You are on page 1of 43

‫جامعـــــة باتنـــــة ‪01‬‬

‫كلية العلوم االقتصــادية والتجارية‬


‫وعلوم التسيير‬

‫محاضرات في مقياس‬
‫قانون مكافحة الفساد‬
‫لطلبة السنة الثانية‬
‫ماستر تدقيق محاسبي‬
‫تسيير الموارد البشرية‬

‫الدكتور‪ :‬سليماني لخميسي‬


‫السنة الجامعية ‪2024/2023‬‬
‫‪1‬‬
‫التعريف بالمقياس‬
‫يعالج ىذا المقياس قانون الوقاية من الفساد ومكافحتو في ظل القانون رقم ‪ ،01-06‬باعتبار أن جرائم‬
‫الفساد من أخطر الجرائم التي يعاني منيا اقتصاد العالم بأسره‪ ،‬لما ليا من آثار سمبية بميغة عمى‬
‫الجانبين االقتصادي واالجتماعي في الدول‪ ،‬لذلك فالمشرع الجزائري ومحاولة منو لمواجية ىذه الخطورة‬
‫اإلجرامية بادر إلى تجريم أفعال الرشوة واستغالل النفوذ وغيرىا من جرائم الفساد منذ االستقالل وذلك‬
‫ضمن أحكام قانون العقوبات الصادر باألمر رقم ‪ 156/66‬المتضمن قانون العقوبات المعدل والمتمم‪.‬‬

‫وتبعا لذلك ومن اجل انسجام التشريع الداخمي مع التشريع الدولي ومحاولة القضاء عمى أشكال الفساد‬
‫ومظاىره جاء القانون رقم ‪ 01-06‬المؤرخ في ‪ 2006/02/20‬المتعمق بالوقاية من الفساد ومكافحتو‬
‫بتدابير وقائية لمواجية ىذه الظاىرة والحيمولة دون تفشييا وأخرى ردعية تتمثل في تجريم وقمع مظاىر‬
‫الفساد في الحياة العمومية المتمثمة أساسا في االتجار بالوظيفة العمومية والتالعب بالمال العام فنص‬
‫عمى تجريم وقمع كل إخالل بواجب النزاىة الذي يستوجب عمى الموظف العمومي أن يتحمى بو وكل‬
‫إخالل بواجبات األمانة الممقاة عمى عاتق الموظف العمومي‪.‬‬

‫مقدمة‬
‫يعد موضوع الفساد من أىم المواضيع لما يرتبو من آثار تيدد كيان الدول في أمنيا واستقرارىا‪،‬كما أن‬
‫تنامي ظاىرة الفساد بشكل رىيب صعب عممية مواجيتو مما دعا الدول المجوء إلى التكاتف والتعاون‬
‫المؤرخة‬ ‫لمجابية ىذه الظاىرة تكممت بصدور عدة اتفاقياتأىميا اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد‬
‫في‪ 2003-10-31:‬والتي صادقت عمييا الجزائر في ‪ 2004-04-19‬بموجب المرسوم الرئاسي ‪-04‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ 128‬والتي صدر عمى أثرىا القانون رقم ‪ 01-06‬ا لمؤرخ في ‪ 2006-02-20‬المتعمق بالوقاية من‬
‫الفساد ومكافحتو‪.‬‬

‫تعد ظاىرة الفساد ظاىرة قديمة عرفيا اإلنسان عمى مر األزمنة‪ ،‬و كانت السبب الرئيسي في تدىور و‬
‫سقوط عدة أنظمة ‪ ،‬و ھي ظاىرة ال تقتصر عمى شعب دون آخر أو دولة أو ثقافة دون أخرى ‪ ،‬كما ال‬
‫إال أنىا تتفاوت من حيث الحجم والدرجة بين‬ ‫ترتبط فقط بالدول المتخمفة وانما حتى الدول المتقدمة‪،‬‬
‫مجتمع وآخر‪،‬‬

‫تعتبر جرائم الفساد من أخطر الجرائم الماسة بالمال العام ‪ ،‬وليذا السبب أدرك المجتمع الدولي‬
‫أن مسؤولية مكافحة جرائم الفساد ىي مسؤولية مشتركة وليست فردية تختص بيا كل دولة عمى حدى‪ ،‬بل‬
‫تيم المجتمع الدولي برمتو‪ ،‬وال يمكن مواجية ىذه الجرائم إال من خالل اتخاذ إجراءات متنوعة ومختمفة‬
‫إلييا غالبية دول‬ ‫توجت بإبرام اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد والتي صادقت وانضمت‬
‫العالم‪ ،‬كما تجسدت من خالل الدور المشترك لممنظمات الدولية واإلقميمية والتشريعات الوطنية‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى التعاون الدولي المتمثل في تكثيف الجيود المشتركة من خالل التنسيق األمني وتبادل المعمومات عمى‬
‫مستوى المؤسسات المالية واألجيزة األمنية المختصة وطنيا واقميميا ودوليا‪ ،‬والجيود الوقائية والردعية‬
‫لمكافحة جرائم الفساد المالي‪ ،‬وأنشئت ىيئات متخصصة لموقاية من الفساد المالي‪.‬‬

‫مع توسع االقتصاد العالمي بشكل كبير خالل القرن العشرينن ازدادت مستويات الفساد أيضاً‪ .‬من‬
‫يقدر البنك الدولي أن‬
‫الصعب تقدير حجم ومدى الفساد عمى مستوى العالم ألن ىذه األنشطة تتم س اًر‪ّ .‬‬
‫الرشوة الدولية تتجاوز ‪ 1.5‬تريميون دوالر سنوياً‪ ،‬أو ‪ %2‬من الناتج المحمي اإلجمالي العالمي ‪.‬‬

‫الجذور التاريخية لظاهرة الفساد‬


‫لم يكن ىناك تاريخ محدد لنشوء ظاىرة الفساد اإلداري لكن عموم الباحثين يتفقون عمى أنيا نشأت مع‬
‫‪.‬‬ ‫بداية الخميقة وممارسة اإلنسان لحياتو وسموكياتو وتفاعمو مع مجتمعو‬
‫وقد ورد في كتب البحث والتاريخ اإلنساني إن األقوام األولى و أولى الحضارات في العالم عرفت ظاىرة‬
‫الفساد ‪,‬إذ وجدت في قوانين( أوروك وارنمو) في األلواح السومرية ومحاضر جمسات مجمس( اراك) كما‬
‫يسمييا الباحثون في التاريخ القديم ‪.‬‬
‫كما تبين المحكمة الممكية بموجب الوثائق التي عثر عمييا المعنيون في اإللف الثالث لمميالد ‪,‬أنيا كانت‬

‫‪3‬‬
‫تنظر في قضايا الفساد عمى سبيل المثال لمحصر‪ ,‬مثل ‪,‬استغالل النفوذ في الوظيفة العامة ‪,‬وقبول‬
‫‪.‬‬ ‫العدالة‪ ,‬وقد وصمت بعض ق اررات الحكم لبعض الجرائم حد اإلعدام‬ ‫الرشوة‪ ,‬وانكار‬
‫ونجد حمورابي ممك بابل الذي وسع المممكة وصاحب أقدم التشريعات القانونية قد أشار في المادة‬
‫السادسة من شريعتو إلى جريمة( الرشوة) حيث شدد عمى إحضار طالب الرشوة إمامو ليقاضيو بنفسو‬
‫وتوليت أمر عقابو بنفسو ‪.‬‬
‫كما نالحظ أيضا في مدونات وادي النيل إن لمصر الفرعونية إشارات ووصايا في تنظيم اإلدارة والعالقات‬
‫السميمة في الحكم والدولة ‪,‬فضال عن دراسة الفكر السياسي الصيني وما قذفتو الديانة الكونفوشيوسية‬
‫‪,‬والتي شخصت ظاىرة الفساد اإلداري في الحكم وأسباب ذلك في األسر واغفال األشخاص تقويم أنفسيم ‪.‬‬
‫رغم كل ىذا إال أن الفساد وجد في المدن اليونانية المرتع الذي يقتات منو‪ ،‬ليذا عمد كثير من الحكماء‬
‫والفالسفة اليونانيين لتشخيص ىذه اآلفة ومكافحتيا فيذا (سؤلون) في تشريعاتو التي أطمق عمييا (قانون‬
‫أتياك) وضع قواعد إلرشاد موظفي الدولة وضبط عمميم اإلداري‪ ،‬وسعى إلدخال المثل العميا لممساواة‬
‫االجتماعية في بالد مزقتيا نزاعات األغنياء والفقراء‪.‬‬
‫وبعد سؤلون جاء أفالطون والذي تطرق في كتابو(الجميورية) لظاىرة الفساد‪ ،‬من خالل مناقشتو لمشكمة‬
‫العدالة الفردية والجماعية‪ ،‬حيث أشار أن المجوء إلى العدالة يستبعد مسألة المنفعة أو المصمحة والتي ىي‬
‫أساس ظيور الفساد‪.‬‬
‫كما أن من خالل معالجتو لصيرورة السياسة لمحكومات والتي ىي في نظره صيرورة حتمية ودقيقة يرى أن‬
‫الحكومة تنتقل من (االرستقراطية)إلى (التيوقراطية) ثم (االوليقارشية) ف‪:‬‬
‫(الديمقراطية )لكي تنتيي (باالستبدادية)‪ ،‬يحدد ويتيم (التيوقراطية) بأنيا تستغل الفرصة لتقاسم الثروات‬
‫واضطياد من كمفوا بحمايتيا‪ ،‬وفي ذلك تشخيص ضمني لظاىرة الفساد في ذلك الوقت‪ .‬كما انو حارب‬
‫الفساد اإلداري والديني وحث عمى الوحدة األخالقية ‪,‬وسعى إلى الحد من الفساد االقتصادي واإلداري‬
‫‪,‬عمى انو لم يسمح لممالك بزيادة أمواليم إال ضمن حد معين‪,‬واق ارره إنشاء ىيئة موظفين وكان واجبيا‬
‫مراقبة تصرفات المواطنين ‪.‬‬
‫الديني‬ ‫أما عمى صعيد كتابو (القوانين) فإن أفالطون يحارب الفساد في جميع صوره فيو يحارب الفساد‬
‫ويحث عمى الوحدة األخالقية لمدينتو‪.‬‬
‫ونراه أيضا يحاول الحد من الفساد االقتصادي واإلداري بحيث لم يسمح لممالك بزيادة أمواليم إالضمن حد‬
‫معين‪ ،‬وعزل المدينة عن البحر لتفادي تعاطي التجارة واقرار إنشاء ىيئة موظفين واجبيامراقبة تصرفات‬
‫المواطن‪.‬‬
‫أما إذا انتقمنا إلى الفيمسوف أرسطو فسنجد أن ىذا األخير قد شخص واىتم بالفساد السياسي من خالل‬

‫‪4‬‬
‫تصنيفو لمدساتير وذلك في كتابو(األخالقيات) حيث لخص العوامل التي تحافظ عمى الحواضر(المدن)‬
‫والعوامل األخرى التي تدمرىا‪.‬فيو من خالل معالجتو يصنف المدينة التي يغرييا ىدف فاسد بأنيا مدينة‬
‫فاسدة بل قد تفشل في أن تكون دولة عمى اإلطالق‪ ،‬في حين يرى أن الدولة الصالحة ىي التي ال تكتفي‬
‫بطمب الخير ليا فحسب بل تطمب الخير العام‪ ،‬ويحدد ذلك بأن الحكم السميم ال يقوم عمى مجرد طمب‬
‫الخير ما لم يكن الخير عاما ومشتركا بين جميع المواطنين ‪.‬‬
‫إن أرسطو لم يكن مؤمنا بالحكم المطمق ميما كانت صفة الحاكم حتى ولو كان فيمسوفا‪ ،‬لذا نراه يشخص‬
‫ظاىرة الفساد عند ذكره أنواع لمحكم ثالثة تتضمنيا الدساتير بحسب عدد الحكام والتي لكل منيا شكمو‬
‫الفاسد ‪ ،‬عمى أن الضابط لديو الذي يفرق بين الصالح والفاسد ىو أن الدساتير الصالحة تمارس الحكم ‪.‬‬
‫في الصين القديمة كان الموظفون يمنحون عالوة يطمق عمييا (يانغ لين) وتعني‪ :‬تعضيد محاربة الفساد‪،‬‬
‫وبالرجوع إلى الفكر السياسي لدى(كونفوشيوس) نرى بأنو قد شخص ظاىرة الفساد في كتابو(التعميم‬
‫األكبر) حيث أرجع أسباب الحروب إلى فساد الحكم والذي مرده إلى فساد األسر واغفال األشخاص تقويم‬
‫أنفسيم‪ ،‬أما في كتابو( العقيدة الوسط) فيو يرى أن الحكم ال يصمح إال باألشخاص الصالحين والو ازرة‬
‫الفساد عندما يتطرق إلى‬ ‫الصالحة التي توزع الثروة بين الناس عمى أوسع نطاق‪ ،‬و يشير إلى أخطار‬
‫القول أن تركيز الثروة يؤدي التي تشتت الشعب‬
‫كما يجب اإلشارة إلى أن النظام اإلسالمي رسخ األسس والقواعد السميمة التي تقوم عمييا سمطة الحكم في‬
‫الدولة اإلسالمية‪ ،‬ومن أىم المبادئ التي أكد عمييا اإلسالم‪ ،‬االلتزام بالشورى وبالعدل وبالطاعة لمحاكم‬
‫ونصرتو‪.‬‬
‫كما استخدم اإلسالم مختمف الوسائل الوقائية والردعية لمنع االنحراف والفساد‪ ،‬كما ركز عمى القيم‬
‫الروحية لعظم دورىا في ترشيد سموك اإلنسان وتيذيبو وضبطو‪ ،‬األمر الذي يؤدي إلى التقميل والحد من‬
‫‪:‬‬ ‫الفساد‪ ،‬و من أىم الوسائل التي ابتدعيا اإلسالم لمكافحة الفساد بمختمف صوره ىي‬
‫‪ -1‬تولية قيادات إدارية كفئة وأمينة‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -2‬اعتماد القيم والمبادئ السامية واألخالق الكريمة كأساس لمعمل الذي يقوم عمى الكفاءة والجودة‬
‫‪-3‬تأصيل القيم اإلسالمية النبيمة لدى الموظفين‪.‬‬
‫‪ -4‬اعتماد مبدأ الرقابة من خالل نظام الحسبة (الرقابة المالية عمى اإلدارة‬
‫ورغم أن البحوث العممية لم تتوسع في مناقشة الممارسات الفاسدة في العيد النبوي‪ ،‬إال أن التاريخ يسجل‬
‫شيئا من ذلك‪ :‬مثل فساد بعض الوالة في عيد النبوة‪.‬‬
‫وقد عالج اإلسالم عمى وفق منيج الشريعة اإلسالمية التي وردت في محكم الكتاب المبين وألسنو النبوية‬
‫المطيرة موضوع الفساد ‪.‬فقد أكدت ألسنو النبوية المطيرة اقتالع الفساد من جذوره ونرى إن األحاديث‬

‫‪5‬‬
‫النبوية الشريفة حافمة بمثل ىذه المضامين الواضحة ومنيا قولو( ص) (لعن اهلل الراشي والمرتشي في‬
‫‪.‬‬ ‫الحكم)(وان أكل السحت حرام مثوى صاحبو النار) و (كل لحم أنبتو السحت فالنار أولى بو)‬
‫كما تحدث العالمة ابن خمدون عن " الجاه المفيد لممال"وكأنو يحمل واقعنا العربي المعاصر‪ ،‬إذ يرى أن‬
‫المال تابع لمجاه والسمطة وليس العكس‪ ،‬كما تكمم عن األحوال الكثيرة التي تختمط فييا التجارة باإلمارة‪ ،‬إذ‬
‫يكتسب البعض من خالل المنصب والنفوذ اإلداري في أعمى مراتب جياز الدولة أوضاعا تسمح ليم‬
‫بالحصول عمى المغانم المالية وتكوين الثروات السريعة وتكون عادة بمثابة ريع المنصب ولقد عالج ذلك‬
‫من خالل تخصيص فصال كامال لذلك تحت عنوان‪":‬في أن( التجارة من السمطان مضرة بالرعايا مفسدة‬
‫لمجباية‪.‬‬
‫كذلك انتشرت ظاىرة الفساد اإلداري في الدول األوربية في العصور المتقدمة والوسطى فمثال في انكمت ار‬
‫في زمن المموك انتشرت ىذه الظاىرة واستخدمت آليتيا لشراء أصوات البرلمانين والتأثير عمييم وكسب‬
‫‪,‬واستمر ىذا األسموب لمراحل‬ ‫والئيم من قبل الممك أو المعارضة ليحقق كل طرف غايتو من المكاسب‬
‫متاخره من القرن التاسع عشر‪ ,‬وتشير العديد من المصادر إن الفساد كان منتش ار في انكمت ار وايرلندا ‪,‬حتى‬
‫أصبح مظير شراء المناصب معروفا آنذاك ‪,‬السيما في الجيش والبرلمان من قبل المتنفذين وأصحاب‬
‫األراضي ‪,‬األمر الذي اثار حفيظة كثير من رجال المجتمع االنكميزي ومياجمتيم ألساليب الفساد ‪.‬‬

‫تطور وانتشار الفساد في الجزائر‪:‬‬


‫نشير بداية أن الجزائر بعد االستقالل مباشرة مرة بمرحمة انتقالية دامت ثالث سنوات ( ‪1962‬الى ‪)1965‬‬
‫حيث لم تتضح خالليا مالمح النظام اإلداري والسياسي واالقتصادي الجزائري‪ ،‬إال أنو بعد ذلك وبالضبط‬
‫في سنة ‪ 1967‬والى غاية سنة ‪ 1978‬تم وضع إستراتيجية لمنمو االقتصادي واالجتماعي وأعطيت فييا‬
‫لمقطاعين الصناعي والعمومي األولوية الكبرى‪ ،‬ولقد صاحب ىذه المرحمة انتشا ار لمممارسات الفاسدة والتي‬
‫حاولت استغالل موجة اإلصالحات لتشكيل الثروات الطائمة ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫ولقد أرجع البعض أسباب تفشي الفساد الكبير إلى عممية التصنيع السريعة عن طريق سياسة االستثمارات‬
‫اليائمة والمكمفة والتي اعتمدت أساسا عمى المجوء المبالغ فيو إلى الخارج من أجل استيراد التكنولوجيا‪،‬‬
‫باإلضافة إلى االستيراد المتزايد لممنتجات والخدمات المتنوعة‪ ،‬وقد نتج عن ىذه السياسة تبذير وتبديد‬
‫لألموال العمومية واسراف كبير نتيجة سوء التسيير الذي تميزت بو المؤسسات الصناعية العمومية ‪.‬‬

