You are on page 1of 11

‫دروس ملخصة في مقياس الفساد و أخالقيات العمل‬

‫موجهة لطلبة السنة أولى ماستر تخصص إدارة أعمال‬


‫د‪ /‬عمار بريق‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫يعتبر الحديث عن الفساد من أهم المواضيع التي شغلت الحكومات و األمم قديما و‬
‫ست كل القيم و‬‫و هذا الوباء قد تعددت أنواعه و آثاره السلبية التي م ّ‬ ‫حديثا‪ ،‬كيف ال‬
‫المجاالت‪.‬‬
‫لهذا أعطت كل دول العالم في عصرنا هذا األهمية البالغة لموضوع الفساد و‬
‫مكافحته‪ ،‬خاصة و أنه أصبح من الصعب التح ّكم فيه نظرا لتشعبه و امتداده بين دول العالم‪،‬‬
‫حتى أنه لم يعد شأنا محليا بل أصبح ظاهرة عابرة للقارات‪ ،‬تشكل خطرا على األنظمة و‬
‫تهدد اقتصادها و أمنها و استقرارها‪.‬‬
‫إن موضوع الوقاية من الفساد و مكافحته جمع شمل العديد من الدول و المنظمات و‬
‫و الدولية الحكومية و غير الحكومية‪ ،‬فأقيمت الندوات و المؤتمرات و‬ ‫الهيئات الوطنية‬
‫و الدولية‪ ،‬حتى اعتبرته القوانين الدولية و‬ ‫أنشئت المعاهدات و االتفاقيات اإلقليمية‬
‫الوطنية جريمة يعاقب عليها القانون‪.‬‬

‫المحور األول‪ :‬الفساد‬


‫‪ -1‬تعريفه‪:‬‬
‫أ‪ -‬لغة‪ :‬ورد الفساد في معاجم اللغة العربية في ‪ :‬فسد الشيء بضم السين‪ ،‬فهو فاسد‪ ،‬و‬
‫المفسدة ضد المصلحة‪ .‬و يعني العطب و التلف و خروج الشيء عن كونه منتفعا به‪.‬‬
‫و لإلشارة فقد وردد لفظ الفساد (و مشتقاته) في حوالي ‪ 50‬آية مختلفة دلّت على معان‬
‫عديدة نذكر منها‪:‬‬
‫* اآلية ‪ 11‬من سورة البقرة‪ " :‬و إذا قيل لهم ال تفسدوا في األرض قالوا إنما نحن‬
‫مصلحون"‪.‬‬
‫* اآلية ‪ 33‬من سورة المائدة‪ " :‬إنما جزاء الذين يحاربون هللا و رسوله و يسعون في‬
‫األرض فسادا ‪.".....‬‬
‫البر و البحر بما كسبت أيدي الناس"‪.‬‬
‫* اآلية ‪ 41‬من سورة الروم‪ " :‬ظهر الفساد في ّ‬
‫* اآلية ‪ 83‬من سورة القصص‪ " :‬الذين ال يريدون علوا في األرض و ال فسادا"‪.‬‬
‫ب‪ -‬اصطالحا‪ :‬تعدد التعريفات‪ ،‬إال أنها تمحورت جميعها على مضمون واحد و هو إساءة‬
‫استعمال السلطة أو الوظيفة لتحقيق مكاسب شخصية‪.‬‬
‫عرفته بأنه‪ :‬سوء استخدام الوظيفة‬
‫* تعريف منظمة الشفافية الدولية (تأسست سنة ‪ّ :)1993‬‬
‫في القطاع العام من أجل تحقيق مكاسب شخصية‪.‬‬
‫* تعريف البنك الدولي‪ :‬هو دفع الرشوة أو العمولة المباشرة إلى الموظفين و المسؤولين في‬
‫يمس القطاعين العام و الخاص لتسهيل عقد الصفقات‪.‬‬‫ّ‬ ‫الحكومة‪ ،‬و‬
‫* تعريف بنك التنمية اآلسيوي‪ :‬هو كل سلوك يصدر عن موظفي و مسؤولي القطاع العام و‬
‫الخاص عن طريق استغالل المنصب‪ ،‬و الذي يؤدي إلى الحصول على ريع مادي غير‬
‫نظيف أو تحقيق مصلحة خاصة‪ ،‬مقابل آداء أو تسهيل خدمة معينة‪.‬‬
‫* اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد (أبرمت في ‪ 2003‬و انضمت إليها الجزائر بتحفظ‬
‫في ‪ :)2004‬لم تعر ف الفساد بل اكتفت باإلشارة للحاالت و السلوكات التي تعتبر جرائم‬
‫فساد و بالتالي ضرورة تجريمها و المعاقبة عليه‪ ،‬و من بينها الرشوة‪ ،‬االختالس‪ ،‬تبييض‬
‫األموال‪ ،‬الثراء غير المشروع‪...،‬إلخ‪.‬‬
‫* القانون ‪ 01/06‬المعدل و المتمم (قانون الوقاية من الفساد و مكافحته)‪ :‬جاء على شاكلة‬
‫المشرع الجزائري في هذا القانون على تجريم مجموعة‬‫ّ‬ ‫اتفاقية األمم المتحدة‪ ،‬حيث نص‬
‫من األفعال اعتبرها جرائم فساد و عاقب عليها‪.‬‬
‫‪ -2‬أنواع الفساد‪:‬‬
‫تتعدّد األنواع و تختلف وفقا لنظرة كل شخص و حسب توجه و اختصاص كل فرد أو هيئة‬
‫أو منظمة‪ .‬و على العموم يمكن تقسمه إلى‪:‬‬
‫فساد أخالقي‪ :‬و يعتبر األكثر انتشارا و تأثيرا في بقية األنواع األخرى‪،‬‬
‫بل يع ّد السبب الرئيسي لباقي األنواع‪.‬‬ ‫الفساد بحسب‬
‫المحرمة التي من شأنها‬
‫ّ‬ ‫و يشمل هذا النوع األفعال المنهي عنها و‬ ‫المجال‬
‫اإلضرار بالفرد و الجماعة‪ ،‬و من أمثلته‪ :‬الكذب‪ -‬النفاق‪ -‬الظلم‪ -‬السرقة‪-‬‬
‫االعتداء على الشرف و العرض‪. ...‬‬

