Professional Documents
Culture Documents
مقدمة
تعرف مختلف الحقوق التي يمارسها المواطنون طواعية بالحريات ،وتوصف بأنها عامة لكونها من حق الجميع.
القانون المغربي
يضمن الدستور المغربي لسائر المواطنين عدة حقوق سياسية ،كحرية االجتماع وحرية الرأي والتعبير بجميع أشكاله،
ويتجلى ذلك في تعدد الصحف والجرائد الوطنية ،والسماح بتنظيم بعض التظاهرات االحتجاجية ،أن إال القانون يفرض عدة
عقوبات ضد كل من يستغل هذه الحقوق إلثارة أسباب الكراهية والعنصرية بين األفراد والجماعات.
خاتمة
إذا كانت القوانين الدولية والوطنية تسمح بممارسة الحريات العامة ،فإنها من جهة أخرى تسمح بتأسيس المنظمات الحقوقية
لضبط الخروقات القانونية ،ومتابعة المسؤولين ال ُجناة.
سكان المغرب
المغرب هو رابع البلدان العربية األكثر اكتظاظا بالسكان ،بعد مصر ،السودان ،والجزائر ]1[.معظم
المغاربة مسلمون على المذهب المالكي ]2[.هناك أقليات يعرفون باسم الحراطين والغناوة .كان
عدد اليهود في المغرب يصل إلى 265,000نسمة عام ،1948 إال أنه انخفض حاليا إلى حوالي
5,500نسمة (حوالي %0.2من مجموع السكان) بسبب هجرة الكثير منهم إلى إسرائيل وأوروبا .إن
[]3
معظم األجانب المقيمين في المغرب هم فرنسيين وإسبان ،وقبل االستقالل كانت البالد تضم قرابة نصف
[]4
مليون مستوطن أوروبي من فرنسا وإسبانيا.
تأوي فرنسا أكبر نسبة مغاربة خارج وطنهم األم ،حيث يقال أن هناك أكثر من مليون مغربي في فرنسا،
تليها إسبانيا بحوالي 700,000نسمة ]5[،كذلك هناك تجمعات مغربية كبيرة في كل
[]6
من هولندا ،بلجيكا ،إيطاليا ،وكندا.
شهد عدد سكان المغرب تزايدا هاما إذ ارتفع خالل الفترة الممتدة ما بين سنتي 1960 و 1982 من
11 626 470إلى ،20 419 555وحسب إحصاء 1994 بلغ العدد اإلجمالي لسكان المغرب 717
،26 073في حين وصل هذا العدد حسب إحصاء 2004 إلى .29 891 708
وحسب إحصاء سنة ،2014 يبلغ عدد سكان المغرب .33 848 242
الد َّْو َل ُة ال ُعث َما ِن َّية،
العلِ َّي ُة ال ُعث َمانِ َّية( بالتركية العثمانية :دَ ْولَ ِ
ت عَ لِ ّي ٔه عُثمَا ِنيّه؛[ ]2بالتركية الحديثة،)Yüce Osmanlı Devleti : الدَّ ْولَ ُة ال ُعث َمانِ َّية ،أو الدَّ ْولَ ُة َ
أو ال ِخاَل َف ُة ال ُعث َمانِ َّية ،هي دولة إسالمية أسسها عثمان األول بن أرطغرل ،واستمرت قائمة ألكثر من 600سنة ،وبالتحديد من27
ً
بداية كإمارة حُدود ُتركمانيَّة تعمل في خدمة سلطنة سالجقة الروم ،وترد يوليو1299 م حتى 29 أكتوبر1923 م ]3[.نشأت الدولة العُثمانيَّة
الغارات البيزنطيَّة عن ديار اإلسالم ،وبعد ُسقُوط السلطنة سالفة الذِكر استقلَّت اإلمارات ال ُتركمانيَّة التابعة لها ،بما فيها اإلمارة العُثمانيَّة،
التي قُدِّر لها أن تبتلع سائر اإلمارات ِبمُرور الوقت .عبر العُثمانيُّون إلى أوروبا الشرقيَّةَّ
ألول مرَّ ة بعد سنة1354 م ،وخالل السنوات
الالحقة تم َّكن العُثمانيُّون من فتح أغلب البالد البلقانيَّة ،فتحوَّ لت إمارتهم الصغيرة إلى دولة كبيرة ،وكانت َّأول دول ٍة إسالميَّة تتخذ لها موطئ
قدم في البلقان ،كما قُدِّر لِلعُثمانيين أن يفتتحوا القسطنطينية سنة1453 م ،ويُسقطوا اإلمبراطوريَّة البيزنطيَّة بعد أن عاشت أحد عشر قر ًنا
[]la 6
وني ًفا ،وذلك تحت قيادة السُلطان محمد الفاتح.
