You are on page 1of 29

‫مناهج المحدثين في القرن الرابع الهجري‬

‫س‪ /‬اتفق العلماء على أنه بانسالخ القرن الثالث الهجري؛ يكاد يتم جمع الحديث وتدوينه ويبتدئ عصر ترتيبه وتهذيبه؛ وتسهيله على‬
‫رواده وتقريبه واعتبروا الحد الفاصل بين المتقدمين والمتأخرين من رواة الحديث وحملته هو رأس سنة ثالثمائة ؟ فما صحه هذا‬
‫وهذه اآلراء مخالفة للحقيقة مجانبة للصواب وذلك لما يلي ‪:‬‬
‫أولا ‪ :‬يعتبر القرن الثالث الهجري عصر تصنيف وليس عصر تدوين ؛ألن التدوين كما قلت سابقًا ‪ -‬جمع الشيء!؛ وجمع الحديث كان‬
‫في القرن األول والثاني‪.‬‬
‫تعريف التصنيف وما الدليل عليه في القرن الثالث‬
‫التصنيف هو‪ :‬تمييز األشياء بعضها من بعض؛ وجعلها أصنافا ً وكل ضرب من األشياء صنف على حدة‬
‫والدليل عليه تصنيف الصحيح من غيره في كتب خاصة وتصنيف الحسن كذلك ووجود مصنفات كثيرة في غير ذلك‪.‬‬
‫وقال إبراهيم بن معقل النسفي‪ :‬سمعت البخاري يقول ما أدخلت في كتابي الجامع إال ما صح وتركت من الصحيح حتى ال يطول""‪.‬‬
‫وعليه‪ :‬فالسنة النبوية كانت قد جمعت أوالً وبقى التصنيف والتمييز وهذا ما حدث‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬لو كان قد تم فعالً جمع الحديث وتدوينه في القرن الثالث‪.‬؛ لما كان للمستدركات والمستخرجات أدنى فائدة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬في نقد الدارقطني وهو من علماء القرن الرابع الهجري لصحيح البخاري وإن كان العلماء قد أجابوا عن ذلك ‪ -‬داللة قاطعة على‬
‫التمييز والتجديد وإال لما كان للنقد مزية‬
‫رابعاا‪ :‬جمع السنن من أفواه الرجال في شتى بقاع األرض والنظر في رجال األسانيد وإنزالهم منازلهم وبيان عليل الحديث من صحيحه‬
‫بلغ ذروته في القرن الرابع؛ وقد ذكر المؤرخون أنه في سنة ‪385‬توفى ابن منده خاتمة الرحالين "الذين رحلوا لسماع الحديث"؛ وقد‬
‫جمع ألفا وسبعمائة حديث؛ ورجع إلى وطنه ومعه أربعون وقرأ من الكتب‪.‬‬
‫خامسا ا‪ :‬ظهور أنواع جديدة من المصنفات لم تظهر من قبل مطلقًا‪.‬‬
‫مباشرا؛ ومنها غير‬
‫ً‬ ‫قد قام علماء القرن الرابع الهجري بتأليف مصنفات جديدة تعددت مناهجها وأغراضها؛ منها ما يتصل بالسنة اتصاالً‬
‫ذلك‪ .‬فما يتصل بالسنة منها ‪:‬‬
‫‪ . -1‬المستدركات‬
‫‪ .-2‬المستخرجات‬
‫‪-3‬المعاجم‬
‫‪ -4‬التدوين على األبواب والمسانيد‬
‫‪ . - 5‬الشروح لكتب الحديث‬
‫‪ -6‬التخريج للحديث الصحيح‬
‫‪ - -7‬علل الحديث‬
‫‪ -8‬نقد الرجال والمتكلمون فيه‪.‬‬
‫س‪ /‬ما هيه الكتب التي ألفت في السنة النبوية غير أن أصحابها لم ينهجوا منه ًجا واحدًا في تأليفها ولم يسلكوا نم ً‬
‫طا واحدًا في جمعها؛‬
‫وإنما كانت لهم في ذلك مذاهب شتى‪ .‬اختلفت فيها مناهجهم؛ لذا اختلفت أنواعها وتنوعت مؤلفاتها فكان منها ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫كتب تعرف بكتب السنة ‪:‬‬
‫وهي الكتب الحاضة على اتباعها والعمل بها وترك ما حدث بعد الصدر األول من البدع واألهواء منها ‪:‬‬
‫‪ -1‬كتاب السنة ألبي بكر أحمد بن محمد بن هارون البغدادي الحنبلي المعروف (بالخالل) مؤلف علم أحمد بن حنبل وجامعه ومرتبه‬
‫المتوفى سنة إحدى عشرة وثالثمائة ‪311‬؛ وهو في ثالث مجلدات!"'‪.‬‬
‫‪ .-2‬وألبي الشيخ أبي عبد هللا بن محمد بن جعفر بن حيان بفتج المهملة والتحتية واألصبهاني الحياني نسبة إلى جده حيان المذكور‬
‫الحافظ ذي التصانيف المتوفى سنة تسع وستين وثالثمائة ‪369‬‬
‫‪ .-3‬وألبي حفص عمر بن أحمد بن عثمان البغدادي الواعظ المعروف "بابن شاهين" الحافظ الكبير صاحب التصانيف العجيبة التي‬
‫بلغت ثالثمائة وثالثين مصنفا المتوفى سنة خمس وثمانين وثالثمائة ‪385‬‬
‫‪ -4‬وألبي بكر أحمد بن عمرو بن النبيل (أبي عاصم) الضحاك بن مخلد الشيباني البصري قاضي أصبهان المتوفى سنة سبع وثمانين‬
‫ومائتين‪287.‬‬
‫ومما هو في حيزها ‪:‬‬
‫كتاب الرد على الجهمية لعثمان بن سعيد الدارمي ولعبد الرحمن بن أبي حاتم‬
‫من مناهج التدوين كتب‪ .‬فرده في أنواع مخصوصة اذكرها‬
‫‪ -1‬كتاب الطهور ألبي بكر عبد هللا (بن أبي داود) السجستاني صاحب السنن الحافظ ابن الحافظ المتوفى سنة ‪316‬‬
‫‪ -2‬والتهجد ألبي بكر جعفر بن محمد بن الحسن الغريبي نسبة إلى بلد بالترك يقال لها‪ :‬قرياب؛ المتوفى ببغداد سنة ‪301‬‬
‫‪ -3‬والمناسك ألبي_ القاسم الطبراني المتوفى سنة ستين وثالثمائة ‪360‬‬
‫‪ -4‬وكتاب الشكر ألبي بكر محمد بن جعفر بن محمد بن سهل بن شاكر الخرائطي السامري الحافظ؛ المتوفى بمدينة يافا من الشام ‪327‬‬
‫‪-5‬ومكارم األخالق للطبراني وهو نحو جزئين‪.‬‬
‫‪-6‬وكتاب أخالق النبي صلى هللا عليه وسلم ألبي الشيخ بن حيان‪.‬‬
‫‪ .-7‬فضائل الصحابة ألبي الحسن "خيتمه بن سليمان" بن حيدره القرشي الطرابلسي الحافظ المتوفى سنة ثالث وأربعين وثالثمائة ‪.8‬‬
‫والدعاء للطبراني وهو مجلد كبيرا"‪.‬‬
‫‪ .9‬واألدب وهو األخذ بمكارم األخالق واستعمال ما يحمد قوالً وفعالً ألبي الشيخ أي ً‬
‫ضا‪.‬‬
‫‪ -10‬فضائل القرآن لجعفر بن محمد الغريابي‬
‫‪ -11‬فضائل الصحابة ألبي المطرف عبد الرحمن بن محمد بن عيسى "ابن قطيس" األندلسي القرطبي قاضي الجماعة ‪402‬‬
‫س‪ /‬ومن مناهج التدوين في القرن الرابع ‪»:‬‬
‫‪-1‬المسلسالت‪. :‬‬
‫ومنهج العلماء فيه هو‪ :‬إيراد كل حديث تتابع رجال إسناده واحدًا واحدًا على صفة واحدة أو حالة واحدة للرواة تارة وللرواية تارة‬
‫ضاء إما أقوال أو أفعال أو هما معًا وصفات الرواية إما أن تتعلق بصيغ األداء أو بزمنها أو مكانهاء‬
‫أخرى؛‪ .‬وصفات الرواة وأحوالهم أي ً‬
‫وما أفضل األنواع فيه ؟ما دل على االتصال في السماع وعدم التدليس‪.‬‬
‫ما هي فوائده‪ :‬اشتماله على زيادة الضبط من الرواة؛ وقلما يسلم عن خلل في التسلسل‪.‬؛ وقد ينقطع تسلسله في وسطه أو أوله أو‬
‫آخره")‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ما هي الكتب المصنفة في المسلسالت ؟ كثيره اهمها‬
‫‪ -1‬كتاب المسلسالت ألبي بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسين بن "شاذان"البغدادي البزاز محدث بغداد المتوفى سنة ثالث وثمانين وثالثمائة‬
‫وهو والد مسند العراق "أبي علي بن شاذان" "‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن مناهج التدوين أيضا ‪ :‬األجزاء الحديثية‬
‫والجزء في اصطالحهم ‪ :‬تأليف األحاديث المروية عن رجل واحد؛ سواء كان ذلك الرجل في طبقة الصحابة أو من بعدهم كجزء حديث‬
‫أبي بكر وجزء حديث مالك وقس عليها‪.‬‬
‫وهذا القسم كثيرا جدًا‪ .‬وقد يختارون من المطالب في صفة الجامع مطلبًا جزئيًا يصنفون فيه مبسو ً‬
‫ط‬
‫والجامع في اصطالحهم ما يوجد فيه جميع أقسام الحديث أي مطالبه وهي‪:‬‬
‫‪ -3‬أحاديث الرقاق‬ ‫‪ -2‬أحاديث األحكام‬ ‫‪ -1‬أحاديث العقائد‬
‫‪ -5‬أحاديث السفر والقيام والقعود‬ ‫‪ -4‬أحاديث آداب األكل والشرب ‪-‬‬
‫‪ 7‬أحاديث الفتن‬ ‫‪ -6‬األحاديث المتعلقة بالتفسير والتاريخ والسير ‪-‬‬
‫‪ -8‬أحاديث المناقب والمثالب'")‬
‫وقد صنف أهل العلم بالحديث في كل فن من هذه الفنون الثمانية تصانيف مفرزة؛ وكان القرن الثالث أسبق من القرن الرابع‬
‫ما هي األجزاء الحديثية في القرن الرابع ‪:‬‬
‫‪ -1‬جزء أبي العباس محمد بن جعفر بن محمد بن هشام بن قيم بن مالس النميري الدمشقي المحدث المتوفى سنة ‪328‬‬
‫‪ .-2‬جزء أبي عمرو إسماعيل (بن نجيد) بن أحمد بن يوسف بن خالد السلمي النيسابوري شيخ الصوفية؛ المتوفى سنة ‪366‬هـ‬
‫‪ -3‬جزء أبي علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن صالح الصغار المتوفى سنة ‪341‬‬
‫‪ - -4‬جزء أبي أحمد محمد بن أحمد بن الحسين بن القاسم الغطريفي؛ مصنف صحيح البخاري؛ وهو من حديث القاضي أبي بكر‬
‫الطبري وتوفى الغطريفي عام ‪377‬‬
‫ومن األجزاء الحديثية أيضاا ‪:‬‬
‫‪ -1‬األجزاء الغيالنيات ‪» :‬وهي أحد عشر جز ًءا تخريج الدارقطني من حديث أبي بكر محمد بنعبد هللا بن إبراهيم البغدادي الشافعي‬
‫البزار اإلمام الحجة المفيد المتوفى سنة ‪354‬؛ هه وهو القدر المسموع ألبي طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيالن البزار المتوفى‬
‫سنة أربعين وأربعمائة من أبي بكر المذكور وهي من أعلى الحديث وأحسنها"‪.‬‬
‫‪ -2‬واألجزاء القطعيات ‪» :‬‬
‫وهي خمسة أجزاء ألبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك بن شبيب البغدادي "القطيعي" بفتح القاف وكسر المهملة لسكناه قيطعة‬
‫الرقيق ببغداد؛ سند العراق المتوفى سنة ثمان وستين وثالثمائة ‪ 368‬روى عن عبد هللا بن أحمد بن حنبل المسند والتاريخ والزهد‬
‫والمسائل كلها ألبيها""‪.‬‬
‫‪ -3‬واألجزاء المحامليات ‪» :‬‬
‫وهي ستة عشر جز ًءا للقاضي أبي عبد هللا الحسين بن إسماعيل بن محمد الضبي نسبة إلى ضبة قبيلة كبيرة مشهورة البغدادي‬
‫(المحاملي) شيخ بغداد ومحدثها المتوفى سنة ثالثين وثالثمائة ‪8“ 01‬ه بعد ما ولى قضاء الكوفةا"‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ومن الفوائد الحديثية ‪« :‬‬
‫‪ -1‬فوائد أبي بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان األصبهاني الخازن الشهير (بابن المقري) صاحب المعجم الكبير‬
‫ضا المتوفى ‪ 381‬وهي في ثمانية أجزاءا""‪.‬‬
‫واألربعين حديثا ومسند أبي حنيفة أي ً‬
‫‪ -2‬فوائد أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيي المزكي النيسابوري ممن سمع ابن خزيمة وغيره سمع منه البرقاني والحاكم وابن أبي‬
‫الفوارس وغيرهم وتعرف بالمزكيات توفى سنة اثنتين وستين وثالثمائة ‪362‬‬
‫‪-3‬فوائد أبي محمد عبد هللا بن أحمد بن موسى بن زياد العسكري (نسبة إلى عسكر مكرم) األهوازي الجواليقي المعروف بعبدان صاحب‬
‫التصانيف المتوفى في آخر سنة ‪306‬‬
‫ومن مناهج التدوين كذلك في القرن الرابع الهجري ‪:‬‬
‫‪ -4‬رباعيات الحديث ‪:‬‬
‫وهي أن يروي تابعي عن تابعي عن الصحابي أو صحابي عن صحابي فيحسب التابعيان أو الصحابيان في درجة واحدة فهما اثنان في‬
‫حكم الواحد؛ فإذا كان معهم راو أخذ عنه المؤلف يقال فيه رباعي في حكم الثالثي ومنها رباعيات الطبراني في معاجمه والرباعيات‬
‫تخريج أبي الحسن الدارقطني؛‬
‫‪ -5‬ومنها كتب في األفراد وهو نوعان ‪»« :‬‬
‫فرد مطلق‪ :‬وهو ما تفرد به راويه عن كل أحد من الثقات وغيرهم بأن لم يروه أحد من الرواة مطلقًا إال هو‪.‬‬
‫فرد نسبي‪ :‬وهو ما تفرد به ثقة بأن لم يروه أحد من الثقات إال هو أو تفرد به أهل بلد بأن لم يروه إال أهل بلدة كذا كأهل البصرة أو تفرد‬
‫به راويه عن راو مخصوص بأن لم يروه عن فالن وإن كان مرويًا من وجوه عن غيرها"‪.‬‬
‫ومن الكتب المصنفة فيها ‪» :‬‬
‫‪ -1‬كتاب اإلفراد للدارقطني وهو كتاب حافل في مائة جزء حديثيةا‬
‫‪ .-2‬وكتاب اإلفراد البن شاهين الحافظ اإلمام المفيد الكبير محدث العراق‬
‫أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان البغدادي المتوفى سنة خمس وثمانين‬
‫وثالثمائة‪.‬‬
‫وأهم المصنفات في القرن الرابع‬
‫‪ -1‬كتاب أبي بكر محمد بن إسماعيل بن العباس "الوراق' البغدادي المحدث المكثر المتوفى سنة ‪378‬‬