‫يمس فئات‬
‫ّ‬ ‫فساد اجتماعي‪ :‬هذا النوع ال يقتصر على فرد واحد بل‬
‫متنوعة و كبيرة من المجتمع و من بين مظاهره‪ :‬المساس بوحدة‬
‫المجتمع(الطائفية و القبلية)‪ -‬الكراهية بين فئات المجتمع الواحد‪ -‬فضال‬
‫عن الجرائم التي انتشرت بشكل كبير و ملف للنظر في اآلونة األخيرة‪.‬‬
‫فساد مالي‪ :‬تتعدّد صوره بما يشكل مخالفة للقانون و معايير السلوكات‬
‫األخالقية‪.‬‬
‫و من أمثلته‪ :‬المحسوبية في التوظيف‪ -‬عدم التقيد بأوقات العمل‪ -‬عدم‬
‫المساواة بين الموظفين‪ -‬تقديم خدمات بصورة غير قانونية‪ -‬الرشوة‪-‬‬
‫اساءة استغالل الوظيفة‪ -‬استعمال وسائل اإلدارة للمصلحة الخاصة‪...-‬‬
‫إلخ‪.‬‬
‫فساد مالي و‪ /‬أو اقتصادي‪ :‬و يتجلّى ذلك من خالل مخالفة القواعد و‬
‫األحكام المالية التي تنظم سير العمل اإلداري و المالي في الدولة‪ ،‬و‬
‫مخالفة التعليمات الصادرة عن أجهزة الرقابة المالية‪.‬‬
‫و من أمثلة ذلك‪ :‬االختالس‪ -‬هدر المال العام و تبديده‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫فساد محلي (وطني)‪ :‬و يعني ذلك أن نطاق الفساد أو جريمة الفساد ال‬ ‫الفساد بحسب‬
‫يتعدى نطاق الدولة الواحدة‪.‬‬ ‫نطاقه‬
‫فساد دولي‪ :‬هذا األخير نطاقه يتعدّى الدولة الواحدة و قد يض ّم أشخاصا‬
‫من عديد الجنسيات‬
‫فساد شخصي‪ :‬يقوم به فرد واحد‪.‬‬ ‫الفساد بحسب‬
‫فساد متعدد األطراف‪ :‬و يعبّر هذا النوع عادة عن عالقة تفاوضية بين‬ ‫عدد مرتكبيه‬
‫أطرافه‪ ،‬كما هو الحال في جريمة الرشوة‪.‬‬
‫الفساد في القطاع العام‪ :‬يعتبر األكثر انتشارا و تأثرا‪ ،‬و ذلك راجع للعديد‬ ‫الفساد بحسب‬
‫من األسباب و العوامل‪.‬‬ ‫القطاع‬
‫الفساد في القطاع الخاص‪ :‬بالرغم من أن هذا النوع مقارنة بسابقه أقل‬
‫انتشارا إال أنه يؤثر بدوره على اقتصاد الدولة نتيجة ارتباطه في العديد‬
‫من األمور بالقطاع العام‪.‬‬
‫يمس‬
‫ّ‬ ‫فساد صغير الحجم‪ :‬و عادة ال تتجاوز فيه المعامالت قيما كبيرة و‬ ‫الفساد بحسب‬
‫في الغالب بعض الموظفين من ذوي الرتب و الرواتب الصغيرة و‬ ‫حجمه‬
‫المحددة‪.‬‬
‫يمس غالبا المشاريع الضخمة و التي تخصص لها‬ ‫ّ‬ ‫فساد كبير الحجم‪ :‬و‬
‫أغلفة مالية كبيرة‪.‬‬

