You are on page 1of 14

‫خطة البحث‬

‫مقدمة‬
‫‪ .I‬المبحث األول‪ :‬حرية االعالم‬
‫‪ .1‬المطلب األول‪ :‬حرية االعالم "جدلية المفهوم"‬
‫‪ .2‬المطلب الثاني‪ :‬المنطلقات التاريخية والتشريعية لحرية االعالم‬
‫‪ .3‬المطلب الثالث‪ :‬الخلفية التاريخية لحرية االعالم في الدول النامية والعربية‬
‫‪ .II‬المبحث الثاني‪ :‬حرية الصحافة في النظم اإلعالمية‬
‫‪ .1‬المطلب األول‪ :‬حرية الصحافة في النظام السلطوي‬
‫‪ .2‬المطلب الثاني‪ :‬حرية الصحافة في النظام الليبرالي‬
‫‪ .3‬المطلب الثالث‪ :‬حرية الصحافة في النظام االشتراكي‬
‫‪ .4‬المطلب الرابع‪ :‬حرية الصحافة في ظل نظام المسؤولية االجتماعية‬
‫خاتمة‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫مقدم ‪DDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDD‬ة‬
‫تعتبر حرية اإلعالم وحرية الصحافة من القضايا األساسية ال تي تعكس م دى تط ور المجتمع ات ودرج ة تق دمها‬
‫نحو التحول الديمقراطي واحترام حقوق اإلنسان‪ .‬فهي تمثل حجر الزاوية في بن اء ال ديمقراطيات الحقيقي ة‪ ،‬حيث‬
‫تشكل أساًسا ال غنى عنه لضمان تواصل النقاش العام وتقديم المعلومات الصحيحة والموضوعية للمواطنين‪.‬‬
‫إن مفه وم حري ة اإلعالم يتس م بالجدلي ة‪ ،‬حيث يجم ع بين ح ق اإلنس ان في التعب ير وحري ة الحص ول على‬
‫المعلومات‪ ،‬وبين المسؤولية االجتماعية لوسائل اإلعالم في تقديم المعلومات بش كل ص حيح وموض وعي‪ .‬تعت بر‬
‫هذه الجدلية محورية في فهم طبيعة العمل الص حفي واإلعالمي‪ ،‬وكيفي ة ت أثيره على المجتم ع والس لطات‪ ،‬ومن ه‬
‫نطرح اشكالنا اآلتي‪:‬‬
‫ماهي حرية االعالم؟ وفيما تتمثل صحافة في النظم اإلعالمية؟‬
‫‪ .I‬المبحث األول‪ :‬حرية االعالم‬
‫‪ .1‬المطلب األول‪ :‬حرية االعالم "جدلية المفهوم"‬
‫في ظل تنوع الرؤى البحثية‪ ،‬تباين األنظمة السياس ية واختالف مص الح الق وى واللوبي ات المهيمن ة على دواليب‬
‫اإلعالم‪ ،‬حيث عرفت حرية اإلعالم على أنها تعني حق الحصول على المعلومات من أي مصدر ونقله ا وتبادله ا‬
‫والحق في نشر األفكار واآلراء وتبادله ا دون قي ود والح ق في تقدم ه وس ائل اإلعالم إال أض يق الح دود إص دار‬
‫الصحف وعدم ف رض رقاب ة مس بقة على م ا في وفيم ا يتص ل ب األمن الق ومي م ع تحدي د نط اق ذل ك واألم ور‬
‫العسكرية وما يتصل بحرمة اآلداب العامة‪.‬‬
‫بصيغة أخرى حرية اإلعالم هي حرية اس استقاء وجمع المعلومات ونشرها أو بثه ا بآي ة وس يلة إعالمي ة ك انت‬
‫دون التعرض ألية قيود أو ض غوطات س واء ك انت سياس ية اقتص ادية أو اجتماعي ة ‪ ...‬وتقتض ي حري ة اإلعالم‬
‫ش رط أساس ي ه و حري ة الوص ول الى مص ادر المعلوم ات الرس مية ملف ات وتق ارير االدارة المركزي ة وغ ير‬
‫الرسمية‪.‬‬
‫ومن التعريفات األكاديمية المتداولة لحرية اإلعالم تعريف " ويف ر" ومض مونه‪ " :‬تع ني الغي اب النس بي لجمي ع‬
‫القيود والعراقيل الحكومية أمام حركة نشر األفكار وتداول االخبار والمعلومات والض مانات الض رورية لتحقي ق‬
‫ذلك"‪.‬‬
‫كما تعرف حرية اإلعالم على أنها إمكانية إبالغ اآلخرين باألخبار أو اآلراء عبر وسائل اإلعالم و تنطوي حرية‬
‫اإلعالم على عدد من الحريات الفرعية أهمها حرية الصحافة و حرية البث‪ ،‬و هي الحرية األساسية في المجتم ع‬
‫في ظل اإلذاعي والتلفزي و المتص ل بش بكة المعلوم ات التط ور الهائ ل في مختل ف وس ائل المعرف ة ‪ ،‬و زي ادة‬
‫وسائل اإلعالم و هي كافة أوجه النش اطات االتص الية ال تي تس تهدف تزوي د المجتم ع بكاف ة الحق ائق و األخب ار‬
‫الصحيحة و المعلومات السليمة عن القضايا و الموضوعات و المشكالت و مجريات األمور بطرق موضوعية و‬
‫بدون تحريف مما يؤدي إلى خلق أكبر درجة ممكنة من المعرف ة و ال وعي و إدراك كاف ة الحق ائق و المعلوم ات‬
‫‪1‬‬
‫الصحيحة عن القضايا و الموضوعات بما يسهم في تنوير الرأي العام و تكوين الرأي العام لدى الجمهور‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المنطلقات التاريخية والتشريعية لحرية االعالم‬ ‫‪.2‬‬


‫الح ديث عن التش ريع لحري ة التعب ير وال دفاع عنه ا وف ق المث ل واألخالقي ات الطبيعي ة لإلنس ان‪ ،‬ك ان س ابقا‬
‫للديمقراطيات الحديثة‪ ،‬حيث تمت د ج ذوره إلى الق رن ‪ 6‬ق م‪ ،‬حينم ا دع ا حكيم الص ين العظيم كونفوش يوس إلى‬
‫أخلقة المجتمع‪ ،‬وكان من أوائل المص لحين للحكوم ات وللن اس‪ ،‬وش اعت عن ه (‪479- 551‬ق م) ‪Confucius‬‬
‫مقولته الشهيرة " ما ال تحب أن يحدث لك ‪ ...‬ال تفعله مع االخرين"‪ ،‬وقد سادت في أثينا القديمة أيض ا في الق رن‬
‫الخامس قبل الميالد فكرة أن يكون للن اس حري ة الح ديث عن سياس ات الحكوم ات‪ ،‬وه ذا م ا ع رف أيض ا عن د‬
‫السفسطائيين ‪.sophists‬‬
‫كما طور كل من سقراط وأفالطون مفه وم حري ة التعب ير بش كل كام ل على م دى ‪ 400‬س نة خلت‪ ،‬حيث ح اول‬
‫سقراط وضع نظ ام وفلس فة لحري ة التعب ير‪ ،‬وجع ل منه ا حق ا يعل و على ح ق اإلنس ان في الحي اة‪ ،‬وأك د تلمي ذه‬
‫أفالطون‪ ،‬أنه يمكن الوصول إلى الحقيقة من خالل المناقشة الحرة‪ ،‬كما ألفى تلميذه أرسطو المسؤولية على الف رد‬
‫في االختيار الحر‪.‬‬
‫من خالل النقاشات التي كانت سائدة في الحضارات اليودادية والرومانية وكذا الديانات السماوية‪ ،‬نج د أن عملي ة‬
‫التشريع وتنظيم الممارسة اإلعالمية قديمة في الوجود‪ ،‬حيث تأسست على النضال من أجل حرية الفك ر والتعب ير‬
‫ضمن إطار أخالقي معين‪ .‬وتركز معظم التشريعات القديمة والحديثة على مبدأين أساسيين في ممارسة الحري ات‬
‫هما‪ :‬العقالنية والمسؤولية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫خالد خميس عبد السالم‪ :‬المتغيرات الدولية وتأثيراتها على السياسات اإلعالمية‪ ،‬المكتب العربي للمعارف‪ ،‬مصر‪.2017 ،‬‬
