Professional Documents
Culture Documents
ﻋﻨوان اﻝﻤذﻜرة:
ا دة ا دار ا د وى ا
ﻝﺠﻨﺔ اﻝﻤﻨﺎﻗﺸﺔ:
اﻝﺼﻔﺔ اﻝﺠﺎﻤﻌﺔ اﻝرﺘﺒﺔ اﻝﻌﻠﻤﻴﺔ اﻻﺴم واﻝﻠﻘب
رﺌﻴﺴﺎ ﺠﻴﺠل أﺴﺘﺎذ ﻤﺤﺎﻀر "ب" د-ﺴﺤوت ﺠﻬﻴد
ﻤﺸرﻓﺎ وﻤﻘر ار ﺠﻴﺠل أﺴﺘﺎذ ﻤﺤﺎﻀر " أ" د -ﻝرﻗم رﺸﻴد
ﻤﻤﺘﺤﻨﺎ ﺠﻴﺠل أﺴﺘﺎذ ﻤﺤﺎﻀر " أ" د-ﺒوﻝﻐﻠﻴﻤﺎت ﺴﻼف
ﻋﻨوان اﻝﻤذﻜرة:
ا دة ا دار ا د وى ا
ﻝﺠﻨﺔ اﻝﻤﻨﺎﻗﺸﺔ:
اﻝﺼﻔﺔ اﻝﺠﺎﻤﻌﺔ اﻝرﺘﺒﺔ اﻝﻌﻠﻤﻴﺔ اﻻﺴم واﻝﻠﻘب
رﺌﻴﺴﺎ ﺠﻴﺠل أﺴﺘﺎذ ﻤﺤﺎﻀر "ب" د-ﺴﺤوت ﺠﻬﻴد
ﻤﺸرﻓﺎ وﻤﻘر ار ﺠﻴﺠل أﺴﺘﺎذ ﻤﺤﺎﻀر " أ" د -ﻝرﻗم رﺸﻴد
ﻤﻤﺘﺤﻨﺎ ﺠﻴﺠل أﺴﺘﺎذ ﻤﺤﺎﻀر " أ" د-ﺒوﻝﻐﻠﻴﻤﺎت ﺴﻼف
"'M ر Jم !AL3ا "#وا G Jإ JU MVذ ا JSر ا #Kف "
] \ إ[ اء & Iع درا2YU `B - %& 2 1& 4 & :ت و& & ت U ^ 4
Jم !AL3ا "#إ MVأ' cء = ^2bا ^#4 2Kا 4 Kة \ Bا fاS ، ^F JeK
و "#mأ JUذ ا k3Nlا i 7jJا 6ي ? 1 h P23 2 ' e7Gوإر gدا1-
2 p$ .Nsإ .أن ' ﷲ 'Aو Bأن Gز 24ا pاد وا gد و\
وا Fف وا *Erوان 2 LGاة & %G J
إ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اء
! wا=< ة ،و /EJ Bرا v3ا=ubش، إ %& MVوM ' /EJ I
إ %& MVار -ت رو f 3 xإ : %& MVن د' { x L Uو y 2zدواء Bا ، xإ MVا Kأة ا 8J|- ] : /0
6ﻩ ا ~<Nl ^8ا imإ MVا Kأة ا /0أر! أن ار> Hرأ}x L23 /+
أ ا إ
إ – ً
أ cGزو“ ا A!Aور> wا=< ة وا " Fح ،و 2Uي \ ا=< ة ا 6ي :ن دا &Š /E > G hم، ِ
إ6 > MVات 7Sي أ ، p† & ، ‹mد ?"8Fz . Gﷲ ور' ?S
إ MVإ — iو أ ا— : %& iن ? %&Ns@S \ [ ˜ 3ا 7ت وا Pب .و :ا ^ hا " ! ^
ُ ﱡ
إ MVز&™• iوز& ™—™'• ^<~P& \ ^‘ iم Vو إ MVأ‘ i• 4و& ر\ ا %G6أ ? Bوأ..? &Nlz
إ H B MVأ i—6- Uا " ام JG ? % & ،ا ا \ & Gا ن V
ُ
أ ي إ "? [ ة Bي 6ا
ﻗﺎﺌﻤﺔ ﻷﻫم اﻝﻤﺨﺘﺼرات :
ص........................................................................ﺼﻔﺤﺔ رﻗم.
p...............................................................................page.
N..........................................................................Numéro.
ﻣﻘﺪﻣﺔ
ﻤﻘدﻤﺔ:
ﻓﺈﻨﻬﺎ
وﺘﺠدر اﻹﺸﺎرة إﻝﻰ ّأﻨﻪ ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎن ﻨوع اﻝﻘﻀﻴﺔ اﻝﻤﻌروﻀﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﻘﻀﺎء اﻹداريّ ،
ﺘﻀر ﺒﻤﺼﺎﻝﺢ اﻝﻤواطن وﺘؤدي أﺤﻴﺎﻨﺎ إﻝﻰ ﺘﻨﻔﻴذ ﻜﻠﻲ ﻝﻘرار اﻹدارة
ّ ﺘﺴﺘﻐرق ﻤدة طوﻴﻠﺔ ﻗد
أن ﺘطور اﻝﺤﻴﺎة
ﻴﺼﻌب ﺘدارك ﻨﺘﺎﺌﺠﻪ ﺒﻌد ﺼدور اﻝﺤﻜم اﻹداري اﻝﻔﺎﺼل ﻓﻲ اﻝﻨزاع ،ﺨﺎﺼﺔ و ّ
أدى إﻝﻰ ﺘﻔﺎﻗم اﻝﻤﺸﺎﻜل واﻝﻨزاﻋﺎت وﻨﺸوء وﻀﻌﻴﺎت ﺘﺤﺘﺎج إﻝﻰ ﺘﺴوﻴﺔ ﺴرﻴﻌﺔ،
اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ّ
ﻝﻔض ﻫذﻩ اﻝﻨزاﻋﺎت ،وﻤن
ﻤن أﺠل ﺘﻔﺎدي وﻗوع ﻀرر ﻴﺼﻌب ﺘدارﻜﻪ ﺒﺈﺘﺒﺎع اﻝطرق اﻝﻌﺎدﻴﺔ ّ
ﺜم اﻹدارﻴﺔ ،و اﻝواﻗﻊ أن
ﻫﻨﺎ ﺠﺎءت ﻓﻜرة اﻝﻘﻀﺎء اﻝﻤﺴﺘﻌﺠل اﻝذي ﻨﺸﺄ ﻓﻲ اﻝﻤواد اﻝﻤدﻨﻴﺔ ّ
اﻝﻨظﺎم اﻝﻘﻀﺎﺌﻲ ،ﻤﺎ ﻫو إﻻ ﺘﻜرﻴس ﻝﻤﺒدأ اﻝﻤﺸروﻋﻴﺔ وﻤﺒدأ
اﻋﺘﻤﺎد اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻝﻬذا ّ
ﺴﻴﺎدة اﻝﻘﺎﻨون ،وﻤﺤﺎوﻝﺔ ﻤﻨﻪ إﻝﻰ ﺠﻌل اﻹدارة واﻝﻤواطن ﻓﻲ ﻤرﻜز ﻤﺘﺴﺎوي أﻤﺎم اﻝﻘﺎﻨون .وﻫذا
ﻤﺎ ﻨﻠﻤﺴﻪ ﻤن ﺨﻼل اﺴﺘﻘراءﻨﺎ ﻝﻘﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻹدارﻴﺔ اﻝذي ﻴﻌﺘﺒر ﻗﻔزة ﻨوﻋﻴﺔ ﻗﺎم
ﺒﻬﺎ اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻓﻲ ﻤﺠﺎل اﻝﻘﻀﺎء اﻹداري وﺨﺎﺼﺔ ﻤﻨﻪ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ.
وﺒﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻝﺘﻌدﻴل اﻝﻬﺎم اﻝﺤﺎﺼل ﻋﻠﻰ اﻝﺘﺸرﻴﻊ اﻝﺠزاﺌري ارﺘﺄﻴﻨﺎ أن ﻴﻜون ﻤوﻀوع
ﻤذﻜرﺘﻨﺎ ﻫو اﻝﻘﻀﺎء اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ ﻓﻲ اﻷﻤور اﻹدارﻴﺔ.
وﺴﻨﻌﺎﻝﺠﻪ ﻤن اﻝﻨﺎﺤﻴﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ،وﻜذا اﻝﺘطﺒﻴﻘﻴﺔ ﻤﺤﺎوﻝﻴن ﺘﺴﻠﻴط اﻝﻀوء ﻋﻠﻰ ﺘطﺒﻴق
ﻫذﻩ اﻷﺤﻜﺎم ﻤن ﻗﺒل اﻝﻘﻀﺎء.
وﺘﻜﻤن أﻫﻤﻴﺔ ﻫذا اﻝﻤوﻀوع أﻨﻬﺎ ﻤﺴﺘﻤدة ﻤن اﻝﻘﻀﺎء اﻝﻤﺴﺘﻌﺠل اﻝذي أﺼﺒﺢ ﻀرورة
ﻤرﺘﺒطﺔ ﺒﺘدﺨل اﻹدارة ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ اﻝﻤﺠﺎﻻت اﻝﺤﻴﺎة اﻹﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ واﻝﻤﺎﻝﻴﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ
أ
وذﻝك ﻤن أﺠل ﺘﺤﻘﻴق اﻝﺘوازن ﺒﻴن ﻤﺨﺘﻠف اﻝوﺴﺎﺌل واﻤﺘﻴﺎزات اﻝﺴﻠطﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻤﻠﻜﻬﺎ اﻹدارة
وﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ وﺴﻴﻠﺔ ﻝﺘوازن اﻝﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴن اﻝﻔرد وﺤﺎﺠﺘﻪ ﻝﺤﻤﺎﻴﺔ ﺤﻘوﻗﻪ وﺤرﻴﺎﺘﻪ واﻝﻤراﻜز اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ
ﻝﻸطراف اﻝﻤﺘﻨﺎزﻋﺔ وﺤﺎﺠﺔ اﻹدارة ﻝﺘﺤﻘﻴق اﻝﺼﺎﻝﺢ اﻝﻌﺎم دون إﻝﺤﺎق ﻀرر ﺒﺘﻠك اﻝﺤرﻴﺎت
وﻗداﺴﺘﻬﺎ وﺴﻠطﺎت اﻝﻘﺎﻀﻲ اﻹداري ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴﺘﻬﺎ.
وﻝﻠوﺼول ﻝﻬدا اﻝطرح ،وﺠب اﻹﺠﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﺸﻜﺎﻻت اﻝﺘﺎﻝﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺜور ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘوى
ﺘﻤر ﺒﻬﺎ اﻝدﻋوى اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ اﻹدارﻴﺔ إﻝﻰ ﺤﻴن اﻝﻔﺼل ﻓﻴﻬﺎ.
اﻝﻤراﺤل اﻝﺜﻼث اﻝﺘﻲ ّ
ﻓﻌﻠﻰ ﻤﺴﺘوى ﻤرﺤﻠﺔ ﺘﺤدﻴد اﻻﺨﺘﺼﺎص ،ﻴﺜور اﻝﺘﺴﺎؤل ﺤول اﻹطﺎر اﻝذي ﻴﻤﺎرس ﻤن
ﺨﻼﻝﻪ ﻗﺎﻀﻲ اﻝﻤﺴﺘﻌﺠﻠﺔ اﺨﺘﺼﺎﺼﻪ اﻝﻨوﻋﻲ واﻝﻤﺤﻠﻲ؟
و ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘوى ﻤرﺤﻠﺔ ﻗﺒول اﻝدﻋوى اﻹدارﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘﻌﺠﻠﺔ ،ﻴﺜور اﻝﺘﺴﺎؤل ﺤول ﻤدى
اﺨﺘﻼف أو ﺘﺸﺎﺒﻪ ﺸروط ﻗﺒوﻝﻬﺎ ﻤﻊ ﺸروط ﻗﺒول اﻝدﻋوى اﻝﻤوﻀوﻋﻴﺔ؟
أﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘوى اﻝﻔﺼل ﻓﻲ اﻝدﻋوى واﻝﻨظر ﻓﻴﻬﺎ ،ﻓﻴﺜﺎر اﻝﺘﺴﺎؤل ﺤول ﻤﺎﻫﻴﺔ ﺴﻠطﺎت
ّ
ﻗﺎﻨون 08/09اﻝﻤﺘﻀﻤن
ً ﻗﺎﻀﻰ اﻷﻤور اﻹدارﻴﺔ ﻤﻘﺎرﻨﺔ ﻤﻊ ﺘﻠك اﻝﺘﻲ ﻜﺎن ﻴﺘﻤﺘﻊ ﻗﺒل ﺼدور
ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻹدارﻴﺔ وﻤدى اﺘﺴﺎع ﺴﻠطﺘﻪ اﻝﺘﻘدﻴرﻴﺔ؟
وﺤﺘﻰ ﺘﻜون دراﺴﺘﻨﺎ ﻤﺜﻤرة وذات ﻨﺘﺎﺌﺞ ،وﺤﺘﻰ ﻻ ﻴطﻐﻰ ﻋﻠﻰ ﺒﺤﺜﻨﺎ اﻝﺠﺎﻨب اﻝوﺼﻔﻲ اﻨﺘﻬﺠﻨﺎ
ﺨطﺔ ﺘﺠﻤﻊ ﺒﻴن اﻝﻨظري واﻝﻌﻤﻠﻲ ﺤﻴث ﻝم ﻨﺘوﻗف ﻋﻨد دراﺴﺔ أﺤﻜﺎم اﻝﻘﺎﻨون ﻤﺠردة ﺒل ﻋﻜﻔﻨﺎ
ﻋﻠﻰ ﺘﻨﺎول اﻝﻤوﻀوع ﻓﻲ ﻀوء آراء اﻝﻔﻘﻬﺎء واﺠﺘﻬﺎد اﻝﻘﻀﺎء
اﻝﻤﻨﻬﺞ اﻝﺘﺤﻠﻴﻠﻲ :ﻷﻨﻨﺎ ﺴﻨﺤﻠل ﻜل ﻫذﻩ اﻷﺤﻜﺎم وﻤدى ﺘطﺒﻴﻘﻬﺎ ﻤن ﻗﺒل اﻝﻘﻀﺎء
ب
واﻝﻤﻨﻬﺞ اﻝﻤﻘﺎرن :ﻷﻨﻨﺎ ﺴﻨﺤﺎول ﻤﻘﺎرﻨﺔ أﺤﻜﺎم اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر ﻤﻊ ﺘﻠك اﻝﺘﻲ ﻓﻲ
اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻔرﻨﺴﻲ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻩ ﻤﺼدر اﻝﻘﺎﻨون اﻹداري.
ج
اﻟﻔﺼﻞ اﻷول:
ى ا دار ا ءا ھ ا طرا ا ول: ا
ﺒﻴد ّأﻨﻪ ﻋﻨد إﺘّﺒﺎع اﻹﺠراءات اﻝﻌﺎدﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﻘﺎﻀﺎة اﻹدارة ﻏﺎﻝﺒﺎ ﻤﺎ ﻴﺴﺘﻐرق وﻗﺘﺎ طوﻴﻼ
ﻝﻠﻔﺼل ﻓﻲ اﻝدﻋوى،ﻤﻤﺎ ﻴؤدي إﻝﻰ ﻀﻴﺎع اﻝﺤق اﻝﻤراد ﺤﻤﺎﻴﺘﻪ أو ﻴﺘرﺘّب ﻋن ذﻝك أﻀرار
ﻴﺼﻌب ﺘدارﻜﻬﺎ ﻤﺴﺘﻘﺒﻼ،ﻤن ﻫﻨﺎ ﺒرزت أﻫﻤﻴﺔ اﺴﺘﺤداث اﻝﻘﻀﺎء اﻝﻤﺴﺘﻌﺠل ﻓﻲ اﻝﻤﺎدة
اﻹدارﻴﺔ.
وﻗد ﻜﺎﻨت ﻓرﻨﺴﺎ ﻤﻬدا ﻝﻪ ،ﻝدى ﺴﻨﺘﻨﺎول ﻨﺸﺄة اﻝﻘﻀﺎء اﻝﻤﺴﺘﻌﺠل اﻹداري ﻓﻲ ﺒﻠدﻩ
وﺘطورﻩ ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر ،ﻜﻤﺎ ﻨﺘﻌرض ﺒﻌد ذﻝك إﻝﻰ ﻤﺎﻫﻴﺔ وﻤﻔﻬوم
ّ وﺘطورﻩ ،وﻜدا ظﻬورﻩ
ّ اﻷﺼﻠﻲ
اﻝﻘﻀﺎء اﻝﻤﺴﺘﻌﺠل اﻹداري وطرق اﻝطﻌن ﻓﻴﻪ ٕواﺸﻜﺎﻻت ﺘﻨﻔﻴذﻩ ،وﻫذا ﻀﻤن اﻝﻤﺒﺤﺜﻴن اﻵﺘﻴﻴن:
اﻝﻨزاع أﺘﻴﺢ
ﻻن إﺠراءات اﻝﺘّﻘﺎﻀﻲ اﻝﻌﺎدﻴﺔ ﺘﺄﺨذ وﻗﺘﺎ طوﻴﻼ ﻤن اﺠل اﻝﻔﺼل ﻓﻲ ّ
ﻨظ ار ّ
ﻝﻠﺨﺼوم ﻓرﺼﺔ اﻻﻝﺘﺠﺎء ﻝﻠﻘﻀﺎء ﻓﻲ اﻗ ّل وﻗت ﻤﻤﻜن ﻤن اﺠل اﺴﺘﺼدار ﺘداﺒﻴر ﻤؤﻗّﺘﺔ ﺘﺤول
اﻝﻨزاع اﻷﺼﻠﻲ وﻫو ﻤﺎ
دون وﻗوع أﻀرار ﻴﺴﺘﺤﻴل ﺘدارﻜﻬﺎ ﻤﺴﺘﻘﺒﻼ إﻝﻰ ﺤﻴن اﻝﻔﺼل ﻓﻲ ّ
ﻴﻌرف ﺒﺎﻝﻘﻀﺎء اﻝﻤﺴﺘﻌﺠل.
5
ى ا دار ا ءا ھ ا طرا ا ول: ا
ﺒﺎﻝﺤق
ّ ﺒﺄﻨﻪ اﻝﺨطر اﻝﺤﻘﻴﻘﻲ اﻝﻤﺤدق
ﻝﻘد ﺠرى اﻝﻔﻘﻪ واﻝﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ ﺘﻌرﻴف اﻻﺴﺘﻌﺠﺎل ّ
اﻝﻤراد ﺤﻤﺎﻴﺘﻪ واﻝذي ﻴﻠزم درؤﻩ ﺒﺴرﻋﺔ ﻻ ﺘوﻓّرﻫﺎ إﺠراءات اﻝﺘﻘﺎﻀﻲ اﻝﻌﺎدﻴﺔ .ﻤﻊ اﻝﺘّﻤﻴﻴز ﺒﻴن
ﺒﻨص اﻝﻘﺎﻨون رﻏم
ﻤﺨﺘﺼﺎ ّ
ّ ﻤﻔﻬوم اﻻﺴﺘﻌﺠﺎل واﺨﺘﺼﺎص اﻝﻘﺎﻀﻲ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ اﻝذي ﻗد ﻴﻜون
ﺒﺎﻝﻀرورة.
ّ ﻋدم وﺠود ﻋﻨﺼر اﻻﺴﺘﻌﺠﺎل ،ﻓﺎﻝوﻀﻌﻴﺘﻴن ﻻ ﺘﺠﺘﻤﻌﺎن
ﻓﺎﻝﻘﻀﺎء اﻝﻤﺴﺘﻌﺠل ﻓرع ﻤن ﻓروع اﻝﻘﻀﺎء اﻝﻌﺎدي ﺘظﻬر إﻝﻴﻪ ﻋﻨد اﻝﺤﺎﺠﺔ ﻓﻲ اﻝﺤﺎﻻت
اﻝﺘﻲ ﺘﺘﻌرض ﻓﻴﻬﺎ ﺤﻘوق أﺤد اﻝﻤﺘﻘﺎﻀﻴن إﻝﻰ ﺨطر ﻤﺤدق ﻴﻤﻜن أن ﻴؤدي إﻝﻰ إﻝﺤﺎق اﻝﻀرر
ﺒﻬﺎ ﻨﻬﺎﺌﻴﺎٕ ،واذا ﺘرك أﻤر اﻝﺒت ﺒﻬﺎ ﻹﺠراءات اﻝﺘﻘﺎﻀﻲ اﻝﻌﺎدي ﻴطول أﻤدﻫﺎ ﻋﺎدة .1
وﻴﺨﺘﻠف ﺘﻌرﻴﻔﻪ ﺒﺎﻝﻨظر إﻝﻰ اﻝزاوﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﻴرى ﻤﻨﻬﺎ ،وﻝﻘد أﺤﺠم اﻝﻤﺸرع ﻋن ﺘﻌرﻴف اﻝﻘﻀﺎء
اﻻﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ اﻹداري ﺘﺎرﻜﺎ ذﻝك ﻝﻠﻔﻘﻪ واﻝﻘﻀﺎء.
وﻋرﻓﻪ ﺠﺎﻨب ﻤن اﻝﻔﻘﻪ ﺒﺄﻨﻪ ":اﻝﻔﺼل ﻓﻲ اﻝﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻝﺘﻲ ﻴﺨﺸﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤن ﻓوات اﻝوﻗت
ﻓﺼﻼ ﻤؤﻗﺘﺎ ﻻ ﻴﻤس ﺒﺄﺼل اﻝﺤقٕ ،واﻨﻤﺎ ﻴﻘﺘﺼر ﻋﻠﻰ اﻝﺤﻜم ﺒﺎﺘﺨﺎذ إﺠراء وﻗﺘﻲ ﻤﻠزم ﻝﻠطرﻓﻴن
ﺒﻘﺼد اﻝﻤﺤﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻷوﻀﺎع اﻝﻘﺎﺌﻤﺔ أو اﺤﺘرام اﻝﺤﻘوق اﻝظﺎﻫرة ،أو ﺼﻴﺎﻨﺔ ﻤﺼﺎﻝﺢ
اﻝطرﻓﻴن اﻝﻤﺘﻨﺎزﻋﻴن "...وﻴﻌرف ﺠﺎﻨب آﺨر ﻤن اﻝﻔﻘﻪ ﺒﺄﻨﻪ ":ﻗﻀﺎء وﻗﺘﻲ ﻴﻬدف إﻝﻰ ﺤﻤﺎﻴﺔ
ﻗﻀﺎﺌﻴﺔ وﻗﺘﻴﺔ".2
1
ﻨﺴرﻴن ﺠﺎﺒر ﻫﺎدي ،اﻝﻘﻀﺎء اﻹداري اﻝﻤﺴﺘﻌﺠل ،ط ،1اﻝﻤرﻜز اﻝﻌرﺒﻲ ﻝﻠﻨﺸر واﻝﺘوزﻴﻊ ،اﻝﻘﺎﻫرة ،2017 ،ص40
2
ﻝﺤﺴﻴن ﺒن ﺸﻴﺦ آث ﻤﻠوﻴﺎ ،اﻝﻤﻨﺘﻘﻰ ﻓﻲ ﻗﻀﺎء اﻻﺴﺘﻌﺠﺎل اﻹداري :دراﺴﺔ ﻗﺎﻨوﻨﻴﺔ ،ﻓﻘﻬﻴﺔ وﻗﻀﺎﺌﻴﺔ ﻤﻘﺎرﻨﺔ،ط ،3دار
ﻫوﻤﺔ ،اﻝﺠزاﺌر ،2011 ،ص12
6
ى ا دار ا ءا ھ ا طرا ا ول: ا
وﻤﻬﻤﺎ ﻴﻜن ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻵراء ﻤن ﺘﻔﺎوت ،ﻓﺈن أﻜﻤﻠﻬﺎ وأﻜﺜرﻫﺎ ﺘﺤدﻴدا ﻻ ﻴﻤﻜن أن ﻴﻜون ﻤن
اﻝﻤروﻨﺔ ﺒﺤﻴث ﻴﺼﻠﺢ ﻗﺎﻋدة ﻋﺎﻤﺔ ﻝﻜل اﻝظروف واﻷﺤوال ،ﻓﺈن ﺘﻘدﻴر اﻻﺴﺘﻌﺠﺎل ﻴﺨﻀﻊ
ﻝﻌﻨﺎﺼر ﻜﺜﻴرة ﻓﻲ اﻝوﻗﺎﺌﻊ واﻝﻘﺎﻨون ﺘﺨﺘﻠف ﺒﺎﺨﺘﻼف اﻝدﻋﺎوى.
وﻓﻲ اﻝﻔﻘﻪ اﻝﻔرﻨﺴﻲ ﻨﺠد ﺒﺄن اﻻﺴﺘﻌﺠﺎل ﻫو اﻝطﺎﺒﻊ اﻝﻤﺘﻤﻴز ﻝواﻗﻌﺔ ﻤﺎ ،واﻝذي ﺒﺈﻤﻜﺎﻨﻪ أن ﻴﻨﺘﺞ
ﻤﺎ ﻝم ﻴﺨﻀﻊ ﻝﻌﻼج ﻀر ار ﻻ ﻴﻤﻜن ﺠﺒرﻩ ،دون أن ﻨﻜون ﺒﺎﻝﻀرورة أﻤﺎم ﺨطر وﺸﻴك اﻝوﻗوع.
ﻓﺎﻝﺨطر اﻝوﺸﻴك اﻝوﻗوع ﻫو ﻓﻘط اﻝﻨﻘطﺔ اﻷﻗﺼﻰ ﻝﻼﺴﺘﻌﺠﺎل ،وﻨﻜون ﺤﺴب اﻷﺴﺘﺎذ "
ﻜوﻨﺘﺎل" '' أﻤﺎم ﻋدة أﻨﻤﺎط ﻤن اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل ''.1
أﻤﺎ ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﻠﻘﻀﺎء اﻻﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ اﻝﺠزاﺌري ﻴﻤﻜن اﻹﺸﺎرة إﻝﻰ ﻗرار اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻌﻠﻴﺎ اﻝﺼﺎدر
ﺒﺘﺎرﻴﺦ 24ﻨوﻓﻤﺒر ،1992اﻝذي ﺠﺎء ﻓﻲ إﺤدى ﺤﻴﺜﻴﺎﺘﻪ ﺒﺄﻨﻪ ":ﺤﻴث إن وﺠود اﻝدﻋوى أﻤﺎم
ﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻤوﻀوع ﻻ ﺘﻤﻨﻊ ﻗﺎﻀﻲ اﻻﺴﺘﻌﺠﺎل ﻤن إﺘﺨﺎذ إﺠراءات ﺨﺎﺼﺔ أو ﺘداﺒﻴر ﺘﺤﻔظﻴﺔ إذا
2
ﻜﺎن ﻴﺨﺸﻰ ﻤن ﻀﻴﺎع ﺤﻘوق أطراف اﻝﻨزاع ﻋﻤﻼ ﺒﻨص اﻝﻤﺎدة "183
1
Jean- paul , contal le droit et lurgence petit affiches ,n°52 14 mars 2001
2
ﺨﺎﻝدي ﻤﺠﻴدة ،اﻝﻘﻀﺎء اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ ﻓﻲ اﻝﻤواد اﻻدارﻴﺔ ،ﻤذﻜرة ﻝﻨﻴل ﺸﻬﺎدة اﻝﻤﺎﺠﺴﺘﻴر ،ﺘﺨﺼص ﻗﺎﻨون إدارة ﻤﺤﻠﻴﺔ ،ﻜﻠﻴﺔ
اﻝﺤﻘوق واﻝﻌﻠوم اﻝﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ أﺒو ﺒﻜر ﺒﻠﻘﺎﻴد ،ﺘﻠﻤﺴﺎن ،ﺴﻨﺔ ،2012/2011ص16
7
ى ا دار ا ءا ھ ا طرا ا ول: ا
وﻓﻲ ﻓرﻨﺴﺎ ﺼدر ﻗﺎﻨون ﺘﺤت رﻗم 597/2000ﺒﺘﺎرﻴﺦ 30ﻴوﻨﻴو 2000ﺨﺎص ﺒﺎﻻﺴﺘﻌﺠﺎل
أﻤﺎم اﻝﺠﻬﺎت اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ اﻹدارﻴﺔ ،واﻝذي أدﻤﺞ ﻓﻲ ﻗﺎﻨون اﻝﻌداﻝﺔ اﻹدارﻴﺔ. 1
ﻴﺘﻤﻴز اﻝﻘﻀﺎء اﻹداري اﻝﻤﺴﺘﻌﺠل ﺒﻌدد ﻤن اﻝﺨﺼﺎﺌص ،وﻝﻌل أﻫﻤﻬﺎ ﺴرﻋﺔ اﻹﺠراءات ﻤن
ﺨﻼل ﺴرﻋﺔ اﻝﻔﺼل ﻓﻲ اﻝطﻠب اﻝﻤﺴﺘﻌﺠل ،وﻜوﻨﻪ ﺤﻜﻤﺎ وﻗﺘﻴﺎ ﻻ ﻴﻤس أﺼل اﻝﺤق ،وﻴﺘﻤﻴز
ﺒﻜون أﺤﻜﺎﻤﻪ ﻤﺸﻤوﻝﺔ ﺒﺎﻝﻨﻔﺎذ اﻝﻤﻌﺠل وﻫذا ﻤﺎ ﺴوف ﻨﺘﻨﺎوﻝﻪ ﻓﻲ اﻝﻨﻘﺎط اﻝﺘﺎﻝﻴﺔ:
ﺴرﻋﺔ إﺠراءات اﻝﻘﻀﺎء اﻝﻤﺴﺘﻌﺠل :وﻫذﻩ اﻝﺨﺎﺼﻴﺔ ﻫﻲ ﻨﺘﻴﺠﺔ طﺒﻴﻌﺔ ﻝﺸرط اﻻﺴﺘﻌﺠﺎل،
اﻝذي ﻴﺒرر اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻤن أﺠل ﻤﺒﺎﺸرة إﺠراءات اﺴﺘﺜﻨﺎﺌﻴﺔ ،ﻏﻴر ﺘﻠك
اﻝﺘﻲ ﺘﺘﺒﻊ ﻓﻲ اﻝدﻋوى اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ اﻝﻌﺎدﻴﺔ ،وﻤن وﺴﺎﺌل ﻀﻤﺎن ﻫذﻩ اﻝﺴرﻋﺔ ﺘﻘﺼﻴر آﺠﺎل ﺘﻘدﻴم
ﻤذﻜرات اﻝرد ﻋﻠﻰ ﻋرﻴﻀﺔ اﻝﻤدﻋﻲ اﻝﻤﺎدة
) 928ق إ م إ( ،وﻜذﻝك إﺴﺘدﻋﺎء اﻝﺨﺼوم ﻓﻲ أﻗرب اﻵﺠﺎل ) 934ق إ م إ( اﻝﺘﺒﻠﻴﻎ ﺒﻜل
اﻝوﺴﺎﺌل واﻝطرق ﻓﻲ أﻗرب اﻵﺠﺎل ) 937ق إ م إ(.2
إﻀﺎﻓﺔ إﻝﻰ ﺘﺨﻔﻴض ﻤﻴﻌﺎد اﻻﺴﺘﺌﻨﺎف ) 937ق إ م إ( 15ﻴوﻤﺎ.
