You are on page 1of 3

‫الحريات العامة‬

‫مقدمة‬
‫تعرف مختلف الحقوق التي يمارسها المواطنون طواعية بالحريات‪ ،‬وتوصف بأنها عامة لكونها من حق الجميع‪.‬‬

‫هو فما مدلول الحريات العامة؟‬ ‫‪‬‬


‫وما هي الحريات التي يضمنها الحق في حرية الرأي والتعبير؟‬ ‫‪‬‬
‫وما التطور الذي عرفه تنظيم الحريات العامة بالمغرب؟‬ ‫‪‬‬

‫مدلول الحريات العامة وأنواعها‬


‫مدلول الحريات العامة‬
‫تسمى الحقوق التي يتمتع بها الفرد ويمارسها طواعية بالحريات‪ ،‬وتوصف بأنها عامة ألنها من حق الجميع بدون استثناء‪،‬‬
‫ونميز في الحريات العامة بين نوعين رئيسيين‪ :‬حريات جماعية أو سياسية‪ ،‬وحريات مدنية أو فردية‪.‬‬

‫أنواع الحريات العامة‬


‫الحريات والحقوق الشخصية‪ :‬كالحق في الحياة وعدم الخضوع للتعذيب‪ ،‬المساواة أمام القانون‪ ،‬الحق في البراءة‬ ‫‪‬‬
‫وعدم الخضوع لالعتقال أو النفي التعسفي ‪...‬‬
‫حريات الفرد في عالقته مع الجماعة‪ :‬كالحق في عدم التدخل في الحياة الشخصية‪ ،‬الحق في التنقل‪ ،‬حق التمتع‬ ‫‪‬‬
‫بالجنسية‪ ،‬الحق في الزواج والتملك ‪...‬‬
‫حريات روحية مدنية وسياسية‪ :‬كالحق في حرية التفكير والرأي والتدين‪ ،‬حق تأسيس األحزاب والجمعيات‬ ‫‪‬‬
‫والنقابات‪...‬‬

‫تضمن القوانين الدولية والوطنية ممارسة الحريات العامة‬


‫القانون الدولي‬
‫ضمن اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان الصادر عن األمم المتحدة مند دجنبر ‪1948‬م حق ممارسة الحريات العامة لجميع‬
‫األفراد‪ ،‬دون تمييز بسبب الجنس أو اللون أو العرق أو االنتماء الثقافي‪ ،‬وقد ميز هذا اإلعالن بين حقوق مدنية‪ ،‬كحق‬
‫المساواة وعدم التعرض للتعذيب أو االعتقال التعسفي‪ ،‬وحق التنقل واالستقرار والحقوق العائلية‪ ،‬وحقوق سياسية‪ ،‬كحرية‬
‫التعبير وحق االنتماء النقابي والحزبي والجمعوي‪.‬‬

‫القانون المغربي‬
‫يضمن الدستور المغربي لسائر المواطنين عدة حقوق سياسية‪ ،‬كحرية االجتماع وحرية الرأي والتعبير بجميع أشكاله‪،‬‬
‫ويتجلى ذلك في تعدد الصحف والجرائد الوطنية‪ ،‬والسماح بتنظيم بعض التظاهرات االحتجاجية‪ ،‬أن إال القانون يفرض عدة‬
‫عقوبات ضد كل من يستغل هذه الحقوق إلثارة أسباب الكراهية والعنصرية بين األفراد والجماعات‪.‬‬

‫حرية الرأي والتعبير وإدراك العالقة بين الحقوق والمسؤولية‬


‫يضمن الدستور المغربي في فصله التاسع حرية الرأي والتعبير‪ ،‬وحرية التفكير بجميع أشكاله‪ ،‬وكذا حرية االعتقاد والتدين‪،‬‬
‫ينص قانون الصحافة على أن حرية إصدار الصحف والطباعة وترويج الكتب مضمونة‪ ،‬وأن للمواطن الحق في اإلعالم‪ ،‬مع‬
‫ممارسة هذه الحريات في إطار مبادئ الدستور وأحكام القانون لصيانة حرية الرأي والتعبير‪ ،‬وضمان مصداقيتها والنهوض‬
‫بالدور المنوط بها‪ ،‬يجب أن تمارس هذه الحريات في نطاق المسؤولية واحترام الرأي اآلخر‪.‬‬
‫مقارنة بين بنود من قانون الحريات العامة القديم والجديد‬
‫قانون تنظيم الصحافة‬
‫ينص القانون القديم على إمكانية منع حرية الصحافة بقرار وزاري‪ ،‬أما القانون الجديد فيسمح بالطعن في القرار الوزاري‬
‫لدى المحكمة اإلدارية‪.‬‬

