Professional Documents
Culture Documents
د/محمد نجيب بوشو أثر الفسادعلى التنمية االقتصادية في الجزائر-دراسة تحليلية قياسية-
الملخص:
انطلقت الدراسة من حقيقة وجود ظاهرة الفساد يف دول العامل كافة،سواء املتقدمة منها أو النامية
بدون استثناء ،ما استدعى االهتمام مبواجهة هذه الظاهرة ألثارها السلبية على القيم األخالقية والوظيفية
وعلى كفاءة األجهزة اإلدارية وإعاقة برامج التنمية االقتصادية واالجتماعية.وقد جاءت هذه الدراسة
كمحاولة لتحديد أثار الفسادعلى التنمية االقتصادية يف اجلزائر وذلك باالعتماد على األسلوب القياسي
التحليلي من خالل حتديد العالقة بني جمموعة من مؤشرات الفساد كمؤشرات مستقلة واليت مت اختيارها
اعتماداعلى دراسات سابقة يف هذا اجملال ،ومؤشر النمو االقتصادي خالل الفرتة()7807-0991كمؤشر
تابع ،وذلك بأسلوب قياسي يعتمد على معاجلة بيانات املؤشرات املعتمدة واليت مت جتميع بياناهتا من
اإلحصائي.SPSS مصادر خمتلفة ،باالعتماد على برنامج التحليل
الكلمات المفتاحية :الفساد ،التنمية االقتصادية.
Abstract :
The study was launched from the fact of the existence of the
corruption phenomenon in all countries of the world, both developed and
developing with no exception, what lead to confront this phenomen on for
its negative effects on the ethical and functional values and the efficiency
of the administrative organs and impeding the economic and social
development programs . This study was an attempt to determine the
effects of corruption on economic development in Algeria, depending on
the standard method By defining the relationship between a set of
indicators of corruption as independent indicators that have been selected
based on previous studies in this area, the indicator of economic growth
during the period (1996-2012) as a continued indicator, with the standard
method depends on processing the approved indicators data, which were
compiled from different sources, based on statistic alanalys is program
SPSS.
Keywords : Corruption, economic development.
أ /يحيى مناصري ،أستاذ مساعد قسم أ ،كلية العلوم اإلقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة خميس مليانة ،عين الدفلى ،الجزائر.
ط.د/محمد نجيب بوشو ،طالب دكتوراه كالسيك،كلية العلوم اإلقتصادي ةوالتجارية وعلوم التسيير ،جامعة يحيى فارس ،المدية ،الجزائر.
العدد /80جوان 7802 مجلة االقتصاد والتنمية -مخبر التنمية المحلية المستدامة -جامعة يحيى فارس -المدية
234
أ/يحيى مناصري ،ط.د/محمد نجيب بوشو أثر الفسادعلى التنمية االقتصادية في الجزائر-دراسة تحليلية قياسية-
مقدمة:
ليس هناك اختالف على أن الفساد باإلضافة إىل العوامل األخرى اليت تؤثر على احلالة االقتصادية للدول،
يعترب عنصرا مهما يف تدين وتراجع مستوى التنمية االقتصادية وتدهور احلالة االجتماعية ،كما أن أثار الفساد
السلبية ال تقتصر على جمتمع دون أخر بل متتد إىل كل اجملتمعات ،إال أن الفساد يكون له اثر اكرب يف اجملتمعات
النامية اليت تتميز ببعض اخلصائص والصفات جعلتها مرتعا للممارسات الفاسدة ،واجلزائر كغريها من الدول النامية
مل تسلم من أثار هذه الظاهرة ،ومن خالل هذه الدراسة سوف حناول حتديد خمتلف هذه اآلثار على التنمية
االقتصادية يف اجلزائر وذلك من خالل حتديد العالقة بني جمموعة من مؤشرات الفساد ومؤشر التنمية االقتصادية
خالل الفرتة( ،)2162-6991وذلك بأسلوب قياسي يعتمد على حتليل االحندار املتعدد هلذه املتغريات.
المحور األول :ماهية الفساد
أُعطيت للفساد تعريفات عديدة يف نظرهتا وطابعها وفلسفتها ،فمنها من يوسع مضمونه لربطه بالبعد
احلضاري وما فيه من قيم وتقاليد ونظم عقائدية وسياسية وبيئية أخرى ،ومنها تعريفات أحادية النظرة جتعل الفساد
نتاج التسيب والفوضى واستجابة للحاجة أو ردة فعل ألوضاع سياسية أو اجتماعية حمددة ،على أنَّه ومع
االعرتاف بوجود هذه الصعوبات اليت تكتنف مفهوم الفساد ،فإننا سوف نورد بعض التعريفات والتصنيفات
الشائعة له:
اوال :مفهوم الفساد
يعرف الفساد على أنَّه "سوء استعمال أو استخدام املنصب أو السلطة للحصول على /أو إعطاء ميزة من
1
اجل حتقي مكسب مادي أو قوة أو نفوذ على حساب اآلخرين أو على حساب القواعد أو اللوائ القائمة" .
كما يعرف على انه" :خلل يف منظومةة احلقةوو والواجبةات يف اجملتمةع ،يعطةي أفةرادا أو حاعةات حقوقةا ةري
مسةةتحقة علةةى حسةةاب االفتئةةات مةةن حقةةوو اآلخ ةرين،أو يعفةةي جمموعةةة معينةةة مةةن الواجبةةات أو اخلضةةوع للق ةوانني
املتف عليها يف اجملتمع نتيجة القرتاهبم من السلطة أو قدرهتم على التأثري فيها باملال أو ريه ".2
ويعرفه" أمحد هيجان" بأنه":ظاهرة عاملية تتضمن استغالل الوظيفة العامة واملصادر العامة لتحقي منافع
شخصية أو حاعية بشكل مناف لشرع واألنظمة الرمسية سواء أكان هذا االستغالل بدافع شخصي من املوظف
نفسه أو نتيجة للضغوط اليت ميارسها عليه األفراد أو املؤسسات من داخل أو خارج اجلهاز احلكومي.3" ،
ثانيا :أنواع الفساد
قسم املختصون الفساد إىل أصناف خمتلفة ،كتقسيمه إىل فساد مايل وفساد إداري ،وتقسيمه إىل فساد
سياسي وفساد اقتصادي ،وكذلك تقسيمه إىل فساد كبري وآخر صغري.