اﻝﺤق أو
ّ ﻴطﻠب ﻤﻨﻪ إﻻّ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻤؤﻗّﺘﺔ :ﻝﺘﺤدﻴد ﻤرﻜز اﻝﺨﺼوم ﺒﺼﻔﺔ ﻤؤﻗّﺘﺔ،دون أن ﻴﻜﺘﺴب
ﻴﻬدر ،إﻀﺎﻓﺔ إﻝﻰ إﻋﻔﺎء اﻝﻤدﻋﻲ ﻤن ﺸرط اﻝﺘظﻠم) 940-939ق إ م إ( 15ﻴوم.
اﻝطﺎﺒﻊ اﻝﻤؤﻗت ﻝﺘداﺒﻴر اﻻﺴﺘﻌﺠﺎل :ﻫذﻩ اﻝﺘداﺒﻴر ﺒﺴﺒب طﺎﺒﻌﻬﺎ اﻝﻤؤﻗت ﻻ ﺘﺘﻤﺘﻊ ﺒﺤﺠﻴﺔ
اﻝﺸﺊ اﻝﻤﻘﻀﻲ ﺒﻪ ،وﻤن ﺜﻤﺔ ﻴﺠوز ﻝﻘﺎﻀﻲ اﻻﺴﺘﻌﺠﺎل إﻝﻐﺎﺌﻬﺎ أو ﺘﻌدﻴﻠﻬﺎ ﻓﻲ أي وﻗت وﺒﻨﺎءا
ﻋﻠﻰ طﻠب ﻤن ﻴﻌﻨﻴﻪ اﻷﻤر ،ﻜﻤﺎ ﻴﺸﺘرط ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ أن ﻴﺴﺘﺠد ﻋﻨﺼر ﺠدﻴد ﻴﺠﻌل ﻤن
1
ﻝﺤﺴﻴن ﺒن ﺸﻴﺦ آث ﻤﻠوﻴﺎ ،اﻝﻤﻨﺘﻘﻰ ﻓﻲ ﻗﻀﺎء اﻻﺴﺘﻌﺠﺎل اﻹداري :دراﺴﺔ ﻗﺎﻨوﻨﻴﺔ ،ﻓﻘﻬﻴﺔ وﻗﻀﺎﺌﻴﺔ ﻤﻘﺎرﻨﺔ ،ﻨﻔس
اﻝﻤرﺠﻊ ،ص15-14
2
ﻋﺒد اﻝﻘﺎدر ﻋدو ،اﻝﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻹدارﻴﺔ ،ج ،1دار ﻫوﻤﺔ ،اﻝﺠزاﺌر ،2012 ،ص 248
8
ى ا دار ا ءا ھ ا طرا ا ول: ا
اﻝﻤﻤﻜن إﻝﻐﺎء أو ﺘﻌدﻴل اﻝﺘدﺒﻴر اﻝﻤﺄﻤور ﺒﻬﺎ ،وذﻝك ﺒطﻠب ﻤن ﻜل ذي ﻤﺼﻠﺤﺔ طﺒﻘﺎ ﻝﻠﻤﺎدة
922ﻤن ق إ م إ.
اﻝﺤق ﻓﻘﺎﻀﻲ اﻻﺴﺘﻌﺠﺎل ﻴﺼدر اﻝﺤﻜم ﺒﺎﻹﺠراء
ّ ﻴﻤس ﺒﺄﺼل
ﻴﻌﺘﺒر ﻗﻀﺎء وﻗﺘﻲ :ﻻ ّ
اﻝﻨزاع ودون اﻝﻤﺴﺎس ﺒﻪ .1
اﻝﻨظر واﻝﻔﺼل ﻓﻲ ﻤوﻀوع ّ
اﻝﻤؤﻗّت ،واﻝﻤﺎدﻴﺔ اﻝﻤطﻠوﺒﺔ دون ّ
اﻝﻔـــرع اﻝﺜﺎﻝث :أﻫﻤﻴﺔ اﻝدﻋوى اﻻﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ اﻹدارﻴﺔ
ﺒﻤﺸرﻋﻴﻬﺎ إﻝﻰ
ّ أدى
ي،ﻤﻤﺎ ّ
أﻫﻤﻴﺔ ﻤﺘزاﻴدة ﻝﻘﻀﺎء اﻻﺴﺘﻌﺠﺎل اﻹدار ّ
اﻝدول ﻋرﻓت ّ
أن ﺒﻌض ّ
ﻜﻤﺎ ّ
أﻫﻤﻴﺔ ﻗﻀﺎء
ﺘدﺨل اﻹدارة ،وﻫذا دﻝﻴل ﻋﻠﻰ ّ
ﺴن إﺠراءات إﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ ﻝﻜ ّل ﻤﻴدان ﻤن ﻤﻴﺎدﻴن ّ
ّ
اﻝﺘردد اﻝّﺘﻲ أﺒداﻫﺎ ﺴﺎﺒﻘﺎ واﻝﺘﻲ
اﻻﺴﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ،واﻝﻤراﺤل اﻝّﺘﻲ ﺨطﺎﻫﺎ ﻤﺒﺘﻌدا ﻋن ﻤرﺤﻠﺔ ّ
ﺘدﺨل ﻗﺎﻀﻲ اﻷﻤور اﻝﻤﺴﺘﻌﺠﻠﺔ.
ﺘﺼرﻓﺎت اﻹدارة ﻓﻲ ﻤﻨﺄى ﻤن ّ
أراد ﻤن ﺨﻼﻝﻬﺎ أﻨداك ﺠﻌل ّ
إن اﻝﻐرض ﻤن ﺘداﺒﻴر اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل أﻤﺎم اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﻴﺔ ﻫو ﻤواﺠﻬﺔ اﻝﻘﻀﺎﻴﺎ اﻝّﺘﻲ
ّ
اﻝﺴرﻋﺔ ﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺤﻘوق واﻝﻤراﻜز اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ،ﻝﺘﻔﺎدي وﻗوع ﻀرر ﻴﺴﺘﺤﻴل ﺘدارﻜﻪ إذا ﻤﺎ
ﺘﺘطﻠّب ّ
ﻜﺎﻝﻤﺸرع اﻝﻔرﻨﺴﻲ
ّ اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري
ّ ﺤدد
ﻝﻠدﻋوى اﻹدارﻴﺔ ،وﻗد ّ
اﺘّﺒﻌﻨﺎ اﻹﺠراءات اﻝﻌﺎدﻴﺔ ّ
وﺤدد ﺸروطﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ
اﻝدﻋوى اﻹدارﻴﺔ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔّ ،
إﺠراءات رﻓﻊ ّ
واﻹدارﻴﺔ ،ﺒﻌد أن ﻜﺎﻨت ﺸروطﻬﺎ ﺘﺴﺘﻨﺒط ﻤن اﻹﺠﺘﻬﺎد اﻝﻘﻀﺎﺌﻲ.
9
ى ا دار ا ءا ھ ا طرا ا ول: ا
اﻷول،
اﻝدﻋوى اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻔرع ّ
ﺴﻨﺘﻌرض ﻓﻲ ﻫذا اﻝﻤطﻠب إﻝﻰ اﻝﺸروط ﻗﺒول ّ
ّ وﻤﻨﻪ
وﻨﺘطرق إﻝﻰ إﺠراءات رﻓﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻓرع ﺜﺎﻨﻲ.
ّ
1
ﻨﺴرﻴن ﺠﺎﺒر ﻫﺎدي ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص103
10
ى ا دار ا ءا ھ ا طرا ا ول: ا
ﻤﺤددة ﺒﺜﻼث ﺸروط ﻫﻲ :اﻝﺼﻔﺔ ،اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ واﻷﻫﻠﻴﺔ اﻝﺘﻲ أﺼﺒﺤت ﻤدرﺠﺔ ﻀﻤن
اﻝﻘدﻴم ّ
اﻝدﻓﻊ ﺒﺎﻝﺒطﻼن ﺒوﺼﻔﻬﺎ ﺸرطﺎ ﻤوﻀوﻋﻴﺎ .1
ّ
اﻝدﻋوى ﺤﺴب ﻤﺎ ﻫو ﻤﻨﺼوص
وﻋﻠﻴﻪ ﺴﻨﺘﻨﺎول ﺸروط ﻗﺒول اﻝدﻋوى اﻝﻤﺘﻌﻠّﻘﺔ ﺒراﻓﻊ ّ
ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻹدارﻴﺔ .وﺒﺎﺴﺘﺒﻌﺎد اﻷﻫﻠﻴﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﺸرطﺎ ﻝﺼﺤﺔ
اﻹﺠراءات ﻓﻘط ﻴﺒﻘﻰ ﻤن اﻝﺸروط اﻝﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻝﻤﺘﻘﺎﻀﻲ ﻜل ﻤن اﻝﺼﻔﺔ واﻝﻤﺼﻠﺤﺔ.2
اﻝﺼﻔﺔ :
أّ -
اﻝﺤق ﻓﻲ اﻝﻤطﺎﻝﺒﺔ أﻤﺎم اﻝﻘﻀﺎء ،3واﻝدﻋوى اﻹدارﻴﺔ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ ﺸﺄﻨﻬﺎ ﺸﺄن
ّ اﻝﺼﻔﺔ ﻫﻲ
اﻝدﻋوى ﺤﺎﺌزﻴن ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻝﺼﻔﺔ ،ذﻝك
ﺠﻤﻴﻊ اﻝدﻋﺎوى اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ،ﻻ ﺘﻘﺒل ﻤﺎ ﻝم ﻴﻜن طرﻓﻲ ّ
اﻝﺤق أو اﻝﻤرﻜز اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ اﻝﻤﻌﺘدى ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ
ّ أن اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻻ ﺘﻤﻨﺢ إﻻّ ﻝﺼﺎﺤب
ّ
اﻝﺴﻠﺒﻲ وﻫو اﻝﻤﻌﺘدي.4
ﻤواﺠﻬﺔ اﻝطرف ّ
وﻗد ﺜﺎر اﻝﺨﻼف ﺤول اﻝﺼﻔﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل اﻝدﻋﺎوى اﻝﻌﺎدﻴﺔ ﻫل أن اﻝﺼﻔﺔ ﺘﻤﺜل ﺸرطﺎ
ﻤﺴﺘﻘﻼ ﻴﻠزم ﺘوﻓرﻩ ﻓﻲ اﻝدﻋوى أم ﻫﻲ ﻤﻨدﻤﺠﺔ ﻓﻲ ﺸرط اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ?
واﻨﺘﻘل ﻫذا اﻝﺨﻼف ،وﻝﻜن ﺒﺸﻜل أﻗل ﺤدة ﻓﻲ ﻤﺠﺎل اﻝدﻋﺎوى اﻹدارﻴﺔ ،إذ ذﻫب
ﺠﺎﻨب ﻤن ﻓﻘﻪ اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻌﺎم إﻝﻰ أن اﻝﺼﻔﺔ ﺸرط ﻤﺴﺘﻘل ﻋن ﺸرط اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ ،إﻻ أن ﻏﺎﻝﺒﻴﺔ
اﻝﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﻓرﻨﺴﺎ ﻴؤﻴدون ﻤﺎ ذﻫب إﻝﻴﻪ اﻝﻘﻀﺎء اﻹداري اﻝﻔرﻨﺴﻲ ﻤن اﻨدﻤﺎج اﻝﺼﻔﺔ ﻓﻲ ﺸرط
اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ ،إذ ﺘﺘوﻓر اﻝﺼﻔﺔ ﻜﻠﻤﺎ ﺘوﻓرت اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ ،وﻫذا ﻤﺎ ﻴﻨطﺒق ﻋﻠﻰ اﻝطﻠﺒﺎت اﻝﻤﺴﺘﻌﺠﻠﺔ
إذ ﺒﺘوﻓر اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ ﻝدى راﻓﻊ اﻝدﻋوى ﺘوﻓرت اﻝﺼﻔﺔ .5
1
-اﻝﻤﺎدة 64ﻤن ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻹدارﻴﺔ "ﺤﺎﻻت ﺒطﻼن اﻝﻌﻘود ﻏﻴر اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ واﻹﺠراءات ﻤن ﺤﻴث ﻤوﻀوﻋﻬﺎ
ﻤﺤددة ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل اﻝﺤﺼر ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺄﺘﻲ-1:اﻨﻌدام اﻷﻫﻠﻴﺔ ﻝﻠﺨﺼوم-2،اﻨﻌدام اﻷﻫﻠﻴﺔ أو اﻝﺘﻔوﻴض ﻝﻤﻤﺜل اﻝﺸﺨص اﻝطﺒﻴﻌﻲ أو
ّ
اﻝﻤﻌﻨوي"
2
ﻋﺒد اﻝﻘﺎدر ﻋدو ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص 44
3
ﻋﺒد اﻝرﺤﻤﺎن ﺒرﺒﺎرة ،ﺸرح ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻹدارﻴﺔ ،ط ،2ﻤﻨﺸورات ﺒﻐدادي ﻤزﻴدة ، 2009 ،ص 34
4
اﻝﻤرﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ص .35
5
ﻨﺴرﻴن ﺠﺎﺒر ﻫﺎدي ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص 106
11
ى ا دار ا ءا ھ ا طرا ا ول: ا
وﺘﺘوﻓر اﻝﺼﻔﺔ ﻜﻠﻤﺎ ﻜﺎﻨت ﻫﻨﺎك ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺸﺨﺼﻴﺔ ﻤﺒﺎﺸرة ﻝراﻓﻊ اﻝدﻋوى ،وان ﻫذﻩ
اﻝﻘﺎﻋدة ﻤؤﺴﺴﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎر طﺒﻴﻌﺔ ﻫذﻩ اﻝدﻋﺎوى ﺒﻜوﻨﻬﺎ دﻋﺎوى ﻋﺎﻤﺔ وﻤوﻀوﻋﻴﺔ
وﻴﺠب اﻝﺘّﻤﻴﻴز ﺒﻴن اﻝﺼﻔﺔ اﻝﺘّﻘﺎﻀﻲ واﻝﺼﻔﺔ ﻓﻲ اﻝدﻋوى،ﻓﻘد ﻴﺴﺘﺤﻴل ﻋﻠﻰ ﺼﺎﺤب اﻝﺼﻔﺔ ﻓﻲ
اﻝدﻋوى ﻤﺒﺎﺸرﺘﻬﺎ ﺸﺨﺼﻴﺎ ،ﺒﺴﺒب ﻋذر ﻤﺸروع وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﻴﺴﻤﺢ اﻝﻘﺎﻨون ﻝﺸﺨص آﺨر
ﺨﺎﺼﺔ ،وﻋﻠﻰ اﻝﻘﺎﻀﻲ اﻝﺘّﺄﻜد
ّ ﺒﺘﻤﺜﻴﻠﻪ ﻓﻲ اﻹﺠراءات،ﻜﺎن ﻴﺤﻀر ﺸﺨص آﺨر ﺒﻤوﺠب وﻜﺎﻝﺔ
ﺼﺤﺔ ﻫذا اﻝﺘﻤﺜﻴل .1
ﻤن ّ
اﻝدﻋوى إﻻّ إذا رﻓﻌت ﻤن ذي ﺼﻔﺔ ﻋﻠﻰ ذي
ﺘﺼﺢ ّ
ّ اﻝﻤدﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻼ
أﻤﺎ ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ اﻝﺼﻔﺔ ﻝدى ّ
ﻀد
ﺘﻌددوا ،إذ ﻴﺠب أن ﺘرﻓﻊ ّ
اﻝﻤدﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ وﻝو ّ
ﺼﻔﺔ ،ﻓﻜﻤﺎ ﻴﺸﺘرط ﺘوﻓّر ﻋﻨﺼر اﻝﺼﻔﺔ ﻝدى ّ
ﻀد ﻫﻴﺌﺔ ﻻ
اﻝدﻋوى ّ
ﻀد ﻤن ﺘﺠوز ﻤﻘﺎﻀﺎﺘﻬم ،ﻓﻼ ﺘﻘﺒل ّ
ﻤن ﻴﻜون ﻤﻌﻨﻴﺎ ﺒﺎﻝﺨﺼوﻤﺔ ،أو ّ
ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﻌﻨﺼر اﻝﺼﻔﺔ ﻝدى اﻝوﻜﻴل اﻝﻘﻀﺎﺌﻲ ﻝﻠﺨزﻴﻨﺔ ﻓﻬو ﻏﻴر
أﻤﺎ ّﺘﻤﻠك اﻝ ّﺸﺨﺼﻴﺔ اﻝﻤﻌﻨوﻴﺔّ ،
اﻝدوﻝﺔ أﻤﺎم اﻝﻘﻀﺎء اﻹداري وﻫذا ﻋﻤﻼ ﺒﺄﺤﻜﺎم اﻝﻘﺎﻨون رﻗم 198-63
ﻤؤﻫل ﻗﺎﻨوﻨﺎ ﻝﺘﻤﺜﻴل ّ
ّ
اﻝﻤؤرخ ﻓﻲ 1963-06-08
ّ
ﻴﺨص اﻨﻌدام اﻝﺼﻔﺔ ،اﻝﻘﺎﻀﻲ ﻴﺜﻴرﻫﺎ ﻤن ﺘﻠﻘﺎء ﻨﻔﺴﻪ
ّ اﻝﺴﻴﺎق ّاﻨﻪ ﻓﻴﻤﺎ
وﺘﺠدر اﻹﺸﺎرة ﻓﻲ ﻫذا ّ
اﻝﻤدﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ.2
اﻝﻤدﻋﻲ أو ﻓﻲ ّ
ﻓﻲ ّ
ب -اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ:
ﻤﺎدﻴﺔ أو أدﺒﻴﺔ،
أي دﻋوى ﻤﺎ ﻝم ﻴﻜن ﻝﺼﺎﺤﺒﻬﺎ ﻤﻨﻔﻌﺔ أو ﻓﺎﺌدة ،ﺴواء ّ
ﻻ ﻴﻤﻜن ﻗﺒول ّ
اﻝﻤﺎدة ﻤن 13
ّ أو ﻜﺒﻴرة ،3وﻫذﻩ اﻝﻤﻨﻔﻌﺔ ﻫﻲ ﻤﺎ ﻴﻌرف ﺒﺎﻝﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻤﻨﺼوص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ
ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻹدارﻴﺔ ،واﻝّﺘﻲ ﻴﺠب أن ﺘﻜون ﻗﺎﺌﻤﺔ أو ﻤﺤﺘﻤﻠﺔ و ﻗﺎﻨوﻨﻴﺔ .ﻫذﻩ
اﻝﻤﺎدة 459ﻤن ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ.
اﻝ ّﺸروط ﻝم ﺘﻜن ﻤﻨﺼوﺼﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ّ
1
ﻨﺴرﻴن ﺠﺎﺒر ﻫﺎدي ،ﻨﻔس اﻝﻤرﺠﻊ ،ص151-150
2
ﻨﺼت اﻝﻤﺎدة 13ف 2ق إ م إ ﻋﻠﻰ " ﻴﺜﻴر اﻝﻘﺎﻀﻲ ﺘﻠﻘﺎﺌﻴﺎ اﻨﻌدام اﻝﺼﻔﺔ ﻓﻲ اﻝﻤدﻋﻲ أو ﻓﻲ اﻝﻤدﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ "
3
ﻋﻤر زودة ،اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻹدارﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻀوء آراء اﻝﻔﻘﻬﺎء وأﺤﻜﺎم اﻝﻘﻀﺎء ،ط ،1دار ﻫوﻤﺔ ﻝﻠطﺒﺎﻋﺔ واﻝﻨﺸر
واﻝﺘوزﻴﻊ ،2021 ،ص50
12
ى ا دار ا ءا ھ ا طرا ا ول: ا
1
ﻋﺒد اﻝرﺤﻤﺎن ﺒرﺒﺎرة ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ,ص 38
2
ﻷي ﺸﺨص اﻝﺘﻘﺎﻀﻲ ,ﻤﺎﻝم ﺘﻜن ﻝﻪ ﺼﻔﺔ وﻤﺼﻠﺤﺔ ﻴﺤﻤﻴﻬﺎ ﻗﺎﺌﻤﺔ أو ﻤﺤﺘﻤﻠﺔ ﻴﻘرﻫﺎ اﻝﻘﺎﻨون"
اﻝﻤﺎدة 13ﻨﺼت "ﻻ ﻴﺠوز ّ
3
ﻋﻤر زودﻩ ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ,ص .51
13
ى ا دار ا ءا ھ ا طرا ا ول: ا
-01اﻝﻌرﻴﻀﺔ اﻝﻤﻜﺘوﺒﺔ.
اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻓﻲ ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻹدارﻴﺔ ﻻ ﺴﻴﻤﺎ اﻝﻤواد
ّ ﻨص
ﻝﻘد ّ
اﻝدﻋوى أﻤﺎم اﻝﻤﺤﺎﻜم اﻹدارﻴﺔ ﺒﻤوﺠب ﻋرﻴﻀﺔ ﻤﻜﺘوﺒﺔ
ﻴﺘم رﻓﻊ ّ
925،816ﻤﻨﻪ ﻋﻠﻰ ّأﻨﻪ ّ
،ﺘﺘﻀﻤن اﻝﺒﻴﺎﻨﺎت اﻵﺘﻴﺔ:
ّ ﻤوﻗّﻌﺔ ،وﻤؤّرﺨﺔ
اﻝدﻋوى .
اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ اﻝّﺘﻲ ﺘرﻓﻊ أﻤﺎﻤﻬﺎ ّ
ّ • اﻝﺠﻬﺔ اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ
اﻝﻤدﻋﻲ وﻤوطﻨﻪ.
• إﺴم وﻝﻘب ّ
اﻝﻤدﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ وﻤوطﻨﻪ،ﻓﺈن ﻝم ﻴﻜن ﻝﻪ ﻤوطن ﻤﻌﻠوم ﻓﺎﺨر ﻤوطن ﻝﻪ.
• اﺴم وﻝﻘب ّ
وﻤﻘرﻩ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ،وﺼﻔﺔ ﻤﻤﺜّﻠﻪ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ أو
• اﻹﺸﺎرة إﻝﻰ ﺘﺴﻤﻴﺔ وطﺒﻴﻌﺔ اﻝ ّﺸﺨص اﻝﻤﻌﻨوي ّ
اﻹﺘّﻔﺎﻗﻲ.
اﻝﻤﺒررة
ّ وﻨﺼت اﻝﻤﺎدة 925ﻤن ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻹدارﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻋرض اﻷوﺠﻪ
ّ •
ﻝﻼﺴﺘﻌﺠﺎل.
ﻝﻠدﻋوى ،وﺘﻌﺘﺒر ﻨﺴﺨﺔ ﻤن ﻋرﻴﻀﺔ
اﻝﻤؤﻴدة ّ
ّ • اﻹﺸﺎرة ﻋﻨد اﻹﻗﺘﻀﺎء إﻝﻰ اﻝﻤﺴﺘﻨدات واﻝوﺜﺎﺌق
اﻹﻝﻐﺎء ﻤﺴﺘﻨدا ﻀرورﻴﺎ ﻴﺠب إرﻓﺎﻗﻪ ﻤﻊ ﻋرﻴﻀﺔ وﻗف اﻝﺘﻨﻔﻴذ وذﻝك ﺘﺤت طﺎﺌﻠﺔ ﻋدم اﻝﻘﺒول ،
1
طﺒﻘﺎ ﻝﻤﺎ ﻨﺼت ﻋﻠﻴﻪ اﻝﻤﺎدة 926ﻤن ق.إ.م.إ
ﻴﺨص
ّ أﻤﺎ ﻓﻴﻤﺎ
اﻝﻤﺸرع ﻋﻠﻰ ﺘﺨﻠّف ﺸرط اﻝﻌرﻴﻀﺔ اﻝﻤﻜﺘوﺒﺔ ،ﻋدم ﻗﺒول اﻝدﻋوىّ ،
ّ وﻗد رﺘّب
ﻓﺈن اﻝﻤدﻋﻲ ﻴﻤﻜﻨﻪ إﻴداع ﻤذ ّﻜرة إﻀﺎﻓﻴﺔ ﺨﻼل أﺠل رﻓﻊ اﻝدﻋوى.
ﺘﺨﻠّف أﺤد اﻝﺒﻴﺎﻨﺎت ّ
-02اﻝﻤﺤﺎﻤﻲ
أن ﺘﻤﺜﻴل اﻝﺨﺼوم
ﻨﺼت اﻝﻤﺎدة 826ﻤن ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻹدارﻴﺔ ﻋﻠﻰ ّ
ّ
ﺒﻤﺤﺎم وﺠوﺒﻲ أﻤﺎم اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﻴﺔ ﺘﺤت طﺎﺌﻠﺔ ﻋدم اﻝﻘﺒول وﻫذا ﻤﺎ أ ّﻜدﺘﻪ اﻝﻤﺎدة 815ﻤن
ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻹدارﻴﺔ.
1
ﻏﻨﻲ أﻤﻴﻨﺔ ،ﻗﻀﺎء اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل ﻓﻲ اﻝﻤواد اﻹدارﻴﺔ ،دار ﻫوﻤﺔ ﻝﻠطﺒﺎﻋﺔ واﻝﻨﺸر واﻝﺘوزﻴﻊ ،اﻝﺠزاﺌر ،ص73
14
ى ا دار ا ءا ھ ا طرا ا ول: ا
اﻝﻤؤﺴﺴﺎت
ّ اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻗد أورد إﺴﺘﺜﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻝﻘﺎﻋدة ،ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠّق ﺒﺎﻝدوﻝﺔ أو
ّ أن
ﻏﻴر ّ
اﻝﻌﻤوﻤﻴﺔ ذات اﻝطﺎﺒﻊ اﻹداري ،ﺴواء ﻜﺎﻨت ﻤدﻋﻴﺔ أو ﻤدﻋﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وﻫذا ﻤﺎ أ ّﻜدﺘﻪ اﻝﻤواد
أن ﻫذﻩ اﻷﺸﺨﺎص
ﻨﺼت ﻋﻠﻰ ّ
828-827ﻤن ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻹدارﻴﺔ اﻝﺘﻲ ّ
ﺘﻤﺜل ﻤن ﻗﺒل اﻝﻤﻤﺜل اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ ﻝﻬﺎ.
اﻝرﺴم اﻝﻘﻀﺎﺌﻲ
ّ -03
أن اﻝﻤدﻋﻲ ﻤطﺎﻝب ﺒدﻓﻊ ﺒﻌض
اﻝﺤق اﻝّذي ﻴﻌود ﻝﻠﺨزﻴﻨﺔ اﻝﻌﻤوﻤﻴﺔ ،رﻏم ّ
ّ اﻝرﺴم ﻫو
ﺤق اﻝﺘﻘﺎﻀﻲ ,ﻓﺎﻝّذي ﻴدﻓﻊ
ﺒﺄي ﺤﺎل ﻤﻊ ّ
ﻓﺈن ذﻝك ﻻ ﻴﺘﻌﺎرض ّ
اﻝﺴﻴر ﻓﻲ دﻋواﻩّ ،
اﻝﻤﺎل ﻗﺒل ّ
اﻝدوﻝﺔ ﻷﺠل ﻀﻤﺎن
ﻜرﺴم ﻫو ﻋﺒﺎرة ﻋن ﻤﺴﺎﻫﻤﺔ وﻝﻴس ﺜﻤﻨﺎ ﻨظﻴر ﺨدﻤﺔ ﻋﻤوﻤﻴﺔ ،ﻓﻤﺎ ﺘدﻓﻌﻪ ّ
1
ﺘﺘﺤﺼل ﻋﻠﻴﻪ اﻝﺨزﻴﻨﺔ ،وﻗد ّ
ﻨﺼت اﻝﻤﺎدة 821ﻗﺎﻨون ّ ﺴﻴر ﻤرﻓق اﻝﻘﻀﺎء ﻴﻔوق ﺒﻜﺜﻴر ﻤﺎ
أن اﻝﻌرﻴﻀﺔ ﺘودع ﺒﺄﻤﺎﻨﺔ ﻀﺒط اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﻴﺔ ﻤﻘﺎﺒل
اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻹدارﻴﺔ ﻋﻠﻰ ّ
ﻨﺼت ﻋﻠﻰ ّأﻨﻪ
أن اﻝﻤﺎدة 17ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻹدارﻴﺔ ﻗد ّ
دﻓﻊ اﻝرﺴم اﻝﻘﻀﺎﺌﻲ .ﻜﻤﺎ ّ
ﻴﺘم اﻹﻋﻔﺎء ﻤن اﻝرﺴم اﻝﻘﻀﺎﺌﻲ إﻻّ ﺒﻌد أﻤر ﻤن
ﺘﻘﻴد اﻝﻌرﻴﻀﺔ إﻻّ ﺒﻌد دﻓﻊ اﻝرﺴم ،وﻻ ّ
ﻻ ّ
رﺌﻴس اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﻴﺔ ﺒﺎﻹﻋﻔﺎء ﻤن دﻓﻌﻪ وﻫذا ﻤﺎ ﺠﺎءت ﺒﻪ اﻝﻤﺎدة 825ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات
اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻹدارﻴﺔ .
-04اﻝﺘﺒﻠﻴـــﻎ
اﻝﺘﺒﻠﻴﻎ وﻫو ﻴﻌﻨﻲ ﺘﻜﻠﻴف اﻝﻤدﻋﻲ ﻝﻠﻤدﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ،ﺒﺎﻝﺤﻀور أﻤﺎم اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ اﻝﻤواﻋﻴد
ﻴﺘﻀﻤن اﻝﺒﻴﺎﻨﺎت
ّ ﻀدﻩ ،وﻝﻜﻲ ﻴﻜون اﻝﺘﺒﻠﻴﻎ ﻗﺎﻨوﻨﻴﺎ وﺠب أن
اﻝﻤﺤددة ٕواﻋﻼﻤﻪ ﺒوﺠود دﻋوى ّ
ّ
ﻨﺼت ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻝﻤﺎدة 18ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻹدارﻴﺔ وﻫﻲ :
اﻝﻤﺤددة ﻗﺎﻨوﻨﺎ واﻝﺘﻲ ّ
ّ
اﻝرﺴﻤﻲ
• اﺴم وﻝﻘب اﻝﻤﺤﻀر اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ وﻋﻨواﻨﻪ اﻝﻤﻬﻨﻲ وﺨﺘﻤﻪ ،ﺘوﻗﻴﻌﻪ وﺘﺎرﻴﺦ اﻝﺘّﺒﻠﻴﻎ ّ
وﺴﺎﻋﺘﻪ.
• اﺴم وﻝﻘب اﻝﻤدﻋﻲ وﻤوطﻨﻪ.
1
ﻋﺒد اﻝرﺤﻤﺎن ﺒرﺒﺎرة ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ,ص40
15
ى ا دار ا ءا ھ ا طرا ا ول: ا
16
ى ا دار ا ءا ھ ا طرا ا ول: ا
اﻝﻤﺸرع
ّ ﺴﻨﺘطرق ﻝﻬﺎ ﻻﺤﻘﺎ .ﺒذا ﻴﻜون
ّ اﻹدارة ،ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﻴﺘّﺨذ اﻝﻘﺎﻀﻲ إﺠراءات ﺨﺎﺼﺔ
ﻗد ﺤﺴم اﻝﺨﻼف اﻝذي ﻜﺎن ﺴﺎﺌدا ﺤول ﺘﻔﺴﻴر اﻝﻤﺎدة 169ﻤن ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ
اﻝﻘدﻴم .1
ب :2ﺸرط اﻝدﻋوى اﻝﻤوازﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻤوﻀوع
اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻓﻲ ﺒﻌض اﻷﺤﻴﺎن ﻨﺸر دﻋوى ﻓﻲ اﻝﻤوﻀوع ،ﺒﺎﻝﻤوازاة ﻤﻊ
ّ أوﺠب
اﻝدﻋوى اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﻫو اﻝﺤﺎل ﻓﻲ دﻋوى وﻗف ﺘﻨﻔﻴذ ﻗرار إداري ،أو ﺒﻌض آﺜﺎرﻩ ،وﻜذا
ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨص اﻝﺘﺴﺒﻴق اﻝﻤﺎﻝﻲ إذ اﺸﺘرطت اﻝﻤﺎدة 942ﻤن ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻹدارﻴﺔ
وﺠود دﻋوى ﻓﻲ ﻤوازﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻤوﻀوع ﻝﻜﻲ ﻴﻔﺼل ﻗﺎﻀﻲ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ﻓﻲ طﻠﺒﺎت ﻤﻨﺢ
ﻨص اﻝﻤﺎدة 926ﻤن ﻨﻔس اﻝﻘﺎﻨون،ﻋﻨدﻤﺎ ﻨﺼت
اﻝﺘﺴﺒﻴق ،ﺘﺤت طﺎﺌﻠﺔ ﻋدم اﻝﻘﺒول ﺤﺴب ّ
ﻋﻠﻰ وﺠوب إرﻓﺎق اﻝﻌرﻴﻀﺔ ﺒﻨﺴﺨﺔ ﻤن ﻋرﻴﻀﺔ دﻋوى ﻓﻲ اﻝﻤوﻀوع.
