You are on page 1of 19

‫الجهود الدولية لمكافحة الفساد‪ -‬اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد نموذجا‬

‫الجهود الدولية لمكافحة الفساد‪ -‬اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد نموذجا‪-‬‬
‫‪International Efforts Against Corruption-United Nations‬‬
‫‪Convention Against Corruption (UNCAC) Model‬‬

‫‪‬‬
‫مداحي عثمان‬
‫أستاذ محاضر (أ)‪ ،‬قسم علوم التسيير‪ ،‬جامعة لونيسي علي البليدة ‪2‬‬

‫تاريــخ النشر‪2329/30/03:‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫تتناوؿ ىذه الدراسة ظاىرة الفساد اليت دتثل هتديدا خطًنا للمجتمعات ادلعاصرة‪ ،‬دلا تسببو من آثار‬
‫مدمرة على البنية االقتصادية واالجتماعية والسياسية‪ ،‬واليت يقتضي مواجهتها تكاتف اجلهود الدولية‬
‫والوطنية واحمللية‪ .‬وتعترب اتفاقية األمم ادلتحدة دلكافحة الفساد ذترة ذلذه اجلهود الدولية‪.‬‬
‫وقد توصلت الدراسة إىل نتائج من أعلها أف اتفاقية األمم ادلتحدة دلكافحة الفساد تعد إطارا شامال‬
‫دلواجهة الفساد‪ ،‬من خالؿ رلموعة اإلجراءات والسياسات والتدابًن واآلليات اليت نصت عليها‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬ظاىرة الفساد‪ ،‬الوقاية من الفساد‪ ،‬اتفاقية األمم ادلتحدة دلكافحة الفساد‪،‬‬
‫جرائم الفساد‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪The phenomenon of corruption is a serious threat to contemporary‬‬
‫‪societies, for the devastating effects on the economic, social and political‬‬
‫‪structure, which requires confronting international, national and local‬‬
‫‪efforts. The United Nations Convention against Corruption is the fruit of‬‬
‫‪these international efforts.‬‬
‫‪The study concluded that the UN Convention against Corruption is a‬‬
‫‪comprehensive framework for tackling corruption, through a set of‬‬
‫‪measures, policies, measures and mechanisms.‬‬

‫‪Keywords:‬‬
‫‪Corruption phenomenon, Prevention of corruption, United Nations‬‬
‫‪Convention against Corruption, Crimes of corruption‬‬

‫‪‬‬
‫‪atmmedda@yahoo.fr‬‬ ‫تاريخ القبول‪1021/00/21:‬‬ ‫تاريخ االرسال‪1029 /05/06 :‬‬

‫‪1‬‬
‫الجهود الدولية لمكافحة الفساد‪ -‬اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد نموذجا‬

‫مقدمة‪ :‬دتثل ظاىرة الفساد هتديدا خطًنا لإلنسانية‪ ،‬فالفساد يؤثر على اجلميع – على ادلستويات‬
‫احمللية والوطنية والدولية – فالفساد ؽلثل حتديا يقتضي مواجهتو من اجلميع‪ ،‬وأف تتكاتف جهود‬
‫الدوؿ واحلكومات والشركات واجملتمع ادلدين دلكافحتو‪ ،‬ذلك أف الفساد يشكل أحد ادلعوقات‬
‫الرئيسية لتحقيق التنمية‪ ،‬ويعترب انتهاكا صارخا حلقوؽ اإلنساف األساسية‪ ،‬وأحد ادلعاوؿ ادلقوضة‬
‫للدؽلقراطية‪ ،‬واحلوكمة الرشيدة وسيادة القانوف‪ ،‬والثقة بٌن احلكومة وادلواطنٌن‪ ،‬والشعور بادلواطنة‬
‫واالنتماء‪ ،‬وأحد األسباب الرئيسية النتشار اجلرؽلة ادلنظمة واإلرىاب‪ ،‬شلا يعيق انتشار وازدىار األمن‬
‫البشري‪.‬‬
‫وقد تضافرت جهود الدوؿ واحلكومات دلكافحة ىذه الظاىرة واجتثاثها من جذورىا‪ ،‬وتعترب اتفاقية‬
‫األمم ادلتحدة دلكافحة الفساد ذترة ىذه اجلهود الدولية وأمشل االتفاقيات ادلعنية مبكافحة الفساد‪ ،‬إذ‬
‫توفر إطارا شامال دلواجهة الفساد‪ ،‬ذلك أهنا تعمل على إرساء معايًن وسياسات وعمليات وشلارسات‬
‫مشرتكة لدعم جهود مواجهة الفساد على ادلستوى الوطين لكل بلد‪ ،‬وعلى ادلستوى الدويل من خالؿ‬
‫تسهيل التعاوف الدويل بإرساء اآلليات التعاونية ووضع األطر القانونية وادلؤسسية إلنفاذ القانوف‪.‬‬
‫‪-2‬اإلطار العام للدراسة‪ :‬تسعى ىذه الدراسة إىل حبث اجلهود الدولية دلكافحة ظاىرة الفساد من‬
‫خالؿ تناوؿ ظاىرة الفساد من حيث التعريف واألسباب واآلثار‪ ،‬مث التطرؽ إىل اتفاقية األمم ادلتحدة‬
‫دلكافحة الفساد من حيث التعريف ومضموف االتفاقية‪ ،‬مع الرتكيز على اإلجراءات والتدابًن اليت‬
‫نصت عليها االتفاقية للوقاية من ظاىرة الفساد‪.‬‬
‫أ‪-‬اإلشكالية‪ :‬تعد ظاىرة الفساد إحدى التحديات اليت تواجو البشرية دلا دتثلو من خطر على‬
‫مستقبلها‪ ،‬حيث تتسبب ىذه الظاىرة يف عرقلة التنمية االقتصادية واالجتماعية من خالؿ تبديد‬
‫وىدر ادلاؿ العاـ‪ ،‬ونشر شلارسات وسلوكيات تقوض ركائز الثقة بٌن الشعوب وحكامها‪ ،‬وتفشي‬
‫اإلحباط واليأس لدى األفراد‪ ،‬شلا يؤدي إىل فقداف حس ادلواطنة وختلي ادلواطنٌن عن كل القيم النبيلة‬
‫لقياـ رلتمع العدؿ وادلساواة وتكافؤ الفرص‪.‬‬
‫أماـ ىذه األخطار مل يبق اجملتمع الدويل دوف حترؾ وردة فعل‪ ،‬بل حاوؿ عرب لقاءات متعددة على‬
‫مستوى ادلنظمات اإلقليمية والدولية وضع آلية دتكن الدوؿ من خالؿ اجلهود الوطنية والتعاوف الدويل‬
‫من مواجهة ىذه الظاىرة ومكافحتها‪ ،‬وعليو فإف الدراسة احلالية تطرح اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫ىل تمثل اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد إطارا شامال تمكن من تحديد أشكال الفساد‬
‫والحد من حجمو‪.‬‬
‫ولإلجابة عن ىذه األسئلة قمنا بطرح التساؤالت التالية‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫الجهود الدولية لمكافحة الفساد‪ -‬اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد نموذجا‬

‫‪ ‬ىل ؽلكن حصر أشكاؿ الفساد وحتديد معادلو وأسبابو وسلتلف اآلثار ادلرتتبة عنو؟‬
‫‪ ‬ىل حتتوي اتفاقية األمم ادلتحدة دلكافحة الفساد على سياسات وإجراءات ؽلكن اعتمادىا‬
‫للحد من حجم الفساد؟‬
‫ب‪-‬فرضيات الدراسة‪ :‬لإلجابة عن التساؤالت ادلطروحة قمنا بطرح الفرضيات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬الفساد عائق للتنمية ويعمل على حتطيم مقدرات الشعوب‪.‬‬
‫‪ ‬دتثل اتفاقية األمم ادلتحدة دلكافحة الفساد إطارا شامال ؽلكن اعتماده من طرؼ الدوؿ‬
‫دلكافحة الفساد‪.‬‬
‫ج‪-‬أىمية الدراسة‪ :‬تكمن أعلية الدراسة يف إبراز األشكاؿ ادلختلفة للفساد وأسبابو وسلتلف اآلثار‬
‫السلبية ادلرتتبة عنو‪ ،‬ومكانة اتفاقية األمم ادلتحدة دلكافحة الفساد ضمن اجلهود الدولية اليت بذلت‬
‫دلكافحة الفساد ومدى مشوليتها يف عملية مواجهة الفساد‪.‬‬
‫د‪-‬أىداف الدراسة‪ :‬هتدؼ الدراسة إىل تبياف ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬خطورة ظاىرة الفساد على اجملتمعات والدوؿ‪.‬‬
‫‪ ‬قناعة اجملتمع الدويل بضرورة مكافحة ظاىرة الفساد دلا دتثلو من حتد خطًن يواجو اإلنسانية‬
‫رتعاء‪.‬‬
‫‪ ‬مدى صلاعة اتفاقية األمم ادلتحدة دلكافحة الفساد‪ ،‬ومدى صلاحها يف حتديد ظاىرة‬
‫الفساد‪ ،‬ومشولية إجراءاهتا وسياساهتا يف معاجلة الظاىرة‪.‬‬
‫ىـ‪-‬منهج الدراسة‪ :‬اعتمدنا يف ىذه الدراسة على ادلنهج الوصفي التحليلي الذي يعمل على رتع‬
‫البيانات ادلتعلقة مبوضوع الدراسة‪ ،‬وحتليلها وتفكيك مكوناهتا مث تفسًن نتائجها‪ .‬ومت االعتماد على‬
‫البحوث العلمية احملكمة والدراسات السابقة ذات الصلة بادلوضوع‪.‬‬
‫و‪-‬الدراسات السابقة‪ :‬مت االعتماد على الدراسات التالية اليت تناولت ظاىرة الفساد‪:‬‬
‫‪ -‬بن عزوز محمد (‪ :)1022‬حيث تناوؿ ظاىرة الفساد يف موضوع بعنواف (الفساد اإلداري‬
‫واالقتصادي‪ ،‬آثاره وآليات مكافحتو – حالة اجلزائر)‪ ،‬حيث قاـ الباحث بتعريف الفساد اإلداري‬
‫واالقتصادي‪ ،‬والسمات ادلميزة لو‪ ،‬وسلتلف األشكاؿ اليت يأخذىا‪ ،‬مع تعداد اآلثار االقتصادية‬
‫واالجتماعية والسياسية ادلرتتبة عنو‪ ،‬مث تناوؿ اجلهات الدولية ادلسؤولة عن مكافحة الفساد‪ ،‬وما ىي‬
‫ادلؤشرات ادلستخدمة لقياس الفساد من قبل ىذه ادلنظمات‪ ،‬مع تناوؿ حالة اجلزائر ودراسة آلليات‬
‫مكافحة الفساد فيها‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫الجهود الدولية لمكافحة الفساد‪ -‬اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد نموذجا‬

