Professional Documents
Culture Documents
بحث حول
2020-2021
خطة البحث
مقدمة
المطلب األول :تعريف جريمة الرشوة وتمييزها عن بقية الجرائم المشابه لها
الفرع الثاني تمييز جريمة الرشوة عما يشابهها من جرائم
خاتمة
2
مقدمة:
لقد عرفت المجتمعات والدول منذ القدم ظواهر مختلفة ساهمت بشكل أو بآخر في إضعاف
اقتصادياتاء ومن بين هذه الظواهر الرشوةهذه األخيرة تعد من أخطر الحرائم المخلة
بحسن سير األداة الحكومية ،وذلك لما يترتب عليها من إخالل بالثقة بين الحكام
والمحكومين والشك في عدالة األداة الحاكمة في الدولة ونزاهتهاء كما تؤدي إلى اإلحالل
بالمساواة بين المواطنينB.
لحل ذلك فقد سعى المشرع اللجزائري على غرار باقي األنظمة إلى بحرم الصور
المختلفة للرشوة ،حماية لنراهة الوظيفة العامة وصيانة لألداة الحكومية ثما يمكن أن
يلحق يما من خلل أو فسادء وكان ذلك في أمر رقم 156- 66المتضمن قانون العقوبات
إال أنه ونتيجة اتخاذ هذه الجريمة منحى آخر وتشعبهاء وعدم قدرة النصوص القانونية
المجرمة لما في ثنايا قانون العقوبات على التصدي لماء كان البد من سن قانون يعيد
تنظيم تحريم هذه الجربمة .ما يتوافق والتطورات Bالحاصلة في جميع الميادين ،وهذا
القانون هو المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته والذي أصبح يشكل تقنينا خاصا
مجموعة من الجرائم ومنها الرشوة ،نتيجة لتميز هذه الحرائم االقتصادية بعدم الثبات،
وقابليتها للتغير بتغير الظروف االقتصادية للدولة؛ وذلك الرتباطها بعالم المال واألعمال.
على أساس ذلك تبدو أهمية دراسة هذه الجريمة ،من جانب ارتباطها بعنصر غاية في
األهمية ،وهو المال العام والخاص ،إضافة إلى السعي الحثيث للتعرف على الجديد الذي
جاء به قانون رقم 01- 06المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته ،ومدى اعتبار ذلك
خحطوة جدية للقضاء على جميع مظاهر الفساد ،لذلك فإن هذا العمل سيدرس إمكانية
مساهمة هذا القانون في الحد أو اإلنقاص من جرية الرشوة وتفشيها في المجتمع ،والتي
أصبحت تشكل الماجس األكبر لدى الجميع ،من المواطن البسيط إلى أعلى هرم في
السلطة.
3
ولإلجابة على ذلك تم تقسيم البحث إلى مبحثين ،خصص األول لمفهوم جرعة الرشوة،
في حين خحصص الثاني لقمع جريمة 9الرشوة.
المطلب األول :تعريف جريمة الرشوة وتمييزها عن بقية الجرائم المشابه لها
لغة :رشى ,رشا ,رشوة ,رشوا وهو إعطاء الرشوة ،والرائش Bالذي يسري بين الراشي
والمرتشي وهو ما يتوصل به المرء إلى قضاء حاجته بأن يصنع لمن في يده قضاؤها
شيئا مقابل ذلك 1فأساس وجود الرشوة مصالح بين الطرفين وحاجة متبادلة ,فالموظف
بأداء مهامه و األعمال المنوطة به إنما يكون في اطار واجباته الوظيفية المحكومة بموجب
القانون و ان سعى هذا األخير إلى االتجار بوظيفته والحصول من طالب خدمة على مقابل
ألدائها ,فيؤثر على جوهر الوظيفة ويعرقل سيرها.
اصطالحا:
يمكن القول بأنها": اتجار الموظف العام (أو القائم بخدمة عامة) بوظيفته أو استغاللها بان
يطلب أو يقبل أو يحصل على عطية أوعد بها ألداء عمل من عمله أو االمتناع عنه
أو اإلخالل به .2
وعرفها البعض " االتجار بالوظيفة واالخالل بواجب النزاهة الذي يتوجب على كل من
3
يتولى وظيفة أو وكالة عمومية أو خدمة عمومية التحلي به.
