You are on page 1of 22

‫جامعة عمار ثليجي باألغواط‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬

‫جنائية‬ ‫سنة اولى ماستر علوم‬

‫المقياس ‪ :‬جرائم الفساد ومكافحته‬

‫الفوج ‪ ، 04 :‬الدفعة ‪02‬‬

‫بحث حول‬

‫األستاذ ‪:‬‬ ‫من إعداد الطالب ‪:‬‬

‫‪ -‬لجدل عبد الباسط فؤاد‬

‫‪2020-2021‬‬
‫خطة البحث‬

‫مقدمة‬

‫المبحث األول ‪ :‬مفهوم جريمة الرشوة‬

‫المطلب األول ‪ :‬تعريف جريمة الرشوة وتمييزها عن بقية الجرائم المشابه لها‬

‫الفرع األول ‪ :‬تعريف جريمة الرشوة‬ ‫‪‬‬

‫الفرع الثاني تمييز جريمة الرشوة عما يشابهها‪  ‬من جرائم‬ ‫‪‬‬

‫المطلب الثاني صور جريمة الرشوة‬

‫الفرع األول الرشوة السلبية‬ ‫‪‬‬

‫الفرع اثاني الرشوة‪  ‬االيجابية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الفرع الثالث الرشوة في مجال الصفقات العمومية‬ ‫‪‬‬

‫الفرع الرابع الجرائم المستحدثة‬ ‫‪‬‬

‫المبحث الثاني العقوبات المقررة جريمة‪ 9‬الرشوة‬

‫المطلب األول‪ :‬العقوبات المقررة للشخص الطبيعي‬

‫الفرع األول العقوبات األصلية جريمة الرشوة‬ ‫‪‬‬

‫الفرع الثائي‪ :‬العقوبات التكميلية جريمة الرشوة‬ ‫‪‬‬

‫خاتمة‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫لقد عرفت المجتمعات والدول منذ القدم ظواهر مختلفة ساهمت بشكل أو بآخر في إضعاف‬
‫اقتصادياتاء ومن بين هذه الظواهر الرشوةهذه األخيرة تعد من أخطر الحرائم المخلة‬
‫بحسن سير األداة الحكومية ‪ ،‬وذلك لما يترتب عليها من إخالل بالثقة بين الحكام‬
‫والمحكومين والشك في عدالة األداة الحاكمة في الدولة ونزاهتهاء كما تؤدي إلى اإلحالل‬
‫بالمساواة بين المواطنين‪B.‬‬

‫لحل ذلك فقد سعى المشرع اللجزائري على غرار باقي األنظمة إلى بحرم الصور‬
‫المختلفة للرشوة ‪ ،‬حماية لنراهة الوظيفة العامة وصيانة لألداة الحكومية ثما يمكن أن‬
‫يلحق يما من خلل أو فسادء وكان ذلك في أمر رقم ‪ 156- 66‬المتضمن قانون العقوبات‬
‫إال أنه ونتيجة اتخاذ هذه الجريمة منحى آخر وتشعبهاء وعدم قدرة النصوص القانونية‬
‫المجرمة لما في ثنايا قانون العقوبات على التصدي لماء كان البد من سن قانون يعيد‬
‫تنظيم تحريم هذه الجربمة ‪.‬ما يتوافق والتطورات‪ B‬الحاصلة في جميع الميادين ‪ ،‬وهذا‬
‫القانون هو المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته والذي أصبح يشكل تقنينا خاصا‬
‫مجموعة من الجرائم ومنها الرشوة‪ ،‬نتيجة لتميز هذه الحرائم االقتصادية بعدم الثبات‪،‬‬
‫وقابليتها للتغير بتغير الظروف االقتصادية للدولة؛ وذلك الرتباطها بعالم المال واألعمال‪.‬‬

‫على أساس ذلك تبدو أهمية دراسة هذه الجريمة‪ ،‬من جانب ارتباطها بعنصر غاية في‬
‫األهمية ‪ ،‬وهو المال العام والخاص ‪ ،‬إضافة إلى السعي الحثيث للتعرف على الجديد الذي‬
‫جاء به قانون رقم ‪ 01- 06‬المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته‪ ،‬ومدى اعتبار ذلك‬
‫خحطوة جدية للقضاء على جميع مظاهر الفساد ‪ ،‬لذلك فإن هذا العمل سيدرس إمكانية‬
‫مساهمة هذا القانون في الحد أو اإلنقاص من جرية الرشوة وتفشيها في المجتمع‪ ،‬والتي‬
‫أصبحت تشكل الماجس األكبر لدى الجميع ‪ ،‬من المواطن البسيط إلى أعلى هرم في‬
‫السلطة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ولإلجابة على ذلك تم تقسيم البحث إلى مبحثين ‪ ،‬خصص األول لمفهوم جرعة الرشوة‪،‬‬
‫في حين خحصص الثاني لقمع جريمة‪ 9‬الرشوة‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬مفهوم جريمة الرشوة‬

‫المطلب األول ‪ :‬تعريف جريمة الرشوة وتمييزها عن بقية الجرائم المشابه لها‬

‫الفرع األول ‪ :‬تعريف جريمة الرشوة‬

‫لغة‪ :‬رشى‪ ,‬رشا‪ ,‬رشوة‪ ,‬رشوا وهو إعطاء الرشوة‪ ،‬والرائش‪ B‬الذي يسري بين الراشي‬
‫والمرتشي وهو ما يتوصل به المرء إلى قضاء حاجته بأن يصنع لمن في يده قضاؤها‬
‫شيئا مقابل ذلك‪ 1‬فأساس وجود الرشوة مصالح بين الطرفين وحاجة متبادلة‪ ,‬فالموظف‬
‫بأداء‪ ‬مهامه و األعمال المنوطة به إنما يكون في اطار واجباته الوظيفية المحكومة بموجب‬
‫القانون و ان سعى هذا األخير إلى االتجار‪ ‬بوظيفته والحصول من طالب خدمة على مقابل‬
‫ألدائها‪ ,‬فيؤثر على جوهر الوظيفة ويعرقل سيرها‪.‬‬

‫اصطالحا‪:‬‬

‫يمكن القول بأنها‪": ‬اتجار الموظف العام (أو القائم بخدمة عامة) بوظيفته أو استغاللها بان‬
‫يطلب أو يقبل أو يحصل على عطية‪ ‬أوعد بها ألداء‪ ‬عمل من عمله أو االمتناع عنه‬
‫أو‪ ‬اإلخالل به ‪.2‬‬

‫وعرفها البعض " االتجار بالوظيفة واالخالل بواجب النزاهة الذي يتوجب على كل من‬
‫‪3‬‬
‫يتولى وظيفة أو وكالة عمومية أو خدمة عمومية التحلي به‪.‬‬

‫‪-‬كما تعرف بأنها سلوك ينطوي على‪ ‬طلب أو قبول أو‪ ‬أخد نقود أو أية فائدة أخرى من‬
‫جانب موظف أو من في حكمه وذلك لنفسه أو لغيره مقابل أداء عمل أو االمتناع عنه‬
‫أو‪ ‬اإلخالل بواجبات الوظيفة مع علمه بذلك فهو بحسب ذلك يفترض وجود إرادتين‪: ‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد الفتاح مصطفى الصايفي‪ ,‬قانون العقوبات ‪-‬القسم الخاص الجرائم الماسة بأمن الدولة؛ الجرائم الماسة بالمصلحة العامة؛ جرائم‬
‫األشخاص واألموال‪ ,-‬منشأة المعارف‪ ,‬مصر‪ ،‬سنة ‪ 2000‬ص ‪147‬‬
‫‪ - 2‬علي عبد القادر القهوجي‪ ,‬قانون العقوبات ‪-‬القسم الخاص‪ ,-‬الطبعة الثانية؛ منشورات الحلبي الحقوقية‪ -,‬بيروت‪ -‬لبنان ‪2002‬؛‪ ‬‬
‫ص ‪.18‬‬
‫‪ - 3‬ا حسن بوسقيعة‪ ,‬الوجيز في القانون الجزائي الخاص‪ ,‬الجزء الثاني‪ ,‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‬
‫‪، 2006‬ص ‪.57‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-   ‬موظف عمومي أو من في حكمه يطلب أو يقبل ما يعرض عليه من عطية‪ ‬أودعم‬
‫بها‪ ‬مقابل قيامه بعمله أو امتناعه عنها أو اإلخالل بواجباته ويسمى المرتشي‪.‬‬

