You are on page 1of 16

‫اجمللد ‪ / 15‬الع ــدد‪ ،)2022( 02 :‬ص ‪519 - 504‬‬ ‫جملـة احلقوق والعلوم اإلنسانية‬

‫الفساد يف العملية االنتخابية – الرشوة االنتخابية أمنوذجا ‪.-‬‬

‫الكرمي‪2‬‬ ‫احممدي زينب*‪ ،1‬مجال عبد‬


‫‪ 1‬جامعة اجللفة (اجلزائر)‪Mhamdiuniv17@gmail.com ،‬‬
‫‪ 2‬جامعة اجللفة (البلد)‪aboukhadija1730@gmail.com ،‬‬
‫اتريخ النشر‪2022/06/15 :‬‬ ‫اتريخ القبول‪2022/06/03 :‬‬ ‫اتريخ االستالم‪2022/04/24 :‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫تعترب االنتخاابت النزيهة والشفافة واحلرة من أهم أساليب الدميقراطية احلقيقية‪ ،‬ولذا وجب إبعادها عن دائرة الفساد الذي‬
‫ميكن أن يشوهبا ويعصف مبصداقيتها وذلك من خالل ما يعرف ابلفساد االنتخايب بوسائله املختلفة‪ ،‬حيث حتتل فيه وسيلة‬
‫الرشوة االنتخابية املكانة الكربى يف خطورهتا وما يرتتب عنها من آاثر متس احلياة السياسية للدولة وهيئاهتا املنتخبة وعالقتها‬
‫ابلناخبني‪ ،‬وقد تطال حىت عالقة الدولة ابجملتمع الدويل ومكانتها وهيبتها الداخلية واخلارجية وثقة الشعب هبا‪ ،‬كما تضر‬
‫حىت مبختلف جماالت احلياة االقتصادية واالجتماعية وأيضا كل حماوالت للتنمية والتطور‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪:‬‬
‫الفساد‪ ،‬الفساد االنتخايب‪ ،‬االنتخاابت‪ ،‬العملية االنتخابية‪ ،‬الرشوة االنتخابية‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪Fair, transparent and free elections are one of the most important methods of real‬‬
‫‪democracy, and therefore it must be kept away from the circle of corruption that can‬‬
‫‪taint it and erode its credibility through what is known as electoral corruption by its‬‬
‫‪various means, where electoral bribery occupies a great place in its seriousness and the‬‬
‫‪consequences that affect life. It may affect even the state’s relationship with the‬‬
‫‪international community, its internal and external position and prestige, and the people’s‬‬
‫‪confidence in it.‬‬
‫‪key words: Corruption, electoral corruption, elections, the electoral process, electoral‬‬
‫‪bribery.‬‬

‫*املؤلف املرسل‬

‫‪504‬‬
‫الفساد يف العملية االنتخابية – الرشوة االنتخابية أمنوذجا‪.‬‬

‫‪ -1‬مقدمة‬

‫من أهم مظاهر الدميقراطية احلقيقية التداول السلمي على السلطة‪ ،‬عن طريق االنتخاب‪ ،‬الذي يعترب أساس قيام الدميقراطية‬
‫وأحد أهم وسائل ممارستها‪ .‬حيث يقوم على عملية اختيار املنتخبني ملن ميثلهم يف ممارسة السلطة نيابة عنهم وفقا للقوانني‬
‫واملواثيق املنظمة للعملية االنتخابية‪.‬‬

‫هذا االختيار يُفرتض فيه قيام الناخب بكل حرية وإبرادة واعية مدركة حرة ابإلدالء بصوته دون شرط أو خوف أو ضغط‬
‫أو توجيه الختياره وإرادته‪ .‬يف هذه احلالة وهبذه الطريقة فقط ميكننا القول أبن االنتخاابت شفافة ونزيهة من خالل كيفية‬
‫التصويت واالختيار‪ ،‬ومن مَّثَ انتخاابت انجحة لقيامها على الشرعية القانونية والشعبية من خالل إحرازها على أتييد‬
‫الشعب ‪ -‬مبفهومه السياسي – وحتقيق أهدافهم وطموحاهتم املرجوة من هذه العملية ونتائجها‪.‬‬

‫إال أن السعي وراء السلطة واملكانة االجتماعية وحتقيق املصاحل الشخصية‪ ،‬جعل من املرتشحني وأعواهنم ينتهجون كل‬
‫األساليب والوسائل من أجل حتقيق أهدافهم وأغراضهم من املشاركة يف االنتخاابت‪ ،‬األمر الذي جعل بعض التصرفات‬
‫تظهر يف ساحة املنافسة االنتخابية والتسابق حنو الفوز فيها‪ ،‬وتعكر صفوها وتعصف بنزاهتها‪ ،‬وذلك من خالل التحايل‬
‫جرد العملية االنتخابية من أهم مبادئها ومميزاهتا‬
‫بكل الطرق والوسائل املمكنة مشروعة كانت أم غري مشروعة‪ .‬الشيء الذي ّ‬
‫كالشفافية والنزاهة ِّّ‬
‫ليحوهلا إىل الفساد والغش فيها يف خمتلف مراحلها من القيد يف السجل االنتخايب أو اجلداول االنتخابية‬
‫إىل اإلعالن النهائي عن النتائج املتحصل عليها من قبل املرتشحني املتنافسني للحصول على مقعد يف الربملان أو رائسة‬
‫لسدة احلكم يف الدولة‪.‬‬

‫من أهم مظاهر الفساد يف العملية االنتخابية جند الرشوة االنتخابية‪ ،‬وتعترب من أخطر وسائل وأساليب الفساد‪ ،‬ملا هلا من‬
‫أتثري على سري جمرايت العملية االنتخابية برمتها وعلى مستقبل اهليئات املنتخبة اليت أفرزهتا نتائج هذا االنتخاب‪ ،‬وعلى‬
‫عالقة السلطة ابلشعب وثقته هبا‪ ،‬وابلتايل على مصري الدميقراطية ككل يف الدولة‪.‬‬

‫من خالل ما سبق‪ ،‬يتبادر إىل الذهن تساؤل حول مفهوم كل من الفساد االنتخايب‪ ،‬والرشوة االنتخابية ومدى أتثريمها على‬
‫العملية االنتخابية؟‬

‫ولإلجابة على هذا التساؤل‪ ،‬اراتينا تقسيم البحث اىل مبحثني‪ ،‬حيث يتناول املبحث األول مفهوم الفساد يف العملية‬
‫االنتخابية وآاثره‪ ،‬يف حني خصصنا املبحث الثاين ملفهوم الرشوة االنتخابية وآاثرها‪.‬‬

‫‪505‬‬
‫احممدي زينب‪ ،‬مجال عبد الكرمي‬

‫‪ 1‬املبحث األول‪ :‬مفهوم الفساد يف العملية االنتخابية‪.‬‬


‫الفساد بصفة عامة ظاهرة معقدة ومتفاوتة الشدة واألسباب واألنواع ومتس مجيع جماالت احلياة‪ ،‬يف خمتلف البلدان‪ ،‬نذكر‬
‫من بني صورها الفساد االقتصادي‪ ،‬الفساد االجتماعي‪ ،‬الفساد األخالقي‪ ،‬الفساد املايل‪ ،‬والفساد اإلداري‪ ،‬والفساد‬
‫السياسي الذي يعترب الفساد االنتخايب جزءا منه‪ .‬ونظرا ألمهية الفساد االنتخايب يف احلياة السياسية للدولة والشعب معا‪،‬‬
‫وما له من انعكاسات وأتثريات على احلاضر واملستقبل وعلى التنمية يف مجيع امليادين‪ ،‬ارأتينا تناوله ابلدراسة يف فرعني‬
‫اثنني‪ ،‬حيث الفرع األول يتم فيه التعرف على تعريف الفساد االنتخايب وأسبابه‪ ،‬يف حني يتناول الفرع الثاين من هذا املبحث‬
‫أطراف الفساد االنتخايب واآلاثر املرتتبة عنه‪.‬‬

‫‪ 2‬املطلب األول‪ :‬تعريف الفساد االنتخايب وأسبابه‪:‬‬


‫نتطرق يف هذا اجلزء إىل تعريف الفساد تعريفا لغوايً واصطالحيا‪َّ ،‬ث وسائله اليت يتم من خالهلا‪.‬‬