-كما تعرف بأنها سلوك ينطوي على طلب أو قبول أو أخد نقود أو أية فائدة أخرى من
جانب موظف أو من في حكمه وذلك لنفسه أو لغيره مقابل أداء عمل أو االمتناع عنه
أو اإلخالل بواجبات الوظيفة مع علمه بذلك فهو بحسب ذلك يفترض وجود إرادتين:
1
عبد الفتاح مصطفى الصايفي ,قانون العقوبات -القسم الخاص الجرائم الماسة بأمن الدولة؛ الجرائم الماسة بالمصلحة العامة؛ جرائم
األشخاص واألموال ,-منشأة المعارف ,مصر ،سنة 2000ص 147
- 2علي عبد القادر القهوجي ,قانون العقوبات -القسم الخاص ,-الطبعة الثانية؛ منشورات الحلبي الحقوقية -,بيروت -لبنان 2002؛
ص .18
- 3ا حسن بوسقيعة ,الوجيز في القانون الجزائي الخاص ,الجزء الثاني ,الطبعة الثالثة ،دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر
، 2006ص .57
4
- موظف عمومي أو من في حكمه يطلب أو يقبل ما يعرض عليه من عطية أودعم
بها مقابل قيامه بعمله أو امتناعه عنها أو اإلخالل بواجباته ويسمى المرتشي.
و الشخص األخر وهو صاحب المصلحة العامة أو الحاجة الذي يتقدم بالعطية
والوعد إلى الموظف أو من حكمه ليؤدي له العمل,أو ليمتنع عنه أو يقبل ما يطلبه
المرتشي منه ,و يسمى الراشي.
و قد يتوسط بينهما طرف ثالث وهو الراشي النجاز االتفاق بينهما.
من بين الجرائم التي تعد مشابهة لجريمة الرشوة الواردة بقانون الفساد نذكر مايلي:
أوال : جريمة استغالل النفوذ : نص عليها المشرع من خالل قانون الفساد و يتضح انه
جريمة استغالل النفوذ ال يفترض فيها صفة معينة أو صفة معينة قد يكون موظف عمومي
أوأي شخص أخر بخالف الرشوة فهي جريمة تقع من ذوي الصفة تقتضي الجريمة قيام
مستغل النفوذ بطلب او قبول من صاحب المصلحة كما هو الحال بالنسبة للرشوة فتكون
مزية غير مستحقة قانونا ,اما المستفيد قد يكون الجاني نفسه او احد افراد اسرته و يتذرع
في الطلب او القبول بنفوذه الحقيقي فالفرق الجوهري بينهما (ان الرشوة اتجار بالعمل
الوظيفي ,اما االستغالل عن طريق إساءة الجاني استغالل نفوذه الذي تمنحه اياه وظيفته او
صفته الى المسؤول في الشرطة الذي يتدخل لحفظ محضر اثبات جريمة لدى ضابط
شرطة قضائية.
بين المشرع الغرض منها بالمادة( )32بالحصول على منافع غير مشروعة فلو كانت
مشروعة النتقلت الجريمة كما لو تدخل الجاني لدى قاضي التحقيق لإلفراج عن المتهم
المحبوس بعد انتهاء مدته
كون الجاني موظفا عموميا خرقا للقوانين و التنظيمات القيام بعمل االمتناع عنه
5
العمل المطلوب من اختصاصه و ان السلوك المادي المخالف للقانون قد صدر منه اثناء
ممارسة وظيفته و غرضها الحصول على منافع غير مستحقة أيا كان المستفيد منها.
في عدم اشتراط تحقق طالب او قبول الجاني للمزية ,باعتبارها تقوم بمجرد اداء عمل
االمتناع عنه على نحو يخرق القوانين و اللوائح التنظيمية و تحول سلوك الجاني لجريمة
الرشوة.4
باعتبارها صورة جديدة لم تكن مجرمة قبل صدور قانون الفساد 01/06 بموجب
المادة )37( منه : وعليه تقتضي توافر العناصر التالية:
-كون الجاني موظفا والحصول على زيادة في الذمة المالية له مقارنة بما يتلقاه من
مداخيل.
- ان تكون الزيادة معتبرة و ملفتة للنظر وغالبا ما تكون ظاهرة كتغير نمط عيش
الجاني وعجزه عن تبرير الزيادة كعنصر اساسي في الجريمة فعدم تحقق هذا العنصرB
تنتهي معه الجريمة . 5
تتمثل صور جريمة الرشوة التقليدية التي كان يشملها قانون العقوبات و التي كرسها قانون
الوقاية من الفساد بما يلي:
-2كل موظف عمومي طلب أو قبض؛ بشكل مباشر أو غير مباشر مزية غير مستحقة
سواء لنفسه أو لصالح شخص آخر أو كيان آخر آلداء عمل أو اإلمتناع عن آداء عمل من
واجباته
صفة الجاني: تقتضي هذه الجريمة ان يكون الجاني موظفا عموميا فنظرا لضيق مفهومه
بالقانون األساسي للوظيفة ,نجد ان المشرع بالقانون 01/06قد سلك اتجاه أخر لتحديد
مدلوله بالمفهوم الواسع فقد شمل الفئات التي استثناها قانون الوظيفة استجابة لما تقتضيه
جرائم الفساد وهو حسب هذا القانون يشمل :
-من يتولى وظيفة او وكالة في مرفق عام او في مؤسسة عمومية او ذات راس مال
6
مختلط وكل شخص معروف بانه موظف عمومي اومن في حكمه.
