Professional Documents
Culture Documents
"و اخفض لهما جناح الذل من الرحمة و قل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا "
.أساتذتنا األفاضل
شكر و تقدير
بعد أن من اهلل علينا بإنجاز هذا العمل ،فإننا نتوجه إليه اهلل سبحانه و تعالى أوال و
أخرا بجميع ألوان الحمد و الشكر على فضله و كرمه الذي غمرنا به فوفقنا إلى ما نحن
فيه راجيين منه دوام نعمه و كرمه ،و انطالقا من قوله صلى اهلل عليه وسلم ":من ال
يشكر الناس ال يشكر اهلل " ،فإننا نتقدم بالشكر و التقدير و العرفان إلى األستاذ المشرف
"برابح محمد" ،على إشرافه على هذه المذكرة و على الجهد الكبير الذي بذله معنا ،و
على نصائحه القيمة التي مهدت لنا الطريق إلتمام هذه الدراسة ،فله منا فائق التقدير و
االحترام ،كما نتوجه في هذا المقام بالشكر الخاص ألساتذتنا الذين رافقونا طيلة المشوار
الدراسي و لم يبخلوا في تقديم يد العون لنا.
و ندين بالشكر أيضا إلى كل عمال مؤسسة جامعة وهران ،2الذين ساعدونا من
خالل تقديم جميع التسهيالت و مختلف التوضيحات و المعلومات المقدمة من طرفهم
إلنجاز هذا البحث.
ص :صفحة.
Ed: édition.
P : page.
مقدمة
مقدمة
يحتل موضوع الحريات العامة أهمية كبيرة على الصعيد الوطني و الدولي حيث عقدت بشأنه
العديد من المؤتمرات الدولية ،كما تم إبرام جملة من االتفاقيات الدولية التي أدمجتها مختلف الدول في
و قوانينها الداخلية بعد أن أجبرتها الثورات و االنتفاضات التي قام بها الشعوب عبر دساتيرها،
التاريخ للحصول على حقوقهم و حرياتهم العامة بدون قيود أو تضييق أو اضطهاد ،و هذا ما دفع
الدول في العالم إلى احترام هذه الحريات و حمايتها لتحقيق األمن و االستقرار على المستوى الوطني،
و توفير البيئة المناسبة إلبداع الفرد و تشجيع المواهب و االبتكارات ،و تكوين جيل واعي بحقوقه و
تعد الحرية La libertéإحدى الكلمات العصية على التعريف ،و ذلك ألنها تملك من القيمة أكثر
مما تملك من معنى ،و ألنها تغني أكثر مما تتحدث ،و قد عبر الفقيه مونتسكيو عن ذلك ،منذ زمن
طويل ،إذ قال إنه ال توجد كلمة مستعصية على التعريف مثل الحرية.
و الحرية لغة هي الخالص من التقييد و العبودية و الظلم و االستبداد ،و أن يكون للفرد المقدرة
على االختيار ،و أن يفعل ما يشاء ،وقتما يشاء ،فهو صاحب إرادته و ملٌك لنفسه ،و من ثم فإن الحرية
أما من الناحية القانونية فإن الحرية هي القدرة على التصرف ضمن مجتمع منظم Société
،organiséeوفقًا للتحديد الذاتي ،و لكن ضمن القيود و القواعد القانونية الموجودة و السارية في ذلك
المجتمع .و ال تملك الحرية وجودًا لذاتها ،بل ال بد أن تكون محًال العتراف قانونٍّي بها ،يحدد
مضمونها ،و ينظم ممارستها ضمن نطاق ضرورات الحياة االجتماعية ،بل يذهب جانب من الفقه إلى
القول :إن مضمون و حدود الحرية يرسمان عن طريق المواطنين و المجتمع في كليته ،و ذلك استنادًا
2
مقدمة
إلى أن قانون الحرية كما عرفت الجزائر غداة االستقالل خمس دساتير :دستور ،11963دستور
،21976دستور ،31989دستور 41996الذي عدل ثالث مرات بموجب األمر ، 503-02و األمر
رقم 619-08و القانون رقم ،701-16و دستور ،2020الجزائر التي تدرجت في إقرار إصالحات
على أكثر من صعيد ،قطعت مرحلة جديدة بهذه التعديالت الدستورية في مجال ترسيخ اإلصالحات
السياسية بالنظر إلى المكاسب التي حملها الدستور في مجال ممارسة الديمقراطية في الدولة و ترسيخ
مبدأ دولة القانون ... ،8تماشيا مع إعالن حقوق اإلنسان و المواطن لسنة 91789الذي تضمن شروطا
معينة يجب توافرها في الدستور و تتمثل في تضمينه لحقوق اإلنسان و حرياته و ضمانات ممارستها
إذا عدنا إلى الدستور الجزائري نجد أن المؤسس الدستوري في النصوص المتعلقة بالحقوق و
الحريات يتنقل بين استعمال مصطلح الحريات األساسية و مصطلح الحقوق األساسية .فأحيانا يستخدم
مصطلح الحق و أحيانا يستخدم مصطلح الحرية فننص مثال على حرية المعتقد و حرية الرأي و حرية
التجارة و حرية االبتكار الفكري و العلمي و الفني و كذا على حريات التعبير و إنشاء الجمعيات و
االجتماع .بينما جاء في مواد أخرى النص على حق إنشاء األحزاب السياسية و الجمعيات و التنقل و
دستور الجزائر الصادر ب 8سبتمبر ،1963الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد 64سنة 1963 1
األمر رقم 97-76المؤرخ في 22نوفمبر الذي يتضمن إصدار دستور الجمهورية الجزائرية ،ج .ر.ج . 2
6القانون رقم 19-08المؤرخ في 15نوفمبر 2008ج .ر.ج .ج رقم 63المؤرخة في 16نوفمبر .2008
القانون رقم 01-16المؤرخ في 6مارس 2016ج .ر .ج .ج د رقم 14المؤرخة في 7مارس .2016 7
للمزيد من المعلومات انظر على الموقع االلكتروني .https://www.radioalgérie.dzاطلع يوم 05/03/2021على الساعة .18:00 8
المادة 11من دستور 1963صادقت الجزائر بموجبه على اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان والمواطن الذي أصدرته الجمعية العامة التأسيسية 9
3
مقدمة
التعليم و الرعاية الصحية و الحق النقابي و الحق في العمل و الحق في اإلضراب...الخ .و ما يمكن
قوله من خالل ما سبق أن هناك فرق بين الحرية و الحق و إن أمكن في بعض األحيان أن يحل كل
منها مكان اآلخر إن كانت الغاية واحدة (القدرة الذاتية على التصرف أو على المطالبة...الخ) لذلك تعد
الحرية هي األصل و ما الحق إال وسيلة لممارستها و بصورة منظمة و دائمة ،و من هنا فإن الحرية
من أجل ضمانات أكثر أقر المشwرع الجزائwري الحمايwة ألهم المبwادئ الwتي جwاء بهwا الدسwتور الwتي
تتمثwل خصوصwwا في الفصwwل بين السwلطات ،اسwتقالل العدالwة ،الحمايwة القانونيwة و رقابwة عمwل السwلطات
العموميwwة ،ذلwwك من خالل تجwwريم بعض األفعwwال الwwتي تمس المصwwالح الwwتي يحميهwwا ،منwwذ صwwدور قwwانون
العقوبات سنة 11966جرم المشرع الجزائري بعض األفعال التي اعتبرها جرائما ماسة بالحريات ،لقwwد
عwالج المشwرع الجزائwري موضwوع جwرائم االعتwداء على الحريwات في القسwم الثwاني المعنwون ب االعتwداء
على الحريات من الفصل الثالث تحت عنوان الجنايات و الجنح ضد الشwيء العمwومي من الكتwاب الثwالث
بعنوان الجنايات و الجنح و عقوباتها من الجزء الثاني الخاص بالتجريم من قwwانون العقوبwwات الجزائwwري.
فنجwwد المشwwرع نص عليهwwا في المwwواد من 107إلى .111غwwير أنwwه تجwwدر اإلشwwارة أن الجwwرائم المwwذكورة
في هwwذا القسwwم ليسwwت الجwwرائم الوحيwwدة الماسwwة بالحريwwات ،إذ نجwwد في فحwwوى بعض المwwواد التجريميwwة أنهwwا
تكمن أهمية دراسة موضوع البحث في أن الحرّي ة هي وسيلة إلشباع الّر غبات اإلنسانّية و
الحاجات الفطرّية في الّتعبير عن الّر أي ومشاركة الّن اس مشاكلهم و همومهم و ما يجول في خواطرهم،
فعندما يكون هناك هامش حرّية لألفراد تراهم يشعرون بالّس عادة ،ألّنهم قادرون على الّتعبير عن آرائهم
بكّل حرّية و الّتنفيس عن مشاكلهم و همومهم بدون أن يتعّر ضوا للّض غط و اإلكراه من أحد .كما أن
أمر رقم 156-66مؤرخ في 8يونيو ،1966ج ر ج ج عدد 49مؤرخة في 11يونيو 1966يتضمن قانون العقوبات. 1
4
مقدمة
الحرية هي وسيلة لإلبداع ،فاإلبداع ال يكون و ال يزدهر إال بوجود هامش الحرّية التي تمّك ن اإلنسان
من الّتفكير بدون حدود أو عوائق ،كما أّنها وسيلة البتكار الحلول و األفكار الخّالقة.
أما عن الصعوبات التي واجهتنا فتتمثل في قلة الدراسات و المراجع المتخصصة بموضوع
اعتمww wدنا في دراسww wتنا على المنهج التحليلي من أجww wل دراسww wة الموضww wوع بالتفصww wيل معتمww wدين على
النصوص القانونية.
إن حمايwwة حقwwوق اإلنسwwان و الحريwwات العامwwة مسwwألة داخليwwة باألسwwاس إذ أنwwه مهمwwا كwwانت الجهwwود
الدولي wwة ناجح wwة في توف wwير ه wwذه الحماي wwة إال أن المس wwؤولية األولى و األخ wwيرة تلقى على ع wwاتق الدول wwة من
أجwwل تطwwبيق النصwwوص الدوليwwة و الداخليwwة في مجwwال حمايwwة الحريwwات ،و لwwذلك فwwالجزائر تعمwwل على دعم
حماي wwة الحري wwات من خالل العدي wwد من اإلج wwراءات الداخلي wwة ،و ال wwتي منه wwا س wwن النص wwوص ال wwتي تض wwمن
الحمايwة سwواء على الصwعيد الwدولي أو على المسwتوى الوطwني ،و وضwع تلwك النصwوص الwتي سwبق سwنها
موضwwع التنفيwwذ و هwwذه المرحلwwة األخwwيرة هي الغايwwة الwwتي من المفwwترض الوصwwول إلى تحقيقهwwا ،فwwالتنظير
فالسؤال المطروح هو :فيما تتمثل الحريات العامwة و هwل هي حريwة مطلقwة ومwا هي الجwرائم الwتي
5
مقدمة
لإلجابة على هذه اإلشwكالية نقسwم موضwوع بحثنwا إلى فصwلين رئيسwيين :نتطwرق في البدايwة لمفهwوم
الحريwwات العامwwة و الجwwرائم الwwتي قwwد تwwرتكب ضwwدها(الفصwwل األول) ثم نعwwالج العقوبwwات طwwرق تنظيمهwwا في
6
الفصل األول :مفهوم الحريات العامة و الجرائم المرتكبة
تنقسم الحريات إلى الشخصية و الحريات العامة و من بين الحريات األساسية أو الشخصية
الفردية التي يمكن اإلشارة إليها ضمن هذه المجموعة و التي ظهرت تباعا في االهتمامات الفكرية
الفردية و العامة و تضمنتها النصوص التشريعية باالهتمام و التكريس هي حرية التمتع باألمن واألمان
و احترام اإلنسان ككائن قائم بذاته حرا بال تقييد و إهدار لكرامته و حرية الذهاب و اإلياب و احترام
أعطى المؤسس الدستوري الجزائري اهتماما خاصا بالحقوق و الحريات األساسية للمواطنين ،و
برر ذلك من خالل إدراجها في جميع الدساتير التي عرفتها الدولة الجزائرية بدءا بدستور 1963الذي
أعلن فيه عن انضمام الجزائر إلى اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ،1كما نصت المادة 41من القانون
رقم 01\16المؤرخ في 6مارس سنة 2016المتضمن التعديل الدستوري على معاقبة كل من يمس
سالمة اإلنسان البدنية و المعنوية 2مدينه لكثره االعتداءات التي تمت عليها ،قام المشرع الجزائري
لم يرد نص قانوني صريح في القانون الجزائري يعرف الحرية ،لكن نجد أن المشرع الدستوري
الجزائري بالرغم من أنه قد أدرج الحريات العامة في متن الدستور ،إال أنه أشار إلى مصطلح الحرية
1هواري ليلى "،الرقابة القضائية على سلطات اإلدارة في مجال حماية الحقوق والحريات األساسية" ،مجلة القانون ،معهد الحقوق بالمركز
الجامعي غليزان ،جوان .2012ص.78
2المادة 41من دستور 2016بقولها "يعاقب القانون على المخالفات المرتكبة ضد الحقوق والحريات ،وعلى كل ما يمس سالمة اإلنسان البدنية
والمعنوية".
8
طبقا للقانون الجزائري مفهوم الحريات العامة و الجرائم المرتكبة ضدها الفصل االول
في ديباجة جميع الدساتير التي عرفتها الجمهورية منذ االستقالل ،مغلبا عليها في المضمون الطابع
تعرف الحرية على أنها " قدرة اإلنسانة في إتيان كل عمل ال يضر باآلخرين ،و أن تكفل له هذه
الحرية كل شيء بما فيها حرية التعبير عن الرأي و تقيد بعدم إضرار الشخص بغيره" .1أما عن
نقصد بالحريات الفردية مجموعة الحريات الذاتية أو الشخصية التي تتميز بأنها لصيقة بالفرد ،إذ
ال يمكن تجريد الفرد منها و كل مساس بها يعتبر مساسا بإنسانيته و بخصوصيته البشرية ،سنتطرق
على ثالثة فروع نعالج في األول حرية األمن ،أما الفرع الثاني فيعالج حرية التمتع بالحياة الخاصة ،أما
تجب في البداية اإلشارة أنه ال يوجد أهم من الحريات العامة كالحق في "األمان" ،ألن ممارسة
الحريات العامة األخرى من طرف الفرد مرهونة بأمنه و سالمته ،سواءا النفسية أو الجسدية و غياب
مظاهر الخوف و العبودية ،بحيث أن الفرد ال يخاف على شخصه وال على أمالكه.
يعرف الحق في األمن بأنه حالة الفرد التي ال يمكن أن يتم القبض عليه ،اعتقاله أو سجنه
بطريقة تعسفية و إنما فقط في ظل أحكام القانون و بما يرسمه من الحدود و اإلجراءات القانونية
السارية المفعول ،باإلضافة على وضع هذه االستثناءات تحت مراقبة القاضي المختص.
عماد ملوخية ،الحريات العامة ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية ،2012،ص ص.13-6 ، 1
9
طبقا للقانون الجزائري مفهوم الحريات العامة و الجرائم المرتكبة ضدها الفصل االول
هذه الحرية تؤدي بنا إلى الحديث عن الضمانات المقدمة لحمايتها ،التي يجب أن تكون قانونية
نص دستور الجمهورية على هذه المسألة بداية من الديباجة في فقرتها التاسعة( )9حيث أشار
على أن " إن الشعب يعتزم على جعل الجزائر في منأى عن الفتنة و العنف و عن كل تطرف من
خالل ترسيخ قيمة الروحية و الحضارية التي تدعو إلى الحوار و المصالحة و األخوة في ظل
إن الشعب الجزائري نضل و يناضل دوما في سبيل الحرية و الديمقراطية و هو متمسك بسيادته
و استقالله الوطنيين ..." ،و ضمان الحرية لكل فرد في إطار دولة ديمقراطية وجمهورية."....
هذه الفقرة من الديباجة جاءت للتأكيد من البداية على ضرورة أمن األفراد و ضرورة القضاء
على مظاهر الخوف و االعتداءات على األفراد و ممتلكاتهم داخل المجتمع من خالل ترسيخ قيمة
نجد أحكام أخرى من الدستور عالجت هذا الموضوع بنوع من الدقة و الوضوح ،فجاءت المادة
26من الدستور صريحة بالنسبة لهذه المسألة بنصها على أن " الدولة مسؤولة عن أمن األشخاص و
الممتلكات".