‫قانون تأسيس الجمعيات‬


‫حصر القانون القديم مداخيل الجمعيات في مساهمات أعضاء الجمعية فقط‪ ،‬في حين يسمح القانون الجديد بالحصول على‬
‫مساعدات مالية سواء من القطاع الخاص أو من مؤسسات أجنبية‪.‬‬

‫قانون التجمعات العمومية‬


‫ينص القانون القديم بأنه ال يمكن أن تنعقد االجتماعات في الطرق العمومية‪ ،‬وال أن تمتد إلى ما بعد الساعة التي تحددها‬
‫السلطة‪ ،‬في حين ينص القانون الجديد بأنه ال يمكن أن تنعقد االجتماعات في الطرق العمومية‪ ،‬وال أن تمتد إلى ما بعد‬
‫الساعة ‪ 12‬ليال‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إذا كانت القوانين الدولية والوطنية تسمح بممارسة الحريات العامة‪ ،‬فإنها من جهة أخرى تسمح بتأسيس المنظمات الحقوقية‬
‫لضبط الخروقات القانونية‪ ،‬ومتابعة المسؤولين ال ُجناة‪.‬‬

‫سكان المغرب‬
‫المغرب‪ ‬هو رابع‪ ‬البلدان العربية‪ ‬األكثر اكتظاظا بالسكان‪ ،‬بعد‪ ‬مصر‪ ،‬السودان‪ ،‬والجزائر‪ ]1[.‬معظم‬
‫المغاربة‪ ‬مسلمون‪ ‬على‪ ‬المذهب المالكي‪ ]2[.‬هناك أقليات يعرفون باسم‪ ‬الحراطين‪ ‬والغناوة‪ .‬كان‬
‫عدد‪ ‬اليهود‪ ‬في المغرب يصل إلى ‪ 265,000‬نسمة عام‪ ،1948 ‬إال أنه انخفض حاليا إلى حوالي‬
‫‪ 5,500‬نسمة (حوالي ‪ %0.2‬من مجموع السكان) بسبب هجرة الكثير منهم إلى‪ ‬إسرائيل‪ ‬وأوروبا‪  .‬إن‬
‫[‪]3‬‬