اﻝﻤﺘﻀﻤﻨﺔ طﻠب وﻗف ﺘﻨﻔﻴذ
ّ اﻝﻤﺸرع أن ﺘﻜون دﻋوى اﻝﻤوﻀوع ﺴﺎﺒﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻝدﻋوى
ّ وﻝم ﻴﺸﺘرط
ﺘم ﻗﻴد اﻝدﻋوﻴﺎن ﻓﻲ ﻨﻔس اﻝوﻗت.2
اﻝﻘرار اﻹداريٕ ،واّﻨﻤﺎ ﻴﻜﻔﻲ إﺜﺒﺎت وﺠودﻫﺎ ،وﻝو ّ
اﻝﻤﺸرع اﻝﻔرﻨﺴﻲ،اﻝذي ﻴﺸﺘرط ﻝﻘﺒول اﻝدﻋوى
ّ اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻗد ﺴﺎﻴر
ّ وﺒﻬذا ﻴﻜون
اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ اﻝﻤﺘﻌﻠّﻘﺔ ﺒوﻗف اﻝﺘﻨﻔﻴذ أن ﻴﺼﺤب اﻝطّﻠب ﺒﻤﺎ ﻴﺜﺒت وﺠود دﻋوى ﻓﻲ اﻝﻤوﻀوع.3
،ﻓﺈﻨﻨﺎ ﻨﻼﺤظ ّأﻨﻬﺎ
• ﺒﻌد أن اﺴﺘﻌرﻀﻨﺎ اﻝﺸروط اﻝ ّﺸﻜﻠﻴﺔ ﻝﻘﺒول اﻝدﻋوى اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ اﻹدارﻴﺔ ّ
ﻋﺎﻤﻴن وﻫﻤﺎ
ﺤددﻫﺎ ﺒﺸرطﻴن ّ
ﺘﺨﺘﻠف ﻋن ﺘﻠك اﻝﻤﻨﺼوص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻔرﻨﺴﻲ،اﻝذي ّ
1
اﻝﻤﺎدة 169ﻤن ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ اﻝﻘدﻴم "ﺘرﻓﻊ اﻝدﻋوى أﻤﺎم اﻝﻤﺠﻠس اﻝﻘﻀﺎﺌﻲ ﺒﻌرﻴﻀﺔ ﻤﻜﺘوﺒﺔ وﻤوﻗﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤن
ﻤﻘﻴد ﻓﻲ اﻝﺘﻨظﻴم اﻝوطﻨﻲ ﻝﻠﻤﺤﺎﻤﻴن ,وﺘودع ﻗﻠم ﻜﺘﺎب اﻝﻤﺠﻠس,وﺘﺴري ﻋﻠﻰ اﻝﻌرﻴﻀﺔ اﻝﻤﻨﺼوص ﻋﻠﻴﻬﺎ
اﻝﺨﺼم أو ﻤن ﻤﺤﺎم ّ
ﻓﻲ اﻝﻤواد 12و 13و 14و 111ﻤن ﻫذا اﻝﻘﺎﻨون "
2
ﻋﺒد اﻝرﺤﻤﺎن ﺒرﺒﺎرة ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ,ص .439
3
اﻝﻤﺎدة 926ﻤن ق إ م إ "ﻴﺠب أن ﺘرﻓق اﻝﻌرﻴﻀﺔ اﻝراﻤﻴﺔ إﻝﻰ وﻗف ﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻘرار اﻹداري أو ﺒﻌض آﺜﺎرﻩ ,ﺘﺤث طﺎﺌﻠﺔ ﻋدم
اﻝﻘﺒول,ﺒﻨﺴﺨﺔ ﻤن ﻋرﻴﻀﺔ دﻋوى اﻝﻤوﻀوع"
17
ى ا دار ا ءا ھ ا طرا ا ول: ا
ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ
:أن ﻴﻜون ﻻ اﻝطّﻠب ﺒدون ﻤوﻀوع وﻗت ﺘﻘدﻴﻤﻪ وﺸرط اﻝطّﺎﺒﻊ ،وأﻀﺎف ﺸرطﻴن ّ
ﻝدﻋﺎوى وﻗف اﻝﺘﻨﻔﻴذ ﻴﺘﻤﺜﻼن ﻓﻲ وﺠود دﻋوى ﻓﻲ اﻝﻤوﻀوع وأن ﻴﻜون اﻝطﻠب ﻤﺘﻌﻠّﻘﺎ ﺒﻘرار .1
ﺴﻨﺘطرق
ّ ﺒﻬذا ﻨﻜون ﻗد اﻨﻬﻴﻨﺎ اﻝ ّﺸروط اﻝ ّﺸﻜﻠﻴﺔ ﻝﻘﺒول اﻝدﻋوى اﻹدارﻴﺔ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ ،وﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ
اﻝﺸروط اﻝﻤوﻀوﻋﻴﺔ ﻝﻘﺒوﻝﻬﺎ.
ﺜﺎﻝﺜﺎ:اﻝﺸروط اﻝﻤوﻀوﻋﻴﺔ
1
René Chapus, droit du contentieux administratif , montechrestien ,13 eme edition, p 1563
2
ﻤﺤﻤد ﺤﺎﻤد ﻓﻬﻤﻲ ,ﻤذﻜرات ﻓﻲ اﻝﻤراﻓﻌﺎت اﻝﻤدﻨﻴﺔ
ﺒﺸﻴر ﺒﻠﻌﻴد ،اﻝﻘﻀﺎء اﻝﻤﺴﺘﻌﺠل ﻓﻲ اﻷﻤور اﻹدارﻴﺔ ﻨﻘﻼ ﻋن ّ
واﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ 1949-1948اﻝﺠزء اﻷول ،ص90
18
ى ا دار ا ءا ھ ا طرا ا ول: ا
1
René Chapus, Op Cit , p 1490ـ
2
René Chapus , OP Cit , P 1497
3
ﻤﺠﻠس اﻝدوﻝﺔ اﻝﻔرﻨﺴﻲ ،ﻗرار ﺼﺎدر ﺒﺘﺎرﻴﺦ 1983-07-29ﻨﻘﻼ ﻋن ﻜﺘﺎب روﻨﻲ ﺸﺎﺒو ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق.
19
ى ا دار ا ءا ھ ا طرا ا ول: ا
1
René Chapus, Op Cit, p1533
20
ى ا دار ا ءا ھ ا طرا ا ول: ا
1
ﻋﺒد اﻝﻘﺎدر ﻋدو ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص28
2
ﻨﻔس اﻝﻤرﺠﻊ ،ص28
21
ى ا دار ا ءا ھ ا طرا ا ول: ا
1
ﺘم ﻨﻘﻠﻬﺎ ﺤرﻓﻴﺎ ﻋن اﻝﻤﺎدة 312ﻤن ﻗﺎﻨون 597/2000
ّ
22
ى ا دار ا ءا ھ ا طرا ا ول: ا
اﻝﻤﺠﻠس ،واﻝﺘﻲ ﻴﻜون ﻤن ﺸﺄﻨﻬﺎ أن ﺘؤدي إﻝﻰ ﻨزاع ﻴطرح أﻤﺎم أﺤد اﻝﻤﺠﺎﻝس اﻝﻔﺎﺼﻠﺔ ﻓﻲ
اﻝﻤﺎدة اﻹدارﻴﺔ".
ﻓﻤﺎ دام اﻷﻤر ﻴﺘﻌﻠق ﺒﻤﻌﺎﻴﻨﺔ ﻤﺎدﻴﺔ ﻝوﻗﺎﺌﻊ ﻤﺎ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻤن اﻝﻤﻨطﻘﻲ أن ﻴﺄﻤر ﺒذﻝك اﻝﻘﺎﻀﻲ
اﻻﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ اﻹداري اﻷﻗرب ﻤن ﺘﻠك اﻝوﻗﺎﺌﻊ ،وﻫذا ﺤرﺼﺎ ﻋﻠﻰ اﻝﺴرﻋﺔ ،وﺘﻔﺎدﻴﺎ ﻻﻨدﺜﺎر اﻝﻌﺎﻝم
أو اﻷﻤﺎرات اﻝﻤطﻠوب ﻤﻌﺎﻴﻨﺘﻬﺎ ورﺒﺤﺎ ﻝﻠوﻗت ،ﺤﺘﻰ ﻝو ﻜﺎن اﻻﺨﺘﺼﺎص ﻓﻲ اﻝﻨزاع اﻝذي
ﻴﻤﻜن أن ﺘؤدي إﻝﻴﻪ ﺘﻠك اﻝوﻗﺎﺌﻊ ﻋﺎﺌد ﻝﻤﺤﻜﻤﺔ إدارﻴﺔ ﻏﻴر ﺘﻠك اﻝﺘﻲ أﻤرت ﺒﺎﻝﻤﻌﺎﻴﻨﺔ ،ﺒل
وﺤﺘﻰ ﻝو ﻜﺎن ﻋﺎﺌدا ﻝﻤﺠﻠس اﻝدوﻝﺔ ،وﻫذا ﻝﻌﻤوﻤﻴﺔ اﻝﻨص اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ أﻋﻼﻩ . 1
ب -طﺒﻴﻌﺔ اﻹﺨﺘﺼﺎص.
أن
اﻋﺘﺒر اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﺒﻤوﺠب اﻝﻤﺎدة 807ﻤن ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻹدارﻴﺔ ّ
اﻻﺨﺘﺼﺎص اﻝﻨوﻋﻲ واﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻝﻠﻤﺤﺎﻜم اﻹدارﻴﺔ ﻤن اﻝﻨظﺎم اﻝﻌﺎم وﻫو ﻤﺎ ﻴﻨﺘﺞ ﻋﻨﻪ إﻤﻜﺎﻨﻴﺔ
أي ﻤرﺤﻠﺔ ﻜﺎﻨت ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻝدﻋوى.
إﺜﺎرﺘﻪ ﺘﻠﻘﺎﺌﻴﺎ ﻤن ﻗﺒل اﻝﻘﺎﻀﻲ ،وﻴﺠوز ﻝﻸطراف إﺜﺎرﺘﻪ ﻓﻲ ّ
وﻴﺘوﺠب ﻋﻠﻰ اﻝﻘﺎﻀﻲ اﻹداري ،ﺴواء ﻜﺎن ﻗﺎﻀﻲ ﻤوﻀوع أو ﻗﺎﻀﻲ اﺴﺘﻌﺠﺎل ،أن ﻻ ﻴﻔﺼل
ﻓﻲ اﻝدﻋوى اﻝﻤﻌروﻀﺔ ﻋﻠﻴﻪ إﻻ ﺒﻌد أن ﻴﻨظر ﻓﻲ ﻤﺴﺄﻝﺔ اﺨﺘﺼﺎﺼﻪ اﻝوظﻴﻔﻲ أوﻻ واﻝﻨوﻋﻲ
ﺜﺎﻨﻴﺎ واﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺜﺎﻝﺜﺎ ﺒﺎﻝﻨظر إﻝﻰ ﻤوﻀوع اﻝﻨزاع ،وﻫذا ﺤﺘﻰ وﻝو ﻝم ﻴﻜن ﺜﻤﺔ دﻓﻊ ﺒﻌدم
1
ﻝﺤﺴﻴن ﺒن ﺸﻴﺦ آث ﻤﻠوﻴﺎ ،اﻝﻤﻨﺘﻘﻰ ﻓﻲ ﻗﻀﺎء اﻻﺴﺘﻌﺠﺎل اﻹداري :دراﺴﺔ ﻗﺎﻨوﻨﻴﺔ ،ﻓﻘﻬﻴﺔ وﻗﻀﺎﺌﻴﺔ ﻤﻘﺎرﻨﺔ ،اﻝﻤرﺠﻊ
اﻝﺴﺎﺒق ،ص120
23
ى ا دار ا ءا ھ ا طرا ا ول: ا
اﻻﺨﺘﺼﺎص ﻤن ﺠﺎﻨب اﻝﻤدﻋﻲ ﻋﻠﻴﻪ ،وﻤﺘﻰ ﺘﺤﻘق ﻤن أن اﻝدﻋوى اﺴﺘﻜﻤﻠت ﺸروط ﻗﺒوﻝﻬﺎ
)ﻜﺸرط اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ( اﻨﺘﻘل إﻝﻰ اﻝﻔﺼل ﻓﻲ ﻤوﻀوع اﻝﻨزاع ،إﻤﺎ ﺒﻘﺒول طﻠﺒﺎت اﻝﻤﺘﻘﺎﻀﻲ أو
ﺒرﻓﻀﻬﺎ .1
1
ﻋﺒد اﻝﻘﺎدر ﻋدو ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص22
2
ﻋﻤر زودﻩ ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ,ص 315
3
ﻋﺒد اﻝرﺤﻤﺎن ﺒرﺒﺎرة ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ,ص .426
24
ى ا دار ا ءا ھ ا طرا ا ول: ا
1
ﻋﺒد اﻝرﺤﻤﺎن ﺒرﺒﺎرة ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ,ص.470
25
ى ا دار ا ءا ھ ا طرا ا ول: ا
1
أن" ﻴﻔﺼل ﻓﻲ ﻤﺎدة اﻻﺴﺘﻌﺠﺎل ﺒﺎﻝﺘﺸﻜﻴﻠﺔ اﻝﺠﻤﺎﻋﻴﺔ اﻝﻤﻨوط ﺒﻬﺎ اﻝﺒث ﻓﻲ دﻋوى اﻝﻤوﻀوع"
ﻨﺼت اﻝﻤﺎدة 917ﻋﻠﻰ ّ
26
ى ا دار ا ءا ھ ا طرا ا ول: ا
ﻴﺘﻤﺘّﻊ ﺒﺨﺒرة واﺴﻌﺔ وﺒﻨﻔس اﻝﺴﻠطﺎت اﻝﺘﻲ ﺘﺘﻤﺘّﻊ ﺒﻬﺎ ﻫﻴﺌﺎت اﻝﻘﻀﺎء اﻝﺠﻤﺎﻋﻲ .وﻫﻨﺎك ﻤن رأى
أن اﻝﻘﺎﻀﻲ اﻝﻔرد ﻴﺘﻤﺘّﻊ ﺒﺈﺴﺘﻘﻼﻝﻴﺔ أﻜﺜر ﻴﻜون أﻜﺜر ﻓﻌﺎﻝﻴﺔ .1
ّ
ب -اﻝﻌﻠﻨﻴﺔ.
ﻨص ﻋﻠﻴﻪ
ﻴﺠب أن ﻴﻨطق ﺒﺎﻷﻤر اﻹداري اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ ﻓﻲ ﺠﻠﺴﺔ ﻋﻠﻨﻴﺔ ،وﻨﻔس اﻝﺸرط ّ
اﻝﻤﺸرع اﻝﻔرﻨﺴﻲ ﻓﻲ اﻝﻤﺎدة 522ف 2ﻤن ﻗﺎﻨون 597/2000اﻝﺘﻲ أوﺠﺒت ﺘﻜﻠﻴف اﻷطراف
ّ
ﺤق اﻝﻤراﻓﻌﺎت ،وﻴرﺠﻊ
ﺒﺎﻝﺤﻀور إﻝﻰ اﻝﺠﻠﺴﺔ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻜون ﻋﻠﻨﻴﺔ ،ﻤﻊ ﻀﻤﺎن ّ
اﻷﻤر ﻝﻠﻘﺎﻀﻲ ﻓﻲ ﺘﻘدﻴر ﻤدى إﺠراء ﻤراﻓﻌﺎت ﺸﻔوﻴﺔ أو ﻜﺘﺎﺒﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﺘﺴﻤﺢ اﻝﻌﻠﻨﻴﺔ ﻝﻸطراف
2
اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري
ّ ﺒﻪ أﺨذ ﻤﺎ وﻫو ﻗدﻤوﻩ ﻓﻲ ﻤذ ّﻜراﺘﻬم اﻝﻜﺘﺎﺒﻴﺔ
ﻤن إﺒداء ﻤﻼﺤظﺎﺘﻬم ﺤول ﻤﺎ ّ
ﻓﻲ اﻝﻤﺎدة 923ﻤن ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻹدارﻴﺔ ،وﻴرﺠﻊ ﺴﺒب ﻫذا اﻝﺸرط ﻫو ﻀﻤﺎن
ﺤﻘوق اﻝﻤﺘﻘﺎﻀﻴن وﺘﻤﻜﻴﻨﻬم ﻤن إﺒداء ﺠﻤﻴﻊ أوﺠﻪ دﻓﺎﻋﻬم ،وﺘﻤﻜﻴن اﻝﻘﺎﻀﻲ اﻝﻨﺎظر ﻓﻲ
ﻴﻘدﻤﻪ اﻷطراف ﻓﻲ
اﻝدﻋوى ﻤن ﺘﺄﺴﻴس أﻤرﻩ ﺘﺄﺴﻴﺴﺎ ﺴﻠﻴﻤﺎ ﻤطﺎﺒق ﻝﻠواﻗﻊ ،ﺒﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ّ
أن ﻫذا اﻝ ّﺸرط ﻻ ﻴﻤﻨﻊ ﻗﺎﻀﻲ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ﻤن
ﻹدﻋﺎءاﺘﻬم .ﻏﻴر ّ
اﻝﺠﻠﺴﺔ ﺘدﻋﻴﻤﺎ ّ
ﻗدر ﺤﺴب اﻝوﻗﺎﺌﻊ اﻝﻤﻌروﻀﺔ أﻤﺎﻤﻪ ﻀرورة ذﻝك ،ﻓﻤﺎ ﻋدا
اﻝﻘﻀﺎء دون ﺠﻠﺴﺔ ﻋﻠﻨﻴﺔ إذا ﻤﺎ ّ
اﻷﻤر ﺒرﻓض اﻝطﻠب دون ﺘﺤﻘﻴق ﺘطﺒﻴﻘﺎ ﻹﺠراءات اﻝﻔرز أﻋﻼﻩ ﻓﺈن اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ ﻤﺠﺒرة ﻋﻠﻰ ﻋﻘد
ﺠﻠﺴﺔ ﻋﻠﻨﻴﺔ وﻫﻲ ﺠﻠﺴﺔ اﻝﻤراﻓﻌﺔ واﻝﺘﻲ ﻴﺠرى ﻓﻴﻬﺎ اﻝﺘﺤﻘﻴق دون ﺤﻀور ﻤﺤﺎﻓظ
اﻝدوﻝﺔ .3
ج -ﺘﺴﺒﻴب اﻷواﻤر اﻹدارﻴﺔ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ
ﺘﺘﻀﻤن اﻝﻤﻨطوق
ّ ﻤﺴﺒﺒﺔ،
اﻷواﻤر اﻹدارﻴﺔ ﺸﺄﻨﻬﺎ ﺸﺄن ﺠﻤﻴﻊ اﻷﺤﻜﺎم ،ﻴﺠب أن ﺘﻜون ّ
اﻝذي ﻴﺸﺘﻤل ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻗﻀﻰ ﺒﻪ ﻗﺎﻀﻲ اﻷﻤور اﻹدارﻴﺔ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ ﻓﻲ اﻝطﻠﺒﺎت اﻝﻤطروﺤﺔ
1
Roger Perrot, Le juge unique en droit français, rapport présenté à la 5eme rencontre
juridique Franco-soviétique , 1977, p666.
2
Paul Cassia, les référés administratifs d'urgence, LGDJ, 2003, p 70
3
ﻝﺤﺴﻴن ﺒن ﺸﻴﺦ آث ﻤﻠوﻴﺎ ،رﺴﺎﻝﺔ ﻓﻲ اﻻﺴﺘﻌﺠﺎﻻت اﻹدارﻴﺔ ،اﻝﺠزء اﻝﺜﺎﻨﻲ ،دار ﻫوﻤﺔ ﻝﻠطﺒﺎﻋﺔ واﻝﻨﺸر واﻝﺘوزﻴﻊ ،اﻝﺠزاﺌر،
،2016ص115
27
ى ا دار ا ءا ھ ا طرا ا ول: ا
1
ﻤﺤﻤد إﺒراﻫﻴﻤﻲ ،اﻝﻘﻀﺎء اﻝﻤﺴﺘﻌﺠل ،اﻝطﺒﻌﺔ اﻝﺜﺎﻨﻴﺔ ،اﻝﺠزء اﻷول ,دﻴوان اﻝﻤطﺒوﻋﺎت اﻝﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ,2007 ،ص .188
ّ
2ﻋﺒد اﻝرﺤﻤﺎن ﺒرﺒﺎرة ،ﻨﻔس اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ,ص .471
28
ى ا دار ا ءا ھ ا طرا ا ول: ا
1
ﻤﺴﻌود ﺸﻴﻬوب ،اﻝﻤﺒﺎدئ اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻝﻠﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻹدارﻴﺔ ﻨظرﻴﺔ اﻹﺨﺘﺼﺎص ،اﻝﺠزء اﻝﺜﺎﻨﻲ ،دﻴوان اﻝﻤطﺒوﻋﺎت اﻝﺠﺎﻤﻌﻴﺔ
,2009،ص .12
2
ﻨﻔس اﻝﻤرﺠﻊ ،ص .12
3
ﻋﺒد اﻝرﺤﻤﺎن ﺒرﺒﺎرة ،ﻨﻔس اﻝﻤرﺠﻊ ،ص .471
4
ﻗرار ﻤﺠﻠس اﻝدوﻝﺔ ﺒﺘﺎرﻴﺦ 2000/ 03/27ﻨﻘﻼ ﻋن ﻜﺘﺎب ﺒن ﺸﻴﺦ آث ﻤﻠوﻴﺎ اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ص ,96ﻗﻀﻴﺔ دﻴوان
أن ﺘدﺒﻴر وﻗف اﻷﺸﻐﺎل ﺘدﺒﻴر ﻤؤﻗت ووﻗﺎﺌﻲ وﻻ ﻴﻤس
اﻝﺘرﻗﻴﺔ واﻝﺘﺴﻴﻴر اﻝﻌﻘﺎري ﺒﺒﺎﺘﻨﺔ ﻀد ﺒﻠدﻴﺔ ﺒﺎﺘﻨﺔ وﻤن ﻤﻌﻬﺎ أﻴن اﻋﺘﺒر ّ
ﺒﺄﺼل اﻝﺤق.
29
ى ا دار ا ءا ھ ا طرا ا ول: ا
1
ﻗرار ﻏﻴر ﻤﻨﺸور اﻝﻐرﻓﺔ اﻝراﺒﻌﺔ ،ﻓﻬرس رﻗم 169ﻨﻘﻼ ﻋن ﺒن اﻝﺸﻴﺦ آث ﻤﻠوﻴﺎ ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص .98
2
اﻝﻐرﻓﺔ اﻹدارﻴﺔ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ ﻝﻤﺠﻠس ﻗﻀﺎء اﻝﺠزاﺌر ﺒﺘﺎرﻴﺦ 2004/12/02ﻨﻘﻼ ﻋن ﺒن اﻝﺸﻴﺦ آث ﻤﻠوﻴﺎ اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق
ص .100
3
ﻤﺤﻤد إﺒراﻫﻴﻤﻲ ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص 203
30
ى ا دار ا ءا ھ ا طرا ا ول: ا
1
ﻤﺤﻤد إﺒراﻫﻴﻤﻲ ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص .204
2
ﻨﻔس اﻝﻤر ﺠﻊ ،ص 205
3
ﻏﻨﻴﺔ ﻨزﻝﻲ ،ﺴﻠطﺎت ﻗﺎﻀﻲ اﻻﺴﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ﻓﻲ دﻋوى ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺤرﻴﺎت اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ،اﻝطﺒﻌﺔ اﻷوﻝﻰ ،ﻤﻜﺘﺒﺔ اﻝوﻓﺎء
اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ،اﻹﺴﻜﻨدرﻴﺔ ،2017 ،ص196
31
ى ا دار ا ءا ھ ا طرا ا ول: ا
1
ﻏﻨﻲ أﻤﻴﻨﺔ ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص 80
32
ى ا دار ا ءا ھ ا طرا ا ول: ا
ﻓﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﻸواﻤر اﻻﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ اﻝﺼﺎدرة ﻓﻲ دﻋوى وﻗف ﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻘرار اﻹداري ﻓﺎﻝﻤﺸرع ﻓﺘﺢ ﺒﺎﺒﺎ
ﻝﻺﺴﺘﺌﻨﺎف وﻏﻠق آﺨر ،ﺒﻤﻌﻨﻰ ﻴﺠب اﻝﺘﻤﻴﻴز ﺒﻴن ﻨوﻋﻴن ﻤن اﻷواﻤر اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ اﻝﺼﺎدرة ﻓﻲ
ﺴﻨﺘطرق ﻓﻲ
ّ ﻤﺠﺎل وﻗف ﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻘ اررات اﻹدارﻴﺔ أﻤﺎم اﻝﻘﺎﻀﻲ اﻻﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ اﻹداري ، 1وﻋﻠﻴﻪ
ﺜم ﺘﻠك اﻝﻤﺴﺘﺜﻨﺎة ﻤﻨﻪ.
اﻝﺒداﻴﺔ إﻝﻰ ﺘﻠك اﻝﻘﺎﺒﻠﺔ ﻝﻼﺴﺘﺌﻨﺎفّ ،
ب -1اﻷواﻤر اﻹدارﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘﻌﺠﻠﺔ اﻝﻘﺎﺒﻠﺔ ﻝﻺﺴﺘﺌﻨﺎف.
اﻝﺤرﻴﺎت ،ﻓﻲ أﺠل
اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري اﺴﺘﺌﻨﺎف اﻷواﻤر اﻝﺼﺎدرة ﺒﻤﻨﺎﺴﺒﺔ اﺴﺘﻌﺠﺎل ّ
ّ أﺠﺎز
وﻴﺘم اﻻﺴﺘﺌﻨﺎف أﻤﺎم ﻤﺠﻠس
ﺨﻤﺴﺔ ﻋﺸرة ) (15ﻴوﻤﺎ ،اﻝﻤواﻝﻴﺔ ﻝﻠﺘّﺒﻠﻴﻎ اﻝرﺴﻤﻲ أو اﻝﺘﺒﻠﻴﻎّ ،
اﻝدوﻝﺔ اﻝذي ﻴﻔﺼل ﻓﻲ ﻫذا اﻻﺴﺘﺌﻨﺎف ﻓﻲ أﺠل ﺜﻤﺎن وأرﺒﻌﻴن ) (48ﺴﺎﻋﺔ ﻤن ﺘﺎرﻴﺦ ﺘﺴﺠﻴل
اﻝطﻠب ،وﻫذا ﻤﺎ ﺠﺎءت ﺒﻪ اﻝﻤﺎدة 937ﻤن ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻹدارﻴﺔ.
وﻫو ﻨﻔس ﻤﺎ ﺠﺎء ﻓﻲ اﻝﻤﺎدة 1-523ﻤن ﻗﺎﻨون اﻝﻌداﻝﺔ اﻹدارﻴﺔ اﻝﻔرﻨﺴﻲ اﻝﺘﻲ أﺠﺎزت ﻓﻘط
اﻝطﻌن ﺒﺎﻝﻨﻘض ﻀد ﻫذﻩ اﻷواﻤر ،وذﻝك ﻓﻲ أﺠل 15ﻴوﻤﺎ ﻤن ﺘﺎرﻴﺦ ﺘﺒﻠﻴﻎ اﻷﻤر.2
اﻝﻤﺘﻀﻤﻨﺔ رﻓض اﻝدﻋوى ﻝﻌدم اﻻﺨﺘﺼﺎص
ّ ﻜﻤﺎ أﺠﺎز اﺴﺘﺌﻨﺎف اﻷواﻤر اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ اﻹدارﻴﺔ
ﻴﺘم اﻝﻔﺼل ﻓﻴﻬﺎ ﻤن ﻗﺒل ﻫذا
ﻓﺈﻨﻪ ّ
اﻝﻨوﻋﻲ أﻤﺎم ﻤﺠﻠس اﻝدوﻝﺔ داﺌﻤﺎ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻩ ﺠﻬﺔ اﺴﺘﺌﻨﺎفّ ،
ّ
اﻷﺨﻴر ﻓﻲ أﺠل ﺸﻬر واﺤد.
وﻋﻠﻴﻪ ﺘﻜون اﻷواﻤر اﻝﺼﺎدرة ﻓﻲ اﻝﻤواد اﻹدارﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘﻌﺠﻠﺔ ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻝﻼﺴﺘﺌﻨﺎف ،إﻻّ ﻓﻲ
اﻝﺤﺎﻻت اﻝﺘﻲ ﻴﻘﻀﻲ ﻓﻴﻬﺎ اﻝﻘﺎﻨون ﺒﺨﻼف ذﻝك.ﻴﺠب أن ﻴﻜون اﻷﻤر اﻹداري اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ
اﻝﻨﻬﺎﺌﻲ ﻝﻤﺠﻠس
ﻴﺨص اﻝﻘﻀﺎﻴﺎ اﻝﺘﻲ ﻻ ﺘدﺨل ﻓﻲ اﻻﺨﺘﺼﺎص اﻻﺒﺘداﺌﻲ و ّ
ّ ﺼﺎد ار اﺒﺘداﺌﻴﺎ ،أي
ﻀد اﻷواﻤر اﻹدارﻴﺔ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ ﻀﻤن اﻷﺸﻜﺎل
اﻝدوﻝﺔ .ﻜﻤﺎ ﻴﺠب أن ﻴرﻓﻊ اﻻﺴﺘﺌﻨﺎف ّ
اﻝﻤﻘررة ﻻﺴﺘﺌﻨﺎف اﻷﺤﻜﺎم اﻝﺼﺎدرة ﻓﻲ اﻝﻤوﻀوع ،إذ ﻴرﻓﻊ ﺒﻤوﺠب ﻋرﻴﻀﺔ ﻤﻌﻠّﻠﺔ أﻤﺎم ﻤﺠﻠس
ّ
اﻝدوﻝﺔ ﺘﻜون ﻤوﻗّﻌﺔ ﻤن ﻗﺒل ﻤﺤﺎم .وﺘﻌﻠﻴل اﻝﻌرﻴﻀﺔ ﻴﺴﺘﻠزم ﺘﻌرﻴف اﻷﻤر اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ
اﻝﻤوﺠﻬﺔ إﻝﻴﻪ ﺒﻜﻴﻔﻴﺔ ﻻ ﺘﺠﻌل ﻝدى اﻝﻤﺴﺘﺄﻨف ﻋﻠﻴﻪ أو
ّ اﻝﻤﺴﺘﺄﻨف ﻓﻴﻪ وﻤوﻀوﻋﻪ ،واﻻﻨﺘﻘﺎدات
1
ﻨﻔس اﻝﻤرﺠﻊ ،ص 78
2ﻨﻔس اﻝﻤرﺠﻊ ،ص79
33
ى ا دار ا ءا ھ ا طرا ا ول: ا
1
ﻨﺴرﻴن ﺠﺎﺒر ﻫﺎدي ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص 216-215
2
ﻏﻨﻲ أﻤﻴﻨﺔ ،اﻝﻤرﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ص80
3
ﻨﺼت ﻋﻠﻰ ّأﻨﻪ"ﻋﻨدﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠّق اﻷﻤر ﺒﻘرار إداري وﻝو ﺒﺎﻝرﻓض،وﻴﻜون
اﻝﻤﺎدة 919ﻤن ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻹدارﻴﺔ ّ
ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻤﻨﻪ ﻤﺘﻰ
ﻤوﻀوع طﻠب ﻜﻠّﻲ أو ﺠزﺌﻲ ،ﻴﺠوز ﻝﻘﺎﻀﻲ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل ،أن ﻴﺄﻤر ﺒوﻗف ﺘﻨﻔﻴذ ﻫذا اﻝﻘرار أو وﻗف آﺜﺎر ّ
ﺘﺒرر ذﻝك"
ﻜﺎﻨت ظروف اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل ّ
4
ﺒﻜل اﻝﺘداﺒﻴر
اﻝﻤﺎدة 921ﻤن ﻨﻔس اﻝﻘﺎﻨون ﺘﻨص":ﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل اﻝﻘﺼوى ﻴﺠوز ﻝﻘﺎﻀﻲ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل ،أن ﻴﺄﻤر ّ
أي ﻗرار إداري ،ﺒﻤوﺠب أﻤر ﻋﻠﻰ ﻋرﻴﻀﺔ وﻝو ﻓﻲ ﻏﻴﺎب اﻝﻘرار اﻹداري اﻝﻤﺴﺒق".
