Professional Documents
Culture Documents
جمزوءة
التدبري البيداغوجي للنجاح املدرسي
-2مطبوع املجزوءة
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
2 وزارة التربية الوطنية والتعليم األولي والرياضة
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
الفهرس
4 تقديم
4 الكفاية املستهدفة
4 أهداف املجزوءة
5 املحوراألول :إصالح نظام التعليم باملغرب
6 .1إصالح التعليم باملغرب
14 .2التدبيرالبيداغوجي املعقلن
15 املحورالثاني :النموذج البيداغوجي للمدرسة املغربية املعاصرة
15 .1علم نفس النمو
17 .2خصائص وحاجات الطفل
39 .3نظريات التعلم
50 .4املقاربة بالكفايات
58 .5البيداغوجيا الفارقية……………………
88 املحور الثالث :الكفايات املهنية للمدرس
88 .1مواصفات املدرس الجيد
89 .2كفايات املدرس
89 .3مهام املدرس
89 4.اإلشراف التربوي
90 .5تقويم املدرس
90 6.تحليل املمارسات املهنية
104 املحور الرابع :استثمارنتائج التقويمات
104 1.التقويمات الدولية والوطنية :أنواعها ومؤشراتها
107 2.استثمارنتائج التقويمات املحلية :حسب القسم واملستوى والسلك واملادة واألستاذ
109 املحورالخامس :الحكامة الجيدة لتدبيرمؤسسة تعليمية
109 .1الحكامة الجيدة :تعريف
109 2.املرجعيات التشريعية للحكامة
109 3.أسس الحكامة
110 .4مجاالت الحكامة باملؤسسة التعليمية
110 .5التدبيرالحديث :الوظائف والعمليات
111 .6مقاربات التدبيرالحديث
113 الئحة املراجع
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
تقديم:
يقدم هذا املطبوع تصورا عاما عن مجزوءة التدبير البيداغوجي للنجاح املدرس ي ،بمبادرة من وزارة التربية
الوطنية والتكوين املنهي والتعليم العالي والبحث العلمي ومشاركة طاقم من األساتذة املكونين باملراكز الجهوية
ملهن التربية والتكوين املتدخلين في تأطير هذه املجزوءة في أفق توحيد الرؤى وتوجيه األطر اإلدارية املتدربة إلى
تكوين تصور شامل عن مجزوءة التدبير البيداغوجي للنجاح املدرس ي ،وكفايتها وأهدافها ومحاورها ومضامينها،
مع تقديم الئحة أولية ألهم املصادر واملراجع من أجل االستئناس والتكوين الذاتي.
الكفاية املستهدفة:
في نهاية املجزوءة ،يصبح املتدرب(ة) قادرا على تعبئة موارده املعرفية واملنهجية ،في املجال البيداغوجي،
من أجل تدبير فعال للشأن التربوي للمؤسسة التعليمية تحقيقا للنجاح املدرس ي للمتعلمين.
أهداف املجزوءة:
تعرف املفاهيم املرتبطة بالنجاح املدرس ي؛ ✓
االطالع على محطات إصالح منظومة التربية والتكوين باملغرب؛ ✓
ضبط مكونات النموذج البيداغوجي؛ ✓
توجيه وتأطير عمل املدرسين لتحقيق النجاح املدرس ي؛ ✓
✓ إعمال صيغ تدبيرية مساعدة على تحقيق النجاح املدرس ي.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
املحوراألول :إصالح نظام التعليم باملغرب.
يعد "التدبير" من أكثر املفاهيم التي شاعت في الحقل التربوي ،حيث اتصل باملشاريع التربوية وبعمليات
التكوين ،بل حتى بالتدريس داخل فصول املؤسسات التعليمية .بيد أنه ليس أصيال في هذا الحقل ،وإنما هو
مستمد من حقل االقتصاد ،إذ يعني "مجموعة من القواعد التي تتعلق بقيادة املقاولة االقتصادية وتنظيمها
وتسيير دفتها" .1أما في التربية فهو يعني تنفيذ الخطة النظرية التي تم إعدادها في مرحلة التخطيط ،قصد قيادة
جماعة فصل دراس ي أو مؤسسة تعليمية أو غيرهما ،وذلك على املستوى البيداغوجي واإلداري واملالي واملادي،
بغية تحقيق النجاح املدرس ي.
نفهم مما سبق أن التدبير البيداغوجي هو أحد مداخل النجاح املدرس ي .ويعني إدارة الشأن التربوي بشكل
منظم ومعقلن ،بدءا من الجهات املركزية إلى املؤسسات التعليمية ،ومرورا باألكاديميات الجهوية واملديريات
اإلقليمية ،قبل الوصول إلى املؤسسات التعليمية.
ويشمل التدبير البيداغوجي في إدارة مؤسسة تعليمية تدبير املشاريع التربوية وتدبير التكوين .2ويقصد
باملشروع "مجموعة من املهام التي لها أهداف معينة .بمعنى أن املشروع ينصب على إنجاز مهمة أو نشاط أو
عمل تربوي وفق مجموعة من األهداف املسطرة .عالوة على توفر مجموعة من اإلمكانيات البشرية ،واملادية،
واملالية ،واملعنوية .وتنجز هذه املهام بطريقة مرنة ،في فضاء معين ،وفي زمان محدد ،بوسائل مناسبة .وغالبا ما
تكون املشاريع البيداغوجية ثقافية ،وديدكتيكية ،واجتماعية ،وبيئية ،وفنية ،وإعالمية.3"...
أما تدبير التكوين فاملقصود به "وضع خطة متقنة وجيدة لتأهيل املتدربين واملوارد البشرية في ضوء
مجزوءات إجبارية وتكميلية وداعمة ،لتمهيرهم بكفاءات مهنية ،وقدرات ِحرفية .كأن نزود هؤالء بمهارات
وقدرات معرفية في مجال التربية العامة والخاصة ،أو نمكنهم من آليات البحث التربوي وطرائق التدريس ،أو
نقدم لهم معلومة تشريعية تتعلق بالوظيفة العمومية.4"...
وتجدر اإلشارة إلى أن التدبير البيداغوجي في ارتباطه باملشاريع التربوية أو بتكوين املوارد البشرية يحتاج
رسم خطة عمل منظمة تأخذ بعين االعتبار تحديد األهداف والكفايات واألنشطة واملتدخلين والوسائل
واآلجال ،باإلضافة إلى توقع املخاطر التي قد تعترض العمل املزمع تدبيره واقتراح حلول لها .ولن يتأتى للمدبر
التربوي _ باعتباره مشرفا على تدبير مؤسسة تعليمية كما نص على ذلك املرسوم _ 2.02.376أن يضطلع بهذه
املهمة ما لم يكن متمكنا من رصيد بيداغوجي نظري ،ومواكبا للمستجدات التربوية والتشريعية التي ترسم
مجاالت تدخله بشكل فعال ،متجاوزا كل أشكال العشوائية واالرتجالية التي يمكنها إبعاد املؤسسة التعليمية
عن أسباب النجاح املدرس ي.
حمداوي جميل ،اإلدارة التربوية بين التدبير البيداغوجي والنجاح املدرس ي ،سلسلة مجزوءات اإلدارة التربوية رقم ،1األلوكة ،د ط ،ص .6 1
حمداوي جميل ،اإلدارة التربوية بين التدبير البيداغوجي والنجاح املدرس ي ،ص .15 3
حمداوي جميل ،اإلدارة التربوية بين التدبير البيداغوجي والنجاح املدرس ي ،ص .15 4
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
كما أن التدبير ال ينبغي له أن يتوقف عند هذا الحد ،بل البد لألستاذ أن يواصل تحقيق الخطة
املرسومة ،وذلك من خالل تدبير ديدكتيكي ُيعنى بـ «تدبير العملية التعليمية _ التعلمية على مستوى املدخالت
(األهداف والكفايات) ،وعلى مستوى العمليات (املحتويات والطرائق ووسائل اإليضاح) ،وعلى مستوى
املخرجات (التقويم ،والفيدباك ،واملعالجة ،والدعم)" .1علما أن املدبر التربوي يتحمل مسؤولية اإلشراف على
التدبير الديدكتيكي أيضا من خالل تدبير التعلمات وتوجيه األساتذة من خالل تجربته التربوية ،باإلضافة إلى
تدبير زمن التمدرس وفضاءات التعلم وتنظيم املراقبة املستمرة.
وإذا كان التدبير وسيلة جيدة لبلوغ النجاح ،فإنه لن يكون فعاال إال إذا استحضر املدبر في خطة
البعد اإلصالحي الذي رسمته الجهات الوصية على القطاع ،واستوعب السياق الذي حكم َ مشروعه التربوي
الح ركات اإلصالحية التي عرفها التعليم باملغرب ،مع اإلملام بما استجد من نصوص تشريعية منظمة ألدوار
الفاعلين في الشأن التربوي ،والسيما أطر اإلدارة التربوية ،وذلك قصد فهم رهانات اإلصالح في امليدان التربوي،
وإبداء الرأي حولها بشكل موضوعي بعيدا عن كل األحكام االنطباعية.
.1إصالح التعليم باملغرب:
عرف التعليم باملغرب أشواطا عديدة من اإلصالحات بغية تطوير مستوى املتعلمين وتمكينهم من
مختلف املعارف .ويمكن تعريف اإلصالح في املجال التربوي بأنه عملية إدخال تغييرات نوعية عميقة وهيكلية
في بنية املنظومة التربوية والتجارب الدولية الناجحة ،بغية إحداث تغيير وتطوير إيجابيين وملموسين في
مدخالت املنظومة وفي سيرورتها وفي مخرجاتها بما يخدم ارتقاء املنظومة ،الذي يقاس بمعايير الجودة املتعارف
عليها دوليا .2ويمكن تصنيف أهم اإلصالحات التي عرفها التعليم باملغرب حسب معيار زمني إلى:
1.1التعليم العتيق :
وهو تدريس يستمد مرجعيته من الثقافة اإلسالمية ،حيث االهتمام بالعلوم الشرعية واللغة واألدب،
مع االنفتاح أحيانا على بعض العلوم العقلية كالحساب واملنطق والتوقيت ...وهذا النمط من التدريس مازال
موجودا باملغرب ،خصوصا بعد تأسيس دار الحديث الحسنية بالرباط ،وكليتي الشريعة بفاس وأكادير ،وكلية
أصول الدين بتطوان.3
وقد تعزز التعليم العتيق بصدور الظهير الشريف رقم 1.02.09الصادر في 29يناير 2002م بتنفيذ
القانون رقم 13.01في شأن التعليم العتيق .4الذي عمل على إعادة هيكلة هذا النمط من التعليم ،وحدد
التزاماته والعاملين به وجسور التقائه بالتعليم العمومي.
1حمداوي جميل ،اإلدارة التربوية بين التدبير البيداغوجي والنجاح املدرس ي ،ص .17
2ينظر :عبد هللا الخياري ،اإلصالحات التعليمية في املغرب قراءة في كتاب (هوامش على دفتر إصالح التعليم) ،مجلة التدريس ،عدد ،10 _ 9ص .114 _ 113
3ينظر :حمداوي جميل ،اإلدارة التربوية بين التدبير البيداغوجي والنجاح املدرس ي ،ص 38وما بعدها.
4قانون رقم 01.13في شأن التعليم العتيق ،الجريدة الرسمية ،عدد 4977ـ 28ذي القعدة 11( 1422فبراير )2002ـ ص 246وما بعدها.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
وقد ّ
عده الظهير الشريف ركنا أساسيا من مكونات املدرسة املغربية ،له أطواره املحددة وبرامجه ومواد
الدراسة فيه واملعامل املقرر لكل مادة وكذا طرق التقويم واالمتحانات الخاصة بكل طور تنظيمي.1
والنتيجة أن مختلف الوثائق الرسمية إلصالح التعليم باملغرب ،قد خصصت حيزا للتعريف بالتعليم
العتيق ،وإبراز أدواره داخل املنظومة التربوية ،في تفاعل مع باقي مكونات املدرسة املغربية .وفي هذا السياق
عدته الرؤية االستراتيجية واحدا من مكونات املدرسة املغربية .2كما اعتبرته نظاما مبنيا على "تمكين التالميذ
والتلميذات والطلبة املستفيدين منه من إتقان حفظ القرآن ،واكتساب العلوم الشرعية ،واإلملام بمبادئ
العلوم الحديثة ،وتنمية معلوماتهم ومعارفهم في مجال الثقافة اإلسالمية ،وضمان تفتحهم على اللغات
األجنبية ،والعلوم والثقافات األخرى في ظل مبادئ وقيم اإلسالم".3
أما القانون اإلطار ، 51.17فقد أشار إلى أهمية التعليم العتيق في تحقيق هدف تعميم التعليم وفرض
إلزاميته ،أخذا بعين االعتبار خصوصيته ومميزاته ،ووظائفه التربوية ،والتكوينية ،والدينية .مما دفع بالدولة
إلى مواصلة تأهيله على مختلف املستويات وتقوية الجسور بينه وبين التعليم العمومي ،مع مراعاة شروط
اإلنصاف والجودة.4
وعليه يبدو أن الجهود اإلصالحية التي مست التعليم العتيق ،ركزت على مأسسة هذا النمط التعليمي
وذلك من خالل إعادة هيكلته وتنظيمه ،كما عملت على جعله مسايرا للعصر من خالل مد الجسور بينه وبين
التعليم العمومي ،وكذا بجعله منفتحا على الثقافات األجنبية من لغات وعلوم ووسائل تعليمية حديثة ...مع
الحفاظ على جوهر الهوية املغربية اإلسالمية املتشبعة بقيم التسامح والتعايش والحوار.
1.2التعليم الحديث.
وهو تدريس يحاول الجمع بين ثوابت الهوية املغربية ومختلف مظاهر العوملة ،وذلك باالنفتاح على
تدريس اللغات األجنبية والعلوم الحديثة ،وفق نظريات حديثة .وقد عرف هذا النمط تحوال منذ االستقالل إلى
اليوم ،وذلك بعد توالي األزمات التي عرفها التعليم باملغرب ،مما كان يستدعي إلى التفكير في خطط ناجعة
لتحسين جودة الخدمات التي تقدمها املدرسة املغربية .ويمكن الوقوف عند هذا النمط من التدريس عند
محطتين أساسيتين:
قانون رقم 01.13في شأن التعليم العتيق ،الجريدة الرسمية ،ص .246 1
ينظر :املجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي ،من أجل مدرسة اإلنصاف والجودة واالرتقاء (رؤية استراتيجية لإلصالح 2015ـ ،)2030ص .80 2
املجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي ،من أجل مدرسة اإلنصاف والجودة واالرتقاء (رؤية استراتيجية لإلصالح 2015ـ ،)2030ص .84 3
ينظر :قانون إطار رقم 51.17يتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي ،املادة ،9ص .9 4
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
* مرحلة غياب التو افق.1
وهي مرحلة امتدت منذ االستقالل إلى سنة " ،1998حيث حصل خالف حول املبادئ املنظمة للتعليم
(املبادئ األربعة املعروفة وهي مغربة والتوحيد والتعريب والتعميم) ،والتي ارتبطت بمرحلة اشتد فيها الصراع
السياس ي بين الدولة والنخب السياسية املعارضة".2
وقد عرف التعليم باملغرب في هذه املرحلة إصالحات 3أهمها إصالح ( )1957الذي انبثق عن اجتماع
اللجنة العليا للتعليمُ ،وبني على املبادئ األربعة :التعميم ،املغربة ،التوحيد ،التعريب .فضال عن محطة اللجنة
امللكية إلصالح التعليم ( ،)1958ومناظرة املعمورة ( )1964التي دعت إلى تطوير آليات ثوابت اإلصالح املتمثلة
في املبادئ السابقة .ثم مناظرة إفران األولى ( )1970والثانية ( ،)1980وإصالح ( )1985الذي فرضه التقويم
الهيكلي والبنك الدولي والتطور التكنولوجي الهائل والذي كان يحمل عنوان "نحو نظام تربوي جديد" ،4واللجنة
الوطنية للتعليم (.5)1994
ويعد امليثاق الوطني للتربية والتكوين أول إصالح عرفته هذه املرحلة ،حيث ينص املجال الثالث على
الرفع من جودة التربية والتكوين من حيث املحتوى واملناهج بغية التخفيف ،والتبسيط ،واملرونة ،والتكيف.
وذلك من خالل مراجعة املناهج والبرامج ،وإعادة النظر في الكتب واملراجع املدرسية والجداول الزمنية
واإليقاعات الدراسية وتقويم أنواع التعلم وتوجيه املتعلمين ،وذلك بكل من املدرستين العمومية
والخصوصية.8
ومن مظاهر اإلصالح التي جاء بها امليثاق الوطني للتربية والتكوين _على سبيل املثال _ تحديده ملواصفات
املدرسة الجديدة في عدة مواطن ،وبخاصة الفقرة التاسعة منه:
"تسعى املدرسة املغربية الوطنية الجديدة إلى أن تكون:
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
أ _ مفعمة بالحياة ،بفضل نهج تربوي نشيط ،يجاوز التلقي السلبي والعمل الفردي إلى اعتماد التعلم
الذاتي ،والقدرة على الحوار واملشاركة في االجتهاد الجماعي؛
ب _ مفتوحة على محيطها ،بفضل نهج تربوي قوامه استحضار املجتمع في قلب املدرسة ،والخروج إليه
منها بكل ما يعود بالنفع على الوطن ،مما يتطلب نسج عالقات جديدة بين املدرسة وفضائها البيئي واملجتمعي
والثقافي واالقتصادي".1
بيد أن هذا اإلصالح لم يزد إال في تدني مستوى التعليم وضعف مردوديته ،وهذا ما كشفه (املنتدى
الوطني لإلصالح) سنة 2005م ،الذي جاء لتقويم مسار امليثاق .ولعل ذلك يرجع إلى عدة أسباب أهمها غياب
اإلمكانات املادية ،غياب الكفاءات ،انعدام املقاربة التشاركية ...الش يء الذي دفع بالوزارة الوصية إلى التدخل
من أجل اإلصالح ،من خالل وضع وتنفيذ خطة استعجالية تجعل من نشر التعليم وتعميمه وحسن تدبير
النظام التربوي وترسيخ الجهوية ،وتفعيل مدرسة الجودة ،وتعميق انخراط الفاعلين والجماعات املحلية
واملقاوالت ،رهانات يتعين توجيه الجهود نحوها .هذا فضال عن بلورة استراتيجية وطنية لتطوير منظومة التربية
والتكوين لتلبية حاجيات اإلقالع االجتماعي واالقتصادي.2
وبناء عليه ،فإن املخطط االستعجالي هو خطة إصالحية جاءت بعد اإلخفاق في تنزيل امليثاق الوطني
للتربية والتكوين على أرض الواقع .وهو "بمثابة خارطة طريق تحدد الخطوات العملية التي يجب االلتزام بها من
أجل إصالح املنظومة التعليمية املغربية ،وإعادة الثقة إلى املدرسة العمومية لكي تكون ـ فعال ـ مدرسة النجاح".3
وهذا يعني أن البرنامج الذي جاء به املخطط االستعجالي هو تنزيل ملا دعا له امليثاق الوطني للتربية والتكوين،
وترجمته إلى مشاريع قابلة لألجرأة في أفق إصالح املدرسة املغربية والرقي بجودة التعلمات التي تقدمها.
لكن سيكشف تقرير املجلس األعلى للتعليم في أكتوبر ،2008أن املخطط االستعجالي لم يكن كافيا
للوصول باملدرسة املغربية إلى تحقيق النجاح املنشود .وفي هذا السياق دعا التقرير إلى تكثيف الجهود وإشراك
كل الفاعلين في الحقل التربوي وكذا الفرقاء االجتماعيين من أجل إيجاد الحلول الناجعة ملختلف القضايا التي
تعيشها املنظومة التربوية ،سواء ما ارتبط منها باملوارد البشرية أم بالتحكم في اللغات أم بالحكامة .الش يء الذي
يستدعي رسم خطة تستوجب منهجية رصينة وهادئة ،مدعمة بمقاربة تشاركية وتشاورية ،ومعززة بالخبرة
وبالوسائل الالزمة والتدابير العملية الكفيلة بضمان حسن التطبيق .وهو ما يتطلب التعامل مع بعض املفاهيم
الجديدة التي جاء بها البرنامج ،من قبيل (التدبير الجهوي للموارد)( ،األستاذ املتحرك)( ،الساعات اإلضافية
اإلجبارية) وغيرها ،وفق مستلزمات هاته املقاربة ،وكذا إخضاعها للتجريب ،باملعايير املتعارف عليها ،للنظر في
مدى إمكانية العمل بها ومدى قابلية تعميمها.4
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
وغير بعيد عن تقرير املجلس األعلى للتعليم سنة ،2008أشارت الهيئة الوطنية لتقييم منظومة التربية
والتكوين والبحث العلمي في تقريرها التحليلي حول تطبيق امليثاق الوطني للتربية والتكوين بين سنة 2000وسنة
،2013إلى أن املغرب قد انخرط في إصالحات جوهرية ساهمت في تحقيق بعض التقدم ،لكن املنظومة التربوية
مازالت تشوبها عدة نقائص ،من ذلك ما يتعلق بنسبة تمكن التالميذ من الكفايات األساسية التي عرفت تدنيا
كبيرا مقارنة ببعض البلدان كتونس وعمان وإيران وتركيا الصين وسنغافورة .1ومنها ما يضرب في مصداقية
تكافؤ الفرص ،حيث سجل التقرير وجود فوارق بين تالميذ التعليم العمومي وتالميذ التعليم الخصوص ي .2أما
األداء اللغوي للتالميذ فهو بعيد كل البعد عما أوص ى به امليثاق ،إذ إن مكتسبات التالميذ في مادتي اللغة
العربية واللغة الفرنسية ضعيفة ،على الرغم من تخصيص غالف زمني مهم لتدريس اللغتين.3
وعليه فإن النهوض بالقطاع التعليمي باملغرب رهين بـ "البحث عن نفس جديد وفتح اآلفاق أمام
إصالحات مستمرة تستند على خارطة طريق استراتيجية ،يتعين إعداد مضمونها في أقرب اآلجال" .4وهو ما
ترجمته الرؤية االستراتيجية ( ،)2030 _ 2015كمحطة إصالحية أخرى تسعى تحقيق اإلنصاف في صفوف
املتعلمين ضمانا ملبدآ تكافؤ الفرص ،وإلى النهوض بجودة التعليم واالرتقاء به.
وقد قامت الخطة اإلصالحية للرؤية االستراتيجية ( )2030 _ 2015على تحقيق أهداف أربعة هي:
خلق مدرسة اإلنصاف وتكافؤ الفرص. ✓
العمل من أجل بلوغ مدرسة الجودة للجميع. ✓
بناء مدرسة االرتقاء بالفرد واملجتمع. ✓
تحقيق الريادة الناجعة عبر التدبير الجديد للتغيير. ✓
وتعد هذه األهداف خالصة "مشاورات موسعة شملت الفاعلين في املدرسة ،واألطراف املعنية
واملستفيدة ،والشركاء ،والقطاعات املسؤولة عن التربية والتكوين والبحث العلمي ،ومن له رأي في املوضوع من
الكفاءات الوطنية والخبراء" .5وذلك من أجل النهوض باملدرسة املغربية وإسهام أكبر عدد من املغاربة في هذا
الورش اإلصالحي ،مما سيعود بالنفع على األمة بمختلف مكوناتها وممثليها ،6نظرا لشدة ارتباط كل الفئات
1ينظر :املجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي ،الهيئة الوطنية لتقييم منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي ،التقرير التحليلي (تطبيق امليثاق
الوطني للتربية والتكوين 2013 _ 2000املكتسبات واملعيقات والتحديات ،دجنبر ،2014ص .115
2ينظر :املجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي ،الهيئة الوطنية لتقييم منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي ،التقرير التحليلي (تطبيق امليثاق
الوطني للتربية والتكوين 2013 _ 2000املكتسبات واملعيقات والتحديات ،دجنبر ،2014ص .116
3ينظر :املرجع نفسه ،ص .118 _ 117
4املرجع نفسه ،ص .163
5املجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي ،من أجل مدرسة اإلنصاف والجودة واالرتقاء (رؤية استراتيجية لإلصالح ،)2030 _ 2015ص .7 _ 6
6ينظر :املرجع نفسه ،ص .6
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
االجتماعية باملدرسة ،التي أصبحت تنتج مواطنا تبدو عليه مكامن الضعف املعرفي ،1الش يء الذي ال يؤهله إلى
اإلسهام في املشروع التنموي الذي تراهن عليه البالد.
وعلى هذا األساس ،راهنت الرؤية االستراتيجية على "تمكين املدرسة من االضطالع األمثل بمختلف
وظائفها في تكامل وتعاضد ،وال سيما:
التنشئة االجتماعية والتربية على القيم في بعديها الوطني والكوني؛ ✓
التعليم والتعلم والتثقيف؛ ✓
التكوين والتأطير؛ ✓
البحث واالبتكار؛ ✓
التأهيل وتيسير االندماج االقتصادي واالجتماعي والثقافي".2 ✓
وتفعيال لتوصية الرؤية االستراتيجية الداعية إلى تحويل اختياراتها الكبرى إلى قانون – إطار يجسد
تعاقدا وطنيا يلزم الجميع ،ويلتزم الجميع بتفعيل مقتضياته .واستنادا إلى مقتضيات اململكة وإلى االتفاقيات
الدولية املتعلقة بحقوق اإلنسان كما صادقت عليها اململكة املغربية أو انضمت إليها ،3جاء القانون اإلطار
. 51.17وقد شمل تنزيال لخطة إصالحية تقوم على مجموعة من املبادئ واألهداف وكذا آليات تحقق هذه
األهداف.
* املبادئ:
.1الثوابت الدستورية للبالد املتمثلة في الدين اإلسالمي الحنيف ،والوحدة الوطنية متعددة الروافد،
وامللكية الدستورية ،واالختيار الديمقراطي؛
. 2الهوية الوطنية املوحدة املتعددة املكونات ،واملبنية على تعزيز االنتماء إلى األمة ،وعلى قيم االنفتاح
واالعتدال والتسامح والحوار والتفاهم املتبادل بين الثقافات والحضارات اإلنسانية؛
.3قيم ومبادئ حقوق اإلنسان كما هو منصوص عليها في الدستور واالتفاقيات الدولية التي صادقت
عليها اململكة أو انضمت إليها ،والسيما منها االتفاقيات ذات الصلة بالتربية والتعليم والتكوين والبحث العلمي؛
.4التقيد بمبادئ املساواة واإلنصاف وتكافؤ الفرص في ولوج مختلف مكونات املنظومة وفي تقديم
خدماتها لفائدة املتعلمين بمختلف أصنافهم؛
.5اعتبار االستثمار في التربية والتكوين والبحث العلمي استثمارا منتجا في الرأسمال البشري ،ورافعة
للتنمية املستدامة ودعامة أساسية للنموذج التنموي للبالد؛
1ينظر على سبيل املثال تقرير املجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي ،الهيئة الوطنية لتقييم منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي ،التقرير
التحليلي (تطبيق امليثاق الوطني للتربية والتكوين 2013 _ 2000املكتسبات واملعيقات والتحديات ،دجنبر .2014
2املجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي ،من أجل مدرسة اإلنصاف والجودة واالرتقاء (رؤية استراتيجية لإلصالح ،)2030 _ 2015ص .9
3للمزيد من التفصيل ينظر :قانون _ إطار رقم 17ـ 51يتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي( ،ديباجة).
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
.6تطوير منظومة الدعم االجتماعي لفائدة األسر املعوزة ،قصد تحفيزها على ضمان تمدرس أبنائها؛
. 7التحسين املستمر لجودة التربية والتكوين والبحث العلمي لضمان نجاعة املنظومة وتحقيق أهدافها
واملردودية املتوخاة منها؛
.8التدبير الناجع واألمثل للمنظومة استنادا إلى حكامة تقوم على روح التغيير والتجديد واملالءمة
املستمرة مع مستجدات العصر ومستلزمات اإلصالح املتواصل؛
.9اعتماد منهجية التقييم الدوري واملنتظم للمنظومة بكل مكوناتها ومستوياتها ،من أجل قياس
مردوديتها ومدى تحقيق وبلوغ األهداف املرسومة لها؛
.10التطوير املستمر للنموذج البيداغوجي املعتمد في املنظومة بكل مكوناتها ،والعمل على تجديده ،بما
يمكن املتعلم من اكتساب املهارات املعرفية األساسية والكفايات الالزمة؛
.11ضمان مالءمة مواصفات تكوين خريجي املنظومة مع متطلبات سوق الشغل ،واالستجابة لحاجات
البالد في التنمية؛
.12تحقيق االنسجام مع الخيارات املجتمعية الكبرى ،وضمان االنفتاح الضروري ،واملواكبة الالزمة
ملستجدات العصر في مجال اإلبداع واالبتكار؛
.13العمل على املساهمة الفاعلة للمنظومة في تأهيل النظام الوطني للبحث العلمي والتقني وعلى تطويره
وتنميته ،وتعزيز التكامل واالتقائية والتفاعل بين تطبيقاته واملتدخلين فيه ،وال سيما من خالل إرساء قواعد
الحكامة الجيدة في تدبير مختلف مكوناته.
* األهداف:
1ترسيخ الثوابت الدستورية للبالد املنصوص عليها في الدستور وفي املادة 4من هذا القانون -اإلطار،
واعتبارها مرجعا أساسيا في النموذج البيداغوجي املعتمد في منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي ،من أجل
جعل املتعلم متشبثا بروح االنتماء للوطن ومعتزا برموزه ،ومتشبعا بقيم املواطنة ومتحليا بروح املبادرة؛
2اإلسهام في تحقيق التنمية الشاملة واملستدامة ،وال سيما من خالل إكساب املتعلم املهارات والكفايات
الالزمة ،التي تمكنه من االنفتاح واالندماج في الحياة العملية ،واملشاركة الفاعلة في األوراش التنموية للبالد،
بما يحقق تقدم املجتمع واإلسهام في تطوره؛
3تعميم التعليم ذي الجودة وفرض إلزاميته بالنسبة إلى جميع األطفال في سن التمدرس ،باعتباره حقا
للطفل ،وواجبا على الدولة وملزما لألسرة.
4تزويد املجتمع بالكفاءات والنخب من العلماء واملفكرين واملثقفين واألطر والعاملين املؤهلين لإلسهام
في البناء املتواصل للوطن على جميع املستويات ،وتعزيز تموقعه في مصاف البلدان الصاعدة ،وال سيما من
خالل اإلسهام في تكوينهم وتأهيلهم ورعايتهم؛
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
5تأمين فرص التعلم والتكوين مدى الحياة وتيسير شروطه ،لكسب رهان مجتمع املعرفة وتنمية
الرأسمال البشري وتثمينه؛
6التشجيع والتحفيز على قيم النبوغ والتميز واالبتكار في مختلف مستويات منظومة التربية والتكوين
والبحث العلمي ومكوناتها ،من خالل تنمية القدرات الذاتية للمتعلمين ،وصقل الحس النقدي لديهم ،وتفعيل
الذكاء ،وإتاحة الفرص أمامهم لإلبداع واالبتكار ،وتمكينهم من االنخراط في مجتمع املعرفة والتواصل؛
7احترام حرية اإلبداع والفكر ،والعمل على نشر املعرفة والعلوم ،ومواكبة التحوالت واملستجدات التي
تعرفها مختلف ميادين العلوم والتكنولوجيا واملعرفة؛
8اعتماد هندسة لغوية منسجمة في مختلف مستويات منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي
ومكوناتها ،وذلك بهدف تنمية قدرات املتعلم على التواصل ،وانفتاحه على مختلف الثقافات ،وتحقيق النجاح
الدراس ي املطلوب؛
9تحسين جودة التعلمات والتكوين وتطوير الوسائل الالزمة لتحقيق ذلك ،وال سيما من خالل تكثيف
التعلم عبر التكنولوجيات التربوية الحديثة ،والرفع من نجاعة أداء الفاعلين التربويين ،والنهوض بالبحث
التربوي ،واملراجعة العميقة واملستمرة واملنتظمة للمناهج والبرامج والتكوينات؛
10محاربة الهدر واالنقطاع املدرسيين بكل الوسائل املتاحة ،وإعادة إدماج املتعلمين املنقطعين عن
الدراسة في إحدى مكونات منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي ،أو إعدادهم لالندماج املنهي؛
11توسيع نطاق تطبيق أنظمة التغطية االجتماعية لفائدة املتعلمين من ذوي االحتياج قصد تمكينهم
من االستفادة من خدمات اجتماعية تساعدهم وتحفزهم على متابعة دراستهم في ظروف مناسبة ومالئمة.
* الوظائف:
1التنشئة االجتماعية والتربية على قيم املواطنة واالنفتاح والتواصل والسلوك املدني؛
2التعليم والتعلم والتكوين والتأهيل والتأطير؛
3نشر املعرفة ،واإلسهام في تطوير البحث واالبتكار ،ودعم التميز واالستحقاق؛
4اإلسهام في التطورات العلمية والتقنية واملهنية ،أخذا في االعتبار حاجات البالد في مجال التنمية
االقتصادية واالجتماعية والثقافية والبيئية؛
5تحقيق االندماج الثقافي للمتعلم ،وتيسير اندماجه وتفاعله اإليجابي مع محيطه؛
6إدماج البعد الثقافي في البرامج واملناهج والتكوينات والوسائط التعليمية ،بما يكفل تعريف األجيال
القادمة باملوروث الثقافي الوطني بمختلف روافده وتثمينه ،واالنفتاح على الثقافات األخرى ،وتنمية الثقافة
الوطنية.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
التدبيرالبيداغوجي املعقلن: .2
من خالل ما سبق يتضح أن إصالح التعليم باملغرب ينبغي أن يقوم على أسس تدبيرية معقلنة مسبوقة
بتخطيط محكم ،وذلك بغية الرفع من جودة التعليم .ولعل التدبير البيداغوجي بهذا املعنى ال يختلف كثيرا عن
تدبير املقاولة .ولتوضيح ذلك يمكن عقد مقارنة بين الطرفين:
اإلنتاج املستهلك طريقة عناصر تعريف
العمل أساسية
السوق السلع، « L’entreprise est une unité économiqueمواد أولية تدبير
والخدمات معقلن ( dotée d’une autonomie juridique quiحسب
لعوامل combine des facteurs de productionطبيعة
(capital et travail) pour produire des biens
اإلنتاج املقاولة)، املقاولة
ou des services destinés à être vendus sur
موارد » un marché.
بشرية،
رأسمال
املتعلم، إنتاج هي مجموع مكونات التربية والتكوين مواد أولية تدبير
املجتمع مواطن والبحث العلمي :التعليم األولي واالبتدائي (مؤسسة ،معقلن
مختلف صالح واإلعدادي والجامعي والبحث العلمي؛ حجرات
مكونات للمجتمع، تكوين األطر؛ التكوين املنهي؛ التعليم دراسية،
سبورات ،)...املؤسسة تدريس العتيق.
املدرسة
مبني على موارد
مبدأ بشرية،
تكافؤ رأسمال.
الفرص.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
املحورالثاني :النموذج البيداغوجي للمدرسة املغربية املعاصرة.
حسب املجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي:
يعد النموذج البيداغوجي 1جوهر عمل املدرسة بمختلف مكوناتها ،وأساس اضطالعها بوظائفها في
التنشئة االجتماعية والتربية ،في التعليم والتعلم والتثقيف ،في التكوين والبحث والتأهيل .وهو بذلك ،يمثل
املرجع األساس في بناء املناهج والبرامج والتكوينات ،على نحو يستجيب للخيارات املجتمعية الكبرى ،ويحقق
انفتاحه على مستجدات العصر ،واملعارف واملناهج والثقافة والقيم الكونية.
يتشكل النموذج البيداغوجي من غايات املدرسة ووظائفها ،ومن املناهج والبرامج والتكوينات ،ومن
املقاربات البيداغوجية والوسائط التعليمية ،ومن اإليقاعات الزمنية للدراسة والتعلم ،ومن التوجيه املدرس ي
واملنهي واإلرشاد الجامعي ،ومن نظام االمتحانات والتقييم.
ويعتبر املجلس أن تطوير النموذج البيداغوجي القائم ،يشكل رافعة حاسمة لتحقيق أهداف التغيير
املنشود.
يعتبر هذا املحور استمرارا منطقيا لسابقه ،ومن أجل فهم النموذج البيداغوجي الذي تطمح إليه
السياسات التعليمية باملغرب ،كان لزاما فهم سيرورة التعلم ،ومنه سيكون االنطالق من النظريات املؤطرة له،
ثم محاولة فهم النمو املعرفي ،النفس ي واالجتماعي للمتعلم وحاجاته ،وختاما التعرف على املقاربات
البيداغوجية التي تحقق فعل التعلم .هذه الفقرة األخيرة ستشكل مدخال للمحور املتعلق بكفايات املدرس
واملتمركز حول التعليم.
1الرؤية االستراتيجية لإلصالح ،2030-2015الرافعة الثانية عشرة :تطوير نموذج بيداغوجي قوامه التنوع ،واالنفتاح ،والنجاعة ،واالبتكار .ص30.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
.1وصف سلوك الطفل في كل مرحلة من مراحل حياته.
.2معرفة أسباب التغيرات التي تطرأ على السلوك في مختلف مراحل النمو التي يجتازها اإلنسان).
نظريات النمو:
النموذج النظري أداة منهجية لشرح وتفسير الظواهر والعالقات القائمة بينها ،ولكل نموذج جهازه
املفاهيمي ومبادئ تفسيرية توضح العالقة بين الظواهر واملتغيرات .وتعتبر النظرية مرحلة أخيرة في تحليل
املعطيات املتعلقة بمجال معين وهي تقوم بوظيفة اختصار مختلف املراحل واملعطيات التي مر منها البحث
العلمي في تفسير ظاهرة معينة .كما تقوم بإنشاء أنساق تفسيرية أو شبه تفسيرية بكيفية ملتحمة ونسقية.
ويمكن اعتبار نظرية التحليل النفس ي سواء مع فرويد أو في بعده االجتماعي مع إريكسون وكذا النظرية
التكوينية مع جان بياجيه ،من أهم النظريات التي قاربت النمو وحددت مراحله وأغنت البحث السيكولوجي
متجاوزة ظاهرة النمو إلى األبستمولوجيا والتربية والعالج النفس ي.
أ -نظرية النمو املعرفي – لبياجيه:
نظرية جان بياجيه من أشهر نظريات النمو العقلي انتشارا في ميادين علم النفس .قض ى فترة طويلة
بمالحظة سلوك االطفال دون تدخل مباشر من جانبه فكان يعطيهم مشكالت معينه ويفحص الطرق التي
يتبعونها في حلها في مختلف األعمار .جمع مالحظاته وآراءه في كتابه” اللغة والفكر عند الطفل“ ،وتوصل أن
تفكير الطفل يتغير كلما تقدم به العمر الزمني.
أسس النظرية ومراحل النمو:
✓ افترض أن النمو العقلي يسير في تسلسل ثابت يمر به األفراد.
✓ هذا التغير متدرج مرحلي أي ال يمكن الوصول إلى مرحلة قبل املرحلة التي تسبقها.
✓ كل مرحلة هي نتاج للمرحلة السابقة واعداد للمرحلة التالية.
