You are on page 1of 94

‫تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين ‪2013-2000‬‬

‫حكامة منظومة التربية‬


‫والتكوين باملغرب‬
‫تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني‬
‫للتربية والتكوين ‪2013-2000‬‬
‫أجنزت هذه الدراسة من طرف‬
‫مكتب الدراسات ‪ Co-efficience‬لفائدة‬
‫الهيئة الوطنية للتقييم لدى املجلس األعلى للتربية والتكوين‬
‫والبحث العلمي‬

‫اآلراء واألفكار الواردة في هذه الدراسة تعبر عن مؤلفيها وال تعكس‬


‫بالضرورة آراء الهيئة الوطنية للتقييم‪.‬‬
‫مارس ‪2015‬‬
‫املحتويات‬
‫‪5‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪6‬‬ ‫‪ .1‬املقاربة املنهجية املعتمدة يف إجناز الدراسة‬
‫‪6‬‬ ‫‪ .1.1‬حتديد مجال الدراسة ومتاسكه‬
‫‪6‬‬ ‫‪ .1.2‬املقاربة املنهجية املعتمدة‬
‫‪7‬‬ ‫‪ .1.3‬هندسة الدراسة وتقدمي نتائج التقييم‬
‫‪8‬‬ ‫‪ .2‬اإلطار املؤسستي لنظام التربية والتكوين‬
‫‪8‬‬ ‫‪ .1.2‬قطاع التعليم العالي‬
‫‪10‬‬ ‫‪ .2.2‬قطاع التربية الوطنية‬
‫‪10‬‬ ‫‪ .3.2‬قطاع التكوين املهني‬
‫‪15‬‬ ‫‪ .3‬التحليل التشخيصي لسير نظام التربية والتكوين‬
‫‪15‬‬ ‫‪ .1.3‬قطاع التعليم العالي‬
‫‪15‬‬ ‫‪ .1.1.3‬الالمركزية والالمتركز‬
‫‪20‬‬ ‫‪ .2.1.3‬سياسات التكوين اجلامعي‬
‫‪21‬‬ ‫‪ .3.1.3‬التنسيق داخل النظام‪ ،‬وبينه وبني مكوناته األخرى‬
‫‪22‬‬ ‫‪ .4.1.3‬التقييم داخل النسق الفرعي للتعليم العالي‬
‫‪23‬‬ ‫‪ .5.1.3‬خامتة‬
‫‪24‬‬ ‫‪ .2.3‬النظام الفرعي للتربية الوطنية‬
‫‪24‬‬ ‫‪ .1.2.3‬المركزية والمتركز هياكل وزارة التربية الوطنية‬
‫‪31‬‬ ‫‪ .2.2.3‬سياسة التربية والتكوين‬
‫‪37‬‬ ‫‪ .3.2.3‬تنسيق النظام الفرعي لوزارة التربية الوطنية‬
‫‪38‬‬ ‫‪ .4.2.3‬تقييم النظام والتقييم داخل النظام‬
‫‪40‬‬ ‫‪ .5.2.3‬خامتــة‬
‫‪41‬‬ ‫‪ .3.3‬النظام الفرعي للتكوين املهني‬
‫‪41‬‬ ‫‪ .1.3.3‬المركزية وال متركز نظام التكوين املهني‬
‫‪43‬‬ ‫‪ .2.3.3‬متويل التكوين املهني ‬
‫‪43‬‬ ‫‪ .3.3.3‬سياسة التكوين‬
‫‪45‬‬ ‫‪ .4.3.3‬التنسيق داخل النظام الفرعي للتكوين املهني‬
‫‪48‬‬ ‫‪ .5.3.3‬التقييم ضمن نظام التكوين املهني الفرعي‬
‫‪49‬‬ ‫‪ .6.3.3‬خامتة‬
‫‪50‬‬ ‫‪ .4‬النقط احملورية املؤثرة يف تطور النظام ‬
‫‪50‬‬ ‫‪ .1.4‬امليثاق الوطني سبيل نحو إصالح قائم على اإلجماع‪ ،‬ولكن ‪...‬‬
‫‪51‬‬ ‫‪ .2.4‬تطبيق على ثالث مراحل‬
‫‪51‬‬ ‫‪ .1.2.4‬اخلطوات األولى لإلصالح ‬
‫‪52‬‬ ‫‪ .2.2.4‬المركزية الهياكل‪ :‬إنزال بدون حتضير‬
‫‪52‬‬ ‫‪ .3.2.4‬املخطط االستعجالي‪ :‬برنامج إلنقاذ إصالح أصابه الوهن‬
‫‪53‬‬ ‫‪ .3 .4‬حكامة نظام التربية والتكوين‪ ،‬آليات ذات هندسة متنوعة‬
‫‪53‬‬ ‫‪ .1.3.4‬إجماع مطمئن‬
‫‪53‬‬ ‫‪ .2.3.4‬تطبيق ال يواكب التغيير‬
‫‪55‬‬ ‫‪ .3.3.4‬اإلفراط يف «التغيير» يقضي على التغيير!‬

‫‪3‬‬ ‫تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين ‪2013-2000‬‬


‫‪55‬‬ ‫‪ .4.4‬ال مركزية هياكل نظام التربية والتكوين‬
‫‪55‬‬ ‫‪ .1.4.4‬هل حتتاج اإلدارة املركزية إلى هندسة جديدة؟‬
‫‪56‬‬ ‫‪ .2.4.4‬توجد على مستوى اجلهات‪ ،‬هياكل كثيرة ال تلعب دورها القيادي بشكل جيد ‬
‫‪57‬‬ ‫‪ .3.4.4‬على املستوى احمللي توجد مجالس للتدبير وظيفية بالكاد‬
‫‪58‬‬ ‫‪ .4.4.4‬تدبير املوارد املالية‬
‫‪59‬‬ ‫‪ .5.4.4‬متويل نظام التربية والتكوين يف إطار االستقاللية املطلوبة‬
‫‪59‬‬ ‫‪ .6.4.4‬جودة التربية والتكوين املعروضة من قبل النظام‬
‫‪60‬‬ ‫‪ .7.4.4‬قيادة اإلصالح وأنظمة اإلعالم‬
‫‪60‬‬ ‫‪ .5.4‬التنسيق بني مكونات نظام التربية والتكوين ‬
‫‪61‬‬ ‫‪ .6.4‬التقييم‬
‫‪61‬‬ ‫‪ .5‬مقترح عمل لتحسني املردودية ‬
‫‪66‬‬ ‫ملحقات‬
‫‪67‬‬ ‫امللحق ‪ :1‬شبكة عناصر التقييم‬
‫‪73‬‬ ‫امللحق ‪ :2‬شبكة املواضيع اخلاضعة للمساءلة‬
‫‪79‬‬ ‫امللحق ‪ :3‬إطار التقابل بني موضوعات املساءلة ومحاور التقييم‬
‫‪81‬‬ ‫امللحق ‪ :4‬شبكة دليل املقابلة‬
‫‪81‬‬ ‫‪ .I‬الالمركزية والالمتركز‬
‫‪82‬‬ ‫‪ .II‬حكامة نظام التربية والتكوين‬
‫‪83‬‬ ‫‪ .III‬أسئلة خاصة بالتعليم العالي‬
‫‪84‬‬ ‫امللحق ‪ :5‬تقرير حول سير البحث املؤسستي‬

‫حكامة منظومة التربية والتكوين باملغرب‬ ‫‪4‬‬


‫مقدمة‬

‫هل مت حتقيق هذه التوجيهات؟ ما هي الصعوبات والعراقيل‬ ‫ظهر مفهوم احلكامة خالل تسعينيات القرن املاضي‪ ،‬وفرض‬
‫التي واجهت تطبيقها أو حالت دونه؟‬ ‫نفسه في النقاشات الدائرة حول السياسات العمومية املتعلقة‬
‫في غياب معطيات ودراسات كاملة مبا فيه الكفاية حول‬ ‫بتدبير املؤسسات‪ ،‬وبالقواعد التنظيمية ‪-‬احملددة بشكل‬
‫السياسات العمومية في مجال التربية‪ ،‬اعتمد هذا التقرير‬ ‫عقالني‪ ،-‬واإلجراءات احلديثة التخاذ القرار‪ ،‬مساهما‬
‫مقاربة جتمع بني حتليل النصوص التنظيمية املتعلقة باحلكامة‪،‬‬ ‫بذلك في حتسني سير األنظمة التربوية‪.‬‬
‫واملعطيات الكيفية اخلاصة بتصورات الفاعلني الذين مت‬ ‫لتقييم حكامة النظام التربوي‪ ،‬يستبعد هذا التقرير الطريقة‬
‫استجوابهم حول تطبيق امليثاق‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقوم املنهجية‬ ‫املعيارية التي تقوم على االختيار بني حسن التدبير وسوئه؛‬
‫املعتمدة في هذه الدراسة على حتليل اإلطار املؤسستي‬ ‫كما يستبعد االعتماد على معيار محدد‪ ،‬أو على مجموعة‬
‫والتنظيمي لنظام التربية والتكوين‪ ،‬وعلى بحث ميداني‬ ‫من املؤشرات للحكم على جودته‪ .‬إن الطريقة التي مت نهجها‬
‫أجري مع الفاعلني املكلفني بقيادة النظام وتسييره‪.‬‬ ‫في هذا البحث تعتمد‪ ،‬أساسا‪ ،‬على مدى التزام حكامة‬
‫النظام التربوي بتوصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين‪.‬‬
‫من املؤكد أن دراسة احلكامة في عالقتها بتوصيات امليثاق‬
‫ضرورية لتقييم مدى تطبيق تلك التوصيات من خالل‬
‫جودة اإلجراءات التنظيمية والتشريعية التي مت اتخاذها‪،‬‬
‫ومن خالل القدرة على قيادة اإلصالحات املوصى بها على‬
‫الصعيدين املركزي واجلهوي (األكادمييات واجلامعات)‪،‬‬
‫وضمان تتبعها وتقييمها‪.‬‬
‫لقد اعتبر امليثاق الوطني للتربية والتكوين احلكامة رافعة‬
‫أساسية للتغيير الذي سيمكن نظام التربية والتكوين من‬
‫التزود بأدوات القيادة‪ ،‬وبآليات التدبير التي ستسهل انسجام‬
‫عمله مع االختيارات التنموية لألمة‪.‬‬
‫هدف هذه الدراسة هو تقييم جهاز حكامة النظام التربوي‬
‫الذي حدده امليثاق الوطني للتربية والتكوين‪ ،‬والوقوف على‬
‫حالة تقدم عملية المركزية والمتركز املصالح اإلدارية‪ ،‬ونوعية‬
‫التنسيق املؤسستي داخل النظام التربوي‪ ،‬وذلك عبر دراسة‬
‫مكوناته الثالثة‪ :‬التعليم العالي‪ ،‬والتربية الوطنية‪ ،‬والتكوين‬
‫املهني‪.‬‬
‫تضع هذه الدراسة تشخيصا لتفعيل توجيهات امليثاق‬
‫الوطني للتربية والتكوين املتعلقة ببناء جهاز احلكامة‬
‫كما هي واردة في املجال اخلامس للميثاق الوطني للتربية‬
‫والتكوين وفي دعامتي التغيير ‪ 15‬و‪:16‬‬
‫•تنص الدعامة ‪ 15‬على إقرار الالمركزية والالمتركز في‬
‫قطاع التربية والتكوين؛‬
‫•وتوصي الدعامة ‪ 16‬بتحيني احلكامة والتقييم املستمر‬
‫لنظام التربية والتكوين‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين ‪2013-2000‬‬


‫‪ .1.2‬املقاربة املنهجية املعتمدة‬ ‫‪ .1‬املقاربة املنهجية املعتمدة يف إجناز الدراسة‬
‫ترتكز املقاربة املنهجية املعتمدة في هذه الدراسة على‬ ‫لقد استلزم إجناز هذه الدراسة اعتماد مقاربة تعبئ األدوات‬
‫ثالثة عناصر أساسية‪ :‬يتعلق العنصر األول بترجمة النظام‬ ‫الكيفية للتقييم اعتمادا على عمل ميداني مت إجنازه بناء‬
‫املرجعي املؤسستي (الدعامتان ‪ 15‬و‪ 16‬للمجال اخلامس‬ ‫على تصريحات الفاعلني الذي يعملون في قلب نظام‬
‫للميثاق الوطني للتربية والتكوين) إلى إطار مرجعي تقني‬ ‫احلكامة‪.‬‬
‫للتقييم (أي إلى إطار منطقي للتساؤل)‪ .‬ويتعلق العنصر‬
‫الثاني بترجمة ذلك اإلطار املرجعي للتقييم إلى مجموعة من‬ ‫‪ .1.1‬حتديد مجال الدراسة ومتاسكه‬
‫األسئلة (شبكة املقابالت) تنتظم في أربعة محاور تهيكل‬ ‫مت إجناز تشخيص وثائقي ومؤسستي يحلل النصوص املتعلقة‬
‫األبعاد واألشكال املختلفة التي ميكن أن تتخذها الدعامتان‬ ‫بتطبيق إصالح نظام التربية والتكوين؛ وخاصة منها النصوص‬
‫‪ 15‬و‪ 16‬املذكورتان أعاله‪ ،‬مع أخذ خصوصيات كل نظام‬ ‫املتعلقة باملخططات‪ ،‬وإجراءت التواصل بني مختلف‬
‫من األنظمة الفرعية الثالثة املكونة لنظام التربية والتكوين‬ ‫املستويات املؤسستية‪ ،‬ودفاتر التحمالت‪ ،‬ومسؤوليات‬
‫(التعليم العالي‪ ،‬التعليم املدرسي والتكوين املهني) بعني‬ ‫الفاعلني املكلفني بتطبيق اإلصالح‪ ،‬إلخ‪ .‬وبعد هذا العمل‪،‬‬
‫االعتبار‪ .‬أما العنصر الثالث‪ ،‬فهو يخص البرمجة اجلغرافية‪،‬‬ ‫أجنز بحث ميداني كيفي كان الغرض منه جمع املعلومات‬
‫وجدولة األبحاث الكيفية على صعيد اجلهات اخلمس التي‬ ‫اعتمادا على مقابالت مع الفاعلني الرئيسيني (املسؤولني‬
‫مت اختيارها لتكون مجال البحث‪.‬‬ ‫ونوابهم) في املستويات املؤسستية األربعة للنظام‪ :‬املركزية‪،‬‬
‫واجلهوية‪ ،‬واإلقليمية‪ ،‬واملؤسسات التعليمية‪ .‬وقد مكن هذا‬
‫أ‪ .‬مجال البحث املؤسستي الكيفي‬
‫العمل من إجناز تقرير حتليلي حول مدى تطبيق توصيات‬
‫في حتديد احمليط اجلغرافي للمنطقة التي شملها البحث‬ ‫امليثاق الوطني للتربية والتكوين في مجال احلكامة‪.‬‬
‫الكيفي‪ ،‬مت أخذ واقع اجلهات في االعتبار باعتماد خمسة‬
‫أما حتليل عمليات احلكامة وآلياتها‪ ،‬فقد انصب على النقاط‬
‫معايير هي‪:‬‬
‫التالية‪:‬‬
‫•البعد‪/‬القرب اجلغرافي للمنطقة موضوع البحث من‬
‫•السير املؤسستي لنظام التربية والتكوين في املستويات‬
‫مركز القرار؛‬
‫األربعة احملددة أعاله؛‬
‫•احمليط اجلغرافي للجهة؛‬
‫•القيادة اإلجرائية للمشاريع واألعمال الواردة في‬
‫•املكونات الترابية للمنطقة من حيث خصوصياتها‬ ‫توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين وتنسيقها‬
‫احلضرية والقروبة؛‬ ‫املؤسستي من قبل الهيئات املختلفة للتسيير‪ ،‬وذلك‬
‫•حضور مجموع املستويات املؤسستية لنظام التربية‬ ‫على كل مستوى من املستويات التنظيمية للنظام؛‬
‫والتكوين على الصعيد اجلهوي (األكادمييات اجلهوية‬ ‫•التنسيق املؤسستي الداخلي‪ ،‬والتنسيق بني مختلف‬
‫للتربية والتكوين‪ ،‬والنيابات اجلهوية و‪/‬أو اإلقليمية‪،‬‬ ‫الفاعلني احملليني في عملية تطبيق توصيات امليثاق؛‬
‫واجلامعات والكليات‪ ،‬وهيئات التنسيق اجلهوي إلخ‪.).‬‬
‫•وضع أدوات القيادة والتنظيم واملراقبة الضرورية‬
‫يتكون احمليط اجلغرافي الذي شملته هذه الدراسة‪ ،‬والذي‬ ‫حلكامة نظام التربية والتكوين حكامة جيدة على‬
‫مت اختياره على أساس املعايير املذكورة أعاله‪ ،‬من اجلهات‬ ‫املستويني املركزي واجلهوي‪.‬‬
‫التالية‪:‬‬
‫يتكون اإلطار املرجعي لتقييم النظام احلالي لقيادة اإلصالح‬
‫•جهة الرباط ‪ -‬سال ‪ -‬زمور‪ -‬زعير (الرباط‪ ،‬ومتارة‪،‬‬ ‫من‪:‬‬
‫وسال‪ ،‬واخلميسات)؛‬
‫‪ -‬التوصيات واألهداف االستراتيجية احملددة لتطبيق إصالح‬
‫•جهة طنجة‪ -‬تطوان (تطوان‪ ،‬واملضيق‪ ،‬والعرائش)؛‬ ‫النظام التربوي؛‬
‫•جهة دكالة ‪ -‬عبدة (أسفي‪ ،‬واجلديدة)؛‬ ‫‪ -‬التوجهات ومخططات األجرأة التي تعتمدها القطاعات‬
‫•جهة سوس ‪ -‬ماسة ‪ -‬درعة (أكادير‪ ،‬وتارودانت‪،‬‬ ‫الوزارية املكلفة باألنظمة الفرعية الثالثة؛‬
‫وتزنيت‪ ،‬وإنزكان)؛‬ ‫‪ -‬املؤشرات التي وضعتها املصالح املركزية والالمركزية‬
‫•اجلهة الشرقية (وجدة‪ ،‬وبركان‪ ،‬والناظور)‪.‬‬ ‫لتنسيق عمليات إجناز مختلف املشاريع‪/‬األعمال املرتبطة‬
‫ولكي حتيط بجهاز احلكامة برمته‪ ،‬همت هذه الدراسة‬ ‫باإلصالح‪.‬‬

‫حكامة منظومة التربية والتكوين باملغرب‬ ‫‪6‬‬


‫متت ترجمة تلك العناصر إلى شبكة من األسئلة موضوع‬ ‫السلسلة املؤسستية الكاملة لنظام التربية والتكوين‪ ،‬من‬
‫االستجواب (انظر امللحق ‪ ،)2‬وفي اخلتام‪ ،‬متت صياغة‬ ‫املصالح املركزية إلى املصالح احمللية‪ .‬ويتعلق األمر بإيالء‬
‫محاور التقييم بشكل تركيبي في إطار مطابقة بني عناصر‬ ‫االهتمام إلى التنظيم املؤسستي لكل واحد من األنظمة‬
‫التقييم وموضوعات االستجواب (انظر امللحق ‪.)3‬‬ ‫الفرعية الثالثة املكونة لنظام التربية والتكوين من خالل‬
‫وفي املرحلة الثانية‪ ،‬مت تنظيم سلسلة األسئلة التي تترجم‬ ‫املستويات املؤسستية األربعة للفاعلني املستهدفني‪.‬‬
‫اإلطار املرجعي للتقييم (شبكة املقابلة) في محاور التقييم‬ ‫وكان يجب على هذه املقاربة الشمولية أن حتلل‪:‬‬
‫األربعة التي تهيكل األبعاد املختلفة للدعامتني ‪ 15‬و‪ 16‬من‬ ‫ ‪ -‬السياسات احملددة؛‬
‫املجال اخلامس للميثاق الوطني للتربية والتكوين‪ ،‬مع أخذ‬ ‫ ‪ -‬وضع األهداف اإلستراتيجية في مجال التربية والتكوين؛‬
‫خصوصيات كل واحد من األنظمة الفرعية الثالثة املكونة‬
‫للنظام (أي التعليم العالي‪ ،‬والتعليم املدرسي‪ ،‬والتكوين‬ ‫ ‪ -‬القرارات واالختيارات اإلجرائية املعتمدة؛‬
‫املهني) بعني االعتبار (انظر امللحق ‪.)4‬‬ ‫ ‪ -‬تخطيط العمل على مستوى هيئات التتبع والتنسيق‪.‬‬
‫وتتمحور شبكة املقابلة التي مت وضعها جلمع املعلومات حول‬ ‫ويتوزع الفاعلون املستهدفون الذين مت استجوابهم أثناء‬
‫العناصر التالية‪:‬‬ ‫البحث الكيفي حسب الوظائف التالية‪:‬‬
‫• نظرة الفاعلني إلى سير نظام القيادة على الصعيدين‬ ‫• الوظيفة املؤسستية املزاولة‪ ،‬واملكانة التراتبية احملتلة في‬
‫املركزي (الوطني) والالمركزي (احمللي)‪ ،‬بغاية‬ ‫عملية اتخاذ القرار على املستوى املركزي (الوطني)‪:‬‬
‫استجالء جوانب قوته وضعفه؛‬ ‫الكتابة العامة‪ ،‬واملديريات املركزية‪ ،‬واألقسام‪،‬‬
‫• اجلوانب املختلفة للمشاريع التي مت إجنازها في إطار‬ ‫واملصالح‪ ،‬وهيئات التنسيق الوطنية؛‬
‫إصالح نظام التربية والتكوين؛‬ ‫• الوظيفة املؤسستية املزاولة‪ ،‬واملكانة التراتبية احملتلة‬
‫• األهداف اإلستراتيجية التي وضعها امليثاق الوطني‬ ‫في عملية التنفيذ واألجرأة على املستويني الالمركزي‬
‫للتربية والتكوين واآلليات املعتمدة من أجل حتقيقها؛‬ ‫والالممركز‪.‬‬
‫• هيئات‪/‬عمليات القيادة والتنسيق داخل املؤسسات‬ ‫ ‪ -‬ففي قطاع التربية الوطنية مت استجواب فاعلني ينتمون‬
‫وبني املؤسسات‪.‬‬ ‫إلى األكادميية اجلهوية للتربية والتكوين (على اختالف‬
‫مراتبهم اإلدارية) وإلى النيابات اإلقليمية‪ ،‬واملصالح‬
‫• أنظمة االتصال واإلعالم‪.‬‬
‫املختلفة‪ ،‬ومديري املؤسسات التعليمية (ثالثة‬
‫مستويات)‪.‬‬
‫‪ .1.3‬هندسة الدراسة وتقدمي نتائج التقييم‬
‫يعرض هذا التقرير التركيبي‪ ،‬اعتمادا على املعطيات التي مت‬ ‫ ‪ -‬في قطاع التعليم العالي‪ ،‬مت االستماع إلى رئاسة‬
‫جمعها‪ ،‬التقدم احلاصل في مجال احلكامة تبعا لتوصيات‬ ‫اجلامعات‪ ،‬والعمداء‪ ،‬ومديري املؤسسات‪ ،‬ورؤساء‬
‫امليثاق الوطني للتربية والتكوين‪.‬‬ ‫الشعب‪.‬‬
‫مت حتليل تلك املعطيات وفق خطاطة عامة للبحث‪.‬‬ ‫ ‪ -‬وفي التكوين املهني‪ ،‬مت استجواب فاعلني في النيابات‬
‫والعتبارات منهجية‪ ،‬فقد كان كل بعد من أبعاد اإلصالح‬ ‫واملصالح اخلارجية للتكوين املهني‪ ،‬واملديريات اجلهوية‪،‬‬
‫التي متت دراستها موضوع تقييم خاص على ضوء األهداف‬ ‫ومراكز التكوين املهني وإنعاش الشغل‪ ،‬وجلن التسيير‪.‬‬
‫التي حددها امليثاق الوطني للتربية والتكوين‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫ب‪ .‬أدوات البحث املؤسستي الكيفي‬
‫ ‪ -‬الالمركزية وعدم التمركز؛‬ ‫إلجناز بحث هادف حول حالة تطبيق توصيات امليثاق الوطني‬
‫ ‪ -‬إعداد سياسات التربية والتكوين؛‬ ‫للتربية والتكوين املتعلقة بحكامة منظومة التربية والتكوين‪،‬‬
‫ ‪ -‬التنسيق بني الهياكل والهيئات اخلاصة بكل واحد‬ ‫مت وضع جهاز البحث كما يلي‪:‬‬
‫من األنظمة الفرعية املكونة لنظام التربية والتكوين‪،‬‬ ‫في مرحلة أولى‪ ،‬متت ترجمة الدعامتني ‪ 15‬و‪ 16‬من املجال‬
‫وبني هذه األنظمة الفرعية وبعضها‪ ،‬من أجل تطبيق‬ ‫اخلامس مليثاق الوطني للتربية والتكوين إلى إطار مرجعي‬
‫اإلستراتيجية احلكومية في القطاع؛‬ ‫تقني للتقييم يهدف إلى التركيب بني توصيات امليثاق‪.‬‬
‫ ‪ -‬تطوير آليات التقييم داخل كل واحد من األنظمة‬ ‫وقد مت تصريف هذا اإلطار املرجعي على شكل مجموعة‬
‫الفرعية بغاية إرساء ثقافة تقييم تشمل جميع املمارسات‬ ‫من عناصر التقييم (انظر امللحق ‪ .)1‬وفي مرحلة ثانية‪،‬‬

‫‪7‬‬ ‫تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين ‪2013-2000‬‬


‫بالالمركزية والالمتركز‪ ،‬وبحكامة نظام التربية والتكوين‪.‬‬ ‫في قطاع التربية والتكوين‪.‬‬
‫وتوخيا للوضوح‪ ،‬سيتم تقدمي هذه املعطيات حسب‬ ‫وقد أولت هذه الدراسة اهتماما خاصا للعوامل التي تبني‬
‫القطاعات‪.‬‬ ‫أنها تعوق التطبيق اجلدي لتوصيات امليثاق الوطني للتربية‬
‫والتكوين‪ .‬وقد متت مناقشة تلك العوامل قصد استخراج‬
‫‪ .1.2‬قطاع التعليم العالي‬ ‫العناصر التي ميكن أن تكون‪ ،‬في املستقبل‪ ،‬دعامات لتفادي‬
‫بادئ ذي بدء‪ ،‬يجب تأكيد الروح اإليجابية واملستقبلية‬ ‫املشاكل التي مت الوقوف عليها‪.‬‬
‫التي تعامل بها امليثاق الوطني للتربية والتكوين مع التعليم‬ ‫تتكون هذه الدراسة من أربعة فصول‪:‬‬
‫العالي في إطار الغايات التي حددها لنظام التربية والتكوين‬ ‫‪ 1.1‬يعرض الفصل األول اإلطار املؤسستي وهياكل نظام‬
‫في املغرب‪.‬‬ ‫التربية والتكوين مع أخذ خصوصيات القطاعات الثالثة‬
‫وهكذا‪ ،‬حدد امليثاق غايات التعليم العالي كما يلي‪:‬‬ ‫(التعليم العالي‪ ،‬والتربية الوطنية‪ ،‬والتكوين املهني)‬
‫ ‪ -‬باعتبارها مؤسسة ديناميكية للتعاون واملجهود‬ ‫بعني االعتبار‪.‬‬
‫اجلماعي‪ ،‬واالنفتاح على محيطها السوسيو اقتصادي‪،‬‬ ‫‪ 2.2‬يقدم الفصل الثاني حتليال لسير آليات احلكامة في كل‬
‫واستمرارا منها على هذا النهج‪ ،‬يجب على اجلامعة أن‬ ‫قطاع من القطاعات الثالثة‪ ،‬وذلك من خالل استجواب‬
‫تكون قاطرة للتنمية على املستويني اجلهوي والوطني‪.‬‬ ‫الفاعلني الذين استهدفهم البحث‪.‬‬
‫ ‪ -‬وفي منظور االنفتاح هذا‪ ،‬يجب أن تكون اجلامعة‪،‬‬ ‫‪ 3.3‬أما الفصل الثالث‪ ،‬فهو يناقش النقط احملورية التي‬
‫كذلك‪ ،‬مجاال لتنمية البحث العلمي‪ ،‬وقبلة للباحثني‬ ‫طبعت تطور تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية‬
‫من كل مكان‪ ،‬وورشة لتعلم املهن‪ .‬وميكن لكل مواطن‬ ‫والتكوين‪ ،‬ويستخرج العناصر التي من شأنها حتسني‬
‫أن يلجها‪ ،‬أو العودة إليها كلما شعر باحلاجة إلى حتسني‬ ‫النظام‪.‬‬
‫معارفه وتطويرها؛‬ ‫‪ 4.4‬يلخص الفصل الرابع النقط احملورية التي تؤثر على نظام‬
‫ ‪ -‬وبوصف اجلامعة قاطرة للتنمية‪ ،‬فإنه من الواجب عليها‬ ‫التربية والتكوين‪.‬‬
‫أن «تسهم بالبحوث األساسية والتطبيقية في كل‬
‫املجاالت‪ ،‬وتزود كل القطاعات باألطر املؤهلة والقادرة‬ ‫‪ .2‬اإلطار املؤسستي لنظام التربية والتكوين‬
‫ليس فقط على االندماج املهني فيها‪ ،‬ولكن‪ ،‬أيضا‪،‬‬ ‫تلبية حلاجات إصالح نظام التربية والتكوين‪ ،‬وعالوة على‬
‫على الرقي مبستويات إنتاجها وجودتها بوتيرة تساير‬ ‫النص املؤسس الذي هو امليثاق الوطني للتربية والتكوين‪،‬‬
‫إيقاع التباري مع األمم املتقدمة»‪.‬‬ ‫مت استصدار مجموعة من القوانني‪ ،‬واملراسيم‪ ،‬والنصوص‬
‫ولتحقيق هذه الغايات‪ ،‬جاء امليثاق مبجموعة من التوصيات‬ ‫التنظيمية الهادفة إلى رسم التوجهات‪ ،‬وإرساء الهياكل‬
‫تهدف إلى ضمان المركزية والمتركز الهياكل اجلامعية‪،‬‬ ‫التنظيمية‪ ،‬وحتديد األعمال واإلجراءات التي يجب على‬
‫وحكامة جيدة لنظام التعليم العالي‪ .‬وتخص تلك‬ ‫مختلف الفاعلني القيام بها إلعادة بناء مجاالت عملهم‬
‫التوصيات‪:‬‬ ‫واختصاصاتهم‪.‬‬
‫• االرتقاء باجلامعة إلى مستوى مؤسسة مندمجة‬ ‫بشكل عام‪ ،‬يالحظ أن اجلهاز التشريعي والتنظيمي الذي‬
‫املكونات ذات استقالل مالي فعلي وشخصية علمية‬ ‫يغطي اإلصالح يتوزع تناسبيا مع األهمية التي تعطيها كل‬
‫وتربوية متميزة؛‬ ‫جماعة من جماعات الفاعلني في األنظمة الفرعية الثالثة‬
‫• تنظيم‪ ،‬اجلذوع املشتركة‪ ،‬واجلسور‪ ،‬ومشاريع البحث‬ ‫لتلك العملية‪ ،‬ولهيكلة أفعال التسيير التي تقوم بإرسائها‬
‫متعددة التخصص التي متكن من جلب موارد إضافية‪.‬‬ ‫ومأسستها‪.‬‬
‫وإستعمال تلك املوارد على الوجه األفضل‪ ،‬وتوزيعها‬ ‫وهكذا‪ ،‬فإن النصوص التي مت إنتاجها‪ ،‬تختلف من نظام‬
‫بطريقة حسنة على جميع املؤسسات التابعة للجامعة‪،‬‬ ‫فرعي إلى آخر‪ ،‬من حيث عددها ومن حيث امتداد احلقل‬
‫أو املرتبطة بها‪ ،‬أو الفاعلة معها في إطار الشراكة؛‬ ‫الذي تشمله‪ .‬ويتعلق األمر بالتوليف بني تلك النصوص‬
‫• واستفادة اجلامعة من ميزانية ترصدها لها الدولة‪ ،‬حتدد‬ ‫من أجل توضيح مدى مالءمتها مع ما جاء به امليثاق‬
‫وفق معايير واضحة وعلنية من أجل تدبير مواردها‬ ‫أوال‪ ،‬ثم التأكد‪ ،‬ثانيا‪ ،‬من اتساقها وصالحيتها بالنسبة‬
‫البشرية‪.‬‬ ‫ألهداف وتوصيات الدعامتني ‪ 15‬و‪ 16‬املتعلقتني على التوالي‬

‫حكامة منظومة التربية والتكوين باملغرب‬ ‫‪8‬‬


‫اجلامعة‪ .‬ويسمح هذا القانون للجامعات‪ ،‬كذلك‪ ،‬بتنويع‬ ‫•إحداث هيئة وطنية لتنسيق التعليم العالي‪.‬‬
‫مصادر متويلها من خالل عرض خدمات باملقابل (كالتكوين‬ ‫•تيسير اجلامعة من طرف مجلس للجامعة يرأسه رئيس‬
‫املستمر‪ ،‬وتقدمي اخلدمات واخلبرات واالستشارة‪ ،‬وخلق‬ ‫اجلامعة‪.‬‬
‫حواضن املقاوالت‪ ،‬واستغالل البراءات والتراخيص ‪.)...‬‬ ‫•تعيني رئيس اجلامعة ملدة أربع سنوات قابلة للتجديد‬
‫ويحق للجامعات‪ ،‬وفق هذا القانون‪ ،‬أيضا‪ ،‬أن تساهم في‬ ‫مرة واحدة بعد نداء مفتوح على الترشيحات‪.‬‬
‫رؤوس أموال املقاوالت العمومية واخلاصة‪ ،‬بشرط أال تقل‬
‫تلك املساهمة عن ‪ 20%‬في رأس مال تلك املقاوالت؛ كما‬ ‫•إحداث هياكل جامعية جديدة بعد األخذ برأي الهيئة‬
‫يحق لها أن حتدث شركات تابعة لها بشرط أن يكون الغرض‬ ‫الوطنية لتنسيق التعليم العالي‪.‬‬
‫منها إنتاج سلع وخدمات‪ ،‬وحتسني قيمتها‪ ،‬وتسويقها في‬ ‫وقد جاء القانون ‪ 01.00‬لتعزيز هذه التوجهات التشريعية‬
‫امليادين االقتصادية واالجتماعية والعلمية والتكنولوجية‬ ‫والتنظيمية‪ ،‬وأجرأة مختلف التوصيات‪ ،‬وتوضيح صالحيات‬
‫والثقافية‪ ،‬وأن متلك ما ال يقل عن ‪ 50%‬من رأسمال تلك‬ ‫واختصاصات الهيئات البنيوية التي يتعني إحداثها من أجل‬
‫الشركات‪.‬‬ ‫تدبير فعال للجامعة املغربية‪.‬‬
‫على مستوى تدبير املوارد البشرية‪ ،‬يحدد مبرسوم النظام‬ ‫وبهذه الصفة‪ ،‬تعتبر اجلامعة مؤسسة عمومية تتمتع‬
‫األساسي ملستخدمي اجلامعات ونظام التعويضات املخولة‬ ‫بالشخصية املعنوية وباالستقالل البيداغوجي واملالي‪.‬‬
‫لهم‪:‬‬ ‫ومتكن هذه االستقاللية اجلامعة‪ ،‬على املستوى البيداغوجي‪،‬‬
‫ ‪ -‬بالنسبة لألساتذة الباحثني‪ ،‬تتخذ القرارات املتعلقة‬ ‫من تقدمي عروض التكوين‪ ،‬واقتراح مسالك التكوين‪ ،‬وخلق‬
‫بترسيمهم‪ ،‬وترقيتهم‪ ،‬وتأديبهم بعد استطالع رأي‬ ‫شهادات جامعية‪.‬‬
‫اللجان املتساوية األعضاء‪ ،‬بناء على اقتراح اللجان‬ ‫على املستوى اإلداري واملالي‪ ،‬يعطي القانون ‪ 01.00‬رؤساء‬
‫العلمية للمؤسسات اجلامعية املعنية‪.‬‬ ‫اجلامعات سلطة تدبير املوارد املالية والبشرية للجامعة‬
‫ ‪ -‬يحق للجامعات أن متنح تعويضات تكميلية‬ ‫وممتلكاتها‪ ،‬كما ميكن مجالس اجلامعات من التداول في‬
‫ملستخدميها من مواردها اخلاصة املتأتية مما تقوم به من‬ ‫كل القضايا املتعلقة بتسيير تلك األجهزة‪ ،‬كإحداث مسالك‬
‫أبحاث‪ ،‬وما تقدمه من خدمات‪ ،‬بغاية تشجيعهم‪،‬‬ ‫جديدة للتكوين‪ ،‬وهياكل جامعية جديدة‪ ،‬وتوزيع املوارد‬
‫وتنمية روح املنافسة واملبادرة لديهم‪.‬‬ ‫البشرية‪ ،‬ووضع تصورات ومخططات إستراتيجية لتنمية‬

‫الشكل ‪ .1‬الهيكلة النموذجية للجامعة حسب القانون ‪01.00‬‬


‫(اخلطاطة اإلجمالية لتنظيم اجلامعة)‬

‫‪9‬‬ ‫تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين ‪2013-2000‬‬


‫التربوي‪ ،‬واإلشراف على االمتحانات والتقومي واملراقبة على‬ ‫‪ .2.2‬قطاع التربية الوطنية‬
‫صعيد اجلهة‪.‬‬ ‫أوصى امليثاق الوطني للتربية والتكوين بوضوح بإعادة‬
‫وحتى تقوم األكادمييات بهذه املهام على الوجه املطلوب‪،‬‬ ‫هيكلة األكادمييات اجلهوية للتربية والتكوين التي كانت‬
‫أوصى امليثاق بإعطائها استقاللية التدبير اإلداري واملالي‪،‬‬ ‫موجودة قبل سنة ‪ 2000‬لتصبح «سلطة جهوية للتربية‬
‫وبتسييرها من قبل مجلس إداري يشارك فيه «ممثلون عن‬ ‫والتكوين المركزية والمتمركزة‪ ،‬ومزودة باملوارد املادية‬
‫كل الفاعلني في القطاعني العام واخلاص وعن شركائهم»‪.‬‬ ‫والبشرية الفعالة»‪ .‬وعالوة على االختصاصات املتعلقة‬
‫وقد أوصى امليثاق‪ ،‬كذلك‪ ،‬بإحداث أجهزة دائمة للتنسيق‬ ‫بتنشيط النظام التربوي كما هي محددة في البنود من‬
‫بني األكادمييات اجلهوية للتربية والتكوين واجلامعات‪.‬‬ ‫‪ 62‬إلى ‪ 76‬من امليثاق الوطني للتربية والتكوين‪ ،‬تضطلع‬
‫وتبعا لتلك التوصيات‪ ،‬مت تعزيز استكمال عملية المركزية‬ ‫األكادمييات اجلهوية للتربية والتكوين بكل األنشطة املتعلقة‬
‫والمتركز األنظمة الفرعية للتربية والتكوين بإصدار القانون‬ ‫بالتنظيم واإلشراف على األعمال اخلاصة‪ ،‬ووضع املخططات‪،‬‬
‫‪ 07.00‬الذي مت مبوجبه إحداث األكادمييات اجلهوية للتربية‬ ‫وتتبع مشاريع البناء‪ ،‬واإلشراف على السير العام للدراسة‪،‬‬
‫والتكوين (‪ )AREF‬التي أوصى امليثاق بها‪.‬‬ ‫والشراكة‪ ،‬والتنسيق‪ ،‬وتدبير املوارد البشرية‪ ،‬والبحث‬

‫الشكل ‪ .2‬هيكلة وزارة التربية الوطنية‬

‫وضع السياسة احلكومية في مجال التكوين املهني‪ ،‬وتنفيذ‬ ‫‪ .3.2‬قطاع التكوين املهني‬
‫إستراتيجية تنمية هذا القطاع وتقييمها‪.‬‬ ‫إن إحدى اخلصائص املميزة للنظام الفرعي للتكوين املهني‬
‫على املستوى الالممركز‪ ،‬ينص القرار الصادر في ‪ 29‬مايو‬ ‫هي تعدد الفاعلني املتدخلني فيه‪ .‬فهو يوجد في وضعية‬
‫‪ 1996‬على إحداث ‪ 9‬نيابات جهوية‪ ،‬و‪ 7‬مصالح على صعيد‬ ‫المركزية شاملة يرتبط فيها وظيفيا بعدد كبير من الفاعلني‬
‫األقاليم تغطي جميع التراب الوطني‪ .‬تعتبر نيابتان جهويتان‬ ‫على الصعيد الوطني‪ ،‬وعلى املستوى القطاعي‪.‬‬
‫من تلك النيابات مبثابة قسم‪ ،‬وأربعة عشر مبثابة مصلحة‪.‬‬ ‫يحدد املرسوم رقم ‪ 2-04-332‬الصادر بتاريخ ‪ 21‬ذي احلجة‬
‫وتكلف تلك التمثيليات‪ ،‬في حدود مناطق اختصاصاتها‪،‬‬ ‫‪( 1425‬املوافق لفاحت فبراير ‪ )2005‬اختصاصات قطاع‬
‫بتمثيل السلطة املكلفة بالتكوين املهني‪ ،‬وبتنسيق عملها‬ ‫التكوين املهني وتنظيمه‪ ،‬ويكلفه مبهمة عامة تتمثل في‬

‫حكامة منظومة التربية والتكوين باملغرب‬ ‫‪10‬‬


‫املهني وإنعاش الشغل حتت وصاية السلطة املكلفة بالشغل‪.‬‬ ‫على الصعيدين اإلقليمي واجلهوي بتنسيق مع السلطات‬
‫وهو مؤسسة عمومية تتمتع بالشخصية املعنوية واالستقالل‬ ‫املعنية‪ ،‬واجلماعات احمللية‪ ،‬والشركاء السوسيو‪-‬اقتصاديني‪.‬‬
‫املالي‪ ،‬مهمته هي إنعاش الشغل‪ ،‬وتطوير التكوين الذي‬ ‫وتتمتع‪ ،‬عالوة على ذلك‪ ،‬بالعضوية في املجالس اإلدارية‬
‫تقدمه الوزارة املكلفة بالشغل‪ ،‬وتكييفه مع متطلبات‬ ‫لألكادمييات اجلهوية للتربية والتكوين وفي جلانها‪.‬‬
‫االقتصاد واملجتمع‪ .‬ولهذه الغاية‪ ،‬يتولى القيام باإلعالم‪،‬‬ ‫وبهذه الصفة‪ ،‬تتكلف تلك التمثيليات بوضع مخططات‬
‫والتوجيه‪ ،‬وانتقاء املترشحني‪ ،‬ويحرص على إعادة تأهيل‬ ‫حاجات التكوين املهني على صعيد اجلهة‪ ،‬وبرسم اخلريطة‬
‫العمال‪ .‬وهو مكلف كذلك‪ ،‬بتنظيم التكوين ومراقبته‪.‬‬ ‫اجلهوية للتكوين املهني‪ ،‬والترخيص بفتح مؤسسات‬
‫يسير مكتب التكوين املهني مجلس إداري يرأسه الوزير‬ ‫التكوين املهني اخلاص‪ ،‬واعتمادها‪ ،‬ومراقبتها‪ ،‬وفحص‬
‫املكلف بالشغل‪ .‬ويتكون هذا املجلس من ثمانية وعشرين‬ ‫حساباتها‪ ،‬والتأشير على الشهادات التي متنحها‪ ،‬ونشر‬
‫عضوا (‪ )28‬ميثل أربعة عشرة (‪ )14‬منهم الدولة‪ ،‬وميثل‬ ‫املعلومات حول نظام التكوين‪ ،‬والتنقيب عن برامج التكوين‬
‫سبعة (‪ )7‬منهم ممثلي العمال‪ ،‬وميثل السبعة اآلخرون‬ ‫بالتمرس وتطويرها‪ ،‬خاصة مع املقاوالت‪ ،‬ومنظمات املجتمع‬
‫املشغلني‪ .‬يعني كل هؤالء األعضاء ملدة ثالث سنوات بواسطة‬ ‫املدني‪ ،‬والغرف املهنية‪.‬‬
‫قرار للوزير املكلف بالشغل‪ .‬ويتم انتقاء ممثلي العمال وممثلي‬ ‫وبخصوص المركزية وال متركز قطاع التكوين املهني‪ ،‬تتمتع‬
‫املشغلني ضمن اللوائح التي تقدمها املنظمات األكثر متثيلية‬ ‫النيابات اجلهوية‪ ،‬منذ عدة سنوات‪ ،‬باستقاللية فيما يخص‬
‫للعمال واملشغلني‪.‬‬ ‫سلطة توقيع ميزانية التسيير وتدبيرها على مستوى القطاع‬
‫يجتمع املجلس اإلداري ملكتب التكوين املهني وإنعاش‬ ‫اخلاص‪ ،‬ومنط التكوين بالتمرس‪.‬‬
‫الشغل مرتني في السنة على األقل‪ :‬يوم ‪ 30‬يونيو إلغالق‬ ‫ويوجد حتت وصاية هذا القطاع عدد من املؤسسات هي‪:‬‬
‫حسابات السنة السابقة‪ ،‬ويوم ‪ 31‬ديسمبر لوضع ميزانية‬ ‫• مكتب التكوين املهني وإنعاش الشغل؛‬
‫املكتب‪ ،‬والنظر في مخطط العمل التوقعي للسنة املوالية‪.‬‬ ‫• املدرسة العليا للنسيج واأللبسة؛‬
‫يتكلف مجلس التدبير خالل املدة الفاصلة بني اجتماعات‬ ‫• املدرسة العليا لإلبداع واملوضة؛‬
‫املجلس اإلداري بتسيير املكتب‪ ،‬والبث في كل القضايا‬ ‫• معهد التكوين في مهن صناعة الطيران؛‬
‫املتعلقة بسيره‪ .‬يرأس هذا املجلس‪( ،‬القرار ‪02/07/085‬‬
‫• معاهد التكوين في مهن صناعة السيارات‪.‬‬
‫بتاريخ ‪ 27‬يناير ‪ )2007‬رئيس املجلس اإلداري أو من ينوب‬
‫عنه (الكاتب العام للوزارة املكلفة بالشغل)‪ ،‬ويضم اإلداريني‬ ‫وهكذا تتولى الوزارة التوجيه العام للنظام‪ ،‬وتنظيمه‪،‬‬
‫املمثلني لوزارات التجارة والصناعة واملالية والسياحة‪ ،‬وممثلي‬ ‫والتنسيق بني مختلف مكوناته‪ ،‬وتراقب سيره وتقييمه‪.‬‬
‫وحتت وصاية هذه الوزارة ومراقبتها‪ ،‬يتولى التكوين‬
‫العمال (‪ )2‬واملشغلني (‪.)2‬‬
‫املهني األولي (اإلشهادي والتأهيلي) عدد من املتدخلني‬
‫يتمتع املجلس اإلداري بالسلطات الضرورية إلدارة املكتب‬ ‫املؤسستيني العموميني واخلاصني‪:‬‬
‫إدارة جيدة‪ .‬ولهذه الغاية‪ ،‬يرخص باقتناء ونقل املمتلكات‬
‫• مكتب التكوين املهني وإنعاش الشغل؛‬
‫املنقولة‪ ،‬ويبرم عقودا إلجناز برامج خاصة للتكوين املهني‪،‬‬
‫ويضع برامج العمل للسنة اجلارية‪ ،‬وميزانية املكتب‪،‬‬ ‫• القطاعات الوزارية املتدخلة في التكوين‪ :‬السياحة‪،‬‬
‫ويصادق على احلسابات‪ ،‬ويعلن النتائج‪ ،‬ويدلي برأيه‬ ‫والفالحة‪ ،‬والصيد البحري‪ ،‬والصحة‪ ،‬والصناعة‪،‬‬
‫بخصوص وضعية العاملني في املكتب‪.‬‬ ‫والصناعة التقليدية؛‬
‫وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬ميكن للمجلس اإلداري أن يفوض ملدير‬ ‫• الغرف املهنية؛‬
‫املكتب بعض اختصاصاته القانونية‪.‬‬ ‫• املؤسسات اخلاصة للتكوين املهني؛‬
‫يدير املكتب املهني إلنعاش الشغل مدير مكلف بتنفيذ‬ ‫• الفيدراليات املهنية التي تنظم تكوينات في املؤسسات‬
‫قرارات املجلس اإلداري ومجلس التدبير‪ .‬وميثل املدير‬ ‫التي فوض لها أمر تسييرها (النسيج واأللبسة‪ ،‬وصناعة‬
‫املكتب أمام الدولة‪ ،‬واملقاوالت العمومية واخلاصة‪ ،‬وأمام‬ ‫الطيران والسيارات)؛‬
‫كل طرف آخر‪.‬‬ ‫• املقاوالت التي تقوم بالتكوين‪.‬‬
‫مصادر متويل مكتب التكوين املهني متعددة ومتنوعة‪:‬‬ ‫مكتب التكوين املهني وإنعاش الشغل (‪)OFPPT‬‬
‫فهي تتكون من منتجات توظيف أموال املكتب‪ ،‬وإعانات‬ ‫وفقا ملقتضيات الظهير الشريف احلامل للقانون رقم ‪-183‬‬
‫الدولة‪ ،‬واملؤسسات العمومية واجلماعات احمللية‪ ،‬ومن‬ ‫‪ 1-72‬والصادر بتاريخ ‪ 28‬مايو ‪ ،1974‬يوضع مكتب التكوين‬

‫‪11‬‬ ‫تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين ‪2013-2000‬‬


‫مؤهل لتنظيم التكوين في كل أسالك التكوين األساسي‬ ‫الهبات والتبرعات‪ ،‬وكل املوارد األخرى التي تنص عليها‬
‫والتأهيلي واملستمر ومستوياتها‪.‬‬ ‫األحكام التشريعية والتنظيمية‪.‬‬
‫يضم قطاع التكوين املهني اخلاص‪ ،‬املنظم على شكل‬ ‫ويخضع املكتب ألحكام القانون رقم ‪ 69.00‬املتعلق باملراقبة‬
‫فيدراليات‪ ،‬أكثر من ‪ 1500‬مؤسسة للتكوين حاليا‪.‬‬ ‫املالية التي متارسها الدولة على املؤسسات العمومية‪ ،‬والذي‬
‫ويشارك هذا القطاع‪ ،‬على نطاق واسع‪ ،‬في حكامة نظام‬ ‫سنه الظهير الشريف رقم ‪ 1-03-195‬بتاريخ ‪ 16‬رمضان ‪1424‬‬
‫التكوين املهني‪ ،‬وخاصة من خالل اللجان الوطنية واجلهوية‬ ‫(املوافق ل ‪ 11‬نونبر ‪.)2003‬‬
‫التي ينص عليها القانون ‪ 13-00‬املشار إليه أعاله‪.‬‬ ‫وأثناء إحداث هذه املؤسسة سنة ‪ ،1974‬مت مبقتضى القانون‪،‬‬
‫يستلزم فتح مؤسسات التكوين املهني اخلاص واستغاللها‬ ‫حتويل جل املؤسسات التابعة لوزارة التشغيل إليها‪ .‬وبعد‬
‫احلصول على ترخيص مسبق من السلطة احلكومية املكلفة‬ ‫ذلك‪ ،‬مت إحداث مجموعة أخرى من املؤسسات بلغ عددها‬
‫بالتكوين املهني‪ ،‬طبقا ألحكام القانون املذكور أعاله‬ ‫أكثر من ‪ 330‬مؤسسة سنة ‪ ،2013‬تستقبل أكثر من ثالثمائة‬
‫ونصوصه التطبيقية‪ .‬وميكن لتلك املؤسسات‪ ،‬حسب تلك‬ ‫وعشرة ألف (‪ )310.000‬متدرب موزعني على كل التراب‬
‫األحكام دائما‪ ،‬أن تتمتع بوضعية املؤسسات املعتمدة؛ وهي‬ ‫الوطني‪ .‬وتعمل تلك املؤسسات حتت سلطة عشر (‪)10‬‬
‫وضعية تخول لها حق تنظيم امتحانات وفق الشروط واملعايير‬ ‫نيابات جهوية‪ ،‬وحسب بنية تنظيمية خضعت لبعض‬
‫احملددة في القانون‪ ،‬وتسليم شهادات معترف بها من قبل‬ ‫التطور مع الزمن‪.‬‬
‫الدولة‪.‬‬ ‫القطاعات الوزارية املتدخلة في التكوين املهني‬
‫الفيدراليات املهنية واملقاوالت‬ ‫تخضع التكوينات التي تنظمها املؤسسات التابعة لتلك‬
‫تساهم الفيدراليات املهنية واملقاوالت بشكل فعلي ومباشر‬ ‫القطاعات ألحكام املرسوم رقم ‪ 2.86.325‬بتاريخ ‪ 9‬يناير‬
‫في تنظيم التكوين وتدبيره‪ .‬وتتخذ تلك املساهمة أشكاال‬ ‫‪ 1987‬الذي يسن النظام العام ملؤسسات التكوين املهني‪.‬‬
‫مختلفة من خالل‪:‬‬ ‫تختلف مهام تلك املؤسسات‪ ،‬فيما يخص التكوين‪ ،‬من‬
‫ ‪ -‬حضور الفيدراليات املهنية واملقاوالت في هيئات‬ ‫قطاع آلخر‪ ،‬ولكنها‪ ،‬تبقى‪ ،‬على العموم‪ ،‬منسجمة مع املهام‬
‫حكامة مكتب التكوين املهني وإنعاش الشغل؛‬ ‫املنوطة بقطاع التكوين املهني‪.‬‬
‫ ‪ -‬إسهامها في حتديد حاجات التكوين في القطاعات‬ ‫الغرف املهنية‬
‫املختلفة‪ ،‬وفي وضع مخططات التكوين القطاعية‪،‬‬ ‫تبعا للقوانني املعمول بها‪ ،‬تتكلف الغرف املهنية بتنمية‬
‫وأدوات تدبير سوق الشغل والتكوين (األطر املرجعية‪،‬‬ ‫التكوين في املجاالت املتصلة بها‪.‬‬
‫الشغل‪/‬املهن‪ ،‬األطر املرجعية الشغل‪/‬الكفايات)؛‬ ‫وهكذا‪ ،‬وحسب الظهير الشريف رقم ‪ 1-09-21‬بتاريخ ‪22‬‬
‫ ‪ -‬مشاركتها في مجالس اإلتقان وجلن التسيير املؤسستية‬ ‫صفر ‪ 18( 1430‬فبراير ‪ )2009‬بتنفيذ القانون رقم ‪27.08‬‬
‫على صعيد مؤسسات التكوين املهني‪.‬‬ ‫مبثابة النظام األساسي للغرف الفالحية‪ ،‬تساهم تلك الغرف‬
‫وقد ازداد دور الفيدراليات املهنية واملقاوالت في التسيير‬ ‫في تكوين الفالحني ومربي املاشية وإعالمهم‪ ،‬خاصة عبر‬
‫املباشر ملؤسسات التكوين املهني في إطار سياسة الشراكة بني‬ ‫تنظيم دورات تكوينية‪ ،‬وأيام إخبارية‪ ،‬أو تسيير مراكز‬
‫القطاعني العام واخلاص التي شرعت فيها مديرية التكوين‬ ‫للتكوين املهني‪ ،‬ومراكز التكوين بالتناوب‪ ،‬والتكوين‬
‫املهني‪ ،‬وأدى ذلك إلى ظهور جيل جديد من املؤسسات‬ ‫بالتمرس‪.‬‬
‫القطاعية املتخصصة في التكوين املهني؛ عهد بتسييرها إلى‬ ‫ومبقتضى الظهير الشريف رقم ‪ 1-13-09‬الصادر في ‪ 10‬ربيع‬
‫مهنيي القطاع املعني‪.‬‬ ‫الثاني ‪ 1434‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 38-12‬مبثابة النظام األساسي‬
‫ومع تطور التكوين بالتمرس‪ ،‬واالنخراط املتزايد للمقاوالت‬ ‫للغرف التجارية‪ ،‬ميكن لتلك الغرف أن تسير و‪/‬أو أن حتدث‬
‫في التكوين‪ ،‬أخذ جيل جديد من املراكز املخصصة لهذا‬ ‫في الدائرة الترابية التابعة لها مؤسسات للتكوين املهني أو‬
‫النمط من التكوين يحتل‪ ،‬بشكل تدريجي‪ ،‬مكانته في‬ ‫للتعليم العالي‪ ،‬شريطة موافقة السلطة احلكومية املختصة‪.‬‬
‫نظام التكوين املهني‪ .‬ويتعلق األمر مبراكز التكوين بالتمرس‬ ‫التكوين املهني اخلاص‬
‫التي مت إحداثها داخل املقاوالت‪ ،‬واملرخص لها طبقا ألحكام‬ ‫مبقتضى القانون رقم ‪ 13.00‬مبثابة النظام األساسي للتكوين‬
‫القانونني ‪ 12.00‬و‪.13.00‬‬ ‫املهني اخلاص‪ ،‬يناط بهذا التكوين دور اخلدمة العمومية‪،‬‬
‫ويعمل‪ ،‬إلى جانب الدولة‪ ،‬على تنمية التكوين املهني‪ .‬وهو‬

‫حكامة منظومة التربية والتكوين باملغرب‬ ‫‪12‬‬


‫االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬وتقييم أنشطة التكوين داخل‬ ‫الهيئات االستشارية والتنظيمية‬
‫املؤسسة‪ ،‬وتقدمي املساعدة للمتدربني في مجاالت التكوين‬ ‫لضمان مهمة تنسيق نظام التكوين املهني وتنظيمه‪ ،‬مت‬
‫بالتمرس والتشغيل‪.‬‬ ‫إحداث العديد من الهيئات االستشارية منذ سنة ‪.1989‬‬
‫في إطار تطبيق امليثاق الوطني للتربية والتكوين‪ ،‬والعمل‬ ‫اللجنة الوطنية للتكوين املهني‬
‫بالقانونني ‪ 39.89‬و‪ 12.00‬اللذين يحكمان على التوالي‬ ‫مت إحداث هذه اللجنة باملرسوم رقم ‪ 2-87-275‬الصادر في‬
‫التكوين بالتناوب والتكوين بالتمرس‪ ،‬تتكلف هذه‬ ‫‪ ،1989/09/19‬ويرأسها الوزير املكلف بالتكوين املهني‪.‬‬
‫الهيئات‪ ،‬أيضا‪ ،‬بتنظيم أمناط التكوين‪ ،‬واإلشراف عليها‪،‬‬ ‫وتضم مؤسسات التكوين‪ ،‬واملنظمات والغرف املهنية‪،‬‬
‫وتتبعها‪ ،‬وتقييمها‪.‬‬ ‫والشركاء االقتصاديني واالجتماعيني (‪ . )1‬ويعهد إليها‬
‫باقتراح توجيهات السياسة التي يتعني على السلطات‬
‫العمومية اتباعها في القطاع‪ ،‬واقتراح اإلجراءات الضرورية‬
‫خللق أنشطة في مجال التكوين املهني‪ ،‬واالرتقاء بها‪،‬‬
‫وتنسيقها‪ ،‬ومراقبتها‪ .‬ومن مهامها‪ ،‬أيضا‪ ،‬إبداء الرأي في‬
‫اإلجراءات اإلدارية والتنظيمية املتخذة في مجال التكوين‬
‫املهني‪.‬‬
‫اللجان اإلقليمية للتكوين املهني‬
‫مت إحداث هذه اللجان بواسطة املرسوم املتعلق باللجنة‬
‫الوطنية للتكوين املهني نفسه‪ .‬يرأسها الوالة والعمال‪،‬‬
‫وتضم الفاعلني احملليني املعنيني‪ ،‬وخاصة منهم ممثلي الوزارات‬
‫والهيئات الفاعلة في التكوين املهني على الصعيد احمللي‪،‬‬
‫واملمثل اإلقليمي لقطاع الشغل‪ ،‬وممثلي املجالس واجلماعات‬
‫املنتخبة‪ ،‬والغرف املهنية‪ ،‬وممثلي املشغلني واملأجورين؛ وكذا‬
‫مديري املؤسسات العمومية للتكوين املهني على صعيد‬
‫اإلقليم‪ ،‬وممثل واحد ملؤسسات التكوين املهني اخلاص‪،‬‬
‫ورئيس املجلس اإلقليمي لإلتقان‪.‬‬
‫ويعهد لهذه اللجان بالنظر في الصعوبات التي تواجه‬
‫مؤسسات التكوين املهني على الصعيد احمللي‪ ،‬واإلدالء‬
‫باقتراحات وتوصيات من أجل جتاوز تلك الصعوبات‪،‬‬
‫واالرتقاء بالقطاع‪ .‬وتقترح‪ ،‬كذلك‪ ،‬التخصصات املهنية‬
‫املالئمة للوسط االقتصادي احمللي حسب احتياجات اإلقليم‪.‬‬
‫مجالس اإلتقان‪.‬‬
‫مت إحداث مجالس اإلتقان على مستوى مؤسسة أو مجموعة‬
‫من مؤسسات التكوين املهني طبقا للمادة ‪ 9‬من املرسوم‬
‫رقم ‪ 2-86-325‬الصادر في ‪ 9‬يناير ‪ 1987‬مبثابة النظام‬
‫العام ملؤسسات التكوين املهني‪ .‬تضم هذه املجالس ممثلي‬
‫اجلماعات احمللية‪ ،‬والهيئات املهنية‪ ،‬واإلدارات العمومية‪،‬‬
‫ومجلس التدبير والتنسيق البيداغوجي التابع للمؤسسة‪،‬‬
‫وترأسه شخصية من الوسط املهني‪.‬‬
‫تسهر هذه الهيئات على مالءمة التكوين لالحتياجات‬

‫(‪ )1‬في حدود ممثل واحد عن اإلدارات التالية‪ :‬وزارات األشغال العمومية والصناعة‪ ،‬والسكنى والسياحة والشؤون اخلارجية والشبيبة والرياضة‪ ،‬والفالحة‬
‫والداخلية والصحة والشغل‪.‬‬

‫‪13‬‬ ‫تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين ‪2013-2000‬‬


‫الشكل ‪ .3‬هيكلة قطاع التكوين املهني‬

‫الشكل ‪ .4‬خطاطة تبني العالقة بني قطاع التكوين املهني واملكونات األخرى لنظام التكوين املهني‬

‫حكامة منظومة التربية والتكوين باملغرب‬ ‫‪14‬‬


‫• يتم اختيار رئيس اجلامعة على أساس مقابلة يقدم‬ ‫‪ .3‬التحليل التشخيصي لسير نظام التربية‬
‫خاللها‪ ،‬أمام جلنة االنتقاء‪ ،‬مشروعا لتطوير اجلامعة‬ ‫والتكوين‬
‫وتنميتها‪ .‬يساعده في عمله نائبان للرئيس ‪-‬يتكلف‬ ‫يعرض هذا الفصل املعطيات التي مت جمعها أثناء البحث‬
‫أحدهما بالبحث العلمي والتعاون‪ ،‬والثاني بالتكوين‬ ‫الذي أجري مع الفاعلني في كل قطاع من القطاعات الفرعية‬
‫واحلياة البيداغوجية‪ -‬وكاتب عام‪ .‬ويتم اختيار رئيس‬ ‫الثالثة املكونة لنظام التربية والتكوين‪ ،‬ويحلل األعمال‬
‫اجلامعة وفق إجراء جديد يقوم على املبادئ التي ينص‬ ‫املنجزة بني سنتي ‪ 2000‬و ‪ 2013‬في إطار تطبيق اإلصالح‬
‫عليها دستور البالد‪ ،‬والرامية إلى احترام تكافؤ الفرص‬ ‫الذي جاء به امليثاق الوطني للتربية والتكوين‪.‬‬
‫بني املترشحني‪ ،‬وضمان اإلنصاف وشفافية عملية‬
‫االنتقاء‪.‬‬ ‫‪ .1.3‬قطاع التعليم العالي‬
‫• يسير اجلامعة مجلس للجامعة يتكون من أعضاء‬ ‫يتكون نظام التعليم العالي من التعليم العالي العمومي‬
‫مبقتضى القانون‪ ،‬وأعضاء منتخبني‪ ،‬وأعضاء معينني‪.‬‬ ‫(الذي يتكون من املؤسسات التابعة للجامعات العمومية‬
‫يختلف عدد أولئك األعضاء باختالف حجم‬ ‫ومؤسسات التعليم العالي غير التابعة لتلك اجلامعات)‬
‫املؤسسات التابعة للجامعة وعددها (مثال‪ ،‬يبلغ‬ ‫والتعليم العالي اخلاص‪ .‬وألسباب تنظيمية‪ ،‬ستتناول هذه‬
‫عدد أعضاء مجلس اجلامعة ‪ 50‬عضوا في جامعة ابن‬ ‫الدراسة سير هياكل احلكامة في مؤسسات التعليم العالي‬
‫زهر بأكادير التي تغطي خمس جهات‪ ،‬وتضم أربع‬ ‫العمومية التابعة للجامعات‪.‬‬
‫أكادمييات جهوية للتربية والتكوين‪ ،‬و‪ 60‬عضوا‬
‫في جامعة عبد امللك السعدي بتطوان‪ ،‬و‪ 56‬عضوا‬ ‫‪ .1.1.3‬الالمركزية والالمتركز‬
‫بجامعة محمد اخلامس السويسي)‪.‬‬ ‫بشكل عام‪ ،‬يتبني من املقابالت التي أجريت مع رؤساء‬
‫• يتكون مجلس التدبير باجلامعة من عشرة (‪)10‬‬ ‫اجلامعات اخلمس‪ ،‬والعمداء‪ ،‬ومديري املدارس العليا‪ ،‬أن‬
‫أعضاء يتم انتخابهم من بني أعضاء مجلس اجلامعة‬ ‫وضعية اجلامعات قد حتسنت بشكل ملموس منذ بداية‬
‫على أساس التكافؤ بني األعضاء املنتخبني‪ ،‬أي خمسة‬ ‫العمل بالقانون‪ 01.00 ،‬وبنصوصه التطبيقية (املراسيم‪،‬‬
‫أعضاء من كل فئة من بينهم رئيس اجلامعة‪ .‬ويتكلف‬ ‫والنصوص التنظيمية)‪.‬‬
‫هذا املجلس بالشؤون اإلدارية واملالية‪.‬‬ ‫وتستحسن اجلامعات نتائج الالمركزية واالستقالل‬
‫ومتاما كرؤساء اجلامعات‪ ،‬يتم اختيار عمداء الكليات‬ ‫البيداغوجي واملالي‪ ،‬وتعتبر النتائج التي حصلت عليها‬
‫ومديري املدارس واملعاهد العليا بعد مقابلة يرافعون فيها‬ ‫مؤسساتها نتائج ممتازة‪ .‬هذا وقد سجل جميع املستجوبني‬
‫أمام جلنة لالنتقاء عن مشروع لتنمية الكلية أو املدرسة أو‬ ‫التأثيرات اإليجابية لإلجنازات التي حتققت بفضل املشاريع‬
‫املعهد املعني؛ ويعينون ملدة أربعة سنوات قابلة للتجديد‬ ‫التي جاء بها برنامج املخطط االستعجالي‪.‬‬
‫مرة واحدة‪ .‬غير أن املترشحني لهذا املنصب ينتمون حصريا‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬هناك مجموعة من اجلوانب واألعمال التي يتعني‬
‫لهيئة التدريس‪.‬‬ ‫حتسينها‪ :‬ينبغي القيام مبجهود كبير حتى حتقق االستقاللية‬
‫أهدافها‪ ،‬وخاصة منها ما يتعلق بتحسني جودة التعليم‪،‬‬
‫وتنبغي اإلشارة مع ذلك‪ ،‬إلى أن الترشيح لهاتني الوظيفتني‬
‫ومالءمته مع متطلبات احمليط االجتماعي واالقتصادي‪،‬‬
‫(رئاسة اجلامعة‪ ،‬والعمادة أو رئاسة املؤسسة اجلامعية‪،‬‬
‫وعقلنته‪ ،‬وتقليص املدة التي يستغرقها حتضير الشهادات‬
‫يتم في أوقات مختلفة‪ ،‬بل ومتفاوتة‪ ،‬الشيء الذي يولد‬
‫اجلامعية‪ ،‬واحلد من ظاهرة االنقطاع عن الدراسة‪.‬‬
‫بالضرورة تباينا بني تصورات رؤساء اجلامعات ومشاريع‬
‫رؤساء املؤسسات‪ ،‬واختالفات في حتليلهم ألوضاع‬ ‫على مستوى حكامة النظام‪ ،‬قدم املستجوبون مجموعة من‬
‫املؤسسات اجلامعية بسبب اختالف الفترات الزمنية التي‬ ‫األفكار واملقترحات جنملها كما يلي‪:‬‬
‫تفصل بني هذين احلدثني‪.‬‬ ‫• لقد تبني أن اجلامعات اخلمس التي متت زيارتها أثناء‬
‫يتبني من النقاشات مع الفاعلني في التعليم العالي أن أولى‬ ‫البحث تخضع لنفس الهيكلة‪ .‬وتقوم تلك الهيكلة‬
‫االنتقادات املوجهة للحكامة اجلامعية هي االنتقادات املتعلقة‬ ‫على ركيزتني أساسيتني هما‪:‬‬
‫مبجالس اجلامعة‪ ،‬وبصعوبة تدبيرها بسبب العدد الكبير‬ ‫ ‪ -‬رئاسة اجلامعة التي تشرف على ثالثة أقطاب هي‬
‫ألعضائها‪ .‬من املؤكد أن القدرة على تسيير اجتماعات‬ ‫التكوين‪ ،‬والبحث والتعاون‪ ،‬والشؤون اإلدارية واملالية؛‬
‫تلك املجالس تختلف من جامعة ألخرى‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يبقى‬ ‫ ‪ -‬املؤسسات اجلامعية التي تتكون من الكليات‪ ،‬واملدارس‬
‫أن تسيير عدد كبير من األشخاص داخل بنية من املفروض‬ ‫واملعاهد العليا‪.‬‬

