You are on page 1of 19

‫استراتيجية مواجهة الفساد املالي واإلداري للنهوض بالتنمية االقتصادية‬ ‫عنوان املداخلة‬

‫استراتيجية مواجهة الفساد المالي واإلداري للنهوض بالتنمية االقتصادية‬


‫‪A strategy to confront financial and administrative corruption to‬‬
‫‪advance economic development‬‬

‫البروفيسور‪ .‬بركات أحمد‪ ،‬أستاذ التعليم العالي‬


‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير جامعة الجزائر‪3‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫الفسـاد هـو أحـد أعـراض العلـل العميقـة فـي املجتمـع‪ ،‬وأحـد مشـاكل الحوكم‪88‬ة التـي لـم تجـد حال بعـد‪،‬‬
‫والناجمـة عـن عـدم اكتمـال عمليـة بنـاء دولـة فعالـة وخاضعـة للمسـاءلة‪ .‬يـدل الفسـاد علـى ضعـف‬
‫مؤسسـات الحوكم‪8‬ة‪ ،‬وفشـل النخـب السياسـية فـي إدارة مـوارد الدولـة‪ .‬الفسـاد يمثـل أيضـا تهديـدا ألمن‬
‫الدولة‪ ،‬كم‪8‬ا تؤثـر نقـاط الضعـف املؤسسـية نفسـها فتنتـج الفسـاد‪ ،‬ينطـوي الفسـاد علـى كلفـة اقتصاديـة‬
‫عاليـة علـى الخزينـة العامـة‪ ،‬ويمثـل عائقـا هامـا للتنميـة االقتصادي‪ .‬نتنـاول في هـذه الورق‪88‬ة مفه‪88‬وم الفس‪8‬اد‬
‫املالي واإلداري وص ‪88 8‬وره وال ‪88 8‬رؤى الفكري ‪88 8‬ة‪ ،‬اآلث ‪88 8‬ار السياس ‪88 8‬ية واالقتص ‪88 8‬ادية واالجتماعي ‪88 8‬ة للفس ‪88 8‬اد املالي‬
‫واإلداري في الجزائ‪88 8 8‬ر‪ ،‬اس‪88 8 8‬تراتيجية مواجه‪88 8 8‬ة الفس‪88 8 8‬اد املالي واإلداري للنه‪88 8 8‬وض بالتنمي‪88 8 8‬ة االقتص‪88 8 8‬ادية في‬
‫الجزائر دون ان ننسى توصيات نراها مهمة جدا‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية ‪ :‬الفساد املالي؛ الفساد اإلداري؛ الحوكمة؛ مكافحة الفساد‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪Corruption is one of the symptoms of deep ills in society, and one of the‬‬
‫‪still unresolved governance problems caused by the incomplete process of‬‬
‫‪building an effective and accountable state. Corruption indicates weak‬‬
‫‪governance institutions and the failure of political elites to manage state‬‬
‫‪resources. Corruption also represents a threat to the security of the state, and‬‬
‫‪institutional weaknesses also affect and produce corruption. Corruption entails‬‬
‫‪a high economic cost to the public treasury, and represents an important‬‬
‫‪obstacle to economic development. In this paper we address the concept of‬‬
‫‪financial and administrative corruption and its forms and intellectual visions,‬‬
‫‪the political, economic and social effects of financial and administrative‬‬
‫‪corruption in Algeria, the strategy of confronting financial and administrative‬‬
‫‪corruption to advance economic development in Algeria without forgetting the‬‬
‫‪recommendations that we see as very important.‬‬
‫‪Keywords:; Financial corruption; administrative corruption; governance; anti-‬‬
‫‪corruption.‬‬

‫املقدمة‬

‫امللتقى الوطني املوسوم بـ‪ :‬الفساد االداري واملالي بين ضرورة الوقاية واملك ـافحة في القانون الجزائري‬ ‫‪1‬‬
‫بمعهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬قسم الحقوق – املركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف‪ -‬ميلة‪.‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬بركات احمد‬

‫الفس‪88‬اد آف‪88‬ة مجتمعي‪88‬ة عرفته‪88‬ا املجتمع‪88‬ات اإلنس‪88‬انية من‪88‬ذ فج‪88‬ر الت‪88‬اريخ‪ ،‬وه‪88‬و م‪88‬رض عض‪88‬ال تحمل‪88‬ه كل‬
‫ال ‪88‬دول واملجتمع ‪88‬ات س ‪88‬واء كانت غني ‪88‬ة أو فق ‪88‬يرة‪ ،‬متعلم ‪88‬ة أو جاهل ‪88‬ة‪ ،‬دكتاتوري ‪88‬ة أو ديمقراطي ‪88‬ة‪ ،‬قوي ‪88‬ة أو‬
‫ضعيفة‪ ،‬ويرتبط ظهوره واستمراره برغبة اإلنس‪8‬ان في الحص‪8‬ول على مكاس‪8‬ب مادي‪8‬ة أو معنوي‪8‬ة يعتق‪8‬د في‬
‫ق‪88‬رارة نفس‪88‬ه ان‪88‬ه ليس ل‪88‬ه ح‪88‬ق فيه‪88‬ا وم‪88‬ع ذل‪88‬ك يس‪88‬عى إليه‪88‬ا‪ ،‬ل‪88‬ذا فه‪88‬و يلج‪88‬أ الى وس‪88‬ائل س‪88‬رية للوص‪88‬ول إليه‪88‬ا‬
‫ومنها إقصاء من له الحق فيها‪.‬‬
‫يعد الفساد اليوم ظاهرة عاملية شديدة االنتش‪8‬ار‪ ،‬ذات ج‪8‬ذور عميق‪8‬ة تأخ‪8‬ذ أبع‪8‬ادا واس‪8‬عة تت‪8‬دخل فيه‪8‬ا‬
‫عوام ‪88‬ل مختلف ‪88‬ة يص ‪88‬عب التمي ‪88‬يز بينهم ‪88‬ا‪ ،‬والفس ‪88‬اد ه ‪88‬و التح ‪88‬دي األهم وال ‪88‬وريث املتوق ‪88‬ع لإلره ‪88‬اب وال ‪88‬ذي‬
‫س ‪88‬تجد الحكوم ‪88‬ات واملجتمع ‪88‬ات نفس ‪88‬ها في مواجهت ‪88‬ه وفي ح ‪88‬رب مع ‪88‬ه‪ ،‬وس ‪88‬تكون على األغلب أك ‪88‬ثر شراس ‪88‬ة‬
‫وتكلفة من مكافحة اإلرهاب‪.‬‬
‫سنبحث من خالل ه‪88 8‬ذا البحث ظ‪88 8‬اهرة الفس‪88 8‬اد في ثالث‪88 8‬ة مح‪88 8‬اور نخص‪88 8‬ص املح‪88 8‬ور األول منه‪88 8‬ا ملفه‪88 8‬وم‬
‫الفس ‪88 8‬اد املالي واإلداري وص ‪88 8‬وره وال ‪88 8‬رؤى الفكري ‪88 8‬ة ل ‪88 8‬ه ‪ ،‬فيم ‪88 8‬ا نخص ‪88 8‬ص املح ‪88 8‬ور الث ‪88 8‬اني للبحث في اآلث ‪88 8‬ار‬
‫السياس‪88‬ية واالقتص‪88‬ادية واالجتماعي‪88‬ة للفس‪88‬اد املالي واإلداري‪ ،‬أم‪88‬ا املح‪88‬ور الث‪88‬الث سنخصص‪88‬ه للبحث عن‬
‫استراتيجية مواجهة الفساد املالي واإلداري للنهوض بالتنمية االقتصادية في الجزائر‪.‬‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫يه ‪88‬دف البحث الى معرف ‪88‬ة األس ‪88‬باب ال ‪88‬تي تق ‪88‬ف وراء ظه ‪88‬ور الفس ‪88‬اد املالي واإلداري في الجزائ ‪88‬ر ومعرف ‪88‬ة‬
‫ص ‪88‬وره وآث ‪88‬اره تمهي ‪88‬دا الق ‪88‬تراح الحل ‪88‬ول واملعالج ‪88‬ات الض ‪88‬رورية للتص ‪88‬دي الي ‪88‬ه وإزال ‪88‬ة آث ‪88‬اره على االقتص ‪88‬اد‬
‫واملجتمع ‪.‬‬
‫مشكلة البحث‪:‬‬
‫تتح‬
‫دد مشكلة البحث بجسامة اآلثار السلبية السياسية واالقتصادية واالجتماعي‪88‬ة للفس‪8‬اد املالي واإلداري‬
‫واملتمثل ‪88 8‬ة في اله ‪88 8‬در الواس ‪88 8‬ع لل ‪88 8‬ثروات الوطني ‪88 8‬ة وض ‪88 8‬ياع ف ‪88 8‬رص التنمي ‪88 8‬ة الحقيقي ‪88 8‬ة وتلكؤ مش ‪88 8‬اريع البن ‪88 8‬اء‬
‫واالعمار وظهور فوارق طبقية في املجتمع‪.‬‬
‫أهمية البحث‪:‬‬
‫تكمن أهمي ‪88 8 8‬ة البحث في كون ‪88 8 8‬ه يمث ‪88 8 8‬ل محاول ‪88 8 8‬ة محارب ‪88 8 8‬ة الفس ‪88 8 8‬اد املالي واإلداري في الجزائ ‪88 8 8‬ر من خالل‬
‫تس‪88‬ليط األنظ‪88‬ار على أس‪88‬بابه وص‪88‬وره وتداعيات‪88‬ه وط‪88‬رق وآلي‪88‬ات مواجهت‪88‬ه ومعالجت‪88‬ه للوص‪88‬ول الى اإلص‪88‬الح‬
‫الشامل‪.‬‬
‫فرضية البحث‪:‬‬
‫ينطل‪88‬ق البحث من فرض‪88‬ية رئيس‪88‬ية مؤداه‪88‬ا ان ظ‪88‬اهرة الفس‪88‬اد املالي واإلداري في الجزائ‪88‬ر تق‪88‬ف وراءه‪88‬ا‬
‫أس‪88‬باب ذاتي‪88‬ة تتعل‪88‬ق بشخص‪88‬ية العناص‪88‬ر املفس‪88‬دة وأس‪88‬باب موض‪88‬وعية تتمث‪88‬ل بظ‪88‬روف سياس‪88‬ية وض‪88‬عف‬
‫املسائلة القانونية للمفسدين وقلة الرقابة واملتابعة للمشاريع‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫امللتقى الوطني املوسوم بـ‪ :‬الفساد االداري واملالي بين ضرورة الوقاية واملك ـافحة في القانون الجزائري‬
‫بمعهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ‪ ،‬قسم الحقوق – املركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف‪ -‬ميلة‬
‫استراتيجية مواجهة الفساد املالي واإلداري للنهوض بالتنمية االقتصادية‬ ‫عنوان املداخلة‬

‫منهجية البحث‪:‬‬
‫ارتأين‪88 8‬ا ان نتخ‪88 8‬ذ املنهجي‪88 8‬ة العلمي‪88 8‬ة في الج‪88 8‬انب الوص‪88 8‬في والتحليلي ملش‪88 8‬كلة البحث املوجز عن ش‪88 8‬يوع‬
‫الفس ‪88‬اد املالي واإلداري من حيث أس ‪88‬بابه وص ‪88‬وره وآث ‪88‬اره الس ‪88‬لبية على األوض ‪88‬اع السياس ‪88‬ية واالقتص ‪88‬ادية‬
‫واالجتماعي ‪88 8‬ة وجم ‪88 8‬ع املعلوم ‪88 8‬ات ال ‪88 8‬تي يمكن من خالله ‪88 8‬ا وض ‪88 8‬ع اس ‪88 8‬تراتيجية مواجه ‪88 8‬ة الفس ‪88 8‬اد ومكافحت ‪88 8‬ه‬
‫للوصول الى اإلصالح الشامل‪.‬‬
‫تقسيم البحث‪:‬‬
‫نظ‪88‬را إليج‪88‬از موض‪88‬وع البحث فاقتضى األم‪88‬ر من‪88‬ا تقس‪88‬يمه الى املقدم‪88‬ة وثالث‪88‬ة مح‪88‬اور‪ ،‬املح‪88‬ور األول تم‬
‫تخصيص ‪88‬ه ملفه ‪88‬وم الفس ‪88‬اد املالي واإلداري وص ‪88‬وره وال ‪88‬رؤى الفكري ‪88‬ة ل ‪88‬ه‪ ،‬وفي املح ‪88‬ور الث ‪88‬اني مناقش ‪88‬ة أهم‬
‫اآلث ‪88‬ار الس ‪88‬لبية السياس ‪88‬ية واالقتص ‪88‬ادية واالجتماعي ‪88‬ة للفس ‪88‬اد املالي واإلداري في الجزائ ‪88‬ر‪ ،‬أم ‪88‬ا في املح ‪88‬ور‬
‫الثالث تطرقنا ألهم العوامل التي يمكن االعتماد عليها لوضع استراتيجية مواجه‪88‬ة الفس‪8‬اد املالي واإلداري‬
‫للنهوض بالتنمية االقتصادية في الجزائر وجاء في خاتمة البحث االستنتاجات والتوصيات‪.‬‬
‫املحور األول‪ :‬مفهوم الفساد املالي واإلداري وصوره والرؤى الفكرية‪:‬‬
‫الفس‪88 8‬اد ليس ظ‪88 8‬اهرة حديث ‪88 8‬ة‪ ،‬وال ه ‪88 8‬و مقتص ‪88 8‬ر على ال‪88 8‬دول النامي ‪88 8‬ة دون املتقدم‪88 8‬ة‪ ،‬ومن غ‪88 8‬ير املمكن‬
‫معرف‪88‬ة م‪88‬دى انتش‪88‬ار الفس‪88‬اد بش‪88‬كل دقي‪88‬ق في منطق‪88‬ة ومقارنته‪88‬ا ب‪88‬أخرى‪ ،‬و إنم‪88‬ا يتم ذل‪88‬ك في الغ‪88‬الب بش‪88‬كل‬
‫تقري‪88‬بي‪ ،‬فمعظم أعم‪88‬ال الفس‪88‬اد تتم بس‪88‬رية‪ ،‬ون‪88‬ادرا م‪88‬ا يتم الكش‪88‬ف عن مث‪88‬ل ه‪88‬ذه العملي‪88‬ات وخاص‪88‬ة منه‪88‬ا‬
‫تل‪88‬ك ال‪88‬تي تتم في األوس‪88‬اط الرس‪88‬مية العلي‪88‬ا (فس‪88‬اد القم‪88‬ة – الفس‪88‬اد الكب‪88‬ير)‪ ،‬فه‪88‬ذه األوس‪88‬اط تش‪88‬كل فيم‪88‬ا‬
‫بينه ‪88‬ا ش ‪88‬بكة تق ‪88‬وم من خالله ‪88‬ا بأعم ‪88‬ال الفس ‪88‬اد وتحي ‪88‬ط أعماله ‪88‬ا بالس ‪88‬رية التام ‪88‬ة ون ‪88‬ادرا م ‪88‬ا يتم كش ‪88‬فها أو‬
‫معرفة تفاصيلها ‪.‬‬
‫وتختل‪88‬ف األس‪88‬باب ال‪88‬تي ت‪88‬ؤدي إلى نم‪88‬و الفس‪88‬اد وانتش‪88‬اره في ال‪88‬دول النامي‪88‬ة ومنه‪88‬ا ال‪88‬دول العربي‪88‬ة عنه‪88‬ا في‬
‫ال ‪88‬دول املتقدم ‪88‬ة‪ ،‬فالعوام ‪88‬ل ال ‪88‬تي تس ‪88‬اعد على نم ‪88‬وه في ال ‪88‬دول النامي ‪88‬ة تختل ‪88‬ف إلى ح ‪88‬د كب ‪88‬ير عن العوام ‪88‬ل‬
‫املس‪88‬اعدة على نم‪88‬وه في ال‪88‬دول املتقدم‪88‬ة‪ ،‬إال أن ط‪88‬رق ممارس‪88‬ة الفس‪88‬اد متش‪88‬ابهة إلى ح‪88‬د كب‪88‬ير‪ ،‬وعالوة على‬
‫ذل ‪88 8‬ك ف ‪88 8‬إن ق ‪88 8‬درا كب ‪88 8‬يرا من الفس ‪88 8‬اد في ال ‪88 8‬دول النامي ‪88 8‬ة تش ‪88 8‬ارك في ‪88 8‬ه ال ‪88 8‬دول الص ‪88 8‬ناعية بص ‪88 8‬ور مختلف ‪88 8‬ة‪،‬‬
‫فالتنافس بين الشركات متعددة الجنسيات املتمركزة في غالبيتها في الدول املتقدمة على صفقات األعمال‬
‫الدولي ‪88‬ة‪ ،‬ي ‪88‬دفع به ‪88‬ذه الش ‪88‬ركات إلى دف ‪88‬ع رش ‪88‬اوي ضخمة للمس ‪88‬ؤولين الحكوم ‪88‬يين في ال ‪88‬دول النامي ‪88‬ة للف ‪88‬وز‬
‫بهذه الصفقات‪ ،‬ولم تس‪8‬اهم سياس‪8‬ات التح‪8‬ول نح‪8‬و الديمقراطي‪8‬ة واألخ‪8‬ذ بسياس‪8‬ات الس‪8‬وق في التخفي‪8‬ف‬
‫من نم ‪88‬و ه ‪88‬ذه الظ ‪88‬اهرة ب ‪88‬ل على العكس من ذل ‪88‬ك تمام ‪88‬ا س ‪88‬اعدت على نموه ‪88‬ا‪ ،‬وذل ‪88‬ك يع ‪88‬ود برأين ‪88‬ا إلى ع ‪88‬دم‬
‫مواكب ‪88‬ة أو مص ‪88‬احبة ه ‪88‬ذا التح ‪88‬ول ح ‪88‬دوث تط ‪88‬وير في الق ‪88‬وانين املعم ‪88‬ول به ‪88‬ا في تل ‪88‬ك ال ‪88‬دول وخاص ‪88‬ة منه ‪88‬ا‬
‫الق ‪88‬وانين ال ‪88‬تي تمكن املس ‪88‬ؤولين الحكوم ‪88‬يين‪ /‬العموم ‪88‬يين من الحص ‪88‬ول على رش ‪88‬اوي نظ ‪88‬ير منح الش ‪88‬ركات‬
‫(من داخل الدولة أو خارجها ) عقود حكومية أو تسهيالت أو امتي‪8‬ازات داخ‪8‬ل الدول‪8‬ة‪ ،‬أو منح استثناءات‬
‫و امتيازات ألشخاص من الدولة ذاتها ‪.‬‬

