You are on page 1of 405

‫الجـــــــــــــــميورية الجزائرية الديمقراطية الشـــــــــــــــــعبية‬

‫‪République Algérienne Démocratique et Populaire‬‬


‫‪Ministère de l’Enseignement Supérieur‬‬
‫‪Et de la Recherche Scientifique‬‬ ‫وزارة التعلٌم العالً والبحث العلمً‬
‫‪Université M’hamedBougaraBoumerdes‬‬ ‫جامعة امحمد بوقرة بومرداس‬
‫‪Faculté de Droit et sciences politiques de‬‬
‫‪Boudouaou‬‬ ‫كلٌة الحقوق والعلوم السٌاسٌة بودواو‬

‫واقع وآفاق اإلختصاص المالي لمبرلمان في دول المغرب العربي‬


‫(الجزائر وتونس والمغرب) عمى ضوء التعديل الدستوري‬

‫أطروحة لنيل شيادة الدكتوراه في العموم القانونية و اإلدارية‬


‫تخصص ‪ :‬القانون العام‬

‫تحت إشراؼ ‪:‬‬ ‫إعداد الطالبة ‪:‬‬


‫األستاذ‪/‬تاجر محمد‬ ‫عباس نصيرة‬
‫المشرؼ المساعد‪:‬‬
‫األستاذ‪/‬بودربالة صبلح الديف‬
‫لجنة المناقشة ‪:‬‬
‫أ‪ .‬د ‪ /‬لعرج سمير ‪.........‬أستاذ ‪.........‬جامعةأمحمد بوقرة بومرداس ‪ .........‬رئيسا‬
‫أ‪ .‬د ‪ /‬تاجر محمد ‪..........‬أستاذ ‪.........‬جامعة مولود معمري تيزي وزو‪.. .....‬مقر ار‬
‫د ‪ /‬بودربالة صبلح الديف‪....‬أستاذ محاضر" أ "جامعةأمحمد بوقرة بومرداس‪..‬مقررمساعدا‬
‫أ‪ .‬د ‪ /‬كايس شريؼ ‪..........‬أستاذ ‪.........‬جامعة مولود معمري تيزي وزو…‪...‬ممتحنا‬
‫أ‪ .‬د ‪/‬لوناسي ججيقة‪..........‬أستاذة ‪.........‬جامعة مولود معمري تيزي وزو‪....‬ممتحنة‬
‫د ‪ /‬تريعة نوارة ‪ ….......‬أستاذة محاضرة" أ"‪...‬جامعة أمحمد بوقرة بومرداس ‪..‬ممتحنة‬

‫السنة الجامعية‪2022/2021:‬‬
‫اإلىـــــــــــــــــــــــــــــــداء‬

‫أىدي ىذا العمؿ المتواضع إلى الوالديف رحميما اهلل وأسكنيما فسيح جناتو‪.‬‬

‫إلى كؿ إخوتي وأخواتي‪.‬‬

‫إلى كؿ مف قدـ لي ي ػد المساعدة ولو بكممػ ػة طيبة‪.‬‬


‫شــــــــــكر و تقـــــــدير‬

‫بمناسبة إتماـ ىذه األطروحة أتقدـ بالشكر الجزيؿ مع كؿ عبارات التقدير واإلحتراـ‬
‫إلىاألستاذ المشرؼ تاجر محمد والمشرؼ المساعد األستاذ بودبالة صبلح الديف عمى‬
‫قبوليما اإلشراؼ عمى األطروحة وعمى كؿ ما قدماه لي أثناء إعدادىا‪.‬‬

‫كماأتقدـ بالشكر الخالص مع كؿ عبارات التقدير والعرفاف إلى كؿ األساتذة الذيف‬


‫ساىموا في تكويني عبر مختمؼ األطوار الدراسية‪.‬‬

‫الطالبة‪ :‬نصيرة عباس‬


‫مقدمة ‪:‬‬
‫تعتبر المالية العمومية مف أىـ أدوات بموغ أىداؼ التنمية‪ ،‬كما تعكس السياسة‬
‫اإلقتصادية واإلجتماعية المتبعة مف طرؼ الدوؿ والحكومات‪،‬مف خبلؿ األولويات‬
‫المسطرة واإلعتمادات المرصودة لتدبيرالشأف العاـ‪،‬فيي وسيمة أساسيػ ػ ػة لػ ػحؿ المشاكؿ‬
‫اإلقتصادية و اإلجتماعية والسياسية ‪.‬‬

‫فأفوؿ حضارات و إنبثاؽ أخرى و اإلنتفاضات والحروب ‪ ،‬وقياـ ثورات الربيع العربي‬
‫يعود سببيا األصمي إلى ضعؼ التدبير في المالية العمومية في ظؿ إنعداـ الشفافية‬
‫في صرؼ النفقات العامة‪،‬وضعؼ العدالة الجبائية في فرض التكاليؼ العمومية‪،1‬‬
‫بإ عتبارىا أعباء مالية ممقاة عمى عاتؽ أفراد الشعب ‪ ،‬تمجأ إلييا السمطة السياسية‬
‫لتمويؿ نفقاتيا المختمفة ‪ ،‬فما مف نظاـ حكـ نشأ إال وكاف باعثو إعتبارات مالية تشيد‬
‫عمى أساسيا معالـ النظاـ السياسي وتدعـ بموجبو ركائزه ‪.‬‬

‫بدأت معالـ ىذا اإل تجاه واضحة لمعمف بعد أف تخطت الدولة مجاؿ وظائفيا التقميدية‬
‫التي كانػ ػ ػت تقتصر عمى الحف ػاظ عمى األمف والنظاـ ‪ ،‬وجباي ػة الضػ ػرائب وت ػحصيميا‬

‫واإلشراؼ عمى العبلقات الخارجية وقياميا ببعض النشاطات التي تعذر عمى‬
‫نظرلضآلة ما تدره مف أرباح مف جية أو لضخامة ما‬
‫األشخاص العادييف القياـ بيا ‪ ،‬ا‬
‫تكفمو مف نفقات مف جية أخرى‪،2‬إلى الدولة المتدخمة في جميع المياديف‬
‫السياسيةواإلقتصادية واإلجتماعية ‪،‬وارتبطت فكرةالتدخؿ الواسع لمدولة في النشاط‬
‫اإلقتصادي بفكرة الرقابة ال مالية بصفة عامة وبفكرة الرقابة عمى النفقات العمومية‬
‫بصفة خاصة‪.3‬‬

‫‪ -1‬مصطفً منار ‪" ،‬واقع األموال العمومٌة بٌن ضعف البرلمان وهٌمنة الحكومة" ‪ ،‬المجلة المغربٌة‬
‫لإلدارةالمحلٌة والتنمٌة ‪ ،‬ماي‪-‬جوان ‪ ،‬عدد ‪ ، 8880 , 08‬ص ‪.96‬‬
‫‪ -2‬زكرٌا محمد بٌومً ‪ "،‬االتجاهات الحدٌثةفً تطوٌر أسالٌب الموازنة العامة للدولة "‪ ،‬مجلة القانون واإلقتصاد ‪،‬‬
‫مطبعة جامعة القاهرة ‪ 3601 ،‬ص ‪.341‬‬
‫‪ -3‬زٌنب حسن عوض هللا ‪ ،‬مبادئ المالٌة العامة ‪ ،‬الدار الجامعٌة‪ ،‬اإلسكندرٌة ‪،3660 ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪1‬‬
‫فمف خبلؿ ىذه المرحمة إتسعت مجاالت عمميا وازدادت تدخبلتيا بسبب تطور‬
‫نشاطاتيا مف أجؿ توفير الطمبات المتزايدة لممجتمع ‪،‬بماصاحبو مف تحقيؽ تنمية شاممة‬
‫و معدالت عالية مف النمو اإلقتصادي وتوفير قسط كبير مف العدالة والرخاء‬
‫اإلجتماعي ‪،‬مما ساىـ في التزايد الكبير في النفقات العمومية‪.‬‬
‫و ل ما كانت ندرة الموارد المالية تعتبر مف أىـ المشاكؿ التي واجيت الدوؿ النامية‬
‫والدوؿ المتقدمة عمى حد سواء‪ ،‬كاف البد مف البحث عف آليات لوضع حد ليذه‬
‫المشكبلت ‪ ،‬عف طريؽ إحكاـ نظاـ اإلجراءات البرلمانية في مجاؿ العمميات المالية‬
‫لمدولة والموارد واإلمكانيات الموجودة ‪ ،‬حتى يتسنى الحصوؿ عمييا مف مصادرىا‬
‫المختمفة وتخصيصيا وتوزيعيا توزعا عادال ‪ ،‬يحقؽ التوازف اإلقتصادي واإلجتماعي‬
‫بشكؿ متجانس ‪.‬‬
‫إف تعدد الموارد المالية التي تعتمد عمييا الدولة في إقامة صرح نظاميا المالي أغري‬
‫الدولة في أف تمجأ إلييابإعتبارىا واحدة مف أبرز أدوات السياسة المالية ‪ ،‬لما تمتاز بو‬
‫مف ضخامة في حصيمتيا وسيولة في فرضيا ولبموغيا مقاصد عدة في مختمؼ‬
‫الجوانب ‪ ،‬عمى نحو أصبحت معو مسألة فرض األعباءالمالية عمى أفراد الشعب‬
‫خاصية مف خصائص السيادة وواحدة مف أبرز مظاىرىا ‪ ،‬تممؾ الدولة صبلحية‬
‫المجوء إلييا مف أجؿ تعزيز وتوطيد مكانتيا ‪.‬‬
‫و بالرغـ مف أف الوظيفة التشريعية ىي الوظيفة األصمية لمبرلماف ‪ ،‬إال أف الوظيفة‬
‫المالية سبقت يا مف حيث نشأتيا التاريخية حيث تعتبر إحدى أىـ األسس التي قامت‬
‫عمييا المؤسسة البرلمانية ‪،‬فمقد كانت التفاعبلت السياسية التي عرفتيا إنجمت ار في القرف‬
‫‪ 17‬والتي قادت إلى الصراع الذي نشأ بيف الممؾ ومجمس العموـ حوؿ سمطة الجباية‬
‫واإلنفاؽ ‪،‬ويعود ىذا الصراع الى ما نص عميو الميثاؽ الكبير الماجنا كارت الذي‬

‫‪2‬‬
‫صدر سنة ‪ ، 1215‬بعدـ جواز فرض الضريبة إال بالموافقة العامة لممممكة عف طريؽ‬
‫مجمس عموـ أعمى لمدولة ‪ ،‬يضـ كؿ مف بيدىـ أرض التاج‪.1‬‬
‫إال أف ىذا المجمس لـ يشكؿ فبقي الصراع في أخذ ورد بيف الممؾ والبرلماف حتى سنة‬
‫‪ ، 1640‬تاريخ نشوب الحرب األىمية التي إنتيت بمحاكمة الممؾ والوزراء ‪ ،‬وبذلؾ‬
‫تفوؽ البرلماف وفرض سيادتو‪.‬‬
‫في سنة ‪ 1688‬ت ـ وضع دستور الحقوؽ الذي رسخ فكرة الترخيص البرلماني لممداخيؿ‬
‫والنفقات وكذلؾ الدورية السنوية ليذا الترخيص ‪ ،‬وىكذا برزت كؿ مقاومات قانوف‬
‫الميزانية بإنجمت ار مما أدىإلى ميبلد النظامالبرلماني‪.2‬‬
‫تأثرت فرنسا بيذا اإلنتصار الذي حققو البرلماف اإلنجميزي ‪ ،‬السبب الذي أدي إلى‬
‫إندالع ثورة ‪1789‬التي نتج عنيا وضع حد إلنفراد الممؾ بفرض ضرائب بدوف قيود‪،‬‬
‫وترسيخ مبدأ الموافقة المسبقة عمى فرض الضريبة‪،‬بعدما كانت السمطة الممكية تتجاىؿ‬
‫ذلؾ بشكؿ مس بحقوؽ األفراد وحرياتيـ وحرمة أمواليـ ‪ ،‬كؿ ذلؾ ساىـ في ظيور بناء‬
‫فكري عمؿ عمى البحث في سمطات الدولة واختصاصاتيا مف أجؿ تقييد‬
‫سمطاتيابضوابط وقواعد قانونية يمارس مف خبلليا نظاـ الحكـ لصالح أفراد الشعب ‪.‬‬
‫ىكذا أقرت الجمعية الوطنية التأسيسية عدـ شرعية كؿ ضريبة لـ تأذف بفرضيا‬
‫وجبايتيا ‪ ،‬وتـ تأكيد ىذا المبدأ في وثيقة إعبلف حقوؽ اإلنساف والمواطف حيث نصت‬
‫المادة ‪ 14‬منو عمى أنو‪":‬عمى الشعب مباشرة أو بواسطة ممثميو أف يتأكد مف ضرورة‬
‫الضرائب ‪ ،‬وأف يوافؽ عمييا بمؤل إ اردتو و يراقب إستعماليا ويقرر أساسيا ونسبيا‬
‫وطريقة جبايتيا ومدتيا " ‪ ،‬وتـ تعزيز ىذه المرتكزات في دستور ‪ 1791‬وفي الدساتير‬
‫المتعاقبة مف خبلؿ إضافةإلى مبدأ الترخيص بالمداخيؿ مف جية والنفقات مف جية‬
‫أخرى مبدأ سنوية ىذه الترخيصات ‪.‬‬

‫‪ -1‬علً أنور العسكري‪،‬الرقابة المالٌة على األموال العامة‪،‬مكتبةبستان المعرفة‪،‬مصر‪،‬سنة‪،8880‬ص‪.340‬‬


‫‪-8‬المرجع نفسه‪،‬ص‪. 340‬‬

‫‪3‬‬
‫وعمى غرار الدوؿ األوروبية إنتيجت الدوؿ المغاربية النيج القائـ عمى قاعدة ال ضريبة‬
‫وال رسـ وال إنفاؽ إال بنص قانوني واضح معمف‪ ،‬تسنو سمطة مختصة تتولى ميمة‬
‫اإلفصاح عف اإلرادة العامة لؤلمة وتمثيميا أصدؽ تمثيؿ ‪ ،‬األمر الذي أسفرعف مبدأ‬
‫سيادة القانوف في الشؤوف المالية ‪،1‬وتكريس االختصاص الحصري لمبرلماف في الشؤوف‬
‫المالية‪،‬ويكوف مف أىـ المبادئ اإلصبلحية ذات القيمة الدستورية السامية التي‬
‫تكرسياجميع الوثائؽ الدستورية‪،‬وتجسيدا حقيقيا لفكرة المبلئمة بيف السمطة السياسية‬
‫وحاجاتيا المستمرة لمموارد المالية‪،‬وكفالة الحرية الفردية بشكؿ يضع حدالتمادي السمطة‬
‫في فرضيا لؤلعباء المالية‪،‬ويمنعيا مف المساس بحقوؽ األفراد وحرياتيـ خبلفا‬
‫لماإرتضاه القانوف سبيبلوعمى نحو ما إستقر عميو العمؿ في أغمب األنظمة الديمقراطية‬
‫التي أسست القانوف بإعتباره أداة لئلستقرار السياسي و اإلقتصادي في ظؿ تزايد مفاىيـ‬
‫العدالة والمساواة و شيوع ظاىرة السيادة التمثيمية‪،‬فإذا كاف المواطف ىو مصدر الماؿ‬
‫العاـ فيومحور التنمية و محرؾ التاريخ‪ ،‬فمف الواج ػب اإلرتباط بو و بقضاياه و حمايتو‬
‫و العمؿ عمى خدمتو و توفير العيش الكريـ لو‪ ،‬بؿ أكثر مف نلؾ ىو الذي يجب أف‬
‫يحدد طبيعة الجباية و كيفية تحصيمياو طرؽ فرضيا ‪،‬وذلؾ مف خبلؿ ممثميو داخؿ‬
‫المؤسسات وفي مختمؼ المجاالت المنتخبة‪،‬إعتمادا عمى آليات ديمقراطية و مبادئ‬
‫العدالة اإلجتماعية‪ ،‬و في جو تطبعو الثقة بيف الدولة والمواطنيف ‪.‬‬
‫يأتي إصبلح المالية العمومية اليوـ في سياؽ تاريخي وسياسي و إجتماعي خاص‪،‬فقد‬
‫عرؼ المغرب العربي عمى غرار دوؿ عربية أخرى حراكا إجتماعيا رفعت خبللو‬
‫شعارات تطالب بالتشغي ػؿ وتحسيف القدرة الشرائية والول ػوج إلى الخدمات اإلجتماعية‬

‫‪ٌ -1‬راد بمبدأ سٌادة القانون فً الشؤون المالٌة‪ ،‬حكم القانون فً الشؤون المالٌة كافة ‪ ،‬بأن ال تنظر أحكامها وال‬
‫تعدل وال تجبً حصٌلتها وال ٌعفً من أدائها إال بمقتضى قانون تسنه السلطة التشرٌعٌة المختصة ممثلة الشعب ‪،‬‬
‫والتً لها وحدها االختصاص األصٌل فً سن كافة القوانٌن ومنها القوانٌن المالٌة على النحو الذي تقضى به النظم‬
‫الدستورٌة الحدٌثة ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫والتوزيع العادؿ لمثروة‪،‬والحكامة الجيدةومحاربة الفساد ونيب الماؿ العاـ ‪،‬وغيرىا مف‬
‫الشعارات‪.‬‬
‫فتحت ػ ػػاج الدول ػ ػػة لممارس ػ ػػة وظائفي ػ ػػا ألمػ ػ ػواؿ تتع ػ ػػدد مص ػ ػػادرىا وتتن ػ ػػوع منابعيا‪،‬توج ػ ػػو‬
‫لتنفيذالسياس ػ ػػات العمومي ػ ػػة لمختم ػ ػػؼ المج ػ ػػاالت اإلقتص ػ ػػادية و اإلجتماعي ػ ػػة والثقافي ػ ػػة‬
‫وغيرىػػا‪،‬والتي تتسػػـ بصػػفة العموميػػة ممػػا يسػػتدعي شػػموليا بالحمايػػة القانونيػػة و ت ػأميف‬
‫حرمتيا وقدسيتيا‪.‬‬
‫أصبحت الدولة في بداية األلفية الثالثة أكثر تدخبل وحماية مما سبؽ مف خبلؿ الحماية‬
‫اإلجتماعية وحماية اإلقتصاد الوطني‪،‬فإنو عمى مستوي الدوؿ السائرة في طريؽ النمو‬
‫فإف أعباء الدولة لـ تنخفض‪،‬مما زاد مف حاجاتيا لؤلمواؿ لتثبيت ميزانيتيا و ضماف‬
‫التوازف بيف اإلرادات و النفقات ‪.‬‬
‫بالرغـ مف تطور أبعاد المالية العمومية وتزايد حدة العراقيؿ التي تواجيياالدولة‬
‫بإستمرار فإف تسير المسائؿ المالية في بعض الدوؿ ظؿ حبيسا لمنيجية تقميدية‬
‫موروثة في جوىرىا عف الفترة اإلستعمارية ‪،‬كما ىو الشأف في دوؿ المغرب العربي‪،‬ففي‬
‫الوقت الذي تتسـ بو ىذه المنيجية باإلفراط في القوانيف الجامدة و الشكميات‬
‫المعقدة‪،‬فإنيا التعبر عف االىتماـ بمردودية و فعالية التدبير المالي الذي ييدؼ إلى‬
‫تكرس حماية الماؿ العاـ مف التبذير واإلسراؼ‪،‬وفي ىذا اإلطارفإف المشرع إسياما منو‬
‫في حماية الماؿ العاـ وصيانتو وعقمنة إستعمالو ‪،‬عمؿ عمى إخضاعو لمدراسة و‬
‫التصويت داخؿ المؤسسة التشريعية المنتخبة‪،‬خاصة وأف القانوف المالي يشكؿ القالب‬
‫القانوني لمالية الدولة‪،‬مما يستوجب موافقة ممثمي الشعب واضفاء الشرعية عميو ‪.‬‬
‫إيمانا مف المشرع في دوؿ المغرب العربي بأىمية القانوف المالي عمؿ منذ إصدار‬
‫الدساتيرعمى إعطاء البرلماف سمط ة التصويت عمى قانوف المالية ‪ ،‬وىو ما تـ تكريسو‬
‫في جميع الوثائؽ الدستورية ‪ ،‬مما جعؿ البرلماف ينفرد بخاصية النظر في مشاريع‬
‫قوانيف المالية ‪ ،‬والتصويت عمييا بالموافقة أو بالرفض ‪ ،‬عمما أف مجاالت اإلختصاص‬

‫‪5‬‬
‫المالي لمبرلماف مختمفة ومتعددة إال أف أكثرىا أىمية ىي قوانيف المالية التي تشتمؿ‬
‫قانوف المالية السنوي وقانوف المالية التكميمي وقانوف تسوية الميزانية ‪ ،‬والتي تتيح‬
‫لمبرلمانييف فرصة لممناقشة والمشاركة إلقتراح التعديبلت ‪ ،‬كما أف آجاؿ مناقشتيا‬
‫وايداعيا محددة بالدستور عكس المجاالت األخرى التي تنحصر فييا المبادرة البرلمانية‬
‫في أضيؽ الحدود‪.‬‬
‫فالبرلماف كما ىو معموـ يمارس اإلختصاص التشريعي إنطبلقا مف اإلطار الدستوري‬
‫ويتبع آليات العقمنة البرلمانية ‪ ،‬سواء عمى مستوى مجاؿ القانوف ‪ ،‬أو فيما يرتبط‬
‫بضوابط القوانيف التشريعية ‪ ،‬رغـ ذلؾ إستطاعت الممارسة البرلمانية أف تفرز عدة‬
‫خصوصيات كفيمة برصد أفاؽ ىذه الممارسة وتحديد إتجاه تطورىا ‪ ،‬فمف الناحية‬
‫الكمية إتجو البرلماف إلى الرفع مف النصوص التي يصادؽ عمييابتعاقب العيدات‬
‫البرلمانية ‪ ،‬ومف الناحية الكيفية فإف الممارسة ما زالت تكرس تفوؽ الحكومة عمى‬
‫البرلماف كمصدر لمتشريع ‪ ،‬تطبؽ نفس القاعدة عمى التشريع المالي ‪ ،‬الذي عرؼ‬
‫بدوره تطو ار مف حيث الممارسة مع تعاقب الدورات التشريعية ‪ ،‬رغـ الحفاظ عمى نفس‬
‫اآلليات الدستورية والقانونية التي تنظمو ‪.‬‬
‫ترجع أىمية موضوع اإلختصاص المالي لمبرلماف في دوؿ المغرب العربي عمى غرار‬
‫باقي الدوؿ إلى أساس وظيفة البرلماف المتمثؿ في حماية الماؿ العاـ ‪ ،‬قبؿ أف يتطور‬
‫ليصبح إختصاصو سف القوانيف في جميع المياديف المحددة بنص الدستور ‪ ،‬ذلؾ أف‬
‫وجود الوظيفة المالية لمبرلماف في قمب اإلختصاص البرلماني بإعتباره ممثبل لمشعب‬
‫وناطقا بإسمو وبالتالي فإ ف جميع التصرفات التي قد تترتب عنيا تكميؼ مالي لميزانية‬
‫الدولة يجب بالضرورة عرضيا عمى البرلماف قصد الموافقة عمييا ‪.‬‬
‫مع ظيور ما يعرؼ بالعقمنة البرلمانية فإف جميع نصوص القانوف التي تتضمف‬
‫إ نعكاسا عمى مالية الدولة والتي يوافؽ عمييا البرلماف ‪ ،‬سواء تعمؽ األمر بالمعاىدات‬
‫الدولية الممزمة لمالية لمدولة التي ينص الدستور عمى عرضػ ػيا عمى البرلمػ ػ ػاف ‪ ،‬أو‬

‫‪6‬‬
‫مشاريع ومقترحات القوانيف التي ترتبط بميزانية الدولة ‪،‬أصبحت الحكومة تممؾ آليات‬
‫دستورية وقانونية وفرىا ليا المؤسس مف أجؿ الحد مف سمطة البرلماف التشريعية‬
‫والتقميص مف إختصاصو المالي ‪ ،‬مما جعميا الطرؼ المييمف عمى المجاؿ المالي ‪.‬‬
‫مف ىنا تأتي أىمية موضوع بحثنا حوؿ اإلختصاص المالي لمبرلماف في دوؿ المغرب‬
‫العربي في ظؿ التعديؿ الدستوري الجزائري لسنة‪،2020‬والتعديؿ الدستوري المغربي‬
‫لسنة ‪،2011‬والتعديؿ الدستوري التونسي لسنة‪ ، 2014‬الذي يجد لو أىمية لمبحث‬
‫والتأصيؿ مف الناحيتيف العممية والعممية ‪.‬‬
‫فمف الناحية العممية ‪ :‬ندرة الدراسات األكاديمية التي تبحث في ىذا الموضوع ‪ ،‬فإف‬
‫وجدت فتقتصر عمى اإلشارة إلى بعض تطبيقاتو دوف الخوض في تفاصيمو واألفكار‬
‫األساسية ليذا المبدأ ‪،‬ونظ ار إلرتباط الموضوع بالعديد مف الموضوعات األخرى التي‬
‫تعد مف أىـ وأعقد موضوعات القانوف العاـ ‪ ،‬إضافة إلى أف تناوؿ ىذا الموضوع يعود‬
‫إلى بحث العديد مف الموضوعات األخرى والتي وجدت ليا تطبيقا رحبا في الميداف‬
‫العممي ‪.‬‬
‫أما الناحية العممية ‪ :‬فتتمثؿ في الحاجة الممحة لفيـ اإلختصاص المالي لمبرلماف في‬
‫دوؿ المغرب العربي ( الجزائر – تونس – المغرب ) لتفادي حاالت التطبيؽ المخالفة‬
‫لحكمو في ميداف السمطات العامة والتصرؼ عمى واقع وأفاؽ ىذا االختصاص في‬
‫الدوؿ المغاربية‪.‬‬
‫فيرتكزىذا البحث عمى دراسة القواعد القانونية والضوابط الدستورية المنظمة لئلختصاص‬
‫التشريعي لمبرلماف في دوؿ المغرب العربي في الشؤوف المالية ‪ ،‬أي التركيز عمى‬
‫الجانب التشريعي الذي يمارسو البرلماف والمتعمؽ بمالية الدولة دوف الخوض في‬
‫اإلختصاص التشريعي بوجو عاـ وانما سيتحدد مجاؿ الدراسة في القواعد الدستورية‬
‫والقوانيف المنظمة لمالية الدولة والتفرقة بيف سمطة البرلماف في وضع القواعد القانونية‬
‫العامة لشؤوف المالية ‪ ،‬وسمطتو في وضع القواعد العامة لتمؾ الشؤوف وترؾ ما سواه‬

‫‪7‬‬
‫لمسمط ة التنفيذية لتتولى وضعو وتنفيذه بمقتضي ق اررات إدارية تنظيمية وفقا لما تتمتع‬
‫بو مف صبلحيات دستورية ‪.‬‬
‫مماإستدعى طرح اإلشكاليةالتالية‪ :‬مامدى إختصاص البرلماف بالمجاؿ المالي في دوؿ‬
‫المغرب العربي ( الجزائروالمغرب وتونس)؟ وىؿ دور البرلماف في إستراتيجية الميزانية‬
‫نو فعالية ؟ وماىو واقع وآفاؽ اإلختصاص المالي لمبرلماف في دوؿ المغرب العربي‬
‫( الجزائروالمغرب وتونس)؟‬
‫إعتمدنا في ىذه الدراسة عمى المنيج التحميمي والمقارف لئلختصاص المالي لمبرلماف‬
‫في دوؿ المغرب العربي طبقا لمتعديؿ الدستوري الجزائري لسنة‪ 2020‬والتعديؿ‬
‫الدستوري المغربي لسنة‪2011‬والتعديؿ الدستوري التونسي لسنة‪،2014‬والقوانيف‬
‫المنظمة لممجاؿ المالي ‪ ،‬مف خبلؿ تحميؿ النصوص القانونية وبياف مدي فعميتيا في‬
‫تقوية دور البرلماف في مجاؿ اإلختصاص المالي‪،‬وبياف موقؼ المشرع الدستوري في‬
‫دوؿ المغرب العربي بحثا عف نقاط اإللتقاء وموطف البعد فيما بينيـ‪.‬‬
‫ضمف بابيف‪:‬‬
‫الباب األوؿ‪:‬اإلختصاص المالي لمبرلماف في دوؿ المغرب العربي ‪.‬‬
‫تضمف فصميف‪:‬‬
‫الفصؿ األوؿ‪:‬اإلختصاص المالي لمبرلماف في دوؿ المغرب العربي في مجاؿ قوانيف‬
‫المالية‪.‬‬
‫الفصؿ الثاني‪:‬اإلختصاص المالي لمبرلماف في دوؿ المغرب العربي في مجاؿ القوانيف‬
‫نات الطابع المالي وفي مجاؿ الحسابات الخاصة لمخزينة‪.‬‬
‫الباب الثاني‪:‬حدود اإلختصاص المالي لمبرلماف في دوؿ المغرب العربي‪.‬‬
‫تضمف فصميف‪:‬‬
‫الفصؿ األوؿ ‪:‬الحدود القانونية لئلختصاص المالي لمبرلماف ‪.‬‬
‫الفصؿ الثاني‪:‬الحدودالعممية لئلختصاص المالي لمبرلماف ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫الباب األول ‪:‬اإلختصاص المالي لمبرلمان في دول المغرب العربي‬
‫تعد اإلختصاصات المالية إحدى أىـ األسس التي قامت عمييا المؤسسة البرلمانية في‬
‫دوؿ المغرب العربي‪،‬ولعؿ البحث في القانوف عموما وفي قوانيف المالية خصوصا‬
‫يقتضي الحديث عف قانوف المالية كعمؿ تشريعي ‪،‬يتـ إعداده في شكؿ قواعد قانونية‬
‫تخضع إلجراءات وتقنيات تشريعية تميز قانوف المالية عف باقي القوانيف التي يصدرىا‬
‫البرلماف ‪ ،‬حيث إعتبرحؽ السمطة التشريعية في ممارسة اإلختصاصات المالية في‬
‫الدوؿ الديمقراطية مف الحقوؽ الرئيسية التي إكتسبيا البرلماف بطريقة تدريجية وعبر‬
‫مراحؿ صراع مع الحكومة‪،‬فبدأ األمر بضرورةالموافقة عمى الضرائب‪ ،‬ثـ إنتقؿ إلى‬
‫ضرورة مراقبتو اإلنفاؽ والتحصيؿ وبالتالي إعتماد الميزانية عف طريؽ تحديد حجـ‬
‫نفقات الدولة ‪ ،‬وا تخاذ الوسائؿ الضرورية لتغطية العجز المالي ‪ ،‬وضرورة موافقة‬
‫البرلماف والتصديؽ عمى مخططات التنمية واعتمادالمعاىدات الممزمة لمالية الدولة ‪.‬‬
‫حيث كيؼ مفكرو وفقياء القانوف العاـ والعموـ السياسية طبيعة اإلختصاص التشريعي‬
‫في الشؤوف المالية لمبرلماف في نطاؽ الفصؿ بيف السمطات التي ترفعو دوؿ المغرب‬
‫العربي شعا ار‪ ،‬والذي بموجبو تنظـ سيادة وسمطة الدولة في النظـ السياسية الميبرالية ‪.‬‬
‫فيعتبر اإلختصاص المالي لمبرلماف مف المواضيع اليامة إلعتباره المسار األوؿ لترسيخ‬
‫عممية الرقابة البرلمانية عمى الجانب المالي في الدولة ‪ ،‬مف إيرادات ونفقات والتزامات‬
‫مالية بغية المحافظة عمى أمواؿ الشعب وعدـ إىدارىا وتوجيييا الوجية التي تيـ‬
‫مصالح الشعب في الحاضر والمستقبؿ ‪ ،‬باإلضافة إلى تحقيؽ أىداؼ أخرى مثؿ مبدأ‬
‫المساواة أماـ التكاليؼ العامة ‪.‬‬
‫يجب أف‬ ‫مما ال ريب فيو أف إختصاصات المجالس النيابية في الشؤوف المالية‬
‫تحضي بالعناية و اإلىتماـ خصوصا مع تزايد أىمية التشريعات المالية في الوقت‬
‫الحاضر بعد أف تبلشت فكرة الدولة الحارسة ‪ ،‬وانتياج الدولة الحديثة سياسة التدخؿ‬

‫‪9‬‬
‫في شتى أوجو النشاط االقتصادي واالجتماعي بحثا عف العدالة اإلجتماعية وتحقيؽ‬
‫المساواة بيف األفراد ‪ ،‬حيث أصبحت السياسة المالية وسيمة مؤثرة في حياة الدولة‬
‫واألفراد‪.‬‬
‫كما يعتبراإلختصاص المالي لمبرلماف في دوؿ المغرب العربي في مجاؿ قوانيف المالية‬
‫( قانوف المالية السنويو قانوف المالية التكميمي و قانوف تسوية الميزانية ) اآللية‬
‫الرئيسية لمرقابة البرلمانية عمى النفقات العمومية ( الفصؿ األوؿ) ‪.‬‬
‫إلى جانب المجاالت األخرى لئلختصاص التشريعي لمبرلماف في الشؤوف المالية مف‬
‫خبلؿ تدخمو في المجاؿ الجبائي ‪،‬واختصاصو بالتصديؽ والموافقة عمى مخططات‬
‫التنمية‪ ،‬والتصديؽ عمى المعاىدات الممزمة لمالية الدولة(القوانيف نات األصؿ المالي)‪،‬‬
‫وكذا صبلحيتو في مجاؿ الحسابات الخاصة لمخزينة (الفصؿ الثاني)‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل األول‪:‬اإلختصاص المالي لمبرلمان في دول المغرب العربي في مجال‬
‫قوانين المالية‬
‫إف مجاؿ ضبط النظاـ المالي في الدولة محجوز لممؤسسة التشريعية إلعتبارىامجاال‬
‫أصيبل وجوىريا وحيويا في الوقت ذاتو ‪ ،‬لما لمبرلماف مف صبلحية في إصدار‬
‫التشريعات العضوية والعادية التي تنظـ وتضبط قوانيف المالية العامة ‪ ،‬بما فييا قانوف‬
‫المالية السنوي مف خبلؿ إقرار السمطة التشريعية لسياسة برامج الحكومة المالية في‬
‫إطار توقعات وتقديرات السمطة التنفيذية مف نفقات وايرادات عمومية في شكؿ قانوف‬
‫المالية ‪،‬كما يتجسداإلختصاص التشريعي لمبرلماف في الشؤوف المالية مف خبلؿ قانوف‬
‫الماليةالتكميمي أوالتصحيحي الذي يستوجب إجراء تعديبلت عمى قانوف المالية‬
‫السنوي‪،‬ومف خبلؿ قانوف تسوية الميزانية (قانوف ضبط الميزانيةبالنسبة لمجزائر‪ ،‬وقانوف‬
‫غمؽ الميزانية في تونس‪،‬وقانوف التصفية في المغرب)‪،‬ومف ثـ تبمور وترسخ دور‬
‫البرلماف في دوؿ المغرب العربي في مجاؿ قوانيف المالية وفي النصوص الدستورية‬
‫والقانونية والتنظيمية‪.‬‬
‫سنحاوؿ مف خبلؿ ىذا الفصؿ تسجيؿ ورصد اإلختصاص التشريعي لمبرلماف في‬
‫مجاؿ القوانيف المالية في إطاراألسس الدستورية والضوابط القانونية لقانوف المالية‬
‫السنوي بإعتبارىامرآة مالية عاكسة لكافة نشاطات الدولة اإلقتصاديةواإلجتماعية‬
‫والسياسية والعسكرية واألمنية ‪ ،‬داخميا وخارجيا( المبحث األوؿ)‪،‬غيرأنو أثناء تنفيذ‬
‫قانوف المالية السنوي قد تتداخؿ و تتفاعؿ عدة أسباب تغير في توجيات الدولة المالية‬
‫األمر الذي يستدعي إجراءتعديبلت تستمزـ فتح إعتمادات مالية إضافية وذلؾ قبؿ نياية‬
‫السنة المالية (المبحث الثاني)‪،‬كما تعتبر مصادقة البرلماف عمى قانوف تسوية الميزانية‬
‫مف خبلؿ التصويت عمى الحسابات النيائية حؽ شرعيا لو ( المبحث الثالث ) ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫المبحث األول‪ :‬المرحمة التشريعية لمشروع قانون المالية السنوي‬
‫ال يمكف لمسمطة التنفيذية مباشرة صرؼ اإلعتمادات المالية المرصودة لتغطية النفقات‬
‫العمومية الواردة في مشروع قانوف المالية السنوي ‪ ،‬إال بعد منحيا رخصة اإلنفاؽ‬
‫العمومي التي تختص بمنحيا السمطة التشريعية طبقا لقاعدة أسبقية الترخيص عمى‬
‫التنفيذ ‪،‬فالحكومة ممزمة دستوريا بعرض مشروع قانوف المالية لمسنة عمى البرلماف‬
‫الذي يحيمو الى الجنة المالية المتواجدة عمى مستواه‪ ،‬لممناقشة والدراسة التفصيمية‬
‫المتخصصة( المطمب األوؿ )‪،‬تميو بعد ذلؾ المناقشة العمنية لمشروع قانوف المالية‬
‫لمسنة ( المطمب الثاني ) ‪.‬‬
‫المطمب األول ‪ :‬إ ختصاص البرلمان في المناقشة التفصيمية لمشروع قانون المالية‬
‫السنوي ‪.‬‬
‫يحدد الدستور مجموعة مف اإلجراءات الدستورية والقانونية لتنظيـ عمميةتدخؿ السمطة‬
‫لممارسة إختصاصيا الدستوري في تنظيـ المالية العامة في الدولة بموجب تشريعات‬
‫مالية ‪ ،‬كما يحدد ضوابط العبلقة الوظيفية بيف السمطة التنفيذية والسمطة التشريعية في‬
‫المجاؿ المالي‪ ،1‬فبعد أف تتكفؿ السمطة التنفيذية بتحضير مشروع قانوف المالية السنوي‬
‫وبعد أف يمر بمجموعة مف المراحؿ يتـ إيداعو طبقا ألحكاـ دستورية‪،‬حيث تتبع‬
‫البرلمانات المغاربية تقريبا نفس اإلجراءات التشريعية ‪.‬‬
‫فمناقشة أي مشروع أو إقتراح قانوف يجبأف يدرس مسبقا أو يناقش عمى مستوى لجاف‬
‫دائمة أو مؤقتة‪،1‬فاليدؼ الرئيسي لعمؿ المجاف ىو إيضاح محتوى النص المدرج في‬
‫مشروع قانوف المالية لمسنة لمبرلمانييف‪،‬بإعتبارىا مخبر تشريعي حقيقي فيي تعمؿ‬
‫عمى اإلسراعفي مناقشة النصمف جية ‪ ،‬و تسييؿ العمؿ عمى البرلماف مف جية‬