‫‪ 3‬تعريف الفساد يف العملية االنتخابية‪:‬‬


‫كلمة "فساد" يف اللغة هي نقيض "صالح"‪ ،‬أي مبعىن البطالن‪ ،‬وفساد مشتقة من الفعل فسد‪ ،‬فيقال فسد الشيء أي‬
‫اضمحل‪ ،‬ويف املعجم الوسيط يعين الفساد التلف والعطب واالضطراب واخللل‪ ،‬ويف املعجم القانوين فسد الشيء أي‬
‫ّ‬ ‫بطل و‬
‫تلف وأصبح سيئاً ‪.1‬‬

‫أما اصطالحياً‪ ،‬فلم يتم االتفاق على تعريف موحد للفساد‪ ،‬الختالف وجهات النظر وجماالت الباحثني‪ ،‬حيث‪:‬‬

‫خاصة مادية كانت أم‬


‫يعرفه البعض أبنه‪ ":‬سلوك خيالف الواجبات الرمسية للمنصب العام ويشمل تطلعا إىل حتقيق مكاسب ّ‬
‫معنوية"‪.‬‬

‫عرف على أنه‪ ":‬صورة ال أخالقية وعمل غري قانوين يقوم به الشخص الذي ميارسه‪ ،‬بقصد احلصول على منفعة‬
‫كما ّ‬
‫شخصية"‪.‬‬

‫أو هو‪ ":‬السلوك الذي ينطوي على انتهاك القواعد القانونية الرمسية اليت يفرضها النظام على مواطنيه "‪ 2‬ويعين ذلك أن‬
‫الفساد‪ ":‬سلوك منحرف عن الواجبات والقواعد الرمسية لتحقيق مكاسب شخصية أو عائلية "‬

‫‪ -1‬االئتالف من أجل النزاهة واملساءلة – أمان‪ ،‬النزاهة والشفافية واملساءلة يف مواجهة الفساد‪ ،‬الطبعة الرابعة‪،‬فلسطني‪ .2016 ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ -2‬حممد علي سويلم‪ ،‬السياسة اجلنائية يف مكافحة الفساد دراسة مقارنة‪ ،‬املصرية للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،2018 ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪506‬‬
‫الفساد يف العملية االنتخابية – الرشوة االنتخابية أمنوذجا‪.‬‬

‫فمما سبق نالحظ أن الفساد يعترب عمال خمالفا للقانون والنظام العام والقيم األخالقية السوية السائدة يف اجملتمع‪ ،‬كما أنه‬
‫يعترب سلوكا ذاتيا سيئا ينعكس على الغري سلبا‪ ،‬حيث تكون فيه مكاسب الشخص على حساب املال العام أو املصلحة‬
‫العامة‪.‬‬

‫هذا فيما خيص تعريف الفساد عموما‪ ،‬أما تعريف الفساد يف العملية االنتخابية الذي يعترب أحد أخطر صور الفساد املضرة‬
‫ابملصلحة العامة ‪ ،1‬فهو‪ :‬كل فعل أو تصرف يهدف إىل تزوير أو تغيري النتائج النهائية للعملية االنتخابية وميس بسالمة‬
‫ونزاهة االنتخاابت‪ ،‬عن طريق تدخل املال إلفساد االنتخاابت والتالعب بنتائجها‪ ،2‬سواء من خالل رشوة الناخبني‪ ،‬أو‬
‫مجع أموال احلملة االنتخابية من خالل تقدمي الوعود ابحلصول على مزااي غري قانونية مستقبال كتعويض عن املسامهة املتلقاة‪،‬‬
‫وإخفاء القيمة احلقيقية ملبالغ متويل الدعاية االنتخابية حىت ال تتجاوز احلد املسموح به قانوان‪ ،‬شراء املرتشحني املنافسني‬
‫بغرض تنازهلم عن الرتشح‪.‬‬

‫‪ 4‬أسبابه‪:‬‬
‫تعددت األسباب املؤدية النتشار ظاهرة الفساد يف العملية االنتخابية وتنوعت‪ ،‬نذكر منها على سبيل املثال ال احلصر‪:‬‬

‫‪ -‬ضعف األجهزة الرقابية‪ ،‬وغياب الشفافية واملساءلة‪.‬‬


‫‪ -‬الواقع االقتصادي واالجتماعي واألخالقي املتدن الذي يعيشه الشعب‪ ،‬وغياب الوازع الديين‪.‬‬
‫‪ -‬حالة الفقر واالحتياج اليت تدفع ابلكثري إىل البحث عن الغىن السريع والتعويض املادي‪.‬‬
‫‪ -‬البحث عن السلطة والوجاهة واملكانة االجتماعية املرموقة والثراء بدون أدىن جهد أو تعب لنيل ما يصبو إليه ولو‬
‫على حساب أخالقه ودينه وحقوق غريه وواجباته‪.‬‬
‫‪ -‬غياب ثقافة احرتام احلقوق والواجبات بني األفراد‪ ،‬مما جيعل الكثري يفكر يف نفسه ويف كيفية حتقيق مصلحته‬
‫اخلاصة على حساب مصاحل وحقوق غريه‪.‬‬
‫‪ -‬عدم خضوع اإلدارة لضوابط قانونية وسلوكية للحد من التجاوزات واملمارسات املخالفة واملنافية للقانون‪.3‬‬

‫‪ -1‬حممد حسن سعيد‪ ،‬وسائل القانون ا لدويل ملكافحة جرائم الفساد‪ ،‬رسالة ماجستري يف القانون العام‪ ،‬جامعة الشرق األوسط‪ ،‬عمان‪ ،‬جوان ‪،2019‬‬
‫ص ‪.27‬‬
‫‪ -2‬حممد علي سويلم‪ ،‬جرائم الفساد دراسة مقارنة‪ ،‬املصرية للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،2017 ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪ -3‬احتاد املصارف العربية‪ ،‬دور النزاهة والشفافية يف حماربة الفساد‪ ،‬العدد ‪ ،448‬موقع على االنرتنت‪ https://uabonline.org :‬اتريخ االطالع‪:‬‬
‫‪2022/04/14‬ن على الساعة‪.01:45 :‬‬
‫‪507‬‬
‫احممدي زينب‪ ،‬مجال عبد الكرمي‬

‫‪ 5‬املطلب الثاين‪ :‬وسائل الفساد االنتخايب وآاثره‪:‬‬


‫كما لكل شيء وسائله وأدواته اليت يتم من خالهلا ترتب آاثرا تنتج عنه‪ ،‬فإن للفساد هو االخر وسائلة اليت خيرج من خالهلا‬
‫وبواسطتها اىل الواقع وتكون نتيجتها احلتمية جتسيد ظاهرة الفساد اليت ترتب آاثراً مجّة على األفراد واجملتمع والدولة على حد‬
‫سواء‪ .‬وعليه‪ ،‬سنتطرق لوسائل الفساد يف نقطة أوىل واىل آاثره يف نقطة اثنية‪.‬‬

‫‪ 6‬وسائل الفساد االنتخايب‪:‬‬


‫من أهم الوسائل اليت يتم استعماهلا من أجل إفساد العملية االنتخابية ‪ 1‬والتالعب هبا جند‪:‬‬

‫‪ 7‬الوسائل املستعملة من الناخب ‪:2‬‬


‫‪ -‬إتالف ملصقات املرتشحني املنافسني‪.‬‬
‫‪ -‬تعدد بطاقات االنتخاب للناخب الواحد‪ ،‬إال أن هذا األمر يشرتك فيه الناخب واإلدارة معا‪.‬‬
‫‪ -‬التحايل على التسجيل يف القوائم االنتخابية‪.‬‬
‫‪ -‬غياب الثقافة الدميقراطية احلزبية‪ ،‬وغياب الوعي والثقافة السياسية بني أفراد الشعب السياسي‪.3‬‬

‫‪ 8‬الوسائل املستعملة من طرف املرتشح ‪:4‬‬


‫من أهم وأخطر الوسائل اليت ميكن للمرتشح أن يقوم هبا يف سباقه االنتخايب شراء أصوات الناخبني وإكراههم بطريق مباشر‬
‫أو غري مباشر سواء ابلرتغيب عن طريق ما يعرف ابملال السياسي أو املال االنتخايب‪ 5‬أو الرتهيب والعنف والتهديد من أجل‬