✓ حدد أعمار زمنية دقيقة وليست ثابته لكل مرحلة عقلية
✓ األساس عند بياجيه ليست التقسيمات الزمنية ،بل تدرج العمليات العقلية ومرحليتها.
املرحلة الحسية -الحركية ( Sensori-motor stageمن امليالد 2 -سنة).
✓ يكون الطفل قادرا على أداء عمليتين هما اإلحساس والحركة.
✓ يكون مخططات ذهنية لكل حركة يقوم بها ولكن املخططات تكون غير مترابطة.
✓ يصبح تدريجيا على وعي بالعالقة بين أفعاله ونتائجها على البيئة.
✓ يسعى لجعل الحوادث املثيرة تستمر فترة أطول.
✓ تبدأ عمليات اكتساب اللغة.
مرحلة ما قبل العمليات ( stage: Preoperationalمن 7-2سنة).
✓ يبدأ الطفل ربط املخططات املنفصلة في ذهنه.
✓ يتمكن من تمثيل املوضوعات عن طريق الخيال والكلمات.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
✓ يستخدم اللغة ويبدأ باستخدام الرموز.
✓ يتوضح لدى الطفل التمركز حول الذات.
✓ ال يستطيع تصور وجهة نظر اآلخرين.
✓ يصنف املوضوعات بناء على بعد واحد.
✓ في نهاية الفترة يبدأ استخدام العدد وتنمو لديه قدرة الحفظ.
✓ ال يستطيع إدراك حاالت التحول.
✓ عدم القدرة على معكوسية التفكير.
املرحلة االجرائية العيانية ( operational stage Concereteمن 12-7سنة).
✓ يتخلص تدريجيا من مركزية الذات.
✓ يكتسب مفاهيم العدد والوزن.
✓ يحل اللعب الجماعي محل الفردي.
✓ يصبح قادرا على القيام بعمليات عقلية مثل االستنتاج واالستقراء املرتبطة بالخبرات املحسوسة.
✓ يبقى غير قادر على القيام بالعمليات العقلية املرتبطة بالخبرات املجردة.
✓ يستطيع القيام بالتصنيف املتعدد.
✓ القدرة على الفهم العالئقي (أ اطول من ب).
✓ القدرة على معكوسية التفكير.
املرحلة االجرائية الشكلية ( Formal operational stageمن -12فما فوق).
✓ يتابع افتراضاته بمنطقية.
✓ يستطيع أن يفكر بعملية التفكير نفسها.Métacognition .
✓ يعلل ً
بناء على افتراضات.
✓ يعزل عناصر املشكلة ويعالج بانتظام كل الحلول املمكنة.
✓ يهتم باألمور الفرضية واملستقبلية واملشكالت االيديولوجية.
ب– نظرية التحليل النفس ي لفرويد:
نظرية يغلب عليها الطابع البيولوجي .فالطفل حسب فرويد يولد وهو مزود بطاقة غريزية قوامها الجنس
والعدوان وهي ما أطلق عليه اسم" اللبيدو " وهذه الطاقة تدخل في صدام مع املجتمع ،وعلى أساس شكل
الصراع ونتيجته تتحدد صورة الشخصية في املستقبل .إن النضج البيولوجي هو الذي ينقل الطفل من مرحلة
إلى أخرى .لكن طبيعة املواقف التي يمر بها هي التي تحدد النتاج السيكولوجي لهذه املراحل ،ومدى انتظام سير
الطاقة في خطها املرسوم أو تعثرها وتخلفها.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
مراحل النمو عند فرويد:
أشار فرويد إلى خمس مراحل أساسية في النمو ،وكل منها يتصف بمشكالت تكيفية جديدة يجابهها الفرد وهي:
-1املرحلة الفمية .Oral Stage.
تحدث هذه املرحلة في السنة األولى من عمر الطفل ويحدث اإلشباع من استثارة الشفاه واللسان والفم
ويحدث سلوك الرضاعة كمصدر منظم لإلشباع في هذا العمر وإذا لم يتم اإلشباع الفموي في تلك املرحلة فقد
يلجأ الطفل إلى مص األصابع أو قضم األظافر في مراحل الحقة.
-2املرحلة الشرجية .Anal Stage
وتكون خالل العامين الثاني والثالث من عمر الطفل ويتركز مصدر اللذة في املنطقة الشرجية ،ويحصل
الطفل على لذة وراحة من عملية اإلخراج ،فيتعلم الطفل التحكم في البيئة بصورة ناجحة أثناء هذه الفترة إذا
أعطيت له التدعيمات املناسبة من اآلباء أو املربين.
-3املرحلة القضيبية .Phallic Stage
تغطي هذه املرحلة الفترة الزمنية بين ثالث إلى ست سنوات من عمر الطفل ،ويتركز مصدر اللذة في
املنطقة القضيبية ،ويلعب الطفل بأعضائه التناسلية ويشعر باللذة ثم تبدأ ظهور عقدة أوديب لدى الذكور
ً
فيكون الطفل مفتونا بأمه فيجتهد ليكون مثل أبيه في صفاته فيتكون لديه األنا األعلى ،وعقدة إلكترا عند اإلناث
حيث تنجذب إلى األب فتتبنى القيم واملثل التي تحترمها األم فيتطور عندها األنا األعلى.
-4مرحلة الكمون Latency Stage
تكون هذه املرحلة من العام السادس حتى البلوغ ويتحول مصدر اللذة من الذات إلى األفراد اآلخرين
وتكوين صداقات ،والتفاعل االجتماعي مع رفاق السن وتحل عقدة أوديب وعقدة إلكترا ،حين يتوحد الطفل
مع الوالد من نفس الجنس ،وقد يصف البعض هذه املرحلة بأنها مرحلة الهدوء الذي يسبق العاصفة.
-5املرحلة التناسلية .Genital Stage
هي فترة العنف والعواصف بحلول املراهقة ،وفيها ينهي الفرد ارتباطه بوالديه والبدء في تكوين حياته
الخاصة ،ويرى فرويد أن التغيرات التي تحدث في فترة املراهقة ال تحدث عند الجنسين بالطريقة ذاتها باعتبار
ً
أن الهدف الجنس ي الجديد يعطي كال من الجنسين وظائف مختلفة ،وإذا كان التطور ناجحا في هذه املرحلة
وغيرها من املراحل السابقة فإنه يقود إلى الزواج ،والنضج الجنس ي ،وإنجاب األطفال ،وتربيتهم.
ج -نظرية التحليل النفس ي االجتماعي – إلريكسوون:
ً
تعتبر نظرية إريك اريكسون العالم األملاني الشهير من أكثر النظريات اهتماما بالسلوك االجتماعي
والتطور النفس ي في الشخصية .تأثر بفرويد فطور نظريته في التطور النفس ي االجتماعي بصورة أوسع وأكثر
ً ً
شموال معتمدا نسبيا على نظرية فرويد النفس جنسية .يرى أن اإلنسان يتعرض أثناء حياته لعدد كبير
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
ومتالحق من الضغوط االجتماعية واملشكالت التي تستوجب من الفرد حلها وسمى كل مشكلة من هذه
املشكالت باألزمة)(Crisis
افترض اريكسون ثمانية مراحل يمر بها اإلنسان في نموه االجتماعي ،وحدد لكل مرحلة اتجاهين أحدهما
إيجابي واآلخر سلبي:
-1مرحلة الثقة :ويقابلها عدم الثقة (من امليالد حتى السنة الثانية) حيث تولد الرعاية والعناية بالطفل
في سنواته األولى الشعور بالثقة في حين يفقد الطفل الثقة في املحيط الذي يعيش فيه إذا أخفق هذا املحيط
في تلبية حاجات الطفل ،وهذه املرحلة تقابل املرحلة الفمية عند فرويد.
-2مرحلة االستقالل ويقابلها الشعور بالعار وتغطي هذه األزمة من 2إلى 4سنوات ،إذ أن التربية الجيدة
تساعد الطفل على الشعور بذاته والقدرة على السيطرة عليها وإذا فشل الطفل في الشعور باالستقالل يتولد
لديه اإلحساس بالعار ،ويقابلها املرحلة الشرجية عند فرويد.
-3املبادأة :ويقابلها الشعور بالذنب وتحدث هذه األزمة من الثالثة حتى السادسة وهي سنوات الخيال
ً
واللعب واملغامرة والتعامل مع اآلخرين وإذا فشل الطفل في تحقيق ذلك فإنه يشعر بالذنب ويصبح خائفا
ً
مترددا ،وتقابل هذه األزمة املرحلة القضيبية عند فرويد.
-4مرحلة االجتهاد :ويقابلها الشعور بالنقص وتحدث هذه األزمة في سنوات التعليم االبتدائي حيث يتعلم
الطفل املهارات األساسية (القراءة والكتابة والحساب) ،كما يشارك في النشاط االجتماعي واللعب املنظم ويقوم
بتأدية الواجبات ،واإلخفاق في هذه املرحلة واملرحلة السابقة يولد عند الطفل الشعور بالنقص .يقابل هذه
املرحلة عند فرويد مرحلة الكمون.
-5مرحلة تحديد الهوية :ويقابلها اضطراب الهوية في مرحلة املراهقة ،تتميز هذه املرحلة بالبحث عن
الهوية ويقابلها املرحلة الجنسية عند فرويد وفيها يشعر املراهق بذاته بشكل قوي.
-6مرحلة العالقات العاطفية :ويقابلها الشعور بالعزلة في مرحلة الشباب والزواج وفيها يكتشف الفرد
هويته حتى انتهاء فترة الرشد ،كما يبدأ الفرد باحتالل دوره االجتماعي كراشد في املجتمع.
-7مرحلة اإلنتاج ويقابلها األنانية واإلخفاق في العمل والحياة الزوجية وقد تدفع الفرد للسلوك األناني،
وتشمل هذه املرحلة فترة الرشد واالنتقال من الذاتية إلى رعاية األبناء.
-8مرحلة التكامل :ويقابلها الشعور باليأس ،وهي فترة ما بعد الستين من العمر وتمثل هذه الفترة خالصة
املراحل السابقة.
إن النجاح في املراحل السابقة يولد الشعور بالنجاح في الحياة العائلية والحياة العملية والفشل في هذه
املرحلة واملراحل السابقة يولد اإلحساس باإلحباط واليأس في مراحل الحياة األخيرة.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
)2خصائص وحاجات الطفل:
2-1خصائص املتعلم بالتعليم األولي (املرحلة العمرية 0إلى 2سنوات).1
مراحل التطورالسيكولوجي:
ملقاربة هذا التطور ،سنقدم مختلف مراحله حسب تقطيع زمني يتبناه علماء النفس على وجه العموم،
رغم انتسابهم ملدارس نظرية مختلفة.
ونظرا للتعقيد الذي يميز مجال علم النفس ،وللمسائالت واملراجعات املستمرة من طرف الباحثين في
هذا املجال ،فإنه من الصعوبة بمكان تقديم مراحل هذا التطور تقديما ذا أبعاد كونية ويحظى بإجماع كل
العلماء.
وهكذا ،فإن التصورات املرتبطة بالتطور تتنوع وتختلف باختالف النظريات السيكولوجية .وتبعا لكل
نظرية ،قد يوصف هذا التطور بكونه سلسلة من املراحل املتتابعة الواحدة بعد األخرى بطريقة شبة آلية ،أو
بكونه سلسلة متدرجة من الخطوات الصغيرة مع احتماالت للتوقف ،بل وللنكوص إلى الوراء أحيانا.
إن التطور الذي ستعتمده يقدم بعض املعلمات املرجعية ( )des repèresلندرك بشكل شمولي موقع
الطفل في سن معينة .ومع ذلك ،يجب أال ننس ى أن كل طفل كائن فريد ومتميز في حد ذاته .فيمكن أن يكون،
يحكم ماضيه الخاص وظروفه الشخصية ،إما متخلفا ،أو متقدما ،أو محصورا في هذه املرحلة أو تلك من
تطوره .كما يمكن أن يكون متقدما في مجال معين ،ومتخلفا في مجال اخر.
.من الوالدة إلى حدود سنتين:
يلتحق الطفل بمؤسسة التربية ما قبل املدرسية وهو يجر وراءه تاريخا ،ويتمتع بعدد من املكتسبات.
عند الوالدة:
يتوفر الطفل الوليد على مجموعة من املؤهالت القابلة للتطوير ،كما أنه يملك عددا من الكفايات
املكتسبة سلفا .وإذا أردنا وصف ما يتميز به الوليد ،يمكن أن نشير إلى التباين املوجود بين تطور حس ي جد
متقدم ،وتطور حركي نسبيا ضعيف.
وهكذا ،فإن الرضيع السليم يكون قادرا على أن:
• يسمع (وهي أول حاسة تتطور عنده).
• يرى (يميز وجها بشريا ،حتى وإن كان عاجزا عن التوجيه اإلرادي لنظره لوقت طويل).
• يشعر باللمس (يشعر بحاجة ماسة إلى أن يلمس ،ويحمل ،ويداعب .وأمهاتنا الالئي يحملن في
كثير من األحيان أطفالهن على ظهورهن يفهمن هذه الحاجة لدى الطفل بصورة تلقائية!).
1هذا النص مقتطف من دليل (أسس التربية ما قبل املدرسية) سلسلة أطفال للتربية ما قبل املدرسية ص 20 :إلى ص -24 :خالد األندلس ي ،م .فائق ،ب
األندلس ي ،خ .بوزوبع ،ح ،أرغوني.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
• يتعرف على الروائح (يتعرف الوليد على رائحة أمه).
وباملقابل ،فإن قوة تحمله العضلي ( )Tonicitéناقصة .فهو ال يستطيع التحكم في رأسه وال في جدعة،
وال يتمتع بأية حركية دقيقة ( .)Motricité fineويجب أن ننتظر مرور الشهر األول ليتحكم في حركة رأسه،
وستة أشهر ليستطيع التحكم في انتصاب جدعه وليشرع في الجلوس .ومن بين مختلف االرتكاسات ()Réflexes
التي تسمح له بالبقاء على قيد الحياة ،يمكن أن نشير إلى عمليتي التنفس واملص.
يحتاج الوليد البشري إلى الراشد لكي يبقى على قيد الحياة .فهو في حاجة إلى الغذاء املادي والغذاء
العاطفي وإلى الحب في نفس الوقت .فمن خالل قناة الحب والحنان التي يوفرها األبوان (أو األولياء) ،يتم تسهيل
هضم التغذية لتصبح مفيدة لنموه.
إن هاتان التغذيتان املادية والعاطفية هما اللتان ستساعدانه على النمو:
• من شهر إلى شهرين ،يستطيع الوليد أن يبتسم إلى وجه باسم ،كما ال يستطيع التحكم في وضعية رأسه.
• من ستة أشهر إلى ثمانية أشهر يمكنه الجلوس.
• من 9إلى 11/10شهرا يتمكن من الوقوف بدعامة.
ويستطيع الوليد التواصل مع محيطه بفضل النبرة املتغيرة التي تميز الصرخات واألصوات التي يصدرها.
وبصفة عامة ،تستطيع كل أم التعرف على صرخات الجوع ،وصرخات األلم ،وتلك التي تنذر أن الرضيع يشعر
بامللل ،ويريد أن يتم االعتناء به.
خالل هذه املرحلة ،ينسج "االرتباط" ( )l’attachementبين الرضيع وأمه ،أو من ينوب عنها .وتختلف
طبيعة هذا االرتباط باختالف سلوك األم من حيث ثباته ،وبعثه على االطمئنان واإلحساس باألمان .وتبعا
لنوعية االرتباط الذي خضع له ،سيكون الطفل ،في عالقاته مع اآلخرين ،مستقال وواثقا بنفسه إلى حد ما ،أو
على العكس من ذلك ،تابعا ( )Dépendantوسجينا للخوف .وبعبارة أخرى ،فإن األم الثابتة والباعثة لالطمئنان
واألمان ستساعد الطفل على بناء استقالله واستقالليته ،أما األم التي تتسم في ردود أفعالها باملزاجية
والعدوانية ،فإنها تغذي اإلحساس بالتبعية ،وعدم االطمئنان لدى طفلها.
وقد بينت بعض الدراسات أن نوعية االرتباط املبني عند متم السنة األولى من العمر يتيح التنبؤ إلى حد
ما بنوعية العالقة التي سيبنيها الطفل واملراهق مع محيطه في وقت الحق.
ومن خالل احتكاكه مع أبويه ،وخصوصا مع أمه ،يجد الوليد نفسه منغمسا في "حمام لغوي" ( Bain
)de langageيتمكن مبكرا من فهم نبراته ومعناه العاطفي ،قبل أن يتمكن من إدراك مغزى الكلمات.
فبواسطة هذا التشبع في "الحمام اللغوي" ،وعبر العالقة القوية مع أوليائه يتعلم الطفل الكالم.
فيكتسب بذلك "لغته األم" التي ستمثل بالنسبة إليه دائما ،بحكم ظروف اكتسابها وبغض النظر عن تطورها
الحقا ،قيمة وجدانية قوية كوسيلة للتعبير األصيل عن أحاسيسه وانفعاالته.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
بين 12و 24شهرا :اكتساب املش ي والتحكم في عضالت املخرج:
تتميز هذه الفترة بنوعين من املكتسبات :اكتساب القدرة على املش ي ،والقدرة على التحكم في عضالت
املخرج (.)Contrôle sphinctérien
أ -اكتساب املش ي:
لقد سبق التمهيد لهذا املكتسب بنظيره املتمثل في اكتساب القدرة على الجلوس ،ثم على الحبو (التنقل
على أربع قوائم).
وتعتبر هذان املحطتان املرحليتان ضروريتان ،ألنهما تندرجان ضمن برنامج تطوري محدد جينيا.
فالطفل ال يمكنه املش ي إذا لم يكن قادرا على الجلوس.
وتجدر اإلشارة هنا ،على الخصوص ،إلى مرحلة الحبو (التنقل على أربع) ،ألننا نالحظ في املدينة على وجه
الخصوص ،أن عدد األطفال الذين يمرون بهذه املرحلة في تناقص مستمر .ويبدو أن غياب هذه املرحلة راجع
إلى االستعمال املبكر واملبالغ فيه األجهزة الداعمة للمش ي ( )les youpalasالتي أصبح استعمالها شائعا،
لألسف ،في الوسط الحضري .ويعتبر هذا االستعمال مضرا بالنمو الطبيعي لعضالت الحوض واألرداف لدى
الطفل.
وبالتالي ،فإنه يستحسن تجنب وضع األطفال في مثل تلك األجهزة الداعمة للمش ي ( )les youpalasبشكل
مبكر .وبطبيعة الحال ،فإن حبو الطفل بأمان يتطلب توفير فضاء نظيف ،وخال من األخطار.
وبمجرد ما يبدأ الطفل في املش ي والتنقل ،فإنه يتمتع بنظرة جديدة تماما للعالم .فقد تحررت يداه ،وبما
أن كل طفل صغير هو فطريا مستكشف ،فإنه سيحاول اإلمساك بكل ما يتواجد في طريقه ،واستكشافه.
كما سيحمل أيضا األشياء إلى فمه ،ألن الفم ،بالنسبة إليه ،هو أول أداة لالستكشاف .وعليه ،فإن
األولياء مطالبون بالسهر على سحب كل األشياء ،واملنتجات الخطيرة أو الهشة من طريقه ،وذلك بجعلها بعيدة
املنال أو بحفظها داخل خزانات.
ب -التحكم في عضالت املخرج ()Contrôle des sphincters
ويعتبر هذا التحكم ثاني أهم مكتسب خالل هذه الفترة من 12إلى 24شهرا .وتجدر اإلشارة إلى أنه ،بحكم
االرتكاز على نفس النضج العضلي ،فإن اكتساب التحكم في عضالت املخرج مرتبط باكتساب القدرة على املش ي.
إال أنه توجد اختالفات إيقاعية كبيرة في سن النظافة بين األطفال ،ألن اكتساب هذه األخيرة مرتبط
بنمط التربية ،وباإليقاع الخاص بكل طفل.
ويتعين على األولياء أن يجدوا الوسيلة املثلى إلقناع الطفل تدريجيا بأنه إذا ما قض ى حاجته الطبيعة في
اإلناء الخاص بذلك ،فإنه سيصبح كبيرا ،وأكثر قدرة على تطبيق أول قاعدة من قواعد الحياة االجتماعية (نجد
أحيان ا أن بعض الحضانات التي تستقبل األطفال انطالقا من سن الثانية ،ال تقبلهم إال إذا كانوا "نظيفين").
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
ويتعين على الطفل لكي يكون نظيفا ،أن يتعلم إرجاء ( )différerالقضاء املباشر لحاجته ،وأن يتواصل مع
الراشد إلخباره بهذه الحاجة.
إن هذا الفهم ال يحصل بالعنف وال بالعقاب الجسدي ،ولكن عبر العناية واالعتناء بالطفل ،ومالحظة
أوقات قضاء حاجته الطبيعية بشكل عام ،وتقديم اإلناء الخاص بذلك في ذات األوقات .لهذا ،يتعين على
الراشد تشجيع الطفل ،وتهنئته كلما قض ى حاجته بشكل سليم داخل اإلناء الخاص (ويعتبر التقليد القديم،
الذي كان يتمثل في تنظيم حفل صغير بمناسبة وضع الطفل فوق اإلناء ألول مرة ،تقليدا جيدا).
ولألسف ،غالبا ما تتسم التربية على النظافة عندنا بالعنف والقساوة ،وتؤدي بالتالي إلى نتيجة عكسية.
ومن املالحظ أن العديد من األولياء يشتكون من كون أطفالهم في سن 3أو 4سنوات (وربما أكثر) ال زالوا يتبولون
في فراشهم.
2-2خصائص املتعلم بالتعليم األولي (املرحلة العمرية 2إلى 4سنوات).1
مراحل التطورالسيكولوجي:
ملقاربة هذا التطور ،سنقدم مختلف مراحله حسب تقطيع زمني يتبناه علماء النفس على وجه العموم،
رغم انتسابهم ملدارس نظرية مختلفة.
ونظرا للتعقيد الذي يميز مجال علم النفس ،وللمسائالت واملراجعات املستمرة من طرف الباحثين في
هذا املجال ،فإنه من الصعوبة بمكان تقديم مراحل هذا التطور تقديما ذا أبعاد كونية ويحظى بإجماع كل
العلماء.
وهكذا ،فإن التصورات املرتبطة بالتطور تتنوع وتختلف باختالف النظريات السيكولوجية .وتبعا لكل
نظرية ،قد يوصف هذا التطور بكونه سلسلة من املراحل املتتابعة الواحدة بعد األخرى بطريقة شبة آلية ،أو
بكونه سلسلة متدرجة من الخطوات الصغيرة مع احتماالت للتوقف ،بل وللنكوص إلى الوراء أحيانا.
إن التطور الذي ستعتمده يقدم بعض املعلمات املرجعية ( )des repèresلندرك بشكل شمولي موقع
الطفل في سن معينة .ومع ذلك ،يجب أال ننس ى أن كل طفل كائن فريد ومتميز في حد ذاته .فيمكن أن يكون،
يحكم ماضيه الخاص وظروفه الشخصية ،إما متخلفا ،أو متقدما ،أو محصورا في هذه املرحلة أو تلك من
تطوره .كما يمكن أن يكون متقدما في مجال معين ،ومتخلفا في مجال اخر.
الطفل من سنتين ( )2إلى سبع سنوات (:)7
سيتم تقسيم هذه املرحلة ،التي تسبق الدخول إلى املدرسة االبتدائية ،إلى مرحلتين فرعيتين (من 2إلى 4
سنوات ومن 4إلى 7سنوات) ،وتتميز كل منهما بمميزات خاصة.
1هذا النص مقتطف من دليل (أسس التربية ما قبل املدرسية) سلسلة أطفال للتربية ما قبل املدرسية ص 24 :إلى ص -28 :خالد األندلس ي ،م .فائق ،ب
األندلس ي ،خ .بوزوبع ،ح ،أرغوني.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
التطورالحس ي – حركي
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
وتشكل هذه األلعاب بالنسبة إليه وسيلة الستيعاب معيشه ،وبالتالي التحكم فيه بشكل أفضل ،بل
وحتى جعله أكثر امتثاال لرغباته.
ويتعين احترام هذه املؤهالت التمثيلية ( )Aptitudes de faire semblantواستثمارها بشكل واسع في
التربية ما قبل املدرسية .وحتى تكون هذه األلعاب ألعابا حقيقية بكل ما في الكلمة من معنى ،يجب أن يمارسها
الطفل بكل حرية ،ومن أجل متعة النشاط في حد ذاته.
خالل األنشطة التخطيطية ،يتجاوز الطفل مرحلة الخربشة ( )Gribouillageإلعطاء (بعد إنهائه في
الغالب) معنى للرسم الذي أنجزه .كما يتم نقل جميع األشكال الهندسية املغلقة (الدائرة ،املربع املثلث) بنفس
الطريقة :أي على شكل دائرة منتظمة إلى حد ما.
-اللغة التعبير:
تعتبر اللغة /التعبير االكتساب الرئيس ي الذي يتم خالل هذه املرحلة .وتعتبر اللغة نموذجا للنشاط
السيميائي ،على اعتبار أن األمر يتعلق بمجموعة من العالمات التي تهدف إلى تمثيل وإعطاء معنى ألفعال أو
أحداث غير راهنة ( )Non actuelsتم القيام بها ،أو يتعين أن تتم (.)à accomplir
وتجدر اإلشارة إلى أ ن كل أي لغة هي مبنية ومركبة حسب قواعد نحوية وصرفية ثابتة ال تتغير ،والتي
تساهم في هيكلة تفكير الطفل .فاألطفال يدركون بسرعة األشكال النحوية الواضحة واملنتظمة ،وكذا ترتيب
الكلمات داخل جملة ،باإلضافة إلى النبرات الصوتية (.)les inflexions
هناك نوع من التوازي بين تطور اللغة والتطور الذهني لدى الطفل .فإذا ما تأملنا في جودة التعبير لديه،
سنكتشف أنها تعكس مرحلة النمو التي وصل إليها هذا الطفل.
مثال :في سن من 2إلى 4سنوات ،يعجز الطفل عن إيجاد ارتباطات ( )corrélationsبين عدة متغيرات في
آن واحد .فإذا قلنا له مثال" :أعط لـ Aمن العجين أكثر مما تعطيه لـ ،"Bفإنه سيترجم ذلك إلى "أعطى كثيرا لـ
،Aوقليال لـ ."Bكما أنه يقلل في تعبيره من استعمال الجمل املركبة بصفة عامة (أي جمل تشتمل على عبارات
من قبيل "الذي"" ،من بين"" ،عندما" إلخ).
وهناك أيضا تفاعل قوي بين تطور اللغة والنضج الوجداني والعاطفي .وهكذا ،نالحظ أنه كلما كان
الطفل قادرا على التعبير عن عواطفه وأحاسيسه بواسطة اللغة ،كلما كان قادرا ومياال إلى التعبير عنها شفويا،
عوض التعبير عنها باستعمال الجسم من خالل مشاجرات ،ومشاحنات مع أطفال آخرين على سبيل املثال.
سن الثالثة هو أيضا سن التساؤالت العديدة واملتمثلة في ملاذا؟" ،والتي تعكس الفضول املعرفي لدى
الطفل ،وغالبا ما تحرج الراشد .غير أنه من الضروري أن نعي أن الطفل ال يبحث من خالل هذه األسئلة عن
سبب األشياء بقدر ما يبحث عن استعماالتها .وغالبا ما يبحث أيضا عن االستحواذ من خالل استعماله املتكرر
لـ "ملاذا؟" ،على اهتمام الراشدين الذي قد يشعر أنه محروم منه.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
د -التطورالوجداني والعاطفي:
يتداخل التطور الوجداني والتطور الذهني وتطور اللغة عند الطفل بشكل كبير ،بحيث تصعب معرفة
أي جانب من التطور يحدد اآلخر.
مع تقدمه في السن ،يصبح الطفل قادرا على تمييز عواطفه ومشاعره وتدقيقها بشكل أفضل .ففي
البداية ال يوجد بالنسبة إليه سوى ثنائية اللذة واأللم ،وثنائية "أحب" و "ال أحب" .وانطالقا من سن الثانية،
يشرع الطفل بالشعور بإحساسات مثل :الشعور بالعار ،وبالذنب ،وباإلغراء ،وبالحزن ،إلخ .وهذه األحاسيس
مرتبطة بالتطور التدريجي لوعيه بذاته ،وتمثله لها (صورة األنا).
وتوفر تجارب الحياة اليومية مصدرا للضبط ولتنظيم التوازن ( .)la régulationإن اإلحساس بالخوف،
على سبيل املثال ،ال يبدأ في الظهور إال عندما يشرع الطفل بالوعي بالخطر وإدراكه .وهذا الوعي يرتبط في الغالب
بتجربة مؤملة سابقة .ويبدأ تمييز املشاعر واألحاسيس خالل هذه الفترة املمتدة بين 2أو 4سنوات من عمره.
وهو مرتبط بالتجارب السارة (اللذة) أو املؤملة (األلم) ،والتي واجهها الطفل ،وتركت آثارها في ذاكرته.
غير أنه بالنسبة للطفل الصغير ،ال يوجد فرق بين ما هو كائن ( )êtreوما هو ظاهر ( :)Paraitreفهو ال
يزال يتمتع بعفويته وسجيته األولى ،وال يعرف إخفاء مشاعره بعد ،مثلما سيفعل الحقا انطالقا من سن 5-4
سنوات.
ويؤشر فهم املشاعر هذا ،على والدة وعي الطفل بذاته ،وعلى ضرورة فرض إرادته.
وتظهر لدى الطفل املعالم املحددة للذات مقارنة مع االخر مع ميالد اإلحساس بامللكية ،والرغبة في
االستحواذ على ما في حوزة اآلخر ،وامتالكه .ما بين سن 2و 3سنوات ،يحاول الطفل إرساء استقالليته ،إال أنه
ال زال يفضل مزاولة ألعاب التبادل (إعطاء -أخذ )...مع الراشد ،وإثبات الذات بتعبيرات من نوع "ال" و" مزيدا"
و" لي أنا".
إن امتالك األنا سيتزامن بالضرورة مع معارضة اآلخرين ،وهو ما يمكن الطفل من التباعد ،وتجنب
الخلط العاطفي الذي كان يعيشه سابقا بين ما هو " أنا " وما ليس بذلك .وبالتالي ،فإن هذه املعارضة ليست
ظاهرة مرضية ،بل هي ،على العكس من ذلك ،ضرورية لنمو الطفل الطبيعي ،إذ تشكل أساسا لثقته في
إمكانياته الشخصية .فباملعارضة نفرض أنفسنا ونثبتها (.)On se pose en supposant
إن جودة ونوعية تعامل األولياء والوسط مع هذه املعارضة هي من األهمية بمكان بالنسبة لتطور
شخصية الطفل .فإذا ما تدخل األولياء واملحيط بشكل يغلب عليه العنف واالرتباك والتناقض ،فإنهم يشلون
فضول الطفل الناش ئ ،أو يتسببون في زعزعة استقراره ،وفقدانه القدرة على التركيز ما يكفي من الوقت .أما في
حالة ما إذا استقالوا من مهمتهم واستسلموا للطفل ،فإنهم يخلفون لديه أيضا اإلحساس بعدم األمان ،مع
غياب معلمات مرجعية (.)Des repères
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
وإذا ما اتسمت ردود األفعال وإجابات األولياء باملرونة والحزم ،ولم يردوا على معارضة الطفل بمعارضة
أخرى أقوى ،فإن األزمة الشهيرة ،واملعروفة " بأزمة الشخصية في سن 3سنوات " تمر بسرعة أكبر .وتصبح
الرغبة في االمتثال وفي اإلرضاء أكثر أهمية بالنسبة للطفل ،والذي تعتريه أوال وقبل كل ش يء :الرغبة في أن يصبح
"كبيرا".
2-3الطفل من 4إلى 7سنوات.1
أ – من وجهة النظرالفيزيولوجية:
يتابع الطفل نموه الجسدي ،ويكتسب الجسم مزيدا من القوة والتوازن عند القيام بالحركات ،أو اتخاد
وضعيات معينة ،إلى جانب القدرة على التنسيق املعقد بين مختلف الحركات .وسيتابع الطفل نموه بشكل
متناسق ومتوازن ،إذا لم يفرض عليه الوسط الذي يعيش فيه بذل مجهودات تفوق بكثير ما يمكن أن يقوم
به.
في هذه السن ،وكما في السابق ،يحتاج الطفل إلى نشاط مكثف .فهو يكتسب ما يكفي من القوة،
والتناسق في حركاته ليكون قادرا على الجري ،والصعود ،والتسلق ،والقفز على رجل واحدة ،والقفز على الحبل
او فوق حواجز ...مع التحكم في حركاته ،والوعي بمكامن الخطر.
فعلى سبيل املثال ،ال يستحسن إرغام طفل 5-4سنوات على الجلوس ملدة تزيد عن 20دقيقة على
التوالي ،ألن جهازه العصبي ،وكذا عضالت ظهره وأردافه التزال في طور النمو .وإذا ما تمت املبالغة أو اإلفراط
في استغالل عضالت الظهر ،يصبح الطفل معرضا لخطر تبني وضعيات جلوس غير سليمة بشكل نهائي ،تؤدي
إلى تشويه عموده الفقري .كما أن حمل أكياس ،أو محافظ ثقيلة جدا يعرضه لنفس الخطر.
لقد تم اكتساب القدرة على التحكم في الوضعيات والحركات األساسية التي يقوم بها الجسم تقريبا ،إال
أن الطفل في مرحلة ما قبل التمدرس يحتاج إلى أنشطة للتربية البدنية والرياضية ضمانا لنمو سليم ومتوازن
لجسمه.
وإذا أمكن اعتبار أن الحركية العامة للجسم في هذه السن متطورة ،فإن الحركية الدقيقة لألصابع
واملعصم التزال ،على العكس من ذلك ،في حاجة إلى مزيد من النضج والتمرين حتى يتمكن من التحكم فيها
بشكل صحيح.
الجانبية أو هيمنة استعمال جانب من الجسم :تتحدد في سن ِِ 5/4الهيمنة الجانبية (يمين أو يسار)
للطفل بشكل نهائي .وهي ذات طبيعة فيزيولوجية ،ومسجلة ضمن آلية اشتغال الدماغ.
1هذا النص مقتطف من دليل (أسس التربية ما قبل املدرسية) سلسلة أطفال للتربية ما قبل املدرسية ص 28 :إلى ص -34 :خالد األندلس ي ،م .فائق،
ب .األندلس ي ،خ .بوزوبع ،ح ،أرغوني.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
وبناء عليه ،يجب االمتناع عن إرغام هيمنة الجانب األيمن على طفل أعسر ،ألن ذلك قد يؤدي إلى
اضطرابات حركية ،فضال عن اختالالت في تعلم القراءة والكتابة.
ب – من وجهة النظرالذهنية:
يقال إن الطفل في هذه املرحلة من العمر يعيش’’ سن الحدس ’’ ،بمعنى أن لديه حدوسا تعتمد على
إدراكه .غير أنه ال يستطيع اعتبار كل مكونات وضعية متحولة ،حتى وإن تم ذلك التحول تحت مراقبته .فإذا
وضعنا أمام هذا الطفل على سبيل املثال ،صفين من األقراص مشكلة من نفس العدد من القطع ،ثم غيرنا
أمام نظره طريقة االصطفاف باللجوء الى توسيع املسافة بين األقراص في أحد الصفين ،فإن الطفل سيؤكد أن
عدد القطع في هذا الصف أكبر من نظيره في الصف الثاني ،أو أيضا أن عدد األقراص في الصف الثاني(الذي
بقي على حاله) أقل من عدد االقراص في الصف األول (الذي حركنا قطعه).وهذا يعني أن الطفل يتأثر أكثر
بإدراكه الحس ي املباشر أكثر منه بعدد القطع (غير أنه في حالة كون عدد القطع ال يتعدى 3أو 4قطع ،فإن
الطفل عادة ال يخطئ).
ويتميز التفكير الحدس ي بالتركيز على ما هو ملموس ،مع املغاالة في تقدير املعلومات املستقاة عن طريق
اإلدراك الحس ي ،باإلضافة إلى نقص في مرونة وخفة التفكير مع صعوبة كبيرة في الرجوع إلى الحالة األصلية ( la
.)réversibilité
وتظهر البنيات األولى للتفكير املنطقي على شكل تفكير باألزواج ،أي ترابطات ثنائية بين حدثين متزامنين
أو متتابعين .فالطفل سيخلط أو سيربط بنفس السهولة بين أي كلمتين بحكم تشابههما من حيث املخارج
الصوتية .ويرتبط ذلك بالحس الشعري الذي يتسم به الطفل في هذه السن ،وبحبه للعديات التي تعتمد على
الخيال ،والقافية ،واللعب بتشابه الكلمات.
ويتميز التفكير عند الطفل في هذه السن بخاصية تختلف عن االستقراء ،واالستنباط بكونها سلسلة من
املفاهيم ترتبط فيما بينها من الخاص إلى الخاص ،دون اعتبار أي منطق.
ويتميز التفكير عند الطفل في هذه السن حسب بياجي بما يلي:
النزعة اإلحيائية ( :)animismeبمعنى أن األشياء حية ،ولها نواياها الخاصة.
النزعة االصطناعية ( :)artificialismeبمعنى تشبيه الظواهر والسيرورات الطبيعية بأفعال إنسانية.
التأويل والتفسير السحري للعالم :بحيث أن األشياء تتوفر على إرادة خاصة بها ،مع إضفاء قيمة سحرية
على الكلمة املنطوقة.
إنه وباختصار ،تفكير غير تمييزي أو تلفيفي يهيمن عليه التمركز حول الذات ،الذي يعرف بهيمنة وجهة
النظر الشخصية ،وبصعوبة في التموضع مكان اآلخر أو تقمص وجهة نظره.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
والسؤال املطروح هنا ،هو كيف سيخرج الطفل من هذه املرحلة ويتجاوزها ،وكيف يمكن للراشد أن
يواكبه في ذلك؟ ،وهنا تكمن أهمية إتاحة الفرصة للطفل ليجرب ،ويرتكب أخطاء ،ويواجه وجهة نظره مع
وجهة نظر اآلخرين .إنها املقاومة التي تبديها األشياء واآلخرون هي التي ستساعده على التحرر من تمركزه على
ذاته .ويتجلى تدخل الراشد/املربي في توجيهه نحو تبني توجه نقدي متزايد ،ومساعدته على إيجاد حلول أكثر
نجاعة للمسائل التي يطرحها الواقع.
ورغم أن الطفل لن يتمكن من التفكير املنطقي بشكل كامل إال خالل املرحلة املوالية (بين 7/6سنوات
و 12/11سنة) ،فإن العوامل التي تطرقنا إليها سابقا تبقى ضرورية قصد االستئناس .ويعتقد العديد من علماء
النفس ،في الوقت الراهن ،أن النمو ال يتم بشكل خطي .وأن الطفل يستطيع أن يبرهن عن سلوكات وأنماط
تفكير متطورة أو متأخرة بالنسبة لسنه الحقيقي ،حسب الظروف واملجاالت.
للتذكير:
يتعين على املربي أن يتمثل الطفل الذي أمامه في إطار الحدود التي تفرضها هذه املرحلة ما قبل املنطقية،
وأن يقبل التجليات الطبيعية لتفكيره الوليد ،في سعيه املستمر للتحكم تدريجيا في تعقيدات الواقع.
