You are on page 1of 14

992 -979‫ ص‬،)2023( 01 :‫ الع ــدد‬/ 06‫املجلد‬ ‫مجلـة البحوث القـانونية واالقتصادية‬

‫دراسة نظرية حول مفهوم الفساد اإلداري‬

A theoretical study on the concept of administrative


corruption

‫غالي حياة‬
)(

‫ الجزائر‬،-‫جامعة أبوبكر بلقايد – تلمسان‬


‫البريد اإللكتروني‬
hayetg88@yahoo.fr
2023/01/18 :‫ تاريخ القبول للنشر‬2022/07/20 :‫تاريخ االستالم‬

*******
:‫ملخص‬
‫تعتبر ظاهرة الفساد اإلداري ظاهرة عاملية شديدة االنتشار ذات جذور عميقة تأخذ‬
‫ كما تختلف درجة‬، ‫أبعادا واسعة و تتداخل فيها عوامل مختلفة يصعب التمييز بينها‬
‫ إذ حظيت ظاهرة الفساد في اآلونة األخيرة باهتمام الباحثين في‬.‫شموليتها من مجتمع إلى آخر‬
‫ حتى أضحت‬، ‫مختلف االختصاصات كاإلقتصاد و القانون و علم السياسة و االجتماع‬
.‫ظاهرة ال يكاد يخلو مجتمع أو نظام سياس ي منها‬
.‫ الموظف‬،‫ الوظيفة‬،‫ الفساد‬: ‫الكلمات املفتاحية‬
Abstract:
The phenomenon of administrative corruption is a very
widespread global phenomenon with deep roots that takes wide
dimensions and involves various factors that are difficult to
distinguish between them, and the degree of its comprehensiveness
varies from one society to another. The phenomenon of corruption has
recently attracted the attention of researchers in various disciplines
such as economics, law, politics and sociology, until it has become a
phenomenon that hardly any society or political system is devoid of.

key words: corruption, job, employee.

.‫غالي حياة‬
979
‫غالي حياة‬

‫مقدمة ‪:‬‬

‫تعتبر ظاهرة الفساد والفساد اإلداري واملالي بصورة خاصة ظاهرة عاملية شديدة‬
‫ً‬
‫االنتشار ذات جذور عميقة تأخذ إبعادا واسعة تتداخل فيها عوامل مختلفة يصعب التمييز‬
‫بينها‪ ،‬وتختلف درجة شموليتها من مجتمع إلى آخر‪ .‬إذ حظيت ظاهرة الفساد في اآلونة األخيرة‬
‫باهتمام الباحثين في مختلف االختصاصات كاالقتصاد والقانون وعلم السياسة و االجتماع ‪،‬‬
‫ً‬
‫كذلك تم تعريفه وفقا لبعض املنظمات العاملية حتى أضحت ظاهرة ال يكاد يخلو مجتمع أو‬
‫نظام سياس ي منه (سويلم‪ ،2017 ،‬صفحة ‪.)25‬‬

‫إن ظاهرة الفساد اإلداري ظاهرة طبيعية في املجتمعات الرأسمالية حيث تختلف‬
‫درجات هذا الفساد إلى اختالف تطور مؤسسة الدولة‪ .‬إما في بلدان العالم الثالث فإن لفساد‬
‫مؤسسات الدولة وتدني مستويات الرفاه االجتماعي تصل إلى أقص ى مداها ‪ ،‬وهذا ناتج عن‬
‫درجة التخلف وازدياد معدالت البطالة‪ .‬فالفساد قد ينتشر في البنى التحتية في الدولة و‬
‫املجتمع ‪ ،‬وفي هذه الحالة يتسع وينتشر في الجهاز الوظيفي ونمط العالقات املجتمعية‬
‫فيبطيء من حركة تطور املجتمع ويقيد حوافز التقدم االقتصادي (دغمش‪ ،2018 ،‬صفحة‬
‫‪.)36‬‬

‫كما يمكن لظاهرة الفساد أن تأخذ مداها وتبلغ مستوياتها في ظل عدم استقاللية‬
‫ً‬
‫القضاء و هو أمر مرتبط أيضا بمبدأ الفصل بين السلطات ‪ ،‬إذ يالحظ في معظم البلدان‬
‫املتقدمة و الديمقراطية استقاللية القضاء عن عمل وأداء النظام السياس ي و هو ما يعطي‬
‫ً‬
‫أبعادا أوسع فعالية للحكومة أو النظام السياس ي تتمثل بالحكم الصالح و الرشيد ‪،‬‬
‫فاستقاللية القضاء مبدأ ضروري و هام يستمد أهميته من وجود سلطة قضائية مستقلة‬
‫نزيهة تمارس عملها بشكل عادل وتمتلك سلطة رادعة تمارسها على عموم املجتمع دون تمييز‪.‬‬
‫وهنا فأن السلطة الرادعة هذه تعتبر من أهم مقومات عمل السلطة القضائية لتأخذ دورها‬
‫في إشاعة العدل و املساواة بين أفراد املجتمع ‪.‬‬