وقد وضعت النظرية االقتصادية رؤيتني أساسيتني للفساد ،إحداها تعترب الفساد عامال خارجيا بالنسبة
للعملية السياسية واألخرى تعتربه جزءا داخليا منها.ووفقا ألي من الرأيني ،ميكن حتديد ثالث أنواع من الفساد
وهي:4
العدد /80جوان 7802 مجلة االقتصاد والتنمية -مخبر التنمية المحلية المستدامة -جامعة يحيى فارس -المدية
235
أ/يحيى مناصري ،ط.د/محمد نجيب بوشو أثر الفسادعلى التنمية االقتصادية في الجزائر-دراسة تحليلية قياسية-
النوع األول :هو الفساد الذي يؤدي إىل حصول الفرد أو الشخص املعنوي على ح من حقوقه القانونية،
فهو فساد دون سرقة ،حبيث إذا قدم شخص مثال رشوة إىل موظف حكومي الستخراج جواز سفره دون وجود
عائ قانوين مينع إصدار هذا اجلواز فإن الصورة احملددة هلذا النوع من الفساد هي رشوة املسؤولني لتخطي
الصفوف واحلصول على خدمة قانونية .
النوع الثاني :هو ذلك الفساد الذي ينتهك القواعد القانونية أو يؤدي إىل التطبي املتحيز هلذه القواعد،
وهو أكثر أنواع الفساد وضوحاً وأهم اآلثار املباشرة هلذا النوع من الفساد هي عدم تطبي التشريعات والسياسات
العامة بشكل عادل.
النوع الثالث:هو ما يطل عليه" االستيالء على الدولة " ،وهو الفساد الذي يهدف إىل تغيري القواعد
املنظَّمة للدولة من قواعد تراعي املصلحة العامة إىل قواعد وتعليما حتايب مصاحل املفسدين.واالفرتاض األساسي يف
تفسري هذا النوع من الفساد هو أن التشريعات والسياسات العامة تتأثر بشكل حاسم عن طري رشوة أعضاء
اجملالس التشريعية من جانب رجال األعمال وذوي املصاحل ،مبعىن أن السياسات العامة يتم وضعها لصاحل تلك
األقليات.
المحور الثاني :أسباب الفسادوأثاره
سنحاول يف هذا املبحث تبيان خمتلف املقاربات املفسرة ألسباب الفساد وكذاخمتلف اآلثار املرتتبة على هذه الظاهرة.
اوال :أسباب الفساد
تتعدد أسباب انتشار الفساد وختتلف من دولة إىل أخرى ،ري أن األحباث يف هذا اجملال تشري إىل أن
انتشار الفساد يزداد عند توافر الظروف العامة اليت تسم له باالنتشار والتفشي ،فالفساد آفة ترمي بضالهلا على
حيع اجملتمعات دون استثناء ولكن بدرجات متفاوتة على اختالف نضمها االقتصادية واالجتماعية والسياسية.
ويشري" حممد هشماوي"إىل ثالث مقاربات يرى َّ
بأَّنا تفسر انتشار الفساد وهي:5
.6المقاربة السوسيولوجية :تركز أساسا على ما امساه ب ة ة ة"الكلفة األخالقية" أي انعكاس استيعاب قيم
اخلدمة العمومية من طرف املوظفني اإلداريني ،إذ أن التغريات يف الكلفة األخالقية تفسر بالتطور األخالقي
للمجموعة" كلما كانت الكلفة األخالقية مرتفعة كلما كان الفساد ضعيف االنتشار".
.2المقاربة االقتصاديةَّ :
إن الفرد إنسان اقتصادي بطبعه يقوم بة"اختيار عقالين " باللجوء إىل الفساد
عندما جيعل منه النظام املؤسسايت للحوافز مفيدا.
.3المقاربة الثالثة المحللة ألسباب الفساد هي نظرية األلعاب :إن االختيار بني االمتثال وانتهاك
معايري اخلدمة العمومية ال يرتبط فقط باالختيارات الفردية والبيئة املؤسساتية ولكن أيضا بالتفاعل االسرتاتيجي مع
اختيارات يقوم هبا أفراد آخرون ،مبعىن كل ما كان الفساد منتشراً كلما قلت إمكانية التبليغ عنه من طرف أولئك
الذين هم ضمن تبادالت ري شرعية ،وستكون التكلفة اليت يدفعها أولئك الذين يريدون أن يبقوا نزهاء ،أكرب،
وبالعكس كلما كان الفساد هامشياً كلما أصب البحث عن شريك موثوو به أمرا صعبا.
العدد /80جوان 7802 مجلة االقتصاد والتنمية -مخبر التنمية المحلية المستدامة -جامعة يحيى فارس -المدية
236
أ/يحيى مناصري ،ط.د/محمد نجيب بوشو أثر الفسادعلى التنمية االقتصادية في الجزائر-دراسة تحليلية قياسية-
كما حدَّد البعض رؤيتني ألسباب الفساد ،وترتبط بالسياو االقتصادي واالجتماعي الذي يتم فيه:6
أ .الرؤية األولى :الفساد وف هذه الرؤية سببه سياسي ،حبيث يُنسب الفساد إىل الدكتاتورية ،وترتكز
على احلاكم الذي حيوز على السلطة وجيهض املشاركة الشعبية ،ومظاهره هنا ال تقف عند املمارسات الفاسدة
للطبقة احلاكمة بل تتجاوز ذلك إىل التحالفات أو ما يسمى بلعبة املصاحل؛
ب .الرؤية الثانية :هي تُعزي الفساد إىل النظام الرأس مايل املرتبط بالسوو الرأس مالية العاملية ،ذلك أنه
يقوم على التنافس من أجل املصلحة الفردية والسعي وراء املادة دون اعتبار للقيم ،وتتناول هذه الرؤية العالقة بني
الدولة والقطاع اخلاص ،فالدولة متن القطاع اخلاص الرتاخيص وتنضم األسعار وتفرض الضرائب والرسوم ويف
املقابل ميتلك القطاع اخلاص املال ويستطيع شراء القرارات الوزارية واحلكومية ،وما يقدمه للعاملني يف احلكومة من
السلطة والنفوذ من رشاوى وعموالت.