‫والفساد ازداد اتساعا وتطورت أساليبو في العيدة التي تمت فترة التصنيع وىي الفترة الممتدة من ‪1980‬إلى‬
‫‪ 1989‬وىذا بالرغم من محاوالت السمطة الحاكمة آنذاك في الحد من تفشي ىذه اآلفة‪ ،‬فرغم اإلصالحات‬
‫االقتصادية التي بدأت سنة ‪ 1980‬والتي أدت إلى زيادة ونمو االستثمارات والواردات إال أن دائرة الفساد‬
‫اتسعت أكثر ‪.‬أما فترة التسعينيات ‪ 1990‬إلى ‪ 2000‬فقد شيدت انتشا ار كبي ار و ممفت لالنتباه لمفساد‬
‫وخاصة اإلداري منو‪ ،‬ونيب لموارد الدولة و ممتمكاتيا من قبل شرذمة من الفاسدين المستنفذين في‬
‫مختمف القطاعات والمؤسسات العامة‪ ،‬وقد زادت األزمة األمنية التي عاشتيا الجزائر آنذاك من فرص‬
‫تفشي ىذه الظاىرة‪ ،‬وكذا ساىمت اإلصالحات السياسية (تبني التعددية السياسية ) واالقتصادية (التخمي‬
‫عن االقتصاد الموجو والتحول إلى االقتصاد الحر) التي تبناىا المشرع في ظل دستور ‪ 1989‬في تغمغل‬
‫الفساد في القطاعات االستراتيجية لمدولة والى تركز الثروة في أيدي قمة من رجال المال واألع مال‪،‬حيث‬
‫برزت ظاىرة الرشوة بحدة في ىذه المرحمة االنتقالية‪ ،‬والتي تم فييا التنازل عن ممتمكات الدولة بمبالغ‬
‫رمزية إلى أشخاص نافذين في السمطة تحولوا في فترة وجيزة إلى رجال أعمال فاسدين‪.‬‬

‫غير أنو بداية من سنة ‪ 2000‬والى غاية يومنا ىذا وقع تحوال كبي ار في منظومة القيم أدت إلى شيوع‬
‫ثقافة الفساد واإلفساد‪ ،‬حيث شيدت ىذه الفترة تفشي غير مسبوق وال مثيل لو في الدول النامية األخرى‬
‫لظاىرة الفساد‪ ،‬والتي مست كل القطاعات دون استثناء‪ ،‬ولعمى الذي ساىم في تفاقميا ىو اإلصالحات‬
‫الكبيرة التي قامت بيا الحكومة في مختمف الميادين بصورة متسرعة‪ ،‬دون بحث عواقبيا من جية‬
‫والبحبوحة المالية التي أسالت لعاب الكثير من الفاسدين من جية ثانية‪ ،‬وضف إلى ذلك المنظومة‬
‫التشريعية الميترئة التي صاحبت ىذه الفترة والتي سيمت وشجعت في بعض األحيان إلى حد بعيد ارتكاب‬
‫مختمف الجرائم ذات الصمة بالفساد اإلداري‪ ،‬ووفرت المناخ المناسب لمثل ىذه السموكيات الفاسدة‪.‬‬

‫ماهية الفساد ومظاهره‪:‬‬


‫يعتبر مصطمح الفساد مصطمح حديث في التشريع الج زائري‪ ،‬فمم يتم استعمالو قبل سنة ‪ ، 2006‬إضافة‬
‫الى أن ال توجد جرائم توصف بيذا الوصف من قبل أن تقوم الجزائر بالمصادقة عمى اتفاقية األمم‬
‫المتحدة لمكافحة الفساد خالل سنة ‪ ، 2004‬وكان ذلك بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ 128-04‬المؤرخ‬
‫في ‪19‬أفريل ‪ ،2004‬ولذلك كان لزاما عمى الجزائر أن تجعل تشريعاتيا تتماشى مع ىذه االتفاقية‪ ،‬فصدر‬

‫‪7‬‬
‫قانون الوقاية من الفساد ومكافحته رقم ‪ 01-06‬المؤرخ في ‪20‬فيفري ‪ 2006‬المعدل والمتمم ‪ ،1‬الذي‬
‫جرم الفساد بمختمف مظاىره‪ ،‬كما تم تعديل كل من قانون اإلجراءات الجزائية وقانون الصفقات وقتيا‪ ،‬كما‬
‫إنشاء أوال ىيئة وطنية مكمفة أساسا بالوقاية من الفساد و ىي الييئة الوطنية لموقاية من الفساد و مكافحتو‬
‫الفساد‪.‬‬ ‫ثم ىيئة مركزية ذات طابع قمعي و ىي الديوان المركزي لقمع‬

‫ولقد شمل قانون مكافحة الفساد الجرائم التقميدية التي تضمنيا قانون العقوبات‪ ،‬ثم تم ادراجيا في قانون‬
‫مكافحة الفساد‪ ،‬كما تضمن بعض الجرائم المستحدثة التي لم يتم تناوليا في قانون العقوبات‪.‬‬

‫والمشرع الجزائري لم يتطرق الى تعريفو بل اعتمد عمى تحديد صوره من خالل نص المادة ‪ 02‬من قانون‬
‫مكافحة الفساد " كل الجرائم المنصوص عمييا في الباب الرابع من ىذا القانون" وبالتالي يمكن تصنيف‬
‫ج ارئم الفساد إلى أربعة أنواع هي‪ :‬اختالس الممتمكات سواء عمى مستوى القطاع العام او الخاص ‪ ،‬الرشوة‬
‫وما في حكم ىا‪ ،‬الجرائم المتعمقة بالصفقات العمومية‪ ،‬والتستر عن جرائم الفساد‪.‬‬

‫تعريف الفساد لغة واصطالحا‪:‬‬

‫تعريف الفساد لغة‪:‬‬

‫الفساد لغة ضد الصالح‪ ،‬ونقول فسد الشيء إذا ثبتت عدم صالحيتو‪ ،‬والفساد كذلك يطمق عمى البطالن‪.‬‬

‫جاء كذلك في المصباح المنير أن الفساد من مادة فسد ‪،‬و يقال فسد الشيء فسودا فيو فاسد و االسم‬
‫فساد ‪،‬والمفسدة خالف المصمحة وجمعيا مفاسد ‪،‬ولمفساد في المغة معاني عديدة منيا التمف و العطب و‬
‫االضطراب و الخمل ‪،‬وضد الصالح ‪،‬فيقال أصمح الشيء بعد إفساده أي أقامو‪ ،‬ومنو أيضا التقاطع و‬
‫التدابر ‪،‬فيقال تفاسد القوم أي تدابروا و تقاطعوا‪.‬‬

‫تعريف الفساد اصطالحا‪:‬‬

‫الفساد في االصطالح الشرعي ىو‪ :‬كل عمل يتنافى مع مقاصد الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬وبالتالي ىو يشمل‬
‫كل المنييات والمحرمات خروجا عما أمر اهلل بو عز وجل‪ ،‬حيث قال الزمخشري‪ :‬الفساد ىو الخروج عن‬
‫حال االستقامة والنفع‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫كما يأت بمعنى الطغيان والتجبر كما في قولو تعالى‪ ":‬لمذين يريدون عموا في األرض وفسادا"‬

‫أما ابن كثير فقال‪ :‬الفساد ىو "العمل بالمعصية او العمل بما يخالف النصوص الشرعية‪".‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬القانون ‪ 01-06‬المؤرخ في ‪ 20‬فيفري ‪ 2006‬المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته‪ ،‬المعدل والمتمم باألمر رقم ‪ 05-10‬المؤرخ في ‪ 26‬أوت‬
‫‪ ،2010‬والقانون ‪ 15-11‬المؤرخ في أوت ‪،2011‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬سوؤة القصص االية ‪.83‬‬
‫‪8‬‬
‫التعريف القانوني لمفساد‪ :‬لقد اختمف الفقو في تعريف الفساد ومن أىم التعريفات الواردة منيا‪:‬‬

‫تعريف البنك الدولي‪:‬‬

‫ھو استعمال الوظيفة العامة لمكسب الخاص (الشخصي) غير الم شروع ‪.‬الفساد وفقاً ليذا التعريف يتداخل‬
‫مع رأي صندوق النقد الدولي الذي ينظر إلى الفساد الى أنيا عالقة األيدي الطويمة المتعمدة التي تھدف‬
‫الستنتاج الفوائد من ھذا السموك لشخص واحد أو لمجموعة ذات عالقة باآلخرين يصبح الفساد عالقة‬
‫وسموك اجتماعي يسعى رموزه إلى انتياك قواعد السموك االجتماعي فيما يمثل عند المجتمع المصمحة‬
‫العامة‪.‬‬

‫تعريف اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد عام ‪:2003‬‬

‫انصرفت إلى تعريفو من خ ال ل اإلشارة إلى الحاالت التي‬ ‫لم تعرف الفساد تعريفا فمسفيا أو وصفيا ‪،‬بل‬
‫يترجم فييا الفساد إلى ممارسات فعمية عمى أرض الواقع ‪،‬ومن ثم القيام بتجريم ىذه الممارسات ‪،‬وىي‬
‫الرشوة بجميع وجوىيا وفي القطاعين العام والخاص و اإلخت ال س بجميع وجوىو‪ ،‬والمتاجرة بالنفوذ‪ ،‬و‬
‫إساءة إستغالل الوظيفة ‪،‬و تبييض األموال و الثراء و غير المشروع‪ ...‬وغيرىا من أوجو الفساد‪.‬‬

‫كما يمكن أن يكون الفساد عن طريق استغالل الوظيفة العامة دون المجوء إلى الرشوة وانما عن طريق‬
‫المحاباة او منح امتيازات لمغير (المحسوبية )دون سند قانوني ودون مبرر قانوني ليا‪.‬‬

‫أنواع الفساد‬
‫لقد ساعد عمى ظيور الفساد وانتشار ممارستو داخل المجتمعات العديد من العوامل واألسباب منيا‬
‫غياب المساءلة والشفافية والسياسات العامة الضعيفة وانيدام وغياب القيم المؤسسية القائمة عمى معايير‬
‫النزاىة والعدالة ‪، ،‬ولقد أدت ىذه األسباب وغيرىا إلى انتشار الفساد وتغمغمو في كافة نواحي الحياة فظير‬
‫الفساد االقتصادي والمالي واإلداري وغيره‬

‫أنواع الفساد ‪:‬‬

‫يمكن تصنيف الفساد إلى عدة أنواع تبعا لمجموعة من المعايير كاآلتي ‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫حسب الفئة المطبقة )المجال الذي تنتشر فيو) ‪:‬‬

‫‪ -1‬الفساد السياسي‬

‫يتعمق بمجمل االنحرافات والمخالفات لمقواعد واألحكام التي تنظم عمل المؤسسات السياسية (النسق‬
‫السياسي)‪.‬‬

‫تتمثل مظاىر الفساد السياسي في تقديم المصالح الشخصية ألفراد دون النظر في المصمحة العامة‬
‫لممجتمع ‪ ،‬كعدم إشراك األفراد في الرأي والقرار‪ ،‬فقدان الديمقراطية ‪،‬فساد الحكم ‪....‬الخ‬

‫‪ -2‬الفساد المالي‬

‫يتعمق باالنحرافات المالية ومخالفة القوانين والموائح المالية ‪ ،‬كمخالفة التعميمات الخاصة بأجيزة الرقابة‬
‫المالية(مخالفة القواعد و االحكام التي تنظم العمل المالي)‬

‫تتمثل مظاىره في قبول الرشاوى‪ ،‬والتيرب من االلتزامات المالية‪.،‬االختالس ‪ ...‬الخ‬

‫‪ -3‬الفساد اإلداري‪:‬‬

‫ىي االنحرافات التي تصدر عن الموظف أثناء تأديتو لميام وظيفتو مستغال وجود ثغرات بدالً من إيجاد‬
‫حمول ليا ومعالجتيا‪ .‬مثل (مظاىره)‪ :‬عدم احترام مواعيد العمل في الحضور واالنصراف ‪......‬الخ ‪ ،‬وقد‬
‫يؤدي الفساد اإلداري إلى ظيور مظاىر الفساد األخرى‪.‬‬

‫‪ -4‬الفساد األخالقي‪:‬‬

‫يتمثل في االنحرافات السموكية المتعمقة بسموك الموظف وتصرفاتو كالقيام بأعمال مخمة باآلداب في‬
‫أماكن العمل‪.‬‬

‫(إن ضعف الجانب األخالقي والقيمي لدى الفرد يوقعو في أنواع الفساد األخرى) ‪.‬‬

‫حسب درجة إنتشاره (حجمو)‪ :‬يصنف إلى صغير وكبيروىو مرتبط عموما بدرجة الموظف ومستوى وحجم‬
‫الفساد‬

‫‪10‬‬
‫أوال‪ :‬الفساد الصغير(العادي) ‪:‬وىو الذي ينتشر في المستويات الوظيفية الدنيا بين صغار الموظفين‬
‫والمسؤولين ذوي الرواتب المحدودة بيدف زيادة رواتبيم كالرشاوي الصغيرة المنتشرة لدى صغار الموظفين‬

‫ثانيا ‪ :‬الفساد الكبير (الشامل) ‪:‬وىو الفساد الذي ينتشر في المستويات الوظيفية العميا‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫قيام كبار المسؤولين و الموظفين و (كالوزراء و رؤساء الدول) بتخصيص األصول العامة لإلستخدام‬
‫الخاص ‪ ،‬واختالس األموال العامة والدخول في رشاوى الصفقات و العقود التي تتضمن مبالغ مالية كبيرة‬

‫‪ -‬ويتضمن ىذا النوع من الفساد شبكة معقدة من العالقات و المصالح و االجراءات التي يصعب‬
‫اكتشافيا‬

‫حسب درجة تنظيم الفساد‪ :‬حسب ىذا المعيار ُنميز نوعين من الفساد وىما ‪ :‬الفساد المنظم والفساد غير‬
‫المنظم(العشوائي)‬

‫فالفساد المنظم ىو ذلك النوع من الفساد الذي ينتشر في المنظمات المختمفة من خالل إجراءات وترتيبات‬
‫مسبقة ومحددة تعرف من خالليا أطراف الفساد وكذا مقدار المبالغ الواجب دفعيا‪ ،‬وآلية دفعيا وكيفية‬
‫إنياء المعاممة ‪ ،‬حيث يضمن الطرف العارض لمفساد إنياء المعاممة وعدم توقفيا ‪ ،‬ضف إلى أن النتيجة‬
‫المرجوة من الفساد تكون مؤكدة‪ .‬أما الفساد الثاني فيحتاج إلى رشوة عدة مسؤولين‪ ،‬دون أن يتوفر ضمان‬
‫أكيد بعدم تجدد طمبات الرشوة‪ ،‬وأن المنافع سوف تحقق لدافعيا (تتعدد خطوات دفع الرشوة بدون تنسيق‬
‫مسبق )‬

‫حسب نوع القطاع الذي ينتشر فيه ‪:‬‬

‫‪ -1‬فساد في القطاع العام ‪ :‬ينشأ نتيجة إستغالل المنصب العام ألغراض خاصة ‪ ،‬حيث يعتبر القطاع‬
‫العام أرضا خصبة لإلنحرافات اإلدارية و السرقات المالية وذلك لضعف أو غياب آليات الرقابة و‬
‫المساءلة‬

‫‪ -2‬فساد في القطاع الخاص ‪ :‬لقد أثبتت التجارب و الدراسات أن الفساد ال يقتصر فقط عمى القطاع‬
‫العام بل تنتشر و تستفحل حتى في القطاع الخاص (حيث أشارت إحدى التقارير الصادرة عن منظمة‬
‫الشفافية الدولية إلى أن الشركات األمريكية ىي من أكثر الشركات التي تمارس أعماال غير مشروعة تمييا‬
‫الشركات الفرنسية و الصينية و األلمانية حيث تتعامل ىذه الشركات مع عدد كبير من كبار الموظفين في‬
‫مختمف دول العالم بحيث تدفع ليم مرتبات كبيرة مقابل الخدمات التي يقدمونيا ليا ‪ ،‬وىذا مايدفعنا‬
‫لمحديث عن مايسمى بالفساد المختمط حيث يتمثل ىذا األخير في استغالل نفوذ القطاع الخاص لمتأثير‬

‫‪11‬‬
‫عمى السياسات الحكومية ويتطمب ىذا النوع م فساد القطاعين العام و الخاص لتغيير السياسات ويظير‬
‫ذلك في شكل ىدايا و رشاوى من طرف ق‪.‬الخاص و إعفاءات واعانات من طرف ق‪.‬العام‬

‫حسب العائد‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬الفساد المادي ‪ :‬وىو الذي يكون بيدف الحصول عمى عوائد مادية ومالية مثل الرشوة ‪،‬اختالس‬
‫وسرقة األموال ‪....‬الخ‬

‫ثانيا ‪ :‬الفساد غير المادي ‪ :‬يكون في الحاالت التي ال يشترط فييا مقابل مادي والذي ينتج عن إساءة‬
‫استعمال السمطة مثل المحاباة و الوساطة و المحسوبية بدون مقابل مادي‬

‫حسب نطاقه الجغرافي ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬فساد محمي ‪ :‬وىوما يعبر عن الفساد داخل البمد الواحد ‪ ،‬وال يخرج عن كونو فسادا لموطفين أو‬
‫رجال أعمال أو سياسيين محميين ممن ال يرتبطون بمخالفات مع شركات أجنبية أخرى‬

‫ثانيا ‪ :‬فساد دولي ‪ :‬قد تأخذ ظاىرة الفساد أبعادا واسعة ‪ ،‬تصل إلى نطاق عالمي وذلك ضمن اإلقتصاد‬
‫الحر وتصل األمور إلى أن تترابط الشركات المحمية و الدولية بالدولة وكبار المسؤولين بمنافع ذاتية‬
‫متبادلة‬

‫حسب طبيعة العالقة بين طرفي الفساد ‪:‬‬

‫يقسم إلى فساد قسري وفساد تآمري‪ ،‬ففي األول يجبر طالب الخدمة أو المستيك عمى دفع رشوة واال‬
‫تأخرت خدمتو أو سمعتو‪ ،‬أو ربما ال يستطيع الحصول عمييا‪ ،‬وىنا تكون العالقة بين أطراف الفساد‬
‫فيعبِّر عن عالقة تفاوضية بين أطراف الفساد ( مثل‬
‫متناقضة وبالتالي ىو فساد قسري‪ .‬وأما النوع الثاني ُ‬
‫دفع رشوة لموظف الجمارك لمسماح بإدخال سمعة تخضع لمضريبة‪ ،‬يتآمر الجميع عمى تجنب الدفع‬
‫لمحكومة بدفع مبمغ أقل لمموظف)‪.‬‬

