‬نفسه ‪ :‬ص ‪ 52‬۔ ‪ 2 62‬وأنظر الشياخي ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ 491‬۔ ‪. 591‬‬

‫‪523- -‬‬
‫التوالي س فكان عمد بن عبد الله بن أبي الشيخ وابنه عبد الله قد بلغا في العم‬
‫غايته وكانا قد التزما بشروط القضاء في الدين والورع والعلم والعدل ‪4‬ة‪:‬‬
‫أحسن التزام فاختيرا بذلك ‪ 8‬لمنصب القضاء في وقت كانت فيه الامامة‬
‫الرستية بتيهرت خاصة تمر بأصعب مراحلها ‪ .‬ففي عهد أبي اليقظان ‪.‬‬
‫كانت تيهرت قد خرجت من فتنة ابن عرفة(ت‪:‬ا ‪ .‬وفي عهد أبي حاتم‬
‫خرجت من فتنة المنافسة الق كانت بين هذا الامام وعمه يعقوب ‪ . 626‬وقد‬
‫كان لهذين القاضيين ‪ 9‬ولا شك ‪ ،‬الدور البارز في استتباب الأمن واستقراره‬
‫بعد تلك الفتن ‪.‬‬

‫ويشغل عمروس بن فتح النفوسي مكانا بارزا في طبقات الاباضية ‪ ،‬اذ‬


‫القضاء بجبل نفوسة ء ف عهدا الامام‬ ‫كان عالم غاية زمانه (‪ . )721‬تولى منصب‬

‫أبي حاتم س هذا المنصب الذي لا نعرف من تولاه قبله ‪ ،‬ولعل الولاة‪ .‬كانوا‬
‫قبل عمروس يجمعون بين الولاية والقضاء ى وليس بأمر مستبعد بل هو‬
‫َ‬ ‫الشائع في ذلك الوقت ‪.‬‬

‫وتحدث الدرجيني عن عمروس في طبقاته ويقول هو « بجر العلوم‬


‫الزاخر ‪ ،‬المبرز أول السباق وهو الآخر ۔ الضابط الحافظ ى المحتاط المحافظ لى‬
‫تشغله المجاهدة في الله عن دراسة العلبوم ‪ ،‬ولم يلهه التبحر في العلم لازم‬
‫الدرس والاجتهاد ‪ 9‬ثم رابط على الجهاد وهو الذي لولاه لدثر معلم المذهب‬
‫وانطمس ء وعفر أثره واندرسث‪. )21‬‬
‫وقد سبق أن ذكرنا عزمه على وضع تصنيف يفصل فيه بين ا لأحكام‬

‫نفسه ‪ :‬ص ‪ . 65 . 14‬وأنظر الثماخي ‪ :‬سير ى ص ‪ 262‬۔ ‪. 362‬‬ ‫(‪)421‬‬


‫ابن الصفير ‪ :‬ص ‪ 33‬۔ ‪. 14‬‬ ‫(‪)521‬‬
‫نفه ‪ :‬ص ‪ 35‬۔ ‪. 65‬‬ ‫(‪)621‬‬
‫الوسياني ‪ :‬سير (مخطوط) ورقة ‪ . 3‬الثماخي ‪ :‬سير ى ص ‪. 522‬‬ ‫(‪)721‬‬
‫(‪ )021‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ 4‬ج‪ 2‬ي ص ‪ ، 023‬الثياخي ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪. 522‬‬

‫‪-623-‬۔‬
‫المستخرجة من الكتاب والتي من السنة ثم التي من الرأي أو الاجماع ى الا‬
‫أنه قتل قبل وضع هذا الكتاب اله ‪. 10‬‬

‫وقد كان لعمروس بن فتح عدة تصانيف في الفقه ‪ 0‬منها في الأمور القى‬
‫لا يسع الناس جهلها“ةا ‪ 0‬ومنها في الاصول والفروع”"ةآ‪ . 6‬ومما يدل على‬
‫تفوقه أنه بعث اليه بعض المتكامين من أهل فزان يطلبون منه تأليف‬
‫كتاب في الأصول فكتب الى أحدمم كتابه المعروف بالعمروسي ‪ ،‬وارسله‬
‫اليه ‪ 3‬فاما رآه الفزاني وهو الذي وضع كتابين في أصول الكلام ى قال ‪:‬‬
‫النفوسي أقوى مني (‪. )231‬‬

‫وينسب اليه الشيخ عبد الرحمن بكلي عدة كتب اضافة الى «العمروسي»‬
‫ككتاب أعلام الملة وكتاب الحكم والمعارف وكتاب الدينونة(ةة"ا ‪.‬وكلها لم‬
‫بعص آ را ء عروس‬ ‫‪ 5 .‬بقيت‬ ‫‏‪ ١‬لكتب‬ ‫بطون‬ ‫عزا و ينها ف‬ ‫وبقيت‬ ‫تصلنا‬

‫واجتهاداته في الكتب القي ألفت بعده ‪.‬‬

‫ولعمروس عدة مواقف قضائية وفقهية تدل على غزارة علمه‬


‫وعدله “ة") ‪ .‬ومن ذلك أن أحد المشائخ رأى يوما رجلا يجلد فسأل عن‬
‫السبب فقيل له بأن كتابا من الوالي جاء في شأنه ‪ .‬فصاح فيهم أبسواد على‬
‫بياض تهرق الدماء يانفوسة ؟ فقالوا لعمروس جاوبه فقال لهم « !ذا قيل‬
‫الحق بطل الجواب »(‪531‬ا ‪.‬‬
‫‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪ . 123‬الثماخي ‪ :‬سير ‪.‬‬ ‫(‪ )921‬الوسياني ‪ :‬سير (مخطظوط) ورقة ‪ . 3‬الدرجيني‬
‫ص ‪ 522‬۔ ‪. 622‬‬
‫(‪ )031‬أبو يعقوب الوارجلاني ‪ :‬الدليل لأهل العقول ى ج‪ . 2‬ص ‪ . 41‬ج‪ . 3‬ص ‪. 211‬‬
‫(‪ )131‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ 99‬ي الدرجينى ‪ :‬طيقات ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪. 48‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪ )231‬الثماخي ‪ :‬سير ‏‪ ٠‬ص ‪. 922‬‬
‫(‪ )331‬الجيطالي ‪ :‬قواعد الاسلام ‪ .‬ج ‪ . 1‬تحقيق عبد الرحمن بكلي ي هامش رم ‪ 1‬ى ص ‪. 21‬‬
‫(‪ )431‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪ 122‬۔ ‪ 523‬ى الشماخي ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ 622‬۔ ‪. 032‬‬
‫(‪ )531‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪ 333‬۔ ‪. 433‬‬

‫‪- 723 -‬‬


‫ولقد توفى عمروس قتلا من طرف ابراهيم بن أجد الأغلي (‪ )631‬و‬

‫موتعةمانو سنة ‪ 382‬ه ‪.‬‬

‫والحقيقة أن أخبار الفقهاء والقضاة في هذه الدولة طويلة ‪ ،‬وقد كان‪,‬‬


‫الناس يهتمون بالعلم ‪ .‬وكثر في تيهرت وقرى نفوسة العلماء وطلاب العلم‬
‫وكان القضاء مهنة يتدافعها العاماء اشفاقا من مسؤوليتها ‪ .‬ولما أدبر هذا‬
‫النشاط العلمي عن تيهرت ‪ 2‬وولى ولم يعد لها منذ القرن الخامس الهجري‬
‫تقريبا ث وصف أهلها بالحمق ‪ 0‬كا يذكر ذلك القزويني في القرن السابع‬
‫المجري ‪2‬وأحمجةتيم قاضيه الذي رفعت اليه جناية } فلما لم يجد لها حكما في‬
‫كتاب الله ‪.‬بجهله ‪ ،‬جمع الفقهاء والمشائخ وقال لهم ما رأيكم في ضرب‬
‫الصحف بعضه ببعض وفتحه ‪ 2‬فها خرج عملنا به ؟ فقالوا له لقد وفقت }‬
‫ولما فعل خرج قوله تعالى « سنسمه على الخرطوم » فها كان من القاضي الا‬
‫انف الجاني (‪, )731‬‬ ‫جدع‬ ‫ان‬

‫ويبدو أنأهل جبل نفوسة كادوا يصلون الى هذا الجهل ‘ بعد موقعة‬
‫مانو سنة ‪382‬ه ى التي هلك فيها أربعيائةعالم فقيها“ة") ‪ 3‬فلم يبق فيهم الا‬
‫أبو القاسم البفطوري وعبد الله بن الخير يفتيان في النوازل ‪ .‬وقد اختلفوا‬
‫في مسألة قطع رجل السارق ى لعله مقنطاع الطرق ‪2‬فلم يجدوا فتوى لها‬
‫الا عند ولد ابن خلف بن السمح ‪ ،‬وكان وقتئذ سجينا في الجبل لتمرده على‬
‫الامامة”ة‪:‬ا‪ .‬وحق له أن يتعجب منهم ويقول « سجنوني‬

‫‪ . 123‬الشماخي ‪ :‬سير ‪.‬‬ ‫‪ .‬ج‪ . 2‬ص‬ ‫(‪ )631‬الوسياني ‪ :‬سير (مخخطظوط) ورقة ‪ . 3‬الدرجيني ‪ :‬طبقات‬
‫ص ‪ 522‬۔ ‪ . 622‬أما س ابراهيم بن أحمد الأغلبي ‪ ،‬فقد تولى أمارة القيروان سنة ‪162‬ه ومكث فيها ‪ 82‬سنة ‪.‬‬
‫أنظر ابن عذاري ‪ :‬البيان ى ج‪ . 1‬ص ‪. 611‬‬
‫(‪ )731‬القزويني ‪ :‬زكريا بن محمد بن عمود ‪ :‬آثار البلاد وأخبار العباد ‪ .‬دار صادر للطباعة والنشر ث بيروت ى‬
‫‪0‬ه‪0691/‬م ‪.‬ص ‪ 961‬وأنظر كذلك الباروني ‪ :‬الأزهار ۔‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪. 992‬‬
‫(‪ )831‬أبو زكرياء ‪:‬سير ىص ‪4 401‬الدرجيني ‪:‬طبقات ‪ 4.‬ج‪..1‬ص ‪. 98‬وأنظر الثياخي الذي يقول بأنه‬
‫مات في مانو ‪ 004‬عالم وحمل ثمانونأ سرى قتلوا فيا بعد ‪:‬سير ‪ .‬ص ‪962‬‬
‫(‪ )931‬أنظر عنه الفصل الرابع من الباب الأول ‪.‬‬

‫‪- 823 -‬‬


‫ويسألوني » (‪ > )041‬وكان سجنه أخفى عليه ما أصاب علماء نفوسة في مانو ‪.‬‬

‫وعلى الجملة لقد كانت الحركة الدينية الفقهية ي المغرب عامة ‪ .‬حركة‬
‫قوية نشيطة أكثر ما خدمت فقه الامام مالك("“"ا من جهة ‪ 0‬ومن جهة‬
‫أخرى فقه الاباضية ‪ .‬وان كنا لم نجد لأغلب العلماء الذين ترجمنا لهم‬
‫تآليف ‪ 2‬فلعلها أحرقتة“"ا أو أصابها البلى والتلف نتيجة‪ :‬اخفائها عن‬
‫العيون ‪ 0‬وعدم اظهارها لغير الاباضية(ة“"‪ . 0‬ولا نشك في أن الاباضية‬
‫خاصة بدأوا وضع تصانيقهم المذهبية ابتداء من القرن الثالث المجري أو‬
‫قبل ذلك بقليل بالمقرب العربي س وكانت من الكثرة والجودة بحيث أن ابن‬
‫خلدون نفسه في القرن الثامن الهجري ‪ 2‬ذكرها قائلا لقد ترامت الينا قى‬
‫البلاد (نفوسة) دواوين ومجلدات من كلامهم ‪0‬في فقه‬ ‫هذا العهد متنلك‬
‫بسهم في اجادة‬ ‫الدين وتمهيد عقائده ‘ وفروعه ‪0‬ضاربة‬
‫التأليف والترتيب (‪٦4‬ا‏ ‪.‬‬
‫لقذ عرى للغرب العربي في القرن الثالث الهجري نهضة علمية فقهية‬
‫رائعة ‪ .‬كانت بداية لنهضة شاملة سوف تتبلور في القرون التالية ث وترسم‬
‫معالمها بصفة نهائية ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬العلوم العقلية ‪:‬‬

‫۔ المناظرات ( علم الكلام ) ‪:‬‬


‫لقد سبق أن أشرنا الى بعض الخلافات والفتن التى شهدتها الدولة‬

‫(‪ )041‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ 001‬۔ ‪ 101‬ى الدرجينى ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪ 68‬۔ ‪. 78‬‬
‫(‪ )141‬أحد أمين ‪ :‬ظهر الاسلام ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪. 003‬‬
‫(‪ )241‬أحد مختار عمر ‪ :‬اللشاط الثقافي ‪ .‬ص ‪ . 682 582‬دبوز‪ :‬تاريخ المغرب الكبير ‪ 0‬ج‪. 3‬‬
‫ص ‪ 783‬۔ ‪. 883‬‬
‫(‪ )341‬النديم ‪:‬فهرست ‪ .‬ص ‪. 332‬‬
‫(‪ )441‬أنظر عنه أبو زكريناءالجناوني ‪:‬كتاب الوضع ‏‪٠‬ت‪4‬حةيق أبو اسحاق ابراهم أطفيش ى ‪.4‬م مقدمة الحقق‬
‫ص ‪ 8‬۔‪. 9‬وأنظر د‪ .‬ابراهيم فخار ‪:‬دور الرسميين ‪.‬الأصالة ىعدد ‪ 24‬۔‪ . 34‬ص ‪ 63‬۔‪. 73‬‬

‫‪22‬‬ ‫‪- 923 -‬‬


‫الرسقية خلال تاريخها الطويل ىكحركة يزيد بن فندين الى عرفت‬
‫وعرف أتباعها بالنكار ‪ .‬وحركة خلف بنالنمح الذي عرف أتباعه‬
‫‪.‬‬ ‫نصر النفوسى أو النفا‪-‬ث ة(ة‪)541‬‬ ‫بن‬ ‫نفاث‬ ‫< وحركة‬ ‫بالخلفية‬

‫والحقيقة أن هذه الخلافات كلها كانت تصدر عن الاباضية ذاتها ‪ ،‬بحيث‬


‫أن تلك الفرق انشقت عن الاباضية الأم الي احتفظت لنفسها باسم الوهبية‬
‫نسبة الى عبد الوهاب بن عبد الرحمن(“"ا ‪ .‬وقد كانت انشقاقاتها كلها‬
‫تقريبا لأسباب فقهية في الظاهر ‪ ،‬وسياسية اجتاعية في الأساس ‪ 8‬وكان‬
‫العامل المشترك بينهم ث والذي كان يشكل محور الجدل والخلاف هو مسألة‬
‫الامامة(‪ !"“7‬اذ رأى يزيد بن فندين النكاري في عبد الوهاب عدم توفر‬
‫شرط العلم فيه بجيث يوجد في الأمة من هو أعلم منه(“") ‪ .‬كما رأى خلف‬
‫بن السمح أننفوسة من حقها أن تعلن امامة مستقلة عن امامة تيهرت‬
‫بدعوى بعد المسافة ") ‪ .‬ورأى نفاث بن نصر أن الامام أفلح تنقصه القدرة‬
‫على تسيير أمور الامامة والدفاع عن رعاياها ى وأنه انصرف الى اللهو‬
‫والصيد ‪ ،‬تاركا أمور المسلمين ‪ .‬فهو بذلك لا تحق له الامامة(‪. )51‬‬

‫(‪ )541‬عن النكار والخلفية والنفاثية ‪ :‬أنظر اضافة الى الفصل الرابع من الباب الأول من هذا البحث ‪ :‬عوض‬
‫خليفات ‪:‬النظم الاجتاعية ‪ .‬ص ‪. 611 . 411 . 301‬‬
‫(‪ )641‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪ 2 61‬الرقيق ‪:‬تاريخ ‪ .‬ص ‪ 371‬وأنظر كذلك عوض خليفات ‪ :‬الرجع اللابق ء‬
‫ضى ‪ 711‬۔‪ . 811‬الدرجيني ‪:‬طبقات ‪.‬ج‪ 2‬ثص ‪. 694‬‬
‫(‪ )741‬لقد اشتفلت مألة الامامة أوالخلافة في الفكر العربي الاسلامي حيزا كبيرا ‪ .‬وشغلت المسلمين أمدا‬
‫طويلا سوكانت السبب المباشر في نشأة الفرق الاسلامية الختلفة ‪ .‬وبقدر ما شغل الاغريق قديما بالفضيلة والمدينة‬
‫الفاضلة واليحيون في‪.‬المصور الوسطى بالبابو ية والامبراطورية بقدر ما اشتغل المسلمون بالامامة وشروطها ‪.‬‬
‫أنظر لقبال موسى ‪ :‬المغرب الاسلامي ‪ .‬ص ‪ 202‬ى الباروني ‪ :‬الأزهار ء‪.‬ج‪ 2‬ى ص ‪ 511‬۔ ‪. 611‬‬
‫(‪ )841‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ي ص ‪ 85‬م الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪ 84‬۔ ‪ 2 94‬وأنظر ابن تاويت الطانجي ‪:‬‬
‫دولة الرستيين أصحاب تاهرت صحيفة معهد‪ .‬الدراسات الاسلامية ‪ :‬مدريد ي م‪ : 5‬عدد ‪ 1‬و‪ . 2‬ص ‪. 311‬‬
‫‏‪٤‬‬ ‫‪ . 611‬ة‬ ‫عوض خليفات ‪ :‬المرجع السابق »ص‬
‫)‪ (149‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ 8 19‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪ : 07‬وأنظر عوض ‪ :‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫صا ‪. 301‬‬
‫(‪ )051‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ 29‬س الدرجيني ‪ :‬طبقات ي ج‪ 1‬ع ص‪ 87 :‬ى الشياخي ‪ :‬سير ى ص ‪ 391‬۔ ‪. 491‬‬
‫وأنظر عوض ‪ :‬المرجع السابق ى ص ‪. 411‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪-033-‬‬
‫وكانت لهذه الفرق الاباضية وأصحابها س عدة اجتهادات فقهية انحرفوا‬
‫فيها عن الاسلام ث في رأي مخالفيهم ‪ .‬وكانت الوهبية ترد على ما تعتبره‬
‫المغرب‬ ‫الاباضي ‪ .‬ق‬ ‫الذهب‬ ‫صبع تاريخ‬ ‫‪ .‬ما‬ ‫حججهم‬ ‫بدعهم وتدحصضص‬

‫بنوع من الجدلية والمناظرة ‪ .‬فقد كان الاباضية دائما في جدال كلامي‬


‫ومنافسة فقهية لا أدل على حدتها من قول بعض الوهبية « اذا أصبحت ولم‬
‫تجد ما تتصدق به فالعن النكار »"ة"ا ‪ .‬وكان عمروس بن ‪,‬فتح النفوسي يرد‬
‫مكائد نفاث ويدحضها بالحجة البالفةلة")‪ .‬ولا شك أن مثل هذه‬
‫الاختلافات قد سودت من أجلها الأوراق والدواوين ‪.‬‬

‫وهناك للنكار رأي في أسماء الله ى خالفوا به الوهبية من الاباضية‬


‫واعتبروا بذلك ملاحدة ؛ فكانوا يقولون بأن أسماء الله مخلوقة(ةة) ‪ .‬وكان‬
‫نفاث بن نصر يقول بأن الله هو الدهر الدائم س ولما سئل عن ذلك قال‬
‫هكذا وجدته في الدفترس وهو يعنى كتابا بذلك العنوان(“"ا لا نعرف‬
‫عنه شيئا ‪.‬‬

‫إن مثل هذه الأفكار الكلامية ى من شأنها أن تولد ردودا عنيفة لدى‬
‫الطرف الثاني ‪ ،‬وقد رأينا ذلك في الكتب العديدة(تة"‪ . 0‬والتي أرسلها‬
‫الامام أفلح الى نفاث بن نصر يعظه تارة ويأمره بالتوبة من اعتقاداته‬
‫)‬ ‫الباطلة تارة أخرى معنفا اياه ‪.‬‬
‫(‪ )151‬الشماخي ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ 103‬م أطفيش ‪ :‬ازالة الاعتراض ‪ .‬ص ‪. 74‬‬
‫(‪ )251‬حول عروس ونفاث ‪ :‬أنظر الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪ 0 412‬وقارن بالبرادي ‪ :‬الجواهر ‪.‬‬
‫ص ‪ 602‬۔‪ ، 702‬والثشاخي ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪. 071‬‬
‫[‪ )351‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ 8 06‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪ . 15‬عوض ‪ :‬المرجع السابق ‪ .‬ص ‪. 611‬‬
‫(‪ )451‬الباروني ‪ :‬الأزهار ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪. 591‬‬
‫(‪ )551‬عن كتاب أفلح لنقاث والرعية ‪ .‬أنظر الباروني ‪ :‬الأزهار ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪ 991‬۔ ‪ . 502‬ويذكر الوسياني أن‬
‫لأفلح كتابا وكذلك لنفاث ربا على كتاب أفلح أنظر ‪ :‬سير الوسياني (بخطوط) ورقة ‪ 03‬وأنظر كذلك الشماخي ‪:‬‬
‫‪: :‬‬ ‫ل‬ ‫ح‬ ‫ع ‪,‬‬ ‫ه ع‬ ‫ع‬ ‫ح‬ ‫سير ‏‪ ٤‬ص ‪ 412‬وأنظر ‪ :‬ل‬
‫ح )‪ (...‬ا‬ ‫‪3‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪!,‬‬ ‫‪ 6391. .172‬ه‬

‫‪133- -‬‬
‫لقد شغلت أفكار النكار والخلفية والنفاثية تاريخ الاباضية في القرن‬
‫الثالث المجري ‪ ،‬ولم يقتصر ذلك على اباضية المغرب حسب ى وانما تعدته‬
‫الى اباضية المشرق الذين كانوا يستفتون في تلك المسائل باسترار(‪6‬ة") ‪ .‬وكان‬
‫ما يجتهد به فقهاء المغرب ينطبق دائما مع فتوى المشرق س مما‪ :‬يدل على‬
‫رسوخ قدم المغرب في الفقه وبعض التوازل التي أثارت الجدل والنقاش ‪.‬‬
‫ولعل الفرق والمذاهب غير الاباضية ى التي تركز وجودها بتيهرت‬
‫وبعض أحوازها ث كانت قد لعبت دورا أكثر أهمية وشمولية من القرق التي‬
‫نبثقت من الاباضية الأم ‪ .‬وكانت التجارة من أهم العوامل الن جذبت‬
‫مختلف الأجناس والمذاهب الى تيهرت”ة") ى فوجد فيها الصفرية من‬
‫الخوارج والواصلية من المعتزلة ة" ؛ والحنفية(“ة") من أهل العراق المعروفين‬
‫(‪ )651‬لواب بن سلام ‪ :‬شرائع الدين (مخطوط) ورقة ‪ 94‬۔‪ . 15 :‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ‏‪ ٠‬ص ‪ 95‬ي ‪ } 18‬الدرجيني ‪:‬‬
‫طبقات ي ج‪ 1‬ي ص ‪ 07 0 94‬ى الباروني ‪ :‬الأزهار ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪ 751‬۔ ‪ . 951‬فيه رسالة أطلع عليها الباروني من‬
‫اباضية المشرق حول مسألة النكار ‪ .‬وأنظر كذلك دائرة المعارف الاسلامية ‪..‬مادة «بنو رستم" ج‪ 01‬ث ص ‪. 49‬‬
‫(‪ )751‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪ 21‬۔ ‪ 31‬ى الشماخي ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ 0 851‬أحد مختار العبادي ‪ :‬سياسة الفاطميين في‬
‫للغرب العربي ي صحيفة معهد الدراسات الاسلامية في مدريد ‪ ،‬م‪ : 5‬ع ‪1‬۔ ‪ 2‬ث مدريد ‘ ‪7731‬ه‪7591/‬م ‪.‬‬
‫ص ‪ ‘ 202‬الفردبل ‪ :‬الفرق الاسلامية ‪ .‬ص ‪ 941‬۔ ‪. 051‬‬
‫(‪ )851‬الواصلية وهم أتباع واصل بن عطاء (‪ 08‬۔ ‪171‬ه) مشهورون بفكرهم المتحرر { وهم فرقة من فرق المعتزلة‬
‫التي تثملهم التسمية جميعا ‪ 0‬بل لقد قيل ا‪ .‬سبب تسمية المعتزلة بهذا الاسم انما كان لكلمة أطلقها الحنن البصري‬
‫على تلميذه واصل لما قال بالمنزلة بين المنزلتين ‪ .‬اذ رد عنيه الحسن هاعتزلنا واصل" وتتلخص معتقدات الواصلية‬
‫فيا يلي ‪( :‬أ) المنزلة بين المنزلتين ث (ب) نفي الصفات ى (ج) القدرة ى (د) خلق القرآن وغيرها ‪ .‬أنظر‬
‫الشهرستاني ‪ :‬الملل والنحل ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪ 06‬ى وأنظر كذلك د‪ .‬عبد الستار عزالدين الراوي ‪ :‬ثورة العقل س دراسة‬
‫فلسفية في فكر معتزلة بغداد ‪ .‬دار الرشيد للنشر ث بفداد ي ‪ 2891‬ى ص ‪ 94‬۔ ‪ . 95‬ويذكر البكري أن بمجمع‬
‫الواصلية كان قريبا من تيهرت ث وكان عددم نحو ثلاثين ألفا في بيوت كبيرة كبيوت الأعراب ى أنظر المغرب في‬
‫ذكر بلاد افريقية والمغرب ‪ .‬ص ‪ 2 76‬وأنظر ابن الصغير ‪ :‬ص ‪ 44‬ث ويذكر الشيخ أطفيش أن اباضية الجزائر‬
‫اليوم في وادي ميزاب كانوا معتزلة يسافرون الى تيهرت لقتال الاباضية ‪ ،.‬وكانوا أقوياء ‪ .‬وما غلبتهم الاباضية في‬
‫عهد الرستميين صار أمرم في ادبار ى‪ .‬حتى جاءمم الشيخ حمد بن بكر مؤسس نظام الحلقة الاباضية في القرن الخامس‬
‫المجري وردم الى مذهب الاباضية الذي يعتنقونه الى اليوم ‪ .‬أنظر ‪ :‬الرسالة الشافية ‪ .‬ص ‪. 83‬‬
‫(‪ )951‬الحنفية أو الأحناف أتباع الامام أبي حنيفة النعيان بن ثابت (‪ 08‬۔ ‪051‬ه) الذي استوطن الكوفة ‪ .‬فمال‬
‫في بداية الأمر الى علم الكلام ثم تبحر في العلوم‪ .‬الشرعية ى وبرز بآرائه الاجتهادية حتى عرف أتباعه بأصحاب‬
‫الرأي والقياس ‪ .‬أنظر ‪ :‬المجدوب عبد العزيز ‪ :‬الصراع المذهبي ى ص ‪ 16‬۔ ‪ ، 46‬ولعل ابن الصغير عندما يتحدث‬
‫عن الكوفيين والعراقيين انما يقصد بذلك الأحناف ى أنظر ‪ :‬ابن الصغير ص ‪ 05 . 31‬۔ ‪. . 75‬‬

‫‪-233-‬۔‬
‫بالرأي والقياس والمالكية" مؤكدين على السنة والأثرا"‪. 60‬وقد أطلق‬
‫الصغير »‬ ‫« )‪ (261‬أو » العراق‬ ‫المغرب‬ ‫» عراق‬ ‫الرستمية تسمية‬ ‫على العمامة‬

‫تشبيها لها ببلاد العراق الحافلة بمختلف المذاهب الفكرية والفقهية‬


‫والكلامية ‏(‪ )٦63‬وليس غريبا س والحالة هذه ‪ ،‬أن تشتهي سعلى حد تعبير‬
‫‪ .‬فانتحل البحث‬ ‫الأخرى (‪(461‬‬ ‫عقائد الفرقة‬ ‫معرفة‬ ‫الصغير »‪ .‬كل فر قة‬ ‫ابن‬

‫في المذاهب ‘ وعظم الجدال وفشت المناقشة في المسائل‪ .‬الخلافية بين‬


‫علماء الفرق ‪. )"6‬‬
‫ولقد فتح الرستميون المجال واسعا أمام حرية الفكر ‪.‬ف‪.‬لم يضايقوا أحدا‬
‫ولا طردوا مخالفاا‪. )"6‬بل إن « من أق الى حلق ألاباضية من غيرهم قربوه‬
‫وناظروه ألطف مناظرة وكذلك منأى من الاباضية الى حلق غيرهم كان‬
‫سبيله كذلك »(‪ . )"76‬وكل واحد يطمع في استدراج الآخر الى مذهبه ‏(‪)٦6‬‬
‫والواقع أن هذه الروح الجدالية س والحياة الفكرية ذات طابع المناظرات‬

‫(‪ )061‬المالكية وهم أتباع مالك بن أنس (‪ 39‬۔ ‪971‬ه) نشأ بالمدينة ويها تعلم ث وكان مشهورا بتقيده بالقرآن‬
‫والحديث وابتعاده عن التأويل والاقتصاد في القياس وبعكس أبي حنيفة تماما ‪ .‬أنظر ‪ :‬المجدوب عبد العزيز ‪:‬‬
‫المرجع السابق ‪ .‬ص ‪ 0 91‬ويتحدث ابن الصفير عن القرويين والحجازيين فلا شك أنه يقصد بم المالكية‬
‫بتيهرت ‪ .‬أنظر ابن الصغير ‪ :‬ص ‪ 31‬۔ ‪. 75‬‬
‫(‪ )161‬الميلي ‪ :‬تاريخ ي ج‪ . 2‬ص ‪ 86‬۔ ‪. 96‬‬
‫(‪ )261‬اليعقوبي ‪:‬البلدان » ص ‏‪. 1٥4‬‬
‫)‪ (163‬أحمد مختار العبادي ‪:‬سياسة الفاطميين ‪.‬المرجع اللابق ‪ .‬صحيفة م‪ . 5‬ع‪1‬ب‪ . 2‬ص ‪ . 2202‬الميلي ‪:‬‬
‫تاريخ الجزائر في القديم والحديث ‪ 0‬ج‪ 0 2‬ص ‪ 86‬۔‪. 96‬‬
‫(‪ )461‬ابن الصفير ‪ :‬ص ‪. 75‬‬
‫(‪ )561‬الباروني ‪ :‬الأزهار ‪ .‬ج‪ 2‬ى ص ‪ 511‬۔ ‪. 611‬‬
‫(‪ )661‬بعكس تيهرت وأمتها الرسميين فان الأغالبة كانوا يضايقون المالكية لاعتناقهم الحنفية تقليدا للخلفاء‬
‫العباسيين ‪ .‬ولما تولى سحنون بن سعيد القضاء سنة ‪432‬ه للاغالبة وكان‪٬‬‏ على المذهب المالكي ‪ .‬طرد أو شرد‬
‫الصفرية والاباضية ومنعهم من التحليق في المسجد الجامع بالقيروان ‪ ،‬الذي كانوا يظهرون فيه عقائدهم ‪ .‬أنظر أبو‬
‫العرب ‪ :‬طبقات ‪ .‬ص ‪ ، 481‬الدباغ ‪ :‬معالم ى ج‪ 2‬ي ص ‪ 2 78 . 77‬ابن أبي دينار المؤنس ى ص ‪ ، 05‬وأنظر‬
‫كذلك المجدوب عبد العزيز ‪ :‬الصراع المذهبي ث ص ‪ 17 { 76‬وما بعدها ‪.‬‬
‫(‪ )761‬ابن الصغير ‪ :‬سير‪ .‬ص ‪. 75‬‬
‫الفردبل ‪ :‬الفرق الاسلامية ‪.‬‬ ‫‪ .‬اع ‪ 6.‬نة‬ ‫‪! . :‬‬ ‫ع‬ ‫)‪!, . 301 401 (861‬‬
‫ص ‪ 941‬ى العدوي ابراهيم أحد ‪ :‬بلاد الجزائر ء ص ‪. 891‬‬

‫‪- 333 -‬‬


‫بالدرجة الأولى س كانت سمة عامة ‪ .‬وصفة مشتركة لجميع الحواضر العربية‬
‫الاسلامية الكبرى في المشرق والمغرب‪ .‬آنذاك ‪.‬فكان ما يحدث ف المغرب‬
‫العربي ث من هذا الشأن س ما هو الا انعكاس لواقع معيش في المشرق العربي‬
‫وهو يدل على العلاقة الوطيدة التي ربطت العالم العربي وقتكمذ‬
‫مغربه بمشرقه ‪.‬‬

‫وقبل أن نتطرق الى المناظرة المشهورة التي وقعت بين الاباضية‬


‫والمعتزلة ‪ .‬ونحاول معرفة امخاور الاساسية التي كانت تجري حولها المناظرة‬
‫لابد من الاشارة الى بيض الأسماء الي وصلتنا ‪:‬فنهم أبو عبيدة الأعرج‬
‫الذي كان عالما بالكلام "ا ‪ .‬وقد سبق التعريف به ‪ 0‬وحمود بن بكر‬
‫العربي الأصل ‪ ،‬كان كا يصفه ابن الصغير « مدارهم (الاباضية) الذي يذب‬
‫عن بيضتهم ويدافع عن دينهم ويرد على الفرق في مقالاتهم ويؤلف الكتب‬
‫في الرد على مخالفهم »‪ )"7‬وكان محمود هذا من أخص الناس بالامام‬
‫أبي اليقظان ‪.‬‬

‫ويعتبر ابن الصغير ‪ .‬صاحب‪ .‬تاريخ الرستميين ى من الشخصيات البارزة‬


‫في تيهرت ى فكان اختلافه مع الاباضية يجعله عرضة للدخول مع عامائها في‬
‫المناظرات ‪ .‬فكانت معرفة ابن الصغير الفقهية خاصة تظهر في هذه‬
‫المناظرات س ومقدرته الكلامية برزت في النصوص التي احتفظ لنا بها في‬
‫كتابه ومنها حكاية مناظرته مع أحد الاباضية‪ .‬ء مما يدل على أن المناظرين‬
‫من الاباضية كانوا يرون له منزلة قي العلم بينهم(‪. 710‬‬

‫وتعتبر المناظرة التي جرت بين الاباضية والواصلية أهم مظهر ثقافي في‬
‫‪. 64‬‬ ‫(‪ )961‬ابن الصفير ‪ :‬ص‬
‫(‪ )071‬نفسه ‪ :‬ص ‪. 44‬‬
‫(‪ )171‬نفه ‪ :‬ص ‪ . 95 . 75 . 54‬وأنظر ‪ :‬وداد القاضي ‪ :‬ابن الصغير مؤرخ الدولة الرستية س الأصالة ‪ .‬عدد‬
‫‪ . 5‬ص ‪. 93‬‬

‫‪-433-‬‬
‫هذه الدولة ‪ .‬يمكن تشبيهها فى بعض ملابساتها بالجدال الذي أثير في بفداد‬
‫خاصة ‪ ،‬والعالم الاسلامي عامة ‪ .‬حول مسألة خلق القرآن التي أثارها‬
‫المعتزلة واعتنقها الخليفة العباسي المأمون (‪ 891‬۔ ‪ 812‬ه)"‪710‬‬

‫ولعل روح الجدال الذي أثير في تيهرت بين الاباضية والمعتزلة ترجع‬
‫جذوره الى تلك المناظرات التي كان أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة يجريها‬
‫مع واصل بن عطاء(‪ )"7‬ى مما يدل على تقليد المغرب للمشرق ومسايرة‬
‫قضاياه خاصة الفكرية‬
‫منها ‪ .‬إن المناظرات التي اشار اليها ابن الصغير‬
‫وقال بأنها كانت تجري بنهر مينة“‪ . ""7‬وجدنا تفاصيلها في المصادر الاباضية‬
‫التي أطنبت الحديث حولها ‪.‬‬

‫ويبدو أن الامام عبد الوهاب ‪ ،‬رغم أفقه العلمي الواسع ‪ ،‬لم يقو‪ :‬على رد‬
‫أفكار الواصلية ‪ .‬الى ولا شك أنها كانت ذات نفبوذ في أوساط العامة ث ‪.‬‬
‫بحيث أضحت تهدد الوجود الاباضي أو على الأقل تنافسه ‪ ،‬مما دعا الامام"‬
‫والعلماء‬ ‫أبرز الفقهاء‬ ‫نفوسة )‪ (571‬ب حبث‬ ‫من‬ ‫العون‬ ‫عبد الوهاب الى استبداد‬

‫(‪ )271‬عن مسألة خلق القرآن وفتنتها أنظر اليعقوبي ‪ :‬تاريخ ‪ .‬ج‪ . 3‬ص ‪ 964‬۔ ‪ . 274‬السيوطي ‪ :‬تاريخ‬
‫الخلفاء ‪ .‬ص ‪ 803‬وما بمدها ‪ .‬الطبري ‪ :‬تاريخ ‪ .‬ج‪ . 8‬ص ‪ 136‬وما بمدها وأنظر كذلك ‪ :‬عبد الستار‬
‫عزالدين ‪:‬ثورة العقل ‪ .‬ص ‪ 302‬۔‪. 832‬‬
‫(‪ )371‬تذكر المصادر الاباضية أن واصل برر إعطاء كان يتنى لقاء أبي عبيدة ويقول لو قطعته قطعت الاباضية‬
‫فالتقى به مرة فيالمجد الحرام‪.‬فبادره وأ ‪:‬أنت الذي يقول ان الله يعذب على القدر ؟ فقال له أبو عبيدة‬
‫ما هكذا قلت ولكن قلت ان الله يعذب على المقدور ‪.‬ثمسأله قائلا ‪:‬أأنت الذي يقول‪ .‬ان الله يعصى‬
‫بالاستكراء ؟ فنس واصل رأسه فلم يجب بشىء ولامه أصحابه على ذلك قائلين له ‪ :‬كنت تتنى لقاء أبي عبيدة‬
‫فسألته فخرج وسألك فلتجب فقال لهم واصل ‪ :‬ويحكم بنيت بناء منذ أربعين سنة فهدمه وأنا قائم ‪ .‬فلم أقمد ولم‬
‫‪ .‬ص ‪ . 642‬عبد الله الباروني ‪ :‬سلم المامة والمبتدئين ث ص ‪. 6‬‬ ‫أبرح مكاني ‪ .‬أنظر الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪2‬‬
‫هامش رم ‪ . 1‬وأنظر كذلك ‪ :‬محمود اسماعيل ‪ :‬الخوارج ‪ .‬ص ‪ . 122‬الجنحاني الحبيب ‪ :‬تاهرت ى الجلة التونسية‬
‫‪,‬عدد ‪ 04‬۔ ‪ . 34‬ص ‪ . 14‬ورغم ما في الرواية ‪ .‬من خلل ظاهر اذ أن أبا عبيدة كان في الكتمان وغير بارز للعيان‬
‫كزعيم أو امام للاباضية ‪ .‬حتى يكون واصل يعرفه ويناظره ليحطم به الاباضية كلها ‪ .‬رمم هذا فان الرواية لا‬
‫تخلو من اشارة الى وجود جدال بين الاباضية والواصلية في البصرة خاصة وهي مهد الفرقتين ‪.‬‬
‫(‪ )471‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪. 44‬‬
‫(‪)571‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ ، 76‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ي ج‪ 1‬ث ص ‪. 75‬‬

‫‪533- -.٠‬‬
‫الاباضية وأكثرهم عددا ‪ ،‬بحيث يبالغ البارونية"ٍ عندما يقول بأنهم يعدون‬
‫بالآلاف مع الفرسان الشجعان ‪.‬‬
‫ولا نعرف تاريخ هذه المناظرة الي كاانلاباضية والواصلية قد حددوا‬
‫لها موعدا ‪ ،‬ولكن لاشك أنها كانت قبيل سنة ‪691‬ه ‪ ،‬تاريخ حصار‬
‫الامام عبد الوهاب لمدينة طرابلس ‪ ،‬اذ شارك معه فيه العالم المناظر‬
‫للواصلية مهدي النفوسي ‘ وفيه لقي مصرعه في تلك السنة‪. )"7‬‬
‫والشيخ مهدي النفوسي هو ه المقوم في علم الجدال الذي له اليد العليا في‬
‫البرهان والاستدلال »ث‪"7‬ا وهو « المحتج على امكان الممكن واستحالة المحال ه‬
‫وعلى الفرق بين الجلال والحرام‪ ...‬الرادع لقيام أهل البدع والضلال »‪. )!7‬‬
‫واختارته نفوسة من بين علمائها ليلي طلب الامام عبد الوهاب ء فقصد‬
‫تيهرت مع ثلاثة من أصحابه كل واحد اختص في فن من العلم أو‬
‫المبارزة" ‪ .‬وتذكر المصادر الاباضية أنه لما وصل تيهرت ‪ 2‬كان يغيب‬
‫لعدة آيام قبل انعقاد المناظرة س فلما سئل عن مكان غيابه س قال « إني‬
‫رددت الى مذهب الحق (الاباضية) سبعين عالما من أهل الخلاف ‏»(‪. )‘٥‬‬

‫وأطلعه الامام على المناظرات التي‪ .‬كان يجريها مع المعتزلة قبل قدوم‬
‫الوفد النفوسى ‪ 2‬فاما كان عبد الوهاب يعرض عليه تلك الأحداث س كان‬
‫مهدي يقول له كلما شعر حيدة في كلام الواصلي هاهنا ذهب لك بالحجة‬
‫(‪ )671‬الباروني ‪ :‬الأزهار تج‪ . 2‬ص ‪. 811‬‬
‫‪ :‬ع‬ ‫‪,‬‬ ‫(‪ )771‬الثياخي ‪ :‬سيرى ص ‪ 823 . 171 . 061‬وأنظر كنل_‪, : 4‬‬
‫‪.072-962‬‬
‫(‪ )871‬اثماخي ‪ :‬سير ى ص ‪. 071‬‬
‫(‪ )971‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ى ج‪ 1‬ث ص ‪ 313‬۔ ‪. 413‬‬
‫(‪ )081‬يذكر آبو زكرياء ‪ :‬أن مهدي النفوسي قال لأصحابه ‪ :‬أما أنا فلا يغلبني مخالف في مناظرة الا أن ركنت‬
‫في دين الله ‪ .‬وتكفل أمر لمناظرة ‪ .‬أما محمد بن يانس فاختض بتفسير القرآن ث وأما أبو الحسن الآبتلآني فتكفل‬
‫القضايا الفقهية ‪ .‬وأيوب بن المباس فتكفل أمر للبارزة ‪ .‬إنظر أبو زكرياء ‪ :‬سير ى ص ‪ 76‬ى الشياخي ‪ :‬سير ه‬
‫ص ‪ . 551‬الباروني ‪ :‬الأزهار ى ج‪ . 2‬ص ‪. 911‬‬
‫(‪ )181‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ى ص ‪ 2 96‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪. 06‬‬

‫‪-633-‬۔‬
‫وحاد عن المحجة ‪ .‬فوثق الامام عبد الوهاب بظفر مهدي على الفتى المعتزلي‬
‫المناظرةةآ) الذي ل يقو عليه هو نفسه ‪.‬‬

‫النفوسي مع مناظره‬ ‫< تقابل مهدي‬ ‫والمناظرة‬ ‫ولما كان موعد اللقاء‬

‫الواصلي ‪ .‬الذي لا تذكر المصادر اسمه ‘ فجرت بينها وجوه من المناظرة‬


‫والناس في بداية الامر يعلمون ما يقولان ‪ .‬فام يفلح أحدهما على الآخر ‪.‬‬
‫م إنها دخلا قي فنون من العلم لم"يفقهها أحد من الناس سوى الامام عبد‬
‫الا‬ ‫يفهمها‬ ‫لا‬ ‫أصبح‬ ‫حى‬ ‫أكثر <‬ ‫الكلامية‬ ‫المناظرة‬ ‫وتعمقت‬ ‫<‬ ‫الرهاب‪:‬‬

‫المرحلة بالعامة من‬ ‫هذه‬ ‫الامام عبد الوهاب ف‬ ‫وحدهما ‘ واستوى‬ ‫المتناظران‬

‫الناس « فها كان بأوشك من أن ظفر به مهدية") ‪ .‬فكبر أصحاب‬


‫مهدي ‪ 8‬وانتصر الاداضية على الواصلية (‪4‬ة‪)٦‬‏ ‪.‬‬
‫إن هذه المناظرة ‪ ،‬التي أوجزنا وصف جوها العام ى لاشك أنها كانت‬
‫عالية المستوى ‪ ،‬اذ أن الامام عبد الوهاب نفسه وبعامه الواسع ‪ ،‬لم يستطع‬
‫أن يجاري ماكان يدور من كلام بين مهدي النفوسي والفتى الواصلي ‪.‬‬
‫إن هذا المستوى العالي يجعلنا نتساءل عن الموضوعات الكلامية التي‬
‫كانت تتداول بين المتناظرين س الأمر الذي لم تتطرق اليه المصادر التي روت‬
‫تلك الرواية من قريب أو بعيد ‪ .‬ويحتمل الاستاذ شيخ بكري ‪ ،‬أن تكون‬
‫مواضيع المناظرات تدور حول صفات الله ‪ 0‬وطبيعة القرآن ‪ ،‬والحياة‬
‫الأخرى(ةة"ا ‪..‬ولا يستبعد أن تكون مسألتا الخلود في النار‪ .‬وشفاعة‪.‬‬
‫الرسول يلق من المواضيع التي تطرق ‪ ،‬اذ الاباضية تنفرد بالقول في أن من‬
‫دخل النار يخلد فيها وان كان موحدا ‪ ،‬كا أن من دخل الجنة لا يخرج‬
‫منها أبدا ‪ .‬أما شفاعة الرسول تقي فلا ينالها أصحاب الكبائر(‪٥‬؟!‏ ‪.‬‬

‫(‪ )281‬الدرجيني ‪ :.‬طبقات ث ج ‪ . 1‬ص ‪. 06‬‬


‫(‪ )381‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ . 17‬الدرجيني ‪ :‬طيقات ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪26‬‬
‫)‪ (481‬أبو زكرياة ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ 17‬۔ ‪ . 27‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ :‬ج‪ . 1‬ص ‪. 26‬‬
‫‪.‬‬ ‫ن‬ ‫‪2 :‬‬ ‫‪],‬‬ ‫‘ )‪, . 19 (581‬‬
‫(‪ )681‬الأزكوي ‪ :‬كشف الغمة ! (مخطوط) ورقة ‪ 735‬وما بعدها ‪ .‬أطفيش ازالة الاعتراض ‏‪ ٨‬ص ‪. 7‬‬

‫‪-733-‬‬
‫الجدل‬ ‫اللن جرى‬ ‫خلق القرآن ‪ .‬كانت من أم القضايا‬ ‫ولعمل مسألة‬

‫حولها ‪0‬اذ نجد لها نصا مطولا للامام أبي اليقظبان ‏(‪ 4. )٦67‬ناقشها بوضوح‬
‫ليس فيه أي تعقيد ‪ .‬ولا بأس أن ندرج منه هنا هذه الفقرات ‪:‬‬

‫« قال الامام محمد بن أفلح ‪ ،‬رضي الله عنهما ى اجتعت الامة على أن‬
‫القرآن كلام الله ‪ .‬ولا يخلو هذا الكلام أن يكون شيئا ألويس بشيء ‪ .‬فان‬
‫كان ليس بشيء ‪ 4‬فأنى اختلف فيه الختلفون ؟وليس ثم شيء يختلف فيه‬
‫ختلف أو ينمازتع فنيهازع ‪.‬ولو صح أنه ليس بشيء ‪ 9‬لبطل أن تكون‬
‫رسل الله جاءت بشيء ‪ 4‬أو أن يكون الله عز وجل أنزل على أنبيائه شيئا ه‬
‫ولبطل أن يكون تتموارة وإنجيل أفورقان ‪.‬فاذا ثبت ك الله شيئا ‪ ،‬لم‬
‫يخل هذا الشيءمن أحد ثلاثة أشياء ‪:‬إما أن يكون هو الله ‪،‬أو بعض الله‬
‫كالجزء من الكل أو‪/‬أن لي ع ال لي ميه ا يذهب اليه‬
‫ذاهب أو يقوله قائل ‪ ،‬الا من ركب اللجاج وحاد عن طريق الحق ‪.‬‬
‫وليس لهم مذهب الا أن يقولوا هاولله ث فان قالوا هو الله ضاهوا بذلك‪.‬‬
‫اليعقوبية ثم من النصارى الزاعمة أن عيسى هو الله ‪ .‬فيلزمهم في زعمهم أن‬
‫يكون الكلام هو المعبود المتكلم ‪ 9‬السميع البصير ‪ ،‬القادر ى الباعث ‪ ،‬الوارث‬
‫الاه الدنيا والاخرة ‪.‬‬

‫م لا يخلو هذا الكلام بعد‪ ,‬كونه شيئا من أحد وجهين ‪ :‬إما أن يكون‬
‫شيئا قدها أو شيئا حدوثا فان كان شيئا قديما ‪3‬فكيف يكون قدم مع‬
‫الله سبحانه وهو غيره ؟ فهن أولى بالربوبية من القديمين حينئذ ؟ ومن‬
‫أحق بالألوهية منهيا وهما قدان متغايران ؛ ‪` .‬‬
‫(‪ )781‬البرادي ‪:‬الجواهر ‪ .‬ص ‪ 281‬وما بعدها ‪.‬أنظر كذلك ‪:‬جواب الشيخ أبي مهدي عيسى بانسماعيل ‪.‬ضمن‬
‫مموعة من الكتب المطبعة الحجرية ‪.‬تونس ‪1231‬ه ‪ .‬ص ‪ 471‬وما بعدها ‪.‬‬
‫(‪ )881‬اليعقوبية هي فرقة من فرق النصارى أصحاب يمقوب م قالوا بأن‪:‬الالاه هو للسيح وهو الظاهر بجسده‬
‫بل هو هو ‪ .‬وعنهم نزل قوله تعالى « لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم » نورة المائدة آية رم ‪. 27‬‬
‫انظر الكهرستاني ‪ :‬الملل والنحل ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪ 522‬وما بعدها ‪.‬‬

‫‪-833-‬‬
‫م لا يخلو هذا القديم أن يجوزعليه الفناء أؤلا ‪ .‬فان قالوا لا يجوز‬
‫عليه الفناء تقضوا وواجهوا برد القرآن ث"‪ . 6‬وان قالوا يجوز عليه الفناء ‪.‬‬
‫فكيف يكون قديا لا أول له ث له آخر ؟ ومن لا أول له فلا آخر له ‪.‬‬
‫ومن له آخر فله أول ‪ .‬فلما بطل أن يكون القرآن قديما مع الله وهو غيره ة‬
‫صح أنه محدث فاذا كان محدثا فلابد له من محدث أحدثه وتولى تدبيره ‪.‬‬
‫وقد دل على ذلك قوله تعالى « ا يأتيهم من ذكر من ربهم محدث ه‪910١‬‏ ‪:‬‬
‫فوصفه عز وجل بالحدث فصح أن المحدث غير القديم ‪ 0‬وان القديم هو‬
‫المعبود ‪ 2‬والحدث هو الخلوق المحتاج الى من احدته والفه‪. » ...‬‬

‫وغير مستبعد أن تكون مسألة القدرة من المواضيع التي طرقها أصحاب‬


‫وكذلك مسألة‬ ‫‪.‬‬ ‫بن عطاء‬ ‫واصل‬ ‫مع‬ ‫أبو بمبيدة‬ ‫قبلهم‬ ‫وقد طرقها‬ ‫<‬ ‫الكلام‬

‫خلق الأفعال ‏(‪. )٦"9‬‬

‫ومن المواضيع التي جرى الكلام حولها فعلا والتي ذكرها ابن الصغير‬
‫مسألة المكان ‪ ،‬اذ سأل معتزلي عبد الله بن اللمطي الاباضى ‪ « :‬هل تستطيع‬
‫الانتقال من مكان لست فيه الى مكان لست فيه ؟ فقال لا س ثم سأله هل‬
‫تستطيع الانتقال۔من مكان أنت فيه إلى مكان لست فيه ؟ فقال اذا شئت‬
‫فقال له المعتزلي ‪ :‬خرجت منها يا ابن اللمطى » وكان هذا الأخير قد‬
‫‪/‬‬ ‫خاف في البداية سؤال المعترلي(‪. ":9‬‬
‫ويشير ابن الصغير أيضا الى مسألة الاستواء فى قوله تعالى ‪ « :‬الرحمن‬
‫بأن‬ ‫ويقول‬ ‫ويتهم الاباضية ببوع من التجسيم‬ ‫(‪(391‬‬ ‫استوى‬ ‫على العرش‬

‫(‪ )981‬يقصد هنا قوله تعالى « ولئن شئنا لنذهبئ بالذي أوحينا اليك ‪ .‬آية ‪ . 68‬سورة الاسراء ‪.‬‬
‫(‪ )091‬آية ‪ 2‬سورة الأنبياء ‪.‬‬
‫(‪ )191‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪ . 642‬عبد الله الباروني ‪ :‬سلم المامة ‪ .‬ص‪ »“6‬هامش رة ‪ . 1‬وقارن‬
‫بالوسياني ‪ :‬سير (مخطوط؛ ورقة ‪. 16‬‬
‫(‪ )291‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪. 54‬‬
‫(‪ )391‬الاية رق ‪ . 5‬سورة طه ‪.‬‬

‫‪933- -‬‬
‫خطيبهم الذي حضر خطبتمه "شفنه لما قرأ تلك الآية « حرف المعنى عن‬
‫موضعه أراد أن يقيم أصله وحفله بابا من الحلول على العرش (كذا) ‏»(“‪. "٩‬‬

‫وفي الخطبة التي أنهى ابن الصغير بها كتابه القيم ‪ 4‬وهي خطبة الجمعة‬
‫على ما يبدو ‪ ،‬عدة اشارات الى مواضيع كلامية كقول الخطيب ه« الذي لم‬
‫يزل بصفاته وأسمائه ‪ ،‬لا يشمل عليه زمان ‪ ،‬ولا يحيط به مكان ‪ ،‬خلق‬
‫الاماكان والأزمان ثم استوى الى السماء وهي دخان‪ ...‬تعالى أن تطلق في‬
‫وصفه آراء المتكلفين أو أن تحك في دينه أهواء المتقلدين‪ ...‬ولم يكل لهم‬
‫(للعباد) تعالى الى القول في دينه بآرائهم ء ولا اذن لهم في مسامحة اهوائهم ‪.‬‬
‫فتكون الأحكام مبتدعة ‪ 2‬والآراء مخترعة ‪ .‬والأهواء مبتدعة ‏»(‪. 0"٩‬‬

‫وقد اكتسب الاباضية خاصة مقدرة كلامية من تلك المناظرات ‘ فلم‬


‫يحلل القرن الرابع الهجري ‪ ،‬حتى كان عاماء الاباضية في بلاط أبي تميم المغز‬
‫لدين ا له الفاطمي(“"ؤ بالمغرب قبل رحيله الى مصر ‪ ،‬يلقون الاحترام‬
‫والتبجيل من المعز‪ )"7‬س لما أثبتوه من تفوق في الكلام (‪ . )891‬حتى أن المعز‬

‫(‪ )491‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪ . 95‬لعلة يريد الاختلاف ف القراءات فبدل أن يقرأ الخطيب هاستوى" بألف مقصورة‬
‫قرأ «استوي" بياء ‪ .‬هذا ما يمكن فهمه على الأقل لأن الاباضية لا يقولون بالحلول ولا يجسمون بل ينتقدون‬
‫الجمة بشدة ‪.‬‬
‫(‪ )591‬اين الصغير ‪ :‬ص ‪ 95‬۔ ‪ 06‬وأنظر الخطبة كذلك ف البرادي ‪ :‬الجواهر ى ص ‪ 202‬۔ ‪ 602‬ى الباروني ‪:‬‬
‫)‬ ‫‪ 9‬۔‪. 0‬‬ ‫الأزهار ‪ .‬ج‪ . 2‬ص‪7822‬‬
‫(‪ )691‬هو الخليفة الفاطمي أبو تمم المعز لدين الله بن اسماعيل بن القائم بن المهدي ولذ بتونس سنة ‪ 913‬وبويع‬
‫له بالخلافة بعد وفاة أبيه سنة ‪143‬ه وهو الذي دخل مصر واسقط الاخشيديين وبنى القاهرة سنة ‪163‬ه ي بعد‬
‫أن غادر المغرب توفي سنة ‪563‬ه أنظر ابن عذاري ‪ :‬البيان ‪ .‬ج‪ 1‬ى ص ‪ 122‬۔ ‪ © 922‬ابن الأثير ‪ :‬الكامل ‪.‬‬
‫ج‪ .. 8‬ص ‪ 894‬۔ ‪ 8 026‬المقريزي ‪ :‬اتعاظ الحنفاء ص ‪. 431‬‬
‫(‪ )791‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ 0 741 0 831‬وما يمدها ‪ .‬الدزجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪ . 321‬ممود‬
‫اسماعيل ‪ :‬الخوارج ‪ .‬ص ‪. 122‬‬
‫(‪ )891‬وقع سؤال في حضرة المعز ‪ :‬ما الدليل على أن لهذه الصنمة صانما ؟ فلم يستطع الحضور أن يجيبوا بجواب‬
‫مقنع رغم محاولاتهم فأشار المعز الى أبي‪ .‬نوح أحد علماء الاباضية بالكلام فقال له الجواب مفهوم من الؤال ‪ .‬لأن‪.‬‬
‫الصنعة بنفها دليل الصانع ولا صنعة بغير صانع ‪ .‬فأعجب المعز بجوابه ‪ .‬أنظر أبو زكرياء ‪ :‬سير ى ص ‪. 941‬‬
‫الكماخي ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪. 353‬‬

‫‪- 043 -‬‬


‫أخذ معه الى مصر ‪ .‬كا تروي المصادر الاباضية الشيخ أبا خزريفلا بن‬
‫زلتاف من فرط تعجبه بعلمه ‏(‪. '1٢%‬‬

‫وختاما ‪ .‬يمكن القول إن المسائل الكلامية كانت من المواضيع الفكرية‬


‫الق شغلت العاماء والعامة على حت سواء س في الدولة الرستمية س فلا شك أن‬
‫تلك المناظرات والمساجلات بين شيوخ المذاهب قد أثرت الحياة العقلية في‬
‫بلاد المغرب بوجه عام ‪ .‬وأمدت فكر الخوارج بآراء واجتهادات‬
‫جديدة”“تا ‪ .‬وكان لتسامح الأئمة ‪ .‬وفسح المجال للحرية الفكرية ‪ ،‬أثره في‬
‫شحذ عزيمة شيوخ البربر على التعمق في دراسة قضايا الدين ومسائل‬
‫الخلاف ‪ ،‬وتمكنوا بذلك كا يقول الجنحاني « من تأسيس‪ .‬مدرسة لها معالمها‬
‫الخاصة في تاريخ الفكر الاسلامى »(‪0:‬ةا ‪ .‬وليس بخاف ما لتلك الحرية‬
‫الفكرية والتسامح المفتوح الذي أظهره الأئمة ‪ .‬اضافة الى آثاره الايجابية ‪.‬‬
‫من آثار سلبية على الامامة الاباضية اذ أصبحت في الآخير هي الضحية ‪.‬‬
‫فكانت الفرق التي فتحت لها تيهرت الرستمية صدرها مثل الشيعة والواصلية‬
‫والصفرية وغيرها ‪ ،‬على رأس من استقبل أبا عبد الله الشيعي لما كان في‬
‫طريقه الى تيهرت سنة ‪ 692‬ه_(‪. )202‬‬