‫اما في المجتمعات الحديثة‪ ،‬فإن الحديث عن تاريخ حرية الصحافة يحيلنا إلى الص راع ال ذي ك ان دائم ا موج ودا‬
‫بين الصحف الحرة والسلطات التي س عت إلى قم ع الحري ات حماي ة لمص الحها ونفوذه ا‪ ،‬ولن يتس ع المق ام هن ا‬
‫لإلغراق في تفاصيل هذا الصراع‪ ،‬وسنكتفي ب ذكر أهم المحط ات‪ ،‬حيث تط ورت الص حافة في أعق اب اخ تراع‬
‫الطباعة في نهاية الق رن ‪ 16‬وبداي ة الق رن ‪( 17‬أواخ ر عص ر النهض ة)‪ ،‬حيث انحص ر دور الص حافة في تل ك‬
‫الفترة في تمجيد نظام الحكم السائد‪ ،‬إلى‪ .‬أن نشر مطبوع دون سابق ترخيص يعرض صاحبه للموت ‪ ،‬وق د ع بر‬
‫على ذلك المفكر الفرنسي فولتير " إنك ال يمكن أن تفكر إال برضى "الملك" ‪ ،‬حيث ف رض المل ك ه نري الث امن‬
‫في إنجلترا قيودا على قاسية على المطابع سنة ‪ ،1509‬خشية تأثيرها على صراعه مع البابا و الكنيسة‪ ،‬وه ذا م ا‬
‫قام به أيضا الملك جيمس األول وتشارلز األول عند دخول أول صحيفة مطبوعة الى انجلترا س نة ‪1620‬م‪ .‬وه دا‬
‫أطلق جون ملتون دعواته لحرية الصحافة بقوله‪ :‬أعطني حرية أن أع بر وأن اع رف وأن أن اقش بحري ة ووعي‪،‬‬
‫فهذه الحرية فوق كل الحريات"‪ ،‬رغم أنه لما عين وزيرا كان يش رف على التحكم في ت راخيص م دح الص حف‪.‬‬
‫وقد صدر بعد الحرب األهلية وعودة الملكية نظام التراخيص سنة ‪ 1660‬لكن تم الغاء ه ذا النظ ام س نة ‪1695‬م‪.‬‬
‫هذه السنة التي تعتبر حاسمة في تاريخ حرية الصحافة في انجلترا‪ ،‬تبعته قوانين فرضت ض رائب على الص حافة‬
‫س نة ‪ 1712‬تم زيادته ا تباع ا في ‪ 1724‬و‪ ،1756‬لكن ه ذا األم ر لم ي دم ط ويال إذ ص در ق انون جدي د لحري ة‬
‫المطبوعات في سنة ‪ ،1792‬وتحت تأثير كتاب ات ل وك في انجل ترا ومونتس كيو في فرنس ا‪ ،‬ب دأت عقي دة الحري ة‬
‫تستقر في أذهان الناس‪.‬‬
‫وظل هذا الوضع قائما ح تى قي ام الث ورة الفرنس ية حيث زاد ع دد الص حف والمطبوع ات الدوري ة من ‪ 41‬ع ام‬
‫‪ 1779‬إلى حوالي ‪ 1400‬عام ‪ 1789‬ولم يقلص ه ذا الع دد إال في موج ة جدي دة من القي ود الحكومي ة تحت حكم‬
‫نابليون األول الذي قال عام ‪ " 1800‬لو أني تركت الصحافة تفعل ما تريده الخرجت من الحكم في غضون ثالث ة‬
‫أشهر "‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬تعتبر الكث ير من الدراس ات واألبح اث القانوني ة والسياس ية واإلعالمي ة الث ورة الفرنس ية ‪ 1789‬وميث اق‬
‫حق وق اإلنس ان والم واطن المتمخض عنه ا بت اريخ ‪ 21‬أوت ‪1789‬دواة حق وق اإلنس ان وحريات ه األساس ية في‬
‫‪2‬‬
‫فرنسا والعالم ككل‪.‬‬
‫فحرية الصحافة وحرية البث المباشر لإلعالم يتفق مع حقوق االنس ان وتوص يات وق رارات المنظم ات الدولي ة‪،‬‬
‫مع قيام المنظمات الدولية بدور فعال في تنظيم هذه الحرية‪ ،‬باإلضافة إلى تحمل الدول مسؤولياتها خاص ة ال دول‬
‫ذات التقديات العالية عن اإلعالم الموجه الذي يبث عبر االقمار الصناعية‪ ،‬لكن يبقى الجانب الق انوني ال ذي الب د‬
‫من حضوره في اإلعالم سواء من أجل ضمان حريته أومن أجل تنظيمه وحمايته من الفوضى‪.‬‬
‫ورغم كثرة الضمادات القانونية لحرية ال رأي والتعب ير إقليمي ا ودولي ا إال أنن ا س نوجز أهمه ا دون اإلس هاب في‬
‫سياقاتها التاريخية في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬يعود مفهوم " حرية الصحافة " الذي تم تضمينه في دستور الواليات المتحدة باألص ل إلى محاكم ة ج ون ثي تر‬
‫زينتر من قبل الحاكم االستعماري في نيويورك في عام ‪ ،1725‬وقد حصل على حكم ب البراءة من التهم الموجه ة‬
‫إليه بعد أن دفع محاميه أمام المحلفين ذلك ومع تمسك االستعماريون والجمعيات الوطنية بصالحية مقاضاة وحتى‬
‫سجن الناشرين الذين ينشرون وجهات نظر مغايرة للحكومة‪.‬‬
‫النصوص الدستورية األولى الحرية الص حافة تمثلت في دس تور والي ة فرجيني ا س نة ‪ 1776‬ال ذي نص على أن‬
‫حرية الصحافة هي إحدى األعمدة األساسية للحرية وال يمكن تقييدها إال من جانب الحكومات االستبدادية‪.‬‬
‫تم التعديل األول للدستور االتحادي األمريكي سنة ‪ 1787‬الذي قيد سلطة الكونجرس في وضع تشريع‬
‫يقيد حري ة الص حافة‪ ،‬باس تثناء دس توري ع ام ‪ 1814‬و‪ 1851‬الل ذان يمثالن ارت دادا عن مب دأ حري ة ال رأي في‬
‫فرنسا‪ ،‬وأكدت الدساتير الفرنسية الصادرة ‪ 1875 - 1848 - 1830 - 1791‬على أن حرية كل إنسان مكفولة‬
‫‪2‬‬
‫إسماعيل عبد الفتاح عبد الكافي‪ :‬السياسات في مصر وفي العالم العربي‪ ،‬هبة الديل العربية للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪.2010 ،‬‬
‫في التعبير عن أفكاره بالكالم والطباعة والنشر‪ .‬أما في الواليات المتحدة األمريكية فقد وض ع القض اء األم ريكي‬
‫أول حجر في بداء حرية الصحافة عام ‪ 1734‬بالحكم ببراءة الصحفي جون بيتر زنجر من تهم ة الق ذف الث وري‬
‫في حق حاكم نيويورك‪ ،‬األمر الذي عد نصرا كبيرا لحرية الصحافة في ذلك الوقت‪.‬‬
‫ولم يتقرر للصحافة حريتها إال بعد صدور " قانون لوررد كامبل " عام ‪ 1843‬الذي جع ل إثب ات ص حة الواقع ة‬
‫دفاعا مقب وال في حري ة الق ذف‪ ،‬بع دما ك ان توجي ه انتق ادات للحكوم ة يع د جريم ة ق ذف ول و ك انت االنتق ادات‬
‫صحيحة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الخلفية التاريخية لحرية االعالم في الدول النامية والعربية‬ ‫‪.3‬‬
‫ترتبط التشريعات اإلعالمية في البلدان العربية والدامية بما سبق ذكره من سياقات تاريخي ة لنش أة حري ة اإلعالم‬
‫في الدول الغربية‪ ،‬حيث كانت هذه البلدان في معظمه ا تحت الس يطرة االس تعمارية خالل الق رن ‪ 19‬و‪ 20‬بداي ة‬
‫القرن‪ ،‬وكيفية توظيف الدول المستعمرة الصحافة لخدمة أغراضها الدعائية التوسعية‪ ،‬وبالتالي فإثارة التش ريعات‬
