Professional Documents
Culture Documents
يعرف األس تاذ الدكتور عام ر الزمال ى القانون الدول ي اإلنس اني بأن ة " فرع م ن
فروع القانون الدول ي العام تهدف قواعده العرفي ة والمكتوب ة إل ى حماي ة
األشخاص المتضرري ن ف ي حال ة نزاع مس لح بم ا أنج ر ع ن ذل ك النزاع م ن
آالم ،كم ا تهدف إل ى حماي ة األموال (األعيان) الت ي له ا عالق ة مباشرة
بالعمليات العسكرية " .
أما األستاذ جان بكتيه فيعرفه كما يلي بأنه " فرع مهم من فروع القانون الدولي
العام يدي ن بوجوده إلحس اس باإلنس انية ،ويرك ز عل ى حماي ة األموال الت ي
ليس لها عالقة مباشرة بالعمليات العسكرية."...
تعريف القانون الدولي لحقوق اإلنسان:
يعرف األس تاذ الدكتور عم ر س عد هللا هذا القانون بأن ه "فرع م ن فروع
القانون الدولي العام تهدف قواعده العرفية والمكتوبة إلى حماية الحقوق
المتأص لة ف ي طبيع ة األفراد والجماعات واألقليات والشعوب والت ي ال
يتسنى بغيرها العيش عيش البشر«.
أم ا األس تاذ نزار أيوب فعنده القانون الدول ي لحقوق اإلنس ان ه و "أح د
فروع القانون الدول ي المعاص ر الذي يكف ل حماي ة الحقوق األس اسية
لألفراد والجماعات م ن انتهاكات م ن قب ل الحكومات الوطني ة ،ويس اهم
في تطوير وتعزيز هذه الحقوق والحريات«
أم ا األس تاذ الدكتور محم د نور فرحات فيتمث ل عنده هذا القانون ف ي
"مجموع ة القواع د والمبادئ المنص وص عليه ا ف ي عدد م ن اإلعالنات
والمعاهدات الدولي ة ،والت ي تؤم ن حقوق وحريات األفراد والشعوب ف ي
مالحظات المسلم بها:
.1أ ن القانون الدول ي لحقوق اإلنس ان ال يختل ف ع ن غيره م ن القواني ن
الدولي ة ،فه و كم ا يبدو فرع م ن فروع القانون الدول ي العام ألن ه يخض ع
من حيث الشكل على األقل للقواعد التي تحكم بصفة عامة مجمل فروع
القانون الدولي،
.2وأن ه يهدف م ن خالل قواعده العرفي ة والمكتوب ة إل ى حماي ة حقوق
اإلنس ان والبش ر جميع ا ف ي ك ل األوقات ،وإ ن كان ت قواعده المكتوب ة
تبرز بشكل أساسي على المستوى الدولي بما يسمى بالشرعية الدولية
لحقوق اإلنس ان الت ي تتأل ف م ن مواثي ق رئيس ية ل ه ،أهمه ا اإلعالن
العالم ي لحقوق اإلنس ان لعام ،1948والعهدي ن الدوليي ن للحقوق المدني ة
والس ياسية واالجتماعي ة والثقافي ة واالقتص ادية لعام ،1966إل ى جان ب
عدد ليس قليل من االتفاقيات الدولية واإلقليمية األخرى لحقوق اإلنسان.
أوجه االختالف بين القانون الدولي اإلنساني والقانون الدولي لحقوق اإلنسان:
مع محاولة الكثير من شراح القانون الدولي تقديم طريقة يمكن من
خالله ا التقري ب بي ن فرع ي القانون الدول ي أعاله ،قص د تعظي م
الحماي ة لألفراد الذي ن يتضررون م ن النزاعات المس لحة الدولي ة
وغي ر الدولي ة ،وم ن هؤالء الشراح البروفيس ور "كالي ن" ،إال أ ن
المالحظ على هذه الطريقة (أو المنهج) بأنها ال تخلو من مشكالت
فكري ة وعملي ة ،ألن ه م ن الناحي ة الفكري ة والعملي ة هناك اختالفات
بارزة بي ن القانوني ن ،يمك ن قراءته ا م ن خالل بع ض اآلراء
واألس انيد القانوني ة والشواه د الدولي ة الت ي تؤك د أوج ه االختالفات
على النحو التالي :
أ .من حيث تباين مفهوميهما:
إذا كان المخاط ب أس اسا بأحكام القانون الدول ي اإلنس اني ه م العس كريون
والس ياسيون الذي ن له م دور فعال ف ي إدارة العمليات العس كرية والحربي ة أي ا
كان موقعهم أو انتمائهم للدول أو المنظمات الدولية أو متمردين داخل الدولة
أو الثوار في األقاليم المحتلة ،فإن المخاطب في األصل بأحكام وقواعد القانون
الدول ي لحقوق اإلنس ان الدول ة ممثل ة ف ي س لطاتها أ و أجهزته ا المعني ة بإدارة
شئون ك ل م ن ه و داخ ل إقلي م الدول ة ،أ ي "س كان اإلقلي م" بالمفهوم الدس توري
للمصطلح .