‫‪" -1‬البرلمان وقوانٌن المالٌة األسس الدستورٌة الواقع واآلفاق والتطور" ‪ ،‬مجلة الفكر البرلمانً ‪ ،‬العدد ‪ 4‬أكتوبر‬
‫‪،2003‬ص‪.4‬‬

‫‪12‬‬
‫أخرى‪ ،2‬وعمى غرار أي مناقشة تشريعية فإف مناقشة مشروع قانوف المالية لمسنة في‬
‫باب النفقات العمومية‪،‬تكوف في جمسة عامة تسبقيالمناقشة والدراسةعمى مستوى لجاف‬
‫متخصصة‪ (3‬الفرع األوؿ)‪ ،‬وتعتبر ىذه المجاف لجاف دائمة بالبرلماف تتمتع بمكانة‬
‫متميزة لما تقوـ بو مف وظائؼ( الفرع الثاني)‪،‬إستنادا لموسائؿ المتاحة ليا إلثراء مشروع‬
‫قانوف المالية (الفرع الثالث)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬فحص مشروع قانون المالية أمام المجان المالية‬
‫يتـ إيداع مشروع قانوف المالية السنوي لدى مكتب المجمس الشعبي الوطني بالنسبة‬
‫لمجزائر في أجؿ أقصاه ‪ 30‬سبتمبر حسب المادة ‪ 67‬مف القانوف رقـ‪ 417-84‬المعدؿ‬
‫والمتمـ بالقانوف رقـ‪، 524-89‬في حيف في ظؿ القانوف العضوي رقـ‪ 615/18‬يودع‬
‫في أجؿ اقصاه‪7‬أكتوبر وفقا لممادة‪71‬منو‪.‬ويحيؿ رئيس المجمس الشعبي الوطني حسب‬
‫المادة ‪ 38‬مف النظاـ الداخمي مشروع قانوف المالية عمى لجنة الماليةوالميزانية‬
‫‪7‬المختصة بد ارسػػة المشروع ‪.8‬‬
‫في حيف يتـ إبداع مشروع قانوف المالية لمسنة في المغرب لدى مجمس النواب في ‪20‬‬
‫أكتوبر مف السنة المالية الجارية عمى أبعد تقدير حسب المادة ‪ 48‬مف القانوف‬
‫التنظيمي رقـ‪.9130-13‬‬
‫‪1‬‬
‫‪- Didier MAUS , Aborder le Droit Constitutionnel , édition seuil ,Paris , 1998 , p86.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Philippe ARDANT , Institutions politiques est Droit Constitutionnel ,12 ème édition‬‬
‫‪L .G. D .J , Paris, 2000,p563.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Michel LASCONBE et Xavier VANDENDRIESSCHE, Finances Publiques ,Dalloz‬‬
‫‪,3èmeèdition, Paris, 1998 p 96.‬‬
‫‪ -4‬القانون رقم ‪ . 31-04‬المؤرخفً ‪ٌ 1‬ولٌوسنة ‪ٌ 3604‬تعلق بقوانٌن المالٌة‪،‬جرٌدةرسمٌةعدد ‪، 80‬معدل والمتمم‬
‫بالقانون رقم ‪ 81-00‬المؤرخفً ‪ٌ 38‬ناٌر ‪، 3600‬ج‪.‬رعدد ‪ 8‬لسنة ‪.3600‬‬
‫‪ -4‬القانون رقم‪، 84-06‬مؤرخفً ‪ 13‬دٌسمبر ‪ٌ 3606‬عدل وٌتم القانون ‪ 31-04‬المؤرخ فً ‪ 1‬جوٌلٌة ‪3604‬‬
‫ٌتعلق بقوانٌن المالٌة‪،‬جرٌدةرسمٌةعدد ‪ 83‬بتارٌخ ‪ 1‬جانفً ‪3668‬‬
‫‪ -1‬القانون العضوي رقم‪31/30‬مؤرخ فً‪8‬سبتمبر‪ٌ،8830‬تعلق بقوانٌن المالٌة ‪،‬جرٌدة رسمٌة عدد‪11‬لسنة‪8830‬‬
‫‪ -7‬النظام الداخلً للمجلس الشعبً الوطنً ‪ ،‬مؤرخ فً ‪ 18‬جوٌلٌة ‪ ، 8888‬جرٌدة رسمٌة عدد ‪ 49‬لسنة ‪.8888‬‬
‫‪ -8‬المادة ‪ 81‬من نفس النظام ‪.‬‬
‫‪ -9‬ظهٌر شرٌف رقم ‪ , 3-31-98‬صادر فً ‪ 34‬شعبان ‪ 3419‬الموافق لـ ‪ٌ 8‬ولٌو ‪ٌ 8831‬تعلق بتنفٌذ القانون‬
‫التنظٌمً رقم ‪ 318-31‬لقانون المالٌة ‪ ،‬جرٌدة رسمٌة عدد ‪ 9118‬لسنة ‪.8831‬‬

‫‪13‬‬
‫وحسب الفقرة األولى مف المادة ‪ 33‬مف القانوف التنظيمي رقـ‪ 107-98‬فإنو ‪ " :‬يودع‬
‫مشروع قانوف المالية لمسنة بمكتب أحد مجمسي البرلماف قبؿ نياية السنة المالية‬
‫‪2‬‬
‫الجارية بسبعيف يوما عمى أبعد تقدير " و الجديد الذي جاء بو دستورسنة ‪2011‬‬
‫حسب الفصؿ‪ ،75‬أنو حسـ في الجية التي يتـ عمى مستواىا إيداع مشروع قانوف‬
‫المالية باألولوية لدى مجمس النواب ‪.‬‬
‫كما يحيط رئيس مجمس النواب رئيس مجمس المستشاريف عمما بإيداع الحكومة مشروع‬
‫قانوف المالية ‪ ،‬ىنا يعقد البرلماف بغرفتيو جمسة عمومية مشتركة ‪ ،‬حيث يعرض وزير‬
‫المالية مشروع قانوف المالية السنوي ‪ ،‬تحت رئاسة رئيس مجمس النواب وىذه الجمسة‬
‫تقتصر عمى العرض فق ط في شكؿ عمني وفقا لمبرنامج المتفؽ عميو بيف مجمس‬
‫البرلماف والحكومة ‪ ،‬يحاؿ بعدىا المشروع إلى لجنة المالية والتنمية اإلقتصادية لمجمس‬
‫النواب قصد دراستو‪.‬‬
‫أما بالنسبة لتونس فيتـ إيداع مشروع قانوف المالية لمسنة لدى مكتب نواب الشعب في‬
‫أجؿ أقصاه ‪ 15‬أكتوبر حسب الفصؿ ‪ 66‬مف الدستور التونسي‪،3‬يحاؿ بعد ذلؾ‬
‫المشروع لمدراسة عمى مستوى لجنة المالية والتخطيط والتنمية‪.4‬‬
‫تتشكؿ المجاف المالية حسب النظاـ الداخمي لمبرلماف مف مايمي ‪:‬‬
‫بالنسبة لمجزائر عمى مستوى الغرفة األولى لمبرلماف والمتمثمة في المجمس الشعبي‬
‫الوطني فإنو يتكوف مف إثني عشر لجنة دائمة ‪ ،‬مف بينيا لجنة المالية والميزانية التي‬

‫‪ -1‬ظهٌر شرٌف رقم ‪ ، 3-60-310‬الصادر ٌتارٌخ ‪ 1‬شعبان ‪ 3436‬الموافق لـ ‪ 89‬سبتمبر ‪ٌ ، 3660‬تعلق بتنفٌذ‬
‫القانون التنظٌمً رقم ‪ 1-60‬لقانون المالٌة ‪ ،‬جرٌدة رسمٌة عدد‪ 4944‬بتارٌخ ‪ 1‬جانفً ‪ 3660‬ص ‪. 1861‬‬
‫‪ -2‬الفصل ‪ 11‬من دستور المغرب الصادر بموجب ظهٌر شرٌف رقم ‪ 3-33-63‬صادر فً ‪ 81‬شعبان ‪3418‬‬
‫الموافق لـ ‪ٌ 36‬ولٌو ‪ 8833‬جرٌدة رسمٌة عدد ‪ 1694‬مكرر لـ ‪ 80‬شعبان ‪ 3418‬الموافق لـ ‪ٌ 18‬ولٌو‬
‫‪،8833‬ص ‪. 1934‬‬
‫‪ -3‬الفصل ‪ 99‬من دستور الجمهورٌة التونسٌة لسنة‪ 8834‬الصادر بتارٌخ‪38‬فٌفري‪،8834‬الرائد الرسمً‬
‫عددخاص لسنة‪.8834‬‬
‫‪ -4‬الفصل ‪ 01‬من النظام الداخلً لمجلس نواب الشعب التونسً ‪،‬مؤرخ فً ‪ 84‬فٌفري ‪ 8831‬عدد الرائد‬
‫‪39‬لسنة‪.8831‬‬

‫‪14‬‬
‫تتكوف مف ثبلثيف(‪)30‬عضوا إلى خمسيف (‪)50‬عضو‪ ،‬في حيف تتكوف المجاف الدائمة‬
‫األخرى مف عشريف(‪)20‬إلى ثبلثيف (‪ )30‬عضوا عمى األكثر‪ ،‬ويكوف لمجنة المالية‬
‫والميزانية بقوة القانوف حؽ اإلطبلع عمى المسائؿ المتعمقة بإختصاصاتيا والتي تتعمؽ‬
‫بالمسائؿ المالية وبالقانوف العضوي المتعمؽ بقوانيف المالية‪،‬وبالنظ ػاميف الجبائي‬
‫والجمركي وبالعممة والقروض ‪ ،‬وبالبنوؾ والتأمينات والتأميف‪.1‬‬
‫يشكؿ المجمس الشعبي الوطني لجانو الدائمة ‪،‬و منيا لجنة المالية والميزانية في بداية‬
‫كؿ فترة تشريعية وذلؾ لمدة سنة قابمة لمتجديد ‪ ،‬كما يمكف إعادة تجديد أعضاء المجاف‬
‫الدائمة بصفة كمية أو جزئية بنفس األشكاؿ المحددةفي النظاـ الداخمي ‪ ،‬كما يمكف‬
‫ألي عضو في البرلماف أف يكوف عضوا في لجنة المالية والميزانية بشرط أف ال يكوف‬
‫عضوا في لجنة دائمة أخرى‪.2‬‬
‫أما بالنسبة لمجمس ا ألمة ‪ ,‬فتتدرج ضمنو لجنة الشؤوف االقتصادية والمالية والتي‬
‫تتكوف مف خمسة عشر (‪)15‬إلى تسعة عشر (‪)19‬عضوا عمى األكثر والتي تختص‬
‫بمجموعة مف المسائؿ التي تعنى باالقتصاد بوجو عاـ وبالمسائؿ المتعمقة بالنظاـ‬
‫واإلصبلح اإلقتصادي ونظاـ المنافسة واإلنتاج و األسعار والمبادالت التجارية والتنمية‬
‫والتخطيط والصناعة والييكمة والطاقة والمناجـ والشراكة واالستثمار‪. 3‬‬
‫أما فيما يخص المغرب عمى مستوى غرفتو األولى والمتمثمة في مجمس النواب ‪ ،‬حسب‬
‫نظامو الداخمي يشمؿ عمى تسعة(‪ )09‬لجاف دائمة بما فييا لجنة المالية والتنمية‬
‫اإلقتصادية والتي تتكوف مف أربعة وأربعيف( ‪)44‬عضوا تختص بالمالية واإلستثمار‪،‬‬
‫وتأىيؿ اإلقتصاد والخوصصة والمؤسسات العمومية والشؤوف العامة واإلقتصاد‬
‫اإلجتماعي ‪ ،‬في حيف تتكوف المجاف الدائمة األخرى مف أربعة وأربعيف (‪ )44‬عضو‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 36‬و ‪ 81‬من النظام الداخلً للمجلس الشعبً الوطنً‪،‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 18‬و‪، 11‬المرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 39‬و ‪ 81‬من النظام الداخلً لمجلس األمة المؤرخ فً ‪ 88‬غشت ‪ ،8831‬جرٌدة رسمٌة‬
‫عدد‪،46‬بتارٌخ‪88‬غشت ‪.8831‬‬

‫‪15‬‬
‫باستثناء لجنة مراقبة المالية العامة التي تتكوف مف ثبلثة وأربعيف(‪ )43‬عضوا والتي‬
‫تختص بمراقبة وتتبع اإلنفاؽ العمومي لمحكومة ودراسة التقارير الموضوعاتية لممجمس‬
‫األعمى لمحسابات والتقارير التي يعدىا وفقا لمفصؿ ‪ 148‬مف الدستور وكذا النصوص‬
‫التشريعية المتعمقة بمراقبة المالية العامة ‪ ،‬وينتخب المجمس رؤساء المجاف الدائمة عف‬
‫طريؽ اإل قتراع السري في مستيؿ الفترة النيابية ثـ في سنتيا الثالثة عند دورة أفريؿ لما‬
‫تبقى مف الفترة المذكورة‪.1‬‬
‫كما يمكف لمجاف الدائمة أف تستحدث لجانا فرعية بيدؼ تأميف دراسة النصوص‬
‫المحالة عمييا حسب القطاعات الخاضعة إلختصاصيا‪،2‬كما يمكف ألي عضو أف‬
‫يكوف عضوا في لجنة المالية والتنمية اإلقتصادية بشرط أف ال يكوف عضوا في لجنة‬
‫دائمة أخرى ‪.‬‬
‫أما بالنسبة لمجمس المستشاريف في المغرب‪ ،‬يتألفمف لجنة المالية والتخطيط والتنمية‬
‫االقتصادية والتي تتكوف مف خمسة عشر (‪)15‬عضوا وال تزيد عف خمسة‬
‫وعشروف(‪)25‬عضوا‪،‬وتختص بالقوانيف التنظيمية المتعمقة بمجاالت إختصاصيا‬
‫والمالية و المحاسبة العمومية والصفقات العمومية و الشؤوف العامة والحكامة الجيدة‬
‫وكذلؾ نظاـ البنوؾ والتأميف و أنظمة التقاعد العمومي واالحتياط اإلجتماعي وأمبلؾ‬
‫الدولة واإلستثمار والتخطيط واإلقتصاد اإلجتماعي واحداث وتأميـ المؤسسات العمومية‬
‫والنظاـ الخصوصة‪.3‬‬
‫أما في تونس يتشكؿ البرلماف مف غرفة واحدة ىي مجمس نواب الشعب منذ سنة‪2014‬‬
‫وسابقامف غرفتيف ىمامجمس النواب ومجمس المستشاريف سنة ‪ 1959‬إلى سنة ‪.2011‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪03‬و‪ 06‬من النظام الداخلً لمجلس نواب المغربً كما أقرته المحكمة الدستورٌة بعد صدور‬
‫قرارهاعدد‪3/91‬بتارٌخ‪.8831/38/18‬‬
‫‪-2‬المادة‪،64‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 60‬من النظام الداخلً لمجلس المستشارٌن المغربً الذي أقره فً الجلسة المنعقدة ٌوم ‪ 1‬ماي‬
‫‪،8888‬جرٌدة رسمٌة عدد‪9008‬لسنة‪.8888‬‬

‫‪16‬‬
‫لمجمس نواب الشعب تسع (‪)09‬لجاف قارة‪1‬مف بينيا لجنة المالية والتخطيط والتنمية‬
‫التي تضـ إثناف وعشروف (‪)22‬عضوا ‪،2‬حيث تختص بالمسائؿ المتعمقة بالعممة‬
‫والضرائب والجباية المحمية والوطنية ومبادالت تنظيـ القطاع المالي والميزانية‬
‫والمخططات التنموية والقروض والتعيدات المالية لمدولة ونشاط المؤسسات العمومية‪،‬‬
‫لتتولى بذلؾ دراسة كؿ مايحيمو ليا مكتب المجمس‪.‬‬
‫مف خبلؿ كؿ ماسبؽ نبلحظ عدـ تحديد شروط مسبقة إلختيار أعضاء المجاف المالية‬
‫مف ذوي الكفاءة في المجاؿ المالي واإلقتصادي‪،‬مايفسر لجوء ىذه المجاف لئلستعانة‬
‫بالخبراء والمستشاريف في المجاؿ المالي مف أجؿ القياـ بمياميا‪ ،‬وىذا مايدؿ عمى عدـ‬
‫التخصص الفعمي لمجاف المالية مما يساىـ في إضعاؼ دور البرلماف في مجاؿ‬
‫إختصاصو المالي‪.‬‬
‫فبالرغـ مف ذلؾ لمجاف المالية أىمية بالغة في مجاؿ دراسة مشاريع قوانيف المالية ‪،‬‬
‫ونظ ار لعدـ إلماـ أعضاء المؤسسة التشريعية بالمبادئ العممية لمميداف المالي‬
‫واإل قتصادي ‪ ،‬كاف البد مف ضرورة تكميؼ لجنة متخصصة تنتقي مف بيف أعضاء‬
‫الييئة التشريعية ممف تتوفر فييـ الخبرة والمعرفة في الشؤوف المالية‪ ، 3‬وىذا ما أكد‬
‫عميو السيد محمد باركة المدير الفرعي لمجمسات بمجمس األمة الجزائري مف خبلؿ‬
‫تصريحو الذي أكد فيو عمى أف مجمس األمة يتوفر عمى فريؽ مف المساعديف‬
‫التشريعييف ذوي اإلختصاصات الجامعية في المياديف اإلقتصادية والمالية والقانونية ‪،‬‬
‫يقوموف بإنجاز األعماؿ والمياـ التي تسندإلييـ خبلؿ دراسة قانوف المالية ‪ ،‬وذلؾ تحت‬
‫إشراؼ رئيس الفريؽ ‪ ،‬الذي يعتبر مختصا في الميداف المػالي والميزانية‪. 4‬‬

‫‪ -1‬الفصل ‪ 91‬من النظام الداخلً لمجلس النواب الشعبً التونسً المؤرخ فً ‪، 8831/88/84‬عدد الرائد ‪ 39‬لسنة‬
‫‪.8831‬‬
‫‪ -2‬الفصل ‪، 94‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -3‬مصطفى الفار ‪ ،‬اإلدارة المالٌة العامة ‪ ،‬ط‪،3‬دار أسامة للنشر والتوزٌع ‪ ،‬عمان ‪ 8880 ،‬ص‪.06‬‬
‫‪ -4‬إعداد المٌزانٌة والرقابة البرلمانٌة أدوات وتقنٌات‪ ،‬مجلة مجلس األمة ‪ ،‬عدد‪ ،8881 ، 18‬ص‪.81‬‬

‫‪17‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬ميام المجان المالية‬
‫تتمتع المجاف المالية بمكانة متميزة فيي مكمفة بميمة إعبلمية مف أجؿ تقديـ‬
‫توضيحات لممجمس‪ 1‬المنبثقة منو ‪ ،‬وقد أكد عمى ىذا الدور الكاتب ليوف ساي‪2‬بقولو‬
‫‪:‬تعتبر المجاف المالية ىيئة مكمفة بدراسةقوانيف المالية وتقديـ توضيحات لمبرلماف‬
‫بشأنيا‪.‬‬
‫فيناط بالمجنة المالية مجموعة مف الوظائؼ منيا تحضير منيجية لمعمؿ لدراسة‬
‫التدابير المقترحة في مشروع قانوف المالية لممناقشة العامة كما ليا صبلحية المبادرة‬
‫لتعديؿ ماتراه مناسبا في إطار حسف سير وفعالية الماؿ العاـ ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬التحضير لمناقشة مشروع قانون المالية‬
‫إف تحديد منيجيةدراسة التدابير المقترحة في مشروع قانوف المالية في الدوؿ المغاربية‬
‫عمى مستوى المجنة المالية يختمؼ مف دولة إلى أخرى ‪ ،‬ففي الجزائر يتـ إيداع مشروع‬
‫قانوف المالية بمكتب المجمس الشعبي الوطني ليتـ تحويمو عمى الفور إلى المجنة المالية‬
‫والموازنة بإعتبارىا المجنة المختصة‪ ،‬التي مف جيتيا تشرع في دراستو تحضيرالممناقشة‬
‫العامة ‪ ،‬غالبا ما يحوؿ مكتب المجمس مشروع قانوف المالية يوـ إبداعو ليتولى رئيس‬
‫المجنة المالية والموازنة في نفس اليوـ إستدعاء أعضاء المجنة لبلجتماع في أقرب‬
‫اآلجاؿ ‪ ،‬ويرجع ىذا الحرص باإلضافة إلى أىمية المشروع إلى ضرورة االلتزاـ‬
‫باآلجاؿ القانونية وحسف االستفادة منيا في دراسة و إثراء مناقشة المشروع‪.3‬‬
‫يصادؽ البرلماف عمى مشروع قانوف المالية في أجؿ‪75‬يوما مف تاريخ إيداعو‪.4‬‬

‫‪ -1‬جمال لعمارة ‪ ،‬منهجٌة المٌزانٌة العامة فً الجزائر ‪ ،‬دار الفكر والتوزٌع ‪ ،‬القاهرة ‪،‬دون سنة النشر ‪،‬ص‪.303‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Guillaume PROTIERE , Parlement et dépenses , http://hal.archeres ouvertes.‬‬
‫‪13-3-2011.p3.‬‬
‫‪« Les commissions du budget sont des sentinelles placées prés de la loin et des‬‬
‫‪finances Publiques pour les défendre » .‬‬
‫‪ -3‬جمال لعمارة ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.303‬‬
‫‪-4‬المادة المادة ‪310‬من القانون رقم ‪01/16‬المؤرخ فً‪06‬مارس ‪2016‬المتضمن التعدٌل الدستوري‬
‫الجزائري لسنة‪،2016‬الجرٌدة الرسمٌة عدد ‪14‬لسنة‪. 2016‬‬

‫‪18‬‬
‫كما أبقي التعديؿ الدستوري لسنة‪2020‬عمى نفس المدة‪ ،1‬و يصوت المجمس الشعبي‬
‫الوطني عمى المشروع في أجؿ سبعة وأربعوف(‪ )47‬يوماإبتداء مف يوـ إيداعو ‪.‬‬
‫وفي ىذا اإلطار تقوـ لجنة المالية والميزانية بالدراسة الدقيقة لكؿ جزء مف أجزاء‬
‫الميزانية ‪ ،‬ذلؾ أف مشروع قانوف المالية يتكوف مف جزئيف ‪ ،‬جزء يتعمؽ باإلجراءات‬
‫العمومية وجزء يقترح فيو المبمغ اإلجمالي لئلعتمادات المالية المرصودة لتغطية النفقات‬
‫العمومية ‪.‬‬
‫تقوـ دراسة لجنة المالية والميزانية عمى أساس الوثائؽ المرفقة لمشروع قانوف المالية‬
‫واالستماع إلى الوزراء المعنييف‪ ،‬وكذا مف خبلؿ األجوبة المقدمة مف طرؼ اإلدارة عف‬
‫تساؤالت المقرريف‪،‬كؿ ذلؾ ييدؼ إلى إعداد تقرير لكؿ جزء مف أجزاءالميزانية ‪.2‬‬
‫كمايعد االجتماع األوؿ لمجنة اجتماعا تمييديالضبط الجدوؿ الزمني التقريبي‬
‫إلجتماعات المجنة‪ ،‬وتحديد منيجية العمؿ المتفؽ عمى إعتمادىا في دراسة التدابير‬
‫المقترحة في مشروع قانوف المالية وتحديد قائمة الوزراء الذيف سوؼ يتـ اإلستماع إلييـ‬
‫بالمناسبة ‪ ،‬إضافةإلى عرض وزير المالية واإلستماع إلى مسؤولي بعض القطاعات‬
‫والييئات المعنية ‪ ،‬غير أنو في الواقع التوجد مقاييس قانونية تضبط قائمة مسؤولي‬
‫القطاعات الذيف سيتـ اإلستماع ليـ ‪ ،‬وانما تحدد القائمة بناءعمى المعايير اآلتية ‪:‬‬
‫‪ -‬أولوية القطاع في برنامج الحكومة وأىميتو الواسعة التي تجعؿ أعضاء المجنة يطمبوف‬
‫االستماع إلى الوزير المعنى بمناسبة دراسة أي مشروع لقانوف المالية ‪ ،‬فعمى إمتداد‬
‫العيدة التشريعية الرابعة لممجمس الشعبي الوطني الجزائري يتكرر اإلستماع إلى وزير‬
‫الداخمية والجماعات المحمية‪،‬ووزير التربية الوطنية ووزيرالتعميـ والبحث العممي ووزير‬
‫الفبلحة ‪.‬‬

‫‪-3‬المادة‪349‬من التعدٌل الدستوري لسنة‪8888‬الصادربموجب المرسوم الرئاسً رقم‪448-88‬مؤرخ‬


‫فً‪ 18‬دٌسمبر‪ٌ،‬تعلق بإصدار التعدٌل الدستوري‪،‬المصادق علٌه فً إستفتاء‪،8888/33/3‬جرٌدة رسمٌة‬
‫‪.‬‬
‫عدد‪08‬لسنة‪8888‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Jean Claude MARTINEZ et Pierre DIMALTA,Droit budgétaire,3ème édition ,‬‬
‫‪LITEC,Paris, 1996.p392.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ -‬قطاعات م عنية مباشرة بأحكاـ قانوف المالية ‪ ،‬بحيث يرى النواب ضرورة األستماع إلى‬
‫مسؤولييا كوزير السكف والعمراف مثبل ‪ ،‬بمناسبة التطرؽ إلى صيغة " إيجارو بيع‬
‫أوالتنازؿ عف السكف االجتماعي "‪.‬‬
‫‪ -‬قطاعات جديدة يستمع إلى مسؤولييا ألوؿ مرة كوزير الصيد البحري والموارد الصيدية‬
‫‪ -‬إعتبارات سياسية مختمفة ‪ ،‬منيا االستماع إلى وزير واحد عمى األقؿ مف التشكيبلت‬
‫السياسية المشاركة في الحكومة ‪ ،‬والحاح بعض الوزراء حضور إجتماعات المجنة‪،‬‬
‫ورغبة البعض مف أعضاء المجنة االستماع إلى بعض الوزراء ألسباب مختمفة‪.1‬‬
‫وما يؤخذ عف جمسات اإلستماع إلى الوزراء أنيا بدوف منيجية ‪ ،‬فكؿ وزير يأتي إلى‬
‫المجنة يعرض السياسة العامة لقطاعو مف خبلؿ مداخمة شفوية ينقصيا التوثيؽ‬
‫والمنيجية في غالب األحياف ‪ ،‬مما يجعؿ النواب يستغموف الفرصة لطرح بعض‬
‫إنشغاالت دوائرىـ اإلنتخابية خاصة وأف أعضاء المجنة ليس ليـ حؽ التدخؿ في‬
‫الجمسات العامة ‪.‬‬
‫بالنسبة لممممكة المغربية وتطبيقا ل مقانوف الداخمي لمجمس النواب ‪ ،‬فإف مشروع قانوف‬
‫المالية يجب أف يعرضو وزير المالية أوال عمى المجنة المالية والتنمية اإلقتصادية ‪ ،‬لكي‬
‫تتـ مناقشتو ودراستو داخؿ ىذه المجنة ‪ ،‬حيث تقوـ لجنة المالية والتنمية اإلقتصادية‬
‫بإعداد التقارير البلزمة لتسييؿ دراسة و مناقشة مشاريع قوانيف المالية ‪ ،‬كما يتعيف‬
‫تمكينيا بمناسبة إيداع مشروع قانوف المالية مف الوثائؽ والمعطيات الضرورية لتعزيز‬
‫المناقشة البرلمانية حوؿ ىذا المشروع المنصوص عميو في القانوف التنظيمي لقانوف‬
‫المالية وفقا ألحكاـ الفقرة األولى مف الدستور‪.2‬‬
‫كما يمكنيا أف تستدعي وزير المالية ليدلي ببيانات في الموضوع و أف تطمب مف‬
‫الحكومة تقديـ إيضاحات خبلؿ مراحؿ تنفيذ قانوف المالية وعند نياية السنة المالية‪.‬‬

‫‪ -1‬جمال لعمارة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.304‬‬


‫‪-2‬الفصل ‪11‬من دستور المغرب لسنة‪،8833‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫وطبقا لممادة ‪ 213‬مف النظاـ الداخمي لمجمس النواب المغربي ‪ " :‬تتولى لجنة المالية‬
‫والتنمية اإلقتصادية مناقشة مشروع قانوف المالية وتبتدئ المناقشة باالستماع إلى وزير‬
‫المالية الذي يقدـ بيانات إضافية حوؿ المشروع ثـ يشرع في مناقشة عامة لمميزانية‬
‫ولمسياسية الحكومية‪،‬يحدد مكتب المجنة مدتياعمى أف ال تتجاوز ثبلثة (‪)03‬أياـ يوزع‬
‫فييا الوقت بالتمثيؿ النسبي‪.‬‬
‫تشرع باقي المجاف الدائمة في التحضير لدراسة مشاريع الميزانيات الفرعية لمو ازرات‬
‫والقطاعات التي ترتبط بإختصاصاتيا بموازاة أعماؿ المجنة المالية ‪ ،‬كما يقدـ كؿ وزير‬
‫مشروع ميزانية القطاع الذي يسيره وعميو أف يضعو لدى رئاسة المجنة خبلؿ خمسة أياـ‬
‫قبؿ إنعقاد إجتماع المجنة المالية ‪ ،‬ويعد أعضاء المجمس ممفا يتضمف الوثائؽ والبيانات‬
‫الموضحة لمقتضيات الميزانية وبنودىا المنصوص عمييا في نظاميا الداخمي‪.1‬‬
‫وعمى كؿ وزير أف يقدـ الوثائؽ األخرى التي يطالب بيا النواب في شأف بند أومقتضى‬
‫في الميزانية الفرعية وتودع مذكرة التقديـ لمشروع الميزانية لدى رئاسة المجنة خمسة‬
‫أياـ قبؿ إنعقاد أو إجتماع المجنة ويعتبر اإلعبلف عف الئحة المتدخميف أو المتدخبلت‬
‫قبؿ الشروع في المناقشة نيائيا والتقبؿ بشأنو أي تغيرات إال بموافقة المكتب في مدة‬
‫زمنية ال تتعدى خمسة دقائؽ‪،2‬كما يبث مجمس النواب في مشروع قانوف المالية لمسنة‬
‫في أجؿ ‪ 30‬يوما الموالية لتاريخ إيداعو‪،‬ثـ تعرضو الحكومة فور إنتياء األجؿ‬
‫المنصوص عميو عمى مجمس المستشاريف بصيغتو األولى أو بعد إدخاؿ تعديبلت‬
‫عميو‪،‬ويبث في المشروع في أجؿ ‪ 22‬يوما ليعود بعد ذلؾ مشروع قانوف المالية مرة‬
‫ثانية لمجمس النواب لمبث النيائي وذلؾ في أجؿ ستة (‪)06‬أياـ‪.3‬‬
‫أما في تونس تتـ دراسة مشروع قانوف المالية عمى مستوى لجنة المالية والتخطيط‬
‫والتنمية فبمجرد إيداع مشروع قانوف المالية عمى مستوى مكتب مجمس نواب‬

‫‪-1‬المادة‪ 834‬من النظام الداخلً لمجلس النواب المغربً ‪،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ ، 839‬المرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 46‬من القانون التنظٌمً رقم ‪ 318-31‬لقانون المالٌة ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫الشعب‪،‬يحيمو ىذا األخير إلى لجنة المالية والتخطيط والتنمية التي يتولي رئاستيا أحد‬
‫أعضاء المعارضة‪،‬و يضبط مكتب المجمس بالتشاور مع مكتب المجنة أجبل لمنظر‬
‫في األمور المحالة عمييا ‪.‬‬
‫كما يمكف لمجاف بعد إعبلـ المجمس أف تطمب مف إحدى المجاف األخرى إبداء رأييا‬
‫في جوانب تدخؿ في إختصاصيا حوؿ موضوع معروض عمييا لبلستئناس بو ‪،‬‬
‫ويضبط المكتب األجؿ الممنوح لمجنةإلنجاز مياميا ‪ ،‬واليعرض عمى الجمسة العامة‬
‫ير واحدا لمجنة يتضمف كؿ ماورد عمييا مف لجاف أخرى‪ ، 1‬ومف أجؿ تمكيف‬
‫إال تقر ا‬
‫لجنة المالية والتخطيط والتنمية لمقياـ بمياميا ‪ ،‬لياحؽ اإلطبلع عمى جميع الممفات‬
‫وكذلؾ الحصوؿ عمى كؿ الوثائؽ التي تساعد عمى القياـ بمياميا ‪.‬‬
‫ال يعرض مشروع قانوف المالية لممداولة في الجمسة العامة لمجمس نواب الشعب إال‬
‫بعد مضي خمسة عشر يوما مف إحالتو عمى المجنة المختصة‪،2‬وقبؿ حؿ مجمسي‬
‫النواب والمستشاريف كاف مشروع قانوف المالية يحاؿ لمنظر أوال عمى مجمس النواب‬
‫الذي ينظر في مشروع قانوف المالية خبلؿ فترة ال تتجاوز ستة أسابيع مف تاريخ إيداعو‬
‫يعمـ رئيس مجمس النواب فو ار رئيس الجميورية ورئيس مجمس المستشاريف بمصادقة‬
‫مجمس النواب عمى مشروع قانوف المالية‪ ،‬ويكوف اإلعبلـ مرفقا بالنص المصادؽ‬
‫عميو‪،‬ينيي مجمس المستشارينالنظر في مشروع قانوف المالية المصادؽ عميو مف قبؿ‬
‫مجمس النواب في أجؿ أقصاه عشرة (‪)10‬أياـ مف تاريخ إحالتو‪ ،‬إذا صادؽ مجمس‬
‫المستشاريف عمى مشروع قانوف المالية المعروض عميو مف قبؿ مجمس النواب دوف‬
‫تعديؿ ‪ ،‬يحيمو بعد ذلؾ مجمس المستشاريف إلى رئيس الجميورية لختمو ويعمـ بذلؾ‬
‫رئيس مجمس النواب ويكوف اإلعبلـ مرفقا بالنص المصادؽ عميو‪.3‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 06‬و ‪ 68‬من النظام الداخلً لمجلس نواب الشعب التونسً‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -2‬الفصل ‪ 94‬من دستور تونس لسنة‪، 8834‬سابق الذكر‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 81‬من القانون األساسً للمٌزانٌة لسنة‪3691‬عدد ‪ ، 11‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫ففي حالة عدـ مصادقة مجمس المستشاريف في اآلجاؿ القانونية ‪،‬يحيؿ رئيس مجمس‬
‫النواب مشروع القانوف الذي صادؽ عميو إلى رئيس الجميورية في أجؿ أقصاه‪31‬‬
‫ديسمبر لختمو‪،‬وفي حالة مصادقة مجمس المستشاريف عمى المشروع مع إدخاؿ‬
‫تعديبلت عميو‪ ،‬يحيؿ رئيس المجمس المشروع فو ار إلى رئيس الجميورية ويعمـ بذلؾ‬
‫مجمس النواب ‪ ،‬ويتـ في ىذه الحالة تكويف لجنة مشتركة متناصفة مف المجمسيف‬
‫لمفصؿ في النزاع وفي حالة إ عتماد نص موحد يعرض مرة ثانية عمى مجمس النواب‬
‫لمبث النيائي فيو في أجؿ ‪ 3‬أياـ وال يمكف تعديمو إال بموافقة الحكومة ليحاؿ بعدذلؾ‬
‫النص إلى رئيس الجميورية لختمو ‪ ،‬سواء توصمت المجنة المتناصفة المشتركة إلى‬
‫نص موحد أو ال في أجؿ ‪ 31‬ديسمبر لختمو‪ ،‬ففي ظؿ نظاـ الغرفة الواحدة لمبرلماف‬
‫يقدـ مشروع قانوف المالية لممجمس في أجؿ أقصاه ‪ 15‬أكتوبر ويصادؽ عميو في أجؿ‬
‫أقصاه ‪ 10‬ديسمبر‪.‬‬
‫يمكف لرئيس الجميورية أف يرد المشروع إلى المجمس لقراءة ثانية خبلؿ اليوميف‬
‫الموالييف لمصادقة المجمس عميو وفي صورة الرد ‪ ،‬يجتمع المجمس لمتداوؿ ثانية خبلؿ‬
‫األياـ الثبلثة الموالية لممارسة حػؽ الرد ‪.‬‬
‫يجوز لؤلطراؼ المشار إلييـ في الفصؿ ‪ ، 1120‬خبلؿ األياـ الثبلثة الموالية لمصادقة‬
‫المجمس لممرة الثانية بعد الرد أو بعد إنقضاء آجاؿ‪،‬ممارسة حؽ الرد دوف حصوؿ‬
‫الطعف بعدـ الدستورية في أحكاـ قانوف المالية أماـ المحكمة الدستورية التي تبث في‬
‫أجؿ ال يتجاوز األياـ الخمسة الموالية لمطعف‪.‬‬
‫إذاحكمت المحكمة بعدـ الدستورية ‪ ،‬تحيؿ قرارىا إلى رئيس الجميورية الذي يحيمو‬
‫بدوره إلى رئيس مجمس نواب الشعب ‪ ،‬كؿ ذلؾ في أجؿ ال يتجاوز يوميف مف تاريخ‬