‫حسب المستوى ‪:‬‬

‫فساد القمة ‪ :‬يعد فساد القمة من أكثر أنواع الفساد شيوعا في الدول النامية وىو الفساد الخاص‬
‫بالرئيس أو المدير أو المسؤول األول ‪ ،‬بحيث يقومون باستغالل األموال العامة دون رقيب أو حسيب‬
‫مستغمين بذلك سمطتيم وسيادتيم ‪،‬أما الفساد المؤسسي فيو ما يتمثل في ضعف األجيزه وترىميا وتحوليا‬

‫‪12‬‬
‫عن مسارىا الذي وجدت من أجمو الى مسارات أخرى منيا خدمة القائمين عمييا‪.‬فإذا فسدت القمة فال بد‬
‫وأن تفسد القاعدة حيث يؤدي فساد الحكم إلى إفساد النظام بمؤسساتو المختمفة كفساد البرلمان و الو ازرات‬
‫و االدارات المختمفة و الييئة القضائية و فساد األحزاب السياسية‬

‫يمكن تقسيم الفساد حسب درجتو إلى عرضي فقد يكون الفساد أحيانا حالة عرضية لبعض األفراد‬
‫السياسيين أو الموظفين العموميين ‪ ،‬وقد يكون مؤسساتيا عندما يتواجد في مؤسسة بعينيا أو في قطاعات‬
‫محددة دون غيرىا كوجود بعض الموظفين الفاسدين في بعض الو ازرات أو القطاعات ‪ ،‬وقد يكون ممتدا‬
‫‪،‬وىذا عندما يصبح الفساد ظاىرة يعاني منيا المجتمع بكافة طبقاتو و مختمف معامالتو ‪ ،‬وىذا الفساد‬
‫يؤثر عمى المؤسسات وسموك األفراد عمى كافة مستويات النظام السياسي و االقتصادي و االجتماعي‬

‫الفساد طبقا للمجال الذي نشأ فيه‪:‬‬

‫‪ -‬الفساد القضائي‪:‬وهو االنحراف الذي يصيب الهيئات القضائية‪ ،‬مما يؤدي إلى ضياع الحقوق و تفشي‬
‫الظلم‪ ،‬ومن أبرز صوره ‪:‬المحسوبية والواسطة‪ ،‬وقبول ال ىدايا والرشاوى‪ ،‬وشهادة الزور وغيرىا‪ ،‬الفساد‬
‫القضائي بيذا الشكل ىو من أخطر مايصيب الحكومات و الشعوب ‪ ،‬الن القضاء ىو السمطة التي يعول‬
‫عمييا الناس إلعادة حقوقيم الميضومة‬

‫‪ -.‬الفساد السياسي‪ :‬هو إساءة استخدام السلطة العامة من قبل النخب الحاكمة ألهداف غير مشروعة‬

‫والذي يعرف بأنو “إساءة استعمال السمطة العامة لتحقيق المكاسب الخاصة”‪ ،‬أي قيام البعض من‬
‫السياسيين باستعمال منصبيم كأداة في الفساد لتحقيق مكاسبيم الشخصية وزيادة ثرواتيم عمى حساب بقية‬
‫ٍ‬
‫وكمثال عمى ذلك تحويل صفة بعض األراضي التي تعود ممكيتيا لممال العام كالحدائق او‬ ‫أفراد المجتمع‪،‬‬
‫المدارس وتحويميا لصفة سكنية او تجارية بغية االستفادة منيا لمشخص الواحد المستفيد او جماعة‬
‫محددة ‪ .‬ويعود بذلك نتائج كارثية عمى المجتمع والمؤسسات بشكل خاص كون ىذه الممتمكات تعود‬
‫لممؤسسات العامة التي تستفيد منيا بشكل عام المجتمع بجميع مكوناتيا وطبقاتيا االجتماعية‪.‬‬

‫واالستغاللية لالحتكارات‬ ‫‪ -.‬الفساد ا إلقتصادي ‪:‬و يتع لق هذا النوع من الفساد بالممارسات المنحرفة‬
‫االقتصادية وقطاع األعمال ‪ ،‬التي تستهدف تحقيق منافع اقتصادية خاصة ع لى حساب مصلحة المجتمع‬
‫بما ال يتناسب مع القيمة المضافة التي تسهم بها‪ ،‬وتحدث هذه الممارسات نتيجة غياب الرقابة أو نتيجة‬
‫ضعف الضوابط والقواعد الحاكمة والمنظمة للمناخ االقتصادي‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ -‬الفساد المالي ‪:‬ويتمثل في مجمل االنحرافات المالية‪ ،‬ومخالفة القواعد واألحكام المالية التي تنظم سير‬
‫العمل المالي في الدولة ومؤسسات ها‪ ،‬و مخالفة التعميمات الخاصة بأج هزة الرقابة المالية ‪،‬مثل غسل‬
‫األموال والتهرب الضريبي‪ ،‬تزييف العم ةل النقدية ‪.‬‬

‫‪ -‬الفساد اإلداري‪ :‬ويقصد به مجموع االنحرافات اإلدارية والوظيفية أو التنظيمية‪ ،‬وكذا المخالفات التي‬
‫تصدر عن الموظف العام أثناء تأديته لوظيفته‪.‬‬

‫كما يعرف بأنو “سموك بيروقراطي ييدف لتحقيق منافع شخصية بطرق غير شرعية” والبيروقراطية ىي‬
‫سمطة المكاتب والموظفين‪ ،‬وىي تتميز بالروتين المبالغ فيو والبطء والتمسك بحرفية القواعد والجمود‪،‬‬
‫وبالتالي تعطيل سير المصالح العامة وكذلك قيام كبار الموظفين في السمطة بتعيين الموظفين وفق ما‬
‫ٍ‬
‫ألشخاص مقابل‬ ‫ٍ‬
‫وخدمات‬ ‫يتناسب مع مصالحيم الشخصية‪ ،‬واستغالل المنصب من اجل القيام بعمل ما‬
‫ٍ‬
‫مكسب مادي‪ ،‬كما يشمل ىذا النوع من الفساد االستخدام السيئ لموظيفة وعدم تطبيقيا‬ ‫الحصول عمى‬
‫باألسموب المطموب وعدم احترام القوانين واألنظمة المتعارفة عمييا ‪.‬‬

‫أسباب الفساد‪:‬‬
‫ان الفساد قديم قدم االنسان نفسو وليس حديث وال يرتبط بالدول المتقدمة فقط او النامية فقط ‪ ،‬اال انو‬
‫يمكن القول انو تختمف األسباب التي تؤدي إلى نمو الفساد وانتشاره في البمدان النامية ومنيا الدول العربية‬
‫عنيا في الدول المتقدمة ‪ ،‬فالعوامل التي تساعد عمى نموه في الدول النامية تختمف إلى حد كبير عن‬
‫العوامل المساعدة عمى نموه في الدول المتقدمة ‪ ،‬وان كانت طرق ممارستو متشابية بشكل كبير‪ ،‬إضافة‬
‫الى ذلك فإن قد اًر كبي اًر من الفساد في الدول النامية تشارك فيو الدول الصناعية بصور مختمفة ‪،‬‬
‫فالتنافس بين الشركات متعددة الجنسيات المتمركزة في غالبيتيا في الدول المتقدمة عمى صفقات األعمال‬
‫الدولية ‪ ،‬يدفع بيذه الشركات إلى دفع رشاوي ضخمة لممسؤولين الحكوميين في الدول النامية لمفوز بيذه‬
‫الصفقات ‪ ،‬ولم تساىم سياسات التحول نحو الديمقراطية واألخذ بسياسات السوق في التخفيف من نمو‬
‫ىذه الظاىرة بل عمى العكس من ذلك تماماً ساعدت عمى نموىا ‪ ،‬وذلك يعود برأينا إلى عدم مواكبة أو‬
‫مصاحبة ىذا التحول حدوث تطوير في القوانين المعمول بيا في تمك الدول وخاصة منيا القوانين التي‬
‫تمكن المسؤولين الحكوميين ‪ /‬العموميين من الحصول عمى رشاوي نظير منح الشركات ( من داخل‬
‫الدولة أو خارجيا ) عقود حكومية أو تسييالت أو امتيازات داخل الدولة ‪ ،‬أو منح استثناءات و امتيازات‬
‫ألشخاص من الدولة ذاتيا‪.‬‬
‫عامة والجزائر خاصة‬ ‫ويمكن إيجاز أسباب نمو وتفشي ظاىرة الفساد في الدول النامية ومنيا العربية‬
‫فيمايمي‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ -‬تمتع المسؤولين الحكوميين ( العموميين ) بحرية واسعة في التصرف وبقميل من الخضوع‬
‫لممساءلة ‪ ،‬فيؤالء يستغمون مناصبيم لتحقيق مكاسب شخصية عن طريق قبول الرشاوى من‬
‫الشركات ( القطاع الخاص ) أو المواطنين نظير حصوليم عمى امتيازات و استثناءات‪.‬‬
‫‪ -‬لطبيعة المجتمع وبروز أىمية العالقات الشخصية في الحياة االجتماعية‪ ،‬أثر كبير في الفساد في‬
‫الدول النامية ‪ ،‬وفيما يرى األوربيون أن المحاباة والمحسوبية ىي نوع من الفساد ‪ ،‬فإن الكثيرين‬
‫في الدول النامية ال يرون ذلك ‪ ،‬ويتساءلون كيف يستطيع شخص من فئة اجتماعية معينة ‪،‬‬
‫متخمفة أو متأخرة أن يمحق بالمنافسين لو من فئة اجتماعية أخرى إذا لم يجد عوناً لو أو ظيي اًر‬
‫بين الذين ينتمون إلى نفس الفئة االجتماعية أو الذين تربطيم بو صمة قرابة أو نسب‪.‬‬
‫‪ -‬تفشى الفساد في البمدان النامية والبمدان التي تمر بمرحمة انتقال ‪ /‬التحول ‪ ،‬وال يرجع ذلك إلى‬
‫اختالف شعوب ىذه البمدان عن الشعوب في غيرىا ‪ ،‬وانما ألن الظروف مييأة لذلك ‪ ،‬فالحافز‬
‫عمى اكتساب الدخل قوي لمغاية ‪ ، ،‬ويتفاقم بفعل الفقر ومرتبات الموظفين المنخفضة والمتناقصة‬
‫‪ ،‬وعالوة عمى ذلك فإن المخاطر من كافة األنواع ( المرض ‪ ،‬اإلصابات ‪ ،‬البطالة ) مرتفعة في‬
‫البمدان النامية ‪ ،‬والناس يفتقدون عموماً الكثير من آليات توزيع المخاطر ( بما في ذلك التأمين‬
‫اء‬
‫وسوق العمل جيدة التنظيم ) المتاحة في البالد األكثر تقدماً وثر ً‬
‫‪ -‬يؤدي ضعف المجتمع المدني وتيميش دور مؤسساتو في كثير من الدول النامية – األحزاب‬
‫السياسية وجماعات المصالح والتنظيمات االجتماعية المختمفة – إلى غياب قوة الموازنة الميمة‬
‫في ىذه المجتمعات‪ ،‬مما يساعد عمى تفشي ظاىرة الفساد واستمرار نموىا‬
‫‪ -‬أدى التغاضي عن معاقبة كبار المسؤولين المتيمين بالفساد واستغالل المنصب العام إلى انييار‬
‫منظومة القيم األخالقية في تمك الدول ‪ ،‬أدى ىذا التغاضي وانتشار الفساد عمى نطاق واسع ‪ ،‬إلى‬
‫استخفاف أفراد المجتمع بالقوانين المعمول بيا في مختمف المجاالت الحياتية والتنظيمية ‪ ،‬والى‬
‫تغير النظرة العامة لشرعية األنظمة الحاكمة في تمك الدول‬
‫‪ -‬يتفشى الفساد أيضاً عندما تتوفر لكبار الموظفين ورجال السياسة حصانة تحمييم من المالحقة‬
‫والخضوع لممساءلة‪.‬‬
‫‪ -‬إضافة إلى ذلك ‪ ،‬فإن كثي اًر من مجتمعات الدول النامية تضم أقميات ثقافية وعرقية ترى نفسيا‬
‫مظمومة وليس ليا حظوة فيما يتعمق بمجاالت اإلدارة العامة المختمفة ‪ ،‬ومثل ىذه األقميات ربما‬
‫الوحيدة لمحصول عمى الخدمات‬ ‫تمجأ إلى ممارسة أساليب الفساد ألنيا تمثل في رأييا الوسيمة‬
‫التي تحتاجيا من أجيزة اإلدارة العامة‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫أسباب الفساد المالي و اإلداري‬

‫تعد ظاىرة الفساد ظاىرة عالمية شديدة االنتشار وذات جذور عميقة تأخذ أبعادا واسعة‪ ،‬وبدرجات متفاوتة‪،‬‬
‫بحسب الخصوصية االقتصادية والسياسية واالجتماعية لممجتمعات‪ ،‬وىي تظير بأشكال وممارسات‬
‫متنوعة وكنتيجة ألسباب عديدة ومتداخمة نوردىا في مايمي‬

‫أسباب سياسية‪:‬‬

‫أن محدودية قنوات التأثير الرسمية عمى ق اررات‬


‫يري أنصار التفسير السياسي لظاىرة الفساد اإلداري ّ‬
‫األجيزة اإلدارية الحكومية وضعف العالقة بين ىذه األجيزة والمواطنين وشيوع الوالءات الحزبية وحماية‬
‫المفسدين‪ ،‬والتساىل في محاسبتيم‪ ،‬وغياب األنظمة الرقابية‪ ،‬من شأنو أن يدفع إلى بروز حاالت الفساد‬
‫اإلداري وظيور ممارسات منحرفة تخل باألىداف والمصالح العامة لممجتمع‪.‬‬

‫أسباب هيكمية ‪:‬‬

‫أن أسباب الفساد اإلداري ما ىو إالّ نتيجة لوجود ىياكل قديمة ألجيزة‬
‫يؤكد المتبنون ليذا التوجو عمى ّ‬
‫الدولة والتي ال تتناسب وال تتوازن مع قيم وطموحات األفراد وال تستجيب لمطالبيم واحتياجاتيم‪ ،‬وىذا من‬
‫شأنو أن يخمق حالة من عدم التوافق بين الجياز اإلداري المعني وأولئك األفراد مما يجعميم يمجأون إلى‬
‫االعتماد عمى مسالك أخرى تنطوي تحت مفيوم الفساد لتجاوز محدودية اليياكل القديمة وتحقيق مصالح‬
‫ذاتية عمى حساب أىداف ومصالح الجياز اإلداري المعني‪.‬‬

‫أسباب قيمية‪:‬‬

‫بان الفساد اإلداري ما ىو إالّ نتيجة النييار النظام القيمي لألفراد‬


‫يرى ىذا التوجو ّ‬

‫أسباب اقتصادية‪:‬‬

‫بأن الفساد اإلداري ما ىو إالّ نتيجة لعدم توزيع الثروة في المجتمع بشكل عادل‬
‫يبين مؤيدو ىذا التوجو ّ‬
‫إضافة إلى ما تحممو البيئة االقتصادية من سوء األوضاع المعيشية لمعاممين الناجمة عن عدم العدالة في‬
‫منح الرواتب واألجور‪ ،‬مما يؤدي بالتالي إلى ظيور فئة كثيرة الثراء مقابل فئات أخرى محرومة في‬
‫المجتمع ما يؤدي إلى بروز سموكيات منحرفة وفاسدة في أجيزة الدولة‪.‬‬

‫أسباب إدارية‪:‬‬

‫‪16‬‬
‫أن أسباب الفساد اإلداري تعزى إلى البيئة اإلدارية‪ ،‬فكمما اتسمت البيئة‬
‫أما أنصار التفسير اإلداري فيرون ّ‬
‫اإلدارية بدرجة عالية من الوعي والثقافة كمما كانت أكثر حصانة أمام مظاىر الفساد اإلداري‪ ،‬وبالعكس‬
‫كمما اتسمت البيئة اإلدارية بضعف الوعي الثقافي أو عدمو كمما أدي ذلك إلى بروز حاالت فساد إداري‬
‫متمثمة بضعف القيادات اإلدارية وعدم نزاىتيا وسوء اختيار العاممين وسوء توزيع السمطات والمسؤوليات‬
‫وعدم وضوح التعميمات‪.‬‬

‫أن أسباب ظاىرة الفساد اإلداري تتعدد وتتباين وفقا لطبيعة الفرد والمنظمة والبيئة‬
‫مما سبق يمكن القول ّ‬
‫والمجتمع وبالتالي يختمف تأثيرىا ويتباين في مجتمع آلخر ومن دولة ألخرى‬

‫وىناك من يصنف أسباب تفشي الفساد االداري و المالي إلى‪:‬‬ ‫•‬

‫أسباب تربوية وسموكية‬ ‫أ‪.‬‬

‫عدم غرس القيم األخالقية اإلسالمية في نفس الفرد منذ الصغر‬

‫ب‪ .‬أسباب اقتصادية‬

‫عدم اكتفاء الموظف من مورده المادي إلشباع احتياجاتو‬

‫أسباب سياسية‬ ‫ج‪.‬‬

‫عدم االستقرار السياسي في الدولة يييء ظروف تواجد الفساد‪ ،‬وبالتالي غياب المحاسبة و‬
‫المساءلة ‪.‬‬

‫أسباب قانونية‬ ‫د‪.‬‬

‫عدم وضوح القوانين والموائح المنظمة لمعمل أو قصورىا و غموضيا األمر الذي يؤدي بالموظف‬
‫إلى تفسيرىا بصورة تتعارض مع المصمحة التي وضعت من أجميا‪.‬‬

‫وىناك من يقسم األسباب إلى أسباب متعمقة بالجوانب الشخصية والمؤسسية والبيئة ‪:‬‬

‫‪ -1‬العوامل الشخصية ‪ :‬تشير الكثير من الدراسات بأنو ىناك عالقة بين بعض خصائص األفراد‬
‫وممارساتيم اإلدارية الفاسدة‪ ،‬ويمكن إجمال ىذه الخصائص فيما يمي‪:‬‬

‫‪-‬العمر ‪:‬إن حاجات الموظف الشاب كثيرة وموارده قميمة‪ ،‬ولكونو موظفا جديدا وحديث التعيين قد تكون‬
‫سببا وراء ممارسات إدارية فاسدة‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫‪-‬مدة الخدمة ‪:‬فقد يكون كبار الموظفين ممن تكون مدة خدمتيم طويمة عمى معرفة تامة بأساليب إخفاء‬
‫الممارسات اإلدارية الفاسدة ويساعد ىذا األمر عمى ارتكابيا‪ ،‬وقد يكون الموظف حديث الخدمة أكثر ميال‬
‫لممارسة حاالت الفساد اإلداري بسبب تأثره السريع بزمالئو في العمل غير التزييين‪.‬‬