و .االختالف من حيث آليات مراقبة التنفيذ:
يت م مراقب ة إعمال أحكام القانون الدول ي اإلنس اني ،ع بر آليات دولي ة خاص ة تملكه ا المنظمات والهيئات
الحكومية الدولية وغير الحكومية قصد حماية األشخاص المتضررين من العمليات العسكرية ،وما قد
ينجم عنها من احتالل حربي ،وأهم هذه المنظمات هي اللجنة الدولية للصليب األحمر هذه التي ارتبط
اس مها كحارس أمي ن للقانون الدولي اإلنس اني منذ إرهاصاته األولى ،فهي التي تأخ ذ عل ى عاتقه ا أداء
المهام ذات الصفة اإلنسانية ،وذلك بحكم التجربة الغنية التي اكتسبتها طوال فترة عملها ،هذا إضافة إلى
الدور الهام الذي لعبته – كمنظمة غير حكومية إنسانية محايدة تتمتع بمركز قانوني دولي جعل منها
أشب ه بالمنظمات الحكومي ة الدولي ة -بالتدخ ل بالنزاعات المس لحة م ن خالل وض ع اإلجراءات الت ي
تس اهم ف ي تفعي ل الحماي ة للمعنيي ن به ا ،وم ن خالل دوره ا الميدان ي بإرس ال وتوزي ع مواد اإلغاث ة
والطواقم التي تقوم بها.
وإلى جانب اللجنة الدولية للصليب األحمر ،هناك آليات خاصة أخرى تنفرد بمراقبة التطبيق كـ "الدولة
الحامي ة" أ و بالتحقي ق باالنتهاكات الجس يمة للقانون الدول ي اإلنس اني هذه المهم ة الت ي أوكله ا واضع و
البروتوكول اإلضافي األول ،وعبر المادة 90منه "للجنة الدولية لتقصي الحقائق" ،وكما ينظر الكثير
م ن شراح القانون الدول ي اإلنس اني بنوع م ن التفاؤ ل لدورا محتمال وك بير للمحكم ة الجنائي ة الدولي ة
الدائم ة بع د دخول نظام روم ا حي ز النفاذ ف ي عام ،2001مم ا نس تنتج من ه أ ن طبيع ة هذه اآلليات تكون
جزء منها وقائية ،وفي الجزء األخرى تكون ذا طبيعة قمعية أو ردعية.
أما في القانون الدولي لحقوق اإلنسان فقد حرص المجتمع الدولي على إقرار وسائل
وآليات دولي ة لحماي ة حقوق اإلنس ان ،وذل ك إل ى جان ب وس ائل الحماي ة الداخلي ة
المقررة بموجب القانون الوطني للدول -والتي غالبا ما اتس مت بالقصور -وعليه
فق د ضمن ت االتفاقيات الدولي ة واإلقليمي ة آليات لمراقب ة مدى احترام الدول المختلف ة
لاللتزامات التي تفرضها االتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق اإلنسان ،فوفقا لما نص
علي ه ميثاق األم م المتحدة ف ي المادتي ن 2/62و 68بأ ن يلع ب المجل س االقتص ادي
واالجتماعي التابع لألمم المتحدة ومختلف هيئاته الفرعية دورا مهم في مجال حقوق
اإلنسان ،وفي سبيل القيام بالمهام الموكلة إليه شكل المجلس المذكور أعاله كال من
اللجان التالي ة :لجنة حقوق اإلنس ان واللجنة الخاصة بوضع المرأة واللجنة الفرعية
لمن ع التميي ز وحماي ة األقليات ،هذه اللجان الت ي تتول ى بص فة عام ة دراس ة التقاري ر
الدوري ة المرس لة إليه ا م ن الدول ة ،إضاف ة إل ى دراس ة الشكاوى وق د اكتس بت هذه
اآلليات في عالمنا اليوم فعالية كبرى حيث أصبح احترام حقوق اإلنسان أمرا يشبه
لحد بعيد الشرط الجوهري واألساسي لقبول الدولة في المحيط الدولي.
ويبقى لنا أن نذكر قبل االنتقال لدراسة النقطة الثالثة من هذه المحاضرة ،أن
هناك وحس ب إطالعن ا المحدود نج د أ ن هناك شاه د دولي ا واح د ال يرب ط بي ن
القانونين من الناحية العملية ،ويتمثل في "أحدث دليل مرجعي للقانون الدولي
اإلنساني" هذا الذي ال يشير مطلقا إلى القانون الدولي لحقوق اإلنسان.
