You are on page 1of 11

‫ اﻟﺟزاﺋر‬.

‫ ﻣﺳﺗﻐﺎﻧم‬-‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﺑن ﺑﺎدﯾس‬ ‫المجلة الدولية لإلتصال اإلجتماعي‬


66- 66‫( ص‬9120) 7 :‫ اﻟﻣﺟﻠد‬1 :‫اﻟﻌدد‬ EISSN: 2710-8139 ISSN: 2437 – 1181

‫نظرية الحرية؛ حرية لإلعالم أم للتعبير؟‬


Freedom theory, media freedom or expression?

) 1(
‫منال كبور‬
،‫ أستاذة محاضرة أ‬،1 ‫ جامعة باتنة‬،‫ قسم علوم اإلعالم واالتصال‬1
manel.kabour@gmail.com

2019/12/23 :‫تاريخ القبول‬ 2019/11/9 : ‫تاريخ المراجعة‬ 2019/09/29:‫تاريخ اإليداع‬

‫ملخص‬
‫ يقدم األحداث التاريخية التي قادت إليها ويشرح ما خلفته من نتائج إيجابية‬،‫يتناول هذا المقال موضوع نظرية الحرية‬
‫ ينتهي في ذلك إلى أن "الحرية" المخولة لإلعالم‬.‫ منتقدا إياها أخي ار في رؤية تقيمية لطبيعة الحرية التي تؤسس لها‬،‫وسلبية‬
.‫ ما هي إال مكسب للتعبير كمطلب إنساني متواصل الوتيرة‬- ‫النظرية‬- ‫من خاللها‬

.‫ ممارسة الحرية‬،‫ حرية التعبير‬،‫ حرية اإلعالم‬،‫ نظرية الحرية‬:‫الكلمات المفاتيح‬

Freedom theory, media freedom or expression?

Abstract

This article deals with the subject of the theory of freedom. It presents the historical
events that led to it and explains the positive and negative consequences it has obtained; and
this by criticizing it from an angle that evaluates the nature of the freedom that constitutes its
foundation.
Ultimately, this article succeeds in demonstrating that the freedom attributed to the media
is only an asset of expression that appears to have the character of a continuous human need.

Key words: Freedom theory, media freedom, freedom of expression, Exercise freedom.

66
‫جامعة عبد الحميد بن باديس ‪ -‬مستغانم ‪ .‬الجزائر‬ ‫المجلة الدولية لإلتصال اإلجتماعي‬
‫المجلد‪ 6 :‬العدد‪)9102( 3 :‬ص‪66- 66‬‬ ‫‪EISSN: 2710-8139‬‬ ‫‪ISSN: 2437 – 1181‬‬

‫يحدد النظام الذي تدور وسائل اإلعالم في حركته تأثيرها على جمهورها‪ ،‬ألن من شأن طبيعته أن تشكل صورتها‬
‫الذهنية لدى المجتمع‪ ،‬وقد كون األخير فعال صورته عن وسائل اإلعالم في ظل النظام اإلعالمي السلطوي‪ ،‬قضت بأن‬
‫والءها األول للسلطة أو الدولة وأن حريتها في التعبير عن قضايا الناس ومشاكلهم محدودة جدا‪ ،‬مما دفع به إلى التمرد‬
‫على كل األفكار السلطوية‪ ،‬ما أدى ‪-‬بعد ذلك ‪ -‬شيئا فشيئا إلى ظهور الفكر السياسي الحر؛ أو ما يعرف بنظرية الحرية‪.‬‬
‫ما هي منطلقات ومبادئ هذه األخيرة؟ عن أي حرية تتحدث؟ ما هي إيجابياتها وسلبياتها؛ أو باألحرى النقد الذي وجه‬
‫إليها؟‬
‫نبذة تاريخية‬
‫عاشت أوروبا في القرون الوسطى عصو ار مظلمة اتسمت بالجهل‪ ،‬التخلف‪ ،‬االضطراب‪ ،‬والفوضى نتيجة سيطرة‬
‫(‪) 1‬‬
‫ثم تطورت األحداث لميالد فلسفة تنادي بالحرية‪ ،‬باتت مالمحها‬ ‫الكنيسة والحكام الدكتاتوريين على األفكار والمعتقدات‪.‬‬
‫جلية في كل من بريطانيا وأمريكا‪ .‬مث لت‪ ،‬في ذلك‪ ،‬الدعوات الجديدة ‪-‬أواخر القرن السابع عشر وأوائل القرن الثامن عشر ‪-‬‬
‫التي أعلنها جون ميلتون ‪ ،John Milton‬جون لوك ‪ ،John Locke‬فولثير ‪ ،Voltaire‬جون جاك روسو‪Jean-‬‬
‫(‪) 2‬‬
‫العامل الفلسفي الذي اتحد مع نظيره‬ ‫‪ ،Jacques Rousseau,‬وجون ستي وارت ميل ‪،John Stuart Mill‬‬
‫(‪) 3‬‬
‫المرتبط باألوضاع السائدة في أوروبا بعد فرض الحصار على الصحافة وظهور القانون الفرنسي لحريتها سنة‬ ‫السياسي‬
‫(‪) 4‬‬
‫‪ ، 1881‬والذي ألغى الترخيص والرقابة على كل ما ينشر كما حدد الجرائم اإلعالمية‪.‬‬
‫تعد الجهود المتصلة للفالسفة الدعامة األساسية واألولى لألفك ار المتعلقة بالتنظيم السياسي واالجتماعي للدولة‬
‫(‪) 5‬‬
‫الحديثة التي يأخذ الفرد فيها دوره وحقوقه الطبيعية كإنسان‪.‬‬
‫ذاعت أفكار ميلتون (‪ ) 1064 – 1068‬في القرن السابع عشر‪ ،‬تقضي بأن الحرية التي فوق الحريات جميعا‪ ،‬هي‬
‫أن تعرف وتقول ما تعرف دون أي قيد‪ ،‬وتنادى بضرورة احترام ال رأي المخالف‪ ،‬ولو مثله فرد واحد‪ ،‬ألن الحقيقة ال تضمن‬
‫(‪) 0‬‬
‫كما نشر مقاالته النقدية الشهيرة‬ ‫لنفسها البقاء إال إذا تقابلت مع غيرها من الحقائق في وضوح واستقاللية تامة‪.‬‬
‫‪ Aeropagitica‬التي تعتبر حتى هذا اليوم أهم الكتابات دفاعا عن حرية التعبير والكلمة وتوضيحا لمعانيها‪ ،‬فألول مرة‬
‫(‪) 6‬‬
‫جاء في هذه المقالة‪" :‬إنه من‬ ‫سنة ‪ 1044‬يتم التنديد بالرقابة والرخص الحكومية التي يفترض فيها أن تسبق كل منشور‪.‬‬
‫غير المنطقي أن نفترض أن أية حكومة تستطيع إرضاء جميع الناس‪ ،‬أو أن أي شيء تقوم به‪ ،‬الحكومة‪ ،‬سوف يحقق‬
‫العدالة‪ ،‬ولكن إذا كان لدى الناس حرية الحديث والكتابة عن سياساتها‪ ،‬واذا كان من يحكمون يرغبون في االهتمام بهذه‬
‫(‪) 8‬‬
‫الكتابات‪ ،‬فإن النتيجة المنطقية ستكون تحسن أداءها وتحقيق الرغبات"‪.‬‬
‫يعتبر لوك (‪ ) 1664 – 1032‬أحد مؤسسي المذهب الحري الجديد أيضا‪ ،‬فهو يذهب إلى أن لإلنسان حقوقا مطلقة ال‬
‫يخلقها المجتمع وأن الطبيعة تقوم على الحرية‪ ،‬فالعالقة الطبيعية بين الناس هي عالقة كائن حي بآخر مآلها قطعا‬
‫المساواة‪ ،‬ولذا تظل ا لعالقات الطبيعية باقية بغض النظر عن العرف االجتماعي باعتبارها تقيم بين الناس مجتمعا وقانونا‬
‫طبيعيين سابقين على ذينك المدنيين‪ ،‬وعلى هذا يصبح حقهم محصو ار في تنمية حريتهم والدفاع عنها وعن كل ما يلزم منها‬
‫(‪) 9‬‬
‫شكلت أفكار لوك "األساس الذي قامت عليه المدرستين‬ ‫من حقوق كحقي الملكية والحرية الشخصية وحق الدفاع عنهما‪.‬‬
‫(‪) 16‬‬
‫الفردية والنفعية وما يعرف باسم الديمقراطية التقليدية التي تمثل نوع التنظيم السياسي المرتبط بالنظام الرأسمالي"‪.‬‬
‫يشار إلى أنه نشر سنة ‪ 1096‬رسالتان في الحكم بهدف الدفاع عن الثورة اإلنجليزية وايجاد التبرير النظري لما حققه‪،‬‬
‫ككتاب "المعالجات" الذي دعا فيه إلى نقل سلطة الملك الذي يستخدم الحق اإللهي إلى الب رلمان الذي يمثل الشعب‪ ،‬مستعيرا‬
‫(‪) 11‬‬
‫عن توماس هوبز ‪ ، Thomas Hobbes‬مبر ار بها ثورة البرلمان اإلنجليزي سنة‬ ‫في ذلك نظرية "الدمج االجتماعي"‬