‫‪980‬‬
‫دراسة نظرية حول مفهوم الفساد اإلداري‬

‫و عليه يطرح السؤال ما املقصود بالفساد اإلداري ؟ و ما هي أسبابه و االثار التي‬


‫تنجم عنه ؟ ‪.‬‬

‫و لإلجابة على هذه اإلشكالية ارتأينا تقسيم دراستنا إلى مبحثين ‪ ،‬حيث خصصنا‬
‫املبحث األول إلى دراسة اإلطار املفاهيمي للفساد اإلداري ‪ ،‬و املبحث الثاني تعرضنا من خالله‬
‫إلى أسباب الفساد و اثاره ‪.‬‬

‫املبحث األول ‪ :‬اإلطاراملفاهيمي للفساد‬

‫سنتطرق فيما يلي إلى مفهوم الفساد في املطلب األول ‪ ،‬ثم إلى أنواع الفساد في املطلب‬
‫الثاني ‪.‬‬

‫املطلب األول ‪ :‬مفهوم الفساد ‪.‬‬

‫عرفت اتفاقية االتحاد اإلفريقي ملنع الفساد ومحاربته في يوليو ‪ 2003‬بأنه‪ " :‬أي فعل‬
‫أو إغفال يرتكبه موظف عمومي أو أي شخص آخر في تنفيذ واجباته لغرض الحصول غير‬
‫املشروع على منافع له أو لطرف آخر"‪.‬‬

‫فالفساد يوجد غالبا حيث يكون ملنظمة ما‪ ،‬أو شخص معين سلطة احتكار سلعة‬
‫أو خدمة معينة‪ ،‬ويكون له حرية التصرف واتخاذ القرار والخضوع للمساءلة والرقابة ألن‬
‫الفساد جريمة مبنية على التفكير و الحساب و ليس على العاطفة ‪ ،‬بحيث يقوم املوظف‬
‫بتأمين خدمات مبنية يضعها القانون كإفشاء معلومات سرية أو إعطاء تراخيص غير مبررة‬
‫(الدسوقي‪ ،2010 ،‬صفحة ‪.)23‬‬

‫و عرفت اتفاقية األمم املتحدة ملكافحة الفساد بالنظر إلى الحاالت التي يترجم فيها‬
‫إلى ممارسات فعلية على أرض الواقع ومن ثم القيام بتحريم هذه املمارسات ‪ ،‬و هي الرشوة‬
‫بجميع أنواعها سواء في القطاعين العام و الخاص ‪ ،‬واالختالس بجميع أنواعه ‪ ،‬و املتاجرة‬
‫بالنقود ‪ٕ ،‬و ٕاساءة استغالل الوظيفة ‪ ،‬و تبيض األموال واإلثراء غير املشروع و غيرها من‬
‫أوجه الفساد األخرى " (السكارنه‪ ،2019 ،‬صفحة ‪.)268‬‬

‫‪981‬‬
‫غالي حياة‬

‫كما عرفت منظمة الشفافية الدولية الفساد على أنه‪” :‬استغالل السلطة من اجل‬
‫املنفعة الخاصة "‪ ،‬كما عرفته كذلك على انه‪":‬إساءة استعمال الوظيفة العامة للكسب‬
‫الخاص ‪ ،‬فالفساد يحدث عندما يقوم موظف بقبول أو طلب ابتزاز رشوة لتسهيل عقد معين‬
‫أو إجراء طرح مناقشة عامة‪ ،‬كما يتم عندما يعرض وكالء أو وسطاء الشركات أو أعمال‬
‫خاصة تقديم رشاوى لالستفادة من تدابير معينة أو إجراءات عامة للتغلب على منافسيهم‬
‫وتحقيق أرباح ال يمكن تحقيقها في ظل القوانين املوضوعية "‪.‬‬

‫و عرف البنك الدولي الفساد على أنه ‪" :‬إساءة استعمال الوظيفة العامة للكسب‬
‫الخاص ‪ ،‬وعليه فالفساد يحدث عندما يقوم موظف بقبول أو طلب رشوة لسهيل عقد أو‬
‫إجراء طرح مل ناقصة عامة ‪ ،‬كما يتم عندما يقوم وكالء أو وسطاء لشركات خاصة بتقديم‬
‫رشاوى لالستفادة من سياسات أو إجراءات عامة للتغلب على منافسين وتحقيق أرباح خارج‬
‫إطار القوانين املرعية ‪ ،‬كما يمكن أن يحدث من خالل استغالل الوظيفة العامة دون اللجوء‬
‫إلى الرشوة وذلك بتعيين األقارب في املناصب أو سرقة أموال الدولة مباشرة "‪.‬‬

