You are on page 1of 12

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة ‪ 80‬ماي ‪ 5491‬قالمة‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‬
‫قسم العلوم التجارية‬

‫الملـــتقى الوطـــــني األول حـــــــــــول‪:‬‬


‫الفساد وتأثيره على التنمية اإلقتصادية‬
‫يومي ‪ 42‬و ‪ 42‬أفريل ‪4102‬‬

‫الفساد إلاداري و املالي مفاهيمه‪ ،‬أسبابه و أشكاله و أثاره على التنمية الاقتصادية‪.‬‬
‫ط‪.‬د‪ /‬عاتي يمينة‬
‫كلية العلوم الاقتصادية و التجارية و علوم التسيير –‬
‫جامعة محمد خيضر –بسكرة ‪.‬‬
‫‪minaymina.36@gmail.com‬‬

‫ملخص‪:‬‬

‫تهدف هذه الدراسة إلى تشخيص و تسليط الضوء على ظاهرة الفساد إلاداري و املالي باعتباره ظاهرة عاملية عرفت انتشارا كبيرا خاصة‬
‫في السنوات ألاخيرة‪ ،‬و لم تقتصر هذه ألاخيرة على نظام اقتصادي أو نظام سياس ي معين ‪،‬حيث زادت حدتها في البلدان النامية خصوصا‬
‫لخصبة بيئتها‪ ،‬مما ضخمت من سوء ظروفها الاقتصادية‪ ،‬الاجتماعية و السياسية ‪ ،‬بالرغم من الجهود و املبادرات الدولية وإلاقليمية ملكافحتها‬
‫و الحد منها‪ ،‬من قبل الحكومات و املنظمات الدولية الرسمية و غير الرسمية ‪.‬‬
‫وتوصلت الدراسة إلى وضع إطار مفاهيمي عام للفساد إلاداري واملالي و آثاره السلبية على التنمية الاقتصادية‪ ،‬لتمكين الباحثين من إتمام‬
‫دراساتهم وكتاباتهم حول مضمون الظاهرة و وضع سبل ناجعة ملعالجتها و التخلص منها ‪.‬‬

‫الكلمات املفتاحية ‪ :‬الفساد ‪ ،‬الفساد إلاداري و املالي ‪ ،‬الانحرافات السلوكية و التنظيمية ‪ ،‬التنمية الاقتصادية ‪.‬‬

‫‪Abstract :‬‬
‫‪This study aims to identify and to cast light on the phenomenon of administrative and financial corruption as a‬‬
‫‪global phenomenon that has known a large spread, especially in recent years, , these’s not limited to a economic‬‬
‫‪system or a political system a certain , which has increased in the developing countries, especially to fertilize the‬‬
‫‪environment, aggravated by poor economic conditions, social And political, in spite of international and regional‬‬
‫‪efforts and initiatives to combat and limit them, by governments and official and informal international‬‬
‫‪organizations.‬‬
‫‪The study came up to general conceptual framework for administrative and financial corruption and its negative‬‬
‫‪effects on economic development so as to enable researchers to complete their studies and writings on the‬‬
‫‪substance of the phenomenon and to develop effective ways to address and get rid them. .‬‬

‫‪Key Words:‬‬ ‫‪Corruption, administrative and financial corruption, behavioral and organizational deviations,‬‬
‫‪economic development.‬‬

‫‪1‬‬
‫الفساد إلاداري و املالي مفاهيمه‪ ،‬أسبابه و أشكاله و أثاره على التنمية الاقتصادية‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫تعتبر ظاهرة الفساد إلاداري واملالي ظاهرة عاملية سريعة الانتشار و التوزيع عبر الحدود و آفة‬
‫مجتمعية فتاكة وهي ظاهرة قديمة وحديثة في نفس الوقت‪ ،‬وجدت في كل العصور وفي كل املجتمعات‪ ،‬و‬
‫في كل ألانظمة الاقتصادية و السياسية‪ ،‬املتعلمة وألامية‪ ،‬الدول املتقدمة والنامية وألاقل نموا‪.‬‬
‫فظهورها واستمرارها مرتبط برغبة إلانسان في الحصول على مكاسب مادية أو معنوية بطرق غير‬
‫مشروعة وتكون واضحة بصورة كبيرة في مجتمعات الدول النامية‪ ،‬وخاصة في مؤسساتها الحكومية‪ ،‬يمثل‬
‫سبب مشكالتها الاقتصادية وتخلفها‪ ،‬لذا يقتض ي مواجهتها بأساليب فنية متطورة ‪ ،‬وقد ناضلت الكثير‬
‫من الحكومات والدول الحديثة للتخلص منها‪ ،‬ألنها تقف عقبة في سبيل التقدم و دفع عجلة التنمية‬
‫الاقتصادية و الاجتماعية‪ ،‬والتطور السليم لتلك املجتمعات‪ ،‬وان تفشيها في مؤسسات الدولة يعتبر من‬
‫اشد العقبات خطورة في وجه الانتعاش الاقتصادي حيث انه يظهر في استغالل السلطة ألغراض شخصية‬
‫و خاصة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬وينتج عنه آثار سيئة وهي تحويل املوارد و إلامكانات الحقيقية من‬
‫مصلحة الجميع إلى مصلح ــة أشخاص و مصالح ذاتية‪ ،‬بناءا على ما تقدم يتم طرح إلاشكال التالي‪ :‬إلى أي‬
‫مدى يساهم الفساد إلاداري و املالي في عرقلة التنمية الاقتصادية ؟‬
‫لإلجابة على إلاشكال الرئيس ي تم تقسيم البحث إلى ثالث محاور كما يلي ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬إلاطار أملفاهيمي لظاهرة للفساد إلاداري و املالي‪.‬‬


‫ثانيا ‪ :‬آثار الفساد إلاداري و املالي على التنمية الاقتصادية و الاجتماعية ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الجهود الدولية و إلاقليمية ملكافحة الفساد‪.‬‬

‫أوال‪ :‬إلاطار املفاهيم لظاهرة الفساد إلاداري و املالي‪:‬‬


‫يعد الفساد وخاصة الفساد إلاداري و املالي جريمة لها أثار سلبية على مختلف القطاعات و‬
‫املجتمعات ‪،‬فهو ظاهرة إنسانية ‪،‬اجتماعية عاملية سريعة أو الانتشار‪ ،‬عابرة للحدود‪ ،‬أصبحت هذه‬
‫الظاهرة محل اهتمام السياسيين و الحكومات و املجتمع الدولي إلقرار آليات ملكافحتها و الحد منها و سيتم‬
‫تسليط الضوء في هذا املحور على مفهومه ‪ ،‬أشكاله و أنواعه‪.‬‬
‫‪ .1‬مفهوم الفساد إلاداري و املالي ‪:‬‬
‫قبل التطرق إلى عرض مفهوم الفساد إلاداري و املالي سيتم التعرف على الفساد لغة و اصطالحا ‪.‬‬
‫الفساد لغة ‪ :‬يقال (فسد ) الش يء ‪،‬يفسد (بالضم)‪ ،‬فسادا‪ ،‬مصدر مشتق من فعل ثالثي فسد أي نقيض‬
‫معان عدة بحسب موقعه ‪ ،‬فالفساد عكس الصالح و خروج الش يء عن‬ ‫للفعل صلح‪ 1‬ويأتي التعبير في ٍ‬
‫ً‬
‫الاعتالل قليال أو كثيرا ‪،‬إذا الفساد يعني التلف و العطب و الخلل كما يعني أيضا إلحاق الضرر باألفراد و‬
‫ُ َ ُ َ ْ َ َّ‬
‫ض ال ِذي‬ ‫اس ِلي ِذيقهم بع‬
‫َّ‬
‫الن‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫املجتمعات‪ ،2‬لقول هللا تعالى " َظ َه َر ْال َف َس ُاد في ْال َبر َو ْال َب ْحر ب َما َك َس َب ْت َأ ْ‬
‫ي‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ َ َّ‬
‫َع ِملوا ل َعل ُه ْم َي ْر ِج ُعون" سورة الروم ‪،‬آلاية ‪.14‬‬
‫َ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ ُ‬ ‫َّ َ َ‬
‫ض َوال ف َس ًادا " سورة القصص‪ ،‬آلاية‬ ‫ِ‬ ‫ر‬‫ْلا ْ‬ ‫ين ال ُي ِر ُيدون ُعل ًّوا ِفي‬ ‫وهو الطغيان و التجبر لقوله تعالى " ِلل ِذ‬
‫ْ َْ َ‬ ‫ََ ْ َ ْ َ‬
‫ض ف َس ًادا" سورة املائدة ‪ ،‬آلاية ‪، 88‬‬ ‫‪" ، 38‬ويسعون ِفي ْلار ِ‬
‫‪2‬‬
‫الفساد إلاداري و املالي مفاهيمه‪ ،‬أسبابه و أشكاله و أثاره على التنمية الاقتصادية‬