‫وقد توصلت الدراسة إىل أف غياب الرشادة االقتصادية واالجتماعية والسياسية تؤدي إىل تعاظم‬
‫منسوب الفساد واتساع مظاىره؛ شلا يرىن مقدرات األمة ويهدد مسًنة التنمية فيها‪.‬‬
‫‪ -‬ىندة غزيوي (‪ :)1022‬يف حبث بعنواف (اجلهود العربية والدولية دلكافحة الفساد "من منظور‬
‫قانوين")‪ ،‬حيث قامت الباحثة باستعراض سلتلف اجلهود الدولية دلكافحة الفساد‪ ،‬وادلتمثلة يف اتفاقية‬
‫األمم ادلتحدة دلكافحة اجلرؽلة ادلنظمة عرب الوطنية‪ ،‬واتفاقية األمم ادلتحدة دلكافحة الفساد‪ ،‬وجهود‬
‫منظمة الشفافية الدولية دلكافحة الفساد وسلتلف مؤشراهتا ادلستخدمة لقياس الفساد‪ ،‬بعدىا مت تناوؿ‬
‫اجلهود العربية دلكافحة الفساد ادلتمثلة يف ادلشروع اإلقليمي دلكافحة الفساد‪ ،‬وتعزيز النزاىة يف البلداف‬
‫العربية‪ ،‬ومشروع االتفاقية العربية دلكافحة الفساد‪ ،‬واجلهود الوطنية على مستوى بعض الدوؿ العربية‪.‬‬
‫وقد خلصت الدراسة إىل اعتبار اتفاقية األمم ادلتحدة دلكافحة الفساد مرجعا مت اعتماده من طرؼ‬
‫كثًن من الدوؿ سواء العربية أو غًن العربية من خالؿ اتباع اإلجراءات ادلنصوص عليها يف االتفاقية‬
‫يف عملية مكافحة الفساد‪ ،‬مع اإلشارة إىل ضرورة تعزيز مشاركة اجلهات احلكومية وغًن احلكومية يف‬
‫مكافحة الفساد‪ ،‬وإشراؾ الفرد وتوعيتو حوؿ خطورة الظاىرة‪.‬‬
‫‪ -‬سليمان عبد المنعم‪ :‬تناوؿ الباحث يف ىذه الدراسة ادلعنونة بػ (ظاىرة الفساد)‪ ،‬والصادرة عن‬
‫برنامج إدارة احلكم يف الدوؿ العربية التابع لربنامج األمم ادلتحدة اإلظلائي حوؿ مدى مواءمة بعض‬
‫التشريعات العربية ألحكاـ اتفاقية األمم ادلتحدة دلكافحة الفساد‪.‬‬
‫وقد تناولت الدراسة الفساد من مفهوـ اجلرؽلة إىل خطورة الظاىرة‪ ،‬بالنظر للجانب القانوين لتعريف‬
‫الفساد‪ ،‬وخطورهتا من اجلانب االقتصادي والسياسي واالجتماعي‪ ،‬وأعلية وجود إسرتاتيجية دولية‬
‫دلكافحة الفساد‪ ،‬وضرورة تكامل زلاورىا‪.‬‬
‫وقد خلصت الدراسة إىل وجود تالؤـ لبعض تشريعات الدوؿ العربية مع أحكاـ اتفاقية األمم ادلتحدة‬
‫دلكافحة الفساد‪ ،‬وعدـ وجود تالؤـ يف أحكاـ أخرى السيما ما تعلق منها بالتعاوف الدويل‪.‬‬
‫‪-2‬اإلطار المفاىيمي للفساد‪:‬‬
‫الفساد جرؽلة تعاقب عليها رتيع التشريعات يف العامل مهما كانت صورهتا‪ ،‬وقد جتاوز الفساد اآلف‬
‫مفهوـ اجلرؽلة ليصب ظاىرة وخيمة الدالالت والنتائج‪ ،‬وذات آثار مدمرة على كثًن من اجلوانب‬
‫االقتصادية واالجتماعية والسياسية يف اجملتمع؛ شلا يتطلب إعطاء ظاىرة الفساد اىتماما أكرب قصد‬
‫مواجهتها واحلد من حجمها‪ .‬وال شك أف كل مواجهة فعالة وناجحة تتطلب تشخيصا دقيقا وصارما‬
‫للظاىرة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الجهود الدولية لمكافحة الفساد‪ -‬اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد نموذجا‬

‫أ‪ -‬مفهوم الفساد‪ :‬حظيت ظاىرة الفساد بالعديد من األحباث والدراسات‪ ،‬ورغم اتفاؽ الباحثٌن‬
‫والدارسٌن على أف الفساد ظاىرة واسعة االنتشار ال ؼللو منها رلتمع‪ ،‬إال أهنم مل يتفقوا على تعريف‬
‫موحد للفساد‪ ،‬ويعود ذلك إىل رلموعة من العوامل نذكر منها‪( :‬بن عزوز ‪ ،6102‬ص‪)611 .‬‬
‫‪ -‬عدـ وجود منهج موحد لدراسة ىذه الظاىرة بسبب اختالؼ انتماءات األشخاص واذليئات اليت‬
‫قامت بدراستها وتعدد حقوذلم ادلختلفة سياسيا واقتصاديا وإداريا؛‬
‫‪ -‬تبياف ادلعايًن اجملتمعية واحلضرية اليت تستخدـ يف غرس ما ىو فاسد من ادلمارسات والسلوكيات‪،‬‬
‫وما ىو مربر وما ىو مقبوؿ؛‬
‫‪-‬اختالؼ اجملتمع حوؿ مضموف الظاىرة‪ ،‬بٌن ما يراه ادلختصوف وما يراه عامة الناس؛‬
‫‪-‬الفساد يتجدد باستمرار‪ ،‬ألف الظاىرة صفة مالزمة للتحوالت اليت تعيشها اجملتمعات؛‬
‫‪-‬ارتباط الفساد بالعنصر البشري غلعلو يستشري مهما كانت القيود‪.‬‬
‫وقد قدمت العديد من ادلنظمات الدولية ادلهتمة مبكافحة ظاىرة الفساد تعريفات للظاىرة ىذه‬
‫بعضها‪:‬‬
‫فالربنامج اإلظلائي لألمم ادلتحدة قاـ بتعريف الفساد "باعتباره تقومي الوكالء (ادلوظفٌن احلكوميٌن)‬
‫دلصاحلهم على مصاحل ادلوكلٌن (ادلواطنٌن)‪ ،‬أو اإلخالؿ مبعايًن النزاىة واالستقامة" (برنامج األمم‬
‫ادلتحدة اإلظلائي ‪ ،6102‬ص‪.)62 .‬‬
‫و عرفو البنك الدويل بأنو‪ ":‬إساءة استعماؿ الوظيفة العامة للكسب اخلاص‪ ،‬والفساد ػلدث عندما‬
‫يقوـ ادلوظف بقبوؿ طلب من وكالء أو وسطاء الشركات وأعماؿ خاصة رشاوى لالستفادة من‬
‫سياسات‪ ،‬إجراءات للتغلب على منافسيو وحتقيق أرباح خارج إطار القانوف‪ ،‬كما ؽلكن أف ػلدث‬
‫الفساد عن طريق استعماؿ الوظيفة العامة دوف اللجوء إىل الرشوة‪ ،‬وذلك بتعيٌن األقارب أو سرقة‬
‫أمواؿ الدولة مباشرة " (رلبور ‪ ،6102‬ص‪.)33 .‬‬
‫عرفت منظمة الشفافية الدولية الفساد بأنو‪" :‬إساءة استعماؿ السلطة ادلوكلة لتحقيق مكاسب‬
‫خاصة"‪ ،‬و يشًن ىذا التعبًن البسيط إىل عدد من العناصر األساسية‪( .‬سوليفاف ‪ ،6115‬ص‪.)12 .‬‬
‫‪ -‬فهو ينطبق على القطاعات الثالثة للحكومة‪ :‬اخلاص‪ ،‬والعاـ‪ ،‬واجملتمع ادلدين‪.‬‬
‫‪ -‬يشًن إىل سوء االستخداـ النظامي والفردي الذي يرتاوح بٌن اخلداع واألنشطة غًن القانونية‬
‫واإلجرامية‪.‬‬
‫‪ -‬يغطي كال من ادلكاسب ادلالية وغًن ادلالية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الجهود الدولية لمكافحة الفساد‪ -‬اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد نموذجا‬

