Professional Documents
Culture Documents
الحقوق ،وصون الحريات ،وحفظ األعراض واألم وال ،وإش اعة قيم الع دل بين األف راد ،والمس اهمة في
توفير مناخ آمن للتنمية االقتصادية واالجتماعية.
ولما كان تحقيق هذه الغايات السامية يرتبط ببناء عدالة سليمة ،تتميز بالفعالية والنجاعة ونزاهة المنتسبين
إليها ،وتبسيط إجراءات الولوج إليها والقدرة على المساهمة في قيادة ق اطرة التنمي ة وتش جيع االس تثمار،
وهو الدور الذي ما ف تئ ص احب الجالل ة المل ك محم د الس ادس نص ره هللا وأي ده يؤك د علي ه في خطب ه
الس امية ،حيث ق ال جاللت ه في كلم ة وجهت للمش اركين بمناس بة انعق اد ال دورة الثاني ة للم ؤتمر ال دولي
للعدالة ،الذي افتتحت أشغاله يوم االثنين 21كتوبر 2019بمراكش ،تحت ش عار “العدال ة واالس تثمار..
التحديات والرهانات” (وإذ نرحب بكم ضيوفا كراما على أرض المملكة المغربي ة ،فإنن ا نش يد باختي اركم
لهذه الدورة موضوع “العدالة واالس تثمار :التح ديات والرهان ات” .لم ا يجس ده ه ذا الموض وع من وعي
بأهمية االستثمار كرافعة للتنمية ،وبالدور الحاسم الذي تضطلع ب ه العدال ة في ال دفع ب النمو االقتص ادي،
عبر تعزيز دولة الحق والقانون ،وضمان األمن القانوني والقضائي الالزم لتحقيق التنمي ة الش املة) انتهى
النطق الملكي السامي.
إن الرغبة األكيدة لبالدنا في بن اء عدال ة نزيه ة وفعال ة قريب ة من انش غاالت الم واطن ،تجس د من خالل
اإلرتقاء بالقضاء إلى سلطة في ظل دستور ،2011والذي أقر استقالل ه ذه الس لطة القض ائية من ب اقي
السلط ،ثم تال ذلك استقالل النيابة العامة من السلطة الحكومية .وهو ما تمت ترجمت ه من خالل الق انونين
التنظيميين المتعلقين بالمجلس األعلى للسلطة القضائية والنظ ام األساس ي لرج ال القض اء ،والق انون رقم
33.17المتعلق بنقل اختصاصات السلطة الحكومية المكلفة بالعدل إلى رئيس النيابة العامة.
وتعزيزا لهذه المكتسبات ،واستكماال للبناء المؤسساتي لمرفق العدالة ببالدنا ،والتطلع نحو إرس اء أسس ها
الكفيلة بتحقيق الغايات المرج وة ،والمس اهمة في النم وذج التنم وي ال ذي تس عى بالدن ا إلى تحقيق ه .فق د
بادرت رئاسة النيابة العامة إلى التفاعل إيجابا مع اللجنة المذكورة من خالل تق ديم ورق ة ح ول تص ورها
بشأن دور القضاء في النموذج التنموي الجديد ،تضمن تشخيصًا واقعيًا للعدالة م ع إب راز م ا تحق ق ،وم ا
ينبغي أن يتحقق واإلكراهات والعوائق والحلول الممكنة لذلك.
واألكيد أن ندوة هذا اليوم ،تأتي في سياق التفاعل م ع مخرج ات التقري ر الع ام ال ذي قدم ه رئيس لجن ة
النموذج التنموي الجديد بين يدي ص احب الجالل ة ي وم 25م اي 2021بالقص ر الملكي الع امر بف اس،
والذي خلص إلى أن بنية العدالة بالرغم من اإلصالحات التي عرفتها ،إال أنها م ع ذل ك م ا زالت تع اني
من بعض األعطاب ،مثل طول أمد البت في الملفات القضائية ،والنقص في الكف اءات ،وض عف الش فافية
وغيرها … ،مما يفرض على كل مكوناتها من قضاة وموظفي كتابة الضبط ومح امين وخ براء وع دول
وتراجمة ومفوضين قضائيين ،وشرطة قضائية وغيرهم من مساعدي العدالة المشاركة في ورش إصالح
العدالة عبر االنخراط الجاد والمسؤول في إرس اء دع ائم التخلي ق وتك ريس قيم الحي اد والنزاه ة وخدم ة
الصالح العام ،وتعزيز ثقة المواطن والمستثمر في عدالتنا.
إن رئاسة النيابة العامة ،و انطالقا من وعيها بالمسؤولية الملقاة على عاتقها في هذه المرحلة الدقيقة ال تي
تمر بها بالدنا والتي تتميز بعدة تحديات ،واعية بقيمة انخراط مختلف مكونات العدالة من أجل المس اهمة
الفعال ة في تنزي ل مض امين النم وذج التنم وي الجدي د ،وفي ه ذا اإلط ار عق د المجلس األعلى للس لطة
القضائية ورئاسة النيابة العامة لقاًء تواصليًا مع الس يد رئيس لجن ة النم وذج التنم وي الجدي د رفق ة بعض
أعضائها بتاريخ 26يونيو ،2021قدمت خالله اللجنة خالصاتها حول ما جاء به التقرير الع ام بالنس بة
لمنظومة العدالة ،وق د ك ان ه ذا اللق اء مناس بة إلطالع اللجن ة على بعض المعيق ات الواقعي ة والقانوني ة
واللوجستيكية التي تحول دون الوصول إلى عدالة قوية ومتراصة ،واقتراح الحلول الكفيلة بمعالجتها.