‫‪-‬المستوى الدراسي ‪:‬إن تأكيد عالقة ممارسات الفساد اإلداري بالمستوى الدراسي والتحصيل العممي ربما‬
‫تختمف باختالف المجتمعات‪ ،‬فالمجتمعات التي يسيل فييا الحصول عمى شيادات عميا بأسموب غير‬
‫عممي وغير مشروع وكذلك الحصول عمى الوظيفة بطريقة غير قانونية وعادلة يكون أفراد ىا أكثر ميال‬
‫لممارسة الفساد اإلداري‪ ،‬عكس المجتمعات التي يكون نظاميا التعميمي كفؤ وقائم عمى أسس عممية يكون‬
‫فيو نظام الخدمة المدنية ذو جدية ودقة في عمميات التوظيف فانو يحول دون وصول أناس غير أكفاء‬
‫إلى الوظائف الحكومية وبالتالي تقل عمميات الفساد اإلداري‪.‬‬

‫‪-‬الجنس ‪ :‬عادة الرجال الموظفين يميمون أكثر لممارسة حاالت الفساد اإلداري من النساء‪ ،‬بسبب تكوينيم‬
‫النفسي وسرعة تأثرىم بما يحيط بيم من عاممين‪.‬‬

‫‪-2‬العوامل المؤسسية والتنظيمية ‪:‬تتعدد األسباب التنظيمية والمؤسسية التي تقف وراء الممارسات اإلدارية‬
‫الفاسدة‪ ،‬فاغمب ىذه األبعاد المؤسسية والتنظيمية تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر في السموك اإلداري‬
‫أو التنظيمي بحيث تجعل منو سموكا منحرفا أو منضبطا‪ ،‬ويمكن اإلشارة إلى أىم ىذه العوامل كما يمي‪:‬‬

‫‪-‬ثقافة المنظمة ‪ :‬إن عدم وجود ثقافة تنظيمية قوية ومتماسكة وايجابية تؤدي إلى التزام عال والتحمي‬
‫بأخالقيات إدارية سامية‪ ،‬قد يكون سببا لممارسات فاسدة ‪ ،‬كغياب مدونات السموك لمموظفين‬

‫‪-‬حجم المنظمة ‪ :‬غالبا ما يكون كبر الحجم خصوصا في اإلدارات العمومية مرتبطا بوجود ترىل إداري‬
‫وبطالة مقنعة وبيروقراطية عالية‪ ،‬وىذه كميا تؤدي بدورىا إلى ممارسات غير قانونية وسموكيات فساد‬
‫إداري ومالي ال يمكن السيطرة عمييا بسيولة‪.‬‬

‫‪-‬ضعف النظام الرقابي ‪:‬حيث يجعل من الممارسات الفاسدة روتينا ساريا يمر دون مساءلة أو حساب‪،‬‬
‫فمنظمات األعمال واإلدارات العمومية مدعوة إلعادة النظر باستمرار في نظميا الرقابية وأساليب تقييم‬
‫األداء لدييا‬

‫‪-‬طبيعة العمل المؤسسي ‪:‬إن درجة وضوح العمل وأىداف المؤسسات وشفافية عمميا وبساطة‬
‫اإلجراءات لو اثر كبير في تقميل حاالت الفساد اإلداري‬

‫‪18‬‬
‫‪-‬اليياكل التنظيمية وىياكل السمطة ‪:‬إن عدم وضوح الصالحيات والسمطات وعدم تناسب الييكل‬
‫التنظيمي مع طبيعة العمل وعدم وجود وصف وظيفي واضح باإلضافة إلى تعقيد اإلجراءات‬
‫(البيروقراطية) يزيد من احتمال ممارسة الفساد اإلداري والمالي‬

‫البطالة المقنعة ‪ :‬إن وجود أعداد كبيرة من العاممين ال يمارسون أعماال فعمية قد يكون سببا وراء تفنن‬
‫ىؤالء الموظفين في تعقيد سير المعامالت لغرض االبتزاز والرشوة والوساطة وغيرىا‪.‬‬

‫‪-‬عدم االستقرار الوظيفي ‪:‬إن شعور الموظف خاصة في اإلدارات العميا من أن منصبو ىو فرصة يجب‬
‫أن يستغميا لفترة محددة تجعل منو أكثر ميال لممارسة حاالت فساد إداري لغرض اإلثراء وبناء النفوذ‬
‫وتوطيد العالقات مع اآلخرين عمى حساب مصمحة المنظمة‪.‬‬

‫‪ -3‬العوامل البيئية ‪:‬تعتبر من أىم العوامل التي تقف وراء حاالت الفساد اإلداري أو تساىم في تعزيزىا‬
‫بسبب كثرتيا وتعقدىا و تشابكيا‪.‬وفي ما يمي إشارة إلى ىذه العوامل ‪:‬‬

‫‪-‬عوامل البيئة السياسية ‪ :‬تتمثل أىم مالمح ىذه البيئة السياسية الفاسدة في عدم االستق اررالسياسي‪، ،‬‬
‫ضعف منظمات المجتمع المدني‪ ،‬غياب الحريات و النظام الديمقراطي ‪.‬‬

‫‪-‬عوامل البيئة االقتصادية ‪ :‬بصفة عامة يمكن اعتبار البطالة وانخفاض األجور وتدىور قيمة العممة‬
‫ومحدودية فرص االستثمار‪ ،‬وشح الموارد واستنرافيا وعدم فعالية نظم الرقابة المالية في المؤسسات من‬
‫أىم العوامل االقتصادية المساعدة في انتشار الفساد اإلداري والمالي ‪.‬‬

‫‪-‬عوامل البيئة االجتماعية ‪:‬منيا انخفاض مستوى التعميم ‪ ،‬التمسك باألعراف و التقاليد و التي تجعل‬
‫من الروابط األسرية و اإلنتماء لمعائمة وسيمة لممارسة الضغوط عمى الموظف ‪ ،‬زيادة عدد‬
‫السكان‪........‬الخ‬

‫‪-‬عوامل البيئة القانونية والتشريعية ‪:‬يمكن أن نمخص أىم منافذ الفساد اإلداري ضمن أبعاد ىذه البيئة في‬
‫غموض القوانين ‪ ،‬ضعف الجياز القضائي‪.‬‬

‫وبشكل عام يمكن إجمال ىذه األسباب فيما يمي‪:‬‬

‫‪ - 1‬انتشار الفقر والجيل ‪ ،‬وسيادة القيم التقميدية والروابط القائمة عمى النسب والقرابة ‪.‬‬

‫‪ - 2‬ضعف الجياز القضائي وغياب استقالليتو ونزاىتو‬

‫‪19‬‬
‫‪ -3‬تدني رواتب العاممين وانخفاض المستوى المعيشي مما يشكل بيئة مالئمة لقيام بعض العاممين‬
‫بالبحث عن مصادر مالية أخرى حتى لو كان من خالل الرشوة ‪.‬‬

‫‪-3‬غياب قواعد العمل واإلجراءات المكتوبة المنظمة لمعمل ومدونات السموك لمموظفين‬

‫‪-4‬غياب حرية األعالم‪،‬مما يحول دون فضحيا لمممارسات الفاسدة‬

‫‪ -5‬انحالل البناء القيمي وضعف الضوابط األخالقية لدى األفراد عموما مما يؤدي الى تغميب المصمحة‬
‫الفردية عمى المصمحة العامة ‪..‬‬

‫‪ -6‬غياب المساءلة‪ ،‬وىو اما غياب قانوني أي ان المنظومة القانونية ال تتضمن تنظيما الليات المساءلة‬
‫‪ ،‬وقد تكون المساءلة منظمة قانونا وليا وجود في المنظومة القانونية ولكنيا غير فاعمة وال تؤدي دورىا‬
‫المرجو منيا‬

‫‪-7‬غياب الشفافية النزاىة‬

‫‪-8‬عدم فعالية التشريعات واألنظمة التي تكافح الفساد وتفرض العقوبات عمى مرتكبيو ‪.‬‬

‫‪ -9‬تداخل االختصاصات التنظيمية لموحدات اإلدارية وعدم وضوح االختصاصات والمسؤوليات الوظيفية‬

‫آثار الفساد‪:‬‬
‫المعوق األكبر لكافة‬
‫َّ‬ ‫لقد أيقن العالم أجمع ووقر في عقيدتو بأن آفة الفساد عمى اختالف مظاىرىا تُعد‬
‫المقوض الرئيسي لكافة دعائم التنمية ‪ ،‬مما يجعل آثار الفساد ومخاطره أشد فتكاً وتأثي اًر‬
‫محاوالت التقدم‪ ،‬و َّ‬
‫من أي خمل آخر ‪ ،‬فإنو ال يقتصر دوره المخرب عمى بعض نواحي الحياة دون البعض اآلخر ‪ ،‬بل يمتد‬
‫إلى شتى نواحي الحياة االقتصادية واالجتماعية والسياسية‪.‬‬

‫فعمى الصعيد االقتصادي يؤدي الفساد إلي‪:‬‬

‫إعاقة النمو االقتصادي مما يقوض كل مستيدفات خطط التنمية طويمة وقصيرة األجل‪.‬‬

‫إىدار موارد الدولة أو عمى أقل تقدير سوء استغالليا بما يعدم الفائدة المرجوة من االستغالل األمثل‪.‬‬

‫ىروب االستثمارات سواء الوطنية أو األجنبية لغياب حوافزىا‪.‬‬

‫اإلخالل بالعدالة التوزيعية لمدخول والموارد واضعاف الفعالية االقتصادية وازدياد اليوة بين الفئات الغنية‬
‫والفقيرة‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫باستخدام الوسائل‬ ‫إضعاف اإليرادات العامة لمدولة نتيجة التيرب من دفع الجمارك والضرائب والرسوم‬
‫االحتيالية وااللتفاف عمى القوانين‪.‬‬

‫التأثير السمبي لسوء اإلنفاق العام لموارد الدولة عن طريق اىدارىا في المشاريع الكبرى بما يحرم قطاعات‬
‫ىامو مثل الصحة والتعميم والخدمات من االستفادة من ىذه الموارد‪.‬‬

‫تدني كفاءة االستثمارات العامة واضعاف مستوى الجودة في البنية التحتية العامة بفعل الرشاوي التي تدفع‬
‫لمتغاضي عن المواصفات القياسية المطموبة‪.‬‬

‫يقمل الفساد من فرص اإلعمار والتنمية وفرص االستفادة من المعونات والقروض الدولية ويخفض من‬
‫معدالت النمو بصورة كبيرة ‪ ،‬كما يؤدي الى تدىور البنية التحتية والخدمات العامة‪.‬وتؤكد تقارير منظمة‬
‫الشفافية الدولية عمى الدوام‪.‬‬

‫عمى الصعيد القانوني يؤدي الفساد الى‪:‬‬

‫إصدار تشريعات جديدة ال تحقق الردع الكافي‪ ،‬وتساعد الفاسدين على الهروب من العقاب‪ ،‬وذلك لكثرة ما‬
‫تشتم ل عميو من ثغرات قانونية‪.‬‬

‫عدم جدوى وفاع لية تطبيق القوانين نتيجة فساد القائمين ع لى تنفيذ ىا من العام لين باألج هزة األمنية و‬
‫الرقابية والقضائية‪.‬‬

‫بطء إجراءات المحاكمة‪ ،‬حيث يلجأ المفسدون إلى عرقةل إجراءات العدالة و المحاكمة‪ ،‬حتى تفقد القضية‬
‫ه باستخدام أساليب م لتوية للتهرب من المسؤولية القانونية‪.‬‬
‫الردع العام المقصود من ا‬

‫ىروب وفرار المتهمين لخارج البمد مع ذوييه‪ ،‬صحبة ما قاموا بجمع ه من أموال ناتجة عن نشاط الفساد‬
‫اإلداري‪ ،‬وتحويل عائداتيم لمخارج ‪.‬‬

‫انتشار جرائم غسيل األموال او تبييض األموال وذلك لكثرة العمميات التي يقوم بيا المفسدين من أجل‬
‫إخفاء والتمويو عن األصل غير المشروع ألمواليم‪.‬‬

‫وعمى الصعيد السياسي يؤدي الفساد إلي‪:‬‬

‫انييار وضياع ىيبة دولة القانون والمؤسسات بما يعدم ثقة األفراد فييا ‪ ،‬وىذا يؤدي بالمقابل الى ضعف‬
‫االستثمار األجنبي وعدم التعامل مع الدول التي يكثر فييا الفساد‪.‬‬

‫إضعاف كل جيود اإلصالح المعززة لمديمقراطية بما يتزعزع معو االستقرار السياسي‪.‬‬

‫ظيور صراعات كبيرة بسبب تصارع المصالح‪ ،‬وتعطيل تطبيق القوانين واألنظمة‪ ،‬وشيوع الفوضى‬
‫وانتشار العنف‪ ،‬وتصبح لغة القوة ىي لغة الحصول عمى الحقوق بل انتزاعيا‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫يؤدي إلى انتشار الفوضى السياسية‪ ،‬حيث تعطل الدساتير والقوانين و األنظمة‪ ،‬األمر الذي يشجع ع لى‬
‫عدم االلتزام بأحكام القوانين واللوائح‪ ،‬وتصبح لغة القوة وفرض أمر الواقع وسيمة النتزاع الحقوق‪ ،‬وتصبح‬
‫االعتقاالت لمنع أي‬ ‫ه والحاسمة في المنازعات السياسية وعادة ما تستخدم‬
‫لغة العنف هي المعترف ب ا‬
‫هم في االنتخابات‪،‬وعدم االستقرار‬ ‫ممارسة سياسية أو ديمقراطية حقيقية واعتقال من يتوقع النظام فوز‬
‫السياسي والفساد وجيان لعممة واحدة ‪ ،‬فالدول التي تعاني من عدم االستقرار السياسي نجد ها تعاني من‬
‫ارتفاع معدالت الفساد اإلداري‪.‬‬

‫إقصاء الشرفاء واألكفاء عن الوصول لممناصب القيادية بما يزيد من حالة السخط بين األفراد ونفورىم من‬
‫التعاون مع مؤسسات الدولة‪.‬‬

‫إعاقة وتقويض كافة الجيود الرقابية عمى أعمال الحكومة والقطاع الخاص‪.‬‬

‫تنيار سمعة النظام السياسي وعالقاتو الخارجية خاصة‬

‫وعمى الصعيد االجتماعي يؤدي الفساد إلي‪:‬‬

‫‪ -‬انييار النسيج االجتماعي واشاعة روح الكراىية بين طبقات وفئات المجتمع نتيجة عدم العدالة‬
‫والمساواة وتكافؤ الفرص‪.‬‬
‫األوضاع‬ ‫‪ -‬التأثير المباشر وغير المباشر لتداعيات الفساد االقتصادية والسياسية عمى استقرار‬
‫األمنية والسمم االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬زعزعة القيم األخالقية لممجتمع وانتشار السمبية والالمباالة والكراىية والتطرف بين فئات المجتمع‬
‫بسبب عدم النزاىة‪ ،‬وعدم المساواة‪ ،‬وىذا يؤدي الى انتشار الجرائم بكافة اشكاليا‪ ،‬كرد فعل عمة‬
‫انييار قيم المجتمع خاصة عدم تكافؤ الفرص‪.‬‬
‫‪ -‬عدم المينية والتفريط في القيام بالواجب الوظيفي والرقابي‪ ،‬وتراجع االىتمام بالحق العام والشعور‬
‫بالظمم من غالية أعضاء المجتمع‪ ،‬وىذا يؤدي الى انتشار الفقر وانتشار البطالة وتدىور المستوى‬
‫المعيشي‪.‬‬
‫‪ -‬ىروب ذوو الكفاءات لخارج البمد بسبب الفساد والمحسوبية والواسطة واالنتماء وتزداد فكرة اليجرة‬
‫لمخارج وعدم مواجية المفسدين مما شجع عمى استمرارىم‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫أنواع الرقابة على المال العام‬
‫إن مفيوم الرقابة المالية يتضمن عممية التأكد من احترام القوانين وترشيد التسيير المالي بما يضمن حسن‬
‫تسيير وتوجيو النفقة بكل شفافية ‪ ،‬فتختمف أنواعيا وتتباين صورىا تبعا لمتنظيم القانوني لميي ئات الرقابية‬
‫في الدول ‪ ،‬ففي حالة الجزائر تتم الرقابة من خالل عدة أجيزة سياسية ‪ ،‬وادارية و قضائية تقوم برقابة‬
‫قبمية وبعدية وأثناء التنفيذ ‪ ،‬الن تفعيل دور الرقابة عمى اإلنفاق العام يبين مدى سالمة ودرجة الدقة في‬
‫تقدير اإليرادات العامة والنفقات العامة التي تتضمنيا ميزانية الدولة ‪.‬‬

‫ىا تعد أداة فعالة في تطوير النشاط‬ ‫أحد أهم ركائز العممية اإلدارية لكون‬ ‫تحتل الرقابة‬
‫هداف وتوفير المواد‬ ‫اإلداري‪،‬حيث إذا كانت وظيفتي التخطيط والتنظيم تختص بتحديد األ‬
‫أن ه ذه األهداف‬ ‫الالزمة لتنفيذ هذه األهداف‪ ،‬فالرقابة ھي الوظيفة التي تختص بالتحقق من‬
‫ها‪ ،‬وتشمل الرقابة عمى‬ ‫أمكن تنفيذىا كما سبق تحديد‬ ‫والخطط والسياسات واإلجراءات‬
‫األموال والموارد والجودة والوقت‪.‬‬