‫‪15‬‬ ‫تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين ‪2013-2000‬‬


‫لم تكن أفضل مما هي عليه‪« :‬كان بوسعنا أن نعمل‬ ‫فيها أن تتيح ألعضائها إمكانية املشاركة الفعلية في اتخاذ‬
‫أفضل‪ ،‬لكننا قمنا مبا استطعنا القيام به‪ ،‬نظرا لإلمكانات‬ ‫القرارات املتعلقة بالتدبير اإلداري واملالي يطرح العديد من‬
‫التي كانت بني أيدينا‪ .‬إن األمور تتحسن‪ ،‬ومع ذلك ينبغي‬ ‫املشاكل‪.‬‬
‫توضيح الرؤية اإلستراتيجية للتعليم العالي‪ ،‬حتى نستطيع‬ ‫كان من املمكن أن ال يؤثر هذا الوضع على نظرة الفاعلني‬
‫اخلروج من عنق الزجاجة الذي توجد فيه اجلامعة بسبب‬ ‫لدور هذه البنية لو كانت تشكيلتها متجانسة‪ .‬لكن الواقع‬
‫تزايد أعداد الطلبة املتدفقني عليها‪ ،‬والوضعية احلالية‬ ‫هو أن أعضاء مجلس اجلامعة ينطلقون‪ ،‬بحكم انتماءاتهم‬
‫ملسالك التكوين التي تلهي الطلبة أكثر مما تنتج متخرجني‪،‬‬ ‫الوظيفية واملهنية واحلرفية املختلفة‪ ،‬وبحكم مواقعهم‬
‫وإيجاد حل ملشكل لغة التدريس‪ ،‬خاصة في مرحلة ما قبل‬ ‫التراتبية املتباينة‪ ،‬من انتظارات ومشاريع مختلفة‪ ،‬وبالتالي‪،‬‬
‫اجلامعة»‪.‬‬ ‫من استراتيجيات مختلفة‪ .‬ومن شأن هذا الوضع‪ ،‬إذا لم يتم‬
‫وملواجهة مشاكل التدبير الناجتة‪ ،‬جزئيا‪ ،‬عن تضخم عدد‬ ‫التمييز بني الفاعلني على أساس نظرتهم ملشاركتهم‪ ،‬وعلى‬
‫أعضاء مجلس اجلامعة‪ ،‬اتخذ بعض رؤساء اجلامعات مبادرة‬ ‫أساس كفاءتهم ومكانتهم‪ ،‬أن يولد اختالالت وظيفية في‬
‫خلق هيئات غير رسمية للتنسيق والتشاور‪ ،‬وهيكلة هيئاتهم‬ ‫سير مجالس اجلامعات‪ ،‬وخاصة منها االختالالت التي تنشأ‬
‫الوظيفية قصد االستجابة حلاجاتهم التنظيمية‪ .‬ومتكنهم‬ ‫عن عالقات القوة بني األعضاء املنتمني لهيئات وجماعات‬
‫تلك الهيئات من تنسيق أعمال مختلف املتدخلني‪ ،‬وإعداد‬ ‫ذات مصالح وانتظارات ومطالب متعارضة‪.‬‬
‫امللفات والقرارات‪ ،‬ومناقشتها قبل عرضها على مجلس‬
‫وقد أثيرت‪ ،‬كذلك‪ ،‬وبشكل دال‪ ،‬املشاركة الضعيفة في‬
‫التدبير ومجلس اجلامعة‪ .‬وهكذا‪ ،‬نالحظ أن جامعة محمد‬
‫مجلس اجلامعة للفاعلني الذين ميثلون اجلماعات احمللية‪،‬‬
‫اخلامس ‪ ،1‬مثال‪ ،‬قد أنشأت الهياكل التالية‪:‬‬
‫وعالم املقاولة‪ ،‬والسلطات احمللية‪ ،‬والشركاء املنتمني‬
‫ ‪ -‬مجلس رؤساء املؤسسات‪ ،‬وهو مجال للتشاور واحلوار‬ ‫لألنظمة الفرعية األخرى لنظام التربية والتكوين‪ .‬إن غياب‬
‫بني فريق اجلامعة ورؤساء املؤسسات التابعة للجامعة؛‬ ‫مشاركة أولئك الفاعلني أو ضعفها يفسح املجال أمام الفئات‬
‫ ‪ -‬مجلس استشاري للتكوين واحلياة اجلامعية حتت قيادة‬ ‫السوسيو‪-‬مهنية األخرى لفرض انتظاراتهم ومطالبهم‪.‬‬
‫الرئيس‪ .‬ويضم هذا املجلس نائبي الرئيس‪ ،‬ومنسقي‬ ‫يتعلق االنتقاد الثاني الذي يوجهه الفاعلون لسير مجالس‬
‫اللجان البيداغوجية‪ ،‬واملكلفني باملهام‪ ،‬واملسؤول عن‬ ‫اجلامعات بالتباينات احملتملة بني األهداف التي يحددها‬
‫مركز التوجيه واحلياة الطالبية‪ ،‬وممثل املكتب الوطني‬ ‫رئيس اجلامعة‪ ،‬وأهداف العمداء ومديري مدارس ومعاهد‬
‫لألعمال اجلامعية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬وممثلني عن‬ ‫التعليم العالي؛ وهو ما ميكن أن يشكل مصدرا لسوء‬
‫الطلبة‪.‬‬ ‫التفاهم بني الطرفني (الرئيس والعمداء واملديرين)‪ ،‬ويخلق‬
‫ ‪ -‬مجلس استشاري للبحث العلمي والتعاون‪ ،‬ويتكون‬ ‫صعوبات في تدبير بعض امللفات‪ ،‬ويضعف‪ ،‬بالتالي‪ ،‬الروح‬
‫من‪:‬‬ ‫اجلماعية لدى الفريق املسير‪.‬‬
‫• نائب الرئيس املكلف بالبحث العلمي والتعاون؛‬ ‫لهذا يرى املستجوبون أن انتقاء العمداء واملديرين يجب أن‬
‫• منسق جلنة البحث والتعاون ملجلس اجلامعة؛‬ ‫يكون متزامنا مع انتقاء رؤساء اجلامعات‪ .‬وقد اقترح البعض‬
‫• منسقو جلان التعاون التابعة للمؤسسات؛‬ ‫ممن مت استجوابهم فكرة االنتقاء دفعة واحدة للفريق املسير‬
‫•املديرون املساعدون ونواب عمداء املؤسسات اجلامعية؛‬ ‫برمته (رئاسة اجلامعة‪ ،‬والعمداء‪ ،‬واملديرون)؛ وهو ما يعني‬
‫أن االختيار يجب أن يقع‪ ،‬لضمان جتانس الفريق‪ ،‬على فريق‬
‫•مديرو مراكز دراسات الدكتوراه؛‬
‫يحمل مشروعا مشتركا‪ ،‬وليس على أفراد لكل واحد منهم‬
‫• املسؤولون عن هياكل البحث اجلامعية؛‬ ‫مشروعه اخلاص‪.‬‬
‫•ممثلو طلبة الدكتوراه داخل كل جلنة من جلن طلبة‬ ‫بالنسبة للنتائج التي مت حتقيقها في إطار هذه البنية التنظيمية‬
‫الدكتوراه؛‬ ‫اجلديدة‪ ،‬يتفق املستجوبون على أن توسيع اختصاصات‬
‫•ممثلو الوسط االقتصادي واالجتماعي املدعوون‬ ‫مجلس اجلامعة كان بوسعه أن ميكن من حتقيق إجنازات‬
‫للمشاركة في مجلس تنسيق البحث العلمي‪ ،‬كلما‬ ‫أفضل‪ .‬غير أن ضعف جتربة التدبير لدى الفرق اإلدارية‬
‫دعت احلاجة إلى ذلك‪.‬‬ ‫اجلامعية‪ ،‬والنقص احلاصل في كفاءاتها التقنية‪ ،‬وفي‬
‫ومت إحداث كل هذه الهيئات وفق قوانني تنظيمية صادق‬ ‫املوارد البشرية الضرورية لتدبير سياسات تنمية املؤسسات‬
‫عليها مجلس اجلامعة‪.‬‬ ‫اجلامعية‪ ،‬والتحقيق غير املكتمل لتوصيات امليثاق الوطني‬
‫على صعيد جامعة عبد امللك السعدي مت‪ ،‬على العكس من‬ ‫للتربية والتكوين؛ كل ذلك يفسر أن النتائج احملصل عليها‬

‫حكامة منظومة التربية والتكوين باملغرب‬ ‫‪16‬‬


‫عن جودة التعلمات اجلامعية‪ ،‬وخاصة في املسالك ذات‬ ‫ذلك‪ ،‬إحداث‪:‬‬
‫االستقطاب املفتوح التي تعرف مدرجاتها اكتظاظا متزايدا‪.‬‬ ‫•ندوة رؤساء املؤسسات؛‬
‫تبني اجلداول أسفله الفوارق املوجودة بني اجلامعات املغربية‬ ‫•شبكة نواب العمداء واملديرين املساعدين املكلفني‬
‫اخلمسة عشرة فيما يخص إمكانات التأطير التربوي واإلداري‬ ‫بالشؤون البيداغوجية واألكادميية؛‬
‫التي تتوفر عليها‪ .‬وهذا ما يدفع إلى التساؤل عن مدى حتقيق‬ ‫•شبكة الكتاب العامني؛‬
‫الفعالية واإلنصاف اللذين ينص عليهما امليثاق واإلصالح‪.‬‬ ‫•شبكة املقتصدين‪.‬‬
‫اجلدول ‪ .1‬نسبة التأطير البيداغوجي واإلداري‬ ‫وفي جامعة ابن زهر أحدثت أربع جلان هي‪:‬‬
‫واستعمال فضاءات استقبال الطلبة واملكونات األخرى‬ ‫•جلنة البحث العلمي والتعاون والتنمية؛‬
‫لنظام التكوين املهني‬ ‫•جلنة الشؤون التربوية والبيداغوجية؛‬
‫•جلنة الشؤون االجتماعية والثقافية والرياضية؛‬
‫•جلنة التوجيه والتواصل‪.‬‬
‫وتتكون كل جلنة من تلك اللجان في أغلبها من ثالثة إلى‬
‫أربعة أساتذة‪ ،‬وأحيانا من عضو ينتمي إلى الطاقم اإلداري‪.‬‬
‫يتبني من هذه األمثلة الثالثة أن كل جامعة تهيكل عملها‬
‫تبعا لرؤيتها التنظيمية اخلاصة‪.‬‬
‫من الناحية املبدئية‪ ،‬تندرج الفرق التي أحدثتها رئاسة‬
‫اجلامعة في منهجية التدبير التشاركي‪ .‬ويتوقف ذلك‪،‬‬
‫بطبيعة احلال‪ ،‬على درجة اقتناع كل فريق‪ ،‬ومدى متكنه من‬
‫ممارسات التعاون‪ ،‬وعلى مدى انخراط الفاعلني في أنشطة‬
‫التفكير والتصور والتنظيم اجلماعية‪ .‬من الطبيعي إذن‪،‬‬
‫أن جند وضعيات تتباين فيها درجة تطبيق هذه املنهجية‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬يجب القول إن إعداد الطاقم اجلامعي وتكوينه‬
‫لهذه املنهجية‪ ،‬يجب أن يكونا مرفقني بتفعيل هيئات‬
‫التشاور واحلوار التي تساعد على املشاركة والتعاون الفردي‬
‫واجلماعي واملؤسستي‪.‬‬
‫أ‪ .‬على مستوى تدبير املوارد البشرية واملمتلكات‬
‫‪01.00‬‬ ‫ينص امليثاق الوطني للتربية والتكوين والقانون‬
‫على أن تدبير املوارد البشرية للجامعة وممتلكاتها يعود إلى‬
‫السلطات اجلامعية‪ .‬إال أن هذا القرار لم يدخل بعد حيز‬
‫التنفيذ‪ ،‬وما زال تدبير هذين املوردين‪ ،‬ألسباب تشريعية‬
‫وتقنية ومالية‪ ،‬يتم على الصعيد املركزي‪.‬‬
‫لذلك تشتكي اجلامعات من التأخر احلاصل في نقل تدبير‬
‫املوارد البشرية إليها‪ .‬إن توظيف األساتذة اجلدد‪ ،‬مثال‪،‬‬
‫ما زال يتوقف على عدد املناصب املالية التي تخصصها‬
‫السلطات املركزية للجامعة‪ ،‬وهو ما مينع هذه األخيرة من‬
‫ليس من شك في أن السلطات اجلامعية ال متارس أية سلطة‬ ‫ممارسة مراقبة فعلية على تلك التوظيفات‪ .‬صحيح أن اجلامعة‬
‫على مواردها البشرية‪ ،‬وخاصة منها سلطة اجلزاء (اإليجابي‬ ‫تستطيع أن توظف بعض املتدخلني اإلداريني‪ ،‬غير أنها ال‬
‫أو السلبي)‪ .‬وميكن أن نتفهم استياء اجلامعات على هذا‬ ‫تتوفر على أي اختصاص فيما يتعلق باملوظفني الضروريني‬
‫املستوى ألنها ال تستطيع أن تطور سياسة منسجمة في‬ ‫للتدريس والتكوين والبحث العلمي‪ .‬وتعتبر هذه الوضعية‬
‫مجال التوظيفات‪ ،‬كما أنها ال تستطيع أن تضع إستراتيجية‬ ‫أولى املبررات التي تقدمها اجلامعات لنفي أية مسؤولية لها‬

‫‪17‬‬ ‫تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين ‪2013-2000‬‬


‫على اجلامعات‪.‬‬ ‫للمهن واخلدمات‪.‬‬
‫وبشكل عام‪ ،‬تبقى الدولة هي املصدر األول واألساسي‬ ‫حتاول بعض اجلامعات تطوير ممارسات التدبير االستشرافي‬
‫لتمويل اجلامعات‪ .‬لقد اشتكى جميع من مت استجوابهم‬ ‫ملوظفيها‪ ،‬ووضع أدوات للتسيير في هذا االجتاه‪ .‬وفي هذا‬
‫في هذه الدراسة من قلة املوارد املالية لتلبية كل احتياجات‬ ‫الصدد‪ ،‬حاولت جامعتا وجدة وتطوان أن تضعا دليال‬
‫مؤسساتهم‪ .‬لكنهم يعترفون‪ ،‬في الوقت نفسه‪ ،‬بأن‬ ‫للوظائف والكفايات اخلاصة باملهن اإلدارية واملالية‪ ،‬واقتناء‬
‫اجلامعات قد توصلت من الدولة‪ ،‬وقت تطبيق املخطط‬ ‫أو وضع البرامج اإلعالمية للتدبير املندمج للموظفني‪ .‬غير أن‬
‫االستعجالي‪ ،‬مببالغ مالية مهمة ساعدتهم على تدارك التأخر‬ ‫هذه احملاوالت تبقى هامشية‪ ،‬وتختلف من جامعة ألخرى‪،‬‬
‫احلاصل في االستثمارات‪ .‬وقد شاهدنا خالل الزيارات التي‬ ‫وال ميكن أن تكون‪ ،‬في الوضعية الراهنة‪ ،‬مقدمة جدية‬
‫قمنا بها لبعض املؤسسات اجلامعية اإلجنازات اجلميلة التي‬ ‫إلستراتيجية مندمجة لتدبير املوارد البشرية‪ .‬ويتبني من‬
‫حتققت بفضل ذلك املخطط في الكليات واملدارس العليا‪:‬‬ ‫املقابالت التي أجريناها مع الفاعلني اجلامعيني أنه يستحيل‬
‫مدرجات‪ ،‬وقاعات الدروس‪ ،‬وقاعات لوقت الفراغ املخصصة‬ ‫تطبيق املادة ‪ 17‬من القانون ‪ 01.00‬التي تسعى‪ ،‬ضمانا‬
‫للطلبة‪ ،‬والعتاد البيداغوجي والديداكتيكي‪ ،‬إلخ‪.‬‬ ‫للفعالية واملردودية‪ ،‬إلى متكني اجلامعات من إرساء ممارسات‬
‫وطبقا للقوانني اجلاري بها العمل‪ ،‬تتوفر اجلامعات على‬ ‫تدبيرية ترتكز على مردودية الفاعلني‪ ،‬وتتحكم في املناصب‬
‫ميزانية واحدة تتكون من جزأين‪ :‬ميزانية التسيير وميزانية‬ ‫املالية والتوظيف (الذي يستغرق اليوم بسبب اإلجراءات‬
‫االستثمار‪ .‬تهدف ميزانية التسيير‪ ،‬في إطار استمرارية‬ ‫املركزية عدة شهور)‪ ،‬والترقيات‪ ،‬وحركة املوظفني‪ ،‬إلخ‪.‬‬
‫اخلدمة العمومية‪ ،‬إلى متكني املؤسسات من متويل السير‬ ‫وعلى عكس ما ينص عليه امليثاق الوطني للتربية والتكوين‬
‫اإلداري والتعليمي العادي للمؤسسة‪ ،‬واالستجابة ملتطلبات‬ ‫والقانون ‪ ،01.00‬لم يتم نقل املمتلكات إلى اجلامعة‪ .‬ويرجع‬
‫املمارسات التعليمية والبحث العلمي‪ ،‬وأداء بعض‬ ‫السبب في ذلك إلى الصعوبات التقنية واملالية التي تواجه‬
‫مستحقات املوظفني والطلبة‪ ...‬إلخ‪.‬‬ ‫تلك العملية التي كانت ستكلف اجلامعات غاليا ملا يتطلبه‬
‫أما ميزانية االستثمار‪ ،‬فهي تتكون من بابني‪ :‬يخصص‬ ‫حتويل امللكية من رسوم‪ ،‬وتكاليف‪ ،‬ووقت؛ خاصة مع البطء‬
‫الباب األول القتناء جتهيزات جديدة أو تعويض التجهيزات‬ ‫التي تتسم به اإلجراءات التشريعية واملساحية في بالدنا‪.‬‬
‫املتقادمة‪ ،‬وشراء األثاث والتجهيزات املكتبية‪ ،‬إلخ‪.‬‬ ‫وتعتبر اجلامعات عدم نقل تلك املمتلكات إليها عائقا‬
‫ويخصص الباب الثاني لتوسيع املؤسسات اجلامعية (استثمار‬ ‫يسلبها حرية التصرف فيها‪ ،‬ومينعها من التخطيط على‬
‫التوسع)‪ ،‬وتعزيز البنية التحتية املوجودة وتوسيعها‪ :‬بناء و‪/‬‬ ‫املدى البعيد لتوسعها‪ ،‬واقتناء ممتلكات وبنايات جديدة‪،‬‬
‫أو توسيع املؤسسات اجلامعية‪ ،‬وصيانة البنايات واملقرات‬ ‫واالستجابة‪ ،‬بالتالي‪ ،‬لالنتظارات واملتطلبات اخلاصة بتجويد‬
‫املوجودة وإصالحها وترميمها‪ ،‬إلخ‪.‬‬ ‫التعلمات‪.‬‬
‫تخضع كل النفقات التي تقوم بها اجلامعات ملراقبة قبلية من‬ ‫ورغم ذلك‪ ،‬فإن بعض اجلامعات موضوع هذه الدراسة قد‬
‫املراقب املالي للدولة‪ .‬ومن ثمة يأتي البطء والتأخر اللذان‬ ‫شرعت في إحصاء ممتلكاتها املنقولة وغير املنقولة استعدادا‬
‫يعودان‪ ،‬على ما يبدو‪ ،‬إلى عاملني اثنني‪ :‬االنشغاالت الكثيرة‬ ‫لنقلها إليها‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬يبدو أن الوزارة حترص على‬
‫للمراقب املالي الذي يشرف على عدد كبير من املؤسسات‬ ‫أن تتم املقتنيات من أجل بناء املؤسسات اجلامعية اجلديدة‬
‫العمومية‪ ،‬واملشاكل املرتبطة بإعداد امللفات التي تضعها‬ ‫في إطار قانوني ومسحي يكون أكثر وضوحا‪ ،‬وفي صالح‬
‫املصالح اجلامعية املعنية واخلاصة باملشاريع املمولة وبتتبعها‪.‬‬ ‫اجلامعات املستفيدة‪.‬‬
‫وتعود تلك املشاكل‪ ،‬أحيانا‪ ،‬إلى عدم متكن املصالح املالية‬
‫للجامعة من أدوات عملها‪.‬‬ ‫ب‪ .‬متويل اجلامعات‬
‫ويقوم املجلس األعلى للحسابات واملفتشية العامة بالتدقيق‬ ‫طبقا للقانون ‪ 01.00‬تتلقى اجلامعات امليزانية الضرورية‬
‫البعدي حلسابات اجلامعة للتأكد من مدى مطابقة التدبير‬ ‫للتسيير واالستثمار من الدولة أساسا‪ .‬وعالوة على ذلك‪،‬‬
‫املالي للقوانني اجلاري بها العمل في املغرب‪.‬‬ ‫يسمح القانون للجامعة بتقدمي خدمات مؤدى عنها‪ ،‬وبتلقي‬
‫يتبني من خالل هذه الدراسة‪ ،‬أن اجلامعات قد عرفت جتارب‬ ‫إعانات في إطار اتفاقيات التعاون والشراكة‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬
‫مختلفة فيما يخص تدبير امليزانيات املخصصة لها؛ وأنها‬ ‫ورغم ال مركزية اجلامعات‪ ،‬فإن الدولة هي التي تخصص‪،‬‬
‫واجهت‪ ،‬في بداية تطبيق اإلصالح‪ ،‬صعوبات الستعمال‬ ‫في ميزانيتها العامة‪ ،‬وفي إطار القانون املالي السنوي‪ ،‬ميزانية‬
‫أجهزة تدبير كفأة في هذا املجال‪ ،‬وذلك بسبب عدم مواكبة‬ ‫إجمالية لوزارة التعليم العالي التي تقوم‪ ،‬بدورها‪ ،‬بتوزيعها‬

‫حكامة منظومة التربية والتكوين باملغرب‬ ‫‪18‬‬


‫املخطط االستعجالي ‪ ،2012-2009‬وخاصة منها تلك التي‬ ‫املصالح املركزية لعملها‪ ،‬وضعف معارف املستخدمني‬
‫تتعلق مبمارسة التعاقد الذي كان أساس تخصيص امليزانية‬ ‫املكلفني باملصالح املعنية وكفاياتهم‪ .‬ويتجلى من تلك‬
‫للمؤسسات‪ ،‬وتتبعها‪ ،‬وتقييم صرفها‪.‬‬ ‫األبحاث‪ ،‬أيضا‪ ،‬أن مواقف الفاعلني من هذه املسألة تنقسم‬
‫لقد أعطى القانون ‪ 01.00‬اجلامعات إمكانية ممارسة أنشطة‬ ‫إلى اجتاهني‪ :‬اجتاه يشجب بطء مصالح وزارة املالية‪ ،‬وعدم‬
‫مدرة للموارد‪ ،‬ومن ضمنها املساهمة في املقاوالت املبدعة‪.‬‬ ‫مباالتها بالصعوبات التي تواجه اجلامعة‪ ،‬ويحمل لتلك‬
‫غير أن هذا االختصاص لم يتم تفعيله بعد‪ ،‬إذ لم يصدر‬ ‫املصالح مسؤولية املشاكل الناجمة عن تأخر اجلامعات في‬
‫حلد اآلن أي نص تشريعي لهذه الغاية‪ .‬وميكن تفسير ذلك‬ ‫الوفاء بالتزاماتها املالية‪ ،‬وصرف امليزانيات املخصصة لها‪.‬‬
‫مبجموعة من اإلكراهات التي يعاني منها النظام كحذف‬ ‫أما االجتاه الثاني‪ ،‬فينفي‪ ،‬على عكس ذلك‪ ،‬أن تكون‬
‫احلساب خارج امليزانية‪ ،‬واملراقبة القبلية املمارسة على صرف‬ ‫اجلامعة جتد مشكلة ما في تنفيذ التزاماتها‪ ،‬وصرف امليزانية‬
‫امليزانية‪ ،‬وعدم وضوح الرؤية فيما يخص تنظيم التكوين‬ ‫املخصصة لها في الوقت احملدد‪ ،‬ويقر بأن اإلدارة تفرض‬
‫املستمر‪.‬‬ ‫على مصاحلها املعنية القيام بتتبع عقالني ومنظم للمحاسبة‬
‫وملساعدة اجلامعات على تنمية أنشطتها املقاوالتية‪ ،‬أعطاها‬ ‫اخلاصة باستثماراتها املالية؛ كما هو احلال في جامعات وجدة‬
‫القانون‪ ،‬كذلك‪ ،‬إمكانية املساهمة في رؤوس أموال املقاوالت‬ ‫وأكادير وتطوان‪.‬‬
‫العمومية واخلاصة‪ ،‬وإحداث شركات فرعية‪ ،‬شريطة أن‬ ‫بشكل عام‪ ،‬تؤكد اجلامعات (ثالث من خمس) عدم‬
‫يكون موضوعها هو اإلنتاج‪ ،‬وتثمني السلع واخلدمات‪،‬‬ ‫رضاها عن توزيع امليزانية املخصصة لها من قبل الدولة‪.‬‬
‫وتسويقها في املجاالت االقتصادية والعلمية والتكنولوجية‬ ‫وحسب قول أحد رؤساء اجلامعات‪ ،‬فإن مقارنة دقيقة بني‬
‫والثقافية؛ كما أتاح لها إمكانية متلك ‪ 50%‬من الرأسمال‬ ‫امليزانيات املخصصة ملختلف اجلامعات خالل السنوات األربع‬
‫االجتماعي لتلك الشركات‪ .‬إال أنه‪ ،‬وإلى يومنا هذا‪ ،‬لم‬ ‫األخيرة‪ ،‬تبني أن ما يطبع توزيع امليزانية على اجلامعات هو‬
‫تر النور أية ممارسة من هذا النوع بسبب غياب النصوص‬ ‫عدم املساواة؛ وهو أمر ال ميكن تفسيره بحاجات التأطير‬
‫التنظيمية والتشريعية الكفيلة بأجرأة تلك األنشطة‪.‬‬ ‫البيداغوجي واإلداري للطلبة‪ ،‬وال باحلاجات املرتبطة بطاقة‬
‫ورغم كون القانون ‪ 01.00‬يشكل تقدما مهما في طريق‬ ‫االستقبال‪.‬‬
‫الالمركزية بإعطائه لرؤساء اجلامعات صفة اآلمر بالصرف‪،‬‬ ‫بالنسبة لتوزيع امليزانية على مؤسسات اجلامعة الواحدة‪،‬‬
‫وللعمداء واملديرين صفة اآلمر املساعد بالصرف‪ ،‬يجب‬ ‫يالحظ أن لكل جامعة ممارستها اخلاصة‪ .‬وقد عبر العمداء‬
‫التأكيد أن التفاوض بشأن ميزانية اجلامعات يبقى رهينا‬ ‫ومديرو املدارس واملعاهد العليا عن رضاهم عن الطريقة‬
‫بامليزانية الشمولية للوزارة التي يتم التفاوض بشأنها على‬ ‫التي يتم بها هذا التوزيع‪ .‬فهم يحددون حاجاتهم على‬
‫صعيد احلكومة‪.‬‬ ‫مستوى مؤسساتهم‪ ،‬ثم يناقشونها‪ ،‬ويتفاوضون بشأنها في‬
‫من اآلن فصاعدا‪ ،‬ميكن للجامعات أن تقدم خدمات‬ ‫االجتماعات التي تعقدها اجلامعة إلعداد ميزانيتها العامة‪.‬‬
‫مؤدى عنها‪ ،‬وتعقد اتفاقات الشراكة‪ ،‬وتتلقى الهبات‬ ‫وبعد التوصل بامليزانية التي تخصصها الوزارة للجامعة‪،‬‬
‫والتبرعات‪ ،‬وحتدث شركاتها الفرعية‪ ،‬وتساهم في رؤوس‬ ‫تنظم جولة ثانية من املناقشات واملفاوضات حول توزيعها‬
‫أموال الشركات وفق أنظمة والتزامات قانونية‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫على مختلف املؤسسات حسب األولويات‪ ،‬وحسب‬
‫فهي تبقى دائما تابعة إلعانات الدولة‪ ،‬إذ ال تتجاوز مداخلها‬ ‫مخططات االستثمار اخلاصة بكل مؤسسة واملصادقة عليها‪.‬‬
‫اخلاصة ‪ 30%‬من ميزانية التسيير في أفضل احلاالت‪ .‬وفي‬ ‫إن درجة املشاركة في توزيع امليزانية على صعيد اجلامعة تتم‬
‫الواقع‪ ،‬يتعني على رؤساء املؤسسات اجلامعية أن يكونوا قادة‬ ‫بطريقة نسبية‪ ،‬وبتناسب مع مستوى الالمركزية الذي تقره‬
‫متنورين‪ ،‬وأن يبرهنوا على روح املقاولة حتى يتمكنوا من‬ ‫كل رئاسة‪ ،‬تبعا ملخططها التنموي‪ ،‬وملوازين القوى بني‬
‫تعبئة الفرق التي تعمل إلى جانبهم من أجل تنمية عروض‬ ‫مكوناتها‪.‬‬
‫خدماتية جذابة وفعالة‪.‬‬ ‫وموازاة مع هذا الوضع‪ ،‬جتدر اإلشارة إلى أن بعض اجلامعات‬
‫تتوقف جودة التدبير املالي لكل جامعة على قدراتها‬ ‫تتوفر على دالئل اإلجراءات‪ ،‬وعلى القواعد واملعايير الذي‬
‫وكفاياتها التدبيرية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن مركزية املصالح الوزارية‬ ‫يجب أن يخضع لها توزيع امليزانية على مختلف املؤسسات‪،‬‬
‫الشريكة تعقد األمور‪ ،‬وال تساعد على تسريع العمليات‬ ‫وكيفية تدبيرها من قبل املصالح االقتصادية للمؤسسة‪.‬‬
‫املتعلقة بصرف امليزانية؛ وهو ما يؤثر سلبا على مخططات‬ ‫وعلى هذا املستوى‪ ،‬أعربت اجلامعات عن استيائها من‬
‫استثمار اجلامعات‪ .‬يضاف إلى ذلك‪ ،‬أن اإلجراءات املتعلقة‬ ‫توقيف العمل بالقواعد واإلجراءات التي رافقت تطبيق‬

‫‪19‬‬ ‫تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين ‪2013-2000‬‬


‫(‪ ،)LMD‬تطور عرض التكوين في اجلامعات املبحوثة‬ ‫باملراقبة املالية تساهم‪ ،‬هي األخرى‪ ،‬في تأخر االلتزام‬
‫بشكل ملحوظ‪ .‬لقد صرحت تلك اجلامعات بأنها ضاعفت‬ ‫بالنفقات‪.‬‬
‫عدد املسالك التي فتحتها‪ .‬وبخصوص مبررات إحداث تلك‬ ‫يبدو أن بذل املزيد من اجلهد من أجل تكوين الكفايات‬
‫املسالك‪ ،‬جاءت نتائج البحث بتوضيحني‪:‬‬ ‫وتعزيزها ما يزال ضروريا لتمكني التقنيني وأصحاب القرار‬
‫•إن األساتذة‪ ،‬تبعا لتخصصاتهم واهتماماتهم العلمية‬ ‫من التحكم في تدخالتهم‪ ،‬وتقدمي ملفات االلتزام بالنفقات‬
‫وجتاربهم‪ ،‬يطورون عروض التكوين التي يعرضونها‬ ‫على الوجه املطلوب‪ ،‬تفاديا لبطء املصادقة عليها وتوقيعها‬
‫على املسار املذكور أعاله قصد االعتماد‪ .‬وعندما يتم‬ ‫من قبل مراقبي الدولة واخلازن اجلهوي‪ .‬هذا من جهة‪،‬‬
‫اعتماد برامج الدراسة التي يقترحونها‪ ،‬فإنهم يصيرون‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬يتعني على الدولة أن تتدخل لدى وزارة‬
‫منسقيها‪.‬‬ ‫املالية لتليني إجراءات تنفيذ الصفقات وتبسيطها‪ ،‬والزيادة‬
‫•إن رؤساء اجلامعات ورؤساء املؤسسات يحثون‬ ‫في عدد املراقبني املاليني واخلازنني املؤدين‪ ،‬وذلك قصد‬
‫األساتذة على تنظيم مسالك من شأنها أن تواكب‬ ‫االستجابة ملتطلبات المركزية والمتركز أنظمة التسيير في‬
‫اإلستراتيجيات القطاعية الكبرى للدولة املغربية‪،‬‬ ‫مختلف اإلدارات‪.‬‬
‫كمخطط ‪ ،AZUR‬ومخطط‪ Emergence ،‬ومخطط‬ ‫‪ .2.1.3‬سياسات التكوين اجلامعي‬
‫املغرب األخضر‪ ،‬ومخطط ‪ 10.000‬مهندس‪ ،‬ومبادرة‬
‫‪ 10.000‬عامل اجتماعي إلخ‪.‬‬ ‫‪01.00‬‬ ‫يعطي امليثاق الوطني للتربية والتكوين والقانون‬
‫استقاللية بيداغوجية واسعة للجامعات‪ .‬وهكذا‪ ،‬فإن عرض‬
‫وميكن اإلدالء بثالث مالحظات على هذا املستوى‪:‬‬ ‫التكوين الذي تقدمه كل جامعة‪ ،‬هو‪ ،‬في جزء مهم منه‪،‬‬
‫‪1.1‬يبدو أن برامج الدراسة ال تستجيب‪ ،‬من حيث‬ ‫نتيجة اقتراحات املؤسسات ومدارس التعليم التابعة لها‪.‬‬
‫محتويات التدريس والتعلم وأمناطهما‪ ،‬ملتطلبات‬ ‫يستثنى من ذلك برامج الدراسة اخلاصة باملسالك ذات‬
‫التطابق مع األطر املرجعية اخلاصة بالتشغيل والكفايات‪.‬‬ ‫االستقطاب املفتوح (‪ 25‬مسلكا منطيا) التي تكتسي طابعا‬
‫وبدراسة مخططات دفاتر املعايير البيداغوجية‪ ،‬وأن‬ ‫وطنيا‪ ،‬والتي يجب عليها أن تخضع لنفس دفتر التحمالت‪،‬‬
‫تلك املخططات ال تتضمن أي بند يفرض إخضاع‬ ‫وإن كان من املمكن أن جترى عليها بعض التعديالت احمللية‪.‬‬
‫اختيار البرامج الدراسية املوضوعة لتحليل اجتماعي‬ ‫أما باقي البرامج‪ ،‬فإن منسقي املسالك هم الذين يقومون‬
‫واقتصادي قصد تبرير مشروعية األهداف التي يتعني‬ ‫بوضعها‪ ،‬ثم يعرضونها على الشعب‪ ،‬ثم على مجلس‬
‫حتقيقها‪ ،‬وصالحية الكفايات التي ينبغي تطويرها‪.‬‬ ‫املؤسسة للمصادقة عليها‪ .‬وفي حالة قبولها يتم عرضها على‬
‫ويؤثر غياب كل إجراء من هذا القبيل‪ ،‬بشكل مباشر‪،‬‬ ‫مجلس اجلامعة الذي يدرس صالحيتها ومطابقتها لبرامج‬
‫على عملية تقييم أهداف البرامج الدراسية من قبل‬ ‫التكوين وفق الدفتر الرسمي للمعايير البيداغوجية‪ .‬وإذا‬
‫الطلبة (إذ ال يوجد أي حتديد ألهدافها على شكل‬ ‫قبلها هذا املجلس‪ ،‬أحيلت على اللجنة الوطنية لتنسيق‬
‫مكتسبات وكفايات مطابقة إلطار مرجعي معني)‪.‬‬ ‫التعليم العالي (‪ )CNCES‬قصد اعتمادها‪.‬‬
‫‪2.2‬عند انتهاء مدة اعتماد البرنامج الدراسي‪ ،‬يعرض على‬ ‫على مستوى اللجنة الوطنية لتنسيق التعليم العالي التي‬
‫اللجنة الوطنية لتنسيق التعليم العالي قصد اعتماده من‬ ‫تضم جلنة فرعية دائمة مكلفة بالشؤون البيداغوجية‪،‬‬
‫جديد‪ ،‬دون أن ينجز أي تقييم داخلي وخارجي ملدى‬ ‫تقوم جلان مكونة من أساتذة يعتبرون خبراء في مجاالت‬
‫صالحيته ومالءمته وفعاليته‪.‬‬ ‫تخصصهم بدراسة برامج التكوين وفق دفتر التحمالت‬
‫‪3.3‬بالنسبة جلودة برامج التكوين‪ ،‬يؤكد فاعلو اجلامعات‬ ‫البيداغوجية املالئم‪ ،‬وحتكم على مدى مطابقتها لذلك‬
‫اخلمس التي شملها هذا البحث األهمية والفعالية‬ ‫الدفتر‪ .‬وإذا كانت نتائج هذا الفحص إيجابية‪ ،‬فإن برنامج‬
‫الداخلية واخلارجية للبرامج املوضوعة في إطار مهننة‬ ‫الدراسة يعرض على اللجنة الوطنية لتنسيق التعليم العالي‬
‫التعلمات (االجازة املهنية‪ ،‬واملاجيستر املتخصصة)‪،‬‬ ‫التي تعتمده ملدة أربع سنوات‪ .‬وعند انتهاء هذه املدة يتم‬
‫وذلك حتى في الكليات ذات االستقطاب املفتوح‪.‬‬ ‫إخضاعه للفحص من جديد‪.‬‬
‫ويؤكدون‪ ،‬كذلك‪ ،‬أن من شأن هذه املبادرات أن‬ ‫وهكذا‪ ،‬ميكن القول إن اللجنة الوطنية لتنسيق التعليم‬
‫تخفف من التأثيرات السلبية لتزايد أعداد الطلبة‬ ‫العالي هي التي تقوم بتقييم برامج جميع املؤسسات اجلامعية‬
‫في املسالك ذات االستقطاب املفتوح‪ ،‬وذلك باحلد‬ ‫التي يبلغ عددها في مجموع التراب الوطني ‪ 300‬مؤسسة‪.‬‬
‫من عدد الطلبة في املجموعة الواحدة‪ ،‬وتوجيههم‬ ‫منذ أن بدأ العمل بالنظام اجلديد إجازة‪/‬ماستر‪/‬دكتوراه‬

‫حكامة منظومة التربية والتكوين باملغرب‬ ‫‪20‬‬


‫‪ ،opérationnels‬ومنصات للتدريس عن بعد (في تطوان‬ ‫نحو التكوينات املمهننة‪ .‬غير أن النقص احلاصل في‬
‫ووجدة)‪ .‬جميع اجلامعات تعمل على االرتقاء بشبكاتها‬ ‫املوارد البشرية واملادية واملالية يحول دون توسيع تلك‬
‫املعلوماتية احمللية والربط بينها‪ .‬يسري ذلك على املراسلة‬ ‫التجارب‪.‬‬
‫املؤسستية‪ ،‬وتطوير اخلدمات االلكترونية من أجل اإلعالم‪،‬‬ ‫‪4.4‬إن اجلامعات مؤهلة‪ ،‬أيضا‪ ،‬إلعطاء شهادات جامعية‬
‫والتسجيالت القبيلة للطلبة‪ ،‬ومتابعة نتائج االمتحانات‬ ‫«خاصة» تصادق على التكوينات املستمرة املؤهلة‪.‬‬
‫واملباريات‪ ،‬إلخ‪ .‬في جامعة ابن زهر‪ ،‬يالحظ استعمال أجهزة‬ ‫وتوضع البرامج املتعلقة بتلك الشهادات من قبل‬
‫املاسح الضوئي (‪ )scanner‬من أجل التصحيح اإللكتروني‬ ‫األساتذة اجلامعيني‪ ،‬وتصادق عليها اللجان البيداغوجية‬
‫لالمتحانات التي تصاغ على شكل أسئلة ذات االختيارات‬ ‫للمؤسسات التي حتتضنها‪ ،‬وتعتمدها مجالس‬
‫املتعددة ‪QCM‬؛ وهو ما يشكل ربحا للوقت يحبذه األساتذة‬ ‫اجلامعات‪ .‬ولهذا‪ ،‬يتوج عرض تلك البرامج بشهادات‬
‫واإلداريون بشكل قوي‪.‬‬ ‫متنحها اجلامعة املعنية وحدها‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬ورغم تلك اجلهود‪ ،‬فإن اجلامعات لم تتمكن‬ ‫لقد عملت اللجان البيداغوجية في مؤسسات التعليم العالي‬
‫بعد من وضع أنظمة معلومات تساعدها على اتخاذ القرار‬ ‫على تطوير نوعني أساسني في عروض التكوين املستمر‪:‬‬
‫في الظروف املثلى‪ .‬فهي ال تتوفر بعد على دالئل شاملة‬ ‫•تنظيم تكوينات إشهادية ذات طابع مممهن؛‬
‫للجامعات‪ ،‬وال على منصات منظمة لتقدمي املؤسسات‬
‫•إحداث أسالك تكوينية بطلب من املقاوالت أو‬
‫وأنشطتها‪ .‬فاخلدمات اإللكترونية التي تتوفر عليها غير‬
‫اإلدارات العمومية قصد االستجابة حلاجات محددة‬
‫متجانسة‪ ،‬وموثوقية عمليات جمع املعلومات تبقى موضوع‬ ‫يتم حتديدها باتفاق الطرفني بعد حتليل األهداف التي‬
‫تساؤل‪ ،‬إذ ال يوجد أي جهاز للمراقبة يتولى هذه املهمة‪.‬‬ ‫يتعني حتقيقها‪ ،‬والتفاوض بشأنها‪.‬‬
‫وبالفعل‪ ،‬فقد كان يجب على وزارة التعليم العالي‪ ،‬لكي‬
‫تقوم مبهمتها املتعلقة بالتوجيه‪ ،‬وتقييم اإلجنازات اجلامعية‪،‬‬ ‫وحسب تصريحات أولئك الفاعلني‪ ،‬فإنه يتم إعطاء‬
‫أن تتوفر على جهاز مندمج للقيادة؛ ميكنها‪ ،‬بواسطة‬ ‫الطابع الرسمي لتلك التكوينات‪ ،‬وتتم هيكلتها باعتماد‬
‫مجموعة من املؤشرات على صعيد املؤسسات اجلامعية‪،‬‬ ‫طرق الهندسة البيداغوجية‪ ،‬وتطبيق العمليات التي حتترم‬
‫من جمع املعلومات حول عمليات التمدرس‪ ،‬والتخرج‪،‬‬ ‫إجراءات اجلودة‪.‬‬
‫والبحث‪ ،‬والتأطير‪ ،‬إلخ‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فإن األجهزة املعنية‪ ،‬لم تكن‪ ،‬في كل احلاالت‬
‫ويرى فاعلو التعليم العالي أنه يتعني القيام بأعمال جدية‬ ‫املبحوثة‪ ،‬موضوع تقييم يحترم القواعد املتعارف عليها‪.‬‬
‫من أجل تطوير أجهزة عمل مندمجة‪ ،‬وأوساط عمل رقمية‪،‬‬ ‫إن القانون ‪ 01.00‬ينص على إحداث هيئة تكون مبثابة‬
‫وعرض فضاءات للتعلم والدعم والتتبع والتوجيه‪ ،‬وتوفير‬ ‫مرصد ملالءمة الدراسات العليا للمحيط االقتصادي‬
‫مبادالت مؤمنة بني اإلدارة واألساتذة الباحثني والطلبة‪.‬‬ ‫واملهني‪ .‬غير أن هذه الهيئة لم تر النور بعد‪ ،‬ولم يصدر أي‬
‫وسيمكن ذلك من توفير إعالم موثوق به‪ ،‬وإخبار مالئم‬ ‫نص تنظيمي لتجسيد إرسائها‪.‬‬
‫حول احلياة اجلامعية‪.‬‬
‫أ‪ .‬حوسبة األنشطة اجلامعية‬
‫إن إعالما مندمجا سيسهل وصول املعلومات املرتبطة مبؤشرات‬
‫إن إحدى النقط البارزة التي تتضح من الدراسات املنجزة‬
‫مضبوطة إلى مراكز القرار سيعطي إمكانية استعمال تلك‬
‫في إطار هذا البحث‪ ،‬هو اإلعجاب الشديد بإدماج‬
‫املعلومات من أجل تقييم نتائج عمليات التدبير‪ ،‬والتدفق‪،‬‬
‫أنظمة التدبير بالطرق املعلوماتية‪ .‬جميع اجلامعات التي‬
‫ومنتجات النظام‪ .‬وبالفعل‪ ،‬فإن جناح استقاللية اجلامعات‬
‫متت زيارتها تتحدث عن تطبيقها للمعلوميات في تدبير‬
‫مير بالضرورة عبر إرساء نظام معلوماتي مندمج ملواكبة املهام‬
‫مختلف أنشطتها‪ .‬فزيادة على النظام الفرنسي لتدبير‬
‫اجلديدة للجامعات‪ ،‬وقابل للربط مع النظام املعلوماتي‬
‫متدرس الطلبة‪ ،‬فإن جميع اجلامعات قد عملت على تطوير‬
‫للوزارة‪.‬‬
‫تطبيقات معلوماتية جديدة لتتبع أنشطتها‪ ،‬وتدبير مواردها‬
‫‪ .3.1.3‬التنسيق داخل النظام‪ ،‬وبينه وبني مكوناته األخرى‬ ‫املالية والبشرية‪.‬‬
‫حسب امليثاق الوطني للتربية والتكوين (املادة ‪ )154‬يجب‬ ‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬يسجل اهتمام اجلامعات القوي بتوسيع‬
‫أن يكون نظام التربية والتكوين عبارة عن بنيان تترابط‬ ‫الشراكات مع مزودين عامليني ك ‪ ،CISCO‬و‪،MICROSOFT‬‬
‫هياكله ومستوياته وأمناطه في نسق متماسك ودائم التفاعل‬ ‫وغيرهم من مزودي خدمات األنترنت‪ .‬وفي حالتني‬
‫والتالؤم مع محيطه االجتماعي واملهني والعلمي والثقافي‪.‬‬ ‫على األقل‪ ،‬مت إحصاء انترنيتات تشغيلية ‪Internet‬‬

‫‪21‬‬ ‫تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين ‪2013-2000‬‬


‫الراغبني في ولوج برامج مستوى اإلجازة املهنية‪ -‬أن تفسح‬ ‫كان يلزم أن تضمن الهياكل وهيئات التدبير التي مت إحداثها‬
‫املجال لهؤالء الطلبة ‪ .‬هذا‪ ،‬ولم نسجل بعض االنفتاح على‬ ‫بقوة القانون انخراط ممثلي األكادمييات اجلهوية للتربية‬
‫هذا املستوى إال في الرباط ووجدة‪.‬‬ ‫والتكوين‪ ،‬والتكوين املهني‪ ،‬والسلطات واجلماعات احمللية‪،‬‬
‫وتنظم‪ ،‬بني الفينة واألخرى‪ ،‬بعض اللقاءات بني الفاعلني‬ ‫واملقاوالت‪ ،‬واملجتمع املدني في تدبير اجلامعة ومشاركتهم‬
‫في املكونات الثالثة لنظام التربية والتكوين‪ ،‬إال أن تلك‬ ‫في أعمال مجلسها‪ .‬كما أن رؤساء اجلامعات مدعوون‪،‬‬
‫اللقاءات ال تكتسي طابعا رسميا؛ الشيء الذي يحول دون‬ ‫بدورهم‪ ،‬إلى أن يكونوا أعضاء فاعلني في املجالس اإلدارية‬
‫مأسستها باعتبارها هيئات حقيقية للتنسيق‪.‬‬ ‫ملؤسسات أخرى كاملجالس اإلدارية لألكادمييات اجلهوية‬
‫للتربية والتكوين‪ ،‬والهيئات املختلفة املرتبطة باإلدارة‬
‫‪ .4.1.3‬التقييم داخل النسق الفرعي للتعليم العالي‬ ‫العمومية أو املقاوالت اخلاصة‪ ،‬واملجتمع املدني‪.‬‬
‫في الدعامة ‪ ،16‬يعتبر امليثاق الوطني للتربية والتكوين التقييم‬ ‫هذا وقد متكنت اجلامعات‪ ،‬على العموم‪ ،‬من حتسني عالقات‬
‫ممارسة مهمة‪ ،‬وأداة فعالة لتحسني احلكامة والسياسات‬ ‫الشراكة مع اجلامعات وهيئات أجنبية للبحث‪ ،‬وذلك بفضل‬
‫العمومية املتعلقة بالتربية والتكوين‪ .‬وجتب ممارسة هذا‬ ‫الهندسة اجلديدة لنظام التدريس‪ :‬إجازة‪/‬ماستر‪/‬دكتوراه‬
‫التقييم في املستويات املختلفة للنظام‪.‬‬ ‫(‪ ،)LMD‬وإحداثها ملسالك ممهنة‪ .‬كما استطاعت أن تنفتح‬
‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬فإن استقاللية كل هيكل من هياكل‬ ‫على بعض املقاوالت الوازنة‪ ،‬وبعض جمعيات املجتمع‬
‫نظام معني يولد بشكل طبيعي آليات للمراقبة والتقييم‪،‬‬ ‫املدني‪ .‬إال أنها لم تتمكن بعد من تطوير أنشطة التنسيق‬
‫تبعا إلطار مرجعي للتقييم‪ ،‬ووفق معايير ومؤشرات تصف‬ ‫مع املكونات األخرى لنظام التربية والتكوين‪.‬‬
‫مستويات اإلجنازات وجودتها‪ .‬إن تطور العالقة بني الدولة‬
‫وبالفعل‪ ،‬فإن اجلامعات غير راضية على مستوى مشاركة‬
‫واجلامعات على أساس التعاقد حول برامج محددة هو جتربة‬
‫السلطات احمللية‪ ،‬واجلماعات احمللية‪ ،‬واألكادمييات اجلهوية‬
‫قد انطلقت فعال منذ مدة‪.‬‬
‫للتربية والتكوين‪ ،‬ومساهمتها في مجالس اجلامعة‪ .‬ويالحظ‬
‫وزيادة على ذلك‪ ،‬فإن القانون ‪ 01.00‬ينص على إخضاع‬ ‫الشيء نفسه بالنسبة ملمثلي العالم السوسيو اقتصادي‪ ،‬وإن‬
‫نظام التعليم العالي في مجمله لتقييم منتظم؛ ينصب‬ ‫كانت لبعض املقاوالت عالقات جيدة مع اجلامعات التي‬
‫على مردوديته الداخلية واخلارجية‪ ،‬ويغطي كل اجلوانب‬ ‫توجد في دائرتها الترابية‪ ،‬وذلك خارج مجالس اجلامعة‪.‬‬
‫البيداغوجية‪ ،‬واإلدارية‪ ،‬واملالية‪ ،‬والبحث العلمي‪ .‬وقد‬ ‫يتجلى ذلك في املساعدات التي تقدمها تلك املقاوالت‬
‫اقترح لهذا الغرض جهازا كامال يتضمن‪:‬‬ ‫للبحث العلمي‪ ،‬وفي دعمها املالي لبعض املؤسسات‬
‫ ‪-‬تدقيقات بيداغوجية‪ ،‬ومالية‪ ،‬وإدارية؛‬ ‫اجلامعية‪ ،‬والتداريب‪ ،‬إلخ‪.‬‬
‫ ‪-‬إرساء ممارسات التقييم الذاتي على صعيد كل مؤسسة‬ ‫أما عالقات اجلامعات باملكونات األخرى لنظام التربية‬
‫من مؤسسات التعليم اجلامعية؛‬ ‫والتكوين‪ ،‬فإن ما مييزها هو الفتور الشديد‪ .‬فال توجد أية‬
‫ ‪-‬إجناز أبحاث ميدانية الستطالع آراء الفاعلني في النظام‬ ‫عالقة رسمية ومنتجة بينها واألكادمييات اجلهوية للتربية‬
‫وشركائهم في أوساط العمل‪ ،‬والعلم‪ ،‬والثقافة والفنون‪،‬‬ ‫والتكوين‪ ،‬باستثناء تواجد كل واحدة منها في املجالس‬
‫حول مدى رضاهم على أداء النظام‪.‬‬ ‫اإلدارية لألخرى‪ .‬كما لم يتم تسجيل أي عمل مشترك‬
‫وينص هذا القانون‪ ،‬كذلك‪ ،‬على أن يقدم رؤساء اجلامعات‬ ‫بني الطرفني في هذا االجتاه أو ذاك‪ ،‬إن على مستوى توجيه‬
‫ومديرو املدارس العليا للمجلس اجلهوي‪ ،‬قصد املناقشة‪،‬‬ ‫التالميذ‪ ،‬أو على مستوى التعاون إلجناز مشاريع مشتركة‪.‬‬
‫تقريرا حول حالة النظام ونتائجه وآفاقه كما تفرزها‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فقد سجل في الرباط وجود تعاون بني اجلامعة‬
‫التقييمات املذكورة أعاله‪ .‬ويتعني على السلطة احلكومية‬ ‫ومصالح املكتب الوطني للتكوين املهني وإنعاش الشغل‪،‬‬
‫املكلفة بالتعليم العالي وتكوين األطر أن تنجز تقريرا‬ ‫حيث مت التوقيع على اتفاقية بني هاتني الهيئتني يتم مبوجبها‬
‫تركيبيا عن تلك التقارير‪ ،‬وتعمل على نشره على الصعيدين‬ ‫إخبار الطلبة مبقررات التكوين في املعاهد املتخصصة‬
‫اجلهوي والوطني‪.‬‬ ‫للتكنولوجيا التطبيقية (‪.)ISTA‬‬
‫ومن أجل إجناز عمليات التقييم والتدقيق املشار إليها أعاله‪،‬‬ ‫وبخصوص وجود ممرات بني مؤسسات التكوين املهني‬
‫ينص القانون ‪ ،01.00‬كذلك‪ ،‬على إحداث هيئات تنظيم‬ ‫والكليات ومدارس التعليم العالي‪ ،‬فإن العاملني في املكتب‬
‫متخصصة تتمتع باالستقاللية وحرية التصرف‪ ،‬وخاصة‬ ‫الوطني للتكوين املهني وإنعاش الشغل يطلبون من اجلامعات‬
‫منها الهيئة الوطنية للتقييم‪ ،‬ومرصد للمالءمة بني‬ ‫‪-‬التي ترفض أو تضع صعوبات أمام التقنيني املتخصصني‬

‫حكامة منظومة التربية والتكوين باملغرب‬ ‫‪22‬‬


‫من أجل خلق أنشطة الهيئات التنظيمية‪ ،‬كالهيئة الوطنية‬ ‫الدراسات العليا واحمليط االقتصادي واملهني‪.‬‬
‫للتقييم‪ ،‬واملرصد الوطني ملالءمة التعليم العالي مع احمليط‬ ‫لكن ما نالحظه اليوم بخصوص كل تلك التوصيات هو‬
‫االقتصادي واملهني وتفعيلها‪ ،‬ومن أجل مأسسة عمليات‬ ‫أن أي جهاز من أجهزة نظام التقييم هذا لم ير النور بعد‪،‬‬
‫التدقيق وتنظيمها‪ ،‬ميكن أن يكون تفسيرا معقوال لضعف‬ ‫باستثناء التقرير احلكومي الذي يناقش أثناء إعداد قانون‬
‫ثقافة التقييم التي يرغب فيها امليثاق الوطني للتربية‬ ‫املالية‪ ،‬والتقارير التي يقدمها رؤساء اجلامعات في املجالس‬
‫والتكوين بقوة‪.‬‬ ‫اجلهوية‪.‬‬
‫ويبدو‪ ،‬في الواقع‪ ،‬أنه ال ميكن لثقافة التقييم أن ترقى إلى‬ ‫إن جتربة التقييم الوحيدة التي تذكرها اجلامعات‪ ،‬عادة‪،‬‬
‫مرتبة مبدأ وقيمة للتدبير كفيلني بتمكني أصحاب القرار‬ ‫هي التجربة املتعلقة بإجراءات التقييم الذاتي التي فرضها‬
‫من التزود بوسائل قيادة فعالة للنظام إال مع وجود سياسة‬ ‫املخطط االستعجالي ‪ .2012-2009‬ولهذه الغاية‪ ،‬وضع ذلك‬
‫تعاقدية بني الدولة واجلامعة على أساس إستراتيجية منو‬ ‫املخطط مجموعة من املؤشرات لكل مشروع من املشاريع‬
‫متفاوض بشأنها‪ ،‬ومصادق عليها‪ ،‬تفضي إلى مخططات‬ ‫التي جاء بها‪ ،‬وأرسى طريقة جلمع املعلومات حول النتائج‬
‫عمل واضحة‪.‬‬ ‫التي مت حتقيقها أثناء تطبيقه‪.‬‬
‫‪ .5.1.3‬خامتة‬
‫ومع توقف العمل بالبرنامج االستعجالي سنة ‪ ،2012‬توقفت‬
‫ممارسات التقييم الذاتي في املؤسسات اجلامعية‪ .‬ولعل ما‬
‫إن تفعيل استقاللية اجلامعة قد أعطىاها امليثاق نفسا جديدا‬ ‫يثير الدهشة‪ ،‬في هذا اإلطار‪ ،‬هو أن مفهوم التقييم‪ ،‬باعتباره‬
‫ميكنها من توضيح مهمتها ودورها واختصاصاتها من حيث‬ ‫ممارسة من شأنها أن متكن من حتسني األنشطة اجلامعية‬
‫األنشطة البيداغوجية‪ ،‬والبحث العلمي‪ ،‬واخلدمات الذي‬ ‫ومؤسساتها يتكرر كثيرا في خطاب الفاعلني‪ .‬لكن ممارسات‬
‫يتعني عليها تسديدها للمجتمع‪.‬‬ ‫التدقيق والتقييم ليست‪ ،‬في الواقع‪ ،‬منتظمة؛ وال تشمل‬
‫إن الهدف من اإلصالح الذي جاء به امليثاق الوطني للتربية‬ ‫كل األنشطة البيداغوجية واإلدارية واملالية‪ .‬لذلك‪ ،‬ال يوجد‬
‫والتكوين والقانون ‪ 01.00‬هو تزويد اجلامعة باألدوات‬ ‫في اجلامعات أي فريق للمدققني واملقيمني‪ ،‬كما ال يوجد‬
‫الضرورية لتحقيق منوها‪ ،‬وقيادة مشاريعها وبرامجها اخلاصة‪.‬‬ ‫أي إطار مرجعي للتدقيق والتقييم‪ ،‬وال أية نصوص تنظيمية‬
‫ويطمح ذلك القانون إلى أن يضع بني يدي اجلامعة ‪-‬التي مت‬ ‫لتلك املمارسات‪ .‬إن الفاعل اجلامعي الوحيد الذي يخضع‬
‫االرتقاء بها إلى مرتبة املقاولة العمومية‪ ،-‬املوارد الضرورية‬ ‫بانتظام للتقييم الفردي هو‪ ،‬في الواقع‪ ،‬الطالب الذي تقيم‬
‫لتحمل مسؤولياتها باعتبارها قائدا يتعني عليه أن يساعد على‬ ‫مكتسباته لتبرير انتقاله من مستوى تعليمي إلى آخر‪.‬‬
‫دينامية اجلهة التي يوجد فيها‪ ،‬ويزود الهياكل االجتماعية‬ ‫وهكذا ال يخضع رئيس اجلامعة وال رؤساء املؤسسات اجلامعية‬
‫واالقتصادية والثقافية واملهنية باألفكار‪ ،‬ومنهجيات العمل‪،‬‬ ‫ألي تقييم أثناء مزاولتهم ملهامهم أو عند نهاية واليتهم‪.‬‬
‫واملوارد البشرية القادرة‪ ،‬كما وكيفا‪ ،‬على املساهمة في تلك‬ ‫ونفس الشيء بالنسبة للمديريات املركزية للوزارة‪ ،‬واملصالح‬
‫اإلستراتيجية التنموية‪.‬‬ ‫والهيئات التابعة لها‪.‬‬
‫يعطي اإلصالح للجامعة إمكانية الزيادة في مردودية قواها‬ ‫أما مؤسسات التعليم العالي‪ ،‬فإنها ال تخضع‪ ،‬في شموليتها‬
‫احلية‪ ،‬وذلك بتمكينها من االنفتاح على محيطها‪ ،‬واحلصول‬ ‫أو من خالل شعبها‪ ،‬ألي تقييم يخص مردوديتها الداخلية‬
‫على مواردها املالية اخلاصة‪ ،‬وتطوير شهاداتها‪ ،‬واملساهمة‬ ‫واخلارجية‪ ،‬ومنطق برامجها الدراسية ومالءمتها حلاجات‬
‫في رأسمال الشركات‪ ،‬وإحداث الهياكل والهيئات املكملة‬ ‫االقتصاد واملجتمع‪ ،‬وجودة عرضها التكويني‪.‬‬
‫لهيكلتها‪ ،‬واملعززة لها‪ ،‬ووضع برامجها الدراسية وعرضها‬ ‫ال يسأل األساتذة الباحثون بدورهم أبدا عن مردوديتهم‪،‬‬
‫على الهيئات املختصة‪ ،‬وتنويع شركائها إلخ‪ .‬إن الهدف‬ ‫ومتاسك خدماتهم‪ ،‬وفعالية تدخالتهم‪ .‬إن جزءا من أبحاثهم‬
‫من كل ذلك هو إرساء هذه املؤسسة ضمن رؤية تنموية‬ ‫العلمية هي التي تخضع وحدها‪ ،‬وبشكل نسبي‪ ،‬للتقييم‬
‫جهوية تنسجم متام االنسجام مع اإلستراتيجيات احمللية‪ ،‬مع‬ ‫بواسطة إجراءات مت إرساؤها في إطار متويل مشاريع البحث‪.‬‬
‫االحتفاظ بخيار االستفادة من التحالفات العاملية‪.‬‬ ‫إن مصالح التدبير‪ ،‬ووظائف العمل اإلداري واملالي‪ ،‬وبنيات‬
‫وبتمتعها بهذه املؤهالت‪ ،‬تبدو اجلامعة اليوم مجاال ديناميكيا‬ ‫تقدمي اخلدمات على مستوى مؤسسات التعليم العالي‪،‬‬
‫لبناء إستراتيجيات التعليم والتنشئة‪ ،‬وترسيخ قيم املواطنة‬ ‫ومصالح رئاسات اجلامعة‪ ،‬ال تشكل‪ ،‬هي أيضا‪ ،‬موضوع‬
‫واالنفتاح الفكري واالنتماء الكوني‪.‬‬ ‫أي تدقيق منتظم‪.‬‬
‫ونسجل‪ ،‬أخيرا‪ ،‬أن غياب نصوص تشريعية وتنظيمية‬