‫‪   ‬و الشخص األخر وهو صاحب المصلحة العامة أو الحاجة الذي‪ ‬يتقدم بالعطية‬
‫والوعد‪ ‬إلى الموظف أو من حكمه ليؤدي له العمل‪,‬أو ليمتنع‪ ‬عنه أو يقبل ما يطلبه‬
‫المرتشي منه‪ ,‬و يسمى الراشي‪.‬‬

‫‪  ‬و قد يتوسط بينهما طرف ثالث وهو الراشي‪  ‬النجاز االتفاق بينهما‪.‬‬

‫الفرع الثاني تمييز جريمة الرشوة عما يشابهها‪  ‬من جرائم‬

‫من بين الجرائم التي تعد مشابهة‪  ‬لجريمة الرشوة الواردة بقانون الفساد نذكر مايلي‪: ‬‬

‫أوال‪ : ‬جريمة استغالل النفوذ‪ : ‬نص عليها المشرع من خالل قانون الفساد و يتضح انه‬

‫جريمة استغالل النفوذ ال يفترض فيها صفة معينة أو صفة معينة قد يكون موظف عمومي‬
‫أوأي شخص أخر بخالف الرشوة فهي جريمة تقع من ذوي الصفة‪  ‬تقتضي الجريمة قيام‬
‫مستغل النفوذ بطلب او‪ ‬قبول من صاحب المصلحة كما هو الحال بالنسبة للرشوة فتكون‬
‫مزية غير مستحقة قانونا‪ ,‬اما المستفيد قد يكون الجاني نفسه او احد افراد اسرته و يتذرع‬
‫في الطلب او القبول بنفوذه الحقيقي فالفرق الجوهري بينهما (ان الرشوة‪ ‬اتجار بالعمل‬
‫الوظيفي‪ ,‬اما االستغالل عن طريق إساءة‪ ‬الجاني استغالل نفوذه الذي تمنحه اياه‪ ‬وظيفته او‬
‫صفته الى المسؤول في الشرطة الذي‪ ‬يتدخل لحفظ محضر اثبات جريمة لدى ضابط‬
‫شرطة قضائية‪. ‬‬

‫‪    ‬بين المشرع الغرض‪ ‬منها بالمادة(‪ )32‬بالحصول على منافع غير مشروعة فلو كانت‬
‫مشروعة النتقلت الجريمة كما لو تدخل الجاني لدى قاضي التحقيق لإلفراج عن المتهم‬
‫المحبوس بعد انتهاء مدته‬

‫ثانيا جرمية‪ 9‬اساءة استغالل الوظيفة‬

‫طبقا لنص المادة‪)33( ‬من القانون رقم(‪ )01/06‬يتضح من ذلك انه‪: ‬‬

‫كون الجاني موظفا عموميا خرقا للقوانين و التنظيمات القيام بعمل االمتناع عنه‬
‫‪5‬‬
‫العمل المطلوب من اختصاصه و ان السلوك المادي المخالف للقانون قد صدر منه اثناء‬
‫ممارسة وظيفته و غرضها الحصول على منافع غير مستحقة أيا كان المستفيد منها‪.  ‬‬

‫والفرق الجوهري بين الرشوة وهذه الجريمة‪: ‬‬

‫في عدم اشتراط تحقق طالب او قبول الجاني للمزية‪ ,‬باعتبارها تقوم بمجرد اداء عمل‬
‫االمتناع عنه على نحو يخرق القوانين و اللوائح التنظيمية و تحول سلوك الجاني لجريمة‬
‫الرشوة‪.4 ‬‬

‫ثالثا‪ : ‬جريمة االثراء غير المشروع‬

‫باعتبارها صورة جديدة لم تكن مجرمة قبل صدور قانون الفساد‪   01/06   ‬بموجب‬
‫المادة‪ )37(  ‬منه‪  : ‬وعليه تقتضي توافر العناصر التالية‪: ‬‬

‫‪  -‬كون الجاني موظفا والحصول على زيادة في‪ ‬الذمة المالية له مقارنة بما يتلقاه‪ ‬من‬
‫مداخيل‪.‬‬

‫‪   - ‬ان‪ ‬تكون الزيادة معتبرة و ملفتة للنظر وغالبا ما تكون ظاهرة كتغير نمط عيش‬
‫الجاني وعجزه عن تبرير الزيادة كعنصر اساسي في الجريمة فعدم تحقق هذا العنصر‪B‬‬
‫تنتهي معه الجريمة ‪. 5‬‬

‫المطلب الثاني صور جريمة الرشوة‬

‫التقسيم التقليدي لجريمة الرشوة‬

‫تتمثل صور جريمة الرشوة التقليدية التي كان يشملها قانون العقوبات و التي كرسها قانون‬
‫الوقاية من الفساد بما‪ ‬يلي‪: ‬‬

‫الفرع األول الرشوة السلبية‬

‫أوال‪ : ‬رشوة الموظفين العموميين‪) ‬الجريمة السلبية(‬

‫‪ -   4‬قانون رقم ‪ 06/01‬المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته‪.‬‬


‫‪5‬‬
‫‪ -‬القانون نفسه‬
‫‪6‬‬
‫وهو الفعل المنصوص عليه بالمادة)‪25‬فقرة‪  ( 2‬من قانون الفساد ويلخص ما‪ ‬يلي‪: ‬‬

‫‪ -2‬كل موظف عمومي طلب أو قبض؛ بشكل مباشر أو غير مباشر مزية غير مستحقة‬
‫سواء لنفسه أو لصالح شخص آخر أو كيان آخر آلداء عمل أو اإلمتناع عن آداء عمل من‬
‫واجباته‬

‫صفة الجاني‪: ‬تقتضي هذه الجريمة ان يكون الجاني موظفا عموميا فنظرا لضيق مفهومه‬
‫بالقانون األساسي للوظيفة‪ ,‬نجد ان المشرع بالقانون‪  01/06‬قد سلك اتجاه أخر لتحديد‬
‫مدلوله بالمفهوم الواسع فقد شمل الفئات التي استثناها قانون الوظيفة استجابة لما تقتضيه‬
‫جرائم الفساد وهو حسب هذا القانون يشمل‪  : ‬‬

‫‪   -‬ذو المناصب التشريعية‪ ,‬التنفيذية و االدارية و القضائية او في احد المجالس الشعبية‬


‫المحلية المنتخبة‪. ‬‬

‫‪  -‬من يتولى وظيفة او وكالة في مرفق عام او في مؤسسة عمومية او ذات راس مال‬
‫‪6‬‬
‫مختلط وكل شخص معروف بانه موظف عمومي اومن في حكمه‪.‬‬

‫الركن المادي‪: ‬وهو‪ ‬النشاط االجرامي‪: ‬يشمل الطلب والقبول‪ ,‬فالطلب هو المبادرة من‬