‫‪ -3‬جرائم الفساد‪:‬‬
‫تتنوع الجرائم و تختلف‪ ،‬إال أنه بالرجوع إلى القانون رقم ‪ 01/06‬المعدّل و المت ّمم‬
‫نص على العديد منها‪ ،‬نذكر من بينها‪:‬‬
‫فقد ّ‬
‫مالحظات‬ ‫العقوبة‬ ‫رقم المادة‬ ‫الجريمة‬
‫التي‬
‫صت‬
‫ن ّ‬
‫عليها في‬
‫القانون‬
‫‪01/06‬‬
‫رشوة الموظفين المادة ‪ 25‬الحبس من سنتين إلى عشر إذا وجد طرف آخر غير‬
‫و‬ ‫سنوات و بغرامة من الراشي‬ ‫العموميين‬
‫إلى المرتشي فيأخذ حكم‬ ‫دج‬ ‫‪200.000‬‬
‫الشريك‪.‬‬ ‫‪ 1.000.000‬دج‬
‫و الشريك يعاقب بنفس‬
‫عقوبة الفاعل األصلي‪.‬‬
‫االمتيازات غير المادة ‪ 26‬الحبس من سنتين إلى عشر‬
‫سنوات و بغرامة من‬ ‫المبررة في مجال‬
‫إلى‬ ‫دج‬ ‫‪200.000‬‬ ‫الصفقات العمومية‬
‫‪ 1.000.000‬دج‬
‫اختالس الممتلكات المادة ‪ 29‬الحبس من سنتين إلى عشر‬
‫سنوات و بغرامة من‬ ‫من قبل موظف‬
‫إلى‬ ‫دج‬ ‫‪200.000‬‬ ‫عمومي أو‬
‫‪ 1.000.000‬دج‬ ‫استعمالها على‬
‫نحو غير شرعي‬
‫المادة ‪ 30‬الحبس من سنتين إلى عشر‬ ‫الغدر‬
‫سنوات و بغرامة من‬
‫إلى‬ ‫دج‬ ‫‪200.000‬‬
‫‪ 1.000.000‬دج‬
‫المادة ‪ 31‬الحبس من خمس سنوات إلى‬ ‫اإلعفاء أو‬
‫عشر سنوات و بغرامة من‬ ‫التخفيض غير‬
‫إلى‬ ‫دج‬ ‫‪500.000‬‬ ‫القانوني في‬
‫‪ 1.000.000‬دج‬ ‫الضريبة و الرسم‬

