You are on page 1of 20

‫االثار االقتصادية للفساد االقتصادي‬

‫ا‪.‬د يحيى غني النجار‬


‫الخالصة ‪Abstract‬‬

‫الفساد ظاهرة قديمة في فحواها وحديث ة في اس اليبها ‪ .‬تع ددت اس اليب الفس اد بتن وع‬
‫بيئته حيث اتخ ذت اش كال مختلف ة منه ا االقتص ادية والسياس ية واالجتماعي ة والقانوني ة‬
‫والدولية ‪ .‬واذا اعتبرت مكونات الفساد انعكاسا"له ذه البيئ ات عندئ ذ يمكن ان نس تعير يعض‬
‫االس طر ال تي كتبه ا كليتج ارد في كتاب ه( الس يطرة على الفس اد) لتوض يح المكون ات‬
‫االساسية للفساد ‪ .‬عبر كليتجارد عن الفساد بالصيغة التالية ‪:‬‬
‫الفساد (ف) = االحتكار (أ) ‪ +‬حرية التصرف (ح) – المسائلة (م)‬
‫وقد طورت منظمة الشفافية الدولية تلك الصيغة أخ ذة بنظ ر االعتب ار (النزاه ة والش فافية )‬
‫فوضعت الصيغة التالية ‪:‬‬
‫الفساد = (االحتكار ‪ +‬حرية التصرف ) – (مسائلة ‪ +‬نزاهة ‪ +‬شفافية)‬
‫مهما تعددت مكونات الفساد وأسبابه فان نتائجه تصب في وعاء واحد اال وه و اله در‬
‫االقتصادي للموارد المادية والمالية للمجتم ع ‪ .‬وان له ذا اله در آث ار مباش رة وغ ير مباش رة ‪.‬‬
‫فاالثار المباشرة تتمثل بالهدر والغير مباشرة تتمثل بالخسائر االقتصادية المحتملة التي ك ان‬
‫من الممكن الحصول عليها عن طريق استغالل المبالغ ال تي تم ه درها ‪ .‬فالمب الغ المه درة‬
‫بسبب الفساد لو تم استثمارها فستؤدي الى انفاقات استهالكية متتابعة تؤدي ب دورها‬
‫الى خلق دخول متراكمة تصل الى ما يزيد عن ‪ 4‬مرات من حجم المبالغ المستثمرة وذلك‬
‫بتأثير المضاعف ‪ ,‬وتؤدي الى خلق دخول أكثر وزيادة في الناتج اذا ما أخذنا بنظ ر االعتب ار‬
‫تحفيز االنفاق االس تهالكي للطلب االس تثماري لمواجه ة الطلب االس تهالكي ‪ ,‬وبالت الي‬
‫يتزايد االستثمار مما يخلق المزيد من الدخول والناتج ويرفع من معدالت النمو االقتصادي ‪,‬‬
‫حيث ان معدالت النمو االقتصادي تعتبر انعكاسا" لمقدار االنتاج المتدفق (التدفقات العينية‬
‫) من القطاعات االقتصادية التي تأخذ بدورها مسارا" تص اعديا" اذا م ا ت وفرت له ا الم وارد‬
‫المالية الكافية إلستغالل الموارد المادية استغالال" من شأنه ان يزيد تلك الت دفقات ‪ ,‬إال‬
‫ان مبالغ التهرب الضريبي (مثال") بقيت خارج السلطة المالي ة وخ ارج الخط ة االقتص ادية‬
‫وبالتالي لم يتسنى الحصول على تلك التراكمات الداخلية التي اوضحناها في متن ه ذا‬
‫البحث ‪ ,‬بل يمكن القول ان تلك التراكمات الداخلية المحتملة هي بمثابة خس ارة لحقت‬
‫بالدخل القومي ‪ ,‬إذ ان هروب مبل غ ‪ 184‬ملي ون دين ار (مثال") من االنف اق الق ومي ت ؤدي‬
‫الى خسارة في الدخل القومي تف وق ذل ك المبل غ لتص ل الى ح والي ‪ 802.293‬ملي ون‬
‫دوالر ‪ .‬وان ج زءا" من ه ذا المبل غ والمق در بح والي ‪ 2.293‬ملي ون دوالر ه و وف رة نقدي ة‬
‫حصلت نتيجة لآلستثمارات المولدة ‪ ,‬وهذه الوفرة السنوية في حالة تخطيطه ا ستص ب‬
‫في دف ع عجل ة التنمي ة االقتص ادية‪ ,‬ل ذا يمكن توق ع حص ول تلك ؤ وتب اطؤ في التنمي ة‬
‫االقتصادية نيتجة الفساد االقتصادي سواء بشكل تهريب أو تهرب ضريبي أو تهرب جم ركي‬
‫أو غش تجاري وصناعي أو تبييض أموال أو أي شكل آخر من أشكال الفساد ‪.‬‬
‫المقدمة‪:‬‬
‫في العقدين االخيرين من القرن العشرين ‪ ,‬نما وبشكل كبير الترابط االقتص ادي بين ال دول ‪,‬‬
‫وتراف ق مع ه اكتس اب ع دد من القض ايا االقتص ادية بع دا" دولي ا" ‪ ,‬واص بحت تل ك القض ايا‬
‫مرتبط ة بالمص الح التجاري ة التقليدي ة ‪ ,‬كقض يتي التن افس وسياس ة االس تثمار واض يفت‬
‫اليهما مؤخرا" الفساد ‪ .‬ورغم ان الفساد ليس قضية جدي دة ‪ ,‬إال ان بروزه ا كقض ية عالمي ة‬
‫ج اء م ؤخرا" ‪ .‬فم ع نهاي ة الح رب الب اردة ‪ ,‬اتس عت المس يرة الديمقراطي ة والتكام ل‬
‫االقتصادي وامتد نطاقهما ‪ ,‬وبرز الفساد مهددا" بابطاء هذا االتجاه أو تقويضه‪ .‬حيث يعم ل‬
‫الفساد على منح المكاسب غير المشروعة للمس ؤولين ‪ ,‬مم ا يش كل ح افزا" للتعل ق‬
‫بأه داب الس لطة ‪ ,‬ويجعلهم ي دفعون بل دانهم الى اعم اق أش د غ ورا" في القالق ل‬
‫السياس ية واالقتص ادية ‪ .‬كم ا يعم ل على تش ويه االنفت اح على الس وق واالص الحات‬
‫المعززة للديمقراطية بالنسبة للبلدان المتحولة ‪.‬‬
‫ويعمل الفساد كذلك على تشويه التجارة الدولية والتدفقات االستثمارية ‪ ,‬ويس هل‬
‫أنشطة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي كاالتجار بالمخدرات وغسيل االموال ‪.‬‬
‫ويحدث الفساد عند خطوط التماس بين القطاعين العام والخ اص ‪ .‬فكلم ا ك ان ل دى‬
‫مس ؤول ع ام س لطة في توزي ع منفع ة أو تكلف ة م ا على القط اع الخ اص ‪ ,‬ف ان ح وافز‬
‫الرش وة تتول د اعتم ادا" على حجم المن افع والتك اليف الواقع ة تحت س يطرة المس ؤولين‬
‫العموميين ‪ ,‬وعلى استعداد االف راد والش ركات الخاص ة لل دفع مقاب ل الحص ول على تل ك‬
‫المنافع او تجنب التك اليف ‪ .‬والرش وة م اهي اال ص ورة من ص ور الفس اد ‪.‬فم ا ه و الفس اد‬
‫اذن ؟‬
‫فرضية البحث ‪:‬‬
‫يعمل العالم ضمن اطار بيئات مختلفة منها السياسة واالجتماعية واالقتص ادية والمالي ة وان‬
‫هذه البيئات تحمل بين طياتها عوامل الفساد بأشكاله المختلفة ودرجاته المختلف ة ايض ا" اال‬
‫ان درجة االختالف تتباين من بلد آلخر ومن مرحلة تأريخية لمرحلة اخرى لنفس البلد ‪.‬‬

‫هدف البحث ‪:‬‬


‫الفساد داء مزمن يظهر ألسباب وراثية أو عن طريق العدوى وبه ذا فان ه س يبقى‬
‫مستشريا في جسم المجتم ع وم ا علين ا اال ان نش خص أش كاله ليتس نى لن ا‬
‫تشخيص آثاره االقتصادية وغير االقتصادية من أج ل ايج اد العالج الالزم ال لش فاء‬
‫المرض وانما للتخفيف من حدة اثاره المختلفة و السيما االقتصادية منها ‪.‬‬

‫مشكلة البحث ‪:‬‬


‫يعمل العالم على تحقيق تنمية اقتصادية ناجعة أو تقدم اقتصادي عفوي س ريع ومض طرد اال‬
‫ان هناك عائق يحد من سرعة تحقيق هذه االه داف اال وه و الفس اد وال ذي اص بح ه اجس‬
‫العالم بأسره يؤرقه ليال" ويعكر ص فو يوم ه نه ارا" ‪ .‬ان ه ذه الحال ة أو الظ اهر هي مش كلة‬
‫البحث والذي ال يشكل وج وده اال حب ة خ ردل أو أص غر منه ا في جهود الع الم لمواجه ة‬
‫هذه المشكلة ‪.‬‬

‫مفهوم ألفساد‬
‫يعتبر الفساد ظاهرة عامة ‪ ,‬او ربما مجموعة من الظواهر المرتبطة مع بعضها بط رق‬
‫مختلفة ‪ ,‬وال يوجد تعريف تحليلي واحدا" له (‪ , )1‬وانما توجد تع اريف متع ددة ‪ ,‬مم ا يتطلب‬
‫النظر الى أمثلة محددة لنشتق منها التعريف الذي سوف لن يكون تعريفا" تاما على اية حال‬
‫‪ ,‬ولكنه سيكون تعريفا" يخدم الغرض ال ذي نحن بص دده ‪ .‬ف التعريف – حس بما ي راه م اكس‬
‫ويبر ‪ - Max Weber‬ينبغي ان يتشكل بصورة تدريجية من االجزاء المختلفة التي تؤخذ من‬
‫الواق ع الت أريخي كي تّك ون في مجموعه ا تعريف ا" ‪ ,‬وهك ذا ف المفهوم النه ائي الحاس م‬
‫اليمكن الوصول اليه م ع بداي ة البحث واالستقص اء ‪ ,‬ولكن ينبغي ان يتبل ور في النهاي ة (‪.)2‬‬
‫وبالرغم من اختالف الساس ة والب احثون االك اديميون على تعري ف الفس اد اال انهم يتفق ون‬
‫على اثاره ونتائجه ‪.‬‬
‫مفاهيم الفساد في القرآن الكريم‬
‫وردت عبارة (الفساد) وتعريفاتها في خمسي آية ‪ ,‬كما وردت امثال ذل ك الع دد من‬
‫اآلي ات تتن اول مف اهيم الفس اد المختلف ة ‪ ,‬ك الغش والتب ذير واالس راف والرب ا‬
‫واالكتناز ‪ ,‬وأكل السحت‪ ...‬وغيرها من المفاهيم التي تس بب اث ارا" س يئة على‬
‫المجتمع وسلوكه وموارده ‪ ,‬وك ل تل ك اآلي ات تني ذ الفس اد وتح ذر من ه وتعت بره‬
‫مدعاة لغضب هللا ( فأنظر كيف كان عاقبة المفسدين ) ( النمل ‪ .)14 /‬كما تعرض‬
‫القرآن الى مسألة النزاهة والحكم من خالل اقامة العدل والقسط ومحاربة الظلم‬
‫وعدم التعدي على حقوق اآلخرين ‪ .‬ولم يكتف القرآن بتح ريم المفاس د ‪ ,‬وانم ا‬
‫وضع حلوال" لكيفية تجنبه ا من خالل تربي ة النفس باتج اه المث ل العلي ا والس عي‬
‫للحصول على مرضاة هللا تعالى ‪.‬‬