‫‪ -1‬األشخاص المشار إلٌهم فً الفصل ‪ 388‬هم كل من رئٌس الجمهورٌة‪ ،‬رئٌس الحكومة و‪ 18‬عضو من مجلس‬
‫نواب الشعب ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫قرار المحكمة ‪ ،‬ويصادؽ المجمس عمى المشروع خبلؿ األياـ الثبلثة الموالية لتوصمو‬
‫بقرار المحكمة الدستورية ‪.‬‬

‫عند إقرار دستورية المشروع أو عند المصادقة عميو ثانية إثر الرد أو عند انقضاء أجاؿ‬
‫الرد والط عف بعدـ الدستورية دوف حصوؿ أي منيما ‪ ،‬يختـ رئيس الجميورية مشروع‬
‫قانوف المالية في اجؿ يوميف وفي كؿ الحاالت يتـ الختـ في أجؿ ال يتعدى ‪31‬‬
‫ديسمبر‪.1‬‬

‫ومف خبلؿ كؿ ما سبؽ يتبيف بأف المشرع المغاربي قد اتبع النظاـ الفرنسي ‪ ،‬الذي أقر‬
‫المناقشة التفصيمية لمشروع قانوف المالية في المجاف المالية ‪ ،‬ففي ميداف الميزانية فإف‬
‫الدور الميـ يعود لمجنة المالية في تحضير المناقشة العامة ‪ ،‬وكذا تسييؿ العمؿ‬
‫الرقابي لممؤسسة البرلمانية مف خبلؿ إيضاح العمميات المالية التي تعتزـ الحكومة‬
‫القياـ بيا ‪ ،‬وذلؾ مف أجؿ التأكد مف سبلمة اإلعتمادات المالية‪.2‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مناقشة وتعديل مشروع قانون المالية‬

‫بعد دراسة ومناقشة موضوع قانوف المالية والوثائؽ المرفقة بو ‪ ،‬وبعد اإلستماع لموزراء‬
‫و مسؤولي الييئات الوطنية ‪ ،‬تقوـ المجنة المالية بإجراءالتعديبلت التي تراىا مناسبة ‪،‬‬
‫ثـ بعد ذؾ تتولى إعداد تقارير ابتدائية عف مشروع قانوف المالية ‪ ،‬تيدؼ مف خبلؿ‬
‫ىذه التقارير إلى إعبلـ النواب بمحتويات المشروع المعروض عمييـ لممناقشة بعد أف‬
‫تتولى نيابة عنيـ التفاوض مع الحكومة ‪ ،‬وادخاؿ التعديبلت التي تراىا مناسبة وذلؾ‬
‫قبؿ المناقشة في الجمسة العامة‪،‬وعند اإلنتياء مف الدراسة التقنية لمشروع قانوف المالية‬
‫واعداد تقرير تمييدي مف قبؿ المجنة المالية واعبلـ النواب بيا يصدر مكتب المجمس‬
‫المنبثقة منو مذكرة خاصة بمناقشة مشروع قانوف المالية ‪ ،‬حيث تكوف المناقشة عمى‬

‫‪ -1‬الفصل ‪ 99‬من دستور تونس لسنة‪ ، 8834‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- Maurice DUVERGER , Elément de droit Public , 1ère édition ,P. U .F,Paris , 1957 ,‬‬
‫‪p368.‬‬

‫‪24‬‬
‫مستوى الجمسات العامة عمنية وبالمغة الوطنية ‪ ،‬حيث تبدأ عممية المناقشة في كؿ مف‬
‫الجزائر والمغرب وتونس بعرض يقدمو ممثؿ الحكومة ووزير المالية وذلؾ مف خبلؿ‬
‫تقديـ الخطوط العريضة لممشروع يميو عرض مقرر لجنة المالية لمتقرير التمييدي حيث‬
‫يتضمف مقدمة يشار فييا إلى ‪:‬‬

‫‪ -‬اإلحالة مف رئيس المجمس الشعبي الوطني بالنسبة لمجزائر ومف مجمس النواب بالنسبة‬
‫لممغرب ومف مجمس نواب الشعب بالنسبة لتونس‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ شروع المجنة المالية في دراسة مشروع قانوف المالية‪.‬‬
‫‪ -‬عرض كؿ مف وزير المالية و مسؤولي القطاعات المعنية ‪.‬‬
‫‪ -‬تحميؿ مناقشات أعضاء المجنة و األخذ بتوصياتيـ ومقترحاتيـ ‪.‬‬
‫‪ -‬السيمات األساسية لمشروع قانوف المالية ‪.‬‬
‫‪ -‬تحميؿ المؤشرات المالية واإلقتصادية المرجعية ‪.‬‬

‫وعموما تمثؿ ىذه المعطيات نموذج لمييكؿ ‪ ،‬الذي تـ عمى أساسو صياغة مقدمة‬
‫التقرير التمييدي عف مشروع قانوف المالية‪.1‬‬

‫في حيف يشتمؿ فحواه عمى كؿ إقتراحات التعديؿ التي تراىا المجنة المالية ضرورية في‬
‫المشروع ‪ ،‬حيث كرست الدساتير في دوؿ المغرب العربي حؽ البرلماف في إقتراح‬
‫تعديبلت في المياديف المخصصة لو‪ ،‬حيث نصت المادة ‪147‬مف التعديؿ الدستور‬
‫الجزائري لسنة ‪2020‬عمى أنو ‪ " :‬ال يقبؿ أي اقتراح قانوف أو تعديؿ قانوف يقدمو‬
‫أعضاء البرلماف يكوف مضمونو أو نتيجتو تخفيض الموارد العمومية أو زيادة النفقات‬
‫العمومية ‪ ،‬إال إذا كاف مرفوقا بتدابير تستيدؼ الزيادة في إيرادات الدولة أو توفير‬
‫مبالغ مالية في فصؿ أخر مف النفقات العمومية تساوي عمى األقؿ المبالغ المقترح‬
‫إنفاقيا "‪،‬فسمطة التعديؿ ال يمكف ممارستيا إالبتوفر الشروط المعنية ‪ ،‬كماال يمكف‬

‫‪. 368‬‬ ‫‪ -1‬جمال لعمارة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‬

‫‪25‬‬
‫لمبرلماف ممارسة سمطة التعديؿ إال إذا أدت ىذه التعديبلت إلى الزيادات في الموارد‬
‫العمومية أو التخفيض في النفقات العمومية‪،1‬غير أنو وفي كبل الحالتيف البرلماف غير‬
‫حر في مجاؿ التعديؿ ‪ ،‬فإذا وافؽ عمى تخفيض الموارد فيذا يعد غير مقبوال إال إذا‬
‫كاف مرفوقابإجراءات معنية أما في مجاؿ تخفيض النفقات خاصة نفقات التسيير فيي‬
‫جد ضعيفة ألنيا في ارتفاع مستمر مف سنة إلى أخرى‪،‬حيث يشترط في التعديؿ أف‬
‫يقدـ مف قبؿ الحكومة أو المجنة المختصة أو عشرة نواب ‪ ،‬وال بد أف يكوف معمبل‬
‫وموقعا مف قبؿ جميع أصحابو ولممجمس الشعبي الوطني صبلحية إتخاذ قرار قبوؿ أو‬
‫رفض التعديؿ وبانتياء المدة المحددة ‪ ،‬تحاؿ التعديبلت إلى المجنة المختصة و تبمغ‬
‫إلى الحكومة وتوزع عمى النواب لتكوف محؿ مناقشة ثانية ويتـ الفصؿ في كؿ الحاالت‬
‫مف قبؿ الجمسة العامة لممجمس الشعبي الوطني ‪.‬‬

‫أما في المممكة المغربية ينطوي مفيوـ العقمنة البرلمانية عمى مجموعة مف الحدود‬
‫القانونية التي تحد مف السمطة المالية لمبرلماف ‪ ،‬ومف ثـ فالحكومة تممؾ صبلحية‬
‫صياغة مشروع قانوف المالية واحالتو عمى البرلماف لمموافقة عميو ‪ ،‬بحيث ال يجوز‬
‫ألعضاء البرلماف أف يتقدموا بمقترح قانوف المالية أثناء مناقشة المشروع ‪،‬وتـ تكريس‬
‫ىذا المبدأ بمقتضى الفصؿ ‪ 77‬مف الدستور المغربي لسنة ‪ 2011‬الذي نص عمى‬
‫مايمي ‪ " :‬لمحكومة أف ترفض بعد بياف األسباب ‪ ،‬المقترحات والتعديبلت التي يتقدـ بيا‬
‫أعضاء البرلماف إذا كاف قبوليا يؤدي بالنسبة لقانوف المالية إلى تخفيض الموارد‬
‫العمومية أو إحداث تكميؼ عمومي أو الزيادة في تكميؼ موجود " ‪ ،‬وىذا ما أكدتو‬
‫المادة ‪ 40‬مف القانوف التنظيمي لممالية رقـ ‪2 07.98‬عمى أنو " تطبيقا ألحكاـ الفصؿ‬
‫‪ 51‬مف الدستور ( دستور ‪ ) 1996‬يتـ بقوة القانوف حذؼ المواد اإلضافيةأوالتعديبلت‬

‫‪ -1‬جمال لعمارة ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪. 361‬‬


‫‪-8‬ظهٌر الشرٌف رقم‪3-60-310‬صادرفً ‪89‬نوفمبر‪ٌ3660‬تعلق بتنفٌذ القانون‪81-60‬لقانون المالٌة‪،‬جرٌدة رسمٌة‬
‫عدد ‪4944‬بتارٌخ‪80‬نوفمبر ‪.3660‬‬

‫‪26‬‬
‫الرامية إما إلى تخفيض الموارد العمومية واما إلى إحداث تكميؼ عمومي أو الزيادة في‬
‫تكميؼ موجود فيما عدا ذلؾ يجب تعميؿ كؿ مادة إضافية أو كؿ تعميؿ "‬

‫يتضح مف المادة سالفة الذكر أف ىناؾ تقيد لسمطة البرلماف مف خبلؿ دستورسنة‬
‫‪11996‬وتـ اإلبقاء عميو في الدستور الحالي لسنة ‪ ، 2011‬فالمبادرة في التشريع‬
‫المالي معدومة بالنسبة ألعضاء البرلماف ‪ ،‬متى كانت ترمي إلىإحداث تكميؼ عمومي‬
‫أو الزيادة في تكميؼ موجود وبالتالي فمف شأف التمسؾ بكؿ ىذا يؤدي إلىشؿ المبادرة‬
‫التشريعية لمنواب ‪ ،‬وبالرغـ مف أف دستورسنة ‪ 2011‬في الفصؿ ‪ 77‬قد أجبر الحكومة‬
‫عمى تبرير أسباب الرفض ‪ ،‬ومع ذلؾ فإف المؤسسة التشريعية مازالت قاصرة عف‬
‫تخفيض األعباء المالية لمنتخبييا ‪ ،‬كما ال يمكف فرض عمى الحكومة أعباء مالية مف‬
‫شأنيا دعـ المصمحة العامة ‪ ،‬بالرغـ مف إختصاصيا في إببلغ الحكومة بحاجيات‬
‫المواطنيف خصوصا في المجاؿ المالي ‪.‬‬

‫ويشترط طبقا لمفصؿ ‪ 78‬فقرة ‪ 1‬مف دستور المممكة المغربية لسنة ‪ 2011‬عمى أنو "‬
‫لرئيس الحكومة وألعضاء البرلماف عمى السواء حؽ التقدـ بإقتراح القوانيف "‪ ،‬ىذا يعني‬
‫أف الدستور يساوي بيف الحكومة وأعضاء البرلماف في مجاؿ التشريع المالي ‪ ،‬لكف مف‬
‫الناحية العمم ية فاف ذلؾ غير مطبؽ خصوصا مع وجود بعض الفصوؿ التي تجرد في‬
‫مضمونيا أي إمكانية لمبرلماف بالتشريع أو االقتراح في المجاؿ المالي والذي سبقت‬
‫اإلشارةإليو ‪.‬‬

‫أما في الجميورية التونسية تكوف مقترحات القوانيف ومقترحات التعديؿ المقدمة مف قبؿ‬
‫النواب ال تكوف مقبولة إالإذا كاف إقرارىا يخؿ بالتوازنات المالية لمدولة التي تمضبطيا‬
‫في القوانيف المالية‪ ، 2‬وىذا ماكاف مؤكدا في نص الفصؿ ‪28‬الفقرة الثالثة مف الدستور‬

‫‪-3‬ظهٌر الشرٌف رقم‪3-69-311‬صادر فً‪1‬أكتوبر‪3669‬بتنفٌذ نص الدستور المراجع‪،‬جرٌدة رسمٌة عدد‪4488‬‬


‫بتارٌخ‪38‬أكتوبر‪.3669‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪91‬من دستور تونس لسنة ‪، 8834‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫التونسي لسنة‪ 1959‬عمى أنو " ال تكوف مشاريع القوانيف المقدمة مف قبؿ أعضاء‬
‫مجمس النواب مقبولة إذا كاف إقرارىا يؤدي إلى تخفيض في الموارد العامة أو إضافة‬
‫أعباء أومصاريؼ جديدة "‪. 1‬‬

‫وما يمكف مبلحظتو أف المؤسس التونسي قيد حؽ النواب في تقديـ مقترحاتيـ‬


‫وتعديبلتيـ بشأف مشروع قانوف المالية إذا كاف ذلؾ يخؿ بالتوازنات المالية التي تـ‬
‫ضبطيا في القوانيف المالية ‪ ،‬فقد وضع قيدا عمى البرلماف أدى إلى تقيد المبادرة في‬
‫المجاؿ المالي ‪ ،‬فأصبحت بذلؾ مشاريع قوانيف المالية تقدـ مف قبؿ الحكومة فقط وىذا‬
‫ما أكد عميو الفصؿ ‪ 62‬فقرة ‪ 2‬مف دستور تونس لسنة ‪2014‬عمى أنو"يختص رئيس‬
‫الحكومة بتقديـ مشاريع قوانيف الموافقة عمى المعاىدات ومشاريع قوانيف المالية "‪.‬‬

‫كذلؾ حصر المؤسس التونسي المبادرة في رد مشروع قانوف المالية لرئيس الجميورية‬
‫لقراءة ثانية لممشروع خبلؿ اليوميف الموالييف لمصادقة المجمس عميو‬

‫وفي صورة الرد ‪ ،‬يجتمع المجمس لمتداوؿ ثانية خبلؿ األياـ الثبلثة الموالية لممارسة‬
‫حؽ الرد‪،2‬وبطبيعة الحاؿ ال يقوـ رئيس الجميورية بيذه المبادرة لوحده ‪ ،‬فبل بد مف‬
‫مساعدة خبراء اقتصادييف‪.‬‬

‫يتضح مف خبلؿ كؿ ما سبؽ أف حؽ تعديؿ مشروع قانوف المالية في دوؿ المغرب‬


‫العربي ( تونس ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬المغرب ) مرىونا بأف اليكوف تعديبل ينطوي عمى زيادة في‬
‫النفقات وتخفيض في اإلرادات مما يترتب عنو إختبلؿ في التوازنات المالية المسطرة‬
‫في مشروع قانوف المالية ‪.‬‬

‫بعدىا تتولى لجنة المالية إعداد تقرير تكميمي عف مشروع قانوف المالية تبرز فيو‬
‫مختمؼ التعديبلت المقترحة مف طرؼ النواب مبوبة حسب ما وردت في مشروع قانوف‬

‫‪ -1‬ولٌد شرٌط ‪ " ،‬مشاركة الحكومة البرلمان فً ممارسة وظٌفته التشرٌعٌة فً ظل الدساتٌر المغاربٌة دراسة‬
‫مقارنة "‪ ،‬مجلة الحقوق والعلوم اإلنسانٌة ‪،‬جامعة الجلفة ‪ ،‬عدد ‪، 1‬جوان ‪ ، 8886‬ص ‪.831‬‬
‫‪ -2‬الفصل ‪ 399‬من دستور تونس لسنة‪،8834‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫المالية ‪،‬كما يتضمف رأي المجنة حوؿ التعديؿ حيث تبدي رأييا بالرفض أو القبوؿ‬
‫وتعمؿ ذلؾ‪.‬‬

‫عبلوة عمى ماسبؽ تمارس المجنة المالية ميمة رقابية محاسبة وتقنية مف خبلؿ مقرري‬
‫المجنة المالية سواء عمى مستوى ثنائية الغرؼ البرلمانية وفي ظؿ األحادية‪،‬وذلؾ مف‬
‫أجؿ التأكد مف سبلمة إستعماؿ اإلعتمادات المالية ‪،1‬بحيث تممؾ المجاف المالية الحؽ‬
‫في تقييـ كؿ مسألة متعمقة بالمالية العمومية‪.‬‬

‫كما تـ اإلعتراؼ ليا بسمطة التحقيؽ إلعتبارىا الجياز الذي يرسؿ إليو الوثائؽ‬
‫المتعمقة بالمالية نفيي المحرؾ الرئيسي لممؤسسة البرلمانية في أعماؿ الرقابة عمى‬
‫المالية العمومية‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬وسائل المجان المالية في إثراء مشروع قانون المالية‬

‫تسمح مختمؼ الوثائؽ المتعمقة بالميزانية العامة ‪ ،‬والتي تمحؽ بمشروع قانوف المالية‬
‫مف تقديـ رؤية واضحة عف التوازنات اإلقتصادية والمالية لمببلد ‪ ،‬األمر الذي يسمح‬
‫دور إعبلميا‬
‫لمبرلماف مف ممارسة دوره في مراقبة النشاط المالي لمحكومة ‪ ،‬فيي تمعب ا‬
‫لمبرلماف عامة ولمجنة المالية خاصة ألنيا تقوـ بالدراسة المتخصصة لمشروع قانوف‬
‫المالية وىذه الوثائؽ متنوعة سوءا بالنسبة لمتشريع الجزائري أو المغربي أو التونسي‪.‬‬

‫فبالنسبة لمجزائرتـ التأكيد عمى أىمية ىذه الوثائؽ مف خبلؿ الندوة المنظمة في سنة‬
‫‪ 2007‬مف طرؼ مجمس األمة ‪ ،‬وبمشاركة المؤتمر الوطني لممجالس التشريعية‬
‫لمواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬حيث أعرب السيد محمد باركة المدير الفرعي لمجمسات‬
‫بمجمساألمة‪ ،‬عمى ضرورة تزويد المجنة المالية بالممفات والوثائؽ التي تشتمؿ عمى‬
‫التقارير و الدراسات و الوثائؽ و النصوص والمذكرات التي تصدرىا الييئات‬
‫‪1‬‬
‫‪- Jean Claude MARTINEZ, Op.cit , p393.‬‬

‫‪29‬‬
‫والمؤسسات والمراكز المختمفة ذات الصمة بالميزانية‪ ،1‬وذلؾ مف أجؿ تفعيؿ دورىا‪،‬ومف‬
‫بيف الوثائؽ التي ترفؽ بمشروع قانوف المالية لمسنة وجوبا الوثائؽ التالية‪:‬‬

‫‪-‬التقرير التفسيري لمتوازف اإلقتصادي والمالي والنتائج المحصؿ عمييا وآفاؽ المستقبؿ‬
‫مبر از عمى الخصوص وضعية تقديرات اإليرادات بالعممة الصعبة المحررة بالدينار‬
‫ومشروع توزيعيا عمى النفقات ‪.‬‬

‫‪ -‬الممحقات التفسيرية التي تبيف التقسيمات حسب كؿ صنؼ مف أصناؼ الضرائب‬


‫السيما تمؾ المتعمقة باإلجراءات الجديدة و بصفة عامة تقديرات الحوا صؿ عف موارد‬
‫أخرى وكذا توزيع نفقات التسيير لمصالح الدولة حسب كؿ وضعية ‪ ،‬ويكوف مرفوقا‬
‫عند اإلقتضاء بتقييـ حوؿ تطور تكاليؼ الخدمات ‪.‬‬
‫وكذلؾ توزيع النفقات ذات الطابع النيائي لممخطط السنوي حسب كؿ قطاع ‪ ،‬مع‬
‫ضرورة تبياف قائمة الحسابات الخاصة لمخزينة تبيف اإلرادات والنفقات والكشوفات‬
‫المقررة ليذه الحسابات والقائمة الكاممة لمرسوـ شبو الجبائية ‪.‬‬
‫‪ -‬كما يرفؽ مشروع قانوف المالية بمشروع ضبط الميزانية لمسنة المالية س – ‪.3‬‬

‫إضافة إلى ماسبؽ نصت المادة‪ 75‬مف القانوف العضوي رقـ‪ 15/18‬عمى وثائؽ‬
‫مجمعة في ثبلثة أحجاـ تتعمؽ بمشروع ميزانية الدولة‪ ،‬وتقرير عف األولويات‬
‫والتخطيط‪ ،‬وحجـ ثالث يعني بالتوزيع اإلقميمي لميزانية الدولة‪.2‬‬

‫وبالنسبة لمتشريع التونسي فقد تـ النص عمى مجموعة مف الوثائؽ تتمثؿ فيما يمي ‪:‬‬

‫‪ -‬تقرير حوؿ ميزانية الدولة في إطار التوازف االقتصادي والمالي العاـ ‪ ،‬ويتضمف خاصة‬
‫تحميؿ لتطور الموارد والنفقات حسب نوعيتيا ‪.‬‬

‫‪ -1‬مجلة مجلس األمة‪،‬إعداد المٌزانٌة والرقابة البرلمانٌة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.81‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 8‬من القانون رقم ‪ٌ 84 – 06‬تعلق بقوانٌن المالٌة ‪،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ -‬مذكرات خاصة بشرح نفقات كؿ باب حسب نوعيتو وكذلؾ حسب البرامج والميمات‬
‫التي يتـ إعتمادىا‪.‬‬
‫‪ -‬كؿ الوثائؽ التي مف شانيا أف تفيد المجمس عند دراسة مشروع قانوف المالية‪.1‬‬
‫وقد فصؿ الفصؿ ‪ 46‬مف القانوف األساسي لمميزانية عدد‪15‬لسنة‪ 2019‬في الوثائؽ‬
‫المرفقة بشكؿ مسيب‪.2‬‬
‫و بالنسبة لمتشريع المغربي مشروع قانوف المالية ال بد أف يرفؽ بالوثائؽ التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬مذكرة تقديـ لمشروع قانوف المالية و التي تتضمف المعطيات حوؿ إستثمارات الميزانية‬
‫العامة و حوؿ اآلثار المالية و اإلقتصادية لممقتضيات الضريبية و الجمركية المقترحة‪.‬‬
‫‪ -‬التقرير اإلقتصادي و المالي‪.‬‬
‫‪ -‬التقرير المالي‪.‬‬
‫‪ -‬تقرير حوؿ المؤسسات العمومية والمقاوالت العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬تقرير حوؿ مرافؽ الدولة المسيرة بصور مستقمة ‪.‬‬
‫‪ -‬تقرير حوؿ الحسابات الخصوصية لمخزينة‪.‬‬
‫‪ -‬تقرير حوؿ النفقات الجبائية‪.‬‬
‫‪ -‬تقرير حوؿ الديف العمومي‪.‬‬
‫‪ -‬تقرير حوؿ الميزانية القائمة عمى النتائج مف منضور النوع‪.‬‬
‫‪ -‬تقرير حوؿ الموارد البشرية‪.‬‬
‫‪ -‬تقرير حوؿ المقاصة‪.‬‬
‫‪ -‬مذكرة حوؿ النفقات المتعمقة بالتكاليؼ المشتركة‪.‬‬
‫‪ -‬تقرير حوؿ العقار العمومي المعبأ لئلستثمار ‪.‬‬

‫‪ -1‬الفصل ‪ 81‬من القانون األساسً للمٌزانٌة عدد ‪ 11‬لسنة ‪ 3691‬مؤرخ فً ‪ 0‬سبتمبر ‪ٌ 3691‬تعلق بالقانون‬
‫األساسً للمٌزانٌة ‪ ،‬جرٌدة رسمٌة عدد ‪ 18‬لسنة ‪ ، 3691‬معدل ومتمم بموجب القانون رقم ‪ 48‬لسنة ‪8884‬‬
‫مؤرخ فً ‪ 31‬ماي ‪ 8884‬جرٌدة رسمٌة عدد ‪ 48‬لسنة ‪.8884‬‬
‫‪ -8‬القانون األساسً للمٌزانٌة عدد ‪ 31‬لسنة ‪ 8836‬مؤرخ فً ‪31‬فٌفري‪ٌ 8836‬تعلق بالقانون األساسً للمٌزانٌة‬
‫جرٌدة رسمٌة عدد ‪ 318‬لسنة ‪8836‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ -‬مذكرة حوؿ التوزيع الجيوي لبلستثمار‪.1‬‬
‫وقد فصؿ الفصؿ ‪ 46‬مف القانوف األساسي لمميزانية عدد‪15‬لسنة‪ 2019‬في الوثائؽ‬
‫المرفقة بشكؿ مسيب‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪:‬إ ختصاص البرلمان في المناقشة العمنية لمشروع قانون المالية السنوي‬

‫ال يمكف تنفيذ مشروع قانوف المالية السنوي المعد مف طرؼ الحكومة ‪ ،‬إال بعد موافقة‬
‫المؤسسة البرلمانية عمى ذلؾ‪،‬وبإنتياء المرحمة اإلدارية التي تتوالىا السمطة التنفيذية‬
‫يودع مشروع قانوف المالية قبؿ السنة التي تسبؽ السنة المالية المعنية لدى المجمس‬
‫المعني في تواريخ ثابتة ‪ ،‬وبذلؾ يدخؿ تحضير ميزانية الدولة المرحمة السياسية‬
‫عندإيداع مشروع قانوف المالية ‪ ،‬لدى مكتب المجمس المعني سواء في إطار الثنائية‬
‫البرلمانية( فرع أوؿ)‪ ،‬أو األحادية البرلمانية (فرع ثاني)ليتـ تحويمو فو ار إلى المجنة‬
‫المالية المختصة ‪ ،‬فبدراستيا المعمقة لنص المشروع بإمكانيا تقديـ مساعدة أساسية‬
‫لمنواب‪،‬وفور إنتيائيا مف ميام يا تعد تقارير بذلؾ تحاؿ إلى الجمسة العبلنية ‪ ،‬مف أجؿ‬
‫المناقشة العامة والتصويت(الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬إجراءات المناقشات العمنية لمشروع قانون المالية في إطار ثنائية‬
‫البرلمانية‬

‫إف مناقشة مشاريع قوانيف المالية في إطار ثنائية الغرؼ في البرلماف تتـ بالتتابع ‪،‬‬
‫حيث تتـ المناقشة عمى مستوى الغرفة األولى التي ليا األسبقية في ذلؾ ‪ ،‬ثـ عمى‬
‫مستوى الغرفة الثانية ‪ ،‬كما تتـ بيف غرفتي البرلماف في حالة الخبلؼ بينيما وذلؾ عف‬
‫طريؽ المجنة المتساوية األعضاء‪2‬ىذا بالنسبة لمجزائر والمغرب في حيف األمر يختمؼ‬

‫‪ -1‬المادة ‪40‬من القانون التنظٌمً رقم ‪ٌ 318 – 31‬تعلق بقانون المالٌة ‪،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Jean Claude MARTINEZ , Op.cit, p 393.‬‬

‫‪32‬‬
‫في تونس بعد أف إ نتيجت نظاـ أحادية الغرفة البرلمانية بموجب دستورسنة ‪، 2014‬‬
‫وتخمت عف نظاـ الثنائية ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مناقشة مشروع قانون المالية عمى مستوى الغرفة األولى‬

‫بالنسبة لمتشريع الجزائري ‪ ،‬عند اإل نتياء مف الدراسة التقنية لمشروع قانوف المالية مف‬
‫قبؿ لجنة المالية والميزانية ‪ ،‬واتماـ الشروط اإلعبلمية بتوزيع تقرير تمييدي عمى‬
‫النواب ‪ ،‬يصدر المجمس الشعبي الوطني مذكرة خاصة بيدؼ إعبلـ نواب المجمس‬
‫باإلجراءات التنظيمية التي تتـ وفقيا مناقشة مشروع قانوف المالية مصحوبا بجدوؿ‬
‫زمني لمجمسات العامة ‪ ،‬يتـ مف خبلليا تحديد المدة المخصصة لممناقشة عمى إمتداد‬
‫ىذه الفترة ويمكف لمكتب المجمس تعديؿ الجدوؿ الزمني عند اإلقتضاء ‪ ،‬وغالبا ما يتـ‬
‫ذلؾ عدة مرات‪.1‬‬

‫وتكوف المناقشة عمى مستوى الجمسات العامة عبلنية حيث تبدأ عممية المناقشة بعرض‬
‫يقدمو ممثؿ الحكومة ووزير المالية مف خبلؿ تقديـ الخطوط العريضة لمشروع قانوف‬
‫المالية ‪ ،‬يميو بعد ذلؾ عرض يقدمو مقرر لجنة المالية والميزانية مف خبلؿ التقرير‬
‫التمييدي الذي سبؽ التطرؽ إليو ‪.‬‬

‫أما بالنسبة لمتشريع المغربي يتـ إيداع مشروع قانوف المالية باألسبقية لدى مجمس‬
‫النواب والذي يحيمو بدوره إلى المجنة المالية والتنمية االقتصادية ‪،‬قصد دراستو وذلؾ‬
‫في ‪ 20‬أكتوبر مف السنة المالية الجارية عمى أبعد تقدير ويبث مجمس النواب في‬
‫مشروع قانوف المالية في أجؿ ‪ 30‬يوما مف تاريخ إيداعو‪ ،‬تختـ بإعداد تقرير ابتدائي‬
‫عف مش روع قانوف المالية الذي تـ إق ارره ‪ ،‬أو النص الذي قدمتو في أوؿ مرحمة مع‬
‫بعض التعديبلت إف إقتضي األمر‪ ،‬والمصوت عمييا في مجمس النواب والمقبولة مف‬
‫طرؼ الحكومة‪ ،‬يحاؿ بعد ذلؾ إلى مجمس المستشاريف ‪.‬‬

‫‪ -1‬جمال لعمارة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.309‬‬

‫‪33‬‬
‫فتبدأ المناقشة في الجمسة العامة ‪ ،‬إ نطبلقا مف تقرير لجنة المالية الذي يقدمو رئيس‬
‫المجمس المعروض عميو ثـ يقوـ مقرر لجنة المالية بتبلوة النص بشكؿ مفصؿ بقراءتو‬
‫مادة مادة وتفتح جمسة المناقشة بخطاب يتقدـ بو وزير المالية ويتوزع عمى محاور‪،‬‬
‫يتمحور الجزء األوؿ مف ىذا الخطاب حوؿ الحالة اإلقتصادية لممممكة والمشاكؿ التي‬
‫تواجييا‪ ،‬أما الجزء الثاني فيتضمف االتجاىات العامة لمسياسة المالية التي تعتزـ‬
‫الحكومة نيجيا مستقببل‪ ،‬ثـ يميو المقرر العاـ لمجنة المالية الذي يمقي كممة يبيف فييا‬
‫التعديبلت والمقترحات واألسباب التي دفع ػ ػت المجنة إلى تضػميف المش ػ ػروع‬
‫لمتعدي ػبلت‪ ،1‬ثـ يتدخؿ بعد ذلؾ رئيس المجنة المالية ويتبعو رؤساء الفرؽ البرلمانية ‪ ،‬ثـ‬
‫يشرع في المناقشة التفصيمية لمجزء األوؿ ثـ الجزء الثاني مف المشروع ‪ ،‬وما يعاب‬
‫عمى المناقشة العامة أنيا نظرية أكثر منيا عممية ‪ ،‬وأف الطابع السياسي يغمب عمييا‪.2‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مناقشة مشروع قانون المالية عمى مستوى الغرفة الثانية‬

‫إف التعديؿ الدستوري الجزائري لسنة ‪ 31996‬أحدث نظاـ الثنائية في الجياز التشريعي‬
‫بإستحداثو لغرفة ثانية تمثمت في مجمس األمة فإنشاءه يرمي إلى تحقيؽ عدة أىداؼ‪،‬‬
‫منيا تحسيف التمثيؿ داخؿ المؤسسة التشريعية مف خبلؿ تمثيؿ المجموعات المحمية‬
‫عف طريؽ المنتخبيف وكذا تجنب تيميش بعض الكفاءات مف خبلؿ المعينيف ‪.4‬‬

‫كما أف مجمس األمة أداة لتحقيؽ التوازف بيف المؤسسات ‪،‬فبالنسبة لمتوازف الداخمي‬
‫داخؿ المؤسسة التشريعية ييدؼ مجمس األمة إلى نزع إحتكار العمؿ التشريعي مف‬
‫المجمس الشعبي الوطني وكذا إتماـ العممية التشريعية عمى أحسف وجو ‪،‬ولكبح‬
‫وفرممةالمجمس الشعبي الوطني خوفا مف المعارضة مف خبلؿ الثمث الرئاسي‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد القادر تٌعالنً ‪،‬المالٌة العامة و المقارنة و قانون المٌزانٌة ‪ ،‬الجزء األول ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار النشر الجسور‪،‬‬
‫وجدة‪ ، 8888 ،‬ص ‪.831‬‬
‫‪ -2‬شلبً خطار ‪ ،‬العلوم المالٌة للموازنة ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ،‬دار الكتاب اللبنانً ‪ ،‬بٌروت ‪ ،3609‬ص ‪.384‬‬
‫‪-1‬التعدٌل الدستوري الجزائري لسنة ‪3669‬الصادر بالمرسوم الرئاسً رقم‪410/69‬بتارٌخ‪ ، 3669/38/1‬جرٌدة‬
‫رسمٌة عدد‪19‬بتارٌخ‪.3669/38/80‬‬
‫‪ -4‬مولود دٌدان ‪ ،‬مباحث فً القانون الدستوري ‪ ،‬دار النجاح للكتاب ‪ ،‬الجزائر ‪ 8881 ،‬ص ‪.484‬‬

‫‪34‬‬
‫إف الصبلحيات المخولة لمجمس األمة خاصة في ميداف التشريع سوؼ تؤدي‬
‫إلىإحتكار صناعة القانوف مف جية والتعسؼ في صياغتو مف جية أخرى ‪.‬‬

‫واذا كاف مجمس األمة ال يممؾ حؽ المبادرة بالقوانيف فإنو يممؾ حؽ النظر في القوانيف‬
‫التي يوافؽ عمييا المجمس األوؿ ‪ ،‬سواء تعمؽ األمر بالقوانيف العادية أو العضوية‪.1‬‬

‫يرسؿ المجمس الشعبي الوطني النص المصوت عميو إلى رئيس مجمس األمة في‬
‫‪.2‬‬
‫غضوف ‪ 10‬أياـ ويشعر رئيس الحكومة بيذا اإلرساؿ‬

‫وبموجب القانوف العضوي رقـ ‪12/16‬يتـ ايداع مشروع قانوف المالية باألسبقية عمي‬
‫مستوى المجمس الشعبي الوطني ‪،‬يرسؿ رئيس مجمس األمة أو رئيس المجمس الشعبي‬
‫الوطني حسب الحالة النص المصوت عميو إلى رئيس الغرفة األخرى في غضوف ‪10‬‬
‫أياـ ويشعر الوزير األوؿ بيذا اإلرساؿ‪.3‬‬

‫وتكوف إجراءات المناقشة عمى مستوى مجمس األمة مف خبلؿ اإلستماع إلى ممثؿ‬
‫الحكومة يميو مقرر المجنة المختصة ثـ المتدخميف حسب ترتيب تسجيميـ المسبؽ‪، 4‬‬
‫ويصوت عمى المشروع خبلؿ عشريف(‪ )20‬يوما‪ ،‬أما بخصوص اإلجراءات المتبعة في‬
‫مناقشة مجمس األمة فيي نفس اإلجراءات المتبعة في المجمس الشعبي الوطني ‪،‬‬
‫وخبلؿ المناقشات يقرر مكتب مجمس األمة ‪ ،‬إما المصادقة عمى النص بكاممو إذا لـ‬
‫يكف محؿ مبلحظات أو توصيات ‪ ،‬واما الشروع في المناقشة مادة مادة‪. 5‬‬