‫و نجد أن القران الكريم أشار إلى الفساد في العديد من آلايات و شدد على تحريمه و أن هللا سبحانه و‬
‫تعالى اعد ملرتكبيه خزي في الدنيا و عذاب في آلاخرة‪.‬‬
‫أما الفساد اصطالحا ‪ :‬تعددت و اختلفت تعريفات الفساد باختالف أشكاله و اتجاهاته واختالف الرؤية‬
‫املوجهة إليه سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو إدارية و هو ما يبرر الاختالف في تحديد مفهوم‬
‫الفساد"‪.3‬‬
‫فالفساد وخاصة إلاداري و املالي ينشأ في هيئة أو تنظيم عرفته منظمة الشفافية للدولية انه" سوء‬
‫استخدام املنصب العام لتحقيق مكاسب خاصة و يعرفه البنك الدولي على انه سوء استخدام السلطة أو‬
‫الوظيفة الحكومية أو املنصب العام لغرض تحقيق مكاسب خاصة "‪.4‬‬

‫و أشارت هيئة ألامم املتحدة على انه" سوء استعمال السلطة العامة للحصول على مكاسب شخصية مع‬
‫ألاضرار باملصلحة العامة "‪،5‬و حسب تقرير منظمة الشفافية الدولية لسنة ‪ 8003‬فالفساد يعتبر من أكثر‬
‫التحديات املعيقة للحكم الراشد و التنمية املستدامة ‪،‬فهو كذلك سلوك مخالف للواجب الرسمي بسبب‬
‫املصلحة الشخصية (العائلة ‪ ،‬القرابة و الصداقة)‪ ،‬و الاستفادة املادية و استغالل املنصب مخالفة ‪6‬‬

‫للتعليمات و القوانين املعمول بها‪.‬‬


‫و مما سبق يمثل الفساد إلاداري و املالي سوء استخدام املنصب العام او النفوذ العام من طرف أعضاء و‬
‫مسؤولي املؤسسات والهيئات العمومية الكتساب أغراض شخصية و مكاسب مالية بطرق منافية للقانون‬
‫و التعليمات ‪.‬‬
‫و الفساد املالي يقصد به " السلوك املنافي للقوانين و ألاخالق ‪ ،‬القائم على إلاخالل باملصالح و الواجبات‬
‫العامة من خالل استغالل املال العام لتحقيق مصالح خاصة "‪،7‬ويعرف أيضا على انه " الانحرافات املالية‬
‫و مخالفة القواعد و ألاحكام املالية التي تنظم سير العمل إلاداري و املالي في الدولة و مؤسساتها و مخالفة‬
‫التعليمات الخاصة بأجهزة الرقابة املالية "‪8‬يظهر في الرشوة و الاختالس و الغش الضريبي‪...‬‬
‫ً‬
‫اذا فالفساد إلاداري و املالي بينهما عالقة الشمول و الخصوص ‪ ،‬حيث فالفساد إلاداري اشمل و اعم من‬
‫الفساد املالي و هذا ألاخير ينجم و ينتج عن فساد إداري لذلك يطلق على الفساد بالفساد إلاداري و املالي‪.‬‬
‫ومما سبق يتضح ان الفساد إلاداري و املالي يعد من اخطر الظواهر السلبية ‪ ،‬و هو استغالل وظيفة عامة‬
‫من قبل املسؤولين و صناع القرار بما يترتب عليها من نفوذ و سلطة لكسب مصالح و منافع و فوائد‬
‫شخصية سواء مالية او غير مالية ‪ ،‬بطرق مخالفة و منافية للقوانين و التعليمات املعمول بها و خالفا‬
‫لألخالقيات املهنية تعود هذه املكاسب او الفوائد سواء لنفس الشخص او لصالح مجموعة او لطبقة ما ‪،‬‬
‫تعذر عليهم الحصول على هذه املنافع بطرق سليمة و مشروعة ‪.‬‬
‫‪ .2‬أسباب الفساد إلاداري و املالي ‪:‬‬

‫للفساد إلاداري و املالي عدة أسباب متداخلة ومتشابكة فيما بينها بطريقة مباشرة وغير مباشرة ما‬
‫جعلته شديد الانتشار و صعب التحكم في توسعه و مكافحته‪ ،‬نذكر أهمها فيما يلي‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫الفساد إلاداري و املالي مفاهيمه‪ ،‬أسبابه و أشكاله و أثاره على التنمية الاقتصادية‬

