You are on page 1of 41

‫ماستر تدبير المالية العمومية‬

‫وحدة الجرائم المالية وغسل االموال‬

‫عرض تحت عنوان‪:‬‬


‫جريمة اساءة استغالل الوظائف‬
‫( جرٌمة الغدر)‬

‫‪ ‬من اعداد الطلبة‪:‬‬


‫‪ ‬خدٌجة سعودي‬
‫‪ ‬حنان ناٌت ٌوسف‬
‫تحت اشراف االستاذ‪:‬‬ ‫‪ ‬رباب لغضٌف‬
‫‪ ‬حازم مهنا‬
‫د‪ .‬عبد المنعم ابمال‬
‫‪ ‬نزهة العرباوي‬

‫السنة الجامعٌة‪:‬‬

‫‪2023-2022‬‬
‫مقدمة‬
‫ؤن إلرغبة يف إلحصول عىل إلمال لدى إؤلنسان إلزمته منذ إلقدم‪ ،‬وهذه إلرغبة كلما‬
‫تحولت إىل غاية وهاجس ؤإل وضىح إإلنسان بمبادئه وقيمه من أجل إلسيطرة عليه‪ ،‬وقد‬
‫تعتب يف حكمها جرإئم‬
‫ر‬ ‫نهت كل إلديانات إلسماوية عن هذه إإلستعماإلت إلسيئة ي‬
‫إلت‬
‫إلمال‪ ،‬كما ورد يف إلقرآن إلكريم قوله سبحانه وتعاىل‪ ":‬وال تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل‬

‫الحكُّام لتاكلوا فريق ا من أموال الناس باإلثم وأنتم تعلمون" ( سورة إلبقرة إآلية‬
‫وتدلوا بها الى ُ‬
‫‪.)888‬‬
‫ا‬ ‫ُ‬
‫تعتب مشكلة مستعصية‪ ،‬لم توفر لها إلعقوبة إإل حل جيئيا‬
‫فالجريمة منذ إلقدم‪ ،‬ر‬
‫تعتب جيء‬
‫إلت ر‬
‫مؤقتا‪ ،‬لذإ تضافرت إلجهود محليا ودوليا‪ ،‬ؤلظهار معالم سياستها إلجنائية‪ ،‬ي‬
‫تفش‬
‫ي‬ ‫من إلسياسة إلعامة للدولة‪ ،‬إلهادفة إىل إلتصدي للظاهرة إلجرمية‪ ،‬فكلما توإتر‬
‫جرإئم إلفساد وإلحديث عن تدإعياتها‪ ،‬كلما إتجهت إألنظار إىل إلسياسة إلجنائية إلمعنية‪،‬‬
‫ووضعها تحت مجهر إلمساءلة وإإلستفسار عن حدود قدرتها عىل موإجهة هذه إلجرإئم‪،1‬‬
‫من هنا يظهر جليا إلموقع إلمهم وإلحيوي للسياسة إلجنائية يف منظومة مكافحة جرإئم‬
‫إلماىل وإؤلدإري بشكل خاص‪ ،‬بما تعكسه مظاهرها من‬
‫ي‬ ‫إلفساد بشكل عام وإلفساد‬
‫غب مشوع وتحقيق مصالح ذإتية‪.‬‬
‫إستغالل إلسلطات إلمخولة بشكل ر‬

‫نستحض يف هذإ إلجانب مفهوم إلفساد يف إلفقه‪ ،‬عىل إعتبار أن تحديد هذإ إلمفهوم‬
‫إلت يشملها هذإ إلمفهوم‪ ،‬وتجدر إؤلشارة إىل أن فقهاء إلقانون‬
‫ضوري لحض إألفعال ي‬
‫يولون أهمية لظاهرة إلفساد من خالل كم إلتعريفات يف هذإ إلمجال‪ ،‬منها إلتعريف إلذي‬
‫سء فاسد هدفه إإلنحرإف وإلكسب إلحرإم‪،‬‬ ‫وظيف ي‬
‫ي‬ ‫يعتب " إلفساد هو تضف وسلوك‬
‫ر‬
‫وإلخروج عن إلنظام للمصلحة إلشخصية‪ ".‬وعرفه إلبعض إآلخر " بأنه نية إستعمال‬
‫إلوظيفة إلعامة بجميع ما يبتب عليها من هيبة ونفوذ وسلطة لتحقيق منافع شخصية‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫كوثر بوعسرٌة‪ ،‬السٌاسة الجنائٌة فً مواجهة جرائم الفساد‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،0208‬دار اآلفاق المغربٌة الدار البٌضاء‪ ،‬مطبعة األمنٌة‪ ،‬الصفحة‬
‫‪.7‬‬

‫‪1‬‬
‫للقوإني وإلتعليمات إلرسمية‪ ".‬ي‬
‫وف إتجاه آخر عرف‬ ‫ر‬ ‫غب مالية‪ ،‬بشكل مناف‬
‫مالية أو ر‬
‫إلفساد "بأنه كل عمل يتضمن سوء إستخدإم إلسلطة إلعامة ألغرإض خاصة‪ ،‬وهو أيضا‬
‫خروج عن إلنظام وإلقانون أو إستغالل غيابهما بغية تحقيق منفعة شخصية‪ ،‬سوإء كانت‬
‫سياسية أو إجتماعية أو مالية للفرد إو إلجماعة‪ 2 ".‬من خالل إستعرإض هذه إلتعاريف‬
‫غب مشوع يمارسه إشخاص من دإخل إلجهاز‬
‫يمكن إلقول أن إلفساد هو كل سلوك ر‬
‫إلت يوفرها إلمنصب لتحقيق أغرإض خاصة‪ ،‬وإل يفوتنا تعريف‬
‫إؤلدإري يستغلون إلميإيا ي‬
‫إلت تتحقق بكل فعل‬
‫جريمة إلغدر‪ ،‬باعتبارها من أخطر جرإئم إلفساد‪ ،‬بأنها تلك إلجريمة ي‬
‫غب مستحق‬
‫نص عليه إلمشع وتم من قبل إلموظف عن علم وألي جهة كانت لتحصيل ر‬
‫أو يتجاوز إلمستحق‪.3‬‬

‫وألن مكافحة إلفساد وتخليق إلحياة إلعامة أضىح مطلبا ضوريا‪ ،‬وإستشعارإ بنفس‬
‫تنام جرإئم إلفساد‪ ،‬أخضع إلمغرب سياسته إلجنائية يف مجال‬
‫ي‬ ‫إلحاجة‪ ،‬وتجاوبا مع‬
‫مكافحة إلفساد وتجريم فعل إلغدر‪ ،‬ؤلصالحات متتالية‪ ،‬عىل إمتدإد إلمرإحل إلتاريخية‪،‬‬
‫إلمغرئ وتم‬
‫ري‬ ‫إلجنائ‬
‫ي‬ ‫إلفرنش عىل إلقانون‬
‫ي‬ ‫وبحكم فرض إلحماية عىل إلمغرب أثر إلمشع‬
‫ظهب ‪ 6‬أكتوبر‬
‫إلمادتي ‪33‬و‪ 33‬من ر‬
‫ر‬ ‫تنظيم جريمة إلغدر يف عدد من فصوله ‪ ،‬إىل جانب‬
‫إلقضائ للمملكة‪.4‬‬
‫ي‬ ‫إلت تم حذفها من إلتنظيم‬
‫‪ 8970‬إلمنظم لمحكمة إلعدل إلخاصة‪ ،‬ي‬

‫إلت تشكل يف مجملها إلقاسم إلمشبك‬


‫يف ضوء ما تقدم‪ ،‬وعىل أساس هذه إلعناض ي‬
‫إلت تصنف جرإئم إلفساد إنضفت إتفاقية إألمم إلمتحدة لمكافحة‬
‫ربي كل إلجرإئم ي‬
‫إلت صادق عليها إلمغرب سنة ‪ ،0227‬إىل إعتبار إألفعال إلمشمولة بمفهوم‬
‫إلفساد‪ ،‬ي‬
‫غب‬
‫ه إلرشوة وإإلختالس وإلمتاجرة بالنفوذ وإساءة إستغالل إلوظائف وإإلثرإء ر‬
‫إلفساد ي‬
‫إلت‬
‫وه إلجرإئم ي‬
‫سب إلعدإلة ‪ ،‬ي‬
‫‪5‬‬
‫إلمشوع‪ ،‬وغسل إلعائدإت إإلجرإمية وإإلخفاء وإعاقة ر‬
‫غب قانونية‬
‫تماثلها يف إلمنظومة إلجنائية إلمغربية‪ ،‬أفعال إإلختالس وتحصيل فوإئد ر‬
‫‪2‬‬
‫كوثر بوعسرٌة‪ ،‬نحو سٌاسة جنائٌة مالئمة لمكافحة الفساد‪ ،‬أطروحة لنٌل الدكتوراه فً العلوم المانونٌة‪ ،‬جامعة دمحم الخامس الرباط كلٌة العلموم‬
‫المانونٌة وااللتصادٌة واالجتماعٌة اكدال‪ ،‬السنة الجامعٌة ‪ 0202-0289‬الصفحة ‪.29‬‬
‫‪3‬‬
‫دمحم العروصً‪ ،‬المختصر فً شرح المانون الجنائً‪ ،‬الجزء الثانً المانون الجنائً الخاص‪ ،‬مطبعة اناسً‪ ،‬مكناس‪ ،‬طبعة ‪ ،0288‬الصفحة ‪.86‬‬
‫‪4‬‬
‫دمحم العروصً‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬الصفحة ‪.88‬‬
‫‪5‬‬
‫األفعال المنصوص علٌها بممتضى المواد من ‪ 88‬الى ‪ 07‬من اتفالٌة األمم المتحدة لمكافحة لفساد‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ه منصوص عليها يف إلقانون‬
‫سب إلعدإلة‪ ،‬كما ي‬
‫وإلرشوة وإلغدر وإستغالل إلنفوذ وعرقلة ر‬
‫إلت أوإلها إلمشع‬
‫إلجنائ‪ ،‬وإيمانا منا بخطورة هذه إلجرإئم‪ ،‬وتقديرإ لألهمية إلقصوى ي‬
‫ي‬
‫إلجنائ لها‪ ،‬سنسلط إلضوء من خالل هذه إلدرإسة عىل جريمة إلغدر‪ ،‬لمعرفة ما أقره‬
‫ي‬
‫إلمشع من وسائل إل كشف عنها ومعاقبة مرتكبيها بعقوبات سالبة للحرية‪ ،‬ومصادرة‬
‫إألموإل إلمتحصل عليها منها‪ ،‬وسنسلك إلمنهجية إلمعتمدة من قبل إلمشع يف إلفرع‬
‫إلجنائ‬
‫ي‬ ‫إلثالث من إلباب إلثالث من إلجيء إألول من إلكتاب إلثالث من مجموعة إلقانون‬
‫إلذي عالج من خالله جريمة إلغدر‪.‬‬

‫فمساءلة قدرة إلسياسة إلجنائية عىل مكافحة جريمة إلغدر‪ ،‬يكتسب أهمية يمكن‬
‫إلوع بخطورة هذه إلجريمة‪ ،‬وبضورة‬
‫ي‬ ‫إويتي‪ :‬زإوية عملية تتمثل يف تنمية‬
‫إلنظر إليها من ز ر‬
‫ؤرساء آليات جنائية فعالة ومناسبة لموإجهتها‪ ،‬وزإوية عليمة متمثلة يف توجيه إلجهود نحو‬
‫تأهيل وتطوير إلسياسة إلجنائية يف مكافحة هذه إلجريمة‪ ،‬بالخصوص مطلب إستيعاب‬
‫إلدوىل إلمضمن باإلتفاقية إألممية لمكافحة إلفساد‪ ،‬وإلتجاوب مع‬
‫ي‬ ‫رهان إلمنتظم‬
‫إلتوجهات إلحديثة إلمعتمدة من طرف مجموعة من إلتشيعات‪ ،‬وكذإ إإلستجابة‬
‫لالختيارإت إلدستورية ذإت إلصلة بالحكامة ومكافحة إلفساد‪.‬‬

‫ؤن إستكشاف مستليمات إلسياسة إلجنائية إلفعالة يف مجال مكافحة جرإئم إلفساد‪،‬‬
‫وجريمة إلغدر عىل وجه إلخصوص‪ ،‬يستليم وضع إلدرإسة يف ؤشكالية مركزية تتعلق‪:‬‬

‫مرتكب‬
‫ي‬ ‫مدى فاعلية إلسياسة إلجنائية إلوطنية يف مكافحة وتطويق‬
‫جريمة إلغدر‪.‬‬

‫وتفاعال مع إؤلشكالية إلمركزية‪ ،‬رتبز إلتساؤإلت إلجوهرية إلتالية‪:‬‬

‫وإلوطب لجريمة إلغدر؟‬


‫ي‬ ‫إلدول‬
‫ي‬ ‫إلقانون‬
‫ي‬ ‫إلتأطي‬
‫ر‬ ‫ما هو‬ ‫‪-‬‬
‫يعي‬ ‫ر‬
‫إلتش ر‬ ‫ه إلعقوبات إلمقررة لهذه إلجريمة يف‬ ‫‪-‬‬
‫ما ي‬
‫إلمغرن وإلمقارن؟‬
‫ي‬

‫‪3‬‬
‫إلت إستقرت عليها هذه إلدرإسة‪ ،‬سيكون ليإما إتباع إلمنهج‬
‫ولتأصيل إإلختيارإت ي‬
‫إئ‪ ،‬إلستقرإء إلوثائق إلمتعلقة باإلتفاقية إألممية لمكافحة إلفساد‪ ،‬بالنظر لكونها‬
‫إإلستقر ي‬
‫دوىل جديد يف هذإ إلمجال‪ ،‬وباعتبارها إطارإ مرجعيا لمنظومتنا إلقانونية‬
‫تؤسس لمنظور ي‬
‫إإلفريف لمكافحة إلفساد‪ ،‬مع إإلستعانة‬
‫ي‬ ‫بعد إلتصديق عليها‪ ،‬وإإلتفاقية إلعربية وإإلتحاد‬
‫إلت‬
‫بالمنهج إلمقارن مع تشيعات مجموعة من إلدول‪ ،‬للوقوف عىل إؤلمكانيات إلقانونية ي‬
‫إلوطت‬
‫ي‬ ‫تتيحها‪ ،‬وبحث سبل إإلستفادة منها يف سد بعض مظاهر إلقصور عىل إلمستوى‬
‫من منظور مرإعاة إلخصوصية إلوطنية‪ ،‬باؤلضافة إىل آلية تحليل إلمضمون‪.‬‬

‫تأسيسا عىل كل ما سبق‪ ،‬وتجاوبا مع إلمفاهيم إلمعتمدة للفساد وإلسياسة إلجنائية‬


‫يف مكافحة جريمة إلغدر‪ ،‬وتفاعال مع مختلف إؤلشكاإلت إلمثارة‪ ،‬سيتم مقاربة هذإ‬
‫إلقانوئ لجريمة إلغدر إل سوإء عىل‬
‫ي‬ ‫إلثنائ‪ ،‬يشمل إلتنظيم‬
‫ي‬ ‫إلموضوع وفق إلتقسيم‬
‫إلمغرئ (إلمبحث‬
‫ري‬ ‫إلجنائ‬
‫ي‬ ‫مستوى إإلتفاقيات إلدولية وإؤلقليمية‪ ،‬وإل عىل مستوى إلقانون‬
‫إلثان)‪.‬‬
‫ي‬ ‫إلمغرئ وإلتشيعات إلمقارنة (إلمبحث‬
‫ري‬ ‫إألول)‪ ،‬ثم عقاب جريمة إلغدر يف لتشي ع‬

‫‪4‬‬
‫إلقانون لجريمة إلغدر‬
‫ي‬ ‫إلمبحث إألول‪ :‬إلتنظيم‬

‫إلقانوئ لجريمة إلغدر إلبد من إلتطرق لالتفاقيات إلدولية‬


‫ي‬ ‫لدرإسة إلتنظيم‬
‫وإؤلقليمية يف مجال مكافحة إلفساد باعتبارها فرضت منهجا يليم إلدول إألطرإف بتكييف‬
‫منظومتها إلقانونية مع إلمتطلبات وإألدوإت إلمنصوص عليها ضمن هذه إإلتفاقيات‬
‫إلمغرئ‬
‫ري‬ ‫إلقانوئ لجريمة إلغدر يف إلتشي ع‬
‫ي‬ ‫(إلمطلب إألول)‪ ،‬ثم إلحديث عن إلتنظيم‬
‫إلثان)‪.‬‬
‫ي‬ ‫(إلمطلب‬

‫إلمطلب إألول‪ :‬إإلتفاقيات إلدولية وإؤلقليمية لمحاربة جرإئم إلفساد‬

‫إألخبة حملة دولية لمكافحة إلفساد إنطالقا من أوإئل تسعينيات‬


‫ر‬ ‫برزت يف إلسنوإت‬
‫غب‬
‫إلقرن إلعشين حيث قررت إلعديد من إلحكومات مدعومة بمنظمات دولية و أخرى ر‬
‫حكومية إلتكاثف للتدخل ض د آفة إلفساد‪ ،‬حيث ترجم ذلك بإبرإم عديد إإلتفاقيات سوإء‬
‫إؤلقليم‪ ،‬من إجل تعزيي أساليب وأسس إلتعاون ربي مختلف إلدول‬
‫ي‬ ‫إلدوىل أو‬
‫ي‬ ‫ذإت إلبعد‬
‫إلكبب‬
‫ر‬ ‫إلدوىل‬
‫ي‬ ‫عب إلوطنية‪ ،6‬فهذإ إإلهتمام‬
‫لموإجهة إلفساد وإلوقاية منه باعتباره ظاهرة ر‬
‫بظاهرة إلفساد يعكس يف إلوإقع أهمية هذإ إلموضوع وحساسيته مما يشكل دإفعا للتعمق‬
‫يف كافة أبعاده بشكل مفصل خاصة جريمة ؤساءة إستغالل إلوظائف باعتبارها من إلجرإئم‬
‫إلمالية‪ ،‬وهو ما نستهدفه بالدرإسة من خالل هذإ إلمطلب من أجل تبيان وتوضيح‬
‫إألحكام إلمتضمنة يف إتفاقية إألمم إلمتحدة لمكافحة إلفساد (إلفقرة إألوىل)‪ ،‬ثم‬
‫يف لمنع‬
‫إإلتفاقيات إؤلقليمية وإلمتمثلة أساسا يف إإلتفاقية إلعربية وإتفاقية إإلتحاد إإلفر ي‬
‫إلفساد ومكافحته (إلفقرة إلثانية)‪.‬‬