كما أن المادة 58جاءت لتمنع إدانة شخص بدون النص القبلي على تجريم فعل معين ،فنصت
على أنه " ال إدانة إال بمقتضى قانون صادر قبل ارتكاب الفعل المجرم" ،و جاءت المادة 56لتبرئ
كل شخص متهم حتى تثبت إدانته من طرف القضاء بنصها على أن " كل شخص يعتبر بريئا حتى
تثبت جهة قضائية نظامية إدانته في إطار محاكمة عادلة تؤمن له الضمانات الالزمة للدفاع عن
نفسه" .أما المادة 59من الدستور فجاءت لتعالج مسألة المتابعة أو الوقف أو الحجز و كذا مسألة
10
طبقا للقانون الجزائري مفهوم الحريات العامة و الجرائم المرتكبة ضدها الفصل االول
الحبس المؤقت فنصت على أنه " ال يتابع أحد ،و ال يوقف أو يحتجز ،إال في الحاالت المحددة
يقصد بهذه الحرية أنها حق أي إنسان في احترام حياته الخاصة و حمايتها من التدخل أو
اإلعالن .تنصرف الحياة الخاصة للشخص إلى أموره و أحواله التي تخصه وحده ،و تقوم غالبا على
السرية ،و من ثمة يكون له الحق في عدم إطالع الغير عليها أو كشفها.1
إن حرية التمتع بالحياة الخاصة تتعلق بالشؤون الداخلية و الشخصية لألفراد ،فال يمكن
أو التسجيل أو أخذ صور لألشخاص دون موافقتهم ،أو محاولة األخذ بالحديث عن أمور االستماع
لقد جاء دستور الجمهورية بعدة أحكام تكرس الضمان و تسمح بالحماية القانونية و الفعلية لهذه
الحرية المقدسة .فإذا كانت الفقرة األولى من المادة 46قد جاءت لحماية الحياة الخاصة لألفراد بنصها
" ال يجوز انتهاك حرمة حياة المواطن الخاصة ،و حرمة شرفه ،و يحميها القانون " ،فإن الفقرة الثانية
جاءت لتوضح صورة من صورها وهي " سرية المراسالت واالتصاالت الخاصة بكل أشكالها" .و
التأكيد على ضمانها من طرف الدولة بنصها "سرية المراسالت و االتصاالت الخاصة بكل أشكالها
مضمونة".
كما أن نفس المادة من الدستور أكدت على عدم جواز أي مساس بهذه الحرية إال في الحاالت
التي يجيزها القضاء بنصها" و ال يجوز بأي شكل المساس بهذه الحقوق دون أمر معلل من السلطة
محمود عاطف البنا ،الوسيط في النظم السياسية ،دار الفكر العربي ،الطبعة الثانية ،مصر ،1994،ص .474 1
11
طبقا للقانون الجزائري مفهوم الحريات العامة و الجرائم المرتكبة ضدها الفصل االول
إن التعديل الدستوري أضاف صورة جديدة من صور الحياة الخاصة للمواطن و هي "المعطيات
الشخصية" في إطار معالجتها في مجال اإلعالم اآللي و االنترنت ،و أشار إلى ضمانها و شدد على
المعاقبة على انتهاكها مخصصا لها فقرة خاصة" حماية األشخاص الطبيعيين في مجال معالجة
المعطيات ذات الطابع الشخصي حق أساسي يضمنه القانون و يعاقب على انتهاكه".
بما أن السكن هو المكان الذي يعيش فيه الفرد بمعزل عن أنظار و أذان الغير فإن دستور
الجمهورية منح أهمية قصوى لهذه المسألة ،فاعتبر "حرمة السكن" هي صورة أخرى من صور الحياة
الخاصة ،بحيث نصت المادة 47على أنه " تضمن الدولة عدم انتهاك حرمة السكن" .فال تفتيش إال
إن حرية التنقل أو بما يسمى عادة حرية الذهاب و اإلياب ،هي حرية أساسية لكل فرد وتتمثل
في تنقله من مكان آلخر بمحض إرادته و تبعا لرغبته في ذلك .
لقد أكد الدستور خاصة تعديل سنة 2016في أحكامه على أهمية هذه الحرية و منحها القيمة
الدستورية التي تستحقها كحرية عامة سواءا يكون هذا التنقل على مستوى المجاالت الداخلية أو خارج
الوطن ،و وضع كل تقييد تحت رقابة السلطة القضائية و بقرار مبرر من طرفها .حيث نص في مادته
155على أنه" يحق لكل مواطن يتمتع بحقوقه المدنية و السياسية ،أن يختار بحرية موطن إقامته ،و
أن يتنقل عبر التراب الوطني .حق الدخول إلى التراب الوطني و الخروج منه مضمون له .ال يمكن
األمر بأي تقييد لهذه الحقوق إال لمدة محددة و بموجب قرار مبرر من السلطة القضائية".
12
طبقا للقانون الجزائري مفهوم الحريات العامة و الجرائم المرتكبة ضدها الفصل االول
نقصد بالحريات الجماعية ،مجموعة الحريات التي تتطلب ممارستها انضمام الفرد لغيره من
األفراد حتى يتمكن من ممارسة حرية معينة و ال يمكن له ممارستها لوحده أو بشكل انفرادي و إنما تتم
سنتطرق في هذا المطلب لثالثة أنواع نتناولها في ثالثة فروع و هي حرية الجمعيات و األحزاب
تتطلب مقتضيات الحياة االجتماعية ،خاصة المعاصرة ،إنشاء تجمعات لألفراد بهدف الدفاع عن
مصالح معينة ،و المشاركة في دفع الحياة داخل المجتمع نحو التطور و االزدهار و ذلك بشكل مستمر
و دائم .وقد يكون هدف هذه التجمعات سياسي بحت فنكون هنا أمام األحزاب السياسية.
حرية إنشاء الجمعيات حرية عامة تهدف إلى منح كل فرد الحق في تكوين و إنشاء الجمعيات
ذات األهداف المختلفة و ذلك للعمل مع األعضاء اآلخرين و البحث في المسائل التي تهم هذه
الجمعيات ،و لتحقيق األغراض التي أنشأت ألجلها ،و للدفاع عن المبادئ التي أسست ألجلها ،و لكل
شخص كامل الحرية في االنضمام إلى الجمعية القائمة بالفعل متى شاء ،من دون ضغط أو إكراه من
أحد.1
لقد جاء دستور الجمهورية بنص صريح لضمان هذه الحرية في مضمون المادة 48
"حريات ......إنشاء الجمعيات.....مضمون للمواطن" بينما تعرض التشريع إلى تأطير ممارسة هذه
عبد الغني بسيوني عبد اهلل ،النظم السياسية ،أسس التنظيم السياسي،منشأة المعارف،اإلسكندرية،مصر،1995،ص.377 1
القانون رقم 06-12المؤرخ في 12يناير ،2012يتعلق بالجمعيات ،الجريدة الرسمية رقم ،02الصادرة بتاريخ 15فيفري .2012 2
13
طبقا للقانون الجزائري مفهوم الحريات العامة و الجرائم المرتكبة ضدها الفصل االول
أما فيما يخص حرية إنشاء األحزاب السياسية ،فإنه و من المسلم به في المجتمعات المعاصرة،
أن حرية إنشاء األحزاب السياسية من بين الحريات العامة التي أعطتها غالبية النظم القانونية في العالم
قصوى ،لما لها من دور فعال و أساسي في مسألة إدارة شؤون المجتمع اآلنية و المستقبلية .ة لقد
تعتبر هاتين الحريتين من بين التجمعات المؤقتة لألفراد ،بحيث أنه ما يميز هؤالء األفراد هو
تعد حرية االجتماع من بين الحريات العامة التي تناولتها معظم النظم القانونية المعاصرة ،و هي
مظهر من مظاهر الممارسة الفعلية للحريات العامة األخرى ،خاصة حرية التعبير ،الفكر و الرأي،
بحيث تعتبر وسيلة للممارسة الجماعية لهذه الحريات و ذلك بالتقاء مجموعة من األفراد للتعبير عن
خصص دستور الجمهورية نصا صريحا لضمان هذه الحرية تناولته المادة " 84حريات
التعبير....و االجتماع ،مضمونة للمواطن" فيما ترك مسألة التفصيل في كيفية ممارسة هذه الحرية إلى
التشريع حيث تناولت نصوص القانون رقم 28-89المؤرخ في 31ديسمبر 1989المعدل بالقانون
الشافعي محمد بشير ،قانون حقوق اإلنسان ،مصادره وتطبيقاته الوطنية و الدولية ،الطبعة الثالثة ،نشأة المعارف،اإلسكندرية،2004،ص 1
.207
الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،عدد 62نالصادرة بتاريخ 4ديسمبر ،1991ص .2377 2
14
طبقا للقانون الجزائري مفهوم الحريات العامة و الجرائم المرتكبة ضدها الفصل االول
بما أن حريات الرأي و التعبير هي حريات عامة أساسية في حياة الفرد و المجتمع ،فإنه ال قيمة
لها إذا لم يستطع الفرد و الجماعة ممارستها في الحياة العملية ،باإلضافة إلى الوسائل األخرى
كالتجمع في الساحات أو األماكن أو الطرقات العامة ،هناك وسائل أخرى كالكتابة و الرسم والخطابة
تخضع هذه الحريات غلى عدة عوامل منها إمكانية الفرد و الجماعة من ممارستها من الناحية
القانونية و ما يسمح به القانون و التنظيم لدولة معينة ،و كذا ما تسمح به اإلمكانيات المادية التي
تفرض نفسها في الكثير من األحيان ،فحرية التعبير تسمح للفرد و الجماعة بالفصح عن آرائهم،
أفكارهم و معتقداتهم و نشرها للعلن تجاه قضية أو موضوع ما ،و ذلك بالقول أو الكتابة أو حتى
التصرف ،و بأي وسيلة من الوسائل المناسبة و المتاحة لذلك باستعمال وسائل االتصال و التعبير
المعروفة كالصحف و اإلذاعة و التلفزيون و المسرح و السينما ،1و كذا االنترنت بما فيها شبكات
التواصل االجتماعي .هذه الوسائل التي يستعملها الفرد و الجماعة في التعبير عن أرائهم و أفكارهم و
نشرها للعلن تسمى ب "حريات التعبير" أو "وسائل اإلعالم واالتصال" و ذلك بهدف التفرقة بينها و
بين حرية التعبير .من هنا نقصد بحريات التعبير مدى حرية استعمال وسائل التعبير للتمكن من
إذا كانت وسائل التعبير تلعب دورا كبيرا و فعاال في تفعيل حرية التعبير و في تطور المجتمع و
تنميته وازدهاره ،فإنها تلعب دورا أكثر أهمية في تعبئة الرأي العام ،توجيهه و إعالمه و هذا ما يؤدي
بنا مباشرة إلى الحديث عن إمكانية مساس هذه األخيرة بالنظام و األمن العام .لذلك توجب ممارستها
في إطار الدستور ،القانون و التنظيم الساري المفعول الذي يختلف من دولة ألخرى .كما أن هذه
1
Jacques Mourgeon(1938-2005) et Jean-Pierre Théron ,Les libertés publiques, édition Presses Universitaires de
France, Paris,1979
15
طبقا للقانون الجزائري مفهوم الحريات العامة و الجرائم المرتكبة ضدها الفصل االول
الوسائل تعتبر أداة للمعارضة السياسية و للمراقبة على السلطات األخرى في الدولة و لهذا سميت
"بالسلطة الرابعة".
المقصود باإلعالم هو "عملية جمع و تخزين و معالجة و نشر األنباء و البيانات و الصور و
الحقائق و الرسائل و اآلراء و التعليقات المطلوبة من أجل فهم الظروف الشخصية و البيئية و الوطنية
و الدولية ،و التصرف تجاهها عن علم ودراية ،و الوصول إلى وضع يمكن من اتخاذ القرارات
السليمة" 1أما االتصال فهو "عملية تبادل األنباء والحقائق واآلراء والرسائل فيما بين األفراد
والجماعات".2
يدخل في إطار الحريات العامة حرية التعبير المقروءة و المكتوبة أو بما يسمى بحرية الصحافة
المكتوبة ،حرية الوسائل السمعية أو بما يسمى باإلذاعة ،حرية وسائل التعبير السمعية البصرية
فيما نجد أن دستور الجمهورية نص صراحة على ضمان هذه الحريات في فحوى نص المادة
،48و المادة 44فقرة 1و" 2حرية االبتكار الفكري و الفني والعلمي مضمونة للمواطن وال تقيد بأي
ال يمكن استعمال هذه الحرية للمساس بكرامة الغير و حريتهم و حقوقهم.
نشر المعلومات و األفكار و الصور و اآلراء بكل حرية مضمون في إطار القانون واحترام
16
طبقا للقانون الجزائري مفهوم الحريات العامة و الجرائم المرتكبة ضدها الفصل االول
المبحث الثاني :مفهوم جرائم التعدي على الحريات طبقا للقانون الجزائري
أعطى المؤسس الدستوري الجزائري اهتماما خاصا بwwالحقوق و الحريwwات األساسwwية للمواطwwنين ،و
برر ذلك من خالل إدراجها في جميع الدساتير التي عرفتها الدولة الجزائرية بwدءا بدسwتور 1963الwذي
أعلن فيه عن انضمام الجزائر إلى اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ،1كما نصت المادة 41من الق wwانون
رقم 01\16المwwؤرخ في 6مwwارس سwwنة 2016المتضwwمن التعwwديل الدسwwتوري على معاقبwwة كwwل من يمس
س wwالمة اإلنس wwان البدني wwة والمعنوي wwة 2مدين wwه لك wwثره االعت wwداءات ال wwتي تمت عليه wwا ،ق wwام المش wwرع الجزائ wwري
بتجريمهww wا و المعاقبww wة عليهww wا بمww wوجب األمww wر 156\66المww wؤرخ في 8يونيww wو 1966المعww wدل و المتمم
المتضمن لقانون العقوبات في المواد من 110،110 107مكرر 111 ،ضمن القسم المعنون باالعتداء
على الحريات.
إال أنه تجدر اإلشارة إلى أنwه هنwاك جwرائم تعwدي على الحريwات أخwرى لم يwدرجها المشwرع ضwمن
الحريات. قسم االعتداء على
المطلب األول :جرائم التعدي على الحريات المنصوص عليها ضمن قسم االعتداء على
عwwرفت الحريwwة بعwwدة تعwwابير ومعwwاني ،فهنwwاك من يعwwبر عنهwwا بتعبwwير "الحريwwات العامwwة" أو "بwwالحقوق
األساسية للفرد" أو الحريات الفردية األساسية أو بمعنى شمولي من استعمل تعبير "حقوق اإلنسان".
حيث أعطى المؤسww w wس الدسww w wتوري الجزائww w wري اهتمامww w wا خاصww w wا بww w wالحقوق و الحريww w wات األساسww w wية
للمواطww wنين ،و بww wرر ذلww wك من خالل إدراجهww wا في جميww wع الدسww wاتير الww wتي عرفتهww wا الدولww wة الجزائريww wة بww wدءا
بدستور 1963الذي أعلن فيه عن انضمام الجزائر إلى اإلعالن العالمي لحقwwوق اإلنسwwان ،3كمwwا نصwwت
المادة 41من القانون رقم 01\16المؤرخ في 6مارس سنة 2016المتضwwمن التعwديل الدسwتوري على
1أ .هواري ليلى "،الرقابة القضائية على سلطات اإلدارة في مجال حماية الحقوق والحريات األساسية" ،مجلة القانون ،معهد الحقوق بالمركز
الجامعي غليزان ،جوان .2012
2المادة 41من دستور 2016بقولها "يعاقب القانون على المخالفات المرتكبة ضد الحقوق والحريات ،وعلى كل ما يمس سالمة اإلنسان البدنية
والمعنوية".
3أ .هواري ليلى "،مرجع سابق.ص.18
17
طبقا للقانون الجزائري مفهوم الحريات العامة و الجرائم المرتكبة ضدها الفصل االول
معاقبwwة كwwل من يمس سwwالمة اإلنسwwان البدنيwwة والمعنويwwة 1مدينwwه لكwwثره االعتwwداءات الwwتي تمت عليهwwا ،قwwام
المشwwرع الجزائwwري بتجريمهwwا و المعاقبwwة عليهwwا بمwwوجب األمwwر 156\66المwwؤرخ في 8يونيwwو 1966
يعت wwبر قي wwد حري wwة الف wwرد في التح wwرك والتج wwوال في غ wwير الح wwاالت ال wwتي يق wwرر فيه wwا الق wwانون بع wwدم
المش wwروعية باعتب wwاره ع wwدوانا على الحري wwة الفردي wwة ب wwل فع wwل جرم wwه الق wwانون كم wwا ان wwه ق wwد نص المش wwرع
الجزائ wwري على الح wwاالت ال wwتي يج wwوز فيه wwا لض wwباط الش wwرطة القض wwائية اللج wwوء فيه wwا إلى التوقي wwف للنظ wwر
هذه الحwwاالت منصwwوص عليهwwا في المwwادة 51من قwwانون اإلجwwراءات الجزائيwwة .2هwwذا باإلضwwافة إلى تحديwwد
اآلجال القانونية للتوقيف للنظر و كل خرق لهذه القواعد يwرتب مسwؤولية جزائيwة للضwباط و يعتwبر حبسwا
تعسفيا كما عبرت عنwه المwادة 107من قwانون العقوبwات يعwاقب الموظwف إذا أمwر بعمwل تحكمي أو مwاس
كمwwا قwwد نص في المwwادة 51الفقwwرة األخwwيرة على أنwwه إذا تم انتهwwاء اآلجwwال المحwwددة للتوقيwwف للنظwwر
يعرض ضابط الشرطة القضائية إلى العقوبات ذلك لحبسه شخصا تعسفيا.
