Professional Documents
Culture Documents
السنة الجامعٌة:
2023-2022
مقدمة
ؤن إلرغبة يف إلحصول عىل إلمال لدى إؤلنسان إلزمته منذ إلقدم ،وهذه إلرغبة كلما
تحولت إىل غاية وهاجس ؤإل وضىح إإلنسان بمبادئه وقيمه من أجل إلسيطرة عليه ،وقد
تعتب يف حكمها جرإئم
ر نهت كل إلديانات إلسماوية عن هذه إإلستعماإلت إلسيئة ي
إلت
إلمال ،كما ورد يف إلقرآن إلكريم قوله سبحانه وتعاىل ":وال تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل
الحكُّام لتاكلوا فريق ا من أموال الناس باإلثم وأنتم تعلمون" ( سورة إلبقرة إآلية
وتدلوا بها الى ُ
.)888
ا ُ
تعتب مشكلة مستعصية ،لم توفر لها إلعقوبة إإل حل جيئيا
فالجريمة منذ إلقدم ،ر
تعتب جيء
إلت ر
مؤقتا ،لذإ تضافرت إلجهود محليا ودوليا ،ؤلظهار معالم سياستها إلجنائية ،ي
تفش
ي من إلسياسة إلعامة للدولة ،إلهادفة إىل إلتصدي للظاهرة إلجرمية ،فكلما توإتر
جرإئم إلفساد وإلحديث عن تدإعياتها ،كلما إتجهت إألنظار إىل إلسياسة إلجنائية إلمعنية،
ووضعها تحت مجهر إلمساءلة وإإلستفسار عن حدود قدرتها عىل موإجهة هذه إلجرإئم،1
من هنا يظهر جليا إلموقع إلمهم وإلحيوي للسياسة إلجنائية يف منظومة مكافحة جرإئم
إلماىل وإؤلدإري بشكل خاص ،بما تعكسه مظاهرها من
ي إلفساد بشكل عام وإلفساد
غب مشوع وتحقيق مصالح ذإتية.
إستغالل إلسلطات إلمخولة بشكل ر
نستحض يف هذإ إلجانب مفهوم إلفساد يف إلفقه ،عىل إعتبار أن تحديد هذإ إلمفهوم
إلت يشملها هذإ إلمفهوم ،وتجدر إؤلشارة إىل أن فقهاء إلقانون
ضوري لحض إألفعال ي
يولون أهمية لظاهرة إلفساد من خالل كم إلتعريفات يف هذإ إلمجال ،منها إلتعريف إلذي
سء فاسد هدفه إإلنحرإف وإلكسب إلحرإم، وظيف ي
ي يعتب " إلفساد هو تضف وسلوك
ر
وإلخروج عن إلنظام للمصلحة إلشخصية ".وعرفه إلبعض إآلخر " بأنه نية إستعمال
إلوظيفة إلعامة بجميع ما يبتب عليها من هيبة ونفوذ وسلطة لتحقيق منافع شخصية،
1
كوثر بوعسرٌة ،السٌاسة الجنائٌة فً مواجهة جرائم الفساد ،الطبعة األولى ،0208دار اآلفاق المغربٌة الدار البٌضاء ،مطبعة األمنٌة ،الصفحة
.7
1
للقوإني وإلتعليمات إلرسمية ".ي
وف إتجاه آخر عرف ر غب مالية ،بشكل مناف
مالية أو ر
إلفساد "بأنه كل عمل يتضمن سوء إستخدإم إلسلطة إلعامة ألغرإض خاصة ،وهو أيضا
خروج عن إلنظام وإلقانون أو إستغالل غيابهما بغية تحقيق منفعة شخصية ،سوإء كانت
سياسية أو إجتماعية أو مالية للفرد إو إلجماعة 2 ".من خالل إستعرإض هذه إلتعاريف
غب مشوع يمارسه إشخاص من دإخل إلجهاز
يمكن إلقول أن إلفساد هو كل سلوك ر
إلت يوفرها إلمنصب لتحقيق أغرإض خاصة ،وإل يفوتنا تعريف
إؤلدإري يستغلون إلميإيا ي
إلت تتحقق بكل فعل
جريمة إلغدر ،باعتبارها من أخطر جرإئم إلفساد ،بأنها تلك إلجريمة ي
غب مستحق
نص عليه إلمشع وتم من قبل إلموظف عن علم وألي جهة كانت لتحصيل ر
أو يتجاوز إلمستحق.3
وألن مكافحة إلفساد وتخليق إلحياة إلعامة أضىح مطلبا ضوريا ،وإستشعارإ بنفس
تنام جرإئم إلفساد ،أخضع إلمغرب سياسته إلجنائية يف مجال
ي إلحاجة ،وتجاوبا مع
مكافحة إلفساد وتجريم فعل إلغدر ،ؤلصالحات متتالية ،عىل إمتدإد إلمرإحل إلتاريخية،
إلمغرئ وتم
ري إلجنائ
ي إلفرنش عىل إلقانون
ي وبحكم فرض إلحماية عىل إلمغرب أثر إلمشع
ظهب 6أكتوبر
إلمادتي 33و 33من ر
ر تنظيم جريمة إلغدر يف عدد من فصوله ،إىل جانب
إلقضائ للمملكة.4
ي إلت تم حذفها من إلتنظيم
8970إلمنظم لمحكمة إلعدل إلخاصة ،ي
2
ه منصوص عليها يف إلقانون
سب إلعدإلة ،كما ي
وإلرشوة وإلغدر وإستغالل إلنفوذ وعرقلة ر
إلت أوإلها إلمشع
إلجنائ ،وإيمانا منا بخطورة هذه إلجرإئم ،وتقديرإ لألهمية إلقصوى ي
ي
إلجنائ لها ،سنسلط إلضوء من خالل هذه إلدرإسة عىل جريمة إلغدر ،لمعرفة ما أقره
ي
إلمشع من وسائل إل كشف عنها ومعاقبة مرتكبيها بعقوبات سالبة للحرية ،ومصادرة
إألموإل إلمتحصل عليها منها ،وسنسلك إلمنهجية إلمعتمدة من قبل إلمشع يف إلفرع
إلجنائ
ي إلثالث من إلباب إلثالث من إلجيء إألول من إلكتاب إلثالث من مجموعة إلقانون
إلذي عالج من خالله جريمة إلغدر.
فمساءلة قدرة إلسياسة إلجنائية عىل مكافحة جريمة إلغدر ،يكتسب أهمية يمكن
إلوع بخطورة هذه إلجريمة ،وبضورة
ي إويتي :زإوية عملية تتمثل يف تنمية
إلنظر إليها من ز ر
ؤرساء آليات جنائية فعالة ومناسبة لموإجهتها ،وزإوية عليمة متمثلة يف توجيه إلجهود نحو
تأهيل وتطوير إلسياسة إلجنائية يف مكافحة هذه إلجريمة ،بالخصوص مطلب إستيعاب
إلدوىل إلمضمن باإلتفاقية إألممية لمكافحة إلفساد ،وإلتجاوب مع
ي رهان إلمنتظم
إلتوجهات إلحديثة إلمعتمدة من طرف مجموعة من إلتشيعات ،وكذإ إإلستجابة
لالختيارإت إلدستورية ذإت إلصلة بالحكامة ومكافحة إلفساد.
ؤن إستكشاف مستليمات إلسياسة إلجنائية إلفعالة يف مجال مكافحة جرإئم إلفساد،
وجريمة إلغدر عىل وجه إلخصوص ،يستليم وضع إلدرإسة يف ؤشكالية مركزية تتعلق:
مرتكب
ي مدى فاعلية إلسياسة إلجنائية إلوطنية يف مكافحة وتطويق
جريمة إلغدر.
3
إلت إستقرت عليها هذه إلدرإسة ،سيكون ليإما إتباع إلمنهج
ولتأصيل إإلختيارإت ي
إئ ،إلستقرإء إلوثائق إلمتعلقة باإلتفاقية إألممية لمكافحة إلفساد ،بالنظر لكونها
إإلستقر ي
دوىل جديد يف هذإ إلمجال ،وباعتبارها إطارإ مرجعيا لمنظومتنا إلقانونية
تؤسس لمنظور ي
إإلفريف لمكافحة إلفساد ،مع إإلستعانة
ي بعد إلتصديق عليها ،وإإلتفاقية إلعربية وإإلتحاد
إلت
بالمنهج إلمقارن مع تشيعات مجموعة من إلدول ،للوقوف عىل إؤلمكانيات إلقانونية ي
إلوطت
ي تتيحها ،وبحث سبل إإلستفادة منها يف سد بعض مظاهر إلقصور عىل إلمستوى
من منظور مرإعاة إلخصوصية إلوطنية ،باؤلضافة إىل آلية تحليل إلمضمون.