اﻝﻀرورﻴﺔ اﻷﺨرى ،دون ﻋرﻗﻠﺔ ﺘﻨﻔﻴذ ّ
34
ى ا دار ا ءا ھ ا طرا ا ول: ا
ﻤﻌﺠﻠﺔ اﻝﻨﻔﺎذ
ﻓﺈن اﻷواﻤر اﻹدارﻴﺔ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ ﺘﻨﻔذ ﺒﺎﻝرﻏم ﻤن اﻻﺴﺘﺌﻨﺎف ،ﻜوﻨﻬﺎ ّ
وﺘﺒﻌﺎ ﻝذﻝك ّ
ﻝﻠﻨص ﻋﻠﻴﻬﺎ.
ّ ﺒﻘوة اﻝﻘﺎﻨون ودون ﺤﺎﺠﺔ
ﻝﻤﺠرد ﺼدورﻫﺎ ّ
ّ
ﺜﺎﻨﻴﺎ :اﻝطﻌن ﺒﺎﻝطرق اﻝﻐﻴر ﻋﺎدﻴﺔ ﻓﻲ اﻷواﻤر اﻹدارﻴﺔ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ.
ﺨﻼﻓﺎ ﻝطرق اﻝطﻌن اﻝﻌﺎدﻴﺔ ﻓﺈن طرق اﻝطﻌن ﻏﻴر اﻝﻌﺎدﻴﺔ ﻻ ﺘﻜون ﺠﺎﺌزة إﻻ ﻓﻲ
اﻝﺤﺎﻻت اﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺌﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﻨص ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻝﻘﺎﻨون وﻻ ﻴﻜون ﻝﻬﺎ أﺜر ﻤوﻗف إﻻ ﺒﻤوﺠب ﻨص
ﺼرﻴﺢ.
ﺴﻨﺘطرق ﻓﻲ ﻫذا اﻝﻔرع إﻝﻰ ﻤدى ﻗﺎﺒﻠﻴﺔ اﻷواﻤر اﻹدارﻴﺔ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ ﻝﻠطﻌن ﺒﻬذﻩ
ّ وﻋﻠﻴﻪ
اﻝطرق.
اﻝطﻌن ﺒﺎﻝ ّﻨﻘض.
إن اﻝطﻌن ﺒﺎﻝﻨﻘض ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﻫو طرﻴق ﻤن طرق اﻝطﻌن ﻏﻴر اﻝﻌﺎدﻴﺔ ،وﻴﻜون ﻓﻘط
ﻓﻲ اﻷﺤﻜﺎم اﻝﻨﻬﺎﺌﻴﺔ اﻝﺼﺎدرة ﻓﻲ آﺨر درﺠﺔ ﻋن اﻝﺠﻬﺎت اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ اﻹدارﻴﺔ وﻴﺨﺘص ﺒﺎﻝﻨظر
ﻓﻴﻬﺎ ﻤﺠﻠس اﻝدوﻝﺔ طﺒﻘﺎ ﻝﻠﻤﺎدة 903ﻤن ق.إ.م.إ ،ﻜذﻝك اﻝﻤﺎدة 11ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻌﻀوي رﻗم
13/11اﻝﻤﻌدل واﻝﻤﺘﻤم ﻝﻠﻘﺎﻨون اﻝﻌﻀوي 01/98اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﺨﺘﺼﺎﺼﺎت ﻤﺠﻠس اﻝدوﻝﺔ
وﺘﻨظﻴﻤﻪ وﻋﻤﻠﻪ .أﻤﺎ اﻷﺤﻜﺎم ﻏﻴر اﻝﻨﻬﺎﺌﻴﺔ واﻝﺘﻲ ﺒﺎ ﺘزال ﺘﻘﺒل اﻝطﻌن ﺒﺎﻻﺴﺘﺌﻨﺎف أو
اﻝﻤﻌﺎرﻀﺔ ﻓﺈﻨﻪ ﻻ ﻴﺠوز اﻝطﻌن ﻓﻴﻬﺎ ﺒﺎﻝﻨﻘض.1
وﺘم ﺘﺒﻠﻴﻐﻪ إﻝﻰ اﻝﺨﺼم ،وﻝم ﻴرﻓﻊ
إذا ﺼدر أﻤر إداري إﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ ﻋن اﻝﻤﺤﺎﻜم اﻹدارﻴﺔ ّ
ﻓﺈن اﻷﻤر اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ ﻴﺼﺒﺢ
اﻝﻤﺤدد ﻗﺎﻨوﻨﺎّ ،
ّ ﻀد ﻫذا اﻷﻤر ﻓﻲ اﻝﻤﻴﻌﺎد
ﻫذا اﻷﺨﻴر اﺴﺘﺌﻨﺎﻓﺎ ّ
ﻨﻬﺎﺌﻴﺎ ،ﻓﻬل ﻫذا ﻻ ﻴﻤﻨﻊ ﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﻤن رﻓﻊ طﻌن ﺒﺎﻝﻨﻘض طﺒﻘﺎ ﻝﻠﻤﺎدة 11ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻌﻀوي
ﺘﻨص ﻋﻠﻰ ّأﻨﻪ " ﻴﻔﺼل ﻤﺠﻠس
ّ رﻗم 01/98اﻝﻤﺘﻌﻠّق ﺒﺎﺨﺘﺼﺎﺼﺎت ﻤﺠﻠس اﻝدوﻝﺔ؟ واﻝﺘﻲ
2
اﻝدوﻝﺔ ﻓﻲ اﻝطﻌون ﺒﺎﻝﻨﻘض ﻓﻲ ﻗ اررات اﻝﺠﻬﺎت اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ اﻹدارﻴﺔ اﻝﺼﺎدرة ﻨﻬﺎﺌﻴﺎ"...
1
ﻏﻨﻴﺔ ﻨزﻝﻲ ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص205
2
ﻝﺤﺴﻴن ﺒن اﻝﺸﻴﺦ آث ﻤﻠوﻴﺎ ،اﻝﻤﻨﺘﻘﻰ ﻓﻲ ﻗﻀﺎء اﻻﺴﺘﻌﺠﺎل اﻹداري :دراﺴﺔ ﻗﺎﻨوﻨﻴﺔ ،ﻓﻘﻬﻴﺔ وﻗﻀﺎﺌﻴﺔ ﻤﻘﺎرﻨﺔ ،اﻝﻤرﺠﻊ
اﻝﺴﺎﺒق ،ص .168
35
ى ا دار ا ءا ھ ا طرا ا ول: ا
36
ى ا دار ا ءا ھ ا طرا ا ول: ا
1
اﻝﻤﺎدة 960ﻤن ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻹدارﻴﺔ ﻨﺼت ":ﻴﻬدف اﻝﻐﻴر اﻝﺨﺎرج ﻋن اﻝﺨﺼوﻤﺔ إﻝﻰ ﻤراﺠﻌﺔ أو إﻝﻐﺎء
اﻝﺤﻜم أو اﻝﻘرار اﻝذي ﻓﺼل ﻓﻲ أﺼل اﻝﻨزاع ،وﻴﻔﺼل ﻓﻲ اﻝﻘﻀﻴﺔ ﻤن ﺠدﻴد ﻤن ﺤﻴث اﻝوﻗﺎﺌﻊ واﻝﻘﺎﻨون"
2
ﻝﺤﺴﻴن ﺒن ﺸﻴﺦ آث ﻤﻠوﻴﺎ ،اﻝﻤﻨﺘﻘﻰ ﻓﻲ ﻗﻀﺎء اﻻﺴﺘﻌﺠﺎل اﻹداري :دراﺴﺔ ﻗﺎﻨوﻨﻴﺔ ،ﻓﻘﻬﻴﺔ وﻗﻀﺎﺌﻴﺔ ﻤﻘﺎرﻨﺔ ،اﻝﻤرﺠﻊ
اﻝﺴﺎﺒق ،ص173
37
ى ا دار ا ءا ھ ا طرا ا ول: ا
إذ ﻨﺴﺘﻨﺘﺞ أن اﻷواﻤر اﻝﺘﻲ ﺘﺼدر ﻤن طرف ﻗﺎﻀﻲ اﻻﺴﺘﻌﺠﺎل اﻹداري طﺒﻘﺎ ﻷﺤﻜﺎم
اﻝﻤﺎدة 920ﻤن ﻨﻔس اﻝﻘﺎﻨون وﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘوى اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﻴﺔ ﻏﻴر ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻝﻠطﻌن ﻋن طرﻴق
1
اﻝﺴؤال ﻴﺜﺎر ﺤول ﻤدى ﻗﺎﺒﻠﻴﺔ اﻷواﻤر اﻹدارﻴﺔ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ إﻝﺘﻤﺎس إﻋﺎدة اﻝﻨظر ّ .
ﻝﻜن ّ
اﻝﺼﺎدرة ﻋن ﻤﺠﻠس اﻝدوﻝﺔ ﻻﻝﺘﻤﺎس إﻋﺎدة اﻝ ّﻨظر؟
ﻝﻘد اﺨﺘﻠف اﻝﻔﻘﻬﺎء ﺤول ﺠوازﻴﺔ اﻝﺘﻤﺎس إﻋﺎدة اﻝﻨظر ﻓﻲ اﻷﻤور اﻹدارﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘﻌﺠﻠﺔ،
ﻓﺎﻝﺒﻌض ﻴرى ﺠوازﻴﺔ اﻝطﻌن ﺒﺎﻹﻝﺘﻤﺎس ﻓﻲ اﻷﺤﻜﺎم اﻝﻤﺴﺘﻌﺠﻠﺔ ﻗﻴﺎﺴﻴﺎ ﺒﺎﻷﺤﻜﺎم اﻝﻌﺎدﻴﺔ . 2
إذا ﻤﺎ ﻗﻤﻨﺎ ﺒﻘراءة اﻝﻤﺎدة 390ﻤن ﻨﻔس اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤﺘﻌﻠّﻘﺔ ﺒطرق اﻝطﻌن ﻓﻲ اﻝﻘﻀﺎء اﻝﻌﺎدي،
ﻓﺈﻨﻨﺎ ﻨﻼﺤظ ّأﻨﻬﺎ ﺘﺠﻴز إﻝﺘﻤﺎس إﻋﺎدة اﻝﻨظر ﻓﻲ اﻷواﻤر اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ ،ﻋﻜس اﻝﻤﺎدة 966
ّ
ﻜﺄول
ﺘﻨص ﻋﻠﻰ اﻷواﻤر اﻹدارﻴﺔ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ اﻝﺼﺎدرة ﻋن ﻤﺠﻠس اﻝدوﻝﺔ ّ
ّ أﻋﻼﻩ اﻝﺘﻲ ﻝم
أن ﻋﺒﺎرة "اﻝﻘ اررات" ﺘﺸﻤل اﻝﻘ اررات واﻷواﻤر ،إﻻّ ّأﻨﻨﺎ ﻨرى ﻋدم إﻤﻜﺎﻨﻴﺔ
وآﺨر درﺠﺔ ،رﻏم ّ
اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻝم
ّ أن
إﻝﺘﻤﺎس إﻋﺎدة اﻝﻨظر ﻓﻲ اﻷواﻤر اﻹدارﻴﺔ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ ،ﻋﻠﻰ أﺴﺎس ّ
ﻴﻨص ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ اﻝﻘﺴم اﻝﻤﺘﻌﻠّق ﺒﺎﻝطﻌن ﻓﻲ اﻷواﻤر اﻹدارﻴﺔ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ.
ّ
اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ :إﺸﻜﺎﻻت ﺘﻨﻔﻴذ اﻷواﻤر اﻹدارﻴﺔ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ
إن اﻷﻤر اﻹداري اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ ﻴﺨﻀﻊ ﻝﻌﻤﻠﻴﺔ اﻝﺘﻨﻔﻴذ ﻤﺘﻰ إﺴﺘوﻓﻰ ﺸروط ﻗﻴﺎﻤﻪ ،إﻻّ ّأﻨﻪ
ّ
اﻝﺒث
ﻗد ﻴﻌﺘرض ﻫذﻩ اﻷﺨﻴرة ﻋﻘﺒﺎت ﻤﺎدﻴﺔ أو ﻗﺎﻨوﻨﻴﺔ ﺘﺠﻌل ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻝﺘﻨﻔﻴذ ﻤﺘوﻗّﻔﺔ ،إﻝﻰ ﺤﻴن ّ
ﻓﻲ اﻹﺸﻜﺎل.
ﺴﻨﺘطرق ﻓﻲ ﻫذا اﻝﻤطﻠب إﻝﻰ ﻤﻔﻬوم اﻹﺸﻜﺎل ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻔﻴذ وﺸروطﻪ ،واﻝﺠﻬﺔ اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ
ّ ﻝذا
ﺒﺎﻝﻨظر ﻓﻲ اﻹﺸﻜﺎل ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻔﻴذ ،ﻝﻨﺘﻌرض إﻝﻰ إﺠراءات رﻓﻊ اﻹﺸﻜﺎل ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻔﻴذ
اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ ّ
ّ
ﺤﺠﻴﺔ اﻝﺤﻜم اﻝﻔﺎﺼل ﻓﻲ إﺸﻜﺎﻻت اﻝﺘﻨﻔﻴذ ﻓﻲ اﻷواﻤر اﻹدارﻴﺔ
ﺘم ﻨﺼل إﻝﻰ ﺘﺤدﻴد ّ
وﻤن ّ
اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ ،وﻫذا ﻀﻤن اﻝﻔروع اﻵﺘﻴﺔ:
1
ﻏﻨﻴﺔ ﻨزﻝﻲ ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص 208
2
ﻓﺎﺌزة ﺠروﻨﻲ ،ﻗﻀﺎء وﻗف ﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻘ اررات اﻹدارﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻨظﺎم اﻝﻘﻀﺎﺌﻲ اﻝﺠزاﺌري ،رﺴﺎﻝﺔ دﻜﺘوراﻩ ﻏﻴر ﻤﻨﺸورة ،ﻜﻠﻴﺔ اﻝﺤﻘوق
واﻝﻌﻠوم اﻝﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻤﺤﻤد ﺨﻴﻀر ﺒﺴﻜرة ،اﻝﺠزاﺌر ،2011-2010 ،ص102
38
ى ا دار ا ءا ھ ا طرا ا ول: ا
39
ى ا دار ا ءا ھ ا طرا ا ول: ا
1
ﻋﺒد اﻝﻌزﻴز ﻋﺒد اﻝﻤﻨﻌم ﺨﻠﻴﻔﺔ ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص.126
2
ﻨﻔس اﻝﻤرﺠﻊ ،ص .159-154
40
ى ا دار ا ءا ھ ا طرا ا ول: ا
ﻴﺤدد ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻹدارﻴﺔ اﻝﺠﻬﺔ اﻝﻨﺎظرة ﻓﻲ إﺸﻜﺎﻻت اﻝﺘﻨﻔﻴذ ﻓﻲ اﻝﻤﺎدة
ﻝم ّ
اﻝﻤﺨﺘص ﺒﻨظر إﺸﻜﺎﻻت ﺘﻨﻔﻴذ
ّ ﻤﻤﺎ ﻴﺜﻴر اﻹﺸﻜﺎل ﺤول ﻤن اﻹدارﻴﺔ اﻝﻌﺎدﻴﺔ وﻻ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔّ ،
اﻷواﻤر اﻹدارﻴﺔ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ؟
ﻓرﻴق أﺴﻨد اﻹﺨﺘﺼﺎص ﺒﺎﻝﻨظر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻹﺸﻜﺎﻻت إﻝﻰ اﻝﻘﺎﻀﻲ اﻹداري طﺒﻘﺎ ﻝﻠﻤﺎدة 800
ﻤن ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻹدارﻴﺔ ،وﻓرﻴق أﺴﻨدﻩ إﻝﻰ اﻝﻘﺎﻀﻲ اﻝﻌﺎدي ،إﺴﺘﻨﺎدا إﻝﻰ إﺠﺘﻬﺎد
أﻴن ﺠﻌل ذﻝك ﻤن إﺨﺘﺼﺎص ﻗﺎﻀﻲ ﻤﺠﻠس اﻝدوﻝﺔ اﻝﺼﺎدر ﺒﺘﺎرﻴﺦ 2002/11/05
ﺤدد ﻤﺠﺎلأن اﻝﻘﺎﻨون ﻗد ّ
أن ﻫذا اﻹﺠﺘﻬﺎد ﻏﻴر ﻤﺴﺘﺴﺎغ ،ﻜون ّ
اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل اﻝﻌﺎدي وﺤدﻩ إﻻّ ّ
إﺨﺘﺼﺎص اﻝﻘﺎﻀﻲ اﻝﻌﺎدي ،وﻤﺠﺎل اﺨﺘﺼﺎص اﻝﻘﺎﻀﻲ اﻹداري ،وأورد اﺴﺘﺜﻨﺎءات ﻋﻠﻴﻬﺎ وﻝم
ﻴرد ﻤن ﻀﻤﻨﻬﺎ اﻝﻨظر ﻓﻲ إﺸﻜﺎﻻت ﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻘ اررات واﻷواﻤر اﻹدارﻴﺔ وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﻻ ﻴﺠوز ﺨﻠق
أن ﻤﻨطق اﻷﻤور ﻴﺴﺘدﻋﻲ إﺴﻨﺎدﻫﺎ إﻝﻰ اﻝﻘﺎﻀﻲ
إﺴﺘﺜﻨﺎء ﺒﻤوﺠب إﺠﺘﻬﺎد ﻗﻀﺎﺌﻲ ،ذﻝك ّ
اﻹداري ،ﻜوﻨﻪ ﻫو ﻤن أﺼدر اﻝﻘرار ﻤﺤ ّل اﻹﺸﻜﺎل.
1
ﻤﺠﻠّﺔ ﻤﺠﻠس اﻝدوﻝﺔ،اﻝﻌدد 04ﻝﺴﻨﺔ .2003ﺘﻌﻠﻴﻘﺎ ﻋﻠﻰ اﻝﻘرار رﻗم 9934اﻝﺼﺎدر ﺒﺘﺎرﻴﺦ ،2002/11/05ﻋن ﻤﺠﻠس
اﻝدوﻝﺔ،اﻝﻐرﻓﺔ اﻝﺨﺎﻤﺴﺔ.(1).
41
ى ا دار ا ءا ھ ا طرا ا ول: ا
اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ،
ّ ﺴﻨﺘطرق ﻓﻲ ﻫذا اﻝﻔرع إﻝﻰ ﻜﻴﻔﻴﺔ رﻓﻊ اﻹﺸﻜﺎل ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻔﻴذ أﻤﺎم اﻝﺠﻬﺔ اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ
ّ
اﻝﻤﺨول ﻝﻬم رﻓﻊ طﻠب اﻹﺸﻜﺎل ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻔﻴذ:
ّ اﻝﺘطرق إﻝﻰ اﻷﺸﺨﺎص
ّ وﻗﺒل ذﻝك ارﺘﺄﻴﻨﺎ
ﺜﺎﻨﻴﺎ :إﺠراءات رﻓﻊ اﻹﺸﻜﺎل ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻔﻴذ ﻓﻲ اﻷﻤور اﻹدارﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘﻌﺠﻠﺔ واﻵﺜﺎر اﻝﻤﺘرﺘّﺒﺔ
ﻋﻠﻴﻪ.
ﻴﺘم رﻓﻊ دﻋوى أﻤﺎم ﻗﺎﻀﻲ اﻷﻤور اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ اﻹدارﻴﺔ اﻝواﻗﻊ ﺒداﺌرة اﺨﺘﺼﺎﺼﻬﺎ
ّ
ﻤﺴﺒﺒﺔ ﺒﻌد ﺘﺤرﻴر اﻝﻤﺤﻀر اﻝﻘﻀﺎﺌﻲ اﻝﻤﻜﻠّف ﺒﺎﻝﺘﻨﻔﻴذ
إﺠراءات اﻝﺘﻨﻔﻴذ ،وﻴﺠب أن ﺘﻜون ّ
اﻝﺘﻘدم ﺒﻪ ﻤﺒﺎﺸرة أﻤﺎم اﻝﻘﺎﻀﻲ اﻹداري اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ اﻝواﻗﻊ ﻓﻲ داﺌرة
ﻴﺘم ّ ﻝﻤﺤﻀر ﻋن اﻹﺸﻜﺎل ّ
1
ﻋﺒد اﻝﻌزﻴز ﻋﺒد اﻝﻤﻨﻌم ﺨﻠﻴﻔﺔ ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص.151
42
ى ا دار ا ءا ھ ا طرا ا ول: ا
وﻴﺘم
وﻴﺘرﺘّب ﻋﻠﻰ رﻓﻊ اﻹﺸﻜﺎل ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻔﻴذ ،وﻗف ﻫذا اﻷﺨﻴر ﻝﺤﻴن اﻝﻔﺼل ﻓﻲ اﻹﺸﻜﺎل ّ
اﻝﻔﺼل ﻓﻲ اﻹﺸﻜﺎل ﻓﻲ أﺠل ﺨﻤﺴﺔ ﻋﺸرة ﻴوﻤﺎ ) (15ﻤن ﺘﺎرﻴﺦ رﻓﻊ اﻝدﻋوى وﻴﻜون ﻝﻸﻤر
ﻴﻔﺴر اﻝﺴﻨد اﻝﺘﻨﻔﻴذي.
ﺤق وﻻ ّ
ﻴﻤس ﺒﺄﺼل اﻝ ّ
اﻝﺼﺎدر طﺎﺒﻊ ﻤؤﻗّت ﻻ ّ
ﺤﺠﻴﺔ وﻗﺘﻴﺔ
ﻴﻌﺘﺒر اﻝﺤﻜم اﻝﺼﺎدر ﻓﻲ إﺸﻜﺎل اﻝﺘﻨﻔﻴذ ﻓﻲ اﻝﻤواد اﻹدارﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘﻌﺠﻠﺔ ،ذو ّ
ﺘم ﻓﻼ ﻴﺠوز ﻝﻠﻘﺎﻀﻲ اﻝذي
ﺘﻘﻴد ﻗﺎﻀﻲ اﻝﺘﻨﻔﻴذ اﻝذي أﺼدرﻩ ،وﻜذا طرﻓﻲ اﻝﺨﺼوﻤﺔ وﻤن ّ
ّ
ﺘﻐﻴر اﻝوﻗﺎﺌﻊ اﻝﻤﺎدﻴﺔ ﻝﻠدﻋوى أو اﻝﻤراﻜز اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻝﻠﺨﺼوم،
أﺼدرﻫﺎ ﻝﻌدول ﻋﻨﻪ إﻻّ ﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ ّ
اﻝﺤﺠﻴﺔ ﺒﺼدور ﺤﻜم ﻓﻲ ﻤوﻀوع اﻝدﻋوى وﻻ ﻴﻠﺘزم ﻗﺎﻀﻲ اﻝﻤوﻀوع ﻓﻲ إﺼدارﻩ
ّ ﺘﻬدر ﻫذﻩ
ﺒﺤﺠﻴﺔ أﻤﺎﻤﻪ
ﻝﻬذا اﻝﺤﻜم ﺒﺎﻝﺤﻜم اﻝﺼﺎدر ﻓﻲ اﻹﺸﻜﺎل ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻔﻴذ ،ﺤﻴث ﻻ ﻴﺘﻤﺘّﻊ ﻫذا اﻝﺤﻜم ّ
ﺤﺠﻴﺘﻪ ﻋﻠﻰ اﻝﻘﺎﻀﻲ اﻝذي أﺼدرﻩ ،إﻀﺎﻓﺔ إﻝﻰ طرﻓﻲ اﻝﺨﺼوﻤﺔ.
ﻻﻗﺘﺼﺎر ّ
ﺒﻤﺠرد ﺼدور ﺤﻜم ﺒرﻓض اﻹﺸﻜﺎل ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻔﻴذ ،ﺘزول ﻋﻘﺒﺔ اﻹﻴﻘﺎف وﻴﺼﺒﺢ ﺒوﺴﻊ
ّ
أﻤﺎ إذا ﺼدر
اﻝﻤﺤﻜوم ﻝﻪ اﻝﺒدء ﻓﻲ ﺘﻨﻔﻴذ اﻝﺤﻜم ﻤﺤ ّل اﻹﺸﻜﺎل اﻝﻤرﻓض أو اﻻﺴﺘﻤرار ﻓﻴﻪّ .
ﻴﺘم وﻗف ﺘﻨﻔﻴذ اﻝﺤﻜم اﻝﻤﺴﺘﺸﻜل ﻓﻴﻪ ،ﻝﺤﻴن ﺼدور ﺤﻜم ﻓﻲ اﻝدﻋوى
ﻓﺈﻨﻪ ّ
ﺤﻜم ﺒﻘﺒول اﻹﺸﻜﺎل ّ
اﻝﻤوﻀوﻋﻴﺔ ،واﻝذي ﺒﺼدورﻩ ﻴﺼﺒﺢ ﺤﻜم اﻝﺘﻨﻔﻴذ ﻜﺄن ﻝم ن.1
43
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
&% (' دا ل ا داري وا + -ت ا*+ ا: #$ ا
45
&% (' دا ل ا داري وا + -ت ا*+ ا: #$ ا
اﻝﻨوﻋﻲ.
اﻷول :ﺴﻠطﺎت اﻝﻘﺎﻀﻲ اﻹداري اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل ّ
• اﻝﻤطﻠب ّ
• اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ :ﺴﻠطﺎت اﻝﻘﺎﻀﻲ اﻹداري اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل اﻝﻌﺎدي.
• اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻝث :ﺴﻠطﺎت اﻝﻘﺎﻀﻲ اﻹداري اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل اﻝﺨﺎص.
• اﻝﻤطﻠب اﻝراﺒﻊ :ﺴﻠطﺎت اﻝﻘﺎﻀﻲ اﻹداري اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ ﻓﻲ ﺤﺎﻻت اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل اﻝﻘﺼوى.
اﻷول :ﺴﻠطﺎت اﻝﻘﺎﻀﻲ اﻹداري اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل اﻝ ّﻨوﻋﻲ.
اﻝﻤطﻠب ّ
ﺴﻨﺘطرق ﻓﻲ ﻫذا اﻝﻤطﻠب إﻝﻰ ﺴﻠطﺎت اﻝﻘﺎﻀﻲ اﻹداري اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ ﻓﻲ ﻜ ّل ﻤن
ّ
اﻝﻤﺠﺎﻻت اﻵﺘﻴﺔ :وﻗف اﻝﺘﻨﻔﻴذ ،اﻝﺤرﻴﺎت اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ،و اﻝﺼﻔﻘﺎت اﻝﻌﻤوﻤﻴﺔ
اﻷول :ﺴﻠطﺎت اﻝﻘﺎﻀﻲ اﻹداري اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ ﻓﻲ وﻗف اﻝﺘﻨﻔﻴذ.
اﻝﻔرع ّ
ﻴﺨﺘص
ّ ﻴﺠب اﻝﺘﻤﻴﻴز ﺒﻴن وﻗف اﻝﻘ اررات اﻹدارﻴﺔ ،ووﻗف ﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻘ اررات اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ،اﻝﺘﻲ
ﺴﻨﺘطرق إﻝﻰ ﺴﻠطﺎﺘﻪ ﻓﻲ ﻜﻼ اﻝﻤﺠﺎﻝﻴن :
ّ ﺒﻬﺎ اﻝﻘﺎﻀﻲ اﻹداري اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ ،وﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ
ّأوﻻ :ﺴﻠطﺎت ﻗﺎﻀﻲ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ﻓﻲ ﻤﺠﺎل وﻗف ﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻘ اررات اﻹدارﻴﺔ.
اﻝﻘﺎﻋدة ﻓﻲ اﻝﻘﺎﻨون اﻹداري أن اﻝﻘ اررات اﻹدارﻴﺔ ﺘﻌد ﻨﺎﻓذة ﺒﻤﺠرد ﺼدورﻫﺎ ،وﻻ ﻴؤﺜر
ﻋﻠﻰ ﻨﻔﺎذﻫﺎ ﻤﺠرد اﻝطﻌن ﻓﻴﻬﺎ أﻤﺎم اﻝﻘﻀﺎء إﻋﻤﺎﻻ ﻝﻸﺜر ﻏﻴر اﻝواﻗف ﻝﻠطﻌن .وﺒﺴﺒب ﺒطء
إﺠراءات اﻝﺘﻘﺎﻀﻲ واﻝطﺎﺒﻊ اﻝﺘﺤﻘﻴﻘﻲ ﻹﺠراءات اﻝﻤﻨﺎزﻋﺔ اﻹدارﻴﺔ ،ﻓﺈن اﻝﻔﺼل ﻓﻲ اﻝدﻋوى ﻗد
46
&% (' دا ل ا داري وا + -ت ا*+ ا: #$ ا
ﻴﺴﺘﻐرق وﻗﺘﺎ طوﻴﻼ ،اﻷﻤر اﻝذي ﻗد ﻴﺴﺒب ﻝﻠﻤدﻋﻲ ﺒﻌض اﻝﻨﺘﺎﺌﺞ اﻝﻀﺎرة ﺒﺴﺒب ﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻘرار
اﻝﻤطﻌون ﻓﻴﻪ ،وﻗد ﻴﺼل اﻷﻤر إﻝﻰ ﺤد اﺴﺘﺤﺎﻝﺔ ﺘﻨﻔﻴذ ﺤﻜم اﻹﻝﻐﺎء ،1وﻴﺨﻀﻊ ﻨظﺎم وﻗف
2
ﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻘ اررات اﻹدارﻴﺔ ﻝﻠﻤواد ﻤن 833إﻝﻰ 837ﻤن ق.إ.م.إ.