‫‪ -2‬كتاب أبي عبد هللا الحسين بن إسماعيل بن محمد المحاملي الضبي البغدادي القاضي المتوفى ‪ 330‬وهو في‪16‬جزءا‬
‫‪ .3‬وألبي القاسم عبد الرحمن بن إسحاق "الزجاجي" وهو صاحب الجمل المتوفى بطبرية سنة ‪340‬‬
‫‪ -4‬وألبي جعفر محمد بن القاسم البختري المتوفى ‪343‬‬
‫ومن مصنفات القرن الرابع كذلك ‪« :‬‬
‫الكتب المصنفة في األربعينات في الحديث ‪» :‬‬
‫فقد ورد من طرق كثيرة بروايات متنوعة " أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪ :‬من حفظ على أمتي أربعين حديثا في أمر دينها بعثه‬
‫هللا يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء' ''؛ واتفقوا على أنه حديث ضعيف وإن كثرت طرقه؛‬

‫‪4‬‬
‫علي ما صنف العلماء في هذا الباب ؟ او واختلفت مقاصد العلماء في تأليفها وجمعها وترتيبهاء‬
‫‪ -1‬فمنهم من اعتمد على ذكر أحاديث التوحيد وإثبات الصفات؛‬
‫‪ -2‬ومنهم من قصد ذكر أحاديث األحكام‬
‫‪ -3‬ومنهممن اقتصر على العبادات؛‬
‫‪ -4‬ومنهم من اختار حديث المواعظ والرقائق؛‬
‫‪ -5‬ومنهم من قصد إخراج ما صح سنده وسلم من الطعن؛‬
‫‪ -6‬ومنهم من قصد ماعال إسناده؛‬
‫‪ -7‬ومنهم من أحب تخريج ما طال متنه وظهر لمن يسمعه حسنه؛ إلى غير ذلك وسمى كل واحد منهم كتابة بكتاب األربعين؛ وقد‬
‫صنف في القرن الرابع الكثير منها من بينها‬
‫‪ -1‬األربعين ألبي بكر اآلجري المتوفى سنة ‪360‬‬
‫‪ -2‬األربعين ألبي بكر الكالباذي محمد بن إبراهيم الحنفي المتوفى سنة‪380‬‬
‫‪ -3‬األربعين ألبي بكر الجوزتي محمد بن عبد هللا بن محمد النيسابوري المتوفى سنة ‪.388‬‬
‫علوم صاحبت التدوين ‪« :‬‬
‫صاحب تدوين الحديث في القرن الرابع الهجري مصنفات كثيرة؛ وذلك على يد شيوخ المحدثين؛‬
‫كل هذه العلوم كانت متعددة األغراض والمناهج لخدمة السنة النبوية‪:‬‬
‫منها ما ضم أقوال العلماء في اإلسناد‪ .‬ومنها ما تعلق باإلسناد والمتون؛ ومنها ما جمع ما دار بين العلماء في مجالسهم وجدلهم‬
‫ومناظراتهم في صفات الرواة وأحوالهم‬
‫ما هيه العلوم التي صاحبت التدوين‬
‫‪ /-1‬علم مصطلح الحديث ‪ :‬وهو علم يعرف منه حقيقة الرواية وشروطها وأنواعها وأحكامها وحال الرواة وشروطهم وأصناف‬
‫المرويات وما يتعلق بها‪.‬‬
‫شبهه‬
‫ولقد وهم العلماء عندما قالوا‪ :‬أن ابتداء نشأته إنما كان أثناء المائة الثالثئة‬
‫الرد‬
‫والحق يقال‪ :‬قد نشا ً هذا العلم منذ نشأ علم الحديث ولم يفترقا منذ العهد األول لهماولعلك تدرك ذلك حين بدأت الصحابة تتصدر لرواية‬
‫الحديث بعد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم؛ فبدأو مع هذه الرواية التحري عن صحتها والتأكد من حفظ الراوي لما يرويه وضبطه له‬
‫وكانت بداية ذلك‪ :‬ما فعله بعض الخلفاء من ضرورة إحضار شاهدين يشهدان لمن روى الحديث بصحة سماعه له من النبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم؛‬
‫أما الكتابة فيه كتابة موضوعية في مصنف واحد؛ فلم تظهر إال في القرن الرابع الهجري؛ وإن كان العلماء في القرون السابقة قد كتبوا‬
‫في ذلك لكنها كانت ممزوجة بالحديث مفرقة بين ثناياه أو في مقدمة كتاب أو خاتمة آخر وذلك كما فعل الشافعي في ثنايا الرسالة واألم‬

‫‪5‬‬
‫وفي كتب التواريخ الثالثة للبخاري أو في مقدمة صحيح مسلم أو خاتمة الترمذي؛‬
‫متي انفصل علم مصطلح الحديث عن التدوين ‪ :‬في القرن الرابع وذلك في كتاب ‪:‬‬
‫‪ _ -1‬المحدث الفاصل بين الراوي والواعي للقاضي أبي محمد الحسن بنعبد الرحمن بن خالد الرامهرمزي‪ .‬قال الذهبي‪ :‬لم أظفر بتاريخ‬
‫موته وأظنه بقى إلى حدود الخمسين وثالثمائة‪ .‬وهو أول كتاب ألف في علوم الحديث فيما يغلب على الظن وإن كان يوجد قبله مصنفات‬
‫مفردة في أشياء من فنونه؛ لكنه هو أجمع ما جمع من ذلك في زمانه!"‪.‬‬
‫‪. -*2‬علوم الحديث ألبي عبد هللا الحاكم إمام المحدثين أبو عبد هللا محمد بن عبد هللا بن حمدويه بن نعيم الضبي النيسابوري يعرف‬
‫بابن البيع صاحب المستدرك المتوفى سنة ‪ 405‬ومنها‪ :‬كتب في آداب الرواية وقوانينها مثل‪:‬‬
‫‪ -3‬كتاب سنن التحديث ألبي الفضل صالح بن أحمد بن محمد بن أحمد التميمي الهمزاني الحافظ الثقة الصالح المتوفى سنة ‪384‬‬
‫ومن العلوم التي صاحبت التدوين ‪ -2 :«0‬غريب الحديث ‪. :‬‬
‫ومنهج العلماء فيه تفسير غريب ألفاظ الحديث "أي ما وقع في متن الحديث من لفظة غامضة بعيدة الفهم لقلة استعمالها"؛ وهو فن مهم‬
‫يقبح جهله بأهل الحديث والخوض فيه صعب حقيق بالتحري جدير بالتوقي‬
‫س‪ /‬ما هي المصنفات في غريب الحديث في القرن الرابع ؟‬
‫‪ -1‬كتاب الدالئل في شرح ما أغفله أبو عبيدة وابن قتيبة من غريب الحديث ألبي محمد قاسم بن ثابت بن حزم العدني السرقسطي‬
‫األندلسي المتوفى ‪ 302‬مات ولم يكمله؛فأتمه أبوه أبو القاسم ثابت بن حزم بن عبد الرحمن بن مطرف السرقسطي‬
‫‪ .-2‬وألبي بكر محمد بن القاسم األنباري النحوي صاحب التصانيف يروي بإسناده ويملي من حفظه‪ .‬وكان من أفراد الدهر في سعة‬
‫الحفظ ومن جملة تصانيفه غريب الحديث؛ قيل إنه خمسة وأربعون ألف ورقة؛ توفى سنة ‪ 327‬او ‪328‬‬
‫‪ .-3‬وألبي عمر محمد بن عبد الواحد بن ابي هشام أبو عمرو الزاهد المعروف بغالم ثعلب له كتاب غريب الحديث صنفه على مسند‬
‫أحمد بن حنبل وجعل يستحسنه جدًا أملى من حفظه ثالثين ألف ورقة لغة وجميع كتبه أمالهابغير تصنيف توفى ‪347‬‬
‫‪ -4‬وغريب الحديث أيضنَا ألبي سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم بن خطاب البستي (الخطابي) الفقيه الحافظ المشهور المتوفى سنة‬
‫‪388‬وهو صاحب معالم السنن وغيرها من التصانيف!*‪.‬‬
‫ولقد استمر حال الكتابة في غريب الحديث إلى زمن الخطابي؛ وكان بعد الثالثمائة والستين وقبلهاء فألف كتابه هذاء وقد سلك فيه نهج‬
‫س ‪ /‬ماهي الكتب الخالية عن األسانيد ؟‬
‫الغريبين؛ أي غريب القرآن وغريب الحديث في مجلد ضخم ألبي عبيد أحمد بن محمد بن محمد بن أبي عبيد العبدي المؤدي الهروي‬
‫المتوفى سنة ‪ 401‬صنف الهروي كتابه ورتبه على حروف المعجم على وضح لم يسبق في غريب القرآن والحديث إليه؛ فاستخرج‬
‫الكلمات اللغوية الغريبة من أماكنها وأثبتها في حروفها وذكر معانيها و جاء كتابه جامعًا في الحسن بين اإلحاطة والوضع‪ .‬فإذا أراد‬
‫اإلنسان كلمة غريبة وجدها في حرفها بغير تعب‪ .‬إال أنه جاء الحديث مفرفًا في حروف كلماته‬
‫ما الغرض والمقصد من هذا التصنيف‪:‬‬
‫معرفة الكلمة الغريبة لغة وإعرابًا ومعنى‪ .‬ال معرفة متون األحاديث واآلثار وطرق أسانيدها وأسماء رواتها؛ فإن ذلك علم مستقل‬
‫بنفسه؛ مشهور بين أهله؛‪ .‬فانتشر كتابه بهذا التسهيل والتيسير في البالد واألمصار‬
‫ومن العلوم التي صاحبت التدوين ‪ -3 -‬اختالف الحديث ‪ :‬فما هو‬
‫أو تقول تأويل مختلف الحديث أو تقول مشكل الحديث أو تقول في مناقضة الحديث وبيان محامل صحيحها‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫ظاهرا فيوفق بينهما أو يرجح أحدهما فيعمل به دون اآلخر وإنما يكمل‬
‫ً‬ ‫وهو من أهم األنواع ‪ :‬وهو أن يأتي حديثان متضادان في المعنى‬
‫له األئمة الجامعون بين الحديث والفقه واألصوليون الغواصون على المعاني الدقيقة‪ .‬صنف فيه اإلمام الشافعي‬
‫وهو أول من تكلم فيه ولم يقصد رحمه هللا استيفاءه وال أفراده بالتأليف بل ذكر جملة منه في كتاب األم ينبه بها على طريقه أي الجببع‬
‫في إال أن الكتاني في الرسالة المستطرقة ذكر قائالً‪' :‬ككتاب اختالف الحديث للشافعي رضي هللا عنه وهو من رواية الربيع بن سليمان‬
‫المرادي عنها"‪ .‬ثم صنف فيه ابن قتيبة فأتى بأشياء حسنة وأشياء غير حسنة قصر فيها باعه‬
‫لكون غيرها أولى وأقوى منها وترك معظم المختلف!"‪.‬‬
‫س ‪ /‬من الذي صنف في مختلف الحديث في القرن الرابع‬
‫‪ -1‬تأويل مختلف الحديث لإلمام الحافظ محدث البصرة أو يحيي زكريا بن‬
‫يحيي بن عبد الرحمن بن يحيي بن عدي بن عبد الرحمن البصري المتوفى سنة ‪ 307‬نحو ‪ 90‬سنه‬
‫‪ -2‬تأويل مختلف الحديث ألبي جعفر محمد بن جرير الطبري أحد األعالم وصاحب التصانيف المتوفى سنة ‪310‬‬
‫‪ -3‬تأويل مختلف الحديث لإلمام العالمة الحافظ صاحب التصانيف البديعة أبو جعفر أحمد بن محمد بن سالمة األزدي الحجري المصري‬
‫الحنفي ابن أخت المزني!" المتوفى سنة ‪321‬‬
‫‪ -4‬تأويل مختلف الحديث البن خزيمة الحافظ الكبير الثبت إمام األئمة شيخ اإلسالم أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة بن‬
‫صالح بن بكر السلمي النيسابوري صنف وجود واشتهر اسمه وانتهت إليه اإلمامة والحفظ في عصره توفى سنة ‪311‬‬
‫كان من أحسن الناس كال ًما في تأويل مختلف الحديث حتى قال‪ :‬من كان عنده حديثين متضادين فيأتني بهما ألؤلف بينهما‬
‫ما هيه األصناف في اختالف العلماء كتباا لم يصنف أحد مثلها من بينها ‪- :‬‬
‫‪ -1‬اختالف العلماء لإلمام أبو بكر محمد بن منذر النيسابوري الشافعي المتوفى سنة ‪ 309‬قال الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في‬
‫طبقاته‪ :‬صنف في اختالف العلماء كتبًا لم يصنف أحد مثلها واحتاج إلى كتبه الموافق والمخالف منها 'كتاب األشراف" وهو كتاب كبير‬
‫من أحسن الكتب وأنفعها‬
‫‪ -2‬اختالف العلماء لإلمام أبو جعفر أحمد بن محمد الطحاوي الحنفي المتوفى سنة ‪321‬؛ وهو في مائة وستين وثالثين جزءا‬
‫‪ -3‬اختالف العلماء لإلمام محمد بن محمد الباهلي الشافعي المتوفى سنة ‪321‬‬
‫ومن العلوم التي صاحبت التدوين أي ا‬
‫ضا‪. :‬ناسخ الحديث ومنسوخه ‪:‬‬
‫والنسخ هو‪ :‬رفع الشارع حك ًما منه متقد ًما بحكم منه متأخر؛ فالمراد برفع الحكم قطع تعلقه عن المكلفين‪ .‬قال الزهري‪ :‬أعيا الفقهاء‬
‫وأعجزهم أن يعرفوا ناسخ الحديث من منسوخها"؛ فإذا تعارض الخبران بالنفي واإلثبات أو تعذر الجمع بينهما ببعض التأويل وعلم ما‬
‫تقدم أحدهما تعين أن المتأخر ناسخ‪.‬‬
‫وقد كتب فيه ‪ :‬اإلمام أحمد بن حنبل كتابه المعروف الناسخ والمنسوخ وكتب كذلك‪ :‬اإلمام أبو داود صاحب السنن وأبو بكر األثرم‪.‬‬
‫ومن المصنفات التي صنفت في الناسخ والمنسوخ من الحديث وذلك في القرن الرابع ‪» :‬‬
‫‪ -1‬الناسخ والمنسوخ لإلمام العالم أحمد بن إسحاق الديناري األنباري المتوفى سنة ثمان ‪318‬‬
‫‪ _2‬الناسخ والمنسوخ لإلمام محمد بن بحر األصبهاني المتوفى ‪322‬‬
‫‪ .-3‬الناسخ والمنسوخ ألحمد بن محمد النحاس النحوي المتوفي سنة ‪338‬‬
‫‪ -4‬الناسخ والمنسوخ ألبي الشيخ أبي عبد هللا محمد بن جعفر بن حيان األصبهاني الحياني الحافظ ذي التصانيف المتوفى سنة ‪369‬‬
‫‪7‬‬
‫ومن العلوم التي صاحبت التدوين أي ا‬
‫ضا ‪ :‬علم الرجال ‪:‬‬
‫اعتنى نقاد الحديث منذ أول األمر بمعرفة رجال الحديث وضبط أسمائهم والحكم عليهم بأنهم ثقات أو ضعفاء؛ ثم نظروا في األساس‬
‫واألصل الذي ينبني عليه هذا الحكم؛ أعني الصفات التي يجب توافرها في المحدث وهو ما يعرف بعلم الجرح والتعديل‪.‬‬
‫كان ذلك بعد أن اشتغل العلماء بتأليف كتب الحديث الكبرى المعتمد عليها فبدأوا في الفحص عن الرجال وألفوا الكتب في الرواة؛‬
‫فعلم رجال الحديث علم جليل القدر عظيم األثر وكيف ال يكون كذلك وهو نصف علم الحديث؛ فعلم الحديث سند ومتن والسند هو الرواة‬