‫‪-6‬مشؼشلُلى‪ ،‬كشاءة في بعع الاجفاكُاث الذولُت اإلاعخمذة وألُاث حششَعُت إلايافحت الفعاد‪ ،‬مجلت البحىر في الحلىق والعلىم العُاظُت‪ ،‬املجلذ‬
‫‪ 08‬العذد‪ 1‬العىت ‪ ،2022‬ص ‪.167‬‬

‫‪5‬‬
‫إلفقرة إألول‪ :‬إتفاقية إألمم إلمتحدة لمكافحة إلفساد‬

‫إلت‬
‫صادقت إلجمعية إلعامة لألمم إلمتحدة عىل إتفاقية مكافحة إلفساد يف جلستها ي‬
‫ديسمب ‪،0228‬‬
‫ر‬ ‫حب إلتنفيذ يف ‪83‬‬
‫حي دخلت ر‬
‫إنعقدت بتاري خ ‪ 38‬أكتوبر ‪ ،0223‬يف ر‬
‫مستهدفة تعزيي مفهوم وثقافة مكافحة إلفساد‪ ،‬وإرساء مبادئ أساسية تتعلق بالشفافية‬
‫موظفي أو أح يإب مع‬
‫ر‬ ‫وإلبإهة وإلمساءلة للجميع سوإء أكانوإ حكومات أو منظمات أو‬
‫إلدوىل يف تحقيق ذلك‪ ،7‬وتشكل إإلتفاقية ثمرة عمل مبدول‬
‫ي‬ ‫ؤشإك كافة أطرإف إلمجتمع‬
‫إألخبة سطرت مبادئ قانونية وقائية غايتها إألساسية توضيح معالم‬
‫ر‬ ‫منذ سنوإت‪ ،‬هذه‬
‫إلسياسة إلدولية إلرإمية ؤىل إلمعالجة وإلوقوف يف وجه هذه إآلفة دوليا وإقليميا ووطنيا‪.‬‬

‫إألمم‪ ،‬وقعت إلمملكة إلمغربية عىل إتفاقية إألمم إلمتحدة‬


‫ي‬ ‫وإنسجاما مع إلتوجه‬
‫دجنب ‪ ،0223‬وتمت إلمصادقة عليها يف ‪ 9‬من ماي ‪،0227‬‬
‫ر‬ ‫لمكافحة إلفساد بتاري خ ‪9‬‬
‫نونب ‪ ،02278‬وقد قام إلمغرب قبل إإلنخرإط يف‬
‫وبدأ إلعمل بهذه إإلتفاقية بتاري خ ‪ 32‬ر‬
‫تحسي إلمنظومة إلقانونية و‬
‫ر‬ ‫إإلتفاقية إلمذكورة باتخاذ ثلة من إؤلجرإءإت همت تطوير و‬
‫وف ؤطار إإلنسجام معها قام‬
‫إلبنيات إلمؤسساتية إستعدإدإ للمصادقة عىل هذه إإلتفاقية‪ ،‬ي‬
‫سنة ‪ 0288‬بمرإجعة إلمقتضيات إلقانونية إلمتعلقة بغسل إألموإل و قانون حماية إلشهود‬
‫إلمبلغي و إلضحايا كما إحدث أقساما للجرإئم إلمالية يف إلمحاكم إإلستئنافية‪ ،‬باؤلضافة‬
‫ر‬ ‫و‬
‫ؤىل رزمة من إؤلصالحات إلتشيعية وإلمؤسساتية إلهادفة ؤىل تحجيم إلظاهرة ومعالجة‬
‫إألسباب إلكامنة ورإء إنتشارها‪.9‬‬

‫‪ -7‬مذاحي عثمان‪ ،‬الجهىد الذولُت إلايافحت الفعاد‪ :‬اجفاكُت ألامم اإلاخحذة همىرحا‪ ،‬مجلت ؤبعاد اكخصادًت‪ ،‬ولُت العلىم الاكخصادًت‪ ،‬حامعت دمحم‬
‫بىكشة‪ ،‬املجلذ ‪ ،6‬عذد ‪ً ،1‬ىلُى ‪ ،2009‬ص ‪.10‬‬
‫‪-8‬ظهيرششٍف سكم ‪ 1.07.58‬صادسفي ‪ 19‬مً ري اللعذة ‪ 30( 1428‬هىفمبر‪ )2007‬بيششاجفاكُت ألامم اإلاخحذة إلايافحت الفعاد اإلاىكعت بيُىٍىسن في‬
‫‪ 31‬ؤهخىبش‪ ،2003‬الجشٍذة الشظمُت عذد ‪ ،5596‬بخاسٍخ ‪ 8‬محشم ‪ً 17( 1429‬ىاًش‪ ،)2008‬الصفحت ‪.133‬‬
‫‪ -9‬بذسؤظشٍفي‪ ،‬العُاظت الجىائُت الىػىُت في ميافحت الفعاد‪ ،‬ملاٌ ميشىسباإلاىكع ؤلالىترووي ‪ ،www. Marocdroit.com‬بخاسٍخ ‪ً 5‬ىلُىص‪،2016‬‬
‫جم ؤلاػالع علُه بخاسٍخ ‪ 30‬ؤهخىبش‪ ،2022‬على العاعت ‪ ،20.42‬ص ‪.3‬‬

‫‪6‬‬
‫تعد إتفاقية إألمم إلمتحدة لمكافحة إلفساد إإلتفاقية إألشمل يف معالجة وموإجهة‬
‫ظاهرة إلفساد من جميع جوإنبها‪ ،10‬وذلك من خالل ‪ 8‬فصول تم إلتفصيل يف أحكامها ‪78‬‬
‫مادة‪ ،‬حيث تشي أحكامها قبل وقوع إلجرإئم‪ ،‬بإتباع إلسياسات إلوقائية‪ ،‬أو بعد وقوعها‬
‫من خالل إلتحري وإلمالحقة أو تتبع إلعائدإت إلمتحصلة منها‪.11‬‬

‫وما يهمنا ر‬
‫أكب يف هذه إلدرإسة هو إلتطرق لجريمة إستغالل إلوظائف بالنظر ؤىل‬
‫وف نفس إلسياق نجد أن‬
‫إلت جاءت بها إإلتفاقية إألممية لمكافحة إلفساد‪ ،‬ي‬
‫إلمقتضيات ي‬
‫يىل "تنظر كل دولة طرف يف إعتماد ما قد‬
‫إألخبة نصت من خالل إلمادة ‪ 89‬عىل ما ي‬
‫ر‬ ‫هذه‬
‫عموم ؤساءة إستغالل‬
‫ي‬ ‫لك تجرم تعمد موظف‬
‫وتدإبب أخرى ي‬
‫ر‬ ‫تدإبب تشيعية‬
‫ر‬ ‫يليم من‬
‫وظائفه أو موقعه‪ ،‬أي قيامه أو عدم قيامه بفعل ما‪ ،‬لدى إإلضطالع بوظائفه‪ ،‬بغرض‬
‫غب مستحقة لصالحه هو أو لصالح شخص أو كيان آخر‪ ،‬مما يشكل‬
‫إلحصول عىل مزية ر‬
‫للقوإني"‪.‬‬
‫ر‬ ‫إنتهاكا‬

‫ؤن إلمقصود من جريمة ؤساءة إستغالل إلوظائف يمكن أن يشمل مدى وإسعا من‬
‫ا‬
‫إلرسم‪ ،‬كما أن لها دورإ مكمل لجرإئم فساد أخرى أضيق‬
‫ي‬ ‫أشكال سوء إلسلوك عىل إلصعيد‬
‫إلعموم‪ ،‬عىل نحو‬
‫ي‬ ‫كثبة من إلسلوك‪ ،‬مثل قيام إلموظف‬
‫نطاقا‪ ،‬كما يمكن أن تشمل أنوإعا ر‬
‫غب سليم‪ ،‬بإفشاء معلومات محجوزة أو إمتيازية‪.12‬‬
‫ر‬

‫وتضم بعض تشيعات إلدول إألعضاء يف إإلتفاقية إألممية لمكافحة إلفساد جريمة‬
‫عامة تتضمن إألركان إلمكونة إلرئيسية إلوإردة يف إلمادة ‪ 89‬من إإلتفاقية نفسها‪ ،‬مدرجة‬
‫تحت عناوين من قبيل "ؤساءة إستغالل إلصالحية أو إلسلطة" أو "ؤساءة إستغالل إلسلطة‬

‫‪-10‬حُث حعتهذف الاجفاكُت جذعُم وجشوٍج الخذابيرالشامُت إلى مىع و ميافحت الفعاد بصىسة ؤهجع‪ ،‬و جِعيرو دعم الخعاون الذولي و اإلاعاعذة الخلىُت‬
‫بشإهه‪ ،‬بما في رلً في مجاٌ اظترداد اإلاىحىداث‪ ،‬عالوة على حعضٍضالنزاهت و اإلاعاءلت و ؤلاداسة العلُمت للشؤون واإلامخلياث العمىمُت (ؤهظشاإلاادة ‪1‬‬
‫مً اجفاكُت ألامم اإلاخحذة إلايافحت الفعاد)‪.‬‬
‫‪ -11‬عىض ؤبى عىن على فشٍذ‪ ،‬الخعاون الذولي في مجاٌ الىكاًت في ميافحت الفعاد‪ ،‬مزهشة جىمُلُت لىُل شهادة اإلااظترفي الحلىق‪ ،‬جخصص كاهىن‬
‫حىائي لألعماٌ‪ ،‬ولُت الحلىق والعلىم العُاظُت‪ ،‬حامعت العشبي بً مهُذي‪ ،‬ؤم البىاقي‪ ،2014 ،2013 ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪ -12‬مىخب ألامم اإلاخحذة اإلاعني باملخذساث والجشٍمت‪ ،‬فُِىا‪ ،‬حالت جىفُز اجفاكُت ألامم اإلاخحذة إلايافحت الفعاد –الخجشٍم وإهفار اللاهىن والخعاون‬
‫الذولي‪ ،-‬الؼبعت الثاهُت‪ ،‬ميشىسباإلاىكع ؤلالىترووي‬
‫‪،https://www.unodc.org/documents/treaties/UNCAC/COSP/session7/V 1704677a.pdf‬ص ‪.63‬‬

‫‪7‬‬
‫وإلتخلف عن أدإء إلوإجبات إلرسمية" أو "ؤساءة إستغالل وظيفة عمومية" أو "جريمة‬
‫إلعموم" أو "سوء إلسلوك يف إلوظيفة‬
‫ي‬ ‫خيانة إألمانة" أو "ؤساءة إستغالل إلمنصب‬
‫للقوإني يف معرض أدإء وظائفه من خالل‬
‫ر‬ ‫عموم‬
‫ي‬ ‫كب عىل إنتهاك موظف‬
‫إلعمومية"‪ ،‬بالب ر‬
‫إؤلتيان إلمتعمد بفعل ما أو إلتخلف عن أدإء وإجبه‪.13‬‬

‫كببة‬
‫وفيما عدإ هذه إلجرإئم إلعامة‪ ،‬أشارت بعض إلدول إألطرإف أيضا ؤىل مجموعة ر‬
‫إعتبتها وجيهة يف سياق تنفيذ إلمادة ‪ ،89‬مثل‬
‫متنوعة من إلجرإئم إلخاصة يف تشيعاتها ر‬
‫رفض منح ؤذن خاص أو معالجة أمر ما أو تسويته‪ ،‬أو تأخب ذلك ر‬
‫أكب من إلحدود إليمنية‬ ‫ر‬
‫إلقانونية؛ وأن يسىع إلموظف ؤىل تحقيق مصلحة شخصية يف عقود أو معامالت يشارك‬
‫فيها بحكم وإجباته أو إلتخلف عن إؤلفصاح عن طبيعة هذه إلمصلحة‪ ،‬وتحصيل نسب أو‬
‫غب مشوع‪ ،‬وسحب إلروإتب عىل نحو‬
‫غب ذلك من إلميإيا عىل نحو ر‬
‫رسوم أو ضإئب أو ر‬
‫غبها‪.14‬‬
‫قانوئ أو ر‬
‫ي‬ ‫غب‬
‫ر‬

‫إلمعت بالفساد وإلجرإئم إإلقتصادية‬


‫ي‬ ‫مضامي درإسة قام بها إلفرع‬
‫ر‬ ‫وبالرجوع ؤىل‬
‫‪15‬‬
‫أساسيي‬
‫ر‬ ‫كني‬
‫إلمعت بالمخدرإت وإلجريمة ‪ ،‬نجد أنها أوردت ر ر‬
‫ي‬ ‫بمكتب إألمم إلمتحدة‬
‫كالتاىل‪:‬‬
‫ي‬ ‫لقيام جريمة ؤساءة إستغالل إلوظائف‬

‫ائ‬
‫إلقصد إلجن ي‬

‫عموميي بما يض ر‬
‫ر‬ ‫موظفي‬
‫ر‬ ‫إل تصنف ؤساءة إستغالل إلسلطة إلرسمية من طرف‬
‫بالمصلحة إلعامة كجريمة جنائية يف إلعادة ؤإل ؤذإ إرتكبت عمدإ‪ .‬وهذإ هو إلنموذج إلذي‬
‫غب أن إلمسؤولية إلجنائية تنسحب يف بعض إلحاإلت عىل‬ ‫تدعو ؤليه إلمادة ‪ 89‬أيضا‪ .‬ر‬
‫إلمعايب إلمنصوص‬
‫ر‬ ‫إلسلوك إلمتس م باإلستهتار أو إؤلهمال‪ ،‬مما يتجاوز إلحد إألدئ من‬
‫عليها يف إإلتفاقية‪.‬‬

‫‪ -13‬مىخب ألامم اإلاخحذة اإلاعني باملخذساث والجشٍمت‪ ،‬مشحع ظابم‪ ،‬ص ‪.64‬‬
‫‪ -14‬مىخب ألامم اإلاخحذة اإلاعني باملخذساث والجشٍمت‪ ،‬اإلاشحع هفعه‪ ،‬ص ‪.65‬‬
‫‪ -15‬مىخب ألامم اإلاخحذة اإلاعني باملخذساث والجشٍمت‪ ،‬هفغ اإلاشحع‪ ،‬ص ‪.66‬‬

‫‪8‬‬
‫غب مستحقة‬
‫إلحصول عىل مزية ر‬

‫تنطوي إلمسؤولية إلجنائية عن ؤساءة إستغالل إلوظائف يف معظم إلوإليات إلقضائية‬


‫غب مستحقة‬
‫إلعموم يتضف بغرض إلحصول عىل مزية ر‬
‫ي‬ ‫عىل إفبإض مسبق بأن إلموظف‬
‫لنفسه أو لشخص آخر أو بغرض ؤلحاق أذى بشخص آخر‪.‬‬

‫إلمغرئ‪ ،‬نجد أنها تتمثل‬


‫ري‬ ‫وبخصوص صورة ؤساءة إستغالل إلوظائف‪ ،‬يف إلقانون‬
‫أساسا يف جريمة إلغدر‪ ،‬وترتكي هذه إلصورة عىل عدم شعية ما يحصل خارج ما أوجبه‬
‫إلقانون إلذي وإفقت عليه إلهيئة إلتشيعية‪ ،‬وأمر بتنفيذه طبقا لمقتضيات إلدستور‪ ،‬وعىل‬
‫منح ؤعفاءإت من إلرسوم وإلضإئب إلمستحقة أو تسليم محصوإلت أو خدمات إلدولة‬
‫إلجنائ‪.‬‬
‫ي‬ ‫إلفصلي ‪ 033‬و‪ 033‬من إلقانون‬
‫ر‬ ‫إلمغرئ‬
‫ري‬ ‫بالمجان‪ .‬وقد خصص لها إلمشع‬

‫إؤلفريق لمكافحة إلفساد‬


‫ي‬ ‫إلفقرة إلثانية‪ :‬إإلتفاقية إلعربية وإتفاقية إإلتحاد‬

‫سنتعرض من خالل هذه إلفقرة ؤىل إإلتفاقية إلعربية لمكافحة إلفساد (أوإل)‪ ،‬ثم‬
‫إإلفريف لمنع إلفساد ومحاربته (ثانيا)‪.‬‬
‫ي‬ ‫إتفاقية إإلتحاد‬

‫أوإل‪ :‬إإلتفاقية إلعربية لمكافحة إلفساد‬

‫لقد تركت إتفاقية إألمم إلمتحدة لمكافحة إلفساد أثرإ ؤيجابيا عىل بقية إلتجمعات‬
‫وتبت إإلتفاقية إلعربية لمكافحة إلفساد‪،‬‬
‫ي‬ ‫لعرئ خطوة مماثلة‪،‬‬
‫إؤلقليمية فاتخذ إلوطن إ ر ي‬
‫وه إتفاقية ذإت أهمية خاصة لما تمثله من تقدم نحو إإلتجاه إلصحيح يف موإجهة ظاهرة‬
‫ي‬
‫إلمؤسش إلذي‬
‫ي‬ ‫إلت باتت تأخذ أشكاإل مختلفة وأوضاعا متفاوتة‪ ،‬وبخاصة إلفساد‬
‫إلفساد ي‬
‫يعد إألخطر أثرإ ويصيب مؤسسات إلدول بالدمار وإلتخلف‪ ،‬وذلك عندما يتكامل إلفساد‬
‫إلتأثبإت إلكارثية‬
‫ر‬ ‫وف ظل غياب إلرقابة أو ضعفها‪ ،‬فضال عن‬
‫إلماىل‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫إؤلدإري مع إلفساد‬
‫إإلجتماع‪ ،‬مما يؤدي ؤىل تعميم مظاهر إلفساد وتوطينه يف‬
‫ي‬ ‫عىل إلتنمية وإإلستقرإر وإلرفاه‬