‫كما يعتبر الفساد مصطلح جديد في التشريع الجزائري ‪ ،‬إذ لم يستعمل قبل سنة‬
‫‪ 2006‬كما لم يجرم في قانون العقوبات ‪ ،‬غير انه بعد تصديق الجزائر على اتفاقية األمم‬
‫املتحدة ملكافحة الفساد لسنة ‪ 2004‬بموجب املرسوم الرئاس ي رقم ‪ 128/ 04‬املؤرخ في ‪19‬‬
‫أفريل ‪ ، 2004‬كان الزما عليها تكييف تشريعاتها الداخلية بما يلتزم و هذه االتفاقية ‪ ،‬فصدر‬
‫قانون الوقاية من الفساد ومكافحته رقم ‪ 01/ 06‬املؤرخ في ‪ 20‬فيفري ‪ 2006‬املعدل واملتمم‬
‫والذي جرم الفساد بمختلف مظاهره ‪.‬‬

‫و بالرجوع إلى القانون املذكور أعاله نجد أن املشرع الجزائري انتهج نفس منهج‬
‫اتفاقية األمم املتحدة تعريفا فلسفيا أو وصفيا ‪،‬إذ أنه اختار كذلك من خالل اإلشارة إلى‬
‫صوره و مظاهره ‪ ،‬وهذا ما تؤكده الفقرة أ من املادة ‪ 2‬من قانون الوقاية من الفساد‬
‫ومكافحته أعاله ‪ ،‬الفساد هو "كل الجرائم املنصوص عليها في الباب الرابع من هذا القانون‬
‫يمكن تصنيف جرائم الفساد إلى أنواع ‪ :‬اختالس املمتلكات و اإلضرار بها ‪ ،‬الرشوة و ما في‬
‫حكمها ‪ ،‬الجرائم املتعلقة بالصفقات العمومية والتستر على جرائم الفساد ‪.‬‬

‫‪982‬‬
‫دراسة نظرية حول مفهوم الفساد اإلداري‬

‫املطلب الثاني ‪ :‬أنواع الفساد ‪.‬‬

‫للفساد عدة أنواع وتصنيفات تختلف باختالف املعايير التي على أساسها يتم‬
‫التصنيف ‪ ،‬نذكر البعض منها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ - 1‬الفساد من حيث االنتشار‪:‬‬

‫أ) الفساد املحلي‪:‬‬

‫وهو الذي يتم داخل حدود البلد‪ ،‬ويقتصر على أطراف محليين ويتم عادة عند التقاء‬
‫القطاع الخاص بالقطاع العام في معاملة ما ‪ ،‬وقد يكون الطرفان من القطاع العام‪،‬‬
‫فالحكومة عادة ما تقوم بشراء مواد ومستلزمات من السوق املحلية بكميات كبيرة‪ ،‬وتطرح‬
‫عددا من املشروعات للتنفيذ عبر مناقصات يتقدم لها القطاع الخاص املحلي‪ ،‬وقد يتم‬
‫رشوة بعض املسؤولين الحكوميين للحصول على هذه الصفقات مما يخل بقواعد املنافسة‬
‫بين وحدات القطاع الخاص ‪ ،‬كما يؤدي إلى زيادة تكاليف هذه املشروعات‪ ،‬ومن ثم زيادة‬
‫األسعار‪ ،‬بسبب إضافة قيمة الرشاوى املدفوعة إلى تكاليف املشروع ما يحمل الدولة نفقات‬
‫إضافية" (عالم‪ ،2015 ،‬صفحة ‪. )62‬‬

‫ب) الفساد الدولي‪:‬‬

‫وهو الذي يتجاوز حدود الدولة ‪ ،‬وذلك عن تعامل الدولة مع أطراف خارجية حيث‬
‫تقوم الحكومات في الدول النامية بشراء معدات ومستلزمات وتجهيزات من الخارج ‪ ،‬وقد يتم‬
‫دفع الرشاوى والعموالت للتعاقد مع شركات معينة دون أخرى‪ ،‬مما يدفع الشركات األجنبية‬
‫إلى دفع عموالت كبيرة للحصول على املناقصـات الخارجية واالمتيازات في الدول النامية‪ ،‬ويتم‬
‫ذلك بصفة خاصة في الصفقات الكبرى املتعلقة بالنشاط أالستخراجي ومشروعات البنية‬
‫األساسية وصفقات السالح‪...‬و غيرها" (الدسوقي‪ ،2010 ،‬صفحة ‪.)84‬‬

‫‪983‬‬
‫غالي حياة‬

‫‪ - 2‬الفساد من حيث الحجم ‪:‬‬

‫أ) الفساد الصغير‪ :‬هو الفساد الذي يمارس من فرد واحد دون تنسيق مع اآلخرين لذا‬
‫نراه ينتشر بين صغار املوظفين عن طريق استالم رشاوى‪.‬‬

‫ب) الفساد الكبير‪:‬‬

‫يقصد به فساد الدرجات الوظيفية العليا ويقوم به كبار املسؤولين واملوظفين‬


‫لتحقيق مصالح مادية أو اجتماعية كبيرة وهو أهم وأشمل وأخطر لتكليفه الدولة مبالغ‬
‫ضخمة" ‪.‬‬

