Professional Documents
Culture Documents
ومن أهم هذه االتفاقيات الدولية التي استوعبت جميع أحكام حقوق
اإلنسان بشكل عام ،واعتبر انضمام الدول إليها معياراً إيجابيا ً في
موقفها من حقوق اإلنسان وتطبيقها ،والتي تشكل مع اإلعالن العالمي
لحقوق اإلنسان حسبما سماه فقه القانون الدولي بالشرعة الدولية ،هما
العهدان الدوليان لعام .1966
فالعهدان عبارة عن معاهدتين دوليتين ملزمتين ترتبان
التزامات قانونية على عاتق الدول األطراف فيهما ،كما إن
هاتين االتفاقيتين أنشأ نظاما ً دوليا ً للرقابة لضمان تطبيق
الحقوق والحريات الواردة فيهما ،وهما يهدفان إلى توفير
مختلف الضمانات لحماية الحقوق والحريات.
أسباب ظهور العهدين الدوليين لعام 1966
-1استقالل دول كثيرة و عديدة نتيجة حركات التحرر.
-2تطور القانون الدولي في مجاالت عديدة و بالخصوص فيما يخص حقوق
االنسان.
-3تزايد عدد و تأثير المنظمات الدولية في مجال حقوق االنسان.
-4عجز غالبية الدول على االلتزام بتطبيق مواد االعالن العالمي.
-5عدم احترام االعالن العالمي لخصوصيات الدول و بالتالي ضرورة ظهور
وثيقة او وثائق أخرى في هذا المجال.
-6حتمية القضاء على ظاهرة االستعمار و تطور مبدأ (حق الشعوب في تقرير
المصير).
-7رغبة المجتمع الدولي في تحويل المبادئ التي جاء بها اإلعالن العالمي لحقوق
اإلنسان إلى مواد لمعاهدات تقر االلتزامات القانونية على المجتمع الدولي.
األسس األربعة التي قام عليها العهدان الدوليان
-1تحرير الشعوب من هيمنة واستبداد االستعمار القديم والجديد بالنص على
حق الشعوب في تقرير مصيرها والتصرف بحرية في ثرواتها
ومواردها الطبيعية ضمن إطار نظام اقتصادي عادل.
تŠŠŠحرير اŠŠإلنسانمنقŠŠهŠر وظلم ŠاŠŠإلنسانبŠŠŠتحريم ŠاŠŠلتمييز اŠŠلعنصري 2-
.واŠŠالسترقاقواŠŠلمتاجرة بŠŠŠاŠŠلرقيق
-3تحرير اإلنسان من قهر وظلم الحكومات والسلطات الدكتاتورية المستبدة
ألصحاب األعمال وذلك بتقرير وتعزيز الحريات العامة والحقوق
السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية.
-3ازدياد لدول العالم الثالث في األمم المتحدة ،إذ لم ينعكس هذا الدور
المتزايد في األغلبية العددية فقط وإنما أيضا ً في قدرة وفود دول
العالم الثالث في األمم المتحدة على ابتداع الحلول التوفيقية التي ال
تأخذ في االعتبار وجهات نظر الغرب والشرق فحسب بل أيضا ً
مصلحة دول العالم الثالث.
االحكام المشتركة بين العهدين الدوليين لحقوق اإلنسان
تعلŠن المادة األولŠى مŠن االتفاقيتيŠن أŠن حŠق تقريŠر المصŠير حŠق عالمŠي ،ودعŠت
الدول إلى احترام هذا الحق وتعزيزه
وتؤكŠد المادة الثالثŠة مŠن االتفاقيتيŠن علŠى حŠق المسŠاواة بيŠن الرجŠل والمرأŠة فŠي
التمتع بالحقوق كافة ،وطالبت الدول بتحويل هذا المبدأ إلى حقيقة مطبقة.