‫‪ْ .4-8‬لاسباب الشخصية‪ :‬وتتمثل في الطبيعة الشخصية والقيم ألاخالقية للفرد القائم على تسيير املصالح‬
‫واملؤسسات العامة‪ ،‬فيما اكتسبه عن طريق الوراثة وما يتعلق بالخلفية السابقة من حياته وما تركته من‬
‫أثار على سلوكاته وتصرفاته كاالبتزاز والطمع‪ ،‬ألامراض النفسية التي تدفع الفرد الى ممارسة جرائم الفساد‬
‫والانحراف‪ ،‬لها عالقة وطيدة بالخصائص الشخصية ملرتكبها كالجنس‪ ،‬السن‪ ،‬املستوى العلمي‪ ،‬مدة‬
‫الخدمة واملنصب والتخصص وكذا البيئة التي يعيش بها الفرد‪.‬‬
‫‪ْ .8-8‬لاسباب الاجتماعية والبيئية‪ :‬تتمثل هذه ألاسباب في مدى تمسك أفراد املجتمع بالقيم الاجتماعية‬
‫وألاخالقية و الوازع الديني ومدى انتشارها داخل املؤسسات واملنظمات ‪,‬فهذه القيم تمنع وتصد املمارسات‬
‫املشبوهة والانحراف والانسياق نحو ممارسة حاالت الفساد واملجتمع املتمسك بالقيم الدينية يكون اقل‬
‫ميال للفساد من املجتمعات ألاخرى‪.‬‬
‫‪ْ .8-8‬لاسباب إلادارية والتنظيمية‪ :‬تظهر هذه ألاسباب بالنسبة للمسؤولين وصناع القرار من خالل عدم‬
‫التزامهم بأخالقيات املهنة إلادارية العالية والسامية في شكل خيانة ألامانة‪ ،‬وتتمادى املمارسات الفاسدة‬
‫في املؤسسات كبيرة الحجم مع وجود بطالة مقنعة وبيروقراطية عالية ووجود عالقات القرابة والصداقة‬
‫وعالقات املصالح مع إلادارات والهيئات العليا ‪ ،‬مع غياب الجهاز الرقابي و أساليب التقييم ألادائي‬
‫وضعفها مما يفسح املجال على مصراعيه ملثل هذه املمارسات داخل املنظمات واملؤسسات العمومية‪.‬‬
‫‪ْ .1-8‬لاسباب السياسية‪ :‬تتمثل" أهم مالمح هذا البعد في عدم الاستقرار السياس ي وعدم وجود دستور‬
‫دائم‪ ,‬عسكرة املجتمع‪ ،‬سيطرة الدولة على وسائل إلاعالم‪ ،‬ضعف منظمات املجتمع املدني"‪9‬وعدم استقرار‬
‫ألانظمة التشريعية والقانونية‪.‬‬
‫‪ .3‬مظاهر و أشكال الفساد إلاداري واملالي‪:‬‬
‫تنوعت وتعددت أشكال الفساد إلاداري واملالي تبعا لتعدد أسبابه و هي كالآلي‪:‬‬
‫‪ .4-8‬الرشوة ‪ :‬ويقصد بها "اتفاق بين شخصين يعرض احدهما على آلاخر فعال أو فائدة ما‪ ،‬فيقبلها ألداء‬
‫عمل أو الامتناع عن عمل يدخل في وظيفته او مأموريته"‪.10‬‬
‫‪ .8-8‬تهريب املال والاختالس‪ :‬قيام املسؤولين بتهريب أموال عامة تم الحصول عليها بطرق غير مشروعة‬
‫ويتم تهريبها للخارج‪ ،‬والاختالس هو خيانة ألامانة‪ ،‬يقوم بها موظف عام حيث يدخل في ذمته مال بحكم‬
‫وظيفته ترجع ملكيته للدولة‪ ،‬أو ألشخاص آخرين بطرق غير قانونية ‪.‬‬
‫‪ .8-8‬املحسوبية و املحاباة‪ :‬القيام باملحاباة وامليل لألقارب وألاصدقاء عند منح مناصب او الترقيات او‬
‫املنح او زيادات أو غيرها‪ ،‬وما ينجم عن هذا الشكل من الفساد اضطهاد أفراد ومجتمعات أخرى‪ ،‬واتساع‬
‫الفجوة بين الطبقات الاجتماعية كما ينجر عنها سوء التنظيم والتسيير إلاداري ‪.‬‬
‫‪ .1-8‬التزوير والغش‪ :‬يستغل املوظف منصبه للقيام بكسب غير مشروع أو إخفاء وثائق ألسباب خاصة‬
‫تعود عليه بالفائدة‪ ،‬أو تزوير وثائق كالشهادات او النقود‪.‬‬
‫‪ .5-8‬الاحتيال‪ :‬وهو اختراق ألانظمة القانونية وتجاوزها من طرف موظف أو مسؤول للحصول على‬
‫مكاسب خاصة وتعود باملضرة على املال العام والتنظيم إلاداري كالتهرب الضريبي‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الفساد إلاداري و املالي مفاهيمه‪ ،‬أسبابه و أشكاله و أثاره على التنمية الاقتصادية‬

‫‪ .6-8‬الابتزاز‪ :‬التهديد باإلضرار أو إلاضرار الفعلي بشخص ما او بممتلكاته او بسمعته او بأحد أفراد عائلته‪،‬‬
‫بهدف الحصول على ألاموال أو الخدمات من هذا الشخص بشكل غير قانوني وعرف هذا الشكل انتشارا‬
‫كبيرا خاصة في آلاونة ألاخيرة ‪.‬‬
‫‪ -1‬أنواع الفساد إلاداري واملالي‪ :‬يمكن تقسيم أنواع الانحرافات املتسببة في الفساد إلاداري واملالي إلى‬
‫ثالث أنواع كما يلي‪:‬‬
‫‪ -4-1‬الانحرافات التنظيمية ‪" :‬ويقصد بها تلك الانحرافات التي تصدر عن املوظف أثناء تأديته ملهمات‬
‫وظيفته‪ ،‬والتي تتعلق بصفة أساسية بالعمل كعدم أدائه لعمله"‪،11‬عدم التزامه باملواعيد‪ ،‬عدم إلانصات‬
‫ألوامر الرئيس ‪ ،‬إفشاء ألاسرار املهنية‪ ،‬إلاهمال الوظيفي‪..‬‬
‫‪ -8-1‬الانحرافات السلوكية‪ :‬وهي الانحرافات التي يرتكبها املوظف بمحض إرادته تتعلق بسلوكه وتصرفاته‬
‫الخاصة ‪ ،‬مثل املحافظة على كرامة الوظيفة سواء أثناء أداء مهامه او خارج أوقات العمل‪ ،‬سوء‬
‫استعمال املوظف نفوذ وسلطة وظيفته ومنصبه ملصالح خاصة وشخصية‪ ،‬او لخدمة أهداف ومصالح‬
‫من شانها إلحاق الضرر بالآخرين او باملرفق العام‪.‬‬
‫‪ -8-1‬الانحرافات الجنائية ‪ :‬تتمثل في الجرائم الجنائية التي يرتكبها املوظف أثناء أداء مهامه املوكلة له‬
‫كالرشوة‪ ،‬التحايل‪ ،‬التزوير‪ ،‬الاختالس‪ ،‬السرقة‪ ،‬الاعتداء‪...‬الخ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬آثـ ـ ـار الفساد إلاداري واملالي على التنمية الاقتصادية و الاجتماعية ‪:‬‬
‫يمثل الفساد تحديا خطيرا في وجه التنمية فهو على الصعيد السياس ي يقوض الديمقراطية والحكومة‬
‫الجيدة ويشوه‬
‫شرعية الحكومة ‪ ،‬كما يساهم في تدني كفاءة الاقتصاد وتقويض التنمية الاقتصادية و الاجتماعية‬
‫وإحداث تشوهات وحاالت عجز ضخمة يمكن رصد أهم آلاثار الاقتصادية والاجتماعية للفساد إلاداري‬
‫واملالي فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬مفهوم التنمية الاقتصادية‪:‬‬

‫اختلفت املفاهيم وتعددت بين الاقتصاديين والباحثين تقريبا لم يتم التوصل إلى تحديد مفهوم‬
‫متفق عليه للتنمية الاقتصادية ويعود السبب في ذلك لعدة أمور‪:12‬‬
‫‪ ‬كل باحث يعرفها انطالقا من إلايديولوجية الحاكمة لفكره واختصاصه‪.‬‬
‫‪ ‬مفهوم التنمية مفهوم نسبي متغير املحتوى في الزمان واملكان‪ ،‬والخلط بين مفهوم التنمية واملفاهيم‬
‫القريبة منها‪.‬‬
‫فالتنمية هي عملية متعددة ألابعاد التي تتضمن إجراء تغييرات جذرية في الهياكل الاجتماعية والسلوكية‬
‫والثقافية والنظم السياسية وإلادارية جنبا إلى جنب مع زيادة معدالت النمو الاقتصادي‪ ،‬وتحقيق العدالة‬
‫في توزيع الدخل القومي‪ ،‬واستئصال جذور الفقر املطلق في مجتمع ما‪.13‬‬
‫كما تعرف بأنها "عملية يزداد بواسطتها الدخل القومي الحقيقي لالقتصاد خالل فترة زمنية طويلة‪ ،‬أوهي‬
‫تلك إلاجراءات والجهود التي تبذل في سبيل رفع معدل نمو الدخل القومي والفردي الحقيقي‪.14‬‬
‫‪ -2‬آلاثار الاقتصادية للفساد إلاداري واملالي‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫الفساد إلاداري و املالي مفاهيمه‪ ،‬أسبابه و أشكاله و أثاره على التنمية الاقتصادية‬