4
إلقانون لجريمة إلغدر
ي إلمبحث إألول :إلتنظيم
-6مشؼشلُلى ،كشاءة في بعع الاجفاكُاث الذولُت اإلاعخمذة وألُاث حششَعُت إلايافحت الفعاد ،مجلت البحىر في الحلىق والعلىم العُاظُت ،املجلذ
08العذد 1العىت ،2022ص .167
5
إلفقرة إألول :إتفاقية إألمم إلمتحدة لمكافحة إلفساد
إلت
صادقت إلجمعية إلعامة لألمم إلمتحدة عىل إتفاقية مكافحة إلفساد يف جلستها ي
ديسمب ،0228
ر حب إلتنفيذ يف 83
حي دخلت ر
إنعقدت بتاري خ 38أكتوبر ،0223يف ر
مستهدفة تعزيي مفهوم وثقافة مكافحة إلفساد ،وإرساء مبادئ أساسية تتعلق بالشفافية
موظفي أو أح يإب مع
ر وإلبإهة وإلمساءلة للجميع سوإء أكانوإ حكومات أو منظمات أو
إلدوىل يف تحقيق ذلك ،7وتشكل إإلتفاقية ثمرة عمل مبدول
ي ؤشإك كافة أطرإف إلمجتمع
إألخبة سطرت مبادئ قانونية وقائية غايتها إألساسية توضيح معالم
ر منذ سنوإت ،هذه
إلسياسة إلدولية إلرإمية ؤىل إلمعالجة وإلوقوف يف وجه هذه إآلفة دوليا وإقليميا ووطنيا.
-7مذاحي عثمان ،الجهىد الذولُت إلايافحت الفعاد :اجفاكُت ألامم اإلاخحذة همىرحا ،مجلت ؤبعاد اكخصادًت ،ولُت العلىم الاكخصادًت ،حامعت دمحم
بىكشة ،املجلذ ،6عذد ً ،1ىلُى ،2009ص .10
-8ظهيرششٍف سكم 1.07.58صادسفي 19مً ري اللعذة 30( 1428هىفمبر )2007بيششاجفاكُت ألامم اإلاخحذة إلايافحت الفعاد اإلاىكعت بيُىٍىسن في
31ؤهخىبش ،2003الجشٍذة الشظمُت عذد ،5596بخاسٍخ 8محشم ً 17( 1429ىاًش ،)2008الصفحت .133
-9بذسؤظشٍفي ،العُاظت الجىائُت الىػىُت في ميافحت الفعاد ،ملاٌ ميشىسباإلاىكع ؤلالىترووي ،www. Marocdroit.comبخاسٍخ ً 5ىلُىص،2016
جم ؤلاػالع علُه بخاسٍخ 30ؤهخىبش ،2022على العاعت ،20.42ص .3
6
تعد إتفاقية إألمم إلمتحدة لمكافحة إلفساد إإلتفاقية إألشمل يف معالجة وموإجهة
ظاهرة إلفساد من جميع جوإنبها ،10وذلك من خالل 8فصول تم إلتفصيل يف أحكامها 78
مادة ،حيث تشي أحكامها قبل وقوع إلجرإئم ،بإتباع إلسياسات إلوقائية ،أو بعد وقوعها
من خالل إلتحري وإلمالحقة أو تتبع إلعائدإت إلمتحصلة منها.11
وما يهمنا ر
أكب يف هذه إلدرإسة هو إلتطرق لجريمة إستغالل إلوظائف بالنظر ؤىل
وف نفس إلسياق نجد أن
إلت جاءت بها إإلتفاقية إألممية لمكافحة إلفساد ،ي
إلمقتضيات ي
يىل "تنظر كل دولة طرف يف إعتماد ما قد
إألخبة نصت من خالل إلمادة 89عىل ما ي
ر هذه
عموم ؤساءة إستغالل
ي لك تجرم تعمد موظف
وتدإبب أخرى ي
ر تدإبب تشيعية
ر يليم من
وظائفه أو موقعه ،أي قيامه أو عدم قيامه بفعل ما ،لدى إإلضطالع بوظائفه ،بغرض
غب مستحقة لصالحه هو أو لصالح شخص أو كيان آخر ،مما يشكل
إلحصول عىل مزية ر
للقوإني".
ر إنتهاكا
ؤن إلمقصود من جريمة ؤساءة إستغالل إلوظائف يمكن أن يشمل مدى وإسعا من
ا
إلرسم ،كما أن لها دورإ مكمل لجرإئم فساد أخرى أضيق
ي أشكال سوء إلسلوك عىل إلصعيد
إلعموم ،عىل نحو
ي كثبة من إلسلوك ،مثل قيام إلموظف
نطاقا ،كما يمكن أن تشمل أنوإعا ر
غب سليم ،بإفشاء معلومات محجوزة أو إمتيازية.12
ر
وتضم بعض تشيعات إلدول إألعضاء يف إإلتفاقية إألممية لمكافحة إلفساد جريمة
عامة تتضمن إألركان إلمكونة إلرئيسية إلوإردة يف إلمادة 89من إإلتفاقية نفسها ،مدرجة
تحت عناوين من قبيل "ؤساءة إستغالل إلصالحية أو إلسلطة" أو "ؤساءة إستغالل إلسلطة
-10حُث حعتهذف الاجفاكُت جذعُم وجشوٍج الخذابيرالشامُت إلى مىع و ميافحت الفعاد بصىسة ؤهجع ،و جِعيرو دعم الخعاون الذولي و اإلاعاعذة الخلىُت
بشإهه ،بما في رلً في مجاٌ اظترداد اإلاىحىداث ،عالوة على حعضٍضالنزاهت و اإلاعاءلت و ؤلاداسة العلُمت للشؤون واإلامخلياث العمىمُت (ؤهظشاإلاادة 1
مً اجفاكُت ألامم اإلاخحذة إلايافحت الفعاد).
-11عىض ؤبى عىن على فشٍذ ،الخعاون الذولي في مجاٌ الىكاًت في ميافحت الفعاد ،مزهشة جىمُلُت لىُل شهادة اإلااظترفي الحلىق ،جخصص كاهىن
حىائي لألعماٌ ،ولُت الحلىق والعلىم العُاظُت ،حامعت العشبي بً مهُذي ،ؤم البىاقي ،2014 ،2013 ،ص .49
-12مىخب ألامم اإلاخحذة اإلاعني باملخذساث والجشٍمت ،فُِىا ،حالت جىفُز اجفاكُت ألامم اإلاخحذة إلايافحت الفعاد –الخجشٍم وإهفار اللاهىن والخعاون
الذولي ،-الؼبعت الثاهُت ،ميشىسباإلاىكع ؤلالىترووي
،https://www.unodc.org/documents/treaties/UNCAC/COSP/session7/V 1704677a.pdfص .63
7
وإلتخلف عن أدإء إلوإجبات إلرسمية" أو "ؤساءة إستغالل وظيفة عمومية" أو "جريمة
إلعموم" أو "سوء إلسلوك يف إلوظيفة
ي خيانة إألمانة" أو "ؤساءة إستغالل إلمنصب
للقوإني يف معرض أدإء وظائفه من خالل
ر عموم
ي كب عىل إنتهاك موظف
إلعمومية" ،بالب ر
إؤلتيان إلمتعمد بفعل ما أو إلتخلف عن أدإء وإجبه.13
كببة
وفيما عدإ هذه إلجرإئم إلعامة ،أشارت بعض إلدول إألطرإف أيضا ؤىل مجموعة ر
إعتبتها وجيهة يف سياق تنفيذ إلمادة ،89مثل
متنوعة من إلجرإئم إلخاصة يف تشيعاتها ر
رفض منح ؤذن خاص أو معالجة أمر ما أو تسويته ،أو تأخب ذلك ر
أكب من إلحدود إليمنية ر
إلقانونية؛ وأن يسىع إلموظف ؤىل تحقيق مصلحة شخصية يف عقود أو معامالت يشارك
فيها بحكم وإجباته أو إلتخلف عن إؤلفصاح عن طبيعة هذه إلمصلحة ،وتحصيل نسب أو
غب مشوع ،وسحب إلروإتب عىل نحو
غب ذلك من إلميإيا عىل نحو ر
رسوم أو ضإئب أو ر
غبها.14
قانوئ أو ر
ي غب
ر
ائ
إلقصد إلجن ي
عموميي بما يض ر
ر موظفي
ر إل تصنف ؤساءة إستغالل إلسلطة إلرسمية من طرف
بالمصلحة إلعامة كجريمة جنائية يف إلعادة ؤإل ؤذإ إرتكبت عمدإ .وهذإ هو إلنموذج إلذي
غب أن إلمسؤولية إلجنائية تنسحب يف بعض إلحاإلت عىل تدعو ؤليه إلمادة 89أيضا .ر
إلمعايب إلمنصوص
ر إلسلوك إلمتس م باإلستهتار أو إؤلهمال ،مما يتجاوز إلحد إألدئ من
عليها يف إإلتفاقية.