ﺤﻴث ﻴﻤﻜن ﻝﻜ ّل طرف أن ﻴطﻠب ﻤن ﻗﺎﻀﻲ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل اﻹداري وﻗف ﺘﻨﻔﻴذ ﻗرار
ﻨﺼت ﻋﻠﻴﻪ اﻝﻤﺎدة 833ﻤن ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻹدارﻴﺔ .3وﻋﻠﻰ
إداري ،وﻫذا ﻤﺎ ّ
اﻝﺘﺸﻜﻴﻠﺔ اﻝﻤﻌروض ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻝدﻋوى اﻝﺘّﺄﻜد ﻤن وﺠود دﻋوى ﻤوازﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻤوﻀوع.
ﺨﺼص ﻝﻪ ﻓﺼﻼ ﻜﺎﻤﻼ ﻤن
ّ ﻤﺸرع اﻝﻔرﻨﺴﻲ ﻗد
ﻓﺈن اﻝ ّ
وﻨظ ار ﻷﻫﻤﻴﺔ ﻫذا اﻹﺠراء ّ
اﻝﻜﺘﺎب اﻝﺨﺎﻤس اﻝﻤﺘﻌﻠّق ﺒﺎﻹﺠراءات اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ ﻤن ﻗﺎﻨون 2000-06-30رﻗم -2000
1
ﻋﺒد اﻝﻘﺎدر ﻋدو ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص106
2
ﻋﺒد اﻝرﺤﻤﺎن ﺒرﺒﺎرة ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص438
3
ﻨﺼت اﻝﻤﺎدة 833ﻤن ق إ م إ"ﻴﻤﻜن ﻝﻠﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﻴﺔ أن ﺘﺄﻤر ﺒﻨﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب اﻝطرف اﻝﻤﻌﻨﻲ ﺒوﻗف ﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻘرار
اﻹداري"
4
René Chapus , Op Cit , p 1566
5
ﻋﺒد اﻝرﺤﻤﺎن ﺒرﺒﺎرة ,ﻨﻔس اﻝﻤرﺠﻊ ,ص .440
47
&% (' دا ل ا داري وا + -ت ا*+ ا: #$ ا
1
ﻤﺤﻤد إﺒراﻫﻴﻤﻲ ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص .56 -55
2
René Chapus , Op Cit , p1545
3
ﻤﺠﻠﺔ ﻤﺠﻠس اﻝدوﻝﺔ ,اﻝﻌدد اﻝﺨﺎﻤس ﻋﺎم 2004ص 247اﻝﻐرف اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺔ ﻤﻠف رﻗم 018743
ﺠﻠﺴﺔ"2004/06/15اﻝﻬﻴﺌﺔ اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ ﺒﺼﻼﺤﻴﺎت اﻝﻔﺼل ﻓﻲ طﻠب وﻗف اﻝﺘﻨﻔﻴذ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘوى اﻝﻤﺠﻠس اﻝﻘﻀﺎﺌﻲ ﻫﻲ اﻝﻐرف
ﻴﻘرر ﺒﻤﻔردﻩ وﻗف اﻝﺘﻨﻔﻴذ,ذﻝك
اﻹدارﻴﺔ ﺒﺘﺸﻜﻴﻠﺘﻬﺎ اﻝﺠﻤﺎﻋﻴﺔ وﻻ ﻴﻤﻜن ﻓﻲ أي ﺤﺎل ﻤن اﻷﺤوال ﻝﻘﺎﻀﻲ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل اﻹداري أن ّ
ﻷن اﻝﻐرﻓﺔ اﻹدارﻴﺔ اﻝﻔﺎﺼﻠﺔ ﻓﻲ اﻹﻝﻐﺎء ﻫﻲ ﻨﻔﺴﻬﺎ اﻝﺘﻲ ﻝﻬﺎ ﺼﻼﺤﻴﺔ اﻝﻔﺼل ﻓﻲ ﻫذا اﻝطﻠب"
48
&% (' دا ل ا داري وا + -ت ا*+ ا: #$ ا
اﻷوﻝﻰ :ﺘﺘﻌﻠّق ﺒﺎﻝﺨﺴﺎرة اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ اﻝﻤؤ ّﻜدة اﻝﺘﻲ ﻗد ﺘﺼﻴب اﻝﻤﺴﺘﺄﻨف ﻤن ﺘﻨﻔﻴذ اﻝﺤﻜم اﻝﺼﺎدر
ﻋن اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﻴﺔ ،واﻝﺘﻲ ﻻ ﻴﻤﻜن ﺘدارﻜﻬﺎ ﻜﺤﺎﻝﺔ اﻝﺤﺠز ﻋﻠﻰ أﻤوال اﻝﻤدﻴن ﻹدارة
اﻝﻀراﺌب ،وﻗد ﻨﺼت ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻝﻤﺎدة 913ﻤن ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻹدارﻴﺔ.
اﻝﺜﺎﻨﻴﺔ :ﺘﺘﻌﻠّق ﺒﺈﻝﻐﺎء ﻗرار إداري ﻝﺘﺠﺎوز اﻝﺴﻠطﺔ ﻤن طرف اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﻴﺔ ،وﻴﻜون اﻷﻤر
ﺘﺒﻴن ّأﻨﻪ ﻓﻀﻼ ﻋن إﻝﻐﺎء ﻫذا اﻝﺤﻜم ﻗد ﻴﺘرﺘّب رﻓض
ﻫﻨﺎ ﺒوﻗف ﺘﻨﻔﻴذ ﻫذا اﻝﺤﻜم إذا ﻤﺎ ّ
ﻨﺼت
اﻝطﻠﺒﺎت اﻝراﻤﻴﺔ إﻝﻰ اﻹﻝﻐﺎء ﻤن أﺠل ﺘﺠﺎوز اﻝﺴﻠطﺔ اﻝذي ﻗﻀﻰ ﺒﻪ اﻝﺤﻜم وﻫو ﻤﺎ ّ
ﻋﻠﻴﻪ اﻝﻤﺎدة 914ﻤن ﻨﻔس اﻝﻘﺎﻨون.
ﻏﻴر أﻨﻪ وﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل اﻹﺴﺘﺜﻨﺎء أﺠﺎزت اﻝﻤﺎدة 386ﻤن ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ
واﻹدارﻴﺔ )واﻝﺘﻲ أﺤﺎﻝت إﻝﻰ ﺘطﺒﻴﻘﻬﺎ اﻝﻤﺎدة 961ﻤن اﻝﻘﺎﻨون أﻋﻼﻩ( ﻝﻘﺎﻀﻲ اﻻﺴﺘﻌﺠﺎﻻت
اﻹدارﻴﺔ اﻷﻤر ﺒوﻗف ﺘﻨﻔﻴذ اﻝﺤﻜم أو اﻝﻘرار اﻝﻤطﻌون ﻓﻴﻪ ﺒﺎﻋﺘراض اﻝﻐﻴر اﻝﺨﺎرج ﻋن
اﻝﺨﺼوﻤﺔ واﻝﺘﻲ ﺠﺎءت ﺼﻴﺎﻏﺘﻬﺎ ﻜﻤﺎ ﻴﻠﻲ ":ﻴﺠوز ﻝﻘﺎﻀﻲ اﻻﺴﺘﻌﺠﺎﻻت أن ﻴوﻗف ﺘﻨﻔﻴذ
اﻝﺤﻜم أو اﻝﻘرار أو اﻷﻤر اﻝﻤطﻌون ﻓﻴﻪ ﺒطرﻴق اﻋﺘراض اﻝﻐﻴر اﻝﺨﺎرج ﻋن اﻝﺨﺼوﻤﺔ ﺤﺴب
2
اﻷﺸﻜﺎل اﻝﻤﻘررة ﻓﻲ ﻤﺎدة اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل".
1
ﻝﺤﺴﻴن ﺒن ﺸﻴﺦ آث ﻤﻠوﻴﺎ ،رﺴﺎﻝﺔ ﻓﻲ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻻت اﻹدارﻴﺔ ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص51
2
ﻨﻔس اﻝﻤرﺠﻊ ،ص 51
49
&% (' دا ل ا داري وا + -ت ا*+ ا: #$ ا
اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻝﻠﻘﺎﻀﻲ اﻹداري اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ ﻤراﺠﻌﺔ ﻗ اررﻩ وأن ﻴرﻓﻊ ﺤﺎﻝﺔ وﻗف
ّ وﻗد ﻤﻨﺢ
ﻴﻬﻤﻪ اﻷﻤر وﻫذا اﺴﺘﻨﺎدا إﻝﻰ اﻝﻤﺎدة 914ﻤن ﻨﻔس اﻝﻘﺎﻨون.
ﻤﻤن ّ
اﻝﺘﻨﻔﻴذ ﺒﻨﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب ّ
اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻜﺎن ﻋﻠﻴﻪ اﻝﻤوازﻨﺔ ﺒﻴن اﻝﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻔوري ﻝﻠﻘرار
ّ أن
وﻤﻤﺎ أﺴﻠﻔﻨﺎ ،ﻴﺘّﻀﺢ ﻝﻨﺎ ّ
ّ
اﻝﺨﺎﺼﺔ ﻝذا
ّ اﻝﻌﺎﻤﺔ ،اﻝﺘﻲ ﻴﻬدف إﻝﻴﻬﺎ اﻝﻘرار اﻹداري وﺒﻴن ﻤﺼﺎﻝﺢ اﻷﻓراد
ّ اﻹداري واﻝﻤﺼﻠﺤﺔ
أوﺠب أن ﻴﻜون ﻫﻨﺎك ﺴﺒب ﻝﻌدم ﻤﺸروﻋﻴﺔ اﻝﻘرار اﻝﻤراد وﻗف ﺘﻨﻔﻴذﻩ .1
ﻴﺄﺨذ ﻗرار اﻝﻘﺎﻀﻲ اﻹداري اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ ﺸﻜل ﺘداﺒﻴر ﻤؤﻗﺘﺔ ﻤن أﺠل اﻝﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ
اﻝﻤﺴﺘﻘﺒل اﻝﺘوﻗﻴف ﻝﻴس ﻝﻪ أﺜر رﺠﻌﻲ ﻋﻜس اﻹﻝﻐﺎء وﻴﺴرى أﺜرﻩ ﻤن ﻴوم اﻷﻤر ﺒﻪ ،وﻴﻨﺘﻬﻲ
ﻫذا اﻝﺘدﺒﻴر اﻝﻤؤﻗّت ﻋﻨد اﻝﻔﺼل ﻨﻬﺎﺌﻴﺎ ﻓﻲ اﻝﻤوﻀوع.ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜن أن ﻴﻨﺘﻬﻲ ﻋﻨد أﻤر اﻝﻘﺎﻀﻲ
أي طرف
ﻤﺴﺘﺠدة ﻤﺜﺎرة ﻤن ﻗﺒل ّ
ّ اﻹداري اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ ﺒﺘداﺒﻴر أﺨرى ﺒﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺎﺼر
ﻨﺼت ﻋﻠﻴﻪ اﻝﻤﺎدة 912ﻤن ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻹدارﻴﺔ اﻝﺘﻲ
ﻤﺘﻀرر ،وﻫذا ﻤﺎ ّ
ﺘﻘﺎﺒﻠﻬﺎ اﻝﻤﺎدة 521ف 4ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻔرﻨﺴﻲ ،اﻝﺘﻲ اﺴﺘﺠﺎﺒت ﻝطﻠب وﻗف ﺘﻨﻔﻴذ ﻗﻀﻰ ﺒرﻓض
اﻝطﻌن.
واﻻﺨﺘﺼﺎص ﻓﻲ وﻗف ﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻘ اررات اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻴؤول ﻝﻤﺠﻠس اﻝدوﻝﺔ ،ﻷﻨﻪ ﻻﻴﻤﻜن
ﻝﻠﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﻴﺔ أن ﺘﺄﻤر ﺒوﻗف ﺘﻨﻔﻴذ ﺤﻜم ﺼﺎدر ﻋﻨﻬﺎ وﻴﻜون اﻷﻤر ﻓﻲ ﺤﺎﻝﺘﻴن:
اﻝﺤﺎﻝﺔ اﻷوﻝﻰ :ﻗد ﻨﺼت ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻝﻤﺎدة )913ق إ م إ( ﺘﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﺨﺴﺎرة اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ اﻝﻤؤﻜدة اﻝﺘﻲ
ﻗد ﺘﺼﻴب اﻝﻤﺴﺘﺄﻨف ﻤن ﺘﻨﻔﻴذ اﻝﺤﻜم اﻝﺼﺎدر ﻋن اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﻴﺔ ،واﻝﺘﻲ ﻻ ﻴﻤﻜن ﺘدارﻜﻬﺎ
ﻜﺤﺎﻝﺔ اﻝﺤﺠز ﻋﻠﻰ أﻤوال اﻝﻤدﻴن ﻹدارة اﻝﻀراﺌب.
اﻝﺤﺎﻝﺔ اﻝﺜﺎﻨﻴﺔ :وﻗد ﻨﺼت ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻝﻤﺎدة 914ﻤن ﻨﻔس اﻝﻘﺎﻨون ،ﺘﺘﻌﻠق ﺒﺈﻝﻐﺎء ﻗرار إداري
ﺘﺠﺎوز اﻝﺴﻠطﺔ ﻤن طرف اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﻴﺔ ،ﺒﻨﺎءا ﻋﻠﻰ طﻠب اﻝﻤﺴﺘﺄﻨف أن ﻴﺄﻤر ﺒوﻗف ﺘﻨﻔﻴذ
1
Rné Chapus, Op Cit, p 1505
50
&% (' دا ل ا داري وا + -ت ا*+ ا: #$ ا
اﻝﺤﻜم ،إذا ﻤﺎ ﺘﺒﻴن أﻨﻪ ﻓﻀﻼ ﻋن إﻝﻐﺎء ﻫذا اﻝﺤﻜم ﻗد ﻴﺘرﺘب رﻓض اﻝطﻠﺒﺎت اﻝراﻤﻴﺔ إﻝﻰ
اﻹﻝﻐﺎء ﻤن أﺠل ﺘﺠﺎوز اﻝﺴﻠطﺔ اﻝذي ﻗﻀﻰ ﺒﻪ اﻝﺤﻜم.
وﻗد ﻤﻨﺢ اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻝﻠﻘﺎﻀﻲ اﻻﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ اﻹداري ﺴﻠطﺔ ﻤراﺠﻌﺔ ﻗ اررﻩ ،وأن ﻴرﻓﻊ
ﺤﺎﻝﺔ وﻗف اﻝﺘﻨﻔﻴذ ﺒﻨﺎءا ﻋﻠﻰ طﻠب ﻴﻬﻤﻪ اﻷﻤر اﺴﺘﻨﺎدا ﻝﻠﻤﺎدة ) 914ق إ م إ(.
وﻤﻤﺎ ﺴﺒق ذﻜرﻩ ،ﻴﺘﻀﺢ ﻝﻨﺎ أن اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻜﺎن ﻋﻠﻴﻪ اﻝﻤوازﻨﺔ ﺒﻴن اﻝﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻔوري
ﻝﻠﻘرار اﻹداري واﻝﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﻬدف إﻝﻴﻬﺎ اﻝﻘرار اﻹداري وﺒﻴن ﻤﺼﺎﻝﺢ اﻷﻓراد
اﻝﺨﺎﺼﺔ ﻝذا أوﺠب أن ﻴﻜون ﻫﻨﺎك ﺴﺒب ﻝﻌدم ﻤﺸروﻋﻴﺔ اﻝﻘرار اﻝﻤراد وﻗف ﺘﻨﻔﻴذﻩ.
ﺤﻴث ﻴﺄﺨذ ﻗرار ﻗﺎﻀﻲ اﻻﺴﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ﺸﻜل ﺘداﺒﻴر ﻤؤﻗﺘﺔ ﻤن أﺠل اﻝﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ
اﻝﺤﻘوق ﻓﻲ اﻝﻤﺴﺘﻘﺒل ،واﻝﺘوﻗﻴف ﻝﻴس ﻝﻪ أﺜر رﺠﻌﻲ ﻋﻜس اﻹﻝﻐﺎء ،واﻝذي ﻴﺴري أﺜرﻩ ﻤن ﻴوم
اﻷﻤر ﺒﻪ ،وﻴﻨﺘﻬﻲ ﻫذا اﻝﺘدﺒﻴر اﻝﻤؤﻗت ﻋﻨد اﻝﻔﺼل ﻨﻬﺎﺌﻴﺎ ﻓﻲ اﻝﻤوﻀوع ،ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜن أن ﻴﻨﺘﻬﻲ
ﻋﻨد أﻤر ﻗﺎﻀﻲ اﻻﺴﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ﺒﺘداﺒﻴر أﺨرى ﺒﻨﺎءا ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺎﺼر ﻤﺴﺘﺠدة ﻤﺜﺎرة ﻤن ﻗﺒل
أي طرف ﻤﺘﻀرر وﻓﻘﺎ ﻝﻨص اﻝﻤﺎدة 912ﻤن ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻝﺘﻲ ﺘﻘﺎﺒﻠﻬﺎ اﻝﻤﺎدة
4/512ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻔرﻨﺴﻲ.1
إن اﻝﻤﺘﻤﻌن ﻓﻲ ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻹدارﻴﺔ ،ﻴﻼﺤظ أن اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻗد
ﺤﺴم اﻝﺨﻼف اﻝذي ﻜﺎن ﺴﺎﺌد ﻓﻲ ظل ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ اﻝﻘدﻴم ،ﺤول اﺨﺘﺼﺎص
ﻗﺎﻀﻲ اﻻﺴﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ﺒﺎﻝﻨظر ﻓﻲ دﻋﺎوى وﻗف اﻝﺘﻨﻔﻴذ ،ﺒﻌد اﺠﺘﻬﺎد ﻤﺠﻠس اﻝدوﻝﺔ ﻝﺴﻨﺔ
2004ﻓﻲ ﻫذا اﻝﻤﺠﺎل ،واﻝذي أﺴﻨدﻩ إﻝﻰ ﻗﺎﻀﻲ اﻝﻤوﻀوع اﻹداري ﺒﺘﺸﻜﻴﻠﺘﻬﺎ اﻝﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ،وﻻ
ﻴﻤﻜن ﺒﺄي ﺤﺎل ﻤن اﻷﺤوال ﻝﻘﺎﻀﻲ اﻻﺴﺘﻌﺠﺎل اﻹداري أن ﻴﻘرر ﺒﻤﻔردﻩ وﻗف اﻝﺘﻨﻔﻴذ ،ﻷن
اﻝﻐرﻓﺔ اﻹدارﻴﺔ اﻝﻔﺎﺼﻠﺔ ﻓﻲ اﻹﻝﻐﺎء ﻫﻲ ﻨﻔﺴﻬﺎ اﻝﺘﻲ ﻝﻬﺎ ﺼﻼﺤﻴﺔ اﻝﻔﺼل ﻓﻲ ﻫذا اﻝطﻠب.2
1
ﺸﺤﻤﻲ ﺤﻠﻴﻤﺔ ،اﻻﺴﺘﻌﺠﺎل ﻓﻲ اﻝﻤﺎدة اﻹدارﻴﺔ ،ﻤذﻜرة ﻝﻨﻴل ﺸﻬﺎدة ﻝﻴﺴﺎﻨس ،ﺤﻘوق ﻗﺎون ﻋﺎم ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻗﺎﺼدي ﻤرﺒﺎح
ورﻗﻠﺔ ،ﺴﻨﺔ ،2014/2013ص14-13
2
ﻤﺠﻠﺔ ﻤﺠﻠس اﻝدوﻝﺔ ،اﻝﻌدد اﻝﺨﺎﻤس ﻝﺴﻨﺔ ،2004ص ،247اﻝﻐرﻓﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺔ ﻤﻠف رﻗم 018743ﺠﻠﺴﺔ
2004/06/15
51
&% (' دا ل ا داري وا + -ت ا*+ ا: #$ ا
ﻴﻌد اﺴﺘﻌﺠﺎل اﻝﺤرﻴﺎت أﻫم اﺴﺘﻌﺠﺎل ﺘﻀﻤﻨﻪ ﻗﺎﻨون اﻝﻘﻀﺎء اﻹداري اﻝﻔرﻨﺴﻲ .وﻗد ﺠﺎء
ﻝﺘﻌزﻴز اﻝﺘوﺠﻪ اﻝﻌﺎم ﻓﻲ اﻝدوﻝﺔ ﺒﻀرورة ﺘوﻓﻴر ﺠﻤﻴﻊ اﻵﻝﻴﺎت اﻝﻀﺎﻤﻨﺔ ﻝﺤﻘوق اﻷﻓراد ﺘﺠﺎﻩ
ﺘدﺨﻼت اﻝﺴﻠطﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ .وﻫﻜذا أﺼﺒﺢ ﻤﺘﺎﺤﺎ ﻝﻸﻓراد وﻏﻴرﻫم ﻤن أﺸﺨﺎص اﻝﻘﺎﻨون اﻝﺨﺎص
واﻝﻌﺎم أﻴﻀﺎ ،اﻝﻠﺠوء إﻝﻰ اﻝﻘﺎﻀﻲ اﻹداري ﻝدﻓﻊ أي إﻋﺘداء ﻴﻤس ﺤرﻴﺔ أﺴﺎﺴﻴﺔ ،ودون اﺸﺘراط
رﻓﻊ دﻋوى ﻓﻲ اﻝﻤوﻀوع .وﻝﻠﻘﺎﻀﻲ أن ﻴﺄﻤر ﺒﺠﻤﻴﻊ اﻝﺘداﺒﻴر اﻝﻀرورﻴﺔ ﻝﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ
اﻝﺤرﻴﺎت ،وﻝﻪ أن ﻴﻘرن ﻫذﻩ اﻷواﻤر ﺒﻐراﻤﺔ ﺘﻬدﻴدﻴﺔ .1
إذن ﻓﺎﻝﻘﺎﻀﻲ اﻝﻤﺨﺘص ﺒﺎﻝﻨظر ﻓﻲ اﻝﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻹدارﻴﺔ وﻤن ﺒﻴﻨﻬﺎ دﻋوى ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺤرﻴﺎت
اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻫو اﻝﻘﺎﻀﻲ اﻹداري ،وذﻝك ﻜوﻨﻪ أﻜﺜر اﻫﺘﻤﺎﻤﺎ وﻤﻌرﻓﺔ ﺒﺎﻝﻨواﺤﻲ اﻹدارﻴﺔ ﻤن
اﻝﻘﺎﻀﻲ اﻝﻌﺎدي .ﻜﻤﺎ أن اﻝﻘﺎﻀﻲ اﻹداري ﺴﻴﻜون أﻜﺜر ﺨﺒرة ﻤن ﻨظﻴرﻩ اﻝﻌﺎدي ﻓﻲ ﻤﻌرﻓﺔ
اﻝﺴﻠوك اﻝﺼﺤﻴﺢ وﻏﻴر اﻝﺼﺤﻴﺢ ﻝﻺدارة ،وﻤدى ﺘطﺎﺒﻘﻪ ﻤﻊ اﻝﻘﺎﻨون
وﻨظ ار ﻝﻤﻜﺎﻨﺔ اﻝﺤرﻴﺎت اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺘﺸرﻴﻊ اﻝﺠزاﺌري ،ﻓﺈن اﻝﻤﺸرع أﺴﻨد ﻝﻠﻘﺎﻀﻲ
اﻹداري ﻤﻬﻤﺔ اﻝﻔﺼل ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝدﻋوى وﺒﺎﻝﻀﺒط ﻗﺎﻀﻲ اﻻﺴﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ،وذﻝك ﻝﻤﺎ ﻴﺘﻤﺘﻊ
2
ﻨﺼت ﻋﻠﻴﻪ
ﺒﻪ ﻫذا اﻷﺨﻴر ﻤن ﻤروﻨﺔ وﺒﺴﺎطﺔ ﻓﻲ إﺠراءات اﻝﻔﺼل ﻓﻲ اﻝدﻋوى ،وﻫذا ﻤﺎ ّ
اﻝﻤﺎدة 920ﻤن ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻹدارﻴﺔ.
1
ﻋﺒد اﻝﻘﺎدر ﻋدو ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص161
2
ﻏﻨﻴﺔ ﻨزﻝﻲ ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص 139
52
&% (' دا ل ا داري وا + -ت ا*+ ا: #$ ا
ﻨص
ﺤق اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ ﺤرﻴﺔ أﺴﺎﺴﻴﺔ؟ ﻝﻌدم ّ
وﻗد ﺜﺎر اﻝﺘﺴﺎؤل ﻓﻲ ﻓرﻨﺴﺎ ﻋن ﻤدى إﻋﺘﺒﺎر ّ
4
ﻴﻤﻴز ﻫذﻩ اﻝدﻋوى ﻫو ّأﻨﻪ ﻻ
أﻫم ﻤﺎ ّ
اﻝﻤﺎدة 521ﻤن ﻗﺎﻨون 597/2000ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻝﻌ ّل ّ
ﻴﺘم طﻠب وﻗف ﺘﻨﻔﻴذ ﻗرار ﻋن
ﻴﺸﺘرط أن ﺘﻜون ﻫﻨﺎك دﻋوى ﻓﻲ اﻝﻤوﻀوع ﻤوازﻴﺔ وﻴﻤﻜن أن ّ
أن اﻝﻤﺘﻘﺎﻀﻲ ﻋﺎدة ﻤﺎ ﻴﻠﺠﺄ إﻝﻴﻬﺎ ﻨظ ار ﻝﺴرﻋﺔ اﺘﺨﺎذ
طرﻴق دﻋوى إﺴﺘﻌﺠﺎل اﻝﺤرﻴﺎت ذﻝك ّ
1
Paul Cassia,OP Cit, p 118
2
ﻗرار ﻤﺠﻠس اﻝدوﻝﺔ اﻝﻔرﻨﺴﻲ ﺼﺎدر ﺒﺘﺎرﻴﺦ 2002/08/ 16ﻴﺘﻌﻠّق ﺒﻤرﻴﻀﺔ رﻓﻀت إﺠراء ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻨﻘل اﻝدم ﻝﻬﺎ ﻨﻘﻼ ﻋن
ﻜﺘﺎب ﺸﺎﺒو اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق
3
René Chapus, Op Cit, p1425
4
René Chapus, Op Cit, p1344
53
&% (' دا ل ا داري وا + -ت ا*+ ا: #$ ا
اﻹﺠراءات ﻓﻴﻬﺎ واﻝﻔﺼل ﻓﻴﻬﺎ ﻴﻜون ﺒﺼﻔﺔ ﺴرﻴﻌﺔ وﻓﻲ ﻤدة 48ﺴﺎﻋﺔ ﺤﺴب اﻝﻤﺎدة 920ﻤن
ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻹدارﻴﺔ.
وﻗد اﺴﺘﺒﻌد ﻤﺠﻠس اﻝدوﻝﺔ اﻝﻔرﻨﺴﻲ إﻤﻜﺎﻨﻴﺔ رﻓﻊ دﻋوى إدارﻴﺔ إﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺤﻤﺎﻴﺔ
اﻝﺤرﻴﺎت ودﻋوى ﻤن أﺠل وﻗف ﺘﻨﻔﻴذ ﻗرار إداري ﺒﻤوﺠب ﻋرﻴﻀﺔ واﺤدة ،واﻋﺘﺒرﻫﺎ ﻻﻏﻴﺔ،
أن اﻝطﻌن ﻓﻲ ﻜﻼ اﻝدﻋوﻴﻴن أﻤﺎم ﻤﺠﻠس اﻝدوﻝﺔ ﻴﻜون ﺒطرق ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ، 1واﻝﺠدﻴر ﺒﺎﻝذﻜر
ﻝﻜون ّ
اﻝﺤرﻴﺎت اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻌﻼ ،ﺒل ﻴﻜﻔﻲ أن ﻴﻜون
ﻴﻬم أن ﻴﻘﻊ اﻹﻋﺘداء ﻋﻠﻰ ّ
ﻓﻲ ﻫذا اﻝﻤﺠﺎل ّأﻨﻪ ﻻ ّ
ﻫﻨﺎك ﺘدﺒﻴر أو ﻗرار ﻤن ﺸﺄﻨﻪ اﻝﻤﺴﺎس ﺒﺎﻝﺤرﻴﺎت اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻝﻴﺘﻤ ّﻜن ﻗﺎﻀﻲ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل ﻤن
اﻷﻤر ﺒﺘداﺒﻴر إﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ ﻝﻤﻨﻊ ﻫذا اﻹﻋﺘداء واﻝﺤﻴﻠوﻝﺔ دون وﻗوﻋﻪ ،2وﻫذا ﻓﻲ ﻨظرﻨﺎ ﻤﺎ
ﻴﺘﻤﺎﺸﻰ وطﺒﻴﻌﺔ اﻝﺘداﺒﻴر اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ واﻝﻐرض ﻤﻨﻬﺎ.
ﻴﺘﻌﻠق اﻷﻤر ﻫﻨﺎ ﺒﻤﺎ ﻴﻌرف ﻓﻲ ﻗﺎﻨون اﻝﻘﻀﺎء اﻹداري اﻝﻔرﻨﺴﻲ ﺒﺎﻹﺴﺘﻌﺠﺎل ﻤﺎ ﻗﺒل
اﻝﺘﻌﺎﻗد le réfère précontractuelواﻝذي اﻗﺘﺒس اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺘﻪ .3
ﺤﻴث ﺘﺴﻤﺢ اﻝدﻋوى اﻝﻤرﻓوﻋﺔ أﻤﺎم ﻗﺎﻀﻲ اﻻﺴﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ﻓﻲ ﻤﺎدة إﺒرام اﻝﻌﻘود
اﻹدارﻴﺔ واﻝﺼﻔﻘﺎت اﻝﻌﻤوﻤﻴﺔ ﺒﻤﻌﺎﻗﺒﺔ اﻝﻼﻤﺸروﻋﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻠﺤق إﺒرام اﻝﻌﻘد أو ﺸروط اﻝﺼﻔﻘﺔ.