‫يؤثر الفساد إلاداري واملالي على ألاداء الاقتصادي و يمكن رصد أهم آلاثار السلبية للفساد إلاداري‬
‫واملالي على التنمية الاقتصادية كما يلي ‪:‬‬
‫‪-1-2‬اثر الفساد إلاداري واملالي على النمو الاقتصادي‪:‬‬
‫إن الفساد يعرقل النمو الاقتصادي على املدى البعيد بشتى طرقه ‪ ،‬فهو يضعف الاستثمار املحلي‬
‫ويقلل من فرص الاستثمار ألاجنبي‪ ،‬عن طريق زيادة فرص السعي للحصول على مزايا اقتصادية دون‬
‫مراعاة مصلحة املجتمع‪ ،‬كما يخلق جو عدم الثقة ويقلل الحوافز املشجعة لالستثمار‪ ،‬وهروب‬
‫املستثمرين بسبب طلب املنفذين الفاسدين الحصول على عموالت و رشاوى ‪ ،‬فذاك يعمل على إعاقة‬
‫أعمالهم وعرقلتها ‪ ،‬ومنه تقليل ألارباح ما ينعكس سلبا على مسار التنمية الاقتصادية و النمو الاقتصادي‬
‫كأهم مؤشر لها ‪ ،‬كما أكد التقرير العالمي للتنمية لسنة ‪ 4991‬أن الفساد مشكلة عامة تواجه املستثمرين‬
‫وان هناك عالقة عكسية بين الفساد ومستوى الاستثمار في الاقتصاد القومي‪ ،‬كما يؤثر ذلك على نمو‬
‫الدخل إلاجمالي الداخلي بالتراجع نتيجة تراجع معدالت الادخار والاستثمار‪.‬‬

‫‪ -8-8‬اثر الفساد إلاداري واملالي على إلايرادات العامة ‪ :‬يؤدي الفساد الى خفض إلايرادات املتأتية من‬
‫الضرائب والرسوم ‪ ،‬حيث يقوم العديد من املتعاملين الاقتصاديين واملكلفين بالضرائب بدفع مبالغ مالية‬
‫على شكل رشاوى وعموالت ألعوان ومفتش ي الضرائب وكذا الجمارك وغيرهم من إطارات الدولة لتفادي‬
‫تسديد الضرائب املترتبة عليهم أو حصولهم على معاملة خاصة كخفض نسب الضرائب أو حتى عدم‬
‫تسديدها بالكامل ‪ ،‬أو الحصول على إعفاءات ضريبية بطرق غير مشروعة ‪ ،‬وكل هذه ألاعمال من شانها‬
‫أن تؤثر بالدرجة ألاولى على إلايرادات املالية املستحقة لخزينة الدولة بخسران مبالغ و مداخيل ضخمة‬
‫ملوارد الدولة ‪ ،‬ألامر الذي من شانه أن يؤدي إلى تراكم الديون املحلية وحدوث العجز في امليزانية العامة ‪،‬‬
‫كما يساهم هذا الضعف والعجز أمليزاني في تقليص النفقات العامة التي قد تمس قطاعات إستراتيجية‬
‫وحيوية كاإلسكان والصحة و التعليم ‪ ،‬وقد يخلق تقنيات تمويلية تزيد من تعقيد وضعية الاقتصاد‬
‫كاللجوء إلى إلاصدار النقدي أو الاستدانة سواء الخارجية أو الداخلية‪.‬‬
‫‪ -3-2‬تأثير الفساد إلاداري واملالي على إلانفاق العام‪ :‬يظهر الفساد إلاداري واملالي في إلانفاق العام عن‬
‫طريق تحويل استثمار املال العام إلى مشروعات رأسمالية تكثر فيها الرشاوى ‪ ،‬ويلجا املسؤولين إلى حيلة‬
‫زيادة التعقيدات الفنية ملشاريع القطاع العام إلخفاء أو لتمهيد الطريق للتعامالت الغير املشروعة ‪.‬‬
‫فيصعب تحديد أسعار املشروعات و النفقات العامة في الوقت ذاته‪ ،‬أو في إنتاجها مما يشوه استثمار املال‬
‫العام فمثال إلانفاق العسكري نظرا للسرية التي يتسم بها وضخامة ميزانيته وغياب الرقابة على هذا‬
‫إلانفاق ‪ ،‬يسمح بفتح املجال أمام املسؤولين للحصول على عموالت كبيرة وفي املقابل تؤثر هذه املعامالت‬
‫على إلانفاق العام وإلانفاق على القطاعات ألاخرى ‪ :‬الصحة ‪ ،‬التعليم و غيرها‪..‬‬
‫‪ -4-2‬تأثير الفساد على الاستثمار‪ :‬يساهم الفساد إلاداري واملالي في تقويض مناخ الاستثمار‪ ،‬حيث أن‬
‫البيئة الاستثمارية التي ال تتسم بالشفافية والنزاهة وال تخضع للمعايير والضوابط القانونية املتعارف‬
‫عليها‪ ،‬تؤدي على عزوف املستثمرين سواء املحليين أو ألاجانب الجادين على إلاقدام على انجاز مشاريعهم‬
‫وتوظيف أموالهم ‪ ،‬وفي هذا املجال يقول رئيس البنك الدولي جيمس دو لفنسون ‪ :‬تظهر أدلة أن الدول‬

‫‪6‬‬
‫الفساد إلاداري و املالي مفاهيمه‪ ،‬أسبابه و أشكاله و أثاره على التنمية الاقتصادية‬

‫التي لديها مستويات عالية من الفساد معرضة لخطر التهميش في عالم التفاعل الصناعي السريع ‪ ،‬وان‬
‫ألاسواق اليوم مفتوحة وال تستطيع أن تعمل خلف أبواب مقفلة واملستثمرون لديهم خيارات متعددة‪.15‬‬
‫والجزائر كأي بلد قامت بتحسين مناخ الاستثمار وتوفير الظروف املالئمة وذلك بسن وتعديل القوانين‬
‫وتقديم العديد من التحفيزات واملزايا الستقطاب املستثمرين وخاصة ألاجانب ‪ ،‬غير أن هذه الجهود باءت‬
‫بالفشل نظرا الستفحال الفساد في مختلف امليادين إضافة إلى البيروقراطية والتعقيدات إلادارية‪.‬‬
‫‪ -5-2‬تأثير الفساد على املستهلك و ْلاسعار‪ :‬في هذه الحالة يقوم أصحاب املشاريع بتقديم رشاوى‬
‫للموظفين بهدف تسهيل إجراءاتهم إلادارية و تضاف هذه التكاليف إلى تكلفة السلع و الخدمات املقدمة‬
‫من طرف هذه الشركات التي قدمت الرشوة أو العموالت وهذه التكاليف تؤثر على أسعار السلعة باالرتفاع‬
‫و يتحملها املستهلك أو املستفيد من الخدمة ‪.‬‬
‫إضافة إلى مظاهر الاختالس و تبديد ألاموال التي يرتكبها بعض املسؤولين و إطارات الدولة تساهم بشكل‬
‫كبير في ضياع و استنزاف جزء كبير من ألاموال و املمتلكات العامة مثل مظاهر الاختالس على مستوى‬
‫مراكز البريد و الاتصاالت و البنوك العمومية و كذا تهريب و تحويل ألاموال إلى الخارج التي تشهدها الجزائر‬
‫في آلاونة ألاخيرة و من مظاهر التبذير و تبديد املال العام عمليات إلانفاق على املؤتمرات و املناسبات و‬
‫الندوات الحكومية ‪ ،‬و كذا إلانفاق على عمليات الترميم و التأثيث والتجهيز بمبالغ مبالغ فيها ‪ ،‬كل هذه‬
‫املعامالت من شانها التأثير على أداء الاقتصاد الوطني و عرقلة التنمية الاقتصادية ‪.‬‬
‫‪ -3‬آلاثار الاجتماعية للفساد إلاداري و املالي ‪:‬‬

