You are on page 1of 28

‫احمد سالم نجاح حارس عام الخارجية بثانوية حي القسم التأهيلية ‪ -‬العيون‬

‫تقرير عام حول‬

‫التـكـويــن‬
‫لفائدة أطر اإلدارة التربوية‬

‫إعداد االستاذ‪:‬‬
‫احمد سالم نجاح‬
‫حارس عام الخارجية‬
‫بثانوية حي القسم التأهيلية‬
‫العيون‬

‫تقرير عام حول التكوين المنظم لفائدة اطر اإلدارة التربوية الجدد ‪1021 – 1022‬‬
‫‪1‬‬
‫احمد سالم نجاح حارس عام الخارجية بثانوية حي القسم التأهيلية ‪ -‬العيون‬

‫الفهــرس‪:‬‬

‫الموضــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوع الصفحـــــة‬

‫‪02‬‬ ‫الفهــــــــرس‪------------------------- :‬‬

‫‪03‬‬ ‫كلمـــــــــة شكر و تنويــــه‪------------------- :‬‬

‫‪04‬‬ ‫تقديـــــــــــــــــــــم‪------------------------ :‬‬

‫‪07‬‬ ‫المحور األول‪ :‬التكوين النظــــــــــــــــــري‪------------- :‬‬

‫‪21‬‬ ‫المحور الثاني‪ :‬التكوين الميداني‪---------------- :‬‬

‫‪28‬‬ ‫المحور الثالث‪ :‬التكوين الذاتـــــــــي‪--------------- :‬‬

‫‪30‬‬ ‫خالصات و اقتراحـات‪--------------------- :‬‬

‫تقرير عام حول التكوين المنظم لفائدة اطر اإلدارة التربوية الجدد ‪1021 – 1022‬‬
‫‪2‬‬
‫احمد سالم نجاح حارس عام الخارجية بثانوية حي القسم التأهيلية ‪ -‬العيون‬

‫كلمــة شكـر و تنويـــه‬

‫شكري موصول لألساتذة المؤطرين‪ ،‬أعضاء لجنة المصاحبة و اطر‬


‫مركز التكوين المستمر بالعيون الذين نظموا و اطروا و ساهموا في‬
‫إنجاح هذه الدورة التكوينية‪.‬‬

‫تحياتي الخالصة لرفاق درب التكوين‪ ،‬مديرين و نظار و حراس‬


‫عامين‪ ،‬على مالحظاتهم و نصائحهم المفيدة و الثمينة‪.‬‬

‫كما ال يفوتني التنويه بأطر اإلدارة التربوية بالثانوية التأهيلية حي القسم‬


‫الذين شكلوا طيلة السنة الدراسية مرجعا غنيا الجأ إليه كلما واجهتني‬
‫صعوبات أثناء ممارستي لمهامي كحارس عام متدرب‪.‬‬

‫تقرير عام حول التكوين المنظم لفائدة اطر اإلدارة التربوية الجدد ‪1021 – 1022‬‬
‫‪3‬‬
‫احمد سالم نجاح حارس عام الخارجية بثانوية حي القسم التأهيلية ‪ -‬العيون‬

‫تقديم‪:‬‬
‫يشهد نظامنا التربوي في السنوات األخيرة تحوالت نوعية كبيرة تمس جميع مكوناته‪ ،‬هدفها األساسي هو‬
‫االرتقاء بالممارسة التربوية بالمؤسسات التعليمية المغربية إلى مصاف الدول الرائدة في هذا المجال‪ .‬و لتحقيق‬
‫هذه الغاية كان ال بد من تأهيل الموارد البشرية لتمكينها من أداء مهامها اإلدارية والتربوية واالجتماعية على‬
‫أحسن وجه‪.‬‬
‫و وعيا من الوزارة بأن نجاح أي إصالح تربوي رهين بوجود إداريين (مدبرين) أكفاء‪ ،‬و علما منها أيضا بان‬
‫المهام المنوطة بهيئة "المدبرين" التربويين تتداخل فيها مجاالت متعددة‪ ،‬فإنها قررت أن يستفيد كل اإلداريين‬
‫الجدد من تكوينات نظرية و ميدانية متنوعة المضامين تمكنهم من اكتساب الخبرات و المهارات الالزمة لمواكبة‬
‫التطورات واالستجابة للمستجدات ومتطلبات العمل لضمان الجودة المنشودة لمنظومة التربية والتكوين‪.‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬و تطبيقا للمذكرة الوزارية رقم ‪ 341‬الصادرة بتاريخ ‪ 44‬أكتوبر ‪ 1433‬و تنفيذا لقرار وزير‬
‫التربية الوطنية و التعليم العالي و تكوين األطر و البحث العلمي بشان تحديد شروط و كيفيات تنظيم التكوين‬
‫الخاص لفائدة األطر المكلفة بمهام اإلدارة التربوية رقم ‪ 3049.41‬الصادر في ‪ 1‬رجب ‪ 0( 3411‬أغسطس‬
‫‪ ،)1441‬نظمت األكاديمية الجهوية للتربية و التكوين لجهة العيون بوجدور الساقية الحمراء تكوينا نظريا و‬
‫ميدانيا لفائدة الحراس العامين الجدد و ذلك للرفع من القدرات التدبيرية لهذه الفئة‪.‬‬
‫و قد تضمن البرنامج مصوغات إدارية و تربوية متعددة ومتنوعة‪ ،‬باإلضافة إلى زيارات ميدانية و عروض‬
‫نظرية تم انجازها على شكل دورات كالتالي‪:‬‬

‫الدورة األولى وتشتمل على‪:‬‬


‫‪ ‬مصوغتين لإلعالميات‪.‬‬
‫‪ ‬مصوغة تنظيم الحياة المدرسية‪.‬‬
‫‪ ‬مصوغة النصوص التنظيمية و التشريعية‪.‬‬

‫الدورة الثانية وتشتمل على‪:‬‬


‫‪ ‬مصوغة مقاربة النوع و المدرسة المغربية‪.‬‬
‫‪ ‬مصوغة التدبير اإلداري و التربوي‪.‬‬
‫‪ ‬مصوغة التدبير المالي و المادي‪.‬‬
‫‪ ‬مصوغة التعاون و الشراكة‪.‬‬

‫الدورة الثالثة وتشتمل على‪:‬‬


‫‪ ‬مصوغة مشاريع المؤسسة‪.‬‬

‫تقرير عام حول التكوين المنظم لفائدة اطر اإلدارة التربوية الجدد ‪1021 – 1022‬‬
‫‪4‬‬
‫احمد سالم نجاح حارس عام الخارجية بثانوية حي القسم التأهيلية ‪ -‬العيون‬

‫‪ ‬مصوغة سوسيولوجيا و سيكولوجيا المراهق‪.‬‬


‫‪ ‬مصوغة اإلعالميات – (اإلحصائيات في الوسط التربوي)‪.‬‬
‫‪ ‬عرض حول البرنامج االستعجالي‪.‬‬
‫‪ ‬زيارة للثانوية التأهيلية الساقية الحمراء‪.‬‬

‫الدورة الرابعة وتشتمل على‪:‬‬


‫‪ ‬مصوغة التدبير التشاركي‪.‬‬
‫‪ ‬مصوغة التدبير بالنتائج‪.‬‬
‫‪ ‬مصوغة التواصل االستراتيجي‪.‬‬
‫‪ ‬عرض حول مشروع باجيسم‪.‬‬
‫‪ ‬زيارة مصلحة الشؤون التربوية بالنيابة‪.‬‬

‫الدورة الخامسة وتشتمل على‪:‬‬


‫‪ ‬مصوغة عالقة المؤسسة بالمحيط – التواصل و التنشيط‪.‬‬
‫‪ ‬مصوغة الديموغرافية السكانية و التربية على المواطنة‪.‬‬
‫‪ ‬مصوغة توثيق و تدبير الخزانات المدرسية‪.‬‬

‫الدورة السادسة وتشتمل على‪:‬‬


‫‪ ‬مصوغة مستجدات تدريس المواد‪.‬‬
‫‪ ‬عرض حول دور األطر المكلفة باإلدارة في تتبع خطوات التقويم التربوية‪.‬‬
‫‪ ‬عرض حول التنظيم اإلداري في تجربة القطاع المدرسي‪.‬‬
‫‪ ‬زيارة المركز الجهوي للتوثيق و التنشيط و اإلنتاج التربوي‬
‫‪ ‬زيارة لمصلحة الموارد البشرية باألكاديمية الجهوية‪.‬‬

‫ونستعرض في هذا التقرير التركيبي نتائج هذه الدورات التكوينية من خالل تقديم خالصات عن أشغالها‬
‫مصحوبة باستنتاجات و اقتراحات نتمنى أن تكون مفيدة ‪.‬‬

‫تقرير عام حول التكوين المنظم لفائدة اطر اإلدارة التربوية الجدد ‪1021 – 1022‬‬
‫‪5‬‬
‫احمد سالم نجاح حارس عام الخارجية بثانوية حي القسم التأهيلية ‪ -‬العيون‬

‫المحور األول‪:‬‬

‫التكوين النظري‬

‫تقرير عام حول التكوين المنظم لفائدة اطر اإلدارة التربوية الجدد ‪1021 – 1022‬‬
‫‪6‬‬
‫احمد سالم نجاح حارس عام الخارجية بثانوية حي القسم التأهيلية ‪ -‬العيون‬

‫التدبير اإلداري و التربوي‪:‬‬


‫استهلت السيدة المؤطرة هذه المصوغة بسؤال عن "ماذا يقصد بالتدبير؟"‪ ،‬فاتضح من خالل التدخالت أن هذا‬
‫المفهوم له تعريفات و تصنيفات متعددة‪ .‬ثم انتقلت األستاذة إلى التمييز بين نوعين من التدبير و هما‪ :‬التدبير‬
‫التقليدي والتدبير الحديث‪ .‬فالتدبير التقليدي يتميز بغلبة مهام ممارسة السلطة واالنفراد بالقرار على سلوك المدير‬
‫الذي يحرص كل الحرص على تطبيق القوانين والمساطر والقيام بالمهام التقنية واإلجراءات الروتينية وتطبيق‬
‫التعليمات الحرفية الواردة من إدارة عليا‪ .‬ويتسم هذا النوع من التدبير كذلك باعتماد العمل الفردي وقلة االهتمام‬
‫بالنجاعة والفعالية‪ .‬وأخيرا يتميز التدبير التقليدي بتفرد رئيس المؤسسة بسلطة القرار‪ .‬أما التدبير الحديث فيتميز‬
‫بقيام المدير بأدوار قيادية في التدبير‪ ،‬باعتباره القائد المنسق والمنشط لكل العمليات التي تجري داخل المؤسسة‪.‬‬
‫و المدير المدبر يعتبر اإلدارة وسيلة لخدمة التعليم والتعلم و يقوم بوظائف متنوعة تشمل التسيير واإلدارة والقيادة‬
‫والتنظيم والتطوير‪ .‬ويتسم التدبير الحديث كذلك بأخذ المبادرة واإلبداع والقيام بعمليات منظمة ومتكاملة تشمل‬
‫التخطيط والتنظيم والتنفيذ والمراقبة والتقويم والتتبع‪.‬‬
‫كما قامت السيدة المؤطرة بتصنيف المدبرين إلى أربعة أنواع‪ :‬المدبر السلطوي الذي يتفرد باإلدارة و يطبق‬
‫المساطر حرفيا و ال يعير أي اهتمام لمرؤوسيه‪ ،‬المدبر العاطفي الذي يغلب الجانب اإلنساني على الجانب‬
‫المسطري في تدبيره لشؤون المؤسسة‪ ،‬المدبر التقاعسي و هو الذي ال يرضي الرؤساء و ال المرؤوسين و ال‬
‫يبادر إلى القيام بأدنى واجباته‪ ،‬و المدبر التشاركي و هو الذي يعمل ما بوسعه إلشراك كل مكونات المجتمع‬
‫المدرسي في تدبير الشأن التربوي و ذلك في حدود ما تسمح به القوانين و المساطر المنظمة للحياة المدرسية‪ ،‬و‬
‫هذا هو الصنف الناجح من المدبرين ألنه يقوم بواجبه في احترام تام لروح القانون و انسجام كامل مع كل‬
‫الفاعلين في المؤسسة‪ ،‬و بذلك يوفق بين رغبات رؤساءه و مرؤوسيه في نفس الوقت‪.‬‬

