Professional Documents
Culture Documents
يُعرف الفساد اإلداري على أنه ظاهرة اجتماعية ذات آثار سلبية منتشرة بكثرة في جميع المجتمعات؛ وهي من األساليب
الخاطئة التي يتبعها بعض األفراد في المجتمع من أجل تحقيق مكاسب ومصالح شخصية على حساب اآلخرين وعلى هذا
يعتبر األمر خروج عن النظام والعرف السائد في المجتمع الذي يعيش فيه بعض األفراد الفاسدين» واستغالل للمناصب
الرفيعة ذات السلطة والسيادة في الحصول على ممتلكات وحقوق الغير سواء كان هذا االستغالل لصالح فرد أو لصالح
جماعة»ء لذا يجب أن نقف على أهم أسبابه .مظاهره في المجتمع واآلثار المترتبة على وجوده وانتشاره وطرق عالجه؛
وما هي اإلجراءات التي قامت بها التشريعات الدولية من أجل مكافحة الفساد وحماية حقوق اإلنسان .أسباب انتشار
الفساد اإلداري:
1أسباب بيئية داخلية( قانونية ) :يرجع االنحراف اإلداري إلى سوء صياغة القوانين واللوائح المنظمة للعمل وذلك نتيجة
الغموض مواد القوانين أو تضاربها في بعض األحيان؛ األمر الذي يعطي الموظف فرصة للتهرب من تنفيذ القانون أو
الذهاب إلى تفسيره بطريقته الخاصة التي قد تتعارض مع مصالح المواطنين .
2مستوى الجهل والتخلّف والبطالة وقلة الوعي الحضاري وضعف األجور والرواتب واختالف الدخل بين القطاعين
العام والخاص كلها تتناسب طرديا ً مع ظاهرة الفساد.
3أسباب اجتماعية :وتتمثل في التركيبة السكانية والوالء العائلي» مما يؤثر على انتشار "الواسطة" وهي تنتشر بكثرة في
مجتمعات البالد العربية وذلك الن الحياة االجتماعية تتقبلها وال تعتبرها فسادا بل يتم تقديم العون على استمرارية مثل هذا
النوع من اآلفات وإيجاد المبررات الشرعية لها.
_4ضعف الدور الرقابي على األعمال :يظهر الفساد في حالة ضعف الدور الرقابي وعدم القدرة على ممارسته؛ وعدم
تطبيق القانون باإلضافة إلى عدم تفعيل صالحيات األجهزة الرقابية على أعمال الجهاز التنفيذي ومحاسبة المخالفين
وضعف المسؤولية اإلدارية عن األعمال الموكلة لها أو المحاسبة عليهاء والتقصير الكبير في استخدام األساليب
التكنولوجية الحديثة في نظم الرقابة 5 .ضعف دور وسائل اإلعالم ومحدوديتها وعدم قدرتها على فضح الفساد وعدم
وجود الشفافية في بيئة العمل وعدم الحرص على المعلومة الصحيحة وكشفها.
1
1انهيار النسيج االجتماعي وإشاعة روح الكراهية بين طبقات وفئات المجتمع نتيجة عدم العدالة والمساواة وتكافؤ
الفرص .
2التأثير المباشر وغير المباشر لتداعيات الفساد االقتصادية والسياسية على استقرار األوضاع األمنية والسلم اإلجتماعي
باعتبار أن للفساد اإلداري أشاراً جمة متعلقة بالجانبين السياسي واالقتصادي .
1تفعيل القوانين المتعلقة بمكافحة الفساد على جميع المستويات .كقانون اإلفصاح عن الذمم المالية لذوي المناصب العليا
وقانون الكسب غير المشروع؛ وتشديد األحكام المتعلقة بمكافحة الرشوة والمحسوبية واستغالل الوظيفة العامة في قانون
العقوبات .
2رفع مستويات األجور ووضع حد أدنى لها حتى تتناسب مع ارتفاع تكاليف المعيشة ومتطلبات الحياة» حتى تغنيهم عن
اللجوء إلى األساليب المنحرفة» وترفع معنوياتهم» وتساعد على االستقرار وتجعلهم في موقع اجتماعي مقبول.
_3تنمية الدور الجماهيري في مكافحة الفساد من خالل برامج التوعية بهذه اآلفة ومخاطرها وتكلفتها الباهظة على
الوطن والمواطن .
_4قيام أجهزة الرقابة المركزية وأجهزة الرقابة الداخلية في الوزارات والمصالح الحكومية بالدور المطلوب منها وذلك
بالكشف عن مرتكبي أنماط الفساد اإلداري وتطبيق األنظمة واللوائح بحقهم بدقة وعدالة وعدم التساهل معهم وتقديمهم
للجهات المعنية بالتحقيق في هذه القضايا تمهيداً لمحاكمتهم ومن ثم معاقبتهم إذا ثبت الجرم بحقهم.