1المادة 41من دستور 2016بقولها "يعاقب القانون على المخالفات المرتكبة ضد الحقوق والحريات ،وعلى كل ما يمس سالمة اإلنسان البدنية
والمعنوية".
2المادة 51من األمر رقم 02-15المؤرخ في 23يوليو 2015يعدل ويتمم قانون اإلجراءات الجزائية ،ج ر ج ج العدد 40المؤرخة في 23
جويلية .2015
18
طبقا للقانون الجزائري مفهوم الحريات العامة و الجرائم المرتكبة ضدها الفصل االول
إال أن هذه الجريمة كسائر الجwرائم األخwرى يجب أن يتwوفر فيهwا القصwد الجنwائي عنwد قيwام عنصwر
الشwwرطة القضwwائية عن تعمwwد إحwwداث القبض بغwwير وجwwه حwwق و هي اتجwwاه اإلرادة إلى ارتكwwاب فعwwل بقصwwد
135تجريما خاصا على كل من أساء استعمال سلطته بانتهاكwwه لحرمwwة المنwwازل حيث تنص على ":كwwل
موظف في السلك اإلداري أو القضاء و كل ضابط شرطة و كل قائد أو أحد رجال القوة العموميwة دخwل
بص wwفته الم wwذكورة م wwنزل أح wwد المواط wwنين بغ wwير رض wwاه و في غ wwير الح wwاالت المق wwررة في الق wwانون و بغ wwير
اإلج wwراءات المنص wwوص عليه wwا في wwه "...فنك wwون بص wwدد ه wwذه الجريم wwة م wwتى ق wwام ض wwابط الش wwرطة القض wwائية
بصwwفته هwwذه الwwدخول إلى مwwنزل مwwواطن أو محwwل مسwwكون أو معwwد للسwwكن بغwwير رضwwاء صwwاحبه وخwwارج
تتمwwيز جنحwwة إسwwاءة اسwwتعمال السwwلطة عن جنحwwة انتهwwاك حرمwwة مwwنزل و الwwتي تقابلهwwا بخصwwوص
صwwفة الفاعwwل ،فwwإذا كwwان الفاعwwل في الجريمwwة الثانيwwة هwwو كwwل مwwواطن في جريمwwة إسwwاءة اسwwتعمال السwwلطة
ينبغي أن يكwwون موظفwwا أو ضwwابطا للشwwرطة القضwwائية أو ينتمي إلى أفwwراد القwwوة العموميwwة كمwwا ينبغي أن
يكwwون الwwدخول إلى المسwwكن بهwwذه الصwwفة ،فwwإذا دخwwل الضwwابط بصwwفته و هwwو يwwؤدي عملwwه وفقwwا للقwwانون مwwع
رضاء صاحب المنزل فإن الجريمة ال تقوم ،على قرار ما إذا كان أحد عناصwwر الضwwبطية القضwwائية بwwأن
دخوله إلى منزل الشخص قد تم تنفيذ التعليمات من رئيسه اإلداري و كانت غير قانونيwwة ال يعwwد هwwذا من
1د .طاهري حسين ،كتاب "عالقة النيابة العامة بالضبط القضائي ،دار الهدى" ،الجزائر 2014 ،ص .198
2القرار الصادر عن الغرفة الجنائية األولى للمحكمة العليا بتاريخ 30جوان ،1981نشرة القضاء ،1989العدد .95
19
طبقا للقانون الجزائري مفهوم الحريات العامة و الجرائم المرتكبة ضدها الفصل االول
يتمث wwل ال wwركن المعن wwوي له wwذه الجريم wwة في القص wwد الجن wwائي الع wwام ،و يتمث wwل في قي wwام الموظ wwف أو
ض.ش.ق أو ينتمي إلى أفww wراد القww wوة العموميww wة عن قصww wد دخww wول مww wنزل شww wخص تنفيww wذا لتعليمww wات غww wير
قانونيwwة ،و تتجwwه إرادتwwه إلى ارتكwwاب الفعwwل بقصwwد انتهwwاك حرمwwة مwwنزل و حرمwwان الفwwرد من حريتwwه مwwع
الفرع الثاني :االمتناع أو المعارضة عن إجراء فحص طبي لشخص تحت الحراسة القضائية
أوال :االمتناع عن إجراء الفحص الطبي لشخص تحت الحراسة القضائية أو المعارضة
عليه
ضwwمانة لحمايwwة الحريwwة الفرديwwة للشwwخص عن طريwwق حمايwwة السwwالمة الجسwwدية للمحتجwwز ،أو بمعwwنى
آخww wر الموقww wوف للنظww wر في مراكww wز الشww wرطة أو الww wدرك من أي اعتww wداء أو إيww wذاء الww wذي يمارسww wه عنصww wر
الشwwرطة القضwwائية .حيث تنص المwwادة 51قwwانون اإلجwwراءات الجزائيwwة في فقرتهwwا األخwwيرة على أنwwه لwwدى
انقض wwاء مواعي wwد الحج wwز يك wwون من المتعين إج wwراء فحص ط wwبي للش wwخص إذا م wwا طلب ذل wwك مباش wwرة أو
أو عائلته و في أي لحظة أثناء أو بعد التوقيwwف .1والمالحwwظ أن هwwذه المwwادة جwwاءت بواسطة محاميه
وعليww wه قww wام المشww wرع الجزائww wري في ق.ع.ج وفي مادتww wه 110مكww wرر الفقww wرة الثانيww wة بمعاقبww wة كww wل
ض.ش.ق قww wام بممارسww wات غww wير مشww wروعة على شww wخص و هww wو تحت الحراسww wة القضww wائية و تعريضww wه
20
طبقا للقانون الجزائري مفهوم الحريات العامة و الجرائم المرتكبة ضدها الفصل االول
للضww wغوطات مخالفww wة لألوامww wر الصww wادرة طبقww wا للمww wادة 51من ق.إ.ج.ج من وكيww wل الجمهوريww wة و كww wذا
تتمث wwل ه wwذه الممارس wwات في العن wwف الص wwادر من عنص wwر الش wwرطة القض wwائية س wwواء ك wwان تع wwذيب أو
ضwwرب وهwwذا يعتwwبر مساسwwا بإنسwwانيه الشwwخص وكwwذا االيwwداء النفسwwي من قصwwر و إكwwراه أو تwwرغيب للتwwأثير
على إرادته الحرة و الضغط عليها ،هذا ما يؤدي بضابط الشرطة القضائية االمتناع عن إجwwراء الفحص
الطبي للموقوف حتى ال يتم معرفة الممارسات الالإنسانية التي مورست عليه و ينفwwذ من الجwwزاء المقwwرر
لمخالفwwة األوامwwر أو المعارضwwة على القيwwام بwwه .كwwذلك إخفwwاء لألمwwراض المصwwاب بهwwا الموقwwوف الwwتي من
أما عن الركن المعنوي لهذه الجريمة و هو قيام ض.ش.ق عن قصد االمتناع عن إجwwراء الفحص
الطبي للموقوف للنظر ،و اتجاه إرادته إلى مخالفة األوامwر أو المعارضwwة عليwه مwع علمwه بwأن هwذا الفعwل
ثانيا :االمتناع عن تقديم السجالت الخاصة المنصوص عليها في المادة 52من قانون
اإلجراءات الجزائية
يؤسwwس في كwwل مركwwز للشwwرطة أو الwwدرك الوطwwني سwwجل خwwاص تwwرقم صwwفحاته تختم و يوقwwع عليwwه
وكيwwل الجمهوريwwة دوريwwا حيث يلwwتزم ض.ش.ق بتقwديم هwwذا السwwجل للسwwلطة المختصwwة بالرقابwwة على عملwwه
من نيابة و قاضي التحقيق ،غرفه االتهام و رؤسائه المباشرين ،إال أنه هنwاك تجwاوزات يقwوم بهwا ضwابط
الشرطة القضائية و للحماية من ذلك قام المشرع بتجريم هذه األفعال و إقرار الجزاءات لها.
1المادة 60الفقرة الرابعة من الدستور الجزائري التي تنص ..." :ولدى انتهاء مدة التوقيف للنظر يجب أن يجرى فحص طبي على الشخص
الموقوف إن طلب ذلك على أن يعلم بهذه اإلمكانية في كل حاالت الفحص الطبي إجباري بالنسبة للقصر".
21
طبقا للقانون الجزائري مفهوم الحريات العامة و الجرائم المرتكبة ضدها الفصل االول
و عليه تتمثل هذه التجاوزات في جريمة امتناع ض.ش.ق عن تسwwليم السwwجل الخwwاص المنصwwوص
عليww wه في 152من ق إ ج في الفقww wرة الثالثww wة ،فمن أسww wباب ارتكww wاب هww wذه الجريمww wة هww wو المماطلww wة للقيww wام
بأغراض شخصية مقابل مبwwالغ ماليwwة معتwwبرة ،إلحwwاق الضwwرر بالسwwجل المتمثwwل في التمزيwwق أو الحwwرق ،
تجwwاوز مwwدة اسwwتجواب الموقwwوف للنظwwر و فwwترات الراحwwة الwwتي تتخللهwwا المنصwwوص عليهwwا قانونwwا ،تزويwwر
توقيع الموقوف للنظر أو عدم اإلشارة في السجل في حال امتناعه عن التوقيwع ،عwدم ذكwر األسwباب الwتي
اس wwتدعت إلى التوقي wwف و غيره wwا من األس wwباب ال wwتي ت wwؤدي بض wwابط الش wwرطة القض wwائية إلى االمتن wwاع عن
يتمثل الركن المعنوي لهذه الجريمة في قيwام ض.ش,ق باالمتنwاع عن تقwديم هwذه السwجالت مخالفwا
لألحكww wام القانونيww wة و ذلww wك من خالل اتجww wاه اإلرادة إلى ارتكww wاب تجww wاوزات متمثلww wة في عww wدم تسww wليم هww wذه
الفرع الثالث :عدم احترام الحصانة القضائية و تسلم محبوس دون أمر إيداع
تع wwد الحص wwانة القض wwائية من أهم الض wwمانات الممنوح wwة لن wwواب المجلس الش wwعبي الوط wwني و مجلس
األمwwة حيث تعتwwبر امتيwwاز يwwؤدي إلى إعفwwاء المتمتwwع بهwwا من عبء أو تكليwwف يفرضwwه القwwانون العwwام على
جمي wwع األش wwخاص ال wwذين يوج wwدون على إقليم الدول wwة ،كم wwا تعت wwبر م wwانع ق wwانوني م wwؤقت للمتابع wwة الجزائي wwة
بانتهاء العهدة البرلمانيwwة ،2ممwwا ال يجwwوز متwwابعتهم إال بعwwد إذن من المجلس المنتمين لwwه و هwwذا مwwا نصwwت
22
طبقا للقانون الجزائري مفهوم الحريات العامة و الجرائم المرتكبة ضدها الفصل االول
عليwwه المwwادة 127من الدسwwتور الجزائwwري 1انwwه قwwد يتعwwرض أصwwحاب الحصwwانة القضwwائية إلى التعسwwف و
حماي wwة من ذل wwك أق wwر المش wwرع الجزائ wwري الحماي wwة لهم من خالل ف wwرض عقوب wwات على ك wwل من لم يح wwترم
الحصانة القضائية.
وعلي wwه ق wwد نص wwت الم wwادة 111من ق wwانون العقوب wwات على معاقب wwة ك wwل ق wwاض أو ض wwابط بالش wwرطة
القضwwائية يجwwري متابعwwات أو يقwwوم بإصwwدار أمwwر أو حكمwwا أو يوقwwع عليهمwwا و يصwwدر أمwwرا قضwwائيا ضwwد
شخص متمتع بالحصانة القضائية في غير حاالت التلبس بالجريمة بدون أن يتحصل قبل ذلك على رفwwع
بالتwwالي تتمثwwل صwwفة الجwwاني لهwwذه الجريمwwة أن يكwwون قاضwwيا سwwواء أكwwان قاضwwي نيابwwة أو تحقيwwق أو
-2أن ينصwwب الفعwwل على شwwخص متمتwwع بالحصwwانة القضwwائية ،و من المتمتعين بهwwا :الشwwعبي الوطwwني و
مجلس األمة الذين ال يمكن متابعتهم بدون رفع الحصانة القضائية عنها.
لق wwد نص wwت الم wwواد من 573إلى 2581من ق.إ.ج.ج على إج wwراءات خاص wwة تطب wwق إذا م wwا ارتكب
عضو من أعضwاء الحكومwة أو أحwد أعضwاء قضwاة المحكمwة العليwا أو أحwد الwوالة أو رئيس أحwد المجwالس
القضww wائية أو النww wائب العww wام لww wدى المجلس القضww wائي جنايww wة أو جنحww wة .مww wع العلم أن القضww wاة و ض.ش.ق
يتمتعون بامتياز التقاضي المتمثل في متابعتهم خارج دائرة اختصاص الجهة القضائية التي يعملون بها.
1أنظر المادة 127من الدستور المعدل بموجب القانون رقم 01-16مرجع سابق.
أنظر المواد في قانون العقوبات 2
23
طبقا للقانون الجزائري مفهوم الحريات العامة و الجرائم المرتكبة ضدها الفصل االول
يتمثwwل العنصwwر المعنwwوي لهwwذه الجريمwwة في أنهwwا تعwwد من الجwwرائم العمديwwة و تتطلب القصwwد الجنwwائي
بعنصwwريه ،كيwwف يشwwترط ان يكwwون القwwائم فعwwل على علم بwwأن الشwwخص المwwراد متابعتwwه أو إصwwدار أمwwر أو
حكم مع توقيعهما أو إصدار أمر قضائي ضده متمتع بالحصwwانة القضwwائية بwwالرغم من ذلwwك يقwوم بمتابعتwwه
و هذا في غير حاالت التلبس بالجريمwة و دون الحصwwول على رفwwع الحصwwانة عنwه مwع إرادتwه في تحقيwق
ثانيا :تسلم محبوس دون أمر إيداع أو رفض تقديمه للسلطات أو األشخاص المخول لهم
زيارته
قwwد نصwwت على هwwذه الجريمwwة المwwادة 110قwwانون العقوبwwات بقولهwwا ":كwwل عwwون في مؤسسwwة إعwwادة
التربيwwة أو في مكwwان مخصwwص لحراسwwة المقبwwوض عليهم يتسwwلم مسwwجونا دون أن يكwwون مصwwحوبا بwwأوامر
حبس قانونية أو يرفض تقديم هذا المسجون إلى السلطات أو األشخاص المخول لهم زيارته.1"....
بwwذلك قwwد حwwددت هwwذه المwwادة مwwرتكب الجريمwwة و هwwو كwwل عwwون في مؤسسwwة إعwwادة التربيwwة ،أو في مكwwان
مخصwwص لحراسwwة المقبwwوض عليهم سwwواء كwwانت هwwذه المؤسسwwات مؤسسwwات وقايwwة بwwدائرة اختصwwاص كwwل
محكم wwة ،أو مؤسس wwات إعwwادة التربي wwة الواقع wwة ب wwدائرة اختص wwاص ك wwل مجلس قض wwائي أو مؤسس wwات إعwwادة
المادة 110من القانون رقم 23-06المؤرخ في 20ديسمبر 2006يتضمن قانون العقوبات ،ج ج ر العدد 84المؤرخة في 24ديسمبر 1
.2006
2المادة 28من القانون 04-05المؤرخ في 6فبراير سنة 2005المتضمن قانون تنظيم السجون وإ عادة اإلدماج االجتماعي للمحبوسين.
24
طبقا للقانون الجزائري مفهوم الحريات العامة و الجرائم المرتكبة ضدها الفصل االول
تسلم مسجون دون أمر حبسه أي دون أمر إيداع سواء كان صادر عن وكيل -1
الجمهورية في حالة التلبس بجنحة أو قاضي التحقيق أو قاضي الحكم إذا كانت العقوبة تفوق
رفض بدون أمر من القاضي المحقق تقديم المسجون إلى السلطات أو األشخاص -2
بالنسwبة للwركن المعنwوي فتعwد هwذه الجريمwة عمديwة تتطلب القصwد الجنwائي العwام بعنصwريه مثwل في
كون المسجون لم يكن مصحوبا بأوامر إضwافة إلى رفض تسwليمه للسwلطات أو تقديمwه لمن لهم الحwق في
نص المشرع الجزائري على جرائم أخرى مضمونها االعتداء على الحريات ،إال أن المشرع
الجزائري لم يدرجها ضمن قسم االعتداء على الحريات التي سنتطرق إليها فيما يلي:
حرص المشرع الجزائري على حماية الحياة الخاصة لألفراد ضد وسائل التجسس عليها و
محاولة كشفها ،فوضع نصوصا خاصة بذلك في قانون العقوبات بعد تعديله بالقانون رقم 23-06
بن وارث" ،مذكرات في القانون الجزائي الجزائري ،القسم الخاص" ،دار هومة ،2003 ،ص.77 1
25
طبقا للقانون الجزائري مفهوم الحريات العامة و الجرائم المرتكبة ضدها الفصل االول
األركان الواجب توافرها في جريمة التقاط أو تسجيل أو نقل المكالمات أو األحاديث الخاصة أو السرية
من خالل استقراء النص القانوني المجرم و المعاقب على إتيانها ،أين أوجب المشرع الجزائري
ضرورة توافر الشروط المحددة بالمادة 303مكرر ،بأن يتم االعتداء بالمساس بحرية الحياة الخاصة
لألشخاص عن طريق إتيان أحد األفعال المادية المحددة بالتقاط أو تسجيل أو نقل المكالمات أو حديث
خاص أو سري بأي تقنية كانت ،تاركا المجال مفتوح أمام استعمال أي جهاز من األجهزة المخصصة
لذلك ،من دون إذن هذا الشخص أو رضاه على أن يتم االعتداء عمدا بعلم و إرادة حرة و هو ما
يعبر عنه بالركن المعنوي ،فتترتب المسؤولية الجزائية المستوجبة للعقاب المحدد بالنص التجريمي.