‫وهكذا نجد ان التعاريف لمفهوم الفساد تتعدد وتختلف ‪ ,‬ولع ل ذل ك االختالف‬


‫راجع لسببين ‪:‬‬
‫االول ‪ :‬عدم اتفاق الباحثين على أي نوع من انواع السلوك ال ذي ينبغي ادراج ه‬
‫أو إستبعاده من مفهوم الفساد ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬اختالف الثقافة من بلد آلخر ‪ ,‬وكذا الق وانين واالع راف االجتماعي ة ال تي‬
‫تجيز سلوكيات معينة فاسدة في نظر بلدان اخرى ‪.‬‬
‫وعلى أية ح ال ‪ ,‬يمكن ان نتب نى تعريف ا" أو نمي ل الى تعري ف معين ‪ ,‬ولكن‬
‫نفضل ان تعتمد تعريفا" يتوافق مع مجري ات البحث فنك ون ق د أض فنا الى الس واد‬
‫نخلة ‪ ,‬كما يقول المثل العربي‪ .‬ومن خالل البعد االقتص ادي له ذا المفه وم يمكن‬
‫تعريف الفساد بأنه‪ ,‬ذلك السلوك الذي يسلكه ص احب الخدم ة العام ة أو الخاص ة‬
‫والذي يفضي الى إحداث ضرر في البن اء االقتص ادي للبل د من خالل ه در الم وارد‬
‫االقتص ادية‪ ,‬أو زي ادة االعب اء على الموازن ة العام ة ‪ ,‬أو خفض كف اءة االداء‬
‫االقتصادي‪ ,‬أو سوء توزي ع الم وارد‪ ,‬بقص د تحقي ق من افع شخص ية ‪ ,‬مادي ة أو غ ير‬
‫مادية ‪ ,‬عينية كانت أو نقدية على حساب المصلحة العامة‬

‫أشكال الفساد‬
‫يتخذ الفساد اشكاال" متعددة ‪ ,‬لعلها تبدأ بإساءة اس تخدام الس لطة العام ة لتحقي ق‬
‫مكاسب شخصية ‪ .‬ومن ذلك المنطلق يتم قب ول الرش وة واختالس االم وال واالب تزاز‬
‫واالحتي ال والمحاب اة ‪ ...‬وغيره ا من الممارس ات ال تي تس بب الض رر على المجتم ع‬
‫وعلى االقتص اد بش كل أو ب آخر ‪ .‬وق د نحت اج الى وقف ة تفص يلية في ص فحات قادم ة‬
‫إلستعراض أثر بعض اشكال الفساد على التنمية االقتصادية ‪.‬‬
‫وفي دراسة لبرنامج االمم المتحدة االنمائي ‪ , UNDP‬لخصت فيه اهم اشكال الفس اد‬
‫في المخطط التالي(‪: )3‬‬
‫آثار الفساد على النمو االقتصادي‬
‫يقر اقتصاديو التنمية بان السياسات والمؤسسات الحكومية توثر على النمو ‪ ,‬وحجتهم في‬
‫ذلك ان مستويات مرتفعة من االجراءات لحماية المنتجات المحلي ة غالب ا" م ا تق ترن بمب الغ‬
‫ريع كبيرة يجذبها المنتجون المحليون ‪ .‬كما ان المؤسسات العامة غ ير الفعال ة والسياس ات‬
‫االنمائية االقليمية العديمة المردودية تتسبب في ركود االنتاجية الداخلي ة ‪ ,‬وق د تص مم‬
‫خطط الترخيص لإلبقاء على الريع واضعاف انضباط السوق ‪ .‬ان ادبيات التنمية االقتص ادية لم‬
‫تتن اول الفس اد ص راحة إال قليال" ‪ ,‬إذ أك د بعض الكت اب على الطريق ة ال تي تخل ق به ا‬
‫السياسات الحكومية حوافز تدفع الى ممارسة االنشطة غير المشروع(‪ . )4‬فبدال" من اعتبار‬
‫القصور الحكومي مجرد نتيجة للتقاعس أو عدم الكفاءة ‪ ,‬يمكن اعتب ار االخف اق الحك ومي‬
‫ناتج عن اهتمام الساسة والبيروقراطيون واالفراد والشركات بمصالحهم الذاتية ‪ .‬والمسألة‬
‫المحوري ة هي م ا اذا ك انت الرش اوي المدفوع ة تعت بر طريق ة للقف ز على الق واني غ ير‬
‫الفعالة أو مصدرا" لعدم الفعالية ذاتها ‪ .‬وتشير الدراسات االحصائية التي تستخدم بيان ات‬
‫اعدتها شركات استطالع خاصة توفر معلومات لص الح الش ركات المس تثمرة ‪ ,‬الى ان ق وة‬
‫المؤسسات القانونية والحكومي ة وانخف اض مس تويات الفس اد ي ؤثران ايجاب ا" على النم و‬
‫االقتصادي والمتغيرات االقتصادية االخرى ‪.‬‬
‫وت بين دراس ات اخ رى ان الكث ير من االقتص ادات الق ادرة على المنافس ة ال تع اني من‬
‫الفساد ألن ه ليس فيه ا س وى القلي ل من الري ع االقتص ادي ال ذي يمكن جني ه ‪ ,‬فاالقتص اد‬
‫القادر على المنافسة يترافق ع ادة م ع ف رص مح دودة للت دخل الحك ومي وه ذا يعطي ه‬
‫حرية أكبر للنشاط وتحقيق االرب اح‪ ,‬إذ ان ف رص اس تغالل النف وذ من قب ل المس ؤولين في‬
‫الحكومة تكون محدودة وفي اضيق نطاق لتحقيق مكاسب شخصية مما يع ني انخف اض‬
‫فرص تحقيق الريع ‪ .‬ومن المحتمل ان يعمل الفساد الواسع االنتش ار على ت أخير التنمي ة‬
‫وعلى توزي ع من افع التنمي ة بش كل غ ير متس اٍو على ح د س واء وذل ك من خالل تعمي ق‬
‫التفاوت في الدخول وخلق التفاوت في توزي ع االص ول وس وء االنف اق الحك ومي وانحي از‬
‫النظام الضريبي والتوزيع غ ير المتك افئ لمخ اطر االس تثمار بين االغني اء والفق راء ‪ .‬ولكن‬
‫عندما تنمو البلدان م ع وج ود الفس اد ف ذلك يع ني ض منا" ب أن الفس اد لم يص ل الى ح د‬
‫تقويض الثوابت االقتصادية وان تأثيره ال يزال ضعيفا" ‪ .‬بيد ان النمو قد يكون سببا" للفساد‬
‫من حيث خلقه لمكاسب يمكن تقاسمها ‪ ,‬اذ يعمل النمو على زيادة فعالية نشاط القطاع‬
‫الخ اص وزي ادة حاجت ه الى خ دمات الحكوم ة ودعمه ا في مج ال الحص ول على اج ازات‬
‫استيراد الم واد االولي ة او ش مولهم بالحماي ة من المنافس ة االجنبي ة او ال دعم الم الي‬
‫بش روط ميّس رة وغيره ا من متطلب ات تعزي ز النش اط ‪ ,‬وبالمقاب ل يح اول المس ؤولون‬
‫الحكومييون استثمار صالحياتهم في الحصول على المكاسب التي خلقتها حاجة القط اع‬
‫الخاص لخ دمات الحكوم ة مم ا يجعلهم في وض ع يفاض لون بين المش اريع تبع ا" لمق دار‬
‫المكاسب التي يحصلون عليها عن طريق الرشوة ‪ ,‬فان احتاج ص احب المش روع الخ اص‬
‫الى تمويل او الحصول على اجازة استيراد او غير ذلك فما عليه إال ان يدفع لقاء حصوله‬
‫على خدمة مجاني ة وذل ك لتس هيل المعامل ة واال بقي مش روعه متع ثرا" ال يق وى على‬
‫العمل بصورة صحيحة ‪ .‬ورغم ان مدفوعات الرشوة يمكن ان تس هل مع امالت االعم ال‬
‫إال ان ذلك ال يمكن تقبله كوصفة للنمو ‪ .‬وتشير البح وث المقارن ة فيم ا بين البل دان الى ان‬
‫بيوت االعمال االص غر حجم ا" تج د الفس اد المنهجي مكلف ا" بوج ه خ اص وان الحكوم ات‬
‫المتعسفة والفاسدة تدفع بالش ركات الى القط اع غ ير الرس مي ‪ ,‬وان من االق ل احتم اال"‬
‫نج اح المش اريع االنمائي ة في البل دان ال تي توج د فيه ا مس تويات مرتفع ة من الفس اد ‪,‬‬
‫فالمدفوعات غير القانونية يمكن ان تزيد الى حد كبير من تكلفة مش اريع االش غال العام ة‬
‫(‪)5‬‬
‫وتقلل من جودتها ‪.‬‬
‫ومن الدراسات الحديثة التي تناولت آثار الفساد على التنمية االقتصادية دراسة اعدها‬
‫شانغ جين وي‪ *Shang-Jin Wei‬في بحث له بعن وان " الفس اد في التنمي ة االقتص ادية" ‪,‬‬
‫استخدم فيها امثلة من البلدان االسيوية لتوضيح تلك االثار إستعرضها بما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬اآلثار على االستثمار المحلي ‪ :‬هن اك بعض األدل ة االحص ائية المس تندة الى بيان ات‬
‫عن شريحة مقطعية واسعة من البل دان ‪ ,‬تفي د بأن ه في حال ة اج راء انح دار لنس بة‬
‫اجمالي االستثمار ‪ /‬الناتج المحلي االجمالي خالل الفترة ‪ 1985 - 1980‬على ث ابت‬
‫ومؤشر الفساد ‪ ,‬ف ان النقط ة المق درة للمي ل هي ‪ . 0.012‬ولتوض يح الت أثير الكمي‬
‫للفساد نعمل عينة حسابية عن الفليبين وسنغافورة بأخذ النقطة المقدرة ودرجات‬
‫الفساد حرفيا" وفق الج دول أدن اه ال ذي ي بين ادنى درج ة للفس اد ل دى س نغافورة‬
‫مقدارها (‪ ) 1‬درج ة حس ب مؤش ر التج ارة الدولي ة ‪Business International Index‬‬
‫)‪ , (BI‬ودرج ة الفس اد للفلي بين حس ب نفس المقي اس بلغت (‪ )6.5‬درج ة ‪ .‬ف اذا‬
‫اس تطاعت الفلي بين ان تخفض مس توى الفس اد الى مس توى س نغافورة م ع بق اء‬
‫االشياء االخرى على حالها ‪ ,‬فان الفلي بين س تكون ق ادرة على رف ع نس بة إجم الي‬
‫االستثمار ‪ /‬الناتج المحلي االجمالي بمع دل ‪ 6.6‬نقط ة مئوي ة ‪ ,‬أي ‪) 1 – 6.50(( :‬‬
‫‪ . 0.066 = ))0.012‬وهذه تعتبر زيادة كبيرة في االستثمارات ‪.‬‬
‫اآلثارعلى االستثمار االجنبي المباشر‪ :‬في دراسة مجموعة من بيانات االس تثمار‬ ‫‪-2‬‬
‫االجن بي المباش ر ألربع ة عش ر بل دأ" مص درا" الى (‪ )41‬بل دا" مض يفا" ق ام به ا وي‬
‫‪ Shang-Jin Wet‬في التس عينات ‪ ,‬وج د أدل ة واض حة على ان الفس اد في البل دان‬
‫المض يفة يثب ط االس تثمارات االجنبي ة ‪ .‬ف اذا ارادت الهن د مثال" تخفيض مس توى‬
‫الفساد لديها من (‪ )5.75‬درجة الى مستوى الفساد في سنغافورة المق در بدرج ة‬
‫واحدة ‪ ,‬ف ان أث ر ذل ك على ج ذب االس تثمارات االجنبي ة س يكون مس اويا" لتخفيض‬
‫نسبة الضريبة على الشركات بنسبة ‪ . %22‬ان الكث ير من البل دان األس يوية ق امت‬
‫بعرض حوافز ض ريبية ألغ راء الش ركات المتعدي ة الجنس ية ‪ ,‬فالص ين مثال" وف رت‬
‫لتلك الشركات إعف اء ض ريبي لم دة ع امين اض افة الى ثالث س نوات متعاقب ة بنص ف‬
‫مع دل الض ريبة ‪ ,‬واذا ك ان ه ذا االج راء ي أتي للتخفي ف من ح دة الفس اد ال داخلي‬
‫وتشجيع االستثمارات االجنبية ‪ ,‬فهذا يشير الى ارتفاع درجة الفس اد في الص ين ‪ .‬ان‬
‫البل دان االس يوية تس تطيع ان تج ذب االس تثمار االجن بي دون ح وافز ض ريبية إذا‬
‫استطاعت السيطرة على الفساد الداخلي في بلدانها ‪.‬‬
‫‪ -3‬االث ار على النم و االقتص ادي ‪ :‬اذا ك ان الفس اد يخفض االس تثمار المحلي ويقل ل‬
‫االس تثمار االجن بي فمن الط بيعي ان يك ون الفس اد مخفض ا" للنم و االقتص ادي ‪.‬‬
‫ولتوض يح ذل ك االث ر نأخ ذ مثال" بنغالديش ‪ ,‬فل و تمكنت بنغالديش من تخفيض‬
‫الفساد لديها من (‪ )7‬الى مستوى الفس اد في س نغافورة‪ ,‬ف ان مع دل نم و نص يب‬
‫الفرد من الناتج المحلي االجمالي سيرتفع الى ‪ 1.8%‬عما ك ان علي ه (حيث ق در‬
‫معدل النم و الفعلي للف ترة ‪ 1985 -1960‬ب ‪ %4‬س نويا")‪ .‬أي ان دخ ل الف رد ك ان‬
‫يمكن ان يرتفع الى اكثر من ‪.%50‬‬
‫‪ -4‬اآلثار على حجم وتكوين االنفاق وتكوين االنفاق الحكومي ‪ :‬اج ريت دراس ة منهجي ة‬
‫عن تأثير الفساد على المالية العامة للحكوم ة ق ام به ا ت انزي و داف ودي (& ‪Tanzi‬‬
‫‪ )Davoodi 1977‬وتوصال الى النتائج التالية (‪: )25‬‬
‫أ‪ -‬يؤدي الفساد الى زيادة حجم االستثمارات العام ة على حس اب االس تثمار الخ اص‬
‫لكون العديد من بنود االنفاق العام طيعة لتالعب كبار المسؤولين في الحصول على‬
‫رشاوي ‪.‬‬
‫ب‪ -‬يشوه الفساد تكوين النفقات العامة بعيدا" عن التشغيل والصيانة الالزمة من أجل‬
‫االنفاق على معدات جديدة ‪.‬‬
‫ت‪ -‬يشوه الفساد تكوين النفقات العام ة بعي دا" عن حاج ة الص حة والتعليم للتموي ل ‪,‬‬
‫ألن هذه النفقات بالمقارن ة م ع نفق ات المش اريع االخ رى ‪ ,‬هي أق ل س هولة على‬
‫المسؤولين في انتزاع الريع ‪.‬‬
‫ث‪ -‬يقلل الفساد من انتاجية االستثمارت العامة والبنية التحتية للبلد‪.‬‬
‫ج‪ -‬ق د يخفض الفس اد من ض ريبة ال دخل ألن ه ين ال من ق درة الحكوم ة على جم ع‬
‫الضرائب والرسوم الجمركية ‪.‬‬