‫التدبير المادي و المالي‪:‬‬

‫أوضح السيد المؤطر أن التدبير المادي و المالي للمؤسسة التعليمية يهتم بجانبين أساسيين من التدبير و هما‬
‫المادي و المالي‪ .‬و يعنى التدبير المادي بكل ما هو مادي بالمؤسسة التعليمية من ممتلكات عقارية وتجهيزات‬
‫ثابتة ومن قولة ووسائل وأدوات ومواد مستهلكة وغير مستهلكة‪ ،‬حيث ينظم قواعد و أساليب وطرق وتقنيات‬
‫تدبيرهــا من حيث المحاسبة‪ ،‬االستغالل واالستعمال‪ ،‬االستهالك‪ ،‬التخزين والحفظ‪ ،‬الصيانة و اإلصالح‪ ،‬التتبع‬
‫و المراقبة‪ .‬بينما يهتم التدبير المالي بالجوانب المالية للمؤسسة حيث يحدد مواردهــا و إمكانياتها ويفصل‬
‫طبيعتهـــا وأنواعها‪ ،‬وينظم قواعد وأساليب تحصيلهـا‪ ،‬وصرفها ومجـاالت إنفاقها ‪ ،‬ويبين كيفية تتبعها‬
‫ومراقبتها‪ ،‬ويسطر اإلجراءات والتدابير اإلدارية و المسطرية المتعلقة بها‪.‬‬
‫و أكد السيد المؤطر على دور رئيس المؤسسة بصفته المسؤول األول عن التدبير المادي والمالي لمؤسسته حيث‬
‫يسهر على تتبع حركية المواد واألدوات والتجهيزات المدرسية‪ ،‬والوسائل التعليمية‪ ،‬والسهر على سالمتها من‬
‫تقرير عام حول التكوين المنظم لفائدة اطر اإلدارة التربوية الجدد ‪1021 – 1022‬‬
‫‪7‬‬
‫احمد سالم نجاح حارس عام الخارجية بثانوية حي القسم التأهيلية ‪ -‬العيون‬

‫التلف والضياع‪ ،‬والحفاظ على جودتها وصيانتها وإصالحها وترشيد استعمالها واستغاللها‪ ،‬والتخلص من‬
‫التجهيزات المتالشية والغ ير القابلة لإلصالح‪ ،‬والتي تتراكم بجنبات البنايات مشكلة خطرا على سالمة وأمن‬
‫التالميذ‪ ،‬ومشوهة لجمالية فضاء المؤسسة‪ .‬أما من الجانب المالي‪ ،‬فيقوم باإلشراف على عمليتي االستخالص‬
‫والصرف‪ .‬وهكذا يصبح المدير محاسبا إداريا يقوم بتدبير المداخيل والنفقات‪ .‬فهو الذي يقوم بوضع لوائح‬
‫للملزمين بأداء الحقوق الثابتة للمؤسسة‪ ،‬ويحصر المبالغ المستحقة‪ ،‬ثم يأمر باستخالصها مثبتا ذلك في سجل‬
‫المداخيل‪.‬‬

‫التدبير التشاركي‪:‬‬

‫قبل الحديث عن أسلوب التدبير التشاركي قام السيد المؤطر بالتذكير بأسلوبين آخرين هما التدبير االستبدادي و‬
‫التدبير الديمقراطي‪ .‬فالتدبير االستبدادي يرتبط بالنظرة التقليدية للتدبير‪ ،‬وال يرتبط بتجارب المؤسسات أو بقدمها‬
‫وال باعتماد المركزية أو الالمركزية‪ .‬فالمسير المستبد يعتقد أن احتكار المعلومات واالحتفاظ بها لنفسه تمنحه‬
‫سلطة أكثر للتحكم في التابعين له والتحكم في مسار األمور‪ ،‬لذلك فإنه ينفرد باتخاذ القرارات ويكتفي بإعطاء‬
‫التعليمات ألنه يعتقد أن إ شراك اآلخرين في اتخاذ القرارات مضيعة للوقت‪ ،‬بل يرى أن أدوارهم تتحدد في التنفيذ‬
‫واالنضباط‪ ،‬و يرى أن الموظفين مجرد أداة للتنفيذ وليس مصدر إبداع وتفكير‪ .‬بينما يعتمد القائد الديمقراطي‬
‫على قبول التابعين لسلطته‪ ،‬وليس على السلطة الرسمية المخولة له‪ .‬فهو يركز أوال على تطوير العالقات‬
‫اإلنسانية الجيدة بين القائد واألفراد‪ ،‬من خالل إشباع حاجاتهم واالهتمام بهم‪ ،‬واالعتراف بأهمية دورهم في‬
‫المؤسسة‪ .‬كما يقوم القائد الديمقراطي بدعم جماعات العمل وتشجيعهم على العمل الجماعي والتعاون لبلوغ‬
‫األهداف المرجوة‪.‬‬
‫أما بخصوص التدبير التشاركي‪ ،‬فقد عرفه بكونه "أسلوب للتدبير يمكن من استعمال اإلمكانات اإلبداعية لمختلف‬
‫الفاعلين‪ ،‬في مختلف مراحل التدابير التقريرية‪ ،‬قصد بلوغ النتائج المنتظرة في مختلف ميادين عمل المنظمة‪ ".‬و‬
‫أوضح أن هذا األسلوب من التدبير يعتمد على هيكلة فرق عمل يحكمها بقدر كبير تصور موحد وقيم مشتركة‬
‫تضمن التزام الفاعلين وإخالصهم‪ ،‬إذ يتحملون جزءا من المسؤولية وينخرطون بصورة مباشرة في اتخاذ القرار‬
‫ويؤثرون فيه ويسهرون على تنفيذ الموفق منه‪ .‬و لكي ينجح المدبر التشاركي في مهامه ال بد له من تفعيل‬
‫مجالس المؤ سسة و ضمان االنسجام بين مكونات المجتمع المدرسي و تناغم المؤسسة مع المحيط‪ ،‬و يجب عليه‬
‫على الخصوص العمل بمشروع المؤسسة الذي يعتبر من أنجع آليات تدبير المؤسسات‪.‬‬

‫التدبير المتمركز حول النتائج‪:‬‬

‫حدد األستاذ الفاضل مفهوم التدبير المتمحور حول النتائج كنمط للتدبير "يعتمد على نتائج قابلة للقياس‪ ،‬عوض‬
‫الوسائل‪ ،‬و يستهدف فعالية و نجاعة أفضل بخصوص اإلنتاجية مع الحفاظ على جودة الخدمة‪ ".‬التدبير المرتكز‬
‫تقرير عام حول التكوين المنظم لفائدة اطر اإلدارة التربوية الجدد ‪1021 – 1022‬‬
‫‪8‬‬
‫احمد سالم نجاح حارس عام الخارجية بثانوية حي القسم التأهيلية ‪ -‬العيون‬

‫على النتائج يقوم على أساس المساءلة التي تتضمن من جهة حرية التصرف في إطار الشفافية والعمل الجماعي‬
‫ومن جهة أخرى تقديم الحساب المبني على النتائج المنجزة حسب الموارد المتوفرة‪ .‬فهو نمط من التدبير يأخذ‬
‫بعين اإلعتبار اإلستراتيجيات المعتمدة واإلجراءات التنفيذية واألشخاص الموكول إليهم انجاز األنشطة لتحقيق‬
‫نتائج دقيقة وقابلة للقياس‪.‬‬
‫و في إطار رده على سؤال حول الجديد الذي جاء به هذا النوع من التدبير‪ ،‬قال السيد المؤطر أن هذا األسلوب‬
‫قلب اتجاه العملية التدبيرية رأسا على عقب‪ .‬فبينما كان تدبير الشأن التعليمي ينطلق من الموارد و اإلمكانات‬
‫المتاحة لتحديد ما يمكن انجازه‪ ،‬فانه في إطار التدبير المتمركز حول النتائج أصبحت حاجيات المجتمع التربوية‬
‫هي التي تحدد الوسائل و الميزانيات المرصودة‪ .‬بعبارة أخرى‪ ،‬يتم أوال تحديد النتائج المرجوة‪ ،‬و بعد ذلك تتم‬
‫تعبئة الموارد البشرية و المادية و المالية التي يتطلبها تحقيق هذه النتائج‪ ،‬ثم بعد االنجاز يتم تقييم نسبة تحقق‬
‫النتائج و وقعها على الساكنة‪.‬‬
‫و يرتكز هذا األسلوب من التدبير على مبادئ أساسية هي‪:‬‬
‫‪ ‬المسؤولية ‪ :‬ضمان مناخ عمل مناسب يكون فيه البحث عن النتائج مسؤولية مشتركة ومحددة بوضوح‪.‬‬
‫‪ ‬الشفافية ‪ :‬تقاسم أفضل للمعلومات والتوثيق الجيد للقرارات‪.‬‬
‫‪ ‬الشراكة ‪ :‬التعاون مع المتدخلين والوصول إلى توافق معهم‪.‬‬
‫‪ ‬البساطة ‪ :‬سهل للفهم ومبسط التطبيق‪.‬‬
‫‪ ‬التعلم الميداني ‪ :‬تفعيل تكراري‪/‬تصحيحي للمشاريع والبرامج مع اإلتقان المتدرج‪.‬‬
‫‪ ‬تعميم التطبيق ‪ :‬تطبيق موسع للتدبير المتمحور حول النتائج في كل المشاريع و البرامج‪.‬‬