‫ومعرفة أحوالهم نصف هذا العلم؛ والكتب المصنفة فيه كثيرة األنواع متعددة األغراض متشعبة المناهج؛ فمن مؤلف في الصحابة خاصة‬
‫أو في رواة الحديث عامة ومنهم من تخصص في الثقاة أو الضعفاء؛ ومنهم من تخصص في الكتابة‬
‫عن المدلسين أو الوضاعين أو الحفاظ أو المجروحين؛ ومنهم من كشف عن المؤتلف والمختلف أو المتفق؛ والمفترق سواء كان اسما‬
‫أو نس ابا؛ ومنهم من اقتصر على الوفيات أو الطبقات؛ وكلهم كتبوا فأحسنوا‪ .‬فمن بين هذه الكتب ‪:‬‬
‫‪ /1‬معرفة األسماء والكنى واأللقاب ‪» :‬‬
‫أي أسماء من اشتهر بكنيته وكنى من اشتهر باسمه وألقاب المحدثين»‬
‫وقد ألف العلماء في بيان أسماء ذوي الكنى المشهورين باألسماء وكذلك ألفوا في بيان ألقاب ذوي األسماء كما ألفوا في نحو ذلك حتى ال‬
‫يشتبه راويا بآخر» وال يظن لقب شخص أو كنيته إسما لثان‪ .‬فيعد الثقة ضعيقًا أو الصادق كاذبًا أو يعكس األمر‪.‬‬
‫فمن ألف في هذا النوع في القرن الرابع الهجري ‪»« :‬‬
‫‪ -1‬كتاب األسماء والكنى ألبي بشر محمد بن أحمد بن حماد بن سعيد بن مسلم لمتوفى بالعرج بين مكة والمدينة سنة ‪310‬‬
‫‪ -2‬كتاب أسماء المحدثين وكناهم لإلمام أبو عبد هللا محمد بن أحمد المقدسي المتوفى سنة ‪303‬‬
‫‪ -3‬كتاب الكنى لإلمام أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي الخراساني النسائي المتوفي سنة ‪303‬‬
‫‪ -4‬كتاب األسامي والكنى ألبي عروبة الحسين بن محمد بن مودود الحراني المتوفى سنة ‪318‬‬
‫‪ -2‬كتاب "الكنى واأللقاب" للحافظ الكبير إمام المحدثين أبو عبد هللا محمد بن عبد هللا محمد بن حمدي بن نعيم الضبي النيسابوري‬
‫صاحب المستدرك المتوفى سنة ‪405‬‬
‫‪ -3‬كتاب "األلقاب والكنى' ألبي بكر أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد ابن محمد بن موسى الفارسي الشيرازي الحافظ المتوفى سنة‬
‫‪ ."411‬وهو في مجلد مفيد كثير التغويل هو أجل كتاب ألف في هذا الباب قبل ظهور تأليف ابن حجر واختصره أبو الفضل بن طاهر‪-‬‬
‫‪ -5‬الكنى البن حاتم اإلمام الحافظ الناقد شيخ اإلسالم أبو محمد عبد الرحمن بن الحافظ الكبير محمد بن أدريس بن المنذر التميمي‬
‫الحنظلي الرازي المتوفى في محرم سنة ‪327‬‬
‫ومن العلوم التي صاحبت التدوين الكتب المصنفة في معرفة الصحابة ‪« :‬‬
‫ومعرفة الصحابة علم جليل عظيم الفائدة ال يعذر أحد ممن ينسب إلى علم الحديث بجهله وال خالف بين العلماء أن الوقوف على معرفة‬
‫أصحاب رسول هللا صلى هللا عليه وسلم من أوكد علم الخاصة وأرفع علم أهل الخبرة"؛ به يعرف المتصل من المرسل؛ وتتناول‬
‫المصنفات في معرفة الصحابة ذكر أسمائهم وأنسابهم وأحوالهم واألماكن التي نزلوها والغزوات التي شهدوها وسنى وفياتهم؛ وهي إما‬
‫أن تكون مرتبة على الحروف أو على القبائل أو غير ذلك‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ما صنف في القرن الرابع في علم معرفه الصحابة‪.‬‬
‫‪ - -1‬معرفة الصحابة ألبي منصور محمد بن سعد البارودي المتوفى سنة ‪310‬‬
‫‪. -2‬من نزل مصر من الصحابة لمحمد بن الربيع الجيزي وقد بلغ عددهم في كتابه مائة ونيفا وأربعين صحابيا‬
‫‪ -3‬معجم الصحابة للحافظ الكبير الثقة مسند العالم أبو القاسم عبد هللا بن محمد بن عبد العزيز بن المرذبان البغوي األصل البغدادي‬
‫المتوفى سنة ‪317‬‬
‫‪ -4‬معرفة الصحابة للحافظ الكبير أبو بكر عبد هللا بن سليمان بن أبي داود المتوفى سنة ‪316‬‬
‫‪ -5‬أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد الحمصي المتوفى سنة ‪324‬‬
‫‪" .-6‬اآلحاد" ألبي محمد بن الجارود المتوفى سنة ‪320‬‬
‫‪" . -7‬الصحابة' ألبي جعفر محمد بن عمرو بن موسى العقيلي المتوفى ‪322‬‬
‫ولم يصل إلينا من كتب الصحابة في القرن الرابع إل كتاب 'معجم الصحابة' ألبي الحسين عبد الباقي بن قانع مرزوق األموي‬
‫المتوفى ‪ 351‬وقد رتبهم على حروف المعجم؛ وهو يذكر أسماءهم ونسبهم ثم يخرج لهم حديثا أو حديثين بإسناده إليهم وال يذكر وفياتهم‬
‫وال أخبارهم‪.‬‬
‫وكذلك وصل إلينا بعض أجزاء كتاب "معرفة الصحابة" للحافظ أبي عبد هللا بن منده األصبهاني المتوفى ‪ 395‬الذي يزيد على أربعين‬
‫جز ًءا؛ وما وصلنا هو الجزء السابع والثالثون والجزء الثاني واألربعون‬
‫فأما الجزء السابع والثالثون ففيه تراجم من يعرف بكنيته من الصحابة؛ وهي مرتبة على حروف المعجم؛ ويذكر في كل ترجمة اسم‬
‫الصحابي ومن روى‬
‫أما الجزء الثاني واألربعون فقد خصصه للنساء الصحابيات؛ حيث قدم تراجم عمات النبي صلى هللا عليه وسلم وصيفاته وأزواجه؛‬
‫فأطال تراجمهن ثم ذكر من تزوجهن النبي ولم يدخل بهن ولم يلتزم ترتيبهن على المعجم كما يفعل بعد ذلك عن ذكر بقية الصحابيات؛‬
‫‪ /2‬كتاب الطبقات‬
‫س ‪/‬نظم بعض المصنفين في الرجال كتبهم على الطبقات فما سببه وما الفائدة‬
‫سبهه ‪ :‬لتسهيل التمييز بين الصحابة والتابعين وأتباع التابعين‬
‫وفائدة هذا التنظيم هو‪ :‬معرفة الحديث المرسل أو المنقط وتمييزه عن الحديث المسند وفي التمييز بين األسماء المتفقه و المتشابهة على‬
‫أننا لو نظرنا في كثير من المصنفات نجد كثيرا من المصنفين قد اقتصر على ذكر طبقات الصحابة أو التابعين‪ .‬واقتصر‬
‫آخرون على رجال بلدة واحدة في حين تناول آخرون رجال الحديث عامة سواء كانوا صحابة أم تابعين ومن تالهم دون تقييد وقد فصل‬
‫بعض المصنفين تراجم الرجال الذين تناولوهم؛ فذكروا أخبارهم وأنسابهم وزمن وفاتهم وشيوخهم وتالميذهم وبعض رواياتهم ويظهر‬
‫ذلك جليًا في الطبقات الكبرى البن سعد في حين أوجز آخرون فلم يتعرضوا لألخبار؛ بل اكتفوا بنسب الشخص وسنة وفاته ويظهر ذلك‬
‫واض ًحا في كتاب "الطبقات" لخليفة بن خياط»‬
‫وقد استعمل بعض المصنفين كلمة 'قرن" بدل "طبقة؛ ويتمثل ذلك جليا وهو استعمال الطبقة للداللة على الحيل في مصنفات ابن حبان‬
‫البستي المتوفى سنة ‪ 354‬ففي كتابه "الثقات" قسم الرواة إلى ثالث طبقات هي الصحابة والتابعون وأتباع التابعين» وكذلك فعل الحاكم‬

‫‪9‬‬
‫وعلى كل فقد بدا التصنيف في علم الطبقات مبكرا وأقدم من صنف في ذلك محمد بن عمر الواقدي المتوفى سنة ‪ 207‬والهيثم بن عدي‬
‫المتوفى ‪ 207‬أما كتاب الطبقات للواقدي فقد نقل عنه كثيرا محمد بن سعد في كتابه "الطبقات الكبرى”'"؛ وأما الهيثم بن عدي؛ فقد ألف‬
‫كتابين في الطبقات هما 'طبقات من روى عن النبي صلى هللا عليه وسلم" و'طبقات الفقهاء‬
‫فمما ألف في القرن الرابع الهجري‪:‬‬
‫‪ -1‬كتاب "الطبقات في األسماء المفردة من أسماء العلماء وأصحاب الحديث" ألبي بكر أحمد بن هارون البرذعي البرديجي المتوفى‬
‫سنة ‪301‬‬
‫‪ "- 2‬كتاب 'ذيل المذيل من تارخ الصحابة والتابعين" لمحمد بن جرير الطبري المتوفى سنة ‪310‬‬
‫‪ - -3‬كتاب 'طبقات المحدثين" ألبي القاسم مسلمة بن القاسم األندلسي المتوفى سنة ‪353‬‬
‫وقد ضاعت أكثر مصنفات القرن الرابع الهجري ولم يصل منها إل القليل فمما وصل إلينا منها ‪:‬‬
‫‪ -1‬كتاب "الطبقات" ألبي بكر أحمد بن هارون البرذعي الرديجي المتوفى‪ 301‬إلى 'طبقات األسماء المفردة من الصحابة والتابعين‬
‫وأصحاب الحديث"!‪.‬‬
‫‪ - 2‬ووصل إلينا كتاب "المنتخب من ذيل المنيل من تاريخ الصحابة والتابعين'"' ألبي جعفر بن محمد بن جرير الطبري المتوفى ‪310‬‬
‫وهو يبدا بالصحابة ويرتبهم في البدء على الوفيات‪ .‬وال يذكر سائر السنين بل يختاربعضها ولعل المنتخب هو الذي فعل ذلك؛‬
‫‪" -3‬المنتقى من كتاب الطبقات" ألبي عروبة الحسين بن محمد بن مردود الحراني المتوفى سنة ‪ 318‬وقد وصل الجزء الثاني منه فقط‬
‫وهو يحتوي على تراجم بعض الصحابة!)‪.‬‬
‫الوفيات ‪:‬‬
‫كثيرا من المرويات التي وضعها الواضعون ولوال معرفة سنى‬
‫قد استطاع نقاد الحديث عن طريق معرفة وفيات الرواة أن ينقدوا ً‬
‫الوفيات لما وصلوا إلى ذلك ولما استطاعوا أن ينقدوا اإلسناد ويظهروا ما فيه من انقطاع أو إرسال‪.‬‬
‫‪ -1‬فقد سأل إسماعيل بن عياش رجال في أي سنة كتبت عن خالد بن معدان؟ فقال‪ :‬سنة ثالث عشرة ومائة‪ .‬فقال إسماعيل بن عياش‪ :‬إنك‬
‫تزعم أنك سمعت منه بعد موته بسبع سنين!"‪.‬‬
‫وقيل لسفيان بن عيينة‪ :‬قدم إنسان من أهل بخارى وهو يقول‪ :‬حدثنا ابن طاووس؟ فقال‪ :‬سلوه ابن كم هو؟ قال‪ :‬فسألوه ابن كم هو؟ قال‪:‬‬
‫فسألوه فنظروا فإذا ابن طاووس مات قبل مولده بسنتين!‪.‬‬
‫ما هي الفائده‬
‫معرفة ما في سند الحديث من انقطاع أو تدليس أو إرسال ظاهر أو خفي او تمييز المؤتلف المختلف والمفترق من األسماء وغيرها‪.‬‬
‫س‪ /‬لماذا قد فاتهم ضبط وفيات الكثير من الصحابة والتابعين وغيرهم ؟‬
‫فقد كان من الصعوبة حفظ هذه الوفيات في الفترة المبكرة لعدم تقييدها فلما ظهرت المصنفات في الرجال كانت سنى وفيات الكثيرين من‬
‫المتقدمين قد جهلت‬
‫هل كان هناك تصنيفات في القرن الرابع ؟ ل‬
‫ما هي مصنفات العلماء في هذا القرن ؟‬
‫‪ ١-‬كتاب "الوفيات" لإلمام عبد الباقي بن قانع البغدادي المتوفى سنة ‪ 351‬انتهى فيه إلى سنة ‪346‬‬
‫‪ . -2‬كتاب "تاريخ موالد العلماء ووفياتهم' لمحمد بن عبد هللا بن زبر الربعي الدمشقي المتوفى سنة ‪ 379‬وقد ذكر السخاوي أنه‬
‫‪10‬‬
‫ابتدأه من سنة الهجرة إلى سنة ‪ 338‬وهو األصل النها اشد اجحافا‬
‫التواريخ المحلية للرجال ‪:‬‬
‫من المالحظ أن المصنفات األولى للرجال كانت شاملة ال تقتصر على رجال بلد واحد؛ ثم ظهر في النصف الثاني من القرن الثالث‬
‫االهتمام بالتصنيف في رجال المدينة الواحدة؛ ومن المالحظ أن يكون المصنف في رجال المدينة من سكانها يدفعه إلى ذلك التفاخر‬
‫ببلده؛ وال شك أن العالم من أبناء المدينة يكون ذا معرفة برجالها الختالطه بالمعاصرين له ونقله عن تالميذ الذين سبقوه منهم؛ وهذا‬
‫قادرا على التعريف برجال الحديث في بلده أكثر من غيره؛‬
‫يجعله ً‬
‫ما أول ما يجب معرفته على طالب الحديث في تلك البلد ؟‬
‫وقد اعتبر التعرف على شيوخ البلدة ورواياتهم من أول ما يجب معرفته على طالب الحديث في تلك البلد‬
‫ومن أشهر ما ألف في القرن الرابع الهجري ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬تاريخ بلخ ألبي علي عبد هللا بن محمد بن علي البلخي المتوفى سنة ‪394‬‬
‫‪ -2‬تاريخ المراوزة' ألبي رجاء محمد بن حمدوية السنجي المتوفى ‪306‬‬
‫‪". -3‬تاريخ بلخ' لمحمد بن عقيل بن األزهر المتوفى سنة ‪316‬‬
‫‪ -4‬تاريخ أصبهان لحمزه بن الحسين االصبهاني ‪360‬‬
‫‪. -5‬تاريخ نيسابور' ألبي عبد هللا بن علي بن الجارود النسابوري المتوفى سنة ‪320‬‬
‫‪"-6‬طبقات علماء بلخ” لعلي بن الفضل بن طاهر البلخي المتوفى سنة ‪323‬‬
‫‪". -7‬تاريخ حمص” لعبد الصمد بن سعيد بن علي الحمصي المتوفى سنة ‪324‬‬
‫ومن علوم التي صاحبت التدوين ‪ -‬المؤتلف و المختلف المتفق و المفترق ( المشتبه من األسماء و األنساب) ‪:‬‬
‫من األسماء واألنساب ما يأتلف في الخط صورته؛ ويختلف في اللفظ صيغته كالم بتخفيف الالم وسالم بتشديدها ويسمى المؤتلف‬
‫والمختلف ومنها ما يتفق خطه ولفظه؛ ولكن يفترق شخصه كالخليل بن أحمد اسم لعدة أشخاص ويسمى المتفق والمفترق ومنها ما تتفق‬
‫فيه األسماء خطا ونطفًا وتختلف اآلباء أو النسب نطقًا مع ائتالفها خطا أو بالعكس كمحمد بن عقيل بكسر القاف ومحمد بن عقيل بفتحها‬