‫‪67‬‬
‫جامعة عبد الحميد بن باديس ‪ -‬مستغانم ‪ .‬الجزائر‬ ‫المجلة الدولية لإلتصال اإلجتماعي‬
‫المجلد‪ 6 :‬العدد‪)9102( 3 :‬ص‪66- 66‬‬ ‫‪EISSN: 2710-8139‬‬ ‫‪ISSN: 2437 – 1181‬‬
‫‪ ، 1088‬إذ أضفى عليها المشروعية بأن جعلها حقا للشعب أو ممثليه في حال أخل الحاكم بشروط العقد المبرم‬
‫بينهما‪ ) 12( ،‬وقد توسع فيها من خالل مؤشرين‪:‬‬
‫أوال‪ :‬ضرورة اعتماد الحكومة على الدستور كوثيقة تحدد بوضوح سلطاتها ومجاالتها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ال يجب أن يفرط الناس في كل حقوقهم الشخصية التي تمتعوا بها في "دولة الطبيعة"‪ ،‬ألنه قد تكون الحياة‬
‫في مجتمع الغابة صعبة‪ ،‬ولكن مع ذلك‪ ،‬فإن بعض جوانب الحرية فيها ال ينبغي أن تكسبها أية حكومة‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬قسم لوك سلطة الحكومة إلى أجزاء ثالث‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪- 1‬مجلس تشريعي منتخب‪ ،‬يتمتع بسلطة من القوانين‪.‬‬
‫‪- 2‬فرع تنفيذي لهذه القوانين والتشريعات لتكون مؤثرة‪.‬‬
‫‪- 3‬آخر قضائي له سلطة الفصل في القضايا وتحقيق العدالة‪.‬‬
‫تحمي هذه السلطات الحكومية مكتسبات الناس الشخصية والطبيعية الممنوحة من قا نون الطبيعة‪ ،‬كما يحق لهم‬
‫(‪) 13‬‬
‫مقاومة المسئولين الذين يسيئون استخدام سلطاتهم التي يخولها لهم القانون‪.‬‬
‫انتشرت أفكار لوك تدريجيا في إنجلت ار والمستعمرات األمريكية خالل القرن الثامن عشر‪ ،‬ثم امتدت في أواخره إلى‬
‫فرنسا‪ ،‬بما أدى إلى إحداث تحول في الفكر السي اسي‪ ،‬إذ لم تعد السلطة تتدفق من األعلى إلى األسفل‪ ،‬ولم يعد مطلوبا من‬
‫المواطنين الطاعة العمياء‪ .‬كما أصبحت في بعض أجزاء العالم العربي في يد الشعوب‪ ،‬وجاء حقهم في اختيار الحكام‬
‫وتنحيتهم عند إساءتهم استخدامها‪ ،‬حتى امتد ذلك إلى االعتراف بالحق في انتقاد المسئولين‪ ،‬حيث تغير الحق اإللهي في‬
‫(‪) 14‬‬
‫مناطق العالم إلى حق الشعب‪.‬‬
‫خالل ذات القرن ظهر المذهب التجريبي‪ ،‬الذي كان فولتير ( ‪ ) 1668 – 1094‬من معتنقيه‪ ،‬والذي أعلن بأن "خير‬
‫المجتمع يقضي أن يعتقد اإلنسان بحريته"‪ ،‬كما مال إلى الجبرية بحجة أن ال إرادة دون سبب‪ ،‬وتابع لوك واعتقد معه بأن‬
‫الحرية ليست في اإلرادة بل تنفيذ الفعل المراد‪ ،‬فقال‪" :‬إن حريتي تقوم في أن أمشي حين أريد أن أمشي وال أكون مصابا‬
‫(‪) 15‬‬
‫بالنقرس"‪ ،‬أما المصاب بالنقرس فال حرية له‪.‬‬
‫يدعم بالمثل روسو (‪ ) 1668- 1612‬هذا االتجاه‪ ،‬فيقول بأن الحرية تميز اإلنسان أكثر من الفهم الذي يوجد في‬
‫الحيوان حتى حد ما أيضا‪ ،‬ألنه ينقاد لدافع الطبيعة في ح ين يرى األول نفسه ح ار في اتباعه أو مقاومته‪ ،‬وروحانية نفسه‬
‫(‪) 10‬‬
‫تبين شعوره بهذه الحرية‪.‬‬
‫انتشرت أفكار ميل (‪ )1863 – 1860‬خ الل القرن التاسع عشر‪ ،‬فسرت المتعة بالتصرف األخالقي‪ ،‬حيث ينبغي‬
‫فيها أن تهدف إلى الخير العام وتحقيق السعادة ألكبر عدد من الناس‪ .‬أوجب ميل الفرد بالسعي لتحقيق مصلحة المجموع‬
‫(‪) 16‬‬
‫بالروح نفسها التي يحاول بها الحصول على منفعته الشخصية‪.‬‬
‫اهتم توماس جيفرسون ‪ Thomas Jefferson‬بإلقاء ال رقابة على كل أساليب االتصال ووسائل اإلعالم‪ ،‬واعتقد‬
‫بأن الحكومة السليمة هي التي تصمد أمام النقد‪ ،‬فقوتها الحقيقية تكمن في قد راتها على مواجهته بصدر رحب‪ ،‬فال يحق لها‬
‫(‪) 18‬‬
‫أن تتخذ لنفسها إجراءات وقائية إال في ظل الظروف الصعبة‪ .‬كما أشار إلى قيمة الف رد وحريته من حيث هو كذلك‪.‬‬
‫(‪) 19‬‬
‫فعندما قامت الثورة الفرنسية سنة ‪ 1689‬معلنة‬ ‫اعتبرت هذه النظرية نتاجا للتاريخ أكثر منها صيغة للفكر‪،‬‬
‫الحرية‪ ،‬تضمن ميثاقها حق كل مواطن في أن يكتب ويطبع ما يشاء دون أن يرد عليه أي قيد‪ ،‬عدى ما هو وارد في‬
‫القانون العام‪ .‬تقرر عقب االنتهاء من ثورة التحرير في الواليات المتحدة‪ ،‬صدور الدستور الذي تضمن في مقدمته "أن‬
‫(‪)26‬‬
‫الحرية فيها وتوكيد سيادة اإلنسان عليها"‪ .‬نص كذلك في صلبه على أنه "ليس‬ ‫المواطنين قدموا إلى هذه األرض لنشر‬
‫من حق الكونجرس إصدار أي تشريع يحد من حرية الشخص في التعبير عن رأيه شفاهة أو طباعة أو بأي طريق"‪.‬‬
‫نتائج وارهاصات‬