‫‪23‬‬ ‫تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين ‪2013-2000‬‬


‫‪ .10%‬وإلى جانب هذا النظام الفرعي‪ ،‬يوجد جهاز حملاربة‬ ‫لكن استقاللية اجلامعة تولد‪ ،‬في اآلن نفسه‪ ،‬مجموعة من‬
‫األمية وتنمية التربية غير النظامية‪ ،‬يطعمه‪ ،‬ويعمل مبوازاة‬ ‫اإلكراهات ميكن أن تتحول‪ ،‬في غياب تأطير صارم‪ ،‬إلى‬
‫معه‪.‬‬ ‫مصدر اختناق من املمكن أن يقوض‪ ،‬في نهاية املطاف‪،‬‬
‫أوصى امليثاق الوطني للتربية والتكوين بوجوب تعميم‬ ‫حوافز املؤسسات اجلامعية على املشاركة الكاملة في مشروع‬
‫التعليم األساسي في التعليم األولي على كل األطفال املغاربة‬ ‫كيانها اجلامعي‪.‬‬
‫البالغني من العمر ‪ 4‬إلى ‪ 5‬سنوات‪ ،‬وفي كل من التعليم‬ ‫وميكن القول بإيجاز أن عملية تطبيق استقاللية اجلامعة‬
‫االبتدائي والتعليم الثانوي واإلعدادي على كل األطفال‬ ‫قد انطلقت‪ ،‬إال إن الالمركزية غير املكتملة للنظام‪ ،‬وعدم‬
‫الذين تتراوح أعمارهم بني ‪ 6‬و ‪ 15‬سنة مع احلرص على جودة‬ ‫استجابة النصوص التنظيمية ملتطلبات اجلامعة وتدبيرها‪،‬‬
‫هذا التعليم‪.‬‬ ‫وهي جانب من اجلوانب األساسية من منو هذه األخيرة‪ ،‬حتد‪،‬‬
‫كان تطبيق هذه التوصيات يتوقع القيام بعمل تدريجي‬ ‫في الوقت الراهن‪ ،‬من قدرتها على التحرر والنمو بشكل‬
‫ابتداء من سنة ‪ ،2002‬للشروع في تعميم التمدرس في‬ ‫منسجم‪ .‬ومن جملة العوامل املعيقة لذلك‪:‬‬
‫االبتدائي واإلعدادي ابتداء من سنة ‪ .2004‬لقد مت إعالن‬ ‫•التمركز القوي لتدبير املوارد البشرية؛‬
‫العشرية األولى للقرن ‪ 21‬عشرية للتربية والتكوين‪ ،‬ومتت‬ ‫•المركزية املمتلكات التي ما تزال تنتظر؛‬
‫دعوة كل الفاعلني إلى التعبئة من أجل رفع التحديات‬
‫•عدم تسريع سياسة التعاقد بني الدولة واجلامعات على‬
‫التي يواجهها هذا اإلصالح‪ ،‬وهي تعميم التعليم األولي‬
‫أساس إستراتيجيات لتنميتها؛‬
‫واالبتدائي والثانوي في جميع أرجاء اململكة‪ ،‬وحتسني‬
‫جودته‪ ،‬ومالءمته حلاجات األفراد‪ ،‬وواقع احلياة ومتطلباتها‬ ‫•التأخر احلاصل في وضع هيكلة منطية لرئاسات‬
‫(املادة ‪ .)25‬ومن جملة الفاعلني املدعوين للتعبئة من‬ ‫اجلامعات ومؤسسات التعليم العالي؛‬
‫أجل رفع تلك التحديات‪ ،‬زيادة على الفاعلني في النظام‬ ‫•بطء عمل املجالس اجلامعية التي تتميز اجتماعاتها‬
‫الفرعي املعني‪ ،‬ركز امليثاق الوطني للتربية والتكوين بشكل‬ ‫بتنوع أعضائها وكثرتهم؛‬
‫خاص على الشراكات مع اجلماعات احمللية‪ ،‬واملنظمات غير‬ ‫•التباينات املوجودة بني إستراتيجية تنمية اجلامعة التي‬
‫احلكومية املهتمة بالقطاع‪ ،‬واملنعشني العقاريني‪.‬‬ ‫يقدمها رؤساء اجلامعات واملشاريع التي يقترحها رؤساء‬
‫وقد وضع امليثاق قائمة كاملة لإلجراءات التي يتعني القيام‬ ‫مؤسسات التعليم اجلامعية وغياب التوافق بينها؛‬
‫بها‪ ،‬مع أهداف كمية وكيفية واضحة؛ ترمي إلى تنمية‬ ‫•غياب وضوح األدوار املنوطة بالشعب داخل املؤسسات‬
‫مدرسة مفتوحة في وجه كل األطفال البالغني سن التمدرس‪،‬‬ ‫اجلامعية؛‬
‫ومهتمة مبحيطها؛ مدرسة حتترم اختيارات األفراد واآلباء‬ ‫•النقص في أعداد األساتذة الباحثني واملؤطرين‬
‫واملجتمع‪ ،‬وتعمل على تطوير أمناط التكوين بالتناوب‪،‬‬ ‫البيداغوجيني؛‬
‫وتتوفر على أجهزة لتوجيه التالميذ نحو الشعب العلمية‬ ‫•النقص في أعداد املوظفني اإلداريني واملاليني؛‬
‫والتقنية واملهنية‪.‬‬ ‫•التأخر في وضع النصوص التنظيمية واألطر املرجعية‬
‫ولهذه الغاية‪ ،‬اقترح امليثاق الوطني للتربية والتكوين إرساء‬ ‫لتسريع عمليات التقييم والتدقيق؛‬
‫جهاز حلكامة التربية الوطنية قادر على تنفيذ سياسة الدولة‬ ‫•التأخر في إحداث الوكالة الوطنية للتقييم‪ ،‬ومرصد‬
‫في هذا القطاع على الوجه األكمل‪ ،‬وذلك من خالل هياكل‬ ‫مالءمة الدراسات اجلامعية مع احمليط االقتصادي‬
‫تنظيمية المركزية‪ ،‬ومرنة‪ ،‬ومالئمة للتلميذ باعتباره العنصر‬ ‫واملهني؛‬
‫املركزي للنظام‪ .‬ويتعني على هذا اجلهاز‪ ،‬أيضا‪ ،‬أن يكون‬
‫•غياب هياكل التنسيق بني التعليم العالي واملكونات‬
‫قادرا على تعبئة الفاعلني من أجل إحراز نتائج بيداغوجية‬
‫األخرى لنظام التربية والتكوين‪.‬‬
‫حقيقية‪ .‬وتقوم هندسة هذا النظام على المركزية والمتركز‬
‫هياكل الوزارة‪ ،‬واخلدمات املقدمة من قبل مكوناته الداخلية‪،‬‬
‫‪ .2 -3‬النظام الفرعي للتربية الوطنية‬
‫و(زبنائه)‪.‬‬
‫يشمل النظام الفرعي للتربية الوطنية التعليم األولي‪ ،‬والتعليم‬
‫‪ .1.2.3‬المركزية والمتركز هياكل وزارة التربية الوطنية‬ ‫االبتدائي‪ ،‬والتعليم الثانوي اإلعدادي‪ ،‬والتعليم الثانوي‬
‫تطبيقا إلحدى توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين‪،‬‬ ‫التأهيلي‪ .‬ويعطى هذا التعليم في املؤسسات العمومية‬
‫صدر سنة ‪ 2000‬القانون ‪ 07.00‬الذي يعطي لألكادمييات‬ ‫بنسبة ‪ 90%‬تقريبا وفي املؤسسات اخلصوصية بنسبة تقارب‬

‫حكامة منظومة التربية والتكوين باملغرب‬ ‫‪24‬‬


‫التسيير واالستثمار التي تخصصها لهم الوزارة الوصية‪،‬‬ ‫اجلهوية للتربية والتكوين اختصاصات جديدة‪ .‬وبوصفها‬
‫ويتمتعون بسلطة تفويض جزء من تلك الصالحيات‬ ‫مؤسسات عمومية تتمتع بالشخصية املعنوية وباالستقالل‬
‫للمصالح اخلارجية ألكادميياتهم (النيابات اإلقليمية‪،‬‬ ‫املالي‪ ،‬فإن األكادمييات اجلهوية للتربية والتكوين متثل وزارة‬
‫ونيابات العماالت) التي تتولى تلبية احتياجات املؤسسات‬ ‫التربية الوطنية على صعيد اجلهة‪ ،‬وتخضع لوصاية الدولة‪.‬‬
‫التعليمية التابعة لها‪ .‬وبعبارة أخرى‪ ،‬ميكن ملديري‬ ‫املهام املسندة إليها هي تطبيق النصوص املتعلقة مبؤسسات‬
‫األكادمييات تعيني آمرين بالصرف مساعدين‪ ،‬وتفويض جزء‬ ‫التربية والتكوين‪ ،‬والنظام املدرسي‪ ،‬وشروط التعيني في مهام‬
‫من سلطتهم املتعلقة بالتدبير املالي واحملاسبتي لهم‪.‬‬ ‫اإلدارة التربوية‪.‬‬
‫وتعتبر النيابات اإلقليمية مصالح خارجية لألكادمييات‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬وجدت األكادمييات اجلهوية للتربية والتكوين‬
‫ويدير كل واحدة منها نائب يعينه الوزير الوصي مباشرة‪.‬‬ ‫‪ -‬التي بلغ عددها على الصعيد الوطني ‪ 16‬أكادميية ‪ -‬نفسها‬
‫ومهمة النيابات اإلقليمية هي تنفيذ توجهات سلطات‬ ‫مسؤولة عن تطبيق السياسة التربوية والتكوينية للدولة‪ ،‬مع‬
‫التربية والتكوين في املجال الترابي لإلقليم أو العمالة‬ ‫مراعاة األولويات واألهداف الوطنية التي حتددها السلطة‬
‫اخلاضع لنفوذها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تتحمل النيابات مسؤولية تدبير‬ ‫احلكومية الوطنية‪.‬‬
‫التعليم على جميع مستويات النظام التعليمي الفرعي‪ .‬وفي‬ ‫ويحدد هذا القانون‪ ،‬كما هو معروض في الفصل الثاني من‬
‫هذا الصدد‪ ،‬أثار بعض النواب ممن التقينا بهم الصعوبات‬ ‫هذه الدراسة‪ ،‬مهام األكادمييات بوضوح‪ ،‬ويعطي ملجالسها‬
‫الناجتة عن خضوعهم لسلطتني تراتبيتني في الوقت نفسه‪:‬‬ ‫اإلدارية جميع السلطات الالزمة إلدارة األكادميية‪ ،‬وخاصة‬
‫سلطة اإلدارة املركزية وسلطة األكادميية اجلهوية للتربية‬ ‫منها سلط‪:‬‬
‫والتكوين‪ .‬غير أن أغلبية النواب مييلون‪ ،‬كما يتجلى ذلك‬
‫•وضع البرنامج التوقعي اجلهوي لتكوين األطر التعليمية‬
‫من خطابهم‪ ،‬إلى اعتبار أنفسهم خاضعني للسلطة اإلدارية‬
‫واإلدارية والتقنية؛‬
‫ملدير األكادميية‪.‬‬
‫•وضع البرنامج التوقعي للبناء‪ ،‬والتوسيع‪ ،‬واإلصالحات‬
‫تتوفر األكادمييات على هيكلة يخضع وضعها ملجموعة‬
‫الكبرى ملؤسسات التربية والتكوين؛‬
‫من املتغيرات كحجم األكادميية‪ ،‬وحجم معامالتها‪ ،‬وعدد‬
‫النيابات اإلقليمية التابعة لها‪ .‬ويتوقف عدد األقسام‬ ‫•السهر على سير مؤسسات التربية والتكوين؛‬
‫واملصالح التي تتوفر عليها كل أكادميية وهو عدد يتراوح‬ ‫•تكوين شبكات مؤسسات التربية والتكوين‪.‬‬
‫بني ‪ 2‬و‪ 4‬على املرتبة التي حتتلها تلك األكادميية‪ ،‬حسب‬ ‫وهكذا‪ ،‬فإن األكادمييات اجلهوية للتربية والتكوين مسؤولة‬
‫املتغيرات أعاله‪ ،‬في سلم تراتبي تتراوح درجاته بني ‪ 1‬و ‪.3‬‬ ‫عن كل اجلوانب املتعلقة بتدبير الدراسة في مختلف‬
‫وتلك األقسام واملصالح هي‪:‬‬ ‫مستويات التربية والتكوين التي توجد حتت وصايتها‪ .‬فهي‬
‫•قسم الشؤون البيداغوجية واخلريطة املدرسية واإلعالم‬ ‫املمثل املباشر للوزارة على صعيد اجلهة‪ ،‬ويتعني عليها تعبئة‬
‫والتوجيه؛‬ ‫جميع املوارد اجلهوية املعنية بالتربية والتكوين واملهتمة‬
‫•قسم تدبير املوارد البشرية والشؤون اإلدارية واملالية؛‬ ‫بهما‪.‬‬
‫•مصلحة اإلعالميات واإلحصائيات؛‬ ‫على هذا املستوى‪ ،‬وضع القانون ‪ 07.00‬رهن إشارة‬
‫•املركز اجلهوي للتوثيق والتنشيط واإلنتاج البيداغوجي‪.‬‬ ‫األكادمييات جميع املوارد الضرورية للقيام مبهمتها‬
‫وأدوارها‪ .‬فمديرو األكادمييات مكلفون مبيزانية التسيير‬
‫وجتمع هذه األقسام واملصالح بني مجموعة من الوظائف‬
‫واالستثمار التي تضعها الدولة رهن إشارة األكادمييات‪ ،‬كما‬
‫واألنشطة تبدو متكاملة‪ .‬غير أن حتليال أعمق لسيرها يبني‬
‫أن اجلمع بني وظائف ذات طبيعية مختلفة من شأنه أن‬ ‫تتوفر إدارتها على كل املوارد البشرية واملادية والتجهيزات‬
‫يولد صعوبات على مستوى التدبير‪ ،‬خاصة عندما يكون‬ ‫الضرورية لضمان حسن سيرها‪.‬‬
‫عدد األنشطة املدبرة مرتفعا (كتدبير املوارد البشرية‪،‬‬ ‫تشكل األكادمييات واملصالح غير املمركزة املوجودة حتت‬
‫واإلدارة واملالية في الوقت نفسه‪ ،‬مثال)‪ .‬وهنا‪ ،‬قد يكون‬ ‫وصايتها هيئة تسيير كاملة مهمتها األساسية هي أجرأة‬
‫من الضروري‪ ،‬بعد إخضاع تلك األقسام واملصالح للفحص‬ ‫سياسة قطاع التربية والتكوين على الصعيدين اجلهوي‬
‫والتدقيق‪ ،‬اجلواب على السؤال التالي‪ :‬ألن يكون من املالئم‬ ‫واإلقليمي‪.‬‬
‫إعادة النظر في هذه الهيكلة وتطويرها في اجتاه بنية أكثر‬ ‫في إطار الصالحيات املخولة لهم‪ ،‬يتمتع مديرو األكادمييات‬
‫بساطة وأكثر مرونة؟‬ ‫بوضعية اآلمر بالصرف‪ .‬وبهذه الصفة‪ ،‬يتكلفون مبيزانيات‬

‫‪25‬‬ ‫تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين ‪2013-2000‬‬


‫وهكذا‪ ،‬ميكن أن نالحظ أن المركزية والمتركز الهياكل‬ ‫إذا كانت األكادمييات تتمتع منذ نشأتها بالالمركزية‬
‫اإلدارية املركزية لوزارة التربية الوطنية تهم‪ ،‬في اجلزء األكبر‬ ‫البيداغوجية واملالية‪ ،‬فإنها ال تتمتع بنفس الصالحيات‬
‫منها‪ ،‬كل ممارسات التدبير اإلداري واملالي‪ ،‬باستثناء توظيف‬ ‫فيما يخص تدبير املوارد البشرية‪ .‬وبالفعل‪ ،‬فإن نقل جزء‬
‫هيئة التدريس‪ ،‬ونقل املمتلكات‪.‬‬ ‫من املمارسات واإلجراءات املتعلقة بتدبير هذه املوارد‬
‫يؤكد الفاعلون الذين مت استجوابهم األساس السليم لهذه‬ ‫للجهات لم يبدأ‪ ،‬تدريجيا‪ ،‬إال منذ سنة ‪ .2009‬ميكن أن‬
‫العملية‪ ،‬وتأثيراتها اإليجابية‪ ،‬وذلك على الرغم مما تواجهه‬ ‫نقول إن األكادمييات تتكلف اليوم بكل ما يتعلق بتدبير‬
‫من مشاكل تدبيرية تتعلق أساسا بتسيير املالية واملوارد‬ ‫ملفات املوظفني؛ من التعيينات على مستوى اجلهة إلى‬
‫البشرية‪.‬‬ ‫تفعيل اإلجراءات التأديبية‪ .‬غير أن توظيف املدرسني‪،‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬فإن املناقشات مت استجوابهم مع فاعلي النظام‬ ‫وتدبير األجور ما يزال من اختصاصات اإلدارة املركزية‬
‫أبرزت مجموعة من املالحظات واالنتقادات املتعلقة بعملية‬ ‫ألسباب تشريعية وتنظيمية‪ .‬ومن بني تلك األسباب أن‬
‫الالمركزية والالمتركز التي تؤثر على جودة األعمال املنجزة‪.‬‬ ‫رجال التعليم يعتبرون موظفي الدولة‪ ،‬وذلك وفق مقتضيات‬
‫الظهير الشريف رقم ‪ )1958( 1-58-008‬الذي يحدد النظام‬
‫يرى الفاعلون أن قرار الالمركزية والالمتركز ونقل مجموعة‬
‫األساسي والعام للوظيفة العمومية‪.‬‬
‫من االختصاصات والسلط إلى اجلهات كان متسرعا‪ .‬وقد‬
‫استعمل بعضهم الكلمة الفرنسية ‪ larguage‬وهي تعني‬ ‫وفي إطار تعزيز احلكامة وممارستها‪ ،‬قامت وزارة التربية الوطنية‬
‫«التخلص من الشيء» للتعبير عن الكيفية التي متت بها األمور‬ ‫بإعادة تنظيم هياكلها التنظيمية‪ ،‬فقلصت عدد املديريات‬
‫بني سنتي ‪ 2002‬و‪ .2003‬لقد استفاد مديرو األكادمييات‬ ‫املركزية إلى عشر (‪ )10‬مبا فيها «املركز الوطني للتجديد‬
‫اجلهوية للتربية والتكوين من تكوين في التدبير‪ ،‬إال أنهم‬ ‫التربوي والتجريبي‪ ،‬وقسم التواصل‪ ،‬واملفتشية العامة للتربية‬
‫لم يتمكنوا من تقاسم ما اكتسبوه من معارف مع باقي‬ ‫والتكوين‪ ،‬والكتابة العامة (مرسوم رقم ‪ 2.02.382‬بتاريخ‬
‫الفاعلني‪ .‬لهذا وجد موظفو األكادمييات املعنيني أنفسهم‬ ‫‪ 17‬يوليوز ‪ .)2002‬وقد اتخذت هذا اإلجراء انسجاما مع‬
‫أمام مهام تتجاوز‪ ،‬من حيث عددها وطبيعتها‪ ،‬قدراتهم‪.‬‬ ‫سياسة الالمركزية والالمتركز‪.‬‬
‫ثم إن النصوص التنظيمية كانت تصل متأخرة‪ ،‬وبشكل‬ ‫ويحدد ذلك املرسوم‪ ،‬أيضا‪ ،‬مهمة الوزارة املتمثلة في إعداد‬
‫طارئ‪ ،‬في الوقت الذي كان األشخاص املكلفون بتطبيقها‬ ‫وتنفيذ سياسة احلكومة في مجاالت التعليم األولي واالبتدائي‬
‫يحتاجون لبعض الوقت للتكيف معها‪.‬‬ ‫والثانوي‪ ،‬وتكوين األطر التعليمية‪ ،‬واألقسام التحضيرية‬
‫كان يجب أن ترافق الالمركزية إعادة انتشار األطر اإلدارية‬ ‫لولوج املدارس العليا‪ ،‬وأقسام حتضير شهادة التقني العالي‪.‬‬
‫نحو األكادمييات‪ .‬غير أن عددا قليال من املوظفني هم الذين‬ ‫وتقوم الوزارة‪ ،‬كذلك‪ ،‬بإعداد سياسة احلكومة في مجال‬
‫قبلوا االمتثال لهذا األمر؛ وفضل أغلبهم البقاء في اجلهات‬ ‫التربية للجميع لفائدة األطفال غير املتمدرسني أو املنقطعني‬
‫القريبة من املثلث القنيطرة‪-‬الرباط‪ -‬الدار البيضاء‪ .‬وأمام‬ ‫عن الدراسة‪.‬‬
‫هذا اإلخفاق في تنقيل املوظفني إلى حيث يجب تنقيلهم‪،‬‬ ‫ومبقتضى هذا املرسوم‪ ،‬تتكون الوزارة من ديوان للوزير‪،‬‬
‫اضطرت املديريات اجلديدة لألكادمييات إلى االستعانة‬ ‫واإلدارة املركزية املشار إلى مكوناتها أعاله؛ ومتارس الوصاية‬
‫مبوظفي النيابات اإلقليمية التابعة لها‪ .‬وهكذا‪ ،‬مت سلب‬ ‫على األكادمييات اجلهوية للتربية والتكوين‪ ،‬طبقا ألحكام‬
‫العديد من تلك النيابات موظفيها املؤهلني بدعوى أن اجلزء‬ ‫القانون ‪.07.00‬‬
‫األكبر من املهام سينجز على مستوى األكادمييات‪ .‬وميكن أن‬ ‫وفي نفس االجتاه‪ ،‬يضع املرسوم رقم ‪ 2.02.376‬مبثابة النظام‬
‫نتخيل جيدا الوضعية التي أصبحت عليها احلكامة اجلهوية‬ ‫األساسي اخلاص مبؤسسات التربية والتعليم العمومي‪،‬‬
‫للنظام منذ سنة ‪ :2002‬هياكل جديدة تبحث عن طريق‬ ‫املؤسسات التعليمية حتت وصاية األكادميية اجلهوية للتربية‬
‫لها‪ ،‬ولكن بدون أطر إدارية قادرة على ضمان السير العادي‬ ‫والتكوين‪ ،‬ويحدد وظائف الطاقم اإلداري ومهامه‪ ،‬وكذا‬
‫لألقسام واملصالح اإلدارية األساسية‪.‬‬ ‫وظائف هيئات التدبير ومهامها (مجلس تدبير املؤسسة‪،‬‬
‫ولدت هذه الوضعية نتيجتني عكسيتني للنتائج املرجوة‬ ‫واملجلس التربوي‪ ،‬ومجلس األقسام‪ ،‬واملجالس التعليمية)‪.‬‬
‫منها‪ :‬تتعلق النتيجة األولى بضعف قدرات األطر اإلدارية‬ ‫ورغم كون املرسوم يسمح ملدير املؤسسة بتوقيع اتفاقيات‬
‫لألكادمييات والنيابات اإلقليمية وكفاياتها‪ .‬وملواجهة هذا‬ ‫شراكة مع هيئات خارجية‪ ،‬فإنه ال يشير إطالقا إلى استقاللية‬
‫الضعف‪ ،‬أخذ هؤالء اإلداريون يتعلمون الوظائف اإلدارية‬ ‫املؤسسة‪ ،‬وتدبيرها املالي‪ ،‬ومبادراتها البيداغوجية والتربوية‬
‫واملالية اجلديدة املنوطة بهم‪ ،‬ويحاولون التمكن منها‪ .‬لهذا‬ ‫احملتملة‪.‬‬

‫حكامة منظومة التربية والتكوين باملغرب‬ ‫‪26‬‬


‫إلى أن مديري األكادمييات اجلهوية للتربية والتكوين‪،‬‬ ‫فقدوا‪ ،‬خالل السنوات األربع األولى التي مت فيها تطبيق‬
‫والنواب اإلقليميني ال يتوفرون على نظام أساسي خاص‬ ‫الالمتركز‪ ،‬كل صلة لهم مبا يجري على املستوى التربوي‬
‫يحدد وظائفهم؛ فهم أساتذة مكلفون بتسيير هيئاتهم‪،‬‬ ‫والبيداغوجي‪ .‬وهذا ما يعارض اإلستراتيجية التي وضعها‬
‫ويتمتعون‪ ،‬مقابل ذلك‪ ،‬بتعويضات وامتيازات اجتماعية‪.‬‬ ‫امليثاق الوطني للتربية والتكوين التي تهدف‪ ،‬بالدرجة‬
‫وهو ما يطرح مشكلة فعلية‪.‬‬ ‫األولى‪ ،‬إلى تعزيز عالقات القرب مع املؤسسات التعليمية‬
‫أثناء عملية الالمركزية والالمتركز‪ ،‬ظل دور النواب اإلقليميني‬ ‫ملساعدتها على حتمل املسؤوليات املترتبة عن استقالليتها‬
‫غامضا‪ ،‬مما تسبب في كثير من سوء التفاهم بينهم ومديري‬ ‫بصورة أفضل‪.‬‬
‫األكادمييات‪ .‬ويرجع ذلك إلى غموض العالقة اجلديدة التي‬ ‫تتعلق النتيجة العكسية الثانية بكون الوزارة ال تتوفر على‬
‫يحددها القانون ‪ 07.00‬بني األكادميية والنيابة؛ وبني مدير‬ ‫نظام إعالمي مندمج ميكنها من التوصل بسهولة من اجلهات‬
‫األكادميية والنائب اإلقليمي‪ .‬يعتبر ذلك القانون النيابة‬ ‫واألقاليم مبعطيات موثوق بها‪ ،‬وقيادة اإلصالح في شروط‬
‫اإلقليمية مصلحة خارجية من مصالح األكادميية‪ ،‬في الوقت‬ ‫مرضية‪ .‬ففي غياب تلك املعطيات‪ ،‬كان يصعب على‬
‫الذي يبقى النائب اإلقليمي‪ ،‬املعني مبرسوم‪ ،‬تابعا‪ ،‬من وجهة‬ ‫الوزارة أن تتدخل من أجل حتسني تلك الشروط‪ .‬هذا ولم‬
‫النظر القانونية‪ ،‬للوزير‪.‬‬ ‫تستطع الوزارة أن تتدارك هذه الوضعية وتصحيحها‪ ،‬جزئيا‪،‬‬
‫أدى هذا الغموض إلى الكثير من اخللط‪ ،‬وشكل‪ ،‬في‬ ‫على مستوى البنيات التحتية‪ ،‬والبرامج االجتماعية لفائدة‬
‫بداية تطبيق اإلصالح‪ ،‬مصدرا للمنافسة بني األكادمييات‬ ‫األطفال املعوزين‪ ،‬وخاصة منهم الذين ينحدرون من الوسط‬
‫والنيابات‪ .‬ومما زاد من سوء التفاهم بني هاتني الهيئتني‪،‬‬ ‫القروي‪ ،‬إال بفضل تطبيق املخطط االستعجالي‪.‬‬
‫أن األكادمييات قد اضطرت‪ ،‬في مرحلة من املراحل‪ ،‬إلى‬ ‫فيما يخص سير املجالس اإلدارية لألكادمييات اجلهوية‬
‫االستعانة مبوظفي النيابات اإلقليمية‪ ،‬ونقلهم إليها‪ .‬وقد‬ ‫للتربية والتكوين‪ ،‬أجمع الفاعلون على أن هيكلة تلك‬
‫أدت هذه الوضعية إلى توتر العالقة بني النواب ‪-‬الذين‬ ‫املجالس تواجه بعض الصعوبات‪ :‬فهي متضخمة من‬
‫وجدوا أنفسهم مهمشني‪ ،‬وتسلب منهم سلطاتهم‪،‬‬ ‫حيث عدد األعضاء‪ ،‬ويهيمن عليها األعضاء املمثلون‬
‫ومواردهم البشرية‪ ،-‬ومديري األكادمييات الذين أنيطت‬ ‫ملهنة التربية والتكوين‪ ،‬ويكتمل فيها النصاب الضروري‬
‫بهم وظائف ومهام جديدة‪ ،‬ويسعون إلى توطيد سلطاتهم‬ ‫لعقد االجتماعات بسرعة؛ الشيء الذي ميكنها من عقد‬
‫ومكانتهم التراتبية اجلديدة‪.‬‬ ‫اجتماعاتها حتى في غياب األعضاء املمثلني للمحيط‬
‫وبسبب عدم التبصر‪ ،‬ونقص في اخلبرة‪ ،‬فقد فضل بعض‬ ‫االجتماعي واالقتصادي‪ ،‬واملجتمع املدني‪.‬‬
‫هؤالء الفاعلني الذين لم يدركوا أن امليثاق والقانون ‪07.00‬‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬أوضح عدد من املتدخلني أن اجتماعات‬
‫يعطيان أسبقية حقيقية للمقاربات التشاركية‪ ،‬نهج‬ ‫املجالس اإلدارية لألكادمييات كثيرا ما تتحول إلى ساحة‬
‫إستراتيجية تنافسية تسعى إلى االستحواذ على أكثر ما‬ ‫معركة حقيقية‪ ،‬حتاول فيها كل فئة أن تعبر عن مصاحلها‬
‫ميكن من الصالحيات واالختصاصات‪ ،‬وحتقيق مكاسب‬ ‫الفئوية وتدافع عنها‪ .‬ولعل هذا التهميش لألعضاء الذين‬
‫شخصية‪ .‬وقد ترتب عن ذلك‪ ،‬في العديد من احلاالت التي‬ ‫ال ينتمون لهيئة التدريس هو الذي يفسر الصعوبة التي‬
‫متت دراستها‪ ،‬إنهاك لقوى الطرفني؛ كان من نتائجه ظهور‬ ‫يجدها هؤالء في االندماج في تلك املجالس‪ ،‬واملساهمة‬
‫مناخ يسوده التنافر وعدم التعاون‪ ،‬الشيء الذي استفاد منه‬ ‫بفعالية في سياسة التربية والتكوين اخلاصة بجهتهم‪ .‬وهذا‬
‫الفاعلون الراغبون في اإلفالت من مراقبة املديريات اجلهوية‬ ‫ما يتعارض‪ ،‬كذلك‪ ،‬وانتظارات امليثاق الوطني للتربية‬
‫واإلقليمية‪.‬‬ ‫والتكوين‪ ،‬والقانون ‪ 07.00‬اللذين ينصان على ضرورة‬
‫ومما ساعد على غموض هذه الوضعية‪ ،‬غياب هيئات للتنسيق‬ ‫انفتاح األكادمييات اجلهوية للتربية والتكوين على محيطها‬
‫بني مديري األكادمييات والنواب اإلقليميني‪ .‬فالنواب‬ ‫االجتماعي واالقتصادي‪ ،‬وعلى مشاركة الفاعلني السياسيني‬
‫اإلقليميون ليسوا أعضاء في املجالس اإلدارية لألكادمييات‪،‬‬ ‫احملليني‪ ،‬وممثلي عالم الشغل‪ ،‬واملجتمع املدني‪ ،‬في إعداد‬
‫والنصوص التنظيمية ال تنص على أي هيكل تنظيمي‬ ‫سياسة التكوين في اجلهة‪ ،‬ودعمها ماديا وماليا ومعنويا‪.‬‬
‫لتنسيق العمل اجلماعي بني مديرية األكادميية اجلهوية للتربية‬ ‫أكد مديرو األكادمييات أن عملهم على مستوى اجلهة‪،‬‬
‫والتكوين ومصاحلها اخلارجية‪ .‬وهذا ال يساعد مديري‬ ‫وخاصة إزاء باقي الشركاء محدود جدا‪ ،‬بسبب املكانة‬
‫األكادمييات على حشد املوارد البشرية التابعة لهم؛ كما‬ ‫التي يخولها لهم القانون ‪ 07.00‬الذي ينصبهم كتاب‬
‫يعطي للفاعلني احملليني االنطباع بأن الالمركزية قد حتولت‬ ‫عامني للمجالس اإلدارية‪ .‬وجتدر اإلشارة‪ ،‬في هذا الصدد‪،‬‬

‫‪27‬‬ ‫تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين ‪2013-2000‬‬


‫أعدت لها سلفا؛ وخاصة منها تلك التي تتعلق باإلشراف‬ ‫إلى مركزية جديدة للسلطات‪ ،‬ولكن على صعيد األكادميية‬
‫على مشاريع البناء‪ ،‬وإصالح البنايات وترميمها‪ .‬لقد‬ ‫هذه املرة‪ .‬لقد حاولت بعض املبادرات احمللية التغلب على‬
‫اعترف العديد من الفاعلني أنهم دبروا تلك املشاريع دون‬ ‫هذه الصعوبات بإحداث هيئات غير رسمية للتنسيق‪،‬‬
‫أن تكون لهم الدراية الالزمة مبا يفعلون‪ .‬وهكذا‪ ،‬فرض‬ ‫كما الحظنا ذلك في األكادميية اجلهوية للتربية والتكوين‬
‫النقص احلاصل في املوارد البشرية على األكادمييات تكليف‬ ‫في اجلهة الشرقية‪ .‬لكن تلك املبادرات ظلت هامشية وغير‬
‫جزء من موظفيها بتتبع أوراش البناء‪ ،‬واإلشراف على عدد‬ ‫رسمية‪.‬‬
‫من مشاريع اإلصالحات املتنوعة دون إعدادهم لتلك املهام‪.‬‬ ‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬تبني املقابالت مع الفاعلني املعنيني‪،‬‬
‫ونتيجة لذلك‪،‬وجد العديد من أولئك املوظفني وخاصة‬ ‫واملالحظات املستقاة من املعاينة امليدانية‪ ،‬أن العالقة بني‬
‫منهم أصحاب القرار أنفسهم في وضعية ال تنسجم مع‬ ‫مديري األكادمييات والنواب اإلقليميني قد بدأت تتضح‬
‫مهمتهم البيداغوجية األصلية‪ ،‬وخاصة أثناء تطبيق املخطط‬ ‫عندما أخذوا يعطون األولوية للتعاون والعمل اجلماعي‪.‬‬
‫االستعجالي‪.‬‬ ‫عندئذ‪ ،‬بدأ مناخ الثقة يتأسس بني الطرفني‪ .‬وفي هذا‬
‫واملالحظ هنا أن وضعية مديري املؤسسات التعليمية‪ ،‬وخاصة‬ ‫الصدد‪ ،‬سجل رضى النواب الذين حظيت إدارتهم باهتمام‬
‫منهم مديري املدارس االبتدائية‪ ،‬تبعث عن القلق أكثر من‬ ‫أكبر من قبل األكادمييات‪ ،‬واستفادت نياباتهم من سلطات‬
‫غيرها‪ .‬فإلجناز املشاريع التي جاء بها املخطط االستعجالي‪،‬‬ ‫وميزانيات ضمنت لها استقاللية كبيرة في التسيير (وخاصة‬
‫أنيطت بهؤالء املديرين مهام ووظائف جديدة‪ ،‬في الوقت‬ ‫في أكادميية اجلهة الشرقية‪ ،‬وأكادميية طنجة‪-‬تطوان‪-‬‬
‫الذي كانوا يتلقون مبالغ مالية زهيدة في إطار جمعية مدرسة‬ ‫املضيق)‪ .‬ففي تلك األكادمييتني‪ ،‬يتفاوض األطراف املعنيون‬
‫النجاح (‪ 49.999‬درهما)‪ .‬ويقول هؤالء املديرون إن املهام‬ ‫حول امليزانية وقت إعداد املشاريع‪ ،‬وحول التمويالت التي‬
‫املنوطة بعدد كبير منهم متعددة ومتنوعة‪ ،‬كمعاينة األعطاب‬ ‫ستخصص لها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تستفيد النيابات من حتويالت مالية‬
‫التقنية‪ ،‬وتتبع أشغال الترميم والصيانة‪ ،‬ومتثيل املدرسة لدى‬ ‫لتسيير إدارتها واملؤسسات التعليمية التابعة لها‪ ،‬واالستثمار‬
‫اجلماعات والسلطات احمللية‪ ،‬إلخ‪ .‬ويقولون‪ ،‬أيضا‪ ،‬إنهم‪،‬‬ ‫من أجل إجناز املشاريع التي تتم املصادقة عليها في املجلس‬
‫شأنهم في ذلك شأن مديري األكادمييات‪- ،‬وإن كانوا ال‬ ‫اإلداري لألكادميية‪ .‬في األكادميية اجلهوية للتربية والتكوين‬
‫يتوفرون على نفس اإلمكانات والقدرات والوسائل البشرية‬ ‫للجهة الشرقية‪ ،‬تتولى جلنة التدبير املالي املنبثقة عن املجلس‬
‫ملؤازرتهم ومساعدتهم في عملهم‪ -‬غارقون في مهام ال‬ ‫اإلداري‪ ،‬بوصفها جلنة استشارة وتقييم‪ ،‬دعم املشاريع‬
‫ميكن التوفيق بينها ومهمتهم البيداغوجية األولى‪ ،‬أال وهي‬ ‫املختلفة منذ مرحلة إعدادها إلى غاية تنفيذها‪ ،‬كما تواكب‬
‫احلرص على السير اجليد للتعلمات‪.‬‬ ‫النيابات اإلقليمية لضمان السير احلسن لألنشطة املخطط‬
‫لها‪.‬‬
‫أ‪ .‬متويل نظام التربية‬ ‫إلى غاية ‪ ،2010/2009‬عاشت النيابات اإلقليمية في‬
‫إلى غاية ‪ ،2002‬كانت احلكامة املالية على صعيد وزارة‬ ‫غموض تنظيمي ناجت أساسا عن غياب قواعد واضحة‪ ،‬وعدم‬
‫التربية الوطنية تعتمد منهجية تنازلية تقوم على مواصلة‬ ‫استيعاب النصوص التنيظيمية املوجودة أو احملدثة‪ ،‬وسوء فهم‬
‫العمل بامليزانية املرصودة في إطار تدبير يركز على الوسائل‪.‬‬ ‫األدوار واملهام اجلديدة املنوطة مبختلف الهيئات التراتبية‪.‬‬
‫كان تنفيذ امليزانية اخلاصة بكل مشروع ممركزا على العموم‪،‬‬ ‫يضاف إلى ذلك تأثير السلوكات الفئوية التي استفادت من‬
‫وكانت االعتمادات حتول إلى املنظمات والهيئات العمومية‪،‬‬ ‫مناخ عدم اليقني الذي ساد آنذاك‪ ،‬والذي ساعد اجلماعات‬
‫كمديرية التجهيزات العمومية‪ ،‬واجلماعات احمللية‪،‬‬ ‫والفئات املهنية على اإلعراب عن مطالبها والتعبير عن‬
‫واإلدارات اإلقليمية والعماالت‪ .‬أما تتبع تنفيذ املشاريع‪،‬‬ ‫حاجاتها‪ .‬لقد أخذت تلك النيابات‪ ،‬بشكل أو بآخر‪ ،‬النظام‬
‫فكان يتعلق بامليزانية أساسا‪ ،‬على أساس وضعيات شهرية‪،‬‬ ‫رهينة‪ ،‬ولم تسمح بنقاش في العمق حول اإلستراتيجيات‬
‫وحركة احلسابات اإلدارية‪ .‬وكانت املراقبة تنصب على‬ ‫التي يتعني نهجها لتطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية‬
‫االلتزامات واإلصدارات مباشرة‪.‬‬ ‫والتكوين وخاصة منها تلك التي تتعلق بالثانويات التأهيلية‬
‫ابتداء من سنة ‪ ،2002‬وتبعا لتوصيات امليثاق الوطني للتربية‬ ‫‪-‬التي كان يجب أن تتمتع بنظام ‪ ،- SEGMA‬ومشاريع‬
‫والتكوين‪ ،‬واعتبارا لقانون ‪ ،07.00‬اجتهت وزارة التربية‬ ‫املؤسسات‪ ،‬وإحداث شبكات مؤسسات التربية والتكوين‬
‫الوطنية نحو تدبير المركزي ملاليتها‪ ،‬فنقلت إلى األكادمييات‬ ‫إلخ‪.‬‬
‫سلطة إعداد ميزانيتها‪ ،‬وتدبير اإلعانات املالية املخصصة‬ ‫لقد فرضت الالمركزية والالمتركز على األكادمييات اجلهوية‬
‫لها‪ .‬وهكذا‪ ،‬انتقلنا من تدبير يقوم على الوسائل إلى تدبير‬ ‫للتربية والتكوين أن تتحمل مسؤوليات جديدة لم تكن قد‬

‫حكامة منظومة التربية والتكوين باملغرب‬ ‫‪28‬‬


‫على مستوى تدبير امليزانية‪ ،‬نالحظ‪ ،‬إذن‪ ،‬أنه مت وضع أدوات‬ ‫يقوم على النتائج‪ .‬وضعت الوزارة املخطط اإلستراتيجي‬
‫لتسهيل عمليات تنفيذ املشاريع وتتبعها وتقييمها على‬ ‫‪ 2006‬ـ ‪ ،2008‬فصارت كل مكونات النظام موجهة نحو‬
‫الشكل التالي‪:‬‬ ‫حتقيق األهداف احملددة لها‪ .‬أخذت األكادمييات تشتغل‬
‫•إعداد خطة منوذجية جتسد اإلجماع حول املستويات‬ ‫على أساس مخطط عمل سنوي‪ ،‬وكانت إجنازاتها تقيم‬
‫والصيغ األكثر مالءمة في مجال تنفيذ ميزانيات‬ ‫على أساس ما حققته من نتائج مادية ومالية‪ .‬وهكذا‪ ،‬صار‬
‫األكادمييات اجلهوية للتربية والتكوين؛‬ ‫بإمكان املجالس اإلدارية لألكادمييات‪ ،‬أن حتدد مشاريعها‪،‬‬
‫•إعداد تسعة (‪ )9‬دالئل للصيانة الوقائية لفائدة‬ ‫وتعمل على إعدادها وتنفيذها تبعا إلستراتيجياتها اخلاصة‬
‫مستعملي الفضاءات التربوية؛‬ ‫بتوظيف اإلعانات التي تتوصل بها من الدولة‪ ،‬ومساهمات‬
‫اجلماعات احمللية والشركاء الدوليني واحملليني‪.‬‬
‫•تعزيز جمعيات مدرسة النجاح من أجل أجرأة مشروع‬
‫املؤسسة‪ ،‬وتخصيص املوارد املالية الضرورية لتغطية‬ ‫من سنة ‪ 2009‬إلى سنة ‪ 2012‬فرض تطبيق املخطط‬
‫نفقات القرب اخلاصة باملؤسسات التعليمية‪.‬‬ ‫االستعجالي على جميع الفاعلني في النظام التكيف مع‬
‫املتطلبات اجلديدة املرافقة للميزانيات املخصصة لتنفيذ‬
‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬وعلى مستوى التواصل داخل املؤسسات‬
‫هذا املخطط‪ .‬لقد وضعت الوزارة مخططا متعدد السنوات‬
‫والتواصل فيما بينها‪ ،‬تعزز املخطط االستعجالي بواسطة‬
‫على املدى املتوسط‪ ،‬انخرطت فيه األكادمييات اجلهوية‬
‫حوار التدبير‪ .‬وهكذا تقرر‪:‬‬
‫للتربية والتكوين والنيابات اإلقليمية على أساس تطبيق‬
‫•انعقاد املجالس اإلدارية في دورتني ابتداء من ‪2009‬‬ ‫منوذج التدبير بواسطة املشاريع‪ ،‬وبنية تنظيمية تقوم على‬
‫طبقا للقانون ‪07.00‬؛‬ ‫جتميع األشخاص ذوي الكفايات املتشابهة‪ ،‬وتوزيع املهام‬
‫•اعتماد ندوات امليزانية أرضية للتعاقد بني األكادمييات‬ ‫بينهم؛ وهو ما ساعد على تطبيق اإلصالح بطريقة منسقة‪،‬‬
‫اجلهوية للتربية والتكوين‪ ،‬وأداة إلعداد وضبط امليزانية‬ ‫وعملية‪ ،‬ومتحكم فيها‪ .‬وهكذا‪ ،‬مت تعميم التسيير املالي‬
‫املخصصة ملشاريع البرنامج االستعجالي‪ ،‬ولتقييم‬ ‫بواسطة املشاريع على جميع املستويات التراتبية للنظام‬
‫النتائج املرحلية لتنفيذ ذلك املخطط‪.‬‬ ‫–وتلك جتربة جديدة‪ ،-‬فصارت التمويالت تتم على أساس‬
‫•إعطاء دينامية جديدة للتعاون بني القطاع ومصالح‬ ‫تتبع ومراقبة أكثر صرامة يقومان على تقدمي نتائج املرحلة‪،‬‬
‫وزارة التربية والتكوين ‪( MEF‬مديرية امليزانية‪،‬‬ ‫وتنظيم مجلسني إداريني كل سنة‪ ،‬واملراقبة املنجزة من قبل‬
‫ومديرية املقاوالت العمومية واخلصوصية ‪ )DEPP‬من‬ ‫املفتشية العامة للمالية‪ ،‬ومجلس احلسابات‪.‬‬
‫أجل حتسني تدبير ميزانية القطاع‪.‬‬ ‫أثر اإليقاع املتواصل لالستثمارات أثناء تطبيق املخطط‬
‫في سنة ‪ ،2012‬دفع انتهاء العمل باملخطط االستعجالي‬ ‫االستعجالي على طريقة تدبير امليزانيات‪ ،‬خاصة وأنه ألقى‬
‫املديرية املركزية للشؤون العامة وامليزانية واملمتلكات إلى‬ ‫مبسؤولية تتبع ذلك التدبير وتقييمه على عاتق الفاعلني‬
‫اقتراح إستراتيجية عمل أخرى تستفيد من مكتسبات‬ ‫املعنيني‪ .‬لقد اعترف الفاعلون الذين التقينا بهم في هذه‬
‫التجربة السابقة‪ ،‬وتستمر في حتسني هياكل تدبير امليزانية‪،‬‬ ‫الدراسة بأهمية تلك التجربة‪ ،‬وباالمتيازات التي وفرتها‬
‫وذلك ب‪:‬‬ ‫للنظام‪ ،‬خاصة على الصعيد املالي‪ ،‬والبنيات التحتية‪ .‬وقد‬
‫•تعزيز املكتسبات‪ ،‬وإمتام املشاريع القائمة؛‬ ‫مكنت تلك التجربة‪ ،‬زيادة على ذلك‪ ،‬من جتاوز املشكلة‬
‫املتعلقة بتزويد املؤسسات التعليمية مبيزانيات التسيير‪،‬‬
‫•إصالح امليزانية‪ :‬تطبيق الرؤية االستشرافية؛‬
‫إذ مكنت من تأسيس جمعيات الدعم ملدرسة النجاح‬
‫•التسيير بواسطة املشروع‪/‬العملية‪ ،‬والتوجه نحو‬ ‫(‪ )AAER‬مبقتضى املذكرة الوزارية رقم ‪ 73‬بتاريخ ‪20‬‬
‫املقاربة البرامجية؛‬ ‫مايو ‪ 2009‬وإعطائها إعانة مالية قدرها ‪ 49.999‬درهما كل‬
‫•تنظيم ندوات حول امليزانية على الصعيدين اجلهوي‬ ‫سنة‪ ،‬دعما ملشاريع املؤسسة‪ ،‬ونفقات القرب‪.‬‬
‫واحمللي (األكادمييات اجلهوية للتربية والتكوين‪،‬‬ ‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬سجل رضى العديد من مديري‬
‫والنبايات اإلقليمية)؛‬ ‫مؤسسات التعليم الثانوي التأهيلي التي حتتضن املسالك‬
‫•تعزيز نظام التتبع واملراقبة (حصيلة كل مرحلة من‬ ‫التحضيرية ملباريات املدارس العليا‪ ،‬ومتنح شهادات التقني‬
‫مراحل تنفيذ املخططات‪)2CA/IGF/CDC/ PTF/‬؛‬ ‫العالي‪ ،‬والذين مت تعيينهم آمرين بالصرف مساعدين‪،‬‬
‫•الشروع في إرساء جهاز داخلي للمراقبة بدعم من‬ ‫فصار بإمكانهم التصرف‪ ،‬بهذه الصفة‪ ،‬في امليزانيات‬
‫وزارة التربية الوطنية؛‬ ‫املخصصة للداخليات‪ ،‬واقتناء العتاد الديداكتيكي‪.‬‬

‫‪29‬‬ ‫تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين ‪2013-2000‬‬


‫•االستجابة للمتطلبات األساسية للمراقبة (النصوص‬
‫التنظيمية اخلاصة‪ ،‬احملاسبة العامة‪)SIBC /‬؛‬
‫•املساهمة في تعبئة التمويالت اخلارجية(‪.)CCG/BDF‬‬
‫وجتدر االشارة‪ ،‬من املنظور نفسه‪ ،‬إلى أن إعداد ميزانية‬
‫األكادمييات يتم وفق عملية محددة‪ .‬فاألكادمييات تعقد‬
‫اجتماعات عمل في بداية شهر نونبر‪ ،‬وتصادق على‬
‫ميزانياتها برسم السنة ن ‪ )n + 1( 1 +‬في إطار املجلس اإلداري‬
‫خالل نفس الشهر (أي شهر نونبر)‪ ،‬ثم ترسل طلباتها‬
‫املتعلقة بامليزانية ومخططات العمل املرتبطة بها‪ ،‬وتقريرا عن‬
‫تنفيذ ميزانية السنة املنتهية إلى املديرية املركزية للشؤون‬
‫كفاياتهم ومواصفاتهم‪ .‬فرغم كون العديد من‬ ‫العامة وامليزانية واملمتلكات قصد معاجلتها في شهر دجنبر‪.‬‬
‫مسؤولي املصالح املعنية في تلك األكادمييات قد‬ ‫وبدورها ترسل هذه املديرية امليزانيات األولية لوزارة املالية‬
‫تلقوا تكوينات من أجل حتسني معارفهم وكفاياتهم‪،‬‬ ‫قصد التأشير عليها في بداية شهر يناير‪ .‬ومن الناحية‬
‫فإن مشاكل التدبير ما تزال قائمة‪ .‬وزيادة على ذلك‪،‬‬ ‫املبدئية‪ ،‬تتوصل األكادمييات بامليزانية النهائية املرصودة لها‬
‫فإن هؤالء املوظفني يرون أنهم يبذلون جهودا تفوق‬ ‫في نهاية شهر فبراير أو بداية شهر مارس‪ .‬وبذلك تصبح‬
‫قدراتهم لتتبع املشاريع املكلفني بها على الوجه‬ ‫امليزانيات فعلية عند نهاية الشهر الثالث من كل سنة‪.‬‬
‫األفضل‪ .‬وهذا ما يحد من جاذبية تلك املصالح‪،‬‬ ‫والغاية من كل هذه اإلجراءات هي الزيادة في مردودية‬
‫ويولد حركة تنقالت قوية للموظفني داخلها مقارنة‬ ‫الهيكلة البنائية لتسهيل التواصل والتشاور بني املديرية‬
‫مع املصالح األخرى لألكادمييات والنيابات‪ .‬ومع‬ ‫املركزية للشؤون العامة وامليزانية واملمتلكات واألكادمييات‬
‫ذلك‪ ،‬فإن تلك املصالح تستطيع أن تضمن صرف‬ ‫اجلهوية للتربية والتكوين والنيابات اإلقليمية‪ ،‬واملؤسسات‬
‫حوالي ‪ 65%‬إلى ‪ 70%‬من ميزانية االستثمار املرصودة‬ ‫التعليمية‪ ،‬وإعداد نظام معلوماتي لتدبير امليزانية (‪)SIBAREF‬‬
‫لها بفضل مواكبة املصالح املركزية للوزارة لعملها‪.‬‬ ‫الذي شرع في تطبيقه سنة ‪ .2013‬وقد تأكد‪ ،‬كذلك‪،‬‬
‫وقد لوحظ هذا الضعف والنقص في املوارد البشرية‪ ،‬أيضا‪،‬‬ ‫تسريع مواكبة املديرية املركزية املعنية لعمل الفاعلني احملليني‪،‬‬
‫من قبل مديرية الشؤون العامة وامليزانية التي تشتغل حاليا‬ ‫وإرساء احملاسبة العامة‪ ،‬واحملاسبة التحليلية في مجمل النظام‪،‬‬
‫مع املصالح املعنية في وزارة االقتصاد واملالية (مديرية‬ ‫وتوظيف إداريني جدد وتعيينهم داخل الشبكة إلخ‪.‬‬
‫امليزانية‪ ،‬ومديرية املقاوالت العمومية واخلصوصية) حول‬ ‫ميكن القول‪ ،‬إذن‪ ،‬إن هناك جانبا قد أخذت المركزية‬
‫إصالح يهدف إلى تبسيط النصوص التنظيمية‪ ،‬وإعادة‬ ‫النظام حتقق نتائج إيجابية فيه‪ ،‬أال وهو المركزة امليزانية‪.‬‬
‫تنظيم بنيات التدبير املالي في األكادمييات اجلهوية للتربية‬ ‫ويتضح من اجلدول أسفله أن ‪ 90%‬من امليزانية العامة لوزارة‬
‫والتكوين والنيابات اإلقليمية‪.‬‬ ‫التربية الوطنية قد مت نقلها إلى األكادمييات من أجل التسيير‬
‫•املصدر الثاني لقلق الفاعلني هو التأخرات الناجتة عن‬ ‫واالستثمار‪ .‬أما الباقي‪ ،‬فقد خصص لتسيير اإلدارة املركزية‪،‬‬
‫إجراءات املراقبة القبلية التي ميارسها مراقبو الدولة‪.‬‬ ‫ومؤسسة محمد السادس (‪.)2‬‬
‫وتعود تلك التأخرات إلى عاملني اثنني هما العدد‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فإن المركزية نظام التربية والتكوين ما تزال تقلق‬
‫احملدود للمراقبني املتدخلني في القطاع‪ ،‬واملشاكل‬ ‫بعض الفاعلني الذين مت استجوابهم‪:‬‬
‫املتعلقة بإعداد امللفات املالية اخلاصة باملشاريع التي‬ ‫•يتعلق املصدر األول لذلك القلق مبشكلة املوارد‬
‫تقدمها مصالح األكادميية اجلهوية للتربية والتكوين‪.‬‬ ‫البشرية املكلفة بتدبير امليزانيات على مستوى‬
‫لهذا يرى الفاعلون أن المركزية تدبير وسائل وزارة‬ ‫اجلهات والنيابات اإلقليمية‪ .‬لقد سجل‪ ،‬في العديد‬
‫التربية الوطنية ومواردها‪ ،‬لم ترافقها المركزية أجهزة‬ ‫من األكادمييات اجلهوية للتربية والتكوين‪ ،‬ضعف‬
‫املراقبة للدولة‪ ،‬وهو ما يسبب التأخرات املشار إليها‬ ‫تلك املوارد من حيث أعداد املوظفني‪ ،‬ومن حيث‬

‫(‪ )2‬الرجع نفسه‬

‫حكامة منظومة التربية والتكوين باملغرب‬ ‫‪30‬‬


‫جدوى التمدرس‪ .‬فمن خالل هذه العملية‪ ،‬يتم وضع‬ ‫أعاله‪ .‬وهذا الوضع‪ ،‬هو الذي يفسر‪ ،‬حسب وجهة‬
‫اخلرائط املدرسية االستشرافية اخلاصة بأسالك التعليم‬ ‫نظرهم‪ ،‬ملاذا حرمت الثانويات التأهيلية من االستفادة‬
‫الثالثة‪ :‬االبتدائي‪ ،‬والثانوي اإلعدادي‪ ،‬والثانوي التأهيلي‪،‬‬ ‫من نظام ‪ ،SEGMA‬وملاذا ال ميكن للمؤسسات‬
‫مع أخذ األهداف اإلستراتيجية للتربية الوطنية بعني االعتبار‪.‬‬ ‫التعليمية أن تتمتع باستقاللية مالية‪ .‬إن العدد‬
‫وهكذا‪ ،‬فعلى أساس حتليل البنيات التحتية املوجودة أو التي‬ ‫احملدود ملراقبي الدولة‪ ،‬وللخازنني املؤدين (‪payeurs‬‬
‫هي في طريق اإلجناز‪ ،‬واملوارد املالية املتاحة أو التي هي في‬ ‫‪ )trésoriers‬يحول دون تطبيق هاتني التوصيتني‬
‫طريق التعبئة‪ ،‬واملوارد البشرية املتوفرة وحركتها‪ ،‬والطلب‬ ‫للميثاق الوطني للتربية والتكوين‪ ،‬ألن وجود تلك‬
‫االقتصادي للجهة واختياراتها التنموية في املجاالت‬ ‫املؤسسات بوصفها مؤسسات عمومية‪ ،‬مشروط قانونا‬
‫االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬يتم تطوير سياسة‬ ‫بضرورة ممارسة مراقبة قبلية ومرفقة عليها في حالة‬
‫تربوية والتفاوض بشأنها وفق مخططات توجيه على املدى‬ ‫وجود تعاقد حول برنامج بينها وبني الدولة‪ ،‬وبالتوقيع‬
‫القصير واملتوسط‪ ،‬ووفق خرائط مدرسية مضبوطة‪ .‬ويفترض‬ ‫عليها من قبل هذه األخيرة‪.‬‬
‫هذا العمل أن تتوفر مصالح األكادمييات اجلهوية للتربية‬ ‫•تعتبر جتربة اجلمعيات لدعم مدرسة النجاح طريقة‬
‫والتكوين والنيابات اإلقليمية على إحصائيات موثوق بها‬ ‫ملساعدة املؤسسات التعليمية على إجناز مشاريعها‪،‬‬
‫حول جميع اجلوانب املتعلقة بأعداد التالميذ املتمدرسني‪،‬‬ ‫واالستجابة حلاجياتها اليومية‪ .‬تتمتع تلك اجلمعيات‬
‫والذين سينتقلون من مستوى إلى مستوى آخر‪ ،‬والذين‬ ‫بصفة اجلمعيات ذات النفع العام التي ال تسعى‬
‫سيتم استقبالهم‪ ،‬ومبشاريع البنيات التحتية‪ ،‬وحركية املوارد‬ ‫إلى الربح (الظهير رقم ‪ 1.58.378‬الصادر في ‪15‬‬
‫البشرية واملالية‪ ،‬إلخ‪.‬‬ ‫نونبر ‪ ،)1985‬وتتوصل بإعانة مالية سنوية قدرها‬
‫في إطار تنظيمي المركزي‪ ،‬تأخذ أفعال التصور اإلستراتيجي‬ ‫‪ 49.999‬درهما‪ .‬لكننا نالحظ‪ ،‬بخصوص تدبير هذه‬
‫والتخطيط للنظام التربوي إستراتيجية النمو اجلهوي في‬ ‫امليزانيات‪ ،‬أن عددا مهما من املديرين لم ميسوها أبدا‬
‫االعتبار‪ ،‬وتنخرط‪ ،‬بالتالي‪ ،‬في النقاش مع مجموع الفاعلني‬ ‫بسبب ما تتسم به العالقات داخل تلك اجلمعيات‬
‫املؤسستيني اجلهويني‪ ،‬والتفاوض معهم‪ ،‬لضمان تناغم‬ ‫من تعقيد‪ ،‬وما ينشأ بني أعضائها من خالفات جتعل‬
‫العمل اجلماعي‪ ،‬والتعبئة املثلى للموارد‪.‬‬ ‫من الصعب تدبير تلك امليزانيات‪ .‬غير أن هذا لم‬
‫تنفيذا لتوصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين الذي‬ ‫مينع بعض املديرين من التعبير عن ارتياحهم لتلك‬
‫حدد األهداف الكمية للتمدرس بني سنة ‪ 2002‬و‪،2011‬‬ ‫األموال التي يستعملونها‪ ،‬حسب أقوالهم‪ ،‬لفائدة‬
‫حاولت السياسة التربوية التي نهجتها وزارة التربية الوطنية‬ ‫مؤسساتهم‪ ،‬وإن كانوا يتمنون الزيادة في قدرها‪.‬‬
‫رفع حتديات تعميم التمدرس في التعليم األولي واالبتدائي‬ ‫وهذا ما يدل على وجود فوارق في مواصفات‬
‫والثانوي اإلعدادي بالنسبة جلميع األطفال املتراوحة أعمارهم‬ ‫املديرين‪ ،‬ويطرح اإلشكالية املرتبطة مبدى استعدادهم‬
‫بني ‪ 4‬و‪ 16‬سنة‪ .‬وإذا كان تعميم التعليم االبتدائي قد جنح‬ ‫لتدبير مؤسساتهم في إطار استقاللية متقدمة‪.‬‬
‫بنسبة حوالي ‪ ،96%‬على هذا املستوى‪ ،‬فإنه ما يزال غير‬
‫مرض على مستوى التعليم األولي‪ ،‬كما أن نسبة التسرب‬ ‫‪ .2.2.3‬سياسة التربية والتكوين‬
‫املدرسي في التعليم الثانوي اإلعدادي تقارب ‪ .40%‬أما‬ ‫ينبني املنطق الذي دعم اإلجماع حول امليثاق الوطني‬
‫الهدف الرامي إلى توجيه التالميذ نحو الشعب العلمية‪ ،‬قد‬ ‫للتربية والتكوين على مبادئ تكافؤ الفرص في ولوج نظام‬
‫مت حتقيقه بشكل كامل تقريبا بنسبة بلغت ‪( 55%‬من ‪60%‬‬ ‫التربية والتكوين‪ ،‬وإنصاف جميع املواطنني الذين يوجدون‬
‫املتوقعة)‪.‬‬ ‫في وضعيات خاصة‪ ،‬وحتقيق العدل فيما يخص النتائج‬
‫بني سنة ‪ 2002‬وسنة ‪ ،2008‬كانت األعمال اإلصالحية‬ ‫واملنتوجات التي يسعى النظام التربوي إلى حتقيقها‪ .‬يجب‪،‬‬
‫جتري دون أن يتوفر النظام التربوي على طرق ووسائل وأدوات‬ ‫بالتالي‪ ،‬أن تتجلى هذه املبادئ في كل عمليات التصور‪،‬‬
‫متكنه من تقييم اإلصالحات املنجزة‪ .‬وفي غياب نظام‬ ‫واإلدماج‪ ،‬والسير‪ ،‬وحتقيق النتائج املتوخاة من نظام التربية‬
‫لإلعالم ومعاجلة املعطيات املتعلقة بسير النظام‪ ،‬وتخطيط‬ ‫والتكوين‪ .‬يسري هذا على كل ما يتعلق بتبني السياسات‬
‫األنشطة‪ ،‬كانت القيادة تتم على أساس املعاينة املباشرة‪،‬‬ ‫التربوية‪ ،‬والتخطيط للموارد‪ ،‬ووضع اخلرائط املدرسية على‬
‫وال متكن‪ ،‬بالتالي‪ ،‬من اتخاذ القرارات التي تفرض نفسها‪.‬‬ ‫املستويني اجلهوي واإلقليمي‪.‬‬
‫كانت املؤسسات التعليمية تنجز مرتني في السنة (خالل‬ ‫يشكل التخطيط اإلستراتيجي لنظام التربية والتكوين‪،‬‬
‫شهري نونبر ومايو)‪ ،‬إحصاءا يدويا؛ وكانت املعطيات‬ ‫بدون شك‪ ،‬عملية جوهرية في سياسة اإلصالح‪ ،‬وفي‬

‫‪31‬‬ ‫تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين ‪2013-2000‬‬


‫القرارات املالئمة‪.‬‬ ‫جتمع لدى النيابات اإلقليمية التي ترسلها إلى األكادميية‬
‫على مستوى اخلريطة املدرسية‪ ،‬يبدو أن نظام التخطيط‬ ‫اجلهوية للتربية والتكوين من أجل حساب ثان على الصعيد‬
‫يعتمد‪ ،‬منذ بضع سنوات‪ ،‬نهجا تصاعديا؛ ينطلق من‬ ‫اجلهوي‪ ،‬ثم ترسل جميع املعطيات‪ ،‬بعد ذلك‪ ،‬بطريقة‬
‫املؤسسة التعليمية ليتجه نحو مديرية االستراتيجية واإلحصاء‬ ‫إلكترونية إلى مديرية االستراتيجية واإلحصاء والتخطيط‪.‬‬
‫والتخطيط‪ ،‬مرورا بالنيابات اإلقليمية واألكادمييات اجلهوية‬ ‫كانت املديريات املركزية املعنية (مديرية املوارد البشرية‪،‬‬
‫للتربية والتكوين‪ .‬لكن اخلرائط املدرسية تظل رهينة‬ ‫ومديرية االستراتيجية واإلحصاء والتخطيط‪ ،‬ومديرية‬
‫التعليمات اإلجرائية‪ ،‬والتوجيهات االستراتيجية ملديرية‬ ‫الشؤون العامة وامليزانية واملمتلكات واحلياة املدرسية‪ ،‬إلخ)‬
‫االستراتيجية واإلحصاء والتخطيط‪ .‬وبالفعل‪ ،‬فإن هذه‬ ‫تستعمل أطرا مرجعية مختلفة لتوصيل البيانات واملعطيات‪.‬‬
‫املديرية تنشر كل سنة‪ ،‬بني شهري دجنبر ويناير‪ ،‬وثيقة إطار‬ ‫وكانت كل مديرية تستعمل مفاهيمها ومؤشراتها اخلاصة‪.‬‬
‫لوضع اخلريطة املدرسية حتدد نسبة التقدم التي يتعني حتقيقها‬ ‫وزيادة على ذلك‪ ،‬لم تكن البيانات املجتمعة تغطي مجالني‬
‫على املدى القريب واملتوسط‪ ،‬ومعدالت املردودية الداخلية‬ ‫أساسيني هما مجال التالميذ الذين ال ميكن التعرف عليهم‬
‫للنظام؛ كما حتدد املتغيرات التي تؤطر إعداد اخلريطة‬ ‫بواسطة معرف (رقم) خاص لتتبع مسارهم الدراسي منذ‬
‫املدرسية‪ ،‬والطريقة التي ينبغي نهجها‪ ،‬واالحتياطات‬ ‫دخولهم نظام التربية والتكوين إلى غاية خروجهم منه‪،‬‬
‫اإلجرائية التي يجب اتخاذها‪ .‬وتفسر تلك الوثيقة‪ ،‬كذلك‪،‬‬ ‫ومجال تدبير املوارد (امليزانيات واملمتلكات) بسبب غياب‬
‫محاسبة حتليلية ونظام للتكلفات‪.‬‬
‫املنهجية التي يجب اعتمادها إلجناز اخلريطة املدرسية‪ ،‬كما‬
‫حتدد سير وأدوار الهياكل التنظيمية التي تتولى تتبع هذه‬ ‫ميكن أن نقول إن نظام التخطيط والقيادة‪ ،‬كان يعاني‪ ،‬إلى‬
‫اخلريطة واملصادقة عليها على مستويات النيابة اإلقليمية‬ ‫غاية سنة ‪ ،2009‬من مجموعة من الثغرات التي لم تكن‬
‫واألكادميية اجلهوية ووزارة التربية الوطنية‪.‬‬ ‫تسمح بقياس مردودية نظام التربية والتكوين بشكل عام‪،‬‬
‫ومردودية اإلصالح بشكل خاص‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬يتم إعداد اخلريطة املدرسية على مراحل اعتمادا‬
‫على البيانات واملؤشرات املنشورة على بوابة اإلنترنيت‬ ‫منذ سنة ‪ ،2009‬مت إجناز مجموعة من العمليات على‬
‫‪ ،CARTESCO‬زيادة على الوثيقة املشار إليها أعاله‪ .‬وتلك‬ ‫صعيد اإلدارة املركزية من أجل إحداث وإرساء نظام مندمج‬
‫املراحل هي‪:‬‬ ‫للقيادة ينطلق من املؤسسة التعليمية ويصل إلى اإلدارة‬
‫املركزية‪ ،‬مرورا بالنيابات اإلقليمية واألكادمييات اجلهوية‬
‫‪1.1‬مرحلة التحضير للخريطة املدرسية‪ :‬انطالقا من نتائج‬ ‫للتربية والتكوين‪ .‬وقد جاءت رزمة من املؤشرات لتعزز هذا‬
‫إحصاء شهر نونبر املنجز على مستوى املؤسسات‬ ‫النظام للقيادة‪ ،‬وذلك باجلمع بني محدد وحيد ودائم لهوية‬
‫التعليمية‪ ،‬وانطالقا من مشاريع البناء املتوقعة للسنة‬ ‫التلميذ (الرقم الوطني للطالب)‪ ،‬وإطار مرجعي مشترك بني‬
‫املقبلة واملصادق عليها‪ ،‬يتم إعداد املعطيات االستشرافية‬ ‫جميع املديريات املركزية والهياكل الالممركزة‪ .‬وكان الغرض‬
‫اخلاصة باملؤسسات املعنية‪.‬‬ ‫من ذلك هو تسهيل تواصل أفضل بني مختلف املتدخلني‪.‬‬
‫‪2.2‬مرحلة وضع اخلريطة النظرية‪ :‬يتم االشتغال على وضع‬ ‫وقد مكن املخطط االستعجالي من إرساء أرضية لألنترنيت‪،‬‬
‫هذه اخلريطة على أساس الوثيقة اإلطار التي تتوصل بها‬ ‫وتعميم استعمال تقنيات االتصال والتواصل‪.‬‬
‫مديرية االستراتيجية واإلحصاء والتخطيط‪ ،‬واألهداف‬ ‫يوجد حاليا نظام للقيادة يربط بني املستويات التراتبية األربعة‬
‫احملددة من قبل األكادمييات اجلهوية للتربية والتكوين‬ ‫التي يتكون منها القطاع‪ ،‬وميكن من استعمال عقالني‬
‫والنيابات اإلقليمية تبعا لألهداف احملددة على الصعيد‬ ‫للمعطيات التي يتم جمعها على الصعيد احمللي‪ .‬وإليصال‬
‫الوطني‪ ،‬وأعداد التالميذ؛ وقاعات الدرس املتوقعة‪،‬‬ ‫البيانات املتعلقة بالتالميذ‪ ،‬واملكونني‪ ،‬والبنيات التحتية‪،‬‬
‫وحساب الفارق بني عدد املوارد البشرية املوجودة‬ ‫ونسب التأطيرين البيداغوجي واإلداري‪ ،‬ونسب النجاح‬
‫والعدد املرغوب فيه‪ .‬وتستعمل هذه اخلريطة النظرية‬ ‫واالنتقال من مستوى دراسي آلخر‪ ،‬واألعمال االجتماعية‪،‬‬
‫كذلك‪ ،‬لتحديد التوازن بني مختلف اجلهات فيما‬ ‫إلخ‪ ،‬إلى اإلدارة املركزية‪ ،‬يستعمل نظام إحصائي وضع‬
‫يخص حركية املكونني‪ :‬فعلى أساس هذه اخلريطة َّ‬
‫تنظم‬ ‫على أساس مؤشرات مضبوطة‪ .‬لقد مت تعميم استعمال‬
‫احلركة االنتقالية للمدرسني وأعضاء الطاقم اإلداري‬ ‫وسائل اإلعالم والتواصل على كل مكونات النظام التربوي‬
‫وحتدَّ د نسب املدرسني اجلدد الذين يتعني تعيينهم في‬ ‫وعلى الهياكل التنظيمية على صعيد النيابات اإلقليمية‬
‫األكادمييات املختلفة والتي تؤخذ بعني االعتبار في‬ ‫واألكادمييات اجلهوية للتربية والتكوين‪ .‬وتتكلف اإلدارة‬
‫إعداد اخلريطة التوقعية‪.‬‬ ‫املركزية مبعاجلة املعطيات التي تصل إليها وحتليلها واتخاذ‬