‫الفساد له آثار سلبية ال تقتصر فقط على الجانب الاقتصادي و إنما تشمل عدة جوانب و منها الجانب‬
‫الاجتماعي يمكن إيضاحها كما يلي ‪:‬‬

‫‪ .4-8‬إلاخالل بمبدأ العدالة الاجتماعية ‪ :‬يؤدي الفساد إلاداري و املالي إلى نشوء فئة في املجتمع ثرية‬
‫نتيجة معامالتها الغير مشروعة و إكسابها أموال مختلفة املصادر بطرق ملتوية و ازدياد الفقر للفئات‬
‫ألاخرى و يخلق تمييز طبقي بين شرائح املجتمع ‪ ،‬كما يزيد من نسبة املهمشين سياسيا واجتماعيا و كذا‬
‫اقتصاديا‪،‬بإضعاف مستوى معيشتهم و بالتالي تعميق الفجوة بين الفقراء و ألاغنياء‪.‬‬
‫‪ .2-3‬تغليب املصلحة الشخصية على املصالح العامة ‪:‬‬
‫و عدم الاهتمام بأمور املواطنين او توفير خدماتهم‪، 16‬كما يقود إلى تقليص فرص العمل وتفش ي البطالة و‬
‫تأزم الظروف الاجتماعية من شانه فتح املجال للتذمر الشعبي العام و اللجوء إلى إلاضرابات و التظاهرات‬
‫و أحيانا إلى زعزعة امن البالد‪.‬‬
‫‪ .8-8‬عدم الاكتراث بالقانون و عدم احترامه من قبل ْلافراد‪ :‬و ذلك بشعور شريحة من املجتمع بالظلم‪،‬‬
‫و حرمانها من حقوقها‪ ،‬ما ينعكس سلبا على ثقة املواطنين في ألاجهزة الحكومية‪ ،‬كما يؤدي الفساد إلى‬
‫تعمد بعض ألافراد على عدم احترام القانون كعدم دفع الضرائب و التهرب الضريبي و عدم الاهتمام‬
‫باملرافق العامة ما يخلق التمرد و العنف الاجتماعي ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الفساد إلاداري و املالي مفاهيمه‪ ،‬أسبابه و أشكاله و أثاره على التنمية الاقتصادية‬

‫‪ .1-8‬انهيار القيم ْلاخالقية ‪ :‬يقوم الفساد على إضعاف الوازع الديني و زعزعة القيم ألاخالقية القائمة في‬
‫املجتمع ‪ :‬ألامانة و الصدق و إلاخالص و العدل و املساواة و تكافؤ الفرص‪ ،‬و كذا أخالقيات املهنة لدى‬
‫املوظفين و عدم املسؤولية و ال يخفى أن انهيار القيم و ألاخالق يؤدي إلى انهيار و زوال الحضارات و‬
‫املجتمعات كما قال الشاعر احمد شوقي ‪:17‬‬
‫ّ َ ََ ُ َ‬
‫ألا ْخ ُ‬
‫ـالق َما ِبق َي ْـت ‪..‬‬ ‫ِوإنما ألامم‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْ ُ ُ َ ْ ْ‬
‫بت أخالق ُه ْم‪ ،‬ذ َه ُبــوا ‪..‬‬ ‫ِفإن هــم ذه‬
‫‪ -4‬آلاثار السياسية للفساد إلاداري و املالي ‪:‬‬
‫إلى جانب آلاثار الاقتصادية و الاجتماعية للفساد إلاداري و املالي ال يمكننا أن نغفل على آثاره‬
‫السياسية و إلادارية و أهمها‪:‬‬
‫‪ .4-1‬فقدان الشرعية السياسية للنظام الحاكم ‪ :‬يعتبر مبدأ الشرعية أهم مقومات النظام السياس ي‬
‫فالفساد يعمل على تقويض و تشويه الهياكل ألاساسية للدولة‪ ،‬ما يضعف شرعية السلطة و مصداقيتها و‬
‫يفقد الشعب الثقة في هذا النظام ‪،‬و ذلك بتورط شخصيات و إطارات فاعلة في السلطة في معامالت‬
‫مشبوهة أساسها الفساد‪.‬‬
‫‪ .8-1‬ضعف املشاركة السياسية ‪ :‬إن انعدام الثقة في النظام و فقدان الشرعية السياسية بسبب أعمال‬
‫الفساد ما ينشأ عنه ضعف قوة املعارضة و دور ألاحزاب السياسية و منه ضعف املشاركة السياسية‬
‫للمواطنين كالتصويت و الاستفتاء لقناعتهم بعدم نزاهة النظام و شفافيته مع غياب تام ألجهزة الرقابة و‬
‫املسائلة ‪.‬‬
‫‪ .8-1‬انتشار الفوض ى و التطرف و عدم الاستقرار السياس ي ‪ :‬قد يؤدي انتشار الفساد الى تنامي ظواهر‬
‫العنف و العنف املضاد من قبل الجماعات التي تشعر بالقهر و الحرمان داخل املجتمع و يؤدي كذلك الى‬
‫ظهور جماعات متطرفة في أفكارها‪،18‬كما يؤدي إلى انتشار الفوض ى السياسية و تعطل الدساتير و القوانين‬
‫و ألانظمة ‪ ،‬فعدم الاستقرار السياس ي و الفساد توأمان و مفهومان متالزمان ‪.‬‬
‫‪ -5‬آلاثار إلادارية للفساد إلاداري و املالي ‪ :‬نوجز أهمها كما يلي ‪:‬‬
‫‪ .1-5‬تحويل التخطيط إلى عملية شكلية ‪ :‬يعد التخطيط من أهم وظائف املؤسسات و الهيئات العامة ‪،‬‬
‫تمثل آلالية و الوسيلة التي من خاللها يتم تحديد و تحقيق أهداف املجتمع‪ ،‬إال انه يمكن القول أن تفش ي‬
‫الفساد إضافة إلى املعوقات إلادارية ألاخرى قد جعلت من التخطيط عملية صورية و شكلية‪ ،‬و بالتالي‬
‫أضعفت دوره في التنمية إلادارية و خاصة في دول العالم الثالث‪ ،19‬و هذا ألاثر السلبي لتفش ي الفساد في‬
‫إلادارة جعل املسؤولين في ألاجهزة املركزية و الالمركزية غير متحمسين إلعداد الخطط و الاستراتجيات‬
‫التنموية سواء من جانب جمع املعلومات الدقيقة او البحث عن بدائل إبداعية ملواجهة مشكالت املجتمع‬
‫او حتى الحرص على متابعة و تنفيذ هذه الخطط‪.20‬‬
‫‪ .8-5‬إلاخالل بواجبات املوظف للوظيفة العامة ‪ :‬يتمتع املوظف في إلادارة العامة بحقوق و تترتب عليه‬
‫واجبات تمثل الالتزامات التي يفرضها القانون و تشكل إلاطار ألاخالقي ألداء املوظف و سلوكه املتصل‬
‫بالوظيفة املكلف بأدائها‪ ،‬و في ظل انتشار الفساد داخل الهياكل و ألاجهزة إلادارية قد يدفع بعض‬