‫مشروع المؤسســـة‪:‬‬

‫اعتبر السيد المؤطر أن مشروع المؤسسة آلية من آليات التدبير الحديث للمؤسسات التعليمية التي تساهم في تفعيل‬
‫الحياة المدرسية للمتعلمين و تحسين جودة التعلمات‪ .‬و عرفه على انه "برنامج عمل تشترك في بلورته جميع‬
‫مكونات المجتمع المدرسي و يهدف إلى تجسيد مشروع مدرسة النجاح على ارض الواقع و هو بمثابة عقد قابل‬
‫للتنفيذ تلتزم به جميع األطراف المعنية"‪ .‬و يهدف مشروع المؤسسة إلى تفعيل دور المؤسسة التعليمية و إشاعة‬
‫روح المسؤولية لدى جميع المتدخلين قصد تحسين مناخ التعلم داخل المؤسسة و االرتقاء بالنتائج إلى أعلى‬
‫المستويات‪ .‬كما أشار السيد المؤطر إلى أن مشروع المؤسسة يشتغل وفق خطة محددة و واضحة المعالم تبتدئ‬
‫بتحديد المنظور المحلي و تمر عبر التشخيص‪ ،‬بلورة المشروع‪ ،‬المصادقة‪ ،‬االنجاز و التتبع‪ ،‬و تنتهي بالتقويم‪ .‬و‬
‫يشترط في المشروع أن يستجيب لمعايير محددة هي‪ :‬المالءمة‪ ،‬االنسجام‪ ،‬المصداقية‪ ،‬الفعالية‪ ،‬نجاعة االنجاز و‬
‫االستدامة‪.‬‬

‫تقرير عام حول التكوين المنظم لفائدة اطر اإلدارة التربوية الجدد ‪1021 – 1022‬‬
‫‪9‬‬
‫احمد سالم نجاح حارس عام الخارجية بثانوية حي القسم التأهيلية ‪ -‬العيون‬

‫و أكد األستاذ أن العمل بمشروع المؤسسة يندرج في إطار تطبيق التوجهات الكبرى لوزارة التربية الوطنية‬
‫الرامية إلى اعتماد الالمركزية و الالتركيز و إرساء المقاربة التشاركية في الشأن التربوي و التي تنبني على‬
‫منظومة التدبير بالنتائج‪ .‬و بما أن المؤسسة التعليمية هي النواة األساسية لمنظومة التربية و التكوين‪ ،‬و لكون كل‬
‫مؤسسة تعليمية لها خصوصيتها‪ ،‬فان العمل بمشروع المؤسسة هو الحل األمثل لتجسيد هذه الخصوصيات و‬
‫تحقيق النتائج و األهداف التعليمية التي تتوخاها كل مؤسسة تعليمية على حدة‪.‬‬

‫التعاون و الشراكة‪:‬‬

‫بدأ السيد المؤطر مداخلته بتعريف الشراكة التربوية على أنها عبارة عن "تعاون مشترك بين أطراف تربوية‬
‫وأطراف أخرى سواء أكانوا من داخل المؤسسة أو من محيطها الخارجي أم من جهات أجنبية تجمعهم مشاريع‬
‫تربوية مشتركة‪ ،‬الغرض منها تحقيق منافع معنوية ومصالح مادية‪ ،‬أو خلق تعايش سلمي بين المتشاركين‬
‫وتحقيق التواصل اللغوي والثقافي والحضاري بين هذه األطراف‪ ،‬أو التشارك من اجل إيجاد الحلول المناسبة‬
‫لمجموعة من الوضعيات والعوائق والمشاكل التي تواجهها"‪.‬‬
‫بعد ذلك قام بتصنيف الشراكات التربوية إلى ثالثة أنواع‪ :‬شراكة داخلية‪ ،‬شراكة مع المحيط الخارجي و شراكة‬
‫خارجية‪ .‬فالصنف األول يساهم فيه الفاعلون الداخليون الذين ينتمون إلى المؤسسة كالتالميذ ورجال اإلدارة‬
‫واألساتذة واآلباء وأولياء األمور عن طريق اقتراح مشاريع تربوية أو مشاريع اجتماعية واقتصادية وبيئية‬
‫وثقافية وفنية ورياضية تهم المؤسسة التعليمية‪ .‬أما الصنف الثاني فيستدعي انفتاح المؤسسة على محيطها‬
‫السوسيواقتصادي وخلق شراكات مع الجماعات المحلية والجمعيات والقطاع الخاص أو القطاع شبه العمومي و‬
‫المقاوالت ومدارس التكوين والمعاهد والجامعات من أجل خدمة المؤسسة وإنعاشها تربويا وتنميتها ثقافيا وفنيا‪.‬‬
‫بينما الصنف الثالث يقوم على مبادرة المؤسسة التعليمية إلى تبادل الزيارات والخبرات والتجارب مع مؤسسات‬
‫تعليمية أجنبية أو عربية عن طريق خلق شراكات تربوية في إطار التبادل الثقافي والحضاري والتواصل اللغوي‪.‬‬
‫كما أشار السيد المؤطر إلى مجموعة من المواصفات و الشروط التي يجب ان تتوفر لنجاح الشراكة و منها‪:‬‬
‫‪ ‬أن يكون هناك تعاون بين المؤسسات المعنية واستعمال لإلمكانيات الذاتية المتوفرة في كل مؤسسة‬
‫إلنجاز المشروع‪،‬‬
‫‪ ‬أن تحترم كل مؤسسة خصوصيات المؤسسات التي تربطها بها عالقة شراكة‪،‬‬
‫‪ ‬أن تنفتح كل مؤسسة على األخرى في إطار االنفتاح على المحيط الخارجي‪،‬‬
‫‪ ‬أن ترتكز هذه الشراكة على مشروع تربوي حيوي و واقعي يعمل على تحقيق أهداف تنسجم مع‬
‫األولويات التربوية لكل مؤسسة‪.‬‬

‫عالقة المؤسسة بمحيطها‪ -‬التواصل و التنشيط‪:‬‬

‫تقرير عام حول التكوين المنظم لفائدة اطر اإلدارة التربوية الجدد ‪1021 – 1022‬‬
‫‪10‬‬
‫احمد سالم نجاح حارس عام الخارجية بثانوية حي القسم التأهيلية ‪ -‬العيون‬

‫ذهبت السيدة المؤطرة في حديثها عن عالقة المؤسسة التعليمية بالمحيط الخارجي إلى اعتبارها فضاءا اجتماعيا‬
‫مصغرا يعكس كل العالقات االجتماعية والطبقية الموجودة في المجتمع‪ .‬فهي تؤثر في المجتمع و تتأثر به‪ .‬و كما‬
‫جاء في الميثاق الوطني للتربية و التكوين‪ ،‬فالمدرسة المغربية الجديدة تسعى إلى أن تكون منفتحة على "محيطها‬
‫بفضل نهج تربوي قوامه استحضار المجتمع في قلب المدرسة‪ ،‬والخروج إليه منها بكل ما يعود بالنفع على‬
‫الوطن‪ ،‬مما يتطلب نسج عالقات جديدة بين المدرسة وفضائها البيئي والمجتمعي والثقافي واالقتصادي‪ ".‬و تجدر‬
‫اإلشارة إلى أن هذا التوجه تمليه عدة حيثيات منها زحف العولمة ومشكل البطالة وضغط المنافسة الدولية‬
‫ومتطلبات االستثمار والحاجة إلى ترشيد النفقات عن طريق خلق شراكات ومشاريع المؤسسات و التحول‬
‫المعقلن إلى سياسة الالتمركز لتحقيق شعارات الجهوية و الجودة والقرب‪ .‬و رغم أن المجتمع المدرسي غالبا ما‬
‫يسوده نوع من االنسجام و التفاهم‪ ،‬فان انفتاح المؤسسة على المجتمع الخارجي ليس مضمون النتائج و لذلك البد‬
‫من تكاثف الجهود من اجل بناء جسور التواصل مع كل الشركاء و المتدخلين في الشأن المدرسي من خارج‬
‫المؤسسة و ذلك بتبني سياسة الحوار و اإلقناع و الحرص على المصداقية و المرونة في التعامل‪.‬‬
‫أما بخصوص التنشيط‪ ،‬فقد أشارت السيدة الفاضلة إلى أن التنشيط في مجال التربية هو "مجموع العمليات‬
‫واإلجراءات وأشكال التدخل البيداغوجي‪ ،‬التي يتم بها تسيير وتوجيه وضبط التواصل بين أفراد‪ ،‬أو تسيير مهام‬
‫وأعمال يقومون بها"‪ ،‬و الهدف األساسي منه هو تسهيل عملية التواصل وتيسير سبل التعاون على أمر من‬
‫األمور بين أعضاء الجماعة والمحافظة على اجتماعها وانسجامها‪ .‬و يمكن تعريف التنشيط خارج الفصل‬
‫الدراسي بأنه ذلك النشاط الثقافي واالجتماعي والرياضي الذي يمارسه اإلنسان بكيفية تطوعية خارج أوقات‬
‫العمل المعتادة مع جماعة معينة من أمثاله‪ ،‬وبتوجيه من شخص يكون في الغالب متخصصا بالتنشيط‪ ،‬يشرف‬
‫على هذا النشاط ويسهر على تنفيذه قصد تحقيق أهداف تربوية واجتماعية وأخالقية‪ .‬و يعد دور الحارس العام‬
‫محوريا في التنشيط داخل المؤسسة التربوية لكونه يساهم في بلورة برنامج العمل السنوي للمؤسسة و يتتبع‬
‫مراحل انجازه‪.‬‬

‫التواصل االستراتيجي‪:‬‬

‫تعرفنا من خالل هذه المصوغة على مفهوم التواصل‪ ،‬مكوناته‪ ،‬و وظائفه‪ .‬ففي االصطالح‪ ،‬يدل التواصل على‬
‫عملية نقل األفكار و التجارب و تبادل الخبرات و المعارف و المشاعر بين األفراد و الجماعات‪ ،‬و يرتكز على‬
‫ثالث عناصر أساسية هي المرسل و المتلقي و الشفرة‪ .‬و هو تقنية إجرائية أساسية في فهم التفاعالت البشرية‪ ،‬بل‬
‫أصبح علما قائما بذاته له تقنياته و أساليبه الخاصة‪ .‬و هو من أهم األدوات التي يعتمد عليها مجال اإلدارة‬
‫التربوية لتسهيل عملية تبادل المعلومات و الخبرات و تنمية العالقات التواصلية الداخلية و تقوية العالقات‬
‫التشاركية مع المحيط الخارجي للمؤسسة التعليمية‪.‬‬

‫تقرير عام حول التكوين المنظم لفائدة اطر اإلدارة التربوية الجدد ‪1021 – 1022‬‬
‫‪11‬‬
‫احمد سالم نجاح حارس عام الخارجية بثانوية حي القسم التأهيلية ‪ -‬العيون‬