وال عبرة بشكل الطلب فقد يكون شفاهة أو كتابة كما قد يكون صريحا أو مستفاد من
تصرفات الموظف ويستوي طلبها لغيره أو لنفسه مباشرة أو بواسطة غيره.
ففي جميع األحوال ال يتحقق الطلب إال بوصول العلم للجاني صاحب المصلحة.
المحل: يراد به المزية الغير مستحقة وبحسب المشرع الجزائري فهي تحتمل عدة صور
قد تكون ذات طبيعة مادية او معنوية صريحة او ضمنية فلم يشترط المشرع قدرا معينا
من المال الذي يحصل عليه الموظف فاألصل ان تكون قيمة المال تتناسب مع الخدمة
المطلوب أداءها وال يكون ضئيال على سبيل المجاملة. بل اداء عمل او االمتناع عنه
تنفيذا لرغبة الراشي.
لحظة االرتشاء : يشترط ان يكون طلب المزية او قبولها قبل اداء العمل المطلوب او
8
االمتناع عنه فال محل له اذا كانت الحقة عليه
لقد نص عليها المشرع بالمادة 25/01من قانون الوقاية من الفساد و مكافحته على أنه:
"يعاقب بالحبس من سنتين إلى 10سنوات وبغرامة من 200000دج إلى 1000000دج:
-1كل من وعد موظفا عموميا بمزية غير مستحقة أو عرضها عليه أو منحه إياها بشكل
مباشر أو غير مباشر سواء كان ذلك لصالح الموظف نفسه أو لصالح شخص أو كيان
آخر لكي يقوم بآداء عمل أو اإلمتناع عن آداء عمل من واجباته.
-احسن بوسقيعة ,مرجع سابق ص .65وكذلك :منصور رحماني ،مرجع سابق ،ص .73 8
8
السلوك المادي: يتحقق بإحدى الوسائل التالية الوعد– العرض -المنح وشرط كونه جديا
وغرضه تحريض الموظف العمومي على االخالل بواجباته وهو محددا ويستوي ان قبل
الوعد بالرفض فمجرد صدوره يكفي لتمام الجريمة كالوعد بمزية العرض او المنح يتم
مباشرة او غير مباشر او تمر عن طريق غيره.
الركن المعنوي:
11
الواجب توافره في الجريمة السلبية العلم بانه سلوك مجرم ونتيجة ارادة الجاني إلحداثه
تعد الفئات األكثر استعماال في مجال العقود اإلدارية نظرا لحجم األموال الطائلة التي
تستخدم في هذا اإلطار فتول قانون الفساد النص على جريمة الرشوة في مجال الصفقات
العمومية(م )27منه والتي تنص على أنهك "يعاقب بالحبس من 10سنوات إلى 20سنة
وبغرامة من 100000دج إلى 2000000دج ،كل موظف عمومي يقبض أو يحاول أن
يقبض لغيره بصفة مباشرة أو غير مباشرة أجرة أو منفعة مهما يكن نوعها بمناسبة
تحضير أو إجراء مفاوضات قصد إبرام أو تنفيذ صفقة أو عقد أو ملحق باسم الدولة أو
صفة الجاني : تتمثل في صفة الجاني بأنه موظف عموميا بالمفهوم الجنائي لقانون
الفساد و مكافحته: أما الركن المادي فهو يشمل العناصر التالية:
النشاط اإلجرامي : يتمثل في قبض أو محاولة قبض عمولة التي أطلق عليها المشرع
تسمية المنفعة او االجرة بحيث تكون هده االخيرة مادية او معنوية فتولى تجريم محاولة
الحصول عليها ,والظاهر ان هذا الفعل بمجرد وقوعه بشكل جريمة تامة سواء قدمت
للجاني نفسه او لغيره بطريقة مباشرة او غير مباشرة.
الركن المعنوي: يقوم على علم الجاني بانه يمثل احدى الهيئات السابق ذكرها و المكلفة
بتحضير إلجرام صفقات او عقود و تتجه ارادته الرتكاب هذا السلوك االتي وهو القصد
العام و فضال عن ذلك توافر قصد جنائي خاص وهو المتاجرة بالوظيفة من اختصاصه
بل يكفي ان يكون الموظف مكلفا بالتحضير او التفاوض
وهي الصورة Bالمنصوص عليها في أحكام المادة28 :من قانون الوقاية من الفساد
ومكافحته على النحو التالي" :يعاقب بالحبس من سنتين إلى 10سنوات وبغرامة من
20000دج إلى 1000000دج:
-2كل موظف عمومي أجنبي أو موظف في منظمة دولية عمومية ،يطلب أو يقبل مزية
غير مستحقة بشكل مباشر أو غير مباشر سواء لنفسه أو لصالح شخص أو كيان آخر،
لكي يقوم بآداء عمل او اإلمتناع عن آداء عمل من واجباته.