‫‪9‬‬
‫إلقيم إلمجتمعية‪ .‬وهنا ي‬
‫يأئ دور إإلتفاقية إلعربية لتعمل كحائط صد يف موإجهة إلفساد‪،‬‬
‫مما سيعود يف آخر إلمطاف ؤيجابا عىل إلتنمية إلبشية وإإلجتماعية وإلنهوض بحقوق‬
‫إلسياس‪.16‬‬
‫ي‬ ‫إؤلنسان‪ ،‬وإإلستقرإر‬

‫أبرمت هذه إإلتفاقية يف إلقاهرة بتاري خ ‪ 0282 / 80 / 08‬وجاءت تلك إإلتفاقية ضمن‬
‫إلقضائ ربي إلدول إألعضاء يف‬
‫ي‬ ‫إلت ترس قوإعد إلتعاون‬
‫إإلتفاقيات إلدولية وإؤلقليمية ي‬
‫جامعة إلدول إلعربية وإلسيما إن تلك إلدول متقاربة يف أنظمتها إلقضائية‪ ،‬وتأكيدإ عىل‬
‫معبإ عن‬
‫إلعرئ إلمشبك لمنع إلفساد ومكافحته‪ ،‬وجاء ؤقرإر هذه إإلتفاقية ر‬
‫ري‬ ‫ضورة إلتعاون‬
‫إلبإم بالمبادئ إلدينية إلسامية وإألخالقية إلنابعة من إألديان إلسماوية ومن إلشيعة‬
‫إؤلسالمية إلغرإء وبأهدإف ومبادئ ميثاق جامعة إلدول إلعربية وميثاق إألمم إلمتحدة‬
‫وإلفضائ‬
‫ي‬ ‫إلقانوئ‬
‫ي‬ ‫وإإلتفاقيات وإلمعاهدإت إلعربية وإؤلقليمية وإلدولية يف مجال إلتعاون‬
‫لت تكون إلدول إلعربية طرفا‬
‫وإألمت للوقاية ومكافحة إلجريمة ذإت إلصلة بالفساد وإ ي‬
‫ي‬
‫فيها‪ ،17‬وتماشيا مع توجه إلدول إلعربية بهذإ إلخصوص نجد أن إلمغرب قد وقع عىل‬
‫حب إلتنفيذ‬
‫ديسمب ‪ ،0282‬ودخلت ر‬
‫ر‬ ‫إإلتفاقية إلعربية لمكافحة إلفساد بتاري خ ‪08‬‬
‫ديسمب ‪.0280‬‬
‫ر‬ ‫إلظهب إلشيف رقم ‪ 8.88.72‬إلصادر بتاري خ ‪82‬‬
‫ر‬ ‫بمقتض‬

‫قد حررت هذه إإلتفاقية إلعربية لمكافحة إلفساد باللغة إلعربية عىل إعتبارها إللغة‬
‫إلرسمية إلوحيدة لجامعة إلدول إلعربية‪ ،‬وقد جاءت هذه إإلتفاقية إلعربية عىل ؤثر إتفاقية‬
‫إلنبإس وإتخذته إلدول‬
‫إألخبة ر‬
‫ر‬ ‫إألمم إلمتحدة لمكافحة إلفساد لسنة ‪ ،0223‬وقد مثلت‬
‫وه تضع ؤطارإ قانونيا موحدإ للدول إألطرإف‬
‫إلعربية قدوة ومثاإل وإلذي بموجبه إهتدت ي‬

‫‪ -16‬ؤمين لؼفي‪ ،‬جحلُل ملاسن لالجفاكُاث الذولُت إلايافحت الفعاد‪ ،‬ملاٌ ميشىسعلى اإلاىكع ألالىترووي ‪ https://draminlotfyoffice.com/‬بخاسٍخ‬
‫‪2017/09/08‬على العاعت ‪ ،13.31‬جم ؤلاػالع علُه بخاسٍخ ‪ 2022/11/01‬على العاعت ‪ ،10.25‬ص ‪.7‬‬
‫‪-17‬وظام وعمذ إبشاهُم الععذي‪ ،‬املجخمع الذولي ودوسه في ميافحت الفعاد‪ ،‬دساظت في آلُاث جىفُز اجفاكُت ألامم اإلاخحذة إلايافحت الفعاد‪ ،‬الؼبعت‬
‫ألاولى ظىت ‪ ،2020‬اإلاشهضالعشبي لليششوالخىصَع‪ ،‬ص ‪.153‬‬

‫‪10‬‬
‫إلدإخىل وذلك حت تتمكن هذه إلدول من ؤنشاء هيئات‬
‫ي‬ ‫لمكافحة إلفساد‪ ،‬وفق نظامها‬
‫إلخبإت إلمتبادلة يف هذإ إلمجال‪.18‬‬
‫وطنية لمكافحة إلفساد يف كل دولة‪ ،‬وإإلستفادة من ر‬

‫تتكون إإلتفاقية إلعربية لمكافحة إلفساد‪ ،‬من ‪ 38‬مادة‪ ،‬بعكس إلنهج إلذي إتبعته‬
‫إتفاقية إألمم إلمتحدة لمكافحة إلفساد لسنة ‪ 0223‬من حيث تقسيم إإلتفاقية ؤىل ‪8‬‬
‫وإلثالثي‬
‫ر‬ ‫فصول تتناول مختلف إلموإضيع‪ ،‬فإن إإلتفاقية إلعربية أوردت إلموإد إلخمس‬
‫جملة وإحدة دون تقسيمها ؤىل فصول تحمل رؤوس تلك إلموإضيع‪ ،‬بيد أن ترتيب إلموإد‬
‫من حيث تناول إلموضوعات جاء عىل نسق إإلتفاقية إألممية‪ ،‬مع مالحظة أن موإد‬
‫وه أقل من نصف موإد إتفاقية إألمم إلمتحدة لمكافحة‬
‫إإلتفاقية إلعربية لمكافحة إلفساد ي‬
‫وإلت تتكون من ‪ 78‬مادة‪ ،‬مقسمة فصول‪ ،‬تسبقها ديباجة شاملة‪.‬‬
‫إلفساد ي‬

‫ورسمت إإلتفاقية يف إلمادة إلرإبعة منها تحديد إلجرإئم إلمعاقب عليها بمقتض‬
‫أحكامها يف ؤطار ما أطلقت عليه إإلتفاقية من مصطلح (إلتجريم) مع مرإعاة أن وصف‬
‫أفعال إلفساد إلمجرمة وفقا لهذه إإلتفاقية يخضع لقانون إلدولة إلطرف‪ ،‬وتعتمد كل دولة‬
‫وتدإبب أخرى لتجريم مجموعة من‬
‫ر‬ ‫تدإبب تشيعية‬
‫ر‬ ‫إلقانوئ ما قد يليم من‬
‫ي‬ ‫وفقا لنظامها‬
‫إألفعال‪ ،‬ولعل ما يهمنا يف هذإ إؤلطار هو تجريم ؤساءة إستغالل إلوظائف‪ ،‬ونجد أن إلمادة‬
‫يعتب من‬
‫إلمذكورة من خالل إلفقرة إلسادسة منها أكدت عىل أن ؤساءة إستغالل إلوظائف ر‬
‫إألفعال إلمجرمة بموجب هذه إإلتفاقية‪.19‬‬

‫وإلت جاءت تحت عنوإن‬


‫ي‬ ‫كما نجد أن إلمادة إلسادسة من إإلتفاقية إلسابق دكرها‪،‬‬
‫إلت يجب‬
‫إلتدإبب إلالزمة ي‬
‫ر‬ ‫"إلمالحقة وإلمحاكمة وإلجيإءإت"‪ ،‬نصت عىل مجموعة من‬
‫إلقانوئ لتكفل لسلطة إلتحقيق إلمختصة‬
‫ي‬ ‫إتخادها من طرف إلدول إألعضاء‪ ،‬وفقا لنظامها‬
‫أو إلمحكمة حق إؤلطالع أو إلحصول عىل أي بيانات أو معلومات تتعلق بحسابات مضفية‬
‫ؤذإ إقتض ذلك كشف إلحقيقة يف أية جريمة من إلجرإئم إلمشمولة بهذه إإلتفاقية‪ ،‬وكذإ‬

‫‪ -18‬ؤمين لؼفي‪ ،‬مشحع ظابم‪ ،‬ص ‪.8‬‬


‫‪ 19‬اإلاادة الشابعت مً الاجفاكُت العشبُت إلايافحت الفعاد‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫إلتدإبب إلمالئمة لحضور إلمتهم ؤجرإءإت إلتحقيق وإلمحاكمة مع مرإعاة حقوق إلدفاع‪،‬‬
‫ر‬
‫كما أشارت ؤىل تشديد إلعقوبة إلجنائية يف حالة إلعود‪ ،‬وإتخاذ عقوبات تبعية أو تكميلية‬
‫وآخبإ حثت إلدول عىل تحديد‬
‫ر‬ ‫عىل إلمحكوم عليهم بارتكاب إلجرإئم إلمشمولة باإلتفاقية‪،‬‬
‫مدة تقادم طويلة لكل إلجرإئم إلمشمولة‪.20‬‬

‫ويالحظ من خالل ما سبق أن إإلتفاقية إلعربية لمكافحة إلفساد لم تتطرق بشكل‬


‫وإضح لجريمة ؤساءة إستغالل إلوظائف بحيث لم تورد أي تعريف لهذه إلجريمة‪ ،‬أو‬
‫وإلت‬
‫ي‬ ‫إألركان إلالزمة لقيامها‪ ،‬وإكتفت بادرإجها ضمن إألفعال إلمجرمة بموجب إإلتفاقية‬
‫يجب إتخاد إؤلجرإءإت إلالزمة لمعاقبة مرتكبيها من طرف إلدول إألعضاء بما يتناسب مع‬
‫إإلفريف لمنع إلفساد‬
‫ي‬ ‫قوإنينها إلدإخلية‪ ،‬عكس إتفاقية إألمم إلمتحدة وإتفاقية إإلتحاد‬
‫إلت تناولت جريمة إساءة إستغالل إلوظائف بنوع من إلتفصيل‪.‬‬
‫ومكافحته‪ ،‬ي‬

‫إإلفريق لمنع إلفساد ومكافحته‬


‫ي‬ ‫ثانيا‪ :‬إتفاقية إإلتحاد‬
‫إإلفريف لمنع إلفساد ومكافحته‪ 21‬إلمنظومة إلقانونية إألوىل عىل‬
‫ي‬ ‫تعد إتفاقية إإلتحاد‬
‫مستوى إلقارة إؤلفريقية لمنع إلفساد ومحاربته وإلقضاء عليه عن طريق وضع إلمسؤولية‬
‫إلدوىل فيما بينها‪ ،‬وقد‬
‫ي‬ ‫إلوطت وإلتعاون‬
‫ي‬ ‫عب إؤلنفاذ عىل إلمستوى‬
‫عىل عاتق جميع إلدول ر‬
‫تم إعتماد هذه إإلتفاقية يف مابوتو (إلموزمبيق) بتاري خ ‪ 88‬يوليو ‪.0223‬‬

‫وتنص مبادئ إإلتفاقية عىل إحبإم إلمبادئ وإلمؤسسات إلديمقرإطية‪ ،‬وإلمشاركة‬


‫إلشعبية‪ ،‬وسيادة إلقانون‪ ،‬وإلحكم إلرشيد‪ ،‬وإحبإم حقوق إؤلنسان وإلشعوب وفقا للميثاق‬
‫إؤلفريف لحقوق إؤلنسان وإلشعوب وسائر صكوك حقوق إؤلنسان ذإت إلصلة‪ ،‬وإلشفافية‬
‫ي‬
‫وإلمساءلة يف ؤدإرة إلشؤون إلعام‪ ،‬وتعزيي إلعدإلة إإلجتماعية لتحقيق إلتنمية إإلجتماعية‬

‫‪ -20‬ؤهظشاإلاادة ‪ 6‬مً الاجفاكُت العشبُت إلايافحت الفعاد‪.‬‬


‫‪-21‬اجفاكُت الاجحاد الافشٍلي إلاىع الفعاد وميافحخه‪ ،‬الجمعُت العامت لالجحاد الافشٍلي‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫وإإلقتصادية إلمتوإزنة‪ ،‬وإدإنة ورفض أفعال إلفساد وإلجرإئم ذإت إلصلة وإؤلفالت من‬
‫إلعقاب‪.22‬‬

‫إألفريف لمنع إلفساد ومكافحته لسنة ‪ 0223‬من (‪ )08‬مادة‪،‬‬


‫ي‬ ‫تتكون إتفاقية إإلتحاد‬
‫تسبقها ديباجة تشح باستفاضة مدى إلحاجة إلماسة إلعتماد هذه إإلتفاقية بهدف منع‬
‫إألفريف من خطورة تدإعيات‬
‫ي‬ ‫إلفساد ومكافحته‪ ،‬ومدى إلقلق إلذي ينتاب إلمجتمع‬
‫إلت‬
‫إلفساد عىل إلتنمية إلمستدإمة‪ ،‬وعىل إلمؤسسات إلديمقرإطية وقيم إلعدإلة وإألخالق ي‬
‫غب أن إلمالحظ يف هذإ إؤلطار أن هذه‬
‫تميب‪ ،‬ر‬
‫يجب أن تسود جميع إلمجتمعات دون أدئ ر‬
‫فه إل تتضمن أي تصنيف لفصولها يسمح بإلقاء نظرة موجية‬
‫إإلتفاقية تفتقر للدقة‪ ،‬ي‬
‫إلتدإبب إلوقائية‪،‬‬
‫ر‬ ‫إلت تتطرق لها إإلتفاقية‪ ،‬من قبيل‬
‫ومتكاملة حول إلموإضيع إلمختلفة ي‬
‫لك‬
‫وبالتاىل‪ ،‬فاألمر يتوقف عىل إلقارئ نفسه ي‬
‫ي‬ ‫وغبها‪.‬‬
‫إلدوىل‪ ،‬ر‬
‫ي‬ ‫وتدإبب إؤلنفاذ‪ ،‬وإلتعاون‬
‫ر‬
‫إلت تتوفر عىل‬
‫إلت تدعو ؤليها‪ ،‬عىل عكس إتفاقية إألمم إلمتحدة ي‬
‫إلتدإبب ي‬
‫ر‬ ‫يصنف مختلف‬
‫تصنيف وإضح ومعلن بشكل جيد يسهل إإلطالع عىل مضمونها بحيث نجدها مقسمة ؤىل‬
‫‪ 8‬فصول‪.‬‬

‫إؤلفريف لمنع إلفساد ومكافحته سنة ‪،0289‬‬


‫ي‬ ‫وقد وإفق إلمغرب عىل إتفاقية إإلتحاد‬
‫إؤلفريف لمنع‬
‫ي‬ ‫وذلك بصدور إلقانون رقم ‪ 2388.88‬إلموإفق بموجبه عىل إتفاقية إإلتحاد‬
‫وإلثائ‬
‫ي‬ ‫تفسب ريي حول إإلتفاقية يتعلق إألول بالصحرإء‪،‬‬
‫ر‬ ‫ؤعالنيي‬
‫ر‬ ‫إلفساد ومكافحته‪ ،‬مقدما‬
‫إلتفسبين إللذين قدمتهما‬
‫ر‬ ‫إؤلعالنيي‬
‫ر‬ ‫بالشية إلمضفية‪ .‬وشدد إلمغرب عىل ضورة مرإعاة‬
‫إؤلفريف لمنع إلفساد ومكافحته‪ ،‬مستفيدإ بذلك‬
‫ي‬ ‫إلمملكة إلمغربية بشأن إتفاقية إإلتحاد‬
‫وإلت نصت عىل أنه “يجوز ألي دولة‬
‫ي‬ ‫من إلمادة ‪ 03‬من إإلتفاقية إلمتعلقة بالتحفظات‪،‬‬
‫طرف‪ ،‬عند إعتماد إإلتفاقية أو توقيعها أو إلتصديق عليها أو إإلنضمام ؤليها أن يقدم‬
‫تحفظات بخصوصها"‪.‬‬

‫‪ -22‬اإلاادة الثالثت مً اجفاكُت الاجحاد الافشٍلي إلاىع الفعاد وميافحخه‪.‬‬


‫‪ -23‬اللاهىن سكم ‪ 81.18‬اإلاى افم بمىحبه على اجفاكُت الاجحاد الافشٍلي إلاىع الفعاد وميافحخه‪ ،‬الصادسبدىفُزه الظهيرالششٍف سكم ‪ ،1.19.37‬صادس‬
‫في ‪ 21‬مً حمادي آلاخشة ‪ 27( 1440‬فبراًش‪ ،)2019‬الجشٍذة الشظمُت عذد ‪ 6758‬بخاسٍخ ‪ 29‬حمادي آلاخشة ‪ 7( 1440‬ماسط ‪ ،)2019‬الصفحت ‪.1284‬‬

