Professional Documents
Culture Documents
ان الحديث عن التعليم الفعال و مقاربة التدريس بالكفايات التي تحتم توظيف
طرق جديدة في بناء المفاهيم الرياضياتية و غيرها
استدعى الحديث عن الوضعية المسألة باعتبارها تقنية
تروم إلى التعلم الذاتي و إشراك المتعلم في بناء معارفه ،
و يستمد التعليم الفعال وفق العمل بوضعيات مسائل مختلفة،
عكس التعليم التقليدي االلقائي و السلبي ،
ويستمد خلفياته من النظرية البنائية التي تعتبر التعلم فعال عمليا
سوسيوبنائيا و نمائيا يمارسه المتعلم باعتباره فاعال و متفاعال
في نفس الوقت مع المحيط الخارجي ومع اآلخر في إطار جماعة الفصل
في سبيل تحقيق التوافق و التوازن االجتماعي
الشباع حاجاته المعرفية و الوجدانية و الحسحركية
فقد يعمل المدرس على رسم خطة ديداكتيكية
لكنه ال يصل للهدف المنشود نظرا لفقدان المتعلم الرغبة في التعلم
و التي يمكن خلقها من خالل ادماج المتعلم في وضعيات مشابهة
لوضعيات قد يصادفها المتعلم خارج أسوار الدرس ،
و سنتعرف خالل عرضنا على اإلطار المفاهيمي للوضعية المسألة
والهدف من جعلها كتقنية للتعلم مع تحديد خصائصها
و شروط صياغتها و مراحل تدبير وضعية مسألة
من خالل نموذج لبناء مفهموم رياضياتي
تعريف الوضعية المسألة
طريقة مشهورة في التعامل مع الوضعيات الديداكتيكية
على اعتبار ان هذه األخيرة هي كل وضعية يتم فيها نقل معرفة معينة
من مستواها العالي الى المستوى الذي سيتم تقديمه للمتعلم
في إطار ذلك المثلث الديداكتيكي فتسمى هذه الوضعية ديداكتيكية ،
و لكن أثناء الوضعية الديداكتيكية نوظف تقنية الوضعية المسألة
على اعتبار أنها وضعية متضمنة لصعوبات
ال يملك المتعلم حلوال جاهزة لها
ويشعر فيها انه أمام موقف او سؤال محير:
النرفزة المعرفية ،فهو ال يملك تصورا مسبقا عنه ويجهل اجابته،
فهو يقف أمام مشكل او عائق معرفي يحاول ان يتجاوزه
من خالل مجموعة من العمليات المعينة للتوصل للحل المطلوب
إذا فالوضعية المسألة هي عبارة عن وضعية
تقوم على أساس وضع المتعلم أمام مشكل او اشكال
في إطار وضعية تعليمية تعليمية
ودفعه عن طريق المساعدة و التوجيه غير المباشر الى إيجاد الحلول
كما يمكن القول ان الوضعية المسألة ال تختلف عن الوضعية المشكلة
اال من حيث كون هذه األخيرة اعم
الوضعية المسألة تتعلق بجزء معين من درس معين :
تقديم مفهوم الطرح مثال
في حين ان الوضعية المشكلة تعمل على ادماج
مجموعة من المعارف التي يتم توظيفها مثال الجمع ،الطرح
فالوضعية المشكلة قد تشمل مجموعة من المشكالت تعتبر أكثر عمقا
و أكثر شمولية فقد تشمل مجموعة من الوحدات الدراسية
بينما الوضعية المسألة وضعية تهتم بجزء معين من الدرس فقط
كما يمكن القول ان الوضعية المسألة هي عبارة عن تصغير
لوضعية مركبة موجودة في المجتمع ،
ويمكن االشارة أيضا إلى البعد المفاهيمي
لهذه الوضعية المسألة او الوضعية المشكلة
على اعتبار ان المشكلة هي حقيقية
يواجهها المتعلم خارج أسوار الدراسة
في حين ان الوضعية المشكلة يواجهها
المتعلم بشكل مواز مشابه للمشكلة
ولكن كتشبيه فقط داخل القسم
و لتمثيل ذلك فالمتعلم يذهب عندما يذهب عند البقال ويقدم له 100درهم
ويقوم بحساب الباقي فهو أمام مشكلة واقعية
ولكن نقل هذه الوضعية المشكلة للقسم يعتبر في وضعية مشكلة فقط
لماذا الوضعية المسألة في الرياضيات؟
استنادا إلى مقاربة التدريس بالكفايات على اعتبار الكفاية
كما عرفها البيداغوجيين على أنها قدرة المتعلم على التصرف
بطريقة صحيحة و سليمة أمام وضعية مشكلة يواجهها في الواقع