ولك ن م ع إقرار ك ل المؤلفات القانوني ة بوجود هذه االختالفات الظاهرة بي ن
القانوني ن ،إال أ ن هناك جزء م ن هذه المؤلفات اس تطاعت أ ن تقدم ضواب ط
وخطوات عريض ة تمهيدي ة تس اعد عل ى ضب ط وترس يخ العالق ة التكاملي ة بي ن
القانونين ،وعليه يبقى السؤال مطروح كيف يكون ذلك؟ وهذا ما سنعرفه في
المحور التالي :
الضوابط والخطوات العريضة الالزمة إلزالة التعارض الظاهر بين القانونين:
من منطلق الحاجة الماسة للتكامل بين القانونين ،كان البد من العمل على إزالة أي
تعارض ظاهر بينهم ا ،م ع المحافظ ة على اس تقاللية كال منهم ا باعتبار هم ا فرعين
مس تقلين للقانون الدول ي العام ،وبناء عل ى هذا المنط ق قدم األس تاذين توم هادن و
كولين هارفي طريقة جذابة إلزالة هذا التعارض ،سوف نعمل على إعادة صياغتها
على الوجه التالي:
أ .السلسلة المتصلة بدءا من الوضع الطبيعي للدول إلى النزاع المسلح الكامل:
لق د انطل ق األس تاذين توم هادن و كولي ن هارف ي م ن أ ن س ر تحقي ق دم ج ناج ح (أ و
تقريب) لكال من فرعي القانون الدولي ،يكمن باالعتراف بالنتائج القانونية للتحرك
عل ى امتداد الس لسلة الواقعي ة المتص لة بدء ا م ن الوض ع الط بيعي لحياة الدول إل ى
النزاع المسلح.
فتنطب ق القواع د العادي ة للقانون الدول ي لحقوق اإلنس ان بوضوح عل ى األوضاع
الطبيعي ة للدول ،هذه القواع د الت ي يتمت ع به ا المجموع األك بر م ن س كان الدول
بحقوقه م م ع مراعاة إعالن حال ة الطوارئ ،هذه الت ي إذا أعلن ت تتخل ى الدول ة ع ن
بعض ما التزمت به بشرط أن يتناسب هذا التخلي مع درجة التهديد الموجهة لدولة،
وعندما يزداد حجم هذه القالقل و االضطرابات والتوترات الداخلية التي تشكل نوعا
م ن أعمال العن ف ،ويتحول هذا العن ف ف ي أغل ب الحاالت إل ى نزاع مس لح داخل ي
تطبق عليه أحكام المادة الثالثة المشتركة في اتفاقيات جنيف األربعة لعام 1949التي
تفرض التزامات أس اسية تتشاب ه إل ى ح د بعي د م ع الحقوق غي ر القابل ة لالنتقاص
المعروف ة ف ي االتفاقيات األس اسية لحقوق اإلنس ان ،فإذا م ا تص اعد النزاع الداخل ي
المسلح بحيث وصل إلى وضع تسيطر فيه قوات نظامية (أو يأخذ وصفها) من كال
الطرفي ن عل ى قس م م ن األراض ي الوطني ة ،تطب ق آنذاك األحكام الواردة ف ي
ال بروتوكول اإلضاف ي الثان ي لعام 1977الملح ق باتفاقيات جني ف األربع ة لعام
.1949
بالموازاة مع اإلقرار بضرورة تطبيق القانون الدولي اإلنساني على النزاعات
المس لحة غي ر الدولي ة ،فإ ن هناك إقرار بتط بيق كاف ة أحكام وقواع د القانون
الدول ي اإلنس اني عل ى النزاعات المس لحة الدولي ة وحروب التحري ر الوطن ي،
م ن خالل تط بيق اتفاقيات جني ف األربع ة لعام 1949وال بروتوكول اإلضاف ي
األول لعام 1977الملحق بها.
وهن ا نس تطيع تص ور مدى تط بيق كال م ن القانوني ن بدء ا م ن الحال ة الطبيعي ة
لمجتمع الدولة مرورا بدرجة القالقل انتهاء إلى النزاع المسلح ،مما يدل على
وجود عالق ة تكاملي ة بي ن القانوني ن نزي د م ن توضي ح جوانبه ا المتعددة فيم ا
سيأتي شرحه من فقرات.
ب .محظورات مطلقة:
كم ا نعل م أ ن هناك عدد محدد م ن الحقوق أ و المحظورات المطلق ة الت ي تنطب ق عل ى ك ل
الظروف ،وآي ا كان ت حدة األزم ة أ و النزاع ،وتكتس ب هذه الحقوق – الت ي يشار إليه ا عل ى أنه ا
حقوق غي ر قابل ة لالنتقاص -ص فتها المطلق ة ف ي القانون الدول ي لحقوق اإلنس ان ،ولم ا كان
القانون الدولي اإلنساني ال يتضمن أي حكم بشأن االنتقاص ،فإن الحقوق و المحظورات تصح
عام ة م ن الناحي ة الفعلي ة ع ن طري ق إدراجه ا الص ريح ف ي اتفاقيات القانون الدول ي اإلنس اني،
وأوضح مثال على ذلك هو حظر التعذيب وحظر المعاملة غير اإلنسانية أو المهينة أو العقاب،
فهي حقوق غير قابلة لالنتقاص في أي الظروف كانت سلم أو حرب.