‫اإلعالمية المرتبط ة بحري ة اإلعالم في تل ك الف ترة يحيلن ا بالض رورة إلى ال دول المس تعمرة‪ ،‬مم ا ي برز أهمي ة‬
‫الحديث عن هذه الخلفية غداة استقالل هذه الدول‪.‬‬
‫منهكة القوى والبنيات التحتية بفعل االستعمار ‪ ،‬كانت أولى خط وات معظم ال دول النامي ة بع د االس تقالل التكت ل‬
‫ضمن ما سمي "ب" حركة عدم االنحياز " ‪ ،‬حيث كانت جلها تتبع نظاما شموليا مرتكزه الحزب الواحد وال والء‬
‫للخط الماركسي الداعم للحركات التحررية انطالقا من عدم التوازن في النظام اإلعالمي الذي ك انت كفت ه غالب ة‬
‫فنيا و تقديا لصالح الدول المتقدمة ال تي تتحكم وكاالته ا في نم ط و ت دفق المعلوم ات ‪ ،‬س عت ه ذه ال دول ض من‬
‫حركة عدم االنحياز إلى المطالبة بنظام إعالمي جديد من خالل الوثيقة التي عرضها وزير اإلعالم التونسي س نة‬
‫‪ 1976‬بنيروبي على منظمة اليونس كو ال تي عه دت إلى لجن ة ش ؤون ماكبراي د دراس تها‪ ،‬و ش روع ه ذه ال دول‬
‫بالموازاة مع ذلك في إرساء منظمتها اإلعالمية و التشريعية المستنبطة في الغالب من نس خة ال دول االس تعمارية‬
‫أو المستوحاة من فلسفة النظام السياسي للمعسكرين الشرقي و الغربي‪.‬‬
‫وتعتبر التشريعات اإلعالمية لبعض الدول نم اذج في الحري ات األساس ية وحري ة ال رأي والتعب ير مث ل‪ :‬دس تور‬
‫‪3‬‬
‫بوتسوانا‪ ،‬دستور اندونيسيا لسنة ‪ 1945‬ودستور األرجنتين‪.‬‬
‫ويمكن اعتبار حملة دابوليون بوداب ارت على مص ر س نة ‪ 1798‬بداي ة للنش اط الص حفي بال دول العربي ة‪ ،‬حيث‬
‫عرفت مصر الطباعة في هذه الحملة‪ ،‬ومعها صدر أول تش ريع للمطبوع ات في مص ر في ‪ 14‬ج انفي ‪ 1799‬ثم‬
‫صدر تشريع آخر في ‪ 26‬نوفمبر ‪ 1800‬وبعد تأسيس الوالي محمد علي باشا المطبعة ب والق س نة ‪ 1819‬أص در‬
‫أمرا في ‪ 13‬ج وان ‪ 1823‬وال ذي يح رم طب ع أي كت اب إال ب إذن من الباش اء إلى أن تأس س "قلم الص حافة" في‬
‫أكت وبر ‪ 1866‬وه و جه از رق ابي على عم ل الص حف‪ ،‬وفي ‪ 11‬ديس مبر ‪ 1870‬ظه ر ق انون يع ترف بحري ة‬
‫المطبوعات في الدولة العثمانية‪ .‬هذه النصوص أولى ب وادر التش ريع لإلعالم في ال دول العربي ة تلته ا نص وص‬
‫أخرى‪ ،‬تميزت بالطابع االستعماري‪ ،‬و هذا طبيعي باعتبار ال دول العربي ة لم تع رف الص حافة إلى م ع الحمالت‬
‫التي قادتها دول مثل فرنسا وبريطانيا على العالم العربي وعلى سبيل المثال ال الحصر؛ كانت الجزائر والمغرب‬
‫وتونس من الدول ال تي تعرض ت لالس تعمار الفرنس ي‪ ،‬وارتب ط إعالمه ا والنص وص المنظم ة ل ه بالتش ريعات‬
‫الفرنسية على غرار قانون حرية الصحافة الفرنسي سنة ‪ 1881‬إال أن المس تعمر لم يكن يعام ل ص حافة األه الي‬
‫بنفس الطريقة التي كانت تعامل بها الصحف الفرنسية‪ ،‬فضال عن قمعه للصحافة الثورية ال تي ك انت تص در عن‬
‫الحركات التحررية‪.‬‬
‫فالمغرب مثال بالرغم من كونه عرف الصحافة سنة ‪ 1820‬في عهد الملك محم د بن عب د ال رحمن بن هش ام‪ ،‬إال‬
‫أنه لم يشهد قانونا منظما لإلعالم إال سنة ‪ 1914‬وهو قانون مس تمد من ق انون الص حافة الفرنس ي لس نة ‪،1881‬‬
‫وهكذا كان األمر أيضا بالنسبة للجزائر التي لم تع رف الص حافة إال م ع الحمل ة الفرنس ية س نة ‪ 1830‬لكن يمكن‬
‫‪3‬‬
‫فارس جميل أبو خليل‪ :‬وسائط اإلعالم بين الكبت وحرية التعبير‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2010 ،‬‬
‫النظر إلى القرارات والتوجيهات التي كانت تصدرها جبهة التحرير الوطني بعد اندالع الثورة للصحف الثوري ة‪،‬‬
‫وكذا أرض ية م ؤتمر الص ومام ‪ 1956‬وميث اق ط رابلس ‪ 1962‬بمثاب ة أولى التش ريعات اإلعالمي ة المحلي ة في‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫وأجمعت الدساتير العربية على أن حرية الصحافة مكفولة في حدود القانون (الدستور األردني ‪ - 1952‬الدس تور‬
‫الكويتي ‪ - 1962‬الدستور اللبناني ‪ - 1947‬الدستور الصومالي ‪ 1960‬ال ‪ -‬دستور المصري ‪.)1970‬‬
‫أما الدستور السوري الصادر في ‪ 12‬مارس ‪ 1973‬فلقد نصت المادة ‪ 32‬منه على أن " لكل مواطن الحق في أن‬
‫يعبر عن رأيه بحرية وعلنية بالقول والكتابة وكافة وسائل التعبير األخرى وأن يسهم في الرقابة والنقد والبناء بما‬
‫يضمن سالمة البناء الوطني والقومي ويعم النظام االشتراكي وتكفل الدولة‪.‬‬
‫أما في لبنان فقد كرست هذه الحرية في مقدم ة الدس تور اللبن اني حيث ورد ص راحة في الفق رة ج" " من مقدم ة‬
‫الدستور اللبناني أن " لبنان جمهورية ديمقراطية برلمانية تقوم على احترام الحريات العام ة وفي طليعته ا حري ة‬
‫الرأي والمعتقد"‪.‬‬
‫وبالعودة إلى تاريخ حرية الصحافة في مصر‪ ،‬شهدت مصر أول مظاهرة شعبية ي وم الجمع ة ‪ 26‬م ارس ‪1909‬‬
‫لالحتجاج على قانون المطبوعات‪.‬‬
‫كما قضى ق انون المطبوع ات لع ام ‪ 1881‬على ص حافة الث ورة العرابي ة ‪ ،‬وقض ى ق انون ‪ 1909‬على ص حافة‬
‫الحزب الوطني بزعامة محمد فريد ‪ ،‬و لم يتوقف الصراع من أجل حرية الصحافة على مدى م ا يزي د عن ق رن‬
‫حيث تجددت األزمات مع تزايد إحساس أنظمة الحكم المختلفة بالخطر من ممارس ة الص حافة المص رية ل دورها‬
‫الوطني بحرية و من ثم توالت التشريعات المقيدة في عهد حكومات أحمد زيور ‪ 1925‬و إسماعيل صدقي ‪1939‬‬
‫و محمد محمود ‪ 1931‬وعندما تقدم أحد النواب عام ‪ 1951‬بمش روع ق انون اس تهدف تقيي د نش ر أخب ار القص ر‬
‫الملكي و نشطت األفالم الوطنية و األصوات الح رة داخ ل البرلم ان إلس قاط ه ذا المش روع ‪ ،‬و رغم م ا ش هدته‬
‫الص حافة المص رية خالل الخمس يدات والس تينات من رقاب ة و س يطرة حكومي ة و اعتق االت ك ان ال رئيس عب د‬
‫‪4‬‬
‫الناصر حريصا في كل مناسبة أن يؤكد على حرية الصحافة‪.‬‬
‫وظه ر أن هن اك عش رة أقط ار عربي ة أش ارت في ص راحة إلى حري ة الص حافة‪ ،‬وهي األردن وج زر القم ر‬
