Professional Documents
Culture Documents
الفرقة :األولى
1
ٌعد الفساد بأنواعه المختلفة ومنها الفساد اإلداري والمالً بما ٌتضمنه من تجاوز حدود النطاق
القانونً للسلطة وإساءة استخدامها من أخطر اآلفات التً الزمت الحٌاة اإلنسانٌة ،وٌعنً
الحالة التً تحدث نتٌجة االنحراف عن تأدٌة الواجبات الوظٌفٌة الرسمٌة بفعل تأثٌرات مادٌة أو
غٌر مادٌة ،اذ تتحول الوظٌفة من كونها تكلٌفا قانونٌا وأمانة وطنٌة مقدسة الى سلعة ٌتم
المتاجرة بها بٌعا وشراء بممارسة الفساد وتحقٌق مكاسب ذاتٌة أي إساءة استخدام السلطة
لتحقٌق مكاسب خاصة ،فهو ظاهرة من ظواهر السلوك اإلنسانً التً أقلقت أفراد المجتمعات
البشرٌة ،والتً اتفقت الشرابع السماوٌة والقوانٌن الوضعٌة على تجرٌمه مهما كانت أسبابه
وأشكاله .أن الفساد ظاهرة عالمٌة ال تخص دولة بذاتها بل تعرضت له كل المجتمعات وعلى
مختلف العصور فهو ظاهرة خطٌرة من ظواهر السلوك اإلنسانً التً أقلقت المجتمعات
البشرٌة والحكومٌة منذ أقدم العصور ألنه أصبح وباء ٌهدد هذه المجتمعات باالكتساح وعلى
نطاق واسع ،بل هو آفة ذات جذور عمٌقة تأخذ إبعادا سٌاسٌة واقتصادٌة واجتماعٌة وتتداخل
فٌها عواملعدٌدة ،وٌظهر فً المجتمعات كافة ولكن بمستوٌات متباٌنة تختلف من مجتمع إلى
آخر ،تبعا لدرجة الوعً الدٌنً واألخالقً ومدى االلتزام بالمبادئ والقٌم المجتمعٌة ودرجة
تطور المؤسساتالحكومٌة والقانونٌة ومنظمات المجتمع المدنً.
والفساد اإلداري والمالً ٌقوم على أساس االستعمال السٌا للسلطة تحقٌقا لمنافع خاصة على
حساب تطور المجتمع وتقدمه وٌشكل تهدٌدا للدٌمقراطٌة ولسٌادة القانون ومدخال للجرٌمة
واإلرهاب ،وبمعنى أخر هو الحالة التً ٌعمل فٌها الموظف بشكل مباشر او غٌر مباشر على
التأثٌر غٌر المشروع وغٌر القانونً على صاحب الحاجة بدفع ما ٌسمى هدٌة بشكل غٌر
قانونً من أجل أداء أو االمتناع عن أداء اإلجراءات الرسمٌة.
المعوق األكبر
َّ ولقد أٌقن العالم أجمع ووقر فً عقٌدته بأن آفة الفساد على إختالف مظاهرها ُتعد
والمقوض الربٌسً لكافة دعابم التنمٌة ،مما ٌجعل آثار الفساد ومخاطره
َّ لكافة محاوالت التقدم،
أشد فتكا وتأثٌرا من أي خلل آخر ،فإنه ال ٌقتصر دوره المخرب على بعض نواحً الحٌاة دون
البعض اآلخر ،بل ٌمتد إلى شتى نواحً الحٌاة االقتصادٌة واإلجتماعٌة والسٌاسٌة.
2
أوال :أثرالفساد على األفراد
أوالٌ ،مكن أن ٌؤثر الفساد فً األفراد (األثر السلبً على األفراد) .كثٌرا ما تتعرض حقوق
الفرد المتأثر بالفساد النتهاك مباشر .وٌمكن أن ُتنتهك طابفة عرٌضة من حقوق اإلنسان ،بحسب
السٌاق الذي ٌقع فٌه الفساد .وكثٌرا ما ٌؤدي الفساد إلى التمٌٌز على صعٌد الحصول على
الخدمات العامة .وٌمكن أٌضا أن ٌكون التأثٌر على األفراد ناتجا عن أثر غٌر مباشر للفساد.
فعلى سبٌل المثال ،إذا سمحت السلطات العامة على نحو غٌر قانونً بإزالة الغابات فً مقابل
الحصول على رشوة ،فإن حق األشخاص المقٌمٌن فً المنطقة المعنٌة فً الغذاء وفً المسكن
وفً الصحة قد ٌنتهك.
ثانٌا ،قد ٌؤثر الفساد فً مجموعات معٌّنة من األفراد الذٌن ٌمكن تحدٌدهم (األثر السلبً
الجماعً) .وتشمل هذه الفبة آثار الفساد التً ال تؤثر فً األفراد فقط ،بل توثر أٌضا فً
مجموعات من األفراد .فعلى سبٌل المثالٌ ،مكن أن ٌؤدي الفساد إلى استبعاد الفقراء من
الحصول على السلع والخدمات التً توفرها اإلدارة ،أو من إمكانٌة اللجوء إلى القضاء.