‫أما صندوؽ النقد الدويل فلو مفهوـ آخر للفساد حيث يرى أنو‪" :‬عالقة األيدي الطويلة واخلفية‬
‫ادلعتمدة اليت هتدؼ كسب الفوائد واألرباح بصورة غًن مشروعة قانونا من ىذا السلوؾ لشخص واحد‬
‫أو جملموعة ذات العالقة باآلخرين‪( .‬ساي ‪ ،6106‬ص‪)22 .‬‬
‫ب‪ -‬أشكال الفساد و مظاىره‪ :‬يأخذ الفساد أشكاال ومظاىر متعددة‪ ،‬تعمل رتيعها على إحلاؽ‬
‫الضرر باالقتصاد الوطين‪ ،‬ومبنظومة القيم السائدة داخل اجملتمع ادلكونة لنظاـ النزاىة الوطين‪ ،‬وؽلكن‬
‫إرتاؿ أىم األشكاؿ وادلظاىر يف ادلسائل التالية‪( :‬بن عزوز ‪ ،6102‬ص‪ 613 .‬بتصرؼ)‬
‫‪-‬الرشوة‪ :‬حصوؿ الشخص على منفعة مالية لتنفيذ أعماؿ خالؼ التشريع أو أصوؿ ادلهنة‪ ،‬كما‬
‫دتثل كل منفعة ػلصل عليها مسبقا موظف نتيجة تنفيذه لعمل غًن قانوين لصاحل الراشي‪.‬‬
‫‪-‬المحسوبية‪ :‬استغالؿ السلطة أو النفوذ أو التحيز لشخص أو جهة معينة على ضلو يتعارض مع‬
‫القوانٌن والتشريعات‪.‬‬
‫‪ -‬النصب واالحتيال‪ :‬جرؽلة اقتصادية تتضمن نوعا من الغش يعمل على تزييف احلقائق وادلعلومات‬
‫لتحقيق منافع خاصة‪ ،‬وقد تتم عمليات االحتياؿ بواسطة مسؤولٌن أو موظفي حكومة أو سياسيٌن‬
‫نافذين‪.‬‬
‫‪-‬التزوير وانتشار ظاىرة التسيب اإلداري‪ :‬باستعماؿ تقليد التوقيعات‪ ،‬واألختاـ الرمسية أو‬
‫احلكومية عن طريق الطباعة للشهادات‪ ،‬إضافة إىل انتشار ظاىرة عدـ الشعور بادلسؤولية‪ ،‬أو إعلاؿ‬
‫تاـ للعمل وعرقلتو‪.‬‬
‫‪-‬غسيل األموال‪ :‬ترتبط ىذه اجلرؽلة بالبنوؾ وادلؤسسات ادلالية دلا توفره ىذه األخًنة من قنوات‬
‫وأساليب تستخدـ يف غسيل األمواؿ غًن النظيفة‪ ،‬وىدفها إضفاء الشرعية على أمواؿ ىي يف األصل‬
‫ذات مصدر غًن مشروع‪.‬‬
‫وقد أشارت اتفاقية األمم ادلتحدة دلكافحة الفساد إىل مظاىر أخرى من أشكاؿ الفساد نوجزىا فيما‬
‫يلي‪( :‬بن سعود ‪ ،6114‬ص‪.‬ص‪ 32-32 .‬بتصرؼ)‪.‬‬
‫‪ -‬اختالس األموال العمومية‪ :‬من أىم جرائم الفساد دلا ذلا من آثار سلبية‪ ،‬حيث دتثل إىدارا‬
‫ألمواؿ وشلتلكات الدولة اليت ىي ملك للمجتمع‪ ،‬كما دتثل نوعا من أنواع خيانة ادلوظف لألمانة اليت‬
‫أودعت فيو‪.‬‬
‫‪-‬االتجار بالنفوذ‪ :‬قياـ موظف أو أي شخص آخر باستغالؿ نفوذه الفعلي أو ادلفرتض للحصوؿ‬
‫من اإلدارة أو سلطة عمومية تابعة للدولة على مزية غًن مستحقة‪ ،‬وذلك مقابل أي مزية غًن‬
‫مستحقة لصاحلو ىو أو لصاحل شخص آخر‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الجهود الدولية لمكافحة الفساد‪ -‬اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد نموذجا‬

‫‪-‬اإلثراء غير المشروع‪ :‬ؽلثل اإلثراء أو الكسب غًن ادلشروع صورة من صور الفساد ادلراوغ والذكي‬
‫الذي ينفذ عرب ثغرات النصوص‪ ،‬ويتمثل يف زيادة شلتلكات ادلوظف زيادة كبًنة ال يستطيع حتليلها‬
‫بصورة معقولة قياسا إىل دخلة ادلشروع‪.‬‬
‫‪-‬إخفاء األموال المتحصلة عن جرائم الفساد‪ :‬يتمثل يف حيازة أو اكتساب أو استخداـ أمواؿ أو‬
‫شلتلكات يعلم الشخص بكوهنا متحصلة عن جرؽلة من جرائم الفساد‪.‬‬
‫‪-‬عرقلة سير العدالة‪ :‬بالتأثًن على الشهود أو ادلوظفٌن ادلنوط هبم تنفيذ القانوف بإحدى العقوبات‬
‫اليت حتد من مكافحة الفساد‪ ،‬ويكوف ذلك باستخداـ القوة البدنية أو التهديد أو الوعد جبرؽلة أو‬
‫الرتىيب سواء يف حق الشهود أو ادلوظفٌن القضائيٌن‪.‬‬
‫كما ؽلكن اعتبار األفعاؿ التالية من صور وأشكاؿ الفساد اليت نصت عليها كذلك اتفاقية األمم‬
‫ادلتحدة دلكافحة الفساد‪( .‬غزيوي ‪ ،6102‬ص‪.‬ص‪ 32-33 .‬بتصرؼ)‪.‬‬
‫‪ -‬قيام الموظف العمومي عمدا لصاحلو أو لصاحل شخص آخر باختالس أو تبديد أي شلتلكات أو‬
‫أمواؿ أو أوراؽ مالية أو خصوصية أو أي أشياء أخرى ذات قيمة‪.‬‬
‫‪ -‬الرشوة في مجال القطاع الخاص‪ :‬واليت ترتكب من طرؼ مديري الشركات اخلاصة والعاملٌن‬
‫فيها مقابل القياـ بواجباهتم أثناء أداء مهامهم‪.‬‬
‫‪ -‬اختالس الممتلكات في القطاع الخاص‪ :‬من طرؼ ادلديرين والعاملٌن يف ىذه الشركات‪.‬‬
‫ج‪-‬مالحظات بشأن جرائم الفساد الواردة باالتفاقية‪:‬‬
‫جتدر اإلشارة إىل ضرورة تسجيل مالحظات حوؿ جرائم الفساد الواردة باتفاقية األمم ادلتحدة‬
‫دلكافحة الفساد‪ ،‬واليت خصص ذلا الفصل الثالث "التجرمي و إنفاذ القانوف" واليت تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫(ادلنباوي ‪ ،6106‬ص‪.‬ص‪.) 66-60 .‬‬
‫المالحظة األولى‪ :‬أف االتفاقية ال تتضمن جترؽلا ذاتيا وتلقائيا ألعماؿ الفساد بل تعهد بذلك إىل‬
‫الدوؿ األطراؼ‪.‬‬
‫المالحظة الثانية‪ :‬أف البناء القانوين جلرائم الفساد ادلشمولة باالتفاقية ال يتوافر إال يف صورة العمد‪.‬‬
‫المالحظة الثالثة‪ :‬أف االتفاقية تتضمن صورا من اجلرائم ادلثًنة للخالؼ حوؿ مدى اتفاقها مع‬
‫ادلبادئ القانونية ادلسلم هبا مثل جرؽلة اإلثراء غًن ادلشروع‪.‬‬
‫المالحظة الرابعة‪ :‬أف االتفاقية مل تقتصر على جترمي الفساد الذي يقع يف إطار القطاع العاـ وعلى‬
‫يد موظف الدولة أو مؤسساهتا ادلختلفة‪ ،‬بل نصت أيضا على جترمي مظاىر عدة يف القطاع اخلاص‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الجهود الدولية لمكافحة الفساد‪ -‬اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد نموذجا‬