‫ما هوه اشد التصحيف ‪ :‬ما يقع في األسماء‬
‫س ‪ /‬من الذي صنف في المتفق و المفترق في القرن الرابع الهجري ؟‬
‫‪ -1‬المتفق و المفترق للجوزقي االمام الحافظ أبو بكر محمد بن عبد هللا بن محمد توفي في شوال سنه‪ 388‬وله اخر ابسط منه نحو‬
‫‪ 300‬جزء (المفترق الكبير)‬
‫‪ -2‬كتاب المتفق و المفترق للخطيب البغدادي وهو كتاب نفيس في مجلد كبير وقد قام الحافظ ابن حجر بتلخيصه ما ادراك ما فاته‬
‫‪ -3‬كتاب المتفق و المفترق ) البي عبد هللا محمد ابن النجار البغدادي‬
‫س ‪ /‬من الذي صنف في المؤتلف والمختلف ‪:‬‬
‫‪ -1‬أبو احمد الحسن بن عبد هللا بن سيد العسكري صاحب التصنيف المفيدة المتوفي يوم الجمعه سنه ‪ 382‬ويسمي كتابه المختلف و‬
‫المؤتلف‬
‫‪ -2‬المؤتلف و المختلف لالمام المحدث سند بلده الحسن بن رشيق أبو محمد المتوفي ‪370‬‬

‫‪11‬‬
‫رتب ابن أبي حاتم المتوفى عام ‪ 327‬ألفاظ الجرح والتعديل» ويقال‪ :‬إن الخطابي المتوفى سنة ‪ 388‬أول من عين أقسام الحديث الثالثة‬
‫الصحيح والحسن والضعيف؛ ثم حدد الدارقطني المتوفى سنة ‪ 385‬معنى التعليق؛ وجاء الحاكم النيسابور فجعل أصول الحديث‬
‫عل ًما مستقالً ووضع هيكله الذي بقى في جملته إلى أيامنا هذه ‪.‬‬
‫(‪ )2‬مناهج األئمة في المستدركات‬
‫ما هو المستدرك ‪ :‬هو كتاب استدرك فيه ما فات من كتاب آخر على شريطته‪.‬‬
‫بما اعتنى مؤلفو المستدركات ‪ :‬بضبط الزائد على الصحيحين مما هو على شرطهما أو شرط أحدهما‪ .‬أو صحيح؛ وإن لم يوجد شرط‬
‫أحدهما ؛ معبرين عن األول بقولهم‪ :‬هذا حديث صحيح على شرط الشيخين أو على شرط البخاري أو مسلم؛ وعن الثاني بقولهم‪ :‬هذا‬
‫حديث صحيح اإلسناد؛‬
‫س‪ /‬ما الدليل علي ان لم يظهر هذا النوع إل بعد القرن الثالث الهجري ؟ استنادًا على ما ذكره البخاري ومسلم من قولهما‬
‫‪ -1‬قد قال البخاري‪ :‬ما أدخلت في كتاب الجامع إال ما هو صح وتركت من الصحاح لمالل الطول!"'‪.‬‬
‫‪ -2‬قال مسلم‪ :‬ليس كل شيء عندي صحيح و ضعته هنا ‪ -‬يعني في كتابه الصحيح ‪ -‬إنما وضعت ههنا ما أجمعوا عليها"‪.‬‬
‫واستدل النووي في شرح مسلم على ذلك بأنه سئل عن حديث أبي هريرة؛ فإذا قرأ فأنصتوا؛ هل هو صحيح‪ .‬فقال‪ :‬عندي هو صحيح‪.‬‬
‫فقيل‪ :‬لم ل ْم تضعه هنا؟ فأجاب بما سبق‪.‬‬
‫أما قول الحافظ أبي عبد هللا محمد بن يعقوب بن األخرم‪ :‬قل ما يفوت البخاري ومسل ًما من األحاديث الصحيحة؛ فقد ناقشه ابن الصالح‬
‫في ذلك مستدالً بأن الحاكم قد استدرك عليهما أحاديث كثيرة وإن كان في بعضها مقال‪ :‬أال أنه يصفو له شيء كثيرا""‪.‬‬
‫والحق أنهما لم يلتزما ما حصر الصحيح فيما أودعاه كتابيهما ويدل عليه المشاهدة؛ ولقد تعقبهما العلماء باستدراك ما فاتهما أو إلزامهما‬
‫بإخراج أحاديث على شرطهما أو تدوين للحديث الصحيح الذي ليس على شرط أحد منهما؛‬
‫س‪ /‬ما هي مستدركات اقرن الرابع‬
‫‪ -1‬مستدرك الدارقطني‬
‫وهو المسمى بكتاب اإللزامات ألبي الحسن علي بن عمر بن أحمد بن المهدي الدارقطني المولود سنة ‪ 305‬او ‪ 306‬في دار القطن؛‬
‫ضا عال ًما‬
‫وهي حي في بغداد؛ وقام برحالت علمية واسعة؛ سمع أثناءها من كل أجالء عصره تقريبا وكما كان بحرا في الحديث؛ كان أي ً‬
‫بالقراءات واألنساب واألدب؛ وكان اهتمامه األكبر في البحث العلمي منصرقًا إلى نقد الحديث توفى في ‪ 80‬من عمره في بغداد سنة‬
‫‪ 385‬ملقب بأمير المؤمنين في الحديث وكتابه اإللزامات مستدرك على الصحيحين؛ جمع فيه ما وجده على شرطهما من األحاديث وليس‬
‫بمذكور في كتابيهما وألزمهما ذكره‬
‫س ‪ /‬ما مؤلفات المام الدارقطني في ذكرها رد علي من يري ذلك‬
‫‪ -1‬ذكر قوم ما أخرج_لهم البخاري ومسلم في صحيحيهما وضعفهم النسائي في كتاب الضعفاء"‪.‬‬
‫‪ -2‬كتاب المتتبع وهو ما أخرج على الصحيحين وله علةا"‪.‬‬
‫س ‪ /‬ما مؤلفات المام الدارقطني في رجال البخاري ومسلم‬
‫‪ -1‬ذكر أسماء التابعين ومن بعدهم ممن صحت روايته من الثقات عند محمد بن إسماعيل البخاري!“‪.‬‬
‫‪ -2‬ذكر أسماء التابعين ومن بعدهم ممن صحت روايته عند مسلوا*!‪.‬‬
‫‪ -4‬رجال البخاري ومسلما"‪.‬‬ ‫‪ .-3‬أسماء الصحابة التي اتفق فيها البخاري ومسلم وما انفرد به كل‬
‫‪12‬‬
‫س ‪ /‬ما مؤلفات المام الدارقطني في في الحديث على الصحيحين‪:‬‬
‫‪ -1‬رسالة في بيان ما اتفق البخاري ومسلم ومانفرد به أحدهما عن االخر‬
‫‪-2‬رسالة في ذكر روايات الصحيحين‬
‫‪ -2‬من مستدركات القرن الرابع ‪ :‬مستدرك الحاكم ‪ « :‬اكتب نبذه عن كاتب مستدرك الحاكم وتكلم عن الكتاب ؟‬
‫هو الحافظ الكبير إمام المحدثين ‪ :‬أبي عبد هللا محمد بن عبد هللا بن محمد النيسابوري المعروف بابن البيع صاحب التصانيف‪.‬‬
‫المولود في ربيع األول سنة ‪321‬‬
‫طلب الحديث من الصغر باعتناء أبيه وخاله‪ .‬فسمع سنة ثالثين»‪ .‬ورحل إلى العراق وحج وجال في خراسان وما وراء النهر وسمع‬
‫بالبالد من ألف شيخ أو نحو ذلك وقد رأى أبوه مسل ًما‪.‬‬
‫شيوخه ‪:‬‬
‫روى عن أبيه ومحمد بن علي بن عمر المنكر؛ وأبي العباس األصم؛ وأبي جعفر محمد بن صالح بن هاني؛ ومحمد بن عبد هللا الصفار؛‬
‫وأبي عبدهللا بن األخرم؛ وأبي العباس ابن محجوب؛ وأبي حامد بن حسنويه؛ والحسن ابن يعقوب البخاري؛ وأبي النضر‬
‫تالميذه ‪:‬‬
‫حدث عنه الدارقطني وأبو الفتح بن أبي الفوارس؛ وأبو العالء الواسطي؛ ومحمد بن أحمد بن يعقوب؛ وأبو ذر الهروي؛أبو بكر البيهقي‪.‬‬
‫وقرأ القراءات على ابن اإلمام؛ ومحمد بن أبي منصور الصرام؛‬
‫وقرأ المذهب على أبي علي بن أبي هريرة؛ وأبي سهل الصعلوكي»‬
‫كتاب المستدرك ‪:‬‬
‫اعتنى الحافظ أبو عبد هللا الحاكم في المستدرك بضبط الزائد على الصحيحين مما هو على شرطهما أو شرط أحدهما أو صحيح؛ وإن لم‬
‫معبرا عن األول بقوله‪ :‬هذا حديث صحيح اإلسناد؛‪ .‬وربما أورد فيه ما هو في الصحيحين؛ وربما أورد فيه ملم‬
‫ً‬ ‫يوجد شرط أحدهما؛‬
‫يصح عنده منب ًها على ذلك وهو متساهل في التصحيح""‪.‬‬
‫ولقد حدث التساهل في المتن بإدخاله عدة موضوعات حمله على تصحيحهما إما التعصب لما رمى به التشيع؛ وإما غيره فضالً عن‬
‫الضعيف وغيره؛ بل يقال أن السبب في ذلك أنه صنفه في أواخر عمره؛ وقد حصلت له غفلة وتغير؛ أو أنه لم يتيسر له تنقيحه‬
‫وتساهل الحاكم في تصحيح الحديث مشهور؛‬
‫وقد اعتنى الحافظ الذهبي بالمستدرك فاختصره معلقًا على أسانيده وأقره على ما ال كالم فيه؛ وتعقب ما فيه الكالم وجرد منه مائة‬
‫حديث موضوعة في جزء‪.‬‬
‫والكالم على إسناده ما لفظه؛ ومجرد الكالم في الرجل ال يسقط حديثه ولو اعتبرنا ذلك لذهب معظم السنة إذ لم يسلم من كالم الناس إال‬
‫من عصمه هللا؛ بل خرج في الصحيح لخلق ممن تكلم فيهم؛ ومنهم‪:‬‬
‫جعفر بن سليمان الضبعي؛ والحارث بن عبد األيادي؛ وأيمن بن نايل الحبشي؛ وخالد بن مخلد القطواني؛ وسويد بن سعيد الحدثاني؛‬
‫أول ‪ :‬من ناحيه تساهل الحاكم‬
‫وهذه العلة راجت على كثير ممن استدرك على الصحيحين؛ فتساهلوا في استدراكهم؛ ومن أكثرهم تساهالً الحاكم أبو عبد هللا في‬
‫‪ -1‬كتابه المستدرك؛ فإنه يقول‪ :‬هذا حديث على شرط الشيخين أو أحدهما؛ وفيه هذه العلة إذ ال يلزم من كون الراوي محت ًجا به في‬

‫‪13‬‬
‫الصحيح؛ أنه إذا وجد في أي حديث كان ذلك الحديث على شرطه لما بيناه‬
‫وكثيرا ما يخرج حديثًا بعض رجاله للبخاري وبعضهم لمسلم؛ فيقول‪ :‬هذا على شرط الشيخين؛ وهذا أيضاا تساهل‬
‫ً‬ ‫‪-2‬‬
‫وربما جاء إلى حديث فيه رجل قد أخرج له صاحبا الصحيح عن شيخ معين لضبط حديثه وخصوصيته به؛ ولم يخرجا حديثه عن غيره‬
‫لضعفه فيه؛ أو لعدم ضبطه حديثه أو لكونه غير مشهور بالرواية عنه؛ أو لغير ذلك؛ فيخرجه هو عن غير ذلك الشيخ؛‬
‫‪ -3‬ثم يقول‪ :‬هذا على شرط الشيخين أو البخاري أو مسلم؛ وهذا أيضاا تساهل؛‬
‫ثانيا ‪ :‬من ناحية تصحيحه لألحاديث؛ فقد اختلف العلماء في ذلك ‪:‬‬
‫قال اب ن الصالح‪ :‬وهو واسع الخطو في شرط الصحيح متساهل في القضاء به؛ فاألولى أن نتوسط في أمره‬
‫فنقول‪ :‬ما حكم بصحته ولم نجد ذلك فيه لغيره من األنمة إن لم يكن من قبيل الصحيح فهو من قبيل الحسن يحتج به ويعمل به إال أن‬
‫تظهر فيه علة توجب ضعفها‬
‫دائرا بين الصحيح والحسن احتياطيًاء وقد ظن بعضهم أن‬
‫وظاهر هذا الكالم أن ما انفرد بتصحيحه ولم يكن لغيره فيه حكم أن يجعل ً‬
‫كالمه يدل على أنه يحكم عليه بالحسن فقط؛ فنسب إليه التحكم في هذا الحكم والصحيح أنه لم ينقطع وأنه سائغ لمن كملت عنده أدواته‬
‫قادرا عليه‪.‬‬
‫وكان ً‬
‫وقال البدر بن جماعة‪ :‬والصواب أنه يتتبع ويحكم عليه بما يليق بحاله من الحسن أو الصحة أو الضعف ووافقه العراقي‪.‬‬
‫المستخرجات‬
‫س‪ /‬ما منهج العلماء في المستخرجات‬
‫أن يأتي المصنف إلى الكتاب فيخرج أحاديثه بأسانيد لنفسه من غير طريق صاحب الكتاب؛ فيجتمع معه في شيخه أو من فوقه‪.‬‬
‫قال شيخ اإلسالم‪ :‬وشرطه أال يصل إلى شيخ أبعد حتى يفقد سندا وصله إلى األقرب إال لعذر من علو أو زيادة مهمة‪.‬‬
‫ثم إن الكتب المخرجة على كتاب البخاري أو كتاب مسلم رضي هللا تعالى عنهما؛ لم يلتزم مصنفوها فيها موافقتهما في ألفاظ األحاديث‬
‫بعينها من غير زيادة ونقصان لكونهم رووا تلك األحاديث من غير جهة البخاري ومسلم‬
‫وهكذا ما أخرجه المؤلفون في تصانيفهم المستقلة كالسنن الكبير للبيهقي وشرح السنة ألبي محمد البغوي وغيرهما مما قالوا فيه أخرجه‬
‫البخاري أو مسلم فال يستفاد بذلك أكثر من أن البخاري أو مسل ًما أخرج أصل ذلك الحديث مع احتمال أن يكون بينهما تفاوت في اللفظ‬
‫وربما كان تفاونًا في بعض المعنى؛‬
‫ما هي فوائد الكتب المخرجة على الصحيحين أو غيرهما كثيرة من أهمها ‪:‬‬
‫‪ -1‬علو اإلسناد؛ ألن مصنف المستخرج لو روى حديثًا مثالً من طريق البخاري لوقع أنزل من الطريق الذي رواه به في المستخرج‪.‬‬
‫‪ . -2‬زيادة الصحيح فإن تلك الزيادات صحيحة لكونها بإسنادهما‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يروى في الصحيح عن مدلس بالعنعنة فيرويه المستخرج بالتصريح بالسماع‬
‫‪ -4‬أن يروي عن مبهم كحدثنا فالن أو رجل أو فالن وغيره أو غير واحد فيعنيه المستخرج‪.‬‬
‫‪ .5‬وكل علة أعل بها حديث في أحد الصحيحين جاءت رواية المستخرج سالمة منهاء فهي من فوائده وذلك كثير جذا‬
‫ومن المفيد حقا أن نذكر أن المستخرجات ال تختص بالصحيحين بل هناك مستخرجات على سنن من أبي داود ومستخرجات على‬
‫الترمذي وغيرهم‬
‫يطلق المستخرج عند المحدثين على كتاب استخرجه مؤلفه‬
‫‪14‬‬
‫س ‪ /‬ما هيه والكتب المخرجة على الصحيحين أو أحدهما ؟ هي كثيرة أذكر منها‬
‫أولا ‪ :‬الكتب المخرجة على صحيح البخاري ‪:‬‬
‫‪ -1‬مستخرج الحافظ أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل "اإلسماعيلي" الجرجاني إمام أهل جرجان الشافعي المتوفى سنة ‪ 371‬وقد‬
‫‪ .-2‬مستخرج الحافظ أبي عبد هللا محمد بن العباس بن أحمد بن محمد بن عصيم بن بالل بن عصم المعروف "بابن أبي ذهل" الضبي‬
‫الهروي المتوفى سنة ‪378‬‬
‫‪ -4‬مستخرج اإلمام الحافظ الكبير أبي حفص عمر بن محمد بن بجير السمرقندي المتوفى سنة ‪."311‬‬