‫الموظف العمومي يعبر‪ ‬فيه عن ارادته في طلب مقابل ألداء وظيفته او خدمته او االمتناع‬
‫عنه وهذا الطلب يكفي لقيام الجريمة متى توافرت باقي أركانها متى و لم يصدر قبول من‬
‫طرف صاحب الخدمة و حتى لو رفض الشخص ذلك وسارع إلبالغ السلطات العمومية‬
‫‪7‬‬
‫المختصة‪. ‬‬

‫وال عبرة بشكل الطلب فقد يكون شفاهة أو كتابة كما قد يكون صريحا أو مستفاد من‬
‫تصرفات الموظف ويستوي طلبها لغيره أو لنفسه مباشرة أو بواسطة غيره‪. ‬‬

‫ففي جميع األحوال ال يتحقق الطلب إال بوصول العلم للجاني صاحب المصلحة‪. ‬‬

‫‪ 6‬أحسن بوسقيعة‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪07‬‬


‫‪ - 7‬عبد الحكم فودة وأحمد محمد أحمد‪ ,‬جرائم األموال العامة ‪-‬الرشوة والجرائم الملحقة بها واختالس المال العام؛االستيالء والغدر؛‬
‫التربح والعدوان واالهمال الجسيم واالضرار العمدي؛‪-  ‬مقارنة بالتشريعات العربية‪ , -‬الطبعة األولى دار الفكر والقانون للنشر‬
‫والتوزيع‪ ,‬مصر‪ ،2009 ،‬ص ‪48‬‬
‫‪7‬‬
‫_اما القبول‪: ‬يعني موافقة الموظف المرتشي علىرغبة صاحب المصلحة في رشوته‬
‫مستقبال نظير العمل الوظيفي ففي جوهره إرادة ينبغي ان تكون جادة وصحيحة وهو‬
‫الحال للراشي كذلك فقد يتم صريحا ضمنيا يستنتج من ظروف الحال فتحقق بغض النظر‬
‫عما اذا رتبت نتيجة جريمة أمال‪. ‬‬

‫المحل‪: ‬يراد‪ ‬به المزية الغير مستحقة وبحسب المشرع الجزائري فهي تحتمل عدة صور‬
‫قد تكون ذات طبيعة مادية او معنوية صريحة او ضمنية فلم يشترط المشرع قدرا معينا‬
‫من المال الذي يحصل عليه الموظف‪  ‬فاألصل ان تكون قيمة المال تتناسب مع الخدمة‬
‫المطلوب أداءها‪  ‬وال يكون ضئيال على سبيل المجاملة‪. ‬بل اداء عمل او االمتناع عنه‬
‫تنفيذا لرغبة الراشي‪. ‬‬

‫لحظة االرتشاء‪ : ‬يشترط ان يكون طلب المزية او قبولها قبل اداء العمل المطلوب او‬
‫‪8‬‬
‫االمتناع عنه فال محل له اذا كانت الحقة عليه‪ ‬‬

‫الركن المعنوي‪ ‬جريمة الرشوة من الجرائم‪ ‬العمدية تستوجب القصد الجنائي العام وهو‬


‫اتجاه ارادة الجاني إلى طلب أو قبول الرشوة مع علمه بأنها خارج ما تسمح به وظيفته‪,‬‬
‫ومن ثم تتطلب جريمة الرشوة العلم بأركان هته األخيرة وهو ما يبحث عنه القضاء من‬
‫خالل البحث عن ما طلبه أو قابله الموظف وما أداه أو إمتنع عنه من عمل داخل‬
‫‪9‬‬
‫اختصاصه وأن يعلم أن ما قدم إليه نظير ذلك العمل أواالمتناع عنه‪.‬‬

‫الفرع اثاني الرشوة‪  ‬االيجابية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬جريمة الراشي‬

‫لقد نص عليها المشرع بالمادة ‪  25/01‬من قانون الوقاية من الفساد و مكافحته على أنه‪:‬‬
‫"يعاقب بالحبس من سنتين إلى ‪ 10‬سنوات وبغرامة من ‪200000‬دج إلى ‪1000000‬دج‪:‬‬

‫‪ -1‬كل من وعد موظفا عموميا بمزية غير مستحقة أو عرضها عليه أو منحه إياها بشكل‬
‫مباشر أو غير مباشر سواء كان ذلك لصالح الموظف نفسه أو لصالح شخص أو كيان‬
‫آخر لكي يقوم بآداء عمل أو اإلمتناع عن آداء عمل من واجباته‪.‬‬

‫‪ -‬احسن بوسقيعة‪ ,‬مرجع سابق ص ‪ .65‬وكذلك‪ :‬منصور رحماني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.73‬‬ ‫‪8‬‬

‫حماس عمر‪ ,‬األطروحة السابقة‪ ،‬ص ‪113‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪8‬‬
‫السلوك المادي‪: ‬يتحقق‪ ‬بإحدى الوسائل التالية الوعد‪– ‬العرض‪ -‬المنح وشرط كونه جديا‬
‫وغرضه تحريض الموظف العمومي على االخالل بواجباته وهو محددا ويستوي ان قبل‬
‫الوعد بالرفض فمجرد صدوره يكفي لتمام الجريمة كالوعد بمزية العرض او المنح يتم‬
‫مباشرة او غير مباشر او تمر عن طريق غيره‪.‬‬

‫المستفيد من المزية‪:  ‬بالرجوع لنص المادة‪)01/25( ‬من قانون الفساد‪,‬األصل هو كل‬


‫شخص ترجع عليه فائدة من الرشوة فهو كل شخص يجني ثمار طلب العطية أوبها وقد‬
‫يتحد أو يكون المستفيد والطالب شخص واحد هو الموظف العام عند طلبه للمزية لنفسه‬
‫وقد ال يكون هو إذا استفاد منها شخص آخر فالمستفيد من المزية هو الموظف العمومي‬
‫‪.‬‬ ‫‪10‬‬
‫او شخص اخر طبيعي او معنوي‬

‫الغرض‪ : ‬بالرجوع للمادة‪ )01/25( ‬فهو يتمثل بحمل الموظف على القيام بعمل او‬


‫االمتناع من صميم واجباته و يدخل في اختصاصه وهوما تشترك فيه جريمة الرشوة‬
‫السلبية مع هذه األخيرة وال يعتد بإحداث‪ ‬نتيجة المرجوة او لم تتحقق‬

‫الركن المعنوي‪: ‬‬

‫جريمة الرشوة االيجابية تتطلب بدورها نفس الجناية القصد الجنائي‬

‫‪11‬‬
‫الواجب توافره في الجريمة السلبية العلم بانه سلوك مجرم ونتيجة ارادة الجاني إلحداثه‬

‫الفرع الثالث الرشوة في مجال الصفقات العمومية‬

‫تعد الفئات األكثر استعماال في مجال العقود اإلدارية نظرا لحجم األموال الطائلة التي‬
‫تستخدم في هذا اإلطار فتول قانون الفساد النص على جريمة الرشوة في مجال الصفقات‬
‫العمومية(م ‪ )27‬منه ‪ ‬والتي تنص على أنهك "يعاقب بالحبس من ‪ 10‬سنوات إلى ‪ 20‬سنة‬
‫وبغرامة من ‪100000‬دج إلى ‪2000000‬دج‪ ،‬كل موظف عمومي يقبض أو يحاول أن‬
‫يقبض لغيره بصفة مباشرة أو غير مباشرة أجرة أو منفعة مهما يكن نوعها بمناسبة‬
‫تحضير أو إجراء مفاوضات قصد إبرام أو تنفيذ صفقة أو عقد أو ملحق باسم الدولة أو‬