‫ه‪،‬‬ ‫هو عصب حياة الدولة كان ال بد من العمل عمى الحفاظ عمی‬ ‫ولما كان المال العام‬
‫ىا المجتمعات‬ ‫ومن هنا نشأت الرقابة عمى المال العام منذ بداية نشوء الدولة‪ ،‬حيث عرفت‬
‫ىا‬ ‫القديمة واستخدمت ها‪،‬ولكن بطريقة تناسب بساطة عمل الدولة الحارسة التي كان عمل‬
‫ه وطورت‬
‫ىا تعديالت حدثت ا‬ ‫يقتصر عمى الدفاع واألمن والعدالة‪ ،‬أما اليوم فقد أدخمت عمی‬
‫ىا لتتكيف مع دور الدولة المتدخمة‪ ،‬وأصبحت الرقابة تطبق عمى كل‬
‫هوم ها‪،‬ووظائف‬
‫مف‬
‫‪.‬‬ ‫هداف مرسومة‬ ‫نشاطات الدولة ضمن خطط موضوعة وأ‬
‫في‬ ‫الركيزة المؤثرة‬ ‫العامة‪،‬باعتبارىا‬ ‫ه األموال‬ ‫الدور الذي تؤدی‬ ‫أهمية‬ ‫ونظ ار‬
‫اقتصاد أي دولة‪ ،‬فمن الطبيعي ان تكتسي منظومة الرقابة عمى المال العام أ همية ال تقل عن‬
‫استثمارها‪،‬والن السياسة المالية ال تتحقق إال بتفعيل‬ ‫منظومة تنمية ه ذه األموال وأبواب‬
‫قد كرست معظم الدول ومن بين هم الجزائر من خالل‬ ‫ه جزء ال يتج أز من منظومة الدولة‬
‫الرقابة وجعل ا‬
‫ه آليات رقابية فعالة‪ ،‬سابقة والحقة لإلنفاق العام وهذا حماية لهذا المال‪،‬من كل أشكال التجاوز‬
‫قوانين ا‬
‫باتت أولوية من أولويات الدولة‪،‬بحيث يجب عمیىا‬ ‫واالنحراف والتبديد‪،‬فالرقابة عمى األموال العمومية‬
‫هذه األموال وتسييرها‪،‬بوجود نظام رقابي فعال يتحكم في جميع‬ ‫أن تضمن حسن استعمال‬
‫ه الميزانية العامة لمدولة وصور اإلنفاق فیىا‪.‬‬
‫المستويات‪،‬والمراحل التي تمر با‬

‫‪23‬‬
‫‪-1‬الرقابة السابقة‬
‫ه تهدف إلى‬
‫تسمى أيضا بالرقابة الموج هة أو القبمية كما ويطمق عمی ىا أحيانا الرقابة الوقائية‪،‬ذلك أن ا‬
‫ضمان أن جميع الق اررات واألنشطة التي سيتم ممارست ها‪،‬تتم وفق ما نصت عمی ه األنظمة والموائح قبل‬
‫التنفيذ‪.‬‬
‫بمراقبة‬ ‫الرقابة‬ ‫قيام ه يئات‬ ‫المالية‪،‬وتعني‬ ‫الرقابة‬ ‫في‬ ‫األهم‬ ‫المرحمة‬ ‫حيث تعتبر‬
‫للهيئات اإلدارية قبل وقوع ها‪،‬سواء كانت متعمقة بالنفقات أو‬ ‫األعمال والتصرفات المالية‬
‫من الدقة والصحة‪،‬أي قبل أن يدخل التصرف‬ ‫التعاقدات والتصرفات المالية عمى أكبر قدر‬
‫المالي حيز التنفيذ‪.‬‬

‫المالية‪،‬‬ ‫المخالفات‬ ‫ارتكاب‬ ‫نفذت بنجاح تمنع‬ ‫إذا‬ ‫أن الرقابة السابقة‬ ‫من الواضح‬
‫أو المانعة‪،‬حيث تخضع الرقابة السابقة نشاطات‬ ‫ه اسم الرقابة الوقائية‬
‫ولذلك يطمق عمی ا‬
‫هزة المتخصصة سواء داخل‬ ‫موظفیها‪،‬لمراجعة وتقويم بعض األج‬ ‫ه وسموك‬
‫اإلدارة وق اررات ا‬
‫ه‪.‬‬
‫المنظمة أو خارج ا‬
‫إلى ضمان حسن األداء والتأكد من االلتزامات‪،‬بنصوص‬ ‫وتهدف الرقابة السابقة‬
‫ترشيد‬ ‫إلى‬ ‫هدف‬ ‫أو تنفيذ اإلجراءات‪،‬كما ت‬ ‫الق اررات‬ ‫إصدار‬ ‫األنظمة والتعميمات في‬
‫الق اررات وتنفيذها بصورة سميمة وفعالة ‪.‬‬

‫رقابة المراقب المالي المنظمة بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 414-92‬المعدل والمتمم بالمرسوم التنفيذي‬
‫قم ‪.374-09‬‬

‫رقابة المحاسب العمومي المنظمة بموجب قانون المحاسبة رقم ‪21-90‬‬

‫الرقابة الالحقة‬
‫المستندية‪،‬حيث تنصب الرقابة الالحقة عمى ما صدر‬ ‫تسمى الرقابة البعدية أو الرقابة‬
‫الرقابة المالية الالحقة بعد تنفيذ‬ ‫ه المادية‪،‬وتباشر‬
‫ا‬ ‫فعال من تصرفات اإلدارة القانونية وأعمال‬
‫التصرفات المالية واتخاذ القرار بصرف النفقات وتحصيل اإليرادات‪،‬وھي ال تحول دون أن‬
‫يصبح األمر بالتحصيل أو األمر بالدفع نافذا‪.‬‬
‫ىا‪ ،‬فيمكن أن تتم‬ ‫ولهذه الرقابة صو ار عديدة تختمف باختالف وقت وأسموب ممارست‬
‫دراسة األوضاع ‪،‬لموقوف عمى ما‬ ‫بأسموب التفتيش الذي يتناول الفحص عمى الطبيعة واعادة‬
‫‪.‬‬ ‫تتم بأسموب المراجعة لمستندات الوحدة‬ ‫ويمكن أن‬ ‫ه من أخطاء أو تقصير‬
‫شابا‬
‫هاء هي الرقابة الحقيقية‪ ،‬ألن‬ ‫ولهذا اعتبرت الرقابة الالحقة في نظر العديد من الفق‬
‫‪24‬‬
‫الرقابة السابقة ال تعدّ شكال من أشكال الرقابة الدستورية‪ ،‬في حين أن الرقابة الالحقة ال‬
‫ه"رقابة عمى دستورية‬
‫وصفت الرقابة السابقة بأن ا‬ ‫اكتمالها‪ ،‬لذلك‬ ‫تباشر عمى القوانين إال بعد‬
‫مشروعات قوانين‪".‬‬
‫هي‬ ‫بعد صدور العمل اإلداري ف‬ ‫الالحقة‪ ،‬أن ىا تأتي‬ ‫غير أن أ هم ما يؤخذ عمى الرقابة‬
‫ال تقيد حرية العمل‪،‬وانما تجعل المنظمة اإلدارية تتمتع بحرية إصدار الق اررات المالية‪ ،‬واذا كانت هذه‬
‫ه قد تؤدي‬
‫إتيانه‪ ،‬فإن ا‬ ‫ه بعد‬
‫ه لوقوع ا‬
‫ا‬ ‫الرقابة تساعد المنظمات اإلدارية في أداء عمل‬
‫إلى وقوع األخطاء واالنحرافات وصعوبة إصالحىا‪.‬‬

‫رقابة المفتشية العامة لممالية المنظمة بموجب المرسوم التنفيذي رقم‪272-08‬‬

‫‪ 20-95‬المعدل والمتمم‬ ‫رقابة مجمس المحاسبة وىي رقابة منصوص عمييا دستوريا وينظميا األمر‬
‫بموجب األمر رقم ‪02-10‬‬

‫مكافحة الفساد في ظل الدستور‬


‫الوقاية منيا ومنع ارتكابيا أصبح‬ ‫نظ ار ألىمية المصالح التي أصبحت تيددىا جرائم الفساد‪ ،‬فإن‬
‫محل اىتمام كل النصوص القانونية‪ ،‬حتى وصل ىذا االىتمام ألن يكون دستوريا‪،‬أين نص الدستور‬
‫الجزائري عمى العديد من اآلليات التي من شأنيا منع وقوع ىذه الجرائم‪ ،‬والتي نيدف إلى بيانيا في ىذه‬
‫الدراسة‪ ،‬وقد خمصنا إلى أنو وعمى الرغم من أنو أصبح بالجزائر ما يمكن تسميتو إستراتيجية دستورية‬
‫لموقاية من جرائم الفساد إال أن ىذه اإلستراتيجية قد جاءت مبتورة في عديد من إجراءاتيا ما يرىن‬
‫فعاليتيا في منع وقوع ىذه الجرائم‪.‬‬

‫بالفساد‬ ‫غير أنو وفي اآلونة األخيرة عرفت الجزائر توجيا جديدا‪ ،‬أين إنتقل فييا مجال االىتمام‬
‫وآليات الوقاية منو ومكافحتو بالتبعية من النصوص القانونية العادية إلى أسمى النصوص القانونية في‬
‫الدولة أال وىو الدستور‪ ،‬ىذه الوثيقة ذي الطبيعة القانونية المتفق عمييا منذ زمن قديم عمى أنيا الوثيقة‬
‫الرسمية التي تحتوي عمى القانون األساسي األعمى لمدولة والذي يتولى بشكل رئيسي تحديد شكل تمك‬
‫الدولة وطبيعة نظام الحكم فييا‪ ،‬أي أن مجاالت الدستور محصورة في تنظيم السمطة السياسية‬
‫الميمة ذات العالقة بالحكم والسمطة‪،‬‬ ‫والمؤسسات التي تجسد الحكم فييا‪،‬إلى جانب بعض المسائل‬
‫ومع ذلك فإن ىذا المفيوم المسمم بو قد ظير ما يخالفو في العصر الحاضر‪،‬فظيرت في الدستور‬
‫خاصة في ظل‬ ‫نصوص تتناول موضوع آليات الوقاية من الفساد‪ ،‬وأخذت حي از البأس بو ضمن طياتو‬
‫التعديل الدستوري األخير لسنة ‪2020‬الذي جاء فيو العديد من المواد التي تخص إستراتيجية الوقاية‬
‫من جرائم الفساد سواء بطريقة صريحة أو بطريقة ضمنية‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫مجاالتو تحمل في ثناياىا العديد من القراءات‪،‬‬ ‫الفساد إىتمام الدستور ودخولو‬ ‫فكانت إثارة‬
‫خاصة فيما يخص التغير الواضح والجذري لنظرة السمطة السياسية بمختمف مكوناتيا والشعب بمختمف‬
‫أطيافو إلى إشكالية الفساد وجرائمو‪ ،‬األمر الذي يعكس اتفاقيما غير المعمن عمى ضرورة تجاوز النظرة‬
‫أو‬ ‫التقميدية التي لطالما اعتبرت الفساد جريمة يجب التصدي ليا ولكن كجريمة ال يطبعيا أي تميز‬
‫تتحمل‬ ‫خصوصية‪ ،‬والتحول بيا إلى مسألة دستورية يجب أن تضم إلى الوظائف الدستورية لمدولة‪ ،‬وأن‬
‫سمطتيا ومؤسساتيا خاصة السيادية منيا عبئ اإللتزام بالتصدي ليا‪.‬‬

‫اإللتزامات التي تبناىا كتدابير لموقاية من الفساد والتي‬ ‫نص الدستور الجزائري عمى مجموعة من‬
‫ىدف من خالليا إلى تجسيد مبدأين ميمين بالنسبة ألي إستراتيجية وقائية منو وىما مبدأ الشفافية ومبدأ‬
‫وذلك العتبارىما أحد ال ركائز المتفق عمييا لمنع وقوع جرائم الفساد متى‬ ‫النزاىة‪ ،‬تم تكريسيما‬
‫فعال عمى أرض الواقع وفقا لمتناسق والتكامل المطموب بينيما‪.‬‬
‫ضمان الشفافية‬ ‫فرضت المادة ‪09‬من الدستور الجزائري أن تكون المؤسسات التي يختارىا الشعب ىدفيا‬
‫في تسيير الشؤون العمومية‪ ،‬وىو ما يعني وجوب إلتزام المؤسسات بإتخاذ كل إجراء من‬
‫شأنو تجسيد الشفافية في كل ما يتعمق بتسيير الشؤون العامة وذلك لموصول إلى عمنية كل تصرفاتيا‬
‫وق ارراتيا‪ ،‬األمر الذي يجعل منيا محل رقابة دائمة من محيطيا ويمنعيا ىي وموظفييا من تسيير الشؤون‬
‫الشخصية ال المصمحة العامة‪.‬‬ ‫العامة وتوجيييا وفقا لما يخدم مصالحيم‬
‫ألزمت المادة ‪24‬من الدستور الجزائري الموظف العمومي بالقيام بإجراء التصريح بالممتمكات عند بداية‬
‫وظيفتو أو عيدتو‪ ،‬وعند نيايتيا‪ ،‬وذلك لتكريس الشفافية حتى في الذمة المالية لمموظف األمر الذي يمنعو‬
‫من إستغالل سمطتو واتخاذ طريق التربح من وظيفتو ‪.‬‬

‫لم يكتفي الدستور الجزائري باالعتماد فقط عمى التدابير التي ىدف من خالليا لتجسيد كل من‬
‫مبدأ النزاىة ومبدأ الشفافية كإجراءات لموقاية من الفساد‪ ،‬بل تعدى ذلك إلى إستحداث مؤسسات‬
‫تختص بالعمل الوقائي‪ ،‬مع تفعيل دور مؤسسات أخرى ليا عالقة بالعممية الوقائية خاصة عن طريق ما‬
‫وفره ليا من حماية في مواجية السمطة التنفيذية تحديدا‪.‬‬

‫بنى الدستور الجزائري نيج الوقاية من الفساد عن طريق المؤسسات‪ ،‬وذلك بعد أن كان كل‬
‫العمل الوقائي الموجو لمنع وقوع جرائم الفساد معتمدا عمى التدابير‪ ،‬وذلك في خطوة لدعم اإلستراتيجية‬
‫الوقائية المعتمدة أوال‪ ،‬ولتنويع آليات الوقاية ثانيا‬

‫استحدثت المادة ‪204‬من الدستور سمطة رقابية دستورية تحت تسمية السمطة العميا لمشفافية والوقاية من‬
‫الفساد ومكافحتو‪ ،‬والتي كمفت دستوريا بعدة ميام في إطار العمل‬

‫‪26‬‬
‫في ىذا المجال السيما‬ ‫المؤسساتي لموقاية من جرائم الفساد‪ ،‬أين منح ليا الدستور دور مميز جدا‬
‫حينما إعتبرىا مسؤولة عن وضع إستراتيجية وطنية لمشفافية والوقاية من جرائم الفساد ومكافحتيا مع تولي‬
‫متابعة تنفيذ ىذه اإلستراتيجية‪ ،‬ىذا باإلضافة إلى إنعقاد اإلختصاص ليا أيضا بميام أخرى ال تقل أىمية‬
‫عن ميمتيا السابقة حددىا الدستور في اآلتي‪:‬‬
‫‪-‬جمع ومعالجة وتبميغ المعمومات المرتبطة بمجال اختصاصيا‪،‬ووضعيا في متناول األجيزة‬
‫المختصة‪.‬‬
‫‪-‬إخطار مجمس المحاسبة والسمطة القضائية المختصة كمما عاينت وجود مخالفات‪ ،‬واصدار‬
‫أوامر‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬لممؤسسات واألجيزة المعنية‪.‬‬
‫‪-‬المساىمة في تدعيم قدرات المجتمع المدني والفاعمين اآلخرين في مجال مكافحة الفساد‪.‬‬
‫‪-‬متابعة وتنفيذ ونشر ثقافة الشفافية والوقاية ومكافحة الفساد‪.‬‬
‫‪-‬إبداء الرأي حول النصوص القانونية ذات الصمة بمجال اختصاصيا‪.‬‬
‫‪-‬المشاركة في تكوين أعوان األجيزة المكمفة بالشفافية والوقاية ومكافحة الفساد‪.‬‬
‫‪-‬المساىمة في أخمقة الحياة العامة وتعزيز مبادئ الشفافية والحكم الراشد والوقاية ومكافحة‬
‫الفساد‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة في ىذا المقام إلى أن ىذه السمطة حمت محل الييئة الوطنية لموقاية من الفساد‬
‫‪ ،‬إال أن الدستور منحيا ميام أىم بكثير من الميام التي أو كميا في السابق إلى الييئة الوطنية ومكافحتو‬
‫لموقاية من الفساد ومكافحتو‪ ،‬وىذا لتفعيل وتدعيم النيج المؤسساتي الذي تبناه كأحد اآلليات‬
‫المتخصصة في مجال الوقاية من جرائم الفساد‬

‫التصريح بالممتلكات‬
‫انطالقا من مبدأ *ال تضع جائع حارس عمى طعام * ألنو ال بد عمى الدولة لمحاصرة ظاىرة الفساد‬
‫اتخاذ جممة من التدابير وعمى رأسيا تحسين ورفع المستوى المعيشي لمموظف بتوفير حياة كريمة لو من‬
‫جية وفرض رقابة سابقة والحقة عميو من جية أخرى ‪ ،‬وىذا ما كرسو المشرع الجزائري من خالل القانون‬
‫رقم ‪ 01-06‬المتعمق بالوقاية من الفساد ومكافحتو اذ جعل من التصريح بالممتمكات آلية رقابية وقائية‬
‫لمحاصرة ظاىرة الفساد ‪،‬وذلك بإلزام الموظف العام بالتصريح بممتمكاتو قبل وأثناء وبعد تولي الوظائف‬
‫العامة ‪.‬‬

‫يعد إجراء التصريح بالممتمكات إحدى اآلليات واإلجراءات اإلدارية التي حاول المشرع الجزائري من خالليا‬
‫أن يقضي عمى ظاىرة الفساد المستفحمة داخل الدولة‪ ،‬وذلك من خالل تقييدىا بمجوعة من الضوابط‬

‫‪27‬‬
‫واخضاعيا لمجموعة من القيود الشكمية واإلجرائية قبل تقمد الموظفين العموميين لمناصبيم وبعد تقل دىم‬
‫ليا‪ ،‬إذ تعد آلية قانونية تمكن الجيات الرقابية من معرفة مدى ارتكاب جرائم الفساد من عدميا من قبل‬
‫الموظفين والمنتخبين ‪ ،‬ووضع حد لإلثراء غير المشروع لموظفي الدولة نتيجة الستغالليم لالمتيازات‬
‫الموكمة إلييم بسبب وظائفيم‪.‬‬

‫تعتبر آلية التصريح بالممتمكات من أنجع الوسائل لذلك‪ ,‬باعتبارىا رقابة قبمية و بعدية لمذمة المالية لمتقمد‬
‫الوظيفة ‪ ,‬حفاظا عمى المال العام‬

‫تعريف آلية التصريح بالممتمكات‬


‫‪ 04‬من القانون رقم ‪01-06‬‬ ‫عمى آلية التصريح بالممتمكات من خالل المادة‬ ‫نص المشرع الجزائري‬
‫العمومي بالتصريح بممتمكاتو ضمانا لمشفافية في الحياة‬ ‫ىو التزام قانوني ‪ ،‬يمتزم بموجبو الموظف‬
‫السياسية و الشؤون العمومية وصون نزاىة الموظف العمومي وحماية األموال و الممتمكات العمومية وفق‬
‫إجراءات وأجال محددة بموجب القانون ‪ .‬وحسب ما جاء بو الفقو فقد اعتبر أن التصريح بالممتمكات آلية‬
‫قانونية وضعيا المشرع من اجل مراقبة الذمة المالية لمموظف العمومي‪،‬وما يمكن أن يقع عمييا من طارئ‬
‫وتغي ارت خالل مدة المسار الوظيفي ليا سواء ما تعمق بيا فيما يخص التعين أو العيدة االنتخابية و التي‬
‫جريمة او عدة جرائم‬ ‫من شأنيا أن تفضي إلى التحقق من حاالت الثراء الفاحش السريع الناجم عن‬
‫الفساد المعاقب عمييا قانونا‬