ج -من الناحية الوجدانية العاطفية:
يعرف الطفل في السن الرابعة اسمه الشخص ي واسم أبويه .كما تحذوه الرغبة في أن يكبر ،جاعال
األشخاص األكثر قربا منه قدوة له :أبواه في الغالب ،أو بعض أصدقائه ،أو أقرباء من عائلته ممن يحظون
باحترام أبويه .كما يتعرف الطفل على جنسه (ذكرا أو أنثى) ،ويبحث عن تقمص شخصيات األشخاص
املهيمنين في محيطه.
وقد يحدث أن يتكلم الطفل عن رغبته في الزواج بأحد أبويه ،أو بشخص محبوب من الجنس املغاير .إن
هذه الرغبة "املحارمية" هي مؤشر على مروره باملرحلة األوديبية .وأنه بصدد إرساء العوامل املهيكلة لشخصيته.
وعندما يبلغ الطفل سن 6سنوات ليلج "سن التعقل" ،سيتشبه أكثر بأحد الوالدين من نفس جنسه ،مع إدراك
ضرورة تأجيل ارتباطه بالجنس اآلخر ،واالستعداد عبر الدراسة والعمل ليصبح راشدا مستقال ومسؤوال.
إن طفال عمره ما بين 4و 6سنوات طفل متكيف مع وسطه العائلي .فهو يعرف عنوان مسكنه (إذا ما
لقن ذلك) ،ويستطيع ان يتوجه ويجد طريقه في محيطه املباشر .وبقدر ما تكون مرجعياته داخل األسرة
مهيكلة ،بقدر ما يشعر داخلها بالطمأنينة واألمان ،مما يسهل عليه تجاوز حدود هذه األسرة ليرغب في ربط
عالقات مع اآلخرين .وتعتبر مؤسسة التربية ما قبل املدرسية املؤسسة املؤهلة بامتياز للعب هذا الدور،
واالستجابة لهذه الحاجة.
ينجذب الطفل بين 4و 7سنوات ملا يفعل اآلخرون ،ويرغب في مخالطتهم .فهو بصدد تطوير رغبته في
التنشئة االجتماعية واالندماج .وفي هذا اإلطار ،يوفر األطفال اآلخرون حافزا لنمو الطفل الشخص ي ،مما
يساعده ،رغم التنازعات والصعوبات املصاحبة ،على تجاوز تمركزه حول الذات ،وتذبذب طبعه.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
بعد سن 4-2سنوات حيث يلعب كل طفل لنفسه ،يكثر التقارب واالحتكاك مع اآلخرين انطالقا من سن
الرابعة .إنها مرحلة التعارك مع اآلخر ،والتحدي (أراهن على أنك لن تستطيع القيام بهذا) ،والتباري ،ولكنها
كذلك مرحلة يتعلم خاللها الطفل أن ينتظر دوره ،ويأخذ اآلخر بعين االعتبار.
وتصبح ممارسة ألعاب جماعية ،مثل الكرة التي يتناوب األطفال على رميها لبعضهم البعض دون
االحتفاظ بها ،ممكنة .أما األلعاب األخرى من قبيل لعبة حجر الرجل ،أو لعبة الكريات أو الحبل املطاطي،
فستظهر الحقا على اعتبار أنها تتطلب تنسيقا حركيا أدق ،وقواعد لعب أكثر تعقيدا.
ويستطيع املربي أن يقترح على األطفال ،وبشكل تدريجي ،التعاون في بناء مربكة مثنى مثنى في البداية ،ثم
ضمن مجموعات من 3أو 4أطفال بعد ذلك ،أو إنجاز لوحات صباغة من لدن مجموعة من 3إلى 4أطفال.
ويشكل كل ذلك تعلما حقيقيا في مجال التنشئة االجتماعية والتشارك.
إن التردد على مؤسسة التربية ما قبل املدرسية يعتبر إعدادا لتنشئة اجتماعية جيدة للطفل .فبفضل
األلعاب التي نقترحها عليه ،نساعده على التمييز بين األنا واآلخر .وحين ،على سبيل املثال ،يتقمص كل واحد
نفس الدور بالتناوب ،فإن تمثيل نفس الدور يختلف باختالف األطفال ،مما يساعد الطفل على الوعي بذاته،
وتمييزها عن اآلخرين ،هذا مع توفير فضاء للجميع.
للتذكير:
تجب اإلشارة من جديد إلى التداخل بين مختلف تعلمات الطفل والتقدم املتعدد األبعاد الذي يحققه.
إال أنه يمكن التأكيد على أن الوجدان والنضج العاطفين يشكالن محركا لهذا التطور .فبفضلهما يبني الطفل
’’ أمانه األساس ي’’ .وعلى أساس هذه القاعدة الباعثة لالطمئنان التي توفر له استقاللية تدريجية ،سيتجرأ
الطفل على طرح أسئلة على نفسه وعلى اآلخرين ،والبحث عن مغزى العالم ،وكيفية اشتغاله .وهو بذلك يطور
ذكاءه وكفاياته.
د – على مستوى اللغة:
يستمر الطفل في تعلم الكالم .وإذا كان قبل سن 4سنوات ،يميل أساسا إلى استعمال جمل بسيطة
وقصيرة (مع أفعال أمر كثيرة) ،ومراكمتها جنبا لجنب ،فإنه ،بعد هذه السن ،يستطيع استعمال جمل مركبة
ومعقدة ،باستعمال مفردات من قبيل ’’ الذي’’ ’’ ،من أجل’’ ’’ ،حتى’’ إلخ ...للربط بين الجمل .وال يتم اكتساب
هذه الطريقة في التعبير ،التي تتميز بكونها أقرب إلى اللغة املكتوبة وأكثر ثراء من السابقة ،إال إذا كان الراشد
(الوالدان أو املربي) ،حريصا على نوعية وجودة الكالم املستعمل من لدن الطفل ،ومحفزا له على الكالم بكيفية
سليمة باستعمال كلمات دقيقة ،وجمل أكثر تعقيدا من حيث البنيات التركيبية.
يجد الطفل صعوبة في السرد الشفوي لحادث معين عندما نطلب منه ذلك .وحتى في سن الخامسة ،فإن
الحكي الكامل تحت الطلب لحكاية ،أو حادثة يظل أمرا صعبا بالنسبة للطفل .فهو ال زال يحتاج إلى املساعدة
من أجل ذلك.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
ويطرح تنظيم السرد كتابيا صعوبات أكبر .فإذا كان اكتساب التجانس على مستوى الشفوي قد اكتمل
في السن الخامسة ،فإن التجانس في مجال الكتابي مع استعمال سليم لزمن األفعال ،والعالقات السببية ال
يتأتى إال بعد بلوغ الطفل ما بين 6و10سنوات .وعليه ،يجب أن نحرص على أال نطالب أطفالنا بأكثر مما هم
قادرون على تقديمه.
للتذكير:
يشكل اكتساب اللغة الشفوية هدفا أساسيا لطور التربية ما قبل املدرسية .إن تعلم تبادل الحديث
باللغة األم مع املحيط وتكييف اللغة مع الوضعية االجتماعية التي نتواجد فيها ،وكذا تعلم اإلصغاء وااللتزام
باملوضوع وانتظار الدور ألخد الكلمة ،كلها كفايات أولية ضرورية للتعلمات املستقبلية.
2-4خصائص وحاجات املتعلم بالتعليم االبتدائي:1
.1تحديد السن حسب املراحل الدراسية:
املرحلة الدراسية السن
التعليم األولى (سنتان( . *(2) 5 4
السنة األولى والثانية من التعليم االبتدائي (سنتا( . *(2) 7 6
السنة الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة من التعليم االبتدائي ( 4سنوات( . *(4)11-10-9-8
مقتطف من الكتاب األبيض املناهج التربوية لسلكي التعليم االبتدائي يونيو 2002 1
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
املجال املعرفي:
✓ مشكل تقدير املسافات واألحجام.
✓ مشكل التقدير البصري الحركي.
✓ صعوبة إدراك وتنظيم الذات في الزمان واملكان.
✓ نقص االنتباه والتركيز.
✓ صعوبة تحليل ومعالجة املعلومة ولو في وضعيات مبسطة.
✓ بطء االستجابة للمؤثرات الخارجية.
املجال الوجداني االجتماعي:
✓ التمركز حول الذات.
✓ مزاجي السلوكات.
✓ كون ذا حساسية إزاء نقد اآلخرين.
✓ ال يقبل الهزيمة ويحاول إلقاء اللوم على غيره.
.3خصائص املتعلم في املرحلة الثانية:
أي بالسلك املتوسط من التعليم االبتدائي وتمتد إلى أربع سنوات (الثالثة ،والرابعة ،والخامسة،
والسادسة).
املجال الحس ي الحركي:
تباطؤ وثيرة النمو الجسدي.
✓ إمكانية إتقان املهارات الحركية.
✓ فترة مهمة إلتقان املهارات الحركية العامة وكذلك املهارات الرياضية املقننة.
✓ تحسن إمكانات املتعلم في إدراك الذات في الزمان واملكان.
✓ القدرة على التقويم الذاتي أثناء الحركة.
✓ بداية ظهور الفوارق الجسدية بين اإلناث والذكور.
املجال املعرفي:
✓ امليل إلى العمل الواقعي.
✓ إمكانية االستفادة من التكرار.
✓ سهولة استيعاب القواعد والقوانين.
✓ تقدم في النشاط التمثلي.
✓ إدراك املفاهيم املجردة.
✓ حب االستطالع.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
القدرة على تمييز املعطيات (الغربلة). ✓
القدرة على التفاعل مع الوضعيات املختلفة. ✓
تزايد مدة التركيز وحدة االنتباه. ✓
النضج التدريجي للقدرة على االبتكار. ✓
املجال الوجداني االجتماعي:
✓ االنجذاب نحو الجنس املماثل.
✓ امليل إلى االنتماء ملجموعات منتظمة.
✓ امليل إلى الزعامة.
✓ القدرة على تحمل املسؤولية.
✓ حب املواجهة وإبراز املهارات.
✓ تزايد التفاعل االجتماعي مع األقران.
.4حاجات التالميذ بسلك التعليم االبتدائي:
يحتاج املتعلم في هذه املرحلة العمرية ( 6-12سنة (إلى:
✓ الحركة ،واللعب.
✓ االهتمام ،والعناية ،والحماية ،والقبول.
✓ إبراز ،وإثبات الذات.
✓ التواصل ،وربط العالقات مع اآلخر عبر املنافسة واالحتكاك.
✓ ممارسة أنشطة بدنية ورياضية متنوعة إلغناء قاموسه الحركي.
✓ االندماج في مجموعة من نفس املستوى ،ونفس امليول.
✓ تحقيق نتائج إلبراز شخصيته.
✓ التحلي بروح املنافسة الشريفة واملثابرة في بذل الجهد.
✓ التكيف مع القيم واملثل االجتماعية.
2-5املتعلم بالتعليم الثانوي:
خصائص املراهقة:
ثمة مجموعة من التحوالت التي تنتاب املراهق أثناء انتقاله من عالم الطفولة إلى عالم النضج والرجولة،
وتتمثل في التحوالت البيولوجية والفيزيولوجية ،والتحوالت النفسية ،والتحوالت الجنسية ،والتحوالت
العقلية ،والتحوالت االنفعالية ،والتحوالت االجتماعية...
ويستند نمو الفرد إلى مجموعة من العوامل األساسية هي :عامل الوراثة ،والتكوينات العضوية ،والغذاء،
وعامل البيئة واملجتمع والثقافة ،وهذه العوامل هي التي تتحكم في املراهقة بشكل من األشكال.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
الخصائص النمائية والعضوية:
تحدث ،في فترة املراهقة ،مجموعة من التحوالت العضوية والفيزيولوجية التي تغير بنية املراهق جذريا،
إذ تنقله من فترة الطفولة إلى فترة الرجولة ،وتمس هذه التحوالت البنية الجسدية ،والبنية التناسلية ،وبنية
الوجه ،والبنية الدماغية والعصبية...
ومن بين التحوالت العضوية التي تلحق باملراهق سرعة النمو العضوي والجسدي الذي يشبه نمو الطفل
خالل التسعة أشهر األولى بعد ميالده .ويالحظ أن هذا النمو يتحقق قبل سنة من فترة البلوغ ،باتساع الكتفين
واملنكبين ،وظهور شعر الذقن واللحية والعانة واإلبط ،وتغير الصوت من الرقة إلى الغلظة ،وتغير مالمح الوجه
بالتخلص من املالمح الطفولية واألنثوية ،واكتساب املالمح الذكورية ،واتساع الجبهة والفكين ،وانتفاخ األنف،
وامتداد القامة والساقين واألطراف والعضالت بشكل سريع ،وانجذاب الهيكل العظمي نحو األعلى ،ونمو جهازه
التناسلي ،ونضج الخصيتين ،وبداية اإلفرازات املنوية ،وبالتالي قدرة املراهق على التناسل واإلخصاب
واإلنجاب؛ والسبب في ذلك يعود إلى نشاط الغدة النخامية والغدة الجنسية ،عالوة على ميله إلى الخفة
والسرعة في الحركة.
أما فيما يخص البنت املراهقة ،فهي أطول قامة وأثقل وزنا مقارنة بالذكور ،ويتحقق ذلك من السن
الحادية عشرة إلى الرابعة عشرة .كما يتجسد عندها البلوغ في وقت مبكر مقارنة بالذكر ،إذ تتميز مراهقتها
بالطمث أو الدورة الشهرية أو وجود دم الحيض .وتبدأ العادة الشهرية بنزول دم الحيض حوالي السن الثالثة
عشرة ،ثم انقطاعه مؤقتا ،ليبدأ مسار الدورة بشكل عاد وطبيعي .كما تتميز مراهقة البنت باطراد نموها
السريع جسديا وعضويا ،واتساع أردافها وأعلى الفخذين ،واستدارة حوضها ،وقابليتها لإلخصاب والحمل،
وتناوب املبيضين على إفراز البويضة ،وبروز الثديين ونتوءهما ،والتميز باملالمح األنثوية...
الخصائص النفسية:
تحدث التحوالت العضوية والفيسيولوجية لدى املراهق بصفة عامة مجموعة من التغيرات النفسية
الشعورية والالشعورية ،كاإلحساس بنوع من الشعور الغامض واملضطرب والالمتوازن؛ بسبب عدم فهم تلك
التغيرات فهما حقيقيا ،والشعور كذلك بتغير ذاته فيزيولوجيا وعضويا؛ مما يؤثر ذلك في نفسيته إيجابا أو
سلبا ،ناهيك عن االضطراب الذي تحدثه أثناء إدراك املراهق لذاته وجسده؛ مما يولد لديه ،في كثير من
األحيان ،حاالت التوتر والصراع واالنقباض والتهيج االنفعالي ،والشعور بالنقص...
وإذا توسلنا بالنظريات النفسية ،فإن مرحلة املراهقة -حسب فرويد -هي مرحلة الجنسية الراشدة،
فبعد املرحلة الفمية ،واملرحلة الشرجية ،واملرحلة القضيبية ،ومرحلة الكمون الجنس ي ،تبدأ الغرائز الجنسية
في تفتقها بشكل جلي مع فترة البلوغ؛ إذ يكون املراهق قادرا على االتصال الجنس ي الطبيعي مع الفرد اآلخر من
غير جنسه لتحقيق لذته الشبقية .وبالتالي تتقاطع لديه امليول الفمية والشرجية مع امليول الجنسية في هذه
الفترة بالذات .ويعني هذا أن الحياة الجنسية الحقيقية تبدأ مع فترة املراهقة بالذات.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
ويذهب إريكسون ( )Ericssonإلى أن مرحلة املراهقة تتميز -على مستوى الشعور واألنا -بتنمية الهوية
واالستقاللية واالعتراف بالشخصية ،وتحقيق النضج الجنس ي ،ومواجهة مختلف ردود األشخاص اآلخرين من
أجل تحصيل الهوية الحقيقية.
مراحل النمو النفس ي حسب" فرويد "و" إريكسون":
املراحل النفسية– االجتماعية السن املراحل النفسية– الجنسية
لدى إريكسون لدى فرويد
-اإلحساس بالهوية مقابل اضطراب الهوية. مرحلة البلوغ:
-االعتراف باالستمرارية ،وبهوية الشخصية . إدماج )تدمج( النزاعات
وبمواجهة اختالف ردود فعل مختلف األشخاص من 12سنة الحسية املتعلقة باملراحل
يؤدي إلى تكوين الهوية. السابقة في الجنسية التناسلية
إلى 18أو 20سنة
-ويؤدي عدم القدرة على تكوين واستمرار املوجودة واألساسية.
الخصائص واستمرارها خالل إدراك الذات إلى
اضطراب األدوار.
الخصائص العقلية:
من املعروف أن جان بياجيه ( )Jean Piagetقد قسم التطور املعرفي والذهني والذكائي لدى اإلنسان إلى
أربع مراحل أساسية ،تبدأ من مرحلة الطفولة إلى مرحلة املراهقة ،وقد حددها في :املرحلة الحسية – الحركية)
من فترة امليالد إلى السنتين( ،ومرحلة ما قبل العمليات الحسية) من السنتين إلى سبع سنوات( ،ومرحلة
العمليات املشخصة) من سبع إلى اثنتي عشرة سنة( ،ومرحلة العمليات الصورية) من اثنتي عشرة سنة إلى ما
فوق).
هذا ،وتتميز مرحلة املراهقة -عند جان بياجي -بخاصية التجريد ،وامليل نحو العمليات املنطقية،
واالبتعاد عن الفكر الحس ي امللموس العياني ( .)Concretويعني هذا أن الذكاء املنطقي والرياض ي -عند املراهق -
ينتقل من مرحلة العمليات املشخصة نحو البناء الصوري املنطقي ،أو ينتقل من الطابع الحس ي نحو الطابع
الرمزي املجرد .ويعود ذلك إلى السيرورة الطبيعية للنمو الذهني واملعرفي الذي يتماثل -بنيويا -مع النمو
البيولوجي ،وتطور املحيط والبيئة .وبتعبير آخر ،يتطور الذكاء عند املراهق باستخدام لغة الرموز والذكاء
املنطقي ،وإيجاد الحلول املناسبة للوضعيات التي يطرحها املحيط الخارجي .أضف إلى ذلك ،أن الطفل -في هذه
املرحلة -يكتسب آليات االستدالل والبرهنة واالفتراض استقراء واستنباطا ،ويحل الوضعيات الرياضية
واملنطقية املعقدة ،ويميل إلى التفكير الفلسفي والنسقي .ويجعله هذا كله في توازن تام مع الطبيعة أو البيئة
التي تحيط به ،مستخدما في ذلك مجموعة من العمليات ،مثل :التكيف ،والتأقلم ،واملماثلة ،واالستيعاب،
والتوافق ،واملواءمة ،واالنسجام...
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
وفي هذا الصدد ،يرى جان بياجي أن "جميع الكائنات الحية لديها قابلية فطرية إليجاد عالقة توافق أو
تكيف مع البيئة من خالل ما يسمى بالتوازن .وهذا التوازن هو القابلية الفطرية لتهيئة قدرات الفرد وخبراته
لتحقيق أكبر قدر ممكن من التكيف .ويمكن تعريف التوازن بأنه نجاح الفرد في توظيف إمكاناته مع متطلبات
البيئة حوله .وتسمى عملية االستجابة للبيئة طبقا للبناء املعرفي للفرد بعملية التمثيل ،والتي تعتمد على نوع
التفاعل بين البنى املعرفية والبيئة الطبيعية ،والبنى املعرفية املاثلة في أي لحظة إنما تشمل ما أمكن للكائن
الحي استيعابه وتمثله .ومن الواضح أنه إذا كان التمثيل هو العملية املعرفية الوحيدة ،فلن يكون هناك نمو
عقلي ،حيث إن الطفل سوف يعتمد في تمثيل خبراته على اإلطار املحدد ملا هو ماثل في بنيته املعرفية .لذا ،فإن
العملية الثانية تسمى املواءمة ،واملوائمة هي العملية التي بواسطتها تتكيف أو تتعدل البنى املعرفية ويحدث
من خاللها النمو املعرفي .أي :إن عملية التمثيل تسمح للكائن الحي ليستجيب للموقف الراهن في ضوء املعرفة
أو الخبرات السابقة لديه .وبسبب الخصائص الفريدة التي ال يمكن االستجابة لها في ضوء املعرفة السابقة
وحدها ،فإنه يمكن القول بأن هذه الخبرات الجديدة للفرد تسبب اضطرابا أو عدم توازن في بنائه املعرفي في
بادئ األمر .ثم ال تلبث أن تنسجم وتتزن مع البناء املعرفي ،وبما أن التوازن حاجة فطرية ،فإن البنى املعرفية
تتغير لكي تتوائم مع خصائص الخبرات الجديدة أو املواقف الجديدة .وبالتالي ،يحدث االتزان املعرفي .وهذا
التناقض التدريجي في االعتماد على البيئة الطبيعية والزيادة في استخدام القدرات أو البناء املعرفي هو ما يسمى
باالستدخال ،ومع استدخال قدر أكبر من الخبرات ،يصبح التفكير أداة للتكيف مع البيئة".
وكذلك ،تتميز هذه املرحلة بميل املراهق إلى االنتباه من حيث املدة والطول والعمق ،كما يتبين ذلك
بجالء حين متابعته لفيلم طويل أو مباراة في كرة القدم أو قصة طويلة مسترسلة .عالوة على قدرته على التخيل
والتخييل والتذكر واإلبداع واالبتكار ،وامليل إلى الشرود وأحالم اليقظة ،واإلكثار من الرحالت وحب املغامرة
واالستطالع ،والتحرر من البرامج الدراسية ،وامليل إلى القراءة الحرة ،والسيما قراءة الكتب العلمية والدينية،
وقراءة شعر الغزل ،وسماع األغاني الشبابية لدى الذكور ،أو سماع األغاني الرومانسية عند اإلناث .ويالحظ
أن عالم الطفل يختلف عن عالم املراهق ،فالعالم األول عالم محدود وضيق ،ومسيج بالحسية ،والتشخيص،
واإلحيائية .في حين ،يتميز العالم الثاني بخاصية التجريد والتخييل والتجاوز ملا هو حس ي وعقلي .وفي هذا
النطاق ،يقول أحمد أوزي " أن العالم العقلي للمراهق يختلف عن العالم العقلي للطفل ،إذ إن عالم املراهقة
أكثر تناسقا وانتظاما وأكثر معنوية وتجريدا مما يسمح للمراهق باالستمتاع بالنشاط العقلي وقضاء أوقات
طويلة في التفكير والتأمل في مسائل معنوية كالخير والفضيلة والشجاعة والعدالة ومعنى الحياة .حتى إنه يمكن
القول بأن مرحلة املراهقة هي مرحلة الفلسفة املعقلنة ،بعد أن كانت فترة الطفولة األولى فترة الفلسفة
الساذجة والبسيطة.
فاألسئلة الفلسفية التي يلقيها طفل الرابعة أو الخامسة يجيبه عنها اآلباء واملدرسون في جميع الحاالت .
بخالف األسئلة الفلسفية التي تشغل املراهق في هذه الفترة ،فهي أسئلة يطرحها على نفسه ،ويبحث فيها بقدرته
العقلية .ألنه لم يعد ذلك الطفل املتقبل لكل ش يء .إن املراهق يطرح للنقاش العقلي املبادئ الخلقية التي تلقاها
من قبل ،ويتساءل عن ضرورتها .كما أنه يتساءل عن علل الكون والحياة وعن الدين وقيمته الروحية
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
واالجتماعية .وبقدر ما يناقش املراهق هذه املسائل باملنطق والعقل ،فإنه يؤكد ذاته ووجوده من خالل هذا
التفكير الذي يشعره بين رفاقه بقيمته .كما يعود إلى ذاته بعد كل نقاش يخوضه وينتصر فيه ليقارن معرفته
ووضعه الفكري بوضع الطفولة وسذاجتها .لهذا ،يرفض من اآلن فصاعدا اعتباره طفال ،فهو على استعداد
ملناقشة األب واألستاذ والصديق ،بل وتحدي هؤالء جميعا إذا لم يعترفوا له بالوجود والقيمة.
ومن خالل تفاعل املراهق مع مختلف أفراد مجتمعه واستخدامه لإلمكانيات والقدرات العقلية تتكون
اتجاهاته وتتبلور .فمن خالل مختلف املواقف التي يخبرها في مجتمعه تتكون اتجاهاته التي تتحكم في سلوكه
وتوجهه .لهذا ،نجد للمراهق في هذه الفترة وجهات نظره الخاصة التي يتحمس للدفاع عنها في مختلف املجالس
واألندية ".
وعليه ،تتسم هذه املرحلة بقوة اإلدراك واملالحظة عند املراهق ،ونمو قدراته العقلية واملعرفية
والكفائية ،واتساع دماغه الذهني والعصبي والذكائي ،وقدرته على التمثل واالستيعاب والحفظ والبرهنة
والتجريب ،والتخييل ،واإلبداع ،والتجريد.
لغة مراهقي اليوم:1
نشأ مراهقو اليوم وسط ثقافة رقمية متنوعة ،تستأثر باهتمامهم قبل ولوجهم للتعليم املدرس ي،
وباملوازاة معه ،فهم يستمتعون باالتصال باإلنترنيت واليوتيوب وكافة شبكات التواصل االجتماعي ،كما
يدردشون على الفاسبوك والتويتر ،ويستمعون إلى املوسيقى ...وبمجرد ولوجهم ملؤسساتهم التعليمية ُيحرمون
من كل هذا العالم املثير ملتعتهم واهتمامهم ،ألن املدرسة تحظر عليهم الهواتف املحمولة وأجهزة iPadوغيرها
من األجهزة الرقمية .وأتعس ش يء يشعر به هؤالء املراهقون ،هو أن معظمهم يحملون في جيوبهم أجهزة أقوى
بكثير من الغالبية العظمى من أجهزة الكمبيوتر في مدارسنا ونحن نمنعهم من استخدامها!
خصائص املتعلم بالتعليم الثانوي اإلعدادي (املرحلة العمرية 12إلى 15سنة).2
• النمو البدني السريع.
• االستهالك الكبير للطاقة.
• نشاط حركي غير مستقر.
• سرعة الشعور بالتعب.
• قلة الطاقة في الدراسة وصعوبة في التركيز.
• اضطرابات فيزيولوجية في الجسم.
• استعداد مناسب لتعلم املهارات الرياضية.
• فقدان عابر النسجام الصورة الجسمية والتنسيق الحركي.
1- La classe inversée، Jonathan Bergmann, Aaron Sams, 2014 éditions Reynald Goulet Inc. Canada, ISBN 978-2-89377-508-1 ; P. -33-34
2مقتطف من التوجيهات التربوية الخاصة بمادة التربية البدنية بسلك التعليم الثانوي اإلعدادي غشت 2009
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
• فقدان الثقة بالنفس.
• احتمال االنطواء واالنعزال عن الفوج.
• القلق والتوتر وعدم االستقرار على حال.
• النضج والتوتر الجنس ي.
• عدم تقبل سيطرة الكبار.
• مواجهة الكبار بالنقد والعدوانية.
• البحث عن إثبات الذات – التقليد – التميز – التقمص – االختالف.
• الرغبة في االنتماء إلي املجموعة.
• البحث عن الزعامة والقيادة.
• الحاجة إلى اتخاذ املبادرة.
• التطلع إلى االستقاللية.
• حب املنافسة.
• االنجذاب نحو املحيط الخارجي.
• احترام قواعد اللعب واإلحساس بالحقوق والوجبات.
• االرتباط بالعائلة.
خصائص املتعلم بالتعليم الثانوي التأهيلي (املرحلة العمرية 15إلى 18سنة).1
• اكتمال التوازن في الجوانب البدنية والفيزيولوجية والحركية.
• مواصلة إبراز الذات.
• البحث عن التكييف مع القيم واملثل االجتماعية والتعاون والتآزر.
• االهتمام باملهام واملسؤوليات داخل املجموعة.
• الرغبة في الوصول إلى الرشد.
• نضج السلوك العاطفي واالجتماعي.
• محاولة تحقيق التوازن بين رغبات األنا والواقع.
• االندماج التدريجي في املحيط االجتماعي.
• زيادة النمو في القوة العضلية والتحمل وزيادة مفاجئة في املستوى املهاري.
• استهالك اكثر للطاقة.
• الوعي والحساسية اتجاه الجنس اآلخر.
1مقتطف من التوجيهات التربوية الخاصة بمادة التربية البدنية بسلك التعليم الثانوي التأهيلي نونبر 2007
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
• الدقة والفعالية في الحركات.
• الدقة وامليل إلى األنشطة الجماعية.
• التطلع إلى اآلفاق املهنية.
• متابعة الدراسة.
• االستقاللية في الحاجات.
حاجات املتعلم بالتعليم الثانوي التأهيلي (املرحلة العمرية 15إلى 18سنة).
يحتاج املتعلم في هذه املرحلة من النمو إلى:
• تنمية العالقات االجتماعية.
• تقمص أدوار مختلفة مبنية على عمل وحياة جماعية.
• العمل مع اآلخرين عبر االحتكاك واملقارنة.
• نشاط أكثر حرية وأكثر دينامية.
• النشاط والتنظيم داخل الفرق.
• االهتمام باملتعلم كشخصية متماسكة.
• فرص التعبير عن الذات (مفهوم الذات و الصورة الجسيمة).
)3نظريات التعلم:
1-1نظرية التعلم السلوكية:
• نظرية املحاولة والخطأ – ثورندايك:
يرى ثورندايك أن عملية التعلم تتم بتقوية الروابط بين املثيرات واالستجابات ،فكلما زاد عدد الروابط
كلما ارتفع مستوى التعلم .ويتم تقوية الروابط عن طريق املران والتدريب ألنه يعطي فرصة لوصول املتعلم إلى
االستجابات الصحيحة خصوصا إذا كانت تحمل في طياتها ثوابا يدعم تلك االستجابات .وكان ثورندايك يعتقد
أن العقاب يضعف الروابط بين املثيرات واالستجابات غير املستحبة ،ولكنه تراجع عن ذلك ملا توصل إلى أن
العقاب ال يؤدي إلى إبطال العادات واالستجابات الخاطئة.
أيضا يرى ثورندايك أن الفهم واإلدراك يصعب أو ال يمكن إثباته مباشرة لذا فإنه يميل إلى االهتمام
بقياس النتائج املترتبة على الفهم في حياة الناس.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
التطبيقات التربوية للنظرية:
يمكن االستفادة من هذه النظرية إذا أخذ األستاذ األمور التالية بعين االعتبار:
✓ معرفة الروابط بين املثيرات واالستجابات من أجل تقويتها.
✓ معرفة الحاالت التي تبهج التالميذ والتي تضايقهم.
✓ االتفاق مع التالميذ حول خصائص األداء الجيد.
✓ وضوح املادة التعليمية.
كيفية استثارة االهتمام وتوليد الدافعية لدى املتعلمين:
تركيز انتباه التالميذ على العمل املراد ممارسته (اإلثارة).
إثارة االهتمام باألمر املراد تعلمه (التشويق).
إثارة االهتمام باضطراد التحسن في األداء (الثواب).
ربط مادة التعلم بأهداف املتعلم (االنتماء).
ربط مادة التعلم بميول املتعلم وحاجاته (االستعداد).
فوائد من نظرية ثورندايك:
.1التعلم عن طريق املحاولة والخطأ.
.2املكافأة أهم من العقاب.
.3أهمية وجود الدافع أثناء عملية التعلم.
.4التكرار اآللي ليس هو سبب التعلم وإنما الثواب املرتبط باالستجابة الصحيحة.
.5مبدأ الحرية للتلميذ أثناء عملية التعلم.
.6التدرج من السهل إلى األصعب.
• نظرية اإلشراط الكالسيكي (االستجابي) بافلوف:
يرى بافلوف أن اإلشراط هو املبدأ األساس ي في تعلم الحيوان ومن ثم هو املبدأ األساس ي في تعلم اإلنسان
أيضا ،ونظرة بافلوف إلى اإلشراطات كنظرة ثورندايك للروابط كما يشترك معه في أنه ال يعطي دورا للفهم في
عملية التعلم ،فاالستجابة املشرطة تستجر بطريقة آلية ال تعتمد على التفكير وال على الذاكرة .وتجدر اإلشارة
إلى أن بافلوف قد أعلى من شأن التعزيز ودوره في عملية التعلم.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
التطبيقات التربوية للنظرية:
يمكن أن يعتمد على اإلشراط في تعديل الدوافع الفطرية وفي تعلم الكالم وفي أي موضع يكون فيه التعلم
غير مقصود ،لذا فقد اعتمدت هذه الطريقة في كثير من عمليات املعالجة السلوكية لالنحرافات عند األطفال.
أما في نطاق املدرسة فيمكن أن تظهر آثار هذه النظرية بشكل مباشر فيما يلي:
✓ ضرورة حصر مشتتات االنتباه في غرفة الدراسة.
✓ أهمية ربط تعلم التالميذ بدوافعهم من جهة ،وأهمية تعزيز العمل التعلمي من جهة أخرى.
✓ لن يقوم املتعلم بأي سلوك إال تحت تأثير دافع حقيقي قد يكون اإلنجاز ،أو املناقشة ،أو إشباع امليول،
أو غيرها.
• نظرية اإلشراط اإلجرائي – سكنر:
يرى سكنر أن معظم سلوك اإلنسان هو سلوك إجرائي محكوم بنتائجه ،وليس سلوكا استجابيا مستجرا
بمثيرات.
ويمكن التفريق بيت السلوك االستجابي والسلوك االجرائي كما يلي:
✓ إن موقف املتعلم في السلوك االستيجابي يكون سلبيا ،أما في السلوك اإلجرائي فيكون إيجابيا.
✓ التعزيز يسبق السلوك االستيجابي ويعقب السلوك اإلجرائي.
التطبيقات التربوية للنظرية:
من أهم التطبيقات لهذه النظرية هو ما يسمى بالتعليم املبرمج ،حيث تعرض على التلميذ املادة العلمية
بصورة متدرجة على شكل أطر ،وفي كل إطار يجد املتعلم املثيرات ،كما يجد فرصة لالستجابة يعقبها التعزيز
املناسب قبل أن ينتقل إلى اإلطار التالي ،وغالبا ما ترتب املادة العلمية بشكل متدرج من السهل إلى األصعب بما
يضمن سير املتعلم وفقا إلمكانات سرعته الخاصة قدما حتى نهاية البرنامج.
ومن التطبيقات التربوية األخرى التشديد على أهمية التعزيز في عملية التعلم ،ويكون بشكل مستمر في
املراحل األولية ،وبشكل متقطع في املراحل الختامية ،ويشار أيضا ،إلى املخاطر بعيدة املدى التي يمكن أن تترتب
على العقاب في املواقف التعليمية.
2 1نظرية التعلم الجشطلتية :إذا كان السلوكيون يجزئون التعلم إلى أجزاء معزولة ،فإن الجشطالت
يعطون األولوية للعالقات الرابطة بين مختلف عناصر وضعية تعلمية .تأسست هذه النظرية على أساس علم
النفس الشكلي.)psychologie de la forme( .
الرواد األو ائل:
• ماكس فرتيمر (.)1943-1880( )Max Wertheimer
ولد بأملانيا وهاجر إلى أمريكا ،1913وبعد وفاته نشر له كتاب عنوانه "التفكير املنتج" له عالقة وطيدة
بالتعلم.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
• كورت كوفكا ()1947-1891( )Kurt koffka
ولد بأملانيا ،بدأ مشوار العمل مع ''فرتيمر'' و "كوهلر” ،هاجر أيضا إلى و.م.أ حيث نشر بها مؤلفات جد
هامة "اإلدراك ،مقدمة لنظرية الجشطلت” و"نمو العقل” و"مبادئ علم نفس الجشطلت".
• وولفانج كوهلر.)1967-1887( Wolfgang Köhler
انتقل إلى أملانيا رفقة أسرته قادما من البلطيق ،من إنجازاته «عقلية القردة".
املفاهيم املركزية:
• الجشطالت :دالليا يعني الشكل ،أو الصيغة ،أو الهيئة ،أو املجال الكلي ،والجشطالت حسب فريتمر
wertheimerهو كل مترابط األجزاء باتساق وانتظام ،حيث تكون األجزاء املكونة له في ترابط فيما بينها
من جهة ،ومع الكل ذاته من جهة أخرى ،فكل عنصر أو جزء في الجشطالت له مكانته ودوره ووظيفته
التي تتطلبها طبيعة الكل.
• البنية :وهي تتشكل من العناصر املرتبطة بقوانين داخلية تحكمها ديناميا ووظيفيا ،بحيث إن كل تغيير
في عنصر يؤدي إلى تغيير البنية ككل وعلى أشكال اشتغالها وتمظهراتها.
• االستبصار :هو لحظة اإلدراك املتدبر والتحليلي الذي يصل باملتعلم إلى فهم مختلف أجزاء
الجشطالت .وهو من اآلليات الذهنية التي لها عالقة كبيرة بعملية اإلدراك أو التعلم.
• التنظيم :التعلم هو عملية الكشف عن الصيغ التنظيمية التي تحكم بنية الجشطالت.
• إعادة التنظيم :بناء التعلم يقتض ي الفعل في موضوع التعلم ،وذلك بإعادة هيكلته وتنظيمه.
• االنتقال :ال يمكن التحقق من التعلم إال عندما يتم تعميمه على مواقف مشابهة في البنية األصلية،
ومختلفة في أشكال التمظهر ،حيث إن االستبصار الحقيقي هو الذي ينتقل إلى املجاالت املرتبطة
واملالئمة.
• الدافعية األصيلة :تعزيز التعلم ينبغي أن يكون دافعا داخليا نابعا من الذات نفسها.
• الفهم واملعنى :تحقيق التعلم يقتض ي الفهم العميق للعناصر والخصائص املشكلة ملوضوع التعلم،
أي كشف جميع العالقات املرتبطة باملوضوع ،واالنتقال من الغموض إلى الوضوح.
التعلم والنظرية الجشطلتية:
✓ نظرة املدرسة الجشطلتية للتعلم تختلف عن نظرة السلوكية ،فإذا كانت هذه األخيرة ،تربط التعلم
باملحاولة والخطأ والتجربة ،فاملنظرون للنظرية الجشطلتية يعتبرون أن التجارب على الحيوانات ،ال
يمكن تطبيقها على اإلنسان.
✓ فالتعلم حسب وجهة نظر الجشطالتيين يرتبط بإدراك الكائن لذاته وملوقف التعلم ،فهم يرون التعليم
النموذجي يكون باإلدراك واالنتقال من الغموض إلى الوضوح.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
✓ إن العلماء الجشطالتيين يرون أن كل تعلم تحليلي ينبني على اإلدراك ،وهو أيضا فعل ش يء جديد،
باإلضافة إلمكانية انتقاله ملواقف تعليمية جديدة الش يء الذي يسهل بقاءه في الذاكرة لزمن طويل.
مبادئ التعلم في النظرية الجشطلتية:
✓ االستبصار شرط للتعلم الحقيقي.
✓ إن الفهم وتحقيق االستبصار يفترض إعادة البنية.
✓ التعلم يقترن بالنتائج.