‫والكويت ومصر والسودان وسوریا وعمان والعراق وقطر‪ ،‬وتونس‪ ،‬فيما اشترطت ستة أقط ار عربي ة أن تك ون‬
‫هذه الحرية وفقا للقانون‪ ،‬وهي األردن ومصر وعمان وقطر والسودان وتونس‪ ،‬ينما هنالك عش رة أقط ار عربي ة‬
‫لم تذكر عبارة حري ة الص حافة في دس اتيرها‪ ،‬ب ل ذك رت عب ارات أخ رى مث ل حري ة ال رأي أو التعب ير‪ ،‬وهي‬
‫اإلمارات والبحرين والجزائر وجيبوتي وهنالك قطر عربي واحد لم يذكر الح ق بحري ة‪ .‬اليمن ولبن ان والمغ رب‬
‫وموريتانيا وفلسطين الصحافة ‪ - -‬في نظامه األساسي ‪ -‬ب ل اكتفى ب ذكر االلتزام ات الملق اة على وس ائل اإلعالم‬
‫عامة‪ ،‬وهي السعودية‪ ،‬وربطت خمسة أقطار عربية بين حرية الصحافة والتعب ير وال رأي بمراع اة النظ ام الع ام‬
‫واآلداب وهي األردن واإلمارات والكويت والعراق وقطر‪.‬‬
‫إجماال تفرض التشريعات اإلعالمية في الدول العربية على نظام التراخيص‪ ،‬وتفرض قيودا ص ارمة على حري ة‬
‫الصحافة بدرجات متفاوتة من دولة إلى أخرى‪ ،‬حيث تتمركز مصادر المعلومات بشكل أو‬
‫باخر في يد السلطة من خالل وكاالت األنباء‪ ،‬زيادة على اعتماد نمط الملكية المختلطة لوس ائل اإلعالم‪ ،‬وتج ريم‬
‫بعض األخطاء المهدية خاصة في حالة المساس بمؤسسات الدولة والشخصيات العام ة‪ ،‬هي تتس م عموم ا ببعض‬
‫الخصائص‪:‬‬
‫تأثرها باألنظمة التشريعية للدول التي كانت تحتلها مثلما هو الحال في تونس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬لبدان‪ .‬أما الدول التي انت‬
‫مستعمرات انجليزية فهي في الغالب تتبع نظاما تشريعيا انجلوسكسونيا رغم انها معظم هذه ال دول ال تطي ق مب دأ‬

‫‪4‬‬
‫ماجد راغب الحلو‪ ،‬حرية اإلعالم والقانون‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬مصر‪.2006 ،‬‬
‫اإلخطار بل تعتمد على الترخيص المسبق مثلما هو حاصل في البح رين وس وريا والع راق ومص ر‪ ،‬ال تي تعم ل‬
‫باإلخطار بموجب قانون المطبوع ات رقم ‪ 96‬لس نة ‪ 1996‬لكن النش اط محك وم بم دح | المجلس األعلى لإلعالم‬
‫ترخيصا بذلك في مدة ال تتجاوز ‪ 40‬يوما وفي ح ال لم تص در أم ر بالم دح أو المن ع الم برر يك ون ذل ك بمثاب ة‬
‫ترخيص بمزاول ة النش اط‪ ،‬إال أن معظم ه ذه ال دول تعم ل على منح القض اء ص الحيات أوس ع في مج ال تنظيم‬
‫الممارسة اإلعالمية‪ .‬وتختلف تسميات نظام التراخيص في الدول العربية من التص ريح المس بق وقواع د النش ر‪،‬‬
‫كما تختلف الجهات المانحة له من وزارة اإلعالم والثقافة وهيئات الض بط األنظم ة السياس ية في مجمله ا أنظم ة‬
‫شمولية تقوم على التعددية النسبية‪ ،‬وبالتالي فان معظم تشريعاتها تقوم على تسخير اإلعالم للصالح العام والخدمة‬
‫المجتم ع والحف اظ على االس تقرار والنظ ام الع ام‪ .‬كم ا أن بعض ها خاص ة دول الخليج انظم ة ملكي ة تأخ ذ بعين‬
‫االعتبار عدم المساس بالعائلة المالكة في سياس اتها اإلعالمي ة باإلض افة الى انه ا تأخ ذ بالحس بان ع دم المس اس‬
‫برموز الدولة كالدين ورئيس الدولة والعلم والتاريخ‪.‬‬
‫‪ -‬تميل معظم التشريعات اإلعالمية في الدول العربي ة الى تج ريم الخط أ الص حفي ووض ع عقوب ات ص ارمة ل ه‬
‫خاصة المتعلقة بالغرام ات المالي ة س حب ال تراخيص وق د تص ل العقوب ات الى الس جن‪ ،‬ويتجلى ذل ك في ادراج‬
‫بعض ج رائم العالني ة في ق وانين العقوب ات وبعض العقوب ات في ق وانين اإلعالم وارتب اط التش ريعات ببعض ها‬
‫‪5‬‬
‫البعض‪.‬‬

‫‪ .II‬المبحث الثاني‪ :‬حرية الصحافة في النظم اإلعالمية‬


‫‪ .1‬المطلب األول‪ :‬حرية الصحافة في النظام السلطوي‬
‫إن الفكر السلطوي والذي ساد في أوروبا وانجلترا في القرنين السادس عشر والس ابع عش ر‪ ،‬ق ام على مب دأ ق ديم‬
‫وهو الحق اإللهي للحاكم‪ ،‬وجعله وصيا على عقول باقي البشر من أفراد الش عب‪ .‬وه ذا باعتب ارهم غ ير ق ادرين‬
‫على التصرف في حرياتهم والتمييز بين ما يخدم المصلحة العامة للدولة وما يضر بها ويهدد االستقرار السياس ي‬
‫واالجتماعي لألمة‪.‬‬
‫وقد ارتكزت فلسفة السلطة في ج ذورها الفكري ة على أفك ار أفالط ون وأرس طو وميكي افيلي وهيج ل وغرض ها‬
‫الرئيسي هو حماي ة وتوطي د سياس ة الحكوم ة القابض ة على زم ام الحكم وخدم ة الدول ة‪ ،‬وال يمكن فهم الطبيع ة‬
‫السلطوية للصحافة بدون التعرف على طبيعة النظام السياسي الذي كان قائما في ذلك الوقت‪ ،‬فق د ع رفت أوروب ا‬
‫الغربية نظاما ولونا من الحكم كان مزيجا من حكم استبدادي والحق المطلق‪.‬‬
‫تختزل حرية الصحافة في هذا النظام بأن السلطة الحاكمة تبسط يدها على اإلعالم‪ ،‬وعام ة فالنظري ة تف ترض أن‬
‫ممارسة الصحافة امتياز تعطيه القيادة الحاكمة لمن تعتبر أهال في تجسيد سیاستها ومراميها‪ ،‬فالممارس للصحافة‬
‫في هذه الحالة مدين للقيادة بأن يلتزم بما تملي ه ه ذه األخ يرة‪ ،‬ويتعين أن يك ون ملتزم ا أم ام الحكوم ة والزعام ة‬
‫الوطنية على حد قول هتلر‪ ،‬انطالقا من كون الشعب غير قادر على تحمل المسؤولية لوح ده ب ل يجب للح اكم أن‬
‫يضطلع بها‪.‬‬
‫في الحكم االستبدادي ال يخضع الحاكم فردا كان أو جماعة الحكم وضعي وال يعرف الس لطانه ح د فه و يس تعمل‬
‫سلطته المطلقة كما يريد وكيفما يريد وإرادته هي القانون كما عبر عن ذلك لويس الرابع عشر في فرنسا حين قال‬
‫" أنا الدولة"‪.‬‬
‫وهي النظرية الشمولية المركزية ال تي ت ؤمن بفك رة س يطرة الدول ة بالكام ل على حرك ة وس ائل اإلعالم وجع ل‬
‫الصحفيين موظفين لديها‪ ،‬وقد ظهرت هذه النظري ة في االتح اد الس وفياتي معظم بل دان الع الم الث الث‪ ،‬فهي ت تيح‬
‫سلطة إعالمية للمسؤول إضافة إلى ‪ 3‬المنحل ك ذلك في س لطته السياس ية‪ ،‬والس لطوية من الس لطة‪ ،‬وتع ني ح ق‬
‫الدولة والحكومة في ممارسة سلطتها على المجتمع مستخدمة في ذلك الوسائل المتاحة من مثل وس ائل االتص ال‪،‬‬