‫‪13‬‬
‫بإعالنيي‬
‫ر‬ ‫وكان إلمغرب قد أكد أن وثائق إنضمام إلمملكة ؤىل إإلتفاقية ستكون مقرونة‬
‫إعتب “أن إنضمام إلمملكة ؤىل إإلتفاقية إل‬
‫إلتفس رب ريي‪ ،‬إألول يتعلق بقضية إلصحرإء‪ ،‬فقد ر‬
‫يمكن أن يؤول‪ ،‬بأي حال من إألحوإل كاعبإف من إلمملكة بفعل أو وإقع أو وضعية أو كيان‬
‫غب معبف به من قبل إلمملكة إلمغربية من شأنه أن يمس بوحدتها إلبإبية وإلوطنية‪ .‬أما‬
‫ر‬
‫ائ إلمتعلق بالشية إلمضفية‪ ،‬فقد أكد إلمغرب بشأنه أن حكومة إلمملكة‬
‫إلتفسب إلث ي‬
‫ر‬
‫إلمادتي ‪ 87‬و‪ 89‬من إإلتفاقية شط أإل‬
‫ر‬ ‫إلمغربية تعرب عن إستعدإدها لتطبيق مقتضيات‬
‫يبتب عىل رفع إلشية إلمضفية وتجميد إلحسابات مصادرة إلممتلكات إلموجودة فوق‬
‫إلمغرئ ؤإل يف إلجرإئم إلمتصلة بغسل إألموإل وتمويل إؤلرهاب‪.‬‬
‫ري‬ ‫إلبإب‬

‫وبالرجوع ؤىل إلمادة إلرإبعة من إإلتفاقية إلسالف ذكرها‪ ،‬نجد أن هذه إلمادة وردت‬
‫وإلت يجب قمع‬
‫ي‬ ‫تحت عنوإن "نطاق إلتطبيق" وتتضمن إألفعال أو إلجرإئم إلمفبضة‬
‫إلت نصت عىل‪:‬‬
‫غب أنه ما يهمنا يف هذإ إؤلطار هو إلفقرة إلرإبعة منها ي‬
‫مرتكبيها ومعاقبتهم‪ ،‬ر‬
‫عموم أو أي شخص آخر أو إمتناعه عن إلقيام بأي عمل أثناء أدإء إلمهام‬
‫ي‬ ‫"قيام موظف‬
‫غب مشوعة عىل فوإئد لنفسه أو ألي طرف ثالث"‪،‬‬
‫إلمنوطة به بهدف إلحصول بصورة ر‬
‫كما تطرقت إلفقرة إلعاشة أيضا من إلمادة نفسها عىل تجريم إلمساهمة و إلوساطة‬
‫وإلتحريض وإلمشاركة يف إألفعال إلمجرمة بموجب هذه إإلتفاقية‪.‬‬

‫إؤلفريف لمنع إلفساد ومكافحته لم‬


‫ي‬ ‫نالحظ من خالل إلفقرة إلرإبعة أن إتفاقية إإلتحاد‬
‫تتطرق بشكل وإضح لجريمة إستغالل إلوظائف حيث يتجاوز نطاق تطبيقها دإئرة‬
‫إلعموم‪ ،‬عكس إإلتفاقية إألممية‬
‫ي‬ ‫غب إلموظف‬
‫إلعموم ليشمل إشخاص آخرين ر‬
‫ي‬ ‫إلموظف‬
‫غبه‪ ،‬كما‬
‫إلعموم دون ر‬
‫ي‬ ‫إلت نصت بشكل ضي ح عىل هذه إلجريمة وخصتها بالموظف‬
‫ي‬
‫إلجنائ تبت‬
‫ي‬ ‫إلفصلي ‪ 033‬و‪ 033‬من مجموعة إلقانون‬
‫ر‬ ‫إلمغرئ من خالل‬
‫ري‬ ‫نجد أن إلمشع‬

‫‪14‬‬
‫إلعموم وكل ذي‬
‫ي‬ ‫توجه إإلتفاقية إألممية‪ ،‬بحيث تشمل جريمة إلغدر كل قاض أو موظف‬
‫سلطة عامة‪ ،24‬دون أن تشمل أشخاص آخرين‪.‬‬

‫إلمغرن‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫إلمطلب إلثان‪ :‬إلتنظيم إلقانون لجريمة إلغدر ف ر‬


‫إلتش‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬

‫قبل إلتطرق ألركان جريمة إلغدر‪ ،‬إلبد أن نذكر بيانا لعلة إلتجريم إلذي جاء به إلمشع‬
‫إلعاملي‬
‫ر‬ ‫إلمغرئ يف هذإ إؤلطار‪ ،‬هو حماية حقوق إألفرإد عىل أموإلهم ؤزإء إستبدإد بعض‬
‫ري‬
‫باسم إلدولة وذلك حماية لمبدأ إلضيبة ؤإل بالقانون‪ ،‬ذلك أن ؤنشاء إلضإئب إلعامة‬
‫وتعديلها أو ؤلغاؤها إل يكون ؤإل بالقانون‪ ،25‬وإليتم ؤعفاء أحد من أدإئها ؤإل يف إألحوإل‬
‫غب ذلك من إلضإئب وإلرسوم ؤإل يف‬
‫إلمبينة يف إلقانون‪ ،‬كما أنه إليجوز تكليف أحد أدإء ر‬
‫إلت تهب حتما‬
‫يحم إلثقة يف إلدولة ي‬
‫ي‬ ‫حدود إلقانون‪ ،‬فهذإ إلتجريم لهذإ إلنوع من إلجرإئم‬
‫إلعاملي باسمها سلطاتهم إلليإم إألفرإد بما إليليمهم به إلقانون‪ ،‬ولهذإ‬
‫ر‬ ‫حينما يستغل بعض‬
‫إلقانوئ لجريمة إلغدر من خالل إلفقرة‬
‫ي‬ ‫سنخصص هذإ إلمبحث للحديث عن إلتنظيم‬
‫إلت يمكن أن تشوب‬
‫إألوىل‪ ،‬عىل أن نخصص إلفقرة إلثانية للتطرق للثغرإت أو إلنقائص ي‬
‫إلمغرئ يف ؤطار تنظيمه لجريمة إلغدر‪.‬‬
‫ري‬ ‫إلت جاء بها إلتشي ع‬
‫بعض إلمقتضيات ي‬

‫إلقانون لجريمة إلغدر‬


‫ي‬ ‫إلفقرة إألول‪ :‬إلتنظيم‬
‫إلجنائ‪،‬‬
‫ي‬ ‫إلفصلي ‪ 033‬و ‪ 033‬من إلقانون‬
‫ر‬ ‫إلمغرئ جريمة إلغدر بمقتض‬
‫ري‬ ‫نظم إلمشع‬
‫عموم ومن يف حكمه‪ ،‬بتحصيل إلضإئب أو‬
‫ي‬ ‫ويقصد بالغدر بشكل عام قيام موظف‬
‫إلرسوم أو إلعوإئد أو إلغرإمات أو نحوها‪ ،‬بطلب أو أخذ ما ليس مستحقا أو ما يزيد عن‬
‫إلمستحق مع علمه بأن ما يقوم به خارج نطاق إلقانون‪ ،26‬ولقيام جريمة إلغدر إلبد من‬
‫إلفصلي ‪ 033 ,033‬من إلقانون‬
‫ر‬ ‫إلقانوئ إلمنظم لها يف‬
‫ي‬ ‫توفر ثالثة أركان‪ ،‬فإىل جانب ركنها‬

‫‪-24‬ؤهظشالفصلين ‪ 243‬و‪ 244‬مً مجمىعت اللاهىن الجىائي اإلاغشبي‪.‬‬


‫‪25‬ؤهىسعمشوس ي و ؤمجذ عمشوس ي ‪":‬حشائم ألامىاٌ العامت وحشائم الششىة‪ -‬في طىء الفله وكظاء الىلع‪-‬الىظشٍت الحذًثت للمىظف العام‪ -‬ػبُعت‬
‫اإلااٌ العام في هؼاق الخإجُم"‪ ،‬داسالفىشالجامعي‪ 30،‬شاسع ظىجير‪ ،‬ؤلاظىىذسٍت‪ ،‬الؼبعت غيرمعلشوفت‪ ،‬الصفحت ‪.190‬‬
‫‪ -26‬ؤششف الصابشي‪" :‬العُاظت الجىائُت في مىاحهت حشائم الفعاد اإلاالي وؤلاداسي"‪ ،‬الؼبعت ألاولى‪ ،‬داسالللم بالشباغ‪ ،‬ػبعت ‪ ،2021‬ص ‪ 219‬و‪.220‬‬

‫‪15‬‬
‫بالجائ (أوإل)‪ ،‬مما يفيد أن هذه إلجريمة تعد من من‬
‫ي‬ ‫إلجنائ‪ ،‬وإلمتضمن لصفة مرتبطة‬
‫ي‬
‫معي‬
‫إم ر‬
‫إلت إل بد منها‪ ،‬هناك ركن مادي يتمثل يف قيام إلموظف بنشاط ؤجر ي‬
‫جرإئم إلصفة ي‬
‫إلجنائ‪ ،‬لتوقيع إلعقوبة‬
‫ي‬ ‫(ثانيا)‪ ،‬وركن معنوي (ثالثا) يتحقق يتوفر عنض إلقصد‬
‫إلت تمس‬
‫إلت سيسلط عليها إلضوء يف هذه إلجريمة ي‬
‫وه إألركان ي‬
‫إلمنصوص عليها قانونا‪ ،‬ي‬
‫بالثقة إلعامة يف إلوظيفة‪.‬‬

‫إلجان يف جريمة إلغدر‬


‫ي‬ ‫أوإل‪ :‬صفة‬
‫‪27‬‬
‫إألساس يف‬
‫ي‬ ‫ه إلركن‬
‫يجب أن يكون إلفاعل قاضيا أو موظفا عموميا ‪ ،‬فالصفة ي‬
‫جريمة إلغدر‪ ،‬شيطة أن يكون إلفاعل مختصا بالتحصيل بغض إلنظر عن أن هذإ‬
‫إلرئيش أو كان جيءإ منه‪ ،‬فإن لم تكن للفاعل هذه إلصفة أو‬
‫ي‬ ‫إلتحصيل يرجع إلختصاصه‬
‫كانت له ولم يكن له أي قدر من إإلختصاص‪ ،‬كالشخص إلذي ينتحل صفة إلموظف‬
‫إلعموم‪ ،‬أو صاحب مهنة حرة يطالب بأتعاب تزيد عىل ماهو مستحق‪ ،‬فال تتحقق هنا‬
‫ي‬
‫جريمة إلغدر‪.28‬‬

‫ثانيا‪ :‬إلركن إلمادي‬


‫إلجنائ يتضح لنا أن إلركن إلمادي يف‬
‫ي‬ ‫باستقرإئنا لمقتضيات إلفصل ‪033‬من إلقانون‬
‫أساسيي‪:29‬‬
‫ر‬ ‫جريمة إلغدر يتكون من عنضين‬

‫‪ -1‬طلب أو أخد أو فرض أو أمر بتحصيل ماليس مستحقا أو يتجاوز‬


‫إلمستحق‪:‬‬

‫غب مستحق يتوإفر لنا إلسلوك إلمكون للركن إلمادي‪ ،30‬فالطلب هو‬
‫بمجرد طلب ر‬
‫نفش‪ ،‬أما إألخد فيعت به إحتباس ما قد يكون قدم خطأ رغم‬
‫ي‬ ‫سلوك مادي ذو مضمون‬

‫‪ 27‬الفصل ‪ 224‬مً مجمىعت اللاهىن الجىائي ‪ٌ" :‬عذ مىظفا عمىمُا‪ ،‬في جؼبُم ؤحيام الدششَع الجىائي‪ ،‬ول شخص هُفما واهذ صفخه‪ٌ ،‬عهذ إلُه في‬
‫حذود معُىت بمباششة وظُفت ؤو مهمت ولى مؤكخت بإحشوَعاهم بزلً في خذمت الذولت‪ ،‬ؤو اإلاصالح العمىمُت ؤو الهُئاث البلذًت‪،‬ؤو اإلاؤظعاث‬
‫العمىمُت ؤو مصلحت راث هفع عام‪"....‬‬
‫‪28‬ؤبى ظالم الحؼاب ‪" :‬الىحيزفي الجشائم اإلاالُت"‪ ،‬الىاششداسآلافاق اإلاغشبُت لليششوالخىصَع‪،‬شاسع دمحم العادط‪،‬إكامت الىصش‪ -‬الشلت‪ – 1‬الذاس‬
‫البُظاء‪ ،‬مؼبعت ألامىُت‪-‬الشباغ‪ ،‬الصفحت ‪.37‬‬
‫‪29‬الفصل ‪ 243‬مً اللاهىن الجىائي اإلاغشبي‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫تبيان وجه إلخطأ يف تقديمه وهذإ سلوك مادي بحت‪ ،‬وإليليم ؤىل جانب إلطلب أو إألخذ‬
‫أن يكونا لحساب إلطالب أو إألخذ ‪ ،‬أو إألمر فالقانون لم يشبط هذإ إلشط وإنما قرر‬
‫إلعقاب عىل إلطلب أو إألخذ أو إألمر مجردين ولو أثبت كل إلمبلغ إلمأخوذ يف إألورإق‬
‫إلرسمية وورد للخيإنة‪ ،‬أي سوإء أكان لإلدإرة إلعامة أو لألفرإد إلذين يحصل لحسابهم أو‬
‫لنفسه‪.‬‬

‫‪ -2‬موضوع إلطلب أو إألمر بالتحصيل‬

‫إليليم إلقانون أن يكون محل إلطلب أو إألخذ أو إألمر بالتحصيل شيئا معينا مثل‬
‫سء يطلب أو يأخذه ويتلقاه‬
‫(رسوم أو ضإئب ) وإنما ترك إلمشع إلمحل‪ ،‬عىل أي ي‬
‫غب مستحق أو تجاوز إلمستحق وترك إلباب‬ ‫إلعموم مع علمه أنه ر‬
‫ي‬ ‫إلقاص أو إلموظف‬
‫ي‬
‫سء مثل إلرسوم أو إلغرإمات أو إلعوئد أو إلضإئب‪...‬‬
‫مفتوحا ليشمل أي ي‬

‫‪ -‬لفائدته إلشخصية‪ ،‬كما لو تلف إلموظف رإتبا أو تعويضات وهو يعلم أنه إل‬
‫إلقضائ مبلغا يفوق مستحقاته‪.‬‬
‫ي‬ ‫يستحقها‪ ،‬وكذإ ؤذإ تسلم إلعون‬

‫‪ -‬لفائدة إؤلدإرة‪ ،‬كالموظف إلذي يطلب مبالغ ر‬


‫غب مستحقة أو تتجاوز‬
‫إلمستحق عند إستخالص إلغرإمات أو إلرسوم مثال‪.‬‬

‫‪ -‬لفائدة إألفرإد‪ ،‬كما لو طالب موظف باستخالص مبلغ لفائدة محكوم له‬
‫غب مستحق أو يتجاوز إلمبلغ إلمحكوم به‪.31‬‬
‫سوإء كان ر‬

‫ثالثا‪ :‬إلركن إلمعنوي‬

‫غب مستحق‪ ، "...32‬يتضح جليا أن جريمة‬


‫تعبب إلمشع "‪ ...‬ما يعلم أنه ر‬
‫إستنادإ عىل ر‬
‫يكف لقيام هذه إلجريمة إلقصد إلعام‬
‫ي‬ ‫إلغدر تدخل يف مضمار إلجرإئم إلعمدية‪ ،‬حيث‬
‫‪ 30‬ؤششف الصابشي‪ ،‬مشحع ظابم‪ ،‬ص ‪.120‬‬
‫‪31‬هىزش بىععشٍت‪ " :‬هحى ظُاظت حىائُت مالئمت إلايافحت الفعاد" ؤػشوحت لىُل الذهخىساه في العلىم اللاهىهُت‪ ،‬حامعت دمحم الخامغ‪-‬الشباغ‪ ،‬ولُت‬
‫العلىم اللاهىهُت والاكخصادًت والاحخماعُت‪ -‬ؤهذاٌ‪ ،‬العىت الجامعُت ‪،2019/2020‬ص ‪.53‬‬

‫‪17‬‬
‫إلجنائ إلخاص‪ ،‬كأن يكون عالما بأن ما يطلب تحصيله أو‬
‫ي‬ ‫فقط دون إلحاجة ؤىل إلقصد‬
‫غب مستحقة أو متجاوز‬
‫غبها مما لها صفة‪ ،‬عمومية ر‬
‫يتلقاه من إألفرإد كالضإئب أو ر‬
‫باف إألركان إألخرى تقوم جريمة إلغدر‪،33‬‬
‫إلجنائ و تحققت ي‬
‫ي‬ ‫للمستحق‪ ،‬ومت توفر إلقصد‬
‫عموم من إختصاصه‬
‫ي‬ ‫فالعلم من جهة ينصب عىل إلصفة إلخاصة للفاعل كموظف‬
‫تحصيل إألعباء إلمالية إلعامة‪ ،‬أو إألمر بتحصيلها‪ ،‬ومن جهة أخرى عىل أن ما يطلب‬
‫غب مستحق أو‬
‫غبها مما له صفة إلعمومية ر‬
‫تحصيله أو يتلقاه من إألفرإد كضإئب أو ر‬
‫متجاوز للمستحق‪ ،‬فإن إنتفت هذه إلصفة‪ ،‬وإن توفرت فيه صفة إؤلجبار إنتفت إلجريمة‪،‬‬
‫إلمحامي‪ ،‬أما إؤلرإدة فيجب أن تتجه ؤىل‬
‫ر‬ ‫كما هو إلشأن بالنسبة للمبالغ إلمستحقة لنقابات‬
‫غب إلمستحق‪ ،‬أو تلقيه‪ ،‬أو إألمر بتحصيله‪ ،‬فإذإ لم تتجه لذلك فإن إلجريمة إل‬
‫طلب ر‬
‫تقوم‪.34‬‬