إيمانا بمحورية االهتمام بالمواطن ضمن أولويات اشتغالها باعتباره يشكل ص لب النم وذج التنم وي ،ف إن
رئاسة النيابة العامة وضعت استراتيجية عمل للمرحلة ترتكز باألساس على تعزيز ثق ة الم واطن والرف ع
من مستواها وتبسيط إجراءات الولوج إلى الخدمات التي تقدمها ،والتعاطي إيجابا مع تظلماتهم وشكاياتهم
وطلباتهم ،والسهر على معالجتها داخل آجال معقولة ،فض ال عن مس اهمتها في تخلي ق الحي اة العام ة من
خالل انخراطها في االستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد عبر التشجيع على التبليغ على كل أشكال الفساد
واختالس المال العام.
إن العدالة ال تعد شأنا قضائيا صرفا ،وإنما هي شأن مجتمعي ومج ال خص ب لع دة مت دخلين ،م ا يجع ل
أزمة الثقة فيها تتقاسمها كل األطراف المتدخل ة في العملي ة القض ائية ،وبالت الي تحم ل المس ؤولية بص فة
جماعية لرفع التحدي وكسب رهان تحقيق النموذج التنموي ال ذي يتطل ع إلي ه جاللت ه ،عدال ة ق ادرة على
كسب ره ان التنمي ة لتك ون في مس توى انتظ ارات المغارب ة ،عدال ة تحظى بالمص داقية ،والثق ة ،عدال ة
مستقلة وفعالة ،تربط تحقيق النتائج باألهداف في إطار ربط المس ؤولية بالمحاس بة ،عدال ة ق ادرة على أن
تكون قاطرة لتحقيق التنمية بمختلف تجلياتها.
وفي هذا السياق أود أن أؤكد لكم أن مكونات السلطة القضائية بما في ذلك رئاسة النياب ة العام ة ،منكب ون
على دراسة وتحليل الخالصات التي وردت في التقرير العام للجنة النموذج التنموي الجديد ،وذلك به دف
تعميق التشخيص الواقع الحالي لمنظومة العدال ة ببالدن ا والبحث عن مختل ف الص يغ المناس بة واآللي ات
الممكنة لتجاوز كل االختالالت ،وتحقيق أقصى الغايات واألهداف المرجوة من طرح تلك الخالص ات أو
من خالل ما قد يتم الوقوف عليه من معطيات أخرى من شأنها تطوير وتجويد العدالة ،وذلك ح تى تك ون
السلطة القضائية في الموعد من أجل كسب رهان التنمية ببالدنا.
---------------------------------------
بعد مرور زهاء ثالثة عقود من الّز من على نهاية الحرب الباردة ،وما رافق ذلك من تبشير بوالدة
«نظام دولي جديد» يدعم تحقيق السلم واألمن الدوليين ونبذ الحروب،ويرّسخ احترام حقوق اإلنسان،
وتشجيع اإلصالحات الديمقراطية ،مازال الواقع الدولي يعّج باألزمات والنزاعات المسلحة ،األمر الذي
تمخض عنه تفشي المخاطر والتهديدات العابرة للحدود كاإلرهاب وتلوث البيئة والجرائم الرقمية...
وعليه فإن الضوابط الدولية التقليدية التي أقّر ها القانون الدولي ومختلف المواثيق واالتفاقيات الدولية ،لم
تعد قادرة على مواكبة التحوالت الدولية الراهنة بتعقد وتسارع أزماتها وتشابك قضاياها ،األمر الذي
فرض تطويرها ،والبحث عن سبل موازية تساهم في تعميق التواصل والحوار الدولي على طريق
ترسيخ سالم دولي مستدام ،يدعم تحقيق الديمقراطية والتنمية ،وفي هذا السياق ،طرح على طاولة الشأن
الدبلوماسي العالمي مفهوم جديد يروم دعم الدبلوماسية الرسمية عبر تقويتها بميكانيزمات مستجدة ال
تتدخل فيها األنظمة الحكومية ببروتوكوالت رسمية أو ايتيكت خاص يقيد عملها وتصورها للعمل
الدبلوماسي الرسمي ،يتعلق االمر بدبلوماسية تقودها الفعاليات الوطنية من مجتمع مدني ومؤسسات
دستورية و أخرى علمية وأكاديمية إضافة إلى الجامعات والمراكز البحثية والمجتمع المدني واالعالم
البّن اء المتتبع للشأن العام داخليا و دوليا.
ورغم أن هذا المفهوم قد استخدم ألول مرة من طرف باحثين كنديين وأمريكيين لتمييز االتصاالت
الدولية المنفردة لكل والية من الواليات المشكلة للدولة الفدرالية األمريكية والكندية ،فإنه سرعان ما
انتشر في أرجاء المعمور بسبب تضاعف عدد الفاعلين ضمن هذا النوع المستجد من الدبلوماسية ،مما
سمح بتطور سريع للتنظير للظاهرة أكاديميا وإعالميا أيضا بشكل برزت معه أنواع شتى من التسميات
لهذه الدبلوماسية ،فلم يعد غريبا أن نسمع بدبلوماسية شعبية ،وأخرى برلمانية ،وثالثة روحية و قضائية.