‫وقد أيد ماورد ذلك إذ وجد ان الفساد يجعل الحكومة تميل الى ترجيح النفقات‬
‫العامة بعيدا" عن الص حة والتعليم اللت ان يف ترض انهم ا اك ثر منع ة في التالعب ألغ راض‬
‫الرشوة مقارنة بالمشاريع االخرى ‪ .‬كما وجد تانزي – داف ودي ان زي ادة في الفس اد ت ؤدي‬
‫الى تخفيض نوعي ة ط رق المواص الت وتزاي د في مع دالت االنقط اع الكهرب ائي وعي وب‬
‫االتصاالت وفقدان المياه ‪.‬‬
‫التحيز الحضري والفقر ‪ :‬ان الرغبة في الحصول على رشاوي يشوه التص رف بط رق‬ ‫‪-5‬‬
‫مختلفة ‪ ,‬الس يما في المش اريع العام ة ال تي لم تحص ل على ميزاني ة كافي ة ‪ ,‬وان‬
‫كانت قيمتها االجتماعية مرتفع ة ‪ .‬فمش اريع ال دفاع الكب يرة الحجم غالب ا" ماتن ال‬
‫حظ وة بين السياس يين والبيروقراط يين بس بب حجمه ا وس رية غالبيته ا وتك ون‬
‫عقوده ا‬
‫غالب ا"‬
‫على‬
‫حس اب‬
‫ميزاني ة‬
‫الص حة‬
‫الريفي ة‬

‫والعيادات المختصة بالصحة الوقائية ‪.‬والمع روق ان س كان الري ف ع ادة أق ل دخال"‬
‫من نظرائهم سكان المدن ‪ ,‬وان الفساد ال ذي تس ببه سياس ة االنحي از في تحوي ل‬
‫الموارد بعيدا" عن الريف قد يزيد من‬
‫تراه روز –‬ ‫سوء توزيع الدخل ‪ .‬كما يؤدي الفساد تفاقم الفقر في المدن كما‬
‫أكرمان ‪ .1977‬حيث ان الفقراء لديهم وسائل أق ل في رش وة المس ؤولين والس لطة‬
‫السياسية بشكل عام ‪ ,‬لذا فهم يتعرضون للضرر جراء الفساد‪:‬‬
‫أ‪-‬سيعاني الفقراء من انخفاض مستوى الخدمات االجتماعية ‪.‬‬
‫ب‪ -‬االس تثمار في البين ة االساس ية س تكون متح يزة ض د المش اريع ال تي تس اعد‬
‫الفقراء‪.‬‬
‫ج‪ -‬قد يواجه الفقراء ضرائب اعلى أو اقل من الخدمات ‪.‬‬
‫ء ‪ -‬الفقراء محرومين من بيع مالديهم من منتجات زراعية ‪.‬‬
‫وع دم ق درتهم على مغ ادرة حال ة الفق ر باس تخدام المش اريع االهلي ة‬
‫صغيرة الحجم ‪ ,‬اضافة الى تقليل فرص التعليم للفقراء ‪.‬‬
‫أبع‪999999999999‬اد‬
‫الفس‪99999999‬اد‬
‫االقتص‪999‬ادي‬
‫في عملي‪999‬ة‬
‫التنمية‬

‫تمهيد ‪:‬‬
‫تم التطرق في‬
‫فحات‬ ‫الص‬
‫ابقة الى‬ ‫الس‬
‫اآلثار االقتصادية‬
‫للفس اد وم ا‬
‫ي ترتب علي ه‬
‫ة‬ ‫من عرقل‬
‫لعملة التنمية ‪.‬‬
‫وهن ا اقتض ت‬
‫رورة الى‬ ‫الض‬
‫رق الى‬ ‫التط‬
‫ابع اد الفس اد‬
‫ة‪,‬‬ ‫المختلف‬
‫ل من‬ ‫ولع‬
‫االبع اد المهم ة‬
‫رب‬ ‫هي الته‬
‫الض ريبي والجم ركي والته ريب والغش الص ناعي والتج اري واالحتك ار وت بيض االم وال‪...‬‬
‫وغيرها من صور الفساد التي تتسبب في تضاؤل قدرة االقتصاد على النم و وه در امكانيات ه‬
‫المادية والبشرية ‪ .‬ففي تقرير لمجلة "االهرام االقتصادي" ذكر ان التهرب الضريبي في مصر‬
‫ي تراوح بين ‪ 80-22‬ملي ارا" من الجنيه ات س نويا" ‪,‬إض افة الى ذل ك ف ان هن اك تص ريحات‬
‫رسمية ذهبت الى أن ‪ %75‬من رجال االعمال يتهربون من الضرائب الذي أص بح س لوكا"‬
‫عاما" بكل ما يمثله من اس تخفاف بحق وق المجتم ع ‪ ,‬وعبث الق انون وب ذلك أص بح الته رب‬
‫‪ .‬أما في لبنان ‪ ,‬فقد وصلت نس بة المتخلفين عن دف ع الض ريبة‬ ‫(‪)6‬‬
‫ظاهرة تستحق الدراسة‬
‫وفقا" لدراسات وتقديرات لحجوم التهرب الض ريبي الى ‪ %70‬من اجم الي المكلفين ‪ ,‬وفي‬
‫(‬
‫امريكا بلغت نسبة التهرب الضريبي ‪ %10‬من الناتج الق ومي ‪ ,‬وفي االتح اد االوربي ‪%16‬‬
‫‪ .‬وفي الجزائر كشفت دراسة اقتصادية ان ظاهرة التهرب الضريبي والجم ركي والته ريب‬ ‫‪)7‬‬

‫تبلغ اوجها في تجارة التبغ‪ ,‬تلك المادة التي تتربع عل رأس المواد التي يتم اكتشافها مهربة‬
‫عبر مختلف الحدود والموانئ حسب دوائر الجمارك ‪ ,‬ما جعل الحكومة الجزائري ة تؤك د في‬
‫قانون المالية لعام ‪ 2008‬على ضرورة مواصلة عملي ة مكافح ة الته رب الض ريبي وال تزوير ‪,‬‬
‫وق درت الدراس ة ان ه م ابين ع امي ‪ 1996‬و ‪ 2000‬بلغت قيم ة الته رب الض ريبي في ه ذا‬
‫القطاع حوالي ‪ 100‬مليار دينار جزائري او ما يزيد عن مليار دوالر وهي تقديرات تبدو متفائل ة‬
‫(‬
‫جدا" قياسا" باالرقام القياسية التي قدرته ما بين ‪ 3.4‬و ‪ 6.9‬مليار دوالر خالل تلك الفترة‬
‫‪ .‬يرفض المعنيون في الكث ير من الحكوم ات فتح مل ف الته رب الض ريبي والح ديث عن ه‬ ‫‪)8‬‬