ﻜﻤﺎ ﺘﻀﻤن اﺤﺘرام إﻝﺘزاﻤﺎت اﻹﺸﻬﺎر واﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺨﻀﻊ ﻝﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ إﺒرام اﻝﻌﻘود اﻹدارﻴﺔ أو
اﻝﺼﻔﻘﺎت اﻝﻌﻤوﻤﻴﺔ .4
اﻝﻤﺸرع ﻗواﻋد ﻗﺎﻨوﻨﻴﺔ وأوﺠب ﻋﻠﻰ اﻹدارة اﺤﺘراﻤﻬﺎ وﺘطﺒﻴﻘﻬﺎ ﻝدى ﺘﻌﺎﻗدﻫﺎ،
ّ ﺤﻴث وﻀﻊ
ﺘم ﻤﻨﺢ اﻝﻘﺎﻀﻲ اﻹداري اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ ﻓﻲ ﻫذا اﻝﻤﺠﺎل ﺴﻠطﺎت ﻝم ﻴﻜن ﻴﺘﻤﺘّﻊ
وﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ّ
ﺒﻬﺎ ﺴﺎﺒﻘﺎ ،وﻫذا ﺒﻤوﺠب اﻝﻤﺎدة 946ﻤن ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻹدارﻴﺔ ،ﺘﻜرﻴﺴﺎ ﻝﻤﺒدأ
1
René Chapus , Op Cit, P 1430
2
Paul Cassia, Op Cit, p 120
3
ﻝﺤﺴﻴن ﺒن ﺸﻴﺦ آث ﻤﻠوﻴﺎ ،رﺴﺎﻝﺔ ﻓﻲ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻻت اﻹدارﻴﺔ ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص 125
4
ﻏﻨﻲ أﻤﻴﻨﺔ ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص 231
54
&% (' دا ل ا داري وا + -ت ا*+ ا: #$ ا
ﺨﺎﺼﺔ ﺘﻠك
ّ اﻝﻤطﺒﻘﺔ اﻹﺠراءات
ّ ﻝﻠﻨﺼوص اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ
اﻝﻤﺸروﻋﻴﺔ وﻀﻤﺎن إﺤﺘرام اﻹدارة ّ
اﻝﻤﺘﻤم ﻝﻠﻤرﺴوم اﻝرﺌﺎﺴﻲ رﻗم
اﻝﻤﻌدل و ّ
ّ اﻝﻤﻨﺼوص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻝﻤرﺴوم اﻝرﺌﺎﺴﻲ رﻗم 338/08
ﺘدﺨل اﻝﻘﺎﻀﻲ اﻹداري
ّ ﻓﺈن
اﻝﻤﺘﻀﻤن ﺘﻨظﻴم اﻝﺼﻔﻘﺎت اﻝﻌﻤوﻤﻴﺔ وﻋﻠﻴﻪ ّ
ّ 250/02
اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ ﻴﻜون ﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ إﺨﻼل اﻹدارة ﺒﺈﻝﺘزاﻤﺎت اﻹﺸﻬﺎر واﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺨﻀﻊ ﻝﻬﺎ
ﻤﻤن ﻝﻪ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻓﻲ إﺒرام اﻝﻌﻘد،
ﻋﻤﻠﻴﺎت إﺒرام اﻝﻌﻘود واﻝﺼﻔﻘﺎت اﻝﻌﻤوﻤﻴﺔ ،ﺒﻨﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب ّ
ﻴﺤدد ﺒﺎﻝﺘﻔﺼﻴل ﻤﺎﻫﻴﺔ
اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻝم ّ
ّ أن
ﻴﺘﻀرر ﻤن ﻫذا اﻹﺨﻼل .واﻝواﻗﻊ ّ
ّ واﻝذي ﻗد
اﻹﺨﻼل ﺒﺈﻝﺘزاﻤﺎت اﻹﺸﻬﺎر واﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺨﻀﻊ ﻝﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺎت إﺒرام اﻝﻌﻘود اﻹدارﻴﺔ،
أن اﻷﻤر ﻻ ﻴﺘﻌﻠّق ﺒﺎﻝﺒﺤث
ﻜرس ﻤﻔﻬوم ﻤوﻀوﻋﻲ إذ ّ
وﺒﺎﻝرﺠوع إﻝﻰ اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻔرﻨﺴﻲ ﻨﺠد ّأﻨﻪ ّ
ﻋﻤﺎ إذا ﻜﺎن اﻝﺸﺨص اﻝﻤﻌﻨوي اﻝﻌﺎم ﻴرﻴد اﻝﺘﻤﻠّص ﻤن إﻝﺘزاﻤﺎﺘﻪ وﻻ ﺘﻘدﻴر ﻤﺎ إذا ﻜﺎن اﻝﺨطﺄ
ّ
ﺴﺒب ﻀر ار ﻝﻠﻤدﻋﻲ ،وﻝﻜن اﻷﻤر ﻴﺘﻌﻠّق ﺒﻤﻌﺎﻴﻨﺔ ﻤﺎ إذا ﻜﺎﻨت ﻜﻴﻔﻴﺔ
أو اﻝﻤﺨﺎﻝﻔﺔ اﻝﻤرﺘﻜﺒﺔ ﻗد ّ
اﻹﻋﻼن ﻋن ﻤﺸروع اﻝﺼﻔﻘﺔ أو اﻝﻌﻘد ﻏﻴر ﻤطﺎﺒﻘﺔ ﻝﻠﺘﺸرﻴﻊ اﻝﻤﻌﻤول ﺒﻪ .1
وﺤددت اﻝﻤﺎدة 6و 4و 13ﻤن ﻗﺎﻨون اﻝﺼﻔﻘﺎت اﻝﻌﻤوﻤﻴﺔ أرﺒﻌﺔ أﻨواع ﻤن اﻝﻌﻘود ﺘﺒرﻤﻬﺎ
اﻝﻬﻴﺌﺎت اﻝﻤذﻜورة ﻓﻲ اﻝﻤﺎدة 2وأﻀﻔت ﻋﻠﻴﻬﺎ طﺎﺒﻊ اﻝﺼﻔﻘﺔ اﻝﻌﻤوﻤﻴﺔ ﺒﺸرط أن ﺘﻜون ﻤﻜﺘوﺒﺔ،
2
وﺘﺘﻤﺜل ﻫذﻩ اﻝﻌﻘود ﻓﻲ:
أن
ﻨص اﻝﻤﺎدة 946ﻤن ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻹدارﻴﺔ ،ﻴﺠد ّ
اﻝﻤﺘﺄﻤل ﻓﻲ ّ
ّ إن
ّ
اﻝﻤﺘﻀرر ﻤن
ّ ﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻤﻨﺢ إﻤﻜﺎﻨﻴﺔ اﻝﻠّﺠوء إﻝﻰ اﻝﻘﻀﺎء اﻹداري اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ ﻤن ﻗﺒل
اﻝ ّ
1
René Chapus, Op Cit, p1480
2
ﻏﻨﻲ أﻤﻴﻨﺔ ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص 236
55
&% (' دا ل ا داري وا + -ت ا*+ ا: #$ ا
1
René Chapus ,Op Cit, p 1485
2
ﻤﻨﺼور ﻤﺤﻤد أﺤﻤد ،اﻝﻐراﻤﺔ اﻝﺘﻬدﻴدﻴﺔ ﻜﺠزاء ﻝﻌدم ﺘﻨﻔﻴذ أﺤﻜﺎم اﻝﻘﻀﺎء اﻹداري اﻝﺼﺎدرة ﻀد اﻹدارة ،دار اﻝﺠﺎﻤﻌﺔ
اﻝﺠدﻴدة ﻝﻠﻨﺸر ،2002 ،ص .138
3
ﻨﻔس اﻝﻤرﺠﻊ ،ص .143
4
ﻤﺠﻠّﺔ ﻤﺠﻠﺔ اﻝدوﻝﺔ ﻋدد 04ﻋﺎم 2003ص : 147ﻋن ﻤوﻗف ﻤﺠﻠس اﻝدوﻝﺔ ﻤن اﻝﻐراﻤﺔ اﻝﺘﻬدﻴدﻴﺔ ,ﺘﻌﻠﻴق ﻋﻠﻰ ﻗرار
ﻤﺠﻠس اﻝدوﻝﺔ اﻝﺼﺎدر 2003/04/08ﻤﻠف رﻗم 014989ﻤن طرف أﺴﺘﺎذ ﻤﻜﻠّف ﺒﺎﻝدروس ﻜﻠﻴﺔ اﻝﺤﻘوق ﺠﺎﻤﻌﺔ
ﺒوﻤرداس.
56
&% (' دا ل ا داري وا + -ت ا*+ ا: #$ ا
اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻹدارﻴﺔ ،وﻴﻜون اﻝﻔﺼل ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝدﻋوى ﻓﻲ أﺠل 20ﻴوﻤﺎ ،ﻨظ ار ﻝﺘﻌﻠّﻘﻬﺎ ﺒﺴﻴر
وﺒﺎﻝﻨظر إﻝﻰ ﻫذﻩ اﻝﺴﻠطﺎت اﻝﺠدﻴدة اﻝﻤﻤﻨوﺤﺔ ﻝﻠﻘﺎﻀﻲ اﻹداري اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ ﻓﻲ
اﻝﻤرﻓق اﻝﻌﺎمّ ،
أن :
ﻫذا اﻝﻤﺠﺎل وﻤﻘﺎرﻨﺘﻬﺎ ﻤﻊ ﺘﻠك اﻝﻤﻤﻨوﺤﺔ ﻨظﻴرﻩ اﻝﻔرﻨﺴﻲ ﻨﻼﺤظ ّ
ﺤددﺘﻬﺎ اﻝﻤﺎدة 551ﻤن ﻗﺎﻨون رﻗم 597/2000ﻜﻤﺎ
ﻫذا اﻷﺨﻴر ﻴﺘﻤﺘّﻊ ﺒﺴﻠطﺎت أوﺴﻊ ّ
ﻴﻠﻲ :ﺴﻠطﺔ ﺘوﺠﻴﻪ أواﻤر ﻝﻤرﺘﻜب اﻝﻤﺨﺎﻝﻔﺔ اﻝﺘﻲ ﻋﺎدة ﻤﺎ ﻴﻜون ﺸﺨص ﻤﻌﻨوي ﻋﺎم ،ﺒﺄن ﻴﻠﺘزم
ﺒﺈﻝﺘزاﻤﺎﺘﻪ.
ﺴﻠطﺔ ﺘوﻗﻴف ﺘﺤرﻴر اﻝﻌﻘد أو ﺘوﻗﻴف ﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻘ اررات اﻝﻤرﺘﺒطﺔ ﺒﻪ.
ﺴﻠطﺔ إﺘّﺨﺎذ إﺠراءات وﺘداﺒﻴر ﻨﻬﺎﺌﻴﺔ وﻫﻲ إﺒطﺎل اﻝﻘ اررات ٕواﻝﻐﺎء اﻝﺸروط اﻝﻐﻴر ﻤطﺎﺒﻘﺔ
ﻝﻠﻘﺎﻨون اﻝواردة ﻓﻲ اﻝﻌﻘد .
أن ﻨﺘﺎﺌﺠﻬﺎ
ﻴﻘدر ّ
ﺴﻠطﺔ اﻷﻤر ﺒﻐراﻤﺔ ﻤؤﻗّﺘﺔ ،أي ﻴﻤﻜن ﻤراﺠﻌﺘﻬﺎ révisableوﻫذا إذا ﻝم ّ
أن ﻫذا اﻝﻘطﺎع
وﻴﺘم إﻝﻐﺎء اﻝﻐراﻤﺔ إذا ﻜﺎن ﻋدم اﻝﺘﻨﻔﻴذ راﺠﻊ ﻝﺴﺒب أﺠﻨﺒﻲ ،وﻫذا ﻜون ّ
ﺴﻠﺒﻴﺔّ ،
اﻝﺴﻴر اﻝﻤﺴﺘﻤر ﻝﻠﻤرﻓق اﻝﻌﻤوﻤﻲ.
ﻫﺎم ﻴﺠب ﺘﻔﺎدي ﻋرﻗﻠﺔ ّ
وﻗد ذﻫب اﻹﺠﺘﻬﺎد اﻝﻔرﻨﺴﻲ إﻝﻰ أﺒﻌد ﻤن ﻫذا وﻤﻨﺢ ﻝﻠﻘﺎﻀﻲ اﻹداري اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ ﺴﻠطﺔ
ﻤراﻗﺒﺔ اﻹﺠراءات ٕواﺒطﺎل ووﻗف اﻝﺘﻨﻔﻴذ إذا ﻤﺎ طﻠب ﻤﻨﻪ ذﻝك .1
أن اﻝﻐراﻤﺔ اﻝﺘﻬدﻴدﻴﺔ ﺘوﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺸﺨص ﻋﺎم ﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ ﻋدم ﺘﻨﻔﻴذ
وﻋﻠﻴﻪ ﻨﺼل إﻝﻰ اﻝﻘول ّ
اﻷﻤر اﻹداري اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ وﻻ ﻴﻤﻜن ﺘوﻗﻴﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ ﻤﺎ إذا ﻜﺎن اﻻﻤﺘﻨﺎع ﻋن اﻻﻝﺘزام
ﺘﺒﻴن ّﻨﻴﺔ اﻹدارة ﻓﻲ اﻻﻤﺘﺜﺎل .
ﺒﺎﻹﻝﺘزاﻤﺎت ﻨﺎﺘﺠﺎ ﻋن ﺴﺒب أﺠﻨﺒﻲ ،أو ّ
ﺴﻨﺘطرق ﻓﻲ ﻫذا اﻝﻤطﻠب إﻝﻰ ﺴﻠطﺎت اﻝﻘﺎﻀﻲ اﻹداري اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل اﻝﺘﺤﻘﻴق،
ّ
أﻫم اﻝﺼﻼﺤﻴﺎت اﻝﻤﻤﻨوﺤﺔ ﻝﻪ ﻓﻲ ﻫذﻩ
ﻤﻌﺎﻴﻨﺔ ﺤﺎﻝﺔ وﻓﻲ ﻤﺠﺎل اﻝﺘﺴﺒﻴق اﻝﻤﺎﻝﻲ ،ﻤﺒرزﻴن ّ
1
René Chapus, Op Cit, p1487
57
&% (' دا ل ا داري وا + -ت ا*+ ا: #$ ا
اﻝﻤﺠﺎﻻت ﺒﻤوﺠب اﻝﺘﻌدﻴﻼت اﻝﻤﺴﺘﺤدﺜﺔ ﺒﻤوﺠب ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻹدارﻴﺔ ،وﻤﻘﺎرﻨﺘﻬﺎ
ﻤﻊ ﺘﻠك اﻝﺘﻲ ﻴﺘﻤﺘّﻊ ﺒﻬﺎ ﻗﺎﻀﻲ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل اﻹداري اﻝﻔرﻨﺴﻲ ﻓﻲ ﻨﻔس ﻫذﻩ اﻝﻤﺠﺎﻻت.
1
ﻤﺴﻌود ﺸﻴﻬوب ،اﻝﻤﺒﺎدئ اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻝﻠﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻹدارﻴﺔ :ﻨظرﻴﺔ اﻹﺨﺘﺼﺎص ،اﻝﺠزء اﻝﺜﺎﻨﻲ ،دﻴوان اﻝﻤطﺒوﻋﺎت اﻝﺠﺎﻤﻌﻴﺔ،
،2009ص .13
2
René Chapus ,Op Cit, p 1455
3
René Chapus , Op Cit, p1467
4
ﻤﺴﻌود ﺸﻴﻬوب ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ,ص .13
58
&% (' دا ل ا داري وا + -ت ا*+ ا: #$ ا
اﻝﻤﺸرع اﻝﻔرﻨﺴﻲ
ّ ﻤؤﺴس ،وﻗد أﻝﻐﻰ
اﻝﻨزاع وﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ إﻨﻌداﻤﻬﺎ ﻴﻌﺘﺒر اﻝطﻠب ﻏﻴر ّ
ﻓﻲ ﻤوﻀوع ّ
ﺸرط اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل ﻓﻲ ﻤﺎدة إﺴﺘﻌﺠﺎل اﻝﺘﺤﻘﻴق ﺴﺎﻤﺤﺎ ﺒذﻝك ﻝﻠﻘﺎﻀﻲ اﻹداري اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ اﻷﻤر
ﺘﺒﻴن ﻝﻪ ﺠدوى ﻤن ذﻝك وﻓﻲ إطﺎر ﺤﺴن ﺴﻴر اﻝﻌداﻝﺔ ،إﻀﺎﻓﺔ إﻝﻰ إﻝﻐﺎء
ﺒﺘداﺒﻴر اﻝﺘﺤﻘﻴق ﻜﻠّﻤﺎ ّ
ﺸرط ﻋدم اﻝﻤﺴﺎس ﺒﻤوﻀوع اﻝﻨزاع .1
أﻤﺎ ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﻠﻘواﻋد اﻹﺠراﺌﻴﺔ اﻝﺨﺎﺼﺔ ﺒدﻋوى اﻻﺴﺘﻌﺠﺎل اﻝﺘﺤﻘﻴﻘﻲ ﻓﻴﺘﻌﻠق اﻷﻤر أوﻻ
ﺒﺎﻹﺠراءات اﻝﺨﺎﺼﺔ ﺒﻘﺒول اﻝدﻋوى ،ﺜﺎﻨﻴﺎ ﺒﺎﻷﻤر اﻻﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ وأﺨﻴ ار ﺒطرق اﻝطﻌن اﻝﻤﻘررة
ﻀدﻩ.
أ -اﻹﺠراءات اﻝﺨﺎﺼﺔ ﺒﻘﺒول دﻋوى اﻻﺴﺘﻌﺠﺎل اﻝﺘﺤﻘﻴﻘﻲ :ﺤﺘﻰ ﺘﻜون دﻋوى اﻻﺴﺘﻌﺠﺎل
اﻝﺘﺤﻘﻴﻘﻲ ﻤﻘﺒوﻝﺔ ،ﻴﺠب أن ﻴدﺨل اﻝطﻠب ﻤوﻀوع اﻝدﻋوى ،ﻓﻲ اﺨﺘﺼﺎص اﻝﻘﺎﻀﻲ
اﻻﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ اﻝﻤﻘدم أﻤﺎﻤﻪ ،وﻴﺠب أن ﺘﻜون اﻝﻌرﻴﻀﺔ ﻤﻘﺒوﻝﺔ ﺸﻜﻼ.2
ﻴﻤﻜن ﻝﻠﻘﺎﻀﻲ أن ﻴﺄﻤر ﺒﻨﺎء ﻋﻠﻰ أﻤر ﻋﻠﻰ ﻋرﻴﻀﺔ ﺤﺘّﻰ ﻓﻲ ﻏﻴﺎب ﻗرار إداري
ﺘؤدي إﻝﻰ ﻨﺸوء ﻨزاع ﻗﻀﺎﺌﻲ،وﻫذا ﻤﺎ أ ّﻜدﺘﻪ اﻝﻤﺎدة
ﻤﺴﺒق ﺘﻌﻴﻴن ﺨﺒﻴر ﻝﻤﻌﺎﻴﻨﺔ اﻝوﻗﺎﺌﻊ اﻝﺘﻲ ﻗد ّ
ﻴﺤدد آﺠﺎل ﻝﻠﻤﻌﺎﻴﻨﺔ ،ﺒل إﻜﺘﻔﻰ
اﻝﻤﺸرع ﻫﻨﺎ ﻝم ّ
939ﻤن ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻹدارﻴﺔ ،و ّ
أن اﻝﺤﺎﻝﺔ إﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ ﻤﻊ إﺸﻌﺎر اﻝﻤدﻋﻲ ﻋﻠﻴﻪ ،وﻗد إﺸﺘرط
ﺒذﻜر ﻋﺒﺎرة "ﺒدون ﺘﺄﺨﻴر" ﻜون ّ
اﻝﺘﺸدد
ّ اﻝﻤﺸرع ﻝﻸﻤر ﺒﻬذا اﻝﺘدﺒﻴر ﻋدم ﺘﺠﺎوز ﻤوﻀوع اﻝطﻠب إﺜﺒﺎت وﻗﺎﺌﻊ ﻤﺎدﻴﺔ ﻻ ﻏﻴر دون
ّ
أن اﻷﻤر ﻫﻨﺎ دون ﻤﻨﺎﻗﺸﺔ وﺠﺎﻫﻴﺔ ﺒﻴن
ﺒﻘوة اﻝﻘﺎﻨون ،طﺎﻝﻤﺎ ّ
وﻜﺄﻨﻪ إﻋﺘﺒرﻫﺎ ﺤﺎﻝﺔ إﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ ّ
ّ
اﻝﻤﺸرع اﻝﻔرﻨﺴﻲ اﻝذي ﺘﺨﻠّﻰ ﻋن ﺸرط اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل ﺒﻤوﺠب ﻤرﺴوم
ّ اﻷطراف ،ﻤﻨﺘﻬﺠﺎ ﺴﺒﻴل
ﺘﻨﺼب ﻋﻠﻰ وﻗﺎﺌﻊ ﻤﺎدﻴﺔ
ّ 22ﻨوﻓﻤﺒر 2000وﻋﻠﻰ اﻝﻘﺎﻀﻲ ﺘﻘدﻴر اﻝﻤﻌﺎﻴﻨﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﺠب أن
1
René Chapus, Op Cit, p 1468
2
ﻏﻨﻲ أﻤﻴﻨﺔ ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص211
59
&% (' دا ل ا داري وا + -ت ا*+ ا: #$ ا
وطﻠب إﺜﺒﺎت اﻝﺤﺎﻝﺔ ﻫو طﻠب ﻗﻀﺎﺌﻲ اﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ .واﻝﻤﺒدأ ﻗﻲ ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ
واﻹدارﻴﺔ طﺒﻘﺎ ﻝﻠﻤﺎدة 299ق.إ.م.إ ﻫو أن اﻝطﻠﺒﺎت اﻝﻤﺴﺘﻌﺠﻠﺔ ﺘرﻓﻊ ﺒﻌرﻴﻀﺔ اﻓﺘﺘﺎﺤﻴﺔ أﻤﺎم
اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝواﻗﻊ ﻓﻲ داﺌرة اﺨﺘﺼﺎﺼﻬﺎ اﻝﺘدﺒﻴر اﻝﻤطﻠوب ،ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻝﻰ ﺸرط اﻝﺼﻔﺔ
واﻝﻤﺼﻠﺤﺔ وﻫﻤﺎ ﺸرطﺎن ﻤطﻠوﺒﺎن ﻓﻲ ﺴﺎﺌر اﻝدﻋﺎوى اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ أﻴﺎ ﻜﺎن ﻨوﻋﻬﺎ إدارﻴﺔ أم
ﻋﺎدﻴﺔ ،ﻤوﻀوﻋﻴﺔ أو اﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺸﺘرط ﻝﻘﺒول طﻠﺒﺎت إﺜﺒﺎت اﻝﺤﺎﻝﺔ ﺜﻼﺜﺔ ﺸروط أﺴﺎﺴﻴﺔ
ﻫﻲ:4
-02ارﺘﺒﺎط طﻠب إﺜﺒﺎت اﻝﺤﺎﻝﺔ ﺒوﻗﺎﺌﻊ ﻤن ﺸﺄﻨﻬﺎ أن ﺘؤدي إﻝﻰ ﻨزاع ﻤﺤﺘﻤل أﻤﺎم اﻝﺠﻬﺔ
اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ
1
René Chapus, Op Cit, p 1463
2
إﺠﺘﻬﺎد ﻗﻀﺎﺌﻲ ﻓﻲ ﻓرﻨﺴﺎ ﺼﺎدر ﺒﺘﺎرﻴﺦ ,1969/02/07ﻨﻘﻼ ﻋن ﻜﺘﺎب روﻨﻲ ﺸﺎﺒو،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص1465
3
ﻋﺒد اﻝﻘﺎدر ﻋدو ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص236 -235
4
ﻨﻔس اﻝﻤرﺠﻊ ،ص 239-238
60
&% (' دا ل ا داري وا + -ت ا*+ ا: #$ ا
إن اﻝﻘﻀﺎء اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل اﻝﺘّﺴﺒﻴق اﻝﻤﺎﻝﻲ ﻤﻔﻴد ﻓﻲ ﺒﻌض اﻝﺤﺎﻻت ﻤﺜل ﺤﺎﻝﺔ
ّ
اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ دون ﺨطﺄ ،أﻴن ﻴﻜون اﻹﻝﺘزام ﻓﻴﻬﺎ ﺜﺎﺒﺘﺎ وﻏﻴر ﻤﺸﻜوك ﻓﻴﻪ ،وﻤﺜل ﺤﺎﻝﺔ اﻝدﻴون
ﻓﺈﻨﻪ ﻤن اﻝﻤﻌﻘول اﻷﻤر ﻋﻠﻰ وﺠﻪ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل ﺒﺎﻝﺘﺴﺒﻴق اﻝﻤﺎﻝﻲ
ﺜم ّاﻝﺜﺎﺒﺘﺔ ﺒﺴﻨد رﺴﻤﻲ ،وﻤن ّ
ذﻤﺔ ﻫذا اﻹﻝﺘزام .2
ﻋﻠﻰ ّ
وﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﻠﻘواﻋد اﻹﺠراﺌﻴﺔ اﻝﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻝﺘﺴﺒﻴق اﻝﻤﺎﻝﻲ:
أوﻻ -اﻝﺨﺎﺼﺔ ﺒﻘﺒول اﻝطﻠب :ﺤﻴث ﻴﺠب رﻓﻊ اﻝدﻋوى اﻻﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ ﻝﻠﺤﺼول ﻋﻠﻰ ﺘﺴﺒﻴق
ﻤﺎﻝﻲ أﻤﺎم اﻝﺠﻬﺔ اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ اﻹدارﻴﺔ اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ ﻨوﻋﻴﺎ ٕواﻗﻠﻴﻤﻴﺎ وذﻝك ﺒﻤوﺠب ﻋرﻴﻀﺔ ﻤﻘﺒوﻝﺔ
ﺸﻜﻼ وﺘﻜون ﻤﻜﺘوﺒﺔ ﻤؤرﺨﺔ وﻤوﻗﻐﺔ ﻤن ﻤﺤﺎم طﺒﻘﺎ ﻝﻠﻤﺎدة 815ﻤن ق.إ.م.إ إذا ﻜﺎﻨت
ﻤرﻓوﻋﺔ أﻤﺎم اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﻴﺔ ،أﻤﺎ إذا ﻜﺎﻨت ﻤرﻓوﻋﺔ أﻤﺎم ﻤﺠﻠس اﻝدوﻝﺔ ﻓﻴﺠب ﺘوﻗﻴﻌﻬﺎ ﻤن
طرف ﻤﺤﺎم ﻤﻌﺘﻤد ﻝدى ﻤﺠﻠس اﻝدوﻝﺔ طﺒﻘﺎ ﻝﻠﻤﺎدة 826ﻤن ق.إ.م.إ وﻴﺠب إرﻓﺎق ﻋرﻴﻀﺔ
1
ﻤﺴﻌود ﺸﻴﻬوب ،ﻨﻔس اﻝﻤرﺠﻊ ،ص 16
2
ﻨﻔس اﻝﻤرﺠﻊ ،ص16
61
&% (' دا ل ا داري وا + -ت ا*+ ا: #$ ا
طﻠب اﻝﺘﺴﺒﻴق اﻝﻤﺎﻝﻲ ﺒﻌرﻴﻀﺔ دﻋوى اﻝﻤوﻀوع اﻝﻤرﻓوﻋﺔ أﻤﺎم اﻝﺠﻬﺔ اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ اﻹدارﻴﺔ اﻝﺘﻲ
ﻴﻘدم إﻝﻴﻬﺎ اﻝطﻠب.1
ﺜﺎﻨﻴﺎ -اﻝﺨﺎﺼﺔ ﺒﺴﻴر دﻋوى اﻻﺴﺘﻌﺠﺎل اﻝﺘﺴﺒﻴﻘﻲ :أﻋﻔﻰ اﻝﻤﺸرع اﻝﻘﺎﻀﻲ ﻤن إﻝزاﻤﻴﺔ
اﻝﺘﺤﻘﻴق إذا رأى ﺒﺄن ﺤل اﻝﻌرﻴﻀﺔ ﻤؤﻜد ،ﻝﻜن ﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ ﻤﺎ إذا ﻗرر اﻝﺘﺤﻘﻴق ﻓﻲ اﻝﻘﻀﻴﺔ ﻓﺈن
ﻫذا اﻷﺨﻴر ﻴﺨﻀﻊ ﻝﻤﺒدأ اﻝوﺠﺎﻫﻴﺔ ﻤﻊ ﻤﺎ ﻴﺘﻤﺎﺸﻰ وﻤﻘﺘﻀﻴﺎت اﻻﺴﺘﻌﺠﺎل ،ﺤﻴث ﻴﺠب ﺘﺒﻠﻴﻎ
اﻝﺨﺼم ﺒﺎﻝﻌرﻴﻀﺔ ﻓﻲ أﻗرب وﻗت ﻤﻊ ﻤﻨﺤﻪ أﺠﻼ ﻗﺼﻴ ار ﻝﻠرد وﻴﺠل اﺤﺘرام ﻫذا اﻷﺠل ﺒﺼراﻤﺔ
ٕواﻻ اﺴﺘﻐﻨﻰ ﻋﻨﻬﺎ دون إﻋذار.2
ﺜﺎﻝﺜﺎ -اﻝﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒطرق اﻝطﻌن :وﻫﻲ اﻻﺴﺘﺌﻨﺎف وﻨﺼت اﻝﻤﺎدة 943ﻤن ق.إ.م.إ ﻋﻠﻰ أن
ﻴﻜون اﻷﻤر ﺒﻤﻨﺢ أورﻓض اﻝﺘﺴﺒﻴق اﻝﻤﺎﻝﻲ ﻗﺎﺒﻼ ﻝﻼﺴﺘﺌﻨﺎف أﻤﺎم ﻤﺠﻠس اﻝدوﻝﺔ ﺨﻼل ﺨﻤﺴﺔ
ﻋﺸر ﻴوﻤﺎ ﻤن ﺘﺎرﻴﺦ اﻝﺘﺒﻠﻴﻎ اﻝرﺴﻤﻲ ﻝﻸﻤر ،ﻜذﻝك اﻝطﻌن ﺒﺎﻝﻨﻘض وﻴﺠوز ﻓﻲ اﻷﻤر اﻝﺼﺎدر
ﻋن اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﻴﺔ اﻝﻤﺘﻀﻤن رﻓض أو ﻤﻨﺢ اﻝﺘﺴﺒﻴق اﻝﻤﺎﻝﻲ أﻤﺎم ﻤﺠﻠس اﻝدوﻝﺔ ﺨﻼل
ﺸﻬرﻴن ﻤن ﺘﺎرﻴﺦ اﻝﺘﺒﻠﻴﻎ اﻝرﺴﻤﻲ ﻝﻸﻤر .3
1
ﻏﻨﻲ أﻤﻴﻨﺔ ،ﻨﻔس اﻝﻤرﺠﻊ ،ص227 -225
2
ﻨﻔس اﻝﻤرﺠﻊ ،ص 228 -227
3
ﻨﻔس اﻝﻤرﺠﻊ ،ص 229
62
&% (' دا ل ا داري وا + -ت ا*+ ا: #$ ا
اﻷﻋﻤﺎل......إﻝﺦ ،وﻝﺤﻴوﻴﺔ ﻫذا اﻝﻤﺠﺎل وﺘﻌﻠﻘﻪ ﺒﺎﻷﻤور اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ ﺒﺸﻜل ﻋﺎم أﺨﻀﻌﻪ اﻝﻤﺸرع
ﻝﻼﺴﺘﻌﺠﺎل ،وﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﺠﺒﺎﺌﻴﺔ ﻫو ﻗﺎﻨون ﻋﻤل ﻓﻴﻪ اﻝﻤﺸرع ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻊ ﻜل اﻹﺠراءات
اﻝﻤﺘﻨﺎﺜرة ﻓﻲ اﻝﻘواﻨﻴن واﻝﺘﻲ ﺘﺨص اﻝﻘواﻨﻴن اﻝﺠﺒﺎﺌﻴﺔ وﻗد ﺘم ﻫذا اﻝﺠﻤﻊ ﺒﻤوﺠب ﻗﺎﻨون اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ
ﻝﺴﻨﺔ .2003
وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﻴﺴﺘطﻴﻊ ﻜل ذي ﻤﺼﻠﺤﺔ أن ﻴرﻓﻊ دﻋوى اﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ ﻴﻠﺘﻤس ﻓﻴﻬﺎ وﻗف ﺘﺤﺼﻴل
اﻝﻀرﻴﺒﺔ ﺸرﻴطﺔ ﺘﻘدﻴم ﻀﻤﺎﻨﺎت وﻨﺸر دﻋوى اﻝﻤوﻀوع.