‫و يؤدي التواصل وظيفتين أساسيتين‪ :‬وظيفة معرفية و تتمثل في نقل األفكار و الرموز الذهنية و تبليغها و تبادل‬
‫الخبرات بواسطة أساليب لغوية و غير لغوية‪ ،‬ووظيفة وجدانية تأثيرية تقوم على تمتين العالقات اإلنسانية و‬
‫تفعيلها‪ .‬و من بين األشكال التي يأخذها تواصل المؤسسة التعليمية مع الداخل و الخارج‪ ،‬هناك الشكل الوظيفي‬
‫كاللقاءات واالجتماعات و المذكرات الداخلية‪ .‬و هناك الشكل الرسمي الذي يتم وفق السلم اإلداري‪ .‬و أحيانا‬
‫يكون التواصل أفقيا بين أطراف إدارية أو تربوية داخل نفس المؤسسة‪.‬‬
‫ونظرا لتموقع الحارس العام في قلب هذه الشبكة العالئقية‪ ،‬فان له دورا تواصليا محوريا ألنه مطالب بالتفاعل و‬
‫نسج عالقات تفاهم مع الشركاء الداخليين من إداريين و أساتذة و تالميذ‪ ،‬و مع الشركاء الخارجيين مثل أولياء‬
‫التالميذ و هيئات المجتمع المدني و اإلدارة الوصية و غيرهم‪ .‬و لكي يؤدي الحارس العام هذا الدور التواصلي‬
‫على النحو األمثل‪ ،‬ال بد له من اكتساب عدة مهارات تنشيطية تواصلية منها‪:‬‬
‫‪ ‬القدرة على تشجيع ونسج التحالفات بين األفراد والجماعات وتبادل وجهات النظر بينها‪،‬‬
‫‪ ‬القدرة على إدارة المناقشات‪ :‬فمنشط التواصل يعتبر "وسيطا" وعليه أن يصغي ويشجع مختلف‬
‫وجهات النظر ويخلق الفرص لتبادلها بين المشاركين‪،‬‬
‫‪ ‬القدرة على تشجيع وتنظيم مشاركة المرأة وباقي الفئات التي يقع تهميشها عادة‪ ،‬ذلك أن احد‬
‫مرتكزات السياسة التعليمية بالمغرب هو ترسخ مقاربة النوع في مجال التربية و منح فرص‬
‫تكوين متكافئة لكل فئات المجتمع‪.‬‬
‫‪ ‬مهارة تنسيق المعلومات ويقصد بذلك تقديم المعلومات في شكل يتالءم مع خلفيات و قدرات‬
‫المشاركين في التواصل‪.‬‬
‫‪ ‬القدرة على التخطيط وتعديل الخطط في الوقت المناسب وبالشكل الذي يمكن من تحقيق النتائج‬
‫المتوخاة‪.‬‬

‫سوسيولوجيا و سيكولوجيا المراهق‪:‬‬

‫عرف السيد المؤطر مرحلة المراهقة على أنها "فترة الحياة الواقعة بين الطفولة المتأخرة والرشد‪ ،‬أي أنها تأخذ‬
‫من سمات الطفولة ومن سمات الرشد وهي مرحلة انتقالية يجتهد فيها المراهق لالنفالت من الطفولة المعتمدة‬
‫على الكبار‪ ،‬ويبحث عن االستقالل الذاتي الذي يتمتع به الراشدون"‪ .‬فالمراهقة مرحلة عمرية حرجة لها تجليات‬
‫متعددة‪ ،‬و تتأثر بعوامل النمو البيولوجي والفسيولوجي وبالمؤثرات االجتماعية والحضارية والجغرافية بشكل‬
‫كبير‪ .‬و قد حدد األستاذ المؤطر أربعة أشكال للمراهقة‪:‬‬
‫‪ ‬المراهقة السوية‪ :‬المتكيفة مع الذات و المحيط‪ ،‬الخالية من المشكالت‪.‬‬

‫تقرير عام حول التكوين المنظم لفائدة اطر اإلدارة التربوية الجدد ‪1021 – 1022‬‬
‫‪12‬‬
‫احمد سالم نجاح حارس عام الخارجية بثانوية حي القسم التأهيلية ‪ -‬العيون‬

‫‪ ‬المراهقة اإلنسحابية‪ :‬حيث ينسحب المراهق من مجتمع األسرة ومن مجتمع األقران ويفضل االنعزال‬
‫واالنفراد بنفسه‪.‬‬
‫‪ ‬المراهقة العدوانية‪ :‬المتمردة حيث يتسم سلوك المراهق فيها بالعدوان على نفسه وعلى أفراد األسرة‬
‫والمدرسة‪.‬‬
‫‪ ‬المراهقة المنحرفة‪ :‬حيث ينغمس المراهق في ألوان من السلوك المنحرف كالمخدرات والسرقة‬
‫واالنحالل الخلقي‪.‬‬
‫كما أشار إلى أن المراهقة تنقسم إلى ثالث مراحل عمرية‪ :‬مراهقة مبكرة (تقابل المرحلة اإلعدادية تقريبا)‬
‫ووسطى (المرحلة الثانوية تقريبا) ومتأخرة (ما بعد الثانوية إلى عمر ‪ 13‬تقريبا)‪ ،‬بحيث يكون لكل قسم مظاهره‬
‫الخاصة في النمو‪ .‬ومن هنا يتبين إ ن هذه المرحلة لها أهمية قصوى في تكوين شخصية اإلنسان مما يستدعي منا‬
‫فهما دقيقا لخصائصها ومتطلباتها ومشكالتها حتى نتمكن من عقلنة تعاملنا مع المراهقين و تصحيح نظرتنا إلى‬
‫سلوكاتهم و اعتبارها انعكاسا طبيعيا لنموهم البيولوجي و النفسي و االجتماعي‪ .‬و يعتبر الحارس العام األكثر‬
‫حاجة إلى فهم نفسية المراهقين بشكل واضح ألنه مكلف بتتبع أوضاع التالميذ التربوية والتعليمية و"السيكولوجية‬
‫واالجتماعية والصحية"‪.‬‬

‫مقاربة النوع و المدرسة المغربية‪:‬‬

‫استهلت السيدة المنشطة حديثها بتعريف بعض المفاهيم األساسية مثل النوع و مقاربة النوع‪ .‬فالنوع هو " مجموع‬
‫األدوار و المسؤوليات االجتماعية‪ ،‬القيم و األفعال التي يخولها مجتمع ما لنسائه و لرجاله‪ ".‬أما مقاربة النوع‬
‫فهي العمل على إدماج المرأة في جميع مناحي الحياة النشطة و ضمان استفادتها من ثمار التنمية على غرار‬
‫نظيرها الرجل و العمل على تجسيد تكافؤ الفرص على أرض الواقع بين النساء والرجال على كافة األصعدة و‬
‫في شتى المجاالت‪ .‬و أكدت األستاذة أن تحقيق هذه األهداف السامية يستوجب اإلنطالق من المؤسسة التعليمية و‬
‫ذلك بالعمل على ضمان ولوج عادل و منصف للفتيات و الفتيان لتعليم جيد و مؤهل‪ ،‬تشجيع تمدرس الفتيات و‬
‫محاربة االنقطاع المبكر لهن‪ ،‬تنمية الفضاء المدرسي كفضاء امن للتنشئة االجتماعية و اكتساب قيم و سلوكات‬
‫مرتبطة بالمساواة‪ ،‬والعمل على حضور الفتاة في جميع أنشطة المؤسسة و نواديها حتى تأخذ فرصتها الكاملة‬
‫في إظهار مواهبها و قدراتها‪.‬‬

‫الديمغرافيا السكانية و التربية على المواطنة‪:‬‬

‫في الجزء األول من مداخلته‪ ،‬تحدث األستاذ عن الديمغرافيا‪ ،‬أو علم توزيع السكان‪ ،‬فأوضح أنها تتناول في‬
‫أبحاثها التغييرات والتطورات التي تمر بها التجمعات السكانية على المستوى الدولي‪ ،‬الوطني آو المحلي‪ .‬ويسعى‬

‫تقرير عام حول التكوين المنظم لفائدة اطر اإلدارة التربوية الجدد ‪1021 – 1022‬‬
‫‪13‬‬
‫احمد سالم نجاح حارس عام الخارجية بثانوية حي القسم التأهيلية ‪ -‬العيون‬

‫علماء الديمغرافيا إلى استخالص قواعد عامة‪ ،‬يمكن بواسطتها تقدير التطورات المستقبلية في عدد السكان‪ ،‬أو‬
‫في حركات الهجرة بين البلدان أو داخل البلد الواحد‪ .‬و حدد أهدافها الرئيسية في ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬العمل على وجود إحصائيات بصورة منتظمة لعدد السكان‪،‬‬
‫‪ ‬معرفة كل ما هو جديد عن التوزيع السكاني الجغرافي‪،‬‬
‫‪ ‬متابعة المتغيرات االجتماعية واالقتصادية والثقافية وغيرها من المتغيرات‪،‬‬
‫‪ ‬إحصاء مستمر لعدد المواليد الجدد وعدد الوفيات ونسب األمراض‪،‬‬
‫‪ ‬متابعة أسباب الهجرة الشرعية و غير الشرعية ومستوى المعيشة ونسب الدخل‪،‬‬
‫‪ ‬و الوقوف على كل األزمات والقضايا التي تواجه السكان بالعالم وذلك لتحديد ما يلزم البشر‬
‫للتطوير في الحاضر والمستقبل‪.‬‬
‫كما أشار أن أهمية علم الديمغرافيا السكانية في مجال التعليم تأتي من كونه يعطينا فكرة واضحة عن توزيع‬
‫الساكنة في منطقة معينة و حركيتها مما يساعد على انجاز خريطة مدرسية قابلة للتطبيق بدون مشاكل‪ .‬كما‬
‫يساعد على تحديد المناطق التي تحتاج إلى تجهيزات أو بنايات إضافية للتخفيف من حدة اإلكتضاض داخل‬
‫الفصل‪.‬‬
‫أما في الجزء الثاني فتحدث عن التربية على المواطنة‪ .‬فعرف المواطنة بانها هي " العضوية الكاملة والمتساوية‬
‫في المجتمع بما يترتب عليها من حقوق وواجبات"‪ ،‬و بهذا المعنى فهي‪:‬‬
‫‪ ‬تمارس بالضرورة في مجتمع ديمقراطي‪.‬‬
‫‪ ‬تحيل بالضرورة على الحقوق والواجبات في كل المجاالت‪.‬‬
‫‪ ‬تشترط بالضرورة المساواة بين كافة المواطنين والمواطنات‪.‬‬
‫وبخصوص التربية على المواطنة‪ ،‬أوضح السيد المؤطر أنها تتلخص في المجهود الذي تساهم به المدرسة‬
‫لتكوين اإلنسان‪/‬المواطن الواعي والممارس لحقوقه وواجباته اتجاه ذاته واتجاه الجماعة التي ينتمي إليها‪.‬‬
‫والتربية على المواطنة هي باألساس تربية على المبادرة والمسؤولية واالستقاللية‪ ،‬وهي ال تعد فقط الجيل‬
‫الصاعد لممارسة مواطنة نشيطة متى بلغ سن الرشد‪ ،‬بل تنمي لديه‪ ،‬القدرة على أن يكون في كل سن وكل لحظة‬
‫مواطنا بكل المقاييس‪.‬‬

‫الخريطة المدرسية‪:‬‬

‫أشار األستاذ المكون إلى أن الخريطة المدرسية جزء من المخطط اإلقليمي للتربية‪ ،‬و هي تؤطر العمليات‬
‫التربوية داخل المؤسسات التعليمية تماشيا مع التوجهات الجهوية و اإلستراتيجيات الوطنية‪ .‬و هي صورة توقعية‬
‫مبني ة على تشخيص للوضعية الراهنة و الموارد المتاحة و اإلكراهات الموجودة و المحتملة‪ .‬تعتبر أيضا مخططا‬

‫تقرير عام حول التكوين المنظم لفائدة اطر اإلدارة التربوية الجدد ‪1021 – 1022‬‬
‫‪14‬‬
‫احمد سالم نجاح حارس عام الخارجية بثانوية حي القسم التأهيلية ‪ -‬العيون‬