‫ت) فساد وفق انتماء األفراد املنخرطين في الفساد‪:‬‬

‫يمكن التمييز بين نوعين ‪ ،‬فساد القطاع العـام و القطاع الخاص ‪.‬‬

‫ث) فساد القطاع العام‪:‬‬

‫ويعتبر هذا النوع من الفساد اشد عائقا للتنمية على مستوى العالم ‪ ،‬و هو استغالل‬
‫النشاط العام خاصة في تطبيق أدوات السياسات املالية و املصرفية ‪ ،‬مثل التعريفات‬
‫الجمركية واالئتمان املصرفي واإلعفاءات الضريبية ألغراض خاصة ‪ ،‬حيث يتواطأ املوظفون‬
‫العموميون معا لتحويل الفوائد والرسوم ألنفسهم بدال من تحويلها لخزينة الدولة مثال ‪،‬‬
‫بطرق مختلفة كاالختالس و السرقة و الرشوة‪ ..‬و غيرها‪.‬‬

‫ج) فساد القطاع الخاص‪:‬‬

‫يتمثل في استغالل نفوذه بفضل ما يملكه من مال للتأثير على السياسات الحكومية ‪،‬‬
‫ويظهر أيضا في شكل هدايا ورشاوى من قبل القطاع الخاص مقابل إعفاءات ٕواعانات تقدم‬
‫من طرف القطاع العام ‪ ،‬وهو ما يترتب عليه تغير السياسات الحكومية وانحرافها نحو طبقة‬
‫معينة من األفراد وهي املؤسسـات الخاصة ورجال األعمال واألثرياء على حساب طبقة‬
‫البسطاء و الفقراء ‪ ،‬وينتشر هذا النوع من الفساد عندما تتميز األسواق بهياكل قانونية‬

‫‪984‬‬
‫دراسة نظرية حول مفهوم الفساد اإلداري‬

‫غامضة‪ ،‬وتكون سيادة القانون فيها معطلة وحيثما تسمح القوانين بممارسة السلطة عن‬
‫طريق االحتكار والتي ال تخضع للرقابة و السيطرة "‪.‬‬

‫‪ - 3‬الفساد من حيث املظهر‪:‬‬

‫أ) الفساد السياس ي‪ :‬ويعرف الفساد السياس ي بأنه‪" :‬إساءة استخدام السلطة العامة‬
‫(الحكومية) من جانب موظفي اإلدارة العامة واملسؤولين الحكوميين ألهداف غير مشروعة‬
‫بطريقة سرية لتحقيق مكاسب شخصية " ‪ ،‬ويتعلق باالنحرافات املالية ومخالفات القواعد‬
‫واألحكام التي تنظم عمل النسق السياس ي (املؤسسات السياسية في الدولة) ويقوم هذا‬
‫الفساد على أساس سلب الحريات وعدم املشاركة بالقرار والتفرد بالسلطة وعدم احترام‬
‫الرأي اآلخـر والعنف في مواجهة املواقف " ‪ ،‬وتتمثل صور هذا الفساد فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ )1‬فساد املسؤولين الكبار‪:‬‬

‫ويحدث على أعلى مستويات الحكومة ويشمل البرامج واملشروعات الحكومية‬


‫الرئيسية‪ ،‬حيث يدمر كبار املسؤولين الفاسدين خيارات القطاع العام مقابل الحصول على‬
‫أجور كبيرة لهم من خالل املبالغ التي تدفعها كبرى الشركات الخاصة لقاء الحصول على‬
‫عقود وامتيازات خاصة ‪ ،‬إضافة إلى العوائد املحصل عليها من وضع اليد على املال العام‬
‫كاالختالسات و عمليات غسيل األموال ‪.‬‬

‫‪ )2‬فساد النظام السياس ي‪:‬‬

‫الذي يتخذ عدة أشكال أبرزها فساد األنظمة االنتخابية املتمثل في تزوير االنتخابات ‪،‬‬
‫شراء النفوذ السياس ي و شراء األصوات ‪ ،‬فساد األحزاب السياسية من خالل تحول العمل‬
‫السياس ي املبني على الرأي والرأي اآلخر إلى صفقة سياسية تخفي كل أشكال املعارضة من‬
‫املشهد السياس ي ‪ ،‬فساد السلطات التشريعية والتنفيذية وحتى القضائية من خالل لجوء‬
‫أعضاء هذه الهيئات إلى استغالل االمتيازات املمنوحة لهم بحكم وظيفتهم كالنفوذ‬
‫والحصانة‪.‬‬

‫‪985‬‬
‫غالي حياة‬

‫ب) الفساد املالي‪:‬‬

‫يتمثل في مجمل االنحرافات املالية ومخالفة القواعد واألحكام املالية التي تنظم سير‬
‫العمل املالي في الدولة و مؤسساتها ‪ ،‬ومخالفة التعليمات الخاصة بأجهزة الرقابة املالية‬
‫كالجهاز املركزي للرقابة املالية املختص بفحص ومراقبة حسابات و أموال الحكومة ‪،‬‬
‫والهيئات واملؤسسات العامة والشركات العامة التابعة لها مثل الرشاوى واالختالس والتهرب‬
‫الضريبي واملحاباة واملحسوبية في التعيينات الوظيفية ‪.‬‬