‫‪68‬‬
‫جامعة عبد الحميد بن باديس ‪ -‬مستغانم ‪ .‬الجزائر‬ ‫المجلة الدولية لإلتصال اإلجتماعي‬
‫المجلد‪ 6 :‬العدد‪)9102( 3 :‬ص‪66- 66‬‬ ‫‪EISSN: 2710-8139‬‬ ‫‪ISSN: 2437 – 1181‬‬
‫شكلت هذه األحداث أهداف ومبتغيات المذهب الليبرالي الذي نما وتطور على قاعدة األفكار والنظريات التي‬
‫(‪) 21‬‬
‫تتمتع الصحافة‪ ،‬وفقه‪ ،‬بقاعدة كبيرة من الحرية بهدف مساعدة الناس في بحثهم عن الحقيقة التي‬ ‫وضعها الفالسفة‪.‬‬
‫يصلون إليها بمفردهم عن طريق العقل‪ ،‬ما ال يتحقق إن لم تتح لهم حرية الوصول إلى المعلومات واألفكار للتمييز بين ما‬
‫هو حقيقي وزائف‪ .‬يظهر األول من خالل التفاعل الحر بين صدق اإلنسان مع عقله وما لديه من معارف‪ ،‬ولذا يحدث‬
‫(‪) 22‬‬
‫اللتين تحققهما حرية الصحافة أو اإلعالم ‪-‬عموما ‪ -‬باعتبارها‬ ‫التغيير االجتماعي بعمليتي النقاش واالقتناع ال بالقوة‪،‬‬
‫رافدا من روافد حرية ال رأي‪ ،‬تعمل على تنمية المجتمع من خالل تنمية الرأي العام واألفكار الجديدة وتدعيم ركائز الحكم‬
‫(‪) 23‬‬
‫الديمقراطي‪.‬‬
‫إن االعتبار األول ‪-‬إذن ‪ -‬في نظرية الحرية للفرد‪ ،‬كونه يمتلك القدرات العقلية الكاملة للتمييز بين ما هو صواب‬
‫(‪) 24‬‬
‫إن اإلنسان في هذه النظرية مخلو ق يسيره العقل الذي يبحث عن الحقيقة‪ ،‬ال العاطفة‪ ،‬بما يؤدي إلى معرفة‬ ‫وخطأ‪.‬‬
‫قوانين الطبيعة‪ ،‬مما يجعل الحقيقة تستمد من عقل اإلنسان ال من السلطة الحاكمة‪ ،‬خاصة وأنه كائن أخالقي أيضا‪ ،‬تحدد‬
‫(‪) 25‬‬
‫يصبح بذلك قاد ار على اتخاذ الق اررات السليمة دون وصاية من الدولة أو أجهزتها‪ ،‬وقد‬ ‫له أخالقه التزاماته نحو اآلخرين‪.‬‬
‫(‪) 20‬‬
‫تبلورت كل هذه األفكار في مفهوم الحرية الفردية التي كرست لجميع مجاالت النشاط اإلنساني وعملياته االجتماعية‪.‬‬
‫بناء على ذلك؛ تعتبر وسائل اإلعالم سندا لهذه الحرية الفردية‪ ،‬إذ تتجه للشرح‪ ،‬التفسير‪ ،‬والكشف عن الحقائق بما‬
‫يساعد الفرد على اتخاذ ق ارراته وتشكيل ‪-‬في مرحلة الحقة ‪ -‬رأي عام صائب وفعال‪ ،‬فأهداف اإلعالم في ضوء هذه‬
‫النظرية‪ ،‬تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ - 1‬يهدف اإلعالم إلى اإلخبار والترويج لبيع السلع بغرض الربح‪ ،‬ولكن هدفه األساسي هو المساعدة على كشف‬
‫(‪) 26‬‬
‫وم مارسات أصحاب النفوذ والقوة في المجتمع‪ .‬تدعو هذه النظرية إلى فتح المجال‬ ‫الحقيقة‪ ،‬مراقبة أعمال الحكومة‪،‬‬
‫(‪) 28‬‬
‫لتداول المعلومات بين الناس دون قيود‪.‬‬
‫‪ - 2‬يمكن لكل من تسمح له أوضاعه المالية أن يؤسس منشأة إعالمية‪ ،‬فاألساس هو الملكية الخاصة‪.‬‬
‫‪ - 3‬يتم اإلشراف على الوسيلة من خالل عملية التصحيح الذاتي للحقيقة في سوق حرة لألفكار بواسطة المحاكم ‪.‬‬
‫(‪) 29‬‬