‫ولئن ضعفت الامامة الاباضية الرستمية من جراء الفتن المذهبية ‪ 2‬كا‬


‫ضعفت قبلها وبعدها أنظمة سياسية في المشرق والمغرب بنفس السبب س فان‬
‫الحضارة الاسلامية قد اغتنت بانتاج الفرق الختلفة س في ميادين الأدب‬
‫والعلوم والشريعة ‪ .‬ودلت التجربة « أن المذهبية في المشرق وفي المغرب‬
‫(‪ )991‬الدرجينى ‪ :‬طيقات ‪ 0‬ج ‏‪ . ٦1‬ص ‪ 831‬۔ ‪ 141‬وما بعدها‬
‫(‪ )002‬محمود اسماعيل ‪ :‬الخوارج ى ص ‪ 122‬۔ ‪. 222‬‬
‫(‪ )102‬الجنحاني ‪ :‬تاهرت ‪ .‬المجلة التونسية ‪ .‬عدد ‪ . 04/34‬ص ‪ 8 14‬وأنظر كذلك الفردبل ‪ :‬الفرق الاسلامية في‬
‫الثمال الافريقى ‪ 0‬ص ‪.. 941‬‬
‫(‪ )202‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ 211‬ي الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪ 49‬وأنظر كذلك ‪ :‬ع ‪ .‬نج‬
‫‪.‬‬ ‫‪ :‬ر ‪.‬‬ ‫ل‬ ‫ر‬ ‫‪. ::, .[. .124‬‬

‫=_۔۔۔‬
‫‪- 143 -‬‬
‫المسلمين <‬ ‫‏‪ ١‬لاسلام ‪ .0‬وحيوية‬ ‫نصوص‬ ‫خصوبة‬ ‫دليل على‬
‫واستعدادهم للتطور « (‪302‬‬

‫ب ۔ بين البربرية والعربية ‪:‬‬


‫امنلمعلوم أنالبربر في الدولة الرستية أو في غيرها من دول المغرب‬
‫العربي آنذاك ‪،‬يشكلون السواد الأعظم من السكان ‪.‬ولعل العنصر العربي‬
‫في شمال افريقيا كان يتركز بالخصوص في مدينة القيروان أو بصفة عامة في‬
‫افريقية الأغلبية ‪ .‬وهذا لا يعني أنالعرب لا يوجدون في غير افريقية ة‬
‫وانما الواقع أن العواصم المغربية كانت تضم منهم الكثير ‪.‬‬
‫فتيهرت كان يسكنها العديد من العرب ‘ لهم مساجدهم ونشاطامم‬
‫المختلفة ى وفي هذا يقول ابن الصغير « ليس أحد ينزل بهم من الغرباء الا‬
‫استوطن معهم‪ ...‬حتى لا ترى دارا الا قيل هذه لفلان الكوفي وهذه لفلان‬
‫البصري وهذه لفلان القروي وهذا مسجد القرويين ورحبتهم وهذا مسجد‬
‫وهكذا يتبين لنا أن العنصر العربي‬ ‫البصريين وهذا مسجد الكوفيين »‬
‫ؤا‪.‬لعاصة الرستية كان هاما جدا ‪ 2‬لا اشك أنن له الدور البارز في تعريب‬
‫المدينة ومحيطها في ذلك الوقت ولو بشكل محدود‪ :‬كا سوف نرى ‪.‬‬
‫فاذا كانت تيهرت بالشكل المذكور ‪ ،‬فلا نتصور أن جميع أقالم الدولة‬
‫الرستية كذلك ‪ .‬أو حتى مدها الضاربة في الصحراء كوارجلان ى أو ‪.‬‬
‫الموجودة في مناطق صعبة كمدن جبل نفوسة وقراه فضلا عن المدن الأخرى‬
‫ذات إلأهنية الثانوية والمنتشرة شرقا وغربا في الدولة ولا نتحدث عن‬
‫القفار والبوادي فانها لم تعرف العرب الا بعد حملات العرب الهلاليين وغيرم‬
‫في القرن الخامس الهجري (تث‪. )2‬‬
‫)‪ (203‬لقبال موسى ‪ :‬الغرب الاسلامي ‪ .‬ص ‪. 642‬‬
‫(‪ )402‬ابن الصفير ‪ :‬ص ‪. 31‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ 4-‬ص‬ ‫العرب‬ ‫حضازة‬ ‫‪:‬‬ ‫غوستاف‬ ‫‪ .‬لوبون‬ ‫‪402 .‬‬ ‫‪5 . 841‬‬ ‫ابن خلدون ‪ :‬المعبر ؤ‪ 6‬ح ‪ 6‬ب ص‬ ‫(‪)502‬‬

‫‪.‬‬ ‫۔ ‪713‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪- 243 -‬‬


‫إن الدولة الرستمية ‪ .‬وهذه وضعيتها الاجتاعية واللغوية س في بدء أمرها‬
‫في القرن الثاني الهجري \ لم تكن لتبقى كذلك في القرن الثالث منه رغم‬
‫وجود نشاط ثقاقي بالبربرية نراه محدودا جدا(تا ‪ ،‬وانما دفع السكان‪ .‬اليه‬
‫دفعا لظروفهم اللغوية ‪ .‬ويمكن تلخيص معاه في بعض الكتابات النثرية‬
‫والشعرية وهي ليست بكثيرة ‪ .‬ومن ذلك كتاب مهدي النفوسي أحد‬
‫مشائخ نفوسة في النصف الأول من القرن الثالث المجري وهو كتاب للرد‪.‬‬
‫على نفاث بن نصر الذي طعن في الامام أفلح بن عبد الوهاب واعتقد عقائد‬
‫اعتبرت عند الاباضية بدعا(‪٥7‬ثا‏ ‪ .‬ويعتبر كتاب مهدي أقدم كتاب اباضي‬
‫بالبربر ية ألف نثراا ى ويذكر الدرجيني سبب تأليفه بذلك اللسان‬
‫ويقول « انما وضعها واضعها باللسان البربري ليتناقلها البربر ‪ .‬فكالحم‬
‫بصاعهم لم يطفف ولم يبخس ولم يعد من الألفاظ ما يفهمونه ص ولا أعرن‬
‫ولا اغرب بحيث يتوهمونه »(‪02‬ا ‪.‬‬

‫ولهذا النص أكثر من قية } فبالاضافة الى السياق الذي جئنا به ههنا ‪.‬‬
‫يشير النص صراحة الى أن البربر خاصة بجبل نفوسة ص مازالوا لم يتقنوا‬
‫العربية ‪ .‬ولعل هذا راجع الى طبيعة الجبل البعيد والمنعزل عن التأثيرات‬
‫الخارجية ‪ .‬وربما لهذا السبب وصفه اليعقوبي في نهاية القرن الثالث المجري‬
‫وقال بأن أهله « عجم الألسن »“"ةا ولا يستبعد أن يكون البربر يقرأون‬
‫العربية ولكنهم لا يتقنون فهمها في هذه المرحلة التي يعتبرها الاستاذ‬

‫(‪ )602‬الجنحاني ‪ :‬تاهرت ‪ ،‬الجلة التونسية ى عدد ‪ 0 04/34‬ص ‪. 44‬‬


‫(‪ )702‬أنظر فصل للناظرات من هذا البحث ‪ .‬هناك ملاحظة لابد من ذكرها وهي أن مهدي النفوسي قتل‬
‫سنة ‪691‬ه بينا لم تبدأ حركة نفاث الانفصالية الا في عهد الامام أفلح (‪ 802‬۔ ‪852‬ه) فكيف يرد مهدي على‬
‫نفاث وهو لم يدركه أو لم يدرك خروجه على الامام على الأقل ؟ لهذا ريما يكون للقصود بهدي النفوسي هنا غير‬
‫مهدي المقتول سنة ‪691‬ه أو لمل الكتاب نسب اليه خطأ ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ :‬ع‬ ‫ع‬ ‫‪, . 962.‬‬ ‫ن‬ ‫‪:‬‬ ‫‪,‬‬ ‫)‪, . 09 (802‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪413‬‬
‫(‪ )902‬الدرجينى ‪ :‬ج‪ 2‬ى ص‬
‫(‪ )012‬اليعقوبي ‪ :‬البلدان ‪ 7‬ص ‪. 99‬‬

‫‪- 343 -‬‬


‫الكعماك("تم مرحلة استعيال الحروف العربية في الكتابات البربرية مكان‬
‫الحرف البربري الذي يعرف عند المغاربة بخط تافيناغ(ثا ‪ .‬ويحتمل الكماك‬
‫أن يكون هذا الانقلاب اللغوي قد حدث في عهد حكم الخوارج للمغرب‬
‫فيقول‪ ،.‬ونحن نستصوب رأيه « ويظهر لنا أنه ( الخط البربري ) تعطل‬
‫منذ القرن الثاني للهجرة عطّله الخوارج وقلبوه الى الخط العربي مع‬
‫استنباط حروف زائدة في لغة البربر »"تا لاشك‪:‬أن اللغة العربية هي التي‬
‫اقتضت تلك الحروف الزائدة ‪ .‬فطعمت البربرية بها ‪ .‬وهكذا نلاحظ بداية‬
‫توغل العريية الى اللسان البربري شيئا فشيئا وبتعبير آخر يمكن القول بأن‬
‫هذه المرحلة تعتبر بداية لتعريب البربرية"ث وهي وجه من وجوه‬
‫تعريب البربر بعد ذلك ‪.‬‬
‫ولعل من الكتابات النثرية التي كتبت بالبربرية س بعض الرسائل التي‬
‫كان الأئمة يبعثونها الى الرعية في الولايات ‪ .‬ولم تكن تصدر بالبربرية وانما‬
‫باللغة العربية ‪ .‬يقوم بترجمتها الشيخ أبو سهل النفوسي الى البربرية اذ كان‬
‫ترجمان جده الامام أفلح وربا أيضا ترجمان الامام أبي حاتم يوسف بن أبي‬
‫اليقظان "ثا ‪ .‬وهكذا يكون البلاط الرستى قد اتخذ العربية لغته‬

‫الرسمية ‪ .‬بها يصدر رسائله الديوانية ث ولما كانت الرعية في معظمها لا تتقن‬
‫العربية ‪ .‬كان من الواجب ترجمتها حتى تصل أنباؤها للجميع خاصة في‬
‫(‪ )112‬الكماك عثان ‪ :‬البربر ث سلسلة كتاب البعث ‘ الكتاب الخامس ‪ .‬ط ‪ . 1‬فيفري ‪( 6591‬بدون مكان‬
‫الطبع) ص ‪ . 901‬وأنظر ‪. 862-762 :‬م ‪ 7: ,...‬نطح ‪.‬‬
‫() لا زال أهل الموقار أو الطوارف الملشون في أقصى جنوب الجزائر يستعملون الأبجدية البربرية القديمة‬
‫(تافيناغ) أنظر ‪ :‬باسيه رينيه دائرة العارف الاسلامية ‪ .‬مادة بربر ى ج‪ 3‬ى ص ‪ 2 715‬وأنظر كذلك دبوز ‪:‬‬
‫تاريخ الغرب الكبير ى ج ‪ 1‬ى ص ‪. 86 . 26‬‬
‫(‪ )212‬الكعاك ‪ :‬البربر ‪ .‬ص ‪ 901‬۔ ‪. 011‬‬
‫(‪ )312‬توجد المديد من الكلمات العربية في اللهجات البربرية وهي بنسبة الثلث ‪ .‬أنظر غوستاف لوبون ‪:‬‬
‫حضارة العرب ‪ .‬ص ‪ . 503‬أحمد مختار عمر ‪ :‬النشاط الثقافي ‪ .‬ص ‪ . 39‬دبوز ‪ :‬ج‪ 3‬ث ص ‪. 414‬‬
‫(‪ )412‬الدرجيني ‪ :‬ج‪ . 2‬ص ‪ 0 253‬اثياخي ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ 982‬وأنظر ‪ 7: !.. .862 :‬ن‬
‫‪-‬‬ ‫ع ‪:‬‬ ‫ل س‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ف‬ ‫‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪ 0291,. .17 -‬م‬
‫‪:‬‬ ‫‪, .09‬ز‬

‫‪443- -‬‬
‫بعض المناطق المنقطعة آو الوعرة كالواحات في الصحراء أو جبال نفوسة‬
‫والأوراس وهم الى يومنا هذا يتحدثون البربرية ‪.‬‬

‫لقد ألف الاباضية بالبربرية خاضة في موضوعي ‪:‬الدين والجدل ص وهو‬


‫ما تذكره المصادر ث ولكن الشيء الذي يجلب الانتباه س هو أن تلك المصادر‬
‫لا تذكر شيا عن مؤلفات في السير والتراجم ى وهي ما ينبغي أن يكون‬
‫موجودا ليكون المادة الأساسية لكتاب السير الذين جاؤوا من بعد‬
‫‏‪١‬‬ ‫وألفوا بالعربية (‪. )5"2‬‬

‫أما الشعر البربري ‪ ،‬فان أبا سهل النفوسي ‪ ،‬قد نبغ فيه س وله دواوين‬
‫شعرية اغتبر بها شاعرا ‪ .‬وكان يجيد البربرية ونظم مراثي في الامامة‬
‫الرستمية بعد سقوطها يتحبدث عنه الدرجيني ويقول ‪ « :‬إن الغالب من‬
‫أحواله ‪ .‬همل الدموع والتليف على فائت ليس له رجوع ‪ ،‬فجعل هجيراه‬
‫مراثي الدين وأهله والبكاء عليه بوابل الدمع وطله ‪ ،‬حتى دونت الدواوين‬
‫من كلامه وانتشر في الآفاق حسن نظامه‪ ...‬وجميع ما حفظ من ذلك فانما‬
‫هو بلسان البربر ي ‪...‬فقف على دواوينه تكن عليه مترجما ‪ .‬ولا ترمها اذ لم‬
‫تجد لها مترجما ‪"6‬ة) ‪ .‬وقد أحرقت معظم تلك الدواوين وأتلف الباقي ولم‬
‫المشائخ قصائد أبي سهل بقصائد‬ ‫‪ .‬وقد شبه أحد‬ ‫يبق منها الا أخبارها‪"7‬ا‬
‫‪ « :‬من أراد قراءة الشعر فعليه‬ ‫الخارجي فقال‬ ‫عمران بن حطان الشاعر‬
‫البربر فعليه بشعر أبي سهل‬ ‫ومن أراد شعر‬ ‫بشعر عمران بن حطان‬
‫شعره ‘ في التاريخ رغم لسانه‬ ‫أن يستفاد من‬ ‫الفارسي »ة"ثا وكان يمكن‬
‫البرنري { لأنه قيد فيه كا يقول الدرجيني جملا من تواريخ أهل الدعوة‬
‫‪.‬‬ ‫‪ :‬ه‬ ‫(‪ )512‬الكعاك ‪ :‬البربر ‪ .‬ص ‪ 36‬وأنظر ‪, . 962 :‬‬
‫‪.‬‬ ‫۔ ‪253‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ب ص‬ ‫‪ :‬ج ‪2‬‬ ‫الدرجينى‬ ‫(‪)612‬‬

‫(‪ )712‬الدرجيني ‪ :‬ج‪ . 2‬ص ‪ 253‬ي معمر علي يحي ‪ :‬الاباضية بالجزائر » ص ‪. 161 - 061‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ 7:‬طع‬ ‫(‪ )812‬الوسياني ‪ :‬سير (مخطوط) ورقة ‪ 86‬۔ ‪ . 97‬وأنظر ‪, . 372 :‬ع!غ‬

‫‪32‬‬ ‫‪543- -‬‬


‫وبكى مصير الامامة الاباضية التى انقرضت حتى ليقول القائل « انطلقوا بنا‬
‫الى قبر النادب ذنبه ودينه »‪72‬ا من كثرة بكائه ‪.‬‬

‫ولم يكن أبو سهل وحده هو الشاعر بالبربرية ‪ ،‬وانما نجد الى جانبه‬
‫نساء يذكرن في المصادر الاباضية بالشاعرية ‪ ،‬الا أنه يبدو أن شعرهن لم‬
‫يكن يدون س وإنما هو شعر أو حك وأمثال تتناقلها الألسن شفاها ‪ 0‬ومثال‬
‫لذلك زيديت بنت عبد الله اللوشائية ‪ ،‬الى ألقت قصيدتها أو غنتها في‬
‫عجلس نسوي وهي في موضوع الميعاد والحساب والقبر والموت"‪ . :‬ومنزو‬
‫بنت عثان المزاتي شعر بالبربرية احتفظ الوسياني("تةا بشيء قليل منه‬
‫وكانت كسابقتها تتحدث في الأمور الدينية ء وكان أبوها شاعرا أيضا اذ‬
‫أراد أن يخفف آلامها لما زؤجها لرجل فظ غليظ القلب فقال لها « يابنتي‬
‫سبق القضاء بأن أنكحتك من لا أحبه ولا تحبينه فعاملك بما أرى فلا‬
‫تجزعي } ولكن اصبري فاني أرجو الله أن لا أتنصرم عشرة أيام الا يوت من‬
‫وت ويفرج الله عليك وينقطع عنك النصب ‪ ،‬وهذا القول بكلام‬
‫بربري موزون »(ة‪. )22‬‬
‫ونجد مثل هذه المقطوعات بكثرة في كتب الاباضية ‪ 0‬وهى تدل على‬
‫وجود شعر بالبربرية ‪ .‬وربما كان هو غناءحم أو مدائحهم ف الأعياد‬
‫والمناسبات (ثةة) وكان للشعر البربري كا يقول لوفيسكي بمجموعات شعرية‬
‫مشابهة لدواوين الشعراء العرب بالشرق “ةتا ‪ .‬ومن ذلك دواوين أبي‬
‫‪.‬‬ ‫‪ :‬ع‬ ‫(‪ )912‬الدرجيني ‪ :‬ج‪ . 2‬ص ‪ . 253‬وأنظر كذلك ‪, . 17 :‬ن‪, 0‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ :‬ن‬ ‫(‪ )022‬الثياخي ‪ :‬ص ‪ . 713‬وأنظر ‪ . 472 :‬غ‬
‫(‪ )122‬الوسياني ‪ :‬سير (مخطوط) ورقة ‪ 021‬۔ ‪. 121‬‬
‫(‪ )222‬الدرجيني ‪ :‬ج‪ . 2‬ص ‪.113‬‬
‫(‪ )322‬أنظر قصيدة بالبربرية في دبوز علي ‪ :‬تاريخ المغرب الكبير ى ج ‪ 1‬‏‪ ٠‬ص ‪ 55‬۔ ‪ 16‬ومع ترجمتها الى المربيةة‬
‫وان كانت لشاعر معاصر فهي تدل على اقتراب البربرية من العربية في كثير من الألفاظ ‪ .‬وتنشد القصيدة في‬
‫الحفلات الدينية والأعراس ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ :‬ع‬ ‫)‪, . 372 (422‬‬

‫‪- 643 -‬‬


‫سهل ‪ .‬والديوان الذي وضعه أبو يعقوب يوسف بن محمد ىقيد فيه أشمار‬
‫الأياخ بالبربرية ثغا ولا شك أن شعراء البربرية في المغرب العربي ‪ ،‬في‬
‫فترة الرستيين وربما بعدها ‪2‬لا ترق الى دواوين الشعر العربي ‪.‬ما وكيفا ‪.‬‬
‫وانما قول لوفيسكي هو تشبيه مجازي مبالغ فيه ‪2‬لا أدل على الميالفة في `‬
‫ذلك ث من عدم وصول اشعا رالبربر الينا فضلا عن دواوينهم التي تشبه‬
‫دوازين شعر العرب ‪.‬‬
‫ومن المجالات التي كانت تستعمل فيها البربرية الى جانب العربية‬
‫حلقات الوعظ في المساجد وذلك تسهيلا للبربر على تناول الاسلام (‪62‬ة)‬
‫والذي يتبادر الى الذهن أن البربرية في عهد الرستميين كانت كالعامية اليوم‬
‫قصائد‬ ‫من‬ ‫اليوم‬ ‫يسمع‬ ‫نظير ما‬ ‫هي‬ ‫البربر الجيدة‬ ‫‪ .‬فأشعار‬ ‫الفصحى‬ ‫مع‬

‫عامية بليغة‪ .‬والتليف البربرية وكلها تقريبا تحوم حول المسائل الدينية ‪.‬‬
‫اغا وضعها واضعوها حرصا على ايصال عقائد الاسلام وعباداته الى العامة ‪.‬‬
‫اذ لم يكن البربر يحسنون جميعهم ‪:‬انعربية في ذلك الزمان المبكر‪7‬قةا ‪ .‬ؤان‬
‫ميل الاباضية خاصة الى التآليف بالبربرية سكا يقول الشيخ أطفيش أبو‬
‫اسحاق منذ ظهروا بين البربر في أوائل القرن الثاني الهجري س كان ذلك‬
‫« من أسباب تمكين البربر في الاسلام »ث‪ . )22‬فاذا تمكن فعلا ث أصبحت‬
‫معرفة اللغة العربية ضرورية ومن الواجبات التي على المسلم ى وهو ما شعر‬
‫به البربر بعد ذلك في القرون التى تلت عهد الرستميين ولا يزالون‬

‫ان استعيال البربرية في الحياة الفكرية‪ .‬بالدولة الرستمية أو غيرها من‬


‫دول المغرب العربي آنذاك ‪ ،‬يعتبر محدودا جدات‪2‬ا ‪ .‬وليس كا يزعم شيخ‬

‫‪.‬‬ ‫(‪ )522‬الشماخي ‪ :‬سيرى ص ‪. 894‬‬


‫(‪ )622‬الكماك ‪ :‬موجز ‪ .‬ص ‪ 2 812‬الكعاك ‪ :‬المراكز ‪ .‬ص ‪. 911‬‬
‫(‪ )722‬الميلي ‪ :‬تاريخ الجزائر في القديم والحديث ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪ 66‬وأنظر ‪ :‬أحد بختار عمر ‪ :‬النشاط الثقافي ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫ص ‪. 7‬‬
‫(‪ )822‬دائرة المعارف الاسلامية ‪ :‬ج ‪ . 3‬ص ‪ 815‬۔ ‪ . 915‬مادة بربر هامش للشيخ أطفيش أبي اسحاق رق ‪. 1‬‬
‫(‪ )922‬د‪ .‬الجنحاني ‪ :‬تاهرت الجلة التونية ‪ .‬عدد ‪ . 04/34‬ص ‪. 44‬‬

‫‪- 743 -‬‬


‫بكري ويتطرف الى حد المبالغة عندما يذكر أن البربرية في هذه المرحلة‬
‫اكتسبت أكثر ما خسرتق‪2‬ا ‪ .‬دون أن يعطي تفسيرأ لما اكتسبته أو‬
‫خسرته ‪ .‬كا أنه ليس مثلما يدعى الدكتور أحمد مختار عمر عندما يذكر أنه‬
‫رغم أن اللغة الرسمية للدولة الرسمية هي العربية « فقد كانت تحتضن اللغة‬
‫البربرية وتحاول ترقيتها بشتى الوسائل »‪"١‬ثةا‏ الامر الذي لم تذكره المصادر‬
‫اطلاقا ‪ .‬لذلك لم يشر اليهما ‪ .‬واا استعمال البربرية الى جانب العربية‬
‫لايصال الاسلام الى البربر المنقطعين في رؤوس الجبال والبوادي ‪ .‬ولا وجود‬
‫لترقية البربرية أي اشارة تذكر ‪.‬‬

‫لقد كان الاباضية في الدولة الرستمية س من المهتمين باللغة العربية واتقانها‬


‫حتى ليخيل الينا أن الضابط لها والحافظ لرسمها ونطقها يعتبر عندهم عالما ‪.‬‬
‫ولا أدل على هذا من قول أبي عمران موسى بن زكرياء أحد مشائخ‬
‫الاباضية قا فيا نقله عنه أحد أحفاد عمال الامام أفلح قوله مرارا وفي‬
‫جالس كثيرة ‪ « :‬إن تعلم حرف من العربية كتعلم ثمانين مسألة من الفقه‬
‫وتعلم مسألة من الفقه كعبادة ستين سنة »(ة‪:‬ةا وبالتالي فان تعلم العربية‬
‫يعتبر عند الاباضية ‪ .‬وهم الحريصون على العبادات أكثر من أي شيء آخر‬
‫من القربات الى الله ‪ .‬والنصن صريح في تحريض الناس على تعلم العربية‬
‫قبل تعلم الفقه لأنها هي الوسيلة الوحيدة الى اتقان فهم الفقه وعلوم الدين‬
‫كلما ‪ .‬فاهتِمَامٌ الاباضية وغيرهم في الدولة الرستمية بالعلوم الدينية وعنايتهم‬
‫بها أدى الي نتيجة ايجابية حتمية وهي استعيال اللفة العربية ‪ ،‬اذ لا لغة‬
‫لتلك العلوم غير العربية ‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫خ‬ ‫‪2 :‬‬ ‫)‪. 09-98 (032‬م ‪,‬عز‬


‫(‪ )132‬أحمد مختار عمر ‪ :‬النشاط الثقافي ‪ .‬ص ‪. 87‬‬
‫(‪ )232‬هو من الطبقة التاسعة (‪ 004‬۔ ‪054‬ه) أنظر ترجمته في الدرجينى ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 2‬صن ‪ 904‬۔ ‪. 214‬‬
‫ص ‪ . 2‬وأنظر كذلك ‪ :‬الدرجينى ‪ :‬طبقات‪..‬‬ ‫(‪ )332‬الوسياني ‪ :‬سير (مخطوط) ورقة ‪ 76‬ى الشماخي ‪ :‬سير‬
‫‪.‬‬ ‫ج‪ . 2‬ص ‪.114‬‬

‫‪- 843-‬‬
‫‪ .‬وكان لعناية الحكام الرستميين بالعربية وعلومها أن اقتدت بهم الأمة‬
‫البربرية“ةثا ى وحاولت أن تتخلص من تعدد اللهجات ‪ 0‬خاصة وأن‬
‫الدولة الرستمية تضم عدة قبائل بلهجانها الختلفة ‪ .‬فربطها للمغربين الأوسط‬
‫والأدنى من العوامل التى تؤدي الى احتكاك القبائل ببعضها ‪ ،‬فلا شك أن‬
‫اللغة العربية بين هذه القبائل كانت العامل المشترك س أو لفة مشتركة بها‬
‫يتفامون تخلصا من تعدد اللهجاتق‪2‬ا ‪ .‬إن البربرية س كانت في نظرنا‬
‫منذ أن اعتنق البربر الاسلام ث وحسن في عهذ الحكومات الاباضية‬
‫والصفرية وسيلة أو أداة مساعدة للغة العربية في ابلاغ البربر دينهم ‪ .‬ولم‬
‫يقف البربر أمام العربية ؛ كا لم تكن البربرية في صراع‪٦‬ةةا‏ مع العربية أو‬
‫‪.‬‬ ‫منافسة لها في ياوملمأنيام ‪.‬‬

‫إن الجهود التي بذلت في عهد الدولة الرستمية لتعريب البربر جهود‬
‫جبارة‪7‬قا ى وكانت من أهم الخلفيات الثقافية العربية التي انطلقت منها‬
‫دولة بني حماد في المغرب الأوسط « حتى أن القرن الرابع الهجري ‪ ،‬لم يكد ‪.‬‬
‫يبزغ س حتى صار كثير من البرابرة يزاحمون العرب في لغة الضاد ‪ ،‬وأصبح‬
‫علماء البربر يناظرون فقهاء العرب في قواعد الأصول وتفارزيع الفقه‬
‫ومباديء عام الكلام »‪٥‬ةةا‏ » ومما سهل تعريب المغرب وأسرع في عمليته ‪.‬‬
‫كون البربرية والعربية تنتميان الى أصل واحد ‪ .‬وقد تنبه الى هذا بعض‬
‫(‪ )432‬الميلي ‪ :‬المرجع السابق ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪. 86‬‬
‫(‪ )532‬احان عباس ‪ :‬تاريخ ليبيا ‏‪ ٠‬ص ‪. 49‬‬
‫‪ )632( -‬من الأساليب التي نراها خاطئة استعيال لفظة الصراع اللغوي أو مراحل صراع اللفة العربية مع البربرية‬
‫وهي ألناظ نجدها في كتاب الدكتور أجد مختار عمر ‪ :‬التاريخ الثقافي في ليبيا ‪ .‬اذ وضع فضلا تحت عنوان‬
‫الصراع اللغوي قي المنطقة ‪ .‬ص ‪ 95‬۔ ‪ 101‬مما يوحي أن هناك صراعا فعلا بين البربرية والعربية وهو مالم يحدث‬
‫اطلاقا فلم يكن بين البربرية والعربية صراع بما تحمله كلمة «صراع" من معان بقدر ما كان بينها من تماون‬
‫وتكامل على مر المراحل التي تفضل الدكتور بذكرها وقبله قد ذكرها الاستاذ الكماك ف كتابه البربر ص ‪36‬‬
‫وما بعدها ‪.‬‬

‫(‪ )732‬أحد مختار ‪ :‬المرجع`الابق ‪ .‬ص ‪ 67‬۔ ‪ . 77‬الكعاك ‪ :‬موجز ‪ .‬ص ‪. 282‬‬
‫(‪ )832‬عو يس عبد الحلم ‪ :‬دولة بني جماد ‪ .‬ص ‪. 742‬‬

‫‪- 943‬‬
‫العلماء ث ومنهم يهوذا بن قريش التيهرتي في القرن‪:‬الرابع الهجري ‪ ،‬وبرهن‬
‫على ذلك في كتابه كا يقول الكعاك تا ‪.‬‬
‫ولمل من المستحسن أن نختم هذا الفصل بالتساؤلات التي طرحها‬
‫المستشرق باسيه ‪ .‬وتولى الاجابة عليها بنفسه عندما قال ‪ « :‬إن استعمال‬
‫البربرية غند الاباضية هل يكن اعتباره احتقارا للعربية واحتجاجا‬
‫ضدها ؟ خاصة وأنها لغة المذهب المالكي السيد في افريقية ‪ .‬هل توجد هنا‬
‫حركة وطنية بربرية معالمها الانقياد للاباضية من جهة ومن جهة أخرى‬
‫السك بلغة الأجداد ؟ يقول باسيه ‪ .‬ان هذه التساؤلات كلها تبدو غير‪.‬‬
‫واردة س لأن الخوارج يعتبرون أكثر اتقيادا للفة القرآن ولغة الاسلام من‬
‫المالكية أنفسهم فلغة الرسول لا ينبغي أن تبدو لهم مهانة أو حقيرة ‪ .‬إن‬
‫تأليف الكتب الاباضية بالبربرية ليس له سبب الا حب أن يطلع عليها‬
‫أغلب الناس في ذلك الزمان وهم البربر الذين لا يتقنون العربية في تلك‬
‫الفترة المبكرة‪ ...‬والدليل على هذا هو أنه بمجرد أن أصبحت العربية أكثر‬
‫انتشارا عند معتنقي الاباضية ترجمت تلك المؤلفات من البربرية الى‬
‫العربية ‪ .‬وقد حضل هذا في وقت مبكر جدا ‪ ،‬واليوم ورغم أن الاباضية‬
‫بقوا يتحدثون البربرية ‪ 0‬فان كتبهم حولت الى العربية‬
‫كلها تقريبا »(‪٨0‬ةا‏ ‪.‬‬
‫ومجمل القول إن اللغة العربية في الدولة الرستمية كانت اللغة الرسمية ه‬

‫(‪ )932‬الكماك ‪ :‬موجز ى ص ‪ 022‬۔ ‪ 0 122‬المدني ‪ :‬هذه هي الجزائر ص ‪ 65‬ه الميلي ‪:‬تاريخ الجزائر ى ج‪. 2‬‬
‫ص ‪ 96‬۔ ‪ 8 07‬الجيلالي ‪ :‬تاريخ الجزائر ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪ 132‬۔ ‪ . 232‬للمزيد من المعلومات أنظر المبحث ‪ :‬اللفة‬
‫العربية ‪ .‬النحو والآداب ‪ .‬ص ‪ 583‬وما بعدها من هذا الفصل ‪.‬‬
‫الانتللاع في عجلة العري‬ ‫يتحدث مصطفى نبيل صاحب‬ ‫(‪. 76-56 )042‬م ‪,‬ازمه ‪,‬نقك ‪ ]:‬اعدة‬
‫الكويتية عن المجتمع الاباضي في ميزاب بالجنوب الجزائري ويقول ه مجقع لا تجد فيه أميا واحدا ‪ .‬بل ويندر أن‬
‫تجد فيه من لا يتحدث العربية بطلاقة الى جانب اللغة البربرية المحلية ء أنظر مجلة العربي عدد ‪ . 682‬استطلاع‬
‫مصطفى نبيل عنوان ‪ :‬عالم مزاب للحور رحلة الى الصحراء الجزائرية ‪ .‬أيلول ‪ . 2891‬ص ‪ . 601‬وأنظر‬
‫كذلك صفحات ‪. 511 . 411‬‬

‫‪-053-‬۔‬
‫وعاشت الى جانبها البربرية ‪ 3‬عيشة العامية اليوم مع الفصحى ‪ .‬وحدث في‬
‫هذا الزمان استعمال الحروف العربية للكتابة البربرية ‪ .‬وهي مرحلة ج‪٥‬‏‬
‫متقدمة في صالح العربية بالمغرب ‪ .‬ولا شك أن البربرية اذا كان لها دور‬
‫في الحياة الفكرية الى جانب اللغة العربية ى فلا يتعدى الدور الثانوي ى اذ‬
‫أنها في تلك الفترة تستعمل بالمشافهة أكثر منها بالكتابة ‪ .‬لأن هذه الآخيرة‬
‫بدأت تسيطر عليها اللغة العربية بجروفها وكلماتها ‪ .‬وكان للأئمة الرستميين‬
‫دورهم الفعال في تثبيت العربية في الأوساط البربرية وكانوا من المعتنين بها‬
‫لغة ووعاء لثقافة وفكر ‪ .‬لا يشك احد في اعتنائهم بها ‪.‬‬

‫‪ :‬النحو والاداب ‪:‬‬ ‫العربية‬ ‫حے۔ ۔ اللغة‬

‫بعد أن تطرقنا الى اللغة العربية واهتام الدولة الرستمية رعاة ورعية‬
‫باتقانها ‪ .‬وأنها كانت اللغة الرسمية بالبلاد ‪ .‬في حين أن البربرية كانت بمثابة‬
‫العامية في يومنا هذا ‪ .‬بقى لنا في هذا المبحث أن نعرف مدى مساهمة ‪.‬‬
‫عاماء هذه الدولة في علوم العربية كالنحو خاضة " والأدب بشقيه '‬
‫النثر والشعر ‪.‬‬

‫‪ )1‬النحو ‪:‬‬
‫اذا استثنينا الأسرة الرستمية ‪ .‬الأئمة خاصة ‪ ،‬الذين برعوا في كثير من‬
‫العلوم ‪ .‬ومنها علوم العربية كا سبق أن ذكرنا ‪ ،‬فاننا لا نجد الا القليل من‬
‫المؤلفين فيه ‪ ،‬وانما كانت لكثير من علماء تيهرت معرفة باللفة العربية‬
‫وقواعدها ‪ .‬وكان من الممكن أن ينتقل نحو البصرة الى تيهرت مع المذهب‬
‫الاباضي & اذ كانت البضرة المركز الأم للمذهب واحدى المدارس النحوية‬
‫البارزة في ذلك الوقت ‪ .‬لو وجد تربة صالحة لنوه واستيعاب دقائقه‬
‫وخوض عماره فتيهرت في هذه الفترة المتقدمة من الزمن بعيدة عن مسايرة‬
‫البصرة في هذا الاختصاص كل البعد ‪ .‬بسبب بسيط هو طبيعة سكانها من‬
‫‪ -‬ا‪- 53‬‬
‫البربر الذين كانوا في هذا الوقت يحاولون التحدث بالعربية ى على أكبر‬
‫تقدير ‪ .‬دون النظر الى النحو والقواعد ‪.‬‬

‫ورغم هذا فام نعدم بعض الاشارات الى بعض المهتمين بالنحو كأبي عبيدة‬
‫الأعرج الذي يقول عنه ابن الصغير معجبا ببراعته في اللغة « كان أبو عبيدة‬
‫هذا عالما بالفقه والكلام والوثائق والنحو واللغة‪ ...‬وقد أتيته يوما أسمع‬
‫منه كتاب اصلاح الغلط الذي ألفه عبد الله بن مسلم بن قتيبة على أبي‬
‫تاحت ت قراءته وقلت لعل تاظرا في كتابنا هذا ينفر من‬
‫ف ‪0‬تفلم‬
‫ايدة‬
‫عب‬
‫عنوانه ويستفر من ترجمته ويربا بأبي عبيدة عن الزلة فلم أهمزه ولم أمده‬
‫فقال لي يربأ بأبي عبيدة بهمز الألف وضمه وانما ذكرت هذا الحرف لادل‬
‫على براعته في اللغة »({ة‘ ‪.‬‬

‫ولارنعرف عن أبي عبيدة الأعرج أكثر من هذا ى بل نجهل عن غيره من‬


‫المهمين بالنحو في ‪.‬تيهرت او غيرها من المراكز العلمية بالدولة كل شيء اللهم‬

‫القرويين » رغم أهم من رعايا الدولة الرستمية س ومواليد مدنها { كالأخوين‬


‫ابراهيم المهري وأبو عبد الملك المهري ابني قطن ‪ ،‬فكان ابراهيم على مذهب‬
‫الاباضية ‪ 0‬نحويا ‪ ،‬الا أنه لم يسمع منه الا القليل من الناس ى بينا كان عبد‬
‫الك « شيخ أهل اللغة والعربية والنحو والرواية ى ورئيسهم وعميدهم ‪.‬‬
‫والمقدم في عهده وزمانه »(‪24‬ةا ‪ .‬ولم يكن شيئا مذكورا في بداية الأمر ؤ م‬
‫اعتكف على التحصيل ‪ ،‬فبأزخاه ابراهيم ‪ .‬حتى أصبح يشار اليه بالبنان‬
‫الملك التحوي‬ ‫عبد‬ ‫وفاة‬ ‫كنا نعلم تاريخ‬ ‫واذا‬ ‫‪.‬‬ ‫البلدان‬ ‫حختلف‬ ‫من‬ ‫و يقصد‬

‫افريقية الأغلبية <‬ ‫الأحد ق‬ ‫من باب سوق‬ ‫‪ .‬ومسكنه بالقرب‬ ‫‪ 352‬ه‬ ‫سنة‬

‫(‪ )142‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪ . 64‬وأنظر كذلك علي يحى معمر ‪:‬الاباضية بالجزائر ‪ .‬ص ‪ 541‬۔‪. 641‬‬
‫(‪ )242‬الزبيدي ‪ :‬أبو بكر مد بن الحسن ‪:‬طبقات النحو يين واللغو يين تحقيق محمد أبوالفضل ابراهيم ‪ . .‬ط ‏‪.٦‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ 9‬۔‪052‬‬ ‫ب ص‬ ‫‪ .‬مصر ‪1 33‬ه‪4591/‬م‬ ‫الخاجى الكتي‬ ‫أ مين‬ ‫سامي‬ ‫طبعه محد‬

‫‪- 253 -‬‬


‫فاننا لا نعلم شيئا‪:‬عن ابراهيم الاباضي النحوي من هذا القبيل الا أنه وضعه‬
‫الزبيدي (ة‪4‬ت) ضمن الطبقة الثانية من نحوبي القيروان قبل أخيه مباشرة ‪..‬‬
‫ومن سرت احدى المدن في أقصى شرق الدولة الرستمية ‪ ،‬برز أبو مد‬
‫عبد الله بن محمد المكفوف النحوي ‪ .‬قال عنه الزبيدي « كان من أعلم خلق‬
‫الله بالعربية والغريب والشعر وتفسير الملشروحات وأيام العرب وأخبارهنا‬
‫ووقائعها أدرك المهري وأخذ عنه‪ ...‬وله كتب كثيرة أملاها ق اللفة‬
‫والعربية والغريب وله كتاب في العروض يفضله أهل العلم على سائر‬
‫الكتب المؤلفة فيها لما بين فيه وقرب وعليه قرأ الناس الملشروحات ‪ ،‬واليه‬
‫كانت الرحلة من جميع افريقية والمغرب »(“ةا وتوفي المكفوف سنة ‪803‬ه‬
‫وينسب ال‪ ,‬القيروان ولا شك أنه بها تعلم وعلم ‪.‬‬
‫ولا شك أن هؤلاء الذين برزوا في علم النحو جأتىصبحوا مقصيذ‬
‫الطلبة والعلماء من أهل المغرب س قد كونتهم القيروان س أول المدن العربية‬
‫بالمغرب العربي ى حيث يكثر العرب الوافدون اليها من المشرق ‪0‬واشتهرت‬
‫في ذلك الوقت بعامائها في مختلف الفنون ‪ :‬وهذا لا نع أن يكونوا فن‬
‫رعايا الدولة الرستية الذين رحلوا الى القيروان لنهفل الظلم من‪..‬‬
‫موارده الأصلية ‪.‬‬
‫ولما كانت تيهرت مركزا لمختلف الأجناس ‪ ،‬وفد ت اليها ممنختلف‪:‬‬
‫واللهجات‪ < .‬حتى‬ ‫اللفات‬ ‫فيها‬ ‫» تعددت‬ ‫وغيره‬ ‫العالم الاسلامي‬ ‫البقاع ف‬

‫أنال‬ ‫منها‬ ‫كلة‬ ‫بخارج‬ ‫كتابه‬ ‫ف‬ ‫ابن الصغير ‪22‬‬ ‫نرى‬ ‫اللغة السودانية‬

‫‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫(‪ )342‬نفسه ‪ :‬ص ‪. 942‬وأنظر كذلكأحمد مختار عمر ‪:‬النشاط الثقافي في ليبيا ‪ .‬ى ‪...352‬‬
‫‪:‬‬ ‫)‪ (442‬الزبيدي ‪:‬طبقات التحويين ء ‪ .‬ص ‪ 752‬۔‪ 952‬وأنظر كذلك القفطي ‪:‬جمال الدين أ بو الحسن ط‪77:‬‬
‫يوسف ‪:‬أنباه الرواة على أنباء النحاه ‪ .‬ج‪2‬ء تحقيق محمد أبوالفضل ابراهيم {دار الكتب المصرية » التاهرة ‪.‬‬
‫‪ 741‬۔‪. 941‬الليوطي" ‪ :‬جلال الدين عبد الرحمن ‪ :‬بفية الوعاة فيطبقات‬ ‫ط ‪1731. +‬ه‪2591/‬م' ‪.4‬ص‬
‫ط‪0 1‬مطبمة عيسى البسلبي الحلبي ‪ .‬القاهرة «‬ ‫اللفويين والنجاة ةتحقيق محمد أبو الفضل ابراهيم ‪ .‬ج‪. 2‬‬
‫‪ 4‬ه‪5691/‬م ص ‪. 26‬‬

‫‪353- -‬‬
‫ملك السودان لابن عرفة سفير الامام أفلح الى تلك ال‪,‬۔لاد(ت“ة) ى فهذا‬
‫الاهتام يوحي لنا بأن السودانية قي تيهرت كانت احدى اللهجات المتداولة‬
‫بين العبيد وملاكيهم على الأقل وتشكل بذلك نوعا من العامية‬
‫المحدودة الاستعمال ‪.‬‬
‫إن هذا التنوع في اللغات واللهجات ى بالعاصة الرستية أنجب شخصية‬
‫لا تزال مغمورة ث رغم مساهمتها الفعالة في مجال اللغات ‪ ،‬ذلك هو يهوذا بن‬
‫قريش التيهرتي الذي عاش في القرن الرابع المجري ‪ ،‬وهو امتداد طبيعي‬
‫للقرن الثالث عهد الدولة الرستمية ‪ .‬وكان يهوذا بن قريش يحسن عدة لغات‬
‫كالعربية والأرامية والفارسية والبربرية والعبرية ‘ فكان كا يقول‬
‫الأستاذ الكعاك ‪ ،‬وهو أول من اكتشف هذا العالم وكتب عنه بالعربية‬
‫ه عالما بجميع تلك اللغات متضلعا فيها »(“ة‪ . 0‬فلعله بذل "الاستيعاب‬
‫للغات »‪٠‬من‏ الراذانيين الذين يقول عنهم ابن خرداذبة بأنهم « الذين‬
‫يتكلمون بالعربية والفارسية والرومية والأفرنجية والأندلسية والصقلية »‪74‬ة)‬
‫وهذا غير مستبعد اذا عامنا أن فى تيهرت دربا يعرف بدرب الرهادنة (‪842‬ا ‪.‬‬

‫ولم تتوقف معرفة يهوذا في استيعاب عدة لغات وانما حاول المقاربة‬
‫والمقابلة بين بعضها البعض بعد التنظير بينها ‪ .‬وترك كتابا في هذا المجال‬
‫برهن فيه على أن العربية والعبرية والكنعانية والبربرية ذات أصل‬
‫واحدا وبهذا يكون يهوذا التيهرتي هو أول واضع لأساس النحو‬
‫التنظيري ‪ ،‬كا يقول الكعاك وفتح بابا لم يكن ليولج الا عشرة قرون فيا‬
‫(‪ )542‬ابن الصغير ‏‪ ٠‬ص ‪. 13‬‬
‫(‪ )642‬الكماك ‪ :‬موجز ‪ .‬ص ‪. 122‬‬
‫(‪ )742‬ابن خرداذبة ‪ :‬المسالك والممالك ‪ .‬ص ‪ . 351‬الراذانية أو الرادانية طائفة من تجار اليهود ‪ .‬ومع هذا فليس‬
‫بجتبعد أن يكون هوذا بن قريش منهم ‪ .‬إستقر به المقام في تيهرت وتفرغ الى مقايلة تلك اللغات ببعضها ‪.‬‬
‫(‪ )842‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪ . 75 . 64‬يبدو أن الرهادنة بتعبير ابن الصفي هى نفسها راذانية أو رادانية عند‬
‫‪.‬‬ ‫ابن خرداذبة مع اختلاف بسيط ف النطق ‪.‬‬
‫(‪ )942‬المدني أحمد توفيق ‪ :‬هذه هي الجزائر ‪ .‬ص ‪. 65‬‬

‫‪- 453 -‬‬


‫ترات تمدن المغرب الأوسط "ث ‪ .‬ويقول الكعاك بأن هذا الكتاب لا يزال `‬
‫بانجلترا (‪, )152‬‬ ‫أكسفورد‬ ‫مكتبة‬ ‫< باللغة العربية < ف‬ ‫موجودا‬

‫‪ )2‬الأدب العربي ‪:‬‬


‫تتفق جميع الدراسات الحديثة"ةثٍ تقريبا س على أن الدولة الرسمية لم‪:‬‬
‫تبرز في الحياة الأدبية الصرفة س بروزها في الحياة الدينية من فقه وحديث‬
‫ومناظرات ‪ .‬ويعزو بعضهم ذلك الى اهتام الأئمة البالغ‪:‬بالحياة الدينية على‬
‫حساب الحياة الأدبية والعلمية البحتة ثهذا باستثناء الامام أبه بكر بن‪: .‬‬
‫أفلح الذي كان يحب الآداب والأشعار(ةة‪2‬ا ‪ .‬فتشجيع الحام للادباء والشعراء ‪:‬‬
‫}قيجوذ الأديب بها‬ ‫ورعايته‪.‬لهم من الأمور الي تدفع الحياة الأدبية أ‬
‫لديه من عبرقية ‪ .‬وقد صح عند استقراء تاريخ الأدب العربي ى كا يؤكد‪:‬‬
‫ذلك الدكتور احسان عباس"ةةةا ‪ .‬أن هذا الأدب كان ابن المواضم‬
‫السياسية ‪ ،‬فلما كان الأئمة الرستيون من الفقهاء { لم يلتفتوا كثيرا الي‬
‫الأداب ‪ ،‬فهم ى على حد تعبير شيخ بكري ‘ لم يكونوا ينتظرون هن‬
‫الشاعر أن يدافع عنهم أو يشهر أفكارم بقدر ما كانوا بجاجة الى الشراة‬
‫والمشائخ المدافعين الطبيعيين عنهم (‪5‬ةة ‪.‬‬

‫(‪ )052‬الكماك ‪:‬موجز ىص ‪ 022‬۔‪ 722‬وأنظر كذلك الميلي ‪:‬تاريخ الجزائري ج‪ . 2‬ص ‪ 96‬۔‪ ..07‬الجيلالي ‪:‬‬
‫تاريخ الجزائر ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪ 132‬۔‪. 232‬ابراهيم أحد العدوي ‪:‬بلاد الجزائر ‪ .‬ص ‪ 792‬۔‪. 892‬‬
‫نقه‬ ‫(‪ )152‬يشير الكماك الى مرجعه في هذا الموضوع ويقول بأنه استقى معلوماته عن الجلة الأسيوية الفرنسوية‬
‫أنظر الكماك ‪ :‬ص ‪ 122‬وقد بحثت عن هذه ‪.‬المهلة وحاولت ضبط‬ ‫] ‪:‬‬ ‫‪ 3481‬ح‬
‫عنوانها الفرني ب عدجناةن‪ 6‬لةصداه[ وهي مجلة مشهورة في المغرب المربي في الممد الاستعماري ولكنني ‪.‬‬
‫أمكن من العثور على المقال الذي يدور حول شخصية وذا بن قريش ‪.‬‬
‫(‪ )252‬الكماك ‪:‬موجز ىص ‪ ، 602‬رابح بونار ‪:‬المغرب المربي ‪ .‬ص ‪ 021. 58‬ىأحد مختار عمر ‪:‬النشاط‬
‫الثقافي في ليبيا ‪ .‬ص ‪ . 871‬الجنحاني ‪ :‬تاهرت ‪ .‬مجلة العلوم الاجتاعية ‪ .‬تونس ‪ .‬عدد ‪ . 04/34‬ص هو ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫ط‬ ‫‪:‬‬ ‫‪.79-59‬م ‪...,‬عزن‬
‫‪. 13‬‬ ‫(‪ )352‬ابن الصفير ‪ :‬ص‬
‫(‪ )452‬احسان عباس ‪ :‬تاريخ ليبيا ‏‪ ٠‬ص ‪. 422‬‬
‫‪.‬‬ ‫ن‬ ‫‪ :‬ح‬ ‫)‪, . 79-69 (552‬عز‬

‫‪-553 -‬۔‬
‫وهناك رأي ثالث مفاده أن الحياة الأدبية التي شهدتها تيهرت خاصة ‪.‬‬
‫لم تصل الينا لعدم اهتام المؤرخين وأصحاب كتب التراجمة) بتدوينها‬
‫وأرزىأن أولئك س من الاباضية خاصة س قأدهملوا هذا الجانب كليا ‪.‬‬
‫وطغى على كتبهم الجانب الفقهي لا غير ‪ ،‬ثم إن اهتامهم بعلماء نفوسة‬
‫والجهة الشرقية من الدولة الرستمية خاصة ‪ .‬أذ عنا الكثير مانلمعلومات‬
‫الأدب العربي ابنا‬ ‫عن علماء تيهرت وأدبائها كعاصمة سياسية مادام‬
‫للعواصم السياسية ‪.‬‬
‫ورغم هذا فلم نعدم وجود بعض القطع النثرية والشعرية المتناثرة هنا‬
‫وهناك في بطون الكتب‪ ،‬ومن ذلك بعض الرسائل التى وجهها الائمة‬
‫الرسميون الى رعيتهم أو الخارجين عن طاعتهم ث وبعض القصائد الشعرية‬
‫للشاعر التيهرتي بكر بنحماد الزناتي س وكانت على مستوى رفيع ‪،‬كا سوف‬
‫نرى مما يجعلنا نعتقد وجود شعراء غيره‪ ،.‬أقل منه شاعرية ‪ ،‬لم يحظوا‬
‫بتخليد اأسائيم كشعراء من طرف المؤرخين » لذلك لم تصلنا‬
‫أخبارهم وأشعارم ‪.‬‬
‫‪1‬۔النثر ‪:‬‬
‫يذكر الدكتور أحمد مختار عمر ‪،‬أن النثر عند الاباضية قد فاق جانب‬
‫الشعر ‪،‬وانه جاء الينا في شكل خطب أو وصايا أو رسائل ديوانية أو‬
‫أقاصيص تعليية أو حكم أو أجوبة ‪7‬تة) ‪.‬والحقيقة أنني أشك في وجود غير‬
‫الرسائل الديوانية والخطب منالنثر الاباضى الذي حاول الدكتور أحد‬
‫مختار عمر جمعه ى لأن غير ذلك ‪ ،‬في اعتقادي ‪ ،‬انما كان باللسان البربري ‪:‬‬
‫عربه كتاب السير والطبقات فيا بعد ‪.‬‬
‫ويمكن أن نأخذ نموذجا من الرسائل الديوانية ‪ .‬رسالة الامام عبد‬
‫‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المربي ب ص‬ ‫رابح بونار ‪ :‬المغرب‬ ‫(‪)652‬‬

‫(‪ )752‬أحمد مختار عمر ‪ :‬النشاط الثقافي ‪ .‬ص ‪. 871‬‬

‫‪- 653 .‬‬


‫ولاد بة‬ ‫قفز الى منصب‬ ‫خلف بن السمح الذي‬ ‫ح‪ 4‬في مسألة‬ ‫الى نفوسة‬ ‫الوهاب‬

‫نفوسة بعد وفاة أبيه الذي كان يشغله ‪ ،‬بدون اذن من الامام (‪. )2‬‬

‫« يسم الله الرحمن الرحم ‪ .‬وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أما‬
‫بعد فاني آمركم بتقوى الله تعالى ‪ ،‬والاتباع لما أمركم به س والانتهاء عما هاك‬
‫عنه } والذي كتبتوني به‪ .‬من وفاة السمح وتولية بعض الناس خلفا ‘ خلفا‬
‫منهم‪ . .‬ورد أهل الخير ذلك س فان مولي خلفا بغير اذن امامه قد أخطأ سيرة‬
‫المسلمين ى ومن أبى توليته فقد أصاب ‪ ،‬فاذا أتاكم كتابي هذا فليرجع كل‬
‫عامل استعمله السمح الى عمله الذي ولي عليه ‘ الا خجلف بنالسمح ‪0‬فحتى‬
‫يأتيه أمري وتوبوا الى ربكم لعلكم تفلحون »(ةةا ‪.‬‬

‫وللامام أفلح عدة رسائل الى رعيته وعماله والى نفاث بن نصر(‪6‬ة)‬
‫الذي خرج عن طاعته وطعن فيه(اةةا ى وقد أطال الحديث في بعضها ‪.‬‬
‫واخترنا من بين رسائله تلك ص هذه الرسالة الى بعثها الى نفاث يعنفه فيها‬
‫وهدده وهي آخر ما كتبه به أفلح اليه ‪ .‬نختصر منها بعض الفقرات ‪ 0‬وهي‬
‫بدون بسملة دليل على الغضب وعدم الرضا ‪.‬‬
‫من أفلح بن عبد الوهاب الى نفاث بن نصر ‪ ،‬أما بعد ‪.‬فالحمد لله‬ ‫«‬
‫علينا واحسن الينا الذي بنعمته تتم الصالحات ولا يهتدي مهتد الا‬ ‫المنعم‬
‫وتوفيقه فله المنة علينا ولا منة لنا عليه ‪ .‬وهو المحسن الينا اذ هدانا‬ ‫بعونه‬
‫وجعلنا خلفا بعد أسلافنا الصالحين وأمتنا المهتدين الذين في اتباعهم‬ ‫لدينه‬

‫(‪.)852‬أنظر عن هذه الفتنة ‪ .‬الفصل الرابع من الباب الأول ‪.‬‬


‫(‪ )952‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ؛ ج‪ . 1‬ص ‪ 0 96‬وأنظر صيفة أخرى قريبه من هده في سير نه‪٬‬حي‏ ‪:‬‬
‫ض ‪ 08‬۔ ‪ 18‬ى الباروني ‪ :‬الأزهار ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪ 941‬۔ ‪. 051‬‬
‫(‪ )062‬عن رسائل الامام أفلح " أنظر الباروني ‪ :‬الأزهار ج‪ . 2‬ص ‪ 991 ، 981 781‬۔ ‪ . 412 . 502‬رابح‬
‫يونار ‪:‬للغرب العربي ىص ‏‪ ١37‬۔‪. 441‬‬
‫(‪ )162‬عن نفاث وخروجه عن طاعة الإمام ‪ :.‬أنظر سي در أبي زكرياء ‪ .‬ص ‪0 29‬وما بعدها ‪.‬طبقات الدرجيني ه‬
‫‪ 77‬وما بعدها ‪.‬‬ ‫حج ‪ .‬ص‬
‫_‬

‫‪- 753 -‬‬


‫ولن‬ ‫العدل‬ ‫خالف‬ ‫من‬ ‫هندي‬ ‫نخشى الملكة ‪ .‬ولن‬ ‫وفي مخالفتهم‬ ‫نرجو المهدى‬

‫ينجو من ابتدع غير الحق لأن تلك البدعة ضلالة وكل ضلالة كفر وكل‬
‫كفر في النار ‪.‬‬

‫وقد كتبت اليك غير كتاب أنصح لك فيه وأدعوك الى رشدك ونفي كل‬
‫ذلك لا يبلغنى من عمالنا فيك الا ما أكره ولا أرضاه لدين ولا دنيا حتى‬
‫حررت كتابا منشورا الى عمالنا أمرتهم فيه بخلع كل من خالف سيرة‬
‫المسلمين وابتدع غير طريقتهم وسار بغير سيرهم وبنفيه وهجره واقصائه ‪.‬‬
‫فكتبت الي كتابا كأنك تسخط ذلك ‪ .‬أترى أني أوازر من ابتدع في ديننا‬
‫(كلا) ما كنت بالذي يفعل ذلك ولا أوازر من يسعى في خلافنا ماكنا‬
‫على الهدى ‪.‬‬

‫غم قلت إنا أمرنا في كتابنا بالبراءة منك ‪ .‬فان كنت كا كتب به الينا‬
‫عمالنا فأنت محقوق بالبراءة ومقصى من جماعتنا‪ ...‬وان لم تكن كذلك‬
‫فأظهر الانتفاء من ذلك وكذب عن نفسك ما قيل عنك لتكون عندنا‬
‫بالحالة التي تستحقها وتستوجبها ‪.‬‬