5إعطاء الحرية للصحافة وتمكينها من الوصول إلى المعلومات للقيام بدورهم في نشر المعلومات وعمل التحقيقات التي
تكشف عن قضايا الفساد ومرتكبيها وفق المسموح به دون تجاوز سقف الحرية المعمول به .
أن للفساد تأثير كبير على حقوق اإلنسان» فهو يقوضها وينتهكها ألنه يشكل عقبة تحول دون
التمتع بحقوق اإلنسان المدنية والسياسية واألجتماعية والثقافية وحقوقه في التنمية» ومن المؤكد أن
مسيرة اإلنسانية نحو تجسيد حقوق اإلنسان في الواقع العالمي الراهن لن تعطي أكلها تماما إال
بضمان تقريرها في التشريعات الوطنية» وصياغتها في قواعد قانونية داخلية» وخاصة في القواعد
2
القانونية الدستورية فذلك أكبر ضمانة وأقصر طريق لحماية حقوق اإلنسان إذ أن الوعي بقضية حقوق اإلنسان خلق نوعا ً
من األمل في القضاء على انتهاكاتها بل غيّر اعدة مفاهيم كانت مقياسا ً لتحديد موقع الدول وتصنيفها وأصبحت مصداقية
الدول تقاس بمدى احترامها لحقوق اإلنسان.
-وااللتزامات الدولية في مجال حماية هذا الحق تتمثل باالتي:
1االمتناع عن اتخاذ إجراءات من شأنها حرمان األفراد من التمتع بالحموق أو عدم قدرتها على تلبية تلك الحهوقء
وهذا النوع من االلتزام غالبا ً ما يرتبط مع الحقوق المدنية والسياسية مثل االمتناع عن ارتكاب التعذيب.
2اتخاذ تدابير لمنع انتهاكات حقوق اإلنسان من خالل:
أ منع انتهاكات حقوق األفراد من قبل الجهات الفاعلة في الدولة.
ب_ توفير سبل االنتصاف القانونية عند حدوث االنتهاكات من أجل منع المزيد من الحرمان.
_3اتخاذ تدابير تكفل ألي شخص تتخذ بشأنه إجراءات فيما يتعلق بأي جريمة معاملة منصفة في كل مراحل اإلجراءات
بما في ذلك التمتع بجميع الحقوق والضمانات التي ينص عليها القانون الداخلي مع مراعاة مبدأ حسن النية عند مصادرة
عائدات الجريمة أو إعادتها إلى بلدها األصلي» وأيضا تعويض من أصابهم ضرر نتيجة جرائم الفساد.
بالنسبة لتطور الحماية الدولية للحق في حماية المجتمع من الفساد فعد اعتمدت الجمعية العامة في دورتها ()٢٠ االتفاقية
الدولية للقضاء على التمييز العنصري بكافة أشكاله» أما بالنسبة لالتفاقية العربية لمكافحة الفساد لعام ٢٠١٠م الم فقد
نصت على هذا الحق بأن أكثر المشاكل التي يواجهها المجتمع الدولي في الوقت الحاضر هي مشاكل الفساد وحماية
التنمية» وقد أعطت اهتماما ً وأولوية في إطار األمم المتحدة والهيئات الدولية األخرى وكان الربط بين موضوع مكافحة
الفساد وحماية التنمية على الصعيد الدولي يبدو للوهلة األولى غير واضح .
توسعت حماية حقوق اإلنسان وأصبحت أجندة رئيسية ضمن جهود الهيئات اإلقليمية والدولية وكذلك السياسات الوطنية
وعبر كافة المستويات» إذ كانت آليات حماية حقوق اإلنسان من أبرز محددات األنظمة الديمقراطية وأن التقدم في هذا
الملف أو التخلف يعد معيار لقياس شرعية األنظمة السياسية.
3
تعريفه :هو منظومة من القواعد الدولية المصممة لحماية وتعزيز حقوق اإلنسان للجميع :وهذه الحقوق الطبيعية هي لبني
البشر كافة بصرف النظر عن جنسيتهم أو مكان إقامتهم؛ أو نوع جنسهم .أو أصلهم القومي أو العرقي؛ أو لونهم أو
ديانتهم؛ أو لغتهم» حقوق مترابطة ومتداخلة وغير قابلة للتجزئة» وغالبا ً ما ينص عليها ويكفلها القانون الذي يكون في
شكل معاهدات» والقانون الدولي العرفي؛ والمبادئ العامة والقانون غير الملزم» تنطوي حقوق اإلنسان على حقوق
والتزامات ,ويحدد القانون الدولي لحقوق اإلنسان التزامات الدول بالتصرف بطرق معينة أو باإلحجام عن اتخاذ إجراءات
معينة؛ وذلك من أجل تعزيز وحماية حقوق اإلنسان والحريات األساسية لألفراد والجماعات.