‫بس بب حساس ية الوض ع االقتص ادي والم الي واالجتم اعي وربم ا يمس الكث ير من‬
‫المس ؤولين او ذويهم ‪ .‬وي تركز نش اط الته رب الض ريبي بنس بة عالي ة في القطاع ات غ ير‬
‫الرسمية مثل المؤسس ات الفردي ة ال تي تحم ل أس ماء تجاري ة واالف راد ‪ .‬ك ذلك تم ارس‬
‫الشركات الكبيرة ظاهرة التهرب الضريبي من خالل رفع قيمة المصروفات التش غيلية ح تى‬
‫تتضاءل قيم االيرادات رغم وجود قوانين تعفي االرباح الرأسمالية الكبيرة من الضريبة به دف‬
‫تشجيع االستثمار في الكثير من ال دول ‪ .‬وس نركز في ه ذه الص فحات القادم ة على ثالث‬
‫صور مهمة للفساد وهي التهرب الض ريبي والته رب الجم ركي والته ريب والغش الص ناعي‬
‫ودور البيئ ة المالئم ة في استش راء ه ذا البع د من ابع اد الفس اد ‪ ,‬واالث ر ال ذي تترك ه في‬
‫االقتصاد وخاصة اقتصاد البلدان النامية ‪ ,‬حيث تشترك تلك االبع اد في كونه ا تش كل أح د‬
‫االسباب الرئيسة في انخافض الموارد المالية الموجهة لالنفاق العام في كثير من الدول ‪.‬‬

‫اوال"‪ :‬التهرب الضريبي‬


‫يعّرف التهرب الض ريبي ‪ Tax Evasion‬بأن ه تخلص االف راد من االل تزام ب دفع الض ريبة بع د‬
‫تحقق الواقعة المنشأة لها(‪ . )9‬وتنتشر هذه الظاهرة في الكث ير من بل دان الع الم وخاص ة‬
‫في البل دان الس ائرة في طري ق النم و كظ اهرة مالزم ة للنظ ام الض ريبي لتل ك ال دول ‪,‬‬
‫وتشكل أحد العوائق االساسية للتنمية االقتصادية ‪ .‬وتتطلب أغلب النظم الضريبية ق درا"‬
‫من التعاون والتضامن بين المكلف بدفع الضريبة واالدارة الض ريبية من خالل الوف اء بالتزامات ه‬
‫تجاهها ‪ ,‬وهذا يعتمد على تقبل المكلف للنظام الضريبي وقناعته ب ه الى ح د بعي د ‪ ,‬اذ ان‬
‫عدم تقبله للتشريعات الضريبية تدفعه الى استخدام اساليب مختلفة للتهرب من االعب اء‬
‫الضريبية ومقاومتها والتخلص منها أو القاء عبئها على الغير ‪ .‬وق د يتم التخلص من الض ريبة‬
‫باستخدام اساليب مختلفة شرعية كالتجنب الضريبي ‪ , Tax Avoidance‬الذي يع رف بأن ه‬
‫تص رف المكل ف بقص د التخلص من االل تزام ب دفع الض ريبة دون ان يخ الف نص وص الق انون‬
‫الضريبي ‪ ,‬او ربما قد يستفيد من الثغرات الموجودة فيه ‪.‬‬
‫ويتضمن التهرب الضريبي غشا" وتحايال" على التشريعات الضريبية ومخالف ة االحك ام‬
‫القانونية والتعليم ات ال تي تص درها إدارة الض ريبة يلج أ اليه ا المكل ف للتخلص من الض ريبة‬
‫وعلى مراحل ثالث(‪: )10‬‬
‫أ‪ -‬مرحلة تحديد الوعاء ‪ :‬وفيها يحاول الفرد (المكلف) إنكار وجود وعاء الض ريبة او تقري ر‬
‫قيم ة تق ل عن الحقيق ة او يخفي الس لع المس توردة عن أعين رج ال الس لطة‬
‫المالية ‪.‬‬
‫ب‪ -‬مرحلة التسديد ‪ :‬وفيها يحاول الفرد إخفاء كل أو بعض امواله ليحول بين الس لطة‬
‫المالية وبين استيفاء الضريبة كاملة ‪.‬‬
‫ت‪ -‬مرحلة المساومة ‪ :‬وفيه ا يق وم المكل ف بمس اومة اف راد الس لطة الض ريبية للقي ام‬
‫بتخفيض التقدير الضريبي مقابل منحهم مبالغ نقدية مجزية (رش وة) ‪ ,‬معتم دا" على‬
‫اس تعداد ه ؤالء االف راد لمخالف ة الق وانين في الحص ول على المكاس ب غ ير‬
‫المشروعة ‪ ,‬واستعداد المكلف لدفع مبالغ الرشوة طالما انه سيحص ل على تخفيض‬
‫مجزي من الضريبة يؤدي الى تزايد ارباحه الصافية ‪.‬‬

‫عالقة التهرب الضريبي بالفساد‬

‫ليس المكلف وحده يبحث عن اسباب للتهرب من دف ع الض ريبة ‪ ,‬وانم ا هنال ك بالمقاب ل‬
‫باحثين عن الريع من موظفي الحكومة ‪ ,‬إذ يستخدمون أساليب لمساعدة المتهربين على‬
‫التهرب من دفع الضريبة ‪ ,‬وذلك بحكم وجودهم في السلطة الضريبية وتخصصهم في تنفيذ‬
‫الق وانين الض ريبية وتفس يرها وتطبيقه ا ‪ ,‬وتمتعهم بالص الحيات المناس بة ال تي تجعلهم‬
‫يضعون نقديراتهم لحجم الوعاء وتقدير الض ريبة علي ه وتق دير الس ماحات واالعف اءات مم ا‬
‫يجعلهم يمتلكون سلطة تقديرية ‪ ,‬يستخدمونها في زيادة مدخوالتهم عن طريق التواطؤ مع‬
‫المكلفين مقابل ثمن ‪ ,‬وهذا ما يشكل بيئة خصبة لتنامي الفساد ‪ .‬أي بمع نى اس تخدام‬
‫المنصب العام لتحقيق منفعة شخصية ‪ .‬وهنالك دوافع عديدة ألصحاب الس لطة التقديري ة‬
‫للقي ام ب التواطؤ م ع المكلفين ‪ ,‬ولع ل ال دافع الرئيس ي ه و ت دني مس توى االج ور ال تي‬
‫يتقضاها الموظفون التي ال تتالئم مع متطلبات الحياة االعتيادية ‪ ,‬فضال" عن التفاوت الكبير‬
‫بين الدخول في المجتمع وكذلك التفاوت في توزيع الثروة ‪ ,‬مما يش عرهم ب الغبن ‪ ,‬وهم‬
‫يحاولون بعملية التواطؤ مع المكلفين سد الفجوة الحاصلة في دخولهم ‪.‬‬

‫ثانيا"‪ :‬التهرب الجمركي‬

‫يعتبر التهرب الجمركي نتيجة اخ رى من نت ائج الفس اد وهي تش به الى ح د بعي د الته رب‬
‫الضريبي الذي يكون عاما على كل النش اطات الخاض عة للض ريبة ‪ ,‬بي د ان الته رب من دف ع‬
‫الضريبة الجمركية يخص شريحة معينة تتعامل م ع الس لع المتحرك ة ع بر المناف ذ الحدودي ة‬
‫استيرادا" وتصديرا" ‪ .‬ولعل من المناس ب التط رق الى عالق ة الته رب الجم ركي بالفس اد ‪,‬‬
‫االثار االقتصادية للتهرب الضريبي والجمركي ‪ ,‬و آثار التهرب الضريبي على الدخل القومي ‪.‬‬

‫‪ -‬آالثار االقتصادية للتهرب الضريبي والجمركي‬


‫يمكن اجمال أهم االثار االقتصادية للتهرب الضريبي والجمركي بما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬انخفاض حجم االيرادات العامة التي تجنيها الدول ة من المكلفين مؤدي ا" الى‬
‫تخفيض االستثمارات التي تنف ذها و ك ذلك النفق ات مم ا ي ؤدي الى تخفيض‬
‫الدخل القومي وعرقلة مشاريع الدولة في التنمية االقتصادية ‪.‬‬
‫‪ -2‬رفع س عر الض ريبة المفروض ة وف رض ض ريبة جدي دة لتع ويض الحكوم ة عن‬
‫النقص الحاصل نتجة التهرب ‪.‬‬
‫‪ -3‬اضطرار الحكومة الى سداد العج ز الن اتج عن الته رب من خالل اللج وء الى‬
‫الق روض الداخلي ة والخارجي ة وه ذا يوقعه ا في م أزق تس ديد الق روض ودف ع‬
‫الفوائد المترتبة عليها ‪.‬‬
‫‪ -4‬عدم تحق ق العدال ة الض ريبية بحيث ي دفع الض ريبة قس م من المكلفين ‪ ,‬وال‬
‫يدفعها االخرون بسبب قدرتهم على التهرب ‪.‬‬
‫‪ -5‬الج انب االخالقي المتمث ل في الفس اد وانع دام االمان ة واداء ال واجب وال ذي‬
‫يق دم أجي اال" تمتهن االحتي ال والنص ب والتالعب على الق وانين واش اعة‬
‫تقبل حالة الفساد عند المجتمع واالنسجام معه ‪.‬‬
‫‪ -6‬التأثير على المنافسه بين المشروعات ‪ :‬فالشركة التي ال ت دفع الض ريبة تق ل‬
‫تكلف ة انتاجه ا بالنس بة لتكلف ة انت اج الش ركات الدافع ة للض ريبة ألن أم وال‬
‫الضريبة غير المدفوعة تذهب كربح وايراد لها وه ذا يجع ل له ا م يزة تنافس ية‬
‫على حساب غيرها ‪.‬‬
‫‪ -7‬يساهم في تكوين النشاطات االقتصادية غير القانونية او مايسمى باالقتص اد‬
‫الخفي ‪ , underground economy‬اذ يعمل هذا االقتصاد خارج الق انون وخ ارج‬
‫سيطرة الضريبة ‪.‬‬

‫‪ -‬أثر التهرب الضريبي على الدخل القومي‬

‫يمكن قياس اآلثار االقتصادية للخسارة المالية للدولة الناجمة عن التهرب الضريبي والته ريب‬
‫بشكل نموذج رياضي بأرقام افتراضية(**)‪.‬‬
‫لنفترض ان التهرب من دفع الضريبة (من قبل االفراد والشركات) تم تقديره في الع راق‬
‫بحدود ‪ 184‬مليون دوالر امريكي في عام ‪ ، 2006‬مم ا يع ني ان التحص يل الض ريبي س يكون‬
‫في واقع الحال أقل من المتوقع بمقدار تلك المبالغ التي لم تطالها الس لطة المالي ة ‪ ،‬وعلى‬
‫اف تراض ت وازن الموازن ة أي ان م ا يتم تحص يله من الض ريبة يس اوي االنف اق على الس لع‬
‫والخدمات العامة ‪ ،‬وبالتالي فسيكون االنفاق اقل مما كان ينبغي انفاق ه بمق دار ‪ 184‬ملي ون‬
‫دوالر ‪ ،‬وهذا يشكل اقتطاعًا من الدخل الق ومي بمق دار يف وق مبل غ الته رب الض ريبي بع دة‬
‫مرات ‪ ،‬استنادًا لنظرية المضاعف والمعجل ‪ .‬وكما يلي ‪:‬‬

‫اوًال‪ :‬اثر المضاعف‬


‫لو لم يكن التهرب ق د حص ل ‪ ،‬فس يكون ل دى الدول ة وف رة نقدي ة ق درها ‪ 184‬ملي ون‬
‫دوالر ‪ ،‬وعند استثمارها س تؤدي الى خل ق دخ ول متراكم ة في ك ل دورة انف اق لنص ل في‬
‫النهاية الى تحقيق زي ادة في ال دخل الق ومي تف وق تل ك ال وفرة بع دة م رات‪ .‬ويمكن تق دير‬
‫الزيادة في الدخل القومي بالعودة الى المعادلة التي تمثل صيغة المضاعف الرياضية وهي ‪:‬‬