‫امللتقى الوطني املوسوم بـ‪ :‬الفساد االداري واملالي بين ضرورة الوقاية واملك ـافحة في القانون الجزائري‬ ‫‪3‬‬
‫بمعهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬قسم الحقوق – املركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف‪ -‬ميلة‪.‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬بركات احمد‬

‫يعد الفساد آفة خط‪8‬يرة ته‪8‬دد الكي‪8‬ان املؤسس‪8‬اتي لل‪8‬دول‪ ،‬وتض‪8‬رب في عم‪8‬ق التنمي‪8‬ة‪ ،‬وته‪8‬دد املجتمع‪8‬ات‪،‬‬
‫وتس‪88‬عى الكث‪88‬ير من ال‪88‬دول إلى محارب‪88‬ة الفس‪88‬اد من خالل إنش‪88‬اء األجه‪88‬زة الرقابي‪88‬ة وس‪88‬ن الق‪88‬وانين واألنظم‪88‬ة‬
‫الرقابي ‪88‬ة‪ ،‬وم ‪88‬ع ذل ‪88‬ك يبقى الفس ‪88‬اد مطال بوجه ‪88‬ه الق ‪88‬بيح كلم ‪88‬ا أمكن ‪88‬ه ذل ‪88‬ك‪ ،‬مس ‪88‬تغال ض ‪88‬عف نظ ‪88‬ر الرقاب ‪88‬ة‬
‫وقص‪8‬ر أذرعته‪8‬ا‪ ،‬أو تهاونه‪8‬ا وغفلته‪8‬ا‪ ،‬أو ض‪8‬عف األنظم‪8‬ة وع‪8‬دم فعاليته‪8‬ا‪ ،‬وينم‪8‬و الفس‪8‬اد وينتش‪8‬ر كلم‪8‬ا غ‪8‬ابت‬
‫الشفافية في بيئات العمل‪ ،‬فالعالقة عكسية بين الط‪8‬رفين؛ كلم‪8‬ا ازداد حض‪8‬ور أح‪8‬دهما ف‪8‬ذلك مؤش‪8‬ر على‬
‫تراجع اآلخر‪ ،‬وبدأت تظهر مؤسسات تعنى بمحاربة الفساد من خالل نشر مفهوم الشفافية والنزاهة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مفـ ــاهيم الفسـ ــاد املالي واإلداري‪ :‬تع‪88 8‬د ظ‪88 8‬اهره الفس‪88 8‬اد اإلداري واملالي من الظ‪88 8‬واهر الخط‪88 8‬يرة ال‪88 8‬تي‬
‫تواجه البلدان وعلى األخص الدول النامية حيث أخذت تنخر في جسم مجتمعاتها بدأت ب‪8‬األمن وم‪8‬ا تبع‪88‬ه‬
‫من ش ‪88 8‬لل في عملي ‪88 8‬ة البن ‪88 8‬اء والتنمي ‪88 8‬ة االقتص ‪88 8‬ادية وال ‪88 8‬تي تنط ‪88 8‬وي على ت ‪88 8‬دمير االقتص ‪88 8‬اد والق ‪88 8‬درة املالي ‪88 8‬ة‬
‫واإلداري‪88‬ة وبالت‪88‬الي عج‪88‬ز الدول‪88‬ة على مواجه‪88‬ة تح‪88‬ديات أعم‪88‬ار أو إع‪88‬ادة أعم‪88‬ار وبن‪88‬اء الب‪88‬نى التحتي‪88‬ة الالزم‪88‬ة‬
‫لنموها ‪.‬فقد وردت مفاهيم عديدة للفساد منها‪:‬‬
‫‪ -1‬مفهوم موسوعة العلوم االجتماعية‪ :‬فقد ج‪8‬اء في موس‪8‬وعة العل‪8‬وم االجتماعي‪8‬ة بـ "الفس‪8‬اد ه‪8‬و س‪8‬وء‬
‫استخدام النفوذ العام لتحقي‪8‬ق أرب‪8‬اح خاص‪8‬ة" ول‪8‬ذلك كان املفه‪8‬وم ش‪8‬امال لرش‪8‬اوى املس‪8‬ؤولين املحل‪8‬يين أو‬
‫الوطنيين‪ ،‬أو السياسيين مستبعدة رشاوى القطاع الخاص ‪.‬‬
‫كما جاء كذلك في موسوعة العلوم االجتماعية "الفساد ه‪88‬و خ‪8‬روج عن الق‪8‬انون والنظ‪8‬ام الع‪8‬ام وع‪8‬دم‬
‫‪1‬‬
‫االلتزام بهما من اجل تحقيق مصالح سياسية واقتصادية واجتماعية للفرد أو لجماعة معينة"‪.‬‬
‫‪ -2‬مفه ــوم منظم ــة الش ــفافية العاملي ــة‪ :‬مفه ‪88‬وم منظم ‪88‬ة الش ‪88‬فافية العاملي ‪88‬ة فق ‪88‬د ج ‪88‬اء بـ "إس ‪88‬اءة اس ‪88‬تخدام‬
‫‪2‬‬
‫السلطة العامة لتحقيق كسب خاص"‬
‫‪ -3‬مفهوم صندوق النقد الدولي‪ :‬ينص صندوق النقد الدولي بأنه "عالقة األي‪8‬دي الطويل‪8‬ة املعتم‪8‬دة ال‪8‬تي‬
‫‪3‬‬
‫تهدف إلى استحصال الفوائد من هذا السلوك لشخص واحد أو مجموعة ذات عالقة بين األفراد"‪.‬‬
‫يمكننا استنتاج تعريف عن الصيغ املذكورة آنفا للفساد بأنه الخروج عن القواع‪8‬د األخالقي‪8‬ة الصحيحة‬
‫وغي‪88‬اب أو تغ‪88‬ييب الض‪88‬وابط ال‪88‬تي يجب ان تحكم الس‪88‬لوك‪ ،‬ومخالف‪88‬ة الش‪88‬روط املوض‪88‬وعة للعم‪88‬ل وبالت‪88‬الي‬
‫ممارس ‪88‬ة كل م ‪88‬ا يتع ‪88‬ارض م ‪88‬ع ه ‪88‬ذه وتل ‪88‬ك‪ ،‬وه ‪88‬و عالق ‪88‬ة تعاقدي ‪88‬ة غ ‪88‬ير مش ‪88‬روعة بين ف ‪88‬اعلين وهم ‪88‬ا الفس ‪88‬اد‬
‫واملفس‪88 8‬د يق‪88 8‬ع فعلهم‪88 8‬ا تحت طائل‪88 8‬ة الق‪88 8‬انون‪ ،‬حيث أن األخ‪88 8‬ير ه‪88 8‬و كل شخص يح‪88 8‬وز س‪88 8‬لطة ويس‪88 8‬تعملها‬
‫اس ‪88‬تعماال احتيالي ‪88‬ا أم ‪88‬ا الفاس ‪88‬د ه ‪88‬و كل من يح ‪88‬وز وس ‪88‬يلة مادي ‪88‬ة لش ‪88‬راء تل ‪88‬ك الس ‪88‬لطة‪ ،‬أو ب ‪88‬األحرى ش ‪88‬راء‬
‫قرار بعينه يمكن أن يصدر عن تلك السلطة‪.‬‬
‫بع ‪88‬د ان عرجن ‪88‬ا على أهم املف ‪88‬اهيم للفس ‪88‬اد املالي واإلداري الب ‪88‬د لن ‪88‬ا ان نرس ‪88‬م أهم س ‪88‬مات ه ‪88‬ذا الوب ‪88‬اء‬
‫املنتشر كالنار في الهشيم في املجتمع اإلداري واالجتماعي والوظيفي في الجزائر‪.‬‬
‫ثانيــا‪ :‬ســمات الفســاد املالي واإلداري في الجزائــر‪ :‬يتس‪88‬م الفس‪88‬اد اإلداري واملالي بع‪88‬دة س‪88‬مات نجمله‪88‬ا بم‪88‬ا‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪4‬‬ ‫امللتقى الوطني املوسوم بـ‪ :‬الفساد االداري واملالي بين ضرورة الوقاية واملك ـافحة في القانون الجزائري‬
‫بمعهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ‪ ،‬قسم الحقوق – املركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف‪ -‬ميلة‬
‫استراتيجية مواجهة الفساد املالي واإلداري للنهوض بالتنمية االقتصادية‬ ‫عنوان املداخلة‬

‫‪ -‬اشتراك أكثر من طرف في ممارسة الفساد اإلداري ‪.‬‬


‫‪ -‬السرية التامة في ممارسة الفساد اإلداري ‪.‬‬
‫‪ -‬يجسد املصالح املشتركة واملنافع التبادلية ملرتكبيه ‪.‬‬
‫‪ -‬يع‪88‬بر عن اتف‪88‬اق بين إرادتي ص‪88‬انع الق‪88‬رار ومرتك‪88‬بي الفس‪88‬اد ال‪88‬ذين يض‪88‬غطون على الط‪88‬رف األول إلص‪88‬دار‬
‫قرارات محددة تخدم مصالحهم الشخصية‪.‬‬
‫ثالث ـ ــا‪ :‬ال ـ ــرؤى النظري ـ ــة والفكري ـ ــة للفس ـ ــاد املالي واإلداري‪ :‬م ‪88 8‬ع تط ‪88 8‬ور ظ ‪88 8‬اهرة الفس ‪88 8‬اد اإلداري واملالي‬
‫وانتش ‪88‬اره فق ‪88‬د تب ‪88‬اينت ال ‪88‬رؤى النظري ‪88‬ة والفكري ‪88‬ة له ‪88‬ذا املفه ‪88‬وم وظه ‪88‬رت م ‪88‬داخل عدي ‪88‬دة لتحدي ‪88‬ده يمكن‬
‫إجمالها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬املدخل األخالقي‪ :‬في إط ‪88‬ار ه ‪88‬ذا املدخل يع ‪88‬د الفس ‪88‬اد ظ ‪88‬اهرة قيمي ‪88‬ة وس ‪88‬لوكية تتجس ‪88‬د بح ‪88‬االت س ‪88‬لبية‬
‫وممارسات ضارة وهدامة يتطلب األمر الوقاية منها ومعالجتها ومكافحتها بشتى الطرق واألساليب‪.‬‬
‫‪ -2‬املدخل ال ــوظيفي‪ :‬يطل‪88‬ق البعض علي ‪88‬ه اس‪88‬م املدخل العملي أو الت ‪88‬بريري‪ ،‬وعلى وف ‪88‬ق ه ‪88‬ذا املدخل ف ‪88‬ان‬
‫الفس ‪88‬اد اإلداري ال يف ‪88‬ترض بالض ‪88‬رورة أن يكون انحراف ‪88‬ا عن النظ ‪88‬ام القيمي الس ‪88‬ائد ب ‪88‬ل ه ‪88‬و انح ‪88‬راف عن‬
‫قواع ‪88‬د العم ‪88‬ل وإجراءات ‪88‬ه واش ‪88‬تراطاته وقوانين ‪88‬ه وتش ‪88‬ريعاته وي ‪88‬أتي ه ‪88‬ذا االنح ‪88‬راف نتيج ‪88‬ة أس ‪88‬باب عدي ‪88‬دة‬
‫‪4‬‬
‫ليشكل خرقا لهذه القوانين املعتمدة في النظام اإلداري‪.‬‬
‫‪ -3‬املدخل الثقـ ــافي‪ :‬ض ‪88 8‬من ه ‪88 8‬ذا املدخل ف ‪88 8‬ان الفس ‪88 8‬اد اإلداري يمكن أن يش ‪88 8‬كل ظ ‪88 8‬اهرة متع ‪88 8‬ددة األبع ‪88 8‬اد‬
‫واألسباب والنتائج‪ ،‬ولكونها ظ‪8‬اهرة فإنه‪8‬ا يمكن أن تأخ‪8‬ذ طابع‪8‬ا منظم‪8‬ا ل‪8‬ه الق‪8‬درة على االس‪8‬تمرار والبق‪8‬اء‪،‬‬
‫وينتج مجموع‪88 8 8‬ة كب‪88 8 8‬يرة من النظم الفرعي‪88 8 8‬ة الفاس‪88 8 8‬دة س‪88 8 8‬واء أكان ذل‪88 8 8‬ك على وف‪88 8 8‬ق املع‪88 8 8‬ايير القيمي‪88 8 8‬ة أم‬
‫الوظيفية‪.‬‬
‫‪ -4‬املدخل الحض ـ ــاري‪ :‬يرتب ‪88 8‬ط مفه ‪88 8‬وم الفس ‪88 8‬اد بمنظ ‪88 8‬ور حض ‪88 8‬اري بكل مكونات ‪88 8‬ه السياس ‪88 8‬ية والثقافي ‪88 8‬ة‬
‫والقيمي ‪88 8‬ة واالجتماعي ‪88 8‬ة والس ‪88 8‬لوكية‪ ،‬إذ يف ‪88 8‬ترض أن الفس ‪88 8‬اد اإلداري ظ ‪88 8‬اهرة مركب ‪88 8‬ة تتك ‪88 8‬رس من خالل‬
‫التخل‪88‬ف بش‪88‬كل واس‪88‬ع ومجم‪88‬ل املمارس‪88‬ات الفردي‪88‬ة والجماعي‪88‬ة ت‪88‬ؤدي إلى خي‪88‬ارات يش‪88‬وبها كث‪88‬ير من النقص‬
‫‪5‬‬
‫والتقصير‪.‬‬
‫‪ -5‬املدخل اإلداري‪ :‬ه‪88‬ذا املدخل مهم يس‪88‬تحق الدراس‪88‬ة بتعم‪88‬ق يق‪88‬وم على أس‪88‬اس حص‪88‬ر الفس‪88‬اد اإلداري‬
‫بالوظيف ‪88‬ة العام ‪88‬ة العلي ‪88‬ا فق ‪88‬ط واس ‪88‬تغالل املناص ‪88‬ب الرفيع ‪88‬ة لغ ‪88‬رض تحقي ‪88‬ق املكاس ‪88‬ب املادي ‪88‬ة والوجاه ‪88‬ة‬
‫االجتماعي ‪88‬ة وإيص ‪88‬ال املن ‪88‬افع إلى الحاش ‪88‬ية واألق ‪88‬ارب بعي ‪88‬دا عن أي اعتب ‪88‬ارات أخالقي ‪88‬ة‪ ،‬وتنفي ‪88‬ذا لقناع ‪88‬ة‬
‫‪6‬‬
‫قائمة على أساس أن هذا املنصب الرفيع هو مؤقت وزائل ال يستمر لفترة طويلة‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬صور الفساد املالي واإلداري في الجزائر‪ :‬لقد برزت صورتين للفس‪88‬اد املالي واإلداري بش‪88‬كل ملفت‬
‫للنظر في الجزائر‪:‬‬
‫األولى‪ :‬اخ‪88‬ذ مب‪88‬الغ من الراغ‪88‬بين في التع‪88‬يين في الوظ‪88‬ائف العام‪88‬ة وه‪88‬و خل‪88‬ل أخالقي ق‪88‬انوني وت‪88‬أتي من تع‪88‬دد‬
‫الجهات التي لها السلطة في التعيين الوزير واملدير العام واألحزاب السياسية‪.‬‬