وفي سياق كهذا ،كان من الطبيعي أن تعمد الدول والمنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية إلى
تشجيع هذا النوع من الدبلوماسية ومحاولة استغالله في خدمة مصالحها ،وجعله مكمال ورافدا لتحركاتها
الدبلوماسية الرسمية ،وأحيانا مفتاحا سريا لحل أو حلحلة بعض القضايا التي تستعصي على االتصاالت
العلنية في مختلف مستوياتها.
واستنادا على ذلك ،لم يحد المغرب عن هذه القاعدة ،بل كان سباقا إلى تبني هذا النوع المستجد من
الدبلوماسية والعمل على تأطيره .لتكون أول إشارة رسمية في هذا االتجاه هي الكلمة التي ألقاها جاللة
الملك المغفور له الحسن الثاني رحمه هللا مهندس السياسة الخارجية و عميد التوجهات االستراتيجية ،عن
د إنشاء المجلس االستشاري لحقوق اإلنسان حين طلب من أعضائه آنذاك الدفاع عما سماه وجه المغرب
الحقوقي والتصدي الفتراءات منظمة العفو الدولية التي قال إنها "تأتي ...وتمارس علينا الرقابة وكأننا
تحت الحماية"..
واستكماال لهذا الورش الدبلوماسي الكبير ،وإيمانا من المملكة المغربية الشريفة بدورها الطالئعي ضمن
كوكبة الدول الرائدة دبلوماسيا ،دشن جاللة الملك محمد السادس دام له النصر والتمكين منذ اعتالئه
سدة أسالفه المنعمين حقبة دبلوماسية جديدة تراوحت بين تأكيد الحضور الرسمي القوي في كل المحافل
الدولية ،وتعبئة الدبلوماسية الموازية ،الشيء الذي نتج عنه بعد الممارسة الواقعية ،التقعيد لدبلوماسية
موازية مغربية خالصة ذات طابع مؤثر وخالق ،و لعل ما يؤكد هذه االستراتيجية الفريدة ،الخطب
الملكية السامية الداعية لضرورة تكاثف الجهود العملية بين الدبلوماسية الرسمية والموازية ،نذكر منها
الخطاب الملكي السامي بمناسبة ثورة الملك و الشعب وعيد الشباب بتاريخ 21غشت 2002الذي
أعطى اللبنات األساسية للرؤية االستراتيجية في تدبير الشأن الدبلوماسي وأدخل المنظمات غير الحكومية
كفاعل فيها ،إضافة لذلك الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى الخامسة العتالء الملك محمد السادس
العرش العلوي المجيد الذي حدد على إثره معالم السياسة الخارجية المغربية وحدد بعضا من توجهاتها
وجدد الدعوة الى اصالح الدبلوماسية المغربية ،وتأهيلها وذلك باستثمار التحوالت الديمقراطية للمغرب
ورصيده التاريخي وموقعه الجيوستراتيجي كشريك دولي وقد تضمن الخطاب الملكي كذلك إشارات
واضحة إلرساء دبلوماسية مغربية قوية ومؤهلة لالطالع بدورها التاريخي في اجتياز المنعطف الحاسم.
( مقتطف من الخطاب الملكي السامي ) " :واذا كانت الدبلوماسية الرسمية تقوم بدورها التقليدي
والرئيسي في صنع القرار في ما يخص السياسة الخارجية للبالد ,فإن النقاش الذي يطرح نفسه بإلحاح
هو ما يتعلق بالدبلوماسية الموازية كما اصطلح عليها خطاب العرش"".
تبعا لذلك،وعطفا على ما سلف ،أكد ملكنا الهمام في مضامين الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى34
للمسيرة الخضراء ,أهمية تفعيل الدبلوماسية الرسمية والموازية للدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة
وحماية حقوق ومصالح الوطن ,مسجال أن المسؤولية تقع اليوم ,باألساس ,على عاتق األوساط التي تأخذ
بزمام المبادرة.
وتجسيدا لهذه التوجيهات الملكية ،تطورت أشكال وأنواع الدبلوماسية الموازية في المغرب وبرزت العديد
من الوجوه من ضمنها كما أسلفنا الذكر ،كما تناسلت مؤسساتها ليصل بعضها إلى أن يصبح مؤسسة
دستورية ،كما هو حال المجلس الوطني لحقوق اإلنسان ،ومجلس الجالية المغربية بالخارج .وقد
خصصت لمعظم تنظيمات الدبلوماسية الموازية ميزانيات ووفرت لها إمكانيات لعلها تؤدي دورها بفعالية
وتقدم دعما لألجهزة الدبلوماسية التقليدية الرسمية وألدواتها.
اعتبارا لذلك ،وتثمينا لهذا لورش الدبلوماسي الحيوي،لم يكن القضاء بمعزل عن هذه التغيرات
االستراتيجية منذ عهد الحماية،باعتباره حامي الحقوق والحريات ،ومنبع التنمية الشاملة ،وعليه
واستشعارا ألدواره الجديدة التي لم تعد تقتصر على ما قضائي فقط ،أبى على نفسه إال أن يكون في
طليعة المؤسسات الدستورية المنافحة عن قضايا هذا الوطن الشريف،واضعا الحجر األساس لدبلوماسية
قضائية من نوع فريد تمزج بين أبعاد متعددة منها ما هو دفاعي عن الوحدة الترابية ومنها ما هو
اشعاعي واقتصادي،خاصة بعد التأسيس للمقتضيات القانونية الناظمة للسلطة القضائية (،القانونين
التنظيميين رقم 100.13المتعلق بالمجلس األعلى للسلطة القضائية ،والنظام األساسي للقضاة رقم
،103.13عالوة على القانون الداخلي للمجلس األعلى للسلطة القضائية) ،وتحديد اختصاصاته االصيلة
عن الوزارة الحكومية المكلفة بالعدل.
