Professional Documents
Culture Documents
محتوى الملف
-تقديم
-مدخل
-الحياة المدرسية:مرتكزات الحياة المدرسية
-الحياة المدرسية:فضاءات الحياة المدرسية
-الحياة المدرسية:تدبير اإليقاعات المدرسية
-الحياة المدرسية:المتدخلون في الحياة المدرسية
-األنشطة المندمجة والداعمة
-مـالحـق :
* مركز التوثيق واإلعالم
* نادي الموسيقى
* نادي المسرح المدرسي
* األيام الوطنية والعربية والدولية
* مقترح النظام الداخلي للمؤسسات التعليمية
* الحياة المدرسية:جرد لبعض النصوص التنظيمية والمذكرات المتعلقة بالحياة
المدرسية.
* المذكرة 87حول تفعيل أدوار الحياة المدرسية” الصادرة بتاريخ 10يوليوز
2003؛
* المذكرة 88حول استغالل فضاء المؤسسات التعليمية” بتاريـخ 10يوليوز
2003؛
* مقرر لوزير التربية الوطنية والشباب حول تنظيم السنة الدراسية والعطل
المدرسية برسم سنة 2004/2003صادر بتاريخ 08يوليوز .2003
* قرار لوزير التربية الوطنية رقم 2071.01صادر في 7رمضان ( 1422
23نونبر )2001بشان النظام المدرسي في التعليم األولي واالبتدائي
والثانوي.
تقــــــــــديم
يهدف هذا الدليل إلى التعريف بالحياة المدرسية انطالقا من المبادئ األساسية
التي اعتمدها الميثاق الوطني للتربية والتكوين ،كما يرسم للمعنيين بالمؤسسة
التعليمية ،أيا كان موقعهم منها ،جملة من المسارات التي تقوم عليها الحياة
المدرسية ،وتبين ما يحكمها من مفاهيم وتصورات تربوية ،وما تنبني عليه
من مرتكزات وأسس ،وما يحدد ويضبط أنماط الحياة التي تسود مختلف
الفضاءات المدرسية ،وما يعطي لألنشطة التي تقدمها شكلها ومحتواها
المتميزين.
كما يسعى إلى إبراز أدوار المتدخلين ،وقنوات التواصل التي يتم ،من خاللها،
فيما بينهم تدبير التدخل وتبادل الحوار ،وتفعيل المبادرات ،وتتبع المشاريع ،
بهدف جعل المؤسسة التعليمية في صيغتها المأمولة المتجددة فضاء لالندماج
والتشارك والتواصل بين مختلف الفاعلينـ وفي مقدمتهم المتعلم باعتباره الفاعلـ
األساس .
وإلى جانب ذلك ،يعتمد هذا الدليل على جرد أهم المراسيم والقرارات والمذكرات
والوثائق المنجزة من طرف اللجان والمؤسسات المعنية ،وما تم اعتماده من
تدابير في سبيل إغناء وإصالح مختلف جوانب الحياة المدرسية.
وانطالقا من هذا التوجه المنهجي ،واستحضارا لنتائج أعمال اللجانـ المنخرطة
في أوراش اإلصالح ،وتمثال للجهود التي قامت بها وزارة التربية الوطنية
والشباب ،سواء قبيل صدور الميثاق الوطني للتربية والتكوين أو بعده في
تفعيل أوراش اإلصالح وفي تبويء المؤسسة التعليمية أساسا مركز الصدارة ،
فإن هذه الوثيقة ،في سياق هذا االهتمام واستلهاما منها للتوجهات اإلصالحية
الكبرى ،وأيضا في إطار رسمها للمعالم األساسية للحياة المدرسية ،تستقي
مادتها األساسية من التراكم الهام الذي أثمرته جهود األساتذة والمفتشين
والباحثين ومختلف أطر اإلدارة التربوية ،بهدف االقتراب من الواقع الحي
للمتعلم ،وإتاحة الفرصة للفاعلين والشركاء لتبيين أدوارهم ،وتدقيق مهامهم ،
وبناء التعاقدات الصريحة والضمنية من أجل حياة مدرسية فاعلة ومسؤولة ،
ومن أجل مدرسة للجميع .