-13مىخب ألامم اإلاخحذة اإلاعني باملخذساث والجشٍمت ،مشحع ظابم ،ص .64
-14مىخب ألامم اإلاخحذة اإلاعني باملخذساث والجشٍمت ،اإلاشحع هفعه ،ص .65
-15مىخب ألامم اإلاخحذة اإلاعني باملخذساث والجشٍمت ،هفغ اإلاشحع ،ص .66
8
غب مستحقة
إلحصول عىل مزية ر
سنتعرض من خالل هذه إلفقرة ؤىل إإلتفاقية إلعربية لمكافحة إلفساد (أوإل) ،ثم
إإلفريف لمنع إلفساد ومحاربته (ثانيا).
ي إتفاقية إإلتحاد
لقد تركت إتفاقية إألمم إلمتحدة لمكافحة إلفساد أثرإ ؤيجابيا عىل بقية إلتجمعات
وتبت إإلتفاقية إلعربية لمكافحة إلفساد،
ي لعرئ خطوة مماثلة،
إؤلقليمية فاتخذ إلوطن إ ر ي
وه إتفاقية ذإت أهمية خاصة لما تمثله من تقدم نحو إإلتجاه إلصحيح يف موإجهة ظاهرة
ي
إلمؤسش إلذي
ي إلت باتت تأخذ أشكاإل مختلفة وأوضاعا متفاوتة ،وبخاصة إلفساد
إلفساد ي
يعد إألخطر أثرإ ويصيب مؤسسات إلدول بالدمار وإلتخلف ،وذلك عندما يتكامل إلفساد
إلتأثبإت إلكارثية
ر وف ظل غياب إلرقابة أو ضعفها ،فضال عن
إلماىل ،ي
ي إؤلدإري مع إلفساد
إإلجتماع ،مما يؤدي ؤىل تعميم مظاهر إلفساد وتوطينه يف
ي عىل إلتنمية وإإلستقرإر وإلرفاه
9
إلقيم إلمجتمعية .وهنا ي
يأئ دور إإلتفاقية إلعربية لتعمل كحائط صد يف موإجهة إلفساد،
مما سيعود يف آخر إلمطاف ؤيجابا عىل إلتنمية إلبشية وإإلجتماعية وإلنهوض بحقوق
إلسياس.16
ي إؤلنسان ،وإإلستقرإر
أبرمت هذه إإلتفاقية يف إلقاهرة بتاري خ 0282 / 80 / 08وجاءت تلك إإلتفاقية ضمن
إلقضائ ربي إلدول إألعضاء يف
ي إلت ترس قوإعد إلتعاون
إإلتفاقيات إلدولية وإؤلقليمية ي
جامعة إلدول إلعربية وإلسيما إن تلك إلدول متقاربة يف أنظمتها إلقضائية ،وتأكيدإ عىل
معبإ عن
إلعرئ إلمشبك لمنع إلفساد ومكافحته ،وجاء ؤقرإر هذه إإلتفاقية ر
ري ضورة إلتعاون
إلبإم بالمبادئ إلدينية إلسامية وإألخالقية إلنابعة من إألديان إلسماوية ومن إلشيعة
إؤلسالمية إلغرإء وبأهدإف ومبادئ ميثاق جامعة إلدول إلعربية وميثاق إألمم إلمتحدة
وإلفضائ
ي إلقانوئ
ي وإإلتفاقيات وإلمعاهدإت إلعربية وإؤلقليمية وإلدولية يف مجال إلتعاون
لت تكون إلدول إلعربية طرفا
وإألمت للوقاية ومكافحة إلجريمة ذإت إلصلة بالفساد وإ ي
ي
فيها ،17وتماشيا مع توجه إلدول إلعربية بهذإ إلخصوص نجد أن إلمغرب قد وقع عىل
حب إلتنفيذ
ديسمب ،0282ودخلت ر
ر إإلتفاقية إلعربية لمكافحة إلفساد بتاري خ 08
ديسمب .0280
ر إلظهب إلشيف رقم 8.88.72إلصادر بتاري خ 82
ر بمقتض
قد حررت هذه إإلتفاقية إلعربية لمكافحة إلفساد باللغة إلعربية عىل إعتبارها إللغة
إلرسمية إلوحيدة لجامعة إلدول إلعربية ،وقد جاءت هذه إإلتفاقية إلعربية عىل ؤثر إتفاقية
إلنبإس وإتخذته إلدول
إألخبة ر
ر إألمم إلمتحدة لمكافحة إلفساد لسنة ،0223وقد مثلت
وه تضع ؤطارإ قانونيا موحدإ للدول إألطرإف
إلعربية قدوة ومثاإل وإلذي بموجبه إهتدت ي
-16ؤمين لؼفي ،جحلُل ملاسن لالجفاكُاث الذولُت إلايافحت الفعاد ،ملاٌ ميشىسعلى اإلاىكع ألالىترووي https://draminlotfyoffice.com/بخاسٍخ
2017/09/08على العاعت ،13.31جم ؤلاػالع علُه بخاسٍخ 2022/11/01على العاعت ،10.25ص .7
-17وظام وعمذ إبشاهُم الععذي ،املجخمع الذولي ودوسه في ميافحت الفعاد ،دساظت في آلُاث جىفُز اجفاكُت ألامم اإلاخحذة إلايافحت الفعاد ،الؼبعت
ألاولى ظىت ،2020اإلاشهضالعشبي لليششوالخىصَع ،ص .153
10
إلدإخىل وذلك حت تتمكن هذه إلدول من ؤنشاء هيئات
ي لمكافحة إلفساد ،وفق نظامها
إلخبإت إلمتبادلة يف هذإ إلمجال.18
وطنية لمكافحة إلفساد يف كل دولة ،وإإلستفادة من ر
تتكون إإلتفاقية إلعربية لمكافحة إلفساد ،من 38مادة ،بعكس إلنهج إلذي إتبعته
إتفاقية إألمم إلمتحدة لمكافحة إلفساد لسنة 0223من حيث تقسيم إإلتفاقية ؤىل 8
وإلثالثي
ر فصول تتناول مختلف إلموإضيع ،فإن إإلتفاقية إلعربية أوردت إلموإد إلخمس
جملة وإحدة دون تقسيمها ؤىل فصول تحمل رؤوس تلك إلموإضيع ،بيد أن ترتيب إلموإد
من حيث تناول إلموضوعات جاء عىل نسق إإلتفاقية إألممية ،مع مالحظة أن موإد
وه أقل من نصف موإد إتفاقية إألمم إلمتحدة لمكافحة
إإلتفاقية إلعربية لمكافحة إلفساد ي
وإلت تتكون من 78مادة ،مقسمة فصول ،تسبقها ديباجة شاملة.
إلفساد ي
ورسمت إإلتفاقية يف إلمادة إلرإبعة منها تحديد إلجرإئم إلمعاقب عليها بمقتض
أحكامها يف ؤطار ما أطلقت عليه إإلتفاقية من مصطلح (إلتجريم) مع مرإعاة أن وصف
أفعال إلفساد إلمجرمة وفقا لهذه إإلتفاقية يخضع لقانون إلدولة إلطرف ،وتعتمد كل دولة
وتدإبب أخرى لتجريم مجموعة من
ر تدإبب تشيعية
ر إلقانوئ ما قد يليم من
ي وفقا لنظامها
إألفعال ،ولعل ما يهمنا يف هذإ إؤلطار هو تجريم ؤساءة إستغالل إلوظائف ،ونجد أن إلمادة
يعتب من
إلمذكورة من خالل إلفقرة إلسادسة منها أكدت عىل أن ؤساءة إستغالل إلوظائف ر
إألفعال إلمجرمة بموجب هذه إإلتفاقية.19
11
إلتدإبب إلمالئمة لحضور إلمتهم ؤجرإءإت إلتحقيق وإلمحاكمة مع مرإعاة حقوق إلدفاع،
ر
كما أشارت ؤىل تشديد إلعقوبة إلجنائية يف حالة إلعود ،وإتخاذ عقوبات تبعية أو تكميلية
وآخبإ حثت إلدول عىل تحديد
ر عىل إلمحكوم عليهم بارتكاب إلجرإئم إلمشمولة باإلتفاقية،
مدة تقادم طويلة لكل إلجرإئم إلمشمولة.20
12
وإإلقتصادية إلمتوإزنة ،وإدإنة ورفض أفعال إلفساد وإلجرإئم ذإت إلصلة وإؤلفالت من
إلعقاب.22
13
بإعالنيي
ر وكان إلمغرب قد أكد أن وثائق إنضمام إلمملكة ؤىل إإلتفاقية ستكون مقرونة
إعتب “أن إنضمام إلمملكة ؤىل إإلتفاقية إل
إلتفس رب ريي ،إألول يتعلق بقضية إلصحرإء ،فقد ر
يمكن أن يؤول ،بأي حال من إألحوإل كاعبإف من إلمملكة بفعل أو وإقع أو وضعية أو كيان
غب معبف به من قبل إلمملكة إلمغربية من شأنه أن يمس بوحدتها إلبإبية وإلوطنية .أما
ر
ائ إلمتعلق بالشية إلمضفية ،فقد أكد إلمغرب بشأنه أن حكومة إلمملكة
إلتفسب إلث ي
ر
إلمادتي 87و 89من إإلتفاقية شط أإل
ر إلمغربية تعرب عن إستعدإدها لتطبيق مقتضيات
يبتب عىل رفع إلشية إلمضفية وتجميد إلحسابات مصادرة إلممتلكات إلموجودة فوق
إلمغرئ ؤإل يف إلجرإئم إلمتصلة بغسل إألموإل وتمويل إؤلرهاب.