‫حيث ان ‪ K‬تمثل المضاعف و ‪ c‬تمثل الميل الحدي لالستهالك ‪ .‬فاذا علمنا بأن الميل الح دي‬
‫لالستهالك يبلغ (‪ ، )0.77‬سنحصل على النتائج التالية ‪:‬‬
‫بمعنى ان استثمار دوالر واحد سيولد بموجب نظرية المضاعف دخًال قدره ‪ 4.35‬دوالر تقريب ًا‪،‬‬
‫أي يزداد الدخل ألكثر من اربعة مرات عن مبلغ االستثمار االولي ‪.‬‬
‫وعلى هذا يمكن القول ب أن اس تثمار ال وفرة النقدي ة البالغ ة ‪ 184‬ملي ون دوالر س تؤدي الى‬
‫تحقيق زيادة في الدخل القومي قدرها ‪ 800‬مليون دوالر‪:‬‬

‫ولتوضيح اآللية التي تتكون فيها هذه الزيادة في الدخل نستعين بالجدول التالي ‪:‬‬

‫الدخل‬ ‫المبلغ‬ ‫االنفاق‬


‫(بماليين الدوالرات)‬
‫دخل المرحلة االولى‬ ‫‪184000000.00‬‬ ‫االستثمار االولي‬
‫دخل المرحلة الثانية‬ ‫‪141680000.00‬‬ ‫استهالك المرحلة االولى‬
‫دخل المرحلة الثالثة‬ ‫‪109093600.00‬‬ ‫استهالك المرحلة الثانية‬
‫دخل المرحلة الرابعة‬ ‫‪84002072.00‬‬ ‫استهالك المرحلة الثالثة‬
‫دخل المرحلة الخامسة‬ ‫‪64681595.44‬‬ ‫استهالك المرحلة الرابعة‬
‫دخل المرحلة السادسة‬ ‫‪49804828.49‬‬ ‫استهالك المرحلة الخامسة‬
‫دخل المرحلة السابعة‬ ‫‪38349717.94‬‬ ‫استهالك المرحلة السادسة‬
‫دخل المرحلة الثامنة‬ ‫‪29529282.81‬‬ ‫استهالك المرحلة السابعة‬
‫دخل المرحلة التاسعة‬ ‫‪22737547.76‬‬ ‫استهالك المرحلة الثامنة‬
‫دخل المرحلة العاشرة‬ ‫‪17507911.78‬‬ ‫استهالك المرحلة التاسعة‬
‫دخل المرحلة الحادية عشر‬ ‫‪13481092.07‬‬ ‫استهالك المرحلة العاشرة‬
‫دخل المرحلة الثانية عشر‬ ‫‪10380440.89‬‬ ‫استهالك المرحلة الحادية عشر‬
‫دخل المرحلة الثالثة عشر‬ ‫‪7992939.49‬‬ ‫استهالك المرحلة الثانية عشر‬
‫دخل المرحلة الرابعة عشر‬ ‫‪6154563.41‬‬ ‫استهالك المرحلة الثالثة عشر‬
‫دخل المرحلة الخامسة عشر‬ ‫‪4739013.82‬‬ ‫استهالك المرحلة الرابعة عشر‬
‫دخل المرحلة السادسة عشر‬ ‫‪3649040.64‬‬ ‫استهالك المرحلة الخامسة عشر‬
‫دخل المرحلة السابعة عشر‬ ‫‪2809761.30‬‬ ‫استهالك المرحلة السادسة عشر‬
‫دخل المرحلة الثامنة عشر‬ ‫‪2163516.20‬‬ ‫استهالك المرحلة السابعة عشر‬
‫دخل المرحلة التاسعة عشر‬ ‫‪1665907.47‬‬ ‫استهالك المرحلة الثامنة عشر‬
‫دخل المرحلة العشرون‬ ‫‪1282748.75‬‬ ‫استهالك المرحلة التاسعة عشر‬
‫دخل المرحلة الحادية والعشرون‬ ‫‪987716.54‬‬ ‫استهالك المرحلة العشرون‬
‫دخل المرحلة الثانية والعشرون‬ ‫‪760541.74‬‬ ‫استهالك المرحلة الحادية والعشرون‬
‫دخل المرحلة الثالثة والعشرون‬ ‫‪585617.14‬‬ ‫استهالك المرحلة الثانية والعشرون‬
‫دخل المرحلة الرابعة والعشرون‬ ‫‪450925.20‬‬ ‫استهالك المرحلة الثالثة والعشرون‬
‫دخل المرحلة الخامسة والعشرون‬ ‫‪347212.40‬‬ ‫استهالك المرحلة الرابعة والعشرون‬
‫دخل المرحلة السادسة والعشرون‬ ‫‪267353.55‬‬ ‫استهالك المرحلة الخامسة والعشرون‬
‫دخل المرحلة السابعة والعشرون‬ ‫‪205862.23‬‬ ‫استهالك المرحلة السادسة والعشرون‬
‫دخل المرحلة الثامنة والعشرون‬ ‫‪158513.92‬‬ ‫استهالك المرحلة السابعة والعشرون‬
‫دخل المرحلة التاسعة والعشرون‬ ‫‪122055.72‬‬ ‫استهالك المرحلة الثامنة والعشرون‬
‫دخل المرحلة الثالثون‬ ‫‪93982.90‬‬ ‫استهالك المرحلة التاسعة والعشرون‬
‫دخل المرحلة الحادية والثالثون‬ ‫‪72366.83‬‬ ‫استهالك المرحلة الثالثون‬
‫دخل المرحلة الثانية والثالثون‬ ‫‪55722.46‬‬ ‫استهالك المرحلة الحادية والثالثون‬
‫دخل المرحلة الثالثة والثالثون‬ ‫‪42906.30‬‬ ‫استهالك المرحلة الثانية والثالثون‬
‫دخل المرحلة الرابعة والثالثون‬ ‫‪33037.85‬‬ ‫استهالك المرحلة الثالثة والثالثون‬
‫دخل المرحلة الخامسة والثالثون‬ ‫‪25439.14‬‬ ‫استهالك المرحلة الرابعة والثالثون‬
‫دخل المرحلة السادسة والثالثون‬ ‫‪19588.14‬‬ ‫استهالك المرحلة الخامسة والثالثون‬
‫دخل المرحلة السابعة والثالثون‬ ‫‪15082.87‬‬ ‫استهالك المرحلة السادسة والثالثون‬
‫دخل المرحلة الثامنة والثالثون‬ ‫‪11613.81‬‬ ‫استهالك المرحلة السابعة والثالثون‬
‫دخل المرحلة التاسعة والثالثون‬ ‫‪8942.63‬‬ ‫استهالك المرحلة الثامنة والثالثون‬
‫دخل المرحلة االربعون‬ ‫‪6885.83‬‬ ‫استهالك المرحلة التاسعة والثالثون‬
‫دخل المرحلة الحادية واالربعون‬ ‫‪5302.09‬‬ ‫استهالك المرحلة االربعون‬

‫دخل المرحلة الثانية واالربعون‬ ‫‪4082.61‬‬ ‫استهالك المرحلة الحادية واالربعون‬


‫دخل المرحلة الثالثة واالربعون‬ ‫‪3143.61‬‬ ‫استهالك المرحلة الثانية واالربعون‬
‫دخل المرحلة الرابعة واالربعون‬ ‫‪2420.58‬‬ ‫استهالك المرحلة الثالثة واالربعون‬
‫دخل المرحلة الخامسة واالربعون‬ ‫‪1863.84‬‬ ‫استهالك المرحلة الرابعة واالربعون‬
‫دخل المرحلة السادسة واالربعون‬ ‫‪1435.16‬‬ ‫استهالك المرحلة الخامسة واالربعون‬
‫دخل المرحلة السابعة واالربعون‬ ‫‪1105.07‬‬ ‫استهالك المرحلة السادسة واالربعون‬
‫دخل المرحلة الثامنة واالربعون‬ ‫‪850.91‬‬ ‫استهالك المرحلة السابعة واالربعون‬
‫دخل المرحلة التاسعة واالربعون‬ ‫‪655.20‬‬ ‫استهالك المرحلة الثامنة واالربعون‬
‫دخل المرحلة الخمسون‬ ‫‪504.50‬‬ ‫استهالك المرحلة التاسعة واالربعون‬
‫دخل المرحلة الحادية والخمسون‬ ‫‪388.47‬‬ ‫استهالك المرحلة الخمسون‬
‫دخل المرحلة الثانية والخمسون‬ ‫‪299.12‬‬ ‫استهالك المرحلة الحادية والخمسون‬
‫دخل المرحلة الثالثة والخمسون‬ ‫‪230.32‬‬ ‫استهالك المرحلة الثانية والخمسون‬
‫دخل المرحلة الرابعة والخمسون‬ ‫‪177.35‬‬ ‫استهالك المرحلة الثالثة والخمسون‬
‫دخل المرحلة الخامسة والخمسون‬ ‫‪136.56‬‬ ‫استهالك المرحلة الرابعة والخمسون‬
‫دخل المرحلة السادسة والخمسون‬ ‫‪105.15‬‬ ‫استهالك المرحلة الخامسة والخمسون‬
‫دخل المرحلة السابعة والخمسون‬ ‫‪80.97‬‬ ‫استهالك المرحلة السادسة والخمسون‬
‫دخل المرحلة الثامنة والخمسون‬ ‫‪62.34‬‬ ‫استهالك المرحلة السابعة والخمسون‬
‫دخل المرحلة التاسعة والخمسون‬ ‫‪48.00‬‬ ‫استهالك المرحلة الثامنة والخمسون‬
‫دخل المرحلة الستون‬ ‫‪36.96‬‬ ‫استهالك المرحلة التاسعة والخمسون‬
‫دخل المرحلة الحادية والستون‬ ‫‪28.46‬‬ ‫استهالك المرحلة الستون‬
‫دخل المرحلة الثانية والستون‬ ‫‪21.92‬‬ ‫استهالك المرحلة الحادية والستون‬
‫دخل المرحلة الثالثة والستون‬ ‫‪16.87‬‬ ‫استهالك المرحلة الثانية والستون‬
‫دخل المرحلة الرابعة والستون‬ ‫‪12.99‬‬ ‫استهالك المرحلة الثالثة والستون‬
‫دخل المرحلة الخامسة والستون‬ ‫‪10.01‬‬ ‫استهالك المرحلة الرابعة والستون‬
‫دخل المرحلة السادسة والستون‬ ‫‪7.70‬‬ ‫استهالك المرحلة الخامسة والستون‬
‫دخل المرحلة السابعة والستون‬ ‫‪5.93‬‬ ‫استهالك المرحلة السادسة والستون‬
‫دخل المرحلة الثامنة والستون‬ ‫‪4.57‬‬ ‫استهالك المرحلة السابعة والستون‬
‫دخل المرحلة التاسعة والستون‬ ‫‪3.52‬‬ ‫استهالك المرحلة الثامنة والستون‬
‫دخل المرحلة السبعون‬ ‫‪2.71‬‬ ‫استهالك المرحلة التاسعة والستون‬
‫دخل المرحلة الحادية والسبعون‬ ‫‪2.09‬‬ ‫استهالك المرحلة السبعون‬
‫دخل المرحلة الثانية والسبعون‬ ‫‪1.61‬‬ ‫استهالك المرحلة الحادية والسبعون‬
‫دخل المرحلة الثالثة والسبعون‬ ‫‪1.24‬‬ ‫استهالك المرحلة الثانية والسبعون‬
‫دخل المرحلة الرابعة والسبعون‬ ‫‪0.95‬‬ ‫استهالك المرحلة الثالثة والسبعون‬
‫دخل المرحلة الخامسة والسبعون‬ ‫‪0.73‬‬ ‫استهالك المرحلة الرابعة والسبعون‬
‫دخل المرحلة السادسة والسبعون‬ ‫‪0.56‬‬ ‫استهالك المرحلة الخامسة والسبعون‬
‫دخل المرحلة السابعة والسبعون‬ ‫‪0.43‬‬ ‫استهالك المرحلة السادسة والسبعون‬
‫دخل المرحلة الثامنة والسبعون‬ ‫‪0.33‬‬ ‫استهالك المرحلة السابعة والسبعون‬
‫دخل المرحلة التاسعة والسبعون‬ ‫‪0.26‬‬ ‫استهالك المرحلة الثامنة والسبعون‬
‫‪799999999.14‬‬ ‫المجموع‬
‫دليل الجدول ‪:‬‬
‫تم استخراج قيمة كل عنصر من عناصر عمود المبلغ كما يلي ‪:‬‬
‫قيمة العنصر في الزمن (‪ = )t‬قيمة العنصر في الزمن (‪ )t-1‬مضروبًا في الميل الحدي لالستهالك ‪.‬‬