وفي هذا الصدد هناك مجال لمزيد من التنسيق بين القانونين بصياغة هذه المحظورات المطلقة،
فيمك ن للقانون الدول ي لحقوق اإلنس ان االعتماد عل ى ص ياغات أكث ر ص رامة وتحدي د مث ل تل ك
التي جاءت ف ي قائم ة المحظورات بالمادة الثالثة المشتركة في اتفاقيات جنيف ،أما ف ي القانون
الدول ي اإلنس اني فيكون المطل ب الرئيس ي ه و الن ص بص راحة ووضوح عل ى أ ن هذه الحقوق
والمحظورات المطلق ة تنطب ق عل ى جمي ع األشخاص وف ي جمي ع الظروف ،ولي س عل ى مجرد
األشخاص المتمتعي ن بالحماي ة ف ي ظ ل المعايي ر المعقدة الت ي تحدد األشخاص المحميي ن ،وف ي
ظل حقيقة صعوبة التمييز بين األشخاص المحميين واألشخاص غير المحميين ،نظرا لصعوبة
التي تكتنف التمييز بين المقاتلين وغير المقاتلين.
ج .الحق في الحياة:
رغ م وجود معايي ر متعارض ة بي ن القانوني ن ف ي حمايتهم ا للح ق ف ي الحياة ،إال أ ن هذا األم ر
يمكن معه إيجاد بدايات للتوفيق بين هذه المعايير في ضوء النقاط التالية:
.1لقد ذكرنا س ابقا حقيقة مؤداها أن الحق في الحياة ليس حقا مطلقا ف ي القانون الدولي لحقوق
اإلنسان ،حيث أنه يخضع للحق في استخدام القوة القاتلة في اإلعدامات القانونية أو الدفاع عن
النف س ،مم ا يقرب هذا المعيار م ع معيار اعتراف القانون الدول ي اإلنس اني بح ق المقات ل قت ل
المقاتل اآلخر.
.2ما قد يساعد أيضا من تضييق الهوة بين المعايير المتعارضة بين القانونين في هذه النقطة،
االفتراض الوارد في القانون الدولي لحقوق اإلنسان بأن الحرب ال يمكن في األصل أن تكون
مشروع ة ،وبي ن قبول القانون الدول ي اإلنس اني الحرب أ و النزاع المس لح كحقيق ة موضوعي ة
يجب معالجتها بصرف النظر عن أسبابها ،مما يترتب عليه اعتماد المحاربين عند ممارستهم
للقتل على معايير التهديد المباشر لحياتهم وليس على معيار النزاع بحد ذاته.
.3ما قد يساعد على إعادة صياغة مدمجة بين هذه المعايير المختلفة اعتبار المسئولين عن بدء
المعارك أو تخطيطها في أي الجانبين المتصارعين قد تصرفوا بصورة تخرق معايير حقوق
اإلنسان.
د .الحقوق السياسية:
إذا كانت مجمل الحقوق السياسية المنصوص عليها في القانون الدولي لحقوق
اإلنس ان مث ل حري ة التع بير ،وحري ة تكوي ن األحزاب ،وممارس ة االنتخابات
الديموقراطي ة ،ه ي حقوق قابل ة لالنتقاص م ن قب ل الدول ف ي ظروف معين ة،
فلي س هناك أ ي نص ا قانوني ا ف ي اتفاقيات جني ف يمن ع الحكومات أ و دول ة
االحتالل من تقيد حقوق سياسية من هذا النوع ،وهذا األمر يشير أنه لن تكون
هناك صعوبة في وضع مجموعة متناسقة من المعايير إعادة صياغة القانونين
في هذا المحال بصورة شبه مدمجة ،عبر تطوير وتحديد وتوحيد المعيار الذي
تقيم من خالل االنتقاصات في زمني الحرب والسلم.
ه .التحرك الحر واإلجباري:
مع اختالف النظرة في القانونين كما سبق وذكرنا في موضوع الحق في حرية التحرك ،إال أنه ال
يوجد هناك مشكلة كبرى في ضم هذه المعايير المختلفة معا في صياغة مدمجة استنادا إلى المبادئ
المتماثلة في القانونين ،وذلك بـ:
.1ضرورة توافر القانونين على نصا قانونيا يقضي بإقرار عام بالحق في حرية التحرك ،الذي ال
يجوز الحد منه ،إال على أسس محددة ،ومع توافر ضمانات قانونية مناسبة.