ري إلبإب
وبالرجوع ؤىل إلمادة إلرإبعة من إإلتفاقية إلسالف ذكرها ،نجد أن هذه إلمادة وردت
وإلت يجب قمع
ي تحت عنوإن "نطاق إلتطبيق" وتتضمن إألفعال أو إلجرإئم إلمفبضة
إلت نصت عىل:
غب أنه ما يهمنا يف هذإ إؤلطار هو إلفقرة إلرإبعة منها ي
مرتكبيها ومعاقبتهم ،ر
عموم أو أي شخص آخر أو إمتناعه عن إلقيام بأي عمل أثناء أدإء إلمهام
ي "قيام موظف
غب مشوعة عىل فوإئد لنفسه أو ألي طرف ثالث"،
إلمنوطة به بهدف إلحصول بصورة ر
كما تطرقت إلفقرة إلعاشة أيضا من إلمادة نفسها عىل تجريم إلمساهمة و إلوساطة
وإلتحريض وإلمشاركة يف إألفعال إلمجرمة بموجب هذه إإلتفاقية.
14
إلعموم وكل ذي
ي توجه إإلتفاقية إألممية ،بحيث تشمل جريمة إلغدر كل قاض أو موظف
سلطة عامة ،24دون أن تشمل أشخاص آخرين.
قبل إلتطرق ألركان جريمة إلغدر ،إلبد أن نذكر بيانا لعلة إلتجريم إلذي جاء به إلمشع
إلعاملي
ر إلمغرئ يف هذإ إؤلطار ،هو حماية حقوق إألفرإد عىل أموإلهم ؤزإء إستبدإد بعض
ري
باسم إلدولة وذلك حماية لمبدأ إلضيبة ؤإل بالقانون ،ذلك أن ؤنشاء إلضإئب إلعامة
وتعديلها أو ؤلغاؤها إل يكون ؤإل بالقانون ،25وإليتم ؤعفاء أحد من أدإئها ؤإل يف إألحوإل
غب ذلك من إلضإئب وإلرسوم ؤإل يف
إلمبينة يف إلقانون ،كما أنه إليجوز تكليف أحد أدإء ر
إلت تهب حتما
يحم إلثقة يف إلدولة ي
ي حدود إلقانون ،فهذإ إلتجريم لهذإ إلنوع من إلجرإئم
إلعاملي باسمها سلطاتهم إلليإم إألفرإد بما إليليمهم به إلقانون ،ولهذإ
ر حينما يستغل بعض
إلقانوئ لجريمة إلغدر من خالل إلفقرة
ي سنخصص هذإ إلمبحث للحديث عن إلتنظيم
إلت يمكن أن تشوب
إألوىل ،عىل أن نخصص إلفقرة إلثانية للتطرق للثغرإت أو إلنقائص ي
إلمغرئ يف ؤطار تنظيمه لجريمة إلغدر.
ري إلت جاء بها إلتشي ع
بعض إلمقتضيات ي
15
بالجائ (أوإل) ،مما يفيد أن هذه إلجريمة تعد من من
ي إلجنائ ،وإلمتضمن لصفة مرتبطة
ي
معي
إم ر
إلت إل بد منها ،هناك ركن مادي يتمثل يف قيام إلموظف بنشاط ؤجر ي
جرإئم إلصفة ي
إلجنائ ،لتوقيع إلعقوبة
ي (ثانيا) ،وركن معنوي (ثالثا) يتحقق يتوفر عنض إلقصد
إلت تمس
إلت سيسلط عليها إلضوء يف هذه إلجريمة ي
وه إألركان ي
إلمنصوص عليها قانونا ،ي
بالثقة إلعامة يف إلوظيفة.
غب مستحق يتوإفر لنا إلسلوك إلمكون للركن إلمادي ،30فالطلب هو
بمجرد طلب ر
نفش ،أما إألخد فيعت به إحتباس ما قد يكون قدم خطأ رغم
ي سلوك مادي ذو مضمون
27الفصل 224مً مجمىعت اللاهىن الجىائي ٌ" :عذ مىظفا عمىمُا ،في جؼبُم ؤحيام الدششَع الجىائي ،ول شخص هُفما واهذ صفخهٌ ،عهذ إلُه في
حذود معُىت بمباششة وظُفت ؤو مهمت ولى مؤكخت بإحشوَعاهم بزلً في خذمت الذولت ،ؤو اإلاصالح العمىمُت ؤو الهُئاث البلذًت،ؤو اإلاؤظعاث
العمىمُت ؤو مصلحت راث هفع عام"....
28ؤبى ظالم الحؼاب " :الىحيزفي الجشائم اإلاالُت" ،الىاششداسآلافاق اإلاغشبُت لليششوالخىصَع،شاسع دمحم العادط،إكامت الىصش -الشلت – 1الذاس
البُظاء ،مؼبعت ألامىُت-الشباغ ،الصفحت .37
29الفصل 243مً اللاهىن الجىائي اإلاغشبي.
16
تبيان وجه إلخطأ يف تقديمه وهذإ سلوك مادي بحت ،وإليليم ؤىل جانب إلطلب أو إألخذ
أن يكونا لحساب إلطالب أو إألخذ ،أو إألمر فالقانون لم يشبط هذإ إلشط وإنما قرر
إلعقاب عىل إلطلب أو إألخذ أو إألمر مجردين ولو أثبت كل إلمبلغ إلمأخوذ يف إألورإق
إلرسمية وورد للخيإنة ،أي سوإء أكان لإلدإرة إلعامة أو لألفرإد إلذين يحصل لحسابهم أو
لنفسه.
إليليم إلقانون أن يكون محل إلطلب أو إألخذ أو إألمر بالتحصيل شيئا معينا مثل
سء يطلب أو يأخذه ويتلقاه
(رسوم أو ضإئب ) وإنما ترك إلمشع إلمحل ،عىل أي ي
غب مستحق أو تجاوز إلمستحق وترك إلباب إلعموم مع علمه أنه ر
ي إلقاص أو إلموظف
ي
سء مثل إلرسوم أو إلغرإمات أو إلعوئد أو إلضإئب...
مفتوحا ليشمل أي ي
-لفائدته إلشخصية ،كما لو تلف إلموظف رإتبا أو تعويضات وهو يعلم أنه إل
إلقضائ مبلغا يفوق مستحقاته.
ي يستحقها ،وكذإ ؤذإ تسلم إلعون
-لفائدة إألفرإد ،كما لو طالب موظف باستخالص مبلغ لفائدة محكوم له
غب مستحق أو يتجاوز إلمبلغ إلمحكوم به.31
سوإء كان ر
17
إلجنائ إلخاص ،كأن يكون عالما بأن ما يطلب تحصيله أو
ي فقط دون إلحاجة ؤىل إلقصد
غب مستحقة أو متجاوز
غبها مما لها صفة ،عمومية ر
يتلقاه من إألفرإد كالضإئب أو ر
باف إألركان إألخرى تقوم جريمة إلغدر،33
إلجنائ و تحققت ي
ي للمستحق ،ومت توفر إلقصد
عموم من إختصاصه
ي فالعلم من جهة ينصب عىل إلصفة إلخاصة للفاعل كموظف
تحصيل إألعباء إلمالية إلعامة ،أو إألمر بتحصيلها ،ومن جهة أخرى عىل أن ما يطلب
غب مستحق أو
غبها مما له صفة إلعمومية ر
تحصيله أو يتلقاه من إألفرإد كضإئب أو ر
متجاوز للمستحق ،فإن إنتفت هذه إلصفة ،وإن توفرت فيه صفة إؤلجبار إنتفت إلجريمة،
إلمحامي ،أما إؤلرإدة فيجب أن تتجه ؤىل
ر كما هو إلشأن بالنسبة للمبالغ إلمستحقة لنقابات
غب إلمستحق ،أو تلقيه ،أو إألمر بتحصيله ،فإذإ لم تتجه لذلك فإن إلجريمة إل
طلب ر
تقوم.34
18
تلف أو
إلوضوح عىل إألقل ،-ومن ناحية أخرى فالغدر نعت لسلوك إلموظف يف طلب أو ي
فرض ليس مستحقا من ضإئب أو رسوم ،لكنه ليس إلسلوك ذإته وإل أحد مكوناته. 35
إلمغرئ لنهج
ري تبت إلمشع
ويمكن إلقول أيضا أن من ربي إلثغرإت من وجهة نظرنا هو ي
إلعموم دون
ي إلت خصت جريمة ؤساءة إستغالل إلوظائف بالموظف
إإلتفاقية إألممية ،ي
وإلت
إؤلفريف ي
ي إآلشخاص إآلخرين من إلقطاع إلخاص ،عىل عكس ما تبنته إتفاقية إإلتحاد
وسعت نطاق تطبيق هذه إلجريمة لتشمل آشخاص من إلقطاع إلخاص ،بحيث يمكن
إلموإطني من أجل
ر مكلفي بتحصيل مبالغ من
ر تصور قيام هذه إلجريمة عند إرتكاب أجرإء
تسبها شكات خاضعة للقانون إلخاص ،يف
لت ر
إإلستفادة من خدمات إلمرإفق إلعمومية إ ي
إلتدبب إلمفوض مثال.