وبالعودة إلى المثال المذكور آنفا ،فإن إزالة الغابات بشكل غٌر قانونً قد ٌؤثر فً أقلٌات إثنٌة
معٌنة أو سكان أصلٌٌن ٌعٌشون فً المناطق المعنٌة .وٌمكن استنتاج أن المجموعات الضعٌفة،
مثل النساء أو األطفال أو األشخاص ذوي اإلعاقة والمسنٌن والفقراء والسكان األصلٌٌن
واألشخاص المنتمٌن إلى أقلٌات ،تتأثر بالفساد تأثرا شدٌدا .وٌصدق ذلك بشكل خاص فً مجال
الحصول على الخدمات العامة وخدمات الرعاٌة االجتماعٌة ،التً تكتسً عادة أهمٌة كبٌرة
للغاٌة بالنسبة لألشخاص المنتمٌن إلى المجموعات المذكورة آنفا .وفً البٌان االفتتاحً الذي
أدلت به مفوضة األمم المتحدة السامٌة لحقوق اإلنسان سابقا ،فً 13آذار/مارس 2113أثناء
حلقة نقاش التً عقدها مجلس حقوق اإلنسان بشأن آثار الفساد السلبٌة على التمتع بحقوق
اإلنسان ،أشارت المفوضة السامٌة السابقة ،فً سٌاق االستشهاد باألثر السلبً للفساد على التمتع
بحقوق اإلنسان ،إلى ما تشهده المجموعات الضعٌفة من تقوٌض لفرص لجوبها إلى العدالة.
والفساد أحٌانا لٌس سوى عنصر من عناصر انتهاك حقوق اإلنسان أو عامل ٌفاقم االنتهاك
القابم بالفعل لحقوق اإلنسان الخاصة بمجموعات معٌنة .ومن ذلك على سبٌل المثال ،إذا كان
حق المجموعات الضعٌفة فً التعلٌم منتهكا بالفعل بسبب شروط الوصول التمٌٌزٌة ،فإن سعً
مسؤول للحصول على رشوة ٌفاقم من انتهاك حقوق اإلنسان .وثمة مثال آخر هو أن األشخاص
مسلوبً الحرٌة الذٌن ٌمكن ٌقعوا ضحاٌا الفساد ،قد ٌقعون فً الوقت نفسه ضحاٌا المعاملة
الالإنسانٌة أو المهٌنة.
ثالثاٌ ،مكن أن ٌؤثر الفساد فً المجتمع بشكل عام (األثر السلبً العام) .وٌعنً ذلك أنه ،إضافة
إلى أثر الفساد على األفراد أو المجموعات ،ثمة أثر سلبً أٌضا على المجتمع بشكل عام ،سواء
كان ذلك على المستوى الوطنً أو الدولً .وثمة جانبان ٌترددان بكثرة فً المناقشات التً
تتناول أثر الفساد السلبً على حقوق اإلنسان .وٌتعلق الجانب األول بالموارد المالٌة
واالقتصادٌة التً تتأثر بالفساد .فالممارسات الفاسدة تصرف األموال عن التنمٌة وهو ما ٌعنً
إعادة تخصٌص األموال ومن ثم إمكانٌة إعاقة إنفاذ حقوق اإلنسان بفعالٌة ،وخاصة بالنسبة إلى
األشخاص المستضعفٌن .وٌتسبب الفساد فً تقلٌص الموارد المتاحة إلعمال الحقوق االقتصادٌة
3
واالجتماعٌة والثقافٌة تدرٌجٌا (وبالتالً تقوٌض التزامات الدول بموجب المادة 2من العهد
الدولً الخاص بالحقوق االقتصادٌة واالجتماعٌة والثقافٌة) .أما الجانب الثانً فٌتعلق بتحقٌق
الدٌمقراطٌة وإنفاذ سٌادة القانون .فاستشراء الفساد فً دوابر سلطات الدولة ٌقوِّ ض ثقة الناس فً
الحكومة ،ومن ثم فً النظام الدٌمقراطً وسٌادة القانون.
وللفساد آثار سلبٌة على تمتع جمٌع الذٌن ٌؤثر فٌهم هذا الفساد بما لهم من حقوق اإلنسان .على
أن آثاره السلبٌة على تمتع األشخاص الضعفاء بحقوقهم اإلنسانٌة مضاعفة .فاألشخاص المنتمون
إلى أقلٌات والسكان األصلٌون والعمال المهاجرون واألشخاص ذوو اإلعاقة والالجبون
والسجناء والنساء واألطفال والذٌن ٌعٌشون فً فقر هم أول من ٌعانً من آثار الفساد فً كثٌر
من األحٌان .وفً ذلك تشدٌد على واجب كل دولة حماٌة حقوق اإلنسان للسكان المنتمٌن إلى
هذه الفبات من أجل منع أي انتهاك لحقوق اإلنسان بسبب الفساد.