.2ضرورة تواف ر القانوني ن عل ى نص ا قانوني ا محك م الص ياغة يحظ ر بموجب ه التحرك اإلجباري أ و
نق ل الس كان ،الله م إال ف ي أضي ق الظروف ،وبشرط أ ن يكون هذا التحرك اإلجباري أ و النق ل أ و
جالء السكان من أجل توفير حماية مادية أفضل ألرواح المدنيين ،مع النص صراحة على حق
هؤالء في العودة بمجرد سماح الظروف بذلك.
.3وأفضل السبل عالوة على ما ذكر أعاله ،لتحقيق صياغة قانونية محكمة هو التقليل من إسراف
اتفاقيات جني ف م ن الن ص عل ى الضرورة الحربي ة كتحف ظ يس مح ب ه للقوات المتحارب ة والمحتل ة
الخروج ع ن هذه القواع د اإلنس انية ،ويكون ذل ك بتحدي د قانون ي دقي ق لمفهوم الضرورة الحربي ة
الملحة التي تكون دائما الذريعة لعمليات إجالء السكان.
أوج ه االلتقاء والتشاب ه بي ن القانون الدول ي اإلنس اني والقانون الدول ي لحقوق
ان: اإلنس
بعد العرض السابق ألوجه الخالف بين القانونين ،فإن وجودها ال يعني عدم وجود نقاط
التقاء أو قواسم مشتركة بينهما ،هذه األخيرة التي من شأنها تقوية الضوابط والخطوات
العريضة الالزمة إلزالة أي تعارض ظاهر بين القانونين من ناحية ،ومن ناحية أخرى
ترس يخ النس بية الثقافي ة ف ي مواجه ة الطاب ع المطل ق المزعوم لكال م ن القانون الدول ي
اإلنساني والقانون الدولي لحقوق اإلنسان ،وعليه تتمثل القواسم المشتركة بين القانونين
في كثير من المجاالت ،نتكلم عن أهمها تبعا:
أ .االلتقاء من حيث المصدر لكال منهما:
كم ا يرى األس تاذ الدكتور الفقي ه جان س .بكتي ه أ ن كال م ن القانون الدول ي اإلنس اني
والقانون الدول ي لحقوق اإلنس ان ،ق د نبع ا م ن مص در واح د ،فق د نشئ ا م ن الحاج ة إل ى
حماية الفرد ممن يريدون سحقه ،وعليه أدى هذا المفهوم أو المصدر الواحد إلى جهدين
متميزي ن وهم ا :الح د م ن شرور الحرب ،فكان القانون الدول ي اإلنس اني ،والدفاع ع ن
اإلنس ان وحقوق ه ض د العم ل التعس في ،فكان القانون الدول ي لحقوق اإلنس ان ،بع د أ ن
تطور هذان المجهدين على مر العصور في خطين متوازيين ومتكاملين
ب .االلتقاء من حيث بعض المبادئ المشتركة في كال منهما:
مما ال شك فيه أن القانون الدولي لحقوق اإلنسان ينطوي على قدر أكبر من المبادئ العامة لحماية اإلنسان،
بينما تتسم مبادئ القانون الدولي اإلنساني بطابع استثنائي خاص ،ألن هذا األخير يدخل حيز النفاذ عند البدء
في النزاع المسلح ،إال أن هذا القول ال يمنع من وجود مبادئ مشتركة بين كال منهما وتتمثل فيما يلي:
.1حصانة وحماية الذات البشرية.
.2منع التعذيب بشتى أنواعه.
.3احترام الشخصية القانونية لضحايا الحرب.
.4احترام الشرف والحقوق العائلية والمعتقد والتقاليد.
.5حماية وضمان الملكية الفردية.
.6عدم التمييز بصورة مطلقة ،فالخدمات الطبية تقدم للجميع دون فرق إال ما تفرضه األوضاع الصحية.
.7ضمان وتوفير األمان والطمأنينة.
.8حظر األعمال االنتقامية والعقوبات الجماعية واحتجاز الرهائن.
.9مراعاة الضمانات القضائية على مستوى اإلجراءات قبل التحقيق وبعده وعند المحاكمة ،وبمناسبة تنفيذ
األحكام.
.10ترسيخ الحماية الخاصة لكال من األطفال والنساء.
ج .االلتقاء من حيث الهدف والرسالة لكال منهما:
إذ من المسلم به تماما أن كال من القانونان يهدفان إلى تحقيق غرض وهدف مشترك ،وهو في
التحليل النهائي حماية اإلنسان واحترام كرامته ،وحماية الشعوب ،مع أن القانونين يستوحيان
أفكارهم ا م ن واقعتي ن ماديتي ن مختلفتي ن وهم ا الحرب والس لم ،لهذا ال يح ل القانون الدول ي
اإلنساني محل قانون حقوق اإلنسان في حالة النزاعات المسلحة ،وال يتوقف تطبيق كال منهما
ف ي هذه الحاالت ،وهذا م ا تأكدت ج ل المنظمات اإلنس انية ومنه ا منظم ة العف و الدولي ة تؤك د
تطبيق كال القانونين على األقاليم المحتلة من أجل حماية المدنيين فيها ،وعلى هذا األساس يتفق
كال من القانونين على األقاليم المحتلة من أجل حماية المدنيين فيها ،وعلى هذا األساس يتفق
كال م ن القانوني ن عل ى رس الة واحدة أال وه ي تأمي ن حدا أدن ى م ن الضمانات القانوني ة
واإلنسانية لجميع البشر في وقت السلم ووقت الحرب على حد سواء.