‫حكامة منظومة التربية والتكوين باملغرب‬ ‫‪32‬‬


‫بعبارة أخرى‪ ،‬أن اخلريطة املدرسية ليست بالضرورة جزءا‬ ‫‪3.3‬إعداد اخلريطة التوقعية‪ :‬على أساس نتائج حركة‬
‫من تخطيط استراتيجي يتم على الصعيد اجلهوي‪ ،‬وال تنبع‪،‬‬ ‫التعيينات وتنقيالت املدرسني‪ ،‬توضع اخلريطة التوقعية‬
‫بالتالي‪ ،‬عن رؤية محلية‪ .‬كان يلزم أن تناقش مع الشركاء‬ ‫من أجل إحداث تناغم وتالؤم بني األهداف والتوجيهات‬
‫احملليني (السلطات واجلماعات احمللية‪ ،‬وممثلي عالم الشغل‪،‬‬ ‫من جهة‪ ،‬واملوارد البشرية واملادية املتاحة من جهة ثانية‪.‬‬
‫واملجتمع املدني) وأن يتم التفاوض بشأنها مع املجلس‬ ‫وتعطي تلك اخلريطة‪ ،‬كذلك‪ ،‬الوزارة الوقت الكافي‬
‫اإلداري لألكادميية اجلهوية للتربية والتكوين الذي يفترض‬ ‫لتصحيح أي خلل قد يالحظ قبل الدخول املدرسي‪.‬‬
‫أن يكون فضاء للتعاون والتشاور‪.‬‬ ‫‪4.4‬مرحلة اخلريطة املصححة والنهائية‪ :‬يتم حتديد هذه‬
‫ميكن أن نستنتج من املناقشة التي أجريناها في إطار هذا‬ ‫اخلريطة على أساس نسب التدفق املالحظة‪ ،‬ونتائج‬
‫البحث مع فاعلي النظام حول تخطيط السياسات التربوية‬ ‫االمتحانات‪ ،‬وإيقاع إجناز مشاريع البنايات‪ ،‬ونتائج‬
‫وإعدادها‪ ،‬مجموعة من املالحظات‪:‬‬ ‫احلركة االنتقالية للمدرسني على الصعيدين اجلهوي‬
‫•ينص القانون ‪ 07.00‬على أن األكادميية اجلهوية‬ ‫واإلقليمي‪ ،‬باعتماد نفس املنهجية املعتمدة في املرحلة‬
‫للتربية والتكوين هي التي تشرف على إعداد اخلريطة‬ ‫األولى لتصحيح معطيات اخلريطة‪.‬‬
‫املدرسية اجلهوية للتربية والتكوين (‪ ،)3‬لكننا نالحظ‬ ‫تتولى مواكبة هذه العملية أجهزة التتبع التالية‪:‬‬
‫أنه ال يوجد أي تنسيق مباشر بينها والسلطات املكلفة‬ ‫•على املستويني اجلهوي واإلقليمي‬
‫بالتكوين املهني على الصعيد احمللي‪ .‬وميكن اإلدالء‬ ‫ ‪-‬يتم إعداد اخلريطة املدرسية بتعاون بني املصالح املكلفة‬
‫بنفس املالحظة فيما يخص التعليم اخلاص‪.‬‬ ‫بهذه املهمة ومفتشي التخطيط حسب منطقة تدخلهم‬
‫وبهذه املناسبة‪ ،‬جتدر اإلشارة إلى أن العالقة بني الكمي‬ ‫من أجل جمع املعطيات ومعاجلتها وحتليلها؛‬
‫والكيفي تثير مناقشات طويلة‪ .‬وبخصوص هذا املوضوع‪،‬‬ ‫ ‪-‬يعرض مشروع اخلريطة املدرسية على اللجنة اإلقليمية‬
‫يشتكي البعض من تدني جودة الدراسة‪ ،‬وضعف مكتسبات‬ ‫املكلفة بإعداد الدخول املدرسي برئاسة النائب‬
‫التالميذ‪.‬‬ ‫اإلقليمي‪ ،‬ومبشاركة رؤساء مصالح التخطيط‪ ،‬واملوارد‬
‫ويستشهدون على ذلك بنتائج التالميذ املغاربة في‬ ‫البشرية‪ ،‬والبنايات املدرسية‪ ،‬واملفتشني أعضاء اللجنة‬
‫االختبارات الدولية مقارنة بنتائج تالميذ دول أخرى‪ .‬ويعتبر‬ ‫اجلهوية قصد مناقشتها واملصادقة عليها‪.‬‬
‫تعميم التعليم‪ ،‬حسب األجوبة املتعلقة بهذا السؤال‪،‬‬ ‫•على املستوى اجلهوي‬
‫السبب الرئيسي في انخفاض املستوى الدراسي لتالمذتنا‪.‬‬ ‫ ‪-‬تعرض اخلرائط املدرسية على املصالح املعنية في‬
‫وبالفعل‪ ،‬فإن املستجوبني ال يضعون تعميم التعليم موضع‬ ‫األكادميية اجلهوية للتربية والتكوين‪ .‬وبعد املصادقة‬
‫تساؤل‪ ،‬ولكنهم يرون أن الوسائل واملوارد املتاحة في‬ ‫عليها من قبل املفتشني اجلهويني للتخطيط‪ ،‬تعرض‬
‫املؤسسات التعليمية ال تسمح باندماج قوي للتالميذ‪،‬‬ ‫على اللجنة اجلهوية املكلفة بإعداد الدخول املدرسي‬
‫واالحتفاظ بهم في املسار الدراسي‪ .‬ويعد ارتفاع نسب‬ ‫التي يشبه أعضاؤها أعضاء اللجنة املكلفة باملصادقة‬
‫االكتظاظ‪ ،‬ونسب التأطير اإلداري والبيداغوجي‪ ،‬إلخ‪ .‬من‬ ‫على اخلريطة على الصعيد اإلقليمي‪ .‬وتوضع اخلريطة‬
‫العوامل املسببة لهذه الظاهرة‪ .‬ينضاف إلى تلك العوامل‪،‬‬ ‫اجلهوية بتجميع اخلرائط اإلقليمية‪ ،‬وعرضها على‬
‫انخفاض عتبة معدالت النجاح‪ ،‬وسيولة االنتقال إلى األقسام‬ ‫اللجنة املركزية املكلفة بإعداد الدخول املدرسي على‬
‫املوالية‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬صرح بعض املديرين بأن ‪ 3,5‬من‬ ‫صعيد الوزارة‪.‬‬
‫‪ 10‬هي معدل االنتقال من قسم إلى قسم أعلى في اجلهات‬ ‫•على الصعيد املركزي‬
‫الثالث التي أجري فيها هذا البحث‪ .‬وعندما يتعلق األمر‬ ‫ ‪-‬توضع خريطة مدرسية وطنية بتجميع بيانات ومعطيات‬
‫باالنتقال من سلك إلى سلك‪ ،‬فإن املسؤولني عن االمتحانات‬ ‫كل اخلرائط اجلهوية وإدماجها في بعضها واستعمالها‪.‬‬
‫يتخذون اإلجراءات الالزمة حتى ال تكون النتائج مخيبة‬ ‫وبهذا تكون الطريقة املعتمدة في إجناز اخلريطة املدرسية‬
‫آلمال اآلباء والتالميذ‪ .‬ويعتبر تراخي املدرسني الذين‬ ‫الوطنية طريقة تصاعدية؛ تأخذ بعني االعتبار املعطيات‬
‫يكلفون بحراسة التالميذ أثناء إجراء اختبارات االنتقال خير‬ ‫احمللية‪ .‬إال أنها تبقى تابعة للتوجيهات الوطنية‪ ،‬وتخضع‬
‫مثال على ذلك‪.‬‬ ‫للمؤشرات املوضوعة على الصعيد املركزي‪ .‬وهذا يعني‪،‬‬

‫(‪ )3‬القانون ‪ ،07.00‬املادة ‪ ،2‬الفقرة ‪.3‬‬

‫‪33‬‬ ‫تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين ‪2013-2000‬‬


‫ملمثلي العالم السوسيو‪-‬اقتصادي إمكانية املشاركة في هذا‬ ‫•لقد أكد هذه املعلومات بعض النواب اإلقليميني‬
‫التمرين‪ ،‬والدفاع عن وجهة نظرهم فيما يخص االختيارات‬ ‫وبعض مديري املؤسسات التعليمية‪ .‬يرى البعض‬
‫التنموية للجهة‪ ،‬وإدراك الدور الذي تقوم به التربية والتكوين‬ ‫من هؤالء أن عددا كبيرا من املدرسني لم يعودوا‬
‫في هذا املنظور اإلستراتيجي إدراكا حقيقيا‪.‬‬ ‫يحضرون مجالس األقسام‪ ،‬أو ال يساهمون فيها‬
‫إن منو هذه املمارسة يتجاوز‪ ،‬بالتأكيد‪ ،‬تقدمي مخطط‬ ‫إال بصورة شكلية‪ .‬وبخصوص مستوى التالميذ‪،‬‬
‫عمل معزول عن كل تفكير استراتيجي جماعي ومندمج‬ ‫يصطف أغلبية املدرسني‪ ،‬مستسلمني‪ ،‬وراء االجتاه‬
‫وتشاركي‪ ،‬كما يتم ذلك حاليا‪ .‬من املؤكد أن مخطط العمل‬ ‫السائد الذي يسعى إلى إجناح أكبر عدد ممكن من‬
‫يأتي لتتويج هذا التفكير‪ ،‬وإعطائه املصداقية بأجرأته‪ ،‬وليس‬ ‫التالميذ‪ ،‬بل وكل التالميذ‪ ،‬واحليلولة دون اإللقاء‬
‫العكس‪ .‬فعندما يتوفر فريق على رؤية مدروسة‪ ،‬ومتفاوض‬ ‫بهم في الشارع‪ .‬وهذا هو املهم في نظرهم‪.‬‬
‫حولها‪ ،‬ومتقاسمة‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬على سياسة للتربية والتكوين‬ ‫وحسب تصريحات كل الفاعلني‪ ،‬فإنه ال يوجد أي نص‬
‫مبنية على أسس سليمة‪ ،‬فإنه يتعبأ بسهولة من أجل‬ ‫تنظيمي (مرسوم‪ ،‬أو قرار‪ ،‬أو مذكرة وزارية) يحث على‬
‫إجناز مخططه الذي يستجيب‪ ،‬من وجهة نظره‪ ،‬لتطلعاته‬ ‫إعطاء األسبقية ملتطلبات اخلريطة املدرسية على توصيات‬
‫وانتظاراته وطموحاته‪ ،‬وميكنه‪ ،‬بالتالي‪ ،‬من تعزيز قيادته‬ ‫امليثاق الوطني للتربية والتكوين والنصوص األخرى املنظمة‬
‫وتأكيدها باعتباره هيئة للتدبير اجلهوي‪.‬‬ ‫ملختلف أمناط تقييم املكتسبات البيداغوجية‪ .‬إن هذا اخللل‬
‫في النظام يؤثر سلبا على النتائج‪ .‬فهو سلوك منحرف‪ ،‬ينظم‬
‫أ‪ .‬احلياة املدرسية‬ ‫سير النظام التربوي الفرعي بطريقته املتميزة‪ ،‬انطالقا من‬
‫أعطى امليثاق الوطني للتربية والتكوين اهتماما خاصا لإلدارة‬ ‫نظرة خاصة إلى تدبير تدفقات التالميذ‪ .‬لكن ما يثير القلق‬
‫املدرسية التي تقوم بدور مهم في عملية التعلمات‪ ،‬والتأطير‬ ‫أكثر‪ ،‬هو أن باقي الفاعلني يغضون الطرف عن هذا الواقع‪،‬‬
‫اإلداري والبيداغوجي‪ ،‬وتدبير احلياة املدرسية لضمان جودة‬ ‫ويقبلون‪ ،‬بشكل أو بآخر‪ ،‬كل انعكاساته‪.‬‬
‫التعليم وصيانتها‪ .‬وتروم وظيفة احلياة املدرسية‪ ،‬داخل‬ ‫•في الفقرة األولى من املادة الثانية التي حتدد صالحيات‬
‫املؤسسة التعليمية‪ ،‬تنظيم العالقات املؤسستية وهيكلتها؛‬ ‫األكادمييات اجلهوية للتربية والتكوين‪ ،‬يشير القانون‬
‫تلك العالقات التي تساعد كل الفاعلني املعنيني من األطر‬ ‫‪ 07.00‬إلى أنه يتعني على هذه األخيرة أن تقوم‬
‫اإلدارية‪ ،‬والطاقم التربوي‪ ،‬والتالميذ‪ ،‬واآلباء‪ ،‬والشركاء‬ ‫«بإعداد مخطط تنموي لألكادميية يشمل مجموعة‬
‫اخلارجيني‪ ،‬على التعاون فيما بينهم من أجل حتقيق أهداف‬ ‫من التدابير والعمليات ذات األولوية في مجال‬
‫التعلم كما حتددها سياسات التربية والتكوين‪.‬‬ ‫التمدرس طبقا للتوجيهات واألهداف الوطنية‪،‬‬
‫وزيادة على ذلك‪ ،‬فقد اعتبر امليثاق الوطني للتربية والتكوين‬ ‫مع إدماج اخلصوصيات واملعطيات االجتماعية‬
‫تأهيل أعضاء هيئة اإلدارة التربوية‪ ،‬والرفع من قيمتهم‪،‬‬ ‫واالقتصادية والثقافية اجلهوية في البرامج التربوية‬
‫وسيلة من وسائل تعزيز اإلصالح‪ ،‬وضمانة إلمتام منجزاته‬ ‫مبا في ذلك األمازيغية»‪ .‬كان من املنتظر‪ ،‬إذن‪ ،‬أن‬
‫في إطار نهج تشاركي‪ .‬ومن هذا املنظور‪ ،‬يتعني على‬ ‫تقوم كل أكادميية بإعداد مخطط تنموي استراتيجي‪،‬‬
‫الفاعلني في تلك الهيئة أن ال يقتصروا على األنشطة اإلدارية‬ ‫يوجه عملها اجلماعي على املستوى البيداغوجي وفق‬
‫وحدها؛ وإمنا يجب عليهم‪ ،‬كذلك‪ ،‬أن يسعوا إلى ممارسة‬ ‫االختيارات والتوجهات الوطنية‪ ،‬ولكن مع االمتثال‬
‫قيادة وإدارة فعلية داخل املؤسسة التعليمية‪ ،‬وأن يتحلوا‬ ‫للتطورات املمكنة للجهة على املستويات االقتصادية‬
‫بروح التجديد والتعاون‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬أوصى امليثاق‬ ‫واالجتماعية والثقافية وأخذها بعني االعتبار‪.‬‬
‫الوطني للتربية والتكوين بإعطاء رؤساء مؤسسات التربية‬ ‫كان يلزم أن يكون التخطيط اإلستراتيجي‪ ،‬بوصفه مترينا‬
‫والتكوين الصالحيات والتكوينات والتأهيالت املالئمة‪،‬‬ ‫للتفكير والتطبيق والتدبير‪ ،‬حلظة مهمة بالنسبة لفاعلي‬
‫حتى يتمكنوا من االنخراط بفعالية في أدوارهم اجلديدة‪:‬‬ ‫األكادميية اجلهوية للتربية والتكوين وملجلسها اإلداري‬
‫أدوار املسيرين التربويني واإلداريني‪.‬‬ ‫لتوكيد اختياراتهم التنموية‪ ،‬وتوضيح أهدافهم ومؤشراتهم‪،‬‬
‫على مستوى التأطير املؤسستي‪ ،‬صدر بني سنة ‪2008‬‬ ‫والتفاوض بخصوص نصيبهم من املشاركة‪ ،‬وحتديد‬
‫و‪ 2009‬عدد كبير من املذكرات واملنشورات والنصوص‬ ‫استراتيجياتهم اجلماعية بالنسبة لالستراتيجية الشمولية‪،‬‬
‫املتعلقة باحلياة املدرسية بلغ عددها ‪ 69‬نصا‪ .‬لكن النصوص‬ ‫والتعاون فيما بينهم من أجل جناح منظمتهم‪.‬‬
‫واملنظمة كانت موجودة قبل هذا التاريخ‪ ،‬واستمر‬ ‫ِّ‬ ‫املؤسسة‬
‫ِّ‬ ‫وبالفعل‪ ،‬فإن إدماج فاعلني خارجيني عن نظام التربية‬
‫العمل بها في تدبير احلياة املدرسية ما لم يتم إلغاؤها‪.‬‬ ‫والتكوين ‪-‬الذي يظل دائما أحد التحديات التي يتعني على‬
‫وأثناء املناقشات التي أجريناها مع الفاعلني في هذا البحث‬ ‫مديريات األكادمييات رفعها ‪-‬ال ميكن إجناحه إال إذا أعطينا‬

‫حكامة منظومة التربية والتكوين باملغرب‬ ‫‪34‬‬


‫بوضوح اختصاصاته وصالحياته‪ .‬فهو يقوم بوظائف‬ ‫كانوا يشيرون‪ ،‬دائما‪ ،‬إلى تلك الوثائق مما يدل على أنها‬
‫متعددة تخص التدبير اإلداري والتربوي واملالي‪،‬‬ ‫كانت منتشرة ومعروفة‪.‬‬
‫والعالقات مع محيط املؤسسة؛ ويتولى مهام كثيرة‬ ‫وبهذا ميكن القول إن وظائف الفرق اإلدارية العاملة في‬
‫تفوق أربعني مهمة في مجلس املؤسسة‪ ،‬زيادة على‬ ‫املؤسسة التعليمية هي وظائف متعددة‪ ،‬ومحددة بشكل‬
‫مهامه داخل اجلمعيات املؤسستية كجمعية دعم مدرسة‬ ‫دقيق‪ ،‬وأن املهام املنوطة بها مهام مضبوطة ومحصورة في‬
‫النجاح‪ ،‬وجمعية التنمية والتعاون املدرسي‪ ،‬واللجنة‬ ‫قوائم واضحة (مرسوم رقم ‪ 2.03.376‬الصادر في ‪ 17‬يوليوز‬
‫احمللية للجامعة امللكية املغربية للرياضة املدرسية‪.‬‬ ‫‪ .)2002‬أكيد أن هناك حاجة دائمة إلى توضيح املهام‬
‫يواجه املديرون وحدهم تدبير مشاكل املؤسسات التعليمية‬ ‫املرتبطة بكل وظيفة وحتيينها‪ .‬وتلك مهمة يتعني على‬
‫املكلفني بتسييرها‪ .‬توجد جميع الوثائق والنصوص املنظمة‬ ‫الهياكل املركزية في وزارة التربية الوطنية أن تقوم بها‬
‫لتدبير تلك املؤسسات‪ ،‬لكن أغلبية املديرين يرون أنها تفتقر‬ ‫باستمرار حرصا على فهم الفاعلني ألدوارهم‪ ،‬والتكيف‬
‫إلى الدقة والوضوح‪ ،‬وأنه يجب تكييفها مع واقع املؤسسات‬ ‫معها بصورة أفضل‪ ،‬وذلك في عالم دائم التغير؛ عالم‬
‫التعليمية‪.‬‬ ‫تشكل املؤسسة التعليمية ‪-‬وهي نقطة يلتقي فيها عدد‬
‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬يرى املديرون أن العالقات داخل‬ ‫كبير من املتغيرات التشريعية‪ ،‬واإلجرائية‪ ،‬والنفسية‬
‫املؤسسات التعليمية قد عرفت تدهورا كبيرا في اآلونة‬ ‫واالجتماعية‪ ،‬والعالئقية‪ ،‬والتواصلية‪ ،‬والثقافية‪ ،‬إلخ‪-.‬‬
‫األخيرة‪ .‬فمنذ عدة سنوات‪ ،‬تأسس في تلك املؤسسات‪،‬‬ ‫حيزه املفضل‪.‬‬
‫جو غير صحي‪ :‬لم يعد املدرسون‪ ،‬وبسوء نية‪ ،‬يخضعون‬ ‫زيادة على الفرق اإلدارية والتربوية‪ ،‬يسير املؤسسات التعليمية‬
‫للتعليمات‪ .‬فهم غير مؤطرين‪ ،‬وغير محفزين‪ ،‬ويعتقدون‬ ‫عدد من املجالس تساهم في تنظيم جانب أو عدة جوانب‬
‫أن واجبهم املهني يقتصر على التدريس في األقسام‪ ،‬داخل‬ ‫من احلياة املدرسية‪ .‬يتعلق األمر مبجلس التدبير‪ ،‬واملجلس‬
‫أوقاتهم القانونية‪ .‬لذلك ينصرفون حلال سبيلهم مبجرد أداء‬ ‫التربوي‪ ،‬ومجلس التعليم‪ ،‬ومجلس القسم‪ .‬ويرأس املدير‬
‫هذا الواجب‪ .‬والدليل على ذلك هو عدم انخراطهم في‬ ‫كل هذه املجالس‪ ،‬ويشرف على أنشطتها وسيرها‪.‬‬
‫مجالس تدبير مؤسساتهم‪.‬‬ ‫في الفصل الثاني من هذه الدراسة‪ ،‬سيتم عرض املالحظات‬
‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬يرى املديرون أنهم لم يعودوا قادرين على‬ ‫املسجلة بخصوص هذا املوضوع أثناء األبحاث التي قمنا‬
‫القيام بدور رئيس املؤسسة‪ ،‬وذلك لألسباب التالية‪:‬‬ ‫بها‪ .‬وجتدر اإلشارة هنا إلى أن اهتماما خاصا قد أولي‬
‫•يشعر املديرون بأنهم ال يحظون بدعم اإلدارة اجلهوية‬ ‫لفاعلني يقومان بدور جوهري في قيادة النظام التربوي‪ ،‬لكن‬
‫واملركزية‪ .‬فقد حاول بعضهم اتخاذ اإلجراءات‬ ‫مستوى تدخلهما‪ ،‬في احلالة الراهنة لتطبيق اإلصالح‪ ،‬يبقى‬
‫القانونية في حق بعض املدرسني املستهترين بواجبهم‬ ‫مثيرا للجدل‪.‬‬
‫أو الذين صدرت عنهم تصرفات غير مقبولة‪ ،‬لكن‬ ‫•يتبني من أغلبية املناقشات مع رؤساء املؤسسات‬
‫اإلدارة اجلهوية‪ ،‬رضوخا منها لضغط النقابات‪ ،‬لم‬ ‫التعليمية والنواب اإلقليميني أن مجالس تدبير‬
‫تؤيد قراراتهم؛ بل ومنهم من أعفي من مهامه لهذا‬ ‫املؤسسات غير قادرة على القيام باألدوار املنوطة‬
‫السبب‪.‬‬ ‫بها كما يجب‪ :‬فكيف ميكن تنشيطها؟ وكيف‬
‫•يرى املديرون أن املهام املكلفني بها كثيرة ومتنوعة‪،‬‬ ‫ميكن تعبئة املدرسني للمشاركة فيها؟ ثم إن ممثلي‬
‫وخاصة في املدارس االبتدائية التي تعاني من نقص‬ ‫اجلماعات احمللية قلما يحضرونها‪ .‬يضاف إلى ذلك‬
‫كبير في املوظفني‪ ،‬وتفتقر إلى الدعم الالزم‪ .‬إنهم‬ ‫أنها تتحول‪ ،‬في كثير من األحيان‪ ،‬إلى ساحة لتصفية‬
‫يرغبون في القيام بتلك املهام‪ ،‬لكن النصوص املوجودة‬ ‫احلسابات بني جماعات املدرسني ذوي االنتماءات‬
‫ال تخول لهم السلطة الضرورية لتطبيق القوانني‪ .‬فإلى‬ ‫النقابية املختلفة‪ .‬إنها‪ ،‬بكل بساطة‪ ،‬غير منتجة‪.‬‬
‫عهد غير بعيد‪ ،‬لم يكن تطبيق العقوبات في حق‬ ‫ولتفسير هذا الواقع‪ ،‬حتدث بعض املستجوبني عن‬
‫موظفي إدارتهم يدخل ضمن اختصاصاتهم‪ .‬وفي‬ ‫محدودية النص املنظم لهذه املجالس‪ ،‬وهو نص ال‬
‫الواقع‪ ،‬فإن ما يطلبه املديرون وجمعيتهم‪ ،‬هو حق‬ ‫يحدد بوضوح صيغ مشاركة املدرسني فيها‪ ،‬وال‬
‫التمتع بإطار املدير‪ ،‬وليس فقط بإطار األستاذ املكلف‬ ‫يلزمهم بحضورها‪.‬‬
‫باإلدارة‪ .‬إن ذلك اإلطار‪ ،‬سيمنحهم السلطات الضرورية‬ ‫•ليس من شك في أن دور املدير في التدبير اجليد‬
‫للقيام مبهامهم على الوجه املطلوب‪ ،‬وسيجعلهم في‬ ‫للمؤسسة التي يرأسها دور أساسي‪ ،‬وال ميكن‬
‫منأى عن مزايدات الفئات املهنية األخرى‪.‬‬ ‫االستغناء عنه‪ .‬إن النصوص التي اطلعنا عليها حتدد‬

‫‪35‬‬ ‫تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين ‪2013-2000‬‬


‫ميكن هذا من سرد نتائج املعاينات اخلاصة بتدبير احلياة‬ ‫•وبخصوص مراقبة سير الدروس داخل األقسام‪،‬‬
‫واإلدارة املدرسيتني‪ ،‬وخاصة منها ما يتعلق بهيكلة العالقات‬ ‫يرى املديرون أنهم ال يتوفرون على الوقت الكافي‬
‫والروابط بني مختلف الهيئات املهنية املتدخلة في املؤسسات‬ ‫لزيارة كل األقسام‪ ،‬وحتليل دفاتر النصوص‪ ،‬وذلك‬
‫التعليمية‪ .‬وتبني العودة إلى النصوص التنظيمية اجلاري بها‬ ‫رغم وعيهم بأهمية تلك األنشطة‪ .‬ويقول مديرو‬
‫العمل وجود اختالالت كبيرة في هذا املجال‪ .‬يجب دراسة‬ ‫املؤسسات الثانوية إنهم يطلعون على فحوى دفاتر‬
‫تلك االختالالت من جديد لتوضيح مهام كل فاعل من‬ ‫النصوص‪ ،‬ولكنهم ال يزورون أقسام الدرس أبدا‪،‬‬
‫الفاعلني التربويني‪ ،‬وحتديد مكانته ووظائفه وأدواره وعمله‬ ‫ألنهم غير مؤهلني‪ ،‬من الناحية األكادميية‪ ،‬لتقييم‬
‫على ضوء التغيرات التشريعية واالجتماعية واالقتصادية‬ ‫مسالك ال تدخل في تخصصهم‪.‬‬
‫والثقافية والسياسية التي تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر‬ ‫•قادت هذه األجوبة املقلقة املديرين إلى األجوبة‬
‫على عمليات التعلم‪ .‬إن توضيح هذه اجلوانب‪ ،‬وتعزيز‬ ‫على األسئلة املتعلقة بزيارات املفتشني ملؤسساتهم‬
‫الروابط بني الهياكل الرسمية‪ ،‬والتأكد من أن عملية التعلم‬ ‫وللمدرسني‪ ،‬ومبدى انتظام تلك الزيارات‪ .‬وباستثناء‬
‫تسير في الطريق السليم هو ما سيمكن من بناء استقاللية‬ ‫أكادميية الرباط‪ ،‬وبالضبط نيابتي الرباط ومتارة‪ ،‬حيث‬
‫املؤسسات التعليمية على حكامة بيداغوجية سليمة تضمن‬ ‫ينتشر عدد مهم من املفتشني ويزورون املؤسسات‬
‫ربح رهان التدبير التربوي الدميقراطي والتشاركي واملفتوح‬ ‫التعليمية واملدرسني بصورة شبه منتظمة‪ ،‬فإننا‬
‫والعقالني والتعاوني‪.‬‬ ‫نالحظ غياب أنشطة هذه الهيئة (أي هيئة املفتشني)‬
‫•إن اعتماد مشاريع املؤسسة باعتباره وسيلة لتعزيز‬ ‫في كل اجلهات األخرى‪ .‬جميع املتدخلني يؤكدون‬
‫استقاللية املدارس هو إحدى توصيات امليثاق الوطني‬ ‫أهمية دور املفتشني في «احلكامة التربوية»‪ ،‬وفي‬
‫للتربية والتكوين‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬نُظمت‪ ،‬في‬ ‫حتسني جودة التعلمات؛ ولكنهم يالحظون في‬
‫إطار برامج التعاون‪ ،‬مجموعة من التكوينات لفائدة‬ ‫الوقت نفسه‪ ،‬الفراغ الكبير الذي ساد هذا املجال منذ‬
‫املديرين واملدرسني لتمكينهم من األدوات املنهجية‬ ‫عدة سنوات‪ .‬يتبني من ذلك‪ ،‬أن هيئة املفتشني قد‬
‫إلعداد مشاريع مؤسساتهم‪ .‬لقد سجلت بعض‬ ‫فقدت ارتباطاتها الهيكلية‪ .‬فهي‪ ،‬حسب الظروف‬
‫احملاوالت لوضع مشاريع املؤسسة في كل من أكادير‪،‬‬ ‫والسياقات‪ ،‬تتبع للوزير تارة‪ ،‬وتلحق باملفتشية العامة‬
‫ووجدة‪ ،‬وتطوان‪ ،‬لكنها لم تقاوم طويال‪ ،‬وتوقفت‬ ‫تارة أخرى‪ .‬يتصرف املفتشون بوصفهم هيئة منظمة‬
‫بسرعة‪ .‬ويذكر الفاعلون الذين التقينا بهم سببني‬ ‫ومهيكلة على شكل جمعية‪ ،‬وميتنعون عن توقيع‬
‫رئيسيني لهذا الفشل‪ :‬األول هو غياب امليزانيات‬ ‫محاضر الدخول واخلروج كباقي الهيآت التعليمية‬
‫املخصصة إلجناز تلك املشاريع‪ ،‬والثاني هو الطابع‬ ‫األخرى‪ ،‬كما يرفضون تقدمي مخطط عمل سنوي‪.‬‬
‫االختياري إلعدادها‪ ،‬خاصة وأن مجالس التدبير ال‬
‫باختصار‪ ،‬تعيش هذه الهيئة غموضا تنظيميا كبيرا‪.‬‬
‫تشعر بأنها ملزمة باالنخراط فيها‪.‬‬
‫وعالوة على ذلك‪ ،‬متت اإلشارة خالل املقابالت مع‬
‫ب‪ .‬نظام اإلعالم‬ ‫مختلف الفاعلني على صعيد اإلدارة املركزية لوزارة‬
‫إلى غاية ‪ ،2008‬لم يكن نظام التربية الوطنية يتوفر على‬ ‫التربية الوطنية‪ ،‬أن املجلس األعلى للحسابات قد أثار‬
‫نظام معلوماتي مندمج‪ .‬كان اتخاذ القرار يتم على أساس‬ ‫هذه املشكلة في تقارير التفتيش املتعلقة بالسنوات‬
‫املعطيات التي جتمعها كل مديرية من مديريات الوزارة‬ ‫املتراوحة بني سنة ‪ 2008‬وسنة ‪2011‬؛ مما دفع وزير‬
‫على حدة‪ ،‬وفق مرجعيتها املفاهيمية اخلاصة ووفق التطبيق‬ ‫التربية الوطنية إلى إصدار مذكرة تفرض على املفتشني‬
‫احلاسوبي اخلاص بها‪ .‬وزيادة على ذلك‪ ،‬فإن املؤسسات‬ ‫توقيع محاضر الدخول واخلروج كل سنة دراسية (‪.)4‬‬
‫التعليمية التي تتوفر على األدوات املعلوماتية‪ ،‬والربط مع‬ ‫من يقوم‪ ،‬إذن‪ ،‬مبراقبة العمل داخل القسم؟ من يحرص على‬
‫اإلنترنيت كانت قليلة جدا ‪-‬باستثناء مؤسسات التعليم‬ ‫تنفيذ البرامج وفق التوجيهات والتعليمات الرسمية اجلاري‬
‫الثانوي اإلعدادي والتأهيلي‪ .-‬كان نظام القيادة ضعيفا‪،‬‬ ‫بها العمل؟ إذا كان هذا اخللل سائدا في املدن‪ ،‬فماذا سيكون‬
‫وكان يعاني من اختالالت عدة؛ كالطابع اجلزئي للمعطيات‪،‬‬ ‫عليه الوضع في املناطق القروية‪ ،‬وخاصة في املدارس امللحقة‬
‫وعدم وثوقية الطرق املعتمدة في جمع املعلومات‪ ،‬وبطء نظام‬ ‫البعيدة عن املدارس األم؟ إن ما يثير هذه التساؤالت هو‬
‫اإلحصاء املعتمد للتزود باملعلومة‪ ،‬واشتغال الفاعلني في عزلة‬ ‫القلق املرتبط بوجود أو عدم وجود اهتمام بجودة التعلمات‪.‬‬

‫(‪ )4‬املذكرة الوزارية بتاريخ ‪ 24‬مايو ‪ 2013‬موجهة ملديري األكادمييات واملفتشني‪.‬‬

‫حكامة منظومة التربية والتكوين باملغرب‬ ‫‪36‬‬


‫يستعمل نظام القيادة مؤشرات تعطي صورة حقيقية عن‬ ‫عن بعضهم البعض‪ ،‬وغياب تقاسم املعلومة‪ ،‬إلخ‪.‬‬
‫الواقع‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يجب إيالء اهتمام خاص لقدرات النظام‬ ‫مكن املخطط االستعجالي‪ ،‬تبعا للمشروع ‪ E3 P5‬على‬
‫على التخزين‪ ،‬بسبب حجم املعامالت‪ ،‬وحجم امللفات‬ ‫مستوى محور احلكامة‪ ،‬من فتح الطريق أمام إعادة هيكلة‬
‫التي يستعملها املتدخلون‪ ،‬ولتدبير الفضاء في حالة توسيع‬ ‫النظام املعلوماتي للوزارة‪ ،‬وتزويده باملوارد املالية والتجهيزات‬
‫مركز املعطيات؛ خاصة وأن اإلقبال على استعمال هذا النظام‬ ‫والقدرات الضرورية لبناء نظام معلوماتي مندمج وفعال‬
‫سيزداد في السنوات املقبلة مع فتحه أمام جمهور واسع‬ ‫لتدبير التربية‪ .‬وهكذا‪ ،‬استفادت مديرية إدارة منظومة‬
‫(اآلباء وأولياء التالميذ)‪.‬‬ ‫اإلعالم (‪ )DSI‬من ‪ 77,6‬مليون درهما بني سنة ‪ 2009‬وسنة‬
‫على صعيد األكادمييات توجد حاليا مصالح معلوماتية‬ ‫‪ .2012‬وقد مكنها هذا املبلغ من تقوية بنياتها التحتية‬
‫ملحقة بقسم التخطيط واإلحصاء ال متارس عليها مديرية‬ ‫وحتسينها‪ ،‬وتعزيز قدراتها على تأمني شبكاتها‪ ،‬وجعل‬
‫تدبير منظومة اإلعالم أية سلطة‪ ،‬ولكنها تقدم لها نصائح‬ ‫استراتيجيتها حتذو حذو استراتيجية الوزارة‪.‬‬
‫عند احلاجة‪.‬‬ ‫ودون الدخول في تفاصيل سير النظام املعلوماتي الذي تتوفر‬
‫‪ .3.2.3‬تنسيق النظام الفرعي لوزارة التربية الوطنية‬ ‫عليه الوزارة‪ ،‬ميكن القول إن ذلك النظام يعمل اليوم على‬
‫أعطى امليثاق الوطني للتربية والتكوين أهمية كبيرة‬ ‫التقريب بني أربعة مجاالت مهنية يعمل كل واحد منها‬
‫إلشكالية التنسيق بني التربية والتكوين اللذين يتعني‬ ‫حسب األنظمة املعلوماتية التي تطورها‪ ،‬ولكنها تندمج‬
‫اعتبارهما بناء منسجما تتفاعل مكوناته في تالؤم مع احمليط‬ ‫كلها في نظام املعلومات (‪ .)SI‬وتلك املجاالت هي املجال‬
‫االقتصادي واالجتماعي واملهني والعلمي والثقافي‪ .‬تترتب‬ ‫البيداغوجي‪ ،‬ومجال التخطيط والقيادة‪ ،‬ومجال امليزانية‬
‫عن ذلك ضرورة املواءمة بني السياسات العمومية املختلفة‬ ‫واملمتلكات‪ ،‬ومجال املوارد البشرية‪.‬‬
‫التي تستهدف هذا القطاع‪ .‬يجب على التنسيق‪ ،‬إذن‪،‬‬ ‫وبخصوص البنيات التحتية املوجودة‪ ،‬تشتمل مديرية إدارة‬
‫أن يتخذ شكل هيئات وبنيات تنظيمية تساعد على خلق‬ ‫منظومة اإلعالم على مركز وطني للمعطيات (‪)Data center‬‬
‫التآزر والتعاون املنشودين بني مكونات النظام التربوي‪ .‬ومن‬ ‫يتوفر على جتهيزات وإمكانات احتواء كبيرة قادرة على‬
‫هذا املنظور‪ ،‬يبدو أن النصوص التنظيمية ال حتدد بوضوح‬ ‫ضمان سيره اجليد‪ .‬ويقوم هذا املركز‪ ،‬كذلك‪ ،‬بقيادة‬
‫صيغة التنسيق بني الهيئات والبنيات املختلفة التي يتكون‬ ‫الشبكات اإلعالمية للوزارة‪ ،‬وبواباتها‪ ،‬ومراسالتها‪ ،‬وقاعدة‬
‫منها نظام التربية والتكوين‪ .‬من املؤكد أنه يجب توضيح‬ ‫للندوات عبر الفيديو‪.‬‬
‫العالقات والروابط بني مختلف الهيئات والفاعلني بدقة‪،‬‬ ‫لقد مت التركيز بشكل أساسي‪ ،‬في املقابالت مع املسؤولني‬
‫وتدقيق األغراض واألهداف انطالقا من املشاريع التي تهتم‬ ‫عن املركز‪ ،‬على اجلوانب التقنية واملعلوماتية‪ ،‬وعلى أنظمة‬
‫مبختلف مكونات النظام‪.‬‬ ‫املعلومات املندمجة‪ ،‬وقدرتها على توفير بيانات ومعلومات‬
‫وهكذا‪ ،‬وبخصوص التنسيق داخل نظام املعلومات في‬ ‫مالئمة ومفيدة‪ ،‬وعلى سياسات وإجراءات األمن املعتمدة‬
‫وزارة التربية الوطنية‪ ،‬سيكون من الضروري إعادة النظر‬ ‫حلماية املنظومة‪ ،‬واحملافظة عليها‪ .‬وقد أكد لنا هؤالء‬
‫في العالقات التراتبية بني النيابات اإلقليمية ومديريات‬ ‫املسؤولون وجود سياسة لتأمني النظام املعلوماتي‪ ،‬ووجود‬
‫األكادمييات واملديريات املركزية لوزارة التربية الوطنية في‬ ‫إجراءات ودالئل لألمن‪ ،‬ولوحة للقيادة والتتبع‪ .‬وزيادة على‬
‫اجتاه احترام سير النيابات اإلقليمية بوصفها مصالح خارجية‬ ‫ذلك‪ ،‬يخضع نظام املعلومات هذا‪ ،‬وكل مكوناته‪ ،‬لتقييم‬
‫لألكادمييات وللوزارة‪ .‬ويجب‪ ،‬أيضا‪ ،‬إعادة النظر في‬ ‫وتدقيقات منتظمة من أجل ضمان أمن األنظمة اإلعالمية‬
‫العالقة بني املفتشني واألكادمييات اجلهوية للتربية والتكوين‬ ‫احلرجة وسالمتها‪.‬‬
‫والنيابات اإلقليمية‪.‬‬ ‫بالنسبة لوظيفية نظام املعلومات‪ ،‬يشهد الفاعلون على‬
‫وقد متت اإلشارة‪ ،‬كذلك‪ ،‬إلى العالقة بني املصالح املركزية‬ ‫حسن سيره‪ ،‬وعلى تأثيره اإليجابي على الصعيد احمللي‪،‬‬
‫للخريطة املدرسية واملجالس اإلدارية لألكادمييات التي ال‬ ‫وخاصة مع تطبيقاته املختلفة التي متكن من ربط املؤسسات‬
‫تصادق على إعداد تلك املخططات التربوية‪.‬‬ ‫التعليمية باإلنترنيت بسهولة‪ ،‬واستعمال البريد اإللكتروني؛‬
‫ولهذا‪ ،‬يبدو من املستعجل القيام بتحليل شامل للنصوص‬ ‫إذ مت توفير ‪ 10482‬حساب (‪ )men.gov.ma‬ملوظفي اإلدارة‬
‫املنظمة للعالقات بني مختلف الهيئات املهنية التي يشتمل‬ ‫املركزية واألكادمييات اجلهوية للتربية والتكوين‪ ،‬و‪240.000‬‬
‫عليها النظام التربوي‪ ،‬مع أخذ فرص استعمال نظام املعلومات‬ ‫حساب (‪ )Taalim.ma‬لفائدة املدرسني‪ ،‬ومليون حساب‬
‫بعني االعتبار‪.‬‬ ‫( ‪ )Talib.Taalim.ma‬للتالميذ‪.‬‬
‫وبخصوص التنسيق بني املكونات األخرى لنظام التربية‬ ‫وهكذا‪ ،‬ميكن أن تتم معاجلة املعطيات بسهولة‪ ،‬شريطة أن‬

‫‪37‬‬ ‫تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين ‪2013-2000‬‬


‫وعلى هذا املستوى‪ ،‬يجب علينا أن نبدأ العمل من الصفر‬ ‫والتكوين‪ ،‬تبدو النتائج احملصل عليها جد ضعيفة‪ .‬فال‬
‫ألننا لم نفعل بعد أي شيء‪.‬‬ ‫توجد على الصعيد املركزي أية هيئة للتنسيق على أساس‬
‫مشاريع ملموسة‪ .‬إن ممثلي التعليم العالي وقطاع التكوين‬
‫‪ .4.2.3‬تقييم النظام والتقييم داخل النظام‬
‫املهني يتمتعون بالعضوية في املجالس اإلدارية لألكادمييات‬
‫ينص امليثاق على أن نظام التربية والتكوين «يخضع برمته‬ ‫التي أحدثت جلان التربية والتكوين‪ ،‬كما ينص على ذلك‬
‫للتقييم املنتظم من حيث مردوديته الداخلية واخلارجية‪،‬‬ ‫القانون‪ ،‬ولكن عدد املشاريع املشتركة التي وضعتها تلك‬
‫التربوية واإلدارية» ويهدف هذا التقييم‪ ،‬كذلك‪ ،‬إلى إرساء‬ ‫اللجان ضعيف جدا‪ .‬إن األعمال املشتركة الوحيدة التي‬
‫عمليات التدقيق البيداغوجي واملالي وتعميمها‪ ،‬وتطوير‬
‫عرفتها تلك اللجان في مجال إرساء التكوين بالتمرس هي‬
‫التقييم الذاتي لكل مؤسسة تعليمية‪ ،‬واالستطالع الدوري‬
‫األعمال التي تخص‪ ،‬بشكل أساسي‪ ،‬تكوين ممرضات‬
‫آلراء الفاعلني التربويني وشركائهم من خارج النظام حول‬
‫األطفال‪ ،‬وبعض املهن املرتبطة مبيكانيك السيارات والنجارة‪.‬‬
‫مدى رضاهم عن املنظومة‪.‬‬
‫األسباب التي يتذرع بها الفاعلون لتفسير هذا الفشل هي‬
‫وينص امليثاق كذلك على إحداث هيئة وطنية للتقييم مازلنا‬ ‫أسباب ذات طبيعة تنظيمية وقانونية‪ .‬ذلك أن ميزانيات‬
‫ننتظر والدتها‪.‬‬ ‫األكادمييات اجلهوية للتربية ال تتضمن أي بند خاص‬
‫لم تعرف وزارة التربية الوطنية أي نشاط للتقييم الشامل‪.‬‬ ‫مبشاريع التكوين بالتمرس؛ كما أن االعتمادات املخصصة‬
‫فباستثناء تقييم مكتسبات التالميذ الذي يتم في إطار‬ ‫لهذا التكوين من قبل مديرية التكوين املهني تذوب في‬
‫املباريات واختبارات املقارنات الدولية‪ ،‬لم يتم تقييم سير‬ ‫امليزانية العامة‪ .‬ومن ثمة تأتي مشاكل وضوح امليزانية التي‬
‫النظام ومكوناته في أية حلظة منذ سنة ‪ .2000‬يجب أن‬ ‫تربك التدبير اجليد ملالية األكادمييات‪.‬‬
‫نشير‪ ،‬أيضا‪ ،‬إلى أن مديرية إدارة منظومة اإلعالم هي املديرية‬
‫الوحيدة التي جلأت‪ ،‬حسب علمنا‪ ،‬إلى تدقيق سير عملها‪.‬‬ ‫لقد الحظنا‪ ،‬كذلك‪ ،‬وجود تنسيق بني مديرية التكوين‬
‫املهني ومكتب التكوين املهني وإنعاش الشغل والفاعلني‬
‫وبخصوص تقييم املردودية الداخلية للنظام‪ ،‬لوحظت‬ ‫اآلخرين في قطاعات التكوين املهني من أجل تنظيم‪،‬‬
‫إعادة تنظيمه من أجل إحداث التناغم بني ممارساته‪ .‬فنحن‬ ‫حمالت اإلعالم والتوجيه لفائدة تالميذ أقسام السنة‬
‫ال نستطيع تقييم نتائج أي إصالح إال من خالل تقييم‬
‫التاسعة من التعليم الثانوي اإلعدادي كل سنة‪ .‬لكن‪ ،‬يبدو‬
‫مكتسبات التالميذ‪.‬‬
‫أن فاعلي التكوين املهني وفاعلي األكادمييات اجلهوية للتربية‬
‫إلى غاية سنة ‪ ،2002‬كانت االمتحانات غير ممركزة‪ ،‬وكانت‬ ‫والتكوين غير راضني عن نتائج هذا العمل‪ ،‬ألنه ال ميكن‪،‬‬
‫األكادمييات هي املسؤولة عن تدبير كل مراحلها من وضع‬ ‫عند نهايته‪ ،‬من تكوين أية فكرة مسبقة عن نتائج توجيه‬
‫مواضيع االمتحانات إلى اإلعالن عن النتائج‪ .‬لقد تزامن‬ ‫التالميذ‪ .‬التجربة اإليجابية الوحيدة التي مت تسجيلها في‬
‫تطبيق القانون ‪ 07.00‬مع قرار إعادة النظر في هذا النظام‬ ‫هذا املجال هي جتربة اجلهة الشرقية حيث تسمح األكادميية‬
‫قصد مالءمته مع توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين‪.‬‬ ‫اجلهوية للتربية والتكوين ملمثلي املديرية اجلهوية ملكتب‬
‫وهكذا‪ ،‬قررت وزارة التربية الوطنية ابتداء من سنة ‪2003‬‬ ‫التكوين املهني وإنعاش الشغل باملشاركة‪ ،‬بصفته مالحظا‪،‬‬
‫توحيد امتحانات شهادة الباكالوريا‪ ،‬ومركزتها‪ ،‬وتوحيد‬ ‫في مجالس األقسام التي يتم فيها توجيه التالميذ‪.‬‬
‫مواضيع امتحاناتها على صعيد كل التراب الوطني‪ .‬وقد‬
‫تكلف املركز الوطني للتقييم واالمتحانات بإعادة تنظيم‬ ‫تتعلق إحدى التوصيات املهمة مليثاق التربية والتكوين‬
‫هذه االمتحانات‪ ،‬فوضع إطارا مرجعيا للمعايير الوطنية‬ ‫بإحداث شبكات ملؤسسات التربية والتكوين‪ .‬حتدث بعض‬
‫للتقييم‪ ،‬ولوضع مواضيع االمتحانات‪ ،‬وإجراءات املراقبة‬ ‫الفاعلني عن جتارب من هذا النوع في بعض اجلهات بني سنة‬
‫إلخ‪ .‬وكان الهدف من ذلك هو احلصول على شهادة وطنية‬ ‫‪ 2002‬وسنة ‪( 2003‬وجدة‪ ،‬وأكادير‪ ،‬وسيدي قاسم) غير‬
‫ذات مصداقية‪.‬‬ ‫أن تلك التجارب لم تكتب لها االستمرارية وذلك لسببني‬
‫هما‪:‬‬
‫كان أول عمل قام به املركز الوطني للتقييم واالمتحانات هو‬
‫توحيد امتحانات الباكالوريا مع أخذ اخلصوصيات اجلهوية‬ ‫ ‪-‬عدم وضوح أغراض وأهداف تلك الشبكات‪ ،‬وخاصة‬
‫بعني االعتبار‪ .‬كان ذلك العمل يتم بتنسيق مع املفتشني‬ ‫ما يتعلق بكيفية تنشيطها وتطويرها‪.‬‬
‫واملدرسني في اجلهات‪ .‬يجب أن نوضح أن املركز الوطني‬ ‫ ‪-‬غياب نصوص تنظيمية تفسر إجراءات تدبير العالقات‬
‫للتقييم ال يراقب تنظيم االمتحانات واجتياز االختبارات‪.‬‬ ‫بني األطراف املعنية‪ ،‬وحتدد كيفية متويل تنقالتهم‬
‫وبني سنتي ‪ 2008‬و‪ 2012‬انكب هذا املركز‪ ،‬بتشاور مع‬ ‫لزيارة املؤسسات املختلفة‪ ،‬ودعم أنشطة تعلم التالميذ‬
‫األكادمييات اجلهوية للتربية والتكوين‪ ،‬على توحيد ظروف‬ ‫في مراكز التكوين‪ ،‬إلخ‪.‬‬

‫حكامة منظومة التربية والتكوين باملغرب‬ ‫‪38‬‬


‫متت أجرأته سنة ‪ .2008‬واعتمادا على ‪ 18‬إطار مرجعي متثل‬ ‫اجتياز امتحانات الباكالوريا وتقنينها‪ .‬توج هذا العمل‬
‫برامج التعليم الرسمي في كل من التعليم االبتدائي والثانوي‬ ‫بإعداد دليل إلجراءات امتحان الباكالوريا‪ .‬ويؤسس هذا‬
‫التأهيلي‪ ،‬مت تطبيق هذا اجلهاز‪ ،‬وفق بروتوكول محدد‪ ،‬على‬ ‫الدليل جهازا ملراقبة تنظيم االمتحانات على املستويني‬
‫عينة عشوائية ونسبية من املؤسسات التعليمية؛ مت اختيارها‬ ‫املركزي واجلهوي‪ ،‬ويحدد املسؤولني عنها‪ ،‬واختصاصاتهم‪،‬‬
‫وفق معايير التمثيلية والشمولية‪ ،‬ووفق متغيرات تتعلق‬ ‫ومراحل إجناز املراقبة‪ ،‬إلخ‪.‬‬
‫باجلهة‪ ،‬وطبيعة املؤسسة التعليمية‪ .‬وقد شملت تلك العينة‬ ‫واستكماال لعمل هذا اجلهاز‪ ،‬وضع املركز الوطني للتقييم‬
‫‪ 452‬مؤسسة تعليمية تضم ‪ 884‬قسما دراسيا‪ ،‬و‪26520‬‬ ‫واالمتحانات مخططا ملواكبة املترشحني لشهادة الباكالوريا‪.‬‬
‫تلميذ‪ ،‬و‪ 3040‬مدرس‪.‬‬ ‫ومنذ ست سنوات‪ ،‬صار كل مترشح يتوصل بدليل يفسر‬
‫وموازاة مع ذلك‪ ،‬قامت الوزارة بتجارب أخرى في إطار‬ ‫اإلجراءات التي يجب عليه اتباعها لتحضير هذا االمتحان‪.‬‬
‫برامج خاصة للتقييم‪ ،‬وشاركت في أبحاث أجريت في‬ ‫وابتداء من سنة ‪ ،2013‬أخذ كل مترشح يتوصل‪ ،‬بفضل‬
‫االجتاه نفسه‪ ،‬وخاصة منها ‪ MEDA‬و‪ APEF‬والتعليم للجميع‬ ‫التطبيق اإلعالمي‪ Taalim.ma ،‬مبجموعة من املعلومات‬
‫(نتائج سنة ‪ )2000‬و ‪ ،PNIRA‬كما ساهمت في أبحاث‬ ‫املتعلقة بامتحان الباكالوريا‪ .‬ومن جملة تلك املعلومات‬
‫دولية‪( MLA II 2003 :‬العلوم والرياضيات في الثانوي‬ ‫مواضيع االمتحانات للسنوات اخلمس األخيرة‪.‬‬
‫اإلعدادي) ودراسات ‪ TIMSS) 1999‬و‪ 2003‬و‪،)2007‬‬ ‫وغني عن القول إن تدبير هذا النظام وتنشيطه وتثمينه‬
‫ودراسات ‪(PIRLS‬سنة ‪ 2001‬وسنة ‪ .)2006‬وشاركت‬ ‫يتطلب تنمية قدرات وكفايات الفاعلني املكلفني به‪.‬‬
‫الوزارة‪ ،‬أيضا‪ ،‬في دراسة حول تدبير الزمن املدرسي وزمن‬ ‫يجب أن يصير حتسينه هم الفاعلني الدائم في إطار إرساء‬
‫التعلم سنة ‪.2004‬‬ ‫نهج اجلودة‪ .‬وزيادة على ذلك‪ ،‬من املنتظر أن تعمم تلك‬
‫تستدعي مشاركة الوزارة في تلك األبحاث اإلدالء‬ ‫اإلجراءات على كل االمتحانات التي تنظم في املستويات‬
‫مبالحظتني‪:‬‬ ‫التعليمية األخرى‪ .‬وأخيرا‪ ،‬ولتوحيد االختبارات‪ ،‬يجب‬
‫‪1.1‬لقد سبق للمنظومة أن شاركت في الدراسات‬ ‫تأسيس بنك ملواضيع االمتحانات في كل املستويات‬
‫املقارنة لتقييم املكتسبات‪ .‬وهذا يعني أنها تتوفر‬ ‫اإلشهادية‪ ،‬وتعميم إجراءاته على كل املؤسسات التعليمية‪.‬‬
‫على معطيات مضبوطة بخصوص مستوى التالميذ‪،‬‬ ‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬يجب أن نلح على نقطة جوهرية كان‬
‫ومنتوجات النظام‪ ،‬مقارنة مع مستوى تالميذ بلدان‬ ‫لها دور مهم في التنشيط الديناميكي للجهاز التنظيمي‬
‫أخرى ومنتوجاتها‪ .‬وتلك مبادرة إيجابية ألنها متكن‬ ‫لالمتحانات‪ .‬ويتعلق األمر باألطر املرجعية التي وضعها املركز‬
‫من حتديد املرتبة التي حتتلها منظومتنا التربوية في‬ ‫الوطني للتقييم واالمتحانات بني سنة ‪ 2006‬وسنة ‪،2008‬‬
‫الترتيب الدولي للمنظومات التربوية حسب مكتسبات‬ ‫والتي تخص امتحانات كل املسالك‪ ،‬وكل برامج الدراسة‪،‬‬
‫التالميذ‪ ،‬والوقوف على جوانب قوتها وضعفها‪.‬‬ ‫وكل املستويات التعليمية‪.‬‬
‫‪2.2‬ال يوجد تواصل (أو على األقل ال نسمع بوجوده) وال‬ ‫وبخصوص تقييم جودة التعلمات‪ ،‬علينا أن نتذكر أنه كان‬
‫نقاش حول نتائج تلك الدراسات‪ .‬فحتى نتائج أبحاث‬ ‫يشكل منذ مجيء امليثاق الوطني للتربية والتكوين أحد‬
‫البرنامج الوطني لتقييم التعلمات‪ ،‬وهو برنامج وطني‪،‬‬ ‫االنشغاالت الدائمة لفاعلي املركز الوطني‪ .‬يتعلق األمر‬
‫غير منشورة‪ .‬لكن ما يدعو إلى التساؤل أكثر من شيء‬ ‫مبواءمة سير النظام مع ما ينص عليه امليثاق‪ .‬وقد قام املخطط‬
‫آخر‪ ،‬هو عدم استعمال تلك النتائج من قبل أصحاب‬ ‫االستعجالي بتعزيز هذا التوجه فيما بعد‪.‬‬
‫القرار لتصحيح سير النظام‪ ،‬وعقلنته‪ ،‬وحتسني عملياته‪،‬‬ ‫عرف النظام التربوي مجموعة من احملاوالت الرامية إلى‬
‫وتثمني منتوجاته‪.‬‬ ‫تقييم مردوديته‪ ،‬وذلك منذ منتصف التسعينيات؛ وهمت‬
‫كان يجب على النظام التربوي أن يوظف نتائج إسهامه‬ ‫األعمال االستكشافية لتلك التقييمات بعض اجلوانب‬
‫في تلك الدراسات التي تكلف ميزانيات مهمة‪ ،‬إلجراء‬ ‫املتعلقة بعمليات التدريس‪.‬‬
‫التصحيحات الضرورية إلعادة توجيه العمل التربوي فيما‬ ‫في سنة ‪ 2000‬مت إحداث برنامج لتقييم التعلمات على‬
‫يخص محتويات التعلمات‪ ،‬والطرق البيداغوجية املعتمدة‪،‬‬ ‫الصعيد الوطني‪ .‬متخض عن األعمال املنجزة في هذا اإلطار‬
‫واستراتيجيات التعليم‪ ،‬إلخ‪.‬‬ ‫تطبيق جهاز للتقييم على أساس معايير ومقاييس مت التفاوض‬
‫مت تطوير طرق أخرى لتقييم املردودية الداخلية لنظام التربية‬ ‫عليها وقبولها من قبل فاعلي النظام التربوي‪ .‬مت ذلك حتت‬
‫والتكوين‪ ،‬كتقييم املكتسبات القبلية للتالميذ عبر قياس‬ ‫إشراف هيئة التفتيش‪ .‬سمي هذا اجلهاز البرنامج الوطني‬
‫يروم تشخيص مكتسبات املتعلمني من أجل التدخل‬ ‫لتقييم التعلمات‪ ،‬وخضع جتريب سيره ملنهجية علمية‪ ،‬ثم‬

‫‪39‬‬ ‫تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين ‪2013-2000‬‬


‫وال تتمتع بالعضوية في املجالس اإلدارية لألكادمييات‪ .‬وما‬ ‫لتحسني قدرات تالميذ بعينهم‪ .‬لكن ذلك البرنامج توقف‬
‫يزال النواب يعتبرون مكلفني مبهمة‪ ،‬وال يتوفرون على إطار‬ ‫في غمار تطبيق املخطط االستعجالي‪.‬‬
‫حقيقي‪ .‬حيث املهام املسندة إليهم تتزايد باستمرار؛ كما أن‬ ‫هناك إمكانية أخرى تتمثل في تقييم آراء املؤسسات الثانوية‬
‫املوظفني الذين يعملون حتت إمرتهم‪ ،‬والذين بقي عددهم‬ ‫التأهيلية من خالل دراسة نتائج امتحانات الباكالوريا‬
‫مستقرا‪ ،‬ال يتمتعون بتكوينات تتماشى واملهام اجلديدة‬ ‫وحتليلها‪.‬‬
‫املوكولة إليهم‪.‬‬ ‫اآلن‪ ،‬يتيح نظام إعالمي جيد عدة إمكانات للتقييم؛‬
‫تتعلق االنتقادات املوجهة لسير املجالس اإلدارية لألكادمييات‬ ‫ميكن أن تنصب على تقييم مكتسبات التعلم‪ ،‬وإجنازات‬
‫بتضخم عدد أعضاء تلك املجالس‪ ،‬وبعدم التوازن بني‬ ‫املؤسسات التعليمية‪ ،‬وأداء املدرسني‪ .‬إن استعمال نظام‬
‫القطاعات والفاعلني املمثلني فيها‪ ،‬وبدور املديرين وقدراتهم‬ ‫املعلومات يفتح آفاق تتبع وتقييم مهمة‪ .‬ويشكل تطبيق‬
‫على التصرف كقادة‪ ،‬وباألعضاء املمثلني للسلطات‬ ‫‪ MASAR‬خير مثال على ذلك‪ .‬غير أن ذلك كله يتوقف على‬
‫واجلماعات احمللية‪ ،‬وباألعضاء املمثلني للعالم السوسيو ـ‬ ‫االختيار السياسي لنظام التربية والتكوين‪.‬‬
‫اقتصادي‪.‬‬
‫‪ .5.2.3‬خامتــة‬
‫يرى مديرو املؤسسات التعليمية أن مؤسساتهم لم تستفد‬
‫عندما صارت األكادمييات اجلهوية للتربية والتكوين تتمتع‬
‫كغيرها من عملية اإلصالح‪ .‬فهي لم متسسهما الالمركزية‪،‬‬
‫بالسلطات والوسائل الضرورية لتدبير جزء من الصالحيات‬
‫وال تتوفر على أية استقاللية‪ ،‬وبقيت توصيات امليثاق الوطني‬
‫التي يخولها لها القانون ‪ ،07.00‬طبقا لتوصيات امليثاق‬
‫للتربية والتكوين املتعلقة بهذا اجلانب‪ ،‬حبرا على ورق‪.‬‬
‫الوطني للتربية والتكوين‪ ،‬ميكن القول إن الالمركزية قد‬
‫ال يتوفر مديرو املدارس االبتدائية على املوظفني الالزمني‪،‬‬
‫أصبحت واقعا ملموسا‪ .‬لكن اإلدارة املركزية ما تزال تنهج‬
‫ويعملون لوحدهم‪ ،‬ويتكلفون بجميع املهام داخل مدارسهم‬
‫سياسة تهدف إلى توجيه سير النظام‪ ،‬وتنظيمه‪ ،‬وتقييم‬
‫إال مبا تستوجبه وظيفتهم‪ ،‬أي إدارة العمل التربوي‪ .‬وهم‪،‬‬
‫نتائجه‪ ،‬ولم تتخلص كليا‪ ،‬على ما يبدو‪ ،‬من تصرفاتها‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬يواجهون غياب كل حتفيز لدى املدرسني‪.‬‬ ‫املمركزة‪ .‬أكيد أن التعقيدات واإلكراهات التشريعية‬ ‫ِ‬
‫أما مجالس التدبير التي ينص عليها القانون‪ ،‬فهي ال تقوم‬ ‫جتعل من الصعب الالمركزية الكلية لتدبير املوارد البشرية‬
‫باألدوار املنوطة بها إال نادرا‪ .‬امليزانيات املخصصة للمؤسسة‬ ‫واملمتلكات‪ .‬غير أن بعض املديريات تريد‪ ،‬العتبارات‬
‫تدبر بصعوبة‪ ،‬بسبب إكراهات املراقبة املالية وإجراءاتها‪ .‬هذا‬ ‫أخرى‪ ،‬أن تبقى منفتحة على النيابات اإلقليمية‪( ،‬التي هي‬
‫ويعترف مديرو املؤسسات التعليمية بأنهم ال يتوفرون دائما‪،‬‬ ‫مصالح خارجية لألكادمييات اجلهوية للتربية والتكوين) وأن‬
‫على الكفايات القيادية الضرورية للقيام مبهامهم على الوجه‬ ‫تراقب اخلريطة املدرسية‪ ،‬إلخ‪.‬‬
‫املطلوب؛ ويشككون‪ ،‬في اآلن نفسه‪ ،‬في جدوى التكوين‬
‫املستمر الذي يخصص لهم‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فإن سير املديريات املركزية لوزارة التربية الوطنية‬
‫قد عرف حتسنا مهما منذ سنة ‪ ،2008‬وذلك على الرغم من‬
‫بشكل عام‪ ،‬يرى الفاعلون أنه يجب إعادة النظر في‬ ‫كون التواصل املؤسستي للوزارة لم يرق إلى مرتبة مديرية‬
‫النصوص املنظمة لتدبير احلياة املدرسية‪ .‬يجب‪ ،‬حسب‬ ‫مركزية (وهي وظيفة أساسية لنشر املعلومات حول اإلصالح‬
‫وجهة نظرهم‪ ،‬توضيح املهام املنوطة مبختلف املتدخلني في‬ ‫ونتائجه)‪ ،‬ومن كون مديرية التقييم وتنظيم احلياة املدرسية‬
‫عمليات التدبير‪ ،‬وتفعيل توصيات امليثاق الوطني للتربية‬ ‫والتكوينات املشتركة بني األكادمييات تضم مجاالت واسعة‬
‫والتكوين املتعلقة بإحداث هيئات و‪/‬أو بنيات جديدة‬ ‫ومتباينة‪ .‬وتنبغي اإلشارة‪ ،‬كذلك‪ ،‬إلى أن نظام تدبير‬
‫للتدبير والتنسيق والتقييم‪ ،‬واتخاذ قرارات رسمية بشأنها‪،‬‬ ‫امليزانية واملمتلكات قد صار يتمتع مبزيد من الشفافية‪ ،‬وأن‬
‫مع ترجمتها إلى نصوص تنظيمية وتشريعية حتى تكتسب‬ ‫وزارة التربية الوطنية تتوفر على نظام إجرائي للمعلومات‬
‫قوة التنفيذ‪ .‬ويجب أن توضح تلك النصوص‪ ،‬أيضا‪ ،‬أن‬ ‫ميكن االعتماد عليه لتوضيح‪ ،‬بصورة أفضل‪ ،‬القرارات‬
‫مشاركة املدرسني في أشغال مجالس التدبير واجب أخالقي‪،‬‬ ‫املتخذة على جميع املستويات‪ ،‬ويساعد على توطيد نظام‬
‫وجزء من مهامهم الرسمية‪.‬‬ ‫التقييم واالمتحانات ودعمه‪.‬‬
‫وبدوره‪ ،‬يعاني التنسيق بني مكونات نظام التربية والتكوين‬ ‫لكن‪ ،‬إذا كانت الالمركزية قد حتققت على مستوى الوزارة‪،‬‬
‫نقصا كبيرا‪ ،‬ويستلزم نقاشا بني الفاعلني املؤسستيني‬ ‫فإنها قد توقفت على مستوى األكادميية‪ .‬فمدير األكادميية‬
‫لتوضيح األهداف والغايات‪ ،‬وحتديد الصيغ والهياكل التي‬ ‫يحتكر جميع سلط التدبير‪ ،‬ويفوضها ملن يشاء من مرؤوسيه‬
‫يتعني اعتمادها في اإلطار القانوني الذي سيؤطر عملها‪.‬‬ ‫حسب تقديره ورغبته اخلاصني‪ .‬أما النيابات اإلقليمية التي‬
‫يجب أن يشمل النقاش حول احلكامة اجليدة التدبير‬ ‫ما تزال متثل الوزير في مجالها الترابي‪ ،‬فقدت سلطاتها‪،‬‬