‫‪ ...‬وانغا رفع الينا عنك ما رفعه أهل الثقة عندنا فأمرنا عمالنا أن‬
‫يسيروا في كل من ابتدع بسيرة المسلمين وكتبنا إليهم بذلك ‪ .‬فجعلت تكتب‬
‫الينا فيا ليس لك به كتاب ‪ .‬فعلام تتجاهل في الأفور؟ فان كانت‬
‫غايتك انما هي أن نكتب اليك وتجيب وتكتب الينا ونجيب فهذه غاية‬
‫قصيرة س والسكوت عنك أهنا وأولى بنا‪ ...‬وان كانت غايتك التصخيح‬
‫فانف عن نفسك مارقي عليك وكن من جماعتنا وموافقي أسلافنا‪ :..‬وإن‬
‫يكن حقا مارقي عليك وما قيل فيك من مخالفة أصحابنا فأنت وما رضيت‬
‫به لنفسك ‪ .‬واني غير كاتب اليك كتابا بعد هذا الا ان‪-‬انتمى الينا منك ‪.‬ما‬
‫‪- 853 -‬۔‬
‫نحبه فننزلك من أنفسنا بحيث تحب والله المستعان ولا حول ولا قوة الا‬
‫بالله العلي العظيم »“‪. )2‬‬
‫وهذا جواب لأبي منصور الياس عامل الامام أبي اليقظان على نفوسة‬
‫بعثه الى العباس بن طولون لما خرج من مصر يريد بلاد المغرب‬
‫سنة ‪762‬ه(ة‪62‬ا ردا على كتابه الذي يأمره فيه ‪ :‬أن أقبل سمعك وطاعتك‬
‫والا وطئت بلدك فكتب اليه الياس تحقيرا له ه« قل لهذا الغلام أما أنك‬
‫أقرب الكفار مني وأحقهم مجاهدي ‪ .‬فقد بلغني من قبيح أفمالك مالا‬
‫يسعني التخلف معه عن ‪:‬جهادك وأنا على أثر رسالتي اليك »‪4‬ة) ‪.‬‬
‫إن هذه الناذج من النثر في العهد الرسي ‪ ،‬كتبت بأسلوب الرسائل‬
‫والخطب والمواعظ في صدر الاسلام ‪ .‬وهي تمتاز بايجاز العبارة وصحة‬
‫الألفاظ س والتسلسل المنطقي ‪ ،‬وبساطة الخطب ‪ ،‬وترك مالا يدخل في‪.‬‬
‫الموضوع وهي توحي بجيال أسلوب الأئمة وقدرتهم البلاغية ‪ .‬فبالاضافة الى‬
‫قيمتها التاريخية ‪ .‬نلاحظ ضرب أصحابها عنى الوتر الديني الذي كان هو‬
‫المين في تلك العهود ‪ .‬فبينا نشعر من رسالة الامام عبد الوهاب الى رعيته‬
‫بنفوسة الدعوة الى الطاعة بالتي هي أحسن ربا الأن الامام في تلك الستين‬
‫في أواخر أيامه وقد‪ :‬شاخ س نلاحظ على رسالة أفلح التمديد والغلظة‬
‫والشدة اذ الموقف يتطلب ذلك ‪ .‬أما رد الياس لابن طولون بذلك‬
‫الموجز ‪ 4‬فيذكرنا ببا رد به الخليفة العباسي هناروح الرشيد الامبراطور‬
‫البيزنطي نقفور سنة ‪871‬ه ‪ ،‬لما نقض هذا صلحا قد أبرم من قبله ‪ ،‬اذ‬
‫قال الرشيد في رده « الجواب ماتراه دون أن تسمعه »(ت‪62‬ا لأن نتقفوراً كان‬
‫قد هدد الخليفة هارون الرشيد بالسيف في رسالته ‪.‬‬
‫‏‪١‬‬ ‫(‪ )262‬الباروني ‪ :‬الأزهار ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪ 402‬۔ ‪. 502‬‬
‫)‪ (263‬أنظر عن هذا الفصل الرابع من الباب الأول ‪ .‬وأنظر ابن عذاري ‪ :‬البيان ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪ 811‬۔ ‪. 911‬‬
‫(‪ )462‬الباروني ‪ :‬الأزهار ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪ . 852‬وأنظر رسالة أخرى للامام أبي اليقظان بن أفلح مهمة قي موضوعها‬
‫وأسلوبها ‪ .‬نفس المرجع ص ‪ 042‬۔ ‪. 242‬‬
‫(‪ )562‬الطبري ‪ :‬تاريخ ‪ .‬ج‪ . 8‬ص ‪ 803‬ى ابن الأثير ‪ :‬الكامل ‪ .‬ج‪ . 6‬ص ‪ . 081‬أحداث سنة ‪871‬ه ‪.‬‬

‫‪-953-‬‬
‫ولعل النصوص التي وجد فيها الدكتور أحمد عنتار عمرا خللا كبيرا‬
‫‏‪ ١‬نها قيلت با لعربية <‬ ‫خطا‬ ‫اعتقد‬ ‫‏‪ ١‬لت‬ ‫‪ .‬انما هي ‏‪ ١‬لنصوص‬ ‫تعبيره‬ ‫حسب‬

‫وهي في الحقيقة ترجمت عن البربرية فيا بعد س كا ذكرنا هذا سابقا ‪.‬‬

‫‪ 2‬۔ الشعر ‪:‬‬


‫برز في الشعر في هذه الدولة الامام أفلح بن عبد الوهاب بقصيدة‬
‫فريدة تقع في أربعة وأربعين بيتا(ت‪6‬ةا ‪ 3‬ولا نملك غيرها لهذا الامام أو لغيره‬
‫يقول فيها ‪:‬‬
‫يريك أشخاصهم روحا وأبكازا‬ ‫اليم أبقى لأغيل العر آنباراً‬
‫اؤطارا‬ ‫ذاك‬ ‫من‬ ‫قضى‬ ‫عبد‬ ‫ما تات‬ ‫وزع‬ ‫علم وذو‬ ‫ذو‬ ‫مات‬ ‫حي ؤ وان‬

‫غم يقول ‪.:‬‬


‫في الناس يذرى لذاك الذر مقدارا‬ ‫العلم د له فضل ولآ أخة‬
‫عن النبي رَوَينَا فيه أختبازا‬ ‫ليلر ضل على الأغمقال قاطبة‬
‫في الع أغظم عد الله أخطَازا‬ ‫يقول طالب عل بات ليلته‬
‫صام النهار وأخيى الليل أشهار‬ ‫من عابد ستة لله مُجتهيداً‬
‫ويحث الامام ع‪-‬لى طلبب ال فيقول ‪:‬‬
‫أشنذ إلى العلم خلا قوق احلة وصل إلى الر ففاىلآقاق أسشقار‪١‬‏‬
‫ؤاطبز على قلج‪ :‬لاو مَْتسفاً مَهامته الأرض أخانا وَأقظَارا‬
‫حَتى تزور رجالا في رحالهم قَضلا أكرم بأهل العلم زورا‬
‫(‪ )662‬أحمد مختار عمر ‪ :‬النشاط الثقافي ‪ .‬ص ‪ 871‬۔ ‪. 881‬‬
‫(‪ )762‬وردت هذه القصيدة ي كتاب الدعائم لابن النظر مع عدد من القصائد ص ‪ 331‬۔ ‪ . 631‬وأنظر كذلك‬
‫الباروني في أزهاره أثبتها مع تشطير لما من طرف أحد علاء عمان الشيخ علي بن أحد العياني ‪ .‬ج‪. 2‬‬
‫ص ‪ 981‬۔ ‪ . 491‬وأنظر كذلك دبوز ‪ :‬تاريخ المغرب الكبير ‪ .‬ج ‪ . 3‬ص ‪ 673‬۔ ‪ . 773‬وتوجد في المديد من‬
‫الراجع الحديثة ‪.‬‬

‫‪- 063 -‬‬


‫أبرازا‬ ‫ك‬ ‫‪:‬‬ ‫تؤم‬ ‫كل‬ ‫ح۔َه؛أ‏‪ ٥‬لَه‬ ‫م٭قتبس‬ ‫منةة العلم‬ ‫بم "‬
‫ن أنت‬ ‫والطف‬

‫‪:‬‬ ‫يضيف‬

‫ولآ تكن جامعا للصّخف َخْزنَهَا كالعير يخيل نبين ا الي أسقارا‬
‫نغمالقضية نغم الغر تورئة لتفيك التوم إن أختثتآتارا‬
‫‪:‬‬ ‫فيقول‬ ‫العلماء‬ ‫اليه بعص‬ ‫يلتجىء‬ ‫أمر خطير قد‬ ‫تم يشير ‏‪ ١‬ل‬

‫واجتلة له لا تختلة مفْخَرَة ولا تزائي به بذا وأخت ازا‬


‫وقد تلت آتاماآ إآوزازا‬ ‫تعسآ لكل م ء غَيُرَ مُقتصد‬
‫يصطاة مَقتَنصَ بالباز أطيازرا‬ ‫تططاة بالعلم أموال العتاد كما‬

‫أحرزت بالدين ن قاهنت إصرارا‬ ‫ولآ تتاهن ادا ما قلت مقشأنة‬


‫واقل لتفِك حظا من مُذاكَرة مع الصديق إذا استَؤْحَشت اسمار‬
‫ويختم قصيدته فيقول ‪:‬‬

‫زا قا وََقاز ا‬ ‫بربك‬ ‫كقى‬ ‫وكن بربك لا با لناس مُمتصاً‬


‫لف ا خيا ترادلعر أ تاز‬ ‫خير اليتا د عتاة الله رن له‬
‫م‬ ‫م‬ ‫م‬

‫يعلق الأستاذ رابح بونار على هذه القصيدة فيقول با « من نوع‬


‫وفيها تعابير فقهية ‪0‬وضعف أسلوب ‪ 4‬ولكنها مع ذلك‬ ‫النظم التعليمي‬
‫تعد ترة جيدة ‪ 0‬ونتاجا مبكرا لانتاج عربي في جو بربري‪ ...‬وهي تمهيد‬
‫لنتاج ناضج تجود به عبقرية بكر بن حماد التيهرتي الزناتي »(ة‪. )62‬‬
‫الشاعر بكر بن حماد ‪:‬‬
‫الشاعر بكر بن حماد بن سمك بن اسماعيل الزناتي التيهرتي س نشأ‬
‫(‪ )862‬رابح بونار ‪ :‬للغرب المربي ى ص ‪. 211‬‬

‫‪. 4‬‬ ‫‪- 163-‬‬


‫بتيهمرت وتوفي فيها سنة ‪692‬ه ‪ 0‬عن عمر ست وتسعين سنةلةة‪2‬ا ‪ .‬نبغ في‬
‫الشعر ى أيا نبوغ ‪ ،‬ونظم في ذلك قصائد جيدة في أغراض مختلفة كالوصف‬
‫والمديح والهجاء والرثاء والاعتذار والزهد والوعظ“‪7‬تا ‪ 0‬وكل ما أنشده بكر‬
‫مبعثر بين صفحات الكتب س وفي ثنايا المخطوطات ‘ وقد بذل الأستاذ محمد‬
‫شاوش جهده لكي يجمع له ما استطاع من مختلف المصادر التي أمكنه‬
‫الحصول عليها ‪ 0‬فها عثر بعد البحث الطويل المستمر ى حسبا يذكر ذلك‬
‫بنفسه ‪ 2‬الا على نحو المائة وعشر أبيات من شعره لا غير ‪ ،‬ولم يقطع الأمل‬
‫فى اكتشاف غيرها اذ المستقبل كشاف‪)72٦{١‬‏ ‪.‬‬

‫وجودة شعر بكر بن حماد ي كا سوف نرى ‪ ،‬لاشك أنه اكتسبها من‬
‫ترحاله المستر س اذ رحل الى المشرق سنة ‪712‬ه وهو شاب في مقتبل العمر‬
‫وهناك التقى بفطظاحل شعراء القرن الثالث الهجري مشل دعبل‬
‫الحزاعيت‪7‬ةا وأبي تمام حبيب بن أوس الطائي وأبي الحسن علي بن‬
‫الجهم (ة‪ . ):7‬فكان لمذه الرحلة المشرقية ى التأثير الأكبر على فكره‬
‫واستعراه ‪ 3‬كا كان تعلمه بالقيروان واقامته بها س فرصة للاختلاط بأناس‬
‫كانوا عر‪:‬يقين في عروبتهم(‪47‬ثا ى واختلط بهم وهو صغير على ما يبدو س مما‬
‫ترك آثاره الفعالة في شخصيته ولسانه ‪.‬‬

‫(‪ )962‬القيرواني ‪ :‬أبو العرب ‪ :‬طبقات علاء افريقية ى ص ‪ 642‬ي الدباغ ‪ :‬معالم الايان ‪ .‬ج‪. 2‬‬
‫ص ‪ 182‬۔ ‪ 282‬وأنظر كذلك ‪ :‬محمد شاوش ‪ :‬الدر الوقاد من شعر بكر بن حماد ء ص ‪. 34‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪ .‬رابح بونار ‪ :‬الغرب المربي ص‬ ‫‪07‬‬ ‫‪ 2‬ى ص‬ ‫(‪ )072‬الميلي ‪ :‬تاريخ ج‬

‫(‪ )372‬شاوش محمد ‪:‬الدر‪.‬الوقاد ‪ .‬ص ‪ 37‬۔‪2 57‬لقد قال‪ .‬لي أحد الإخوة من سكان ولاية تيمرت إن امام جامع‬
‫تيهرت المتوفى قبل سنوات عثر في تركيا على ديوان شعر لبكر بن حماد الزناتي ‪3‬فلعلنا سوف نرجع الى هذا ه‬
‫عين المكان ‪.‬‬ ‫ونتحقق منه ف‬

‫(‪ )272‬هو أبو جعفر الحسن بن علي الخزاعي المتوقف سنة ‪642‬ه ىقضى دعبل أكثر حياته ببغداد وكان مشهورا‬
‫بهجائه للملوك وتجاسره حتى على الخلفاء ظ ترجمته ‪:‬ياقوت ‪:‬ممجم الادباء ‪ .‬ج‪ 11‬ىص ‪ 99‬۔‪. 411‬اين‬
‫‪.‬‬ ‫‪ 662‬۔‪072‬‬ ‫‏‪. ٠‬ج‪ 2‬ب ص‬ ‫‪ :‬وفيات‬ ‫خلكان‬
‫(‪ )372‬توفي أبو تمام سنة ‪132‬ه أما ابن الجهم فوفاته سنة ‪942‬ه وكلاهما شاعر جيذ في كل فن ‪2‬أنظر اين‬
‫‪ 553‬وما بمدها ‪.‬‬ ‫‪ » 3‬ص‬ ‫‪ 11‬وما بعدها ج‬ ‫م‪٫‬ج‏ ‪ 2‬ب ص‬ ‫‪ :‬وفيات‬ ‫خلكان‬

‫‪.‬‬ ‫‪902‬‬ ‫‏‪ ٠‬ص‬ ‫(‪ )472‬الكعاك ‪ :‬موجز‬

‫‪- 263 -‬‬


‫ويضنف الأستاذ بونار بكر بن حماد في‪ .‬الشعراء المطبوعين { وهم قلة‬
‫ويقول‪.‬عنه ‪ :‬ه أن هذه الشخصية هي أنبغ شخصية في الشعر الفنائي‬
‫بالمغرب العربي عامة س رلا نجد نظيرها في عمق تفكيرها وأصالتها البيانية‬
‫وامتلاكها موهبة شعرية محترمة الا في الأندلس‪ ...‬ويحق لمؤرخ الأدب في‬
‫هذا العصرأن يصرح بأن ظهور بكر بن حماد في القرن الثالث‪ ...‬هو أكبر‬
‫مفخزة للأدب العربي المغربي »(ة‪2‬ا ‪.‬‬

‫ولما كان غير مستسباغ ادراج جميع أشعا ره التي وصلتنا ‪ 0‬على قلتها‬
‫فحسبنا أن نشير الى مصادر وجودها ‪ 0‬الأمر الذي أهمله الأستاذ محمد شاوش‬
‫الذي جمع أشعار بكر في كتابه س ورتبها حسب أغراضها ‪ .‬وهو عمل‬
‫يشكر عليه(“‪7‬ة ‪.‬‬
‫ونختار من قصائد بكر بن حماد بعضا منها ونبدأ بهذه التي يستعطف‬
‫فيها الامام أبا حاتم يوسف ويعتذر اليه ‪ ،‬وقد قبل الامام اعتذاره‬
‫‪:‬‬ ‫وعفا عنه‬

‫‏‪ ١‬لشاعر (‪. ) 772‬‬ ‫يقول‬

‫نضير‬ ‫‏‪ ١‬لفْصًّون‬ ‫في‬ ‫شتا بي‬ ‫وَغصر‬ ‫تركها‬ ‫با لعراق فى‬ ‫لي‬ ‫َمؤنسة‬

‫تاا أن را ك تيد‬ ‫فقالت ‪:‬كَتا قاا النوابي قبلقا عز يز‬


‫م‬ ‫‏‪٥0‬‬ ‫> م‬

‫(‪ )572‬رابح بونار ‪ :‬المغرب العربي ى ص ‪. 021‬‬


‫(‪ )672‬ما استطعنا معرفة مظانه من المصادر لاشمار بكر بن حماد هي ‪ :‬القيرواني أبو العرب ‪ :‬طبقات ‪.‬‬
‫ص ‪ . 642‬البكري ‪ :‬للغرب ى ص ‪ 2 01‬الدباغ ‪ :‬معالم الاييان ‪ :‬ج‪ . 2‬ص ‪ 282‬۔ ‪ { 382‬المالكي ‪ :‬رياض‬
‫النفوس ث ص ‪ 2 904‬ابن الابار ‪ :‬الحملة السيراء ‪ .‬ج‪ 1‬ى ص ‪ 271‬۔ ‪ . 471‬السهكي ‪ :‬طبقات الشافعية الكبرى ‪.‬‬
‫ج ‪ .‬ص ‪ 882‬۔ ‪ . 982‬البفدادي ‪ :‬خزانة الأدب ي ج‪ . 2‬ص ‪ 634‬۔ ‪ ، 734‬البرادي ‪ :‬الجواهر ‪ .‬ص ‪. 371‬‬
‫‪ 6‬ء ابن عذاري ‪ :‬البيان ى‪ .‬ج‪ 1‬ث ص ‪ 351‬۔ ‪. 002 . 451‬‬
‫)‪ (772‬البرادي ‪ :‬الجواهر ‪ .‬ص ‪ . 602‬محمد شاوش ‪ :‬الدر الوقاد ‪ .‬ص ‪ 38‬۔ ‪. 48‬‬

‫‪- 363 -‬‬


‫أبا حَاتر قا كان مَاا كان فضة‬
‫‪٥‬‬ ‫‪2‬۔‪‎‬‬

‫أو‬ ‫الأشور‬ ‫تفد‬ ‫اتت‬ ‫ولكن‬

‫تنور‬ ‫قدار رَيتَمُم قالدائزات‬


‫قَاكُرَقني ةقوم حخشييتت عقابه‬
‫واكرم عفو يؤثر النان أمر ة إذا قا عَقاالإنتان وَموَ قدير‬ ‫‏‪ ٦‬ح‬ ‫ع‬

‫واشتهر بكر بشعر الزهد والتصوف ‪ ،‬حتى ليشبهه البعض بأبي‬


‫العتاهية ث‪72‬ا ى اعتقادا منهم بأنه تأثر به نساء رحلته الى المشرق(‪72‬ا ‪ .‬وفى‬
‫هذا الفرض من الشعر يقول بكر بن حماد (‪0‬ة‪2‬ا ‪:‬‬

‫إبا لفي غفلة عا تاسُوتا‬ ‫تا متنا زل قوم ل تَزورونتا‬


‫جاَةلرحيل قما يزجاولامونًا ؟‬ ‫ؤ ينطقون لقائوا ‪:‬الزاة وَيْحَكُم‬
‫نثلتا فثل قؤمل‪ :‬يَتوتَونتا‬ ‫اللمؤتأطبح بالدنيا يخربها‬
‫قااملون لعرش ل باكونا‬ ‫الآن قابكوا ‪ ،‬ققذ حَق البكاء لكم‬
‫وله فى أخرى(قة) ‪,‬‬
‫أتاه‬ ‫فيقا‬ ‫أغظم ببلێتت‬ ‫من‬ ‫قف القوز قَتاد القامدين بقنا ‪.‬‬
‫قوم تقطقت الاباب تنه من الوصال َسَاروا ‪:‬تخت أطواد‬
‫»‬ ‫هم‬ ‫هے‬

‫زاخو جميعا عَلى الأقدام وَابتَكَروا فلن يروحوا ولن تَفدولهم غادي‬
‫إا لقالوا ‪ :‬النقى م أفضل الزاد‬
‫ہ و‬ ‫ہے‬

‫‪ ..‬والله والله لو روا وَلتؤ تطقوا‪.‬‬

‫وبعد أبيات يقول ‪:‬‬


‫۔ ‪8‬‬ ‫ثن ‪-‬‬
‫‏‪٥‬‬ ‫بكر‬ ‫با‬ ‫هَْمَاتَ‬ ‫ت ة‬ ‫۔ ‏‪ ٥‬۔‬
‫أين البقاء وقتا المؤت يطلئتا‬
‫ترى المزة في لهو وفي لتب‬
‫‪--‬‬

‫واء‬ ‫حَنّى تر اة‏‪ ٥‬عَلَى نفش أش‬

‫هو أبو اسحاق اسماعيل بن القاسم المعروف بأبي العتاهية ‪ .‬نشأ بالكوفة وسكن بغداد واشتهر كشاعر في‬ ‫(‪)872‬‬
‫الزهد ‪ ،‬توفي سنة ‪112‬ه ء أنظر ابن خلكان ‪ :‬وفيات ؛ ج‪ 1‬ث ص ‪ 912‬وما بعدها ‪.‬‬ ‫فلسفة‬
‫محد شاوش ‪ :‬الدر الوقاد ى ص ‪ 65‬۔ ‪ 2 75‬الكماك ‪ :‬موجز ى ص ‪ 2 412 - 312‬رابح بونار ‪ :‬المغرب‬ ‫(‪)972‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪331‬‬ ‫المري ى ص‬

‫(‪ )082‬الدباغ ‪ :‬ممالم الامان ي ج‪ 2‬ى ص ‪ 382‬ى وأنظر محمد شاوش ‪ :‬الدر الوقاد ‪ .‬ص ‪. 09‬‬
‫(‪ )182‬الدباغ ‪ :‬معالم الايان ى ج‪ 2‬ي ص ‪ 382‬ى وأنظر شاوش ‪ :‬الدر الوقاد ‪ .‬ص ‪ 08‬۔ ‪. 28‬‬

‫} ‪-‬۔‪-463‬‬
‫ش يقول ‪:‬‬

‫رَائح قارقالأخباب ؤ صَادى‬ ‫في كمل يؤم ترى تفشا شيعة‬


‫قا انتظارك يا بكر برة حَمًّاد ؟‬ ‫تهد م ما تتنيه من قزح‪.‬‬ ‫الت‬

‫وكان الشاعر بكر كثير العلاقة بالملوك والأمراء ‪ .‬ييدحهم ويهجوهم حتى‬
‫كان ينال منهم ما يرجوه ‪ 0‬وقد تجرا وهجا الخليفة العباسي المعتصم‬
‫(‪ 812‬۔ ‪722‬ه) رغم أن هذا وصله بصلات جزيلة(تثةا ‪ .‬كا وصله الأمراء‬
‫الأغالبة (ةة‪2‬ا ‪ .‬والأدارسة على حد سواءا ‪.‬‬
‫ولعل أحسن ما يمكن اثباته من شعر بكر بن حماد قصيدته الهجائية‬
‫الت رد بها على عمران بن حطان(تثا ‪ .‬وعارض بها قصيدته التى يهجو فيها‬
‫الامام علي بن أبي طالب (ض) ويمدح قاتله عبد الرحمن بن ملجم (‪6‬ث‪. )2‬‬
‫بكر بن حاد (‪. )782‬‬ ‫يقول‬

‫مَةمت وَيلَك للإسلام أمانا‬ ‫الأفتارز غالبة‬ ‫قَل لابن ‪7‬‬


‫قتلت أفضل من يشي لى قدم‪ .‬وَأؤل الناس إشلاماآ وَإيَاتا‬
‫م ‪ 4‬النا س بالقرآن ن مبتا س الرسول لنا ترعاآ وتبتاتا‬
‫و برهانا‬ ‫أنضحت ‪ 4‬مَتَاةقبه ة تورا‬ ‫صصرررَ‬ ‫ة‏‪ ٥‬تا‬ ‫صهر ا‏‪١‬لتبو‪ :‬وَمحَو‬

‫(‪ )282‬ابن عذاري ‪ :‬البيان ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪ ، 451‬شاوش الدر الوقاد ‪ .‬ص ‪ 76 0 64‬۔ ‪. 96‬‬
‫(‪ )382‬ابن الآبار ‪ :‬الحلة ‪ .‬ج‪ 1‬ى ص ‪. 471‬‬
‫(‪ )482‬ابن عذاري ‪:‬البيان ‪ .‬ج ‪ 1‬ى ص ‪ 632‬۔‪ . 732‬شاوش ‪:‬الدر الوقاد ‏‪ ٠‬ص ‪. 15‬‬
‫(‪ )582‬عمران بن حطان ‪:‬تابعي مشهور وأحد رؤوس الخوارج ‪ .‬أدرك صدرا مانلصحابة وروى عنهم¡ وهو شاعر‬
‫فصيح من شعراء الثراة ودعاهم أنظر ترجمته في الدرجيني ‪:‬طبقات ‪ .‬ج‪ 2‬ى ص ‪ 622‬۔‪ 0 632‬والأصفهاني ‪:‬‬
‫الأغاني " ج ‪ 81‬ى ص ‪ 05‬۔ ‪ 2 16‬البغدادي ‪ :‬خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب س ج‪ . 2‬ط ‪ . 1‬بولاق ‪ ،‬بلا‬
‫تاريخ ث ص ‪. 634‬‬
‫(‪ )682‬عن قصيدة عمران بن حطان في هجاء الامام علي (ض) ومدح ابن ملجم أنظر المصادر اللابقة ما عدا‬
‫الدرجيئ‪ :‬وقي نفس الصفحات يقول في بيت ‪:‬‬
‫عا جناه من الآثام عريانا‬ ‫٭‬ ‫أسى عشية عشاه بضربته‬
‫(‪ )782‬السبكي ‪ :‬تاج الدين ‪ 0‬طيقات الشافعية الكبرى ي ج ‪ 0 1‬س ‪ 882‬۔ ‪ ، 982‬البفدادي ‪ :‬خزانة ى ج‪ 2‬ء‬
‫ص ‪ 634‬سي شاوش محمد ‪ :‬الدر الوقاد ‏‪ ٠‬ص ‪ 26‬۔ ‪. 46‬‬

‫‪-563 -‬۔‬
‫مكان ه زون من مونى بن عمُرَانا‬ ‫وكان منة عَلَى رغم السود لة‬
‫ليثاآ إذا نقى الأفران اقراتا‬ ‫وكان في الحزب ستيف صارما ذكر‬
‫لت سبحان رب الناس سَبحاتا‬ ‫ذكرت قاتلة المع منحدر‬
‫إنى لأختبة ما كان من بر يحمى المقاة ولكن كان شيطانا‬
‫أشقى مزاد إذا غعئت قتائلقا وأختر الاس عند ا له ميتاتا‬

‫ن‬‫ان‬
‫ط عمران‬
‫حى قَبْر‬
‫ولا سق‬ ‫َةحغنَةئَلَة‬
‫ماَعَاقىتالل‬
‫قل‬
‫بقوله في شقئ؟ قل مُجترماً وتنال قاتالة ظلاً قغذواتا‬
‫إلأ لينغ من ذي القز رضوانا‬ ‫ناشرة ين كني مياة يب‬
‫مخلدا قأثتى الرحمن غضباتا‬ ‫تبل متزربة من وي أوزةثة لظى‬
‫لم ترد قَصُداً بضربته إلا تصلى عذاب الخلد نيزانا‬ ‫نة‬

‫وأجاد‬ ‫أحسن‬ ‫لقد‬ ‫قوله «‪...‬‬ ‫القصيدة‬ ‫ويكفي تعليق السبكي على هذه‬
‫بكر بن حماد التاهرتي ف معارضته »(‪82‬ا ‪.‬‬

‫ومما يدل على اهتام التيهرتيين بالأدب ‘ والشعر خاصة ‘ وله علاقة‬
‫الاستبرارية بما كان سائدا في تيهرت في القرن الثالث الهجري مارواه ابن‬
‫خلكان عن شاعر تيهرتي ؛لم يذكر اسمه ‪ ،‬قال بأنه قصد ابن نباتة‬
‫الشاعر“ةا في المشرق ليسأله عن هذا البيت ‪:‬‬
‫واحد‬ ‫والداء‬ ‫الأسباب‬ ‫ت رنو‪.‬عت‬ ‫بغيره‬ ‫بالىئێف مَات‬ ‫‪ :‬تمت‬ ‫وم‬

‫وقد تعجب ابن نباتة نفسه من وصول شعره الى المغرب العربي (‪)02‬‬
‫(‪ )882‬السبكي ‪ :‬طبقات الشافعية الكبرى ي ج‪ . 1‬ص ‪ .882‬البغدادي ‪ :‬خزانة الأدب س ج‪ 2‬ث ص ‪ . 734‬ث‬
‫(‪ )982‬هو أبو نصر عيد المزيز بن عمر المعروف بابن نباتة كان شاعرا مجيدا من شعراء سيف الدولة الداني س توفي‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ببغداد سنة ‪504‬ه ‪.‬‬
‫(‪ )092‬ابن خلكان ‪ :‬وفيات الأعيان ‪ .‬ج ‪ . 3‬ص ‪. 391‬‬

‫‪-663-‬۔‬
‫وهو تعجب ضمني من هذا الشاعر التيهرتي المغربي الذي اهتم بالبيت‬
‫النعري ورحل يسأل عن صاحبه رغم بعد المسافة ‪.‬‬

‫‪:‬‬ ‫د = التاريخ‬

‫لمل استعمال لفظة «التاريخ» للتحدث عن العلماء الذين اهتموا‬


‫بالأخبار ‪ 4‬يروونها أو يدونونها } في هذه الفترة فيه شيء من المبالغة ى اذ‬
‫اللفظة مازالت لم تعرف مدلولها المتعارف عليه اليوم ‪ .‬ويمكننا أن نلاحظ‬
‫هذا في الكتب التى ألفت في هذه الفترة س فكل عناوينها تقريبا لا تحمل‬
‫لفظة «تاريخ"» اذ اللفظة لها معنى آخر ‪ ،‬وانما ألف الأقدمون في هذه‬
‫الفترة ‪ .‬في السير والمغازي والطبقات ‪ .‬وكل ذلك من صنف الأخبار ‪.‬‬
‫ولهذا السبب يذكر ابن الصغير اهتام الامام أبي بكر بالتاريخ وحبه له‬
‫فيقول كان « يحب الاداب والاشعار واخبار الماضين »"! ‪ 0‬ولا يعدو ان‬
‫يكون حب هذا الامام لأخبار الماضين ي انعكاس لما هو عام في الرعية ولم‬
‫يخبرنا ابن الصغير عن الأخباريين الذين كان أبو بكر يسقع الى اخبارهم‬
‫التي ى ولاشك س كانت تتناول أخبار اباضية المشرق ‪ ،‬والسلف من أئمة‬
‫ا الدولة الرستبية ‪ .‬فضلا عن تاريخ صدر الاسلام وما حدثت فيه‬
‫‪.‬‬ ‫احداث‬ ‫من‬

‫إن هذه الموضوعات التى كانت تتناولها الشفاه ‪ 0‬نجد فها اشارات في‬
‫لواب‬ ‫وقد كان‬ ‫(‪. (292‬‬ ‫عمرو « شرائع الدين‬ ‫بن‬ ‫سلام‬ ‫بن‬ ‫لواب‬ ‫كتاب‬

‫يسكن توزر قبل سنة ‪042‬ه بقليل(‪:‬ثةا ‪ .‬ولعله كتب تأليفه ذلك ‪ ،‬بعد‬
‫(‪ )192‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪. 13‬‬
‫(‪ )292‬لا يزال الكتاب مخطوطا ‪ .‬استنخه الشيخ الناصر مرموري من النسخة اليتية الموجودة بجربة في مكتبة‬
‫النيخ مالم بن يعقوب ‪.‬‬
‫(‪ )9392‬لواب شرائع (مخطوط) ‪ .‬ورقة ‪. 44‬‬

‫‪- 763 -‬‬


‫سنة ‪072‬ه اذ يحدثنا عن نفسه في تلك السنة تا ‪ ،‬كا أنه يذكر أنه التقى‬
‫بسلهان بن زرقون وهو من الطبقة السابعة(ثثا ‪ :.‬ويعتبر كتاب شرائع‬
‫الدين ‪ ،‬وليس يستبعد أن يكون عنوانه قد وضع فيا بعد ‪ .‬أقدم سيرة في‬
‫شال افريقيا ى كما يقول لويسكي الذي لا يذكر هذا الكتاب الا تحت‬
‫عنوان « السيرة »(ا وقد اعتمده الشاخي في صفحات عدة”ثةا ‪ .‬ولم يذكر‬
‫عنوانه « شرائع الدين » مما يحتل أن يكون ما أطلقه عليه‬
‫)‬ ‫لويسكي صحيحا ‪.‬‬
‫وقد تناول ابن سلام في كتابه عدة مواضيع ‪ :‬رغم صغر حجمه ‪ 3‬فروى‬
‫نبذا من تاريخج أبي بكر وعمر (ض) وما حدث في عهدهما ‪،‬ولم يتطرق الى ‪.‬‬
‫الخليفتين الصهرين عثان بن عفان وعلي بن أبي طالب (ض) الا بايجاز‬
‫وتحدث عن معركة صفين ‘ وذكر فضائل عدة صحابة كابي عبيدة بن‬
‫الجراح ي وعبد الرحمن بن عوف وعمار بن ياسر وغيرهم (“ثا ‪ .‬وتناول‬
‫‪ .‬الحديث عن ولاية بنى أمية وثورة عبد الله بن يحى الكندي طالب الحق‬
‫وثورة أبي حمزة الشاري بالحجاز واختصر كل ذلك ىكا اختصر أحداث‬
‫ثورتي أبي الخطاب عبد الأعلى ‪:‬ين السمح المعافري ليني وأبي حاتم الملزوزي‬
‫بالمغرب العربي ‪.. 92‬‬

‫واحتفظ لنا لواب برسالة للأمام عبد الواهاب الى أهل طرابلس ورسالة‬
‫(‪ )492‬نفسه س ورقة ‪. 64‬‬
‫(‪ )592‬نفسه ى ورقة ‪ 64‬وأنظر عن سليان بن زرقون ‪ ،‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ث ‪:‬ج‪ 2‬ى ص ‪ 943‬‏‪٠‬‬
‫‪.‬‬ ‫نع‬ ‫‪: 2‬‬ ‫‪,-‬‬ ‫(‪. 73 )296‬‬
‫(‪ )792‬أنظر الشماخي ‪ :‬سير‪ .‬ص ‪ 331‬ي‪ 531‬ي‪ 161. 241. 141‬۔‪2 262. 261‬وأنظر الهدي البوعبدلي ‪:‬‬
‫حات من دور الدولة الرستمية ‪.‬مجلة الأصالة ‪4‬عدد ‪ 14‬يص ‪ . 102‬ويذكر الشماخي ‪:‬أن لواب بن سلام أوتي‬
‫الحكة صغيرا فدام على منهاجها الى أنصار كبيرا ‪.‬وكان ' يؤذن وهو صغير ‪..‬وهذا كل ما نعرفه عن لواب ‪ :‬أنظر‬
‫الثماخي ث ص ‪ 442‬۔‪. 542‬‬
‫(‪ )892‬لواب ‪:‬شرائع (مخطو) ورقة ‪9‬۔ ۔ ‪ 3‬س ‪ 13‬۔ ‪. 33‬‬
‫(‪ )992‬نفسه ‪ .‬ورقة ‪ 03‬۔ ‪. 84‬‬

‫‪863- -‬‬
‫آخرى من عالم مشرق الى أهل المغرب تناول فيها صاحبها الحديث عن فتنة‬
‫خلف بن السمح ‪ .‬في عهد الامامين عبد الوهاب وابنه أفلح ‪00‬ة) ‪.‬‬

‫الى جانب هذا تحدث كثيرا عن فقهاء المذهب الاباضي ووجودهم‬


‫بالبلدان وقد ألف كتابه لهذا الغرض حيث يقول ه وانما دعانا الى أن‬
‫وضعنا كتابنا هذا جمعنا فيه من دواوين العلم والأنار تسمية‬
‫قاداتنا وفقهائنا »(ة‪٥‬ة)‏ س والكتاب مهم في معرفة نظرة الاباضية الى‬
‫الصحابة وأخبار الأولين ص وكثير ما ذكر لواب مصادره الشفوية من عاماء‬
‫المغرب ى واعتمد'على كتب مشرقية لم يذكر عناوينها وأشار الى هذا مرة‬
‫واحدة عند حديثه عن ثورة ة أبي حمزة الشاري وقال بأنه أختصر الحديث‬
‫عنها من نسخةلة‪٥‬ةا‏ ‪ ،‬لم يذكر عنوانها أو صاحبها س كا اعتد على‬
‫‪.‬‬ ‫شقو ية‬ ‫‪ :‬مصا د ر‬

‫أما أهم كتاب في التاريخ لهذه الدولة س فهو كتاب ابن الصغير المالكي‬
‫الذي لا نعرف عنه شيئا سوى أنه من سكان تيهرت ‪ 0‬عاهة الأئمة‬
‫الرستميين الأخيرين ابتداء من أبي اليقظان ببن أفلح الذي يقول عنه « وقد‬
‫لحقت أنا بعص أيامه وامارته وحضرت مجلسه »لا ‪ .‬ويعتبر كتاب ابن‬
‫الصغير المرجع الأول ‪ 0‬وربا الوحيد لتاريخ الاسرة الرستمية ‪ .‬ويتهم‬
‫الليلي““ثا لغته بأنها قريبة من العامية س فهي ان كانت في يعض الألفاظ‬
‫كذلك فالكتاب ككل لا يكن وصف أسلوبه بالعامية في نظري ‪ ،‬وفي هذا‬
‫يقول الدكتور محمود اسماعيل أن « أسلوبه ومنهجه كا يتضح في تاريخه‬

‫(‪ )003‬نفسه ثورقة ‪ 62‬۔‪ 92‬ص ‪ 94‬۔ ‪. 15‬‬


‫(‪ )103‬نقسه ‪0‬ورقة ‪. 84‬‬
‫(‪ )203‬لواب ‪:‬شرائع (خطوط) ‪0‬ورقة ‪. 83‬‬
‫(‪ )303‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪. 44‬‬
‫(‪ )403‬الميلي ‪ :‬تاريخ الجزائر ‪ .‬ج‪ 2‬ى ص ‪ 96‬وأنظر كذلك ‪ :‬رابح بونار ‪ :‬المغرب العربي تاريخه وثقافته ‪.‬‬
‫ض ‪. 29‬‬

‫‪- 963 -‬‬


‫ميدان التاريخ » (‪} )503‬‬ ‫باع ف‬ ‫للدولة الرستمية تنم عن طول‬

‫ومثل الكتاب السابق لا نعرف بدقة ؛ العنوان الحقيقي لكتاب ابن‬


‫الصغير ى وان كان أول نشر له من طرف الأستاذ موتيلنسكي يحمل هذه‬
‫العبارة « ذكر بعض الأخبار ف الأئمة الرستميين منقول من ابن‬
‫الصغير »(‪٥‬ةا‏ } لهذا يعرف هذا الكتاب بعدة عناوين « كأخبار الأئمة » ص‬
‫تاريخ ابن الصغير ‪« ،‬سير» ابن الصغير ‪ .‬وقد استعملت هذه التعابير كلها في‬
‫الكتابات الحديثة ‪.‬‬

‫ويبدو أن ابن الصغير ألف كتابه حوالي سنة ‪092‬ه حسبا يرى ذلك‬
‫ووداد‬ ‫ليفسكي (‪)803‬‬ ‫كل من‬ ‫ويؤكده‬ ‫<‬ ‫موتيلنسكي )‪(703‬‬ ‫مترجم الكتاب‬

‫القاضي "ثا اذ تنتهي أحبداث الكتاب في حكم أبي حاتم الذي امتد الى‬
‫سنة ‪492‬ه س ولم يشر اطلاقا الى اليقظان بن أبي اليقظان س ولعل كتابه‬
‫الذي بين أيدينا ناقص"‪ . :‬وهو ما يمكن فهمه من شبه عنوانه أو‬
‫افتتاحيته التي سبق أن ذكرناها فذكر بعض الأخبار المنقولة من ابن‬
‫الصغير لا تعني الا انتقاء أخبار دون أخرى وهو ى على ما يبدو ‪ ،‬واضح‬
‫من الجملة ‪.‬‬

‫والحقيقة أن ابن الصغير جمع أخبار الأئمة الواحد تلو الآخر بالترتيب‬
‫(‪ )503‬محمود اسماعيل ‪ :‬الخوارج ! ص ‪. 9‬‬
‫‪. 9‬‬ ‫(‪ )603‬ابن الصفير ‪:‬ص‬
‫خ ر‬ ‫‪ :‬ح‬ ‫ع‬ ‫ك '‬ ‫)‪.4 (703‬‬
‫ح‬ ‫ع'‪: 1‬‬ ‫)‪, . 515. (803‬‬
‫(‪ )903‬وداد القاضى ‪ :‬اين الصغير مؤرخ الدولة الرستمية ‪ .‬الأصالة عدد ‪ » 54‬ص ‪. 04‬‬
‫(‪ )013‬تشير الدكتورة وداد القاضي الى أن كتاب ابن الصغير وصلنا ناقصا اذ يسكت فجأة في امامة أبي حاتم‬
‫يوسف دون أن يشير الى نهاية الرستميين ث وتعلل هذا بقولها أن ابن الصغير لما تحدث عن قرس يعقوب بن أفلح‬
‫الأشقر قال ه لم يكن بالغرب مثله قبله ولا بمده به يضرب المثل الى اليوم » ابن الصغير ‪ :‬ص ‪ . 45‬وتقول‬
‫الدكتورة علما بأن الامام يعقوب تولى الامامة مباشرة قبل أبي حاتم فقوله « الى اليوم » يعني بمد مدة ليست‬
‫بالقصيرة‪ ..‬أنظر مجلة الأصالة ‪ .‬عدد ‪ . 54‬ص ‪. 04‬‬

‫‪-073-‬‬
‫وأطنب في الحديث عن بعض الفتن ث كفتنة ابن عرفة أو المنافسة الى‬
‫جرت بين الامامين أبي حاتم ويعقوب على السلطة"ةا ‪ .‬حتى ليخيل‬
‫للقارق أن ابن الصغير انما ألف تأليفه لذكر الفتن والثوارت التى مرت بها‬
‫تيهرت ى ابتداء من الامام الثاني عبد الوهاب الى نهاية الدولة الرسقية ‪.‬‬
‫وقد كان ابن الصغير ممن تنطبق عليهم صفات المؤرخ الى عددها ابن‬
‫خلدون في مقدمته كا حدد مغالط المؤرخين‪ :‬ومزالقهم وأوهامهہ"‪٦‬ةا‏ ‪ .‬اذ‬
‫نجد ابن الصغير في بداية تصنيفه يذكر صفات المؤرخ النزيه س ويلتزم بذلك‬
‫للنهج في كل كتابه فهو يقول ‪ « :‬وكانت له ( لعبد الرحمن بن رستم )‬
‫قصص حكوها لا يكن ذكرها الا على وجه (كذا) وان أتم الصدق فيها ولا‬
‫احرفها على معانيها ولا أزيد فيها ولا أنقص منها اذ النقص في الخبر‬
‫والزيادة ليس‪ ....‬من شيم ذوي المروءات ولا من اخلاق ذوي الديانات‬
‫وان كنا للقوم مبغضين ولسيرهم كارهين مذاهبهم مستقلين ‪ .‬فنحن وان‬
‫ذكرنا سيرهم على ما اتصل بنا وعدهم فيا ولوه فلسنا ممن تعجبه طلاوة‬
‫أفعالهم ولا حسن سيرهم »(ة"ةا لقد كان ابن الصغير يكتب بأمانة تامة‬
‫يحركه على ذلك عامل اخلاقي بحت “‪٦‬ة‘ا‏ ‪.‬‬

‫واعتمد ابن الصغير في كتابة تأريخه على مصدرين ‪ :‬الرواية الشفوية‬


‫وهي تسيطر على الجزء الأكبر من كتابه ‪ 0‬والمشاهدة التى لا تبدأ قبل فترة‬
‫أب النقظان (‪162‬ه ۔ ‪182‬ه) الذي عاصر ابن الصغير ايامه الأخيرة كا‬
‫سبق أن رأينا ‪ .‬وفي الرواية الشفوية يذكر ابن الصغير احد رواته وهو‬
‫أمد بن بشيراة"ةا الذي يبدو أنه ابن لاحد المقربين من الامام أبي‬
‫‪ 13‬وما بعدها ‪ 35 .‬وما بعدها ‪.‬‬ ‫(‪ )113‬ابن الصفير ‪ :‬ص‬
‫(‪ )213‬ابن خلدون ‪ :‬المقدمة ‪ .‬ص ‪ 21‬وما بمدها ‪.‬‬
‫(‪ )313‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪. 01‬‬
‫(‪ )413‬وداد القاضي ‪ :‬ابن الصغير ‪ .‬مجلة الأصالة ‪ .‬عدد ‪ . 54‬ص ‪. 34‬‬
‫(‪ )513‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪ 84‬ى وأنظر قبلها ص ‪. 54‬‬

‫‪-‬۔‪-173‬‬
‫جعل مصا دره قر ببة من‬ ‫يصفي أهمية على ‏‪ ١‬خبا ره ومما‬ ‫‪ 4‬ما‬ ‫ليقظا ن‬

‫الأحداث التى يؤرخ ها ‪.‬‬


‫ان الأمانة العامية التي التزم بها ابن الصغير لم عنه } كا تقول وداد‬
‫القاضي من ممارسة حسه النقدي للروايات بصفته مؤرخا ‪ .‬وهذا ما يمكن‬
‫ملاحظته في الروايات التي رواها ى وتدور حول موضوع خطير في ذاته ‪3‬‬
‫خطير في نتائجه وجدته ‪ .‬اذ يشعر ابن الصغير بالتحرج الشديد «وقد ظهر‬
‫ذلك منه مرتين ‪ :‬الأولى عندما جاء في الرواية أن أفلح بن عبد الوهاب‬
‫عمد الى سياسة فرق تسد‪ ...‬والمرة الثانية في قصة تأليب وجوه الرستميين‬
‫لأبي بكر بن ‪:‬أفلح ضد ابن عرفة‪ ...‬فالرواية هنا ذهبت الى أن أبا اليقظان‬
‫بالذات هو الذي قام بتحريض أبي بكر على ابن عرفة وباقتراح‬
‫قتله‪3٦6(» ....‬ا‏ ‪.‬‬

‫ويكاد يخلو كتاب ابن الصغير من ذكر التورايخ ‪ ،‬أو ذكر أخبار‬
‫الدولة الرستمية خارج تيهرت ‪ ،‬وكانه خصصه لتاريخ تيهرت لا غير ‪ .‬واذا‬
‫أردنا تقيم المؤلف على ضوء كتابه ‪ 0‬وقيته التاريخية س فاننا تكرر ما قالته‬
‫الدكتورة وداد من أن « القراءة الدقيقة لتاريخ ابن الصغير تدل على أن‬
‫ابن الصغير لم يكن مجرد راوية للتاريخ وانما كان مؤرخا حقا »‪7‬ةا ‪.‬‬
‫وقبل ختام هذا المبحث ‘ لابد من الاشارة الى أن الجغرافية ‪ ،‬لم تحظ‬
‫في هذه الدولة بذكر س وربما هي صفة عامة في بلاد المغرب ‪ .‬وهذا لا يمنع‬
‫أن يكون بعض الناس اهتموا بالمسالك والمالك ومعرفتها س على الأقل‬
‫شفاها ‪ .‬يؤيد هذا اتساع تجارة هذه الدولة شرقا وغربا س شيالا وجنوبا‬

‫(‪ )613‬وداد القاضي ‪ :‬ابن الصغير ‪ .‬الأصالة ‪ .‬عدد ‪ . 54‬ص ‪ 44‬وأنظر كذلك علي يحي معمر ‪ :‬الاباضية‬
‫بالجزائر ‪ .‬ص ‪ ، 59‬وقد لاحظ نفس الملاحظات ‪.‬‬
‫(‪ )713‬وداد القاضي ‪ :‬ابن الصغير ‪ . 94 .‬وأنظر كذلك الدكتور محمود اسماعيل حيث يقول إن ابن الصغير كان‬
‫مؤرخا دقيقا نابها ‪ .‬ويرجح أن يكون صنف تواليف أخرى لم تصلنا ‪ .‬أنظر ‪ :‬الخوارج ف المغرب الاسلامي‬
‫ص ‪. 9‬‬

‫‪- -273‬‬
‫وكثرة حجاجها لبيت الله الحرامث"ةا ‪ ،‬الأمر الذي يتطلب معرفة جغرافية‬
‫بالمواقع والبلدان ‘ والمدن والمراحل ‘ والاسواق والآبار وغير ذلك من‬
‫متطلبات السفر والترحال والتي تدخل في اهتامات الجغرافيين والرحالة ‪.‬‬
‫ثالثا ۔ العلوم التطبيقية ‪:‬‬
‫وتقصد بها الطب والحساب والفلك اذ نجد لما اشارات في كتب‬
‫الاباضية ء وقد اختص بها جميعا ‪ ،‬الأئمة من الأسرة الرستية أو بعض‬
‫‪.‬‬ ‫غيرهم‬ ‫ب دون‬ ‫أفرادها فقط‬

‫أ ۔ الطب ‪:‬‬
‫عندما تعرض ابن أبي أصيبعة"ةا الى طبقات الأطباء الذين ظهروا‬
‫ببلاد المغرب أو أقاموا بها س لم يذكر من المغرب الأدنى والأوسط والأقصى الا‬
‫عددا قليلا جدا ‪ 0‬يعدون‪ .‬على الاصابع الواحدة ص بينما كان حديثه كله على‬
‫أطباء الأندلس ‪ ،‬وكأن المغرب لم يعرف غاماء في هذا الاختصاص ‪. .‬‬
‫ومما يلاحظ على كتاب ابن أبي أصيبعة ‪ ،‬كثرة الاطباء من اليهود‬
‫والنصارى ‪ 2‬الأمر الذي دعانا الى الاعتقاد في وجود أطباء بتيهمرت من أبناء‬
‫هاتين الديانتين ‪ 0‬وقد كان لليهود درب بتيهرت يعرف بالرهادنة(‪2٥‬ة)‏ كا‬
‫يوجد بها كنيسة واحدة على الأقل للنصارىةةا ‪ .‬واحتل الأستاذ دبوز‬
‫وجود أطباء في تيهرت لأنه س كا يقول ‪ ،‬على الطب تقوم الصحة ى فلا‬
‫يمكن للدولة الرستمية الطموح أن تغفلهلةةةا ‪ .‬أو تغفل الكمياء لتركيب‬
‫العقاقير والأدوية والأصباغ (ة‪2‬ة) ‪.‬‬
‫(‪ )813‬الوسياني ‪ :‬سير (مخطوط) ورقة ‪ 7‬ي الدرجيني ‪ :‬طبقات ي ج‪ . 2‬ص ‪ 2 523‬الشماخي ‪ :‬ص ‪. 822‬‬
‫(‪ )913‬ابن أبي أصيبعة ‪ :‬عيون الأنباء في طبقات الاطباء ‪ .‬ج ‪ . 3‬ص ‪ 65‬۔ ‪. 431‬‬
‫(‪ )023‬ابن الصفير ‪ :‬ص ‪. 75 . 64‬‬
‫(‪ )123‬نفسه ‪ .‬ص ‪ 63‬ء ‪. 55‬‬
‫(‪ )223‬دبوز علي ‪ :‬تاريخ الكبير ى ج‪ 0 2‬ص ‪. 273‬‬
‫(‪ )323‬كان اليهود هم الذين يصنعون الأصباغ بجبل نفوسة ء أنظر ‪ :‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ث ج‪ 2‬ى ص ‪. 303‬‬

‫‪- 373 -‬‬


‫ولعل من الرستميين من أتقن الطب س مادامت بيتهم بيت العلوم قا اذ‬
‫نجد واحدا منهم س ممن اتخذ الأندلس دار مقام له ‪ ،‬مشهورا بعلوم عديدة‬
‫منها الطب ‪ .‬وهو من احفاد عبد الرحمن بن رستم ‪ ،‬واسمه محمد بن سعيد ‪،‬‬
‫لا تذكر المصادر الاباضية عنه شيئا ‪ .‬وكل معلوماتنا عنه من المصادر غير‬
‫الاباضية اتا ‪ .‬ولا نعرف دوره قي تيهرت بقدر ما نعرف عنه في الأندلس‬
‫وفي بلاط الأمويين بالذات ‪.‬‬

‫ب ۔ الحساب والفلك أو التنجيم ‪:‬‬

‫كان الرسميون من الذيں برزوا في الحساب ‪ ،‬اذ يروي أبو زكرياء عن‬
‫الامام أفلح أنه « ‪ ...‬بلغ في حساب الغبار والنجامة مبلغا عظيا »(‪6‬تة‪. 0‬‬
‫وحساب الغبار نسبة الى الأرقام الغبارية « وسميت بالغبارية ‪ 0‬لأن‬
‫أهل الهند كانوا يأخذون غباراً لطيفا ويبسطونه على لوح من خشب أو‬
‫غيره ويرسمون عليه الأرقام الى يحتاجون اليها في عملياتهم الحسابية‬
‫ومعاملاتهم التجارية »‪ 70‬والأرقام الغبارية هي الأرقام المستعملة اليوم‬
‫بالمغرب العربي مثل ( ‪ ) 2...9 ، 1‬انتقلت الى الأندلس ‘ ومنه دخلت الى‬
‫أوروبا ‪ .‬فعرفت فيا بعد بالأرقام العربية ثةا ‪.‬‬
‫ولعل لنشاط التجارة في الدولة الرستمية ‪ .‬وكثافة علاقاتها التجارية مع‬
‫الأندلس خاصة س دورا في انتشار هذه الأرقام ووصولها الى أوروبا فيا‬

‫(‪ )423‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ء ص ‪ . 56‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ي ج‪ . 1‬ص ‪ . 56‬وأنظر كذلك سالم عبد العزيز‪:‬‬
‫المغرب الكبير ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪. 575‬‬
‫(‪ )523‬ابن الأبار ‪ :‬الحلة ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪ . 373‬يذكر ابن الأبار أن محمد بن سعيد هذا كان أديبا ‪ .‬حكيا ‪ .‬لاعبا‬
‫بالشطرنج ‪ .‬ولا يذكر بأنه طبيب ولعل الحكمة في ذلك الزمان مقرونة بعلم الطب لذلك قرأها الاستاذ‬
‫م‬ ‫‪:‬‬ ‫ع ن‬ ‫‪,‬ع'!‬ ‫‪.642,‬م ‪0,‬‬ ‫برونفصال وترجمها الى طبيب ‪ .‬انظر ‪ 1 :‬ع‬
‫‏‪١‬‬ ‫(‪ )623‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪. 98‬‬
‫)‪ (327‬حكمت نجيب عبد الرحمن ‪ :‬دراسات في تاريخ العلوم عند العرب وزارة التعليم المالي والبحث العلمي ‪.‬‬
‫جامعة الموصل ‪ .‬ص ‪ . 58‬هامش رقم ‪. 2‬‬
‫(‪ )823‬نفه ‪ :‬ص ‪. 58‬‬

‫‪- 473 -‬‬


‫بعد س مادامت هذه الأرقام قد انتشرت منذ عصر المأمون (‪ 891‬۔ ‪812‬ه)‬
‫كا يؤكد ذلك المرحوم حكمت نجيب‪:‬ةا ‪ .‬وعصر المأمون يعتبر بالنسبة‬
‫للدولة الرستبية أزهى عصورها الاقتصادية والثقافية ‪ 0‬اذ فيه تولى الامام‬
‫أفلح منصبه وهو الذي بلغ في حساب الغبار المبلغ العظم ‪.‬‬
‫وليس مستبعد أن يكون أفلح أو غيره قد ألف في هذا العلم أو غيره اذ‬
‫يذكر أبو زكرياء س أن أبا عبد الله الشيعي لما أحرق مكتبة المعصومة‬
‫انتقى منها كتب الملك والحساب ‪ . 0‬فلعلها من تصنيف أفلح أو غيره ممن‬
‫أهتم بهذا العام ‪.‬‬

‫ويرتبط بالحساب عام الفلك أو التنجيم ‪ .‬اذ كان هواية البيت الرسمي‬
‫كا أراد أن يعبر عنه الاستاذ شيخ بكري("ا ‪ .‬وقد‪ ,‬قال أحد أفراد تلك‬
‫الأسرة « معاذ الله أن تكون عندنا أمة لا تعرف منزلة القمر ه‪3‬ا ‪ .‬وقد‬
‫سبق أن ذكرنا قصة الامام أفلح مع أخته لما تذاكرا ليلا وحسبا ما سيذبح‬
‫أولا في السوق نهار ليلتهم تلك س فأصابا كلاهما ‪ ،‬الا أن أخت أفلح كانت‬
‫أدق منه في بعض التفاصيل ‪ ،‬فبزته بذلك(‪33‬ةا ‪.‬‬

‫ويذكر الدكتور ابراهيم أحمد العدوي أن اهتام الرستميين بالعلوم الفلكية‬


‫اغا كان الداعي اليها هو اتساع نطاق التجارة“ةةا ‪ .‬ويبدو أن هذا العلم‬
‫الذي يربط بين الحساب والتنجيم والفلك في آن واحد ء علم يتوارثه افراد‬
‫الأسرة الرسمية ء ابتداء من رستم أبي عبد الرحمن الذي كان يعلم مسبقا أن‬
‫سلالته ستلي أرض المغرب (ةةةا الى آخر امام وهو يعقوب بن أفلح الذي‬

‫(‪ )923‬نفسه ‪ :‬ص ‪. 48‬‬


‫(‪ )033‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ 2 311‬الباروني ‪ :‬الأزهار ‪ 4‬ج‪ . 2‬ص ‪. 392‬‬
‫‪ :‬ح‬ ‫)‪, . 86 (133‬عز‬
‫(‪ )233‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪. 65‬‬
‫(‪ )333‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج ‪ . 1‬ص ‪. 65‬‬
‫(‪ )433‬ابراهيم أحمد العدوي ‪ :‬بلاد الجزائر ‪ .‬ص ‪. 892‬‬
‫(‪ )533‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ 2 53‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ ،‬ج‪ . 1‬ص ‪- : 91‬‬

‫‪-573-‬‬
‫نظر في النجوم وعلم أن الاباضية أو أسرته انقضت أيامها وزال ملكها ولا‬
‫يعود اليها الى يوم القيامة (‪63‬ة) ‪.‬‬

‫إن هذا الاهتام بالنجوم ومواقعها ى وحساب الأمور قبل وقوعها ليس‬
‫من الكهانة وانما هو علم س كما يقول الأستاذ دبوز « يقوم على قواعد عامية‬
‫دقيقة س وعلى براعة في الحساب وعلم الفلك لا يستطيعه الا‬
‫العلماء الأعلام »(‪73‬ة) ‪.‬‬
‫هذه أهم العلوم الوضعية التي تحدث عنها المؤرخون س حاولنا ايجازها‬
‫بقدر المستطاع ‪ ،‬وبقدر المادة المتوفرة حولها لدينا ‪.‬‬