‫يرى الفكر اإلعالمي الحري بأن هناك مسؤوليات‪ ،‬إلى جانب هذه اإليجابيات‪ ،‬ينبغي أن يتحملها الفرد الممارس‬
‫للعمل اإلعالمي حتى يتمكن من المساهمة في تحقيق أهداف المجتمع الحر‪ ،‬وان كان لم يعمد إلى تحديدها صراحة‪ ،‬إنما‬
‫رأى أن عقالنية الفرد ستجعله يكتشفها بصورة ذاتية‪ .‬تعد المساهمة في خدمة الصالح العام المسؤولية األساسية التي‬
‫ستكتشف ذاتيا من خالل السعي إلنجاز المهام التالية‪:‬‬
‫‪ - 1‬التنوير العام‪ :‬تضطلع به وسائل اإلعالم من خالل الدور الذي تلعبه في الوصول إلى الحقيقة وتنوير األذهان‪،‬‬
‫ويعتبر أهم مهامها‪.‬‬
‫‪ - 2‬خدمة النظام االقتصادي‪ :‬يجلب البائعين والمشترين للبضائع من خالل اإلعالن‪.‬‬
‫‪ - 3‬حماية حقوق األفراد‪ :‬تؤدي الحكومة دور الحارس خدمة لذلك‪.‬‬
‫‪ - 4‬خدمة النظام السياسي‪.‬‬
‫‪ - 5‬الترفيه‪.‬‬
‫اعتمد الفكر اإلعالمي الليب رالي أيضا على حاسة الفرد الخلقية في الت زامه بالقيام بهذه المهام أو المسؤوليات بشكل‬
‫ذاتي ودون أي ضغط خارجي‪ ،‬واذا حدث ولم يتحمل البعض منها وأساء استخدام الحرية الممنوحة له‪ ،‬فال حاجة إلجباره‬
‫على التمتع بها بصورة مسئولة ألن تعدد األفكار‪ ،‬اآلراء‪ ،‬والمعلومات المتنافسة في سوق حرة تضمن "التصحيح الذا تي"‬
‫(‪) 36‬‬
‫الذي يؤدي هذا الدور بشكل تلقائي‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫جامعة عبد الحميد بن باديس ‪ -‬مستغانم ‪ .‬الجزائر‬ ‫المجلة الدولية لإلتصال اإلجتماعي‬
‫المجلد‪ 6 :‬العدد‪)9102( 3 :‬ص‪66- 66‬‬ ‫‪EISSN: 2710-8139‬‬ ‫‪ISSN: 2437 – 1181‬‬
‫أعتقد أن هذه النظرة تحمل الكثير من التناقض‪ ،‬إذا كانت عقالنية الفرد تجعله يستكشف مسؤولياته بصورة‬
‫ذاتية وحاسته الخلقية تلزمه بها‪ ،‬فلماذا ال تتدخل هاتين اآلليتين نفسيهما في منعه من تجاوز مهامه؟ أين تغيبان أثناء ذلك‬
‫ليح تاج بالتالي إلى آلية جديدة ‪-‬التصحيح الذاتي ‪ -‬تتكفل بإعادته ‪-‬مجددا ‪ -‬إلى دور الحر المسئول الذي تغيب عنه فعليا؟‬
‫تختلف العقالنية‪ ،‬الحاسة الخلقية‪ ،‬والتصحيح الذاتي من شخص إلى آخر باعتبارها عمليات فردية‪ ،‬مما يجعل‬
‫المسؤوليات التي يحددها البعض لنفسه تتباين‪ ،‬قطعا‪ ،‬عن التي يعدها غيره كذلك‪ ،‬هل يعقل‪ ،‬مثال‪ ،‬أن يتفق الجميع ‪-‬‬
‫ذاتيا ‪ -‬على أن تحقيق الصالح العام هي المسؤولية األولى التي تندرج تحتها كل المسؤوليات؟ كيف يمكن القول بذلك في‬
‫حين تبين اختالف عقليات األف راد من الفالسفة في تحديد ماهية المسؤولية ذاتها؟ تستكشف عقالنية جرمي بنتام ‪Jeremy‬‬
‫‪ Bentham‬وحاسته الخلقية أن المنفعة الفردية أو الخاصة تمتد إلى الغير باعتبار أنها أساس المصلحة العامة في‬
‫الوقت الذي يعتقد ميل بضرورة تقديم الثانية على األولى ألن متعة الفرد الفاعل تتمثل في ضمان أكبر سعادة للمجموع؟‬
‫يتسم هذا االعتقاد بشيء أو كث ير من المثالية لم يستطع معها التحقق على أرض الواقع‪ ،‬إذ أفرزت هذه النظرية‬
‫الكثير من النتائج السلبية مما دفع إلى ضرورة التفكير في تحديثها وتطويرها‪ .‬من جملة األسباب التي تفاقمت في خضم‬
‫(‪) 31‬‬
‫التجربة الليبرالية اإلعالمية والتحديات التي واجهتها نظرية الحرية‪:‬‬
‫‪ - 1‬تح ول اإلعالم في ظل الحرب العالمية الثانية إلى مزايدات دعائية‪ ،‬فلم يكن العداء اإليديولوجي الحاد بين الدول‬
‫أبدا في صالح التحول الحر للمعلومات التي باتت أداة للصراع من أجل السلطة وهو الذي استمر بعد الحرب بطرق أخرى‪.‬‬
‫‪ - 2‬انتشار وسائل اإلعالم اإللكتروني بالشكل الذي ال تستطيع الدولة ‪-‬من الناحية التقانية ‪ -‬أن تسمح في استخدام‬
‫موجاتها بصورة عشوائية‪ ،‬والبد في الوقت نفسه أن تحتكر توزيعها للمصلحة العامة‪ ،‬كما أنها تدخلت إليجاد نظام تمويل‬
‫مالئم لإلذاعة والتلفزيون‪ ،‬بما أنه ال يمكن لهاتين الوسيلتين أن تتلقيا نفقات خدماتهما من الناس مباشرة‪ ،‬وشيئا فشيئا وجدت‬
‫في هذه الوسائل االلكترونية أداة فعالة لتشكيل الرأي العام ما جعلها تمارس نوعا من السيطرة عليها متحججة بذرائع شتى‪.‬‬
‫‪ - 3‬وضعت العقيدة الليبرالية بعد الحرب العالمية الثانية موضع نقاش من خالل مفهومي الحرية والديمقراطية‪ ،‬حيث‬
‫أثارت الم اركسية شكوكا حولها معتبرة أن الحرية في العقيدة البرجوازية شكلية وليست حقيقية‪ ،‬ألنه ال فائدة ترجى من الحرية‬
‫الحقوقية إذا لم يمتلك اإلنسان وسيلة ممارستها‪ ،‬وكان إللقاء الضوء على هذا التناقض القائم بين الجانب الحقوقي والواقعي‬
‫دور في لفت االنتباه إلى ضرورة توفي ر شروط تحدد ممارسة الحرية على أرض الواقع‪.‬‬
‫‪ - 4‬تجاوز النقاش العقيدة الماركسية إلى الفكر الليبرالي نفسه بما نجم عنه تفسيرات جديدة للحرية تتناقض والمفاهيم‬
‫الليبرالية القديمة وتولد االعتقاد بأن الحرية ليست معطى موجودا مسبقا بصورة تلقائية وتجب حمايته‪ ،‬بل هي إمكانية البد‬
‫من العمل للفوز بها‪ .‬وحدث االنتقال من مفهوم الحريات الفردية التي تقاوم السلطة إلى دور الدولة كضمان لها‪.‬‬
‫‪ - 5‬تمركز اإلعالم المتصاعد وتحول الصحف‪ ،‬المجالت‪ ،‬والدوريات إلى مؤسسات ضخمة تسيطر عليها مجموعة‬
‫مالية واقتصادية عمالقة‪ ،‬فتآكلت بذلك المنافسة الحرة في خضم السوق المفتوح وتقوية االتجاه المتحرك نحو التحكم في‬