‫‪ -1‬العملية االنتخابية‪ :‬هي جمموعة اإلجراءات واألعمال القانونية واملادية‪ ،‬اليت تؤدي بصورة رئيسية إىل تعيني احلكام من قبل أفراد الشعب وهي هبذه‬
‫الصفة حق من احلقوق السياسية للمواطن وتدخل يف إطار القوانني السياسية أو أكثر حتديدا ضمن قانون االنتخاب‪ ،‬ملزيد من املعلومات انظر‪ :‬عبدو‬
‫سعد واخرون‪ ،‬النظم االنتخابية‪ :‬دراسة حول العالقة بني النظام السياسي والنظام االنتخايب‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية‪ ،‬بريوت‪ ،2005 ،‬ص ‪.27‬‬
‫نتخب‪ ،‬ويقصد به املواطن الذي توافرت فيه الشروط احملددة يف القوانني املنظمة للعملية االنتخابية ل َقْيد امسه يف السجالت‬ ‫‪ -2‬الناحب ويطلق عليه اسم امل ِّ‬
‫ُ‬
‫أو اجلداول االنتخابية‪ ،‬وهو صاحب احلق احملرك األساسي للعملية االنتخابية‪ .‬أو هو الشخص الذي يديل بصوته تعبريا عن إرادته يف اختيار ممثليه‪ ،‬كما‬
‫عرف أبنه الشخص الذي يقوم اب ختيار ممثلي الشعب أو رئيس الدولة ابلتصويت وفق قوانني معينة حتكم وتنظم العملية االنتخابية‪ ،‬ملزيد من املعلومات‬ ‫ّ‬
‫انظر‪ :‬املنجد يف اللغة واألعالم‪ ،‬دار املشرق‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة الثالثة والثالثون‪ ،1992 ،‬ص ‪ .935‬وأيضا‪:‬‬
‫‪Ibtisseme Garram , Terminologie juridique dans la législation Algérienne,Blida, Palais des livres,‬‬
‫‪1998, P114.‬‬
‫‪ -3‬الشعب السياسي‪ :‬هو جمموع األفراد الذين تتوفر فيهم الشروط القانونية ملمارسة حقوقهم السياسية‪.‬‬
‫‪ -4‬نصت املادة ‪ 02‬من األمر رقم ‪ ،01-21‬املؤرخ يف ‪ 26‬رجب ‪ 1442‬املوافق ‪ 10‬مارس ‪ 2021‬املتعلق بنظام االنتخاابت‪ ،‬اجلريدة الرمسية‬
‫رتشح‪ :‬هو كل شخص يتقدم لالنتخاابت‬ ‫للجمهورية اجلزائرية الصادرة بتاريخ ‪ 26‬رجب ‪ 1442‬املوافق ‪ 10‬مارس ‪ ،2021‬العدد ‪ 17‬على أن‪" :‬امل ِّ‬
‫ُ‬ ‫حتت غطاء حزب سياسي أو بصفة مستقلة "‪،‬‬

‫‪ -5‬حممد حممود العمار العجارمة‪ ،‬الوسيط يف القانون الدستوري ضماانت استقالل اجملالس التشريعية‪ ،‬دار اخلليج‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،2009 ،‬ص ‪.68‬‬
‫‪508‬‬
‫الفساد يف العملية االنتخابية – الرشوة االنتخابية أمنوذجا‪.‬‬

‫الضغط عليهم واإلدالء أبصواهتم واختيار عكس ما يرغون فيه من ممثلني عنهم‪ ،‬أو منعهم من التصويت‪ ،‬أو التنازل عن‬
‫الرتشح لالنتخاابت‪ /‬كما ميكن أن يقوم املرتشح إبعطاء صورة سلبية عن خصومه أمام الناخبني أثناء فرتة احلملة االنتخابية‪،‬‬
‫واعتماد أسلوب الشائعات الكاذبة للتأثري على الناخبني ومنعهم من التصويت لصاحل هذا املنافس‪.‬‬

‫‪ 9‬الوسائل املستعملة من طرف اإلدارة االنتخابية‪:1‬‬


‫مبا أن اإلدارة هي الطرف املسؤول واألساسي على تنظيم وتسيري االنتخاابت بدء من حلظة القيد يف السجالت االنتخابية‬
‫وانتهاء ابإلعالن النهائي عن النتائج املتحصل عليها‪ ،‬فإن هذا الدور وتلك الصالحيات خوالها وسائل عدة للتحكم يف‬
‫املسار االنتخايب سواء إجيابيا سليما أو سلبيا غري مشروع وابلتايل سالمة العملية االنتخابية وإجناحها أو إفسادها والتالعب‬
‫هبا‪ ،‬وهذا األخري أي إفساد العملية االنتخابية يتأتى من خالل‪:‬‬

‫‪ -‬تقسيم الدوائر االنتخابية على غري مقتضى األسس اجلغرافية والدميقراطية ‪ ،2‬أي تقسيمها بشكل جيايف املساواة‬
‫وتكافؤ الفرص بني املواطنني ‪.3‬‬
‫‪ -‬تدخل اإلدارة لتعديل إرادة الناخبني ‪ 4‬من خالل تغيري النتائج املتحصل عليها يف عملية التصويت‪.‬‬
‫التعدد الكبري ملكاتب االقرتاع األمر الذي يعجز املعارضة عن مراقبة سري ونتائج العملية االنتخابية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬عدم وجود هيئة مستقلة متاما عن السلطة التنفيذية تشرف عن االنتخاابت‪ ،‬وخضوع اإلدارة االنتخابية للسلطة‬
‫التنفيذية أمر يقلل من تكافؤ الفرص واحلياد يف توفريها ‪.5‬‬
‫‪ -‬علو اإلدارة على السلطة القضائية وابلتايل اختالل التوازن والتكافؤ الذي يبدأ منذ حلظة انطالق املنافسة االنتخابية‬
‫إىل إعالن النتائج والفصل يف الطعون االنتخابية املطروحة أمام القضاء‪.‬‬
‫‪ -‬عدم نقاء جداول الناخبني‪ ،‬من خالل عدم حتيينها وضبطها لتكون متوافقة ومسايرة آلخر اإلحصائيات السكانية‬
‫‪ 1‬خاصة من حاالت الوفيات وتغيري مقر السكن‪.‬‬

‫‪ -1‬اإلدارة االنتخابية ويطلق عليها أيضا تسمية رجل اإلدارة‪ :‬وهو كل من يشارك يف إعداد أو تسيري إجراءات العملية االنتخابية مبوجب صفته الوظيفية‬
‫من العاملني يف الدولة بكل من سلطتيها القضائية والتنفيذية ابتداء من حلظة القيد وانتهاء إبعالن النتائج النهائية لالنتخاابت‪.‬‬
‫‪ -2‬حممد أمحد املخاليف‪ ،‬نزاهة االنتخاابت النيابية يف اليمن‪ ،‬حبث مقدم يف إطار ندوة النزاهة يف االنتخاابت الربملانية مقوماهتا وآلياهتا يف األقطار العربية‬
‫اليت أقامتها املنظمة العربية ملكافحة الفساد ابلتعاون مع مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬طبع ونشر املنظمة العربية ملكافحة الفساد ابلتعاون مع مركز دراسات‬
‫الوحدة العربية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬بريوت‪ ،‬سبتمرب ‪ ،2008‬ص ‪.29‬‬
‫‪ -3‬حممد أمحد عبد هللا‪ ،‬واقع االنتخاابت النيابية يف البحرين‪ ،‬حبث مقدم يف إطار ندوة النزاهة يف االنتخاابت الربملانية مقوماهتا وآلياهتا يف األقطار العربية‪،‬‬
‫املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪ -4‬مصطفى بن جعفر‪ ،‬االنتخاابت يف تونس‪ ،‬حبث مقدم يف إطار ندوة النزاهة يف االنتخاابت الربملانية مقوماهتا وآلياهتا يف األقطار العربية‪ ،‬املرجع‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪ -5‬احممد مالكي‪ ،‬االنتخاابت الربملانية يف املغرب‪ ،‬حبث مقدم يف إطار ندوة النزاهة يف االنتخاابت الربملانية مقوماهتا وآلياهتا يف األقطار العربية‪ ،‬املرجع‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪509‬‬
‫احممدي زينب‪ ،‬مجال عبد الكرمي‬