‫د‪-‬أسباب الفساد‪ :‬ختتلف األسباب اليت تؤدي إىل تفشي الفساد وانتشاره يف البلداف النامية عنها‬
‫يف ادلتقدمة‪ ،‬وتعود األسباب األساسية للفساد اإلداري إىل شبكة معقدة من العوامل اإلدارية‬
‫واالقتصادية والقانونية واالجتماعية والسياسية‪.‬‬
‫وؽلكن تقسيم ىذه السباب إىل قسمٌن أساسيٌن علا‪( :‬حاحة ‪ ،6103‬ص‪.)31 .‬‬
‫‪-‬األسباب الداخلية‪ :‬وىي تلك العوامل واألسباب ادلرتبطة بادلوظف العاـ وادلرفق العاـ‬
‫‪-‬األسباب الخارجية‪ :‬ويقصد هبا رلموع العوامل واألسباب ادلساعلة يف تفشي ظاىرة الفساد‬
‫اإلداري واخلارجة عن نظافة ادلوظف وادلرفق العاـ‪.‬‬
‫‪-‬األسباب الداخلية‪ :‬ؽلكن التمييز يف األسباب الداخلية بٌن األسباب ادلرتبطة بادلوظف العاـ‪،‬‬
‫وتلك اليت ذلا عالقة بالوظيفة العامة‪( .‬حاحة ‪ ،6103‬ص‪.‬ص‪.)34-31 .‬‬
‫أوال‪ :‬األسباب المرتبطة بالموظف العام‪ :‬واليت تتعلق بالعوامل الشخصية ذات الصلة بادلوظف‪،‬‬
‫منها ما يعود إىل أسباب وراثية وعوامل مكتسبة وتراجع العامل الديين واألخالقي قد يكوف ذلا تأثًن‬
‫كبًن على ارتكاب ادلوظف العاـ لبعض صور الفساد اإلداري‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬األسباب المرتبطة بالمرفق العام‪ :‬تتمثل يف تلك العوامل اليت تتداخل يف خلق ظروؼ عمل‬
‫مساعدة على انتشار الفساد اإلداري داخل ادلرفق العاـ‪ ،‬واليت ؽلكن إرتاذلا فيما يلي‪:‬‬
‫‪-‬األسباب اإلدارية‪ :‬وىي تلك العوامل اليت ختلق ظروفا مشجعة وزلفزة على الفساد اإلداري مثل‪:‬‬
‫‪-‬تضخم اجلهاز اإلداري؛ ‪-‬سوء التنظيم اإلداري؛‬
‫‪ -‬ادليل ضلو ادلركزية وعدـ التفويض يف صنع القرارات؛‬
‫‪ -‬تعقد اإلجراءات اإلدارية وغلبة الطابع البًنوقراطي يف اإلدارة؛‬
‫‪ -‬ضعف الرقابة وادلساءلة اإلدارية؛ ‪-‬عدـ تناسب السلطة وادلسؤولية يف اجلهاز اإلداري‪.‬‬
‫‪ -‬عدـ موضوعية طرؽ التوظيف والرتقية يف اإلدارة العامة؛‬
‫‪ -‬عدـ مواكبة سياسة األجور للظروؼ االقتصادية ومتطلبات ادلعيشة؛‬
‫‪ -‬ختلف القيادات اإلدارية وفسادىا‪.‬‬
‫‪ -‬األسباب القانونية والقضائية للفساد اإلداري‪ :‬ىناؾ أسباب قانونية وقضائية تؤدي إىل وقوع‬
‫الفساد اإلداري خاصة يف الدوؿ النامية‪ ،‬وػلدث ذلك من خالؿ ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬التسرع يف إصدار تشريعات كثًنة خاصة اإلدارة العامة (عدـ وضوح القوانٌن)؛‬
‫‪ -‬تعطيل وعدـ تطبيق كثًن من القوانٌن لضعف السلطة القضائية وسيادة القانوف؛‬
‫‪ -‬رتود وقصور كثًن من القوانٌن؛‬

‫‪8‬‬
‫الجهود الدولية لمكافحة الفساد‪ -‬اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد نموذجا‬

‫‪ -‬دتسك اإلدارة القضائية واألمنية باإلجراءات الروتينية ادلعقدة والتقليدية؛‬


‫‪ -‬فساد اجلهاز القضائي؛‬
‫– األسباب الخارجية‪ :‬ىي تلك العوامل ادلستمدة أساسا من البنية اخلارجية احمليطة باإلدارة العامة‪،‬‬
‫واليت تؤثر يف سلوؾ ادلوظف وتصرفاتو أثناء أدائو لعملو‪ ،‬وتدفع بو إىل النزوع ضلو الفساد اإلداري‪،‬‬
‫وإرتاذلا يف األسباب التالية‪( :‬برنامج األمم ادلتحدة اإلظلائي ‪ ،6102‬ص‪.‬ص‪ 32-33 .‬بتصرؼ)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬األسباب السياسية‪ :‬وتتمثل يف العوامل التالية‪:‬‬
‫‪-‬االستبداد وضعف الدؽلقراطية وعدـ االستقرار السياسي‪ ،‬شلا يدفع بالنخب احلاكمة إىل انتهاج‬
‫أسلوب الرشوة واقتساـ ادلزايا اليت دتنحها السلطة قبل مغادرهتا؛‬
‫‪ -‬انتهاج أسلوب الوالء السياسي يف تعيٌن ادلوظفٌن السامٌن واإلطارات العليا يف الدولة‪ ،‬شلا يفت‬
‫أبواب احملسوبية؛‬
‫‪ -‬غياب أجهزة الرقابة واحملسوبية‪ ،‬أو احلد من عملها أو منع ظهور منظمات مستقلة تعىن مبكافحة‬
‫الفساد؛‬
‫‪ -‬ضعف القوانٌن التشريعية ادلعنية مبكافحة الفساد‪ ،‬وغياب عقوبات ردعية دلكافحة الفساد‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬األسباب االجتماعية‪ :‬تعترب العوامل االجتماعية من أىم األسباب ادلؤثرة والفعالة يف انتشار‬
‫الفساد يف كثًن من الدوؿ النامية‪ ،‬ذلك أف األجهزة اإلدارية ال تعمل يف فراغ وختضع لتأثًنات البيئة‬
‫االجتماعية احمليطة هبا‪ ،‬ومن أعلها‪:‬‬
‫‪ -‬الضغوط االجتماعية‪ ،‬واليت توفر ادلناخ ادلالئم النتشار مظاىر الفساد؛‬
‫‪ -‬ضعف اجملتمع ادلدين وعدـ االستقرار االجتماعي‪ ،‬بسبب اجلرؽلة ادلنظمة؛‬
‫‪ -‬انتشار اجلهل وضعف ادلستوى الثقايف يف األفراد؛‬
‫‪ -‬ضعف احلس الوظيفي والوطين‪ ،‬وسيطرة النعرة الطائفية والقبلية‪ ،‬وضعف الوعي بادللكية العامة‬
‫وادلاؿ العاـ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬األسباب االقتصادية‪ :‬دتثل أحد الدوافع واألسباب وراء ظهور الفساد وباألخص يف الدوؿ‬
‫النامية‪ ،‬وؽلكن إرتاؿ ىذه األسباب فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬ادلستوى ادلتدين لدخل الفرد يف الدوؿ النامية‪ ،‬وسوء توزيع الثروة وادلوارد االقتصادية بٌن السكاف؛‬
‫‪ -‬ضعف احلوافز وادلكافآت الوظيفية وتدين ادلستوى ادلعيشي لغالبية ادلوظفٌن؛‬
‫‪ -‬غياب الشفافية يف ادلعامالت وعدـ فاعلية أجهزة الرقابة للدولة؛‬
‫‪ -‬فرض ضرائب عالية وقيود على األنشطة االقتصادية؛‬

‫‪9‬‬
‫الجهود الدولية لمكافحة الفساد‪ -‬اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد نموذجا‬

‫‪ -‬اطلفاض معدالت النمو االقتصادي وانتشار البطالة‪ ،‬وتدين القدرة الشرائية‪.‬‬


‫‪-3‬اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد‪:‬‬
‫عرؼ العصر احلديث تزايدا يف حجم اجلرؽلة ادلنظمة والعابرة للحدود‪ ،‬مستغلة ما أنتجو التطور‬
‫التكنولوجي يف وسائل االتصاؿ وادلواصالت‪ ،‬وىذا ما وضع اجملتمع الدويل يف حتد كبًن دلواجهة ىذه‬
‫اجلرائم‪ ،‬وضرورة تكاتف اجلهود دلكافحتها والوقاية منها‪ ،‬فظهرت كثًن من ادلبادرات على ادلستوى‬
‫الدويل‪ ،‬وأبرمت كثًن من االتفاقيات الدولية الثنائية‪ ،‬وكاف من أبرز ىذه االتفاقيات اتفاقية األمم‬
‫ادلتحدة دلكافحة الفساد‪.‬‬
‫أ‪-‬تعريف االتفاقية‪:‬‬
‫مت اعتماد االتفاقية مبوجب قرار صادر من اجلمعية العامة لألمم ادلتحدة يف ‪ 13‬أكتوبر ‪،3001‬‬
‫ودخلت حيز التنفيذ يف ‪ 31‬ديسمرب ‪ ،3002‬وقد صادقت على االتفاقية ‪ 340‬دولة إىل غاية‬
‫‪ ،3031‬وىي مفتوحة جلميع البلداف وادلنظمات االقتصادية واإلقليمية‪ ،‬وتسعى االتفاقية لتغيًن ثقافة‬
‫مكافحة الفساد‪ ،‬و دعم معايًن النزاىة والشفافية وادلساءلة‪ ،‬وإشراؾ كافة أطراؼ اجملتمع الدويل‬
‫واحمللي حوؿ ضرورة اجتثاث الفساد‪ ،‬كوف الفساد ظاىرة متشابكة ومتعددة األطراؼ‪ ،‬وذلا آثار‬
‫اقتصادية واجتماعية وسياسية سلبية‪ ،‬وقد دتيزت االتفاقية عن بقية االتفاقيات بإدراؾ ادلنظمة الدولية‬
‫بأف التحديات اليت تواجو مكافحة الفساد ال تقتصر فقط على التحديات القانونية واألمنية‪ ،‬بل‬
‫تتعلق بثقافة الفساد‪ ،‬وضرورة إدراؾ العامة لفعل الفساد‪ ،‬كما دتيزت بأف ادلخاطبٌن بأحكامها ليسوا‬
‫فقط احلكومات واألجهزة الرقابية بل أيضا ادلوظفٌن‪ ،‬واألحزاب‪ ،‬ومنظمات اجملتمع ادلدين‪ ،‬واإلعالـ‪.‬‬
‫ب‪-‬الهيكل العام لالتفاقية‪ :‬تنقسم االتفاقية إىل ذتانية فصوؿ على النحو التايل‪( :‬األمم‬
‫ادلتحدة‪.)3001‬‬
‫الفصل األول (األحكام العامة) (المواد‪ :)00-02 :‬ػلتوي األىداؼ العامة لالتفاقية‪،‬‬
‫وادلصطلحات ادلستعملة فيها‪ ،‬ونطاؽ سرياهنا‪.‬‬
‫الفصل الثاني (التدابير الوقائية) (المواد‪ :)20-00 :‬ػلتوي السياسات اليت يتوجب على الدوؿ‬
‫األخذ هبا وتفعيلها دلكافحة الفساد‪ ،‬باإلضافة إىل التأكيد على دور اجملتمع ادلدين ومنظماتو يف رلاؿ‬
‫الوقاية من الفساد‪.‬‬
‫الفصل الثالث (التجريم وإنفاذ القانون) (المواد‪ :)01-20 :‬نصت مواده على األفعاؿ الواجب‬
‫جترؽلها كجرائم فساد‪ ،‬واليت يتعٌن فرض عقوبات رادعة على مرتكبيها‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫الجهود الدولية لمكافحة الفساد‪ -‬اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد نموذجا‬