بناء على ما تقدم ،يظهر أن القضاء كان وال زال في صلب كل القضايا الوطنية بقضاته وكفاءاته المجندة
من أجل خدمة المواطن والصالح العام ،بما يحفظ هيبته ومكانته كسلطة مستقلة ونزيهة ،إضافة لكونه
فاعال محوريا في مسلسل اإلصالحات الهيكلية فيما يتعلق بالدبلوماسية الموازية عامة ،والدبلوماسية
القضائية خاصة،الشيء الذي تم تنزيله في السنوات الماضية على مستوى محكمة النقض و تكريسه
بشكل أكبر بعد تنصيب المجلس األعلى للسلطة القضائية.
في خضم هذه االعتبارات ،ومالمسة لموضوع مستجد وحيوي ضمن منظومة العدالة،كان البد من بسط
تساؤلين يرميان إلى التحديد الموضوعي لمجال واسع ومتشعب يتداخل فيه الدبلوماسي مع القانوني و
االقتصادي في بوثقة واحدة خادمة للشأن القضائي المغربي ومنفتحة على واجهات متعددة كما سنرى
آتيا.
فما هو موقع الدبلوماسية القضائية كفاعلة في خدمة القضايا الوطنية ؟ وما هي أبعادها الوظيفية و آفاقها
المستقبلية ؟
ومن أجل بسط متكامل لموضوع ذو راهنية وجدة ،كان لزاما تنزيله وفق قالب منهجي رصين،مقسم إلى
ثالث محاور :
تتمأسس الدبلوماسية الرسمية على خدمة المصالح العليا للوطن ،وتنفيذ االستراتيجيات الرامية لتبوأ
المملكة المغربية مكانتها البارزة ضمن المنتظم الدولي ،وهو القاسم المحدد والمحوري في كل أنواع
الدبلوماسية ،لذلك ساهم القضاء من جانبه في تحقيق هذه الغاية المشتركة عبر مالمسته لمجموعة من
االبعاد الوظيفية من ضمنها الدفاع عن الوحدة الترابية ( أوال) عالوة على الدور التعريفي بالتراث
القضائي المغربي ( ثانيا) و المساهمة في التنمية االقتصادية واالجتماعية عبر تشجيع االستثمار األجنبي
(ثالثا)
تنفيذ استراتيجية المجلس في مجال التعاون والشراكة على المستويين الوطني والدولي؛
دراسة الجوانب القانونية المتعلقة بإعداد وتنفيذ اتفاقيات وبرامج وتدابير التعاون والشراكة؛
إعداد مشاريع االتفاقيات والبرامج والتدابير التي تدخل في إطار التعاون والشراكة مع
المؤسسات األجنبية المماثلة والهيئات األجنبية المهتمة بقضايا العدالة؛
إعداد مشاريع االتفاقيات والبرامج والتدابير التي تدخل في إطار التعاون مع مؤسسات وهيئات
وطنية في مجال منظومة العدالة و كذا التنسيق مع السلطة الحكومية المكلفة بالشؤون الخارجية
والتعاون.
بناء على المقتضى أعاله يظهر جليا أن المجلس األعلى للسلطة القضائية ،أضحت له استراتيجية تعاونية
دولية تمكنه بموجبها من ممارسة دبلوماسية قضائية مرماها وحجر زاويتها التأثير في المشهد القضائي
وتسخير ذلك لخدمة التنمية الشاملة و التعريف بالقضايا الوطنية في المحافل القضائية الدولية والمنابر
المؤسساتية ذات الصلة بقطاع العدالة وهو ما سار على نهجه ليعقد بعد ذلك اتفاقيات للتوأمة سنراها فيما
هو آت.
.2قضاة االتصال
حتى عهد قريب لم يكن من المتصور أن يمارس قاض مهامه خارج ترابه الوطني -باستثناء ما تعلق
بقضاة التوثيق الذين تقتصر ممارستهم مع الجالية المقيمة في المهجر داخل القنصليات-باعتبار أن العدالة
شأن سيادي ال يمكن للدولة أن تتنازل عن مراقبتها ،إال أن تطور الجريمة وانتشارها وتباين األنظمة
القضائية للدول جعل التعاون القضائي الدولي يشتكي من بعض الثغرات أدت إلى خلق آليات جديدة
لمواجهة هذا النقص كان من بينها قاضي اإلتصال الذي ظهرت بوادره بتعيين فرنسا قاضيا مكلفا بمهمة
دبلوماسية إلى ايطاليا بمناسبة ما كان يعرف بقضية كوزا نوسترا ( )cosa nostraالتي كان يتوالها
القاضي االيطالي الشهير جيوفاني فالكوني ، Geovani Falconeفك رموزها ولغزها ،بتوجيهه
مراسالت وإنابات قضائية في إطار التعاون القضائي الدولي بقيت بدون جواب ،الشيء الذي أدى إلى
إبرام اتفاقية ثنائية بين الدولتين المذكورتين في مارس 1993تم بمقتضاها تعيين أول قاضي اتصال
فرنسي بإيطاليا لمواجهة الخلل الذي عرفه التعاون القضائي في المجال الجنائي لتتوسع بنود اإلتفاقية فيما
بعد لتشمل الجانب المدني أيضا ،وبعد أن تبين نجاعة المبادرة المذكورة سعى مجلس االتحاد األوربي le
conseil de l'union européenneبتاريخ 1996-04-22بمقتضى العمل المشترك
l'action communeإلى إقرار المبادرة المذكورة ،وذلك بخلق إطار قانوني لتبادل قضاة وموظفين
في مجال التعاون القضائي الدولي بين الدول األعضاء على أساس اتفاقيات ثنائية.