*الركن المادي
جريمة التقاط و تسجيل أو نقل المكالمات أو األحاديث الخاصة أو السرية تقوم على فعل إيجابي،
يتحقق بثالث صور هي :التنصت أو االلتقاط أو التسجيل و نقل المكالمات أو األحاديث الخاصة .و
المقصود باألحاديث في هذه الجريمة األصوات و األقوال الصادرة من األشخاص بصرف النظر عن
يشترط لقيام هذه الجريمة الحصول على األحاديث الخاصة أن يكون الكالم الذي تم التنصت
عليه أو تسجيله أو نقله ذا طابع خصوصي أو سري ،و يستوي بعد ذلك أن يكون صادرا في مكان عام
أو في مكان خاص ،فالعبرة ليست بطبيعة المكان بل بطبيعة الحديث ،إذ العبرة من التجريم هب حماية
القانون رقم 23-06المؤرخ في 20ديسمبر ،2006المعدل و المتمم لقانون العقوبات ،الجريدة الرسمية عدد ،24المؤرخة في 24ديسمبر 1
.2006
2محمد الشهاوي ،الحماية الجنائية لحرمة الحياة الخاصة،الطبعة األولى،القاهرة،دار النهضة العربية،2005،ص.296
26
طبقا للقانون الجزائري مفهوم الحريات العامة و الجرائم المرتكبة ضدها الفصل االول
كما يشترط لتجريم فعل االلتقاط أو التسجيل أو النقل للمكالمات أو األحاديث الخاصة أو السرية
أن يتم ذلك دون رضا المجني عليه .فالرضا يعد عنصرا من عناصر الركن المادي للجريمة الذي
*الركن المعنوي
تعتبر هذه الجريمة من الجرائم العمدية ،فال تقوم عن طريق الخطأ غير العمدي أو اإلهمال ،و
إباحة االعتراض في المراسالت السلكية والالسلكية في التحري في قانون اإلجراءات الجزائية
إن المشرع الجزائري وتحت ضغط تفاقم الجرائم سن القانون 06/22المؤرخ في
20/12/2006الذي شرع اللجوء إلى التنصت تحت عنوان اعتراض المراسالت السلكية و الالسلكية
من طرف القضاء في التحري في الجرائم حيث أدرج مفهوم التنصت دون اإلشارة إليه بصريح العبارة
،في الفصل الرابع من ق.إ.ج.ج تحت عنوان في اعتراض المراسالت و تسجيل األصوات و التقاط
الصور حيث خصص له ستة ( )06مواد من المادة 65مكرر 5إلى المادة 65مكرر ، 10تناول فيها:
-السلطات واألشخاص المكلفين بأعمال التنصت وغيرها من ترتيبات خاصة بهذه الوسيلة الجديدة في
التحري.
27
طبقا للقانون الجزائري مفهوم الحريات العامة و الجرائم المرتكبة ضدها الفصل االول
جرم المشرع الجزائري هذه األفعال من خالل المادة 303مكرر الفقرة األولى من ق ع ج.
*الركن المادي
يقوم الركن المادي لهذه الجريمة بااللتقاط أو التسجيل أو النقل لصورة شخص في مكان خاص
بغير إذن صاحبها ،و يتحقق السلوك اإلجرامي للجريمة بالتقاط الصورة أو تسجيل الصورة على المادة
المعدة لذلك بوسيلة أيا كانت نوعها لمشاهدتها بعد ذلك ،و كذا نقل الصورة أي تحويلها أو إرسالها من
مكان تواجد اإلنسان إلى مكان آخر ،ومن أمثلة ذلك إرسال الصور عن طريق الهاتف.1
قد اشترط المشرع الجزائري لتحقق االعتداء على حرمة الحياة الخاصة عن طريق التصوير أن
تكون صورة الشخص قد التقطت و هو في مكان خاص ،و ال أهمية للوضع الذي كان عليه الشخص.
*الركن المعنوي
تعتبر هذه الجريمة من الجرائم العمدية و يستشف ذلك من خالل استعمال المشرع في نص
المادة 303مكرر من ق.ع.ج "....كل من تعمد المساس بحرمة الحياة الخاصة باألفراد "...و من ثم
فإن صورة الركن المعنوي فيها يأخذ صورة القصد الجنائي و يكفي لتحقيق هذا الركن القصد الجنائي
جرم المشرع الجزائري العديد من األفعال التي تشكل اعتداء على المسكن أو تمس حرمة أو
حرية استعماله ،سواء تم ذلك من طرف شخص عادي أو من قبل موظف عام الذي يقتحم مسكنا دون
42/43
28
طبقا للقانون الجزائري مفهوم الحريات العامة و الجرائم المرتكبة ضدها الفصل االول
*الركن االمادي
أ -السلوك اإلجرامي في جريمة انتهاك حرمة المسكن التي يرتكبها الشخص العادي :يتمثل
الفعل :يتمثل في الدخول الذي يقصد به الولوج إلى مسكن أو اقتحامه من طرف خدعة ،و
الدخول باالقتحام دون رضا صاحب المسكن ،سواء كان الدخول بطريقة عادية أو باستعمال العنف
(الكسر) طبقا للمادة/295ف 2ق.ع.ج .أما عن تحقق صورة الدخول فقد يتم خلسة عندما يكون دون
مسوغ مشروع في مسكن الغير بأي طريقة دون رضا المجني عليه ،و قد يكون عن طريق االحتيال
لنيل رضا المجني عليه .و قد يكون انتهاك حرمة مسكن عن طريق االمتناع عن الخروج من المسكن،
أو من مكان اإلقامة الخاص أو من ملحقاته رغم إراد صاحب المسكن ،مما يعني أن البقاء يفترض أن
1
يكون مسبوقا بدخول مشروع.
ما تقدم يتضح أن السلوك اإلجرامي في جريمة انتهاك حرمة المسكن التي يرتكبها الشخص تقوم
في حالة دخول الجاني ضد اإلرادة الصريحة أو الضمنية أو ،و قد يكون بقاءه ضد اإلرادة الصريحة،
أو كذلك عن طريق الخلسة أو االحتيال ،2ذلك بطريقة تقليدية أو مستحدثة من خالل إخفاء كاميرا
للتصوير و المراقبة دون علم صاحب المسكن من أجل اإلطالع على تفاصيل حياته الخاصة.3
ب -السلوك اإلجرامي في جريمة انتهاك حرمة المسكن التي يرتكبها موظف عام 4و يتعلق
األمر بإساءة استعمال السلطة المتعلقة بالوظيفة و التي تتحقق عن طريق عدم مراعاة ممثل السلطة
علي أحمد الزغبي ،حق الخصوصية في القانون الجنائي "دراسة مقارنة" ،طرابلس ،لبنان ،المؤسسة الحديثة للكتاب ،دط،2006 ،ص ص 1
.213/217
نفس المرجع ص218 2
-الموظف العام المختص في القيام بإجراء التفتيش هو ضابط الشرطة القضائية ،أو المحضر القضائي ،حيث يعتبر معتديا متى قام بانتهاك 4
اإلجراءات القانونية.
29
طبقا للقانون الجزائري مفهوم الحريات العامة و الجرائم المرتكبة ضدها الفصل االول
اإلجراءات الشكلية المنصوص عليها في القانون ،كضرورة الحصول على إذن سلطة التحقيق لتفتيش
ج -محل الجريمة :تنصب هذه الجريمة على مسكن معين ومحدد ذاته ،و يرد المسكن في هذا
السياق بمفهومه الواسع ،سواء كان مسكون فعال أو معد للسكن وملحقاته ،متى كان حيزا يصلح كنطاق
للحياة الخاصة سواء كان مملوكا أو مستأجرا ومهما كانت الفترة ، 1و يكون ساكنه مواطن طبقا للمادة
295ق.ع.ج ،و ذلك تطبيقا لمبدأ اإلقليمية ،مما جعله يتعرض للنقد ألنه استثنى األجنبي من حماية
حرمة المسكن خالفا لغيره من التشريعات و المعاهدات الدولية .و المالحظ أن انتهاك حرمة مسكن ال
تكون باقتحامها فقط ،بل عن طريق زرع أجهزة التجسس و التصنت متناهية الصغر ،مثل تثبيتها في
مالبس الشخص دون علمه ،فتقوم بتسجيل كل ما يدور في مسكنه من محادثات وأفعال.
*الركن المعنوي
انتهاك حرمة مسكن من الجرائم العمدية ،من حيث توافر القصد العام ،من حيث توافر العلم و
اإلرادة و سواء تمت من طرف شخص عادي أو موظف عام ،حيث تتجه نية الفاعل إلى اقتحام
مسكن و دخوله و البقاء فيه ضد إرادة صاحبه عن طريق الدخول المفاجئ ،أو باستعمال طرق
احتيالية ،أو عن طريق الغش ،حيث أن الجاني يعلم بحقيقة دخوله مسكن الغير دون رغبته و موافقته
قدري عبد الفتاح الشهاوي،مناط التفتيش ،قيوده وضوابطه ،القاهرة،دار النهضة العربية ،ط،2006، 1ص 142 1
30
طبقا للقانون الجزائري مفهوم الحريات العامة و الجرائم المرتكبة ضدها الفصل االول
.1و من هذا المنطلق البطالن يلحق التفتيش الذي ال يحاط بضمانات قانونية .2فلكل شخص الحق في
التمتع بحريته داخل مسكنه الذي أكدت على حمايته المادتان 135و 295ق.ع.ج.
إن تمتع المواطن بالحريات العامة و حق التنقل بصفة عامة ،و حرية الخروج من التراب
الوطني بصفة خاصة ال يفهم منه أنه حق مطلق ،و على حساب المصلحة العامة للدولة و المجتمع،
فالمشرع يضع أحيانا بعض القيود على حرية الخروج من التراب الوطني تحقيقا للمصلحة العامة و
لحسن سير العدالة ،و ضمانا لعدم إفالت المجرمين من العقاب ،3من ذلك ما نص عليه المشرع
المنع من مغادرة التراب الوطني هو إجراء من اإلجراءات االحتياطية في مواجهة المشتبه فيه
في مرحلة البحث و التحري ،استحدث بموجب المادة 7من األمر 02-15المعدل و المتمم لقانون
اإلجراءات الجزائية التي أضافت المادة 36مكرر 1التي تنص على منح النيابة العامة ممثلة في وكيل
الجمهورية صالحية منع كل شخص توجد ضده أدلة ترجح ضلوعه في جناية أو جنحة من مغادرة
التراب الوطني خالل تسيير مرحلة البحث و التحري و ذلك بشروط أحكام المادة 36مكرر 1من ق إ
و لعل ما يهدد ضمانات الحرية العامة في هذا اإلجراء هو أن المادة 36مكرر 1من قانون
اإلجراءات الجزائية ال تمنح صراحة لوكيل الجمهورية سلطة إلزام ضابط الشرطة القضائية بتقديم
تقرير مسبب من أجل رفع أمر المنع من مغادرة التراب الوطني ،و مادام أنه مقيد بذلك الشرط طبقا
عم wwارة عب wwد الحمي wwد عم wwارة زينب ،الحري wwات الفردي wwة في ظ wwل أم wwر المن wwع من مغ wwادرة ال wwتراب الوط wwني،حولي wwات الجزائ wwر،1الع wwدد،33الج wwزء 3
األول،مارس،2019ص.282
31
طبقا للقانون الجزائري مفهوم الحريات العامة و الجرائم المرتكبة ضدها الفصل االول
لنص المادة 36مكرر ، 1فإنه يتعين على المشرع التدخل في هذا الشأن بتعديل المادة المذكورة بمنح
وكيل الجمهورية حق تجاوز التقرير المسبب في حالة تعسف ض.ش.ق أو تقصيره في تقديم التقرير
المسبب في أجل 6أشهر المقررة قانونا وجوبا ،و إلزام وكيل الجمهورية برفعه بعد انقضاء المدة
المحددة ،بحكم أن ض.ش.ق ال يجوز له تلقي أوامر أو تعليمات إال من الجهة القضائية التي يتبعها
أثناء مباشرته لوظيفته في البحث و التحري طبقا لنص المادة 17من ق.إ.ج ،و طالما إن إجراء المنع
من مغادرة التراب الوطني مرتبط بممارسة الضبط القضائي عند وقوع الجريمة و في مرحلة البحث و
التحري فإنه يفترض في المشرع أن ينص صراحة على تمكين وكيل الجمهورية من صالحية توجيه
تعليمة ل ض.ش.ق بتقديم تقرير مسبب من أجل رفع أمر المنع من مغادرة التراب الوطني ،ضمانا
يعد الحق في التجمع أو {التظاهر} السلمي من ضمن أهم الحقوق التي كفلتها جل المواثيق
واالتفاقيات و الدولية ،و المشرع الجزائري كرس هذا الحق بناءا على ما تنص عليه هذه االتفاقيات و
المواثيق الدولية التي صادقت عليها الجزائر ،فقد تضمنت الدساتير والتشريعات المتعاقبة التنصيص
على هذا الحق ،غير أن الضمانات الدستورية و القانونية ال تزال محدودة ،و تمس بالحق في التجمع
السلمي.
32
طبقا للقانون الجزائري مفهوم الحريات العامة و الجرائم المرتكبة ضدها الفصل االول
صحيح أن المشرع الجزائري قد اعترف بالحق في التجمع السلمي لألفراد و ذلك من خالل
التوقيع على العديد من االتفاقيات و المواثيق الدولية التي تكرس هذا الحق ،كما أن دساتير الجزائر
المتعاقبة قد كرست الحق في التجمع السلمي دون سواه ،فالمؤسس الدستوري كان يعمل على تكريس
هذا الحق متجنبا إقرار حق األفراد في التظاهر السلمي الن الداللة االصطالحية متباينة بين التظاهر و
التجمع السلمي ،كما القانون 89-29و التعديل الذي مسه من خالل القانون 91- 19و ان اعترف
بحق األفراد في التجمع السلمي إال انه وضع عليه العديد من القيود التي بأصل ممارسة هذا الحق ،و
هذا أمر تعودنا عليه لدى المشرع الجزائري في جميع ما يتعلق بالحقوق و الحريات األساسية ،
فاالعتراف الدستوري بكل هذه الحقوق مضمون دستوريا لكن القوانين مقيدة للممارسة هذه الحقوق و
ليست منظمة لها ،فالحق في التجمع السلمي في الجزائر حاله كحال الحق في تأسيس الجمعيات و
األحزاب السياسية ،فهو يعاني تدخل السلطة التنفيذية بل هيمنتها من خالل اعتماد نظام التصريح
المسبق عند ممارسة هذه الحقوق ،و هذا يتعارض مع االتفاقيات و المواثيق الدولية التي تعد الجزائر
1
طرفا فيها .