‫امللتقى الوطني املوسوم بـ‪ :‬الفساد االداري واملالي بين ضرورة الوقاية واملك ـافحة في القانون الجزائري‬ ‫‪5‬‬
‫بمعهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬قسم الحقوق – املركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف‪ -‬ميلة‪.‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬بركات احمد‬

‫الثانية‪ :‬لجان املش‪8‬تريات في دوائ‪8‬ر الدول‪8‬ة وهي من أس‪8‬وء ص‪8‬ور إه‪88‬دار املال الع‪8‬ام م‪8‬ع مالحظ‪8‬ة ان القواع‪8‬د‬
‫والتعليمات املعمول بها حاليا في تشكيل لجان املشتريات وبقية مسميات اللج‪88‬ان ال يمكن من خالله‪88‬ا غل‪88‬ق‬
‫مداخل ومخارج الفساد املوجود ‪.‬‬
‫ويظه‪8‬ر الفس‪8‬اد املالي واإلداري بص‪8‬ور متع‪8‬ددة يجمعه‪8‬ا عام‪8‬ل مش‪8‬ترك يتمث‪8‬ل في أنه‪8‬ا نت‪8‬اج الس‪8‬تغالل غ‪8‬ير‬
‫مش‪8‬روع للوظيف‪88‬ة العام‪8‬ة‪ ،‬وق‪88‬د أش‪8‬ارت االتفاقي‪88‬ة الدولي‪88‬ة ملكافح‪88‬ة الفس‪8‬اد لع‪88‬ام ‪ 2003‬ص‪8‬ور الفس‪8‬اد املالي‬
‫واإلداري بالصور التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬الرشوة‪ :‬وهي صورة واضحة للموظف ال‪8‬ذي يري‪8‬د اس‪8‬تغالل وظيفت‪8‬ه للحص‪8‬ول على من‪8‬افع مادي‪8‬ة‪ ،‬وهي‬
‫معروف ‪88‬ة ل ‪88‬دى كب ‪88‬ار وص ‪88‬غار املوظفين وق ‪88‬د أطلقت عليه ‪88‬ا تس ‪88‬ميات متنوع ‪88‬ة منه ‪88‬ا إكرامي ‪88‬ة أو مس ‪88‬اعدة أو‬
‫هدية‪ ،‬الغاية من ذل‪8‬ك تلطي‪8‬ف ش‪8‬كلها لكن هي في جوهره‪88‬ا رش‪8‬وة يحاس‪8‬ب عليه‪8‬ا الق‪8‬انون بوص‪8‬فها جريم‪8‬ة‪،‬‬
‫وقد تدفع الرشوة من صغار املوظفين الى كبيرهم للتغطية على تصرفاتهم غير القانونية‪.‬‬
‫‪ -2‬اختالس األم ـ ــوال العام ـ ــة‪ :‬وهي ص‪88 8 8‬ورة من ص‪88 8 8‬ور ج‪88 8 8‬رائم الفس‪88 8 8‬اد املالي واإلداري وله‪88 8 8‬ا انعكاس‪88 8 8‬ات‬
‫اقتص ‪88‬ادية خط ‪88‬يرة تتمث ‪88‬ل في كونه ‪88‬ا تبدي ‪88‬دا ألم ‪88‬وال وممتلكات املجتم ‪88‬ع وتعت ‪88‬بر ض ‪88‬ربا من ض ‪88‬روب خيان ‪88‬ة‬
‫‪7‬‬
‫األمانة للموظف الذي عهدت اليه األموال العامة بحكم توليه الوظيفة العامة‪.‬‬
‫‪ -3‬االتجـار بـالنفوذ‪ :‬أش‪88‬ارت االتفاقي‪88‬ة الدولي‪88‬ة ملكافح‪88‬ة الفس‪88‬اد لع‪88‬ام ‪ 2003‬الى ص‪88‬ورة ثالث‪88‬ة للفس‪88‬اد املالي‬
‫واإلداري وهي جريم‪88 8‬ة االتج‪88 8‬ار ب‪88 8‬النفوذ وتتمث‪88 8‬ل في قي‪88 8‬ام املوظ‪88 8‬ف أو أي شخص آخ‪88 8‬ر باس‪88 8‬تغالل نف‪88 8‬وذه‬
‫الفعلي املفترض للحصول على مزية غير مستحقة ‪.‬‬
‫‪ -4‬إساءة استغالل الوظيفة‪ :‬نصت املادة ‪ 19‬من االتفاقي‪8‬ة الدولي‪8‬ة ملكافح‪8‬ة الفس‪8‬اد على ض‪8‬رورة اعتم‪8‬اد‬
‫كل دول ‪88‬ة ط ‪88‬رف في االتفاقي ‪88‬ة م ‪88‬ا يل ‪88‬زم من ت ‪88‬دابير تش ‪88‬ريعية وت ‪88‬دابير أخ ‪88‬رى لتج ‪88‬ريم املوظ ‪88‬ف ال ‪88‬ذي يتعم ‪88‬د‬
‫إس ‪88‬اءة اس ‪88‬تغالل وظيفت ‪88‬ه أو موقع ‪88‬ه وذل ‪88‬ك من خالل القي ‪88‬ام أو ع ‪88‬دم القي ‪88‬ام بفع ‪88‬ل لغ ‪88‬رض الحص ‪88‬ول على‬
‫‪8‬‬
‫مزية غير مستحقة لصالحه أو لصالح شخص آخر أو كيان آخر وهو ما يشكل اهانة للقوانين‪.‬‬
‫‪ -5‬اإلث ــراء غ ــير املش ــروع‪ :‬وهي ص ‪88‬ورة من ص ‪88‬ور الفس ‪88‬اد املالي واإلداري وفيه ‪88‬ا يس ‪88‬تغل املوظ ‪88‬ف الثغ ‪88‬رات‬
‫املوج‪88‬ودة ب‪88‬القوانين أو التعليم‪88‬ات أو املراس‪88‬يم أو األنظم‪88‬ة لينف‪88‬ذ من خالله‪88‬ا م‪88‬ا يع‪88‬ود علي‪88‬ه ب‪88‬النفع الكث‪88‬ير‬
‫ف‪88‬تزداد أموال‪88‬ه وأص‪88‬وله بش‪88‬كل ال يتناس‪88‬ب م‪88‬ع مدخالت‪88‬ه الحقيقي‪88‬ة‪ ،‬ل‪88‬ذا نص‪88‬ت االتفاقي‪88‬ة الدولي‪88‬ة ملكافح‪88‬ة‬
‫الفس ‪88‬اد على ض ‪88‬رورة محارب ‪88‬ة ال ‪88‬ثراء غ ‪88‬ير املش ‪88‬روع من خالل توجي‪88 8‬ه ال ‪88‬دول باتخ‪88 8‬اذ م ‪88‬ا يل ‪88‬زم من ت ‪88‬دابير‬
‫تشريعية ودستورية لتجريم اإلثراء غير املشروع‪.‬‬
‫‪ -6‬إخف ــاء األم ــوال املحص ــلة من ج ــرائم الفس ــاد‪ :‬ان إخف ‪88‬اء األم ‪88‬وال املحص ‪88‬لة من ج ‪88‬رائم الفس ‪88‬اد املالي‬
‫واإلداري يش‪8‬كل بح‪8‬د ذات‪8‬ه جرم‪8‬ا وفس‪8‬ادا يجب املحاس‪8‬بة علي‪8‬ه الن الشخص ال‪8‬ذي أخفى تل‪8‬ك األم‪8‬وال م‪8‬ع‬
‫علمه بمصدرها يكون بذلك قد سهل للجاني االستفادة من تلك األموال وعرقلة سير العدالة في الكشف‬
‫عنها‪.‬‬

‫‪6‬‬ ‫امللتقى الوطني املوسوم بـ‪ :‬الفساد االداري واملالي بين ضرورة الوقاية واملك ـافحة في القانون الجزائري‬
‫بمعهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ‪ ،‬قسم الحقوق – املركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف‪ -‬ميلة‬
‫استراتيجية مواجهة الفساد املالي واإلداري للنهوض بالتنمية االقتصادية‬ ‫عنوان املداخلة‬

‫‪ -7‬غس ــيل األم ــوال املتحص ــلة من ج ــرائم الفس ــاد‪ :‬ان غس ‪88‬يل أو تبييض األم ‪88‬وال املتحص ‪88‬لة من ج ‪88‬رائم‬
‫الفس‪88‬اد تمث‪88‬ل ص‪88‬ورة من ص‪88‬ور الفس‪88‬اد الخط‪88‬رة ج‪88‬دا ألنه‪88‬ا تض‪88‬من للج‪88‬اني اس‪88‬تمرارية االس‪88‬تفادة من تل‪88‬ك‬
‫األموال دون الخوف من املسائلة القانونية ألنها ستظهر بصورة األموال املشروعة ‪.‬‬
‫‪ -8‬عرقلـ ــة سـ ــير العدالـ ــة‪ :‬وهي ص‪88 8‬ورة أخ‪88 8‬رى من ص‪88 8‬ور الفس‪88 8‬اد املالي واإلداري ال‪88 8‬تي تض‪88 8‬منتها االتفاقي‪88 8‬ة‬
‫الدولي ‪88‬ة ملكافح ‪88‬ة الفس ‪88‬اد وتتمث ‪88‬ل بتهدي ‪88‬د الش ‪88‬هود واملوظفين املن ‪88‬وط بهم تنفي ‪88‬ذ الق ‪88‬انون وذل ‪88‬ك من خالل‬
‫العنف أو التهديد أو الترهيب‪.‬‬
‫‪ -9‬االحتيال والنصب‪ :‬وتع‪8‬ني القي‪8‬ام باألفع‪8‬ال االحتيالي‪8‬ة ال‪8‬تي تنطلي على اآلخ‪8‬رين بممارس‪8‬ة عم‪8‬ل وظيفي‬
‫هام ليستغل به اآلخرين ويعمل على ابتزازهم‪.‬‬
‫‪ -10‬املحابــاة واملحســوبية‪ :‬وتتمث‪88‬ل ه‪88‬ذه الظ‪88‬اهرة برعاي‪88‬ة األق‪88‬ارب واملع‪88‬ارف وتفض‪88‬يلهم في مج‪88‬ال التع‪88‬يين‬
‫‪9‬‬
‫أو إبرام العقود وهذا يمثل نوعا خطيرا للفساد ألنه يعني إعطاء حق ملن ال يستحقه‪.‬‬

‫املحور الثاني‪ :‬اآلثار السياسية واالقتصادية واالجتماعية للفساد املالي واإلداري في الجزائر‪:‬‬
‫يع‪8‬د الفس‪8‬اد اإلداري إح‪8‬دى القض‪8‬ايا الش‪8‬ائكة في أي مجتم‪8‬ع من املجتمع‪8‬ات‪ ،‬ولق‪8‬د وعت املجتمع‪8‬ات الى‬
‫خط‪88‬ورة ه‪88‬ذه املش‪88‬كلة وسنت األنظم‪88‬ة والق‪88‬وانين من أج‪88‬ل مكافحته‪88‬ا‪ ،‬حيث ت‪88‬ؤثر ه‪88‬ذه املش‪88‬كلة في ح‪88‬دوث‬
‫الكث‪88 8‬ير من اآلث‪88 8‬ار الس‪88 8‬لبية كش‪88 8‬يوع البطال‪88 8‬ة في املجتمع‪88 8‬ات‪ ،‬وزي‪88 8‬ادة عملي‪88 8‬ات التضخم‪ ،‬وظه‪88 8‬ور عملي‪88 8‬ات‬
‫االحتكار‪ ،‬وزي‪88‬ادة مس‪88‬تويات الفق‪88‬ر في املجتمع‪88‬ات‪ ،‬ل‪88‬ذلك تس‪88‬عى الحكوم‪88‬ات الى مكافح‪88‬ة الفس‪88‬اد باس‪88‬تخدام‬
‫العدي‪88 8‬د من األس‪88 8‬اليب عن طري‪88 8‬ق الرقاب‪88 8‬ة على األجه‪88 8‬زة الحكومي‪88 8‬ة‪ ،‬وعلى الع‪88 8‬املين وعلى ت‪88 8‬دعيم مب‪88 8‬ادئ‬
‫الشفافية في اإلدارة والقضاء على املحسوبية واملحاباة في العمل‪.‬‬
‫أوال‪ :‬نظـ ــرة أوليـ ــة في الفسـ ــاد املالي واإلداري في الجزائـ ــر‪ :‬تش‪88 8‬ير الكث‪88 8‬ير من اإلحص‪88 8‬ائيات الص‪88 8‬ادرة عن‬
‫املنظمات العاملية املعنية بشؤون النزاه‪88‬ة ومكافح‪8‬ة الفس‪8‬اد املالي واإلداري الى ان الجزائ‪8‬ر تحت‪8‬ل الص‪8‬دارة‬
‫بنسبة الفساد بين دول العالم بقوة واقتدار وإصرار ولعدة سنوات متتالية على ال‪8‬رغم من وج‪88‬ود الكث‪88‬ير‬
‫من ال‪88‬دوائر الرقابي‪88‬ة كهيئ‪88‬ة النزاه‪88‬ة ودي‪88‬وان الرقاب‪88‬ة املالي‪88‬ة ومكاتب املفتش‪88‬ين العموم‪88‬يين ودوائ‪88‬ر الرقاب‪88‬ة‬
‫الداخلي‪88 8‬ة في ال‪88 8‬وزارات ال‪88 8‬تي يف‪88 8‬ترض ان تعم‪88 8‬ل جميعه‪88 8‬ا على مراقب‪88 8‬ة األداء الحكومي في املج‪88 8‬االت املالي‪88 8‬ة‬
‫واإلدارية‪.‬‬
‫تحت ‪88 8‬ل الجزائ ‪88 8‬ر ه ‪88 8‬ذه املراك ‪88 8‬ز املتقدم ‪88 8‬ة في مج ‪88 8‬ال انتش ‪88 8‬ار الفس ‪88 8‬اد على ال ‪88 8‬رغم من ان م ‪88 8‬ا يتم تناول ‪88 8‬ه‬
‫بالت‪88‬دقيق والتحقي‪88‬ق من قب‪88‬ل هيئ‪88‬ة النزاه‪88‬ة ال يص‪88‬ل في أحس‪88‬ن األح‪88‬وال ول‪88‬دى أك‪88‬ثر املتف‪88‬ائلين الى نس‪88‬بة (‬
‫‪ )%5‬من ح ‪88‬االت الفس ‪88‬اد املالي واإلداري واملنهي املوج ‪88‬ود فعال في دوائ ‪88‬ر الدول ‪88‬ة‪ ،‬ول ‪88‬و تم التبلي ‪88‬غ واإلعالن‬
‫عن غالبية حاالت الفساد فان موقع الجزائر يقفز الى األعلى في سلم انتشار الفس‪8‬اد وبف‪8‬ارق شاس‪8‬ع ج‪8‬دا‬
‫‪10‬‬
‫عن غيره من الدول‪.‬‬
‫امللتقى الوطني املوسوم بـ‪ :‬الفساد االداري واملالي بين ضرورة الوقاية واملك ـافحة في القانون الجزائري‬ ‫‪7‬‬
‫بمعهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬قسم الحقوق – املركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف‪ -‬ميلة‪.‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬بركات احمد‬

‫لق‪88 8 8‬د كان لنظ‪88 8 8‬ام التوافقي‪88 8 8‬ة املتب‪88 8 8‬ع في نظ‪88 8 8‬ام حكم الجزائ‪88 8 8‬ر ال‪88 8 8‬دور الرئيسي في انتش‪88 8 8‬ار الفس‪88 8 8‬اد املالي‬
‫واإلداري فض ‪88 8‬عف مجلس الن ‪88 8‬واب بسبب املس ‪88 8‬اومات املتبع ‪88 8‬ة في عالق ‪88 8‬ات الكت ‪88 8‬ل البرملاني ‪88 8‬ة ال ‪88 8‬تي تجعله ‪88 8‬ا‬
‫متفاهم‪88‬ة اتفاق‪88‬ا أو ض‪8‬منا على ع‪8‬دم محاس‪8‬بة املفس‪8‬دين من أي ط‪8‬رف ألن‪8‬ه يع‪88‬رض املفس‪8‬دين من األط‪8‬راف‬
‫األخ ‪88‬رى للمس ‪88‬اءلة أيض ‪88‬ا وك ‪88‬ذلك الحماي ‪88‬ة ال ‪88‬تي توفره ‪88‬ا األح ‪88‬زاب الحاكم ‪88‬ة للمفس ‪88‬دين املنتمين إليه ‪88‬ا ق ‪88‬د‬
‫س ‪88 8‬اعد – إض ‪88 8‬افة الى عوام ‪88 8‬ل أخ ‪88 8‬رى – على ش ‪88 8‬يوع ثقاف ‪88 8‬ة ارتكاب الفس ‪88 8‬اد ومحارب ‪88 8‬ة النزاه ‪88 8‬ة وال ‪88 8‬نزيهين‬
‫واملخلص‪88‬ين وممارس‪88‬ة ه‪88‬ذه الثقاف‪88‬ة في واق‪88‬ع العم‪88‬ل ال‪88‬وظيفي في دوائ‪88‬ر الدول‪88‬ة العراقي‪88‬ة وبش‪88‬كل كب‪88‬ير ج‪88‬دا‬
‫ط‪8‬وال وعرض‪8‬ا من دون رادع ق‪88‬انوني وال رق‪88‬ابي فنهب املال الع‪88‬ام وانتش‪8‬ر الفس‪8‬اد بص‪88‬ور متع‪88‬ددة كالس‪8‬رقة‬
‫والرش ‪88‬اوى واالحتي ‪88‬ال واالختالس واله ‪88‬در ومن خالل املش ‪88‬تريات والعق ‪88‬ود الوهمي ‪88‬ة أو غ ‪88‬ير الس ‪88‬ليمة ولم‬
‫يج ‪88 8 8‬د املفس‪88 8 8‬دون من ي‪88 8 8‬ردعهم فص ‪88 8 8‬اروا مث ‪88 8 8‬اال يحت ‪88 8 8‬ذى من قب ‪88 8 8‬ل الكث ‪88 8 8‬ير من املوظفين األدنى منص ‪88 8 8‬با أو‬
‫مسؤولية حتى تحولت الجزائر الى بؤرة للفساد املالي واإلداري تتربع على عرش الفساد العالمي‪.‬‬
‫يع‪8‬د الفس‪8‬اد اإلداري من املوض‪8‬وعات املهم‪8‬ة ملا ل‪8‬ه من ج‪8‬ذور تاريخي‪8‬ة انتش‪8‬رت في مجتمعاتن‪8‬ا الحاض‪8‬رة‬
‫س ‪88 8‬واء النامي ‪88 8‬ة منه ‪88 8‬ا واملتقدم ‪88 8‬ة وش ‪88 8‬اع في كل النظم السياس ‪88 8‬ية ويمث ‪88 8‬ل الفس ‪88 8‬اد بالس ‪88 8‬لوك غ ‪88 8‬ير الق ‪88 8‬انوني‬
‫للمسؤول كاستغالل الصالحيات والنفوذ واالبتزاز في خدمة املصالح الشخصية‪.‬‬
‫ثاني ــا‪ :‬أس ــباب ش ــيوع الفس ــاد املالي واإلداري في الجزائ ــر‪ :‬إذا بحثن ‪88‬ا عن أهم أس ‪88‬باب ان ‪88‬زالق الجزائ ‪88‬ر الى‬
‫هاوية الفساد املالي واإلداري يمكن إجمالها وإيجازها بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬انحالل البن‪88‬اء القيمي وض‪88‬عف الض‪88‬وابط األخالقي‪88‬ة في مؤسس‪88‬ات الدول‪88‬ة واملجتم‪88‬ع عموم‪88‬ا مم‪88‬ا ي‪88‬ؤدي الى‬
‫تغليب املصلحة الفردية على املصلحة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬الظ‪88‬روف السياس‪88‬ية االقتص‪88‬ادية واالجتماعي‪88‬ة الص‪88‬عبة ال‪88‬تي ت‪88‬رجح توج‪88‬ه الن‪88‬اس الى اإلف‪88‬راط في الفردي‪88‬ة‬
‫مع تنامي سطوة التأثير املادي على املجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬غي ‪88‬اب املس ‪88‬اءلة بكل أو معظم ص ‪88‬ورها‪ ،‬وه ‪88‬و إم ‪88‬ا غي ‪88‬ابي ق ‪88‬انوني أي ان املنظوم ‪88‬ة القانوني ‪88‬ة ال تتض ‪88‬من‬
‫تنظيم ‪88‬ا آللي ‪88‬ات املس ‪88‬اءلة فال وج ‪88‬ود لرقاب ‪88‬ة دس ‪88‬تورية أو مس ‪88‬اءلة برملاني ‪88‬ة وال وج ‪88‬ود ملؤسس ‪88‬ات للرقاب ‪88‬ة‬
‫الداخلية وقد تكون املساءلة منظمة قانونا ولها وجود في املنظوم‪8‬ة القانوني‪8‬ة ولكنه‪8‬ا غ‪8‬ير فاعل‪8‬ة وال ت‪8‬ؤدي‬
‫دورها املرجو منها فوجودها كعدمها ‪.‬‬
‫‪ -‬اخ‪88‬تزال مفه‪88‬وم النزاه‪88‬ة والص‪88‬الح واالس‪88‬تقامة ل‪88‬دى األنظم‪88‬ة الدكتاتوري‪88‬ة والقمعي‪88‬ة في ال‪88‬والء للنظ‪88‬ام أو‬
‫الحزب بدال من القيم املبدئية وقيم املجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬اختالل م‪8‬وازين توزيع ال‪8‬ثروة على أف‪8‬راد املجتم‪8‬ع‪ ،‬وغلب‪8‬ة الش‪8‬عور ب‪8‬الغبن ل‪8‬دى غالبي‪8‬ة أف‪8‬راد املجتم‪8‬ع مم‪8‬ا‬
‫ي‪88‬دفع ببعض‪88‬هم الى ابت‪88‬داع وس‪88‬ائل ال‪88‬تربح واالرتش‪88‬اء واختالس األم‪88‬وال العام‪88‬ة كمحاول‪88‬ة فردي‪88‬ة أو منظم‪88‬ة‬
‫غير مشروعة إلعادة التوازن املفقود ‪.‬‬
‫‪ -‬ع ‪88 8‬دم كف ‪88 8‬اءة ونزاه ‪88 8‬ة القي ‪88 8‬ادات اإلداري ‪88 8‬ة وكب ‪88 8‬ار املس ‪88 8‬ؤولين من وزراء ووكالئهم وم ‪88 8‬دراء ع ‪88 8‬امين الن‬
‫اختي ‪88 8 8‬ارهم يتم على أس ‪88 8 8‬اس التزكي ‪88 8 8‬ة أو ال ‪88 8 8‬والء للح ‪88 8 8‬زب أو الكتل ‪88 8 8‬ة أو على أس ‪88 8 8‬اس القراب ‪88 8 8‬ة والص ‪88 8 8‬داقة‬

‫‪8‬‬ ‫امللتقى الوطني املوسوم بـ‪ :‬الفساد االداري واملالي بين ضرورة الوقاية واملك ـافحة في القانون الجزائري‬
‫بمعهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ‪ ،‬قسم الحقوق – املركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف‪ -‬ميلة‬
‫استراتيجية مواجهة الفساد املالي واإلداري للنهوض بالتنمية االقتصادية‬ ‫عنوان املداخلة‬

‫واملحس‪88‬وبية دون مراع‪88‬اة ملب‪88‬دأ التق‪88‬ييم العلمي املب‪88‬ني على الكف‪88‬اءة والخ‪88‬برة والنزاه‪88‬ة‪ ،‬وأحيان‪88‬ا تص‪88‬ل الح‪88‬ال‬
‫في مثل تلك املناصب الى بيعها على الراغبين بما يتناسب مع ما يتصور استزاره منها تأتيه من موارد مالية‬
‫‪11‬‬
‫نتيجة املمارسات غير املشروعة‪.‬‬
‫‪ -‬انعدام الشفافية في مؤسسات القطاع العام ومفاصل القطاع الخاص‪ ،‬والعمل بس‪8‬رية ومن‪8‬ع املعلوم‪8‬ات‬
‫واإلحصائيات من التسرب الى الجمهور أو اإلعالم أو مؤسسات املجتمع املدني ‪.‬‬
‫‪ -‬ال‪88‬رواتب غ‪88‬ير املجزي‪88‬ة ملوظفي القط‪88‬اع الع‪88‬ام مم‪88‬ا يلجئهم الى البحث عن مص‪88‬ادر أخ‪88‬رى لل‪88‬دخل‪ ،‬ف‪88‬إن لم‬
‫يج‪88‬دوا مص‪88‬ادر مش‪88‬روعة‪ ،‬اض‪88‬طروا الى التوس‪88‬ل باملص‪88‬ادر غ‪88‬ير املش‪88‬روعة س‪88‬واء أكان محل‪88‬ه املال الع‪88‬ام أو‬
‫‪12‬‬
‫أموال املواطنين‪.‬‬
‫ي ‪88‬ؤدي الفس ‪88‬اد املالي واإلداري إذا م ‪88‬ا انتش ‪88‬ر في مجتم ‪88‬ع م ‪88‬ا إلى انخف ‪88‬اض مع ‪88‬دالت النم ‪88‬و االقتص ‪88‬ادي‪،‬‬
‫وتراج‪88 8‬ع مس‪88 8‬تويات التنمي‪88 8‬ة االقتص‪88 8‬ادية‪ ،‬ك‪88 8‬ذلك يعم‪88 8‬ل الفس‪88 8‬اد على إض‪88 8‬عاف الدول‪88 8‬ة خارجي‪88 8‬ا وافتق‪88 8‬ار‬
‫العقالني ‪88‬ة للمس ‪88‬ؤولين الحكوم ‪88‬يين الفاس ‪88‬دين في اتخ ‪88‬اذهم للق ‪88‬رارات السياس ‪88‬ية مم ‪88‬ا ي ‪88‬ؤول إلى زي ‪88‬ادة ح ‪88‬دة‬
‫الفقر وتفاقم التفاوت الطبقي وعدم االستقرار السياسي واالقتصادي واالجتماعي‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬اآلثار السياسية للفساد اإلداري واملالي‪ :‬تتجلى اآلثار السياسية للفساد اإلداري واملالي بما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬ع ــدم االس ــتقرار السياسي‪ :‬عن ‪88‬دما يش ‪88‬يع الفس ‪88‬اد في ال ‪88‬دول املرتبط ‪88‬ة بمعاه ‪88‬دات أو ق ‪88‬روض خارجي ‪88‬ة‬
‫فهي تكون ملزمة بشروط جزائي‪8‬ة إذا م‪8‬ا أخلت به‪8‬ا ي‪8‬ترتب عليه‪8‬ا نت‪8‬ائج وخيم‪8‬ة منه‪8‬ا فق‪8‬دان الدول‪8‬ة لس‪8‬يادتها‬
‫من خالل تحكم وت ‪88‬دخل تل ‪88‬ك املؤسس ‪88‬ات أو ال ‪88‬دول املقرض ‪88‬ة بس ‪88‬يادة تل ‪88‬ك الدول ‪88‬ة فاملفس ‪88‬دون يوجه ‪88‬ون‬
‫الق‪88 8‬روض إلى مش‪88 8‬اريع ال تمت بالص‪88 8‬لة إلى التنمي‪88 8‬ة والتط‪88 8‬ور أو ق‪88 8‬د توج‪88 8‬ه إلى حس‪88 8‬ابات خاص‪88 8‬ة ألعض‪88 8‬اء‬
‫النخب السياس ‪88‬ية وتش ‪88‬ير اإلحص ‪88‬اءات إلى أن ال ‪88‬دول النامي ‪88‬ة توج ‪88‬ه (‪ )%25‬من الق ‪88‬روض للتس ‪88‬ليح فق ‪88‬ط‪،‬‬
‫مم‪88‬ا ي‪88‬ؤدي إلى خس‪88‬ارة كب‪88‬يرة لألم‪88‬وال املقرض‪88‬ة ومن ثم إمالء املؤسس‪88‬ات وال‪88‬دول املقرض‪88‬ة ش‪88‬روطها على‬
‫ال ‪88‬دول املقترض ‪88‬ة تحس ‪88‬با ألي تس ‪88‬رب له ‪88‬ذه األم ‪88‬وال‪ ،‬وأدى ذل ‪88‬ك إلى تع ‪88‬الي األص ‪88‬وات املن ‪88‬ادي باإلص ‪88‬الحات‬
‫‪13‬‬
‫الهيكلية التي تهدف إلى تقليل دور الدولة وإسقاط ثقل هذه اإلصالحات على كاهل املواطن‪.‬‬
‫‪ -2‬التـ ــأثير على ص ـ ــانع القـ ــرار السياسي‪ :‬ي ‪88 8‬ؤدي الفس ‪88 8‬اد إلى افتق ‪88 8‬ار العقالني ‪88 8‬ة للمس ‪88 8‬ؤولين الحكوم ‪88 8‬يين‬
‫الفاس ‪88‬دين في اتخ ‪88‬اذهم للق ‪88‬رارات السياس ‪88‬ية ال ‪88‬تي ت ‪88‬ؤثر في مص ‪88‬ير ال ‪88‬وطن‪ ،‬وه ‪88‬ذا ن ‪88‬اجم عن ترك ‪88‬ز الس ‪88‬لطة‬
‫لدى قمة جهاز الدولة وغياب حكم القانون مما ي‪8‬ؤدي إلى اتخ‪8‬اذ الق‪8‬رارات السياس‪8‬ية الخط‪8‬يرة من ج‪8‬انب‬
‫رئيس الدول‪88 8‬ة من دون تش‪88 8‬اور أو االس‪88 8‬تفادة من أجه‪88 8‬زة ومراك‪88 8‬ز البحث ال‪88 8‬تي يمكن أن تق‪88 8‬دم معلوم‪88 8‬ات‬
‫مفص‪88‬لة عن الواق‪88‬ع ال‪8‬ذي تواجه‪88‬ه الدول‪8‬ة في مج‪88‬ال مح‪88‬دد‪ ،‬وعن ب‪8‬دائل ص‪8‬نع الق‪88‬رار‪ ،‬وعن تكلف‪88‬ة كل منه‪88‬ا‪،‬‬
‫وعن النت ‪88‬ائج املترتب ‪88‬ة على أي منه ‪88‬ا مم ‪88‬ا ق ‪88‬د يكل ‪88‬ف الدول ‪88‬ة عقوب ‪88‬ات دولي ‪88‬ة‪ ،‬وس ‪88‬معة دولي ‪88‬ة سيئة‪ ،‬أو دف ‪88‬ع‬
‫تعويض‪88‬ات مادي‪88‬ة يكون الش‪88‬عب ب‪88‬أمس الحاج‪88‬ة له‪88‬ا مث‪88‬ال على ذل‪88‬ك ق‪88‬رارات النظ‪88‬ام الس‪88‬ابق ال‪88‬تي دف‪88‬ع ثمنه‪88‬ا‬
‫الشعب الجزائري وقرارات الحكومات املتعاقبة‪.‬‬
‫‪ -3‬االنكش ــاف أم ــام الق ــوى الخارجي ــة‪ :‬يعم ‪88‬ل الفس ‪88‬اد على إض ‪88‬عاف الدول ‪88‬ة ويجعله ‪88‬ا أك ‪88‬ثر انكش ‪88‬افا أم ‪88‬ام‬
‫الق‪88‬وى الخارجي‪88‬ة‪ ،‬فه‪88‬و يقل‪88‬ل من ق‪88‬درتها التس‪88‬اومية م‪88‬ع الش‪88‬ركات الدولي‪88‬ة وخاص‪88‬ة املتع‪88‬ددة الجنس‪88‬يات‪،‬‬
‫امللتقى الوطني املوسوم بـ‪ :‬الفساد االداري واملالي بين ضرورة الوقاية واملك ـافحة في القانون الجزائري‬ ‫‪9‬‬
‫بمعهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬قسم الحقوق – املركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف‪ -‬ميلة‪.‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬بركات احمد‬

‫ويفتح الباب أمام تمرير هذه الشركات لعقود غير متوازن‪8‬ة م‪8‬ع كب‪8‬ار املس‪8‬ؤولين في ه‪88‬ذه الدول‪8‬ة مم‪8‬ا يح‪8‬رم‬
‫الدولة من التأييد في املحافل الدولية‪ ،‬فليس من مصلحة دولة أخ‪8‬رى أن تقيم معه‪8‬ا عالق‪8‬ات تكون بعي‪8‬دة‬
‫‪14‬‬
‫األمد ‪ ،‬لعدم استقرار نظام الحكم فيها‪ ،‬وصعوبة التنبؤ بقرارات حكامها‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬اآلثار االقتصادية للفساد املالي واإلداري‪ :‬إن أهم اآلثار االقتصادية للفساد املالي واإلداري هي‪:‬‬
‫‪ -1‬تخفيض معـدالت االستثمار‪ :‬تش‪8‬ير الكث‪88‬ير من الدراس‪8‬ات النظري‪8‬ة والتطبيقي‪88‬ة إلى أن للفس‪8‬اد اإلداري‬
‫ت‪88 8‬أثيرات س‪88 8‬لبية على النم ‪88 8‬و االقتص ‪88 8‬ادي من خالل خفض ‪88 8‬ه ملع ‪88 8‬دالت االستثمار األجن ‪88 8‬بي واملحلي على ح ‪88 8‬د‬
‫س ‪88‬واء‪ ،‬فاملستثمر يتجنب البيئ ‪88‬ة ال ‪88‬تي يش ‪88‬يع فيه ‪88‬ا الفس ‪88‬اد ألن ‪88‬ه يض ‪88‬طر على سبيل املث ‪88‬ال ل ‪88‬دفع الرش ‪88‬اوى‬
‫املادية والعينية التي تمثل للكثير من املستثمرين ضرائب تزيد من تكاليف تنفيذ األعمال مما ي‪88‬دفعهم إلى‬
‫تقلي‪88 8‬ل االستثمار في هك‪88 8‬ذا بيئ‪88 8‬ة‪ ،‬ومن ثم ينخفض الطلب الكلي ال‪88 8‬ذي يعم‪88 8‬ل ب‪88 8‬دوره على تخفيض مع‪88 8‬دل‬
‫النمو االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -2‬تفــاقم وعجــز املوازنــة العامــة‪ :‬يعم‪88‬ل الفس‪88‬اد على تقلي‪88‬ل اإلي‪88‬رادات العام‪88‬ة ويزي‪88‬د من النفق‪88‬ات العام‪88‬ة‬
‫وذل‪88‬ك من خالل الته‪88‬رب الض‪88‬ريبي‪ ،‬أو محاول‪88‬ة الحص‪88‬ول على إعف‪88‬اءات ض‪88‬ريبية غ‪88‬ير مش‪88‬روعة‪ ،‬كم‪88‬ا يزي‪88‬د‬
‫ًا‬
‫من تكلف‪88‬ة بن‪88‬اء وتش‪88‬غيل املش‪88‬روعات العام‪88‬ة‪ ،‬مم‪88‬ا ي‪88‬ؤثر س‪88‬لب على املوازن‪88‬ة العام‪88‬ة للدول‪88‬ة حيث ال تس‪88‬تطيع‬
‫الحكوم‪88 8‬ة القي‪88 8‬ام بممارس‪88 8‬ة السياس‪88 8‬ات املالي‪88 8‬ة الس‪88 8‬ليمة وت‪88 8‬زداد ح‪88 8‬دة مش‪88 8‬كلة العج‪88 8‬ز إذا م‪88 8‬ا تم تمويل‪88 8‬ه‬
‫بواس ‪88 8‬طة الجه ‪88 8‬از املص ‪88 8‬رفي إذ يول ‪88 8‬د مع ‪88 8‬ه تضخما وع ‪88 8‬دم اس ‪88 8‬تقرار اقتص ‪88 8‬ادي األم ‪88 8‬ر ال ‪88 8‬ذي يعي ‪88 8‬ق النم ‪88 8‬و‬
‫‪15‬‬
‫االقتصادي‪.‬‬

‫‪ - 1‬رحيم العكيلي‪ ،‬الجمعية اللبنانية لتعزيز الشفافية‪ ،‬ال فساد‪ ،‬مطابع تريفو يرس لبنان‪ ،‬ط‪.2015 ،2‬‬
‫‪ - 2‬علي سكر عبود‪ ،‬تحليل صور وأسباب الفساد املالي واإلداري‪ ،‬مجلة القادسية للعلوم اإلدارية واالقتصادية املجلد ‪ 12‬العدد ‪ 1‬لسنة‬
‫‪..2010‬‬
‫‪ - 3‬زاهر غدوان علي‪ ،‬أحمد خضر‪ ،‬الحوكمة املؤسساتية ودورها في الحد من الفساد املالي واإلداري في املصارف‪ ،‬دراسة لآلراء عينة من‬
‫موظفي املصارف الخاصة في سورية‪ ،‬مجلة جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية‪ ،‬سلسلة العلوم االقتصادية والقانونية‪ ،‬املجلد‬
‫‪ ،36‬العدد‪ ،2014 ،04‬ص‪.76 :‬‬
‫‪ - 4‬خالد الشعراوي‪ ،‬اإلطار التشريعي ملكافحة الفساد‪ ،‬دراسة مقارنة لبعض الدول العربية‪ ،‬مركز املعلومات‪ ،‬مصر‪ ،2011 ،‬ص‪.28‬‬
‫‪ - 5‬خالد الشعراوي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.27‬‬
‫‪ - 6‬علي سكر عبود‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬
‫‪ - 7‬دنون يونس‪ ،‬تأثير الفساد على األداء االقتصادي للحكومة‪ ،‬مجلة تنمية الرافدين‪ ،‬العدد ‪ ،101‬املجلد ‪ ،32‬كلية اإلدارة واالقتصاد‪،‬‬
‫جامعة املوصل‪ ،‬العراق‪2010 ،‬‬
‫‪ - 8‬عصام عبد الفتاح مطر‪ ،‬الفساد اإلداري‪ ،‬دار الجامعية الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2011 ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪ - 9‬عبد العال الديري‪ ،‬محمد صادق إسماعيل ‪ ،‬جرائم الفساد بين آليات املكافحة الوطنية والدولية ‪ -‬ط‪ - 1‬املركز القومي لإلصدارات‬
‫القانونية‪ ،2012 ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪ - 10‬ولد سرحان سعيد‪ ،‬النماذج اإلجرامية للفساد املالي واإلداري في الجزائر‪ ،‬الدار العربية للعلوم ناشرون‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪،2016 ،1‬ص‪.52‬‬
‫‪ - 11‬ولد سرحان سعيد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫‪ - 12‬ولد سرحان سعيد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫‪ - 13‬عبد العال الديري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص‪.48‬‬
‫‪ - 14‬خالد الشعراوي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.33‬‬
‫‪10‬‬ ‫امللتقى الوطني املوسوم بـ‪ :‬الفساد االداري واملالي بين ضرورة الوقاية واملك ـافحة في القانون الجزائري‬
‫بمعهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ‪ ،‬قسم الحقوق – املركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف‪ -‬ميلة‬
‫استراتيجية مواجهة الفساد املالي واإلداري للنهوض بالتنمية االقتصادية‬ ‫عنوان املداخلة‬

‫‪ -3‬ض ــعف كف ــاءة املراف ــق العام ــة ونوعيته ــا‪ :‬يعم ‪88‬ل الفس ‪88‬اد على تقلي ‪88‬ل نوعي ‪88‬ة املراف ‪88‬ق العام ‪88‬ة وكفاءته ‪88‬ا‬
‫عندما يتم إرساء العط‪8‬اءات بص‪8‬ورة فاس‪8‬دة‪ ،‬ألن‪8‬ه س‪8‬يؤدي إلى منح عق‪8‬ود ق‪8‬ادرة على رف‪8‬ع الرش‪8‬اوى فيقل‪8‬ل‬
‫بذلك من نوعية وكفاءة الخدمات العامة وال يشجع املشروعات اإلنتاجية والتحويلية على االستفادة من‬
‫وفورات الحجم من هذه املشروعات والنمو االقتصادي الناجم عنها‪.‬‬
‫‪ -4‬تشــويه األســواق وســوء التخصــيص في املوارد‪ :‬يح‪88‬دث ذل‪88‬ك من خالل تخفيض ق‪88‬درة الحكوم‪88‬ة على‬
‫فرض الرقابة ونظم التفتيش لتصحيح فشل السوق‪ ،‬مما يفقد الحكوم‪8‬ة س‪8‬يطرتها الرقابي‪8‬ة على البن‪8‬وك‬
‫والتج‪88‬ارة الداخلي‪88‬ة واملستش‪88‬فيات والنق‪88‬ل واألس‪88‬واق املالي‪88‬ة‪ ...‬الخ مم‪88‬ا يش‪88‬وه الوظيف‪88‬ة األساس‪88‬ية للحكوم‪88‬ة‬
‫في تنفيذ العقود وضمان حماية حقوق امللكية‪ ،‬فضال عن توجيه الفساد لط‪88‬البي الوظ‪8‬ائف نح‪88‬و املج‪8‬االت‬
‫ال‪8‬تي تتيح له‪88‬ا فرص‪8‬ة تولي‪88‬د دخ‪88‬ل إض‪8‬افي عن طري‪8‬ق االرتش‪8‬اء كالجباي‪8‬ة الض‪88‬ريبية والرس‪8‬وم الجمركي‪88‬ة على‬
‫ال‪8‬رغم من انخف‪8‬اض أجوره‪8‬ا‪ ،‬كم‪8‬ا أن إج‪8‬راء التوظي‪8‬ف والترقي‪8‬ة في القط‪8‬اع الع‪8‬ام يخض‪8‬ع للمحس‪8‬وبية مم‪8‬ا‬
‫يخفض من نوعي ‪88‬ة اإلدارة ويزي ‪88‬د من الق ‪88‬رارات الخاطئ ‪88‬ة‪ ،‬األم ‪88‬ر ال ‪88‬ذي يقل ‪88‬ل من هم ‪88‬ة العناص ‪88‬ر البش ‪88‬رية‬
‫املؤهلة والكفأة ويشوه سوق العمل ويضعف كفاءة املوارد املخصصة للتنمية‪.‬‬
‫‪ -5‬زي ــادة ح ــدة الفق ــر وس ــوء توزيع ال ــدخل‪ :‬يح ‪88‬دث ذل ‪88‬ك من خالل اس ‪88‬تغالل أصحاب النف ‪88‬وذ ملواقعهم‬
‫املم‪88‬يزة في املجتم‪88‬ع والنظ‪88‬ام السياسي‪ ،‬مم‪88‬ا يتيح لهم االستئثار بالج‪88‬انب األك‪88‬بر من املن‪88‬افع االقتص‪88‬ادية ال‪88‬تي‬
‫يق‪88‬دمها النظ‪88‬ام‪ ،‬فض‪88‬ال عن ق‪88‬درتهم على مراكم‪88‬ة األص‪88‬ول بص‪88‬ورة مس‪88‬تمرة مم‪88‬ا ي‪88‬ؤدي إلى توس‪88‬يع الفج‪88‬وة‬
‫‪16‬‬
‫بين هذه النخبة وبقية أفراد املجتمع‪.‬‬
‫يمكن الق ‪88 8‬ول مم ‪88 8‬ا س ‪88 8‬بق إن للفس ‪88 8‬اد اإلداري آث ‪88 8‬ارا سياس ‪88 8‬ية واقتص ‪88 8‬ادية تتمث ‪88 8‬ل بفق ‪88 8‬دان االس ‪88 8‬تقرار‬
‫السياسي واالقتص‪88‬ادي ويع‪88‬ود ذل‪88‬ك بدرج‪88‬ة أو ب‪88‬أخرى إلى إخض‪88‬اع الق‪88‬رارات االقتص‪88‬ادية أله‪88‬واء القي‪88‬ادات‬
‫السياسية‪ ،‬كذلك فساد وضعف معظم األنظمة السياسية في وضع استراتيجية سياسية اقتصادية تأخ‪88‬ذ‬
‫بنظ‪88 8‬ر الحس‪88 8‬بان الت‪88 8‬دخالت الخارجي‪88 8‬ة املحتمل‪88 8‬ة في حال‪88 8‬ة ارتباطه‪88 8‬ا مثال بمعاه‪88 8‬دات أو ق‪88 8‬روض ت‪88 8‬ؤول إلى‬
‫االنتق ‪88‬اص من س ‪88‬يادتها فض ‪88‬ال عن انتش ‪88‬ار الفاس ‪88‬دين في املؤسس ‪88‬ات املدني ‪88‬ة والسياس ‪88‬ية لالفتق ‪88‬ار إلى نظم‬
‫الرقابة والتفتيش مما انعكس سلبا على البالد والطبقات الفقيرة في املجتمع‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬اآلثار االجتماعية للفساد املالي واإلداري‪ :‬إن أهم اآلثار االجتماعية للفساد املالي واإلداري هي‪:‬‬
‫‪ -1‬اثر الفساد املالي واإلداري في تدني التعليم‪ :‬تخص‪8‬ص اغلب ال‪8‬دول ميزاني‪8‬ات ضخمة للتعليم من اج‪8‬ل‬
‫بن ‪88 8‬اء الق ‪88 8‬درات البش ‪88 8‬رية ال ‪88 8‬تي تعت ‪88 8‬بر حج ‪88 8‬ر الزاوي ‪88 8‬ة في عملي ‪88 8‬ة التنمي ‪88 8‬ة البش ‪88 8‬رية ورف ‪88 8‬ع مس ‪88 8‬توى التعليم‬
‫والتحض‪88‬ر في املجتم‪88‬ع‪ ،‬غ‪88‬ير ان س‪88‬لوك الفس‪88‬اد اإلداري واملالي ب‪88‬دأ يمتص كث‪88‬يرا من أم‪88‬وال ه‪88‬ذه امليزاني‪88‬ات‬
‫ويح ‪88‬رف املتبقي منه ‪88‬ا عن أه ‪88‬دافها وبالت ‪88‬الي يس ‪88‬اهم في انح ‪88‬دار التعليم الى أدنى مس ‪88‬توياته‪ ،‬وق ‪88‬د ب ‪88‬دأ ذل ‪88‬ك‬
‫واضحا من ‪88‬ذ التغي ‪88‬ير السياسي (ل‪.‬م‪.‬د) حيث يعكس الواق ‪88‬ع العملي ع ‪88‬زوف الكث ‪88‬ير من املعلمين واملدرس ‪88‬ين‬

‫‪ - 15‬محمود شريف بسيوني‪ ،‬الجريمة املنظمة عبر الوطن‪،‬ط‪ 2‬دار الشروق القاهرة ‪ ،2012‬ص‪.64‬‬
‫‪ - 16‬محمود شريف بسيوني‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ /‬ص‪.65‬‬
‫امللتقى الوطني املوسوم بـ‪ :‬الفساد االداري واملالي بين ضرورة الوقاية واملك ـافحة في القانون الجزائري‬ ‫‪11‬‬
‫بمعهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬قسم الحقوق – املركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف‪ -‬ميلة‪.‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬بركات احمد‬

‫عن أداء واجب‪88 8‬اتهم التربوي‪88 8‬ة والتعليمي‪88 8‬ة في املدارس من اج‪88 8‬ل الض‪88 8‬غط على الطلب‪88 8‬ة ل‪88 8‬دفع الرش‪88 8‬اوى ع‪88 8‬بر‬
‫واجهة الدروس الخصوصية وبالتالي تدهور املستوى التعليمي بكافة مراحله‪.‬‬
‫وفي إط ‪88 8‬ار التعليم الج ‪88 8‬امعي ف ‪88 8‬ان تخص ‪88 8‬يص الدراس ‪88 8‬ات العلي ‪88 8‬ا واملنح الدراس ‪88 8‬ية على أس ‪88 8‬اس االنتم ‪88 8‬اء‬
‫الح ‪88‬زبي واملحس ‪88‬وبية أو مقاب ‪88‬ل رش ‪88‬اوى س ‪88‬اهم في استبعاد أصحاب الكف ‪88‬اءات الحقيقي ‪88‬ة ال ‪88‬ذين يمكن ان‬
‫يق‪88‬دموا انج‪88‬ازات علمي‪88‬ة حقيقي‪88‬ة للبل‪88‬د وإحالل م‪88‬واقعهم حمل‪88‬ة ش‪88‬هادات علي‪88‬ا ال يملكون ق‪88‬درات االبتكار‬
‫واالبداع‪ ،‬وعلى اثر ذلك أصبحت الجزائر بسبب الفساد املالي واإلداري خارج تصنيف التعليم العالمي‪.‬‬
‫‪ -2‬اثر الفساد املالي واإلداري في تدني املستوى الصـحي‪ :‬ته‪88‬دف عملي‪88‬ة التنمي‪88‬ة الى ض‪88‬مان حق‪88‬وق األف‪88‬راد‬
‫على الق‪88‬در الكافي من االهتم‪88‬ام والرعاي‪88‬ة الصحية إذ ان ه‪88‬ذا املؤش‪88‬ر يعت‪88‬بر معي‪88‬ارا من املع‪88‬ايير ال‪88‬تي تؤخ‪88‬ذ‬
‫بنظ ‪88‬ر االعتب ‪88‬ار عن ‪88‬د الحكم على م ‪88‬دى تق ‪88‬دم وتط ‪88‬ور ال ‪88‬دول‪ ،‬وفي الجزائ ‪88‬ر كانت الخ ‪88‬دمات الصحية ت ‪88‬وفر‬
‫لغالبي‪88‬ة الس‪88‬كان ب‪88‬أجور رمزي‪88‬ة في املؤسس‪88‬ات الحكومي‪88‬ة ح‪88‬تى ب‪88‬اتت الجزائ‪88‬ر خالي‪88‬ا بش‪88‬كل ت‪88‬ام من األم‪88‬راض‬
‫املستعصية التي تشكل مصدر قلق لكثير من الدول املتقدمة كاإليدز وغيرها‪.‬‬
‫لكن ه ‪88‬ذا الوض ‪88‬ع في املي ‪88‬دان الص ‪88‬حي ت ‪88‬دهور م ‪88‬ع بداي ‪88‬ة ع ‪88‬ام ‪ 2000‬حيث أن الفس ‪88‬اد املالي واإلداري في‬
‫القط‪88‬اع الص‪88‬حي س‪88‬اهم بش‪88‬كل كب‪88‬ير في ت‪88‬دهور مس‪88‬توى الخ‪88‬دمات الصحية في املستش‪88‬فيات الحكومي‪88‬ة ال‪88‬تي‬
‫تكاد تكون خالي ‪88 8‬ة من األدوي ‪88 8‬ة وان ت ‪88 8‬وفرت فإنه ‪88 8‬ا تتع ‪88 8‬رض للس ‪88 8‬رقة من قب ‪88 8‬ل الكادر ال ‪88 8‬وظيفي لتب ‪88 8‬اع الى‬
‫العيادات الخاص‪8‬ة بأس‪8‬عار مض‪8‬اعفة‪ ،‬ك‪8‬ذلك يتم استبدال األدوي‪8‬ة ذات الج‪8‬ودة العالي‪8‬ة ب‪8‬أخرى أق‪8‬ل ج‪8‬ودة‬
‫‪17‬‬
‫أو مغشوشة مما تسبب الكثير من حاالت الوفاة‪.‬‬
‫‪ -3‬أث ــر الفس ــاد املالي واإلداري في تعزي ــز التف ــاوت في ال ــدخول‪ :‬عمقت حال ‪88‬ة الفس ‪88‬اد املالي واإلداري من‬
‫التف‪88‬اوت في مس‪88‬تويات ال‪88‬دخول بين فئ‪88‬ات املجتم‪88‬ع‪ ،‬فق‪88‬د تح‪88‬ول املنص‪88‬ب ال‪88‬وظيفي الى ش‪88‬أن شخصي تخ‪88‬دم‬
‫مص ‪88‬لحة الف ‪88‬رد ( املوظ‪88‬ف) وخاص‪88‬ة بع ‪88‬د ع‪88‬ام ‪ 1999‬مم ‪88‬ا ع‪88‬زز من عملي ‪88‬ة التراب‪88‬ط بين املس‪88‬ؤولية وال‪88‬ثروة‬
‫حيث أص ‪88 8‬بحت غاي ‪88 8‬ة املس ‪88 8‬ؤولية ض ‪88 8‬مان مص ‪88 8‬الح القل ‪88 8‬ة املهيمن ‪88 8‬ة على مقالي ‪88 8‬د الس ‪88 8‬لطة السياس ‪88 8‬ية وليس‬
‫الص ‪88‬الح الع ‪88‬ام وه ‪88‬ذا انعكس باتج ‪88‬اه تهميش األغلبي ‪88‬ة ف ‪88‬ان استش ‪88‬راء الفس ‪88‬اد أدى الى ظه ‪88‬ور احتجاج ‪88‬ات‬
‫واس‪88‬عة من قب‪88‬ل املهمش‪88‬ين وص‪88‬ل الى اس‪88‬تعمال العن‪88‬ف كآلي‪88‬ة ملواجه‪88‬ة التهميش والحرم‪88‬ان ومن ثم انتش‪88‬ار‬
‫الفوضى وانع ‪88‬دام االس ‪88‬تقرار ولع ‪88‬ل م ‪88‬ا تش ‪88‬هده الجزائ ‪88‬ر من عن ‪88‬ف وت ‪88‬ذمر ه ‪88‬و اح ‪88‬د مخرج ‪88‬ات الفس ‪88‬اد‪،‬‬
‫فأصحاب النف‪88 8‬وذ يس ‪88‬تغلون م ‪88‬واقعهم في املجتم‪88 8‬ع وفي النظ‪88 8‬ام السياسي للحص‪88 8‬ول على الج ‪88‬زء األك‪88 8‬بر من‬
‫‪18‬‬
‫املنافع وتراكم األصول مما يوسع من حجم التفاوت بين دخولهم ودخول فئات املجتمع‪.‬‬
‫املحور الثالث‪ :‬استراتيجية مواجهة الفساد املالي واإلداري للنهوض بالتنمية االقتصادية في الجزائر‪:‬‬
‫إن خط ‪88‬ورة م ‪88‬ا يطرح ‪88‬ه الفس ‪88‬اد من مش ‪88‬اكل ومخ ‪88‬اطر على اس ‪88‬تقرار املجتمع ‪88‬ات وأمنه ‪88‬ا وال ‪88‬ذي يق ‪88‬وض‬
‫املؤسسات الديمقراطية وقيمها والقيم األخالقية والعدالة‪ ،‬ويعرض التنمية املس‪8‬تدامة وس‪8‬يادة الق‪88‬انون‬
‫للخط‪8‬ر وم‪8‬ا ي‪8‬ترتب على الفس‪8‬اد املالي واإلداري من آث‪8‬ار اقتص‪8‬ادية وسياس‪8‬ية واجتماعي‪8‬ة سيئة ت‪8‬ؤثر بش‪8‬كل‬
‫‪ - 17‬ولد سرحان سعيد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.72‬‬
‫‪ - 18‬ولد سرحان سعيد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫‪12‬‬ ‫امللتقى الوطني املوسوم بـ‪ :‬الفساد االداري واملالي بين ضرورة الوقاية واملك ـافحة في القانون الجزائري‬
‫بمعهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ‪ ،‬قسم الحقوق – املركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف‪ -‬ميلة‬
‫استراتيجية مواجهة الفساد املالي واإلداري للنهوض بالتنمية االقتصادية‬ ‫عنوان املداخلة‬

‫مدمر على املجتمع‪ ،‬وآثار مدمرة تطال كل مقوم‪8‬ات الحي‪8‬اة في الدول‪8‬ة‪ ،‬فتض‪8‬يع األم‪8‬وال وال‪8‬ثروات وال‪8‬وقت‬
‫والطاق ‪88‬ات وتعرق ‪88‬ل س ‪88‬ير األداء الحكومي وانج ‪88‬از الوظ ‪88‬ائف والخ ‪88‬دمات‪ ،‬وتق ‪88‬ود إلى تخ ‪88‬ريب وإفس ‪88‬اد ليس‬
‫على املس‪88‬توى االقتص‪88‬ادي واملالي فحس‪88‬ب‪ ،‬ب‪88‬ل في املج‪88‬االت السياس‪88‬ية واالجتماعي‪88‬ة والثقافي‪88‬ة‪ ،‬ناهي‪88‬ك عن‬
‫التدهور الخطير في مؤسسات ودوائر الخدمات العامة املتصلة بحياة املواطنين‪.‬‬
‫يع‪88 8 8‬د الفس‪88 8 8‬اد املالي واإلداري املعرق‪88 8 8‬ل الرئيسي لخط‪88 8 8‬ط وب‪88 8 8‬رامج التنمي‪88 8 8‬ة إذ تتح‪88 8 8‬ول معظم األم‪88 8 8‬وال‬
‫املخصص‪88‬ة لتل‪88‬ك ال‪88‬برامج ملص‪88‬لحة أشخاص معي‪88‬نين من خالل اس‪88‬تغالل مراك‪88‬زهم أو الص‪88‬الحيات املخول‪88‬ة‬
‫لهم وب‪88‬ذلك تتعرق‪88‬ل عملي‪88‬ة التنمي‪88‬ة ويتفشى التخل‪88‬ف والفس‪88‬اد وينعكس ب‪88‬دوره على مج‪88‬االت الحي‪88‬اة كاف‪88‬ة‬
‫وفي ذلك خسارة كبيرة للمال والجهد والوقت وضياع فرص التقدم والنمو واالزدهار‪.‬‬
‫تأسيس ‪88 8‬ا على م ‪88 8‬ا تق ‪88 8‬دم ف ‪88 8‬ان وض ‪88 8‬ع اس ‪88 8‬تراتيجية ملواجه ‪88 8‬ة الفس ‪88 8‬اد املالي واإلداري في الجزائ ‪88 8‬ر يتطلب‬
‫خطوات جريئة لإلص‪8‬الح الش‪8‬امل في مفاص‪8‬ل مؤسس‪8‬ات الدول‪8‬ة من التش‪8‬ريعات القانوني‪8‬ة واالس‪8‬تعانة من‬
‫الخبرات الدولية وإجراءاتها ملواجهة شيوع الفساد وتحصين النزاهة وترسيخ الشفافية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الجهات املسؤولة على مكافحة الفساد عامليا‪:‬‬
‫‪ -1‬الجه ــات الدولي ــة‪ :‬ح ‪88‬ددت الجه ‪88‬ات التالي ‪88‬ة كجه ‪88‬ات دولي ‪88‬ة مهمته ‪88‬ا مكافح ‪88‬ة الفس ‪88‬اد اإلداري على نط ‪88‬اق‬
‫عالمي وهي‪:‬‬
‫أ‌‪ -‬منظم ــة األمم املتح ــدة‪ :‬أص ‪88‬درت األمم املتح ‪88‬دة ع ‪88‬دد من الق ‪88‬رارات ملحارب ‪88‬ة ومكافح ‪88‬ة الفس ‪88‬اد للقناع ‪88‬ة‬
‫ًا‬
‫التامة بخطورة الفساد وما له من مخاطر وتهديد على استقرار وامن املجتمع‪8‬ات وأص‪8‬درت أيض‪ 8‬اتفاقي‪8‬ة‬
‫‪19‬‬
‫ملكافحة الفساد سنة ‪ 2004‬وقد انضمت إليها كثير من دول العالم‪.‬‬
‫ب‌‪ -‬البنــك الــدولي‪ :‬وض‪88‬ع البن‪88‬ك ال‪88‬دولي مجموع‪88‬ة من الخط‪88‬وات واالس‪88‬تراتيجيات لغ‪88‬رض مس‪88‬اعدة ال‪88‬دول‬
‫على مواجهة الفساد والحد من أثاره السلبية على عملية التنمية االقتصادية ‪.‬‬
‫ت‌‪ -‬صندوق النقد الدولي‪ :‬لج‪8‬أ ص‪8‬ندوق النق‪8‬د ال‪8‬دولي إلى الح‪8‬د من الفس‪8‬اد بتعلي‪8‬ق املس‪8‬اعدات املالي‪8‬ة ألي‬
‫دولة يكون فيها الفساد عائق في عملية التنمية االقتصادية ‪.‬‬
‫ث‌‪ -‬منظمــة الثقاف ــة العامليــة‪ :‬أنش‪88‬أت ه ‪88‬ذه املنظم ‪88‬ة س‪88‬نة ‪ 1993‬وهي منظم ‪88‬ة غ‪88‬ير حكومي ‪88‬ة (أهلي ‪88‬ة) تعم ‪88‬ل‬
‫بالش ‪88‬كل األساسي على مكافح ‪88‬ة الفس ‪88‬اد والح ‪88‬د من ‪88‬ه من خالل وض ‪88‬وح التش ‪88‬ريعات وتبس ‪88‬يط اإلج ‪88‬راءات‬
‫واس ‪88 8 8‬تقرارها وانسجامها م ‪88 8 8‬ع بعض ‪88 8 8‬ها في املوض ‪88 8 8‬وعية واملرون ‪88 8 8‬ة والتط ‪88 8 8‬ور وفق ‪88 8 8‬ا للتغ ‪88 8 8‬يرات االقتص ‪88 8 8‬ادية‬
‫‪20‬‬
‫واالجتماعية واإلدارية‪.‬‬
‫‪ -2‬الجه ــات الوطني ــة‪ :‬إم ‪88‬ا محلي ‪88‬ا في الجزائ ‪88‬ر فهن ‪88‬اك ثالث مؤسس ‪88‬ات رقاب ‪88‬ة تعم ‪88‬ل على مكافح ‪88‬ة الفس ‪88‬اد‬
‫اإلداري واملالي وهي‪:‬‬

‫‪ - 19‬مرشد الطالب‪ ،‬الفساد العالمي‪ ،‬الحكامة واتفاقية األمم املتحدة ملكافحة الفساد‪ ،‬منشورات األمم املتحدة‪ ،‬مركز املخدرات والجريمة‪،‬‬
‫الصيغة الفرنسية‪ ،2013 ،‬ص‪.73‬‬
‫‪ - 20‬مرشد الطالب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص‪.73‬‬
‫امللتقى الوطني املوسوم بـ‪ :‬الفساد االداري واملالي بين ضرورة الوقاية واملك ـافحة في القانون الجزائري‬ ‫‪13‬‬
‫بمعهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬قسم الحقوق – املركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف‪ -‬ميلة‪.‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬بركات احمد‬

‫أ‌‪ -‬هيئ ــة النزاه ــة العام ــة‪ :‬هي هيئـة حكوميـة (رس ‪88‬مية) مس ‪88‬تقلة تأسس ‪88‬ت بمرس ‪88‬وم رقم ‪ 06/413‬يح ‪88‬دد‬
‫تشكيلة الهيئة الوطنية الوقاية من الفساد و مكافحت‪8‬ه وتنظيمه‪8‬ا وكيفي‪8‬ات س‪8‬يرها معنيـة بالنزاهـة العام‪8‬ة‬
‫ومكافحـة الفسـاد‪ ،‬وأنش‪88 8‬أت في الجزائ‪88 8‬ر باس‪88 8‬م (الهيئ‪88 8‬ة الوطني‪88 8‬ة ملكافح‪88 8‬ة الفس‪88 8‬اد)‪ ،‬مهمته‪88 8‬ا التحقي‪88 8‬ق في‬
‫ح ‪88‬االت الفس ‪88‬اد املش ‪88‬كوك فيه ‪88‬ا كقب ‪88‬ول اله ‪88‬دايا والرش ‪88‬اوي واملحس ‪88‬وبية والتمي ‪88‬يز على األس ‪88‬اس الع ‪88‬رقي أو‬
‫‪21‬‬
‫الطائفي واستغالل السلطة لتحقيق أهداف شخصية أو سوء استخدام األموال العامة من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬وض ‪88‬ع أس ‪88‬س ومع ‪88‬ايير لألخالق ال ‪88‬واردة في الئح ‪88‬ة الس ‪88‬لوك ال ‪88‬تي يس ‪88‬توجب االل ‪88‬تزام بتعليماته ‪88‬ا من قب ‪88‬ل‬
‫جميع موظفي الدولة ‪.‬‬
‫‪ -‬عق‪88 8‬د ن‪88 8‬دوات وإع‪88 8‬داد ب‪88 8‬رامج توعي‪88 8‬ة للتثقي‪88 8‬ف وتب‪88 8‬ني ثقاف‪88 8‬ة مبني‪88 8‬ة على الش‪88 8‬فافية والنزاه‪88 8‬ة والش‪88 8‬عور‬
‫باملسؤولية ‪.‬‬
‫ب‌‪ -‬املفتشـون العـامون‪ :‬أنش‪8‬أت مكاتب املفتش‪8‬ون الع‪88‬امون في ال‪8‬وزارات كاف‪88‬ة مهمتهم املراجع‪88‬ة والت‪88‬دقيق‬
‫لرف ‪88‬ع مس ‪88‬تويات املس ‪88‬ؤولية والنزاه ‪88‬ة واإلش ‪88‬راف على ال ‪88‬وزارات ومن ‪88‬ع ح ‪88‬االت التب ‪88‬ذير وإس ‪88‬اءة اس ‪88‬تخدام‬
‫السلطة والتعاون مع هيئة النزاهة من خالل التقارير التي تقدم عن حاالت الفساد في الوزارات املختلفة‬
‫‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬آليات ومعالجات الفساد للوصول الى اإلصالح الشامل‪:‬‬