‫فالمواطن يخضع لما يمليه عليه الحكام الذين هم أدرى وأحق أدبيا وفلسفيا بتحقيق المصلحة العامة‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫خالد مصطفى فهمي حرية الرأي والتعبير‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬مصر‪.2009 ،‬‬
‫إن أهم القيود التي وضعها النظام السلطوي على الصحافة تتمثل في‪:‬‬
‫قيد التراخيص‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫قيد الرقابة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫قيد المحاكم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تيد فرض الضرائب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫بالتالي فملكية وسائل اإلعالم تابعة للنظام الحاكم‪ ،‬والصحفي هو موظف عدد الدول ة‪ ،‬ويعكس توجهاته ا‪ ،‬كم ا أن‬
‫مصدر المعلومات واحد وال يمكن أن يكون متعددا‪ ،‬والممارسة اإلعالمية تمثل‬
‫عملية دعابة أليديولوجي ة النظ ام الح اكم ومحافظ ا على اس تقراره‪ ،‬ل ذلك ف إن قي ام الص حافة بمفهومه ا الح ديث‬
‫المرتبط باختراع المطبعة في القرن الخامس عشر ميالدي هو بمثابة تهدي د فعلي للس لطة‪ ،‬من خالل تش كيل ه ذه‬
‫الوسيلة مديرا لألصوات المعارضة لسياسة الحاكم القائم على الحجر على الحريات والوصاية عليها‪ ،‬فالحرية في‬
‫المنظور السلطوي هي ما يقدره الحاكم‪ ،‬وتك ون ممارس تها بالق در ال ذي ي راه ه و مناس با للحف اظ على اس تقرار‬
‫الدولة وبقائها بشقيها االستبدادي والمطلق‪.‬‬
‫وقد ساد استعدادا على ذلك في تلك الفترة شكالن من الحكم‪:‬‬
‫استبدادي‪ :‬ال يخضع لقوانين وال تشريعات وضعية‪ ،‬فال حدود لحكمه أو سلطته‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مطلق‪ :‬وتكون السلطة فيه متركزة في يد شخص واحد دون أن يكون بجانبه سلطة أو هيئة أخرى تحكم معه‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫‪6‬‬
‫لكنه يحكم بواسطة قوانين ويخضع لها‪.‬‬
‫في ظل النظام السلطوي ال يسمح‪:‬‬
‫للصحافة والنشر وال المطابع بالطباعة إال بترخيص من الدولة سمي‪ " .‬باإلذن المسبق‪ ،‬أو ال ترخيص‪ ،‬أو النظ ام‬
‫الوقائي للصحافة"‪ ،‬يضمن الرقابة ومتابعة نش اط الص حافة‪ ،‬وق د وض ع أس س ه ذا النظ ام التش ريعي دابولي ون‬
‫بونابرت في فرنسا‪ ،‬وقدرته المحكمة البريطانية‪.‬‬
‫وتتمثل وظيفة الصحافة في النظام السلطوي بكونها تقوم على خدمة السلطة ومصالحها‪ ،‬وذلك من حيث‪:‬‬
‫التزامها بتأييد كل ما يصدر عن الحكومة أو ما يتعلق بها ويجب أن تروج لها وتقوم بالدعابة لها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫السماح ألي فرد بالعمل في الصحافة بكون عن طريق منحة أوترخيص من الحاكم أو شرط القيد المسبق‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫درجة الحرية الممنوحة والمسموح بها للصحف يجب أن تكون في حدود السياسة الدائرة في البال‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ملكية الصحف‪ :‬السماح لألفراد بتملك الصحف ولكن هذا األمر مرهون ب إرادة الح اكم‪ ،‬إلى ج انب الحكوم ة‬ ‫‪‬‬
‫أي األخذ بنظام الملكية المختلطة‪.‬‬
‫طرق إصدار الصحف‪ :‬اشتراط الحصول على ترخيص من الحكومة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التأمين المالي‪ :‬اشتراط وضع تأمين مالي قبل إصدار الصحف‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الجزاءات والعقوبات الصحفية‪ :‬مدح السلطات اإلدارية (السلطوية) الصحف أو إلغائها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الرقابة على الصحف‪ :‬للسلطة الحق في فرض الرقابة على الصحف‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حق نقد نظام الحكم‪ :‬ال يسمح للصحف بنقد نظام الدولة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ونتيجة لهذه القيود والمبادئ اقتصر دور الدولة في ظل هذه الفلسفة على مجرد كونه ناقال للمعلومات من الس لطة‬
‫للشعب‪.‬‬

‫‪ 6‬محمد سعد إبراهيم حرية الصحافة‪ ،‬دراسة في السياسة التشريعية وعالقتها بالتطور الديمقراطي‪ ،‬طرح دار الكتب العلمية للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪.1999‬‬
‫وسعيا من السلطة للحفاظ على مكانتها وس يطرتها على الش ؤون العام ة‪ ،‬اتخ ذت مجموع ة من اإلج راءات ال تي‬
‫تضبط عمل وسائل اإلعالم وتحد من نشاطها‪ ،‬وهي تعد بمثابة قوانين احتياطية في شكل رقابة مسبقة على كل ما‬
‫يتم طبعه‪.‬‬
‫وقد أقيمت هذه في البلدان األوروبي ة ثم األمريكي ة حس ب الظ روف الخاص ة بك ل بل د في أزمن ة مختلف ة ترتب ط‬
‫ببعضها البعض‪ ،‬مثل إنجلترا سنة ‪ 1662‬التي وضعت إجراءات تعرف بقانون الرقابة‪ ،‬وفي فرنسا وضع ق انون‬
‫عرف بقانون المكتبة‪ ،‬والمطبعة‪ ،‬وتمثلت اإلجراءات عموما في‪:‬‬
‫ضرورة الحصول على رخصة رسمية إلنشاء دار الطباع والنشر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إقامة رقابة مشددة مسبقا على جميع المطبوعات والصحف‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وضع قائمة من العقوبات تتراوح شدتها بين السجن واإلعدام لكل من خالف اإلجراءات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وضع قوانين تحدد حرفة الداشر وتحدد الشروط المطلوبة للقيام بهذه الحرفة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تمثل تجربة هتلر وفرانكو تجربة أوروبية معاصرة في ظل هذه النظرية‪ ،‬وق د ع بر هتل ر عن ورؤيت ه األساس ية‬
‫للصحافة بقوله " أن ه ليس من عم ل الص حافة أن تنش ر على الن اس اختالف اآلراء بين أعض اء الحكوم ة"‪ ،‬لق د‬
‫تخلصنا من مفهوم الحرية السياسية الذي يذهب إلى القول بأن لكل فرد الحق في قول ما يشاء‪.‬‬
‫و في مجتمعنا المعاصر وجدت هذه النظرية في أوقات مختلفة ‪ ،‬طريقها داخل حكومات اليابان و روسيا وألماني ا‬