ذوي ُّ
هناك أيضا من يربط الفساد بالتحوالت االقتصادية واالجتماعية ،ذلك إن اجملتمعات االنتقالية عانت من
ظاهرة تفشي الفساد بسبب ياب الرؤية وتداخل القضايا وحىت ازدواج النظرة ،فالدول اليت مل حتسم أمرها وقبلت
لنظامها االقتصادي أن يتأرج بني التخطيط املركزي وآليات السوو احلر ،ضرب الفساد بشدة أدواهتا اإلدارية،
ذلك أن عملية التحول مل تشتمل على األدوات واآلليات اليت يتطلبها النظام اجلديد ،حبيث ال ميكن احلديث عن
اقتصاد حر مع استخدام ذات األدوات بل واآلليات اليت جرى استخدامها يف ضل االقتصاد املركزي املخطط ،إذ
تكثر يف هذه احلالة الثغرات وتتعدد الفجوات ويتسلل الفساد إىل اجملتمعات.7
ثانيا :أثار الفساد
توحي كلمة الفساد عادة باألضرار اليت تلح باجملتمع وكذلك باألضرار اليت تلح األفراد ،وقد
خلص"كليتجارد" يف دراسة له إىل أن " :معظم الفساد يضر مبعظم الناس يف معظم الوقت ،ري أن كل أنواع
الفساد تعود بالفائدة على شخص ما ،وإال ما كان ليحدث ،ويف بعض األحيان تتوزع الفوائد على نطاو
واسع" .8وهناك من حياول تربير الفساد حيث يسمونه "فسادا منتجا" ،إذ يرى بعض الدارسني أن الفساد قد
يسهم خبل مناخ مالئم لالستثمار ،ألنه ميكن من احلصول على الرتاخيص إلنشاء املشاريع والصناعات اليت ال
ميكن جتاوز عقبات الروتني والتعقيد يف إصدارها إال من خالل تقدمي الرشاوى واملنافع لبعض أصحاب النفوذ
القادرين على استصدارها بوسائلهم اخلاصة.9
ومن منطل تربيري كذلك هناك من يرى بان الرشوة ميكن أن متثل وسيلة ناجحة لتجنب بعض اإلجراءات
الطويلة اململة واألنظمة القانونية الغري فعالة ،األمر الذي يوجد تربيراً مشروعاً الستخدام الشركات للرشوة لتعزيز
الكفاءة وتقليل الوقت الالزم لألعمال املكتبية وإال توقفت التعامالت وتوقف النمو.10
وعموما جيمل "عبد الخالق فاروق" أثار الفساد يف قوله...":من المنظور االقتصادي البحت يشكل
الفساد هدرا للموارد التي تتسم بالندرة ،خاصة في البلدان النامي ،وفي المنظور التنموي األوسع يعطل
الفساد فرص التراكم االستثماري المنتج في األصول البشرية والمادية ،ويقوي من قيم وسلوك الربح السريع
العدد /80جوان 7802 مجلة االقتصاد والتنمية -مخبر التنمية المحلية المستدامة -جامعة يحيى فارس -المدية
237
أ/يحيى مناصري ،ط.د/محمد نجيب بوشو أثر الفسادعلى التنمية االقتصادية في الجزائر-دراسة تحليلية قياسية-
من خالل توظيف الريع على القلة من وجهي القوة (السلطة والثروة) ،بدال من العمل المنتج المحقق
للصالح العام ،ويساعد انتشار الفساد على زيادة حدة االستقطاب االجتماعي من خالل تدهور عدالة توزيع
الثروة ،مما يقلل من الكفاءة المجتمعية ويعطل فرص التنمية ،وعلى وجه الخصوص ،يوطد استشراء الفساد
من أ سس سوء الحكم من خالل قيام تزاوج خبيث بين السلطة السياسية والثروة ،بحيث تصبح غاية نسق
الحكم ضمان مصالح القلة المهيمنة على مقاليد السلطة والثروة وليس الصالح العام ،األمر الذي ينعكس
في تهميش الغالبية أو إقصائها".11
المحور الثالث:تحديد اثر الفساد على التنمية االقتصادية في الجزائر
َّندف من خالل هذا املبحث إىل حتديد أثار الفساد على التنمية االقتصادية يف اجلزائر وذلك من خالل
حماولة تكوين منوذج قياسي متعدد يربز العالقة بني بعض مؤشرات الفساد كمؤشرات مستقلة ومؤشر التنمية
االقتصادية كمؤشر تابع.
اوال :حجم الفساد في الجزائر
َّ
إن تقدير حجم الفساد بشكل دقي أمر يف اية الصعوبة ،و البا ما تكون اإلحصاءات اخلاصة بالفساد،
موضوع شك يف ظل ياب اإلحصاءات الدقيقة ،وهلذا البا ما يتم االستناد إىل دراسات املنظمات الدولية يف
هذا اجملال.
الجدول رقم( :)1تطور مؤشر مدركات الفساد في الجزائر للفترة(.)7802-7882
2112 2112 2111 2112 2112 2113 السنوات
3.2 3.1 3.6 2.2 2.2 2.1 الدرجات
99 99 22 92 92 22 الترتيب العالمي
2162 2163 2162 2166 2161 2119 السنوات
3.1 3.1 2.9 2.9 2.9 2.2 الدرجات
22 22 612 662 612 666 الترتيب العالمي
المصدر :إعداد الباحثني باالعتماد على مؤشر الشفافية الدولية.
يالحظ من خالل اجلدول َّ
أن اجلزائر احتلت املرتبة الـ00عامليا يف سلم الفساد ،بعدما كانت يف املرتبة 081
سنة ،7808وحصلت اجلزائر على تصنيف منخفض جدا حبصوهلا على تصنيف 2.1من أصل 08يف املؤشر ،ما يعين
أن منظمة ''الشفافية الدولية'' مل تسجل تطورا إجيابيا خالل الفرتة املاضية -عدم وجود مؤشرات عن إرادة حكومية
حملاربة الفساد -باعتبارها مل تبتعد كثريا عن مؤشر ''فاسد جدا'' ،حبكم أن تصنيف""0يعين فاسد جدا وتصنيف
""08يعين ''نظيف جدا'' ،وتصنيف اجلزائر كان يف حدود 2.1فقط ،وهي نقطة ضعيفة جدا بالنسبة للمنظمة اليت
تعترب أن حصول أي دولة على نقاط يف حدود ثالثة نقاط ،هو مرادف النتشار الفساد بشكل واسع يف دواليب
وأجهزة ومؤسسات الدولة وانعدام إرادة سياسية حملاربته ،كما يالحظ أيضا استمرار اجلزائر يف حتقي نفس النتائج
العدد /80جوان 7802 مجلة االقتصاد والتنمية -مخبر التنمية المحلية المستدامة -جامعة يحيى فارس -المدية
238
أ/يحيى مناصري ،ط.د/محمد نجيب بوشو أثر الفسادعلى التنمية االقتصادية في الجزائر-دراسة تحليلية قياسية-
منذ ،7882حيث مل تستطع أن تقفز فوو حاجز الة 2نقاط من عشرة ،ما يعين يف منظور هذه اهليئة أن السلطات
العمومية مل تبذل جمهودات يف هذا اجملال من أجل حماصرة بؤر الفساد املستشرية يف البالد.