✓ االنتقال شرط التعلم الحقيقي.
✓ الحفظ والتطبيق اآللي للمعارف تعلم سلبي.
✓ االستبصار تفاعل ايجابي مع موضوع التعلم.
✓ االستبصار حافز قوي ،والتعزيز الخارجي عامل سلبي.
خالصة:
✓ ساهمت نظرية التعلم -الجشطالت -في تغيير وتطوير السياسات التعليمية والتربوية في عدة دول ،في
النصف األول من القرن .20
✓ تنطلق بيداغوجيا الجشطالت من مبدأ الكل قبل الجزء ،الش يء الذي يعني إعادة التنظيم والبنية
الداخلية ملوضوع التعلم.
✓ لقد استفاد الديدكتيك من النظرية الجشطلتية ،فأصبح التعليم يبدأ من تقديم املوضوع شموليا،
فجزئيا وفق مسطرة االنتقال من الكل إلى الجزء ،دون اإلخالل بالبنية الداخلية ،وفي نفس الوقت
تحقيق االستبصار على كل جزء على حدة.
✓ وهكذا فنظرية الجشطالت ساهمت بحد كبير في صياغة السيكولوجيا املعرفية ،وبالخصوص
سيكولوجيا حل املشكالت.
3 1نظرية التعلم املعرفية:
بزغت املعرفية كرد على التيار السلوكي الذي عالج الناس وكأنهم صناديق سوداء قابلة للفهم فقط عبر
معالجة وقياس املثيرات الداخلية فيها واالستجابات الخارجة منها من غير أن تهتم بما يجري داخلها من أنشطة
عقلية.
أسس النظرية:
✓ اعتماد مفهوم املعلومة عوض مفهوم املثير.
✓ املعرفة موضوع لعلم النفس وليس السلوك.
✓ االهتمام باألنشطة الذهنية للفرد كاالنتباه واإلدراك ومعالجة املعلومات وتخزينها وتمثلها والقدرة
على استرجاعها عند الحاجة واالستراتيجيات املعرفية التي يستخدمها الفرد عموما واملتعلم خاصة
في سيرورة تعلمه واكتسابه للمعرفة
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
✓ اتجهت املعرفية نحو فهم الوقائع التي تجري بين املثير واالستجابة أي العمليات العقلية
والسيرورات الذهنية التي تحصل في العلبة السوداء
✓ بروز االهتمام بدراسة وتحليل أشكال األنشطة العقلية والعمليات املعرفية ،أي االشتغال املعرفي
للعقل اإلنساني.
النظرية املعرفية والتعلم:
✓ تصبح عملية التعلم واالكتساب سيرورة معرفية داخلية يقوم بها الفرد من خالل احتكاكه
باملحيط الخارجي ومن ثمة فاعلية الفرد من خالل مختلف األنشطة الذهنية في هذه العملية.
✓ تفترض املقاربة املعرفية من املدرس أن يعمل في بداية كل نشاط تربوي على استخراج مختلف
تمثالت املتعلمين والتعرف عليها قصد تعديلها وتصحيحها بمعنى تحويل التمثالت القبلية
وتطوير البنيات الذهنية عبر االنتقال بها من حالتها الساذجة والبدائية إلى حالتها النهائية
واملكتملة واملنطقية أو العاملة.
4 1نظرية التعلم البنائية:
تعتبر نظرية التعلم البنائية أو (التكوينية) ،من أهم النظريات التي أحدثت ثورة عميقة في األدبيات
التربوية الحديثة ،خصوصا مع جان بياجي ،الذي حاول انطالقا من دراساته املتميزة في علم النفس الطفل
النمائي ،أن يمدنا بعدة مبادئ ومفاهيم معرفية علمية وحديثة طورت املمارسة التربوية.
املفاهيم املركزية لنظرية التعلم البنائية:
مفهوم التكيف :التعلم هو تكيف عضوية الفرد مع معطيات وخصائص املحيط املادي واالجتماعي،
عن طريق استدماجها في مقوالت وتحويالت وظيفية ،والتكيف هو غاية عملية املوازنة بين الجهاز العضوي،
ومختلف حاالت االضطراب والالانتظام املوضوعية ،أو املتوقعة واملوجودة في الواقع ،وذلك من خالل آليتي
االستيعاب ، l’assimilationوالتالؤمl’accommodation.
فالتالؤم l’accommodation:هو تغيير في استجابات الذات بعد استيعاب معطيات املوقف أو
املوضوع باتجاه تحقيق التوازن ،بحيث أن االستيعاب هو إدماج للموضوع في بنيات الذات ،واملالءمة هي تالؤم
الذات مع معطيات املوضوع الخارجي.
*مفهوم املوازنة والضبط الذاتي :الضبط الذاتي هو نشاط الذات باتجاه تجاوز االضطراب ،والتوازن
هو غاية اتساقه.
*مفهوم السيرورات االجرائية :إن كل درجات التطور والتجريد في املعرفة وكل أشكال التكيف ،تنمو في
تالزم جدلي ،وتتأسس كلها على قاعدة العمليات اإلجرائية ،أي األنشطة العملية امللموسة.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
*مفهوم التمثل ،والوظيفة الرمزية :التمثل ،عند بياجي ،ما هو سوى الخريطة املعرفية التي يبنيها
الفكر عن عالم الناس واألشياء .وذلك بواسطة الوظيفة الترميزية ،كاللغة ،والتقليد املميز ،واللعب الرمزي،
والرمز يتحدد برابط التشابه بين الدال واملدلول؛ والتمثل هو إعادة بناء املوضوع في الفكر بعد أن يكون غائبا.
*مفهوم خطاطات الفعل :الخطاطة هي نموذج سلوكي منظم ،يمكن استعماله استعماال قصديا،
وتتناسق الخطاطة مع خطاطات أخرى لتشكل أجزاء للفعل ،ثم أنساقا جزئية لسلوك معقد يسمى خطاطة
كلية.
إن خطاطات الفعل تشكل كتعلم أولي ،ذكاء عمليا هاما ،وهو منطلق الفعل العملي الذي يحكم الطور
الحس ي الحركي من النمو الذهني.
مبادئ التعلم في النظرية البنائية:
التعلم ال ينفصل عن التطور النمائي للعالقة بين الذات واملوضوع؛ التعلم يقترن باشتغال الذات على
املوضوع وليس باقتناء معارف عنه؛
✓ االستدالل شرط لبناء املفهوم ،حيث املفهوم يربط العناصر واألشياء بعضها ببعض؛
✓ الخطاطة تجمع بين ما هو مشترك وبين األفعال التي تجري في لحظات مختلفة ،وعليه فإن املفهوم ال
يبنى إال على أساس استنتاجات استداللية تستمد مادتها من خطاطات الفعل؛
✓ الخطأ شرط التعلم ،إذ أن الخطأ هو فرصة وموقف ،من خالل تجاوزه يتم بناء املعرفة التي نعتبرها
صحيحة؛
✓ الفهم شرط ضروري للتعلم؛
✓ التعلم يقترن بالتجربة وليس بالتلقين؛
✓ التعلم هو تجاوز ونفي لالضطراب.
النظرية البنائية في حقل التربية:
✓ حسب بياجي التعلم هو شكل من أشكال التكيف ،من حيث هو توازن بين استيعاب الوقائع ضمن
نشاط الذات وتالؤم خطاطات االستيعاب مع الوقائع واملعطيات التجريبية باستمرار .فالتعلم هو
سيرورة استيعاب الوقائع ذهنيا والتالؤم معها في نفس الوقت.
✓ كما أنه وحسب النظرية البنائية ،مادام الذكاء العملي اإلجرائي يسبق عند الطفل الذكاء الصوري،
فإنه ال يمكن بيداغوجيا بناء املفاهيم والعالقات والتصورات واملعلومات ومنطق القضايا إال بعد
تقعيد هذه البناءات على أسس الذكاء اإلجرائي.
وعليه ،وحسب بياجي ،يجب تبني الضوابط التالية في عملنا التربوي والتعليمي:
✓ جعل املتعلم يكون املفاهيم ويضبط العالقات بين الظواهر بدل استقبالها عن طريق التلقين؛
✓ جعل املتعلم يكتسب السيرورات اإلجرائية للمواضيع قبل بنائها رمزيا؛
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
جعل املتعلم يضبط باملحسوس األجسام والعالقات الرياضية ،ثم االنتقال به إلى تجريدها عن ✓
طريق ا الستدالل االستنباطي؛
يجب تنمية السيرورات االستداللية الفرضية االستنباطية الرياضية بشكل يوازي تطور املراحل ✓
النمائية لسنوات التمدرس؛
إكساب املتعلم مناهج وطرائق التعامل مع املشكالت ،واتجاه املعرفة االستكشافية عوض ✓
االستظهار؛
تدريبه على التعامل مع الخطأ كخطوة في اتجاه املعرفة الصحيحة؛ ✓
اكتساب املتعلم االقتناع بأهمية التكوين الذاتي . ✓
يرى بياجيه أن التعلم حالة خاصة من حاالت التطور ،الذي هو عملية تقود إلى زيادة وعي املتعلم، ✓
لذا فالتعلم عميلة خلق وإبداع ،وليس مجرد محاوالت قد تقود إلى االستجابة الناجحة كما يرى
ثورنداريك ،أو مجرد تراكم استجابات تصل بصورة متدرجة إلى اإلنجاز الكامل كما يرى سكنر.
واملتعلم ينظم تعلمه ذاتيا بحيث يزيل التناقض الذي يحدث في البناء املعرفي عنده بعد كل عملية ✓
تعلم جديدة ،كما أن التعلم الجديد قد يكشف عن أخطاء في البنى املعرفية القائمة فيساعد على
إدخال التعديل الالزم عليها.
ذلك الن التعلم عند بياجيه ينطوي على تفاعل تكيفي يتم معه تمثل املعارف الجديدة في اإلطار ✓
املعرفي القديم ومالئمة املعارف القديمة مع الحقائق الجديدة.
أما موقف بياجيه من التعزيز فهو مطابق لوجهة نظر الجشطالت حيث يرى أن التعلم الحقيقي ✓
ينشأ عن التأمل وان التعزيز ذاتي وليس خارجي وينبع من إحساس املتعلم بالتعلم.
التطبيقات التربوية للنظرية:
✓ نبه بياجيه إلى مستويات تطور التفكير عند األطفال ومضامين هذا التطور في كل مرحلة
✓ أهمية التنظيم الذاتي الحر في تعلم طفل الروضة وضرورة عدم استعجال انتقاله إلى املرحلة
الدراسية الالحقة
✓ التأكيد على القيام بالنشاطات التي تستثير التفكير واإلبداع
✓ أفكار بياجيه عن األبنية املعرفية لكل مرحلة عمرية ساعدت التربويين في إعداد اختبارات القياس
املختلفة
✓ أكد بياجيه على أهمية االعتماد على األفكار املجردة في املراحل العليا والجانب الحدس ي والحس
حركي للمراحل األولى
5 1نظريات النمو املعرفي والتعلم لدى فيكوتسكي ،والفيكوتسكيون الجدد:
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
مساهمة فيكوتسكيVygotsky:
كان فيكوتسكي من أوائل الباحثين الذين أكدوا على أن تفاعل الطفل مع اآلخرين ،وخاصة الراشدين
منهم،يلعب دورا أساسيا في تشكل البنية العقلية ويحدد طريقة اشتغالها .فهو يرى أن الوظائف العقلية العليا
تتشكل تدريجيا عبر سلسلة من التفاعالت االجتماعية .يرتكز هذا التصور على مصادرة مفادها أن شروط
النمو العقلي وآلياته توجد خارج الفرد ،في محيطه االجتماعي الثقافي .ويتحقق النمو من خالل مشاركة الفرد
في مختلف األنشطة االجتماعية ،والثقافية ،ومن خالل استعماله للوسائل واألدوات التي يوفرها له املحيط
الثقافي .هذه هي األطروحة املركزية التي دافع عنها فيكوتسكي .وأما فيما يتعلق بالجانب املنهجي فإنه جعل من
النشاط االجتماعي الوحدة األساسية في التحليل.
يميز أتباع فيكوتسكي في األنشطة االجتماعية بين ثالث مستويات:
هناك املستوى الشكلي الذي يمثل فيها الجانب النسقي املنمط الذي تحكمه مع ذلك بنية دينامية تنمو
وتتغير .تكمن وظيفة هذا النسق في توجيه سلوك الفرد .ومن أمثلة ذلك طريقة تنظيم األنشطة الدراسية .إن
تنظيمها على نحو ما يجعل منها أنشطة منمطة تحدد نظرة الفرد إلى التعلم واألداء ،وتحدد مقدار ما يرجع إليه
من املسؤولية .يمثل هذا املستوى اإلطار االجتماعي الثقافي الذي يجري فيه الفعل املوجه نحو تحقيق هدف
معين ،وهذا الفعل هو الذي يمثل املستوى الثاني.
يتميز الفعل actionعن النشاط activitéمن حيث أن األول قد يتغير بينما يظل الثاني ثابتا نسبيا .وقد
يستعمل الفعل الواحد كوسيلة لتحقيق أنشطة وأهداف متنوعة.
وأما املستوى الثالث فيتعلق بإجرائية األهداف وترجمتها إلى سلوك ملموس .تتميز األفعال عن
اإلجراءات من حيث أن األفعال ترتبط باألهداف بينما ترتبط اإلجراءات بالشروط التي تتحقق األهداف في ظلها.
يدل مفهوم األجرأة على كيفية إنجاز الفعل في ظل مالبسات ظرفية معينة .إن ما يميز اإلجراءات هو تغيرها تبعا
لتغير الظروف التي يسعى الفرد في ظلها إلى تحقيق نفس الهدف.
ينطبق مفهوم النشاط على الفرد كما ينطبق على الجماعة .فهو مفهوم اجتماعي ذو داللة مزدوجة .تشير
داللته األولى إلى مضمونه االجتماعي-الثقافي ،ويدل من جهة أخرى على التفاعل االجتماعي .يمثل النشاط بمعناه
األول السياق الذي يحيط بعملية التفاعل .عندما يشارك الطفل في نشاط اجتماعي معين يحصل بينه وبين
الراشدين تفاعل ،ويعمل هؤالء على تنظيم عملية التفاعل وفقا ملا تمليه األنماط االجتماعية الثقافية ،تظهر
كل وظيفة من الوظائف العقلية للطفل خالل نموه الثقافي « .ويستبطن الطفل مقوالتها فتتشكل بالتالي
الوظائف العقلية العليا تدريجيا مرتين :على املستوى االجتماعي أوال ،وعلى مستوى الفرد بعد ذلك .تظهر في
البداية بين األفراد (كمقولة بين ذاتية( ) ، interpsychologicalوتظهر بعد ذلك داخل الفرد (كمقولة ذاتية
) interpsychologicalينطبق هذا سويا على كل من االنتباه اإلرادي ،والذاكرة املنطقية ،وعلى تشكل املفاهيم.
إن جميع الوظائف العقلية العليا تنشأ عن التفاعل الفعلي بين األفراد ( .)p. 57 ،Vygotsky, 1978تتشكل بنية
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
الطفل العقلية وتنمو من خالل تفاعله مع الراشدين ،توجد مقوالتها في املحيط االجتماعي الثقافي ،وعندما
يحتك الطفل بمحيطه يستبطنها وتنتقل إلى الداخل .
أجرى فيكوتسكي تجارب عديدة على األطفال للتأكد من صحة نظريته .ولعل من أبرز التجارب التي
دعمت أطروحته وبينت بوضوح الطبيعة االجتماعية للتعلم والنمو املعرفي تلك التي تناول فيها موضوع الذاكرة.
لقد حاول أن يثبت أن الذاكرة ذات الوسائط ، mediated memoryالتي تعتبر من جملة الوظائف العقلية
العليا وتعد بالتالي أكثر تطورا من الذاكرة الطبيعية التي ال تعتمد على الوسائط الثقافية ،تظهر لدى األطفال
الذين تتاح لهم فرص التفاعل مع الراشدين املتمرسين .فخالل عملية التفاعل يكتشفون الوسائل التي
تساعدهم على التذكر ،فتحصل الطفرة في النمو ،وينتقل الطفل من الذاكرة الطبيعية إلى الذاكرة التي تدعمها
العناصر الثقافية املكتسبة .ولذلك يتوقع أن تظل قدرة الطفل على التذكر محدودة في غياب التفاعل مع ذوي
الخبرة والقدرة العالية .تكتس ي هذه الفكرة أهمية بالغة بالنسبة للمربين الذين يتعين عليهم أن يدركوا أن من
واجبهم أن يشاطروا املتعلمين خبرتهم ومعارفهم.
الحظ فيكوتسكي أن األطفال الذين يجدون صعوبة في إنجاز بعض املهام غالبا ما يتمكنون من إنجازها
عندما يشتغلون تحث إشراف الراشدين إن ما يقوم به األطفال بمساعدة اآلخرين ربما كان أكثر داللة على
مستوى نموهم العقلي مما يمكنهم القيام به بدون أية « :وتوجيههم .وذهب إلى القول مساعدة Vygotsky,
p. 85 ( ،1978؛ ذلك ألن املهارات التي يوظفها الطفل بطريقة مستقلة هي املهارات التي تشكلت بالفعل في وقت
سابق النمو السابق .تمثل هذه املهارات ما يسميه فيكوتسكي مستوى النمو الفعلي» ثمرة «وأصبحت ناضجة،
إنها actual developmental level.إن معرفة هذا املستوى ال ينبئنا بالتطور املمكن في املستقبل .وأما املهارات
التي ال تتحقق إال بمساعدة الراشدين أو الزمالء املتفوقين فهي تلك التي ما زالت في طور التشكل أو في طريق
االنتقال من الخارج إلى الداخل ،حيث يتوقع أن يستبطنها الطفل في املستقبل القريب .إنها "زهرة " النمو التي
تبشر بالثمار على حد قوله .تدل املهارات السائرة في الطريق نحو النضج على مستوى النمو املمكن level of
potential development.وأما املسافة التي تفصل مستوى النمو املمكن عن مستوى النمو الفعلي فهي التي
تمثل ما يسميه فيكوتسكي منطقة النمو القريب املدى zone of proximaldevelopment.هكذا ،فإن تقدير
قدرات األطفال ال ينحصر في معرفة ما يستطيعون القيام به في الحاضر ،ولكنه يتعدى ذلك إلى ما يمكنهم
إنجازه في املستقبل القريب .إن املهام التي ينجزونها اليوم بمساعدة الغير هي املهام التي سينجزونها في املستقبل
باالعتماد على أنفسهم.
ألح فيكوتسكي كثيرا على أهمية مفهوم منطقة النمو القريب املدى على املستويين النظري واملنهجي ،ودعا
الباحثين واملربين إلى استعماله من أجل تشخيص مشكالت التربية والتعليم وتقويم األداء .تكمن أهميته في
كونه يأخذ بعين االعتبار القدرات واملهارات التي تشكلت ونضجت والقدرات واملهارات التي توجد في طور
التشكل .بينما كانت أساليب التقويم واختبارات الذكاء تهتم بالقدرات الناضجة وحدها .ال تخبرنا هذه التقنيات
بمدى قدرة الفرد على االستفادة من التعليم والتلقين وبإمكانيات النمو في املستقبل القريب .أكد فيكوتسكي
أن
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
األطفال الذين يشكلون فئة متجانسة من حيث مستوى نموهم العقلي تكون قدراتهم على التعلم واالستفادة
من التلقين متباينة .لذلك تختلف سيرورة التعلم وإيقاعها من فرد إلى آخر .يمكن القول بعبارة أخرى إذا كانت
مستويات النمو الفعلي متساوية فإنه غالبا ما تكون مستويات النمو املمكن متفاوتة لدى األطفال.
هناك فروق جوهرية بين األفراد الذين ينتمون إلى نفس فئة العمر العقلي تعزى إلى متغير نطاق النمو
القريب املدى ال تكشف عنها اختبا رات الذكاء وأساليب التقويم التي تهتم بقياس القدرات الثابتة واملهارات التي
أفرزها التعلم السابق .هذا باإلضافة إلى أنها ال تمكننا من التمييز بين فئة األطفال من املتعثرين الذين يعانون
من صعوبات التعلم learning-disabledوفئة األطفال املتخلفين عقليا retarded children.إن القاسم
املشترك بين هاتين الفئتين هو انخفاض مستوى األداء الفعلي .وما يميز فئة املتعثرين عن فئة املتخلفين عقليا
هو أنهم يمتلكون قدرة أكبر على االستفادة من التلقين .إن أساليب التقويم الستاتيكية ال تكشف لنا عن مواقع
الفروق بين األفراد .كان من نتائج انتشار أساليب التقويم التي تركز على القدرات الثابتة أن ساد االعتقاد بأن
النضج عامل أساس ي في التعلم ،وأنه يجب مراعاة مستوى نمو األفراد ونضجهم في بناء املنهاج الدراس ي.
وقف فيكوتسكي ضد هذا االعتقاد الذي أصبح رغم تحذيره القاعدة العريضة لوضع املناهج والبرامج
الدراسية ،وبين مخاطره بالنسبة لتعليم األطفال املتخلفين عقليا واألطفال العاديين على حد سواء .لقد كان
االعتقاد السائد هو أن األطفال املتخلفين عقليا ليسوا مؤهلين للتفكير املجرد .يترتب عن هذا االعتقاد اعتقاد
آخر وهو أن أنسب املناهج لتعليمهم هي املناهج الحسية الحركية. -
يرى فيكوتسكي أن هذه املناهج ال تساعد األطفال على تجاوز إعاقتهم الفطرية ،ولكنها تكرسها وتعززها،
وتقض ي على إرهاصات التفكير املجرد التي نلمسها لديهم ،من خالل تعويدهم على التفكير الحس ي الحركي
وحده .ويعتقد أنه من املمكن أن يتجاوزوا مرحلة التفكير الحس ي الحركي عن طريق املساعدة والدعم
والتلقين .وأما التعليم الذي يخضع له األطفال األسوياء فهو تعليم متقهقر يتناسب مع القدرات واملهارات التي
أفرزها النمو وهكذا ،فإن مفهوم نطاق النمو القريب املدى يمكننا « .السابق ،وال يواكب السيرورة النمائية،
وال يعدهم لالنتقال إلى املراحل النمائية املوالية
» من اقتراح وصفة جديدة وهي أن "التعلم الجيد" هو ذلك الذي يستبق النمو (فيكوتسكي -1978ص .)89 :
وخالصة القول إن النمو ال يحصل بطريقة تلقائية كما يعتقد بياجي ،ولكنه يتوقف إلى حد كبير على
الفرص املتاحة للفرد للتفاعل مع اآلخرين واالستفادة من خبراتهم ودعمهم .ال يفصل فيكوتسكي بين النمو
العقلي والتعلم املدرس ي ،فهما يتبادالن التأثير قيما بينهما .فكما أن مستوى النمو العقلي يحدد القدرة على
التعلم كذلك يساعد التعلم على النمو .إن عملية التعلم املنفتحة بالضرورة على العالم الخارجي تتحول ،من
خالل استبطان الفرد للمقوالت التي تبلورت في املحيط ،إلى عملية من العمليات النمائية الداخلية .فهو وإن
كان يميز بين عملية التعلم وعملية النمو العقلي إال أنه يؤكد على وحدتهما وعلى إمكانية تحول إحداهما إلى
األخرى .إن املهارات التي يكتسبها الفرد من خالل تفاعله مع اآلخرين تدمج في بنية املهارات التي تشكلت من قبل
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
وتنشأ عن ذلك بنية عقلية جديدة أكثر تعقيدا .كما أن البنية الجديدة تساعده على اكتساب مهارات أكثر
تطورا.
هناك إذن عالقة جدلية بين النمو والتعلم.
على الرغم من خصوبة هذه النظرية فإن نظرية بياجي حجبتها ملدة طويلة ألسباب أيديولوجية ،خاصة
وأن فيكوتسكي بنى نظريته على بعض املبادئ العامة التي استمدها من الفلسفة املاركسية .ولم يشرع الباحثون
الغربيون في جني ثمار هذه النظرية من الناحية األكاديمية والعملية إال في العقدين األخيرين من القرن العشرين.
وظهر له في الغرب أتباع كثيرون يطلق عليهم اسم "الفيكوتسكيون الجدد ،" neo-Vygotskiansواعتبر واحدا
من امل ؤسسين األوائل لعلم النفس االجتماعي املعرفي الذي بدأ يفرض نفسه بقوة في الساحة العلمية خالل
السنين األخيرة .
)4املقاربة بالكفايات:
لقد اعتمدت لجنة االختيارات والتوجهات التربوية ثالث أبعاد للتدخل البيداغوجي ،وذلك من أجل بناء
وتجديد املنهاج التعليمي للمدرسة املغربية:
بعد مقاربة العمل بالكفايات ،وبعد التربية على القيم ،وبعد التربية على االختيار واتخاذ القرار وما يهمنا
حاليا هو االعتماد الرسمي ملدخل أو مقاربة الكفايات في مدرستنا املغربية ،وذلك على أنقاض مقاربة بيداغوجيا
األهداف ،حيث تتحدد املبررات الرسمية العتماد هذا االختيار البيداغوجي في :الرغبة في االرتقاء باملتعلم إلى
أسمى درجات التربية والتكوين ألن الكفايات نظام متكامل من املعارف و األداءات واملهارات املنظمة التي تتيح
للمتعلم ضمن وضعية تعلمية القيام باإلنجازات واألداءات املالئمة التي تتطلبها تلك الوضعية؛
تركيز األنشطة على املتعلم كفاعل أساس ي من خالل اعتبار املتعلم محورا فاعال ألنه يبني املعرفة ذاتيا،
وتوفير شروط التعلم الذاتي ،واعتبار املدرس مسهل لعمليات التعلم الذاتي .وهذه القواعد املعتمدة على
التدريس الفعال املرتكز على فعالية املتعلم لم تكم حاضرة في بيداغوجيا األهداف ،حيث ثم تغيب املتعلم عند
هندسة وتخطيط األهداف التعليمية والتعلمية ،ثم االهتمام فقط بقياس الرجع التعليمي وإغفال نمو
شخصية املتعلم ،وعدم اختيار عدة بيداغوجية مفتوحة وغير مسبقة ،وحيث ثم اعتماد مقاييس تقويمية
ودعمية مسبقة وكان املدرس هو الفاعل األساس ي واملحوري ،ونتيجة ملا سبق جعلت بيداغوجيا األهداف
املتعلم عنصرا سلبيا ومنفعال ،من خالل تعلم محدود ومشروط ،يتميز بخاصية التجزيئية وخاصة الغيرية )
بيداغوجيا الكفايات ،مصوغة تكوينية(.
قبل أن نتطرق إلى تحديد مفهوم املقاربة بالكفايات ،علينا أوال أن نقف على مفهوم املقاربة.
تعريف املقاربة لغة ،واصطالحا:
أ املقاربة في اللغة :هي مصدر غير ثالثي على وزن مفاعلة ،فعله قارب ،على وزن فاعل ،املضارع منه
يقارب ،ومثله قاتل ،يقاتل ،مقاتلة،
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
ياسر ،يياسر ،مياسرة ،وهي تعني في داللتها اللغوية املعنى دناه ،وحادثه بكالم حسن ،فهو قربان ،وهي
قربى ،ومنها تقاربا ،ضد تباعدا.
ب املقاربة اصطالحا :ويقصدها الكيفية العامة ،أو الخطة املستعملة لنشاط ما) مرتبطة بأهداف
معينة( ،والتي يراد منها دراسة وضعية ،أو مسألة ،أوحل مشكلة ،أو بلوغ غاية معينة ،أو االنطالق في مشروع
ما ،وقد استخدمت في هذا السياق كمفهوم تقني للداللة على التقارب الذي يقع بين مكونات العملية التعليمية
التعلمية ،التي ترتبط فيما بينها عن طريق عالقة منطقية ،لتتآزر فيما بينها من أجل تحقيق غاية تعلمية ،وفق
استراتيجية تربوية ،وبيداغوجية واضحة
تعريف املقاربة بالكفايات:
لتعريف املقاربة بالكفايات يمكن القول بأنها مقاربة تمتاز بالحرص على النجاعة أكثر من غيرها من
املقاربات ،وبتكييف أحسن مع املتغيرات املتزايدة بمجتمعاتنا ،وذلك نظرا ألن تحويل ،واستثمار املعارف
الدائمة التطور ،يجعلنا نبحث عن توظيف هذه املعارف بما يضمن فعالية وظيفية وعملية ،إن مفهوم التحويل
إما بشكل واضح أو ضمني في أغلب الكتابات حول املقاربة بالكفايات ،املراد به تمكين املتعلم من تحويل
واستثمار مكتسباته في سياقات مختلفة غير التي اعتادها بالنسبة للتعلمات املجزأة.
كما تعرف مقاربة التدريس بالكفايات بأنها تصور تربوي بيداغوجي ينطلق من الكفايات املستهدفة في
نهاية أي نشاط تعليمي أو نهاية مرحلة تعليمية تعلمية ،لضبط استراتيجية التكوين في املدرسة ،من حيث
طرائق التدريس ،والوسائل التعليمية ،وأهداف التعلم ،وانتقاء املحتويات ،وأساليب التقويم ،وأدواته.
أساليب التدريس باألهداف والكفايات.
ال يشكل مدخل الكفايات في التعليم منظورا مستقال عن منظور التدريس الهادف ،بل هو نموذج من
نماذجه ،ويندرج ضمن ما يعرف بصفة عامة ببيداغوجية األهداف ،إنه مجرد حركة تصحيحية داخل هذه
البيداغوجية ،يعمل لتجاوز االنتقادات ،وعلى تصحيح ما أصابها من انحراف ،جعلها تنغلق في النزعة اإلجرائية
-السلوكية ،وتنحرف بالتالي بالفعل التربوي إلى فعل آلي تعودي ،وإلى رد فعل إشراطي يعدم الخصوصية
والتمييز ،ويستبعد التفكير االبتكاري.
إننا في عصر لم يعد امتالك املعارف وحدها يشكل وضعا حاسما فعال ،بل املعول عليه هو طريقة تدبيرها
وتعبئتها ،فلكي يعيش اإلنسان اليوم ،ويندمج في هذا العالم ،أصبح مطالبا بأن يبرهن على امتالك مستوى في
تدبير ،واستعمال املعارف يفوق ما كانت تحتاجه األجيال السالفة ،لذا أصبح التعلم تحديا دائما ،وأصبحت
املدرسة ملزمة بتنمية كفايات املتعلمين ،على نحو تمكنهم من االستمرار في التعلم الذاتي طوال حياتهم ،أي أن
عليها أن تستهدف تعلما مستديما ،وقابال للتحويل.
إن املعرفة اليوم أصبحت عاملية ،وفي متناول الجميع في عصر املعلومات ،والقنوات الفضائية )والشبكة
العنكبوتية( ،التي كشفت خبايا وأسرار العلم ،واملعرفة ،التي كان املدرس يحتفظ بها لنفسه ،ألنه كان آنذاك
هو
51 وزارة التربية الوطنية والتعليم األولي والرياضة
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
املرجع الوحيد الذي يمتلكها ،وكان يركز عليها في العملية التعليمية -التعلمية ،متجاهال بذلك ذات التلميذ،
الذي كان خاضعا ألوامر مدرسه ،ويتقبل منه كل ما يقوله ،أو يمليه عليه دون معارضة ،ألنه كان ملزما بإعادة
املعلومات كما استقبلها على صيغتها األولية ،دون تغيير أو تحريف ،أما في مقاربة الكفايات فإن العمليات التي
يقوم بها املتعلم تعتبر العنصر الرئيس ي الذي يمكنه من اكتساب استقالليته ،وإثبات الحل الذي قدمه،
والذي يتجلى في تحديد املشكلة املطروحة ،وتقديم اقتراحات ،وعمليات إجرائية لتجاوزها ،وإخضاعها
للتجريب.
إن بيداغوجيا األهداف تهتم باألهداف اإلجرائية البسيطة أثناء سير العملية التعليمية -التعلمية ،بينما
الكفايات تهتم بالنتائج النهائية للحصة ،وللوحدة التعليمية ،وللنشاط ،وهذه األخيرة ال يمكن تحقيقها إذا
أهملنا األهداف اإلجرائية التي تعتبر مؤشرات لكفاءة الوحدة التعليمية.
بعض املفاهيم املرتبطة بالكفاية:
-الكفاية
لغة :ورد في القاموس املحيط أنه :كفاه مؤونته ،يكفيه كفاية ،وكفاك الش يء ،واكتفيت به .واستكفيته
ُ
وكفيء. الش يء فكفانيه ،ورجل كاف،
اصطالحا :تعد كلمة كفاية من املصطلحات التي أسالت حبرا كثيرا في العقدين املاضيين ،حيث خصص
عدد كبير من الباحثين حقبة من الزمن لبناء املفهوم الذي تعددت وتغيرت دالالته حسب منطلقات ال يسمح
السياق بالخوض فيها.
بالنسبة للبعض ،تم استعمال مصطلح كفاية للتعبير عن مجموعة من املعارف واملهارات ،والسلوكات،
وبالنسبة آلخرين كان لزاما إظهار فكرة املعارف اإلجرائية في النص التعريفي للكفاية ،بالنسبة للبعض اآلخر
ترتبط الكفاية باملهنة ،وليس بتربية األطفال ،أما آخرون حديثو العهد فيرون أن الوضعية هي مجال ممارسة
الكفاية ،وتنميتها تدريجيا.
وعلى العموم من خالل اطالعنا على جملة التعاريف املعطاة ملفهوم الكفاية ،نجدها تكاد تجمع على أن
للكفاية مفهوما عاما وممتدا ،يشمل القدرة على أداء املهارات ،والقدرة على استثمار وتوظيف املعارف في
وضعيات جديدة ،بحذق وإتقان ،وبذلك تكون الكفاية:
أ -مجموعة من املعارف ،والقدرات ،واملهارات الناتجة عن تعلمات ،ومكتسبات متعددة يحصلها،
ويتمكن منها املتعلم ،ويوظفها ألداء مهام ،وإنجازات تسمح بتشغيل مختلف األنشطة ،والعمليات بشكل فعال
في وضعيات تعلمية جديدة ،ولذلك تقتض ي االنتقال في التعليم ،والتعلم من التلقين إلى التمهير.
ب -الكفاية تدمج عدة مهارات .
ج -تشير إلى استعمال ،وتوظيف املكتسبات ،والخبرات بشكل فعال وإيجابي .
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
د -كما أنها تترجم لتحقيق أداء قابل للتقويم .
بالنسبة لروجيرس كزافيي:
"الكفاية هي إمكانية التعبئة ،بكيفية مستبطنة ،ملجموعة مدمجة من املوارد (معارف ومهارات ومواقف)
،بهدف حل فئة من الوضعيات املشكلة".
يبرز هذا التعريف العناصر األساسية للكفاية ،ومنها:
إمكانية التعبئة :وتعني توفر الفرد على الكفاية بشكل دائم ،وليس عند ممارستها في وضعية معينة فقط.
مما يجعل الكفاية مالزمة للفرد ودائما في خدمته.
الكيفية املستبطنة :وتعني طابع االستقرار واملالزمة اللذان يميزان الكفاية ،مع قابليتها للتطوير والدعم
من خالل ممارستها عبر سياقات مختلفة.
حل فئة من الوضعيات املشكلة :ويتعلق -األمر بوضعيات متكافئة ،تتميز بنفس الخصائص) املعطيات،
صعوبة املهام ،دقة املعلومات املقدمة(..،
مميزات الكفاية :تتميز الكفاية بخصائص ،أهمها :تعبئة مجموعة موارد ،الوظيفية ،العالقة بفئة من
الوضعيات ،االرتباط بمحتوى دراس ي ،والقابلية للتقويم.
تعبئة مجموعة موارد :إذ التمكن من الكفاية يعني امتالك معارف ومهارات وخبرات وتقنيات وقدرات،...
تتفاعل فيما بينها ضمن مجموعة مدمجة .وال يعتبر توفر التلميذ على كل املوارد الخاصة بكفاية ما ضروريا.
الوظيفية :إن امتالك التلميذ معارف ومهارات ومواقف يبقى دون معنى إذا لم تستثمر في نشاط أو إنتاج
محفز ،أو في حل مشكلة تعترضه في املؤسسة التعليمية أو في حياته العامة .وهكذا تمكنه الكفاية من ربط
التعلمات بحاجاته الفعلية ،والعمل على تلبية هذه الحاجات باستقاللية تامة ،ووفق وتيرة خاصة.
العالقة بفئة من الوضعيات :إن ممارسة الكفاية ال يمكن أن يتم إال في إطار حل فئة من الوضعيات
املتكافئة ،فالكفاية في مجال ما (مادة أو مواد مدمجة) تعني قدرة التلميذ على حل مشكالت متنوعة باستثمار
األهداف املعرفية والحس حركية والوجدانية املحددة في البرنامج .وتصبح ممارسة الكفاية عبارة عن اختيار
املوارد املالئمة للوضعية وترتيبها واستثمارها في اقتراح حل أو حلول متعددة للمشكلة.
االرتباط بمحتوى دراس ي :ويتجلى في كون الكفاية مرتبطة بفئة من الوضعيات ،يتطلب حلها استثمار
موارد مكتسبة عبر محتوى دراس ي معين .ويمكن أن يندرج هذا املحتوى ضمن مادة دراسية واحدة أو ضمن
عدة مواد.
القابلية للتقويم :تتمثل قابلية الكفاية للتقويم في إمكانية قياس جودة إنجاز التلميذ )حل وضعية
مشكلة ،إنجاز مشروع .( ... ،ويتم تقويم الكفاية من خالل معايير تحدد سابقا .وقد تتعلق هذه املعايير بنتيجة
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
املهمة )جودة املنتوج ،دقة اإلجابة ، (... ،أو بسيرورة إنجازها )مدة اإلنجاز ،درجة استقاللية التلميذ ،تنظيم
املراحل ، (... ،أو بهما معا.
-املعارف :هي مجموع املعلومات ،والخبرات التي تجسد أهداف املنهاج ،والتي يقوم التلميذ باكتسابها من
خالل التعلم ،وتتكون عادة من املعلومات ،واألفكار ،والقيم التي تراكمت عبر السنين لتشكل تراثا ثقافيا،
ومعرفيا لإلنسان ،تقدم في شكل مذاهب ،أو نظريات ،أو قواعد ،أو أنساق من خالل املناهج.
فهذا املفهوم يدل على الكم النظري ،والخبرات التي يستقيها الفرد من املواقف ،وتشكل له إطارا نظريا
يوجهه في مواقف قادمة ،والتي يتعرض إليها خالل فترة حياته.
-القدرة :هي كل ما يستطيع الفرد أداءه في اللحظة الراهنة ،من أعمال عقلية ،أو جسمية حسية ،أو
اجتماعية ،وقد تكون القدرات فطرية ،أو مكتسبة ،أو هما معا .فالقدرات الفطرية هي القدرات التي ترجع إلى
الوراثة ،وتصاحب النضج الجسمي ،والحس ي ،والعقلي ،والوجداني ،والقدرات املكتسبة هي القدرات التي
يكتسبها الفرد من محيطه ،وهذه األخيرة تنمو ،وتتوسع أكثر ،فأكثر عن طريق التعليم.