‫ت) الفساد األخالقي ‪:‬‬

‫واملتمثل بمجال االنحرافات األخالقية والسلوكية املتعلقة بسلوك املوظف الشخص ي‬


‫و تصرفاته ‪ ،‬كالقيام بأعمال مخلة بالحياء في أماكن العمل ‪.‬‬

‫املبحث الثاني ‪ :‬أسباب الفساد و اثاره ‪.‬‬

‫سنتطرق فيما يلي إلى أسباب الفساد في املطلب األول ‪ ،‬ثم إلى اثاره في املطلب الثاني ‪.‬‬

‫املطلب األول ‪ :‬أسباب الفساد‬

‫تعد ظاهرة الفساد ظاهرة مركبة تختلط فيها األبعاد االقتصادية و االجتماعية و‬
‫الثقافية و السياسية و لذا تتعدد أسباب نشوئها (نبيل‪ ،‬صفحة ‪ ، )171‬ومن هذه األسباب‬
‫عدم اتساق األنظمة ومتطلبات الحياة االجتماعية وضعف الرقابة و أسباب الفساد بالعموم‬
‫تعود في الغالب إلى سببين رئيسيين هما‪ :‬الرغبة في الحصول على منافع غير مشروعة‬
‫ومحاولة التهرب من الكلفة الواجبة ‪ ،‬و بالطبع نحن هنا بصدد التحدث عن أسباب الفساد‬
‫اإلداري بشكل خاص ‪ ،‬و يمكن تقسيمها بشكل مختصر إلى ‪:‬‬

‫‪ -1‬وجود أنظمة حكم استبدادية تحتكرالسلطة في البالد وال تقبل املشاركة ‪:‬‬
‫ً‬
‫تعد أنظمة الحكم االستبدادية أرضا خصبة لسوء استغالل السلطة خاصة في ظل‬
‫عدم وجود املحاسبة و املساءلة ‪ ،‬األمر الذي يؤدي إلى استغالل املال العام وتسخيره لتحقيق‬

‫‪986‬‬
‫دراسة نظرية حول مفهوم الفساد اإلداري‬

‫مصالح فردية خاصة ‪ ،‬وهنا يفقد الشعب الثقة في الحكومة وتغيب معه روح املواطنة و‬
‫تتفش ى كل أنواع الفساد نتيجة غياب العدالة االجتماعية ‪.‬‬

‫‪ -2‬انهيارالقيم األخالقية وضعف الوازع الديني في املجتمع‪:‬‬

‫من أبرز عوامل تفش ي الفساد هو انهيار القيم واألخالق الحميدة بين أفراد املجتمع‪،‬‬
‫فاالنفالت األخالقي وشيوع الحريات غير املنضبطة مع غياب عقيدة الدين وفساد رجاله يعتبر‬
‫من أهم أسباب انتشار الفساد‪.‬‬

‫‪ -3‬ضعف األجهزة الرقابية والتفتيشية في مؤسسات الدولة و القطاع الخاص‪:‬‬

‫من أهم أسباب تفش ي ظاهرة الفساد هو ضعف أو عدم وجود أجهزة رقابية أو‬
‫تفتيشية قوية تستطيع بسط إجراءات الضبط الداخلي على كل مرافق حلقات اإلدارة‬
‫العامة للدولة‪ ،‬وعليه فإن ضعف هذه األجهزة يستغله بعض الفاسدين في ممارسة الفساد‬
‫ً‬
‫نظرا لقدرتهم على اإلفالت من الرقابة‪.‬‬

‫‪ -4‬انهياراملستويات املعيشية للفرد داخل املجتمع‪:‬‬

‫إن سوء توزيع الدخول بين أفراد املجتمع وخاصة في الدول الفقيرة يساعد بشكل‬
‫كبير على بروز ظاهرة الفساد ‪ ،‬والتي تنتج عن اإلحساس بعدم العدالة بفعل سيادة الفوارق‬
‫الطبقية بين أفراد املجتمع ‪ ،‬كما أن تدني مستوى املعيشة واإلحباط النفس ي والبطالة يجعل‬
‫كل من املواطن واملوظف ينصرف إلى االهتمام بأموره الشخصية و اهمال االهتمام باملنظمة‬
‫والتعليمات ‪.‬‬

‫‪ -5‬بروزظاهرة تولي املسؤولية لقيادات ضعيفة‪:‬‬

‫من أبرز عوامل انتشار الفساد في اإلدارة العامة وجود قيادات إدارية وصلت إلى‬
‫السلطة بقرارات تقع ضمن قاموس املحسوبية ليس لها الكفاءة الالزمة وغير متخصصة في‬
‫مجال عملها ‪ ،‬وهذا ما يؤدي إلى بروز سلسلة اإلدارة السلبية والقرارات الخاطئة وضعف‬
‫األنظمة اإلدارية ‪ ،‬وعليه فإن وضع الشخص غير املناسب في موقع املسؤولية واتخاذ القرار‬