‫تفعيل آلية التصريح بالممتمكات‬

‫ييدف ىذا اإلجراء ليس فقط لحماية اإلدارة العمومية من أية محاولة من محاوالت سرقة األموال‪ ,‬أو‬
‫االستخدام غير القانوني لممتمكات الدولة ‪,‬بل وعمى ضوء نص المادة ‪36‬من القانون رقم ‪01-06‬‬
‫أساس الحماية الجزائية الموضوعية لمتصريح بالممتمكات وتحيمنا حتما الى ضرورة قراءة المادة ‪ 04‬من‬
‫ذات القانون قراءة معمقة بداية بنطاقيا الشخصي أي تحديد األشخاص المطالب منيم تقديم تصريح‬
‫بممتمكاتيم تحت طائمة العقوبات من جية و من جية أخرى تحديد قيام الجريمة بتوافر عناصرىا وأركانيا‬
‫كسموك اجرامي محل التجريم‪.‬‬

‫المعنيون بالتصريح بالممتلكات‬


‫يعتبر القانون رقم ‪ 01-06‬قانون إطار لجميع جرائم الفساد حيث تضمن توجو وقائي وىو ماجعل منو‬
‫قانون ذو ذاتية وخصوصية تجمت في الجرائم التي احتواىا حيث تعتبر جريمة عدم التصريح بالممتمكات‬
‫كخطوة سابقة عمى توليو المنصب‬ ‫دليل عمى ذلك من حيث أنيا تقوم حتى قبل مباشرة الموظف عممو‬

‫‪28‬‬
‫ورغم أن ىناك من يرى أنيا افتراض لسوء نية عمى أساس أن كل من سيتولى المنصب يمكن أن يسيء‬
‫لمنصبة و يقوم باستغاللو فيطمب منو سمفا أن يقوم بجرد لممتمكاتو وىو ما يتعارض مع مبدأ حسن النية‬
‫و افتراضيا إال أنيا تبقى آلية جوىرية في مراقبة الموظفين وحماية الممتمكات العامة تصد باب الفساد‬
‫حتى في بداية مشواره و تجعل الموظف تحت المجير‪.‬‬

‫ىذا الموظف الذي و بالرجوع لمقانون اإلداري باعتباره القانون األصمي المعتمد عميو في تحديد صفة‬
‫الموظف العمومي يكون مدلولو أوسع إذا ما تم النظر إلى الغاية المحمية مقارنة بمفيومو حيث يتوسع‬
‫المدلول ولو أن الموظف لم يشغل الوظيفة بصفة دائمة ليشمل الموظف الذي يشغل الوظيفة بصفة‬
‫مؤقتة بغض النظر إذا ما كان يتمقى أج ار أو مكافأة ‪.‬‬
‫في حين نجد المادة ‪ 02‬من القانون رقم ‪ 01-06‬قد وسعت من مدلول الموظف العمومي بما ال يترك لنا‬
‫الخيار المجوء ال لمقانون األساسي لموظيف العمومي األمر رقم ‪ 03-06‬و ال لغيره فمقد اشتممت المادة‬
‫عمى ثالث فئات ينصبون كميم تحت مفيوم الموظف حيث جاء فييا‪:‬‬
‫إداريا أو قضائيا أو في أحد المجالس الشعبية‬ ‫‪-1‬كل شخص يشغل منصبا تشريعيا أو تنفيذيا أو‬
‫األجر بصرف‬ ‫المحمية المنتخبة سواء كان معينا أو منتخبا دائما أو مؤقتا مدفوع األجر أو غير مدفوع‬
‫النظر عن رتبتو أو أقدميتو‪.‬‬

‫‪-2‬كل شخص آخر يتولى و لو مؤقتا وظيفة أو وكالة بأجر أو بدون أجر و يساىم بيذه الصفة في‬
‫خدمة ىيئة عمومية أو مؤسسة عمومية أو أية مؤسسة أخرى تممك الدولة كل أو بعض رأسماليا أو أية‬
‫مؤسسة أخرى تقدم خدمة عمومية‪,‬‬
‫طبق لمتشريع و التنظيم المعمول بيما ‪.‬‬
‫‪-3‬كل شخص آخر معرف بأنو موظف عمومي أو من في حكمو ا‬
‫ما يمكن القول في ىذا الصدد أن قانون الوقاية من الفساد نجده وسع من مفيوم الموظف العمومي‬
‫توسيعا معتب ار يضفي عمى نطاق الحماية ضمانات جوىرية حيث ال يستبعد من دائرة المساءلة كل شخص‬
‫لو عالقة قريبة أو بعيدة بالوظيفة العمومية و ىو ما يؤخذ لو عمى أساس الغاية المرجوة‪,‬وىي حماية‬
‫الممتمكات العامة و صون نزاىة الموظف ‪.‬‬
‫‪ 24‬من‬ ‫إن ىذه الصفات الثالث لمموظف العمومي نجد ليا تأسيس دستوري حيث نصت المادة‬
‫التعديل الدستوري لسنة ‪2016‬‬
‫أو يعين في‬ ‫عميا في الدولة‪ ,‬أو ينتخب‬ ‫عمى أنو ( يجب عمى كل شخص يعين في وظيفة‬
‫البرلمان أو في ىيئة وطنية أو ينتخب في مجمس محمي‪ ,‬التصريح بممتمكاتو في بداية وظيفتو أو عيدتو‬
‫وفي نيايتيا‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫إن المشرع الدستوري بنصو عمى آلية التصريح بالممتمكات نجده قد أعطى بعدا ىاما ليذه اآللية‪ ,‬مما يزيد‬
‫من إمكانية تفعيميا و نجاعتيا‪.‬‬

‫بالرجوع لممادة ‪ 04‬من القانون ‪ 01 -06‬نجد المشرع قد ألزم كل الموظفين العموميين بالتصريح‬
‫بممتمكاتيم‪ ,‬حيث جاء النص كاآلتي ‪ ":‬قصد ضمان الشفافية في الحياة السياسية و الشؤون العمومية‬
‫وحماية الممتمكات العمومية ‪ ,‬وصون نزاىة األشخاص المكمفين بخدمة عمومية ‪ ,‬يمزم الموظف العمومي‬
‫بالتصريح بممتمكاتو " حيث و من خالل مضمون المادة يتب ين أن المشرع قد ألزم كل الفئات التي تم‬
‫ذكرىا سابقا و ذلك عمى قدم المساواة إال أن المادة ‪ 06‬من ذات القانون نجدىا قد ميزت بينيم من حيث‬
‫الجية المخول ليا تمقي التصريح‬

‫انواع التصريح بالممتلكات وميعادها القانوني‬

‫الجهات المخولة بتلقي الصريح بالممتلكات‬


‫لم يركز المشرع الجزائري االختصاص في جية معينة في تمقي التصريحات بالممتمكات‪ ,‬حيث ليس ىناك‬
‫جية واحدةتستأثربيذه العممية‪ ,‬وبالرجوع إلى أحكامقانون الوقاية من الفساد نجداالختصاصبتمقي‬
‫التصريحبالممتمكات يؤول إلى عدة جيات وىي الييئة الوطنية لموقاية من الفساد والرئيس األول لممحكمة‬
‫األولى‪ ,‬والتصريح أمام السمطة الوصية‪ ,‬والتصريح أمام السمطة السممية المباشرة حسب صفةومركز كل‬
‫‪12‬‬ ‫معني بالتصريح‬
‫‪.‬‬
‫بالنسبةلمحكمة العميا باستثناء القضاة‬ ‫لألشخاص الذين يدلون بتصريحاتيم أمام الرئيس األول ل‬
‫فإن محتوى تصريحاتيم ينشر في الجريدة الرسمية خالل الشيريين المواليين لتاريخ انتخاب المعنيين أو‬
‫تسمميم‬
‫مياميم‪,‬ولكن نص المادة لم يحدد بدقة اجراءات نشر التصريح بالممتمكات كماأنو لم يرتب أية مسؤولية‬
‫عمى عدم االلتزام خصوصا أن ىذه التصريحات أي المقدمة لمرئيس األول لممحكمة العميا ال ترسل لمييئة‬

‫‪30‬‬
‫الوطنية لموقاية من الفساد مكافحتيكذلك فإن النشر المقصودبو ىو بالنسبة لمتصريح األولي وال وجود‬
‫لعبارة تدلعمى أن التصريح التجديدي والنيائي يخضعان لنفس اإلجراء أما بالنسبة لمتصريح الخاص‬
‫بالقضاة فال يطمع عميو سوى رئيس المحكمة العميا ‪.‬‬
‫أما بالنسبة لرؤساء وأعضاء المجالس الشعبية المحمية المنتخبة فان الييئة الوطنية لموقاية من الفساد‬
‫ىي الييئة المخولة الكتشاف الجريمةحيث تخضع لمنشر في لوحة االعالنات بمقر البمدية أو الوالية خالل‬
‫شير‬
‫‪.‬‬
‫أما بالنسبة لباقي الموظفين الذين يكتتبون تصريحاتيم أما السمطة الرئاسية أو السمطة الوصية فان‬
‫ىذه السمطات تقومبإرسالتمك التصريحات لمييئة‪ ,‬عمما أنيا تصريحات غير خاضعة لنشر ‪.‬‬
‫أما فيما يخصاكتشاف الصورة الثانية لمجريمة وىي التصريح الكاذب لمممتمكات فال يكونإالمن‬
‫طرف من يقوم بفحص المعمومات والتحقق في مدى صحتيا و ىي الييئة الوطنية لموقاية من الفساد‬
‫ومكافحتو ألنيا المسؤولة عن ذلك سوى ما تم تقديمو أمام الرئيس األول لممحكمة العميا والتي ال ترسل‬
‫ليا‪,‬‬

‫بالتالي يستحيل اكتشاف جريمة التصريح الكاذب بالممتمكات بالنسبة ليذه الفئة‪ ,‬أما باقي الفئات فان‬
‫الجية‬
‫المسؤولة بتمقي التصريحات و التحقق من مدىالتابع‬ ‫صحتيا ىي قسم معالجة التصريحات بالممتمكات‬
‫‪60/30313‬‬ ‫‪03‬من المرسوم الرئاسي‬ ‫لمييئة ىو المخول لو ذلك‪ ,‬وىذا طبقا لنص المادة‬
‫المؤرخ في‬
‫‪ 66/00/6660‬والمحدد لتشكيمة الييئة الوطنية لموقاية من الفساد و مكافحتو و تنظيميا وكيفية سيرىا‬
‫‪61/66/660614‬‬ ‫‪06/03‬المؤرخ في‬ ‫المعدل و المتمم بموجب المرسوم الرئاس ي‬
‫‪,‬الذي جاء فيو كاآلتي "يكمف‬
‫قسم معالجة التصريحات بالممتمكات عمى الخصوص‪ .......‬تمقي التصريحات بالممتمكات لألعوان‬
‫العمومين كما‬
‫ىو منصوص عميو في الفقرة‪66‬من المادة‪60‬من القانون‪60/60‬‬

‫المادة‪60‬من ذات القانون بنصيا ‪ ":‬يكون التصريح‬ ‫كما أن مسألة كيفية التصريح و التي تناولتيا‬
‫المجمس الدستوري و أعضائو ‪ ,‬و‬ ‫بالممتمكات الخاص برئيس الجميورية و أعضاء البرلمان و رئيس‬
‫رئيس الحكومة‬
‫وأعضائيا ‪ ,‬و رئيس مجمس المحاسبة ‪ ,‬ومحافظ بنك الجزائر‪ ,‬والسفراء والقناصمة‪ ,‬والوالة‪ ,‬أمام الرئيس‬

‫‪31‬‬
‫األول لممحكمة العميا ‪ ,‬وينشر محتواه في الجريدة الرسمية‪...‬خالل الشيرين المواليين لتاريخ انتخاب‬
‫المعنيين أو تسمميم مياميم ‪.‬‬
‫يكون التصريح بممتمكات رؤساء وأعضاء المجالس الشعبية المحمية المنتخبة أمام الييئة و يكون محل‬
‫الحالة خالل شير ‪.‬‬ ‫نشر عن طريق التعميق في لوحة االعالنات بمقر البمدية أو الوالية حسب‬
‫يصرح القضاة بممتمكاتيم أمام الرئيس األول لممحكمة العميا ‪.‬‬
‫يين عن طريق التنظيم‬ ‫يتم تحديد كيفيات التصري ح‪ .‬بالممتمكات بالنسبة لباقي الموظفين العموم‬
‫لقد جاء نص المادة واضحا حيث ميزت بين من يتقمدون المناصب العميا من غيرىم رغم أن تحديد‬
‫مدى اعتبار المنصب من المناصب العميا و السامية في الدولة ليس باألمر اليين لوجود بعض المناصب‬
‫ورغم‬
‫الجية المخول ليا تمقي‬ ‫بساطة شكميا إال أنيا مناصب حساسة تستوجب مراعاة أىميتيا في تحديد‬
‫تصريحاتيا‬
‫كذلك ما يخص المنصب الغير موجود حاليا وىو منصب رئيس الحكومة و المستبدل بالوزير األول ‪.‬‬
‫أنو مبدأ يخدم الشفافيةبصفة‬ ‫كماأن المادة ألزمت نشر تصريحات فئة معينة مقارنة بأخرى ورغم‬
‫مطمقةإالأنو يمس بمبدأ الخصوصية حيث تختمف األنظمة في التعامل مع التصريح بالممتمكات بين من‬
‫تبقي‬
‫عمى السرية وال يتم االطالع عميياإال في حالة وجود متابعة قضائية وبين من ال تكون فيو التصريح‬
‫بالممتمكات‬

‫الجهود الدولية والوطنية لمكافحة الفساد‬


‫الجهود الدولية لمكافحة الفساد‬

‫‪ - 1‬اآلليات الوطنية لمكافحة الفساد‬

‫أوال‪ :‬الديوان المركزي لمكافحة الفساد‪:‬‬


‫تنفيذا لمتعميمة رقم ‪ 09-03‬لرئيس الجميورية تم انشاء المتعمقة بتفعيل مكافحة الفساد تم إنشاء الديوان‬
‫المركزي لمكافحة الفساد طبقا لألمر ‪ 05-10‬المؤرخ في ‪ 26‬اوت ‪ 2010‬المتمم لمقانون رقم ‪01-06‬‬
‫المتعمق بالوقاية من الفساد ومكافحتو‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫جاء ىذا الديوان الوطني كتدعيم لدور الييئة الوطنية وتطبيق السياسة الوقائية عمى المستوى الوطني‬
‫والدولي أما الديوان المركزي فاليدف منو ىو البحث والتحري عن جرائم الفساد‪ ،‬وحسب المواد ‪ 4،3،2‬من‬
‫المرسوم الرئاسي ‪ ،1426-11‬وبالتالي فطبيعتو تختمف عن طبيعة الييئة الوطنية لمكافحة الفساد‪.‬‬

‫الطبيعة القانونية لمديوان المركزي لمكافحة الفساد‬

‫يعتبر الديوان المركزي لمكافحة الفساد حسب المادة ‪ 02‬من المرسوم ‪ 426-11‬مصمحة مركزية عممياتية‬
‫لمشرطة القضائية تعمل عمى البحث والتحري حول جرائم في اطار مكافحة الفساد‪ ،‬وبالتالي ىو ليس ىيئة‬
‫إدارية بل جياز يمارس صالحياتو تحت اشراف النيابة العامة ‪ ،‬ويتمثل عممو في البحث والتحري عن‬
‫جرائم الفساد من اجل إحالة مرتكبييا عمى القضاء الجزائي ‪ ،‬وغالبية ضباط الشرطة القضائية واألعوان‬
‫ينتمون لو ازرة الدفاع وو ازرة الداخمية‪.‬‬
‫ينتمي الديوان المركزي لو ازرية المالية وىذا ما يجعمو تابع لمسمطة التنفيذية وىذا يعرقل نوعا ما عممو ألنو‬
‫ال يجوز عمى االستقاللية التامة في أداء ميامو‪.‬‬

‫ال يتمتع الديوان المركزي لمكافحة الفساد عمى الشخصية المعنوية وال باالستقالل المالي وىذا ماجاء‬
‫واضحا في نص المادة ‪ 23‬من المرسوم ‪ 426-11‬السابق ذكره‪ ،‬وىذا يترتب عنو انو ال يتمتع بحث‬
‫التقاضي ويجعمو تابعا لمسمطة التنفيذية وأوامرىا‪ ،‬غير أنو وفي سنة ‪ 2014‬ومع صدور المرسوم الرئاسي‬
‫‪ 209-14‬المؤرخ في ‪ 23‬يوليو ‪ 2014‬السالف الذكر‪ ،‬الذي عدل بعض أحكام المرسوم الرئاسي ‪-11‬‬
‫‪ 23-18-11-8-3‬منو‪ ،‬وبمقتضى ىذا المرسوم‬ ‫‪ 426‬السالف الذكر أيضا‪ ،‬وقد خص بتعديل المواد‬
‫‪ 2011‬يعمل‬ ‫الجديد يصبح الديوان المركزي لقمع الفساد تحت وصاية و ازرة العدل بعدما كان منذ عام‬
‫تحت وصاية و ازرة المالية‪ ،‬وىذا ما نصت عميو المادة ‪ 03‬منو بقوليا “ ‪:‬يوضع الديوان لدى وزير العدل‬
‫حافظ األختام ويتمتع باستقاللية العمل والتسيير ”‪ ،‬أما بقية المواد فيي تعمقت بتحديد عدد ضباط وأعوان‬
‫الشرطة القضائية وموظفي الديوان‪ ،‬وطبقا أيضا ألحكام ىذا القانون الجديد فإن الديوان يقوده مدير عام‬
‫يعين بموجب مرسوم رئاسي بناء عمى اقتراح وزير العدل حافظ األختام‪ ،‬كما تنتيي ميامو حسب األشكال‬
‫نفسيا‪.‬‬