‫الفصل الرابع (التعاون الدولي) (المواد‪ :)00-03 :‬نصت مواده على ضرورة التعاوف الدويل يف‬
‫مكافحة الفساد من خالؿ تبادؿ ادلعلومات وتسليم اجملرمٌن ورلاالت أخرى‪.‬‬
‫الفصل الخامس (استرداد الموجودات) (المواد‪ :)09-02 :‬نص على اإلجراءات الواجب‬
‫اتباعها واليت تسم بإعادة األمواؿ احملصلة عن جرائم الفساد إىل بلداهنا األصلية اليت هنبت منها‪.‬‬
‫الفصل السادس (المساعدة التقنية وتبادل المعلومات) (المواد‪ :)21-20 :‬يتضمن موادا‬
‫توجيهية للدوؿ الستحداث وتطوير برامج دلنع الفساد ومكافحتو‪ ،‬والقياـ بالدراسات‪ ،‬وتبادؿ‬
‫اخلربات بٌن الدوؿ األطراؼ‪.‬‬
‫الفصل السابع (آليات التنفيذ) (المواد‪ :)20 -23 :‬حيث نص ىذا الفصل على إنشاء آلية‬
‫متابعة تنفيذ االتفاقية‪.‬‬
‫الفصل الثامن (األحكام الختامية) (المواد‪ :)12-20 :‬يشمل أحكاـ االنضماـ إىل االتفاقية‪،‬‬
‫وكيفية تسوية النزاعات الناجتة عن تطبيقها‪ ،‬إضافة إىل إجراءات تعديل االتفاقية أو االنسحاب منها‪.‬‬
‫ج‪-‬السمات العامة لالتفاقية‪:‬‬
‫تعترب اتفاقية األمم ادلتحدة دلكافحة الفساد من أىم ادلواثيق اليت صدرت عن ادلنظمة الدولية يف رلاؿ‬
‫مكافحة الفساد‪ ،‬وقد جاءت ىذه االتفاقية تتمة التفاقيات أخرى صدرت عن ادلنظمة ختص‬
‫مكافحة ادلخدرات واجلرؽلة ادلنظمة‪ ،‬وتعترب ىذه االتفاقية أمشل يف رلاؿ معاجلة ظاىرة الفساد‪ ،‬وتتميز‬
‫ىذه االتفاقية بالسمات التالية‪( :‬عابدين ‪ ،3031‬ص‪.‬ص‪.)6-3 .‬‬
‫‪-‬اتساع نطاق العضوية‪ :‬سعت االتفاقية إىل إغلاد مظلة عادلية تتوحد يف ظلها اجلهود الدولية‬
‫دلكافحة الفساد‪ ،‬لذلك فتحت باب العضوية لكافة الدوؿ وادلنظمات اإلقليمية ادلهتمة مبكافحة‬
‫الفساد هبدؼ توسيع نطاؽ العضوية‪ ،‬وقد بلغ عدد الدوؿ ادلوقعة على االتفاقية ‪ 310‬دولة‪ ،‬وعدد‬
‫الدوؿ األعضاء ادلصدقة ‪.343‬‬
‫‪ -‬صون السيادة الوطنية‪ :‬حرصت االتفاقية على النص على احرتاـ السيادة الوطنية‪ ،‬وعدـ جواز‬
‫التدخل يف الشؤوف الداخلية للدوؿ األطراؼ بذريعة تنفيذ ما ورد من التزامات باالتفاقية‪.‬‬
‫‪ -‬احترام القانون الداخلي‪ :‬تعترب ىذه السمة تطبيقا دلبدأ صوف السيادة الوطنية للدوؿ األعضاء‪،‬‬
‫حيث نصت االتفاقية على عدـ جواز شلارسة االختصاصات القانونية أو القضائية داخل الوالية‬
‫القضائية لدولة من الدوؿ األطراؼ إال وفقا للمبادئ القانونية والقضائية لتلك الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬اتساع نطاق التجريم والعقاب‪ :‬تعتمد االتفاقية سياسة جنائية تتسم بالتوسع يف رلايل التجرمي‬
‫والعقاب‪ ،‬من خالؿ النص على جترمي رشوة ادلوظفٌن العموميٌن الوطنيٌن واألجانب والدوليٌن‪،‬‬

‫‪11‬‬
‫الجهود الدولية لمكافحة الفساد‪ -‬اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد نموذجا‬

‫واختالس األمواؿ العامة‪ ،‬وادلتاجرة بالنفوذ‪ ،‬واستغالؿ السلطة‪ ،‬واإلثراء غًن ادلشروع‪ ،‬وغسل األمواؿ‪،‬‬
‫وإخفاء العائدات اإلجرامية‪ ،‬وإعاقة سًن العدالة‪ ،‬كما نصت على جترمي رشوة ادلوظفٌن يف القطاع‬
‫اخلاص‪ ،‬واختالس األمواؿ اخلاصة‪.‬‬
‫‪ -‬تدرج مستويات االلتزامات‪ :‬استخدمت االتفاقية ثالثة أساليب للتعبًن عن القوة اإللزامية‪ ،‬وىذه‬
‫األساليب ىي‪:‬‬
‫‪ ‬أساليب تفيد اإللزاـ ادلنجز‪ :‬وىي االلتزامات اليت على الدولة تنفيذىا مبجرد التصديق‬
‫على االتفاقية‪.‬‬
‫‪ ‬أساليب تفيد االلتزاـ ادلمتد‪ :‬وىي االلتزامات اليت على الدولة تنفيذىا بعد التصديق‬
‫على االتفاقية ولكن ليس حاال‪.‬‬
‫‪ ‬أساليب تفيد االلتزاـ التخيًني‪ :‬وىي االلتزامات اليت يتوقف تطبيقها على زلض إرادة‬
‫الدولة العضو‪ ،‬وتعترب مبثابة إرشادات هتدؼ إىل حتسٌن ادلناخ الوطين والدويل‪ ،‬وهتيئة‬
‫بيئة أكثر مقاومة للفساد‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز التعاون الدولي‪ :‬عنيت االتفاقية عناية كبًنة بإبراز أعلية التعاوف الدويل يف مكافحة الفساد‪،‬‬
‫ويظهر ذلك من خالؿ اعتبار التعاوف الدويل غرضا من األغراض األساسية لالتفاقية‪ ،‬وإفراد فصل‬
‫كامل للتعاوف القانوين والقضائي الدويل‪.‬‬
‫‪ -‬مراعاة االتفاقيات الدولية‪ :‬حرصت االتفاقية على حث الدوؿ األطراؼ على إبراـ العديد من‬
‫االتفاقيات اإلقليمية ذات الصلة مبكافحة الفساد‪ ،‬كما أخذت باالتفاقيات ادلوجودة قبل إقرار‬
‫االتفاقية الدولية‪ ،‬و ورد ذكرىا يف ديباجة االتفاقية‪.‬‬
‫‪ -‬اإلحالة إلى االتفاقيات الثنائية‪ :‬تعمل االتفاقية على إذكاء وتنمية التوجو ضلو إبراـ االتفاقيات‬
‫الثنائية بٌن الدوؿ األعضاء‪ ،‬كوف ىذه االتفاقيات الثنائية ىي السبيل لبسط األحكاـ الواردة يف‬
‫االتفاقية‪.‬‬
‫‪ -‬وجود آلية لمتابعة تنفيذ االتفاقية‪ :‬أوجدت االتفاقية نظاما قانونيا متكامال يعمل على حث‬
‫الدوؿ األطراؼ على الوفاء بالتزاماهتا الناشئة عن انضمامها لالتفاقية مبا يكفل حتقيق اذلدؼ منها‪،‬‬
‫وتتمثل ىذه اآللية يف مؤدتر الدوؿ األطراؼ واألمانة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬تسوية المنازعات بالوسائل السلمية‪ :‬نصت االتفاقية على تسوية ادلنازعات بداية بالتفاوض‪،‬‬
‫فإف مل يتم حسم تلك اخلالفات ؽلكن اللجوء إىل التحكيم بناء على طلب إحدى الدوؿ األطراؼ‪،‬‬

‫‪12‬‬
‫الجهود الدولية لمكافحة الفساد‪ -‬اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد نموذجا‬