‫‪ -‬الضغط على املرشحني والناخبني‪.‬‬

‫‪ 10‬أاثره‪:‬‬
‫تتجلى أاثر ظاهرة الفساد يف العملية االنتخابية من خالل‪:‬‬

‫‪ -‬تغييب النزاهة والشفافية عن االنتخاابت يؤدي ابلضرورة إىل غياب وتعطيل آليات احملاسبة واملساءلة والرقابة على‬
‫املسؤولني ممثلي الشعب‪ ،‬األمر الذي يؤدي مستقبال إىل غياب املشاركة الشعبية يف عملية صنع القرار السياسي‪،‬‬
‫وفقدان الثقة بني احلكام واحملكومني‪ ،‬ومن مَّث غياب الدميقراطية احلقيقية اليت تتيح للمجتمع التحكم يف بتنظيم‬
‫احلياة السياسية ضمن أطر دستورية واضحة تضمن املشاركة الشعبية الفاعلة يف صنع القرار السياسي مما يسهل‬
‫عملية تسيري وتنظيم األمور املتعلقة ابجلانب االقتصادي واالجتماعي للدولة‪ .‬وغن وجدت دميقراطية فستكون قد‬
‫أفرغت من حمتواها احلقيقي وتقليص أسسها‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬حتول االنتخاابت إىل أداة حتكم ابلسلطة بظاهر شكلي يضفي الشرعية الشعبية على حتكم مستدام ابلسلطة‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف االستقرار السياسي والصراعات بني األحزاب والقوى السياسية‪ ،‬قد يصل إىل حد العنف الدموي‬
‫واالغتياالت‪ .‬انهيك عن إضعاف مكانة الدولة وهيبتها أمام اجملتمع الدويل‪.‬‬
‫‪ -‬عدم نزاهة ‪ 3‬االنتخاابت‪ ،‬وفشلها يف نظر الشعب‪ ،‬وعدم اعرتافه ورضاه عن النتائج احملققة مهما كانت‪ .‬وابلتايل‬
‫فقدان الثقة بني الشعب وممثليه‪.‬‬
‫‪ -‬يعترب الفساد االنتخايب من أهم األدوات املدعمة للخلل واالستبداد يف عالقة احلاكم ابحملكومني‪ .‬كما يعترب احلاضنة‬
‫األساسية الستشراء الفساد مبختلف أمناطه يف اجملتمع‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف املشاركة السياسية وعزوف املواطنني عن ممارستهم للدميقراطية االنتخابية من خالل عدم اإلدالء أبصواهتم‬
‫خاصة عند أتكدهم أبن العملية االنتخابية يشوهبا الفساد والتزوير وسرقة أصواهتم لصاحل مرتشح معني‪.4‬‬
‫‪ -‬منع تداول السلطة وتويل املسؤولية من طرف األصلح واألنسب‪ ،‬من خالل التالعب والسيطرة على نتائج‬
‫االنتخاابت‪.‬‬

‫‪ -1‬حممد حممود العمار العجارمة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.121‬‬


‫‪ -2‬غسان خميرب‪ ،‬املؤثرات السياسية الداخلية يف الدول العربية اليت سامهت يف تعطيل تطور أنظمة انتخابية تتصف بقدر عال من الشفافية والنزاهة‪ ،‬حبث‬
‫مقدم يف إطار ندوة النزاهة يف االنتخاابت الربملانية مقوماهتا وآلياهتا يف األقطار العربية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫تعرف أبهنا‪ :‬جمموعة املعايري املستندة اىل مبادئ الدميقراطية‬ ‫‪3‬‬
‫‪ -‬النزاهة تعين اإلنصاف وعدم التحيز‪ ،‬كما تعين التطبيق غري املتحيز للقواعد والقوانني‪ ،‬كما ّ‬
‫واإلجراءات الكفيلة حبماية حرية االنتخاابت‪ ،‬انظر‪ :‬امال فاضل‪ ،‬االليات القانونية لنزاهة العملية االنتخابية ابجلزائر‪ ،‬جملة أحباث قانونية وسياسية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،06‬جوان ‪ ،2018‬ص ‪.84‬‬
‫‪ -4‬حممد حسن سعيد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.67‬‬
‫‪510‬‬
‫الفساد يف العملية االنتخابية – الرشوة االنتخابية أمنوذجا‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫‪ 12‬املبحث الثاين‪ :‬مفهوم الرشوة االنتخابية‪.‬‬


‫من أخطر مظاهر الفساد االنتخايب وأهم وسائله اليت أتثر فعليا على العملية االنتخابية وتساهم بشكل كبري يف حسم نتائج‬
‫االنتخاابت لصاحل أو ضد مرشح معني‪ ،‬جند الرشوة االنتخابية‪ ،‬هذه الوسيلة اليت تعترب من أقدم الوسائل اليت عرفها العامل‬
‫منذ احلضارات اليواننية والرومانية‪ ،‬واىل يومنا هذا حيث تزايد العمل هبا‪.‬‬

‫وتزداد خطورهتا والتعامل هبا أكثر يف املناطق اليت تكون فيها الثقافة السياسية ضعيفة أو تكاد تكون منعدمة‪ ،‬أو التحكم يف‬
‫جمموع الناخبني بيد شخص معني مثل رئيس القبيلة أو العرش أو من له السلطة واملال واجلاه يف تلك املنطقة‪ .‬وأيضا يف‬
‫املناطق اليت تكون هبا صعوبة احلياة لضعف اجلانب املادي واالقتصادي وانتشار الفقر‪ ،‬حيث يعترب هذا األخري أهم مرتكز‬
‫يدخل منه الراشي إىل العقول واألنفس للتالعب ابلناخبني الفقراء عن طريق إغراءهم ابألموال واملالبس وحىت الغذاء‪.‬‬

‫ونظرا ملا للرشوة االنتخابية من أمهية وخطورة على املسار االنتخايب واحلياة السياسية داخل اجملتمع والدولة‪ ،‬ارأتينا أن نتناوهلا‬
‫من خالل فرعني‪ ،‬حيث يتناول الفرع األول تعريف الرشوة االنتخابية وأطرافها‪ ،‬يف حني يتناول الفرع الثاين وسائلها واآلاثر‬
‫املرتتبة عنها‪.‬‬

‫‪ 13‬املطلب األول‪ :‬تعريف الرشوة االنتخابية وأطرافها‪.‬‬


‫ال ميكن دراسة اآلاثر اليت يرتبها أي شيء إال بعد اإلملام به‪ ،‬لذلك نتطرق إىل تعريف الرشوة االنتخابية وما مييزها عن‬
‫الرشوة العادية‪َّ ،‬ث أطرافها‪.‬‬

‫‪ -1‬تعريف الرشوة االنتخابية‪:‬‬


‫تعرف الرشوة أبهنا كل ما يتوصل به اإلنسان إىل قضاء مصلحة‪ ،‬غالبا ما تكون يف غري حق‪ .‬أو هي‪ ":‬اجتار املوظف أو‬
‫استغالله لوظيفته على النحو املبني يف القانون لتحقيق مصلحته اخلاصة ومتثل احنراف املوظف عن أتدية أعمال وظيفته عن‬
‫الغرض املستهدف وهو املصلحة العامة"‪.1‬‬

‫أما الرشوة االنتخابية فتعرف على أهنا كل ما يتم تقدميه للتأثري على إرادة الناخب كاهلبات‪ ،‬أو الوعود‪ ،‬أو اخلدمات‪،2‬‬
‫عجلة أو مؤجلة‪.‬‬
‫وتكون مدفوعة ُم ّ‬

‫‪ -1‬حممد حسن سعيد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.28‬‬


‫‪ -2‬يعيش متام‪ ،‬شربي عزيزة‪ ،‬جرمية الرشوة االنتخابية بني التشريع االنتخايب والتطبيق القضائي دراسة مقارنة اجلزائر – تونس ‪ -‬املغرب‪ ،‬جملة جيل األحباث‬
‫القانونية املعمقة‪ ،‬عدد ‪ ،15‬جوان ‪ ،2017‬ص ‪.40‬‬
‫‪511‬‬
‫احممدي زينب‪ ،‬مجال عبد الكرمي‬

‫أو هي اتفاق بني شخصني ‪ -‬أحدمها صاحب مصلحة ‪ -‬على تقدمي مقابل نقدي أو عيين‪ ،‬أو خدمة ذات فائدة أو‬
‫منفعة‪ ،‬أو الوعد بتقدميهم‪ ،‬بغرض اإلخالل حبرية التصويت‪.‬‬