‫(‪ )633‬أبو زكرياء ‪:‬سير ‪ .‬ص ‪ 421‬ى الدرجيني ‪:‬طبقات ي ج‪ . 1‬ص ‪501‬‬
‫‪. 083‬ولعل النبي ابراهيم ‪4.‬عليه السلام ‪0‬ممن وهب هذا المعلم وكان قومه‬ ‫(‪ )733‬دبوز علي ‪:‬تاريخ ‪ 4.‬ج‪. 3‬ص‬
‫كذلك لهم خبرة في النظر الى النجوم وفي الآية ‪ 88‬من سورةالصافات قوله تعالى هفنظر نظرةفي النجوم فقال‬
‫اني سقيم » أنظر الطبري ‪:‬أبو جمفر محمد ين جرير ‪:‬جامع البيلن عن تأويل آي القرآن ‪ .‬ج ‪. 32‬ط‪. 2‬مطبمة‬
‫البابي الحلبي ‪ .‬مصر ي‪3731‬ه‪4591/‬م ثص ‪ 07‬۔‪. 17‬‬

‫‪- 673 -‬‬


‫الفصل الرابع ‪4‬‬

‫المرأة ودورها في الحياة الفكرية‬

‫كان لامرأة في المجتع الرسمي س دور بارز في الحياة الفكرية" اذ‬


‫وجدناها عالمة ‪ 0‬وشاعرة ‪ .‬ومستفسرة عن مسائل دينها لا تريد أن‬
‫تجهلها ‪ .‬وكانت المرأة الاباضية بالخصوص ى باعتبار أن تلك الفترة كانت‬
‫فترة سلطان المذهب الاباضى ‪ ،‬كثيرة الاعتناء بالشعائر الدينية وشرائعه ‪.‬‬
‫ويبدو لنا أن المرأة كانت الوعاء الحقيقى للاداضية س حملت هذا المذهب‬
‫بامانة س تدافع عنه ‪ ،‬وتنشئ الاجيال عليه ‪.‬‬
‫اذكر هذا كمقدمة لدور المرأة الاباضية في التاريخ‪ ،.‬وهو دور على ما‬
‫نراهءكبير جدا ث ورثته منذ القرون الأولى للاسلام في المغرب العربي ‪:‬‬
‫لقد سبق أن ذكرنا عن الأسرة الرستمية ودورها في الحياة الفكرية ث ما‬
‫فيه الكفاية ‪ ،‬الا أننا نعود هنا الى المزأة في تلك الأسرة ى بحيث نجد أحد‬
‫أفرادها يقول « معاذ الله أن تكون عندنا أمة لا تعلم منزلة يبيت فيها‬
‫القمر »(ا فهذا العلم الفلكي الممزوج بالتنجم ‘ يبرز فيه الرستيون رجالهم‬
‫|‬ ‫ونساؤهم وكان هوايتهم المفضلة على ما يبدو ‪.‬‬
‫والدارس لكتب سير الاباضية ى يلاحظ أساء عديدة لنساء برزن في‬
‫الفقه والعلم واسداء النصائح للرجال ‪ .‬ويذكر الوسياني أن ه العلم فشافي‬
‫الجبل وشاع حتى أن خدمهم واماءهم اذا خرجن الى الاستقاء لا يرجعن‬

‫`‬ ‫ن‬ ‫‪:‬‬ ‫‪, .09 -‬‬ ‫ج‬ ‫‪ . .:‬ع ع‬ ‫ل ن‬ ‫)‪ (1‬ع‬
‫‪, 37, .024 -‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪, .62‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪3‬‬‫‪9‬ص‬
‫‪1‬ر ‪.‬‬
‫(ا‪)2‬لثماخي ‪ :‬سي‬

‫‪52‬‬ ‫‪-773-‬۔ ‪.‬‬


‫حتى يذكرن بينهم مسائل كتاب ماطوس وفيه ثلاتمائة مسألة ومواعظ ‪,‬‬
‫كتاب الاخوان »ةا إن انتشار العلم في أوساط الخدم والإماء ‪ 0‬لا يدل إلا‪.‬‬
‫على تعمقه في الطبقة الأعلى من الأحرار مادام للخدم نصيب من العلم ث `‬
‫ينافسون به أصحابهم ولقد كان الاهتام بالعلم وكسبه سببا في عتق أمة‬
‫سوذانية تدعى غزالة « ‪...‬كان دأبها أن تخدم مولاها بالنهار فاذا نام ونام‬
‫عياله انصرفت فتحضر مجلس الذكر عند أبي مند عبد اللة بن الخير‪ ...‬فاذا‬
‫اتقضى المجلس رجعت فتأتي مصلى لها في كهف معلوم فتصلي‪ ...‬فاذا كان‬
‫آخر الليل أتت أهلها فأيقظتهم للصلاة ففطن لها سيدها فأعتقها وتمادت‬
‫على فعلها »‪ )4‬ذاك ‪ .‬ولم تكن غزالة تحضر مجالس الذكر والعلم وحدها } بل‬
‫كانت النساء يحضرن مجالس المشائخ الكثيرة ليلا ى ومعهن أولادهن ‪ .‬وكانت‬
‫اللافة للوصول الى أحد تلك المجالس كبيرة ورغم ذلك لم تثبط‬
‫عزيمتهن المسافة ©ا ‪.‬‬

‫ولعل من الغريب أن نعرف أن المرأة في هذه الدولة كانت تفتح بيتها‬


‫للعلماء ‪ .‬يعقدون فيها مجالسهم العامية كفعل بهلولة احدى نساء انثوسة‪:‬مع‬
‫‪ ،‬الذي كانت اله حلقة درس في منزلها ويبدو‬ ‫أبي ذر أبان بن وسيم ايلوغوي‬
‫أن هذا قد دام واتصل حتى رغب أبو ذر في الزواج ببهلولة الموصوفة‬
‫بالصلاح والتفقه في الدين ‪ .‬وسألها يوما وقد تزوجها ‪ ،‬عن النساء اللائي‬
‫يغشين مجلسه للعام والافادة س ولما أخبرته أمرها بالزيادة في‬
‫الزيت والفتيلةؤ'‬

‫_ ‪.‬إن مجرد فتح البيت للشيخ يلقي فيه دروسه ‪ ،‬يعبر عن المستوى الرفيع‬
‫(‪ )3‬الوسياني ‪ :‬سير (مخطوط) ورقة ‪ . 81‬ماطوس عالم اباضي توق في موقعة مانو سنة ‪382‬ه ‪ .‬أنظز الياخي ‪:‬‬
‫‏‪١‬‬ ‫سير ‏‪ ٠‬ص ‪ . 862‬ولا نعرف عن كتاب الاخوان شيئا ‪.‬‬
‫)‪ (4‬الثماخى ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪. 812‬‬
‫(‪ (5‬الشاخي ‪ :‬سير ى ص ‪. 742 . 712‬‬
‫َ‬ ‫(‪ )6‬الثاخي ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪. 712‬‬

‫‪_ 73 8 -‬‬
‫الذي بلغه الاهتام بالعلم في الدولة للرستية ‪ 3‬ليس من طرف الحم أو‬
‫الرجل حسب وإنا الى جانبها المرأة الت اهتت دوما بمعرفة فقه مذهبها‬
‫ومعرفة دينها بصفة عامة ‪ .‬وهناك اشارات ف النصوص الق تقلناها كلها ‪.‬‬
‫الى عقد حلقات الدروس للنساء ليلا س لا نعرف السبب في ذلك ؤلعله‬
‫يرجع الى انشغال المرأة نهارا ببيتها وتدبيره ‪.‬‬

‫وكانت المرأة في المغرب س لا تستحي في دينها أن تسأل أباها العالم عن‬


‫مسائل خاصة(‪7‬ا ‪ .‬يعتبر جهلها منقصة في الدين ‪ .‬وقال أحد المشائخ لابنته‬
‫« أزوجك لمن له عليك سبعون حقا ‪ 0‬فقالت أردها الى ثلاث ان دعا‬
‫أجبت وان أمر امتثلت وان نهى تركت »({ا وهذا يدل على ذكاء حاد‬
‫وتفهم دقيق للفقه الاسلامي ودور المرأة وحق الزوج عليها ‪.‬‬

‫ومثل هذا الذكاء‪ .‬نجده عند عجوز انفوسية « مشهورة بالعلم والدين‬
‫والصلاح »ا استشارها أبو عبيدة عبد الحميد الجناوني في تحمل ما قلده‬
‫الامام عبد الوهاب من تولية أمور الجبل ‪ ،‬وهو عن هذه المسؤولية زاغب‬
‫حاول مرارا الاعتذار للامام ولم يفلح ‪ ،‬وما رأى تشبث الامام برأيه وأبي‬
‫الا توليته ى وخاف من المسؤولية خاصة وان فتنة خلف بن السمح قد‬
‫أطبقت الافاق وتمادى في العصيان‪ ،.‬راخ وإستشار هذا العجوز ه الق لا‬
‫تذكر المصادر اسمها ‪ ،‬في تحمل التعيين أو الغار فقالت له « هل تعلم في‬
‫بلادك من أهل زمانك أقوم منك بما كلفت به وأحق بتقليد ما تقلدت ؟‬
‫قال ‪ :‬أما في أمور الرجال فلا } قالت فادخل اذا فيا قلدك الامام س والا‬
‫فاني أخشى أن تهشم عظامك في نار جهنم ‪ .4‬نقد قامت عليك‪ .‬الحجة »©‪)1‬‬

‫(‪)7‬الوسياني ‪ :‬سير (مخطوط) ورقة ‪. 51‬‬


‫(‪ )8‬الشباخى ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪. 232‬‬
‫؟‬ ‫‪17‬‬ ‫ص‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ح‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫طبقات‬ ‫‪:‬‬ ‫الدرجيتى‬ ‫(‪()9‬‬

‫(‪ )01‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج ‪ . 1‬ص ‪ . 17‬وأنظر كذلك ‪ :‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪. 28‬‬

‫‪973‬۔ ‪.‬‬
‫وأخذ أبو عبيدة بنصيحتها وتقلد أمور المسامين مجبل نفوسة وكانت نهاية‬
‫خلف‪ .‬وتمرده ى على يده وقد رأينا ذلك ‪.‬‬

‫ولعل أخت عمروس س قاضي جبل نفوسة في أواخر أيام الدولة الرستمية‬
‫تعتبر المال فيا لامرأة من دور ثقافي ‪ ،‬تحت ظل الرستميين س اذ كانت‬
‫الساعد الاساسي لاخيها في انتساخ مدونة أبي غانم بشر بن غانم الخراساني‬
‫فكانت هي تملي عليه ‪ 0‬وكاما جلسا في موضع لازماه ى حتى تدركهيا الشمس‬
‫فينتقلا الى الظل ي وهكذا حتى أتيا على نسخ الكتاب كله وهو يقع في اثنى‬
‫عشر جزءا") ‪ .‬وكانت أخت عمروس كا يصفها أبو زكرياءآا س عالمة‬
‫فقيمة أفتت لنساء وقعن في أثر الأغالبة في وقعة مانو بما يحفظ لهن‬
‫شرفهن ودينهن وكانت هي احدى الأسيرات‪. .‬‬

‫‪ .‬وما يدل على قوة الحفظ وسرعته أن أم يجى ‪ ..‬احدى نساء المغرب‬
‫حفظت بمجرد السماع الأول ثمانين بيتا من قصيدة سمعتها أثناء طريقها الى‬
‫الحج من رجال كان ينشدهاةا ‪ .‬وكانت نساء نفوسة يكثرن من الحج حتى‬
‫قيل‪.‬إن ركبا واحدا وضعت فيه ثلاتمائة امرأة مولودا ذكرا فضلا عن النساء‬
‫اللائي لم يلدن أو وضعن اناثا‪""“١‬‏ ‪.‬‬
‫وهذه هي مكانة المرأة العلمية في الدولة ى وصفت بالعالمة والفقيهة‬
‫والورعة والناصحة وتفوقت على الرجل في بعض الأحيان ‪.‬والحقيقة أن‬
‫ولقد‬ ‫دور‪ .‬المرأة‬ ‫ق‬ ‫هذا‬ ‫يكتشف أكثر من‬ ‫يمكنه أن‬ ‫المطلع على سير الاباضية‬

‫۔‬ ‫البربرية‬ ‫نظمه‬ ‫جدن‬ ‫م ررر معنا منهن شاعرات‬

‫ورغم كل ما قلناه في هذا المبحث فاننا ‪ 0‬وان كنا نقر لامرأة في الدولة‬
‫‪ (11) .‬الوسياني ‪ :‬سير (مخطوط) ورقة ‪ 4‬ء الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 2‬ص ‪. 323‬‬
‫(‪ )21‬أبو زكرياء ‪ :‬سيرى ص ‪. 401‬‬
‫(‪ )31‬الثياخي ‪ :‬سيد ‪ .‬ص ‪. 332‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪523‬‬ ‫‪٠‬ج‏ ‪ . 2‬ص‪:‬‬ ‫ورقة ‪ . 6‬الدرجيني ‪ 4‬طبقات‬ ‫(‪ )41‬الوسياني ‪ :‬سهر (مخطوط)‬

‫‪- 083 -‬‬


‫الرستمية ى بالتفقه في الدين ‪ ،‬فلا نظن أنها بلفت الذروة في ذلك اللهم الا‬
‫قلائل منهن ‪ ،‬ولا نرى أن القزاءة والكتابة انتشرتا في أوساطهن س بل إن‬
‫الشماخي يذكر أن امرأة عرضت ه قراءتها على عالم فقال لها لا صلاة لك‬
‫من اللحن ثم عرضتها على آخر فلقنها ولم تطق تقويم لسانها فرخص‬
‫لها ) وهذه الرواية على مايبدو تتفق مع ما ذكره اليعقوبي في بلدانه‬
‫عن أهل جبل نفوسة وربما يقصد بذلك نساءهم خاصة عندما قال « وم‬
‫قوم عجم الألسن »©"ا ‪.‬‬

‫(‪ )51‬الثماخي ‪ :‬سير‪ .‬ص ‪. 142‬‬


‫(‪ )61‬اليعقوبي ‪ :‬البلدان » ص ‪. 99‬‬

‫‪183- -‬‬
‫الفصل الخامس »‬
‫العلاقات الثقافية‬
‫`‪.‬‬

‫ليس بخاف أن العلاقات الثقافية بين الدول ‪ ،‬من العوامل التي تغذي‬
‫الحياة الفكرية ث وتبعث فيها النشاط والتنوع وهي من الأمور التي تلجأ‬
‫اليها الدولة بقصد منها ‪9‬أو تحدث بعوامل أخرى لادخل للدولة فيها اذ لا‬
‫يمكن لأي دولة ‪ .‬مها كانت ‪ ،‬الاستقلال بفكر معين لديها دون أن تتأثر‬
‫بالفكر الخارجي المحيط بها أو تؤثر فيه ‪ .‬فعملية التأثير والتأثر بارزة ‪.‬‬
‫وأبرز ماتكون في الدول العربية الاسلامية مشرقها ومغربها ‪ .‬فا هي‬
‫العلاقات الثقافية الق ربطت الدولة الرستمية بغيرها من الدول ؟ وما مدى‬
‫مساهمتها في الحياة الفكرية تأثيرا وتأثرا ؟‬
‫أ ۔ العلاقات الثقافية مع بلدان المغرب العربي والأندلس ‪:‬‬
‫لعل مركز تيهرت المتوسط في بلاد المغرب ‪: .‬له أكثر من دور في ربط‬
‫عواصم المغرب العربي ببعضها ‪ ،‬تماما مثلما ربطها في التجارة"ا ‪ .‬ومن‬
‫للعلوم أن الثقافة كثيرا ما كانت بضائع في رحال التجار ‪ .‬وكثيرا ماكان‬
‫العالم ينتقل مع قوافل التجارة س أو يمتهن التجارة الى جانب ما يحمله من‬
‫علم ‪ .‬لهذا فلا نسشبعد أن تكون الحركة التجارية النشطة التي عرفتها‬
‫تيهمرت خاصة والدولة الرستية عامة س قد واكبتها حركة فكرية ‪ 0‬بنفس‬
‫مستوى النشاط والحيوية ال عرفتها التجارة ‪ .‬ولعمل وجود القيروانيين‬
‫بتيهرت بمسجدهم الخاص بهم ورحبتهمتا ‪ ،‬قد ساهموا في الحياة الفكرية‬
‫‪.‬‬
‫(‪ )1‬أنظر دور تيهرت الاعتصادي وربطها لدول المغرب با في ذلك الأندلس في الباب الثاني من هذه الرسالة ‪.‬‬
‫‪73‬‬ ‫(‪ )2‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪ 0 31‬يقال القيروانيون كا يقال القرويون أو أهل القيروان ‪.‬‬

‫‪: -283-‬‬
‫للدولة ‪ .‬ودخلوا في مناظرات مع عاماء الاباضية والكوفة والبصرة ‪ .‬اذ لا‬
‫يستبعد أن يكونوا مالكي المذهب ‪ ،‬لأن القيروان آنذاك كانت عاصة‬
‫الفقه المالكي ‪.‬‬
‫واذا كان الاباضية قد طردوا مرارا من القيروان ‪ 0‬قبل تأسيس الامامة‬
‫الرسمية بتيهرت(ةا ‪ .‬فان اعدادا كبيرة منهم س رغم ذلك ى كانت تسكن‬
‫الماصة الأغلبية خاصة من أهل نفوسة لاقتراب جبلهم من القيروان ‪ ،‬اذ‬
‫يروى لواب بن سلام وجود أكثر من خمسمائة رجل نفوسي من بينهم العلماء‬
‫والفقهاء كأبي عمرو حفصون النفوسي الفقيه العالم الناقد ‪ ،‬وفضل بن‬
‫عبد الله الذي كانت له حلقاته العلمية في منزل أبي الأزهر يحضرها رجال‬
‫‪.‬من هوارة وزناتة ‪ .‬وكانوا في سبع منازل ولحم مساجد عديدة‘ا ‪.‬‬

‫ومما يدل على علاقة تيهرت بالقيروان ‪ .‬شخصية يوسف الفتاح الذي‬
‫تعلم بتيهرت ‪ ،‬وانتقل الى القيروان ليعلم اباضيتها ما كان قد أخذه في‬
‫خمسمائة رجل ف‬ ‫ابن سلام (‪ } )5‬معلم‬ ‫‪ .‬ك يقول‬ ‫الماصة الرستمية ‪ .‬فكان‬

‫حوزة واحدة وقد توفى سنة ‪062‬ه ‪.‬‬

‫والى جانب هؤلاء الذين يسكنون القيروان وأحوازها ‘ ولهم فيها‬


‫منازلهم ومساجدهم وحلقات علمهم ‪ .‬يتحدث ابن سلام عن رجل يدعى أبا‬
‫حبيب ‪ 0‬عالم وفقيه اباضي من العرب ‪ ،‬كان منزله بقفصة شرقي‬
‫القيروانُ‪ . 6‬وقد ذكر ابن سلام أسماء عديدة ‪ ،‬لعلماء اباضية في مدن‬
‫الدولة الأغلبية ‪ .‬وخاصة بعاصتها ‪ .‬ولعل تلك الكثرة كانت لغرض تعلم‬
‫العربية وآدابها في ربوع العرب ‪ ،‬بالقيروان ‪ ،‬اذ كانت هذه المدينة ‪ ،‬كا‬

‫(‪ )3‬أبو زكرياء ‪ :‬سيرى ص ‪ . 25 . 64‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ ،‬ج‪ 0 1‬ص ‪ 93 . 53‬۔ ‪. 04‬‬
‫(‪ )4‬لوا بن سلام ‪ :‬شرائع (مخطوط) ورقة ‪ } 84‬الشماخي ‪ :‬سيرى ص ‪. 162‬‬
‫(‪ )5‬لواب بن سلام ‪ :‬نفس المرجع ورقة ‪ . 84‬الشماخي ‪ :‬نفس المرجع صن ‪. 162‬‬
‫(‪ )6‬لواب بن سلام ‪ :‬نفس المرجع ورقة ‪. 84‬‬

‫‪-‬۔‪-383‬‬ ‫‪-‬‬
‫يقول لوفيسكي ا ‪ ،‬مثابة للاباضيين الواردين من مختلف بقاع المغرب لتعلم‬
‫العربية وآدابها ‪ .‬وهو مالم يستبعده الأستاذ حسن حسني عبد الوهابا ‪.‬‬
‫بل يرى أنه من الممكن أن يكون بعض رعايا الدولة الرستمية قد التحقوا‬
‫ببيت الحكمة ‪ ،‬أول جامعة افريقية للعلوم ‪ 4‬وهذا لقربها من جهة س ولكونها‬
‫مركز المالكية وجامعة فقههم ث من جهة أخرى ‪ ،‬وبالثالي فلا يستبعد أن‬
‫يكون مالكيو تيهرت يقصدون القيروان أو بيت الحكمة للتفقه في الدين‬
‫وتعلم العربية ‪.‬‬

‫ولا نعرف عن العلاقة الرستمية الإدريسية في المجال الثقافي ‪: ،‬الا ما كان‬


‫من الشاعر التيهرتي بكر بن حماد الذي مذح بعض الحكام الأدارسة ولعله‬
‫انتقل الى هناك لهذا الفرض ها‬
‫أما المدراريون أصحاب سجاماسة ء فقد ذكرنا وجود العديد من‬
‫الاباضية في الماصة الصفرية“"ا ‪ .‬ولعل المنافسة التي جرت بين ولدي‬
‫مدرار بن اليسع قبيل سنة ‪352‬ه على الحكم ‪ .‬وكان احدهما ابنا لأروى‬
‫بنت عبد الرحمن ‪ ،‬قيل إنه يعرف باسم جده من أمه ى بينا الثاني قن‬
‫زوجة‪.‬ثانية لمدرار تدعى تقي ‪ ،‬كان سببها اعتناق ابن الرستمية للاباضية ء‬
‫الأمر الذي لا نستبعده عن أبيه الذي كان صاغية وميالا الى ابن أروى على‬
‫حساب ابن التقني ىعلما بأن جَتَهما اليسع بن أبي القاسم ‪ :‬الذي أصهر‬
‫‪ 7‬الجربي محد ‪ 7‬راس ‪ :‬مؤنس الأحبة ىمقدمة احقق ‪ 0‬ص ‪ 65‬۔ ‪. 75‬‬
‫(‪ )8‬ورقات ‪ .0‬ص ‪ 291‬۔ ‪. 391‬‬
‫(‪ )9‬البكري ‪ :‬للغربَث ص ‪ 341‬ى وأنظر كنلك ابن عذاري حيث يذكر قطعة من قصيدة لبكر بن حماد مدح‬
‫فيها أحد الامراء الادارسة وقال فيها ‪:‬‬
‫تيو الناب إذ تتابقوايم‪.‬‬ ‫إني لمَشتاق إلثدك إنتا‬
‫على أكون علظخك أول قابمر‬ ‫فابتث إلي بتؤكب ‪ .‬به‬
‫إلآ ببعض ملابس وتراهر‬ ‫واعلم بأنك لتنال تحبة‬
‫فبمث اليه ببفلة سنية وصلة جزيلة ‪.‬وكان له فيله أمداح كثيرة ‪.‬البيان الغرب ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪. 632‬وأنظر‬
‫القصيدة أيضا في الباروني ‪:‬الأزهار ‪ .‬ج‪. 2‬ص ‪. 07‬شاوش محمد رمضان ‪:‬الدر الوقاد`‪ .‬ص ‪. 15‬‬
‫صنغير ‪ :‬ص ‪. 64‬‬ ‫ا‪)0‬ل اب‬
‫(‪1‬‬

‫‪-483-‬‬
‫لعبد الرحمن بن رستم بابنه مدرار ث كان كا يقول ابن خلدون""ٍ اباضياً‬
‫صفريا ‪ .‬وهذا يدل على‪.‬تأثير الاباضية في‪ .‬الدولة المدرارية ۔ ويشكل جزءا‬
‫من العلاقة الثقافية بين البلدين اتسمت دائما بالتأثير ‪.‬‬
‫واذا كانت كثرة الاباضية بسجاماسة ظاهرة ‪ 2‬وأغلبهم من العامة ‪ .‬فان‬
‫السير الاباضية تشير الى وجود علماء لها في هذه المدينة كابن الجمع الذي كان‬
‫غزير العلم ى استوطن سجاماستة ودرسها ‪ ،‬وكان أبرز تلاميذه بها أبو‬
‫الربيع سليان بن زرقون النفوسي”"ا ‪0‬تعلم بها »مع ا يزيد مخلد بن‬
‫كيداد صاخب الثورة العنيفة على العبيديين"‪. 0‬وكان أباولربيع قد بلغ‬
‫على يأدستاذه ابن الجمع صمن العلوم مالم يبلغه كثير ممن في عصره ‘ ونال‬
‫اعجاب شيخه ‪ ،‬الى درجة أنه لما مات أوصى له بجميع كتبه;‘"ا ‪ .‬واسترت‬
‫سجاماسة في اتصال بأبي الربيع بمد مغادرته لها س اذ من أبرز مظاهر‬
‫العلاقة الثقافية معها س ماكان من استفتاء أهلها أبا الربيع في مسنألة كادوا‬
‫يقتتلون من أجلها فلما أفتى لهم رجعوا الى صوابهم واصطلحوا(ة! ‪.‬‬
‫أما العلاقة الثقافية مع الأندلس عفلا نشك في أن المديد من‬
‫الأندلسيين كانوا في تيهرت ى استفادت الدولة من خبرهم ‪.‬وأما العلماء‬
‫الأندلسيون الذين يريدون الخروج الى القيروان أو المشرق ‪،‬فلا شك أن‬
‫كانت معابر لهم ‪.‬‬ ‫تيمرت‬ ‫العاصمة‬ ‫‪ .‬فضلا عن‬ ‫الأوسط‬ ‫المغرب‬ ‫مرافيء‬

‫‏(‪ )1٦‬ابن خلدون ‪ :‬العبر ‪ .‬ج‪ 6‬ي ص ‪ 862‬۔ ‪ . 962‬يذكر الفردبل أن المذهب المتبع‪:‬في سجلماسة كان غير واضح‬
‫للعالم تماما ‪ .‬أنظر الفرق الاسلامية في الثمال الافريقي ث ض ‪ 071‬ى وهذا يدل على نفوذ الاباضية ‪.‬‬
‫(‪ )21‬من الطبقة السابعة (‪.003‬۔ ‪053‬ه) أنظر ترجمته في أبو زكرياء ‪ :‬ص ‪ 821‬۔ ‪ 0 131‬الدرجيني ‪ :‬طبقات‬
‫ج‪ . 2‬ص ‪ 943‬۔‪ 153‬يالشماخي ‪ :‬سير ى ص ‪ 972‬وما بمدها ‪.‬‬
‫(‪ )31‬عن ثورةة‪.‬آي يزيد النكاري صاحب المار ‪.‬أنظر أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪..‬ص ‪ 611‬وما يمدجا ‪،‬الدرجيني ‪:‬‬
‫‪ . 401 _ 69‬ابن الأثير الكامل‪ : .‬ج‪. 8‬ى‪ .‬ص ‪ 224‬ى سلهان داود بن يوسف ‪ :‬ثورة أبي زيد ء‬ ‫طبقات ‪ .‬‏‪ ٤4‬ج‪ . 1‬ص‬
‫»‬ ‫_ ‪. 92‬‬ ‫ص ‪32‬‬
‫‪ 972‬۔‪. 082‬‬ ‫(‪ )41‬أبو زكرياء ‪ :‬سير‪ .‬ص ‪ 821‬ء الدرجيني ‪:‬طبقات ‪ .‬ج‪ 0 1‬ص ‪. 011‬الششاخي ‪:‬سير ‪ .‬ص‬
‫روياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ 821‬ب‪ 921‬ىالدرجيني ‪:‬طبقات ‪.‬ج‪ 0 1‬ص ‪011‬۔ ‪ 0 111‬الثناخي ‪:‬سير‪`. .‬‬ ‫ز‪)5‬كأب‬
‫(‪1‬‬
‫صن ‪. 082‬‬

‫‪-583-‬‬
‫ولقد رأينا عددا من علماء المغرب الأوسط ‪ ،‬قصدوا الأندلس من أجل‬
‫العلم ى وتصدوا للفقه والفتيا هناك ‪ ،‬كأبي اسحاق ابراهيم بن عبد الرحمن‬
‫التنسي الذي كان يفتي بجامع الزهراء“") ‪ .‬وعبد الرحمن بن بكر بن حماد‬
‫التاهرتي الذي حث بقرطبة عن أبيه ‪ 4‬وكتب عنه غير واحد من شعر أبيه‬
‫بكر توفي بقرطبة وقيل في الطريق بين القيروان وتيهمرت سنة ‪592‬ه”"" ‪.‬‬

‫ومن العاماء التيهرتيين الذين قصدوا الأندلس للتعلم والتعلم قاسم بن‬
‫عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد التميمي التيهرتي وابنه أبي الفضل أحمد‬
‫للعزوف بالبزاز ‪ .‬دخلا الأندلس سنة ‪713‬ه وكان البزاز صغير السن وتعلم‬
‫بقرطبة ف حين أن أباه كان من جلساء بكر بن حماد وممن أخذ عنه ‪ .‬أقاما‬
‫بعاصمة الأندلس‪ ،.‬وبها توفي البزاز سنة ‪693‬ه ") ‪` . .‬‬

‫واذا كان هؤلاء كلهم من المالكية ‪ .‬فلا نعرف من‪ .‬الاباضية اسم رجل‬
‫عالم رحل الى الأندلس \ وانما كان هؤلاء يولون وجوههم شطر البصرة‬
‫والشرق بصفة عامة ‪ 3‬وان كنا لا نستبعد وجود الاباضية بالأندلس في عهد‬
‫الرسميين ى خاصة وإن ابن حزم يخبرنا س في النصف الأول‪.‬من القرن‬
‫الخامس المجري ‪ ،‬عن وجود جماعة منهم بقرطبة س يبدو أنهم من عامة‬
‫الناس سألهم اين حزم ل" عن امامهم فلم يجيبوا ‪.‬‬
‫ولعل في وجود ‪ :‬أندلسيين اباضية بتيهمرت ص ما يدعم ماذهبنا اليه اذ أن‬
‫وفاته ييبرز‬ ‫رسم قبيل‬ ‫بن‬ ‫عيد الرحمن‬ ‫عينهم‬ ‫بين النفر السبعة الذ بن‬ ‫من‬

‫نظر الضي‪:‬‬ ‫(‪ )61‬رغم أ توفي سنة ‪783‬ه فوجوده بالأندلس في هذه الفترة لا يدل على أنه كان هو الاول‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪40‬‬
‫‪2‬ة غ‬
‫بفي‬
‫الامان ج‏‪4. 282 . 2٠‬نوض عنادل ‪ ::‬معجم اعلم‬ ‫‏(‪ ٣7‬ابن‪:‬الفرتي ‪:‬تاريخ لماء‪ .‬ض ‪. 862‬الدباغ ‪:‬‬
‫‪:‬‬ ‫الجزائر ى ص ‪.. 48‬‬
‫‪ 4 64‬ابن بشكوال الطلة ذ ج ‪."1‬‬ ‫‏(‪ )٦8‬الميدي ‪ :‬جذوة ‪ .‬ص ‪ 231‬۔‪ 313. 331‬ت ‪ .‬الضبي ‪ :‬بقية‪ 4 :‬ص ‪:‬‬
‫ص ‪. 68‬‬
‫(‪ )91‬اين حزم ‪::‬الفصل في الملل والأهواء والنحل ‪.‬ج‪ . 4‬ص ‪ 981‬۔‪ . 191‬وانظر مقدمة الطبعة الثانية‬

‫‪3- 65 -‬‬
‫أندلسيان اثنان يعرف أحدهما بمسعود الأندلسي ‪ 4‬وكان رجلا فاضلا فقيها‬
‫ورعا ‪ .‬وأما الثاني فهو عمران بن مروان(‪٥‬ةا‏ ‪ .‬ولا شك أنها بلغا في العم‬
‫الغاية ى اذ أن مجرد ترشيحها للامامة يدل على ذلك ‪ .‬والرواية في حد ذاتها‬
‫تدل على عمق العلاقة الثقافية الموجودة بين تيهرت والأندلس ‪ 0‬وتروي‬
‫المصادر(ة‪2‬ا الاباضية أن عملية انتخاب الامام بعد عبد الرحمن بن رستم كانت‬
‫في صالح مسعود الأندلسي لميل العامةإليه لولا أن هذا زهد فيها وأختفى‬
‫ليتركها لعبد الوهاب بن عبد الرحمن الذي تولاها سنة ‪171‬ه ‪ .‬آ وتننكت ‏‪١‬‬
‫تلك المصادر كلها عن دور مسعود بعد خروجه من مخبئه لمبايعة الامام‬
‫الجديد ث وكان ينبغى أن تفرد له ترجمة في تلك الكتب ‪ 0‬خاصة وأنه تفوق‬
‫على الامام عبد الوهاب أو استوى معه في العلم بحيث مالت الرعية اليه ‪.‬‬
‫وهكذا كان العلماء نقطة وصل بين دول المغرب العربي ج ورحلاتم‬
‫المختلفة س تعتبر أهم مظاهر أو معالم العلاقات الثقافية بين تلك الدول‬
‫استفادت منهم تيهرت س كا كان لعلمائها دور لا ينكر في القيروان } وفي‬
‫سجاماسة خاصة ‪.‬‬
‫ب ۔ العلاقات الثقافية مع بلاد السودان ‪:‬‬

‫لم تكن العلاقة التجارية الواسعة التي ربطت السودان الغربي بمراكز‬
‫اقتصادية في الدولة الرستمية ‪ ،‬لتمر دون أن تخلف آثارا ثقافية س يمكن‬
‫التعليق عليها بأنها كانت عميقة ومهمة ‪ .‬عمق وأهمية تلك التجارة التي كانت‬
‫الوسيلة في وصول الاباضية الى تلك البلاد النائيةةا ‪.‬‬
‫تتحدث المصادر الاباضية عن عدد من عامائها الذين قطنوا ببلاد‬
‫السودان أو دخلوها فاستفادت منهم س فالدرجيني‪ .‬يخبرنا عن شيخ يدعى‬

‫(‪ )02‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ 45‬۔ ‪ 55‬ي الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ 1‬ي ص ‪ ، 64‬الشياخي ‪ :‬سير ى ص ‪. 541‬‬
‫(‪ )12‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ 65‬ى الدرجينى ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ : 1‬ص ‪ . 64‬الثياخى ‪ :‬سير ى ص ‪. 541‬‬
‫(‪ )22‬راجع الباب الثاني من هذا البحث فصل التجارة مع اللودان ‪.‬‬

‫‪.-783- .‬‬
‫عبد الحميد الفزاني س كان عالما كبيرا قطن بلاد السودانةةا ‪ .‬أما الشماخي‬
‫الذي يسوق لنا رواية أكثر أهمية في هذا الموضوع ‪،‬فيحدثنا عن أبي يحيى‬
‫ابن أبي القاسم الفرسطائي ‪ 4‬من يتامى معركة مانو ‪ ،‬حيث أن أباه قتل‬
‫فيها سنة ‪382‬ه ‪ .‬وكانت لأبي يحيى رحلة الى بلاد السودان ‘ التقى فيها‬
‫بأحد ملوكها ‪ ،‬وكان نحيل الجسم ضعيف القوى ‪ 0‬مريضا ‘فدعاه الى‬
‫الدخول في الاسلام ث وبعد أخذ ورد بينهيا يصوره أبو يحيى نفسه فيقول ‪:‬‬
‫ه فازلت أذكره نعم الله وآلائه حتى أسلم وحسن اسلامه »!‪4‬ا واستعاد‬
‫قوته ‪ .‬ويحتمل أن تكون رعيته قذ أسلمت باسلامه مادام « الناس على‬
‫دين‪ :‬ملوكهم »‬

‫اول تنقطع علاقة الاباضية بالسودان « ‪ .‬حت بعد سقوط دولتهم بتيهمرت‬
‫اذ في سنة ‪575‬ه ‪ ،‬استطاع علي بن يخخللفف ‪ 0‬أحد مشائ;ئخ نفوسة الذين‬

‫سافروا الى غانة ث أن يستدرج ملك مالي في الدخول في الاسلام هو ورعيته‬


‫وذلك لما جديت مملكته وتفاقت أوضاعهاا ‪ .‬فأغائ علي بن يخلف بصلاة‬
‫الاستسقاء ‪ .‬فسقطت الامطار وجرت الأنهار ث فآمن الملك ورعيته ‪.‬‬

‫إن هذه الروايات الختلفة ‪ .‬لا تدل الا على وجود علاقات ثقافية عميقة‬
‫بين الدولة الرستمية وبلاد السودان ‪ .‬نها وجود الشيخ عبد الحميد الفزاني ‪ 0‬أو‬
‫السودان (‪. )62‬‬ ‫ء ال‬ ‫نفوسة‬ ‫بن فتح < قاض‬ ‫العالم الكبير الذي بعثه عمروس‬

‫ما وجود هاذين‪ .‬العالمين ببلاد السودان ص الا دليل على دخول بعض ممالك‬

‫‪. 723‬يضع الدرجيني هذا العال في الطبقة السادسة (‪ 052‬۔‪003‬ه) ‪.‬‬ ‫(‪ )32‬الدزجيني ‪:‬طبقات ي ج‪. 2‬ص‬
‫(‪ (42‬المخي ‪ :‬سير ىص ‪ 113‬۔‪. 313‬‬
‫‪ 754‬۔‪0 854‬أطفيش ‪:‬ازعاق ۔‬ ‫(‪ )52‬الدرجيني ‪:‬طبقات ‪.‬ج‪ . 2‬ص ‪ 715‬۔‪. 815‬الشياخي ‪ :‬سير ىص‬
‫‪.‬‬ ‫ص ‪. 76‬‬
‫(‪ )62‬محمود اسماعيل ‪:‬الخوارج ىص ‪. 322‬يشير الى أنه أخذ معلومته هذه من الوسياني أبي الربيع بسيرته‬
‫الفطوطة الموجودة بدار الكتب المصرية ‪.‬وهي على مايبدو تختلف عن النسخة التي اعتدنا عليها‬
‫والموجودة ميزاب ‪ .‬وانظر مقدمةالطبعة الثانية‬

‫‪883‬‬
‫السودان في الاسلام ‪ 0‬وبالتالي احتاجت الى من يفقهها في دينها ‏‪ ٠‬ويسلك‬
‫بها المراحل الأولى في هذا السبيل ‪.‬‬

‫لقد كان للتجار الاباضية من رعايا الدولة الزستمية فضل السبق في نشر‬
‫الاسلام في جز من تلك البلاد النائية ووضعوا بذلك البذور الأولى لحركة‬
‫انتشار هذا الدين في بلاد السودان‪7‬ةا ‪ .‬ويبدو أن هذا الذور لأولائكك'‬
‫التجار س في ذلك الزمان س مازال بجاجة الى دراسة ةثا ‪ ،‬أعمق ث تكشف عن‬
‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫أسراره وأبعاده المختلفة ‪.‬‬

‫وتشير بعض الكتب الى وجود قرى عديدة تعتنق الاباضية في السودان‬
‫ا ‪ .‬ينقل لنا‬ ‫في القرن الماضي ثا ‪ .‬وليس هذا بمستبعد مادام ابن بطوطة‬
‫مشاهدته في نهاية القرن السابع المجري ث ويذكر أن في قرية زاغرى جماغة‬
‫من الاباضية يسمون صغنغو ‪ .‬وبقي الوجود الاباضي امسترا ببلاد النودان‬
‫حتى أثبته الاستاذ شاخت ( ‪.‬ل عه‪:‬ءك ) الذي لا حظ في مساجد بعض‬
‫تلك الأقوام وجوذ هندسات مشابهة تماما لما عند اباضية وادي ميزاب ‪.‬أو‬
‫وارجلان كامحراب المستطيل الشكل والمئذنة ذات الشكل المستطيل الخروطي‬
‫اضافة الى ظاهرة فريدة عند الاباضية » وجدها ماثلة في بعض مساجد‬
‫السودان ى ذلك هو عدم وجود المنبر في المسجد‪ } .‬وتفسيز ذلك أن الاباضية‬

‫‪ 011‬ى وأنظر ‪: :‬رعاو‬ ‫خليفات ‪ :‬نشأة ‪.‬ص‬ ‫(‪ )72‬حمود اسماعيل ‪ :‬الخوارج ‪ .‬ص ‪ . 322‬عوض‬
‫ع‬ ‫'‬ ‫‪, .772-572, 2,‬‬ ‫ع ‪ :‬ن‬ ‫‪!, .17,‬‬
‫‪:‬ع‬ ‫‪,‬‬ ‫‪, .67‬‬ ‫‪: ]:‬‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫' ع‬ ‫‪-‬‬
‫نع‬ ‫ف ا‬ ‫ا‬ ‫‪,‬‬ ‫] ع ح‬ ‫ع‬ ‫ح‬ ‫ع‬
‫‪(...).‬‬ ‫ع‬ ‫""! ‪,‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪. .‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪, +459, .1 1, 12, 72.‬‬
‫(‪ )82‬رغم وجود أطروحة دكتوراة في انتشار الاسلام بالودان الغربي فان باحثها م يشر الى هذا الدور اطلاقا ‪'.‬‬
‫ولم يطلع على المصادر الاباضية ‪ .‬أنظر دريد عبد القادر نوري ‪ :‬انتشار الاسلام في الودان الغربي من القرن‬
‫‪ 5‬۔ ‪11‬ه‪ 11 /‬۔ ‪61‬م ‪ .‬رسالة دكتوراة جامعة بغداد ‪ .‬كلية الاداب ‪1041 .‬ه‪1891/‬م ‪ .‬وقد‪:‬سلك نفس لللك‬
‫الذي أتبعته الدراسات التي سبقته ‪.‬‬
‫(‪ )92‬أطفيش ‪ :‬ازهاق الباطل ‪ .‬ص ‪ 76‬۔ ‪. 86‬‬
‫‏‪٠‬‬ ‫(‪ )03‬ابن بطوطة ‪ :‬رحلة ‪ .‬ص ‪. 086‬‬

‫‪. 389 -‬‬


‫منذ سقوط تينهرت وزوال امامتهم بها اعتبروا صلاة الجعة مرفوعة عنهم‬
‫لعدم توفر شرط مهم لقيامها وهو ما يعرف عندهم بالامام العادل(آةا ‪.‬‬

‫ان انتقال مثل هذه الهندسات والاعتقادات س عبر الصحراء ‪ .‬الى بلاد‬
‫السودان س وعبر السنين والقرون س لا تدل الا على عمق ما تركه التجار‬
‫الاباضية في تلك البلاد ث ابتداء من عهدهم الأول ‪ ،‬أيام الدولة الرستمية ‪.‬‬

‫ومن الآثار الثقافية التي تركتها العلاقة بالسودان ‪ .‬تعريب جزء من‬
‫تلك المناطق ولو بشكل محدود ‪ ،‬وتكونت بفعل الاحتكاك الدام والمستر‬
‫لفات مزيجة كلغة الآزر وهي لغة وكالات تجارة الذهب والرقيق في نطاق‬
‫الساحل السوداني ‪ ،‬وقد استمارت قوامها من العربية ومن البربرية ومن‬
‫)‬ ‫اللفات الافريقية (‪2‬ة;‬
‫ومجمل القول إن العلاقة الثقافية بالسودان كانت أكبر من أن تشملها هذه‬
‫اللنطور‪ ،‬اذ كان للتجار من رعايا الدولة الرستمية وغيرها س الدور الريادي‬
‫في اخراج قبائل تلك البلاد من بدائيتها ‪ .‬وتكوين سكانها وشحذ أخلاقهم‬
‫ومداركهم عبر السنين والحقب{ة) ‪.‬‬
‫۔ العلاقات الثقافية مع المشرق العربي‬
‫لعل الحج يعتبر أم وسيلة ربطت المغرب بالمشرق ‪ ،‬ولا يزال ‪ .‬وقد‬
‫تجاوب المغاربة مع هذا الركن من الدين ‪ ،‬وتحمسنوا له س فكانت أمنية‬
‫الواجد منهم منذ أن حسن اسلامهم ى أن يقوم بهذه الرحلة الدينية العلمية ‪:‬‬
‫ولايزال هذا الشعور فيهم قائما ‪.‬‬

‫دا سك ‪ [ :‬عمك نلاحظ هنا أن أغلبية الاباضية اليوم يصلون الجمة‬ ‫(‪.91-11 )13‬م ‪,‬نج‪, 0‬‬
‫وتوجد المنابر في مساجدهم كغيرها من الماجد المالكية بالجزائر‬
‫‪. 431‬‬ ‫ص‬
‫(‪ )23‬موريس لومبارد ‪:‬الجغرافيا التاريخية ‏‪٠‬‬
‫‪. 666‬‬ ‫المعرب ب‪ .‬ص‬ ‫(‪ )33‬لوبون ‪ :‬حضارة‬

‫‪-093-‬‬
‫ان ما ترويه المصادر الاباضية(“ةا عن أهل جبل نفوسة الذين كانوا ‪.‬‬
‫في عهد الدولة الرستمية ى أكثر الناس حجا ى بحيث أنهم كانوا يحجون‬
‫بنسائهم وذرارهم حتى قيل إنه ولد لهم في ركب واحد ثلاتمائة مولود‬
‫ذكر ‪،‬فضلا عن المواليد من الاناث أو النساء اللائي لم يلدن ‪ ،‬أو عدد‬
‫الرجال المرافقين لهذه النسوة ‪ .‬لا تدل هذه الرواية أن صحت(ةا ‪ .‬الا على‬
‫اهتام الناس بالحج ‪ ،‬ولا أرى أنأهل نفوسة ينفردون بذلك وحدهم ‪،‬بل‬
‫إن قوافل الحج كانت تخرج أيضا من تيهرت ى وفي احداهن اختفى أبو‬
‫اليقظان وسافر الى مكة (‪6‬ة)‪ 9‬أدل على مكانة الحج عند المفاربة في ذلك‬
‫الزمان ى من هم الامام عبد الوهاب لأداء فريضته ‪ ،‬وقد خرج فعلا من‬
‫تيهمرت ‪ ،‬فلم يمنعه من ذلك الا علماء نفوسة » خوفا على امامهم من عيون‬
‫بني العباس ‪ 2‬ثم إن عبد الوهاب لم يقتنع فأرسل الى العلماء الأعلام بالمشرق‬
‫يستفتيهم ‪ 3‬ولم يطمئن حتى أرسل من ينوب عنه في أدائها‪7‬ة ‪.‬‬
‫فلا شك أن هذا الاهتام وهذه الاعداد الكبيرة من الحجاج المغاربة‬
‫كانت تستفيد من الحج‪ .‬بالاتصال بمشائخ الشرق وعامائه ‪ ،‬فيتزودون من‬
‫منابع المعرفة والعلوم ؛ ويستفيدون من دروس الوعظ والارشاد التي لا‬
‫تعرف التوقف في ذلك الموسم ‪ ،‬ومثال ذلك ماكان من ممروس بن فتح‬
‫وأصحابه الذين دخلوا على محمد بن محبوب ‪ ،‬أحد عاماء المشرق ‪،‬في مجلسه‬
‫فأدناهم اليه تعظيا م ‪ 4‬ولما تبوأوا للمذاكرة‪ . .‬سأله عمروس عن مسألة فقال‬
‫ابن محبوب ان كان أبو حفص عمروس في شيء من هذا البلد فهذا السؤال‬
‫منه ‪ ،‬فقالوا له هو السائل ‪ ،‬فزاد في دنوه فجعل‪.‬عمروس يسأله في مسائل‬
‫(‪ )43‬الوسياني سير (مخطوط) ورقة ‪. 6‬الدرجيني ‪:‬طبقات ‪.‬ج‪ . 2‬ص ‪ 2 523‬الشياخي ‪:‬سير ‪ .‬ص ‪. 822‬‬
‫(‪ )53‬يشير اين الصغير الى حج النفوسيين نسائهم خاصة ويذكر أنالواحدة منهم لا تحج الا بعد أتنستأذن الامام‬
‫أبا اليقظان بأن تبعث ابنها الى تيهرت ‪ .‬وهذا يدل على اهتام النفوسيين بالحج فعلا وهو مصداق للرواية‬
‫الاباضية ‪ .‬أنظر تاريخ ابن الصغير ‪ .‬ص ‪ 64‬۔ ‪:. 74‬‬
‫‪. 72‬‬ ‫(‪ )63‬ابن الصغير ‪ :‬ص‬
‫(‪ )73‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ ، 67‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ي ج‪ . 1‬ص ‪ . 66‬اثياخي ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪. 851‬‬

‫ء‬ ‫‪- 193 -‬‬


‫الدماء حتى قال له ابن محبوب هذا من مكنون العلم لا يعلن به في قوم من‬
‫العوام «۔فقال عمروس لأصحابه احفظوا السؤال أحفظ لكم الجواب ‪ .‬فاما‬
‫قدموا نفوسة قال عمروش هاموا ما تكفلتم (به) قالوا لم يبق معنا إلا قولك‬
‫احفظوا السؤال أحفظ لك الجواب فقام بها جميعا سؤالا وجوابا »(‪53‬ا ‪.‬‬

‫وهكذا تبين هذه الرواية جوانب هامة من العلاقة الفكرية التي كانت‬
‫تربط المغرب بالمشرق ‪ 0‬وتشير بوضوح الى المائل الفقهية التي كانت‬
‫متداولة في مجالس العلماء ‪ .‬كا أنها صريحة في تبيان أن الحجاج كانوا من‬
‫العامة بحيث لم يستطيعوا حفظ الأسئلة القى طرحها عمروس في ذلك المجلس‬
‫وقد كلفوا بذلك ‪.‬‬

‫وكان لابن محبوب هذا أو أبيه ‪ . :‬خيام بمنى تعرف باسم مضارب‬
‫محبوب ‪ 4‬فيها مورد حجاج عمان وجماعتهم ‪.‬وكان المغاربة يقصدونم (‪)93‬‬
‫للتعرفعليهم واستزادة العلم منهم ‪ .‬وقد استغل الاباضية من أهل المشرق‬
‫خاصة موسم الجج لبث دعوتهم بين الحجاج القادمين من مختلف البقاع‬
‫فأقاموا تلك الخيام التي تعتبر بمثابة مدارس متنقلة لنشر المذهب{“ا لاشك‬
‫ان المغاربة كانوا يستفيدون منها ويتزودون بالعلم والمعرفة ‪ .‬لذلك كانوا‬
‫يحجون بتلك الاعداد الكبيرة ‪ .‬وربا كرر أحدهم الحج مرارا حبا في التفقه‬
‫في الدين مثلما كان صاحب لأبي حماد النفوسي ‪ ،‬لا يذكر لواب(ا“ا اسمه ه‬
‫حج ثلاثث مرات ‪ 4‬كانت الثالثة من مصر ‪ ،‬اذ ‪ ,‬يعد الى أهله ‪ .‬وبقي في‬
‫مصر سنته تلك ‪.‬‬

‫ي‪ .‬اذ كثيرا ما‬ ‫مصر وعلمائها‬ ‫اتصالات‬ ‫للدولة الرستمية عدة‬ ‫ولقد كان‬

‫‪.‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪2 423‬ء الثماخي ‪ :‬سير ‪ 4‬ص‬ ‫‪..‬ج ‪ . 2‬ص‬ ‫ورقة ‪ . 5‬الدرجيني ‪ :‬طبقات‬ ‫الوسياني ‪ :‬سخر رنخطوط)‬ ‫(‪)83‬‬

‫(‪ )93‬لواب بن سلام ‪ :‬ثشرائع (مخطوط) ورقة ‪. 53‬‬


‫(‪ )04‬عوض خليفات ‪:‬نشأة ‪ .‬ص ‪. 011‬‬
‫(‪ )14‬لواب بن سلام ‪ :‬شرائع (مخطوط) ورقة ‪ 53‬۔ ‪. 63‬‬

‫‪-293-‬‬
‫عبد الوهاب ف مسألة ابن فندينن وأتباعه الذين عرفوا فيا بعد بالنكار ‪.‬‬
‫ليستفتي الامام عالم مصر آنذاك شعيب بنالمعروف ‪.‬فأبي هذا الا القدوم‬
‫الى تيهرت وكان له فيها دور مع بن فندين وثورته ضد الامام عبيد‬
‫الوهاب تا ‪ .‬وقد استفتى هذا الامام أيضا ابن عباد المصري لما هم بالخروج‬
‫الى الحج »‪ .‬وكان ابن عباد من علماء الاباضية بمصر وفقهائها‘‪٨‬ا‏ ‪..‬‬

‫آولأ شك أن العلاقة بمضر كانت واسعة لقربها من جهة ‪ . .‬ولكونها ف‬


‫الطريق الى الحج أو بلاد الملثرق عامة امن جهة أخرى ‪.‬‬
‫ولقد رأينا علماء‪ .‬التقوا ا باخوانهم ف مصر كصاحب « شرائع الدية «‬
‫لواب وأبيه سلام بعنمرو ء اذ التقى ‪.‬لواب بمحمد‪ .‬بن عبد الملك الحجازي‬
‫بصر قبل سنة ‪052‬ه‪{.‬ؤ ولم يفته أن ‪.‬نسجل‪ .‬عنوان هذا‪ .‬العالم الاباضي في‬
‫كتابها كدليل لمن يريد زيارته من المغاربة في منزله يمصر ‪' ..‬‬

‫ويبدو أن الذين زاروا بقنداد ‪ .‬أو البضرة" بضد حملة العلم منهنا‬
‫حماد‬ ‫المغرب ‪ ،‬قليلون‪ :‬اذ لا تذكر المصاذة التي بين أيذينا ‪ ،‬الا بكز بن‬
‫الشاعر والمحدث التيهرتي س الذي رحل الى المشرق سنة ‪712‬ه ‪" :‬‬
‫البصرة وبغداد وكانت له فيهما اتصالات بعلماء وقته } بل لقدمدح المعتصم‬
‫لخليفة العباسي ؛ ووصله هذا بصلات ‪.‬جزيلةا (&ا ‪...... ... ,.‬‬
‫عبد‪ .‬العزانز ‪::‬بن الأوز ‪ :‬الفقيبةه الجازع‬ ‫الى الغرق‬ ‫الذين لهم ‪ -‬رحلة‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬

‫سفيه اللسان ‪ .‬تتبرأ الاباضية ‪.‬رغم كونه اباضيا ث من حضور مجالسه ‪ ،‬أو‬
‫‪.‬ا سمه‬

‫(‪ )24‬أبو زكرياء ‪:‬سير ‪ .‬ص ‪ 85‬۔‪. 36‬الدرجيني ‪:‬طيقات‪ ..‬ج‪ . 1‬ص‪. 05 .‬الثياخي ‪ .:‬سير ‪ .‬ص ‪. 741‬‬
‫(‪ )34‬لواب ين سلام‪ : :.‬شرائع (نخطوط) ورقة ‪. 63‬أبو زكرياء ‪ :‬بير ‪.‬ص ‪. 67‬الدرجيني ‪:‬طبقات ‪ .‬ج‪..1‬‬
‫۔‬ ‫‏‪٠.٤‬‬ ‫‪.:.‬‬ ‫۔‪ .‬۔ ۔‬ ‫۔ ‪..‬۔۔ ن‬ ‫‪.. .‬ب‪:‬‬ ‫۔‪.‬۔۔۔ ‪44‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪. ..‬‬ ‫‪.777‬‬ ‫‪,:‬‬ ‫‪...9‬‬ ‫سير ‪.‬ص‬
‫‪ :‬‏‪.٠‬‬ ‫‪ . 66‬الثماخي‬ ‫ص‬

‫(مه) لواب بن سلام ‪:‬شرائع (خطوط) ‪,‬ورقة ‪. 93‬‬


‫‪ 351‬۔‪ { .451‬وأل‬ ‫‏‪ ٠‬اين عذاري ‪:‬البيان ‪ .‬ج‪. 1‬ص‬ ‫‪..‬ص ‪ 182‬۔‪282‬‬ ‫(‪ )564‬الدباغ ‪:‬معالم الايمان ‪..‬ج‪2‬‬
‫كذلك ‪:‬شاوش ‪:‬الدر الوقاد ‪ .‬ص ‪ 54‬۔‪. 84‬‬
‫دخوله في حلقاتهم‪١‬ثا‏ الا ان ابن الصغير الذي ساق لنا هذا الخبر ‪ ،‬لم يحدد‬
‫المدينة المشرقية الى زارها ابن الأوز ث ونعتقد أنها هي البصرة وبغذاد ولا‬
‫يقصد هنا ابن الصغير رحلة الى الحج ‪ ،‬وانما رحلة من أجل طلب العلم كا‬
‫يفهم من سياق كلامه ‪.‬‬

‫وكانت لزيارة نفاث بن نصر النفوسي الى بغداد ‪ 2‬آثار ثقافية بارزة‬
‫وكان نفاث عالما كبيرا ‪ .‬أخذ العلم بتيهرت عن الامام أفلح بن عبد الوهاب‬
‫<‬ ‫ينتقده‬ ‫فراح‬ ‫ينمي اليها <‬ ‫التي‬ ‫والدولة‬ ‫مذهبه‬ ‫وامام‬ ‫شيخه‬ ‫سيرة‬ ‫ترفه‬ ‫ول‬

‫وينفث عنه أخبارا ترى المصادر الاباضية أنها باطلة ‪ .‬لذلك أطلق عليه‬
‫الامام أفلح اسم نفاث وانما إسمه الحقيقي فرج ‪ .‬فبرز وسما بأفكاره التى‬
‫خالف فيها الامام » ولما هدده افلح ‪ 0‬شد الرحال نو المشرق حيث ورد‬
‫بغداد " فكانت له فيها مع الخليفة ‪ .‬الذي لا تذكر المصادر اسمه تجاذب‬
‫‪ 9‬واستطاع أن يحل لغزا له ‪ .‬فشل علماء بغداد س كما تذكر المصادر‬ ‫كلام‬
‫الاباضية ثا ‪ ،‬عجن حله وبزهم بذلك فنال الجائز ة التي طلبها ‪ .‬وكانت عبارة‬
‫به‬ ‫< والقدوم‬ ‫الذهب‬ ‫‪ .‬امام‬ ‫‪1‬‬ ‫ريبد‬ ‫جابر بن‬ ‫ديوان‬ ‫استنساخ‬ ‫عن‬

‫الى المغرب ‪.‬‬

‫بقليل‬ ‫يبعده‬ ‫وربما‬ ‫<‬ ‫ببغداد‬ ‫نفاث‬ ‫التى قضاها‬ ‫الفترة‬ ‫هذه‬ ‫وفي خلال‬

‫‪ .‬دخل الامام أبو اليقظان بن أفلح بغداد ‪ ،‬قبل توليه المنصب س دخلها مرغما‬
‫سجنه‬ ‫كان‬ ‫اتفق أن‬ ‫معدودات‬ ‫سنوات‬ ‫بي العباس‬ ‫حبس‬ ‫ف‬ ‫سجينا < وقضى‬

‫(‪ )64‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪ 74‬۔ ‪ . 84‬لعل ابن الأوز هذا الذي تتبرأ منه الاباضية من النكار وليس من الوهبية ولم‬
‫يثر ابن الصغير الى ذلك وهو الذي تقل الصفة المذكورة ‪.‬‬
‫(‪ )74‬لما سأله الخليفة العباسي عن بلده ونسبه ومولده قال له نفاث ‪ :‬أنا رجل من البربر ‪ .‬والبربر لا أدب عندهم‬
‫فان رأى أنير المؤمنين الصفح عن العبد إن أساء والتجاوز عنه إن بدا منه الجفاء فمل ؟ فقال له الخليفة ‪ :‬قل ما‬
‫بدا لك فأخذ يسأله ونفاث يجيب وذلك بحضور الفقهاء والأكابر من أهل بغداد الذين لم يقووا على‬
‫أسئلة الخليفة ‪.‬‬
‫(‪ )84‬أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ 49‬۔ ‪ . 59‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ 1‬س ص ‪ 08‬۔ ‪ 2 18‬الشماخي ‪ :‬سير ‪.‬‬
‫ص ‪. 412‬‬