‫‪987‬‬
‫غالي حياة‬

‫ً‬
‫يؤدي إلى أن يكون أداؤه الوظيفي ضعيفا ودون مستوى الطموح مما يضر بمصالح املواطنين‬
‫وسمعة الدولة ‪ ،‬ويساعد أيضا على استغالل ذلك من قبل البعض من تمرير عمليات الغش‬
‫والتالعب على هذا املسؤول و استغالل املال العام لتحقيق منافع شخصية ‪ ،‬و الجدير‬
‫بالذكر أن هذه الظاهرة تتفش ى بصفة خاصة في املجتمعات العربية أين يقوم الحاكم أو‬
‫املسؤول بتوزيع املسؤوليات واملهام الحيوية في الدولة على ذويه من ذي القربى واألصدقاء و‬
‫املقربين منه ‪ ،‬ونتيجة لذلك تظهر سلبيات عديدة في أساليب اإلدارة بهذه الدول ‪.‬‬

‫و عليه يمكن تلخيص أسباب الفساد فيما يلى ‪:‬‬


‫‪ -‬ضعف مؤسسات املجتمع املدني ‪.‬‬
‫‪ -‬تهميش دور املؤسسات الرقابية ‪ ،‬وقد تكون تعاني من الفساد هي نفسها‪.‬‬
‫‪ -‬تهميش السلطتين التشريعية و القضائية‪.‬‬
‫‪-‬وجود الدولة البيروقراطية وغياب الدولة الديمقراطية‪.‬‬
‫‪ -‬حصول فراغ في السلطة السياسية ناتج عن الصراع من أجل السيطرة على مؤسسات‬
‫الدولة‪.‬‬
‫‪-‬غياب مؤسسات املجتمع املدني أو تهميش دورها في حياة البالد‪.‬‬
‫‪-‬تحكم السلطة التنفيذية بالحياة السياسية واالقتصادية للبالد‪.‬‬
‫‪-‬غياب املنافسة السياسية الفعالة وانعدام الحريات الحزبية‪.‬‬
‫‪-‬توفر البيئة التاريخية و االجتماعية و السياسية التي تنتج الفساد‪.‬‬

‫املطلب الثاني ‪ :‬اثارالفساد‪.‬‬

‫إن اآلثار املدمرة و النتائج السلبية لتفش ي هذه الظاهرة تطول كل مقومات الحياة‬
‫لعموم أبناء الشعب فتهدر األموال والثروات والوقت والطاقات وتعرقل أداء املسؤوليات‬
‫ٕوٕانجاز الوظائف والخدمات وبالتالي تشكل منظومة تخريب ٕوافساد وتسبب مزيدا من‬
‫التأخير في عملية البناء والتقدم ليس على املستوى االقتصادي و املالي فقط ‪ ،‬بل في الحقل‬
‫السياس ي و االجتماعي و الثقافي ‪ .‬و الفساد اإلداري له آثار كبيرة على الدولة في كل قطاعاتها‬
‫وبالتالي له تأثير مباشر في خفض وتقليص نوعية الخدمة التي تقدمها الدولة للمواطن وهذا‬
‫حتما ما سيؤدي إلى التأثير على حقوق اإلنسان ونوضح بمثل بسيط التأثير السلبي للفساد‬

‫‪988‬‬
‫دراسة نظرية حول مفهوم الفساد اإلداري‬

‫على حقوق اإلنسان االقتصادية فالفساد يضعف التدفقات االستثمارية وقد يعطلها مما‬
‫يمكن أن يسهم في تدني إنتاجية الضرائب ‪.‬‬

‫و بالتالي تراجع مؤشرات التنمية البشرية خاصة فيما يتعلق بمؤشرات التعليم‬
‫والصحة ‪ ،‬باإلضافة إلى تحول الوظيفة العامة من وسيلة إلدارة الشأن العام ألفراد املجتمع‬
‫ومن أداء للخدمة العامة و من كونها تكليفا قانونيا وأمانة وطنية مقدسة إلى سلعة يتم‬
‫املتاجرة بها بيعا وشراء بممارسة الفساد وهذا ما يؤدي إلى تدني القيم األخالقية ٕوٕالى اإلحباط‬
‫وانتشار الالمباالة والسلبية بين أفراد املجتمع وبروز التطرف والتعصب في اآلراء وشيوع‬
‫الجريمة كرد فعل النهيار القيم وعدم تكافؤ الفرص‪ ،‬وكذلك يؤدي إلى عدم املهنية وفقدان‬
‫قيمة العمل والتقبل النفس ي لفكرة التفريط في معايير أداء الواجب الوظيفي وتراجع‬
‫االهتمام بالحق العام والشعور بالظلم لدى الغالبية وانتشار الفقر فالفساد يشوه البنى‬
‫االجتماعية و النسيج االجتماعي (بوسقيعة‪ ،2017 ،‬صفحة ‪. )172‬‬