وقد تعرف القدرة أيضا على أنها ما يجعل الفرد قادرا على فعل أي ش يء يرغب فيه ،أو يسند إليه ،وهي
لذلك ال ترتبط بمحتويات معرفية ،وإنما تتجلى في شتى املواد املختلفة ،فهي تعبر عن معرفة فعلية عامة ،لذلك
ال تظهر للمالحظة ،وإنما تظهر في إنجازات تتعلق بمحتويات تعليمية ،أي في سلوك عملي ،ذو أثر ظاهر مثل:
إنجاز تمارين ،حل مسائل ،قراءة نصوص ،تلخيص قصص ،كتابة تقارير...إلخ.
-املهارة :يقترب مفهوم املهارة كثيرا من الداللة على مفهوم القدرة ،إذ يغطيه جزئيا ،ولكن بعض املنظرين
يستعملون مصطلح املهارة لإلشارة إلى مؤهالت يمكن تحديدها ،والوقوف عليها بسهولة ،من خالل التحكم في
الحركة ،أي البراعة اليدوية ،أو السهولة في استعمال أداة ،أو آلة ،أو بواسطة إنجاز مهمات مركبة بعض
الش يء ،كالتعبير عن إحساس معين مثال ،واإلدالء بمعلومات أو طلبها...
بناء على ما سبق ،تجدر اإلشارة إلى وجود حدود فاصلة بين املفهومين ،فاملهارة تتضمن وتحتوي مجموعة
من القدرات ،وتتمظهر فيما ينجزه املتعلمين من مهام وأنشطة ،والقدرة تحيل على االستطاعة ،أي ما يقدر
املتعلم على فعله بفضل ما اكتسبه من معلومات ومعارف وخبرات ،وفي هذا الجانب على وجه التحديد يحصل
االنفصال بين القدرة ،والهدف السلوكي اإلجرائي ،كتحديد ملثيرات تعلن عن التغيير الذي يرغب املدرس في
إحداثه لدى التالميذ ،بحيث يخبر بما سيكون التلميذ قادرا على إنجازه بعد املرور بتداريب ،وإنجاز تمارين،
وأنشطة ،وتحصيل خبرات ،ومكتسبات من خالل درس ،أو مجموعة من الدروس.
-األداء ،أو اإلنجاز :يقتض ي السياق اإلشارة إلى مفهوم آخر ذي عالقة استلزاميه بمفهوم الكفاية ،أال
وهو مفهوم اإلنجاز ،أو األداء ،واملقصود به مجموع األداءات أو اإلنجازات التي تؤشر على ما يقوم به املتعلم
من أنشطة ومهمات تظهر مدى تمكنه من تحصيل املعارف واملهارات من جهة ،ومدى قدرته على أدائها بإتقان
من جهة ثانية.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
هذا ،وإن كانت القدرة تدل على ما يستطيع الفرد القيام به ،ويسجل ذلك الفرد املالحظ بدرجة من
الدقة والوضوح ،فإنها بذلك تشير إلى إمكانات الفرد املتعددة في اإلنجاز.
-الوضعية املشكلة التعليمية :
تعتبر الوضعية -املشكلة ،في إطار املقاربة بالكفايات ،عنصرا مركزيا .وتمثل املجال املالئم الذي تنجز
فيه أنشطة تعلمية متعلقة بالكفاية ،أو أنشطة تقويم الكفاية نفسها.
مفهوم الوضعية املشكلة:
تتكون الوضعية املشكلة حسب روجيرس من :-وضعية (situation):تحيل إلى الذات ) (Sujetفي عالقتها
بسياق معين) ، (contexteأو بحدث) ، (évènementمثال :خروج املتعلم إلى نزهة ،زيارة مريض ،اقتناء
منتوجات ،عيد األم ،اليوم العاملي للمدرس ..مشكلة (problème):وتتمثل في استثمار معلومات أو إنجاز مهمة
أو تخطي حاجز ،لتلبية حاجة ذاتية عبر مسار غير بديهي ) .مثال:
املشاكل املقترحة في العلوم :وتحدث الوضعية املشكلة في اإلطار الدراس ي خلخلة للبنية املعرفية
للمتعلم ،وتساهم في إعادة بناء التعلم .وتتموضع ضمن سلسلة مخططة من التعلمات.
مميزات الوضعية املشكلة:
تتمثل أهم مميزات الوضعية املشكلة في كونها :-تمكن من تعبئة مكتسبات مندمجة وليست مضافة
بعضها لبعض . -توجه التلميذ نحو إنجاز مهمة مستقاة من محيطه ،وبذلك تعتبر ذات داللة تتمثل في بعدها
االجتماعي والثقافي ...كما أنها تحمل معنى بالنسبة للمسار التعلمي للتلميذ ،أو بالنسبة لحياته اليومية أو
املهنية .تحيل إلى صنف من املسائل الخاصة بمادة أو بمجموعة مواد .-تعتبر جديدة بالنسبة للتلميذ عندما -
يتعلق األمر بتقويم الكفاية .وتعمل هذه املميزات على التمييز بين التمرين التطبيقي لقاعدة أو نظرية من جهة،
وبين حل املشكالت املتمثل في ممارسة الكفاية من جهة أخرى.
مكونات الوضعية املشكلة:
تتكون الوضعية -املشكلة من عنصرين أساسيين ،هما :أ السند أو الحامل :ويتضمن كل العناصر املادية
التي تقدم للتلميذ ،والتي تتمثل في - :-السياق :ويعبر عن املجال الذي تمارس فيه الكفاية ،كأن يكون سياقا
عائليا أو سوسيوثقافيا أو سوسيومهنيا ...ويتم تحديد السياق عند وضع السياسة التربوية) التوجهات
واالختيارات التربوية(.
-املعلومات :التي سيستثمرها التلميذ أثناء اإلنجاز .وقد ال يستغل بعضها في الحل فتسمى معلومات
مشوشة ،تتمثل أهميتها في تنمية القدرة على االختيار .الوظيفية :وتتمثل في تحديد الهدف من حل الوضعية،
مما يحفز التلميذ على اإلنجاز .-ب املهمة :وتتمثل في مجموع التعليمات التي تحدد ما هو مطلوب من املتعلم
إنجازه .ويستحسن أن تتضمن أسئلة مفتوحة ،تتيح للتلميذ فرصة إشباع حاجاته الشخصية ،كالتعبير عن
الرأي ،واتخاذ املبادرة ،والوعي بالحقوق والواجبات ،واملساهمة في الشأن األسري
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
واملحلي والوطني ،الخ .واعتبارا لهذه املكونات ،تأخذ الوضعية املشكلة داللة بالنسبة للتلميذ حيث إنها -
:تتيح له فرصة تعبئة -مكتسباته في مجاالت حياته ،التي تعتبر مراكز اهتمامه.
تشكل تحديا بالنسبة التلميذ ،ومحفزا على التعلم الذاتي .تتيح له فرصة االستفادة من -مكتسباته،
بنقلها بين سياقات مختلفة .تفتح له آفاق تطبيق -مكتسباته .تحثه على التساؤل عن كيفية بناء وصقل -
املعرفة ،وعن مبادئ وأهداف وسيرورات تعلمه .تمكنه من الربط بين النظري والتطبيقي ،وبين مساهمات
مختلف املواد الدراسية .تمكنه من تحديد حاجاته في التعلم ،من خالل الفرق بين ما اكتسبه ،وما يتطلبه حل
الوضعية املشكلة.
وظائف الوضعية املشكلة:
للوضعية املسألة -وظائف عديدة ،منها ما يرتبط باملادة املدرسة ،ومنها ما له عالقة بتنشئة املتعلم
بصفة عامة .فالنسبة للمادة املدرسة ،يمكن للوضعية املشكلة أن تؤدي:
وظيفة ديدكتيكية :وتتمثل في تقديم إشكالية ال يفترض حلها منذ البداية ،وإنما تعمل على تحفيز التلميذ
النخراطه الفاعل في بناء التعلم .وظيفة تعلم اإلدماج :ويتعلق األمر بتعلم إدماج املوارد) التعلمات املكتسبة (في
سياق خارج سياق املدرسة .وظيفة تقويمية :وتتحقق هذه الوظيفة عندما تقترح وضعية مسألة جديدة ،بهدف
تقويم قدرة التلميذ على إدماج التعلمات في سياقات مختلفة ،ووفق معايير محددة .ويعتبر النجاح في حل هذه
الوضعية املشكلة دليال على التمكن من الكفاية .-كما أن للوضعية املشكلة وظائف أخرى ،منها يناء وتحويل
وتنمية القيم واالتجاهات ،ودعم التفاعل بين املواد ،وتنمية القدرة على الخلق واإلبداع من خالل األسئلة
املفتوحة.
أنواع الوضعيات املشكلة
-الوضعيات الديدكتيكية أو وضعيات البناء أو ما يسمى :بوضعيات االستكشاف) حسب دوكيتيل(.
-الوضعيات الهدف.
-وضعيات إعادة االستثمار أو وضعيات اإلدماج - .وضعيات التقويم.
أنواع الكفايات:
تنقسم الكفايات ،في مجال التربية والتعليم ،إلى أنواع عدة ،يمكن حصرها فيما يلي:
.1الكفايات النوعية :تتحدد هذه الكفايات في مقابل الكفايات املمتدة أو املستعرضة .ويعني هذا أن
الكفايات النوعية هي التي يكتسبها املتعلم في فترة مدرسية محددة .أي :إن هذه الكفايات مرتبطة بمادة دراسية
معينة ،أو مجال نوعي ،أو تخصص منهي معين .لذلك ،فهي أقل شمولية وعمومية من الكفاية املستعرضة .وهي
السبيل إلى تحقيق الكفايات املمتدة.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
.2الكفايات املمتدة أو املستعرضة :هي تلك الكفايات املشتركة التي تجمع بين تخصصات متعددة.
بمعنى أن الكفاية املوسعة هي التي تتوزع بين مجموعة من املواد والتخصصات ،ويمكن امتالكها بعد فترة من
التعلم والتحصيل الدراس ي ،مثل :اكتساب منهجية التفكير العلمي ،وهي كفاية توجد في جميع املواد
الدراسية .وتمتاز الكفايات املوسعة بأنها كفايات عليا وقصوى وختامية ،تتطلب نوعا من اإلتقان واالنضباط
واملهارة واالحتراف .وتستوجب أيضا كثرة التعلم والتحصيل الدراس ي؛ ألن هذه الكفاية هي نتاج تفاعل مع
تخصصات ومواد دراسية عدة.
.3الكفايات األساسية :هي كفايات قاعدية أو جوهرية أو دنيا .وهي كفايات ضرورية في مجال التربية
والتعليم ،مثل :كفاية القراءة ،وكفاية الكتابة ،وكفاية الحساب ،بالنسبة للتعليم االبتدائي .بمعنى أن الكفايات
األساسية هي التي تنبني عليها العملية التعليمية التعلمية ،أو يبنى عليها النسق التربوي.
.4كفاية اإلتقان :هي كفاية تكميلية ،وليست أساسية وضرورية ،فعدم الغرق أثناء السباحة هي كفاية
أساسية .بيد أن الرشاقة ،والسرعة ،والسباحة في فريق ،واحترام قواعد السباحة ،هي كلها كفايات تكميلية،
أو كفايات إتقان وجودة.
ومن جهة أخرى ،تصنف الكفايات كذلك إلى معارف ،ومواقف ،ومهارات ،وكفايات ثقافية ،وكفايات
تواصلية ،وكفايات منهجية...
)5البيداغوجيا:
حسب مارغاريت الــتي ( ”)M. Altetالفعل البيداغوجي يشمل تنظيم العالقات االجتماعية /التواصلية
داخل جماعة الفصل الدراس ي”.
والوظيفة البيداغوجية للمدرس تعني” تدبير وإعادة ضبط وتوجيه تفاعالت األحداث داخل جماعة
القسم الدراس ي1 ”.
أما الديدكتيك أو التدريسية أو علم التدريس فقد شق من البيداغوجيا ،موضوعه التدريس بصفة عامة،
أو بالتحديد تدريس التخصصات الدراسية املختلفة؛ من خالل التفكير في بنيتها ومنطقها؛ وكيفية تدريس
مفاهيمها ومشاكلها وصعوبات اكتسابها ،حيث نقول مثال :ديدكتيك الرياضيات ،ديدكتيك اللغات ،إلخ2.
وملحاولة تفادي الفكرة التي تقوم على تفريق الديدكتيك والبيداغوجيا باعتبار األول متمركزا حول
املضامين والبيداغوجيا تهم العالقة بين األستاذ واملتعلم ،ندرج هذا النص الذي يبين التقاطع بينهما
ومشاركتهما الهدف نفسه :تحقيق تعلم ناجع.
« À travers les nombreux débats qui opposent la pédagogie centrée sur l'enfant et la
didactique centrée sur les savoirs, se réfractent un très vieux problème philosophique en même temps
que des oppositions qui sont stériles, parce que l'apprentissage, c'est précisément la recherche, la
prospection permanente dans ces deux domaines et l'effort pour les mettre en contact. Il faudrait enfin
qu'on arrive à sortir de cette méthode qui consiste toujours à penser sur le mode de variation en sens
inverse, à2001,
dire p.32
que Former
plus jedes
m'intéresse
enseignants àprofessionnels
l'élève, moins je m'intéresse
: quelles au savoir
stratégies ? Quelles ou plus?jeM.m'intéresse
compétences Altet et Autres,1
au savoir, moins je m'intéresse à l'élève ».
2الدليل البيداغوجي للتعليم االبتدائي ،ص 38
Philippe Meirieu, Pédagogie générales, Nancy, MAFPEN, 1987.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
.5البيداغوجيا الفارقية
تعد البيداغوجيا الفارقية مقاربة تربوية حديثة ،تستهدف تمكين كل املتعلمين من حقهم في التحصيل
الدراس ي ،بالطرائق والوسائل التي تتناسب مع اختالفاتهم وفوارقهم املتعددة واملختلفة ،تحقيقا ملبدأ
الديمقراطية التربوية .وإذا كان هذا املفهوم قد استخدم ألول مرة في فرنسا مع الباحث التربوي لويس لوغران
سنة ،1973فقد برز في الخطاب التربوي الرسمي ببالدنا في تجلياته الصريحة والضمنية ،منذ البدء بإصالح
املنظومة التربوية في نهاية القرن املاض ي وبداية القرن الحالي ،في ظل التوجه نحو تطبيق بيداغوجيا الكفايات
والتخلي عن املمارسات واملقاربات البيداغوجية التقليدية .لكن تطبيق هذا التصور داخل الفصول الدراسية
بكيفية تتيح تفريد التعلمات ومراعاة وتائر التعلم املتفاوتة وسرعات التحصيل املختلفة لكل فئة من املتعلمين،
استلزم من الباحثين التربويين االعتناء بإرساء بعض التقنيات والطرائق النوعية املعينة على ذلك.1
غالبا ما يذهب األساتذة إلى اعتماد التفريق البيداغوجي بناء على مستوى التالميذ إما بعد تقويم
تشخيص ي أو نتائج بعض التقويمات اإلجمالية ،بينما يمكن اعتماد البيداغوجيا الفارقية بناء على عدة معايير
أخرى:
-السن :اعتماد على علم نفس النمو قد يجد األستاذ بين املتعلمين فوارق تحددها املرحلة النمائية
املتواجدين بها.
-الجنس :خصوصا في األنشطة الرياضية بالسلك الثانوي.
-اعتماد نظرية الذكاءات املتعددة من أجل تفريد التعلم.
1-5بيداغوجيا حل املشكالت:
استراتيجية حل املشكالت في تكوين الكفايات2
الواقع أن بيداغوجيا حل املشكالت تعتبر من األساليب املالئمة لعملية تكوين الكفايات ،خاصة وأن
أسلوب حل املشكالت يتأسس على فلسفة تسعى إلى تحقيق أعلى درجة من تكيف الفرد مع محيطه ،وهو نفس
املسعى الذي تنشده الكفايات.
وتقدم بيداغوجيا حل املشكالت بديال مغايرا ملا هو مألوف في املمارسات البيداغوجية السائدة ،ذلك
أن هذا النموذج الديدكتيكي ينطلق من أسس نظرية ،تنظر لعملية التعليم على أنها نتاج املجهود الخاص للفرد
أو لجماعة التالميذ ،كما أنها تؤسس ممارستها على استراتيجية تعليمية تعلمية ،ترتكز على سيرورة من
العمليات التي تتجه نحو حل مشكالت مطروحة على جماعة من التالميذ.
1أحماد نضال ،البيداغوجيا الفارقية بين الوثائق الرسمية وسبل التنفيذ ،مجلة البيداغوجي ،عدد ،6-5أبريل .2019ص.9.
2عبد الكريم غريب ،استراتيجيات الكفايات وأساليب تقويم جودة تكوينها .منشورات عالم التربية .الدار البيضاء .2003ص183 -177 .
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
إن بيداغوجيا حل املشكالت تنحو منحى مخالفا لالتجاهات التربوية التي تعتمد على التدخل املباشر
لضبط وتوجيه الفعل التعليمي التعلمي ،سواء من طرف املدرس أو من يقوم مقامه (كتاب أو حاسوب).
من هذا املنطلق ،فإن مقاربة بيداغوجيا حل املشكالت تتطلب منا أال نقف عند حدود استراتيجياتها
البيداغوجية فحسب ،بل تتطلب ،وباألساس ،البحث عن أسسها اإلبستمولوجية ومقارنة هذه األسس بتلك
التي ترتكز عليها املقاربة السلوكية أو بعض املمارسات السائدة والتلقائية( .نقصد بالبيداغوجيا التلقائية تلك
املمارسات التي يقوم بها شخص ما وباألخص مدرس داخل قسمه والتي قد تندرج في نموذج أو نظرية تربوية
معينة إال أن هذا الشخص غير واع بها أو بتنظير ممارستها ).لكل ذلك فإن هدفنا في هذه االستراتيجية هو اقتراح
نموذج لوضعية تعليمية تعلمية تتأسس على بيداغوجيا حل املشكالت .إال أن تحقيق هذا الهدف يفرض علينا
أوال وقبل كل ش يء أن نعالج ثالثة محاور أساسية هي:
ـ إبراز الخطوات األساسية للطريقة من خالل مثال محدد؛
ـ تحديد املنطلقات األساسية للطريقة؛
ـ تحديد العمليات األساسية في بناء دروس بواسطة حل املشكالت.
الخطوات األساسية لطريقة حل املشكالت:
لكيال نتيه في معطيات نظرية تبعدنا عن الهدف املتوخى ،فإننا سنبدأ باقتراح مثال يشكل منطلقا لتحديد
األسس االبستيمولوجية لبيداغوجيا حل املشكالت .إذ أن هذا املثال يقدم لنا من خالل نشاط التالميذ
السيرورة املتبعة نحو إنتاج معرفة بموضوع معين .املثال:
طرح املشكل :قدمت ُمدرسة لتالميذ مقسمين على شكل جماعات أنبوبا وقارورة من "الكيروزين"
Kérosèneوقارورة من ماء ،ثم اقترح التالميذ أن يمزجوا بين السائلين .فبدأ البعض منهم يسكب املاء على
الكيروزين بينما قام آخرون بالعكس – سكب الكيروزين على املاء .وملا شرع بعضهم في تحريك الخليط دهشوا،
حين الحظوا أن اختالط املاء بالكيروزين أدى إلى صعوبة تمييز سائال عن اآلخر ألن الكيروزين مثل املاء ال لون
له.
انطالقا من هذه املالحظة طرح التالميذ املشكل اآلتي:
ما هو السائل املوجود أسفل القارورة؟
محاولة اإلجابة عن املشكل:
اختلف التالميذ في اإلجابة عن هذا التساؤل ،فقدموا االقتراحات التالية:
السائل الذي يوجد في األسفل هو ذلك الذي سكبناه في األول؛ ✓
السائل الذي يوجد في األسفل هو املاء؛ ✓
السائل الذي يوجد في األسفل هو الكيروزين. ✓
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
التحقق من صحة االقتراحات:
في محاولة للبحث عن الجواب الصحيح توصل التالميذ إلى فكرة تلوين واحد من السائلين .وكانت هذه
الفكرة هي تلوين سائل بالطباشير قصد التمييز بينهما .إال أنهم لم يتوصلوا إلى أية نتيجة ،ثم لجأوا إلى استعمال
املداد .فالحظوا أنه ّلون املاء دون الكيروزين ،وبذلك تمكنوا من تحديد أي السائلين يوجد في األسفل.
النتائج املتوصل إليها:
توصل أخيرا التالميذ إلى النتائج التالية:
✓ السائالن ال يختلطان (مثل املاء والزيت)؛
✓ الكيروزين يبقى فوق املاء ...
تحليل املثال :سيرورة حل املشكلة:
إذا انطلقنا من هذا املثال ،فإنه ُيتيح لنا إمكانية تحديد املراحل والخطوات املتبعة قصد الوصول إلى
نتائج معينة؛ ما هي إذن هذه الخطوات؟:
أ -يوجد التالميذ في وضعية تمكنهم من طرح املشكلة( :ما هو السائل املوجود في أسفل القارورة؟).
ب -فكر التالميذ في حلول لهذه املشكلة فاقترحوا إجابات مختلفة يمكن اعتبارها بمثابة فرضيات لحل املشكلة.
ت -حاول التالميذ التأكد من صحة فرضياتهم أو خطئها مما جعلهم يتصورون طريقة للتجربة ويطبقونها.
ث -توصل التالميذ إلى نتائج مكنتهم من حل املشكلة التي طرحوها ،عن طريق تمحيص الفرضيات وتحديد
الصحيح منها.
وهكذا فإن التالميذ اتبعوا خطوات يمكن أن نلخصها على النحو املوالي:
✓ صياغة مشكلة (االحساس باملشكلة -تحديد املشكلة)؛
✓ طرح فرضيات (إجابة مؤقتة على املشكلة)؛
✓ إنجاز تجارب (تمكن من تمحيص الفرضيات)؛
✓ التوصل إلى نتائج.
منطلقات بيداغوجية:
يتطلب وضع األسس التربوية لبيداغوجيا حل املشكالت ،أن نبحث في مكونات الفعل التعليمي التعلمي
والتي هي باألساس :املدرس ،التلميذ ،املادة ،وجماعة التالميذ.
إن فهم هذه املكونات يتوقف كذلك على االنطالق من األهداف التي تتوخى بيداغوجيا حل املشكالت
بلوغها من طرف التالميذ.
.1-2األهداف املتوخاة:
إذا انطلقنا من املثال السابق يمكننا أن نستنتج ما يلي:
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
لقد كان التالميذ في وضعية تتيح لهم طرح مشكلة؛ ✓
فكر التالميذ في هذه املشكلة وفكروا في حلول ممكنة (بناء فرضيات)؛ ✓
قاموا بتجربة للتأكد من الفرضيات؛ ✓
خرجوا باستنتاج من خالل صياغة جواب على املشكلة. ✓
تقود هذه السيرورة التالميذ إلى اكتساب مواقف علمية حقيقية تعتمد على تفكير منطقي؛ فالتالميذ
يواجهون مشكالت تثير اهتمامهم فيحاولون البحث عن حلول لها ،بينما يتمثل دور املدرس في إثارة فضولهم
الطبيعي نحو اكتشاف املعرفة.
إن التلميذ يتعلم من خالل السيرورة جملة من املهارات وهي:
✓ كيف يضع مشكالت ويحيط بحدودها؛
✓ كيف يفكر في حلول متعددة بواسطة جهده العقلي والحدس ي ،وذلك بصياغة فرضيات متالئمة مع
طبيعة املشكلة؛
✓ كيف يبتكر أدوات التجربة ويصنعها؛
✓ كيف يدافع عن فكرة معينة بحجج وأدلة يبحث عنها بنفسه.
إن كل هذه املهارات تمكننا من تمييز األهداف التي تتوخى بيداغوجيا حل املشكالت تحقيقها ،ومن بينها:
✓ ـتنمية روح اإلبداع واالبتكار لدى التالميذ؛
✓ اكتساب التلميذ ملنهجية علمية من خالل إنجازه لسيرورة العمليات في التفكير واالستنتاج
والتجربة...؛
✓ ـتنمية الحاجة إلى التفكير والبحث والتأمل فيما يحيط به .وهكذا يحاول التلميذ أن يتساءل ويفكر
باستمرار فيما يحيط به؛
✓ ـإكساب التلميذ القدرة على طرح أفكاره ووجهات نظره ومقارنتها مع آراء اآلخرين؛
✓ ـتنمية القابلية للدخول في عالقات اجتماعية مكثفة مع اآلخر؛
✓ خلق الحس النقدي ،بحيث أن التلميذ ال يتقبل اآلراء واألفكار إال بعد التفكير فيها وتجريبها،...
✓ تأكيد الذات من خالل بحثها الشخص ي وجهدها في االكتساب والتعلم؛
✓ تنمية روح التواصل والتعاون بين األفراد من أجل إيجاد حلول ملشكل ما؛
✓ تنمية روح االستقاللية واملبادرة واملسؤولية لدى التلميذ.
انطالقا من طبيعة هذه األهداف يمكن أن نستنتج أن بيداغوجيا حل املشكالت ،ال يتوخى فقط تنمية
الجانب العقلي والذهني لدى التلميذ ،بل تتوخى كذلك تنمية مواقف إيجابية مثل التعاون واملبادرة
واملسؤولية ...ومن تم تختلف عن أهداف التربية التقليدية التي ترتكز على املادة ،كما تختلف كذلك عن التربية
التي ترتكز على البعد الفرداني في عملية التعلم.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
هكذا ،ومن خالل أهداف بيداغوجيا حل املشكالت ،تتحدد وظيفة كل من املدرس والتالميذ ودورهما
فيما يلي:
دور املدرس :في البيداغوجيا ذات املنظور السلوكي ،غالبا ما ينحصر دور املدرس في ضبط وتوجيه
التالميذ خالل الدرس ،فهو الذي ييهئ وينجز ويقيم ،بمعنى أنه مصدر الفعل والحركة داخل الدرس ،وفي
بيداغوجيا حل املشكالت ،يمكن أن ننظر إلى دور املدرس من خالل أبعاد أخرى مغايرة تنسجم مع األهداف
واملرامي التي تتوخى هذه البيداغوجيا بلوغها .وهي أدوار يمكن أن نحصر بعضها كالتالي:
✓ يقوم املدرس بإجراءات تهدف إلى خلق املناخ الذي يثير لدى التالميذ الفضول ويحسسهم بمشكلة
ما .إنه ال يحفزهم للشعور بمشكلة من خالل إظهار أهميته في االمتحان أو الدرس ،بل يتجاوز هذه الحوافز
الخارجية إلى إثارة الحوافز الذاتية والداخلية لدى التالميذ .والتحفيز هنا معناه خلق شروط محيطة تجعل
التالميذ يطرحون بأنفسهم األسئلة .ومن ثم تتحول املشكلة والبحث عن حلها إلى مسألة شخصية للتالميذ
وليست مجرد استجابة لطلبات املدرس.
ُّ
يبلغه ،فهو يحسن االستماع إلى التالميذ عندما يطرحون فرضيات مختلفة ✓ يتلقى املدرس أكثر مما ِ
لحل املشكلة ،ويبدي اهتماما بها مما يحث التالميذ على االستمرار في اقتراح حلول للمشكلة ،إنه هنا يتملك
قدرة كبيرة على اإلصغاء.
ّ
✓ يستحث التالميذ على البحث والتجربة من خالل إثارة الشك والنقد وقوة املالحظة ،فهو هنا يعيد
التالميذ إلى حالة الدهشة والتساؤل املستمر ويخلق لديهم الحاجة إلى البحث من خالل "خلخلة توازنهم
املعرفي".
✓ يساعد التالميذ في بعض االنجازات من خالل انتمائه لجماعة من التالميذ واعتبار نفسه عضوا منها
(ال غير) أو من خالل استشارة التالميذ له ،كما قد يوفر لهم بعض األدوات متى طلب منه التالميذ ذلك.
✓ يحاول أال يتدخل فيما يقوم به التالميذ ،فهو يراقب من بعيد ويمكن أن يحرك األمور كلما توقفت.
ولكنه ال يوجه أو ينتقد ،فهو يترك التالميذ يفكرون وينتجون بأنفسهم أدوات العمل ويقومون بالتجارب...
دورالتالميذ:
تتأسس بيداغوجيا حل املشكالت على تصور فعال ونشيط لدور التالميذ من خالل التركيز على
جهودهم الذاتية .وهي أدوار يمكن أن تتمثل كالتالي:
ـ مخططون :Planificateursإن التالميذ هم الذين يخططون لنشاطهم خالل الدرس ،فعندما
يطرحون مشكلة ويحددون أبعادها ،يضعون بأنفسهم خطة تمكنهم من اإلجابة عن هذه املشكلة .ولذلك فإن
ً
الدرس ليس جاهزا أو مهيأ مسبقا من طرف املدرس كما هو سائد ،بل إن التخطيط هو نتاج التفاعالت اآلنية
بين التالميذ واملدرس كعضو مشارك.
ـ منجزون :إذا كان التالميذ هم مصدر خطة الدرس فإنهم كذلك هم املنجزون الفعليون لسيرورة الدرس
من خالل العمليات التي يقومون بها في طرح فرضيات وإنجاز تجارب وصياغة نتائج...
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
مقومون :Evaluateursإذا كان املدرس ال يتدخل بالتوجيه والنقد والحكم ،فإن هذه التدخالت تكون ـ ِّ
من طرف التالميذ أنفسهم ،فالتقييم هو عملية ضبط إلنجازاتهم فيما بينهم من خالل التحاور والتشاور وإعادة
صياغة املشكل وطرح الفرضيات وتغيير األدوات والنتائج ...إن هذه العملية قائمة إذن على مبدأي:
أ ـ التقييم الذاتي :بحيث أن كل تلميذ أو جماعة من التالميذ تصحح بنفسها مسار أعمالها؛
ب ـ التقايم :Co évaluationبحيث أن التلميذ يقيم ويصحح أعمال زميله ويوجهها والعكس أيضا.
2-5الخطأ البيداغوجي:
ليس الخطأ L’erreurمجرد نتيجة للجهل أو الشك أو املصادفة ،كما أنه ليس كارثة أو عاهة ضارة
باملتعلم أو مجرد إجابة سيئة صادرة عنه يجب التخلص منها بأقص ى سرعة ...بل هو منظومة من التصورات
والحدود والوسائل Système de concepts, de termes et des moyensالتي يوظفها املتعلم في حل املشكالت،
منظومة تختفي ضمنها جملة من العوائق Des obstaclesالتي تستلزم الكشف عنها لتحديد طبيعتها والتعامل
معها بما يتناسب وتلك الطبيعة ذاتها...
ّ ً
مشوشا على التعلم ال
وإذا كانت البيداغوجيات التقليدية تنظر نظرة سلبية إلى الخطأ فتعتبره أمرا ِ
يستحق الوقوف عنده إال بالقدر الذي يسمح بإقصائه ،وحتى بالعقاب عليه ...فإن البيداغوجيات الحديثة ال
تقبل بمثل هذه االعتبارات وتدعو ،ليس فقط إلى االعتراف بحق املتعلم في الخطأ ،وإنما أيضا إلى اعتبار الخطأ
نقطة انطالق ذات داللة جوهرية في بناء املعرفة ...
في سياق هذا التحول على مستوى تقدير قيمة الخطأ وأهميته في بناء املعرفة ،يمكن تحديد بيداغوجيا
الخطأ باعتبارها استراتيجية للتعلم والتعليم ،تقوم على اعتبار الخطأ أمرا طبيعيا وإيجابيا يعكس سعي املتعلم
للبحث وللوصول إلى املعرفة ،وبالتالي على تخطيط وتدبير الوضعيات الديدكتيكية وفق املسار الذي يقطعه
املتعلم في مسعاه ذاك ،بما في ذلك األخطاء التي قد تتخلله...
دينامية الخطأ في سيرورة التعليم واملعرفة
يطرح البحث في أخطاء التالميذ أسئلة متعددة :منها ما يرتبط بالجانب اإلبستمولوجي للمادة الدراسية،
ومنها ما يرتبط بجانبها الديدكتيكي ،ومنها ما يرتبط بتمثالت املجتمع وموقفه من الخطأ بصفة عامة.
مصادر الخطأ البيداغوجي
*أخطاء ذات مصدر نمائي وسيكولوجي :وتحصل عندما ندعو املتعلم إلنجاز عمل يتجاوز قدراته في
مرحلة النمو التي يوجد فيها (أنظر مراحل النمو عند بياجي)
مثال :كأن نتناول موضوع االحتفاظ مع طفل في السابعة من عمره.
*أخطاء ذات بعد ديدكتيكي :وتنتج عن الطرق التي يسلكها املدرس في ممارسته الصفية ،كما تنتج عن
املنهاج الدراس ي و املحتويات و طبيعتها و النقل الديدكتيكي .
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
* أخطاء ذات مصدر إبستمولوجي :و تنبع من داخل املعرفة نفسها ،أي من عملية التفكير التي تنتج
املعرفة .حيث يعيد املتعلم األخطاء نفسها التي ارتكبتها البشرية خالل تاريخ تطورها العلمي( 1.كأن يقول إن
الشمس تدور حول األرض).
3-5بيداغوجيا التدريس املعكوس:
التعلم املعكوس وعالقته بتكنولوجيا التعليم :إدماج تكنولوجيا املعلومات واالتصال في التعليم:
تكنولوجيا املعلومات هي األدوات واألنظمة املستخدمة لتلقي وتخزين وتحليل وتوصيل املعلومات بكل
أشكالها وتطبيقاتها لكل جوانب حياتنا ،وهذا ما ذهب إليه ماكميالن Macmillanفي نفس السياق باعتبار
تكنولوجيا املعلومات على أنها حيازة معالجة وتخزين وبث معلومات ملفوظة ،صورة ثنائية أو رقية بواسطة
مزيج من الحواسيب اإللكترونية واالتصاالت السلكية والالسلكية تعمل على أساس اإللكترونيات الدقيقة.
مفهوم تكنولوجيا املعلومات واالتصال في التعليم TICE
طريقة تحليلية للتخطيط ونظامية في التصميم تضم مجموعة من العناصر التي تساعد في تحقيق
األهداف املنشودة .وتعرف بأنها صيغة علمية جديدة لتطوير التعليم وتحديثه ،تتميز بطرقها النسقية في تنظيم
املكونات العملية التعليمية والتركيز على أهمية العالقات املتبادلة بينها والتعرف النظامي على مصادر التعليم
املختلفة وإعدادها وتنظيمها واالستفادة منها للتغلب على املشكالت .أو هي إعداد املواد التعليمية والبرامج
وتطبيق مبادئ التعلم وفيه يتم تشكيل السلوك على النحو مباشر وقصدي .وهي استخدام التطبيقات
التكنولوجية واالستفادة منها في إدارة وتنظيم العملية التعليمية وتنفيذها بأية مؤسسة التعليمية.2
الفصل املعكوس:
تعددت تسميات الفصول املعكوسة فقد يطلق عليها (الصف /الفصل املنعكس أو الصف /الفصل
املقلوب(.
يعرفها" بيرجمان "و"سامز Bergmann& Samsبأنها استخدام تكنولوجيا اإلنترنت (القصص الرقمية
وملخصات الفيديو والفصل االفتراض ي السمعي والبصري) لالستفادة من التعلم في الفصول الدراسية
الخاصة مزيدا من الوقت في التفاعل مع الطالب ً
بدال من إلقاء املحاضرات ،باستخدام املعلم أشرطة ً باملعلم،
حتى يتمكن من قضاء الفيديو .وترى الغامدي (( 2013على أن تكنولوجيا الفصول املنعكسة هي قلب مفهوم
1لحسن موحتي ،الخطأ البيداغوجي في التقويم -نحو وضع جديد للخطأ .مسالك التربية والتكوين ،املجلد ،1العدد ،1ص.178.
2شاللي جمعة ،مدى تحكم األستاذ في تكنولوجيا املعلومات واالتصال وأثر على موقفه في مشروع إدماجها في العملية التعليمية ،ماستر في علم االجتماع
التربوي ،2017 ،ص.38.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
غرفة الصف التقليدي والذي يكون في الغالب مبني على إلقاء وطرح املفاهيم العلمية وشرحها للطالب داخل
غرفة الصف ومن ثم تعيين بعض الواجبات واألعمال واملشاريع للعمل عليها خارج غرفة الصف.1
إذ ال يختلف اثنان على أن األدوات الرقمية تعمل على تغيير حياتنا وطرقنا في التعلم وحل املشكالت ...
وبالنسبة للقسم املعكوس ،فإننا سنستغل هاته األدوات الرقمية كالتالي:2
.1في املنزل (خارج القسم) :يشتغل التالميذ على محتويات رقمية (فيديو ،أوديو ،خريطة ذهنية،)..
من أجل املشاركة في أنشطة الفصل.
.2في القسم :يمارس التالميذ املفاهيم األساسية مع التغذية الراجعة ،ويكون التعلم في إطار تعاوني-
تشاركي.
.3بعد ذلك خارج القسم :يتحقق التالميذ من تعلمهم ،ويمكنهم توسيع نطاق معرفتهم ،ودائما عبر
موارد رقمية.
وما دمنا في هذا السياق ،وجب التذكير بأن القسم املعكوس ليس هو فقط...
✓ مرادف ملقاطع الفيديو عبر اإلنترنت.
✓ مقاطع فيديو تحل محل املدرسين.
✓ دروس عبر اإلنترنت.
✓ تالميذ يعملون بدون هيكلة.
✓ تالميذ يقضون وقتهم في النظر إلى شاشة الكمبيوتر أثناء الدرس.
✓ تالميذ يعملون في عزلة.
ً
ولكنها بيداغوجية تستعمل أساليب تدريس مختلفة ،وهي أكثر ارتباطا بدعم ومصاحبة التعلم
األسس النظرية للفصل املعكوس:
تعتمد فلسفة الفصل املعكوس على نظريات التعلم املتمحورة حول املتعلم والتي تستند إلى نظريات
التعلم البنائية والسوسيوبنائية.
وجبت اإلشارة أيضا إلى بزوغ نظرية التعلم الترابطية Connectvismeملؤسسها سيمانس Siemensمنذ
سنة ،2005والتي تحاول أن تكون نظرية مؤطرة للتعليم اإللكتروني E-learningوالتعلم عن بعد.
مميزات الفصل املعكوس:
يعد فيها املتعلم فعال محور العملية التعليمية حيث إنه يعتبر مسؤوال عن تعلماته ومتابعة الدروس؛
احترام إيقاع التعلم حيث يمكن للمتعلم متابعة الدرس متى شاء؛
1تسنيم مصطفى العالم ،منى حسن العمراني .فاعلية الفصل املعكوس والويب كويست في اكتساب مهارات تصميم املحتوى اإللكتروني التفاعلي ،مجلة
الجامعة اإلسالمية للدراسات التربوية والنفسية ،عدد ،02/28ص888 .
2بتصرف عنDelphine SECHET / Laurent GUERRE- Conférences pédagogiques lycée – Juin 2016
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
زيادة التفاعل الصفي اإليجابي بين األستاذ واملتعلمين؛
توفير الجهد والوقت لألستاذ الذي لن يضطر إلعادة الدرس مرارا؛
إتاحة الفرصة حتى للمتغيبين لالستفادة من الدروس.
