Professional Documents
Culture Documents
الفرقة :األولى
1
ٌعرف الفساد السٌاسً بمعناه األوسع بانه إساءة استخدام السلطة العامة (الحكومٌة) ألهداف غٌر
مشروعة وعادة ما تكون سرٌة لتحقٌق مكاسب شخصٌة .كل أنواع األنظمة السٌاسٌة معرضة
للفساد السٌاسً التً تتنوع أشكاله إال أن أكثرها شٌوعا هً المحسوبٌة والرشوة واالبتزاز
وممارسة النفوذ واالحتٌال ومحاباة األقارب .ورغم أن الفساد السٌاسً ٌسهل النشاطات
اإلجرامٌة من قبل تجارة بالمخدرات وغسٌل األموال والدعارة إال أنه ال ٌقتصر على هذه
النشاطات وال ٌدعم أو ٌحمً بالضرورة الجرائم األخرى.
تختلف ماهٌة الفساد السٌاسً من بلد آلخر ومن سلطة قضائٌة ألخرى .فإجراءات التموٌل
السٌاسً التً تعد قانونٌة فً بلد معٌن قد تعتبر غٌر قانونٌة فً بلد آخر .وقد تكون لقوات
الشرطة والمدعون العامون فً بعض البلدان صالحٌات واسعة فً توجٌه االتهامات وهو ما
ٌجعل من الصعب حٌنها وضع حد فاصل بٌن ممارسة الصالحٌات والفساد كما هو الحال فً
قضاٌا التصنٌف العنصري .وقد تتحول الممارسات التً تعد فسادا سٌاسٌا فً بعض البلدان
األخرى فً البلدان إلى ممارسات مشروعة وقانونٌة فً البلدان التً توجد فٌها جماعات مصالح
قوٌة تلبٌة لرغبة هذه الجماعات الرسمٌة.
ٌمثل الفساد السٌاسً تحدٌا خطٌرا فً وجه التنمٌة وفً هذا اإلطار أصبح دور المجتمع المدنً
حلقة هامة وضرورٌة لمواجهة الفساد بمختلف أشكاله وبالرجوع لمفهوم الفساد السٌاسً نجد أنه
ٌعبر عن القوة التعسفٌة أي بمعنى استعمال القوة لتحقٌق أغراض تختلف عن الغرض الذي على
أساسه تم منحه هذه القوة أما التنمٌة فهً ظاهرة متكاملة األبعاد منها ما هو اقتصادي جغرافً
سٌاسً وما هو مادي هذه األبعاد مجتمعة الهدف منها الدفع بالمجتمع نحو التقدم واالزدهار
وٌكتسً مفهوم الفساد السٌاسً أهمٌة بالغة خاصة فً ما ٌتعلق بالنظم السٌاسٌة فً العالم الثالث
حٌث باتت ظاهرة الفساد السٌاسً إحدى المشكالت التً تقوض العملٌة التنموٌة فً هده الدول
فالفساد ٌساهم فً ضٌاع هذا الحق وٌحرم األفراد من التمتع بالحرٌات والعدالة وضمان مستقبل
األجٌال القادمة ،كما ٌقصٌها عن صٌاغة السٌاسات ومختلف الخطط التنموٌة والمشاركة فً
اتخاذ القرارات المصٌرٌة المتعلقة بمستقبلهما.
2
ٌمكن تلخٌص اآلثار الناجمة عن الفساد السٌاسً ب”انخفاض فً فعالٌة المساعدات وتعرض
الدول إلى أزمات نقدٌة ،وارتفاع معدالت الفقر وفقدان شرعٌة الحكومات وخسارة الثقة العامة
وتقلٌل االستثمار (بما فً ذلك االستثمار األجنبً المباشر) ،واستنزاف الموارد الطبٌعٌة وتدمٌر
األنظمة البٌئٌة ،وتقلٌل النمو االقتصادي وتحوٌل إنفاق الحكومات من األنشطة األكثر إنتاجٌة
إلى األنشطة األقل إنتاجٌة ”
وٌتبٌن من تقرٌر منظمة الشفافٌة الدولٌة لسنة 2112إن أكثر من ثلثً دول العالم بما فٌها
العدٌد من االقتصادات المتقدمة ،عانت من ظهور مالمح التراجع فً جهود مكافحة الفساد
واظهر تحلٌل النتائج ،أن الدول التً ٌؤثر فٌها أصحاب المصالح الخاصة على االنتخابات
وتموٌل األحزاب السٌاسٌة ،هً األقل قدرة على مكافحة الفساد وقالت رئٌسة منظمة الشفافٌة