‫وتعترب الرشوة االنتخابية من اخطر اجلرائم اليت تضرب مصداقية العملية االنتخابية حيث تعد وسيلة للتأثري املباشر على إرادة‬
‫الناخب‪ ،‬والضغط عليه من أجل التصويت على مرتشح معني أو عدم التصويت أو التنازل عن الرتشح‪ ،‬وابلتايل التحكم يف‬
‫إرادة الناخبني وتوجيهها حنو اختيار معني‪ .1‬وعدم إعطاءه احلرية ‪ 2‬الكاملة يف االختيار والتقرير‪ .‬كما يعتربها البعض عملية‬
‫‪4‬‬
‫تزوير قبلية لنتائج االنتخاابت‪ ،3‬بسبب عدم منح الناخبني الفرصة ألداء واجبهم االنتخايب حبرية اتمة‬

‫ويف الواقع أن الرشوة االنتخابية ليست مرتبطة بيوم التصويت فقط بل تسبقه بكثري حيث قد تكون يف أي مرحلة من‬
‫مراحل العملية االنتخابية السابقة ليوم التصويت‪ ،‬وحىت قبل بداية احلملة االنتخابية القانونية‪ ،‬وتتصاعد حدهتا لتصل إىل‬
‫‪5‬‬
‫أقصاها يوم االنتخاب الذي يعترب الفرصة األخرية حلسم النتائج للمرشحني‪.‬‬

‫‪ 14‬مقارنة بني الرشوة االنتخابية والرشوة العادية‪:‬‬


‫ختتلف الرشوة االنتخابية عن الرشوة العادية من حيث‪:‬‬

‫‪ -‬الرشوة العادية‪ :‬تعين احلصول على أموال أو منافع من اجل تنفيذ عمل خمالف للقانون‪ ،‬أو عدم تنفيذ عمل نص‬
‫عليه القانون‪ .‬وتتنوع االتسميات اليت تطلق عليها‪ :‬الرشوة‪ ،‬البخشيش‪ ،‬اهلدية واإلكرامية والشكر‪ ،‬وقد تكون مالية‬
‫أو عينية ‪.6‬‬
‫‪ -‬الرشوة االنتخابية صورة من صور الفساد السياسي‪ ،‬حيث يقوم احد املرشحني لالنتخاابت برشوة الناخبني للفوز‬
‫أبصواهتم أو استغالل مناصبهم السياسية وكل ما هو حتت سلطتهم يف أعمال الدعاية االنتخابية وتقدمي املكافآت‬
‫واحلوافز للموظفني والعمال مقابل قيامهم ابلدعاية والتصويت لصاحل املرشح‪.‬‬

‫‪ -1‬احلمداين ميسون خلف‪ ،‬اجلرائم املاسة بسالمة العملية االنتخابية يف القانون العراقي‪ ،‬جملة جامعة اإلسراء للعلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة اإلسراء‪ ،‬عدد ‪،02‬‬
‫يناير ‪ ،2017‬ص ‪.98‬‬
‫تعرف احلرية أبهنا‪ " :‬قدرة اجلسم االنتخايب على تقرير مصريه والتعبري املستقل عن إرادته "‪ ،‬وتقاس احلرية من خالل أربع مؤشرات‪ -1 :‬حكم القانون‬ ‫‪2‬‬
‫‪ّ -‬‬
‫أي خضوع الكافة وتساويهم أمام القانون‪ -2 ،‬احرتام املنافسة االنتخابية من خالل تساوي اجلميع يف االستفادة من الشروط القانونية املنظمة لالنتخاب‪،‬‬
‫‪ -3‬وجود الضماانت القضائية واستقالل القضاء عن السلطة التنفيذية وتدخالهتا يف قراراته وأحكامه‪ ،‬وأخرياً حرية املفاضلة بني الربامج االنتخابية‬
‫املطروحة من طرف املرتشحني املتنافسني يف االنتخاابت‪ .‬انظر‪ :‬احممد مالكي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪ -3‬الدراجي جواد‪ ،‬دور اهليئات القضائية واإلدارية والسياسية يف العملية االنتخابية يف اجلزائر‪ ،‬مذكرة ماجستري‪ ،‬جامعة احلاج خلضر ابتنة‪- 2014 ،‬‬
‫‪ ،2015‬ص ‪.47‬‬
‫‪ -4‬إبراهيم الوردي‪ ،‬النظام القانوين للجرائم االنتخابية – دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار الفكر اجلامعي‪ ،‬القاهرة‪ ،2008 ،‬ص ‪.129‬‬
‫‪ -5‬غالب نور الشرع‪ ،‬اجلرمية االنتخابية‪ ،‬بغداد‪ ،‬طبعة ‪ ، 2008 ،1‬ص‪.56‬‬
‫‪ -6‬االئتالف من أجل النزاهة واملساءلة – أمان‪ ،‬املرجع السابق‪ .‬ص ‪.18‬‬
‫‪512‬‬
‫الفساد يف العملية االنتخابية – الرشوة االنتخابية أمنوذجا‪.‬‬

‫‪ -‬إن جترمي الرشوة العادية يهدف إىل محاية نزاهة الوظيفة العامة وصدقها وكفالة االحرتام الواجب هلا‪ ،1‬ابعتبارها‬
‫خدمة تؤديها الدولة ملواطنيها‪ ،‬وفقدان هذا االحرتام وتلك النزاهة يفقد الدولة احرتامها ومكانتها بني مواطنيها‬
‫بسبب فقدان ممثلي الدولة لالحرتام‪ .‬يف حني أن جترمي الرشوة االنتخابية يكون محاية حلرية التصويت يف العملية‬
‫االنتخابية وضماان لنزاهة ومصداقية ما تفرزه االنتخاابت من نتائج‪.‬‬
‫‪ -‬يف الرشوة العادية ميكن للموظف أن حيصل على اإلثراء بال سبب عن طريق االجتار بوظيفته العامة وذلك على‬
‫حساب املواطنني ‪ ،2‬و احلال نفسه يف الرشوة االنتخابية عند تقدميها إىل املرشح سواء مقابل ترشحه لالنتخاابت‪،‬‬
‫أو مقابل تنازله عن الرتشح لصاحل غريه من املرتشحني‪ ،‬أو إىل القائمني على إعداد القوائم االنتخابية‪.‬‬
‫‪ -‬األطراف‪ :‬املرتشي يف الرشوة االنتخابية جيب أن حيمل صفة انخب‪ ،‬فيما أن الرشوة العادية فاملرتشي فيها حيمل‬
‫صفة موظف عام‪.3‬‬

‫‪ 15‬أطرافها‪:‬‬
‫للرشوة االنتخابية كما يف الرشوة العادية أطراف ال تقوم إال بتواجدها‪.‬‬

‫‪ -‬الطرف املوجه إليه املال االنتخايب‪ :‬يوجه املال االنتخايب عادة إىل ثالث جهات الناخب‪ ،‬املرشح‪ ،‬القائمني على‬
‫حتديد القائمة االمسية للمرتشحني ويطلق عليهم تسمية املَرِّشحني‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ -‬الناخب‪ :‬يوجه إليه املال االنتخايب أو الرشوة االنتخابية من أجل شراء صوته‪ ،‬وهو أسلوب انتهازي فاسد‪.‬‬
‫رشح من املرشحني هبدف‬ ‫رتشح‪ :‬تتم عملية رشوة املرتشح من خالل قيام حزب سياسي معني مثال بدعم م َ‬ ‫‪ -‬املُ ِ‬

‫مساعدة احلزب يف العملية االنتخابية وخاصة يف فرتة احلملة االنتخابية هبدف ضمان متثيلهم يف اهليئات املنتخبة أو‬
‫إزاحة خصوم هذا احلزب من املنافسة االنتخابية‪ ،‬وقد يصل األمر حلد دفع املال للخصم نفسه من أجل تنازله عن‬
‫الرتشح يف االنتخاابت وذلك لصاحل مرشح هذا احلزب أو املوايل للطرف الداعم ابملال ‪.‬‬
‫رشحني‪ :‬وتنقسم هذه الفئة إىل نوعني‪ ،‬الشخص القائم على إعداد قائمة املرتشحني‪ ،‬واحلزب املراد ُ‬
‫ترشحه‬ ‫‪ -‬املُ ِ‬