‫وإسبانيا ‪ ،‬و كذلك في بعض بلدان إفريقيا و آس يا و أمريك ا الجنوبي ة ‪ ،‬أي في البل دان الش يوعية أو الواقع ة تحت‬
‫السيطرة الديكتاتوري ة ‪ ،‬و ه ذه النظري ة الس لطوية تنظ ر إلى اإلنس ان باعتب اره تابع ا للدول ة و أداة لح ق الدول ة‬
‫الطبيعي ‪ -‬إن لم يكن إالهي ‪ -‬في حفظ النظام و تعزيز وجود الدولة نفس ها ‪ ،‬و ينظ ر إلى الص حافة في مث ل ه ذا‬
‫المجتمع كأداة لنشر موقف الدولة على الجمهور ‪ ،‬و إبالغه ما هو الصواب ‪ ،‬وما هو الخط أ اعتم ادا على تفس ير‬
‫‪7‬‬
‫الدولة للقضايا و إحاطته بالبيانات السياسية الرسمية للصفوة المختارة الحاكمة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حرية الصحافة في النظام الليبرالي‬ ‫‪.2‬‬


‫ان القهر والمعاداة التي عاتها الشعوب في الفترة العهد السلطوي ولد ضغطا انتهى بانفجار كانت منطلقاته فكري ة‬
‫مستمدة من فلسفة التدوير القائمة على حرية التفكير وإعمال العقل‪ ،‬والخروج من ظلمة الوصاية‪ ،‬إذ من ح ق ك ل‬
‫شخص التفكير والتعبير عن كل ما يراه صحيحا دون الخضوع للقيود سواء القبلية أو البعدية منها‪.‬‬
‫تعتبر الحرية أصال من أصول النظرية الليبرالية‪ ،‬وال تي تس مت به ا أساس ا‪ ،‬وهي تعتبره ا ن الحق وق األساس ية‬
‫لإلنسان والتي تولد وتدمو معه مثلما نصت عليه المادة األولى من إعالن حقوق اإلنسان والموطن الفرنسي لس نة‬
‫‪.1789‬‬
‫وتتميز الفلسفة باتجاهها إلعطاء المواطن موضعا أكثر تميزا واتجاها العتبار الحكام بشرا ال يخطئ ون والب د من‬
‫مراقبتهم وتنبيههم إلى األخطاء عن طريق الصحافة الحرة التي لها حق النقد والتعبير‪.‬‬
‫وعبر "جون ميلتون" عن مفهوم الحرية بقوله‪ :‬أن الحرية هي أن تعرف وأن تق ول م ا تحس دون قي د‪ ،‬كم ا دع ا‬
‫جون لوك في عام ‪ 1690‬إلى نقل السلطة من الملك إلى البرلمان الذي يمثل الشعب وأن للن اس الح ق في مقاوم ة‬
‫المسؤولين الذين يسيئون استخدام سلطاتهم التي يخولها لهم القانون‪ ،‬لذلك فإن حرية الص حافة ال يمكن أن تتحق ق‬
‫إال إذا توفرت أربع شروط‪ :‬الحق في تلقي المعلومة‪ ،‬اختيارها‪ ،‬ملكي ة وس ائلها‪ ،‬وع دم التع رض لرقاب ة قبلي ة أو‬
‫بعدية‪.‬‬
‫وتستند هذه النظري ة على وج وب توف ير كاف ة المعلوم ات والحق ائق للمواط نين لتمكينهم من اإلس هام في العم ل‬
‫الوط ني من خالل إب داء آرائهم واتخ اذ ق راراتهم اس تنادا إلى المعلوم ات الص حيحة‪ ،‬إن أهم عنص ر في فلس فة‬
‫الحرية هو أال تصبح الصحافة ملكا للدولة‪ ،‬وذلك حتى تصبح قادرة‬
‫‪7‬‬
‫حسن عماد مكاوي‪ :‬أخالقيات العمل اإلعالمي‪ ،‬ط ‪ ،4‬الدار المصرية اللبنانية‪ ،‬مصر‪.2006 ،‬‬
‫على أداء دورها في التبص ير والتوعي ة‪ ،‬كم ا أن ه الب د أن تص در الص حافة من قب ل أف راد يحس ون بالمس ؤولية‬
‫ويحرصون على تكوير مواطنيهم ويسعون إلى تبصير قادتهم بأخطائهم‪.‬‬
‫فالنظرية تدعوا إلى حرية إعالمية غير مقيدة إال بق وانين معين ة‪ ،‬وق د ظه رت ه ذه النظري ة في أوروب ا الغربي ة‬
‫وأمريكا الشمالية وكانت سببا مباشرا في تطور وسائل اإلعالم والتي أنتجت منظومة قيمي ة قائم ة على الحري ات‬
‫العامة وحرية التعبير والرأي والرأي اآلخر‪.‬‬
‫وقد تطورت التحررية ببطئ في القرن السادس عشر وصقلت في القرن الثامن عشر على يد أربعة مفكرين‪:‬‬
‫جون ميلتون في القرن السابع عشر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫جون أرسكن في القرن الثامن عشر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وتوماس جيفرسون في القرن الثامن عشر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫جون ستيوارت ميل في القرن التاسع عشر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حيث ارتبطت حرية الصحافة بالفلسفات الغربية التي دادت بحرية الف رد‪ ،‬وقم ع االس تبداد‪ ،‬ومن أش هر الفالس فة‬
‫الذين كتبوا في هذا المجال جون ستيوارت ميل الذي أوضح في كتابه عن (الحرية) أن تخريس الرأي هو الس طو‬
‫على البشرية جمعاء‪ ،‬ويضيف أن الرأي الذي يتم خلقه إذا كان صائبا تكون قد فس رنا ه ذا ال رأي‪ ،‬وإذا ك ان ه ذا‬
‫الرأي خاطئا تكون قد خسرنا معركة وميكانيزمات الصراع بين الخطأ والصواب‪ ،‬والتي تولد بالض رورة ال رأي‬
‫والصواب‪.‬‬
‫أما كيفية إشراف وسائل اإلعالم في ظل نظرية الحرية فيتم من خالل عملية التص حيح ال ذاتي للحقيق ة في س وق‬
‫حرة بواسطة المحاكم‪.‬‬
‫وهذا ما عداه المفكر االنجليزي جون ميلتون) بميكانيزمات التصحيح الذاتي) والتي تعني أن الفك رة الص ائبة هي‬
‫التي تتفوق وتتج اوز الفك رة الخاطئ ة عن دما تت اح الفرص ة للفك رتين بالت داول واالنتش ار‪ ،‬أي أن ه يط رح فك رة‬
‫(السوق الحرة لألفكار (كآلية لتداول وصراع األفكار‪ ،‬ويؤكد جون ميلتون في هذه النظرية أن حري ة النش ر ب أي‬
‫واسطة‪ ،‬ومن قبل أي شخص مهما كان اتجاهه الفكري ح ق من الحق وق الطبيعي ة لجمي ع البش ر وال تس تطيع أن‬
‫‪8‬‬
‫تقلل من حرية النشر بأي شكل وتحت أي عذر‪.‬‬
‫و لم يتحقق االنتصار األول للنظرية اللبرالية على النظرية السلطوية إال خالل القرن الث امن عش ر ‪ ،‬حين أص در‬
‫البرلمان البريطاني قرارا أكد على حظر أية رقابة مسبقة على النشر كما أباح لألف راد إص دار الص حف من دون‬
‫الحصول على ترخيص من السلطة ‪ ،‬و أكد المفكر االنجل يزي بالكس تون أن حري ة الص حافة ض رورية لوج ود‬
‫الدولة الحرة ‪ ،‬و ذلك يتطلب عدم وجود رقابة مسبقة على النشر و لكن يمكن أن يتع رض الص حفي للعق اب بع د‬
‫النشر ‪ ،‬إذا تضمن هذا النشر جريمة و كل إنسان حر أن ينش ر م ا يش اء على الجمه ور و من ع ذل ك يع د ت دميرا‬
‫لحرية الصحافة ‪ ، ،‬و جاء دستور الواليات المتحدة األمريكية ليحظر بشكل كامل ت دخل الدول ة في مج ال حري ة‬