ثانيا :مراحل المعالجة االقتصادية القياسية للنموذج
12
تتمثل مراحل املعاجلة القياسية للنموذج يف األيت:
أ :تحديد صيغة النموذج
إن صيا ة النموذج االقتصادي ما هي إال عبارة عن التعبري عن النظرية االقتصادية يف شكل معادلة أو حلة
من املعادالت ،حيث أن هذه األخرية عبارة عن عالقة جتمع بني متغري تابع ،وآخر مستقل أو عدة متغريات
مستقلة ،وتدعى كذلك باملتغريات التفسريية.
إن صيغة النموذج تتوقف على نص النظرية االقتصادية وما تقرتحه أو ما يوصى به يف شكل سحابة النقاط
أو على ما أثبتته الدراسات التطبيقية السابقة.
ب :تقديروتقييم النموذج:
بعد صيا ة النموذج تأيت مرحلة تقدير معلمات هذا النموذج ،واليت تتم يف الغالب من خالل طريقة
املربعات الصغرى ،ومن مث يأيت دور التقييم االقتصادي واإلحصائي للنموذج ،فالتقييم االقتصادي يقدم مدى
قابلية النموذج ومطابقته للنظرية االقتصادية عن طري العالقة بني املتغريات املفسرة واملتغري التابع للنموذج.
أما التقييم اإلحصائي فهو يتناول االختبارات اإلحصائية وهذا هبدف قياس أداء معلمات النموذج أو
النموذج كامالً ،ويكون التقييم وف جمموعة من االختبارات نستعرضها فيما يأيت من الدراسة.13
ثالثا :فرز واختيار مؤشرات النموذج القياسي للظاهرة المدروسة.
حناول يف هذا اجلزء من البحث قياس أثر انتشار الفساد-من رشوة واستغالل املنصب العام من قبل
املوظفني ،وسوء اإلدارة وهدر املال العام ،والسياسات االقتصادية القسرية ري املدروسة للحكومات ،وانعدام
االستقرار والبريوقراطية و ريها كمتغريات ممثلة ب ة ة( )81متغريات أو مؤشرات مستقلة ،تقيس مدى انتشار الفساد
يف الدولة ،حعت بياناهتا من قبل منظمات خمتلفة ،مستقلة ،حكومية ودولية على رأسها مؤسسة" البنك الدويل"-
،ومن الضروري اإلشارة على مستوى التنمية االقتصادية يف اجلزائر خالل الفرتة املمتدة من
حيث القيمة الكربى هي إىل أن سلم القياس للمتغريات املستقلة حيعها من املصدر على مقياس
القيمة الفضلى ،ومتغري تابع وحيد) (yهو مؤشر مستوى الناتج احمللي اإلحايل وهو على مقياس (مليون دينار
جزائري ) ،وتتمثل املتغريات املستقلة يف ما يلي:
:X1حق التعبير والمساءلة :يقيس هذا املؤشر اجلوانب املرتبطة باحلريات السياسية واالنتخابات احلرة والنزيهة،
وحرية الصحافة ،واحلريات املدنية ،واحلقوو السياسية ،ودور العسكر يف السياسة ،والتغيري احلكومي ،وشفافية
القوانني والسياسات.
العدد /80جوان 7802 مجلة االقتصاد والتنمية -مخبر التنمية المحلية المستدامة -جامعة يحيى فارس -المدية
239
أ/يحيى مناصري ،ط.د/محمد نجيب بوشو أثر الفسادعلى التنمية االقتصادية في الجزائر-دراسة تحليلية قياسية-
:X2االستقرار السياسي :يقيس هذا املؤشر اإلداركات احلسية الحتمال ظهور حالة من عدم االستقرار أو
حدوثها ،توترات أثنية ،أو نزاع مسل ،أو قالقل اجتماعية أو هتديد إرهايب أو صراع داخلي أو تشتت الطبقة
السياسية أو تغيريات دستورية أو انقالبات عسكرية.
:X3فاعلية الحكومة :يقيس هذا املؤشر اإلدراكات احلسية للمفاهيم اآلتية :نوعية اجلهاز البريوقراطي ،وتكاليف
املعامالت ،ونوعية الرعاية الصحية العامة ،ودرجة استقرار احلكومة.
:X4نوعية التنظيم والضبط :يقيس هذا املؤشر اإلداراكات احلسية للمفاهيم اآلتية :حدوث سياسات ري ودية
حيال السوو مثل التحكم باألسعار والرقابة ري الواقعية على البنوك ،والضبط املفرط يف جماالت التجارة اخلارجية
وتأسيس املشاريع.
:X5سيادة القانون :مؤشر ذايت على إدارة احلكم مت جتميع عناصره من مصادر خمتلفة يقيس اإلدراكات احلسية
للمفاهيم التالية :احلياد القانوين وتقيد املواطنني بالقانون.
:X6ضبط الفساد :يقيس هذا املؤشر الفساد بني املسؤولني احلكوميني والفساد كعقبة يف تطوير االقتصاد وجذب
االستثمارات ،مدى تواتر تقدمي أموال ري قانونية إىل الرمسيني والقضاة ،ومدى إدراك وجود الفساد يف سلك
اخلدمة املدنية
ومن اجلدير بالذكر يف البداية أن السبب الذي دفعنا إىل اعتماد مؤشر مستوى الناتج احمللي اإلحايل
كمتغري تابع ميثل التنمية االقتصادية هو عدم توفر مؤشر مركب ميكنه التعبري عن مستوى التنمية االقتصادية يف
جوانبها العديدة واملتعددة ،واليت يصعب حصرها كما ذكرنا يف مؤشر واحد ،كما أن هذا املؤشر يعترب من أهم
املؤشرات املعتمدة يف تقييم مستوى التنمية االقتصادية.