‫ثانيا ‪ :‬المستخرجات على صحيح مسلم‪:‬‬
‫‪ -1‬مستخرج الحافظ أبي محمد قاسم أصبغ بن محمد بن يوسف البياني نسبة إلى بيانه كورة باألندلس‪ ,‬المالكي الحافظ المتوفى بقرطبة‬
‫سنة ‪ 340‬وهو على نحو كتاب المنتقى البن الجارود؛‬
‫‪ .- -2‬مستخرج أبي عوانة‪ :‬الحافظ يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد النيسابوري األصل الشافعي أحد الحفاظ الجوالين المكثرين‬
‫المتوفى بإسفرايين سنة ‪316‬‬
‫‪ -3‬مستخرج الحيري‪ :‬الحافظ أبي جعفر أحمد بن حمدان بن علي بن عبد هللا "الحيري" نسبة إلى الحيرة محلة كبيرة مشهورة بنيسابور‬
‫المتوفى ‪311‬‬
‫‪ -4‬؛‪ -‬مستخرج الجوزقي‪ :‬الحافظ أبي بكر محمد بن عبد هللا بن محمد بن زكريا النيسابوري المتوفى سنة ‪388‬‬
‫‪ .- -5‬مستخرج الشاركي‪ :‬اإلمام أبي حامد أحمد بن محمد بن شارك الهروي 'الشاركي' الشافعي المتوفى سنة ‪."355‬‬
‫كتب مخرجة على صحيحي البخاري ومسلم ‪:‬‬
‫‪ -1‬مستخرج ابن األخرم‪ :‬الحافظ أبي عبد هللا بن يعقوب بن يوسف الشيباني النيسابوري المعروف "بابن األخرم” المتوفى سنة ‪344‬‬
‫‪ -2‬مستخرج الماسرجي‪ :‬الحافظ أبي علي الحسين بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين المتوفى سنة ‪365‬‬
‫‪ .-3‬مستخرج الشيرازي‪ :‬الحافظ أبي بكر أحمد بن عبدان بن محمد بن الفرج "الشيرازي" المتوفى ‪388‬‬
‫وكثر التصنيف بعد ذلك وخاصة في القرن الخامس الهجري؛ فصنف اإلمام الحافظ شيخ الفقهاء والمحدثين أبو بكر أحمد بن محمد بن‬
‫أحمد بن غالب الخوارزمي الشافعي "البرماني" المتوفى في رجب سنة ‪425‬‬
‫هذا بخالص الكتب المخرجة على غيرهما كالسنن‪ .‬فإنه ال يحكم بصحة جميعها؛ وإليك بيان بعضها ‪:‬‬
‫بعض الكتب المضرجة على سنن آبي داود ‪:«0‬‬
‫‪ -1‬مستخرج أبي بكر بن منجويه األصفهاني المتوفى سنة ‪428‬‬
‫‪ .-2‬مستخرج أبي عبد هللا محمد بن عبد الملك بن أيمن المتوفى سنة ‪330‬‬
‫اكتب نبذه عن أبي عوانة ‪:‬‬
‫اسمه ‪ :‬أبو عوانة هو الحافظ الثقة الكبير يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم النيسابوري صاحب الصحيح المسند المخرج على‬
‫صحيح مسلم؛‬
‫سمع يونس بن عبد األعلى وأحمد بن األزهر والزعفراني وعلي بن حرب وعمر بن شبة وطبقتهم ومن بعدهم‬
‫وتتلمذ على يديه ‪:‬‬
‫الحافظ أحمد بن علي الرازي وأبو علي النيسابوري؛ ويحيي بن منصور القاضي وابن عدي والطبراني وغيرهم‬
‫‪15‬‬
‫وفاته ‪ :‬قال الحاكم‪ :‬وأبو عوانة من علماء الحديث وأثبتهم؛ سمعت ابنه محمدًا يقول‪ :‬إنه توفى سنة ‪.316‬‬
‫كتابه ‪ .‬قال ياقوت الحموي‪ :‬وأبو عوانة يعقوب بن إسحاق اإلسفراييني الحافظ صاحب المسند المصحح المخرج على كتاب مسلم‬
‫ويوجد منه بدار الكتب بالقاهرة ما يلي ‪:‬‬
‫مجلد ‪ 100,1‬ورقة في سنة ‪596‬ه ؛ قسم “‪ 3‬وقطعة من قسم ‪ 112 , 4‬ورقة سنة ‪596‬‬
‫ومجلد آخر ‪ 146‬ورقة؛ ج‪ 239 , 5‬ورقة في القرن السادس الهجري‬
‫ويوجد بمكتبة األزهر (ج؛‪ 316/4‬ورقة؛ سنة ‪617‬هـ ‪ -‬وطبع في حيدر أباد سنة ‪1943‬‬
‫بما يمتااز مسند أبي عوانة‪:‬‬
‫‪ -1‬أتى المصنف رحمه هللا تعالى فيه بأسانيد مختلفة وروايات عديدة بالتحويل والشواهد الدالة على الصحة‪.‬؛ ثم بحث عن اختالف المتن‬
‫وآثارا صحيحة لم تكد تراها في الكتب المتداولة‪.‬‬
‫ً‬ ‫وجمع في بيانه أقواالً عجيبة‬
‫‪. --2‬من أجود محاسنه أنه بوب هذا الكتاب على أبواب فقهية وفصوالً مبتكرة وأصول متنوعة‪.‬‬
‫مثال قال المصنف بيان األخالق واألعمال المحمودة التي جعلها رسول هللا صلى هللا عليه وسلم من اإليمان ونسبها إلى أهل الحجاز‬
‫وما يليها واألخالق واألعمال المذمومة التي نسبها إلى الكفر وأنها قبل المشرق وباهلل التوفيق‬
‫وتفسيرا بليغًا‬
‫ً‬ ‫تعبيرا صحي ًحا‬
‫ً‬ ‫‪ -3‬ومن أحسن أقواله رحمه هللا أنه عبر عن معنى الحديث‬
‫مثاال ما قال ص‪ :10‬قال أبو عوانة‪ :‬يقال‪ :‬إن هذا ألصحاب رسول هللا صلى هللا عليه وسلم المؤمنين ولم يعم به ‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫‪ -4‬قد يستنبط من األحاديث بعض المسائل الفقهية التي نحتاج إليها‪.‬‬
‫‪. -5‬بوب المصنف رحمه هللا مستخرجه هذا على أبواب متنوعة وسلك فيها مسلك اإلمام البخاري رحمه هللا‪.‬‬
‫يوذن النتظار اإلمام‪.‬‬
‫مثال قال في ص ‪ 33‬ج‪ : 2‬بيان إباحة تأخير قيام اإلمام في مقامه بعد ما تقام الصالة وتأخير المؤذن اإلقامة بعد ما ٌ‬
‫وساق بعض األحاديث‪.‬‬
‫س‪ /‬ما العنوان الذي بدا به ابي عوانه في كتابه ؟ او اذكر ترتيب كتاب مسند ابي عوانه‬
‫وقد بدأ كتابه بالعنوان التالي ‪:‬‬
‫‪ _ -1‬بيان األعمال والفرائض التي إذا أداها بالقول والعمل دخل الجنة والدليل على أنه ال ينفعه اإلقرار حتى يستيقن قلبه ويريد به وجه‬
‫هللا بما يحرم به على لنار‬
‫ويتدرج تحته فصول‪.‬‬
‫‪ _ -1‬النهي عن سؤال النبي‪.‬‬
‫‪ -2‬الدعاء لبركة الطعام‪.‬‬
‫‪-3‬أحسن التعبير للحديث‪.‬‬
‫‪ -4‬الصالة في البيت عند العذر‪.‬‬
‫‪-5‬ما قال النبي عند وفاة أبي طالب‪.‬‬
‫‪-6‬حق هللا على العباد‪.‬‬
‫‪ -7‬صفة استقامة اإليمان في قلب المؤمن‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ -2‬الباب الثاني (إن جاز لك ذلك)‪ .‬بيان المعاصي التي يخرج صاحبها من اإليمان عند فعلها‬
‫خصال المنافقين ‪ ...‬الخ‪.‬‬ ‫وتحته فصول‪.‬‬
‫كفرا أو فسقًا وتحته فصول ‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫الباب الثالث‪ :‬بيان المعاصي التي إذا قالها الرجل وعملها كان ً‬
‫وغير ذلك من األبواب التي يندرج تحتها فصول؛ وبعد ست وعشرين بابا من هذا القبيل بدأ بكتاب الطهارة قال‪:‬‬
‫مبتدأ كتاب الطهارة؛ بيان الطهارات التي تجب على اإلنسان في بدنه‪ .‬النهايه‬
‫التخريج للحديث الصحيح" ‪:‬‬
‫ومن المصنفات في القرن الرابع الهجري؛ كتب التزم أهلها فيها الصحة "أي‪ :‬تخريج األحاديث الصحيحة' على نمط أهل القرن الثالث‬
‫الهجري سواء وصلوا إلى ما وصل إليه البخاري ومسلم في تمحيص الرجال أو لم يصلوا‪.‬‬
‫س‪ /‬ما هي التصنيفات التي صنفت علي طريقه التخرج للحديث الصحيح ؟‬
‫قد صنف على هذه الطريقة كثير من العلماء وتسمى مصنفاتهم بالصحيح منها ‪:‬‬
‫‪ | -1‬صحيح ابن خزيمة ‪ :‬أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري المتوفى سنة ‪ 311‬ويعرف عند المحدثين بإمام األئمة‪.‬‬
‫‪ | -2‬صحيح ابن حبان‪ :‬أبي حاتم محمد بن حبان بن أحمد بن معاذ الشافعي أحد الحفاظ الكبار المتوفي ‪ 354‬وهو المسمى بالتقاسيم‬
‫واألنواع في خمس مجلدات‪.‬‬
‫لماذا سمي بالتقاسيم واألنواع ‪ :‬ترتيبه مخترع ليس على األبواب وال على المسانيد؛ ولهذا سماه "التقاسيم واألنواع”‬
‫وسببه أنه كان عارفًا بالكالم والنحو والفلسفة؛ ولهذا تكلم فيه؛ والكشف من كتابه عسر جدًا‪.‬‬
‫منزلة الصحيح لبن حبان ‪ :«0‬يرى بعض العلماء أن ابن حبان متساهل في التصحيح؛ ولكن تساهله أقل من تساهل الحاكم‪.‬‬
‫قال الحازمي‪ :‬ابن حبان أمكن في الحديث من الحاكم‪.‬‬
‫فالحاصل‪ :‬أن ابن حبان وفي بالتزام شروطه ولم يوف الحاكم!"‪.‬‬
‫وقال العلماء‪:‬‬
‫صحيح ابن خزيمة أعلى مرتبة من صحيح ابن حبان؛ لشدة تحريه حتى إنه يتوف في التصحيح ألدنى كالم في اإلسناد؛ فيقول‪ :‬إن صح‬
‫الخبر أو إن ثبت كذا ونحو ذلك!"‪.‬‬
‫وصحيح ابن حبان هذا موجود اآلن بتمامه بخالف صحيح ابن خزيمة؛ فقد عدم أكثره‪.‬‬
‫‪ -4‬صحيح ابن السكن ‪ :‬الحافظ أبي علي سعيد بن عثمان بن سعيد بن السكن البغدادي المصري نزيل مصر؛ المتوفى ‪ 353‬ويسمى‬
‫'بالصحيح المنتقى" و"السنن الصحاح المأثورة عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم"‪.‬‬
‫‪ -5‬الصحيح لقاسم بن أصبغ ‪ :‬ويسمى كتاب "المنتقى' ألبي محمد قاسم بن أصبغ بن محمد بن يوسف المتوفى بقرطبة سنة ‪340‬‬
‫وهو على نحو كتاب المنتقى البن الجارود؛ وكان قد فاته السماع منه ووجده قد مات؛ فألفه على أبواب كتابه بأحاديث خرجها عن‬
‫شيوخه قال أبو محمد بن حزم‪ :‬وهو خير انتقاء منها"'‪.‬‬
‫‪ -5‬صحيح ابن الشرقي‪ :‬الحافظ أبي حامد أحمد بن محمد بن الحسن النيسابوري المعروف بابن الشرقي من تالميذ مسلم المتوفى سنة‬
‫‪325‬؛ ذكره الذهبي في التذكرة والتاج السبكي في الطبقات‪.‬‬
‫‪ -6‬صحيح البحيري‪ :‬أبي حفص عمر بن محمد بن بجير الهروي صاحب الصحيح والتفسير‪ .‬المتوفى سنة ‪311‬‬
‫‪ -7‬صحيح الغطريفي‪ :‬اإلمام أبي أحمد محمد بن أحمد بن الحسين بن القاسم الجرجاني‪ .‬صنف الصحيح على المسانيد‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫المعاجم‬
‫ما تعريف المعاجم (جمع معجم) في اصطالح المحدثين ما تذكر فيه األحاديث على ترتيب الشيوخ أو الصحابة أو البلدان أو غير ذلك؛‬
‫والترتيب سواء وافق حروف التهجي أو الفضيلة أو التقدم في العلم والتقوى‬
‫من هو أول من علمته صنف في ذلك في القرن الثالث الهجري ‪ :‬أبو يوسف يعقوب الفسوي المتوفى سنة ‪277‬؛ وقد ذكر الكتاني أنه‬
‫رتب شيوخه على البلدان التي دخلها ولكن ما وصل إلينا منه غير مرتب على أساس معين؛‬
‫ما المعاجم التي صنفت في القرن الرابع ‪:‬‬
‫‪1‬معجم الطبراني الكبير‪:‬المؤلف في أسماء الصحابة على حروف المعجم عدا سند الصحابي الجليل أبي هريرة فإنه افراده في مصنف‪.‬‬
‫‪ -2‬واألوسط‪ :‬ألفه في أسماء شيوخه وهم قريب من ألفي رجل حتى أنه روى عمن عاش بعده لسعة روايته وكثرة شيوخه؛ وأكثر من‬
‫غرائب حديثهم؛ قال الذهبي‪ :‬وفيه كل نفيس وعزيز ومنكر‪ .‬قيل‪ :‬ومن عشرون ألف حديث ذكره غير واحد‪.‬‬
‫‪ -3‬والصغير‪ :‬وهو في مجلد خرج فيه عن ألف شيخ يقتصر فيه غالبًا على حديث واحد عن كل واحد من شيوخه‪.‬‬
‫‪-4‬معجم الصحابة ‪ :‬ألحمد بن علي بن الل الهمداني الشافعي‪.‬‬
‫‪ -5‬معجم (أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي) المتوفى سنة ‪303‬‬
‫‪-6‬معجم (أبي يعلي الموصلي) المتوفى سنة ‪307‬‬
‫‪ -7‬معجم (أبي القاسم عبد هللا بن محمد بن عبد العزيز البغوي؛ المتوفى ‪317‬‬
‫‪-8‬معجم (أبي عبد هللا محمد بن مخلد الدوري العطان) المتوفى سنة ‪331‬‬
‫المعاجم الثالثة للطبراني (وسوف أتكلم على الكبير)‬
‫س‪ /‬اكتب نبذه عن الطبراني ‪:‬‬
‫أبو القاسم سليمان بن أحمد ابن أيوب بن مطير الطبراني وسند الدنيا‪ .‬المولود سنة ‪260‬؛ سمع في سنة ثالث وسبعين‬
‫بمدائن الشام والحرمين واليمن ومصر وغير ذلك وحدث عن ألف شيخ أو يزيدون‪.‬‬
‫شيوخه ‪ :0‬سمع هاشم بن مرشد الطبراني؛ وأبا زرعة الثقفي؛ وإسحاق الدبري وإدريس العطار ‪ ,‬وبشر بن موسى وحفص بن‬
‫ونظراءهم‪ .‬و حرص عليه في صباه أبوه ورحل به؛ وكان يروي عن دحيم وغيره‪.‬‬
‫تالميذه ‪ :‬حدث عنه أبو خليفة الجمحي؛ وابن عقدة؛ وأحمد بن محمد الصحاف وهؤالء من شيوخه وأبو بكر بن مردويه؛ والفيه أبو‬
‫عمر محمد بن الحسين و أبوبكر بن ريذه خاتمة أصحابه وبقى بعده عامين؛ وعبد الرحمن بن الذكواني يروي عنه باإلجازة‪.‬‬
‫مولده ‪ .:‬ولد الطبراني بعكا في صفر سنة ستين ومائتين وأمه عكاوية‪.‬‬
‫مصنفاته ‪:‬‬
‫‪ -1‬صنف المعجم الكبير؛ وهو المسند سوى مسند أبي هريرة فكأنه أفرده في مصنف؛‬