ويؤك د هذا المعن ى الدكتور أب و الخي ر أحم د عطي ة بأن ه إذا كان القانون الدول ي اإلنس اني ه و
عبارة ع ن مجموع ه القواع د القانوني ة العرفي ة والمكتوب ة الت ي تهدف إل ى حماي ة اإلنس ان ف ي
زمن النزاعات المسلحة ،وكان القانون الدولي لحقوق اإلنسان مجموعه القواعد القانونية التي
تس تهدف حماي ة حقوق اإلنس ان ف ي زم ن الس لم ،فان ه يترت ب عل ى ذل ك تراب ط هذي ن الفرعي ن
ترابط ا قوي ا وعميق ا ،ألنهم ا يشتركان مع ا ف ي االهتمام بص فه أس اسية بحماي ة الفرد االنس اني
وبالمحافظة على حياته وحرياته.
د .االلتقاء من حيث تمتع قواعد هما بالصبغة الدولية
يلتقي القانون الدولي اإلنساني مع القانون الدولي لحقوق اإلنسان بتمتع قواعد
هم ا بالص بغة الدولي ة ،ويرج ع هذا لواق ع قانون ي دول ي ص حيح يعط ي لكال
منهما وثائق دولية تعكس الذاتية الخاصة لكال منهما ،هذا الوثائق الدولية التي
انته ى المجتم ع الدول ي إل ى مناس بة س نها ،وذل ك رغب ة من ه ف ي إفراز هذي ن
القانوني ن بإعتبارهم ا فرعيي ن مس تقلين م ن فروع القانون الدول ي العام،
ومتكاملين في آن واحد.
ه .االلتقاء من حيث تمتع قواعدهما بالطبيعة اآلمرة:
من المؤكد قانونا وفقها أن بعض القواعد القانونية المكتوبة لهذين القانونين تتمتع بطابع
األم ر ولي س بطاب ع التقري ر ،هذا الطاب ع اآلم ر الذي ال يجوز الخروج عن ه أ و االتفاق
عل ى عكس ه ،هذه الص فة الت ي أكدت ف ي المادة 60م ن اتفاقي ة فيين ا لقانون المعاهدات،
حي ث منح ت الص فة اآلمرة لك ل القواع د المتعلق ة بحماي ة الفرد اإلنس اني الت ي وردت ف ي
االتفاقيات ذات الطابع اإلنساني ،هذا إلى جانب اتسام بعض من قواعد كال من القانونين
بالطاب ع العرف ي الدول ي الملزم ،الحتوائهم ا عل ى قواع د عرفي ة –بتواف ر ركنيه ا -جرت
الدول على تطبيقها حتى خارج نطاق أية رابطة تعاقدية.
فق د ع برت ع ن هذا االتجاه محكم ة العدل الدولي ة ف ي تاري خ 08يولي و 1991ع بر رأيه ا
االس تشاري بشأ ن مشروعي ة التهدي د باألس لحة النووي ة أ و اس تخدامها الفعل ي حال
اضطالعه ا برخص ة الدفاع الشرع ي الفردي أ و الجماع ي ،حي ث أكدت المحكم ة عل ى
طاب ع العرف ي التفاقي ة الهاي الرابع ة لعام 1907والالئح ة الملحق ة به ا واتفاقيات جني ف
األربعة لعام 1949وكذلك اتفاقية منع اإلبادة الجماعية لعام .1948
و .االلتقاء م ن حي ث جهود هيئ ة األم م المتحدة وأجهزته ا ف ي تطوي ر
وتطبيق كال منهما
إذ من المعلوم تماما أن منظمة األمم المتحدة ممثلة ببعض أجهزتها تعتبر بمثابة الحارس األمين
القائم بتطوير ومراقبة تط بيق القانون الدول ي لحقوق اإلنسان ع بر اآلليات الدولية التي تمتلكها
هذه المنظمة ،وذلك على أساس بديهي يتمثل في أن أغلب االتفاقيات الدولية لهذا القانون قد تم
ص ياغتها تح ت ظ ل ورعاي ة األم م المتحدة ،أ و عل ى أق ل تقدي ر ت م إقراره ا م ن الجمعي ة العام ة
لألمم المتحدة.