‫سنويا يوجه عمليات التمدرس خالل سنة دراسية و يوضح لمدبري المجال التربوي المدرسي اإلجراءات‬
‫المعتمدة‪ ،‬الغالف المالي و الزمني و الموارد البشرية المتاحة‪ .‬و حدد أربعة أهداف للخريطة المدرسية هي تعميم‬
‫التعليم‪ ،‬ضمان تكافؤ الفرص‪ ،‬الرفع من المردودية و الرفع من مستوى الجودة‪.‬‬

‫و أوضح السيد المؤطر أن إعداد الخريطة المدرسية ينطلق مباشرة بعد االنتهاء من اإلحصاء السنوي الشامل‪ .‬و‬
‫تتم عملية اإلعداد على مستوى النيابات و تحت إشراف األكاديميات الجهوية للتربية و التكوين و ذلك على ثالث‬
‫مراحل‪ :‬الخريطة النظرية اإلقليمية‪ ،‬الخريطة التوقعية‪ ،‬ثم الخريطة المعدلة‪ .‬و يتم مسك المعلومات بواسطة‬
‫برنام (‪ )cartesco‬المعد لهذا الغرض‪ .‬تبتدئ العملية بإعداد الخريطة النظرية بناءا على األهداف و التوجيهات‬
‫الرسمية‪ ،‬و تفرز األعداد المرتقبة للتلميذات والتالميذ واألقسام والفائض و الخصاص من الموارد البشرية‬
‫والحجرات بناء على معايير محددة‪ .‬ثم تليها مرحلة الخريطة التوقعية التي تمكن من المواءمة بين األهداف‬
‫والتوجيهات من جهة‪ ،‬والموارد المادية والبشرية المتوفرة من جهة أخرى‪ .‬و يتم إعداد الخريطة المعدلة خالل‬
‫شهر يوليو اعتمادا على نتائج مجالس األقسام ووتيرة تقدم إنجاز البناءات المدرسية‪ ،‬حيث تمكن هذه العملية‬
‫الخريطة من إعطاء صورة نهائية لما سيكون عليه الدخول التربوي المقبل‪.‬‬

‫استعماالت الزمن‪:‬‬

‫استهل السيد منشط الورشة مداخلته بالتذكير أن تدبير الزمن المدرسي أصبح يحظى باهتمام كل المتتبعين للشأن‬
‫التربوي لما له من تأثير على تحسين جودة التعليم و مخرجاته‪ .‬و أضاف أن عملية إعداد جداول الحصص و‬
‫استعماالت الزمن جزء ال يتجزأ من هذا التدبير‪ ،‬و أنها عملية تؤرق األطر اإلدارية ألنها تتطلب الكثير من‬
‫التركيز و التنظيم في العمل‪ .‬و أكد أن انجاز هذا الواجب السنوي بنجاح يتطلب من اإلداري‪ ،‬الناظر على‬
‫الخصوص‪ ،‬القيام باإلجراءات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬احترام الخريطة المدرسية‪،‬‬
‫‪ ‬احترام الحصص المقررة في كل مادة‪،‬‬
‫‪ ‬ضبط مجمل عدد الساعات في كل مادة‪،‬‬
‫‪ ‬اخذ عدد األساتذة بعين االعتبار‪،‬‬
‫‪ ‬التقيد بعدد الحجرات الدراسية‪،‬‬
‫‪ ‬توزيع األقسام على األساتذة بشكل عادل قدر اإلمكان‪،‬‬
‫‪ ‬إعداد السبورة العامة للتوزيع التربوي‪،‬‬
‫‪ ‬إعداد وريقات ورموز المواد وأرقام األساتذة‪،‬‬
‫‪ ‬تخصيص قاعات للغات واالجتماعيات واإلعالميات‪،‬‬
‫تقرير عام حول التكوين المنظم لفائدة اطر اإلدارة التربوية الجدد ‪1021 – 1022‬‬
‫‪15‬‬
‫احمد سالم نجاح حارس عام الخارجية بثانوية حي القسم التأهيلية ‪ -‬العيون‬

‫‪ ‬تركيب جداول الحصص واستعماالت الزمن‪.‬‬


‫قد يبدو للبعض أن هذه العملية ال تتطلب جهدا كبيرا‪ ،‬و لكن السيد المؤطر أكد أنها في الواقع عملية تحتاج إلى‬
‫الكثير من المهارة و التجربة حتى يستطيع اإلداري انجازها بإتقان و بأريحية ألنه مطالب بالتوفيق بين مختلف‬
‫تلك العمليات لضمان السير الطبيعي للدراسة خالل السنة‪ .‬و أوضح انه كلما اتسعت البنية التربوية للمؤسسة و‬
‫كثرت الشعب و التخصصات المعممة و غير المعممة كلما زاد تعب السيد الناظر‪.‬‬

‫توثيق و تدبير الخزانات المدرسية‪:‬‬

‫أكدت األستاذة في بداية حديثها أن المكتبة المدرسية هي الشريان النابض للمؤسسة التربوية وذلك بتوفيرها‬
‫للمصادر التعليمية من كتب و مجالت علمية و أدبية و وسائل سمعية بصرية يعتمد عليها المعلمون و المتعلمون‬
‫على حد سواء‪ .‬و يبرز دور المكتبة الحيوي خصوصا عندما يحتاج التالميذ إلى مراجع ناذرة أو غالية الثمن‬
‫للقيام ببحوث أو عروض لها عالقة بالمقررات‪ .‬و لدعم دور المكتبة المدرسية في حياة المتعلمين‪ ،‬فانه من‬
‫الواجب ربط العملية التعليمية بالمكتبة بشكل يضمن استعمالها لما هو مفيد و ايجابي‪ ،‬و ذلك بتوفير وسائل‬
‫الراحة للتالميذ أثناء تواجدهم داخل المكتبة‪ ،‬توفير الكتب و المراجع التي يحتاجها التالميذ‪ ،‬و خصوصا ربط‬
‫بعض واجبات التعلم باستعمال المكتبة‪ .‬و أشارت السيدة المؤطرة إلى انه في إطار انفتاح المؤسسة على المحيط‪،‬‬
‫فان هناك خطة على المستوي الوطني لجعل المكتبات المدرسية أيضا منفتحة على المحيط الخارجي بحيث يلجها‬
‫كل من أراد أن ينهل من محتوياتها المعرفية و الفكرية من داخل المؤسسة أو من خارجها‪.‬‬
‫و في الختام أوضحت األستاذة أننا إذا أردنا الحفاظ على مكانة المكتبة المدرسية كأداة لتطوير األداء التعليمي‪/‬‬
‫التعلمي داخل مؤسساتنا فيجب توفر مجموعة شروط منها‪:‬‬
‫‪ ‬تزويد كل إدارة بعدد كاف من الموظفين المؤهلين من مكتبيين وتربويين وأخصائي وسائل سمعية‬
‫وبصرية‪.‬‬
‫‪ ‬منح هذا اإلدارات صالحيات تدبيرية واسعة بحيث يكون لها الحق في اختيار وتعيين أمناء مكتبات‬
‫وتكون المسؤولة عن وضع األنظمة والمعايير الالزمة لمباني المكتبات وتأثيثها‪.‬‬
‫‪ ‬تطوير أساليب العمل كاستخدام الحاسوب لتكوين فهارس موحدة‪ .‬وإذا أمكن تزويد كل مكتب بجهاز‬
‫حاسوب يرتبط بشبكة معلومات متكاملة‪.‬‬
‫‪ ‬أن تتوافق المناهج الدراسية مع هذا االنفجار المعرفي في عصر تكنولوجيا المعلومات وذلك بأن‬
‫تتيح للمتعلم المجال الستخدام قدراته ونشاطه الذاتي الكتساب المعرفة والمهارات عن طريق التعلم‬
‫الذاتي‪.‬‬

‫مستجدات تدريس المواد‪:‬‬

‫تقرير عام حول التكوين المنظم لفائدة اطر اإلدارة التربوية الجدد ‪1021 – 1022‬‬
‫‪16‬‬
‫احمد سالم نجاح حارس عام الخارجية بثانوية حي القسم التأهيلية ‪ -‬العيون‬

‫في ما يخص مستجدات تدريس المواد‪ ،‬أكد السيد المؤطر انه تمت مراجعة البرامج والمناهج باعتماد مدخل‬
‫الكفايات من خالل ربط المنهاج بالمحيط المعيش لدى التلميذ والتمركز حول المتعلم وتوظيف التكنولوجيا الحديثة‬
‫لإلعالم والتواصل وإقرار التدريس باألنشطة لجعل التلميذ نشيطا في القسم عن طريق مشاركته‪.‬‬

‫و تمت اإلشارة إلى أن مرجعية هذه المنهجية هي بياجي الذي يعتبر أن المعرفة تتكون عن طريق عملية البناء‬
‫وليس عن طريق التلقين المباشر وأن المعارف السابقة شرط أساسي لبناء المعرفة‪ .‬وفي مقارنة بين المنهجية‬
‫االستقرائية والمنهجية البنائية تبين أنه في األولى ينطلق التعلم من وضعية تجربة ونعمل على تلقين نماذج دون‬
‫أخذ تمثالت التالميذ بعين االعتبار وبالتالي فهي غير محفزة‪ .‬أما في الثانية فينطلق التعلم من وضعية مسألة ويتم‬
‫التمييز بين النموذج والواقع وتأخذ تمثالت التالميذ بعين االعتبار وبالتالي فهي منهجية محفزة‪.‬‬

‫و قد حدد السيد المؤطر معايير اختيار األنشطة التعليمية في ضمان مبادئ التجديد والتنوع والتكامل‪ ،‬واقتراح‬
‫أنشطة لها صلة بجوانب من المحيط‪ ،‬وانجاز أنشطة في سياق جماعي‪ .‬و لتدبير هذه األنشطة فانه يتم االنطالق‬
‫من مرحلة التفكير الشخصي والمرور إلى مرحلة المواجهة وبعدها التوافق ثم التحقق ثم االنتهاء بمرحلة إعادة‬
‫البناء المعرفي‪.‬‬

‫النصوص التشريعية و التنظيمية‪:‬‬

‫المست هذه المصوغة مكون التشريع المدرسي من حيث هو مجموعة من النصوص القانونية والمراسيم‬
‫والقرارات والتعليمات المتعلقة بتسيير وتنظيم مجال التربية والتعليم وتخص التالميذ والمـوظفين في قطاع‬
‫التربية وكذا المتعامـلين مع هــذا القطاع‪ .‬و تكمن أهمية التشريع المدرسي بالنسبة للحارس العام في أن يطلع‬
‫على شروط تطبيق النصوص الواردة فيه و يعرف ما يعود منها بالفائدة عليه وما يترتب على مخالفتها أو‬
‫التهاون في تطبيقها من آثار ونتائج سلبية‪ .‬و اعتبر السيد المؤطر أن اإللمام بالنصوص التشريعية والتنظيمية من‬
‫أهم األسس التي ينبغي أن تنبني عليها الممارسة الميدانية لألطر اإلدارية والتربوية‪ ،‬باإلضافة إلى التشبع بالقيم‬
‫اإلنسانية والتقيد بأخالقيات المرفق العمومي‪ .‬و أوضح أن التشريع المدرسي يضبط الحقوق و الواجبات‬
‫والمسؤوليات و يقنن العالقات و االختصاصات داخل النظام ومع الشركاء‪ .‬كما ينظم هياكل اإلدارة التربوية و‬
‫ييسر تنظيم العمل بكيفية مالئمة لتحقيق الغايات المنشودة من نشاط مؤسسات التربية والتكوين‪.‬‬