‫خلوض غمار االنتخاابت‪.‬‬


‫‪ -‬احلزب القائم ابلرتشيح‪ :‬وهو دعم ال يقدم ألشخاص وإمنا يقدم إىل حزب وذلك بدعمه لتقدمي مرشحيه يف‬
‫االنتخاابت ومتويل احلملة االنتخابية مبا يضمن فوز ممثلي هذا احلزب‪.‬‬

‫‪ -1‬غالب نور الشرع‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.44‬‬


‫‪ -2‬كامل السعيد‪ ،‬شرح قانون العقوابت اجلرائم املضرة ابملصلحة العامة دراسة حتليلية مقارنة‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،2008 ،‬عمان‪،‬‬
‫ص ‪.406‬‬
‫‪ -3‬سلسلة دراسات‪ ،‬التنظيم القانوين للجرائم االنتخابية يف التشريع البحريين‪ ،‬معهد البحرين للتنمية السياسية‪ ،2015 ،‬ص ‪ .70‬املوقع على االنرتنت‪:‬‬
‫‪ http://www.Pipd.org‬اتريخ االطالع‪ ،2019/09/30 :‬على الساعة ‪.15:30‬‬
‫‪513‬‬
‫احممدي زينب‪ ،‬مجال عبد الكرمي‬

‫‪ -‬األشخاص القائمني على إعداد قائمة املرتشحني‪ :‬حيث يقوم األشخاص بتقدمي األموال للقائمني على إعداد‬
‫املرشحني ابسم احلزب من أجل إدراج أمسائهم ضمن هذه القائمة‪.‬‬
‫وضبط قائمة َ‬

‫‪ 16‬املطلب الثاين‪ :‬وسائل الرشوة االنتخابية وآاثرها‪:‬‬


‫تتنوع الوسائل اليت تتم عن طريقها عملية الرشوة االنتخابية حيث من التشريعات من حاول تبياهنا ولكنه مل يستطع حصرها‬
‫حيث ترك اجملال مفتوحا أمام أي وسيلة أخرى قد تتم هبا وميكن تصنيفها ضمن وسائل الرشوة االنتخابية مثلما حدث مع‬
‫املشرع اجلزائري يف نص املادة ‪ 300‬من األمر ‪ 01-21‬املتضمن القانون العضوي لنظام االنتخاابت‪ .‬لذلك حناول يف هذا‬
‫املطلب التعرف على هذه الوسائل‪ ،‬واآلاثر اليت ميكن أن يرتبها مثل هذا التصرف غري السليم واملتمثل يف الرشوة االنتخابية‪.‬‬

‫‪ 17‬وسائلها‪:‬‬
‫للرشوة االنتخابية وسائل متعددة ومتنوعة يتم بواسطتها التأثري على الناخبني ومحلهم على التصويت أو االمتناع عن‬
‫التصويت ملرشح معني سواء أكان حزاب أو شخصا طبيعيا‪ ،‬ويطلق عليها أيضا مصطلح املال االنتخايب‪ ،1‬حيث ال يقتصر‬
‫هذا النوع من املال على السيولة النقدية أو الشيكات واألرصدة املالية فقط‪ ،‬وإمنا يتسع ليشمل املزااي واملنافع مبختلف‬
‫أنواعها وأشكاهلا وكل ما ينطوي حتت تسمية خدمات‪ ،‬وميكن القول أن املال االنتخايب قد يكون ماال مدفوعا كما قد‬
‫يكون ماال مؤجل الدفع‪ ،2‬يف‪:‬‬

‫‪ -‬اهلبات النقدية أو العينية‪ :‬حيث ميكن أن تكون هذه اهلبات املدفوعة مسبقا كما ميكن أن تكون يف شكل وعود‬
‫آجلة‪ ،‬وتقدمي اهلبات النقدية يكون بشكل مال نقدي وليس شيكات ألن هذا املال غري مشروع فيتم تفادي‬
‫التعامل ابلشيكات لضمان عدم إمكانية تتبع املعامالت البنكية‪.‬‬
‫‪ -‬تقدمي اخلدمات‪ :‬ويتم تقدمي هذا النوع من املال االنتخايب للناخب خاصة الذي لديه القدرة على التأثري على‬
‫جمموعة من الناخبني وقيادهتم من اجل ضمان مواقفهم واختياراهتم أثناء االنتخاابت سواء جبلب التأييد والتصويت‬
‫أو منع التأييد وابلتايل عدم التصويت ملرشح معني‪ ،‬أو ابلتنازل عن الرتشح من قبل مرتشح منافس ملقدم املال‪ .‬ومن‬
‫بني هذه اخلدمات الوعد ابلوظائف العمومية أو اخلاصة ‪.3‬‬

‫‪ -1‬فاملال االنتخايب من هذا املفهوم هو‪ :‬كل األمور اليت حتقق مزااي مادية أو عينية ما كان ألصحاهبا أن حيققوها لوال االنتخاابت‪ ،‬ملزيد من املعلومات‬
‫انظر‪ :‬حممد حممود العمار العجارمة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.68‬‬
‫‪ -2‬حممد حممود العمار العجارمة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.73‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 300‬من األمر رقم ‪ 01-21‬املؤرخ يف ‪ 26‬رجب ‪ 1442‬املوافق ‪ 10‬مارس ‪ 2021‬املتضمن القانون العضوي املتعلق بنظام االنتخاابت‪،‬‬
‫اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية الصادرة بتاريخ ‪ 26‬رجب ‪ 1442‬املوافق ‪ 10‬مارس ‪ ،2021‬العدد ‪ ،17‬ص ‪.42‬‬
‫‪514‬‬
‫الفساد يف العملية االنتخابية – الرشوة االنتخابية أمنوذجا‪.‬‬

‫‪ 18‬آاثرها‪:‬‬
‫‪ -‬تعد الرشوة االنتخابية من أكثر الوسائل شيوعا وأخطرها على العملية االنتخابية‪ ،‬نظرا لسهولة اقرتافها من طرف‬
‫املرشحني سواء اقرتفت مباشرة بواسطة املرتشح أو مت اقرتافها عن طريق أحد مناصريه أو املوالني له‪.‬‬
‫‪ -‬استمالة الناخبني ابستعمال املال من أجل إتباع مبادئ املرشح‪ 1‬وتوجيههم الختياره هبدف حتقيق الفوز وخدمة‬
‫ملصاحله الشخصية ال املصلحة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬تتجلى خطورة الرشوة االنتخابية يف صعوبة إثباهتا‪.‬‬
‫‪ -‬تعترب تدخال يف االنتخاابت‪ ،‬عن طريق تزييف النتائج احملصل عليها من خالل التأثري على إرادة الناخبني وحريتهم‬
‫‪2‬‬
‫يف االختيار‪ ،‬األمر الذي يعترب هدما للدميقراطية اليت تقوم على أساس احرتام وحتقيق حرايت األفراد وحقوقهم‪.‬‬
‫التأثري على حرية الناخبني يف التصويت‪ .3‬وابلتايل تزوير إرادة واختيار الناخبني الذي يفرتض فيهما احلرية الكاملة‬ ‫‪-‬‬
‫بعيدا عن أي أتثري ميس حبرية التعبري عن الرأي وحىت تكون النتائج املستقبلية للهيئات املنتخبة ذات مصداقية‬
‫وفاعلة وشرعية حائزة على رضا اهليئة الناخبة‪.‬‬
‫‪ -‬تعترب الرشوة االنتخابية جرمية يف حق األفراد والشعب‪ ،‬يعاقب عليها القانون‪ ،‬حيث اعتربها من أخطر اجلرائم املاسة‬
‫بسالمة وحرية االنتخاب‪ ،4‬وأيضاً ملا هلا من خطورة على عالقة الشعب مبمثليه وحكامه املنتخبني‪ ،‬وعلى مصداقية‬
‫اهليئات املنتخبة يف الدولة‪ ،‬وخاصة أهنا متس بصدق وسالمة النتائج احملصل عليها وعدم االطمئنان للكيفية اليت‬
‫جرت هبا العملية االنتخابية ‪.5‬‬
‫‪ -‬تشجيع ظاهرة الفساد واستفحاله‪ ،‬وانتشار ما يعرف بعملية بيع وشراء األصوات والتنازل عن بعض احلقوق خاصة‬
‫للمرتشح عن طريق املال السياسي‪ ،‬وابلتايل حرمان من ال ميلك املال واجلاه والثروة من الوصول إىل العضوية يف‬
‫اهليئات املنتخبة والرتشح يف االنتخاابت‪ .‬وعليه متكني أصحاب األموال من الوصول إىل اجملالس واهليئات املنتخبة‬
‫عن طريق أمواهلم وعالقاهتم ليس عن طريق اختيار براجمهم ومصداقيتهم مع الناخبني الذين يقررون ملن الفوز‪ .‬وهذا‬
‫إن دل على شيء فإنه يدل على أن العملية االنتخابية مل تكن وسيلة الختيار األفضل واألنسب‪ ،‬وإمنا كانت سوقا‬
‫تباع فيه األصوات وتشرتى من طرف من يدفع أكثر‪ ،‬وتغيب فيه مصداقية وشفافية العملية االنتخابية برمتها‪.6‬‬