صفة الموظف االجنبي: عرفه المشرع الجزائري بانه كل شخص يشغل منصبا تشريعيا
تنفيذيا اداريا قضائيا لدى بلد اجنبي سواء كان بلدا معينا او اجنبيا و كل شخص يمارس
وظيفة عامة لصالح بلد اجنبي بما في ذلك لصالح هيئة عمومية او مؤسسة عمومية.
الركن المادي: نص على جريمتين فالرشوة السلبية ترتكب من قبل موظف عمومي اجنبي
او موظف في منظمات دولية عمومية , فعنصراها الماديان هما الطلباو القبول و تتفق
بعناصرها المادية مع جريمة الموظف العمومي.
اما جريمة الرشوة االيجابية (الراشي) و التي تقع من جانب اشخاص ومؤسسات القطاع
الخاص بالجزائر فعناصرها المادية (الوعد-العرض-المنح) والغرض في هذه الجريمة
هو الحصول على امتياز او المحافظة على صفقة غير مستحقة وغالبا ذات صلة بالتجارة
14
الدولية او غيرها.
13قانون رقم 06/01المؤرخ في 20فيفري 2006متعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته– معدل ومتمم.
14ا حسن بوسقيعة ,الوجيز في القانون الجزائي الخاص ,مرجع سابق ,70،71
11
الركن المعنوي: في الجريمة السلبية ينبغي توافر القصد العام من خالل العلم بانه يخالف
قواعد قانونية معاقب عليها جزائيا حين يرتكب هذه الوقائع المادية مع توافر قصد خاص
قائم على ادراكه بان صفته محال اعتبار عن الطلب او القبول لنفسه او لغيره(كان طبيعيا
او معنويا) ومتاجرة بوظيفته و واجباته
استحدث فيها المشرع حكم مميزا في قانون الوقاية من الفساد ومكافحته وهو استجابة
للمتطلبات الدولية تبعا لمصادقة الجزائر على اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد وعلى
اعتبار أن القطاع الخاص معيار للرأسمالية وطرف أساسي في تحريك التنمية وعجلة
االقتصاد ومن ثم كان لزاما على المشرع أن يجرم مثل هته السلوكيات في القطاع
الخاص ,وطبقا ألحكام المادة 40من قانون 01-06مؤرخ في 20فيفري ,2006وبذلك
يكون المشرع الجزائري قد تجاوز االطار التقليدي لجريمة الرشوة وأصبح القطاع الخاص
يتمثل في الكيانات والشركات الخاصة تبعا للنص السالف الذكر مجاال لنطاق تجريم
الرشوة.
نصت المادة 40فقرة ,02قانون مكافحة الفساد على أنه ":يعاقب بالحبس من 06أشهر
إلى 05سنوات وبغرامة من 50000دج إلى 500000دج:
12
كل شخص وعد أ و عرض أو منح؛ بشكل مباشر أو غير مباشر ،مزية غير مستحقة
على أي شخص يدير كيانا تابعا للقطاع الخاص أو يعمل لديه بأية صفة كانت سواء
لصالح الشخص نفسه أو لصالح شخص آخر ،لكي يقوم بآداء عمل أو اإلمتناع عن آداء
عمل ما ،مما يشكل إحالال بواجباته.
طل شخص يدير كيانا تابعا للقطاع الخاص أو يعمل لديه بأية صفة ،يطلب أو يقبل بشكل
مباشر أو غير مباشر مزية غير مستحقة سواء لنفسه أو لصالح شخص آخر أو كيان لكي
يقوم بآداء عمل أو اإلمتناع عن آداء عمل ما مما يشكل إخالال بواجباته".
-1صفة الجاني : في صورتها السلبية ان يكون للجاني صفة معينة انه شخص يدير كيانا
تابعا للقطاع الخاص او يعمل لديه بأية صفة كانت ويراد بالكيان مجموعة عناصر مادية
من االشخاص الطبيعيين او المعنويين المنظمين لبلوغ هدف معين فصفى الجاني مناطها
ان يدير كيانا ما يتبع القطاع الخاص حيث ان المعيار المعمول به هو المال بحد ذاته كونه
تابع للقطاع الخاص و ليس من االموال العمومية وجاء بلفظ واسع يسمح بتطبيق الجريمة
على كل من يدير قطاعا خاصا او يعمل فيه مهما كان شكله
القانوني: الجمعيات -التعاونيات -النقابات و غيرها (مديرا أو مستخدما) . 15والسبب من
توسيع نطاق الرشوة في القطاع الخاص كون هذا القطاع يؤدي أعمال مماثلة لوظائف
وهيئات عمومية الشيء الذي يجعله يتمتع بامتيازات شبيهة بها مما دفع المشرع بضرورة
حماية ورعاية األشخاص والهيئات المقبلة للتعاون مع القطاع الخاص ومنه يتبين ان
تعريف الكيان ال ينطبق على الشخص الذي يرتكب الجريمة إذا لم يكن منتميا إليه كمن
يعمل بمفرده ولحسابه الخاص وقد يفلت من العقاب. 16
الركن المادي : في جريمة الرشوة السلبية (السلوك) يتمثل في الطلب أو القبول مزية غير
مستحقة سواء لصالح نفسه او لغيره او لكيان اخر للقيام بعمل او االمتناع عنه.