‫حكامة منظومة التربية والتكوين باملغرب‬ ‫‪40‬‬


‫كما أن هناك ميزة أخرى تتعلق بتجانس األسالك ومستويات‬ ‫البيداغوجي‪ ،‬ومهام وأدوار كل هيئة من الهيئات املسؤولة‪.‬‬
‫توحيد شروط ولوج التكوين املهني والعقلنة اإلدارية‬ ‫بشكل أو بآخر‪ ،‬والسير اجليد للتعلمات‪ .‬ومن ناحية أخرى‪،‬‬
‫والبيداغوجية للتكوين وللمؤسسات وذلك منذ ‪،1984‬‬ ‫فإن مطلب التكوين املستمر مطلب تتقاسمه كل مكونات‬
‫تاريخ أول إصالح للنظام‪ .‬باملوازاة مع ذلك‪ ،‬عرفت هذه‬ ‫النظام‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬تنصب االنتقادات املوجهة‬
‫الفترة انطالق عملية مشاركة املهنيني في تخطيط وتنظيم‬ ‫للتكوين املتلقى حلد اآلن في هذا اإلطار‪ ،‬على جانب‬
‫التكوين املهني‪.‬‬ ‫الهندسة البيداغوجية التي تشكل أساس األفعال التكوينية‪،‬‬
‫نكون بذلك‪ ،‬شهدنا على عملية الالمركزية األفقية احلقيقية‬ ‫وحتدد جودة تنشيطها‪.‬‬
‫التي ترتبت عن تعددية الفاعلني واملشغلني املستقلني‬ ‫وبشكل عام‪ ،‬يتجلى من هذا البحث أن سير النظام التربوي‬
‫بعضهم عن بعض‪ ،‬حيث يتميز كل منهم بأجهزة قرار‬ ‫يخضع‪ ،‬على ما يبدو‪ ،‬لنظامني‪ :‬على املستوى املركزي‪،‬‬
‫وتدبير خاصة‪ ،‬باإلضافة إلى موارد مالية وبشرية‪ ،‬لكن مع‬ ‫وصلت الالمركزية والالمتركز إلى مستوى من النضج ميكن‬
‫تبني نفس الهدف أال وهو االنخراط في الرؤية الشاملة لتوفير‬ ‫الفاعلني من التحكم في وظائف العمل‪ ،‬ويعطيهم القدرة‬
‫احلاجيات من الكفاءات لالقتصاد الوطني وحاجيات تكوين‬ ‫على إعداد أدوات التدبير بشكل أفضل‪ .‬واملالحظ أن توفير‬
‫الشباب‪.‬‬ ‫الوسائل واملوارد الضرورية إلجناح هذه العملية لم يتحقق‬
‫فتبعا للنصوص القانونية اجلاري بها العمل‪ ،‬يتم تسيير‬ ‫إال بعد املخطط االستعجالي‪ ،‬ألن فاعلي النظام وهياكله لم‬
‫نظام التكوين املهني من طرف قطاع التكوين املهني والذي‬ ‫يكونوا مهيئني لذلك سنة ‪ .2002‬أما على الصعيد اجلهوي‪،‬‬
‫يتكلف بإعداد السياسات احلكومية في مجال التكوين‬ ‫فإن الالمركزية والالمتركز يتطوران ببطء كبير‪ .‬ويعود ذلك‬
‫وتنفيذ وتقييم االستراتيجية اخلاصة بتطوير هذا القطاع‪.‬‬ ‫إلى كون الفاعلني اجلهويني ال يتوفرون على رؤية إستراتيجية‪،‬‬
‫وبصفة عامة‪ ،‬يتميز النظام الفرعي للتكوين املهني بحكامة‬ ‫ويفتقرون إلى القيادة والكفايات واملعارف اخلاصة بالعمليات‬
‫شديدة االختالف عن األنظمة الفرعية األخرى‪ ،‬فهو يربط‬ ‫التي يتعني إجنازها‪ ،‬وخاصة منها تلك التي تتعلق بتدبير‬
‫بني متدخلني وشركاء مختلفني‪ ،‬في سياق يعرف أساسا‬ ‫الصفقات العمومية‪ ،‬والتخطيط والتنظيم‪ .‬يضاف إلى ذلك‬
‫غياب إطار مؤسستي عام يحدد بوضوح املهام واملسؤوليات‬ ‫عدم فعالية التواصل املؤسستي‪.‬‬
‫مما يسبب تعقيدا في تسييره‪.‬‬ ‫على صعيد املستويات التراتبية للنظام‪ ،‬عبر الفاعلون عن‬
‫‪ .1.3.3‬المركزية وال متركز نظام التكوين املهني‬ ‫وجود حالة ركود عام‪ :‬هناك شكوك حول فعالية اإلصالح‪،‬‬
‫وتوجه ملحوظ نحو عدم املشاركة‪ .‬كل هيئة من هيئات‬
‫أ‪ .‬املتدخلون والفاعلون يف التكوين‬ ‫املهنة حتاول أن جتني أقصى ما ميكن من املكاسب الفئوية‪،‬‬
‫تتدخل مؤسسات عديدة‪ ،‬عمومية وخاصة‪ ،‬في عملية‬ ‫وأن حتدد موقعها على أساس سلوك مطلبي وفئوي‪.‬‬
‫التكوين املهني األساسي‪ .‬وتلك املؤسسات هي‪:‬‬
‫•مكتب التكوين املهني وإنعاش الشغل‪ ،OFPPT‬وهو‬ ‫‪ .3.3‬النظام الفرعي للتكوين املهني‬
‫مؤسسة عمومية مستقلة ماليا وإداريا‪ ،‬يسيرها مجلس‬ ‫ميكن التكوين املهني من اكتساب املهارات الالزمة لولوج‬
‫إداري بتشكيلة ثالثية مكونة من الدولة واملشغلني‬ ‫احلياة العملية واملساهمة في تطوير املقاوالت‪ .‬حيث تساهم‬
‫والعاملني‪ ،‬وتخضع لوصاية الوزارة‪.‬‬ ‫األنظمة الفرعية للتكوين املهني في تكوين ما يقارب‬
‫•القطاعات الوزارية بكل من وزارات السياحة‪،‬‬ ‫‪ 400000‬متدرب يتوزعون بني مختلف املشغلني العمومني‬
‫والفالحة‪ ،‬والصيد البحري‪ ،‬والصحة‪ ،‬والصناعة‬ ‫واخلاصني‪.‬‬
‫التقليدية‪ ،‬والشبيبة والرياضة‪ ،‬والطاقة واملعادن‪ ،‬وهي‬ ‫وبخالف النظام الفرعي للتربية الوطنية الذي يتميز باستقرار‬
‫القطاعات التي متت دراستها من قبل؛‬ ‫عمله التنظيمي‪ ،‬عرف التكوين املهني خالل عقدين من‬
‫•الفيدراليات واجلمعيات املهنية (مثل مجموعة‬ ‫الزمن‪ ،‬جتربة مخالفة مكنته من اكتساب صفة خاصة‪.‬‬
‫الصناعات املغربية اخلاصة باملالحة اجلوية ‪،GIMAS‬‬ ‫من بني خصوصيات هذا النظام انه منذ أنشائه‪ ،‬اشتغل‬
‫واجلمعية املغربية لصناعات النسيج واملالبس‬ ‫كوحدة إدارية متصلة باحلكومات املتعاقبة وباالستراتيجيات‬
‫‪ ،AMITH‬واملجموعة املغربية لصناعة وجتارة السيارات‬ ‫السياسية لهذه الوزارة أو تلك‪ .‬فخالل مدة عشر سنوات‪،‬‬
‫‪ )AMICA‬التي تشرف على التكوينات داخل‬ ‫ومنذ اإلصالح اجلذري الذي عرفه النظام سنة ‪ ،1984‬اشتغل‬
‫املؤسسات القطاعية التي أوكلت لها الدولة مهمة‬ ‫حتت وصاية وزارة التجهيز‪ ،‬مما أثر على سيره التنظيمي‬
‫تسييرها في إطار اتفاقات ودفاتر حتمالت مخصوصة‬ ‫والتدبيري‪.‬‬

‫‪41‬‬ ‫تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين ‪2013-2000‬‬


‫منها تغطي عدة جهات‪ .‬هكذا‪ ،‬بلغت شبكة املؤسسات‬ ‫لهذا الغرض؛ وقد متت معاجلة هذه املسألة من قبل‪،‬‬
‫اخلاضعة للتسيير ‪ 307‬مركزا سنة ‪ 2012‬وناهز املجموع العام‬ ‫أيضا؛‬
‫للمتدربني فيها حوالي ‪ 235‬ألف متدرب‪ .‬ولتحسني مردودية‬ ‫•قطاع التكوين املهني اخلاص؛‬
‫شبكة مؤسساته‪ ،‬أجرى املكتب عملية المتركز ملجموعة من‬ ‫•العمليات املنجزة في إطار التشارك مع مراكز التكوين‬
‫املمارسات‪ ،‬مع اإلشارة إلى أن توظيف املكونني الدائمني ظل‬ ‫بالتمرس ما بني املقاوالت وبداخلها‪.‬‬
‫من اختصاص اإلدارة املركزية‪ .‬فمؤسسات ومراكز التكوين‬
‫وتتدخل هيئات أخرى أيضا في التكوين‪ ،‬مثل مؤسسة‬
‫شبه مستقلة‪ ،‬وهي تتوفر على ميزانية للتسيير‪ ،‬وتقوم‬
‫محمد اخلامس للتضامن‪ ،‬ومؤسسة محمد السادس إلعادة‬
‫بتوظيف مكونني منتدبني بتنسيق مع املديرية اجلهوية بعد‬
‫إدماج السجناء‪.‬‬
‫حصولها على موافقة اإلدارة املركزية‪.‬‬
‫مكتب التكوين املهني وإنعاش الشغل‬
‫ومبقتضى توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين مت‪ ،‬منذ‬
‫خمس سنوات‪ ،‬جتميع املؤسسات العاملة في إطار شبكات‬ ‫حسب ظهير سنة ‪ ،1974‬تتحدد مهام هذا املكتب في إنعاش‬
‫داخل مركبات للتكوين‪ ،‬وذلك حسب تخصصاتها‬ ‫الشغل وتنمية التكوين املهني الذي تشرف عليه الوزارة‬
‫القطاعية‪ .‬وقد سمحت هذه الهيكلة بالتنسيق بينها‪،‬‬ ‫املكلفة بالتشغيل ومالءمته مع متطلبات االقتصاد واملجتمع‪.‬‬
‫وحتسني مردودية املوارد املادية والبيداغوجية‪ .‬وفي هذا‬ ‫وبهذه الصفة‪ ،‬يقوم هذا املكتب بإخبار املترشحني ملؤسسات‬
‫اإلطار‪ ،‬عبر العاملون في هذه املركبات عن ارتياحهم‬ ‫التكوين التابعة له وتوجيهم وانتقاءهم‪ ،‬ويسهر على إعادة‬
‫لالستقاللية املمنوحة لهم رغم محدوديتها‪ .‬من جهتهم‪،‬‬ ‫تأهيل الشغيلة‪ ،‬كما يتولى مهمة تنظيم التعلم ومراقبته‪.‬‬
‫يتمتع الفاعلون في املديريات اجلهوية باستقاللية متقدمة‬ ‫ومنذ سنة ‪ ،1984‬أصبح مكتب التكوين املهني وإنعاش‬
‫في ما يتعلق بالتدبير املالي‪ .‬ذلك أن امليزانيات تخصص‬ ‫الشغل خاضعا‪ ،‬في الواقع‪ ،‬لوصاية قطاع التكوين املهني‪.‬‬
‫للمؤسسات انطالقا من عرض التكوين الذي مت تصوره‪ ،‬أي‬ ‫ولم تطرح هذه الوضعية أية مشكلة‪ ،‬وظلت قائمة حتى‬
‫مبوازاة مع خريطة التكوين‪ .‬وتدرس هذه امليزانيات من قبل‬ ‫جاءت احلكومة اجلديدة‪ .‬ومع الهيكلة احلكومية اجلديدة‬
‫املديرية اجلهوية‪ ،‬ثم تعرض على اإلدارة املركزية للمكتب‪.‬‬ ‫مت إحلاق مديرية التكوين املهني بوزارة التربية الوطنية التي‬
‫وبعد ذلك‪ ،‬يعقد اجتماع على املستوى اجلهوي مع اإلدارة‬ ‫أصبحت تسمى وزارة التربية الوطنية والتكوين املهني‪.‬‬
‫املركزية للتفاوض حول خريطة التكوين واملصادقة عليها‪.‬‬ ‫لكن النص األصلي املنظم للمكتب لم يعرف أي تعديل‬
‫هكذا‪ ،‬تسمح نتائج التفاوض بإجناز برنامج متعاقد عليه؛‬ ‫منذ سنة ‪ ،1984‬مع العلم بأن املهام املوكولة لهذا األخير قد‬
‫مركب أو مركز‬‫يحدد األهداف الواجب حتقيقها من قبل َّ‬ ‫عرفت تغيرات هامة‪ ،‬خصوصا بعد إحداث هيئة جديدة‬
‫التكوين‪ ،‬واملوارد التي ينبغي تعبئتها‪ .‬وإلى حدود سنة‬ ‫مكلفة بإنعاش الشغل‪ ،‬أال وهي الوكالة الوطنية إلنعاش‬
‫‪ ،2013‬كانت امليزانيات توزع على املؤسسات‪ ،‬لكن ابتداء‬ ‫التشغيل والكفاءات ‪ ،ANAPEC‬ومأسسة التكوين بالتمرس‬
‫من سنة ‪ ،2014‬صار تدبير هذه امليزانيات من اختصاص‬ ‫سنة ‪.2000‬‬
‫اإلدارة العامة‪ .‬وكان الغرض من هذا اإلجراء هو حتسني‬ ‫بالنسبة لهذه النقطة األخيرة‪ ،‬جتدر اإلشارة إلى أن اإلجراءات‬
‫التدبير‪ ،‬وتخفيض التكاليف بالزيادة في حجم املقتنيات‪،‬‬ ‫املتعلقة بالتكوين املهني للعمال املتخصصني املنصوص‬
‫أي خلق ما يسمى باقتصاديات احلجم الكبير‪.‬‬ ‫عليها في ظهير ‪ 1940‬واملوكولة ملكتب التكوين املهني‬
‫ومبقتضى املادتني ‪ 8‬و ‪ 9‬من املرسوم رقم ‪ 2.86.325‬الصادر‬ ‫وإنعاش الشغل سنة ‪ ،1974‬قد ألغاها القانون ‪ 12 .00‬املؤسس‬
‫بتاريخ ‪ 9‬يناير ‪ 1987‬يتعني على كل مؤسسة أو مجموعة‬ ‫واملنظم جلهاز التكوين املهني وفق منط التمرس‪.‬‬
‫مؤسسات للتكوين‪ ،‬داخل مكتب التكوين املهني وإنعاش‬ ‫وبفعل عملية نقل قانونية‪ ،‬يتوفر املكتب‪ ،‬منذ إنشائه‪ ،‬على‬
‫الشغل‪ ،‬تشكيل مجلس للتدبير والتنسيق البيداغوجي‬ ‫مؤسسات للتكوين املهني تابعة لوزارة التشغيل‪ .‬وبعد‬
‫‪ ،CGCP‬ومجلس لإلتقان ‪ CP‬يترأسه ممثل عن املجال املهني‪.‬‬ ‫اإلصالح اجلذري لنظام التكوين املهني سنة ‪ ،1984‬صارت‬
‫من ناحية أخرى‪ ،‬وفي إطار الشراكة بني املكتب واجلمعيات‬ ‫مؤسسات أخرى تابعة له‪ .‬هكذا‪ ،‬صار قرار السلطة احلكومية‬
‫املهنية القطاعية‪ ،‬يتوقع إحداث جلان لتدبير املؤسسة ‪CGE‬‬ ‫املكلفة بالتكوين املهني املتعلق بإنشاء هذه املؤسسات‬
‫داخل مؤسسات التكوين القطاعية (البناء واألشغال‬ ‫وتنظيمها‪ ،‬يعدل ويحني بانتظام‪ ،‬خصوصا عندما يتم تغيير‬
‫العمومية‪ ،‬واللوجستيك‪ ،‬والسياحة‪ ،‬والنسيج‪ ،‬الخ‪).‬‬ ‫أو حذف بعض املسالك‪.‬‬
‫للمساعدة في تدبير وقيادة التكوين‪.‬‬ ‫غير أن هذه الوضعية أثارت مشاكل عديدة بخصوص حتديد‬
‫وتطرح هنا عدة أسئلة حول عمل هذه اللجان من قبيل‪ :‬هل‬ ‫ممتلكات كل قطاع‪ .‬فعلى املستوى اجلهوي‪ ،‬متثل مكتب‬
‫توجد هذه األخيرة في كل اجلهات؟ هل تعتبر رئاسة مجلس‬ ‫التكوين املهني وإنعاش الشغل عشر مديريات جهوية؛ أربع‬

‫حكامة منظومة التربية والتكوين باملغرب‬ ‫‪42‬‬


‫وحتديدها على شكل كفايات على دراسات التخطيط‬ ‫اإلتقان مضمونة؟ هل تتم االجتماعات بانتظام؟ هل تتوفر‬
‫القطاعية التي ينجزها قطاع التكوين املهني بتعاون مع‬ ‫هذه االجتماعات على الفعالية املطلوبة؟‬
‫اجلمعيات والفيدراليات املهنية‪ .‬وتسمح هذه الدراسات‬ ‫الفاعلون العموميون اآلخرون‬
‫بإبراز املعطيات واملؤشرات الكمية والكيفية املتعلقة‬ ‫مهمة القطاعات العمومية الفاعلة في التكوين املهني هي‬
‫بالتشغيل في القطاع املعني‪ ،‬وبتطور ذلك القطاع وحجم‬ ‫تنظيم هذا التكوين في مجاالت تدخلها‪ ،‬كل واحد على‬
‫منوه‪ ،‬وكذلك باملؤهالت التي يتطلبها‪ .‬وعلى العموم‪ ،‬فإن‬ ‫حدة‪ .‬وعلى هذا املستوى‪ ،‬توجد عدة أصناف من املهام‪،‬‬
‫هذه الدراسات تفضي إلى إجناز مخططات للتكوين تتخذ‬ ‫بدءا من تدبير سياسة التكوين‪ ،‬وانتهاءا بوضع استراتيجيات‬
‫صيغ مسالك ومستويات للتكوين‪ ،‬وحتدد عدد املستفيدين‬ ‫قطاعية تخص مجاالت تدخل معينة‪ .‬وفي كلتى احلالتني‪،‬‬
‫الذين يتعني تكوينهم‪ ،‬ومكان التكوينات‪ ،‬الخ‪ .‬وتسمح‬ ‫تؤكد النصوص املنظمة أن هذه املهام متارس من قبل‬
‫هذه الدراسات‪ ،‬أيضا‪ ،‬بإجناز سجالت للشغل وللكفايات‬ ‫القطاعات املذكورة بتنسيق مع السلطة احلكومية املكلفة‬
‫‪ ،REM – REC‬وهي أدوات مفيدة لتدبير سوق الشغل‬ ‫بالتكوين املهني‪.‬‬
‫والتكوين‪ .‬ونشير إلى أن إجناز هذه السجالت من قبل قطاع‬
‫التكوين املهني‪ ،‬يندرج مؤسستيا ضمن اختصاص الوكالة‬ ‫‪ .2 .3 .3‬متويل التكوين املهني ‬
‫الوطنية إلنعاش التشغيل والكفايات‪.‬‬ ‫مبدئيا‪ ،‬يعتبر التكوين املهني األساسي مبؤسسات التكوين‬
‫العمومي مجانيا‪ .‬لكن املتدربني مطالبون بشكل عام‪ ،‬بأداء‬
‫أ‪ .‬إجناز خريطة التكوين املهني‬ ‫تكاليف التسجيل والتأمني التي يتفاوت قدرها حسب‬
‫يخضع قطاع التكوين املهني للمرسوم رقم ‪ 2.04.332‬الصادر‬ ‫شعب التكوين (يناهز هذا القدر ‪ 600‬درهم مبكتب‬
‫بتاريخ ‪ 21‬ذي احلجة‪ ،‬املوافق لفاحت فبراير ‪ ،2005‬الذي‬ ‫التكوين املهني وإنعاش الشغل)‪.‬‬
‫يحدد صالحياته وتنظيمه‪ ،‬وكيفية إجناز اخلرائط اإلقليمية‬ ‫أما في مؤسسات التكوين اخلاص‪ ،‬فإنه يؤدى عن عملية‬
‫واخلريطة الوطنية للتكوين املهني‪ .‬وتشمل هذه األخيرة كل‬ ‫التكوين‪ .‬وتساهم الدولة بحوالي ‪ 4000‬درهم سنويا ألداء‬
‫القطاعات والفاعلني في التكوين العمومي واخلاص‪ .‬وبعد‬ ‫مصاريف تكوين كل متدرب من املتدربني املنحدرين من‬
‫ذلك‪ ،‬تراجع تلك اخلريطة حسب القطاع والفاعل‪ ،‬وحسب‬ ‫األسر ذات الدخل احملدود‪.‬‬
‫املستويات اجلهوية واإلقليمية واحمللية‪ .‬وإلجناز هذه اخلريطة‪،‬‬
‫من جانب آخر‪ ،‬توجد عدة مصادر لتمويل التكوين املهني‬
‫اعتمد قطاع التكوين املهني خالل ثمانينيات وتسعينيات‬
‫وهي‪ :‬الدولة والضريبة على التكوين املهني ‪-‬التي مت إقرارها‬
‫القرن املاضي على مجموعة من املتغيرات هي‪:‬‬
‫منذ سنة ‪ ،- 1974‬ومساهمات الوالدين في تكاليف التكوين‬
‫ ‪-‬إيصال املعلومات التي يتم إنتاجها على املستوى‬ ‫مبؤسسات التكوين املهني اخلاص‪ ،‬ومساهمة املقاوالت في‬
‫اإلقليمي في إطار اللجان اإلقليمية للتكوين املهني إلى‬ ‫تنظيم التكوين (التكوين بالتمرس) وفي استقبال املتدربني‬
‫اإلدارة املركزية ملعاجلتها داخل اللجنة الوطنية للتكوين‬ ‫خالل فترات محدودة‪ ،‬وتعبئة موارد مالية في إطار التعاون‬
‫املهني؛‬ ‫الدولي‪ .‬وجتدر اإلشارة‪ ،‬في هذا الصدد‪ ،‬إلى أن مصالح‬
‫ ‪-‬نتائج الدراسات التي ينجزها قطاع التكوين املهني سنويا‬ ‫وزارة املالية تتفاوض مباشرة مع كل قطاع على حدة بشأن‬
‫حول تتبع إدماج خريجي التكوين املهني ومسارهم‪.‬‬ ‫ميزانيات القطاعات الوزارية الفاعلة في التكوين املهني‪،‬‬
‫وتتضمن تلك اخلريطة مخططا ميتد على ثالث سنوات‬ ‫دون تدخل السلطة احلكومية املكلفة بهذا التكوين‪ .‬كما‬
‫يحدد باخلصوص‪:‬‬ ‫أن ميزانية تلك القطاعات ال تتضمن خانات خاصة بامليزانية‬
‫ ‪-‬أعداد مؤسسات التكوين املوجودة و‪/‬أو التي سيتم‬ ‫املخصصة للتكوين املهني‪ .‬هذا‪ ،‬فضال عن كون القروض‬
‫إحداثها؛‬ ‫املخصصة ألوراش وبرامج التكوين املهني ال تظهر بشكل‬
‫ ‪-‬األعداد املتوقعة للمتدربني حسب الفاعل في التكوين‪،‬‬ ‫بارز ومتميز‪ .‬وطبعا‪ ،‬فإن هذه الوضعية ال تسمح بتقييم‬
‫وحسب مستوى التكوين وموقعه؛‬ ‫مجهود الدولة في هذا املجال‪.‬‬
‫ ‪-‬أعداد املكونني املعبئني أو الذين يتعني تعبئتهم من أجل‬ ‫‪ .3 .3 .3‬سياسة التكوين‬
‫تنظيم التكوينات‪.‬‬ ‫املهمة األولى لقطاع التكوين املهني هي إعداد سياسة‬
‫هذا‪ ،‬ويعتمد الفاعلون العموميون في التكوين تلك اخلريطة‬ ‫التكوين‪ .‬فبعد التشاور مع الشركاء السوسيو – اقتصاديني‬
‫أساسا للتفاوض بشأن امليزانية مع وزارة املالية‪ .‬واملالحظ‪،‬‬ ‫يتم تصور عروض التكوين من أجل حتديد توجهاته‬
‫هنا‪ ،‬أن اللجنة الوطنية للتكوين املهني التي تضفي على‬ ‫وأولوياته‪ .‬ويرتكز نظام التعريف بحاجات القطاعات‬

‫‪43‬‬ ‫تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين ‪2013-2000‬‬


‫وقد أدى تطبيق مقتضيات القانون ‪ 13.00‬إلى وجود صنفني‬ ‫اخلريطة صبغة رسمية‪ ،‬ومتنح لها دورا محددا بوصفها أداة‬
‫من مؤسسات التكوين املهني عموما‪ :‬املؤسسات املعتمدة‪،‬‬ ‫للضبط املؤسستي للتكوين املعروض‪ ،‬لم جتتمع منذ سنة‬
‫واملؤسسات غير املعتمدة‪ .‬فأما األولى‪ ،‬فيسمح لها بتنظيم‬ ‫‪ .1998‬ولهذا‪ ،‬أخذ مكتب التكوين املهني وإنعاش الشغل‬
‫االمتحانات لفائدة متدربيها‪ ،‬ومنح شهادات معترف بها من‬ ‫ينجز خريطة التكوين اخلاصة به انطالقا من مقترحات‬
‫قبل الدولة‪ .‬ومينح االعتماد ملدة ‪ 5‬سنوات قابلة للتجديد‬ ‫وأهداف كل مديرية جهوية على حدة‪ .‬وينبغي مراجعة‬
‫بعد إجراء افتحاص يجريه تنظيم خارجي بطلب من قطاع‬ ‫تكوين وصالحيات واشتغال تلك اللجنة احملدثة واملنظمة‬
‫التكوين املهني‪.‬‬ ‫باملرسوم رقم ‪ 2.87.275‬الصادر بتاريخ ‪ 19‬شتنبر ‪ ،1989‬حتى‬
‫•بخصوص املؤسسات ذات التدبير املنتدب (والتي‬ ‫تنسجم مع املعطيات اجلديدة لنظام التكوين املهني‪.‬‬
‫أنشئت مبرسوم)‪ ،‬فإن تدبيرها يتم وفق اتفاقيات‬
‫ب‪ .‬الترخيص ملؤسسات التكوين املهني ‪EFP‬‬
‫مبرمة بني الدولة التي ميثلها قطاع التكوين املهني‬
‫والفيدراليات املهنية املعنية؛ وهي تتمتع باستقاللية‬ ‫تختلف عمليات إحداث مؤسسات التكوين املهني‬
‫كبيرة متكنها من التجذر في الوسط املهني‪ .‬ومبقتضى‬ ‫وتوسيعها حسب نوعيتها‪ .‬فبالنسبة للمؤسسات العمومية‪،‬‬
‫تلك االتفاقيات‪ ،‬يتم حتديد األطراف املتعاقدة‪،‬‬ ‫يحدد الفاعل في هذا التكوين بالقرار املنظم للمؤسسات‬
‫ودورها‪ ،‬ومسؤولياتها‪ ،‬وكذلك صيغ تدبير‬ ‫املذكورة بعد موافقة السلطة احلكومية املكلفة بالتكوين‬
‫املؤسسات املعنية ومتويلها‪ .‬وبهذا اخلصوص‪ ،‬وضعت‬ ‫املهني وفق مقتضيات املرسوم املتعلق بالنظام العام لهذه‬
‫مراسيم تزكي االتفاقيات املذكورة‪ ،‬وأصدرت في‬ ‫املؤسسات‪ .‬أما بالنسبة للمؤسسات اخلاصة‪ ،‬فإن إحداثها‬
‫اجلريدة الرسمية‪.‬‬ ‫يتطلب ترخيصا مسبقا من قبل السلطة احلكومية‪ ،‬وفق‬
‫مقتضيات القانون رقم ‪ 13 .00‬ونصوصه التطبيقية‪ .‬وقد‬
‫د‪ .‬أنواع وأمناط التكوين‬ ‫وضعت إجراءات الترخيص هذه من أجل ضبط عرض‬
‫يشمل نظام التكوين املهني تكوينا أساسيا إشهاديا‪،‬‬ ‫التكوين‪ ،‬وخلق االنسجام داخل النظام في شموليته‪ .‬غير‬
‫وتكوينا مستمرا‪ ،‬وتكوينا تأهيليا‪ .‬فأما التكوين األساسي‬ ‫أن غياب خريطة توقعية للتكوين املهني‪ ،‬في الوقت احلالي‪،‬‬
‫فهو موجه لليافعني البالغني سن ‪ 15‬سنة فما فوق‪ ،‬ويهدف‬ ‫يؤثر سلبا على احلكامة الشاملة للنظام‪.‬‬
‫إلى إكسابهم الكفايات الضرورية التي تيسر اندماجهم في‬
‫احلياة النشيطة‪ .‬وينتظم هذا التكوين وفق أمناط تتميز قبليا‬ ‫ج‪ .‬أنواع وأنظمة مؤسسات التكوين املهني‬
‫مبدة التكوين التي جترى باملقاولة‪ .‬لكننا ال جند نصا قانونيا‬ ‫ارتباطا بتنوع الفاعلني املذكورين‪ ،‬تخضع مؤسسات‬
‫عاما يحدد هذا «التكوين األساسي»؛ ذلك أن النص املرجعي‬ ‫التكوين املهني لنصوص تنظيمية مختلفة‪ .‬ويالحظ‪ ،‬في‬
‫الوحيد املتعلق بهذا املوضوع هو املرسوم رقم ‪2.86.325‬‬ ‫هذا اإلطار‪ ،‬تنوع قوانني هذه املؤسسات وأمناط تنظيمها‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 9‬يناير ‪ 1987‬والذي مت تعديله وإمتامه‪ .‬ويظل‬ ‫وأنظمتها احملاسباتية‪.‬‬
‫التكوين القار هو النمط املهيمن حاليا من حيث كثرة‬ ‫•فمؤسسات التكوين املهني العمومي تخضع للمرسوم‬
‫أعداد املتدربني‪ .‬ويجري هذا التكوين أساسا داخل مؤسسة‬ ‫رقم ‪ 2.86.325‬الصادر بتاريخ ‪ 9‬يناير ‪ ، 1987‬املتعلق‬
‫للتكوين‪ ،‬ويواكب بتداريب قصيرة املدى داخل املقاولة‪ .‬أما‬ ‫بالنظام العام لهذه املؤسسات‪ .‬ويحدد هذا املرسوم‬
‫التكوين بالتناوب‪ ،‬الذي عرف في السنوات األخيرة تطورا‬ ‫صيغ إحداثها وتنظيمها‪ ،‬وهيئات تدبير أسالك‬
‫هاما‪ ،‬فيتم داخل مؤسسة التكوين واملقاولة مناصفة (بنسبة‬ ‫التكوين فيها‪ ،‬وشروط ولوج كل سلك‪ ،‬وكذلك‬
‫‪ 50%‬لكل واحدة منهما)‪ .‬وهناك منط ثالث من التكوين‬ ‫الشهادات التي تتوج التكوين في كل سلك‪.‬‬
‫يطبق حاليا‪ ،‬هو التكوين بالتمرس‪ ،‬الذي يتم داخل املقاولة‬ ‫•وقد أصبحت هذه املؤسسات مرتبطة بالقطاعات‬
‫بنسبة ‪ 80%‬وداخل مؤسسة التكوين بنسبة ‪. 20%‬‬ ‫الوزارية‪ ،‬ضمن مصلحة الدولة التي تسير بطريقة‬
‫لكن املفارقة هنا‪ ،‬هي أن التكوين القار منظم مبرسوم‪ ،‬بينما‬ ‫مستقلة ‪ ،SEGMA‬منذ سنة ‪ 2008‬باخلصوص‪،‬‬
‫ينظم النمطني اآلخرين قانونان نوعيان هما‪:‬‬ ‫مع إقرار اخلطة االستعجالية لقطاع التكوين املهني؛‬
‫ ‪-‬القانون ‪ 12.00‬املتعلق بإحداث التعلم وتنظيمه‪،‬‬ ‫حيث أصبح عددها ‪ 35‬مؤسسة في القانون املالي‬
‫وكذلك النصوص املنظمة لتطبيقه‪.‬‬ ‫لسنة ‪.2014‬‬
‫ ‪-‬القانون ‪ 36 .96‬املتعلق بإحداث التكوين املهني بالتناوب‬ ‫•أما مؤسسات التكوين املهني اخلاص‪ ،‬فإن القانون‬
‫وتنظيمه‪ ،‬ونصوصه التطبيقية‪.‬‬ ‫‪ 13 .00‬هو الذي ينظمها‪ ،‬وتخضع إلجراء صارم على‬
‫•التكوين املهني املستمر خالل العمل الذي يهم‬ ‫مستوى الترخيص واملراقبة‪.‬‬

‫حكامة منظومة التربية والتكوين باملغرب‬ ‫‪44‬‬


‫وصيغ توظيفهم وترقيتهم‪ ،‬واإلجراءات املرتبطة بذلك‪ ،‬إلخ؛‬ ‫مأجوري املقاوالت‪.‬‬
‫كما يحدد عدد الساعات األسبوعية التي يتعني على أفراد‬ ‫ويخضع هذا النوع من التكوين للمرسوم رقم ‪2.73.633‬‬
‫كل فئة من املكونني إجنازها‪.‬‬ ‫الصادر بتاريخ ‪ 22‬ماي ‪ 1974‬واملتعلق بخلق ضريبة‬
‫وقد اختار مكتب التكوين املهني وإنعاش الشغل منذ سنة‬ ‫التكوين املهني‪ .‬يحدد هذا املرسوم قدر هذه الضريبة‬
‫‪ ،2003‬وضعا خاصا لهيئة مكونيه يتميز عن وضع املكونني‬ ‫وشروط حتصيلها‪ ،‬وكذا الشروط اخلاصة بإبرام العقود من‬
‫التابعني للوزارات السابقة الذكر لكونه محفزا أكثر من حيث‬ ‫أجل إجناز برامج نوعية للتكوين املهني‪.‬‬
‫نظام التعويضات والترقية‪ .‬ويندرج توظيف املكونني القارين‬ ‫وقد همت التعديالت التي أجريت على هذا املرسوم سنة‬
‫وتسييرهم ضمن صالحيات اإلدارة العامة للمكتب‪ .‬وفضال‬ ‫‪ ،2002‬باخلصوص‪ ،‬حتديد أنشطة التكوين املستمر القابلة‬
‫عن هذه اخلصوصية‪ ،‬فإن الوضعني املذكورين ال يرتكزان‬ ‫للتمويل حسب العقود اخلاصة بالتكوين ‪ ،CSF‬ووضع‬
‫على نظام إشهاد موحد للمكونني‪ ،‬سواء قبل تعينهم أو‬ ‫كتيبات حول إجراءات تدبير آليات هذه التعاقدات‪ ،‬وآليات‬
‫خالل مسارهم املهني‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يشير املكتب إلى أن‬ ‫اشتغال املجموعات املهنية املهتمة باملساعدة واملشورة‬
‫كفاءة هؤالء املكونني تخضع للمحاسبة‪ ،‬وهو ما يساعد‬ ‫‪GIACS‬؛ وحتديد حصة الضريبة على التكوين املهني ‪TFP‬‬
‫على حتسني أوضاعهم‪ ،‬وينمي كفاياتهم‪ ،‬ويساهم في تدبير‬ ‫املخصصة سنويا للتكوين املستمر (وتبلغ ‪.)30%‬‬
‫مسارهم املهني‪.‬‬ ‫واملالحظ أن التكوين املستمر‪ ،‬كالتكوين األساسي‪ ،‬ال يتوفر‬
‫‪ .4.3.3‬التنسيق داخل النظام الفرعي للتكوين املهني‬ ‫بعد على إطار تشريعي خاص يحدد مجال تطبيقه‪ ،‬وهيئات‬
‫تدبيره‪ ،‬ودور مختلف شركائه ومسؤولياتهم (الدولة‪،‬‬
‫ال يقوم قطاع التكوين املهني بتدبير مؤسسات التكوين‬ ‫واملشغلون‪ ،‬والشغيلة) ومصادر وآليات متويله وأيضا أدوات‬
‫مباشرة‪ .‬فهذه املؤسسات مرتبطة مبختلف الفاعلني‬ ‫وآليات تتبعه وتقييمه‪.‬‬
‫العموميني واخلواص‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن دور هذا القطاع ينحصر‬
‫في تنسيق تطبيق سياسة التكوين املعدة سلفا وتقييمها‬ ‫•التكوين املهني التأهيلي غير اإلشهادي واخلاص‬
‫بتشاور مع مجموع املتدخلني (الفيدراليات‪ ،‬واجلمعيات‬ ‫بطالبي الشغل‬
‫املهنية‪ ،‬والفاعلون في التكوين)‪.‬‬ ‫ال يوجد حاليا أي نص منظم لهذا النوع من التكوين‬
‫وصيغه‪.‬‬
‫أ‪ .‬جلان تنسيق التكوين املهني‬
‫ه‪ .‬إعداد برامج التكوين‬
‫من أجل تنسيق أفضل ألنشطة مختلف املتدخلني في‬
‫قطاع التكوين املهني‪ ،‬أناطت النصوص التنظيمية هذه‬ ‫مبقتضى املرسوم رقم ‪ 2.04.332‬الصادر بتاريخ فاحت فبراير‬
‫املهمة بعدة هيئات على املستويني الوطني واجلهوي‪ .‬وتلك‬ ‫‪ 2005‬واحملدد لصالحيات وتنظيم قطاع التكوين املهني‪،‬‬
‫الهيئات هي‪:‬‬ ‫يتكلف هذا القطاع بإعداد وإجناز برامج تكوين مالئمة‬
‫من أجل متكني مختلف املتدخلني في القطاع من حتقيق‬
‫‪ -‬اللجنة الوطنية للتكوين املهني ‪ CNFP‬التي يترأسها‬ ‫أفضل أداء‪ .‬هكذا‪ ،‬يتم بناء مضامني التكوين وفق املقاربة‬
‫الوزير املكلف بالتكوين املهني‪ .‬وتشمل القطاعات‬ ‫بواسطة الكفايات ‪ ،L’APC‬اعتمادا على سجل الوظائف‬
‫املكونة‪ ،‬والتنظيمات‪ ،‬والغرف املهنية‪ ،‬والشركاء‬ ‫واملهن ‪ ،REM‬ومرجعيات الوظائف والكفايات ‪ .REC‬وفي‬
‫السوسيو اقتصاديني‪ .‬وتقترح هذه اللجنة توجهات‬ ‫هذا اإلطار‪ ،‬وضعت دالئل إلعداد برامج التكوين وتقييمها‬
‫السياسة التي يتعني اتباعها في القطاع‪ ،‬وحتدد اإلجراءات‬ ‫حسب هذه املقاربة رهن إشارة املكونني وباقي الفاعلني‪ .‬ويظل‬
‫الهادفة إلى خلق أنشطة التكوين وإنعاشها وتنسيقها؛‬ ‫انسجام املقاربات‪ ،‬وصيغ إعداد البرامج وتقييمها‪ ،‬خصوصا‬
‫كما تبدي‪ ،‬في األخير‪ ،‬رأيها في التدابير التشريعية‬ ‫بالنسبة للقطاعات واملسالك التي يقدم فيها التكوين فاعلون‬
‫والتنظيمية املتخذة في مجال التكوين املهني‪ ،‬واملتعلقة‬ ‫عديدون‪ ،‬حتديا كبيرا يتعني رفعه‪ .‬فهذا االنسجام هو الذي‬
‫باملشاريع املدرجة داخل مخططات التكوين‪ ،‬وفي خريطة‬ ‫سيسمح بتوحيد طرق اإلشهاد والدبلومات املمنوحة‪.‬‬
‫التكوين املهني‪.‬‬
‫‪ -‬اللجان اإلقليمية للتكوين املهني ‪ CPFP‬التي يترأسها‬ ‫و‪ .‬املكونون‬
‫الوالة والعمال‪ ،‬وتشمل الفاعلني احملليني املعنيني الذين‬ ‫تنتظم هيئة املكونني في مؤسسات التكوين املهني وفق‬
‫تتحدد مهمتهم في النظر في املشكالت التي تواجهها‬ ‫املرسوم رقم ‪ 2.89.565‬الصادر بتاريخ ‪ 25‬ماي ‪ 1990‬واملتعلق‬
‫املؤسسات على املستوى احمللي‪ ،‬وتقدمي االقتراحات‬ ‫بالوضع اخلاص لهيئة مكوني مؤسسات التكوين املهني‬
‫والتوصيات من أجل االرتقاء بالقطاع‪ ،‬واقتراح‬ ‫التابعني لعدة وزارات‪ .‬ويحدد هذا املرسوم فئات املكونني‪،‬‬

‫‪45‬‬ ‫تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين ‪2013-2000‬‬


‫ومبقتضى املرسوم رقم ‪ 2.00.1018‬الصادر بتاريخ ‪ 11‬يونيو‬ ‫التخصصات املهنية املالئمة للمحيط االقتصادي احمللي‪.‬‬
‫‪ ،2001‬بخصوص تطبيق القانون ‪ 13.00‬املعدل واملتمم‬ ‫‪ -‬وقد نص املرسوم رقم ‪ 2.86.325‬املتعلق بالوضع العام‬
‫بالقرار رقم ‪ 321.06‬الصادر بتاريخ ‪ 29‬مارس ‪ ،2006‬متت‬ ‫ملؤسسات التكوين املهني في بنده التاسع‪ ،‬على إنشاء‬
‫تغطية ‪ 12‬قطاعا هي كاآلتي‪:‬‬ ‫مجالس لإلتقان على مستوى كل مؤسسة أو عدة‬
‫•تكنولوجيا اإلعالم والتواصل؛‬ ‫مؤسسات للتكوين املهني‪ .‬ويترأس هذه املجالس‬
‫•اإلدارة والتدبير والتجارة؛‬ ‫شخص من الوسط املهني‪ ،‬وتضم ممثلي اجلماعات احمللية‪،‬‬
‫•النسيج واأللبسة واجللد؛‬ ‫والتنظيمات املهنية‪ ،‬واإلدارات العمومية‪ ،‬ومجلس‬
‫التدبير والتنسيق البيداغوجي للمؤسسة‪.‬‬
‫•احلالقة والتجميل؛‬
‫وجتدر اإلشارة إلى أن هذه الهيئات مطالبة بالتأكد من مالءمة‬
‫•الهندسة الكهربائية وامليكانيكية واحلرارية؛‬ ‫التكوين للحاجات السوسيو اقتصادية‪ ،‬وتقييم األنشطة‬
‫•السياحة والفندقة؛‬ ‫داخل املؤسسة‪ ،‬مع تقدمي املساعدة للشباب في مجال‬
‫•التطبيب املوازي والصحة؛‬ ‫التدريب والتشغيل‪ .‬وعلى الرغم من كون هيئات التنسيق‬
‫•البناء واألشغال العمومية؛‬ ‫والتشاور هذه ما زالت تتوفر على صالحيتها من الناحية‬
‫•الفنون والصناعة التقليدية واإلنتاجية؛‬ ‫املؤسستية‪ ،‬فإن اللجنة الوطنية للتكوين املهني – وهذا‬
‫•مساعدة األسر؛‬ ‫أمر من الالزم التذكير به‪ -‬لم جتتمع منذ سنة ‪1999‬؛ كما‬
‫أن اللجان اإلقليمية التي جتتمع بصورة منتظمة محدودة‬
‫•النقل؛‬ ‫العدد‪.‬‬
‫•الصناعات الغذائية‪.‬‬ ‫هكذا‪ ،‬ولضمان إجناز املهام املنصوص عليها في القانونني‬
‫إن اللجان اجلهوية متداخلة املهن في إطار التكوين املهني‬ ‫‪ 36.96‬و‪( 12.00‬حول مراقبة وتقييم صيغ التكوين)‪،‬‬
‫اخلاص تأخذ بعني االعتبار طلبات الترخيص إلحداث‬ ‫أنشئت جلان للتتبع على املستوى احمللي مبقتضى اتفاقيات‬
‫مؤسسات التكوين املهني اخلاص واستقالليتها؛ وتسهر على‬ ‫ذات طابع جهوي أو محلي بني قطاع التكوين املهني والغرف‬
‫تطبيق قانون أخالقيات املهنة‪ ،‬وتدعم عالقات الشراكة بني‬ ‫والتنظيمات املهنية‪ ،‬واملقاوالت العمومية أو اخلاصة‪ .‬ويحدد‬
‫املتدخلني في القطاع والفاعلني السوسيو اقتصاديني على‬ ‫دور تلك اللجان قرار وزير الشغل والتكوين املهني‪ ،‬رقم‬
‫املستوى اجلهوي‪ .‬ويترأس هذه اللجان‪ ،‬أيضا‪ ،‬ممثل عن‬ ‫‪ 3120.12‬الصادر بتاريخ ‪ 19‬شوال ‪ ،1433‬املوافق ل ‪ 7‬شتنبر‬
‫السلطة احلكومية املكلفة بالتكوين املهني؛ كما تشمل‬ ‫‪2012‬؛ والقانون ‪ 13.00‬املتعلق بالتكوين املهني اخلاص‬
‫ممثلني عن جمعيات مؤسسات التكوين املهني اخلاص‪،‬‬ ‫واملنظم لهذا القطاع‪ .‬ومبقتضى هذا القانون تكونت جلان‬
‫وممثل عن كل غرفة من الغرف املهنية املعنية باجلهة‪ ،‬وممثل‬ ‫وطنية قطاعية وأخرى جهوية متداخلة املهن‪ ،‬ومؤلفة من‬
‫عن التنظيمات املهنية األكثر متثيلية للمشغلني‪.‬‬ ‫مهنيي القطاع‪.‬‬
‫•اإلعالم والتوجيه املدرسي واملهني‬ ‫وتقترح اللجان الوطنية القطاعية كل التدابير الهادفة إلى‬
‫يتم االلتحاق مبؤسسات التكوين املهني وفق مقتضيات‬ ‫االرتقاء بالقطاع اخلاص للتكوين املهني‪ ،‬وحتسني جودة‬
‫املرسوم رقم ‪ 2.86.325‬الصادر بتاريخ ‪ 9‬يناير ‪،1987‬‬ ‫أدائه‪ .‬وهي مكلفة بإبداء آرائها حول طرق مسالك التكوين‪،‬‬
‫املتعلق بالنظام العام لهذه املؤسسات؛ وذلك بعد إجراء‬ ‫وإجراءات تقييمها ومراقبتها وتأهيلها‪ ،‬وحول االعتمادات‬
‫مباراة أو اختبار أو أية طريقة مقبولة من قبل السلطة‬ ‫املمنوحة ملؤسسات التكوين واملساهمة في إعدادها‪ .‬كما‬
‫احلكومية املكلفة بالتكوين املهني‪ .‬وفي كل سنة‪،‬‬ ‫تقترح معايير اجلودة في مجال التأطير‪ ،‬واملناهج‪ ،‬والبرامج‪،‬‬
‫تنظم مصالح قطاع التكوين املهني ومصالح قطاع‬ ‫والتجهيزات؛ وتهتم بطلبات تأهيل مسالك التكوين‪،‬‬
‫التربية الوطنية‪ ،‬مبساهمة الفاعلني العموميني واخلواص‬ ‫واعتمادات املؤسسات اخلاصة‪ ،‬وتعد قانون أخالقيات‬
‫في التكوين املهني‪ ،‬حمالت إعالمية لفائدة اليافعني‪.‬‬ ‫املهنة‪ ،‬وتتدخل في عالقات الشراكة بني الفاعلني في‬
‫ومنذ سنة ‪ ،1987‬أصبح التوجيه املهني ينظم من أجل‬ ‫القطاع‪ .‬وتشمل اللجان املذكورة التي يترأسها ممثل عن‬
‫ولوج مستوى التأهيل فقط‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬أصبحت‬ ‫السلطة احلكومية املكلفة بالتكوين املهني‪ ،‬وثالثة ممثلني‬
‫بعض املؤسسات الفاعلة في التكوين‪ ،‬وخصوصا مكتب‬ ‫عن جمعيات مؤسسات التكوين املهني اخلاص‪ ،‬وممثل عن‬
‫التكوين املهني وإنعاش الشغل‪ ،‬تتوفر على هيئة من‬ ‫كل فيدرالية من فيدراليات الغرف املهنية املعنية‪ ،‬وممثالن‬
‫املستشارين في التوجيه الذين يساعدون اليافعني في‬ ‫عن التنظيمات املهنية األكثر متثيلية للمشغلني‪ ،‬وممثل عن‬
‫اختيار مسالك تكوينهم‪.‬‬ ‫املؤسسة الفاعلة في التكوين املهني في القطاع املعني‪.‬‬

‫حكامة منظومة التربية والتكوين باملغرب‬ ‫‪46‬‬


‫الشكل ‪ .5‬املراحل الرئيسية لتطور التكوين املهني باملغرب‬

‫املصدر‪ :‬قطاع التكوين املهني ‪ ،‬أبريل ‪2014‬‬

‫(ثانوي إعدادي)‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬ميكن االستشهاد‬ ‫غير أن النظام الفرعي للتكوين املهني الذي يتوفر على بنيات‬
‫مبثالني حول هذا التنسيق السيء وهما‪:‬‬ ‫وهيئات فعلية‪ ،‬يواجه عدة مشكالت ترتبط بهيكلته ذاتها‪،‬‬
‫‪ -‬حمالت إخبار وتوجيه تالميذ السنة التاسعة ثانوي‬ ‫وهي كما يلي‪:‬‬
‫إعدادي‪ ،‬وهي حمالت تتطلب تعبئة كل املتدخلني‬ ‫•يؤدي تعدد املؤسسات الفاعلة واملتدخلة في النظام‪،‬‬
‫على املستوى اجلهوي جلمع املعلومات واملعطيات‪،‬‬ ‫والتي تتوفر على قوانني وأنساق تدبيرية وتنظيمية‬
‫كما تستدعي مردوديتها ونتائجها الهزيلة توفير‬ ‫مختلفة‪ ،‬إلى وضعيات يصبح فيها التنسيق مشكلة‬
‫عدة هائلة‪ .‬وقد اعتبر الفاعلون هذه العملية ‪-‬التي‬ ‫حقيقية‪ .‬وهكذا‪ ،‬فإن ممثلي السلطات واجلماعات‬
‫ساد االعتقاد بأهميتها‪-‬عملية غير منتجة‪ ،‬بل مجرد‬ ‫احمللية في العديد من اجلهات‪ ،‬ال مييزون بني املندوب‬
‫مضيعة للوقت وللموارد‪.‬‬ ‫اإلقليمي املمثل لقطاع التكوين املهني واملدير اجلهوي‬
‫‪ -‬غياب التنسيق‪ ،‬في آخر املطاف‪ ،‬مع املسار املدرسي‪.‬‬ ‫املمثل ملكتب التكوين املهني وإنعاش الشغل‪،‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬يطرح السؤال املشروع حول املردودية‬ ‫ويلجأون في أكثر احلاالت‪ ،‬كلما تعلق األمر بعملية‬
‫الداخلية واخلارجية للنظام‪ ،‬وحول استراتيجية التدبير‬ ‫من عمليات التنسيق‪ ،‬إلى هذا األخير دون استشارة‬
‫العقالني‪ .‬في هذه احلالة‪ ،‬تؤدي الدولة ثمنا مضاعفا‪:‬‬ ‫املندوب‪ .‬هذا مع العلم بأن املندوب هو املؤهل‬
‫ثمن الدراسات اجلامعية للطالب‪ ،‬وثمن مساره في‬ ‫ملناقشة كل قضايا التكوين‪ ،‬والتحدث باسم القطاع‬
‫التكوين املهني‪.‬‬ ‫بوصفه املسؤول الوحيد عن تطبيق السياسة الوطنية‬
‫•لم تواكب تطبيق امليثاق الوطني للتربية والتكوين‬ ‫واجلهوية للتكوين املهني على الصعيد احمللي‪ .‬ومن‬
‫مراجعة اإلطار املؤسستي للتكوين املهني‪ ،‬خصوصا‬ ‫هنا يأتي اخللط‪ ،‬واألخطاء املرتكبة في اتخاذ القرارات‬
‫على املستوى التنظيمي‪ ،‬ألن النصوص املتعلقة بهذا‬ ‫واملواقف املتعلقة بضبط مشكالت خريطة التكوين‬
‫النظام الفرعي لم تتضمن منذ سنة ‪ ،2005‬املقتضيات‬ ‫على املستوى اجلهوي‪ ،‬وما يترتب عنهما من تباطؤ‬
‫اخلاصة بصالحيات الفاعلني‪ .‬فالنصوص املنظمة‬ ‫وتكرار في اإلجناز‪.‬‬
‫للقطاعات الثالثة لنظام التربية والتكوين‪ ،‬كل على‬ ‫•تؤثر هذه الوضعية امللتبسة‪ ،‬أيضا‪ ،‬على العالقات بني‬
‫حدة‪ ،‬لم تراجع من أجل تعديل املهام واالمتيازات‬ ‫املندوبيات اإلقليمية والفاعلني اآلخرين‪ ،‬واألكادمييات‬
‫اخلاصة بكل فاعل‪ ،‬أو لم تستثمر بشكل جيد لتأطير‬ ‫اجلهوية للتربية والتكوين‪ .‬ففي العديد من احلاالت‬
‫التنسيق‪ .‬وتبعا لذلك‪ ،‬اشتغل النظام على أساس‬ ‫يالحظ شبه غياب للروابط بني هذه األطراف‪.‬‬
‫التطوع والتجارب التي اقترنت مبختلف املبادرات‬ ‫ويتجلى ذلك في رفض بعضها تزويد مندوبية قطاع‬
‫الرامية إلى حتسني سيره‪ .‬وفي الواقع‪ ،‬فإن األمر يتعلق‬ ‫التكوين املهني باملعلومات الضرورية إلعداد خريطة‬
‫بالتوفر على الوسائل املؤسستية‪ ،‬واإلجرائية والتقنية‬ ‫التكوين اجلهوية‪ ،‬أو جتاهل تلك املندوبية خالل‬
‫الضرورية لتدبير أفضل وأجنع للنظام‪.‬‬ ‫تقدمي نتائج عمليات توجيه وإخبار تالميذ الثانوي‬
‫•يعرقل استقالل الفاعلني في التكوين وتشبث كل‬ ‫التأهيلي بعد انعقاد مجالس أقسام السنة التاسعة‬

‫‪47‬‬ ‫تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين ‪2013-2000‬‬


‫مشكلة صالحيته‪ .‬وهنا أصبح من الالزم مراجعة‬ ‫واحد منهم بسياسته التكوينية اخلاصة سير نظام‬
‫هذا التصور‪ ،‬وحتديد الرؤية االستراتيجية لسياسة‬ ‫التكوين املهني ألنه ال يضمن استقرار السياسة‬
‫التكوين في القطاع من جديد‪ ،‬والتأكد من تطبيقها‬ ‫الوطنية املتعلقة بهذا القطاع‪ .‬إن كل حكومة‬
‫عبر هيكلة تربط بني التعاقد واحملاسبة‪ .‬ففي التصور‬ ‫جديدة‪ ،‬تأتي بسياسة وتغييرات واقتراحات جديدة‬
‫احلالي‪ ،‬يستحيل حتقيق التنسيق‪ ،‬وعقلنة الوسائل‬ ‫تختلف عما سبقها‪ .‬لهذا‪ ،‬يبدو من الضروري ضمان‬
‫واملوارد‪ ،‬وترتيب سياسات التكوين املهني‪ .‬ذلك أن‬ ‫استقرار النظام وهياكله ورباطه التنظيمي‪ ،‬واحلفاظ‬
‫هذا القطاع ال يتحكم في ميزانيات التكوين املهني‬ ‫باخلصوص على االختيار الهوياتي للتكوين املهني في‬
‫وال يتوفر على أية ضمانة بخصوص استعمال مختلف‬ ‫إطار نظام التربية والتكوين‪ .‬لكن املالحظ‪ ،‬في احلالة‬
‫امليزانيات املرصودة للتكوين املذكور‪.‬‬ ‫الراهنة‪ ،‬هو أن قطاع التكوين املهني قد أصبح نظاما‬
‫وعلى العموم‪ ،‬فإن نظام التربية والتكوين يظل موسوما بغياب‬ ‫تابعا ال ميارس أي تأثير‪.‬‬
‫عدة وطنية حقيقية؛ مدمجة‪ ،‬وموحدة‪ ،‬ومنفتحة على كل‬ ‫•ال تسمح استقاللية الفاعلني في قطاع التكوين‬
‫الفئات املعنية في كل فترة من فترات مسارها املدرسي‬ ‫املهني‪ ،‬كذلك‪ ،‬بعرض ميزانية سنوية شاملة للتكوين‬
‫واملهني‪ .‬كما يفتقر هذا النظام‪ ،‬كذلك‪ ،‬إلى إطار مؤسستي‬ ‫املهني؛ ألن كل فاعل يقدم‪ ،‬مبقتضى النصوص‬
‫عام يحدد توجهه‪ ،‬وغاياته‪ ،‬ومبادئه‪ ،‬وإلى إجراءات وأجهزة‬ ‫املنظمة واملؤسسة‪ ،‬ميزانيته اخلاصة بالتكوين في إطار‬
‫لتطبيقه‪.‬‬ ‫امليزانية الشاملة للوزارة التي ينتمي إليها‪.‬‬
‫•من جانب آخر‪ ،‬وعلى عكس ما هو قائم في قطاع‬
‫‪ .5.3.3‬التقييم ضمن نظام التكوين املهني الفرعي‬ ‫التربية الوطنية والتعليم العالي‪ ،‬فإن غياب القانون‬
‫يؤكد نظام التكوين املهني من خالل مكوناته‪ ،‬على انخراطه‬ ‫اإلطار للتكوين املهني ال يساعد على تطوير العالقات‬
‫في سياسة للتقييم تسمح بتقدمي حصيلة نتائجه‪ ،‬وتصحيح‬ ‫بني الفاعلني املؤسستيني‪ .‬إن عدم وجود نظام موحد‬
‫اختالالت عملياته‪ ،‬وحتسني جودة أدائه‪ .‬ويخضع كل‬ ‫للتكوين املهني‪ ،‬كما في القطاعني املذكورين‪ ،‬وهو‬
‫الفاعلني لنمط اشتغال عدة التقييم اخلاصة به‪ .‬غير أن املهمة‬ ‫نظام يصعب تصوره بسبب تنوع القطاعات‪ ،‬يتطلب‬
‫العامة لتقييم النظام ومردوديته الداخلية واخلارجية‪ ،‬تعود إلى‬ ‫اتباع نظام تعاقدي بني قطاع التكوين املهني وكل‬
‫قطاع التكوين املهني مبقتضى املرسوم الذي يحدد تنظيمه‬ ‫قطاع أو فاعل على حدة؛ وسيؤدي هذا التعاقد‬
‫وصالحياته‪ .‬وفضال عن ذلك‪ ،‬فقد أوصى امليثاق الوطني‬ ‫بالضرورة إلى تبني رؤية شمولية‪.‬‬
‫للتربية والتكوين بإخضاع نظام التكوين املهني وهياكله‬ ‫غير أن هذا األمر يقتضي حتكم القطاع املذكور في امليزانية‬
‫لتقييمات منتظمة‪ .‬واحلال‪ ،‬أن أي مكون من مكونات هذا‬ ‫العامة للتكوين املهني‪ ،‬ألن مثل هذا التحكم هو وحده‬
‫النظام لم يخضع فعال‪ ،‬وبشكل منظم‪ ،‬لهذه العملية‪.‬‬ ‫الذي سيسمح بعقلنة هذا النظام الفرعي (وفق مجموعة من‬
‫على املستوى اجلهوي‪ ،‬أنيطت باملندوبيات اإلقليمية لقطاع‬ ‫املؤشرات املتضمنة في نظام معلوماتي مدمج)‪ ،‬وبتحسني‬
‫التكوين املهني مهمة تقييم املؤسسات التابعة لهذا القطاع‬ ‫قيادته‪ .‬وبعبارة أخرى‪ ،‬ميكن أن نطرح السؤال املتعلق‬
‫على صعيد اإلقليم‪ .‬غير أن مؤسسات التكوين املهني اخلاص‬ ‫بحكامة هذا القطاع بالصيغة التالية‪ :‬كيف ميكن أن جنعل‬
‫هي املؤسسات الوحيدة التي تخضع‪ ،‬في الواقع‪ ،‬لتقييم قار‬ ‫نظام التكوين املهني الفرعي يحتل مركز الصدارة في اهتمام‬
‫في إطار تنشيط ُعدة تأهيل املسالك واالعتمادات في تلك‬ ‫نظام اإلنتاج وفي العالم السوسيو – اقتصادي؟‬
‫املؤسسات‪.‬‬ ‫•تطرح مسألة التنسيق من أجل فعالية تدبيرية أفضل‬
‫وبشكل عام‪ ،‬ال بد من اإلشارة إلى أن قطاع التكوين املهني‬ ‫على مستوى تدبير موارد التعاون الدولي أيضا‪ ،‬ألن‬
‫هو وحده الذي يجري عمليات التقييم بشكل متواتر‪ ،‬مقارنة‬ ‫املستفيدين منها يوجدون في وضعية تنافس فيما‬
‫باألنظمة الفرعية األخرى التابعة لنظام التربية والتكوين‪،‬‬ ‫بينهم‪ ،‬وذلك على الرغم من كون مصفوفة التعاون‬
‫وذلك على الرغم من كون هذه العمليات ال تشمل كل‬ ‫جتمع املمولني‪.‬‬
‫الفاعلني‪ .‬ويسمح توفر هذا القطاع املهني ومكتب التكوين‬ ‫•في ختام هذا القسم‪ ،‬ميكننا التساؤل حول منط‬
‫املهني وإنعاش الشغل على نظام معلوماتي‪- ،‬وهو نظام يقدم‬ ‫قيادة نظام التكوين املهني الذي يتعني توفيره‪،‬‬
‫املعطيات واملعلومات انطالقا من مؤشرات صحيحة وموثوق‬ ‫بالنظر إلى تعدد القطاعات التي يتكون منها‪ ،‬وكثرة‬
‫بها ‪ -‬مبالءمة نظام قيادة التكوين املهني بشكل أفضل ‪،‬‬ ‫املتدخلني فيه‪ .‬فهناك تراجع على كل املستويات‬
‫عبر إدماج النموذجني التطبيقيني داخل نفس األرضية‬ ‫داخل التصور احلالي الذي أبان عن حدوده‪ ،‬ويطرح‬

‫حكامة منظومة التربية والتكوين باملغرب‬ ‫‪48‬‬


‫املندوبيات التي متت زيارتها‪ ،‬تشكو من قلة املوارد‬ ‫املعلوماتية‪ ،‬أو عبر خلق جسور متكن من تقدمي املعلومات‬
‫البشرية‪.‬‬ ‫الالزمة حول مجموع ممارسات التكوين املهني ‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬
‫أما اإلجراء التعاقدي بني اإلدارة املركزية واملندوبيات اجلهوية‬ ‫ال بد من إبداء املالحظات التالية‪:‬‬
‫للتكوين املهني‪ ،‬فهو يتم على مستوى مكتب التكوين‬ ‫•تتميز التقييمات التي عرفها النظام بكونها مجزأة‬
‫املهني وإنعاش الشغل‪ .‬ويعتمد هذا اإلجراء على تقييم‬ ‫ومتقطعة (تقييمات عامة‪ ،‬وتقييم ذاتي‪ ،‬وضمان‬
‫حصيلة السنة املنصرمة‪ ،‬ومن ضمنها مداخيل التكوين‬ ‫اجلودة‪ ،‬الخ‪).‬؛ لكن النظام برمته لم يخضع أبدا‬
‫املستمر املعروض (كما هو الشأن بالنسبة للمندوبية اجلهوية‬ ‫للتقييم‪ .‬وقد مت منذ ثالث سنوات إجناز تقييم‬
‫للشمال الغربي ‪ 1‬بالرباط)؛ وعلى حصيلة إجناز خريطة‬ ‫جلودة التكوين املهني العمومي‪ ،‬شارك فيه فاعلون‬
‫التكوين التي تدعمها كل مؤسسات اجلهة‪ ،‬وتعرض على‬ ‫في التكوينات القطاعية التالية‪ :‬الفالحة والصيد‬
‫اإلدارة املركزية ملناقشتها‪.‬‬ ‫البحري‪ ،‬والصناعة التقليدية والسياحة‪ ،‬باستثناء‬
‫وتؤدي املفاوضات التي جترى على الصعيد اجلهوي إلى تصور‬ ‫مكتب التكوين املهني وإنعاش الشغل الذي رفض‬
‫برنامج تعاقدي يحدد األهداف والوسائل واملوارد والنتائج‬ ‫اخلضوع لهذه العملية‪ .‬ونتيجة ذلك‪ ،‬مت وضع مرجع‬
‫املنتظرة‪ .‬ويستخدم هذا البرنامج‪ ،‬أيضا‪ ،‬مبثابة مرجع لتقييم‬ ‫لتقييم جودة التكوين‪ ،‬وهو في طور التعميم حاليا‪.‬‬
‫نتائج السنة املوالية‪.‬‬ ‫•في الواقع‪ ،‬يعد قطاع التكوين املهني اخلاص‪ ،‬القطاع‬
‫•يتعلق التقييم الذي يطبقه قطاع التكوين املهني‬ ‫الوحيد الذي يتوفر على عدة حقيقية للتقييم والتقييم‬
‫بانتظام حاليا باملردودية اخلارجية للنظام أساسا؛ وذلك‬ ‫الذاتي (حصيلة إدارية وبيداغوجية‪ ،‬وعمليات‬
‫عبر الدراسات التي تواكب إدماج اخلريجني‪ ،‬وبرامج‬ ‫تأهيل املسالك واعتماد املؤسسات‪ ،‬وكذلك تدبير‬
‫تكوينهم‪ .‬وهكذا‪ ،‬تنشر كل سنة نتائج األبحاث‬ ‫نظام التكوين املهني اخلاص ‪ ،GESTEP‬وتطبيق‬
‫التي تهم كل القطاعات وكل الفاعلني‪ .‬ويعتبر‬ ‫تتبع تكوين املتدربني ومراقبته)‪ .‬ويقوم بإجناز تقرير‬
‫مكتب التكوين املهني وإنعاش الشغل املؤسسة‬ ‫حول األنشطة السنوية املتعلقة بكل جوانب التسيير‬
‫الوحيدة التي تقوم بأبحاث حول إدماج خريجي‬ ‫اإلداري والبيداغوجي‪ .‬لكن‪ ،‬إذا كان القطاع اخلاص‬
‫املؤسسات العمومية واخلاصة‪.‬‬ ‫للتكوين املهني يخضع ملراقبة وافتحاصات منتظمة‪،‬‬
‫•نشير بهذا الصدد‪ ،‬إلى أن جتارب التقييم‪ ،‬وخصوصا‬ ‫فإن مؤسسات التكوين املهني العمومي ال تخضع‪،‬‬
‫تقييم جودة التكوين املهني العمومي في أربع‬ ‫باملقابل‪ ،‬ألية مراقبة قبلية أو بعدية؛ وإن كان مكتب‬
‫مؤسسات‪ ،‬وكذلك األبحاث حول اإلدماج‪ ،‬ال تؤثر‬ ‫التكوين املهني وإنعاش الشغل يؤكد أن شبكة‬
‫بتاتا على إعداد سياسات التكوين املهني وإجنازها‪.‬‬ ‫مؤسساته تخضع بانتظام للمراقبة واالفتحاصات‬
‫ويرجع ذلك إلى التصور املؤسستي احلالي الذي‬ ‫الداخلية واخلارجية‪ .‬غير أن ذلك ال مينعنا من اإلقرار‬
‫تعرضنا له من قبل‪ .‬وهو ما يدفع إلى التساؤل حول‬ ‫بأنه ال ميكن للمعني باألمر‪ ،‬في مجال التقييم‪ ،‬أن‬
‫منوذج قيادة التكوين املهني الذي يتعني تطويره من‬ ‫يكون طرفا وحكما في الوقت نفسه‪ ،‬كما ال ميكن‬
‫أجل ضمان تتبع سير النظام‪ ،‬واتخاذ القرارات الهادفة‬ ‫أن يكون هو الداعي إلى تلك العملية‪.‬‬
‫إلى حتسني مردوديته الداخلية واخلارجية‪.‬‬ ‫•على املستوى الداخلي للنظام الفرعي‪ ،‬يالحظ أن‬
‫قطاع التكوين املهني يدبر عالقاته باملندوبيات اجلهوية‬
‫‪ .6.3.3‬خامتة‬ ‫بطريقة البرامج التعاقدية‪ .‬فهذه املندوبيات تبرمج‬
‫يقوم التكوين املهني‪ ،‬بوصفه نظاما فرعيا تابعا لنظام التربية‬ ‫ميزانيتها للسنة املوالية‪ ،‬وتتشاور مع اإلدارة املركزية‬
‫والتكوين‪ ،‬بدور ال ميكن االستغناء عنه على املستويني‬ ‫بخصوص مختلف املشاريع املبرمجة‪ .‬وهكذا‪ ،‬يتم‬
‫االقتصادي واالجتماعي‪ .‬فهو يلبي حاجات املهنيني ورجال‬ ‫حتديد مجموعة من األهداف التي تشكل أساس وضع‬
‫الصناعة من اليد العاملة املؤهلة عددا وجودة‪ .‬ورغم وضوح‬ ‫امليزانية السنوية املقررة ضمن البرنامج التعاقدي‪ .‬غير‬
‫مهمته وأهمية دوره‪ ،‬فإن تطوره يعرف عدة ثغرات نذكرها‬ ‫أن قلة املوارد املالية ال تسمح بتلبية كل حاجات‬
‫كما يلي‪:‬‬ ‫املندوبيات املذكورة‪ ،‬سواء على مستوى ميزانيات‬
‫•على الرغم من وجود ترسانة قانونية مهمة؛ تتعلق‬ ‫التسيير أو ميزانيات االستثمار‪ .‬وهنا‪ ،‬يالحظ التباعد‬
‫بعدة مجاالت‪ ،‬وبالكثير من اجلوانب اإلدارية‬ ‫الكبير املوجود بني املؤسسات التي تربطها اتفاقيات‬
‫وبالبيداغوجية والتنظيمية‪ ،‬فإن من شأن تبني إطار‬ ‫شراكة مع منظمات أو مؤسسات دولية وتلك التي‬
‫قانوني عام ‪ -‬يحدد مجال عمل التكوين املهني‪،‬‬ ‫تعتمد على متويل الدولة وحده‪ .‬باملقابل‪ ،‬فإن كل‬

