You are on page 1of 5

‫‪ ‬االسم‪ :‬مرٌم محمد مصطفى أبوزٌد‬

‫‪ ‬القسم‪ :‬اللغة اإلسبانٌة‬

‫‪ ‬الفرقة‪ :‬األولى‬

‫‪ ‬المادة‪ :‬قضاٌا مجتمعٌة‬

‫‪ ‬تحت إشراف‪ :‬دكتور إلهام بدر‬

‫‪1‬‬
‫ٌعد الفساد بأنواعه المختلفة ومنها الفساد اإلداري والمالً بما ٌتضمنه من تجاوز حدود النطاق‬
‫القانونً للسلطة وإساءة استخدامها من أخطر اآلفات التً الزمت الحٌاة اإلنسانٌة ‪ ،‬وٌعنً‬
‫الحالة التً تحدث نتٌجة االنحراف عن تأدٌة الواجبات الوظٌفٌة الرسمٌة بفعل تأثٌرات مادٌة أو‬
‫غٌر مادٌة ‪ ،‬اذ تتحول الوظٌفة من كونها تكلٌفا قانونٌا وأمانة وطنٌة مقدسة الى سلعة ٌتم‬
‫المتاجرة بها بٌعا وشراء بممارسة الفساد وتحقٌق مكاسب ذاتٌة أي إساءة استخدام السلطة‬
‫لتحقٌق مكاسب خاصة ‪ ،‬فهو ظاهرة من ظواهر السلوك اإلنسانً التً أقلقت أفراد المجتمعات‬
‫البشرٌة ‪ ،‬والتً اتفقت الشرابع السماوٌة والقوانٌن الوضعٌة على تجرٌمه مهما كانت أسبابه‬
‫وأشكاله ‪ .‬أن الفساد ظاهرة عالمٌة ال تخص دولة بذاتها بل تعرضت له كل المجتمعات وعلى‬
‫مختلف العصور فهو ظاهرة خطٌرة من ظواهر السلوك اإلنسانً التً أقلقت المجتمعات‬
‫البشرٌة والحكومٌة منذ أقدم العصور ألنه أصبح وباء ٌهدد هذه المجتمعات باالكتساح وعلى‬
‫نطاق واسع‪ ،‬بل هو آفة ذات جذور عمٌقة تأخذ إبعادا سٌاسٌة واقتصادٌة واجتماعٌة وتتداخل‬
‫فٌها عواملعدٌدة ‪ ،‬وٌظهر فً المجتمعات كافة ولكن بمستوٌات متباٌنة تختلف من مجتمع إلى‬
‫آخر‪ ،‬تبعا لدرجة الوعً الدٌنً واألخالقً ومدى االلتزام بالمبادئ والقٌم المجتمعٌة ودرجة‬
‫تطور المؤسساتالحكومٌة والقانونٌة ومنظمات المجتمع المدنً‪.‬‬

‫والفساد اإلداري والمالً ٌقوم على أساس االستعمال السٌا للسلطة تحقٌقا لمنافع خاصة على‬
‫حساب تطور المجتمع وتقدمه وٌشكل تهدٌدا للدٌمقراطٌة ولسٌادة القانون ومدخال للجرٌمة‬
‫واإلرهاب ‪ ،‬وبمعنى أخر هو الحالة التً ٌعمل فٌها الموظف بشكل مباشر او غٌر مباشر على‬
‫التأثٌر غٌر المشروع وغٌر القانونً على صاحب الحاجة بدفع ما ٌسمى هدٌة بشكل غٌر‬
‫قانونً من أجل أداء أو االمتناع عن أداء اإلجراءات الرسمٌة‪.‬‬

‫المعوق األكبر‬
‫َّ‬ ‫ولقد أٌقن العالم أجمع ووقر فً عقٌدته بأن آفة الفساد على إختالف مظاهرها ُتعد‬
‫والمقوض الربٌسً لكافة دعابم التنمٌة ‪ ،‬مما ٌجعل آثار الفساد ومخاطره‬
‫َّ‬ ‫لكافة محاوالت التقدم‪،‬‬
‫أشد فتكا وتأثٌرا من أي خلل آخر ‪ ،‬فإنه ال ٌقتصر دوره المخرب على بعض نواحً الحٌاة دون‬
‫البعض اآلخر ‪ ،‬بل ٌمتد إلى شتى نواحً الحٌاة االقتصادٌة واإلجتماعٌة والسٌاسٌة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫أوال‪ :‬أثرالفساد على األفراد‬