أما على صعيد المملكة المغربية ،فقد أثير موضوع قاضي اإلتصال ضمن توصيات اللقاء الثاني الذي
انعقد بالرباط سنة 2003بين المجلس العام للسلطة القضائية االسباني والمجلس األعلى المغربي
(محكمة النقض حاليا) ليتم تفعيل التوصية المذكورة سنة 2004ابتدأت بتعيين قاضيين لإلتصال في كل
من فرنسا واسبانيا،ليبلغ عددهم لحدود اآلن حسب آخر تحيين 4قضاة في كل من مدريد وباريس
وبروكسيل ،وروما.
وعليه فإن مؤسسة قاضي االتصال مقتضى مستجد في التشريع المغربي ،لم يكن منصوص عليها قبال
بنص خاص حتى دخول القانون التنظيمي 100.13المتعلق بالمجلس األعلى للسلطة القضائية حيز
التنفيذ ،ليخصص له المادة 81منه التي لم تتحدث عن مهامه ،واقتصرت على شكلية تعيينه بنصها على
أنه يعين قضاة االتصال،بقرار مشترك بين المجلس األعلى للسلطة للقضائية والوازرة المكلفة
بالعدل،ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون،طبقا للمادة 81من القانون التنظيمي 100.13المتعلق
بالمجلس األعلى للسلطة القضائية بعد استيفاء مسطرة االنتقاء التي تشرف عليها وزارة العدل.
وتتحدد مهام قاضي االتصال رغم تشعبها في :
المحور الثالث :آفاق الدبلوماسية القضائية (ورش استراتيجي نحو استكمال التموقع القضائي الدولي)
الشك أن الدبلوماسية القضائية ورش من االوراش االستراتيجية التي وضعها المجلس األعلى للسلطة
القضائية نصب أعينه منذ تأسيسه وهو ما يتجلى من خالل عقده لمجموعة من االتفاقيات والشراكات
ومشاركته في مجموعة من الفعاليات الوطنية والدولية ،غير أن هذا الورش البد له من عناية ،وقوة
اقتراحية وتفعيلية تدعم مسلسل ترسيخ دبلوماسية قضائية ترنو إلى التموقع الدولي ،لذلك أبينا من خالل
هذا البحث إال أن نسجل بعض من هاته االقتراحات تجويدا لعمل المجلس األعلى للسلطة
القضائية،وإيمانا بأن المقاربة التشاركية مفتاح الي تطور
.
أوال :توسيع خريطة الدبلوماسية القضائية ( تجاه شركاء جدد )
تطورت الدبلوماسية المغربية منذ اعتالء عاهل المملكة المغربية محمد السادس عرش اسالفه المنعمين ،
وزادت قوتها وصداها خالل أوقات االزمات ،فأصبحت معادلة صعبة في ميزان القوى الدبلوماسي،
خاصة بعد االعتراف التاريخي للواليات المتحدة االمريكية بمغربية الصحراء ،واتفاقيات مع دول
استراتيجية كالصين والهند في إطار محاربة وباء كورونا.
تبعا لذلك ،ومواكبة لهذه الطفرة الدبلوماسية في شقها الرسمي ،كان البد من مواكبتها بشكل موازي عن
طريق توسيع الخريطة القضائية تجاه دول ـأخرى ،و توجيه العالقات للدول االسيوية كالهند وماليزيا و
سنغافورة إضافة للدول الخليجية كالسعودية وقطر واالمارات باعتبارها ذات وزن ثقيل داخل القارة
الصفراء،و لن يتأتى ذلك إال عبر آليات سبق أن عالجناها كقضاة االتصال ،أوقضاة ملحقين أو أطر
المجلس داخل هياكلها ،ما سيعطي طابع التعاون بين المغرب ونظرائه الدول ،وسيساعد الجالية المغربية
هناك على تيسير مصالحها واالستماع إلى مشاكلها وأزماتها.
ثانيا :إنشاء متحف للزيارات األجنبية داخل المجلس األعلى للسلطة القضائية
إسوة بمحكمة النقض،فإن المجلس األعلى للسلطة القضائية مدعو إلى انشاء متحف خاص يعطي إضافة
اشعاعية لدوره التاريخي قبل تأسيسه الفعلي (المجلس األعلى للقضاء)،وتطوره عبر التاريخ و ما
صاحب ذلك من وثائق وأرشيف تؤسس لعمل متواصل حرص فيه على االرتقاء بالمجلس إلى سلطة
مستقلة لها قيمتها الدستورية باعتبار رئيسها الفعلي ملك البالد وضامن استقالل السلطة القضائية.
وعليه فإن تأريخ كل هذه الفترات في متحف وثائقي و فوتوغرافي من شأنه أن يعطي إرثا قضائيا مهما
سيعزز من مكانة المجلس بين المجالس العليا للقضاء ويعطيه خطوة إضافية في سعيه للتموقع الدولي
.