وتنŠص المادة الخامسŠة مŠن االتفاقيتيŠن علŠى ضمانات ضŠد القضاء علŠى أŠي حŠق
مŠن الحقوق أŠو الحريات األسŠاسية أŠو تقييدهŠا دون مسŠوغ ،كمŠا تضمنŠت
ضمانات ضŠد سŠوء تفسŠير أŠي نŠص مŠن نصŠوص االتفاقيتيŠن واتخاذ هذا
التفسŠير مŠبرراً النتهاك أŠي حŠق مŠن الحقوق أŠو حريŠة مŠن الحريات الواردة
فيهما.
العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية
اتخذت الخطوات التمهيدية لصياغة مشروع هذا العهد من قبل الجمعŠية
العامة لألمم المتحدة عبر لجنة حقوق اإلنسان التابعة للمنظمة الدولية ،في
دورتها التاسعة عام ،1954ولكنه لم يعتمد حتى كانون األول 1966أي بعد
مرور أكŠثر من عشر سنوات تم خاللها حصول العديد من المستعمرات
على استقاللها ودخولهŠا أعضا ًء في األمم المتحدة .بقرارها رقم 2200
المؤرخ في 16/12/1966وقد أقرّته الجمŠعية بأغلبية 106أصوات وبدون
معارضة ،وقد اعتبر بدء نفاذه في 23/3/1967طبقا ً للمادة 49من
العهŠد وهذا المŠيثاق هو االتفاقية الدولية الثانية التي صاغت اإلعالن العŠالمŠي
لحقوق اإلنسان في صورة قواعد دولية اشتملت على كافة الحقوق المدنية
والسياسية التقليدية المنصوص عليها في اإلعالن وألزمت كل طرف
باحترام وتأمين الحقوق المنصوص عليهŠا.
وقد أجاز العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية للدول األطراف:
إمكانية وضع بعض القيود على الحقوق التي ينظمها متى كان ذلك ضروريا ً -
لحماية األمن الوطني أو النظام العام أو الصحة العامة أو األخالق أو حقوق
اآلخرين وحرّياتهم.
إضافة إلى أن العهد أجاز إمكانية التحلّل من بعض االلتزامات الواردة فيه -
في بعض الحاالت االستثنائية كحاالت الطوارئ مثل قيام حالة حرب أو
وجود خطر عام يهدد حياة األمة.
غير أن ثمة عدداً من الحقوق لم يجز العهد الخروج عليها وأوجب االلتزام -
بها في جميع األحوال وفي كل زمان ومكان .ومن هذه الحقوق :الحق في
الحياة ،الحق في عدم الخضوع للتعذيب أو المعاملة غير اإلنسانية أو
المهنية ،وحظر الرق وعدم جواز تطبيق قوانين العقوبات بأثر رجعي .
المضمون
يتألف هذا العهد الدولي من ديباجة و ثالث و خمسون مادة موزعة على ستة اجزاء باالضافة
الى بروتوكولين اختياريين.
الجزء االول (المادة )1و يتناول :حق الشعوب في تقرير المصير و المساواة و عدم التميز بينها.
حق الشعوب بالتصرف الحر بثرواتها و مواردها الطبيعية.
الجزء الثاني مادة ( )5-2تتناول مدى التزام الدول باحكام العهد.
الجزء الثالث مادة ( )27-6و يتناول بصورة مباشرة حقوق االنسان المدنية و السياسية و يفصلها:
لكل انسان حق اصيل في الحياة ،وعدم الخضوع للتعذيب ،وعدم توقيف احد او اعتقاله تعسفا ً و
حرية اختيار مكان االقامة و حرية التنقل ،و الحق في عدم ابعاد االجنبي بشكل تعسفي ،و
الحق في المساواة امام القانون ،و مبدأ الجريمة والعقوبة اال بنص في القانون ،و حق كل
انسان في ان يتعرف به كشخص امام القانون ،و حرمة الحياة الخاصة ،و حرية الفكر و
الضمير و الدين ،وحرية التعبير ،و الحق في التجمع السلمي ،و في انشاء الجمعيات و النقابات
و االنضمام اليها كما يؤكد العهد على حظر الرق و عدم جواز حبس االنسان لمجرد عجزه عن
التسديد االلتزام بالوفاء التعاقدي و عدم رجعية القوانين الجزائية.