‫‪ -1‬مزايين فريدة‪ ،‬الرقابة على العملية االنتخابية‪ ،‬جملة الفكر‪ ،‬عدد ‪ ،05‬مارس ‪ ،2010‬ص ‪.78‬‬
‫‪ -2‬حممد حممود العمار العجارمة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫‪ -3‬أمني مصطفى حممد‪ ،‬اجلرائم االنتخابية ومدى خصوصية دور القضاء يف مواجهة الغش االنتخايب دراسة يف القانون الفرنسي واملصري‪ ،‬دار اجلامعة‬
‫اجلديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2000 ،‬ص ‪.78‬‬
‫‪ -4‬سلسلة دراسات‪ ،‬التنظيم القانوين للجرائم االنتخابية يف التشريع البحريين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.69‬‬
‫‪ -5‬حممد اشركي‪ ،‬دليل املنازعات االنتخابية الربملانية من خالل قرارات اجمللس الدستوري‪ ،‬مطبعة األمنية‪ ،‬الرابط‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،2011 ،‬ص ‪.191‬‬
‫‪ -6‬رضوان بروسي‪ ،‬الدمقرطة واحلكم الراشد يف إفريقيا دراسة مقارنة يف املداخل النظرية‪ :‬اآلليات والعمليات ومؤشرات قياس نوعية احلكم‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستري‪ ،‬تنظيمات سياسية وإدارية‪ ،‬جامعة احلاج خلضر‪ ،‬ابتنة‪ ، 2009-2008 ،‬ص ‪.46‬‬
‫‪515‬‬
‫احممدي زينب‪ ،‬مجال عبد الكرمي‬

‫‪ -‬من أهم خماطر الرشوة االنتخابية أهنا ِّّ‬


‫حتول الشعب من صاحب سلطة سيّد يف اختياراته إىل رعية تتلقى احلسنات‬
‫من املرشحني مقابل التصويت هلم‪.1‬‬
‫‪ -‬احنياز املعركة واملنافسة االنتخابية لصاحل القوى اليت متلك املال األكثر وهلا القدرة على الدفع أكثر لألموال النقدية‪،‬‬
‫فكلما كان االعتماد على املال االنتخايب متزايدا والدفع النقدي الفوري أكثر كلما كان الفوز ابلسباق االنتخايب‬
‫أقرب‪ ،‬وابلتايل الوصول إىل العضوية يف اهليئات املنتخبة ألطراف ليست هي صاحبة احلق الشرعي فيها‪ ،‬وليسوا هم‬
‫املمثلني احلقيقيني ألفراد الشعب‪.‬‬
‫‪ -‬اإلخالل مببادئ العدالة واملساواة بني الناخبني‪ ،‬اذ ال حيصل املرتشح على الفوز ابعتباره حقا له استحقه من ثقة‬
‫واختيار الناخبني له بكل حرية واقتناع‪ ،‬وإمنا استحق الفوز حبكم وضعه املايل‪ ،‬حيث ال يستطيع من هو أقل‬
‫مستوى ماليا أن ينافسه ويفوز ولو كان صاحب حق واألنسب واألكفأ واألجدر للظفر ابالستحقاق االنتخايب‪.‬‬
‫وعليه يصبح الفوز والسلطة بيد من يدفع ال من يستحق‪.‬‬

‫‪ 19‬اخلامتة‪:‬‬
‫من خالل ما سبق تناوله يف الورقة البحثية‪ ،‬خنلص إىل أن الفساد ظاهرة معقدة ومتشعبة ماسة لكل جوانب احلياة إال أهنا‬
‫تتفاوت يف حدهتا ومستوى خطورهتا من نوع آلخر‪ ،‬حبسب واجملال الذي تفشت فيه‪.‬‬

‫ومن بني أهم أخطر أنواع الفساد جند الفساد السياسي الذي يعصف ابلسلطة السياسية واالستقرار السياسي داخل الدولة‬
‫وابلتايل ثقة احملكومني حبكامهم‪ ،‬كما أن من تبعاته االختالل وتدمري اجملتمع والتنمية يف خمتلف نواحي احلياة يف الدولة وحىت‬
‫على العالقات اخلارجية مع اجملتمع الدويل ومكانة الدولة وهيبتها‪.‬‬

‫ومن أخطر الوسائل املمارسة واألنواع للفساد السياسي‪ ،‬جند الرشوة االنتخابية‪ ،‬واليت لوالها ملا كان الفساد السياسي حيث‬
‫جندها متس مبصداقية العملية االنتخابية ونزاهتها واليت يفرتض هبا أن تفرز لنا ممثلني للشعب ميارسون السلطة ابمسه ونيابة‬
‫عنه ومن مَّث جمالس وهيئات منتخبة قوية حائزة على رضى اهليئة الناخبة وذات شرعية جتعلها قوية وقادرة على حتمل‬
‫الصعاب وإجياد احللول للمشكالت اليت تعرتضها وفقا ملا خيدم املصلحة العامة للدولة ال وفقا ملا خيدم املصلحة اخلاصة هلم‪.‬‬

‫وعلى هذا األساس كان دور املشرع إصدار تشريعات قانونية حتذر من خطورة الرشوة االنتخابية لكوهنا أصل الفساد‬
‫السياسي وكل فساد يف الدولة‪ ،‬وجعل منها جرمية يعاقب القانون على ارتكاهبا نظرا لدرجة خطورهتا على اجملتمع والدولة‬
‫والعالقة بينهما حاضرا ومستقبال وعلى خمتلف جماالت احلياة الداخلية واخلارجية للدولة‪.‬‬