‫اإلعالميات و اإلحصائيات في المجال التربوي ‪:‬‬

‫تعتبر اإلحصائيات في شكلها الحديث دعامة من الدعامات المنهجية األساسية في أي تخطيط آو دراسة في‬
‫المجال التربوي‪ .‬وهي مجموعة من العمليات الحسابية والمنطقية التي تعمل على ضبط وقياس مختلف المظاهر‬
‫التربوية بلغة األرقام والرسوم المبيانية‪ ،‬وهذا يساعد على تلخيص البيانات المبعثرة الخام وتحويلها إلى بيانات‬

‫تقرير عام حول التكوين المنظم لفائدة اطر اإلدارة التربوية الجدد ‪1021 – 1022‬‬
‫‪17‬‬
‫احمد سالم نجاح حارس عام الخارجية بثانوية حي القسم التأهيلية ‪ -‬العيون‬

‫مركزة قابلة للوصف الموضوعي والتحليل العلمي و اإلستنتاج المنطقي الذي يودي إلى اتخاذ القرارات‬
‫الصحيحة والمالئمة‪ .‬و قد يعتقد البعض أن علم اإلحصاء يتطلب مهارات عالية إال انه في الواقع يعتبر من‬
‫الوسائل المنهجية األكثر سهولة ودقة واألكثر فائدة في المجال التربوي‪ .‬لذلك أصبحت اإلحصائيات من األمور‬
‫الضرورية التي يجب أن يتمرس عليها اطر هيئة اإلدارة التربوية قصد التمكن من تدبير شؤون المؤسسة‬
‫التعليمية وتوجيه الممارسة التربوية واستثمار نتائج التقييم اإلداري و البيداغوجي التخاذ القرارات المناسبة‪ .‬و‬
‫لالستفادة من هذه المهارة كان لزاما على األطر اإلدارية اكتساب مهارة استعمال الحاسوب‪ .‬و لتشجيع األطر‬
‫على السير في هذا االتجاه قام السيد رئيس خلية اإلعالميات باألكاديمية الجهوية بإعطاء شروحات حول استعمال‬
‫برنام ميكريسوفت اكسيل النجاز اللوائح و المعدالت و المبيانات‪ ،‬كما اطلعنا على تقنية التراسل اإلداري من‬
‫خالل برنام ميكريسوفت وورد‪ .‬و لجعل هذه الشروحات أكثر واقعية‪ ،‬فقد رافق هذا العرض القيام بتطبيقات على‬
‫المعطيات الحقيقية التي يشتغل عليها كل إطار على حدة في مؤسسته األصلية‪ .‬تعرفنا كذلك خالل هذه المصوغة‬
‫على كيفية التعامل مع البوابات االلكترونية (‪ )GRESA‬و (‪ )ESISE‬و (‪ )RefEleve‬و تعرفنا على مجمل‬
‫العمليات اإلحصائية التي تتم خالل السنة الدراسية‪.‬‬

‫تقرير عام حول التكوين المنظم لفائدة اطر اإلدارة التربوية الجدد ‪1021 – 1022‬‬
‫‪18‬‬
‫احمد سالم نجاح حارس عام الخارجية بثانوية حي القسم التأهيلية ‪ -‬العيون‬

‫المحور الثاني‪:‬‬

‫التكوين الميداني‬

‫تقرير عام حول التكوين المنظم لفائدة اطر اإلدارة التربوية الجدد ‪1021 – 1022‬‬
‫‪19‬‬
‫احمد سالم نجاح حارس عام الخارجية بثانوية حي القسم التأهيلية ‪ -‬العيون‬

‫عرض حول مشروع باجيسم‪:‬‬


‫تحدث السيد سعيد باحيد عن مشروع "باجيسم" و أشار إلى انه يأتي في إطار تنفيذ مقتضيات مذكرة التفاهم‬
‫الموقعة بين المغرب وكندا بتاريخ ‪ 12‬يناير ‪ 1433‬والمتعلقة بدعم تدبير المؤسسات التعليمية بالمغرب الذي‬
‫ستساهم كندا من خالله في إرساء مشاريع المؤسسات التعليمية بالمغرب ‪ ،‬إذ أن "مشروع ‪"PAGESM‬‬
‫سيدعم الحكامة المحلية في السنوات األربع المقبلة حيث يتوقع أن ينتهي مع متم شهر يونيو ‪ .1431‬وسيشمل‬
‫المشروع جميع األكاديميات وجميع النيابات وجميع المؤسسات التعليمية‪.‬‬
‫و حدد األستاذ أربعة مكونات أساسية لهذا المشروع هي‪:‬‬
‫‪ ‬العمل بمشروع المؤسسة‪،‬‬
‫‪ ‬تعزيز القدرات التدبيرية للمديرين‪،‬‬
‫‪ ‬تدبير الموارد البشرية‪،‬‬
‫‪ ‬المناصفة بين اإلناث والذكور‪.‬‬
‫و اعتبر أن مشروع باجيسم دعامة أساسية إلرساء ثقافة مشروع المؤسسة في الوسط التربوي‪ .‬كما شدد على‬
‫األولوية التي يحظى بها مشروع المؤسسة ضمن برامج األكاديميات الجهوية وكذا ما يكتسي بناء مشروع‬
‫متكامل للمؤسسة من أهمية في تحقيق أهداف البرنامج أالستعجالي على صعيد كل المؤسسات التربوية وفي نشر‬
‫ثقافة المسؤولية والمشاركة داخلها وتشجيع المبادرات الصادرة عن محيطها باعتبارها نواة لمشروع مجتمعي‬
‫متكامل ينطلق من المدرسة‪.‬‬
‫عرض حول البرنامج أالستعجالي‪:‬‬
‫أشار السيد سعيد باحيد في بداية عرضه إلى أن البرنامج اإلستعجالي يأتي تنفيذا لتعليمات جاللة الملك السامية‬
‫ببلورة برنامج طموح و مجدد يمكن من إعطاء اإلصالح دفعة قوية و نفسا جديدا و يؤدي إلى تحقيق األهداف و‬
‫الغايات المسطرة في الميثاق الوطني للتربية و التكوين‪ .‬و لعل أسمى غايات الميثاق الوطني تتمثل في جعل‬
‫المتعلم محور اإلصالح والتغيير عن طريق رفع مستواه التحصيلي والمعرفي و المهاري وذلك بتلبية حاجياته‬
‫الذهنية والوجدانية والحركية‪ ،‬والعمل على تكوين أطر مستقبلية مؤهلة ومؤطرة ذات كفاءة قادرة على اإلبداع‬
‫والتجديد وتنمية البالد‪ .‬وتسعى بنود الميثاق أيضا إلى جعل المدرسة المغربية مدرسة منفتحة مفعمة بالحياة‬
‫وجعل الجامعة كذلك جامعة منفتحة وقاطرة للتنمية‪ .‬و سعيا لتحقيق فعالية قصوى لهذا البرنامج‪ ،‬تمت بلورة‬
‫خطة عمل تتوخي تحقيق أربعة أهداف أساسية‪:‬‬
‫‪ ‬التحقيق الفعلي إللزامية التعليم إلى غاية ‪ 31‬سنة‪ :‬بواسطة عدة إجراءات من بينها تطوير التعليم‬
‫األولي‪ ،‬توسيع العرض التربوي اإللزامي‪ ،‬تأهيل المؤسسات التربوية‪ ،‬ضمان تكافؤ الفرص‪،‬‬
‫محاربة الهدر المدرسي و إدماج اإلنصاف في المنظومة‪.‬‬

‫تقرير عام حول التكوين المنظم لفائدة اطر اإلدارة التربوية الجدد ‪1021 – 1022‬‬
‫‪20‬‬
‫احمد سالم نجاح حارس عام الخارجية بثانوية حي القسم التأهيلية ‪ -‬العيون‬

‫‪ ‬حفز روح المبادرة و التميز في المؤسسة الثانوية التأهيلية و في الجامعة‪ :‬و يتم ذلك من خالل تحسين‬
‫العرض التربوي في الثانوية و الجامعة و تشجيع التميز و البحث العلمي‪.‬‬
‫‪ ‬مواجهة اإلشكاالت األفقية للمنظومة التربوية‪ :‬و ذلك عبر تعزيز كفاءات األطر التربوية‪ ،‬تعزيز‬
‫آليات التأطير و التفتيش‪ ،‬و ترشيد تدبير الموارد البشرية‪ .‬باإلضافة إلى التخطيط و الحكامة و إدماج‬
‫مقاربة النوع‪ ،‬تأهيل و تحسين منظومة اإلعالم‪ ،‬و تعزيز التحكم في اللغات‪.‬‬
‫‪ ‬توفير وسائل النجاح‪ :‬و ذلك من خالل ترشيد الموارد المالية و استدامتها‪ ،‬التعبئة و التواصل حول‬
‫المدرسة‪ ،‬و النهوض بالقطاع الخاص‪.‬‬
‫وعلى الرغم من المستجدات الطموحة التي جاء بها الميثاق الوطني للتربية والتكوين و التي كرسها البرنامج‬
‫االستعجالي‪ ،‬فإن الواقع ال يعكس أي تغيير ايجابي في هذا المجال‪ .‬فبدال من زيادة عدد المتمدرسين و تحسن‬
‫مخرجات التعليم‪ ،‬أصبحنا نالحظ عزوفا عن الدراسة من قبل المتعلمين‪ ،‬وانتشار األمية و العطالة المستمرة‪،‬‬
‫والتأثير السلبي لتعميم التعليم حيث اعتمد معيار الكم على حساب الجودة‪.‬‬
‫عرض حول التنظيم اإلداري في تجربة القطاع المدرسي‪:‬‬
‫استهل السيد الميسي سيدي محمد عرضه بالتمييز بين والالمركزية الال تركيز اإلداريين‪ .‬وهكذا أوضح أن‬
‫الالتركيز اإلداري هو تفويت جزء مهم من سلطة صنع القرار إلى جهات محلية خاضعة للسلطة المركزية التي‬
‫تظل هي المتحكمة في سلطة التوجيه واإللغاء‪ ،‬وبعبارة أخرى يقصد بالالتركيز نقل اختصاصات الوزراء إلى‬
‫بعض موظفي المصالح الخارجية أو إلى العمال‪ ،‬أو إلى بعض موظفي اإلدارة المركزية‪ .‬أما الالمركزية فهي‬
‫تفويت جزء مهم من سلطة اتخاذ وتنفيذ القرارات اإلدارية بإمكانيات وموارد محلية لفائدة الجماعات والجهات‪،‬‬
‫لضمان اتخاذ قرارات فعالة ومجدية تراعي المتطلبات المحلية وتأخذ بعين االعتبار معطيات الواقع المتخذة‬
‫لفائدته‪ .‬و الالمركزية نوعان‪:‬‬
‫الالمركزية الترابية (الجماعات المحلية التي لها الشخصية المعنوية واالستقالل المالي وتمثلها‬ ‫‪‬‬
‫هيئات منتخبة) ‪،‬‬
‫الالمركزية المرفقية‪ ،‬المرتبطة بمرفق عمومي معين ويمثلها موظفون (المكتب الوطني للماء‬ ‫‪‬‬
‫الصالح للشرب‪ ،‬المكتب الوطني للكهرباء‪ .)...‬والمرفق العمومي قد يكون إداريا كالجامعات أو‬
‫اقتصاديا كالمكتب الشريف للفوسفاط أو اجتماعيا كالصندوق الوطني لمنظمات االحتياط‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫وهياكل هذه المؤسسات هي المجلس اإلداري ويرأسه الوزير األول لكنه يفوض للوزير المعني‪ ،‬المدير الذي هو‬
‫جهاز تنفيذي يسير األعمال اليومية ويمثل المؤسسة العمومية أمام القضاء وهو اآلمر بالصرف‪ .‬واللجان التقنية‬
‫المكلفة بمتابعة قرارات المجلس اإلداري ولديها اختصاص معين كالبناء مثال‪.‬‬