الجزء الرابع مادة ( )45-28و تتناول انشاء لجنة تسمى لجنة
حقوق االنسان و تكوينها و طريقة عملها و االهداف التي تقوم
من اجلها.
-7إلزام الدول األعضاء في العهد بأن تحظر قانونا ً أية دعاية للحرب أو
أية دعاية للكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية ،أو تشكل تحريضا ً
على التمييز أو العداوة أو العنف( ،م .)20
من المالحظ أن هذا العهد ،وبعكس اإلعالن العالمي لحقوق
اإلنسان ،لم يتضمن بعض الحقوق التي ورد النص عليها في
اإلعالن كحق اللجوء لكل فرد إذا تعرŠض لالضطهاد أن
يهرب إلى بل ٍد آخر( .م 14إعالن) ، والحق في الملكية( م
17إعالن).
اإلشراف والرقابة الدولية على تنفيذ العهد وتقييمه
نصت المواد ( )45-28من العهد على كيفية اإلشراف والرقابة على تنفيذ
العهد .فقد جاءت في نص المادة ( )28من (الجزء الرابع) على إنشاء لجنة
دولية تسمى بـ (لجنة حقوق اإلنسان) مؤلفة من ثمانية عشر عضواً من
مواطني الدول األطراف في العهد.
وتقوم هذه اللجنة بممارسة اختصاصاتها من تلقي تقارير الدول األطراف في
هذه االتفاقية ومناقشتها .وبحث شكاوي الدول األطراف في االتفاقية واتخاذ
ما يلزم بخصوصها .وأخيراً النظر في شكاوي األفراد الذين يدعون أن
حقوقهم المنصوص عليها في االتفاقية قد انتهكت وذلك عن طريق ثالثة
وسائل وهي:)
.1وسيلة رقابة األجهزة الدولية :وتتم هذه الرقابة عن طريق التقارير
والقرارات التي تقدمها األجهزة الدولية المتمثلة بـ(لجنة حقوق اإلنسان،
واألمانة العامة لألمم المتحدة ،والمجلس االقتصادي واالجتماعي ،والجمعية
العامة لألمم المتحدة ،والمجلس االقتصادي واالجتماعي ،والوكاالت
المتخصصة والتقارير التي تقدمها الدول األطراف في العهد.
كما نصت على ذلك المادة ( )40من العهد بأنه :على الدول األطراف أن تتعهد
بوضع تقارير عن اإلجراءات التي اتخذتها لتأمين الحقوق المقررة في العهد
وإلى أي مدى تتم تطبيق هذه الحقوق لديها ،وأية بيانات عن التقدم الذي تم في
مجال احترام حقوق اإلنسان أو أية معلومات أخرى يمكن إدراجها في التقرير.
تقدم التقارير إلى األمين العام لألمم المتحدة والذي بدوره يحيلها إلى اللجنة
(لجنة حقوق اإلنسان) للوقوف على الصعوبات التي تؤثر في تطبيق العهد،
إن وجدت .ويجب أن تقدم خالل سنة من تاريخ نفاذ العهد ،وفي أي وقت
تطلبها لجنة حقوق اإلنسان .كما يجوز أن يحيل األمين العام بعد تشاوره مع
اللجنة إلى الوكاالت المتخصصة نسخا ً من أجزاء تلك التقارير التي تقع
ضمن اختصاصها .وبعد دراسة هذه التقارير من قبل اللجنة تقوم بإحالة
تقاريرها وما تراه مناسبا ً من التعليقات العامة إلى الدول األطراف ،كما ولها
أن تحيل تلك التعليقات والتقارير إلى المجلس االقتصادي واالجتماعي ،ولتلك
الدول أن ترد إلى اللجنة بمالحظاتها على تلك التعليقات.