‫بع ‪88‬د مص ‪88‬ادقة الجزائ ‪88‬ر على االتفاقي ‪88‬ات الدولي ‪88‬ة املتعلق ‪88‬ة بمكافح ‪88‬ة الفس ‪88‬اد بمختل ‪88‬ف أش ‪88‬كاله‪ ،‬ق ‪88‬امت‬
‫بتفعي‪88‬ل مؤسس‪88‬اتها القانوني‪88‬ة ومؤسس‪88‬ات املجتم‪88‬ع املدني الهادف‪88‬ة إلى املس‪88‬اهمة في محارب‪88‬ة ه‪88‬ذه الظ‪88‬اهرة‪،‬‬
‫وتتجلى أهم ه ‪88‬ذه الهيئ ‪88‬ات في الهيئ ‪88‬ة الوطني ‪88‬ة للوقاي ‪88‬ة من الفس ‪88‬اد ومكافحت ‪88‬ه‪ ،‬ومجلس املحاس ‪88‬بة الل ‪88‬ذان‬
‫خ‪88 8 8‬ول لهم‪88 8 8‬ا الدس‪88 8 8‬تور الص‪88 8 8‬الحيات الواس‪88 8 8‬عة والدقيق‪88 8 8‬ة تمكنهم‪88 8 8‬ا من تق‪88 8 8‬ديم تق‪88 8 8‬ارير س‪88 8 8‬نوية إلى رئيس‬
‫الجمهوري‪88 8 8‬ة‪ ،‬تخص تس‪88 8 8‬يير املال الع‪88 8 8‬ام وط‪88 8 8‬رق إنفاق‪88 8 8‬ه‪ ،‬وع‪88 8 8‬رض ملف‪88 8 8‬ات املش‪88 8 8‬تبهين فيهم والتحقي‪88 8 8‬ق في‬
‫قض‪8‬اياهم‪ ،‬وك‪8‬ذا الهيئ‪8‬ة الوطني‪8‬ة لحق‪8‬وق اإلنس‪8‬ان‪ ،‬ال‪8‬تي كش‪8‬فت في العدي‪8‬د من تقاريره‪88‬ا عن حق‪8‬ائق تؤك‪8‬د‬
‫انتش‪88‬ار الفس‪88‬اد في الجزائ‪88‬ر‪ ،‬واملجلس الوط‪88‬ني االقتص‪88‬ادي واالجتم‪88‬اعي املط‪88‬الب بتق‪88‬ديم تقري‪88‬ره الس‪88‬نوي‪،‬‬
‫يض ‪88‬ع في ‪88‬ه الحكوم ‪88‬ة أم ‪88‬ام حقيق ‪88‬ة مس ‪88‬ؤوليتها‪ ،‬باإلض ‪88‬افة إلى الجمعي ‪88‬ات الوطني ‪88‬ة‪ ،‬منه ‪88‬ا الجمعي ‪88‬ة الوطني ‪88‬ة‬
‫لل ‪88 8‬دفاع عن املس ‪88 8‬تهلك ال ‪88 8‬تي ته ‪88 8‬دف إلى ض ‪88 8‬مان حماي ‪88 8‬ة املس ‪88 8‬تهلك من خالل إعالم ‪88 8‬ه وتحسيس ‪88 8‬ه وتوجيه ‪88 8‬ه‬
‫وتمثيل‪88‬ه‪ ،‬وهي تس‪88‬تفيد باملنفع‪88‬ة العمومي‪88‬ة من املس‪88‬اعدة القض‪88‬ائية ‪ .‬وعموم‪88‬ا يمكن حص‪88‬ر اآللي‪88‬ات املتخ‪88‬ذة‬
‫في محاربة الفساد فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬القوانين املتعلقة بمكافحة الفساد املحلية الدولية‪ :‬وتتمثل في‪:‬‬

‫‪ - 21‬علي خليفي‪ ،‬قياس الفساد تحليل ميكانيزمات مكافحته‪ ،‬دراسة اقتصادية حول الجزائر‪ le cahier de CREAD n°88 ،‬ص‪.108‬‬
‫‪14‬‬ ‫امللتقى الوطني املوسوم بـ‪ :‬الفساد االداري واملالي بين ضرورة الوقاية واملك ـافحة في القانون الجزائري‬
‫بمعهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ‪ ،‬قسم الحقوق – املركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف‪ -‬ميلة‬
‫استراتيجية مواجهة الفساد املالي واإلداري للنهوض بالتنمية االقتصادية‬ ‫عنوان املداخلة‬

‫‪ -‬الق‪8‬انون رقم ‪ 01-06‬املؤرخ في ‪ 20‬ف‪8‬براير ‪ 2006‬واملتعل‪8‬ق بالوقاي‪8‬ة من الفس‪8‬اد ومكافحت‪8‬ه‪ ،‬وال‪8‬ذي ح‪8‬دد‬
‫مجال الفساد ب ـ‪:‬‬
‫‪ -‬اختالس ممتلكات و الإضرار بها‪.‬‬
‫‪ -‬الجرائم املتعلقة بالصفقات العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬التستر عن جرائم الفساد‪.‬‬
‫باإلضافة إلى توقيع الجزائر اتفاقية مع األمم املتحدة ملكافحة الفساد عام ‪.2014‬‬
‫‪ -‬االتفاقية االفريقية ملحاربة الرشوة والفساد‪ ،‬والتي بدأ العمل بها في ‪ 14‬ديسمبر ‪.2005‬‬
‫م‪88‬ا يع‪88‬اب على األم‪88‬ر الرئاسي املؤرخ في ‪ 23‬جويلي‪88‬ة ‪، 2015‬وال‪88‬ذي ينص على ع‪88‬دم تج‪88‬ريم التس‪88‬يير‪ ،‬بأن‪88‬ه‬
‫يفتح باب‪88‬ا أم‪88‬ام ن‪88‬اهبي املال الع‪88‬ام للتص‪88‬رف في األمالك العمومي‪88‬ة وف‪88‬ق م‪88‬ا تملي‪88‬ه عليهم مص‪88‬الحهم خاص‪88‬ة في‬
‫غياب صالحيه املراقب واملحاسب‪ ،‬فحتى وكيل الجمهورية ليس لديه الصالحية لفتح أي مل‪8‬ف في قض‪88‬ية‬
‫‪22‬‬
‫الفساد إال إذا حركت املؤسسة القضية‪.‬‬
‫‪ -2‬إنش ــاء الهيئ ــة الوطني ــة للوقاي ــة من الفس ــاد ومكافحتـ ـه‪ :‬نص الق ‪88‬انون ‪ 01-06‬املؤرخ في ‪ 20‬فيف ‪88‬ري‬
‫‪ 2006‬واملتعل‪88‬ق بالوقاي‪88‬ة من الفس‪88‬اد ومكافحت ‪88‬ه على إنش‪88‬اء هيئ ‪88‬ة وطني ‪88‬ة للوقاي‪88‬ة من الفس‪88‬اد ومكافحت ‪88‬ه‪،‬‬
‫‪23‬‬
‫كما تضمن هذا القانون ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تزويد الهيئة باملعلومات الوثائق‪.‬‬
‫‪ -‬عالقة الهيئة بالسلطة القضائية‪.‬‬
‫‪ -‬السر املنهي‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد تقرير سنوي ورفعه إلى رئيس الجمهورية‪.‬‬

‫من بين أهم أهداف هذه الهيئة ما يلي‪:‬‬


‫‪ -‬ترقي‪88‬ة تنظيم دورات تدريبي‪88‬ة لح‪88‬ل ظ‪88‬اهرة الفس‪88‬اد لفائ‪88‬دة األع‪88‬وان العموم‪88‬يين ال‪88‬ذين يزاول‪88‬ون نش‪88‬اطهم‬
‫في اإلدارات املركزية للقطاع العمومي‪.‬‬
‫‪ -‬إجراء حمالت تحسيسية لفائدة املواطنين عن طريق وسائل اإلعالم واالتصال‪.‬‬
‫‪ -‬إدم‪88‬اج ب‪88‬رامج خاص‪88‬ة بدراس‪88‬ة ظ‪88‬اهرة الفس‪88‬اد‪ ،‬أنواعه‪88‬ا‪ ،‬ومظاهره‪88‬ا على كاف‪88‬ة مس‪88‬تويات التعليم خاص‪88‬ة‬
‫التعليم العالي‪.‬‬
‫لكن ما يعاب على هذه الهيئة أنها لم تعطي تجسيدا فعليا ملهامها على أرض الواقع‪.‬‬
‫ان وج ‪88‬ود سياس ‪88‬ة ج ‪88‬ادة وفاعل ‪88‬ة للتص ‪88‬دي للفس ‪88‬اد مقرون ‪88‬ة بع ‪88‬زم ال يحي ‪88‬د على تنفي ‪88‬ذها ومتابعته ‪88‬ا من‬
‫ش‪8‬أنه ان ينهي ذل‪8‬ك الفس‪8‬اد ويزي‪8‬ل أث‪8‬اره‪ ،‬ل‪8‬ذا ف‪88‬ان وج‪88‬ود مث‪88‬ل تل‪8‬ك السياس‪8‬ة وذل‪8‬ك الع‪88‬زم واإلرادة أم‪8‬ران‬

‫‪22‬‬
‫‪- Mohammed Hachemaoui : La corruption politique en Algérie: L’envers de l’autoritarisme ,‬‬
‫‪(www.academia.edu) 2016, p17.‬‬
‫‪ - 23‬علي خليفي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫امللتقى الوطني املوسوم بـ‪ :‬الفساد االداري واملالي بين ضرورة الوقاية واملك ـافحة في القانون الجزائري‬ ‫‪15‬‬
‫بمعهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬قسم الحقوق – املركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف‪ -‬ميلة‪.‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬بركات احمد‬

‫ضروريان ألي منهجية لإلص‪8‬الح تري‪8‬د الدول‪8‬ة إتباعه‪8‬ا للتخلص من الفس‪8‬اد وآث‪8‬اره‪ ،‬وتش‪8‬كل النق‪8‬اط التالي‪8‬ة‬
‫مالمح تلك السياسة الضرورية‪:‬‬
‫‪ -‬دعم املنظوم ‪88‬ة السياس ‪88‬ية الفاعل ‪88‬ة ل ‪88‬برامج اإلص ‪88‬الح واختي ‪88‬ار العناص ‪88‬ر الكف ‪88‬ؤة واملخلص ‪88‬ة لت ‪88‬ولي قي ‪88‬ادة‬
‫اإلدارات واملشاريع املؤثرة في االقتصاد‪.‬‬
‫‪ -‬اعتم ‪88‬اد وتعزي ‪88‬ز قيم الش ‪88‬فافية في املنظوم ‪88‬ة الحكومي ‪88‬ة واملؤسس ‪88‬اتية في التعام ‪88‬ل م ‪88‬ع موض ‪88‬وع الفس ‪88‬اد‬
‫واملفسدين والكشف عنهم ومساءلتهم‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة فعالية املؤسسات الرقابية كمجلس املحاسبة وهيئة النزاهة ومفتشي الوزارات واختيار العناصر‬
‫الكفؤة والشجاعة والنزيهة إلدارة تلك املؤسسات‪.‬‬
‫‪ -‬إشاعة ثقافة محاربة الفساد واملفسدين بين أوساط املجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬تفعي ‪88‬ل دور املؤسس ‪88‬ات اإلعالمي ‪88‬ة في الكش ‪88‬ف عن م ‪88‬واطن الفس ‪88‬اد والعم ‪88‬ل على متابع ‪88‬ة م ‪88‬ا ينش ‪88‬ر عن‬
‫املؤسسات اإلعالمية بخصوص الفساد‪.‬‬
‫‪ -‬نشر ثقافة احترام املال العام واعتبار ذلك من الضرورات الوطنية‪.‬‬
‫‪ -‬إص ‪88 8 8‬دار الق ‪88 8 8‬وانين والتعليم ‪88 8 8‬ات ال ‪88 8 8‬تي ال تقب ‪88 8 8‬ل أي تفس ‪88 8 8‬ير أو تأوي ‪88 8 8‬ل يشجع على التالعب والته ‪88 8 8‬رب من‬
‫املسؤولية‪.‬‬
‫‪ -‬تفعيل الدور الذي يمكن ان تلعبه منظمات املجتمع املدني في مراقبة وكشف عملي‪8‬ات الفس‪8‬اد والجه‪8‬ات‬
‫التي تقف وراءه‪.‬‬
‫‪ -‬إرساء املبادئ والقيم األخالقية لإلدارة واملجتمع وتعزيزها وتحصين النظام القيمي للمجتمع وذل‪88‬ك من‬
‫خالل النهوض ببرامج التوعية االجتماعية وبناء السلوكيات االيجابية واألخالقيات السليمة‪.‬‬
‫‪ -‬االس ‪88‬تفادة من الجه ‪88‬ود الدولي ‪88‬ة في محارب ‪88‬ة الفس ‪88‬اد واملتمثل ‪88‬ة باالتفاقي ‪88‬ة الدولي ‪88‬ة ملحارب ‪88‬ة الفس ‪88‬اد لع ‪88‬ام‬
‫‪ 2003‬وق ‪88‬رارات املجلس االقتص ‪88‬ادي واالجتم ‪88‬اعي الت ‪88‬ابع لألمم املتح ‪88‬دة‪ ،‬وص‪88‬ندوق النق ‪88‬د ال‪88‬دولي ومنظم ‪88‬ة‬
‫التجارة الدولية ومنظمة التعاون االقتصادي واالجتماعي ومنظمة الشفافية الدولية‪.‬‬
‫‪ -3‬واقــع مكافحــة الفســاد املالي واإلداري في الجزائــر‪ :‬حققت الجزائ‪88‬ر طف‪88‬رة اقتص‪88‬ادية كب‪88‬يرة بع‪88‬د ع‪88‬ام‬
‫‪ ،1999‬نتيج ‪88‬ة وص ‪88‬ول أس ‪88‬عار النف ‪88‬ط ملس ‪88‬تويات عالي ‪88‬ة‪ ،‬وعلى ال ‪88‬رغم من تراج ‪88‬ع أس ‪88‬عار النف ‪88‬ط من ‪88‬ذ ع ‪88‬ام‬
‫‪ ،2014‬إال أن اإلٍي رادات الناتج‪88 8‬ة مكنت الجزائ‪88 8‬ر من تخص‪88 8‬يص نح‪88 8‬و أل‪88 8‬ف ملي‪88 8‬ار دوالر ملختل‪88 8‬ف ب‪88 8‬رامج‬
‫التنمي‪88‬ة‪ ،‬لكن تل‪88‬ك املب‪88‬الغ املالي‪88‬ة الضخمة لم تنتش‪88‬ل الدول‪88‬ة من دائ‪88‬رة التخل‪88‬ف‪ ،‬ولم تمكنه‪88‬ا من الخ‪88‬روج‬
‫من معض ‪88‬لة التبعي ‪88‬ة النفطي ‪88‬ة‪ ،‬ف ‪88‬رغم مق ‪88‬درات الدول ‪88‬ة فهي تبقى رهين ‪88‬ة لعائ ‪88‬دات الب ‪88‬ترول ال ‪88‬تي تمث ‪88‬ل ربع‬
‫الناتج املحلي اإلجمالي ونحو ‪ %95‬من عائدات التصدير‪.‬‬
‫وق ‪88‬د أدى انتش‪88‬ار ثقاف ‪88‬ة الريع إلى استش‪88‬راء ظ‪88‬اهرة الفس‪88‬اد ع‪88‬بر أجه ‪88‬زة الدول‪88‬ة‪ ،‬حيث س‪88‬اهمت جه ‪88‬ود‬
‫مكافح‪88‬ة الفس‪88‬اد في الكش‪88‬ف عن بعض قض‪88‬ايا الفس‪88‬اد الضخمة أبرزه‪88‬ا م‪88‬ا س‪88‬مي بـ "فض‪88‬يحة الق‪88‬رن" وال‪88‬تي‬