‫اإلنتاج الصحفي‪ .‬غدت الحقيقة التي ال يجب أن تنحصر في الفرد الواحد من منظور الفكر الليبرالي مقتصرة على طبقة‬
‫دون غيرها في نطاق كارتالت وترسنات صحفية تتنافس فيما بينها‪.‬‬
‫‪ - 0‬دور النظام الديمقراطي للمجتمعا ت الغربية في تطوير الفكر الليبرالي الذي وضع على المحك في التجربة‬
‫الواقعية‪ ،‬إذ انبرى المجتمع المدني الذي يتمتع بنفوذ كبير في المجتمعات الديمقراطية إلى مجابهة تداعيات التقدم الهائل‬
‫الذي ط أر على تقنيات االتصال الجماهيري وشارك بفاعلية في آليات وضع حلول مالئمة‪ .‬تحمى الحريات المجتمعية‪،‬‬
‫فضال عن حماية الحريات الفردية والعامة بالمفهوم الليبرالي القديم‪ ،‬التي باتت مهددة من طرف عمالقة التنافس شبه‬
‫االحتكاري في مضمار اإلعالم الجماهيري‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫جامعة عبد الحميد بن باديس ‪ -‬مستغانم ‪ .‬الجزائر‬ ‫المجلة الدولية لإلتصال اإلجتماعي‬
‫المجلد‪ 6 :‬العدد‪)9102( 3 :‬ص‪66- 66‬‬ ‫‪EISSN: 2710-8139‬‬ ‫‪ISSN: 2437 – 1181‬‬
‫قاد إحساس الصحفيين أو اإلعالميين بالحرية إلى تحررهم من أية مسؤولية تجاه عامة الناس‪ ،‬فاعتقادهم‬
‫بأنهم المسئولون عن إمداد الجماهير "بالمعلومات‪ ،‬الترفيه‪ ،‬واإلعالنات للبائع والمشتري‪ ،‬جعلهم يغالون في تقديم مواد‬
‫الجريمة‪ ،‬العنف‪ ،‬الجنس‪ ،‬اقتحام الحياة الخاصة للشخصيات العامة‪ ،‬نشر اإلشاعات واألكاذيب عن فساد المسئولين‬
‫الحكوميين‪ ،‬وكشف األسرار الح كومية التي تؤثر على العالقات الدبلوماسية بين الدول والمعلومات عن تصنيع القنابل‬
‫(‪) 32‬‬
‫والحجة دائما هي إيصال الحقائق لعامة الناس‪ ،‬في حين أدى ذلك إلى إفساد‬ ‫النووية والمساس باألمن القومي"‪،‬‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫يعبر جون ميريل ‪ John Mirel‬ورالف لونشتاين ‪ ،Ralf Lonchtayne‬في كتابهما "اإلعالم‪ :‬وسيلة ورسالة"‬
‫عن هذا أصدق تعبير‪ ،‬بقولهما‪ ،‬أنه كلما تضخم عدد الرسائل (الحرة) زاد حجم المواد التافهة والفاسدة التي تحاول السيطرة‬
‫على اهتمامات الناس فتعرض بيئتها االجتماعية والفكرية إلى "تلوث اتصالي" بشكل يهدد نسيج البيئة االجتماعية بالتشويش‬
‫(‪) 33‬‬
‫واإلحباط ويمزق ‪-‬في الوقت داته ‪ -‬فاعلية الشخصية والهوية الحضارية‪.‬‬
‫ظهرت‪ ،‬بتفاقم النتائج السلبية‪ ،‬إرهاصات التمرد على الحري ة المطلقة للملكية في وسائل اإلعالم‪ ،‬وتنامت األفكار‬
‫لدعم اإلحساس بالمسؤولية االجتماعية بما أدى إلى بلورة إطار جديد لحرية المؤسسات اإلعالمية اعتبر بأنه يخدم الفرد‬
‫والمجتمع معا؛ (‪ ) 34‬وهو ما يعرف بنظرية المسؤولية االجتماعية‪.‬‬
‫رؤية تقييمية‬
‫جاءت هذه النظرية كثورة على القيود التي كانت ممارسة على حرية التعبير والرأي فمثلت بذلك شكال من الحماسة‬
‫وكومة من االنفعاالت التي انف جرت بأفكار تنادي بالحرية دون أن تكون كذلك فعال ألن الغضب كان يقيدها وهدف التحدي‬
‫والتغيير إلثبات التحدي‪ ،‬كان يحدد خطواتها‪ ،‬فابتعدت بذلك عن التعقل واتصلت بالمثالية‪.‬‬
‫ارتبطت نظرية الحرية في ظهورها بالنظام الليبرالي فتداخلت مبادئهما‪ ،‬وربما األصح أن نقول ب أنها كانت نتاجا للفكر‬
‫الليبرالي‪ ،‬وهكذا تصبح أفكار الفالسفة والمفكرين قد مهدت لهذا األخير ‪-‬ال للنظرية ‪ -‬الذي أقر بدوره بالحرية لوسائل‬
‫اإلعالم ثم تم التنظير لهذه الحرية انطالقا من ذلك‪ .‬يأتي هذا القول كتبرير للخلط القائم في المراجع بين كل من النظام‬
‫والنظرية‪.‬‬
‫(‪)35‬‬
‫وهناك فرق شاسع بين كليهما‪ ،‬فاإلعالم حق جماعي في‬ ‫أعتقد أن النظرية تتحدث عن حرية التعبير ال اإلعالم‪،‬‬
‫حين يعد التعبير فرديا يمارسه كل على حدى لتحقيق غاياته هو في ذاته‪ .‬يمثل األول نوعا خاصا من الثاني تسمه‬
‫خصائص مجتمعية‪ ،‬يريد المجتمع أن يتمتع به ألنه يحتاج إليه كمجموع‪ ،‬وهو يراعي بالتالي خصوصية األخير ال م زايا‬
‫الفرد‪ .‬خلطت النظرية بين الحريتين فكرست حرية التعبير لإلعالم الذي يعد مؤسسة مسئولة في المجتمع تمارس حرية تلتزم‬
‫المسؤولية التي تأخذ شكل ذات المجتمع وأهداف المؤسسة نفسها‪.‬‬
‫تأسيسا على هذا الفهم؛ ت صبح مغاالة اإلعالميين في تقديم مواد العنف‪ ،‬الجريمة‪ ،‬والجنس غير غريبة وال مستبعدة‪ ،‬بل‬
‫طبيعية جدا ألنهم ُمنحوا حرية التعبير ‪-‬من خالل وسائل اإلعالم ‪ -‬التي تحمل ذواتهم بإيجابياتها وسلبياتها وتضفي عليها‬
‫‪-‬الذوات ‪ -‬خاصية االمتداد فتنشرها؛ أي أنهم عبروا عن أحوالهم ا لخاصة‪ .‬تعني هذه الحرية أن ينقل الفرد مشاعره‪ ،‬أفكاره‪،‬‬
‫(‪) 36‬‬ ‫(‪) 30‬‬
‫أما حرية‬ ‫حين يختار من شخصه ومجتمعه ما يريده هو ألنه يمارس شيئا من تعرية الذات‪.‬‬ ‫اهتماماته‪ ،‬واتجاهاته‬
‫اإلعالم فتقضي بأن ينتقي منهما ما يشبع حاجات األخير ويحقق أهدافه‪ .‬طبعا ال يمكن أن نعتبر أن المجتمع قد يحتاج‬
‫مواد إباحية أو ما شابه ذلك ألن "التعبير اإلعالمي" يجري‪ /‬يتمتع بـ"عملية قياسية اجتماعية" تجعله يراعي خصوصية‬
‫السياق الذي يعمل‪ /‬يتوجه إليه‪.‬‬
‫تحمل حرية اإلعالم إذن في ذاتها مسؤوليته‪ ،‬فال حاجة بالتالي لنظرية المسؤولية االجتماعية ‪-‬في نظري ‪ -‬ألن‬
‫القول بحرية اإلعالم ما هو إال اختصار للمعادلة التالية‪:‬‬