‫فإف مل تتمكن الدوؿ من االتفاؽ على التحكيم بعد مضي ستة أشهر من تاريخ طلب التحكيم جاز‬
‫ألي طرؼ إحالة النزاع إىل زلكمة العدؿ الدولية‪.‬‬
‫د‪-‬الوقاية من الفساد‪:‬كزت االتفاقية على ضرورة نشر ثقافة للوقاية من الفساد واعتربت ذلك من‬
‫أىم األىداؼ اليت تسعى االتفاقية لتحقيقها‪ ،‬حيث إنو الحتواء ظاىرة الفساد واحلد من آثارىا غلب‬
‫أف تكوف األولوية للتدابًن الوقائية‪ ،‬ذلك أف الوقاية أفضل أساليب مكافحة أي ظاىرة‪ ،‬ألف تكلفة‬
‫الوقاية أقل بكثًن من تكلفة مكافحة الظاىرة‪.‬‬
‫وقد ركزت االتفاقية على ضرورة االىتماـ بالسياسات الوقائية ادلصاحبة دلكافحة الفساد‪ ،‬واليت ىي‬
‫رلموعة من السياسات اليت تسبق وتعزز الرتسانة التشريعية العقابية يف مالحقة مرتكيب جرائم الفساد‪.‬‬
‫(سليماف‪ ،‬دوف سنة نشر‪ ،‬ص‪.)33 .‬‬
‫وقد أفردت االتفاقية فصال كامال تناوؿ رلموعة من اإلجراءات اليت يف حاؿ األخذ هبا فإهنا ستؤدي‬
‫إىل حتقيق ىدؼ الوقاية من الفساد‪ ،‬وىو منع حدوث الظاىرة أو التقليل من حجمها‪ .‬وؽلكن إرتاذلا‬
‫يف العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ -‬نشر ثقافة مكافحة الفساد‪ :‬حيث نصت ادلادة ‪ 03‬الفقرة أ من االتفاقية على "أغراض ىذه‬
‫االتفاقية ىي‪ :‬ترويج وتدعيم التدابًن الرامية إىل منع ومكافحة الفساد بصورة أكفأ و أصل "‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء ىيئات متخصصة للوقاية من الفساد‪ :‬تعمل ىذه اذليئات على الوقاية من الفساد‪ ،‬ومنع‬
‫ىذه األفعاؿ قبل حدوثها بصفة مؤسسية من خالؿ ىيئة أو ىيئات جديدة يتم إنشاؤىا وجوبا من‬
‫قبل كل دولة طرؼ يف االتفاقية‪.‬‬
‫دتثل العناصر التالية عوامل تؤيد إنشاء ىيئة جديدة دلكافحة الفساد (ادلنباوي‪ ،‬دوف سنة نشر‪ ،‬ص‪.‬‬
‫‪.)35‬‬
‫‪-‬إنشاء ىيئة جديدة من شأنو أف ؽلثل بداية جديدة وتعبًنا عن التزاـ جديد؛‬
‫‪ -‬اذليئات ادلوجودة رمبا تكوف قد فقدت مصداقيتها واجلمود احلايل للممارسات غًن الناجتة قد يكوف‬
‫من الصعب تغيًنه؛‬
‫‪ -‬ادلوظفوف باذليئات القائمة قد يفتقدوف ادلهارات الالزمة للمهاـ واالختصاصات اجلديدة؛‬
‫‪ -‬اذليئة اجلديدة ؽلكن أف تكلف بصالحيات ومهاـ مستحدثة تناسب الظروؼ الراىنة‪.‬‬
‫وقد نصت ادلادة ‪ 13‬من االتفاقية ما قد يلزـ من تدابًن لضماف وجود ىيئة أو ىيئات متخصصة أو‬
‫أشخاص متخصصٌن يف مكافحة الفساد من خالؿ إنفاذ القانوف‪ ،‬وغلب أف دتن تلك اذليئة أو‬

‫‪13‬‬
‫الجهود الدولية لمكافحة الفساد‪ -‬اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد نموذجا‬

‫اذليئات أو ىؤالء األشخاص ما يلزـ من االستقاللية لكي يستطيعوا أداء وظائفهم بفعالية ودوف أي‬
‫تأثًن ال مسوغ لو‪( .‬ادلنباوي‪ ،‬دوف سنة نشر‪ ،‬ص‪.)35 .‬‬
‫‪ -‬اإلدارة الرشيدة للموارد البشرية في القطاع العام‪ :‬نصت االتفاقية على رتلة من ادلبادئ يتم‬
‫العمل مبقتضاىا لشغل الوظائف العامة‪ ،‬تتصف ىذه ادلبادئ بأهنا‪( :‬األمم ادلتحدة ‪ ،3001‬ص‪.‬‬
‫‪.)30‬‬
‫‪-‬تقوـ على مبادئ الكفاءة والشفافية‪ ،‬وادلعايًن ادلوضوعية‪ ،‬مثل اجلدارة واإلنصاؼ واألىلية؛‬
‫‪ -‬تشمل على إجراءات مناسبة الختيار وتدريب أفراد لتويل ادلناصب العمومية اليت تعترب عرضة‬
‫للفساد بصفة خاصة‪ ،‬وضماف تناوهبم على ادلناصب عند االقتضاء؛‬
‫‪ -‬تشجع على تقدمي أجور كافية‪ ،‬ووضع جداوؿ أجور منصفة‪ ،‬مع مراعاة مستوى النمو االقتصادي‬
‫للدولة الطرؼ ادلعنية؛‬
‫‪ -‬تشجع على وضع برامج تعليمية وتدريبية لتمكن أولئك ادلوظفٌن من الوفاء مبتطلبات األداء‬
‫الصحي وادلشرؼ والسليم للوظائف العمومية‪ ،‬وتوفر ذلم التدريب ادلتخصص وادلناسب من أجل‬
‫إذكاء وعيهم مبخاطر الفساد ادلالزمة ألداء وظائفهم‪.‬‬
‫‪ -‬تصميم مدونات قواعد سلوك الموظفين‪ :‬تسم مدونات السلوؾ بتبياف بوضوح مهاـ‬
‫ادلوظفٌن‪ ،‬وحتديد واجباهتم يف كل من القطاع العاـ ومؤسسات القطاع اخلاص‪.‬‬
‫ومن بٌن أىم األحكاـ اليت تشملها قواعد السلوؾ تلك ادلتعلقة بتبياف مسائل عامة مثل الوالء‬
‫للمنظمة اليت يعمل هبا ادلوظف‪ ،‬والكفاءة‪ ،‬والفعالية‪ ،‬والنزاىة‪ ،‬واإلنصاؼ‪ ،‬وعدـ التحيز أو ادلعاملة‬
‫التفضيلية دوف مربر‪ ،‬وكذلك حظر إساءة استخداـ السلطة‪ ،‬وتلقي اذلدايا أو ادلنافع‪( .‬عابدين‬
‫‪ ،3031‬ص‪.)30 .‬‬
‫‪ -‬حوكمة المشتريات العمومية وإدارة األموال العامة‪ :‬دتثل ادلشرتيات العمومية رلاال ىاما للنشاط‬
‫االقتصادي‪ ،‬ومن مث فهي معرضة للفساد والتواطؤ والتزوير والتالعب؛ لذا حرصت االتفاقية على‬
‫ضرورة حوكمة ىذه ادلقتنيات‪ ،‬حيث نصت على أف تكوف ادلبادئ ادلسًنة لعملية االقتناء تتسم‬
‫بالشفافية‪ ،‬كما تقرتح االتفاقية إنشاء وكالة مستقلة أو جلنة لتنظيم وتنفيذ إجراءات االقتناء العمومي‬
‫تضطلع مبسؤوليات تنفيذية أو رقابية بالنسبة دلا ؼلص عمليات ادلشرتيات العمومية‪.‬‬
‫أما فيما ؼلص إدارة شؤوف ادلالية العامة‪ ،‬فإف االتفاقية نصت أف تضمن الدوؿ األطراؼ كل عمليات‬
‫إعداد ادليزانية وعرضها وتنفيذىا ىو نتاج نظاـ مايل عمومي سليم غلسد توفر الشفافية يف كل مرحلة‬
‫من مراحل ادليزانية‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫الجهود الدولية لمكافحة الفساد‪ -‬اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد نموذجا‬