‫‪ -2‬والمعجم األوسط في ست مجلدات كبار على معجم شيوخه يأتي فيه عن كل شيخ بما له من الغرائب والعجائب‬
‫‪ -3‬الصغير ‪ :‬هو عن كل شيخ له حديث واحد‪.‬‬
‫وصنف أشياء كثيرة؛‬
‫له كتاب الدعاء في مجلد كبير؛ وكتاب المناسك؛ وكتاب عشرة النساء؛ وكتاب السنة؛ وكتاب الطواالت؛ وكتاب النوادر؛ وكتاب دالئل‬
‫النبوة؛‪ .‬والكثير‬
‫‪18‬‬
‫ذكر مؤلفاته الحافظ يحيي بن منده ولم ير أكثرها وقد سجلها الحافظ الذهبي في تذكرته وصل عددها إلى أربع وسبعين مصنقًا؛ وقال‬
‫بعدها‪ :‬وله أشياء عدة‪.‬‬
‫وفاته ‪ .‬قال أبو نعيم‪ :‬توفى لليلتين بقيتا من ذي القعدة سنة ‪ 360‬قال الذهبي‪ :‬استكمل مائة عام وعشرة أشهر وحديثه قد مال البالد‬
‫المعجم الكبير للطبراني ‪ :‬بحر زاخر ترجم فيه الحافظ الطبراني للصحابة تراجم وجيزة؛ ويروى عن كل واحد منهم بعض أحاديثه م أو‬
‫جميعها حسبما‬
‫وأحاديث المعجم تنقسم إلى قسمين‪:‬‬
‫‪ -1‬قسم منها مروي في الكتب الستة‪.‬‬
‫‪ .-2‬وقسم لم يرو فيها‪.‬‬
‫قال الهيثمي في مقدمة كتابه‪:‬‬
‫وما تكلمت عليه من الحديث من تصحيح أو تضعيف؛ وكان من حديث صحابي واحد؛ ثم ذكرت له متنا بنحوه؛ فإني أكتفي بالكالم عقب‬
‫الحديث األول إال أن يكون المتن الثاني أصح من األول‪.‬‬
‫وقال السيوطي‪:‬‬
‫لم يسق الطبراني في المعجم الكبير من مسند المكثرين إال ابن عباس وابن عمر؛ فأما أبو هريرة وأنس وجابر وأبو سعيد وعائشة فال؛‬
‫وال حديث جماعة من المتوسطين؛ ألنه أفراد لكل مسندًا فاستغنى عن إعادته!")‪.‬‬
‫ما ترتيب كتاب المعجم الكبير ‪:‬‬
‫بدأ الطبراني كتابة "المعجم الكبير" حسبما قال في المقدمة بأحد العشرة المبشرين بالجنة؛ أال وهو أبو بكر الصديق قال‪:‬‬
‫‪" -1‬نسبة أبي بكر الصديق واسمه رضي هللا عنه"‪ .‬وأتى بروايات مسندة فيها اسم أبي بكر رضي هللا عنه واسم أمه واسم‬
‫أبيه؛ وأخذ في سرد روايات مسندة السم أبي بكر بلغت‬
‫خمس عشرة رواية‪.‬‬
‫ا‪ -‬وتحت عنوان ‪" :‬صفة أبي بكر رضي هللا عنه” ‪ :‬أورد عشر روايات في صفة أبي بكر الخلقية والخلقية؛‬
‫ب‪ -‬تحت عنوان‪" :‬مما أسند أبو بكر الصديق أتى بروايات مسندة في سنه وخطبته ووفاته رضي هللا عنه؛ ثم بعد ذلك أتى بأحاديث‬
‫رضي هللا عنه عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم"‪ .‬وأورد روايات كثيرة بلغت خمس روايات وبذلك يكون مجموع ما أورده عن أبي‬
‫بكر بد ًءا وختا ًما من أول اسمه إلى آخر رواياته سبع وأربعون حديثاا‪.‬‬
‫‪ -2‬ثم انتقل بعد ذلك في باب جديد إلى أحد العشرة المبشرين بالجنة أال وهو "عمر بن الخطاب" رضي هللا عنه‪.‬‬
‫ثم عنون لسنه ووفاته وفي سنه اختالف؛ ثم ما أسند عمر بن الخطاب رضي هللا عنه عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وأورد روايات‬
‫كثيرة في ذلك‪.‬‬
‫‪ -3‬ومثل كالمه وأسانيده عن عمر تكلم عن عثمان بن عفان رضي هللا‬
‫وهكذا سار مع العشرة المبشرين بالجنة‪.‬‬
‫أبو بكر رضي هللا عنه؛ عمر بن الخطاب ‪ -‬عثمان بن عفان ‪ -‬علي بن أبي طالب ‪ -‬طلحة بن عبيد هللا ‪ -‬الزبير بن العوام ‪ -‬عبد الرحمن‬
‫بن عوف ‪ -‬سعد بن أبي وقاص ‪ -‬سعيد بن زيد ‪ -‬أبي عبيدة بن الجراح؛‬
‫ما الطريقته التي سار عليها في العشرة المبشرين بالجنة ؟ العناوين التالية ‪( :‬نسبه ‪ -‬صفته ‪ -‬سنه ‪ -‬وفاته ‪ -‬مما أسند‪).‬‬
‫‪19‬‬
‫‪ -4‬انتقل اإلمام الطبراني بعد ذلك ؛ بعد ذكر العشرة المبشرين بالجنة إلى "باب األلف" ويندرج تحته‬
‫‪' -1‬عنوان' 'باب من اسمه أسامة"‪ - .‬قال‪" :‬أسامة بن زيد بن حارثة ثم ذكر بعد ذلك من اسمه أسامة بن شريك ثم أسامة بن عمير‪.‬‬
‫وبعد أن انتهى من باب من اسمه أسامة ذكر‪.‬‬
‫‪" -2‬باب من اسمه أبي" وذكر أبي كعب وأتى بروايات فيها‪ :‬صفته ‪ -‬سنه ‪ -‬مما أسند‪.‬‬
‫‪ -3‬ثم انتقل إلى باب آخر "باب من اسمه أسيد" وذكر أسيد بن حضير؛ ثم 'أسيد بن ظهير"؛ ثم "أسيد بن يربوع األنصاري"‬
‫‪-4‬؛ ثم انتقل بعد الباب السابق إلى باب من اسمه 'أوس"‪.‬‬
‫‪ -5‬ثم باب من اسمه "أبان"‪.‬‬
‫‪- -6‬من اسمه "األشعث"‪.‬‬
‫‪ -7‬من اسمه "أنس"‪.‬‬
‫‪ -8‬من اسمه "أنيس"‪.‬‬
‫‪- -9‬من اسمه "إياس"‪.‬‬
‫‪ -10‬ثم انتقل بعد ذلك إلى باب 'من اسمه أبيض" ؛‬
‫‪ -11‬ثم باب "من اسمه أحمد"؛‬
‫‪ -12‬ثم 'باب من اسمه أسمر" ؛‬
‫‪ -13‬ثم باب "األسود"‪ .‬وذكر األسود بن سريع‬
‫‪ -14‬ثم ذكر باب من اسمه "أيمن" ؛‬
‫‪ -15‬ثم باب من اسمه 'أمية"‪.‬‬
‫‪ -16‬ثم باب "أوفى" "أهبان" "أسماء"' "أكثم" "أذنيه" "أصرم" "أسلح” "أقرع" "أعز"‪.‬‬
‫‪ -17‬ثم باب من اسمه "أسعد" ثم "أقرم” ثم "األرقم'‬
‫‪ -18‬ثم باب من اسمه "إبراهيم” ثم "أرطأه' "األسقع' "أسلم' "أسد" "أزهر"‪.‬‬
‫‪ -5‬وبعد ذكر هؤلء في حرف األلف وبال ترتيب انتقل إلى "باب الباء"‪.‬‬
‫‪-1‬وبدأ بذكر بالل بن رباح وذكر بالال؛ ثم من روى عن بالل من الصحابة وغيرهم؛‬
‫‪ -2‬ثم انتقل بعد ذلك إلى باب "من اسمه بريده"‬
‫ولقد قام بعض العلماء بترتيب هذا الكتاب ترتيبًا حسنًاء وكان ذلك في القرن الثامن الهجري على يدي اإلمام عالء الدين علي بن بلبان‬
‫الفارسي المتوفى سنة إحدى وثالثين وسبعمائة‬
‫وهناك رسالة حول معاجم الطبراني الثالثة تسمى ‪' :‬رسالة في تسمية الطبراني لمعاجمه الثالثة' لمحمد بن إسماعيل األمير اليمني!"'‪.‬‬
‫فوائد المعاجم ‪:‬‬
‫استعمل الترتيب على حروف المعجم لتسهيل الكشف عن أصحاب التراجم ‪.‬‬
‫لكن الترتيب على حروف المعجم لم يكن بالدقة التي تظهر في الفهارس التي يضعها المحققون في عصرنا لما ينشرونه من الكتب؛ فإن‬
‫مصنفي كتب علم الرجال أحيانًا يراعون الحرف األول من اسم الرواة؛ وأحيانًا يجمعون بين الرواة ذوي االسم الواحد؛ وقد يقدمون‬
‫الحرف األول على سابقه إذا كثرت األسماء التي تبدا ً بالحرف المتأخر كأن يكون من اسمهم خالد كثيرون»‬
‫‪20‬‬
‫لقد كانت الرغبة ِإذَا في تسهيل مراجعة هذه التصانيف هي العامل الوحيد الذي حدا باألقدمين إلى الترتيب على حروف المعجم‪.‬‬
‫النهايه‬
‫التدوين على األبواب والمسانيد‬
‫أولّ ‪ :‬التدوين على األبواب ‪:‬‬
‫ما تعريفه في اصطالح المحدثين ‪ :‬الكتب المرتبة على األبواب الفقهية من اإليمان والطهارة والصالة والزكاة وغيرها‬
‫فإن مصنفها يقول‪ :‬كتاب الطهارة مثالً؛ فكأنه يقول ذكر ما اصح عن النبي صلى هللا عليه وسلم في أبواب الطهارة؛ ثم يوردها‬
‫هل في الكتب المصنفة على األبواب شيء من الموقوف ؟ والسبب ولماذ سمي بكتب السنن‬
‫وليس في الكتب المصنفة على األبواب شيء من الموقوف؛ ألن الموقوف ال يسمى في اصطالحهم سنة ويسمى حديثًا‪ .‬وتعرف هذه‬
‫المصنفات بكتب السنن‪.‬‬
‫وذلك ألنها مشتملة على السنن وما هو في حيزها أو له تعلق بهاء بعضها يسمى مصنقًا وبعضها يسمى جام ًعا وغير ذلك‪.‬‬
‫منها السنن األربعة المشهورة وسنن الشافعي؛ وسنن الدارمي؛ وسنن البيهقي ويقال لها‪ :‬السنن الكبرى في عشر مجلدات؛ والصغرى‬
‫وهي في مجلدين؛ وهما على ترتيب مختصر المزني»‬
‫ما الذي صنف علي تدوين علي األبواب في القرن الثالث ا وقد اشتهر منه في القرن الرابع ؟‬
‫‪. -1‬سنن أبي الحسين أحمد بن عبيد بن إسماعيل البصري لم يذكر الذهبي وفاته‬
‫‪ -2‬سنن أبي بكر محمد بن يحيي "الهمداني" الشافعي المتوفى سنة ‪ 347‬قال شيرويه‪ :‬كأن سننه لم يسبق لها مثل"‪.‬‬
‫‪. -3‬سنن "ابن الل" ‪ :‬أبي بكر أحمد بن علي بن أحمد بن الل؛ المتوفى سنة ‪398‬ه‪.‬‬
‫‪. -4‬سنن الدارقطني‪ :‬اإلمام الحجة أبي الحسن علي بن عمر الشهير بالحافظ البغدادي المتوفى سنة ‪385‬‬
‫ثانيا‪ -‬التدوين على المسانيد ‪:‬‬
‫المسانيد جمع مسند‬
‫وهي‪ :‬الكتب التي موضوعها جعل حديث كل صحابي على حده من غير تقييد بالمحتج بها" صحي ًحا كان أو ضعيقًا أو حسنًا‬
‫مرتين على حروف الهجاء في أسماء الصحابة كما فعله غير واحد وهو أسهل تناوالً أو على القبائل أو السابقة في اإلسالم أو الشرافة‬
‫النسبية أو غير ذلك‪.‬‬
‫جمعها مصنف واحد كمسند المقلين ومسند الصحابة الذين نزلوا مصر إلى غير ذلك(‬
‫ما الفرق بين التصنيف على األبواب والمسانيد ؟‬
‫وقد نقل البيهقي في المدخل عن شيخه الحاكم الفرق بين التصنيف على األبواب والمسانيد فقال‪:‬‬
‫"المسانيد يذكر فيها ما روى الصحابة عن النبي صلى هللا عليه وسلم؛ فيقول المصنف ذكر ما روى عن أبي بكر الصديق رضي هللا‬
‫عنه عن النبي صلى هللا عليه وسلم ؛ ثم يترجم على ذلك المسند فيقول ما روى قيس بن أبي حازم عن أبي بكر؛ فيورد جميع ما وقع له‬
‫من ذلك صحي ًحا كان أو سقي ًما!""‪ .‬وهذه المسانيد كمسند أحمد بن حنبل وأبي داود الطيالسي ومسند عبيد هللا بن موسى‬
‫أما األبواب ‪:‬‬
‫الكتب المرتبة على األبواب الفقهية من اإليمان والطهارة والصالة والزكاة وغيرها‬
‫فإن مصنفها يقول‪ :‬كتاب الطهارة مثالً؛ فكأنه يقول ذكر ما اصح عن النبي صلى هللا عليه وسلم في أبواب الطهارة؛ ثم يوردها‬
‫‪21‬‬
‫وخالصة القول‪ :‬فسبيل من أراد االحتجاج بحديث من السنن؛ وهي كتب األبواب؛ أو بحديث من المسانيد واحد؛ إذ جميع ذلك لم يشترط‬
‫من جمعه الصحة وال الحسن خاصة وهذا المحتج إن كان متأهالً لمعرفة الصحيح من غيره وإن كان غير متأهل لدرك ذلك؛ فسبيله أن‬
‫ينظر في الحديث فإن وجد أحدا من األئمة صححه أو حسنه فله أن يقلده؛ وإن لم يجد ذلك فال يقوم على االحتجاج به؛‬
‫مشهورا أو يزيد من هذه المسانيد‪.‬‬
‫ا‬ ‫كبيرا في القرن الثالث الهجري وصلت إلى ثمانين مسنداا‬
‫والمسانيد كثيرة؛ وقد بلغت حدا ا‬
‫‪ 1‬مسند اإلمام أحمد بن حنبل وهو أعالها وهو المراد عند اإلطالق وإن أريد غيره قيد‪.‬‬
‫وقد اعترض على التمثيل بمسند أحمد في جملة المسانيد – حسب الحكم السابق ‪ .-‬وذلك بأنه شرط في مسنده الصحيح‪.‬‬
‫قال العراقي‪ :‬وال نسلم ذلك؛ والذي رواه عنه أبو موسى المديني؛ أنه سئل عن حديث؛ فقال‪ :‬انظروا فإن كان في المسند وإال فليس‬
‫بحجة؛ فهذا ليس بصريح في أن كل ما فيه حجة؛ بل ما ليس فيه ليس بحجة‪.‬‬
‫وقال الهينثمي في زوائد المسند‪ :‬مسند أحمد أصح صحي ًحا من غيره‪.‬‬
‫ومن المسانيد في القرن الثالث ‪» :‬‬
‫‪ -1‬مسند البخاري الكبير والمسند الكبير لمسلم بن الحجاج "على الرجال"‪.‬‬
‫‪ -2‬ومسند أبي داود وهو سليمان بن داود الطيالسي المتوفى سنة ‪204‬‬
‫من وهو أول من صنف في المسانيد‪.‬‬
‫‪ -1‬أبي داود وهو سليمان بن داود الطيالسي أول من صنف في المسانيد‬
‫والذي حمل قائل هذا القول‪ :‬تقدم عصره على أعصار من صنف في المسانيد وظن أنه هو الذي صنفها وليس كذلك؛ فإنه ليس من‬
‫تصنيف أبي داود؛ وإنما بعض الحفاظ الخراسانيين جمع فيه ما رواه يوسف بن حبيب خاصة عن أبي داودا")‪.‬‬
‫‪ -2‬وقال الدارقطني‪ :‬أول من صنف مسندًا وتتبعه نعيم بن حماد‪.‬‬
‫‪ -3‬وقال الخطيب‪ :‬وقد صنف أسد بن موسى مسندًا وهو أكبر منه سنا ً وأقدم سما ً‬
‫عا؛ فيحتمل أن يكون نعيم سبقه في حداثته‪.‬‬
‫‪ -4‬وقال الحاكم‪ :‬أول من صنف المسند على تراجم الرجال في اإلسالم عبيد هللا بن موسى العبسي وأبي داود الطيالسي‪.‬‬
‫‪ -5‬وقال ابن عدي‪ :‬يقال أن يحيي بن عبد الحميد الحماني أول من صنف المسند بالكوفة وأول من صنف المسند بالبصرة "مسدد بن‬
‫مسرهد" األسدي البصري‬