‫‪8‬‬
‫الفساد إلاداري و املالي مفاهيمه‪ ،‬أسبابه و أشكاله و أثاره على التنمية الاقتصادية‬

‫املوظفين الستغالل النفوذ و مناصبهم بهدف الحصول على منافع و مكاسب شخصية أو لصالح أطراف‬
‫أخرى شريكة أو قريبة ‪.‬كالهدايا و الرشوة ‪..‬الخ‪.‬‬
‫‪ .8-5‬الانحراف بمقاصد القرار عن تحقيق املصلحة العامة ‪ :‬إن عملية اتخاذ القرار إلى جانب عمليتي‬
‫التخطيط و التنظيم ‪ ،‬ينبغي أن تعتمد على معايير و أسس واضحة تراعي جميع الجوانب في املجتمع ‪ ،‬و‬
‫تصب في هدف وحيد وهو تحقيق املصلحة العامة ‪،‬و في حالة تفش ي ظاهرة الفساد في إلادارة العامة‬
‫يصعب تحقيق هذا املبتغى بتواجد الفئة الفاسدة املستفيدة من هذه الظاهرة لتحقيق مصالحهم الذاتية‬
‫على حساب املصلحة العامة‪.‬‬
‫و مثال ذلك عمليات الخصخصة للقطاع العام خاصة في البلدان النامية التي لم تجدي نجاحا و لم‬
‫تحقق قيمة مضافة لالقتصاد الوطني ‪ ،‬بل بالعكس زادت من أحوالها سوءا و أفقدتها السيطرة على‬
‫أجهزتها الشرعية ‪ ،‬وجعلتها تحت رحمة املستثمرين الظاهرين و الباطنين الذين جعلوا مصالحهم في املقام‬
‫ألاول دون اعتبار للصالح العام‪ ،21‬وذلك لعدم إخضاع هذه القرارات إلى دراسات معمقة و عدم وضع‬
‫ضوابط و أسس مسبقة قبل تنفيذ عمليات الخصخصة لتحقيق ما هو مرجو منها في الاقتصاد‪.‬‬
‫كما يصاحب غياب الرقابة الفعلية الجادة على الخطط و البرامج التنموية و املشروعات تنفيذ بعض‬
‫املشروعات التي ال تمثل ضرورة للمجتمع و ال تحقق عائدا اجتماعيا‪22‬‬

‫‪ .1-5‬إعاقة جهاز الرقابة ‪ :‬عند انتشار الفساد إلاداري و املالي داخل إلادارة العامة من شانه تعطيل و‬
‫عرقلة عملية الرقابة و الفحص من قبل الهيئات و املؤسسات املتخصصة ‪ ،‬بعدم تزويد هذه ألاخيرة‬
‫بالتقارير الكافية و املعلومات املطلوبة ‪ ،‬معلومات مضللة‪ ،‬إلتمام مهامهم الرقابية ‪.‬‬
‫أما بالنسبة لآلثار القانونية و التنظيمية نوضحها كالآتي ‪:‬‬
‫‪ -‬عدم جدوى فاعلية النصوص القانونية و التشريعية نتيجة فساد القائمين على تنفيذها ( ألامن‬
‫‪،‬القضاء و الرقابة)‪.‬‬
‫‪ -‬وجود ثغرات قانونية و تشريعات ال تحقق الردع املطلوب و الكافي ‪.‬‬
‫‪ -‬فرار الفاعلين و هروبهم للخارج مع تهريب ألاموال املحصلة بطرق غير مشروعة (تهريب ألاموال)‪.‬‬
‫‪ -‬تفش ي جرائم غسيل ألاموال يرتكبها املجرمون بهدف إخفاء املصدر الحقيقي لهذه ألاموال‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الجهود الدولية و إلاقليمية ملكافحة الفساد ‪:‬‬
‫لقد أضحى بشتى أشكاله و خاصة الفساد إلاداري و املالي‪ ،‬آفة عابرة الحدود و سريعة الانتشار و‬
‫هو أهم آلاثار السلبية للعوملة ‪،‬حيث ال يقتصر على دولة معينة او نظام اقتصادي او سياس ي معين‪ ،‬بل هو‬
‫ظاهرة مست مختلف دول العالم و أصبحت تشكل خطرا و عامل إزعاج على استقرار البلدان والحكومات‬
‫و أمنها‪ ،‬ما أدى إلى ضرورة التفكير بجدية ملواجهة هذه الظاهرة و الحد من انتشارها بالتعاون بين‬
‫املنظمات و الهيئات الدولية و إلاقليمية و الوطنية نوضح أهم هذه الهيئات و املنظمات كما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬هيئة ْلامم املتحدة ‪ :‬و هي منظمة عاملية تضم في عضويتها جميع دول العالم املستقلة تقريبا‪،‬‬
‫تأسست بتاريخ ‪ 81‬أكتوبر ‪ ، 4951‬و نتيجة انتشار آفة الفساد بمختلف أشكالها التي زادت من حدته و‬
‫خطورته ‪ ،‬ظهرت الحاجة إلى التعاون الدولي بين كل أعضاء هذه املنظمة ‪ ،‬و تضافر جهودها للتصدي‬

‫‪9‬‬
‫الفساد إلاداري و املالي مفاهيمه‪ ،‬أسبابه و أشكاله و أثاره على التنمية الاقتصادية‬

‫لهذه الظاهرة و أثمرت هذه الجهود بوضع مجموعة من املبادرات و القرارات و الاتفاقيات الدولية ‪،‬أهمها‬
‫اتفاقية ألامم املتحدة ملكافحة الفساد ( قرار رقم ‪ 53-01‬املؤرخ في أكتوبر ‪)8008‬و تم املصادقة عليها بين‬
‫‪ 40،09‬ديسمبر‪ 8008‬باملكسيك‪ ،‬و دخلت حيز التنفيذ ‪41‬ديسمبر ‪23.8005‬‬