أال أن ه ومن ذ عام 1968تاري خ انعقاد مؤتم ر األم م المتحدة الدول ي األول لحقوق اإلنس ان ف ي
طهران ،هذا المؤتم ر الذي شك ل نقط ة تحول عل ى طري ق مشارك ة األم م المتحدة ف ي الجهود
الرامية لتطوير وإنماء القانون الدولي اإلنساني ،وجسد هذا التحول في توصيات المؤتمر األول
وخاصة تلك التوصية التي عبر فيها المؤتمر وباإلجماع عن تفهمه لنظرية النزاع المسلح ،بينما
طل ب م ن الجمعي ة العام ة أ ن تدعوا أمينه ا العام للقيام بع د التشاور م ع اللجن ة الدولي ة للص ليب
األحمر ،باسترعاء انتباه جميع الدول األعضاء في المنظمة إلى قواعد القانون الدولي اإلنساني،
وحث المؤتمر أيضا جميع الدول إلى ضرورة التصديق على االتفاقيات الدولية للقانون الدولي
اإلنساني.
واس تجابة لدعوة المؤتم ر الدول ي لحقوق اإلنس ان ،ولرغب ة اللجن ة الدولي ة للص ليب
األحم ر ،أص درت الجمعي ة العام ة ف ي 19ديس مبر 1968توص ية تح ت رق م 2444
( )23التي أكدت فيها ما جاء في توصية المؤتمر الدولي لحقوق اإلنسان في طهران.
وعل ى إث ر هذه التوص ية قدم الس كرتير العام ف ي الدورة الخامس ة والعشري ن لعام
،1969أول تقري ر ع ن حقوق اإلنس ان ف ي أوقات النزاعات المس لحة ،إل ى الجمعي ة
العامة ،هذه التي تمثل رد فعلها على هذا التقرير بأن طلبت من األمين العام أن يتابع
الموضوع ،وأ ن يول ي عناي ة خاص ة لحماي ة حقوق المدنيي ن والمقاتلي ن ف ي نضال
الشعوب من أجل التحرير من السيطرة االستعمارية األجنبية واالحتالل في سبيل نيل
.
حقها في تقرير المصير
وق د دعم ت األم م المتحدة القانون الدول ي اإلنس اني بعدد م ن االتفاقيات واإلعالنات
الدولي ة ،والقرارات الص ادرة ع ن الجمعي ة العام ة ومجل س األم ن ،س واء بمناس بة
نزاعات مس لحة قائم ة أ و تحس با لوقوع نزاعات مس لحة ف ي المس تقبل ،وم ن أه م
االتفاقيات ،اتفاقية منع جريم ة اإلبادة الجماعية والمعاقبة عليها التي أقرتها الجمعية
العامة عام .1948
إضافة إلى مجموعة من المعاهدات الدولية التي تحظر استعمال األسلحة النووية
والكيماوية و البكتويولوجية ،وتقيد استعمال أسلحة تقليدية معينة ،إضافة إلى اعتماد
الجمعية العامة اتفاقية عدم تقادم جرائم الحرب والجرائم المرتكبة ضد اإلنسانية.
وف ي خطوة غي ر مس بوقة ق د تدخ ل مجل س األم ن النزاعات المس لحة غي ر الدولي ة،
من خالل قراره رقم 808الصادر في 22فبراير 1993الذي اعتبر فيه الوضع في
يوغوس الفيا س ابقا يشك ل تهدي د الس لم واألم ن الدوليي ن ،وتأس يسا علي ه ت م إنشاء
محكمة جنائية دولية خاصة بيوغوسالفيا سابقا لمعاقبة مقترفي االنتهاكات الجسيمة
للقانون الدولي اإلنساني.
وكذل ك الشأ ن تدخ ل مجل س األم ن ع بر قراره رق م 995الص ادر ف ي 08نوفم بر
1994والقاضي بإنشاء محكمة جنائية دولية خاصة برواندا،مما يؤكد لنا المشاركة
الفعال ة ألجهزة األم م المتحدة ف ي معاقب ة الخارجي ن ع ن أحكام القانون الدول ي
اإلنساني رغم ما قيل عن تطاول مجلس األمن في هذا الشأن عن اختصاصه.
ي .رصد لبعض الشواهد الدولية التي تؤكد العالقة بين القانونين:
كثيرة هي الجهات الدولية التي أفرز عملها في عدت مناسبات شواهد قانونية وواقعية
ذات طابع دولي تؤكد بصورة واضحة ومستقرة الصلة المتكاملة بين القانونين ،وفيما
يلي نرصد بعضها:
- اعتبرت لجنة تقصي الحقائق التابعة لألمم المتحدة في السلفادور حكم اإلعدام الذي
نفذه الجي ش الس لفادورى ف ي ممرض ة ألق ي القب ض عليه ا بع د الهجوم عل ى مس تشفى
لجبهة الفارابوندومارتي للتحرير الوطني ،يمثل خرقا صارخا لكال من القانون الدولي
اإلنساني والقانون الدولي لحقوق اإلنسان،ففي القول المتقدم شاهدا على صالبة الصلة
بين القانون رقم ما قيل من بعض الباحثين بأنه خلط بين القانونين .