‫أوال‪ٌ ،‬مكن أن ٌؤثر الفساد فً األفراد (األثر السلبً على األفراد)‪ .‬كثٌرا ما تتعرض حقوق‬
‫الفرد المتأثر بالفساد النتهاك مباشر‪ .‬وٌمكن أن ُتنتهك طابفة عرٌضة من حقوق اإلنسان‪ ،‬بحسب‬
‫السٌاق الذي ٌقع فٌه الفساد‪ .‬وكثٌرا ما ٌؤدي الفساد إلى التمٌٌز على صعٌد الحصول على‬
‫الخدمات العامة‪ .‬وٌمكن أٌضا أن ٌكون التأثٌر على األفراد ناتجا عن أثر غٌر مباشر للفساد‪.‬‬
‫فعلى سبٌل المثال‪ ،‬إذا سمحت السلطات العامة على نحو غٌر قانونً بإزالة الغابات فً مقابل‬
‫الحصول على رشوة‪ ،‬فإن حق األشخاص المقٌمٌن فً المنطقة المعنٌة فً الغذاء وفً المسكن‬
‫وفً الصحة قد ٌنتهك‪.‬‬

‫ثانٌا‪ ،‬قد ٌؤثر الفساد فً مجموعات معٌّنة من األفراد الذٌن ٌمكن تحدٌدهم (األثر السلبً‬
‫الجماعً)‪ .‬وتشمل هذه الفبة آثار الفساد التً ال تؤثر فً األفراد فقط‪ ،‬بل توثر أٌضا فً‬
‫مجموعات من األفراد‪ .‬فعلى سبٌل المثال‪ٌ ،‬مكن أن ٌؤدي الفساد إلى استبعاد الفقراء من‬
‫الحصول على السلع والخدمات التً توفرها اإلدارة‪ ،‬أو من إمكانٌة اللجوء إلى القضاء‪.‬‬
‫وبالعودة إلى المثال المذكور آنفا‪ ،‬فإن إزالة الغابات بشكل غٌر قانونً قد ٌؤثر فً أقلٌات إثنٌة‬
‫معٌنة أو سكان أصلٌٌن ٌعٌشون فً المناطق المعنٌة‪ .‬وٌمكن استنتاج أن المجموعات الضعٌفة‪،‬‬
‫مثل النساء أو األطفال أو األشخاص ذوي اإلعاقة والمسنٌن والفقراء والسكان األصلٌٌن‬
‫واألشخاص المنتمٌن إلى أقلٌات‪ ،‬تتأثر بالفساد تأثرا شدٌدا‪ .‬وٌصدق ذلك بشكل خاص فً مجال‬
‫الحصول على الخدمات العامة وخدمات الرعاٌة االجتماعٌة‪ ،‬التً تكتسً عادة أهمٌة كبٌرة‬
‫للغاٌة بالنسبة لألشخاص المنتمٌن إلى المجموعات المذكورة آنفا‪ .‬وفً البٌان االفتتاحً الذي‬
‫أدلت به مفوضة األمم المتحدة السامٌة لحقوق اإلنسان سابقا‪ ،‬فً ‪ 13‬آذار‪/‬مارس ‪ 2113‬أثناء‬
‫حلقة نقاش التً عقدها مجلس حقوق اإلنسان بشأن آثار الفساد السلبٌة على التمتع بحقوق‬
‫اإلنسان‪ ،‬أشارت المفوضة السامٌة السابقة‪ ،‬فً سٌاق االستشهاد باألثر السلبً للفساد على التمتع‬
‫بحقوق اإلنسان‪ ،‬إلى ما تشهده المجموعات الضعٌفة من تقوٌض لفرص لجوبها إلى العدالة‪.‬‬
‫والفساد أحٌانا لٌس سوى عنصر من عناصر انتهاك حقوق اإلنسان أو عامل ٌفاقم االنتهاك‬
‫القابم بالفعل لحقوق اإلنسان الخاصة بمجموعات معٌنة‪ .‬ومن ذلك على سبٌل المثال‪ ،‬إذا كان‬
‫حق المجموعات الضعٌفة فً التعلٌم منتهكا بالفعل بسبب شروط الوصول التمٌٌزٌة‪ ،‬فإن سعً‬
‫مسؤول للحصول على رشوة ٌفاقم من انتهاك حقوق اإلنسان‪ .‬وثمة مثال آخر هو أن األشخاص‬
‫مسلوبً الحرٌة الذٌن ٌمكن ٌقعوا ضحاٌا الفساد‪ ،‬قد ٌقعون فً الوقت نفسه ضحاٌا المعاملة‬
‫الالإنسانٌة أو المهٌنة‪.‬‬