‫معظم األجانب المقيمين في المغرب هم‪ ‬فرنسيين‪ ‬وإسبان‪ ،‬وقبل االستقالل كانت البالد تضم قرابة نصف‬
‫[‪]4‬‬
‫مليون مستوطن أوروبي من‪ ‬فرنسا‪ ‬وإسبانيا‪.‬‬
‫تأوي‪ ‬فرنسا‪ ‬أكبر نسبة مغاربة خارج وطنهم األم‪ ،‬حيث يقال أن هناك أكثر من مليون مغربي في فرنسا‪،‬‬
‫تليها‪ ‬إسبانيا‪ ‬بحوالي ‪ 700,000‬نسمة‪ ]5[،‬كذلك هناك تجمعات مغربية كبيرة في كل‬
‫[‪]6‬‬
‫من‪ ‬هولندا‪ ،‬بلجيكا‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬وكندا‪.‬‬
‫شهد عدد سكان المغرب تزايدا هاما إذ ارتفع خالل الفترة الممتدة ما بين سنتي‪ 1960 ‬و‪ 1982 ‬من‬
‫‪ 11 626 470‬إلى ‪ ،20 419 555‬وحسب إحصاء‪ 1994 ‬بلغ العدد اإلجمالي لسكان المغرب ‪717‬‬
‫‪ ،26 073‬في حين وصل هذا العدد حسب إحصاء‪ 2004 ‬إلى ‪.29 891 708‬‬
‫وحسب إحصاء سنة‪ ،2014 ‬يبلغ عدد سكان المغرب ‪.33 848 242‬‬
‫الد َّْو َل ُة ال ُعث َما ِن َّية‪،‬‬
‫العلِ َّي ُة ال ُعث َمانِ َّية‪( ‬بالتركية العثمانية‪ :‬دَ ْولَ ِ‬
‫ت عَ لِ ّي ٔه عُثمَا ِنيّه؛[‪ ]2‬بالتركية الحديثة‪،)Yüce Osmanlı Devleti :‬‬ ‫الدَّ ْولَ ُة ال ُعث َمانِ َّية‪ ،‬أو‪ ‬الدَّ ْولَ ُة َ‬
‫أو‪ ‬ال ِخاَل َف ُة ال ُعث َمانِ َّية‪ ،‬هي دولة إسالمية أسسها‪ ‬عثمان األول‪ ‬بن‪ ‬أرطغرل‪ ،‬واستمرت قائمة ألكثر من ‪ 600‬سنة‪ ،‬وبالتحديد من‪27 ‬‬
‫ً‬
‫بداية كإمارة حُدود ُتركمانيَّة تعمل في خدمة‪ ‬سلطنة سالجقة الروم‪ ،‬وترد‬ ‫يوليو‪1299 ‬م‪ ‬حتى‪ 29 ‬أكتوبر‪1923 ‬م‪ ]3[.‬نشأت الدولة العُثمانيَّة‬
‫الغارات البيزنطيَّة عن‪ ‬ديار اإلسالم‪ ،‬وبعد ُسقُوط السلطنة سالفة الذِكر استقلَّت اإلمارات ال ُتركمانيَّة التابعة لها‪ ،‬بما فيها اإلمارة العُثمانيَّة‪،‬‬
‫التي قُدِّر لها أن تبتلع سائر اإلمارات ِبمُرور الوقت‪ .‬عبر العُثمانيُّون إلى‪ ‬أوروبا الشرقيَّة‪َّ  ‬‬
‫ألول مرَّ ة بعد سنة‪1354 ‬م‪ ،‬وخالل السنوات‬
‫الالحقة تم َّكن العُثمانيُّون من فتح أغلب البالد البلقانيَّة‪ ،‬فتحوَّ لت إمارتهم الصغيرة إلى دولة كبيرة‪ ،‬وكانت َّأول دول ٍة إسالميَّة تتخذ لها موطئ‬
‫قدم في البلقان‪ ،‬كما قُدِّر لِلعُثمانيين أن‪ ‬يفتتحوا القسطنطينية‪ ‬سنة‪1453 ‬م‪ ،‬ويُسقطوا اإلمبراطوريَّة البيزنطيَّة بعد أن عاشت أحد عشر قر ًنا‬
‫[‪]la 6‬‬
‫وني ًفا‪ ،‬وذلك تحت قيادة السُلطان‪ ‬محمد الفاتح‪.‬‬

‫بلغت الدولة العثمانية ذروة مجدها وقوتها خالل القرنين‪ ‬السادس عشر‪ ‬والسابع عشر؛ فامتدت أراضيها لتشمل أنحاء واسعة من قارات‪ ‬العالم‬
‫القديم‪ ‬الثالث‪ :‬أوروبا‪ ‬وآسيا‪ ‬وأفريقيا؛ حيث خضع لها كامل‪ ‬آسيا الصغرى‪ ،‬وأجزاء كبيرة من‪ ‬جنوب شرق أوروبا‪ ،‬وغربي آسيا‪ ،‬وشمالي‬
‫أفريقيا‪ ]la 7[.‬وصل عدد الواليات العثمانية إلى ‪ 29‬والية‪ ،‬وكان للدولة سيادة اسمية على عدد من الدول واإلمارات المجاورة في‪ ‬أوروبا‪،‬‬
‫التي أضحى بعضها يُشكل جزءًا فعل ًّيا من الدولة مع مرور الزمن‪ ،‬بينما حصل بعضها اآلخر على نوع من‪ ‬االستقالل الذاتي‪ .‬وعندما ض َّم‬
‫العُثمانيُّون‪ ‬ال َّشام‪ ‬ومصر‪ ‬والحجاز‪ ‬سنة‪1517 ‬م‪ ،‬وأسقطوا‪ ‬الدولة المملوكية‪ ‬بعد أن شاخت وتراجعت قوتها‪ ،‬تنازل آخر الخلفاء العباسيين‬
‫المُقيم في القاهرة‪ ‬مُحمَّد المتوكل على هللا‪ ‬عن الخالفة لِلسُلطان‪ ‬سليم األول‪ ،‬ومُنذ ذلك الحين أصبح سالطين آل عُثمان ُخلفاء المُسلمين‪ .‬كما‬
‫كان للدولة العثمانية سيادة على بضع دول بعيدة‪ ،‬إما بحكم كونها دواًل إسالمية تتبع شر ًعا سلطان آل عثمان كونه يحمل لقب «أمير‬
‫المؤمنين» و«خليفة المسلمين»؛ كما في حالة‪ ‬سلطنة آتشيه‪ ‬السومطرية‪ ،‬التي أعلنت والءها للسلطان في سنة‪1565 ‬م‪ ،‬أو عن طريق‬
‫[‪]4‬‬
‫استحواذها عليها لفترة مؤقتة؛ كما في حالة جزيرة «أنزاروت» في‪ ‬المحيط األطلسي‪ ،‬والتي فتحها العثمانيون سنة‪1585 ‬م‪.‬‬