ثالثا :انشاء دفتر خاص بالمجلس األعلى للسلطة القضائية
تعزيزا للشق التعاوني بين المجلس األعلى والوفود رفيعة المستوى التي تزوره بمقره،أصبح لزاما
التفكير في خطوة حرية بالتفعيل داخل اروقته ،يتعلق االمر بإنشاء دفتر دهبي خاص للتوقيع عليه في كل
مناسبة ينتقل فيها وفد أو شخصية قضائية كبيرة إليه من أجل التعرف على هذه المعلمة الدستورية
الجديدة.
خاتمة :
يظهر من خالل ما سلف أن الدبلوماسية القضائية ورش استراتيجي ومشروع واعد بدأت معالمه الكبرى
تتضح شيئا فشيئا و آلياته تفعل بشكل تدريجي ،األمر الذي لوحظ من خالل اعتماد المجلس األعلى على
شعبة لتدبير التعاون والشراكة من أجل رسم خططه المستقبلية وشعبة للتواصل المؤسساتي مع للتفاعل
البناء مع محيطه الداخلي ،إضافة إلى إسهامه في تحقيق إشعاع قضائي عبر قضاته السيما قضاة
االتصال والقضاة الملحقين في الهيئات الدولية ، ،األمر الذي سيشكل دون شك خطوة كبيرة في سيره
للتموقع القضائي الدولي.
---------------------------------------------
الممارسة االتفاقية للمغرب في مجال حقوق اإلنسان :إنجازات مهمة وتحديات مفتوحة
واصل المغرب سنة 2009استكمال انخراطه التدريجي في المنظومة الدولية لحقوق اإلنسان ،مع إبق اءه
على مجموعة من التحفظات وعدم التصديق على بعض االتفاقيات أو البروتوكوالت.
استكمال االنخراط في المنظومة الدولية لحقوق اإلنسان وتعزيز الممارسة االتفاقية
واصلت المملكة المغربية انخراطها التدريجي في المنظومة الدولية لحق وق اإلنس ان من خالل مص ادقتها
على العديد من االتفاقيات والنصوص الدولية ،حيث تمت المصادقة تحديدا على اتفاقية حقوق األش خاص
ذوي اإلعاق ة وبروتوكوله ا االختي اري ( 8أبري ل )2009واالتفاقي ة رقم 150ح ول إدارة الش غل (3
أبريل )2009واالتفاقي ة رقم 154الخاص ة بالمفاوض ة الجماعي ة ( 3أبري ل .)2009وباإلض افة إلى
هذه االتفاقيات ،فقد تقررت المصادقة على مجموعة من االتفاقي ات ذات األث ر على حق وق اإلنس ان مث ل
االتفاقية العربية رقم 18لعام 1996بشأن عمل األحداث واالتفاقية العربية رقم 19لسنة 1998بش أن
تفتيش العمل واالتفاقية العربية رقم 17لعام 1993بشأن تأهيل وتشغيل المعوقين واالتفاقية العربية رقم
8بشأن الحريات والحق وق النقابي ة (م ارس )1977واالتفاقي ة رقم 151المتعلق ة بحماي ة ح ق التنظيم
وإجراءات تحديد شروط التشغيل في الوظيفة العمومية (المنظمة العالمية للش غل) ومعاه دة الويب و بش أن
حق المؤلف كما اعتمدها المؤتمر الدبلوماسي في 20دجنبر ( 1996المنظمة العالمي ة للملكي ة الفكري ة)
واتفاقية بشأن حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه (اليونسكو) والبروتوكول الثاني التفاقي ة اله اي لع ام
1954الخاصة بحماية الممتلكات الثقافية في حالة نزاع مسلح (الهاي 26 ،مارس .)1999
كما عملت المملكة على المصادقة على تعديل الفقرة األولى من المادة 20من اتفاقية القض اء على جمي ع
أشكال التمييز ضد المرأة واعتماد بروتوكول منع وقمع االتجار باألشخاص ،وخاص ة النس اء واألطف ال،
المكمل التفاقية األمم المتحدة لمكافح ة الجريم ة المنظم ة ع بر الوطني ة واالتفاقي ة العربي ة رقم 17لع ام
،1993بش أن تأهي ل وتش غيل المع وقين واالتفاقي ة العربي ة رقم 8بش أن الحري ات والحق وق النقابي ة،
باإلضافة إلى نشر (في الجريدة الرسمية) اتفاقية فيينا لحماية طبقة األزون الموقع ة بفيين ا في 22م ارس
( 1985نوفمبر )2009والمعاهدة الدولية بش أن الم وارد الوراثي ة النباتي ة لألغذي ة والزراع ة الموقع ة
بروما في 27نوفمبر .2001
هذا وتمت كذلك الموافقة ،من حيث المبدأ ،على انضمام المغرب إلى بروتوكول 2003الملحق باالتفاقية
الدولية بشأن إنشاء ص ندوق دولي للتع ويض عن أض رار التل وث الزي تي لع ام 1992وعلى المص ادقة
على االتفاقية الدولية لمكافح ة المنش طات في مج ال الرياض ة .كم ا تمت المص ادقة ك ذلك على االتفاقي ة
الخاصة بالتدابير الواجب اتخاذها لحظر ومنع اس تيراد وتص دير ونق ل ملكي ة الممتلك ات الثقافي ة بط رق
غير مشروعة وإحداث المكتب الوطني للسالمة الصحية للمنتجات الغذائية ،في إطار مالءم ة النص وص
الوطنية مع المواثيق الدولي ة المتعلق ة بالس المة الص حية ،وهي المب ادرة ال تي من ش أنها تعزي ز اإلط ار
القانوني لحماية المستهلك ،وإص دار النظ ام األساس ي ل دور الحض انة بمقتض ى الق انون ،40.04بحيث
يفرض تعزيز حماية الطفولة توفير الفضاءات الضرورية للتنشأة السليمة.