‫‪ -1‬جمٌلة جمعاسً ‪،‬الرقابة المالٌة على النفقات العمومٌة دراسة مقارنة‪،‬مذكرة ماجستٌر فً القانون العام فرع‬
‫إدارة ومالٌة‪،‬جامعة أمحمد بوقرة بومرداس كلٌة الحقوق بود واو‪، 8838،‬ص ‪.31‬‬
‫‪-8‬المادة‪ 48‬من القانوف العضوي رقـ ‪ 02/99‬المؤرخ في ‪08‬مارس‪،1999‬المحدد لتنظيـ المجمس الشعبي الوطني‬
‫ومجمس األمة وعمميما وكذا العبلقات الوظيفية بينيما وبيف الحكومة ‪،‬جريدة رسمية عدد ‪31‬بتارٌخ ‪6‬مارس‪.3666‬‬
‫‪-1‬المادة‪ 48‬من القانوف العضوي رقـ ‪12/16‬المؤرخ في ‪25‬اوت‪، 2016‬المحدد لتنظيـ المجمس الشعبي الوطني‬
‫ومجمس األمة وعمميما وكذا العبلقات الوظيفية بينيما وبيف الحكومة ‪،‬جريدة رسمية عدد ‪11‬بتارٌخ‪80‬اوت‪.8839‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪، 39‬المرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ ، 44‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫أما بالنسبة لممغرب فيحاؿ النص إلى مجمس المستشاريف‪،‬حيث يتداوؿ في النص الذي‬
‫صوت عميو مجمس النواب وفي الصيغة التي أحيؿ بيا عميو مف طرفو‪،1‬ويبث مجمس‬
‫المستشاريف في المشروع خؿ أجؿ إثناف وعشروف يوماالموالية لعرضو عميو ‪،2‬يقوـ‬
‫مجمس النواب بدراسة التعديبلت المصوة عمييا مف طرؼ مجمس المستشاريف ويعود لو‬
‫البث النيائي في مشروع قانوف المالية المعدؿ في أجؿ اليتعدي ثبلثة أياـ ‪،‬وفي حالة‬
‫عدـ مصادقة مجمس المستشاريف عمى نص واحد يعود لمجمس النواب التصويت‬
‫النيائي عميو ‪ ،‬وال يقع ذلؾ إال باألغمبية المطمقة ألعضائو الحاضريف ‪ ،‬عندما يتعمؽ‬
‫األمر بنص يخص الجماعات الترابية والمجاالت ذات الصمة بالتنمية الجيوية والشؤوف‬
‫اإلجتماعية‪ ،‬يحتفظ مجمس المستشاريف بحؽ القراءة الثانية لمنص المودع لديو باألسبقية‬
‫والذي تـ تعديمو مف طرؼ مجمس النواب ‪ ،‬وتنحصر المناقشة عمى المواد المعدلة مالـ‬
‫يتعمؽ األمر بإصبلح أخطاء مادية ‪،‬واذا ما تـ تعديؿ ىذا النص يحاؿ لمجمس النواب‬
‫لمتصويت النيائي عميو‪.3‬‬

‫ثالثا ‪ :‬مناقشة مشروع قانون المالية من طرف المجنة المتساوية األعضاء‬

‫قد يحدث خبلؼ بيف الغرفتيف ‪ ،‬يحوؿ دوف المصادقة عمى مشروع قانوف المالية ‪ ،‬مما‬
‫يترتب عميو إنشاء لجنة متساوية األعضاء بطمب مف الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة ‪،‬‬
‫تتكوف مف أعضاء كمتا الغرفتيف مف أجؿ إقتراح نص يتعمؽ باألحكاـ محؿ الخبلؼ‪.4‬‬

‫ففي التشريع الجزائري في حالة الخبلؼ يتاح لمجنة المتساوية األعضاء أجؿ خمسة‬
‫عشر يوما(‪)15‬يوما لمبث في الخبلؼ ‪ ،‬واقتراح نص مشترؾ‪.5‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 363‬من النظام الداخلً لمجلس المستشارٌن ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة‪13‬من القانون التنظٌمً رقم ‪ٌ 318-31‬تعلق بقانون المالٌة ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 898‬من النظام الداخلً لمجلس المستشارٌن المغربً‪،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-4‬المادة‪388‬منالقانون رقم ‪ 36-80‬المؤرخ فً ‪ 31‬نوفمبر ‪ٌ ، 8880‬تضمن التعدٌل الدستوري لسنة‪،8880‬جرٌدة‬
‫رسمٌة عدد ‪91‬لسنة‪.8880‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 341‬من التعدٌل الدستوري الجزائري لسنة ‪،8888‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫فالمجنة المتساوية األعضاءال ت كوف ليا صبلحية النظر في األحكاـ محؿ الخبلؼ بيف‬
‫الغرفتيف إال بطمب مف الوزير األوؿ ‪ ،‬ومف ىنا يتجمي التدخؿ المباشر لمسمطة التنفيذية‬
‫في أعماؿ السمطة التشريعية‪ ،‬فيي تتدخؿ في حالة واحدة تتمثؿ في إخطارىا مف قبؿ‬
‫الوزير األوؿ ‪،‬وتنتيي أشغاؿ المجنة بإقتراح نصا حوؿ األحكاـ محؿ الخبلؼ ‪ ،‬كما أف‬
‫إستنتاجات المجنةالمتساوية األعضاء تعرض عمى الغرفتيف لممصادقة عميو ‪،‬وتبث كؿ‬
‫غرفة أوالفي التعديبلت المقترحة قبؿ المصادقة عمى النص بكاممو‪،1‬وفي حالة إستمرار‬
‫وفي‬ ‫الخبلؼ يمكف لمحكومة أف تطمب مف المجمس الشعبي الوطني الفصؿ نيائيا‪،‬‬
‫ىذه الحالة يأخذ بالنص الذي أعدتو المجنة‪ ،‬واذا تعذر ذلؾ بالنص الذي صوة‬
‫عميو‪،‬ويسحب النص إذا لـ تخطرالحكومة المجمس الشعبي الوطني‪،‬مع اإلشارةإلى أنو‬
‫لـ يحصؿ في تاريخ المؤسسة البرلمانية في الجزائر ‪ ،‬أف تـ رفض إعتماد الميزانية مف‬
‫طرؼ النواب ‪ ،‬ألف ذلؾ يؤدي إلى عرقمة نشاط الحكومة‪.‬‬

‫في حيف في التشريع المغربي إذا لـ يتأت إقرار مشروع قانوف المالية بعد مناقشة واحدة‬
‫في كبل المجمسيف يجوز لمحكومة أف تعمف حالة اإلستعجاؿ ‪ ،‬تعمؿ عمى إجتماع لجنة‬
‫ثنائية مختمطة مف أعضاء المجمسيف يناط بيا إقتراح نص بشأف األحكاـ التي مازالت‬
‫محؿ خبلؼ وذلؾ في أجؿ ال يزيد عف سبعةأياـ مف يوـ عرض الحكومة األمر عميو‪.‬‬

‫تعرض الحكومة النص الذي تقترحو المجنة الثنائية المختمطة والمقبولة مف طرفيا عمى‬
‫المجمسيف إلق ارره خبلؿ أجؿ ال يزيد عف ثبلثة (‪ )03‬أياـ وال يجوز في ىذه الحالة‬
‫قبوؿ أي تعديؿ إال بموافقة الحكومة‪.‬‬

‫واذا لـ تتمكف المجنة الثنائية المختمطة مف إقت ارح نصا مشتركا أو إذا لـ يقرر‬
‫المجمساف النص الذي اقترحتو ‪،‬تعرض الحكومة عمى مجمس النواب مشروع قانوف‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 61‬من القانون العضوي رقم‪، 38-39‬المحدد لتنظيـ المجمس الشعبي الوطني ومجمس األمة وعمميما‬
‫وكذا العبلقات الوظيفية بينيما وبيف الحكومة ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫المالية بعد أف تدخؿ عميو عند اإلقتضاء ما تتبناه مف التعديبلت المقترحة خبلؿ‬
‫المناقشة البرلمانية ‪ ،‬وفي ىذه الحالة ال يمكف لمجمس النواب أف يقرر نيائيا النص‬
‫المعروض عميو إال باألغمبية المطمقة لؤلعضاء الذيف يتألؼ منيـ‪.1‬‬

‫وعميو فمسألة التوفيؽ بيف وجيات نظر كؿ مف غرفتي البرلماف‪،‬ىي الميمة التي تقوـ‬
‫بيا المجنة المتساوية األعضاء سواء في التشريع الجزائري أو في التشريع المغربي‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬إجراءات المناقشة العمنية لمشروع قانون المالية في إطار أحادية‬
‫الغرفة البرلمانية التونسية وفي إطار اإل زدواجية‬

‫بمجرد إيداع مشروع قانوف المالية عمى مستوى مكتب مجمس نواب الشعب يحيمو إلى‬
‫المجنة المالية و التخطيط والتنمية ‪ ،‬مف أجؿ الدراسة التقنية والمعمقة‪ ،‬لتخمص في‬
‫النياية إلى إعداد تقرير عف الميمة الموكمة إلييا‪،‬وبإتماـ الشروط اإلعبلمية بتوزيع‬
‫التقرير عمى النواب يصدر مكتب مجمس نواب الشعب مذكرة خاصة‪ ،‬بمختمؼ‬
‫اإلجراءات التنظيمية التي تـ وفقيا مناقشة مشروع قانوف المالية ‪ ،‬مصحوبا بالجدوؿ‬
‫الزمني لمجمسات والمدة المخصصة لمنواب في باب المناقشة وتكوف المناقشة عمى‬
‫مستوى الجمسات العامة عبلنية حيث يتـ إشيارىا بشتى الوسائؿ منيا‪:2‬‬

‫‪ -‬اإلعبلف عف مواعيد انعقاد الجمسات العامة وجدوؿ أعماليا ‪.‬‬


‫‪ -‬قب ػ ػػوؿ المػ ػ ػواطنيف وممثم ػ ػػي المجتم ػ ػػع الم ػ ػػدني والض ػ ػػيوؼ واإلعبلمي ػ ػػيف ف ػ ػػي األم ػ ػػاكف‬
‫المخصصة ليـ وحسب الترتيب الذي يضبطو المكتب‪.‬‬
‫‪ -‬نشر مداوالت الجمسة العامة ومقرراتيا‪،‬والنشر عمى الموقع اإللكتروني لممجمس ‪.‬‬
‫‪ -‬البث اإلذاعي والتمفزي الحي والمباشر لمداوالت الجمسات العامة وتيسير متابعة‬
‫التونسييف بالخارج لممداوالت ‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪14‬من القانون التنظٌمً رقم ‪ 81-60‬المتعلق بقوانٌن المالٌة‪،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬الفصل ‪ 381‬من النظام الداخلً لمجلس نواب الشعب التونسً ‪،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫وتفتت ح الجمسة العامة بتبلوة جدوؿ أعماليا ‪ ،‬ولرئيس الجمسة أف يقترح بتعديؿ جدوؿ‬
‫أعماليا عمى أف تقع المصادقة عمى التعديؿ بأغمبية األعضاء الحاضريف‪،1‬يميو عرض‬
‫لوزير المالية عف الخطوط العريضة لمشروع قانوف المالية يتبع بعرض يقدمو مقرر‬
‫لجنة المالية والتخطيط و التنمية‪ ،‬بحيث يكوف مجمس نواب الشعب ممزـ بأف يصادؽ‬
‫عمى المشروع خبلؿ فترة أقصاىا ‪ 10‬ديسمبر بعد أف يكوف قد أحيؿ عميو في أجؿ‬
‫‪ 15‬أكتوبر أي في غضوف ‪ 55‬يوما ‪ ،‬ويمكف لرئيس الجميورية أف يرد المشروع إلى‬
‫المجمس مف أجؿ قراءة ثانية حسب التفصيؿ السابؽ‪،2‬ففي ظؿ إزدواجية الغرؼ عمى‬
‫مستوى الييئة البرلمانية التونسية كانت مناقشة مشاريع قوانيف المالية تتـ عمى‬
‫مستوييف‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬مناقشة مشروع قانون المالية عمى مستوي مجمس النواب‬

‫تتـ المناقشة عمى مستوى مجمس النواب خبلؿ فترة ال تتجاوز ستة أسابيع مف تاريخ‬
‫عرضو حيث تتـ دراسة عمى مستوى لجنة المالية التي تعد تقارير بشأف ذلؾ تحيميا‬
‫إلى المجمس والذي يقوـ بدوره بإعداد مذكرة لمختمؼ اإلجراءات التنظيمية لسير‬
‫المناقشة العامة واعبلـ النواب بما ورد في تقرير المجنة ‪،‬يميو عرض ممثؿ الحكومة‬
‫عف السياسة المالية المنتيجة والمدرجة في مشروع قانوف المالية ‪،‬ثـ عرض مقرر‬
‫المجنة لتختـ المناقشة بالتصويت عمى المشروع واعبلـ كؿ مف رئيس الجميورية ورئيس‬
‫مجمس المستشاريف بذلؾ مرفقا بالنص المصادؽ عميو‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مناقشة مشروع قانون المالية عمى مستوى مجمس المستشارين‬

‫يحيؿ مجمس النواب النص المصادؽ عميو إلى مجمس المستشاريف والذي ينيي النظر‬
‫فيو في أجؿ أقصاه عشرة (‪ )10‬أياـ مف تاريخ إحالتو‪،3‬وتكوف إجراءات المناقشة عمى‬

‫‪ -1‬الفصل ‪ 338‬من النظام الداخلً لمجلس نواب الشعب التونسً ‪،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-2‬انظر الصفحة ‪.81‬‬
‫‪ -3‬الفصل ‪ 81‬من قانون األساسً للمٌزانٌة عدد ‪ 11‬لسنة ‪ 3691‬المعدل والمتمم ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫مستوى مجمس المستشاريف مف خبلؿ اإلستماع إلى ممثؿ الحكومة ومقرر المجنة‬
‫المختصة ‪ ،‬أما بخصوص اإلجراءات المتبعة في مناقشة مجمس المستشاريف ىي‬
‫نفسيا اإلجراءات المتبعة في مجمس النواب ‪ ،‬وخبلؿ المناقشة يقرر مجمس المستشاريف‬
‫إما المصادقة عمى النص دوف تعديؿ‪ ،‬يحيمو بعدىا إلى رئيس الجميورية ويعمـ بذلؾ‬
‫رئيس مجمس النواب ويكوف اإلعبلـ مرفقا بالنص المصادؽ عميو‪،‬أو يرفض مجمس‬
‫المستشاريف المصادقة عمى مشروع قانوف المالية ‪،‬يقوـ رئيس مجمس النواب عمى اثر‬
‫ذلؾ بإحالة المشروع الذي يصادؽ عميو إلى رئيس الجميورية ليقوـ في أجؿ أقصاه‬
‫‪ 31‬ديسمبر بختمو‪،‬غ ير أنو يمكف لمجمس المستشاريف أف يصادؽ عمى مشروع قانوف‬
‫المالية ولكف مع إدخاؿ تعديبلت عميو ‪ ،‬ففي ىذه الحالة يحيؿ ىذا األخير المشروع‬
‫فو ار إلى رئيس الجميورية ويعمـ بذلؾ رئيس مجمس النواب ويتـ في ىذه الحالة إنشاء‬
‫لجنة مشتركة متناصفة لحؿ النزاع‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬المجنة المشتركة المتناصفة‬
‫ففي حالة الخبلؼ بيف الغرفتيف و بناء عمى إقتراح مف الحكومة يتـ تكويف لجنة‬
‫مشتركة متناصفة مف بيف أعضاء المجمسيف‪ ،‬يحدد عدد الممثميف كؿ مجمس في المجنة‬
‫المشتركة المتناصفة بستة(‪)06‬أعضاء و يعيف رئيس كؿ مف المجمسيف ممثمي كؿ‬
‫مجمس في المجنة المشتركة المتناصفة‪،‬حيث تتولى في أجؿ ثبلثة(‪)03‬أياـ إعداد نص‬
‫موحد حوؿ األحكاـ موضوع الخبلؼ توافؽ عميو الحكومة‪،1‬وفي صورة إعتماد نص‬
‫فور عمى مجمس النواب لمبث فيو نيائيا في أجؿ ثبلثة أياـ عمى أنو ال‬
‫موحد يعرض ا‬
‫يمكف تعديمو إال بموافقة الحكومة ‪،‬يحيؿ رئيس مجمس النواب إلى رئيس الجميورية‬
‫نص مشروع قانوف المالية الذي صادؽ عميو المجمس دوف قبوؿ التعديبلت أوالمشروع‬
‫المعدؿ في حالة مصادقتو عميو وتتـ اإلحالة في أجؿ أقصاه ‪ 31‬ديسمبر‪،‬أما إذا لـ‬
‫تتوصؿ المجنة المشتركة والمتناصفة إلى نص موحد في ذلؾ األجؿ فإف رئيس مجمس‬

‫‪-1‬الفصل ‪ 80‬من قانون األساسً للمٌزانٌة عدد ‪ 11‬لسنة ‪ 3691‬المعدل والمتمم ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫النواب يحيؿ مشروع القانوف الذي صادؽ عميو المجمس إلى رئيس الجميورية في أجؿ‬
‫ال يتجاوز ‪ 31‬ديسمبر لختمو‪.1‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬التصويت عمى مشروع قانون المالية السنوي‬

‫إف التصويت عمى مشروع قانوف المالية السنوي يعد مف بيف الوظائؼ المالية لمبرلماف‬
‫والتي تعتبر وظائفو التقميدية ‪ ،‬سواء تعمؽ األمر بالتشريع الجزائري أو المغربي أو‬
‫التونسي ‪ ،‬غير أف إجراءات التصويت عمى مشاريع قوانيف المالية تختمؼ مف تشريع‬
‫كبير في التشريع الفرنسي وذلؾ بعد صدور القانوف‬
‫ا‬ ‫تطور‬
‫ا‬ ‫إلى أخر حيث شيدت‬
‫العضوي رقـ ‪ 692-2001‬الذي تبني سياسة إصبلح وعصرنو الميزانية والتي سارت‬
‫عمى نيج العديد مف الدوؿ والذي يقوـ عمى إعتماد نظاـ الميزانية حسب األىداؼ‬
‫وذلؾ مف منطمؽ الوسائؿ ومنطمؽ النتائج ‪.2‬‬

‫أوال‪ :‬الضوابط القانونية لعممية التصويت‬

‫يكوف التصويت عمى ميزانية الدولة أخر مرحمة يمر بيا مشروع قانوف المالية السنوي ‪،‬‬
‫حيث تبدأ الجمسة بعرض يحتوي عمى تقرير مفصؿ عف أستنتاجات المجنة المختصة‬
‫حوؿ مختمؼ التعديبلت واالقتراحات المحالة عمييا ‪ ،‬يميو بعد ذلؾ التصويت عمى‬
‫المشروع حسب إجراءات المناقشة العامة أو المناقشة مادة مادة ‪.‬‬

‫‪ -‬يصوت المجمس الشعبي ا لوطني عمى مشروع قانوف المالية في مدة أقصاىا سبعة‬
‫وأربعوف(‪ )47‬يوما مف تاريخ إيداعو‪ ،‬ويصوت مجمس األمة عمى النص المصوت‬
‫عميو في المجمس الشعبي الوطني في ميمة عشروف(‪)20‬يوما‪.‬‬
‫‪ -‬كما يصوت مجمس النواب المغربي في مدة أقصاىا ثبلثوف (‪)30‬يوـ مف تاريخ إيداعو‬

‫‪ -1‬الفصل ‪ 80‬من القانون األساسً للمٌزانٌة عدد ‪ 11‬لسنة ‪ 3691‬المعدل والمتمم ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪ -2‬عمر التونكنً ‪ ،‬مسؤولٌة الفاعلٌن فً تسٌٌر المٌزانٌة حسب األهداف ‪ ،‬مجلة اإلدارة ‪،‬العدد ‪ ، 18‬ص ‪.89‬‬

‫‪41‬‬
‫‪ -‬ويصوت مجمس المستشاريف عمى النص المصوت عميو في مجمس النواب في ميمة‬
‫اثناف وعشروف(‪)22‬يوما‪.‬‬
‫‪ -‬أما مجمس النواب التونسي يصوت خبلؿ مدة خمسة وخمسوف يوـ مف ‪ 15‬أكتوبر إلى‬
‫غاية ‪ 10‬ديسمبر ‪.‬‬

‫وقبؿ البدأ في إجراءات التصويت يتأكد رئيس الجمسة مف توفر النصاب القانوني‬
‫المتمثؿ في حضور األغمبيةالمطمقة بالنسبة لمتشريع الجزائري و التشريع التونسي‬
‫والمغربي‪ 1‬وتتـ عممية التصويت في الجزائر عمى أربعة مراحؿ ‪ ،‬يعرض أوال لمتصويت‬
‫عمى األحكاـ التمييدية ‪ ،‬ثـ موادالجزء األوؿ ( طرؽ التوازف المالي ووسائمو ) ثـ مواد‬
‫الجزء الثاني ( الميزانية والعمميات المالية لمدولة )‪ ،‬ثـ يعرض التصويت عمى النص‬
‫بكاممو كما يشترط صحة التصويت ضرورة تصويت المجمس الشعبي الوطني عمى‬
‫النص قبؿ عرضو عمى مجمس األمة ‪ ،‬ففي حالة امتناع المجمس األوؿ عمى التصويت‬
‫فبل يعرض أصبل عمى المجمس الثاني فنص المادة ‪ 44‬مف القانوف العضوي ‪02-99‬‬
‫واضحة وصريحة كما يمي ‪ " :‬مجمس األمة يصوت عمى النص الذي صوت عميو‬
‫المجمس الشعبي الوطني "‪.‬‬

‫كما نص المشرع الدستوري التونسي عمى أنو ‪":‬اليعرض مشروع القانوناألساسي عمى‬
‫المداولة في الجمسة العامة لمجمس نواب الشعب إال بعد مضي خمسة عشر يوما مف‬
‫إحالتو عمى المجنة المختصة‪".‬‬

‫في حيف إشترط المشرع المغربي ضرورة تصويت مجمس النواب عمى نص المشروع‬
‫قبؿ عرضو عمى مجمس المستشاريف فنص الفصؿ ‪75‬مف دستور المغرب لعاـ‪2011‬‬
‫جاء واضحا‪،‬ف التصويت عممية جد خاصة ‪ ،‬فحسب القانوف التنظيمي رقـ ‪130-13‬‬
‫المتعمؽ بقانوف المالية ‪ ،‬فإنو اليجوز في أي مف مجمسي البرلماف عرض الجزء الثاني‬

‫‪ -1‬الفصل ‪ 94‬من دستور تونس لسنة‪،8834‬والفصل‪ 01‬من دستور المغرب لسنة‪، 8833‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫مف مشروع قانوف المالية لمسنة لمتصويت قبؿ التصويت عمى الجزء األوؿ ‪،‬وفي حالة‬
‫التصويت بالرفض عمى الجزء األوؿ ال يمكف عرض الجزء الثاني عمى التصويت‬
‫ويعتبر رفض الجزء األوؿ مف قبؿ أحد مجمسي البرلماف رفضا لممشروع برمتو مف قبؿ‬
‫نفس المجمس‪،1‬فإذا حصؿ رفض المشروع مف قبؿ مجمس المستشاريف تحاؿ إلى‬
‫مجمس النواب في إطار ال قراءة الثانية الصيغة التي صوت عمييا مجمس المستشاريف‬
‫بالرفض لمبث فييا‪،‬واعتماداعمى ىذا النظاـ يشرع البرلمانيوف في تحميؿ نفقات مختمؼ‬
‫الو ازرات قبؿ أف يبدو رأييـ حوؿ التقديرات المتعمقة باإلي اردات مف أجؿ تحديد سقؼ‬
‫مختمؼ أنواع النفقات‪ ، 2‬كما حدد الفصؿ ‪ 75‬مف دستور المغرب لسنة ‪ 2011‬في‬
‫الفقرة الثانية شرط تصويت عمى نفقات التجييز‪،‬كمايشترط لضماف صحة المداوالت‬
‫والتصويت حضور النصاب القانوني لمنواب وفي حالة عدـ بموغ النصاب القانوني ‪،‬‬
‫ترفع الجمسة ويؤجؿ اإلقتراع إلى إ نعقاد الجمسة التالية وعندئذ يكوف التصويت صحيحا‬
‫ميما كاف عدد األعضاء الحاضريف‪.‬‬

‫يجري التصويت عف طريؽ رفع الموحة اإللكترونية أو برفع اليد في اإلقتراع العاـ‬
‫أوباإل قتراع السري كما يمكف أف يتـ التصويت باالقتراع العاـ بالمناداة االسمية‪ ،‬غيرأف‬
‫إقرار نمط لمتصويت المناسب راجع لمنظاـ الداخمي لممجمس‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬أساليب التصويت عمى الميزانية في الدول المغاربية‬

‫بعد مناقشة مشروع قانوف المالية تبقى الموافقة عميو إلصداره ثـ تطبيقو‪،3‬ليذا فإف‬
‫التصويت المستعمؿ في نظاـ الميزانية يختمؼ مف تشريع إلى آخر ‪.‬‬

‫‪-1‬المادة‪ 18‬من القانون التنظٌمً رقم ‪318/31‬المتعلق بقانون المالٌة‪،‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- yahiaDENDENI , La pratique des systèmes Budgétaires de l’état en Algérie, O.P.U ,‬‬
‫‪2002 . P336 .‬‬
‫‪ٌ -3‬حً دنٌدنً ‪ ،‬المالٌة العمومٌة ‪ ،‬دار الخلدونٌة‪ ،‬الجزائر‪ ، 8838 ،‬ص ‪. 380‬‬

‫‪43‬‬
‫أ‪-‬نظام التصويت اإلجمالي‬
‫يقصد بالتصويت اإلجمالي التصويت عمى نص جممة واحدة ‪ ،‬وال يخمو ىذا النظاـ مف‬
‫السمبيات‪،‬مرد ذلؾ إلى أف البرلماف يصوت عمى الحد األقصى لمنفقات المرخص بيا‬
‫فحسب المادة ‪ 70‬مف قانوف المالية الجزائري ‪ 17-84‬المعدؿ والمتمـ و المادة‪77‬مف‬
‫القانوف العضوي‪ ، 15/18‬فإف البرلماف يصوت عمى الحد األقصى لمنفقات المرخص‬
‫بيا لكؿ صنؼ مف أصناؼ الحسابات ‪ ،‬وحسب المادة ‪ 53‬مف قانوف المالية المغربي‬
‫رقـ‪ 130-13‬يكوف تصويت اإلجماليفيما يخص الميزانية العامة وميزانيات مرافؽ‬
‫مستقمة وتصويت عف كؿ صنؼ مف أصناؼ الحسابات‬ ‫الدولة المسيرة بصورة‬
‫الخصوصية لمخزينة‪،‬وبمعني أخر يجري التصويت جممة واحدة لمصنؼ الواحد مف‬
‫الحسابات ‪،‬وطالما أف حسابات التخصص تشكؿ بكامميا صنفا واحد رغـ إحتواءىا‬
‫عمى العشرات مف الصناديؽ فإنيا تخضع لتصويت واحد ال يشمؿ إال الحد األقصى‬
‫لمنفقات بالنسبة لجميع الصناديؽ‪ ،‬وبالتالي فإف الترخيص الذي يمنحو البرلماف لمحكومة‬
‫يبقي مجرد ترخيص سطحي ألنو ال يشمؿ عمى الموارد سواء مف حيث حجميا أو مف‬
‫حيث نوعيا ‪ ،‬وطالما أنو ينصب عمى صنؼ الحسابات بمجممو فإنو ال يمتد إلى‬
‫النفقات الخاصة بكؿ حساب عمى حدي ‪ ،‬مما يعطي لمحكومة حرية التصرؼ في‬
‫الماؿ العاـ المرصود ليذه الصناديؽ ‪.1‬‬
‫وعمى العموـ فإف نظاـ التصويت اإلجمالي في التشريع الجزائري يشمؿ مايمي ‪:‬‬
‫‪ -‬إي اردات الميزانية العامة لمدولة وايرادات ونفقات كؿ ميزانية ممحقة‪.‬‬
‫‪ -‬نفقات التسيير موزعة حسب كؿ دائرة و ازرية‪.‬‬
‫‪ -‬نفقات المخطط السنوي ذات الطابع النيائي الموزعة حسب كؿ قطاع ‪.‬‬

‫‪ -1‬بشٌرٌلس شاوش ‪ " ،‬صالحٌات البرلمان فً مجال الحسابات الخاصة بالخزٌنة "‪ ،‬مجلة الفكر البرلمانً ‪ ،‬عدد‬
‫خاص ‪ ،‬دٌسمبر‪ ، 8881‬ص ‪.331‬‬

‫‪44‬‬
‫‪ -‬الحد األقصى لمنفقات المرخص بيا حسب الشروط المحددة بموجب قانوف ‪17-84‬‬
‫وبالنسبة لكؿ صنؼ مف أصناؼ الحسابات الخاصة لمخزينة ‪.‬‬
‫في حيف التصويت اإلجمالي عمى مشروع قانوف المالية في التشريع المغربي يشمؿ‬
‫عمى ما يمي ‪:‬‬
‫‪ -‬التصويت عمى الجزء ا لثاني لمشروع قانوف المالية بطمب مف الحكومة أو مف مكتب‬
‫المجمس‬
‫‪ -‬ال ميزانية العامة وميزانيات مرافؽ الدولة المسيرة بصورة مستقمة بحسب القطاع الوزاري‬
‫أو المؤسسة التابعة ليا ىذه المرافؽ ‪.‬‬
‫‪ -‬تصويت عمى كؿ صنؼ مف أصناؼ الحسابات الخصوصية بالخزينة‬
‫أما بالنسبة لمتشريع التونسي فبموجب القانوف األساسي لمميزانية عدد ‪ 53‬لسنة ‪1967‬‬
‫المعدؿ والمتمـ ‪ ،‬فإف التصويت أو االقتراع اإلجمالي يشمؿ ما يمي‪: 1‬‬
‫‪ -‬اإلقتراع عمى تقديرات المقابض بالنسبة إلى كؿ عنواف مف ميزانية الدولة ‪.‬‬
‫‪ -‬الحسابات الخاصة في الخزينة يتـ اإلقتراع عمى جممة المقابض بالنسبة لكؿ حساب ‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة إلى المؤسسات العمومية يتـ اإلقتراع عمى جممة الموارد و جممة النفقات‬
‫المقترحة بالنسبة لكؿ باب‪.‬‬
‫‪ -‬يجري إقتراع إجمالي و نيائي عمى مجموعة أحكاـ قانوف المالية‪.‬‬
‫ويقابؿ التصويت اإلجمالي التصويت عمى القانوف المالية مادة بمادة و ىذا حسب‬
‫مانصت عميو المادة ‪ 53‬مف قانوف المالية المغربي رقـ ‪" 130-13‬يصوت عمى أحكاـ‬
‫قانوف المالية مادة فمادة ‪،‬وفي شاف نفقات الميزانية العامة يصوت عف كؿ باب و عف‬
‫كؿ فصؿ داخؿ نفس الباب ‪ .‬ويجري اإلقتراع عف تقديرات المصاريؼ حسب األجزاء‬
‫واألبواب بالنسبة لميزانية الدولة التونسية نفقات التصرفو فوائد الديف ونفقات التنمية‬
‫وأصؿ الديف العمومي ونفقات صناديؽ الخزينة‪.‬‬

‫سابق‪.‬‬ ‫‪-1‬المادة‪ 86‬من القانون األساسً للمٌزانٌة التونسً عدد‪11‬لسنة‪ ،3691‬مرجع‬

‫‪45‬‬
‫ب‪-‬نظام التصويت الموقف " ‪"LE VOTE Bloqué‬‬

‫يقابؿ نظاـ التصويت اإلجمالي نظاـ التصويت الموقؼ وىذا النظاـ معموؿ بو كذلؾ‬
‫في المغرب ‪،‬فبالنسبة لدستور المغرب الحالي منح حؽ البرلماف في التصويت عمى‬
‫مشروع القانوف الماليف يبث المجمس المعروض عميو النص بتصويت واحد في النص‬
‫المتناقش فيو كمو أو بعضو إذا ما طمبت الحكومة ذلؾ ‪ ،‬مع اإلقتصار عمى التعديبلت‬
‫المقترحة أو المقبولة مف قبميا وبإمكاف المجمس المعنى باألمر أف يعترض عمى ىذه‬
‫المسطرة بأغمبية أعضائو‪.1‬‬

‫فاليدؼ مف التصويت الواحد ىو اإلختصار في المناقشة وتجنب التعديبلت ذات‬


‫األصؿ البرلماني‪ ،‬فالبرلماف في ىذه الحالة يوضع أماـ خيار صعب‪،‬فإما أف يقبؿ‬
‫المشروع بأكممو أو يرفضو بأكممو وأماـ ىذا الخيار الصعب يتـ المجوء عادة إلى‬
‫الخيار األوؿ حيث يتـ التصويت عمى المشروع تصويتا واحدا ‪ ،‬واف كاف ال يرضي‬
‫البرلمانييف في مجمميـ فيو يرضييـ في بعض جوانبو ‪.‬‬

‫ففي ظؿ ىذا النظاـ إبداء رأي البرلماف ليس في مواد المشروع مادة مادة وانما عف‬
‫طريؽ تصويت واحد عمى مجمؿ النص أو عمى جزء منو ‪ ،‬فيو ييدؼ إلى تجنب‬
‫تحريؼ النص األصمي أثناء المناقشة ‪.‬‬

‫وىو في نفس الوقت يعترؼ بمنطؽ النظاـ الذي يسعى إلى تقوية السمطة التنفيذية عمى‬
‫حساب السمطة التشريعية واصرار الييئة التشريعية عمى اإلحتفاظ وتثبيت ق ارراتيا‪.2‬‬

‫ج‪-‬نظام التصويت حسب البرامج‬

‫تـ تبنيو في مشروع القانوف األساسي لمميزانية الجديدة في تونس و كاف ذلؾ في ‪12‬‬
‫فيفري ‪ 2016‬مف خبلؿ عرض المشروع عمى مجمس النواب والذي دخؿ حيز التطبيؽ‬

‫‪-1‬الفصل‪01‬من دستور المغرب لسنة‪،8833‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- Philippe ARDANT , Op.cit , p 571.‬‬

‫‪46‬‬
‫في فيفري‪ ، 2019‬وكاف اليدؼ األساسي مف تبني ىذا النظاـ ىو تقوية دور البرلماف‬
‫في الميداف المالي وبذلؾ يكوف المشرع التونسي قد إنتيج نيج المشرع الفرنسي الذي‬
‫تبني نظاـ عصرنة الميزانية ‪ ،‬وكاف ذلؾ في ‪ 1‬أوت ‪ 2001‬مف خبلؿ إصدار القانوف‬
‫العضوي رقـ ‪ 692-2001‬الذي حؿ محؿ األمر ‪ 02-59‬الصادر في ‪ 2‬جانفي‬
‫‪ 1959‬الخاص بقوانيف المالية الفرنسي‪.‬‬

‫فتقسيـ الميزانية حسب ىذا النظاـ يندرج ضمف مياـ وكؿ ميمة تنقسـ إلى برامج‬
‫والبرامج تنقسـ بدورىا إلى أنشطة ويصوت البرلماف عمى الميزانية العامة حسب ىذه‬
‫الييكمة‪.‬‬

‫حيث أكد وزير المالية سميـ شاكر أف أىمية القانوف المقترح تكمف في سماحو بمزيد مف‬
‫الوضوح و الشفافية في التصرؼ في الميزانية موضحا أف الميزانيات المرصودةلفائدة‬
‫الو ازرات تكوف عمى أساس برامج محددة وذات مؤشرات أداء موضوعة مسبقا ‪ ،‬بحيث‬
‫يمكف لمجمس نواب الشعب المصادقة عمى المشاريع وميزانيتيا ثـ تقييميا ومعرفة ما‬
‫إذا تـ تحقيؽ األىداؼ أـ ال‪،‬واعتبرالوزير أنو في حالة المصادقة عمى المشروعسيضفي‬
‫ديناميكية جديدة عمى التصرؼ في الماؿ العاـ‪. 1‬‬

‫وتتمثؿ طريقة التصويت عمى الميزانية حسب البرامج في أف ضرورة النفقة العمومية‬
‫يجب أف تدرس عف طريؽ أىداؼ معينة فالميمة أصبحت وحدة تصويت‬
‫فيالبرلماف‪،2‬وتتمثؿ طريقة التصويت عمى الميزانية في ظؿ القانوف األساسي لمميزانية‬
‫التونسي لسنة‪2019‬فيما يمي ‪:‬‬

‫‪ -‬ميمات الييئات الدستورية يتـ التصويت عمييا حسب البرنامج‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Finances publiques -http://Jamaity.org,16/02/2016,p1.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Inna SHVEDA , Prérogatives Parlementaires en matieres budgétaires au regard des‬‬
‫‪lois de Finances , http://www.net.fr, p 1.‬‬