‫يالحظ من هذا الجدول ان االنفاق بدأ من مبل غ ‪ 184‬ملي ون دوالر وال ذي تح ول بالكام ل الى‬
‫دخل للمرحلة االولى ‪ .‬وهذا الدخل تم انفاق جزء منه على االس تهالك في المرحل ة االولى‬
‫وفقًا للميل الحدي لالس تهالك ال ذي ق ِّد ر بـ(‪ ،)***()0.77‬اي تم انف اق ‪ %77‬من ذل ك ال دخل‬
‫ألغراض االستهالك وتم ادخار المتبقي والذي يمث ل ‪ . %23‬وه ذا الق در من االس تهالك في‬
‫المرحلة االولى اصبح دخًال للمرحلة الثانية ‪ ،‬والدخل الجديد هذا اعيد انفاقه بنفس الطريق ة‬
‫أي انفق من ه ‪ %77‬لالس تهالك في المرحل ة الثاني ة ‪ ،‬واالنف اق االس تهالكي في المرحل ة‬
‫الثانية اصبح دخًال للمرحل ة الثالث ة ‪ ،‬وهك ذا نج د ان مجم وع ال دخول ال تي ول دها االنف اق‬
‫االس تهالكي بع د ثم ان وس بعين مرحل ة لالس تهالك وص ل الى (‪ )799999999.14‬دوالرًا ‪،‬‬
‫وهو قريب جدًا من ‪ 800‬مليون دوالر المبلغ الذي تم استخراجه رياضيًا‪.‬‬

‫ثانيًا ‪ :‬اثر التداخل بين المضاعف والمعجل‬

‫ان تأثير االستثمار على الدخل ومضاعفته لعدة مرات ليس نهاية القص ة ‪ ،‬وانم ا هن اك‬
‫تأثير آخر يترافق مع كل انفاق اس تهالكي ي ؤدي ال تي زي ادة في ال دخل الق ومي اك بر مم ا‬
‫توص لنا الي ه ‪ ،‬فاالرق ام ال تي وردت في الج دول الس ابق تش ير الى ان الزي ادة في ال دخل‬
‫القومي انما جاءت حصيلة الزيادة في االستهالك فقط ‪ ،‬فنظرية المض اعف لم تلتفت الى أث ر‬
‫تغير االستهالك على االستثمار‪ .‬وفي الواقع ان الزي ادة في االس تهالك من ش أنها ان ت ؤدي‬
‫الى زي ادة في االس تثمارات ‪ ،‬حيث ان التغي يرات في االس تهالك هي اس اس الوص ول الى‬
‫الطلب على السلع والخ دمات الوس يطة والس لع الرأس مالية ‪ ،‬والنم و المتحق ق في انت اج‬
‫السلع االستهالكية النهائية يدفع لخل ق الحاج ة الى المنتج ات الوس يطة والمع دات – وعن‬
‫طريق معامالت العالقة التكنولوجية في النظام االنتاجي ‪ ، -‬وبهذا يعت بر الطلب على الس لع‬
‫الرأسمالية والخدمات والمنتجات الوسيطة أمر البد منه ‪ ،‬وهو طلب مكتسب ‪ ،‬إذ ان ه متص ل‬
‫بالطلب االستهالكي النهائي ومستمد منه عن طريق مع اِم الت االنت اج التكنولوجي ة ‪ ،‬وبه ذا‬
‫يزداد االس تثمار في الس لع الرأس مالية ‪ ،‬وه ذا م ا يطل ق علي ه باالس تثمارات المرِّغ ب ة او‬
‫الموِّل دة ‪ .)****( )Induced Investment‬ان العالق ة بين الطلب النه ائي على الس لع‬
‫االستهالكية واالستثمارات الموِّلدة يطلق عليها بالمعجل ‪ .)*****( Accelerator‬وعند اخذ ه ذا‬
‫االثر بنظر االعتبار سنالحظ ان الزيادة في الدخل القومي تزي د عن (‪ )800‬ملي ون دوالر وذل ك‬
‫بتأثير زيادة حجم االستثمارات الموِّلدة ‪.‬‬
‫(‪)11‬‬
‫ويمكن توضيح ذلك باستخدام النماذج الرياضية التالية ‪:‬‬

‫حيث ان ‪:‬‬
‫تمثل نسبة رأس المال لإلنتاج ‪. Capital / Output Ratio‬‬ ‫‪R‬‬
‫تمثل االستثمارات‪.‬‬ ‫‪I‬‬
‫تمثل انتاج السلع اإلستهالكية ‪.‬‬ ‫‪O‬‬
‫ويمكن كتابتها بصيغة اخرى ‪:‬‬
‫‪Mt = ROt‬‬
‫‪It = Mt – Mt-1‬‬
‫=‪ROt – ROt-1‬‬
‫=)‪R(Ot –Ot-1‬‬
‫حيث ان ‪:‬‬
‫تمثل رأس المال الالزم لالستثمار (المكائن واآلالت) ‪.‬‬ ‫‪M‬‬
‫تمثل عامل الزمن‪.‬‬ ‫‪t‬‬
‫تمثل االنتاج اإلستهالكي النهائي ‪.‬‬ ‫‪O‬‬

‫ويمكن لنا اآلن بيان الزيادة في الدخل القومي نتيجة توفير مبلغ (‪ )184‬ملي‪CC‬ون دوالر فيم‪CC‬ا ل‪CC‬و لم يحص‪CC‬ل‬
‫التهرب الضريبي ‪ ،‬وذلك من خالل آثار المضاعف والمعجل ‪ ،‬وكما موضح في الجدول التالي ‪:‬‬

‫اآلثار المترتبة على الوفرة النقدية من خالل تداخل المضاعف والمعجل‬


‫(دوالر)‬
‫االس‪DDDDDDDDDD‬تثمارات‬ ‫الف‪DDDDDDD‬ترة االس‪DDDDDDDDD‬تثمارات‬
‫الدخل القومي‬ ‫االستهالك‬ ‫المولدة‬ ‫االصلية‬ ‫الزمنية‬
‫‪Y‬‬ ‫‪C‬‬ ‫‪I‬‬ ‫‪*I‬‬ ‫‪t‬‬
‫‪184,000,000‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪184,000,000‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪387,280,000‬‬ ‫‪141,680,000‬‬ ‫‪61,600,000‬‬ ‫‪184,000,000‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪550,260,209‬‬ ‫‪298,205,600‬‬ ‫‪68,054,609‬‬ ‫‪184,000,000‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪662,263,300‬‬ ‫‪423,700,361‬‬ ‫‪54,562,939‬‬ ‫‪184,000,000‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪731,439,428‬‬ ‫‪509,942,741‬‬ ‫‪37,496,687‬‬ ‫‪184,000,000‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪770,367,324‬‬ ‫‪563,208,360‬‬ ‫‪23,158,965‬‬ ‫‪184,000,000‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪790,215,222‬‬ ‫‪593,182,840‬‬ ‫‪13,032,383‬‬ ‫‪184,000,000‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪799,110,452‬‬ ‫‪608,465,721‬‬ ‫‪6,644,731‬‬ ‫‪184,000,000‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪802,293,017‬‬ ‫‪615,315,048‬‬ ‫‪2,977,968‬‬ ‫‪184,000,000‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪802,831,090‬‬ ‫‪617,765,623‬‬ ‫‪1,065,467‬‬ ‫‪184,000,000‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪802,360,077‬‬ ‫‪618,179,939‬‬ ‫‪180,138‬‬ ‫‪184,000,000‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪801,659,572‬‬ ‫‪617,817,259‬‬ ‫‪157,687-‬‬ ‫‪184,000,000‬‬ ‫‪11‬‬
‫دليل الجدول ‪:‬‬
‫‪ -‬ان قيم‪DD‬ة ك‪DD‬ل عنص‪DD‬ر في عم‪DD‬ود االس‪DD‬تثمارات االص‪DD‬لية تمث‪DD‬ل ال‪DD‬وفرة النقدي‪DD‬ة ال‪DD‬تي تم تق‪DD‬ديرها عن مب‪DD‬الغ الته‪DD‬رب‬
‫الضريبي فيما لو لم يحصل التهرب ‪.‬‬
‫‪ -‬ان قيمة كل عنصر في عمود االستثمارات المولدة تمثل حصيلة ‪ ( :‬قيمة عنصر االستهالك في الزمن ‪( – ) t‬قيمة‬
‫عنصر االستهالك في الزمن ‪ × ) t-1‬معامل رأس المال ‪. 1:2.3‬‬
‫‪ -‬ان قيم‪DD‬ة ك‪DD‬ل عنص‪DD‬ر في عم‪DD‬ود االس‪DD‬تهالك تمث‪DD‬ل حص‪DD‬يلة ‪ ( :‬ال‪DD‬دخل الق‪DD‬ومي في ال‪DD‬زمن ‪ × ) t-1‬المي‪DD‬ل الح‪DD‬دي‬
‫لالستهالك ‪. 0.77‬‬
‫‪ -‬تم اعتماد معامل رأس المال في العراق الذي احتسبه الدكتور فؤاد الدهوي خالل الفترة ‪ 1972 – 1953‬والبالغ‬
‫( ‪ 0.433‬أي ‪.)12() 1:2.3‬‬

‫نالحظ من الج‪CC‬دول ان االس‪CC‬تثمار االص‪CC‬لي في الف‪CC‬ترة (‪ )0‬وّل د دخًال مق‪CC‬داره ‪ 184‬ملي‪CC‬ون دوالر ‪ ،‬وه‪CC‬ذا‬
‫الدخل اعيد استثماره في الفترة (‪ )1‬فاصبح الدخل المتولد اعلى ‪،‬وهكذا يستمر الدخل بالتزايد حتى يص‪CC‬ل‬
‫في الفترة (‪ )7‬الى ‪ 799.11‬مليون دوالر وهو قريب جدًا من مبل‪CC‬غ الزي‪CC‬ادة في ال‪CC‬دخل ال‪CC‬ذي تم احتس‪CC‬ابه‬
‫وهو(‪ )800‬مليون دوالر ‪ .‬اما في الفترة (‪ )8‬سنالحظ ان الزي‪CC‬ادة في ال‪CC‬دخل تف‪CC‬وقت بش‪CC‬كل واض‪CC‬ح على‬
‫الزي‪CC‬ادة المحتس‪CC‬بة بم‪CC‬وجب نظري‪CC‬ة المض‪CC‬اعف لتص‪CC‬بح (‪ )802.293‬ملي‪CC‬ون دوالر ‪ ،‬وبف‪CC‬ارق (‪)2.293‬‬
‫مليون دوالر ‪.‬‬