مصادر القانون الدولي لحقوق اإلنسان:
ينعكس القانون الدولي لحقوق اإلنسان في جملة صكوك منها اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان» وكذلك في عدد من
المعاهدات الدولية المتعلقة بحقوق اإلنسان وفي القانون الدولي العرفي» وبوجه فإن المعاهدات العالمية األساسية المتعلقة
بحقوق اإلنسان هي:
1العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية» والبروتوكول االختياري الملحق به.
2العهد الدولي الخاص بالحقوق السياسية والمدنية» و البروتوكوالن االختياريان الملحقان به.
3االتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري.
4اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة والبروتوكول االختياري الملحق بها.
5اتفاقية مناهضة التعذيب وغيرها من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو الالإنسانية» والبروتوكول االختياري
الملحق بها.
6اتفاقية حقوق الطفل و البروتوكوالن االختياريان الملحقان بها .وهناك مجموعة متزايدة من المعاهدات والبروتوكوالت
ذات المواضيع المحددة؛ فضالً عن المعاهدات اإلقليمية المختلفة المتعلقة بحماية حقوق اإلنسان والحريات األساسية
باإلضافة إلى القرارات التي اعتمدها الجمعية العامة» ومجلس األمن ومجلس حقوق اإلنسان؛ وسائر الصكوك القانونية
غير الملزمة تسهم في توضيح قواعد ومعايير حقوق اإلنسان وتحديد شكلها وتقديم التوجيه المبدئي بشأنها حتى وإن كانت
ال تتضمن تعهدات ملزمة قانونا ً في حد ذاتها باستثناء تلك القواعد والمعايير التي تشكل قواعد القانون العرفي الدولي .
وال يقتصر القانون الدولي لحقوق اإلنسان على الحقوق المشار إليها في المعاهدات؛ ولكنه يشمل أيضا ً الحقوق والحريات
التي أصبحت تشكل جزءاً من القانون الدولي العرفي الملزمة لجميع الدول؛ بما
1
فيها الدول التي ليست أطرافا ً في معاهدة بعينها والعديد من الحقوق الواردة في اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ينظر إليه
على هذا النحو على نطاق واسع.
وفي سياق تنفيذ االلتزامات في مجال حقوق اإلنسان تبدي هيئات معاهدات حقوق اإلنسان المنشأة بانتظام تعليقات عامة
تفسر وتوضح فحوى ونطاق قواعد ومبادئ والتزامات بعينها واردة في اتفاقيات حقوق اإلنسان ذات الصلة لرصد تنفيذ
معاهدات حقوق اإلنسان األساسية؛ مثل اللجنة المعنية بحقوق اإلنسان أو لجنة الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية.
كيف يحمي القانون الدولي حقوق اإلنسان؟
يتولى القانون الدولي لحقوق اإلنسان وضع التزامات تحتم على الدول أن تحافظ عليهاء وعندما تصبح الدول أطرافا ً في
معاهدات دولية» يراعى أنها تضطلع بالتزامات والواجبات في إطار القانون الدولي وتتصل باحترام وحماية وتطبيق
حقوق اإلنسان.
(وااللتزام باالحترام) يعني أنه يتعين على الدول أن تمتنع عن التدخل في حقوق اإلنسان أو تقليص التمتع بها( .أما
االلتزام بالحماية) فإنه يشترط على الدول أن تقي األفراد والجماعات من انتهاكات حقوق اإلنسان .و(االلتزام بالتطبيق)
يتضمن مطالبة الدول باتخاذ إجراءات إيجابية لتيسير التمتع بحقوق اإلنسان األساسية.