‫‪ -6‬وأول من صنف المسند بمصر أسد بن موسى بن إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن‬
‫‪ -7‬وقال العقيلي عن علي بن عبد العزيز سمعت يحيي الحماني يقول‪ :‬ال تسمعوا كالم أهل الكوفة في؛ فإنهم يحسدونني ألني أول‬
‫من جمع المسند‪.‬‬
‫المسانيد في القرن الرابع الهجري ‪:‬‬
‫‪ _ -1‬مسند "أبي إسحاق إبراهيم بن يوسف الرازي" الحافظ المتوفى سنة ‪ 301‬ه وهو أزيد من ‪ 100‬جزء‪.‬‬
‫ضا وهو في ‪ 132‬جز ًءا )‪.‬‬
‫‪_2‬مسند "أبي محمد عبد هللا بن محمد بن ناجيه؛ البربري؛ ثم البغدادي" ‪ 301‬أي ً‬
‫‪_.-3‬مسند 'الحسن بن سفيان" ‪ :‬أبي العباس الحسن بن سفيان بن عامر بن عبد العزيز البالوزي؛ المتوفى ببالوز‬
‫سنه ‪ 303‬وله مسانيد ثالثة!"‪.‬‬
‫‪ _ -4‬مسند "أبي يعقوب"‪ :‬إسحاق بن إبراهيم بن نصر النيسابوري المعروف ولم يذكر له وفاة‪.‬‬
‫‪_-5‬مسند "عبد بن حميد" ‪ :‬المتوفى سنة تسع وأربعين وثالثمائة ‪* 44‬ه‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫‪_-6‬مسند "الهنجابي" ‪ :‬اإلمام إبي إسحاق إبراهيم بن يوسف الهنجابي المتوفى سنة ‪ 301‬في مائة جزء‪.‬‬
‫‪_7‬مسند "أبي إسحاق إبراهيم بن نصر الرازي" ‪ :‬المتوفى سنة ‪“385‬ه في نيف وثالثين جز ًءا‪.‬‬
‫‪_-8‬مسند "أبي الحسين" ‪ :‬محمد بن محمد "ابن جميع' المتوفى سنة ‪402‬‬
‫‪ _-9‬ومسند 'محب الدين أبي عبد هللا محمد بن محمود بن النجار البغدادي" وهو المسمى 'بالقمر المنير في المسند الكبير"‪.‬‬
‫‪ 10‬ومسند "أبي حفص عمر بن أحمد البغدادي" ؛ المعروف "بابن شاهين" في ألف وستمائة جزء‪.‬‬
‫تكلم عن ابن الصالح ‪ ..‬ودوره العلمي وأثره على من جاء بعده‬
‫أولّ ‪ :‬التعريف بابن الصالح ‪:‬‬
‫اسمه ‪ :‬عثمان بن صالح الدين عبد الرحمن بن عثمان بن موسى بن الكردي الشهرزوري الشافعي‪ .‬كنيته أبو عمرو؛ واشتهر بابن‬
‫الصالح؛ وهو من حيث المذهب "شافعي" وأصله من األكراد‪.‬‬
‫وقد وصفه العلماء بأنه إمام؛ حافظ» محدث؛ حجة؛ فقيه؛ مفتي أصولي وشيخ اإلسالم‬
‫ولد ‪ :‬سنة ‪ 577‬في قرية قريبة من إربل في العراق هذه القرية التي ولد فيها تسمى (شرخان) وهي تابعة لمنطقة أو لمحافظة تسمى‬
‫(شهرزور) ولما كان والده عبد الرحمن يلقب ب (صالح الدين) نسب إلى لقب والده فقيل‪( :‬ابن الصالح)‪.‬‬
‫متبحرا فيه؛ ومن هنا نشا ً ابن الصالح في بيت علم وفضل‪.‬‬
‫ً‬ ‫نشأته‪ :‬كان والده عال ًما فاضالً وكان مشتغالً بعلم الفقه الشافعي بالذات‬
‫فحفظ القرآن الكريم؛ وتلقى دروس الفقه على يد والده‪ .‬وقرأ كتاب المهذب في الفقه الشافعي للشيرازي؛ وهو صبي لم يطر شاربه؛ ولما‬
‫صا حاضرة العلم والعلماء رحل ابن الصالح إلى مدن العراق إلى الموصل وبغداد والكوفة؛ تلقى‬
‫كانت الشام عمو ًما والعراق خصو ً‬
‫العلم على يد العلماء على شتى تخصصاتهم في الحديث؛ والفقه؛ والتفسير؛ والتاريخ؛ واللغة ‪ ....‬إلخ‪.‬‬
‫ثناء العلماء عليه ‪ :‬قال عنه تلميذه ابن خلكان‪( :‬كان من فضالء عصره في التفسير والحديث والفقه وأسماء الرجال؛ وما يتعلق بعلم‬
‫الحديث؛ وكانت له مشاركة في فنون عديدة وكانت فتاويه مسددة؛ وهو أحد أشياخي الذين انتفعت بهم)‪.‬‬
‫أهم شيوخه‪:‬‬
‫‪ -1‬والده عبد الرحمن الملقب ب صالح الدين ت ‪7‬ه بحلب‪.‬‬
‫‪ -2‬العماد محمد بن يونس اإلربلي الموصلي توفي سنه ‪608‬؛ وكان ابن الصالح يعمل معيدًا عنده‪.‬‬
‫‪ -3‬الكمال ابن يونس أخو العماد بن يونس‪.‬‬
‫‪ -4‬ابن السمين أبو جعفر عبيد هللا السوراق توفي ‪ 588‬من أقدم شيوخ ابن الصالح‪.‬‬
‫‪ -5‬ضياء الدين ابن سكيفة توفي ‪607‬‬
‫‪ -6‬ابن قدامة المقدسي توفي ‪ 620‬شيخ الحنابلة‪.‬‬
‫وغير هؤالء كثير‪.‬‬
‫أشهر تالمذته ‪:‬‬
‫‪ -1‬ابن خلكان أبو العباس أحمد بن محمد قاضي القضاة توفي ‪681‬‬
‫‪ -2‬شهاب الدين أبوشامة المقدسي ت ‪665‬ه واسمه عبد الرحمن بن إسماعيل‪.‬‬
‫‪ -3‬شمس الدين أبو محمد عبد الرحمن بن نوح المقدسي ت ‪654‬‬
‫‪ -4‬تاج الدين الفزاري ت ‪ 690‬عبد الرحمن بن سباع بن ضياء الدين‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫آثاره العلمية ‪ :‬استطاع ابن الصالح أن يثري المكتبة اإلسالمية بذخائر علمية في شتى الفنون؛ وكانت له بصمات واضحة المعالم في‬
‫ونظرا لقيامه بتدريس العلوم في مدارس الشام التي كان الناس يرحلون‬
‫ً‬ ‫فنون كثيرة؛ وإلى قوله يرجع العلماء؛‬
‫إليها في زمنه مثل المدرسة الروحية كان يدرس فيها الفقه الشافعي‪.‬‬
‫أهم آثاره العلمية؛ في الفقه له ‪:‬‬
‫‪ | -1‬مشكل الوسيط في الفقه؛ حيث كان ألبي حامد الغزالي كتاب في الفقه سماه الوسيط في فروع الفقه الشافعي‪.‬‬
‫فقام ابن الصالح فعلق على الوسيط تعليقات لطيفة وهذا ألنه قرأه على الناس من طلبة العلم وسمى تلك التعليقات (مشكل الوسيط)؛‬
‫‪ - 2‬صلة الناسك في صفة المناسك‪ :‬جمع ابن الصالح في هذا الكتاب أشياء مفيدة يحتاج إليها الناس؛ من الحجاج والعمار والزوار؛‬
‫وكان العلماء يصحبون معهم هذا الكتاب أثناء رحلتهم للحج‬
‫‪ -3‬نكت على المهذب في فروع الشافعية؛ وأصل المهذب ألبي إسحاق الشيرازي‪.‬‬
‫‪ -4‬جموع فتاويه‪ :‬جمعها تلميذه كمال الدين إسحاق بن أحمد المغربي واستفاد منها التاج السبكي في طبقاته الكبرى‪.‬‬
‫ثانياا‪ :‬في الحديث وعلومه‬
‫‪ -1‬معرفة المؤتلف والمختلف في اسماء الرجال‪ .‬أشار إليها عمر كحالة‪.‬‬
‫‪ -2‬حلية اإلمام الشافعي‪ .‬أشار إليها فؤاد سركين في كتابه القيم (تاريخ التراث العربي)؛ وأشار إلى وجود نسخة منه في دمشق‪.‬‬
‫‪ -3‬فوائد الرحله ‪ ..‬وهو كتاب استفاد منه المتأخرون كالحافظ العراقي في كتابه (التقييد واإليضاح)؛‬
‫‪ -4‬التحرير ذكره وانتفع به الحافظ العراقي؛ ونقل منه في النوع الحادي واألربعين‪.‬‬
‫‪ -5‬اهتم الشيخ ابن الصالح بصحيح اإلمام مسلم اقرا ًءًً وإسما ًما‪ .‬وتصدى للدفاع عنه حين اعترض بعض الناس على بعض أحاديث‬
‫من صحيح مسلم‪.‬‬
‫‪ -6‬األحاديث الكلية التي عليها مدار الدين‪.‬‬
‫‪ -7‬طرق حديث الرحمة المسلسل باألولية؛ أشار إليه السخاي في فتح المغيث‬
‫‪ -8‬وصل األحاديث األربعة التي لم توصل في موطأ اإلمام مالك رضي هللا عنه‪.‬‬
‫‪ -9‬كتاب رالرد على الترغيب عن صالة الرغائب الموضوعة وبيان ما فيها من مخالفة السنة المشروعة‪.‬‬
‫وهو في هذا الكتاب يرد على العز بن عبد السالم في ترغيبه في آداء صالة الرغائب التي وردت في شهر رجب‪.‬‬
‫‪ -10‬مقدمة ابن الصالح‪ :‬ولكن الذي شهر ابن الصالح هو هذا الكتاب الرائع الذي ذاع به صيته؛ وعال به نجمه؛ وأصبح حديث كل‬
‫لسان‪ .‬كتابه المسمى (مقدمة ابن الصالح)‪.‬‬
‫المراحل التي تطور من خاللها علم مصطلح الحديث \‪ :‬مر بمراحل وأطوار نلخصها في اآلتي ‪- :‬‬
‫الطور األول‪ :‬ويبدأ من عند رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وصحابته الكرام؛ حين وج القرآن المسلمين إلى ضرورة التحري في الرواية‬
‫والدقة في أدائها مثل قول هللا تعالى‪( :‬يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبا فتبينوا أن تصيبوا قو ًما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم‬
‫نادمين)‪.‬‬
‫ى ليس ككذب على أحدكم؛ فمن‬
‫وحذر النبي صلى هللا عليه وسلم من الكذب عليه في التبليغ عنه بقوله صلى هللا عليه وسلم‪( :‬إن كذبا عل ّ‬
‫كذب على متعمدًا فليتبواأ مقعده من النار)‪ .‬أخرجه البخاري ومسلم‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الطور الثاني ‪ :‬وذلك في بداية القرن الثاني الهجري حين أمر عمر بن عبد العزيز بجمع السنة وتدوينها رسميًا؛ وقد بدأ الشروع في‬
‫ذلك؛ وفي تلك الحقبة المبكرة جدًا ظهرت بوادر علم المصطلح كقواعد منها قول ابن سيرين (لم يكونوا يسألون عن اإلسناد؛ فلما وقعت‬
‫الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم؛ وينظر إلى أهل البدع فال يؤخذ حديثهم) ‪.‬‬
‫الطور الثالث‪ :‬وهو طور يبدا من نهاية القرن الثاني الهجري‪ .‬ويمتد إلى منتصف القرن الرابع‪,‬؛ تقريبًا من سنة ‪“360 - 200‬ه تقريبًا‪.‬‬
‫في تلك الحقبة ظهرت مؤلفات مستقلة في بعض أنواع علوم الحديث؛ حيث كتب اإلمام الشافعي ت؛‪17‬ه كتابه (الرسالة) المشضهور؛‬
‫وهو أول مصنف في أصول الفقه؛ وفيه جانب كبير من قواعد علوم الحديث مثل حجية خبر الواحد؛ وشروط صحة الحديث؛ والخبر‬
‫المرسل؛ والمنقطع ‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫الطور الرابع ‪ :‬وهذا الطور كان بداية لجمع أكبر قدر ممكن من قواعد مصطلح الحديث في مؤٌلف؛ وكان ذلك على يد القاضي ابن‬
‫خالد الرامهرمزي ؛ حيث ألف كتابه المشهور (المحدث الفاصل بين الراوي والواعي) واعتبره كثير من أهل العلم بأنه أول مؤلف في‬
‫هذا الفن‪.‬‬
‫الطور الخامس ‪ :‬وهو طور غلب عليه تطوير هذا العلم ومحاولة تقييم ما فات السابقين والتعقيب عليهم أحيانًا‪ .‬ويبدأ هذا الطور تقريبًا‬
‫من سنة ‪600- 430‬؛ وفي تلك الحقبة‬
‫ظهرت مصنفات جياد تبنى على ما سلف من كتب السابقين من هذه المصنفات‪:‬‬
‫* كتاب المستخرج على كتاب الحاكم ألبي نعيم األصبهاني ت وسماه الحافظ الذهبي (علوم الحديث) فقد زاد أبو نعيم على الحاكم‬
‫* ثم جاء ابن عبد البر عالم المغرب ت سنة‪7‬؛ه فصنف كتابه (التمهيد لما في الموطأ من المعاني والمسانيد) حيث ذكر في مقدمته‬
‫الطور السادس‪ :‬وهو طور بدأ بعهد ابن الصالح ت‪147‬ه‪.‬‬
‫الموسوم (بمقدمة ابن الصالح)‪ .‬مسمى كتابه في المصطلح هذا الكتاب الذي ذاع صيته هناك وهناك له أكثر من اسم وكما يقول أولو‬
‫النهى‪ :‬كثرة األسماء دليل على شرف المسمى؛ فهذا الكتاب له اسمان مشهوران هما‪:‬‬
‫‪ _ 1‬مقدمة ابن الصالح‪.‬‬
‫‪ - 2‬معرفة أنواع علم الحديث‪.‬‬
‫وله أسماء أخوى مثل ‪:‬‬
‫* كتاب ابن الصالح‪.‬‬
‫* علوم الحديث البن الصالح‪.‬‬
‫* معرفة أنواع الحديث؛ وبيان أصوله؛ وقواعده؛ وإيضاح فروعه وأحكامه؛ وكشف أسراره وشرح مشكالته؛ وإبراز نكته وفوائده؛‬
‫وإبانة مصطلحات أهل الحديث ورسومهم‪.‬‬
‫والحقيقة أن ابن الصالح في بداية كتابه أشار إلى ما يلي ‪- :‬‬
‫(‪ ...‬من هللا الكريم تبارك وتعالى وله الحمد أن أجمع بكتاب معرفة أنواع علم الحديث‪ .‬هذا الذي أباح بأسراره الخفية وكشف عن مشكاته‬
‫األ ِبيَّة ‪ ...‬الخ)‪.‬‬
‫فهذا الكالم يرجح تسمية كتاب ابن الصالح (معرفة أنواع علم الحديث)‪.‬‬
‫دور ابن الصالح في خدمة هذا الفن ‪»:‬‬

‫‪25‬‬
‫جاء ابن الصالح فنظر في المصنفات السابقة عليه فقرأها قراءة متأنية؛ ونظر إليها نظرة الناقد البصير؛ فوجد قواعد هذا الفن متفرقة في‬
‫مصنفات عديدة؛ وبعضها يكمل البعض اآلخرء؛ وبعضها مكرر؛ وبعضها غير محرر‪ .‬فعمد ابن الصالح فجمع شتات مقاصدها؛ وجعل‬
‫منها منظومة واحدة؛ متكاملة متناسقة؛ ول ّم متفرقهاء وحذف مكررها‪.‬‬
‫ماذا يستفاد من كالم الحافظ ابن حجر ‪ :‬عن ابن الصالح ص‪138‬‬
‫ال شك أن كالم الحافظ ابن حجر أوضح أهمية المقدمة في نقاط نلخصها في ما يلي من خالل كالمه ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬أن ابن الصالح استفاد من كتب السابقين وهي متعددة؛ استفاد من الخطابي ته والرامهرمزي والحاكم وابن عبد البر والخطيب‬
‫البغدادي؛ ومن غيرهم‪.‬‬