إن هذه الوثيقة ،وهي تعرف بمختلف العناصر الزمانية والمكانية والتنظيمية
والعالئقية والتنشيطية سواء داخل المؤسسة أو عبر امتدادات الحياة المدرسية
في ارتباطها بالشأن العام والمحلي وبالمجال الثقافي واالجتماعي واالقتصادي
وفي صلتها بالتحول المجتمعي نحو الحداثة والديموقراطية ،تؤطر الحياة
المدرسية بالقوانين والنظم التي تجعل المتعلم محصنا ومتشبثا بها ،وتجعله في
الوقت نفسه متشبعا بروح المواطنة ملتزما بالواجب ،مؤمنا بفضيلة التسامح
والحوار ونبذ أشكال العنف والتمييز ،منخرطا في التنمية االجتماعية
واالقتصادية ،وذلك كله ال يتأتى إال بتسييج الحياة المدرسية بقيم الديموقراطية
والحداثة .
كما أن هذه الوثيقة تعد منطلقا قابال لإلغناءـ والتطوير والتحيين بكيفية مستدامة
،فضال عن كونها لبنة أساسا لصياغة مختلف التنظيمات التربوية والبرامج
التنشيطية التي تؤثت للحياة المدرسية في مختلف تجلياتها ،مما يستدعي
مساهمة كل الفاعلينـ في بلورة توجهاتها سعيا إلى جعل المدرسة مفعمة بالحياة
،ومدعاة لالعتزاز واالفتخار ،ومجاال لتحقيق النماء الشامل للعنصر البشري .
مدخــــــل
تعتبر الحياة المدرسية جزءا من الحياة العامة المتميزة بالسرعة والتدفق ،التي
تستدعي التجاوب والتفاعل مع المتغيرات االقتصادية والقيم االجتماعية
والتطورات المعرفية والتكنولوجية التي يعرفها المجتمع ،حيث تصبح المدرسة
مجاال خاصا بالتنمية البشرية .والحياة المدرسية بهذا المعنى تعد الفرد للتكيف
مع التحوالت العامة والتعامل معها بإيجابية ،وتعلمه أساليب الحياة الجماعية،
وتعمق الوظيفة االجتماعية للتربية ،مما يعكس األهمية القصوى إلعداد
النشء ؛ أطفاال وشبابا لممارسة حياة قائمة على اكتساب مجموعة من القيم
داخل فضاءات عامة مشتركة.
ويمكن ،من هذا المنظور ،تعريف الحياة المدرسية من زاويتين متكاملتين هما :
· الحياة المدرسية باعتبارها مناخا وظيفيا مندمجا في مكونات العمل المدرسي،
يستوجب عناية خاصة ضمانا لتوفير مناخ سليم وإيجابي ،يساعد المتعلمين
على التعلم ،واكتساب قيم وسلوكات بناءة .وتتشكل هذه الحياة من مجموع
العوامل الزمانية والمكانية ،والتنظيمية ،والعالئقية ،والتواصلية ،والثقافية،
والتنشيطية المكونة للخدمات التكوينية والتعليمية التي تقدمها المؤسسة
للتالميذ ؛
· الحياة المدرسية باعتبارها حياة اعتيادية يومية للمتعلمين يعيشونها أفرادا
وجماعات داخل نسق عام منظم ،ويتمثل جوهر هذه الحياة المعيشة داخل
الفضاءات المدرسية في الكيفية التي يحيون بها تجاربهم المدرسية ،وإحساسهم
الذاتي بواقع أجوائها النفسية والعاطفية.
ومن أهم العناصر التي يمكن أن تساعد على تحقيق النجاعة في تنظيم هذه
الحياة وتوجيهها وجهة تسعى إلى تحقيق الجودة ما يلي :
-الفضاء المدرسي ؛
-الزمن المدرسي ؛
-قواعد ومبادئ تنظيم حياة الجماعة داخل المؤسسة التعليمية ؛
-العالقات االجتماعية والعاطفية بين أعضاء المجتمع التربوي ؛
-المرجعيات التربوية لتنشيط المؤسسات التعليمية ؛
-المناخ المدرسي وأشكال التواصل الثقافي والمهني ؛
-الصحة المدرسية ؛
-العالقات مع المحيطين الداخلي والخارجي…
وتأتي الحياة المدرسية في هذا السياق مفهوما يتجاوز واقع النزعات الفردية
واالنعزالية والتواكلية ،والفضاءات الشبيهة بالجزر المتناثرة ،حيث يأخذ تدبير
المؤسسة التعليمية صيغته اإلصالحية في اعتبار الفاعلينـ التربويين ،فعاليات
تمتلك القدرة والمسؤولية على المشاركة في اتخاذ القرارات في المجال التعليمي
والتربوي ،واعتبار المواطنين أعضاء مساهمين في تنشيط المؤسسات
ومحاربة كل أشكال اإلقصاءات ،مثل الفشل المدرسي والتسرب الدراسي،
واالنزالقات غير التربوية والحد منها.