الطلب :وهو طلب الجاني مزية غير مستحقة سواء لنفسه أو لغيره ,سواء كانت مادية أو
معنوية بينة جلية أو موعود بها ويشترط أن يصل الطلب إلى صاحب الحاجة ومن ثم قد
يرتكب المرتشي ما طلب منه من عمل وقد يدفع الراشي ما عليه وقد ال يقوم بذلك,
15أحسن بوسقيعة ،مرجع سابق ،ص . 70،71وأنظر ياسر كمال الدين ،جرائم الرشوة واستغالل النفوذ ،منشأة المعارف،
اإلسكندرية /دون طبعة ،2008،ص121،131 ،
16عادل عبد العزيز السن ,ورشة عمل مكافحة أعمال الرشوة ,األكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري المنظمة العربية
للتنمية االدارية ,شرم الشيخ مصر 7-3 ,ديسمبر ص .67
13
والطلب هو الشكل التقليدي للرشوة فهو كاف لوحده لقيامها إذ يعد عنوان للعبث والمتاجرة
بالمنصب بما يهيئ هذا األخير لصاحبه من سبل تلقي المزايا وغيرها وال يشترط في
الطلب شكال معينا كما أسلفنا في معرض محاضرتنا ,قد يكون صراحة أو ضمنا وبأي
شكل كان وهنا يستشف الطلب من خالل جعل الوظيفة محل متاجرة وابتعادها عن أشكال
األمانة في التعامل مع األفراد.
القبول :يقصد به الوعد يتقدم به الراشي فيقبله المرتشي ,فهناك شكل من أشكال العقوبة
اإليجاب وهو العرض من صاحب الحاجة بتقديم هدية أو شكل من أشكال الوعد الغير
مستحق شرط أن تتوفر فيه الجدية في ظاهره كأن يكون يضمر للطرف األخر نية التبليغ
للسلطات عن الرشوة ,وبانعدام كل ذلك تزول الرشوة حتى ولو قبلها الطرف اآلخر وتقوم
أيضا بمجرد قبول بالوعد بقضاء حاجة ولو رفض المرتشي ذلك ,ولم يشترط المشرع
شكال معينا للقبول وهو نفس طبيعة الطلب وإ نما تطرح مسألة اثبات القبول من عدمه فهو
يكاد يكون مستحيل ,هذا ويمكن تصور الشروع في الطلب ومستحيلة تصورها في القبول,
17
إذ يقبل أو ال يقبل.
اما بالصورة االيجابية فيتحقق السلوك االجرامي للجوء للوعد أو المزية غير المستحقة
عرضها او منحها ليقوم المستفيد منها او الموعود بها بالقيام بعمل او االمتناع عنه
وهنا يكمن االختالف بين جريمة الرشوة للموظفين العموميين و الرشوة في القطاع
الخاص : التي تقتضي ان يكون المستفيد منه موظفا عموميا فركنها المادي ال يختلف عن
الصور السابقة المرتكبة بالقطاع العام وهي دائما (العرض -الوعد ) ومقترنة باإلخالل
بأحد االلتزامات القانونية او التعاقدية فاذا لم يتحقق هدا العنصر فال تقع الجريمة بخالف
القطاع العام فالموظف العمومي ال يشترط فيه االخالل بااللتزام بل يشترط ان يكون العمل
او االمتناع عنه من صميم واجباته او بجزء منها على االقل ،فأساس النشاط االجرامي
هو المزية الغير مستحقة التي ال تختلف في طبيعتها عما أوردناه في ما سبق في شرحنا
لها ,قد تكون مادية كالهدايا والنقود أو معنوية والتي من الصعب الوقوف عندها ولخصها
17سعدي حيدرة ,كيف عالج المشرع الجزائري جريمة الرشوة في القانون رقم 01-06المؤرخ في " 2006-02-20المتعلق
بالوقاية من الفساد ومكافحته ,المجلة األكاديمية للبحث القانوني ,كلية الحقوق جامعة بجاية 2010,عدد 01ص .51
14
الفقهاء في الوضع المريح للمرتشي ,وقد تكون ظاهرة بينة ال تحتاج إلى تدقيق أو
تمحيص يكتشفها الرجل العادي ,وأحيانا ضمنية بجعلها بعيدة المنال عن الناس ك :الشراء,
شراء منقوالت بثمن بخس أو العكس ,بيعها بأثمان باهضة يدفعها الراشي للمرتشي كاتفاق