بيداغوجيا القسم املعكوس ،مراحل إعدادها و إنجازها:1
تعتبر األقسام املعكوسة من األنماط الحديثة للتعلم والتي تعتبر بأنها تطور طبيعي للتعلم املدمج .ويتم
في هذا النمط عن طريق تدريس تالميذ خارج الحصة الدراسية ،من خالل فيديوهات تعليمية توضع على
اإلنترنت .فيشاهد التلميذ فيديوهات في البيت ،بحيث يفهم املفاهيم واألفكار من خاللها .وفي األقسام
الدراسية يقوم املدرس باإلجابة عن أسئلة التالميذ ،والتعامل مع املشكالت التي ربما واجهت البعض منهم أثناء
محاولتهم للفهم من خالل متابعة الفيديوهات .ذلك أنه مطلوب من التلميذ أن يدون مالحظات وأسئلة خالل
متابعة الفيديوهات التي وضعها املدرس على اإلنترنت ويشرح من خاللها هذا الدرس.
ويسعى نمط التعلم املعكوس إلى إعادة تشكيل العملية التعليمية ،ليتم تغيير الدور التقليدي الذي تقوم
به املدرسة واملنزل ،بحيث يحل كل منهما مكان اآلخر وهو ما أعطى هذا النمط اسمه .ففي التعلم التقليدي
الذي يعتمد أسلوب املحاضرة يقوم املدرس بشرح املادة التعليمية خالل الحصه الدراسية ،ثم يذهب التالميذ
إلى البيت بعدها فيقومون بحل الواجبات ،والتعامل مع املشكالت لوحدهم ،وهو ما يؤدي إلى عزوفهم عن املادة
في بعض األحيان أو إلى اإلحباط لعدم القدرة على التغلب على املشكالت في أحيان أخرى .أما في التعلم املعكوس،
فيقوم التلميذ بمتابعة فيديوهات شرح املادة التعليمية ليفهم املفاهيم واألفكار األساسية في الدرس ،ثم يأتي
إلى املدرسة ليقوم بالتطبيق واملناقشة وحل املشكالت بمساعدة املدرس والتالميذ اآلخرين .ولهذا يتفاعل
التالميذ بطريقه مختلفة مع املادة التعليمية بخالف ما تعودوا عليه في النمط التقليدي .ويكون هذا التفاعل
بشكل أكثر عمقا ،وهو ما يعمق فهمهم وحبهم لها ،وهو ما ينعكس بالضرورة على ما يحققونه من خاللها.
فالنقاشات واألسئلة يصبح لها معنى أكبر وأكثر ثراء لدى التالميذ نتيجة لتفاعلهم مع املادة التعليمية بعيدا
عن السطحية التي من املمكن أن ينتجها مجرد االستماع الى املدرس ،وحفظ املادة وفهمها في البيئة التقليدية.
وتعتمد آليه األقسام املعكوسة على عكس دور البيت ودور املدرسة ،بحيث يأخذ كل منهما دور اآلخر.
ففي الطريقة التقليدية يتم شرح املادة العلمية للتالميذ من قبل املعلم ،ثم يعطون أسئلة ومشكالت لحلها
والتدرب عليها في البيت ،ولكن في األغلب يكون التالميذ غير قادرين على ذلك بسبب نسيان ما شرح املدرس
خالل الحصة الدراسية ،أو لعدم قدرتهم على كتابة املالحظات خالل شرح املدرس ،أما في األقسام املعكوسة
يكون العكس .فيعتمد التالميذ على مشاهدة أفالم تعليمية في البيت بالسرعة والوقت املناسبين لهم ،حيث
يمكن إعادة مشاهدة شرح نقطة معينة أكثر من مرة ،وكذلك من املمكن تسريع عرض الفيلم للوصول إلى ما
هو مطلوب .كما أنه من املمكن مشاهدة تلك الفيديوهات التعليمية من خالل الحاسوب أو من خالل األجهزة
1د عاطف أبو حميد الشرمان .كتاب التعلم املدمج والتعلم املعكوس .تاريخ النشر .2015 :دار النشر :دار املسيرة للنشر والتوزيع والطباعة .ص164إلى
ص.167
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
املحمولة ،وهو ما يتيح املجال بشكل واسع لالنخراط في العملية التعليمية ،وخالل مشاهدة املقاطع يقوم
التلميذ بتدوين أي مالحظات أو أسئلة ،وال يتوقع منه أن يتقن جميع املفاهيم واألفكار بمجرد املشاهدة ،ولكن
عليه أن يفهم على األقل املفاهيم األساسية في املادة.
إن ما يتم عمله في العادة داخل القسم في التعلم التقليدي يتم عمله في البيت في التعلم املعكوس ،من
خالل متابعة شرح املادة التعليمية .وبذلك يستطيع التلميذ أن:
▪ يسير بالسرعة التي تناسبه في التعلم.
▪ يوقف شرح املادة متى يشاء لتدوين املالحظات واألسئلة على املحتوى ،ثم متابعه عرض الشرح من جديد.
▪ يعيد املشاهدة أكثر من مرة لكي يتمكن من الفهم باملستوى املطلوب.
▪ يتنقل بين املشاهد السابقة والالحقة أثناء عرض الفيلم من أجل استيضاح نقطة معينة ،أو تجاوز
مقطع يعرفه من قبل.
ال يخفى أن من أهم املشكالت التي تواجه التلميذ عند دراسة بعض املواد وبخاصه العلمية منها ،وعندما
يطلب منه القيام بالواجبات املنزلية بناء على ما تم شرحه وفهمه خالل الحصه الدراسية في املدرسة .ذلك أن
التلميذ وعندما يحاول أن يقوم بحل الواجبات لوحده في املنزل ،يتضح له العديد من األمور غير املفهومة لديه
لكي يقوم بحل الواجبات ،وهو ما يؤدي إلى اإلحباط وأحيانا اليأس ،ولربما في النهاية كره املادة والعزوف عن
تعلمها بسبب تكوين صورة ذهنية تتمثل في صعوبة املادة وعدم قدرته على تعلمها .كما أن هذا األمر قد يسبب
إحباطا لدى املدرسين أيضا ،فقد يتسلل اإلحباط لقلب املدرس ،عندما يشعر أنه وبالرغم من الجهد الذي
يبذله خالل الحصة الدراسية من شرح وتوضيح ،إال أنه يجد أن التلميذ ال يقوم بحل الواجبات املنزلية على
الوجه الصحيح ( .)Jonathan & Sams 2012فيتضح للمدرس أن التلميذ لم يستطع أن ينقل ما يسمى بأثر
التعلم خارج القسم ليقوم بحل الواجبات بناء على فهمه ملا تم شرحه ،كما أن ذلك قد يجعل أولياء األمور في
حيرة من أمرهم ،وبخاصة عندما يجدون أنفسهم غير قادرين على تقديم املساعدة ألبنائهم ،وخاصة في املواد
املتخصصة والعلمية الدقيقة التي تتطلب أكثر من املعرفة العامة .أما ضمن نمط التعلم املعكوس فيصبح
التلميذ هو محور العملية التعلمية حيث يتحول إلى عنصر إيجابي ،بدال من الجلوس واالستماع لشرح املدرس
فقط لكل ما في ذلك من سلبية.
إذن يعتبر التعلم املعكوس جزءا من حركة بيداغوجية واسعة يتقاطع فيها التعلم املدمج والتعلم
باالستقصاء وغيرها من استراتيجيات التدريس وأساليبه وأدواته املختلفة ،التي تسعى إلى املرونة وتفعيل دور
التلميذ ،وجعل التعلم أكثر متعة وتشويقا .فالتعلم املعكوس يتعلق بمنهجية العملية التعليمية ،والتي يتغير
فيها دور كل من املدرس والتلميذ للوصول إلى تعلم أفضل ( .)Goodwin & Miller, 2013وتبعا لذلك يعاد توزيع
األدوار في العملية التعليمية ويتم التركيز على دور التلميذ في تحمل مسؤوليتاه.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
4-5التدريس بإنجازاملشاريع:1
إنه أسلوب لتدبير التعلمات مبني على أساس تنمية األنشطة الذاتية التلقائية لدى املستفيدين
وتنظيمها ومنهجيتها بهدف تحقيق هدف محدد .تتخذ أنشطة التعلم في هذا األسلوب صيغة إنجاز مشاريع
فردية أو جماعية بحيث يتطلب ذلك من املستفيدين القدرة على التخطيط ،وتصور أساليب التنفيذ
وإكراهاته ،وكذا وسائل التقويم والتتبع.
ويعد هذا األسلوب صيغة فعالة إلنجاز معطيات املنهاج وتحقيق الكفايات التي ينشدها ،ألن من شأن
األنشطة التي يتطلبها أن تقتض ي من املتعلم تعلما نشيطا قوامه املبادرة واالنفتاح على فضاء الحياة.
ملاذا التدريس بإنجازاملشاريع؟
يمكن اعتماد هذا األسلوب لتحقيق العديد من الكفايات التي ال يمكن أن تتحقق إال من خالل االنخراط
الفعلي للمتعلم في إنجاز متطلبات املنهاج.
ربط التعليم بمواقف الحياة االجتماعية والثقافية واالنفتاح على املحيط البيئي والوثائقي.
استثمار النشاط الذاتي للمستفيدين من خالل التدريب على جمع املعطيات وتوظيفها.
تدريب املتعلمين على مهارات التخطيط والتنظيم.
تنمية روح املبادرة والتعاون وتحمل املسؤولية واحترام اآلخر من خالل العمل املشترك.
إن التدريس بإنجاز املشاريع يقتض ي أن يكون املدرس:
ملما بالخطوات املنهجية العامة لطريقة املشروع.
قادرا على تصريف هذه الخطوات في صيغة أنشطة بيداغوجية تتخذ شكل عمليات إجرائية منظمة
تمكن من تحقيق الكفايات املنشودة.
قادرا على صياغة معطيات املنهاج في صيغة مشاريع يتحمل املستفيدون مسؤولية إنجازه.
الخطوات املنهجية العامة:
رغم تعدد الصيغ التي تقدم بها الخطوات املنهجية العامة لطريقة املشروع ،يمكن تقديمها بما يلي:
اختياراملشروع:
يقترح املكون على املستفيدين الئحة من املشاريع املتنوعة ليختاروا منها املشروع الذي يستجيب
الهتماماتهم ويتماش ى مع إمكاناتهم.
التخطيط للمشروع:
يقترح املتعلمون ،بمساعدة املكون وتوجيه منه ،خطة متماسكة ومنظمة تمكن من إنجاز املشروع.
تنفيذ املشروع:
يشرع املتعلمون في تنفيذ املشروع وفق الخطة التي رسموها.
1املرجع :د .لحسن مادي <<محاربة األمية – تحليل الحاجات وطرق التنفيذ>> ط 1سنة 2003مطبعة النجاح الجديدة .الدار البيضاء .ص 112 :ص -
.115
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
تقويم املشروع:
يتفق املتعلمون على معايير محددة وواضحة يتخذونها منطلقا لتقويم املشروع املنفذ.
العمليات اإلجرائية للتدريس بإنجازاملشاريع:
يتجه اهتمام املكون بإنجاز املشاريع ،إلى تصور وضعيات بيداغوجية يمارس فيها املستفيدون أنشطة
ً
عملية جماعية (العمل في مجموعات) وفقا لقواعد تنظيمية تترجم الخطوات السابق ذكرها وفقا ملقتضيات
الوضعية البيداغوجية.
على مستوى اإلعداد:
ينصب اهتمام املكون ،في هذا املستوى ،على إعداد قائمة باملشاريع املمكن اقتراحها على املستفيدين،
وتصور الوضعيات واألنشطة البيداغوجية التي سوف يمارسها هؤالء .وينبغي أن يحرص املكون على ما يلي:
أن يكون املشروع منفتحا على املحيط.
أن يكون في مستوى قدرات املستفيدين العقلية واملنهجية.
أن يكون قابال للتنفيذ.
يمكن للمكون ،فضال عن ذلك ،أن يحدد طرائق العمل وأنشطته ومدته الزمنية اإلجمالية ومدد مراحله،
وأشكال توزيع املستفيدين وتنظيمهم وتقويم أنشطتهم.
على مستوى اإلنجاز:
-يقترح املكون على املستفيدين قائمة باملشاريع التي أعدها انطالقا من معطيات املنهاج ،ويطلب
منهم ،إضافة مشاريع أخرى تثير اهتمامهم وذات صلة بفضاءات حياتهم املباشرة .ومن بين املشاريع املمكن
إنجازها هناك مثال:
• التعريف بتخصصات املؤسسات الصحية املحلية.
• التوسع العمراني وانحصار املجال األخضر باملدينة.
• رمي األتربة واألزبال بجوار الحي.
• إتالف املنشآت العمومية.
• تأثير املنتجات املستوردة على نشاط بعض الحرف املحلية.
• تخريب املآثر التاريخية.
• استغالل الفتيات العامالت بالبيوت.
-يتفق املكون واملستفيدون على معايير محددة النتقاء املشاريع ،مثال :االرتباط بأهداف املنهاج
ومعطياته ،االرتباط بخصوصيات الحياة واملعيش اليومي ،القابلية للتنفيذ ،الخ.
-يضع املستفيدون بمساعدة املكون ،خططا لتنفيذ املشاريع املنتقاة ،وينبغي أن تشمل هذه الخطة
أهداف املشروع العامة واإلجرائية ،وسائل التنفيذ ومراحله ،الحيز الزمني للتنفيذ ،توزيع األدوار بين
املستفيدين...الخ.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
-ينفذ املستفيدون املشاريع وفقا للخطة املتفق عليها ،واعتمادا على العمل الجماعي واالتصال املباشر
باملحيط ،وتوظيف املوارد املتوفرة ...
-تقدم كل مجموعة مشروعها للمجموعات األخرى قصد االطالع عليه ومناقشته ،مبرزة الصعوبات
التي اعترضت تخطيطه ،والعوائق واملشكالت التي صادفها أفرادها عند االتصال باملحيط ،ومقدمة في الوقت
نفسه ،الخالصات والنتائج العامة التي توصلت إليها.
-تقويم املجموعات للمشاريع املقدمة انطالقا من معايير متفق عليها قد تكون هي نفسها معايير انتقاء
املشاريع.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
5-5البيداغوجيا الفارقية:1
لن يكون البدء إطنابا في البيداغوجيا الفارقية ،بقدر ما سيكون َر ُّم ً
وزا ملنبعها وألهميتها في التربية والتعليم.
ذلك أن الفروق الفردية تنبع من طبيعة االختالف الذي أوجده هللا تعالى في البشر ،ونوعه في الطاقة والتحمل
واالستيعاب والقدرات التحصيلية واألدائية والتواصلية للفرد ،وهو اختالف طبيعي و مكتسب في آن واحد؛
فالطبيعي يعود إلى طبيعة وبنية الفرد البيولوجية ،وفسيولوجية هذه الطبيعة وتلك البنية ،ومدى إمكاناتها
الطبيعية في أداء وظيفتها على الوجه األكمل ،في حين املكتسب من الفروق الفردية يعود إلى التنشئة االجتماعية
والثقافية والحالة املادية واملعنوية للفرد كما للمجتمع واألسرة ،ولسنا في حاجة إلى تعداد نماذج من هذه
الفروق ،فيكفي مثال أن الفرد الذي يعيش في أسرة ميسورة ومثقفة ومنفتحة على محيطها االجتماعي ...غير
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
الفرد الذي يعيش في أسرة على نقيض األولى ،فتم فروق فردية تظهر في مستوى التواصل وطريقة التفكير
وتمثل العالم الداخلي للفرد و العالم الخارجي عنه.
ومنه الفروق الفردية طبيعية في التربية والتعليم ،بل تم استحضارها مع نظريات التربية الحديثة،
وأصبحت جزءا من األداء الصفي ال يمكن االستغناء عنها في تحصيل جودته ،كما أنها مكون من مكونات
نظريات علم النفس املعرفي .ومفهوم من مفاهيم التدريس بالكفايات حاضر بقوة فيها .لهذا كان من الضروري
التعاطي مع هذه البيداغوجيا نظريا وتطبيقيا في التكوين األساس لألستاذ ،حيث نلمس الفروق الفردية في
جماعة القسم بكل وضوح عندما ندرس ،فهذا يكتسب املعرفة والقيم والسلوكات واألداءات بوثيرة أسرع ،أو
إيقاع تعلمي أسرع من اآلخر ،وذاك يبدي رغبة إلى تعلم مادة بعينها مقابل نفور اآلخر منها؛ وبالتالي حتى نحقق
تعلما متوازنا يراعي كل فرد على حدة ،أو على األقل يراعي مجموعة أفراد على حدة ،البد من أن نوظف في أدائنا
البيداغوجيا الفارقية .وعليه فإن أهمية هذه البيداغوجيا تنبع من مراعاتها لقدرات وكفاءات كل متعلم على
حدة وتسير وفق حالته الفردية ،فهي بمفهوم آخر متقدم عبارة عن تربية وتعليم تفريدي يستحضر الفرد
كتميز داخل الجماعة ،يتكامل معها بخصوصياته البيولوجية والفسيولوجية واألدائية والثقافية واالجتماعية،
واالقتصادية ،واإليديولوجية ،والعقائدية..
ويعبر عن الفروق الفردية بأنها "االنحرافات الفردية عن املتوسط الجماعي في الصفات املختلفة ،فهي
بهذا املعنى مقياس علمي ملدى االختالف القائم بين الناس في صفة مشتركة ،وهكذا يعتمد مفهوم الفكرة على
مفهومي التشابه واالختالف ،التشابه النوعي في وجود الصفة واالختالف الكمي في درجات ومستويات هذه
الوجود" ،ويعبر عنها إحصائيا بالـبعد عن املتوسط الحسابي ،سواء في االتجاه املوجب ،أو في االتجاه السالب.
وهي فروق فردية يجب التعاطي معها من منطلق األسس التالية:
1ـ النظر إلى الفروق الفردية بين الناشئين على أساس كونها أمرا طبيعيا ،وهي تشمل جميع نواحي
الشخصية .فكما يالحظ اختالف األفراد في الوزن والطول ،والنضارة والشحوب ،والسمنة والنحافة ،فيجب
أال يستغرب اآلباء واملربون وجود الفروق الفردية في الذكاء وغيره من االستعدادات العقلية ،وفي امليول
والهوايات ،وفي السمات املزاجية كاالنطواء واالنبساط ،واالنفعال والرصانة ،ونحو ذلك.
2ـ تتصف بعض الفروق الفردية بالصفات الوراثية ،وبعضها يتأثر بتأثير البيئة والظروف
االجتماعية املحيطة بالفرد ،ونوع التربية التي يتلقاها ،وإذا كان من الصعب التحكم في العوامل الوراثية
(العوامل الوراثية لم تعد مع علم الوراثة مشكلة) ـ فإنه يمكن التحكم في العوامل املكتسبة بإخضاعها للتغيير
والتعديل .وهو ما يحمل اآلباء واملربين حسن الرعاية بالناشئين كل حسب مستواه وقدراته وميوله واتجاهاته،
قدر اإلمكان ،وبما يساعده على استكمال نمو شخصيته املتكاملة الجوانب.
3ـ إن وجود الفروق الفردية من الخصائص البشرية الهامة التي جعلها هللا عز وجل وسيلة بناءة لتنويع
وتطوير الحياة وتقدمها واستمرارها ،فالحياة ال تستقيم إذا كان حظ الناس أجمعين واحدا من حيث درجة
الذكاء والقدرات وامليول واملواهب والهوايات واملزاج والعواطف ،وغيرها .والبد من مراعاة الفروق الفردية
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
وحسن تنميتها وتكاملها مهما كان مستواها وتوظيفها لخير الفرد والجماعة وبما يحقق لهما األهداف والغايات
املشتركة في الحياة.
4ـ من أهم واجبات اآلباء واملربين التعرف على الفروق الفردية لدى أبنائهم واكتشافها أثناء التعليم
واللعب والنشاط الترويحي ،وتمكينهم من تنميتها وصقلها حتى يحققوا أقص ى قدر ممكن من الجودة واإلتقان
واإلبداع.
5ـ البد من تحديد طبيعة الفروق الفردية ،والعوامل املؤثرة فيها وراثية كانت أم مكتسبة ،وكيفية
قياسها بغية مراعاة قدرات وإمكانيات واستعدادات األفراد املتنوعة في البرامج ومناهج التعليم والتربية.
تعريف البيداغوجيا الفارقية:
هناك عديد من التعاريف االصطالحية لهذه البيداغوجيا نورد منها مثال ال حصرا:
1ـ " إجراءات وعمليات تهدف إلى جعل التعليم متكيفا مع الفروق الفردية بين املتعلمين قصد جعلهم
يتحكمون في األهداف املتوخاة " وهذا التعريف هو تقني يركز على اإلجراءات والعمليات ،وبذلك ضيق مساحة
تحركه وحصرها فيما هو إجرائي.
2ـ " البيداغوجيا الفارقية هي بيداغوجيا املسارات تسمح بإطار مرن؛ حيث التعلمات متنوعة وواضحة
وبائنة من أجل أن يكتسب املتعلمون/التالميذ املعرفة أو املعرفة الفعل وفق مساراتهم الخاصة " وهذا التعريف
هو أكثر توسعا وشمولية من األول ،حيث تعلق باملسار التعلمي الفردي للمتعلم املبني على معطيات ذاتية
وخارجية وعلى املتغيرات الفردانية ،كما يقوم حيثيات التعلمات التي تقوم بدورها على املعرفة ومعرفة الفعل
بما فيها التقنيات.
وهي بهذا التعريف حسب هالينة برزمسكي يمكن أن تتحدد كـ:
-بيداغوجيا فردانية تعترف بالتلميذ شخصا له تمثالته وتصوراته الخاصة بالوضعية
التعلمية/التكوينية.
-بيداغوجيا متنوعة تطرح مسارات تعلمية تستحضر خصوصيات كل متعلم ،تتنافى بهذا االستحضار
مع قولة التوحيد وتماهي الكل في أداء العمل بنفس اإليقاع والوثيرة ،وفي نفس املدة الزمانية ،وبنفس الطريقة
والنهج...
-ـبيداغوجيا مجددة لشروط التعلم/التكوين؛ لفتحها أقص ى أبواب ومنافذ ألقص ى عدد من املتعلمين/
التالميذ "
ويمكن طرح تعريف إجرائي للبيداغوجيا الفارقية على الشكل التالي:
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
(البيداغوجيا الفارقية هي البيداغوجيا التي تهتم بالفروق الفردية ضمن سيرورة التعلم وتعمل على
تحقيق التعلم حسب تلك الفروق بمعنى أنها تغطي املتوسط الحسابي والبعد عنه في االتجاه املوجب واالتجاه
السالب).
وهي وفق هذا التعريف تقوم على:
-الفروق الفردية املتنوعة التي تمس شخصية املتعلم.
-سيرورة التعلم.
-تحقق التعلم عند املتعلم حسب معطياته الفردية.
-تغطي ثالث فئات على األقل هي فئة املتوسط الحسابي ،وفئة البعد عن املتوسط الحسابي املوجب،
فئة البعد عن املتوسط الحساب السالب.
3ـ " مقاربة تربوية تكون فيها األنشطة التعليمية وإيقاعاتها مبنية على أساس الفروق واالختالفات التي
قد يبرزها املتعلمون/املتعلمات في وضعية التعلم .وقد تكون هذه الفروق معرفية أو وجدانية أو سوسيو ـ
ثقافية ،وبذلك فهي بيداغوجيا تشكل إطارا تربويا مرنا وقابال للتغيير حسب خصوصيات املتعلمين واملتعلمات
ومواصفاتهم « ،وهذا التعريف مستقى من هالينة برزمسكي.
أنواع البيداغوجيا القائمة على الفروق واالختالف:
يميز التربويون بين ثالثة أنواع من البيداغوجيات التي تقوم على االختالف والفروق املوجودة بين
املتعلمين واملتعلمات كالتالي:
* البيداغوجيا التنويعية :pédagogie variée
وهي التي تستعمل فيها طرائق وتقنيات تتنوع حسب عنصر الزمان؛ أي أنها تعتمد على أنشطة تتنوع من
فترة إلى أخرى ومن حصة إلى أخرى .وتبعا لهذه املقاربة ،فإن الدرس< أ > أو الهدف التربوي < أ > يقدم باعتماد
تقنية ما ،ثم يقدم بعد ذلك ،الدرس < ب > أو الهدف التربوي < ب > بتقنية أخرى ،وهكذا..
• بيداغوجيا املداخل املتعددة :pédagogie diversifiée
وهي املقاربة التي يقدم فيها نفس الدرس ويحقق نفس الهدف التربوي باستعمال تقنيات مختلفة بكيفية
متزامنة < الصورة ،اللغة ،والحركة إلخ.> ..
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
تسعى كذلـك إلـى تـنـويـع محتويات التعلم داخل الصف ،ومن ثمة فإنها مقاربة تعتمد على التنويع في الطرائق
وفي املحتوى معا.
منطلقات البيداغوجيا الفارقية:
تنطلق البيداغوجيا الفارقية من الفروق الفردية الذاتية الطبيعية واملكتسبة ،مثل:
-الفروق الفردية الذاتية الطبيعية البيولوجية والفسيولوجية كالبنية الجسمية وخصائصها
ووظيفتها ،حيث يتأثر تعلم املتعلم بشكل وخصائص ووظائف بنيته الجسمية ،فعلى سبيل املثال تلعب سالمة
البنية الجسمية والعقلية دورا هاما في التعلم؛ في مقابل إعاقتها التعلم عندما تكون غير سليمة بمعنى مريضة،
ولعل ذوي الحاجات الخاصة دليل على دور البنية الجسمية والعقلية في التعلم..
-الفروق الفردية الذاتية املكتسبة من ثقافة وأنماط التنشئة االجتماعية ،والوضع االقتصادي
واملركز االجتماعي ،وطبيعة املحيط األسري واالجتماعي ...لها دور هام في البيداغوجيا الفارقية من حيث أنها
عوامل خارجية تؤثر بشكل مباشر في التعلم ،وتضفي التمايزات على املتعلمين..
-الفروق الفردية املعرفية الناتجة عن اختالف املتعلمين في اكتساب املعرفة التي تنتجها املؤسسة
التعليمية ،وتمثالتهم لهذه املعرفة ،وطريقة اكتسابهم لها ،واستراتيجياتهم في ذلك ،وطريقة استحضارها
والتعامل معها وتوظيفها..
-الفروق الفردية السيكولوجية (النفسية) الناتجة عن اختالف املتعلمين نفسيا من حيث الشخصية
وطبائعها ومميزاتها ،من تقبل ودافعية وإرادة ،وصبر ،واهتمام ،وإبداع..
-الفروق الفردية املجتمعية النابعة من اختالف مجتمعات املتعلمين ،وطريقة تفكير هذه املجتمعات
ولغاتهم وتقاليدهم ونظرتهم للحياة ولآلخرين...
-الفروق الفردية االقتصادية ،واإلمكانيات املتاحة لدى املتعلمين ،التي تساعدهم على التعلم،
وتمكنهم من تحقيق رغباتهم..
التأطيرالنظري للبيداغوجيا الفارقية:
ينبع التأطير النظري لهذه البيداغوجيا من منطلق أن الفروق الفردية هي فروق طبيعية ترجع إلى تباين
الجنس البشري في الطاقة واملكونات واألداءات ،وفي قابليته للتربية والتنشئة االجتماعية والتواصل االجتماعي..
كما ترجع إلى اإليمان بمبدأ االختالف وحق التميز في إطار التكامل الجماعي ضمن حفظ حق تكافؤ الفرص في
التعلم واكتساب املهارات والقدرات والكفايات من أجل ممارسة وظيفة اجتماعية معينة ..بجانب االنطالق من
هذه الفروق الفردية لتحقيق التنوع والثراء املجتمعي لتلبية حاجات الفرد واملجتمع على حد سواء..
وتجد البيداغوجيا الفارقية جذورها النظرية في علم النفس املعرفي الذي يؤكد على حضور الخبرات
الحسية للمتعلم ،وعلى التفاعالت االجتماعية ،وعلى النضج ،وعلى التوازن املعرفي؛ من حيث ( ينبغي أن
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
تتضمن لتربية جيدة تقديم مواقف للطفل بحيث يجرب ويختبر بنفسه ،وتجريبه بنفسه يساعده على أن
يتلمس بنفسه ماذا يحدث ،وأن يعالج األشياء والرموز ،وأن يثير السؤال والبحث عن جوانب أخرى ،وأن يوفق
بين ما يتوصل إليه في مرة أخرى تالية ،وأن يقارن بين ما يجده مع نتائج األطفال ، ) ..ومن منطلق استحضار
املتعلم ذاتا مستقلة عن الذوات األخرى ،ومتميزة عنهم نبع التعليم املبرمج الذي يستخدم بقوة البيداغوجيا
الفارقية..
ملاذا البيداغوجيا الفارقية؟
سؤال مشروع خصوصا في ظل التدريس بالكفايات ،حيث نجد هذه البيداغوجيا تغطي التباعدات بين
املتعلمين في التعلم؛ خاصة مع وجود تباين في أفراد جماعات القسم من ناحية الخصائص والخصوصيات
التعلمية ،فهي معنية بوضع الفروق الفردية في حسبان العملية التعليمية التعلمية من ناحية االستراتيجية
األدائية والتحصيلية ،ومن ناحية أنشطة التعلم التي تراعي إمكانيات كل متعلم على حدة ،وهي بذلك تحارب
الفشل الدراس ي وتعمل على نجاح التدريس حسب معطيات كل حالة وإيقاعات تعلمها ...بل تدخل الدعم
الخاص من بابه الواسع ...فالبيداغوجيا الفارقية هي التي تضع كل متعلم في سكته املناسبة لسرعته التعلمية،
وفي ظلها نجد كل يتعاطى املعرفة والقيم واملهارات حسب طاقته وجهده وزمانه ..ومنه فإن الكفايات تركز عليها
كثيرا في تحققها عند املتعلم.
كما نجدها تمكن املتعلم من معرفة قدراته الخاصة ومميزاته الشخصية وسبل توظيفها في تعلمه
لتحويلها إلى كفايات خاصة به قابلة للتوظيف في وضعيات أخرى ،وصالحة لالستثمار وفق حالته الخاصة؛
بجانب تحفيز املتعلم على التعلم الذاتي انطالقا من ثقته في قدراته ومهاراته وكفاياته ومعرفته وقيمه وسلوكاته
التي تؤهله من جهة أولى لالندماج االجتماعي في النسيج املجتمعي ،ومن جهة ثانية تؤهله ملمارسة وظيفة معينة
في مجتمعه بما يضمن استقالليته وتميزه في هذا الكل ...ذلك أن التعليم الجيد هو الذي يتحول إلى تعلم ذاتي
حسب االتجاه التربوي الجديد في التربية والتعليم ،الذي يؤمن بأن املتعلم الذي يعلم نفسه بنفسه في ظل
توجيه األستاذ له ،هو أمتن تعلما وأداء من املتعلم الذي يعتمد كلية على إنجازات األستاذ ،حيث " أن تعلم
املهارات الحركية يقتض ي أن يقوم املتعلم بأداء هذه املهارات بالفعل ،وأن يتدرب عليها حتى يتقنها .وليست
املمارسة العملية مهمة فقط في تعلم املهارات الحركية ،بل إنها مهمة أيضا في تعلم العلوم النظرية ،وفي تعلم
السلوك الخلقي والفضائل والقيم وآداب السلوك االجتماعي .فإن أداء الفرد بنفسه ملا يريد أن يتعلم يساعده
على سرعة التعلم وإتقانه...
بعض أهداف البيداغوجيا الفارقية:
تسعى البيداغوجيا الفارقية إلى تحقيق جملة من األهداف واألساسيات عند املتعلم كما في املمارسة
التعليمية التعلمية؛ نذكر منها على سبيل املثال ال الحصر:
1ـ تحقيق االستقالل الذاتي للمتعلم مبادرة وقرارا وممارسة ،من خالل وضع مؤهالته وقدراته في
الحسبان التعليمي ،واالنطالق منها في تعلماته وأداءاته ،مما يؤدي باملتعلم إلى الثقة بالنفس ،وإلى إبداء الرأي
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
بحرية ،والدفاع عنه عبر الحجاج ،وإلى اتخاذ القرارات املناسبة اتجاه القضايا واإلشكاليات التي تعترضه في
التعلم أو تشكل موضوع تعلماته ،وإلى إبداع املقاربات املناسبة لتناول تلك القضايا واإلشكاليات .فالبيداغوجيا
الفارقية تمكن املتعلم في هذا السياق من التقويم الذاتي ،الذي يسمح له بالتعرف على حقيقة إمكانياته
الفكرية واألدائية والسلوكية ..والتعرف على ما تحقق لديه من الكفايات ،والقدرات ،واملهارات ،واملعارف ..وما
لم يتحقق منها لديه ،حيث يعمل في إطار التعلمات واملناشط الفارقية على تحقيقها والتمكن منها ،كما تمكنه
من تقدير املسؤولية وتحملها بكل موضوعية .فهي بهذا ذات طابع تجديدي مستمر يمركز املتعلم مركز العملية
التعليمية التعلمية ،حيث توفر له ما يحتاجه من تعلمات وقيم ومهارات وقدرات وكفايات وسلوكات مناسبة
ملعطيا ته املتنوعة ،لينمو بصورة طبيعية نحو تحقيق ذاته واستقالليتها عن طريق خبرته وتجربته الذاتية في
التعلم.
2ـ تحقيق التفاعل االجتماعي والتواصل البيني في جماعة القسم انطالقا من الطبيعة االجتماعية
للكائن البشري ،باإلضافة إلى شروط وحاجيات االجتماع اإلنساني في املجتمع .فالبيداغوجيا الفارقية تسمح
للمتعلم بالتفاعل مع أعضاء جماعة القسم ،في إطار أداء التعلمات املوكولة إليه ،بمعنى إنجاز املهمة التي
أسندت إليه عنصرا في مجموعة من املتعلمين ،حيث مهمته تلك تخول له الحق في إبداء الرأي واالستماع للرأي
اآلخر ولو كان مخالفا واحترامه وتقديره؛ فهي تحقق للجميع اإلحساس بذواتهم املستقلة املتضامنة في الكل،
والتعاطي الجماعي للتعلمات من منطلق تكامل املتعلمين في تحقيق األهداف املتوخاة من التعلم .مما يسمح
لهم بتطوير معارفهم ومكتسباتهم واجتماعيتهم ..من خالل املناقشة وإبداء الرأي وتقديم الطروحات املناسبة.
فهي من وجهة نظر علم التواصل تعد منبع التواصل بين أعضاء املجموعة ،إذ تمكنهم من اكتشاف قواعد
التواصل االجتماعية والثقافية املبنية على اكتشاف أحاسيس اآلخرين وأفكارهم والدخول معها في الحوار
والنقاش والتقبل مع االنسجام وفق املشترك بينها دون التسلط والقهر ،بل في إطار الندية والتساوي في التعاطي
معها ..فاملجموعة بطبيعتها االجتماعية والتعليمية التعلمية هي (فضاء لتعويد التالميذ على اتخاذ القرار،
وبالتالي فهي فضاء لتحمل املسؤولية وللترشيد الذاتي ،وبذلك تصبح منظومة قادرة على تفعيل القدرات
الكامنة وعلى تعديها في آن).
والبيداغوجيا الفارقية منوط بها تحريك العالقات االجتماعية والتواصل بين أفراد جماعة القسم ،ألنها
ذات طابع تعاوني اجتماعي منفتح ،تستفيد فيه من طبع املتعلم االجتماعي ،الذي هو في حاجة ماسة إلى التعاون
والتشارك في بناء املعارف ،وفي إنجاز األداءات التعلمية من خالل التفاعل الفكري واملهاراتي والعلمي والعملي..
وبالتالي هذه البيداغوجيا هي بيداغوجيا اجتماعية تفاعلية.
3ـ تفعيل العالقة بين أطراف املثلث التعليمي (األستاذ ،املتعلم ،املوضوع) انطالقا من كون املتعلم
ذات عارفة مرتبطة بطرفي الفعل التعليمي :األستاذ واملادة املدرسة .فالعالقة بين املتعلم واألستاذ تتميز في ظل
هذه البيداغوجيا بخصوصية تقدير األستاذ لذات املتعلم محورا لفعل التعليم ،وتقدير املتعلم لألستاذ من
منطلق أن هذا األخير هو محرك فعل التعليم إلى فعل التعلم اتجاه املتعلم ،وبذلك يدخل االثنين في عالقة
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
مشتركة تتوخى تحقيق التعليم والتعلم في أفق وظيفة املؤسسة التعليمية .وهي تولد مجموعة من الروابط
الروحية والعالقات اإلنسانية متشبعة باالنفعاالت واألحاسيس املختلفة التي توطد تلك العالقات أو توترها
وتشنجها.
وأما العالقة بين املتعلم ذاتا عارفة ومادة الدراسة موضوعا للتعلم ،فتنحو إما نحو املسافة بين الذات
واملوضوع أو إما نحو اإلسقاط والتفاعل بين الذات واملوضوع .لكن في املدرسة االبتدائية كثيرا ما ال توجد تلك
املسافة الفارقة بين الذات واملوضوع كما هي في العلوم الطبيعية أو الحقة بقدر ما يوجد التالحم بين ذات
املتعلم واملوضوع ،في منحى فتح آفاق جديدة أمام الفهم ،وأمام إجرائيته وإن عد هذا التالحم عند بعض
املفكرين عائقا معرفيا ينحو نحو إسقاط الذات على املوضوع.
والبيداغوجيا الفارقية تولد ذلك التالحم من خالل خلق املوضوع املناسب للمتعلم املناسب وفق وتيرة
التعلم الذاتية لكل متعلم أو مجموعة من املتعلمين .فهي بهذا تعد محركا رئيسا للمثلث التعليمي .وتضمن
للمتعلم أن يدرك املوضوع بالقدر الذي يتحرك إليه ويطلق العنان والحرية آللية االندماج التلقائي بين الفعل
واالنفعال حسب ميرلو بونتي (فالعالم ذو داللة حركية بالنسبة لإلنسان الطبيعي بينما يظل العالم ذا داللة
عقلية أو مجردة عندما يتتبع باهتمام وتأن بالغين صيرورة اندماج الفعل باالنفعال).
4ـ تكييف التعلمات واملقاربات وفق الفروق الفردية بين املتعلمين ،في املناحي العقلية والجسمية
والقدرات والكفايات وامليوالت والرغبات واالستعدادات ..حتى تحقق مبدأ تكافؤ الفرص ودمقرطة الفعل
التعليمي ومراعاة تعدد الذكاءات داخل جماعة القسم انطالقا من عدم تجانسها ،وخلق التنوع فيها بناء على
تنوعها األصلي املبني على مكتسبات املتعلم السابقة؛ ذلك أن " النمو يتوقف على تعلمات الطفل السابقة
والتعلم يتوقف على مستوى النمو الذي وصل إليه الطفل".
فالبيداغوجيا الفارقية تعمل على تحويل تكافؤ الفرص والدمقرطة إلى قيم اجتماعية وثقافية مدمجة
في شخصية املتعلم ومكون من مكونات بنيته العقلية ،ال يستسيغ دونهما في التعاطي مع التعلم أو مع الحياة
ككل ،ومن تم تحويلها إلى قيم متداولة وقابلة للتصريف في املجتمع كما في املؤسسة التعليمية.