- 1مخالفة حكم اهللا عز و جل و سنة نبٌه محمد صل اهللا علٌه و سلم و إلحاق الضرر
بالمصالح العامة وأكل أموال الناس بالباطل ،وما ٌنتج عنها من هالك لألمم و المجتمعات و هً
أعظم و أبرز اآلثار فقد نهى اهللا و رسوله عن ذلك لقوله تعالى " :وال تأكلوا أموالكم بٌنكم
بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فرٌقا من أموال الناس باإلثم و أنتم تعلمون " .كما حذر اهللا
سبحانه و تعالى من عواقب هذه الممارسات فقال فً كتابه العزٌز ":وتلك القرى أهلكناهم لما
ظلموا و جعلنا لمهلكهم موعدا " .و قوله صلى اهللا علٌه و سلم":من ولً من أمر المسلمٌن شٌبا
فولى رجال و هو ٌجد من هو أصلح للمسلمٌن منه فقد خان اهللا و رسوله"
- 2تؤدي ظاهرة الفساد إلى تردي نظم التعلٌم و هجرة الكفاءات العلمٌة نتٌجة تهمٌشها إضافة
إلى إمكانٌة تعرض البالد للخرق الخارجً للسٌادة حٌث تعتبر ظاهرة هجرة الكفاءات العلمٌة
(هجرة األدمغة) من أكثر الظواهر المنتشرة فً الدول النامٌة.
- 3عدم الرشد فً اتخاذ القرارات التً بدل أن تهدف إلى تحقٌق رفاهٌة المواطنٌن فإنها تتخذ
على أساس تحقٌق مكاسب المسبولٌن هذا ما ٌؤدي إلى فقدان النظام السٌاسً للشرعٌة إضافة
إلى انعدام الثقة بٌن المواطن و إدارته مما ٌنتج عنه عزوف المواطنٌن عن المشاركات
االنتخابٌة واالنخراط فً المنظمات والجمعٌات.
ٌ- 4قلل الفساد من نوعٌة المرافق العامة و كفاءتها على أساس أنّ الصفقات ستمنح لمن ٌدفع
الرشوة بغض النظر عن نوعٌة و كفاءة مؤسسته.
ٌ - 5شوه الفساد تركٌب النفقات العامة حٌث ٌمٌل المسبولون لإلنفاق على المشروعات الكبٌرة
التً تخلق فرصا أكبر من خالل الرشوة بدال من اإلنفاق على الكتب و التعلٌم والصحة العامة.
4
ٌ - 7شوه الفساد األسواق و تخصٌص الموارد نتٌجة لعدم ممارسة الحكومة ألنشطتها الرقابٌة
بصورة جٌدة على البنوك والمستشفٌات وغٌرها.
ٌ - 8قلل من اإلٌرادات العامة وٌزٌد من النفقات العامة.
ٌ–9ؤثر الفساد اإلداري فً قلب المفاهٌم بحٌث ٌجعلها متطابقة مع تحقٌق المصلحة الخاصة
بغض النظر عن مدى شرعٌتها أو مطابقتهاللقانون.وبالتالً تنتشر ثقافة الفساد وتجعل منه وكأنه
أمر حتمً ال مفر منه وهذا ما ٌهدد عملٌتً اإلصالح والتغٌٌر وتجعل منهما شعارات للتداول ال
أكثر والأقل.
ٌ–11عتبر من أهم معوقات الدٌمقراطٌة ألنه ٌخرب عملٌة االنتخابات الدٌمقراطٌة وإدارة
الحكومة وإنفاذ القوانٌن فٌؤدي إلى إحساس المواطنٌن بعدم الثقة فً الجهاز اإلداري
للدول،ونتٌجة الظلم الممارس علٌهم من طرف رجال اإلدارة فإنه تتكون لدٌهم مٌول عدابٌة
اتجاه الموظفٌن العاملٌن بهذا الجهاز اإلداري.
-11انهٌار المبادئ والقٌم األخالقٌة وانتشار مظاهر النفاق االجتماعً وذلك عن طرٌق قٌام
بعض المسبولٌن بأعمال فاسدة مع مناداتهم بضرورة احترام القانون وأخالقٌات الوظٌفة.
ٌ-12ؤدي إلى زٌادة التكالٌف اإلدارٌة كما ٌخلق مستوى أخر للسلطة موازٌا للمستوى الرسمً
مما ٌنعكس سلبا على أداء السلطة الرسمٌة.
-13تبذٌر المال العام ٌثٌر قالقل اجتماعٌة وٌفتح الحوار السٌاسً على موضوعات تصرف
النظر عن موضوعات التنمٌة وأولوٌات اإلصالح.
- -15فساد األخالق والسلوك ٌؤدي إلى فساد شامل فً مختلف فروع الحٌاة االجتماعٌة بالرغم
ما لألخالق من دور فً تكوٌن المجتمعات وازدهارها و المحافظة على استقرارها.
5