‫‪47‬‬
‫‪ -‬ميمات الييئات الو ازرية يتـ التصويت عمييا حسب إقتراع إجمالي‪.1‬‬

‫إف تقوية دور البرلماف في المجاؿ المالي في تونس مف خبلؿ مشروع القانوف الجديد‬
‫يظير مف خبلؿ التدخؿ الواسع والفعاؿ لمبرلماف في إجراءات اعتماد الميزانية العامة‬
‫وفي طريقة التصويت الجديدة التي تتأسس عمى البرنامج ‪ ،‬إضافة إلى ذلؾ فإف شكؿ‬
‫تقديـ الميزانية في تونس مف خبلؿ مشروع القانوف األساسي لمميزانية أصبح أكثر‬
‫شفافية ‪ ،‬مف خبلؿ إعتماد نظاـ تبرير اإلعتمادات الواردة في مشروع قانوف المالية ‪.‬‬

‫إف التصويت عمى ميزانية الدولة سواء عف طريؽ التصويت اإلجمالي أو التصويت‬
‫حسب البرامج يتيح لمميزانية العامة دخوليا حيز التنفيذ خاصة واف عممنا أف التصويت‬
‫عمى قوانيف المالية مرتبطبآجاؿ قانونية ال يمكف تجاوزىا‪ ،2‬بالنسبة لمجزائر في حالة‬
‫عدـ المصادقة عمى المشروع ألي سبب مف األسباب خبلؿ اآلجاؿ المحددة يصدر‬
‫رئيس الجميوريةمشروع الحكومة بأمر‪.3‬‬

‫نص الفصؿ ‪ 75‬الفقرة الثالثة مف الدستور المغربي لسنة‪2011‬عمى أنو في حالة عدـ‬
‫التصويت عمى قانوف المالية أو في حالة عدـ إصدار األمر بتنفيذه بسبب إحالتو إلى‬
‫المحكمة الدستورية ‪ ،‬فإف الحكومة تفتح بمرسوـ اإلعتمادات البلزمة لسير المرافؽ‬
‫العمومية والقياـ بالمياـ المنوطة بيا ‪ ،‬عمى أساس ماىو مقترح في الميزانية المعروضة‬
‫لمموافقة ‪ ،‬ويكوف بإستخبلص المداخيؿ طبقا لمقتضيات التشريعية والتنظيمية المعموؿ‬
‫بيا ‪ ،‬بإ ستثناء المداخيؿ المقترح إلغاؤىا في مشروع القانوف أما المداخيؿ التي ينص‬
‫المشروع عمى تخفيض مقدارىا فتستخمص عؿ أساس المقدار الجديد المقترح‪.‬‬

‫‪-1‬طارق بن حاج صالح‪ ،‬مشروع قانون األساسً للمٌزانٌة فً تونس إعداد اإلطار الترتٌبً والتشرٌعً ‪ ،‬دار‬
‫المرسى ‪،‬الجمعة ‪ 38‬فٌفري ‪ 8839‬ص ‪.84‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 96‬من القانون رقم‪ٌ 31-04‬تعلق بقوانٌن المالٌة المعدل والمتمم ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪349‬من التعدٌل الدستوري لسنة‪،8888‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫فصؿ المشرع التونسي في ىذا األمر بموجب المادة ‪ 66‬الفقرة األخيرة مف دستور سنة‬
‫‪، 2014‬ففي حالة عدـ المصادقة عمى مشروع قانوف المالية في اآلجاؿ المحددة ‪،‬ينفذ‬
‫المشروع فيمايتعمؽ بالنفقات بأقساط ذات ثبلثة شيور قابمة لمتجديد بمقتضي أمر‬
‫رئاسي‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬اإلختصاص البرلماني في مجال قانون المالية التكميمي‬

‫أثناء تنفيذ النفقات العمومية المدرجة في قانوف المالية السنوي ‪ ،‬تتداخؿ وتتفاعؿ عدة‬
‫أسباب في التغيير في توجيات الدولة المالية ‪ ،‬وفي أولويات اإلنفاؽ العمومي مما‬
‫يؤدي إلى التأثير المباشر في حجـ النفقات العمومية المطموبة لتغطية الحاجيات‬
‫العمومية‪ ،‬لذا كاف مف الضروري لجوء الحكومة إلى طمب إعتمادات مالية إضافية‬
‫أوتكميمية وفقا لوسائؿ قانونية محددة ‪ ،‬يتضح مف خبلليادور البرلماف في عمميات‬
‫فتح ىذه اإلعتمادات اإلضافية( المطمب األوؿ )‪،‬غير أف ىذه اإلعتمادات المالية‬
‫اإلضافية المدرجة أثناء السنة المالية تقتضي المصادقة البلحقة فقط مف طرؼ‬
‫البرلماف عمى كؿ اإلعتمادات اإلضافية والتي تعتبر بمثابة رخصة لئلنفاؽ العمومي‬
‫( المطمب الثاني )‪.‬‬

‫المطمب األول ‪ :‬دور البرلمان في عممية فتح اإلعتمادات المالية اإلضافية‬

‫إف ضرورة الموافقة المسبقة لممؤسسة التشريعية عمى اإلعتمادات اإلضافية المدرجة في‬
‫قانوف المالية التكميمي تجد مصدرىا في قاعدة تمتع السمطة التشريعية بسمطة اإلذف‬
‫باإلنفاؽ العمومي ‪،‬وذلؾ ضمف حدود معينة وأىداؼ محددة ‪ ،‬مف أجؿ تسييؿ عممية‬
‫رقابة ومتابعة النفقات العمومية ‪،1‬فمجوء الحكومة إلى تصويب وتصحيح مسار النفقات‬
‫العمومية أو تكممة اإلعتمادات المالية المقررة في قانوف المالية السنوي أثناء تنفيذه‬
‫يكوف وفقا ألسس قانونية ‪ ،‬تتمثؿ أوال في تقديـ مشروع قانوف المالية التكميمي ‪،‬‬

‫‪ -1‬محمد طاقة و وهدى الغزاوي ‪ ،‬إقتصادٌات المالٌة العامة ‪ ،‬ط‪،3‬دار المٌسرة ‪ ،‬عمان‪، 8881 ،‬ص ‪.303‬‬

‫‪49‬‬
‫وثانيا في المصادقة عميو وفقا لئلعتمادات اإلضافية المدرجة فيو والتي كانت محؿ‬
‫مناقشة بغرض تكممة أو تعديؿ اإلعتمادات المالية ومواجية بعض األوض ػ ػ ػاع‬
‫المسػ ػ ػ ػتجدة‪ (1‬الفرع األوؿ )‪،‬كما تعتمد طريقة قانونية أخرى لفتح اإلعتمادات اإلضافية‬
‫والتعديؿ في حجـ اإل عتمػػادات المالية المقررة في بداية الس ػػنة الم ػػالية وذلؾ عف‬
‫طػ ػ ػ ػ ػ ػريؽ مراسيـ التسبيؽ‪2‬و التي تعتبر الطريقة األكثر مرونة لفتح اإلعتمادات‬
‫اإلضافية (الفرع الثاني)‬

‫الفرع األول ‪ :‬فتح اإلعتمادات المالية اإلضافية في إطار قانون المالية التكميمي‬

‫يمكف لمحكومة إدخاؿ تعديبلت عمى اإلعتماداتالمالية المصادؽ عمييا مف طرؼ‬


‫البرلماف مف خبلؿ قانوف المالية السنوي بموجب قانوف المالية التكميمي ىذا ما نصت‬
‫عميو المادة الرابعة (‪ )04‬مف قانوف رقـ ‪ 17-84‬والمادة‪ 07‬مف القانوف رقـ‪15/18‬‬
‫الجزائري التي جاء فييا ‪ " :‬يمكف لقوانيف المالية التكميمية أو المعدلة دوف سواىا إتماـ‬
‫أحكاـ قانوف المالية أو تعديمو خبلؿ السنة الجارية " ‪.‬‬

‫كما أف المشرع المغربي إنتيج نفس المنيجفي المادة الرابعة(‪ )04‬مف القانوف‬
‫التنظيمي لممالية رقـ ‪ 130 – 13‬التي تنص عمى‪ " :‬ال يمكف أف تغير خبلؿ السنة‬
‫أحكاـ قانوف المالية لمسنة إال قوانيف المالية المعدلة " ‪،‬وكذلؾ مف خبلؿ المادة ‪57‬مف‬
‫نفس القانوف التي تنص‪ ":‬تقدـ قوانيف المالية المعدلة وتتـ التصويت عمييا ‪،‬وفقا لنفس‬
‫الكيفية التي يقدـ ويصوت بيا عمى قانوف المالية لسنة مع مراعاة أحكاـ المادة ‪"51‬‬

‫تضمف الفصؿ ‪ 43‬مف القانوف األساسي عدد ‪ 53‬لسنة ‪ 1967‬المنقح والمتمـ بموجب‬
‫القانوف األساسي عدد ‪ 42‬لسنة ‪ ،2004‬الخاص بالقانوف األساسي لمميزانية التونسي‬
‫نفس القاعدة ونص عمى أنو ‪ " :‬يجوز إدخاؿ تنقيحات أخرى عمى قانوف المالية خبلؿ‬

‫‪ -1‬محمد صغٌر بعلً ‪ٌ ،‬سرى أبو عالء ‪ ،‬المالٌة العامة ‪ ،‬دار العلوم ‪ ،‬الجزائر ‪، 8881 ،‬ص ‪.334‬‬
‫‪ -2‬جمٌلة جمعاسً ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.13‬‬

‫‪50‬‬
‫السنة المالية وتصدر في شأنيا قوانيف مالية تكميمية تعرض عمى المصادفة " ‪،‬كما‬
‫نص القانوف سالؼ الذكرعمى أنو ال تتـ المصادقة عمى اإلعتمادات المالية األولية‬
‫إال بموافقة البرلماف ‪ ،‬وذلؾ مف خبلؿ منحو اإلذف باإلنفاؽ العمومي في حدود‬
‫اإلعتمادات اإلضافية‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬سمطة تقدير ضرورة وحجم اإلعتمادات اإلضافية‬
‫إف تقدير ضرورة وحجـ اإل عتمادات اإلضافية أثناء السنة المالية حؽ تممكو الحكومة‬
‫بناءا عمى عدة معطيات غالبا ما تكوف اقتصادية ومالية وسياسية تدفعيا إلى طمب‬
‫ىذه اإلعتمادات أثناء تنفيذ قانوف المالية السنوي ‪ ،‬وباعتبار الحكومة طالبة الترخيص‬
‫البرلماني فإنيا تسأؿ عف تمؾ األسباب التي دفعتيا إلى طمب الترخيص‪.‬‬
‫و مف خبلؿ إستقراء لمقانوف ‪ 17-84‬الخاص بقوانيف المالية الجزائرية‪ 1‬والقانوف‬
‫رقـ‪ 130-13‬الخاص بالقانوف التنظيمي لقانوف المالية المغربي‪ 2‬والقانوف األساسي‬
‫لمميزانية التونسي عدد ‪ 53‬المعدؿ و المتمـ ‪ ،3‬فقد تطرقوالى إمكانية تعديؿ و تكممة‬
‫اإل عتمادات األولية المقررة في قانوف المالية لمسنة و ذلؾ في إطار قانوف المالية‬
‫التكميمي ‪.‬‬
‫ما يمكف مبلحظتو أف جميع الموادسالفة الذكر لـ تحدد أسباب معينة لتقديـ طمب‬
‫إعتمادات إضافة في إطار قانوف المالية التكميمي ‪ ،‬فسمطة تقدير ضرورة طمب‬
‫إ عتمادات إضافية مف قبؿ الحكومة واسعة مف الناحية العممية حيث تسمح بتعديؿ‬
‫واتماـ قوانيف المالية السنوية ‪ ،‬مستندة في ذلؾ إلى عدة أسباب تتمثؿ فيظيور أوجو‬
‫جديدة لئلنفاؽ العمومي ‪ ،‬لـ ترد في تقديرات الميزانية العامة السنوية وتحتاج إلى‬

‫‪-1‬المادة ‪84‬من القانون رقم ‪ 31/04‬المتعلق بوقوانٌن المالٌة ‪،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪-2‬المادة‪ 11‬من القانون التنظٌمً رقم ‪318/31‬المتعلق بقانون المالٌة ‪،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-3‬الفصل‪41‬من القانون األساسً للمٌزانٌة عدد‪،11‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫نفقات جديدة لمواجيتيا و يتعيف ضرورة موافقة المجمس النيابي ( السمطة التشريعية )‬
‫عمى ىذه اإلعتمادات اإلضافية‪.1‬‬
‫إذا تبيف لمحكومة أف المبالغ المالية غير كافية لتغطية نفقات معينة ‪ ،‬تطمب مف‬
‫البرلماف الموافقة عمى إعتماد تكميمي تكمؿ اإلعتماد السابؽ الموافؽ عميو والذي تبيف‬
‫عدـ كفايتو ‪،2‬فعدـ كفاية اإل عتمادات المالية الموجية لتغطية النفقات العمومية الواردة‬
‫في الميزانية العامة لمدولة دليبل واضحا عمى عدـ دقة تقديرات النفقات العمومية و أف‬
‫العمؿ الحكومي ال يرتكز عمى أساس مف التخطيط السميـ ‪.3‬‬

‫فإعداد قانوف المالية السنوي يعتبر مف بيف المياـ و األعماؿ الدقيقة التي تستدعي‬
‫خبرة مالية واسعة‪ ،‬وكفاءات عممية و جيد كبير مشترؾ بيف السمطة التنفيذية‬
‫والتشريعية ‪ ،‬فمف غير المرغوب تكرار العممية ألكثر مف مرة في السنة‪.4‬‬

‫إف اإلعتمادات اإلضافية تنقسـ إلى نوعيف ‪ :‬إعتمادات إستثنائية و إعتمادات تكميمية ‪:‬‬

‫اإلعتمادات اإلستثنائية ىي تمؾ اإلعتمادات التي لـ تكف واردة أصبل في الميزانية‬


‫العامة السنوية‪.5‬‬

‫أما اإلعتمادات التكميمية ىي تمؾ اإلعتمادات التي تطمب الحكومة موافقة البرلماف‬
‫عمى منحيا لتغطية نفقات سبؽ و أف وافؽ عمييا البرلماف ‪،‬إال أنيا غير كافية إما لعدـ‬
‫صحة التقدير و إما ألسباب طارئة اقتصادية أو سياسية كانت ‪.‬‬

‫يعتبر البعض أف لجوء الحكومة لطمب إعتمادات مالية إضافية في إطار قانوف المالية‬
‫التكميمي ييدؼ إلى اإلستجابة إلى المتغيرات المالية و تصحيح تقدير النفقات التي‬

‫‪ -1‬محرزي محمد عباس ‪ ،‬إ قتصادٌات المالٌة العامة ‪ ،‬دٌوان المطبوعات الجامعٌة ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 8880 ،‬ص‬
‫‪.199‬‬
‫‪ -2‬زٌنب حسن عرض هللا ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.411‬‬
‫‪ -3‬محرزى محمد عباس ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪199‬‬
‫‪ -4‬شكالط رحمة‪"،‬واقع و تطبٌقات مبادئ المٌزانٌة فً الجزائر" ‪ ،‬المجلة التنفٌذٌة للقانون و العلوم السٌاسٌة ‪،‬‬
‫العدد األول ‪ ، 8886‬ص ‪894‬‬
‫‪ -5‬فوزي عطوي ‪ ،‬المالٌة العامة ‪ ،‬منشورات الحلبً الحقوقٌة ‪ ،‬بٌروت‪ ، 8881 ،‬ص ‪. 110‬‬

‫‪52‬‬
‫سبؽ و أف تعرض ليا قانوف المالية السنوي‪ .‬ومف الناحية العممية ال تكاد تخمو سنة‬
‫مالية مف المجوء إلى مشروع قانوف المالية التكميمي الذي يتضمف إعتمادات مالية‬
‫إضافية ‪ ،‬ففي الجزائركاف ييدؼ مشروع قانوف المالية التكميمي لعاـ ‪ 1997‬إلى‬
‫إدخاؿ بعض التصويبات و التصحيحات خاصة في باب النفقات تماشيا و مبادئ‬
‫الصرامة و التقشؼ و ترشيد النفقات العمومية‪ ،‬كما أف مشروع قانوف المالية لسنة‬
‫‪ 2000‬سعى إلى ترقية االستثمارات و تجنب تفاقـ المديونية بسبب تطور النفقات‬
‫العمومية بصفة آلية ‪ ،‬كما نجد قانوف المالية التكميمي لسنة ‪ 2001‬و ‪ 2004‬وييددؼ‬
‫أساسا لتوفير مناصب الشغؿ مف خبلؿ دعـ التنمية المحمية ‪.1‬‬

‫كما أعتبرت التقمبات الجوية ؿ ‪ 10‬نوفمبر ‪، 2001‬أسبابا موضوعية لرصد موارد‬


‫إضافية لمواجية النفقات الجديدة في قانوف المالية التكميمي لسنة ‪،2002‬كما أسس‬
‫زلزاؿ ‪ 21‬ماي ‪2001‬ركيزة إلقرار قانوف المالية التكميمي لعاـ ‪،22003‬كما أعتبر‬
‫وبػ ػاء كػ ػ ػ ػوفيد ‪(19‬فيروس كورونا)الذي إجتاح الجزائر فيمارس‪،2020‬سبا موضوعيا‬
‫لرصد موارد إضافية لمواجية النفقات الجديدة في قانوف المالية التكميمي لعاـ‪.2020‬‬
‫أما في تونس تضمف قانوف المالية التكميمي لسنة ‪ 2015‬إجراءات جديدة منيا مساندة‬
‫المؤسسات اإلقتصادية التي تشكو مشاكؿ بيدؼ إستم ارريتيا ‪،‬و برنامج استثنائي إلنقاذ‬
‫المؤسسات السياحية و تخصيص نسبة األداء عمى القيمة المضافة ب‪ %12‬لخدمات‬
‫األ نترنت القار و التصميـ‪،‬و إعفاء شريحة الدخؿ التي ال تتجاوز ‪ 5000‬دينار عمى‬
‫مسندة في إطار البرامج‬ ‫كؿ األشخاصومعالجة مديونية المنتفعيف بقروض سكنية‬
‫الخصوصية لمسكف اإلجتماعي‪،‬وكذلؾ تيسير إقتناء المحبلت المعدة لمسكف ‪.‬‬
‫في حيف في المممكة المغربية أجبرت الضغوطات الكبيرة عمى اإلقتصاد و المالية‬
‫العمومية لسنة‪ 2014‬المغرب عمى إعداد قانوف مالية تكميمي يقوـ عمى محاور أساسية‬

‫‪ -1‬عقٌلة خرباش ‪ ،‬العالقة الوظٌفٌة بٌن البرلمان و الحكومة ‪ ،‬دار الخلدونٌة ‪ ،‬الجزائر‪، 8881 ،‬ص‪.399‬‬
‫‪ -2‬محرزي محمد عباس ‪ :‬اقتصادٌات المالٌة العامة ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪.10‬‬

‫‪53‬‬
‫و ىي تدعيـ الواجب الجبائي و التصدي لمتيرب و التجارة الموازية ‪،‬باإلضافة الى‬
‫دفعالنموواإلستثماروالتحكـ العادؿ في التوازنات الكبرى فضبل عف تسريع نسؽ‬
‫اإلصبلحات الجارية و أخي ار التضامف و اإلندماج اإلجتماعي‪. 1‬‬

‫فتعتبر بذلؾ اإلعتمادات المالية التكميمية اإلجراء األكثر شيوعا يسمح مف خبللو‬
‫لمحكومات بإجراء التصحيحات التي تراىا مناسبة‪ ،‬ويعد واحد مف بيف إستثناءات قاعدة‬
‫سنوية الميزانية العامة ‪ ،‬حيث أصبحت قوانيف المالية التكميمية ظاىرة مألوفة في دوؿ‬
‫المغرب العربي‪.‬‬

‫كما يجدرالتنويو إلى أف المشرع الدستوري في دوؿ المغرب العربي ال يضع قيودا لعدد‬
‫أو لم دى التغيرات المدخمة بقوانيف المالية التكميمية ‪،‬ألنو مبدئيا بإمكانو اإلخبلؿ‬
‫بالتوازف المالي األولى و تجاوز ىذه اإلعتمادات المالية مما يؤدي إلى التحريؼ‬
‫باآلفاؽ المالية المحددة في القانوف المالية لمسنة ‪،‬حيث تجمع ىذه اإلعتمادات‬
‫اإلضافية كمرحمة أولى و تدمج فيما بعد ضمف الجدوؿ العاـ لمنفقات و اإلرادات العامة‬
‫لمدولة كمرحمة ثانية‪ ،‬مما يؤثر عمى قاعدة وحدة الميزانية ىذا فضبل عمى المجوء إلى‬
‫اإلعتمادات المالية يمس بتوازف الميزانية ‪،‬خاصة انو ال يذكر في طمب اإلعتماد‬
‫اإلضافي المورد الذي يغطيو عف طريؽ إستخداـ حصيمتو‪ ،‬وقد تعمد الحكومة إلى‬
‫إعداد مشروع الميزانية في صورة متوازنة ‪،‬وذلؾ عف طريؽ التقميؿ مف حجـ النفقات‬
‫المرصودة رغبة منيا في المجوء إلى البرلماف لطمب إعتماد إضافي فيما بعد‪ ،‬لتكوف‬
‫النتيجة تسجيؿ عجز لمسنة المالية و ليس توازنيا كما توقعت الحكومة عند تقديـ‬
‫الميزانية إلى البرلماف ‪.‬‬

‫إف سوء تقدير حجـ النفقات الواردة في ميزانية الدولة مف طرؼ الحكومة ومطالبتيا‬
‫بإ عتمادات مالية إضافية عف طريؽ تعديؿ الرخصة البرلمانية ال يجعميا المسؤولة‬

‫‪ -1‬زٌنب حسٌن عوض هللا ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.411‬‬

‫‪54‬‬
‫الوحيدة عف ذلؾ ‪،‬وانما تتح ػمؿ جزءمف المػسؤولية المؤسسة التشريعية‪ ،‬بحيث لـ تبلحظ‬
‫أثناء مناقشة مشروع قانوف المالية السنوي قمة اإلعتمادات المالية الموجية لتغطية‬
‫النفقات العمومية ‪ ،‬غير أنو مف الناحية العممية و إف كاف أعضاء البرلماف ال يتمتعوف‬
‫بالخبرة المالية البلزمة لمتنبؤ باألحواؿ اإلقتصادية‪ ،‬فإف السمطة التنفيذية ممزمة بالتنبؤ‬
‫بمختمؼ التغيرات اإلقتصادية و النفقات البلزمة لتغطيتيا خبلؿ السنة المالية ‪،‬لما‬
‫تتوفر عميو مف وسائؿ و تقنيات حتى و إف تعمؽ األمر باإلعتمادات اإلضافية‬
‫الموجية لتغطية نفقات إستثنائية التي يصعب التنبؤ بيا كالكوادث الطبيعية ‪،‬إال أف‬
‫خبراء في الميداف اإلقتصادي ممزموف بالتنبؤ بيا عمى األقؿ لمدة سنة كاممة بإعتبارىـ‬
‫خبراء تستعيف بيـ السمطة التنفيذية ‪،‬في حيف مف الناحية القانونية تتضح ىيمنة الجياز‬
‫التنفيذي عمى الجياز التشريعي مف ناحية اإلختصاص المالي نظ ار لكوف ىذه األخيرة‬
‫ال تممؾ سمطة التعديؿ في النفقات العمومية و الزيادة فييا ‪،‬نظ ار لوجود مانع دستوري‬
‫يتضح في التعديؿ الدستوري الجزائري لسنة‪12020‬والدستور المغربي لسنة‬
‫‪،22011‬والدستوري التونسي لسنة‪.32014‬‬
‫فمف خبلؿ ما نصت عميو المواد السابقة فإف سمطة البرلماف في زيادة النفقات العمومية‬
‫مقيدة‪ ،‬و مشروطة بتوفر مبالغ مالية تغطي الزيادة في النفقات العمومية المقترحة‪.‬‬
‫فمناقشات البرلماف لقانوف المالي السنوي ضعيفة في ىذا الجانب ‪ ،‬و عمى العكس مف‬
‫ذلؾ فإف المادة ‪ 4‬مف قانوف ‪ 17-84‬والمادة ‪07‬مف قانوف‪ 15/18‬الجزائري ‪،‬و‬
‫الفصؿ ‪ 43‬و ‪ 42‬مف القانوف األساسي لمميزانية التونسي السابؽ والفصؿ‪ 05‬مف‬
‫القانوف األساسي لمميزانيةلسنة‪ ،2019‬و المادة ‪ 57‬مف قانوف رقـ ‪ 130-13‬المغربي‬
‫تسمح بتعديؿ قانوف المالية السنوي بدوف شروط و ال قيود و مف دوف تحديد ممغ محدد‬
‫ال يجب تجاوزه في اإلعتمادات اإلضافية ‪ ،‬و ذلؾ مف خبلؿ قانوف المالية التكميمي‬

‫‪-1‬المادة ‪341‬من التعدٌل الدستوري الجزائري لسنة‪،8888‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪-2‬الفصل ‪11‬من الدستور المغربً لسنة‪،8833‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-3‬الفصل‪ 91‬من الدستور التونسً لسنة‪8834‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫أوالتعديمي‪،‬فسمطة تقدير ضرورة و حجـ اإلعتمادات المالية اإلضافيةمخولة أساسا‬
‫لمسمطة التنفيذية بدوف حتى إعبلـ الييئة التشريعية مسبقا بتمؾ التقديرات الجديدة ‪.‬‬
‫نستنتج التفوؽ الواضح لمسمطة التنفيذية في الدوؿ المغاربية عمى السمطة التشريعية‪،‬‬
‫في تحديد حجـ النفقات العمومية التي ستقوـ بتنفيذىا و حقيا في تعديميا في كؿ‬
‫المراحؿ التي تمر بيا و لو قبؿ نياية السنة المالية ‪،‬و يبقى دور البرلماف في ىذه‬
‫العممية إما اإلعتراض عمى ىذه اإلعتمادات بعدـ تقديـ رخصة اإلذف باإلنفاؽ العمومي‬
‫أو الموافؽ عمييا‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬اإلجراءات العادية و االستثنائية لفتح اإلعتمادات المالية اإلضافية‬
‫أثناء تنفيذ قانوف المالية السنوي يحدث و أف ترجع الحكومة أماـ البرلماف مف أجؿ‬
‫تعديؿ و تكميمة ما قد تمت الموافقة عميو بموجب قانوف المالية السنوي فتفتح المناقشة‬
‫مف جديد حوؿ إستعماؿ األمواؿ العمومية‪ ،‬و تسأؿ أعضاء الحكومة عمى إستيبلكيـ‬
‫لئلعتمادات التي تمت الموافقة عمييا‪ ،‬و عف األسباب الجدية لتعديؿ أو تكممة قانوف‬
‫المالية و كؿ ىذا يكوف بمناسبة مناقشة قانوف المالية التكميمي أو التعديمي‪.1‬‬
‫أ‪ /‬اإلجراءات العادية‬
‫يقدـ طمب فتح إعتمادات مالية إضافية مف طرؼ الحكومة لمبرلماف في الجزائرعادة في‬
‫منتصؼ السنة المالية ‪،‬بإعتبار البرلماف يعقد دورة عادية واحدةتبدأمف ثاني يوـ مف‬
‫شير سبتمبر وتنتيى في آخر يوـ عمؿ مف شير يونيو‪.‬‬
‫أما بالنسبة لممشرع الدستوري التونسي فبإعتبار أف مجمس نواب الشعب يعقد دورة‬
‫عادية واحدة مف أكتوبر إلى غاية جويمية ‪،‬فيكوف طمب فتح إعتمادات إضافية في‬
‫منتصؼ السنة المالية ‪ ،‬و ذلؾ عف طريؽ تقديـ الحكومة مشروع قانوف المالية التكميمي‬
‫الذي يتضمف تمؾ اإلعتمادات المالية اإلضافية مف أجؿ المصادقة عمييا‪،‬و بالتالي‬
‫الحصوؿ عمى اإلذف و الرخصة باإلنفاؽ العمومي ‪.‬‬

‫‪ٌ-3‬حٌى دنٌدنً ‪،‬المالٌة العمومٌة ‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.386‬‬

‫‪56‬‬
‫في حيف في التشريع المغربي يتـ تقديـ القوانيف التعديمية في ثبلث فترات مف السنة‪،‬‬
‫الصيؼ والشتاءوالربيع وذلؾ وفقا لممتغي ارت اإلقتصادية واإلجتماعية والسياسية‪.1‬‬
‫ومف الناحية القانونية فإف اإلجراءات المتعمقة بمناقشة و تصويت البرلماف‪ ،‬عمى‬
‫اإل عتمادات المالية اإلضافية الواردة في مشروع القانوف المالي التكميمي أو التعديمي ال‬
‫تختمؼ عف تمؾ اإلعتمادات المالية الرئيسية المقررة في قانوف المالية السنوي‪،‬و عميو‬
‫تطبؽ عمى اإلعتمادات المالية اإلضافية أحكاـ المادة ‪ 146‬مف التعديؿ الدستوري‬
‫الجزائري لسنة ‪2020‬وكذا نػص المادة ‪ 44‬مف القانػوف العض ػوي رق ػـ ‪،12-16‬أما‬
‫بالنسبة لممغرب فتطبؽ عمى اإلعتمادات المالية اإلضافية أحكاـ الفصؿ‪ 75‬مف‬
‫دستورسنة‪2011‬و المادة ‪ 57‬مف القانوف التنظيمي لممالية رقـ ‪ ،130 – 13‬في حيف‬
‫في تونس تطبؽ أحكاـ المادة ‪ 43‬مف القانوف األساسي لمميزانية التونسي و الفصؿ ‪66‬‬
‫مف دستورسنة ‪ 2014‬التونسي‪،‬فقانوف المالية التكميمي يظـ جدوؿ الطرؽ و الوسائؿ‬
‫المفصمة لمتعديبلت المتخذة في مجاؿ تطويرالمواد‪ ،2‬و ذلؾ في التقرير المرفؽ بمشروع‬
‫قانوف المالية التكميمي ‪،‬وتتـ إجراءات المناقشة التفصيمية و العامة لكؿ اإلعتمادات‬
‫المالية ‪ ،‬و مناقشة األسباب التي فرضت تجاوز حجـ اإلعتمادات األولية المصادؽ‬
‫عمييا ‪،‬أما المشرع الفرنسي قد أضاؼ مف خبلؿ القانوف العضوي رقـ ‪692-201‬‬
‫إجراء ىاـ يتعمؽ بضرورة إرفاؽ مشروع القانوف التكميمي بمجموعة مف الوثائؽ التي‬
‫تعطي نظرة عامة ومفصمةعف الوضع المػ ػ ػالي لمدولة أثناء السنة المالية تتمثؿ ىػ ػذه‬
‫الوث ػ ػ ػائؽ‪ :3‬تقرير بوضع تطورات الوضع االقتصادي و الوضع المتعمؽ بالميزانية و‬
‫يبرر الترتيبات التي يتضمنيا ‪،‬ممحؽ توضيحي يفصؿ التعديبلت التي طرأت عمى‬

‫‪-3‬محمد لٌبً ‪ "،‬الرقابة السٌاسٌة للمال العام بٌن الدستور الجدٌد واإلصالح المرتقب للقانون التنظٌمً‬
‫للمالٌة"‪،‬مجلة العلوم القانونٌة ‪ ،‬المغرب‪،‬عدد ‪ٌ، 3‬ناٌر ‪، 8839‬ص ‪.4‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Jean Claude MARTINEZ, op.cit, p464.‬‬
‫‪-1‬المادة ‪ 11‬من القانون العضوي رقم ‪ 968 -8883‬الصادر فً ‪3‬أوت ‪ٌ ، 8883‬تعلق بقوانٌن المالٌة‪،‬الجرٌدة‬
‫الرسمٌة للجمهورٌة الفرنسٌة عدد‪.311‬‬

‫‪57‬‬
‫اإلعتمادات المقترحة جداوؿ تمخص الحركات المدخمة عف طريؽ التنظيـ و المتعمقة‬
‫بإعتمادات السنة الجارية ‪ ،‬إف ىذه الوثائؽ غير معموؿ بيا بالتشريع المالي لمدوؿ‬
‫المغاربية بالرغـ مف أنيا وثائؽ تساعد عمى معرفة مسار اإلعتمادات المالية أثناء‬
‫السنة المالية و حجتيـ في ذلؾ أف المعطيات المدرجة في الوثائؽ المرفقة لمشروع‬
‫قانوف المالية التكميمي ىي معطيات موجودة في التقرير حوؿ تطور االقتصاد‬
‫الوطني وتقرير توجيات المالية العموميةوفي التقريرحوؿ الوضعية واألبعاد االقتصادية‬
‫واالجتماعية و المالية لمدولة باعتبارىاوثائؽ مرفقة بالمشروع‪.1‬‬

‫ب‪ /‬اإلجراءات اإلستثنائية(إعمال نظام األوامر الرئاسية والمراسيم إلصدار‬


‫اإلعتمادات اإلضافية)‬
‫أصبحت عممية المصادقة عمى قانوف المالية التكميمي قصد الحصوؿ عمى إعتمادات‬
‫إضافية مف بيف األعماؿ التشريعية لممصادقة عمى برنامج الحكومة ‪،2‬فيمكف أف يصدر‬
‫قانوف المالية التكميمي الذي يتضمف إعتمادات إضافية في شكؿ أوامر رئاسية أو‬
‫مراسيـ و ذلؾ حسب ما تقتضيو الحاجة ‪.‬‬
‫ففي التشريع الجزائري يصدر قانوف المالية التكميمي المتضمف إلعتمادات إضافية في‬
‫شكؿ أمر رئاسي في فترة عدـ اإلنعقاد‪ ،‬وبإعتبار قوانيف المالية العامة مرتبطة‬
‫بمجاالت حيوية متعمقة بمصالح الدولة تستدعي اإلستعجاؿ في تمبيتيا فبل يمكف‬
‫إنتظار عودة البرلماف لنشاطو ‪ ،‬فالبرلماف ال ينعقد بصفة دائمة بؿ لو دورة عادية‬
‫واحدة في السنة يكوف فييا في عطمة أو يكوف في حالة شعور في كؿ الحالتيف قد‬
‫تستوجب بعض الظروؼ المستعجمة تنظيـ بعض المسائؿ ‪،‬و بما أف البرلماف يكوف‬
‫خارج دورة عممو فالمشروع الدستوري الجزائري تدارؾ األمر ليحؿ اإلشكاؿ بتحويؿ‬
‫‪1‬‬
‫‪-Thierry LAMBERT ,La Communtarisation de La loi de finance et son corolaire,‬‬
‫‪collection "la loi bilan et perspectives" n22,édition économicoParis,2005, p218.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-FrédricALLAIRE ,Les Lois de finances rectificatives, R.F.F.P, n98, 2007 ,p189.‬‬

‫‪58‬‬
‫اإلختصاص التشريعي لرئيس الجميورية‪،‬بإعماؿ نظاـ األوامر الرئاسية في إصدار‬
‫اإلعتمادات اإلضافية‪ ،1‬مف الناحية القانونيةيجعؿ اإلعتمادات تقدـ لممصادقة البرلمانية‬
‫في شكؿ قانوني مختمؼ عف الشكؿ الذي يقدـ بو مشروع قانوف المالية السنوي‪،‬فتكوف‬
‫بذلؾ اإلعتمادات المالية اإلضافية قد دخمت حيز التنفيذ دوف الحصوؿ عمى إذف‬
‫البرلماف باإلتفاؽ عمى عكس مشروع قانوف المالية السنوي الذي يكوف محؿ مناقشة و‬
‫مسألة برلمانية قبؿ التصويت عميو و حصوؿ الحكومة عمى رخصة اإلنفاؽ العمومي ‪.‬‬
‫في الواقع إصدار قوانيف مالية تكميمية عف طريؽ أوامر رأسية ‪ ،‬تتضمف النص عمى‬
‫إ عتمادات إضافية في منتصؼ السنة المالية دوف الرجوع مسبقا لطمب الرخصة‬
‫البرلمانية ‪ ،‬تمثؿ تشريعا حكوميا محضا يقابؿ التشريع البرلماف فيي ال تشكؿ ممارسة‬
‫عممية فقط لمنشاط التشريعي ‪ ،‬بؿ تمثؿ إختصاصا تشريعيا كامبل مخوؿ لمسمطة‬
‫التنفيذية بمقتضى الدستور ‪ ،‬و لعؿ جذور التعديؿ الذي شاع إستعمالو في الوقت‬
‫الحاضر ترجع إلى فحوى المادة ‪ 38‬مف الدستور الفرنسي التي منحت إختصاص‬
‫تشريعي جديد لصالح السمطة التنفيذية عبلوة عمى الوظيفة التنظيمية ‪.2‬‬
‫و حسب نص الماد ‪142‬مف التعديؿ الدستوري الجزائري لسنة‪ 2020‬التي تنص عمى‬
‫أف‪«:‬لرئيس الجميورية أف يشرع بأوامر في مسائؿ عاجمة في حالة شعور المجمس‬
‫الشعبي الوطني أو خبلؿ العطمة البرلمانية بعد رأي مجمس الدولة»‪،‬إال أف المادة‬
‫تضيؼ جممة مف الشروط الصريحة مف أجؿ إصدار أي قانوف عف طريؽ أوامر‬
‫منياما يمي‪-:‬وجود حالة شعور المجمس الشعبي الوطني أو خبلؿ العطمة البرلمانية‬
‫فحتى يتمكف رئيس الجميورية مف التدخؿ في التشريع البرلماني ‪ ،‬يجب توفر أحدى‬
‫ىاتو الحاالت‪.‬‬