‫ثالثا‪ٌ ،‬مكن أن ٌؤثر الفساد فً المجتمع بشكل عام (األثر السلبً العام)‪ .‬وٌعنً ذلك أنه‪ ،‬إضافة‬
‫إلى أثر الفساد على األفراد أو المجموعات‪ ،‬ثمة أثر سلبً أٌضا على المجتمع بشكل عام‪ ،‬سواء‬
‫كان ذلك على المستوى الوطنً أو الدولً‪ .‬وثمة جانبان ٌترددان بكثرة فً المناقشات التً‬
‫تتناول أثر الفساد السلبً على حقوق اإلنسان‪ .‬وٌتعلق الجانب األول بالموارد المالٌة‬
‫واالقتصادٌة التً تتأثر بالفساد‪ .‬فالممارسات الفاسدة تصرف األموال عن التنمٌة وهو ما ٌعنً‬
‫إعادة تخصٌص األموال ومن ثم إمكانٌة إعاقة إنفاذ حقوق اإلنسان بفعالٌة‪ ،‬وخاصة بالنسبة إلى‬
‫األشخاص المستضعفٌن‪ .‬وٌتسبب الفساد فً تقلٌص الموارد المتاحة إلعمال الحقوق االقتصادٌة‬

‫‪3‬‬
‫واالجتماعٌة والثقافٌة تدرٌجٌا (وبالتالً تقوٌض التزامات الدول بموجب المادة ‪ 2‬من العهد‬
‫الدولً الخاص بالحقوق االقتصادٌة واالجتماعٌة والثقافٌة)‪ .‬أما الجانب الثانً فٌتعلق بتحقٌق‬
‫الدٌمقراطٌة وإنفاذ سٌادة القانون‪ .‬فاستشراء الفساد فً دوابر سلطات الدولة ٌقوِّ ض ثقة الناس فً‬
‫الحكومة‪ ،‬ومن ثم فً النظام الدٌمقراطً وسٌادة القانون‪.‬‬

‫وللفساد آثار سلبٌة على تمتع جمٌع الذٌن ٌؤثر فٌهم هذا الفساد بما لهم من حقوق اإلنسان‪ .‬على‬
‫أن آثاره السلبٌة على تمتع األشخاص الضعفاء بحقوقهم اإلنسانٌة مضاعفة‪ .‬فاألشخاص المنتمون‬
‫إلى أقلٌات والسكان األصلٌون والعمال المهاجرون واألشخاص ذوو اإلعاقة والالجبون‬
‫والسجناء والنساء واألطفال والذٌن ٌعٌشون فً فقر هم أول من ٌعانً من آثار الفساد فً كثٌر‬
‫من األحٌان‪ .‬وفً ذلك تشدٌد على واجب كل دولة حماٌة حقوق اإلنسان للسكان المنتمٌن إلى‬
‫هذه الفبات من أجل منع أي انتهاك لحقوق اإلنسان بسبب الفساد‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أثرالفساد على المؤسسات‬

‫‪- 1‬مخالفة حكم اهللا عز و جل و سنة نبٌه محمد صل اهللا علٌه و سلم و إلحاق الضرر‬
‫بالمصالح العامة وأكل أموال الناس بالباطل‪ ،‬وما ٌنتج عنها من هالك لألمم و المجتمعات و هً‬
‫أعظم و أبرز اآلثار فقد نهى اهللا و رسوله عن ذلك لقوله تعالى‪ " :‬وال تأكلوا أموالكم بٌنكم‬
‫بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فرٌقا من أموال الناس باإلثم و أنتم تعلمون "‪ .‬كما حذر اهللا‬
‫سبحانه و تعالى من عواقب هذه الممارسات فقال فً كتابه العزٌز‪ ":‬وتلك القرى أهلكناهم لما‬
‫ظلموا و جعلنا لمهلكهم موعدا "‪ .‬و قوله صلى اهللا علٌه و سلم‪":‬من ولً من أمر المسلمٌن شٌبا‬
‫فولى رجال و هو ٌجد من هو أصلح للمسلمٌن منه فقد خان اهللا و رسوله"‬

‫‪- 2‬تؤدي ظاهرة الفساد إلى تردي نظم التعلٌم و هجرة الكفاءات العلمٌة نتٌجة تهمٌشها إضافة‬
‫إلى إمكانٌة تعرض البالد للخرق الخارجً للسٌادة حٌث تعتبر ظاهرة هجرة الكفاءات العلمٌة‬
‫(هجرة األدمغة) من أكثر الظواهر المنتشرة فً الدول النامٌة‪.‬‬