من خالل دراستنا لهذا الفصل نستخلص بأن المشرع الجزائري أعطى اهتماما خاصا بالحقوق
والحريات األساسية للمواطنين ،كذلك المصلحة العامة ،فقد برز ذلك من خالل تجريم
بوطيب بن ناصر،الحق في التجمع السلمي في النظام القانوني الجزائري،دفاتر السياسة و القانون،العدد،15جوان ،2016ص.625 1
33
الفصل الثاني :العقوبات المقررة لجرائم التعدي على
بعد أن تطرقنا في الفصل السابق لمفهوم الحريات العامة و أصنافها و الجرائم التي يمكن أن
تمس هذه الحريات ،سنتطرق اآلن إلى العقوبات المقررة لتلك الجرائم و كذا طرق تنظيمها و الحدود
سنتطرق في المطلب األول إلى العقوبات المقررة لهذه الجرائم و في المطلب الثاني سنتطرق
ق wwد ي wwرتكب ض wwباط الش wwرطة القض wwائية أثن wwاء مزاول wwة مه wwامهم أفع wwال مخالف wwة للق wwانون مم wwا يس wwتدعي
بالض wwرورة توقي wwع العقوب wwة عليهم ،غ wwير أن تل wwك األخط wwاء تتف wwاوت من حيث طبيعته wwا و درجته wwا فهن wwاك
أخطاء ذات طwابع إداري تwترتب عنهwا عقوبwات تأديبيwة ،و هنwاك أفعwال تتwوفر فيهwا عناصwر الجريمwة ممwا
35
العقوبات المقررة لجرائم التعدي على الفصل الثاني
الحريات
و الرقابة عليها و طرق متابعتها
الفرع األول :العقوبات الجزائية المقررة لجرائم االعتداء على الحريات المنصوص عليها
اوال :العقوبة المقررة لجريمة القبض على األفراد والتوقيف دون وجه حق
الجwwزاء المقwwرر لهwwذه الجريمwwة نصwwت عليwwه المwwادة 1110من قwwانون العقوبwwات ،و تتمثwwل في الحبس
من س ww w wتة أش ww w wهر إلى س ww w wنتين وبغرام ww w wه من 20.000دج إلى 100.000.دج ،و ق ww w wد ح ww w wدد المش ww w wرع
الجزائري صفة الجاني مرتكب هذا الفعل و التي تفwرض عليwه هwذه العقوبwة و هwو كwل عwون في مؤسسwة
إعwwادة التربيwwة أو في مكwwان مخصwwص بحراسwwة المقبwwوض عليهم على أن تكwwون األفعwwال المرتكبwwة متمثلwwة
في أن يتسwwلم مسwwجون دون أن يكwwون مصwwحوبا بwwأوامر حبس قانونيwwة أو يwwرفض تقwwديم هwwذا المسwwجون إلى
السwwلطات أو األشwwخاص المخwwول لهم زيارتwwه بwwدون أن يثبت وجwwود منwwع من القاضwwي المحقwwق أو يwwرفض
ثانيا :االمتناع عن إجراء الفحص الطبي لشخص تحت الحراسة القضائية أو المعارضة
عليه
أق wwر المش wwرع الجزائ wwري العقوب wwة لك wwل ض wwابط بالش wwرطة القض wwائية يمتن wwع أو يع wwترض عن إج wwراء
الفحص الطبي لشخص تحت الحراسة القضائية الواقعة تحت سلطته و ذلwwك بwwالحبس من شwwهر إلى ثالثwwة
أشww wهر و بغرامww wة من 20.000دج إلى 100.000دج أو بإحww wدى هww wاتين العقوبww wتين فقww wط مختلفww wا بww wذلك
األوامر الصادرة من وكيل الجمهورية المنصوص عليها في المادة 51من قانون اإلجراءات الجزائية.
المادة 110من القانون 23-06الصادر في 20ديسمبر 2006المتضمن تعديل قانون العقوبات رقم . 156-66 1
.
36
العقوبات المقررة لجرائم التعدي على الفصل الثاني
الحريات
و الرقابة عليها و طرق متابعتها
ثالثا :العقوبات المقررة لجريمة االمتناع عن تقديم السجالت الخاصة المنصوص عليها في
المادة 52من قانون اإلجراءات الجزائية
نظwwرا ألهميwwة هwwذه السwwجالت فwwرض المشwwرع الجزائwwري الحمايwwة لهwwا و فwwرض العقوبwwات على كwwل
ضابط بالشرطة القضائية إذا امتنع عن تقديمها إلى األشخاص المختصين بإجراء الرقابة حيث حwwدد هwwذا
الج wwزاء ب wwالحبس من س wwتة أش wwهر إلى س wwنتين و بغرام wwة من 20.000دج إلى 100.000دج وهي نفس
بهwwا القاضwwي أو الضwwابط بالشwwرطة القضwwائية ضwwدهم مخwwالفين بwwذلك مwwا هwwو منصwwوص عليwwه في الدسwwتور
الجزائري لذلك فرض المشرع الجزائري في قانون العقوبات في مادته 1111و ذلك بwwالحبس لمwwدة سwwتة
خامسا :العقوبات المقررة لجريمة تسلم محبوس دون أمر إيداع أو رفض تقديمه للسلطات
أو األشخاص المخول لهم زيارته
تحwwدد العقوبwwة لهwwذه الجريمwwة بwwالحبس من سwwتة أشwwهر إلى سwwنتين و بغرامwwة من 20.000دج إلى
100.000دج على كل عون في مؤسسة إعادة التربية أو في مكان مخصص لحراسة المقبوض عليهم
37
العقوبات المقررة لجرائم التعدي على الفصل الثاني
الحريات
و الرقابة عليها و طرق متابعتها
عقوبwwة السwwجن المwwؤقت من 5الى 10سwwنوات على أن يتحمwwل مسwwؤولية الموظwwف الشخصwwية و هwwو من
يتحمل المسؤولية المدنيwة و يمكن للدولwة أن تحwل محلwه و يكwون لهwا حwق الرجwوع عليwه و هwذا مwا نصwت
علي wwه الم wwادة 2108من ق wwانون العقوب wwات بقوله wwا "م wwرتكب الجناي wwات المنص wwوص عليه wwا في الم wwادة 107
مسؤول شخصيا مسؤولية مدنية و كذلك الدولة على أن يكون لها حق الرجوع على الفاعل".
يخضع عناصر الضبط القضائي لهيئة تنظمها مجموعة من النصوص القانونية و التنظيمية التي
تحدد مهامها و تبين المسار المهني ألعضائها بدءا بالتوظيف ،التكوين ثم التسيير ،و تتضمن النصوص
المتعلقة بإدارة األفراد عادة القانون األساسي كما هو الشأن بالنسبة ألعضاء الدرك الوطني ،أو على
شكل قوانين أو أوامر ،أو مراسيم كما هو الحال بالنسبة للموظفين التابعين لألمن الوطني .و عليه
تحتوي هذه النصوص جزاءات تأديبية مقررة لكل موظف أخل بواجباته ،أو ارتكابه أخطاء ال يمكن
اعتبارها جريمة حتى تتطلب المتابعة القضائية ،و تتمثل هذه العقوبات في اإلنذار ،التوبيخ التوقيف
المؤقت عن العمل ،الفصل النهائي ،أو الحجز لمدة 8أيام هذا بالنسبة لموظفي األمن الوطني ،أما
أعضاء الدرك الوطني فالجزاءات التأديبية التي يتعرضون لها تتمثل في اإلنذار ،التوبيخ ،التوقيف
11
المادة 109من ق.ع.ج.
المادة 108من نفس القانون. 2
38
العقوبات المقررة لجرائم التعدي على الفصل الثاني
الحريات
و الرقابة عليها و طرق متابعتها
سنتطرق اآلن إلى ذكر عقوبات بعض الجرائم التي تطرقنا لها سابقا
أوال :العقوبات المقررة لجريمة االستماع أو تسجيل أو أخذ صورة لألشخاص دون
موافقتهم
قد كرس قانون العقوبات الجزائري ما جاء في الدستور بخصوص حق سرية المكالمات الهاتفية
ضمنيا ما لم يتم االعتراض بأمر قانوني حيث هناك مواد قانونية صريحة في هذا الشأن منها
المواد 107و 137ق ع ج التي تجرم قيام الموظفين بالتعدي على حقوق األفراد المشروعة منها
الخاصة بمراسالتهم بكل أنواعها و نتناول خاصة ما نصت عليه المواد 303و 303مكرر و ما يليها
في المادة 303ق ع ج وماء جاء به قانون 06/23المؤرخ في 20/12/2006تنص على ما
يلي" :كل من يفض أو يتلف رسائل أو مراسالت موجهة إلى الغير و ذلك بسوء نية و في غير
الحاالت المنصوص عليها قانونا في المادة ، 137يعاقب بالحبس من شهر واحد( )01إلى سنة واحدة
( )01و بغرامة من 25000دج إلى 100000دج أو بإحدى هاتين العقوبتين .
أما المادة 303مكرر فتنص على أنه " :يعاقب بالحبس من ستة( )06أشهر إلى ثالث ()03
سنوات و بغرامة من 50000دج إلى 300000دج كل من تعمد المساس بحرمة الحياة الخاصة
39
العقوبات المقررة لجرائم التعدي على الفصل الثاني
الحريات
و الرقابة عليها و طرق متابعتها
بالتقاط ،أو تسجيل أو نقل مكالمات أو أحاديث خاصة أو سرية في غير إذن صاحبها أو -1
رضاه.
في التقاط ،أو تسجيل أ ,نقل صورة لشخص في مكان خاص بغير إذن صاحبها أو رضاه. -2
يعاقب على الشروع في ارتكاب الجنحة المشار إليها في هذه المادة بالعقوبة ذاتها المقررة
بالجريمة التامة .إن صفح الضحية يضع حدا للمتابعة الجزائية .
كما تضيف المادة 303مكرر 1على أنه تسلط نفس العقوبة المشار إليها في المادة 303على
كل من يقوم بنشر أو االحتفاظ أ ,وضع في متناول الجمهور تلك التسجيالت المنصوص عليها في
أما المادة 107فتنص على أن "يعاقب الموظف بالسجن المؤقت من خمس الى عشر سنوات إذا
أمر بعمل تحكمي أو ماس سواء بالحرية الشخصية للفرد أو بالحقوق الوطنية لمواطن أو أكثر".
إذا وقعت جريمة انتهاك حرمة مسكن من قبل شخص عادي :و قد فرق القانون في هذه -1
الحالة البسيطة :التي دلت عليها المادة 295ق ع ج و التي جاء فيها" :كل من يدخل فجأة أو أ-
خدعة أو يقتحم منزل مواطن يعاقب بالحبس من سنة إلى خمس سنوات ،و بغرامة من 1000دج
40
العقوبات المقررة لجرائم التعدي على الفصل الثاني
الحريات
و الرقابة عليها و طرق متابعتها
إلى 10.000دج" ،و المالحظ أن جانب الردع في هذه الحالة ضعيف ألن العقوبة غير مشددة
وغي متناسبة مع حجم انتهاك حرمة مسكن الذي هو مناط الحياة الخاصة األساسي.
الحالة المشددة :و التي نصت عليها المادة / 295ف 2ق ع ج و التي جاء فيه "...و إذا ارتكبت ب-
الجنحة بالتهديد ،أو بالعنف تكون العقوبة بالحبس من خمس سنوات على األقل إلى عشر سنوات
على األكثر وبغرامة من 5000دج إلى 20.000دج" ،1و يعود التشديد لسببين :ارتكاب الجريمة
باستعمال أسلوب التهديد بكل أنواعه ،وثانيا استعمال العنف ،ولم يحدد المشرع نوع أو طبيعة
العنف المعتبر في هذه الحالة ،هل هو استعمال السالح الناري أو األبيض ،أو المساس بالسالمة
الجسدية للضحية أو أيضا العنف اللفظي الذي يحقق انتهاك حرمة مسكن كرها عن صاحبه.
ارتكاب الجريمة عن طريق التهديد :و هو ظرف يغير الجريمة من جنحة إلى جناية ،و هو -2
يعني توجيه عبارة أو ما في حكمها إلى الضحية عمدا ،من شأنها إحداث الخوف في نفسه
من أن يكون عرضة لجريمة أو تشهير به أو نسبة تهم شائنة إلى شخصه.
ارتكاب الجريمة باستخدام العنف :يعني استعمال كل وسيلة غير عادية أثناء الدخول إلى -3
مسكن الغير ،فقد يقع العنف على األشخاص أو األموال حتى يتمكن المنتهك من اقتحام
حرمة مسكن ،فقد يكون بالكسر أو التسلق أو باستعمال المفاتيح المقلدة أو المسروقة ،المادة
395ق ع ج.
حالة وقوع جريمة انتهاك حرمة مسكت من قبل موظف عام :و التي أوردها المشرع -4
الجزائري تحت عنوان" إساءة استعمال السلطة وفقا للمادة 135ق ع ج و التي أوردت
القانون رقم 04-82المؤرخ في 13فيفري ، ، 1982يعدل ويتمم األمر رقم 156-66المؤرخ في 18صفر عام 1386هـ الموافق لـ8 1
41
العقوبات المقررة لجرائم التعدي على الفصل الثاني
الحريات
و الرقابة عليها و طرق متابعتها
الشروط سابقة الذكر ذاتها باإلضافة إلى شرط ارتكابها من طرف موظف عام مستغال
وظيفته من خالل:
-يرتكب الموظف العام الجريمة مستغال وظيفته أي عن طريق إساءة استعمال السلطة التي
فهو يعاقب ،كما تقع باطلة كل أعمال التحقيق التي قام بها ،و رغم ذلك تعتبر العقوبة في هذه
الحالة غير رادعة تفتقد للصرامة و ال تتناسب مع خطورة هذه الجريمة .هذا دون إغفال ما نصت عليه
المادة 107ق.ع.ج ،حيث يعاقب الموظف بالسجن من 5إلى 10سنوات إذا أمر بعمل تهكمي أو
ماس بالحرية الشخصية للفرد أو بالحقوق الوطنية للمواطن أو أكثر .و يالحظ تشديد العقوبة في هذه
الحالة بالنظر إلى خطورة األفعال المنسوبة للموظف التي تصل حد المساس بحرية الفرد أو حقوقه ،و
قد يكون من باب تحقيق العدالة ،و زيادة الردع لو تم تشديد العقوبة أيضا في حالة انتهاك الموظف
لمسكن أي شخص .وقد نص المشرع الجزائري على تجريم فعل القتل أو الضرب أو الجرح إذا وقع
لرفع اعتداء على حياة الشخص أو سالمة جسمه أو لمنع تسلق الحواجز أو الحيطان أو مداخل المنازل
منطلق أن مبدأ األصل في المتهم البراءة ،يتعين على المشرع النص على قواعد تجريمية عقابية تقرر
42
العقوبات المقررة لجرائم التعدي على الفصل الثاني
الحريات
و الرقابة عليها و طرق متابعتها
المسؤولية الجزائية الشخصية لضباط الشرطة القضائية عندما يمتنعون عن تحرير التقرير المسبب
لتمكين وكيل الجمهورية من رفع أمر المنع من مغادرة التراب الوطني ،باعتبار هذا االمتناع يعد فعال
يستخلص مما سبق أن مرتكب جرائم االعتداء على الحريات غالبا ما يكون ض.ش.ق بالتالي
إن الwwدعوى المرفوعwwة ضwwد ض.ش.ق مwwاهي في الواقwwع إال دعwwوى قضwwائية كبwwاقي الwwدعاوى األخwwرى و
الwwتي تwwرمي إلى ممارسwwة سwwلطة التwwأديب على ضwwابط الشwwرطة القضwwائية ،و قwwد نظم المشwwرع الجزائwwري
كم wwا يمكن إقام wwة ال wwدعوى التأديبي wwة ض wwد أي عنص wwر من عناص wwر الض wwبطية القض wwائية أّي ا ك wwانت الجه wwة
اإلدارية التي ينتمي إليها من اجل األخطاء المهنية التي ارتكبها أثنwاء أداء وظيفتwه سwواء حصwwل ذلwك في
الضبط القضائي تعرف بأنهwا التكwييف القwانوني للسwلوك المنحwرف الwذي يصwدر عنهم و يتمثwل في قيwامهم
عمارة عبد الحميد عمارة ليندة ،مرجع سابق ،ص .297 1
عبد اهلل أوهيبية" ،شرح قانون إجراءات التحري والتحقيق" ،دار هومة للطباعة والنشر ،الطبعة ،4الجزائر ،2013 ،ص .302 2
43
العقوبات المقررة لجرائم التعدي على الفصل الثاني
الحريات
و الرقابة عليها و طرق متابعتها
بعمww wل محظww wور عليهم أو امتنww wاعهم عن عمww wل مفww wروض عليهم و بالتww wالي سww wيكونون موضww wوع المسww wائلة
التأديبية.
ب wwالنظر لألخط wwاء المهني wwة المرتكب wwة في أثن wwاء ممارس wwة المه wwام المق wwررة في الق wwوانين األساس wwية للض wwباط
المعنwwيين هنwwاك تجwwاوزات مهنيwwة يرتكبهwwا ضwwباط الشwwرطة القضwwائية مرتبطwwة بمباشwwرة مهwwامهم المنصwwوص
ع wwدم االمتث wwال دون م wwبرر لتعليم wwات النياب wwة العام wwة ال wwتي تعطى ل ض.ش.ق في إط wwار البحث و -1
التهww wاون في إخطww wار وكيww wل الجمهوريww wة عن الوقww wائع ذات الطww wابع الجww wزائي الww wتي تصww wل إلى علم -2
ضباط الشرطة القضائية أو تلك التي يباشر هذا األخير التحريات بشأنها.
توقيف األشخاص للنظر دون إخطار وكيل الجمهورية المختص إقليميا عند اتخاذ هذا اإلجراء. -3
المساس بسرية المعلومات التي قد يتحصل عليها بمناسبة مباشرة مهامه. -4
تفتيش مساكن المشتبه فيهم دون إذن من السلطة المختصة و في غير الحاالت التي ينص عليهwwا -5
القانون.