ر ؤطار
وبخصوص متابعة مرتكب جريمة إلغدر ،يمكن إؤلشارة ؤىل مجموعة من إلثغرإت عىل
إلت تحد
مستوى إلقانون وإلممارسة تؤدي ؤىل إؤلفالت من إلمتابعة ،وتتجىل هذه إلثغرإت ي
يىل:
من تحريك مسطرة إلمتابعة عىل إلخصوص يف ما ي
19
غياب مسطرة خاصة باألدلة إلمتعلقة بجرإئم إلفساد ي
إلت تبف خاضعة
للقاعدة إلعامة يف ؤطار إلمسطرة إلجنائية نظرإ لعدم وجود قانون خاص بهذه
إلجرإئم.
ر
وإلتشيعات إلمغرن ع ي إلمبحث إلثان :عقاب جريمة إلغدر ف ر
إلتش
ي ي ي
إلمقارنة
حتى ٌتم تشخٌص عموبة جرٌمة استغالل الوظائف أو كما اصطلح علٌها المشرع المغربً
لمنا بتحلٌل هذه العموبة فً المانون الجنائً المغربً وسٌاسة المشرع فً وضعها ضمن
(مطلب أول) .مع دراسة التشرٌعٌن األردنً والتشرٌع الفرنسً فً كٌفٌة التنصٌص على
هذه الجرٌمة دون أن نغفل عن إغناء هذا العرض بجدول ٌتناول عموبة هذه الجرٌمة فً
بعض الدول.
إلت يرتكبها إلموظفون إلعموميون تعتب جريمة إلغدر من ربي إلجرإئم إلعمدية ي
ر
إلماىل .و من أجل
ي إلمكلفون بتحصيل إلرسوم وإلضإئب .ي
فه تدخل يف فئة جرإئم إلفساد
إلمغرئ بفرض عقوبات جنائية وغرإمات مالية وهو ما
ري إلتصدي لهذإ إلفعل قام إلمشع
سوف نعرج عليه من خالل (إلفقرة إألوىل) .عىل أن يتم إلحديث عن تقيم إلسياسة
إلمغرئ يف (إلفقرة إلثانية).
ري إلجنائية إلمتخذة من قبل إلمشع
20
إلفقرة إألول :إلعقوبة إألصلية وإؤلضافية يف جريمة إلغدر
وه إلمنصوص عليها يف
إلمغرئ لجرإئم إلغدر عقوبات أصلية ي
ري قرر إلمشع
ه إلمنصوص عليه يف
إلفصول 033و033و ،038ثم عقوبات ؤضافية ي
إلمغرئ.
ري إلجنائ
ي إلفصول 036و 037من إلقانون
إلت
من خالل هذه إلفقرة سوف نحاول إلحديث عن إلعقوبات إألصلية ي
قررها إلمشع لجريمة إلغدر (أوإل) .ثم ر
نبي إلعقوبات إؤلضافية إلمطبقة عىل
إألشخاص إلدين يقبفون هذه إلجريمة (ثانيا).
إلفصلي
ر وه إلمقرر للجريمة إلمنصوص عليها يف
ي فالصورة إألول:
37
سنتي ؤىل خمس سنوإت
ر وه إلحبس من
ي ، إلجنائ
ي إلقانون من 033 و 033
وغرإمة من خمسة أإلف درهم ؤىل مائة ألف درهم ،مع مضاعفة هذه إلعقوبة ؤذإ
كان إلمبلغ إلمتحصل من جريمة إلغدر يفوق مائة ألف درهم ،حيث تصبح
37
-الفصل 033من مجموعة المانون الجنائً المغربً " ٌعد مرتكبا للغدر ،وٌعالب بالحبس من سنتٌن إلى خمس وبغرامة من خمسة آالف على
مائة درهم ،كل لاض أو موظف عمومً طلب أو تلمى أو فرض أوامر بتحصٌل ما ٌعلم أنه غٌر مستحك أو أنه ٌتجاوز المستحك ،سواء كان
لإلدارة العامة أو األفراد الذٌن ٌحصل لحسابهم أو لنفسه خاصة
-تضاعف العموبة إذا كان المبلغ ٌفوق مائة ألف درهم
21
إلعقوبة إلحبس من أرب ع سنوإت ؤىل عش سنوإت وإلغرإمة من عشة أإلف درهم
مائت ألف درهم.38
ي ؤىل
قاص أو
ي سالف ذكر فإن هذه إلعقوبة تطبق عىل كل
ي إلفصلي
ر حسب
عموم أوذي سلطة عامة أمر بتحصيل إلجبايات وإلرسوم .سوإء قام
ي موظف
غب مستحق أو يتجاوز إلمستحق بشكل مخالف لما هو مقرر
بتحصيل ما هو ر
إلتسلسىل لألشخاص إلذي يعمل ي للقانون .وسوإء قام بالفعل بأمر رئيسه
إلعموم بجريمة إلغدر .ؤذإ قام بإعفاء
ي لحسابهم أو لنفسه .كذلك يتابع إلموظف
أحد إألشخاص من وإجباته إلضيبة شوإء كليا أو جيئيا.
إلمغرئ
ري إلجنائ
ي وحيث أنه وبالرجوع مرة أخرى للفصل 033من إلقانون
نجد أن إلعقوبة إلمقررة للجريمة إلغدر إلذي يقوم به إلموظفون إلعموميون
ويعتب مشاركا يف جريمة
ر تمتد حت للشخص إلذي يستفيد من هذإ إؤلعفاء
إلغدر.
38
-الحطاب أبو مسلم " المختصر فً األموال دراسة تحلٌلٌة ونمدٌة فً ظل المانون المغربً والمانون الممارن" مكتبة الرشاد سطات ،طبعة سنة
،0202ص .38
22
مائة ألف درهم فإن إلعقوبة تكون إلحبس من سنة ؤىل خمس سنوإت ،وإلغرإمة
خمسي ألف درهم.39
ر ألف درهم ؤىل
من ي
صنفي من هذه
ر إلجنائ عىل
ي نص إلمشع يف إلفصل 037من إلقانون
وجوئ وبعضها جوإزي:
ري إلعقوبات ،بعضها
23
إلتخفيف ،نتج عنها إلبول بعقوبة إلجناية ؤىل إلدخول يف نطاق عقوبة إلجنحة
أي من شهر ؤىل خمس سنوإت حبسا.40
يف إلبدإية وقبل إلتطرق للحديث عن تقيم إلسياسة إلجنائية بالمغرب بخصوص
إلت يمكن تعرف "بأنها
إألخبة ي
ر جريمة إلغدر .إل بد أوإل من تعريف إلسياسة إلجنائية ،هذه
إلت تضعها إلدولة من أجل موإجهة إلجريمة وزجر إألفعال
مجموعة من إلوسائل وآليات ي
إلتدإبب إلوقائية
ر إلمرتكبة من خالل تحديد سياسة إلتجريم وإلعقاب لكل فعل وكذلك
منها.41
إلمغرئ هو إلحد من إلظاهرة
ري إلت نهجها إلمشع
ؤن إلهدف من إلسياسة إلجنائية ي
يحم إلمصالح إلمجتمع ،حيت قام إلمشع
ي إؤلجرإمية بوإسطة نظام فعال للتجريم
إلمغرئ بمالئمة سياسته إلجنائية مع توجهات إلسياسة إلجنائية إلدولية إلمنبثقة عن
ري
أحكام إتفاقية إألمم إلمتحدة لمكافحة إلفساد.
غب
إلمغرئ جرم فعل إلغدر من خالل إلحصول عىل إلفوإئد ر
ري حيث نجد إلتشي ع
إلعموم مما يلحق ضر بمصلحة إلمؤسسة أو إؤلدإرة وإألفرإد
ي إلقانونية من طرف إلموظف
إلمغرئ لم يجرم ؤساءة إستغالل
ري وبالتاىل فالمشع
ي إلدين يقوم بتحصيل إلضإئب منهم،
إلوظائف بشكل مباش كما يف إلمادة 89من إإلتفاقية إألممية لمكافحة إلفساد .برغم من
إلجنائ
ي كونه نص عىل إلجريمة إلغدر مند قانون 8960إلمتعلق بمجموعة إلقانون
إلمغرئ وكان إؤلختصاص يف هذه إلجريمة ينعقد للمحاكم إؤلبتدإئية ؤذإ كانت إلجريمة
ري
سنتي ؤىل خمس سنوإت يف إلصورة إألوىل وتضاعف إلعقوبة ؤذإ
ر إلمرتكبة جنحة أي من
تجاوز إلمبلغ 822222أللف درهم ،أما إلصورة إلثانية من هذه إلجريمة فكان إؤلختصاص
40
-الفصل 32من المانون الجنائً المغربًٌ " :جوز للمحاكم فً الحاالت التً ٌحددها المانون ،إذا حكمت بعموبة جنحٌة أن تحرم المحكوم علٌه،
لمدة تتراوح بٌن سنة وعشر سنوات ،من ممارسة حك أو عدة حموق من الحموق الوطنٌة أو المدنٌة أو العائلٌة المنصوص علٌها فً الفصل .06
ٌ -جوز أٌضا للمحاكم أن تطبك ممتضٌات الفمرة األولى من هذا الفصل إن حكمت بعموبة جنحٌة من أجل جرٌمة إرهابٌة"
41
-كوثر بوعسرٌة ،مرجع سابك ،ص .88
24
إعتبت جناية أي من خمس سنوإت ؤىل عش سنوإت.