ومن جهة أخرى ،يلتزم المغرب ،بموجب اتفاقيات حقوق اإلنسان األساس ية ال تي ص ادق عليه ا ،بتق ديم
تقارير دورية أمام اللجان المعاهداتية المنشأة بمقتضى هذه االتفاقيات .وهكذا فقد قدم المغ رب خالل س نة
2009التقريرين المجمعين 17و 18حول إعمال االتفاقي ة الدولي ة للقض اء على جمي ع أش كال التمي يز
العنصري ،والذي من المنتظر أن تتم مناقشتهما خالل سنة ،2010والتقرير الرابع ح ول إعمال ه اتفاقي ة
مناهضة التع ذيب وغ يره من ض روب المعامل ة أو العقوب ة القاس ية أو الالإنس انية أو المهين ة ،ال ذي من
المتوقع أن يعرض على اللجنة المختصة خالل سنة .2011
النصوص الدولية التي لم يصادق عليها المغرب بعد
وتجدر اإلشارة إلى أن المغرب لم يصادق بعد على مجموعة من االتفاقيات وال بروتوكوالت االختياري ة.
إذ لم يصادق بعد على االتفاقية الدولية لحماية األشخاص من جميع أشكال االختف اء القس ري (وق ع عليه ا
في 6فبراير )2007والبروتوكوالن اإلضافيان الملحقان باتفاقيات جنيف األربع الخاصة بحماية ضحايا
النزاعات المسلحة والموقعة في 12غش ت ،1949ويتعل ق األم ر ب البروتوكول األول المتعل ق بحماي ة
ضحايا النزاعات الدولية المسلحة ،والبروتوكول الثاني المتعلق بحماي ة ض حايا النزاع ات المس لحة غ ير
الدولية (وقع المغرب على هذين البروتوكولين في 12ديسمبر ،1977لكنه لم يصادق عليهما بع د) ،أم ا
البروتوكول الثالث المتعلق باعتماد شارة مميزة إضافية ،الذي دخل حيز النفاذ في 14ين اير 2007بع د
اعتماده في 8ديسمبر ،2005فإن المغرب لم يوقع علي ه بع د ،كم ا لم يص ادق بع د على ال بروتوكوالن
الملحقان بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والنظ ام األساس ي المح دث للمحكم ة الجنائي ة
الدولي ة (وق ع المغ رب على ه ذا النظ ام األساس ي في 8س بتمبر 2000لكن ه لم يص ادق علي ه بع د)
وال بروتوكول االختي اري الملح ق بالعه د ال دولي الخ اص ب الحقوق المدني ة والسياس ية وال بروتوكول
االختياري الملحق بالعه د ال دولي الخ اص ب الحقوق االقتص ادية واالجتماعي ة والثقافي ة ال ذي تم اعتم اده
مؤخرا والبروتوكول االختياري التفاقي ة القض اء على جمي ع أش كال التمي يز ض د الم رأة .كم ا لم ينض م
المغرب إلى البروتوكول االختياري التفاقية مناهض ة التع ذيب وغ يره من ض روب المعامل ة أو العقوب ة
القاسية أو الالإنسانية أو المهينة.
باإلضافة إلى ذلك ،ال يقبل المغرب باختصاص بعض اللجان التعاهدية فيم ا يتعل ق ب النظر في الش كايات
المقدمة من طرف األفراد ولم يصادق بعد على االتفاقية رقم 87لس نة 1948المتعلق ة بالحري ة النقابي ة
وبحماي ة ح ق التنظيم النق ابي واالتفاقي ة رقم 102لس نة 1952المتعلق ة بق انون الح د األدنى للض مان
االجتماعي واالتفاقية رقم 118لسنة 1962الخاصة بالمساواة في معامل ة مواط ني البل د وال ذين ليس وا
من مواطني البلد في مجال الضمان االجتماعي.
وج دير بال ذكر ك ذلك أن المغ رب لم يقم خالل س نة 2009بس حب أي تحف ظ من تحفظات ه بخص وص
االتفاقي ات ال تي ص ادق عليه ا ،حيث أبقى على تحفظات ه بخص وص الم ادة 41للعه د ال دولي الخ اص
ب الحقوق المدني ة والسياس ية ،حيث ال يع ترف المغ رب باختص اص لجن ة حق وق اإلنس ان لتلقي وفحص
رسائل تدعي فيها دولة طرف بأن دولة أخرى ال تفي بالتزاماتها المترتبة عن العهد ال دولي ،والم ادة 30
التفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو الالإنسانية أو المهينة ،في م ا
يتعلق بالتحكيم الدولي حول أي خالف بين الدول األطراف يرتب ط بتفس ير االتفاقي ة ،و الفق رة األولى من
المادة 92لالتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأف راد أس رهم والم ادة 22من اتفاقي ة
القضاء على كافة أشكال التمييز العنصري ،حيث ال يعترف المغ رب بمقتض ى ه ذا التحف ظ باختص اص
محكمة العدل الدولية بالنظر في الخالفات المتعلقة بتفسير االتفاقية.