مسبق بينهما ,وقد تكون مشروعة وغير مشروعة كالحصول على المخدرات أو أشياء
مسروقة 18وما يشترط فيها أن تتناسب المزية والعمل أو االمتناع المرجو تحققه فهي
عنوان لإلتجار بالخدمة التي يلزم ارتباط المزية الغير مستحقة بأعمال المرتشي وهو أن
المرتشي لم يحصل على المزية إال نتيجة اإلخالل بوظيفته ,فالغرض من هته الجريمة هو
أداء أو امتناع عن عمل]19[
ويقوم الركن المعنوي لجريمة االرتشاء المسير العامل له ككيان تابع للقطاع الخاص من
خالل علمه بانه يدير او يعمل لحساب الكيان و ان واجبه يتطلب منه القيام بعمل او
االمتناع عنه فاذا خالف ذلك االلتزام او الواجب تحقق النموذج القانوني لهذه الجريمة متى
كان االخالل بإرادة الفاعل الواعية و عالما بجريمته مقابل مزية غير مستحقة لنفسه او
لغيره فعنصر االخالل بالواجب مقابل مزية هو المعدل عليه باعتباره يفي المتاجرة بهذا
19
العمل
تختلف الرشوة االيجابية عن السلبية في هذا المجال من حيث صفة كل واحد منهما ففي
السلبية تتعلق بالشخص المرتشي في حين االيجابية بالراشي ,هذا األخير ال يشترط فيه
صفة معينة عكس المرتشي ,وهي تقوم في أساسها من حيث الركن المادي على الوعد أو
العرض أو تقديم بصاحب المصلحة وهو الراشي للمزية الغير مستحقة للشخص الذي يدير
الركن المادي
أ -السلوك اإلجرامي :باستيضاح أحكام المادة 40من قانون الفساد ومكافحته فقرة
األولى ,يتضح أن الراشي يستفيد بما يقدمه المرتشي من تسهيالت مقابل الوعود أو
العرض أو منح للمزية وهي العناصر التي يقوم عليها الركن المادي لجريمة الرشوة
االيجابية في القطاع الخاص.
-1الوعد :ففي هته الصورة ينساق المرتشي الذي يدير أو يعمل في القطاع الخاص إلى
تنفيذ مطالب الراشي تحت تأثير الوعود المقدمة له ,وقد ال يتجسد أو يتم تنفيذ الوعد كأن
يخلف الراشي وعده وهو أمر ال يجعل من تحققه انتفاء لهته الجريمة فهي قائمة قانونا
رغم عدم تنفيذ الوعد للمرتشي وبالمقابل إذا ما قوبل الوعد بالرفض أو القبول من جانب
المرتشي فهي كذلك قائمة وكاملة الوجود القانوني ,فالعبرة بإيفاد وتقديم الوعد من الراشي.
-2العرض :وهي الصورة المألوفة والمتكررة الوجود على نحو عرض الراشي للمزية
الغير مستحقة للمرتشي وهو ما يعبر عنه بالسلوك االيجابي ,فيه تعبير صريح على تقديم
منفعة مقابل ذلك ,قد يكون صريحا ,ضمنيا ,مباشر ,غير مباشر ,كتابة ,شفاهة وكل ما
يشترط فيه سوى الجدية صادرا عن ارادة حرة واعدة ,فإذا ما صدر على هذا النحو قامت
الجريمة وإ ن رفض المرتشي ذلك وكل ما يشترط في السلوك المادي أن يكون قابال
للتحديد وليس محددا على نحو األركان المادية األخرى المألوفة في الجرائم األخرى ,وأن
يكون العرض أو الوعد مرتبط بالعمل المرجو أداؤه.
-3المنح :وهو تقديم أو تسليم الراشي للمزية الغير مستحقة للمرتشي وال يشترط فيه
قبول من المرتشي أي عدم تجسيد مشروع الرشوة فقد ال يقبلها المرتشي.
الركن المعنوي
جريمة الرشوة االيجابية في القطاع الخاص من الجرائم العمدية التي يتطلب لقيامها قصد
عام وهو قائم على عنصري العلم واالرادة ,إذ يجب أن يكون الراشي عالما بكافة عناصر
الجريمة وهي في أساسها أن يعلم بصفة من يدير أو لدى الكيان الخاص وأن تتجه ارادة
إلى ارتكاب الركن المادي لها أي الوعد أو عرض أو منح بقصد تمكين المرتشي من أداء
أو االمتناع عن عمل.