‫‪-3‬مراد بدران ‪"،‬اإل ختصاص التشرٌعً لرئٌس جمهورٌة بمقتضى المادة ‪ 41‬و المادة ‪ 384‬من الدستور "‪،‬‬
‫مجلةاإلدارة‪،‬عدد ‪ 8886 ،3‬ص‪. 38‬‬
‫‪-8‬أحسن رابحً ‪ "،‬محاولة نظرٌة لإلقتراب من ظاهرة األوامر التشرٌعٌة"‪ ،‬المجلة الجزائرٌة للعلوم القانونٌة‬
‫واإلقتصادٌة و السٌاسٌة ‪،‬العدد األول ‪ 8880 ،‬ص‪.31‬‬

‫‪59‬‬
‫‪-‬أخذ رأي مجمس الدولة و إذا كاف النص عمى ىذا الشرط في آخر الفقرة األولى مف‬
‫المادة وبعد الحديث عف اإلختصاص التشريعي لرئيس الجميورية ‪ ،‬غيرأنو ال توجد‬
‫صعوبة في إحتراـ ىذا الشرط ‪.‬‬
‫‪-‬عرض األوامرعمى البرلماف في أوؿ دورة النعقاده ‪ ،‬فإذا كانت المادة ‪ 142‬مف‬
‫دستور ‪ 2020‬سمحت لرئيس الجميورية بالتدخؿ في المجاؿ التشريعي ‪ ،‬فإف ىذا‬
‫اإلختصاص إستثناء و ليس قاعدة ‪ ،‬طالما أف الغرض منو مجابية أوضاع غير‬
‫طبيعية و غير متوقعة في حالة شعور المجمس الشعبي الوطني و في حالة العطؿ‬
‫البرلمانية ‪ ،‬و عمى ىذا األساس فإنو مف الواجب عرض األوامر الرئاسية عمى البرلماف‬
‫صاحب اإلختصاص األصيؿ في التشريع ليوافؽ عمييا أو يرفضيا‪.‬‬

‫كما نص المشرع التونسي عمى فتح إعتمادات مالية إضافية في إطارات قانوف المالية‬
‫التكميمي بموجب أمر و ذلؾ مف خبلؿ نص الفصؿ ‪ 41‬مف قانوف الميزانية األساسي‬
‫التي نصت عمى ‪ ":‬يمكف بمقتضى أمر فتح اعتماد تكميمي يقع إقتطاعو مف باب‬
‫المصاريؼ الطارئة و ذلؾ لفائدة أبواب أخرى مف أبواب ميزانية الدولة قصد مجابية‬
‫مصاريؼ طارئة و مستعجمة "‪،‬كذلؾ نص مف القانوف األساسي لمميزانية التونسي‬
‫لسنة‪ 2019‬عمى أنو‪":‬في حاؿ حدوث كوارث أو لضرورة متأكدة تقتضييا المصمحة‬
‫الوطنية ‪،‬يمكف بمقتضى أمرحكومي فتح إعتمادات إضافية ال تتجاوز في مجموعيا‬
‫خبلؿ السنة‪% 1‬مف جممة ميزانية الدولة عمى أف يتـ إعبلـ مجمس نواب الشعب‬
‫بذلؾ"‪ ،1‬نص المشرع التونسي صراحة عمى إعماؿ نظاـ األوامر في مجاؿ فتح‬
‫اإلعتمادات اإلضافية بموجب المواد سالفة الذكر ‪.‬‬

‫واذا كانت كؿ مف الجزائر و تونس تعمبلف بنظاـ األوامر في مجاؿ فتح اإلعتمادات‬
‫المالية اإلضافية ‪،‬فإف المغرب ينتيج أسػ ػ ػموب إصدار مراسيـ لف ػتح إعتمػ ػادات إضافية‬

‫‪ -3‬الفصؿ ‪60‬مف القانوف األساسي لمميزانية التونسي لسنة‪،2019‬مرجع سابؽ‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫وذلؾ مف خبلؿ القانوف التنظيمي لممالية رقـ ‪ 07-98‬عمى أنو يجوز في حالة ضرورة‬

‫ذات مصمحة وطنية فتح إعتمادات إضافية بمرسوـ في أثناء السنة‪. 1‬‬

‫حيث يتبيف أف ما ورد في القانوف السالؼ الذكر لو طابع قانوف تنظيمي ‪،‬و ما يكتسبو‬
‫مف صبغة إستثنائية تسوغو ضرورة مواجية متطمبات المصمحة الوطنية‪،‬وليس فيو ما‬
‫يخالؼ الدستور شريطة أف تراعي عند إعماليعرض اإلعتمادات اإلضافية الصادرة‬
‫بموجب مرسوـ لممصادقة عمييا مف طرؼ البرلماف‪.2‬‬

‫كما نجد المؤسس المغربي نص ىو اآلخر عمىفتح إعتمادات إضافية بموجب مرسوـ‬
‫مف خبلؿ الفصوؿ ‪ 70‬فقرة الثالثة و الفصؿ ‪ 75‬فقرة الثالثة و الفصؿ ‪ 81‬عمى‬
‫التوالي‪،3‬وطبقالممادة ‪ 14‬مف مرسوـ رقـ ‪42 . 98 . 401‬وتطبيقا لممادة ‪ 43‬مف‬
‫القانوف التنضيمي رقـ ‪ 7-98‬تتخذ مراسيـ فتح اإلعتمادات اإلضافية بإقتراح مف‬
‫الوزير المكمؼ بالمالية‪.‬‬

‫يتضح مف خبلؿ ما سبؽ أف المؤسس المغربي وضع جممة مف الشروط الصريحة مف‬
‫أجؿ إصدار أي قانوف عف طريؽ المراسيـ منيا ‪:‬‬

‫‪-1‬المادة‪41‬من القانون التنظٌمً للمالٌة رقم‪،81-60‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪-2‬المادة ‪30‬فقرة‪1‬و‪4‬من القانون التنظٌمً للمالٌة رقم‪،81-60‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-3‬الفصؿ ‪ 7‬فقرة الثالثة (‪)3‬ينص ‪« :‬لمقانوف أف يأذف لمحكومة أف تتخذ في ظرؼ مف الزمف محدود ولغاية معينة‬

‫بمقتضى مراسيـ تدابير يختص القانوف عادة باتخ اذىا و يحرر العمؿ بيذه المراسيـ بمجرد نشرىا غير أنو يجب‬

‫عرضيا عمى البرلماف قصد المصادقة عند انتياء األجؿ الذي حدده قانوف اإلذف بإصدارىا»‪.‬‬

‫الفصؿ ‪75‬فقر ‪ 3‬ينص ‪« :‬تفتح الحكومة بمرسوـ اإلعتمادات البلزمة لسير المرافؽ‪»...........‬‬

‫الفصؿ ‪ 81‬ينص «يمكف لمحكومة خبلؿ الفترة الفاصمة بيف الدورات ‪ ،‬و باتفاؽ مع المجاف التي يعنييا األمر في‬

‫كبل المجمسيف ‪،‬إصدار مراسيـ قوانيف يجب عرضيا قصد المصادقة عمييا مف طرؼ البرلماف خبلؿ دورتو العادية ‪.‬‬

‫‪-4‬مرسوم رقم ‪ 8-80-483‬صادر فً ‪ 6‬محرم ‪ 3488‬الموافق ل ‪ 89‬أفرٌل ‪ٌ 3666‬تعلق بإعدادو تنفٌذ قوانٌن‬
‫المالٌة‪،‬جرٌدة رسمٌة عدد‪4900‬ل‪36‬محرم‪9(3488‬ماي‪. )3666‬‬

‫‪61‬‬
‫‪-‬وجود حالة الفترة الفاصمة بيف الدورات ‪.‬‬
‫‪-‬إ تفاؽ المجاف التي يعنييا األمر في كبل المجمسيف (المجنة المالية في مجمس النواب‬
‫ومجمس المستشاريف)‬
‫‪-‬عرض المرسوـ خبلؿ الدورة العادية الموالية لمبرلماف قصد المصادقة عميو‪ ،‬و ىذا‬
‫الشرط مف شأنو أف يمنع تياوف في إصداره مثؿ ىذه المراسيـ ‪.‬‬
‫يتضح مف كؿ ما سبؽ بأف المشرع الدستوري في دوؿ المغرب العربي قد أخذ بقاعدة‬
‫فتح اعتمادات مالية إضافية في إطار قانوف المالية التكميمي بموجب أوامر (رئاسية أو‬
‫حكومية) ومراسيـ في شكؿ قانوف تنظيمي ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬فتح إعتمادات إضافية عن طريق مراسيم تسبيق‬
‫إف تعديؿ اإلعتمادات األولية المقررة في قانوف المالية السنوي مبدئيا يعود إلختصاص‬
‫السمطة التشريعية و ىذا ىو الدور و اليدؼ مف عرض مشروع قانوف المالية التكميمي‬
‫لممصادقة البرلمانية ‪ ،‬غير أنو في حالة الضرورة المستعجمة فإنو يمكف المجوء إلى‬
‫نظاـ مراسيـ التسبيؽ ‪،‬والتي طبقيا المشرع الفرنسي ألوؿ مرة في سنة‪، 1817‬وقد تـ‬
‫تعزيز ىذه اإلمكانية بموجب األمرالصادرفي ‪ 2‬جانفي ‪ 1959‬حيث قاـ بتنظيـ ىذه‬
‫العممية عف طريؽ منح إمكانية الرفع مف اإلعتمادات المالية‪.‬‬

‫فيعتبر بذلؾ نظاـ مراسيـ التسبيؽ وسيمة قانونية تمنح سمطة و حؽ لمحكومة في مجاؿ‬
‫فتح إعتمادات إضافية‪.1‬‬

‫و عمى غرار ما ىو معموؿ بو في فرنسا أخذ المشرعفي دوؿ المغرب العربي بنظاـ‬
‫مراسيـ التسبيؽ في فتح إ عتمادات مالية إضافية مع مراعاة جممة مف الشروط ضمف‬
‫أطر قانونية فيما يخص اإلعتمادات الوقتية و اإلعتمادات الحصرية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Jean Claude MARTINEZ , op. cit,p475.‬‬

‫‪62‬‬
‫أوال ‪ :‬إصدار مراسيم التسبيق فيما يخص اإلعتمادات الوقتية‬

‫ترتبط اإلعتمادات الوقتية بالنفقات التي ال يمكف تحديدىا بطريقة دقيقة و محددة‬
‫حسب المبمغ األولي المرصد ليا في قانوف المالية السنوي‪ .‬حيث يمكف تكممتيا أثناء‬
‫السنة المالية إذ تبيف أنيا غير كافية وىي القاعدة معموؿ بيا في التشريع المغاربي‪.‬‬

‫ونص المشرع الجزائري عمى ذلؾ في قانوف رقـ‪117-84‬عمى أف تطبؽ اإلعتمادات‬


‫الوقتية عمى النفقات المخصصة طبقا لقانوف أو مرسوـ ‪،‬و التي ال يمكف أف يتناسب‬
‫بدقة مبمغيا مع مبمغ التخصيص في الميزانية المنصوص عمييا في قانوف المالية‪،‬‬
‫تحدد قائمة الفصوؿ التي تكتسي تخصيصيا وقتي كؿ سنة و بمروجب قانوف المالية‪.‬‬

‫ال يمكف أف يؤمر بدفع النفقات مف اإلعتمادات الوقتية إال في حدود االعتمادات‬
‫المفتوحة و إذا ما تبيف في غضوف السنة أف ىذه اإلعتمادات غير كافية ‪،‬يمكف‬
‫إتماميا بإقتطاعات مف اإلعتماد اإلجمالي المناسب و ذلؾ ضمف الشروط محددة‪،2‬‬
‫وفي كؿ األحواؿ يجب أف التتجاوز المبمغ المتراكـ لئلعتمادات المالية‪%3‬مف‬
‫اإلعتمادات المفتوحة بموجب قانوف المالية‪.3‬‬

‫في حيف نص المشرع المغربي عمى ذلؾ بموجػػب المادة ‪ 42‬مف قانوف المالية رق ػ ػـ‬

‫‪« : 130 – 13‬يمكف أف تباشر إقتطاعات مف الفصؿ المذك ػور خبلؿ السنة ع ػف‬
‫طريؽ إعتماد تكميمي لسد الحاجات المستعجمة أو غير المقررحيف إعداد الميزانية »‪.‬‬
‫و كذلؾ المادة ‪ 58‬مف نفس القانوف في فقرتو الثانية التي نصت عمى أف«اإلعتمادات‬
‫المتعمقة بالنفقات المرتبط بالديف العمومي و الديف العمري و بالتسديدات والتخصصات‬
‫و اإلرجاعات الضريبية ليا طابع تقديري ‪ ،‬يمكف أف تتجاوز ىذه النفقات المخصصات‬
‫المقيدة في البنود المتعمقة بيا‪.‬‬

‫‪-1‬المادة‪18‬من القانون رقم‪31/04‬المتعلق بقوانٌن المالٌة المعدل والمتمم ‪،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪-2‬المادة‪83‬منالقانون رقم‪31/30‬المتعلق بقوانٌن المالٌة‪،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة‪،81‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫في حالة تجاوز اإل عتمادات المفتوحة برسـ النفقات المشار إلييا في الفقرة السابقة يتـ‬
‫إثباتيا و اإلذف بتسويتيا في قانوف التصفية المتعمؽ بتنفيذه قانوف المالية لسنة المعينة»‬

‫أماالمشرع التونسي أشار إلى أمرالتسبيقات بحيث يمكف بمقتضى أمر يدعى بػأمر‬
‫التسبيقات فتح إعتمادات إضافية ‪،‬تتجاوز المبالغ المرسمة بيا النفقات الطارئة و ذلؾ‬
‫في حالة حدوث كوارث أو لضرورة متأكدة تقتضييا المصمحة الوطنية‪.1‬‬

‫مف خبلؿ إستقراء جميع المواد سالفة الذكر يتبيف أف المشرع المغاربي أغفؿ ذكر‬
‫حاالت عدـ كفاية اإلعتمادات المالية اإلجمالية ‪،‬أو تمؾ المدرجة في باب النفقات‬
‫الطارئة عمى عكس المشرع الفرنسي الذي أضاؼ حالة كوف اإلعتمادات اإلجمالية‬
‫غير كافية ‪،‬حيث أقر لمسمطة التنفيذية حؽ فتح إعتمادات إضافية عف طريؽ مراسيـ‬
‫تسبيؽ ‪ ،‬و ذلؾ حسب نص المادة ‪ 1‬فقرة ‪ 02‬مف أمر ‪ 2‬جانفي ‪ 1959‬الذي نص‬
‫عمى إمكانية فتح إعتمادات إضافية خبلؿ السنة المالية عف طريؽ مراسيـ تسبيؽ‪.2‬‬

‫إف فتح إعتمادات إضافية عف طريؽ مراسيـ التسبيؽ ليس مطمقا‪ ،‬بؿ ال بد مف توفر‬
‫جممة مف الشروط ‪،‬منيا ضرورة وجود عنصر اإلستعجاؿ المتمثؿ في الكوارث‬
‫الطبيعية و الضرورة الممحة ‪.‬‬

‫يقوموزير المالية بكتابة تقرير يبيف فيو األسباب التي تدعوه إلى إصدار مرسوـ أوامر‬
‫التسبيؽ ‪ ،‬و البرلماف يقتصر دوره عمى المصادقة عمى اإلعتمادات التي تـ إصدارىا‬
‫المالية‬ ‫حسب ىذه الطريقة و ذلؾ في أوؿ قانوف مالية يستتبع فتح اإلعتمادات‬
‫اإلضافية ‪.‬‬

‫‪-1‬الفصؿ ‪60‬مف القانوف األساسي لمميزانية التونسي لسنة‪ ،2019‬مرجع سابؽ‪.‬‬


‫‪-2‬جميمةجمعاسي ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.39‬‬

‫‪64‬‬
‫ثانيا ‪ :‬إصدار مراسيم تسبيق فيما يخص اإلعتمادات الحصرية‬

‫اإلعتمادات الحصرية ىي اإلعتمادات المدرجة في قانوف المالية لمسنة و التي ال يجوز‬


‫تجاوزوىا كقاعدة عامة‪ ،‬إال أنو يرد عمى ىذه القاعدة إستثناء في حالتيف ىما حالة‬
‫اإلستعجاؿ ‪ ،‬و حالة ضرورة لمقتضيات المصمحة الوطنية ‪،‬و ىذا ما ينص عميو كؿ‬

‫مف المشرع المغربي و التونسي في حيف لـ يتطرؽ المشرع الجزائري إلى ذلؾ في قانوف‬
‫‪17/84‬المتعمؽ بقوانيف المالية‪،‬وال في القانوف العضوي رقـ‪. 15/18‬‬

‫أ‪/‬حالة اإلستعجال‬

‫إشترط المشرع المغربي لمباشر إقتطاعات أثناء السنة عف طريؽ إعتمادات إضافية سد‬
‫الحاجات المستعجمة و الغير مقررة‪.1‬‬

‫كما إشترط المشرع التونسي شرط اإلستعجاؿ لفتح اإلعتمادات المالية بموجب أمر‬
‫تقتطع مف باب المصاريؼ الطارئة و ذلؾ لفائدة أبواب أخرى مف أبواب الميزانية قصد‬
‫مجابية مصاريؼ طارئة و مستعجمة‪،2‬ولـ يترؾ عممية فتح اإلعتمادات المالية عف‬
‫طريؽ أمر حكومي في حالة اإلستعجاؿ عمى إطبلقيا ‪ ،‬بؿ عمد إلى تحديد نسبة مئوية‬
‫ال يجوز لمسمطة التنفيذية تجاوزىا أثناء إصدار األمر‪،‬وتمثؿ ىذه النسبة مف جمؿ‬
‫ميزانية الدولة عمى أف يتـ إعبلـ مجمس نواب الشعب بذلؾ‪. 3‬‬

‫إف تحديد نسبة ‪ %1‬مناإلعتمادات األولية التي يمكف لمسمطة التنفيذية القياـ بفتحيا‬
‫أثناء السنة المالية‪،‬يعمؿ بشكؿ كبير عمى تعزيز و تقوية البرلماف في مجاؿ‬
‫اإلختصاص المالي وعدـ السماح لمييئة التنفيذية في تجاوز و خرؽ الرخصة البرلمانية‬
‫باإلنفاؽ العمومي بشكؿ واسع‪.‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 42‬فقرة الثانية مف قانوف المالية المغربي رقـ ‪ 07/98‬المعددؿ و المتمـ‪،‬مرجع سابؽ‪.‬‬
‫‪-2‬الفصل‪43‬من القانون األساسً للمٌزانٌة التونسً لسنة‪،8836‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬الفصل‪،43‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫و حتى إذا كاف البرلماف ال يشارؾ في تقدير حالة اإلستعجاؿ ‪ ،‬فإف المشرع التونسي‬
‫بتحديد ىذه النسبة في مشروع القانوف األساسي لمميزانية يكوف قد وضع قيودا عمى‬
‫السمطة التنفيذية في التصرؼ في اإلعتمادات المالية أثناء السنة ‪ ،‬عمى عكس القانوف‬
‫األساسي لمميزانية التونسي لسنة‪ 1967‬الذي سمح لمسمطة التنفيذية بفتح إعتماد مالي‬
‫في حالة اإل ستعجاؿ دوف تحديد نسبة معينة ال يمكف تجاوزىا ليتـ تدارؾ ذلؾ بموجب‬
‫القانوف األساسي لمميزانية لسنة‪ ، 2019‬كذلؾ األمر بالنسب لممشرع المغربي و بالتالي‬
‫يمكف ليا تجاوز نسبة ‪ %1‬أو أكثر مف ذلؾ لمواجية حالة اإلستعجاؿ و دوف اإلعبلـ‬
‫المسبؽ لمجاف المالية ‪.‬‬

‫فمف خبلؿ مشروع القانوف األساسي لمميزانية لـ يترؾ المشرع التونسي عممية فتح‬
‫اإلعتمادات المالية عف طريؽ مراسيـ التسبيؽ في حالة االستعجاؿ عمى إطبلقيا بؿ‬
‫عمد عمى تحديد نسبة مئوية تقدرب ‪ %1‬مف اإلعتمادات المفتوحة و بذلؾ يكوف حذا‬
‫حذوالمشرع الفرنسي‪.1‬‬

‫ب‪ /‬حالة ضرورة متأكدة تقتضييا المصمحة الوطنية‬

‫كقاعدة عامة ال يمكف الرفع في حجـ اإلعتمادات المالية الرئيسية التي تـ فتحيا‬
‫بموجب قانوف المالية لمسنة ‪ ،‬إال عف طريؽ قانوف المالية التكميمي و ىي قاعدة أخذ‬
‫بيا المشرع في الدوؿ المغاربية ‪،‬ويرد عمى ىذه القاعدة إستثناء يتمثؿ في تمتع‬
‫الحكومة بسمطة فتح إعتمادات مالية إضافية أثناء السنة المالية بدعوى وجود حالة‬
‫الضرورة الممحة ذات المصمحة الوطنية‪ ،‬أو لضرورة متأكدة تقتضييا المصمحة الوطنية‬
‫وفي ىذه الحالة فإف الحكومة تقوـ بالرفع في اإلعتمادات المالية المقررة في بداية السنة‬

‫‪-3‬المادة‪ 13‬مف القانوف العضوي الفرنسي رقـ ‪ 692-2001‬يتعمؽ بقوانيف المالية‪،‬مرجع سابؽ‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫الماليةعف طريؽ الرخصة البرلمانية ‪،‬و ذلؾ حتى و إف كاف ىذا الرفع في اإلعتمادات‬
‫المالية الرئيسية يمس بالتوازف المالي المقرر في أخر قانوف المالية‪.1‬‬

‫فتنص المادة ‪ 43‬مف قانوف المالية المغربي رقـ‪ 07-98‬عمى أنو" يمكف في حالة‬
‫الضرورة الممحة ذات المصمحة الوطنية أف تفتح إعتمادات إضافية بمرسوـ في أثناء‬
‫السنة المالية "‪.‬‬

‫بالنسبة لممشرع التونسي أخذ بقاعدة فتح إعتمادات إضافية بمرسوـ بشرط توفرحالة‬
‫الضرورة المتأكدة التي تقتضييا المصمحة الوطنية‪.2‬‬

‫المطمب الثاني‪:‬مكانة ودور البرلمان في منح رخصة باإلنفاق العمومي في إطار‬


‫قانون المالية التكميمي و مراسيم التسبيق‬

‫تنفرد السمطة التنفيذية بتقدير مدى الحاجة الفعمية إلى اإلعتمادات اإلضافية‪،‬دوف‬
‫مناقشة األسباب و الظروؼ التي دعت الحاجة إلى فتحيا ‪،‬وذلؾ عادة لصدور مثؿ‬
‫ىذه اإلعتمادات المالية اإلضافية في منتصؼ السنة المالية ‪ ،‬وىي فترة تتزامف أحيانا‬
‫مع غياب البرلماف أي في فترة العطؿ و بيف دورات البرلماف ‪ ،‬فيقتصر بذلؾ دور‬
‫البرلماف عمى عممية المصادقة البلحقة ليذه اإلعتمادات اإلضافية المدرجة في قانوف‬
‫المالية التكميمي أو التي تـ فتحيا عف طريؽ مراسيـ ( الفرع أوؿ ) مع إستبعاد فرضية‬
‫عدـ مصادقة البرلماف عمى فتح إعتمادات إضافية نظ ار لمرونة الوسائؿ القانونية التي‬
‫تممكيا السمطة التنفيذية لفتح مثؿ ىذه اإلعتمادات ( الفرع ثاني ) ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬المصادقة الالحقة لمبرلمان عمى اإلعتمادات اإلضافية‬

‫بمناسبة تقديـ قوانيف المالية التعديمية المدرجة ضمنيا طمب فتح إعتمادات مالية‬
‫إضافية ‪ ،‬يمكف لمبرلماف مطالبة الحكومة بتقديـ توضيحات حوؿ ظروؼ تنفيذ الميزانية‬
‫‪1‬‬
‫‪-Bernard PLAGNET , droit public , tome 2 , Dalloz , 4 édition , France , 1997, p 99.‬‬
‫‪-2‬الفصل ‪48‬من القانون األساسً للمٌزانٌة عدد‪11‬لسنة‪،3691‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫و مستويات اإلنفاؽ و الجباية و سير المصالح المالية ‪،‬و غير ذلؾ مف البيانات التي‬
‫تمكف البرلماف مف الوقوؼ عمى حقيقة الوضعية المالية‪ ،‬و التدخؿ لتكيفيا مف خبلؿ‬
‫القانوف المالي التعديمي وفؽ ما تقتضيو المصمحة العامة‪،1‬ويبقيعمى السمطة التشريعية‬
‫إبداء موقفيا مف تمؾ األسباب والعوامؿ و مدى إقتناعيا بيا‪،‬و يتجسد ذلؾ مف خبلؿ‬
‫الموافقة عمى اإلعتمادات المالية اإلضافية أو رفضيا ‪،‬وىناؾ مف يعتبر أف قوانيف‬
‫المالية التعديمية أو التكميمية ما ىي إال وسيمة خفية‪ ،‬مف أجؿ الرفع في اإلعتمادات‬
‫المالية الرئيسية المقررة في الميزانية العامة لمدولة‬

‫إف طمب المصادقة البلحقة لمبرلماف عمى كؿ اإلعتمادات اإلضافية أمر ضروري‬
‫إلضفاء طابع الشرعية ‪،‬و الصبغة التشريعية عمى ىذه العممية ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬دور البرلمان في مناقشة طمب فتح إعتمادات مالية إضافية‬
‫بمجرد عرض مشروع قانوف المالية التكميمي المدرجة ضمنو اإلعتمادات المالية‬
‫اإلضافية أو في إطار مراسيـ التسبيؽ ‪،‬يباشر البرلماف إختصاصو مف خبلؿ فتح باب‬
‫لممناقشة و إبداء التساؤالت و طمب توضيحات حولو ‪،‬قبؿ التصويت عمييا و بذلؾ‬
‫تكوف اإلجراءات التي تمر بيا اإلعتمادات اإلضافية ىي نفسيا اإلجراءات التي تمر‬
‫بيا النفقات العمومية اإلضافية الواردة في مشروع قانوف المالية السنوي مف حيث‬
‫المناقشة و التصويت ‪،‬إف فتح إ عتمادات إضافية بموجب أمر ( رئاسي أو حكومي )‬
‫أو مراسيـ تسبيؽ في قانوف المالية التكميمي يؤثر مف الناحية العممية بشكؿ سمبي عمى‬
‫اإلختصاص المالي لمبرلماف و يضعفو ‪.‬‬
‫فبعد دخوؿ اإلعتمادات اإلضافية حيز التطبيؽ و ترتيب كؿ آثارىا ‪،‬يتزامف ذلؾ مع‬
‫عودة البرلماف لمقياـ بنشاطو و إختصاصاتو الدستورية في المجاؿ المالي ‪ ،‬فيدخؿ‬

‫‪-3‬منصور عٌسو ‪ ،‬المالٌة العامة ‪ ،‬ط‪، 3‬دون دار النشر ‪،‬المغرب‪ ، 8881 ،‬ص ‪. 304‬‬

‫‪68‬‬
‫بذلؾ اإلعتمادات المالية اإلضافية مرحمة المناقشة و التصويت ‪ ،‬و يكوف لمبرلماف‬
‫الحؽ في إبداء رأيو حوؿ كؿ اإلعتمادات اإلضافية خبلؿ فترة غيابو ‪،‬فبالنسبة‬
‫لئل عتمادات المالية اإلضافية التي تفتح بموجب أمر رئاسي أو مراسيـ فقد ألزـ المشرع‬
‫في الدوؿ المغاربية بعرضيا عمى البرلماف مف أجؿ الموافقة عمييا بمجرد عودتو مف‬
‫خبلؿ أوؿ دورة عاديةإلنعقاده ‪.1‬‬
‫كما أف إجراءات التصويت المطبقة عمى قانوف المالية لمسنة ىي ذات اإلجراءات‬
‫المطبقة عمى قانوف المالية التكميػمي ‪،‬خاصة فيما يتعمؽ بالمدة القانونية لمتصويت التي‬
‫تعتبر الحد األقصى التي يجػب عمى البرلماف إحتراميا‪،‬و ما يجب التنويو إليو أف فتح‬
‫اإل عتمادات المالية اإلضافية في التشريع المغاربي ال يتعدى إطاره الشكمي مما يضعؼ‬
‫دور البرلماف في ممارسة إختصاصو المالي ‪ ،‬فالبرلماف ال يشارؾ في إعداد ىذه‬
‫القوانيف التي تتضمف الترخيص باإلنفاؽ العمومي ‪ ،‬و بالتالي ال يشارؾ في تقدير‬
‫ضرورة و حجـ النفقات العمومية اإلضافية المرصودة لتغطية الحاجات العمومية ‪،‬‬
‫إضافة إلى غيابو أثناء إصدارىا و تنفيذىا ‪،‬فميمتو ال تتعدى التصويت عمى النص‬
‫بكاممو دوف أي مناقشة ‪،‬التي تساىـ في إثرائو ىذا فيما يخص اإلعتمادات المالية التي‬
‫يتـ فتحيا عف طريؽ أوامر رئاسية أو حكومية ‪،‬و ال تشمؿ الئلعتمادات المالية التي‬
‫يتـ فتحيا عف طريؽ قانوف المالية التكميمي‪،‬والتي يمكف أف يكوف في فترة إنعقاد‬
‫البرلماف الذي يباشر في ىذه الحالة إختصاصو في المناقشةوالتصويت بشكؿ عادي‬
‫وفؽ ما ىو معموؿ بو في مجاؿ قانوف المالية السنوي ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬إستبعاد إجراء التعديل البرلماني عمى اإلعتمادات المالية اإلضافية‬

‫إف مسألة التعديبلت البرلمانية في موضوع النفقات العمومية في غاية األىمية وعف‬
‫طريؽ سمطة التعديؿ يبرزمدى فعالية اإلختصاص الماليممبرلماف ‪،‬إال أف اإلعتمادات‬

‫‪ -3‬أنظر المادة ‪ 348‬من دستور الجزائر لسنة ‪ 8888‬و الفصل ‪ 98‬من قانون المٌزانٌة األساسً التونسً‬
‫لسنة‪8836‬و المادة ‪ 30‬من قانون المالٌةالمغربً رقم ‪.81-60‬‬

‫‪69‬‬
‫المالية اإلضافية المؤكدة في منتصؼ السنة المالية ‪،‬ال يمكف أف تطبؽ عمييا إجراءات‬
‫التعديؿ البرلماني سواء عمى مستوى المجاف المالية أو عمى مستوى غرؼ البرلماف‪.‬‬

‫ومنالناحية العممية فإف قياـ البرلماف بإقتراح تعديؿ في النفقات العمومية بتخفيض مف‬
‫مبمغ اإل عتمادات المالية المتخذة في فترة غيابو و التي غالبا ما تـ صرفيا لعدة شيور‪،‬‬
‫يعتبر أمرغيرمنطقي بإعتبارىا إعتمادات تـ إستيبلكيا‪، 1‬و تحقيؽ الغرض الذي وجد‬
‫ألجمو‪،‬فبل قيمة لمتعديؿ البرلماني في ىذه الحالة ‪،‬و عمى فرض أف البرلماف قاـ بإقتراح‬
‫تعدي ؿ خفض مف قيمة النفقة العمومية و الذي يعتبر دستوريا أم ار مقبوال غير أف تحقؽ‬
‫ىذا التعديؿ صعب مف الناحية الواقعية ‪،‬خاصة إذا عممنا أف النفقة العمومية التي‬
‫وجدت لتمبية الحاجات العمومية أستيمكت‪ ،‬و بالتالي إستحالت عودة السمطة التنفيذية‬
‫لموراء لكي تمنع التنفيذ في حدود حجـ النفقات العمومية اإلضافية‪ ،2‬التي قامت‬
‫بصرفيا أثناء السنة المالية و في فترة غياب البرلماف ‪.‬‬

‫إف الحديث عف التعديؿ البرلماني في حجـ اإلعتمادات المالية اإلضافية التي تـ‬
‫صرفيا خبلؿ السنة المالية ‪،‬و التي فتحت بموجب قانوف المالية التكميمي أو بموجب‬
‫مراسيـ تبقى مجرد تعديبلت شكمية ال غير ‪.‬‬

‫و إف كاف المؤسس في دوؿ المغرب العربي مف خبلؿ المادة ‪ 147‬مف التعديؿ‬


‫الدستوري لسنة ‪ 2020‬الجزائري‪ ،‬و الفصؿ ‪ 77‬مف الدستور المغربي لسنة ‪، 2011‬و‬
‫الفصؿ ‪ 63‬مف دستور تونس لسنة ‪ 2014‬قد منع تعديؿ الزيادة في حجـ النفقات‬
‫العمومية إال إذا كانت ىذه الزيادة تتضمف إجراءات إضافية تساىـ في رفع إجراءات‬
‫الدولة ‪.‬‬

‫‪-1‬جمٌلة جمعاسً ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.46‬‬


‫‪2‬‬
‫‪-Jean Claude MARTINEZ‬‬ ‫‪,op.cit,p468.‬‬

‫‪70‬‬
‫غير أف المشرع الجزائري قد حسـ األمر فيما يخص اإلعتمادات اإلضافية الصادرة‬
‫عف طريؽ أوامر رئاسية تخرج عف سمطة البرلماف في التعديؿ‪.1‬‬

‫وتتـ عممية التصويت مف طرؼ البرلماف عمى اإلعتمادات المالية اإلضافية جممة‬
‫واحدة دوف مناقشة وال تعديؿ ‪،‬فتكوف بذلؾ الموافقة الكمية ىو اإلحتماؿ الوحي ػ ػد ما داـ‬

‫الرفض مف الناحية العممية غير واردة ألف البرلماف أصبح جسر لتمرير القوانيف‪.2‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬دور البرلمان في مجال اإلعتمادات المالية اإلضافية‬

‫إف دور البرلماف في مجاؿ المصادقة عمى اإلعتمادات المالية اإلضافية المدرجة في‬
‫القوانيف المالية التكميمية أو في إطار ال مراسيـ ‪،‬يواجو صعوبات مف الناحية العممية‬
‫تؤدي إلى إ ستحالة ممارسة البرلماف لبلختصاص الموكؿ لو مف الناحية القانونية‬
‫والدستورية ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬إستبعاد فرضية عدم المصادقة البرلمانية عمى اإلعتمادات اإلضافية‬

‫إف إفتقار نواب البرلماف لمخبرة المالية و العمـ الكافي بالشؤوف االقتصادية يجعميـ غير‬
‫قادريف عمى مناقشة األسباب التي تقدميا السمطة التنفيذية ‪،‬فيما يخص أسباب الرفع‬
‫في اإلعتمادات المالية األولية‪.‬‬

‫فأثناء مناقشة نواب األغمبية يكتفوف بمناقشة ذات طابع عاـ في حيف نواب المعارضة‬
‫يباشروف رقابة تمتاز بالطابع الشكمي نتيجة تركز السمطة المالية و التنظيمية بيد‬

‫‪ -3‬المادة ‪ 44‬من قانون رقم ‪ 38/39‬نص عن عدم قبول أي تعدٌل عن مصادقة البرلمان على األوامر الرئاسٌة و‬
‫التً تتضمن فتح اإل عتمادات اإلضافٌة و بالتالً فإن البرلمان و إن رغب فً تخفٌض النفقات العمومٌة الواردة فً‬
‫األمر الرئاسً ٌقابل بالرفض ألن المادة واضحة و صرٌحة و إن كانت من الناحٌة الدستورٌة ال تخالف نص‬
‫المادة ‪ 316‬من التعدٌل الدستوري لسنة ‪8839‬والمادة‪341‬من دستور‪ 8888‬نظرا ألن هذه المادة تمنع الزٌادة فقط‬
‫فً حجم النفقات العمومٌة‪.‬‬
‫‪ -8‬سعاد بن سرٌة ‪ ،‬مركز رئٌس الجمهورٌة على النظام السٌاسً الجزائري بعد التعدٌل الدستوري األخٌر بموجب‬
‫قانون رقم ‪ ، 36-80‬مذكرة مقدمة لنٌل شهادة الماجستٌر فً القانون العام تخصص إدارة و مالٌة ‪ ،‬كلٌة حقوق‬
‫جامعة أمحمد بوقرة بومرداس‪ ،‬سنة ‪، 8838/8886‬ص ‪. 393‬‬

‫‪71‬‬
‫السمطة التنفيذية ‪،‬و لف يكوف بمقدورىـ إال التنديد بالسياسات المالية المنتيكة والتشكيؾ‬
‫في التقديرات الحكومية المعتمدة في قانػوف المالية التكميمي‪ ،1‬و بالتالي مناقشة النواب‬
‫تكوف عديمة األثر عمى مشروع قانوف المالية التكميمي المقدـ مف طرؼ الحكومة‬
‫لذايبقي موقؼ البرلماف مف مناقشة الظروؼ التي دعت إلى فتح إعتمادات مالية‬
‫إضافية ضعيفا‪ ،‬و ال يجد سبيبل إال الموافقة و منح اإلذف باإلنفاؽ العمومي خاصة في‬
‫حالة صدورى ا في فترة عطمة البرلماف أو في فترة غيابو ‪،‬و ذلؾ بموجب أمر أو مرسوـ‬
‫يستوجب عرضو فيما عند عودتو إلى نشاطو‪ ،‬مف أجؿ المصادقة عمييا أماـ فرضية‬
‫دخوؿ ىذه اإلعتمادات حيز التنفيذ الفعمي ‪،‬ألف ىذه اإلعتمادات اإلضافية قد أستيمكت‬
‫و صرفت قبؿ طمب المصادقة البرلمانية ‪.‬‬