‫ب ‪ -‬إن المصنفات قبله لم تكن كاملة في هذا الفن؛ فهناك من دون القواعد على طريقة األسانيد يعني يجمع أقوال أئمة الصناعة الحديثية‬
‫في مسألة ما مع وضع عنوان لها‪.‬‬
‫ج ‪ -‬أن ابن الصالح اهتم بتصانيف الخطيب البغدادي ‪ -‬وما أكثرها ‪ -‬فعكف عليها وجمع رءوس مسائلها وضم إليها نتاج من جاء بعد‬
‫الخطيب‪.‬‬
‫د ‪ -‬هناك من قصد ضبط قواعد هذا الفن؛ ولكن فاته الكثير من ضبط التعاريف‪.‬‬
‫ه‪ -‬أن ابن الصالح أملى كتابه هذا على طالب العلم شيئًا فشضيئًا حتى اكتمل‪.‬‬
‫مميزات مقدمة ابن الصالح ‪« :‬‬
‫‪ -1‬أنه تتبع أقوال السابقين من علماء هذا الفن؛ فحقق أقوالهم؛ وحرر محل النزاع في ما اختلفوا فيه؛ ورجح ما بان له؛ وقد ينبه على‬
‫مواضع االعتراض في تلك األقوال‬
‫‪ .-" -2‬ضبط تعاريف السابقين لمصطلحات هذا الفن‪.‬‬
‫‪ . -3‬أحيانا يأتي بتعريفات لم ترد على لسان المتقدمين‪.‬‬
‫‪ -4‬أنه أخذ عصارة كالم السابقين في المسألة الواحدة وهذبها‬
‫‪ _ -5‬االستنباط الدقيق لمذاهب العلماء وقواعدهم في ميدان‬
‫ثناء العلماء على كتاب ابن الصالح ‪«» :‬‬
‫* يقول النووي رحمه هللا‪( :‬هو كتاب كثير الفوائد؛‪ .‬عظيم العوائد) !‪.0‬‬
‫ويقول في مقدمة صحيح مسلم‪( :‬ولهذه األنواع حدود وأحكام؛ وتفريعات معروفة عند أهل الصنعة؛ وقد أتقنها مع ما يحتاج إليه طالب‬
‫الحديث من األدوات والمقدمات ويستعين به في جميع الحاالت ‪ -‬اإلمام الحافظ أبو عمرو بن الصالح في كتابه علوم الحديث) (‪.‬‬
‫تأثير كتاب ابن الصالح في المصنفات بعده ‪» :‬‬
‫كل من جاء بعد ابن الصالح؛ جعل المقدمة أصالً وأساسنًاء فاهتم بها العلماء؛ وكانوا مدارس شتى على تلك المقدمة‪.‬‬
‫فمنهم من اختصرها ‪ :‬مثل‬
‫‪ _ -1‬النووي في اإلرشاد؛ والتقريبا"‪.‬‬
‫‪ - 2‬والقطب القسطالني واسم كتابه (المنهج المبهج عند االستماع؛ لمن رغب في علوم الحديث على اإلطالع)‪.‬‬
‫‪ -3‬وابن دقيق العيد وكتابه يسمى (االقتراح في بيان االصطالح)‪.‬‬
‫‪ -4‬والمحب الطبري وكتابه يسمى (الملخص)‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫‪ -5‬والجعبري وكتابه يسمى (رسوم التحديث في علوم الحديث‬
‫‪ -6‬والبدر بن جماعة وكتابه يسمى (المنهل الروي في علوم الحديث النبوي)‪.‬‬
‫وقام بعض العلماء بنظمها منهم ‪. :‬‬
‫ي ت‪7197‬ه وكتابه يسمى (أقصى األمل و السول في علوم حديث الرسول) ومنظومة أخرى تسمى (منظومة ابن‬
‫‪ -1‬أبو عبد هللا الخوب ّ‬
‫خليل)‪.‬‬
‫‪ . -2‬أبو عثمان التجيبي سماها (الخالصة)‬
‫‪ _.-3‬الحافظ أبو الفضل العراقي ومنظومته تسمى (التبصرة والتذكرة)‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أهم الذين نكتوا عليه‪ .‬بشرح جمل منه‪ .‬أو استدراك عليه ‪ .‬أو مناقشة له‪»:‬‬
‫‪ -1‬ابن اللبان الدمشقي‬
‫‪ُ - -2‬مغلطاي‬
‫‪ -3‬الحافظ العراقي وكتابه يسمى (التقييد واإليضاح لما أطلق وأغلق من كتاب ابن الصالح)‪.‬‬
‫‪ _ -4‬الزركشي ت‪/94‬اه وكتابه (النكت على ابن الصالح)‪.‬‬
‫أهم المؤاخذات على مقدمة ابن الصالع ‪:‬‬
‫مما ال شك فيه أن كتاب المقدمة البن الصالح قد وجهت إليه بعض العتراضات؛ وهي ال تؤثر في منزلته وال في مكانته؛ بل هي دليل‬
‫وكثيرا ما‬
‫ً‬ ‫على رفعته ومكانته؛ نظرا الهتمام الناس بها وعلى كل حال فالمعترضون معترفون بفضل ابن الصالح وتقدمه في ذلك؛‬
‫يكون االعتراض دليالً على علو مقام المعترض عليه؛ أجزل هللا لهم جميعًا الثواب واألجر‪.‬‬
‫ومن أهم تلك العتراضات ‪» :‬‬
‫‪ -1‬أن ترتيبها ليس على ما ينبغي؛ فهي غير منظمة؛ أشسار إلى ذلك ابن حجر بقوله‪ :‬إنه لم يحصل ترتيبه على الوضع الالئق به؛ بأن‬
‫يذكر ما يتعلق بالمتن وحده؛ وما يتعلق بالسند وحده؛ وما يشتركان فيه؛ وما يتعلق بكيفية التحمل واألداء وحده؛ وما يختص بصفات‬
‫الرواة وحده؛ ولقد كثر اعتراض أناس على ابن الصالح من جهة ترتيب كتابه‪.‬‬
‫ونحب أن نقول‪ :‬إن ابن الصالح كان مشغوالً بجمع أكبر قدر ممكن من مسائل هذا الفن المبثوثة في كتب طوال؛ فهو أول من جمع تلك‬
‫المسائل في مكان واحد في كتاب واحد؛ حتى صار سهل المنال؛‬
‫والجواب عن ذلك‪ :‬كما قال ابن حجر نقالً عن الشيخ الكرخي أحد أصحاب ابن الصالح‪ :‬إن عذر الشيخ في ذلك أنه كان إذا حرر نوعا‬
‫من األنواع؛ واستوفى التعريف به وأورد أمثلته وما يتعلق به؛ أماله؛ ثم انتقل إلى تحرير نوع آخر‪.‬‬
‫ثم إننا نقول‪ :‬إن كتابه مرتب في الجملة ليس فيه تشويش يمنع من االستفادة واإلفادة؛ وذلك مع انسجام عبارته؛ ولطف إشارته‪.‬‬
‫‪ -2‬أخل ابن الصالح بأنواع مستعملة عند أهل الحديث تتعلق بالحديث وبصفات الرواة‪.‬‬
‫والجواب عن ذاك‪ :‬أن ابن الصالح أشار في مقدمته أن كل نوع من هذه األنواع من الممكن أن يتفرع عنه أنواع أخرى‪ .‬فال اعتراض‬
‫عليه فيما استجد بعده؛ ألن ما ظهر بعده من أنواع داخل ضمنًا فيما ذكره فما زاده البلقيني في محاسن االصطالح وهي خمسة أنواع ‪0‬‬
‫فمثالا من األنواع التي زادها البلقيني والزركشي‪:‬‬
‫‪ -‬رواية الصحابة عن الصحابة؛ والتابعين عن التابعين؛ وهما داخالن في رواية األقران‪.‬‬
‫‪ -‬ومعرفة رجال اإلسناد في بلد أو إقليم؛‪ .‬وهو داخل في نوع األوطان عند ابن الصالح‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫‪ -‬ومعرفة األوائل واألواخرء وثقات الرواة؛ وهو داخل في مراتب الجرح والتعديل‬
‫نماذج من تأثر المتأخرين بابن الصالح ‪» :‬‬
‫أولا ‪ :‬اإلمام النووي ت‪ : 676‬سبق أن ذكرنا أن النووي اختصر المقدمة في كتابين له هما (اإلرشاد)؛ واسمه الحقيقي (إرشاد طالب‬
‫الحقائق إلى معرفة سنن خير الخالئق) ‪ -‬وقد التزم النووي في هذا الكتاب عبارة ابن الصالح؛ ولم يضف شيئًا ً‬
‫كثيراء إال إضافات يسيرة‬
‫هامة مفيدة؛ واستدرك عليه عض االستدراكات الجيدة المتقنة؛‬
‫(أ) وبالمقارنة بين تقريب النواوي وابن الصالح يتضح أن هناك أوجه اتفاق بينهما وهي الغالب األعم؛ خاصة وأن النووي كان‬
‫يرتضي رأي ابن الصالح في المسائل المختلف فيها؛ لكن ال شك أنه البد أن يكون هناك شيء من التفاوت بينهما؛ فليس التقريب نسخة‬
‫من المقدمة؛ فللنووي جهده وسعيه المشكور‪.‬‬
‫ب ومن مظاهر هذا التفاوت ‪» :‬‬
‫‪ -1‬بعض المسائل فيها تقديم أو تأخير؛ يخالف فيها النووي ابن الصالح سواء في ذكر بعض األنواع‪.‬؛ أو التفريعات المتعلقة بالنوع‬
‫الواحد‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك زيادات للنووي على ابن الصالح الهدف منها إضافة معنى زائد على ما قاله ابن الصالح؛ أو توضيح معنىء أو تقرير‪.‬‬
‫(ج) هناك بعض اعتراضات من النووي على ابن الصالح يخالفه فيها الرأي منها ‪:‬‬
‫‪ -1‬هل الحديث الصحيح يفيد الظن أو القطع؟ رأى ابن الصالح أنه يفيد القطع وخالفه في ذلك فقال‪ :‬إنه يفيد الظن‪.‬‬
‫‪ .- 2‬حكم التصحيح في هذه األزمان؛ فإبن الصالح سد باب التصحيح على أهل زمانه؛ وخالفه النووي قائالً‪ :‬األظهر جوازه لمن تمكن‬
‫وقويت معرفته‪.‬‬
‫‪ . - 3‬الرجوع إلى األصول الصحيحة المقابلة على أصل صحيح‪.‬‬
‫‪ -4‬ما ترتفع به الجهالة‪.‬‬
‫‪ -5‬تغيير الراوي لفظ (النبي) إلى (الرسول) والعكس‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تأثر ابن دقيق العيد بابن الصالح ‪»:‬‬
‫(أ) سبق أن ذكرنا أن ابن دقيق العيد اختصر مقدمة ابن الصالح في كتابه الموسوم (االقتراح في بيان االصطالح وما أضيف إلى ذلك‬
‫من األحاديث المعدودة من الصحاح) وقد اختصر فيه المقدمة دون إخالل بالمعنى» وإن كان لم يشر إلى أنه سيختصر المقدمة؛ وإن كان‬
‫أحيانًا ً‬
‫نادرا يعزو إلى ابن الصالح‬
‫المسألة السادسة ‪( :‬الرواية من النسخ التي إسنادها واحد)‪.‬‬
‫( ب) _ بعض زيادات ابن دقيق العيد‪ :‬ولم يخل كتاب (االقتراح) من زيادة مهمة؛ أو إضافة جليلة؛ من تتميم ناقص‪ .‬أو إيضاح مبهم؛ أو‬
‫حل مشكلة؛ أو إيراد مثال‪ .‬من ذلك‬
‫‪ -1:‬أنه زاد في مسألة التدليس؛ حيث بين أن التدليس فيه مصلحة؛ وفيه مفسدة أما مفسدته‪.‬؛ فإنه قد يخفى ويصير الراوي مجهوالً؛‬
‫فيسقط العمل بالحديث لكون الراوي مجهوالً عند السامع مع كونه عدالً معروفًا في نفس األمر‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن عبارات ابن دقيق العيد الجميلة التي أوردها في مقام الجرح والتعديل وذكر الضعفاء قوله (أعراض المسلمين حفرة من حفر‬
‫النار وقف على شفيرها طائفتان من الناس المحدثون والحكام)‪.‬‬
‫(ج) بعض اعتراضات ابن دقيق العيد على ابن الصالج ‪« :‬‬
‫‪28‬‬
‫كان البن دقيق العيد نظر بعيد وفهم ثاقب في بعض المسائل التي عند بن الصالح؛ وكان يخالفه الرأي بدون تصريح باسمه‪.‬‬
‫‪ -‬فمثالً اعترض على تعريف ابن الصالح للحديث الصحيح ‪ ..‬والحسن واالحتجاج به‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬تأثر ابن جماعة تله بابن الصالح ‪:«0‬‬
‫لقد عكف ابن جماعة على مقدمة ابن الصالح سماعاء وبحثًا‪ .‬وعكف على تلخيص ألفاظهاء وتخليص خالصة محصول كالم ابن‬
‫الصالح؛ حتى يتسنى له سهولة مراجعته؛ وترتيبه على ما هو أولى عنده‪.‬‬
‫ب) بعض الزيادات على ابن الصالح ‪« :‬‬
‫‪ -1‬أضاف ابن جماعة إلى تعريف ابن الصالح للحديث الصحيح تعاريف إضافية مثل تعريف الشافعي‪ .‬والخطابي؛ لكي يربط بين ما‬
‫ذكره ابن الصالح وما ورد عن غيره‪.‬‬
‫‪ . -2‬حين رجج ابن الصالح صحيح البخاري على مسلم لم يذكر أي ميزة لهذا الترجيح فيأتي ابن جماعة ويبرز األسباب التي ترجح بها‬
‫صحيح البخاري‪.‬‬
‫‪ -3‬ذكر ابن الصالح عدد أحاديث البخاري؛ ولم يذكر عدد أحاديث صحيح مسلم فيزيد ابن جماعة أحاديث مسلم عذا وجمعغًا‪.‬‬
‫فيأتي ابن جماعة ويوضح ذلك بقوله‪ :‬المراد ‪ -‬وهللا أعلم‪ -‬تعدد الطرق‬
‫واألسانيد وآثار الصحابة والتابعين» وغيرهم؛ وفتاويهم ‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫(ج) تعقبات لبن جماعة على ابن الصالح ‪:‬‬
‫أحيانًا يتعقب ابن جماعة ابن الصالح يخالفه الرأي؛ ويصدر ذلك بقوله (قلت) وأحيانًا يقول (فيه نظر) وقد تعقبه في مسائل منها ‪- :‬‬
‫‪ -1‬ما انفرد الحاكم بتصحيحه‪.‬‬
‫‪. -2‬ما في الصحيحين يفيد القطع أو الظن‪.‬‬
‫‪ .-3‬التصحيح في هذه العصور (عصر ابن الصالح)‪.‬‬
‫‪ . 4‬تعريفه للحديث الحسن؛ وكذا ارتقاؤه إلى الصحيح‪.‬‬
‫‪ 5‬بعض صور المعضل حين حكم ابن الصالح على قول تبع التابعي إذا روى عن التابعي حديثًا إلى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫ولكنه موقوف على التابعين‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬تأثر ابن كثير بابن الصالح ‪» :‬‬
‫سبق أن أشرنا إلى أن الحافظ ابن كثير قد قام باختصار مقدمة ابن الصالح في كتابه (اختصار علوم الحديث)‪.‬‬
‫ومن يقرأ هذا المختصر المبارك سيشعر بمدى الدقة التي اتبعها ابن كثير في مختصره؛ حيث سلك نه ًجا يحمد عليه؛ وقد تمثل هذا النهج‬
‫في عدة نقاط ‪:‬‬
‫كثيرا ما يعزو نقله إلى ابن الصالح؛ ألن من بركة العلم عزوه لقائله خاصة إذا كان كالم ابن الصالح يمثل الرأي الراجح'!"؛ أو‬
‫‪ (1‬أنه ً‬
‫رأى جمهور أهل العم أو يعتبر قاعدة مهمة؛ أو عبارة محكمة ال يمكن استبدالها بغيرها أو غير ذلك‪.‬‬

‫‪29‬‬

You might also like