ر فيها للمحاكم إإلستئناف ؤذإ
إلماىل
ي فالمغرب من خالل توقيعه عىل إإلتفاقية إألمم إلمتحدة لمكافحة جرإئم إلفساد
إلماىل من خالل ؤحدإث أقسام
ي تبت إلقضاء إلمتخصص لمكافحة جرإئم إلفساد
سارع ؤىل ي
إلت ينعقد لها إإلختصاص ،حيث نجد ضمن هذه
إلجرإئم إلمالية بمحاكم إإلستئناف ي
إلت تنظر فيها نجد جريمة إلغدر.
إلجرإئم ي
إلمغرئ أنه نهج سياسة رفع من إلغرإمات إلمالية وتخفيف
ري يالحظ أن إلمشع
إلعقوبات إلسالبة للحرية يف جريمة إلغدر .وهذإ من شأنها أن يؤدي ؤىل إختالل يف ساسة
إلتجريم وإلعقاب .خاصة بعدما أقر إختصاص أقسام جرإئم إألموإل ومنحها إلبت فقط يف
إلت يجب أن تفوق مائة ألف
إلجنايات مع أخده معيار إلقيمة إألموإل إلمتحصل عليها ي
إلعمومي إلذين يعملون يف إلقطاع
ر إلموظفي
ر درهم ،42باؤلضافة كذلك عدم إلمساوإة ربي
إلوظيفة إلعمومية.
وتجدر إؤلشارة أن مبدأ إلقضاء إلمتخصص إلذي أخذ به إلمغرب حضه يف إلجنايات
قضائ .كما ؤشتتت إلمشع
ي إلعمومي إلذين إل يحملون صفة إمتياز
ر بالموظفي
ر فقط
إلمغر ر يئ إلموظفون إلتابعون للسلك إلعسكري من إلمثول أمام هذه إألقسام بل يبف
إلقضائ بل
ي إؤلختصاص للمحكمة إلعسكرية .وكذلك إألشخاص إلذين لهم صفة إإلمتياز
يتابعون أمام غرفة إلجنايات بمحكمة إلنقض .وهو ما من شأنه إلحيلولة دون إلمطالبة
إلمتضر باسبجاع أموإله أمام محكمة إلنقض.
إألخب نخلص ؤىل أنه رغم أن إلمشع أقر إلقضاء إلمتخصص لنظر يف جرإئم
ر وفي
غب ذلك حيث نجد إلقضاء إلمختلط هو إلذي يهيمن.
إلماىل ،لكن إلوإقع أثبت ر
ي إلفساد
ألن إلمغرب حاول فقط موإكبة إإلتفاقية إألمم إلمتحدة للمكافحة إلفساد.
42
-أشرف الصابري ،مرجع سابك ،ص.803
25
وإلفرنس إألردن ع ي إلمطلب إلثان :جريمة استغالل إلوظائف ف ر
إلتش
ي ي ي ي
إألردئ
ي إلت خصصها إلمشع
يتمحور هذ إلمطلب حول درإسة إلموإد إلقانونية ي
إلت وضعها
لجريمة ؤساءة إستغالل إلوظائف أو كما عرفها باستثمار إلوظيفة وإلعقوبات ي
نش من وإقع قانون
لردعها يف إلفقرة إألوىل ،كما تناولنا عقوبة هذه إلجريمة يف إلقانون إلفر ي
توضيىح لمقارنة عقوبات هذه إلجريمة
ي لفرنش وكان إلبد من تصميم جدول
ي إلعقوبات إ
قوإني عدد من إلدول ضمن إلفقرة إلثانية.
ر من خالل قرإءة يف
43
لانون العموبات رلم 8962 /86وجمٌع تعدٌالته والمنشور فً الجرٌدة الرسمٌة رلم 8387تارٌخ 8962/8/8والمعدل بآخر لانون رلم
0288/8والمنشور فً الجرٌدة الرسمٌة رلم 8292
26
إلت تعد من إلجرإئم إلمضة بالمصلحة إلعامة ،قد أفرد
ؤن جريمة إستثمار إلوظيفة ي
تبي ماهيتها وصورها وعقوباتها ،وذلك بالتنصيص عليها يف
إإلردئ نصوصا ر
ي لها إلمشع
إألردئ رقم ( )86لسنة ، 8962باعتبارها من إلجرإئم
ي إلباب إلثالث من قانون إلعقوبات
إلت تقع عىل إؤلدإرة إلعامة ،حيث أدرجها يف إلفصل إألول منه وإلمعنون بالجرإئم إلمخلة
ي
بوإجبات إلوظيفة ،وذلك بالنظر ؤىل ما ينجم عن إرتكاب هذه إلجريمة من آثار وأضإر،
عىل إلفرد وإلمجتمع من ناحية ،وعىل إلوظيفة إلعامة ونيإهتها وحيادها من ناحية أخرى،
إألردئ جريمة إستثمار إلوظيفة من إلجرإئم إإلقتصادية بموجب قانون
ي إعتب إلمشع
كما ر
44
مما ترتب عىل ذلك بعض إؤلجرإءإت إلجرإئم إإلقتصادية رقم ( )02لسنة 8993
إلمتعلقة بإقامة إلدعوى وإلعقوبة إلمقررة لهذه إلجريمة.
إلمادة "878من وكل إليه بيع ،أو رشإء ،أو ؤدإرة أموإل منقولة أو ر
غي منقولة
لحساب إلدولة أو لحساب ؤدإرة عامة ،فاقيف غشا يف أحد هذه إألعمال أو خالف
ذإن أو مرإعاة لفريق أو ؤضإرإ بالفريق إآلخر أو
إلب تشي عليها أما لجر مغنم ي
إألحكام ي
ؤضإرإ باؤلدإرة إلعامة عوقب باألشغال إلمؤقتة وبغرإمة تعادل قيمة إلضر إلناجم"
يتضح بأن هذه إلمادة قد إقرت بأن ممارسة إستثمار إلوظيفة يكون من خالل
للغب أو ؤيقاع إلضر بأحد
ممارسة إلغش بغرض إلحصول عىل منفعة خاصه ذإتيه إو ر
44
لانون الجرائم االلتصادٌة الصادر فً عدد الجرٌدة الرسمٌة رلم 3898بتارٌخ 87/23/8993الصفحة .700
45
مخلد ابراهٌم الزعبً ،جرٌمة استثمار الوظٌفة العامة -دراسة ممارنة سنة ،0288دار الثمافة للنشر عملن األردن
27
إلطرفي إو إؤلدإرة إلعامة يعاقب باألشغال إلمؤقتة هنا نرجع للمادة ( )88من قانون
ر
إلب
ه تشغيل إلمحكوم عليه يف إألشغال ي
إلت مفادها " إألشغال ،ي
إألردئ ي
ي إلعقوبات
تتناسب وصحته وسنه ،سوإء يف دإخل مركز إؤلصالح وإلتأهيل أو خارجه"
ُحددت إلمدة إليمنية لهذه إلعقوبة وفق إلمادة ( )02من نفس إلقانون سالف إلذكر
ضمن إلفقرة إلثانية " ؤذإ لم يرد يف هذإ إلقانون نص خاص ،كان إلحد إألدن للحكم
عشين سنة".باألشغال إلمؤقتة وإإلعتقال إلمؤقت ثالث سنوإت ،وإلحد إألعىل ر
باإلئ "
إألردئ هذه إلجريمة بصورة آخرإ وردت يف إلمادة 876ي
ي كما تناول إلمشع
دناني:
ر سنتي وبغرإمة أقلها ر
عشة ر يعاقب بالحبس من ستة أشهر إل
فحسب ما تنص عليه هذه إلمادة تتحقق جريمة إستثمار إلوظيفة ؤذإ كان دإفع إلموظف إلرتكاب
إلجريمة إلحصول عىل منفعة شخصية وهنا نتحدث عن جنحة صلحيه وهذإ ما ريبر إلتفاوت يف
47
إلعقوبات إلمنصوص عليها.