‫‪ -‬تسهيل الوصول إلى المعلومات‪ :‬لتعزيز الشفافية يف إدارة الدولة لشؤوهنا العامة‪ ،‬مبا يف ذلك ما‬
‫يتعلق بكيفية تنظيمها واشتغاذلا‪ ،‬وعمليات اختاذ القرارات فيها‪ ،‬البد من تسهيل النفاذ إىل‬
‫ادلعلومات‪ ،‬وضرورة تنظيم آليات تداوؿ ادلعلومات من خالؿ تدابًن تشمل ما يلي‪( :‬عابدين‬
‫‪ ،3031‬ص‪.)33 .‬‬
‫‪-‬اعتماد إجراءات أو لوائ دتكن عامة الناس من احلصوؿ‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬على معلومات عن كيفية‬
‫تنظيم إدارهتا واشتغاذلا‪ ،‬وعمليات اختاذ القرارات فيها؛‬
‫‪ -‬تبسيط اإلجراءات اإلدارية عند االقتضاء‪ ،‬من أجل تيسًن وصوؿ الناس إىل السلطات ادلختصة‬
‫اليت تتخذ القرارات؛‬
‫‪ -‬نشر معلومات ؽلكن أف تضم تقارير دولية من سلاطر الفساد يف إدارهتا العامة‪.‬‬
‫‪ -‬استقالل القضاء‪ :‬إف وجود سلطة قضائية مستقلة وزلايدة من احملددات األساسية دلكافحة‬
‫الفساد‪ ،‬وال ؽلكن للجهاز القضائي أف يؤدي دوره على أكمل وجو إال إذا اتصف باالستقاللية‬
‫واحلياد وادلوضوعية‪ ،‬ووفرت لو كل الوسائل ادلادية الالزمة‪.‬‬
‫وادلقصود بالسلطة القضائية كل من رجاؿ النيابة العامة واذليئات اإلدارية ادللحقة‪ ،‬وكذلك احملامٌن‬
‫وكتاب الضبط ومعاوين السلطة القضائية من زلضرين وخرباء‪.‬‬
‫وقد نصت االتفاقية يف ادلادة ‪ 00‬على إجراءات غلب على كل دولة طرؼ االلتزاـ هبا لتدعيم اجلهاز‬
‫القضائي‪ ،‬وتشمل ما يلي‪( :‬مكتب األمم ادلتحدة ‪ ،6103‬ص‪.)22 .‬‬
‫‪-‬نظرا ألعلية استقاللية القضاء وما لو من دور حاسم يف مكافحة الفساد تتخذ كل دولة طرؼ‪ ،‬وفقا‬
‫للمبادئ األساسية لنظامها القانوين ودوف ادلساس باستقاللية القضاء‪ ،‬تدابًن لتدعيم النزاىة ودرء‬
‫فرص الفساد بٌن أعضاء اجلهاز القضائي‪ .‬وغلوز أف تشمل تلك التدابًن قواعد بشأف سلوؾ أعضاء‬
‫اجلهاز القضائي‪.‬‬
‫‪-‬غلوز استحداث وتطبيق تدابًن ذات مفعوؿ شلاثل للتدابًن ادلتخذة عمال بالفقرة ‪ 10‬من ىذه ادلادة‬
‫داخل جهاز النيابة العامة يف الدوؿ األطراؼ اليت يشكل فيها ذلك اجلهاز جزءا من اجلهاز‬
‫القضائي‪ ،‬ولكن يتمتع باستقاللية شلاثلة الستقالليتو‪.‬‬
‫وقد أوصت االتفاقية بضرورة أف تويل الدوؿ األطراؼ االعتبار الواجب إىل أظلاط ومستويات الفساد‬
‫وإىل مواطن الضعف أو قابلية التأثًن يف النظاـ القضائي القائم‪ ،‬واليت حتتاج إىل االستعراض‬
‫واالىتماـ‪ ،‬من خالؿ تقييم طبيعة ومدى الفساد يف النظاـ القضائي لتحديد مواطن الضعف يف‬
‫النظاـ‪ ،‬وينبغي أف ال تقتصر ىذه العمليات على القضايا اذلامة فقط‪ ،‬بل أف تشمل التفاصيل األقل‬

‫‪15‬‬
‫الجهود الدولية لمكافحة الفساد‪ -‬اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد نموذجا‬

‫أعلية مثل إصدار أوامر االستدعاء وخدمة االستدعاء واحلفاظ على األدلة واحلصوؿ على الكفالة‬
‫وتوفًن نسخ مصدقة من احلكم وتصريف القضايا وادلهل الزمنية ادلتصلة هبا‪ ،‬شلا من شأنو أف يؤدي إىل‬
‫الوصوؿ إىل إصالحات للنظاـ مصممة للحد من حدوث األوضاع اليت ػلدث فيها الفساد‪.‬‬
‫وقد قدمت االتفاقية تعريفا واسعا دلفهوـ النزاىة القضائية‪ ،‬حبيث يشمل‪( :‬مكتب األمم ادلتحدة‬
‫‪ ،3031‬ص‪.)15 .‬‬
‫‪ -‬القدرة على التصرؼ حبرية من أي تأثًنات أو حتريض أو ضغوط أو هتديدات أو تدخالت‬
‫خارجية‪ ،‬بصورة مباشرة أو غًن مباشرة‪ ،‬من أي جهة كانت وألي سبب كاف؛‬
‫‪ -‬احلياد (أي القدرة على التصرؼ دوف أي مراعاة أو حتيز أو حتايل)؛‬
‫‪ -‬التصرؼ الشخصي الذي ال غبار عليو من وجهة نظر مراقب معقوؿ؛‬
‫‪ -‬اللياقة ومظهر اللياقة يف تصرفات عضو اذليئة القضائية‪ ،‬الشخصية وادلهنية على السواء؛‬
‫‪ -‬إدراؾ التنوع يف اجملتمع وتفهم ىذا التنوع واالعرتاؼ بو واحرتامو؛‬
‫‪ -‬ادلثابرة واالنضباط‪.‬‬ ‫‪ -‬الكفاءة؛‬
‫‪-‬القطاع الخاص‪ :‬يعود تصدي االتفاقية لفساد القطاع اخلاص بعدد من الفوائد‪ ،‬مثل تعزيز ثقة‬
‫ادلستثمرين وزتاية مصاحل ادلستهلكٌن‪ ،‬وتعزيز النمو شلا يؤثر إغلابا على خلق ادلزيد من فرص العمل‬
‫ومكافحة البطالة‪.‬‬
‫وقد تؤثر بعض ادلمارسات الفاسدة اليت تقع يف القطاع اخلاص على حتقيق األىداؼ السابقة‪ ،‬لذا‬
‫تبنت االتفاقية منهجا متكامال دلكافحة الفساد يف القطاع اخلاص من خالؿ ما نصت عليو ادلادة‬
‫‪( :06‬مكتب األمم ادلتحدة ‪ ،6102‬ص‪.‬ص‪.)22-22 .‬‬
‫‪ -‬تتخذ كل دولة طرؼ‪ ،‬وفقا للمبادئ األساسية لقانوهنا الداخلي‪ ،‬تدابًن دلنع ضلوع القطاع اخلاص‬
‫يف الفساد‪ ،‬ولتعزيز معايًن احملاسبة ومراجعة احلسابات يف القطاع اخلاص‪ ،‬وتفوض عند االقتضاء‬
‫عقوبات مدنية أو إدارية أو جنائية تكوف فعالة ومتناسبة ورادعة على عدـ االمتثاؿ ذلذه التدابًن؛‬
‫‪ -‬بغية منع الفساد‪ ،‬تتخذ كل دولة طرؼ ما قد يلزـ من تدابًن‪ ،‬وفقا لقوانينها الداخلية ولوائحها‬
‫ادلتعلقة مبسك الدفاتر والسجالت والكشف عن البيانات ادلالية‪ ،‬ومعايًن احملاسبة ومراجعة احلسابات؛‬
‫‪ -‬على كل دولة أال تسم باقتطاع النفقات اليت دتثل رشاوى من الوعاء الضرييب‪.‬‬
‫‪-‬تمكين المجتمع المدني‪ :‬إف مكافحة الفساد غلب أال ينحصر فيما تقوـ بو أجهزة الدولة الرقابية‬
‫يف التحري عن الفساد وزلاسبة مرتكبيو‪ ،‬بل البد من تكاتف كافة جهود األطراؼ الفعالة داخل‬
‫اجملتمع من األجهزة الرقابية احلكومية‪ ،‬والقطاع اخلاص واجملتمع ادلدين دلكافحة الفساد‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫الجهود الدولية لمكافحة الفساد‪ -‬اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد نموذجا‬

‫وتؤدي منظمات اجملتمع ادلدين دورا رئيسيا يف التصدي لظاىرة الفساد يرتكز معظمو يف الوقاية من‬
‫الفساد واحلد من آثاره‪ ،‬ونظرا ألعلية ىذا الدور فقد نصت االتفاقية على رتلة من التدابًن تتخذىا‬
‫الدوؿ األطراؼ لتشجيع اجملتمع ادلدين وادلنظمات غًن احلكومية ومنظمات اجملتمع احمللي‪ ،‬على‬
‫ادلشاركة يف منع الفساد وزلاربتو‪ ،‬وإلذكاء وعي الناس فيما يتعلق بوجود الفساد وأسبابو وجسامتو‪،‬‬
‫وما ؽلثلو من خطر‪ ،‬وتتمثل ىذه اإلجراءات والتدابًن فيما يلي‪( :‬مكتب األمم ادلتحدة ‪،6102‬‬
‫ص‪.‬ص‪.)22-26 .‬‬
‫‪ -‬ترويج مشاركة اجملتمع يف منع الفساد؛‬
‫‪ -‬توعية اجلمهور بالفساد؛‬
‫‪ -‬تشجيع مساعلة اجلمهور يف عمليات صنع القرار؛‬
‫‪ -‬إعالـ اجلمهور وتثقيفو؛‬
‫‪ -‬حرية التماس ادلعلومات ادلتعلقة بالفساد وتلقيها ونشرىا وتعميمها والقيود ادلفروضة على ىذه‬
‫احلرية؛‬
‫‪ -‬توعية اجلمهور بشأف ىيئات مكافحة الفساد؛‬
‫‪ -‬وصوؿ اجلمهور إىل ادلعلومات؛‬
‫‪ -‬اإلبالغ(اجملهوؿ اذلوية) عن الفساد‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫عرفت السنوات األخًنة على مستوى اجملتمع الدويل صحوة يف إدراؾ سلاطر ظاىرة الفساد وتأثًناهتا‬
‫السلبية يف التهاـ ثروات الشعوب‪ ،‬وإعاقة االستثمار‪ ،‬وختفيض من جودة اخلدمات األساسية ادلقدمة‬
‫للمواطنٌن‪ ،‬وتعارضو مع القيم الدؽلقراطية‪ ،‬وحتديو إنفاذ القانوف‪ ،‬وهتديده الستقرار اجملتمعات وأمنها‪.‬‬
‫حيث إف ظاىرة الفساد ظاىرة عابرة للحدود وال تقوى أي دولة لوحدىا جملاهبتها واحلد من آثارىا‪،‬‬
‫فقد ظهر وعي لدى اجملتمع الدويل على ضرورة تكاتف اجلهود ووضع آلية دولية تسم بالتنسيق‬
‫والتعاوف الدويل دلكافحة ىذه الظاىرة واحلد من آثارىا السلبية‪ ،‬وقد مت التوصل إىل ىذه اآللية‬
‫وادلتمثلة يف اتفاقية األمم ادلتحدة دلكافحة الفساد‪ ،‬وتعترب ىذه االتفاقية من أحسن االتفاقيات‬
‫وأمشلها‪ ،‬اليت مت إبرامها من طرؼ عدد كبًن من الدوؿ من خالؿ ما نصت عليو يف فصوذلا الثمانية‬
‫اليت عاجلت الظاىرة من رتيع جوانبها‪ ،‬بدءا برتكيزىا على اإلجراءات الواجب اختاذىا للوقاية من‬
‫الظاىرة‪ ،‬وحتديد األفعاؿ اجملرمة وضرورة التعاوف الدويل‪ ،‬وادلساعدة التقنية وتبادؿ ادلعلومات‪ ،‬إىل‬
‫آليات التنفيذ لالتفاقية‪ ،‬واألحكاـ اخلتامية وكيفية تسوية النزاعات الناجتة عن تطبيقها‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫الجهود الدولية لمكافحة الفساد‪ -‬اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد نموذجا‬