44
العقوبات المقررة لجرائم التعدي على الفصل الثاني
الحريات
و الرقابة عليها و طرق متابعتها
االتهام إما بناء على طلب من النائب العام أو من رئيس غرفة االتهwام و لهwا أن تنظwر في ذلwك من تلقwاء
.
نفسها بمناسبة القضية المعروضة أمامها
أنه يمكن إقامة دعوى تأديبية ضد أي ض.ش.ق أيا كانت الجهwwة اإلداريwwة الwwتي ينتمي إليهwwا من -1
أجل االخالالت المنسوبة إليwه في مباشwرة مهامwه طبقwا لقwانون اإلجwراءات الجزائيwة سwواء حصwل
إن المتابع wwة تق wwع بن wwاء على طلب الن wwائب الع wwام ل wwدى المجلس القض wwائي أو بن wwاء على طلب رئيس -2
غرفة االتهام في إطار السلطات الخاصة التي خولتهwا لwه المwواد من 202إلى 205اإلجwراءات
الجزائية كما يجوز لغرفة االتهام أن تنظر في ذلك من تلقاء نفسwها بمناسwبة الwدعوى المعروضwة
إن الجه wwة المختص wwة ب wwالنظر في ال wwدعوى التأديبي wwة هي غرف wwة االته wwام ال wwتي ينتمي إليه wwا ض wwابط -3
االتهwwام فإنهwwا تwwأمر بwwإجراء تحقيwwق و تسwwمع طلبwwات النwwائب العwwام و أوجwwه دفwwاع ضwwابط الشwwرطة القضwwائية
1المادة 207من القانون رقم .07-17
محمد حزيط" ،مذكرات في قانون اإلجراءات الجزائية" ،دار هومة للنشر والتوزيع ،الجزائر ،الطبعة ،2007 ،2ص .80 2
45
العقوبات المقررة لجرائم التعدي على الفصل الثاني
الحريات
و الرقابة عليها و طرق متابعتها
ص wwاحب الش wwأن و يتعين أن يك wwون ه wwذا األخ wwير ق wwد مكن مق wwدما من االطالع على ملف wwه المحف wwوظ ض wwمن
من خالل نص هww wذه المww wادة نسww wتخلص بww wأن التحقيww wق وجww wوبي في القضww wايا المتبعww wة ضww wد ضww wابط
الشwwرطة القضwwائية المعwwني بwwاألمر فال تجwwوز إحالتwwه إلى غرفwwة االتهwwام ومحاكمتwwه دون اسwwتجوابه وتمكينwwه
من تقديم أوجه دفاعwه .كمwا يجب على غرفwة االتهwام إخطwار و اسwتطالع رأي النwائب العwام لwدى المجلس
قبل النظر في الدعوى التأديبية التي أقامتها لدى المجلس من تلقاء نفسwwها بنwwاءا على طلب رئيسwwها .حيث
لضwwباط الشwwرطة القضwwائية الحwwق في االطالع على ملفwwاتهم المحفوظwwة بالنيابwwة العامwwة لwwدى المجلس .كمwwا
.
يجوز للمعني بالمتابعة أن يوكل محامي للدفاع عنه
الضww wبطية القضww wائية ال تطبww wق عليهم جميعww wا إنمww wا تطبww wق على فئww wة واحww wدة فقww wط و هي ض.ش.ق دون
األعوان و الموظفين المشار إليهم في المادة 19و 24من قانون اإلجراءات الجزائية.
يق wwوم وكي wwل الجمهوري wwة بمج wwرد إخط wwاره بالقض wwية بإرس wwال مل wwف ال wwدعوى إلى الن wwائب الع wwام ل wwدى
المجلس القضائي فإذا ما رأى ثمة محال للمتابعة عرض األمwر على رئيس المجلس القضwائي الwذي يwأمر
بدوره بتعيين قاضwwي التحقيwق للتحقيwق في القضwية يكwون من غwير قضwwاة جهwات االختصwwاص الwتي يتبعهwا
ض.ش.ق المتابع ،و عند االنتهاء من التحقيق معه يحال أمام جهwwة الحكم المختصwwة الwwتي يتبعهwwا المحقwق
46
العقوبات المقررة لجرائم التعدي على الفصل الثاني
الحريات
و الرقابة عليها و طرق متابعتها
نالحظ أن الهدف من أن تكwون جهwة االختصwwاص بمتابعwة ض.ش.ق غwير الجهwة الwتي كwان يباشwر
في دائرته wwا اختصاص wwه ه wwو الحي wwاد و ع wwدم التح wwيز لض wwابط الش wwرطة القض wwائية المت wwابع .و علي wwه يع wwد ه wwذا
اإلجراء إجراء جوهري يترتب على مخالفته خرق القانون و تعريض قرار غرفة االتهام للنقض.
السwwببية بينهمwwا ،حيث ان الخطwwأ قwwد نسwwب إلى عضwwو الضwwبط القضwwائي وهwwو أسwwاس المسwwؤولية المدنيwwة فال
تقوم بدونه ،الضرر يصيب المدعي الذي يطالب بالتعويض والعالقة السببية في حدوث الضرر.1
كمwwا أن رجwwال الضwwبطية القضwwائية و هم يقومwwون بwwأداء مهwwامهم قwwد يلحقwwون أضwwرار جسwwيمة سwwواء
و عليww wه فالمشww wرع الجزائww wري قww wد أجww wاز اللجww wوء إلى القضww wاء المww wدني أو القضww wاء الجww wزائي بسww wبب
الجريمة المرتكبة و ذلك وفقا لقواعد مضبوطة تتحدد بمبدأ حق المتضرر من الجريمwwة في االختيwwار بين
هذه األخطاء التي يرتكبها ض.ش.ق قد تكون ذات طابع مدني محض ،و قwد تكwون خطwاء جنائيwة
تشكل جريمwة وفقwا لقwانون العقوبwات أو أحwد القwوانين المكملwة لwه ،سwواء كwانت جنايwة أو جنحwة أو مخالفwة
تسبب ضرر المدعي الذي بدوره سوف يطالب بالتعويض بحسwب مwا يwراه محققwا لمصwلحته ،فwإن اختيwار
طاهري حسين" ،عالقة النيابة العامة بالضبط القضائي" ،دار الهدى ،الجزائر،2004 ،ص .194 1
47
العقوبات المقررة لجرائم التعدي على الفصل الثاني
الحريات
و الرقابة عليها و طرق متابعتها
بالت wwالي أحك wwام المس wwؤولية المدني wwة ألعض wwاء الض wwبطية القض wwائية تج wwد س wwندها الق wwانوني في الق wwانون
المدني ،و أيضا القانون الجزائي في حالة ما إذا كان التعويض أساسه خطأ مرتكب عن جريمة ،فإذا مwwا
نسب إلى أحدهم خطأ و سبب ضررا غير فانwه يتwابع وفقwا للقواعwد العامwة في القwانون المwدني طبقwا لنص
المادة 124من نفس او طبقا لقواعد اإلجراءات الجزائية إذا اختار المضرور الشق الجزائي.
أو جسماني للغwير فإنwه يسwأل مسwؤولية شخصwwية عنهwا و يكwون ملwزم بwالتعويض طبقwا ألحكwام العامwة في
المس wwؤولية .و القض wwاء المختص في ذل wwك ه wwو القض wwاء الع wwادي ه wwذا من جه wwة و من جه wwة أخ wwرى باعتب wwار
جهاز الضبطية القضائية مرفق من المرافق العامة للدولة فإنه يمكن مساءلتها طبقا لنص المادة السwابعة
من ق wwانون اإلج wwراءات الجزائي wwة عن األض wwرار ال wwتي تس wwببها س wwلوكيات الض wwبطية القض wwائية للغ wwير و لكن
بشرط أن يكwون الخطwأ المwرتكب بمناسwبة تأديwة وظيفتwه أو بسwببها ،فيحwق للمضwرور إن يلجwأ إلى الغرفwة
اإلدارية للمجلس القضائي المختص للمطالبة بالتعويض عن األضرار التي لحقت بها.1
لقwwد أقwwر المشwwرع الجزائwwري الحwwاالت الwwتي يمكن أن تwwرتب مسwwؤولية الدولwwة عن أعمwwال الضwwبطية
القضائية و هي حاالت التعwدي على الحريwات الفرديwة الwتي نص عليهwا المشwرع صwراحة في نص المwادة
108من قانون العقوبات ،كما أقر كwذلك المسwؤولية المدنيwة في هwذه الحالwة على الدولwة الwتي تحwل بهwذه
الطريقة محwل الفاعwل ،و بالتwالي فwإن الدولwة تسwأل عن األخطwاء الwتي ارتكبهwا الموظwف بمناسwبة مباشwرة
1أحمد محيو" ،المنازعات اإلدارية" ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الطبعة الخامسة ،الجزائر ،2003 ،ص .100
48
العقوبات المقررة لجرائم التعدي على الفصل الثاني
الحريات
و الرقابة عليها و طرق متابعتها
وظيفتwwه دون أن يمتwwد هwذا الضwwرر إلى أخطائwwه الخاصwwة ولهwwا العwwودة عليwwه لتعwwويض الخسwwائر الwwتي لحقت
خزينة الدولة جراء تعويض المضرور من الجريمة أو العمل غير المشروع لعضو الضبط القضائي.
بعد دراستنا لهذا الفصل رأينا أن المشرع الجزائري قد وضع آليات قانونية و قضائية لحماية
الحقوق و الحريات ،ذلك من خال الضوابط القانونية المكرسة في ق.إ.ج.ج و المتمثلة في الرقابة
المبحث الثاني :الرقابة على جرائم االعتداء على الحريات و طرق تنظيمها
سنتطرق في هذا المبحث إلى دراسة طرق الرقابة على أعمال ض.ش.ق المنافية للحريات
يخضwwع عناصwwر الشwwرطة القضwwائية إلشwwراف وكيwwل الجمهوريwwة المباشwwر في إدارة كwwل محكمwwة ،و
إلشwwراف النwائب في دائwرة المجلس القضwwائي على أن هwذه الرقابwة تقتصwwر على وظيفwة الضwwبط القضwwائي،
دون أعمال وظيفتهم المعتادة و التي يخضعون في أدائها لرؤسائهم اإلداريين فقط.1
كمwwا أن األعمwwال الwwتي ينفwwذها أعضwwاء الشwwرطة القضwwائية في إطwwار إجwwراءات التحريwwات تقwwع تحت
إدارة و إشww w wراف النيابww w wة العامww w wة و رقابww w wة غرفww w wة االتهww w wام من خالل نص المww w wادة 12في فقww w wرة 2من
أحمد شوقي الشلقاني"،مبادئ اإلجراءات الجزائية في التشريع الجزائري" ،الجزء الثاني ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،ص .162 1
49
العقوبات المقررة لجرائم التعدي على الفصل الثاني
الحريات
و الرقابة عليها و طرق متابعتها
ق.إ.ج.ج ،2يتwwبين أن األعمwwال الwwتي ينفwwذها عناصwwر الشwwرطة القضwwائية تتم تحت إدارة وكيwwل الجمهوريwwة
لق wwد أق wwر المش wwرع الجزائ wwري ال wwواجب الملقى على ض wwابط الش wwرطة القض wwائية بخص wwوص وظيفت wwه
المتعلق wwة بمرحل wwة جم wwع االس wwتدالالت و أن wwه غالب wwا م wwا يتلقى البالغ ،و بالت wwالي علي wwه إلى ح wwد كب wwير عبء
البحث عن الجريمة على ضwوء البالغwات الwتي يتلقاهwا .1حيث أن البالغ هwو نقwل نبwأ الجريمwة إلى مسwمع
الضبطية القضائية.
كمwwا يجب على عناصwwر الضwwبط القضwwائي إعالم وكيwwل الجمهوريwwة بجميwwع الجwwرائم الwwتي وصwwلت
إليها أو نقلت إلى علمهم عن طريق الشwكاوي والبالغwات الwتي تلقاهwا وكwذا المحاضwwر الwتي حرروهwا و
أي مخالفة لهذا االلتزام يعرض القائمين به إلى المتابعة من طرف وكيwwل الجمهوريwwة بعwwد اسwwتطالع رأي
النائب العام .يجب عليهم كذلك عليهم إبالغه بما وصلت إليه تحرياتهم و ذلك بإرفاق أصل المحاضر و
نسخة منها مصادق عليها و كل الوثائق المرفقة و األشياء المضبوطة ،و يدعم هذا االلتزام ما جwwاء في
نص المادة 18من ق.إ.ج.ج ،2و الهدف من إعالم وكيل الجمهورية هو السماح له بتوجيه تعليماتwwه لهم
2المادة 12من القانون رقم 07-17المؤرخ في 27مارس 2017متضمن قانون اإلجراءات الجزائية ،ج ر ج ج العدد 20المؤرخة في 29
مارس .2017
1طاهري حسين ،مرجع سابق ،ص .115
2المادة 18من قانون اإلجراءات الجزائية
50
العقوبات المقررة لجرائم التعدي على الفصل الثاني
الحريات
و الرقابة عليها و طرق متابعتها
في الwwوقت المناسwwب و كwwذا التوجيهwwات الضwwرورية للحwwد من اإلجwwرام و تقwدير النحwwو الwwذي يجب أن يتخwwذه
كل ملف بما أنه يعد كل خرق لهذا االلتزام يتعرض القائم به لمراقبwwة و مسwwاءلة غرفwwة االتهwwام ،حيث أن
أي إهمwwال أو تwwأخير في القيwwام بتنظيم العمwwل والمحافظwwة على الwwدليل .و للنيابwwة العامwwة الحwwق في مراجعwwة
الwwدفاتر الخاص wwة على مسwwتوى مركwwز الشwwرطة والتأكwwد من البالغwwات و الشwwكاوى و اإلجwwراءات المتخwwذة
بشأنها.
كمwwا أوردت المwwادة 62من ق.إ.ج.ج ضwwرورة أن يخطwwر ض.ش.ق وكيwwل الجمهوريwwة فwwورا عنwwد
علمهم بالعثور على جثة شخص وكان سwبب الوفwاة مجهwوال أو مشwكوك فيwه ،سwواء كwانت الوفwاة نتيجwة
أو بدون wwه و بع wwد إخط wwار وكي wwل الجمهوري wwة على ض.ش.ق أن يتنقل wwوا ب wwدون تمه wwل إلى مك wwان عن wwف
إلى جwwانب ذلwwك في الحwwاالت الwwتي يجwwيز فيهwwا القwwانون ل ض.ش.ق أن يباشwwروا مهمتهم على كافwwه
ت ww wراب الجمهوري ww wة الجزائري ww wة في حال ww wة االس ww wتعجال أو في كاف ww wة دائ ww wرة اختص ww wاص المجلس القض ww wائي
الملحقون به ،يتعين عليهم أن يخبروا مسبقا وكيل الجمهورية الذين يعملون في دائرة اختصاصه.
كم wwا يق wwوم الموظف wwون و األع wwوان المن wwوط بهم قانون wwا بعض مه wwام الض wwبط القض wwائي بإخب wwار وكي wwل
الجمهوريwwة بكwwل مwwا يقومwwون بwwه من أعمwwال المعاينwwات و ضwwبط المخالفwwات و الجنح الwwتي خwwولهم القwwانون
القي wwام به wwا طبق wwا لنص الم wwواد 26 ،25 ،23 ،21من ق wwانون اإلج wwراءات الجزائي wwة ،ل wwه وح wwده س wwلطة
51
العقوبات المقررة لجرائم التعدي على الفصل الثاني
الحريات
و الرقابة عليها و طرق متابعتها
التصرف في المحاضر و تمكينه من مباشرة اختصاصwwاته في المالئمwwة بين تحريwwك الwwدعوى العموميwwة و
الرقابwة الصwارمة الwتي تمارسwها النيابwة العامwة يمكن معرفwwة مwا إذا الwتزم ضwwابط الشwرطة القضwwائية
باألعم wwال الملق wwاة على عاتق wwه و أوله wwا قب wwول البالغ wwات و الش wwكاوى ثم اس wwتعمالها في ح wwدود الص wwالحيات
المخولة له.
و تتمثل في:
تبرر رقابة النيابwة العامwة على هwذه المحاضwwر كونهwا تملwك التصwwرف فيهwا باتخwاذ اإلجwراء المالئم،
سواء بتحريك الدعوى أو بالحفظ أو التماس إجراء تحقيق يتولى القيام به قاضي التحقيق.