ومن خالل دراستنا هذه سوف حناول حتديد أثار هذه العوامل على مستوى التنمية االقتصادية يف اجلزائر
باستعمال أداة حتليل االحندار املتعدد ،هذا األسلوب الذي يتطلب يف البداية فرز واختيار أهم املؤشرات اليت
تستخدم يف ما بعد يف تكوين النموذج.
وعادة ما تتم عملية الفرز باستعمال عدة أدوات إحصائية من بينها جدول معامالت االرتباط الزوجي بني
مؤشرات النموذج ،معامالت االرتباط اجلزئي هلذه املؤشرات ،معامل التحديد وأيضا باالستعانة مبقياس ستيودنت
املستعمل يف تقييم جودة تقدير معامالت النموذج.14
.0جدول معامالت االرتباط الزوجي:
بعد حساب معامالت االرتباط البسيطة بني و باالعتماد على املعطيات املتاحة وباالستعانة
حنصل على جدول معامالت االرتباط الزوجي التايل: بربنامج
العدد /80جوان 7802 مجلة االقتصاد والتنمية -مخبر التنمية المحلية المستدامة -جامعة يحيى فارس -المدية
240
أ/يحيى مناصري ،ط.د/محمد نجيب بوشو أثر الفسادعلى التنمية االقتصادية في الجزائر-دراسة تحليلية قياسية-
المؤشرات y
Y 1.000 0.432 0.789 0.459 0.504 0.702 -1.379
0.432 1.000 0.672 0.193 0.781 0.622 0.452
0.789 0.672 1.00 0.361 0.375 0.715 0.117
0.459 0.193 0.361 1.000 0.079 0.204 -0.118
0.504 0.781 0.375 0.079 1.000 0.483 0.396
0.702 0.622 0.715 0.204 0.483 1.000 0.049
-0.37 0.452 1.117 -1.118 1.396 1.049 1.000
العدد /80جوان 7802 مجلة االقتصاد والتنمية -مخبر التنمية المحلية المستدامة -جامعة يحيى فارس -المدية
241
أ/يحيى مناصري ،ط.د/محمد نجيب بوشو أثر الفسادعلى التنمية االقتصادية في الجزائر-دراسة تحليلية قياسية-
( هذا اإلبعاد يكون مبدئيا يف انتظار االختبارات الالحقة واليت نقوم مبدئياً باستبعاد املتغري املستقل
يفرتض هبا إثبات هذه النتائج املبدئية).
إن النتائج املتحصل عليها من خالل هذه اجلزئية تقودنا إىل اعتماد أداة إحصائية أخرى لتصفية وفرز
املؤشرات املستقلة املعتمدة يف دراستنا واحلكم على هذه املؤشرات أيها يعترب أساسي يف تكوين النموذج وأي منها
ري أساسية .
.7مقارنة االرتباط الجزئي باالرتباط البسيط
حناول يف هذه املرحلة فرز املؤشرات املستقلة األساسية و ري األساسية ،اليت تؤثر يف مستوى الناتج احمللي
اإلحايل وذلك بإتباع بعض اخلطوات ،ويتم من خالل هذه املقارنة ترتيب املؤشرات املستقلة
حسب درجة تأثريها النسيب واملطل على املؤشر التابع ،واجلدول التايل يوض
هذه املقارنة:
الجدول رقم ( :)3ترتيب املتغريات املستقلة حسب درجة ارتباطها الزوجي واجلزئيباملتغري التابع.
االرتباطات
-0.379 0.702 0.504 0.459 0.78 0.432 معامل االرتباط
الخطي البسيط
6 2 3 4 1 5 الترتيب
-0.976 0.48 0.922 0.732 0.96 -0.312 معامل االرتباط
الجزئي
1 5 3 4 2 6 الترتيب
SPSS المصدر :من إعداد الباحثني باالعتماد على نتائج برنامج
(سيادة القانون) كان عاليا باستخدام االرتباط البسيط من خالل اجلدول أعاله يتض أن تأثري املتغري
لكنعند استخدام االرتباط اجلزئي اثبت العكس ،معىن ذلك أن تأثري هذا العامل كان سببه تأثري العوامل األخرى،
فالعوامل األخرى هي اليت أدت إىل ارتفاع معامل االرتباط الزوجي بني سيادة القانون ومستوى الناتج احمللي
اإلحايل ،أما كل من املتغريات ( ، ، ،االستقرار السياسي ،فاعلية احلكومة ،نوعية األطر التنظيمية،
ضبط الفساد) فنالحظ أن معامالت ارتباطها اجلزئية كبرية وهياكرب من معامالهتا الزوجية وهوما يفسر التأثري
القوي الصايف (املطل ) هلذه العوامل على مستوى الناتج احمللي اإلحايل ،أما بالنسبة للمتغري (ح التعبري
واملساءلة) فيبني كال من معامله الزوجي ومعامله اجلزئيعلىتأثريه الضعيف على مستوى الناتج احللي اإلحايل.
ومن خالل اجلدول الساب نستنتج أن أكثر العوامل تأثريا على مستوى الناتج احمللي اإلحايل هي:ضبط
الفساد ،االستقرار السياسي ،نوعية األطر التنظيمية ،فاعلية احلكومة
أما اقل املؤشرات تأثرياعلى مستوى الناتج احمللي اإلحايل واليت ميكن استبعادها عند تكوين النموذج مبدئياً
هي :ح التعبري واملساءلة وسيادة القانون .
العدد /80جوان 7802 مجلة االقتصاد والتنمية -مخبر التنمية المحلية المستدامة -جامعة يحيى فارس -المدية
242
أ/يحيى مناصري ،ط.د/محمد نجيب بوشو أثر الفسادعلى التنمية االقتصادية في الجزائر-دراسة تحليلية قياسية-
(هذا اإلستبعاد يكون مبدئيا يف انتظار االختبارات الالحقة واليت يفرتض هبا إثبات هذه النتائج املبدئية).