‫المادة ‪ 32‬الحبس من سنتين إلى عشر‬ ‫استغالل النفوذ‬


‫سنوات و بغرامة من‬
‫إلى‬ ‫دج‬ ‫‪200.000‬‬
‫‪ 1.000.000‬دج‬
‫المادة ‪ 33‬الحبس من سنتين إلى عشر‬ ‫اساءة استغالل‬
‫سنوات و بغرامة من‬ ‫الوظيفة‬
‫إلى‬ ‫دج‬ ‫‪200.000‬‬
‫‪ 1.000.000‬دج‬
‫الحبس من ستة أشهر إلى كل من خالف أحكام‬ ‫تعارض المصالح المادة ‪34‬‬
‫سنتين و بغرامة من المادة ‪ 08‬من القانون‬
‫إلى ‪.01/06‬‬ ‫دج‬ ‫‪50.000‬‬
‫‪ 200.000‬دج‬
‫بالتصريح‬ ‫الحبس من ستة أشهر إلى يلتزم‬ ‫المادة ‪36‬‬ ‫عدم التصريح‬
‫الفئات‬ ‫سنتين و بغرامة من بالممتلكات‬ ‫أو التصريح‬
‫إلى المحددة قانونا فقط‪.‬‬ ‫دج‬ ‫‪50.000‬‬ ‫الكاذب بالممتلكات‬
‫التصريح بالممتلكات ‪03‬‬ ‫‪ 200.000‬دج‬
‫أنواع‪:‬‬
‫‪ -‬تصريح أولي‪ :‬عند‬
‫تعيين الموظف أو بداية‬
‫عهدته االنتخابية‪.‬‬
‫‪ -‬تصريح تجديدي‪ :‬عند‬
‫التغيير المعتبر في الذمة‬
‫المالية للموظف‪.‬‬
‫‪ -‬تصريح نهائي‪ :‬عند‬
‫نهاية مهامه‪.‬‬
‫الحبس من سنتين إلى عشر‬ ‫المادة ‪37‬‬ ‫اإلثراء غير‬
‫سنوات و بغرامة من‬ ‫المشروع‬
‫إلى‬ ‫دج‬ ‫‪200.000‬‬
‫‪ 1.000.000‬دج‬
‫الحبس من ستة أشهر إلى‬ ‫المادة ‪38‬‬ ‫تلقي الهدايا‬
‫سنتين و بغرامة من‬
‫إلى‬ ‫دج‬ ‫‪50.000‬‬
‫‪ 200.000‬دج‬
‫الحبس من سنتين إلى عشر‬ ‫المادة ‪39‬‬ ‫التمويل الخفي‬
‫سنوات و بغرامة من‬ ‫لألحزاب السياسية‬
‫إلى‬ ‫دج‬ ‫‪200.000‬‬
‫‪ 1.000.000‬دج‬
‫الحبس من ستة أشهر إلى‬ ‫الرشوة في القطاع المادة ‪40‬‬
‫سنتين و بغرامة من‬ ‫الخاص‬
‫إلى‬ ‫دج‬ ‫‪50.000‬‬
‫‪ 200.000‬دج‬
‫يعاقب عليها بنفس العقوبات‬ ‫المادة ‪42‬‬ ‫تبييض العائدات‬
‫المقررة في التشريع الساري‬ ‫اإلجرامية الناتجة‬
‫المفعول في هذا المجال‬ ‫عن جرائم الفساد‬
‫الحبس من سنتين إلى عشر‬ ‫المادة ‪43‬‬ ‫اإلخفاء‬
‫من‬ ‫سنوات و بغرامة‬
‫إلى‬ ‫دج‬ ‫‪200.000‬‬
‫‪ 1.000.000‬دج‬
‫إلى‬ ‫الحبس من ستة أشهر‬ ‫إعاقة السير الحسن المادة ‪44‬‬
‫من‬ ‫سنتين و بغرامة‬ ‫للعدالة‬
‫إلى‬ ‫دج‬ ‫‪50.000‬‬
‫‪ 200.000‬دج‬
‫إلى‬ ‫الحبس من ستة أشهر‬ ‫المادة ‪45‬‬ ‫االعتداء على‬
‫من‬ ‫سنتين و بغرامة‬ ‫الشهود و الخبراء‬
‫إلى‬ ‫دج‬ ‫‪50.000‬‬ ‫و‬ ‫و المبلغين‬
‫‪ 200.000‬دج‬ ‫الضحايا‬
‫إلى‬ ‫الحبس من ستة أشهر‬ ‫المادة ‪46‬‬ ‫البالغ الكيدي‬
‫من‬ ‫سنتين و بغرامة‬
‫إلى‬ ‫دج‬ ‫‪50.000‬‬
‫‪ 200.000‬دج‬
‫إلى‬ ‫الحبس من ستة أشهر‬ ‫المادة ‪47‬‬ ‫عدم اإلبالغ عن‬
‫من‬ ‫سنتين و بغرامة‬ ‫الجرائم‬
‫إلى‬ ‫دج‬ ‫‪50.000‬‬
‫‪ 200.000‬دج‬