‫يترتب على شيوع الفساد وانتشاره في مجتمع ما‪ ،‬سوء تخصيص املوارد هذا املجتمع‬
‫العامة ‪ ،‬ألنها سوف تتجه صوب أوجه اإلنفاق التي ال تحظى بأولوية اإلنفاق العام من وجهة‬
‫نظر املجتمع‪ .‬ومن ثم ستحظى األنشطة املظهرية كاألنشطة الرياضية واألندية ووسائل‬
‫اإلعالم ونحو ذلك بإنفاق سخي وفي مقابل ذلك سيتم إغفال الكثير من األنشطة والقطاعات‬
‫االقتصادية الهامة ‪ ،‬أو يكون اإلنفاق عليها ليس بالدرجة الكافية ‪،‬كاإلنفاق على القطاع‬
‫الزراعي و الصناعي‪ ،‬أو اإلنفاق على تحسين مستوى املناطق النائية ‪.‬‬

‫إن آثار الفساد اإلداري ال تمتد إلى الجوانب السياسة واالقتصادية واإلدارية فحسب‬
‫‪ ،‬ولكن قد تشمل الجانب االجتماعي فالضرر واإلحباط اللذان يصيبان جوانب معنوية في‬
‫اإلنسان ‪،‬مثل الكرامة و السمو الروحي والتفاؤل يعدان عقبة تعثر في التنمية االجتماعية و‬
‫االقتصادية ‪ ،‬كما يساهم الفساد في ارتفاع معدالت الجريمة وينش ئ مجتمعا تكون فيه‬
‫املؤسسات النظامية ‪ ،‬و القضائية و التنفيذية غير فاعلة ‪ ،‬و في األنظمة الفاسدة يتمكن‬
‫املحتلون وبسهولة من الهروب من العقاب ‪ ،‬والفساد ال يؤدي إلى الجريمة السياسية‬
‫واملؤسسية فحسب بل هو مسئول أيضا عن تعزيز الجريمة املنظمة (سويلم‪ ،2017 ،‬صفحة‬
‫‪.)112‬‬

‫‪989‬‬
‫غالي حياة‬

‫كما يؤدي االنحراف اإلداري في الكثير من أجهزة اإلدارة في الدول النامية إلى خلق‬
‫عالقة سيئة بين طبقة املوظفين ورؤوسهم في العمل ‪ ،‬حيث تقوم هذه العالقة على استبداد‬
‫الرؤساء للسلطة وعدم ثقتهم بمرؤوسيهم ‪ ،‬وعدم تفويض السلطة ‪ ،‬مما يترتب عليه تركيز‬
‫السلطة واتخاذ القرار في أيدي قليلة من األفراد ‪ ،‬مما ينتج عن ذلك عدم املرونة في مواجهة‬
‫املواقف وحل املشكالت األمر الذي يؤدي إلى التعطيل والبط في تقديم الخدمات ‪.‬‬

‫كما يؤثر الفساد اإلداري في انعدام الكفاءة اإلدارية في األجهزة اإلدارية لدى الدول‬
‫النامية ‪ ،‬فنجاح اإلدارة و كفاءتها في أي دولة يتوقف أساسا على مراعاة املوضوعية وتوافر‬
‫الخصائص املؤهالت وامليزات املطلوبة عند التعيين واملوضوعية عند اتخاذ القرارات ‪ ،‬و هذا‬
‫ال يتوفر في العديد من الدول النامية ‪ ،‬حيث التعيين في األجهزة اإلدارية الحكومية تعمد على‬
‫عالقات القرابة أو الصداقة‪ .‬وهذا هو أحد أسباب تعثر النشاط اإلداري الحكومي في مجاالت‬
‫التنمية املختلفة وتدهور نوعية اإلنتاجية وما يعنيه من انخفاض الكفاءة (دغمش‪،2018 ،‬‬
‫صفحة ‪.)148‬‬

‫يؤدى الفساد فى الدولة إلى جملة من النتائج يمكن إجمالها في ‪:‬‬


‫‪1‬ـ فقدان الثقة لدى الفرد بأهمية العمل الفردي و قيمته طاملا أن الدخول املكتسبة عن‬
‫املمارسات الفاسدة تفوق في قيمتها املادية الدخول املكتسبة عن العمل الشريف‪.‬‬
‫‪2‬ـ فقدان هيبة القانون في املجتمع ألن املفسدين يملكون تعطيل القانون وقتل القرارات في‬
‫مهدها وبالتالي يفقد املواطن العادي ثقته بهيبة القانون وتصبح حالة التجاوز على القانون‬
‫هي األصل واحترامه هو االستثناء وزيادة فجوة عدم الثقة بين الجمهور ومنظمات الدولة‪.‬‬
‫‪3‬ـ يؤدي الفساد إلى تمايز طبقي حيث يوسع الفجوة بين من يملكون وبين من ال يملكون‬
‫‪4‬ـ توليد شعور عدم املباالة واإلهمال وعدم اإلخالص والحرص على املصلحة العامة‬
‫‪5‬ـ تنامي الروح العدوانية تجاه النظم الحاكمة‬
‫‪6‬ـ نشر ثقافات فاسدة تصبح بمرور الوقت جزءا من قيم العمل الخاطئة و منها ‪:‬‬
‫*عدم احترام وقت العمل ‪.‬‬
‫*امتناع املوظف عن أداء العمل املطلوب منهـ التواني و التراخي ‪.‬‬
‫*عدم االلتزام بأوامر و توجيهات الرؤساء ‪.‬‬