‫إلمغرن‬ ‫إلفقرة إلثانية‪ :‬ثغرإت أو نقائص ر‬


‫إلتشي ع‬
‫ي‬

‫إلمغرئ إحبم‪ ،‬بشكل عام‪ ،‬إلقوإعد إلشكلية‬


‫ري‬ ‫عىل إلعموم يمكن إلقول ؤن إلتشي ع‬
‫غب أنه ما يالحظ بخصوص‬
‫إلمتضمنة باإلتفاقيات إلدولية إلمعنية بمكافحة إلفساد‪ ،‬ر‬
‫إلت إعتمدها إلمشع يف ؤطار جريمة ؤساءة إستغالل إلوظائف إلوإردة يف‬
‫إلصورة ي‬
‫إإلتفاقيات إلمذكورة هو إستعماله مصطلح "إلغدر" وإلحق فيما يبدو أن كلمة أو مصطلح‬
‫"إلغدر" ليس موحيا بما فيه إلكفاية يف إلدإللة عىل مفهوم إلجريمة‪ ،‬فهو من ناحية ليس‬
‫من إلجنس إللغوي إلمكون إلركنها إلمادي كما جرت إلعادة يف تسميات إلجرإئم ‪-‬من باب‬

‫‪32‬الفصل ‪243‬مً م ق ج‪.‬‬


‫‪33‬املخخاساعمشه‪ " :‬الىحيزفي اللاهىن الجىائي العام وجؼبُلاجه بلشاساث محىمت الىلع"‪ ،‬مؼبعت ‪ Bucephale‬الؼبعت الثالثت ‪، 2018‬الشباغ‪ ،‬ص ‪-65‬‬
‫‪.66‬‬
‫‪34‬ؤبى معلم الحؼاب‪ :‬مشحع ظابم‪ ،‬ص ‪.33‬‬

‫‪18‬‬
‫تلف أو‬
‫إلوضوح عىل إألقل‪ ،-‬ومن ناحية أخرى فالغدر نعت لسلوك إلموظف يف طلب أو ي‬
‫فرض ليس مستحقا من ضإئب أو رسوم‪ ،‬لكنه ليس إلسلوك ذإته وإل أحد مكوناته‪. 35‬‬

‫إلمغرئ لنهج‬
‫ري‬ ‫تبت إلمشع‬
‫ويمكن إلقول أيضا أن من ربي إلثغرإت من وجهة نظرنا هو ي‬
‫إلعموم دون‬
‫ي‬ ‫إلت خصت جريمة ؤساءة إستغالل إلوظائف بالموظف‬
‫إإلتفاقية إألممية‪ ،‬ي‬
‫وإلت‬
‫إؤلفريف ي‬
‫ي‬ ‫إآلشخاص إآلخرين من إلقطاع إلخاص‪ ،‬عىل عكس ما تبنته إتفاقية إإلتحاد‬
‫وسعت نطاق تطبيق هذه إلجريمة لتشمل آشخاص من إلقطاع إلخاص‪ ،‬بحيث يمكن‬
‫إلموإطني من أجل‬
‫ر‬ ‫مكلفي بتحصيل مبالغ من‬
‫ر‬ ‫تصور قيام هذه إلجريمة عند إرتكاب أجرإء‬
‫تسبها شكات خاضعة للقانون إلخاص‪ ،‬يف‬
‫لت ر‬
‫إإلستفادة من خدمات إلمرإفق إلعمومية إ ي‬
‫إلتدبب إلمفوض مثال‪.‬‬
‫ر‬ ‫ؤطار‬

‫وبخصوص متابعة مرتكب جريمة إلغدر‪ ،‬يمكن إؤلشارة ؤىل مجموعة من إلثغرإت عىل‬
‫إلت تحد‬
‫مستوى إلقانون وإلممارسة تؤدي ؤىل إؤلفالت من إلمتابعة‪ ،‬وتتجىل هذه إلثغرإت ي‬
‫يىل‪:‬‬
‫من تحريك مسطرة إلمتابعة عىل إلخصوص يف ما ي‬

‫‪ ‬عدم إلتنصيص عىل مدد خاصة لتقادم إلدعوى إلعمومية وإلعقوبات‬


‫إلمقررة‪ ،‬وهو ما يتناف مع ما حثت عليه إإلتفاقيات وخاصة إتفاقية إألمم إلمتحدة‬
‫لمكافحة إلفساد وإإلتفاقية إلعربية لمكافحة إلفساد‪ ،36‬بحيث أكدتا عىل ضورة‬
‫تحديد إلدول لمدد تقادم أطول‪ ،‬حيث تشي عىل هذإ إلتقادم أحكام إلقوإعد‬
‫إلعامة إلمنصوص عليها يف قانون إلمسطرة إلجنائية‪.‬‬

‫‪ ‬ؤعمال مساطر إلقضاء إلعادي يف إلتحري وإلبحث وإلتحقيق للتصدي‬


‫تتمب أساسا بطابع إلشية إلمؤدي ؤىل صعوبة إؤلثبات‪.‬‬ ‫ألفعال إلفساد‪ .‬ي‬
‫إلت ر‬

‫‪ -35‬دمحم العشوص ي‪ ،‬مشحع ظابم‪ ،‬ص ‪.86‬‬


‫‪ -36‬اإلاادة العادظت مً الاجفاكُت العشبُت إلايافحت الفعاد‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ ‬غياب مسطرة خاصة باألدلة إلمتعلقة بجرإئم إلفساد ي‬
‫إلت تبف خاضعة‬
‫للقاعدة إلعامة يف ؤطار إلمسطرة إلجنائية نظرإ لعدم وجود قانون خاص بهذه‬
‫إلجرإئم‪.‬‬

‫ر‬
‫وإلتشيعات‬ ‫إلمغرن‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫إلمبحث إلثان‪ :‬عقاب جريمة إلغدر ف ر‬
‫إلتش‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫إلمقارنة‬
‫حتى ٌتم تشخٌص عموبة جرٌمة استغالل الوظائف أو كما اصطلح علٌها المشرع المغربً‬
‫لمنا بتحلٌل هذه العموبة فً المانون الجنائً المغربً وسٌاسة المشرع فً وضعها ضمن‬
‫(مطلب أول)‪ .‬مع دراسة التشرٌعٌن األردنً والتشرٌع الفرنسً فً كٌفٌة التنصٌص على‬
‫هذه الجرٌمة دون أن نغفل عن إغناء هذا العرض بجدول ٌتناول عموبة هذه الجرٌمة فً‬
‫بعض الدول‪.‬‬

‫إلمغرن‬ ‫إلمطلب إألول‪ :‬عقوبات جريمة إلغدر ف ر‬


‫إلتشي ع‬
‫ي‬ ‫ي‬

‫إلت يرتكبها إلموظفون إلعموميون‬ ‫تعتب جريمة إلغدر من ربي إلجرإئم إلعمدية ي‬
‫ر‬
‫إلماىل‪ .‬و من أجل‬
‫ي‬ ‫إلمكلفون بتحصيل إلرسوم وإلضإئب‪ .‬ي‬
‫فه تدخل يف فئة جرإئم إلفساد‬
‫إلمغرئ بفرض عقوبات جنائية وغرإمات مالية وهو ما‬
‫ري‬ ‫إلتصدي لهذإ إلفعل قام إلمشع‬
‫سوف نعرج عليه من خالل (إلفقرة إألوىل)‪ .‬عىل أن يتم إلحديث عن تقيم إلسياسة‬
‫إلمغرئ يف (إلفقرة إلثانية)‪.‬‬
‫ري‬ ‫إلجنائية إلمتخذة من قبل إلمشع‬

‫‪20‬‬
‫إلفقرة إألول‪ :‬إلعقوبة إألصلية وإؤلضافية يف جريمة إلغدر‬
‫وه إلمنصوص عليها يف‬
‫إلمغرئ لجرإئم إلغدر عقوبات أصلية ي‬
‫ري‬ ‫قرر إلمشع‬
‫ه إلمنصوص عليه يف‬
‫إلفصول ‪ 033‬و‪033‬و ‪ ،038‬ثم عقوبات ؤضافية ي‬
‫إلمغرئ‪.‬‬
‫ري‬ ‫إلجنائ‬
‫ي‬ ‫إلفصول ‪036‬و‪ 037‬من إلقانون‬

‫إلت‬
‫من خالل هذه إلفقرة سوف نحاول إلحديث عن إلعقوبات إألصلية ي‬
‫قررها إلمشع لجريمة إلغدر (أوإل)‪ .‬ثم ر‬
‫نبي إلعقوبات إؤلضافية إلمطبقة عىل‬
‫إألشخاص إلدين يقبفون هذه إلجريمة (ثانيا)‪.‬‬

‫أوإل‪ :‬إلعقوبات إألصلية‬

‫إلمغرئ وبعد إستقرإء إلفصول إلخاصة بجريمة إلغدر نالحظ‬


‫ري‬ ‫ؤن إلمشع‬
‫صورتي للعقوبات إألصلية يختلفان يف مدتها ومقدإرها وطبيعتها‬
‫ر‬ ‫مب ربي‬
‫أنه ر‬
‫إلت يرتكبونها‪.‬‬
‫وإألشخاص ي‬

‫إلفصلي‬
‫ر‬ ‫وه إلمقرر للجريمة إلمنصوص عليها يف‬
‫ي‬ ‫فالصورة إألول‪:‬‬
‫‪37‬‬
‫سنتي ؤىل خمس سنوإت‬
‫ر‬ ‫وه إلحبس من‬
‫ي‬ ‫‪،‬‬ ‫إلجنائ‬
‫ي‬ ‫إلقانون‬ ‫من‬ ‫‪033‬‬ ‫و‬ ‫‪033‬‬
‫وغرإمة من خمسة أإلف درهم ؤىل مائة ألف درهم‪ ،‬مع مضاعفة هذه إلعقوبة ؤذإ‬
‫كان إلمبلغ إلمتحصل من جريمة إلغدر يفوق مائة ألف درهم‪ ،‬حيث تصبح‬

‫‪37‬‬
‫‪ -‬الفصل ‪ 033‬من مجموعة المانون الجنائً المغربً " ٌعد مرتكبا للغدر‪ ،‬وٌعالب بالحبس من سنتٌن إلى خمس وبغرامة من خمسة آالف على‬
‫مائة درهم‪ ،‬كل لاض أو موظف عمومً طلب أو تلمى أو فرض أوامر بتحصٌل ما ٌعلم أنه غٌر مستحك أو أنه ٌتجاوز المستحك‪ ،‬سواء كان‬
‫لإلدارة العامة أو األفراد الذٌن ٌحصل لحسابهم أو لنفسه خاصة‬
‫‪ -‬تضاعف العموبة إذا كان المبلغ ٌفوق مائة ألف درهم‬

‫‪21‬‬
‫إلعقوبة إلحبس من أرب ع سنوإت ؤىل عش سنوإت وإلغرإمة من عشة أإلف درهم‬
‫مائت ألف درهم‪.38‬‬
‫ي‬ ‫ؤىل‬

‫قاص أو‬
‫ي‬ ‫سالف ذكر فإن هذه إلعقوبة تطبق عىل كل‬
‫ي‬ ‫إلفصلي‬
‫ر‬ ‫حسب‬
‫عموم أوذي سلطة عامة أمر بتحصيل إلجبايات وإلرسوم‪ .‬سوإء قام‬
‫ي‬ ‫موظف‬
‫غب مستحق أو يتجاوز إلمستحق بشكل مخالف لما هو مقرر‬
‫بتحصيل ما هو ر‬
‫إلتسلسىل لألشخاص إلذي يعمل‬ ‫ي‬ ‫للقانون‪ .‬وسوإء قام بالفعل بأمر رئيسه‬
‫إلعموم بجريمة إلغدر‪ .‬ؤذإ قام بإعفاء‬
‫ي‬ ‫لحسابهم أو لنفسه‪ .‬كذلك يتابع إلموظف‬
‫أحد إألشخاص من وإجباته إلضيبة شوإء كليا أو جيئيا‪.‬‬

‫إلمغرئ‬
‫ري‬ ‫إلجنائ‬
‫ي‬ ‫وحيث أنه وبالرجوع مرة أخرى للفصل ‪ 033‬من إلقانون‬
‫نجد أن إلعقوبة إلمقررة للجريمة إلغدر إلذي يقوم به إلموظفون إلعموميون‬
‫ويعتب مشاركا يف جريمة‬
‫ر‬ ‫تمتد حت للشخص إلذي يستفيد من هذإ إؤلعفاء‬
‫إلغدر‪.‬‬

‫إلمعت يف هذه إلصورة إلثانية من جريمة إلغدر‪ .‬هو‬


‫ي‬ ‫أما إلصورة إلثانية‪ ،‬ؤن‬
‫عموم أخد أو تلف أية فائدة يف عقد أو دإللة عىل مؤسسة يتوىل‬
‫ي‬ ‫كل موظف‬
‫إؤلشإف عليها وقام بتحصيل مبالغ مالية لحسابه سوإء بنفسه أو بوإسطة أحد‬
‫إألشخاص‪ .‬فإنه يعاقب بالجريمة إلمنصوص عليها يف إلفصل ‪ 038‬من إلقانون‬
‫وه إلسجن من خمس سنوإت ؤىل عش سنوإت‪ ،‬وإلغرإمة من خمسة‬
‫إلجنائ‪ ،‬ي‬
‫ي‬
‫أإلف درهم ؤىل مائة ألف درهم‪ .‬أما ؤذإ كانت إلفائدة ي‬
‫إلت حصل عليها تقل عن‬

‫‪38‬‬
‫‪ -‬الحطاب أبو مسلم " المختصر فً األموال دراسة تحلٌلٌة ونمدٌة فً ظل المانون المغربً والمانون الممارن" مكتبة الرشاد سطات‪ ،‬طبعة سنة‬
‫‪ ،0202‬ص ‪.38‬‬

‫‪22‬‬
‫مائة ألف درهم فإن إلعقوبة تكون إلحبس من سنة ؤىل خمس سنوإت‪ ،‬وإلغرإمة‬
‫خمسي ألف درهم‪.39‬‬
‫ر‬ ‫ألف درهم ؤىل‬
‫من ي‬

‫ثانيا‪ :‬إلعقوبات إؤلضافية للجريمة إلغدر‬

‫صنفي من هذه‬
‫ر‬ ‫إلجنائ عىل‬
‫ي‬ ‫نص إلمشع يف إلفصل ‪ 037‬من إلقانون‬
‫وجوئ وبعضها جوإزي‪:‬‬
‫ري‬ ‫إلعقوبات‪ ،‬بعضها‬

‫فالوجوئ هو إلغرإمة‪ ،‬وإلمصادرة لألموإل‪ ،‬وإلقيم إلمنقولة وإلممتلكات‬


‫ري‬
‫وإلعائدإت‪ ،‬كليا أو جيئيا‪ ،‬ومن يد أي شخص كان أيا كان إلمستفيد منها‪ ،‬يف حالة‬
‫إلحكم بعقوبة جنائية مما تنص عليه إلفقرتان إألوىل وإلثانية من إلفصل ‪،038‬‬
‫وتمتد ؤىل ما هو متحصل من ؤرتكاب إلجرإئم إلمنصوص عليها يف إلفصول ‪033‬‬
‫و ‪ 033‬و‪ ،038‬من يد أي شخص كان وأيا كان إلمستفيذ منه‪.‬‬

‫أما إلجوإزي‪ ،‬فهو إلحرمان من وإحد أو ر‬


‫أكب من إلحقوق إلمنصوص عليها‬
‫إلجنائ‪ ،‬لمدة إل تقل عن خمس سنوإت وإل تزيد عىل‬
‫ي‬ ‫يف إلفصل ‪ 32‬من إلقانون‬

‫عش سنوإت‪ .‬وإلحرمان أيضا من ي‬


‫توىل إلوظائف أو إلخدمات إلعامة لدة تزيد‬
‫عن عش سنوإت‪ ،‬وذلك يف حالة إلحكم بعقوبة جنحية‪ ،‬وتكون إلعقوبة‬
‫إلمحكوم بها جنحية‪ ، ،‬ؤذإ كانت تبإوح ربي شهر وخمس سنوإت حبسا أو سماها‬
‫إلمشع به‪ ،‬بضف إلنظر عن طبيعة إلجريمة إلمبتبة عليها‪ ،‬أي سوإء كانت‬
‫إلجريمة إلمعاقب عليها جنحة بطبيعتها أو أن مقبفها قد متع ببعض ظروف‬
‫‪39‬‬
‫‪ -‬الفصل ‪ : 038‬كل موظف عمومً أخد أو تلمى أٌة فائدة فً عمد أو داللة أو مإسسة أو إستغالل مباشرة أو ٌتولى اإلشراف علٌه كلٌا أو‬
‫جزئٌا أث ناء إرتكابه الفعل سواء لام بذلن صراحة أو بعمل صوري أو بواسطة غٌره‪ٌ ،‬عالب بالسجن من خمس سنوات إلى عشر سنوات وبغرامة‬
‫من خمسة أالف درهم إلى مائة ألف درهم‪.‬‬
‫وتطبك نفس العموبة على كل موظف عام حصل على فائدة من عملٌة كلف بتسٌٌر الدفع أو إجراء التصفٌة بشؤنها‪ ،‬إذا كانت لٌمة الفائدة التً تم‬
‫الحصول علٌها تمل عن مائة ألف درهم فإن الجانً ٌعالب بالحبس من سنة إلى خمس سنوات وبغرامة من ألفً درهم إلى خمسٌن ألف درهم‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫إلتخفيف‪ ،‬نتج عنها إلبول بعقوبة إلجناية ؤىل إلدخول يف نطاق عقوبة إلجنحة‬
‫أي من شهر ؤىل خمس سنوإت حبسا‪.40‬‬