‫بعض األحكام العامة المتعلقة بجرائم الفساد‪:‬‬


‫صت عليها المادة‬
‫‪ -‬يقصد بالموظف العمومي المذكور في جرائم الفساد‪ :‬كل الفئات التي ن ّ‬
‫‪ 02‬من القانون ‪ 01/06‬المتعلق بالوقاية من الفساد و مكافحته حتى و إن كانت من الناحية‬
‫اإلدارية (أي وفقا لقانون الوظيفة العمومية) ال تعتبر موظفين عموميين‪.‬‬
‫المشرع الجزائري في القانون رقم ‪ 01/06‬المتعلق بالوقاية من‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬كل جرائم الفساد كيّفها‬
‫بالرغم من أن بعض العقوبات فيها قد تصل إلى العقوبات‬ ‫الفساد و مكافحته على أنها جنح‬
‫المقررة في الجنايات‪.‬‬
‫‪ -‬وفقا لنص المادة ‪ 48‬من القانون ‪ ،01/06‬إذا كان مرتكب جريمة أو أكثر من جرائم‬
‫الفساد المنصوص عليها في القانون ‪ 01/06‬قاضيا أو موظفا يمارس وظيفة عليا في‬
‫الدولة‪ ،‬أو ضابطا عموميا‪ ،‬أو عضوا في الهيئة‪ ،‬أو ضابطا أو عون شرطة قضائية‪ ،‬أو‬
‫ممن يمارس بعض صالحيات الشرطة القضائية‪ ،‬أو موظف أمانة ضبط‪ ،‬يعاقب بالحبس‬
‫من ‪ 10‬سنوات إلى ‪ 20‬سنة و بنفس الغرامة المقررة للجريمة المرتكبة‪.‬‬
‫صت المادة ‪ 49‬من القانون ‪ 01/06‬على الحالة التي فيها إعفاء المتهم من العقوبة‪،‬‬‫‪ -‬لقد ن ّ‬
‫و أوردت في فقرتها الثانية الحالة التي يمكن أن يستفيد من خاللها من تخفيض في العقوبة‬
‫إلى النصف‪.‬‬
‫‪ -4‬الهيئات المكلفة بالوقاية من الفساد و مكافحته‪:‬‬
‫المشرع صالحيات‬
‫ّ‬ ‫نس ّجل في هذا المقام وجود العديد من الهيئات و المؤسسات التي منح لها‬
‫عديدة في مجال الوقاية من الفساد و مكافحته‪ ،‬نذكر منها‪:‬‬
‫أ‪ -‬مجلس المحاسبة‪ :‬الذي يعتبر مؤسسة تتمتع باختصاص إداري و قضائي في ممارسة‬
‫المهام الموكلة إليه‪ ،‬حيث يع ّد المؤسسة العليا للرقابة البعدية ألموال الدولة و الجماعات‬
‫اإلقليمية و المرافق العمومية‪.‬‬
‫و بهذه الصفة يدقق في شروط استعمال و تسيير الموارد و الوسائل المادية و األموال‬
‫العمومية من طرف الهيئات التي تدخل في نطاق اختصاصه و يتأكد من مطابقة عملياتها‬
‫المالية و المحاسبية للقوانين و التنظيمات المعمول بها‪.‬‬
‫و تجدر اإلشارة إلى أن مجلس المحاسبة إذا الحظ أثناء ممارسة رقابته وقائع يمكن وصفها‬
‫وصفا جزائيا‪ ،‬يرسل الملف إلى النائب العام المختص إقليميا بغرض المتابعات القضائية‪ ،‬و‬
‫يطلع وزير العدل على ذلك‪ .‬كما يخطر بهذا اإلرسال األشخاص المعنيين و السلطة التي‬
‫يتبعونها‪.‬‬
‫و للعلم فإن مجلس المحاسبة يمارس اختصاصه الرقابي في شكل غرف‪ 08 :‬منها وطنية‪،‬‬
‫و ‪ 09‬غرف إقليمية‪.‬‬
‫ب‪ -‬الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد و مكافحته‪ :‬تعتبر سلطة إدارية مستقلة تتمتع‬
‫بالشخصية المعنوية و االستقالل المالي و توضع لدى رئيس الجمهورية‪.‬‬
‫تتزود بالهياكل اآلتية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫باإلضافة إلى تشكيلة الهيئة فإنها‬
‫‪ -‬أمانة عامة‬
‫‪ -‬قسم مكلف بالوثائق و التحاليل و التحسيس‬
‫‪ -‬قسم مكلف بمعالجة التصريحات بالممتلكات‬
‫‪ -‬قسم مكلف بالتنسيق و التعاون الدولي‪.‬‬
‫و جديد بالذكر أن رئيس الهيئة له صالحية تحويل الملفات التي تتضمن وقائع بإمكانها أن‬
‫تشكل مخالفة جزائية إلى وزير العدل حافظ األختام الذي يخطر النائب العام المختص قصد‬
‫تحريك الدعوى العمومية‪.‬‬
‫ج‪ -‬الديوان المركزي لقمع الفساد‪ :‬يعتبر مصلحة مركزية عملياتية للشرطة القضائية‪ ،‬يكلف‬
‫بالبحث عن الجرائم و معاينتها في إطار مكافحة الفساد‪.‬‬
‫يكلف هذا األخير على وجه الخصوص‪:‬‬
‫‪ -‬جمع كل معلومة تسمح بالكشف عن أفعال الفساد و مكافحتها‪ ،‬و مركزة ذلك و استغالله‪.‬‬
‫‪ -‬جمع األدلة و القيام بتحقيقات في وقائع الفساد و إحالة مرتكبيها للمثول أمام الجهات‬
‫القضائية المختصة‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير التعاون مع هيئات مكافحة الفساد و تبادل المعلومات بمناسبة التحقيقات الجارية‪.‬‬
‫‪ -‬اقتراح كل إجراء من شأنه المحافظة على حسن سير التحريات التي يتوالها‪ ،‬على‬
‫السلطات المختص‪.‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬أخالقيات العمل‪:‬‬