.2تحليل معامل التحديد
حناول من خالل حساب معامالت التحديد معرفة مستوى تأثري كل مؤشر مستقل على قوة متثيل املعادلة
ودرجة تفسريها للظاهرة حمل الدراسة ،مما يساعدنا على فرز وحتديد املؤشرات اليت ميكن استبعادها يف بناء
النموذج ،وكانت أهم النتائج املتحصل عليها كاأليت:
الجدول رقم )4(:معامالت التحديد
إن نتيجة املقارنة بني املؤشرات املستقلة باستعمال معامل التحديد ومعامل التحديد املصح من اجل
،وهي ، ، ، حتديد أمهية هذه املؤشرات يف تكوين النموذج توض األمهية الكبرية للمؤشرات
النتيجة اليت تؤكد ما توصلنا إليه يف االختبارات السابقة.
من خالل حلة االختبارات اليت قمنا هبا ألجل فرز وحتديد املؤشرات ذات األمهية يف تكوين النموذج،
توصلنا إىل نتائج مهمة لكنها تبقى مبدئية ،ومن اجل التأكد أكثر واخذ فكرة صرحية وواضحة عن األمهية املطلقة
لكل من املؤشرات السابقة يف تفسري الظاهرة املدروسة ويف تكوين النموذج املتعدد الذي يفسرها فإننا سوف نلجأ
إىل جمموعة اختبارات أخرى وهي اختبار فيشر ،واختبار ستيودنت واختبار معامل االرتباط الذايت حلدود اخلطأ،
هذه االختبارات تتطلب تقدير النموذج املقرتح وذلك بإدخال حيع املؤشرات املستقلة املقرتحة يف البداية ومن مث
تقييم هذا النموذج.
.2تقدير النموذج
نقوم بتقدير معامل النموذج وذلك بإدخال كل املؤشرات املستقلة املقرتحة ومن بعد ذلك إجراء اختبار
موضوعية معامل االرتباط ومعامل التحديد وكذلك جودة متثيل معادلة االحندار املقرتحة بواسطة مقياس فيشر،
كما نقوم كذلك بتقييم األمهية اإلحصائية لتكوين معامالت معادلة االحندار وذلك حبساب مقياس ستيودنت.
العدد /80جوان 7802 مجلة االقتصاد والتنمية -مخبر التنمية المحلية المستدامة -جامعة يحيى فارس -المدية
243
أ/يحيى مناصري ،ط.د/محمد نجيب بوشو أثر الفسادعلى التنمية االقتصادية في الجزائر-دراسة تحليلية قياسية-
مت تقدير باالعتماد على البيانات املتاحة وباستعمال طريقة املربعات الصغرى وباالستعانة بربنامج
(مستوى الناتج احمللي اإلحايل) باملؤشرات معامالت النموذج القياسي املقرتح لتمثيل عالقة املؤشر التابع
(ح التعبري واملساءلة ،االستقرار السياسي ،فاعلية احلكومة ،نوعية األطر ، ، ، ، ، املستقلة
التنظيمية ،سيادة القانون ،ضبط الفساد) مت التوصل إىل الصيغة التالية:
العدد /80جوان 7802 مجلة االقتصاد والتنمية -مخبر التنمية المحلية المستدامة -جامعة يحيى فارس -المدية
244
أ/يحيى مناصري ،ط.د/محمد نجيب بوشو أثر الفسادعلى التنمية االقتصادية في الجزائر-دراسة تحليلية قياسية-
العدد /80جوان 7802 مجلة االقتصاد والتنمية -مخبر التنمية المحلية المستدامة -جامعة يحيى فارس -المدية
245
أ/يحيى مناصري ،ط.د/محمد نجيب بوشو أثر الفسادعلى التنمية االقتصادية في الجزائر-دراسة تحليلية قياسية-
تشري معلمة املتغري يف النموذج أعاله ،إىل أن زيادة قدرها وحدة واحدة يف قيم املتغري (االستقرار
السياسي) تؤدي إىل زيادة املتغري التابع( مستوى الناتج احمللي اإلحايل) مبقدار 221282.101وحدة بافرتاض ثبات
واليت تشري إىل أن زيادة يف مؤشر فاعلية ،وكذلك بالنسبة اىل معلمة املتغري ، ، املتغريات األخرى
وحدة ،مع ثبات مبقدار2928.179 احلكومة بوحدة واحدة تؤدي إىل زيادة يف مستوى الناتج احمللي اإلحايل
.وتؤدي الزيادة يف مؤشر نوعية األطر التنظيمية بوحدة واحدة إىل زيادة يف ، ، املتغريات األخرى
،أما ، ، مستوى الناتج احمللي اإلحايل بمقدار011227.722وحدة ،مع ثبات املتغريات األخرى
الزيادة يف مؤشر ضبط الفساد مبقدار وحدة واحدة فينتج عنه تراجع يف قيمة الناتج احمللي اإلحايل بقيمة
722088.120وحدة مع ثبات املتغريات األخرى.
ب :تقييم النموذج القياسي:
بعد حصولنا على املعادلة املمثلة للنموذج اخلاص بالظاهرة حمل الدراسة حناول تقدمي عرض تقييمي هلذا
النموذج من خالل جمموعة من االختبارات املساعدة على ذلك.
-تحليل معامل االرتباط المتعدد:
إىل وجود عالقة ارتباطيه قوية جدا بني مستوى الناتج تشري قيمة معامل االرتباط املتعدد
وكل املؤشرات املستقلة جمتمعة. احمللي اإلحايل
-تحليل معامل التحديد المتعدد:
انالقيمة املرتفعة جدا ملعامل التحديد يف النموذج املشكل يف دراستنا لدليل على الفعالية الكبرية اليت يتمتع
من التغريات اليت حتدث يف هبا هذا النموذج يف متثيل العالقة حمل الدراسة حيث أن
من التغريات فتعود أسباهبا إىل عوامل أخرى. تتسبب فيها املؤشرات املعتمدة يف النموذج ،أما الباقي
العدد /80جوان 7802 مجلة االقتصاد والتنمية -مخبر التنمية المحلية المستدامة -جامعة يحيى فارس -المدية
246
أ/يحيى مناصري ،ط.د/محمد نجيب بوشو أثر الفسادعلى التنمية االقتصادية في الجزائر-دراسة تحليلية قياسية-
العدد /80جوان 7802 مجلة االقتصاد والتنمية -مخبر التنمية المحلية المستدامة -جامعة يحيى فارس -المدية
247
أ/يحيى مناصري ،ط.د/محمد نجيب بوشو أثر الفسادعلى التنمية االقتصادية في الجزائر-دراسة تحليلية قياسية-
نالحظ من خالل الشكل أعاله أن معظم النقاط تتجمع تقريبًا مبحاذاة اخلط املستقيم مما يشري إىل أن
البواقي تتوزع طبيعيًا مبتوسط يساوي الصفر.