مالحظات حول الممارسة االتفاقية للمغرب :ضرورة تعزيز التنسيق الحكومي وإشراك المجتمع المدني
ص حيح أن المغ رب يب ذل جه ودا حثيث ة لتعزي ز الممارس ة االتفاقي ة واس تكمال انخراط ه في المنظوم ة
الدولي ة ،إال أن هن اك بعض المالحظ ات ال تي تخص ه ذه الممارس ة ،حيث يالح ظ أن هن اك بطء على
مستوى تفعي ل الق رارات المتخ ذة بخص وص مواص لة اس تكمال انخ راط المملك ة في االتفاقي ات الدولي ة
لحقوق اإلنسان وضعف جدول ة إع داد التق ارير الدوري ة وغي اب منهجي ة واض حة في كيفي ة إع داد ه ذه
التقارير وفقا للمبادئ التوجيهية والتوصيات العامة الصادرة عن الهيئات التعاهدي ة وض عف التنس يق بين
القطاعات الحكومية وعدم إشراكها في جميع مراحل إعداد التقارير ،باإلضافة إلى ع دم ع رض مش اريع
التقارير على المجلس االستشاري لحقوق اإلنسان إلبداء الرأي فيها قبل عرضها على اللج ان المعني ة في
مدة معقولة .كم ا أن هن اك ض عف في إش راك جمعي ات المجتم ع الم دني وفي متابع ة تفعي ل مالحظ ات
وتوصيات الهيئات الدولية خصوصا منها تل ك الص ادرة عن الهيئ ات التعاهدي ة المعني ة بحق وق اإلنس ان
التابعة لألمم المتحدة بمناسبة فحصها للتقارير الوطنية لبالدن ا ووج ود تف اوت بين الدبلوماس ية الحكومي ة
في مجال حقوق اإلنسان وبين ما حقق ه المغ رب من مكتس بات وإنج ازات ،ومن بين أوج ه ذل ك ض عف
المشاركة في المنتديات واألنشطة الدولية ذات الصلة بحقوق اإلنسان وض عف تمثيلي ة المملك ة في اللجن
والهيئات الدولية المعنية بحق وق اإلنس ان ووج ود خص اص على مس توى متابع ة التق ارير الص ادرة عن
المنظمات الدولية غير الحكومية العاملة في مجال حقوق اإلنسان.
الدعوة إلى تكثيف جهود مالءمة التشريعات الوطنية مع المعايير الدولية لحقوق اإلنسان
ومن أج ل تعزي ز الممارس ة االتفاقي ة المغ رب ،يوص ي المجلس االستش اري لحق وق اإلنس ان بمواص لة
االنخ راط في الق انون ال دولي لحق وق اإلنس ان من خالل المص ادقة على اتفاقي ات األمم المتح دة لحق وق
اإلنسان التي لم يصادق عليها المغرب بعد والبرتوكوالت االختيارية الملحقة ببعض االتفاقيات والش روع
في اتخاذ اإلجراءات والتدابير الالزمة لتفعيل مقتضياتها على الصعيد الوطني ومواصلة وتكثيف الجه ود
الوطنية من أج ل مالءم ة كاف ة التش ريعات الوطني ة م ع المع ايير الدولي ة لحق وق اإلنس ان المترتب ة عن
اتفاقي ات حق وق اإلنس ان ال تي انض مت إليه ا بالدن ا والعم ل على رف ع التحفظ ات عن مقتض يات بعض
اتفاقي ات حق وق اإلنس ان واإلس راع بإنج از التق ارير الدوري ة والعم ل على ت دارك الت أخر الحاص ل في
إع دادها وتق ديمها في أق رب اآلج ال إلى اللج ان التعاهدي ة المعني ة والعم ل على نش ر التق ارير الدوري ة
والتوصيات الصادرة عن اللجان التعاهدية بشكل منتظم.
كم ا ي دعو المجلس إلى العم ل على تك ثيف الجه ود من أج ل تط وير التنس يق بين القطاع ات الحكومي ة
والمصالح الوزارية المعنية إلنجاز التقارير الدورية بشكل منتظم وتعزيز التنسيق ك ذلك في كاف ة قض ايا
حقوق اإلنسان وتسريع وثيرة التفاع ل اإليج ابي م ع التوص يات القابل ة للتنفي ذ واس تباق العدي د منه ا عن
طريق رصد قبلي لك ل مالحظ ات اللج ان التعاهدي ة ،باإلض افة إلى إدراج التوص يات في إط ار تص ور
شمولي ينسجم مع مضمون التقرير الخت امي لهيئ ة اإلنص اف والمص الحة واق تراح الت دابير الرامي ة إلى
إنشاء وتطوير المؤسسات الكفيلة بدعم احترام حقوق اإلنسان والنهوض بها ومواص لة جه ود نش ر ثقاف ة
حقوق اإلنسان وتنميتها ودعمها وتعزيز مساهمة بالدنا في المفاوضات المتعلقة باتفاقيات حق وق اإلنس ان
وإبداء الرأي فيما يتعلق بااللتزام بها وتعزيز الحوار والتعاون مع المنظم ات الحقوقي ة الوطني ة والدولي ة
الحكومية وغير الحكومية ومختلف المؤسسات والهيئات المهتمة بحقوق اإلنسان في القض ايا ذات الص لة
بالممارسة االتفاقية لبالدنا.