‫‪ 10‬حماس عمر‪ ,‬نفس األطروحة‪ ،‬ص ‪108‬‬


‫‪ 11‬قانون رقم ‪ 06/01‬مؤرخ في ‪ 20‬فيفري ‪ ,2006‬معدل ومتمم‬
‫‪9‬‬
‫الجماعات المحلية أو المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري أو المؤسسات العمومية‬
‫ذات الطابع الصناعي والتجاري أو المؤسسات العمومية اإلقتصادية‪.‬‬

‫صفة الجاني‪ : ‬تتمثل في صفة الجاني بأنه موظف عموميا بالمفهوم الجنائي لقانون‬
‫الفساد‪ ‬و مكافحته‪: ‬أما الركن المادي فهو يشمل العناصر التالية‪: ‬‬

‫النشاط اإلجرامي‪ : ‬يتمثل في قبض أو محاولة قبض عمولة التي أطلق عليها المشرع‬
‫تسمية المنفعة او االجرة بحيث تكون هده االخيرة مادية او معنوية فتولى تجريم محاولة‬
‫الحصول عليها‪ ,‬والظاهر ان هذا الفعل بمجرد وقوعه بشكل جريمة تامة سواء قدمت‬
‫للجاني نفسه او لغيره بطريقة مباشرة او غير مباشرة‪. ‬‬

‫المناسبة‪ : ‬تقتضي هذه الجريمة ان يقبض الجاني عمولته (االجرة‪, ‬المنفعة) بمناسبة‬


‫تخضير االجرام صفقات اوال جراء مفوضات قصد ابرام و تنفيد صفقة او عقد او ملحق‬
‫باسم الدولة‪  ‬او احدى هيئاته‪  ‬الجماعات المحلية و المؤسسات العمومية‪ ‬ذات الطابع‬
‫الصناعي‪ , ‬االداري‪ ,‬التجاري‪ ,‬االقتصادي) فنجد ان المشرع توسع في تحديدها الختفاء‬
‫‪12‬‬
‫طابع الحماية عليها ‪.‬‬

‫الركن المعنوي‪: ‬يقوم على علم الجاني بانه يمثل احدى الهيئات السابق ذكرها و المكلفة‬
‫بتحضير إلجرام صفقات او عقود و تتجه ارادته الرتكاب هذا السلوك االتي وهو القصد‬
‫العام و فضال عن ذلك توافر قصد جنائي خاص وهو المتاجرة بالوظيفة من اختصاصه‬
‫بل يكفي ان يكون الموظف مكلفا بالتحضير او التفاوض‪ ‬‬

‫الفرع الرابع الجرائم المستحدثة‬

‫رشوة الموظفين العموميين او موظفي المنظمات الدولية‬

‫وهي الصورة‪ B‬المنصوص عليها‪  ‬في أحكام المادة‪28 :‬من قانون الوقاية من ‪ ‬الفساد‬
‫ومكافحته على النحو التالي‪" :‬يعاقب بالحبس من سنتين إلى ‪ 10‬سنوات وبغرامة من‬
‫‪20000‬دج إلى ‪1000000‬دج‪:‬‬

‫‪ 12‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪131‬؛‪132‬‬


‫‪10‬‬
‫‪ -1‬كل من وعد موظفا عموميا أجنبيا أو موظفا في منظمة دولية عمومية بمزية غير‬
‫مستحقة أو عرضها عليه أو منحه إياها‪ ،‬بشكل مباشر أو غير مباشر؛ سواء كان ذلك‬
‫لصالح الموظف نفسه أو لصالح شخص أو كيان آخر‪ ،‬لكي يقوم ذلك الموظف بآداء عمل‬
‫أو اإلمتناع عن آداء عمل من واجباته‪ ،‬وذلك بغرض الحصول أو المحافظة على صفقة أو‬
‫أي امتياز غير مستحق ذي صلة بالتجارة الدولية أو بغيرها‪.‬‬

‫‪ -2‬كل موظف عمومي أجنبي أو موظف في منظمة دولية عمومية‪ ،‬يطلب أو يقبل مزية‬
‫غير مستحقة بشكل مباشر أو غير مباشر سواء لنفسه أو لصالح شخص أو كيان آخر‪،‬‬
‫لكي يقوم بآداء عمل او اإلمتناع عن آداء عمل من واجباته‪.‬‬

‫صفة الجاني‪ : ‬تقتضي هذه الجريمة ان يكون للموظف احدى الصفتان‪: ‬‬

‫صفة الموظف االجنبي‪: ‬عرفه المشرع الجزائري بانه كل شخص يشغل منصبا تشريعيا‬
‫تنفيذيا اداريا قضائيا لدى بلد اجنبي سواء كان بلدا معينا او اجنبيا و كل شخص يمارس‬
‫وظيفة عامة لصالح بلد اجنبي بما في ذلك لصالح هيئة عمومية او مؤسسة عمومية‪. ‬‬

‫صفة الموظف في المنظمات الدولية العمومية‪: ‬وعرفه بانه كل مستخدم دولي او كل‬


‫شخص ثان له مؤسسة من هذا القبيل بان يتصرف نيابة عنها بمفهوم المنظمات الدولية‬
‫العمومية‪. 13‬‬

‫الركن المادي‪: ‬نص على جريمتين فالرشوة السلبية ترتكب من قبل موظف عمومي اجنبي‬
‫او موظف في منظمات دولية عمومية‪  , ‬فعنصراها الماديان هما الطلباو القبول و تتفق‬
‫بعناصرها المادية مع جريمة الموظف العمومي‪.‬‬

‫اما جريمة الرشوة االيجابية (الراشي) و التي تقع من جانب اشخاص ومؤسسات القطاع‬
‫الخاص بالجزائر‪ ‬فعناصرها المادية (الوعد‪-‬العرض‪-‬المنح)‪  ‬والغرض في هذه الجريمة‬
‫هو الحصول على امتياز او المحافظة على صفقة غير مستحقة وغالبا ذات صلة بالتجارة‬
‫‪14‬‬
‫الدولية او غيرها‪.‬‬

‫‪  13‬قانون رقم ‪ 06/01‬المؤرخ في ‪ 20‬فيفري ‪ 2006‬متعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته– معدل ومتمم‪.‬‬
‫‪ 14‬ا حسن بوسقيعة‪ ,‬الوجيز في القانون الجزائي الخاص‪ ,‬مرجع سابق ‪,70،71‬‬
‫‪11‬‬
‫الركن المعنوي‪: ‬في الجريمة السلبية ينبغي توافر‪ ‬القصد العام من خالل العلم بانه يخالف‬
‫قواعد قانونية معاقب عليها جزائيا حين يرتكب هذه الوقائع المادية مع توافر قصد خاص‬
‫قائم‪ ‬على ادراكه بان صفته محال‪ ‬اعتبار عن الطلب او القبول لنفسه او لغيره(كان طبيعيا‬
‫او معنويا) ومتاجرة بوظيفته و واجباته‬

‫الركن المعنوي في جريمة‪ 9‬الرشوة االيجابية‪: ‬‬

‫يشترط توافر القصد العام وهو‪ ‬علم الراشي بالعناصر‪ ‬المادية للجريمة (وعد‪-‬عرض‬


‫ومنح) لهذه المزية الغير المستحقة وانها تمس بمصلحة يحميها القانون وان هذه الوقائع‬
‫يتحقق تطابقها مع نموذج القانون المجرم لها وعلم الراشي انه يتعامل مع موظف يحمل‬
‫صفة اجنبية او موظف بمنظمة دولية اجنبية وتتجه ارادته لحمله على االخالل بالتزام‬
‫قانون القيام بعمل او‪ ‬االمتناع عنه اخالال‪ ‬بواجباته للحصول او المحافظة على امتياز او‬
‫صفقة ما‪.‬‬