‫‪71‬‬
‫جامعة عبد الحميد بن باديس ‪ -‬مستغانم ‪ .‬الجزائر‬ ‫المجلة الدولية لإلتصال اإلجتماعي‬
‫المجلد‪ 6 :‬العدد‪)9102( 3 :‬ص‪66- 66‬‬ ‫‪EISSN: 2710-8139‬‬ ‫‪ISSN: 2437 – 1181‬‬

‫حرية التعبير ‪ +‬عملية قياس اجتماعية = حرية اإلعالم‬


‫المصدر‪ :‬إعداد شخصي‬

‫يعدل "التعبير" وفق "عملية قياس اجتماعية"‪ ،‬شبيهة إلى حد ما بدراسات الجمهور واتجاهات قياس الرأي العام‪ ،‬بما‬
‫يجعله إعالما‪ ،‬يصبح الحديث بـ"مسؤولية اإلعالم"‪ ،‬هكذا‪ ،‬يحوي تك ار ار لمعنى المسؤولية‪ ،‬مرة بالمفردة ذاتها وأخرى بلفظ‬
‫"اإلعالم"‪ ،‬وكأنا نقول "مسؤولية المسؤولية" وفي هذا إجهاض للمفهوم‪.‬‬
‫لو فرقت نظرية الحرية بين التعبير واإلعالم لما برزت سلبياتها‪ ،‬وما انتقدت لتأتي على أنقاضها نظرية المسؤولية‬
‫االجتماعية‪ ،‬هذا فضال عن عدم تبيانها لألدوات التمكينية التي تبيح ممارسة الحرية المؤسس لها‪ ،‬فهي كحق ُيتمتع به البد‬
‫أن يتسلق درجات السلم المتعارف عليه لممارسة الحقوق‪ ،‬ما يمكن توضيحه في الشكل التالي‪:‬‬

‫الحماية‬
‫من‪:‬‬
‫المصالح‬ ‫السلطة‬
‫الشخصية‬ ‫الترقية‬

‫قد يباشر‬
‫التمتع‬
‫في تقليل‬ ‫إسقاطا على‬
‫البيئة‬
‫الحرية أو‬ ‫يكون‬ ‫التمكين‬
‫زيادتها‬ ‫االجتماعية‬ ‫إرسال المواد‬
‫باعتبار‬
‫اإلعالمية الحرية‬ ‫اإلعالم‪ /‬اإلخبار‬
‫الحرية‬
‫تبيان كيفية‬
‫(حدود‬
‫ممارسة‬ ‫ظهور الحرية‬
‫الحق)‬
‫نظرية لإلعالم‬

‫الشكل رقم (‪ :)1‬خطوات ممارسة الحق (الحرية)‬


‫المصدر‪ :‬إعداد شخصي‬

‫لكن نظرية الحرية لم تراع هذه الخطوات‪ ،‬وقفزت من مرحلة (اإلعالم‪ /‬اإلخبار) مباشرة إلى حالة (التمتع) دون أن‬
‫تحدد أساليب االستفادة‪ .‬قال فولتير أن "الحرية ليست إرادة بل في تنفيذ الفعل المراد"‪ ،‬وقد تجاوزت النظرية كيفية التطبيق‬
‫مكتفية بحرية اإلرادة‪ ،‬فبات كل إعالمي يضع الطريقة التي تناسبه ويسن النهج الذي يروقه في تمتعه بإرادته مما قلب‬
‫الدرجات الطبيعية للسلم‪ .‬أصبح التمتع‪،‬كسلوك‪ ،‬سابقا لطرق ممارسته (كي ف أتمتع؟) بل وأدى بالسلم إلى االنكسار‪ ،‬إذ أن‬
‫التمتع "الفردي" بحق جماعي ال يمكن قط أن ي رقى به إلى مرحلتي (الترقية) و(الحماية)‪ ،‬فصفة "الفردية" هذه قد تدفع به‬
‫نفسه إلى االنزالق إلى مستوى (اإلعالم‪ /‬اإلخبار)؛ وهو ما يبينه الشكل التالي‪:‬‬

‫‪72‬‬
‫جامعة عبد الحميد بن باديس ‪ -‬مستغانم ‪ .‬الجزائر‬ ‫المجلة الدولية لإلتصال اإلجتماعي‬
‫المجلد‪ 6 :‬العدد‪)9102( 3 :‬ص‪66- 66‬‬ ‫‪EISSN: 2710-8139‬‬ ‫‪ISSN: 2437 – 1181‬‬

‫التمتع‬
‫انكسار‬

‫التمكين‬

‫اإلعالم‪ /‬اإلخبار‬

‫الشكل رقم (‪ :)2‬خطوات ممارسة الحرية ‪-‬كحق ‪ -‬في نظرية الحرية‬


‫المصدر‪ :‬إعداد شخصي‬

‫تفترض نظريات فلسفة اإلعالم أو التقليدية العالقات التي ينبغي أن تكون بين المنظومات الثالث "السلطة"‪،‬‬
‫"اإلعالم"‪ ،‬و"المجتمع" فتحدد لها االرتباطات المثلى وتبني طبيعة التفاعالت بينها لتتمكن من الوصول إلى غاياتها وتحقيقها‬
‫بفاعلية‪ ،‬فهي ال تشرح ما هو قائم بل تقول بما يجب أن يكون‪.‬‬
‫تباعا‪ ،‬أجدها طرحت باقتضاب على مستوى الممارسة أخل بوظيفتها األساسية‪ ،‬فلو جاءت في شكل مخطط كامل‬
‫يشرح ويصف بدقة كل تفصيل في عمل المنظومة اإلعالمية التي تقترحها لكانت االستفادة منها أوفر‪ .‬تستخدم نظرية‬
‫الحرية مفهوما مثل "اإلنسان كا ئن أخالقي" ُيفضل أن تتوقف مليا عنده وتتحدث من خالله عن الحرية في ضوء أخالقيات‬
‫العمل اإلعالمي وكيفية التوفيق بينهما‪ ،‬لكنها تتخطاه مبررة إياه بعبارات المثالية التي أغ رقت فيها‪ ،‬ما يؤكد مجددا على‬
‫إهمالها للوسائل التمكينية‪ ،‬كما تقدم‪ .‬مع ذلك فإن لها مستندات فلسف ية حقة تجعلها تملك خاصية المرونة وتتيح لها فرص‬
‫التكيف‪ ،‬رغم ما تحمله من أفكار مثالية تبقى قاعدة صلبة لالنطالق‪ ،‬ال يمكن تجاوزها للبناء من جديد‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫جامعة عبد الحميد بن باديس ‪ -‬مستغانم ‪ .‬الجزائر‬ ‫المجلة الدولية لإلتصال اإلجتماعي‬
‫المجلد‪ 6 :‬العدد‪)9102( 3 :‬ص‪66- 66‬‬ ‫‪EISSN: 2710-8139‬‬ ‫‪ISSN: 2437 – 1181‬‬