‫‪802293017 – 800000000 =2293017‬دوالر‬

‫وتع‪CC‬ود ه‪CC‬ذه الزي‪CC‬ادة الى فع‪CC‬ل آث‪CC‬ار الزي‪CC‬ادة في االس‪CC‬تهالك على خل‪CC‬ق اس‪CC‬تثمارات جدي‪CC‬دة (االس‪CC‬تثمارات‬
‫المولدة) ‪.‬‬

‫اذن يمكننا القول بأن هنالك اسلوبين لزيادة الدخل القومي ‪ ،‬االول يتمثل في تحويل ال‪CC‬وفرة النقدي‪CC‬ة‬
‫الى انفاق استهالكي يحكمه الميل الحدي لالستهالك ‪ ،‬والثاني يتمثل في تحويل ال‪CC‬وفرة النقدي‪CC‬ة الى انف‪CC‬اق‬
‫استثماري يحكمه معامل رأس المال ‪ .‬وبين ه‪C‬ذا وذاك يمكن تقري‪C‬ر مع‪C‬دل االس‪C‬راع بالتنمي‪C‬ة االقتص‪C‬ادية‬
‫استنادًا الى اعتماد النسبة األكبر من أحد االس‪CC‬لوبين على ان تك‪CC‬ون النس‪CC‬بة االص‪CC‬غر من االس‪CC‬لوب الث‪CC‬اني‬
‫عنصرًا مكمًال كافيًا في العملية ‪ ،‬وهذا الذي يعتبر "كافيًا " يقرره اصًال الحد االدنى من المطالب لضمان‬
‫قيام المضاعف والمعجل بدورهما كامًال في البرنامج التنموي المرسوم ‪ .‬ولعل اعتماد اسلوب ثالث وه‪CC‬و‬
‫المزج األمثل بين االسلوبين ‪ ،‬سيؤدي الى النمو المتوازن في االستثمار ‪ .‬ووفقًا له‪CC‬ذا االس‪CC‬لوب ستض‪CC‬اف‬
‫االنتاجية المضافة وبشكل مستمر الى االستهالك ‪ ،‬ويستخدم مستوى الم‪CC‬دخرات اآلخ‪CC‬ذ في االرتف‪CC‬اع بع‪CC‬د‬
‫ذلك لرفع مستوى التكوين الرأسمالي ‪.‬‬

‫استخدام الوفرة النقدية في الخطة االقتصادية‪:‬‬

‫ويمكن توضيح اآلثار االقتصادية للوفرة النقدية المتحققة من خالل اس‪C‬لوب نظ‪C‬ام النم‪C‬و المت‪C‬وازن‬
‫في االستثمارباستخدام الصيغة الرياضية التالية ‪ ،‬ثم نحول تلك الصيغة الى هيكل خطط اقتصادية مدعمة‬
‫باالرقام (‪. )33‬‬

‫حيث ان ‪:‬‬
‫الدخل القومي ‪.‬‬ ‫‪= Y‬‬
‫عامل الزمن ‪.‬‬ ‫‪= t‬‬
‫الميل الحدي لالدخار ‪.‬‬ ‫‪=W‬‬
‫معامل رأس المال ‪.‬‬ ‫‪= R‬‬

‫ويمكن توض‪CC‬يح آث‪CC‬ار ال‪CC‬وفرة النقدي‪CC‬ة الس‪CC‬نوية والبالغ‪CC‬ة (‪ )2.293‬ملي‪CC‬ون دوالر من خالل تكني‪CC‬ك‬
‫التخطيط الديناميكي وضمن اطار النمو المت‪C‬وازن (ليس هن‪C‬اك إع‪C‬ادة اس‪C‬تثمار وانم‪C‬ا تص‪C‬نيع مخط‪C‬ط في‬
‫الخط‪CC‬تين االولى والثاني‪CC‬ة وتوس‪CC‬ع في الخط‪CC‬ة الثالث‪CC‬ة ) ‪ .‬وفي ه‪CC‬ذه الحال‪CC‬ة نق‪CC‬وم باس‪CC‬تثمار ال‪CC‬وفرة النقدي‪CC‬ة‬
‫المتحققة في كل سنة وعلى مدار ثالث خطط خمسية لنحقق زيادة في الناتج القومي خالل ‪ 16‬سنة بحدود‬
‫‪ 56‬مليون دوالر ‪.‬‬
‫‪ 56.281421 = )2.293017 × 16( – 92.969693‬مليون دوالر‬
‫والجدول التالي يوضح ذلك تفصيليًا ‪:‬آثار الوفرة النقدية السنوية‬
‫(مليون دوالر)‬
‫الن‪DDDDDDD‬اتج‬ ‫الف‪DDDDDD‬ترة الوفرة النقدية‬
‫االستثمار‬ ‫االستهالك المدخرات‬
‫المضاف‬ ‫المستثمرة‬ ‫الزمنية‬
‫‪I‬‬ ‫‪W=0.23 )Y(0.77‬‬ ‫الخطة المبدئية‬
‫‪Y‬‬ ‫‪Yt‬‬ ‫‪T‬‬
‫(‪)7‬‬ ‫(‪)6‬‬ ‫(‪)5‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪0.229‬‬ ‫‪0.527‬‬ ‫‪0.527‬‬ ‫‪1.766‬‬ ‫‪2.293‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪0.482‬‬ ‫‪1.108‬‬ ‫‪1.108‬‬ ‫‪3.708‬‬ ‫‪4.815‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الخطة االولى‬
‫‪0.759‬‬ ‫‪1.746‬‬ ‫‪1.746‬‬ ‫‪5.844‬‬ ‫‪7.590‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪R=1:2.3‬‬
‫‪1.064‬‬ ‫‪2.448‬‬ ‫‪2.448‬‬ ‫‪8.194‬‬ ‫‪10.642‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪1.400‬‬ ‫‪3.220‬‬ ‫‪3.220‬‬ ‫‪10.779‬‬ ‫‪13.999‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪1.769‬‬ ‫‪4.069‬‬ ‫‪4.069‬‬ ‫‪13.623‬‬ ‫‪17.692‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪2.175‬‬ ‫‪5.003‬‬ ‫‪5.003‬‬ ‫‪16.751‬‬ ‫‪21.754‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪2.622‬‬ ‫‪6.031‬‬ ‫‪6.031‬‬ ‫‪20.191‬‬ ‫‪26.223‬‬ ‫‪7‬‬ ‫الخطة الثانية‬
‫‪3.114‬‬ ‫‪7.162‬‬ ‫‪7.162‬‬ ‫‪23.976‬‬ ‫‪31.138‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪R=1:2.3‬‬
‫‪3.654‬‬ ‫‪8.405‬‬ ‫‪8.405‬‬ ‫‪28.139‬‬ ‫‪36.545‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪4.249‬‬ ‫‪9.773‬‬ ‫‪9.773‬‬ ‫‪32.719‬‬ ‫‪42.492‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪4.903‬‬ ‫‪11.278‬‬ ‫‪11.278‬‬ ‫‪37.757‬‬ ‫‪49.035‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪5.623‬‬ ‫‪12.933‬‬ ‫‪12.933‬‬ ‫‪43.298‬‬ ‫‪56.231‬‬ ‫‪12‬‬ ‫الخطة الثالثة‬
‫‪6.415‬‬ ‫‪14.754‬‬ ‫‪14.754‬‬ ‫‪49.393‬‬ ‫‪64.147‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪R=1:2.3‬‬
‫‪7.285‬‬ ‫‪16.757‬‬ ‫‪16.757‬‬ ‫‪56.098‬‬ ‫‪72.855‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪8.243‬‬ ‫‪18.960‬‬ ‫‪18.960‬‬ ‫‪63.474‬‬ ‫‪82.433‬‬ ‫‪15‬‬
‫‪92.970‬‬ ‫‪16‬‬
‫دليل الجدول ‪:‬‬
‫‪ -‬قيمة كل عنصر في العمود (‪ )3‬وللزمن ‪ t‬تمثل ‪ :‬الوفرة النقدية المستثمرة في الزمن (‪+ )t-1‬‬
‫الناتج المضاف لل زمن (‪ + )t-1‬ال وفرة النقدي ة المس تثمرة في ال زمن (‪ ، )t‬أي ‪ 2.293‬ملي ون‬
‫دوالر ‪.‬‬
‫‪ -‬قيمة كل عنصر في العمود (‪ )4‬تمثل‪ :‬الوفرة النقدية المستثمرة في الزمن (‪. 0.77 × )t‬‬
‫‪ -‬قيمة كل عنصر في العمودين (‪ = ) 6 ، 5‬الوفرة النقدية المستثمرة في الزمن (‪0.23 × )t‬‬
‫‪.‬‬
‫االستهالك تمثل حصيلة ‪ ( :‬الدخل القومي في الزمن ‪ × ) t-1‬الميل الحدي لالستهالك‬ ‫‪-‬‬
‫‪. 0.77‬‬
‫‪ -‬قيمة كل عنصر في العمود (‪ = )7‬قيمة كل عنصر في العمود (‪ )6‬في الزمن (‪1:2.3 × )t‬‬
‫‪.‬‬

‫نخلص مما تقدم ان مبالغ الته رب الض ريبي ل و تم اس تثمارها فس تؤدي الى انفاق ات‬
‫استهالكية متتابعة تؤدي بدورها الى خلق دخول متراكمة تصل الى ما يزيد عن ‪ 4‬مرات من‬
‫حجم المبالغ المستثمرة وذلك بت أثير المض اعف ‪ ،‬وت ؤدي الى خل ق دخ ول اك ثر وزي ادة في‬
‫الناتج اذا ما اخذنا بنظ ر االعتب ار تحف يز االنف اق االس تهالكي للطلب االس تثماري لمواجه ة‬
‫الطلب االستهالكي ‪ ،‬وبالتالي يتزايد االستثمار مما يخلق المزي د من ال دخول والن اتج ويرف ع‬
‫من معدالت النمو االقتصادي ‪ ،‬حيث ان معدالت النمو االقتصادي تعتبر انعكاسًا لمقدار االنتاج‬
‫المتدفق (التدفقات العينية) من القطاعات االقتصادية التي تأخذ بدورها مسارًا تصاعديًا اذا ما‬
‫توفرت لها الموارد المالية الكافية إلستغالل الموارد المادية اس تغالًال من ش أنه ان يزي د تل ك‬
‫التدفقات ‪ ،‬إال ان مبالغ التهرب الضريبي بقيت خارج السلطة المالية وخارج الخطة االقتصادية‬
‫وبالتالي لم يتسنى الحصول على تلك التراكمات الداخلية التي اوضحناها فيم ا س بق ‪ ،‬ب ل‬
‫يمكن الق ول ان تل ك التراكم ات الداخلي ة المحتمل ة هي بمثاب ة خس ارة لحقت بال دخل‬
‫القومي ‪ ،‬إذ ان هروب ‪ 184‬مليون دوالر من االنف اق الق ومي ت ؤدي الى خس ارة في ال دخل‬
‫الق ومي تف وق ذل ك المبل غ لتص ل الى ح والي ‪ 802.293‬ملي ون دوالر ‪ .‬وان ج زءًا من ه ذا‬
‫المبل غ والمق در بح والي ‪ 2.293‬ملي ون دوالر ه و وف رة نقدي ة حص لت نتيج ة لإلس تثمارات‬
‫المول دة ‪ ،‬وه ذه ال وفرة الس نوية في حال ة تخطيطه ا ستص ب في دف ع عجل ة التنمي ة‬
‫االقتصادية ‪ ،‬لذا يمكن توقع حصول تلكؤ وتباطؤ في التنمية االقتصادية نتيجة التهرب الضريبي‬
‫‪.‬‬