‫إلفقرة إلثانية‪ :‬تقيم إلسياسة إلعقابية بخصوص جريمة إلغدر‬

‫يف إلبدإية وقبل إلتطرق للحديث عن تقيم إلسياسة إلجنائية بالمغرب بخصوص‬
‫إلت يمكن تعرف "بأنها‬
‫إألخبة ي‬
‫ر‬ ‫جريمة إلغدر‪ .‬إل بد أوإل من تعريف إلسياسة إلجنائية‪ ،‬هذه‬
‫إلت تضعها إلدولة من أجل موإجهة إلجريمة وزجر إألفعال‬
‫مجموعة من إلوسائل وآليات ي‬
‫إلتدإبب إلوقائية‬
‫ر‬ ‫إلمرتكبة من خالل تحديد سياسة إلتجريم وإلعقاب لكل فعل وكذلك‬
‫منها‪.41‬‬
‫إلمغرئ هو إلحد من إلظاهرة‬
‫ري‬ ‫إلت نهجها إلمشع‬
‫ؤن إلهدف من إلسياسة إلجنائية ي‬
‫يحم إلمصالح إلمجتمع‪ ،‬حيت قام إلمشع‬
‫ي‬ ‫إؤلجرإمية بوإسطة نظام فعال للتجريم‬
‫إلمغرئ بمالئمة سياسته إلجنائية مع توجهات إلسياسة إلجنائية إلدولية إلمنبثقة عن‬
‫ري‬
‫أحكام إتفاقية إألمم إلمتحدة لمكافحة إلفساد‪.‬‬
‫غب‬
‫إلمغرئ جرم فعل إلغدر من خالل إلحصول عىل إلفوإئد ر‬
‫ري‬ ‫حيث نجد إلتشي ع‬
‫إلعموم مما يلحق ضر بمصلحة إلمؤسسة أو إؤلدإرة وإألفرإد‬
‫ي‬ ‫إلقانونية من طرف إلموظف‬
‫إلمغرئ لم يجرم ؤساءة إستغالل‬
‫ري‬ ‫وبالتاىل فالمشع‬
‫ي‬ ‫إلدين يقوم بتحصيل إلضإئب منهم‪،‬‬
‫إلوظائف بشكل مباش كما يف إلمادة ‪ 89‬من إإلتفاقية إألممية لمكافحة إلفساد‪ .‬برغم من‬
‫إلجنائ‬
‫ي‬ ‫كونه نص عىل إلجريمة إلغدر مند قانون ‪ 8960‬إلمتعلق بمجموعة إلقانون‬
‫إلمغرئ وكان إؤلختصاص يف هذه إلجريمة ينعقد للمحاكم إؤلبتدإئية ؤذإ كانت إلجريمة‬
‫ري‬
‫سنتي ؤىل خمس سنوإت يف إلصورة إألوىل وتضاعف إلعقوبة ؤذإ‬
‫ر‬ ‫إلمرتكبة جنحة أي من‬
‫تجاوز إلمبلغ ‪ 822222‬أللف درهم‪ ،‬أما إلصورة إلثانية من هذه إلجريمة فكان إؤلختصاص‬

‫‪40‬‬
‫‪ -‬الفصل ‪ 32‬من المانون الجنائً المغربً‪ٌ " :‬جوز للمحاكم فً الحاالت التً ٌحددها المانون‪ ،‬إذا حكمت بعموبة جنحٌة أن تحرم المحكوم علٌه‪،‬‬
‫لمدة تتراوح بٌن سنة وعشر سنوات‪ ،‬من ممارسة حك أو عدة حموق من الحموق الوطنٌة أو المدنٌة أو العائلٌة المنصوص علٌها فً الفصل ‪.06‬‬
‫‪ٌ -‬جوز أٌضا للمحاكم أن تطبك ممتضٌات الفمرة األولى من هذا الفصل إن حكمت بعموبة جنحٌة من أجل جرٌمة إرهابٌة"‬
‫‪41‬‬
‫‪ -‬كوثر بوعسرٌة‪ ،‬مرجع سابك ‪ ،‬ص ‪.88‬‬

‫‪24‬‬
‫إعتبت جناية أي من خمس سنوإت ؤىل عش سنوإت‪.‬‬
‫ر‬ ‫فيها للمحاكم إإلستئناف ؤذإ‬
‫إلماىل‬
‫ي‬ ‫فالمغرب من خالل توقيعه عىل إإلتفاقية إألمم إلمتحدة لمكافحة جرإئم إلفساد‬
‫إلماىل من خالل ؤحدإث أقسام‬
‫ي‬ ‫تبت إلقضاء إلمتخصص لمكافحة جرإئم إلفساد‬
‫سارع ؤىل ي‬
‫إلت ينعقد لها إإلختصاص‪ ،‬حيث نجد ضمن هذه‬
‫إلجرإئم إلمالية بمحاكم إإلستئناف ي‬
‫إلت تنظر فيها نجد جريمة إلغدر‪.‬‬
‫إلجرإئم ي‬
‫إلمغرئ أنه نهج سياسة رفع من إلغرإمات إلمالية وتخفيف‬
‫ري‬ ‫يالحظ أن إلمشع‬
‫إلعقوبات إلسالبة للحرية يف جريمة إلغدر‪ .‬وهذإ من شأنها أن يؤدي ؤىل إختالل يف ساسة‬
‫إلتجريم وإلعقاب‪ .‬خاصة بعدما أقر إختصاص أقسام جرإئم إألموإل ومنحها إلبت فقط يف‬
‫إلت يجب أن تفوق مائة ألف‬
‫إلجنايات مع أخده معيار إلقيمة إألموإل إلمتحصل عليها ي‬
‫إلعمومي إلذين يعملون يف إلقطاع‬
‫ر‬ ‫إلموظفي‬
‫ر‬ ‫درهم‪ ،42‬باؤلضافة كذلك عدم إلمساوإة ربي‬
‫إلوظيفة إلعمومية‪.‬‬
‫وتجدر إؤلشارة أن مبدأ إلقضاء إلمتخصص إلذي أخذ به إلمغرب حضه يف إلجنايات‬
‫قضائ‪ .‬كما ؤشتتت إلمشع‬
‫ي‬ ‫إلعمومي إلذين إل يحملون صفة إمتياز‬
‫ر‬ ‫بالموظفي‬
‫ر‬ ‫فقط‬
‫إلمغر ر يئ إلموظفون إلتابعون للسلك إلعسكري من إلمثول أمام هذه إألقسام بل يبف‬
‫إلقضائ بل‬
‫ي‬ ‫إؤلختصاص للمحكمة إلعسكرية‪ .‬وكذلك إألشخاص إلذين لهم صفة إإلمتياز‬
‫يتابعون أمام غرفة إلجنايات بمحكمة إلنقض‪ .‬وهو ما من شأنه إلحيلولة دون إلمطالبة‬
‫إلمتضر باسبجاع أموإله أمام محكمة إلنقض‪.‬‬
‫إألخب نخلص ؤىل أنه رغم أن إلمشع أقر إلقضاء إلمتخصص لنظر يف جرإئم‬
‫ر‬ ‫وف‬‫ي‬
‫غب ذلك حيث نجد إلقضاء إلمختلط هو إلذي يهيمن‪.‬‬
‫إلماىل‪ ،‬لكن إلوإقع أثبت ر‬
‫ي‬ ‫إلفساد‬
‫ألن إلمغرب حاول فقط موإكبة إإلتفاقية إألمم إلمتحدة للمكافحة إلفساد‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫‪ -‬أشرف الصابري‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص‪.803‬‬

‫‪25‬‬
‫وإلفرنس‬ ‫إألردن‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫إلمطلب إلثان‪ :‬جريمة استغالل إلوظائف ف ر‬
‫إلتش‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬

‫إألردئ‬
‫ي‬ ‫إلت خصصها إلمشع‬
‫يتمحور هذ إلمطلب حول درإسة إلموإد إلقانونية ي‬
‫إلت وضعها‬
‫لجريمة ؤساءة إستغالل إلوظائف أو كما عرفها باستثمار إلوظيفة وإلعقوبات ي‬
‫نش من وإقع قانون‬
‫لردعها يف إلفقرة إألوىل‪ ،‬كما تناولنا عقوبة هذه إلجريمة يف إلقانون إلفر ي‬
‫توضيىح لمقارنة عقوبات هذه إلجريمة‬
‫ي‬ ‫لفرنش وكان إلبد من تصميم جدول‬
‫ي‬ ‫إلعقوبات إ‬
‫قوإني عدد من إلدول ضمن إلفقرة إلثانية‪.‬‬
‫ر‬ ‫من خالل قرإءة يف‬

‫إألردن‬ ‫إلفقرة إإلول‪ :‬جريمة إستثمار إلوظيفية ف ر‬


‫إلتشي ع‬
‫ي‬ ‫ي‬

‫إألردئ إلبد من‬


‫ي‬ ‫مضامي عقوبة جريمة إإلستثمار إلوظيفية يف إلتشي ع‬
‫ر‬ ‫للوقوف عىل‬
‫أن نطرق لمفهوم هذإ إلجرم وأركانه وصوإل ؤىل إلعقوبات إلمتعلقة بها‪.‬‬

‫إألساس هو موظف يف إلقطاع‬


‫ي‬ ‫نظرإ إلرتباط جريمة إستثمار إلوظيفية بكون إلفاعل‬
‫إألردئ يف إلمادة‬
‫ي‬ ‫إلعام كان نطرق لتعريف إلموظف إلعام حسب ما أصطلح عليها إلمشع‬
‫‪43‬‬
‫إلت تنص عىل" يعد موظفا بالمعب إلمقصود يف‬
‫ي‬ ‫إألردئ‬
‫ي‬ ‫(‪ )869‬من قانون إلعقوبات‬
‫إلقضان‪ ،‬وكل ضابط من ضباط‬
‫ي‬ ‫عموم يف إلسلك إؤلدإري أو‬
‫ي‬ ‫هذإ إلباب كل موظف‬
‫إلسلطة إلمدنية أو إلعسكرية أو فرد من أفرإدها‪ ،‬وكل عامل أو مستخدم يف إلدولة أو يف‬
‫إلعموم‬
‫ي‬ ‫إألردئ يف تعريفة للموظف‬
‫ي‬ ‫يتي إن إلمشع‬
‫ؤدإرة عامة "من مضمون هذإ إلتعريف ر‬
‫إلمدئ يف إؤلدإرإت إلعامة بل شمل إيضا‬
‫ي‬ ‫إلعاملي يف إلقطاع‬
‫ر‬ ‫إلموظفي‬
‫ر‬ ‫لم يقتض عىل‬
‫إلعاملي يف إلقطاع إلعسكري‪.‬‬
‫ر‬

‫‪43‬‬
‫لانون العموبات رلم ‪ 8962 /86‬وجمٌع تعدٌالته والمنشور فً الجرٌدة الرسمٌة رلم ‪ 8387‬تارٌخ ‪ 8962/8/8‬والمعدل بآخر لانون رلم‬
‫‪ 0288/8‬والمنشور فً الجرٌدة الرسمٌة رلم ‪8292‬‬

‫‪26‬‬
‫إلت تعد من إلجرإئم إلمضة بالمصلحة إلعامة‪ ،‬قد أفرد‬
‫ؤن جريمة إستثمار إلوظيفة ي‬
‫تبي ماهيتها وصورها وعقوباتها‪ ،‬وذلك بالتنصيص عليها يف‬
‫إإلردئ نصوصا ر‬
‫ي‬ ‫لها إلمشع‬
‫إألردئ رقم (‪ )86‬لسنة‪ ، 8962‬باعتبارها من إلجرإئم‬
‫ي‬ ‫إلباب إلثالث من قانون إلعقوبات‬
‫إلت تقع عىل إؤلدإرة إلعامة‪ ،‬حيث أدرجها يف إلفصل إألول منه وإلمعنون بالجرإئم إلمخلة‬
‫ي‬
‫بوإجبات إلوظيفة‪ ،‬وذلك بالنظر ؤىل ما ينجم عن إرتكاب هذه إلجريمة من آثار وأضإر‪،‬‬
‫عىل إلفرد وإلمجتمع من ناحية‪ ،‬وعىل إلوظيفة إلعامة ونيإهتها وحيادها من ناحية أخرى‪،‬‬
‫إألردئ جريمة إستثمار إلوظيفة من إلجرإئم إإلقتصادية بموجب قانون‬
‫ي‬ ‫إعتب إلمشع‬
‫كما ر‬
‫‪44‬‬
‫مما ترتب عىل ذلك بعض إؤلجرإءإت‬ ‫إلجرإئم إإلقتصادية رقم (‪ )02‬لسنة ‪8993‬‬
‫إلمتعلقة بإقامة إلدعوى وإلعقوبة إلمقررة لهذه إلجريمة‪.‬‬

‫تقتض حيازة إلموظف إلعام لما إختلسه‪ ،‬وإذإ كانت‬


‫ي‬ ‫فإذإ كانت جريمة إإلختالس‬
‫غب‬
‫إلعي أو إلمنفعة ؤزإء إلقيام بعمل حق أو ر‬
‫تقتض طلب أو قبول إلنقد أو ر‬
‫ي‬ ‫جريمة إلرشوة‬
‫بغب‬
‫حق‪ ،‬وإذإ كانت جريمة ؤساءة إستعمال إلسلطة تتطلب إستعمال إلسلطة وإلنفوذ ر‬
‫وجه حق‪ ،‬أو إلتهاون بالقيام بوإجبات إلوظيفة‪ ،‬فإن جريمة إستثمار إلوظيفة إل تقوم ؤإل‬
‫إلمادتي (‪-876‬‬
‫ر‬ ‫إألردئ‬
‫ي‬ ‫بتحقق صور معينة‪ ،‬تشكل يف مجملها أركانها وفق ما أقرره إلمشع‬
‫إلت تنص عىل‪:45‬‬
‫إألردئ ي‬
‫ي‬ ‫‪ )878‬من قانون إلعقوبات‬

‫إلمادة ‪ "878‬من وكل إليه بيع‪ ،‬أو رشإء‪ ،‬أو ؤدإرة أموإل منقولة أو ر‬
‫غي منقولة‬
‫لحساب إلدولة أو لحساب ؤدإرة عامة‪ ،‬فاقيف غشا يف أحد هذه إألعمال أو خالف‬
‫ذإن أو مرإعاة لفريق أو ؤضإرإ بالفريق إآلخر أو‬
‫إلب تشي عليها أما لجر مغنم ي‬
‫إألحكام ي‬
‫ؤضإرإ باؤلدإرة إلعامة عوقب باألشغال إلمؤقتة وبغرإمة تعادل قيمة إلضر إلناجم"‬

‫يتضح بأن هذه إلمادة قد إقرت بأن ممارسة إستثمار إلوظيفة يكون من خالل‬
‫للغب أو ؤيقاع إلضر بأحد‬
‫ممارسة إلغش بغرض إلحصول عىل منفعة خاصه ذإتيه إو ر‬

‫‪44‬‬
‫لانون الجرائم االلتصادٌة الصادر فً عدد الجرٌدة الرسمٌة رلم ‪ 3898‬بتارٌخ ‪ 87/23/8993‬الصفحة ‪.700‬‬
‫‪45‬‬
‫مخلد ابراهٌم الزعبً‪ ،‬جرٌمة استثمار الوظٌفة العامة ‪ -‬دراسة ممارنة سنة ‪ ،0288‬دار الثمافة للنشر عملن األردن‬

‫‪27‬‬
‫إلطرفي إو إؤلدإرة إلعامة يعاقب باألشغال إلمؤقتة هنا نرجع للمادة (‪ )88‬من قانون‬
‫ر‬
‫إلب‬
‫ه تشغيل إلمحكوم عليه يف إألشغال ي‬
‫إلت مفادها " إألشغال‪ ،‬ي‬
‫إألردئ ي‬
‫ي‬ ‫إلعقوبات‬
‫تتناسب وصحته وسنه‪ ،‬سوإء يف دإخل مركز إؤلصالح وإلتأهيل أو خارجه"‬

‫ُحددت إلمدة إليمنية لهذه إلعقوبة وفق إلمادة (‪ )02‬من نفس إلقانون سالف إلذكر‬
‫ضمن إلفقرة إلثانية " ؤذإ لم يرد يف هذإ إلقانون نص خاص‪ ،‬كان إلحد إألدن للحكم‬
‫عشين سنة"‪.‬‬‫باألشغال إلمؤقتة وإإلعتقال إلمؤقت ثالث سنوإت‪ ،‬وإلحد إألعىل ر‬

‫باإلئ "‬
‫إألردئ هذه إلجريمة بصورة آخرإ وردت يف إلمادة ‪ 876‬ي‬
‫ي‬ ‫كما تناول إلمشع‬
‫دناني‪:‬‬
‫ر‬ ‫سنتي وبغرإمة أقلها ر‬
‫عشة‬ ‫ر‬ ‫يعاقب بالحبس من ستة أشهر إل‬

‫كل موظف حصل عىل منفعة شخصية من ؤحدى معامالت‬ ‫‪-1‬‬


‫ر‬
‫مباشة أو عىل يد شخص مستعار أو‬ ‫ينتم إليها سوإء أفعل ذلك‬ ‫إلب‬
‫ي‬ ‫إؤلدإرة ي‬
‫باللجوء إل صكوك صورية‪.‬‬
‫إلشطة وإلدرك وسائر متول ر‬
‫إلشطة إلعامة‬ ‫ممثلو إؤلدإرة وضباط ر‬ ‫‪-2‬‬
‫ي‬
‫باشة أو عىل يد شخص‬ ‫ؤذإ أقدموإ جهارإ أو باللجوء إل صكوك صورية ‪46‬م ر‬

‫إلب يمارسون فيها إلسلطة بالحبوب وسائر‬


‫مستعار عىل إإلتجار يف إلمنطقة ي‬
‫غي ما أنتجته أمالكهم‪0.‬‬
‫إلحاجات ذإت إلضورة إألولية ر‬

‫فحسب ما تنص عليه هذه إلمادة تتحقق جريمة إستثمار إلوظيفة ؤذإ كان دإفع إلموظف إلرتكاب‬
‫إلجريمة إلحصول عىل منفعة شخصية وهنا نتحدث عن جنحة صلحيه وهذإ ما ريبر إلتفاوت يف‬
‫‪47‬‬
‫إلعقوبات إلمنصوص عليها‪.‬‬

‫من وإقع ما نصت عليه إلنصوص إلقانونية إلسابقة يمكن تحديد أركان جريمة إستثمار إلوظيفة‬
‫يف‪:‬‬

‫الصك عرف لدٌما ‪:‬الدليل )هو عبارة عن أي أداة لانونٌة مكتوبة تُصدِق أو تإكد على وجود فائدة‪ ،‬حك‪ ،‬أو عمار ُمولًع‪ ،‬موثًك‪ ،‬وفً بعض‬
‫‪46‬‬