فنحن نحاول تكييف الواقع على شكل وضعيات تعليمية تعلمية
داخل المؤسسات الدراسية و الفصل الدراسي في إطار بناء المفاهيم :
تحويل الواقع و تبسيطه من واقع معاش الى واقع رمزي
فالوضعية المسألة تساعد على تطبيق التدريس وفق المقاربة بالكفايات
كما ان الوضعية المسألة تساعدنا على إعطاء المتعلم
هامش كبير من الحرية للتدخل في بناء المفهوم (التفويض التدريجي للمسؤولية )،
فنحن هنا نتحدث عن النظرية البنائية :جعل المتعلم ينخرط
في بناء التعلمات وفق مستواه المعرفي ووفق استراتيجيته ومعارفه القبلية
أضف الى ذلك ان الوضعية المسألة تساهم في تحقيق
مبدأ التمركز حول المتعلم الذي يعتبر من مبادئ تدريس الرياضيات في المدرسة المغربية
كما أنها تساعد على تبسيط الواقع :الواقع بصورة مبسطة
داخل وضعيات مبسطة في إطار التعامل ما بين المتعلم و المعرفة و المدرس
زد على ذلك انها تدفع المتعلم على البحث و التقصي ،
فال تقدم المفاهيم جاهزة وفق ما كان قديما ،
فهي ال تلغي حضور المتعلم بل تدفعه للوصول للمعرفة بنفسه:
فما اكتسبه بنفسه سيظل راسخا في ذاكرته
كما انها تدفع المتعلم الى استخدام و توظيف المكتسبات السابقة:
ربط السابق بالالحق وربط التعلمات بالواقع :
البعد الوظيفي للتعلمات :لماذا نتعلم ؟
فخالل الوضعية المسألة ،قد يواجه المتعلم وضعية
قد يصادفها في يوم من األيام خارج أسوار المدرسة
الحفاظ على نسقية التعلمات ،
فالتعلم الكالسيكي في إطار مقاربة التدريس باالهداف
كانت تنظر للتعلمات بشكل تجزيئي ،
وهذا ما يجعل نسقية التعلم غير حاضرة ،
لكن بحضور الوضعية المسألة التي تسعى للنظر الى فعل التعلم نظرة شمولية :
توظيف مجموعة من المكتسبات السابقة وإدماجها
في مكتسبات الحقة من أجل الوصول الى الحل .
فتلك الخلخلة التي تحدث لدى المتعلم
تحاول نقله من حالة التوازن التي كان عليها مرورا بحالة الالتوازن
ثم العودة الى التوازن في إطار منحنى متدبدب
الوضعية المسألة تنظر نظرة شمولية للمتعلم
من خالل االهتمام بذاتية المتعلم و شخصيته
و جانبه المعرفي و السيكولوجي االنفعالي،
فعند تعامله مع المسألة
تحدث لديه مجموعة من االنفعاالت
في إطار دينامية الجماعة و األقران التعلم بالقرين ،
و البعد االجتماعي
فهي تنمي لدى المتعلم الثقة بالنفس واالعتماد عليها
نص الوضعية يجب ان يكون
مصاغا صياغة واضحة ومحفزة ليس بها لبس لغوي
واضحا ومفهوما من لدن جميع المتعلمين
يدفع فضول ورغبة المتعلمين في البحث عن
الحل المرغوب فيه باستثمار تعلماتهم وتكييفها
يستحث لدى المتعلمين إحساسا بالتحدي الفكري
ال يوحي بصورة ضمنية إلى الحل المطلوب
واضح الهدف يساعد المتعلم على االتجاه نحو بناء المعرفة
المستهدفة مركزا على عدد قليل من القدرات حتى ال يتيه المتعلم عن الهدف
مفتوحا بحيث يوحي بسلك عدة طرق
أو مغلقا يحتمل حال واحدا على مراحل
تسمح بتوظيف عناصر الدّرس
تتوفر على هدف أو أهداف تعلمية واضحة
تحترم التسلسل المنطقي للدرس
متنوعة للعمل
ّ تقترح وسائل
تتوفر على معطيات و تعليمات و إشارات واضحة
تحترم المدّة الزمنية المخصصة لها
يتوقع من خاللها امتالك أدوات معرفية
تمكن من بناء معارف جديدة
تحفز المتعلّم كي يندمج في تعلماته و تحفزه كذلك كي ينتج و يبدع
تثير فضول و رغبة المتعلمين في البحث عن الحل المرغوب فيه
إحساس المتعلم بالتحدي الفكري
مستوحاة من المحيط
إن البحث عن جودة النص لوضعيةـ مسألة ال يعني بالضرورة
اتفاق الجميع حول قيمة المعايير السابقة،