‫تقرير عام حول التكوين المنظم لفائدة اطر اإلدارة التربوية الجدد ‪1021 – 1022‬‬
‫‪21‬‬
‫احمد سالم نجاح حارس عام الخارجية بثانوية حي القسم التأهيلية ‪ -‬العيون‬

‫ولإلشارة فان كال النظامين يوفران إدارة القرب والفرق بينها انه في حالة الالمركزية نتحدث عن الشخصية‬
‫المعنوية واالستقالل اإلداري والمالي وعن هيأة منتخبة والصالحية في اتخاذ القرار‪ ،‬الشيء الذي ال نجده في‬
‫حالة الال تركيز اإلداري حيث السلطة والقرار بيد المصالح المركزية‪.‬‬
‫وفي وزارة التربية الوطنية فان التنظيم اإلداري ينبني على الالمركزية و الالتركيز وقد جاءت الالمركزية في‬
‫التعليم ابتدءا من ‪ 2002‬مع إحداث األكاديميات الجهوية لألسباب اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬اعتبار التعليم مسألة مجتمعية تهم المجتمع بكل مكوناته‪،‬‬
‫‪ ‬تحقيق عنصر التمثيلية والمشاركة‪،‬‬
‫‪ ‬تشجيع الساكنة المحلية على المساهمة في مشروع القرار وتحفيزها على المبادرة واإلبداع‪،‬‬
‫‪ ‬اخذ الخصوصيات المحلية و الجهوية بعين االعتبار‪،‬‬
‫‪ ‬تعقيدات المنظومة التربوية بشكل يصعب معه تدبيرها مركزيا‪.‬‬
‫عرض حول دور اإلدارة التربوية في تتبع خطوات التقويم التربوي‪:‬‬
‫في البداية عرف السيد إبراهيم الحداد التقويم بأنه مجموعات عمليات هدفها التقدير الموضوعي ألخذ مجموعة‬
‫من المعلومات و من بين أهدافه تقديم معلومات واضحة حول تقدم مسار التعلم ‪ ،‬وله عدة وظائف كالمراقبة و‬
‫التنبؤ و الضبط كما أن له أدوات كالمالحظة و تحليل المحتوى و االختبارات و الروائز والمقابلة وله شروط‬
‫كالصدق و الثبات و التجانس الداخلي والموضوعية و الحساسية (القدرة على التمييز) و النفعية ‪ .‬كما تحدث‬
‫السيد المؤطر عن التقويم التربوي من خالل الوثائق الرسمية خاصة النظام األساسي و المذكرات المنظمة‬
‫لمختلف المواد وعن االمتحانات الموحدة كامتحان نيل شهادة السلك اإلعدادي و االمتحان الجهوي الموحد للسنة‬
‫األولى باكالوريا‪ ،‬واالمتحان الوطني الموحد للسنة الثانية باكالوريا‪.‬‬
‫وبما أن التقويم مرتبط بمصير التلميذ فإنه من الالزم التعامل باحتياط مع المذكرات المرتبطة به و تبليغها فورا‬
‫إلى األساتذة‪ .‬كما أن اإلدارة ملزمة بتتبع تفعيل المذكرات سواء المتعلقة بضبط المراقبة المستمرة أو االمتحانات‬
‫الموحدة‪ .‬ومن بين اإلجراءات التي يجب القيام بها ضبط إجراء الفروض في مواعيدها المحددة وعدم إرهاق‬
‫التالميذ وتتبع عملية التصحيح وإرجاع أوراق الفروض إلى اإلدارة واستثمار النتائج وبرمجة الدعم‪.‬‬

‫زيارة للثانوية التأهيلية الساقية الحمراء‪:‬‬

‫في أول تحرك لنا كمجموعة خارج أسوار مركز التكوينات‪ ،‬قمنا بزيارة للثانوية التأهيلية الساقية الحمراء و‬
‫التقينا بمعظم األطر اإلدارية‪ .‬فكانت البداية من مكتب السيد المدير حيث أعطانا هذا األخير فكرة عن مهامه‬
‫التدبيرية اليومية‪ .‬فاتضح لنا أن مهام المدير كمدبر للشأن التعليمي داخل المؤسسة كثيرة و متنوعة‪ ،‬و النجاح‬
‫فيها يتطلب جهدا كبيرا و صبرا كثيرا‪ .‬ثم بعد ذلك توجهنا إلى مكتبي الحارسين العامين للخارجية الذين تفضال‬

‫تقرير عام حول التكوين المنظم لفائدة اطر اإلدارة التربوية الجدد ‪1021 – 1022‬‬
‫‪22‬‬
‫احمد سالم نجاح حارس عام الخارجية بثانوية حي القسم التأهيلية ‪ -‬العيون‬

‫مشكورين بإعطائنا شروحات مستفيضة حول مكتب الحراسة العامة‪ .‬فتعرفنا على كيفية تحيين ملفات التالميذ و‬
‫تدبير غيابهم و سلوكاتهم غير المنضبطة‪ .‬و أخذنا أيضا فكرة عن كيفية التعامل مع ظاهرة تغييب التالميذ من‬
‫طرف األساتذة ألسباب غير مبررة ‪ .‬كما تفضل األستاذ كريم الطهراوي بتوضيح دور السبورة المرجعية و‬
‫محتوياتها حيث أشار إلى أن كلمة "مرجعية" تلخص دور هذه السبورة كمرجع يحوي جميع المعلومات حول‬
‫حركية التالميذ‪ ،‬توزيع األقسام على األساتذة‪ ،‬توزيع الحجرات ‪ ،‬األطر التربوية و اإلدارية ‪ ،‬إحصائيات الغياب‬
‫و استثمار النتائج‪ ،‬الخ‪ .‬كما قامت السيدة الناظرة بإفادتنا بخصوص التعامل مع األمور التربوية المحضة من‬
‫قبيل المراقبة المستمرة‪ ،‬جدولتها‪ ،‬كيفية احتسابها‪ ،‬و ضبط عملية إجرائها‪ .‬و كذا ضبط دفاتر النصوص و أوراق‬
‫الفروض المحروسة‪.‬‬

‫زيارة مصلحة الشؤون التربوية بالنيابة‪:‬‬

‫كانت وجهتنا الثانية باتجاه النيابة اإلقليمية بالعيون حيث قمنا بزيارة مصلحة الشؤون التربوية‪ ،‬فوجدنا في‬
‫استقبالنا السيد رئيس المصلحة رشيد المريني‪ .‬كان األستاذ مرتبطا باجتماع في األكاديمية الجهوية و لكنه رغم‬
‫ذلك خصص لنا وقتا كافيا مدنا خالله بمعلومات قيمة عن عمل النيابة و هيكلتها‪ .‬علمنا منه أن النيابة تتكون من‬
‫ثالث مصالح هي مصلحة الشؤون التربوية (تدبير الحياة المدرسية)‪ ،‬مصلحة الشؤون اإلدارية و المالية‬
‫(الموارد البشرية) و مصلحة التربية غير النظامية و محاربة األمية‪ .‬و تضم مصلحة الشؤون التربوية عدة‬
‫مكاتب منها مكاتب الشؤون التربوية لجميع األسالك‪ ،‬مكاتب التخطيط و التوجيه و اإلعالم‪ ،‬و مكتب األعمال‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫و تقوم هذه المصلحة بعدة مهام نذكر منها على سبيل المثال‪:‬‬
‫‪ ‬تنظيم الفضاءات المكانية والزمانية والدعم بالمؤسسات التعليمية العمومية والخصوصية ‪.‬‬
‫‪ ‬المساهمة في تحديد الحاجيات من األطر التربوية والوسائل التعليمية ‪.‬‬
‫‪ ‬تنظيم مختلف العمليات المتعلقة بالتوجيه واإلعالم المدرسي والمهني والمنح بتنسيق مع مصلحة‬
‫التخطيط ‪.‬‬
‫‪ ‬السهر على انفتاح المؤسسات التعليمية على محيطها االجتماعي والثقافي واالقتصادي وكذا دعم وتتبع‬
‫مشروع المؤسسة ‪.‬‬
‫‪ ‬تنظيم و تتبع الوقاية الصحية داخل المؤسسات التعليمية وكذا بين صفوف التالميذ و أوليائهم‪.‬‬
‫‪ ‬تنظيم و دعم األنشطة االجتماعية التربوية والرياضية والثقافية بالمؤسسات التعليمية بتنسيق مع الجهات‬
‫المعنية‪.‬‬

‫تقرير عام حول التكوين المنظم لفائدة اطر اإلدارة التربوية الجدد ‪1021 – 1022‬‬
‫‪23‬‬
‫احمد سالم نجاح حارس عام الخارجية بثانوية حي القسم التأهيلية ‪ -‬العيون‬

‫‪ ‬المساهمة في دراسة مشاريع اتفاقيات الشراكة مع القطاعات الحكومية األخرى والمجالس المنتخبة‬
‫وفعاليات المجتمع المدني ‪.‬‬
‫‪ ‬دعم المكتبات والمختبرات المدرسية ومراقبة تدبيرها ‪.‬‬
‫‪ ‬دعم و تنمية التضامن المدرسي والتعاونيات المدرسية‪.‬‬
‫‪ ‬المساهمة في تنظيم المخيمات المدرسية والصيفية ‪.‬‬

‫زيارة المركز الجهوي للتوثيق و التنشيط و اإلنتاج التربوي‪:‬‬

‫أما الزيارة الثالثة فكانت إلى المركز الجهوي للتوثيق و التنشيط و اإلنتاج التربوي التقينا خاللها بمعظم اطر‬
‫المركز الذين تفضلوا مشكورين بإمدادنا بكل المعلومات الضرورية و أعطونا ردودا شافية على كل تساؤالتنا‪.‬و‬
‫من جملة ما عرفناه عن المركز ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬تعريفه‪ :‬مركز التوثيق واإلعالم فضاء للتنسيق بين مختلف الفاعلين التربويين داخل المؤسسة وخارجها‪.‬‬
‫‪ ‬أهدافه‪ :‬دعم وتفعيل العملية التعليمية‪ ،‬إدماج المتعلم فيها من خالل إشراكه في البحث وحمله على التعلم‬
‫والتقويم الذاتي‪ ،‬وعلى العمل الجماعي‪ ،‬مساعدة المتعلم على صقل شخصيته وتعويده على تحمل‬
‫المسؤولية واختيار التوجيه األنسب لميوله ومؤهالته‪.‬‬