ومن خالل التصديق على معاهدات حقوق اإلنسان الدولية؛ تتعهد الحكومات بوضع تدابير وتشريعات محلية تتسم باالتفاق
مع التزاماتها وواجباتها التعاقدية؛ ومن ثم فإن النظام القانوني المحلي يوفر الحماية القانونية األساسية لحقوق اإلنسان
المكفولة في إطار القانون الدولي» وفي حالة إخفاق اإلجراءات القضائية في التصدي النتهاكات حقوق اإلنسان»؛ يالحظ
أن اآلليات واإلجراءات المتعلقة بالتظلمات الفردية متاحة على المستويين اإلقليمي والدولي من أجل المساعدة في القيام
على نحو حقيقي باحترام وتنفيذ وتطبيق معايير حقوق اإلنسان الدولية على الصعيد المحلي .أوجه التشابه واالختالف بين
القانون الدولي لحقوق اإلنسان والقانون الدولي اإلنساني( :مهم جداً)
قد يخلط البعض بين القانون الدولي اإلنساني وغيره من فروع القانون المشابهة وخاصة القانون الدولي لحقوق اإلنسان؛
ويستخدمها كمترادفات وقد يعتقد البعض أن القانون الدولي اإلنساني يتعلق بحقوق اإلنسان بصورة عامة بينما هو يتعلق
بحقوق اإلنسان وقت الحرب»ء لذا يجب بيان أوجه التشابه واالختالف للتميز بينهما:
2
إذا لم يوجد نص فيهما ينطبق على الحالة المعروضة .فإنه يتم اللجوء إلى القانون الدولي العام لسد ما قد يوجد من قصور
أو نقص ب_ أن كال القانونين يكون محور اهتمامها حماية اإلنسان في ذاته باعتباره إنسانا لذا يجب شموله بعين الرعاية
بصورة مجردة وبغض النظر عن جنسه أو دينه أو لغته أو عرقه .وأدى هذا التشابه والترابط بين القانونين إلى تبني
اتجاه يذهب إلى توحيد مسماها في قانون واحد هو القانون اإلنساني الذي يضم هذين الفرعين» ومن الممكن أن يندرج
تحت مظلة هذا القانون كافة األحكام القانونية الدولية» بل وحتى الوطنية التي تكفل احترام الفرد وتعزز ازدهاره وهذا
يؤكد مدى التداخل بين القانونين وأن كان يوجد بينهما بعض التمايز واالختالف .ويذهب الدكتور محمد طلعت الغنيمي
في الفقه العربي إلى تأييد رأي األستاذ جان بكتيه حيث أطلق
من جانبه مصطلح (القانون اإلنسانوي) لكي يعبر عن قانون حقوق اإلنسان والقانون اإلنساني» حيث يشير األول إلى
حقوق اإلنسان وقت السلم بينما يشير الثاني» إلى حقوق اإلنسان في وقت الحرب.
_2أوجه االختالف بين القانون الدولي اإلنساني وحقوق اإلنسان:
أ_ يختلف القانونان من حيث نطاق التطبيق و زمانه :من أهم ما يميز هذين القانونين أن نطاق وزمان تطبيقهما مختلفان
تماما ً حيث ينطبق األول( القانون الدولي اإلنساني ) في وقت الحرب أي أثناء نشوب نزاع مسلح دولي أو غير ذي طابع
دولي (داخلي) :.بينما ينطبق القانون الدولي لحقوق اإلنسان في زمن السلم كذلك يهدف األول إلى حماية فنات محددة
وهي المقاتلون العاجزون عن القتال» بينما يغطي القانون الدولي لحقوق اإلنسان كل طوائف بني اإلنسان.
ب _ يختلف مضمون حقوق اإلنسان في كال القانونين عن اآلخر :لكل قانون من القانونين المذكورين مضمون ومعنى
خاص في الحقوق األساسية لإلنسان» فمثالً يهدف القانون الدولي اإلنساني إلى حماية غير المقاتلين ممن ال يشتركون في
العمليات العسكرية وحماية المقاتلين العاجزين عن القتال أو ألقوا السالح كالجرحى والمرضى وأسرى الحرب بينما
يحمي القانون الدولي لحقوق اإلنسان الحقوق األساسية لإلنسان لكي يعيش بكرامة وحرية في مجتمعه بصرف النظر عن
حالة الحرب كحقه في الحياة والحرية والتعليم والصحة واألمن والفكر والرأي والعقيدة ...الخ .
ج _ لكل قانون من القانون اآلليات التنفيذية الخاصة به .والقانون الدولي اإلنساني له آليات ذات طابع جنائي يرخص
القانون الدولي اإلنساني سواء على الصعيد الوطني أو الصعيد الدولي اتخاذ إجراءات جنائية لتنفيذ أحكامه و للمحاكمة
عن المخالفات التي تمت في حقه بينما آليات القانون الدولي لحقوق اإلنسان تقتصر على اإلشراف ومراقبة احترام حقوق
اإلنسان وال سيما حقوق األهليات»؛ وإذا وجدت مخالفات عليها أن تقوم بعمل تقارير ورفعها إلى الجهات المختصة داخليا
أو دولياً.
3
د_ مخالفات القانون الدولي اإلنساني تعد جرائم دولية» أما مخالفات حقوق اإلنسان فتشكل انتهاكا ً لاللتزامات دولية فقط
.