‫‪- 493 -‬‬


‫مع أخ للخليفةا"" ‪.‬لعله هو المعتد الخليفة العباسيالذي كان بالسجن لما‬
‫قتل الخليفة المهتدي سنة ‪ 652‬ه ‪.‬‬

‫ولم تكن‬ ‫<‬ ‫أجبر عليها أبو النقظان‬ ‫الرحلة < التى‬ ‫همنا من هذه‬ ‫والذي‬

‫طواعية منه ‪ ،‬أنها تبين العلاقة بين بغداد وتيهرت ى اذ أكرم أ يا إكرام‬
‫[ ن أ با‬ ‫< ولا شهشك‬ ‫طيبة‬ ‫معاملة‬ ‫معه‬ ‫سجن‬ ‫الذ ي‬ ‫‏‪١‬الخليةفة‬ ‫وصامله‬

‫العباد"ىا"‪, ..‬وقد اشتهر الخلفاء العباسيون ‪ 7‬للعلم والعلماء ورعايته‬


‫هيا ‪ .‬وا لا ريب فيه أن الامام أبا اليقظان قد تعلم هناك ببغداد فنونا‬
‫من السياسة ونظم الادارة والحكم ‪ .‬وأحب أن تستفيد الامامة بتيهرت بتلك‬
‫التجارب‪"١‬ةا‏ ‪ ،‬لهذا على ما يبدو أسند له أخوه أبو بكر من مهام الدولة ما‬
‫قام به أحسن قيام ث وكانت له في إنهاء الفتنة التي هزت تيهرت أبيض‬
‫الأيادي ‪ .‬وعمر في الامامة أربعين عاما كانت لا تشبه الا بأيام الامام الأول‬
‫عبد الرحمن بن رسع جم (‪2‬ةا ‪.‬‬

‫أما العلماء الذين زاروا الدولة الرستمية من أهل المشرق " فيذكر أن‬
‫بجبل‬ ‫‪ .‬ومر‬ ‫تيهمرت‬ ‫عبد الوهاب ‪ .‬فقصد‬ ‫‏‪ ١‬لامام‬ ‫زائرا زمان‬ ‫منهم قدم‬ ‫وفدا‬

‫ومنهم الامام‬ ‫العلماء‬ ‫بعص‬ ‫< فاختار‬ ‫بالغرب‬ ‫لاحظله‬ ‫سئل عما‬ ‫حيث‬ ‫نفوسة‬

‫(‪ )94‬اين الصغير ‪ :‬ص ‪ 82‬۔ ‪ . 03‬وأنظر الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ص ‪ . 38‬الثياخي"‪ :‬يترك بياضا عندما وصل الى‬
‫هذه الحادثة ‪ .‬ص ‪. 022‬‬
‫(‪ )05‬يذكر الاستاذ عبد الوهاب بن منصور ‪.‬في مقال له بمجلة البصائر المدد ‪ 871/971‬والني تحت عنوان‬
‫هالسفارات الملكية والملائق بين الشرق والغرب » أن معاملة بني العباس لأي اليقظان تعتبر بحق غريبة ‪.‬اذ ما‬
‫عرف عن العباسيين الا الحذر الشديد من الامراء المغاربة والكيد لهم والايقاع هم ‪.‬ويقول ‏‪٠‬وليس بفائب عن‬
‫الأذهان موقف هارون الرشيد من الادارسة بالغرب الأقصى اذ قتل المولى ادريس بن عبد الله بم دسه في قارورة‬
‫طيب سنة ‪771‬ه ‪ .‬أنظر البصائر الصادرة بالجزائر ‪1731‬ه‪2591/‬م ‪ .‬ص ‪ . 6‬وهذا الرأي يدعم ما ذهبنا اليه من‬
‫أن أبا اليقتظان ‪ .‬وهو المعروف بعلمه الغزير ‪ .‬قد أظهر من ذلك للعباسيين ما أنسام حذرم وكيدمم‬
‫للامراء المغاربة ‪.‬‬
‫‪ )1:‬معمر علي يحى ‪ :‬الاباضية بالجزائر ‪ .‬ص ‪ . 67‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪ . 23‬وما بعدها ‪.‬‬
‫(‪ )25‬ابو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ 89‬ى الدرجيني ‪ :‬طبقات ث ج‪ . 1‬ص ‪ . 38‬الشاخي ‪ :‬سير ى ص ‪ 122‬۔ ‪. 222‬‬

‫‪-‬۔‬ ‫‪5‬‬
‫نفسه اعجابا بهم وبعامهم(ةة) } الا أن المصادر التي أوردت هذه الرواية لم‬
‫تذكر بالضبط من أين قدم الوفد س فلعله مانلبصرة ‪ .‬لأن هذه المدينة في‬
‫عهد عبد الوهاب‪ . .‬ما زالت تؤدي دورها ف الدعوة ومراقب ةة أتباعها بمختلف‬
‫له‬ ‫‪ :‬سص‬ ‫ا‬ ‫‪.‬‬ ‫تاج وجودمه‪.. 0‬‬
‫أيضا ا العام الخرساني ‏‪١‬بو غانم ببهشر بنن غانم‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪١‬وتيهرت‬ ‫نفوسة‬ ‫وزاارر جبل‬

‫‏‪ ١‬لفا ندة ‏‪ ١ ٥‬لكبيرة ‪ <.‬وقد‬ ‫‏‪١‬النفوني‬ ‫عمروس‬ ‫طرف‬ ‫مد ونته من‬ ‫وكان لا نتساخ‬

‫ترك نسخة من مدونته في مكتبة المعصومة ى أه ها على ما ييبدو‬


‫للأئمة بتيهرت(ةثا ‪.‬‬
‫أثر ثقافي‬ ‫ولعل لزيارة اليعقوبي غ‪ .‬للؤزخ والجغرافي العربي ‪،‬أكثزمن‬
‫‪.‬في العلاقة بينالدولة الرستمية ؤبلاد المشرقء اذ زازتيهنزت وغيرها من‬
‫أقاليم الذولة » ونقل لنا مشاهدته التاريخية والجغرافية ‪ .‬وكانت المعلومات‬
‫التي احتفظ لنا بها في كثابنه ء ةالتاريخ » ؤ« البلدان »‪ ..‬لا‪.‬يمكة‬
‫الاستغناء عنهااةا ‪ .‬ولا نعرف بالضبط متى زار اليعقوبي‪ :‬تيهرت & الا أننا‬
‫لا نشك في أن ذلك في أواخر الدولة الرستمية ‪ .‬أيام الامام أبي حاتم بن ‪:‬‬
‫اليقظان محمد بنن أفلح‪492- 182( :‬ه) اوغامله غلى ندتفونة الناس‬
‫‪.‬‬ ‫يذكرهم ذكز من يعرفها أ و عاضرهما ‪ 75‬‏‪- ٠٦ ٦‬‬
‫ولعل الكثيرين من المشارة ة الاباضية ابانوا الل تيهمرت بعده نأسينقا ‪.‬‬
‫المجرة ‏‪١‬الى ‪:‬‬ ‫حزكة‬ ‫بذلك‬ ‫وقبضتهم © ‪ .‬فنشنطت‬ ‫العباسيين‪:‬‬ ‫بطش‬ ‫هروبا من‬

‫أو‬ ‫العاضة الرسقية ۔ ‪ +‬رغبة فى الميش (في كنف الدولة واسامة الظهؤز خ‬
‫۔‬ ‫‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ذ‬ ‫َ‬ ‫۔۔ ‪.‬‬

‫‪ 492‬ى العاخي ‪ :‬سير ة ص ‪.> 5‬‬ ‫الدرجني ‪:‬د طبقات ‏‪ ٨‬ج‪ . 22‬ص ‪392‬‬ ‫(‪ )35‬أبو زكرياء ‪:‬سير‪ .‬ض ‪38‬‬
‫ا ۔»ا ‪:‬‬ ‫ب‬ ‫ي‪ .‬س۔۔ ‪:. :.‬ء‬ ‫ني‬ ‫_ ‪.‬‬ ‫ذ‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫(‪ )45‬محود اساعيل ‪ :‬الخوارج ‪ .‬ص ‪. 251‬‬
‫) الونيالي ‪:‬سير (مخطوط) ورقة ‪ 4‬؛ى الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج ‪ . 2‬ص ‪ .33‬ء الفاخي ‪:‬تهسيد ‪ 7‬نصل ‪2 . 822‬‬
‫(‪55‬‬
‫مسه ‪.‬ان ال اي‪ ....‬لا"‬ ‫|‬ ‫‪.‬‬ ‫(‪ )65‬عوض خليفات ‪ :‬نشأة ‪14‬ص‪3‬۔ ‪.41‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪ )75‬اليعقوبي ‪:‬البلدان ‪ .‬ص ‪ 99‬۔‪. 401‬‬
‫(‪ )85‬ابن تاويت ‪ :‬دولة الرسميين ‪4‬؛م ‪.‬جلة معهد الدراسات الاسلامية ‪ 7 2 1 53‬ضن )‪ :4 901‬مود اسماغيبل ‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الخوارج ‪ 4.‬ص‬

‫‪- 693 -‬‬


‫حبا في ملء المتاصب الشاغرة ث وبالتالي كان هؤلاء المشارقة ‪ 0‬رواد‬
‫لنقل معرفة ‪.‬الملخرق الى المغرب (‪, )95‬‬ ‫< وسيلة‬ ‫المخرقية‬ ‫المربية‬ ‫الحضارة‬

‫ومن أيز مظام العلاقةالثقافية بين الدزلة الرستية وبلاد الغرق تلك‬
‫‪,‬الكتب والرسائل التي كانت تتبادل بين الطرفين ‪،‬فلم تنقطع الصلة بين‬
‫خوارج المشرق المغرب ‏‪٤‬أبل لسترت بشكل "دائما فكانوا كلما نزلت بهم‬
‫يستفتوه مم فيما ‪2‬‬ ‫رسال الكتب الى علماء ‪1‬‬ ‫تاز لةم يترددوا ق‬
‫تماما منام كان تفعل غلناء القيزوان' ق استفتائهم للامام مالك بن‬
‫المدينة أو أبي ينف القاضي ببغداد تها و‪.‬كانوا يلتزمون توام ‪:‬‬
‫تصانيف المشرق‪ 4 .‬فقد أمربنا عدة ¡ مرات اذكر تلك الاحنال‪:‬التي طلبها‬
‫اجتهد ف‬ ‫الامام عبد الوهاب من اخوانه بالبصرة ؛‪ .‬امن نم الكتب ‪ 2:‬وججاءله ‪::‬‬
‫‪..‬‬ ‫‪7. 0‬‬ ‫‏‪.٠.٠‬‬ ‫‪5 .‬‬ ‫نهانا ‪.:‬‬ ‫قراجتها ليلا‬

‫‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪0‬‬


‫ا‪‎‬‬ ‫`‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪.-‬‬ ‫‪ ٠‬۔`‪‎‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ .‬ن‪‎.‬‬ ‫‪ ١.٠‬۔‬

‫بن‬ ‫محبوب‬ ‫بلاد ‪ :‬اللغز‪ < :‬كتب‬ ‫وملك ا ل‬ ‫العد يدة ة ا لق‬ ‫‏‪ ١‬لكتب‬ ‫ومن‬

‫اين‬ ‫والعقائد‪ .‬والاخبار ‪ .‬وكان كتاب‬ ‫والكلام‬ ‫الفقه‬ ‫وابنه‪ ,‬‏‪ ٤‬ف‬ ‫الرحيل‬

‫المغرب ‪:‬ك قيل ا نهه‪ :‬يقع‬ ‫اابن محبوب‪ .‬‏‪١‬الى أأهل‬ ‫حبوب يعرف‪ .‬عند نفوسة ‪.‬يسيرة‬

‫أ(‪9‬ة) توريس لومبنآز؛ ‪ :‬الجغرافيا التاريخية‪ : :‬ترجنة ‪.‬حيندة ة صس‪ . 001 99 . 77 :‬شاوش أندر لوقاد ‏‪٥‬‬
‫‪....‬‬ ‫الاي‬ ‫ف‪ .... .‬فس منف‪...‬‬ ‫هذ س‪ !.‬ك أ‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪"...‬‬ ‫‪!!,‬‬ ‫‪:. '3.‬‬ ‫ص‬
‫(‪ )06‬محمود الاعيل الخوارج ‪ . 9 7‬رغم أن الدكتور حمود يؤكد هذا في الصفحة الذكورة ف فانه فى صفحة‬
‫‪ 2‬ةيذكر أزن المصادر خلو‪ :‬من أية اشارة الى استراز العلاقة بين تيهرّت والمشرق بعد امامة اعبد الويخاب وينمزو‬
‫‪.‬هذا‪.‬حسب تخمينه‪:‬ء آلى' رفض وإنكار امامة خلفائنه‪.‬لانها تحولت الى ملك وراثى وضاعت هيبتها ‪:‬وطبعا لا‬
‫نوافقه ف هذا الرأي لأن هناك رسائل مأنهل المشرق الى تيهرت في عهد أفلح تقر بامامة هذا الأخير مثل رسالة‬
‫أبي عيسى ابراهيم بن اسماعيل الذي يقول فيها هثمكان بعد عبد الوهاب ابنه أفلح حفظه الله »أنظر لواب‬
‫(مخطوط) ورقة ‪ 0 15‬ومثل زيارة أبي غانم بثر بن غانم الى نفوسة وتيهرت فالقرن الثالث في أيام عمروس بن‬
‫فتح وهو من علماء الطبقة السادسة (‪ 052‬۔‪003‬ه)‪ .‬وقد سيقأز ن أخينا إل هذا ۔وأنظر أيضا ‪ ::‬خ‬
‫‪.‬‬ ‫ر‪ .‬ل‪.-‬‬ ‫‪ .:‬ن‪....‬‬ ‫‪+.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪..4‬‬ ‫‪ُ ٠‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪], . 28‬‬
‫بقاا ‪ 4‬ج‪ ..1‬ص ‪. ) 66‬ء الشيأخي ‪ ::‬سير ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪.7‬‬‫خطوط ورقبة ‪. 6‬‬ ‫) ‪ )1‬لواب ين إسلام ‪ :‬شرائع‬
‫ص ‪ 641‬۔‪ 181 . 741‬ى الباروني ‪:‬الأزهار ‪ .‬ج‪ 2‬ى ص ‪ . 061 751‬عوض خليفات ‪ :‬نشأة ‪ .‬ص ‪ . 52‬مهدي‬
‫‪5‬‬ ‫هامش طالب ‪:‬الحركة الاباضية ‪.‬رسالة ماجستير ص ‪ 09‬۔ ‪. 19‬‬
‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪ 6‬ي ‪= .- ..‬‬ ‫| ۔‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫‪.,.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫_‪032‬‬ ‫‪.9‬‬ ‫افريقية ‪ .‬ث ص‬ ‫‪ :‬تاريخ‬ ‫أنظر الرقيق القيروان‬ ‫(‪()26‬‬

‫‪- 397 -..‬‬


‫في سبعين جزءا ‪ ،‬لم يصل الى بلاد المغرب منه الا الجزء السادس فقط ة‪'6‬‬
‫ومما يدل على كثرة كتب أهل المشرق بالدولة الرستمية قول الامام أفلح‬
‫يحث رعيته ‪ :‬ه« عليكم بدراسة كتب أهل الدعوة ولا سيا كتاب‬
‫أبي سفيان‪(» ...‬ا ‪.‬‬
‫ولا أدل على علاقة المغرب العربي بالمشرق من ذلك الرباط الذي لا‬
‫ينفصم ‪ .‬ولا يزال مسترا ‪ .‬ويتجلى بوضوح في تقليد المغرب للمشرق ى فأيا‬
‫مشكلة أو مسألة فكرية نوقشت هناك ‪ ،‬الا ونجد أصداعءها في المغرب ه‬
‫ولقد شاهد المشرق خلال القرن الثالث الهجري تطورا كبيرا في الفكر‬
‫العربي الاسلامي ‪ 2‬حاول المغرب بما أوتي من قدرة مسايرة ذلك الفكر ه‬
‫والوصول الى مستواه ضمن حدوده الجغرافية والزمانية ‪ .‬ولعل في مناظرات‬
‫المعتزلة لاباضية المغرب(ةا ى أكبر دليل وأوضحه على العلاقة وأوجه الشبه‬
‫بين المشرق والمغرب العربيين ي وفي حديثنا عن المناظرات الفقهية والكلامية‬
‫ما أوضح جوانب أخرى من هذه العلاقة وأوجه الشبه ©ا ‪.‬‬
‫| لقد كان لاتصال المغرب بالمشرق س مختلف أشكاله س الدور البارز قي‬
‫تغذية الفكر العربي الاسلامي بالمغرب ‘ كا كانت العلاقة الثقافية التي‬
‫ربطت تيهرت ى وغيرها من أقاليم الدولة الرستمية } بالعواصم المغربية‬
‫كالقيروان وفاسن وسجاماسة والأندلس ‪ ،‬وببلاد السودان من أم مظاهر‬
‫الثراء الفكري لهذه الدولة س وهي تعبر فعلا عن‪.‬حياة فكرية غنية‬
‫ومتنوعة ي طالما عمل الحكام الرستميون على دفعها وتنشيطها تماشيا مع حبهم‬
‫للعلم ورعايتهم للعلماء ‪.‬‬

‫(‪ )36‬الوسياني ‪ :‬سير (مخطوط) ورقة ‪ 2 52‬البرادي ‪ :‬الجواهر ‪ .‬ص ‪. 812‬‬


‫‪ .‬ص ‪ . 482‬ومما تجدر‬ ‫(‪ )46‬البرادي ‪ :‬ملحق بكتاب الموجز لاي عار عبد الكافي ‪ .4‬تحقيق عمار طالبي ‪ 4‬ج‬
‫الاثارة اليه أن كتاب أبي سفيان كثيرا ما كان يعده كتاب السير والطبقات الاباضية كالوسياني والدرجيني‬
‫والثماخي ‪.‬‬
‫(‪ )56‬ابن الصغير ‪ :‬ص ‪ 44‬ى أبو زكرياء ‪ :‬سير ‪ .‬ص ‪ 2 76‬الدرجيني ‪ :‬طبقات ‪ .‬ج‪ . 1‬ص ‪ 75‬وما بعدها ‪.‬‬
‫(‪ )66‬أنظر مبحث للناظرات ضمن الغلوم العقلية في الفصل الثالث من الباب الثالث ‪.‬‬
‫‪-893-‬‬
‫« الخاتمة »‬

‫شهد المغرب العربي في النصف الأول من القرن الثاني المجري عدة‬


‫ثورات ‪ ،‬عرفت عند اللؤرخين بثورات الخوارج ‪ 4‬أو ثورات البربر الذين‬
‫اعتنقوا المذهبين الاباضي‪ :‬والصفري ‪ ،‬وقاموا بحركتهم ضتة تعسف بعض‬
‫الولاة الأمويين ‪.‬‬

‫وكان أتباع المذهب الاباضي خاصة يتمركزون ف المغربين الأدنى‬


‫والأوسط ‪ %‬الأمر الذي ساعدهم على بناء مدينة تيهرت ‘ في المغرب الأوسط‬
‫بعد ما فشلوا في عدة محاولات للسيطرة على القيروان ‪.‬وببناء تيهرت التي‬
‫اتخذوها معسكرا لهم ‪0‬تحدد الموقع الجغرافي المميز لمركز الاباضية ‪.‬فأنس‬
‫هؤلاء من أنفسهم قوة ي فبايعوا عبد الرحمن بن رستمأول إمام للدولة‬
‫الرستمية سنة ‪061‬ه‪777/‬م ‪.‬‬
‫لقد تولى حكم هذه الدولة التي استقرت أكثر من قرن وثلث قرن ثمانية‬
‫أئمة } تميز الأولون منهم بالقوة والمنعة والحنكة السياسية ‪،‬كالامام المؤسس‬
‫عبد الرحمن بن رستم (‪061‬ه ۔ ‪171‬ه) الذي وضع أركان الدولة ‪ ،‬ونظم‬
‫ادارتها ‪ .‬وتوفي بعد أن تركها قوية لابنه عبد الوهاب (‪171‬ه ۔ ‪802‬ه)‬
‫الذي بلفت الدولة الرستمية قي عهده أقصى حدودها واتساعها ‪ .‬حتى وكأن‪:‬‬
‫فترة خكله‪.‬تبدو لنا فترة عسكرية ي استطاع فيها عبد الوهاب ص وهو الذي‬
‫أكثرت المضادر الاباضية ممن ذكره أكثر من أي امام آخر أن يؤمن ما تحت‬
‫يده من البلاد ويخيف الجيران ويحملهم على احترامه س ويحطم الفتن الت‬
‫أثيرت في ‪.‬حكه تحطيا كليا ‪.‬‬

‫‪-993-‬‬
‫أفلح بن عبذ الوهاب (‪802‬ه ۔ ‪852‬ه) من أبيه هذه الدولة ‪.‬‬ ‫وورث‬

‫قوية عزيزة ى ساسها بسياسة أبيه‪ .‬؛ وقد امتاز عهده خاصة بالقو‬
‫الاقتصادي ى والرخاء المعيشي ‪" .‬وهو مابدا خجليا في حياة السكان الذين‬
‫كثرت الأموال في أيديهم ‪ 0‬وعمت هذه الحضارة جميع شرائح المجتمع ‪ 0‬ومست‬
‫البدو أيضا ه فتطلع بذلك الى للكابرة وللنافة‬

‫بغا عهد د أف للح المزهر ‪ .‬اوقداغن النا ن الى لراحة والحضارة" نخلفه‬
‫ابنة آبو أبكر (‪ 852‬ظ ‪:‬ذذ ‪162‬ه) الذيي ‏‪ ٢‬ؤذرث قوة جدة ‪ :‬م حظ ‏‪١‬بنصيب‬
‫مخلل شياسنة أبة ء فتداغتأعليئة القائل ءوكثر خوله الشكوك‬
‫فدخلت الدولة الرستبية س في عهده ‪ 0‬منعطفا خطيرا بقي نقطة بدانة‬
‫النهاية اذ اسر‪ :‬الضعقآيتفام كاما تقذمت‪.‬الأينام «‪.‬ؤتداولت ‪ :‬ؤمن حين‬
‫‪ :‬الآخر‪":.‬تعرف‪-‬الدولة الربية ضحوة الجخديندة تبعث في كيانا حياة عهد‬
‫الامام الأول غبند الرحمن‪ :‬رستم‪ :‬كذلك كان عهند‪:‬الامام الرابع‬
‫‪:‬‬ ‫ات‬ ‫إالنقظان‪ :‬بن ¡ أفلح ‪162(.‬هن‪182::.‬ه) التم أنقذ الدولة " ا‬
‫"وساسها بسياسة خحكية تتماشى ‪:‬مع'‪:‬الظبرفا‪.‬الحنناسن جدا ة واست عليها ‪:‬ابنه‬
‫آيو حتم (‪182‬ه ‪492 -‬ه) حتى قتلته‪ ,‬أترتنلنهةوأغتصب الحك‬
‫مانهغتصابا وهأوول‪ .‬امام يوث قتلا في هبذه الدولة ‪ ,‬وتلك نتيجبة من‬
‫نتائجنظام الج الوي ي كني من الدطلك ببا‪ . .. 1 . ... ,‬‏‪٠‬‬
‫اتم‪ :‬يتميز‬ ‫لقد ان غ هذ الأئمة أ لبكر ‪ :‬وأني اليقظآن‪ : :‬وأبي‪:‬‬ ‫‪ :‬وعموما‬ ‫|‬
‫الحقيقة أن هذا النشاط‪ :‬كان‪ :‬يناير الذولة‬ ‫بالنشاط الفكري أخا‬
‫الرمية منذ البداية"‪:‬تماماأفثما ‪ 3‬أالنتاط الاة ‪ 2‬ادئي' وذلك" لطبيعة‬
‫المذهب الذيد يعتنق أغلب الكان ق الدولة" ة ونقف البرتز ‪:‬أ م الواد‬
‫‏‪ ٠‬ف‬ ‫‪ :‬الأعظم‬

‫اللغة العربية وحاول التحدث بها اف اا نبني ر" ك ‪..:‬‬


‫الد; ين الاسلامي" ‘ والتغسق ‪:‬قه غ ومعرفة‬ ‫الانزادة من أمغرفة‬

‫‪,‬‬ ‫‪ .‬ث‪.‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪} :..‬‬


‫ه‪=2 ....‬۔‬ ‫لحما ۔له‬ ‫‪ .5‬ل‬
‫۔‬ ‫‏‪٠‬‬

‫ف‬ ‫والميل‬ ‫الأدق‬ ‫المغربان‬ ‫عرف‬ ‫‪ .‬فقد‬ ‫الاقتصادية‬ ‫الأوضاع‬ ‫أما عن‬

‫‪- 004 ..‬‬


‫عهد الرستميين ازدهارا واسعا ة والحقيقة أن العوامل المساعدة كانت‬
‫متوفرة ي كالحكومة القوية ‪ ،‬وسيادة القانون والعدالة ى وتوفر الأمن في‬
‫الداخل اضافة الى العلاقات الحسنة مع الجيران الأقربين س والمناطق‬
‫البعيذة » كل هذا أةى الى تحقيق ذلك الازدهار الرخا‪ } .‬وهما ميزتان‬
‫اختص بها العام الاسلامي آنذاك من أقصاه ل أقصاه‬
‫ن‪:‬خصبة ‪ .‬وأنهار عديدة ح وعوامل طبيعية‬ ‫‪ 7‬فكانت الزراعة تجذ أ راض‬
‫مواتية « تقطت ‪ :7‬أيا نشاط ‪ 4:‬وكانت بتلك السلع الرستية من قح‬
‫وماشية وغيرها ‪ :‬تصدر ال مختلف الآفاق شرقا وغربا ‪ .‬شمالا وجنوبا ‪:‬‬
‫أوتنتوردا الدولة ما هي بحاجة اليه من بضائع المشرق والمغرب والأندلس‬
‫‪....‬‬ ‫والسودان الغربي ‪.‬‬

‫ولعبت بضاعتان اثنتان دورا بارزا في التجار‪ :‬الخارجية ‪ ،‬نقصد بها‬


‫التهب والرقيق ‏‪ ٠‬المجلتوبين من ) السنوذان الغر عبرر الضحزاء الكبرى ‪.‬‬
‫"فكانت‪ :‬مسالك أربع تربط مراكز اقتضادية رسمية بالسودان ‪ .‬وقد نشطت‬
‫تلك التجارة بشكل ملختؤظ ة أوؤبفثت ا الرخاء ف البلذ ة ‪ 4‬ختى أصار الناس‬
‫تون القصور «زيتلكون الثروات‪:‬وكثيرا ما عبرت تلك البضاعتين‬
‫‪5‬‬ ‫الاسواق ‪:‬الرستية ال الأندلس آو المشرق العري‪:‬‬
‫آ واذا كانت الزراعة والتجازة ف الدولة الرسقية <‪ 4‬هذا المستوى المرتفع‬
‫فان الصناعة س على ما يبدو ‪ ،‬لم تلق رواجا يناسب مستوى التجارة أو‬
‫‪:‬يسايز نشاط الزراعة ؛ولعل الأصوب ههنا أن نقول إن المصادر التي بين‬
‫ين ينناام تتشر الى ضدناعة رستية ة بعينها ‪ .‬كان بن للغرب الأوسط مثلا‬

‫انا‪:...‬‬ ‫التنامات الضرورية بة ت‪ -‬كا دا‬


‫أما الناحية الفكرية ‪ .‬فقد بلغت الدولة الرستية فيها شآوا عظيا مع‬
‫الأخذ بعين الاعتباز عوامل الزمان‪ :‬والمكان‪ :‬وطبيعة السكان ث وبالقيناس الى‬
‫‪104- --‬‬
‫الحياة الفكرية في‬ ‫حالة البلاد قبل هذه الفترة الق نبحث فيها ‪ .‬وتتمثل‬
‫هذه الدولة في تلك المناظرات الى كانت تعقد في بعض المناطق أو‬
‫المساجد ‪ .‬كان مدار الحديث فيها س على ما يبدو س حول الخلافة أو الامامة‬
‫وشروطها والفقه وعلم الكلام‪ ...‬وقد رأينا نيبذا من تلك المناظرات التي‬
‫تبدو عميقة ى تدل على مدى ما بلغه المغاربة في فهمهم للاسلام ‪ .‬ويلوح لنا‬
‫أن تلك المناظرات كانت منذ البداية الأولى للرستميين ص وذلك بعامل تعدد‬
‫المذاهب الاسلامية في المغرب س وسياسة الحكام في التسامح المذهي ‪ ،‬ولا‬
‫غرابة في ذلك ‪ ،‬فان الأئمة الرستميين كانوا من العلماء الاعلام } برزت‬
‫أسرتهم في مختلف فنون المعرفة س لذلك نجد همهم ء اقناع مخالفيهم في‬
‫المذهب بالحجة ‪ ،‬ونادرا ما يلجأون ألى العنف ‪ ،‬ولا يكون ذلك الا‬
‫اضطرارا بعد أن يبدأمم عدوم به ‪.‬‬
‫ومن مظاهر الحياة الفكرية في هذه الدولة ى وجود تلك المؤلفات‬
‫للأئمة الرستميين ث فكانوا خير ممثل لدولتهم ‪ ،‬وللثقافة في المغربين الأدنى‬
‫والأوسط ‪ ،‬كا كانوا المشجعين الحقيقيين للمعرفة والتعليم ‪ .‬ومن هنا وجدنا‬
‫أعداد“ا كبيرة من العلماء والفقهاء خاصة ‘ عجت بهم بطون كتب سير‬
‫الاباضية ولعل أمثال أولائك في المذاهب الأخرى موجودون ‪ ،‬الا أن الكتب‬
‫التي وصلتنا لا تشير صراحة الى هذا الجانب \ اللهم الا بعض الائارات‬
‫المقتضبة المبعثرة هنا وهناك ‪.‬‬
‫وهكذا كانت تيهرت ف المغرب الأوسط س كالقيروان في افريقية أو‬
‫قرطبة في الأندلس ‪ .‬ففي الوقت الذي كانت فيه القيروان عاصمة المذهب‬
‫الحنفي ش المالكي ‪ 0‬كانت فيه تيهمرت عاصمة المذهب الاباضي ‘ ومروجة‬
‫فقهه ‪ 0‬وقبلة الاباضية ف المغرب ص بل حتى اباضية المشرق في فترة‬
‫من الفترات ‪.‬‬

‫والحقيقة أن اختلاف المذاهب في الاسلام س لم تكن له الا سلبياته‬


‫‪-204-‬‬
‫السياسية ‪ ،‬بل ان ايجابياته أعظم ‪ ،‬اذ أثرى الفكر العربي الاسلامي ‪.‬‬
‫وشحذ الهمم } واشغل العقول ‪ ،‬فسودت الأوراق ص وألفت الكتب س ووقع‬
‫التنافس وكان نتاج ذلك كله هذه المكتبة العربية الاسلامية الضخمة‬
‫المتنوعة ء التي نحن نفتخر بها اليوم ‪ 0‬ونباهي بها الأمم ‪.‬‬
‫فالاباضية كغيرها من المذاهب فرع من فروع الفكر العربي الاسلامي‬
‫ورافد من روافده الزاخرة المعطاء ‪ .‬فاذا ذهبت مكتبة المعصومة بتيهرت‬
‫بالأمس وقودا للنيران ى فان المكتبة الاباضية"{ا { اليوم كغيرها من‬
‫اللكتبات بحاجة الى دراسة وتحقيق ونشر ‪ ،‬لتعم الفائدة ڵ وتقترب الأراء ‪.‬‬
‫وتتوحد الامة العربية الاسلامية فتعود كا بدأت أولا ‪.‬‬

‫واذا كانت العلوم النقلية من أبرز ما اهتم به الرستميون ‪ .‬فان للعلوم‬


‫العقلية من جهة أخرى حظا لابأس به في الحركة الفكرية بالدولة ى اذ‬
‫وجدنا علماء في اللغة والنحو وإلاداب والتاريخ وغيرها من المعارف ‪.‬‬

‫وقد برز جبل نفوسة في العلوم النقلية ى بكثرة فقهمائه حتى أصبحت‬
‫بيوته لا تحتاج الى من يفتيها في دينها لانتشار العلم بينها عامة ‪ .‬ولعل من‬
‫المفيد أن نشير هنا س الى أن أغلب من ذكر من العلماء في الدولة الرستمية‬
‫من نفوسة فلا غرابة في ذلك ‪ ،‬مادام أغلب مؤلفي سير الاباضية من نفوسة‬
‫أو المناطق القريبة منها ‪ .‬وهذا يدعونا بالمقابل الى القول إن مثل أولشك `‬
‫العلماء النفوسيين من الخل جدا وجود أمثالهم في مناطق أخرى من‬
‫الدولة الرستمية كوارجلان مثلا وبلاد الجريد ‪ 0‬وجربة س وتنس‬
‫ووهران وغيرها ‪.‬‬

‫() أنظر مثلا الاستطلاعين القيين اللذين اطلعتنا ا مجلة العربي قي عددها ‪ 392 . 682‬وهما على التوالي ‪:‬‬
‫مصطفى نبيل ‪ :‬عالم ميزاب للحوز " سبق ذكره ‪ .‬ص ‪ 511‬وما بمدها ‪ 3‬فهمي هويدى ‪ :‬ذكر ما جرى للعلم‬
‫الني باض في مكة ونهض الى عمان ‪ .‬افريل ‪3891‬م ‪ .‬ص ‪ 421‬وما بعدها ‪ .‬وأنظر كذلك ‪ :‬د‪ .‬فخار ابراهم ‪:‬‬
‫دور الرستميين الأصالة ‪ .‬عدد ‪ . 24/34‬ص ‪. 73‬‬

‫‪304- -‬‬
‫وكان لامرأة فايلمغربين الأدنى والأوسط ء‪.‬الدور الفعال في الاقتصاد‬
‫والثقافة ‪.‬ولقد رأيناها مزارعة وصاحبة منسج ‘ ورأد يناها عالة تنافس‬
‫أخاما في العلم أو تساعده عليه‪ :..‬ولا أدل على النشاط الفكري في الدولة‬
‫الرستمية من كون الاماء أنفسهن لهن‪ :‬نصيبا مانلعلم لا بأس به ‪ ,‬وكا ‪.‬كان‬
‫للمرأة‪ .‬دورها الايجابي ‪ ،‬فقد كان لها أيضا دورها السلبي ‪ 8‬خاضة في المجال‬
‫استدراج أبي عبند الله الشيغئ الى تيهزت‪ .‬زنة‬ ‫السياسي وذلك‬
‫‪6‬ه‪909/‬م ‪ ..‬والقضاء على‪ .‬الرسميين ى وذلك مما فغلته' دورا بنت الامام‬
‫حام ‪ :‬انتقاما منن عمها اليقظان لأبيها آبي حاتم ‪:‬بن أيي اليقظان ‪.:‬‬ ‫آ‬

‫الع‪:‬‬ ‫بوأسطبة‬ ‫في المغرب المرن‬ ‫الاسلام ‪ <:‬قنده كل انتشاره‬ ‫واذا ا‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫مانلاباضية والصفرية ‪ 4‬أنتشر عل‪ :‬ذينك المذهبين ى فى مرحلة من مراحل‬


‫‏‪١‬لود ‏‪ ١‬ن‬ ‫بلاد‬ ‫ليصل |ال‬ ‫وقبلهم < وتخطى ا الصحراء‪ .‬‏‪١‬الكبرى‬ ‫‏‪ ١‬لر ستيين‬ ‫وجود‬

‫هةه أخزى؛ «‬
‫جه‬‫‪:‬من ج‬ ‫العربية‬ ‫اللغة‬ ‫‪ . 6‬فان‬ ‫خاصة‬ ‫التجار من ‪ .‬الاباضية‬ ‫بواسطة‬

‫منهم «‬ ‫المديد‬ ‫هذه الفترة ‪. ..‬وتكلمها‬ ‫طريقها ‪.‬الى البربر ف‬ ‫وجدت‬ ‫قد‬

‫‪ 4‬بها‬ ‫الرستي‬ ‫البلاط‬ ‫الرسمية ف‬ ‫اللغة‬ ‫كانت‬ ‫< ‪5‬‬ ‫بها العلماء مؤلفاجم‬ ‫وكتب‬

‫نز‪ :-‬ان‪ .‬اش‬ ‫!‬


‫كان يكتب الأئمثةة رسائلهم |الختلفة الن رغايام ‪::‬‬
‫البربرية‬ ‫‪ ,‬؛ كتابة‬ ‫المرية في هذه ألفة‬ ‫عرفته‪ ,‬الأ‬ ‫ولعل أم تطور‬

‫بالحروف العربية‪ , :.‬وهي مرتلة مهمة جدا ق اول المغرية يا فشيئا آل‬
‫ذلك‬‫د‬ ‫ق‬ ‫وهي "مرجلة ضروري يبةة ولاشك‬ ‫وخروقا‪< :‬‬ ‫لغة‬ ‫‏‪ ١‬لعر؛ بية‬

‫‪.‬‬
‫‪-‬‬
‫‘‬
‫‪..‬‬
‫‪:‬‬
‫‪.‬‬
‫¡‬ ‫‪٠‬‬
‫‪.‬‬
‫ت‬
‫‪..‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫!‪١ :‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪..‬‬
‫‏‪!٠‬‬
‫‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫بح‬ ‫‪٠‬‬
‫_‬ ‫‏‪17‬‬
‫‪٩‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫‏}‬
‫التحول والانتقال ‪:‬‬
‫وهكذا منذ هذا العهد ‪ .‬بدأتالبربرية تتركمكانها للعربية لتعيش‬
‫‏‪٠‬‬ ‫‪\ -‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ث‪.‬‬ ‫۔ث‬ ‫‪.‬۔<۔`‬ ‫د‬ ‫‪.‬‬ ‫يل‬ ‫َ‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫۔حه‬

‫معها عيشة العامية اليوم مع الفصحى ‪ ،‬فبدأت اللغة العربية ‪:‬تفتح البلاد‬
‫وأحاديث‬ ‫وتفرض نفسها على الألسن من خلال القرآن الكرم‬
‫الرسول علة وشعائرالدين لاسلإني الحنيف وشزائعةة‪ --:‬ه‬

‫‪404- - .‬‬
‫باللخرق عامة والبصرة خاصة ‪ ،‬وبالأندلس وأرض السودان الغربي س قد‬
‫غذت الفكر ‏‪ ٤‬وسمت في عمليتي التأثير والتأثر ‪.‬‬

‫اليتظان بن أني‬ ‫الأخير‬ ‫وتكاد شكت مصادرنا‪ .‬عن عهد الامام‬


‫اليقظان (‪492‬ه ۔‪692‬ه) ‪ 2‬الذي لا يذكر عنه شيء ‪ 4‬وانا يصور ملكا‬
‫مخذولا قاطعه أهله ‪ 0‬وبقي ينتظر أبا عبد الله الشيعي الذي بدأ يظهر على‬
‫مسرح السياسة المغربية ‪ .‬وبدأت دعوة العبيديين س تتفامم ‪ .‬وتشكل خطرا‬
‫على دول المغرب العربي القائمة آنذاك ‪ .‬ثم فجأة يجتاح تيهرت ليضع حدا‬
‫لتاريخها وحضارتها الرستمية ‪ .‬ويورثها ليتخذها منطلقا في هجومه على‬
‫سجاماسة ‪ .‬حيث سيده عبيد الله المهدي مسجون هناك ‪ .‬وهكذا تطوى‬
‫صفحة من تاريخ الجزائر الوسيط ى وتاريخ المغرب العربي عامة ‪.‬‬
‫ومنذ سقوط الرستميين ى وهروب البعض منهم الى وارجلان ص وربما الى‬
‫بعض المناطق الاباضية الاخرى انذاك بعيدا عن تيهرت ‪ 0‬دخل الاباضية‬
‫منعطفا خطيرا‪ :‬من تاريخ حياتهم ‪ .‬دخلوا في الكتان والتقية ‪ .‬بعد الظهور‬
‫وأزهى العصور في المغرب العربي ‪ ،‬وانتبذوا لهم مكانا في مواطن جبلية أو‬
‫صحراوية صعبة ‪ ،‬وأسسوا نظيا اجتاعية وتربوية دقيقة ء حافظت على‬
‫بقائهم الى يومنا هذا س بل استمروا في الدعوة الى مذهبهم س فاعتنقه أهل‬
‫وادي ميزاب بصحراء الجزائر س في القرن الخامس المجري ‪ ،‬واستر عليه أهل‬
‫نفوسة بليبيا ‪ .‬وأهل جزيرة جربة بتونس ‪ ،‬وأهل وارجلان بالجزائر ‪ ،‬ولا‬
‫يزال الكل يحمل آمال الدولة الرستمية س وينظر الى عصورها باعجاب ‪.‬‬
‫حمل ذكرياتها ويحتفظ بالسماح المذهبي ‪ ،‬والمسالمة الرستمية ‪ ،‬والتشدد‬
‫الاباضي في الدين والعمل به ‪ ،‬ويتعلقون بالعربية كا كان أجدادمم ‪.‬‬
‫ويقدسونها ويحتفظون بالمجلدات الاباضية ف الفقه وأصوله ‪ ،‬والسير‬
‫والطبقات وغيرها ‪ .‬إنهم بعبارة أخرى س وعاء حضارة الرستميين الزاهرة ‪.‬‬
‫ونتيجة من نتائجها ‪.‬‬
‫‪- 504 -‬‬
‫وأختم رسالتي هذه بتحديد‪:‬أهم النتائج الباقية لقيام دولة الرستميين في‬
‫المغربين الأوسط والأدنى ‪ 3‬فأقول ان ذلك يتمثل في نشر الاسلام وتثبيت‬
‫أسسه بين المغاربة ‪ ،‬ونثر اللفة العربية بينهم تكاما وقراءة وكتابة ‪.‬‬
‫والتأكيد على التواصل الدائم الحي بين المشرق العربي والمغرب العربي ‪.‬‬

‫»‬ ‫‪٦٣‬‬
‫‪٣‬‬

‫‪-406 -‬‬
‫والمراجع ‪4‬‬ ‫‪ +‬المصادر‬

‫أولا ۔ الخطوطات وكلها اباضية ‪:‬‬


‫۔ الأزكوي سرحان بن سعيد ( القرن ‪21‬ه ) ‪ :‬كشف الغمة الجامع‬
‫لأخبار الأمة ۔ المكتبة الظاهرية ۔ دمشق ى رق « تاريخ ‪. » 643‬‬
‫۔ أعزام ابراهيم بن صالح ( ت ‪ : ) 5691‬غصن البان في تاريخ‬
‫وارجلان ‘ مخطوط عند الشيخ ج عمر بو معقل بوارجلان ‪ ،‬الجزائر ‪.‬‬
‫‪ -‬لواب بن سلام بن عمر اللواتي ( ق ‪3‬ه ) ‪ :‬شرائع الدين ۔ مخطوط‬
‫مصور في حوزة الشيخ مرموري ج الناصر } القرارة ‪ ،‬الجزائر ‪.‬‬
‫‪ -‬الوارجلاني أبو يعقوب يوسف بن ابراهيم ( ت ‪075‬ه ) ‪ :‬العدل‬
‫والانصاف فى معرفة أصول الفقه والاختلاف ‘ مخطوط عند السيد‬
‫الحاج سعيد حرد أيوب س غرداية ‪ ،‬الجزائر ‪.‬‬
‫۔ القضيدة الحجازية ۔ مخطوط عند السيد الحاج سعيد محمد أيوب‬
‫غرداية ‪ ،‬الجزائر ‪.‬‬
‫۔ الوسياني أبو الربيع سليان بن عبد السلام بن حسان بن عبد الله‬
‫( ق ‪6‬ه ) ‪ :‬كتاب السير ۔ مخطوط عند الشيخ بابانو ببني يسجن }‬
‫الجزائر ‪.‬‬

‫ثانيا ۔ المصادر الأولية ‪:‬‬


‫۔ ابن الأبار أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعى‬
‫‪-704-‬‬
‫( ت ‪856‬ه ) ‪ :‬كتاب الجلة السيراء ‪ .‬ط ‪ 1‬‏‪ .٠‬تحقيق حسين مؤنس ‪8‬‬
‫الشركة العربية للطباعة والنشر ‪ .‬القاهرة ‪. 3691 .‬‬

‫۔ابن أبي أصيبعة موفق الدين ( ت ‪866‬ه ) ‪:‬عيون الأنباء في‬


‫‪ .‬دار الفكر ‏‪ ٠‬بيروت ‘‬ ‫الاقبال‬ ‫الا أطبا ت ‪ .‬مطبعة‬ ‫طبقات‬
‫‪7:1‬ه_‪ 7591/‬م ‪.‬‬

‫۔ابن أبي دينا ر أبو عبد الله محمد هبن أبي القا سم الرعيني القيرواني ( حي‬
‫‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫وتونس ط‬ ‫بقية‬ ‫أخبنا ‪7‬‬ ‫ف‬ ‫المؤنس‬ ‫‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪11‬‬ ‫القرن‬ ‫أ وا خر‬ ‫ف‬

‫تحقيق محمد شمام ۔ المكتبة العثيقة ‪ 0‬تونس‪7831 .:‬ه‪7691/‬م ‪.:‬‬

‫) ‪:‬‬ ‫ابؤ الحسن علي بن أبي الكرم ( ت ‪0‬ه_ذ‬ ‫الأثير عزالدين‬ ‫۔ ابن‬

‫بيروت‬ ‫والنشر ‏‪٠‬‬ ‫للطباعة ة‬ ‫وبيروت‬ ‫ضادر‬ ‫ك ‪ .‬دا ز‬ ‫التاريخ‬ ‫ف‬ ‫الكامل‬

‫‪-‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪.-‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ه‪5691/‬م ‪:‬‬ ‫‪5‬‬


‫۔اللباب في تهذيب الأنساب‪:‬۔ مكتبة القدسي ۔ القاهرة ص ‪753‬ا‪٦‬ه‏ ‪.‬‬
‫د ان بسام أبو الحسن علي الشنتريني ( ت ‪245‬ه )‪ :‬الذخيرة في‬
‫سأنهل الجزيرة ‪ .‬تحقيق اجسان عباس ء دار الثقافة بيروت‬
‫‪:.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ه‪9791/‬م‬
‫‪9‬‬

‫ابن بشكوال أبو القاسم خلف بن عبدالملك ( ت ‪087‬ه ) ‪::‬كتا‬


‫الصلة ۔مراجعة عزت العطار الحسيني ثمكتبة ة الشى « ‪ .‬بنداد‬
‫‪41‬ه‪. 5591/‬‬

‫‪-‬ابن بطوطة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن ابراهيم (‪ .‬ت ‪307‬ه‪: ):‬‬
‫رحلة ابن بطوطة ‪ ،‬دار صادر وبيروت للطباعة وا لنشر ‪ . :‬بيروت‬
‫‪ 4‬ه‪4691/‬م ‪.‬‬

‫( ت ‪478‬ھ ) ‪ :‬النجوم الزاهرة في ملوك القاهرة‪ : -‬انطناب ‪5‬‬


‫۔‬ ‫ك‏‪٠‬وستاتسوماس ‪ ،‬طبعة دار الكتب ۔۔ القاهرة ء‪:..: ...3691 .‬‬

‫‪804 -‬‬
‫۔ ابن تهية أبو العباس تقي الدين أحمد بن عبد الحلم ( ت ‪827‬ه ) ‪:‬‬
‫رفع الملام ء الأئمة الاعلام ى ط ‪ 5‬س مؤسسة مكة للطباعة والأعلام ‪.‬‬
‫مكة ‪69 .‬‬

‫۔ منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية ‪ .‬تحقيق د‪ .‬محمد‬


‫رشاد سالم ى مطبعة المدني س مكتبة دار العروبة القاهرة ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪21‬ه‪2691/‬م‬

‫۔ ابن الجزرى شمس الدين أبو الخير محمد بن محمد ( ت ‪338‬ه ) ‪ :‬غاية‬
‫‪ .4‬ط ‪ . 1‬تحقيق برجستراسر ‘ مكتبة‬ ‫ا لقراء‬ ‫طبقا ت‬ ‫ف‬ ‫‏‪ ١‬لنها ية‬

‫‪.‬‬ ‫‪1531‬ه‪2391/‬م‬ ‫ك}‬ ‫مصر‬ ‫}‬ ‫الخاجى‬

‫۔ ابن جميع أبو حفص عمر ‪ :‬مقدمة التوحيد ۔ شرح ‪ :‬الشماخي أبو‬
‫العباس والتلاتي أبو سليان ‪ ،‬الجزائر ي ط‪2931 . 2‬ه‪3791/‬م ‪.‬‬
‫ابن حجر العسقلاني شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي‬
‫( ت ‪258‬ه ) ‪ :‬تهذيب التهذيب ‪ ،‬ط ‪ : 1‬مطبعة مجلس دائرة‬
‫‪.‬‬ ‫ه‬ ‫‪5231 ..‬‬ ‫النظامية المند < الدكن‬ ‫المعارف‬

‫أنسا ب‬ ‫) ‪ _ :‬جمهرة‬ ‫‪654‬ھ‬ ‫( ت‬ ‫سعيد‬ ‫أبو مجرد علي بن‬ ‫حزم‬ ‫_ | بن‬

‫<‬ ‫‪ .‬القا هرة‬ ‫مصر‬ ‫‪ .‬دا ر المعا رف‬ ‫ليفي بروفنصا ل‬ ‫‪ 7‬تحقيق ‪.‬‬ ‫ا لعرب‬

‫‪.‬‬ ‫م‬
‫‪85‬‬
‫۔ كتاب الفصل ف الملل والأهواء والنحل ۔ أعادت طبعه بالأوفست‬
‫مكتبة المثنى ‪ ،‬بغداد س المطبعة الأدبية القاهرة ‪7731 .‬ه ‪.‬‬

‫‪ -‬ابن حماد آبو عبد الله محمد بن علي ‪ :‬أخبار ملوك بني عبيد وسيرتهم‬
‫‪.‬‬ ‫الجزائر ‪6431 .‬ه‬ ‫<‬ ‫كربونال‬ ‫جول‬ ‫مطبعة‬

‫‪ -‬ابن حوقل أبو القناسم النصي ( ت ‪863‬ه )‪ :‬صوزة الأرض ‪.‬‬


‫م ‪.‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪ .‬مطبعة بر يل < ليدن‬ ‫ط ‪2‬‬

‫‪72‬‬ ‫‪904- -‬‬


‫‪ -‬ابن خرداذبة أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله ( ت في حدود‬
‫) ‪ :‬المسالك والمالك ع بريل ص ليدن ض ‪9881‬م ‪.‬‬ ‫‪0‬ه‬
‫۔ ابن الخطيب لسان الدين محمد بن عبد الله بن سعيد ( ت ‪677‬ه ) ‪:‬‬
‫أعمال الاعلام ( تاريخ المغرب العربي العصر الوسيط ) تحقيق أحمد‬
‫مختار العبادي ‪ ،‬محمد ابراهيم الكتاني س دار الكتاب ى الدار البيضاء ‪.‬‬
‫‪ 4‬م ‪.‬‬
‫۔ ابن خلدون عبد الرحمن ( ‪808‬ه ) ‪ :‬۔ العبر وديوان المبتدأ والخبر في‬
‫أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر ‪-‬‬
‫دار الكتاب اللبناني للطباعة والنشر ث بيروت ‪8691 }،‬م ‪.‬‬
‫۔ المقدمة ‪ .‬دار الكتاب اللبناني ى‪ .‬ط ‪ 0 2‬بيروت ‪1691 }،‬م ‪.‬‬

‫ابن خلكان أبو المباس شمس الدين أحمد بن محمد ( ت ‪186‬ه ) ‪:‬‬
‫وفيات الأعيان وأنباء الزمان تحقيق احسان عباس دار الثقافة ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫بيروت > ‪1‬م‬

‫۔ ابن رستة أبو علي أحمد بن عمر ( ت بعد ‪092‬ه ) ‪ :‬كتاب الأعلاق‬
‫النفسية ۔‪.‬مطبعة بريل ي ليدن ‪1981 .‬م ‪.‬‬
‫۔ابن سعد عمد ‪.‬كاتب الواقدي ( ت ‪032‬ه ) ‪ :‬كتاب الطبقات الكبير‬
‫تحقيق أدوارد سخو ۔ مطبعة بريل ‪ ،‬ليدن ص ‪8191 . 5091‬م ‪.‬‬

‫ابن سعيد علي بن موسى ( ت ‪586‬ه ) ‪ :‬۔ المغرب في حلى المغرب ‏‪٠،‬‬
‫تحقيق شوق ضيف ه داز المعارف مصر ‪3591 ،‬م ‪.‬‬
‫۔ كتاب الجغرافيا ‪ 0‬ط ‪ 2 2‬تحقيق اسماعيل العربي ص ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية ء الجزائر ى ‪2891‬م ‪.‬‬
‫۔ ابن الصغير ( حي في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري ) ‪:‬‬
‫أخبار الأئمة الرستميين ۔ باريس ‪ ( 8091‬أنظر المراجع الأجنبية‬
‫) ‪.‬‬ ‫م‬

‫‪-014-‬۔‬
‫۔ ابن عبد الحكم عبد الرحمن بن عبد الله ( ت ‪752‬ه ) ‪ :‬فتوح افريقية‬
‫والأندلس ‪ .‬تحقيق عبد الله أنيس الطباع مكتبة دار الكتاب للبناني‬
‫للطباعة رإلنشر ‪ ،‬بيروت ‪. 4691‬‬
‫۔ ابن عبد ربه أبو عمر أحمد ( ت ‪723‬ه ) ‪ :‬العقد الفريد ‪ ،‬ط ‪. 3‬‬
‫تحقيق أحمد أمين وآخرين ‪ ،‬دار الكتاب العربي ‘ بيروت‬
‫‪.‬‬ ‫‪41‬ه‪5691/‬م‬

‫‪.‬۔ ابن عذاري المراكشى أبو عبد الله محمد ( ت في القرن السابع المجري‬
‫نهايته ) ‪ :‬البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب ‪ ،‬تحقيق ج ‏‪٠‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪ -‬دار النقافة ‪ 0‬بيروت‬ ‫ليفى بروفنصال‬ ‫وا‪.‬‬ ‫‪ 5‬كولان‬ ‫س‬

‫طبع في نيتيرلندس ‪.‬‬


‫۔ ابن الفرضى أبو الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف ( ت ‪304‬ه ) ‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫‘ ‪6‬‬ ‫< القاهرة‬ ‫مطابع سجل العرب‬ ‫الأندلس <‬ ‫علماء‬ ‫تاريخ‬

‫۔ ابن الفقيه أبو بكر أحمد بن محمد الههداني ‪ :‬مختصر كتاب البلدان ه‬
‫طبع بريل ‪ ،‬ليدن ‪2031 ،‬ه ‪.‬‬

‫‪ -‬ابن قتيبة الدينوري أبو محمد عبد الله بن مسلم ( ت ‪672‬ه ) ‪:‬‬
‫الامامة والسياسة وهو المعروف بتاريخ الخلفاء ‪ .‬ط‪ 0 2‬مطبعة‬
‫مصطفى البابي الحلبي ث مصر ‪7731 ،‬ه‪7591/‬م ‪.‬‬
‫۔ ابن القوطية آبو بكر محمد القرطبي ( ت ‪763‬ه ) ‪ :‬تاريخ افتتاح‬
‫الأندلس ‪ ،‬تحقيق عبد الله أنيس الطباع ‪ ،‬دار النشر للجامعيين‬
‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫>‪791 .‬‬ ‫بيروت‬

‫‪117‬ه ) ‪ :‬لسان‬ ‫۔ ابن منظور محمد بن مكرم بن علي الانصاري ( ت‬


‫مرعشلي < دار لسان‬ ‫‪ -‬نديم‬ ‫الخياط‬ ‫يوسف‬ ‫الحيط ‪ .‬اعداد‬ ‫العرب‬

‫‪.‬‬ ‫‪0791‬م‬ ‫‪2‬‬ ‫©&}‪ 0‬بيروت‬ ‫العرب‬

‫‪-114-‬۔‬
‫أبو زكرياء يحى بن أبي بكر ( ت ‪174‬ه ) ‪ :‬كتاب سير الائمة‬
‫وأخبارهم س تحقيق اسماعيل العربي ‪ ،‬اصدارات المكتبة الوطنية‬
‫الجزائر ‪9931 .‬ه‪9791/‬م ‪.‬‬
‫أبو زكرياء يحى بن أبي الخيز الجناوني ‪ :‬كتاب الوضع ‪ ،‬تعليق أبو‬
‫اسحاق ابراهيم أطفيش ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬مطبعة الفجالة الجديدة (بلا مكان‬
‫وتاريخ الطبع) ‪.‬‬
‫أبو عمار عبد الكافي الاباضي ( ت قبل سنة ‪075‬ه ) ‪ ::‬كتاب الموجز‬
‫( آراء الخوارج الكلامية ) تحقيق عمار طالبي ‪ ،‬الشركة الوطنية للنشر‬
‫والتوزيع ‪ 2‬الجزائر ‪8931 .‬ه‪8791/‬م ‪.‬‬
‫أبو غانم الخراساني ( حي في نهاية القرن الثالث المجري ) ‪ :‬المدونة‬
‫الكبرى ‪ ،‬ترتيب وتحقيق وشرح أطفيش عمد بن يوسف س دار اليقظة‬
‫العربية ‪ .‬سوريا ولبنان ‪4931 4‬ه‪4791/‬م ‪.‬‬
‫أبو الفداء عماد الدين اسماعيل بن عمر ( ت ‪237‬ه ) ‪ :‬تقويم البلدان‬
‫۔ تصحيح رينودو وآخرين ۔ طبع دار الطباعة السلطانية باريس‬
‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫‪0‬‬

‫‪ -‬أبو مهدي عيسى بن اساعيل ( ت ‪316‬ه ) ‪ :‬جواب أبي مهدي‬


‫عيسى ‪ 0‬طبع بالمطبعة العلمية الحجرية بتونس ‪1231 ».‬ه ضمن مجموعة‬
‫كتب « الرد على العقي » ‪.‬‬
‫الشمالية‬ ‫افريقيا‬ ‫۔ الادريسى الشريف ( ت ‪845‬ه ) ‪ :‬وصف‬
‫والصحراوية مأخوذ من كتاب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق‬
‫۔ تحقيق هنري بيريس ‪ 2‬الجزائر ى ‪7591‬م ‪.‬‬
‫۔ الاصطخري ابن اسحاق ابراهيم بن مد الفارسي ( ت في النصف‬
‫الأول من القرن ‪ : ) 4‬المسالك والمالك ‪ ،‬تحقيق محمد جابر عبد‪ .‬العال‬
‫الحيني ومحمد شفيق غربال ‪ ،‬دار القلم ‪ 0‬القاهرة ‪1831‬ه‪1691/‬م ‪.‬‬
‫‪-214-‬۔‬
‫۔ الأصفهاني أبو الفرج ( ت ‪653‬ه ) ‪ :‬كتاب الأغاني س تحقيق عبد‬
‫الستار أحمد فراج ‪ 2‬دار الثقافة ‪ .‬بيروت ‪. 9591 ،‬‬