‫الفرع الخامس الرشوة في القطاع الخاص‬

‫استحدث فيها المشرع حكم مميزا في قانون الوقاية من الفساد ومكافحته وهو استجابة‬
‫للمتطلبات الدولية تبعا لمصادقة الجزائر على اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد وعلى‬
‫اعتبار أن القطاع الخاص معيار للرأسمالية وطرف أساسي في تحريك التنمية وعجلة‬
‫االقتصاد ومن ثم كان لزاما على المشرع أن يجرم مثل هته السلوكيات في القطاع‬
‫الخاص‪ ,‬وطبقا ألحكام المادة ‪ 40‬من قانون ‪ 01-06‬مؤرخ في ‪ 20‬فيفري ‪ ,2006‬وبذلك‬
‫يكون المشرع الجزائري قد تجاوز االطار التقليدي لجريمة الرشوة وأصبح القطاع الخاص‬
‫يتمثل في الكيانات والشركات الخاصة تبعا للنص السالف الذكر مجاال لنطاق تجريم‬
‫الرشوة‪.‬‬

‫تضمن النص على جريمتين مستقلتين‪: ‬‬

‫أوال ‪ :‬جريمة‪ 9‬الرشوة السلبية في القطاع الخاص‬

‫نصت المادة ‪ 40‬فقرة ‪ ,02‬قانون مكافحة الفساد على أنه ‪":‬يعاقب بالحبس من ‪ 06‬أشهر‬
‫إلى ‪ 05‬سنوات وبغرامة من ‪50000‬دج‪ ‬إلى ‪500000‬دج‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫كل شخص وعد أ‪ ‬و عرض أو منح؛ بشكل مباشر أو غير مباشر‪ ،‬مزية غير مستحقة‬
‫على أي شخص يدير كيانا تابعا للقطاع الخاص أو يعمل لديه بأية صفة كانت سواء‬
‫لصالح الشخص نفسه أو لصالح شخص آخر‪ ،‬لكي يقوم بآداء عمل أو اإلمتناع عن آداء‬
‫عمل ما‪ ،‬مما يشكل إحالال بواجباته‪.‬‬

‫طل شخص يدير كيانا تابعا للقطاع الخاص أو يعمل لديه بأية صفة ‪ ،‬يطلب أو يقبل بشكل‬
‫مباشر أو غير مباشر مزية غير مستحقة سواء لنفسه أو لصالح شخص آخر أو كيان لكي‬
‫يقوم بآداء عمل أو اإلمتناع عن آداء عمل ما مما يشكل إخالال بواجباته"‪.‬‬

‫‪-1‬صفة الجاني‪ : ‬في صورتها السلبية ان يكون للجاني صفة معينة انه شخص يدير كيانا‬
‫تابعا للقطاع الخاص او يعمل لديه بأية صفة كانت ويراد بالكيان مجموعة عناصر مادية‬
‫من االشخاص الطبيعيين او المعنويين المنظمين لبلوغ هدف معين فصفى الجاني مناطها‬
‫ان يدير كيانا ما يتبع القطاع الخاص حيث ان المعيار المعمول به هو المال بحد ذاته كونه‬
‫تابع للقطاع الخاص و ليس من االموال العمومية وجاء بلفظ واسع يسمح بتطبيق الجريمة‬
‫على كل من يدير قطاعا خاصا او يعمل فيه مهما كان شكله‬
‫القانوني‪: ‬الجمعيات‪ -‬التعاونيات‪ -‬النقابات و غيرها (مديرا أو مستخدما)‪ . 15‬والسبب من‬
‫توسيع نطاق الرشوة في القطاع الخاص كون هذا القطاع يؤدي أعمال مماثلة لوظائف‬
‫وهيئات عمومية الشيء الذي يجعله يتمتع بامتيازات شبيهة بها مما دفع المشرع بضرورة‬
‫حماية ورعاية األشخاص والهيئات المقبلة للتعاون مع القطاع الخاص ‪ ‬ومنه يتبين ان‬
‫تعريف الكيان ال ينطبق على الشخص الذي يرتكب الجريمة إذا لم يكن منتميا إليه كمن‬
‫يعمل بمفرده ولحسابه الخاص وقد يفلت من العقاب‪. 16‬‬

‫الركن المادي‪ : ‬في جريمة الرشوة السلبية (السلوك) يتمثل في الطلب أو القبول مزية غير‬
‫مستحقة سواء لصالح نفسه او لغيره او لكيان اخر للقيام بعمل او االمتناع عنه‪.‬‬

‫الطلب‪ :‬وهو طلب الجاني مزية غير مستحقة سواء لنفسه أو لغيره‪ ,‬سواء كانت مادية أو‬
‫معنوية بينة جلية أو موعود بها ويشترط أن يصل الطلب إلى صاحب الحاجة ومن ثم قد‬
‫يرتكب المرتشي ما طلب منه من عمل وقد يدفع الراشي ما عليه وقد ال يقوم بذلك‪,‬‬
‫‪ 15‬أحسن بوسقيعة ‪ ،‬مرجع سابق‪  ،‬ص‪ . 70،71‬وأنظر ياسر كمال الدين‪ ،‬جرائم الرشوة واستغالل النفوذ‪ ،‬منشأة المعارف‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ /‬دون طبعة‪  ،2008،‬ص‪121،131 ،‬‬
‫‪ 16‬عادل عبد العزيز السن‪ ,‬ورشة عمل مكافحة أعمال الرشوة‪ ,‬األكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري المنظمة العربية‬
‫للتنمية االدارية‪ ,‬شرم الشيخ مصر‪ 7-3 ,‬ديسمبر ص ‪.67‬‬
‫‪13‬‬
‫والطلب هو الشكل التقليدي للرشوة فهو كاف لوحده لقيامها إذ يعد عنوان للعبث والمتاجرة‬
‫بالمنصب بما يهيئ هذا األخير لصاحبه من سبل تلقي المزايا وغيرها وال يشترط في‬
‫الطلب شكال معينا كما أسلفنا في معرض محاضرتنا‪ ,‬قد يكون صراحة أو ضمنا وبأي‬
‫شكل كان وهنا يستشف الطلب من خالل جعل الوظيفة محل متاجرة وابتعادها عن أشكال‬
‫األمانة في التعامل مع األفراد‪.‬‬

‫القبول‪ :‬يقصد به الوعد يتقدم به الراشي فيقبله المرتشي‪ ,‬فهناك شكل من أشكال العقوبة‬
‫اإليجاب وهو العرض من صاحب الحاجة بتقديم هدية أو شكل من أشكال الوعد الغير‬
‫مستحق شرط أن تتوفر فيه الجدية في ظاهره كأن يكون يضمر للطرف األخر نية التبليغ‬
‫للسلطات عن الرشوة‪ ,‬وبانعدام كل ذلك تزول الرشوة حتى ولو قبلها الطرف اآلخر وتقوم‬
‫أيضا بمجرد قبول بالوعد بقضاء حاجة ولو رفض المرتشي ذلك‪ ,‬ولم يشترط المشرع‬
‫شكال معينا للقبول وهو نفس طبيعة الطلب وإ نما تطرح مسألة اثبات القبول من عدمه فهو‬
‫يكاد يكون مستحيل‪ ,‬هذا ويمكن تصور الشروع في الطلب ومستحيلة تصورها في القبول‪,‬‬
‫‪17‬‬
‫إذ يقبل أو ال يقبل‪.‬‬

‫محل النشاط اإلجرامي‪:‬‬

‫اما بالصورة االيجابية فيتحقق السلوك االجرامي للجوء للوعد أو المزية غير المستحقة‬
‫عرضها او منحها ليقوم المستفيد منها او الموعود بها بالقيام بعمل‪  ‬او االمتناع عنه‬