- أما المناسبة الثانية تمثلت في عقد معهد حقوق اإلنسان بلبنان مؤتمرا دوليا بالفترة
2و 3ديسمبر 1999بعنوان " القانون الدولي اإلنساني وحقوق اإلنسان :نحو مقاربة
متجددة" ،هذا المؤتمر الذي أجمعت المناقشات فيه على وثوق العالقة بين القانونين.
-وكان ت المناس بة الثالث ة ف ي س ان ريم و س نة 1994ف ي اجتماع المائدة المس تديرة
التاسع عشر بشأن المشكالت الراهنة للقانون الدولي اإلنساني ،حيث نصت الفقرة
24م ن اس تنتاجات المؤتم ر عل ى "..إن الجهود الرامي ة إل ى من ع الحرب ل ن تكل ل
بالنجاح إال إذا س اد االحترام الكام ل والتنفي ذ الفعل ي للقانون الدول ي لحقوق
اإلنسان ،والقانون الدولي اإلنساني والقانون الدولي لالجئين."..
- والمناسبة األخيرة هي صدور تقرير عام عن "منظمة مراقبة حقوق اإلنسان "
عن عالقة القانون الدولي اإلنساني بقانون حقوق اإلنسان بتاريخ 16أكتوبر 2001
في نيويورك ،وخلص هذا التقرير أنه ال يجوز للحكومات المشاركة في الحملة ضد
اإلرهاب الدولي استخدام طرق ووسائل غير محددة في خوض أي حرب ،انطالقا
من قواعد القانون الدولي اإلنساني (قانون الهاي) والقانون الدولي لحقوق اإلنسان.
هذه المناس بات أعاله تؤك د بص ورة ال تقب ل الش ك العالق ة التكاملي ة القوي ة بي ن
القانوني ن ،ولك ن ف ي األخي ر يبق ى الس ؤال المطروح :م ا ه ي اآلثار المترتب ة عل ى
االعتراف أ و التأكي د عل ى وجود عالق ة تكاملي ة بي ن القانوني ن؟ تتمث ل اآلثار
القانونية( الموضوعية منها واإلجرائية) فيما يلي باختصار:
إيجاد أرض خصبة لزراعة النسبية الثقافية ونموها في مواجهة الطابع المطلق لكال من القانونين. .1
مرونة تقديم حماية متكاملة لإلنسان في زمني الحرب والسلم. .2
إيجاد أساس مشترك بين القانونين يحدد ويسهل عملية انطباق كال منهما بصفة تكاملية. .3
س د أوج ه القص ور الت ي تقترن ببع ض القواع د الس ارية ف ي القانون الدول ي اإلنس اني ،وخص وصا .4
المادة الثالثة المشتركة في اتفاقيات جنيف ،التي تطبق على النزاعات المسلحة غير الدولية ،بتحديد
معايير الحد األدنى للمعاملة اإلنسانية بصورة دقيقة أبانها.
توسيع القانون الدولي اإلنساني للحقوق غير القابلة لالنتقاص في النزاعات المسلحة. .5
توسيع من مجال فرض المسؤولية الدولية عن انتهاكات حقوق اإلنسان زمن النزاعات المسلحة. .6
إزال ة التعارض بي ن القانوني ن م ن حي ث التط بيق يس هل عم ل م ن يقومون عل ى حف ظ الس الم وم ن .7
يفرضون ه وم ن يرص دون حقوق اإلنس ان عل ى الطبيع ة ،ألنه م س وف يعتمدون عل ى مجموع ة
متناسقة من قواعد القانونين.
تسهيل عملية اإلغاثة اإلنسانية والطبية وكل العمليات الدولية السلمية التي ترسم بناء على مفهوم .8
الحق في المس اعدة اإلنس انية ،م ع االحتفاظ بطابع التقاليد المميزة للجنة الدولية للصليب األحم ر،
والمنظمات اإلنسانية األخرى.
يمكن القول بأن العالقة بين القانون الدولي اإلنس اني والقانون الدولي لحقوق
اإلنسان من حيث الجوهر عالقة تكاملية مما يثبت صحة النظرية التكاملية في
هذا الشأن ،باعتبار القانونين مرتبطين على نحو وثيق وإن كانا منفصلين على
قدم المساواة.
ويؤدي هذا القول إل ى حماي ة متزايدة لإلنس ان ف ي ك ل الظروف ،ولك ن إلتمام
هذا األم ر يتطل ب جلوس خ براء كال م ن القانوني ن حول مائدة واحدة لدراس ة
السبل الممكنة لترقية هذه العالقة ،في ظل حقيقة مؤداها تزايد عدد النزاعات
المسلحة في عالمنا اليوم وما قد ينجر عنها من آالم عظام للبشرية جمعاء.