‫‪ -2‬منظمة الشفافية الدولية ‪ :‬تعتبر هذه املنظمة من أكثر املنظمات ألاهلية نشاطا و فعالية في مجال‬
‫مكافحة الفساد‪ ،‬أنشئت عام ‪ 4998‬في أملانيا كمؤسسة غير ربحية غرضها محاربة الفساد في العالم اجمع‬
‫من خالل زيادة فرص و نسب مساءلة الحكومة‪ ،24‬شعارها الاتحاد العالمي ضد الفساد‪ 25‬خاصة في الدول‬
‫النامية‪.‬‬
‫‪ -3‬البنك الدولي ‪ :‬تبنى البنك الدولي عام ‪4996‬خطة ملساعدة الدول في مواجهة الفساد و محاصرته ‪،‬‬
‫تتضمن ثالث عناصر أولها تشخيص الظاهرة و أسبابها و عواقبها ‪،‬و ثانيها إدخال إصالحات على أنظمة‬
‫الدولة من النواحي التشريعية و التنظيمية‪ ،‬و ثالثها إشراك املجتمع الدولي و املنظمات الغير حكومية‬
‫ووسائل إلاعالم ملكافحة الفساد‪.26‬‬
‫‪ -4‬منظمة التعاون و التنمية الاقتصادية ‪ :‬وهي منظمة دولية مكونة من مجموعة من الدوال املتقدمة‬
‫التي تقبل بمبادئ الديمقراطية التمثيلية و اقتصاد السوق الحر‪ ،‬تعتبر جهودها من أهم و اشمل املبادرات‬
‫الدولية ملكافحة الفساد‪. 27‬‬
‫‪ -5‬املنظمة العاملية للبرملانيين ضد الفساد ‪ :‬تأسست هذه املنظمة في مؤتمر برملاني دولي عقد في كمدا‬
‫في أكتوبر ‪،8008‬و هي منظمة معنية بتعزيز مبادئ الشفافية و النزاهة و املساءلة ‪ ،‬تأسست نتيجة لجهود‬
‫برملانيين من مختلف بلدان العالم‪ ،‬تضم حوالي ‪ 850‬برملاني من ‪ 18‬بلد ‪،28‬‬
‫تعمل على التنسيق العالمي بين مختلف البرملانيين ملكافحة الفساد و تعزيز الشفافية و النزاهة و املساءلة‪.‬‬
‫‪ -6‬منظمة الدول ْلامريكية‪ :‬أدركت منظمة الدول ألامريكية مبكرا خطورة ظاهرة الفساد‪ ،‬و تصدت لها‬
‫بإبرام اتفاقية الدول ألامريكية ملناهضة الفساد عام ‪،4996‬وقعت على هذه الاتفاقية حوالي ‪ 84‬دولة‬
‫أمريكية‪ ،‬تدعو هذه الاتفاقية إلى تجريم الفساد املحلي و الرشاوى الدولية‪،‬و تضمنت مجموعة من‬
‫إلاجراءات الوقائية ضد الفساد‪،‬و تهدف إلى نشر ألاطر القانونية و تطويرها و تقويتها داخل الدول ألاعضاء‬
‫ملنع املمارسات الفاسدة و ضبطها‪.‬‬
‫‪ -7‬املبادرة إلافريقية‪ :‬كانت بداية هذه الجهود بواشنطن في ‪ 88‬فيفري ‪ 4999‬عندما اجتمع التحالف‬
‫العالمي ‪ ،‬من اجل إفريقيا ملناقشة ألاطر التعاونية ملكافحة الفساد‪ ،‬و أهم انجاز للدول إلافريقية ملكافحة‬
‫الفساد هي اتفاقية الاتحاد إلافريقي ملنع و محاربة الفساد من طرف رؤساء و قادة حكومات الاتحاد‬
‫إلافريقي في جويلية ‪ ،8008‬تتبنى هذه الاتفاقية تعزيز إلاجراءات التي تضمن الشفافية في املناقصات و‬
‫املشاريع خاصة العامة‪.‬‬
‫‪ -8‬الاتحاد ْلاوروب ‪:‬اعتبر وزراء العدل ألاوروبيون في اجتماعهم عام ‪ 4991‬بمالطا‪ ،‬إن الفساد يشكل‬
‫خطرا جديا على الديمقراطية و القانون وحقوق إلانسان‪،‬و اثر ذلك قام الوزراء بتعيين لجنة أسندت لها‬

‫‪11‬‬
‫الفساد إلاداري و املالي مفاهيمه‪ ،‬أسبابه و أشكاله و أثاره على التنمية الاقتصادية‬

‫مهام اقتراح إجراءات مالئمة على الصعيد الدولي ملكافحة الفساد‪ ،‬و قامت اللجنة بإصدار اتفاقيتين‬
‫مشهورتين هما‪:‬‬
‫‪ ‬الاتفاقية الجنائية حول الفساد املوقعة بستراسبورغ في ‪ 81‬جانفي ‪.4999‬‬
‫‪ ‬و الثانية ‪ :‬الاتفاقية املدنية حول الفساد املوقعة بستراسبورغ في ‪ 01‬نوفمبر ‪.4999‬‬
‫ال تقتصر هذه الاتفاقيات على التصدي للفساد على السلطات العامة فحسب و إنما تتعداها إلى القطاع‬
‫الخاص‪.‬‬
‫خالصة ‪:‬‬
‫يعد الفساد و الفساد إلاداري و املالي على الخصوص ظاهرة عاملية شديدة الانتشار و هي ليست‬
‫ظاهرة غير مرغوب فيها فحسب و إنما ظاهرة خطيرة تقود إلى انهيار ألامم و املجتمعات‪ ،‬لها جذور عميقة و‬
‫متعددة ألابعاد تختلف حدتها من مجتمع إلى آخر و حظيت في آلاونة ألاخيرة‪ ،‬باهتمام العديد من الباحثين‬
‫و املفكرين و كذا املنظمات الحكومية و الغير حكومية ‪ ،‬نظرا ملا لها من أثار سلبية على التنمية الاقتصادية‬
‫و الاجتماعية و السياسية للبلدان ‪،‬ما اوجب إلاسراع باتخاذ إلاجراءات الضرورية و الالزمة للتصدي لها و‬
‫مكافحتها بشتى آلاليات و الطرق و قد تم التوصل من خالل هذه الورقة البحثية إلى النتائج التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬إن مظاهر الفساد إلاداري و املالي تعد من الجرائم التي تمس هيبة الدولة و تعمل على زعزعة النظام‬
‫السياس ي و تقويض التنمية الاقتصادية و الاجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬تتطور أساليب و مظاهر ارتكاب الفساد مع التقدم التكنولوجي و الالكتروني و تعد العوملة املنفذ‬
‫الوحيد الستفحاله‪.‬‬
‫‪ -‬يؤدي الفساد إلى إضعاف الثقة و املصداقية في ألاجهزة الحكومية محليا و خارجيا‪.‬‬
‫‪ -‬ينتشر الفساد إلاداري و املالي بغياب الشفافية و املساءلة و عدم مالئمة التشريعات‪.‬‬
‫‪ -‬تتطلب أساليب مكافحة الفساد بأنواعه و أشكاله املتعددة تحديث مستمر و ذلك البتكار مظاهر فساد‬
‫جديدة من قبل الفاسدين املحترفين‪.‬‬
‫و أهم التوصيات املقترحة التي توصلت لها الدراسة هي ‪:‬‬
‫‪ -‬تكامل التوجيه التربوي و تنمية الوازع الديني و ألاخالقي لدى العاملين و القائمين على الوظائف ‪.‬‬
‫‪ -‬توظيف أهل القدرة و الكفاءة و الحذر من املحاباة و املحسوبية ‪.‬‬
‫‪ -‬اختيار ألاشخاص ألاكفاء للمناصب و الوظائف خاصة املناصب العليا و تحقيق الكفاءة لديهم‪.‬‬
‫‪ -‬ضبط آلاليات و تدقيق ألانظمة و توضيحها و توزيع الصالحيات‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير التعاون الدولي و إلاقليمي و الجهوي لبذل جهود أكثر ملحاربة الفساد ‪.‬‬
‫‪ -‬توسيع املمارسات الديمقراطية بدعم الصحافة الحرة واستقاللية القضاء و إشراك املجتمع املدني‪.‬‬
‫و يبقى الفساد من اكبر تحديات العصر يتطلب تضافر عدة جهود و مبادرات ‪.‬‬

‫إلاحاالت واملراجع‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫الفساد إلاداري و املالي مفاهيمه‪ ،‬أسبابه و أشكاله و أثاره على التنمية الاقتصادية‬