ه_ لكل قانون من القانونين المصادر الخاصة به حيث يوجد أعراف واتفاقيات خاصة بكل قانون منهاء فالقانون الدولي
اإلنساني تحكمه قوانين وأعراف الحرب المستمرة عبر القرون وما تم تقنينه وابتداعه في االتفاقيات الدولية مثل اتفاقيات
الهاي لعام .1899؛ واتفاقيات جنيف لعامي .1929 , 1949بينما استطاع القانون الدولي لحقوق اإلنسان العثور على
مصادر خاصة به حيث تم إصدار العهود والمواثيق واالتفاقيات التي تحمي الحقوق األساسية لإلنسان مثل اإلعالن
العالمي لحقوق اإلنسان؛ والعهدين الدوليين للحقوق المدنية والسياسية» والحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية لعام
1966.
4
تعزز االعتراف الدولي المعاصر بحقوق اإلنسان عندما تجسدت عمليا المادة( )68من ميثاق األمم المتحدة بشكل فعلي
حيث أقرت الجمعية العامة لألمم المتحدة اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان في العاشر من كانون األول عام 1948والذي
مثل الخطوة األولى على طريق االهتمام الدولي الواضح واألكيد بحقوق اإلنسان» والذي جاء في مقدمته(أن اإلقرار
بالكرامة المتأصلة لكافة أعضاء األسرة اإلنسانية بحقوقهم المتساوية التي ال يمكن التصرف بها إنما يشكل األساس الذي
تقوم عليه الحرية والعدالة والسالم) .
وقد تضمن اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ثالثين مادة قانونية خاصة بحقوق اإلنسان وسنذكر منها عشرون مادة مما
تضمنه هذا اإلعالن وهي :
1يولد جميع الناس احراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق وهم قد وهبوا العقل والوجدان وعليهم ان يعاملوا بعضهم
بعضا ً بروح اإلخاء .
_2لكل انسان حق التمتع بجميع الحقوق والحريات المذكورة في هذا االعالن دونما تمييز بسبب العنصر أو اللون أو
الجنس أو اللغة أو الدين أو غير ذلك من المميزات.
3لكل شخص الحق في الحياة والحرية واألمان على شخصه .
4ال يجوز استرقاق أحد أو استعباده» ويحظر الرق واالتجار بالرقيق بجميع صوره .
5ال يجوز اخضاع أحد للتعذيب وال للمعاملة أو العقوبة القاسية أو الالإنسانية او الحاطة بالكرامة .
6لكل إنسان في كل مكان الحق بأن يعترف له بالشخصية القانونية .
7الناس جميعا ً سواسية أمام القانون وفي حمايته دونما تمييز .
8لكل شخص حق اللجوء إلى المحاكم الوطنية المختصة ألنصافه الفعلي عندما تنتهك حقوقه االساسية .
_9ال يجوز اعتقال أي إنسان أو حجزه أو نفيه تعسفا _10 .لكل إنسان حق المساواة التامة مع األخرين وفي أن تنظر
قضيته محكمة مستقلة ومحايدة نظرا منصفا وعلنياً _11 .كل شخص متهم بريئا إلى ان يثبت ارتكابه لها قانونا في
محكمة علنية مستقلة مع الضمانات الالزمة للدفاع عن نفسه .
12لكل شخص الحق في التنقل وفي اختيار محل إقامته داخل حدود الدولة .
13لكل فرد حق اللجوء في بلدان أخرى خالصا ً من االضطهاد شرط أن ال تكون جريمته غير سياسية او تناقض
مقاصد األمم المتحدة ومبادئها .
1
14لكل فرد حق التمتع بجنسية ما وال يجوز تعسفا حرمانه من جنسيته أو من حقه في تغيير جنسيته .
15للرجل والمرأة متى أدركا سن البلوغ» حق التزوج وتأسيس أسرة من دون أي قيد بسبب العرق او الجنسية او الدين
وهما متساويان في الحقوق لدى التزوج وخالل قيام الزواج ولدى انحالله .
_ 16لكل فرد حق التملك بمفرده او باالشتراك مع غيره وال يجوز تجريده من ملكه تعسفا .
_ 17لكل شخص الحق في حرية االشتراك في االجتماعات والجمعيات السلمية وال يجوز إرغامه على االنتماء إلى
جمعية ما .
_ 19لآلباء على سبيل األولوية» حق اختيار نوع التعليم الذي يعطى ألوالدهم .
_ 20لألمومة والطفولة حق في رعاية ومساعدة خاصتين ولجميع األطفال حق التمتع بذات الحماية االجتماعية سواء
ولدوا في أطار الزواج الشرعي أو خارج هذا اإلطار .