من وإقع ما نصت عليه إلنصوص إلقانونية إلسابقة يمكن تحديد أركان جريمة إستثمار إلوظيفة
يف:
الصك عرف لدٌما :الدليل )هو عبارة عن أي أداة لانونٌة مكتوبة تُصدِق أو تإكد على وجود فائدة ،حك ،أو عمار ُمولًع ،موثًك ،وفً بعض
46
28
-8إلركن إلمادي ويتمثل يف جريمة إستثمار إلوظيفة بحصول إلموظف إلعام عىل منفعة
ينتم ؤليها وظيفيا سوإء
ي إلت
شخصية من إلوظيفة إلعام من خالل ؤحدى معامالت إؤلدإرة ي
كان إلحصول عىل تلك إلمنفعة بشكل مباش ،أو عن طريق صكوك صورية ،أو باستخدإم
شخص مستعار ،فالركن إلمادي لتلك إلجريمة وأثاره إلمادية إلملموسة تتحقق كلما حصل
إلموظف عىل منفعة شخصية من معامالت إؤلدإرة إل يت يعمل بها ،وكذلك يتحقق إلركن
سء لصالح إلدولة ؤإل أنه قد
إلمادي لتلك إلجريمة كلما كان إلموظف موكول ؤليه بيع أو شإء ي
ثبت محاباته ألحد إألطرإف عىل إلطرف إآلخر ،أو ثبت قصده إؤلضإر باؤلدإرة إلعامة وكذلك
ذإئ،
ؤذإ إستعمل وسائل إلغش وإلخدإع أثناء بيع وشإء أمالك إلدولة ،أو تحصل عىل معلم ي
وكذلك ؤذإ مارس إلموظف إلعام إلتجارة خاصة يف إألمور إلضورية ،أو إلحبوب فكل هذه
وإلت يقع مرتكبها من
ي إلوظيف
ي إألفعال إلمادية تمثل فيها إلركن إلمادي لجريمة إإلستثمار
إلموظفي إلعموم تحت إلمسائلة إلجنائية.
ر
-0إلركن إلمعنوي :يتمثل إلركن إلمعنوي يف جريمة إستثمار إلوظيفة ،يف إتجاه ؤرإدة إلموظف
إلعام ؤىل إرتكاب إلركن إلمادي للجريمة مع علمه بما يبتب عىل ذلك من نتيجة ؤجرإمية
إلسىع فيها فتنضف ؤرإدته ؤىل تحقيق جميع عناض إلجريمة وظروفها
ي وإضإره عىل
وشإئطها.
إألردئ ظرف إلتخفيف من خالل ما قرر يف إلمادة ( )877من قانون إلعقوبات حيث
ي كما أدرك إلمشع
نصت عىل أنه " يف جميع إلجرإئم إلسابقة وإلوإردة يف هذإ إلفصل ؤذإ أخذت إلمحكمة بأسباب
إلتخفيف إلتقديرية فال يجوز لها تخفيض إلعقوبة ؤل أقل من إلنصف ".49
48
بخباز عبد هللا ،جرٌمة أخذ فوائد بصفة غٌر لانونٌة :دراسة ممارنة 0287،دار الفجر للنشر ،الصفحات 63،63
49
إشارة إلى الفصل األول الجرائم المخلة بواجبات الوظٌفة من الباب الثالث الجرائم التً تمع على اإلدارة العامة من لانون العموبات األردنً رلم
86
29
إلتميب إألردنية (محكمة إلنقض) فيما يتعلق بجريمه
ر نورد هنا إجتهادإت محكمة
إستثمار إلوظيفة
"وحيث أن ؤقدإم إلموظف إلعام عىل نزع إلطوإبع إلملصقة عىل جوإز إلسفر إلمسلم
تأشبة دخول بمقابل ،يشكل جرم إستثمار إلوظيفة
ر ؤليه بحكم وظيفته وإلصاقها عىل
بالمعت إلمقصود بالمادة 8/876من قانون إلعقوبات وليس جرم إستعمال طوإبع
مستعملة بالمعت إلمقصود بالمادة 088من قانون إلعقوبات".
غي قانونية ف ر
إلتشي ع إلفقرة إلثانية :جريمة أخذ فوإئد بصفة ر
ي
إلفرنس
ي
إلفرنش عىل هذه إلجريمة يف إلمادة 878من إلقانون إلذي وضعه
ي نص إلمشع
وإلملىع بقانون إلعقوبات
ي Bonaparteيف سنة 8882 نابليون بونابرتNapoleon
إلفرنش يف إلجيء
ي حب إلتنفيذ يف إلفاتح مارس ،8993أوردها إلمشع
إلجديد إلذي دخل ر
50
دمحم إسماعٌل حنفً ،جرٌمة استثمار الوظٌفً ،مولع حماة الحك _Toc90321830 https://jordan-lawyer.com/2011/06/05/
30
يىع من قانون إلعقوبات يف إلكتاب إلرإبع إلذي يضم إلجرإئم ضد إألمة وإلدولة
إلتش ي
إلعموم ،يف إلعنوإن إلثالث إلذي نص عىل إلجرإئم إلماسة بسلطة إلدولة ،يف
ي وإألمن
إلثائ إلمتعلق بالجرإئم إلماسة بالوظيفة إلعمومية وإلمرتكبة من قبل شخص
ي إلفصل
إلمادتي
ر يشغل وظيفة عمومية ،يف إلقسم إلثالث بعنوإن إؤلخالل بوإجب إلبإهة ،يف نص
( 80-330و.)8-80-330
أمي سلطة عامة ،أو مكلف بمهمة خدمة عمومية ،أو منتخب،
"كل فعل من قبل ر
غب مباشة ،بفائدة مهما كانت يف مؤسسة
يأخذ أو يتلف أو يحتفظ سوإء مباشة أو بطريقة ر
تأمي إلمرإقبة
إلت كان له وقت إرتكابه إلفعل سوإء بصفة كلية أو جيئية سلطة ر
أو يف عملية ي
أو ؤدإرتها أو تصفيتها أو مكلف بإصدإر ؤذن إلدفع فيها يعاقب بالحبس مدة 8سنوإت
وإلغرإمة 822.222أورو"
51
Code pénal (Mise à jour du 2022-09-01) Paragraphe 3: De la prise illégale d'intérêts
432-12. LOI n2021-1729 du 22 décembre 2021-art 15
Le fait, par une personne dépositaire de l'autorité publique ou chargée d'une mission de service public ou
par une personne investie d'un mandat électif public, de prendre, recevoir ou conserver, directement ou
indirectement, un intérêt de nature à compromettre son impartialité, son indépendance ou son objectivité dans
une entreprise ou dans une opération dont elle a, au moment de l'acte, en tout ou partie, la charge d'assurer la
surveillance, l'administration, la liquidation ou le paiement, est puni de cinq ans d'emprisonnement et d'une
amende de 500 000 €, dont le montant peut être porté au double du produit tiré de l'infraction.
8-80-330 LOI n°2021-1729 du 22 décembre 2021 - art. 15
31
إلرسميي وأعضاء إلحكومة،
ر إلموظفي
ر نص إلمادة أن هذه إلجريمة تشمل مفهوم
إلجنائ.
ي وفق مفه وم للموظف يف إلقانون
كما تناولت كذلك إلعناض إلتقليدية للجريمة ،وفيما يخص أخ ذ إلفائدة إلذي يتم
بتلف إلفائدة يف عملي ة خاضعة لسلطة إلموظف ،بحيث يمكن للجريمة أن تكون نتيجة
ي
إلتلف للفائدة ،وإنما
ي غب مباش ،بل ؤنها لم يتطرق فقط ؤىل فعل إألخذ أو
فعل مباش أو ر
تغيب يف طبيعة إلجريمة من جريمة
ر تعدإه ؤىل فع ل إإلحتفاظ بالفائدة ،م م ا ي ؤدي ؤىل
52
ظرفية ؤىل جريمة مستمرة.
Constitue une prise illégale d'intérêts punie des peines prévues à l'article 432-12 le fait, par un magistrat ou
toute personne exerçant des fonctions juridictionnelles, de prendre, recevoir ou conserver, directement ou
indirectement, dans une entreprise ou dans une opération à l'égard de laquelle elle a la charge de prendre une
décision judiciaire ou juridictionnelle, un intérêt de nature à influencer, au moment de sa décision, l'exercice
indépendant, impartial et objectif de sa fonction.