‫يدل مصطلح " أخالقيات العمل " على مبدأ اجتماعي يركز على كون الفرد مسؤوالً‬
‫عن العمل الذي يؤديه‪ ،‬وينطلق من إيمان راسخ بأن للعمل قيمة جوهرية يجب احترامها‬
‫تنميتها‪.‬‬ ‫على‬ ‫واإلصرار‬
‫وعادًة ما ترتبط أخالقيات العمل باألفراد الذين يعملون بج ٍد ويحسنون الصنع في عملهم‪.‬‬
‫وال يتوقف أمر أخالقيات العمل عند المدارس و الجامعات بل يأخذ األمر بعدا اكبر في‬
‫الحياة العملية سواء في القطاع العام أو القطاع الخاص‪.‬‬
‫وتلقى أخالقيات العمل اهتماما كبيرا فنجد أكثر الجامعات تدرس مادة في أخالقيات العمل و‬
‫اإلدارة‪ ،‬في حين نجد أن أخالقيات العمل تجد جذورها بالفعل منذ الدراسة االبتدائية و ذلك‬
‫بأن ينشأ الطالب على الغش في االمتحانات أو نقل الواجبات هي عملية ال يصح أن يقوم بها‬
‫سوي و يتم التعامل مع هذا األمر بصرامة‪ ،‬و بذلك يعتاد الطالب على احترام‬ ‫الشخص ال ّ‬
‫حقوق اآلخرين في ابسط األشياء مثل االنتظار في الطابور و االلتزام بقواعد المرور‪ ،‬فهذه‬
‫األشياء البسيطة تؤخذ بجدية شديدة جدا و بالتالي يترعرع الطالب وهو يحترم فضيلة‬
‫الصدق و العدل و األمانة وأداء الواجب وهذه هي محاور أخالقيات العمل‪.‬‬
‫و عموما فإن أخالقيات المهنة‪ :‬هي كل السلوكيات التي تهدف إلى توظيف واجبات المهنة و‬
‫تقديمها للمستفيد‪ ،‬و لكل مهنة أخالقياتها (فالتجارة مثال تقوم على الثقة و االئتمان‪ ،‬و‬
‫الوظيفة العمومية تقوم على عدة مبادئ ‪...‬إلخ )‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬مفهوم األخالق و مكانتها ‪:‬‬
‫أخالقيات المهنة أو العمل‪ :‬هي مجموع المبادئ و القواعد و األعراف التي يتعين على‬
‫الموظفين و العمال مراعاتها و استلهامها أثناء ممارسة المهام و الصالحيات‪.‬‬
‫مكانة أخالقيات المهنة‪:‬‬
‫‪ -‬إن الهدف األساسي من وراء إنشاء مدونة أو نظام أو منظومة أخالقيات مهنة معينة هو‬
‫إرساء و تعزيز ثقافة أخالقية محددة تحكم تلك المهنة‪.‬‬
‫‪ -‬ألخالقيات مهنة ما أهمية كبيرة جدا تتعلق أساسا بمستخدمي تلك المهنة على وجه‬
‫التحديد‪.‬‬
‫‪ -‬تمثل أخالقيات المهنة ضمانة مهمة و مكملة للنصوص القانونية و التنظيمية لتلك المهنة‪،‬‬
‫السيما بالنسبة للمواطنين‪ .‬ذلك أن تشبّع الموظف بأخالقيات مهنته من شأنه أن يعود بالفائدة‬
‫على الدولة و على المؤسسة أو اإلدارة التي يشتغل فيها و على المواطنين‪.‬‬