‫االستنتاجات‬

‫اليمكن ان ينش أ الفس اد االقتص ادي من بيئ ات ص الحة ‪ ,‬فالبيئ ات االقتص ادية‬ ‫‪-1‬‬
‫واالجتماعي ة والسياس ية الس يئة تعت بر المس ببات او الق وى الدافع ة للفس اد‬
‫االقتصادي ‪.‬‬
‫للفس اد االقتص ادي آث ار اقتص ادية مباش رة وغ ير مباش رة تتمث ل باالبع اد االقتص ادية‬ ‫‪-2‬‬
‫المحتملة للفساد في مجاالت اقتصادية متعددة ‪.‬‬
‫التلكؤ في تق ديم الق روض الخارجي ة والمنح ج اء نتيج ة انع دام امكاني ة توف ير ش رط‬ ‫‪-3‬‬
‫مكافحة الفساد لمنح تلك االموال ‪.‬‬
‫االثار االقتص ادية الس لبية للفس اد تك ون بش كل م ركب فك ل فس اد يخل ق فس ادا"‬ ‫‪-4‬‬
‫مضاعفا" لالول ‪ .‬فاالثر االقتصادي السلبي للفساد يخلق اثرا" سلبيا" مض اعفا" يمكن‬
‫احتسابه عن طريق صيغة النمو السلبي المركب ‪.‬‬

‫التوصيات‬

‫االصالحات القضائية لضمان النزاهة واالستقالل وبناء القدرات ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫اصالح الخدمة المدنية واالصالحات المؤسسية االخرى لتحسين تدفق المعلوم ات‬ ‫‪-2‬‬
‫وزيادة حوافز االمانة وحسن االداء ‪.‬‬
‫تبسيط نظم الضرائب والقواعد التنظيمية ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫استخدام المزادات ‪ ,‬ومخططات العطاءات التنافسية ‪ ,‬واالليات التنظيمي ة المس تندة‬ ‫‪-4‬‬
‫الى السوق حيثما امكن ‪.‬‬
‫تدعيم قوانين تمويل الحمالت واالحكام الخاصة بتضارب المصالح‬ ‫‪-5‬‬
‫تدعيم مؤسس ات المجتم ع الم دني ‪ ,‬بم ا في ذل ك وس ائط االعالم والمنظم ات‬ ‫‪-6‬‬
‫غير الحكومية والجماعات الجماهيرية االخرى‬
‫حماية اموال المنح والق روض ال تي تخصص ها المنظم ات العالمي ة لل دول المتلقي ة‬ ‫‪-7‬‬
‫لتلك االموال وذلك عن طريق الضمانات الكافية لدرء الفساد عن تلك االموال ‪.‬‬
‫كس ب الش ركات المتعدي ة الجنس ية الى ص فوف الجه ود االص الحية من خالل‬ ‫‪-8‬‬
‫التركيز على تقليص رغباتها في دفع الرشاوي ‪.‬‬
‫ان جمي ع م اورد اعاله من اص الحات ال يتج دي نفع ا" ان يتم تحويله ا الى خط ط‬ ‫‪-9‬‬
‫تفص يلية لمس اعدة حكوم ات ال دول في معالج ة الفس اد وحس ب ظ روف ك ل بل د‬
‫ودرجة تأثره بالمشكلة ‪ ,‬وعلى اس اس ذل ك تق دم المنظم ات الدولي ة مس اعداتها‬
‫الفنية والمالية في هذا المجال ‪.‬‬
‫الهوامش‬

‫‪Global Dynamic of Corruption , The Role of the United Nations-1‬‬ ‫‪Helping‬‬


‫‪Member State Build Integrity to Curb Corruption, U.N. , CICP-3 , Vienna, October‬‬
‫‪. 2002, P2‬‬

‫‪ 2-‬روبرت كليتجارد ‪ ,‬الس‪99‬يطرة على الفس‪99‬اد ‪ ,‬ترجم‪99‬ة علي حس‪99‬ين حج‪99‬اج ‪ ,‬دار‬
‫البشير للنشر والتوزيع ‪ ,‬عمان ‪ ,‬ص‪. 46‬‬
‫‪ - 3‬عبد هللا الجابري د‪ , .‬الفساد االقتصادي ‪ -‬انواعه ‪ ,‬اسبابه ‪ ,‬آثاره ‪,‬‬
‫عالجه ‪ ,‬من بحوث المؤتمر الثالث لالقتصاد االسالمي ‪ ,‬ص ‪. 9‬‬
‫‪ -4‬ورقة مناقشة لالستاذة سوزان – أكرمان بعنوان "الفساد والحكم الرشيد " ‪,‬‬
‫برنامج االمم المتحدة االنمائي ‪ ,‬نيويورك ‪ ,‬تموز ‪ , 1997‬صص ‪. 42-39‬‬
‫‪ -5‬الفساد واالقتصاد العالمي‪ ,‬الفصل الث‪99‬اني ال‪99‬ذي كتبت‪99‬ه س‪99‬وزان روز – أكرم‪99‬ان‬
‫تحت عنوان " االقتصاد السياسي للفساد " ‪ ,‬ص ‪. 72-50‬‬
‫*) ش‪99‬انغ جن وي ‪ Shang-Jin Wei‬اس‪99‬تاذ مس‪99‬اعد للسياس‪99‬ة العام‪99‬ة في كلي‪99‬ة‬
‫كندي الحكومية في جامعة هارفارد ‪ ,‬وزميل أبح‪99‬اث في كلي‪99‬ة الوالي‪99‬ات المتح‪99‬دة‬
‫والمكتب الوطني لألبحاث االقتصادية ‪ ,‬وباحث مساعد في معهد هارفارد للتنمية‬
‫‪Corruption‬‬ ‫‪in‬‬ ‫الدولي‪99999999‬ة ‪ .‬ق‪99999999‬دم ورق‪99999999‬ة بعن‪99999999‬وان ‪Economic‬‬
‫‪Development :Beneficial Grease , Minor Annoyance , or Major Obstacle‬‬
‫الى حلقة العمل حول النزاهة في الحكم في آسيا ال‪99‬تي نظمه‪99‬ا برن‪99‬امج االمم‬
‫المتحدة للتنمية بالتعاون م‪9‬ع منظم‪9‬ة الش‪9‬فافية الدولي‪9‬ة ف‪9‬رع تايلن‪9‬د ‪ ,‬وانعق‪9‬دت‬
‫في ب‪99‬انكوك خالل الف‪99‬ترة ‪ 29‬حزي‪99‬ران الى ‪ 1‬تم‪99‬وز ع‪99‬ام ‪ . 1998‬وللمزي‪99‬د يمكن‬
‫االطالع على الموقع التالي ‪:‬‬
‫‪www.worldbank.org/wbi/governance/pdf/wei.pdf‬‬

‫(‪ 6‬مقالة لغادة راضي بعنوان " الضرائب الدولة تشتكي ‪ ..‬والممولين يتهربون " ‪,‬‬
‫منشورة على الموقع التالي‪:‬‬
‫‪http://www.islamonline.net/iol-arabic/dowalia/namaa24-10-99/namaa.asp‬‬
‫(‪ 7‬مقالة منشورة على الموقع التالي ‪:‬‬
‫‪http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B6%D8%B1%D9%8A%D8%A8%D8%A9‬‬
‫(‪ 8‬مقال لفضيلة مختاري منشور بتأريخ ‪ 17/10/2007‬على الموقع التالي‪:‬‬
‫‪http://www.echoroukonline.com/modules.php?name=News&file=article&sid=11979‬‬

‫(‪ 9‬عبد العال الصكبان د‪ " , .‬مقدمة في علم المالية العامة والمالية العام‪99‬ة في‬
‫العراق "‪ ,‬الطبعة االولى ‪ ,‬بغداد ‪ , 1972 ,‬ص ص‪. 287- 286‬‬
‫(‪ 10‬المرحلتين االولى والثانية اوردها د‪ .‬عبد العال الصكبان في كتابه ‪ ,‬انظر ‪:‬‬
‫المصدر السابق ‪ ,‬صص ‪. 287-286‬‬
‫(** تم االعتماد على نموذج رياضي في سياق بحث للدكتور يحيى غني النجار منش‪99‬ور في مجل‪99‬ة كلي‪99‬ة االدارة‬
‫واالقتصاد لجامعة بغداد ‪ .‬وللرجوع اليه انظر ‪:‬‬
‫د‪ .‬يحيى غني النجار ‪ ،‬تحليل البرمجة الخطية كإسلوب في التخطيط االقتصادي ‪ ،‬مجلة كلية االدارة واالقتص‪99‬اد ‪،‬‬
‫جامعة بغداد ‪ ،‬العدد ‪ ،1‬السنة ‪ ،1982 ، 3‬ص ‪. 71-55‬‬

‫(***تم اعتماد الميل الحدي لالستهالك اسنادًا لدالة االس‪9‬تهالك التالي‪9‬ة ‪ ، Ln C=1.2706+0.774Ln Y :‬ال‪9‬تي‬
‫توصل اليها الدكتور ف‪99‬ؤاد ال‪99‬دهوي في بحث‪9‬ه الموس‪9‬وم تق‪99‬دير المي‪9‬ل الح‪99‬دي لالس‪9‬تهالك في الع‪99‬راق للس‪99‬نوات‬
‫‪ ، 1979-1963‬والمنشور في مجلة كلية االدارة واالقتصاد ‪ ،‬جامعة بغداد ‪ ،‬العدد ‪ ، 1‬السنة ‪ ، 1982 ، 3‬ص ‪-213‬‬
‫‪. 226‬‬
‫(**** انظر ‪ :‬د‪ .‬يحيى غني النجار ‪ ،‬تحليل البرمجة الخطية كأسلوب في التخطيط االقتصادي ‪ ،‬مجل‪99‬ة كلي‪99‬ة االدارة‬
‫واالقتصاد ‪ ،‬جامعة بغداد ‪ ،‬العدد ‪ ،1‬السنة ‪ ، 1982 ،3‬ص ‪. 60-59‬‬
‫(*****ويعرف المعجل بأنه التغيرات النسبية في االس‪99‬تثمارات الجدي‪99‬دة ال‪99‬تي َتحّف زت عن‪99‬د‬
‫تزايد الدخل واالنفاق االستهالكي لكي يحافظ االقتصاد على استمرار نموه ‪.‬‬
‫(‪ 11‬انظر ‪ :‬د‪ .‬يحيى غني النجار ‪ ،‬تحليل البرمجة الخطية كإسلوب في التخطيط االقتصادي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‬
‫‪. 64 – 60‬‬
‫‪Al-Dahwi, F. A., "Education and Economic Growth in Iraq, 1953 – 1972 " , (12 Unpublished Ph. D.‬‬
‫‪. Thesis, The University of Newcastle upon Tyne, October, 1977, p. 105‬‬

You might also like