‫الصحافة ‪ ،‬إذ نص على أنه يحظر على الكونغرس أن يصدر أي قانون يقيد حرية التعبير و الصحافة‪.‬‬
‫امتدادا لما سبق‪ ،‬تركز النظرية الليبرالية على استقاللية وسائل اإلعالم عن السلطة الحاكمة‪ ،.‬وتقليل القي ود ال تي‬
‫تضعها السلطة على الفرد إلى أقصى حد‪ ،‬وحصر دور السلطة في حماية الفرد‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬حرية الصحافة في النظام االشتراكي‬ ‫‪.3‬‬


‫يقول لينين (‪Lenine Ilitch Vladimir )1870-1924‬‬

‫‪ 8‬محمود عیاد‪ :‬مطبوعة بيداغوجية في مقياس تشريعات إعالمية كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪.2020-2019 ،‬‬
‫إذا كان علينا إنجاز مهمة رئيسية هي تحرير مجتمعاتن ا من اآلث ار الثقافي ة والفكري ة لإلقط اع‪ ،‬ف إن ذل ك يلزمن ا‬
‫بضرورة إقامة صحافة ح رة‪ ،‬ليس ت ح رة ب المعنى الش كلي للحري ة‪ ،‬ولكن ح رة أي متح ررة من س يطرة رأس‬
‫المال‪ ،‬ومتحررة من الطابع الفردي الذي تتميز به البرجوازية‪.‬‬
‫ومن هذا المنطل ق تأس س منظ ور النظري ة االش تراكية على أن ه ال وج ود لحري ة مطلق ة وديمقراطي ة خالص ة‪،‬‬
‫وبالتالي ال وجود لصحافة حرة بشكل مطلق وإنما هي جه از من أجه زة الدول ة االش تراكية وال تي تعم ل ض من‬
‫األهداف التنموية التي تسطرها الجماعة الحاكمة الممثلة ألفراد الشعب ضمن أطر ومبادئ الحزب‪.‬‬
‫ودعم هذا التوجه أفكار ك ارل م اركس ولي دين بع د الث ورة البلش فية س نة ‪ ،1917‬وش ارك فيه ا ك ل من االتح اد‬
‫السوفياتي وأوروبا الشرقية والصين الشعبية هذه األخيرة التي نص البند األول من قانون الصحافة بها أنه‪" :‬على‬
‫الصحفيين أن يكونوا أوفياء لبلدهم وللمذهب الشيوعي وأن يعملوا ب إخالص على نش ر تط بيق مب ادئ وسياس ات‬
‫الحزب"‪.‬‬
‫لذلك فإن وسائل اإلعالم في هذا النظام مملوكة للدولة‪ ،‬فالص حافة في ه ذا النظ ام هي‪ .‬عملي ة النق اط المعلوم ات‬
‫االجتماعية وتنقيحها ونشرها‪ ،‬وهي تفترض وجود تصور فكري مسبق عن هدف وسير النشاط االجتماعي‪ ،‬كم ا‬
‫ال يحق للخواص التصرف فيها ألن الملكية الخاصة لوسائل اإلعالم تتعارض مع المبادئ االشتراكية‪ ،‬القائمة في‬
‫مجال اإلعالم على‪:‬‬
‫صحافة واقعية نابعة من تصورات واقعية للحياة االجتماعية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫صحافة ملتزمة بإيديولوجيات الحزب والنظم االجتماعية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫صحافة جماعية ال تركز على النشاطات الخاصة لألفراد‪ ،‬بل على اإلنجازات الكبرى للمجتمع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫صحافة مملوكة في إطار جماعي‪ ،‬ال متركزة في يد افراد تحقيا للواقعية وااللتزام وخدمة للجماعة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يكون تحديد التصورات العام ة للنش اط اإلعالمي من ص الحيات الحكوم ة القائم ة على مب ادئ اش تراكية خدم ة‬
‫للمجتمع‪ ،‬وللتنمية االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬تحقيق ا لمب دأ الع دل والمس اواة بين " كاف ة أف راده‪ ،‬وتقس يم مص ادر‬
‫الثروة وهذا لتجنب تصاعد طبقات ون زول أخ رى في الس لم االجتم اعي‪ ،‬وض مانا لع دم احتك ار وس ائل اإلعالم‬
‫‪9‬‬
‫وتكتلها في يد أفراد أو جماعات‪.‬‬
‫وتتلخص خصائص النظام االشتراكي حسب "فاروق أبو زيد" في‪:‬‬
‫السماح بالملكية العامة للصحف ومنع الملكية الخاصة بخالف النظام السلطوي الذي تك ون في ه ملكي ة الدول ة‬ ‫‪‬‬
‫للصحف غير مطلقة حيث يحق لألفراد امتالك الصحف لكن وفق شروط السلطة باستثناء الراديو والتلفزيون‬
‫وتفرض عليها رقابة رسمية وغير رسمية‪ ،‬ويظهر التشابه بين النظ امين الس لطوي والش يوعي في اس تعمال‬
‫الصحافة كأدة لتمرير خطابها)‪.‬‬
‫اشتراط الحصول على ترخيص من الحكومة أو الحزب وال يشترط دفع تأمين مادي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ضرورة الحصول على ترخيص من الحكومة أو الحزب الممارسة الصحافة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ال يسمح للصحف بالنقد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬حرية الصحافة في ظل نظام المسؤولية االجتماعية‬ ‫‪.4‬‬

‫المسؤولية االجتماعية تع ني المه ام ال تي يجب أن تل تزم بتأديته ا الص حافة أم ام المجتم ع في مختل ف المج االت‬
‫السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية شرط أن يتوفر للصحافة حري ة حقيقي ة تجعله ا مس ؤولة أم ام العق ل‬
‫والمنطق والقانون والرأي العام والمصلحة العامة والدين تذهب هذه النظرية أبعد مما ذهبت إلي ه اللبرالي ة وتمث ل‬

‫‪9‬‬
‫محمد نصر‪ :‬قوانين وأخالقيات العمل اإلعالمي‪ ،‬دار الكتاب الجامعي‪ ،‬العين‪.2010 ،‬‬
‫مستوى آخر من التطور الفكري والفلسفي‪ ،‬وتشمل أحد هذه المبادئ الجديدة أن يكون االنشغال اإلعالمي مرتبط ا‬
‫بمصلحة المجتمع أكثر من ارتباطه بمسالة حرية الصحافة‪.‬‬
‫في ضوء هذه النظرية تبنى الصحفيون في المجتمعات الغربية معيار الموضوعية عدد تغطية األخب ار والتق ارير‬
‫وتع ني البحث الموض وعي عن الحق ائق بغض النظ ر عن المش اعر والمعتق دات وق د ح ددت المدرس ة‬
‫االنجلوسكسونية الموضوعية بعدم خلط الخبر بالرأي السياسي‪.‬‬
‫وقد نشأت‪ ،.‬من هذه النظرية مبادئ أخالقيات العمل اإلعالمي ال ذي يح ترم الخصوص ية لألف راد وال يس عى إلى‬
‫اإلثارة الفارغة التي تستهوي عادة الصحف الصفراء إن األساس الذي بديت علي ه فلس فة المس ؤولية االجتماعي ة‬
‫هو أن الحرية حق وواجب ومسؤولية في وقت واحد‪ ،‬وعلى األجهزة أن تنهض بالمسؤوليات التالية‪:‬‬
‫الحفاظ على النظام السياسي القائم وذل ك عن طري ق تزوي د الن اس بالمعلوم ات الص حيحة ال تي تس اعد على‬ ‫‪-‬‬
‫تكوين الرأي العام المستنير بناءا على مناقشته لألمور العامة التي تهتم بالمجتمع‪.‬‬