‫و رغـ إمكانية رفض البرلماف المصادقة عمى اإلعتمادات المالية اإلضافية ‪،‬وىو رفض‬
‫مؤسس حسب اإلجراءات القانونية‪ .‬غير أف رفض البرلماف المصادقة ال يمكنو العودة‬
‫إلى الوراءلمنع السمطة التنفيذية مف القياـ بصرؼ اإلعتمادات المالية التي دعت حالة‬
‫اإلستعجاؿ أو المصمحة الممحة لمقتضيات المصمحة الوطنية ‪.‬‬

‫غير أنو في التشريع الفرنسي يمكف أف يؤسس رفض البرلماف لئلعتمادات المالية‬
‫اإلضافية‪،2‬المدرجة في مراسيـ التسبييؽ عمى عدـ إحتراـ التوازف المطموب في القانوف‬
‫و التي عادة ما يتـ استعماؿ خدع متعمقة بالميزانية‪ ،‬مف أجؿ تحقيؽ التوازف باعتماد‬
‫تقنية إلغاء اإل عتمادات المالية و إنياء حالة االستعجاؿ و وجود حالة الضرورة مف‬
‫أجؿ فتح اإلعتمادات اإلضافية‪.3‬‬

‫إف اإلختصاص البرلماني في مجاؿ اإلعتمادات المالية اإلضافية المدرجة في قانوف‬


‫المالية التكميمي أو بموجب مرسوـ تجد قيودىا في عدـ إثراء النص بالمناقشة ‪ ،‬ذلؾ‬

‫‪ -8‬جمٌلة جمعاسً ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 41‬‬


‫‪2‬‬
‫‪-Jean Claude MARTNEZ‬‬ ‫‪,op. cit,p466.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Ibid , p 467.‬‬

‫‪72‬‬
‫أف نص المادة ‪ 142‬مف التعديؿ الدستوري الجزائري لسنة‪ 2020‬تنص عمى الموافقة‬
‫البرلمانية وليس المصادقة ‪،‬عمى عكس المشرع التونسي و المغربي الذي نصا عمى‬
‫المصادقة البرلمانية و ليس الموافقة مف خبلؿ الفصؿ ‪ 42‬مف قانوف المالية األساسي‬
‫التونسي لسنة‪ 1967‬والفصؿ ‪ 81‬مف دستور المغرب لسنة ‪ 2011‬حيث يظير الفرؽ‬
‫جميا بيف الموافقة و المصادقة ‪.‬‬

‫فالتصديؽ يؤدي إلى تبني النص مف طرؼ الغير و كأنو صادر عنو ‪،‬فيغيرطبيعتو مف‬
‫عمؿ إداري إلى عمؿ تشريعي ‪،‬في حيف تستيدؼ الموافقة إستمرار العمؿ بالنص‬
‫المعروض عمى المجمس أو إيقافو ‪،‬األمر الذي أدى بالبعض إلى إعتبار البرلماف‬
‫الجزائري مجرد مف حؽ المراقبة ( المصادقة ) بؿ ىو ممزـ فقط بالموافقة دوف مناقشة‬
‫و ال تعديؿ أو رفض‪. 1‬‬

‫تكوف بذلؾ السمطة التنفيذية المسؤولة عف تقدير مبلئمة أو عدـ مبلئمة فتح اعتماد‬
‫مالي إضافي مع إشراؾ البرلماف ال حقا في ىذه العممية ‪،‬ما جعبللبعض يعتقد أف‬
‫البرلماف في المجاؿ ال مالي ال يممؾ سمطة تقدير ضرورة وحجـ اإلعتمادات المالية‪،‬‬
‫وانما يقتصر دوره في حؽ االعتراض عمى الق اررات التي تتخذىا السمطة التنفيذية في‬
‫ىذا المجاؿ دوف أف يكوف لو سمطة فعمية في إتخاذ أي قرار بشأنيا ‪.2‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مرونة اإلجراءات القانونية لفتح اإلعتمادات اإلضافية‬
‫تعتبر الوسائؿ القانونية التي تمتمكيا الييئة التنفيذية لفتح إعتمادات إضافية أثناء السنة‬
‫المالية وسائؿ جد مرنة ‪ ،‬مقارنة مع الوسائؿ التي يممكيا البرلماف في سبيؿ الموافقة‬
‫والمصادقة عمى طمب فتح إعتمادات مالية إضافية ‪.‬‬
‫و بإعتبار السمطة التنفيذية صاحبة سمطة تقدير حجـ و ضرورة اإلعتمادات المالية‬
‫اإلضافية و وجود حالة االستعجاؿ‪ ،‬و ضرورة مقتضيات مؤكدة لممصمحة الوطنية‬

‫‪- 3‬سعاد بن سرٌة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 398‬‬


‫‪2‬‬
‫‪-Michel LASCOMBE , op.cit , p 101.‬‬

‫‪73‬‬
‫والتي ال تسمح بإ نتظار البرلماف حيف عودتو مف عطمتو لمنح رخصة االتفاؽ العمومي‬
‫ىذا ما يجعؿ السمطة التنفيذية تتدخؿ مف خبلؿ طمب فتح اإلعتمادات اإلضافية كمما‬
‫رغبت في ذلؾ‪ ،1‬عف طريؽ إعماؿ نظاـ المراسيـ و أوامر التسبيقات بإعتباره النظاـ‬
‫األكثر مرونة و األكثر ضمانا‪،‬فطمب فتح إعتمادات مالية إضافية عف طريؽ قانوف‬
‫المالية التكميمي يطوؿ في اإلجراءات‪ ،‬إضافة إلى حؽ البرلماف في أف يعدؿ أو يرفض‬
‫المشروع أصبل عمى عكس م ارسيـ التسبيؽ ‪،‬إف إعماؿ أسموب قانوف المالية التكميمي‬
‫في فتح إعتمادات إضافية ال يقؿ مرونة عف إستعماؿ أسموب مراسيـ التسبيؽ‪ ،‬خاصة‬
‫إذا عممنا أف قانوف المالية التكميمي في التشريع الجزائري يصدر في غالب األحواؿ عف‬
‫طريؽ أمر مف رئيس الجميورية ‪،‬و أف تدخؿ رئيس الجميورية في ىذا المجاؿ غير‬
‫محدد بشروط خاصة في مجاؿ تدخمو في فتح إعتمادات مالية إضافية ‪.‬‬

‫فبالنسبة لمتعديؿ الدستوري الجزائري لسنة‪ 2020‬لـ تميز بيف مختمؼ المجاالت التي‬
‫يمكف أف يتدخؿ موجبيا رئيس الجميورية بيف المجاالت المالية وغيرىا‪،2‬كذلؾ األمر‬
‫بالنسبة لممشرع المغربي الذي لـ يميز ىو اآلخر بيف مختمؼ المجاالت التي يمكف أف‬
‫تكوف موضوع صدور مرسوـ و ذلؾ مف خبلؿ الفصؿ ‪ 81‬مف الدستور ‪،2011‬ونفس‬
‫الشيء بالنسبة لممشرع التونسي ‪.‬‬

‫فعدـ وضع شروط معينة فيما يخص فتح إعتمادات إضافية أثناء السنة المالية يسيؿ‬
‫عممية فتح أي اعتماد مالي إضافي بمعزؿ عف البرلماف ‪،‬و إف كاف المشرع التونسي‬
‫مف خبلؿ الفصؿ‪ 60‬مف القانوف األساسي لمميزانية لسنة ‪ 2019‬قد وضع شرطا يحد‬
‫مف فتح اإلعتمادات المالية اإلضافية‪،‬إال في حدود‪ % 1‬مف جمم ػة ميزانية الدولػة والتي‬
‫دخمت حيز التطبيقإبتداء مف فيفري‪. 2019‬‬

‫‪-1‬جمٌلة جمعاسً ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 41‬‬


‫‪-2‬المادة‪348‬من التعدٌل الدستوري الجزائري لسنة‪،8888‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫إف اإلعتمادات المالية اإلضافية التي يتـ فتحيا خبلؿ السنة المالية و التي تكوف غير‬
‫محددة النسبة مف الناحية القانونية ‪،‬تتضمف مجموعة مف اآلثار السمبية مما جعؿ‬
‫بعض الو ازرات تتمادى في اإلسراؼ إرتكا از عمى إعتمادات جديدة أو عمى عرض‬
‫ميزانية عمى غير حقيقتيا المصادؽ عمييا ‪،‬عمى أمؿ إستكماليا فيما بعد بإعتمادات‬

‫إضافية التي تقدميا الو ازرات المختمفة إلى و ازرة المالية ‪،‬حيث شددت ىذه األخيرة في‬

‫الموافقة عمى كافة الطمبات بناءعمى ما يمي ‪:‬‬

‫‪-‬حصر الموافقة عمى طمبات فتح اإلعتمادات اإلضافية فقط بتمؾ التي لـ يمكف‬
‫ممكنا ترقبيا لدى وضع الميزانية و التي ال يمكف تأجيميا إلى ميزانية السنة التالية ‪.‬‬
‫‪-‬إتباع دراسة إحصائية عممية دقيقة عند رفض مشروع الميزانية و تحديد الحاجات‬
‫العمومية بقصد السيولة دوف طمب فتح إعتمادات إضافية ‪.‬‬
‫‪-‬عرض طمبات اإلعتمادات اإلضافية عمى البرلماف في مشروع قانوف في دوريتيو‬
‫العاديتيف و ذلؾ بغرض تمكيف المجمس الوزاري مف أخذ فكرة واضحة و كاممة عف‬
‫مجموع اإل عتمادات اإلضافية التي يقترح إدراجيا عمى الميزانية و تمكينو مف اتخاذ‬
‫التدابير البلزمة فيما يتعمؽ باإلجراءات الضرورة لتغطية اإلعتمادات المطموبة ‪. 1‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬اإلختصاص البرلماني في مجال قانون تسوية الميزانية‬

‫تتـ مصادقة البرلماف في الدوؿ المغاربية عمى قانوف تسوية الميزانية بعد انتياء كؿ‬
‫سنة مالية مف خبلؿ تدقيؽ و مناقشة و مراجعة الحسابات النيائية و مقارنتيا‬
‫بالتقديرات الواردة في الميزانية العامة لمدولة ‪،‬ومدىمطابقة التنفيذ لمرخصة البرلمانية ‪.‬‬
‫فمف خبلؿ قانوف تسوية الميزانية يتمكف البرلماف مف أخذ فكرة شاممة و واضحة عف‬
‫كيفية تدبير الماؿ العاـ ‪ ،‬و ىذا ما يدفع الحكومة إلى تجنب كؿ النفقات الغير ميمة‬
‫أو أي تجاوز في التسيير‪ ،‬بإعتبارقانوف تسوية الميزانية مصدر مف مصادر المعمومات‬

‫‪-3‬زٌنب حسٌن عوض هللا ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 444‬‬

‫‪75‬‬
‫باألعماؿ التي تقوـ بيا الحكومة في المجاؿ المالي (المطمب األوؿ)‪،‬كما أف إختصاص‬
‫البرلماف في مجاؿ قانوف تسوية الميزانية يبرز دوره الفعاؿ في بسط رقابتو المالية‬
‫عمى تنفيذ الميزانية بناءعمى األسس الدستورية و القانونية الناظمة لمختمؼ إجراءات‬
‫التصويت (المطمب الثاني) ‪.‬‬

‫المطمب األول ‪ :‬مفيوم اإلختصاص البرلماني في مجال قانون تسوية الميزانية‬


‫تبدأ السنة المالية بموجب ترخيص باإلتفاؽ العمومي مف البرلماف بالموافقةوالمصادقة‬
‫عمى اإلعتمادات األولية المدرجة في قانوف المالية لمسنة أواإلعتماداتالماليةاإلضافية‬
‫بموجب قانونالمالية التكميمي‪،‬وتنتيي بإعداد حساب ختامي عف طريؽ قانوف تسوية‬
‫الميزانية الذي يستند عميو النائب في التصويت عمى رفع النفقة أو تخفيض اإلي ارد‪،1‬‬
‫فقانوف تسوية الميزانية يكتسب طابع قانوف المالية الرئيسي وقوانيف المالية التكميمية‬
‫(الفرع األوؿ)‪،‬وىو بذلؾ يشكؿ الوثيقة التي يثبت بمقتضاىا تنفيذ قانوف المالية‪،‬وعند‬
‫اإلقتضاء قوانيف المالية التكميمية الخاصة بكؿ سنة مالية ‪،‬لما لو مف أىمية في مجاؿ‬
‫رصد وتسجيؿ جميع العمميات المالية بناءعمى الحسابات النيائية لمسنة( الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬تعريف قانون تسوية الميزانية و أىدافو‬
‫تتولى البرلمانات في الدوؿ المغاربية مباشرة إختصاصيا المالي عمى تنفيذ الميزانية‬
‫العامة لمدولة عف طريؽ قانوف تسوية الميزانية‪ ،‬الذي يعتبر ذو أىمية كبيرة في عممية‬
‫إ حتراـ مدى مطابقة التنفيذ لمترخيص البرلماني ‪ ،‬و يتـ العمؿ بو بعد قفؿ السنة المالية‬
‫أوال ‪ :‬تعريف قانون تسوية الميزانية‬
‫يعرؼ قانوف تسوية الميزانية بأنو القانوف الذي يحدد النتائج المالية لكؿ سنة مدنية ‪،2‬‬
‫فيو عبارة عف نص بمثابة تقرير يبيف المبالغ التي تـ فعبل تنفيذىا ‪،‬ففي باب اإليرادات‬

‫‪ -1‬أحمد ولد عبد الرحمان‪ ،‬الرقابة على األموال العمومٌة ‪ ،‬مذكرة لنٌل شهادة الماجستٌر فً القانون العام ‪،‬جامعة‬
‫أبوبكر بلقا ٌد ‪،‬تلمسان سنة‪، 8880-8881‬ص‪.339‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-République français, ministre du budget , op.cit ,p54.‬‬

‫‪76‬‬
‫يظير التحصيؿ الذي تـ فعبل تحقيقو‪ ،‬و في باب النفقات تظير المبالغ التي تـ صرفيا‬
‫فعبل ‪.1‬‬

‫و يعتبر قانوف تسوية الميزانية قانونا ذو طابع مالي مثمو مثؿ قانوف المالية السنوي‬
‫وقانوف المالية التكميمي و ذلؾ حسب نص المادة الثانية(‪ )02‬مف قانوف ‪17-84‬‬
‫الجزائري ونصالمادة ‪ 04‬مف القانوف العضوي‪15/18‬عمى انو يكتسي طابع قانوف‬
‫المالية‪-:‬قانوف المالية لسنة‬

‫‪-‬قوانيف المالية التصحيحية‬

‫‪-‬القانوف المتضمف قانوف تسوية الميزانية‬

‫وبالرجوعممقانوف التنظيمي لممالية المغربي رقـ ‪130-13‬نصالمادة‪02‬منو عمى أنو "يراد‬


‫في مدلوؿ ىذا القانوف التنظيمي بقانوف المالية لمسنة‪ ،‬قوانيف المالية المعدلة‪ ،‬قانوف‬
‫التصفية المتعمؽ بتنفيذ قانوف المالية" ‪.‬‬

‫النص عمى الطابع المالي لقانوف تسوية الميزانية‪،‬‬ ‫في حينأغفؿ المشرع التونسي‬
‫بتخصيص فصؿ لذلؾ في القانوف األساسي لمميزانية عدد‪ 53‬لسنة‪ 1967‬المعدؿ و‬
‫المتمـ ‪ ،‬ليتدارؾ ذلؾ مف خبلؿ القانوف األساسي لمميزانية لسنة‪2019‬في نص المادة‬
‫الثانية (‪ ) 03‬منو بالنص عمى أنو ‪ " :‬يعتبر قانوف المالية‪:‬‬

‫‪-‬قانوف المالية لمسنة ‪.‬‬

‫‪-‬قانوف المالية التعديمي ‪.‬‬

‫‪-‬قانونغمقالميزانية"‪.‬‬

‫و يتض ػمف قانوف تسوية الميزانية الوثيق ػة التي تبيف مبالغ النفق ػات و مبالغ اإليرادات‬

‫‪ٌ-1‬حٌى دنٌدنً ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.98‬‬

‫‪77‬‬
‫التي أنفقت فعبل بعد انتياء السنة المالية ‪ ،‬بحيث يسمح ذلؾ بالمقارنة مع األرقاـ‬
‫الفعمية التي يتضمنيا قانوف ضبط الميزانية مع ما يقابميا مف تقديرات تتضمنيا ميزانية‬
‫الدولة لمتعرؼ عمى مدى دقة و واقعية ىذه التقديرات ‪ ،‬عمى نحو يساعد في إعداد‬
‫ميزانيات السنوات القادمة ‪.1‬‬

‫فحسب المادة ‪ 77‬مف قانوف ‪17-84‬المعدؿ والمتمـ المتعمؽ بقوانيف المالية الجزائري‬
‫التي تنص عمى "يقرر قانوف ضبط الميزانية حساب نتائج السنة المشتمؿ عمى ما يمي‪:‬‬

‫أ‪-‬الفائض أوالعجز الناتج عف الفرؽ الواضح بيف إيرادات ونفقات الميزانية العامة‬
‫لمدولة‪.‬‬
‫ب‪-‬النتائج المثبتة في تنفيذ الحسابات الخاصة لمخزينة‪.‬‬

‫ج‪-‬نتائج تسيير عمميات الخزينة ‪".‬‬

‫بالنسبة لممغرب فإف قانوف التصفية المتعمؽ بتنفيذ قانوف المالية يثبت ويحصر المبمغ‬
‫النيائي لممداخيؿ و النفقات المتعمقة بنفس السنة المالية و المؤشر عمى األمر بصرفيا‬
‫و يحصر نتيجة حساب السنة‪. 2‬‬

‫يوافؽ قانوف التصفية المتعمؽ بتنفيذ قانوف المالية عمى حساب النتيجة لمسنة المعينة ‪.‬‬
‫و الذي تـ تحضيره انطبلقا مف المداخيؿ و النفقات المثبتة طبقا لمقتضيات المادة ‪32‬‬
‫أعبلىويرصد النتيجة المحاسبة لمسنة في حصيمة الحسابات‪".‬‬

‫في حيف إشترط القانوف األساسي لمميزانية التونسي عدد ‪ 15‬المعدؿ و المتمـ عمى أنو‬
‫يتضمف مشروع غمؽ ميزانية الدولة المبمغ النيائي لمموارد المستخمصة و المصارؼ‬
‫الواقعة خبلؿ التصريؼ و يمغي اإلعتمادات الباقية و يرخص في نقؿ نتيجة السنة إلى‬
‫الحس ػاب القار لتسبيق ػ ػات الخزينة بعد طرح المب ػ ػالغ الباقيػ ػ ػة مف بيف المدخ ػ ػ ػ ػرات ذات‬

‫‪-1‬جهاد سعٌد خصاونة ‪ ،‬المالٌة العامة و التشرٌع الضرٌبً ‪،‬دار وائل ‪،‬ط‪ ، 3‬عمان‪،3666 ،‬ص‪.831‬‬
‫‪-2‬المادة ‪ 64‬مف قانوف المالية المغربي رقـ ‪، 130-13‬مرجع سابؽ‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫اإلستعماؿ الخاص‪ ،1‬و عميو فإف كؿ مف قانوف ضبط الميزانية وقانوف تصفية الميزانية‬
‫و قانوف غمؽ الميزانية (قانوف تسوية الميزانية)‪ ،‬يمكف البرلماف مف مقارنة األرقاـ التي‬
‫صنفيا القانوف المالي و التي ال تتعدى كونيا توقعات بما تحقيقو وتنفيذىا فعبل مف قبؿ‬
‫الحكومة ‪ ،‬وبالتالي يكتسي قانوف تسوية الميزانية أىمية بالغة بإعتباره آلية إخبار‬
‫البرلمانييف واطبلعيـ عمى كيفية صرؼ اإلعتمادات و إستخبلص الموارد ‪،‬وىو كذلؾ‬
‫وسيمة لممارسة البرلماف إل ختصاصو المالي عمى أعماؿ الحكومة ‪ ،‬و ىو ما يمكف أف‬
‫نستشفو مف خبلؿ النص عميو في دستور المغرب لسنة ‪ 2011‬حيث تعر ض‬
‫الحكومة سنويا عمى البرلماف قانوف التصفية المتعمؽ بتنفيذ قانوف المالية خبلؿ السنة‬
‫التي تمي سنة تنفيذ ىذا القانوف ‪ ،‬و يتضمف قانوف التصفية حصيمة ميزانيات التجييز‬
‫التي إنتيت مدة نفاذىا‪.2‬‬

‫ويرخص القانوف في موارد الدولة و تكاليفيا‪ ،‬ويصادؽ مجمس نواب الشعب عمى‬
‫قانوف غمؽ الميزانية حسب الشروط المنصوص عمييا بالقانوف األساسي لمميزانية‬
‫التونسي‪.3‬‬

‫وبالنسبة لمجزائر تقدـ الحكومةلمبرلماف عرضا عف إستعماؿ اإلعتمادات المالية التي‬


‫أقرتيا لكؿ سنة مالية ‪،‬تختـ السنة المالية بتصويت البرلماف عمى قانوف يتضمف تسوية‬
‫ميزانية السنة المالية المعنية مف قبؿ كؿ غرفة مف البرلماف‪.4‬‬

‫و بالتالي فإف إضفاء الطابع الدستوري عمى قانوف تسوية الميزانية ألزـ الحكومة بتقديـ‬
‫مشروع قانوف التصفية أماـ البرلماف لمناقشة و معرفة أوجو صرؼ الماؿ العاـ‪،‬بعد أف‬
‫كانت تتما طؿ في عرضو عمى البرلماف إال بعد مرور عدة سنوات‪.‬‬

‫‪-1‬الفصل‪91‬من القانون األساسً للمٌزانٌة التونسً عدد ‪11‬المعدل والمتمم‪،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪-2‬الفصل‪19‬من دستور المغرب لسنة‪،8833‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-1‬الفصل ‪99‬مندستور تونس لسنة‪،8834‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 316‬من التعدٌل الدستوري الجزائري لسنة ‪ ،8839‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أىداف قانون تسوية الميزانية و عالقتو بالميزانية العامة لمدولة‬

‫يرمي قانوف تسوية الميزانية إلى تحقيؽ عدة أىداؼ‪،‬و لكف قبؿ التطرؽ إلى ىذه‬
‫األىداؼ ال بد مف معرفة أسس التفرقة بيف قانوف تسوية الميزانية و ميزانية الدولة مف‬
‫خبلؿ عبلقتيما ببعض‪.‬‬

‫أ‪-‬أسس التفرقة بين الميزانية العامة لمدولة و قانون تسوية الميزانية‬

‫يعتبر قانوف تسوية الميزانية أو ما يعرؼ بقانوف ختـ الحساب لمدولة عمى أنو سجؿ‬

‫حسابي تفصيمي تسجؿ فيو كافة المبالغ التي قامت الدولة بإنفاقيا فعميا و خبلؿ فترة‬
‫زمنية ماضية تقدر عادةبسنة‪.1‬‬

‫و بالتالي يمكف القوؿ بأف قانوف تسوية الميزانية ىو الصورة الفعميةلمشكؿ اإلجمالي‬
‫المتمثؿ في الميزانية التي يجب أف تغطي مجمؿ العمميات المالية لمدولة حيث تشمؿ‬
‫كافة النفقات و اإليرادات‪.2‬‬

‫فتستخدـ األرقاـ الفعمية لقانوف تسوية الميزانية كإحدى الوسائؿ في تحضير نفقات‬
‫وايرادات السنة المقبمة إضافة إلى معرفة الييئة التشريعية لمكشؼ الفعمي لما أنفقتو‬
‫السمطة التنفيذية لمعرفة مدى التزاميا باإلعتمادات المقررة و فيما تجاوزتيا‪ ،‬و أسباب‬
‫ىذه التجاوزات بيدؼ تحديد المسؤولية‪،‬وتصحيح اإلنحرافات في المستقبؿ‪.3‬‬
‫ووجو الشبو بيف قانوف تسوية الميزانية و ميزانية الدولة يتمثؿ في أف الفترة الزمنية التي‬
‫يعد عنيا الحساب الختامي تعادؿ تما ما الفترة الزمنية التي تعد عنيا ميزانية الدولة ‪.‬‬

‫‪-1‬سعد عبد العزٌز عثمان ‪"،‬مقدمة فً االقتصاد العام" ‪،‬الجزء األول ‪،‬الدار الجامعٌة للمطبوعات و النشر ‪،‬بٌروت‬
‫بدون سنة النشر ‪،‬ص‪.338‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Programme des nations unies pour le développement. parlement budget et genre ,‬‬
‫‪cuidepratiquel’usage des parlementaire, n6 UNIFEM .2004.p5‬‬

‫‪-3‬محمد طاقة ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.318‬‬

‫‪80‬‬
‫يتوجب عمى كؿ ميزانية اف يكوف ليا حساب ختامي‪ ، 1‬لمعرفة صحة التوقعات و إلى‬
‫أي حد لـ تتجاوز السمطة التنفيذية حدود الترخيص البرلماني ‪ ،‬و ذلؾ فيما يتعمؽ‬
‫بالنفقات العمومية بصفة خاصة‪.‬‬

‫لكممف الميزانية و قانوف تسوية الميزانية أىمية‪،‬فالمؤرخ و اإلحص ػ ػ ػائي ييتم ػ ػانأكثر‬
‫بالحساب النيائي ألف عمميما يعتمد عمى تسجيؿ ما مضي و تفسيره ‪ ،‬أما بالنسبة‬
‫لرجاؿ السياسة و الميتميف بيا فإف أىمية الميزانية تبدو كبيرة ألنيا تعتبر خطة لمعمؿ‬
‫أو برنامج ‪،‬تضعيا الحكومة و تصور فييا برنامجيا الذي تعتزـ القياـ بو‪،‬في المدة‬
‫المحددة ليذه الخطة التي تشتمؿ عمى تصور رقمي لمنفقات و اإليرادات العامة ‪.‬‬

‫و تصور برنامج الحكومة في مثؿ ىذه الصورة الرقمية يكشؼ كشفا دقيقا عف أىدافيا‪،‬‬
‫و يوضح صرفيا لمنفقات و تدبيرىا لمواردىا ‪.2‬‬

‫كما أف التقسيمات الواردة بالحساب الختامي و مدلوالت و مسميات تمؾ التقسيمات‬


‫يتعيف أف تتماثؿ تماما مع تمؾ الواردة بميزانية الدولة ‪ ،‬باعتبار أف موضوع كؿ منيا‬
‫نفقات و إيرادات الدولة ‪.‬‬

‫باإلضافة إلى كؿ ما سبؽ فإف كبل منيما يتـ اعتماده مف السمطة التشريعية المختصة‬
‫أما الفرؽ بينيما فيتمثؿ في أف الميزانية تعتبر تقديرات لخطة عمؿ سابقة ألوانيا في‬
‫بداية الدورة المرسومة ‪،‬في حيف الحساب الختامي ىو ختاـ الدورة يحمؿ و يدرس‬
‫الحسابات الحقيقية التي وقعت فعبل بمقارنتيا مع التنبؤات المسجمة في الميزانية العامة‬
‫مف نفقات و إيرادات في فترة زمنية سابقة‪ ،3‬كما يتـ إعداد كؿ مف قانوف تسوية ميزانية‬

‫‪ -1‬فاطمة ساجً ‪ ،‬الشفافٌة كأداة لتسٌٌر المالٌة العامة ‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمن متطلبات شهادة الماجستٌر فً إطار‬
‫مدرسة الدكتوراه فرع تسٌٌر المالٌة العامة ‪ ،‬كلٌة العلوم اإلقتصادٌة و التجارٌة و علوم التسٌٌر جامعة أبو بكر‬
‫بلقاٌد تلمسان ‪ ،‬سنة ‪، 8833-8838‬ص ‪.39‬‬
‫‪-2‬جمٌلة جمعاسً ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪ 18‬و ‪.11‬‬
‫‪-3‬عبد الحمٌد بن ناصر ‪ ،‬التخطٌط و ترشٌد اإلختبارات الموازنة ‪ ،‬رسالة ماجستٌر فً العلوم االقتصادٌة ‪،‬فرع‬
‫التخطٌط‪ ،‬معهد العلوم االقتصادٌة ‪،‬جامعة الجزائر ‪ ،‬السنة الجامعٌة ‪، 3660-3661‬ص‪.9‬‬

‫‪81‬‬
‫الدولة و الميزانية العامة لمدولة مف قبؿ و ازرة المالية باعتبارىا السمطة المركزية المكمفة‬
‫بذلؾ‪.‬‬

‫ب‪-‬أىداف قانون تسوية الميزانية‬

‫ييدؼ قانوف تسوية الميزانية بناءعمى التشريع المالي المغاربي إلى‪:‬‬

‫‪ -‬تحديد الفاض أو عجز لمميزانية العامة لمدولة‬


‫‪ -‬تحديد نتائج تنفيذ الحسابات الخاصة لمخزينةوتحديد نتائج تسييرعمميات الخزينة‪.‬‬

‫‪-‬يحدد المبمغ النيائي لكؿ المداخ يؿ المقبوضة و النفقات المتعمقةبالسنة الماليةالمعنية‪.‬‬


‫‪-‬يرصد النتيجة المحاسبة لمسنة في حصيمة الحسابات‪.‬‬
‫‪-‬يصادؽ عمى اإلعتمادات اإلضافية المفتوحة‬
‫‪ -‬يثبت التجاوزات في اإلعتمادات المفتوحة ويأذف بتسويتيا ‪.‬‬
‫‪-‬يثبت إلغاء اإلعتمادات غير المستعممة ‪.‬‬

‫‪ -‬تحديد التقديرات األصمية و الترخيصات الجديدة و الدفوعات الموزعة حسب األبواب‬


‫و األقساـ و الفصوؿ بال نسبة لمصاريؼ ميزانية الدولة و الميزانيات المعمقة ‪.‬‬
‫‪-‬تحديد التقديرات األصميةوالتنقيحات واإلستخبلصات موزعة حسب األبواب والفصوؿ‬
‫بالنسبة إليرادات نفس الميزانيات‪.‬‬

‫‪-‬المقارنة بيف المبمغ اإلجمالي لتقديرات اإلرادات والمصاريؼ وعند اإلقتضاء التنقيحات‬
‫المدخمة عمييا مف جية واإلنجازات مف جية أخرى بالنسبة لكؿ ميزانية مؤسسة عمومية‬
‫و لكؿ حساب خاص في الخزينة ‪.‬‬

‫‪-‬تحديد إنجازات حسابات أمواؿ المشاركة عمى مستوى المواردوالنفقات‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫‪-‬تحديد إنجازات الصناديؽ الخاصة عمى مستوى الموارد و النفقات‪.1‬‬

‫كما يرمي قانوف تسوية الميزانية إلى تحقيؽ عدة أىداؼ منيا‪:2‬‬

‫‪-‬إجراء مقارنة بيف األرقاـ الفعمية واألرقاـ المقدرة لكؿ مف النفقات العمومية و‬
‫اإليرادات العمومية و بالتالي يمكف معرفة صحة تقديرات الميزانية العامة و مطابقتيا‬
‫لمواقع ‪ ،‬و بالتالي فيو وسيمة لتحسيف طرؽ التقديرات و التنبؤ و تقميؿ احتماالت الخطأ‬
‫في الميزانية السابقة ‪.‬‬

‫‪ -‬يكشؼ الحساب النيائي عف التجاوزات المبالغ فييا لبعض التقديرات حتى يمكف‬
‫مراجعتيا‪،‬وأخذىا بعيف اإل عتبار في حالة وجود تخطيط مالي طويؿ األجؿ ‪.‬‬
‫‪-‬يعتر قانوف تسوية الميزانية وسيمة لممراجعة لمتأكد مف التزاـ الحكومة بتنفيذ ما‬
‫اعتمدتو السمطة التشريعية مف نفقات عامة ‪.‬‬

‫‪-‬يساعد قانوف تسوية الميزانية عمى كشؼ األخطاء و اإلنحرافات و يضع المسؤولية‬
‫عمى الحكومة و يجبرىا عمى إحتراـ التعميماتو القوانيف المالية ‪،‬كما يقمؿ و يقمص مف‬
‫نفوذ و ىيمنة السمطة التنفيذية و بعض المغاالة التي تحدث في صرؼ النفقات ‪.3‬‬

‫‪-‬كماييدؼ إلى اإلقرار بفتح اإلعتمادات التي تـ إجرائيا عف طريؽ ق اررات التسبيؽ‬
‫المتخذة أثناء السنة المالية ‪.4‬‬

‫‪ -3‬لقد بٌن المشرع فً الدوا المغاربٌة أهمٌة قانون تسوٌة المٌزانٌة من خالل المادة ‪ 11‬من قانون رقم ‪31 -04‬‬
‫المتعلق بقوانٌن المالٌة الجزائري و المادة ‪ 94‬من القانون التنظٌمً للمالٌة المغربً رقم ‪ ، 318-31‬و كذلك‬
‫الفصل ‪ 41‬من القانون األساسً للمٌزانٌة التونسً عدد‪ 11‬المعدل و المتمم‪.‬‬
‫‪ -2‬عبد الحمٌد عبد المطلب ‪ ،‬إقتصادٌات المالٌة العام ة ‪ ،‬الدار الجامعٌة ‪،‬اإلسكندرٌة ‪، 8884 ،‬ص ‪.98‬‬
‫‪-3‬أعاد علً حمود القٌسً ‪ ،‬المالٌة و التشرٌع الضرٌبً ‪ ،‬مكتبة كنعان ‪،‬ط‪، 3‬عمان‪، 3669 ،‬ص‪.388‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-François DERUEL , et Jacques BUISSON , budget et pouvoir financier ,13ème édition,‬‬
‫‪Dalloz , Paris, 2001, p14.‬‬

‫‪83‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬طرق إعداد الحسابات النيائية لمسنة‬

‫الميزانية العامة لمدولة ىي حجر األساس في النظاـ المحاسبي الحكومي ‪،‬ييدؼ ىذا‬
‫النظاـ في المقاـ األوؿ إلى تحقيؽ المتابعة المالية البحتة لمتحصيؿ و اإلنفاؽ الحكومي‬
‫وال ييدؼ إلى المسائمة عف العمميات أو عف قياس كفاءة األداء‪ ،‬فمنذ بداية إستخداـ‬
‫ىذا النظاـ إلى يومنا ىذا ‪،‬لـ يط أر عمى اليدؼ أي تغيير رغـ المحاوالت الجادة‬
‫لتطويره في مجاؿ قيا س كفاءة األداء بنفس درجة الدقة التي تمكف بيا نظاـ المحاسبة‬
‫المالية قياسو عند استخدامو في قطاع األعماؿ ‪.‬‬

‫و لما كاف قانوف تسوية الميزانية ييتـ برصد و تسجيؿ جميع العمميات المالية خبلؿ‬
‫السنة المال ية ‪،‬فإف إعداد الحسابات النيائية لمسنة يثير مشكمة معالجة المبالغ التي‬
‫يستحؽ عمى الحكومة دفعيا خبلؿ السنة المالية ‪،‬ألف الدفع الفعمي و الحقيقي ليا ال‬
‫يكوف إال في السنة المالية المقبمة ‪،‬أو تمؾ المبالغ التي تستحؽ لمدولة‪ ،‬لكف المديف ال‬
‫يقوـ بدفعيا فعبل في السنة المالية التالية ‪ ،‬إف معالجة ىذه المبالغ يختمؼ مف دولة إلى‬
‫أخرى و عمى أساس النظاـ المحاسبي المتبع في تمؾ الدوؿ إال أنو مف الناحية العممية‬
‫ىناؾ طريقتيف لقياس النتائج في المحاسبة الحكومية و ىي الطريقة الفرنسية القائمة‬
‫عمى أساس االستحقاؽ ‪،‬و الطريقة اإلنجميزية القائمة عمى األساس النقد ي‪ ،1‬و بالتالي‬
‫فإف تبويب الميزانية و تقدير بياناتيا عمى أسس سميمة ‪ ،‬يساعد في تحقيؽ ىذه‬
‫األىداؼ األساسية لممحاسبة الحكومية ‪ ،‬أال و ىو تحقيؽ الرقابة المالية و ليس الرقابة‬
‫عمى كفاءة األداء ‪ ،‬ىذ ه الحقيقة أصبحت مف بديييات المحاسبة الحكومية‪.‬‬

‫ليذا نتساءؿ عما إذا كاف إستخداـ أساس االستحقاؽ أو األساس النقد ي عبلقة‬
‫بقياس كفاءة األداء‪.‬‬

‫‪ -1‬حامد عد المجٌد دراز ‪ ،‬و سمٌر إبراهٌم أٌوب ‪ ،‬مبادئ المالٌة العامة ‪،‬الدار الجامعٌة ‪،‬اإلسكندرٌة ‪،8881،‬‬
‫ص‪.96‬‬