الحياة المدرسية إذن فلسفة تربوية تهدف إلى أن تكون سيرورة متجددة قادرة
على مواكبة الحياة العامة في سياقها مع مستجدات العصر ،وذلك بتجنيد كل
الطاقات التربوية للمؤسسة التعليمية ،وترتكز هذه السيرورة على مجموعة من
الدعامات األساسية والتكميلية ترتبط أساسا بالمجاالت المعرفية ،والقيم
اإلنسانية واألخالقية ،والمشاركة الديموقراطية في الحياة المدرسية نذكر منها:
· دعم المعارف األساسية وتطوير المستوى الثقافي ،اللذين يعدان من الشروط
الالزمة لالندماج االجتماعي وتجنب كل أنواع اإلقصاء والتهميش ؛
· تشجيع القدرة على التحليل والتفكير والنقد اعتمادا على أسس وقواعد
ديموقراطية حقيقية ،والعمل على أن تكون حظوظ المتعلمين متساوية ،ذلك أن
نجاح الشباب في حياتهم التعليمية يؤسس هويتهم االجتماعية والمهنية،
وبالتالي فإن فشلهم يضاعف مخاطر التهميش ،واإلقصاء ويعمل على انفصام
عرى الروابط االجتماعية ؛
· تثبيت ودعم القيم المشتركة وإنماء درجات الوعي بالحقوق الشخصية
والواجبات القائمة على المقومات الدينية والوطنية واألخالقية ؛
· العناية بالتنوع الثقافي باعتباره مؤشرا للتربية على القيم والتشبع بروح
الحوار وقبول االختالف ،وتبني الممارسة الديموقراطية ،واحترام حقوق
االنسان وتدعيم كرامته ؛
· تشجيع تعدد المقاربات في مجال اكتساب المعارف ،ويعني هذا تدعيم نمو
الفرد وتعزيز إيمانه بقدراته الذاتية ،انطالقا من توفير األجواء النفسية المالئمة
إلنماء قدراته االبتكارية ،وتعزيز استقالليته وبناء مشاريعه الشخصية وتدعيم
مبدأ احترام اآلخر ،وتطوير معنى المسؤوليات االجتماعية في سياق التعاون
والتآزر ؛
· إعطاء أهمية خاصة لتطوير البرامج التعليمية ومحتويات الكتب المدرسية
وباقي األدوات المادية والديداكتيكية ،بما فيها التكنولوجيات الجديدة ،بغية
تكوين مواطن مندمج مع محيطه السوسيوثقافي.
إن من مهام المدرسة األساس المالءمة بين حاجيات الفرد وتطلعاته وبين
متطلبات الحياة الجماعية ،إذ ينبغي للمدرسة أن تساعد التلميذ على تحقيق ذاته
جسميا وعقليا ووجدانيا ،وتطوير كفاياته لجعله قادرا على امتالك المهارات
التي تمكنه من التواصل مع بيئته ومحيطه االجتماعي واالقتصادي والفكري
وتنمية شعوره باالحترام لنفسه ولغيره ،وانفتاحه على الثقافات اإلنسانية .
وإذا كانت المواد الدراسية تخدم هذه األهداف نظريا فإن الممارسة داخل
المدرسة ترسخها وتعززها إن هي قامت على قيم الديمقراطية والتربية على
المواطنة .فللتلميذ حقوقـ وواجبات يمارسها فعال من خالل األنشطة المتنوعة
التي يستفيد منها في إطار الحياة المدرسية.
وبناء على ما سبق فإن النظام الداخلي للمؤسسة ينبغي أن يستمد مقتضياته
وقواعده من القوانين والتشريعات العامة ؛ كالدستور ،والمعاهدات ،والمواثيق
التي تنظم على أساسها الحياة العامة ،والتشريعات الخاصة المتعلقة بضوابط
تدبير المؤسسات التعليمية .والقانونـ الداخلي على هذا األساس ليس جردا
للممنوعات والمحظورات بقدر ما هو ميثاق ينظم العمل والحياة الجماعية داخل
المدرسة لتفعيل مقاربة “المؤسسة داخل المجتمع والمجتمع في قلب
المؤسسة”.