‫‪49‬‬ ‫تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين ‪2013-2000‬‬


‫‪ .4‬النقط احملورية املؤثرة يف تطور النظام ‬ ‫وأدوار مختلف املتدخلني فيه ومسؤولياتهم‪ ،‬وحكامة‬
‫النظام‪ ،‬وتقييمه‪ ،‬ومتويله‪ -‬من شأن ذلك أن يساهم‪،‬‬
‫‪ .1.4‬امليثاق الوطني سبيل نحو إصالح قائم على‬ ‫بشكل أفضل‪ ،‬في تنظيم القطاع وهيكلته‪.‬‬
‫اإلجماع‪ ،‬ولكن ‪ ...‬‬ ‫•إن النصوص املوجودة حتتاج إلى التحيني واملالءمة مع‬
‫يرى العديد من الدارسني الذين اهتموا بإصالح األنظمة‬ ‫السياق اجلديد للقطاع‪ ،‬وتتطلب االنسجام والترابط‬
‫التربوية أن هذا األخير ال يطبق إال وفق آجال وعوامل‬ ‫مع التوجهات اجلديدة‪ ،‬ومقتضيات تنمية القطاع‬
‫تتعلق باستعدادات الفاعلني املعنيني به‪ .‬وقد أشار بعض‬ ‫املذكور‪.‬‬
‫البيداغوجيني‪ ،‬مثل بيرنو (‪ )Perrenoud‬وميريو (‪)Meirieu‬‬ ‫•إن تعدد املتدخلني في القطاع‪ ،‬واختالف وضعياتهم‪،‬‬
‫اللذين ساهما في العديد من إصالحات األنظمة التربوية‬ ‫وعدم وضوح مسؤولياتهم‪ ،‬واشتغالهم داخل‬
‫ببلديهما‪ ،‬إلى أن مشروع التربية والتعليم يستلزم إعادة نظر‬ ‫مجاالت جغرافية متنوعة‪ ،‬مبستويات متثيلية غير‬
‫مستمرة‪ ،‬ألنه ما أن يشرع في تطبيق إصالح معني حتى يتم‬ ‫متكافئة‪ ،‬وتفاوت درجات استقالليتهم‪ ،‬كل ذلك‬
‫التفكير في اإلصالح املوالي‪ .‬وعبر مقارنة بني التربية والطب‪،‬‬ ‫يجعل إمكانية التنسيق بني مختلف املتدخلني صعبة‬
‫اعتبر ميريو (‪ )5‬أن هذا األخير يتقدم باستمرار‪ ،‬بينما تتبنى‬ ‫جدا‪ ،‬بل مستحيلة؛ كما أن التنسيق مع القطاعات‬
‫املدرسة اإلصالحات وتطبقها ثم تتخلى عنها؛ كما أكد‬ ‫األخرى ومع السلطات والشركاء احملليني اآلخرين‪،‬‬
‫التناقض القائم بني املمارسة التي تراكم املعارف والتقنيات‬ ‫كثيرا ما يسوده االرتباك‪.‬‬
‫وتنميها مبا في ذلك الوسائل التكنولوجية‪ ،‬واملمارسة‬
‫البيداغوجية التي تتمحور‪ ،‬بشكل أكبر‪ ،‬حول املعتقدات‬ ‫•في غياب قانون إطار‪ ،‬يؤثر تنوع املتدخلني وتعددهم‪،‬‬
‫وتأثيرات املوضة والظرفيات‪ .‬وفي املقابل‪ ،‬فإن االختالفات‬ ‫أيضا‪ ،‬في إمكانية تطوير سياسة منسجمة وواضحة‬
‫بني اإلصالحات التي تهم املؤسسات تبدو طفيفة‪ ،‬سواء‬ ‫وفعالة للتكوين املهني‪ .‬فالتنافس داخل القطاع بني‬
‫همت تلك اإلصالحات النظام الصحي أو العدالة أو النظام‬ ‫بعض مكوناته الفرعية يحول دون التنسيق الضروري‬
‫النقدي‪ ،‬ألن التنظيمات البشرية تشتغل وفق بنيات شكلية‬ ‫لتجاوز كل خلل تنظيمي‪ ،‬وتطبيق توصيات امليثاق‬
‫يفرض التداخل املوجود بينها حدودا على إمكانات ومجاالت‬ ‫املتعلقة باحلكامة اجليدة‪.‬‬
‫تغييرها‪ .‬لهذا ينبغي‪ ،‬عندما ننشد التغيرات العميقة‪ ،‬القيام‬ ‫•تعيق التغيرات املتكررة التي عرفها ربط قطاع‬
‫بتعديالت صريحة من أجل إدراج التغيرات املرغوب فيها‪.‬‬ ‫التكوين املهني مبختلف الوزارات إمكانية تكوين‬
‫فالبنيات ال توجد « فوق الفاعلني»‪ ،‬بل تنتج عن جهدهم‬ ‫هوية خاصة بهذا القطاع‪ ،‬وتقدم صورة سلبية عنه‬
‫املستمر من أجل بناء العمل اجلماعي ومراقبته (‪.)6‬‬ ‫بوصفه قطاعا ذي مردودية هزيلة‪ .‬وهو ما من شأنه أن‬
‫يتوقف تغيير هيكلة كل تنظيم‪ ،‬وحتديد غاياته‪ ،‬واإلعالن‬ ‫يرسخ‪ ،‬في مخيال اجلمهور‪ ،‬الصورة التي تنتقص من‬
‫الواضح عن قواعد اشتغاله على حسن إرادة الفاعلني‪ .‬وتتجلى‬ ‫قيمة التكوين املهني‪ ،‬وتعتبر أن مهمته تقتصر على‬
‫تلك اإلرادة في القرارات الرسمية التي تعبر عنها النصوص‬ ‫امتصاص الفشل املدرسي‪ ،‬ونفايات النظام التربوي‪.‬‬
‫التنظيمية والتي مينحها الفاعلون قيمة قانونية‪ ،‬ويتعرفون من‬ ‫وفي جميع األحوال‪ ،‬وبالرغم من حكم املستجوبني اإليجابي‬
‫خاللها على أدوارهم في انتظار اإلصالح املوالي‪.‬‬ ‫على الالمتركز األفقي لهذا النظام الفرعي الذي ميكن كل‬
‫وغني عن البيان أن التغيرات التي حتصل في املؤسسات‬ ‫الفاعلني من االشتغال وفق خصوصياتهم وحاجاتهم‪ ،‬فإنه‬
‫تعرف‪ ،‬بني الفينة واألخرى‪ ،‬حلظات قوية تقترن بقرارات‬ ‫ينبغي العمل‪ ،‬على املستوىني القانوني والتنظيمي‪ ،‬من أجل‬
‫تؤثر بشكل قوي في البنيات‪ ،‬وحلظات أخرى أضعف‬ ‫بناء سياق يسمح بتنسيق أكثر فعالية‪ ،‬ويكون قادرا على‬
‫يتكيف فيها الفاعلون مع الغايات واألهداف والقواعد‬ ‫حتمل مسؤولية تطبيق سياسة التكوين املهني املتبعة في‬
‫القائمة ويقبلونها مؤقتا‪.‬‬ ‫بالدنا‪.‬‬
‫هذا هو املنظور الذي نتناول من خالله تقييم آليات اشتغال‬

‫‪(5) Meirieu , P. (1990) , L’école , mode d’emploi . Des méthodes actives à la pédagogie différenciée , Paris , E.S.F.‬‬

‫‪(6) Friedberg E. ( 1993) , Le pouvoir et la règle , Paris , éd. Du Seuil‬‬

‫حكامة منظومة التربية والتكوين باملغرب‬ ‫‪50‬‬


‫ال ميكنه أن يتم بنفس الطريقة‪ ،‬وال في نفس املدة الزمنية؛‬ ‫حكامة نظام التربية والتكوين باعتباره أداة تضمن التطبيق‬
‫ألن لكل واحد منها تركيبه اخلاص‪ ،‬وطريقة اشتغاله املميزة‪،‬‬ ‫اجليد لعملية إصالح هذا النظام‪ .‬ويبدو‪ ،‬من خالل مالحظة‬
‫ومتطلباته اخلاصة‪ .‬وعليه‪ ،‬يجب أن نتوقع تخطيطا للتغيير‬ ‫الوضعيات املميزة لكل حلظة من اللحظات الثالث التي‬
‫يأخذ هذه التنويعات بعني االعتبار‪ ،‬دون أن يؤثر ذلك‪،‬‬ ‫طبعت عملية تطبيق اإلصالح‪ ،‬أن عدة نقط حتتاج إلى‬
‫طبعا‪ ،‬على النتيجة املتوخاة من مساهمته في عملية التغيير‪.‬‬ ‫التحليل من أجل تفسير الطريقة التي اشتغلت بها حكامة‬
‫في إطار إصالح نظام التربية والتكوين‪ ،‬وبالعودة إلى تقييم‬ ‫التربية والتكوين منذ بداية تطبيق امليثاق‪.‬‬
‫تطبيق آليات حكامته في املغرب‪ ،‬ميكننا اإلقرار على الفور‬ ‫وهكذا‪ ،‬سنأخذ بعني االعتبار أبعاد البحث املعروضة ضمن‬
‫بأن هذه العملية ظلت قائمة منذ انطالقها سنة ‪ ،2000‬وما‬ ‫هذا العمل في انسجام مع مضمون املجال اخلامس للميثاق‬
‫زالت تأثيرات نتائجها بادية بدرجات متفاوتة‪ .‬من املؤكد‬ ‫ودعامتيه ‪ 15‬و ‪ ،16‬أي‪:‬‬
‫أنها لم تطبق بنفس الشكل في األنظمة الفرعية الثالثة‬ ‫‪1.1‬ال مركزية النظام؛‬
‫املكونة للنظام املذكور‪ .‬وبهذا الصدد‪ ،‬ميكن أن منيز ثالث‬
‫‪2.2‬إعداد سياسات التربية والتكوين؛‬
‫مراحل كبرى في عملية إصالح نظام التربية والتكوين‪.‬‬
‫وتلك املراحل هي‪ ،2001 – 2000 :‬و‪ 2008 – 2002‬و‪– 2009‬‬
‫‪3.3‬التنسيق بني الفاعلني داخل النظام؛‬
‫‪ .2013‬ولكل مرحلة من هذه املراحل خصائصها املميزة‪.‬‬ ‫‪4.4‬تقييم أعمال ونتائج وتأثيرات النظام؛‬
‫وملعاجلة النقط الرئيسية املتعلقة باشتغال آليات احلكامة التي‬
‫‪ .1.2.4‬اخلطوات األولى لإلصالح ‬
‫جاء بها امليثاق‪ ،‬وخصوصا منها اجلوانب التي لم تكتمل‬
‫تتعلق املرحلة األولى بوضع تصور للميثاق وإرساء هياكله‪.‬‬ ‫أثناء عملية تطبيقه‪ ،‬والتي تعرقل اإلصالح‪ ،‬وتقلل من‬
‫وهي املرحلة التي مت فيها إعداد القوانني اخلاصة بالمركزية‬ ‫حظوظ جناحه‪ ،‬سيكون من املفيد أن نقوم ‪ ،‬بادئ ذي بدء‪،‬‬
‫التعليم العالي والتربية الوطنية وإصدارها (القوانني‬ ‫بعرض تاريخي لتطبيق اإلصالح كما مت في الواقع ما بني‬
‫‪ ،01.00‬و‪ ،07.00‬و‪ ،13.00‬و‪ . )12.00‬لكن املراسيم‬ ‫سنتي ‪ 2000‬و‪.2010‬‬
‫التطبيقية املرافقة إلعالن عملية الالمركزية وخلق هياكل‬
‫مستقلة جديدة باجلامعات واألكادمييات اجلهوية للتربية‬ ‫‪ .2.4‬تطبيق على ثالث مراحل‬
‫والتكوين كانت قليلة‪ .‬وقد تولد عن ذلك نوع من الغموض‪،‬‬
‫إن كل إصالح هو عبارة عن تغيير يؤثر على كل اجلوانب‬
‫كما تولدت عنه‪ ،‬وبشكل خاص‪ ،‬انتظارات كثيرة لدى‬
‫املكونة للتنظيم املستهدف‪ .‬وتلك اجلوانب هي‪:‬‬
‫الفاعلني‪ .‬وكان من الالزم في العديد من احلاالت‪ ،‬انتظار‬
‫املرحلة الثانية لتظهر مراسيم تطبيقية أخرى‪ .‬هكذا‪ ،‬ظل‬ ‫•القيم واملهام واألهداف؛‬
‫التغيير قائما على الورق فقط‪ ،‬ولم يتم توظيف هذه املرحلة‬ ‫•استراتيجية التنظيم؛‬
‫للتواصل حول املبادئ املؤسسة للميثاق‪ ،‬وحول مهمته‬ ‫•الهيكلة التنظيمية؛‬
‫وأهدافه‪ .‬وعند حتليلنا للوثائق الصادرة في املرحلة املذكورة‬ ‫•أنظمة اإلعالم والتواصل؛‬
‫حول هذا احلدث العظيم‪ ،‬جند أنفسنا أمام إصالح يعلن‬ ‫•املوارد البشرية؛‬
‫عنه بواسطة خطاب ضعيف‪ .‬بال شك‪ ،‬كان من املفترض‬
‫أن يكون للنقاشات الدائرة داخل اللجنة اخلاصة بالتربية‬ ‫•أسلوب التدبير؛‬
‫والتكوين إلعداد بنود امليثاق والتفاوض بشأنها تأثير على‬ ‫•الكفايات الشخصية واملهنية؛‬
‫أعضاء النقابات‪ ،‬ومختلف اجلمعيات املهنية املشاركة في‬ ‫وتتبادل هذه العوامل السبعة (‪ )7‬التأثير فيما بينها داخل‬
‫تلك اللجنة‪.‬‬ ‫التنظيم‪ ،‬ويتعني معاجلتها في شموليتها تفاديا حلصول‬
‫لكن ما نالحظه اليوم‪ ،‬هو أن النقاشات خالل تلك املرحلة‬ ‫تباعد كبير على مستوى حتوالتها‪ .‬ذلك أن تناولها مجتمعة‬
‫كانت قليلة‪ ،‬كما أن اخلطابات التي أنتجت لتفسير كل ما‬ ‫أو بطريقة متزامنة ضمن عملية التغيير ميكن أن يساهم في‬
‫يتعلق باإلصالح كانت محدودة‪ ،‬وهو ما حال دون توضيح‬ ‫خلق تنسيق يدعم دينامية اإلصالح‪ ،‬ويقلل من تأثير مقاومة‬
‫نتائجه وتأثيراته على الفاعلني‪ ،‬ولم يساهم‪ ،‬بالتالي‪ ،‬في‬ ‫التغيير التي يواجهها كل تنظيم‪.‬‬
‫تهيئيهم وحتفيزهم وتعبئتهم من أجل إجناحه‪.‬‬ ‫من الواضح أن حتول كل عامل من هذه العوامل داخل التنظيم‬

‫‪(7) Rasiel E.M. (1998) , The Mckinsey Way , McGraw – Hill‬‬

‫‪51‬‬ ‫تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين ‪2013-2000‬‬


‫التكوين بواسطة التمرس‪ ،‬وعمل قطاع التكوين املهني‬ ‫‪ .2.2.4‬المركزية الهياكل‪ :‬إنزال بدون حتضير‬
‫اخلاص؛ ولم يصدر املرسوم املنظم لكتابة الدولة املكلفة‬ ‫عرفت املرحلة الثانية من اإلصالح تطبيق نصني قانونيني‪،‬‬
‫بالتكوين املهني‪ ،‬واحملدد لصالحياتها إال في سنة ‪.2005‬‬ ‫وإحداث هياكل تدبير الكيانات الالمركزية اجلديدة‬
‫وميكن اإلقرار بخصوص هذه املرحلة‪ ،‬أن األمر يتعلق بوضعية‬ ‫باألكادمييات اجلهوية للتربية والتكوين واجلامعات‪ .‬وفي‬
‫حصار نوعية‪ ،‬وبتطبيق سيء إلستراتيجية التغيير‪ ،‬هذا إذا‬ ‫غمرة هذا التطبيق‪ ،‬وجد الفاعلون أنفسهم في مواجهة‬
‫افترضنا أن هذه األخيرة موجودة فعال‪.‬‬ ‫حتديات هذا اإلصالح دون أن يكونوا جاهزين لذلك‪ ،‬ولم‬
‫يتضح أن عدم التحضير القانوني والتنظيمي‪ ،‬والتأخر‬ ‫تكن عملية إعادة انتشار املوظفني الذين يفترض فيهم دعم‬
‫في وضع الهياكل التنظيمية وتأطيرها‪ ،‬وغياب املوارد‬ ‫الهياكل اجلديدة في مستوى االنتظارات‪ .‬فباستثناء جهتي‬
‫البشرية بالنسبة للهياكل التي مت إحداثها‪ ،‬وضعف‬ ‫الرباط والدار البيضاء‪ ،‬لم تتلقى اجلهات األخرى ما يكفي‬
‫كفايات التدبير‪ ،‬ونقص جتربة الفاعلني‪ ،‬خصوصا على‬ ‫من املوارد البشرية املؤهلة‪ ،‬مما دفعها إلى استخدام املوظفني‬
‫مستوى التسيير اإلداري والتدبير املالي‪ ،‬والتأخر احلاصل‬ ‫الذين ينتمون إلى املستويات التراتبية الدنيا‪ ،‬الشيء الذي‬
‫في إعادة انتشار املوارد والتجهيزات جهويا‪ ،‬وضعف نظام‬ ‫خلق سوء التفاهم بني مختلف الهياكل‪.‬‬
‫قيادة اإلصالح‪ ،‬قد أثرت كلها سلبا‪ ،‬وبنسب متفاوتة‪،‬‬ ‫أضف إلى ذلك أن التكوينات املوعود بها من أجل تأهيل‬
‫على تطبيق امليثاق‪ ،‬وذلك على الرغم من احلماس الذي‬ ‫كفايات الفاعلني املعينني بهذه الهياكل اجلديدة لم تنجز‬
‫رافق اإلعالن عن صدوره‪.‬‬ ‫بشكل سريع؛ باستثناء التكوينات التي تلقاها مدراء‬
‫ويجب أن نستحضر‪ ،‬أيضا‪ ،‬اإلحباط الذي شعر به الفاعلون‬ ‫األكادمييات والتي لم يكن حكم الفاعلني على جودتها‬
‫في املستويات الدنيا للنظام (املديرون‪ ،‬واملفتشون‪،‬‬ ‫إيجابيا دوما‪.‬‬
‫واملدرسون)‪ ،‬مما دفعهم إلى التملص من املسؤوليات امللقاة‬ ‫من جانب آخر‪ ،‬فإن النقاشات املتعلقة باإلصالح وبالنتائج‬
‫على عاتقهم‪ ،‬وإلى التقليل من شأن مهمتهم الرئيسية‪ ،‬أال‬ ‫املنتظرة من تطبيقه داخل نظام التربية الوطنية‪ ،‬والتي يفترض‬
‫وهي إجناح التعلمات‪.‬‬ ‫فيها أن تثير اهتمام الفاعلني داخل النظام وتعمل على‬
‫من جانب آخر‪ ،‬سيكون من املفيد التذكير بأنه ال ميكن ألي‬ ‫تعبئتهم من أجل املشاركة في إجناحه‪ ،‬لم تتم‪ .‬ومن احملتمل‬
‫تنظيم أن يتحقق إال إذا كان الفاعلون املؤسستيون مسؤولني‬ ‫أن تكون الطريقة التي اتبعت لوضع هياكل األكادمييات‬
‫عنه‪ ،‬ومعنيني به‪ ،‬ويتوفرون فعال على السلطات املرتبطة‬ ‫اجلهوية للتربية والتكوين‪ ،‬وتغيير وضع النيابات اإلقليمية‪،‬‬
‫مبهمتهم اجلديدة‪ .‬لكن املالحظ‪ ،‬هو أن امليثاق الوطني‬ ‫قد دفعا الفاعلني في املؤسسات املدرسية إلى االعتقاد بأنهم‬
‫للتربية والتكوين‪ ،‬بوصفه نصا مؤسسا لإلصالح‪ ،‬يربط‬ ‫غير معنيني باإلصالح‪ ،‬أو على األقل بأن هذا األخير لم يقدم‬
‫بني عدد كبير من الفاعلني‪ ،‬ويتطرق للعديد من الهياكل‪،‬‬ ‫لهم أي جديد‪.‬‬
‫ويستهدف تغيرات متنوعة؛ دون أن يحدد مؤسسة تتوفر‬ ‫وفي الواقع‪ ،‬فإن السرعة التي أرسيت بها الهياكل اجلديدة‬
‫على السلطات القانونية والسياسية التي تسمح لها بتمكني‬ ‫لم تواكبها أية استراتيجية تواصلية لتدعيم املشروع‪ .‬ذلك‬
‫الفاعلني املعنيني من اإلملام بالنصوص التي يجب أن تخضع‬ ‫أن النصوص التنظيمية التي ستخلق الهياكل األساسية‬
‫لها مختلف أنشطة اإلصالح املستهدفة وتطبيقها‪.‬‬ ‫اخلاصة بتجسيد استقاللية املؤسسات املدرسية على أرض‬
‫الواقع‪ ،‬وتعمل على تأطيرها لم تنجز‪ .‬وتفسر كل هذه‬
‫‪ .3.2.4‬املخطط االستعجالي‪ :‬برنامج إلنقاذ إصالح أصابه‬ ‫العوامل غياب التحفيز والتعبئة لدى الفاعلني في أدنى‬
‫الوهن‬ ‫املستويات التراتبيية للنظام‪ .‬وتنطبق نفس املالحظة على‬
‫إن املرحلة الثالثة املمتدة ما بني سنتي ‪ 2009‬و‪ ،2013‬هي التي‬ ‫التعليم العالي‪ .‬فاملراسيم احملددة لتكوين اللجان واشتغالها‪،‬‬
‫نعتها الفاعلون مبرحلة البرنامج االستعجالي‪ .‬ويتفق اجلميع‬ ‫والتنسيق بني مكوناتها‪ ،‬وتنظيم الوزارة‪ ،‬وتطبيق مواد‬
‫على أن القرارات املتخذة بعد تقييم اإلصالح‪ ،‬والتي متثلت‬ ‫القانون ‪ ،01.00‬أجنزت تدريجيا بعد سنة ‪ ،2002‬وعلى‬
‫في إعداد املشاريع‪ ،‬ووضع عدة للتدبير‪ ،‬وتتبع إجناز البرنامج‬ ‫امتداد خمس سنوات‪ ،‬حسب احلاجات والتجارب؛ مما‬
‫وتقييمه‪ ،‬قد خففت من الضغوطات القائمة‪ ،‬ووجهت‬ ‫أدى إلى التأخر في تطبيق النصوص التنظيمية املترتبة‬
‫اإلصالح نحو املسار اإليجابي من جديد‪ .‬وسينعكس تأثير‬ ‫عنها‪.‬‬
‫املوارد التي عبأها النظام في هذه املرحلة على كل مكوناته‪،‬‬ ‫وبالنسبة لنظام التكوين املهني الفرعي الذي يتدخل فيه عدد‬
‫وعلى إعداد املجاالت اإلدارية والبيداغوجية وبنائها‪.‬‬ ‫كبير من الفاعلني املؤسستيني‪ ،‬ويتبنى ال مركزية أفقية‪ ،‬فإنه‬
‫وبفضل ذلك‪ ،‬أصبح النظام يتوفر على وسائل لتدبير أداء‬ ‫لم ينجز بصدده أي قانون إطار ملالءمة تنظيمه مع الترتيبات‬
‫مصاحله وحتسينها‪ ،‬وأصبحت اإلدارات املركزية تتوفر على‬ ‫اجلديدة للميثاق‪ .‬فالقانونان ‪ 12 .00‬و‪ 13 .00‬صدرا لترسيخ‬

‫حكامة منظومة التربية والتكوين باملغرب‬ ‫‪52‬‬


‫‪ .3 .4‬حكامة نظام التربية والتكوين‪ ،‬آليات ذات هندسة‬ ‫املزيد من الوسائل والتطبيقات املعلوماتية التي متكنها من‬
‫متنوعة‬ ‫تهيئ اتخاذ القرار‪ ،‬والتواصل بسرعة‪ ،‬والزيادة في املعطيات‬
‫واملعلومات‪ ،‬والرفع من مستوى أنظمة القيادة‪ .‬ومن جهتها‪،‬‬
‫‪ .1.3.4‬إجماع مطمئن‬ ‫أصبحت الالمركزية والالمتركز (األكادمييات اجلهوية للتربية‬
‫إن أول نقطة يتعني البدء بها هي تثمني الفاعلني إليجابية‬ ‫والتكوين‪ ،‬والنيابات اإلقليمية) تتوفر على مقرات وجتهيزات‬
‫اإلصالح؛ إذ لم يجادل أي شخص ممن مت استجوابهم ضمن‬ ‫تكنولوجية تيسر عمليات التواصل‪ ،‬وتدبير املصالح املالية‬
‫أفراد العينة املدروسة‪ ،‬في مشروعيته وضرورته‪ ،‬وفي جودة‬ ‫واإلدارية‪ ،‬ومصالح التخطيط‪ ،‬الخ‪ .‬وهي تساهم محليا في‬
‫توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين‪ .‬باملقابل‪ ،‬فإن ما‬ ‫االرتقاء بالتربية والتكوين‪ ،‬وتعقد توافقات واتفاقيات مع‬
‫أثار ردود فعل أغلبيتهم‪ ،‬وشكل موضوع نقاش وانتقاد‪ ،‬هو‬ ‫املنظمات احمللية غير احلكومية‪ ،‬ومع الشركاء الدوليني‪.‬‬
‫الشروط التي مت حتديدها وتوفيرها لتطبيق اإلصالح‪ ،‬والكيفية‬ ‫بقيت اإلشارة إلى أن املشاريع التي يتكون منها البرنامج‬
‫التي هيكل بها الفاعلون عملهم‪ ،‬ورتبوه‪ ،‬وتواصلوا بشأنه‬ ‫االستعجالي تتوزع على « مساحتني» أو ثالث « مساحات»‪:‬‬
‫فيما بينهم من أجل حتقيق أهداف وتوصيات امليثاق‪.‬‬ ‫تشمل املساحة األولى البنيات التحتية والتجهيزات‪،‬‬
‫‪ .2.3.4‬تطبيق ال يواكب التغيير‬ ‫وتشمل الثانية املوارد البشرية ومؤهالتها‪ ،‬وتتضمن الثالثة‬
‫أدلى املستجوبون مبجموعة من املالحظات واالنتقادات‬ ‫استثمار النتائج املنتظرة وتقييمها‪ .‬ويتبني من أجوبة‬
‫تخص تطبيق امليثاق الوطني للتربية والتكوين نفسه بوصفه‬ ‫املبحوثني أن «املساحة» األولى قد خلفت انطباعا جيدا‬
‫نصا مؤسسا لإلصالح‪ .‬طبعا‪ ،‬إن التغيير االستراتيجي للنظام‬ ‫لدى اجلميع؛ أما الثانية‪ ،‬فإنها لم حتظ برضى املستفيدين‪،‬‬
‫برمته‪ ،‬أمر ال جدال فيه‪ .‬لكن‪ ،‬وكما هو الشأن بالنسبة‬ ‫اللهم بعض التعليقات اإليجابية املسجلة بخصوص محاولة‬
‫لكل تغيير‪ ،‬كان ينبغي اعتماد آليات فعالة ملواكبة إصالح‬ ‫تطبيق « بيداغوجيا اإلدماج» مبوازاة مع تطبيق البرنامج‬
‫نظامنا التربوي حتى تتحقق األهداف االستراتيجية احملددة‬ ‫االستعجالي‪ .‬من جانبها‪ ،‬خلفت «املساحة» الثالثة لدى‬
‫له في أفضل الظروف املمكنة‪ .‬واحلال‪ ،‬أن حتليل ما أجنز من‬ ‫املسيرين‪ ،‬انطباعا جيدا دعمه وضع عدة للقيادة‪ ،‬وآليات‬
‫إصالحات‪ ،‬في ظل الوضعية احلالية التي يوجد عليها نظامنا‬ ‫للتقييم الذاتي‪.‬‬
‫التربوي والتكويني‪ ،‬يبني أن هذا األخير ال يستند إلى أي‬ ‫وينبغي اآلن تنشيط العمل اجلماعي من جديد من أجل‬
‫مرتكز‪ ،‬بعد أن مر مبرحلة التصور القائمة على العمل الدؤوب‬ ‫استثمار مكتسبات البرنامج االستعجالي‪ ،‬ومراجعة الترسانة‬
‫واملدعم مبسعى تشاركي‪ ،‬وعلى مقاربة منفتحة على العالم‪،‬‬ ‫القانونية املنجزة منذ سنة ‪ ،2000‬وإعداد نصوص جديدة‬
‫وعلى املمارسات اإلصالحية اجليدة لألنظمة التربوية التي‬ ‫وفق التجارب والدروس املكتسبة‪ ،‬وتوضيح مهام الهيئات‬
‫متت معاينتها في عدة بلدان‪ .‬وكأن امليثاق أصبح مطالبا‬ ‫والفاعلني‪ ،‬وأدوارهم ووظائفهم لضمان السير الفعال للنظام‪.‬‬
‫باستخدام وسائله اخلاصة لكي يدخل حيز التطبيق‪ ،‬دومنا‬ ‫ويعتبر فتح نقاش حول غايات التعليم واملؤسسات املدرسية‪،‬‬
‫اعتماد على أية هيئة حاملة ملشروع‪ ،‬ومسؤولة عن حتقيق‬ ‫وحول أهدافها وأدوارها مع االنفتاح الضروري على العالم‬
‫استراتيجية اإلصالح‪.‬‬ ‫السوسيو‪-‬اقتصادي‪ ،‬وسيلة لتعبئة الفاعلني من جديد‪،‬‬
‫ومما ال شك فيه أن الفاعلني الذين عملوا على بناء هذه‬ ‫وحتفيزهم من أجل مشاركة أفضل في إجناح اإلصالح‪.‬‬
‫االستراتيجية لم ينتبهوا إلى كل مشكالت املقاومة والرفض‬ ‫يسمح لنا هذا التوزيع املرحلي‪ ،‬االعتباطي نسبيا‪ ،‬بإبراز‬
‫التي تتولد عن تغيير بهذا احلجم‪ ،‬والتي ميكن أن تعرقل‬ ‫التحوالت التي طرأت على اإلصالح خالل عشر سنوات‪.‬‬
‫مساره‪ .‬ذلك أن لكل تغيير استراتيجي وجهان‪ ،‬في الواقع‪:‬‬ ‫ويسمح لنا‪ ،‬أيضا‪ ،‬باإلقرار بغياب التنسيق بني مختلف‬
‫هما الشكل واملضمون؛ أي الغايات واألهداف واملشاريع‬ ‫مكونات النظام طيلة تلك املدة‪ ،‬وذلك بالرغم من املبادرات‬
‫املراد إجنازها‪ ،‬وعملية اإلجناز في حد ذاتها‪ ،‬أي الشروط‬ ‫التي قام بها الفاعلون في القطاعات الثالثة في هذا االجتاه‪،‬‬
‫التطبيقية امللموسة‪.‬‬ ‫خصوصا على مستوى المركزية هياكل التعليم العالي‬
‫وعلى العموم‪ ،‬فإن املشاريع والغايات واألهداف تشكل‬ ‫والتربية الوطنية‪ .‬كما أن ضعف ‪-‬حتى ال نقول غياب‪-‬‬
‫موضوع نقاش بني الفاعلني املعنيني‪ ،‬وتؤخذ بعني االعتبار‪،‬‬ ‫العمل اجلماعي العقالني واملهيكل من أجل تطبيق امليثاق‬
‫ويتم التفاوض بشأنها‪ ،‬وتسجيلها في التقارير‪ ،‬وتشتغل‬ ‫قد طبع حكامة النظام بالهشاشة‪ ،‬وجعل كل املبادرات غير‬
‫عليها مختلف اللجان والورشات‪ .‬باملقابل‪ ،‬فإن عملية‬ ‫مضمونة النتائج‪ ،‬وغير منتجة في الغالب‪ ،‬إن على املدى‬
‫اإلجناز تخضع‪ ،‬بالكاد للنقاش؛ لكنها ال تدبر إال نادرا‪.‬‬ ‫القصير أو املتوسط كما سيتضح ذلك بعد قليل‪.‬‬
‫وكأن التغيير يحصل من تلقاء ذاته أو أن تدبيره « يتولد‬

‫‪53‬‬ ‫تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين ‪2013-2000‬‬


‫املشروع‪ ،‬ويقوي املواقف التفاوضية حلامليه خالل املناقشة‬ ‫ذاتيا»‪ .‬لكن‪ ،‬لو كانت األمور تتم بهذه السهولة‪ ،‬لتيسر كل‬
‫مع الشركاء اآلخرين‪ ،‬مثل املمولني‪ ،‬ويحصنه ضد كل من‬ ‫شيء! واحلال أنها عكس ذلك‪ ،‬لألسف الشديد‪ .‬إن عملية‬
‫يرفض التغيير‪ ،‬داخليا وخارجيا‪.‬‬ ‫اإلجناز ال تتولد ذاتيا‪ ،‬وإمنا تتطلب التخطيط‪ ،‬والتنظيم‪،‬‬
‫في املقام اخلامس‪ ،‬ينبغي اختيار الرجال والنساء املناسبني‬ ‫والتوجيه‪ ،‬والتقييم‪.‬‬
‫حلمل مشروع التغيير‪ .‬ويتعلق األمر هنا باختيار القائد (أو‬ ‫لم يفكر واضعو امليثاق في شروط تطبيق هذا األخير‪ .‬لذلك‬
‫القادة) الذي يحظى بالثقة واملصداقية والصرامة‪ ،‬ويتوفر‬ ‫ظل اإلصالح الذي أعلن عنه بدون قيادة حقيقية تتحمل‬
‫على املعرفة املناسبة‪ ،‬والذي يستطيع أن يتقاسم الرؤية مع‬ ‫مسؤولية مشروع التغيير الذي سيؤثر على مستقبل البالد‬
‫اآلخرين‪ ،‬ويضمن انسجام فريق التغيير‪ ،‬ويحدد إيقاع هذا‬ ‫اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وثقافيا‪ .‬وتشير األدبيات‬
‫األخير‪ ،‬وينصت‪ ،‬ويقرر‪ ،‬وينيب األفراد ويحفزهم‪.‬‬ ‫املتعلقة بالسلوك التنظيمي عموما‪ ،‬وبتوجيه التغيير‬
‫ومما ال شك فيه‪ ،‬أن جناح التغيير يقتضي‪ ،‬أيضا‪ ،‬بناء فريق‬ ‫خصوصا (وحتديدا داخل القطاع العمومي) بوضوح‪ ،‬إلى أن‬
‫جيد‪ ،‬يختاره القائد ملساعدته في إجناز اإلصالح‪ .‬كما‬ ‫جناح التغيير رهني مبجموعة من العوامل التي تقترن بعملية‬
‫ينبغي تأكيد أهمية التكوين املعرفي ألعضاء الفريق‪ ،‬وفائدة‬ ‫تطبيقه‪.‬‬
‫االشتغال بطريقة املشروع لضمان استمراريته‪ ،‬وضرورة‬ ‫ففي املقام األول‪ ،‬ال ميكن ملشروع التغيير‪ ،‬كيفما كان انسجام‬
‫حتفيز العاملني املدعوين إلى تطبيق اإلصالح‪ .‬ويجب أن‬ ‫تصوره ومتاسكه‪ ،‬أن يختزل في تقنيات وإجراءات وقواعد‬
‫يفهم التحفيز‪ ،‬في هذه احلالة‪ ،‬مبعنيني‪ :‬أي حتفيز اإلصالح‬ ‫وآليات‪ .‬يجب أن يستند إلى رؤية تبرر مشروعيته‪ ،‬وتدعم‬
‫بتوضيح دواعيه وغاياته للجميع‪ ،‬وحتفيز الفاعلني الذين‬ ‫حتقيقه‪ .‬وال ميكن للتغيير أن يحقق أهدافه إذا كان الفاعلون‬
‫يتولون مهمة إجنازه‪.‬‬ ‫املعنيون بتطبيقه يعملون بدون توجيهات محددة‪ .‬وبصيغة‬
‫في املقام السادس‪ ،‬يتعني توفير القيادة اجليدة لإلصالح‪،‬‬ ‫أخرى‪ ،‬ال ميكن تغيير العادات‪ ،‬وخلخلة التقاليد‪ ،‬وتغيير‬
‫مع احلفاظ على نفس التوجه‪ ،‬إلى أن يتم حتقيق األهداف‬ ‫مواقع الناس‪ ،‬دون تقدمي مبررات قائمة على رؤية محفزة‪.‬‬
‫املأمولة‪ .‬ذلك أن قيادة اإلصالح هي املكون الذي يسمح‬ ‫ويجب أن تكون هذه الرؤية متقاسمة بني كل الفاعلني‬
‫بالربط بني كل املكونات األخرى املتعلقة بتدبير إيقاع التغيير‬ ‫املعنيني‪ ،‬كيفما كانت وضعيتهم التنظيمية والتراتبية داخل‬
‫وحجمه‪ ،‬والتحكم في زمنه‪ ،‬والتنسيق بني األعمال الرامية‬ ‫النظام‪ ،‬وأن ترتكز على احلوار بني الشركاء االجتماعيني‪.‬‬
‫إلى حتقيقه؛ مع أخذ استعدادات الفاعلني وإمكاناتهم‬ ‫وفي املقام الثاني‪ ،‬يجب أن يحدث التغيير على أرضية‬
‫وكفاياتهم بعني االعتبار‪ .‬فالقيادة التي تسمح بضبط إيقاع‬ ‫معروفة ومهيأة بشكل جيد؛ ألن كل أرضية تشكل‪ ،‬من‬
‫التغيير‪ ،‬تقتضي باملقابل‪ ،‬رؤية واضحة يتجاوز مداها السنة‬ ‫حيث تاريخها‪ ،‬كيانا نوعيا‪ ،‬وثقافة‪ ،‬وجوانب هوياتية تؤثر‬
‫الواحدة‪ .‬وهو ما ينبغي أن يقدمه اإلطار احملدد مليزانية ممتدة‬ ‫بشكل قوي على توجه التغيير‪ .‬ميكن أن يشكل عدم تهيئ‬
‫على عدة سنوات عبر تعاقدات اإلجناز‪.‬‬ ‫أرضية اإلصالح مصدرا قويا للمقاومة‪ ،‬ألنه كلما كانت‬
‫بالنظر إلى هذه الشروط‪ ،‬ميكننا التساؤل عما إذا كان امليثاق‬ ‫هوية األرضية متجذرة وقوية‪ ،‬كلما زادت صعوبة برمجة‬
‫قد جنح في تعبئة كل الوسائل من أجل تطبيقه‪ .‬ويدفعنا حتليل‬ ‫عملية التغيير‪ .‬وينبغي‪ ،‬في هذه احلالة‪ ،‬تصور عمل قائم‬
‫كيفية اشتغال احلكامة‪ ،‬إلى تأكيد وجود خصاص في آليات‬ ‫على املالءمة من أجل حمل الفاعلني على االنخراط في‬
‫إجناز هذا اإلصالح‪ .‬ويهم ذلك اخلصاص‪ ،‬في املقام األول‪،‬‬ ‫مشاريع اإلصالح‪.‬‬
‫الهيكلة املالئمة لتتبع تطبيقه‪ .‬فبالرغم من كون امليثاق قد‬ ‫في املقام الثالث‪ ،‬يتوقف جناح التغيير على حلظة تطبيقه‪ ،‬ألن‬
‫تأسس على رؤية إستراتيجية حظيت بإجماع كل الفاعلني‬ ‫مسار اإلصالح يعرف حلظات بعضها أفضل من األخرى‪.‬‬
‫السياسيني واالجتماعيني؛ إال أن التحضير والتخطيط لتطبيقه‬ ‫وبالتالي‪ ،‬ينبغي اقتناص اللحظة املناسبة إلعالن عملية‬
‫لم يتما‪ .‬وقد بدا ذلك واضحا في عرضنا السابق للمراحل‬ ‫التغيير تيسيرا التخاذ املبادرة وفق الظرفية وتأثيراتها حلظة‬
‫الثالث التي واكبت مساره‪ ،‬حيث برز التفاوت والتأخر في‬ ‫اتخاذ القرار‪ .‬وهنا تبرز أهمية استباق املقررين لألحداث‪،‬‬
‫إجناز المركزية ‪ /‬وال متركز الهياكل‪ ،‬والعجز في التنسيق بني‬ ‫وتصورهم القبلي للعمل‪ .‬فكلما كان تصور التغيير سابقا‬
‫القطاعات الثالثة املكونة للنظام التربوي‪ ،‬وبني مكونات كل‬ ‫لألحداث‪ ،‬وعملية التحضير له مبنية انطالقا من تشخيص‬
‫قطاع‪ ،‬وعدم مالءمة آليات إعداد سياسات التربية والتكوين‪،‬‬ ‫معمق للواقع‪ ،‬كلما مت تفادي النزاعات بني الفاعلني‪ ،‬وسوء‬
‫وغياب ثقافة التقييم داخل النظام ولدى مكوناته‪.‬‬ ‫فهم بعضهم البعض‪ ،‬ومت تهييء املستفيدين بشكل أفضل‪.‬‬
‫وإلعادة تنشيط إصالح نظامنا التربوي‪ ،‬يبدو أساسيا‪ ،‬في‬ ‫في املقام الرابع‪ ،‬يتعني إبراز اإلرادة السياسية للسلطات‬
‫املقام األول‪ ،‬مراجعة التخطيط االستراتيجي لتطبيقه‪ ،‬وذلك‬ ‫العليا املعنية باإلصالح والتزامها به‪ .‬وهو ما يدعم مشروعية‬

‫حكامة منظومة التربية والتكوين باملغرب‬ ‫‪54‬‬


‫عنها آثار كارثية على سير النظام‪ ،‬وعلى مصداقية السياسات‬ ‫قصد إعادة توجيه مساره‪ ،‬وترتيب العمل اجلماعي للفاعلني‬
‫العمومية‪ ،‬ترجع إلى غياب ممارسات وإجراءات التقييم داخل‬ ‫عبر‪:‬‬
‫ثقافتنا التدبيرية؛ كما ترجع إلى ضعف املؤسسات وتهاونها‬ ‫•إعالن التزام السلطات العليا املعنية باإلصالح؛‬
‫إزاء كل ما يهيأ داخل الوزارات‪ ،‬حيث يقوم املقررون‬ ‫•التعرف على الهيكلة املناسبة لتبني اإلصالح؛‬
‫السياسيون بكل حرية‪ ،‬وبدون خضوع ألية محاسبة‪،‬‬ ‫•حتديد رؤية اإلصالح انطالقا من املقتضيات السياسية‬
‫بإعادة النظر في أعمال سابقيهم‪ ،‬دون إخضاعها ألي تقييم‬ ‫املعلنة بامليثاق واملبادئ والقيم التي دعا إليها‪ ،‬مع‬
‫موضوعي للتأكد من صالحيتها أو من عدمه‪.‬‬ ‫العمل على حتيينها إذا استلزم األمر ذلك؛‬
‫‪ .4.4‬ال مركزية هياكل نظام التربية والتكوين‬ ‫•تخطيط استراتيجية استمرار تطبيقه (أي وضع خطة‬
‫استراتيجية شاملة)؛‬
‫‪ .1.4.4‬هل حتتاج اإلدارة املركزية إلى هندسة جديدة؟‬ ‫•وضع هياكل تنظيمية مسؤولة عن تطبيق املخطط‬
‫يؤثر كل إصالح داخل نظام موسع على مكونات هذا األخير‬ ‫الذي مت إعداده؛‬
‫بأشكال مختلفة‪ .‬وال يستثنى نظام التربية والتكوين باملغرب‬ ‫•تطوير مخططات عمل وفق مهام وأهداف كل بنية؛‬
‫من هذه القاعدة‪ .‬وفضال عن ذلك‪ ،‬فإن كل إصالح ينجز في‬ ‫•إعداد نظام لقيادة اإلصالح يحدد األعمال‪ ،‬ومعايير‬
‫سياق العوملة‪ ،‬وينطلق من نظريات التدبير املعاصرة‪ ،‬ال ميكنه‬ ‫تقييم تطبيق اإلصالح ومؤشراته؛‬
‫أن يبنى حصريا على أساس فرضية توليد تغيرات تنظيمية‬ ‫•تطوير برنامج تقييم إجنازات اإلصالح؛‬
‫محتملة ومتدرجة‪ ،‬في إطار عرض أفضل خدمة للزبون‪،‬‬
‫وأفضل جودة على مستوى املنتجات واخلدمات‪ ،‬وأفضل‬ ‫•تطوير استراتيجية تواصلية لترسيخ اإلصالح داخل‬
‫املجتمع وفي القطاعات املعنية‪.‬‬
‫ظروف للعمل‪ ،‬وأفضل إجناز‪ .‬ذلك أن جناح هذا الصنف من‬
‫التغيير يحتاج إلى مشاركة كل مكونات التنظيم‪ .‬وبالتالي‪،‬‬ ‫‪ .3.3.4‬اإلفراط يف «التغيير» يقضي على التغيير!‬
‫ينبغي إذا احداث تغيير على مستوى العقليات‪ ،‬والرؤية‬ ‫من االنتقادات األخرى املوجهة لسير هياكل النظام والتي‬
‫املشتركة‪ ،‬ومشروع التنظيم؛ كما يجب توفير الوسائل‬ ‫أجمع عليها كل الفاعلني الذين مت استجوابهم حول موضوع‬
‫والكفاءات‪ ،‬والتكنولوجيات‪ ،‬وأنظمة اإلعالم والتواصل‪،‬‬ ‫احلكامة التغييرات التي تعرفها ممارسات الفاعلني وقراراتهم‪،‬‬
‫والسياسات‪ ،‬وأساليب العمل‪ ،‬والتوجهات الواضحة‪.‬‬ ‫في مختلف الوزارات والقطاعات‪ ،‬بعد كل تعديل وزاري‪.‬‬
‫بخصوص إصالح آليات حكامة نظام التربية والتكوين‪ ،‬يجب‬ ‫وبالفعل‪ ،‬فإن تقييم تطبيق اإلصالح يسمح للمحلل‬
‫انتظار خضوع كل مكوناته لهندسة جديدة تسمح للهياكل‬ ‫مبالحظة واقع مؤسف‪ ،‬وهو عدم احترام مبادئ االستمرارية‪،‬‬
‫التنظيمية اخلاصة بكل مكون‪ ،‬بإجراء التغيير املنشود‬ ‫وعدم مراكمة املكتسبات التنظيمية واإلدارية والبيداغوجية‬
‫وفق صالحياته وخصوصياته وأهدافه‪ .‬ويجب بشكل‬ ‫املسجلة عندما يحدث تغيير على رأس الوزارات‪ ،‬مما‬
‫خاص‪ ،‬أن يعيد كل مكون النظر في رؤيته اإلستراتيجية‬ ‫يؤثر سلبا على التدبير اجليد للنظام‪ ،‬ومينعه من االستمرار‬
‫وفي مهمته‪ ،‬وأن يكيف هياكله التنظيمية مع عمليات‬ ‫في التطور بشكل طبيعي‪ ،‬خصوصا عندما تؤدي تلك‬
‫االشتغال اجلديدة‪ ،‬ومع اإلجراءات اجلديدة التي يقتضيها‬ ‫التغييرات إلى حرمان املؤسسات والنظام من بعض اإلجراءات‬
‫اإلصالح اجلديد‪ .‬وبالفعل‪ ،‬فما دام هذا األخير قد بدأ من‬ ‫التنظيمية التي برهنت عن فعاليتها‪ ،‬أو تفرض تغيير الطرق‬
‫املستويات العليا للحكامة ليتجه نحو مستوياتها الدنيا‪ ،‬فإنه‬ ‫البيداغوجية املتبعة دون دراسة أو تقييم مالئمني‪.‬‬
‫من املنتظر أن يعلن عن أول تغيير داخل هياكل الوزارات‬ ‫تبرز هذه املالحظة أهمية احتضان اإلصالحات الكبرى‬
‫املطالبة بتبني عملية الالمركزية وضبطها ودعمها؛ مع‬ ‫املتعلقة بالسياسات العمومية من قبل الهيئات التمثيلية التي‬
‫العلم بأن أحد احملاور الكبرى لإلصالح هو محور استقاللية‬ ‫تتوفر على املواهب والكفاءات املؤهلة إلحداث التغييرات‬
‫مؤسسات التربية والتكوين‪ .‬وبصيغة أخرى‪ ،‬ينبغي تهيئ‬ ‫املنشودة‪ .‬طبعا‪ ،‬ال ميكن أن تنجز هذه اإلصالحات بفعل‬
‫هذه الهياكل لتحمل مسؤوليتها حسب مجاالتها الترابية‪،‬‬ ‫حراك املجموعات السياسية فقط‪ ،‬بل يتعني أن توضع كل‬
‫ومصاحلها البيداغوجية والثقافية والهوياتية‪ ،‬وخصوصياتها‬ ‫املعطيات رهن إشارة املؤسسات السياسية املنتخبة لكي‬
‫املهنية على جميع املستويات اإلدارية‪ ،‬واملالية‪ ،‬والتربوية‪،‬‬ ‫يتعمق النقاش حول التغيرات والتعديالت الواجب إجراؤها‬
‫والتقييمية‪ .‬وبالتالي‪ ،‬يجب علينا أن ننتظر تنظيم اإلدارات‬ ‫على البرامج التي هي في طور اإلجناز‪ ،‬مع أخذ اختيارات‬
‫املركزية وهيكلتها‪ ،‬كي تلعب دورها اجلديد‪ ،‬وتقوم مبهامها‬ ‫السكان وممثليهم بعني االعتبار‪.‬‬
‫اجلديدة املتمثلة في الضبط والتأطير والتوجيه واملتابعة‬ ‫ومما ال شك فيه‪ ،‬أن وضعية احلكامة (السيئة) التي تنتج‬

‫‪55‬‬ ‫تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين ‪2013-2000‬‬


‫تتكون أساسا من الفاعلني الذين كانوا يشتغلون أصال في‬ ‫اإلستراتيجية‪ ،‬إلخ‪ .‬بدل حصر عملها في تدبير ومتويل‬
‫الشعب‪ ،‬ومجالس الكليات واملدارس‪ ،‬ومجالس البحث‪،‬‬ ‫وتسيير القطاعات‪.‬‬
‫واللجان البيداغوجية‪ ،‬إلخ‪ .‬وهو ما يولد لدى أعضاء تلك‬ ‫غير أن أول ما يثير االنتباه في هذا املجال‪ ،‬هو أن القطاعات‬
‫الهياكل الذين ال ينتمون إلى النظام التربوي انطباعان على‬ ‫الوزارية املختلفة لم تعرف على املستوى املركزي‪ ،‬تغييرا‬
‫األقل‪:‬‬ ‫هيكليا عميقا يسمح بتنشيط الروابط بني مصاحلها‬
‫•فما دامت املجالس تشتغل باحلد األدنى من احلاضرين‪،‬‬ ‫والكيانات الالمركزية والالممركزة‪ .‬فقد مت اختزال الهياكل‬
‫وتتخذ فيها القرارات مبن حضر في االجتماع املوالي‬ ‫الوظيفية املوجودة قبل إقرار اإلصالح وإعدادها من جديد‪،‬‬
‫لالجتماع األول إذا لم يكتمل فيه النصاب‪ ،‬فإن‬ ‫دون أن يكون لذلك أي تأثير واقعي على القيم وعلى‬
‫حضورهم هذه االجتماعات غير ذي جدوى‪ ،‬ما‬ ‫األنظمة واملناهج‪ .‬لذلك‪ ،‬بقيت سلسلة اتخاذ القرار التي‬
‫دامت أصواتهم ال تؤثر على القرارات املتخذة‪.‬‬ ‫تربط اإلدارة املركزية باملستويات الالمركزية تشتغل بنفس‬
‫•وملا كانت موازين القوى لصالح الهيئات املهنية بقوة‬ ‫الطريقة التي كانت تشتغل بها من قبل‪.‬‬
‫القانون‪ ،‬وبناء على ما سبق‪ ،‬فإن النقاشات التي تدور‬ ‫ورغم المركزية وال متركز الهياكل اإلدارية (خصوصا على‬
‫داخل املجالس اإلدارية‪ ،‬ومنها النقاشات املتعلقة‬ ‫مستوى التعليم العالي ووزارة التربية الوطنية)‪ ،‬فإن قرارات‬
‫بعرض ميزانية التدبير‪ ،‬تركز أساسا على اجلوانب‬ ‫عديدة بقيت من اختصاص الفاعلني في اإلدارات املركزية‪،‬‬
‫املتعلقة باإلشكاليات البيداغوجية التي ال يضبطها‬ ‫مثل توزيع املوارد املالية‪ ،‬وتوظيف املوارد البشرية‪ ،‬واتخاذ‬
‫األعضاء غير املنتمني إلى املهنة؛ وهو ما يفسر ترددهم‬ ‫القرارات االستراتيجية‪ .‬هذا فضال عن كون اإلدارات املركزية‬
‫في حضور االجتماعات التي ال يساهمون في‬ ‫ما زالت تشتغل‪ ،‬على العموم‪ ،‬بدون رؤية استراتيجية فاعلة‬
‫حتضيرها‪.‬‬ ‫ومنسجمة مع رؤية امليثاق الوطني للتربية والتكوين‪ .‬إن‬
‫وقد اقترح العديد من الفاعلني‪ ،‬أثناء االستجوابات التي‬ ‫رؤيتها وسياساتها وعروضها التكوينية ال تستهدف زبناءها‬
‫أجريناها معهم‪ ،‬صيغا أخرى لهيكلة الهيئة املسيرة‬ ‫بشكل واضح؛ كما أن طرق اشتغالها ال تشجع العمل‬
‫لألكادمييات واجلامعات‪ ،‬مثل إحداث مجلس للتدبير يكون‬ ‫اجلماعي‪ ،‬وال تساعد على نهج املقاربة التشاركية‪ ،‬وال تعتبر‬
‫عدد أعضائه محدودا‪ ،‬ويحظى بالعضوية فيه أشخاص من‬ ‫اجلودة عنصر قوة ينبغي االعتماد عليه‪ .‬فالقرارات املتخذة‪،‬‬
‫خارج مهنة التدريس؛ ومجلس للجامعة بتمثيلية أوسع‬ ‫نادرا ما تكون مشتركة‪ ،‬والتنسيق ال يحظى باألهمية التي‬
‫للهياكل واملنظمات التي ال تنتمي لنظام التربية التكوين‪.‬‬ ‫يستحقها‪ .‬أما تقييم اإلجنازات فهو شبه منعدم‪.‬‬
‫وفي جميع احلاالت‪ ،‬فإن املطلوب هو إجراء نقاش موسع من‬ ‫وفي الواقع‪ ،‬إذا أردنا أن تنجح املصالح الالمركزية والالممركزة‬
‫أجل إيجاد احلل املناسب للوضعية احلالية‪.‬‬ ‫في عملية الالمركزية‪ ،‬فإنه من الالزم إثارة سؤال احلكامة‬
‫من ناحية أخرى‪ ،‬يقوم التسيير اجلديد للجامعات (القانون‬ ‫على مدى السلسلة التراتبية ملكونات النظام‪ .‬ويجب‬
‫‪ )01.00‬على أساس انتقاء رئيس اجلامعة لوالية مدتها أربع‬ ‫مساءلة آليات الشفافية‪ ،‬واتخاذ القرار‪ ،‬والتسيير‪ ،‬والقيادة‪،‬‬
‫سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة‪ .‬ومن جهتها‪ ،‬يدير‬ ‫واملشاركة‪ ،‬والتبادل؛ ومراجعتها على كل املستويات وفق‬
‫الكليات واملدارس العليا للتعليم عميد أو مدير ينتقى‬ ‫منظور قائم على الوضوح‪ ،‬والدقة‪ ،‬واالنسجام‪ ،‬والتدبير‬
‫بنفس الكيفية‪ .‬وجدير بالذكر‪ ،‬هنا‪ ،‬أن عملية انتقاء هؤالء‬ ‫الفعال‪.‬‬
‫املسؤولني تتم في فترات مختلفة‪ ،‬مما يخلق تفاوتا بني خطط‬ ‫‪ .2.4.4‬توجد على مستوى اجلهات‪ ،‬هياكل كثيرة ال‬
‫التنمية التي يقدمها كل واحد منهم‪.‬‬ ‫تلعب دورها القيادي بشكل جيد ‬
‫ونظرا لكون الفرق املسيرة للجامعة ال تتوفر على نفس الرؤية‬ ‫فيما يخص اشتغال الهياكل اجلديدة (مجالس اجلامعات‪،‬‬
‫التنموية‪ ،‬ومبا أن الكليات واملدارس (العليا) تتميز بعضها‬ ‫واملجالس اإلدارية لألكادمييات اجلهوية‪ ،‬الخ) التي أنشئت‬
‫عن بعض‪ ،‬وتتوفر كل واحدة منها على برنامج ومخطط عمل‬ ‫بفعل الالمركزية‪ ،‬يالحظ أن القوانني املنظمة لها قد بالغت‬
‫خاصني بها‪ ،‬فإنه سيكون من الصعب على املسؤولني فيها أن‬ ‫في تصورها للدميقراطية‪ .‬إن تركيبة تلك املجالس التي تتميز‬
‫ينسقوا العمل فيما بينهم‪ ،‬وأن يشتغلوا كفريق موحد‪ ،‬وهو‬ ‫بتمثيلية كل الفاعلني املتدخلني في األنظمة الفرعية‪ ،‬وكثرة‬
‫ما يحول دون تكريس هوية اجلامعة‪ ،‬وإحراز التقارب بني‬ ‫األعضاء الذين ميثلون مهن التعليم‪ ،‬قد خلقت فضاءات‬
‫مكوناتها‪.‬‬ ‫تصعب فيها مناقشة القرارات‪ ،‬والتفاوض بشأنها‪ ،‬واملصادقة‬
‫ولتجاوز هذه العراقيل‪ ،‬سيكون من األفيد تغيير طريقة انتقاء‬ ‫عليها‪ .‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬يالحظ أن الهياكل اجلديدة ‪-‬التي‬
‫املسؤولني اجلامعيني‪ ،‬والعمل على تسيير اجلامعة بواسطة فرق‬ ‫باتت فضاءات للتسيير تناقش فيها كل اجلوانب التدبيرية‪-‬‬

‫حكامة منظومة التربية والتكوين باملغرب‬ ‫‪56‬‬


‫وبعبارة أخرى‪ ،‬يجب أن تكون وظيفة املدير ومؤهالته في‬ ‫«منسجمة»‪ ،‬أو باألحرى‪ ،‬بواسطة فرق لها رؤية استراتيجية‬
‫التسيير والتدبير والتواصل في مستوى مهمته‪ ،‬بحيث يقوم‬ ‫موحدة‪ ،‬ومخططات مشتركة ومتفاوض بشأنها قبليا‪ .‬طبعا‪،‬‬
‫بدور احملاور القادر على التفاوض مع كل الشركاء‪ ،‬مبن فيهم‬ ‫ميكن لهذه الصيغة أن تولد أحيانا «اصطداما» بني املصالح‪،‬‬
‫السلطات السياسية واإلدارية احمللية العليا‪.‬‬ ‫لكن بإمكاننا إيجاد وسائل لتفادي تأثيراته السلبية‪.‬‬
‫من الالزم‪ ،‬أيضا‪ ،‬أن تشتغل األكادميية اجلهوية للتربية‬ ‫أما املشكلة الكبرى التي تعاني منها حكامة النظام‪ ،‬فهي‬
‫والتكوين بوصفها كيانا منسجما ومهيكال؛ ينطلق من عدة‬ ‫مشكلة تدبير مجالس إدارة األكادمييات اجلهوية للتربية‬
‫حوافز على املستوى اجلهوي‪ .‬ويقتضي ذلك أن يتضمن‬ ‫والتكوين‪ .‬فحسب القوانني املنظمة لألكادمييات يعتبر الوزير‬
‫حتسني هياكلها توضيحا ألدوار النواب اإلقليميني باعتبارهم‬ ‫الوصي هو رئيسها الفعلي‪ ،‬ويقوم املدير بتدبيرها‪ ،‬ومجلس‬
‫ممثلني للمدير‪ ،‬ومنحهم وضع نواب مدير األكادميية داخل‬ ‫اإلدارة بتسييرها‪ .‬واحلال أن تركيبة هذا املجلس جد موسعة‬
‫مجالهم الترابي‪ .‬لهذا‪ ،‬يتعني حتديد بنية للتنسيق جتمع‬ ‫ومتعددة األطراف‪ .‬وتنطبق نفس املالحظة على مجالس‬
‫املدير ونوابه‪ ،‬وتدعو هؤالء حلضور مجلس اإلدارة بوصفهم‬ ‫اجلامعة‪ .‬وجتدر اإلشارة في هذا الصدد إلى أن حضور الوزير‬
‫أصواتا استشارية‪.‬‬ ‫لرئاسة مجلس إدارة األكادميية كثيرا ما يشكل‪ ،‬بالنسبة‬
‫ملمثلي كل الهيئات املهنية بوزارة التربية الوطنية‪ ،‬مناسبة‬
‫‪ .3.4.4‬على املستوى احمللي توجد مجالس للتدبير وظيفية‬
‫لإلعالن عن مطالبهم الفئوية‪ ،‬عوض التعبير عن منظورهم‬
‫بالكاد‬ ‫ملخطط التنمية اجلهوية ملؤسسات التربية والتكوين‪ .‬وتبني‬
‫بالنسبة للمقتضيات املتعلقة بالهياكل التنظيمية الالمركزية‪،‬‬ ‫مشاهدة األقراص املدمجة التي سجلت فيها جلسات تلك‬
‫أوصى امليثاق الوطني للتربية والتكوين بأن يسير كل مؤسسة‬ ‫املجالس كيف تتحول تلك االجتماعات بسرعة إلى مجال‬
‫للتربية والتكوين مدير ومجلس للتدبير‪ .‬ويتمثل دور هذا‬ ‫ملناقشة مشكالت ومطالب اجلمعيات املهنية‪ ،‬عوض البحث‬
‫األخير في تتبع برمجة أنشطة املؤسسة‪ ،‬واالهتمام مبواقيت‬ ‫عن سبل لتنمية مشاريع التربية والتكوين احمللية‪.‬‬
‫التعليم واستعماالت الزمن‪ ،‬وتوزيع املهام على املدرسني؛‬ ‫وتتعلق املالحظة الثانية بوضعية مدير األكادميية اجلهوية‬
‫هذا زيادة على صيانة البنيات التحتية والتجهيزات‪ ،‬وتوفير‬ ‫للتربية والتكوين وبأهمية دوره في تدبير هذه األخيرة‬
‫مناخ تربوي جيد‪ .‬إن تركيبة مجلس التدبير تسمح بتمثيل‬ ‫وفق منظور التنمية اجلهوية‪ .‬لذلك‪ ،‬ينتظر منه أن يقترح‬
‫هيئة التدريس‪ ،‬والفريق اإلداري‪ ،‬وجمعية آباء التالميذ‬ ‫حلوال تهم عالقات النظام اجلهوي للتربية والتكوين برمته‬
‫وأوليائهم‪ ،‬واجلماعة احمللية‪ ،‬وأحيانا التالميذ‪.‬‬ ‫بكل الشركاء الذين يعملون داخل املجال الترابي التابع‬
‫لهذا‪ ،‬يجب أن تكون مجالس التدبير‪ ،‬نظريا‪ ،‬مبثابة دعامة‬ ‫لألكادمييته‪ .‬يتعني عليه‪ ،‬إذن‪ ،‬محاورة السلطات واجلماعات‬
‫إلدارة املؤسسة‪ ،‬غير أن املالحظة امليدانية تبني أن تلك‬ ‫احمللية‪ ،‬والشركاء السوسيو‪-‬اقتصاديني‪ ،‬واملكونات‬
‫املجالس ال تقوم باألدوار املوكولة إليها كما يجب‪ .‬فهي غير‬ ‫األخرى للنظام‪ ،‬والتفاوض معهم‪ .‬ويقوم مدير األكادميية‬
‫وظيفية في أغلب احلاالت‪ .‬ويرجع ذلك إلى العوامل الثالثة‬ ‫مبهمة أخرى‪ ،‬هي تنشيط املخطط اإلمنائي اجلهوي للتربية‬
‫اآلتية‪:‬‬ ‫والتكوين بتوافق مع توجهات السياسة الوطنية في التكوين‪،‬‬
‫‪ -‬إن أهم الفاعلني الذين يتعني عليهم دعم إدارة‬ ‫لكن مع أخذ الطموحات اجلهوية بعني االعتبار‪ ،‬ومراقبة‬
‫املؤسسة ومواكبتها ال يحضرون‪ ،‬في الغالب‪،‬‬ ‫إعداد خريطة للتربية والتكوين تالئم األهداف احملددة‪.‬‬
‫اجتماعات تلك املجالس‪ .‬فممثلو املدرسني ميتنعون‬ ‫وبصيغة أخرى‪ ،‬يتعني على مدير األكادميية أن يكون قائدا‬
‫عن حضورها ألنهم يرفضون التواجد في املؤسسة‬ ‫جهويا قادرا على تعبئة أنشطة مؤسسته وضبطها وتوجيهها‬
‫خارج أوقات عملهم الرسمية‪ ،‬وممثلو اجلماعات احمللية‬ ‫(والئحة الكفايات التي يتطلبها ذلك طويلة)‪ ،‬في تفاعل‬
‫والبلدية يتغبون عنها باستمرار‪ .‬يضاف إلى ذلك‬ ‫مع باقي الشركاء من مختلف اآلفاق‪.‬‬
‫االختالفات التي تنشأ بني إدارة املؤسسة وجمعيات‬ ‫من هذا املنظور‪ ،‬يجب أن تكون األكادميية قادرة على‬
‫آباء وأولياء التالميذ‪...‬؛‬ ‫إعداد مخطط استراتيجي‪ ،‬ومناقشته‪ ،‬والتفاوض بشأنه‪،‬‬
‫‪ -‬إن بعض مديري املؤسسات يعتبرون مجالس التدبير‬ ‫وإقناع كل الشركاء باملصادقة عليه‪ .‬كما ينبغي أن تكون‬
‫مبثابة هيئات تتدخل في صالحيتهم التسييرية؛‬ ‫خطة العمل املنبثقة عن ذلك‪ ،‬املرجع األول لتسيير املجلس‬
‫‪ -‬تظل املوارد املالية للتسيير واالستثمار املرصودة‬ ‫اإلداري واإلدارة‪ ،‬حتى لو اقتضى األمر إعداده من جديد‬
‫للمؤسسات التعليمية محدودة‪ ،‬وهو ما يجبر الفاعلني‬ ‫تبعا لتطور ظروف التسيير‪ ،‬وللتغيرات الهيكلية التي تؤثر‬
‫على القيام بأنشطة ال تساهم في تطوير مشاريع‬ ‫في عوامل تنمية نظام التربية والتكوين‪ .‬ويقتضي ذلك‪ ،‬قيام‬
‫املؤسسة التي حتفر أكثر على املشاركة‪ ،‬وتبرر تعبئة‬ ‫إدارة األكادميية بالوظائف املوكولة إليها على الوجه املطلوب‪.‬‬