-اختبار فرضية تجانس الخطأ العشوائي:
للتحق من فرضية جتانست باين اخلطأ العشوائي ،قمنا بتمثيل قيم على حمور أفقي والبواقي املعيارية
على احملور العمودي ،والحظنا من الشكل الناتج (شكل رقم )2أن النقاط تتوزع بشكل شريطأ فقيم تساوي
حول الصفر؛ ممايدل على توافر فرضيات التحليل بصورة عامة،حيث ال يعاين النموذج من مشكلة جتانس تباينا
خلطأ العشوائي.
العدد /80جوان 7802 مجلة االقتصاد والتنمية -مخبر التنمية المحلية المستدامة -جامعة يحيى فارس -المدية
248
أ/يحيى مناصري ،ط.د/محمد نجيب بوشو أثر الفسادعلى التنمية االقتصادية في الجزائر-دراسة تحليلية قياسية-
االستنتاج:
بعد العملية التقييمية اليت قمنا هبا على النموذج املتعدد املقرتح واملكون تتأكد لنا نتائج اختبارات فرز
وتصفية املؤشرات اليت قمنا هبا يف املرحلة االبتدائية ،اليت أوضحت أن تأثري مؤشرات ح التعبري واملساءلة وسيادة
القانون على مستوى الناتج احمللي اإلحايل يف اجلزائر هي ضعيفة ،بينما تأكد كذلك التأثري القوي والكبري
ملؤشرات االستقرار السياسي وفاعلية احلكومة ونوعية األطر التنظيمية وضبط الفساد على مستوى الناتج احمللي
اإلحايل ،وهي مؤشرات الفساد األكثر أمهية وتأثريا على مؤشر التنمية االقتصادية يف اجلزائر املعتمد يف دراستنا.
-إن زيادة مؤشر االستقرار السياسي مبقدار درجة واحدة يؤدي إىل ارتفاع مستوى الناتج احمللي اإلحايل
وحدة. مبقدار
-إن زيادة مؤشر نوعية التنظيم والضبط مبقدار درجة واحدة يودي إىل ارتفاع مستوى الناتج احمللي اإلحايل
وحدة. مبقدار
-إن الزيادة يف مؤشر فاعلية احلكومة بوحدة واحدة تؤدي إىل زيادة يف مستوى الناتج احمللي اإلحايل
مبقدار0394.229وحدة.
-إن تغري مؤشر ضبط الفساد بدرجة واحدة يؤدي إىل تغري مستوى الناتج احمللي اإلحايل مبقدار
وحدةيف االجتاه املعاكس وذلك نظرا للعالقة العكسية بني هذين املتغريين.
الخاتمة:
من خالل الدراسة التحليلية لظاهرة الفساد تبني ،ان الفساد يعي النمو االقتصادي ،حيث يضعف األثر
اإلجيايب حلوافز االستثمار بالنسبة للمشاريع احمللية واألجنبية ما يؤثر على استقرار ومالئمة مناخ االستثمار،كما يؤثر
على كل من العدالة التوزيعية والفعالية االقتصادية نظراً الرتباطه بإعادة توزيع أو ختصيص بعض السلع واخلدمات،
حيث يسهم الفساد يف إعادة ختصيص الثروات لصاحل األكثر قوة ممن حيتكرون السلطة ،كما أنه يؤذي الشرحية
الفقرية من اجملتمع ويزيد من نسبة املهمشني سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ،إىل جانب تشويهه للسياسات العامة
وإهداره للموارد ،ويضعف الفساد من شرعية الدولة ويتهدد االستقرار السياسي واألمين ،مما يستدعي العمل على
إجياد حلول ناجعة حملاصرة هذه الظاهرة اليت تستنزف موارد هامة ميكن أن توجه إىل االستثمار يف قطاعات خمتلفة
تعزز مسرية التنمية االقتصادية واالجتماعية .ومن خالل الدراسة القياسية لتأثير مؤشرات الفساد على التنمية
االقتصادية في الجزائر توصلنا إىل حلة من النتائج واالقرتاحات نوجزها يف األيت :
العدد /80جوان 7802 مجلة االقتصاد والتنمية -مخبر التنمية المحلية المستدامة -جامعة يحيى فارس -المدية
249
أ/يحيى مناصري ،ط.د/محمد نجيب بوشو أثر الفسادعلى التنمية االقتصادية في الجزائر-دراسة تحليلية قياسية-
نتائج واقتراحات:
إن معاجلة أية ظاهرة ت تطلب حتديدها بدقة ،ويف ظل موض مفاهيم الفساد وعدم وجود تعريف حمدد
متف عليه يصعب معاجلته ،لذا فانه يوصى بضرورة تحديد المعاني الدقيقة لهذا المصطلح حتى تسهل
معالجته
أن الحاجة ما زالت ملحة لمزيد من الدراسات حول أسباب الفساد (وخصوصاً العوامل الدولية)
لما لها من أهمية في ضل التحديات الراهنة الحاضر ،وتقديم الحلول
إن احلديث عن" الفساد وأثره " موضوع متشعب األبعاد ،فاملتتبع ألدبيات الفساد جيد أَّنا ال تتحدث يف
واقع األمر عن نوع واحد من الفساد بل عدة أنواع منها الفساد السياسي والفساد االقتصادي والفساد
اإلداري والفساد ،...ويف ظل وجود هذه األنواع من الفساد البد وأن تختلف األسباب المؤدية إلى كل
منها وبالتالي النتائج المترتبة عليها وإن كان ذلك ال يلغي حقيقة اشتراك هذه األنواع في الكثير من
األسباب والنتائج ،غير أنه ومع اإلدراك بأهمية األثر الذي يتركه الفساد فإن ذلك يجب أن يكون
منطل ًقا في البحث عن الوسائل التي يمكن من خاللها معالجة أسباب ظهور هذه المعضلة ومن ثم
محاولة التصدي لها ،كما أن أي برنامج لمكافحة الفساد لن يكون الهدف منه أو البرامج المماثلة
تماما فذلك مطلب صعبا لتحقق ،ولكن يكون هدف هذا البرنامج الحد
له هو القضاء على الفساد ً
من آثار هذا الفساد ما أمكن ،من ناحية أخرى فإن أي برنامج لمكافحة الفساد لن يُكتب له النجاح
إذا لم تتضافر معه جهود أخرى يأتي في مقدمتها النية الصادقة في مكافحة هذه اآلفة وترجمة هذه
النية إلى عمل إجرائي يتمثل في إصالح البنية السياسية واألمنية واإلدارية واالقتصادية واإلعالمية
والقضائية.