2
الحرية
تعد فكرة الحرية من أكثر المفاهيم غموضا ً وابهاما ً في الفقه القانوني والسياسي لذلك ظهرت لها عدة مسميات وعدة
مفاهيم للداللة عليها و اإلحاطة بمفهوم الحرية وجب التعرض تعريفها وأهميتها ولكي نتعرف على مدلول الحريات العامة
فالبد من التوقف عند مدلولها اللغوي؛ واالصطالحي الفلسفي» والقانوني؛ ومدلولها في اإلسالم؛ فضالً عن تمييزها عن
مصطلح الحق.
تعريف الحرية:
لغة:
1تعني كلمة الحرية في أصولها الداللية في اللغة العربية الطبيعة (هي األصل الذي ال يقبل زيفأء ويجب صونه في نقائه
وخالصه؛ األصل األصيل الجيد الثمين؛ وبالتالي يقال " الذهب الحر » وغيرها)» كما يقال االنسان الحر أما إشارة إلى
اخالقه الفاضلة ومنزلته الرفيعة أو إلى االنسان غير المستعبد» ومن هنا فالحرية هي مقدرة الفرد على القيام بأداء ما يريد
وما يشاء دون موانع تحد من إرادته خالفا ً للعبد).
2ورد في معجم لسان العرب أن كلمة الحر من كل شيء تعني أعتقه وأحسنه؛ والحريّة من األفعال» وهي الفعل
الحسناء ويُقال إنها الشيء الحر وهو كل شيء فاخر والحرية في اللغة تعني الخالص من العبوديّة فهو غير مُسترق وال
مملوك؛ وتأتي في مرتبة الشرف والطيب والجودة» ويُمكن تعريف اإلنسان الحرّ لغة على أ ّنه اإلنسان غير المقيد بأيّ قيد
ماديّ وغير المملوك وهو الخالص في إنسانيته التي ال يشوبها شيء أبداً.
تعريف الحرية في الفلسفة :تعددت تعريفات الحريّة في المجمع الفلسفَئ واجتمع العلماء باعتماد تعريف وهو بأنّ الحرية
هي خاصية يتمتع بها الشخص العاقل الحرية الخالية من القيود والقوانين والعمل بمحض اإلرادة دون ضغوطات خارجيّة
وهي قيمة معياريّة» إذ توضّح معالم العقل النظري وفيما يلي مفهوم الحريّة عند العديد من العلماء:
1
من أهم المصطلحات التي تتشابه وتتداخل مع الحرية مصطلح الحق األمر الذي يطرح تساؤالت كثيرة» هل هناك فرق
بينهما ؟ و إذا كان هناك فرق ما هو ؟ و إذا لم يكن فلماذا يتم غالبا الجمع بينهما ؟ الجواب :أن الفقه انقسم إلى رأيين
أحدهما يفرق بينهما واآلخر يجمع بينهما ففي الرأي األول أن نقاط االختالف بين حقوق اإلنسان والحريات العامة تكمن
في النقاط االتية :
2
_ 1أن حقوق األنسان طبيعية و لصيقة باإلنسان سواء اعترف بها او لم يعترف بها بينما الحرية هي ممارسة هذا الحق
بعد االعتراف به .
_ 2الحرية هي تمهيد للحق؛ أي هي أسبق ولن تصبح الحرية حق إال بممارستها ممارسة يطلبها القانون.
_ 3تضع الحرية جميع األفراد على قدم المساواة على خالف الحق الذي يجعلهما في مراكز متفاوتة فحرية التعاقد
مكفولة للجميع؛ لكن ال يتمتع كل الناس بنفس الحقوق عند ممارسة حرية التعاقد» حيث ينشئ حقوقا ً والتزامات بالنسبة
للطرفين تتفاوت بحسب كل عقد وبحسب مركز كل تعاقد.
4الحرية أوسع نطاق من الحق ألنها تثبت للجميع على قدم المساواة بوجهها اإليجابي والسلبي؛ بينما الحق له الوجه
اإليجابي فقط فضالً عن أن الناس ال يتمتعون بنفس الحقوق؛ كما ان الحريات تخضع في ممارستها لشروط اقل من
الشروط التي يقررها القانون لثبوت كل حق على حدة.
5ال نستطيع فهم فكرة الحق بدون فكرة الواجب التي ال تنفصل عنها فعندما نقول حقوق نعني بذلك الواجبات ايضاء فاذا
كانت الحريات العامة واجبات (التزامات) على عاتق الدولة فهي بالمقابل حقوق لألفراد.