‫‪ ‬مهامه‪ :‬تتجلى مهام المركز في التوثيق كتوفير المقررات الدراسية‪ ،‬المذكرات‪ ،‬التوجيهات التربوية‪،‬‬
‫النصوص التشريعية‪ ،‬المجالت المتخصصة‪ ،‬الخ‪ .‬ثم التنشيط التربوي كالمطالعة الحرة و الكتابة التي لها‬
‫عالقة بالمقررات مثل تلخيص نص أو ترجمته إلى لغة أخرى‪.‬‬

‫‪ ‬مكوناته‪ :‬يترأس المركز رئيس يتولى تدبير شؤونه اإلدارية تحت إشراف األكاديمية و بتنسيق مع باقي‬
‫الشركاء و يمثل المركز لدى الجهات الخارجية مركزيا‪ ،‬جهويا و محليا‪ .‬و ينقسم المركز إلى أربعة‬
‫وحدات تتولى كل منها مهام محددة تتكامل مع مهام الوحدات األخرى‪ .‬و هذه الوحدات هي‪ :‬وحدة‬
‫التوثيق‪ ،‬وحدة التنشيط‪ ،‬وحدة اإلنتاج و وحدة البحث التربوي‪.‬‬

‫زيارة لمصلحة الموارد البشرية باألكاديمية الجهوية‪:‬‬

‫قمنا بزيارة لمصلحة الموارد البشرية باألكاديمية الجهوية للتربية و التكوين بالعيون و لم نجد أحدا بالمصلحة‬
‫سوى السيد اميدان رئيس مكتب التعويضات العائلية الذي اخبرنا انه مكلف باستقبالنا من طرف رئيس المصلحة‪.‬‬
‫إذن استقبلنا السيد اميدان كمجموعة في مكتبه و قدم لنا الشروحات الكافية حول مصلحته‪ .‬فتعرفنا على كيفية‬
‫التعامل مع ملفات التعويضات العائلية‪ ،‬االزدياد و الوفاة‪ ،‬و الزواج و الطالق‪ ،‬الخ‪ .‬و اعتذر األستاذ ألنه لم‬
‫يستطع إفادتنا بخصوص المكاتب األخرى التابعة للمصلحة‪ .‬فغادرنا األكاديمية بدون أن نحصل على إجابات‬
‫تقرير عام حول التكوين المنظم لفائدة اطر اإلدارة التربوية الجدد ‪1021 – 1022‬‬
‫‪24‬‬
‫احمد سالم نجاح حارس عام الخارجية بثانوية حي القسم التأهيلية ‪ -‬العيون‬

‫شافية على مجموعة من األسئلة كنا نود طرحها بخصوص هيكلة المصلحة‪ ،‬مهامها‪ ،‬و خصوصا كيفية تدبيرها‬
‫للخصاص و التوزيع غير المتوازن للموارد البشرية على المؤسسات بنيابة العيون‪.‬‬

‫تقرير عام حول التكوين المنظم لفائدة اطر اإلدارة التربوية الجدد ‪1021 – 1022‬‬
‫‪25‬‬
‫احمد سالم نجاح حارس عام الخارجية بثانوية حي القسم التأهيلية ‪ -‬العيون‬

‫المحور الثالث‪:‬‬

‫التكوين الذاتي‬

‫تقرير عام حول التكوين المنظم لفائدة اطر اإلدارة التربوية الجدد ‪1021 – 1022‬‬
‫‪26‬‬
‫احمد سالم نجاح حارس عام الخارجية بثانوية حي القسم التأهيلية ‪ -‬العيون‬

‫يعتبر التكوين الذاتي مرحلة متقدمة في تطوير وسائل العمل و االعتماد على الذات في تدبير الشأن اإلداري الذي‬
‫يجد الحارس العام نفسه مطالب بالقيام به منذ اللحظة األولي التي يتسلم فيها مفاتيح مكتبه‪ .‬و هو مجهود فردي‬
‫ينبع من قناعة الفرد و إرادته و قدرته على تحيين معلوماته و تنمية كفاياته المهنية‪.‬‬
‫فمنذ إعالن نتائج الحركة اإلدارية‪ ،‬بادرت إلى االتصال بالزمالء اإلداريين بثانوية حي القسم (الذين كانت‬
‫تربطني بهم عالقات ود و تعارف)‪ ،‬و بدأت اطلع على أحوال المؤسسة و أتعرف على المهارات و الكفايات‬
‫األساسية التي سأحتاجها مع بداية الموسم‪ .‬و تقبلني اإلخوة بصدور رحبة و قدموا لي يد المساعدة و شجعوني‬
‫على المضي قدما في مهمتي الجديدة‪.‬‬
‫و عندما تسلمت مهامي رسميا‪ ،‬شرعت في التعرف على المهام الموكولة إلي و محاولة انجازها على الوجه‬
‫األكمل‪ .‬كما اطلعت على النصوص التنظيمية و التشريعية الخاصة باإلدارة و خصوصا الحراسة العامة‪ ،‬و‬
‫بادرت إلى تنمية معارفي التدبيرية من خالل االطالع على مستجدات التدبير اإلداري و التربوي‪ .‬و نجحت و‬
‫الحمد هلل في ربط عالقات احترام متبادل مع جميع مكونات المجتمع المدرسي بالمؤسسة من إداريين و هيئة‬
‫تدريس و تالميذ‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬بادرت إلى تطوير مهاراتي المعلوماتية و خصوصا برنام الحساب اكسيل و برنام تحرير‬
‫النصوص وورد و برنام قواعد البيانات اكسيس‪ .‬فقمت باستعمال برنام اكسيل النجاز قواعد بيانات خاصة‬
‫بمكتب الحراسة العامة رقم ‪ 1‬بالمؤسسة‪ ،‬كما أنجزت قاعدة بيانات شخصية بواسطة برنام اكسيس تمكن من‬
‫استخراج و طبع أي و وثيقة تربوية تصدر عن الحراسة العامة بكبسة زر‪.‬‬
‫ونظرا ألهمية الوثائق المرجعية كسند في اتخاذ القرارات وإتباع المساطر‪ ،‬فقد عملت على تكوين مكتبة رقمية‬
‫تضم مجموعة من الوثائق المرجعية التي ال غنى عنها بالنسبة للحارس العام و منها‪:‬‬
‫‪ ‬المذكرات المختلفة المنظمة للعمل التربوي داخل المؤسسات التعليمية‪،‬‬
‫‪ ‬الدالئل التنظيمية التي تصدرها الوزارة‪،‬‬
‫‪ ‬األنظمة األساسية ‪،‬‬
‫‪ ‬المصوغات التربوية و اإلدارية المختلفة‪.‬‬
‫كما شملت هذه المكتبة الرقمية الميثاق الوطني للتربية و التكوين‪ ،‬والمخطط االستعجالي‪ ،‬والكتاب األبيض‪،‬‬
‫الوثائق التي تعتبر في الوقت الراهن دستور للتربية و التكوين في بالدنا‪.‬‬

‫خالصات و اقتراحات‪:‬‬

‫تقرير عام حول التكوين المنظم لفائدة اطر اإلدارة التربوية الجدد ‪1021 – 1022‬‬
‫‪27‬‬
‫احمد سالم نجاح حارس عام الخارجية بثانوية حي القسم التأهيلية ‪ -‬العيون‬

‫إن تطوير نظامنا التعليمي ال يمكن أن يتم بمعزل عن تكوين و تأهيل األطرر التري سرتتولى تردبير الشرأن التعليمري‬
‫داخل المؤسسات‪ .‬فبالنسبة إلي كحارس عام الخارجية‪ ،‬كان التكوين الذي تلقيتره مفيردا للغايرة ألنره منحنري فرصرة‬
‫ثمينة لاللتقاء بأطر جديدة و أخرى قديمة في مجال التردبير اإلداري و التربروي‪ ،‬و شركل مناسربة لتقاسرم الخبررات‬
‫و التجارب و كذا تبادل اآلراء حول معظم األمور التي تهم مجال اإلدارة التربوية‪.‬‬
‫لقد كان البرنامج غنيا بالمصوغات و العروض التي المست مجاالت عديدة و ناقشت وضعيات مختلفة يكون فيها‬
‫الحررارس العررام فرري وضررع ال يحسررد عليرره‪ .‬و عليرره فانررا أرى أن البرنررامج مررن حيررث المحترروى كرران فرري المسررتوى‬
‫المطلوب و كانت استفادتي منه كبيرة‪ .‬إال انه شابته بعض العيوب البسيطة و القابلة للتدارك‪.‬‬
‫و فيما يلي بعض المالحظات الشخصية حول البرنامج و الحلول المقترحة لها‪:‬‬
‫‪ ‬توقيت البرنامج لرم يكرن موفقرا ألنره جراء فري وقرت مترأخر مرن السرنة الدراسرة ممرا خلرق ارتبراك لردي فري‬
‫ممارسة عملي داخل المؤسسة‪ .‬و األفضل أن ينتهي التكوين مبكرا حتى يتفرغ الحارس العرام لتطبيرق مرا‬
‫تعلمه و يكون تقييمه موضوعيا و ايجابيا‪.‬‬
‫‪ ‬خالل التكوين كنت مجرد متلقي و مستهلك للمعلومات و هو وضرع لرم أتعرود عليره فري مسريرتي المهنيرة‪.‬‬
‫فكان من األجدر و األفيد أن يكلف المتدربون بجوانب من التكوين على أسراس مرنحهم نقطرة تعكرس قيمرة‬
‫مساهماتهم في البرنامج‪.‬‬
‫‪ ‬عرردم احترررام خصوصرريات كررل مهمررة حيررث تررم جمررع المررديرين و النظررار و الحررراس العررامين فرري برنررامج‬
‫تكررويني واحررد‪ .‬اقترررح مررثال أن يخفررف العرربء عررن الحررارس العررام و يعفررى مررن اسررتعماالت الررزمن مررا دام‬
‫سيتلقى هذا التكوين مستقبال‪.‬‬
‫‪ ‬عدم استغالل المؤطرين لعنصر ال وقت بشكل جيرد حيرث لرم نسرتطع فري أي يروم تكرويني العمرل علرى كرل‬
‫الورشات المبرمجة‪ .‬كان من األفضل حسب اعتقادي تقسيم الوقت بشكل صارم برين مرا هرو نظرري و مرا‬
‫هو تطبيقي حتى نتمكن من مالمسة الصعوبات الفعلية التي يواجهها اإلداري على ارض الواقع‪.‬‬
‫كانت هذه مالحظاتي حول هذه التجربة التكوينية التي اكرر أنها أفادني كثيرا في ممارستي اليومية داخل المكترب‬
‫و خارجه‪ .‬و ال يسعني إال أن اشد على أيدي كل الذين مكنوني من االستفادة منها‪.‬‬

‫تقرير عام حول التكوين المنظم لفائدة اطر اإلدارة التربوية الجدد ‪1021 – 1022‬‬
‫‪28‬‬

You might also like