بل بتدقيق وتحسين هذه المعايير عن طريق التجريب مع المتعلمين
مراحل الوضعية
المسألة
وضعية الفعل
يكون المتعلم في إطار وضعية
يواجه فيها مسألة معينة ،و في
بحثه عن الحل يقوم بأعمال
يمكن ان تؤدي الى تكوين ز
اكتساب مجموعة من المهارات
حيث يسعى إلى تأويل معطيات
المسألة و تبرير أفعاله فهو
يدخل في صراع جدلي مابين
ذاته و المعرفة المقدمة له في
هذه الوضعية المسالة
وضعيةالصياغة
التعرف على المشكل و
اإلحساس به ،وهنا ينبغي عليه
تحديد المعلومات المالئمة
بواسطة لغته الخاصة او لغة
اصطالحية يعرف قواعدها ،
فهو يخلق لنفسه تلك الرغبة
في امكانية الوصول للحل و
تجاوز العائق الذي يكون من
بين مكونات الوضعية المسألة
و
وضعية المصادقة
يقوم االستاذ بتوضيح القواعد وضبط
مجموعة من االصطالحات و تقديم الحجج و
التبريرات أثناء تقاسم النتائج ما بين
المتعلمين و ما بين المجموعات ،إذ تتميز
هذه المرحلة بنوع من محاولة إثبات
الصالحية ،فكل متعلم يسعى إلثبات رأيه من
خالل وجهة نظره ومن خالل شرح الطريقة
التي اعتمدها
وضعية المأسسة
وهي المرحلة األخيرة التي يتم تجميعها على
شكل استنتاجات او خالصات :الوضعية التي
تؤدي إلى اعطاء البعد المؤسساتي للمعرفة
الرياضياتية فحين نصل لتجميع و استخالص
طريقة حساب محيط المستطيل مثال فهذا
يعتبر بعدا مؤسساتيا قاعديا :البعد المستقل
عن المعارف الجديدة ،حيث يمكن إعادة
استثمار هذه القاعدة او هذه المعرفة في
وضعيات جديدة
اما فيما يخص الوضعية المشكلة فهي تمر عبر مراحل و هي
التعرف على المشكلة:
من خالل تقديم الوضعية التي من خاللها يشعر الفرد بمواجهته لمشكلة معينة
تحديد المشكلة :
إشعار المتعلم بوجود مشكلة ،
فهو الذي يكتشفها فيتم تحديد المشكلة وأساليب التعامل معها ،
هي نفس طريقة الوضعية المسألة و لكنها هنا اعم
البحث عن استراتيجية للحل
حيث يقوم المتعلم خالل هذه المرحلة بالتفكير
في استراتيجية حل ممكنة للوصول الى للحل المطلوب
تنظيم المعلومات حول المشكلة
جمع المعلومات الالزمة وابعاد الزائدة منها
تجميع مصادر المعلومات
من خالل إعادة تقييم المعطيات
مراقبة حل المشكلة
من خالل مراقبة مدى مطابقة الحل للحل النهائي
تقييم حل المشكلة
هل هذا الحل هو نفسه المطلوب ام ال؟
أثناء التعامل مع الوضعية المسألة يجب مراعاة ما يلي
تقديم الوضعية المسألة بطريقة واضحة لجميع المتعلمين
التأكد من مدى فهم المتعلمين للوضعية من خالل التقويم التكويني
شرح المصطلحات الواردة فيها
إشعار المتعلمين بوجود المشكل داخل المسألة
دفع المتعلمين من خالل التوجيه و التحفيز
و تقديم المساعدة دون اإلشارة للحل فهذا يلغي العائق االبستمولوجي
توجيه المتعلمين ومساعدتهم للوصول للحل
دفع المتعلمين للبحث عن الحل
ومناقشة وتقاسم النتائج في إطار العمل بالمجموعات
الخروج بالحل النهائي
مقارنة الحل مع ما تم التوصل إليه
من اجل اكتشاف الخطأ والتعرف على مكامنه
الوصول الى حالة المأسسة
و هي القاعدة النهائية و المعرفة الجديدة التى كنا نبحث عنها
مثال لوضعية ديداكتيكية
تقديم مفهوم الضرب :العدد 5و العدد 4
يقدم االستاذ حبات من الفاصولياء
(28حبة مثال ليكون الجداء واضحا)،
ومطالبة المتعلمين بحسابها ثم بتكوين
مجموعات مكونة من 4حبات
وحساب عدد المجموعات المحصل عليها ،
فيتوصل المتعلمون ان العدد 4تكرر 7مرات
يتم تسجيل الوضعية على السبورة
بعد ذلك يقوم بحذف عدد من الحبات
للحصول على جداءات أخرى
لتقديم مفهوم الضرب
هذه الوضعية تعتمد على المناولة
لبناء مفهوم الجداء