‫۔ البرادي أبو القانم محمد بن ابراهيم ( القرن الثامن الهجري ) ‪ :‬الجواهر‬


‫المنتقاة في اتمام ما أخل به كتاب الطبقات ‘ طبع حجرية قسنطينة‬
‫‪.‬‬ ‫ه‬ ‫‪2‬‬

‫۔ البفدادي عبد القادر بن عمر ( ت ‪3901‬ه ) ‪ :‬خزانة الأدب ولب‬


‫لباب لسان العرب ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬المطبعة الأميرية بولاق ‪ ( 0‬بلا تاريخ‬
‫الطبع ) ‪.‬‬
‫۔ البفدادي عبد القادر بن طاهر ( ت ‪924‬ه ) ‪ :‬الفرق بين الفرق‬
‫وبيان الفرقة الناجية منهم س ط ‪ 3‬س دار الآفاق الجديدة‬
‫‪8791.‬م ‪.‬‬ ‫بيروت‬

‫۔ البكري أبو عبيد الله ( ت ‪784‬ه ) ‪ :‬المغرب في ذكر بلاد إفريقية‬


‫والمغرب ‪ ،‬جزء من كتاب المسالك والمالك ى مكتبة المثني بغداد ‪.‬‬
‫مطبعة الحكومة ء الجزائر ‪. 7581 .‬‬
‫۔ البلاذري أبو المسن أجد بن يحى ( ت ‪972‬ه ) ‪ :‬فتوح البلدان‬
‫تعليق رضوان محمد رضوان ‪ 0‬مطبعة السعادة ‪ 0‬مصر ‪. 9591 ،‬‬
‫۔ الجربي محمد أبو راس ( ت ‪2221‬ه ) ‪ :‬مؤنس الأحبة في أخبار‬
‫جربة س تحقيق محمد المرزوقي ‪ ،‬المطبعة الرسمية ى تونس ‪0691‬م ‪.‬‬
‫۔ الجيطالي أبو طاهر اسماعيل بن موسى ( ت ‪057‬ه ) ‪ :‬قواعد‬
‫الاسلام ‪ .‬ط‪ ، 1‬تحقيق بكلي عبد الرحمن بن عمر ء المطبعة العربية‬
‫غرداية ي الجزائر ‪6791 .‬م ‪.‬‬
‫۔ الحميدي أبو عبد الله محمد بن فتوح ( ت ‪884‬ه ) ‪ :‬جذوة المقتبس في‬
‫ذكر ولاة الأندلس ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬تحقيق محمد بن تاويت الطنجى مطبعة‬
‫‪.‬‬ ‫‪2731 .‬ه‪1 359/‬م ‪.‬‬ ‫السعادة ء القاهرة‬

‫‪314- .-‬‬
‫۔ الحميري محمد بن عبد المنعم ( ت ‪727‬ه ) ‪ :‬كتاب الروض المعطار في‬
‫خبر الأقطار ى ط‪ ، 2‬تحقيق احسان عباس ‪ ،‬مؤسسة ناصر للثقافة ‪3‬‬
‫بيروت ص ‪0891‬م ‪.‬‬

‫۔ الدباغ أبو زايد عبد الرحمن بن محمد الانصاري ( ت ‪696‬ه ) ‪ :‬معالم‬


‫الايمان‪ .‬في معرفة أهل القيروان س ط‪ ، 2‬أكمله وعلق عليه أبو الفضل‬
‫القاسم بن عيسى بن ناجي التنوخي ( ت ‪938‬ه ) تحقيق محمد‬
‫الأحمدي أبو النور وآخرين ‪ 0‬مطبعة السنة المحمدية مكتبة الخانجي ‪3‬‬
‫‏‪٠‬‬ ‫م‬ ‫‪8‬‬ ‫<‬ ‫مصر‬

‫كتاب‬ ‫‪:‬‬ ‫(‬ ‫ه‬ ‫حوا لي ‪06‬‬ ‫بن سعبد ) ت‬ ‫أجد‬ ‫‪ -‬الدذرجينى أبو العباس‬

‫طبقات المشائخ بالمغرب ‪ ،‬تحقيق ابراهيم طلاي ‪ .‬مطبعة البعث ء‬


‫قسنطينة ‪4931 .‬ه‪4791/‬م ‪.‬‬

‫۔ الربيع بن حبيب بن عمرو الفراهيدي الأزدي البصري ( ق ‪2‬ه ) ‪:‬‬


‫الجامع الصحيح ‪ ،‬ترتيب الشيخ أبي يعقوب يوسف بن ابراهم‬
‫الوارجلاني تحقيق وتصحيح الشيخ نورالدين السالمي { ط‪ ، 2‬المطبعة‬
‫السلفية ى القاهرة ‪9431 .‬ه ‪.‬‬

‫۔ الرقيق القيرواني ( ق ‪5‬ه ) ‪ :‬تاريخ إفريقية والمغرب ص تحقيق‬


‫المنجي الكعي » مطبعة الوسط‪ 4 .‬تونس ‘ ‪7831‬ه‪7691/‬م ‪,‬‬

‫۔ الزبيدي أبو بكر محمد بن الحسن ( ت ‪973‬ه ) ‪ :‬طبقات النحويين‬


‫واللغويين ‪ ،‬تحقيق محمد أبو الفضل ابراهيم ‪ .‬ط ‪ 1‬ى طبعة أمين‬
‫الخانجي الكتي ‪ 4‬مصر ص ‪3731‬ه‪4591/‬م ‪.‬‬

‫۔ السبكي تاج الدين أبو نصر عبذ الوهاب بن علي ( ت ‪177‬ه ) ‪:‬‬
‫طبقات الشافعية الكبرى ‪ ،‬تحقيق محمود محمد الطناحى ‪ ،‬عبد الفتاح‬
‫محد الحلو‪ .‬ط‪ 1‬س مطبعة عيسى البابي الحلى ‪ ،‬القاهرة ‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪3831‬ه_‪1 469/‬م ‪.‬‬

‫‪-414-‬‬
‫‪ -‬السمعاني أبو سعد عبد الكريم بن حمد ( ت ‪265‬ه ) ‪ :‬الأنساب ‪.‬‬
‫تصحيح عبد الرحمن بن يجى المعلمي ‪ . ,‬ط ‪ . 1‬مطبعة مجلس دا ئرة‬

‫المعارف العثمانية ى الدكن ‪ ،‬الهند ‪3831 .‬ه‪3691/‬م ‪.‬‬


‫۔ السيوطي جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر ( ت ‪119‬ه ) ‪:‬‬
‫‪ .‬ط ‪ . 2‬مطبعة‬ ‫الحيد‬ ‫محي الدين‬ ‫ء تحقيق محد‬ ‫الخلفاء‬ ‫‪ -‬تاريخ‬

‫السعادة ‪ 4‬مصر ي ‪8731‬ه‪9591/‬م ‪.‬‬

‫۔ بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة ‪ .‬ط‪ ، 1‬تحقيق محمد أبو‬


‫عيسى البابي الحلبي القاهرة ‪.‬‬ ‫الفضل ابراهيم » مطبعة‬
‫‪41‬ه‪5691/‬م ‪.‬‬

‫۔ الشماخي أبو العباس أحمد بن سعيد ( ت ‪829‬ه ) ‪ :‬كتاب السير‬


‫‪.‬‬ ‫‘ قسنطينة ‪ 7‬الجزائر »‪ 1031 .‬ه‬ ‫طبع حجري‬

‫۔ الشهرستاني أبو الفتح محمد بن عبد الكريم ( ت ‪845:‬ه ) ‪ :‬الملل‬


‫كيلاني ‘ دار المعرفة للطباعة والنشر <‬ ‫والنحل < تحقيق محمد سيد‬

‫بيروت ‪0041 »:‬ه‪1 089/‬م ) أعيد طبعه بالأوفنست ) ‪.‬‬

‫‪ 1‬الضى أحمد بن يجى بن أجمد ( ت ‪995‬ه ) ‪ :‬بغية الس ف تاريخ‬


‫رجال أهل الأندلس ‪ ،‬طبع روخس مجريط ‪. 4881 ،‬‬
‫بن جرير ( ت ‪013‬ه ) ‪ :‬تاريخ الرسل‬ ‫۔ الطبري أبو جعفر مد‬
‫والملوك تحقيق أبو الفضل ابراهيم س دار المعارف ‪ ،‬مصر ‪0691 ..‬م ‪.‬‬
‫۔ تفسير الطبري ‪ :‬تحقيق محمود محمد شاكر » أحمد محمد شاكر \ داز‬
‫المعارف ص مصر { ‪0691‬م ‪.‬‬

‫‪ -‬القابسي أبو الحسن علي ( ت ‪304‬ه ) ‪ :‬الرسالة المفصلة لأحوال‬


‫المتعلمين وأحكام المعلمين والمتعلمين ‪ .‬ط‪ . 2‬تحقيق أحمد فؤاد الأهواني‬
‫دار احياء الكتب العربية س عيسى البابي الحلي ‪ 2‬القاهرة ‪. 5591 .‬‬
‫‪514- -‬‬
‫‪ .‬القرطبي أبو عبد الله محمد بن أحمد الانصاري ( ف ‪16‬ه ) ‪ :‬الجامع‬
‫لاحكام القرآن أعادت طبعه بالأوفست دار احياء التراث العربي }‬
‫بيروت ‪2731 ،‬ه‪2591/‬م ‪.‬‬

‫‪ -‬القزويني زكريا بن محمد بن محمود ( ت ‪286‬ه ) ‪ :‬آثار البلاد‪ .‬وأخبار‬


‫العباد ‪ .‬دار صادر للطباعة والنشر ‪ ،‬بيروت ص ‪0831‬ه‪0691/‬م ‪.‬‬
‫۔ القفطي جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف ( ت‪646.‬ه ) ‪ :‬انباه‬
‫الرواة على انباه النحاة ‪ ،‬ط ‪ . 1‬نحقيق محمد أبو الفضل ابراهيم س دار‬
‫‪1 259/‬م ‪.‬‬ ‫«»‪1731 .‬‬ ‫الكتب المصرية ‪ .‬القاهرة‬

‫۔ القلهاتي أبو عبد الله محمد بن سعيد الأزدي ( حي في أوائل القرن‬


‫‪4‬ه‪ : ) .‬الكشف والبيان ۔ تحقيق سيدة اسماعيل كاشف ‪ 0‬مطبوعات‬
‫وزارة التراث القومي والثقافة ‪ .‬سلطنة عمان ‪0041 .‬ه‪0891/‬م ‪.‬‬
‫‪.‬۔ القيرواني أبو العرب بن أحمد بن تميم ( ت ‪333‬ه ) ‪ :‬طبقات عاماء‬
‫افريقية وتونس ۔ تحقيق علي الشابي ونعم حسن الياف ‪ ،‬الدار‬
‫التونسية للنشث_ ى ‪. 8691‬‬
‫۔ المالكي أبو بكر عبد الله بن أبي عبد الله ( ت ‪354‬ه ) ‪ :‬رياض‬
‫النفوس في طبقات علماء القيروان وإفريقية س ط ‪ ، 1‬تحقيق حسين‬
‫مؤنس مكتبة النهضة المصرية ‪ .‬القاهرة ‪1591 .‬م ‪.‬‬

‫) ‪ :‬الاخكام‬ ‫( ت ‪054‬ه‬ ‫‪ 7‬الماوردي أبو الحسن بن محمد بن حبيب‬


‫السلطانية والولايات الدينية ‪ .‬ط‪ 0 1‬مطبعة مصطفى البابي الحلبي ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪0831 .‬ه_‪1 069/‬م‬ ‫مصر‬

‫۔ المبرد آبو العباس محمد بن يزيد ( ت ‪582‬ه ) ‪ :‬الكامل في اللغة‬


‫م ‪.‬‬ ‫( ط ‪ . 2‬دار الحكمة < دمشق ‪291 .‬‬ ‫) باب الخوارج‬

‫۔ مجهول ( المرن ‪6‬ه ) ‪ :‬الاستبصار‪.‬قي عجائب الافصار ‪ ،‬تعليق سعد‬


‫‪.‬‬ ‫‪8591 .‬‬ ‫الاسكندرية‬ ‫عبد الجيد ‪ .‬مطبعة جامعة‬ ‫زغلول‬

‫‪- 614‬‬
‫المراكشي عبد الواحد ( ت ‪746‬ه ) ‪ :‬المعجب في تلخيص أخبار‬
‫‪.‬‬ ‫‪ .‬ط ‪ . 1‬مطبعة الاستقامة‬ ‫< تحقيق محمد سعيد العرياني‬ ‫المغرب‬

‫القاهرة ‪8631 .‬ه‪9491/‬م ‪.‬‬


‫۔ المزاتي أبو الربيع سليان بن يخلف ( ت ‪174‬ه ) ‪ :‬كتاب السير ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ 1231 .‬ه‬ ‫< تونس‬ ‫حجرية‬ ‫طبعة‬

‫)‪ :.‬مروج الذهب‬ ‫۔ المسعودي أبو الحسن علي بن الجسن ( ت ‪6‬ه‬


‫ومعادن الجوهر ‪ ،‬ط ‪ 3‬ى دار الأندلس للطباعة والنشر ‪ ،‬بيروت ة‬
‫‪.‬‬ ‫‪ 11‬ه_‪ 189/‬م‬

‫۔ المقدسى شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد البنا ( ت ‪883‬ه ) ‪:‬‬
‫أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ‪ .‬ط‪ ، 2‬مطبعة بريل ‪ ،‬ليدن ‪.‬‬
‫‪ 601‬م ‪.‬‬

‫۔ المقري أحمد بن محمد ( ت ‪1401‬ه ) ‪ :‬نفح الطيب من غصن‬


‫الأندلس الرطيب ‪ ،‬تحقيق احسان عباس ‪ ،‬دار صادر س بيروت‬
‫‪.‬‬ ‫ه‪8691/‬م‬ ‫‪8‬‬

‫‪ -‬المقريزي تقي الدين أحمد بن علي ( ت ‪548‬ه ) ‪! :‬تعاظ الحنفا‬


‫بأخباز الأئمة الفاطميين الخلفا } تحقيق جمال الدين الشيال ى مطبعة‬
‫لجنة التأليف والترجمة والنشر ى دار الفكر العربي } القاهرة ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪7‬هھ‪8491/‬م‬

‫‪ -‬النديم أبو الفرج محمد بن أبي يعقوب اسحاق ( ت ‪083‬ه ) ‪ :‬كتاب‬


‫‪.‬‬ ‫‪1931 .‬ه‪1 179/‬م‬ ‫الطبع‬ ‫< بلامكان‬ ‫الفهرست < تحقيق رضا ‪ -‬تجدد‬

‫‪ -‬الوارجلاني أبو يعقوب يوسف بن ابراهيم ( ت ‪075‬ه ) ‪ :‬الدليل‬


‫لأهل العقول ‪ ،‬المطبعة البارونية بطالون مصر س الحجرية ة‬
‫‪:‬‬ ‫‪ 1‬ه‬ ‫‪603‬‬

‫‪-714-‬‬
‫۔ ياقوت الحموي شهاب الدين أبو عبد الله بن عبد الله ( ت ‪626‬ه ) ‪:‬‬
‫المشترك وضعا والفترق صقعا ‪ ،‬ليدن ث ‪6481‬م ‪.‬‬
‫۔ معجم الأدباء ‪ ،‬دار المأمون ‪ ،‬القاهرة ‪5531 .‬ه‪6391/‬م ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪7931 .‬ه‪1 779/‬م‬ ‫‪ 0‬ببيروت‬ ‫دار صادر‬ ‫<‬ ‫البلدان‬ ‫_۔ معجم‬

‫‪ .‬اليعقوبي أحمد بن أبي يعقوب بن واضح ( ت ‪ 482‬ه ) ‪:‬‬


‫۔ البلدان » ط ‪ } 3‬النجف ‪7731 ،‬ه‪7591/‬م‬
‫ء‬ ‫للطباعة والنشر بيروت‬ ‫< دار صادر‬ ‫اليعقوبي‬ ‫تاريخ‬ ‫‪-‬‬

‫‪91‬ه‪0691/‬م ‪.‬‬

‫ثالثا ۔ المراجع الحديثة ‪:‬‬


‫أبو اليقظان ابراهيم بن الحاج عيسى ‪:‬‬
‫۔ ديوان أبي اليقظان ‪ ،‬ط ‪ 2 1‬المطبعة العربية الجزائر ى ‪0531‬ه ‪.‬‬
‫۔ سليان الباروني باشا في أطوار حياته ى المطبعة العربية الجزائر‬
‫‪ 6‬هھ‪6591/‬م ‪.‬‬
‫‪ :‬تاريخ ليبيا منذ الفتح العربي حتى مطلع القرن‬ ‫۔ احسان عباس‬
‫>‪.‬‬ ‫وليبيا للنشر والتوزيع ‪ .0‬ببروت‬ ‫‪ .4‬ط ‪ . 1‬دار صادر‬ ‫‪ 9‬المجري‬

‫‪.‬‬ ‫‪ 1/‬ه‪769‬م‬
‫‪7‬‬
‫أحمد أمين ‪ :‬ضحى الاسلام ى ط ‪ 5‬س مكتبة النهضة المصرية } القاهرة‬
‫‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫۔ ظهر الاسلام ‪ 0‬مطبعة خلف ى القاهرة ‪7731 .‬ه‪8591/‬م ‪.‬‬
‫أحمد مختار عمر ‪ :‬النشاط الثقافي في ليبيا من الفتح الاسلامي حتى‬
‫>‪.‬‬ ‫بيروت‬ ‫‪.‬‬ ‫الكتب‬ ‫دار‬ ‫ط ‪.1‬‬ ‫‪.‬‬ ‫التري‬ ‫العصر‬ ‫بداية‬

‫ه‪1791/‬م‬ ‫‪1‬‬
‫۔ أطفيش أمحمد بن يوسف ( قطب الأئمة ) (ت ‪2331‬ه‪3191/‬ه)‬
‫‪-814-‬‬
‫۔ رسالة ان لم تعرف الاباضية يا عقي يا جزائري ‪ ،‬تصحيح قاسم بن‬
‫ھوهھ ‪.‬‬ ‫الطبع ‪8‬‬ ‫وآخر < بلا مكان‬ ‫الشثماخي العامري‬ ‫سعيد‬

‫‪ 431 .‬ه_ ‪.‬‬ ‫< طبعة حجرية‬ ‫أو كان‬ ‫يكون‬ ‫فيا جاز أن‬ ‫‪ -‬الامكان‬

‫۔ ازالة الاعتراض عن محقي آل اباض ‪ ،‬طبعة حجرية ض ‪1321‬ه ‪:‬‬


‫‪.‬‬ ‫‪ 1531 .‬ه‬ ‫وادي ميزاب < طبعة حجرية‬ ‫موسعة ق تاريخ‬ ‫۔_ رسالة‬

‫۔ الحجة في بيان الحجة في التوحيد بلا تقليد ‪ .‬طبمة حجرية ى بلا‬


‫تاريخ ‪.‬‬

‫۔ الرسالة الشافية في بعض تواريخ أهل وادي ميزاب ‘ طبعة‬


‫‪.‬‬ ‫‪ 6231 .‬ه‬ ‫حجرية‬

‫۔ ازهاق الباطل بالعلم الهاطل ‘ طبعة حجرية ‪8131 .‬ه ‪.‬‬


‫۔ أعوشت بكير سعيد ‪ :‬دراسات اسلامية في الاصول الاباضية ‪ ،‬دار‬
‫البعث ط ‪ 0 1‬قسنطينة } الجزائر ‪2041 .‬ه‪2891/‬م ‪.‬‬
‫۔ ألفريد بل ‪ :‬الفرق الاسلامية في الشمال الافريقي ر من الفتح العربي‬
‫حتى اليوم ) ترجمة عبد الرحمن بدوي ‘ دار ليبيا للنشر والتوزيع‬
‫م ‪.‬‬ ‫< ‪9‬‬ ‫بنغازي‬

‫۔ باجية صالح ‪ :‬الاباضية بالجريد ف العصور الاسلامية الأولى ؛ دار‬


‫بوسلامة س تونس ص ‪2791‬م ‪.‬‬
‫للباروني أبو الربيع سليان ‪ ':‬مختصر تاريخ الاباضية س ط‪ ، 2‬تونس س '‬
‫‪ 8‬م ‪.‬‬

‫۔ الباروني سليان بن عبد الله النفوسي ‪ :‬الأزهار الرياضية في أمة‬


‫وملوك الاباضية س مطبعة الأزهار البارونية مصر ‪( ،‬بلا تاريخ) ‪.‬‬
‫۔ الباروني عبد الله بن يحى النفوسي ‪ :‬رسالة سلم العامة والمبتدئين الى‬
‫‪ .‬مطبعة النجاح ب‪ .‬مصر ‪4231 2‬ه ‪.‬‬ ‫معرفة أمة الدين‬

‫الله <‬ ‫لاعلاء كلمة‬ ‫أبي بريد جهاد‬ ‫دن داود ‪ :‬ثورة‬ ‫سلهان‬ ‫يوسف‬ ‫‪-‬۔ بن‬

‫‪-914-‬‬
‫دار البعث ‪ ،‬قسنطينة ‪ .‬ط ‪ 1‬ص ‪2041‬ه‪1891/‬م ‪.‬‬
‫۔ بوعزيز يحى ‪ :‬الموجز في تاريخ الجزائر ‪ .‬ط ‪ ، 1‬دار الطليعة‬
‫للطباعة و لنشر ‪ ،‬الجزائر ‪. 5691 .‬‬
‫۔ بوفيل أي دبليو ‪ :‬الممالك الاسلامية في غرب افريقيا وأثرها في تجارة‬
‫بعة‬
‫ط‪8‬‬‫ماض‬
‫ارلري‬
‫الذهب عبر الصحراء الكبرى ‪ 0‬ترجمة زاه‬
‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫< ‪8‬‬ ‫< القاهرة‬ ‫الحديثة < مكتبة الانجلو المصرية‬

‫۔ بونار رابح ‪ :‬المغرب العربي تايخه وثقافته ى الشركة الوطنية للنثر‬


‫والتوزيع ‪ 2‬الجزائر ‪1891 .‬م ‪.‬‬

‫۔ الجعبيري فرحات ‪ :‬نظام العزابة عند الاباضية الوهبية في جربة }‬


‫المطبعة العصرية ث تونس ص ‪5791‬م ‪.‬‬

‫۔ الجنحافي الحبيب ‪ :‬دراسات مغربية في التاريخ الاقتصادي‬


‫والاجتاعى للمغرب الاسلامى ‪ .‬ط ‪ 2 1‬دار الطليعة ‘ بيروت ء‬
‫‪.‬‬ ‫‪ 0‬م ‪.‬‬
‫۔ المغرب‪ :‬الاسلامي الحياة الاقتصادية والاجتاعية (‪ 3‬۔ ‪4‬ه‪ 9/‬۔ ‪01‬م)‬
‫الدار التونسية للنشر ‪ 4‬تونس ‪7791 ،‬م ‪.‬‬

‫الجيلالي عبد الرحمن بن محمد ‪ :‬تاريخ الجزائر العام ‪ .‬مكتبة الشركة‬


‫الجزائرية ء الجزائر‪ :‬ط‪ 2 2‬دار مكتبة الحياة ‪ 0‬بيروت ء‬
‫‪1 483‬ه‪5691/‬م ‪.‬‬

‫۔ حسن ابراهيم حسن ‪ :‬تاريخ الدولة الفاطمية في المغرب ومصر‬


‫وسورية وبلاد العرب ‪ 0‬ط‪ 0 2‬مكتبة النهضة المصرية ‪ ،‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪8‬م‬
‫۔ تاريخ الاسلام السياسي والديني والثقافي والاجتاعي } ط ‪. 6‬‬
‫مكتبة النهضة المصرية ‪ 2‬القاهرة ‪1691 .‬م ‪.‬‬

‫‪-024-‬‬
‫۔ النظم الاشلامية ‪ .‬ط ‪ . 2‬مكتبة النهضة المصرية ‪ .‬القاهرة‬
‫م ‪.‬‬ ‫‪91‬‬

‫۔ حسن حسني عبد الوهاب ‪ :‬ورقات عن الحضارة العربية بافريقية‬


‫التونسية مكتبة المنار ى تونس ‪4691 ،‬م ‪.‬‬

‫۔ حكمت نجيب عبد الرحمن ‪ :‬دراسات في تاريخ العلوم عند العرب ‪،‬‬
‫الموصل ‘‬ ‫معة‬ ‫وزا رة التعلم الا لي وا لبحث ا لعلمي < جا‬

‫‪.‬‬ ‫هھ‪7791/‬م‬ ‫‪71‬‬

‫۔ خليفات عوض ‪ :‬نشأة الحركة الاباضية س جامعة الأردن س عمان‬


‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫‪83‬‬

‫‪ -‬النظم الاجتاعية والتربوية عند الاباضية في شال افريقية في مرحلة‬


‫الكتمان ‪ ،‬عمان ى الأردن ض ‪2891‬م ‪.‬‬
‫جمهري‬ ‫‪ -‬تهران ‪ -‬بوذر‬ ‫الاسلامية ‪ :‬انتشارات جهان‬ ‫المعارف‬ ‫‪ 7‬دائرة‬

‫لمواد ‪ :‬تاهرت ۔ رستم (ىنو رستم) ۔ بربر ۔ الزاب السودان ‪.‬‬


‫۔ دبوز محمد علي ‪ :‬تاريخ المغرب الكبير ى مطبعة عيسى البابي الحلي‬
‫القاهرة ‪3831 .‬ه‪3691/‬م ‪.‬‬
‫‪ .‬الدورى تقي الدين عارف ‪ :‬صقلية علاقاتها بدول البحر المتوسط‬
‫الاسلامية من الفتح العربي حتى الغزو النورمندي ‘ دار الرشيد ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫‪0‬‬ ‫<‬ ‫بغداد‬

‫۔ الراوي عبد الستار عز الدين ‪ :‬ثورة العقل دراسة فلسفية في فكر‬


‫م ‪.‬‬ ‫معتزلة بغداد ص دار الرشيد ص بغداد ح ‪2‬‬

‫۔ رفعت فوزي عبد المطلب ‪ :‬الخلافة والخوارج في المغرب العربي‬


‫( الصراع بينهما حتى قيام دولة الأغالبة ) ط‪ 1‬س بلا مكان الطبع‬
‫‪331‬ه‪ 3791/‬م ‪.‬‬

‫‪124- -‬‬
‫۔ زامباور (المستشرق) ‪ :‬معجم الأنساب والاسرات الحاكمة في التاريخ‬
‫الاسلامي ‪ ،‬ترجمة زي محمد حسن بك وآخرون ص مطبعة جامعة فؤاد‬
‫الأول ء القاهرة ‪0731 .‬ه‪1591/‬م ‪.‬‬
‫‪ .‬ط ‪ . 1‬مطبعة عيسى البابي الحلي‬ ‫طاهر أحمد ‪ :‬أعلام ليبيا‬ ‫‪ -‬الزاوي‬

‫مصر { ‪1831‬ه‪1691/‬م ‪.‬‬


‫۔ زبادية‪ .‬عبد القادر ‪ :‬مملكة سنغاي في عهد الأسيقيين ‪ ،‬الشركة‬
‫الوطنية للنشر والتوزيع ‪ 2‬الجزائر ى ‪1791‬م ‪.‬‬
‫۔ الزرو خليل داود ‪ :‬الحياة العلمية في الشام في القرنين الأول والثاني‬
‫‪.‬‬ ‫»‪1 179 .‬م‬ ‫ب ببيروت‬ ‫‪ . 1‬دار الأفاق الجديدة‬ ‫< ط‬ ‫للهجرة‬

‫۔ زغلول عبد الحميد سعد ‪ :‬تاريخ المغرب العربي ليبيا ۔ تونس‬


‫المغرب ‘ دار المعارف » مصر ‪4831‬ه‪4691/‬م ‪.‬‬ ‫۔ الجزائر‬
‫۔ السمائلي سالم بن حمود بن شامس السيابي ‪ :‬ازالة الوعثاء عن اتباع أبي‬
‫الشعثاء ‪ .‬تحقيق سيدة اسماعيل كاشف ۔ منشورات وزارة التراث‬
‫القومي والثقافة ‪ .‬سلطنة عمان ى ‪9791‬م ‪.‬‬
‫الكبير < العصر الاسلامي < دار‬ ‫المغرب‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ -‬السيد عبد العزيز سالم‬

‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫‪11‬‬ ‫؟‪.‬‬ ‫العربية ب بيروت‬ ‫النهضة‬

‫۔ شارل أندري جوليان ‪ :‬تاريخ افريقيا الشمالية ۔ تونس الجزائر ‪-‬‬


‫المغرب الأقصى ترجمة محمد مزالي ‪ ،‬البشير بن سلامة س الدار التونسية‬
‫للنشر الشركة الوطنية للنشر ‪ ،‬الجزائر ‪8931 4‬ه‪8791/‬م ‪.‬‬

‫۔ شاوش عمد بن رمضان ‪ :‬الدر الوقاد من شعر بكر بن حماد التاهرتي‬


‫طبع المطبعة العلوية ‪ .‬مستغانم ى الجزائر ‪3831 .‬ه‪6691/‬م ‪.‬‬

‫۔ صبحي الصالح ‪ :‬النظم الاسلامية س نشأتها وتطورها ى ط ‪ ، 1‬دار‬


‫العلم للملايين ‪ 4‬بيروت ‪5831 ،‬ه‪5691/‬م ‪.‬‬

‫‪-224-‬‬
‫۔ صفر أحمد ‪ :‬مدنية المغرب العربي في التاريخ ى دار النشر بوسلامة ‪2‬‬
‫‪.‬‬ ‫< ‪91‬م‬ ‫تونس‬

‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫< دار المعارف ‘ القاهرة < ‪6‬‬ ‫‪ :‬الفتنة الكرى‬ ‫حسبن‬ ‫_ طه‬

‫۔ العدوي ابراهيم أحمد ‪ :‬بلاد الجزائر ‪ .‬تكوينها الاسلامي والعربي ه‬


‫المطبعة الفنية الحديثة ‪ .‬مكتبة الأنجلو المصرية ‪ 2‬القاهرة ‪. 0791 .‬‬
‫رائعة من التاريخ‬ ‫۔ عويس عبد الحليم ‪ :‬دولة بني حماد صفحة‬
‫الجزائري ي ط ‪ 2 1‬دار الشروق ص بيروت ص ‪0041‬ه‪0891/‬م ‪.‬‬
‫۔ فيلالي عبد العزيز ‪ :‬العلاقات السياسية بين الدولة الأموية في‬
‫الأندلس ودول المغرب ‪ ،‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ‪ ،‬الجزائر ‪.‬‬
‫‪ 2891‬م ‪.‬‬

‫الخامس <‬ ‫البعث < الكتاب‬ ‫كتاب‬ ‫‪ :‬اللربر ‪ .‬سلسلة‬ ‫عثان‬ ‫۔ الكعاك‬

‫ط ‪ 1‬ص بلا مكان الطبع ث ‪6591‬م‬


‫۔ موجز التاريخ العام للجزائر منذ العصر الحجري الى الاحتلال‬
‫الفرنسي ‪ ،‬مطبعة العرب ص تونس ص ‪4431‬ه‪5291/‬م‬
‫‪ .‬المطبعة الكالية مصر ك‬ ‫المغرب‬ ‫مراكز الثقافة ف‬ ‫ف‬ ‫‪ -‬محاضرات‬

‫ح‬
‫‪ 8‬م ‪.‬‬
‫۔ لقبال موسى ‪ :‬المغرب الاسلامي منذ بناء معسكر القرن حتي انتهاء‬
‫ثورات الخوارج ( سياسة ونظم ) ط ‪ ، 1‬مطبعة البعث ‪ :‬قسنطينة ‪،‬‬
‫م ‪.‬‬ ‫‪91‬‬

‫۔ الحسبة المذهبية في بلاد المغرب العربي ( نشأتها وتطورها ) ط ‪} 1‬‬


‫الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ى الجزائر‪. 1791 .‬‬

‫زعيتر ‪ .‬ط ‪ . 3‬دار‬ ‫عادل‬ ‫العرب ] تعريب‬ ‫‪ :‬حضارة‬ ‫غوستاف‬ ‫‪ .‬لوبون‬

‫‏‪١‬‬ ‫احياء التراث العربي ‪ ،‬بيروت ‪9931‬ه‪9791/‬م ‪.‬‬


‫‪-423 -‬‬
‫۔ لومبارد موريس ‪ :‬الجغرافيا التاريخية للعالم الاسلامي خلال القرون‬
‫الأربعة الأولى س ترجمة عبد الرحمن حميدة ‪ .‬دار الفكر دمشق‬
‫‪.‬‬ ‫‪ 1/‬ه‪979‬م‬
‫‪9‬‬
‫‪ -‬مؤنس حسين ‪ :‬فجر الأندلس من الفتح الاسلامي الى قيام الدولة‬
‫الأموية (‪ 117‬۔ ‪657‬م) ‪ .‬ط ‪ ، 1‬الشركة العربية للطباعة والنشر‬
‫‪.‬‬ ‫< ‪91‬م‬ ‫القاهرة‬

‫۔ المجدوب عبد العزيز ‪ :‬الصراع المذهبي بافريقية الى قيام الدولة‬


‫الزيرية تقديم علي الشامي ى الدار التونسية للنشر ى تونس ء‬
‫‪.‬‬ ‫‪1/‬ه‪579‬م‬
‫‪0‬‬

‫محمود اسماعيل ‪ :‬الخوارج في المغرب الاسلامي ‪ ،‬دار العودة ‪ ،‬بيروت ص‬


‫‪ 6‬م ‪.‬‬
‫۔ المدني أحمد توفيق ‪ :‬هذه هي الجزائر ى مكتبة النهضة المصرية ‪.‬‬
‫‪ 6‬م‬
‫المعارف‬ ‫دار‬ ‫الجزائر <‬ ‫<‬ ‫‪ .‬نشر دار الكتاب‬ ‫‪2‬‬ ‫ط‬ ‫الجزائر <‬ ‫كتاب‬ ‫‪-‬‬

‫مصر ‪2831 ،‬ه‪3691/‬م أو المطبعة العربية ‪ ،‬الجزائر » ‪0531‬ه ‪.‬‬


‫۔ المضيربي عبد الله سالم بن حمد ‪ :‬العقود الفضية في أصول الاباضية‬
‫|‬ ‫لبنان ‪( ،‬بلا تاريخ الطبع) ‪.‬‬
‫۔ معمر علي يجى ‪ :‬الاباضية في‪ .‬موكب التاريخ ‪ ،‬الحلقة ‪ ، 1‬نشأة‬
‫وهبة‬ ‫مكتبة‬ ‫العربي <‬ ‫دار الكتاب‬ ‫‪ . 1‬مطابع‬ ‫الاباضي < ط‬ ‫المذهب‬

‫‪.‬‬ ‫‪1 483 .‬ه‪4691/‬م‬ ‫القاهرة‬

‫۔ الاباضية في موكب التاريخ ى الحلقة ‪ { 2‬الاباضية في ليبيا ‪ .‬ط ‪ 1‬ه‬


‫‘ ‪1 483‬ه_‪1 469/‬م ‪.‬‬ ‫‪ .‬القاهرة‬ ‫مكتبة وهبة‬

‫۔ الاباضية في فوكب التازيخ ‪ 2‬الحلقة ‪ 3‬ص الاباضية في تونس ‪.‬‬


‫ط ‪ 2 1‬دار الثقافة س بيروت ص ‪5831‬ه‪6691/‬م ‪.‬‬

‫‪-424-‬‬
‫‪.‬‬ ‫۔ الاباضية في موكب التاريخ ‘ الحلقة ‪ . 4‬الاباضية ف الجزائر‬
‫<‬ ‫‏‪ ١‬لاسلامية ‪ .‬مكتبة وهبة « | لقاهرة‬ ‫مطبعة الد عوة‬

‫‪.‬‬ ‫‪979‬م‬
‫‪ 1/‬ه‬
‫‪9‬‬
‫۔ الاباضية بين الفرق الاسلامية عند كتاب المقالات في القديم‬
‫< مكتبة وهبة <‬ ‫‪ .‬ط ‪ . 1‬مطلا بع سجل ‏‪ ١‬لعرب‬ ‫وا لحد بث‬

‫‪.‬‬ ‫‪1/‬ه‪679‬م‬
‫‪6‬‬

‫۔ الميلي مبارك بن عمد ‪ :‬تاريخ الجزائر في القديم والحديث ‪ 0‬مكتبة‬


‫‪.‬‬ ‫ه‬ ‫‪0531‬‬ ‫الجزائر ‪..‬‬ ‫الجزائرية <‬ ‫النهضة‬

‫الميلى محمد وشريط عبد الله ‪ :‬الجزائر في مرآة التاريخ ‪ ،‬مكتبة‬


‫البعث ‪ ،‬قسنطينة ‪ 2‬الجزائر ‪5691 .‬م ‪.‬‬
‫‪ -‬نويهض عادل ‪ :‬معجم اعلام الجزائر س ( من صدر الاسلام حتى‬
‫منتصف القرن العشرين ) ى ط ‪ 1‬ى منشورات المكتب التجاري‬
‫للطباعة والنشر ى بيروت ص ‪1791‬م ‪.‬‬

‫۔ هاشم مهندي طالب ‪ :‬الحركة الاباضية في المشرق العربي س نشأتها‬


‫‪ .‬رسا لة ما جستير ف‬ ‫‏‪ ١‬لنا لث المجري‬ ‫لقرن‬ ‫ها بة‬ ‫حى‬ ‫وتطورها‬

‫التاريخ ‪ .‬جامعة بغداد ‪7791 .‬م ‪.‬‬

‫"رابعا ۔ الدوريات العربية ‪:‬‬


‫ه عجلة الأصالة ‪ .‬مطبعة البعث ‪ 0‬قسنطينة ‪ .‬الجزائر ‪.‬‬
‫ء السنة‬ ‫‪54‬‬ ‫» عدد‬ ‫الرستميين‬ ‫عهد‬ ‫‪ :‬المجتمع التاهرتي ف‬ ‫عباس‬ ‫‪ -‬احسان‬

‫الخامسة ‘ جمادى الأول ‪ 7931‬ه‪ /‬ماي ‪7791‬م ‪.‬‬


‫وسدراتة وغرداية <‬ ‫تاهرت‬ ‫الاباضية ف‬ ‫الحرة‬ ‫‪:‬‬ ‫مححرد‬ ‫بلغراد‬ ‫‪-‬‬

‫عدد ‪ 2 74‬السنة السادسة ‪ .‬محرم ‪7931‬ه‪ /‬جانفي ‪7791‬م ‪.‬‬


‫۔ بن يوسف سليان داود ‪ :‬مجهودات الدولة الرستمية ف نشر الحضارة‬

‫‪8‬‬ ‫‪524- -‬‬


‫الاسلامية وتركيزها ى عدد ‪ 94‬۔ ‪ . 05‬السنة السادسة رمضان شوال‬
‫‪7‬ه‪ /‬سبتمبر أكتوبر ‪7791‬م ‪.‬‬
‫۔ البوعبدلي المهدي ‪ :‬لمحات من دور الدولة الرستمية في ميادين الحضارة `‬
‫والفكر لبعض الباحثين القدامى والمتأخرين ث عدد ‪ 2 14‬السنة‬
‫السادسة ي محرم ‪7931‬ه‪ /‬جانفي ‪7791‬م ‪.‬‬

‫۔ سلفادور غومث نوغاليس ‪ :‬الرستيون قنطرة صلة بين الجزائر‬


‫والأندلس من خلال الاباضية ‪ ،‬عدد ‪ 64‬۔ ‪ 2 74‬السنة السادسة ء‬
‫جمادى الثانية ‪ .‬رجب ‪7931‬ه‪7791/‬م ‪.‬‬

‫۔ عمرو خليفة النامي ‪ :‬ملامح عن الحركة العلمية بوارجلان ونواحيها‬


‫منذ انتهاء الدولة الرستمية حتى أواخر القرن السادس الهجري ‪ 0‬عدد‬
‫‪ 2‬۔ ‪ 34‬ى السنة السادسة س صفر } ربيع الأول ‪7931‬ه‪ /‬فيفزي ‪.‬‬
‫مارس ‪7791‬م ‪.‬‬
‫‪ 14‬عدد‬ ‫) لشعوب‬ ‫مغرب‬ ‫وحدة‬ ‫ف‬ ‫‪ :‬دوز الرستميين‬ ‫_ فخا ر ‏‪ ١‬برا هم‬

‫‪ 2‬۔ ‪ 2 34‬السنة السادسة ‪7931 .‬ه فيفري ‪ ،‬مارس ‪7791‬م ‪.‬‬


‫۔ وداد القاضي ‪ :‬ابن الصغير مؤرخ الدولة الرستية ى عدد ‪ ، 54‬السنة‬
‫الخامسة س جمادى الأولى ‪7931‬ه ماي ‪7791‬م ‪( ،‬طبع على الغلاف ‏‪٠‬‬
‫خطأ سنة ‪5791‬م) ‪.‬‬
‫‪ .‬مجلة التاريخ ‪ :‬المركز الوطني للدراسات التاريخية الجزائر ‪.‬‬
‫۔ عبد الحميد حاجيات ‪ :‬مبدأ الشورى في نظام الحكم بالمغرب العربي‬
‫‏‪٠‬‬ ‫‪1 289 2‬م‬ ‫‪21‬‬ ‫العصر الوسيط »‪ .‬عدد‬ ‫خلال‬

‫ه المجلة التونسية للعلوم الاجتاعية ‪ .‬طبع الشركة التونسية لفنون الرسم‬


‫|‬ ‫تونس ‪.‬‬
‫الدولة الرستمية‬ ‫‪ .‬۔ الجنحاني الحبيب ‪ :‬تاهرت عاصمة‬

‫‪-624 -‬۔‬
‫( ‪161‬ه ۔ ‪692‬ه‪777 /‬م ۔ ‪909‬م ) عدد ‪ 04‬۔ ‪ 340‬أفريل‬
‫‪ 591‬م ‪.‬‬

‫ه عجلة سرتا ‪ :‬معهد العلوم الاجتاعية س بجامعة قسنطينة ‪ ،‬الجزائر ه‬


‫مطبعة البعث قسنطينة ‪.‬‬
‫۔ فيلالي عبد العزيز ‪ :‬جوانب من العلاقات التجارية بين الرستميين‬
‫والأمويين في الأندلس ‪ ،‬عدد ‪. . 3‬السنة الثانية ى رجب ‪0041‬ه‪/‬‬
‫م ‪.‬‬ ‫ماي ‪0‬‬

‫ه صحيفة معهد الدراسات الاسلامية في مدريد ‘ مطبعة معهد‬


‫الدراسات نفسه مدريد ‪.‬‬
‫۔ أحمد مختار العبادي ‪ :‬سياسة الفاطميين نحو المغرب والأندلس ء‬
‫م ‪ 5‬ي عدد ‪ 1‬۔ ‪ 2‬ص ‪7731‬ه‪7591/‬م ‪.‬‬
‫تاهرت ‪ 4‬م‪. 5‬‬ ‫‪ :‬دولة الرستميين أصحاب‬ ‫بن تاويت‬ ‫۔ حد‬
‫عدد ‪ 1‬۔ ‪7731 . 2‬ه‪7591/‬م ‪.‬‬

‫ه مجلة العربي الكويتية ‪ :‬الكويت‬


‫الجزائرية‬ ‫رحلة الى الصحراء‬ ‫مزاب المسحور‬ ‫‪ -‬مصطفى نبيل ‪ :‬عالم‬

‫عدد ‪ 2 682‬ذو القعدة سبتمبر ‪2891‬م ‪.‬‬


‫‪ -‬فهمي هويدي ‪ :‬ذكر ما جرى للعلم الذي باض في مكة ونهض الى‬
‫‪.‬‬ ‫عمان سى عدد ‪ 2 392‬افريل ‪31‬م‬

‫‏‪ .٠‬بفداد‬ ‫العرب‬ ‫المؤرخين‪.‬‬ ‫لاتحاد‬ ‫العامة‬ ‫الامانة‬ ‫‪:‬‬ ‫اللؤرخ العربي‬ ‫‏‪ ٥‬عجلة‬

‫العراق ‪.‬‬
‫۔ فاروق عمر فوزي ‪ :‬ملامح من تاريخ حركة الخوارج الاباضية كا‬
‫تكشفها مخطوطة الأزكوي ‪ .‬العدد الثاني ‪5791 .‬م ‪.‬‬
‫الاسلامي <‬ ‫العالم‬ ‫التعلمية ق‬ ‫المعاهد والمؤسسات‬ ‫القابسي نجاح ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫عدد ‪ 2 91‬السنة ‪1891‬م ‪.‬‬

‫‪.-724-‬‬
‫ه عجلة المورد ‪ :‬دار الحرية للطباعة ص بغداد ص العراق ‪.‬‬
‫المجلد‬ ‫‪& 4‬‬ ‫‪ .‬عدد‬ ‫عمان‬ ‫تاريخ‬ ‫‪ :‬ببليوغرافيا ف‬ ‫عمر فوزي‬ ‫‪ 7‬فاروق‬

‫النالث ‪4931 .‬ه‪4791/‬م ‪.‬‬

‫۔ الحاضرات ‪:‬‬
‫الميني محمد ‪ « :‬مفهوم الشورى والديمقراطية في التاريخ العربي لدى‬
‫الرستميين والجماعات المحلية بوادي ميزاب بالجنوب الجزائري » محاضرة‬
‫ألقيت في المؤتمر البرلماني العربي الثاني ۔ الجزائر ‪ 21 - 8‬آذار (مارس)‬
‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫‪1‬‬

‫۔ الجنحاني الحبيب ‪ « :‬العلاقات السياسية والاقتصادية في افريقية‬


‫والمغرب الأوسط فيا بين القرن الثاني والخامس للهجرة (‪ 8‬۔ ‪)11‬‬
‫للميلاد » محاضرة ألقيت في الملتقى الثاني عشر للفكر الاسلامي‬
‫المنعقد بباتنة الجمهورية الجزائرية } المخاضرة تحت رة ‪ 64‬سنة ‪. 8791‬‬
‫۔ دجال صالح بكير ‪:‬معد الاباضية في الحديث مسند الربيع بن‬
‫حبيب محاضرة الملتقى السادس عشر للفكر الاسلامي ۔ تلمسان ه‬
‫الجزائر ‪2041‬ه‪2891/‬م ‪.‬‬
‫۔ شريفي بلحاج ‪ « :‬التفسير ومناهجه عند عأماء الاباضية » محاضرة‬
‫ألقيت في الملتقى الخامس عشر للفكر الاسلامي المنعقد بالجزائر‬
‫‪.‬‬ ‫العاصمة سنة ‪1041‬ه‪1891/‬م ‪.‬‬
‫۔ المدني أحمد توفيق ‪ « :‬مدخل لدراسة الدولة الرستبية ‪:‬واسهامها في‬
‫التطور الفكري والحضاري » محاضرة ألقيت في الملتقى الحادي عشر‬
‫للفكر الاسلامي المنعقد بوارجلان ۔ الجمهورية الجزائرية سنة‬
‫‪ 7‬م ‪.‬‬

‫‪-824-‬۔‬
‫خامسا ۔ المراجع الأجنبية ‪:‬‬
‫‪-‬‬ ‫ع‬ ‫‪:‬‬ ‫ن‬ ‫|‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪!,‬‬ ‫‪, 0291.‬‬ ‫ا‬
‫‪-‬‬ ‫ع‬ ‫‪:‬‬ ‫ع‬ ‫!‬ ‫‪ 1‬ع‬ ‫ع‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫!‬
‫‪,‬‬ ‫‪. .‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪, 2881.‬‬
‫‪-‬‬ ‫م‬ ‫ة‬ ‫‪:‬‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫‪,‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪!-‬‬
‫ع ن‬ ‫‪,‬‬ ‫غ‬ ‫ح‬ ‫ث‪3‬‬ ‫‪,‬‬ ‫ه‬
‫‪, 8791.‬م‬ ‫)‬
‫‪- .:‬‬ ‫آ ئ‬ ‫ع‬ ‫‪,‬‬ ‫ع‬
‫ع‬ ‫‪,‬‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫}‬ ‫‪, .‬‬
‫‪, 5591.‬‬

‫=‬ ‫ر‬ ‫‪:‬‬ ‫ع ن‬ ‫ن‬ ‫‪:‬‬ ‫س‬ ‫"‪1‬‬ ‫ع‬


‫'‪1‬‬ ‫ع‬ ‫‪,‬‬ ‫ه‬ ‫آ م‬ ‫‪,‬‬ ‫ع‬
‫ح‬ ‫‪`,‬‬ ‫‪ 2891.‬م‬
‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫'‪: ]1‬‬ ‫ط‬ ‫‪(909-167(,‬‬ ‫غ‬
‫ث‪ 3‬ح‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,‬‬ ‫ه‬ ‫‪5‬‬ ‫‪,‬‬
‫‪7791.‬‬
‫ر ‪-‬‬ ‫‪]:‬‬ ‫!‬ ‫‪0‬‬ ‫ع ‪(),‬‬ ‫‪,‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪, 5391.‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪ 1‬ع اح‬ ‫)]‪(-‬‬ ‫ع‬ ‫‪ ..‬ه‪-‬‬ ‫‪!] 1791.‬‬


‫‪:‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬

‫‘‬ ‫‪:‬‬ ‫ل `‬ ‫(‬ ‫ندع‬ ‫‪),‬‬ ‫‪.‬‬


‫‪,‬‬ ‫ح م‬ ‫‪ 431,‬ث‬ ‫‪, 5791.‬‬
‫‪-‬‬ ‫نع‬ ‫‪:‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ط‬ ‫‪,‬‬ ‫‪7- ,‬‬ ‫ل‬
‫ك‬ ‫!‬ ‫‪.‬‬ ‫‪-,‬‬ ‫ع‬ ‫|‬ ‫“‬
‫‪1-‬‬ ‫‪. ),‬ث![‪-‬ٹ[(‬ ‫‪!, 5591.‬‬
‫‪-‬‬ ‫[ ع‬ ‫‘“‘‬ ‫‪””,‬ز‪-‬‬ ‫‪ 2‬ع ح‬ ‫ع‬
‫‪:‬‬ ‫‪ (.).‬ع‬ ‫‪ ,‬ح‬ ‫ع‬ ‫‪,‬‬ ‫‪, 4391.‬‬
‫‪-‬‬ ‫ل‬ ‫ف‬ ‫‪,‬‬ ‫] ع د‬ ‫‪ (.),‬ع‬ ‫ع‬ ‫‪,‬‬
‫ن‬ ‫‪, 6391.‬م ‪,‬‬
‫‪-‬‬ ‫ج‬ ‫‪:‬‬ ‫‪1‬‬ ‫'‬ ‫م‬ ‫‪”,‬حح'“‘‬
‫‪,‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,‬‬ ‫ك ‪,‬‬ ‫آ‬ ‫‪ ., 1‬د‬
‫‪,‬‬ ‫ح‬ ‫‪,‬‬ ‫‪, 6291. .‬م‬
‫‪‘-‬‬ ‫ه‬ ‫غ‬ ‫آ‬ ‫غ‬ ‫غ‬ ‫‪-‬‬ ‫‪,‬‬ ‫د‬ ‫‪2‬‬ ‫ع‬
‫ث‪ 2‬ع "‪ 783-683, 1‬م )‪ (.‬ن‬ ‫‪(,‬‬ ‫‪, 1491.‬‬

‫‪ '.‬۔‪-924‬‬
‫ه ‪-‬‬ ‫ة‬ ‫س‬ ‫ن ‪« 0'1‬‬ ‫‪.-‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪,‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪, 6491.‬‬

‫‪-‬‬ ‫ج‬ ‫‪.‬‬ ‫ع‬ ‫‪.,‬‬ ‫!‬ ‫ع‬ ‫‪.‬‬ ‫‪!:‬‬ ‫ئ‬ ‫‪,‬‬
‫ن‬ ‫‪,‬‬ ‫‪, 7291.‬‬

‫‪-‬‬ ‫ج‬ ‫‪.‬‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫‪:‬‬ ‫ع‬ ‫‪-,‬‬


‫ع ه‬ ‫‪,‬‬ ‫‪, 6391.‬‬

‫‪-‬‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫‪():‬‬ ‫ع‬ ‫ہ'‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬


‫ه '‪1‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪, 8781.‬‬

‫‪-‬‬ ‫!‬ ‫‪!!:‬‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫'‪1‬‬ ‫!‬ ‫ث‬


‫‪.,‬‬ ‫د(‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫‪),‬‬ ‫آ‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪,‬‬ ‫‪, 1391.‬‬
‫‪-‬‬ ‫ع '‪ 1‬ع ع‬ ‫‪!,‬‬ ‫‪[.‬‬ ‫‪-, . , 0591,‬‬
‫ع‬ ‫‪, 7691.‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪:‬‬ ‫س‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ 1‬ل‬


‫ع ل‬ ‫ع‬ ‫| ع‬ ‫ه س‬ ‫آ‬ ‫ل‬ ‫‪2 -‬‬ ‫ل‬
‫‪-‬‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ع‬ ‫د‬ ‫ع س‬ ‫‪,‬‬ ‫غ‬
‫‪.‬‬ ‫‪ 3‬ح‬ ‫ع !‬ ‫‪,‬‬ ‫‪, 0891.‬‬
‫`‬

‫سادسا ۔ الدوريات الأجنبية ‪:‬‬


‫‪-‬‬ ‫غ‬ ‫‪:‬‬ ‫`‪ 1‬ل ن‬ ‫‪,‬‬ ‫س‬ ‫`‬ ‫‪-‬‬
‫ل‬ ‫‪,‬‬ ‫ل ح‬ ‫ع‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,‬‬
‫‪ 9691.‬نسل‬

‫‪-‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ع‬ ‫ح‬ ‫ل‬ ‫!‬ ‫‪,‬‬ ‫ل‬ ‫ع‬


‫‪“ (.), 9:‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,‬آ[[د آ‬ ‫‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪9981.:‬‬
‫‪-‬‬ ‫ع ‪:‬‬ ‫زن‬ ‫‪,‬‬ ‫ع‬ ‫ل ‪5‬‬
‫‪,‬‬ ‫‪ 1‬ع ه‬ ‫ع‬ ‫‪...0),‬خ( ه‬ ‫‪-‬‬
‫خ‬ ‫‪,‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪, 7591.‬‬
‫‪-‬‬ ‫س‬ ‫‪:‬‬ ‫ع‬ ‫ع ئ‬ ‫'‪1‬‬ ‫‪,‬‬
‫‪1-,‬‬ ‫ع‬ ‫‪1‬‬ ‫ع‬ ‫‪,‬‬ ‫‪ 4,‬ث‬ ‫‪,‬‬
‫‪7791.‬‬
‫‪- .:‬‬ ‫( ن‬ ‫ع ه‬ ‫‪),‬‬ ‫س‬
‫ل ح‬ ‫‪0‬‬ ‫م ‪ 1‬ع ح‬
‫‪.0),‬ہ‪(..‬‬ ‫ل‬ ‫‪,‬‬ ‫‪, 0091.‬‬
‫غ ‪-‬‬ ‫‪..:‬‬ ‫‪ 1‬س ه‬ ‫ل‬ ‫‪,‬‬ ‫ع‬ ‫‪-‬‬
‫ع‪ 2‬ع "‪ (.), 1‬ح‬ ‫‪,‬‬ ‫‪, 7291.‬‬

‫‪-034-‬‬
‫‪-‬‬ ‫ل‬ ‫‪:‬‬ ‫دع‬ ‫!‬ ‫م‬ ‫‪,‬‬ ‫‪2‬‬ ‫[‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪621.‬‬ ‫‪. 0791.‬‬

‫ا ‪-‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ع`‬ ‫ن‬ ‫‪. 5‬‬ ‫ح ن‬


‫‪0‬‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫‪[ .,‬‬ ‫ع‬ ‫عع`‬
‫‪ (..). !. . (8),‬ن‬ ‫‪, 2691.‬م‬
‫‪-‬‬ ‫ل‬ ‫‪:‬‬ ‫'` غ‬ ‫ع‬ ‫‪-‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪`'0‬‬ ‫ا‬ ‫[‬ ‫‪ .,‬د‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫‪ -‬ح‬ ‫م‬ ‫‪(...), 2:‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪ 2,‬ث‬ ‫‪,‬ل‪-‬ل\‪-‬م‬
‫‪7491.‬‬
‫‪-‬‬ ‫ع ‪ .‬ج‬ ‫‪.:‬‬ ‫‪ -‬ن‬ ‫‪.‬‬ ‫م ع‬ ‫‪.),‬خ‪(.‬‬
‫س‬ ‫‪, 9:‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪, 6491.‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪ .:‬ل ‪ .‬ا‬ ‫'‬ ‫‪,‬‬ ‫ل لع‬
‫ع‬ ‫ه‪:‬‬ ‫م م‬ ‫س'‪1‬‬ ‫ٹ[‬ ‫آ ث‬
‫‪, [.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪, 5091.‬‬
‫ح ۔‪.‬‬ ‫م‘`‬ ‫ن‬ ‫‪(),‬‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫‪41‬‬ ‫غ‬ ‫‪[-‬‬
‫!‬ ‫‪.‬‬ ‫"‪, 5091, 3‬‬ ‫‪,‬م‬ ‫‪, 8091.‬‬
‫‪ .:‬ح‪-‬‬ ‫‪` 2‬‬ ‫ن‬ ‫ح‬
‫ف !‬ ‫‪7‬‬ ‫‪,‬‬ ‫`! ل د‬ ‫ع‬
‫‪ (1.7...),‬ع‬ ‫ع‬ ‫"‪, 1‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪, 4591.‬‬
‫‪-‬‬ ‫ح‬ ‫‪:‬‬ ‫ع ع‬ ‫! ع‬
‫!‬ ‫ذ‬ ‫‪,‬‬ ‫ث‬ ‫خ‬ ‫ل‬ ‫ث‬ ‫‪,‬‬
‫ل‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪ (...), 82‬لح‬ ‫‪,‬‬
‫‪, 3791,‬ل‪3. -‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ح‬ ‫‪,, 3791.‬‬

‫٭ ملاحظة عامة حول المصادر والمراجع المعتمدة ‪:‬‬


‫توجد عدة مصادر ومراجع اعتمد عليها الباحث ولم يذكرها ضمن هذه‬
‫القائمة ‪ .‬واكتفى بذكرها في الهوامش لاغير‪....‬‬
‫وانظر مقدمة الطبعة الثانية‬

‫‪134- -‬‬
‫‪.+‬‬

‫ل‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ع ‪6057/231,‬‬ ‫ح‬ ‫ا‬ ‫‪-‬‬


‫‪.‬‬ ‫ح ئ‬ ‫‪0‬‬ ‫‪ -‬ن‬ ‫ل ! ح‬ ‫‪2‬‬ ‫!‬
‫‪!, .‬‬ ‫ه‬ ‫م ]‬ ‫!‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ح‬
‫ع ح‬ ‫‪ !'0‬خ غ‬ ‫ع ل د‬ ‫‪:‬ع‬ ‫"""‬
‫‪".‬‬

‫ل ل‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫ع س‬ ‫ح‬


‫[ ‪.‬‬ ‫غ‬ ‫ع د‬ ‫ع‬ ‫ح‬ ‫ل ‪01‬‬
‫‪. 1‬‬ ‫غ‬ ‫ن‬ ‫ل ع‬ ‫‪221,‬‬ ‫ن‬
‫‪ & 2‬ێ‬ ‫س ل ح‬ ‫ه‬ ‫‪.‬‬