‫السلطات المضائٌة مختوم‬


‫صكون صورٌة‪ :‬صكون تتمثّل بربط الفوائد اإلضافٌة أثناء عمر المرض بؤداء سوق األسهم العادٌة‪( .‬مالٌة) المصدر معجم المعانً المولع حسب‬
‫الرابط ‪https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/%D8%B5%D9%83%D9%88%D9%83-‬‬
‫‪%D8%B5%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9/‬‬
‫‪47‬‬
‫علً خطار شنطاوي‪ ،‬المضاء اإلداري األردنً‪ ،‬عمان ‪ ،0227‬دار وائل للطباعة والنشر صفحات ‪88،00،08‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ -8‬إلركن إلمادي ويتمثل يف جريمة إستثمار إلوظيفة بحصول إلموظف إلعام عىل منفعة‬
‫ينتم ؤليها وظيفيا سوإء‬
‫ي‬ ‫إلت‬
‫شخصية من إلوظيفة إلعام من خالل ؤحدى معامالت إؤلدإرة ي‬
‫كان إلحصول عىل تلك إلمنفعة بشكل مباش‪ ،‬أو عن طريق صكوك صورية‪ ،‬أو باستخدإم‬
‫شخص مستعار‪ ،‬فالركن إلمادي لتلك إلجريمة وأثاره إلمادية إلملموسة تتحقق كلما حصل‬
‫إلموظف عىل منفعة شخصية من معامالت إؤلدإرة إل يت يعمل بها‪ ،‬وكذلك يتحقق إلركن‬
‫سء لصالح إلدولة ؤإل أنه قد‬
‫إلمادي لتلك إلجريمة كلما كان إلموظف موكول ؤليه بيع أو شإء ي‬
‫ثبت محاباته ألحد إألطرإف عىل إلطرف إآلخر‪ ،‬أو ثبت قصده إؤلضإر باؤلدإرة إلعامة وكذلك‬
‫ذإئ‪،‬‬
‫ؤذإ إستعمل وسائل إلغش وإلخدإع أثناء بيع وشإء أمالك إلدولة‪ ،‬أو تحصل عىل معلم ي‬
‫وكذلك ؤذإ مارس إلموظف إلعام إلتجارة خاصة يف إألمور إلضورية‪ ،‬أو إلحبوب فكل هذه‬
‫وإلت يقع مرتكبها من‬
‫ي‬ ‫إلوظيف‬
‫ي‬ ‫إألفعال إلمادية تمثل فيها إلركن إلمادي لجريمة إإلستثمار‬
‫إلموظفي إلعموم تحت إلمسائلة إلجنائية‪.‬‬
‫ر‬
‫‪ -0‬إلركن إلمعنوي‪ :‬يتمثل إلركن إلمعنوي يف جريمة إستثمار إلوظيفة‪ ،‬يف إتجاه ؤرإدة إلموظف‬
‫إلعام ؤىل إرتكاب إلركن إلمادي للجريمة مع علمه بما يبتب عىل ذلك من نتيجة ؤجرإمية‬
‫إلسىع فيها فتنضف ؤرإدته ؤىل تحقيق جميع عناض إلجريمة وظروفها‬
‫ي‬ ‫وإضإره عىل‬
‫وشإئطها‪.‬‬

‫إلت إل يشبط فيها قصدإ خاصا لتحققها‪،‬‬


‫نشب ؤىل أن جريمة إستثمار إلوظيفة من إلجرإئم ي‬
‫ويجب أن ر‬
‫إألساسيي‬
‫ر‬ ‫وبالتاىل ؤذإ تحقق إلركنان‬
‫ي‬ ‫يكف توإفر إلقصد إلعام وهو إلحصول عىل إلمنفعة إلشخصية‪،‬‬
‫بل ي‬
‫لجريمة إستثمار إلوظيفة وهما إلركن إلمادي وإلمعنوي تكون إلجريمة قد إكتملت أركانها ويقع إلموظف‬
‫إلعام تحت إلسائلة إلجنائية وفقا لنص (إلمادة ‪ 878‬أو ‪ )876‬من قانون إلعقوبات كل عىل حسب إلقيد‬
‫‪48‬‬
‫وإلوصف إلذي يتم ؤسباغه عىل إلجريمة‪.‬‬

‫إألردئ ظرف إلتخفيف من خالل ما قرر يف إلمادة (‪ )877‬من قانون إلعقوبات حيث‬
‫ي‬ ‫كما أدرك إلمشع‬
‫نصت عىل أنه " يف جميع إلجرإئم إلسابقة وإلوإردة يف هذإ إلفصل ؤذإ أخذت إلمحكمة بأسباب‬
‫إلتخفيف إلتقديرية فال يجوز لها تخفيض إلعقوبة ؤل أقل من إلنصف "‪.49‬‬

‫‪48‬‬
‫بخباز عبد هللا ‪ ،‬جرٌمة أخذ فوائد بصفة غٌر لانونٌة‪ :‬دراسة ممارنة‪ 0287،‬دار الفجر للنشر‪ ،‬الصفحات ‪63،63‬‬
‫‪49‬‬
‫إشارة إلى الفصل األول الجرائم المخلة بواجبات الوظٌفة من الباب الثالث الجرائم التً تمع على اإلدارة العامة من لانون العموبات األردنً رلم‬
‫‪86‬‬

‫‪29‬‬
‫إلتميب إألردنية (محكمة إلنقض) فيما يتعلق بجريمه‬
‫ر‬ ‫نورد هنا إجتهادإت محكمة‬
‫إستثمار إلوظيفة‬

‫إلتميب بصفتها إلجيإئية رقم ‪ 938‬لسنة ‪ 0222‬وإلذي‬


‫ر‬ ‫حكم محكمة‬ ‫‪‬‬
‫يىل‪:‬‬
‫جاء فيه ما ي‬

‫"وحيث أن ؤقدإم إلموظف إلعام عىل نزع إلطوإبع إلملصقة عىل جوإز إلسفر إلمسلم‬
‫تأشبة دخول بمقابل‪ ،‬يشكل جرم إستثمار إلوظيفة‬
‫ر‬ ‫ؤليه بحكم وظيفته وإلصاقها عىل‬
‫بالمعت إلمقصود بالمادة ‪ 8/876‬من قانون إلعقوبات وليس جرم إستعمال طوإبع‬
‫مستعملة بالمعت إلمقصود بالمادة ‪088‬من قانون إلعقوبات"‪.‬‬

‫إلتميب بصفتها إلجيإئية رقم ‪ 938‬لسنة ‪ 0283‬وإلذي‬


‫ر‬ ‫حكم محكمة‬ ‫‪‬‬
‫يىل‪ ":‬إستثمار إلوظيفة بحدود إلسادة ‪ 8/876‬من قانون إلعقوبات كما‬
‫جاء فيه ما ي‬
‫إنته ؤىل ذلك إلقرإر إلمطعون فيه"‬

‫إلممب إلمتمثل بقبضه مبالغ مالية عىل شكل حلوإن من أصحاب‬


‫ر‬ ‫وحيث أن إلمتهم‬
‫إلمعامالت بعد ؤتمامها‪ ،‬تشكل سائر إركان وعناض جرم إستثمار إلوظيفية بحدود إلمادة‬
‫‪50‬‬
‫‪ 876 /8‬من قانون إلعقوبات‪.‬‬

‫غي قانونية ف ر‬
‫إلتشي ع‬ ‫إلفقرة إلثانية‪ :‬جريمة أخذ فوإئد بصفة ر‬
‫ي‬
‫إلفرنس‬
‫ي‬
‫إلفرنش عىل هذه إلجريمة يف إلمادة ‪ 878‬من إلقانون إلذي وضعه‬
‫ي‬ ‫نص إلمشع‬
‫وإلملىع بقانون إلعقوبات‬
‫ي‬ ‫‪ Bonaparte‬يف سنة ‪8882‬‬ ‫نابليون بونابرت‪Napoleon‬‬
‫إلفرنش يف إلجيء‬
‫ي‬ ‫حب إلتنفيذ يف إلفاتح مارس ‪ ،8993‬أوردها إلمشع‬
‫إلجديد إلذي دخل ر‬

‫‪50‬‬
‫دمحم إسماعٌل حنفً‪ ،‬جرٌمة استثمار الوظٌفً‪ ،‬مولع حماة الحك ‪_Toc90321830 https://jordan-lawyer.com/2011/06/05/‬‬

‫‪30‬‬
‫يىع من قانون إلعقوبات يف إلكتاب إلرإبع إلذي يضم إلجرإئم ضد إألمة وإلدولة‬
‫إلتش ي‬
‫إلعموم‪ ،‬يف إلعنوإن إلثالث إلذي نص عىل إلجرإئم إلماسة بسلطة إلدولة‪ ،‬يف‬
‫ي‬ ‫وإألمن‬
‫إلثائ إلمتعلق بالجرإئم إلماسة بالوظيفة إلعمومية وإلمرتكبة من قبل شخص‬
‫ي‬ ‫إلفصل‬
‫إلمادتي‬
‫ر‬ ‫يشغل وظيفة عمومية‪ ،‬يف إلقسم إلثالث بعنوإن إؤلخالل بوإجب إلبإهة‪ ،‬يف نص‬
‫(‪ 80-330‬و‪.)8-80-330‬‬

‫إلمادتي وفق أخر تعديل تم عىل قانون إلعقوبات‬


‫ر‬ ‫هاتي‬
‫ر‬ ‫نستعرض ترجمة نص‬
‫إلفرنش بتاري خ ‪ 09-01 0200‬حيث جاء مضمون إلمادة (‪)12-432‬‬
‫ي‬

‫أمي سلطة عامة‪ ،‬أو مكلف بمهمة خدمة عمومية‪ ،‬أو منتخب‪،‬‬
‫"كل فعل من قبل ر‬
‫غب مباشة‪ ،‬بفائدة مهما كانت يف مؤسسة‬
‫يأخذ أو يتلف أو يحتفظ سوإء مباشة أو بطريقة ر‬
‫تأمي إلمرإقبة‬
‫إلت كان له وقت إرتكابه إلفعل سوإء بصفة كلية أو جيئية سلطة ر‬
‫أو يف عملية ي‬
‫أو ؤدإرتها أو تصفيتها أو مكلف بإصدإر ؤذن إلدفع فيها يعاقب بالحبس مدة ‪ 8‬سنوإت‬
‫وإلغرإمة ‪ 822.222‬أورو"‬

‫كما نصت إلمادة (‪)8-80-330‬‬

‫قانوئ لفوإئد ويعاقب عليه بالعقوبات إلمنصوص عليها يف إلمادة‬


‫ي‬ ‫غب‬
‫"يشكل أخذإ ر‬
‫تلف أو‬
‫قاص إلتحقيق أو أي شخص يمارس وظائف قضائية‪ ،‬بأخذ أو ي‬
‫ي‬ ‫‪ ،80-330‬قيام‬
‫غب مباش‪ ،‬لفائدة مهما كانت يف مؤسسة أو يف عملية تكون‬
‫إإلحتفاظ‪ ،‬بشكل مباش أو ر‬
‫وه مصلحة من إلمحتمل أن تؤثر‪ ،‬يف إتخاذ‬
‫إلقضائ‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫ضمن مسؤولياته عن إتخاذ إلقرإر‬
‫‪51‬‬
‫وموضوع‪.‬‬
‫ي‬ ‫قرإره‪ ،‬وعىل ممارسة وظيفته بشكل مستقل وحيادي‬

‫‪51‬‬
‫‪Code pénal (Mise à jour du 2022-09-01) Paragraphe 3: De la prise illégale d'intérêts‬‬
‫‪432-12. LOI n2021-1729 du 22 décembre 2021-art 15‬‬
‫‪Le fait, par une personne dépositaire de l'autorité publique ou chargée d'une mission de service public ou‬‬
‫‪par une personne investie d'un mandat électif public, de prendre, recevoir ou conserver, directement ou‬‬
‫‪indirectement, un intérêt de nature à compromettre son impartialité, son indépendance ou son objectivité dans‬‬
‫‪une entreprise ou dans une opération dont elle a, au moment de l'acte, en tout ou partie, la charge d'assurer la‬‬
‫‪surveillance, l'administration, la liquidation ou le paiement, est puni de cinq ans d'emprisonnement et d'une‬‬
‫‪amende de 500 000 €, dont le montant peut être porté au double du produit tiré de l'infraction.‬‬
‫‪8-80-330 LOI n°2021-1729 du 22 décembre 2021 - art. 15‬‬

‫‪31‬‬
‫إلرسميي وأعضاء إلحكومة‪،‬‬
‫ر‬ ‫إلموظفي‬
‫ر‬ ‫نص إلمادة أن هذه إلجريمة تشمل مفهوم‬
‫إلجنائ‪.‬‬
‫ي‬ ‫وفق مفه وم للموظف يف إلقانون‬

‫كما تناولت كذلك إلعناض إلتقليدية للجريمة‪ ،‬وفيما يخص أخ ذ إلفائدة إلذي يتم‬
‫بتلف إلفائدة يف عملي ة خاضعة لسلطة إلموظف‪ ،‬بحيث يمكن للجريمة أن تكون نتيجة‬
‫ي‬
‫إلتلف للفائدة‪ ،‬وإنما‬
‫ي‬ ‫غب مباش‪ ،‬بل ؤنها لم يتطرق فقط ؤىل فعل إألخذ أو‬
‫فعل مباش أو ر‬
‫تغيب يف طبيعة إلجريمة من جريمة‬
‫ر‬ ‫تعدإه ؤىل فع ل إإلحتفاظ بالفائدة‪ ،‬م م ا ي ؤدي ؤىل‬
‫‪52‬‬
‫ظرفية ؤىل جريمة مستمرة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حرص عىل تحقيق إلغاية من توجيهات إألستاذ إلمشف تم ؤنجاز‬


‫إلتاىل ونهدف من خالل له مقارن ربي تشيعات عدد من إلدول يف‬
‫ي‬ ‫إلكشف‬
‫معايب إجتهدنا يف‬
‫ر‬ ‫تجريم ومعاقبة جريمة ؤساءة إستغالل إلوظائف وفق‬
‫تحديدها لمحاولة فهم أولويات إلمشع يف عدد من إلدول (إلمغرب‪ ،‬إألردن‪،‬‬
‫فرنسا ومض)‪:‬‬

‫‪Constitue une prise illégale d'intérêts punie des peines prévues à l'article 432-12 le fait, par un magistrat ou‬‬
‫‪toute personne exerçant des fonctions juridictionnelles, de prendre, recevoir ou conserver, directement ou‬‬
‫‪indirectement, dans une entreprise ou dans une opération à l'égard de laquelle elle a la charge de prendre une‬‬
‫‪décision judiciaire ou juridictionnelle, un intérêt de nature à influencer, au moment de sa décision, l'exercice‬‬
‫‪indépendant, impartial et objectif de sa fonction.‬‬
‫‪52‬‬
‫بخباز عبد هللا‪ ،‬جرٌمة أخذ فوائد بصفة غٌر لانونٌة‪ :‬مرجع سابك صفحة ‪،88‬‬

‫‪32‬‬
‫انغزامة انمبنٍة انتقبدم‬ ‫انتصنٍف انمحكمة انعقىبة‬ ‫مسمى‬
‫انفبعم‬ ‫انذونة‬
‫ببنسنىات‬ ‫‪MAD‬‬ ‫انقبنىنً انمختصة سنىات‬ ‫انجزٌمة‬

‫أنف‬ ‫‪011 -50‬‬ ‫‪5 -2‬‬


‫‪MAD‬‬
‫‪211-011‬أنف‬
‫‪MAD‬‬
‫‪01-4‬‬ ‫االبتذائٍة‬ ‫جنحة‬
‫‪51-2111‬أنف‬ ‫انمىظف‬
‫‪5‬‬ ‫‪MAD‬‬
‫‪5-0‬‬
‫انعمىمً‬
‫انغذر‬ ‫انمغزة‬
‫األقسبم‬
‫‪011 -5000‬أنف‬ ‫انمبنٍة فً‬
‫‪MAD‬‬
‫‪01-5‬‬ ‫محبكم‬
‫جنبٌة‬
‫االستئنبف‬
‫‪3‬‬ ‫انحذ األدنى ‪MAD051‬‬ ‫‪6‬اشهز‪2-‬‬ ‫جنحة‬ ‫مىظف‬
‫انقطبع‬
‫محكمة‬ ‫استثمبر‬
‫تعبدل قٍمة‬ ‫انعبم‬ ‫األردن‬
‫‪01‬‬ ‫‪21-3‬‬ ‫انبذاٌة‬ ‫جنبٌة‬ ‫وانقطبع‬ ‫انىظٍفة‬
‫انضزر اننبتج‬ ‫انعسكزي‬

‫أخذ فىائذ‬
‫مىظفً‬
‫‪511‬أنف ‪ €‬تعبدل‬ ‫انمحكمة‬ ‫بصفة‬
‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫جنحة‬ ‫انقطبع‬ ‫فزنسب‬
‫‪MAD504110111‬‬ ‫انجزائٍة‬ ‫غٍز‬
‫انعبم‬
‫قبنىنٍة‬

‫مىظف‬
‫‪05‬‬ ‫نم تحذد‬ ‫‪05-3‬‬ ‫االبتذائٍة‬ ‫جنبٌة‬ ‫انقطبع‬ ‫انتزبح‬ ‫‪53‬مصز‬
‫انعبم‬

‫شخض‬
‫ي‬ ‫تركيب‬

‫‪53‬‬
‫المواد‪ 889 / 888 / 83‬لانون العموبات المصري‪ /‬رلم ‪ 88‬لسنة ‪ 8937‬صدر بسراٌا عابدٌن فى ‪ 03‬جمادى األولى سنة ‪ٌ 38 )8386‬ولٌو‬
‫سنة ‪.8937‬‬