‫وهنا يكمن‪  ‬االختالف بين جريمة الرشوة للموظفين العموميين و الرشوة في القطاع‬
‫الخاص‪ : ‬التي تقتضي ان يكون المستفيد منه موظفا عموميا فركنها المادي ال يختلف عن‬
‫الصور السابقة المرتكبة بالقطاع العام وهي دائما (العرض ‪-‬الوعد ) ومقترنة باإلخالل‬
‫بأحد االلتزامات القانونية او التعاقدية فاذا لم يتحقق هدا العنصر فال تقع الجريمة بخالف‬
‫القطاع العام فالموظف العمومي ال يشترط فيه االخالل بااللتزام بل يشترط ان يكون العمل‬
‫او االمتناع عنه من صميم واجباته او بجزء منها على االقل ‪ ،‬فأساس النشاط االجرامي‬
‫هو المزية الغير مستحقة التي ال تختلف في طبيعتها عما أوردناه في ما سبق في شرحنا‬
‫لها‪ ,‬قد تكون مادية كالهدايا والنقود أو معنوية والتي من الصعب الوقوف عندها ولخصها‬

‫‪ 17‬سعدي حيدرة‪ ,‬كيف عالج المشرع الجزائري جريمة الرشوة في القانون رقم ‪ 01-06‬المؤرخ في ‪ " 2006-02-20‬المتعلق‬
‫بالوقاية من الفساد ومكافحته‪ ,‬المجلة األكاديمية للبحث القانوني‪ ,‬كلية الحقوق جامعة بجاية‪ 2010,‬عدد ‪ 01‬ص ‪.51‬‬
‫‪14‬‬
‫الفقهاء في الوضع المريح للمرتشي‪ ,‬وقد تكون ظاهرة بينة ال تحتاج إلى تدقيق أو‬
‫تمحيص يكتشفها الرجل العادي‪ ,‬وأحيانا ضمنية بجعلها بعيدة المنال عن الناس ك‪ :‬الشراء‪,‬‬
‫شراء منقوالت بثمن بخس أو العكس‪ ,‬بيعها بأثمان باهضة يدفعها الراشي للمرتشي كاتفاق‬
‫مسبق بينهما‪ ,‬وقد تكون مشروعة وغير مشروعة كالحصول على المخدرات أو أشياء‬
‫مسروقة ‪18‬وما يشترط فيها أن تتناسب المزية والعمل أو االمتناع المرجو تحققه فهي‬
‫عنوان لإلتجار بالخدمة التي يلزم ارتباط المزية الغير مستحقة بأعمال المرتشي وهو أن‬
‫المرتشي لم يحصل على المزية إال نتيجة اإلخالل بوظيفته‪ ,‬فالغرض من هته الجريمة هو‬
‫أداء أو امتناع عن عمل‪]19[ ‬‬

‫الركن المعنوي‪ : ‬بالنسبة لجريمة الراشي من خالل علمه وقت‪ ‬ارتكاب النشاط الجرمي‬


‫الذي يتطابق مع النموذج القانوني المجرم له‪ , ‬ان فعله يرتب ضررا بمصلحة يحميها‬
‫القانون ويقرر لها جزاء (القصد العام) ويتوافر قصد خاص لقيامها هو المتاجرة بالوظيفة‬
‫لنفسه او لغيره غير مستحقة قانونا اخالال بواجبه المقرر قانونا اتفاقا او بالعقد‬

‫ويقوم الركن المعنوي لجريمة االرتشاء المسير العامل له ككيان تابع للقطاع الخاص من‬
‫خالل علمه بانه يدير او يعمل لحساب الكيان و ان واجبه يتطلب منه القيام بعمل او‬
‫االمتناع عنه فاذا خالف ذلك االلتزام او الواجب تحقق النموذج القانوني لهذه الجريمة متى‬
‫كان االخالل بإرادة الفاعل الواعية و عالما بجريمته مقابل مزية غير مستحقة لنفسه او‬
‫لغيره فعنصر االخالل بالواجب مقابل مزية هو المعدل عليه باعتباره يفي المتاجرة بهذا‬
‫‪19‬‬
‫العمل‪ ‬‬

‫ثانيا‪ :‬جريمة‪ 9‬الرشوة االيجابية في القطاع الخاص‬

‫تختلف الرشوة االيجابية عن السلبية في هذا المجال من حيث صفة كل واحد منهما ففي‬
‫السلبية تتعلق بالشخص المرتشي في حين االيجابية بالراشي‪ ,‬هذا األخير ال يشترط فيه‬
‫صفة معينة عكس المرتشي‪ ,‬وهي تقوم في أساسها من حيث الركن المادي على الوعد أو‬
‫العرض أو تقديم بصاحب المصلحة وهو الراشي للمزية الغير مستحقة للشخص الذي يدير‬

‫‪  18‬سعدي حيدرة‪ ,‬مرجع نفسه ص ‪.53‬‬


‫‪  - 19‬بلطرش عائشة‪ ،‬جرائم الفساد‪ ،‬مذكرة ماجستر في القانون الجنائي والعلوم الجنائية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ثالثة‪،‬‬
‫‪ ,2012،2013‬ص‪61 ،‬‬
‫‪15‬‬
‫كيان تابع للقطاع الخاص أو يعمل لديه تحت أي صفة كانت شرط تقديم بدوره منفعة‬
‫للطرف اآلخر‪.‬‬

‫الركن المادي‬

‫أ‪ -‬السلوك اإلجرامي‪ :‬باستيضاح أحكام المادة ‪ 40‬من قانون الفساد ومكافحته فقرة‬
‫األولى‪ ,‬يتضح أن الراشي يستفيد بما يقدمه المرتشي من تسهيالت مقابل الوعود أو‬
‫العرض أو منح للمزية وهي العناصر التي يقوم عليها الركن المادي لجريمة الرشوة‬
‫االيجابية في القطاع الخاص‪.‬‬

‫‪ -1‬الوعد‪ :‬ففي هته الصورة ينساق المرتشي الذي يدير أو يعمل في القطاع الخاص إلى‬
‫تنفيذ مطالب الراشي تحت تأثير الوعود المقدمة له‪ ,‬وقد ال يتجسد أو يتم تنفيذ الوعد كأن‬
‫يخلف الراشي وعده وهو أمر ال يجعل من تحققه انتفاء لهته الجريمة فهي قائمة قانونا‬
‫رغم عدم تنفيذ الوعد للمرتشي وبالمقابل إذا ما قوبل الوعد بالرفض أو القبول من جانب‬
‫المرتشي فهي كذلك قائمة وكاملة الوجود القانوني‪ ,‬فالعبرة بإيفاد وتقديم الوعد من الراشي‪.‬‬

‫‪ -2‬العرض‪ :‬وهي الصورة المألوفة والمتكررة الوجود على نحو عرض الراشي للمزية‬
‫الغير مستحقة للمرتشي وهو ما يعبر عنه بالسلوك االيجابي‪ ,‬فيه تعبير صريح على تقديم‬
‫منفعة مقابل ذلك‪ ,‬قد يكون صريحا‪ ,‬ضمنيا‪ ,‬مباشر‪ ,‬غير مباشر‪ ,‬كتابة‪ ,‬شفاهة وكل ما‬
‫يشترط فيه سوى الجدية صادرا عن ارادة حرة واعدة‪ ,‬فإذا ما صدر على هذا النحو قامت‬
‫الجريمة وإ ن رفض المرتشي ذلك وكل ما يشترط في السلوك المادي أن يكون قابال‬
‫للتحديد وليس محددا على نحو األركان المادية األخرى المألوفة في الجرائم األخرى‪ ,‬وأن‬
‫يكون العرض أو الوعد مرتبط بالعمل المرجو أداؤه‪.‬‬