52
بخباز عبد هللا ،جرٌمة أخذ فوائد بصفة غٌر لانونٌة :مرجع سابك صفحة ،88
32
انغزامة انمبنٍة انتقبدم انتصنٍف انمحكمة انعقىبة مسمى
انفبعم انذونة
ببنسنىات MAD انقبنىنً انمختصة سنىات انجزٌمة
أخذ فىائذ
مىظفً
511أنف €تعبدل انمحكمة بصفة
6 5 جنحة انقطبع فزنسب
MAD504110111 انجزائٍة غٍز
انعبم
قبنىنٍة
مىظف
05 نم تحذد 05-3 االبتذائٍة جنبٌة انقطبع انتزبح 53مصز
انعبم
شخض
ي تركيب
53
المواد 889 / 888 / 83لانون العموبات المصري /رلم 88لسنة 8937صدر بسراٌا عابدٌن فى 03جمادى األولى سنة ٌ 38 )8386ولٌو
سنة .8937
33
خاتمة
حاولنا من خالل هذه إلدرإسة فتح نقاش حول مجموعة من إؤلشكاإلت وإقبإح
إلت تشوب
إلحلول ،مع ما يستدعيه ذلك من إبرإز موإطن إلقوة ورصد مظاهر إلقصور ي
إلسياسة إلجنائية إلوطنية يف مجال مكافحة جريمة إلغدر ،مع إلوقوف عىل إلثغرإت
إلملحوظة بخصوص إلمالءمة مع إإلتفاقية إألممية ذإت إلصلة ،وإلتجارب إلدولية إلفضىل
يف هذإ إلمجال.
34
-إستخدإم وسائل إإلعالم إلمرئية وإلمسموعة للتوعية ونش ثقافة إألدإء حسب
إلقوإني.
ر
إلتقاص فيها ألجال مفتوحة
ي -عدم سقوط جريمة إلغدر بالتقادم ،وإؤلبقاء عىل حق
لما بعد نهاية إلعمل.
35
إلئحة إلمرإجع
إلكتب
إلثان إلقانون
ي إلجنان ،إلجزء
ي إلعروص ،إلمختض يف رشح إلقانون
ي دمحم
. إناس ،مكناس ،طبعة 2118
ي إلجنان إلخاص ،مطبعة
ي
إلدول ودوره يف مكافحة
ي وسام نعمت ؤبرإهيم إلسعدي ،إلمجتمع
إلفساد ،درإسة يف آليات تنفيذ إتفاقية إألمم إلمتحدة لمكافحة إلفساد ،إلطبعة
إألول سنة ،2121إلمركز إلعرن ر
للنش وإلتوزي ع. ي
عمروس ":جرإئم إألموإل إلعامة وجرإئم إلرشوة-
ي عمروس و أمجد
ي أنور
يف ضوء إلفقه وقضاء إلنقض-إلنظرية إلحديثة للموظف إلعام -طبيعة إلمال إلعام
سوتي ،إؤلسكندرية.
ر امع 31،شارع
يف نطاق إلتأتيم" ،دإر إلفكر إلج ي
ر
إلناش دإر إآلفاق "إلوجي يف إلجرإئم إلمالية"،
ر أبو سالم إلحطاب :
ر
للنش وإلتوزي ع ،شارع دمحم إلسادس ،ؤقامة إلنض -إلشقة – 1إلدإر إلمغربية
إلبيضاء ،مطبعة إألمنية-إلرباط.2121
إلوجي يف إلقانون إلجنا ين إلعام وتطبيقاته بقرإرإت
ر إلمختار إعمره" :
محكمة إلنقض" ،مطبعة Bucephaleإلطبعة إلثالثة ، 2118إلرباط.
كوثر بوعشية ،إلسياسة إلجنائية يف موإجهة جرإئم إلفساد ،إلطبعة إألول
. ،2121دإر إآلفاق إلمغربية إلدإر إلبيضاء ،مطبعة إألمنية.
إلزعب ،جريمة إستثمار إلوظيفة إلعامة -درإسة مقارنة سنة
ي مخلد إبرإهيم
،2111دإر إلثقافة ر
للنش عمان إألردن.
إألردن ،عمان ،2117دإر وإئل للطباعة
ي عىل خطار شنطاوي ،إلقضاء إؤلدإري
ي
ر
وإلنش.
36
غي قانونية :درإسة مقارنة 2117،دإر
بخباز عبد هللا ،جريمة أخذ فوإئد بصفة ر
إلفجر ر
للنش.
إألطروحات وإلرسائل
إلماىل وإؤلدإري"
ي أشف إلصابري :إلسياسة إلجنائية يف موإجهة جرإئم إلفساد
أطروحة لنيل دبلوم إلدكتورإه يف إلقانون إلخاص ،كلية إلعلوم إلقانونية
إلسويش ،إلسنة إلجامعية .0202
ي وإؤلقتصادية وإإلجتماعية
كوثر بوعشية " :نحو سياسة جنائية مالئمة لمكافحة إلفساد" أطروحة لنيل
إلدكتورإه يف إلعلوم إلقانونية ،جامعة دمحم إلخامس-إلرباط ،كلية إلعلوم إلقانونية
وإإلقتصادية وإإلجتماعية -أكدإل ،إلسنة إلجامعية .0289/0202
إلدوىل يف مجال إلوقاية يف مكافحة إلفساد،
ي عوض أبو عون عىل فريد ،إلتعاون
جنائ لألعمال،
ي مذكرة تكميلية لنيل شهادة إلماسب يف إلحقوق ،تخصص قانون
إلبوإف،0283 ،
ي إلعرئ بن مهيدي ،أم
ري كلية إلحقوق وإلعلوم إلسياسية ،جامعة
.0283
إلمجالت
37
إلقوإني
ر
المواقع اإللكترونية
38
https://www.unodc.org/documents/treaties/UNCAC/COSP/se
.ssion7/V1704677a.pdf
لطق ،تحليل مقارن لالتفاقيات إلدولية لمكافحة إلفساد ،مقال منشور
ي أمي
ر
ون https://draminlotfyoffice.com/
عىل إلموقع إأللكي ي
أشيق ،إلسياسة إلجنائية إلوطنية يف مكافحة إلفساد ،مقال منشور
ي بدر
ون ،www. Marocdroit.comبتاري خ 5يوليوز ،2116تم
بالموقع إؤللكي ي
إؤلطالع عليه بتاري خ 31أكتوبر ،2122عىل إلساعة .21.42
إلوظيق ،موقع حماة إلحق
ي حنق ،جريمة إستثمار
ي دمحم ؤسماعيل
https://jordan-lawyer.com/2011/06/05/ _Toc90321830
اإلتفاقيات الدولية
ؤتفافية إألمم إلمتحدة لمكافحة إلفساد
إإلتفاقية إلعربية لمكافحة إلفساد.
إإلفريق لمنع إلفساد ومكافحته ،إلجمعية إلعامة لالتحاد
ي إتفاقية إإلتحاد
إإلفريق.
ي
39
إلفهرس
مقدمة 8 ...................................................................................................................
إلقانون لجريمة إلغدر 8 ................................................................
ي إلمبحث إألول :إلتنظيم
إلمطلب إألول :إإلتفاقيات إلدولية وإؤلقليمية لمحاربة جرإئم إلفساد 8 ..............................................
إلفقرة إألوىل :إتفاقية إألمم إلمتحدة لمكافحة إلفساد 6 ..............................................................
إؤلفريف لمكافحة إلفساد 9 .........................................
ي إلفقرة إلثانية :إإلتفاقية إلعربية وإتفاقية إإلتحاد
أوإل :إإلتفاقية إلعربية لمكافحة إلفساد 9 ..............................................................................
إإلفريف لمنع إلفساد ومكافحته 80 .............................................................
ي ثانيا :إتفاقية إإلتحاد
إلمغرئ 88 ..............................................
ري إلقانوئ لجريمة إلغدر يف إلتشيع
ي إلثائ :إلتنظيم
إلمطلب ي
إلقانوئ لجريمة إلغدر 88 .....................................................................
ي إلفقرة إألوىل :إلتنظيم
إلجائ يف جريمة إلغدر 86 .................................................................................
ي أوإل :صفة
ثانيا :إلركن إلمادي 86 ..................................................................................................
ثالثا :إلركن إلمعنوي 87 ................................................................................................
إلمغرئ 88 ..................................................................
ري إلفقرة إلثانية :ثغرإت أو نقائص إلتشيع
إلمغرئ وإلتشيعات إلمقارنة 02 .....................................
ري إلثائ :عقاب جريمة إلغدر يف إلتشيع
إلمبحث ي
إلمغرئ 02 .......................................................
ري إلمطلب إألول :عقوبات جريمة إلغدر يف إلتشيع
إلفقرة إألوىل :إلعقوبة إألصلية وإؤلضافية يف جريمة إلغدر 08 .......................................................
أوإل :إلعقوبات إألصلية 08 ..........................................................................................
ثانيا :إلعقوبات إؤلضافية للجريمة إلغدر 03 ........................................................................
إلفقرة إلثانية :تقيم إلسياسة إلعقابية بخصوص جريمة إلغدر 03 ................................................
نش 06 ..........................................
إألردئ وإلفر ي
ي إلثائ :جريمة استغالل إلوظائف يف إلتشيع
إلمطلب ي
إألردئ 06 .......................................................
ي إلفقرة إإلوىل :جريمة إستثمار إلوظيفية يف إلتشيع
نش32 ...................................... إلفقرة إلثانية :جريمة أخذ فوإئد بصفة ر
غب قانونية يف إلتشيع إلفر ي
خاتمة 33 ..................................................................................................................
إلئحة إلمرإجع36 ..................................................................................................
40