‫‪ -‬إن طرح وبناء منظومة لألخالقيات في شتى مجاالت الحياة العملية يعزز من ترابط‬
‫كرمنا هللا بالعقل إن لم نعقل هذه‬
‫الموظفين وتفاعلهم بشكل أفضل مع بعضهم البعض و قد ّ‬
‫األمور‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد مدونة أو منظومة أخالقيات مهنة ما و العمل على تنفيذها من شأنه أن يضفي أكثر‬
‫و مصداقية على تلك اإلدارة أو المؤسسة بشكل عام‪ ،‬األمر الذي من‬ ‫موضوعية‬
‫شأنه تحسين صورة القطاع أو اإلدارة أو الدولة لدى المواطن بالدرجة األولى‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد مدونة أو منظومة أخالقيات مهنة ما و التقيد بها من شأنه أن يضفي أكثر هيبة على‬
‫القطاع من جهة و شاغليه من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬إن بناء منظومة أخالقية في المنظمة يساعد في االرتقاء بأخالقيات موظفيها وينعكس ذلك‬
‫بشكل مباشر على طريقة تعاملهم مع العمالء أو الشركاء مما يضفي التميز على الشركة‬
‫ككل‬
‫كما أن الكثير من الدراسات واإلحصائيات التي قامت بها كل من جامعة هارفرد (إحدى‬
‫الجامعات األمريكية‪ ،‬تأسست سنة ‪ ،1636‬تعتبر من أصعب ‪ 5‬جامعات في العالم فيما‬
‫تعلق بقبول الطلبة)‪ 1‬وستانفورد (تأسست الجامعة في عام ‪ 1885‬على يد ليالند ستانفورد‪،‬‬
‫وتم افتتاحها في الفاتح من أكتوبر‪ ، 2) 1891‬أثبتت أن نجاح الموظف في عمله يعتمد‬
‫بنسبة ‪ %85‬على مهاراته الشخصية ومهارات تعامله مع اآلخرين وأن ‪ %15‬فقط يعتمد‬
‫على مهاراته في أداء هذا العمل‪.‬‬
‫كما حصلت دراسة على ‪ 1500‬شركة خاصة مساهمة في سوق المال األمريكية‪ ،‬على‬
‫نتائج بأن الشركات المهتمة بأخالقيات العمل والتعامل حققت أرباحا ً أكثر ونسبة من‬
‫المبيعات السنوية ونسبة أقل في تكاليف التشغيل‪.‬‬
‫من هذا المنطلق فإن مبادئ أخالقيات المهنة يمتد نطاقها إلى ما هو أبعد من تعريف‬
‫مهنة ما لتشمل عنصرين أساسين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫‪ -1‬المبادئ الوثيقة الصلة بالمهنة و ممارستها‪.‬‬
‫‪ -2‬قواعد السلوك المهني التي تحدد المعايير التي يتوقع من الموظفين و العمال مراعاتها‪،‬‬
‫و هي قواعد تعد بمثابة عامل مساعد في تحويل المبادئ إلى تطبيقات عملية‪ ،‬كما أن‬
‫المقصود بها توجيه السلوك األخالقي للموظفين و العمال‪.‬‬
‫مبادئ أخالقيات المهنة ‪:‬‬
‫* االلتحاق بالمهنة و آداء المهام بصورة شخصية‬