‫‪ -3‬المنح‪ :‬وهو تقديم أو تسليم الراشي للمزية الغير مستحقة للمرتشي وال يشترط فيه‬
‫قبول من المرتشي أي عدم تجسيد مشروع الرشوة فقد ال يقبلها المرتشي‪.‬‬

‫فالغرض من الرشوة في القطاع الخاص هو جعل العامل أو من يدير الكيان في القطاع‬


‫الخاص يقوم أو يمتنع عن أداء عمل في حدود وظيفته‪ ,‬فإذا حصل االتفاق بينهما " الراشي‬
‫والمرتشي" ولو لم يحصل الراشي على ما كان يتمناه من الشخص اآلخر كأن يرفض هذا‬
‫األخير ما قدم له من عرض‪ ,‬وعد‪ ,‬منح يجعل الجريمة قائمة‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫والمستفيد من الركن المادي أو المزية الغير مستحقة قد يكون من يدير الكيان الخاص أو‬
‫يعمل لديه وقد يكون شخصا آخر بعيد كل البعد عن هته الدائرة طبيعيا كان أو معنويا‬
‫‪20‬‬
‫وهو أمر وجد للحيلولة دون إفالت المستفيد مباشرة من الرشوة‪.‬‬

‫الركن المعنوي‬

‫جريمة الرشوة االيجابية في القطاع الخاص من الجرائم العمدية التي يتطلب لقيامها قصد‬
‫عام وهو قائم على عنصري العلم واالرادة‪ ,‬إذ يجب أن يكون الراشي عالما بكافة عناصر‬
‫الجريمة وهي في أساسها أن يعلم بصفة من يدير أو لدى الكيان الخاص وأن تتجه ارادة‬
‫إلى ارتكاب الركن المادي لها أي الوعد أو عرض أو منح بقصد تمكين المرتشي من أداء‬
‫أو االمتناع عن عمل‪.‬‬

‫المبحث الثاني العقوبات المقررة جريمة‪ 9‬الرشوة‬

‫لقد تضمن القانون رقم‪ 01/06    ‬المتعلق بالوقاية من الفساد و مكافحته العقوبات المقررة‬


‫لجريمة الرشوة في الباب الرابع منه وبذلك يكون المشرع قد أخرجها من مدونة قانون‬
‫العقوبات و خصص لها قانونا مستقال و يالحظ عموما العقوبات العتباره سياسية‬
‫اقتصادية و قانونية تطبق على جريمة الرشوة بمختلف أشكالها‪. ‬‬

‫العقوبات المقررة ضمن قانون الوقاية من الفساد ومكافحته ‪ ،‬وذلك بالنسبة للشخص‬
‫الطبيعى (المطلب األول)‪ ،‬وبالنسبة للشخص المعنوي (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬العقوبات المقررة للشخص الطبيعي‪ :‬إن العقوبات المقررة للشخص‬
‫الطبيعي تنقسم إلى عقوبات أصلية وعقوبات تكميلية هذا باإلضافة إلى أحكام أخرى‬
‫مختلفة لتطبق على هذه الجريمة‬

‫الفرع األول العقوبات األصلية جريمة الرشوة‪ :‬العقوبات األصلية لجحريمة الرشوة هي‬
‫تلك الى يجوز فيها الحكم دون أن تقترن باية عقوبة أخرى ‪ ،21‬ويبدو من األهمية ممكان‬
‫التمييز بين العقوبات األصلية المتعلقة بالرشوة السلبية ‪ ،‬وتلك المتعلقة بالرشوة اإليجابية‪,‬‬

‫‪ - 20‬أحسن بوسقيعة ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.78،‬‬


‫‪ 21‬المادة ‪ 40‬الفقرة ‪ 2‬من األمر رقم ‪ ، 156-66‬المتضمن قانون العقوبات ( المعدل والمتمم )‬
‫‪17‬‬
‫أوال العقوبات األصلية في الرشوة السلبية‪ 9:‬إن الرشوة السلبية يمكن مالحظتها بالنسبة‬
‫لفئات مختلفة تنتمي إلى القطاعين العام والخاص‬

‫‪-1‬يعاقب كل موظف عمومي طلب أو قبل بشكل مباشر أو غير مباشر مزية غير‬
‫مستحقة لنفسه أو لصالح شخص آخر أو كيان آخر آلداء عمل أو االمتناع عن آداء عمل‬
‫من واجباته بالحبس من سنتين (‪ )2‬إلى عشر سنوات (‪ :)10‬وبغرامة من ‪ 200.000‬دج‬
‫‪22‬‬
‫إلى ‪ 1.000.000‬دج‬

‫‪ -2‬يعاقب وفي محال الصفقات العمومية» كل موظف عمومي يقبض أو يحاول أن يقبض‬
‫لنفسه أو لغيره بصفة مباشرة أو غير مباشرة اجرة أو منفعة مهما يكن نوعها ‪.‬مناسبة‬
‫تحضير أو إجراء مفاوضات قصد إبرام أو تنفيذ صفقة أو عقد أو ملحق باسم الدولة أو‬
‫الجماعات المحلية أو الموسسات العمومية ذات الطابع اإلداري أو الموسسات العمومية‬
‫ذات الطابع الصناعي والتجاري أو المؤسسات العمومية االقتصادية بالحبس من عشر (‬
‫‪ )10‬سنوات إلى عشرين سنة (‪ ))20‬وبغرامة من ‪ 1.000.000‬دج إلى‬
‫‪23‬‬
‫‪2.000.000‬دج‪.‬‬

‫‪ -3‬يعاقب كل موظف عمومي أجنبي ‪ ،‬أو موظف في منظمة دولية عمومية يطلب أو‬
‫يقبل مزية غير مستحقة‪ ،‬بشكل مباشر أو غير مباشر سواء لنفسه أو لصالح شخص أو‬
‫كيان آخرء لكي يقوم بأداء عمل أو االمتناع عن أداء عمل من واجباته‪ ،‬بالحبس من سنتين‬
‫‪24‬‬
‫(‪ )2‬إلى عشر سنوات (‪ ))10‬وبغرامة من ‪ 200.000‬دج إلى ‪ 500.000‬دج‪.‬‬

‫‪ -4‬يعاقب كل شخص يدير كيانا تابعا للقطاع الخاص أو يعمل لديه بأية صفة يطلب أو‬
‫يقبل بشكل مباشر أو غير مباشر مزية غير مستحقة سواء لنفسه أو لصالح شخص آخر‬
‫أو كيان لكي يقوم بأداء عمل أو االمتناع عن أداء عمل ماء ما يشكل إخالال بواجباته‬
‫بالحبس من ستة (‪ )6‬أشهر إلى خمس سنوات (‪ ، )5‬وبغرامة من ‪ 50.000‬دج إلى‬
‫‪25‬‬
‫‪ 500.000‬دج‪.‬‬

‫‪ - 22‬المادة ‪ 25‬من القانون ‪ 01-06‬المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته‬


‫‪ 23‬المادة ‪ 27‬من قانون ‪ 01-06‬المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته‬
‫‪ 24‬المادة ‪ 28‬من الفقرة ‪ 02‬من قانون ‪ 01-06‬المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته‬