‫أضحت الدولة العثمانية في عهد السلطان‪ ‬سليمان األول «القانوني»‪( ‬حكم منذ عام‪1520 ‬م‪ ‬حتى عام‪1566 ‬م)‪ ،‬قوّ ة عظمى من الناحيتين‬
‫[‪la[]la 8‬‬
‫السياسية والعسكرية‪ ،‬وأصبحت عاصمتها‪ ‬القسطنطينية‪ ‬تلعب دور همزة الوصل بين العالمين‪ :‬األوروبي المسيحي والشرقي اإلسالمي‪،‬‬
‫‪ ]9‬كما كان لها سيطرة مُطلقة على البحار‪ :‬المُتوسط‪ ‬واألحمر‪ ‬واألسود‪ ‬والعربي‪ ،‬باإلضافة‪ ‬للمحيط الهندي‪ .‬كان التوجه األكاديمي السابق‬
‫ينص على أنه بعد انتهاء عهد السلطان سالف الذكر‪ ،‬الذي يُعد عصر الدولة العثمانية الذهبي‪ ،‬أصيبت الدولة بالضعف والتفسخ‪ ،‬وأخذت تفقد‬
‫ممتلكاتها شيًئ ا فشيًئ ا‪ ،‬على الرغم من أنها عرفت فترات من االنتعاش واإلصالح‪ ،‬إال أنها لم تكن كافية إلعادتها إلى وضعها السابق‪ ،‬غير أن‬
‫التوجه المُعاصر يُخالف هذا الرأي؛[‪ ]la 10‬إذ حافظت الدولة على اقتصادها القوي والمرن‪ ،‬وأبقت على مُجتمعها مُتماس ًكا طيلة القرن السابع‬
‫ً‬
‫بداية من سنة ‪1740‬م‪ ،‬أخذت الدولة العُثمانيَّة تتراجع وتتخلَّف عن ركب الحضارة‪ ،‬وعاشت‬ ‫عشر‪ ،‬وشطرً ا من القرن الثامن عشر‪ .‬لكن‪،‬‬
‫ً‬
‫طويلة من الخمود والركود الثقافي والحضاري‪ ،‬فيما أخذ خصومها يتفوقون عليها عسكر ًّيا وعلم ًّيا‪ ،‬وفي مُقدمتهم‪ ‬مملكة هابسبورغ‬ ‫فتر ًة‬
‫النمساويَّة‪ ‬واإلمبراطورية الروسية‪ .‬عانت الدولة العثمانية من خسائر عسكرية قاتلة على يد خصومها األوروبيين والروس خالل أواخر‬
‫القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر‪ ،‬وتغلغلت القوى األوروبية في البالد العثمانية‪ ،‬وتدخلت في شؤون الدولة‪ ،‬وفرض بعضها‬
‫الحماية على األقليات الدينية‪ ،‬مما أدى إلى ازدياد أوضاع الدولة سوءًا‪ .‬وقد َّ‬
‫حثت هذه الحالة السالطين العُثمانيين كي يتصرفوا ويُحاولوا‬
‫انتشال السلطنة مما آلت إليه‪ ،‬فكان أن ُأطلقت‪ ‬التنظيمات‪ ‬التي طالت الجيش واإلدارة والتعليم وجوانب الحياة‪ ،‬فُألبست الدولة حُ لَّ ًة مُعاصرة‪،‬‬
‫وتماسكت وأصبحت أكثر قُ َّو ًة وتنظيمًا من ذي قبل‪ ،‬رَ غم أ َّنها لم تسترجع البالد التي خسرتها لصالح الغرب وروسيا‪ ،‬بل خسرت مزي ًدا‬
‫منها‪ ،‬وخصوصًا في البلقان‬

You might also like