‫‪57‬‬ ‫تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين ‪2013-2000‬‬


‫سيؤدي إلى إعادة انتشار و‪/‬أو توظيف مستخدمني جدد‬ ‫املوارد البشرية والتشاركات‪ ،‬وتوجه العمل اجلماعي‬
‫باملواصفات املطلوبة‪.‬‬ ‫للمؤسسة‪.‬‬
‫من جانب آخر‪ ،‬ترى عدة هيئات مهنية أن القوانني اإلدارية‬ ‫تثير هذه العوامل الثالثة انتباهنا إلى ضرورة حتسني وضعية‬
‫التنظيمية واخلاصة القائمة ال تعترف بها‪ ،‬مما دفعها إلى‬ ‫املؤسسات التعليمية على عدة مستويات‪ .‬أوال‪ ،‬يجب إعادة‬
‫املطالبة مرارا بهذا احلق كما هو الشأن بالنسبة للمديرين‬ ‫صياغة القانون املنظم لها بغرض إحداث مجالس التدبير في‬
‫والنواب اإلقليميني‪ ،‬واملفتشني أحيانا‪ .‬فهم يعتبرون أن عدم‬ ‫جميع مؤسسات التربية والتكوين‪ ،‬واعتبار استمراريتها‬
‫وجود قانون يحدد إطارهم ومهامهم‪ ،‬يعرقل السير اجليد‬ ‫وجودة أعمالها معيارا أساسيا لتقييم أداء مديري املؤسسات‪.‬‬
‫لعملهم‪ ،‬كما يشعرون بأن وضعيتهم مهددة نظرا الختالل‬ ‫ويجب أن يوضح هذا القانون شروط مساهمة املدرسني‬
‫موازين القوى بني مختلف الهيئات املهنية داخل النظام‪.‬‬ ‫في تلك املجالس ومسؤوليتهم في تنشيطها‪ .‬كما ينبغي‬
‫وتؤثر هذه الوضعية أساسا على املديرين الذين يشعرون‬ ‫تكوين الفاعلني في هذا التنشيط على التواصل مع مختلف‬
‫بالتهميش‪ ،‬خصوصا في عالقاتهم باملدرسني الذين ال‬ ‫الفاعلني‪ ،‬وعلى تقنيات التفاوض حول مكونات مشاريع‬
‫يعترفون بسلطتهم‪ .‬صحيح أن املدير يتوفر على مجموعة‬ ‫املؤسسة‪ ،‬الخ‪ .‬بعد ذلك‪ ،‬يتعني ربط تنشيط املجالس‬
‫من الصالحيات‪ ،‬لكن النيابة اإلقليمية أو األكادميية‪ ،‬ال‬ ‫املذكورة مببادئ استقاللية املؤسسة وتدبير مشاريعها‪.‬‬
‫تساعدانه على تقومي بعض االنحرافات التي تعرفها مؤسسته‪،‬‬
‫‪ .4.4.4‬تدبير املوارد املالية‬
‫وخاصة منها تلك التي تصدر عن بعض املدرسني؛ وهو ما‬
‫يضعف حماسه‪ .‬ويتعني بخصوص هذه الوضعية‪ ،‬إضافة‬ ‫تشير بعض الدراسات إلى أن املواكبة املنهجية للمعنيني‬
‫املزيد من التدقيقات والتوضيحات إلى املرسوم املتعلق بهذا‬ ‫بالتغيير ميكن أن تزيد بشكل دال من احتمال جناحه؛ لهذا‬
‫املوضوع‪ ،‬لتدعيم مهمة املدير كرئيس للمؤسسة‪.‬‬ ‫يستحب توفير هياكل وآليات للتدبير موجهة خصيصا‬
‫لقيادة التغيير‪ ،‬سواء على مستوى أعلى درجات الهرم‬
‫زيادة على ذلك‪ ،‬يجب على أصحاب القرار أن يتساءلوا‬ ‫التراتبي‪ ،‬أو على مستوى تسيير األنشطة امليدانية (‪.)8‬‬
‫حول إشكالية الدور القيادي الذي يتعني على املدير أن‬
‫يقوم به داخل مؤسسته‪ ،‬خصوصا وأن اإلصالح ينص‪ ،‬في‬ ‫بخصوص تدبير املوارد البشرية‪ ،‬وضمانا لتسيير أفضل‬
‫املقام األول‪ ،‬على استقاللية املؤسسة املدرسية‪ .‬واحلال أنه ال‬ ‫لألكادمييات واجلامعات‪ ،‬مت إعداد وتطبيق برامج تكوينية‬
‫ميكن رفع هذا التحدي إذا لم يكن تسيير املؤسسة مدعما‬ ‫سنوية أو ممتدة على عدة سنوات‪ ،‬يشرف عليها خبراء‬
‫بقيادة قوية تتمتع ببعد النظر‪ ،‬وحتسن التعامل مع مختلف‬ ‫في مجاالت التخصصات املعنية‪ .‬وقد رصدت ميزانيات‬
‫األطراف‪ .‬من املفيد‪ ،‬إذن‪ ،‬العمل على تكوين هذه الهيئة‬ ‫للتكوين املستمر بالنسبة لهذه الكيانات‪ ،‬دون جرد ملؤهالت‬
‫ومواكبتها حتى تتمكن من القيام بالدور القيادي املتوخى‬ ‫أعضائها‪ ،‬ودون حتليل ملعارف املستخدمني مبختلف الهياكل؛‬
‫منها‪ .‬وهذه نقطة أساسية ألننا نالحظ تهاونا كبيرا على‬ ‫مما عرقل التطور‪ ،‬وأدى إلى تراجع املردودية‪ .‬وبطبيعة احلال‪،‬‬
‫مستوى القيادة التربوية ملؤسسات التربية والتكوين‪ ،‬وهو‬ ‫فإن هذه الوضعية ستمنع مختلف هياكل تدبير الكيانات‬
‫تهاون يزداد حدة بفعل عدم تدخل املديرين واملفتشني‬ ‫الالمركزية من القيام مبهامها على الوجه املطلوب‪.‬‬
‫(أنظر الفصل املتعلق بتحليل قطاع التربية الوطنية)‪ .‬ويبرر‬ ‫وبالفعل‪ ،‬فمن خالل مقابلة مختلف الفاعلني‪ ،‬أثيرت‬
‫املديرون هذا التهاون بعاملني أساسني هما‪:‬‬ ‫باستمرار مسألة كفاءة الفاعل ودرجة تأهيله‪ .‬فاملوظفون‬
‫املعنيون داخل تلك الهيئات‪ ،‬قدموا في غالبيتهم‪ ،‬من هيئة‬
‫‪1.1‬كثرة املهام التي متنعهم من القيام مبهمتهم التربوية‪.‬‬
‫التدريس‪ ،‬وال يتوفرون على أية خبرة في التسيير اإلداري‬
‫‪2.2‬النصوص التشريعية والتنظيمية التي ال تسمح لهم‬ ‫واملالي‪ ،‬ويحتاجون إلى تعلم هذه املمارسة‪ .‬واحلال أن‬
‫بالقيام بهذه املهمة‪ ،‬خصوصا في التعليم الثانوي‬ ‫التوظيفات لشغل مناصب التدبير اإلداري واملالي تقتضي‬
‫اإلعدادي والتأهيلي‪.‬‬ ‫إعطاء األولوية للمؤهالت التي تالئم هذه الوظائف‪ .‬لهذا‪،‬‬
‫ويبرز هذان املبرران موقف املديرين من عالقات القوة التي‬ ‫ينبغي إخضاع كل هياكل التدبير اإلداري إلطار التدبير‬
‫جتمعهم بالنقابات واملدرسني‪ ،‬والتي ليست في صاحلهم‪.‬‬ ‫التوقعي للتشغيل وللمؤهالت ‪ .GPEC‬فقد نبه الفاعلون في‬
‫طبعا قد يختلف األمر بالنسبة للمفتشني‪ ،‬لكن هؤالء ال‬ ‫النظام عدة مرات إلى النقص احلاصل في املوارد البشرية‪.‬‬
‫يتحملون‪ ،‬بدورهم‪ ،‬مسؤولياتهم كاملة‪ ،‬ويتملصون في‬ ‫لهذا‪ ،‬سيساعد تطبيق ذلك اإلطار على تدقيق العدد‬
‫الغالب‪ ،‬من مهام التأطير‪ ،‬والتكوين‪ ،‬والتقييم املوكولة‬ ‫احلقيقي للمستخدمني الذين يحتاج إليهم النظام‪ .‬وهو ما‬

‫‪(8) Mourier P. et M. Smith, (2001), Conquering Organizational Change, Atlanta CEP Press.‬‬

‫حكامة منظومة التربية والتكوين باملغرب‬ ‫‪58‬‬


‫وباختصار‪ ،‬يرى كل الفاعلني أنه من الالزم إيجاد وسائل‬ ‫إليهم‪ ،‬وصار عملهم يقتصر على املصادقة على الوضعيات‬
‫جديدة لتمويل النظام تفاديا خللق نظام تعليمي يسير‬ ‫اإلدارية للمدرسني‪.‬‬
‫بسرعتني‪ ،‬وجتسيد مبادئ تكافؤ الفرص واإلنصاف والعدالة‬ ‫أما على مستوى التعليم العالي‪ ،‬فإن مسألة تدبير املوارد‬
‫التي ينص عليها دستور البالد‪.‬‬ ‫البشرية تظل مطروحة بالكامل (عدم تطبيق املادة ‪17‬‬
‫إضافة إلى مشكلة املجانية‪ ،‬تطرح مشكلة التأخر في صرف‬ ‫بالقانون رقم ‪ . ) 01 .00‬إن االستقاللية التي تتمتع بها‬
‫امليزانية الناجم عن إجراءات املراقبة املالية‪ .‬إن البطء الذي‬ ‫تلك املوارد إزاء إدارة اجلامعة والكلية متنحها حرية تصرف‬
‫يسم تلك اإلجراءات اإلدارية يؤثر سلبا على إجناز املشاريع‬ ‫تكاد تكون غير محدودة‪ .‬تعطي بعض سلوكات املدرسني‬
‫في حينها‪ .‬ذلك أن قلة عدد مراقبي الدولة‪ ،‬وارتفاع حجم‬ ‫داخل شعب املؤسسة‪ ،‬مثال‪ ،‬االنطباع بأنهم فوق القانون و‬
‫أعمال األكادمييات واجلامعات‪ ،‬يعرقالن االلتزام بالصرف‬ ‫«فوق الهياكل»‪ :‬فهم ال يخضعون للمساءلة عن أي عمل‬
‫في وقته‪ ،‬ويؤخرانه إلى شهر يوليوز‪ ،‬مما يختزل السنة املالية‬ ‫من أعمالهم؛ ال يسألون عن جودة الدروس التي يلقونها‬
‫في بضعة شهور فقط‪ .‬لهذا ينبغي إيجاد احللول املالئمة‬ ‫وفائدتها‪ ،‬وال يسألون عن صالحية البرامج التي يضعونها‪،‬‬
‫لهذه املعضلة بتشاور وتنسيق مع كل من مديرية امليزانية‪،‬‬ ‫وال عن التقييم‪ ،‬وال عن املواظبة‪ ،‬وال عن أي شيء تقريبا‪.‬‬
‫ومديرية املقاوالت العمومية واخلاصة بوزارة املالية؛ كما‬ ‫وبخصوص التكوين املهني‪ ،‬فإن املندوبيات اجلهوية لقطاع‬
‫يجب إعطاء املستخدمني في مصالح وأقسام تدبير امليزانية‬ ‫هذا التكوين‪ ،‬تعاني من نقص في املستخدمني‪ .‬ففي مندوبية‬
‫التكوين الالزم لضمان نظام إجرائي وفعال‪ .‬إن استقاللية‬ ‫تغطي جهة كبرى‪ ،‬ال جند سوى موظفني يقومان بالتسيير‪،‬‬
‫املؤسسات التعليمية تتوقف‪ ،‬في جزء كبير منها‪ ،‬على حل‬ ‫ويلبون حاجات عشرات مؤسسات التكوين املهني!‬
‫هذه املشكلة‪.‬‬ ‫هكذا‪ ،‬فإن كل فريق من الفاعلني داخل نظام التربية‬
‫وعلى العموم‪ ،‬ينبغي مناقشة مسألة متويل نظام التربية‬ ‫والتكوين‪ ،‬يتموقع في إطار هيئته املهنية (ملتمسات‪،‬‬
‫والتكوين على جميع املستويات مبشاركة كل الفاعلني‬ ‫ومطالب)‪ .‬ومما ال شك فيه‪ ،‬أن إدارات املكونات املختلفة‬
‫املؤسستيني واملهنيني‪ .‬يطرح العديد من هؤالء الفاعلني‬ ‫لهذا النظام‪ ،‬جتد نفسها رهينة مصالح الطلبة واملتدربني‬
‫(ومن بينهم رؤساء اجلامعات) مشكلة املجانية والضريبة‬ ‫وأسرهم من جهة‪ ،‬ومصالح مختلف الفرق الفاعلة داخلها‬
‫على التكوين املهني‪ ،‬ويتساءلون عن تفاصيل استثمار‬ ‫من جهة أخرى‪ .‬ومبا أن القطاعات عاجزة عن تقومي ما تعرفه‬
‫عائدات تلك الضريبة‪ ،‬وكيفية توزيعها‪ ،‬كما يطالبون‬ ‫من انحرافات واختالالت‪ ،‬فإنها تعطي االنطباع بالسير دون‬
‫باستفادة مؤسساتهم منها‪.‬‬ ‫هدف‪ ،‬بحيث تضع املجموعات املهنية مصاحلها في املقام‬
‫األول‪ ،‬وتضع مصلحة النظام واملستفيدين منه في املقام‬
‫‪ .6.4.4‬جودة التربية والتكوين املعروضة من قبل النظام‬
‫الثاني‪.‬‬
‫تعتبر جودة التكوين عامال مهما لتوكيد مصداقية نظام‬
‫التربية والتكوين لكل املتدخلني والزبناء واملستفيدين‪ .‬غير‬ ‫‪ .5.4.4‬متويل نظام التربية والتكوين يف إطار االستقاللية‬
‫أن جودة التعليم والتعلم ال ميكن أن تتحقق بدون تطبيق‬ ‫املطلوبة‬
‫صارم للمناهج واخلطوات التي تؤدي إليها‪ .‬ولهذا يجب‬ ‫لقد كان امليثاق واضحا بخصوص متويل نظام التربية‬
‫إعادة تأهيل السياقات واإلجراءات والعالقات والهياكل‬ ‫والتكوين‪ ،‬وعلى الرغم من كونه‪ ،‬هو والقانون ‪،01 .00‬‬
‫وتكييفها‪ ،‬وتبني معايير وأمناط مراقبة اجلودة‪ .‬صحيح‬ ‫يدعوان إلى تنويع مصادر هذا التمويل‪ ،‬فإن الدولة تظل‬
‫أن للجودة ثمنها‪ ،‬لكن انعدامها يكلف أكثر مما يكلف‬ ‫هي املصدر الرئيسي لكل ملوارد النظام‪ .‬وفي الواقع‪ ،‬فإن‬
‫العمل على حتقيقها‪ ،‬ألنه يؤثر على جناعة النظام على كل‬ ‫مصداقية اشتغال النظام وجودته وقوته‪ ،‬رهينة باجلانب‬
‫املستويات‪ ،‬من مستوى التصور والسياسة إلى مستوى‬ ‫املالي‪ .‬إن املردودية اخلارجية اجليدة للنظام تقتضي تكوين‬
‫التجسيد‪ ،‬واإلنتاج‪ ،‬والتقييم‪.‬‬ ‫خريجني جيدين‪ .‬وهذا الشرط مرهون بدوره بالقدرة على‬
‫لكن نظامنا التربوي يعتبر‪ ،‬في الوقت احلالي‪ ،‬أبعد ما‬ ‫توفير املوارد املالية والبشرية الالزمة لذلك‪ ،‬والوسائل التقنية‬
‫يكون عن ثقافة اجلودة‪ .‬بالطبع‪ ،‬لقد مت اتخاذ بعض التدابير‬ ‫والبيداغوجية الضرورية‪.‬‬
‫املعزولة واحملتشمة لتحسني جودة التعلمات والتكوينات‬ ‫وقد أكد كل الفاعلني اجلامعيني الذين متت مقابلتهم أن‬
‫في مؤسساتنا التعليمبة والتكوينة‪ .‬إال أنه‪ ،‬باستثناء بعض‬ ‫امليزانيات املعتمدة حاليا ال ميكن أن تضمن تكوينا جيدا‬
‫مؤسسات التكوين املهني اخلاص املعتمدة‪ ،‬ال يوجد أي‬ ‫خلريجي النظام؛ وبالتالي‪ ،‬فإن هذا األخير سيستمر في إنتاج‬
‫جهاز (مبا في ذلك مكتب التكوين املهني وإنعاش الشغل‬ ‫خريجني يفتقرون إلى الوسائل الضرورية لالستجابة ملتطلبات‬
‫الذي قامت بعض املركبات التي تنتسب إليه مبحاوالت‬ ‫سوق الشغل‪ ،‬وتلبية احتياجات االختيارات التنموية للوطن‪.‬‬

‫‪59‬‬ ‫تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين ‪2013-2000‬‬


‫مؤسسات التعليم وتسهيله‪ ،‬وضمان استمرارية الدراسة مع‬ ‫في هذا ا الجتاه) يستطيع أن يدعي أنه حقق هدف اجلودة‬
‫تقليص تكاليفها أو احليلولة دون تضخمها‪ .‬ويتطلب ذلك‪،‬‬ ‫بشكل كامل‪ .‬إن املتدربني واملقاوالت هم املؤهلون‪ ،‬أكثر من‬
‫أيضا‪ ،‬تقدمي قيمة مضافة في مجال جودة التعلم والتعليم‪،‬‬ ‫غيرهم‪ ،‬للحكم على جودة التعليم والتعلم‪ ،‬وإليهم يرجع‪،‬‬
‫وحتقيق اإلنصاف في العرض‪ ،‬واملساواة في ولوج املؤسسات‬ ‫في نهاية املطاف‪ ،‬أمر تقدير تلك اجلودة‪ .‬غير أنه‪ ،‬وإلى حد‬
‫التعليمية‪ .‬ويستلزم ربح هذا الرهان إجراء تغيرات متس‬ ‫اآلن‪ ،‬ما تزال تقديرات هؤالء الفاعلني ملنتوجات النظام تعتبر‬
‫األسس الهيكلية للتنظيم احلالي لنظام التربية والتكوين عبر‪:‬‬ ‫أن هذه األخير ة دون معايير اجلودة املنشودة‪.‬‬
‫‪ -‬وضع جسور بني مختلف قطاعات نظام التكوين‬ ‫‪ .7.4.4‬قيادة اإلصالح وأنظمة اإلعالم‬
‫املهني والتنسيق بني جميع مكوناته؛‬
‫ال ميكننا احلديث عن احلكامة اجليدة دون التوفر على‬
‫‪ -‬تغيير املمارسات املهنية‪ ،‬وحتويل العالقات بني‬ ‫معلومات ذات مصداقية ومالئمة وجاهزة‪ .‬واملالحظ‪ ،‬أن‬
‫مختلف الهيئات التعليمية‪ ،‬خصوصا ما يتعلق‬ ‫قطاع التعليم العالي لم يتمكن من تطوير نظام مندمج‬
‫بآليات التعاون والتنسيق والتكوين؛‬ ‫يشتغل انطالقا من مرجعية مفهومية واضحة‪ ،‬ويعتمد على‬
‫‪ -‬تبادل الكفاءات‪ ،‬وإنابة املهام بني الهيئات املعنية‬ ‫مجموعة من املؤشرات التي تسمح بقياس مختلف جوانب‬
‫بالتربية والتكوين‪.‬‬ ‫تدبير القطاع واحلكم عليها‪ .‬فاجلامعات تتوفر على نظام‬
‫ذلك ما أقره امليثاق الوطني للتربية والتكوين‪ ،‬من خالل‬ ‫لتدبير التدريس‪ ،‬إال أن ذلك النظام يسير بطريقة فردية‪.‬‬
‫دعوته إلى إحداث هيئات للتنسيق بني القطاعات الثالثة‬ ‫أما على مستوى التربية الوطنية‪ ،‬فإن األمور تعرف مسارا‬
‫على املستوى املركزي‪ ،‬والتنصيص على حضور ممثلي‬ ‫جيدا بفضل إعداد نظام مندمج ووظيفي لإلعالم ولتحسني‬
‫اجلامعات واملندوبيات اجلهوية لقطاع التكوين املهني داخل‬ ‫اجلودة‪.‬‬
‫مجالس إدارة األكادمييات‪ ،‬وحضور ممثلي هذه األخيرة في‬ ‫يتوفر قطاع التكوين املهني على عدة تطبيقات معلوماتية لم‬
‫مجالس اجلامعات‪ .‬واملطلوب هو خلق شبكات محلية للتربية‬ ‫يتم إدماجها بعد في نظام قائم الذات‪ .‬وهناك إعداد تصور‬
‫والتكوين حتت مراقبة مكتب مسير يكون مدعما بقوة‪،‬‬ ‫حول هذا الشأن يروم خلق أرضية تسمح بإدماج معطيات‬
‫بوصفه األداة املالئمة للتنسيق بني القواعد‪ .‬غير أن املالحظة‬ ‫التسيير ‪-‬التي يتوفر عليها كل الفاعلني‪ -‬بعضها في بعض‪.‬‬
‫امليدانية تبرز فراغا كبيرا في هذا املجال‪ .‬فحضور هذه الهيئة‬ ‫من جهته‪ ،‬يؤكد مكتب التكوين املهني وإنعاش الشغل‬
‫أو تلك في مجالس اإلدارة أو التسيير‪ ،‬يظل عقيما وال يقدم‬ ‫أنه يتوفر على نظام إعالمي يساعده على القيادة اجليدة‬
‫أية قيمة مضافة لتلك املجالس؛ كما أن تواجد بعض هيئات‬ ‫ألنشطته‪.‬‬
‫التنسيق فيها‪ ،‬لغرض من األغراض أحيانا‪ ،‬ال ميكن من تنظيم‬ ‫إن سعي نظام التربية والتكوين إلى تدعيم املكتسبات احلالية‬
‫تلك العملية‪ .‬أضف إلى ذلك أنه ال توجد أية شبكة محلية‬ ‫في هذا املجال‪ ،‬وخلق شبكات معلوماتية لتبادل املعطيات‬
‫ملؤسسات التربية والتكوين‪ .‬وهكذا‪ ،‬فعوض احلديث عن‬ ‫واملعلومات اخلاصة باجلوانب املشتركة بني املكونات الثالثة‬
‫حكامة جيدة للنظام التربوي‪ ،‬ال بد من اإلقرار بأن وضع هذا‬ ‫للنظام (التمدرس‪ ،‬واجلسور‪ ،‬والتوجيه املدرسي)‪ ،‬سيكون‪،‬‬
‫األخير غير مريح! ومما يجسد هذا الوضع‪ ،‬املمارسات املعزولة‬ ‫بدون شك‪ ،‬مفيدا للغاية‪ .‬وذلك هو السبيل الوحيد إلقامة‬
‫واملنفردة للهياكل التنظيمية‪ .‬وهو ما يعود بنا من جديد إلى‬ ‫منظومة منسجمة ومالئمة لقيادة إصالح النظام‪ ،‬وتوفير‬
‫إشكالية إعادة هندسة النظام ليتالءم مع غايات اإلصالحات‬ ‫املعلومات واملعطيات التي تسمح باتخاذ قرارات مبررة من‬
‫وأهدافه‪ .‬إن هذه املمارسة ضرورية لتمكني الفاعلني من‬ ‫أجل حتسني جودة أداء النظام التعليمي والتربوي‪.‬‬
‫حتمل مسؤولياتهم كاملة‪ ،‬والقيام باملهام واألدوار اجلديدة‬
‫املنوطة بهم في أحسن الظروف‪.‬‬ ‫‪ .5.4‬التنسيق بني مكونات نظام التربية والتكوين ‬
‫يعد تنظيم شبكات جتمع مختلف املؤسسات التعليمة‪،‬‬ ‫يتفق اجلميع على أن التنسيق بني مكونات نظام ما‪،‬‬
‫وإرساء ثقافة التنسيق والعمل اجلماعي‪ ،‬مبثابة استثمار في‬ ‫أساسي لتحسني مردودية موارده ووسائله‪ .‬وبالفعل‪ ،‬فإن‬
‫التغيير‪ .‬ومن املمكن أن يؤدي هذا االستثمار إلى اقتصاد‬ ‫الرهان األكبر جلودة نظام التربية والتكوين وفعاليته يكمن‬
‫جوهري في عدة مجاالت؛ لكنه يتطلب تكلفة أولية‬ ‫في الترتيب واالنسجام والتكامل بني مختلف هياكله‪.‬‬
‫على مستوى تكوين الكفاءات وتطويرها‪ ،‬وتأسيس ثقافة‬ ‫ذلك أن الهدف املتوخى من اإلصالح هو إيقاف التراجع‬
‫جديدة في التربية والتكوين‪ ،‬وتغيير املمارسات والوظائف‪،‬‬ ‫التي يعرفه نظام التربية والتكوين‪ .‬ويقتضي ذلك‪ ،‬العمل‬
‫ورمبا خلق مهن جديدة في مجال التنسيق داخل نظام التربية‬ ‫بوسائل شبه قارة‪ ،‬بعد إعادة توزيعها على مختلف الهياكل‪،‬‬
‫والتكوين‪.‬‬ ‫على االقتصاد في تدبير النظام‪ ،‬وذلك عبر تبسيط ولوج‬

‫حكامة منظومة التربية والتكوين باملغرب‬ ‫‪60‬‬


‫ميكن أن يتم ذلك عبر‪:‬‬ ‫‪ .6.4‬التقييم‬
‫‪ -‬التخطيط االستراتيجي؛‬ ‫ألح امليثاق كثيرا على خلق (ثقافة حقيقية للتقييم)‪ .‬وبهذا‬
‫‪ -‬البرامج التعاقدية بني الوزارات وهياكلها الالمركزية‬ ‫الصدد‪ ،‬فإن النظام ينتج احلد األدنى من األعمال على كل‬
‫والالممركزة؛‬ ‫املستويات‪ .‬ذلك أن تقييم النظام ومكوناته لم ينجز أبدا‪،‬‬
‫باستثناء بعض عمليات االفتحاص املفروضة على مؤسسات‬
‫‪ -‬البرامج التعاقدية بني هذه الهياكل واملؤسسات‬
‫التكوين املهني اخلاص في إطار برنامج التأهيل واالعتماد‪،‬‬
‫التابعة لها؛‬
‫وبعض العمليات التي حددها مكتب التكوين املهني وإنعاش‬
‫‪ -‬تطبيق املؤسسات لبرامج تقييم مردودية موظفيها‬ ‫الشغل‪ .‬كما أجنز قطاع التكوين املهني‪ ،‬بشراكة مع املجلس‬
‫ومستخدميها‪.‬‬ ‫األعلى للتعليم‪ ،‬دراستني حول تقييم جودة التكوين املهني‬
‫العمومي واخلاص‪ .‬ومن جهتها‪ ،‬شاركت التربية الوطنية في‬
‫‪ .5‬مقترح عمل لتحسني املردودية ‬ ‫دراسات تقييمية دولية حلصيلة التعلم‪ ،‬وطبقت مرة واحدة‬
‫نقترح فيما يلي مجموعة اإلجراءات الكفيلة بإرساء احلكامة‬ ‫البرنامج الوطني لتقييم التعلمات ‪.PNEA‬‬
‫اجليدة داخل نظام التربية والتكوين وتدعيم عملية اإلصالح‬ ‫إال أن قطاع التكوين املهني ومكتب التكوين املهني‬
‫التي بدأت منذ سنة ‪ .2000‬ويتعلق األمر بآليات لهيكلة‬ ‫وإنعاش الشغل‪ ،‬هما الوحيدان اللذان يجريان تقييمات‬
‫استراتيجية التغيير وتأطير ها وترسيخها‪ .‬وقد رتبت‬ ‫سنوية ألعمال مصاحلهما غير املمركزة في إطار إعداد برامج‬
‫تلك اآلليات التي يتعني أن يطبقها كل قطاع من قطاعات‬ ‫تعاقدية‪.‬‬
‫التربية والتكوين على املستويني املركزي واجلهوي حسب‬ ‫على مستوى التعليم العالي‪ ،‬يبدو أن التقييم ال يتعلق سوى‬
‫األولويات‪.‬‬ ‫بالطلبة‪ ،‬ذلك أن األساتذة معفون من كل مساءلة؛ كما أن‬
‫لكن سيصعب على الفاعلني‪ ،‬في غياب هيئة حاملة ملشروع‬ ‫أعمال رؤساء اجلامعات وعمداء الكليات ومدراء املدارس‬
‫اإلصالح‪ ،‬وفي غياب قانون موجه يحدد مسؤوليات كل‬ ‫العليا‪ ،‬ال تخضع ألي تقييم‪ ،‬على الرغم من حصولهم على‬
‫فاعل ومهامه ويوضحها‪ ،‬القيام بأدوارهم باجلدية املطلوبة‪.‬‬ ‫مناصبهم بناء على مشروع تدبيري‪.‬‬
‫من ناحية آخرى‪ ،‬يجب خلق جهاز للتنسيق يشمل‬ ‫يتضح إذن أن تعميم هذه املمارسة من قبل النظام ما زال‬
‫السلطات العليا لكل قطاع‪ ،‬ويعمل‪ ،‬بوصفه جلنة لقيادة‬ ‫بعيد املنال‪ .‬وال ميكن اعتبار التقارير املقدمة في البرملان خالل‬
‫اإلصالح‪ ،‬على حتديد التوجهات‪ ،‬ويسهر على تطبيق‬ ‫إعداد قانون املالية‪ ،‬في ظل الشروط التي حتيط مبناقشتها‪،‬‬
‫النصوص التنظيمية‪ ،‬وعلى تقومي كل انحراف قد يطال‬ ‫تقارير تقييم املنظومة‪ .‬فكيف ميكن أجرأة مبدأ احملاسبة؟‬
‫الرؤية احلاملة للتغيير‪.‬‬ ‫وكيف ميكن لثقافة التقييم أن تفرض نفسها؟‬

‫العمل‬ ‫القطاع‬ ‫املستوى‬


‫‪ -‬حتديد رؤية ومخطط استراتيجيني؛‬
‫‪ -‬إعادة هيكلة الوزارة وفق العمليات واملشاريع املتعلقة‬
‫باإلصالح؛‬
‫‪ -‬مراجعة القانون ‪ 01 .00‬وطريقة اشتغال مجلس‬
‫اجلامعة؛‬
‫قطاع التعليم العالي‬ ‫املستوى املركزي‬
‫‪ -‬إنشاء هيئة للتنسيق بني الوزارة واجلامعات األربعة‬
‫عشر تتحدد مهمتها يف السهر على التدبير اجليد وعلى‬
‫جودة التعليم؛‬
‫‪ -‬تطوير نظام مندمج للقيادة يف التعليم العالي والعمومي‬
‫واخلاص؛‬

‫‪61‬‬ ‫تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين ‪2013-2000‬‬


‫‪ -‬إقرار مقاربة لتدبير اإلجنازات على أساس برامج‬
‫تعاقدية بني الوزارة واجلامعات‪ ،‬وبني هذه األخيرة‬
‫والكليات واملدارس العليا؛‬
‫‪ -‬إجراء نقاش حول مجانية التعليم العالي وصيغ متويل‬
‫القطاع؛‬
‫‪ -‬إيجاد حلول لنقل املوارد البشرية واملمتلكات إلى‬
‫اجلامعات؛‬ ‫قطاع التعليم العالي‬
‫‪ -‬حتديد سياسة لتقييم أداء اجلامعات؛‬
‫‪ -‬إحداث مرصد ملالءمة التعليم العالي مع احمليط‬
‫االقتصادي واملهني؛ ‬
‫‪ -‬إحداث الوكالة الوطنية للتقييم‪.‬‬

‫‪ -‬حتديد رؤية ومخطط استراتيجيني للوزارة (عدم التقيد‬


‫مبخطط املشاريع ذات املدى املتوسط الذي تتسم رؤيته‬
‫بالضبابية)؛‬
‫‪ -‬مراجعة الهيكلة التنظيمية احلالية من أجل مزيد من‬
‫إدماج وتطوير اشتغال الفرق على املشاريع والعمليات؛ ‬ ‫املستوى املركزي‬
‫‪ -‬اقتراح مراجعة القانون ‪ 07 .00‬من أجل إعادة هيكلة‬
‫مجالس إدارة األكادمييات اجلهوية وتنشيط جلان العمل؛‬
‫‪ -‬تطوير مخطط استراتيجي للتواصل يستهدف املعنيني‬
‫واجلمهور عموما؛‬
‫‪ -‬إنشاء هيئة قارة للتنسيق بني الوزارة واألكادمييات؛ ‬
‫قطاع التربية الوطنية‬
‫‪ -‬تعزيز املوارد البشرية يف اجلهات‪ ،‬انطالقا من‬
‫اخلاصيات املعبر عنها من أجل التدبير اإلداري واملالي‬
‫لألكادمييات؛‬
‫‪ -‬تبني مسعى للتدبير عن طريق اإلجناز وإعداد مقاربة‬
‫تدبيرية على قاعدة البرامج التعاقدية بني الوزارة‬
‫واألكادمييات؛ ‬
‫‪ -‬منح وضعيات واضحة ملختلف الفئات املهنية‪ ،‬مثل‬
‫مديري املؤسسات والنواب اإلقليميني؛‬
‫‪ -‬إجراء نقاش يهم كل الفئات املهنية املعنية بالتسيير‬
‫املدرسي يف اجتاه إعادة تأهيل تلك الفئات وخلق‬
‫االنسجام بني النصوص املتعلقة بهذه املمارسات؛‬

‫حكامة منظومة التربية والتكوين باملغرب‬ ‫‪62‬‬


‫‪ -‬إعداد نص منظم إلنشاء الشبكات احمللية للتربية‬
‫والتكوين‪ ،‬وحتديد اشتغالها وصالحياتها وعرضه على‬
‫جلنة التنسيق بقطاع التربية والتكوين من أجل املوافقة‬
‫عليه قبل ترسيمه وتعميمه على كل مكونات النظام؛‬
‫‪ -‬إعداد مخطط عام لتكوين الفاعلني يف تدبير‬
‫املؤسسات املدرسية‪ ،‬كي يستأنسوا بصيغ االستقاللية‪،‬‬
‫وتتكفل األكادمييات مبضاعفة التكوينات على املستوى‬
‫اجلهوي؛‬ ‫قطاع التربية الوطنية‬
‫‪ -‬إعداد كتيب حول اإلجراءات النموذجية لتدبير‬
‫املؤسسات التابعة لألكادمييات واقتراحه عليها؛‬
‫‪ -‬إعداد نص يعمم أنشطة التقييم على هيئات الوزارة‬
‫من أجل املشاركة يف املباريات الوطنية والدولية لتقييم‬
‫املكتسبات والكفايات كقاعدة من أجل إعداد برامج‬
‫تربوية وتنظيم التعلمات‪.‬‬

‫‪ -‬إعداد نص مبثابة قانون إطار للتكوين املهني؛‬


‫‪ -‬إعداد رؤية ومخطط استراتيجي وطني من قبل‬
‫الوزارة؛‬ ‫املستوى املركزي‬
‫‪ -‬مراجعة القوانني ‪ 1 ،72 ،183‬املتعلقة بنظام إحداث‬
‫مكتب التكوين املهني وإنعاش الشغل وجعلها منسجمة‬
‫مع توجيهات القانون اإلطار الذي يتعني إصداره؛‬
‫‪ -‬إعداد نص تنظيمي يجعل املندوبيات اجلهوية لقطاع‬
‫التكوين املهني مبثابة محاور متميز على املستوى اجلهوي‬
‫بالنسبة لكل جوانب تدبير التكوين املهني؛‬
‫‪ -‬إعداد نظام مندمج لقيادة التكوين املهني؛‬ ‫قطاع التكوين املهني‬
‫‪ -‬تزويد الوزارة ومصاحلها اخلارجية باملوارد البشرية‬
‫الكافية عدديا؛‬
‫‪ -‬مراجعة الهيكلة احلالية للوزارة وخلق االنسجام بني‬
‫املندوبيات اجلهوية؛‬
‫‪ -‬إعداد مخطط استراتيجي للتواصل‪ ،‬لتطوير رؤية‬
‫واضحة للقطاع وتقدمي وتثمني التكوين املهني أمام‬
‫املواطنني؛ ‬
‫‪ -‬إعداد ترتيب للوظائف وللتكوين ونظام يسهر على‬
‫املالءمة بني حاجات السوق والتكوين‪.‬‬

‫‪63‬‬ ‫تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين ‪2013-2000‬‬


‫‪ -‬هيكلة تنظيم اجلامعات من جديد مع إعطاء األهمية‬
‫للصيغ املرتكزة على املشاريع والعمليات واإلجراءات؛‬
‫‪ -‬تطوير مخطط ممتد على عدة سنوات لتكوين‬
‫مستخدمي اجلامعة؛‬
‫‪ -‬إنشاء بنية قارة للتنسيق بني رئاسة اجلامعة والكليات‬
‫واملدارس العليا؛‬
‫‪ -‬إحداث بنية قارة ملراجعة برامج التكوين واملراقبة‬
‫وجعلها منسجمة مع متطلبات التطور السوسيو –‬
‫اقتصادي والتكنولوجي والثقايف؛‬
‫‪ -‬إعداد استراتيجية للبحث العلمي وللشراكة مع العالم‬ ‫قطاع اجلامعات‬
‫االقتصادي واملقاوالتي والثقايف واالجتماعي يف اجلهة‬
‫وعلى املستوى الدولي؛‬
‫‪ -‬تنويع مصادر املداخيل‪ ،‬واستثمار الفائض يف رأسمال‬
‫املقاوالت العمومية اخلاصة‪ ،‬وإنشاء شركات تابعة طبقا‬
‫للقوانني اجلاري بها العمل؛ ‬
‫‪ -‬تطوير مقاربة تدبير املوارد البشرية حسب اإلجنازات‪،‬‬
‫وإعداد سياسة لتقييم األنشطة اإلدارية والتربوية‬
‫واملالية؛‬ ‫املستوى اجلهوي‬
‫‪ -‬حتسني قدرات أطر اجلامعات يف التدبير املالي أو‬
‫توظيف متخصصني يف املجال‪.‬‬

‫‪ -‬تطوير رؤية ومخطط استراتيجيني على املدى املتوسط‬


‫بكل جهة؛‬
‫‪ -‬إعادة تنظيم األكادمييات وفق هيكلة موحدة‪ ،‬وحتديد‬
‫معايير وأمناط توزيع املساعدات املالية املقدمة للنيابات‬
‫اإلقليمية‪ ،‬وعبرها للمؤسسات التعليمية؛‬
‫‪ -‬مراقبة أنشطة املفتشني التربويني ومفتشي التوجيه‬
‫واإلدارة؛‬
‫قطاع األكادمييات‬
‫‪ -‬إعداد مخطط على مدى عدة سنوات لتكوين املوظفني‬
‫باألكادمييات ومبصاحلها اخلارجية؛‬
‫‪ -‬تهيئ موظفي الثانويات للتعامل مع نظام مصالح‬
‫الدولة التي تدبر بطريقة مستقلة؛‬
‫‪ -‬إعداد مخطط لتهيئ وحتسني قدرات الفاعلني‬
‫باملؤسسات املدرسية على االستقاللية يف تسيير‬
‫املؤسسات؛‬

‫حكامة منظومة التربية والتكوين باملغرب‬ ‫‪64‬‬


‫‪ -‬القيام بدور املراقب اجلهوي خلريطة التربية والتكوين؛‬
‫‪ -‬إحداث بنية للتنسيق مع املندوبية اجلهوية لقطاع‬
‫التكوين املهني ومع اجلامعة‪ ،‬للسهر على السير اجليد‬
‫لنظام التربية الوطنية جهويا‪ ،‬ولضمان تتبع الشبكات‬
‫احمللية للتربية والتكوين‪ ،‬ولتطبيق النصوص املتعلقة‬ ‫قطاع األكادمييات‬
‫بالتوجيه املدرسي؛‬
‫‪ -‬السهر على تشغيل مجالس تدبير املؤسسات املدرسية‬
‫واملجالس األخرى العاملة يف املؤسسات التربوية‪.‬‬

‫‪ -‬هيكلة املندوبيات من جديد وتزويدها باملستخدمني‬


‫املناسبني؛ ‬
‫املستوى اجلهوي‬
‫‪ -‬إعداد تصورات ومخططات استراتيجية جهوية‪،‬‬
‫وتنشيط‬
‫‪ -‬العالقات مع كل الفاعلني املتدخلني يف النظام‬
‫املندوبيات اجلهوية لقطاع احمللي؛‬
‫التكوين املهني‬
‫‪ -‬حتمل مسؤولية قيادة التكوين املهني على مستوى‬
‫اجلهة؛‬
‫‪ -‬إحداث اللجان اجلهوية للتكوين املهني والعمل على‬
‫انخراط كل الفاعلني احملليني العموميني واخلواص‪ ،‬وكل‬
‫الغرف املهنية املشاركة يف تطوير التكوين وفق الصيغ‬
‫التناوبية‪.‬‬

‫‪65‬‬ ‫تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين ‪2013-2000‬‬


‫ملحقات‬

‫حكامة منظومة التربية والتكوين باملغرب‬ ‫‪66‬‬


‫امللحق ‪ :1‬شبكة عناصر التقييم‬

‫صياغة عناصر التقييم‬ ‫امليثاق الوطني للتربية والتكوين‬

‫الدعامة اخلامسة عشرة‪ :‬إقرار الالمركزية والالمتركز يف قطاع التربية والتكوين‬


‫‪ .144‬حيث أن املغرب مبقتضى الدستور والقوانني املنظمة للجهات‬
‫واجلماعات احمللية‪ ،‬ينهج سياسة الالمركزية والالمتركز اإلداريني‪ .‬واعتبارا‬
‫لضرورة مالءمة التربية والتكوين للحاجات والظروف اجلهوية واحمللية‬
‫؛ ومن أجل التسهيل وترشيد والتسريع مساطر تدبير العدد املتزايد من‬
‫التنسيق املؤسستي على املستوى اجلهوي‬
‫التجهيزات األساسية والعدد املتعاظم للمتعلمني واملؤطرين يف قطاع التربية‬
‫واإلقليمي واحمللي‪ ،‬بني سلطات التعليم‬
‫والتكوين ؛ وسعيا لتيسير الشراكة والتعاون امليداني مع كل األطراف‬
‫العالي والتربية الوطنية والتكوين املهني‬
‫الفاعلة يف القطاع أو املعنية به ‪ ،‬من حيث التخطيط والتدبير والتقومي ؛‬
‫والسلطات األخرى املختصة‪.‬‬
‫وحرصا على ضرورة إطالق املبادرات البناءة وضبط املسؤوليات يف جميع‬
‫التنسيق املؤسستي بني السلطات املركزية‬ ‫أرجاء البالد حلل املشكالت العملية للقطاع يف عني املكان بأقرب ما ميكن‬
‫للتعليم العالي والتربية الوطنية والتكوين‬ ‫من املؤسسات التعليمية والتكوينية والنهوض بها بصفة شاملة وعلى‬
‫املهني‪.‬‬ ‫النحو املقصود باإلصالحات املتضمنة يف امليثاق‪.‬‬

‫تقوم سلطات التربية والتكوين بتنسيق مع السلطات األخرى املختصة‬


‫بتسريع بلورة نهج الالمركزية والالمتركز يف هذا القطاع باعتباره اختيارا‬
‫حاسما واستراتيجيا ومسؤولية عاجل‪.‬‬
‫إنشاء هيئات مكلفة بالتخطيط والتدبير‬ ‫‪ .145‬حتدث هيئات متخصصة يف التخطيط والتدبير واملراقبة يف مجال‬
‫واملراقبة يف مجال التربية والتكوين على ‬‫التربية والتكوين املشار إليها يف املادتني ‪ 41‬و‪ 42‬من امليثاق وكذا على صعيد‬
‫مستوى اجلهة واألقاليم والشبكات احمللية‬‫كل مؤسسة‪ ،‬بغية إعطاء الالمركزية والالمتركز أقصى األبعاد املمكنة‬
‫للتربية والتكوين‪.‬‬
‫وذلك عن طريق نقل االختصاصات ووسائل العمل بصفة تدريجية‬
‫وحثيثة وحازمة‪ ،‬من اإلدارات املركزية إلى املستويات املذكورة أعاله وفق عملية نقل الكفاءات من املستوى املركزي‬
‫نحو الهيئات التي مت إنشاؤها‪.‬‬ ‫ما تنص عليه املواد التالية‪.‬‬

‫‪ .146‬على صعيد اجلهة‪ ،‬تتم إعادة هيكلة نظام األكادمييات احلالية‬


‫وتوسيعها لتصبح سلطة جهوية للتربية والتكوين‪ ،‬المتمركزة ومزودة إعادة تنظيم سلطة األكادمييات يف مجال‬
‫باملوارد املادية والبشرية الفعالة لتضطلع باالختصاصات املوكولة للمستوى التربية والتكوين وذلك على مستوى‬
‫التخطيط واملراقبة والتنسيق والتمثيلية‬ ‫اجلهوي مبقتضى املادة ‪ 162‬من امليثاق مضافا إليها ما يلي‪:‬‬
‫املؤسستية جهويا‪.‬‬ ‫‪ -‬اإلشراف على وضع املخططات واخلرائط املدرسية؛ ‬
‫وجود إطار مؤسستي يحدد صيغ تنظيم‬ ‫‪ -‬تتبع مشاريع البناء والتجهيز التربويني‪ ،‬على أن تفوض عمليات إجناز‬
‫واشتغال األكادمييات اجلهوية للتربية‬ ‫البناء لهيئات إدارية أخرى مؤهلة يف إطار اتفاقيات مالئمة؛‬
‫والتكوين من قبيل تعيني أعضاء مجلس‬
‫األكادميية واالستقاللية اإلدارية واملالية‬ ‫‪ -‬اإلشراف على السير العام للدراسة والتكوين يف اجلهة واتخاذ ما يلزم‬
‫والتنسيق مع اجلامعات وتعيني املسؤولني عن‬ ‫لتصحيح أي اختالل يف التسيير أو التأطير البيداغوجي؛ ‬
‫األكادمييات‪.‬‬ ‫‪ -‬الشراكة مع الهيئات اجلهوية واإلدارية واالقتصادية واالجتماعية‬
‫والثقافية إلجناز مشاريع تروم ازدهار التربية والتكوين يف اجلهة؛ ‬

‫‪67‬‬ ‫تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين ‪2013-2000‬‬


‫‪ -‬التنسيق بني املمثليات اإلقليمية للسلطات املركزية للتربية والتكوين يف‬
‫جميع األمور التي تهم اجلهة ككل أو تهم أكثر من إقليم؛‬
‫‪ -‬االضطالع بتدبير املوارد البشرية على مستوى اجلهة مبا يف ذلك التوظيف‬
‫والتعيني والتقومي؛‬
‫‪ -‬اإلشراف على االمتحانات والتقومي واملراقبة على مستوى اجلهة وما‬
‫دونه؛‬
‫‪ -‬إعداد الدراسات واإلحصائيات اجلهوية؛‬
‫‪ -‬اإلشراف على البحث التربوي ذي الطابع اجلهوي؛‬
‫‪ -‬اإلشراف على تنظيم التكوين املستمر السنوي؛‬
‫‪ -‬اإلشراف على النشر والتوثيق التربويني؛‬
‫‪ -‬تزويد السلطات الوطنية بالتوصيات املناسبة والرامية إلى مالءمة برامج‬
‫التربية والتكوين وآلياته حلاجات اجلهة يف حالة جتاوز هذه التوصيات‬
‫الختصاصات اجلهة املعنية‪.‬‬

‫على مستوى تنظيم السلطات اجلهوية للتربية والتكوين وتسييرها‪ ،‬تتخذ‬


‫اإلجراءات التالية‪ :‬‬

‫أ) يشارك لزوما يف مجالس األكادمييات اجلهوية وجلانها املختصة ممثلون عن‬
‫كل الفاعلني يف القطاع العام واخلاص للتربية والتكوين وعن شركائهم‪.‬‬

‫ب) مينح لألكادمييات استقالل التدبير اإلداري واملالي وترصد لها ميزانية‬
‫تتصرف فيها بشكل مباشر وتراقب عليها طبقا للقوانني اجلاري بها العمل‪.‬‬

‫ج) حتدث أجهزة دائمة للتنسيق بني األكادمييات من جهة واجلامعات‬


‫واملؤسسات التقنية والتربوية املرتبطة بها من جهة ثانية‪.‬‬

‫د) يراعى يف اقتراح وتعيني املسؤولني عن األكادمييات توفرهم على شروط‬


‫املقدرة التربوية واإلدارية والتدبيرية‪.‬‬
‫‪ .147‬على مستوى اإلقليم يتم تعزيز املصالح املكلفة بالتربية والتكوين‬
‫من حيث االختصاصات ووسائل العمل‪ ،‬كما يعزز التنسيق بني مختلف‬
‫مكوناتها باجتاه إدماجها الكامل‪ .‬ويناط بالسلطات املركزية للتربية‬
‫والتكوين‪ ،‬التحديد الفوري جلميع االختصاصات واألطر والوسائل املمكن‬
‫إعادة تنظيم املصالح املكلفة بالتربية والتكوين‬ ‫نقلها مباشرة إلى املصالح اإلقليمية‪.‬‬
‫على املستوى اإلقليمي‪.‬‬
‫وتعمل املصالح اإلقليمية للتربية والتكوين‪ ،‬يف صيغتها الالمتمركزة‬
‫واملنسقة‪ ،‬حتت إشراف هيئة إقليمية للتربية والتكوين تشكل على غرار إنشاء هيئة إقليمية للتربية والتكوين‪.‬‬
‫الهيكلة اجلديدة لألكادمييات اجلهوية املشار إليها يف املادة ‪ 146‬أعاله‪،‬‬
‫لتضطلع مبهام توجيه املصالح اإلقليمية وتقومي عملها وأدائها يف كل‬
‫مجاالت التخطيط وتسيير مرافق التربية والتكوين وكذا التقومي التربوي‬
‫على مستوى اإلقليم‪.‬‬

‫حكامة منظومة التربية والتكوين باملغرب‬ ‫‪68‬‬


‫‪ .148‬يشرف على كل شبكة محلية للتربية والتكوين مكتب للتسيير‪،‬‬
‫يتكون من مديري املدارس واملؤسسات املرتبطة ضمن نفس الشبكة وممثلني‬
‫إنشاء شبكات محلية للتربية والتكوين وإقامة‬ ‫عن املدرسني وآباء أو أولياء املتعلمني‪ ،‬وعن الهيئات املهنية احمللية‪.‬‬
‫مكاتب للتدبير‪.‬‬
‫ويضطلع هذا املجلس مبهمة اإلشراف املستمر على إعداد البرامج الدراسية‬
‫وتنفيذها وتنسيق انتقاالت التالميذ واملدرسني بني ملؤسسات املنضوية التنسيق بني مكاتب التدبير اإلقليمية‬
‫حتتها‪ .‬وتقوم سلطات التربية والتكوين بتحديد نظام عمل مكاتب التدبير واجلهوية‪.‬‬
‫وتطويره يف إطار التوجه الالمركزي والالمتمركز‪ ،‬موازاة مع التقدم يف إنشاء‬
‫الشبكات احمللية للتربية والتكوين وتراكم جتاربها‪.‬‬

‫‪ .149‬يسير كل مؤسسة للتربية والتكوين مدير ومجلس للتدبير‪.‬‬

‫أ) يشترط يف املدير أن يكون قد نال تكوينا أساسيا يف مجال اإلدارة‬


‫التربوية‪ .‬وتنظم دورات مكثفة للتكوين املستمر والتأهيل يف هذا املجال‪،‬‬
‫يستفيد منها املديرون احلاليون يف غضون السنوات اخلمس القادمة على‬
‫أبعد تقدير‪.‬‬

‫ب) يحدث على صعيد كل مؤسسة للتربية والتكوين مجلس للتدبير ميثل‬
‫فيه املدرسون وآباء أو أولياء التالميذ وشركاء املدرسة يف مجاالت الدعم‬
‫املادي أو التقني أو الثقايف كافة‪ .‬ومن مهام هذا املجلس‪:‬‬

‫‪ -‬املساعدة وإبداء الرأي يف برمجة أنشطة املؤسسة ومواقيت الدراسة‬


‫إعداد وإجناز مخطط وطني لتكوين وإتقان‬
‫واستعماالت الزمن وتوزيع مهام املدرسني؛‬
‫عمل مديري مؤسسات التربية والتكوين‪.‬‬
‫‪ -‬اإلسهام يف التقومي الدوري لألداء التربوي وللوضعية املادية للمؤسسة‬
‫إنشاء مجالس تدبير مؤسسات التربية‬
‫وجتهيزاتها واملناخ التربوي بها؛‬
‫والتكوين‬
‫‪ -‬اقتراح احللول املالئمة للصيانة ولرفع مستوى املدرسة وإشعاعها داخل‬
‫(تركيبتها صالحيتها واشتغالها)‪.‬‬
‫محيطها‪ .‬عمال مببدأ التنايف بني دوري الطرف واحلكم‪ ،‬ال يسمح ألي‬
‫مدرس بتمثيل جمعية اآلباء يف مجلس تدبير املؤسسة التي ميارس فيها‪.‬‬

‫ميكن أن يضم مجلس تدبير املؤسسة ممثلني عن املتعلمني كلما توفرت‬


‫الشروط التي يضعها املجلس لذلك وتبعا للمقاييس التي يعتمدها يف‬
‫اختيار هؤالء املمثلني‪ .‬‬

‫ترصد لكل مؤسسة ميزانية للتسيير العادي والصيانة ويقوم املدير بصرفها‬
‫حتت مراقبة مجلس التدبير‪.‬‬

‫متنح تدريجيا للثانويات صفة «مصلحة للدولة تسير بطريقة مستقلة» (نظام‬
‫‪ .)SEGMA‬‬

‫‪69‬‬ ‫تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين ‪2013-2000‬‬


‫‪ .150‬يتم االرتقاء باجلامعة إلى مستوى مؤسسة مندمجة املكونات ذات‬
‫استقالل مالي فعلي وشخصية علمية وتربوية متميزة‪ .‬وتنظم على صعيد‬
‫اجلامعة اجلذوع املشتركة واجلسور ومشاريع البحث املتعددة التخصص‬
‫التي متكن من جلب موارد إضافية؛‬
‫تطبيق نظام جديد للجامعة‪ ،‬على مستوى‬
‫وتستعمل هذه املوارد على الوجه األمثل ويتم حسن توزيعها على جميع تنظيم وتدبير وتسيير مختلف املكونات‪.‬‬
‫املؤسسات التابعة للجامعة أو املرتبطة بها أو الفاعلة معها يف إطار الشراكة‪ .‬‬

‫وتستفيد اجلامعة من ميزانية متنحها لها الدولة حتدد حسب معايير واضحة‬
‫وعلنية وتدبر مواردها البشرية يف جميع مكوناتها‪.‬‬

‫‪ .151‬حتدث هيئة وطنية لتنسيق التعليم العالي حتدد مهامها كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬حتديد املعايير وآليات املصادقة املتبادلة على البرامج الدراسية واعتمادها؛ ‬

‫‪ -‬التضامن والتعاون املادي؛ ‬

‫‪ -‬تنسيق معايير قبول الطلبة وتسجيلهم يف مختلف األسالك وكذا تنسيق‬


‫ضوابط التقومي املستمر‬

‫‪ -‬واالمتحانات ومناقشة البحوث العلمية وقبولها؛‬


‫إنشاء الهيئة الوطنية لتنسيق التعليم العالي‬
‫وحتديد الصالحيات واالشتغال واإلطار‬ ‫‪ -‬إحداث الشبكات املعلوماتية املفيدة لكل هذه الغايات وإرساؤها؛‬
‫املؤسستي املرجعي‪.‬‬
‫‪ 122‬و‪125‬‬ ‫‪ -‬تطوير البحث العلمي وتشجيع النبوغ وفق ما جاء يف املادتني‬
‫من هذا امليثاق؛‬

‫‪ -‬تقدمي اقتراحات حول نظام الدراسات واالمتحانات إلى السلطات‬


‫احلكومية املشرفة على التعليم العالي قصد البث فيها‪ .‬وحتدد الصيغة‬
‫التنظيمية لهذه الهيئة مببادرة فورية من السلطة احلكومية املكلفة بالتعليم‬
‫العالي والبحث العلمي يف إطار تطبيق املادة ‪ 78‬من هذا امليثاق بتشاور‬
‫مع كل اجلامعات واملؤسسات املعنية‪ ،‬مع مراعاة مبادئ املرونة والفعالية‬
‫والتوفيق بني استقاللية اجلامعات واالنسجام الكلي لتوجهات التعليم‬
‫العالي والبحث العلمي‪.‬‬

‫حكامة منظومة التربية والتكوين باملغرب‬ ‫‪70‬‬


‫‪ .152‬حتدد الهيئات املسيرة للجامعات ومؤسسات التعليم العالي كما يلي‪:‬‬

‫أ) يسير كل جامعة مجلس للجامعة يتكون من رئيس اجلامعة باعتباره‬


‫رئيسا له وعمداء الكليات ومديري املدارس العليا واملؤسسات املرتبطة‬
‫باجلامعة وممثلني عن األساتذة والطلبة وشخصيات من عالم االقتصاد‬
‫والثقافة‪ .‬‬

‫ويقوم املجلس بتدبير الشؤون األكادميية واملالية واإلدارية والبحث العلمي‪،‬‬


‫وضع هيئات لتدبير اجلامعات ومؤسسات‬ ‫ويعقد اجتماعاته بكيفية منتظمة كلما دعت الضرورة إلى ذلك؛‬
‫ب) يعني رئيس اجلامعة ملدة أربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة بعد التعليم العالي وحتديد صيغ تعيني أعضاء‬
‫نداء مفتوح على الترشيحات التي تدرسها جلنة تعينها السلطة الوصية‪ .‬مجلس اجلامعة وصالحيات واشتغال‬
‫وترفع إلى هذه األخيرة ثالثة ترشيحات لتتبع املسطرة املعمول بها يف املجلس‪.‬‬
‫التعيني يف املناصب العليا للدولة؛‬

‫ج) يعني عمداء الكليات ونظراؤهم حسب نفس املسطرة املشار إليها‬
‫أعاله‪ ،‬علما أن الترشيحات تدرس من قبل مجلس اجلامعة؛‬

‫د) يف انتظار إعادة هيكلة التعليم العالي املشار إليها يف املادة ‪ 78‬أعاله‪،‬‬
‫حتتفظ املدارس العليا واملعاهد األخرى لهذا التعليم‪ ،‬غير التابعة للجامعات‪،‬‬
‫بهياكلها اخلاصة‪.‬‬

‫‪ .153‬يراعى يف إحداث اجلامعات اجلديدة أو أية مؤسسة للتعليم العالي‪،‬‬


‫صيغ تدخل الهيئة الوطنية لتنسيق التعليم‬
‫استجابتها ملعايير تلبية احلاجات الدقيقة للتعليم العالي على املستوى‬
‫العالي يف حالة إنشاء بنية جديدة لهذا‬
‫اجلهوي‪ .‬ويتطلب إحداث اجلامعات اجلديدة رأي الهيئة الوطنية للتنسيق‬
‫التعليم‪.‬‬
‫املشار إليها يف املادة ‪ .151‬‬

‫الدعامة السادسة عشرة‪ :‬حتسني التدبير العام لنظام التربية والتكوين وتقوميه املستمر‬

‫‪ .154‬ينظر إلى نظام التربية والتكوين كبنيان يشد بعضه بعضا‪ ،‬حيث‬
‫تترابط هياكله ومستوياته وأمناطه يف نسق متماسك ودائم التفاعل والتالؤم‬
‫وجود هيئات لتنسيق السياسات العمومية‬ ‫مع محيطه االجتماعي واملهني والعلمي والثقايف‪ .‬‬
‫ومن ثم فإن إصالح كل جانب من جوانبه وتقومي نتائجه ومالءمته بني مختلف مكونات نظام التربية والتكوين‪:‬‬
‫املستمرة‪ ،‬تتطلب التحكم يف كل املؤثرات والعوامل املتفاعلة فيه‪ .‬وبناء مجاالت إطارات التدخل‪ ،‬مستويات‬
‫عليه‪ ،‬يوجد اإلشراف على وضع السياسات العمومية التربوية والتكوينية املسؤولية‪ ،‬وسائل‪/‬مرجعية القيادة‪.‬‬
‫وتنفيذها وتتبعها على نحو يضمن انسجامها وقابليتها للتحقيق بشكل‬
‫متماسك وعملي وحثيث‪ ،‬مع ضبط املسؤولية واحملاسبة عليها بوضوح‪.‬‬

‫‪71‬‬ ‫تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين ‪2013-2000‬‬


‫‪ .155‬يتم تقومي اإلدارات املركزية املتدخلة يف مجاالت التربية والتكوين‬
‫مبختلف مستوياتها‪ ،‬مبا فيها مختلف قطاعات التكوين املهني وتكوين األطر‬
‫قصد الترشيد وإدماج ما ميكن إدماجه على نحو يسمح بتحقيق األهداف‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ -‬وضع حد لتبعثر املبادرات واملخططات والبرامج املعتمدة يف هذا املجال؛ ‬

‫‪ -‬حتقيق شفافية امليزانيات املرصودة ومالءمتها لألسبقيات احلالية والبعيدة‬


‫وجود‪/‬إجناز مخطط سنوي أو ممتد على عدة‬ ‫املدى على مستوى نظام التربية ككل؛ ‬
‫سنوات لتقييم الهيئات الوطنية للتربية‬
‫‪ -‬تقليص تكاليف التسيير اإلداري ملختلف القطاعات وترشيدها وحذف والتكوين‪ :‬مرجعية التقييم‪ ،‬نتائج التقييم‬
‫واستثمارها‪ ،‬نتائج ذلك وتأثيره على صيغ‬ ‫التكاليف الزائدة خصوصا على املستوى املركزي؛‬
‫وإجراءات التدبير على مستوى اإلدارات‬
‫‪ -‬ترشيد تدبير املوارد البشرية وإعادة نشرها على نحو متوازن وفعال‪ ،‬مع املركزية‪.‬‬
‫مراعاة وضعيتها االجتماعية‪ ،‬خصوصا يف اجتاه دعم املستويات اجلهوية‬
‫واحمللية باألطر املقتدرة ذات اخلبرة؛‬

‫‪ -‬إتاحة اإلمكانات الفعلية للربط بني املعاهد واملراكز املتعددة وحذف‬


‫الزائد منها‪ ،‬واستغالل التجهيزات األساسية واملوارد البشرية واملالية على‬
‫أساس حتقيق التوازن بني ضرورة حفظ التخصصات واخلبرات املتميزة‬
‫وضرورة كسر احلواجز اإلدارية والتقنية واملالية التي ال مبرر لها‪ ،‬وصوال‬
‫إلى تقاسم كل ما هو مشترك بطبعه‪ ،‬وبالتالي تضافر اإلمكانات واجلهود‪.‬‬