‫يتشكل الديوان من ‪:‬‬

‫ومن ضـ ـب ــاط وأعـ ـوان الـ ـش ــرط ــة‬ ‫‪-‬ضـ ـب ــاط وأعـ ـوان الـ ـش ــرط ــة الـ ـقـ ـض ــائـ ـي ــة الـ ـت ــابـ ـعــة لو ازرة الدفاع‬
‫ين ذوي ك ـفــاءات أك ـيــدة‬
‫العمــوم ـ ي ـ‬
‫الـ ـقـ ـض ــائـ ـي ــة الـ ـت ــابـ ـعــة لو ازرة الداخمية والجماعات الـمحمية ومن األ ع ـوان ـ‬
‫في م ـجــال مكافحة الفساد‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬المرسوم الرئاسي ‪ 246-11‬المؤرخ في ‪ 8‬ديسمبر ‪ 2011‬الذي يحدد تشكيلة الديوان المركزي لقمع الفساد وتنظيمه وكيفية سيره‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية رقم ‪.68‬‬
‫‪33‬‬
‫يتضح مما سبق بخصوص الديوان المركزي لقمع الفساد فعدم منح الشخصية المعنوية لو يتناقض والميمة‬
‫الموكمة لو وىي التصدي ألفعال الفساد وردعيا وىي ميمة خطيرة تتطلب قدرا من االستقاللية لمنيوض‬
‫بيا‪.‬‬

‫أيضا الديوان عممو غير مفعل في كثير من قضايا الفساد بحكم طابعو المركزي‪ ،‬فيو ال يتحرك إال إذا‬
‫تعمق األمر بجرائم الفساد الكبيرة مما يجعل ميمتو مبتورة‪.‬‬

‫رغم إلحاق الديوان بجياز القضاء إال أنو لم يكتسب استقاللية عن السمطة التنفيذية‪ ،‬إذ بقي وزير العدل‬
‫حافظ األختام مسيطر عمى الديوان خصوصا من ناحية الميام‪.‬‬
‫دور الديوان في مكافحة الفساد‪:‬‬
‫يقوم الديوان بدور جوىري في مكافحة الفساد ويتمثل عممو في‪:‬‬

‫‪ -‬جمع األدلة والقيام بالتحقيقات في قضايا الفساد واحالة مرتكبييا لمعدالة‪ ،‬كما يقوم بنفسو إخطار‬
‫النيابة العامة لتحريك الدعوى العمومية عكس الييئة الوطنية التي لم يكن ليا ىذه الصالحية‪،‬‬
‫ومنحت لو ىذه الصالحية من طرف المشرع كدعم لمكافحة جرائم الفساد‪.‬‬
‫‪ -‬جمع كل المعمومات المتعمقة بالفساد ومكافحتيا‪.‬‬
‫‪ -‬اقتراح كل اجراء من شأنو المحافظة عمى حسن سير التحريات التي تتوالىا السمطات المختصة‪.‬‬
‫‪ -‬التعاون مع ىيئات مكافحة الفساد وتبادل المعمومات من اجل التحقيقات ‪ ،‬حيث ان المشرع‬
‫الجزائري منح لمديوان المركزي مكافحة الفساد بتبادل المعمومات مع الييئات الدولية المتخصصة‬
‫في ىذا المجال وخاصة مع الشرطة الجنائية الدولية (االنتربول) فيما بتعمق بالجرائم التي تم‬
‫تحويل عائداتيا لمخارج‪.‬‬
‫‪ -‬تمديد اختصاص المحمي لمضبطية القضائية الى االختصاص الوطني ‪ ،‬كما يتم إحالة جرائم‬
‫‪ 20‬فقرة‬ ‫الفساد الى االختصاص الموسع‪ .‬كما يمكنيم المجوء ألساليب التحري الخاصة (المادة‬
‫‪ 01‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪.426 -11‬‬
‫‪ -‬يمكن لعناصر الشرطة القضائية لمديوان التدخل بمفردىم أو بالتنسيق مع مصالح الشرطة‬
‫القضائية األخرى خالل العمميات والتحقيقات (المادتين ‪ 21‬و ‪ 20‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪-11‬‬
‫‪426‬‬
‫‪ -‬يتضح من اختصاص الديوان المركزي انيا اختصاصات يغمب عمييا الطابع الردعي القمعي‬
‫وىي تجمع بين الرقابة والقمع واالقتراح في بعض الحاالت‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬استحداث أساليب التحري الخاصة في الكشف عن جرائم الفساد‬

‫لقد أدرج القانون رقم ‪ 01-06‬المتعمق بالوقاية من الفساد و مكافحت ه ضمن مادته ‪ 56‬أحكام مميزة‬
‫بخصوص أساليب التحري و التحقيق الجديدة لمكشف عن جرائم الفساد بصفة عامة فقد نصت المادة ‪56‬‬
‫‪34‬‬
‫عمى ما يمي"من أجل تس ھيل جمع األدلة ا لمتعمقة بالجرائم المنصوص عمييا في ھذا القانون ‪ ،‬يمكن‬
‫المجوء إلى التسميم المراقب أو إتباع أساليب تحر خاصة كالترصد اإللكتروني و االختراق ‪ ،‬عمى النحو‬
‫المناسب و بإذن من السمطة القضائية المختصة ‪.‬تكون لألدلة المتوصل إلييا بيذه األساليب حجيتياوفقا‬
‫لمتشريع و التنظيم المعمول بىما "‬

‫و باستقراء مضمون ھذه المادة يتضح أن أساليب التحري الخاصة تشمل كل من (الترصد اإللكتروني و‬
‫االختراق )‪ ،‬وىي مذكورة عمى سبيل المثال ال الحصر ‪.‬و من بين األساليب األخرى الخاصة ‪،‬يمكن‬
‫يخص جرائم الفساد الناتجة عن أفعال‬ ‫الرجوع أل حكام المادة ‪ 47‬من قانون اإلجراءات الجزائية ‪ ،‬فيما‬
‫تخريبية و إرھابية ‪ ،‬فال تخضع لشروط الميقات الخاصة لمتفتيش و االختصاص المكاني لضباط الشرطة‬
‫و عمیه فإن أساليب التحري الخاصة وفقا لقانون الوقاية من الفساد و‬ ‫القضائية و قاضي التحقيق‪،‬‬
‫مكافحتياھي‪ :‬التسميم المراقب الترصد اإللكتروني ‪ ،‬التسرب او االختراق ‪ ،‬وسنتناول الترصد االلكتروني‬
‫باعتباره وسيمة حديثة وفييا نوع من انتياك الحياة الخاصة لالشخاص‪.‬‬

‫الترصد االلكتروني‪:‬‬

‫ه في المادة ‪ 56‬من‬
‫تعريف‬ ‫يعتبر الترصد اإللكتروني من ضمن أساليب التحري الخاصة ‪ ،‬لكن لم يتم‬
‫قانون الوقاية من الفساد ‪ ،‬غير أّ ن قانون اإلجراءات الجزائية المعدل والمتمم بموجب القانون رقم ‪22/06‬‬
‫أنه ذكر وسائل و رغم عدم ذكره مصطمح الترصد اإللكتروني إالّ انو ذكر وسائل متعارف عمى أن ھا من‬
‫ي المواد ‪65‬مكرر‪ 5‬إلى‬
‫طبيعته و ھي اعتراض المراسالت و تسجيل األصوات و التقاط الصور و ذلك ف‬
‫‪65‬مكرر ‪ 10‬ق ا ج‪.‬‬

‫"تعرف اعتراض المراسال ت التي تتـم عق طريق وسائل االتصال السلكية والالسمكية والبريد االلكتروني"‪.‬‬

‫ويتم اعتراض المراسالت بالتنصت ا الستماع إلى حديث خاص بشخص أو أكثر مشتب ه به خ لسة ع ن‬
‫طريق است ارق السمع م ن خالل مراقبة هذه المحادثات‪ ،‬ويكون اعتراض المراسالت دون موافقة الشخص‬
‫المعني ‪ ،‬ويخضع لتقدير ا لويئة القضائية بعد تسخير المصلحة الخاصة باالتصاالت‪ ،‬وتنفذ ىذه العممية‬
‫تحت المراقبة المباشرة لوكيل الجميورية‪ ،‬وفي حالة فتح التحقيق القضائي تتم العممية تحت اشراف قاضي‬
‫التحقيق ومراقبتو‪.‬‬

‫تسجيل األصوات ‪ :‬أدى التطور الع لمي والتكنولوجي إلى ظ هور العديد م ن الوسائل الحديثة التي تساعد‬
‫في اظهار الحقيقة‪ ،‬وم ن بين هذه الوسائل نجد أجهزة السلطات المختصة في اكتشا ف الجريمة‪ ،‬وامن بين‬
‫ىذه الوسائل تسجيل األصوات التي يم كن م ن خالليا التقاط ما يدور في المكا ن المغلق م ن أحاديث دون‬
‫عمم الحاضرين‪ ،‬ونص عمييا المشرع الجزائري في المواد ‪ 65‬مكرر‪5‬الى غاية ‪ 65‬مكرر‪ 1‬ق ا ج‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫التقاط الصور‪ :‬يعتبر الح ق في الصورة مظ هر م ن مظا هر شخصية اإلنسان‪ ،‬إذ ال يجوز التقاط صور‬
‫لشخص دون رضاه الن ذلك يعتبر من قبيل التدخل في الحياة الخاصة لألشخاص ىذا الحق الذي كفمتو‬
‫القوانين والدساتير‪ ،‬ولقد نصت المادة ‪ 46‬م ن الدستور ع لى هذا الح ق بأنه‪ " :‬ال يجوز انتىاك حرمة حياة‬
‫ه القانون‬
‫ه ويحم ا‬
‫المواطن الخاصة‪ ،‬وحرمة شرف‬

‫اال أن ىذا المبدأ يقع ع ليو استثناء‪ ،‬حيث أجاز المشرع ال لجوء إلى هذا اإلجراء بقصد مكافحة جرائم ـ‬
‫اإلثبات الجنائي حيث‬ ‫الفساد وحماية الصالح الع ام ولـم يستبعد القضاء الجنائي التقاط الصور في‬
‫األصل بحاالت‬ ‫ه كوسيةل لتحديد هوية المشتبه فيه ألن حجية الصورة الفوتوغرافية مرتبطة في‬
‫رخص ا‬
‫ه وهذا م ن خالل جميع مراحل البحث والتحري‪ ،‬كتصوير‬
‫التلبس التي يقوم ضابط الشرطة القضائية بإثباتا‬
‫أفراد العصابة ومحل الجريمة‪.‬‬

‫شروط الترصد االلكتروني‪:‬‬

‫وجود جريمة من جرائم الفساد المذكورة في قانون مكافحة الفساد وما الجرائم التي تم كرىا ف نص المادة‬
‫‪ 56‬مكرر‪ 5‬ق ا ج‪.‬‬

‫‪-‬ان يقوم بيذا اإلجراء في إطار البحث والتحري والتحقيق وبغية الكشف عن المجرمين والجرائم وليس‬
‫التمصص وىي تشمل الجرائم المتمبس بيا وفي حالة التحقيق االبتدائي‪.‬‬

‫‪-‬ان تتم ىذه العممية من قبل ضباط الشرطة القضائية بعد حصوليم عمى إذن من وكيل الجميورية‬
‫وتحت رقابتو وفي فترة التحقيق القضائي يمنح اإلذن من قبل قاضي التحقيق واشرافو‪.‬‬

‫‪-‬ان يكون اإلذن مكتوبا من قبل الجية المختصة ويكون محددا حيث يحدد فيو األماكن التي يجرى فييا‬
‫ىذه اإلجراءات وكل العناصر المتعمقة بيا‪ ،‬كما يحدد كذلك مدة اإلذن والتي حددىا المشرع الجزائري‬
‫حسب المادة ‪ 65‬مكرر ‪ 7‬وىي أربعة أشير قابمة لمتجديد في حالة استدعى األمر ذلك‪ ،‬ويتم التجديد‬
‫بنفس الشروط الشكمية والزمنية‪.‬‬

‫عمى ضابط الشرطة القضائية المكمف بيذه العممية الترصد االلكتروني ان يذكر بالمحضر تاريخ وساعة‬
‫بداية ونياية ىذه العمميات المادة ‪ 65‬مكرر‪.8‬‬

‫األقطاب الجزائية المتخصصة كإستراتيجية‬


‫لمكافحة الفساد‬

‫‪36‬‬
‫لقد تم إنشاء األقطاب الجزائية وتحديد اختصاصاتيا بموجب المواد ‪ 40 ،37‬و ‪ 329‬من ق ا ج والتي‬
‫تضم معضم الجرائم ماعدا جرائم الفساد التي تم ادراجيا في سنة ‪ 2010‬بموجب االمر ‪ 05-10‬المؤرخ‬
‫في ‪ 26‬اوت ‪ 2010‬المعدل والمتمم لقانون مكافحة الفساد لسنة ‪ ،2006‬فأقرت المادة ‪ 24‬مكرر‪ 1‬عمى‬
‫أن " تخضع الجرائم المنصوص عمييا في ىذا القانون الختصاص الجيات القضائية ذات االختصاص‬
‫الموسع طبقا لمقانون ‪ 01-06‬رغم عدم النص عمييا في المواد ‪37‬و ‪ 40‬و ‪ 329‬ق ا ج‪.‬‬

‫‪ 2010‬بموجب االمر ‪ 05-10‬الذي استحداث الديوان‬ ‫أقر قانون مكافحة الفساد اثناء تعديمو لسنة‬
‫‪ 2011‬بموجب المرسوم ‪ 426-11‬بميمة البحث‬ ‫المركزي لمكافحة الفساد والذي تم إنشاؤه في سنة‬
‫والتحري حول جرائم الفساد والذي يتولى فييا ضابط الشرطة القضائية بجمع المعمومات واألدلة‬

‫‪ 24‬احالة مرتكبي جرائم الفساد أمام األقطاب‬ ‫والقيام بالتحقيقات وأقر بالخصوص في نص المادة‬
‫الجزائية المتخصصة‪ ،‬وىذه األقطاب ىي أربعة ‪ :‬القطب الجزائي لمحكمة سيدي امحمد بالجزائر‬
‫العاصمة‪ ،‬القطب الجزائي لمحكمة قسنطينة‪ ،‬القطب الجزائي لمحكمة وىران‪ ،‬والقطب الجزائي لمحكمة‬
‫ورقمة‪.‬‬

‫خصوصية إجراءات التحقيق في جرائم الفساد امام األقطاب الجزائية المختصة‪:‬‬

‫اذا تواجد ممف الفساد عمى مستوى قضاء التحقيق لممحاكم العادية السيما اذا تعمق االمر بجنح الفساد‬
‫فانو يتم التخمي عن الممف بمقتضى أمر التخمي الذي يصدره قاضي التحقيق المحمي (المتواجد عمى‬
‫مستوى المحكمة ذات االختصاص العادي) لفائدة قاضي التحقيق لمقطب الجزائي المختص عمال بنص‬
‫المادة ‪ 40‬مكرر ‪ 3‬من ق ا ج ‪ ،‬ويستعمل قاضي التحقيق عمى مستوى القطب الجزائي المختص كل‬
‫أساليب التحري الخاصة لمكشف عن ىذه الجرائم‪.‬‬

‫ولعل من أبرز اآلليات التي يمكن توفيرىا عمى مستوى التحقيق القضائي ىو إمكانية تعيين اكثر من‬
‫قاضي تحقيق واحد من اجل التحقيق في القضية الواحدة وىذا مانصت عمي المادة ‪ 70‬من ق ا ج‪.‬‬

‫أثار التحقيق القضائي في جرائم الفساد اما األقطاب الجزائية المتخصصة‪:‬‬

‫يترتب عمى التحقيق في جرائم الفساد امام األقطاب الجزائية المتخصصة عدة أثار أىميا‪:‬‬

‫امتداد االختصاص ‪ :‬بمجرد اتصال قاضي التحقيق بممف الفساد يمتد اختصاصو المحمي الى مجال‬
‫االختصاص المحدد لمقطب الذي يعمل بو ويترتب عمى ذلك بعض الصالحيات الخاصة‬

‫باإلجراءات القضائيةن فبالنسبة لمضبط ية القضائية‬ ‫منيا ما يتعمق بالضبطية القضائية ومنيا ما يتعمق‬
‫يتمقون التعميمات مباشرة من قاضي التحقيق لمقطب الجزائي المختص المادة ‪ 40‬مكرر ‪ 3‬ق ا ج‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫مايميز جرائم الفساد التي ينظر فييا القطب المتخصص انيا جرائم خطيرة ومعقدة وجرائم مالية شديدة‬
‫‪ 2020‬بموجب االمر ‪04-20‬‬ ‫التعقيد‪ ،‬وىو المصطمح الذي جاء بو التعديل قانون اإلجراءات الجزائية‬
‫الذي نص عمى إنشاء قطب مالي واقتصادي متخصص في مكافحة الجرائم الفساد‪.‬‬

‫عمى مستوى القطب الجزائي المتخصص يجد القضاة أنفسيم في التحقيق مع نوعية خاصة من المجرمين‬
‫‪ 02‬من قانون مكافحة الفساد‪ ،‬الذين‬ ‫وىم ذوو الصفة او الموظف العمومي كما اطمق عميو في المادة‬
‫استغموا مناصبيم ووظيفتيم لتحقيق مكاسب غير مشروعة‪.‬‬

‫مايميز األقطاب الجزائية المتخصصة أنيا تعمل تشكيمة فردية إي تتشكل من قاضي فرد‪ ،‬وىو تماشيا مع‬
‫ماىو معمول بو في القضايا الجنحية باعتبار ان جرائم الفساد المحال عمى القطب ىي في معظميا‬
‫قضايا جنح‪.‬‬

‫يتميز القضاة المتواجدون عمى مستوى القطب بتخصصيم وتكوينيم المتخصص في الجرائم التي تضمنتيا‬
‫االتفاقية الدولية لمجريمة المنظمة عبر الوطنية‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬القطب الجزائي االقتصادي والمالي‪:‬‬

‫لعل من اىم اآلليات الوطنية لمكافحة جرائم الفساد ىو استحداث المشرع الجزائري لمقطب الجزائي‬
‫االقتصادي والمالي وىو قطب وطني بموجب االمر ‪ ،04-20‬وىذا ضمن المواد ‪ 211‬مكرر ق ا ج الى‬
‫‪ 211‬مكرر ‪ 21‬من ق ا ج‪.‬‬

‫وحسب استقراء ىذه المواد يتضح انو قطب وطني متخصص في النظر في الجرائم االقتصادية والمالية‪،‬‬
‫ومقره ىو مجمس قضاء الجزائر‪.‬‬