5ـ تحقيق األداء التعلمي والكفايات والقدرات واملهارات والقيم والسلوكات املقررة بأقل جهد ،وبأقل
وقت ،وبأقل تكلفة؛ حسب كل متعلم على حدة أو حسب مجموعة من املتعلمين ضمن إطار املرونة املنوعة
الهادفة .فالبيداغوجيا الفارقية في انطالقها من الفروق الفردية تحقق الجهد والوقت والتكلفة األقل ،ألنها
تراعي خصوصيات كل فرد أو مجموعة من األفراد ،وبذلك فهي بيداغوجيا هادفة دون هدر أو تخبط أو
ضبابية.
اعتبارات فارقية:
إن البيداغوجيا الفارقية تعتمد فيما تعتمد على:
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
1ـ تفاعل مكونات الفعل التعليمي التعلمي من جماعة القسم واألستاذ واملعرفة واملؤسسة التعليمية
انطالقا من أداء كل مكون وظيفته املنوطة به ضمن هذا الفعل.
ذ 2ـ عدم تجانس جماعة القسم انطالقا من طبيعة االختالف الحاصل فيها في املناحي املختلفة.
3ـ عدم تكافؤ املدرسين في األداء التعليمي انطالقا من طبيعة االختالف النابع من التكوين األساس ،ومن
التكوين الذاتي ،ومن االنتماء السوسيوثقافي ،واالقتصادي ..ومن املمارسة والتجربة والخبرة امليدانية..
4ـ البرامج التعليمية للمؤسسة التعليمية املوضوعة سلفا وفق تصور فلسفي وسياس ي واجتماعي وثقافي
معين ،يتوخى غايات وأهداف محددة ومقصودة لذاتها ،معلبة في علب التعليم والتربية والتكوين ،ملفوفة
بالصالح العام ،عمقها قد يتناقض مع سطحها..
5ـ املؤسسة التعليمية بنية اجتماعية قابلة للتوظيف في التنشئة االجتماعية ضمن رسمية وظيفتها
التعليمية والتكوينية ،بمعنى االعتماد عليها في تصريف الشحنات التعليمية وفق الفروق الفردية لخلق نماذج
معادة اإلنتاج..
6ـ تفييئ جماعة القسم على األقل في مجموعات متنوعة إن لم تأخذ البيداغوجيا بالتعليم التفريدي،
وتخصيص كل فئة بتعلمات محددة ومعينة ومعدة حسب معطيات كل مجموعة على حدة..
7ـ طرق تنشيط املجموعات الكبرى والصغرى ،وعلى البرمجة الدقيقة للتعلمات املبنية على املكتسبات
املعرفية واملهاراتية واألدائية السابقة اتجاه التعلمات الجديدة..
8ـ األستاذ منشطا وفاعال في جماعة القسم ،وقائدا لها ،يمتاز بالتعاطي الجيد معها ضمن خلقه ملجال
التفاعل والتواصل بين مكوناتها...
املقتضيات الثالثة للفارقية:
1ـ فارقية مسارات التعلم :La différenciation des processus d ‘apprentissage
يوزع التالميذ إلى عدة مجموعات تعمل كل واحدة منها ،في آن واحد ،على نفس الهدف أو األهداف وفق
مسارات مختلفة وضعت عبر ممارسات متنوعة للعمل املستقل :التعاقد ،شبكة للتقويم الذاتي التكويني،
مشروع ..إلخ.
تحدد فارقية املسارات عبر التحليل املسبق والدقيق ،قدر اإلمكان ،لعدم تجانس التالميذ.
2ـ فارقية مضامين التعلم La différenciation des contenus d’apprentissage:
يوزع التالميذ إلى عدة مجموعات تعمل كل واحدة منها في آن واحد على مضامين مختلفة يتم تحديدها
في صيغة أهداف معرفية و/أو منهجية (معارف ـ فعل) و/أو سوسيو ـ وجدانية .savoir - êtreويتم اختيار هذه
األهداف في النواة املشتركة لألهداف املدمجة من لدن الفريق البيداغوجي أو املدرس ،وتعتبر كمراحل ضرورية
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
للوصول إلى املستوى الذي تفرضه املؤسسة .وتحصر هذه األهداف فيما بعد بواسطة تشخيص أولي يكشف
عدم التجانس فيما يخص النجاح والعراقيل التي تعترض النجاح.
3ـ فارقية البنيات : différenciation des structures La
يوزع التالميذ إلى عدة مجموعات في بنيات القسم ،ألنه ال يمكن القيام بفارقية املسارات واملضامين دون
تقسيم التالميذ إلى مجموعات فرعية .des sous - groupesلكن هذا اإلجراء يؤسس إطارا أجوف وبدون
مفعول في نجاح التالميذ ،إذا لم نعتمد بيداغوجيا فارقية ...في حين أنه من األكيد أن مجرد القيام بفارقية
البنيات يسمح للتالميذ بتعرف أنواع أخرى من التجمعات وأماكن أخرى ومنشطين آخرين ،يولد تفاعالت
اجتماعية جديدة تؤدي إلى ردود أفعال بناءة بالنسبة للتعلم املطلوب.
فحتى وإن كانت ظروف املؤسسة ،من حيث مواردها البشرية واملادية ،ال تسمح بتفجير بنية القسم إلى
بنيات أخرى أكثر مرونة ،فينبغي على املدرس ،على األقل ،أن يقسم تالميذه إلى مجموعات فرعية لكل واحدة
منها مهمة مختلفة.
ضروريات أساسية لتفعيل البيداغوجيا الفارقية:
لتفعيل البيداغوجيا الفارقية البد من توفير شروط وظروف مناسبة يتمثل بعضها في:
1ـ تحديد حاجيات كل متعلم أو كل مجموعة من املتعلمين ،من خالل تقويم تشخيص ي للتعلمات
السابقة واملعرفة القائمة عن املوضوع املستهدف بالتدريس ،وتشخيص الفروق الفردية بناء على ذلك ،وإطالع
املتعلمين على ذلك بكل شفافية ووضوح مع إجراء مشاورات بينهم فيما يخص التعاطي مع املوضوع املستهدف.
2ـ تدبيرالوقت بمرونة مناسبة لكل متعلم أو مجموعة متعلمين ،واالبتعاد عن صالبة جدول الحصص
التقليدي الذي كثيرا ما يعرقل التعلمات بحصرها في وقت محدد بصرامة ومقنن تشريعيا ،يحاسب عن اإلخالل
به .فالفروق الفردية مبنية أصال على إيقاعات للتعلم مختلفة ومتنوعة يجب استحضارها في األداء الصفي مع
اعتبار الوقت بكل مرونة.
3ـ طبيعة البيداغوجيا الفارقية القائمة على التعلمات التفريدية أو على التعلمات داخل مجموعات
من املتعلمين ،تتطلب التشاور والتحاور حول كيفية ومعايير وقيم وسلوكات التعاطي مع التعلمات،
والتعاطي مع مكونات الفعل التعليمي خاصة األستاذ والتالميذ والشركاء الفاعلين في املؤسسة املرتبطين بتلك
التعلمات .وهذه الطبيعة يقوم حولها جدل مفتعل في البداية نظرا أن جماعة الفعل ال تكون ردود أفعالها
واحدة ،بقدر ما تتسم باملقاومة؛ التي تمتص عندما يتحاور ويتشاور حولها بكل مسؤولية وموضوعية..
4ـ طبيعة البيداغوجيا الفارقية املبنية على الفروق الفردية تتطلب العمل في فريق متالحم وصبور،
نظرا ألنها توظف العديد من التعلمات املتنوعة واملختلفة ،والعديد من األدوات واملعينات البيداغوجية
ووسائل العمل ،واآلليات ..فهي بذلك تتجاوز قدرة فرد واحد.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
5ـ اإلعداد الدقيق لألهداف املتوخاة بتحديد التعلمات وضبطها ،وتحديد املسارات التعليمية
التعلمية ،ووضع التقويم بكل أنواعه املعروفة ،وبناء أدواته..
6ـ توفير شروط العمل في املجموعات أو بالتفريد عندما نأخذ بالتعليم التفريدي خاصة إذا كانت
جماعة القسم قليلة العدد ،وهذا حاضر في بعض البوادي املغربية .لكن مع األسف الشديد ال نوظف
البيداغوجيا الفارقية في التعاطي معها .كما نالحظ مع األسف الشديد أن الكتب املدرسية الجديدة ال توظف
هذه البيداغوجيا في الدعم الخاص ،بل تنأى به نحو التعلم الجماعي املعتمد على املتوسط الحسابي.
7ـ توظيف مبادئ اإلحصاء الدالة على الفروق الفردية من املتوسط الحسابي ،والبعد عنه،
والتشتت ،واالنحراف املعياري ملقاربة نتائج التقويم التشخيص ي ونتائج التقويم النهائي لتحديد الدعم.
8ـ اعتماد التعليم القائم على فكرة الفروق الفردية باعتبار اختالف املتعلمين واملتعلمات في نفس
القسم بدل اعتماد التعليم القائم على فكرة املتعلم املتوسط ،بمعنى االنطالق من البعد عن املتوسط
الحسابي ال االنطالق من املتوسط .وتركيز التعليم حوله ،واعتبار أن التالميذ نسخ طبق األصل مع فروق فردية
تكاد ال تذكر ،كما هو حاصل في برامجنا التعليمية الحالية التي تدعو التجديد وما هي بجديدة؟! وإنما كالم في
الفراغ يدغدغ أحاسيس ومشاعر الناس ويوهم غير الناقد بأن هناك جديدا ،في حين النقد يظهر خالف ذلك.
بيداغوجيا اللعب:
التعلم باللعب:1
ً
أكدت البحوث التربوية أن األطفال كثيرا ما يخبروننا بما يفكرون فيه وما يشعرون به من خالل لعبهم
ً
التمثيلي الحر واستعمالهم للدمى واملكعبات واأللوان والصلصال وغيرها ،ويعتبر اللعب وسيطا تربويا يعمل
بدرجة كبيرة على تشكيل شخصية الطفل بأبعادها املختلفة؛ وهكذا فإن األلعاب التعليمية متى أحسن
ً
تخطيطها وتنظيمها واإلشراف عليها تؤدي دورا فعاال في تنظيم التعلم ،وقد أثبتت الدراسات التربوية القيمة
الكبيرة للعب في اكتساب املعرفة ومهارات التوصل إليها إذا ما أحسن استغالله وتنظيمه.
تعريف أسلوب التعلم باللعب:
عرف اللعب بأنه نشاط موجه يقوم به األطفال لتنمية سلوكهم وقدراتهم العقلية والجسمية ُي ّ
والوجدانية ،ويحقق في نفس الوقت املتعة والتسلية؛ وأسلوب التعلم باللعب هو استغالل أنشطة اللعب
في اكتساب املعرفة وتقريب مبادئ العلم لألطفال وتوسيع آفاقهم املعرفية.
أهمية اللعب في التعلم:
-إن اللعب أداة تربوية تساعد في إحداث تفاعل الفرد مع عناصر البيئة لغرض التعلم وإنماء
الشخصية والسلوك.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
-يمثل اللعب وسيلة تعليمية تقرب املفاهيم وتساعد في إدراك معاني األشياء.
ً
-يعتبر أداة فعالة في تفريد التعلم وتنظيمه ملواجهة الفروق الفردية وتعليم األطفال وفقا
إلمكاناتهم وقدراتهم.
-يعتبر اللعب طريقة عالجية يلجأ إليها املربون ملساعدتهم في حل بعض املشكالت التي يعاني منها بعض
األطفال.
-يشكل اللعب أداة تعبير وتواصل بين األطفال.
-تعمل األلعاب على تنشيط القدرات العقلية وتحسن املوهبة اإلبداعية لدى األطفال.
فوائد أسلوب التعلم باللعب:
-يجني الطفل عدة فوائد منها:
ً
-يؤكد ذاته من خالل التفوق على اآلخرين فرديا وفي نطاق الجماعة.
-يتعلم التعاون واحترام حقوق اآلخرين.
-يتعلم احترام القوانين والقواعد ويلتزم بها.
-يعزز انتمائه للجماعة.
-يساعد في نمو الذاكرة ،والتفكير ،واإلدراك ،والتخيل.
-يكتسب الثقة بالنفس واالعتماد عليها ويسهل اكتشاف قدراته واختبارها.
أنواع األلعاب التربوية:
-الدمى :مثل أدوات الصيد ،السيارات التربوية ، :أشكال التربوية :الزينة ....الخ.
-األلعاب الحركية :ألعاب الرمي والقذف ،التركيب ،السباق ،القفز ،املصارعة ،التوازن والتأرجح ،
الجري ،ألعاب الكرة.
-ألعاب الذكاء :مثل األلغاز ،حل املشكالت ،الكلمات املتقاطعة .الخ.
-األلعاب التمثيلية :مثل التمثيل املسرحي ،لعب األدوار.
-ألعاب الغناء والرقص :الغناء التمثيلي ،تقليد األغاني ،األناشيد ،الرقص الشعبي .الخ.
-ألعاب الحظ :الدومينو ،الثعابين والساللم ،ألعاب التخمين.
-القصص واأللعاب الثقافية :املسابقات الشعرية ،بطاقات التعبير.
-األلعاب الشعبية :وهي ألعاب ترتبط بالبيئة وتتوافق مع الغناء الشعبي مثل.
-األلعاب الورقية :وهي العاب تتم من خالل استخدام الورق في ابتكار وعمل العاب ونماذج وأشكال فنية
مختلفة من الورق مثل (سمكة من الورق– ضفدعة – سلة للمهمالت من الورق – عصفور متحركة
وهكذا.)...
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
أنواع اللعب عند األطفال:
تتنوع أنشطة اللعب عند األطفال من حيث شكلها ومضمونها وطريقتها وهذا التنوع يعود إلى
االختالف في مستويات نمو األطفال وخصائصها في املراحل العمرية من جهة وإلى الظروف الثقافية واالجتماعية
املحيطة بالطفل من جهة أخرى وعلى هذا يمكننا أن نصنف نماذج األلعاب عند األطفال إلى الفئات التالية:
-1األلعاب التلقائية:
ً ً
هي عبارة عن شكل أولي من أشكال اللعب حيث يلعب الطفل حرا وبصورة تلقائية بعيدا عن القواعد
ً ً
املنظمة للعب .وهذا النوع من اللعب يكون في معظم الحاالت إفراديا وليس جماعيا حيث يلعب كل طفل كما
يريد.
ويميل الطفل في مرحلة اللعب التلقائي إلى التدمير وذلك بسبب نقص االتزان الحس ي الحركي إذ يجذب
ً
الدمى بعنف ويرمي بها بعيدا وعند نهاية العام الثاني من عمره يصبح هذا الشكل من اللعب أقل تلبية
ً
لحاجاته النمائية فيعرف تدريجيا ليفسح املجال أمام شكل آخر من أشكال اللعب.
-2األلعاب التمثيلية:
ً
يتجلى هذا النوع من اللعب في تقمص لشخصيات الكبار مقلدا سلوكهم وأساليبهم الحياتية التي يراها
الطفل وينفعل بها.
وتعتمد األلعاب التمثيلية – بالدرجة األولى – على خيال الطفل الواسع ومقدرته اإلبداعية ويطلق على
هذه األلعاب (األلعاب اإلبداعية) " .تذهب البنات الصغيرات – ربات البيوت إلى املخزن ويتشاورن حول إعداد
طعام الغداء فتقول إحداهن وقد بدت على وجهها عالمات الجد(( :إن زوجي يحب أكل البفتيك ولكن ابنتي ال
تأكل سوى الفطائر – وتقول الثانية رافعة رأسها :وزوجي يحب أكل السمك ألنه كما يقول كره النقانق)) وعندما
تدخل ربة البيت إلى املخزن تطوف فيه وتنتقل من قسم إلى آخر وتسأل عن األسعار وتشم رائحة اللحم املقدد
وتدفع الحساب لقاء جميع ما اشترته وتحسب الباقي .وهنا تتذكر أن ابنها سيعود اآلن من املدرسة وأن طعام
الغداء غير جاهز بعد فتمض ي مسرعة إلى البيت (لوبلينسكايا 1980ص.)154
ً ً
ويتصف هذا النوع من اللعب باإليهام أحيانا وبالواقع أحيانا أخرى إذ ال تقتصر األلعاب التمثيلية على
ً ً
نماذج األلعاب الخيالية اإليهامية فحسب ،بل تشمل ألعابا تمثيلية واقعية أيضا تترافق مع تطور نمو الطفل.
-3األلعاب التركيبية:
يظهر هذا الشكل من أشكال اللعب في سن الخامسة أو السادسة حيث يبدأ الطفل وضع األشياء بجوار
ً
بعضها دون تخطيط مسبق فيكتشف مصادفة أن هذه األشياء تمثل نموذجا ما يعرفه فيفرح لهذا االكتشاف
ومع تطور الطفل النمائي يصبح اللعب أقل إيهامية وأكثر بنائية على الرغم من اختالف األطفال في قدراتهم على
البناء والتركيب.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
ويعد اللعب التركيبي من املظاهر املميزة لنشاط اللعب في مرحلة الطفولة املتأخرة ( )12-10ويتضح ذلك
في األلعاب املنزلية وتشييد السدود .فاألطفال الكبار يضعون خطة اللعبة ومحورها ويطلقون على الالعبين
ً
أسماء معينة ويوجهون أسئلة لكل منهم حيث يصدرون من خالل اإلجابات أحكاما على سلوك الشخصيات
األخرى ويقومونها.
ً
ونظرا ألهمية هذا النوع من األلعاب فقد اهتمت وسائل التكنولوجيا املعاصرة بإنتاج العديد من األلعاب
التركيبية التي تتناسب مع مراحل نمو الطفل كبناء منزل ،أو مستشفى ،أو مدرسة ،أو نماذج للسيارات
والقطارات من املعادن أو البالستيك أو الخشب وغيرها.
-4األلعاب الفنية:
تدخل في نطاق األلعاب التركيبية وتتميز بأنها نشاط تعبيري فني ينبع من الوجدان والتذوق الجمالي في
حين تعتمد األلعاب التركيبية على شحذ الطاقات العقلية املعرفية لدى الطفل ومن ضمن األلعاب الفنية
رسوم األطفال التي تعبر عن التألق اإلبداعي عند األطفال الذي يتجلى بالخربشة أو الشخبطة scriplingهذا
والرسم يعبر عما يتجلى في عقل الطفل لحظة قيامه بهذا النشاط .ويعبر األطفال في رسومهم عن موضوعات
متنوعة تختلف باختالف العمر .فبينما يعبر الصغار في رسومهم عن أشياء وأشخاص وحيوانات مألوفة في
حياتهم نجد أنهم يركزون أكثر على رسوم اآلالت والتعميمات ويتزايد اهتمامهم برسوم األزهار واألشجار واملنازل
مع تطور نموهم.
وتظهر الفروق بين الجنسين في رسوم األطفال منذ وقت مبكر فالصبيان ال يميلون إلى رسم األشكال
اإلنسانية كالبنات ولكنهم يراعون النسب الجسمية أكثر منهن ،فبينما نجد أن األطفال جميعهم يميلون إلى
رسم األشخاص من جنسهم ما بين سن الخامسة والحادية عشرة نجد أن البنات يبدأن في رسم أشكال تعبر
أكثر عن الجنس اآلخر بعد الحادية عشرة ،وتشتمل رسوم األوالد على الطائرات والدبابات واملعارك في حين
تندر مثل هذه الرسوم عند البنات ويمكن أن نرجع ذلك إلى أسلوب التربية والتفريق بين الصبيان والبنات من
ً
حيث األنشطة التي يمارسونها واأللعاب التي يقومون بها ،ومما يؤثر في نوعية الرسوم أيضا املستويات
االقتصادية واالجتماعية لألسر إلى جانب مستوى ذكاء األطفال.
-5األلعاب الترويحية والرياضية:
يعيش األطفال أنشطة أخرى من األلعاب الترويحية والبدنية التي تنعكس بإيجابية عليهم فمنذ النصف
ً
الثاني من العام األول من حياة الطفل يشد إلى بعض األلعاب البسيطة التي يشار إليها غالبا على أنها ((ألعاب
ً
األم mother gamesألن الطفل يلعبها غالبا مع أمه وتعرف الطفولة انتقال أنواع من األلعاب من جيل آلخر
مثل ((لعبة االستغماية)) و ((السوق)) ((والثعلب فات)) و ((رن رن يا جرس)) وغير ذلك من األلعاب التي تتواتر
عبر األجيال.
وفي سنوات ما قبل املدرسة يهتم الطفل باللعب مع الجيران حيث يتم اللعب ضمن جماعة غير محددة
من
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
ً ً
األطفال حيث يقلد بعضهم بعضا وينفذون أوامر قائد اللعبة وتعليماته وألعاب هذه السن بسيطة وكثيرا ما
تنشأ في الحال دون تخطيط مسبق وتخضع هذه األلعاب للتعديل في أثناء املمارسة وفي حوالي الخامسة يحاول
الطفل أن يختبر مهاراته بلعبة السير على الحواجز أو الحجل على قدم واحدة أو ( نط الحبل ) وهذه األلعاب
ً ً ً
تتخذ طابعا فرديا أكثر منه جماعيا ألنها تفتقر إلى التنافس بينما يتخلى األطفال عن هذه األلعاب في سنوات ما
ً ً
قبل املراهقة ويصبح الطابع التنافس ي مميزا لأللعاب حيث يصبح اهتمام ال متمركزا على التفوق واملهارة
واأللعاب الترويحية والرياضية ال تبعث على البهجة في نفس الطفل فحسب ،بل إنها ذات قيمة كبيرة في
التنشئة االجتماعية فمن خاللها يتعلم الطفل االنسجام مع اآلخرين وكيفية التعاون معهم في األنشطة
ً
املختلفة ،ويؤكد (ديبوا 1952ص )371 – 370على قيمة هذه األنشطة في تنشئة الطفل وفقا ملعايير الصحة
النفسية:
ً
((فهذه األنشطة تتحدى الطفل لكي ينمي مهارة أو يكون عادة وفي سياقها يستثار بالنصر ويبذل جهدا
ً
أكبر ،وحينما ال يشترك الناس في صباهم في ألعاب رياضية فإنهم يحصلون على تقديرات منخفضة وفقا
ً
ملقاييس التكيف االجتماعي واالنفعالي للناجحين ،فمثل هؤالء األشخاص كثيرا ما يتزعمون الشغب ويثيرون
املتاعب ألنه لم تكن لديهم الفرصة ألن يتعلموا كيف يكسبون بتواضع أو يخسرون بشرف وبروح طيبة أو
ً
يتحملون التعب الجسمي في سيبل تحقيق الهدف وباختصار فإن أشخاصا كهؤالء ال يحظون بميزة تعلم نظام
الروح الرياضية الطيبة وهي الزمة للغاية لحياة سعيدة عند الكبار)).
والواقع أن األلعاب الرياضية تحقق فوائد ملموسة فيما يتعلق بتعلم املهارات الحركية واالتزان الحركي
ً
والفاعلية الجسمية ال تقتصر على مظاهر النمو الجسمي السليم فقط ،بل تنعكس أيضا على تنشيط األداء
العقلي وعلى الشخصية بمجملها.
فقد بينت بعض الدراسات وجود عالقة إيجابية بين ارتفاع الذكاء والنمو الجسمي السليم لدى األطفال
منذ الطفولة املبكرة وحتى نهاية املراهقة.
-6األلعاب الثقافية:
هي أساليب فعالة في تثقيف الطفل حيث يكتسب من خاللها معلومات وخبرات.
ومن األلعاب الثقافية القراءة والبرامج املوجهة لألطفال عبر اإلذاعة والتلفزيون والسينما ومسرح
األطفال وسنقتصر في مقامنا هذا على القراءة.
إن الطفل الرضيع في العام األول يجب أن يسمع غناء الكبار الذي يجلب له البهجة وفي العام الثاني يحب
الطفل أن ينظر إلى الكتب املصورة بألوان زاهية ويستمتع بالقصص التي تحكي عن هذه الصور هذا إلى جانب
ً
ذلك تعد القراءة خبرة سارة للطفل الصغير وخاصة إذا كان جالسا في حضن أمه أو شخص عزيز عليه كما
يقول جيرسيلد .ويمكن تبين امليل نحو القراءة عند األطفال في سن مبكرة حيث تجذبهم الكتب املصورة
والقصص التي يقرؤها الكبار لهم ويحب الطفل في هذه السن الكتب الصغيرة ليسهل عليه اإلمساك بها.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
ً
وغالبا ما يميل األطفال الصغار إلى القصص الواقعية بينما أن اتجاه األم نحو الخيال له تأثير هام في
تفضيل الطفل للقصص الواقعية أو الخيالية ويفضل معظم الصغار القصص التي تدور حول األشخاص
والحيوانات املألوفة في حياتهم ويميلون إلى القصص الكالسيكية مثل ( سندريال – وعلي بابا واألربعين حرامي )
ً
كما يميلون إلى القصص العصرية التي تدور حول الفضاء والقصص الفكاهية والدرامية ويميلون أيضا في
سنوات ما قبل املدرسة بسبب ما يتصفون به من إحيائية animismإلى القصص التي تدور حول حيوانات
تسلك سلوك الكائنات اإلنسانية (ويلسون .)1943
ومع تطور النمو يتغير تذوق الطفل للقراءة إذ أن ما كان يستثيره في املاض ي لم يعد يجذب انتباهه اآلن
ومع نموه العقلي وازدياد خبراته يصبح أكثر واقعية ،إن القدرة القرائية لدى الطفل تحدد ما يحب ويفضل من
ً
القصص واالهتمام الزائد بالوصف والحشد الزائد مما هو غريب على الطفل يجعل الكتاب غريبا عنه وغير
مألوف لديه.
وتكشف الدراسات أن امليل نحو القراءة عند الطفل تختلف من مرحلة (عمرية) ألخرى في سنوات
املدرسة حيث يتحدد بموجبها أنماط الكتب التي يستخدمها.
ففي حوالي السادسة أو السابعة يميل الطفل إلى قراءة القصص التي تدور حول الطبيعة والرياح
واألشجار والطيور كما أنه يهتم بحكايات الجن أو الشخصيات الخرافية التي تكون قصيرة وبسيطة.
وفي حوالي التاسعة والعاشرة من عمر الطفل يضعف اهتمامه بالحكايات السابقة ويميل إلى قصص
املغامرة والكوميديا والرعب وقصص األشباح ومع نهاية مرحلة الطفولة تتعزز مكانة القراءة في نفوس األطفال
ً ً
وخاصة لدى البنات أما في مرحلة املراهقة تصبح امليول القرائية لدى املراهقين أكثر صقال وأكثر إمتاعا من
الناحية العقلية فبينما يهتم األوالد باملوضوعات التي تتعلق بالعلم واالختراع تهتم البنات بالشؤون املنزلية
والحياة املدرسية ،وفي املراهقة يصل الولع بالقراءة إلى ذروته نتيجة للعزلة التي يعاني منها املراهقون حيث
ينهمكون في القراءة بغية الهروب من املشكالت التي تعترضهم من جهة وإلى زيادة نموهم العقلي واملعرفي من جهة
أخرى.
ويظهر اهتمام املراهقين بالكتب التي تتحدث عن األبطال التاريخيين والخرافيين فبينما يهتم األوالد في
هذه السن باالختراعات واملغامرات تهتم البنات بالكتب املتعلقة باملنزل والحياة املدرسية والجامعية.
والواقع أن حب الكتاب والقراءة تمثل أحد املقومات األساسية التي تقوم عليها فاعلية النشاط العقلي
لذا يت طلب ذلك تكوين عادات قرائية منذ الطفولة وأن تتأصل عند األطفال مع انتقالهم من مرحلة عمرية إلى
مرحلة أخرى.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
دور املدرس في أسلوب التعلم باللعب:
✓ إجراء دراسة لأللعاب والدمى املتوفرة في بيئة التلميذ.
✓ التخطيط السليم الستغالل هذه األلعاب والنشاطات لخدمة أهداف تربوية تتناسب وقدرات
واحتياجات الطفل.
✓ توضيح قواعد اللعبة للتالميذ.
✓ ترتيب املجموعات وتحديد األدوار لكل تلميذ.
✓ تقديم املساعدة والتدخل في الوقت املناسب.
✓ تقويم مدى فعالية اللعب في تحقيق األهداف التي رسمها.
شروط اللعبة:
✓ اختيار ألعاب لها أهداف تربوية محددة وفي نفس الوقت مثيرة وممتعة.
✓ أن تكون قواعد اللعبة سهلة وواضحة وغير معقدة.
✓ أن تكون اللعبة مناسبة لخبرات وقدرات وميول التالميذ.
✓ أن يكون دور التلميذ واضحا ومحددا في اللعبة.
✓ أن تكون اللعبة من بيئة التلميذ.
✓ أن يشعر التلميذ بالحرية واالستقاللية في اللعب.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
املحور الثالث :الكفايات املهنية للمدرس.
مواصفات املدرس الجيد: .1
اقتض ى تجديد املدرسة إعادة النظر في صورة املدرس أيضا ،وقد حدد امليثاق الوطني للتربية والتكوين
أهم مالمح هذه الصورة ،وذلك في الفقرة ،133حيث نجد دعوة إلى التكوين األساس والتكوين املستمر وااللتزام
بأخالقيات املهنة والتواصل اإليجابي...
ـ دور املدرس :توجيهي إرشادي منهجي كفائي تحفيزي.
(ينظر :اإلدارة التربوية بين التدبير البيداغوجي والنجاح املدرس ي ،جميل حمداوي ،ص 295وما بعدها.
وأيضا :دفاتر التربية والتكوين ،ع 8ـ )9
كفايات املدرس .2
يمكن الحديث عن أربع كفايات أساسية ينبغي توفرها في املدرس الراهن ،وهي :التخطيط والتدبير
والتقويم وامتالك البعد التبصري.
أ ـ التخطيط:
هو خطة منهجية توصل املدرس إلى تحقيق ما قد رسمه من أهداف ،وكفايات إجرائية ،وقياسية،
ومعيارية .وبذلك يطرح املدرس أو املخطط الديدكتيكي أسئلة ثالثة على النحو التالي :ماذا سأفعل؟ كيف
سأفعل؟ كيف سأقوم ذلك الفعل قبل فعله؟
شروط التخطيط أهمها:
✓ الواقعية.
✓ الشمولية.
✓ املرونة.
✓ القابلية للتطبيق واألجرأة.
✓ أن يشمل املدخالت (الكفايات و/أو األهداف) والعمليات (املحتويات والطرائق البيداغوجية
والوسائل) واملخرجات (التقويم).
✓ اختيار صيغة العمل املناسبة للفئة املستهدفة.
ب ـ التدبير:
التدبير هو بناء وضعيات ديدكتيكية تطبيقية في مدة معينة ،وتدبيرها في مستوى دراس ي معين ،أو ضمن
مستويات دراسية مختلفة من مستويات املدرسة االبتدائية ،إما داخل فصل دراس ي أحادي ،وإما داخل فصل
دراس ي مشترك ،باالعتماد على مجموعة من الوثائق والبرامج الرسمية ،باستعمال أشكال التنفيذ املناسبة.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
ج ـ التقويم:
املقصود به تمكن املدرس من األدوات التي تساعده على معرفة مدى تحكم املتعلم في مهارات اكتساب
املوارد ،وحسن توظيفها.
د ـ البعد التبصري:
أي امتالك املدرس القدرة على التدخل من أجل تجاوز املشاكل البيداغوجية والديدكتيكية داخل
الفصل الدراس ي ،وذلك عن طريق إيجاد الحلول الناجعة
.3مهام املدرس:
يمكن إجمالها في:
ـ مهام التدريس الرئيسية (تدبير الفصل وتدبير املادة)
ـ مهام ميسرة لتدبير التعلمات (تنويع املقاربات البيداغوجية ،إدماج تكنولوجيا اإلعالم والتواصل،
تحفيز التالميذ)...
ـ مهام التعاون والتنسيق مع الزمالء واملشاركة في األنشطة املدمجة (التواصل مع الزمالء ومع اإلدارة ومع
اآلباء...
ـ مهام التنمية املهنية (التكوين الذاتي والتكوين املستمر)...
ـ مهام التنشيط املوازي (املشاركة في النوادي التربوية ،املشاركة في التدبير التربوي للمؤسسة...
(ينظر :دفاتر ،مرجع سابق)
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
حدد مهام املدير املتعلقة باإلشراف في :اإلشراف على التدبير التربوي واإلداري واملالي للمؤسسة ومراقبة
العاملين بها في إطار احترام النصوص التشريعية والتنظيمية ...
مراحل اإلشراف التربوي:
التخطيط :جمع املعطيات ،تنظيمها ،وضع خطة عمل
التدبير :تنفيذ الخطة السالفة
التقويم :التتبع
أنواع اإلشراف التربوي:
اإلشراف التصحيحي :تصحيح ما قد يقع فيه املدرس من أخطاء...
اإلشراف البنائي :غايته البناء من أجل تطوير كفايات املدرس وتحسين مستوى أدائهم وانخراطهم الناجع
والفعال
اإلشراف الوقائي :تنبؤ املشرف بما قد يقع فيه املدرس من مشاكل فيعمل على رسم خطط استباقية
استنادا إلى خبرته وتجربته...
اإلشراف اإلبداعي :اإلشراف على املشاريع التي من شأنها تجديد العملية التعليمية التعلمية وتجويدها...
.5تقويم املدرس:
ـ الحكم على مستوى امتالك املدرس لكفايات األداء بهدف رفع املستوى من خالل تجاوز أسباب وعوامل
الضعف وتعزيز أسباب وعوامل القوة
ـ الحكم على مردودية املدرس باملؤسسة التعليمية ومدى تواصله وانخراطه في مشروع املؤسسة وفي
األندية...
ـ يقتض ي تقويم املدرس اعتماد معايير واضحة ومضبوطة (شبكات التقويم ،مالحظات منظمة)...
.6تحليل املمارسات املهنية:
عرفت عدة التكوين تغييرات نوعية مع إحداث املراكز الجهوية ملهن التربية والتكوين سنة ،2012حيث
انتقلنا من التكوين األساس القائم على النظرية ثم املمارسة إلى تكوين مرتكز على أنموذج "عملي ـ نظري ـ عملي"،
وهو أنموذج يولي قدرا كبيرا من األهمية إلى املهننة وأثرها في تجويد التعلمات ،أي إلى تكوين ممهنن يتميز
بالخصائص التالية:
تكوين له غاية عملية (اكتساب املهارات املهنية لضرورية ملمارسة مهنة التدريس) ،يجمع بين تملك
كفايات مهنية متعدد ومتنوعة ويضم املهارات والقدرات في مادة التخصص وفي الجانب الديدكتيكي
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
والبيداغوجي ،إضافة إلى القدرة على بناء خطاطات اإلدراك والتفكير والتدخل ،التي تمكن من تعبئة هذه
املعارف واملهارات والسلوكات تعبئة واعية متبصرة في مماسة املهنة؛
تكوين يطور خصوصية مهارات التدريس ويؤكد أهمية املعارف للقيام بعملية التدريس ،إلى جانب إتقان
"املعارف املراد تدريسها" ،إذ يتم تحقيق نماء الكفايات من خالل وضعيات تفاعلية وسياقية وبخاصة خالل
التداريب العملية ،وهكذا تنحول من مدرس (ة) تقني (ة) إلى مدرس (ة) متمكن (ة) من "مهارات التدريس" وخبير
(ة) في العمليات التفاعلية :التدريس – التعلم :ومتمرس (ة) في تنظيم ظروف التعلم.
أصبح تحليل املمارسات املهنية نهجا مفضال في تكوين املدرسين املمارسين تكوينا مهنيا ،إذ يتعلق األمر
بتعلم التبصر فيما نقوم به في وضعية واقعية الستيعاب املمارسة املهنية ،كما أنه خروج من الروتين وتعديل
للفعل التربوي .فأثناء التكوين يتعلم املدرس (ة) وصف ما قام به اعتمادا على تحليل ما يحدث في وضعية ما
والتعبير عنه ،إضافة إلى تحديد املعارف واملهارات التي سخرها في فعل التدريس والهدف من تحليل الوضعيات
الفعلية تحضير املدرسين واملدرسات للتبصر باستخدام أدوات تصف صيرورة عمليات التدريس – التعلم،
مستوحاة من املمارسة أو مصدرها األبحاث في مجال الديدكتيك والبيداغوجيا.
ويبقى الهدف األول من تحليل املمارسات هو إدراك املدرس (ة) طبيعة العالقة بين ما يقوم به وحصيلة
التعلمات ،والغاية من ذلك تحسين املمارسات إلنجاح التعلمات ،ثم إعادة استثمار النتائج املحصل عليها
بتحويلها إلى شبكات لقراءة النتائج وأدوات للتكوين في مرحلة الحقة مع هيئات التأطير والتكوين البيداغوجي.
وأوضحت البحوث بأن املدرسين الذين يدركون طبيعة ممارستهم يقومون بتكييفها وتصويبها في سبيل
تطوير حصيلة التعلمات.
تحليل املمارسات املهنية ألجل تكوين مدرس منهي متبصر:
شهد التعليم تطورا ينسجم مع التحوالت العامة والظروف االقتصادية واالجتماعية ،فتحول بذلك من
رسالة إلى مهنة .وملا كانت شروط ممارسة املهنة تتطور باستمرار ،بات املدرسون يتكيفون معها ويرفعون
تحديات جديدة جعلت مالمح مهنتهم تتغير باملوازاة مع ظروف املمارسة ووسائل العمل وتضاؤل املوارد في معظم
البلدان.
وبصرف النظر عن مشاكل املهنة ،أصبحت وظيفة املدرس على درجة عالية من التعقيد ،إذ يتطلب األمر
تحصيل معارف متعددة واكتساب مهارات دقيقة لتيسير مهمة التدريس والنجاح في التواصل مع أولياء
املتعلمات واملتعلمين ،وكذا مع الزمالء واملحيط.
وقد أصبح املطلوب من املدرس في ظل هذه الظروف ،أن يكون قادرا على التعامل مع كل جديد ،ومستعدا
لقبول التغيير ومعالجة املشاكل وتفهم األوضاع املعيشة األبعاد ،فاملفروض في املدرس املحترف القدرة على
التعامل مع األوضاع على تعقيدها وتحمل مسؤولياته كاملة والتصرف املتبصر بناء على منطق التحليل املنهي.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
تحليل املمارسات إجراء يتم بمصاحبة أحد املكونين أو أكثر: -1
يساعد املكون ،بصفته خبير ،املتدرب على اكتساب التبصر من خالل التمرن على إحداث مسافة بين
ذاته وبين الفعل التربوي؛ بحيث يسمح للمتدرب بالتعبير أوال عما قام به ،ثم يعطي الفرصة ألقرانه لإلفصاح
عن وجهات نظرهم املتعددة ،ويقوم بعد ذلك بتقديم تحليله كخبير بخصوص تعقد الوضعية املهنية ،وصياغة
فرضيات قرائية ملا حدث ،ومساعدة املتدربين على إعادة بناء تفسير مقتضب للوضعية موضوع التحليل،
واستنباط فهم عام ملا جرى لجعل هذه العملية ومعناها واضحين.
وال يعتمد هذا النهج على اقتراح املكون لوصفات أو إكساب املتدربين تنفيذا نمطيا أو تقديم حيل أو
استخالص مهات نوعية ،بل يقوم على موقعة املمارسة املالحظة في سياقها املنهي ووضع معايير لها.