كما أن هذه اللجان ال تصدر أي قرارات ضد الدولة غير الملتزمة باحترام حقوق
اإلنسان وإنما فقط تكتفي بإصدار مجموعة مالحظات وتوصيات تُبلغ إلى الدولة
وتضمنها تقريرها السنوي الذي يرفع إلى كل من الجمعية العامة والمجلس
االقتصادي كما إن هذه التوصيات تعاني بدورها من غياب إجراءات المتابعة مما
يضعف من فاعلية نظام الرقابة ما يعني خلو النظام الرقابي من أي جزاء في حالة
انتهاك حقوق اإلنسان سوى ضغوط الرأي العام العالمي المتمثل في الجمعية
العمومية لألمم المتحدة ووسائل اإلعالم العالمية
.2وسيلة نظام التبليغات (الشكاوي):تتم هذه الرقابة عن طريق تقديم
الشكوى من دولة طرف في العهد ضد دولة أخرى طرفا ً في العهد
أيضا ً ،لخرقها لبعض األحكام الواردة في العهد إلى لجنة حقوق
اإلنسان .وذلك بعد فشلها في المحاوالت التي قامت بها مع تلك الدولة.
وكما جاء في نص المادة ( )41من العهد ،بأنه :ال يمكن أن تقبل هذه
الشكوى المقدمة من قبل دولة طرف في العهد ضد دولة أخرى طرف
في العهد ،لعدم تقيدها بااللتزامات المنصوص عليها من قبل اللجنة
(لجنة حقوق اإلنسان) إال إذا كانت هاتان الدولتان قد سبق أن أعلنتا
قبولهما المسبق باختصاص اللجنة للنظر في هذا االدعاء ،مما يعني
تعليق اختصاص اللجنة هنا على إرادة الدول
كما وضحت المادة ( )41من العهد أنه يجوز للدولة المدعية ضد دولة أخرى طرفا ً
في العهد ،أن تقوم بلفت نظر الطرف اآلخر غير الملتزم بتنفيذ نصوص االتفاقية
عن طريق تبليغ خطي ،وعلى الدولة التي تتسلم التبليغ أن تقدم للدولة التي بعثت به
تفسيراً أو بيانا ً خطيا ً خالل ثالثة أشهر من تاريخ استالمها مبينة فيها اإلجراءات
التي اتخذتها بهذا الشأن.
فإذا لم يتم تسوية األمر بما يرضي الطرفين في خالل ستة شهور .كان ألي من
الدولتين الحق في أن تحيل األمر إلى لجنة حقوق اإلنسان ،وتبحث اللجنة في
حقائق المسألة بعد أن تتأكد من استيفاء الحلول المحلية ،ومن ثم تقدم مساعيها
الحميدة بغرض الوصول إلى حل ودي على أساس احترام حقوق اإلنسان
المنصوص عليها في العهد.
أما إذا لم تتوصل إلى حل ،فإن تقريرها يقتصر على بيان موجز للوقائع ترفق به
المذكرات الخطية وسجالً بالمذكرات الشفوية المقدمة من الدول األطراف ويبلغ
التقرير إلى الدول المعنية .لذا فإن هذه اللجنة ال تعتبر هيئة قضائية أو سلطة عليا إذ
تقتصر وظيفتها على التوسط دون الحكم
البرتوكول االختياري األول الملحق بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية
والسياسية:
هذا البروتوكول يعطي اللجنة المعنية بحقوق االنسان ،المنشأة بموجب العهد صالحيات تلقي
و تنظر في الشكاوى المقدمة من االفراد الذين يدعون انهم ضحايا انتهاكات اي من
الحقوق المقررة في العهد.
يتألف هذا العهد من ديباجة وإحدى وثالثين مادة موزعة على خمسة أجزاء.
القسم االول :حق الشعوب بتقرير مصيرها و المساواة و عدم التمييز بينها.
حق الشعوب بالتصرف الحر بثرواتها و مواردها الطبيعية.
االتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب وغيره من أشكال المعاملة القاسية أو االنسانية أو الحاطة من كرامة االنسان،
.1948
العالن الخاص بحماية النساء واألطفال في حاالت الطوارئ والمنازعات المسلحة .1974 ،الخ