يرى جانب كبير من الفقه أن الحق والحرية شيئان متالزمان وأن الحق هو اسمى تعبير عن حرية االنسان وكرامته؛
فالحريات العامة ليست سوى حقوق ذاتية تتصل مباشرة بكيان الشخص كفرد في المجتمع» ومن ثم فأن االعتراف بها
يعطي المجال للشخص الستعمالها كما يريد ولذلك ذهب بعضهم إلى تعريف حقوق االنسان بانها حرية من الحريات
العامة وأنها الحقوق المعترف بها والتي تعتبر أساس عند مستوى حضاري معين مما يجعل من الضروري حمايتها حماية
قانونية تضمن عدم التعرض لها.
3
_5تعمل الحرية على تشخيص حالة المجتمع» وترشده لتقديم حلول لل ّتحديات والمشكالت التي تواجهه أخالقيا وفكريا ً
واجتماعيا ً وثقافياً.
ُ _6ت ّ
عزز الحريّة من شخصية الفرد ومكانته» وتسه ٌم في نموّ المجتمع.
_8تعمل الحرية في بناء اإلنسان وتمنحُه عيشأ كريما ً وايضا ً فرصا ً لإلنتاجيّة واالبتكار.
9تعمل الحرية من تعزيز مكانة الحكام لدى شعوبهم؛ وتعمل على ازدهار األوطان وزيادة سعادة الشعوب.
_10تعمل الحريّة على ترسيخ األمن والسّالم في المجتمعات؛ حيث توفر األجواء التي تتمتع بالحرية مكانا فعاالً
للنقاشات المنطقية والهادئة» مما يزيد من التعبير السلمي لألراء والمعتقدات.
4
لقد واجهت الحريات العامة معوقات جوهرية اعاقت مصداقيتها وتطبيقاتهاء ويمكن ارجاع ذلك إلى:
_1اسباب اجتماعية :نقصد بها البنية االجتماعية السائدة خصوصا ً في المجتمعات الرأسمالية التي تتصف بالتفاوت
الطبقي بين الطبقة البرجوازية متمثلة بالقلة النسبية التي تمتلك وتحتكر رأس مال الشركات للطبقات الكبرى» والطبقات
األدنى وهي الفقيرة قياسا ً إلى األولى حيث تشعر هذه األخيرة بتبعيتها للطبقة المالكة للثروة على نقيض ذلك ما نراه في
تبني األحزاب االشتراكية والتي تبنت افكاراً مثل تجاوز الطبقية والفئوية وصراع الطبقات إلى أخرة وبالتالي نجد أن
الفرد وجد نفسه مقيدأ بالفكر السائد في المجتمع السيما في ظل عدم قبول الرأي المعارض او األفكار المخالفة التي عدت
في بعض االحيان ترقى إلى الجريمة التي يحاسب عليها الفرد وذات األمر بالتأكيد نالحظه في المجتمعات او الدول التي
كانت تتبنى نهجأ عنصريا ً يميز بين األفراد سواء على اساس اللون او العرق مما عطل لدى كثير من األفراد تمتعهم
بحرياتهم بالشكل المطلوب .
_2اسباب اقتصادية :بدءاً من الفقر يشكل تحديا لحريات األفراد تشكل على سبيل المثال عائقا ً امام تمتعه بحرية التعليم او
حتى العيش بكرامة وتجعل اولويات الفرد هو البحث عن مقومات العيش بالمرتبة األولى باعدأ ولو بشكل نسبي التطلع
إلى احالمه في المساواة السياسية مثألء فضالً عن ذلك فأن بيوت المال الكبرى والرأسمالية والشركات الكبرى المهيمنة
على الجزء األكبر من االقتصاد العالمي كانت وال زالت وإلى حد كبير تتحكم بالرأي العام من خالل إدارتها للمال
والصحف والمجالت والمحطات الفضائية إلى الخ . ....
_3اسباب تقنية :في ظل التخلف السيما في وسائل االتصال والنشر وندرتها أصبح حيز التعبير عن الرأي واألفكار
محدود الهامش فضالً عن كونه كان حكرأ على من يستطيع امتالكها وهم حتمأ النخبة ولم يكن اتجاه ذلك سهالً للجميع
األمر الذي حد إلى مدى بعيد من حرية التعبير مثالً وباتت ممارسات الحكومات القمعية ضد مواطنيها أمرأ من النادر
كشفه على األقل حال وقوعه او بعد مدة وجيزة نسبيأ بل احتكرت السلطات وهيمنت في كثير من الدول على وسائل
األعالم وباتت مغذية وعاكسة ألفكارها حتى تتشابه بآلية لغسل ادمغة شعوبها ونشر افكارها دون عبئها لمن يعارضهاء
بيد أن التطور الذي حصل في العقدين األخيرين في مجال تقنية االتصال والتواصل وتبادل المعلومات وانتشار مئات
المحطات الفضائية مع امكانية إبداء الرأي في ظل هذه األجواء أو التعبير عن فكر او موقف معين اتجاه حدث ما حتى
وان كان معارضا ً لتوجهات الدولة أمرأ متاح على الرغم من الشعور بإمكانية مراقبة ورصد كل ذلك.