تحليل املمارسات لتوظيف معارف وأدوات للتحليل: -2
يعتمد تحليل املمارسة على توظيف أدوات مفاهيمية ومراجع نظرية ،تمكن من وصف املمارسة املهنة
وإعادة تأطيرها وقراءتها بشكل آخر .وتعد مهارات تحليل املمارسات والوضعيات قدرة يتم بناؤها عبر التحليل،
وبتوظيف املفاهيم واملعارف واألدوات املحصل عليها من النماذج النظرية والبحوث البيداغوجية
والديدكتيكية والنفسية واالجتماعية واإلرغنوميا 1والبحوث املرتبطة بالتحليل النفس ي أو املعتمدة على
املمارسات املعترف بجودتها مسبقا ،بحيث أن هذه املعطيات الوصفية تساعد إضافة إلى املفاهيم واملراجع
النظرية واألدوات املعرفية على تقديم وجهة نظر مختلفة عن املمارسة أو الوضعية موضوع التحليل.
ويهدف تحليل املمارسة إلى وضع محددات وليس تقديم نموذج ملمارسة معينة ،بل يمكن من وضع معايير
وربطها بها .وسيتعين على املتدرب ذكر ما إذا كان التدخل ناجحا أم ال ،إذ ال يركز تحليل املمارسات على
الوضعيات التي تثير صعوبات فقط ،بل أيضا تهتم بالنجاحات .ومن الواجب على املتدرب أن يستوعب ما يقوم
به وما يمكن أن ينجح فيه ،بحيث يتم تكوينه على توضيح ممارساته.
ـ تحليل املمارسات املهنية نهج وإمكانية لتمفصل عناصراألنموذج عملي ـ نظري ـ عملي (.)Altet, 1996
تهدف جميع آليات تحليل املمارسات املهنية إلى تمفصل أزمنة التكوين النظرية والعملية حول املمارسات
الفعلية املنجزة على أرض الواقع من قبل املتدربين .إذ يقومون ،بعد التدريب ،بعرض ممارساتهم الصفية
وتحليلها مع األقران ،بحيث تنطلق معظم الحصص بدراسة حالة أو ممارسة صفية تم إنجازها وعرضها على
املجموعة من قبل أحد املتدربين ،أو على شكل دراسة حالة مكتوبة وموزعة على باقي األعضاء ،أو على شكل
قصة سردية ،أو ممارسة يتم تسجيلها في شريط فيديو أو على جهاز لوحي ،أو حتى على الهاتف املحمول ليتم
عرضها ،أو في شكل تسجيل صوتي يتم االستماع إليه.
مبادئ تنفيذ املمارسات املهنية: -3
يتطلب تنفيذ إجراء تحليل املمارسة األخذ بعين االعتبار العديد من املبادئ:
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
فاعلية ووعي وتطوع املعني باألمر؛
اعتماد النقاش بين املتدربين وتحقيق التبادلية في تحليل املمارسة؛
املوضوعية وأخذ املسافة؛
الفارق الذي يحدثه تحليل املمارسة؛
املالحظة ،عرض إشكاالت ،التحليل ،التنظير ،تصور ممارسات جديدة؛
اختيار األدوات املفاهيمية واالنخراط في إضفاء الطابع الرسمي ملا هو شفهي وحتى ملا هو مكتوب؛
تعاقد تكويني يطمئن املتدرب ويلبي حاجاته املهنية.
مراحل عملية التحليل التبصري للممارسات خالل التكوين املنهي أو التكوين املستمر: -4
تحليل املمارسات املهنية نهج تكويني يتشكل من خمس مكونات ،وخمس مراحل:
املالحظة :من أجل وصف ما تم إدراكه؛
طرح اإلشكال :من أجل تحديد األمر الذي يطرح مشكال يكون منطلقا للتحليل؛
التحليل :من أجل ربط جوانب املمارسة مع بعضها وخلق املعنى؛
التأطير النظري :من أجل اإلحالة على معارف ونماذج التفسير والتصرف من أجل الفهم؛
تصور ممارسات جديدة :إعادة االستثمار في العملية.
إذ يتعلق األمر بنهج تبصري يهم معنى املمارسة ،التي بمجرد القيام بها يمكن أن تكون متبوعة بتقويم
مبرر ومبني على حجج ،وتقويم تعديلي ،وبتقويم تكويني يمكن تمييزه عن التقويم – املراقبة.
عند اشتغال مجموعة تحليل املمارسات املهنية ( ،)GAPPبعد عرض شريط فيديو لدرس قام به أحد
زمالئهم ،تتم املالحظة بالشبكة التي اتفقوا على استعمالها سابقا ،أكانت شبكة عامة أ خاصة ،إال أنه ونظرا
للتعقيد الذي تعرفه مهنة التدريس تبقى الشبكة الخاصة هي األنسب لتحليل املمارسات املهنية.
شبكة املالحظة العامة:
تعليقات /أسئلة املؤشرات التي يتعين تحديدها الجوانب املراد مالحظتها
ما الذي يفعله ما الذي يفعله
املتعلم؟ املدرس )ة( ؟
استقبال املتعلمين املجال
الحضور داخل القسم، العالئقي
) الكاريزما(
املواقف والسلوك )املشاعر،
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
االلتزامات ،الطاقة ،الحماس ،التعاطف،
األخالقيات ،االستماع للمتعلمين(
نوع التفاعالت اللفظية
) مدرس تلميذ/تلميذ- -
تلميذ/تلميذ مدرس(
غير لفظية
تشجيعات
توزيع التبادالت
جو العمل
القرب من املتعلمين ،املسافة
قواعد االشتغال
تدبير النزاعات
ضبط القسم
…
طرق وتقنيات التواصل والتنشيط املجال
البيداغوجي التفاعالت )تدبير األسئلة(
تدبير الزمن )احترام زمن التعلم( ....
تدبير الفضاء )التحركات( ....
طرق العمل ،طبيعة التوزيع ) فردية ،حسب
األقران ،حسب املجموعة ،جماعية(
إشراك املتعلم في األنشطة
املقاربات ،اإلجراء
أنواع الوضعيات
تنوع األنشطة
معالجة الصعوبات لدى املتعلمين
إدارة مجموعة القسم
التفريق (أنواع التعلم ،الذكاءات املتعددة
االستراتيجيات)...
صيغ التقويم
التكييف والتعديالت (في ارتباط بالتخطيط)
إنهاء الحصة
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
...........
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
بطاقة املالحظة خاصة بجانب محدد في املمارسة التعليمية:
مثال :طرح األسئلة:
العناصر املراد مالحظتها :طرح األسئلة
تعليقات/تحليالت املتعلمون املدرس
املؤشرات املؤشرات املؤشرات املؤشرات األسئلة
الفرعية التي الفرعية التي
يجب تحديدها
يجب تحديدها
يقدمون أجوبة . -1طرح أسئلة أنواع
قصيرة (نعم ،ال، مغلقة
بعض الكلمات أجل ) من
التذكير،
اإلعادة،
املراقبة)...
عن يجيبون -2يطرح أسئلة
الفور دون تفكير إنكارية؛ توجيهية
يصوغون جمال -3يطرح أسئلة
معدة ويعبرون مفتوحة (لفهم،
بحرية ،يشاركون للتفكير،
في التفكير للبحث)...
يقترحون -4يقترح أسئلة
فرضيات، تسهل االستدالل
يستدلون، لدى املتعلمين
يعللون...
عن يعبرون -5يطرح أسئلة
أعمالهم، مفتوحة للتوجيه
يشرحون طريقة امليتا-معرفية
قيامهم بذلك
وخطواتهم
يعدون صياغة -6يعيد صياغة الصياغة
األسئلة األسئلة
املطروحة
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
معنى يمتلكون -7ينوع صياغة
األسئلة األسئلة
(صعوبات
معجمية،
وضوح ،الدقة،
األهمية
يحددون الروابط املراقبة -8
املنطقية (التقدم،
املتمفصلة مع الفهم)...
مراحل النشاط
املنجز
يجيبون بفعالية -9املساعدة
(تعزيز العملية
االنتباه ،وتعزيز
لدى الثقة
املتعلم)...
يتحدثون بثقة -10يطرح أسئلة
ويبقون يقظين إعادة تعزز
ومنتبهين االكتشاف
واالستقصاء
يستثمرون، -11يطرح أسئلة
يكتشفون على تحث
االكتشاف
والبحث
يأخذون الوقت -12يطرح أسئلة
الكافي للتفكير على تحث
التفكير
على يحصلون -13يطرح أسئلة
إنتاج جيد تحث على اإلنتاج
قبل يفكرون -14ترك الوقت التدبير
اإلجابة للتفكير بعد طرح
السؤال
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
عن يعبرون -15يقدر ويثمن
رضاهم أو األجوبة
يجعلهم يقدرون
يوجهون أسئلة يحث -16
األستاذ إلى املتعلمين على
ويطرحون أسئلة طرح األسئلة
مهمة جميع يشرك
املتعلمين
ويعلمهم كيفية
طرح األسئلة
طرح السؤال في
الوقت املناسب
طرح يعيد
السؤال
يتبادلون، -17يشجع على
يتحدثون، طرح األسئلة بين
يواجهون، األقران
يجادلون...
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
أن يكون حذرا و"حاضرا"
واعيا بشكل كامل بما يجري
هنا وحاليا
عدم إشراك الفرد بشكل
شخص ي وعدم تأويل ما
يجري
إظهار التعاطف واالنسجام
تحفيز االهتمام بشكل دائم
من خالل تغيير شكل
التواصل.
تقنيات تبني مختلف
التنشيط.
تشكيل مجموعات وفق
معايير (متجانسة ،غير
متجانسة ،حسب القرب
املجالي)...
داخل املهام توزيع
املجموعة.
صياغة تعليمات العمل
والتأكد من فهمها.
التأكد من أن جميع أعضاء
يعملون املجموعات
(التقاسم ،أخذ الكلمة من
طرف الجميع ،مواجهة
اإلنتاجات).
-16تنظيم تجميع إنتاجات
املجموعات.
يقوم بتحليل اإلنتاجات
بالتركيز على نقاط االلتقاء
ونقاط االختالف ومقارنتها
وإضافة وشرحها
اإلسهامات الالزمة.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
تصحيح و/أو يساعد على
تصحيح اإلنتاجات.
تنظيم استقرار وتلخيص
املعارف.
نقاط أخرى...
التحليل
الذاتي
للممارس
مجموعة
املتدربين
األقران
املصاحب
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
البطاقة رقم :4كيفية إجراء تحليل املمارسات املهنية؟
التمفصالت كيف؟ وضعية األدوات من طرف من؟ املؤشرات مكونات
املمكنة التعلم املنهي (ماذا) تحليل
(متى) املمارسات
التكوين: املتدرب (ة) املصاحب املهنية
حضوري ـ (ة)
ميداني ـ عن
بعد
ـ املالحظة تناول ـ شبكات ـ وضعية يجب ـ التركيز على ـ املرافق املالحظة
أثناء سير الوضعية فعلية إشراكه في املالحظة ـ املكون املؤشرات
الوضعية، املراد تعليم ـ ـ بطاقات جميع ـ وصف ما تم ـ املفتش
كلما مالحظتها في مصغر مراحل إدراكه
اقتضت مجملها ـ فيديو تحليل الوعي ـ
الحاجة ـ التركيز على ـ تسجيل املمارسات بالصعوبات
فهم العمل جانب واحد صوتي املهنية واملكتسبات
الفعلي تحديد ـ ملف ـ إعادة بناء
للمدرس الهدف من شخص ي الوضعية
قبل ـ املالحظة :ما تراكمي
الشروع في الذي
التحليل سأالحظه؟
ـ توجيه تحديد
املتدرب طبيعة
نحو الظاهرة
التعليم عن املراد
بعد للبحث مالحظتها
عن وثائق تحديد ـ
أخرى أو مجال
أدوات تهم التفاعالت
املوضوع البيداغوجية
املالحظ داخل
القسم
إعداد ـ
شروط
املالحظة
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
ـ دفعه إلى تحديد املقابلة استثمار ـ طرح السؤال ـ مجموعة يجب طرح
إتقان وحصر املوجهة إشراكه في األدوات تحليل املناسب اإلشكال
املعارف. الصعوبة: حضوريا املستعملة صياغة املمارسات جميع ـ
ـ التمرن على وضع ـ في املالحظة مراحل املهنية فرضيات
اكتشاف املشكل في تحليل ()GAPP
ثغرات سياقه. ثنائية املمارسات ـ
الوضعية ـ التفكير في املهنية (مكون
التعليمية ـ املتغيرات /متدرب)
التعلمية. الحرجة
تمرين ـ للوضعية.
املتدرب على ـ طرح أسئلة.
وضع اقتراح ـ
املشكل في فرضيات
السياق كحلول.
وربطه
بالصعوبات
املالحظة.
تمرين ـ
املتدرب على
أسئلة
متنوعة
تفض ي إلى
طرح
فرضيات.
ـ املالحظة ـ بطاقة ـ التكوين ـ طرح أسئلة ـ إعطاء معنى ـ مجموعة يجب التحليل
أثناء سير الحضوري توضيحية إشراكه في خاصة تحليل للممارسة
الوضعية، ـ التكوين وتفسيرية بالتحليل الوعي املمارسات جميع ـ
كلما تساعد على عن بعد مراحل املهنية بالثغرات
اقتضت التفكير تحليل والصعوبات ()GAPP
الحاجة ثنائية املمارسات ـ
فهم العمل املهنية (مكون
الفعلي /متدرب)
للمدرس.
قبل ـ
الشروع في
التحليل.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
ـ توجيه
املتدرب
نحو
التعليم عن
بعد للبحث
عن وثائق
أخرى أو
أدوات تهم
املوضوع
املالحظ.
تأطير ـ مجزوءات ـ مجزوءات تمفصل بين ـ مجموعة يجب ـ املساعدة التأطير
مفاهيمي املرجعيات التكوين إشراكه في التكوين تحليل على الفهم النظري
انطالقا من الحضوري الحضوري النظرية املمارسات جميع
تحليل ـ التكوين ـ التكوين واملمارسة مراحل املهنية
الفوارق بين املهنية التي عن بعد عن بعد تحليل ()GAPP
تم ما تم تحليلها. ثنائية املمارسات ـ
إعداده املهنية (مكون
وإنجازه /متدرب)
أثناء سير الوعي ـ ـ مجموعة يجب إعادة ـ
الوضعية باملمارسات. إشراكه في تحليل استثمار
(ورشة تغيير ـ املمارسات جميع الوضعية.
تحليل استراتيجيات مراحل املهنية حل ـ
املمارسات التعليم. تحليل ()GAPP املشكالت
املهنية وفي تغيير ـ ثنائية املمارسات ـ املثارة
وضعية الدعامات املهنية (مكون تصور ـ
حقيقية). التعليمية. /متدرب) ممارسات
ـ تغيير طرق جديدة
اإلنجاز.
ـ التجديد في
املمارسة.
ـ التعاون مع
اآلخرين.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
املحور الرابع :استثمارنتائج التقويمات.
.1التقويمات الدولية والوطنية :أنواعها ومؤشراتها
تتعد التصنيفات الدولية واملؤشرات التي تعنى بجودة األنظمة التعليمية بالعالم ،فنجد مثال تقييمات
بشأن التربية املدنية واملواطنة ICCSو ،CIVEDواستقصاء مهارات الكمبيوتر لدى الطالب ICILSو ،SITESو
ً
أبحاثا عن مرحلة الطفولة املبكر وتعليم املعلمين ECES1
أما هذا املحور ،فسنخصصه للتقويمات التي تعتمدها عليها وزارة التربية الوطنية واملجلس األعلى للتربية
والتكوين والبحث العلمي من أجل قياس جودة التعلمات وفعالية النظام التعليمي املغربي ،وهي:
الدراسات والتقويمات الدولية :ثالث دراسات دولية دورية تهم خصوصا تقييم التعلم في مواد القراءة،
والكتابة ،والرياضيات ،والعلوم.
كرونولوجيا وتحديدا سنة ،1995كان انطالق أول هذه الدراسات املعروفة باسم :TIMSSاالتجاهات
الدولية في دراسة الرياضيات والعلوم Trends in International Mathematics and Science Study
تتكرر هذه الدراسة كل أربع سنوات وتهم املتعلمين املتراوحة أعمارهم بين 10و 14سنة ،وتقيس تعلمات
هذه الفئة في مواد الرياضيات والعلوم وتشرف عليها الرابطة الدولية لتقييم التحصيل التعليمي (IEA) 2
ثم انطلقت في عام 2000دراسة (PISAالبرنامج الدولي لتقييم الطالب Programme for International
)Student Assessmentتحت رعاية منظمة تطوير التعاون الدولي OCDEالتي تتكرر كل ثالث سنوات وتهم
التالميذ من فئة 15سنة واملتمدرسين في السلك الثانوي .تعنى هذه الدراسة بتقييم األداء في مواد القراءة
والعلوم والرياضيات وأيضا حل املشكالت مع التركيز بشكل خاص على إحدى هذه املواد في كل دورة تقييمية.
ثالث الدراسات الدولية والثاني برعاية الرابطة الدولية لتقييم التحصيل الدراس ي ،انطلق عام 2001
تحت اسم ) .PIRLS (Programme International de Recherche en Lecture Scolaireيحرص هذا البرنامج
على تقييم أداء املتعلمين (من عمر 10سنوات) في مهارات القراء الكتابة وأيضا تقييم السياسات الوطنية
املتعلقة بهما .يتكرر PIRLSكل خمس سنوات.
وطنيا ،تنشر وزارة التربية الوطنية والتكوين املنهي والتعليم العالي والبحث العلمي على موقعها الرسمي
إحصاءات سنوية تهم معدالت التمدرس ومعطيات حول املوارد البشرية واملادية بالقطاع يمكن استثمارها في
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
صياغة املشاريع التربوية ،مع اعتماد بعض التقارير املعدة من طرف الهيئة الوطنية لتقييم منظومة التربية
والتكوين والبحث العلمي من قبيل "إطار األداء الجهوي لتتبع الرؤية االستراتيجية "2018-2015والذي نجد
فيه مؤشرات تهم الجودة واإلنصاف بالنظام التعليمي املغربي1.
أما الدراسات الوطنية املغربية املشهورة واملتخصصة في تقييم التعلمات ،فنخص بالذكر البرنامج
الوطني لتقييم املكتسبات ،املعروف باسمProgramme National d’Évaluation des Acquis des ،PNEA :
élèves
فحسب املجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي "يعتبر البرنامج الوطني لتقييم املكتسبات تقييما
ُممعيرا ،وآلية وطنية لقياس مكتسبات التالمذة واملردودية الداخلية للمنظومة التربوية ،ويعد هذا البرنامج آلية
للتقييم تواكب تنزيل الرؤية االستراتيجية »،2030-2015وأعطت آخر دراسة تقييمية سنة 2016التي اهتمت
بمستوى الجذوع املشتركة ،صورة واقعية ملستوى مكتسبات تالمذة السنة األولى من التعليم التأهيلي بعد
استكمال 9سنوات من التمدرس.
نتائج التقويمات واستثمارها:
بداية وجب التذكير أن هذه الدراسات تتجدد باستمرار وبالتالي وجب على املدير التربوي استثمار
املعطيات املحينة كلما أمكن ذلك .أسفله وثيقة من ملخص التقرير التحليلي حول تطبيق امليثاق الوطني للتربية
والتكوين ،2013-2000من إعداد املجلس األعلى للتربية والتكوين نوضح من خاللها كيف يمكن االستفادة من
هذه الدراسات الوطنية والدولية .على مستوى املؤسسة التعليمية.
فيما يخص تقييم مكتسبات التالميذ واألداء املدرس ي ،يتعين التوقف عند نتائج الدراسة املنجزة قي إطار
البرنامج الوطني لتقييم املكتسبات 22008 PNEA؛ وهي دراسة همت أربعة مستويات (الرابعة والسادسة
ابتدائي ،والثانية والثالثة إعدادي)؛ وكان الهدف منها تقييم مكتسبات التالميذ في الرياضيات ،والعلوم،
واللغتين العربية ،والفرنسية.
وتبين تلك الدراسة ،على سبيل املثال وليس الحصر ،أن النقط التي حصل عليها %40من تالميذ السنة
السادسة ابتدائي تفوق املعدل .وعلى العكس من ذلك حصل %92من تالميذ السنة الثانية إعدادي و%84
من تالميذ السنة الثانية إعدادي ،و %86في السنة الثالثة إعدادي ،في الوقت التي تجاوزت %90في علوم الحياة
واألرض ،في املستويين معا.
وتؤكد الدراسة ( TIMSSاالتجاهات الدولية في الرياضيات والعلوم) النتائج التي كشفت عنها الدراسة
PNEAبخصوص أداء التالميذ في الرياضيات :لقد تراجع مستوى مكتسبات تالميذ السنة الرابعة ابتدائي بين
1يمكن االضطالع على مجموع التقارير والدراسات التقييمية الوطنية املعدة من طرف املجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي على الرابط التالي:
https://www.csefrs.ma/le-conseil/organisation-du-conseil/ine/rapports-devaluation-etudes-2/?lang=fr
2ملخص التقرير التحليلي حول تطبيق امليثاق الوطني للتربية والتكوين 20013-2000املكتسبات واملعيقات والتحديات ،املجلس األعلى للتربية والتكوين
والبحث العلمي ،دجنبر ،2014ص14.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
سنة 2003وسنة 2011حيث انتقل من 347نقطة إلى 335نقطة في الرياضيات ،ومن 304إلى 264نقطة في
العلوم.
وحسب دراسة TIMSSفإن تالميذ السنة الرابعة ابتدائي لم يحصلوا على نقط جيدة في األسئلة التي
تتطلب اإلجابة عليها تعبئة املعارف .أما في السنة الثانية إعدادي ،فإن النتائج املحصل عليها في األسئلة التي
تقوم أساسا على االستدالل ضعيفة.
اعتبر امليثاق الوطني للتربية والتكوين تمكن التالميذ املغاربة من اللغات أمرا ضروريا لتعميم تعليم
جيد .ذلك أن تعزيز تدريس اللغتين العربية الفرنسية ،واللغات األجنبية ،وتحسينه يشكالن تحديا جوهريا
للسياسات التربوية في املغرب .إال أن مكتسبات التالميذ في مادتي العربية والفرنسية التي كشفتها نتائج الدراسة
PNEA 2008تبين أن أغلبية التالميذ الذين شاركوا في تلك الدراسة لم يتمكنوا من الحصول على املعدل.
هناك مجموعة من العوامل التي تساهم في تدهور مستوى مكتسبات التالميذ في اللغات ،كعدم
االستفادة من التعليم األولي ،والتأخر املدرس ي املرتبط بالدخول املتأخر إلى السنة األولى من التعليم االبتدائي
أو بالتكرار ،واملحيط البيداغوجي كعدد التالميذ في القسم الواحد ،ونسبة التأطير والغالف الزمني للمدرس،
وحالة املؤسسات التعليمية ،واملحيط السوسيو ثقافي لألسرة.
طبعا كلما تواجدت اإلحصائيات واألرقام يمكن أن نجد طريقة لالستفادة منها واستثمارها ،وما يجعل
من هذه التقارير غنية ومفيدة هو طابعها التركيبي (اعتماد دراسات ومراجع متنوعة) والتحليلي ،حيث أن قراءة
التفسيرات تمد املدير التربوي بإشارات ستمكنه من بناء مشاريع بيداغوجية رصينة.
وكمثال عن ذلك ،في الوثيقة السابقة إشارة لدور التعليم األولي في تدهور مستوى اللغات وعوامل أخرى
كاملستوى الثقافي لألسر مفسرة لتدني املكتسبات ،كل هذا قد يمكن املدير التربوي من صياغة مشاريع تصيب
الخلل وأسبابه دون ضياع الجهود في معالجة عوامل أخرى لن تمكن املؤسسة التربوية من بلوغ أهدافها.
إن االعتماد على هذه البرامج الوطنية من أجل صياغة مشاريع محلية سيمكن من املساهمة في رفع جودة
التعلمات محليا ،وطنيا ثم دوليا ،وعلى سبيل املثال واستنادا لنفس املرجع أعاله ،يمكن إدراج التربية على القيم
في املشاريع التربوية ،حيث:
تفيد معطيات الدراسات TIMSSو1 PIRLSالتي أجريت خالل عشرية امليثاق ،واملتعلقة بمناخ املدرسة في
املغرب ارتباطا برهان االنضباط ،أن مناخ املدرسة املغربية قد عرف تدهورا بين سنة 2001وسنة .2012
وتكشف نتائج تلك الدراسات أن %60من التالميذ في السنة الرابعة ابتدائي ،و %49من تالميذ السنة الثانية
إعدادي يدرسون في مدارس تسود فيها مشاكل االنضباط واألمن (كالغياب والتأخر عن مواعيد الدراسة،
والغش في االمتحانات ،والغوغائية ،والتهديد.)...
1ملخص التقرير التحليلي حول تطبيق امليثاق الوطني للتربية والتكوين 20013-2000املكتسبات واملعيقات والتحديات ،املجلس األعلى للتربية والتكوين
والبحث العلمي ،دجنبر ،2014ص14.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
إن %14فقط من مجموع التالميذ الذين شملتهم تلك الدراسات هم الذين يدرسون في مدارس ال تعرف
انتشارا واسعا لتلك السلوكات.
ملخص التقرير التحليلي حول تطبيق امليثاق الوطني للتربية والتكوين 20013-2000املكتسبات
واملعيقات والتحديات ،املجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي ،دجنبر ،2014ص14.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
✓ تحديد استراتيجية عمل طويلة أو متوسطة املدى حسب اإلمكانيات التي توفرها املؤسسة.
✓ التقويم والتتبع.
فيما يتعلق باألستاذ:
بعد الحصول على نتائج ومعطيات تشخيص املؤسسة الذي يقوم به السيد املدير (املؤهالت العلمية
للسادة األساتذة – التخصصات – األقدمية ،)...والزيارات التي يقوم بها للفصل ،ونتائج تحليل املمارسات
املهنية ،والتنسيق مع مفتش ي املواد يمكنه رصد الكفايات املهنية التي يحتاج فيها األساتذة إلى تكوين مستمر.
وباستثمار هذه النتائج يسطر السيد املدير مشروعا بيداغوجيا من أجل الرفع من الكفايات املهنية لألساتذة
الذين يشرف عليهم ،وذلك عبر:
التكوين املستمر؛ ✓
ندوات؛ ✓
محاضرات... ✓
يتدخل فيها السادة املكونون ،أو السادة املفتشون ،أو السادة املديرون ،أو السادة األساتذة ذوو الخبرة ✓
في املجال املحدد.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
املحورالخامس :الحكامة الجيدة لتدبيرمؤسسة تعليمية
.1الحكامة الجيدة :تعريف.
يمكن تعريف الحكامة الجيدة بكونها:
ـ مقاربة تشاركية وتعددية في تسيير اإلدارة وتدبيرها ،واستحضار مختلف الفاعلين والشركاء في أثناء أخذ
القرار ،أو ممارسة التقويم ،أو بناء املشروع.
ـ كما تعني إرساء الدولة على أسس الالمركزية والالتمركز.
ـ وهي أيضا مجموعة من القواعد واملناهج التي تساعد املدبرين على أخذ القرار الصحيح ،وتنظيم التفكير
اإلداري ومراقبة مدى تنفيذ القرارات في حضن املجتمع.
(ينظر :اإلدارة التربوية بين التدبير البيداغوجي والنجاح املدرس ي ،جميل حمداوي)
.2املرجعيات التشريعية للحكامة:
تعددت املرجعيات التشريعية للحكامة ،نذكر أهمها:
ـ دستور اململكة املغربية ،2011من الفصل 154إلى الفصل .171
ـ امليثاق الوطني للتربية والتكوين :املجال الخامس (التسيير والتدبيرـ الدعامة 15إقرار الالمركزية
والالتمركز في قطاع التربية).
ـ املرسوم 2.02 .376الصادر في 6جمادى األولى 17( 1423يونيو )2002بمثابة النظام األساس ي الخاص
بمؤسسات التربية والتعليم العمومي ،الباب الثاني :من املادة 10إلى املادة .30
ـ البرنامج االستعجالي (املجال :3مواجهة اإلشكاالت األفقية ملنظومة التربية والتكوين).
ـ الرؤية االستراتيجية لإلصالح :2030/2015املجال الرابع (الحكامة وتدبير التغيير).
ـ املذكرة 159بتاريخ 25نونبر 2014بشأن أجرأة االستراتيجية الوطنية ملشروع املؤسسة.
ـ املذكرة 155بتاريخ 17نونبر 2011في موضوع تفعيل الحياة املدرسية باملؤسسات التعليمية.
ـ املذكرة 16/064بتاريخ 14يونيو 2016حول االرتقاء بالحكامة اإلدارية بوزارة التربية الوطنية أهمها:
والتكوين املنهي.
.3أسس الحكامة:
تتأسس الحكامة على:
ـ الالتمركز في اتخاذ القرار
ـ تنوع الفاعلين في اتخاذهـ
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
الشراكةـ
املسؤوليةـ تكافؤ الفرصـ
الشفافية في التسييرـ
ترشيد النفقات
.4مجاالت الحكامة باملؤسسة التعليمية:
وقد حددتها املذكرة 155الصادرة بتاريخ 17نونبر 2011في موضوع تفعيل الحياة املدرسية باملؤسسات
التعليمية .ويمكن تلخيصها في:
تحديد األدوار من خالل املقاربة التشاركية التي نص عليها املرسوم :2 .02 .376ضبط الوثائق املدرسية
واستثمارها ،مشروع املؤسسة ،مشروع القسم ،مجالس املؤسسة ،تنظيم فضاءات املؤسسة ،الزمن املدرس ي،
مواثيق املؤسسة ،ممتلكات املؤسسة ،األمن اإلنساني املدرس ي ،الجمعيات( :املدرسية ـ التدبيرية ـ الشريكة)
.5التدبير الحديث :الوظائف والعمليات:
تطور مفهوم التدبير واإلدارة نتيجة تطور الدراسات املتعلقة بعلم اإلدارة ،وتبعا لذلك حصل تطور من
املفهوم التقليدي القائم على الرئاسة والتسيير وتنفيذ املساطر والقرارات اإلدارية املركزية ،إلى مفهوم يعتمد
القيادة والقيام بوظائف التدبير وعملياته لتحقيق أهداف املؤسسة.
وقد تطورت النظرة إلى اإلدارة التربوية نتيجة عدة عوامل ،منها:
ـ إضفاء الصبغة العلمية والعملية على اإلدارة ،واعتبار املدير صاحب مهنة تستلزم امتالك كفايات
القيادة والتدبير
ـ النظر إلى التدبير اإلداري باعتباره وظائف وعمليات وتفاعالت وعالقات إنسانية
وظائف التدبيرالحديث وعملياته:
وهي كما حددها” سيرز“ Searsفي كتابه” طبيعة عملية اإلدارة وإدارة املدرسة العمومية بصفة خاصة“:
التخطيط ،التنظيم ،التوجيه ،التنسيق ،املراقبة
ـ التخطيط :إعداد قبلي التخاذ القرار بخصوص موضوع أو مشكلة معينة لتحديد ما سيتم إنجازه.
-التنظيم :تحديد كيفية إنجاز العمل واستعمال املوارد وتوزيع املهام لتنفيذ القرارات املتخذة بكيفية
فعالة.
-التوجيه :عملية مركبة تشمل استعمال القيادة والسلطة والتواصل والتنشيط والحفز لتوجيه
العملية التربوية والعاملين باملؤسسة في االتجاه املطلوب.
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
-التنسيق :إقامة االنسجام والتكامل بين مختلف العناصر واملكونات التي يشملها تدبير املؤسسة:
(مكونات التدبير التربوي والبيداغوجي ،ومكونات التدبير اإلداري ،ومكونات التدبير املادي واملالي ،وتدبير
عالقات املؤسسة مع الشركاء واملحيط).
-املر اقبة :تقويم للموارد املستثمرة والنتائج املحصل عليها بهدف إدخال التعديالت الضرورية.
.6مقاربات التدبير الحديث:
أهمها :التدبير باملشاريع ،والتدبير باألهداف ،والتدبير النتائج
وقد جاءت هذه املقاربات لتجاوز التدبير التقليدي القائم على غلبة مهام ممارسة السلطة واالنفراد
بالقرار على سلوك املدير اآلمر واملراقب رسميا لتطبيق املساطر وفق سلوك املدير الرئيس.
من حيث العنصراألساس:
ـ التدبيرباملشاريع :املشروع بكافة مكوناته
ـ التدبيرباألهداف :العنصر األساس هو الهدف
ـ التدبيربالنتائج :العنصر األساس هو النتيجة
من حيث املقاربة:
ـ التدبير باملشاريع :النظرة الشمولية لرسالة املؤسسة ،التشخيص ،األهداف ،برمجة األعمال ،توزيع
املهام ،التنفيذ ،التقويم ،التتبع.
ـ التدبيرباألهداف :األهداف العامة ،األهداف اإلجرائية ،القابلية للتنفيذ ،كيفية التحقق من بلوغها.
ـ التدبيربالنتائج :النتيجة االستراتيجية ،النتيجة الوسيطة ،املؤشرات
من حيث العالقة بين املكونات:
ـ التدبيرباملشاريع :األهداف والعمليات متكاملة ومتناسقة ومنسجمة فيما بينها.
ـ التدبير باألهداف :يتفق العاملون باملؤسسة على أهداف مشتركة يسعون جميعا لتحقيقها ،دون أن
تكون مفروضة.
ـ ال توجد فروق بين األهداف من حيث مستوى أهميتها أو شموليتها.
ـ ترابط وتكامل بين األهداف.
ـ التدبيربالنتائج :النتيجة اإلستراتيجية هي العنصر الجامع الذي يوحد بين جميع النتائج الوسيطة
ـ توجد فروق بين النتيجة االستراتيجية والنتائج الوسيطة من حيث األهمية والشمولية
ـ توجد عالقة سببية بين النتائج الوسيطة والنتيجة اإلستراتيجية
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
من حيث شكل املخطط:
ـ التدبير باملشاريع :يترجم املشروع إلى "خطط عمل" تشتمل على األهداف والعمليات ورزنامة اإلنجاز
وتوزيع املسؤوليات واملهام
ـ التدبيرباألهداف :يأخذ املخطط شكل جدول يتضمن األهداف والعمليات وتواريخ اإلنجاز واملسؤولين
على التنفيذ
ـ التدبير بالنتائج :يأخذ املخطط شكل شجرة للنتائج ترتبط النتيجة اإلستراتيجية بالنتائج الوسيطة
واملؤشرات املطابقة لها
من حيث املواصفات األساس:
ـ التدبير باملشاريع :التركيز على التعلم ،االستجابة لحاجات املؤسسة ،االشتمال على خطة ذات عناصر
متكاملة ،مشاركة مختلف الفاعلين فيه بقيادة رئيس املؤسسة
ـ التدبير باألهداف :الوضوح والدقة ،القابلية للقياس ،القابلية لإلنجاز ،املعقولية ،االستجابة
للحاجات ،تحديد مدة اإلنجاز ،االتفاق على األهداف مع العاملين
ـ التدبير بالنتائج :التمييز بين النتائج الوسيطة والنتيجة االستراتيجية ،القابلية للتحقيق ،القابلية
للقياس بواسطة مؤشرات إنجاز محددة ،وضوح عالقة النتائج الوسيطة بالنتيجة االستراتيجية
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
الئحة املصادرواملراجع (لالستئناس والتوسع):
املراجع باللغة العربية:
أوزي (أحمد) ،سيكولوجية الطفل نظريات النمو النفس ي ومراحله ،مطبعة النجاح الجديدة البيضاء.1998 ،
أحماد نضال ،البيداغوجيا الفارقية بين الوثائق الرسمية وسبل التنفيذ ،مجلة البيداغوجي ،عدد ،6-5أبريل .2019ص-9.
.18
حمداوي (جميل) ،اإلدارة التربوية بين التدبير البيداغوجي والنجاح املدرس ي ،سلسلة مجزوءات اإلدارة التربوية رقم ،1األلوكة،
د ط.
الخياري (عبد هللا) ،اإلصالحات التعليمية في املغرب قراءة في كتاب (هوامش على دفتر إصالح التعليم) ،مجلة التدريس.
دفاتر التربية والتكوين 8 ،ـ .9
شاللي (جمعة) ،مدى تحكم األستاذ في تكنولوجيا املعلومات واالتصال وأثر على موقفه في مشروع إدماجها في العملية
التعليمية ،ماستر في علم االجتماع التربوي.2017 ،
العاجز (فؤاد علي) وحلس (داود درويش) ،دليل املشرف التربوي لتحسين عمليتي التعليم والتعلم.2009 ،
عالم مصطفى (تسنيم) ،منى حسن العمراني .فاعلية الفصل املعكوس والويب كويست في اكتساب مهارات تصميم املحتوى
اإللكتروني التفاعلي ،مجلة الجامعة اإلسالمية للدراسات التربوية والنفسية ،عدد .02/28
غريب (عبد الكريم) ،املنهل التربوي معجم موسوعي في املصطلحات واملفاهيم البيداغوجية والديدكتيكية ،مطبعة النجاح
الجديدة ،البيضاء ،الجزء الثاني ،الطبعة األولى.2006 ،
قانون إطار رقم .51.17
قانون رقم 01.13في شأن التعليم العتيق ،الجريدة الرسمية ،عدد 4977ـ 28ذو القعدة 11( 1422فبراير )2002ـ
مجزوءة دعم تكوين هيئة اإلدارة التربوية ،التدبير التربوي واإلداري واملالي للمؤسسة من أجل الجودة
املجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي ،الهيئة الوطنية لتقييم منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي ،التقرير
التحليلي (تطبيق امليثاق الوطني للتربية والتكوين 2013 _ 2000املكتسبات واملعيقات والتحديات ،دجنبر .2014
املجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي ،من أجل مدرسة اإلنصاف والجودة واالرتقاء (رؤية استراتيجية لإلصالح 2015
ـ .)2030
املجلس األعلى للتعليم ،وجهة نظر املجلس األعلى للتعليم في البرنامج االستعجالي املقدم من قبل القطاعات املكلفة بالتربية
والتكوين ،أكتوبر .2008
املذكرة الوزارية 73بتاريخ 12أبريل .1994
مرسوم 2.02 .376الصادر في 6جمادى األولى 17( 1423يونيو )2002بمثابة النظام األساس ي الخاص بمؤسسات التربية
والتعليم العمومي.
املير (خالد) وقاسمي (إدريس) ،سلسلة التكوين التربوي ،مطبعة النجاح الجديدة ،البيضاء ،العدد ،1الطبعة األولى.1994 ،
الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان 32زنقة السعديين – الرباط– الهاتف /فاكس0537724473 :
.2011 _ 2009 البرنامج االستعجالي،وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين األطر والبحث العلمي
. امليثاق الوطني للتربية والتكوين،وزارة التربية الوطنية
-176. ص،1 العدد،1 املجلد، مسالك التربية والتكوين. نحو وضع جديد للخطأ- الخطأ البيداغوجي في التقويم،لحسن موحتي
181
0537724473 : فاكس/ زنقة السعديين – الرباط– الهاتف32 الوحدة املركزية لتكوين األطر ملحقة حسان