إن عناصwwر الضwwبطية القضwwائية خاضwwعين لسwلطة وكيwل الجمهوريwة ،و بهwذه الصwwفة فwwإنهم ملزمwون
بتنفيذ األوامwر و التعليمwات الwتي يتلقونهwا منwه و أي تقwاعس في هwذا المجwال يعwرض صwwاحبه للجwزاء ،2و
تنصwwwب رقاب wwة وكي wwل الجمهوري wwة على األوضwwwاع الش wwكلية له wwذه المحاض wwر ،و ألهميته wwا المتعل wwق بن wwوع
الجريمwwة و النصwwوص القانونيwwة المطبقwwة عليهwwا وهويwwة الشwwخص المحتجwwز إذا تعلwwق األمwwر بمحضwwر حجwwز
تحت الرقابة ،3كما تخول له سلطة اإلدارة مراقبwه المحاضwر من حيث التوقيwع و التwاريخ و خwاتم الوحwدة
معراج جديدي ،الوجيز في اإلجراءات الجزائية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،2002 ،ص .17 2
52
العقوبات المقررة لجرائم التعدي على الفصل الثاني
الحريات
و الرقابة عليها و طرق متابعتها
الwwتي ينتمي إليهwwا من حwwرر المحضwwر ،من حيث االختصwwاص النwwوعي منwwه ،و المحلي ،و الشخصwwي ،و
بأن المحضر قد تم تحريره أثناء تأدية مهwام الوظيفwة إلى جwانب ضwwرورة تبيwان صwwفة محwرره ،و هwذا لwه
جرى العمل أن عضو النيابة إذا كشف األخطاء أو النقwائص في المحاضwwر الwwتي يتلقاهwwا و خلوهwwا
من بيانات أساسية أن يعيدها لضwwابط الشwرطة القضwwائية لتصwwحيحها و اسwتكمال النقwائص حwتى يتمكن من
التصرف فيها ،فتصرف النيابة العامة في هذه المحاضر ال يتم إال إذا جاءت خالية من العيوب و سwwليمة
من النقwwائص ،و إذا كwwانت الwwدالئل غwwير كافيwwة إلقامwwة الwwدعوى ،أو كwwانت عناصwwر الجريمwwة غwwير متwwوفرة
.
فيأمر عضو النيابة بالحفظ
إن األمwwر بالحفwwظ يسwwند إلى سwwبب قwwانوني بنwwاء عليwwه ال يجwwوز تحريwwك الwwدعوى الجنائيwwة و األسwwباب
نوعان .النوم األول المتمثل في األسباب القانونيwwة و هي الحفwظ لعwwدم الجريمwwة ،المتنwwاع العقwاب ،المتنwwاع
أمwwا النwwوع الثwwاني فيتعلwwق بموضwwوع الwwدعوى العموميwwة وأطرافهwwا و هي الحفwظ لعwwدم معرفwwة المتهم،
كمww wا أن الطلب االفتتww wاحي إلجwwwراء التحقيww wق يعww wد وجww wه من أوجww wه التصww wرف الww wذي يجريww wه وكيww wل
الجمهوري wwة في محاض wwر الش wwرطة القض wwائية ،و في ه wwذه الحال wwة يت wwبين ل wwه ان الوق wwائع المعروض wwة أمام wwه
53
العقوبات المقررة لجرائم التعدي على الفصل الثاني
الحريات
و الرقابة عليها و طرق متابعتها
أمwwا بالنسwwبة للتكليwwف بالحض wwور الwwذي يوجهwwه وكيwwل الجمهوريwwة للمتهم يعwwد كwwذلك وجwwه من أوجwwه
التصرف الذي يقوم به حيث يعتبر رفعا للدعوى و تحريكا لها ،كما البد أن يشمل هwwذا التكليwwف البيانwwات
الجوهريwwwة من اسwwwم المتهم ،التهم الموجهwwwة إليwwwه ،النصww wوص القانوني wwة ال wwتي تع wwاقب على ذلwwwك ،الجهwwwة
المصدرة للتكليف ،المحكمة المطلwوب الحضwور أمامهwا ،تwاريخ الجلسwة ،و بهwذا تخwرج القضwية لتعwرض
أمام المحكمة.1
أن يق wwدموا ل wwه التقري wwر عن دواعي التوقي wwف للنظ wwر حيث يك wwون مض wwمون ه wwذا التقري wwر متعل wwق بالعناص wwر
و عليه فإن سلطة الشرطة القضائية في توقيف شخص للنظر خاصة لمراقبwwة وكيwwل الجمهوريwwة و
تتمثل المراقبة في هذه الحالwة من خالل األعمwال التاليwة :االطالع على السwجل الخwاص بwالتوقيف للنظwر،
تعwwيين طwwبيب لفحص الموق wwوف للنظwwر سwwواء تلقائيwwا أو بنwwاء على طلب أف wwراد عائلتwwه أو محاميwwه ،زيwwارة
األماكن المخصصة للتوقيف للنظر و التأكد من أنها تستجيب للشروط الالئقة بكرامة اإلنسان.2
أنwه يعتwبر مwدير الضwبطية القضwائية على مسwتوى المحكمwة يعمwل تحت سwلطة النwائب العwام الwذي يعwود لwه
اإلشww wراف على هww wذه الفئww wة على مسww wتوى المجلس القضww wائي ،و معww wنى ذلww wك انww wه إذا كww wانت قيww wادة وكيww wل
1
طاهري حسين ،مرجع سابق ،ص176
طاهري حسين ،مرجع سابق ص .163،164،165 2
54
العقوبات المقررة لجرائم التعدي على الفصل الثاني
الحريات
و الرقابة عليها و طرق متابعتها
الجمهوريwwة للضwwبطية القضwwائية هي قيwwادة مباشwwرة فwwإن النwwائب العwwام تكwwون قيادتwwه غwwير مباشwwرة ،و يكwwون
إشراف النائب العام على توجيه و مراقبة أعمال الضwwبطية القضwwائية على مسwwتوى المجلس القضwwائي مwwع
مطالبwwة الجهwwة القضwwائية المختصwwة و الwwتي هي غرفwwة االتهwwام بwwالنظر في كwwل مخالفwwة مرتكبwwة من طwwرف
و تهدف هذه المطالبة إلى تجريدهم من صفة الضبطية القضائية ومتابعتهم جزائيا عن أي تقصير
أو إخالل يقع منهم طبقا ألحكام المواد 208 207 206من ق.إ.ج .ج.
كما أنه قد اكتفى المشرع بالنص على أن للنwwائب العwwام سwwلطة اإلشwwراف من خالل نص المwwادة 12
من ق.إ.ج.ج في فقرته wwا الثاني wwة .1كم wwا ل wwه س wwلطة إمس wwاك مل wwف ف wwردي لك wwل ض.ش.ق من خالل نص
المww wادة 18مكww wرر حيث يشww wرف كww wذلك على تنقيww wط ضww wباط الشww wرطة القضww wائية و الww wتي يتوالهww wا وكيww wل
الجمهورية تحت سلطة و إشراف النائب العام ،و من أهم السلطات المخولة للنائب العام كسلطة إشwwراف
على الضwwبطية القضwwائية تتمثwwل في مسwwك ملفwwات ضwwباط الشwwرطة القضwwائية ،اإلشwwراف على تنقيwwط ضwwباط
المحwwددة في المwwادتين 12و 13من ق.إ.ج.ج ،2حيث يرفwwع األمwwر أو التظلم إلى غرفwwة االتهwwام في حالwwة
اإلخالالت أو التجwwاوزات أو األخطwwاء المرتكبwwة من طwwرف ض.ش.ق نتيجwwة لمباشwwرتهم لمهwwامهم ،يرفwwع
55
العقوبات المقررة لجرائم التعدي على الفصل الثاني
الحريات
و الرقابة عليها و طرق متابعتها
األم wwر مباش wwرة إلى غرف wwة االته wwام على مس wwتوى المجلس القض wwائي إم wwا من ط wwرف الن wwائب الع wwام أو وكي wwل
الجمهوريwwة الwwذي يتلقى في أغلب األحيwwان الشwwكاوى و التظلمwwات من المواطwwنين بمحكمتwwه ،و بعwwد تحققwwه
من االدع wwاءات أو االتهام wwات الموجه wwة لض wwباط الش wwرطة القض wwائية يرس wwل األم wwر إلى الن wwائب الع wwام ل wwدى
المجلس القضwwائي الwwذي يعwwد رئيسwwه من الناحيwwة التدريجيwwة و هwwذا األخwwير يتخwwذ اإلجwwراءات الالزمwwة ضwwد
ضwwباط الشwwرطة القضwwائية .كمwwا يمكن أن يرفwwع األمwwر أو التظلم من رئيس غرفwwة االتهwwام ،كمwwا يجwwوز لهwwا
كذلك أن تنظر من تلقاء نفسها بمناسبة نظرها في قضية مطروحة أمامها طبقا للفقرة 1من المادة 207
كمwwا لغرفwwة االتهwwام أن تنwwدب ألحwwد المستشwwارين أو أحwwد قضwwاة للتحقيwwق في القضwwية و تطلب إجwwراء
التحقيwwق و تسwwمع طلبwwات النwwائب العwwام و أوجwwه دفwwاع ض.ش.ق صwwاحب الشwwأن ،كمwwا يتعين أن يكwwون هwwذا
األخير قد مكن مقدما من االطالع على ملفه المحفوظ ضمن ملفات الشرطة القضائية لدى النيابwwة العامwwة
القضwwائية كثwwالث سwwلطة و لتكwwريس مبwwدأ الفصwwل بين السwwلطات ،بحيث أسwwس في أول دسwwتور للجمهوريwwة
الجزائريwwة لسwwنة 1963في مادتwwه ،165و أسwwندت لwwه مهwwام دسwwتورية تتمثwwل في متابعwwة و إدارة المسwwار
المهني للقضاة ،بحيث يسwتدعي فيwه القضwاة المشwكلين لهwذه الهيئwة للقيwام بمتابعwة المسwار المهwني لwزمالئهم
من تعيين و ترقية ،هذا ما هو منصوص عليه في الفصل األول بعنوان تعيين القضاة و نقلهم و ترقيتهم
56
العقوبات المقررة لجرائم التعدي على الفصل الثاني
الحريات
و الرقابة عليها و طرق متابعتها
من البww wاب الثww wاني المعنww wون بصww wالحيات المجلس األعلى للقضww wاء من القww wانون العضww wوي رقم 12 -04
كمwwwا للمجلس األعلى للقضwwwاء صwwwالحية رقابwwwة انضwwwباط القض wwاة و ت wwأديبهم في ح wwال مwwwا اذا قwwwاموا
بإجراءات أو تدخالت أو مناورات ضد تنفيذ القانون أو أوامر الحكومة ،ألن هذا يعتwwبر سwwلوك من شwwأنه
مجلس قضاء الجزائر العاصمة هي صاحبة االختصاص بالنظر في االختالالت أو التجاوزات أو
األخطاء المرتكبة من طرف هؤالء الضباط ،فيرفع لها األمر في هذه الحالة من قبل النائب العام بعد
استطالع على رأي وكيل الجمهورية العسكري الموجود في المحكمة العسكرية المختص إقليميا طبقا
لنص المادة 207فقرة 12من ق.إ.ج.ج ،و عندما تطرح القضية أو األمر على غرفة االتهام فإن هذه
األخيرة تأمر بإجراء التحقيق مع الضحايا ،الشهود ،و الضباط وتندب لذلك غرفة االتهام أحد
المستشارين أو أحد قضاة التحقيق للتحقيق في القضية و تطلب إجراء تحقيق من إحدى جهات الضبطية
القضائية و يتعين أن تكون هذه األخيرة قد مكنت مقدما من االطالع على الملف الخاص المرسل من
قبل وكيل الجمهورية العسكري المختص إقليميا و يجوز لضباط الشرطة القضائية العسكريين المعنيين
باألمر باالستعانة بمحامي للدفاع عنهم ،و تجدر المالحظة عند االطالع على القانون العسكري فإنه
57
العقوبات المقررة لجرائم التعدي على الفصل الثاني
الحريات
و الرقابة عليها و طرق متابعتها
يحيلنا في كثير من أحكامه إلى قانون اإلجراءات الجزائية ،بمعنى هذا األخير مطبق في القضايا
العسكرية.
المطلب الثاني :طرق تنظيم ممارسة الحريات العامة و القيود التي ترد عليها
سwwنتطرق في هwwذا المطلب إلى طwwرق تنظيم ممارسwwة الحريwwات العامwwة في الفwwرع األول ثم سwwنعالج
مسألة القيود أو الحدود التي تقع على ممارسة الحريات العامة في الفرع الثاني.
إذا كانت الحريات العامة هي حريات معرفwwة على أسwwاس ثالثwwة معwwايير متكاملwwة ،و الwwتي تتمثwwل في
اإلعالن عنه wwا بم wwوجب نص wwوص قانوني wwة رس wwمية ع wwادة نص wwوص دس wwتورية ،و تك wwون مض wwمونة بمختل wwف
الوسائل القانونيwة بمwا في ذلwك عن طريwق عقوبwات قانونيwة في حالwة االعتwداء عليهwا ،فwإن مسwألة تنظيمهwا
وتهيئتها في الحياة العملية ،يكون عن طريق التشريع ،الذي يبين وحده شروط و كيفيات ممارستها.
إن االختص wwاص التش wwريعي في مج wwال ش wwروط و كيفي wwات ممارس wwة الحري wwات العام wwة ،جعلت من wwه،
معظم دس wwاتير دول الع wwالم مب wwدأ أساس wwي .ه wwذا م wwا أق wwره دس wwتور الجمهوري wwة في نص مادت wwه 140فق wwرة 1
بصريح العبارة ،يشرع البرلمان في الميادين التي يخصصها له الدستور في المجاالت اآلتية:
حقww wوق األشww wخاص وواجبww wاتهم األساسww wية ،السww wيما نظww wام الحريww wات العموميww wة ،و حمايww wة الحريww wات
الفرديwwة ،و واجبwwات المواطwwنين ،مwwع ذلwwك نجwwد أن نصwwوص أخwwرى متفرقwwة في فحwwوى دسwwتور الجمهوريwwة
تش wwير إلى مس wwألة الممارس wwة و تجعله wwا من اختص wwاص الق wwانون .و ذل wwك لك wwون التش wwريع يع wwبر عن اإلرادة
58
العقوبات المقررة لجرائم التعدي على الفصل الثاني
الحريات
و الرقابة عليها و طرق متابعتها
الجماعي wwة من جه wwة ،و من جه wwة أخ wwرى نج wwد أن الق wwانون (خاص wwة العض wwوي) يم wwر ب wwإجراءات خاص wwة و
مراحwwل معينwwة يوضwwع فيهwwا تحت الرقابwwة خاصwwة رقابwwة المجلس الدسwwتوري 1حwwتى ال يكwwون هنwwاك اعتwwداء
جورج مورانج ( ) George Mourangeأشwار إلى أن الحريwات المنظمwة عن طريwق النظwام العقwابي 3هي
حريات كاملة.
بحيث أن الحريwwة في ظwwل هwwذا النظwwام هي المبwwدأ و أن تقييwwدها هwwو االسwwتثناء .بمعwwنى أنwwه ،ترتكwwز
الحرية العامة في تنظميها على حرية الفرد في تصwwرفاته تبعwا لرغباتwه و إرادتwه ،بشwرط أن تكwون هنwاك
عمومwwا إن قwwانون العقوبwwات هwwو الwwذي يضwwع حwwدود ممارسwwة الحريwwات العامwwة ،مبينwwا مwwا هwwو مبwwاح و
ماهو غير مباح ،فممارسة حرية التعبير مثال في إطار حرية اإلعالم تسمح لكwwل فwwرد التعبwwير عن آراءه
طالع قرار المجلس الدستوري رقم 4ق ق ،م د 91 .مؤرخ في 28أكتوبر ، 1991يتعلق بالفقرة الثانية من المادة 54من القانون رقم -91 1
70 17المؤرخ في 15أكتوبر ، 1991الذي يعدل و يتمم القانون رقم 13-89المؤرخ في 7أوت ، 1991والمتضمن قانون االنتخابات،
الجريدة الرسمية رقم ، 53الصادرة بتاريخ 30أكتوبر ، 1991ص .2107
رابح سانة ،محاضرات في الحريات العامة ،المركز الجامعي نور البشير،معهد الحقوق و العلوم السياسية،البيض الجزائر،السنة الجامعية 2
،2015/2016ص 35
3نفس المرجع ،ص 36
59
العقوبات المقررة لجرائم التعدي على الفصل الثاني
الحريات
و الرقابة عليها و طرق متابعتها
و أفكwwاره دون أن يكwwون هنwwاك حظwwر قبلي ،لكن بعض األفعwwال مجرمwwة ،كجwwرائم اإلهانwwة ،السwwب ،القwwذف
إلخ.
إذا تمعنا في النظام العقابي ،نجد أن القاضwي الجwزائي هwو المختص بعمليwة المراقبwة و الwتي تكwون
رقابة بعدية في إطار ممارسة هذا النوع من الحريات العامwwة .في آن واحwwد يلعب دور المwwراقب و كwwذلك
دور الضامن.
فهwwو وقwwائي ألنwwه يمنwwع وقwwوع التصwwرفات أو األفعwwال الممنوعwwة قبwwل وقوعهwwا و ليس معاقبwwة الفاعwwل
بع wwد أن أنتجت األفع wwال أثره wwا في الواق wwع الملم wwوس .ف wwإذا ك wwان النظ wwام العق wwابي يعتم wwد على منح الثق wwة في
تصرفات و أفعال األفراد ،فwwإن النظwام الوقwwائي يعتمwد على مبwدأ الشwك في التصwwرفات و األفعwال ،و بwذلك
فه wwو نظ wwام خ wwوف من الفوض wwى و من المس wwاس بالنظ wwام الع wwام و المب wwادئ األساس wwية ال wwتي تحكم العيش في
المجتمع الواحد ،هذا الخوف يظهر في تدخل السلطة العامة ،بصفة مشددة و ذلك بوسيلة الترخيص.