‫اإلحاالت والهوامش‬
‫‪ - 1‬عبد اهلل بدران‪ :‬الخبر الصحفي؛ في منهج اإلعالم اإلسالمي ‪ ،‬سورية‪ :‬دار المكتبي‪ ،‬ط‪ ،2662 ،1‬ص ‪.55‬‬
‫‪ - 2‬حسن عماد مكاوي‪ :‬أخالقيات العمل اإلعالمي ‪ ،‬القاهرة‪ :‬الدار المصرية اللبنانية‪ ،‬ط‪ ،2663 ،3‬ص ‪.00‬‬
‫‪ - 3‬تولدت األوضاع السياسية نفسها تأث ار بالعامل الفلسفي‪.‬‬
‫‪ - 4‬زهير إحدادن‪ :‬مدخل لعلوم اإلعالم واالتصال ‪ ،‬الجزائر‪ :‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬ب ط‪ ،2662 ،‬ص ‪.46‬‬
‫‪ - 5‬تيسير أبو عرجة‪ :‬دراسات في الصحافة واإلعالم ‪ ،‬عمان‪ :‬دار مجدالوي‪ ،‬ط‪ ،2666 ،1‬ص ‪.203‬‬
‫‪ - 0‬حسن عماد مكاوي‪ :‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ - 6‬فلاير مهنا‪ :‬علوم االتصال والمجتمعات الرقمية ‪ ،‬لبنان‪ :‬دار الفكر المعاصر‪ ،2662 ،‬ص‪.63‬‬
‫‪8- John Milton, Areopagitica. Pour la liberté d’imprimer sans autorisation ni censure , trad. G.‬‬
‫‪Villeneuve, Paris, Flammarion, [1644] 2009, p. 122.‬‬
‫‪ - 9‬يوسف كرم‪ :‬تاريخ الفلسفة الحديثة ‪ ،‬مصر‪ :‬دار المعارف‪ ،‬ط‪ ،1909 ،5‬ص ‪.151‬‬
‫‪16- Pierre Feuerstein, Un journal des journaux. Histoire, grandeur et servitudes d'un journal‬‬
‫‪de province , Éditions Créer,‎1997, p. 10.‬‬
‫‪ - 11‬تقوم هذه النظرية على افتراض أنه في وقت ما من التاريخ‪ ،‬أدرك الناس أن تعاونهم في العمل يمكن أن يوفر لهم حياة أفضل‬
‫من المتاحة في دولة الطبيعة حيث كانت األسرة تضطر للقيام بكل األعمال التي تبقي عليها؛ ففي الدولة األخيرة تكون السيادة لقانون‬
‫وحيد هو "قانون الغابة" الذي يتيح الحياة لألقوى أو األذكى فقط ثم عند نقطة ما من التطور يتعب الناس من المعيشة وفق هذا‬
‫القانون‪ ،‬ويضطرون إلى التخلي عن جزء من استقالليتهم مقابل الحصول على األمان‪ .‬هذه االتفاقات أو الدمج االجتماعي عبارة عن‬
‫مؤشرات لبداية المجتمع المنظم وظهور الحكومات‪ ،‬يتنازل الفرد عن بعض الحقوق لتكوين الحكومة القوية‪ ،‬حتى يسيطر المجتمع على‬
‫األنانية والعنف‪ ،‬أنظر‪ :‬حسن عماد مكاوي‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.44 ،43‬‬
‫‪12- Pierre Feuerstein, ibid.‬‬
‫‪ - 13‬حسن عماد مكاوي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.46‬‬
‫‪ - 14‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪ - 15‬يوسف كرم‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.196‬‬
‫‪ - 10‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.262‬‬
‫‪ - 16‬حسن عماد مكاوي‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.50‬‬
‫‪ - 18‬الدسوقي عبده إبراهيم‪ :‬وسائل وأساليب االتصال الجماهيرية واالتجاهات االجتماعية ‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬دار الوفاء‪ ،‬ب ط‪،2664 ،‬‬
‫ص ‪.59‬‬
‫‪ - 19‬فلاير مهنا‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.63‬‬
‫‪ - 26‬حسن عماد مكاوي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪ - 21‬تيسير أبو عرجة‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.284‬‬
‫‪ - 22‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.290‬‬
‫‪ - 23‬خالد مصطفى فهمي‪ :‬المسؤولية المدنية للصحفي عن أعماله الصحفية‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬دار الجامعة الجديدة ب ط‪،2663 ،‬‬
‫ص ‪.24‬‬
‫‪ - 24‬محمد عبد الحميد‪ :‬نظريات اإلعالم واتجاهات التأثير ‪ ،‬القاهرة‪ :‬عالم الكتب‪ ،‬ط ‪ ،2664 ،3‬ص ‪.429‬‬
‫‪ - 25‬عبد اهلل بدران‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.50‬‬
‫‪ - 20‬محمد عبد الحميد‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.429‬‬