بلغت الدولة العثمانية ذروة مجدها وقوتها خالل القرنين السادس عشر والسابع عشر؛ فامتدت أراضيها لتشمل أنحاء واسعة من قارات العالم
القديم الثالث :أوروبا وآسيا وأفريقيا؛ حيث خضع لها كامل آسيا الصغرى ،وأجزاء كبيرة من جنوب شرق أوروبا ،وغربي آسيا ،وشمالي
أفريقيا ]la 7[.وصل عدد الواليات العثمانية إلى 29والية ،وكان للدولة سيادة اسمية على عدد من الدول واإلمارات المجاورة في أوروبا،
التي أضحى بعضها يُشكل جزءًا فعل ًّيا من الدولة مع مرور الزمن ،بينما حصل بعضها اآلخر على نوع من االستقالل الذاتي .وعندما ض َّم
العُثمانيُّون ال َّشام ومصر والحجاز سنة1517 م ،وأسقطوا الدولة المملوكية بعد أن شاخت وتراجعت قوتها ،تنازل آخر الخلفاء العباسيين
المُقيم في القاهرة مُحمَّد المتوكل على هللا عن الخالفة لِلسُلطان سليم األول ،ومُنذ ذلك الحين أصبح سالطين آل عُثمان ُخلفاء المُسلمين .كما
كان للدولة العثمانية سيادة على بضع دول بعيدة ،إما بحكم كونها دواًل إسالمية تتبع شر ًعا سلطان آل عثمان كونه يحمل لقب «أمير
المؤمنين» و«خليفة المسلمين»؛ كما في حالة سلطنة آتشيه السومطرية ،التي أعلنت والءها للسلطان في سنة1565 م ،أو عن طريق
[]4
استحواذها عليها لفترة مؤقتة؛ كما في حالة جزيرة «أنزاروت» في المحيط األطلسي ،والتي فتحها العثمانيون سنة1585 م.
أضحت الدولة العثمانية في عهد السلطان سليمان األول «القانوني»( حكم منذ عام1520 م حتى عام1566 م) ،قوّ ة عظمى من الناحيتين
[la[]la 8
السياسية والعسكرية ،وأصبحت عاصمتها القسطنطينية تلعب دور همزة الوصل بين العالمين :األوروبي المسيحي والشرقي اإلسالمي،
]9كما كان لها سيطرة مُطلقة على البحار :المُتوسط واألحمر واألسود والعربي ،باإلضافة للمحيط الهندي .كان التوجه األكاديمي السابق
ينص على أنه بعد انتهاء عهد السلطان سالف الذكر ،الذي يُعد عصر الدولة العثمانية الذهبي ،أصيبت الدولة بالضعف والتفسخ ،وأخذت تفقد
ممتلكاتها شيًئ ا فشيًئ ا ،على الرغم من أنها عرفت فترات من االنتعاش واإلصالح ،إال أنها لم تكن كافية إلعادتها إلى وضعها السابق ،غير أن
التوجه المُعاصر يُخالف هذا الرأي؛[ ]la 10إذ حافظت الدولة على اقتصادها القوي والمرن ،وأبقت على مُجتمعها مُتماس ًكا طيلة القرن السابع
ً
بداية من سنة 1740م ،أخذت الدولة العُثمانيَّة تتراجع وتتخلَّف عن ركب الحضارة ،وعاشت عشر ،وشطرً ا من القرن الثامن عشر .لكن،
ً
طويلة من الخمود والركود الثقافي والحضاري ،فيما أخذ خصومها يتفوقون عليها عسكر ًّيا وعلم ًّيا ،وفي مُقدمتهم مملكة هابسبورغ فتر ًة
النمساويَّة واإلمبراطورية الروسية .عانت الدولة العثمانية من خسائر عسكرية قاتلة على يد خصومها األوروبيين والروس خالل أواخر
القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر ،وتغلغلت القوى األوروبية في البالد العثمانية ،وتدخلت في شؤون الدولة ،وفرض بعضها
الحماية على األقليات الدينية ،مما أدى إلى ازدياد أوضاع الدولة سوءًا .وقد َّ
حثت هذه الحالة السالطين العُثمانيين كي يتصرفوا ويُحاولوا
انتشال السلطنة مما آلت إليه ،فكان أن ُأطلقت التنظيمات التي طالت الجيش واإلدارة والتعليم وجوانب الحياة ،فُألبست الدولة حُ لَّ ًة مُعاصرة،
وتماسكت وأصبحت أكثر قُ َّو ًة وتنظيمًا من ذي قبل ،رَ غم أ َّنها لم تسترجع البالد التي خسرتها لصالح الغرب وروسيا ،بل خسرت مزي ًدا
منها ،وخصوصًا في البلقان