‫ح‬ ‫ل ه‬ ‫ح‬ ‫‪ 1‬ح‬ ‫‪1‬‬ ‫ح ل‬ ‫‪ !:‬د‬


‫'‪1‬‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ئ ‪ 777/061‬م ل‬ ‫ل‬ ‫ح‬
‫‪,‬‬ ‫ع ع‬ ‫م ‪.‬‬ ‫ح ‪,‬‬ ‫ل‬ ‫<‬
‫ح‬ ‫ح‬ ‫ع‬ ‫ع ‪0‬‬ ‫ئ‬ ‫ه‬ ‫م‬
‫‪ 777/061‬خ ن‬ ‫‪.‬‬
‫غ‬ ‫'‪ 1‬ح‬ ‫ح ع ا‬
‫‪.‬‬
‫ل ع‬ ‫ع‬ ‫ه ‪,‬‬ ‫ه‬ ‫ع‬ ‫‪.‬‬
‫ع‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫ع ج‬
‫ع ن‬ ‫ه‬ ‫‪:‬‬ ‫ع لح‬ ‫‪.‬‬
‫ع‬ ‫| ل ح‬ ‫تناااتاناتت‪.‬‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫مآ‬ ‫ى‬
‫ل ع ‪ !',‬ل س‬ ‫‪0 0‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫خ‬ ‫ح‬ ‫|‬ ‫م‬ ‫ع ن‬ ‫] ع‬
‫ي‬ ‫خ‬ ‫م ن‬ ‫‪909/692‬‬ ‫‪5 1‬‬ ‫ح‬ ‫ل‬
‫ع ه‬ ‫‪.‬‬
‫ح‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫خ م‬ ‫‪ 7‬ع‬ ‫‪.‬‬
‫ئ‬ ‫‪ 1‬س‬ ‫‪.‬ع'‪1‬‬
‫ج‬ ‫ع‬ ‫ن'!‬ ‫ل‬ ‫‪.‬‬

‫٭ ترجه من الانجليزية إلى الفرنسية ‪ .‬حدي أبو اليتظان يحى‬

‫‪-234-‬‬
‫خ‬ ‫‪ -‬ا ال‬ ‫‪:‬ن‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,‬‬
‫ن‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫!‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ححع‘‪1‬‬ ‫ع‬
‫ه‬ ‫‪ .‬ه ع‬
‫ن‬ ‫‪ <-‬ل ح‬ ‫غ‬ ‫'‪ 1‬ع‬ ‫‪ 1' 0‬ع ئ‬
‫ح ح‬ ‫ا ع‬ ‫‪-‬‬ ‫‪!,‬‬ ‫ع !‬ ‫‪!'.‬‬
‫ح‬ ‫ح‬ ‫ه‬ ‫ع ح ح‪-‬‬ ‫ع ‪0‬‬
‫( ‪0'1‬‬ ‫غ ع )‬ ‫ع‬ ‫‪, '¡,‬‬ ‫‪, 5‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 5‬ع ح‬ ‫‪.‬‬ ‫د ‪-‬‬ ‫خ ح‬ ‫ح‬
‫ا ل ع ه'\‬ ‫ح ن‬ ‫ل !‬ ‫‪2‬‬ ‫غ لل‬ ‫‪.‬‬
‫خ‬ ‫‪ 1‬ع‬ ‫‘‘‬ ‫!‬ ‫س‬ ‫( ‪2‬‬
‫‪),‬‬ ‫ن‬ ‫! ع‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫‪,‬‬ ‫‪ 1‬ن‬ ‫ع‬
‫‪!.‬‬
‫غ ع‬ ‫‪‘‘1‬‬ ‫ل ع‬ ‫‪.‬عئب ل س‬
‫خ‬ ‫ع‬ ‫! ع‬ ‫ع‬ ‫لح‬ ‫ح ع‬ ‫‪.‬‬
‫ع‬ ‫لف ا ئ‬ ‫‪ 0‬ح‬ ‫)(‬ ‫ع‬ ‫‪0‬‬
‫ن ‪1‬‬ ‫‪.‬‬
‫ح خ‬ ‫!‬ ‫ن‬ ‫ل ‪,‬‬ ‫ع‬
‫ه‬ ‫‪!.‬‬
‫‪,‬‬ ‫غ‬ ‫ل ل‬ ‫‪ 1‬ع ح‬ ‫غ‬ ‫‪,‬‬ ‫ع‬ ‫س‬ ‫‪-‬‬
‫'| ن‬ ‫ح‬ ‫ح‬ ‫ع‬ ‫|‬ ‫‪,‬نز‬
‫ن‬ ‫‪5‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪0‬‬ ‫س‬ ‫‪,‬‬ ‫ن‬ ‫!‬ ‫|‬ ‫ع‬
‫ع‬ ‫ح‬ ‫حا ع‬ ‫ا‬ ‫‪.‬‬ ‫ع‬ ‫س‬ ‫ع ع‬
‫‪.‬‬
‫خ‬ ‫ع‬ ‫‪ 1‬ل لف‬ ‫ع‬ ‫ا م‬ ‫ع‬ ‫‪.‬عسح‬ ‫‪.‬آ‬
‫ح ل س‬ ‫ع‬ ‫ح‬ ‫‪ !5‬ح‬ ‫ح ع‬
‫ع ع‬ ‫ع ح‬ ‫س'‪1‬‬ ‫‪ ,‬ي ع‬ ‫‪ 1‬ح‬
‫'‪ 1‬ع ع‬ ‫ع ن‬ ‫'‪1‬‬ ‫‪,‬‬ ‫س‬ ‫‪.‬‬
‫‪,‬‬ ‫ع ع'‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫‪ 1‬س ا‬ ‫ل‬ ‫س‬
‫>‬ ‫ح !‬ ‫ع‬ ‫ع ح‬ ‫م‬
‫ع س‬ ‫«ل‬ ‫ن‬ ‫ل غ‬ ‫‪".‬‬

‫آ‬

‫‪334- -‬‬
‫ع‬

‫ا‬
‫أبان ‪252 :‬‬
‫أبان بن وسيم اليوخوي (أبوذر) ‪ 701 :‬۔ ‪ 861‬۔ ‪ 682‬۔ ‪ 503‬۔ ‪ 913‬۔ ‪873‬‬
‫ابراهيم بن أحمد الأغلبي ‪ 031 :‬۔‪823‬‬
‫ابراهيم بن إسماعيل وعيسى ‪793 :‬‬
‫ابراهيم بن الأغلب ‪:‬‬
‫ابراهيم بن سليان لارن ‪54 :‬‬
‫ابراهيم بن عبد الرحمن التنسي (أبوإسحاق) ‪683 :‬‬
‫ابراهيم ين قطن المهري ‪ 253:‬۔‪353‬‬
‫ابراهيمالني عليه السلام ‪673:‬‬
‫ابن الابار أبو عبد الله محمد ‪34:‬‬
‫ابن أبي أصيبعة ‪ 34 :‬۔ ‪373‬‬
‫ابن أبي دريس ‪ 662 :‬۔ ‪413‬‬
‫ابن الاثير عزالدين ‪53 :‬‬
‫ابن بطوطة ‪ 412 :‬۔ ‪983‬‬
‫ابن تيمية أبوالعباس تقى الدين أحمد ‪43 :‬‬
‫‪.‬‬ ‫ابن الجمع ‪583 :‬‬
‫اين حزم علي بن سعيد الاندلسي ‪ 34 :‬۔ ‪ 092‬۔ ‪683‬‬
‫ابن حوقل (الجغرافي) ‪24 :‬‬
‫ابن خرداذبة (الجغرافي) ‪24 :‬‬
‫ابن خلدون عبد الرحمن ‪ 53 :‬۔ ‪ 83‬۔ ‪ 612‬۔ ‪173‬‬
‫خلف ين السمح ‪ 101 :‬۔ ‪ 051‬۔ ‪823‬‬
‫‪-534 -‬۔‬
‫ابن خلكان شمس الدين أحند ‪663 :‬‬
‫ابن الصغير ‪: 71 :‬۔ ‪ 43 23‬۔ ‪ 63‬۔ ‪ 93‬۔ ‪ 04‬۔ ‪ 54‬۔ ‪ 35‬ذ ‪ 45‬۔ ‪771‬‬
‫۔ ‪ 113‬۔ ‪ 323‬۔ ‪ 433‬۔ ‪ 353‬۔ ‪ 963‬۔ ‪273 _ 073‬‬
‫اين الصغير الهواري ‪“ 313 :‬‬
‫ابن طولون ‪342 :‬‬
‫ابن عباد المصري ‪393 :‬‬
‫ابن عذاري المراكشي ‪ 53 :‬۔ ‪63‬‬

‫اين عرفة أنظر محمد بن عرفة ابن قتيبة‬


‫أنظر عبد الله بن مسلم ابن الكلبي ‪10 :‬‬
‫ابن مسالة ‪421 :‬‬
‫ابن مغطير الجنّاوني ‪ 513 :‬۔ ‪613‬‬
‫ابن نباتة عبذ العزيز (الشاعر) ‪663 :‬‬
‫ابن وردة ‪ 771 :‬۔ ‪252‬‬
‫ابن يانس أنظر محمد بن يانس أبو أحمد بن أفلح ‪1 :‬‬
‫أبو الأزهر الهواري ‪ 682:‬۔‪383‬‬
‫أبو إسحاق أنظر ابراهيم بن عبد الرحمن التنسي أبو إسحاق‬
‫أنظر أطفيش ابراهيمأبو أيوب ‪.981:‬‬
‫أبو البختري أنظر وهب بن وهب أبو بكر بن أفلح (الإمام) ‪ 02 :‬۔ ‪43‬‬
‫۔ ‪ 74‬۔‪ 711.‬۔ ‪ 221‬۔ ‪ 521‬۔ ‪ 742‬۔ ‪ 852‬۔ ‪ 172‬۔ ‪ 272‬۔ ‪ 692‬۔ ‪553‬‬
‫۔ ‪ 763‬۔ ‪ 273‬۔ ‪ 593‬۔ ‪993‬‬
‫أبو بكر الصديق (ض) ‪ 19 :‬۔ ‪863‬‬
‫أبو تمام أنظر حبيب بن أوس الطائي (الشاعر)‬
‫أبو تمم أنظر المعزلدين الله الفاطمي‬
‫أبو جعفر أنظر المنصور (الخليفة العباسي)‬
‫أبو جمال المدوني أو أبو أحمد جمال ‪ 701 :‬۔ ‪ 203‬۔ ‪ 023‬۔ ‪123‬‬
‫‪-634-‬‬
‫أبو حاتم أنظر يعقوب بن حبيب‬
‫أبوحاتم أنظر يوسف بن أبي اليقظانء‬
‫‪ ,‬حامد أنظر الغزالي أبو حبيب ‪383 :‬‬
‫أابولحسن الأبدلاني ‪ 482:‬۔ ‪633‬‬
‫أابولحسن أنظر جناو بانلفتى المديوني‬
‫أابولحسن أنظر علي بن الجهم‬
‫‪ .‬ابو حفص انظر عبد الجبار بن خالد‬
‫أبوحامد النفوسى ‪293 :‬‬
‫أبو حمزة الشارى ‪ 863 :‬۔ ‪963‬‬
‫أبو حنيفة النعمان بن ثابت ‪ 57 :‬۔ ‪ 872‬۔ ‪ 223‬۔ ‪ 233‬۔ ‪333‬‬
‫أبو خزر أنظر يفلا بن زلتاف‬
‫أبو الخطاب أنظر عبد الأعلى بن السمح المعافري‬
‫أبو خليل أنظر صال الدركلي‬
‫أبوداود القبلي النفزاوي ‪ 56 :‬۔ ‪ 67‬۔ ‪ 382‬۔ ‪ 503‬۔ ‪613‬‬
‫أبو دنون ‪223 :‬‬
‫أبو ذر أنظر أبان بن وسيم الو يغوى‬
‫ابو الربيع‪003 : .‬‬
‫أبو الربيع أنظر سليان‬
‫أبو الربيع أنظر سليان بن يخلف‬
‫أبو الربيع أنظر سلينان بن زرقون‬
‫ابو رستم النفوسي ‪312 :‬‬
‫أبوزكرياء التوكيتي ‪ 613 :‬۔ ‪713‬‬
‫‪ .‬أبو زكرياء أنظر يحى بن سلام‬
‫أبو زكرياء أنظر‪-‬يحى بن مالك‬
‫أبو زكرياء أنظر يحى الورجلاني‬
‫أبو سعيد أنظر بحيج بن؛خداش‬
‫‪734- -‬‬
‫أبو سهل النفوسي أو الفارسي ‪ 443 :‬۔ ‪743‬‬
‫آبو صالح أنظر جنون بن يريان‬
‫أبو عائشة ‪191 :‬‬
‫أبو العباس بن فتحون ‪ 662 :‬۔ ‪413‬‬
‫أبو عبد الله الشيعي ‪ 41 :‬۔ ‪ 32‬۔ ‪ 801‬۔ ‪ 901‬۔ ‪ 721‬۔ ‪ 921‬۔ ‪ 331‬۔ ‪512‬‬
‫۔ ‪ 372‬۔ ‪ 972‬۔ ‪ 092‬۔ ‪ 292‬۔ ‪ 023‬۔ ‪ 143‬۔ ‪ 573‬۔ ‪ 404‬۔ ‪504‬‬
‫أبو عبد الله أنظر محمد بن باكرلنفوسي‬
‫أبو عبد الملك بن قطن المهري ‪ 253 :‬۔ ‪353‬‬
‫أبو عبيدة الأعرج ‪ 682 :‬۔ ‪ 703‬۔ ‪ 113‬۔ ‪ 313‬۔ ‪ 433‬۔ ‪253‬‬
‫أبو عبيدة بن الجراح ‪863 :‬‬
‫أبو عبيدة أنظر عبد الحميد الجناوني‬
‫أبو عبيدة أنظر مسام بن أبي كريمة‬
‫أبو عبيدة أنظز معمر بن المثنى‬
‫أبو العتاهية إسماعيل بن القاسم ‪463 :‬‬
‫ابو عمان المزات ‪941 :‬‬
‫أبو العرب أنظر محمد بن أحمد القيي‬
‫أبو عمار أنظر عبد الكافى‬
‫أبو عمران أنظر موسى بن زكرياء‬
‫أبو عمرو أنظر حفصون النفوسي‬
‫أبو عمرو أنظر عثان بن خليفة‬
‫عيسى أنظر ابراهيم بن إسماعيل‬ ‫أبو‬
‫غانم أنظر بشر بن غانم الخرساني‬ ‫أبو‬
‫الفضل أنظر العباس بن تحمد الصواف‬ ‫‪,‬‬
‫القاسم أنظر سدرات بن الحسن‬ ‫أبو‬
‫محمد الصيف ‪332:‬‬ ‫أبو‬
‫أبو حرد أنظر عبد الله بن الخير‬

‫‪-834-‬‬
‫أبو محمد أنظر عبد الله بن محمد العاصي‬
‫أبو محمد أنظر عبد الله بن‪ .‬محمد المكفوف‬
‫محمد أنظر ماكسن بن الخير‬ ‫أبو‬
‫محمد أنظر ملي‬ ‫أبو‬
‫مرداس أنظر مهاصر السدراتي‬ ‫أبو‬
‫مسعود ‪223 :‬‬ ‫أبو‬
‫معروف ‪181 :‬‬ ‫أبو‬
‫أبو معروف أنظر ويدران بن جواد‬
‫أبو منصور أنظر الياس‬
‫أبو المنيب أنظر محمد بن يانس‬
‫أبو مهدي أنظر عيسى بن إسماعيل‬
‫‪482 :‬‬ ‫أبو مون‬
‫أبو ميون الجيطالي ‪813 :‬‬
‫أبو نوح ‪043 :‬‬

‫أبو هارون أنظر الجلالمى موسى بن يونس‬


‫أبو هريرة الزناتي ‪ 76 :‬۔ ‪86‬‬
‫أبو هلال ‪441 :‬‬
‫أبو يحيىإبن أبي القاسم الفرسطائي ‪883 :‬‬
‫أبو يزيد أنظر مخلد بن كيداد‬
‫أبو يعقوب المزات ‪721 :‬‬
‫أنظر يوسف بن ابراهيم‬ ‫يعقوب‬ ‫أبو‬
‫أنظر يوسف بن محمد‬ ‫يعقوب‬ ‫أبو‬
‫(الإمام) أنظر محمد بن أفلح‬ ‫اليقظان‬ ‫أبو‬
‫(الشيخ) ‪ 661 :‬۔ ‪281‬‬ ‫اليقظان‬ ‫أبو‬
‫أبو يوسف أنظر المنصور الموحدي‬
‫أبو يوسف أنظر وجدليس بن في‬
‫‪934-‬‬
‫أبو يوسف أنظر يعقوب بن أبراهيم‬
‫أبو يونس أنظر وسيم‬
‫إحسان عباس (الدكتور) ‪ 05 :‬۔ ‪ 35‬۔ ‪553‬‬
‫أحمد أبو الفضل بن قاسم (البزاز) ‪683 :‬‬
‫احمد امين ‪803 :‬‬
‫أحمد بن بشير ‪ 93 :‬۔ ‪173‬‬
‫‪ 662 :‬۔ ‪413‬‬ ‫أحمد بن منصور‬

‫أحمد التيه ‪ 662 :‬۔ ‪413‬‬


‫الأحنف بن قيس ‪47 :‬‬
‫إدريس الأول بن عبد الله ‪ 11 :‬۔ ‪ 78‬۔ ‪ 802‬۔ ‪593‬‬
‫الادريسى (الجغرافي) ‪24 :‬‬
‫اروى بنت عبد الرحمن بن رستم ‪ 001 :‬۔ ‪ 311‬۔ ‪ 112‬۔ ‪ 483‬۔ وأنظر هنو‬
‫بنت عبد الرحمن‬
‫الأزكوي سرحان بن سعيد ‪33 :‬‬
‫إسماعيل بن درار الغدامسى ‪ 56 :‬۔ ‪ 67‬۔ ‪ 503‬۔ ‪613‬‬
‫إسماعيل بن رباح الجزري ‪772 :‬‬
‫إسماعيل العربي ‪52 :‬‬
‫اشريفى بلحاج ‪ 203 :‬۔ ‪303‬‬
‫‪ 203‬۔ ‪743‬‬
‫أطفيش ابراهيم (أبو إسحاق) ‪:‬‬
‫الأئمة) ‪ 44 :‬۔ ‪ 54‬۔ ‪ 08‬۔ ‪862‬‬
‫أطفيش أمحمد بن يوسف (قطب‬
‫۔ ‪701‬‬ ‫‪ 91 :‬۔ ‪ 42‬۔ ‪ 23‬۔ ‪ 59‬۔ ‪ 201‬۔ ‪301‬‬ ‫أفلح بن عبد الوهاب (الإمام)‬
‫۔ ‪152‬‬ ‫۔‪ 822.‬۔ ‪ 132‬۔ ‪ 232‬۔ ‪ 432‬۔ ‪632‬‬ ‫‪ 911‬۔ ‪ 221‬۔ ‪ 071‬۔ ‪012‬‬
‫۔ ‪033‬‬ ‫۔ ‪ 692‬۔ ‪ 103‬۔ ‪ 403‬۔ ‪ 603‬۔ ‪523‬‬ ‫‪ 452‬۔ ‪ 862‬۔ ‪ 072‬۔ ‪282‬‬
‫۔ ‪273‬‬ ‫۔ ‪ 453‬۔ ‪ 753‬۔ ‪ 953‬۔ ‪=_ 063‬۔‪963‬‬ ‫_ ‪ 343 _ 133‬۔ ‪843 _ 443‬‬
‫۔ ‪ 473‬۔ ‪ 573‬۔ ‪993 _ 493‬‬
‫۔ ‪632‬‬ ‫إلياس أبو منصور ‪ 301 :‬۔ ‪ 521‬۔ ‪ 621‬۔ ‪ 941‬۔ ‪ 051‬۔ ‪ 161‬۔ ‪691‬‬
‫‪- 044 -‬‬
‫_ ‪_ 359‬۔ ‪693‬‬
‫إليسع بن أبي القاسم سمكو بن وإسول ‪ 11 :‬۔ ‪ 311‬۔ ‪ 371‬۔ ‪483‬‬
‫أم الخطاب ‪761 :‬‬
‫أم يحى ‪083 :‬‬
‫‪171 :‬‬ ‫ع(‬ ‫أن ماري )ع‬
‫أهاب بن مازون النفوسي المالكي ‪423 :‬‬
‫أيوب بن العباس ‪ 482 :‬۔ ‪ 633‬۔‬
‫ب‬
‫بابانو (الشيخ)‪62 :.‬‬
‫الباروني سليمان بن عبد الله ‪ 73 :‬۔ ‪ 83‬۔ ‪ 44‬۔ ‪64‬‬
‫‪013 :‬‬ ‫أبو سعيد‬ ‫بن خداش‬ ‫حجيج‬

‫‪13‬‬ ‫البرادي أبو القاسم محمد بن ابراهيم ‪92 :‬‬


‫البزاز أنظر أحمد أبو الفضل بن قاسم‬
‫بشر بن غانم الخرساني (أبو غانم) ‪ 882 :‬۔ ‪ 982‬۔ ‪ 403‬۔ ‪ 083‬۔ ‪ 693‬۔ ‪793‬‬
‫التيهرتي ‪ 02 :‬۔ ‪ 803‬۔ ‪ 013‬۔ ‪ 223‬۔ ‪ 323‬۔ ‪ 653‬۔ ‪163‬‬ ‫بكر بن حما‬
‫_ ‪ 563‬۔ ‪393 _ 483‬‬
‫البكري أبو عبيد الله (الجعرافي) ‪ 24 :‬۔ ‪34‬‬
‫بلحاج الشيخ باشعادل ‪ 762 :‬۔ ‪103‬‬
‫‪39 .:‬‬ ‫كسري‬ ‫بن‬ ‫بهرام‬

‫‪.873 :‬‬ ‫بهلولة "_ وسية‬

‫بوروية رشيد (الدكتور) ‪35 :‬‬


‫البو عبدلي المهري ‪35 :‬‬
‫بونار رابح (الدكتور) ‪05 :‬‬
‫بيريز الابن )‪ !51‬تع ‪381 : ):‬‬

‫‪ ..‬ت‬
‫تقي زوج مدرار بن إليسع ‪483 :‬‬

‫‪92‬‬ ‫‪-144-‬۔ ‪.‬‬


‫ح‬
‫جابر بن زيد الأزدي (إمام الإباضية) ‪ 05 :‬۔ ‪ 47‬۔ ‪ 67‬۔ ‪ 08‬۔ ‪ 692‬۔ ‪403‬‬
‫‪ 603‬۔ ‪493‬‬
‫جاماسب بن فيروز بن يزدجرد ‪39 :‬‬
‫الجلالي موسى بن يونس النفوسي (أبو هارون) ‪ 682 :‬۔ ‪782‬‬
‫جناو بن الفتى المديوني (أبو الحسن) ‪123 :‬‬
‫الجنحاني الحبيب ‪15 :‬‬
‫جنون بن يريان أبو صالح ‪023 :‬‬
‫‪11 :‬‬ ‫جوتييه ))‬
‫‪ 44 :‬۔ ‪75‬‬ ‫جيرارد دانجيل )ط ‪ -‬ل)‬
‫الجيلالي عبد الرحمن ‪ 84 :‬۔ ‪ 94‬۔‬

‫ح‬
‫الحاج سعيد محمد أيوب ‪ 33 :‬ب ‪222‬‬
‫حاجى خليفة (صاحب كشف الظنون) ‪603 :‬‬
‫حبيب بن أبي عبدة أعوبيدة الفهري ‪ 46 :‬۔ ‪702‬‬
‫حبيب بن عبد الرحمن بن حبيب ‪56 :‬‬
‫الحجاج بن يوسف الثقفي ‪57 :‬‬
‫حرقوص بن زهير السعدي ‪03 :‬‬
‫حسان بن النعمان ‪242 :‬‬
‫الحسن البصري ‪003233 :‬‬
‫حفصون النفوسى أبو عمرو ‪383 :‬‬
‫حكمت نجيب (الدكتور) ‪573 :‬‬
‫موية ‪252 :‬‬
‫الميدى محمد بن فتوح ‪34 :‬‬
‫‪- 244 -‬‬
‫خالد بن أفي حبيب الفهري ‪46 :‬‬
‫خالد بن حميد الزناتي ‪46 :‬‬
‫الخبيث بن الطيب ‪ 201 :‬۔ ‪021‬‬
‫خلف بن السمح ‪ 201 :‬۔ ‪ 021‬۔ ‪ 121‬۔ ‪ 621‬۔ ‪ 033‬۔ ‪ 753‬۔ ‪ 963‬۔ ‪973‬‬
‫۔ ‪ 083‬۔‬

‫دبوز محمد علي ‪ 74 :‬۔ ‪84‬‬


‫الدرجنى أبو العباس أحمد بن سعيد ‪ 62 :‬۔ ‪33‬‬
‫دعبل الخزاعى (الشاعر) ‪263 :‬‬
‫دوسرا بنت أب حاتم يوسف ‪ 921 :‬۔ ‪404‬‬
‫دوسوس لامار ( عسىعءط) ‪ 55 :‬۔ ‪ 171‬۔‬

‫رابح بونار (الدكتور)‪163 :.‬‬


‫الربيع بن حبيب الفراهيدي (صاحب المسند) ‪ 67 :‬۔ ‪ 102‬۔ ‪ 962‬۔ ‪403‬‬
‫۔‪ 603:‬۔ ‪703‬‬
‫رستم بن بهرام بن كسرى ‪39 :‬‬
‫رستم قائد جيوش الفرس في القادسية ‪39 :‬‬
‫رستم واىد عبد الرحمن ‪ 49 :‬۔ ‪573‬‬
‫الرقيق القيرواني ‪ 23 :‬۔ ‪ 53‬۔ ‪63‬‬
‫روح بن حاتم ‪ 911 _ 311 :‬۔‬

‫‪9‬‬
‫الزبيدي محمد بن الحسن ‪ 34 :‬۔ ‪ 253‬۔ ‪353‬‬

‫زغلول عبد الحميد سعد (الدكتور) ‪05 :‬‬


‫‪- 344 -‬‬
‫زياد بن أبيه ‪592 :‬‬
‫زيديت بنت عبد الله الملوشائية ‪643 :‬‬

‫س‬
‫سالم بن يعقوب (الشيخ) ‪763 :‬‬
‫سالم عبد العزيز السيد (الدكتور) ‪94 :‬‬
‫السبكي تاج الدين ‪663 :‬‬
‫ستيفان فزال )‪ 6‬طمع‪:‬ى) ‪071 :‬‬
‫سحنون بن سعيد بن حبيب التنوخي ‪ 803 :‬۔ ‪ 423‬۔ ‪333‬‬

‫سدرات بن الحسن البغطوري أبو الحسن ‪ 503 :‬۔ ‪ 913‬۔ ‪823‬‬


‫سعد بن أبي يونس ‪701 :‬‬
‫سعدوس بن عطية أبو الموفق ‪ 511 :‬۔ ‪413‬‬
‫سعيد بن زيد ‪511 :‬‬
‫سعيد بن عباس السرتي ‪803 :‬‬
‫سلام بن عمرو اللواتي ‪ 701 :‬۔ ‪393‬‬
‫سلفادور غومث نوغاليس (الدكتور) ‪35 :‬‬
‫سلمه بن سعد أو سعيد ‪ 01 :‬۔ ‪ 16‬۔ ‪ 67‬۔ ‪59 _ 77‬‬
‫سلمة بن قطفة ‪701 :‬‬
‫سلمان أبو الربيع ‪313 :‬‬
‫سلان بن زرقون النفوسي (أبو الربيع) ‪ 863 :‬۔ ‪583‬‬
‫سليهان بن يخلف (ابو الربيع) ‪ 52 :‬۔ ‪ 62‬۔ ‪513‬‬
‫سلمان داود بن يوسف ‪ 572 :‬۔ ‪ 872‬۔‬
‫السمح بن أبي الخطاب عبد الأعلى ‪ 021 :‬۔ ‪753‬‬
‫سيف الدولة الحمداني ‪663 :‬‬

‫‪- 444 -‬‬


‫‪..‬‬
‫‪983 :‬‬ ‫شاخت ()‬
‫شعيب بن المعروف ‪393 :‬‬
‫الشكاس أبد الله ‪ 672 :‬۔ ‪082‬‬
‫شكر بن صالح الكتمامي ‪ 511 :‬۔ ‪413‬‬
‫الشماخى آبو العباس أحمد بن سعيد ‪ 62 :‬۔ ‪ 82‬۔ ‪ 23‬۔ ‪ 33‬۔ ‪ 54‬۔ ‪64‬‬
‫_ ‪183‬‬
‫الشهر ستاني محمد بن عبد الكريم ‪34 :‬‬
‫‪65 :‬‬ ‫بكرى‬ ‫شيخ‬

‫ص‬

‫صال الدركلي أبو خليل ‪ 182 :‬۔ ‪ 503‬۔ ‪913‬‬


‫الصقر ‪191 :‬‬
‫صهيب ‪191 :‬‬
‫ص‬

‫الضبي أحمد بن يحى ‪34 :‬‬


‫ط‬
‫طالب الحق أنظر عبد الله بن يحيى‬
‫الطبرى أبو جعفر محمد بن جرير ‪53 :‬‬
‫طلاي ابراهيم (الأستاذ) ‪ 62 :‬۔ ‪ 82‬۔‬
‫ع‬
‫جميل ‪56 :‬‬ ‫عاصم بن‬

‫عاصم السدراتي ‪ 67َ 56 :‬۔ ‪ 382‬۔ ‪ 482‬۔ ‪503‬‬


‫العباس بن أحمد بن طولون ‪ 521 :‬۔ ‪ 031‬۔ ‪953‬‬
‫‪544-‬‬
‫العباس بن محمد الصواف الغدامبسى أبو الفضل ‪323 :‬‬
‫عبد الأعلى بن السمح اللعافري أبو الخطاب ‪ 36 :‬۔ ‪ 56‬۔ ‪ 86‬۔ ‪ 07‬۔ ‪67‬‬
‫۔ ‪ 77‬۔ ‪ 18‬۔ ‪ 58‬۔ ‪ 19‬۔ ‪ 941‬۔ ‪ 381‬۔ ‪ 772 481‬۔ ‪ 503‬۔ ‪863‬‬
‫عبد الجبار بن خالد بن عمران السرتي أبو حفص ‪423 :‬‬
‫عبد الحميد الجناوني أبو عبيدة ‪ 021 :‬۔ ‪ 121‬۔ ‪ 123‬۔ ‪ 973‬۔ ‪083‬‬
‫)‬ ‫عبد الحميد الفزاني ‪883 :‬‬
‫عبد الخالق الفزاني ‪713 :‬‬
‫عبد الرحمن الأموي الثاني ‪891 :‬‬
‫عبد الرحمن بن بكر بن حماد ‪ 903 :‬۔ ‪683‬‬
‫عبد الرحمن بن حبيب ‪702 :‬‬
‫‪ 56‬۔ ‪ 66‬۔ ‪86‬‬ ‫‪ 41‬۔ ‪ 23‬۔ ‪ 83‬۔ ‪ 05‬۔‬ ‫‪ 11 :‬۔‬ ‫عبد الرحمن بن رستم (الإمام)‬
‫۔ ‪ 511‬۔ ‪811‬‬ ‫‪ 78‬۔ ‪ 69‬۔ ‪ 101‬۔ ‪011‬‬ ‫۔ ‪ 58‬۔‬ ‫۔_ ‪ 07‬۔ ‪ 57‬۔ ‪ 67‬۔ ‪ 97‬۔ ‪18‬‬
‫۔ ‪ 732‬۔ ‪932‬‬ ‫۔ ‪ 381‬۔ ‪ 802‬۔ ‪112‬‬ ‫۔ ‪271‬‬ ‫‪ 521‬۔ ‪ 131‬۔ ‪ 41‬۔ ‪761‬‬
‫۔ ‪ 572‬۔ ‪382‬‬ ‫۔ ‪ 562‬۔ ‪ 762‬۔ ‪172‬‬ ‫۔ ‪462‬‬ ‫_ ‪ 542 _ 142‬۔ ‪ 052‬۔ ‪152‬‬
‫۔ ‪583‬‬ ‫۔ ‪473‬‬ ‫۔ ‪173‬‬ ‫۔ ‪023‬‬ ‫۔ ‪413‬‬ ‫۔ ‪503‬‬ ‫۔ ‪003‬‬ ‫۔ ‪592‬‬ ‫۔ ‪882‬‬ ‫_ ‪582‬‬
‫_ ‪ 993 _ 593 _ 783‬۔ ‪004‬‬

‫عبد الرحمن بن صواب النفوسي ‪932 :‬‬


‫عبد الرحمن بن عوف ‪` 863 :‬‬
‫عبد الرحمن بن محمد الناصر ‪292 :‬‬
‫عبد الرحمن بن ملجم ‪563 :‬‬
‫عبد الرحمن الداخل الأموي ‪ 311 :‬۔ ‪411‬‬
‫عبد العزيز بن الأوز ‪ 313 :‬۔ ‪ 393‬۔ ‪493‬‬
‫عبد القادر بن محى الدين الجزائري (الأمير) ‪ 98 :‬۔ ‪09‬‬
‫عبد القهار بن خلف الفزاني ‪123 :‬‬
‫عبد الكافي أبو عمار ‪23 :‬‬
‫‪644. -‬‬
‫عبد الله بن إباض ‪ 16 :‬۔ ‪ 47‬۔ ‪ 57‬۔ ‪592‬‬
‫عبد الله بن ابراهيم بن الأغلب ‪811 :‬‬
‫عبد الله بن الخير ابو محمد ‪ 813 :‬۔ ‪ 913‬۔ ‪ 823‬۔ ‪873‬‬
‫الصفار ‪16 :‬‬ ‫الله بن‬ ‫عبد‬
‫عباس ‪ 47 :‬۔ ‪ 003‬۔ ‪ 103‬۔ ‪ 403‬۔ ‪503‬‬ ‫الله بن‬ ‫عبد‬
‫عمر بن الخطاب ‪511 :‬‬ ‫الله بن‬ ‫عبد‬
‫اللمطي ‪933 :‬‬ ‫الله بن‬ ‫عبد‬
‫محمد بن عبد الله بن أبي الشيخ ‪623 :‬‬ ‫الله بن‬ ‫عبد‬
‫محمد العاصمي اللواتي أبو محمد ‪72 :‬‬ ‫الله بن‬ ‫عبد‬
‫عبد الله بن محمد المكفوف النحوي أبموحمد ‪353 :‬‬
‫عبد الله بن مسلم إبن قتيبة ‪ 703 :‬۔ ‪253‬‬
‫الراسى ‪ 03 :‬۔ ‪37‬‬ ‫عبد الله بن وهب‬
‫عبد الله بن يحيى الكندي طالب الحق ‪ 072 :‬۔ ‪863‬‬
‫عبد الملك بن أبي الجعد ‪ 56 :‬۔ ‪66‬‬
‫عبد الملك بن مروان (الخليفة الأموي) ‪ 16 :‬۔ ‪ 47‬۔ ‪57‬‬
‫۔ _‪.‬‬

‫عبد الوهاب بن عبد الرحمن (الإمام) ‪ 42 :‬۔ ‪ 23‬۔ ‪ 57‬۔ ‪ 18‬۔ ‪ 39‬۔ ‪59‬‬
‫‪231‬‬ ‫۔‬ ‫‪921‬‬ ‫۔‬ ‫۔ ‪621‬‬ ‫‪021‬‬ ‫۔ ‪ 701‬۔ ‪ 411‬۔‬ ‫۔ ‪ 301‬۔ ‪501‬‬ ‫۔ ‪201‬‬ ‫_ ‪001‬‬
‫‪542‬‬ ‫۔‬ ‫‪042‬‬ ‫۔‬ ‫۔ ‪732‬‬ ‫‪632‬‬ ‫۔ ‪ 132‬۔ ‪ 232‬۔‬ ‫۔ ‪102 _ 591‬‬ ‫۔ ‪161‬‬ ‫_ ‪451‬‬
‫‪692‬‬ ‫۔‬ ‫‪982‬‬ ‫۔‬ ‫۔ ‪882‬‬ ‫‪182‬‬ ‫۔ ‪:66‬۔ ‪ 962‬۔‬ ‫۔ ‪ 852‬۔ ‪462‬‬ ‫۔ ‪252‬‬ ‫‪152‬‬
‫‪533‬‬ ‫۔‬ ‫‪033‬‬ ‫۔‬ ‫۔ ‪423‬‬ ‫‪713‬‬ ‫۔ ‪ 213‬۔ ‪ 413‬۔‬ ‫۔ ‪ 403‬۔ ‪603‬‬ ‫_ ‪992‬‬ ‫۔ ‪792‬‬
‫‪193‬‬ ‫۔‬ ‫‪783‬‬ ‫۔‬ ‫۔ ‪973‬‬ ‫‪173‬‬ ‫۔ ‪ 863‬۔ ‪ 963‬۔‬ ‫۔ ‪ 753‬۔ ‪953‬‬ ‫۔ ‪653‬‬ ‫۔ ‪733‬‬
‫_ ‪993 _ 793‬‬ ‫۔ ‪593‬‬ ‫۔ ‪393‬‬
‫عبيد الله بن الحبحاب ‪ 16 :‬۔ ‪ 46‬۔ ‪702‬‬
‫عبيد الله المهدي ‪ 41 :‬۔ ‪ 512‬۔ ‪504‬‬
‫عان أبو عمرو بن خليفة ‪501 :‬‬
‫‪744- -‬‬
‫عثان بن أحمد بن يحياج ‪`313 :‬‬
‫عثان بن الصفار ‪ 662 :‬۔ ‪413‬‬
‫عثمان بن عفان (ض) ‪ 13 :‬۔ ‪ 39‬۔ ‪ 49‬۔ ‪ 863‬۔‬
‫العدوي ابراهيم أحمد (الدكتور) ‪94 :‬‬
‫العروي عبد الله ‪ 53 :‬۔ ‪65‬‬
‫عروة بن أدية أو إبن حدير ‪08 :‬‬
‫عزالدين التننوخى ‪403 :‬‬
‫عقبة بن نافع الفهري ‪ 78 :‬۔ ‪ 702‬۔ ‪ 022‬۔ ‪382‬‬
‫عكرمة مولى عبد الله بن عباس ‪ 01 :‬۔ ‪ 26‬۔ ‪103‬‬
‫علي بن أبي طالب (ض) ‪ 37 :‬۔ ‪ 401‬۔ ‪ 563‬۔ ‪863‬‬
‫علي بن أحمد العياني (الشاعر) ‪ 072 :‬۔ ‪063‬‬
‫علي بن الجهم آبو الحسن (الشاعر) ‪263 :‬‬
‫علي بن يخلف ‪ 92 :‬۔ ‪883‬‬
‫علي بن يوسف بن تاشفين المرابطي ‪192 :‬‬
‫علي يحى معمر ‪ 44 :‬۔ ‪ 84‬۔ ‪662‬‬
‫الاد الأصفهاني ‪22 :‬‬
‫عمار بن ياسر (ض) ‪863 :‬‬
‫حمار طالى (الدكتور) ‪13 :‬‬
‫عمران بن حطان ‪ 543 :‬۔ ‪ 563‬۔ ‪663‬‬
‫عمران بن مروان الأندلسي ‪ 511 :‬۔ ‪ 413‬۔ ‪783‬‬
‫‪ .‬عمر بن الخطاب (ض) ‪ 47 :‬۔ ‪ 411‬۔ ‪ 511‬۔ ‪ 281‬۔ ‪ 742‬۔ ‪863‬‬
‫عمر بن عبد العزيز (الخليفة) ‪523 :‬‬
‫عمر بن عبد الله المرادي ‪16 :‬‬
‫عمر بن عثمان القرشي ‪86 :‬‬
‫عمر بن يمكتن ‪ 772 :‬۔ ‪972‬‬
‫عمرو بن الأحوص العجلي ‪66 :‬‬
‫‪844- -‬‬
‫‪45 :‬‬ ‫عمرو بن جميع‬

‫عمرو بن مرزوق ‪803 :‬‬


‫عمرو خليفة النامى (الدكتور) ‪ 35 :‬۔ ‪862‬‬
‫عمروس بن فتح النفوسى ‪ 882 :‬۔ ‪ 982‬۔ ‪ 603‬۔ ‪ 703‬۔ ‪ 623‬۔ ‪ 823‬۔ ‪133‬‬
‫_ ‪ 083‬۔ ‪ .883‬۔ ‪ 193‬۔‪ 293‬۔ ‪ 693‬۔ ‪793‬‬
‫عوض خليفات ‪ 32 :‬۔ ‪05‬‬
‫عيسى بن فرناس النفوسي ‪313 :‬‬
‫عيسى بن إسماعيل أبو مهدي ‪833 :‬‬
‫عيسى بن مريم عليه السلام ‪ 373 :‬۔ ‪ 103‬۔ ‪833‬‬
‫‪٠‬‬

‫ع‬
‫غازي ملك العراق ‪54 :‬‬
‫الغزالي أبو حامد ‪192 :‬‬
‫غزالة (الأمة السودانية) ‪873 :‬‬
‫‪٠‬‬

‫ف‬

‫فاروق عمر فوزي (الدكتور) ‪53 :‬‬


‫فاطمة الزهراء بنت الرسول (ص) ‪41 :‬‬
‫‪65 :‬‬ ‫)‬ ‫فاناكر كلوديت )‬

‫فخار ابراهيم (الدكتور) ‪ 73 :‬۔ ‪ 83‬۔ ‪35‬‬


‫فرج بن نصر أنظر نفاث بن نصر‬
‫الفزاري ‪802 :‬‬
‫فضل بن عبدالله ‪ 682 :‬۔ ‪ 782‬۔ ‪383‬‬
‫فهمي هو يدي ‪304 :‬‬
‫فيصل (ملك العراق) ‪54 :‬‬

‫فيلالي عبد العزيز ‪35 :‬‬


‫‪944-‬‬
‫ق‬
‫قاسم بن أصبغ ‪903 :‬‬
‫قايم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد التمهي التيهرتي ‪ 903 :‬۔ ‪013‬‬
‫_ ‪683‬‬
‫القرطى أبو عبد الله محمد بن أحمد ‪ 203 :‬۔ ‪903‬‬
‫القزويني زكرياء بن محمد ‪823 :‬‬
‫قطعان بن سلمة الزواغئ ‪'761 :‬‬
‫القلهاتي أبو عبد الله محمد بن سعيد الأزدي ‪33 :‬‬
‫ك‬
‫الكاهنة ‪ 241 :‬۔ ‪341‬‬
‫الكركدني‪191 :.‬‬
‫الكعاك عثان ‪ 84 :‬۔ ‪ 94‬۔‬

‫ل‬
‫لقبال موسى (الدكتور) ‪ 35 :‬۔ ‪092‬‬
‫لواب بن سلام بن عمرو اللواتي ‪ 42 :‬۔ ‪ 992‬۔ ‪ 763‬۔ ‪ 963‬۔ ‪393‬‬
‫لويسكي (‪-7‬نلحن«ع]) ‪ 42 :‬۔ ‪ 45‬۔ ‪ 85‬۔ ‪ 483‬۔‬

‫َ‬ ‫‪1‬‬
‫‪ 85 _ 55 :‬۔ ‪ 171‬۔‬ ‫) ‪)-‬‬ ‫مارسية جورج‬

‫ماسكراي إميل )( ‪ -‬رعںوءة) ‪ 52 :‬۔ ‪45‬‬


‫ماطوس ‪873 :‬‬
‫ماكسن بن الخير الجرامي الوسياني أبو محمد ‪72 :‬‬
‫مالك بن أنس ‪ 872 :‬۔‪ 803‬۔ ‪ 923‬۔ ‪ 333‬۔ ‪793‬‬
‫المأمون بن هارون الرشيد ‪ 533 :‬۔ ‪573‬‬
‫المبرد محمد بن يزيد أبو العباس ‪23 :‬‬

‫‪-054-‬‬
‫المتوكل بن المعتصم ‪031 :‬‬

‫مجاهد ‪103 :‬‬


‫محبوب بن الرحيل أبو سفيان ‪ 03 :‬۔ ‪ 072‬۔ ‪ 692‬۔ ‪ 403‬۔ ‪ 793‬۔ ‪893‬‬
‫محك الهواري ‪423 :‬‬
‫محمد بن ابي عون ‪ 291 :‬۔ ‪392‬‬
‫حمد بن الأشعت الخزاعي ‪ 66 :‬۔ ‪ 96‬۔ ‪ 18‬۔ ‪ 28‬۔ ‪ 48‬۔ ‪ 941‬۔ ‪481‬‬
‫محمد بن أحمد اليي أبو العرب ‪ 34 :‬۔ ‪013‬‬
‫محمد بن أفلح أبو اليقظان (الإمام) ‪ 93 :‬۔ ‪ 29‬۔ ‪ 401‬۔ ‪ 611‬۔ ‪ 321‬۔ ‪621‬‬
‫۔ ‪ 161‬۔ ‪ 491‬۔ ‪ 631‬۔ ‪ 932‬۔ ‪ 442‬۔ ‪ 642‬۔ ‪ 84‬۔ ‪ 752‬۔ ‪ 862‬۔ ‪172‬‬
‫‪ 272‬۔ ‪ 582‬۔ ‪ 303‬۔ ‪ 213‬۔ ‪ 313‬۔ ‪ 523‬۔ ‪ 623‬۔ ‪ 433‬۔ ‪953 833‬‬
‫۔ ‪ 963‬۔ ‪ 173‬۔ ‪ 273‬۔ ‪ 193‬۔ ‪ 493‬۔ ‪ 593‬۔ ‪004‬‬
‫محمد بن بكر النفوسى أبو عبد الله ‪ 182 :‬۔ ‪233‬‬
‫حمد بن تاويت الطانجي ‪25 :‬‬
‫محمد بن جرني ‪ 161 :‬۔ ‪ 132‬۔ ‪042‬‬
‫‪013 :‬‬ ‫محمد بن سحنون‬
‫محمد بن سعيد ‪473 :‬‬
‫عمد بن ضالح القحطاني المعافري الأندلسي أبو عبد الله ‪903 :‬‬
‫محمد بن عبد الله بن أبي الشيخ ‪623 :‬‬
‫محمد بن عبد الله (ص) ‪ 03 :‬۔ ‪ 04‬۔ ‪ 67‬۔ ‪ 19‬۔ ‪ 29‬۔ ‪ 081‬۔ ‪ 372‬۔ ‪592‬‬
‫‪ 692‬۔ ‪ 892‬۔ ‪ 003‬۔ ‪ 503‬۔ ‪ 733‬۔ ‪ 053‬۔ ‪563‬‬
‫محمد بن عبد الملك الحجازي ‪393 :‬‬
‫محمد بن عبدون ‪ 291 :‬۔ ‪392‬‬
‫محمد بن عرفة ‪ 43 :‬۔ ‪ 74‬۔ ‪ 221‬۔ ‪ 521‬۔ ‪ 822‬۔ ‪ 232‬۔ ‪ 842‬۔ ‪ 172‬۔ ‪623‬‬
‫‪273‬‬ ‫_ ‪ 453‬۔ ‪173‬‬
‫محمد بن محبوب بن الرحيل ‪ 193 :‬۔ ‪ 293‬۔ ‪793‬‬
‫محمد بن يانس أبو المذيب ‪ 503 _ 992 _ 482 :‬۔ ‪ 613‬۔ ‪633‬‬
‫‪54-1‬‬
‫محمد بن يوسف التاريخى الوراق أبو عبد الله ‪ 24 :‬۔ ‪ 34‬۔ ‪ 78‬۔ ‪571‬‬
‫‏‪١‬‬ ‫۔ ‪971‬‬
‫مد توفيق حسين (المشرف على الرسالة) ‪12 :‬‬
‫محمد المينى ‪711 :‬‬
‫‪263 :‬‬ ‫محد شاوش‬
‫محمود إسماعيل (الدكتور) ‪ 32 :‬۔ ‪ 72‬۔ ‪ 44‬۔ ‪ 15‬۔ ‪963‬‬
‫محمود بن بكر ‪433 :‬‬
‫مخلد بن كيداد أبو يزيد (صاحب الحمار) ‪ 972 :‬۔ ‪583‬‬
‫مدرار بن إليسع بن أبي القاسم ‪ 001 :‬۔ ‪ 311‬۔ ‪ 112‬۔ ‏‪385 7٠384‬‬
‫]‬ ‫المدنى أحمد توفيق ‪ 311 :‬۔‪ 7‬۔ ‪83‬‬
‫مرداس بن أدية أو ابن حدير ‪ 08 :‬۔ ‪592‬‬
‫مرموري الناصر (الشيخ) ‪ 42 :‬۔ ‪ 763‬۔‬
‫مسدد بن مسرهد الأسدي ‪ 803 :‬۔ ‪903‬‬
‫مسعود الاندلسى ‪ 511 :‬۔ ‪ 413‬۔ ‪783‬‬
‫المسعودي أبو الحسن على بن الحسن ‪23 :‬‬
‫مسلم بن أبي كريمة أبو عبيدة ‪ 57 _ 56 :‬۔ ‪ 67‬۔ ‪ 08‬۔ ‪ 59‬۔ ‪ 462‬۔ ‪562‬‬
‫۔ ‪ 762‬۔ ‪ 582‬۔ ‪ 682‬۔ ‪ 592‬۔ ‪.403‬۔‪ 503.‬۔ ‪ 513‬۔ ‪ 613‬۔ ‪ 123‬۔ ‪533‬‬
‫‪.‬‬ ‫_ ‪933‬‬
‫مصطفى نبيل ‪ 053 :‬۔ ‪304‬‬
‫مصعب بن سدمان ‪ 511 :‬۔ ‪413‬‬
‫معاوية بن أبي سفيان (ص) ‪ 37 :‬۔ ‪47‬‬
‫معبد بن أفلح ‪82 :‬‬
‫المعتصم بن هارون الرشيد ‪ 563 :‬۔ ‪393‬‬
‫الملعتصد بن الموفق بن المتوكل ‪031 :‬‬
‫المعتد بن المتوكل ‪ 321 :‬۔ ‪593‬‬
‫المعز لدين الله القاطمي أبوتميم ‪043 :‬‬
‫‪-254-‬‬
‫معمر بن المثنى التيي أبو عبيدة ‪ 703 :‬۔ ‪523‬‬
‫المقدسى شمس الدين محمد بن أجد (الجغرافي) ‪24 :‬‬
‫المقرى أجد بن محمد ‪903 :‬‬
‫ملى أبو محمد ‪051 :‬‬
‫منزو بنت عثان المزاتي ‪643 :‬‬
‫المنصور أبو جعقر (الخليفة العباسى) ‪ 06 :‬۔ ‪ 66‬۔ ‪ 76‬۔ ‪ 96‬۔ ‪18‬‬
‫المنصور الموحدي أبو يوسف ‪092 :‬‬
‫مهاصر السدراتي أبو مرداس ‪ 541 :‬۔ ‪ 442‬۔ ‪ 482‬۔ ‪ 713‬۔ ‪813‬‬
‫اللهمتدى بن الواثق (الخليفة العباسى) ‪ 321 :‬۔ ‪593‬‬
‫مهدى النفوسي ‪ 841 :‬۔ ‪ 633‬۔ ‪ 733‬۔ ‪343‬‬
‫مهدى هاشم طالب ‪05 :‬‬
‫اللهلى ‪712 :‬‬
‫موتلنسكي (نلصنار‪:‬ںده) ‪ 93 :‬۔ ‪ 45‬۔ ‪073‬‬
‫موريس لومبارد ‪55 :‬‬
‫موسى بن زكرياء أبو عمران ‪843 :‬‬
‫موسى بن عمران عليه السلام ‪ 372 :‬۔ ‪ 103‬۔ ‪663‬‬
‫موسى بن الفارسى "أو البادسى ‪323 - 223 :‬‬
‫مولود قاسم نايت بلقاسم ‪11 :‬‬
‫ميال بن يوسف اللواتي ‪701 :‬‬
‫ميسرة المطغرى ‪ 36 :‬۔ ‪46‬‬
‫الميلي محمد المبارك ‪ 84 :‬۔ ‪ 94‬۔ ‪963‬‬
‫‪٥٠‬‬

‫ف ‪.‬‬
‫نافع ين الأزرق ‪47 :‬‬
‫النديم صاحب الفهرست ‪703 :‬‬
‫نفاث بن نصر النقفوسى ‪ 42 :‬۔ ‪ 121‬۔ ‪ 352‬۔ ‪ 452‬۔ ‪ 072‬۔ ‪ 503‬۔ ‪603‬‬
‫‪.‬‬ ‫۔ ‪ 033‬۔ ‪133‬‬

‫‪-354 -‬۔‬
‫نقفور امبراطور بيزنطة ‪953 :‬‬
‫نويهض عادل ‪05 :‬‬
‫) ‪65 :‬‬ ‫نيفر أندري ) ‪-‬‬

‫ه‬
‫هارون بن عمران أخ النبي موسى ‪663 :‬‬
‫هارون الرشيد (الخليفة) ‪ 953 :‬۔ ‪593‬‬
‫‪.‬هنو بنت عبد الرحمن بن رستم ‪341 :‬‬
‫الموارى ‪ 103 :‬۔ ‪303‬‬ ‫هود بن محك‬

‫و‬
‫واصل بن عطاء ‪ 811 :‬۔ ‪ 233‬۔ ‪ 533‬۔ ‪933‬‬
‫وجدليش بن في أبو يوسف ‪942 :‬‬
‫وداد القاضي (الدكتورة) ‪ 93 :‬۔ ‪ 35‬۔ ‪ 073‬۔ ‪273‬‬
‫الوراق أنظر محمد بن يوسف‬
‫الوسياني أبو الربيع سليان بن عبد السلام ‪ 62 :‬۔ ‪92‬‬
‫وسم أبو يونس ‪732 :‬‬
‫ولد بن خلف ‪ 101 :‬۔ ‪051‬‬
‫وهب بن وهب أبو البختري ‪803 :‬‬
‫ويدران بن جواد أبو معروف ‪913 :‬‬
‫ي‬
‫‪٠‬م‪‎‬‬

‫ياقوت الحموى (الجغرافي) ‪ 22 :‬۔ ‪ 24‬۔ ‪34‬‬


‫‪1‬‬ ‫‪04‬‬
‫‪ 2‬۔‬
‫۔۔ ‪132‬‬ ‫زلغين ‪1 :‬‬ ‫يبيب بن‬

‫يحى بن أبي بكر الوارجلاني أبو زكرياء ‪ 52 :‬۔ ‪ 62‬۔ ‪ 82‬۔ ‪ 92‬۔ ‪ 33‬۔ ‪45‬‬
‫يحى بن سلام بن أبي تعلبة أبو زكرياء البصري ‪' 203 :‬‬
‫يحى بن مالك الأندلسي أبو زكرياء ‪903 :‬‬
‫‪454- -‬‬
‫يزيد بن أبي مسلم ‪16 :‬‬
‫‪58‬‬ ‫يزي'‪ .‬بن حاتم ‪9 :‬‬
‫يزيك بن فندين اليفرني أبو قدامة ‪ 511 :‬۔ ‪ 711‬۔ ‪ 621‬۔ ‪ 413‬۔ ‪513‬‬
‫۔ ‪ :9‬۔ ‪393‬‬
‫يعقوب بن حبيب الملزوزي أبو حاتم ‪ 96 :‬۔ ‪ 07‬۔ ‪ 48 ¡ 97‬۔ ‪ 58‬۔ ‪9‬‬
‫_ ‪863‬‬
‫يعقوب بن ابراهيم الأنصاري أبو يوسف ‪ 57 :‬۔ ‪793‬‬
‫يعقوب بن أفلح (الإمام) ‪ 701 :‬۔ ‪ 621‬۔ ‪ 821‬۔ ‪ 031‬۔ ‪ 651‬۔ ‪:281 261‬‬
‫_ ‪ 691‬۔ ‪ 612‬۔ ‪ 632‬۔ ‪ 442‬۔ ‪ 372‬۔ ‪ 103‬۔ ‪ 023‬۔ ‪ 223‬۔ ‪ 623‬۔'‪073‬‬
‫_ ‪ 173‬۔ ‪573‬‬
‫يعقوب بن يوسف بن سهلون الطرفي ‪913 :‬‬
‫اليعقوبي أحمد بن أبي يعقوب ‪ 53 :‬۔ ‪ 14‬۔ ‪ 183‬۔ ‪693‬‬
‫يغلا بن زلتاف أبو خزر ‪143 :‬‬
‫اليقظان بن أبي اليقظان (الإمام) ‪ 611 :‬۔ ‪ 721‬۔ ‪404 :073 ¡ 031‬‬
‫_ ‪504‬‬
‫يوسف بن أبي اليقظان أبو حاتم (الإمام) ‪ 001 :‬۔ ‪ 301‬۔ ‪ 611‬۔‪121‬؛`‬
‫_ ‪ 621‬۔ ‪ 031‬۔ ‪ 932‬۔ ‪ 161‬۔ ‪ 261‬۔ ‪ 461‬۔ ‪ 591‬۔ ‪ 691‬۔ ‪ 932‬۔ ‪752‬‬
‫۔ ‪ 313‬۔ ‪ 223‬۔ ‪ 523‬۔ ‪ 623‬۔ ‪ 443‬۔ ‪ 363‬۔ ‪ 463‬۔ ‪ 073‬۔' ‪173‬‬ ‫‪662‬‬
‫۔ ‪ 004‬۔ ‪404‬‬ ‫۔ ‪693‬‬
‫بن ابراهيم الوارجلاني أبو يعقوب ‪ 222 33 :‬۔ ‪ 322‬۔ ‪ 552‬۔ ‪562‬‬ ‫يوسف‬
‫۔ ‪123 403‬‬ ‫۔ ‪932‬‬
‫يوسف بن محمد أبو بعقوب ‪743 :‬‬
‫وذ ابن قريش التيهرتي ‪ 053 :‬۔ ‪ 453‬۔ ‪553‬‬
‫يوسف الفتاح ‪383 :‬‬