تبعwwا لهwwذا النظwwام يجwwد الفwwرد نفسwwه ال يخضwwع لرغباتwwه و إرادتwwه في ممارسwwة حريتwwه ،و إنمwwا يجب
من جهww wة أخww wرى تجب اإلشww wارة إلى أن منح الرخص ww wة يتم من طww wرف اإلدارة و ليس من طww wرف
القضاء ،هنا تطرح مسألة السلطة التقديرية لإلدارة و الwدوافع الwتي تwؤدي بwاإلدارة إلى االمتنwاع عن منح
60
العقوبات المقررة لجرائم التعدي على الفصل الثاني
الحريات
و الرقابة عليها و طرق متابعتها
الرخص wwة و بالت wwالي من wwع ممارس wwة حري wwة عام wwة معين wwة ،و هن wwا يت wwدخل القاض wwي اإلداري لمراقب wwة أعم wwال
اإلدارة.
أنه األكثر مساسا بالحريات العامة ،إن النظام المختلط يوصف بأنه النظام الوسطي الذي يخفف من حدة
كل نوع .بحيث أنه ال يسwمح للفwرد بممارسwة حريتwه مباشwرة وتبعwا لمعرفتwه لمwا هwو مبwاح و مwا هwو غwير
مباح ،كمwا هwو الحwال في إطwار النظwام العقwابي .و أنwه أكwثر حريwة من النظwام الوقwائي ألن ممارسwة الفwرد
لحريته ال تتوقف فقط على الخضوع لقرار إداري .فبمقتضى النظام المختلط ال يترتب على عاتق الفwرد
تقديم طلب للحصول على تwرخيص من اإلدارة لممارسwة حريتwه و إنمwا عليwه فقwط التصwwريح لإلدارة بأنwه
سwيمارس حريتwه و تكتفي هنwا اإلدارة فقwط بعمليwة تسwجيل أو تwدوين تصwريحه و يسwمى كwذلك هwذا النظwام
ب "نظام التصريح األولى" أو ما سماه القwانون الجزائwwري في إطwwار القwانون رقم 06 - 12المwwؤرخ في
تبعا لطبيعة كل حرية في إطار القانون الذي ينظم ممارسwwتها .قwwد تكwwون هwwذه الحwwدود كقاعwدة عامwwة
تحكم ممارسwwة جميwwع الحريwwات العامwwة بصwwفة عامwwة .هwwذه القواعwwد العامwwة يمكن أن تتعلwwق بعwwدم المسwwاس
بكيان الدولة و بنظامها القانوني ككل ،كما يمكن أن تتعلwwق بحمايwwة النظwwام العwwام و كwwذا الحريwwات األخwwرى
لألفراد.
1المادة 7فقرة 1تنص على أنه "يخضع تأسيس الجمعية إلى تصريح تأسيسي وإلى تسليم وصل تسجيل" ،الجريدة الرسمية للجمهورية 75
الجزائرية ،عدد رقم ، 02الصادرة بتاريخ 15يناير ، 2012ص .35
61
العقوبات المقررة لجرائم التعدي على الفصل الثاني
الحريات
و الرقابة عليها و طرق متابعتها
و سww wالمة الفww wرد و الجماعww wة ،و بمww wا أنهww wا ضww wرورية لكيww wان المجتمww wع و مؤسسww wاته الحيويww wة في مختلww wف
المج ww wاالت السياس ww wية ،االقتص ww wادية ،االجتماعي ww wة ،و الثقافي ww wة و معظم المراف ww wق العام ww wة ال ww wتي تل ww wبي معظم
الرغبات و االحتياجات .فإن المحافظة على كيانها و ديمومة استمراريتها ،مبدأ أساسي تبنته المجتمعات
البشww wرية بمww wرور العصww wور و منww wذ القww wدم .1إذا سww wلمنا بالمقابww wل أن الحريww wات العامww wة تمww wارس في إطارهww wا
الدستوري و القانوني ،فإنه يتحتم على الفرد و الجماعة المحافظة على كيان الدولة.
فال يمكن االعتwwداء على الدولwwة باسwwم ممارسwwة الحريwwات العامwwة .ألن زاول الدولwwة أو تهديwwد كيانهwwا
يؤدي حتما إلى زوال الحريات العامة نفسها و ذلك بانتشار مظاهر الفوضى و العنف.
على هذا األسwwاس وبنwاءا على مwا سwبق يwترتب على السwلطات العموميwة واجب تwولي زمwام األمwور
في الدول wwة به wwدف الحف wwاظ على كيانه wwا و إس wwتمراريتها ،ش wwريطة أن يك wwون ذل wwك بن wwوع من الموازن wwة بين
ممارسة الحريات العامة و وجود كيان الدولة و ذلك في إطار الدستور و قوانين الجمهورية.
يتغwwير بتغwwير الظwwروف الwwتي يتم فيهwwا االضwwطراب و الشwwغب ،و يتمwwيز بالنسwwبية ألن السwwلطة التقديريwwة في
األمين شريط ،الوجيز في القانون الدستوري و المؤسسات السياسية المقارنة ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر، 2011 ،ص .53 -47 1
62
العقوبات المقررة لجرائم التعدي على الفصل الثاني
الحريات
و الرقابة عليها و طرق متابعتها
ضرورة فرضه ترجع عادت إلى سلطة الضبط اإلداري التي أوكل لها مهمwة فwرض قيwود وحwدود معينwة
على ممارسة حرية عامة معينة ،و التي تؤدي إلى استتابه و المحافظة عليه .1
بمwwا أن القwwانون يقwwوم سwwالفا بعمليwwة الموازنwwة بين ممارسwwة حريwwة عامwwة معينwwة و مبwwدأ حفwwظ النظwwام
العام ،و ذلك باعتماد طريقwة من طwرق تنظيم ممارسwة هwذه الحريwة (الwترخيص المسwبق ،التصwwريح إلخ)،
فإن العملية التشريعية في هذا اإلطار تبين لنا بأن الحرية تمارس في إطwار المحافظwة على النظwام العwام.
فال يمكن للحرية أن تمارس بصفة مطلقة ،ألن ذلك يؤدي إلى الفوضى و حيث كانت الفوضى اسwwتحالت
من جهة أخرى ال يمكن أن تصادر الحريwات العامwة و يتم االعتwداء عليهwا باسwم حفwظ النظwام العwام
ألنه بدوره نسبي (القرارات اإلدارية خاضعة لمراقبة القاضي اإلداري) .من هنا يتبين مدى أهمية تقنين
ممارسة الحريات العامة و توضيح شwروط و كيفيwات ممارسwتها من طwرف السwلطة التشwريعية ،الwتي هي
بwwدورها و بمناسwwبة العمليwwة التشwwريعية يفwwرض عليهwwا رقابwwة خالل عمليwwة إنتwwاج القwwوانين من قبwwل المجلس
الدستوري.
ممارسة حريات اآلخwرين ،طبقwا لهwذا المبwدأ و إذا سwلمنا بأنwه يتمwيز بwالمنطق و الصwحة ،فإنwه يشwكل نwوع
منً التعايش و التوازن بين األفراد داخل المجتمع و يساهم في انسجامه ،إستمراريته ،سالمته و أمنه.
1مريم عروس،النظام القانوني للحريات العامة في الجزائر ،مذكرة لنيل شهادة ماجستير في القانون ،كلية الحقوق والعلوم اإلدارية ،جامعة
الجزائر،1999-1998 ،ص 3
63
العقوبات المقررة لجرائم التعدي على الفصل الثاني
الحريات
و الرقابة عليها و طرق متابعتها
إن ممارس wwة الحري wwات العام wwة من ط wwرف الف wwرد و الجماع wwة ،ال يك wwون س ًwببا في انتف wwاء أو االعت wwداء
على حري wwات و حق wwوق األف wwراد و الجماع wwات األخ wwرى .فيجب إيج wwاد ،م wwرة أخ wwرى ،عملي wwة الموازن wwة بين
هwذين المبwدأين األساسwيين بهwدف المحافظwة على عمليwة االنسwجام داخwل المجتمwع و كwذا اسwتمراريته .هwذا
ما يحاول أن يجسده الدستور و التشwريع في إطwار تقwنين ممارسwة الحريwات العامwة .و في بعض األحيwان
ما يقرره التنظيم في اطار عملية الضبط اإلداري في مجال تأطير ممارسة الحريات العامة.
64
خاتمة
خاتمة
م wwا يمكن استخالص wwه من دراس wwة موض wwوع االعت wwداء على الحري wwات ،نج wwذ أن wwه ق wwد حظي باهتم wwام
الدارس wwين و الب wwاحثين لخط wwورة ه wwذه الج wwرائم ،إذ نج wwد أن المش wwرع الجزائ wwري ق wwد ج wwرم ك wwل فع wwل يمس
بwwالحقوق و الحريwwات األساسwwية و كwwذلك اسwwتقرار الدولwwة ،من هنwwا يمكن حصwwر أهم النتwwائج الwwتي توصwwلنا
-يعتبر الدستور الضمانة األولى و األساسية للحريات العامة فهwو الwذي يعين نظwام الحكم و يwبين وضwع
-نجwwد أن جwwرائم االعتwwداء على الحريwwات حظيت بأحكwwام عامwwة في قwwانون العقوبwwات منwwذ صwwدوره ألول
-تخصيص إجراءات خاصة من أجل منع تفشي الجرائم التي سwwبق لنwwا التطwwرق لهwwا ،سwwواء كwwانت ماسwwة
-إلزامية حماية السلطة القضائية للحريات العامة :و حمايتها للحريwwات واجب منصwwوص عليwwه دسwwتوريا
و يتجس wwد دور القاض wwي في حماي wwة الحري wwات من خالل ع wwدة مه wwام منه wwا مثال أن wwه من واجب القاض wwي أن
يفص wwل في القض wwايا المعروض wwة علي wwه ،و أيض wwا حي wwاد اإلدارة و الرقاب wwة :و ه wwو تجس wwيد ه wwذا المب wwدأ يك wwون
بالتمييز بين رجال السياسة و رجال اإلدارة العاملين في النطاق الحكومي .
-الرقابة اإلدارية و القضائية على أعمال اإلدارة :و تكون بواسwwطة القضwwاء اإلداري الwwذي يwwراقب مwwدى
66
قائمة المراجع و المصادر
قائمة المراجع و المصادر
الدستور أ-
دس wwتور 1963للجمهوري wwة الجزائري wwة الديمقراطي wwة الش wwعبية ،ج ر ج ج الع wwدد 63المؤرخ wwة -1
دس ww w wتور ،1976األم ww w wر رقم 97-76الم ww w wؤرخ في 22نوفم ww w wبر 1976يتض ww w wمن إص ww w wدار -2
دسwwتور ،1989المرسwwوم الرئاسwwي رقم 18-23المwwؤرخ في 28فwwبراير يتعلwwق بنشwwر نص -3
دسww wتور ،1996المرسww wوم الرئاسww wي رقم 438-96المww wؤرخ في 7ديسww wمبر 1996يتعلww wق -4
التعww wديل الدسww wتوري رقم 03-02المww wؤرخ في 10أبريww wل 2002المتضww wمن تعww wديل دسww wتور -5
التع wwديل الدس wwتوري رقم 19-08الم wwؤرخ في 15نوفم wwبر 2008المتض wwمن تع wwديل دس wwتور -6
1996رقم . 438-96
التعديل الدستوري رقم 01-16المؤرخ في 6مارس 2016المعدل لدستور .438- 96 -7
اإلعالن العww wالمي لحقww wوق اإلنسww wان و المww wواطن الww wذي أصww wدرته الجمعيww wة العامww wة التأسيسww wية
68
قائمة المراجع و المصادر
التشريع ت-
األمر رقم 156-66الصادر في 8جوان 1966المتضمن قانون العقوبات الجزائري . -1
الجزائري.
-7األمww w wر رقم 03-06الصww w wادر في 15يوليww w wو 2006المتضww w wمن القww w wانون األساسww w wي -3
للوظيفة العمومية.
.155
المؤلفات .II
أحم wwد محي wwو ،المنازع wwات اإلداري wwة ،دي wwوان المطبوع wwات الجامعي wwة ،الطبع wwة الخامس wwة ،الجزائ wwر، -1
.2003
أحمد شوقي الشلقاني ،مبادئ اإلجراءات الجزائية في التشwwريع الجزائwwري ،الجwwزء الثwwاني ،ديwwوان -2
األمين شwwريط ،الوجwwيز في القwwانون الدسwwتور والمؤسسwwات السياسwwية المقارنwwة ،ديwwوان المطبوعwwات -3
الجامعية ،الجزائر.2011،
69
قائمة المراجع و المصادر
بن وارث ،مذكرات في القانون الجزائي الجزائري ،القسم الخاص ،دار هومة .2003، -4
عبww w wد الغww w wني بسww w wيوني عبww w wد اهلل ،النظم السياسww w wية ،أسww w wس التنظيم السياسww w wي ،منشww w wأة المعww w wارف، -5
اإلسكندرية.2012 ،
-6طاهري حسين ،عالقة النيابة العامة بالضبط القضائي ،دار الهدى ،الجزائر.2004 ،
-7محم ww wد حزي ww wط ،م ww wذكرات في ق ww wانون اإلج ww wراءات الجزائي ww wة ،دار هوم ww wة للنش ww wر و التوزي ww wع ،الطبع ww wة
.2،2007
-8محمود عاطف البنا ،الوسيط في النظم السياسية ،دار الفكر العربي ،الطبعة الثانية ،مصر .1994
أحمwwد عبwwد الحكيم عثمwwان ،تفwwتيش األشwwخاص و حwwاالت بطالنwwه من النwwاحيتين العلميwwة و العمليwwة، -1
طاهري حسين ،كتاب عالقة النيابة العامة بالضبط القضائي ،دار الهدى ،الجزائر.2014 -2
عمwwاد محمwwد رضwwا التميمي ،أثwwر الحصwwانة على المسwwؤولية الجنائيwwة في الفقwwه اإلسwwالمي ،المجلwwد -3
علي أحم wwد الزغ wwبي ،ح wwق الخصوص wwية في الق wwانون الجن wwائي ،دراس wwة مقارن wwة ،المؤسس wwة الحديث wwة -4
عماد ملوخية ،الحريات العامة ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية .2012 -5
70
قائمة المراجع و المصادر
قدري عبد الفتاح الشهاوي ،مناط التفتيش ،قيwوده و ضwwوابطه ،القwاهرة ،دار النهضwwة العربيwة ،ط -6
.1،2006
محمwد الشwهاوي ،الحمايwة الجنائيwة لحرمwة الحيwاة الخاصwwة ،الطبعwة األولى ،دار النهضwwة العربيwة، -7
القاهرة .2005
نور الدين بلبل ،اإلعالم وقضايا الساعة ،دار البعث ،قسنطينة ،الجزائر.1984 -8
األطروحــــــــــــــــــــــــــات و .III
المذكرات الجامعية
م wwريم ع wwروس ،النظ wwام الق wwانوني للحري wwات العام wwة في الجزائ wwر،م wwذكرة لني wwل ش wwهادة الماجس wwتير في
بwwوطيب بن ناصwwر ،الحwwق في التجمwwع السwwلمي في النظwwام القwwانوني الجزائwwري ،دفwwاتر السياسwwة و -1
رابح سww wانة ،محاضww wرات في الحريww wات العامww wة ،المركww wز الجww wامعي نww wور البشww wير ،معهww wد الحقwwwوق -2
71
قائمة المراجع و المصادر
عمwwwارة عبwwwد الحميwwwد عمwwwارة زينب ،الحريwwwات الفرديwwwة في ظ wwل أم wwر المن wwع من مغwwwادرة الwwwتراب -3
هwwواري ليلى ،الرقابwwة القض wwائية على سwwلطات اإلدارة في مجwwال الحقwwوق و الحريwwات األساسwwية، -4
72
الفهرس
الفهرس
مقدمة 1..............................................................................................
الفصل األول :مفهوم الحريات العامة و الجرائم المرتكبة ضدها طبقا للقانون الجزائري7.............
المبحث الثاني :مفهوم جرائم التعدي على الحريات طبقا للقانون الجزائري17.......................
المطلب األول :جرائم التعدي على الحريات المنصوص عليها ضمن قسم االعتداء على الحريــات
من قانون العقوبات 18..........................................................................
الفصل الثاني :العقوبات المقررة لجرائم التعدي على الحريات و الرقابة عليها و طرق متابعتها36...
المبحث األول :الجزاءات المقررة لجرائم االعتداء على الحريات و متابعتها 36.......................
المبحث الثاني :الرقابة على جرائم االعتداء على الحريات و طرق تنظيمها50.......................
المطلب الثاني :طرق تنظيم ممارسة الحريات العامة و القيود التي ترد عليها58................
خاتمة 65............................................................................................