‫‪25‬‬
‫المادة ‪ 40‬الفقرة ‪ 02‬قانون ‪ 01-06‬المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته‬
‫‪18‬‬
‫ثانيا العقوبات األصلية في الرشوة اإليجابية ‪ :‬إن المشرع وعلى الرغم من عدم‬
‫اشتراطه لصفات محددة في الراشي ‪ ،‬إال أنه رتب عقوبات على فعله هذاء ممائلة لتلك‬
‫الي قدرها للمرتشي ‪ ،‬وذلك العتباره لكل من جريمة الراشي والمرتشي جريمتان‬
‫مستقلتان‪ ،‬ونفصل ذلك كما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬يعاقب كل من وعد موظفا عموميا ‪،‬مزية غير مستحقة أو عرضها عليه أو منحه إياها‬
‫بشكل مباشر أو غير مباشر‪ ،‬سواء كان ذلك لصالح الموظف نفسه أو لصالح شخص أو‬
‫كيان آخر لكي يقوم بأداء عمل أو االمتناع عن أداء عمل من واجباته‪ ،‬بالحبس من سنتين‬
‫(‪ )2‬إلى عشر سنوات (‪ ،)10‬وبغرامة من ‪ 200.000‬دج إلى ‪ 1.000.000‬دج‪.‬‬

‫‪ 2‬يعاقب كل من وعد موظفا عموميا أحنبيا أو موظفا في منظمة دولية عمومية مزية غير‬
‫مستحقة أو عرضها عليه أو منحه إياها بشكل مباشر أو غير مباشر‪ ،‬سواء كان ذلك‬
‫لصالح الموظف نفسه أو لصالح شخص أو كيان آخرء لكي يقوم ذلك الموظف بأداء عمل‬
‫أو االمتناع عن أداء عمل من واجباته‪ ،‬وذلك بغرض الحصول أو المحافظة على صفقة أو‬
‫أي امتياز غير مستحق ذي صلة بالتجارة الدولية أو بغيرها بالحبس من سنتين (‪ )2‬إلى‬
‫عشر سنوات ‪ ، 10‬وبغرامة من ‪ 200.000‬دج إلى ‪ 1.000.000‬دج‪.‬‬

‫‪ 3‬يعاقب كل شخص وعد أو عرض أو منح بشكل مباشر أو غير مباشر مزية غير‬
‫مستحقة على أي شخص يدير كيانا تابعا للقطاع الخاص أو يعمل لديه بأية صفة كانت‬
‫سواء لصالح الشخص نفسه أو لصالح شخص آخر لكي يقوم بأداء عمل أو االمتناع عن‬
‫أداء عمل ماء ثما يشكل إخالال بواجباته» بالحبس من ستة أشهر (‪ )6‬إلى خمس سنوات (‬
‫‪ )5‬وبغرامة من ‪ 50.000‬دج إلى ‪ 500.000‬دج‪.‬‬

‫الفرع الثائي‪ :‬العقوبات التكميلية جريمة الرشوة‪ :‬إضافة إلى العقوبات األصلية السابقة‬
‫الذكر يمكن للجهة القضائية المختصة أن تحكم على الجاني بعقوبة أو أكثر من العقوبات‬
‫التكميلية المنصوص عليها في قانون العقوبات ‪ ،‬وهي جوازية ‪ 26،‬والعقوبات التكميلية هي‬
‫تلك الي ال يجوز الحكم بما مستقلة عن عقوبة أصلية فيما عدا الحاالت الي ينص عليها‬
‫القانون صراحة ‪ ،‬وهي إما اجبارية أو اختيارية‪ .27‬وتتمثل هذه العقوبات في الحجز‬

‫‪26‬‬
‫المادة ‪ 50‬من ا قانون ‪ 01-06‬المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته‬
‫‪27‬‬
‫المادة ‪ 4‬الفقرة ‪ 3‬من االمر ‪ 156-66‬المتضمن قانون العقوبات المعدل والمتمم‬
‫‪19‬‬
‫القانوني الحرمان من ممارسة الحقوق الوطنية والمدنية والعائلية ‪ ،‬تحديد اإلقامة‪ ،‬المنع‬
‫من اإلقامة‪ ،‬المصادرة الجزئية لألموال ‪ ،‬المنع المؤقت من ممارسة مهنة أو نشاط ‪،‬‬
‫إغالق مؤسسة ‪ ،‬االقصاء من الصفقة العمومية ‪،‬الحضر من اصدار شيكات ‪،‬اواستعمال‬
‫بطاقات الدفع ‪ ،‬تعليق او سحب رخصة السياقة ‪ ،‬سحب لجواز السفر‪،‬نشر او تعليق او‬
‫حكم أو قرار لإلدانة ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫خاتمة‬

‫نظرا لخطورة جريمة الرشوة و اثارها السلبية على االقتصاد الوطني و حرصا على‬
‫حماية الثقة العامة لدى المتعاملين مع المرافق العامة لتقديم خدمات لهم سواء كانت مرافق‬
‫عامة او خاصة‪ ,‬سعى المشرع الجزائري الى منح اهتمام اوسع بها بدءا بإخراجها من‬
‫قانون العقوبات وادراجها بقانون مستقل وهو قانون الوقاية من الفساد‪ ,‬فحصر مختلف‬
‫انواعها وصورها وكرس لها عقوبات جزائية تتالءم و الفعل المرتكب‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫عبد الفتاح مصطفى الصايفي‪ ,‬قانون العقوبات ‪-‬القسم الخاص الجرائم الماسة بأمن الدولة؛‬ ‫‪-‬‬
‫الجرائم الماسة بالمصلحة العامة؛ جرائم األشخاص واألموال‪ ,-‬منشأة المعارف‪ ,‬مصر‪ ،‬سنة‬
‫‪2000‬‬
‫علي عبد القادر القهوجي‪ ,‬قانون العقوبات ‪-‬القسم الخاص‪ ,-‬الطبعة الثانية؛ منشورات الحلبي‬ ‫‪-‬‬
‫الحقوقية‪ -,‬بيروت‪ -‬لبنان ‪2002‬‬
‫أحسن بوسقيعة‪ ,‬الوجيز في القانون الجزائي الخاص‪ ,‬الجزء الثاني‪ ,‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دار هومة‬ ‫‪-‬‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر ‪2006‬‬
‫قانون رقم ‪ 06/01‬مؤرخ في ‪ 20‬فيفري ‪ ,2006‬معدل ومتمم‬ ‫‪-‬‬
‫عبد الحكم فودة وأحمد محمد أحمد‪ ,‬جرائم األموال العامة ‪-‬الرشوة والجرائم الملحقة بها‬ ‫‪-‬‬
‫واختالس المال العام؛االستيالء والغدر؛ التربح والعدوان واالهمال الجسيم واالضرار العمدي؛‪ ‬‬
‫‪-‬مقارنة بالتشريعات العربية‪ , -‬الطبعة األولى دار الفكر والقانون للنشر والتوزيع‪ ,‬مصر‪،‬‬
‫‪2009‬‬
‫ياسر كمال الدين‪ ،‬جرائم الرشوة واستغالل النفوذ‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ /‬دون طبعة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪2008‬‬
‫عادل عبد العزيز السن‪ ,‬ورشة عمل مكافحة أعمال الرشوة‪ ,‬األكاديمية العربية للعلوم‬ ‫‪-‬‬
‫والتكنولوجيا والنقل البحري المنظمة العربية للتنمية االدارية‪ ,‬شرم الشيخ مصر‪,‬‬
‫سعدي حيدرة‪ ,‬كيف عالج المشرع الجزائري جريمة الرشوة في القانون رقم ‪ 01-06‬المؤرخ‬ ‫‪-‬‬
‫في ‪ " 2006-02-20‬المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته‪ ,‬المجلة األكاديمية للبحث القانوني‪,‬‬
‫كلية الحقوق جامعة بجاية‪ 2010,‬عدد ‪ 01‬‬
‫بلطرش عائشة‪ ،‬جرائم الفساد‪ ،‬مذكرة ماجستر في القانون الجنائي والعلوم الجنائية‪ ،‬كلية‬ ‫‪-‬‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ثالثة‪,2012،2013 ،‬‬

‫‪22‬‬

You might also like