1
ﻝﺤﺴﻴن اﻝﺸﻴﺦ آث ﻤﻠوﻴﺎ ،اﻝﻤﻨﺘﻘﻰ ﻓﻲ ﻗﻀﺎء اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص .272
63
&% (' دا ل ا داري وا + -ت ا*+ ا: #$ ا
اﻝﻤﺸرع اﻝﻔرﻨﺴﻲ ﻓﻘد ﻤﻨﺢ ﻓﻲ ﻫذا اﻝﻤﺠﺎل ﻝﻠﻘﺎﻀﻲ اﻹداري اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ ﺴﻠطﺔ اﻝﺒﺤث ﻓﻲ
ّ أﻤﺎ
ّ
اﻝﻤﻘدﻤﺔ ﻤن ﻗﺒل اﻝﻤﻜﻠّف ﺒﺎﻝﻀرﻴﺒﺔ واﻝذي ﻴطﻠب إرﺠﺎء دﻓﻊ ﻤﺒﻠﻎ اﻝﻀرﻴﺒﺔ.1
ﺠدﻴﺔ اﻝﻀﻤﺎﻨﺎت ّ
ّ
اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ :ﺴﻠطﺎت ﻗﺎﻀﻲ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ﻓﻲ ﻤﺠﺎل إﺒﻌﺎد اﻷﺠﺎﻨب اﻝﻤﻘﻴﻤﻴن ﺒﺼﻔﺔ
ﻏﻴر ﺸرﻋﻴﺔ.
اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﺒﻌض اﻝﺤﺎﻻت إﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ ﺒطﺒﻴﻌﺘﻬﺎ،ﻨظ ار ﻝﻤﺎ ﻝﻬﺎ ﻤن ﺜﺄﺘﻴر ﻋﻠﻰ
ّ إﻋﺘﺒر
اﻝﺤد ﻤن ﺴﻠطﺔ اﻹدارة ﻓﻲ ﻫذا اﻝﻤﺠﺎل ٕواﻀﻔﺎء أﻜﺜر ﻤﺸروﻋﻴﺔ
وﻀﻌﻴﺔ اﻷﻓراد،ورﻏﺒﺔ ﻤﻨﻪ ﻓﻲ ّ
اﻝﻤﺸرع ﺤﺎﻻت إﺴﺘﻌﺠﺎل ﻗﺼوى؟
ّ ﻋﻠﻰ أﻋﻤﺎﻝﻬﺎ.ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﻴﺎ ﺘرى ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻻت اﻝﺘﻲ إﻋﺘﺒرﻫﺎ
وﻤﺎ ﻫﻲ اﻝﺘداﺒﻴر اﻝﺘﻲ ﻴﻤﻜن ﻝﻠﻘﺎﻀﻲ اﻹداري اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ اﺘﺨﺎذﻫﺎ ﻓﻲ ﻤواﺠﻬﺔ اﻹدارة؟
ﺴﻨﺤﺎول اﻹﺠﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻹﺸﻜﺎﻻت ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
1
ﻝﺤﺴﻴن اﻝﺸﻴﺦ آث ﻤﻠوﻴﺎ ،اﻝﻤﻨﺘﻘﻰ ﻓﻲ ﻗﻀﺎء اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص .256
2
ﻨﻔس اﻝﻤرﺠﻊ ،ص .263
64
&% (' دا ل ا داري وا + -ت ا*+ ا: #$ ا
إن اﻝﺘّﻌدﻴل اﻝذي ﺠﺎء ﺒﻪ ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻹدارﻴﺔ ﻻ ﺴﻴﻤﺎ اﻝﻤﺎدة 921ﻤﻨﻪ
ّ
ﻤﺨﺘﺼﺎ ﺒﺎﻝﻤر ﺒوﻗف ﺘﻨﻔﻴذ ﻗرار
ّ رﻓﻌت ﻫذا اﻝﻠّﺒس وﺠﻌﻠت ﻤن ﻗﺎﻀﻲ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل اﻹداري
اﻝﻤﻨوﻩ
ﺘﻌﺴﻔﻴﺎ وﻤﺨﺎﻝﻔﺎ ﻝﻸوﻀﺎع واﻝ ّﺸروط ّ
ﺘم ّأن ﻫذا اﻝﻐﻠق ﻗد ّ
ﺘﺒﻴن ﻝﻪ ّ
اﻝﻐﻠق اﻹداري إذا ﻤﺎ ّ
ﻋﻨﻬﺎ ﻗﺎﻨوﻨﺎ .
ﺤﺠﻴﺔ
ﺤﺠﻴﺔ اﻷﻤر اﻝﺼﺎدر ﻓﻲ ﻫذا اﻝﻤﺠﺎل ،ﻫل ﻴﻌﺘﺒر ذو ّ
وﻴﺒﻘﻰ اﻹﺸﻜﺎل ﻗﺎﺌﻤﺎ ﺤول ّ
ﺘﺘﻌدى ذﻝك؟
ﺤﺠﻴﺘﻪ ّ
أن ّ
ﻤؤﻗّﺘﺔ أم ّ
1
ﻏﻨﻲ أﻤﻴﻨﺔ ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص 90
65
&% (' دا ل ا داري وا + -ت ا*+ ا: #$ ا
وﻨﺠذ ﺤﺎﻻت اﻝﻐﻠق اﻹداري ﻓﻲ ﻗواﻨﻴن ﻤﺘﻔرﻗﺔ ﻨذﻜر ﻤﻨﻬﺎ :اﻝﻘﺎﻨون رﻗم 06-10اﻝﻤؤرخ
ﻓﻲ 15أوت ،2010اﻝﻤﻌدل واﻝﻤﺘﻤم ﻝﻠﻘﺎﻨون رﻗم 02-04اﻝﻤؤرخ ﻓﻲ 13ﺠوان ،2004
اﻝﻤﺤدد ﻝﻠﻘواﻋد اﻝﻤطﺒﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﻤﻤﺎرﺴﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ .1
ﻜﻤﺎ ﻨﺼت اﻝﻤﺎدة 46ﻤﻨﻪ ﻋﻠﻰ أﻨﻪ ﻴﻤﻜن ﻝﻠواﻝﻲ أن ﻴﺼدر ﻗ ار ار ﺒﻐﻠق اﻝﻤﺤل اﻝﺘﺠﺎري
ﻝﻤدة 60ﻴوﻤﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ ﻤﺨﺎﻝﻔﺔ أﺤﻜﺎم اﻝﻤواد اﻝﻤذﻜورة ﻓﻲ اﻝﻤﺎدة أﻋﻼﻩ ،ﻨذﻜر ﻤن ﺒﻴﻨﻬﺎ اﻨﻌدام
اﻝﻔوﺘرة ،ﻋدم اﻜﺘﺴﺎب اﻝﺼﻔﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ...ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﻴﻤﻜن ﻝﻠﻤﻌﻨﻲ ﺒﺎﻷﻤر اﻝﻠﺠوء ﻝﻠﻘﺎﻀﻲ
اﻻﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ اﻹداري ﻤن أﺠل اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ وﻗف ﺘﻨﻔﻴذ ﻗرار اﻝواﻝﻲ.2
ﺒﺄﻨﻪ
ﻓﻌرﻓﻪ اﻝﺒﻌض ّ
اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري اﻝﺘّﻌدي ،ﻏﻴر ﺘﻨﺎول اﻝﻔﻘﻬﺎء ﻤﻔﻬوم اﻝﺘﻌدي ّ
ّ ﻴﻌرف
ﻝم ّ
ﺘﺼرف ﻤﺎدي ﻴﺼدر ﻋن اﻹدارة وﻴﻜون ﻤﺸوﺒﺎ ﺒﻼ ﻤﺸروﻋﻴﺔ ﺼﺎرﺨﺔ وﻴﺸ ّﻜل ﻤﺴﺎﺴﺎ " ّ
اﻝﺨﺎﺼﺔ أو ﺒﺤﻘوق أﺴﺎﺴﻴﺔ ﻝﻸﻓراد .3
ّ ﺒﺎﻝﻤﻠﻜﻴﺔ
ﻜﻤﺎ ﻋرﻓﻪ ﻤﺠﻠس اﻝدوﻝﺔ اﻝﻔرﻨﺴﻲ ﻓﻲ ﻗرار ﻝﻪ ﺒﺘﺎرﻴﺦ 18ﻨوﻓﻤﺒر 1994ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ
ﻜﺎرﻝﻴﻲ ﺒﺄﻨﻪ ":ﺘﺼرف ﻤﺘﻤﻴز ﺒﺎﻝﺨطورة ﺼﺎدر ﻋن اﻹدارة واﻝذي ﺒﻤوﺠﺒﻪ ﺘﻤس ﻫذﻩ اﻷﺨﻴرة
4
ﺒﺤق أﺴﺎﺴﻲ أو ﺒﺎﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﺨﺎﺼﺔ"
وﺒﺎﻝرﺠوع إﻝﻰ اﻝﻘﻀﺎء اﻹداري اﻝﺠزاﺌري ،ﻨﺠذ أن اﻝﻐرﻓﺔ اﻹدارﻴﺔ ﻝﻠﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻌﻠﻴﺎ ،ﻗد
اﻋﺘﺒرت ﺘﻌدﻴﺎ ﻤﺎدﻴﺎ ،ﻋﻨدﻤﺎ ﺘﻨﻔذ اﻹدارة ﻗ ار ار إدارﻴﺎ ﻤﺸروﻋﺎ ،ﺒﺼﻔﺔ ﻏﻴر ﻤﺸروﻋﺔ ﻴﻤس
ﺒﺎﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻌﻘﺎرﻴﺔ ،وذﻝك ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺒن ﺨوﺸﺔ ﻀد اﻝدوﻝﺔ ﺒﺘﺎرﻴﺦ 25ﻤﺎرس 1966وﻓﻲ
ﻗﻀﻴﺔ ﺸرﻜﺔ اﻝﻤوﻝود اﻝﺠدﻴد ﺒﺘﺎرﻴﺦ 10دﻴﺴﻤﺒر . 5 1970
1
ج.ر ،ﻋدد ،46ﻤؤرﺨﺔ ﻓﻲ 18أوت ،2010ص 11
2
ﻏﻨﻲ أﻤﻴﻨﺔ ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص91-90
3
ﻤﺴﻌود ﺸﻴﻬوب ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ,ص .133
4
ﻝﺤﺴﻴن ﺒن ﺸﻴﺦ آث ﻤﻠوﻴﺎ ،اﻝﻤﻨﺘﻘﻰ ﻓﻲ ﻗﻀﺎء ﻤﺠﻠس اﻝدوﻝﺔ ،اﻝﺠزء اﻷول،اﻝطﺒﻌﺔ اﻝراﺒﻌﺔ ،دار ﻫوﻤﺔ ،اﻝﺠزاﺌر،2009 ،
ص61
5
ﺨﻠوﻓﻲ رﺸﻴد ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص 285-284
66
&% (' دا ل ا داري وا + -ت ا*+ ا: #$ ا
أن أﻋﻤﺎل اﻹدارة ﻜﻠّﻬﺎ ﻤﺸروﻋﺔ وﺴﻠﻴﻤﺔ ،واﻹﺴﺜﺘﻨﺎء ﻫو اﻨطواءﻫﺎ ﻋﻠﻰ إﻨﺘﻬﺎك
واﻷﺼل ّ
وﺘﻌدي ﺼﺎرخ ﻋﻠﻰ ﺤﻘوق اﻷﻓراد،وﻴﺠب اﻝﺘﻤﻴﻴز ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﺒﻴن اﻝﺘﻌدي اﻝﻨﺎﺘﺞ ﻋن أﻋﻤﺎل
ﻤﺎدﻴﺔ ﻝﻺدارة اﻝﺘﻲ ﻗد ﺘﻜون ﻤرﺘﺒطﺔ ﺒﺘﻨﻔﻴذ ﻗرار إداري ﻤﺜل ﺤﺎﻝﺔ ﻋدم ﻗﺎﺒﻠﻴﺔ اﻝﻘرار ﻝﻠﺘﻨﻔﻴذ
ﺘﻌدﻴﺎ ،أو ﻏﻴر ﻤرﺘﺒطﺔ ﺒﺎﻝﻘ اررات اﻹدارﻴﺔ ﻜﺤﺎﻝﺔ ﻗﻴﺎم
ﻜﺎﻝﻘرار اﻝﻤﺴﺤوب ﻓﺘﻨﻔﻴذﻩ ﻫﻨﺎ ﻴﺸ ّﻜل ّ
أﻤﺎ اﻝﺤﺎﻝﺔ اﻝﺜﺎﻨﻴﺔ ﻝﻠﺘﻌدي،
اﻹدارة ﺒﻌﻤل دون وﺠود ﻗرار ﻤﻊ إﺸﺘراط اﻝﻘﺎﻨون وﺠود ﻗرار ﻤﺴﺒقّ .
ﻓﻬو اﻝﻨﺎﺘﺞ ﻋن اﻝﻘ اررات اﻹدارﻴﺔ وﻫﻨﺎ ﻻ ﻴﺘﻌﻠّق اﻷﻤر ﺒﺘﻨﻔﻴذ ﻫذﻩ اﻝﻘ اررات اﻹدارﻴﺔ ،وﻫﻨﺎ ﻻ
ﻴﻤس
ﻤﺠرد إﺤﺘواﺌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺨطﺎ ﺠﺴﻴم ّ
ﻓﺈن ّ
ﻴﺘﻌﻠّق اﻷﻤر ﺒﺘﻨﻔﻴذ ﻫذﻩ اﻝﻘ اررات ،ﻓﺤﺘّﻰ ٕوان ﻝم ﺘﻨﻔّذ ّ
ﺒﺤﻘوق اﻷﻓراد وﺤرﻴﺎﺘﻬم وﻜﺎن ﻗﺎﺒﻼ ﻝﻠﺘﻨﻔﻴذ إﻋﺘﺒر ﺘﻌدﻴﺎ.
أي
ﺘﺒﻴن ﻝﻘﺎﻀﻲ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ﻗﻴﺎم اﻝﺘﻌدي ،وﺠب ﻋﻠﻴﻪ إﺘّﺨﺎذ ّ
وﻋﻠﻴﻪ إذا ﻤﺎ ّ
ﻨﺼت ﻋﻠﻴﻪ اﻝﻤﺎدة 921ﻤن ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ
إﺠراء ﻻزم ﻝوﻗﻔﻪ أو رﻓﻌﻪ وﻫذا ﻤﺎ ّ
واﻹدارﻴﺔ.
ﻴﻌﺘﺒر اﻻﺴﺘﻴﻼء ﻏﻴر اﻝﺸرﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﻤﻠﻜﻴﺔ ﻜل اﺴﺘﻴﻼء ﺘﻘوم ﺒﻪ اﻹدارة ﺨﺎرج أﺤﻜﺎم
اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ وﻗﺎﻨون ﻨزع اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ ﻤن أﺠل اﻝﻤﻨﻔﻌﺔ اﻝﻌﻤوﻤﻴﺔ .1
ﻴﻌد اﻹﺴﺘﻴﻼء وﺴﻴﻠﺔ ﻗﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻤن اﻝوﺴﺎﺌل اﻝﺘﻲ ﺘﻤﻠﻜﻬﺎ اﻹدارة ﻝﻠﺤﺼول ﻋﻠﻰ اﻷﻤوال
ّ
2
ﻤن أﺠل اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ ،واﻷﺼل ّأﻨﻪ ﻋﻤل ﻤﺸروع واﻝﺨدﻤﺎت ﺒﺼﻔﺔ ﻤؤﻗّﺘﺔ أو داﺌﻤﺔ
طﺎﻝﻤﺎ إﻝﺘزﻤت اﻹدارة ﺒﺄﺤﻜﺎم اﻝﻘﺎﻨون ،ﻴﻨﻌﻘد اﻹﺨﺘﺼﺎص ﻝﻘﺎﻀﻲ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ
أن ﻨزع اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ ﻜﻠّﻤﺎ ﻜﺎن ﻏﻴر ﺸرﻋﻲ
وﻴﻤس ﺒﺎﻝﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻔردﻴﺔ ،ذﻝك ّ
ّ وﺠود ﻨزع ﻏﻴر ﻤﺸروع،
67
&% (' دا ل ا داري وا + -ت ا*+ ا: #$ ا
وﻴﺘﺼف ﻋﻤل اﻹدارة ﺒﻌدم اﻝﻤﺸروﻋﻴﺔ ،وﻤن ﺜم ﻴﺸﻜل اﺴﺘﻴﻼء ﻏﻴر ﺸرﻋﻲ ،إذا دﺨل
ﺘﺤت إﺤدى اﻝﺤﺎﻻت اﻝﺘﺎﻝﻲ:
-01أن ﻻ ﻴﺴﺎﻨد اﻝﻘﺎﻨون ﻋﻤل اﻹدارة :ﻜﺄن ﻴﺨﻠو اﻝﺘﺸرﻴﻊ ﻤن ﻨص ﻗﺎﻨوﻨﻲ ﻴﺨول ﻝﻺدارة
إﺘﻴﺎن ﻫذا اﻝﻌﻤل اﻝﻤﺎدي.
-02أن ﻴوﺠد اﻝﻨص اﻝﺘﺸرﻴﻌﻲ اﻝذي ﻴﺤدد اﻝﺨطوات اﻝﻼزﻤﺔ ﻹﺴﺒﺎغ اﻝﻤﺸروﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ
اﻝﻌﻤل ،وﻝﻜن اﻹدارة ﺘﺤﻴد ﻋن اﻝﻬدف
-03أن ﺘﺘﺒﻊ اﻹدارة اﻹﺠراءات اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ اﻝﺘﻲ أوﺠﺒﻬﺎ اﻝﻨص اﻝﺘﺸرﻴﻌﻲ ،ﻝﻜن دون اﻝﺘﻌوﻴض
اﻝﻤﺴﺘﺤق ﻋن ﻫذا اﻝﻌﻤل ﻤﺨﺎﻝﻔﺔ ﺒذﻝك اﻝدﺴﺘور وأﺤﻜﺎم ﻗﺎﻨون ﻨزع اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ وﻓﻲ أي ﻤن ﻫذﻩ
اﻝﺤﺎﻻت اﻝﺜﻼﺜﺔ ﻴﻤﻜن اﻝﻠﺠوء إﻝﻰ اﻝﻘﻀﺎء اﻻﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ ﻝوﻗف ﻫذﻩ اﻷﻋﻤﺎل ﺒﺼﻔﺔ ﻤؤﻗﺘﺔ ،ﺤﺘﻰ
ﻴﻔﺼل ﻗﻀﺎء اﻝﻤوﻀوع ﻓﻲ أﺼل اﻝﺤق ،ﺒﺎﻋﺘﺒﺎر أن ﻫﻨﺎك ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺤﺎﻝﺔ وﺨطر ﻤﺤﻘق ﻤن
اﺴﺘﻤرار ﻫذﻩ اﻷﻋﻤﺎل.1
ﺨﺘﺎﻤﺎ ﻝﻤﺎ أوردﻨﺎﻩ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠّق ﺒﺴﻠطﺎت ﻗﺎﻀﻲ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ،ﺤﺴب ﻤﺎ ﺠﺎء ﺒﻪ
وﺴﻊ ﻤن ﻤﺠﺎﻻت ﺘدﺨل
اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻗد ّ
ّ أن
ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻹدارﻴﺔ ،ﻨﻘول ّ
ﻝﻴﻤددﻩ إﻝﻰ ﻜﺎﻓّﺔ ﻤﺠﺎﻻت ﺘدﺨل اﻹدارة ،وﻫذا دوﻤﺎ ﻹﻀﻔﺎء أﻜﺜر
ﻗﺎﻀﻲ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ّ
ﻤﺸروﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻤﺎل اﻹدارة.
1
ﻏﻨﻲ أﻤﻴﻨﺔ ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص89
68
&% (' دا ل ا داري وا + -ت ا*+ ا: #$ ا
اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻋﻠﻰ ﻏرار ﺒﺎﻗﻲ اﻝﺘﺸرﻴﻌﺎت اﻝﻌرﺒﻴﺔ واﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ،وﻀﻊ ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻤن
ّ إن
ّ
اﻝﺨﺎﺼﺔ
ّ ﺘﻤس ﺒﺎﻝطﺒﻴﻌﺔ
ﻴﺘﻘﻴد ﺒﻬﺎ ﻝﻜوﻨﻬﺎ ّ
اﻝﺸروط اﻝﺘﻲ ﻴﺠب ﻋﻠﻰ اﻝﻘﺎﻀﻲ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ أن ّ
ﻝﻠﻘﻀﺎء اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ.
ﺴﻨﺘﻌرض إﻝﻰ ﻫذﻩ اﻝﻘﻴود اﻝﺘﻲ ﻋﻠﻰ اﻝﻘﺎﻀﻲ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ ﻤراﻋﺎﺘﻬﺎ ﻋﻨد اﻝﻔﺼل ﻓﻲ
ّ وﻋﻠﻴﻪ
اﻝﻘﻀﺎﻴﺎ اﻝﻤﻌروﻀﺔ ﻋﻠﻴﻪ ،وﻫذا ﻀﻤن اﻝﻤطﺎﻝب اﻵﺘﻴﺔ:
69
&% (' دا ل ا داري وا + -ت ا*+ ا: #$ ا
اﻝﺤق.
ّ اﻷول :ﻗﻴد ﻋدم اﻝﻤﺴﺎس ﺒﺄﺼل
اﻝﻔرع ّ
ﺘﻌرﻀﻨﺎ إﻝﻰ اﻝ ّﺸروط اﻝﻤوﻀوﻋﻴﺔ
اﻝﺤق ﻝدى ّ
ّ ﺘﻌرﻀﻨﺎ إﻝﻰ ﺘﻌرﻴف أﺼل
ﺴﺒق ﻝﻨﺎ وأن ّ
ﻝﻘﺒول اﻝدﻋوى اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ اﻹدارﻴﺔ ﻝذﻝك ارﺘﺄﻴﻨﺎ ﻋدم ﻋرﻴﻀﺔ ﻓﻲ اﻝﻨﻘطﺔ ﺘﻔﺎدﻴﺎ ﻝﻠﺘﻜرار.
ﺘﻌرض
ﺘﻤﺘد ﺴﻠطﺔ ﻗﺎﻀﻲ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل إﻝﻰ اﻝﻔﺼل ﻓﻲ اﻝﻤﺴﺎﺌل اﻝﻤوﻀوﻋﻴﺔ ،ﻜوﻨﻪ ﻝو ّ
ﻻ ّ
ﺘﻤس
ﺒﺎﻝﻨطق ﺒﺘداﺒﻴر ّ
ﻤﺨﺘص ّ
ّ ﻓﺈﻨﻪ ﻻ ﻴﺘرك ﻝﻘﺎﻀﻲ اﻝﻤوﻀوع ﻤﺎ ﻴﻔﺼل ﻓﻴﻪ وﻫو ﻏﻴر
ﻝﻬﺎ ّ
إﻤﺎ اﺘﺨﺎذ ﺘدﺒﻴر ﺘﺤﻘﻴﻘﻲ
اﻝﻨزاع ،ﻝﻜون اﻝﻠّﺠوء إﻝﻴﻪ ّإﻨﻤﺎ اﻝﻬدف ﻤﻨﻪ ّ
اﻝﻤوﻀوع أو ﺤﻘوق طرﻓﻲ ّ
ﺒﺤث أو ﺘدﺒﻴر ﺘﺤﻔّظﻲ طﺒﻘﺎ ﻝﻠﻤﺎدة 918ﻤن ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻹدارﻴﺔ .1
وﻨﻜون ﺒﺼدد ﻤﺴﺎس ﺒﺄﺼل اﻝﺤق إذا وﺠد ﻨزاع ﺒﻴن اﻷطراف ،إذا ﻜﺎن اﻝﺘدﺒﻴر
اﻝﻤطﻠوب ﻤن ﻗﺎﻀﻲ اﻻﺴﺘﻌﺠﺎل ﻴﻤس ﺒذﻝك اﻝﻨزاع أي ﺒﺤﻘوق أﺤد اﻷطراف ،وﺘﺒﻌﺎ ﻝذﻝك
ﻗﻀت اﻝﻐرﻓﺔ اﻹدارﻴﺔ ﻝﻠﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﻗرار ﻝﻬﺎ ﺒﺘﺎرﻴﺦ 1990/06/16ﺒﺘﺄﻴﻴد اﻷﻤر
اﻻﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ اﻝﺼﺎدر ﻋن ﻤﺠﻠس ﻗﻀﺎء ﻗﺴﻨطﻴﻨﺔ واﻝﻘﺎﻀﻲ ﺒﻌدم اﻻﺨﺘﺼﺎص ﻓﻲ
.2 1989/03/08
1
ﻝﺤﺴﻴن ﺒن اﻝﺸﻴﺦ آث ﻤﻠوﻴﺎ ،اﻝﻤﻨﺘﻘﻰ ﻓﻲ ﻗﻀﺎء اﻻﺴﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ،ﻨﻔس اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ص .89
2
ﻨﻔس اﻝﻤرﺠﻊ ،ص 90
3
ﻨﺸرة اﻝﻘﻀﺎة اﻝﻌدد 49ﻝﻌﺎم : 1996ﺘﻌﻠﻴق ﻋﻠﻰ ﻗرار اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻌﻠﻴﺎ ﺼﺎدر ﺒﺘﺎرﻴﺦ 12ﻴوﻝﻴو ،1994ص.273
70
&% (' دا ل ا داري وا + -ت ا*+ ا: #$ ا
اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ :ﻋدم اﻝﻤﺴﺎس ﺒﺄوﺠﻪ اﻝ ّﻨزاع اﻝﻤﺘﻌﻠّﻘﺔ ﺒﺎﻝ ّﻨظﺎم اﻝﻌﺎم .
أن
ﻨص اﻝﻤﺎدة 932ﻤن ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻹدارﻴﺔ ،ﻴﻼﺤظ ّ
اﻝﻤﺘﺄﻤل ﻓﻲ ّ
ّ إن
ّ
اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻗد أوردﻫﺎ ﻀﻤن اﻝﻘﺴم اﻝﺜﺎﻨﻲ اﻝﻤﺘﻌﻠّق ﺒﺎﻹﺠراءات ،وﻝم ﺘرد ﻀﻤن ﺴﻠطﺎت
ّ
اﻝﻤﺸرع ﺒﻬذا اﻹﺠراء اﻝﻤﻤﻨوح
ّ ﻤﻤﺎ ﻴﺜﻴر اﻝﺠدل ﻝدﻴﻨﺎ ّ
ﻋﻤﺎ ﻴﻘﺼدﻩ ﻗﺎﻀﻲ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل اﻹداريّ ،
ﻝﻘﺎﻀﻲ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل اﻹداري؟ وﻤﺎ اﻝﻤﻘﺼود ﺒﺎﻝ ّﻨظﺎم اﻝﻌﺎم اﻝذي ﻴﺠوز ﻝﻪ إﺨطﺎر اﻝﺨﺼوم ﺒﻪ؟
أن
ﻗد ﻨﺠذ اﻹﺠﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻝﺘﺴﺎؤل ﻓﻲ اﻝﻘﻀﺎء اﻝﻔرﻨﺴﻲ اﻝذي ذﻫب إﻝﻰ اﻋﺘﺒﺎر ّ
ﻤﺨﺘص ﺒﻨظر اﻝدﻋوى اﻝﻤﻌروﻀﺔ ﻋﻠﻴﻪ واﺘﺨﺎذ اﻹﺠراء اﻝﻤﻨﺎﺴب
ّ اﻝﻘﺎﻀﻲ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل اﻹداري
اﻝﻨظﺎم اﻝﻌﺎم ،وﻝم ﻴﻌد ﺘﻘدﻴر اﻝﻤﺤﺎﻓظﺔ
ﻓﻴﻬﺎ وﻫو ﺒﻬذا ﻴﻜون ﺤرﻴﺼﺎ ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺤﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ّ
اﻝﻨظﺎم اﻝﻌﺎم ﺤﻜ ار ﻋﻠﻰ اﻹدارة وﺤدﻫﺎ ،إذ أﺼﺒﺢ ﻗﺎﻀﻲ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ﻴﺸﺎرﻜﻬﺎ ﻓﻴﻪ
ﻋﻠﻰ ّ
ﺒﺘﻠك اﻝﺼﻔﺔ اﻝﻤؤﻗّﺘﺔ ﻝﻘﻀﺎﺌﻪ.
اﻝﻨظﺎم اﻝﻌﺎم ﻫﻲ ﻓﻜرة ﻤرﻨﺔ وﺼﻌب ﻀﺒطﻬﺎ ،وﻫﻲ ﺒﻬذا ﺘﺨﺘﻠف ﺤﺴب
أن ﻓﻜرة ّ
واﻝواﻗﻊ ّ
ﻜ ّل ﺤﺎﻝﺔ ،وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﺘﻜون ﺴﻠطﺔ اﻝﻘﺎﻀﻲ اﻹداري اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ اﻝﺘﻘدﻴرﻴﺔ واﺴﻌﺔ.
1
ﻋﺒد اﻝرﺤﻤﺎن ﺒرﺒﺎرة ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص .473
71
&% (' دا ل ا داري وا + -ت ا*+ ا: #$ ا
ﺨﺎﺼﺔ
ّ ﻫذﻩ اﻝﻘﻴود ﻝم ﺘرد ﺒﻤوﺠب ﻨﺼوص ﻗﺎﻨوﻨﻴﺔٕ ،واّﻨﻤﺎ إﺴﺘﻨﺒطﻬﺎ اﻹﺠﺘﻬﺎد اﻝﻘﻀﺎﺌﻲ
أدت إﻝﻰ إﺴﺘﻨﺒﺎط ﻫذﻩ اﻝﻘﻴود،
اﻝﻔرﻨﺴﻲ ﻤﻨﻪ اﻝذي ﻗطﻌت اﻝﻤﻤﺎرﺴﺔ اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻓﻴﻪ ﺸوطﺎ ﻜﺒﻴ ار ّ
اﻝﺘﻲ ﺴﻨﺤﺎول اﺴﺘﻌراﻀﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
اﻷول :ﻋﻨدﻤﺎ ﻴﻔﺼل ﻗﺎﻀﻲ اﻝﻤوﻀوع ﻓﻲ اﻝدﻋوى ﻗﺒل ﺼدور اﻷﻤر اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ.
اﻝﻔرع ّ
وﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﺘﺜﺎر ﻋﻨدﻤﺎ ﻴرﻓﻊ اﻝﻤﺘﻘﺎﻀﻲ دﻋوى ﻓﻲ اﻝﻤوﻀوع ،وأﺜﻨﺎء ﺴرﻴﺎﻨﻬﺎ ﻴرﻓﻊ
دﻋوى إﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ ،ﻓﻘد ﻴﺤﺼل وأن ﻴﻔﺼل ﻗﺎﻀﻲ اﻝﻤوﻀوع ﻗﺒل اﻝﻘﺎﻀﻲ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ ،ﻓﻴﺼﻴر
ﻤﻘﻴدا ﺒﺎﻝﺤﻜم اﻝﺼﺎدر ﻓﻲ اﻝﻤوﻀوع ،وﺘﺼﺒﺢ اﻝدﻋوى اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ ﺒدون ﻤوﻀوع
ﻫذا اﻷﺨﻴر ّ
اﻝﻨزاع،
ﻝذا ذﻫب اﻝﻔﻘﻪ ﻻ ﺴﻴﻤﺎ اﻝﻔرﻨﺴﻲ ﻤﻨﻪ إﻝﻰ اﻋﺘﺒﺎر ﺼدور ﺤﻜم ﻓﻲ اﻝﻤوﻀوع ﺤول ﻨﻔس ّ
ﺒﻴن ﻨﻔس اﻷطراف ،ﻗﻴدا ﻋﻠﻰ اﻝﻘﺎﻀﻲ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ اﻹداري.
اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ :ﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ ﻤﺎ إذا ﻋدﻝت اﻹدارة ﻋن ﻗرارﻫﺎ ﻗﺒل ﺼدور اﻷﻤر اﻝذي ﻴﺴﺘﺠﻴب
ﻝطﻠب اﻝﻤدﻋﻲ.