‫‪554 -‬‬
‫فهرس البلدان والأماكن‬
‫ا‬
‫إجناون ‪ 941 :‬۔ ‪651‬‬
‫أرزيو ‪291 :‬‬
‫أريغ أنظر ريغ (بلاد)‬
‫اسبانيا ‪061 :‬‬
‫أسرسو (سهول) ‪931 :‬‬
‫الاسكندرية ‪ 391 :‬۔ ‪812‬‬
‫أشكوبرش ‪391 :‬‬
‫أشير ‪981 :‬‬
‫أصبهان ‪29 :‬‬
‫الأطلس (جبال) ‪ 731 :‬۔ ‪ 831‬۔ ‪761‬‬
‫الأطلسي (المحيط) ‪602 :‬‬
‫۔ ‪822‬‬ ‫افريقيا (القارة) ‪ 42 :‬۔ ‪ 66‬۔ ‪ 241‬۔ ‪ 061‬۔ ‪ 261‬۔ ‪ 381‬۔ ‪791‬‬
‫_ ‪ 242‬۔ ‪ 162‬۔ ‪ 692‬۔ ‪ 243‬۔ ‪863‬‬
‫۔ ‪911‬‬ ‫إفريقية (الأغلبية) ‪ 11 :‬۔ ‪ 34‬۔ ‪ 06‬۔ ‪ 36‬۔ ‪ 46‬۔ ‪ 86‬۔ ‪ 59‬۔ ‪801‬‬
‫۔ ‪791‬‬ ‫‪ 621‬۔ ‪ 821‬۔ ‪ 131‬۔ ‪ 241‬۔ ‪ 251‬۔ ‪ 661‬۔ ‪ 671‬۔ ‪ 381‬۔ ‪191‬‬
‫۔ ‪092‬‬ ‫_ ‪ 991‬۔ ‪ 202‬۔ ‪ 302‬۔ ‪ 702‬۔ ‪ 312‬۔ ‪ 922‬۔ ‪ 242‬۔ ‪252 442‬‬
‫۔ ‪ 203‬۔ ‪ 803‬۔ ‪ 013‬۔ ‪ 323‬۔ ‪ 243‬۔ ‪ 053‬۔ ‪ 253‬۔ ‪ 353‬۔ ‪483204‬‬
‫الأنبار ‪391 :‬‬
‫أنبية ‪ 112 :‬۔ ‪212‬‬
‫إنجلترا ‪553 :‬‬
‫الأندلس ‪ 61 :‬۔ ‪ 63‬۔ ‪ 46‬۔ ‪ 29‬۔ ‪ 021‬۔ ‪ 221‬۔ ‪ 831‬۔ ‪ 341‬۔ ‪ 741‬۔ ‪851‬‬
‫۔ ‪ 361‬۔ ‪ 661‬۔ ‪ 071‬۔ ‪ 871‬۔ ‪ 681‬۔ ‪ 191‬۔ ‪ 491‬۔ ‪ 102‬۔ ‪ 502‬۔ ‪522‬‬
‫`‬

‫‪-654-‬‬
‫‪ 228‬۔ ‪ 922‬۔ ‪ 132‬۔ ‪ 532‬۔ ‪ 292‬۔ ‪ 903‬۔ ‪ 013‬۔ ‪ 363‬۔ ‪ 373‬۔ ‪473‬‬
‫__ ‪ 283‬۔ ‪ 583‬۔ ‪ 783‬۔ ‪ 893‬۔ ‪ 104‬۔ ‪ 204‬۔ ‪504‬‬
‫أودغست (غسط) ‪ 702 :‬۔ ‪ 112‬۔ ‪ 312‬۔ ‪ 912‬۔ ‪ 422‬۔ ‪922‬‬
‫الأوراس (جبال) ‪ 56 :‬۔ ‪ 701‬۔ ‪ 731‬۔ ‪ 382‬۔ ‪ 523‬۔ ‪543‬‬
‫أوروبا ‪ 302 :‬۔ ‪473‬‬
‫أوزكا ‪( :‬أزق ص أزكى) ‪ 091 :‬۔ ‪112‬‬
‫أوليل ‪522 :‬‬
‫إيطاليا ‪201 :‬‬
‫إيفاطمان ‪872 :‬‬
‫بت‬

‫البحر المتوسط ‪ 98 :‬۔ ‪ 701‬۔ ‪ 731‬۔ ‪ 831‬۔ ‪071‬‬


‫بحيرة تشاد ‪ 602 :‬۔ ‪ 012‬۔ ‪912‬‬
‫برقة ‪ 201 :‬۔ ‪391‬‬
‫‪ 99 :‬۔ ‪351‬‬

‫‪1‬‬
‫بشرى ‪301 :‬‬
‫البصرة ‪ 41 :‬۔ ‪ 02‬۔ ‪ 06‬۔ ‪ 16‬۔ ‪ 56‬۔ ‪ 47‬۔ ‪ 67‬۔ ‪ 08‬۔ ‪ 19‬۔ ‪ 59‬۔‪111‬‬
‫_‪ 991 _ 391 _ 251‬۔ ‪ 002‬۔ ‪ 912 _ 202‬۔ ‪ 852‬۔ ‪ 562‬۔ ‪ 762‬۔ ‪862‬‬
‫_ ‪ 872‬۔ ‪ 582 _ 382‬۔ ‪ 403 _ 882‬۔ ‪ 803‬۔ ‪ 613‬۔ ‪ 533‬۔ ‪ 153‬۔ ‪383‬‬
‫_ ‪ 683‬۔ ‪ 493 _ 393‬۔ ‪ 793 _ 693‬۔ ‪504‬‬
‫بغداد ‪ 9 :‬۔ ‪ 12‬۔ ‪ 54 _ 22‬۔ ‪ 06‬۔ ‪ 321‬۔ ‪ 521‬۔ ‪ 391‬۔ ‪ 491‬۔ ‪002‬‬
‫_ ‪ 202‬۔ ‪ 632‬۔ ‪ 742‬۔ ‪ 503‬۔ ‪ 803‬۔ ‪ 233‬۔ ‪ 533‬۔ ‪ 263‬۔ ‪ 463‬۔ ‪663‬‬
‫د ‪ 393‬۔ ‪ 593‬۔ ‪793‬‬
‫بلخ ‪ 441 :‬۔ ‪262‬‬
‫بنوواريف ‪641 :‬‬
‫بقى يزن ‪ 62 :‬۔ ‪103‬‬

‫‪03‬‬ ‫‪-754-‬‬
‫‪62 :‬‬ ‫بولندا‬

‫ألبيرة ‪191 :‬‬

‫تاتش ‪48 :‬‬


‫تاجنة ‪641 :‬‬
‫تادمكة ‪ 412 :‬۔ ‪ 612‬۔ ‪912‬‬
‫تافيلالت ‪11 :‬‬
‫أتامدلت ‪702 :‬‬
‫‪ :‬أنظر تيهمرت‬ ‫تاهرت‬

‫تاورغا ‪ 76 :‬۔ ‪86‬‬


‫تدمير ‪ 191 :‬۔ ‪391‬‬
‫تركيا ‪263 :‬‬
‫تشاد ‪ :‬أنظر بحيرة تشاد‬
‫تقرت ‪ 351 :‬۔ ‪412‬‬
‫‪972 :‬‬ ‫تقيوس‬

‫التكرور (مملكة) ‪622 :‬‬


‫تلمسان ‪ 99 _ 41 :‬۔‪ 501 _ 001:‬۔ ‪ 801‬۔ ‪ 981‬۔ ‪ 091‬۔ ‪ 542‬۔ ‪882‬‬
‫تل موزن ‪391 :‬‬
‫‪.‬‬ ‫تمبكتو ‪412 :‬‬

‫تنس ‪ 34 :‬۔ ‪ 401‬۔ ‪ 641‬۔ ‪ 741‬۔ ‪ 961‬۔‪ 671.‬۔ ‪ 081‬۔ ‪ 681‬۔ ‪:191‬۔ ‪391‬‬
‫_ ‪ 822‬۔ ‪ 132‬۔ ‪ 652‬۔ ‪ 262‬۔ ‪ 013‬۔ ‪304‬‬
‫تهودا ‪ 38 :‬۔ ‪ 48‬۔ ‪ 99‬۔ ‪401‬‬
‫توتك ‪522 :‬‬
‫توزر ‪ 42 :‬۔ ‪ 521‬۔ ‪ 351‬۔ ‪ 972‬۔ ‪ 013‬۔ ‪763‬‬
‫تونس ‪ 01 :‬۔ ‪ 11‬۔ ‪ 32‬۔ ‪ 281‬۔ ‪ 191‬۔ ‪ 803‬ب ‪ 043‬۔ ‪504‬‬

‫‪854- -‬‬
‫تيهمرت ‪ 31 :‬۔ ‪ 61‬۔ ‪ 91‬۔ ‪ 02‬۔ ‪ 82‬۔ ‪ 83‬۔ ‪ 14‬۔ ‪ 34‬۔ ‪ 54‬۔ ‪ 15‬۔ ‪25‬‬
‫۔ ‪ 001‬۔ ‏‪ ٦01‬۔ ‪ 301‬۔ ‪401‬‬ ‫۔ ‪89‬‬ ‫_‪ 55‬۔_‪ 65‬۔‪ 07‬۔ ‪ 18‬۔‪ 29‬۔ ‪69‬‬
‫۔ ‪ 331‬۔ ‪ 731‬۔ ‪ 931‬۔ ‪341‬‬ ‫۔ ‪131‬‬ ‫۔ ‪ 701‬۔ ‪ 211‬۔ ‪ 811‬۔ ‪ 911‬۔ ‪221‬‬
‫۔ ‪ 861‬۔ ‪ 681‬۔ ‪ 881‬۔ ‪502‬‬ ‫۔ ‪661‬‬ ‫۔ ‪ 641‬۔ ‪ 651‬۔ ‪ 951‬۔ ‪ 261‬۔ ‪461‬‬
‫۔ ‪ 422‬۔ ‪132 922 822‬‬ ‫۔ ‪812‬‬ ‫_ ‪ 802‬۔ ‪ 012‬۔ ‪ 112‬۔ ‪ 312‬۔ ‪512‬‬
‫۔ ‪ 252‬۔ ‪ 452‬۔ ‪ 652‬۔ ‪852‬‬ ‫۔ ‪052‬‬ ‫‪ 332‬۔ ‪ 432‬۔ ‪ 632‬۔ ‪ 442‬۔ ‪742‬‬
‫۔ ‪ 972‬۔ ‪ 282‬۔ ‪ 382‬۔ ‪582‬‬ ‫۔ ‪872‬‬ ‫۔ ‪ 162‬۔ ‪ 262‬۔ ‪ 762‬۔ ‪ 072‬۔ ‪272‬‬
‫۔ ‪ 992‬۔ ‪ 303‬۔ ‪ 803‬۔ ‪903‬‬ ‫_ ‪792‬‬ ‫۔ ‪ 682‬۔ ‪ 982‬۔ ‪392 292 _ 092‬‬
‫۔ ‪ 633‬۔ ‪ 143‬۔ ‪153 243‬‬ ‫۔ ‪223‬‬ ‫۔ ‪ 113‬۔ ‪ 313‬۔ ‪ 513‬۔ ‪ 713‬ء ‪023‬‬
‫‪ 283‬۔ ‪ 993‬۔ ‪ 204‬۔ ‪ 504‬۔‬ ‫‪ 373‬۔‬ ‫۔ ‪ 653‬۔ ‪ 163‬۔ ‪ 663‬۔ ‪ 963‬۔ ‪ 173‬۔‬

‫ح‬
‫جادو ‪ 671 :‬۔ ‪ 912‬۔ ‪942‬‬
‫‪012 :‬‬ ‫جاوو ))‬
‫جبل نفوسة ‪ 02 :‬۔ ‪ 32‬۔ ‪ 82‬۔ ‪ 23‬۔ ‪ 89‬۔ ‪ 501‬۔ ‪ 701‬۔ ‪ 801‬۔ ‪811‬‬
‫_ ‪ 021‬۔ ‪ 521‬۔ ‪ 621‬۔ ‪ 731‬۔ ‪ 541‬۔ ‪ 741‬۔ ‪ 051‬۔ ‪ 451‬۔ ‪ 161‬۔ ‪561‬‬
‫۔ ‪812‬‬ ‫۔ ‪512‬‬ ‫۔ ‪012‬‬ ‫‪691‬‬ ‫۔‬ ‫‪781‬‬ ‫۔‬ ‫‪181‬‬ ‫۔‬ ‫‪771‬‬ ‫۔‬ ‫‪671‬‬ ‫۔‬ ‫۔ ‪861‬‬ ‫۔ ‪761‬‬
‫‪152‬‬ ‫۔ ‪942‬‬ ‫۔ ‪442‬‬ ‫‪342‬‬ ‫۔‬ ‫‪932‬‬ ‫_‬ ‫‪632‬‬ ‫'۔‬ ‫‪922‬‬ ‫‪.‬۔‬ ‫‪822‬‬ ‫۔‬ ‫۔ ‪622‬‬ ‫‪912 -‬‬
‫۔ ‪992‬‬ ‫۔ ‪792‬‬ ‫۔ ‪392‬‬ ‫‪582‬‬ ‫۔‬ ‫‪772‬‬ ‫۔‬ ‫‪172‬‬ ‫۔‬ ‫‪762‬‬ ‫۔‬ ‫‪262‬‬ ‫۔‬ ‫۔ ‪852‬‬ ‫۔ ‪452‬‬
‫‪653‬‬ ‫۔ ‪543‬‬ ‫۔ ‪243‬‬ ‫‪633‬‬ ‫۔‬ ‫‪533‬‬ ‫۔‬ ‫‪033‬‬ ‫۔‬ ‫‪423‬‬ ‫۔‬ ‫‪813‬‬ ‫۔‬ ‫۔ ‪513‬‬ ‫‪003‬‬
‫۔ ‪693‬‬ ‫۔ ‪593‬‬ ‫۔ ‪293‬‬ ‫‪193‬‬ ‫۔‬ ‫‪883‬‬ ‫۔‬ ‫‪383‬‬ ‫۔‬ ‫‪083‬‬ ‫۔‬ ‫‪973‬‬ ‫۔‬ ‫۔ ‪373‬‬ ‫‪ -‬۔ ‪953‬‬
‫۔ ‪504‬‬ ‫۔ ‪304‬‬
‫(جزيرة) ‪ 32 :‬۔ ‪ 42‬۔ ‪ 62‬۔ ‪ 82‬۔ ‪ 03‬۔ ‪ 66‬۔ ‪ 38‬۔ ‪ 99‬۔ ‪101‬‬ ‫جربة‬
‫‪271‬‬ ‫۔ ‪ 701‬۔ ‪ 021‬۔ ‪ 941‬۔ ‪ 151‬۔ ‪ 451‬۔ ‪ 951‬۔ ‪ 661‬۔ ‪ 861‬۔ ‪961‬‬
‫‪954-‬‬
‫_ ‪ 186‬۔ ‪ 391 _ 781‬۔ ‪ 762‬۔ ‪ 872‬۔ ‪ 763‬۔ ‪ 304‬۔ ‪504‬‬
‫الجريد (بلاد) ‪ 72 :‬۔ ‪ 82‬۔ ‪ 99‬۔ ‪ 501‬۔ ‪ 801‬۔ ‪ 831‬۔ ‪ 251‬۔ ‪ 451‬۔ ‪981‬‬
‫‪304‬‬ ‫_ ‪ 262 _ 512‬۔ ‪972‬‬
‫الجزائر ‪ 01 :‬۔ ‪ 21‬۔ ‪ 41‬۔ ‪ 32‬۔ ‪ 42‬۔ ‪ 25 _ 54 . 44 _ 73‬۔ ‪ 45‬۔ ‪69‬‬
‫_ ‪ 99‬۔ ‪ 401‬۔ ‪ 701‬۔ ‪ 371‬۔ ‪504 _ 281‬‬
‫جزول (جبال) ‪731 :‬‬

‫ح‬
‫الحامة ‪ 301 :‬۔ ‪ 501‬۔ ‪ 251‬۔ ‪872‬‬
‫المجاز ‪ 39 :‬۔ ‪ 49‬۔ ‪ 441‬۔ ‪ 002‬۔ ‪ 072‬۔ ‪862‬‬
‫حران ‪391 :‬‬
‫حروراء ‪37 :‬‬
‫حلب ‪391 :‬‬
‫حماة ‪291 :‬‬

‫ح‬
‫خراسان ‪ 312 :‬۔ ‪912‬‬
‫خرائب السوق ‪712 :‬‬
‫الخضراء ‪ 401 :‬۔ ‪642‬‬
‫الخليج العربي ‪151 :‬‬
‫د‬

‫درجين ‪ 82 :‬۔ ‪451‬‬


‫‪503 :‬‬ ‫دركل‬

‫درن (جبال) ‪731 :‬‬


‫دمر (جبل) ‪ 66 :‬۔ ‪ 701‬۔ ‪872‬‬
‫دمشق ‪ 88 :‬۔ ‪ 391‬۔ ‪ 002‬۔ ‪ 202‬۔ ‪403‬‬
‫‪-064-‬‬
‫رأس الماء ‪412 :‬‬
‫رقادة ‪901 :‬‬
‫الرقة ‪391 :‬‬
‫الرملة ‪ 391 :‬۔ ‪202‬‬
‫الرها ‪391 :‬‬
‫روما ‪851 :‬‬
‫ريغ ‪ 0‬أريغ أو ريفة (بلاد) ‪ 701 :‬۔ ‪ 831‬۔ ‪ 251‬۔ ‪ 451‬۔ ‪ 412‬۔ ‪512‬‬
‫۔ ‪ 262‬۔ ‪872‬‬
‫رموا ‪101 :‬‬

‫ز‬
‫الزاب ‪ 53 :‬۔ ‪ 38‬۔ ‪ 48‬۔ ‪ 99‬۔ ‪ 401‬۔ ‪ 501‬۔ ‪ 801‬۔ ‪731‬‬
‫زاغري ‪983 :‬‬
‫زغاوة (مملكة) ‪712 :‬‬
‫الزنج (بلاد) ‪602 :‬‬
‫زواغة ‪371 :‬‬
‫زويلة (بلد) ‪ 301 :‬۔ ‪ 801‬۔ ‪ 761‬۔ ‪ 912‬۔ ‪ 422‬۔ ‪872‬‬

‫س‬
‫الساحل (سهول) ‪ 931 :‬۔ ‪182‬‬
‫سجلماسة ‪ 11 :‬۔ ‪ 34‬۔ ‪ 15‬۔ ‪ 36‬۔ ‪ 98‬۔ ‪ 001‬۔ ‪ 901‬۔ ‪ 821‬۔ ‪ 331‬۔ ‪371‬‬
‫۔ ‪ 112‬۔ ‪ 612‬۔ ‪ 722‬۔ ‪ 132‬۔ ‪ 972‬۔ ‪213‬‬ ‫۔ ‪702‬‬ ‫_ ‪791‬‬ ‫_‪491 _ 091‬‬
‫_ ‪ 483‬۔ ‪ 893 _ 783‬۔ ‪504‬‬
‫‪ 41 :‬۔ ‪ 301‬۔ ‪ 701‬۔ ‪ 801‬۔ ‪ 423 _ 882 _ 021‬۔ ‪353‬‬ ‫سرت‬

‫‪164- -‬‬
‫سرناة ‪712 :‬‬
‫‪981 :‬‬ ‫سطيف‬

‫سمغارة ‪412 :‬‬


‫سماطة ‪301 :‬‬
‫السنغال ‪602 :‬‬
‫السودان الأوسط ‪ 602 :‬۔ ‪ 802‬۔ ‪ 812‬۔ ‪022‬‬
‫السودان الشرقي ‪602 :‬‬
‫اللودان الغربي ‪ 61 :‬۔ ‪ 71‬۔ ‪ 02‬۔ ‪ 12‬۔ ‪ 92‬۔ ‪ 55‬۔ ‪ 65‬۔ ‪ 831‬۔ ‪441‬‬
‫_ ‪ 551‬۔ ‪ 261‬۔ ‪ 661‬۔ ‪ 871‬۔ ‪ 581‬۔ ‪ 391‬۔ ‪ 502‬۔ ‪ 632‬۔ ‪042 _ 932‬‬
‫_ ‪ 652‬۔ ‪ 453 _ 972‬۔ ‪ 783‬۔ ‪ 093‬۔ ‪ 893‬۔ ‪ 104‬۔ ‪ 404‬۔ ‪504‬‬
‫السوس ‪ 46 :‬۔ ‪202‬‬
‫سوسة ‪682 :‬‬
‫سوف (وادي أو بلاد) ‪ 831 :‬۔ ‪ 251‬۔ ‪ 451‬۔ ‪ 262‬۔ ‪872‬‬
‫سوفجج (جبل) ‪ 28 :‬۔ ‪48‬‬
‫سوق ابراهيم ‪ 401 :‬۔ ‪ 641‬۔ ‪571‬‬
‫سوق الاحد ‪253 :‬‬
‫سوق كرام ‪ 641 :‬۔ ‪571‬‬
‫ش‬

‫شاطبة ‪502 :‬‬


‫الشام ‪ 88 :‬۔ ‪151‬‬
‫شروس ‪ 841 :‬۔ ‪.812‬۔ ‪ 622‬۔ ‪ 752‬۔ ‪982‬‬
‫شلالة ‪931 :‬‬

‫الشلف (مدينة) ‪ 401 :‬۔ ‪641‬‬


‫‪ .‬الشلف (واد) ‪ 831 :‬۔ ‪ 931‬۔ ‪641‬‬
‫شنت بول ‪391 :‬‬

‫‪264- -‬‬
‫ص‬

‫الصحراء الكبرى ‪ 71 :‬۔ ‪ 12‬۔ ‪ 88‬۔ ‪ 001‬۔ ‪ 701‬‏‪ 108٦‬۔ ‪ 521‬۔ ‪831‬‬
‫۔ ‪ 641‬۔ ‪ 151‬۔ ‪ 251‬۔ ‪ 951‬۔ ‪ 261‬۔ ‪ 761‬۔ ‪ 871‬۔ ‪ 391‬۔ ‪ 602‬۔ ‪702‬‬
‫‪ 112 -‬۔ ‪ 512‬۔ ‪ 712‬۔ ‪ 022‬۔ ‪ 822‬۔ ‪ 132‬۔ ‪ 382‬۔ ‪ 243‬۔ ‪ 543‬۔ ‪053‬‬
‫_ ‪ 093‬۔ ‪ 104‬۔ ‪404‬‬
‫صفين ‪ 37 :‬۔ ‪ 47‬۔ ‪863‬‬
‫صقلية ‪ 46 :‬۔ ‪201‬‬

‫طبرية ‪391 :‬‬


‫طبنة ‪ 38 :‬۔ ‪99 _ 58‬‬
‫طرابلس ‪ 42 :‬۔ ‪ 56‬۔ ‪ 96‬۔ ‪ 77‬۔ ‪ 18‬۔ ‪ 48‬۔ ‪ 89‬۔ ‪ 501‬۔ ‪ 801‬۔ ‪811‬‬
‫‪ 911‬۔ ‪ 521‬۔ ‪ 721‬۔ ‪ 921‬۔ ‪ 731‬۔ ‪ 341‬۔ ‪ 741‬۔ ‪ 151‬۔ ‪ 391‬ل ‪542‬‬
‫_ ‪ 482‬۔ ‪ 523‬۔ ‪ 633‬۔ ‪863‬‬
‫طنجة ‪ 16 :‬۔ ‪ 46‬۔ ‪341‬‬
‫طولقة ‪99 .:‬‬

‫ع‬
‫العباسية (مدينة) ‪ 221_ 201 :‬۔ ‪432‬‬
‫العراق ‪ 9 :‬۔ ‪ 41‬۔ ‪ 14‬۔ ‪ 16‬۔ ‪ 37‬۔ ‪ 49‬۔ ‪ 69‬۔ ‪ 99‬۔ ‪ 401‬۔ ‪ 151‬۔ ‪671‬‬
‫‪ 312‬۔ ‪ 262‬۔ ‪ 233‬۔ ‪ 333‬۔ ‪363‬‬
‫<عمان (سلطنة) ‪ 32 :‬۔ ‪ 92‬۔ ‪ 43‬۔ ‪ 53‬۔ ‪ 47‬۔ ‪ 293‬۔ ‪403‬‬
‫عين سوفجج (واد) ‪. 931 :‬‬
‫عين فروج (مرسى) ‪291 :‬‬
‫‪364- -‬‬
‫ع‬
‫‪٠‬‬

‫غانا أو غانة ‪ 702 :‬۔ ‪ 912‬۔ ‪ 222‬۔ ‪ 522‬۔ ‪ 132‬۔ ‪883 _ 552‬‬
‫غدامس ‪ 401 :‬۔ ‪ 812‬۔ ‪ 912‬۔ ‪ 422‬۔ ‪ 872‬۔ ‪ 182‬۔ ‪ 482 . 382‬۔ ‪232‬‬
‫الفدير ‪401 :‬‬

‫غرداية ‪ 33 :‬۔ ‪ 861‬۔ ‪222‬‬


‫عزة ‪641 :‬‬

‫غسط ‪ :‬أنظر أودغست‬


‫غمبيا ‪602 :‬‬
‫‪٠‬‬

‫ف‬
‫فارس (بلاد) ‪ 29 :‬۔ ‪312‬‬
‫فاس ‪ 11 :‬۔ ‪ 78‬۔ ‪ 901‬۔ ‪ 461‬۔ ‪ 271‬۔ ‪ 981‬۔ ‪ 191‬۔ ‪ 491‬۔ ‪ 591‬۔ ‪791‬‬
‫_ ‪ 422‬۔ ‪ 162‬۔ ‪ 192‬۔ ‪893‬‬
‫فرعة (واد) ‪931 :‬‬
‫فرنجة (بلاد) ‪ 202 :‬۔ ‪302‬‬
‫فروج (مرسى) ‪291 :‬‬
‫فروخ (مرسى) ‪ 291 :‬۔ ‪ 391‬۔ ‪ 402‬۔ ‪132‬‬
‫فزان ‪ 702 :‬۔ ‪ 322‬۔ ‪ 182‬۔ ‪ 582‬۔ ‪ 813‬۔ ‪ 123‬۔ ‪723‬‬
‫الفسطاط ‪ 391 :‬۔ ‪ 491‬۔ ‪002‬‬
‫فكان ‪091 :‬‬
‫فولتا العليا ‪602 :‬‬
‫‪٠٥‬‬

‫ق‬
‫قابس ‪ 66 :‬۔ ‪ 86‬۔ ‪ 18‬۔ ‪ 38‬۔ ‪ 701‬۔ ‪ 921‬۔ ‪ 071‬۔ ‪582‬‬
‫‪39 :‬‬ ‫القادسية‬

‫القاهرة ‪ 32 :‬۔ ‪ 44‬۔ ‪ 68‬۔ ‪043‬‬

‫‪- 464 -‬‬


‫القرارة ‪ 42 :‬۔ ‪ 281‬۔ ‪ 762‬۔ ‪103‬‬
‫قرطبة ‪ 081 :‬۔ ‪ 681‬۔ ‪ 302‬۔ ‪ 402‬۔ ‪ 262‬۔ ‪ 292‬۔ ‪ 903‬۔ ‪ 013‬۔ ‪683‬‬
‫_ ‪204‬‬

‫‪ 28 :‬۔ ‪ 99‬۔ ‪ 301‬۔ ‪ 251‬۔ ‪ 351‬۔ ‪ 861‬۔ ‪ 981‬۔ ‪ 512‬۔ ‪322‬‬ ‫قسطيلية‬
‫_ ‪872 _ 422‬‬
‫قسنطينة ‪ 35 :‬۔ ‪401‬‬

‫‪931 :‬‬ ‫فسنى‬

‫‪383 _ 981 _ 301 :‬‬ ‫قفصة‬

‫قلعة بنى حماد ‪ 662 :‬۔ ‪003‬‬

‫قنطرار ‪ 301 :‬۔ ‪ 701‬۔ ‪ 723‬۔ ‪872‬‬


‫القبروان ‪ 11 :‬۔ ‪ 42‬۔ ‪ 34‬۔ ‪ 16‬۔ ‪ 36‬۔ ‪ 56‬۔ ‪ 95‬۔ ‪ 18‬۔ ‪ 38‬۔ ‪ 78‬۔ ‪98‬‬
‫_ ‪ 59 _ 49 _ 19‬۔ ‪ 521 _ 901‬۔ ‪ 461‬۔ ‪ 171‬۔ ‪ 771‬۔ ‪ 381‬۔ ‪ 581‬۔ ‪881‬‬

‫۔ ‪ 022‬۔ ‪822‬‬ ‫۔ ‪712‬‬ ‫۔ ‪512‬‬ ‫‪702‬‬ ‫۔ ‪302‬‬ ‫_ ‪791‬‬ ‫_ ‪491‬‬ ‫_ ‪391‬‬ ‫_ ‪191‬‬

‫۔ ‪ 013‬۔ ‪823‬‬ ‫۔ ‪803‬‬ ‫۔ ‪782‬‬ ‫۔ ‪682‬‬ ‫۔ ‪382‬‬ ‫_ ‪262‬‬ ‫۔ ‪162‬‬ ‫_ ‪432‬‬ ‫_ ‪132‬‬

‫_ ‪ 333‬۔ ‪ 353 _ 243‬۔ ‪ 263‬۔ ‪ 383‬۔ ‪ 783‬۔ ‪ 793‬۔ ‪ 893‬۔ ‪ 993‬۔ ‪ 204‬۔‬

‫ك‬
‫كانم ‪ 702 :‬۔ ‪ 912 _ 812 _ 012‬۔ ‪622‬‬
‫الكدية ‪ 711 :‬۔ ‪ 811‬۔ ‪513‬‬
‫كدية كريمة ‪821 :‬‬

‫كوار ‪ 702 :‬۔ ‪ 012‬۔ ‪ 912‬۔ ‪ 022‬۔ ‪622‬‬


‫الكوفة ‪ 202 :‬۔ ‪ 912‬۔ ‪ 233 _ 223‬۔ ‪ 463‬۔ ‪383‬‬
‫كوكو (مملكة) ‪ 802 :‬۔ ‪ 012‬۔ ‪ 912‬۔ ‪ 522‬۔ ‪ 822‬۔ ‪ 132‬۔ ‪232‬‬

‫‪564- -‬‬
‫للم (بلاد) ‪822 ::‬‬
‫‪391‬‬ ‫‪:‬‬ ‫لورقة‬

‫ليبيا ‪ 01 :‬۔ ‪ 41‬۔ ‪ 32‬۔ ‪ 54‬۔ ‪ 401‬۔ ‪504‬‬

‫م‬

‫مالي ‪ 92 :‬۔ ‪ 122‬۔ ‪883‬‬


‫مانو ‪ 921 :‬۔ ‪ 131‬۔ ‪ 682‬۔ ‪ 913‬۔ ‪ 823‬۔ ‪ 923‬۔ ‪ 053‬۔ ‪ 873‬۔ ‪083‬‬
‫_ ‪883‬‬
‫متيجة ‪741 :‬‬
‫جانة ‪ 661 :‬۔ ‪981‬‬
‫مدريد ‪25 :‬‬
‫المدينة المنورة ‪ 333 :‬۔ ‪793‬‬
‫مرسى الدجاج ‪291 :‬‬
‫المرية ‪402 :‬‬
‫مستغانم ‪291 :‬‬
‫المسيلة ‪ 981 :‬۔ ‪512‬‬
‫۔ ‪ 08‬۔ ‪58‬‬ ‫‪ 06‬۔ ‪56‬‬ ‫۔ ‪ 95‬۔‬ ‫۔ ‪02‬‬ ‫۔ ‪61‬‬ ‫‪ 01‬۔ ‪31‬‬ ‫الملثرق العربي ‪ 9 :‬۔‬
‫‪ 002‬۔ ‪302‬‬ ‫۔ ‪ 391‬۔‬ ‫۔ ‪191‬‬ ‫۔ ‪081‬‬ ‫‪871‬‬ ‫۔ ‪ 441‬۔‬ ‫_‪ 211‬۔ ‪ 311‬۔ ‪321‬‬
‫‪ 052‬۔ ‪852‬‬ ‫۔ ‪_ 442‬‬ ‫۔ ‪242‬‬ ‫۔ ‪432‬‬ ‫‪132‬‬ ‫۔ ‪ 922‬۔‬ ‫_‪ 022‬۔ ‪ 522‬۔ ‪822‬‬
‫‪ 403‬۔ ‪803‬‬ ‫۔ ‪ 692‬۔‬ ‫۔ ‪982‬‬ ‫۔ ‪882‬‬ ‫‪772‬‬ ‫۔ ‪ 862‬۔‬ ‫۔ ‪ 162‬۔ ‪ 362‬۔ ‪562‬‬
‫‪ 143‬۔ ‪263‬‬ ‫۔ ‪ 533‬۔‬ ‫۔ ‪433‬‬ ‫۔ ‪233‬‬ ‫‪423‬‬ ‫۔ ‪ 813‬۔‬ ‫۔ ‪ 113‬۔ ‪ 313‬۔ ‪613‬‬
‫‪ 204‬۔ ‪504‬‬ ‫۔ ‪ 104‬۔‬ ‫۔ ‪893‬‬ ‫۔ ‪093‬‬ ‫‪683‬‬ ‫۔ ‪ 583‬۔‬ ‫_ ‪ 463‬۔ ‪ 663‬۔ ‪763‬‬
‫_ ‪604‬‬

‫‪664- -‬‬
‫مصر ‪ 32 :‬۔ ‪ 201‬۔ ‪ 521‬۔ ‪ 031‬۔ ‪ 831‬۔ ‪ 241‬۔ ‪ 151‬۔ ‪ 671‬۔ ‪ 681‬۔ ‪491‬‬
‫_‪ 202 _ 991‬۔ ‪ 512‬۔ ‪ 812‬۔ ‪ 022‬۔ ‪ 423‬۔ ‪ 043‬۔ ‪ 143‬۔ ‪ 953‬۔ ‪293‬‬
‫_ ‪393‬‬
‫معسكر ‪06 :‬‬
‫المغرب الأدنى ‪ 01 :‬۔ ‪ 21‬۔ ‪ 51‬۔ ‪ 71‬۔ ‪ 83‬۔ ‪ 36‬۔ ‪ 77‬۔ ‪ 38‬۔ ‪ 48‬۔ ‪69‬‬
‫‪ 901‬۔ ‪ 131‬۔ ‪ 731‬۔ ‪ 041‬۔ ‪ 141‬۔ ‪ 871‬۔ ‪ 191‬۔ ‪ 702‬۔ ‪522‬‬ ‫_ ‪801‬‬
‫_ ‪ 652‬۔ ‪ 752‬۔ ‪ 162‬۔ ‪ 462‬۔ ‪ 982 _ 882‬۔ ‪ 592‬۔ ‪ 813‬۔ ‪ 943‬۔ ‪373‬‬
‫_ ‪ 993‬۔ ‪604‬‬
‫للغرب الأقصى ‪ 01 :‬۔ ‪ 73‬۔ ‪ 36‬۔ ‪ 46‬۔ ‪ 731‬۔ ‪ 091‬۔ ‪ 302‬۔ ‪ 402‬۔ ‪702‬‬
‫۔ ‪ 412‬۔ ‪ 922‬۔ ‪ 032‬۔ ‪ 652‬۔ ‪373‬‬
‫المغرب الأوسط ‪ 01 :‬۔ ‪ 21‬۔ ‪ 71‬۔ ‪ 73‬۔ ‪36 83‬۔‪86‬۔‪07‬۔‪18‬۔‪28‬‬
‫_ ‪ 58‬۔ ‪ 88‬۔ ‪ 19‬۔ ‪ 69‬۔ ‪ 89‬۔‪ 301‬۔ ‪ 801‬۔ ‪ 011‬۔ ‪ 021‬۔ ‪ 131‬۔ ‪731‬‬
‫۔ ‪ 071‬۔ ‪ 871‬۔ ‪ 191‬۔ ‪ 291‬۔ ‪791 591‬‬ ‫۔ ‪ 361‬۔ ‪:961‬‬ ‫‪141 :‬‬ ‫‪931‬‬
‫۔ ‪ 612‬۔ ‪ 522‬۔ ‪ 722‬۔ ‪ 922‬۔ ‪ 532‬۔ ‪.652‬‬ ‫۔ ‪ 402‬۔ ‪702‬‬ ‫۔ ‪302‬‬ ‫__ ‪891‬‬
‫۔ ‪ 982‬۔ ‪ 592‬۔ ‪ 013‬۔ ‪ 113‬۔ ‪ 943‬۔ ‪553‬‬ ‫۔ ‪ 462‬۔ ‪882‬‬ ‫۔ ‪162‬‬ ‫‪.‬۔ ‪752‬‬
‫‪604‬‬ ‫۔ ‪ 683‬۔ ‪ 993‬۔‬ ‫۔ ‪583‬‬ ‫۔ ‪373‬‬
‫للغرب العربي ‪ 9 :‬۔ ‪ 02‬۔ ‪ 92‬۔ ‪ 63‬۔ ‪ 93‬۔ ‪ 14‬۔ ‪ 44‬۔ ‪ 74‬۔ ‪ 95‬۔ ‪86‬‬
‫‪ 57‬۔ ‪ 88 18‬۔ ‪ 49 09‬۔ ‪ 69‬۔ ‪ 99‬۔ ‪ 201 101‬۔ ‪ 501‬۔ ‪701‬‬
‫_ ‪ 111‬۔ ‪ 411‬۔ ‪ 021‬۔ ‪ 131‬۔ ‪ _ 731‬‏‪ ٦39‬۔ ‪ 241‬۔ ‪ 341‬۔ ‪ 151‬۔ ‪551‬‬
‫_ ‪ 061‬۔ ‪ 261‬۔ ‪ 561‬۔ ‪ 761‬۔ ‪ 071‬۔ ‪ 571‬۔ ‪ 671‬۔ ‪ 871‬۔ ‪ 281‬۔ ‪:581‬‬
‫‪ 881‬۔ ‪ 291‬۔ ‪ 491‬۔ ‪ 791‬۔ ‪ 991‬۔ ‪ 302‬۔ ‪ 702‬۔ ‪ 512‬۔ ‪022 612‬‬
‫_ ‪ 322‬۔ ‪ 132‬۔ ‪ 432‬۔ ‪ 542 _ 342 _ 142‬۔ ‪ 052‬۔ ‪ 152‬۔ ‪ 652‬۔ ‪162‬‬
‫‪ 562‬۔ ‪ 862‬۔ ‪ 272‬۔ ‪ 672‬۔ ‪ 972‬۔ ‪ 582 _ 382‬۔ ‪ 782‬۔ ‪ 882‬۔ ‪292‬‬
‫‪ 392‬۔ ‪ :692‬۔ ‪ 003‬۔ ‪ .203‬۔ ‪ 403‬۔ ‪ 603‬۔ ‪ 803‬۔ ‪ 113‬۔ ‪ 213‬۔ ‪413‬‬
‫_ ‪ 613‬۔ ‪ 813‬۔ ‪ 123‬۔ ‪ 923‬۔ ‪ 133‬۔ ‪ 233‬۔ ‪ 433‬۔ ‪ 533‬۔ ‪ 043‬۔ ‪243‬‬

‫‪764- -‬‬
‫_ ‪ 347‬۔ ‪ 153‬۔ ‪ 353‬۔ ‪ 553‬۔ ‪ 953‬۔ ‪ 363‬۔ ‪ 663‬۔ ‪ 863‬۔ ‪ 073‬۔ ‪273‬‬
‫_ ‪ 573‬۔ ‪ 083 _ 973 _ 773‬۔ ‪ 483 _ 283‬۔ ‪ 783‬۔ ‪ 093‬۔ ‪993 _ 293‬‬
‫_ ‪ 104‬۔ ‪ 204‬۔ ‪604 _ 404‬‬
‫‪ 772 :‬۔ ‪972‬‬ ‫مغمداس‬
‫مكة ‪ 491 _ 49 :‬۔ ‪ 712‬۔ ‪ 222‬۔ ‪ 552‬۔ ‪ 193‬۔ ‪304‬‬
‫ملوية (نهر) ‪801 :‬‬
‫مليانة ‪641 :‬‬
‫منداس ‪401 :‬‬
‫المنستير ‪323 :‬‬
‫منى ‪293 :‬‬

‫ميري ‪182 :‬‬


‫ميزاب ‪ 32. :‬۔ ‪ 93 _ 42‬۔ ‪ 54‬۔ ‪ 45‬۔ ‪ 861‬۔ ‪ 371‬۔ ‪ 281‬۔ ‪ 761‬۔ ‪772‬‬
‫_ ‪ 103‬۔ ‪ 233‬۔ ‪ 883‬۔ ‪ 983‬۔ ‪ 304‬۔ ‪504‬‬
‫مينة (نهر) ‪ 88 :‬۔ ‪ 931‬۔ ‪ 541‬۔ ‪533‬‬

‫ں‬
‫نخلة ‪ 702 :‬۔ ‪ 802‬۔ ‪012‬‬
‫نفزاوة ‪ 701 :‬۔ ‪ 251‬۔ ‪013‬‬
‫نفطة ‪ 301 :‬۔ ‪251‬‬
‫نفوسة (جبل) ‪ :‬أنظر جبل نفوسة‬
‫النهروان ‪ 37 :‬۔ ‪47‬‬
‫النوبة (بلاد) ‪602 :‬‬
‫النيجر (نهر) ‪ 602 :‬۔ ‪ 012‬۔ ‪ 412‬۔ ‪ 712‬۔ ‪ 912‬۔ ‪ 522‬۔ ‪ 922‬۔ ‪032‬‬
‫النيل (نهر) ‪602 :‬‬
‫ه‬
‫‪391 :‬‬ ‫هيت‬

‫‪864-‬‬
‫و‬
‫وارجلان ‪ 21 :‬۔ ‪ 52‬۔ ‪ 72‬۔‪ 25.‬۔ ‪ 35‬۔ ‪ 701‬۔ ‪ 801‬۔ ‪ 821‬۔ ‪ 831‬۔ ‪251‬‬
‫_ ‪ 451 _ 351‬۔ ‪ 671‬۔ ‪ 581‬۔‪ 412.‬۔ ‪ 812‬۔ ‪ 222‬۔ ‪ 422‬۔ ‪132 722‬‬
‫_ ‪ 532‬۔ ‪ 552‬۔ ‪ 652‬۔ ‪ :262‬۔ ‪ 372‬۔ ‪ 872‬۔ ‪ 192‬۔ ‪ 292‬۔ ‪ 103‬۔ ‪913‬‬
‫)‬ ‫‪ 023 .‬۔ ‪ 243‬۔ ‪ 983‬۔ ‪ 304‬۔ ‪504‬‬
‫الوحش (وادي) ‪931 :‬‬
‫ودان ‪401 :‬‬
‫ورام (دولة) ‪ 702 :‬۔ ‪802‬‬
‫ونقارة (بلاد) ‪ 612 :‬۔ ‪032 _ 922‬‬
‫وهران ‪ 34 :‬۔ ‪ 401‬۔ ‪ 741‬۔ ‪ 061‬۔ ‪ 361‬۔ ‪ 961‬۔ ‪ 671‬۔ ‪ 291‬۔ ‪391‬‬
‫‪ 822‬۔ ‪ 132‬۔ ‪ 652‬۔ ‪ 262‬۔ ‪ 392‬۔ ‪ 013‬۔ ‪ 304‬۔‬
‫ي‬
‫‪»٠‬م‪‎‬‬

‫يلل ‪741:‬‬
‫المن ‪ 67 :‬۔ ‪441‬‬

‫‪964- -‬‬
‫فهرس القبائل‬

‫‪512‬‬ ‫_‬ ‫‪401 :‬‬ ‫برزال‬

‫‪312 :‬‬ ‫برقجانة‬

‫تم (رهط الأحنف بن قيس) ‪ 47 :‬۔ ‪57‬‬


‫تيم (تم ‪:‬الرباب) ‪703 :‬‬
‫تم (تم قريش) ‪703 :‬‬
‫تم (تم اللات بن تعلبة) ‪47 :‬‬

‫دمر ‪ 401 :‬۔ ‪701‬‬

‫ر‬
‫زناتة ‪ 36 :‬۔ ‪ 76‬۔ ‪ 86‬۔ ‪ 401‬۔ ‪ 771‬۔ ‪ 591‬۔ ‪ 691‬۔ ‪ 312‬۔ ‪382 _ 722‬‬
‫زنزفة ‪701 :‬‬
‫زواغة ‪ 36 :‬۔ ‪ 101‬۔ ‪ 701‬۔ ‪721‬‬
‫زهانة ‪86 :‬‬

‫س‬
‫سدراتة ‪ 36 :‬۔ ‪ 001‬۔ ‪ 231‬۔ ‪ 061‬۔ ‪ 771‬۔ ‪381‬‬
‫سمغارة ‪412 :‬‬

‫‪- 074 -‬‬


‫‪983 :‬‬ ‫صغنغو (قبيلة سودانية)‬

‫صنهاجة ‪ 38 :‬۔ ‪ 78‬۔ ‪212‬‬


‫ط‬
‫الطوارق‪443 :‬‬

‫ق‬
‫قريش ‪703 :‬‬
‫القيسية ‪26 :‬‬

‫ل‬
‫لماية ‪ 83 :‬۔ ‪ 36‬۔ ‪ 28‬۔ ‪ 38‬۔ ‪88‬‬
‫لواتة ‪ 36 :‬۔ ‪ 86‬۔ ‪ 811‬۔ ‪ 421‬۔ ‪ 771‬۔ ‪312‬‬
‫م‬

‫مداسة ‪78 :‬‬


‫مراد ‪663 :‬‬
‫مراسة ‪ 78 _ 38 :‬‏‪٠‬‬
‫‪47 :‬‬ ‫مرة‬

‫مزاتة ‪ 52 :‬۔ ‪ 86‬۔ ‪ 001‬۔ ‪ 921- 301‬۔ ‪ 231‬۔ ‪ 061‬۔ ‪771‬‬


‫‪122 :‬‬ ‫مسوفة‬

‫‪46 :‬‬ ‫مطغرة‬

‫مطياطة ‪701 :‬‬

‫نفزاوة ‪312 :‬‬


‫نفوسة ‪ 36 :‬۔ ‪ 86‬۔ ‪ 96‬۔ ‪ 101‬۔ ‪ 301‬۔ ‪ 811‬۔ ‪ 521‬۔‪ 921.‬۔ ‪ 741‬۔ ‪151‬‬

‫‪-174-‬‬
‫۔ ‪383‬‬ ‫۔ ‪753‬‬ ‫۔ ‪533‬‬ ‫۔ ‪723‬‬ ‫_ ‪ 299 _ 252 _ 248 _ 213‬۔ ‪ 513‬۔ ‪423‬‬
‫_ ‪ 793 _ 193‬۔ ‪ 304‬۔ ‪504‬‬

‫ه‬
‫بنو هلال ‪ 362 :‬۔ ‪243‬‬
‫هوارة ‪ 36 :‬۔ ‪ 76‬۔ ‪ 86‬۔ ‪ 811‬۔ ‪ 421‬۔ ‪ 771‬۔ ‪383‬‬

‫و‬
‫ورفجومة ‪ 56 :‬۔ ‪6‬‬
‫ى‬

‫المنية ‪26 :‬‬

‫‪-274-‬‬
‫ء‬
‫‪٠‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‏‪٠‬‬

‫هشب وا لاد دا ں‬ ‫السذا‬ ‫درس‬


‫ا‬
‫‪7١‬‬ ‫‪ .‬‏‪٠‬‬ ‫ص‬ ‫ح حمة‬ ‫!‪2‬‬ ‫الكتاب‬ ‫على حميع صفحات‬ ‫‏‪ ١‬لاإباضية ‪ :‬موزعه‬

‫_ ‪80‬‬
‫الأزارقة ‪ 37 :‬۔ ‪47‬‬
‫‏‪ ١‬لكتارىب‬ ‫ه فحلت‬ ‫جم‬ ‫عل‬ ‫موزعه‬ ‫‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬لإسلام‬

‫ح‬
‫‪37 :‬‬ ‫الحرورية‬
‫الحنفية ‪ 113 :‬۔ ‪ 223‬۔ ‪ 333 . 233‬۔ ‪204‬‬

‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫الخلفية (من الاباضية) ‪ :‬نا‪::‬ا‪ :‬۔ ‪ 621‬۔ ‪ 721‬۔ ‪ 921‬۔ ‪ 172‬۔ ‪ 033‬۔ ‪233‬‬
‫الخوارج ‪ 9 :‬۔ ‪ 01‬۔ ‪ 31‬۔ ‪ 61‬۔ ‪ 32‬۔ ‪ 43‬۔ ‪ 63‬۔ ‪ 05‬۔ ‪ 15‬۔ ‏‪62 . "٩‬‬
‫‪ 69 _ 64 .‬۔ ‪ 37‬۔ ‪ 47‬۔ ‪ 98‬۔ ‪ 101‬۔ ‪ 301‬۔ ‪ 611‬۔ ‪ 711‬۔ ‪ 722‬۔ ‪232‬‬
‫۔ ‪ 362‬۔ ‪ 872‬۔ ‪ 233‬۔ ‪ 143‬۔ ‪ 443‬۔ ‪ 053‬۔ ‪ 563‬۔ ‪ 793‬۔ ‪993‬‬

‫اس‬
‫الدبحية (من الاباضية) ‪621 :‬‬
‫السنة (أهل) ‪972 :‬‬
‫ش‬
‫الثراة ‪ 37 :‬۔ ‪ 08‬۔ ‪401‬‬
‫اننشنغبية (من الاباضية) ‪513 :‬‬
‫الشكاس (من الاباضية) ‪ 672 :‬۔ ‪` 082‬‬
‫الشيعة ‪ 621 :‬۔ ‪ 721‬۔ ‪ 612‬۔ ‪ 192‬۔ ‪ 113‬۔ ‪ 223‬۔ ‪143‬‬

‫‪13‬‬ ‫‪374- -‬‬


‫ص‬

‫الصفرية ‪ 01 :‬۔ ‪ 41‬۔ ‪ 61‬۔ ‪ 15‬۔ ‪ 25‬۔ ‪ 16‬۔ ‪ 66‬۔ ‪ 47‬۔ ‪ 98‬۔ ‪ 99‬۔‪301.‬‬
‫_ ‪ 501‬۔ ‪ 311‬۔ ‪ 621‬۔ ‪ 341‬۔ ‪ 112‬۔ ‪ 722‬۔ ‪ 362‬۔ ‪ 113‬۔ ‪ 233‬۔ ‪333‬‬
‫_ ‪ 143‬۔ ‪ 483 _ 943‬۔ ‪ 583‬۔ ‪ 993‬۔ ‪404‬‬

‫ع‬
‫العلوية ‪ 401 :‬۔ ‪302‬‬

‫ق‬
‫القعدة ‪37 :‬‬

‫المالكية ‪ 75 :‬۔ ‪ 621‬۔ ‪ 192‬۔ ‪ 003‬۔ ‪ 803‬۔ ‪ 113‬۔ ‪ 223‬۔ ‪ 423‬۔ ‪333‬‬
‫_ ‪ 533‬۔ ‪ 053‬۔ ‪ 383‬۔ ‪ 483‬۔ ‪ 683‬۔ ‪ 093‬۔ ‪204‬‬
‫المجسمة ‪043 :‬‬
‫الحكمة ‪37 :‬‬
‫المعتزلة ‪ 621 :‬۔ ‪ 962‬۔ ‪ 872‬۔ ‪ 992‬۔ ‪ 113‬۔ ‪ 233‬۔ ‪ 433‬۔ ‪ 633‬۔ ‪933‬‬
‫_ ‪893‬‬
‫‪٠‬‬

‫ں‌‬
‫النجدات ‪ 73 :‬۔ ‪47‬‬
‫النجو ية (من الاباضية) ‪413 :‬‬
‫النصرانية ‪ 9 :‬۔ ‪ 161‬۔ ‪ 242‬۔ ‪373‬‬
‫النفاثية ‪ 172 :‬۔ ‪ 033‬۔ ‪233‬‬
‫النكاث (من الاباضية) ‪413 :‬‬
‫النكارية (من الاباضية) ‪ 611 :‬۔ ‪ 811‬۔ ‪ 621‬۔ ‪ 731‬۔ ‪ 832‬۔ ‪ 562‬۔ ‪662‬‬
‫_ ‪ 962‬۔ ‪ 172‬۔ ‪ 972‬۔ ‪ 003‬۔ ‪ 213‬۔ ‪ 413‬۔ ‪ 513‬۔ ‪ 033‬۔ ‪ 233‬۔ ‪393‬‬
‫_ ‪493‬‬

‫‪474-‬‬
‫و‬
‫الواصلية ‪ 301 :‬۔ ‪ 501‬۔ ‪ 811‬۔ ‪ 233‬۔ ‪ 733‬۔ ‪143‬‬
‫الوهبية (من الاباضية) ‪ 301 :‬۔ ‪ 121‬۔ ‪ 621‬۔ ‪ 612‬۔ ‪ 562‬۔ ‪ 962‬۔ ‪972‬‬
‫_ ‪ 003‬۔ ‪ 413‬۔ ‪ 513‬۔ ‪ 033‬۔ ‪ 133‬۔ ‪ 493‬۔‬

‫ي‬
‫اليعقوبية (من النصرانية) ‪833 :‬‬
‫اليهودية ‪ 9 :‬۔ ‪ 671‬۔ ‪373‬‬

‫‪574-‬‬
‫الخوض و ع‬
‫‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ..‬‬ ‫الاهداذ‬
‫‪. . . . . . . . . . . . . ..‬‬ ‫ذكرى الامامة الاباضية (شعر)‬
‫‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ..‬‬ ‫شكر وتقدير‬
‫‪. . . . . . . . . . . . . . . . ...‬‬ ‫مقدمة الطبعة الثانية‬
‫‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . ..‬‬ ‫مقدمة الطبعة الأولى‬

‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ ١‬لسيا سية‪‎‬‬ ‫‪ ١‬لأوضاع‪‎‬‬

‫أ ۔ نشأته ‪. ... ..... ...... ......‬‬


‫ب ۔ بعض عقائده ‪...... ..........‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬بناء العاصمة تيهرت ونشأة الدولة الرستمية‬
‫‪. . . . . . . . . ..‬‬ ‫ا ۔ ممهدات بناء مدينة تيهمرت‬
‫‪. . . . .. ..‬‬ ‫‪.....‬‬ ‫ب ۔ بناء العاصمة تيهرت‬
‫<‬ ‫ج ۔ نشأة الدولة الرستمية ‪ :‬الامام عبد الرحمن بن رستم‬
‫‪. . . . . . . . . . . . . . . . . ..‬‬ ‫حياته ونسبه‬
‫‪ . . . . .‬‏‪. . . . . ٠‬‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬حدود الدولة الرستمية‬
‫الفصل الرابع ‪ :‬الأوضاع السياسية العامة ‪. .‬‬
‫‪. . . . . . . . ..‬‬ ‫للدولة الرستمية ‪061‬ه ۔ ‪ 692‬ه‬
‫الباب الثاني ‪:‬‬

‫‪............... ......‬‬ ‫الأوضاع الاقتصادية‬


‫هيد ‪ :‬جغرافية الدولة وأثرها في الاقتصاد ‪.........‬‬
‫الفصل الأول ‪ :‬الزراعة والرعي ‪......... ......‬‬
‫أ ۔ الزراعة ‪............... ......‬‬
‫‪. ...‬‬ ‫‪......‬‬ ‫‪..... . .. . .‬‬ ‫ب ۔ الرغي‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الصناعة والمهن المختلفة ‪...... . . . . . .‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬التجارة الداخلية ‪........ ......‬‬
‫أ ۔ نشاطها ى أسواقها } بضائعها ‪..... ......‬‬
‫ب ۔ المكاييل والنقود (العملة) ‪...... ......‬‬
‫الفصل الرابع ‪ :‬التجارة الخارجية مع المغرب والمشرق العربيين‬
‫ا ۔ المسالك التجارية بين تيهرت وغيرها من العواصم‬
‫‪. ... . . . . . .. . .‬‬ ‫العربية ق المغرب والمشرق‬
‫‪. . . . . . . . . . .‬‬ ‫‪. . .‬‬ ‫والواردات‬ ‫با ۔ الصادرات‬

‫الفصل الخامس ‪ :‬التجارة الخارجية مع السودان الغربي‬


‫أ ۔ ممالك السودان ‪........... ......‬‬
‫ب ۔ مسالك التجارة مع السودان ‪..........‬‬
‫‏‪ ١‬لتجا رة العا برة للصحرا ء وظروفها‬ ‫_ مصا عب‬ ‫حج‬

‫‪........‬‬ ‫د ۔ صادرات الدولة الى بلاد السودان‬


‫ه ۔ واردات الدولة من بلاد السودان (الذهب والرقيق)‬
‫‪.‬ي‪.........‬‬ ‫و ۔ مظاهر التجارة العابرة للصحراء‬
‫الفصل السادس ‪ :‬المؤسسة المالية ‪ .‬بيوت الأموال ودار الزكاة‬
‫أ ۔ دار الزكاة ‪ 0‬موارده ونفقاته ‪........ .. . .‬‬
‫‪..... .....‬‬ ‫ب ۔ بيت المال ث موارده ونفقاته‬
‫الفصل السابع ‪ :‬الحسبة ومستوى المعيشة في الدولة ‪......‬‬
‫أ ۔ الحسبة ‪.....................‬‬
‫‪........ ...... ..‬‬ ‫ب ۔ مستوى المعيشة‬
‫الباب الثالث ‪:‬‬
‫‪. . . ..‬‬ ‫‪...... ...... .....‬‬ ‫الحياة الفكرية‬
‫‪........................‬‬ ‫تمهيد ‪.....‬‬
‫‪ :‬دورالحكام في الحياة الفكرية ‪.... .....‬‬ ‫الفصل الأول‬
‫‪ :‬المؤسسات التعلمية والدراسات المتداولة فيها ‪. .‬‬ ‫الفصل الثاني‬
‫المؤسسات التعلمية ‪..............‬‬ ‫أولا ۔‬
‫أ ۔ الكتاب ‪............ .....‬‬
‫‪. . . . . . .. .‬‬ ‫ب ۔ حلقات العلم في المسجد‬
‫‪. . . . . . . . . . . . . . ..‬‬ ‫ج ۔ المكتبات‬
‫ثانيا ۔ الدراسات المتداولة ‪..............‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬العلوم وأبرز العلماء ‪. ..... ......‬‬
‫‪................‬‬ ‫أولا ۔ العلوم النقلية‬
‫أ ۔ التفسير ‪............ ......‬‬
‫‪. . . . . . . . . . . . . . ..‬‬ ‫ب ۔ الحديث‬
‫ج ۔ الفقه ‪............ ......‬‬
‫ثانيا ۔ العلوم العقلية ‪. ...... .. . . . . . . . .‬‬
‫أ ۔ المناظرات (عام الكلام) ‪..... .....‬‬
‫‪. . . . . . . . ..‬‬ ‫ب ۔ بين البربرية ‪.‬والعربية‬
‫‪.... ..‬‬ ‫ج ۔ اللغة العربية ‪ :‬النحو والاداب‬
‫‪. . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫د ۔ التاريخ‬

‫ثالثا ۔ العلوم الدنيو ية ‪...............‬‬


‫أ ۔ الطب ‪............. ......‬‬
‫ب ۔ الحساب وعلم الفلك أو التنجيم ‪......‬‬
‫الفصل الرابع ‪ :‬المرأة ودورها في الحياة الفكرية ‪. ......‬‬
‫الفصل الخامس ‪ :‬العلاقات الثقافية ‪..... ........‬‬
‫أ ۔ مع بلدان المغرب العربي والأندلس ‪........‬‬
‫‪...... ......‬‬ ‫ب ۔ مع بلاد السودان الغربي‬
‫‪...... ...... ...‬‬ ‫ج ۔ مع المشرق العربي‬
‫الخاتمة ‪.........‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع ‪.‬‬
‫الخلاصة باللغة الفرنسية‬
‫‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ . .‬‏‪٠‬‬ ‫الاعلام‬ ‫فهرس‬

‫فهرس البلدان والأماكن‬


‫فهرس القبائل ‪.....‬‬
‫فهرس المذاهب والأديان‬
‫املطبمة المربية‬
‫ج طالي أحد ‪.‬غرداية‬

‫‪ 18‬حميد ‪::> 20‬ءد ‪4991‬‬ ‫الايداع القانوني رقم‬

‫تصفيف وتركيب عبدالعزيز باباعمي‬


‫‪ .3‬شارع ‪ 8‬ماي ‪ 5491‬۔ الجزائر‬

You might also like