‫ومن خالؿ الدراسة مت التحقق من صحة الفرضيات ادلطروحة‪ ،‬حيث تبٌن مبا ال رلاؿ للشك من‬
‫خالؿ ذكر اآلثار السلبية لظاىرة الفساد بأف الفساد ؽلثل عائقا للتنمية‪ ،‬ويعمل على حتطيم وتدمًن‬
‫مقدرات الشعوب‪.‬‬
‫كما تبٌن من خالؿ التطرؽ لالتفاقية بأهنا إطار شامل دلكافحة الفساد من خالؿ استعراض الفصوؿ‬
‫ادلكونة ذلا‪ ،‬والتدقيق يف الفصل الثاين الذي خصص لإلجراءات الوقائية‪.‬‬
‫النتائج‪ :‬من خالؿ استعراضنا لظاىرة الفساد واتفاقية األمم ادلتحدة دلكافحة الفساد‪ ،‬ؽلكننا اخلروج‬
‫مبجموعة من النتائج ادللخصة فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬دتثل ظاىرة الفساد هتديدا خطًنا لإلنسانية دلا تتسبب فيو من إىدار لثروات الشعوب‪،‬‬
‫وأحد معوقات حتقيق التنمية‪ ،‬وأحد ادلعاوؿ لتفويض الدؽلقراطية وسيادة القانوف‪ ،‬وانتشار‬
‫اجلرؽلة ادلنظمة‪.‬‬
‫‪ ‬تعترب اتفاقية األمم ادلتحدة دلكافحة الفساد ذترة تضافر جهود الدوؿ واحلكومات دلكافحة‬
‫ظاىرة الفساد‪.‬‬
‫‪ ‬تعترب اتفاقية األمم ادلتحدة دلكافحة الفساد أمشل االتفاقات ادلعنية مبكافحة الفساد من‬
‫خالؿ عملها على إرساء معايًن وسياسات وعمليات وشلارسات مشرتكة لدعم جهود‬
‫مواجهة الفساد على ادلستوى الوطين والدويل‪.‬‬
‫‪ ‬القت اتفاقية األمم ادلتحدة دلكافحة الفساد قبوال كبًنا من اجملتمع الدويل‪ ،‬ويظهر ذلك من‬
‫خالؿ عدد الدوؿ اليت صادقت عليها إذ جتاوز ‪ 031‬دولة‪.‬‬
‫‪ ‬أشكاؿ الفساد متعددة ومظاىره متنوعة ال تقتصر على القطاع العاـ وحده فقط‪ ،‬بل‬
‫تتعداه إىل القطاع اخلاص‪ ،‬تعمل رتيعها على إحلاؽ الضرر باالقتصاد الوطين ومبنظومة‬
‫القيم السائدة داخل اجملتمع‪.‬‬
‫‪ ‬ختتلف األسباب اليت تؤدي إىل تفشي الفساد وانتشاره‪ ،‬وتعود ىذه األسباب إىل شبكة‬
‫معقدة من العوامل اإلدارية واالقتصادية والقانونية واالجتماعية والسياسية‪.‬‬
‫‪ ‬توسعت اتفاقية األمم ادلتحدة دلكافحة الفساد يف جترمي كل أفعاؿ وصور الفساد‪ ،‬التقليدي‬
‫منها وغًن التقليدي‪.‬‬
‫‪ ‬تبنت االتفاقية معيارا موسعا للتجرمي‪ ،‬حيث إهنا مل تكتف بتجرمي الفساد يف القطاع العاـ‬
‫فقط بل تعدتو إىل جترؽلو يف القطاع اخلاص أيضا‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫الجهود الدولية لمكافحة الفساد‪ -‬اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد نموذجا‬

‫‪ ‬استحدثت االتفاقية جترمي بعض األعماؿ غًن ادلشروعة‪ ،‬مثل غسيل عائدات الفساد وجترمي‬
‫عرقلة سًن العدالة‪.‬‬
‫‪ ‬كرست االتفاقية ادلسؤولية اجلنائية لألشخاص ادلعنوية الضالعة يف جرائم الفساد لتخضع‬
‫للجزاءات والعقوبات ادلالئمة‪.‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫‪ -0‬األمم ادلتحدة (‪ ،)6113‬اتفاقية األمم ادلتحدة دلكافحة الفساد‪.‬‬
‫‪ -6‬برنامج األمم ادلتحدة اإلظلائي‪ ،)6102( ،‬مكافحة الفساد‪ ،‬أطر دستورية دلنطقة الشرؽ األوسط ومشاؿ إفريقيا‪،‬‬
‫مركز العمليات االنتقالية الدستورية‪.‬‬
‫‪ -3‬بن مسعود أزتد بن عبد اهلل‪ ،)6114( ،‬جترمي الفساد يف اتفاقية األمم ادلتحدة‪ ،‬دراسة تأصيلية مقارنة‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستًن‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوـ األمنية‪.‬‬
‫‪ -2‬بن عزوز زلمد‪ ،)6102( ،‬الفساد اإلداري واالقتصادي‪ ،‬آثاره وآليات مكافحتو‪-‬حالة اجلزائر‪ ،‬اجمللة اجلزائرية‬
‫للعودلة والسياسات االقتصادية‪ ،‬العدد ‪.13‬‬
‫‪ -2‬حاحة عبد العلي‪ ،)6103( ،‬اآلليات القانونية دلكافحة الفساد اإلداري يف اجلزائر‪ ،‬دكتوراه‪ ،‬جامعة بسكرة‪.‬‬
‫‪ -2‬ساي بوزيد‪ ،)6101( ،‬سبل تعزيز ادلساءلة والشفافية دلكافحة الفساد ودتكٌن احلكم الراشد يف الدوؿ العربية‪،‬‬
‫رللة الباحث‪ ،‬العدد ‪.01‬‬
‫‪ -3‬سليماف عبد ادلنعم‪( ،‬دوف سنة نشر)‪ ،‬ظاىرة الفساد‪ ،‬دراسة يف مدى مواءمة التشريعات العربية ألحكاـ اتفاقية‬
‫األمم ادلتحدة دلكافحة الفساد‪ ،‬برنامج إدارة احلكم يف الدوؿ العربية‪ ،‬برنامج األمم ادلتحدة اإلظلائي‪.‬‬
‫‪ -4‬سوليفاف جوف‪ ،)6115( ،‬الدليل السابع‪ ،‬البوصلة األخالقية للشركات‪ ،‬أدوات مكافحة الفساد‪ ،‬قيم و‬
‫مبادئ‪ ،‬وآداب ادلهنة‪ ،‬وحوكمة الشركات‪ ،‬مؤسسة التمويل الدويل‪.‬‬
‫‪ -5‬عابدين سيد أزتد‪ ،)6102( ،‬الدليل ال عريب التفاقية األمم ادلتحدة دلكافحة الفساد‪ ،‬مركز العقد االجتماعي‪،‬‬
‫مصر‪.‬‬
‫‪ -01‬غزيوي ىندة‪ ،)6102(،‬اجلهود العربية و الدولية دلكافحة الفساد "من منظور قانوين"‪ ،‬رللة البحوث‬
‫والدراسات اإلنسانية‪ ،‬جامعة سكيكدة‪.‬‬
‫‪ -00‬رلبور فايزة‪ ،)6102( ،‬إصالح الدولة ومكافحة الفساد يف اجلزائر‪ ،‬مذكرة ماجستًن‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪.‬‬
‫‪ -06‬مكتب األمم ادلتحدة ادلعين بادلخدرات و اجلرؽلة‪ ،)61036( ،‬الدليل التقين التفاقية األمم ادلتحدة دلكافحة‬
‫الفساد‪ ،‬األمم ادلتحدة‪.‬‬
‫‪ -03‬ادلنباوي إيهاب‪ ،)6106( ،‬ورقة عمل حوؿ اتفاقية األمم ادلتحدة دلكافحة الفساد‪ ،‬مكتب األمم ادلتحدة‬
‫ادلعين بادلخدرات و اجلرؽلة‪.‬‬

‫‪19‬‬

You might also like