ﻗد ﻴﺤدث وأن ﺘﺘّﺨذ اﻹدارة ﻗ ار ار ﻤن ﺸﺄﻨﻪ اﻝﻤﺴﺎس ﺒﺄﺤد اﻝﻤراﻜز اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻝﻸﻓراد ،وﻴﻜون
ﻤﺤ ّل دﻋوى إدارﻴﺔ إﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ ،ﻤن أﺠل اﻝﻤطﺎﻝﺒﺔ ﺒوﻗف ﺘﻨﻔﻴذﻩ أو إﻝﻐﺎءﻩ ،ﻏﻴر ّأﻨﻪ وﻗﺒل
اﻝﻔﺼل ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝدﻋوى ﺘﻌدل اﻹدارة ﻤﺼدرة اﻝﻘرار ﻋن ﻫذا اﻷﺨﻴر ،وﻫﻨﺎ ﺘﺼﺒﺢ اﻝدﻋوى
أن ﺴﺒﺒﻬﺎ ﻗد زال ﺒﻌدول اﻹدارة.
اﻹدارﻴﺔ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ ﺒدون ﻤوﻀوع ،ﻨظ ار ﻝﻜون ّ
72
&% (' دا ل ا داري وا + -ت ا*+ ا: #$ ا
وﻋﻠﻴﻪ ارﺘﺄى اﻝﻔﻘﻪ واﻝﻘﻀﺎء اﻝﻔرﻨﺴﻲ اﻋﺘﺒﺎر ﻋدول اﻹدارة ﻋن ﻗرارﻫﺎ اﻝذي ﻜﺎن ﻤﺤ ّل
اﻝدﻋوى اﻹدارﻴﺔ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ ﻗﻴدا ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻀﻲ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ﻴﻤﻨﻌﻪ ﻤن اﻝﻔﺼل ﻓﻲ
اﻝدﻋوى اﻝﻤﻌروﻀﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻝﻌدم ﺘﺤﻘّق اﻝﻐرض ﻤﻨﻬﺎ.
اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻝث :ﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ ﻤﺎ إذا ﻜﺎن اﻝﻘرار ﻤﺤ ّل اﻝدﻋوى ﻗد ﻨﻔّذ ﺘﻤﺎﻤﺎ ﻗﺒل ﺼدور اﻷﻤر ﻓﻴﻪ.
إن اﻝﻬدف ﻤن ﺘداﺒﻴر اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل ﻫو دﻓﻊ اﻝﻀرر اﻝذي ﻗد ﻴﺤﺼل ،واﻝذي ﻗد ﻴﺤدث
ّ
ﻜﻠﻴﺔ
ﺘم وﻗوع اﻝﻀرر ّ
ﻨﺘﺎﺌﺞ ﻻ ﻴﻤﻜن ﺘدارﻜﻬﺎ ،ﻓﺘداﺒﻴر اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل ﻫﻲ ﺘداﺒﻴر وﻗﺎﺌﻴﺔٕ ،واذا ﻤﺎ ّ
إﺴﺘﻘر اﻝﻘﻀﺎء اﻝﻔرﻨﺴﻲ
ّ ﺘﺼﺒﺢ دون ﺠدوى ،ﻝﻌدم ﺘﺤﻘّق اﻝﻐرض ﻤﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ،وﻗد
ﻝﻔﺘرة طوﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ إﻋﺘﺒﺎر اﻝﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻜﻠّﻲ ﻝﻠﻘ اررات اﻹدارة ﻗﻴدا ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻀﻲ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل اﻹداري
اﻝﻤﻘدﻤﺔ ﻤن ﻗﺒل أﺠﻨﺒﻲ ﻤﺤﺒوس ﻝدى ﻤراﻜز
ّ أن اﻝدﻋوى
وﻗد اﻋﺘﺒر ﻤﺠﻠس اﻝدوﻝﺔ اﻝﻔرﻨﺴﻲ ّ
اﻝ ّﺸرطﺔ ﻓﻲ اﻨﺘظﺎر ﺘرﺤﻴﻠﻪ إﻝﻰ ﺒﻠدﻩ ،ﻤن أﺠل وﻗف ﺘﻨﻔﻴذ ﻗرار ﺤﺒﺴﻪ ،ﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ ﻤﺎ إذا ﻜﺎﻨت
ﻤدة ﺤﺒﺴﻪ ﻗد اﻨﺘﻬت ﻗﺒل ﺘﺎرﻴﺦ اﻝﻔﺼل ﻓﻲ اﻝدﻋوى ،ﻏﻴر ّأﻨﻪ وﻤﻨذ ﻋﺎم 2001اﻝﻤواﻓق
ّ
اﻝﻤﺘﻀﻤن اﻹﺠراءات اﻹدارﻴﺔ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ أﻤﺎ اﻝﻬﻴﺌﺎت اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ
ّ ﻝﺼدور ﻗﺎﻨون 597/2000
ﺘم إﻝﻐﺎء ﻫذا اﻝ ّﺸرط .1
اﻹدارﻴﺔّ ،
1
René Chapus, Op Cit, p 1500
73
اﻟﺨﺎﺗﻤﺔ
ا(.
اﻝﺨﺎﺘﻤﺔ :
ﺘﺘﻀﻤن اﻝﺨﺎﺘﻤﺔ أﻓﻜﺎر اﻝﺒﺎﺤث وآراءﻩ ﺤول اﻝﻤواﻀﻴﻊ اﻝﺘﻲ ﺘﻨﺎوﻝﻬﺎ ﻓﻲ اﻝﺒﺤث
ّ ﻋﺎدة ﻤﺎ
ﺘﻌرﻀﻨﺎ ﻝﻬﺎ
ﻜﻨﺎ ﻗد أﺒدﻴﻨﺎ رأﻴﻨﺎ ﻓﻲ اﻝﺤﻴن ﺒﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻜ ّل ﻤﺴﺄﻝﺔ ّ
واﻹﺸﻜﺎﻝﻴﺔ اﻝﺘﻲ طرﺤﻬﺎ ،إﻻّ ّأﻨﻨﺎ ّ
ﻤﺠرد ﺘﻜرار ﻻ ﻏﻴر.
ﻤﻤﺎ ﻴﺠﻌل إﻋﺎدة ﻨﻘل ذﻝك إﻝﻰ اﻝﺨﺎﺘﻤﺔ ّ
ﺒﺎﻝﻨﻘﺎشّ ،
ّ
أن اﻝﺨﺎﺘﻤﺔ ﻝﻴﺴت ﻤﺤﻼّ ﻝﺘﻠﺨﻴص ﻤﺠﻤل اﻝﺒﺤث ،ﻓذﻝك ﺸﺄن اﻝﺘﻘﺎرﻴر وأوراق اﻝﺒﺤث،
ﻜﻤﺎ ّ
ﻜﻤﺎ ّأﻨﻪ ﻝﻴس ﻤن اﻝﻤﻨﺎﺴب أن ﺘﻜون ﻤﺤﻼّ ﻝﺘﻌداد اﻝﺼﻌوﺒﺎت اﻝﺘﻲ واﺠﻬﻬﺎ اﻝﺒﺎﺤث ،ﻓذﻝك
ﻤﻔر ﻤﻨﻪ.
ﺒد وﻻ ّ
ﻤﻬم ﻤن رﺤﻠﺔ اﻝﺒﺤث ﻻ ّ
ﺠﺎﻨب ّ
أن ﻗﻀﺎء اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ﻴﺸ ّﻜل
ﻓﻀﻠﻨﺎ أن ﻨﺒﺘﻌد ﻋن ﻜ ّل ﻫذا ﻓﻲ ﺨﺎﺘﻤﺘﻨﺎ،وﻨﻘول ّ
ﻝذ ا ّ
ﻨظرﻴﺔ ﻤﺘﻜﺎﻤﻠﺔ ،ﺘﺸﺘرك ﻓﻲ ﺒﻨﺎءﻫﺎ اﻝﻨﺼوص اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ واﺠﺘﻬﺎد اﻝﻘﻀﺎء وﺘﺄﺼﻴل وﺘﺤﻠﻴل
اﻝﻔﻘﻬﺎء .ﻫذﻩ اﻝﻨظرﻴﺔ ﻝﻴﺴت ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺒﻼدﻨﺎ ﻓﻘط ،ﺒل ﻤﺎ زاﻝت ﻏﻴر ﻤﻔﻬوﻤﺔ ﻓﻲ ﺘﻘﻨﻴﺎﺘﻬﺎ،
وﻏﻴر ﻤدرﻜﺔ ﻓﻲ أﺒﻌﺎدﻫﺎ ووظﻴﻔﺘﻬﺎ ودورﻫﺎ ﻗﺼد ﺘﺤﻘﻴق اﻝﺘوازن ﺒﻴن ﻤﺨﺘﻠف اﻝوﺴﺎﺌل
واﻻﻤﺘﻴﺎزات اﻝﺘﻲ ﺘﻤﻠﻜﻬﺎ اﻹدارة ﻤن ﺠﻬﺔ ،وﺒﻴن وﺴﻴﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل اﻹداري اﻝذي ﻫو
وﻓﻌﺎﻝﺔ ﻤن ﺠﻬﺔ أﺨرى .
ﻤﻼذ اﻷﻓراد ﻝﺤﻤﺎﻴﺔ ﺤﻘوﻗﻬم وﺤرﻴﺎﺘﻬم وﻤراﻜزﻫم ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﺠﻠﺔ ّ
اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻗد ﺤﺎول ﻤن ﺨﻼل ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻹدارﻴﺔ ﺘدﻋﻴم
ّ أن
رﻏم ّ
ﻓﺈن اﻝﻐﻤوض ﻻ ﻴزال ﻴﻜﺘﻨف
اﻝﻨﺼوص اﻝﺘﻲ ﺘﻨظّم إﺠراءات اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل ﻓﻲ اﻝﻤﺎدة اﻹدارﻴﺔّ ،
ّ
اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻗد إﺴﺘﻨﺒط ﻗواﻋدﻩ ﻤن اﻝﻘﻀﺎء
ّ ﺒﻌض اﻝﻤواد اﻝﺘﻲ ﺘﻨظّﻤﻪ ،ﻗد ﻴرﺠﻊ ذﻝك ﻝﻜون
ﻤﻤﺎ ﺠﻌل ﻗواﻋدﻩ ﺘﺒدو ﻤﺒﺘورة ،وﻗد ﻴﻌود ﻫذا
اﻝﻔرﻨﺴﻲ وﻝم ﻴﺄﺨذﻫﺎ ﻜﻤﺎ ﻫﻲ ﻓﻲ اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻔرﻨﺴﻲ ّ
اﻝﻐﻤوض ﻝﺤداﺜﺔ ﻗواﻋدﻩ وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﻨﻘص اﻝﻤﻤﺎرﺴﺔ اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻨﻴر ﻤﺎ ﻏﻤض.
أن اﻹﺠﺘﻬﺎد اﻝﻘﻀﺎﺌﻲ اﻝذي ﻜﺎن ﺴﺎﺌدا ،ﻝطﺎﻝﻤﺎ اﺘﺴم ﺒﺎﻝﺘﻨﺎﻗض وﻋدم اﻻﺴﺘﻘرار .وﺒﺎﻝرﺠوع
ﻜﻤﺎ ّ
إﻝﻰ اﻝدراﺴﺎت اﻝﺘﻲ ﺘﻨﺎوﻝت ﻗﻀﺎء اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل ﻻ ﺴﻴﻤﺎ ﻓﻲ اﻷﻤور اﻹدارﻴﺔ ،ﻓﺈّﻨﻨﺎ ﻨﻼﺤظ ّأﻨﻬﺎ
ﻤﺘﺨﺼﺼﺔ وﻏﻴر ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻜﻤﺎ ّأﻨﻬﺎ ﻝم
ّ ﻋﺎﻤﺔ ﻏﻴر
ﺠدا وﻓﻲ أﺤﻴﺎن ﻜﺜﻴرة ﺘﻜون دراﺴﺔ ّ
ﻜﺎﻨت ﻗﻠﻴﻠﺔ ّ
ﺘﺘﻨﺎول ﺒﺎﻝدراﺴﺔ واﻝﺘﺤﻠﻴل اﻝﺘﻌﻠﻴق ﻋﻠﻰ اﻝﻤواد اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ واﻷﺤﻜﺎم اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ اﻝﺼﺎدرة ﻓﻲ ﻫذا
75
ا(.
اﻝﻤﺠﺎل ،وﻫذا ﻤﺎ ﺠﻌﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺒﺤﺜﻨﺎ اﻝﻤﺘواﻀﻊ ﻫذا ﻗد اﻋﺘﻤدﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻝﻨﺼوص اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ اﻝواردة
ﻓﻲ ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻹدارﻴﺔ ،ﻨظ ار ﻝﻨﻘص اﻝﻤراﺠﻊ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻨﺎوﻝت ﻫذا
أن اﻝﻤﻤﺎرﺴﺎت اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻤن ﻗﺒل اﻝﺠﻬﺎت
اﻝﻤوﻀوع ﺒﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻝﺘﻌدﻴﻼت اﻝﺠدﻴدة ،ﻜﻤﺎ ّ
اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ ﻝم ﺘﻜن ﻜﺎﻓﻴﺔ ﻝﻺﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻴﻬﺎ.
ّ
رﻏم ﻫذا ﺘﺠدر اﻹﺸﺎدة ﺒﺎﻝﺨطوة اﻝﺘﻲ ﻗﺎم اﻝﻤﺸ ّرع اﻝﺠزاﺌري ﻓﻲ ﻤﺠﺎل اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل
أﻫﻤﻴﺔ ﻝﻬذا اﻝﻨوع ﻤن
اﻹداري ،ﻓﻬﻲ ﺒداﻴﺔ ﻝﺘوﺴﻴﻊ ﺼﻼﺤﻴﺎت ﻗﺎﻀﻲ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل اﻹداري وﻤﻨﺢ ّ
اﻝﻘﻀﺎء ،ﻓﻲ اﻨﺘظﺎر ﺘدﻋﻴم اﻝﻨﻘص ﻤن ﻗﺒل اﻹﺠﺘﻬﺎد اﻝﻘﻀﺎﺌﻲ ،وﺘوﻀﻴﺢ ﻤﺎ ﻏﻤض ﻤﻨﻪ ﻤن
ﺠﻴدة
ﻗﺒل ﻤﻤﺎرﺴﺔ اﻝﻬﻴﺌﺎت اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ اﻹدارﻴﺔ ،رﻏم ّأﻨﻨﺎ ﻻﺤظﻨﺎ ﻋدم اﻝﺘﺤ ّﻜم ﻓﻲ ﻗواﻋدﻩ ﺒﺼﻔﺔ ّ
ﺘﺨﺼص اﻝﻘﻀﺎة ﻓﻲ ﻤﺠﺎل اﻝﻘﻀﺎء اﻹداري ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ،
ّ وﻫذا ﻗد ﻴرﺠﻊ ﺤﺴﺒﻨﺎ إﻝﻰ ﻋدم
ﺨﺎﺼﺔ.
ّ واﻝﻘﻀﺎء اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ ﺒﺼﻔﺔ
وﻝﻌ ّل دراﺴﺔ اﻝﻘﻀﺎء اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ ﻓﻲ اﻝﻤﺎدة اﻹدارﻴﺔ ﺤﺴب ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ
أﻫم اﻝﻤﻨﺎﻓذ اﻝﺘﻲ ﻴﻤﻜن أن ﻴﻠﺞ ﻤن ﺨﻼﻝﻬﺎ اﻝﻔﻘﻪ
واﻹدارﻴﺔ ،ﺒﺎﻝﺘﺤﻠﻴل واﻝﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ،ﻫو ﻤن ّ
أدت ﺒﻨﺎ إﻝﻰ دراﺴﺘﻪ .
اﻝدواﻓﻊ اﻝﺘﻲ ّ
أﻫم ّ
ﻝﻠﻨﻬوض ﺒﻨظرﻴﺔ ﻗﻀﺎء اﻻﺴﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ،وﻫﻲ ﻤن ّ
واﻗﺘراﺤﻨﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻝﺸﺄن ﻫو أن ﻴﻌﻤل اﻝﻤﺸرع ﻋﻠﻰ إﻀﺎﻓﺔ ﺒﻌض اﻝﻨﺼوص اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ
ﻝﺘﻨظﻴم اﻻﺴﺘﻌﺠﺎل ﻓﻲ اﻝﻤﺎدة اﻹدارﻴﺔ أﻜﺜر ﻝﻠﻤﺤﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﺨﺼوﺼﻴﺔ ﻫذا اﻝطرح
76
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
در وا 1ا/0 ا 23
أوﻻ :اﻝﻜﺘب
-02ﻝﺤﺴﻴن ﺒن ﺸﻴﺦ آث ﻤﻠوﻴﺎ ،اﻝﻤﻨﺘﻘﻰ ﻓﻲ ﻗﻀﺎء ﻤﺠﻠس اﻝدوﻝﺔ ،اﻝﺠزء اﻷول ،اﻝطﺒﻌﺔ
اﻝراﺒﻌﺔ ،دار ﻫوﻤﺔ ،اﻝﺠزاﺌر2009 ،
-04ﻝﺤﺴﻴن ﺒن ﺸﻴﺦ آث ﻤﻠوﻴﺎ ،رﺴﺎﻝﺔ ﻓﻲ اﻻﺴﺘﻌﺠﺎﻻت اﻹدارﻴﺔ ،اﻝﺠزء اﻝﺜﺎﻨﻲ ،دار ﻫوﻤﺔ
ﻝﻠطﺒﺎﻋﺔ واﻝﻨﺸر واﻝﺘوزﻴﻊ ،اﻝﺠزاﺌر2016 ،
ّ -05
ﻤﺤﻤد إﺒراﻫﻴﻤﻲ ،اﻝﻘﻀﺎء اﻝﻤﺴﺘﻌﺠل ،اﻝطﺒﻌﺔ اﻝﺜﺎﻨﻴﺔ ،اﻝﺠزء اﻷول ,دﻴوان اﻝﻤطﺒوﻋﺎت
اﻝﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ،اﻝﺠزاﺌر2007. ،
-06ﻤﻨﺼور ﻤﺤﻤد أﺤﻤد ،اﻝﻐراﻤﺔ اﻝﺘﻬدﻴدﻴﺔ ﻜﺠزاء ﻝﻌدم ﺘﻨﻔﻴذ أﺤﻜﺎم اﻝﻘﻀﺎء اﻹداري
اﻝﺼﺎدرة ﻀد اﻹدارة ،دار اﻝﺠﺎﻤﻌﺔ اﻝﺠدﻴدة ﻝﻠﻨﺸر2002 ،
-08ﻨﺴرﻴن ﺠﺎﺒر ﻫﺎدي ،اﻝﻘﻀﺎء اﻹداري اﻝﻤﺴﺘﻌﺠل ،ط ،1اﻝﻤرﻜز اﻝﻌرﺒﻲ ﻝﻠﻨﺸر واﻝﺘوزﻴﻊ،
اﻝﻘﺎﻫرة2017 ،
78
در وا 1ا/0 ا 23
-09ﻋﺒد اﻝرﺤﻤﺎن ﺒرﺒﺎرة ،ﺸرح ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻹدارﻴﺔ ،ط ،2ﻤﻨﺸورات ﺒﻐدادي
ﻤزﻴدة2009 ،
-10ﻋﺒد اﻝﻘﺎدر ﻋدو ،اﻝﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻹدارﻴﺔ ،ج ،1دار ﻫوﻤﺔ ،اﻝﺠزاﺌر2012 ،
-11ﻋﺒد اﻝﻌزﻴز ﻋﺒد اﻝﻤﻨﻌم ﺨﻠﻴﻔﺔ ،ﻗﻀﺎء اﻷﻤور اﻹدارﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘﻌﺠﻠﺔ ,دار اﻝﻔﻜر واﻝﻘﺎﻨون،
.2009
ﻋﻤر زودة ،اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻹدارﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻀوء آراء اﻝﻔﻘﻬﺎء وأﺤﻜﺎم اﻝﻘﻀﺎء-12 ،
ط ،1دار ﻫوﻤﺔ ﻝﻠطﺒﺎﻋﺔ واﻝﻨﺸر واﻝﺘوزﻴﻊ ،اﻝﺠزاﺌر2021 ،
-13ﻏﻨﻲ أﻤﻴﻨﺔ ،ﻗﻀﺎء اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل ﻓﻲ اﻝﻤواد اﻹدارﻴﺔ ،دار ﻫوﻤﺔ ﻝﻠطﺒﺎﻋﺔ واﻝﻨﺸر واﻝﺘوزﻴﻊ،
اﻝﺠزاﺌر2014،
-14ﻏﻨﻴﺔ ﻨزﻝﻲ ،ﺴﻠطﺎت ﻗﺎﻀﻲ اﻻﺴﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ﻓﻲ دﻋوى ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺤرﻴﺎت اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ،
اﻝطﺒﻌﺔ اﻷوﻝﻰ ،ﻤﻜﺘﺒﺔ اﻝوﻓﺎء اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ،اﻹﺴﻜﻨدرﻴﺔ2017 ،
-01ﻓﺎﺌزة ﺠروﻨﻲ ،ﻗﻀﺎء وﻗف ﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻘ اررات اﻹدارﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻨظﺎم اﻝﻘﻀﺎﺌﻲ اﻝﺠزاﺌري ،رﺴﺎﻝﺔ
دﻜﺘوراﻩ ﻏﻴر ﻤﻨﺸورة ،ﻜﻠﻴﺔ اﻝﺤﻘوق واﻝﻌﻠوم اﻝﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻤﺤﻤد ﺨﻴﻀر ﺒﺴﻜرة،
اﻝﺠزاﺌر،ﺴﻨﺔ .2011-2010
-03ﺸﺤﻤﻲ ﺤﻠﻴﻤﺔ ،اﻻﺴﺘﻌﺠﺎل ﻓﻲ اﻝﻤﺎدة اﻹدارﻴﺔ ،ﻤذﻜرة ﻝﻨﻴل ﺸﻬﺎدة ﻝﻴﺴﺎﻨس ،ﺤﻘوق
ﻗﺎون ﻋﺎم ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻗﺎﺼدي ﻤرﺒﺎح ورﻗﻠﺔ ،ﺴﻨﺔ 2014/2013
79
در وا 1ا/0 ا 23
02- Roger Perrot, Le juge unique en droit français, rapport présenté à la 5eme
rencontre juridique Franco-soviétique , 1977.
03-Jean- paul , contal le droit et lurgence petit affiches ,n°52 14 mars 2001
80
ﻓﻬﺮس اﻟﻤﺤﺘﻮﻳﺎت
ت 1%س ا '
ﻓﻬرس اﻝﻤﺤﺘوﻴﺎت
اﻝﺼﻔﺤﺔ اﻝﻤﺤﺘوى
ﺒﺴﻤﻠﺔ
ﺸﻜر وﻋرﻓﺎن
إﻫداء
ﻗﺎﺌﻤﺔ اﻝﻤﺨﺘﺼرات
أ -ج ﻤﻘدﻤﺔ
اﻝﻔﺼــل اﻷول :اﻹطﺎر اﻝﻤﻔﺎﻫـﻴﻤﻲ ﻝﻠﻘﻀـﺎء اﻝﻤﺴﺘﻌﺠـل ﻓﻲ اﻝدﻋـوى اﻹدارﻴـﺔ
ﺘﻤﻬﻴد
05 اﻷول :ﻤﺎﻫﻴﺔ اﻝﻘﻀﺎء اﻝﻤﺴﺘﻌﺠل ﻓﻲ اﻝﻤﺎدة اﻹدارﻴﺔ
اﻝﻤﺒﺤث ّ
06 اﻝﻤطﻠب اﻷول :ﻤﻔﻬوم اﻝﻘﻀﺎء اﻻﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ
08-06 اﻷول :ﺘﻌرﻴف اﻝدﻋوى اﻻﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ اﻹدارﻴﺔ
اﻝﻔرع ّ
09-08 اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ :ﺨﺼﺎﺌص اﻝدﻋوى اﻻﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ اﻹدارﻴﺔ
09 اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻝث :أﻫﻤﻴﺔ اﻝدﻋوى اﻻﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ اﻹدارﻴﺔ
10-09 اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ :ﺸروط ﻗﺒول اﻝدﻋوى اﻹدارﻴﺔ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ ٕواﺠراءات رﻓﻌﻬﺎ
10 اﻷول :ﺸروط ﻗﺒول اﻝدﻋوى اﻹدارﻴﺔ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ
اﻝﻔرع ّ
13-10 أوﻻ :اﻝﺸروط اﻝﻤﺘﻌﻠّﻘﺔ ﺒراﻓﻊ اﻝدﻋوى.
18-13 ﺜﺎﻨﻴﺎ :اﻝﺸروط اﻝﺸﻜﻠﻴﺔ.
20-18 ﺜﺎﻝﺜﺎ :اﻝﺸروط اﻝﻤوﻀوﻋﻴﺔ.
20 اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ :ﺘﺤرﻴك اﻝدﻋوى اﻹدارﻴﺔ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ.
23-20 أوﻻ :اﻝﺠﻬﺔ اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ ﺒﺎﻝﻔﺼل ﻓﻲ اﻝدﻋوى اﻹدارﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘﻌﺠﻠﺔ.
25-23 ﺜﺎﻨﻴﺎ :إﻴداع اﻝﻌرﻴﻀﺔ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ ٕواﻋﻼﻨﻬﺎ ﻝﻠﻤدﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ.
82
ت 1%س ا '
25 اﻝﻤﺒﺤــث اﻝﺜﺎﻨﻲ :طرق اﻝطﻌن ﻓﻲ اﻷﻤر اﻹداري اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ و إﺸﻜﺎﻻت ﺘﻨﻔﻴذﻩ
.
25 اﻷول:اﻝﻨظر ﻓﻲ اﻝدﻋوى اﻹدارﻴﺔ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ وطرق اﻝطﻌن ﻓﻴﻬﺎ.
اﻝﻤطﻠب ّ
25 اﻷول :اﻝﻨظر ﻓﻲ اﻝدﻋوى اﻹدارﻴﺔ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ.
اﻝﻔرع ّ
27-25 أوﻻ :ﻜﻴﻔﻴﺔ ﺼدور اﻷواﻤر اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ اﻹدارﻴﺔ.
29-27 ﺜﺎﻨﻴﺎ :أﺸﻜﺎل اﻷواﻤر اﻹدارﻴﺔ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ.
30-29 ﺜﺎﻝﺜﺎ :ﺤﺠﻴﺔ اﻷﻤر اﻹداري اﻻﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ.
31 اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ :طرق اﻝطﻌن ﻓﻲ اﻷﻤر اﻹداري اﻻﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ
34-31 أوﻻ :اﻝطﻌن ﺒﺎﻝطرق اﻝﻌﺎدﻴﺔ ﻓﻲ اﻷواﻤر اﻹدارﻴﺔ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ.
38-34 ﺜﺎﻨﻴﺎ:اﻝطﻌن ﺒﺎﻝطرق ﻏﻴر اﻝﻌﺎدﻴﺔ ﻓﻲ اﻷواﻤر اﻹدارﻴﺔ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ.
38 اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ :إﺸﻜﺎﻻت ﺘﻨﻔﻴذ اﻷواﻤر اﻹدارﻴﺔ اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻴﺔ
38 اﻷول :ﻤﻔﻬوم اﻹﺸﻜﺎل ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻔﻴذ.
اﻝﻔرع ّ
40-38 أوﻻ :اﻝﺘﻌرﻴف ﺒﺎﻹﺸﻜﺎل ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻔﻴذ.
41-40 ﺜﺎﻨﻴﺎ :اﻝﺠﻬﺔ اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ ﺒﺎﻝﻔﺼل ﻓﻲ إﺸﻜﺎل اﻝﺘﻨﻔﻴذ
41 اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ :إﺠراءات رﻓﻊ اﻹﺸﻜﺎل ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻔﻴذ
42-41 أوﻻ :اﻷﺸﺨﺎص اﻝﻤﺨول ﻝﻬم رﻓﻊ طﻠب اﻹﺸﻜﺎل ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻔﻴذ
42 ﺜﺎﻨﻴﺎ :إﺠراءات رﻓﻊ اﻹﺸﻜﺎل ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻔﻴذ واﻵﺜﺎر اﻝﻤﺘرﺘﺒﺔ ﻋﻠﻴﻪ
43-42 ﺤﺠﻴﺔ اﻷﻤر اﻝﺼﺎدر ﻓﻲ إﺸﻜﺎﻻت اﻝﺘﻨﻔﻴذ.
ﺜﺎﻝﺜﺎّ :
اﻝﻔﺼـل اﻝﺜﺎﻨﻲ :ﺤـﺎﻻت اﻹﺴﺘﻌﺠـﺎل اﻹداري واﻝﻘـﻴود اﻝﺘﻲ ﺘـﺤد ﻤﻨـﻬﺎ.
46 اﻷول :ﺴﻠطﺎت اﻝﻘﺎﻀﻲ اﻹداري اﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ.
اﻝﻤﺒﺤــث ّ
46 اﻷول :ﺴﻠطﺎت اﻝﻘﺎﻀﻲ اﻹداري اﻻﺴﺘﻌﺠﺎﻝﻲ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل اﻹﺴﺘﻌﺠﺎل
اﻝﻤطﻠب ّ
اﻝﻨوﻋﻲ.
46 اﻷول :ﺴﻠطﺎﺘﻪ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل وﻗف ﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻘ اررات اﻹدارﻴﺔ.
اﻝﻔرع ّ
50-46 أوﻻ :ﺴﻠطﺎت ﻗﺎﻀﻲ اﻻﺴﺘﻌﺠﺎل اﻹداري ﻓﻲ ﻤﺠﺎل وﻗف ﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻘ اررات
واﻷﺤﻜﺎم اﻹدارﻴﺔ
83
ت 1%س ا '
73-72 ﻜﻠﻴﺔ.
اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻝث :ﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻘرار ّ
76-75 اﻝﺨﺎﺘﻤﺔ
80-78 ﻗﺎﺌﻤﺔ اﻝﻤراﺠﻊ
85-82 اﻝﻔﻬرس
86 اﻝﻤﻠﺨص
85
5. ا
: اﻝﻤﻠﺨص
Le référé administratif se distingue des autres contentieux par la spécificité qui lui est
propre quant aux conditions d acceptations .Ainsi, le juge des référés administratifs ordonne le
non-lieu pour incompétence dès lors que l'une de ses conditions est violé. Le juge
administratif et les justiciables doivent suivre les procédures d'admission du dossier en la
forme, en commençant par le dépôt du dossier en référé et les étapes de son déroulement,
aboutissant à l'émission et à l'exécution de l'ordonnance en référé, ainsi qu'en étudiant les
voies ordinaires et extraordinaires. D’appel selon ses caractéristiques et son caractère privé,
de sorte que l'ordonnance d'urgence bénéficie d'une autorité provisoire qui disparaît dès qu'un
jugement est rendu en la matière
Les domaines d'action du référé administratif sont également considérés comme
relevant de la compétence fonctionnelle du juge des urgences administratives, c'est-à-dire
dans le domaine des mesures urgentes (mesures d'instruction, mesures conservatoires).
Ainsi qu'en matière de sursis à exécution, quant aux demandes prévues par d'autres lois, elles
expriment la compétence spécifique du juge administratif dans le cas d'urgence administrative
(contentieux fiscal, contentieux portant atteinte aux libertés et droits publics, etc.).
Mots clés : Juridiction administrative - Affaire - Urgent - Requête ouvrant le dossier - Conseil
d'Etat - Tribunal administratif
86