‫‪33‬‬
‫خاتمة‬

‫حاولنا من خالل هذه إلدرإسة فتح نقاش حول مجموعة من إؤلشكاإلت وإقبإح‬
‫إلت تشوب‬
‫إلحلول‪ ،‬مع ما يستدعيه ذلك من إبرإز موإطن إلقوة ورصد مظاهر إلقصور ي‬
‫إلسياسة إلجنائية إلوطنية يف مجال مكافحة جريمة إلغدر‪ ،‬مع إلوقوف عىل إلثغرإت‬
‫إلملحوظة بخصوص إلمالءمة مع إإلتفاقية إألممية ذإت إلصلة‪ ،‬وإلتجارب إلدولية إلفضىل‬
‫يف هذإ إلمجال‪.‬‬

‫إلماىل وإؤلدإري‪ ،‬بشكل عام وجريمة إلغدر بشكل خاص‪،‬‬


‫ي‬ ‫فمكافحة جرإئم إلفساد‬
‫تتحقق بوجود ؤرإدة سياسية حقيقية لمكافحة هذه إلجريمة ووضع خطة عمل إسبإتيجية‬
‫ودقيقة يشارك فيها إلجميع‪ ،‬وإلعمل عل تجسيدها عىل أرض إلوإقع‪ ،‬وبالرغم من كل‬
‫وتوفب ترسانة قانونية ؤإل أننا نلمس نوع من‬
‫ر‬ ‫إلجهود إلمبذولة للتصدي لجريمة إلغدر‬
‫إلقصور عىل مستوى إلعقوبات إلمقررة للحد من هذه إلجريمة‪ ،‬ومن خالل درإسة‬
‫إلت تؤطر جريمة إلغدر‪ ،‬فنتقرح‪:‬‬
‫إلنصوص إلقانونية أعاله ي‬

‫موظف إلدولة مهما كانت صفتهم‬


‫ي‬ ‫‪ -‬إجبارية تطبيق إلتضي ح بالممتلكات لجميع‬
‫إلت تطرأ عليها ما يحوزون من أمالك‪.‬‬
‫ومنصبهم للتمكن من متابعة إلزيادإت ي‬
‫إلعموم إلمنصوص‬
‫ي‬ ‫‪ -‬شمول إلموظف ري يف إلمجال إلعسكري يف تعريف إلموظف‬
‫إلمغرئ‪.‬‬
‫ري‬ ‫إلجنائ‬
‫ي‬ ‫عليه يف إلفصل ‪ 222‬من إلقانون‬
‫‪ -‬إلمضاعفة من إلغرإمات إلمالية‪.‬‬
‫تبت ؤدإرة رقمية عوض إؤلدإرة إلتقليدية وذلك للحد من إحتكاك إلموإطن باؤلدإرة‬
‫ي‬ ‫‪-‬‬
‫إلماىل وخاصة جريمة إلغدر‪.‬‬
‫ي‬ ‫وإرتكاب جرإئم إلفساد‬
‫إستبعاد إلقضاء لألحكام إلتخفيف يف جريمة إلغدر ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إآلىل سوإء عن طريق إلبنك ‪.‬‬
‫إلوع لبسيخ أسلوب إلدفع ي‬
‫ي‬ ‫‪ -‬نش‬

‫‪34‬‬
‫‪ -‬إستخدإم وسائل إإلعالم إلمرئية وإلمسموعة للتوعية ونش ثقافة إألدإء حسب‬
‫إلقوإني‪.‬‬
‫ر‬
‫إلتقاص فيها ألجال مفتوحة‬
‫ي‬ ‫‪ -‬عدم سقوط جريمة إلغدر بالتقادم‪ ،‬وإؤلبقاء عىل حق‬
‫لما بعد نهاية إلعمل‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫إلئحة إلمرإجع‬
‫إلكتب‬
‫إلثان إلقانون‬
‫ي‬ ‫إلجنان‪ ،‬إلجزء‬
‫ي‬ ‫إلعروص‪ ،‬إلمختض يف رشح إلقانون‬
‫ي‬ ‫دمحم‬
‫‪.‬‬ ‫إناس‪ ،‬مكناس‪ ،‬طبعة ‪2118‬‬
‫ي‬ ‫إلجنان إلخاص‪ ،‬مطبعة‬
‫ي‬
‫إلدول ودوره يف مكافحة‬
‫ي‬ ‫وسام نعمت ؤبرإهيم إلسعدي‪ ،‬إلمجتمع‬
‫إلفساد‪ ،‬درإسة يف آليات تنفيذ إتفاقية إألمم إلمتحدة لمكافحة إلفساد‪ ،‬إلطبعة‬
‫إألول سنة ‪ ،2121‬إلمركز إلعرن ر‬
‫للنش وإلتوزي ع‪.‬‬ ‫ي‬
‫عمروس ‪":‬جرإئم إألموإل إلعامة وجرإئم إلرشوة‪-‬‬
‫ي‬ ‫عمروس و أمجد‬
‫ي‬ ‫أنور‬
‫يف ضوء إلفقه وقضاء إلنقض‪-‬إلنظرية إلحديثة للموظف إلعام‪ -‬طبيعة إلمال إلعام‬
‫سوتي‪ ،‬إؤلسكندرية‪.‬‬
‫ر‬ ‫امع‪ 31،‬شارع‬
‫يف نطاق إلتأتيم"‪ ،‬دإر إلفكر إلج ي‬
‫ر‬
‫إلناش دإر إآلفاق‬ ‫"إلوجي يف إلجرإئم إلمالية"‪،‬‬
‫ر‬ ‫أبو سالم إلحطاب ‪:‬‬
‫ر‬
‫للنش وإلتوزي ع‪ ،‬شارع دمحم إلسادس‪ ،‬ؤقامة إلنض‪ -‬إلشقة‪ – 1‬إلدإر‬ ‫إلمغربية‬
‫إلبيضاء‪ ،‬مطبعة إألمنية‪-‬إلرباط‪.2121‬‬
‫إلوجي يف إلقانون إلجنا ين إلعام وتطبيقاته بقرإرإت‬
‫ر‬ ‫إلمختار إعمره‪" :‬‬
‫محكمة إلنقض"‪ ،‬مطبعة ‪ Bucephale‬إلطبعة إلثالثة ‪، 2118‬إلرباط‪.‬‬
‫كوثر بوعشية‪ ،‬إلسياسة إلجنائية يف موإجهة جرإئم إلفساد‪ ،‬إلطبعة إألول‬
‫‪.‬‬‫‪ ،2121‬دإر إآلفاق إلمغربية إلدإر إلبيضاء‪ ،‬مطبعة إألمنية‪.‬‬
‫إلزعب‪ ،‬جريمة إستثمار إلوظيفة إلعامة ‪ -‬درإسة مقارنة سنة‬
‫ي‬ ‫مخلد إبرإهيم‬
‫‪ ،2111‬دإر إلثقافة ر‬
‫للنش عمان إألردن‪.‬‬
‫إألردن‪ ،‬عمان ‪ ،2117‬دإر وإئل للطباعة‬
‫ي‬ ‫عىل خطار شنطاوي‪ ،‬إلقضاء إؤلدإري‬
‫ي‬
‫ر‬
‫وإلنش‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫غي قانونية‪ :‬درإسة مقارنة‪ 2117،‬دإر‬
‫بخباز عبد هللا‪ ،‬جريمة أخذ فوإئد بصفة ر‬
‫إلفجر ر‬
‫للنش‪.‬‬

‫إألطروحات وإلرسائل‬
‫إلماىل وإؤلدإري"‬
‫ي‬ ‫أشف إلصابري ‪ :‬إلسياسة إلجنائية يف موإجهة جرإئم إلفساد‬
‫أطروحة لنيل دبلوم إلدكتورإه يف إلقانون إلخاص‪ ،‬كلية إلعلوم إلقانونية‬
‫إلسويش‪ ،‬إلسنة إلجامعية ‪.0202‬‬
‫ي‬ ‫وإؤلقتصادية وإإلجتماعية‬
‫كوثر بوعشية‪ " :‬نحو سياسة جنائية مالئمة لمكافحة إلفساد" أطروحة لنيل‬
‫إلدكتورإه يف إلعلوم إلقانونية‪ ،‬جامعة دمحم إلخامس‪-‬إلرباط‪ ،‬كلية إلعلوم إلقانونية‬
‫وإإلقتصادية وإإلجتماعية‪ -‬أكدإل‪ ،‬إلسنة إلجامعية ‪.0289/0202‬‬
‫إلدوىل يف مجال إلوقاية يف مكافحة إلفساد‪،‬‬
‫ي‬ ‫عوض أبو عون عىل فريد‪ ،‬إلتعاون‬
‫جنائ لألعمال‪،‬‬
‫ي‬ ‫مذكرة تكميلية لنيل شهادة إلماسب يف إلحقوق‪ ،‬تخصص قانون‬
‫إلبوإف‪،0283 ،‬‬
‫ي‬ ‫إلعرئ بن مهيدي‪ ،‬أم‬
‫ري‬ ‫كلية إلحقوق وإلعلوم إلسياسية‪ ،‬جامعة‬
‫‪.0283‬‬

‫إلمجالت‬ ‫‪‬‬

‫مشطر ليىل‪ ،‬قرإءة ف بعض إإلتفاقيات إلدولية إلمعتمدة كآليات ر‬


‫تشيعية‬ ‫ي‬
‫لمكافحة إلفساد‪ ،‬مجلة إلبحوث يف إلحقوق وإلعلوم إلسياسية‪ ،‬إلمجلد ‪18‬‬
‫إلعدد‪ 1‬إلسنة ‪.2122‬‬
‫مدإح عثمان‪ ،‬إلجهود إلدولية لمكافحة إلفساد‪ :‬إتفاقية إألمم إلمتحدة‬
‫ي‬
‫نموذجا‪ ،‬مجلة أبعاد إقتصادية‪ ،‬كلية إلعلوم إإلقتصادية‪ ،‬جامعة دمحم بوقرة‪،‬‬
‫إلمجلد ‪ ،6‬عدد ‪ ،1‬يوليو ‪.2119‬‬

‫‪37‬‬
‫إلقوإني‬
‫ر‬ ‫‪‬‬

‫ظهي رشيف رقم ‪ 1.17.58‬صادر يف ‪ 19‬من ذي إلقعدة ‪ 31( 1428‬نوفمي‬ ‫ر‬


‫‪ )2117‬ر‬
‫بنش إتفاقية إألمم إلمتحدة لمكافحة إلفساد إلموقعة بنيويورك يف ‪31‬‬
‫أكتوبر ‪ ،2113‬إلجريدة إلرسمية عدد ‪ ،5596‬بتاري خ ‪ 8‬محرم ‪ 17( 1429‬يناير‬
‫‪.)2118‬‬
‫ظهي رشيف رقم ‪ 1.59.413‬صادر يف ‪ 28‬جمادى إلثانية ‪ 26 (1382‬نوبر‬
‫ر‬
‫إلجنان‪ ،‬إلجريدة إلرسمية عدد ‪ 2641‬مكرر بتاري خ ‪12‬‬
‫ي‬ ‫‪ )1962‬بتنفيذ إلقانون‬
‫محرم ‪ ( 1383‬يونيو ‪.1253 ،)1963‬‬
‫قانون إلعقوبات رقم ‪ 1961 /16‬وجميع تعديالته وإلمنشور يف إلجريدة‬
‫إلرسمية رقم ‪ 1487‬تاري خ ‪ 1961/1/1‬وإلمعدل بآخر قانون رقم ‪2111/8‬‬
‫وإلمنشور يف إلجريدة إلرسمية رقم ‪.5191‬‬
‫قانون إلجرإئم إإلقتصادية إلصادر يف عدد إلجريدة إلرسمية رقم ‪ 3891‬بتاري خ‬
‫‪ 17/14/1993‬إلصفحة ‪722‬‬
‫‪Code pénal (Mise à jour du 2022-09-01) Paragraphe 3: De la‬‬
‫‪prise illégale d'intérêts12-432 . LOI n2021-1729 du 22‬‬
‫‪décembre 2021-art 15‬‬

‫المواقع اإللكترونية‬

‫إلمعب بالمخدرإت وإلجريمة‪ ،‬فيينا‪ ،‬حالة تنفيذ إتفاقية‬


‫ي‬ ‫مكتب إألمم إلمتحدة‬
‫إلدول‪،-‬‬
‫ي‬ ‫إألمم إلمتحدة لمكافحة إلفساد –إلتجريم وإنفاذ إلقانون وإلتعاون‬
‫ون‬
‫إلطبعة إلثانية‪ ،‬منشور بالموقع إؤللكي ي‬

‫‪38‬‬
‫‪https://www.unodc.org/documents/treaties/UNCAC/COSP/se‬‬
‫‪.ssion7/V1704677a.pdf‬‬
‫لطق‪ ،‬تحليل مقارن لالتفاقيات إلدولية لمكافحة إلفساد‪ ،‬مقال منشور‬
‫ي‬ ‫أمي‬
‫ر‬
‫ون ‪https://draminlotfyoffice.com/‬‬
‫عىل إلموقع إأللكي ي‬
‫أشيق‪ ،‬إلسياسة إلجنائية إلوطنية يف مكافحة إلفساد‪ ،‬مقال منشور‬
‫ي‬ ‫بدر‬
‫ون ‪ ،www. Marocdroit.com‬بتاري خ ‪ 5‬يوليوز ‪ ،2116‬تم‬
‫بالموقع إؤللكي ي‬
‫إؤلطالع عليه بتاري خ ‪ 31‬أكتوبر ‪ ،2122‬عىل إلساعة ‪.21.42‬‬
‫إلوظيق‪ ،‬موقع حماة إلحق‬
‫ي‬ ‫حنق‪ ،‬جريمة إستثمار‬
‫ي‬ ‫دمحم ؤسماعيل‬
‫‪https://jordan-lawyer.com/2011/06/05/ _Toc90321830‬‬

‫اإلتفاقيات الدولية‬
‫ؤتفافية إألمم إلمتحدة لمكافحة إلفساد‬
‫إإلتفاقية إلعربية لمكافحة إلفساد‪.‬‬
‫إإلفريق لمنع إلفساد ومكافحته‪ ،‬إلجمعية إلعامة لالتحاد‬
‫ي‬ ‫إتفاقية إإلتحاد‬
‫إإلفريق‪.‬‬
‫ي‬

‫‪39‬‬
‫إلفهرس‬

‫مقدمة ‪8 ...................................................................................................................‬‬
‫إلقانون لجريمة إلغدر ‪8 ................................................................‬‬
‫ي‬ ‫إلمبحث إألول‪ :‬إلتنظيم‬
‫إلمطلب إألول‪ :‬إإلتفاقيات إلدولية وإؤلقليمية لمحاربة جرإئم إلفساد ‪8 ..............................................‬‬
‫إلفقرة إألوىل‪ :‬إتفاقية إألمم إلمتحدة لمكافحة إلفساد ‪6 ..............................................................‬‬
‫إؤلفريف لمكافحة إلفساد ‪9 .........................................‬‬
‫ي‬ ‫إلفقرة إلثانية‪ :‬إإلتفاقية إلعربية وإتفاقية إإلتحاد‬
‫أوإل‪ :‬إإلتفاقية إلعربية لمكافحة إلفساد ‪9 ..............................................................................‬‬
‫إإلفريف لمنع إلفساد ومكافحته ‪80 .............................................................‬‬
‫ي‬ ‫ثانيا‪ :‬إتفاقية إإلتحاد‬
‫إلمغرئ ‪88 ..............................................‬‬
‫ري‬ ‫إلقانوئ لجريمة إلغدر يف إلتشيع‬
‫ي‬ ‫إلثائ‪ :‬إلتنظيم‬
‫إلمطلب ي‬
‫إلقانوئ لجريمة إلغدر ‪88 .....................................................................‬‬
‫ي‬ ‫إلفقرة إألوىل‪ :‬إلتنظيم‬
‫إلجائ يف جريمة إلغدر ‪86 .................................................................................‬‬
‫ي‬ ‫أوإل‪ :‬صفة‬
‫ثانيا‪ :‬إلركن إلمادي ‪86 ..................................................................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬إلركن إلمعنوي ‪87 ................................................................................................‬‬
‫إلمغرئ ‪88 ..................................................................‬‬
‫ري‬ ‫إلفقرة إلثانية‪ :‬ثغرإت أو نقائص إلتشيع‬
‫إلمغرئ وإلتشيعات إلمقارنة ‪02 .....................................‬‬
‫ري‬ ‫إلثائ‪ :‬عقاب جريمة إلغدر يف إلتشيع‬
‫إلمبحث ي‬
‫إلمغرئ ‪02 .......................................................‬‬
‫ري‬ ‫إلمطلب إألول‪ :‬عقوبات جريمة إلغدر يف إلتشيع‬
‫إلفقرة إألوىل‪ :‬إلعقوبة إألصلية وإؤلضافية يف جريمة إلغدر ‪08 .......................................................‬‬
‫أوإل‪ :‬إلعقوبات إألصلية ‪08 ..........................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬إلعقوبات إؤلضافية للجريمة إلغدر ‪03 ........................................................................‬‬
‫إلفقرة إلثانية‪ :‬تقيم إلسياسة إلعقابية بخصوص جريمة إلغدر ‪03 ................................................‬‬
‫نش ‪06 ..........................................‬‬
‫إألردئ وإلفر ي‬
‫ي‬ ‫إلثائ‪ :‬جريمة استغالل إلوظائف يف إلتشيع‬
‫إلمطلب ي‬
‫إألردئ ‪06 .......................................................‬‬
‫ي‬ ‫إلفقرة إإلوىل‪ :‬جريمة إستثمار إلوظيفية يف إلتشيع‬
‫نش‪32 ......................................‬‬ ‫إلفقرة إلثانية‪ :‬جريمة أخذ فوإئد بصفة ر‬
‫غب قانونية يف إلتشيع إلفر ي‬
‫خاتمة ‪33 ..................................................................................................................‬‬
‫إلئحة إلمرإجع‪36 ..................................................................................................‬‬

‫‪40‬‬

You might also like