‫‪ .156‬تخضع برامج التعاون الدولي يف مجال التربية والتكوين‪ ،‬مبا فيها‬


‫القروض واملساعدات والدراسات‪ ،‬لترشيد وتنسيق شاملني‪ ،‬على أساس وجود هيئات لتنسيق برامج التعاون الدولي‬
‫يخدم املصلحة العليا للبالد يف االستفادة القصوى من هذا التعاون‪ ،‬مع يف مجاالت التربية والتكوين‪ :‬تركيبتها‬
‫تعزيز القدرة الذاتية وإعطاء األسبقية لإلمكانات واخلبرات الوطنية وتدعيم اشتغالها وإجنازاتها‪.‬‬
‫إشعاع املغرب وتشجيع تصدير مداركه‪.‬‬
‫‪ .157‬يخضع نظام التربية والتكوين برمته للتقومي املنتظم من حيث مردوديته‬
‫الداخلية واخلارجية‪ ،‬التربوية واإلدارية‪ .‬ويستند هذا التقومي‪ ،‬إضافة إلى‬
‫دراسات التدقيق البيداغوجي واملالي واإلداري‪ ،‬إلى التقومي الذاتي لكل‬
‫مؤسسة تربوية وإلى االستطالع الدوري آلراء الفاعلني التربويني وشركائهم‬
‫إجناز مخطط سنوي لتقييم نظام التربية‬ ‫يف مجاالت الشغل والعلم والثقافة والفن‪ .‬‬
‫والتكوين على املستويني الوطني واجلهوي‪:‬‬
‫تقوم سلطات التربية والتكوين بوضع تقرير سنوي حول وضعية القطاع مرجعية التقييم وفرقه ونتائجه ووضع هذه‬
‫وآفاقه وحصيلة التدقيق الداخلي واخلارجي‪ ،‬وحول خالصات التقرير األخيرة رهن إشارة الفاعلني السياسيني‬
‫السنوي للوكالة الوطنية للتقومي والتوجيه‪ .‬ويقدم هذا التقرير أمام البرملان والرأي العام‪ ،‬نتائج ذلك وتأثيراته على نظام‬
‫مبجلسيه يف دورة أكتوبر من كل سنة‪ .‬وتعرض السلطات اجلهوية للتربية حكامة وقيادة السياسات العمومية يف التربية‬
‫والتكوين بدورها تقريرا من نفس النوع ملناقشته من لدن مجالس اجلهات والتكوين‪.‬‬
‫يف شهر شتنبر من كل سنة‪.‬‬

‫وتنشر سلطات التربية والتكوين على املستويني الوطني واجلهوي‪ ،‬خالصة‬


‫التقارير املذكورة أعاله على الرأي العام‪.‬‬

‫حكامة منظومة التربية والتكوين باملغرب‬ ‫‪72‬‬


‫امللحق ‪ :2‬شبكة املواضيع اخلاضعة للمساءلة‬
‫محور التقييم‬ ‫مصادر املعلومات‬ ‫املساءلة‬ ‫عناصر التقييم‬
‫)املرجع امليثاق الوطني(‬
‫الدعامة ‪ 15‬إقرار الالمركزية والالمتركز يف قطاع التربية والتكوين‬

‫‪--‬إعداد وتنظيم‬ ‫•نصوص تشريعية‬ ‫•هل هناك تقدم في سياسة‬


‫سياسات التربية‬ ‫وتنظيمية‪.‬‬ ‫الالمركزية والالمتركز اإلدارية‬
‫والتكوين‪.‬‬ ‫•مقابال مع مديريات‬ ‫على مستوى التربية والتكوين؟‬
‫‪--‬أمناط التنظيم‬ ‫الوزارات والكتاب‬ ‫•كيف نتعرف على احلاجات‬
‫املؤسستي‪.‬‬ ‫العامني وإدارات‬ ‫اجلهوية واحمللية في مجال التربية‬
‫‪--‬قيادة مؤسستية‪.‬‬ ‫األكادمييات‬ ‫والتكوين؟‬ ‫‪ .144‬التنسيق املؤسستي على‬
‫والنيابات اإلقليمية‬ ‫•ما هي أمناط وأطر التخطيط‬ ‫املستوى اجلهوي واإلقليمي واحمللي‬
‫واملؤسسات‪.‬‬ ‫والتدبير والتقييم؟ وما هي‬ ‫بني سلطات التعليم العالي والتربية‬
‫االستجابة للحاجيات املتعرف‬ ‫الوطنية والتكوين املهني والسلطات‬
‫عليها؟‬ ‫املختصة األخرى‪.‬‬
‫•ماهي هيئات أو إجراءات‬
‫التنسيق املؤسستي بني مختلف‬ ‫التنسيق املؤسستي بني السلطات‬
‫الفاعلني واإلدارات على‬ ‫املركزية للتعليم العالي والتربية‬
‫املستويات املركزية واجلهوية‬ ‫الوطنية والتكوين املهني‪.‬‬
‫واإلقليمية واحمللية؟‬

‫‪--‬أمناط التنظيم‬ ‫•نصوص تشريعية‬ ‫•كيف ننشئ هيئات أو نعمل‬


‫املؤسستي‪.‬‬ ‫وتنظيمية‪.‬‬ ‫على صياغة إجراءات تضمن‬
‫•مقابالت مع‬ ‫التنسيق املؤسستي بني مختلف‬
‫مديريات الوزارات‬ ‫الفاعلني واإلدارات على‬
‫والكتاب العامني‬ ‫املستويات املركزية واجلهوية‬ ‫‪ .145‬حتدث هيئات متخصصة يف‬
‫وإدارات األكادمييات‬ ‫واإلقليمية واحمللية؟‬ ‫التخطيط والتدبير واملراقبة يف مجال‬
‫والنيابات اإلقليمية‬ ‫•ما هي طبيعة وما امتداد‬ ‫التربية والتكوين على مستوى اجلهة‬
‫واملؤسسات‪.‬‬ ‫الكفاءات واملسؤوليات املنقولة‬ ‫واألقاليم وشبكات التربية والتكوين‪.‬‬
‫إلى الفاعلني واإلدارات‪ ،‬على‬
‫املستويات اجلهوية واإلقليمية‬ ‫عملية نقل االختصاصات من‬
‫واحمللية؟‬ ‫اإلدارات املركزية إلى الهيئات‬
‫املذكورة أعاله‪.‬‬

‫‪73‬‬ ‫تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين ‪2013-2000‬‬


‫‪--‬أمناط التنظيم‬ ‫•نصوص تشريعية‬ ‫•هل يتعني تغيير وضعية‬
‫املؤسستي‪.‬‬ ‫وتنظيمية‪.‬‬ ‫األكادمييات؟ وما هو دفتر‬
‫‪--‬قيادة مؤسستية‪.‬‬ ‫•مقابالت مع‬ ‫التحمالت اجلديد (املهام‪،‬‬
‫املديريات الوزارية‬ ‫توسيع املسؤوليات‪ ،‬الهيكلة‬
‫املعنية ومع الكتاب‬ ‫والوسائل)؟‬
‫العامني وإدارات‬ ‫•ما هي أمناط تنظيم وتدبير‬ ‫‪ .146‬إعادة هيكلة نظام األكادمييات‬
‫األكادمييات‪.‬‬ ‫وتسيير األكادمييات (إدارة‪،‬‬ ‫وتوسيعها لتصبح سلطة للتربية‬
‫موظفني‪ ،‬بنيات حتتية الخ ‪)..‬؟‬ ‫والتكوين للتخطيط واملراقبة والتنسيق‬
‫•ما هي طبيعة وامتدادات‬ ‫والتمثيل املؤسستي على املستوى‬
‫األوراش واملشاريع واألعمال‬ ‫اجلهوي‪.‬‬
‫املكتسبة التي توجد حتت‬
‫مراقبة ومسؤولية األكادمييات‬ ‫وجود إطار مؤسستي يحدد صيغ‬
‫وحدها أو بشراكة مع غيرها؟‬ ‫تنظيم واشتغال األكادمييات اجلهوية‬
‫•كيف ننشئ هيئات أو نقيم‬ ‫من قبيل‪ :‬تعيني أعضاء مجلس‬
‫إجراءات للتنسيق على املستوى‬ ‫األكادميية واالستقاللية اإلدارية‬
‫اجلهوي بني األكادمييات‬ ‫واملالية والتنسيق مع اجلامعات‬
‫واجلامعات واملؤسسات‬ ‫وتعيني مسؤولي األكادمييات‪.‬‬
‫األخرى؟‬

‫‪--‬أمناط التنظيم‬ ‫•نصوص تشريعية‬ ‫•كيف نطور مهام املصالح‬


‫املؤسستي‪.‬‬ ‫وتنظيمية‪.‬‬ ‫اإلقليمية املكلفة بالتربية‬
‫‪--‬قيادة مؤسستية‪.‬‬ ‫•مقابالت مع‬ ‫والتكوين؟ وما هو دفتر‬
‫‪--‬إجنازات في إطار‬ ‫مديريات الوزارات‬ ‫التحمالت اجلديد (املهام‪،‬‬
‫تطبيق امليثاق‪.‬‬ ‫املعنية والكتاب‬ ‫وتوسيع املسؤوليات‪ ،‬والهيكلة‬
‫العامني ومع إدارات‬ ‫والوسائل)؟‬
‫األكادمييات‬ ‫•كيف ننشئ هيئات أو نعمل‬
‫واجلامعات‪.‬‬ ‫على صياغة إجراءات تضمن‬
‫‪ .147‬على مستوى اإلقليم‪ ،‬يتم تعزيز التنسيق املؤسستي بني مختلف‬
‫الفاعلني واملؤسسات على‬ ‫املصالح املكلفة بالتربية والتكوين‪.‬‬
‫املستوى اإلقليمي؟‬
‫حتدث هيئة إقليمية للتربية والتكوين‪.‬‬
‫•ما هي طبيعة وامتدادات‬
‫األوراش واملشاريع واألعمال‬
‫املكتسبة التي توجد حتت مراقبة‬
‫ومسؤولية الهيئات اإلقليمية‬
‫وحدها أو بشراكة مع غيرها؟‬

‫حكامة منظومة التربية والتكوين باملغرب‬ ‫‪74‬‬


‫‪--‬أمناط التنظيم‬ ‫•مقابالت مع‬ ‫•كيف نصنف الشبكات‬
‫املؤسستي‪.‬‬ ‫الكتاب العامني‬ ‫احمللية التي مت إنشاؤها (كميا‬
‫وإدارات األكادمييات ‪--‬إجنازات في إطار‬ ‫وكيفيا)؟‬
‫والنيابات واملؤسسات تطبيق امليثاق‪.‬‬ ‫•ما هي صيغ إحداث مكاتب‬
‫املدرسية (الثانويات‬ ‫التدبير والتسيير وكيف يتم‬
‫التأهيلية)‪.‬‬ ‫التنسيق مع الهيئات اإلقليمية‬
‫‪ .148‬حتدث شبكات محلية للتربية ومع األكادميية؟‬
‫•ما هي طبيعة وامتدادات األوراش‬ ‫والتكوين ووضع مكاتب للتسيير‪.‬‬
‫واملشاريع واألعمال التي توجد‬
‫التنسيق بني مكاتب التسيير حتت مراقبة ومسؤولية مكاتب‬
‫تدبير الشبكات احمللية وحدها‬ ‫والهيئات اإلقليمية واجلهوية‬
‫أو بشراكة مع غيرها؟‬

‫‪--‬إعداد وتنظيم‬ ‫•نصوص تشريعية‬ ‫•هل توجد مخططات وطنية‬


‫سياسات التربية‬ ‫وتنظيمية‪.‬‬ ‫أو جهوية لتكوين مديري‬
‫والتكوين‪.‬‬ ‫•مقابالت مع مديرية‬ ‫مؤسسات التربية والتكوين؟‬
‫‪--‬أمناط التنظيم‬ ‫الوزارة املعنية ومع‬ ‫•كيف نصنف برامج التكوين‬
‫املؤسستي‪.‬‬ ‫إدارات األكادمييات‬ ‫املنجزة (عدد املستفيدين‪،‬‬
‫والنيابات ومؤسسات ‪--‬قيادة مؤسستية‪.‬‬ ‫طبيعة أعمال التكوين‪ ،‬صيغ‬
‫التربية والتكوين‬ ‫التنظيم واملصادقة‪ ،‬املتدخلون‬
‫‪--‬إجنازات في إطار‬
‫تطبيق امليثاق‪.‬‬ ‫الخ‪. )..‬‬
‫•كيف توضع مجالس تدبير‬
‫املؤسسات؟ وما هي صيغ‬ ‫‪ .149‬يتم إعداد وإجناز مخطط‬
‫إحداث ومهام واشتغال األوراش‬ ‫وطني لتكوين وحتسني أداء مديري‬
‫واملشاريع واألعمال التي توجد‬ ‫مؤسسات التربية والتكوين‪.‬‬
‫حتت مراقبة ومسؤولية مجالس‬ ‫حتدث مجالس لتدبير مؤسسات‬
‫التدبير؟‬ ‫التربية والتكوين‪ :‬التركيبة‪ ،‬املهام‬
‫•كيف يتطور وضع الثانويات‬ ‫واالشتغال‬
‫التأهيلية (في إطار مصالح‬
‫الدولة التي تسير بطريقة‬
‫مستقلة)؟‬

‫‪75‬‬ ‫تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين ‪2013-2000‬‬


‫‪--‬إعداد وتنظيم‬ ‫•نصوص تشريعية‬ ‫•هل يتعني تغيير وضعية‬
‫سياسات التربية‬ ‫وتنظيمية مع‬ ‫اجلامعات؟ وما هو دفتر‬
‫والتكوين‪.‬‬ ‫استثمار دراسات في‬ ‫التحمالت اجلديد (املهام‪،‬‬
‫‪--‬أمناط التنظيم‬ ‫املوضوع إذا كانت‬ ‫توسيع املسؤوليات‪ ،‬الهيكلة‬
‫املؤسستي‪.‬‬ ‫متوفرة‪.‬‬ ‫والوسائل)؟‬
‫•مقابالت مع مديرية ‪--‬قيادة مؤسستية‪.‬‬ ‫•ما هي أمناط تنظيم وتدبير‬
‫وزارة التعليم العالي‬ ‫وتسيير اجلامعات (إدارة‪،‬‬
‫ومع رؤساء اجلامعات ‪--‬إجنازات في إطار‬
‫تطبيق امليثاق‪.‬‬ ‫موظفون‪ ،‬بنيات حتتية الخ ‪) ..‬؟‬
‫والكتاب العامني‬ ‫‪ .150‬تطبيق النظام اجلديد للجامعة •ما هي طبيعة وامتدادات‬
‫والعمداء ومديري‬ ‫من حيث هيكلة وتدبير وتسيير األوراش واملشاريع واألعمال‬
‫املؤسسات ومديري‬ ‫املكتسبة التي تنجز في إطار‬
‫األبحاث‪.‬‬ ‫مختلف مكوناتها‪.‬‬
‫الوضع اجلديد للجامعات؟‬
‫•كيف ننشئ هيئات أو‬
‫نقيم إجراءات على مستوى‬
‫األقسام الداخلية للجامعة أو‬
‫على املستوى اخلارجي‪ ،‬مع‬
‫اجلامعات األخرى واملصالح‬
‫املركزية واألكادمييات واملؤسسات‬
‫األخرى؟‬

‫‪--‬أمناط التنظيم‬ ‫•النصوص التشريعية‬ ‫•كيف ننشئ الهيئة الوطنية‬


‫املؤسستي‪.‬‬ ‫والتنظيمية‪.‬‬ ‫لتنسيق التعليم العالي؟ وما‬
‫‪--‬قيادة مؤسستية‪.‬‬ ‫•مقابالت مع مديرية‬ ‫هو دفتر التحمالت (املهام‪،‬‬
‫‪--‬إجنازات في إطار‬ ‫الوزارة املعنية وإدارة‬ ‫توسيع املسؤوليات‪ ،‬الهيكلة‬
‫تطبيق امليثاق‪.‬‬ ‫الهيئة والكتاب‬ ‫‪ .151‬حتدث هيئة وطنية لتنسيق والوسائل)؟‬
‫العامني‪.‬‬ ‫التعليم العالي وحتدد مهامها واشتغالها •ما هي صيغ تشكيل ومهام‬
‫واشتغال األوراش واملشاريع‬ ‫وإطارها املرجعي املؤسستي‪.‬‬
‫واألعمال التي توجد حتت‬
‫مراقبة ومسؤولية الهيئة الوطنية‬
‫لتنسيق التعليم العالي؟‬

‫•النصوص التشريعية ‪--‬منط التنظيم‬ ‫•كيف حتدث هيئات تسيير‬


‫املؤسستي‬ ‫والتنظيمية‬ ‫اجلامعات ومؤسسات التعليم‬
‫‪--‬إجنازات في إطار‬ ‫والدراسات حول‬ ‫العالي؟‬
‫تطبيق امليثاق‪.‬‬ ‫املوضوع إن وجدت‪.‬‬ ‫‪ .152‬حتدد الهيئات املسيرة للجامعات •ما هي صيغ إحداث مجالس‬
‫•مقابالت مع رؤساء‬ ‫ومؤسسات التعليم العالي‪ :‬صيغ اجلامعات‪ :‬التركيبة تعيينات‬
‫اجلامعات والكتاب‬ ‫تعيني أعضاء مجلس اجلامعة وصالحيات الرؤساء والعمداء‪،‬‬
‫العامني وممثلي‬ ‫وصالحيات واشتغال هذا املجلس‪ .‬األوراش واملشاريع واألعمال‬
‫مختلف الفئات‬ ‫التي توجد حتت مراقبة‬
‫املنتخبة أو املعينة‪.‬‬ ‫ومسؤولية هيئات التدبير؟‬

‫حكامة منظومة التربية والتكوين باملغرب‬ ‫‪76‬‬


‫‪--‬منط التنظيم‬ ‫•النصوص التشريعية‬ ‫•هل نصنف الهياكل اجلديدة‬
‫املؤسستي‬ ‫والتنظيمية‪.‬‬ ‫للتعليم العالي التي مت إحداثها‬
‫‪--‬إجنازات في إطار‬ ‫•مقابالت مع مديرية‬ ‫(كميا وكيفيا)؟ وما هو‬
‫تطبيق امليثاق‪.‬‬ ‫وزارة التعليم العالي‬ ‫‪ .153‬صيغ تدخل الهيئة الوطنية دفتر حتمالتها وكيف يتحدد‬
‫ومع إدارة الهيئة‬ ‫لتنسيق التعليم العالي يف حالة وضعها؟‬
‫الوطنية لتنسيق‬ ‫إحداث هيكلة جديدة للتعليم العالي •ما هي صيغ إجراءات إحداثها؟‬
‫التعليم العالي‪.‬‬ ‫وما الدور الذي تلعبه الهيئة‬
‫الوطنية للتنسيق في عملية‬
‫اإلحداث هاته؟‬
‫الدعامة ‪ :16‬حتسني التدبير العام لنظام التربية والتكوين وتقوميه املستمر‬
‫•النصوص التشريعية ‪--‬إعداد وتنظيم‬ ‫•كيف يتم إعداد وتنظيم‬
‫سياسات التربية‬ ‫والتنظيمية‪.‬‬ ‫السياسات العمومية في مجال‬
‫والتكوين‪.‬‬ ‫•مقابالت مع الكتاب‬ ‫التربية والتكوين؟ وما هي‬
‫‪--‬أمناط التنظيم‬ ‫العامني وإدارات‬ ‫اإلجراءات املتبعة والهيئات‪،‬‬
‫املؤسستي‪.‬‬ ‫األكادمييات‪.‬‬ ‫ومن هم الفاعلون وكيف‬
‫يحصل التنسيق والتقييم؟‬ ‫‪ .154‬يوجد هيئات لتنسيق السياسات‬
‫‪--‬قيادة مؤسستية‪.‬‬
‫•كيف يتحدد مفهوم نظام التربية‬ ‫العمومية بني مختلف مكونات نظام‬
‫والتكوين؟ وما هي الصياغة‬ ‫التربية والتكوين‪ :‬مجاالت التدخل‪،‬‬
‫املؤسستية واملكونات وأمناط‬ ‫مستويات املسؤولية‪ ،‬األدوات‬
‫القيادة املؤسستية واإلجرائية؟‬ ‫املرجعية للقيادة‪.‬‬
‫•ما هي هيئات قيادة النظام؟ وما‬
‫هي مهامها وإجراءاتها ووسائل‬
‫إعداد وتنظيم السياسات‬
‫العمومية في التربية والتكوين؟‬

‫•مقابالت مع الكتاب ‪--‬إجناز وتنظيم‬ ‫•كيف تنجز حمالت تقييم‬


‫سياسات التربية‬ ‫العامني وإدارات‬ ‫مختلف مكونات ‪ /‬مؤسسات‬
‫والتكوين‪.‬‬ ‫األكادمييات‪.‬‬ ‫نظام التربية والتكوين على كل‬
‫‪--‬أمناط التنظيم‬ ‫املستويات؟‬
‫املؤسستي‪.‬‬ ‫•ما هي عمليات ومرجعيات‬
‫‪--‬قيادة مؤسستية‪.‬‬ ‫التقييمات املنجزة (املمولون‪،‬‬ ‫‪ .155‬إحداث مخطط سنوي أو على‬
‫واملوضوعات‪ ،‬واملستهدفون‬ ‫مدى عدة سنوات لتقييم الهيئات‬
‫‪--‬إجنازات في إطار‬ ‫الوطنية للتربية والتكوين‪ :‬مرجعية‬
‫تطبيق امليثاق‪.‬‬ ‫األهداف‪ ،‬والصيغ‪ ،‬واملقومون‪،‬‬
‫والنتائج‪ ،‬والتأثيرات الخ ‪) ..‬؟‬ ‫التقييم نتائجه‪ ،‬استثماره‪ ،‬تأثيراته‬
‫•ما هي هيئات ‪ /‬إجراءات‬ ‫على صيغ وإجراءات التسيير على‬
‫تنسيق التقييمات املنجزة؟ وما‬ ‫مستوى اإلدارات املركزية‪.‬‬
‫هي صيغ االشتغال وأصناف‬
‫حمالت التقييم واستثمار‬
‫النتائج وتبليغها؟ وما هي‬
‫تأثيراتها وانعكاساتها؟‬

‫‪77‬‬ ‫تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين ‪2013-2000‬‬


‫•مقابالت مع الكتاب ‪--‬أمناط التنظيم‬ ‫•كيف توضع هيئة تنسيق‬
‫املؤسستي‪.‬‬ ‫العامني وإدارات‬ ‫برامج التعاون الدولي؟ وما هو‬
‫‪--‬إجنازات في إطار‬ ‫مصالح التعاون‪.‬‬ ‫دفتر حتمالتها (املهام‪ ،‬توسيع‬
‫تطبيق امليثاق‪.‬‬ ‫املسؤوليات والوسائل)؟‬
‫•ما هي صيغ وإجراءات االشتغال؟‬
‫وما هي تركيبة األعضاء واألدوار‬
‫‪ .156‬وجود هيئات لتنسيق برامج التي تقوم بها الهيئة الوطنية‬
‫التعاون الدولي يف مجاالت التربية لتنسيق برامج التعاون الدولي‬
‫والتكوين‪ :‬التركيبة‪ ،‬االشتغال‪ ،‬وتنسيق األنشطة؟‬
‫اإلنتاجات‪.‬‬
‫•ما هي التدخالت ‪ /‬األنشطة‬
‫التي تقوم بها الهيئة الوطنية‬
‫لتنسيق برامج التعاون الدولي؟‬
‫وما هي مشاريعها وحجمها‬
‫ومن هم الشركاء وما مجالها‬
‫الخ ؟‬
‫•النصوص التشريعية ‪--‬إعداد وتنظيم‬ ‫•هل يوجد برنامج سنوي أو ممتد‬
‫سياسات التربية‬ ‫والتنظيمية‪.‬‬ ‫على عدة سنوات لتقييم نظام‬
‫والتكوين‪.‬‬ ‫•مقابالت مع‬ ‫التربية والتكوين على املستويات‬
‫الوطنية واجلهوية واحمللية؟‬
‫مديريات الوزارات ‪--‬أمناط التنظيم‬ ‫•ما هي حمالت التقييم املنجزة؟‬
‫املؤسستي‪.‬‬ ‫ومع الكتاب العامني‬ ‫وما عددها ومرجعيتها وموضوعاتها‬
‫وإدارات األكادمييات ‪--‬إجنازات في إطار‬ ‫وأهدافها ومن هم املستهدفون‬
‫والنيابات اإلقليمية‬ ‫ومن هم املمولون واملقومون؟ وما‬
‫تطبيق امليثاق‪.‬‬ ‫هي صيغها ونتائجها وكيف يتم‬
‫واملؤسسات‬ ‫استثمارها الخ؟‬
‫املدرسية‪.‬‬ ‫•ما هي هيئات وإجراءات تنسيق‬
‫تقييمات النظام وما هي تركيبتها‬ ‫‪ .157‬إجناز مخطط سنوي لتقييم‬
‫ومهامها وصيغ اشتغالها؟‬
‫•كيف تستثمر نتائج تقييم النظام‬ ‫نظام التربية والتكوين على املستويني‬
‫ويتم تبليغها إلى الفاعلني السياسيني‬ ‫الوطني واجلهوي‪ :‬مرجعية التقييم‪،‬‬
‫والفاعلني داخل النظام وإلى مختلف‬ ‫وفرقه‪ ،‬ونتائجه ووضعه رهن إشارة‬
‫الشركاء املعنيني بالسياسات‬ ‫الفاعلني السياسيني والرأي العام‪،‬‬
‫العمومية للتربية والتكوين؟‬ ‫وتأثبراته على نظام حكامة وقيادة‬
‫•ما هي تأثيرات وانعكاسات نتائج‬
‫تقييم النظام على اإلستراتيجيات‬ ‫السياسات العمومية يف التربية‬
‫والسياسات واملمارسات في مجال‬ ‫والتكوين‬
‫التربيةوالتكوين؟‬
‫•كيف ميكن مأسسة إطار لتقييم‬
‫نظام التربية والتكوين؟ هل من‬
‫خالل اإلدارات املركزية أم الالمركزية‬
‫والالممركزة أم عبر مؤسسات التربية‬
‫والتكوين؟‬
‫•ما هي تأثيرات تطبيق امليثاق الوطني‬
‫على مستوى املؤسسة وبخصوص‬
‫االستقاللية ومشروع املؤسسة‬
‫والتعاقد والتقييم والتقييم الذاتي‬
‫واملرجعيات الخ ؟‬

‫حكامة منظومة التربية والتكوين باملغرب‬ ‫‪78‬‬


‫امللحق ‪ :3‬إطار التقابل بني موضوعات املساءلة ومحاور التقييم‬
‫قيادة مؤسستية‬ ‫إعداد وتنظيم سياسات التربية والتكوين‬
‫• كيف يتم التعرف على احلاجات اجلهوية واحمللية يف مجال • كيف يتم التنسيق املؤسستي بني مختلف الفاعلني‬
‫واإلدارات على املستويات املركزية واجلهوية واإلقليمية‬ ‫التربية والتكوين؟‬
‫واحمللية؟‬
‫• ما هي أمناط وأطر التخطيط وتدبير وتقييم األجوبة املتعلقة‬
‫• كيف نحدث هيئات أو إجراءات للتنسيق على املستوى‬ ‫باحلاجات املتعرف عليها؟‬
‫اجلهوي بني األكادمييات واجلامعات واملؤسسات األخرى؟‬
‫• كيف يتم إعداد وتنظيم السياسات العمومية يف مجال‬
‫التربية والتكوين؟ وما هي اإلجراءات والهيئات؟ ومن هم • كيف نحدث هيئات أو نعمل على صياغة إجراءات‬
‫تضمن التنسيق املؤسستي بني مختلف الفاعلني واإلدارات‬ ‫الفاعلون؟ وكيف يتم التنسيق والتقييم؟‬
‫على املستوى اإلقليمي؟‬
‫• ما هي تأثيرات وانعكاسات نتائج تقييم النظام على‬
‫االستراتيجيات والسياسات واملمارسات يف مجال التربية • هل توجد مخططات وطنية أو جهوية لتكوين مديري‬
‫مؤسسات التربية والتكوين؟‬ ‫والتكوين؟‬

‫• كيف نصنف برامج التكوين املنجزة (عدد املستفيدين‬ ‫• كيف ميكن مأسسة إطار لتقييم نظام التربية والتكوين؟‬
‫طبيعة التكوين صيغ التنظيم واملصادقة‪ ،‬املتدخلون الخ)؟‬ ‫هل من خالل اإلدارات املركزية أو الالممركزة أو عبر‬
‫• كيف نحدث هيئات أو نقيم إجراءات على مستوى‬ ‫مؤسسات التربية والتكوين؟‬
‫األقسام الداخلية للجامعة أو على املستوى اخلارجي‬
‫مع اجلامعات األخرى واملصالح املركزية واألكادمييات‬ ‫• ما هي هيئات قيادة النظام؟ وما هي صالحياتها‬
‫واملؤسسات األخرى؟‬ ‫وإجراءاتها ووسائل إعداد وتنظيم السياسات العمومية يف‬
‫التربية والتكوين؟‬
‫• كيف نحدث الهيئة الوطنية لتنسيق التعليم العالي؟ وما‬
‫• كيف تستثمر نتائج تقييم النظام ويتم تبليغها إلى هو دفتر التحمالت (املهام‪ ،‬وتوسيع املسؤوليات‪ ،‬والهيكلة‬
‫الفاعلني داخل النظام وإلى مختلف الشركاء املعنيني والوسائل)؟‬
‫بسياسات التربية والتكوين ‬
‫• كيف حتدث هيئات تدبير اجلامعات ومؤسسات التعليم‬
‫العالي؟‬ ‫أمناط التنظيم املؤسستي‪:‬‬

‫• ما هي الهيئات واإلجراءات املساهمة يف تقدم سياسة • كيف تنجز حمالت تقييم مختلف مكونات مؤسسات‬
‫الالمركزية والالمتركز اإلدارية يف مجال التربية والتكوين؟ نظام التربية والتكوين على كل املستويات؟‬

‫• ما هي طبيعة وامتدادات االختصاصات الكفايات • ما هي عمليات ومرجعيات التقييم املنجزة (املمولون‪،‬‬


‫واملسؤوليات املنقولة إلى الفاعلني واإلدارات على املستويات واملوضوعات‪ ،‬واملستهدفون‪ ،‬واألهداف‪ ،‬والصيغ‪،‬‬
‫واملقومون‪ ،‬والنتائج‪ ،‬والتأثيرات الخ ‪) ..‬؟‬ ‫اجلهوية واإلقليمية واحمللية؟‬

‫• هل يتعني تغيير وضعية األكادمييات؟ وما هو دفتر • ما هي هيئات وإجراءات تنسيق التقييمات املنجزة؟ وما‬
‫التحمالت اجلديد (املهام‪ ،‬توسيع املسؤوليات‪ ،‬الهيكلة‪ ،‬هي صيغ اشتغالها وأصناف حمالت التقييم واستثمار‬
‫النتائج وتبليغها وما هي تأثيراتها وانعكاساتها؟‬ ‫الوسائل)؟‬

‫• كيف ننشئ هيئات أو نعمل على صياغة إجراءات • هل يوجد برنامج سنوي أو ممتد على عدة سنوات‬
‫تضمن التنسيق املؤسستي بني مختلف الفاعلني واإلدارات لتقييم نظام التربية والتكوين على املستويات الوطنية‬

‫‪79‬‬ ‫تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين ‪2013-2000‬‬


‫واجلهوية واحمللية؟‬ ‫على املستويات املركزية واجلهوية واإلقليمية واحمللية؟‬

‫• ما هي أمناط تنظيم وتدبير وتسيير األكادمييات (إدارة‪ • ،‬كيف نطور مهام املصالح اإلقليمية املكلفة بالتربية‬
‫والتكوين؟ وما هو دفتر التحمالت اجلديد (املهام‪ ،‬توسيع‬ ‫موظفون‪ ،‬بنيات حتتية الخ ‪ ) ..‬؟‬
‫املسؤوليات‪ ،‬الهيكلة والوسائل)؟‬
‫• كيف نصنف الشبكات احمللية التي مت إحداثها (كميا‬
‫• ما هي تأثيرات تطبيق امليثاق على مستوى املؤسسة‬ ‫وكيفيا)؟‬
‫بخصوص االستقاللية ومشروع املؤسسة والتعاقد والتقييم‬
‫• ما هي صيغ إحداث مكاتب التدبير والتسيير وكيف يتم والتقييم الذاتي واملرجعيات الخ؟‬
‫التنسيق مع الهيئات اإلقليمية ومع األكادميية؟‬
‫إجنازات يف إطار تطبيق امليثاق‬
‫• كيف توضع مجالس تدبير املؤسسات؟ وما هي صيغ‬
‫إحداثها ومهامها وما هي األوراش واملشاريع واألعمال التي • ما هي طبيعة وامتدادات األوراش واملشاريع واألعمال‬
‫التي توجد حتت مراقبة ومسؤولية األكادمييات وحدها أو‬ ‫توجد حتت مراقبة ومسؤولية مكاتب التدبير؟‬
‫بشراكة مع غيرها؟‬
‫• كيف يتطور وضع الثانويات التأهيلية (يف إطار مصالح‬
‫• ما هي طبيعة وامتدادات األوراش واملشاريع واألعمال‬ ‫الدولة التي مت تسييرها بطريقة مستقلة)؟‬
‫التي توجد حتت مراقبة ومسؤولية الهيئات اإلقليمية‬
‫• هل يتعني تغيير وضعية اجلامعات؟ وما هو دفتر التحمالت وحدها أو بشراكة مع غيرها؟‬
‫اجلديد (املهام‪ ،‬توسيع املسؤوليات‪ ،‬الهيكلة والوسائل)؟‬
‫• ما هي طبيعة وامتدادات األوراش واملشاريع واألعمال‬
‫• ما هي أمناط تنظيم وتدبير وتسيير اجلامعات (إدارة‪ ،‬التي توجد حتت مراقبة ومسؤولية مكاتب تدبير الشبكات‬
‫احمللية وحدها أو بشراكة مع غيرها؟‬ ‫موظفون‪ ،‬بنيات حتتية الخ ‪ ) ..‬؟‬

‫• ما هي صيغ إحداث مجالس اجلامعات‪ :‬التركيبة‪ • ،‬ما هي طبيعة وامتدادات األوراش واملشاريع واألعمال‬
‫تعيينات وصالحيات الرؤساء والعمداء‪ ،‬التسيير‪ ،‬املنجزة يف إطار الوضع اجلديد للجامعات؟‬
‫األوراش واملشاريع واألعمال التي توجد حتت مراقبة‬
‫• ما هي صيغ تشكيل وصالحيات واشتغال األوراش‬ ‫ومسؤولية هيئات التدبير؟‬
‫واملشاريع واألعمال التي توجد حتت مراقبة ومسؤولية‬
‫• ما هي صيغ وإجراءات االبتكار؟ وما هو دور الهيئة الهيئة الوطنية لتنسيق التعليم العالي؟‬
‫الوطنية للتنسيق يف عملية االبتكار؟‬
‫• ما هي التدخالت واألنشطة التي تقوم بها الهيئة الوطنية‬
‫• كيف نحدد مفهوم نظام التربية والتكوين؟ وما هي لتنسيق برامج التعاون الدولي وما هي مشاريعها وما حجمها‬
‫الصياغة املؤسستية واملكونات وأمناط القيادة املؤسستية ومن هم شركاؤها وما مجالها الخ؟‬
‫واإلجرائية؟‬
‫• ما هي حمالت التقييم املنجزة وما عددها ومرجعيتها‬
‫• كيف توضع هيئة تنسيق برامج التعاون الدولي؟ وما هو وموضوعها وأهدافها ومن هم املستهدفون واملمولون واملقومون‬
‫وما هي صيغه ونتائجها وكيف يتم استثمارها؟‬ ‫دفتر حتمالتها (املهام‪ ،‬توسيع املسؤوليات‪ ،‬الوسائل)؟‬

‫• ما هي صيغ وإجراءات االشتغال؟ وما هي تركيبة • هل نصنف الهياكل اجلديدة للتعليم العالي التي مت‬
‫األعضاء واألدوار التي تقوم بها الهيئة الوطنية لتنسيق إحداثها (كميا أو كيفيا)؟ وما هو دفتر حتمالتها وكيف‬
‫يتحدد وضعها؟‬ ‫برامج التعاون الدولي وتنسيق األنشطة؟‬

‫• ما هي هيئات وإجراءات تنسيق تقييمات النظام؟ وما • ما هي األوراش واملشاريع واألعمال التي أجنزت حتت‬
‫مراقبة ومسؤولية هيئات التدبير؟‬ ‫هي تركيبتها ومهامها وصيغ اشتغالها؟‬

‫حكامة منظومة التربية والتكوين باملغرب‬ ‫‪80‬‬


‫•الدعامة ‪ :15‬إقرار الالمركزية والالمتركز في قطاع‬ ‫امللحق ‪ :4‬شبكة دليل املقابلة‬
‫التربية والتكوين‪.‬‬ ‫اعتبارا للنتائج اإليجابية املنتظرة من تطبيق اململكة املغربية‬
‫•الدعامة ‪ :16‬حتسني التدبير العام لنظام التربية والتكوين‬ ‫لسياستها في اجلهوية والالمركزية والالمتركز على املستوى‬
‫وتقوميه املستمر‪.‬‬ ‫اإلداري؛ أقر امليثاق الوطني للتربية والتكوين في املغرب‪،‬‬
‫لتوضيح مستويات إجناز التوصيات املتعلقة بهاتني الدعامتني‪،‬‬ ‫احلكامة مجاال لتجديد أساسي يسمح ترسيخه داخل نظام‬
‫أشرف املجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي‬ ‫التربية بتزويد هذا األخير بآليات التدبير املالئمة التي ستيسر‬
‫على إجناز هذه الدراسة‪ .‬وتعتبر مجموعة األسئلة املطروحة‬ ‫انسجام عمله مع االختيارات التنموية للوطن‪ .‬ويحدد عرض‬
‫إشارية فقط‪ ،‬ألن األجوبة عليها ستختلف من محاور آلخر‪.‬‬ ‫مجال التجديد ثالث دعامات للتغيير‪ ،‬تتعلق اثنتان منها‬
‫بهذه الدراسة وهما‪:‬‬
‫‪ .I‬الالمركزية والالمتركز‬
‫‪ .1.1‬عموما‪ ،‬إلى أي حد ميكن القول إن سياسة المركزية والمتركز الهياكل اإلدارية لنظام التربية قد حتققت سنة ‪،2014‬‬
‫وما هي في نظركم نتائجها الرئيسية؟‬
‫‪ .2.1‬كيف وبأية طريقة (أي الوسائل واملمارسات) أخذت عملية الالمركزية والالمتركز بعني االعتبار احلاجات اجلهوية‬
‫واحمللية في مجال التربية والتكوين؟‬
‫‪ .3.1‬هل خضعت هذه االستجابة للحاجات اجلهوية واحمللية‪ ،‬للتتبع أثناء عملية اإلجناز؟ وإذا كان اجلواب بنعم‪ ،‬فما‬
‫هي أمناط وأطر التخطيط والتدبير والتقييم املعتمدة؟‬
‫‪ .4.1‬لتحسني مردودية أعمال الهيئات الالمركزية‪ ،‬دعا امليثاق إلى إحداث هيئات للتنسيق املؤسستي بني القطاعات‬
‫الثالثة (التعليم العالي‪ ،‬التربية الوطنية والتكوين املهني)‪ ،‬فما هي األهمية التي تكتسيها هذه الهيئات وما هي نتائجها‬
‫وأعمالها ولقاءاتها؟ وما هي قراراتها املتخذة لتدعيم تطبيق الالمركزية؟‬
‫‪ .5.1‬في نفس االجتاه ‪ ،‬أوصى امليثاق بإحداث هيئات مكلفة بالتخطيط والتدبير واملراقبة في مجال التربية والتكوين‪،‬‬
‫على مستوى اجلهات واألقاليم والشبكات احمللية للتربية والتكوين وكذلك املؤسسات‪ ،‬فماذا حققه النظام بالنسبة لهذه‬
‫التوصية؟ وإذا لم يكن قد حتقق أي شيء‪ ،‬فما هو مبرر ذلك؟‬
‫‪ .6.1‬هل حتقق نقل االختصاصات الذي يفترض مواكبته لسياسة الالمركزية هاته ؟ وإذا كان اجلواب بنعم‪ ،‬فما‬
‫هو امتداد االختصاصات املنقولة؟ وما هي مستويات املسؤولية املنقولة إلى الفاعلني وإلى اإلدارات باجلهات واألقاليم‬
‫واملؤسسات؟ وإذا كان اجلواب بالنفي‪ ،‬فما هي أسباب ذلك؟‬
‫‪ .7.1‬هل يخضع اختيار وتعيني مسؤولي األكادمييات اجلهوية إلى إجراءات ومعايير االنتقاء النوعية بشكل واضح ؟ وإذا‬
‫كان اجلواب بنعم‪ ،‬فما هي هذه اإلجراءات واملعايير وما هي مرجعيتها؟‬
‫‪ .8.1‬عرفت األكادمييات اجلهوية توجها جديدا وتعديال لنظامها‪ .‬فقد أصبحت اآلن‪ ،‬تلعب دور املنسق لتدبير التربية‬
‫والتكوين على املستوى اجلهوي‪ ،‬فهل تتوفر على دفتر حتمالت يوضح وينسق مهامها ومسؤولياتها وهيكلتها ومواردها‬
‫واإلجراءات املنظمة ألنشطتها؟‬
‫‪ .9.1‬بعد إعادة هيكلة األكادمييات ونظام السلطات اجلهوية للتربية والتكوين الالمركزية والالممركزة‪ ،‬ما هو حتليلكم‬
‫للوضع بالنظر إلى درجة تطبيق النصوص املتعلقة ‪:‬‬
‫أ) بتركيبة واشتغال مجلس األكادميية؟‬
‫ب) بالتنسيق بني التمثيليات اإلقليمية للتربية والتكوين داخل مجالها الترابي؟‬
‫ج) بإحداث أجهزة للتنسيق بني األكادميية واجلامعات ومؤسسات التعليم العالي؟‬
‫د) بإعداد وإجناز الشراكة مع مختلف املؤسسات من أجل االرتقاء اجلهوي بالتربية والتكوين والبحث العلمي؟‬
‫ه) باستقالليتها اإلدارية واملالية؟‬
‫و) بتدبير املوارد البشرية على مستوى اجلهة‪ ،‬مبا في ذلك التوظيف والتكوين والتقييم؟‬
‫ز) مبراقبة املخططات ومن بينها مخططات البناء والتجهيز وخرائط التمدرس والتكوين؟‬

‫‪81‬‬ ‫تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين ‪2013-2000‬‬


‫ح) بتدبير ومراقبة االمتحانات وتقييم التعلمات على مستوى اجلهة ومن ضمنها النيابات؟‬
‫ط) بإعداد الدراسات واإلحصائيات والبحوث البيداغوجية اخلاصة مبجالها الترابي؟‬
‫ي) باملراقبة والتوثيق التربويني اخلاصني باجلهة ؟‬
‫ك) بعرض توصيات تتجاوز الصالحيات اجلهوية‪ ،‬أمام السلطات الوطنية‪ ،‬تتعلق مبالءمة أجهزة وبرامج التربية‬
‫والتكوين للحاجيات احمللية؟‬
‫‪ .10.1‬هل عرفت املصالح املكلفة بالتربية والتكوين تطورا في مهامها على املستوى اإلقليمي ؟ وهل جتسد ذلك عبر‬
‫دفتر للتحمالت يحدد مهامها ومسؤولياتها وهياكلها ومواردها وإجراءاتها التدبيرية ؟‬
‫‪ .11.1‬هل مت إحداث أو إجناز هيئات إقليمية أو صياغة إجراءات للتنسيق املؤسستي بني القطاعات الثالثة ؟ وإذا كان‬
‫اجلواب بالنفي‪ ،‬فما هي أسباب ذلك ؟‬
‫‪ .12.1‬ما هي األوراش واملشاريع واألعمال التي توجد حتت مراقبة ومسؤولية الهيئات اإلقليمية واألكادميية ؟‬
‫‪ .13.1‬هل مت إحداث شبكات محلية للتربية والتكوين ؟ وإذا كان اجلواب بنعم‪ ،‬فما هي صيغ وأمناط اشتغالها وتدبيرها‬
‫وكيف تضمن التنسيق مع الهيئات اإلقليمية والهيئات التابعة لألكادميية ؟‬
‫‪ .14.1‬ما هي األوراش واملشاريع واألعمال التي توجد حتت مراقبة ومسؤولية هيئات مكاتب تدبير الشبكات احمللية‬
‫وحدها أو بشراكة مع غيرها ؟ وإذا لم تكن موجودة‪ ،‬فلماذا لم تصدر توصية بشأنها ؟‬
‫‪ .15.1‬هل توجد مخططات وطنية و أو جهوية لتكوين مديري مؤسسات التربية والتكوين في التدبير اإلداري‬
‫والبيداغوجي للمؤسسات املذكورة ؟ وإذا كان اجلواب بنعم‪ ،‬فما هو عدد املستفيدين ؟ وما هي طبيعة أنشطة التكوين‬
‫املنجزة وما هي صيغ التنظيم واملصادقة ؟ ومن هم املتدخلون ؟‬
‫‪ .16.1‬هل أحدثت املؤسسات مجالس للتدبير ؟ وما هي صيغ إحداثها ؟ وما هي مهامها ومنط اشتغالها ؟ وما هي‬
‫األوراش واملشاريع واألعمال التي توجد حتت مراقبة هذه املجالس ومسؤوليتها ؟‬
‫هل تستفيد الثانويات التأهيلية من وضع مصلحة الدولة التي يتم تسييرها بطريقة مستقلة ؟ وإذا كان اجلواب بالنفي‪،‬‬
‫فما هو السبب ؟‬

‫‪ .II‬حكامة نظام التربية والتكوين‬


‫‪ .1.2‬هل يتم إعداد وضبط السياسات العمومية في مجال التربية والتكوين من قبل هيئات التنسيق ؟ وإذا كان اجلواب‬
‫بنعم‪ ،‬فما هي اإلجراءات التي تتبعها هذه األخيرة؟ ومن هم الفاعلون والهيئات املعنية بهذه العمليات؟ وما هو نوع‬
‫التنسيق املطبق ومنط تقييم النتائج اخلاضع لالستعمال؟‬
‫‪ .2.2‬هل ميكن احلديث عن وجود نظام للتربية والتكوين واضح ومندمج ومنسجم ؟ وإذا كان اجلواب بنعم‪ ،‬فما‬
‫هي الصيغة املؤسستية التي متثله؟ وما هي مكوناته وما هو منط القيادة املؤسستية واإلجرائية الذي يسمح بتدبيره؟‬
‫(الصالحيات‪ ،‬واإلجراءات‪ ،‬واملؤشرات ووسائل إعداد وضبط السياسات العمومية في مجال التربية والتكوين)؟‬
‫‪ .3.2‬هل تخضع مختلف مكونات نظام التربية والتكوين ومؤسساته للتقييم على جميع املستويات؟ وإذا كان اجلواب‬
‫بنعم‪ ،‬فما هي مرجعياته وموضوعاته؟ ومن هم املستهدفون؟ وما هي أهدافه وصيغه؟ ومن هم املقومون؟ وما نتائجه‬
‫وتأثيراته الخ؟ وكيف ستستعمل وستستثمر نتائجه؟ وما هي انعكاساتها وتأثيراتها على‪:‬‬
‫أ) انتشار املبادرات واملخططات وبرامج التعاون؟‬
‫ب) شفافية امليزانيات املرصودة ومالءمتها ألولويات نظام التربية والتكوين في شموليته حاليا وعلى املدى‬
‫الطويل؟‬
‫ج) تقليص وعقلنة تكاليف التسيير اإلداري ملختلف القطاعات وإلغاء التكاليف غير املفيدة‪ ،‬خصوصا على‬
‫املستوى املركزي؟‬
‫د) عقلنة تدبير املوارد البشرية وإعادة انتشارها بشكل متوازن وناجع‪ ،‬خصوصا من أجل دعم املستويني اجلهوي‬
‫واحمللي باألطر الكفأة واملجربة؟‬

‫حكامة منظومة التربية والتكوين باملغرب‬ ‫‪82‬‬


‫ه) خلق إمكانات فعلية للربط بني العديد من املؤسسات ومركز التربية والتكوين؟‬
‫و) إلغاء كل ما هو زائد وضمان استثمار عقالني للبنيات التحتية وللموارد البشرية واملالية‪ ،‬مع التأكد من وجود‬
‫أفضل توازن بني ضرورة احلفاظ على مجاالت التخصص الضرورية وضرورة إزالة مظاهر العزلة اإلدارية والتقنية‬
‫واملالية غير املفيدة‪ ،‬عبر جعل الوسائل واملجهودات مشتركة‪ ،‬مع عقلنتها؟‬
‫‪ .4.2‬هل توجد على مستوى التعاون الدولي هيئة للتنسيق املؤسستي بني القطاعات الثالثة؟ وإذا كان اجلواب بنعم‪،‬‬
‫فما هو دفتر التحمالت الذي يحدد مهمتها‪ ،‬وما مدى مسؤولياتها واشتغالها؟ وما هي مكوناتها؟ وما هي املوارد‬
‫املتوفرة لديها وأعمالها املنجزة أو في طور اإلجناز والنتائج التي حصلت عليها؟‬
‫‪ .5.2‬هل يوجد مخطط سنوي لتقييم نظام التربية والتكوين برمته على املستويات الوطنية واجلهوية واحمللية ؟ وإذا كان‬
‫اجلواب بنعم‪:‬‬
‫أ) فما هي مرجعيات التقييم لديه؟‬
‫ب) ما هي فرق التقييم؟‬
‫ج) ما هي النتائج احملصل عليها من عمليات التقييم؟‬
‫د) كيف توضع رهن إشارة الفاعلني السياسيني والرأي العام وتبلغ إليهم؟ وكم عدد املرات التي تنجز فيها؟‬
‫وهل يتم احترام املستوى التراتبي الصاعد (من احمللي إلى املركزي)؟ وهل تخضع للتحليل واملناقشة عند كل‬
‫مستوى؟ ومن هي الهيئات التي تقوم بذلك؟ وهل متت مأسستها؟‬
‫ه) ما هي تأثيراتها وانعكاساتها على نظام احلكامة وعلى السياسات العمومية في التربية والتكوين؟‬
‫و) ما هي تأثيراتها على مستوى املؤسسة؟ وكيف تؤثر في هذه األخيرة في مشاريعها وممارساتها وتعاقداتها؟‬
‫ز) هل يرتكز هذا التقييم السنوي على االفتحاصات اإلدارية والبيداغوجية واملالية لكل مؤسسة؟ وفي هذه‬
‫احلالة‪ ،‬هل يستثمر التقييمات الذاتية املنجزة من قبل املؤسسات؟‬

‫‪ .III‬أسئلة خاصة بالتعليم العالي‬


‫‪ .1.1‬على مستوى مجلس اجلامعة وانطالقا من تطبيق النظام اجلديد املتعلق بحكامة اجلامعة ‪:‬‬
‫أ) هل مت تأسيس مجلس اجلامعة وفق القواعد املرتقبة؟‬
‫ب) ما هي طبيعة مساهمة األعضاء املتعددين واملختلفني في عملية صنع القرار داخل املجلس؟‬
‫ج) كم عدد االجتماعات التي يعقدها املجلس في السنة وما هي طبيعة مشاركة أعضائه؟‬
‫د) ما هي حصيلة الوجود والسير العام ملجلس اجلامعة؟‬
‫‪ .2.2‬على مستوى الكليات واملؤسسات‪:‬‬
‫أ) هل مت تعيني عمداء الكليات ومدراء املؤسسات وفق القواعد املرتقبة؟‬
‫ب) هل تتوفر مؤسستكم اجلامعية على هامش كاف للعمل التنظيمي‪ ،‬من أجل االستجابة ملهمتها ولتفويضها؟‬
‫ج) ما هي حصيلة الوجود والسير العام ملجلس الكلية أو املؤسسة؟‬
‫‪ .3.3‬تسيير اجلامعة ‪:‬‬
‫‪ )1‬بعد تطبيق النظام اجلديد للجامعة بخصوص تنظيمها وتدبيرها وتسييرها‪ ،‬ما هو حتليلكم لتطبيق النصوص‬
‫املتعلقة‬
‫أ) باستقالليتها املالية واإلدارية الفعلية؟‬
‫ب) بتدبير مشاريع برامج التكوين والبحث؟‬
‫ج) بإمكانية جلب موارد مالية إضافية؟‬
‫د) بإمكانية عقد عدة شراكات؟‬
‫‪ )2‬هل تعتبر معايير تخصيص املوارد من قبل الدولة‪ ،‬واضحة وعمومية وفعلية؟‬

‫‪83‬‬ ‫تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين ‪2013-2000‬‬


‫‪ )3‬هل تقوم اجلامعة بتدبير مواردها البشرية كلية وعلى مستوى كل فئة من املستخدمني؟‬
‫‪ )4‬هل توجد هيئات أو إجراءات للتنسيق على مستوى أقسام اجلامعة وبني اجلامعات ومع املصالح املركزية‬
‫واألكادمييات واملؤسسات األخرى؟‬
‫‪ .4.4‬تسيير مؤسسات التعليم العالي ‪:‬‬
‫‪ )1‬بعد تطبيق النظام اجلديد للجامعة الذي يخص تنظيمها وتدبيرها وتسيرها‪ ،‬ما هو حتليلكم لتطبيق النصوص‬
‫املتعلقة بتسيير مؤسستكم؟‬
‫‪ )2‬هل تتوفر مؤسستكم على هامش كاف للعمل من أجل االستجابة ملهمتها ولتفويضها؟‬
‫‪ )3‬ما هي حصيلة السير العام ملؤسستكم؟‬
‫‪ .5.5‬اللجنة الوطنية لتنسيق التعليم العالي ‪:‬‬
‫‪ )1‬بعد إحداث الهيئة الوطنية لتنسيق التعليم العالي‪ ،‬ما هو حتليلكم املتعلق‬
‫أ) بتكوينها وصالحياتها ومسؤولياتها؟‬
‫ب) باالختيار املتخذ من أجل حتديد معايير وآليات املصادقة املتبادلة على برامج البحث وعلى اعتماداتها؟‬
‫ج) بتنسيق معايير قبول تسجيل الطلبة مبختلف األسالك؟‬
‫د) مبعايير التقييم املستمر لالمتحانات ومناقشة البحوث العلمية وقبولها؟‬
‫ه) باالرتقاء بالبحث العلمي وتشجيع االمتياز؟‬
‫و) بتقدمي اقتراحات تخص أنظمة الدراسة واالمتحانات إلى السلطة احلكومية املكلفة بالتعليم العالي؟‬
‫ز) بكيفيات تدخلها عند إحداث جامعة جديدة؟‬
‫ح) بتسييرها العام عند حتملها ملسؤولية امللفات واألوراش واملشاريع واألعمال؟‬

‫املركزية‪ ،‬بشكل منفصل‪.‬‬ ‫امللحق ‪ :5‬تقرير حول سير البحث املؤسستي‬


‫هكذا‪ ،‬نظم اللقاء األول مع الكاتب العام‪ ،‬أما اللقاءات‬ ‫مت في مرحلة التقصي‪ ،‬التحقق من املوضوعات املتوقعة في‬
‫األربعة األخرى‪ ،‬فأجريت ما بني ‪ 5‬و‪ 11‬مارس‪ ،‬مع كل مدير‬ ‫إطار البحث الكيفي‪ ،‬باللجوء إلى الفاعلني في نظام التربية‬
‫من املديرين املركزيني ومساعديهم داخل مقر املديرية‪.‬‬ ‫والتكوين واستثمار جتاربهم في مجال القيادة والتنظيم‬
‫وقد سمحت اللقاءات املنظمة على مستوى اإلدارات‬ ‫والتدبير حسب الوظيفة (أو الوظائف) التي يشغلونها‪.‬‬
‫املركزية‪ ،‬بجمع معلومات مكنت من إبراز اجلوانب السياسية‬ ‫أما الفاعلون الذين مت اللقاء بهم ‪ ،‬فهم الكتاب العامون بوزارة‬
‫واإلستراتيجية املتعلقة باحلكامة «الشاملة» لنظام التربية‬ ‫التعليم العالي‪ ،‬واللجنة الوطنية لتنسيق التعليم العالي‪،‬‬
‫والتكوين‪ ،‬في حني سعت اللقاءات املنظمة على املستويني‬ ‫ورؤساء اجلامعات ونوابهم‪ ،‬والعمداء‪ ،‬ومديرو املؤسسات‪،‬‬
‫اجلهوي واحمللي إلى اإلحاطة باجلوانب املتعلقة بالتأثيرات‬ ‫والكاتب العام لوزارة التربية الوطنية‪ ،‬ومدراء األكادمييات‬
‫املباشرة وغير املباشرة لعملية الالمركزية والالمتركز التي‬ ‫(باستثناء مديري أكادمييتي اجلديدة وتطوان) والنواب‬
‫يلمسها الفاعلون‪ ،‬وكذلك تطبيق وأجرأة وتنسيق املشاريع‬ ‫اإلقليميون‪ ،‬ومديرو املؤسسات املدرسية‪ ،‬والكاتب العام‬
‫واألعمال داخل املؤسسة‪ ،‬وبني املؤسسات؛ وذلك في إطار‬ ‫للتكوين املهني‪ ،‬واملديرون املركزيون‪ ،‬واملندوبون اجلهويون‪،‬‬
‫إصالح منظومة التربية والتكوين‪.‬‬ ‫واملديرون العاملون في املديرية العامة ملكتب التكوين املهني‬
‫كما برمج لقاءان مع الفاعلني املؤسستيني في اجلهات‪ ،‬ومت‬ ‫وإنعاش الشغل‪ ،‬واملندوبون اجلهويون لهذا املكتب‪ ،‬ومديرو‬
‫في بعض احلاالت‪ ،‬االقتصار على التعليم العالي كمثال‪ .‬وقد‬ ‫مركبات املؤسسات ‪.‬‬
‫اجتمع في نفس اجللسة‪ ،‬رئيس اجلامعة ونوابه والعمداء‪ ،‬مثلما‬ ‫وقد كانت املعلومات املستقاة من هؤالء الفاعلني املؤسستيني‪،‬‬
‫اجتمع في جلسات أخرى‪ ،‬على مستوى التربية الوطنية‪،‬‬ ‫موضوعا للتحليل في الفصل الثاني من هذا البحث‪.‬‬
‫مدير األكادميية مع النواب اإلقليميني‪ .‬أما في حاالت أخرى‪،‬‬ ‫وبخصوص التعليم العالي‪ ،‬مت تنظيم لقاءين‪ ،‬أحدهما مع‬
‫فتمت لقاءات متفرقة مع مختلف الفاعلني املؤسستيني‪.‬‬ ‫الكاتب العام‪ ،‬والثاني مع أعضاء اللجنة الوطنية لتنسيق‬
‫هكذا‪ ،‬اكتسى كل لقاء أهميته ومتت مالءمة طريقة تنشيطه‬ ‫التعليم العالي‪ .‬أما بالنسبة للتربية الوطنية‪ ،‬فقد نظم لقاء‬
‫مع سياق النقاشات السائدة باجللسات وروحها‪.‬‬ ‫مع الكاتب العام‪ ،‬وأجريت اللقاءات األخرى في اإلدارات‬

‫حكامة منظومة التربية والتكوين باملغرب‬ ‫‪84‬‬


‫ت‪.‬و‪ :‬التربية الوطنية‬ ‫ت‪.‬ع ‪ :‬التعليم العالي‬ ‫ت‪.‬م ‪ :‬التكوين املهني‬

‫الفاعلون املستهدفون‬ ‫املدينة‬ ‫التاريخ‬

‫ت‪.‬م‪ .‬الكاتب العام‬


‫ت‪.‬ع‪ .‬الكاتب العام‬ ‫الرباط‬ ‫اجلمعة ‪17‬‬
‫واملديرون املركزيون‬

‫ت‪.‬ع‪ .‬رئيس جامعة‬


‫الرباط‬ ‫االثنني ‪20‬‬
‫السويسي‬

‫ت‪.‬م‪ .‬املدراء املركزيون‬


‫ت‪.‬ع‪ .‬اللجنة الوطنية‬
‫باملديرية العامة ملكتب‬ ‫الرباط‬ ‫الثالثاء ‪21‬‬
‫‪.‬لتنسيق ت‪.‬ع‬
‫ت‪.‬م‪.‬إ‪.‬ش‪ .‬الدار البيضاء‬

‫ت‪.‬م‪ .‬املندوبية اجلهوية‬


‫ت‪.‬و‪ .‬األكادميية‪ ،‬رئيس‬
‫بالرباط ‪ +‬خلية ت‪.‬م‪.‬‬ ‫الرباط‬ ‫األربعاء ‪22‬‬
‫قسم اخلريطة املدرسية‬
‫اخلميسات‬

‫ت‪.‬ع‪ .‬العميد ‪ +‬نائبه كلية‬


‫الرباط‬ ‫يناير ‪ 2014‬اخلميس ‪23‬‬
‫احلقوق‬

‫ت‪.‬ع‪ .‬مدير املدرسة‬


‫ت‪.‬ع‪ .‬رئيس اجلامعة ونائبه‬ ‫أغادير‬ ‫االثنني ‪27‬‬
‫الوطنية للتجارة ولتدبير‬

‫ت‪.‬و‪ .‬مدير األكادميية‬


‫أغادير‬ ‫الثالثاء ‪28‬‬
‫النواب اإلقليميون‬

‫ت‪.‬م‪ .‬املندوب اجلهوي‬


‫ت‪.‬و‪ .‬مجموعة مديري‬
‫بأغادير‪ +‬خلية ت‪.‬م‪.‬‬ ‫أغادير‬ ‫األربعاء ‪29‬‬
‫املؤسسات‬
‫بتارودانت‬

‫‪85‬‬ ‫تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين ‪2013-2000‬‬


‫ت‪.‬م‪ .‬املدير اجلهوي ملكتب ت‪.‬م‪ .‬مجموعة مديري‬
‫مركبات مؤسسات‬ ‫ت‪.‬م‪.‬إ‪.‬ش‪ + .‬املصالح‬ ‫أغادير‬ ‫اخلميس ‪30‬‬
‫‪.‬م‪.‬ت‪.‬إ‪.‬ش‬ ‫الداخلية‬
‫يناير ‪2014‬‬
‫ت‪.‬و‪ .‬نائب آسفي ‪+‬‬
‫آسفي‬ ‫اجلمعة ‪31‬‬
‫مصلحة اخلريطة املدرسية‬

‫ت‪.‬ع‪ .‬رئيس اجلامعة ‪+‬‬ ‫ت‪.‬م‪ .‬املندوب اجلهوي‬


‫اجلديدة‬ ‫االثنني ‪03‬‬
‫باجلديدة ‪ +‬املصالح الداخلية نائبه ‪ +‬العمداء‬

‫ت‪.‬و‪ .‬النائب اإلقليمي‬


‫اجلديدة‬ ‫الثالثاء ‪04‬‬
‫باجلديدة ‪ +‬املصالح الداخلية‬

‫ت‪.‬م‪ .‬املندوب اجلهوي‬


‫تطوان‬ ‫األربعاء ‪05‬‬ ‫فبراير‬
‫بتطوان ‪ +‬املصالح الداخلية‬
‫‪2014‬‬

‫ت‪.‬و‪ .‬مصالح األكادميية ‪+‬‬


‫ت‪.‬ع‪ .‬رئيس اجلامعة ‪+‬‬
‫النائبان اإلقليميان بتطوان‬ ‫تطوان‬ ‫اخلميس ‪06‬‬
‫الكاتب العام ‪ +‬نائب الرئيس‬
‫واملضيق‬

‫ت‪.‬و‪ .‬مجموعة مديري‬


‫تطوان‬ ‫اجلمعة ‪07‬‬
‫‪.‬املؤسسات‬

‫حكامة منظومة التربية والتكوين باملغرب‬ ‫‪86‬‬


‫ت‪.‬ع‪ .‬رئيس اجلامعة ‪+‬‬
‫نائبه ‪ +‬العمداء ‪ +‬مديرو‬ ‫ت‪.‬ع‪ .‬رئيس اجلامعة‬ ‫وجدة‬ ‫االثنني ‪03‬‬
‫املؤسسات‬

‫ت‪.‬و‪ .‬النائب اإلقليم ‪+‬‬


‫بركان‬ ‫الثالثاء ‪11‬‬
‫املصالح الداخلية‬

‫ت‪.‬و‪ .‬مجموعة مديري‬ ‫ت‪.‬و‪ .‬مدير األكادميية ‪+‬‬


‫وجدة‬ ‫األربعاء ‪12‬‬
‫املؤسسات‬ ‫النائب اإلقليمي بوجدة‬

‫ت‪.‬م‪ .‬املدير اجلهوي ملكتب‬


‫ت‪.‬م‪ .‬املندوب اجلهوي‬ ‫ت‪.‬م‪.‬إ‪.‬ش‪ + .‬املصالح‬
‫بوجدة ‪ +‬املصالح الداخلية‬ ‫الداخلية ‪ +‬مجموعة‬ ‫وجدة‬ ‫اخلميس ‪13‬‬
‫‪ +‬خلية الناضور‬ ‫مديري مؤسسات مكتب‬
‫‪.‬ت‪.‬م‪.‬إ‪.‬ش‬

‫ت‪.‬و‪.‬النيابة اإلقليمية‬
‫وجدة‬ ‫اجلمعة ‪14‬‬
‫بالناضور‬
‫فبراير‬
‫ت‪.‬م‪ .‬املدير اجلهوي ملكتب‬ ‫‪2014‬‬
‫ت‪.‬م‪.‬إ‪.‬ش‪ + .‬املصالح‬
‫الداخلية ‪ +‬مجموعة مديري‬ ‫الرباط‬ ‫الثالثاء ‪18‬‬
‫مركبات مؤسسات مكتب‬
‫‪.‬ت‪.‬م‪.‬إ‪.‬ش‬

‫ت‪.‬و‪ .‬النائبان اإلقليميان‬


‫ت‪.‬و‪ .‬الكاتب العام‬ ‫الرباط‬ ‫اخلميس ‪20‬‬
‫بتمارة والرباط‬

‫ت‪.‬و‪ .‬مدير األكادميية ‪+‬‬


‫ت‪.‬و‪ .‬مجموعة مديري‬
‫نواب سال ‪ ،‬اخلميسات ‪،‬‬ ‫الرباط‬ ‫الثالثاء ‪25‬‬
‫املؤسسات‬
‫‪ .‬الرباط ‪ ،‬متارة‬

‫‪87‬‬ ‫تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين ‪2013-2000‬‬


‫ت‪.‬و‪ .‬املدير املركزي ‪+‬‬
‫رؤساء أقسام اإلحصائيات‬ ‫مديرية االستراتيجيات‬
‫الرباط‬ ‫الثالثاء ‪04‬‬
‫والتخطيط واخلريطة‬ ‫واإلحصائيات والتخطيط‬
‫املدرسية‬

‫ت‪.‬و‪ .‬املدير املركزي‬ ‫مديرية املوارد البشرية‬


‫الرباط‬ ‫األربعاء ‪05‬‬
‫ورؤساء األقسام‬ ‫وتكوين األطر‬

‫ت‪ .‬و‪ .‬املدير املركزي‬ ‫مديرية الشؤون العامة‬ ‫األربعاء ‪05‬‬


‫الرباط‬
‫ورئيس قسم املالية‬ ‫وامليزانية واملمتلكات‬ ‫واإلثنني ‪10‬‬
‫مارس‬
‫‪2014‬‬

‫مديرية تقييم احلياة املدرسية‬


‫ت‪ .‬و‪ .‬املدير املركزي‬ ‫اخلميس ‪06‬‬
‫والتكوينات املشتركة بني‬ ‫الرباط‬
‫ورئيس قسم احلياة املدرسية‬ ‫والثالثاء ‪11‬‬
‫األكادمييات‬

‫ت‪ .‬و‪ .‬املديرية املركزية‬


‫مديرية نظام اإلعالم‬ ‫الرباط‬ ‫اإلثنني ‪10‬‬
‫‪.‬ورئيس قسم‬

‫حكامة منظومة التربية والتكوين باملغرب‬ ‫‪88‬‬


‫‪91‬‬ ‫تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين ‪2013-2000‬‬
‫حكامة منظومة التربية والتكوين باملغرب‬ ‫‪92‬‬

You might also like