‫‪- 3‬عدم الرشد فً اتخاذ القرارات التً بدل أن تهدف إلى تحقٌق رفاهٌة المواطنٌن فإنها تتخذ‬
‫على أساس تحقٌق مكاسب المسبولٌن هذا ما ٌؤدي إلى فقدان النظام السٌاسً للشرعٌة إضافة‬
‫إلى انعدام الثقة بٌن المواطن و إدارته مما ٌنتج عنه عزوف المواطنٌن عن المشاركات‬
‫االنتخابٌة واالنخراط فً المنظمات والجمعٌات‪.‬‬

‫‪ٌ- 4‬قلل الفساد من نوعٌة المرافق العامة و كفاءتها على أساس أنّ الصفقات ستمنح لمن ٌدفع‬
‫الرشوة بغض النظر عن نوعٌة و كفاءة مؤسسته‪.‬‬

‫‪ٌ - 5‬شوه الفساد تركٌب النفقات العامة حٌث ٌمٌل المسبولون لإلنفاق على المشروعات الكبٌرة‬
‫التً تخلق فرصا أكبر من خالل الرشوة بدال من اإلنفاق على الكتب و التعلٌم والصحة العامة‪.‬‬

‫‪ٌ - 6‬زٌد الفساد من الفقر وعدم العدالة االجتماعٌة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ٌ - 7‬شوه الفساد األسواق و تخصٌص الموارد نتٌجة لعدم ممارسة الحكومة ألنشطتها الرقابٌة‬
‫بصورة جٌدة على البنوك والمستشفٌات وغٌرها‪.‬‬
‫‪ٌ - 8‬قلل من اإلٌرادات العامة وٌزٌد من النفقات العامة‪.‬‬

‫‪ٌ–9‬ؤثر الفساد اإلداري فً قلب المفاهٌم بحٌث ٌجعلها متطابقة مع تحقٌق المصلحة الخاصة‬
‫بغض النظر عن مدى شرعٌتها أو مطابقتهاللقانون‪.‬وبالتالً تنتشر ثقافة الفساد وتجعل منه وكأنه‬
‫أمر حتمً ال مفر منه وهذا ما ٌهدد عملٌتً اإلصالح والتغٌٌر وتجعل منهما شعارات للتداول ال‬
‫أكثر والأقل‪.‬‬

‫‪ٌ–11‬عتبر من أهم معوقات الدٌمقراطٌة ألنه ٌخرب عملٌة االنتخابات الدٌمقراطٌة وإدارة‬
‫الحكومة وإنفاذ القوانٌن فٌؤدي إلى إحساس المواطنٌن بعدم الثقة فً الجهاز اإلداري‬
‫للدول‪،‬ونتٌجة الظلم الممارس علٌهم من طرف رجال اإلدارة فإنه تتكون لدٌهم مٌول عدابٌة‬
‫اتجاه الموظفٌن العاملٌن بهذا الجهاز اإلداري‪.‬‬

‫‪-11‬انهٌار المبادئ والقٌم األخالقٌة وانتشار مظاهر النفاق االجتماعً وذلك عن طرٌق قٌام‬
‫بعض المسبولٌن بأعمال فاسدة مع مناداتهم بضرورة احترام القانون وأخالقٌات الوظٌفة‪.‬‬

‫‪ٌ-12‬ؤدي إلى زٌادة التكالٌف اإلدارٌة كما ٌخلق مستوى أخر للسلطة موازٌا للمستوى الرسمً‬
‫مما ٌنعكس سلبا على أداء السلطة الرسمٌة‪.‬‬

‫‪-13‬تبذٌر المال العام ٌثٌر قالقل اجتماعٌة وٌفتح الحوار السٌاسً على موضوعات تصرف‬
‫النظر عن موضوعات التنمٌة وأولوٌات اإلصالح‪.‬‬

‫‪-14‬التقلٌل من ثقة المستثمر الوطنً وحتى المستثمر األجنبً‪.‬‬

‫‪- -15‬فساد األخالق والسلوك ٌؤدي إلى فساد شامل فً مختلف فروع الحٌاة االجتماعٌة بالرغم‬
‫ما لألخالق من دور فً تكوٌن المجتمعات وازدهارها و المحافظة على استقرارها‪.‬‬

‫‪5‬‬

You might also like