الدولٌة ،دٌلٌا فٌرٌرا روبٌو «إن اإلحباط من فساد الحكومة وانعدام الثقة فً المؤسساتٌ ،دل
على الحاجة إلى المزٌد من النزاهة السٌاسٌة » .وأضافت « :على الحكومات أن تعالج
وبسرعة ،الدور الفاسد الذي تلعبه األموال الطائلة المنفقة فً تموٌل األحزاب السٌاسٌة ،والتأثٌر
الغٌر شرعً التً ُتوقعه على أنظمتنا السٌاسٌة» مما ٌبرز التأثٌر السلبً للفساد السٌاسً على
جل المجالت المتعلقة بتحقٌق التنمٌة المستدامة فهده االخٌرة تستلزم بٌئة دٌمقراطٌة وحكما
راشدا ٌتمٌز بالشفافٌة والمساءلة ففً النظام الغٌر دٌمقراطً ٌستشري الفساد وبالتالً الٌمكن
تحقٌق التنمٌة وضمان حق التمتع بالحرٌات والسالم والعدل والمؤسسات القوٌة ،فالفساد ٌعرقل
تحقٌق اإلستقرار السٌاسً واألمنً وٌضعف تطبٌق النصوص القانونٌة كما ٌساهم فً ضٌاع
حقوق االنسان وحق التنمٌة المستدامة كحق من حقوق الشعوب ،كما ٌؤثر الفساد على ضعف
المشاركة السٌاسٌة وٌشوه المناخ الدٌمقراطً مما ٌؤثر سلبا على كل أشكال التنمٌة وعجز
مؤسسات الدولة وبالتالً ان ضبط الفساد ومعالجة آثاره لتحقٌق أهداف التنمٌة المستدامة بفاعلٌة
فً الدول العالم الثالث خاصة العربٌة منها هما جزء من عملٌة واسعة إلرساء قواعد الحكم
الرشٌد وترسٌخ نظم الشفافٌة والنزاهة والمساءلة .وهذا ٌتطلب دوال قوٌة فً تكوٌنها
ومؤسساتها وواثقة من شرعٌتها ،وقادرة على سن تشرٌعات عادلة وتنفٌذها فً إطار حكم
القانون ،ومن خالل أجهزة قضائٌة وتشرٌعٌة وتنفٌذٌة خاضعة للمساءلة العامة وقابلة للتغٌٌر
الدٌموقراطً السلٌم .وهذا ال ٌتحقق إال من خالل وجود إعالم حر ونزٌه ،ومنظمات للمجتمع
المدنً تلعب دورا أساسٌا فً كشف الفساد ،وتعبئة المجتمع ضد مرتكبٌه ،وكذلك وجود شعوب
واعٌة بخطورة الفساد على مستقبل أوطانهم.
3
للحد من تفشً ظاهرة الفسادٌ ،جب على أفراد المجتمع محاربته بشتى السبل واألشكال ،عن
طرٌق االلتزام الدٌنً واألخالقً والوطنً واإلنسانً ،وطرق معالجته هً:
سن األنظمة والتشرٌعات الشفافة فً األنظمة المضادة للفساد وتوضٌحها ،وإنزال
أقصى العقوبات على مخالفٌها.
التوعٌة المجتمعٌة لهذه الظاهرة الخطٌرة ،ومدى تأثٌرها على المجتمع واألفراد،
وتنمٌة دورهم فً مكافحتها والقضاء علٌها.
تخصٌص مكافئة مالٌة لمن ٌقوم بالتبلٌغ عن حاالت الفساد فً الدوائر الحكومٌة.
وضع عقوبات رادعة تناسب كل فساد ،وذلك لعدم تكراره ،بشرط أن ٌكون معلنا على
المأل للعبرة والعظة.
خلق فرص عمل مناسبة للمواطنٌن ،من خالل إٌجاد كادر وظٌفً مناسب لكل فئة من
فئات المجتمع ،وذلك لتحسٌن الظروف المعٌشٌة للفرد ،والمجتمع ،والبلد.
تطوٌر اإلبداع وتنمٌته لدى الموظفٌن ،ومكافئتهم علٌه.
عقد ندوات توعوٌة فً الدوائر الحكومٌة والمدارس والجامعات ،والقنوات المرئٌة
والمسموعة تحث المواطنٌن للتخلص من الفساد اإلداري ،ودعمها بالقصص والعبر من
األقوام الفاسدة السابقة وما حل بها.
تشكٌل لجنة مخصصة فً كل دائرة لإلصالح اإلداري ،ودراسة الواقع اإلداري،
وسلوك العاملٌن لمحاربة الفساد وقت اكتشافه.
تعٌٌن القٌادات الشابة النشٌطة ،المؤمنة بالتطوٌر والتغٌر ،ذات الكفاءة والمؤهل والخبرة
العلمٌة فً مجال العمل.
وضع الشخص المناسب فً المكان المناسب.
4