1
ومن هنا لم يعد هذا العامل عائقا ً كما كان في السابق بل على العكس أصبح يمثل عامالً داعما ً للحريات العامة وفي
مقدمتها حرية التعبير والرأي والمعارضة؛ فضالً عن توثيق الممارسات القمعية التي تمارسها بعض الدول ضد مواطنيها
وتكوين رأي عام في الحد من تلك الممارسات .
القيود المفروضة على الحريات العامة في الحاالت غير االعتيادية (حالة الطوارئ) :نقصد بالظروف غير االعتيادية هنا
حالة عدم االستقرار التي تمر بها الدولة ألسباب معينة تقتضي من السلطة وعلى وفق ما محدد من صالحية في الدستور
او القوانين اتخاذ اجراءات محددة لتحقيق ضبط النظام والسلم االجتماعي والتي تقضي بفرض تلك السلطة لقيود محددة
بموجب القانون وبشكل مؤقت على الحريات العامة لجزء من مجتمع معين او كله هذه الحالة تسمى ب(حالة الطوارئ)
والتي يمكن أن تفرض نتيجة ألحد االسباب األتية:
ً
_1نتيجة ألعمال الشغب او وقوع أعمال ارهابية او التهديد بها داخليا وكل ما من شأنه ان يهدد أو يربك االستقرار
األمني داخل الدولة .
_2في حالة حصول عدوان خارجي أو دخول الدولة كطرف في حرب مع دولة أو دول أخرى.
_3الكوارث الطبيعية مثل الزالزل والبراكين والفيضانات الشديدة التي تؤدي إلى وقوع ضحايا بين البشر» وكذلك الحال
بالنسبة للكوارث الصحية التي تحصل نتيجة تفشي وباء بشكل سريع يصعب السيطرة عليه.
_4أي حالة طارئة تعتقد السلطات العامة انها ستؤثر على األمن والسلم االجتماعي والسياسي في الدولة ومن شأنها
تعرقل سير وتطبيق النظام العام وأن هذا االعتقاد بات في حكم المؤكد نتيجة لمعلومات دقيقة توفرت للسلطة .
وربما تضطر السلطات العامة في الدولة إلى فرض حالة الطوارئ بشكل جزئيء اي في المناطق التي يتهدد فيه النظام
العام ودون بقية اجزاء الدولة مثل حاالت الكوارث الطبيعية والصحية؛ بل ربما حتى في األجزاء التي تحصل فيها
اضطرابات أمنية داخلية دون غيرها سيما الدول ذات المساحات الكبيرة او الشاسعة والتي تتميز بقدر كبير من االستقرار
األمني والسياسي واالجتماعي .
الشروط القانونية إلعالن حالة الطوارئ :البد من أن يكون إعالن حالة الطوارئ مستندأ إلى احكام تشريع قانوني تتحدد
فيه العناصر األتية:
_1الجهة المخولة بموجب الدستور او القانون(رئيس الدولة» رئيس الوزراءء مجلس الوزراء» ...الخ) .
_2المدة التي تفرض فيها حالة الطوارئ على وفق ما وردت بشكل محدد في القانون .
_3امكانية تمديد مدة حالة الطوارئ لكل حالة والمدة المحددة لذلك .
_4إلية تجديد فرض حالة الطوارئ .
_5خضوع اجراءات حالة الطوارئ إلى سلطة رقابية محددة مثل السلطة التشريعية او السلطة القضائية .
2
عادة تتوسع سلطات الحكومة عند إعالن حالة الطوارئ لتتخذ أشكال غير معتادة لها في الحاالت الطبيعية منها:
أ تحويل السلطات او انتقالهاء إذا تحتل السلطة العسكرية مكان السلطة المدنية في ممارسة السلطات العامة للضبطء
فتزداد السلطة العسكرية على حساب السلطة المدنية .
ب_ توسيع سلطات الضبط االعتيادي» فتباشر السلطة القيام بإجراءات حادة من الحريات العامة كالقيام بالتفتيش نهارأ
وليل لبيوت المواطنين والتثبيت من صحة األوراق الثبوتية لحملها وتبعد االشخاص عن مكان سكناهم وتمنع القيام
بالتجمهر .
ت_ شمول اختصاص المحكمة العسكرية لألفراد المدنيين» فتنظر المحكمة العسكرية في قضايا تخص نشاطات
المدنيين» لذا فأن االجراءات تمتد لتشمل المدنيين في المالحقة والمتابعة للتصرفات واألعمال االعتيادية لها من خالل
المراقبة.
3