‫‪ -1‬غسان خميرب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.90‬‬


‫‪516‬‬
‫الفساد يف العملية االنتخابية – الرشوة االنتخابية أمنوذجا‪.‬‬

‫‪ 20‬قائمة املراجع‪:‬‬
‫أ‪ -‬القواميس‪:‬‬
‫‪ -1‬املنجد يف اللغة واألعالم‪ ،‬الطبعة الثالثة والثالثون‪ ،‬دار املشرق‪ ،‬بريوت‪.1992 ،‬‬
‫ب‪ -‬الكتب‪:‬‬
‫‪ -1‬االئتالف من أجل النزاهة واملساءلة – أمان‪ ،‬النزاهة والشفافية واملساءلة يف مواجهة الفساد‪ ،‬الطبعة الرابعة‪،‬فلسطني‪،‬‬
‫‪.2016‬‬
‫‪ -2‬إبراهيم الوردي‪ ،‬النظام القانوين للجرائم االنتخابية – دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار الفكر اجلامعي‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪.2008‬‬
‫‪ -3‬أمني مصطفى حممد‪ ،‬اجلرائم االنتخابية ومدى خصوصية دور القضاء يف مواجهة الغش االنتخايب دراسة يف القانون‬
‫الفرنسي واملصري‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪.2000 ،‬‬
‫‪ -4‬عبدو سعد واخرون‪ ،‬النظم االنتخابية‪ :‬دراسة حول العالقة بني النظام السياسي والنظام االنتخايب‪ ،‬منشورات احلليب‬
‫احلقوقية‪ ،‬بريوت‪.2005 ،‬‬
‫‪ -5‬غالب نور الشرع‪ ،‬اجلرمية االنتخابية‪ ،‬طبعة ‪ ،1‬بغداد‪.2008 ،‬‬
‫‪ -6‬كامل السعيد‪ ،‬شرح قانون العقوابت اجلرائم املضرة ابملصلحة العامة دراسة حتليلية مقارنة‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار الثقافة‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2008 ،‬‬
‫‪ -7‬حممد اشركي‪ ،‬دليل املنازعات االنتخابية الربملانية من خالل قرارات اجمللس الدستوري‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬مطبعة األمنية‪،‬‬
‫الرابط‪.2011 ،‬‬
‫‪ -8‬حممد علي سويلم‪ ،‬السياسة اجلنائية يف مكافحة الفساد دراسة مقارنة‪ ،‬املصرية للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫‪.2018‬‬
‫‪ -9‬حممد علي سويلم‪ ،‬جرائم الفساد دراسة مقارنة‪ ،‬املصرية للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األوىل‪.2017 ،‬‬
‫‪ -10‬حممد حممود العمار العجارمة‪ ،‬الوسيط يف القانون الدستوري ضماانت استقالل اجملالس التشريعية‪ ،‬دار اخلليج‪،‬‬
‫الطبعة األوىل‪.2009 ،‬‬
‫ج‪ -‬الندوات‪:‬‬
‫‪ -1‬احممد مالكي‪ ،‬االنتخاابت الربملانية يف املغرب‪ ،‬ندوة النزاهة يف االنتخاابت الربملانية مقوماهتا وآلياهتا يف األقطار العربية‪،‬‬
‫اليت أقامتها املنظمة العربية ملكافحة الفساد ابلتعاون مع مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬طبع ونشر املنظمة العربية‬
‫ملكافحة الفساد ابلتعاون مع مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬بريوت‪ ،‬سبتمرب ‪.2008‬‬

‫‪517‬‬
‫احممدي زينب‪ ،‬مجال عبد الكرمي‬

‫‪ -2‬غسان خميرب‪ ،‬املؤثرات السياسية الداخلية يف الدول العربية اليت سامهت يف تعطيل تطور أنظمة انتخابية تتصف بقدر‬
‫عال من الشفافية والنزاهة‪ ،‬ندوة النزاهة يف االنتخاابت الربملانية مقوماهتا وآلياهتا يف األقطار العربية‪ ،‬اليت أقامتها املنظمة‬
‫العربية ملكافحة الفساد ابلتعاون مع مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬طبع ونشر املنظمة العربية ملكافحة الفساد ابلتعاون‬
‫مع مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬بريوت‪ ،‬سبتمرب ‪.2008‬‬
‫‪ -3‬حممد أمحد املخاليف‪ ،‬نزاهة االنتخاابت النيابية يف اليمن‪ ،‬ندوة النزاهة يف االنتخاابت الربملانية مقوماهتا وآلياهتا يف‬
‫األقطار العربية اليت أقامتها املنظمة العربية ملكافحة الفساد ابلتعاون مع مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬طبع ونشر‬
‫املنظمة العربية ملكافحة الفساد ابلتعاون مع مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬بريوت‪ ،‬سبتمرب ‪.2008‬‬
‫‪ -4‬حممد أمحد عبد هللا‪ ،‬واقع االنتخاابت النيابية يف البحرين‪ ،‬ندوة النزاهة يف االنتخاابت الربملانية مقوماهتا وآلياهتا يف‬
‫األقطار العربية‪ ،‬ليت أقامتها املنظمة العربية ملكافحة الفساد ابلتعاون مع مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬طبع ونشر‬
‫املنظمة العربية ملكافحة الفساد ابلتعاون مع مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬بريوت‪ ،‬سبتمرب ‪.2008‬‬
‫‪ -5‬مصطفى بن جعفر‪ ،‬االنتخاابت يف تونس‪ ،‬حبث مقدم يف إطار ندوة النزاهة يف االنتخاابت الربملانية مقوماهتا وآلياهتا‬
‫يف األقطار العربية‪ ،‬ليت أقامتها املنظمة العربية ملكافحة الفساد ابلتعاون مع مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬طبع ونشر‬
‫املنظمة العربية ملكافحة الفساد ابلتعاون مع مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬بريوت‪ ،‬سبتمرب ‪.2008‬‬
‫د‪ -‬الرسائل‪:‬‬
‫‪ -1‬الدراجي جواد‪ ،‬دور اهليئات القضائية واإلدارية والسياسية يف العملية االنتخابية يف اجلزائر‪ ،‬مذكرة ماجستري‪ ،‬جامعة‬
‫احلاج خلضر ابتنة‪.2015 - 2014 ،‬‬
‫‪ -2‬رضوان بروسي‪ ،‬الدمقرطة واحلكم الراشد يف إفريقيا دراسة مقارنة يف املداخل النظرية‪ :‬اآلليات والعمليات ومؤشرات‬
‫قياس نوعية احلكم‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬تنظيمات سياسية وإدارية‪ ،‬جامعة احلاج خلضر‪ ،‬ابتنة‪.2009-2008 ،‬‬
‫‪ -3‬حممد حسن سعيد‪ ،‬وسائل القانون الدويل ملكافحة جرائم الفساد‪ ،‬رسالة ماجستري يف القانون العام‪ ،‬جامعة الشرق‬
‫األوسط‪ ،‬عمان‪ ،‬جوان ‪.2019‬‬
‫ه‪ -‬املقاالت‪:‬‬
‫‪ -1‬احلمداين ميسون خلف‪ ،‬اجلرائم املاسة بسالمة العملية االنتخابية يف القانون العراقي‪ ،‬جملة جامعة اإلسراء للعلوم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬جامعة اإلسراء‪ ،‬عدد ‪ ،02‬يناير ‪.2017‬‬
‫‪ -2‬امال فاضل‪ ،‬االليات القانونية لنزاهة العملية االنتخابية ابجلزائر‪ ،‬جملة أحباث قانونية وسياسية‪ ،‬العدد ‪ ،06‬جوان‬
‫‪.2018‬‬
‫‪ -3‬مزايين فريدة‪ ،‬الرقابة على العملية االنتخابية‪ ،‬جملة الفكر‪ ،‬عدد ‪ ،05‬مارس ‪.2010‬‬
‫‪ -4‬يعيش متام‪ ،‬شربي عزيزة‪ ،‬جرمية الرشوة االنتخابية بني التشريع االنتخايب والتطبيق القضائي دراسة مقارنة اجلزائر –‬
‫تونس ‪ -‬املغرب‪ ،‬جملة جيل األحباث القانونية املعمقة‪ ،‬عدد ‪ ،15‬جوان ‪.2017‬‬
‫‪518‬‬
‫الفساد يف العملية االنتخابية – الرشوة االنتخابية أمنوذجا‪.‬‬

‫و‪ -‬األوامر‪:‬‬
‫‪ -1‬األمر رقم ‪ ،01-21‬املؤرخ يف ‪ 26‬رجب ‪ 1442‬املوافق ‪ 10‬مارس ‪ 2021‬املتعلق بنظام االنتخاابت‪ ،‬اجلريدة‬
‫الرمسية للجمهورية اجلزائرية الصادرة بتاريخ ‪ 26‬رجب ‪ 1442‬املوافق ‪ 10‬مارس ‪ ،2021‬العدد ‪.17‬‬
‫ي‪ -‬املراجع ابللغة األجنبية‪:‬‬
‫‪Terminologie juridique dans la législation‬‬ ‫‪, Garram Ibtisseme -1‬‬
‫‪.Palais des livres, 1998 ,Algérienne,Blida‬‬
‫ك‪ -‬مواقع على االنرتنت‪:‬‬

‫‪ -1‬احتاد املصارف العربية‪ ،‬دور النزاهة والشفافية يف حماربة الفساد‪ ،‬العدد ‪ ،448‬موقع على االنرتنت‪:‬‬
‫‪ https://uabonline.org‬اتريخ االطالع‪2022/04/14 :‬ن على الساعة‪.01:45 :‬‬
‫‪ -2‬سلسلة دراسات‪ ،‬التنظيم القانوين للجرائم االنتخابية يف التشريع البحريين‪ ،‬معهد البحرين للتنمية السياسية‪،‬‬
‫‪ ،2015‬ص ‪ .70‬املوقع على االنرتنت‪ http://www.Pipd.org :‬اتريخ االطالع‪:‬‬
‫‪ ،2019/09/30‬على الساعة ‪.15:30‬‬

‫‪519‬‬

You might also like