‫ص يانة مص الح األف راد والجماع ات والمحافظ ة على س معة أولئ ك وه ؤالء م ع رقاب ة أعم ال الحكوم ة‬ ‫‪-‬‬
‫والقطاعين العام والخاص‪.‬‬
‫خدمة النشاط االقتصادي عن طريق اإلعالنات التي تهم كال من البائع والمشتري على السواء‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تنوير الجمهور وتوعيته بالحقائق واألرقام تدويرا يجعل من اليسير عليه أن يحكم نفسه بنفسه حكم ا ص حيحا‬ ‫‪-‬‬
‫على كل األحداث العام ة خدم ة الق راء عن طري ق ال ترويج والتس لية تخفيف ا ألعب اء رعاي ة مص الح العام ة‬
‫وتفضيلها على الخاصة الحي اة على الن اس وترويح ا لنفوس هم وأجس امهم‪ .‬والحيلول ة دون س يطرة أص حاب‬
‫‪10‬‬
‫المصالح بحيث ال تضر بالصالح العام‪.‬‬
‫ولدت هذه النظرية ‪ ،‬من رحم النظرية الليبرالية أو نظرية الحرية في اإلعالم في القرن ‪ 18‬و ش يوعها في الق رن‬
‫‪ 19‬حيث دعا أنصارها إلى إعادة النظر في األسس و المبادئ ال تي ق ام عليه ا النظري ة الليبرالي ة ‪ ،‬ال تي وجهت‬
‫إليها انتقادات بتقصيرها نحو المجتمع اإلنسان والحرية و الحقيقة‪ ،‬خاصة بعد انتشار ظ اهرة االحتك ار في ملكي ة‬
‫الصحف و ما نتج عنها من االحتك ارات الك برى ال تي رك زت على مض امين التس لية و الترفي ه و الجنس ‪ ،‬مم ا‬
‫استدعى التفكير في نظام جديد للصحافة ووسائل اإلعالم للمحافظة على قيم و أعراف المجتمع الغربي‪ ،‬و بالتالي‬
‫بدأت المراجعات النقدية للنظرية الليبرالية في بدايات القرن ‪ 20‬و بلغت ذروتها بعد الحرب العالمية الثانية‪ ،‬حيث‬
‫تش كلت لجن ة من ‪ 12‬أكاديمي ا من بينهم أب رز نق اد الص حافة األمريكي ة ‪ ،‬و أع دوا تقري را س نة ‪ 1947‬بعن وان‬
‫"صحافة حرة مسؤولة" ‪ ،‬و دراسة لـ وليم هوكينغ أحد أعضاء اللجنة بعنوان "لنظرية المسؤولية االجتماعي ة في‬
‫اإلعالم " ‪ ،‬و تتلخص المبادئ األساسية لهذه النظرية في‪:‬‬
‫إن الصحافة ووسائل اإلعالم األخرى يجب أن تقب ل وان تنف ذ التزام ات معين ة للمجتم ع‪ ،‬من خالل االل تزام‬ ‫‪-‬‬
‫بالمعايير المهدية لنقل المعلومات مثل الحقيقة والموضوعية‪.‬‬
‫يجب على الصحافة أن تنظم نفسها بشكل ذاتي لتنفيذ هذه االلتزامات‬ ‫‪-‬‬
‫يجب على الصحافة تتجنب نشر ما يمكن أن يؤدي إلى الجريمة والعنف والفوضى االجتماعية أو توجي ه أي ة‬ ‫‪-‬‬
‫إهانة إلى األقليات‪.‬‬
‫يجب على الصحافة أن تكون متعددة وتعكس تنوع اآلراء وتلتزم بحق الرد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يجب على الصحافة أن تلتزم بمعايير رفيعة في أدائها لوظائفها إن التدخل العام يمكن أن يكون مبررا لتحقيق‬ ‫‪-‬‬
‫المصلحة العامة أي بروز اتجاه التنظيم الذاتي واألخالقي لوسائل اإلعالم‪.‬‬

‫‪ 10‬هادية عيبش‪ :‬حرية الرأي والتعبير في ظل الدولة الربعية‪ :‬حرية الصحافة بين ‪ 1989‬و‪ 2012‬في الجزائر‪ ،‬مذكرة ماجيستير في العلوم السياسية‪،‬‬
‫تخصص التنظيم والسياسات العامة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري تيزي وزو‪.‬‬
‫خاتم ‪DDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDDD‬ة‬
‫تبرز حرية اإلعالم وحرية الصحافة كأساسيات للديمقراطي ة وض امنات الس تمرارها وتطوره ا‪ .‬فهي تس اهم في‬
‫بناء مجتمعات مدنية تعتمد على قيم الحرية والعدال ة وحق وق اإلنس ان‪ ،‬من خالل تمكين المواط نين من الوص ول‬
‫إلى المعلومات والمشاركة في الحوار العام‪.‬‬
‫إن تحقي ق حري ة اإلعالم ليس مس ؤولية الص حافيين وح دهم‪ ،‬ب ل يتطلب تعاون ًا ودعم ًا من المجتم ع كك ل ومن‬
‫السلطات الحاكمة‪ ،‬لضمان حماية حقوق الصحفيين وضمان توف ير بيئ ة آمن ة ومواتي ة لممارس ة مه امهم بحري ة‬
‫ومسؤولية‪.‬‬
‫على ال رغم من التح ديات ال تي تواج ه حري ة اإلعالم وحري ة الص حافة في العدي د من البل دان‪ ،‬إال أن النض ال‬
‫المستمر لتعزيز هذه القيم والمبادئ يظل حيوًيا وضرورًيا لضمان استمرارها وتطويرها في المستقبل‪.‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫خالد خميس عبد السالم‪ :‬المتغيرات الدولية وتأثيراتها على السياسات اإلعالمي ة‪ ،‬المكتب الع ربي للمع ارف‪،‬‬ ‫‪)1‬‬
‫مصر‪.2017 ،‬‬
‫إسماعيل عبد الفتاح عبد الكافي‪ :‬السياسات في مصر وفي العالم العربي‪ ،‬هبة الديل العربية للنش ر والتوزي ع‪،‬‬ ‫‪)2‬‬
‫مصر‪.2010 ،‬‬
‫ف ارس جمي ل أب و خلي ل‪ :‬وس ائط اإلعالم بين الكبت وحري ة التعب ير‪ ،‬دار أس امة للنش ر والتوزي ع‪ ،‬األردن‪،‬‬ ‫‪)3‬‬
‫‪.2010‬‬
‫ماجد راغب الحلو‪ ،‬حرية اإلعالم والقانون‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬مصر‪.2006 ،‬‬ ‫‪)4‬‬
‫خالد مصطفى فهمي حرية الرأي والتعبير‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬مصر‪.2009 ،‬‬ ‫‪)5‬‬
‫محمد سعد إبراهيم حرية الصحافة‪ ،‬دراسة في السياسة التشريعية وعالقتها بالتطور ال ديمقراطي‪ ،‬ط رح دار‬ ‫‪)6‬‬
‫الكتب العلمية للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪.1999 ،‬‬
‫حسن عماد مكاوي‪ :‬أخالقيات العمل اإلعالمي‪ ،‬ط ‪ ،4‬الدار المصرية اللبنانية‪ ،‬مصر‪.2006 ،‬‬ ‫‪)7‬‬
‫محمود عیاد‪ :‬مطبوعة بيداغوجية في مقياس تش ريعات إعالمي ة كلي ة العل وم اإلنس انية واالجتماعي ة جامع ة‬ ‫‪)8‬‬
‫محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪.2020-2019 ،‬‬
‫محمد نصر‪ :‬قوانين وأخالقيات العمل اإلعالمي‪ ،‬دار الكتاب الجامعي‪ ،‬العين‪.2010 ،‬‬ ‫‪)9‬‬
‫هادية عيبش‪ :‬حرية الرأي والتعبير في ظل الدولة الربعية‪ :‬حرية الصحافة بين ‪ 1989‬و‪ 2012‬في الجزائ ر‪،‬‬ ‫‪)10‬‬
‫مذكرة ماجيستير في العلوم السياسية‪ ،‬تخصص التنظيم والسياسات العامة‪ ،‬كلي ة الحق وق والعل وم السياس ية‪،‬‬
‫جامعة مولود معمري تيزي وزو‪.‬‬

You might also like