العقوبات المقررة ضمن قانون الوقاية من الفساد ومكافحته ،وذلك بالنسبة للشخص
الطبيعى (المطلب األول) ،وبالنسبة للشخص المعنوي (المطلب الثاني).
المطلب األول :العقوبات المقررة للشخص الطبيعي :إن العقوبات المقررة للشخص
الطبيعي تنقسم إلى عقوبات أصلية وعقوبات تكميلية هذا باإلضافة إلى أحكام أخرى
مختلفة لتطبق على هذه الجريمة
الفرع األول العقوبات األصلية جريمة الرشوة :العقوبات األصلية لجحريمة الرشوة هي
تلك الى يجوز فيها الحكم دون أن تقترن باية عقوبة أخرى ،21ويبدو من األهمية ممكان
التمييز بين العقوبات األصلية المتعلقة بالرشوة السلبية ،وتلك المتعلقة بالرشوة اإليجابية,
-1يعاقب كل موظف عمومي طلب أو قبل بشكل مباشر أو غير مباشر مزية غير
مستحقة لنفسه أو لصالح شخص آخر أو كيان آخر آلداء عمل أو االمتناع عن آداء عمل
من واجباته بالحبس من سنتين ( )2إلى عشر سنوات ( :)10وبغرامة من 200.000دج
22
إلى 1.000.000دج
-2يعاقب وفي محال الصفقات العمومية» كل موظف عمومي يقبض أو يحاول أن يقبض
لنفسه أو لغيره بصفة مباشرة أو غير مباشرة اجرة أو منفعة مهما يكن نوعها .مناسبة
تحضير أو إجراء مفاوضات قصد إبرام أو تنفيذ صفقة أو عقد أو ملحق باسم الدولة أو
الجماعات المحلية أو الموسسات العمومية ذات الطابع اإلداري أو الموسسات العمومية
ذات الطابع الصناعي والتجاري أو المؤسسات العمومية االقتصادية بالحبس من عشر (
)10سنوات إلى عشرين سنة ( ))20وبغرامة من 1.000.000دج إلى
23
2.000.000دج.
-3يعاقب كل موظف عمومي أجنبي ،أو موظف في منظمة دولية عمومية يطلب أو
يقبل مزية غير مستحقة ،بشكل مباشر أو غير مباشر سواء لنفسه أو لصالح شخص أو
كيان آخرء لكي يقوم بأداء عمل أو االمتناع عن أداء عمل من واجباته ،بالحبس من سنتين
24
( )2إلى عشر سنوات ( ))10وبغرامة من 200.000دج إلى 500.000دج.
-4يعاقب كل شخص يدير كيانا تابعا للقطاع الخاص أو يعمل لديه بأية صفة يطلب أو
يقبل بشكل مباشر أو غير مباشر مزية غير مستحقة سواء لنفسه أو لصالح شخص آخر
أو كيان لكي يقوم بأداء عمل أو االمتناع عن أداء عمل ماء ما يشكل إخالال بواجباته
بالحبس من ستة ( )6أشهر إلى خمس سنوات ( ، )5وبغرامة من 50.000دج إلى
25
500.000دج.
25
المادة 40الفقرة 02قانون 01-06المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته
18
ثانيا العقوبات األصلية في الرشوة اإليجابية :إن المشرع وعلى الرغم من عدم
اشتراطه لصفات محددة في الراشي ،إال أنه رتب عقوبات على فعله هذاء ممائلة لتلك
الي قدرها للمرتشي ،وذلك العتباره لكل من جريمة الراشي والمرتشي جريمتان
مستقلتان ،ونفصل ذلك كما يلي:
-1يعاقب كل من وعد موظفا عموميا ،مزية غير مستحقة أو عرضها عليه أو منحه إياها
بشكل مباشر أو غير مباشر ،سواء كان ذلك لصالح الموظف نفسه أو لصالح شخص أو
كيان آخر لكي يقوم بأداء عمل أو االمتناع عن أداء عمل من واجباته ،بالحبس من سنتين
( )2إلى عشر سنوات ( ،)10وبغرامة من 200.000دج إلى 1.000.000دج.
2يعاقب كل من وعد موظفا عموميا أحنبيا أو موظفا في منظمة دولية عمومية مزية غير
مستحقة أو عرضها عليه أو منحه إياها بشكل مباشر أو غير مباشر ،سواء كان ذلك
لصالح الموظف نفسه أو لصالح شخص أو كيان آخرء لكي يقوم ذلك الموظف بأداء عمل
أو االمتناع عن أداء عمل من واجباته ،وذلك بغرض الحصول أو المحافظة على صفقة أو
أي امتياز غير مستحق ذي صلة بالتجارة الدولية أو بغيرها بالحبس من سنتين ( )2إلى
عشر سنوات ، 10وبغرامة من 200.000دج إلى 1.000.000دج.