‫‪ - 1‬من أشهر خريجي الجامعة بعض رؤساء للواليات المتحدة األمريكية تخرجوا من جامعة هارفارد وهم‪:‬‬

‫جون آدامز‬ ‫•‬


‫فرانكلين روزفلت‬ ‫•‬
‫رذرفورد هايز‬ ‫•‬
‫جون كينيدي‬ ‫•‬
‫باراك أوباما‬ ‫•‬
‫كما درس فيها وتخرج منها أيضا ً العديد من الشخصيات العالمية المشهورة ومنهم‪:‬‬

‫اآلغا خان الرابع‬ ‫•‬


‫بيل غيتس (مالك شركة مايكروسوفت)‬ ‫•‬
‫مارك زوكربيرغ (مؤسس موقع فيس بوك)‬ ‫•‬
‫عزيزة الهبري المدافعة عن قضايا المسلمين في الواليات المتحدة‪.‬‬ ‫•‬

‫‪ - 2‬أشهر من درس فيها ‪:‬‬

‫فينت سيرف الذي يعرف بأب اإلنترنت‪.‬‬ ‫•‬


‫مؤسسو شركات جوجل وياهو ويوتيوب وهوليت‪-‬باكارد وصن ميكروسيستمز وإنفيديا وسيسكو سيستمز وسيليكون‬ ‫•‬
‫افيكس ونايكي وغاب وسناب شات‪.‬‬
‫* الكفاءة‬
‫* النزاهة و األمانة‬
‫* الموضوعية و عدم التحيّز‬
‫* طاعة المرؤوس ألوامر الرئيس اإلداري‬
‫سر المهني‬
‫* المحافظة على ال ّ‬
‫* القدوة و المثالية و المحافظة على كرامة الوظيفة‬
‫* االحترام المتبادل‬
‫* االستقرار‬
‫* القيام أو عدم القيام بأفعال معينة‪.‬‬

You might also like