‫‪ 1‬الحاج علي بدر الدين ‪ ،‬جرائم الفساد و آليات مكافحتها في التشريع الجزائري – الجزء الاول‪ ،‬ط‪، 4‬دار الايام للنشر و التوزيع ‪ ،‬الاردن ‪،8046،‬ص ‪.88‬‬
‫‪ 2‬عبد هللا بن عبد الكريم السالم ‪ ،‬إستراتيجية الحد من الفساد إلاداري ‪ :‬حالة دراسية عن اململكة العربية السعودية ‪،‬املنظمة العربية للتنمية الادارية ‪ ،‬ص ‪.1‬‬
‫‪ -3‬محمود محمد معابرة ‪ ،‬الفساد إلاداري و عالجه في الشريعة إلاسالمية – دراسة مقارنة بالقانون إلاداري‪ ،‬دار الثقافة للنشر و التوزيع‪ ،‬ط‪ ، 4‬عمان ‪ ،8044،‬ص‪.18‬‬
‫‪ - 4‬ناديــة عبــد الــرحيم ‪ ،‬الفســاد فــي مجــال الصــفقات العموميــة و آليــات مكافحتــه ‪ ،‬مجلــة الاجتهــاد للدراســات القانونيــة و الاقتصــادية ‪،‬ع ‪ ،9‬املركــز الجــامعي بتمنراســت ‪،‬‬
‫سبتمبر ‪ ،8009‬ص ‪.433‬‬
‫‪ -5‬عزيزة بن سمينة ‪ ،‬دالل بن سمينة ‪ ،‬تفش ي ظاهرة الفساد الاداري بين التنظير و الواقـع العملـي ‪ ،‬ملتقـى وطنـي حوكمـة الشـركات كاليـة للحـد مـن الفسـاد الاداري و املـالي‬
‫‪ ،‬جامعة محمد خيضر ‪ ،‬بسكرة ‪ ،‬يومي ‪1/6‬ماي ‪ ، 8048‬ص‪.01‬‬
‫‪ - 6‬صـالح بكـر الطيـار ‪،‬الفسـاد الـداري وسـبل مكافحتـه ضـمن ألاطـر القانونيـة ‪ :‬دراسـة مقارنـة ‪،‬املـؤتمر العربـي الـدولي ملكافحـة الفسـاد ‪ ،‬مركـز الدراسـات و البحـوث ‪ ،‬الريـاض‬
‫‪ 1/6،‬أكتوبر ‪،8008‬ض‪.04‬‬
‫‪ - 7‬طه فارس ‪ ،‬أسس مكافحة الفساد إلاداري و املالي في ضوء السنة النبوية ‪ ،‬شبكة الالوكة ‪،‬ص ‪.03‬‬
‫‪WWW.ALUKAH.NET‬‬
‫‪ -8‬حامــد ‪.‬ج‪ .‬محمــد ‪ ،‬عبــاس ‪.‬س‪.‬محمــد علــي ‪ ،‬ظــاهرة الفســاد املــالي وإلاداري و دورهــا فــي ت جــيم اداء الاقتصــاد العراقــي بعــد عــام ‪ ،8008‬مجلــة املحقــق الحلــي القانونيــة و‬
‫السياسية ‪ ،‬العدد ‪ ،8046، 08‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -9‬عــز الــدين بــن تركــي ‪ ،‬منصــف شــرفي ‪،‬الفســاد إلاداري ‪ :‬أثــاره و طــرق مكافحتــه – إشــارة لتجــارب بعــض الــدول ‪ ،‬ملتقــى و طنــي حــول حوكمــة الشــركات كاليــة للحــد مــن‬
‫الفساد املالي و الاداري ‪ ،‬يومي ‪ 1/6‬ماي ‪ ،8048‬جامعة محمد خيضر ‪ ،‬بسكرة ‪ ،‬ص‪.03‬‬
‫‪ -10‬محمود محمد معابرة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.490‬‬
‫‪ -11‬محمود محمد معابرة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.498‬‬
‫‪ 12‬عبـد اللطيـف مصـطيفى وآخــرون‪ ،‬دراسـات فـي التنميــة الاقتصـادية‪ ،‬الطبعـة ألاولـى‪ ،‬بيــروت لبنـان‪ ،‬مكتبـة حسـن العصــرية للطباعـة والنشـر والتوزيــع‪ 8041/4185 ،‬ص‬
‫ص‪.48-44‬‬
‫‪ 13‬براهمي ــة آم ــال وآخ ــرون‪ ،‬التعجي ــل ب ــالتغيير‪ :‬تعزي ــز الاس ــتثمار ألاجنب ــي املباش ــر ه ــو مفت ــاح التنمي ــة الاقتص ــادية‪ ،‬ملتق ــى علم ــي دول ــي‪ ،‬سياس ــات التموي ــل وأثره ــا عل ــى‬
‫الاقتصـاديات واملؤسسـات ‪-‬دراســة حالـة الجزائـر و الــدول الناميـة‪ ،‬يــومي ‪84‬و‪ 88‬نـوفمبر ‪ ،8046‬كليـة العلــوم الاقتصـادية وعلــوم التسـيير ومخبـر العلــوم الاقتصـادية والتســيير‪،‬‬
‫جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬ص‪.08‬‬
‫‪ 14‬إبراهيم متولي إبراهيم حسن املغربي‪ ،‬دور حوافز الاستثمار في تعجيل النمو الاقتصادي‪ ،‬الطبعة ألاولى‪ ،‬إلاسكندرية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬سنة ‪ ،8044‬ص‪.53‬‬
‫‪ 15‬حاجة عبد العالي ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.93‬‬
‫‪ -16‬حامد ‪.‬ج‪ .‬محمد ‪ ،‬عباس ‪.‬س‪.‬محمد علي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.160‬‬
‫‪ - 17‬حاجة عبد العالي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.406‬‬
‫‪ - 18‬محمود محمد معابرة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.480‬‬
‫‪ -19‬عبد الرحمان بن احمد الهيجان ‪،‬الفساد و اثره على الجهاز الحكومي ‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم الامنية ‪،‬الرياض ‪ ،8008 ،‬ص ‪.556‬‬
‫‪ -20‬حاجة عبد العالي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ض ‪.408‬‬
‫‪- 21‬عبد الرحمان بن احمد هيجان ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.565‬‬
‫‪ - 22‬س ــيد ش ــوريملي عب ــد امل ــولى ‪ ،‬الفك ــر الاقتص ــادي الاس ــالمي و مكافح ــة جـ ـرائم النم ــو الاقتص ــادي ‪،‬املرك ــز العرب ــي للدراس ــات الامني ــة و الت ــدريب ‪ ،‬الري ــاض‪4994/4141 ،‬‬
‫‪،‬ص‪.48‬‬
‫‪- 23‬عاقلي فضيلة ‪،‬محاضرات في مقياس قانون مكافحة الفساد‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪،‬باتنة ‪ ،8041/8046‬ص‪.44‬‬
‫‪ -24‬غادة شهير الشمراني ‪ ،‬الشفافية و املساءلة في الدول العربية ‪ ،‬جامعة امللك سعود ‪ ،‬الرياض ‪،‬ص‪.8‬‬
‫‪ - 25‬محمـد احمــد عبـد الســالم ‪ ،‬ابـراهيم الســيد‪ ،‬الفسـاد السياسـ ي‪ -‬الياته‪،‬اشــكاله ‪،‬عواملـه ‪ ،‬الرقابــة عليـه‪ ، -‬دار التعلــيم الجـامعي للطباعــة و النشـر و التوزيــع‪ ،‬الاســكندرية‬
‫‪ ،8046،‬ص‪.894‬‬
‫‪- 26‬عاقلي فظيلة‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.44‬‬
‫‪- 27‬غادة شهير الشمراني ‪ ،‬مرجع السابق ‪،‬ص‪.1‬‬
‫‪ - 28‬نفس املرجع و نفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ 28‬محمد احمد عبد السالم و اخرون ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.891‬‬

‫‪12‬‬

You might also like