3يعاقب كل شخص وعد أو عرض أو منح بشكل مباشر أو غير مباشر مزية غير
مستحقة على أي شخص يدير كيانا تابعا للقطاع الخاص أو يعمل لديه بأية صفة كانت
سواء لصالح الشخص نفسه أو لصالح شخص آخر لكي يقوم بأداء عمل أو االمتناع عن
أداء عمل ماء ثما يشكل إخالال بواجباته» بالحبس من ستة أشهر ( )6إلى خمس سنوات (
)5وبغرامة من 50.000دج إلى 500.000دج.
الفرع الثائي :العقوبات التكميلية جريمة الرشوة :إضافة إلى العقوبات األصلية السابقة
الذكر يمكن للجهة القضائية المختصة أن تحكم على الجاني بعقوبة أو أكثر من العقوبات
التكميلية المنصوص عليها في قانون العقوبات ،وهي جوازية 26،والعقوبات التكميلية هي
تلك الي ال يجوز الحكم بما مستقلة عن عقوبة أصلية فيما عدا الحاالت الي ينص عليها
القانون صراحة ،وهي إما اجبارية أو اختيارية .27وتتمثل هذه العقوبات في الحجز
26
المادة 50من ا قانون 01-06المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته
27
المادة 4الفقرة 3من االمر 156-66المتضمن قانون العقوبات المعدل والمتمم
19
القانوني الحرمان من ممارسة الحقوق الوطنية والمدنية والعائلية ،تحديد اإلقامة ،المنع
من اإلقامة ،المصادرة الجزئية لألموال ،المنع المؤقت من ممارسة مهنة أو نشاط ،
إغالق مؤسسة ،االقصاء من الصفقة العمومية ،الحضر من اصدار شيكات ،اواستعمال
بطاقات الدفع ،تعليق او سحب رخصة السياقة ،سحب لجواز السفر،نشر او تعليق او
حكم أو قرار لإلدانة .
20
خاتمة
نظرا لخطورة جريمة الرشوة و اثارها السلبية على االقتصاد الوطني و حرصا على
حماية الثقة العامة لدى المتعاملين مع المرافق العامة لتقديم خدمات لهم سواء كانت مرافق
عامة او خاصة ,سعى المشرع الجزائري الى منح اهتمام اوسع بها بدءا بإخراجها من
قانون العقوبات وادراجها بقانون مستقل وهو قانون الوقاية من الفساد ,فحصر مختلف
انواعها وصورها وكرس لها عقوبات جزائية تتالءم و الفعل المرتكب.
21
قائمة المراجع
عبد الفتاح مصطفى الصايفي ,قانون العقوبات -القسم الخاص الجرائم الماسة بأمن الدولة؛ -
الجرائم الماسة بالمصلحة العامة؛ جرائم األشخاص واألموال ,-منشأة المعارف ,مصر ،سنة
2000
علي عبد القادر القهوجي ,قانون العقوبات -القسم الخاص ,-الطبعة الثانية؛ منشورات الحلبي -
الحقوقية -,بيروت -لبنان 2002
أحسن بوسقيعة ,الوجيز في القانون الجزائي الخاص ,الجزء الثاني ,الطبعة الثالثة ،دار هومة -
للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر 2006
قانون رقم 06/01مؤرخ في 20فيفري ,2006معدل ومتمم -
عبد الحكم فودة وأحمد محمد أحمد ,جرائم األموال العامة -الرشوة والجرائم الملحقة بها -
واختالس المال العام؛االستيالء والغدر؛ التربح والعدوان واالهمال الجسيم واالضرار العمدي؛
-مقارنة بالتشريعات العربية , -الطبعة األولى دار الفكر والقانون للنشر والتوزيع ,مصر،
2009
ياسر كمال الدين ،جرائم الرشوة واستغالل النفوذ ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية /دون طبعة، -
2008
عادل عبد العزيز السن ,ورشة عمل مكافحة أعمال الرشوة ,األكاديمية العربية للعلوم -
والتكنولوجيا والنقل البحري المنظمة العربية للتنمية االدارية ,شرم الشيخ مصر,
سعدي حيدرة ,كيف عالج المشرع الجزائري جريمة الرشوة في القانون رقم 01-06المؤرخ -
في " 2006-02-20المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته ,المجلة األكاديمية للبحث القانوني,
كلية الحقوق جامعة بجاية 2010,عدد 01
بلطرش عائشة ،جرائم الفساد ،مذكرة ماجستر في القانون الجنائي والعلوم الجنائية ،كلية -
الحقوق ،جامعة الجزائر ثالثة,2012،2013 ،
22