‫وصالحيات كل من وكيل الجميورية وقاضي التحقيق ىي وطنية وليست محمية‪ ،‬كما يقوم وكيل‬
‫الجميورية وقاضي التحقيق ورئيس القطب اختصاص مشترك مع االختصاص المشترك الذي نصت عميو‬
‫المواد ‪ 37‬و ‪ 40‬و ‪ 329‬من ق ا ج ‪ ،‬باإلضافة الى االختصاص في الجرائم المذكورة في المواد‪119 :‬‬
‫مكرر‪،‬و ‪ 389‬مكرر ‪ 389 ،1‬مكرر ‪ 389 ،2‬مكرر ‪ ، 3‬وكذا الجرائم التي نص عمييا القانون ‪01-06‬‬
‫األمـر رقـم ‪1996 22–96‬‬ ‫المتعمق بالوقاية من الفساد ومكافحتو‪ ،‬وكذا الجرائم المنصوص عمييا في‬
‫وكذا‬ ‫المتعمق بقمع مخالفة التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف وحركة رؤوس األموال من والى الخارج‪،‬‬
‫الجرائم المنصوص عمييا في المواد ‪ 11‬و‪ 12‬و‪ 13‬و‪ 14‬و‪ 15‬من األمر رقم ‪ 06-05‬المتعمق بمكافحة‬
‫التيريب‪“.‬‬

‫اختصاص القطب الوطني المالي واالقتصادي‪:‬‬

‫يتولى القطب االقتصادي والمالي النظر في الجرائم االقتصادية األكثر تعقيدا‪ ،‬والجرائم األكثر تعقيدا‬
‫بمفيوم ىذا القانون ىي التي يتعدد فييا الفاعمين او الشركاء او المتضررين‪ ،‬او بالنظر الى اتساع‬
‫‪38‬‬
‫الجريمة من الناحية الرقعة الجغرافية وبالنظر لممكان الذي ارتكبت فيو الجريمة إضافة الى جسامتيا‬
‫واالضرار التي ترتبت عنيا‪ ،‬كما يتم النظر لمتعقيد من جانب انيا من الجرائم المنظمة والعابرة لمحدود‬
‫‪ 211‬مكرر ‪ 3‬من‬ ‫الوطنية‪ ،‬وكذا من خالل الوسائل التقنية المستعممة في ارتكابيا وىذا ما بينتو المادة‬
‫االمر ‪. 04-20‬‬

‫يمارس وكيل الجميورية اختصاصاته و عممو تحت السمطة السممية لمنائب العام لدى مجمس قضاء‬
‫الجزائر‪ ،‬كما يخضع كل من قاضي التحقيق وريس القطب الجزائي االقتصادي والمالي لرئيس مجمس‬
‫قضاء الجزائر‪.‬‬

‫خصوصية التحقيق في القطب الوطني المالي واالقتصادي‪:‬‬

‫يرسل وكالء الجميورية لدى الجيات القضائية المختصة إقميميا وفقا ألحكام المادة ‪ 37‬من ىذا القانون‪،‬‬
‫فورا‪ ،‬وبكل الطرق‪ ،‬نسخا من التقارير اإلخبارية واجراءات التحقيق المنجزة من قبل الشرطة القضائية في‬
‫إطار إحدى الجرائم المنصوص عمييا في المادة ‪ 211‬مكرر‪ 2‬من االمر ‪ ، 04-20‬إلى وكيل الجميورية‬
‫لدى القطب الجزائي االقتصادي والمالي “‪ ،‬كما يطالب وكيل الجميورية لدى القطب الجزائي االقتصادي‬
‫والمالي‪ ،‬بعد أخذ رأي النـائب العام لدى مجمس قضاء الجزائر‪ ،‬بممف اإلجراءات‪ ،‬إذا اعتبر أن الجريمة‬
‫تدخل ضمن اختصـاصـو“‪.‬‬

‫و يمكن وكيل الجميورية لدى القطب الجزائي االقتصادي والمالي‪ ،‬المطالبة بممف اإلجراءات خالل‬
‫التحريـات األولية والمتابعة والتحقيق القضائي‪ .‬كما يصدر وكيل الجميورية المختص إقميميا خالل مرحمتي‬
‫التحريات األولية والمتابعة‪ ،‬عند توصمو ب إ لتماسات وكيل الجميورية لدى القطب الجزائي االقتصادي‬
‫والمالي المتضم ـنــة المطــال ـبــة بممــف اإلج ـراءات‪ ،‬مقر ار بالتخمي لصالح ىذا األخير‪.‬‬

‫و في حالة فتح تحقيق قضائي‪ ،‬تحال إلتماسات وكيل الجميورية لدى القطب الجزائي االقتصادي والمالي‬
‫‪.‬‬ ‫المتضمنة المطالبة بممف اإلجراءات‪ ،‬من قبل وكيل الجميورية‪ ،‬عمى قاضي التحقيق المخطر بالممف‬
‫‪ ،‬وإذا‬ ‫يصدر قاضي التحقيق أم ار بالتخمي لصالح قاضي التحقيق بالقطب الجزائي االقتصادي والمالي‬
‫تزامنت المطالبة بالممف من قبل وكيل الجميورية لدى القطب الجزائي االقتصادي والمالي مع المطالبة بو‬
‫من طرف وكيل الجميورية لدى الجية القضـائية ذات االختصاصاإلقميمي الموسع‪ ،‬يؤول االختصاص‬
‫وجوبا لوكيل الجميورية لدى القطب الجزائي االقتصادي والمالي‪.‬‬

‫إذا كان ممف اإلجـ ـراءات مطروح ــا عمى مستوى الجية القضائية ذات االختصاص اإلقميمي الموسع خالل‬
‫المتبعة أو الت ـح ــقيق القض ــائي‪ ،‬يتم التخمي عن ممف اإلجراءات‪ ،‬إذا طمبو وكيل‬
‫يو ا‬ ‫مرحمة التح ــريات األولة‬
‫‪211‬‬ ‫الجميورية لدى القطب الجزائي االقتصادي والمالي‪ ،‬وفقا لألشكال المنصوص عمييا في المادتين‬
‫مكرر‪ 9‬و ‪ 211‬مكرر ‪ ،10‬إذا ت ـبــين لو ك ـيــل الجم ـيــوريــة لــدى الجيـة الـقضائـيـة ذاتّ االختصاص‬

‫‪39‬‬
‫اإلقميمي الموسع وجود عناصر جديدة من شأنيا أن تؤدي إلى اختصاص القطب الجزائي االقتصادي‬
‫والمالي‪ ،‬يمكنو إخبار وكيل الجميورية لدى ىذا األخير بذلك‪.‬‬

‫يتمقى ضباط الشرطة القضائية‪ ،‬بغض النظر عن مكان تواجد المـحكمة التي يتبعون لدائرة اختصاصيا‪،‬‬
‫التعميمات واإلنابات القضائية مباشرة من وكيل الجميورية وقاضي التحقيق لدى القطب الجزائي‬
‫االقتصادي والمالي‪.‬‬

‫يمارس وكيل الجميورية وقـاضي التحـق ـيـق بمحــكمة مـقر مجمس قضاء الج ـزائر اختـصــاصا مشتركا مع‬
‫ذلك النـاتج عن تطبيق المادتين ‪ 37‬و‪ 40‬من ىذا القانون‪ ،‬في جرائم اإلرىاب والتخريب المنصوص عمييا‬
‫في قانون العقوبات والجرائم المنصوص عمييا في القانون المتعمق بالوقاية من تبييض األموال وتمويل‬
‫اإلرىاب ومكافحتيما‪ ،‬والسيما في مادتيو ‪ 3‬و ‪ 3‬مكرر‪ ،‬وكذا في الجريمة المنظمة عبر الوطنية ذات‬
‫الوصف الجنائي والجرائم المرتبطة ب ىا‪ ،‬كما ‪ .‬يم ارس وكيل الجميورية وقاضي التحقيق بمحكمة مقر‬
‫مجمس قضاء الجزائر صالحياتيما في كامل اإلقميم الوطني ‪.‬‬

‫‪ 211‬مكرر ‪ 6‬إلى ‪ 211‬مكرر ‪ 15‬من ىذا القانون‪ ،‬عند تمديد‬ ‫يـتــم تـطـبـيق أحـكام الم ـواد مــن‬
‫االختصاص وفقا ألحكام المادة ‪ 211‬مكرر ‪ ، 16‬كما يختص وكيل الجميورية وقاضي التحقيق بمحكمة‬
‫مقر مجمس قضاء الجزائر حصريا بالمتابعة والتحقيق في جرائم اإلرىاب المنصوص عمييا في المطات ‪6‬‬
‫و‪ 9‬و‪ 10‬و‪ 12‬و‪13‬من المادة ‪ 87‬مكرر‪ ،‬والفقرة ‪ 2‬من المادة ‪ 87‬مكرر ‪ 6‬من قانون العقوبات والجرائم‬
‫المرتبطة بيا‪.“.‬‬

‫اعتماد الشفافية والمجتمع المدني لمكافحة الفساد‬


‫لقد أصبح دور مؤسسات المجتمع المدني في تعزيز مبدأ الشفافية حمقة ميمة وضرورية من أجل تقدم‬
‫وتطور الشعوب من النواحي السياسيةﹰ والتنموية ‪ ،‬فمن الناحية السياسية يعد دور مؤسسات المجتمع‬
‫المدني أساسيا في تكريس الديمقراطية الحقة عبـر المشاركة والرقابة وتعزيز الشفافية‪ ،‬فضال عن دورىا في‬
‫البيئ لذلك ‪.‬‬
‫الرقابة والمحاسبة وحتى المسائمة إذا توفرت ة‬

‫اعتماد مبدأ الشفافية‬


‫مفهوم الشفافية‬
‫لقد تناول كثير من الباحثين مفيوم الشفافية رغبة في الوصول إلى تحديد معنى واضح ومفيوم ومحتوى‬
‫محـدد ليا ‪,‬إذ عرفيا صندوق النقد الدولي في النسخة المعدلة لدليل الشفافية المالية بأنيا اطالع الجميور‬
‫العامة‪,‬وحسابات القطاع‬ ‫ووظائفو والنيات التي تستند إلييا السياسات المالية‬ ‫عمى ىيكـل القطـاع‬
‫العام‪,‬والتوقعات الخاصة بالماليـة العامـة‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫فالشفافية بمعناىا الواسع تعني اإلفصاح الفعمي غيـر مشـروط ‪,‬وقـد ساعد عمى ذلك انتشار اإلعالم الدقيق‬
‫المجتمـع‪,‬وتنـامي اإليمـان العالمي بحق المواطن في‬ ‫المكثف‪,‬وتوفر تكنولوجيا المعمومات لجميع أفـراد‬
‫المعرفة ‪.‬‬
‫يشير مفيوم الشفافية إلى حرية الوصول إلى المعمومات وما يقابميا من االلتزام باإلفصاح عن ىذه‬
‫المعمومـات‪ ,‬أي إن تحقيق الشفافية يعتمد عمى توفير المعمومات وعدم حجبيا وانتقاليا الحر بدون‬
‫ي‬
‫ب ضرور ا‬
‫حواجز‪.‬وتتحقق الشـفافية عنـدما تترسخ حرية التعبير التي تفرز اإلعالم الحر ‪,‬ﹰ لمشـفافية وحسـ ﹰ‬
‫إذ أن حرية اإلعالم ليست شرطا ‪,‬ولكنيـا ضرورية كذلك لمباشر المحاسبة ‪,‬ﹰ عن أفضال ىميتيا لممارسة‬
‫اإلجراءات التي‬ ‫تعني الشفافية منظومة من‬ ‫حق المشاركة في صنع القرار‪.‬ومن الناحيـة السياسـية‬
‫تمكن الناس من مالحظة تصرفات السياسيين‬

‫مشاركة المجتمع المدني في التصدي لظاهرة‬


‫الفساد‬
‫واستغالل الوسائل‬ ‫يعد الفساد ظاىر ة اجتماعية خطيرة‪ ،‬تقترن أساسا بإساءة استعمال السمطة‪،‬‬
‫والممتمكات العمومية لنيل مآرب شخصية ومصالح نفعية منافية لجوىر الوظيفة وغايتيا في تحقيق المنفعة‬
‫العامة ولعل ما يزيد ظاىرة الفساد خطورة ‪ ،‬ىو اتساع مجال تداعياتيا التي تطال ّمستويات عدة‪ ،‬نظ ار‬
‫لتيديدىا الستقرار المجتمع وتماسك روح القيم واألخالق فيو ‪ ،‬وتدني فكرة حماية الصالح العام في القطاع‬
‫مصدر لمثراء والتربح السريع‪.‬‬
‫ا‬ ‫الوظيفي‪ ،‬ومنازعتيا ألسس النزاىة واألمانة الّمينية وقمب مفيوم الوظيفةّ‬

‫تفرق في األىداف‪،‬لذلك‬
‫بيد أن أزمةّ الفساد ليست مسألة الدولة وحدىا باعتبار أن تداعياتو السمبية ال ّ‬
‫يكون تدخل المجتمع المدني ضروريا لشمول تيديدات الفساد كل شرائح المجتمع مما ينفي المسؤولية عن‬
‫الدولة وحدىا‪.‬يكتسب المجتمع المدني شرعيتو من خالل المشاركة في الحياة االجتماعية والدفاع عن‬
‫المصمحة العامة لممواطنين وتحسيسيم بالقضايا ذات األىمية الكبرى و التي في مقدمتيا دون شك مسالة‬
‫الفساد‪.‬فالمجتمع المدني يساىم بدور مكمل لدور الدولة في تحضير السياسة العامة والرقابة عمى حسن‬
‫تنفيذىا‪ ،‬وىو فاعل ال غنى عنو في تجسيد المقاربة التشاركية و التنموية وفي تسيير الشأن العمومي‬
‫‪15‬منو سنة ‪ ،2016‬لذلك يكون مؤىال‬ ‫تتطمبو أسس الحكم الر اشدّ‪،‬التي أقرىا الدستور في نص المادة‬
‫بشكل طبيعي لممشاركة في صد موجة الفساد وتحسيس المجتمع بجدوى الوقاية منو وتفعيل أسس مكافحتو‬

‫المادة ‪ :213‬المرصد الوطني لممجتمع المدني ىيئة استشارية لدى رئيس الجميورية‪.‬‬
‫يقدم المرصد آراء وتوصيات متعمقة بانشغاالت المجتمع المدني‪.‬‬
‫يساىم المرصد في ترقية القيم الوطنية والممارسة الديمقراطية والمواطنة ويشارك مع المؤسسات األخرى في‬
‫تحقيق أىداف التنمية الوطنية‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫يحدد رئيس الجميورية تشكيمة المرصد وميامو األخرى‬

‫مؤرخ في‪12‬افريل ‪،2021‬يـتـعـمــق بـالم ــرص ــد الوطني لممجتمع المدني‬


‫المرسوم رئاسي رقم‪ّ 139-21‬‬
‫ميام المرصد‬

‫المادة ‪04‬‬

‫يـ ـس ــاىـ ــم المـ ــرص ـ ــد في ت ـ ـرق ـ ـي ــة القـ ـي ــم الــوطنية والممارسة الـديمـق ارطـية والمواطنة ويشارك مع المؤسسات‬
‫األخـ ــرى في تح ـ ـقـ ـي ــق أىـ ــداف التـنمية الوطنية ‪،‬و يـ ـق ــدم آراء وت ـ ــوصـ ـ ـيــات واقـ ـ ـت ـ ارحــات ب ـشــأن وض ـع ـيــة‬
‫الم ـجـتمع المدني وانشغاالتو وآليات تعزيز دوره في الحياة العامة‬

‫كما يتولّى الميام اآلتية‪:‬‬


‫–ت ـ ـ ـق ـ ـ ـيـ ـيــم أداء الم ـج ـت ـمــع الم ــدنــي وت ـطــوي ـره عــمى ض ــوء اح ـت ـيـاجــات الم ـج ـت ـمــع واإلمـكانيات المتاحة‬
‫مشاركتو‬ ‫تحول دون‬ ‫واقتراح تصور عام لدوره في التنمية الوطنية المستدامة ورصد االختالالت التي‬
‫الفعالة في الحياة العامة‪ ،‬واخطار الجيات المختصة بذلك والقيام بكل عمل من شأنو ترقية نشاطو‪،‬‬
‫–إبداء الرأي والتوصيات واالقتراحات في مجال ترقية مشاركة المجـ ـتــمع المــدنــي في وضــع الســياســات‬
‫الع ـمــوم ـيــة و تنفيذىا عمى جميع المستويات وفق مقاربة ديمقراطية تشارك ـ ـيـ ــة وتـ ـق ــديم المشورة لـ ـف ــائ ــدة‬
‫مـ ـخـ ـتـ ـم ــف فـ ـع ــالـ ـي ــات المجتمع المدني بيدف دعم قدراتيا الذاتية في مجال العمل الميداني‪،‬‬

‫–المساىمة في إرساء أسس لمتشاور بين كل فعاليات المجتمع المدني والسمطات العمومية‪ ،‬قصد جعل‬
‫المجتمع المدني مساىـ ـم ــا فـ ـعــاال في ال ـت ـن ـم ـيــة الــوط ـن ـيــة المستــدامــة‪ ،‬والمشارك ـ ــة في ك ـ ــل األعـ ـ ـم ـ ــال ال ـ ــتي‬
‫تـ ـ ـب ـ ــادر ب ـ ـيـ ــا ال ـ ـيـ ــيئـ ــات والمؤسسات العمومية ذات الصمة بنشاط المجتمع المدني‬
‫مفهوم مشاركة المجتمع المدني ‪:‬‬
‫مشاركة المجتمع المدني في مكافحة الفساد والوقاية منو المادة كرستو المادة ‪ 15‬من القانون رقم ‪-06‬‬
‫‪ 01‬التي تنص عمى‪ :‬يجب تشجيع مشاركة المجتمع المدني‬
‫في الوقاية من الفساد مكافحتو بتدابير مثل ‪:‬‬
‫‪-‬إعتماد الشفافية في كيفية اتخاذ القرار و تقرير مشاركة المواطنين في تسيير الشـؤون العمومية‪,‬‬

‫‪ -‬اعداد برامج تعميمية و تربوية و تحسيسية بمخاطر الفساد عمى المجتمع‬


‫دور اجملتنع املدني يف الوقاية من الفشاد ومكافحته من خالل التعديل الدستوري ‪2020‬‬
‫والقانون رقه ‪01 -06‬‬

‫‪42‬‬
‫‪- 1‬المعالجة الدستورية لمكافحة الفساد في ظل التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬حمل وناقش؟‬
‫‪- 2‬ما مدى تأثير القانون رقم ‪ 01-06‬المتعمق بالوقاية من الفساد ومكافحتو عمى نصوص قانون‬
‫الصفقات العمومية المرسوم الرئاسي رقم ‪ 247-15‬؟‬
‫‪- 3‬إلى أي حد استعان المشرع الوطني بالنصوص والمواثيق والمعاىدات الدولية المتعمقة بالوقاية‬
‫من الفساد و مكافحتة ؟‬

‫هل وفق املشرع اجلزائري بتكريص الية التصريح باملنتلكات على املشتوى القانوني وعلى‬
‫املشتوى العنلى يف الوقاية واحلد من ظاهرة الفشاد‬

‫‪43‬‬

You might also like