‫‪74‬‬
‫جامعة عبد الحميد بن باديس ‪ -‬مستغانم ‪ .‬الجزائر‬ ‫المجلة الدولية لإلتصال اإلجتماعي‬
‫المجلد‪ 6 :‬العدد‪)9102( 3 :‬ص‪66- 66‬‬ ‫‪EISSN: 2710-8139‬‬ ‫‪ISSN: 2437 – 1181‬‬
‫‪ - 26‬حسن إبراهيم مكي‪ ،‬بركات عبد العزيز محمد‪ :‬المدخل إلى علم االتصال‪ ،‬الكويت‪ :‬ذات السالسل‪ ،‬ط ‪ ،1995 ،1‬ص‬
‫‪.105‬‬
‫‪28- Charles Girard: De la presse en démocratie, La révolution médiatique et le débat public,‬‬
‫‪http://www.laviedesidees.fr/De-la-presse-en-democratie.html, Consulté le: 16/12/2011.‬‬
‫‪ - 29‬حسن إبراهيم مكي‪ ،‬بركات عبد العزيز محمد‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.100 ،105‬‬
‫‪ - 36‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.110 ،115‬‬
‫‪ - 31‬فلاير مهنا‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.68- 65‬‬
‫‪ - 32‬حسن عماد مكاوي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.08‬‬
‫‪ - 33‬ابراهيم العقباوي‪" :‬أخالقيات اإلعالم والفضائيات العربية"‪ ،‬في الفضائيات العربية ومتغيرات العصر ‪ ،‬لبنان‪ :‬المكتبة اإلعالمية‪/‬‬
‫الدار المصرية‪ ،‬ط ‪.2665 ،1‬‬
‫‪" - 34‬يقصد بالمسؤولية الصحفية مراعاة اإلعالميين ومؤسساتهم للمسؤولية الذاتية والوطنية واألخالقية والتمسك بمسؤولية احترام الرأي‬
‫والرأي اآلخر"‪ ،‬أنظر‪ :‬أمينة زعيطي‪ ،‬راضية دبرناوي‪" :‬حرية ومسؤولية الصحافة اإللكترونية في الجزائر في ضوء قانون اإلعالم لسنة‬
‫‪2612‬؛ دراسة تحليلية مقارنة لقوانين الصحافة والنشر بالدول المغاربية "الجزائر‪ ،‬المغرب‪ ،‬وتونس""‪ ،‬المجلة الدولية لالتصال‬
‫االجتماعي ‪ ،‬جامعة عبد الحميد بن باديس – مستغانم‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المجلد ‪ ،5‬العدد ‪.55- 32 ،2618 ،2‬‬
‫‪ - 35‬نالحظ أن أفكار الفالسفة التي ارتكزت عليها النظرية –خاصة أفكار ميلتون ‪ -‬تنادي بتحرر األفراد من قيود السلطة وضرورة‬
‫تعبيرهم عن آرائهم‪.‬‬
‫‪ - 30‬تبيح هذه الحرية للمثليين اليوم أن يعلو أصواتهم‪.‬‬
‫‪ - 36‬ال يعني هذا قط أن حرية التعبير سلبية أو أني ضدها‪ ،‬فهناك قوانين في المجتمع‪ ،‬أخالقيات‪ ،‬ومبادئ يلزم الفرد بمراعاتها حيال‬
‫ممارسته لحقه في التعبير‪ ،‬لكن التزامه خيار إذ يمكنه أيضا أن يتجاوزها وان كانت مجازفة نتيجتها الحتمية الردع‪ .‬يحدث هذا في حال‬
‫الفرد ال اإلعالم‪ ،‬حيث ال يكون االلتزام بالمسؤولية خيا ار بل فرضا مؤكدا يجعله من طبيعة اإلعالم ذاته وال يصح بالتالي الحديث عنه‪.‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫‪1. Charles Girard, 2017, De la presse en démocratie, La révolution médiatique et le débat‬‬
‫‪public, http://www.laviedesidees.fr/De-la-presse-en-democratie.html.‬‬
‫‪2. John Milton, 2009, Areopagitica. Pour la liberté d’imprimer sans autorisation ni‬‬
‫‪censure , trad. G. Villeneuve, Flammarion, Paris.‬‬
‫‪3. Pierre Feuerstein, 1997, Un journal des journaux. Histoire, grandeur et servitudes d'un‬‬
‫‪journal de province , Éditions Créer‎.‬‬
‫‪ .4‬ابراهيم‪ ،‬الدسوقي عبده‪ ،2664 ،‬وسائل وأساليب االتصال الجماهيرية واالتجاهات االجتماعية ‪ ،‬دار الوفاء‪ ،‬اإلسكندرية‪.‬‬
‫‪ .5‬أبو عرجة‪ ،‬تيسير‪ ،2666 ،‬دراسات في الصحافة واإلعالم‪ ،‬دار مجدالوي‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪.‬‬
‫‪ .0‬إحدادن‪ ،‬زهير‪ ،2662 ،‬مدخل لعلوم اإلعالم واالتصال ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ .6‬بدران‪ ،‬عبد اهلل‪ ،2662 ،‬الخبر الصحفي؛ في منهج اإلعالم اإلسالمي‪ ،‬دار المكتبي‪ ،‬ط‪ ،1‬سوريا‪.‬‬
‫‪ .8‬زعيطي‪ ،‬أمينة وراضية دبرناوي‪" :‬حرية ومسؤولية الصحافة اإللكترونية في الجزائر في ضوء قانون اإلعالم لسنة ‪2612‬؛‬
‫دراسة تحليلية مقارنة لقوانين الصحافة والنشر بالدول المغاربية "الجزائر‪ ،‬المغرب‪ ،‬وتونس""‪ ،‬المجلة الدولية لالتصال‬
‫االجتماعي ‪ ،‬جامعة عبد الحميد بن باديس – مستغانم‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المجلد ‪ ،5‬العدد ‪.2618 ،2‬‬
‫‪ .9‬السماسيري‪ ،‬محمود يوسف‪ ،2668 ،‬فلسفات اإلعالم المعاصرة – في ضوء المنظور اإلسالمي‪ ،‬المعهد العالمي للفكر‬
‫اإلسالمي‪ ،‬ط ‪ ،1‬فرجينا‪.‬‬
‫‪ .16‬عبد الحميد‪ ،‬محمد‪ ،2664 ،‬نظريات اإلعالم واتجاهات التأثير‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬ط‪ ،3‬القاهرة‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫جامعة عبد الحميد بن باديس ‪ -‬مستغانم ‪ .‬الجزائر‬ ‫المجلة الدولية لإلتصال اإلجتماعي‬
‫المجلد‪ 6 :‬العدد‪)9102( 3 :‬ص‪66- 66‬‬ ‫‪EISSN: 2710-8139‬‬ ‫‪ISSN: 2437 – 1181‬‬
‫ال‬ ‫‪.11‬‬
‫عقباوي‪ ،‬إبراهيم‪" ،2665 ،‬أخالقيات اإلعالم والفضائيات العربية"؛ في الفضائيات العربية ومتغيرات العصر‪ ،،‬المكتبة‬
‫اإلعالمية‪ /‬الدار المصرية‪ ،‬ط‪ ،1‬لبنان‪.‬‬
‫‪ .12‬فهمي‪ ،‬خالد مصطفى‪ ،2663 ،‬المسؤولية المدنية للصحفي عن أعماله الصحفية ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪.‬‬
‫‪ .13‬كرم‪ ،‬يوسف‪ ،1909 ،‬تاريخ الفلسفة الحديثة‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬ط‪ ،5‬مصر‪.‬‬
‫‪ .14‬مكاوي‪ ،‬حسن عماد‪ ،2663 ،‬أخالقيات العمل اإلعالمي ‪ ،‬الدار المصرية اللبنانية‪ ،‬ط‪ ،3‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ .15‬مكي‪ ،‬حسن إبراهيم وبركات عبد العزيز محمد‪ ،1995 ،‬المدخل إلى علم االتصال‪ ،‬ذات السالسل‪ ،‬ط‪ ،1‬الكويت‪.‬‬
‫‪ .10‬مهنا‪ ،‬فلاير‪ ،2662 ،‬علوم االتصال والمجتمعات الرقمية ‪ ،‬دار الفكر المعاصر‪ ،‬لبنان‪.‬‬

‫‪76‬‬

You might also like