‫‪990‬‬
‫دراسة نظرية حول مفهوم الفساد اإلداري‬

‫*إفشاء أسرار العمل ‪.‬‬


‫*الغش بإنجاز األعمال ‪.‬‬
‫*عدم تحمل املسؤولية‪.‬‬
‫*إصدار أوامر وتعليمات مخالفة للنظم والتعليمات بهدف اإلضرار بالصالح العام‬
‫و تحقيق املصلحة الشخصية ‪.‬‬
‫‪ 7‬االنحرافات السلوكية‬
‫‪8‬ـ عدم املحافظة على كرامة الوظيفة وهيبة الوظيفة العامة‬
‫‪9‬ـ الجمع بين وظيفتين في نفس الوقت‪.‬‬
‫‪10‬ـ سوء استعمال السلطة‪.‬جـ الوساطة واملحاباة‪.‬‬
‫‪11‬ـ عدم العدالة في التعامل مع الجمهور‪.‬‬
‫‪12‬االنحرافات املالية‬
‫*عدم االلتزام باألحكام والقواعد والنصوص املالية العامة و الخاصة باملنظمة‬
‫*اإلسراف و إهدار املال العام ‪.‬‬
‫‪13‬الخروقات الجنائية‬

‫* الرشوة‪.‬‬
‫*االختالس للمال العام‪.‬‬
‫*التزوير ‪.‬‬
‫خاتمة ‪:‬‬
‫من خالل ما سبق يتضح لنا أن الفساد اإلداري هو استغالل منصب ما‪ ،‬من أجل‬
‫و‬ ‫القيام بأعمال و خدمات ملجموعة من األشخاص قصد االستخدام السيئ للوظيفة ‪،‬‬
‫عدم تطبيقها بأسلوب مناسب ‪ .‬و عليه نقترح بعض الحلول فيما يلي من أجل مكافحة‬
‫الفساد ‪:‬‬
‫‪-‬عدم التسامح و التساهل في تطبيق القانون بعيدا عن االنتقائية و املزاجية ‪ ،‬فهو املطرقه‬
‫الوحيده على رؤوس الفاسدين و الظلمه ‪ .‬ان هذا التهاون موجود في كل مؤسسات الدولة‬

‫‪991‬‬
‫غالي حياة‬

‫بسبب ضعف مركزية القانون و عدم وجود اجراءات تتخذ بحق املخالفين و من ثبتت عليهم‬
‫تهم الفساد ‪.‬‬

‫‪-‬عقد دورات تدريبية و تأهيلية تساهم في تعريف املوظفين بالفساد اإلداري ‪ ،‬و النتائج‬
‫املترتبة عليه ‪.‬‬

‫‪ -‬االعتماد على أسلوب الحوار الفعال بين املوظفين ‪ ،‬و مجلس اإلدارة ‪.‬‬

‫قائمة املراجع ‪:‬‬


‫املؤلفات‬

‫‪-‬أحسن بوسقيعة‪ .)2017( .‬الوجيز في القانون الجزائي الخاص‪ .‬الجزائر‪ :‬دار هومه‪.‬‬
‫‪-‬بالل خلف السكارنه‪ .)2019( .‬أخالقيات العمل‪ .‬عمان‪ :‬دار امليسرة‪.‬‬
‫‪-‬دغمش ‪,‬م ‪.‬س ‪. (2018).‬استراتيجية مواجهة الفساد املالي واإلداري واملواجهة الجنائية ‪.‬القاهرة ‪:‬مركز‬
‫الدراسات العربية للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪-‬عالم ‪,‬ا ‪.‬أ ‪. (2015).‬جرائم الفساد وآليات مكافحته في نطاق الوظيفة العامة ‪.‬القاهرة ‪:‬دار النهضة‬
‫العربية‪.‬‬
‫‪-‬محمد علي سويلم‪ .)2017( .‬جرائم الفساد دراسة مقارنة‪ .‬القاهرة‪ :‬املصرية للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪-‬نوليد إبراهيم الدسوقي‪ .)2010( .‬مكافحة الفساد في ضوء القانون واالتفاقيات االقليمية والدولية‪.‬‬
‫القاهرة‪ :‬الشركة العربية املتحدة للتسويق والتوريدات‪.‬‬

‫املقاالت ‪:‬‬
‫‪-‬نبيل ‪,‬م ‪. (s.d.).‬التدابير الوقائية ملواجهة حرائم الفساد اإلداري واملالي ‪.‬مجلة الحقوق والعلوم اإلنسانية ‪,‬‬
‫‪.p. 171.‬‬

‫‪992‬‬

You might also like