‫‪16‬‬ ‫امللتقى الوطني املوسوم بـ‪ :‬الفساد االداري واملالي بين ضرورة الوقاية واملك ـافحة في القانون الجزائري‬
‫بمعهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ‪ ،‬قسم الحقوق – املركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف‪ -‬ميلة‬
‫استراتيجية مواجهة الفساد املالي واإلداري للنهوض بالتنمية االقتصادية‬ ‫عنوان املداخلة‬

‫ت‪88‬ورط فيه‪88‬ا امللي‪88‬اردير خليف‪88‬ة بتهم‪88‬ة ال‪88‬ثراء غ‪88‬ير املش‪88‬روع‪ ،‬وه‪88‬و الش‪88‬اب الي‪88‬افع ال‪88‬ذي ال يتج‪88‬اوز الـ ‪ 49‬عام‪88‬ا‬
‫وتمكن في ظرف سنوات قليلة من تأسيس مجموعة الخليفة‪ ،‬والتي تضم بنك ضخم‪ ،‬وشركة طيران‪،‬‬
‫بعد قضية الخليفة ظهرت قضية الطريق السيار شرق‪-‬غرب‪ ،‬وهي إح‪8‬دى أك‪8‬بر مش‪8‬اريع الب‪8‬نى التحتي‪8‬ة‬
‫في الدول‪88‬ة وال‪88‬تي خص‪88‬ص له‪88‬ا في البداي‪88‬ة نح‪88‬و ‪ 6‬ملي‪88‬ارات دوالر إال أن املش‪88‬روع اس‪88‬تهلك أك‪88‬ثر من ‪17‬ملي‪88‬ار‬
‫دوالر‪ ،‬ومن ثم‪ ،‬أصدرت املحكمة الجزائرية عام ‪ 2015‬أحكاما بالسجن على ‪ 14‬شخصا بتهم‪88‬ة الفس‪88‬اد في‬
‫املشروع‪ ،‬وغسيل األموال واختالس األموال العامة‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬تم تغ‪8‬ريم س‪8‬بع ش‪8‬ركات أجنبي‪8‬ة‬
‫في ما يتصل بأموال الطرق السريعة‪.‬‬
‫في عام ‪ ،2015‬برزت أيضا فض‪8‬يحة فس‪8‬اد ش‪8‬ركة س‪8‬وناطراك‪ ،‬وهي إح‪8‬دى أك‪8‬بر ش‪8‬ركات املحروق‪8‬ات في‬
‫الع‪88‬الم‪ ،‬وت‪88‬ؤمن ‪ %98‬من عائ‪88‬دات الجزائ‪88‬ر من العمالت الص‪88‬عبة‪ ،‬كم‪88‬ا حققت الش‪88‬ركة في ع‪88‬ام ‪ 2012‬رقم‬
‫أعم ‪88‬ال من التص ‪88‬دير بنح ‪88‬و ‪ 72‬ملي ‪88‬ار دوالر‪ .‬وق ‪88‬د تم توجي ‪88‬ه اتهام ‪88‬ات بالفس ‪88‬اد ض ‪88‬د س ‪88‬تة متهمين منتمين‬
‫للشركة قاموا بعمليات غسيل أم‪8‬وال بغي‪8‬ة مواجه‪8‬ة االنخف‪8‬اض الح‪8‬اد في أس‪8‬عار النف‪8‬ط‪ .‬وفي أوائ‪8‬ل ‪،2013‬‬
‫فتحت النياب ‪88‬ة العام ‪88‬ة في الجزائ ‪88‬ر العاص ‪88‬مة قض ‪88‬ية "س ‪88‬وناطراك ‪ "2‬عن ‪88‬دما أم ‪88‬رت ب ‪88‬إجراء تحقي ‪88‬ق ح ‪88‬ول‬
‫فس‪88‬اد محتم‪88‬ل ش‪88‬اب عق‪88‬ودا بين مجموع‪88‬ة "إي‪88‬ني" اإليطالي‪88‬ة وس‪88‬وناطراك يس‪88‬ود اعتق‪88‬اد ب‪88‬أن وزي‪88‬ر الطاق‪88‬ة‬
‫السابق متورط فيه‪.‬‬
‫في ض‪88‬وء تل‪88‬ك األمثل‪88‬ة الس‪88‬الف ذكره ‪88‬ا‪ ،‬يمكن الق ‪88‬ول أن الحكوم‪88‬ة الجزائري‪88‬ة ق ‪88‬د نجحت إلى ح ‪88‬د م‪88‬ا في‬
‫تسوية فضائح الفساد من خالل ضمان توجيه االتهام إلى املتورطين وسجنهم في معظم الحاالت‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫في ختام الورقة البحثية عن استراتيجية مواجهة الفساد املالي واإلداري للنه‪88‬وض بالتنمي‪88‬ة االقتص‪88‬ادية‬
‫في الجزائر توصلنا ملجموعة من االستنتاجات والتوصيات كما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬االستنتاجات‪:‬‬
‫من خالل العرض واملناقشة توصلنا الى ابرز االستنتاجات التي توضحت صورها بما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬تع‪88 8‬د الجزائ‪88 8‬ر من أك‪88 8‬ثر ال‪88 8‬دول فس‪88 8‬ادا ويع‪88 8‬زى ذل‪88 8‬ك إلى غي‪88 8‬اب س‪88 8‬يادة الق‪88 8‬انون وتع‪88 8‬رض املؤسس‪88 8‬ات‬
‫الرقابية للضغوط السياسية‪ ،‬فضال عن وقوع الجزائر في املرحل‪8‬ة الص‪88‬عبة (اإلره‪88‬اب) األم‪8‬ر ال‪8‬ذي أفضى‬
‫إلى إهدار املال العام وسرقة مليارات الدينارات من قبل اإلرهابيين والسياسيين الجزائريين‪.‬‬
‫‪ -2‬رغم إحالل دورات تش ‪88‬ريعية ملجلس الن ‪88‬واب إال ان ‪88‬ه الزال لم يش ‪88‬رع العدي ‪88‬د من الق ‪88‬وانين املهم ‪88‬ة ال ‪88‬تي‬
‫تمس الواق‪88 8 8‬ع اإلداري واالقتص‪88 8 8‬ادي الض‪88 8 8‬روري في الجزائ‪88 8 8‬ر وفي مق‪88 8 8‬دمتها ق‪88 8 8‬انون محارب‪88 8 8‬ة الفس‪88 8 8‬اد املالي‬
‫واإلداري‪ ،‬ب ‪88 8‬الرغم من تأكي ‪88 8‬د الس ‪88 8‬لطات الجزائري ‪88 8‬ة علي وض ‪88 8‬ع اس ‪88 8‬تراتيجية وال ‪88 8‬تي تمس ج ‪88 8‬انب مهم من‬
‫جوانب شيوع الفساد اإلداري في الجزائر بما يتعلق بالتعيينات وإجراءاتها وشروطها‪.‬‬
‫‪ -3‬تبدي‪8‬د األم‪8‬وال العام‪8‬ة وزي‪8‬ادة اإلنف‪8‬اق على قطاع‪8‬ات غ‪8‬ير منتج‪8‬ة س‪8‬يؤدي الى إتاح‪8‬ة مج‪8‬ال اك‪8‬بر للس‪8‬رقة‬
‫واالختالس وسيكون داعم لجوانب عديدة من الفساد‪.‬‬

‫امللتقى الوطني املوسوم بـ‪ :‬الفساد االداري واملالي بين ضرورة الوقاية واملك ـافحة في القانون الجزائري‬ ‫‪17‬‬
‫بمعهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬قسم الحقوق – املركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف‪ -‬ميلة‪.‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬بركات احمد‬

‫‪ -4‬تقي‪88‬د ص‪88‬الحيات أجه‪88‬زة الرقاب‪88‬ة اإلداري‪88‬ة واملالي‪88‬ة س‪88‬اهم في ض‪88‬عف ه‪88‬ذه األجه‪88‬زة وابتعاده‪88‬ا عن اله‪88‬دف‬
‫الذي وضعت من اجله‪.‬‬
‫‪ -5‬غي ‪88‬اب املنهج العلمي في ممارس‪88‬ات أجه ‪88‬زة الرقاب‪88‬ة اإلداري‪88‬ة واملالي ‪88‬ة ألعماله ‪88‬ا سيس‪88‬اهم في جع ‪88‬ل املج ‪88‬ال‬
‫اكبر ملمارسات غير صحيحة في الدوائر والشركات التي تقوم على مراقبتها وفي داخل جهاز الرقابة أيضا‪.‬‬
‫‪ -6‬ان مس‪88‬توى ال‪88‬وعي الثق‪88‬افي والتعليمي واالجتم‪88‬اعي ودرج‪88‬ة التحض‪88‬ر فض‪88‬ال عن مس‪88‬توى إدراك خط‪88‬ورة‬
‫الفس ‪88‬اد وأبع ‪88‬اده يقلص من ف ‪88‬رص انتش ‪88‬ار الفس ‪88‬اد اإلداري في أي دول ‪88‬ة والعكس في ذل ‪88‬ك س ‪88‬يجعل ف ‪88‬رص‬
‫تأص ‪88‬ل وتج ‪88‬ذر الفس ‪88‬اد اك ‪88‬بر في كل مؤسس ‪88‬ات الدول ‪88‬ة والقط ‪88‬اع الخ ‪88‬اص وسيص ‪88‬بح ج ‪88‬زء من ثقاف ‪88‬ة ه ‪88‬ذه‬
‫املؤسسات وبالتالي يمتد ليصبح جزء من ثقافة املجتمع‪.‬‬
‫‪ -7‬عدم وضوح القواعد والنظم والتعليمات واالختالفات في تفسيرها وتغلب االجتهادات الشخصية على‬
‫روح القانون ساهم في إعطاء الفرصة لتغليب املصلحة الشخصية على املصلحة العامة في عملي‪88‬ات اتخ‪88‬اذ‬
‫الق‪88‬رارات وفي انج‪88‬از املع‪88‬امالت من خالل تكي‪88‬ف النص‪88‬وص القانوني‪88‬ة حس‪88‬ب طبيع‪88‬ة املعامل‪88‬ة وليس حس‪88‬ب‬
‫القواعد والنظم والتعليمات‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التوصيات‪:‬‬
‫بع ‪88 8‬د البحث والدراس ‪88 8‬ة ملجم ‪88 8‬ل م ‪88 8‬ا تم عرض ‪88 8‬ها من خالل الورق ‪88 8‬ة البحثي ‪88 8‬ة املوجزة نوصي بجمل ‪88 8‬ة من‬
‫التوص‪88‬يات لعله‪88‬ا تس‪88‬اهم في مواجه‪88‬ة ومكافح‪88‬ة الفس‪88‬اد املالي واإلداري لتعزي‪88‬ز اس‪88‬تراتيجية البن‪88‬اء والتنمي‪88‬ة‬
‫االقتصادية في الجزائر كما يلي‪.‬‬
‫‪ -1‬تش ‪88‬كيل مجلس الخدم ‪88‬ة الع ‪88‬ام وه ‪88‬و الجه ‪88‬ة ال ‪88‬تي تختص بتع ‪88‬يين املوظفين في دوائ ‪88‬ر الدول ‪88‬ة وع ‪88‬دم منح‬
‫صالحية التعيين للوزير أو املدير العام أو األحزاب‪.‬‬
‫‪ -3‬تش‪8‬كيل لجن‪8‬ة من الق‪8‬انونيين لوض‪8‬ع آلي‪8‬ات لعم‪8‬ل لج‪8‬ان محارب‪8‬ة الفس‪8‬اد ووض‪8‬ع ق‪8‬انون لعمله‪8‬ا بم‪8‬ا ي‪8‬ؤمن‬
‫سد جميع الفقرات التي ينفذ منها الفاسدون لسرقة املال العام ‪.‬‬
‫‪ -4‬العم‪88‬ل بمب‪88‬دأ (من أين ل‪8‬ك ه‪88‬ذا) وتفعي‪88‬ل ق‪88‬وانين أو ل‪8‬وائح تنظيمي‪88‬ة أو مراس‪8‬يم ال‪8‬تي تل‪8‬زم فيه‪88‬ا املوظفين‬
‫في املناصب العليا والخاصة بالكشف عن ممتلكاتهم ومصالحهم املالية وكذلك أزواجهم وأوالدهم ‪.‬‬
‫‪ -5‬ض ‪88‬رورة وض ‪88‬ع الخط ‪88‬ط االس ‪88‬تراتيجية االقتص ‪88‬ادية وإنع ‪88‬اش املش ‪88‬اريع التنموي ‪88‬ة اإلنتاجي ‪88‬ة واالس ‪88‬تعانة‬
‫بخبراء التنمية االقتصادية اإلنتاجية النتعاش السوق الجزائري‪.‬‬
‫‪ -6‬ض ‪88‬رورة وض ‪88‬ع القواع ‪88‬د والض ‪88‬وابط األساس ‪88‬ية واإلج ‪88‬راءات بق ‪88‬وانين لكل مؤسس ‪88‬ات الدول ‪88‬ة وإعالنه ‪88‬ا‬
‫للجمه ‪88‬ور بوض ‪88‬وح ليكون معلوم ‪88‬ا للجمه ‪88‬ور لغل ‪88‬ق ب ‪88‬اب اس ‪88‬تغالل املوظفين للمواط ‪88‬نين وممارس ‪88‬ة االب ‪88‬تزاز‬
‫بحقهم باسم الضوابط والوثائق وتأخير إتمام معامالتهم اليومية‪.‬‬
‫‪ -7‬ض ‪88‬رورة االس ‪88‬تعانة ب ‪88‬الخبرات القانوني ‪88‬ة والفني ‪88‬ة واللوجستية الدولي ‪88‬ة واملؤسس ‪88‬ات ذات االختص ‪88‬اص‬
‫بمكافح ‪88 8‬ة الفس ‪88 8‬اد املالي واإلداري في الع ‪88 8‬الم من اج ‪88 8‬ل االس ‪88 8‬تفادة الفاعل ‪88 8‬ة ملواجه ‪88 8‬ة ومكافح ‪88 8‬ة الفس ‪88 8‬اد في‬
‫الجزائر‪.‬‬

‫‪18‬‬ ‫امللتقى الوطني املوسوم بـ‪ :‬الفساد االداري واملالي بين ضرورة الوقاية واملك ـافحة في القانون الجزائري‬
‫بمعهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ‪ ،‬قسم الحقوق – املركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف‪ -‬ميلة‬
‫استراتيجية مواجهة الفساد املالي واإلداري للنهوض بالتنمية االقتصادية‬ ‫عنوان املداخلة‬

‫‪ -8‬تعزي ‪88‬ز مش ‪88‬اركة منظم ‪88‬ات املجتم ‪88‬ع املدني واملؤسس ‪88‬ات املس ‪88‬تقلة بالكش ‪88‬ف عن عملي ‪88‬ات الفس ‪88‬اد املالي‬
‫واإلداري في مؤسسات الدولة ومكافحتها بالتنسيق مع الجهات الرقابية الرسمية‪.‬‬
‫‪ -9‬منح الحري‪88‬ة والفرص‪88‬ة للصحافة واإلعالم املل‪88‬تزم وتمكينه‪88‬ا من الوص‪88‬ول إلى املعلوم‪88‬ات ومنح الحص‪88‬انة‬
‫للصحفيين للقي‪88 8 8‬ام ب‪88 8 8‬دورهم في نش‪88 8 8‬ر املعلوم‪88 8 8‬ات وعم‪88 8 8‬ل التحقيق‪88 8 8‬ات ال‪88 8 8‬تي تكش‪88 8 8‬ف عن قض‪88 8 8‬ايا الفس‪88 8 8‬اد‬
‫ومرتكبيها‪.‬‬
‫الهوامش‪:‬‬

‫امللتقى الوطني املوسوم بـ‪ :‬الفساد االداري واملالي بين ضرورة الوقاية واملك ـافحة في القانون الجزائري‬ ‫‪19‬‬
‫بمعهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬قسم الحقوق – املركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف‪ -‬ميلة‪.‬‬

You might also like