إذا كانت ظاهرة الفساد ظاهرة عاملية ،فإن اجلزائر شأَّنا يف ذلك شأن ريها من الدول مل تفلت بدورها
من هذه الظاهرة اليت أصبحت متثل خطراً بارزا يهدد أجهزهتا بالشلل ،ويعمل على نسف أسس اجملتمع
وتقويض أركان الدولة ،وذلك من خالل ما تشهده من اختالس لألموال وَّنبها وتبذيرها ،وتعاطي املوظفني
تعرب عن حقيقة الفساد يف اجلزائر ،لهذا فمن
للرشاوى ،واستغالل للنفوذ ...و ريها من املظاهر اليت ّ
الضروري أن يكون لجهود مكافحة الفساد واألطراف المعنية بها رصيد كاف عن خصوصية أوضاع
الفساد في البلد،ومن هنا تبرز ضرورة االعتماد على دراسات تحليلية وتشخيصية لظواهر الفساد
،بحيث تستند إلى مفاهيم منضبطة ومحكمة ،لتدعم مصداقية نتائجها واستنتاجاتها ،ويمثل قياس
متغيرات الفساد احد أهم الركائز المنهجية التي تحقق هذه المصداقية
البد أن تكون هنا كرؤية مستقبلية يمكن من خاللها استباق األحداث في معالجة مشكالتنا
بشكل عام ،ومنها مشكلة الفساد بدال من أن تكون أعمالنا في مجملها ردود فعل اتجاه أحداث
العدد /80جوان 7802 مجلة االقتصاد والتنمية -مخبر التنمية المحلية المستدامة -جامعة يحيى فارس -المدية
250
أ/يحيى مناصري ،ط.د/محمد نجيب بوشو أثر الفسادعلى التنمية االقتصادية في الجزائر-دراسة تحليلية قياسية-
الفساد ،إننا يجب أن ندرك أن مشكلة الفساد اليوم ليست هي مشكلة األمس ولن تكون كذلك
بنفس الصورة في المستقبل وهذا يعني أنه ينبغي علينا أن نعد أنفسنا وأجهزتنا المعنية بذلك للتعامل
مع هذه المشكالت في إطار األمانة والنزاهة والشفافية.
نشري يف َّناية هذه الدراسة إىل أن املؤشرات املتوفرة عن الفساد وعلى تنوعها جمرد مؤشرات استداللية
النتشار الفساد وليست مقياس اًدقيقاً له ،وال تعكس واقع الفساد أو حجمه كما هو عليه على أرض
الواقع وهو ما يتطلب وقفة جادة لصياغة مؤشر وطني خاص بنا يالءم واقعنا ،بإشراك أكاديميين
مختصين من الحقوقيين وعلماء االجتماع واإلحصائيين لنعرف واقع هذه الظاهرة المدمرة
والمستفحلة في بالدنا وأسبابها وآلياتها،ووضع األسس السليمة لسبل معالجتها.
قائمة الهوامش والمراجع:
1حممد مصطفى سليمان ،حوكمت الشركات ومعاجلة الفساد املايل واإلداري ،الدار اجلامعية ،اإلسكندرية ،مصر،2111،ص.32
2وائل نوارة "،املواطنة يف مصر بني الفساد وحتدي البقاء" ،جملة اإلصالح االقتصادي ،العدد ،2112 ،26ص.32
3
Daniel domel،face a la corruption،edetionkarthala، paris 2003،p43
4بوريسبيجو فيتش"،أراء يف الفساد ...األسباب والنتائج "،جملةاإلصالحاالقتصادي،العدد ،.2112 ،63ص.21
املوقع: على متاح اجلزائر، يف الدولة يستعمر الفساد هشماوي، 5حممد
/http://espoirmaghreb.wordpress.com/tag/debatتاريخ االطالع.2013/61/62 :
6نور أمحد ،اآلثار االجتماعية للعوملة االقتصادية ،مكتبة األسرة ،القاهرة ،مصر ،2112 ،ص.632-629
7مصطفى الفقي ،الفساد اإلداري واملاليبني السياسات واإلجراءات ،منشورات مركز املشروعات اخلاصة ،2113 ،ص.3
8كمربيل آن اليوث ،الفساد واالقتصاد العاملي ،ترحة حممد حال إمام مركز األهرام للرتحة والنشر ،القاهرة،2112 ،ص21
9عامر الكبيسي ،الفساد والعوملة تزامن ال توأمة ،ملكتباجلامعياحلديث ،2112،ص .663
10مي فريد ،الفساد :رؤية نظرية،جملة السياسات الدولية ،العدد ،2116 ،623ص.222
11عبد اخلال فاروو ،اقتصاديات الفساد يف مصر:كيف جرى إفساد مصر واملصريني ،مكتبة الشروو الدولية ،القاهرة،2166 ،
ص.62
12عبد القادر حممد عبد القادر عطية ،احلديث يف االقتصاد القياسي بني النظرية والتطبي ،الدار اجلامعية ،اإلسكندرية،2112 ،
ص.92
13جمديالشرجيي،االقتصادالقياسي،النظريةوالتطبي ،داراملصريةاللبنانية،القاهرة،1994،ص. 22
14مكيد علي ،االقتصاد القياسي دروس ومسائل حملولة ،مرجع ساب ،ديواناملطبوعاتاجلزائرية،اجلزائر2112،ص.639
15مكيد علي ،االقتصاد القياسي دروس ومسائل حملولة ،مرجع ساب ،ص.22
العدد /80جوان 7802 مجلة االقتصاد والتنمية -مخبر التنمية المحلية المستدامة -جامعة يحيى فارس -المدية
251