‫‪84‬‬
‫تشير الدالئؿ إلى أنو ال أساس االستحقاؽ و ال أساس النقد عمى عبلقة بكفاءة األداء‬
‫وبالتالي فإنما نشيده مف إستخداـ أساس اإلستحقاؽ مف قبؿ مف يدافع عنو متػ ػ ػعمؽ‬
‫بأشياء أخرى ليس ليا عبلقة بكفاءة األداء‪ ،‬و عمى سبيؿ المثاؿ تضخـ اإليرادات أو‬
‫تخفيض حجـ اإلنفاؽ المالي ‪.1‬‬
‫أوال ‪ :‬أساس اإلستحقاق أو طريقة التسيير‬
‫و يعني أف تتضمف حسابات السنة المالية جميع اإليرادات و النفقات المترتبة عمى‬
‫تصرفات تمت خبلليا دوف إعتبار لمتاريخ الذي حصمت فيو اإليرادات أو أنفقت فيو‬
‫المصروفات ‪،‬و تعطي ىذه الطريقة لمسنة المالية شخصية قائمة بذاتيا تضاؼ إلييا‬
‫كؿ الحقوؽ و تستحؽ عمييا كؿ االلتزامات التي تنشأ خبلليا ‪ ،‬و لي ػذا فإف البع ػض‬
‫يطمؽ عمييا طريقة السنة المالية و يبقى األخذ بأساس االستحقاؽ إجراء التس ػ ػويات‬
‫البلزمة لتحديد ما يخ ص كؿ سنة مالية مف اإليرادات و النفقات و تحميميا بيا ‪.‬‬

‫يتبع اإلستحقاؽ أصبل في المشروعات التجارية و مف مزاياه أنو يصور حساب كؿ سنة‬
‫مالية تصوي ار صحيحا ‪ ،‬غير أنو لتطيؽ ىذا األساس في الدولة ال بد مف إلحاؽ مدة‬
‫إضافية بالنسبة لمسنة المالية التي قد تطوؿ في بعض األحياف ‪ ،‬و ذلؾ حتى يتيسر‬
‫تسوية نتائج عمميات اإليرادات و الصرؼ المرخص بيا بمقتضى قانوف الميزانية ‪،‬‬
‫ومتابعة تسوية الحقوؽ واإللتزامات الخاصة بالسنة المالية ‪،‬و يمتاز ىذا النظاـ بإظيار‬
‫الصورة الحقيقية لموارد الدولة و نفقاتيا خبلؿ السنة المالية‪ ،‬إال أف تطبيؽ ىذه الطريقة‬
‫يقتضي و خبلفا لما ىو متبع في حسابات المشاريع أف تظؿ الحسابات مفتوحة بعد‬
‫نياية السنة المالية ‪ ،‬حتى يتـ تسوية كؿ ىذه الحسابات و المستحقات وال يخفى أف‬
‫ىذا يتطمب مرور وقت طويؿ تظؿ فيو ىذه الحسابات مفتوحة‪،‬كما أف ضرورة اإلحتفاظ‬

‫‪ -1‬صااااااالح باااااان راشااااااد العماااااااري ‪ ،‬ا" ألساااااااس النقاااااادي أو االسااااااتحقاق" ‪ ،‬مجلااااااة الرٌاااااااض اإلقتصااااااادي‪،‬أم‬
‫القرى‪،‬عدد‪31863‬بتارٌخ‪ 81‬أكتوبر ‪ ،8881‬ص‪.3‬‬

‫‪85‬‬
‫بحسابات كؿ سنة مالية منفصمة عف األخرى أمر ضروري لكي ال تتداخؿ الحسابات‬
‫مع بعضيا ‪ ،‬مما يؤدي إلى إرتباؾ العمؿ و تأخر صدور الحسابات النيائية لمدولة ‪.1‬‬

‫فبالرغـ مف مزايا ىذا النظاـ إال أنو ال يخمو مف االنتقادات كغموض المركز المالي‬
‫لمدولة لتأخر تحديد النتائج الفعمية لكؿ سنة مالية ‪،‬و صعوبة تحديد المخالفات المالية‬
‫التي ال تكتشؼ إال بعد سنوات مف وقوعيا ‪ ،‬زيادة عف عدـ توفر البيانات البلزمة‬
‫إلعداد تقديرات ميزانية السنوات المالية التالية ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬األساس النقدي (طريقة التسوية)‬


‫يقصد بو أف تثبت في حسػ ػ ػاب السنة الم ػالية ما تحصمو الوحػدة مف إي ػ ػ ػرادات و ما‬
‫تصرفو مف نفقات خبلؿ السنة ‪ ،‬حتى و لو كاف الحؽ في تمؾ اإليرادات أو اإلل ػتزاـ‬
‫بيذه المصروفات سابقا لمسنة المالية أو الحقا ليا ‪ ،‬و يكوف الحس ػاب الختامي لػ ػ ػيذا‬
‫الوضع حسابا ماديا ال شأف لو ببياف ما ينشأ لموحدة مف حقوؽ و ما يترتب عمييا مف‬
‫إلتزامػ ػات ‪،‬و مف ثـ فمي ػس ىناؾ ما يدعو لع ػمؿ تسويات جرديو في نياية الس ػ ػنة‬
‫المالية‪ ،‬و بيذه الحقوؽ واإللتزامات و تطبيقا ليذا األساس فإف بقايا إعتمادات الميزانية‬
‫التي ال تصرؼ حتى نياية السنة المالية تمغي ‪،‬ألنو ال داعي لئلحتفاض بيا‪.‬‬

‫إف مواجية ما قد يكوف ىناؾ مف التزامات نشأت خبلؿ السنة المالية ولـ تصرؼ‬
‫قيمتيا قبؿ نيايتيا يكوف بالتسوية عمى إعتمادات السنة التي يتـ الوفاء بيا‪،‬وكذلؾ‬
‫الحاؿ فيما يتعمؽ باإلرادات فاف ما يحصؿ منيا بعد انتياء السنة المالية التي استحقت‬
‫فييا يضاؼ إلى حساب السنة التي حدث فييا التحصيؿ ‪ ،‬و يستتبع ذلؾ أنو ال يجوز‬
‫قيد اإليرادات المستحقة لمسنة المالية كديف عمى األفراد أو الييئات الخاصة باإلضافة‬
‫إلى حساب اإليرادات‪.2‬‬

‫‪-1‬حامد عبد المجٌد دراز ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.96‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسه ‪،‬ص‪. 96‬‬

‫‪86‬‬
‫وتمتاز ىذه الطريقة بالبساطة و تصويرىا لحالة الخزينة العامة تصوي ار دقيقا وواضحا‬
‫وامكاف إقفاؿ الحسابات و إعداد الحساب الختامي في نياية السنة المالية ‪ ،‬غير أنو‬
‫يعاب عمييا أنيا و إف صورت حساب الخزينة فإنيا ال تصور الحسابات المالية‬
‫تصوي ار دقيقا ‪،‬و بالتالي ال يتيسر إستخبلص النتائج الصحيحة لتنفيذ الميزانية العامة ‪،‬‬
‫ومعرفة المركز المالي الحقيقي لمسنة المالية‪،‬وذلؾ لتجاىؿ الحقوؽ و الديوف المترتبة‬
‫لمخزينة العمومية أو عمييا و التي لـ تحصؿ أو تصرؼ خبلؿ السنة المالية و إلى‬
‫جانب ذلؾ فإف تعجيؿ أو تأخير الصرؼ يؤدي إلى إظيار السنة المالية عمى غير‬
‫حقيقتيا ‪،‬مما يؤدي إلى نقؿ مبالغ كثيرة مف سنة إلى أخرى ‪.‬‬

‫و فضبل عف ىذا فإف إتباع األساس النقدي قد يغري المصالح بالصرؼ قبيؿ إنقضاء‬
‫السنة المالية إلستنفاذ بقايا اإلعتمادات ‪،‬أو قد يدفع بيا إلى تأجيؿ بعض المبالغ‬
‫المستحقة إلى السنة التالية تخفيفا عف ميزانية السنة المنتيية ‪،‬يضاؼ إلى ما سبؽ أنو‬
‫يمكف إتباع األسا س النقدي لتحقيؽ توازف صوري في ميزانية الدولة و ذلؾ بإفتراض أف‬
‫مصروؼ يستحؽ في سنة مالية لف يصرؼ إال في السنة البلحقة‪ ،‬وبيذا تتضخـ‬
‫اإليرادات في الحالة األولى و تقؿ المصروفات في الحالة الثانية و يكوف توازف‬
‫الميزانية شكميا فقط ‪.‬‬

‫جرى العمؿ في الوحدات اإلدارية في كثير مف الدوؿ عمى إستخداـ األساس النقدي‬
‫سواء في وضع تقديرات ميزانياتيا أو إمساؾ حسابيا‪،‬واذا كانت بعض الدوؿ قد بدأت‬
‫في الخروج عمى ىذا األساس في الكثير مف الحاالت ‪،‬و إلى جانب األساس النقدي‬
‫وأساس اإلستحقاؽ يوجد أساس عبارة عف مزيج بيف األساسيف ‪،‬يتمثؿ في األساس‬
‫المعدؿ حيث يتبع في المحاسبة الحكومية كاآلتي‪:‬‬

‫اإليرادات‪ :‬يؤخذ باألساس النقدي بمعنى أنو ال يعتبر إيرادا متعمقا بالسنة إال ما تـ‬
‫تحصيمو فعبل خبلؿ السنة سواء كاف متعمقا بنفس السنة أو سنوات سابقة أو الحقة ‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫النفقات‪ :‬يؤخذ بأسس اإلستحقاؽ في بعض المصروفات كمرتبات و أجرة الخدمات أما‬
‫الباقي فيأخذ باألساس النقدي ثمف مشتريات األصناؼ ‪.1‬‬

‫و تتبع بمداف المغرب العربي طريقة التسيير المعدؿ ‪،‬نظ ار لسيولتيا وبساطتيا‪،‬بحيث‬
‫يمكف االستعانة بيا واالعتماد عميياكؿ سنة بشاف مختمؼ العمميات المالية الخاصة‬
‫باإلنفاؽ والتحصيؿ‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬األسسالدستوريةوالقانونية لقانون تسوية الميزانية‬

‫تعود جذور قانوف تسوية الميزانية إلى قانوف المالية الفرنسي الصادر في‬
‫‪ 1817/03/25‬حيث نصت المادة ‪ 51‬منو عمى إلزامية توضيح أوجو اإلنفاؽ و‬
‫التحصيؿ مف خبلؿ تقديـ الحسابات لممراقبة ‪،2‬في حيف أرجعو البعض إلى نص‬
‫المادة الرابعة عشر (‪ ) 14‬مف إعبلف الحقوؽ الفرنسي الصادر في ‪ 6‬أوت ‪1789‬‬
‫التي نصت عمى حؽ كؿ فرد في اإلطبلع و معرفة طرؽ و كيفية اإلنفاؽ و المجاالت‬
‫المخصصة لمضرائب المقتطعة مف ذمتيـ المالية‪ ،‬ظؿ ىذا النص و لمدة طويمة بمثابة‬
‫نصا شكميا ‪ ،‬و ما كاف معموؿ بو ىو مبدأ الرضا بالضريبة فحسب ‪ ،‬بؿ و أكثر مف‬
‫ذلؾ فإف مبادئ الميزانية مف مبدأ الوحدة و الشمولية و التخصص لـ يكف موجودا‬
‫بعد‪،3‬غير أف نص المادة ‪ 14‬مف إعبلف الحقوؽ عرؼ التطبيؽ الفعمي بمقتضى قانوف‬
‫‪ 1818‬الذي نص عمى ضرورة تقديـ قانوف خاص(قانوف ضبط الميزانية)‪ ،‬إلى‬
‫البرلماف قبؿ تقديـ قانوف المالية السنوي ‪،‬وتضمف ىذا القانوف ضرورة إعادة النشر‬
‫السنوي لمحسابات المالية لمدولة ‪ ،‬و عمى غرار ما ىو معموؿ بو في فرنسا نجد‬
‫المشرع في دوؿ المغرب العربي إنتيج نفس المنيج بالنص صراحة عمى حؽ البرلماف‬

‫‪ -3‬المحاسبة الحكومٌة و النظام المحاسبً فً الوحدات الحكومٌة ‪30‬جانفً‪،8839‬ص‪4‬‬


‫‪.www.accdiscussion.com.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Goutal Arnal VALERIE ,Rigueur transparence et contrôle"la politique du marquis‬‬
‫‪d'audiffret en matière de comptabilité publique" R.F.F ,P , N86, 2004, p42.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Guy Durand, Finances publiques, édition D.G.J,Paris, 1998, p80.‬‬

‫‪88‬‬
‫في مباشرة إختصاصو المالي بواسطة قانوف تسوية الميزانية ‪،‬وفقا إلجراءات قانونية‬
‫سواء ما تعمؽ منيابمواعيد إيداعػ ػ والنص ػاب القانوني إلج ػراء عممي ػة التص ػ ػويػ ػ ػت (الفرع‬
‫األوؿ)‪ ،‬وبناءعمى وثائؽ ترفؽ بالمشروع منأجؿ إثراءه (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬اإلجراءات القانونية لتقديم و التصويت عمى قانون تسوية الميزانية‬

‫حسب مقتضيات المادة ‪ 179‬مف التعديؿ الدستوري الجزائري لسنة ‪2016‬‬


‫والمادة‪ 156‬مف التعديؿ الدستوري لسنة‪ 2020‬تقدـ الحكومة لكؿ غرفة مف البرلماف‬
‫عرض عف إستعماؿ اإلعتمادات المالية المدرجة في قانوف المالية لمسنة ‪،‬وتختـ السنة‬
‫المالية بتصويت البرلماف عمى قانوف تسوية الميزانية عمى مستوى المجمس الشعبي‬
‫الوطني و مجمس األمة عمى التوالي ‪ ،‬كما ألزـ قانوف ‪ 17-84‬المتعمؽ بقوانيف المالية‬
‫في مادتو ‪ 68‬الحكومة عمى تقديـ قانوف ضبط الميزانية مرفقا بقانوف المالية السنوي‪1‬و‬
‫تعود جذور ىذا النص إلى المادة ‪ 187‬مف دستور ‪ 1976‬التي تقتضي بأف تقدـ‬
‫الحكومة في نياية كؿ سنة مالية ‪ ،‬إلى المجمس الشعبي الوطني عرضا حوؿ إستعماؿ‬
‫اإلعتمادات المالية ‪ ،‬التي أقرىا المجمس لمسنة المالية المعنية‪،2‬و تختـ السنة المالية‬
‫بتصويت مف البرلماف عمى قانوف ضبط الميزانية ‪،‬كماألزـ القانوف ‪15/18‬المتعمؽ‬
‫بقوانيف المالية الحكومة عمى تقديـ قانوف ضبط الميزانية مرفقا بقانوف المالية السنوي‪.‬كما‬
‫نصت المادة ‪ 03‬مف قانوف رقـ ‪ 04-80‬عمى أف المجمس الشعبي الوطني ‪ ،‬وفي‬
‫إطار ممارسة وضيفة المراقبة يقوـ سنويا بالرقابة عمى إستعماؿ اإلعتمادات المالية ‪،‬‬
‫التي أقرىا المجمس الشعبي الوطني‪.3‬‬

‫‪-1‬إبراهٌم بن داود ‪ ،‬الرقابة على النفقات العامة ‪،‬دار الكتب الحدٌث ‪،‬الجزائر‪، 8886 ،‬ص‪. 309‬‬
‫‪-2‬محمد خالصً ‪ ،‬عملٌة تحضٌر المٌزانٌة العامة للدولة فً الجزائر ‪ ،‬مذكرة مقدمة لنٌل شهادة الماجستٌر فً‬
‫القانون العلم تخصص إدارة و مالٌة‪،‬معهد الحقوق ‪،‬الجزائر‪ ،3600،‬ص‪.360‬‬
‫‪ -1‬قانون رقم ‪ 84-08‬المؤرخ فً ‪ 3‬مارس ‪ 3608‬و ٌتعلق بممارسة وظٌفة المراقبة من قبل المجلس الشعبً‬
‫وطنً‪،‬جرٌدة رسمٌةعدد ‪38‬لسنة‪.3608‬‬

‫‪89‬‬
‫أما بالنسبة لممشرع المغربي فيجد قانوف تصفية الميزانية أساسو الدستوري في نص‬
‫الفصؿ ‪ 76‬مف دستور المغرب لسنة ‪، 2011‬حيث تعرض الحكومة سنويا عمى‬
‫البرلماف قانوف التصفية المتعمؽ بتنفيذ قانوف المالية خبلؿ السنة الثانية التي تمي سنة‬
‫تنفيذ قانوف المالية السنوي ‪،‬كما تـ تأكيد ذلؾ بموجب نص المادة ‪ 163‬مف النظاـ‬
‫الداخمي لمجمس النواب المغربي التي نصت عمى ما يمي‪" :‬تعرض الحكومة سنويا عمى‬
‫مجمس النواب قانوف التصفية المتعمؽ بتنفيذ قانوف المالية خبلؿ السنة الثانية التي تمي‬
‫سنة تنفيذ ىذا القانوف و يتضمف قانوف التصفية حصيمة ميزانيات التجييز التي إنتيت‪.‬‬

‫في حيف نجد المشرع التونسي نص عمى األسس الدستورية لقانوف غمؽ الميزانية‬
‫بموجب الفصؿ ‪ 66‬مف دستورسنة ‪ :2014‬يصادؽ مجمس نواب الشعب عمى مشاريع‬
‫قوانيف المالية و غمؽ الميزانية " ‪.‬‬

‫و بالمقابؿ نجد القانوف األساسي لمميزانية مف خبلؿ الباب الثاني المعنوف بغمؽ ميزانية‬
‫الدولة مف الفصؿ ‪ 45‬إلى الفصؿ ‪ 48‬أكد ىو اآلخر عمى ىذا األساس‪.‬‬

‫كما يعتبر قانوف تسوية الميزانية مف بيف العناصر األساسية في التشريع المالي‪،‬‬
‫وقاعدة ىامة إلعداد قوانيف المالية البلحقة ‪ ،‬بحيث يسمح البرلماف بتقديـ نتائج التنفيذ‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬‬ ‫الفعمي ‪ ،‬عف طريؽ إجراء المقارنة و بذلؾ فيو وسيمة رقابية فعالة تمنح لمبرلماف‬
‫تخضع عممية تقديـ قانوف تسوية الميزانية إلى مجموعة مف اإلجراءات سواء ما تعمؽ‬
‫والنصاب القانوني إلجراءعممية التصويت عميو ‪.‬‬ ‫منيا بمواعيد إيداعو‬
‫أوال ‪ :‬ميعاد تقديم قانون تسوية الميزانية‬

‫إف تحديد ميعاد لتقديـ الحكومة لقانوف تسوية الميزانية عمى البرلماف يؤدي مف الناحية‬
‫العممية إلى تفعيؿ اإلختصاص المالي لمبرلماف في ىذا الجانب ‪،‬فوجود نص قانوني‬

‫‪1‬‬
‫‪- Michel BOURRIER , Nouvel gouvernance et philosophie de loi organique du‬‬
‫‪01/08/2001 aux frontière du réel et de l'utopie, R.F.F ,p n°86 2004, p201-202.‬‬

‫‪90‬‬
‫يعني بتحديد ميعاد لتقديـ الحكومة لنتائج السنة المالية المعنية ‪،‬يوحي بوجود إلزامية‬
‫قانونية مفروضة ع مى الحكومة بوجوب تقديـ ىذا القانوف ‪،‬و الذي يعتبر الوسيمة‬
‫األكثر فعالية في تحديد مسار اإلعتمادات المالية األولية أو التكميمية ‪،‬غير أف عدـ‬
‫تحديد ميعاد قانوني إليداع قانوف تسوية الميزانية يترؾ الباب مفتوحا أماـ الحكومة‬
‫لتقديـ القانوف‪ ،‬أو تأخيره يصؿ إلى درجة إضعاؼ االختصاص المالي لمبرلماف و يفرغ‬
‫قانوف تسوية الميزانية مف محتواه‪،‬و قد تتمادى الحكومة في عدـ تقديمو أصبل لممناقشة‬
‫البرلمانية مما يشكؿ عرقمة حقيقية لمعمؿ البرلماني ‪.‬‬

‫فبالنسبة لمتشريع الجزائري والتونسي ال يوجد نص يتضمف إيداع مشروع قانوف تسوية‬
‫الميزانية ‪،‬إال في ظؿ القانوف العضوي رقـ‪ 15/18‬المتضمف قوانيف المالية الجزائري‬
‫بضرورة تقديمو قبؿ األوؿ مف أوت مف السنة عمى مكتب المجمس‬ ‫الذي قضي‬
‫الشعبي الوطني المتضمف تسوية الميزانية بالسنة المالية‪. 1-‬‬

‫يحيؿ رئيس‬ ‫أما بالنسبة لتونس في ظؿ القانوف األساسي لمميزانية لسنة‪2019‬‬


‫الحكومة إلى مجمس نواب الشعب مشروع غمؽ ميزانية الدولة التي تسبؽ سنتييف السنة‬
‫المعنية بإعداد مشروع قانوف المالية لسنة‪.1‬‬

‫مقارنة بالتشريع المغربي في المادة ‪ 65‬مف القانوف التنظيمي لممالية ‪ 130-13‬التي‬


‫تنص عمى ‪":‬طبقا لمفصؿ ‪ 76‬مف الدستور يودع مشروع قانوف تصفية الميزانية‬
‫المتعمؽ بتنفيذ قانوف المالية سنويا باألسبقية بمكتب مجمس النواب في أجؿ أقصاه‬
‫نياية الربع األوؿ مف السنة الثانية التي تمي سنة تنفيذ قانوف المالية المعني" ‪،‬و بذلؾ‬
‫يكوف المشرع المغربي قد إ نتيج نيج المشرع الفرنسي الذي حدد مدة إيداع قانوف ضبط‬
‫الميزانية مف خبلؿ المادة ‪ 46‬مف القانوف الفرنسي رقـ ‪ 692-2001‬و التي نصت‬
‫بوجوب تقديـ قانوف ضبط الميزانية قبؿ ‪ 1‬جواف مف سنة تنفيذ الميزانية التي تتعمؽ بو‬

‫‪-1‬الفصل‪ 99‬من القانون األساسً المٌزانٌة التونسً لسنة‪،8836‬سابق الذكر‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫و بالرجوع إلى القانوف التنظيمي لممالية المغربي رقـ ‪ 07-98‬فإنو أكد عمى أف يودع‬
‫مشروع قانوف التصفية بمكتب أحد المجمسيف ‪،‬في نياية السنة الثانية الموالية لسنة‬
‫تنفيذ قانوف المالية عمى أبعد تقدير‪، 1‬غير أف ىذا اآلجاؿ لـ يحترـ مف طرؼ الحكومة‬
‫العتبارات تقنية ‪ ،‬ليتـ البث في ىذا الشأف و بصفة نيائية مف خبلؿ دستور ‪. 2011‬‬

‫و بذلؾ نبلحظ أف في التشريع المغربي رغبة حقيقية في الحد في التأخير الذي كاف‬
‫يحصؿ بصدد قانوف تصفية الميزانية ‪،‬فبمناسبة مناقشة قانوف التصفية لسنة ‪1993‬‬

‫الذي تـ بتاريخ‪7‬ديسمبر‪2000‬بمجمس النواب‪،‬عبر النواب عند مناقشة القانونعف أسفيـ‬


‫لمتأخير الحاصؿ في تقديـ مشاريع قانوف التصفية مما جعميا مجرد قوانيف شكمية‬
‫يفقدىا التأخير مف أىميتيا و يفرغيا مف محتواىا و تغدو خالية مف أي ىدؼ محمي‪. 2‬‬

‫ثانيا‪:‬المناقشة والتصويت عمى قانون تسوية الميزانية‬

‫يتـ إعداد مشروع قانوف تسوية الميزانية بتدخؿ وزير المالية حيث يعتبر ىذا األخير‬
‫المسؤوؿ األوؿ عف تنفيذ قوانيف المالية ‪،‬بمشاركة اآلمريف بالصرؼ الذيف يقدموف‬
‫حسابات إدارية و حسابات التدبير المحاسبي ‪،‬كما ترسـ اإلدارة المالية التي تصنع‬
‫مشروع قانوف التسوية ميزاف الحسابات كما تبرز خبلصة حسابات المحاسبيف‬
‫العمومييف و مقارنتيا بكتابات اآلمريف بالصرؼ ‪.‬‬

‫وطبقا لمفصؿ ‪ 66‬مف قانوف األساسي لمميزانية التونسي لسنة‪ 2019‬يقوـ وزير المالية‬
‫بإعداد مشروع قانوف غمؽ ميزانية الدولة عمى قاعدة الحسابات الخاصة ‪،‬التي يمزـ‬
‫بتقديميا األذوف بالدفع بخصوص عممياتيـ المتعمقة بالمصاريؼ و حسابات التصرؼ‬
‫المقدمة مف طر ؼ المحاس بيف العمومييف بعد عرضيا عمى دائرة المحاسبات و تنص‬

‫‪ -1‬الفصؿ ‪ 47‬مف القانوف التنظيمي لممالية المغربي رقـ ‪، 07-98‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪-2‬تقرٌر لجنة المالٌة و التنمٌة اإلقتصادٌة حول مشروع قانون رقم ‪ٌ 99-66‬تعلق بتصفٌة مٌزانٌة لسنة‪3661‬‬
‫الوالٌة التشرٌعٌة ‪ 8888-3661‬السنة التشرٌعٌة الرابعة ‪ 8883-8888‬طبع مصلحة الطباعة و التوزٌع بمجلس‬
‫النواب ص‪.8‬‬

‫‪92‬‬
‫المادة ‪ 76‬مف القانوف التنظيمي لممالية الجزائري رقـ ‪ 17-84‬عمى أنو‪":‬يجب أف‬
‫يكوف مشروع قانوف ضبط الميزانية المقدـ ضمف الشروط المحددة ليذا العرض بموجب‬
‫األحكاـ القانونية السارية عمى ممارسة وظيفة المراقبة مف طرؼ مجمس المحاسبة"‪.‬‬
‫ومف خبلؿ كؿ ما سبؽ يظير أف قانوف تسوية الميزانية (غمؽ وضبط و تصفية‬
‫الميزانية) يذىب في نفس اإل تجاه الذي يتـ مف خبللو تحضير القانوف المالي السنوي ‪.‬‬

‫فو ازرة المالية تتمتع بالدور المييمف في إعداده مف الناحية القانونية و العممية إال أنو‬
‫وبخبلؼ قانوف المالية يتدخؿ مجمس المحاسبة في إعداد قانوف ضبط الميزانية بالنسبة‬
‫لممغرب يتدخؿ المجمس األعمى لمحسابات في إعداد قانوف التصفية ‪،1‬في حيف في‬
‫تونس تتدخؿ دائرة المحاسبات التي تق أر األرقاـ النيائية التي يتضمنيا مشروع قانوف‬
‫غمؽ الميزانية قبؿ عرضو عمى السمطة التشريعية ‪،‬بواسطة التقرير الذي تعدىحوؿ تنفيذ‬
‫العمميات المالية و التصريح العاـ بمطابقة حسابات تصرؼ المحاسبيف لمحساب العاـ‬
‫لئلدارة المالية ‪،‬كما تتميز مناقشة قانوف تسوية الميزانية بأنيا مناقشة تقنية‪،2‬والمداوالت‬
‫فييا ذات بعد سياسي ال تثير إىتماـ بعض البرلمانييف المتخصصيف ويمكف لمنواب أف‬
‫يقوموا مف خبلؿ ىذه المناقشات بتقديـ إ نتقاداتيـ بخصوص الممارسات الحكومية ‪،‬‬
‫مثؿ إلغاء اإلعتمادات أو تصحيح اإلعتمادات المستيمكة‪،‬وتجاوز اإلعتمادات المحددة‬
‫في نصوص القانوف المالي ‪ ،‬و يعتبر التصويت عمى قانوف تسوية الميزانية آلية ميمة‬
‫في يد النواب لممارسة اإلختصاص البرلماني في مجاؿ الماؿ العاـ‪.‬‬

‫‪-1‬عبد القادر التٌعالتً ‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 311‬‬


‫‪ 2‬مصفى منار ‪،‬واقع األموال العمومٌة بٌن ضعف البرلمان و هٌمنة الحكومة ‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.14‬‬

‫‪93‬‬
‫و كقاعدة عامة يتـ التصويت عمى مشروع قانوف تسوية الميزانية في دوؿ المغرب‬
‫العربي بنفس الطريقة التي يتـ بيا التصويت عمى قانوف المالية السنوي‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أىمية الوثائق المرفقة لمشروع قانون تسوية الميزانية في إ ثراء‬
‫اإلختصاص المالي لمبرلمان‬

‫تتضح أىمية قانوف تسوية الميزانية الحتوائو عمى كؿ جوانب اإلنفاؽ و التحصيؿ مما‬
‫يسمحبمعرفة نشاط الدولة خبلؿ فترة معينة ‪ ،‬إلى جانب األىداؼ التي يسعى إلى‬
‫تحقيقيا‪ ،‬و مف أجؿ إثراء مشروع قانوف تسوية الميزانية ال بد أف يرفؽ بمجموعة مف‬
‫الوثائؽ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬الوثائق المرفقة لمشروع قانون تسوية الميزانية‬

‫طبقالمقانوف العضوي رقـ‪ 15/18‬المتضمف قوانيف المالية الجزائري يرفؽ مشروع‬


‫القانوف المتضمف تسوية الميزانية كؿ سنة عمى ما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬مبلحؽ تفسيرية تتعمؽ بنتائج العمميات الميزانياتية والحسابات الخاصة بالخزينة‬


‫وعمميات الخزينة‪.‬‬

‫‪-‬حساب عاـ لمدولة ويتضمف‪ :‬الميزاف العاـ لمحسابات وحساب النتائج والحصيمة‬
‫والممحؽ أو المبلحؽ وتقييـ إلتزامات الدولة الخارجية عف الحصيمة وت ػقػريػر عرض‬

‫‪ٌ-8‬نص الفصل ‪ 96‬من القانون األساسً للمٌزانٌة التونسً لسنة‪ٌ" : 8836‬قع اإلقتراع على مشروع قانون غلق‬
‫مٌزانٌة الدولة حسب نفس الشروط المبٌنة بالنسبة لمشروع قانون المالٌة "‪ .‬نجد أن المشرع التونسً نص صراحة‬
‫على طرٌقة اإلقترع التً تكون بنفس طرٌقة التصوٌت على مشروع قانون المالٌة السنوي ‪،‬فً حٌن كل من‬
‫المشرع الجزائري و المغربً أغفال ذلك بالرغم من أنه نص صراحة على أن قوانٌن المالٌة التكمٌلٌة تعرض‬
‫للتصوٌت بنفس طرٌقة التصوٌت على قانون المالٌة السنوي و علٌه ضمنٌا ٌفهم بأن التصوٌت على قانون التسوٌة‬
‫ٌكون بنفس الطرٌقة التصوٌت على قانون المالٌة السنوي والتكمٌلً خاصة و أنه من قبٌل قوانٌن المالٌة ‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫يوضح عمى الخصوص‪،‬التغيرات في الطرؽ والقواعد المحاسبية المطبقة خبلؿ السنة‬
‫المالية‪.‬‬

‫‪-‬تقريروزاري لممرودية توضح مف خبللو الظروؼ التي نفذت فييا البرامج المسجمة في‬
‫الميزانية وكذا مدى بموغ األىداؼ المتوقعة التي يتـ قياسيا وتتبعيا مف خبلؿ مؤشرات‬
‫األداء المرتبطة بيا‪،‬والنتائج المحققة والتفسيرات المتعمقة بالفوارؽ المعاينة‪.1‬‬

‫يتـ إيداع مشروع القانوف المتضمف تسوية الميزانية والوثائؽ الممحقة بو‪،‬لدى مكتب‬
‫المجمس الشعبي الوطني قػ ػب ػػؿ أوؿ أوت مف السنة‪،‬ويتعمؽ مشروع ىذا القانوف‬
‫المتضمف تسوية الميزانية بالسنة المالية س‪.1-‬‬

‫مقارنة بالتشريع المغربي في ىذا المجاؿ ‪ ،‬فإف ىذه الوثائؽ غير كافية إلظيار‬
‫‪2‬‬
‫عمميات التنفيذ بشكؿ دقيؽ لذا أقر القانوف التنظيمي لممالية المغربي رقـ ‪130-13‬‬
‫عمى ضرورة إرفاؽ مشروع قانوف تصفية الميزانية المتعمقة بتنفيذ قانوف المالية بالوثائؽ‬
‫التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬الحساب العاـ لمدولة مدعـ بالحصيمة المحاسبية و البيانات المالية األخرى و بتقييـ‬
‫اإللتزامات الخارجة عف الحصيمة المحاسبية ‪.‬‬

‫‪ -‬ممحؽ يتعمؽ باإلعتمادات اإلضافية المفتوحة مرفقا بكؿ اإلثباتات الضرورية عند‬
‫اإلقتضاء ‪.‬‬

‫‪ -‬التقرير السنوي حوؿ نجاعة األداء المعد مف طرؼ الو ازرة المكمفة بالمالية ‪ ،‬يقوـ ىذا‬
‫التقرير بتخ ميص و تجميع تقارير نجاعة األداء المعد مف طرؼ القطاعات الو ازرية أو‬
‫المؤسسات ‪.‬‬

‫‪-1‬المادة‪ 87‬مف القانوف العضوي رقـ‪15/18‬المتضمف قوانيف المالية ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪.‬‬
‫‪-2‬المادة‪66‬مف القانوف التنظيمي لممالية المغربي رقـ‪ ،130-13‬مرجع سابؽ‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫‪ -‬تقرير حوؿ الموارد المرصدة لمجماعات الترابية‪.‬‬
‫‪ -‬تقرير يفحص نجاعة األداء‪.‬‬

‫يحيؿ المجمس األعمى لمحسابات الفردية لممحاسبيف والحساب العاـ لممممكة ‪ ،‬مع توجيو‬
‫نسخة منيا لمحكومة ‪.‬‬

‫أما بالنسبة لممشرع التونسي فبموجب القانوف األساسي لمميزانية عدد ‪ 53‬المعػ ػ ػ ػ ػ ػدؿ‬
‫والمتمـ فإنو نص عمى الوثائؽ المرفقة بمشروع قانوف المالية السنوي دوف الحديث‬
‫عف مشروع قانوف غمؽ الميزانية بالنسبة لموثائؽ المرفقة بو ‪ ،‬غير أنو تدارؾ ذلؾ مف‬
‫خبلؿ القانوف األساسي لمميزانية لسنة‪ 2019‬عمى ضرورة إرفاؽ قانوف غمؽ الميزانية‬
‫بالوثائؽ التالية‪-: 1‬التقارير السنوية لمقدرة عمى األداء‪.‬‬

‫‪-‬القوائـ المالية لمدولة‪.‬‬

‫‪ -‬تقرير محكمة المحاسبات المتعمقة بالمصادقة عمى صحة القوائـ المالية لمدولة‬
‫وسبلمتيا‬
‫‪ -‬تقرير محكمة المحاسبات المتعمؽ بغمؽ ميزانية الدولة لمسنة المالية المعنية يتضمف‬
‫التصريح بمطابقة حسابات تصرؼ المحاسبيف العمومييف لمحساب العاـ لمدولة وتحميبل‬
‫و مبل حظات حسب الميمات و البرامج لتنفيذ اإلعتمادات ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬نتائج اإلختصاص المالي البرلماني بموجب قانون تسوية الميزانية‬

‫إف دور البرلماف في المجاؿ المالي ال يتوقؼ عند حد منح الرخصة البرلمانية باإلنفاؽ‬
‫العمومي‪ ،‬بؿ يمتد إختصاصو المالي إلى تنفيذ ىذه النفقات مف خبلؿ قانوف المالي‬
‫التكميمي و الذي يتـ بموجبو فتح اعتمادات مالية إضافية إلى جانب اإلعتمادات المالية‬
‫األولية التي تـ فتحيا بموجب قانوف المالية السنوي‪،‬كما يكوف لو الحؽ و سمطة التأكد‬

‫‪-1‬الفصل‪ 90‬من القانون األساسً للمٌزانٌة التونسً لسنة‪ ،8836‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫مف مدى التقيد برخصة اإلنفاؽ المصادؽ عمييا مف طرفو و ذلؾ بموجب قانوف تسوية‬
‫الميزانية التي تبيف نتائج السنة المالية بشكؿ دقيؽ سواء في حالة وجود فائض في‬
‫الميزانية أو في حالة توازنيا أو في حالة عجزىا‪.1‬‬

‫فبالنسبة لمحالة األولى فإف قانوف تسوية الميزانية بالجزائر لسنة ‪ 1981‬و الذي تـ‬
‫التصويت عميو في سنة ‪ 1982‬قد أقر وجود فائض في الميزانية ‪،‬حيث قدرت‬
‫اإليرادات العمومية بمبمغ تسعة و تسعيف مميار و ثمانية و أربعيف مميوف و خمسمائة‬
‫وسبعة و أربعيف ألفا و خمسمائة و ستة و أربعيف دينار و ثمانية و أربعوف سنتيـ‬
‫(‪ ،)99840547546.48‬كما حدد النتائج النيائية لمنفقات العمومية لمسنة المالية‬
‫المذكورة بمبمغ سبعة و خمسيف دينار و عشرة سنتيمات ‪،‬و قدر ذلؾ الفرؽ بإثنيف‬
‫وعشريف مميار و سبع مائة و أبعيف مميوف و ثمانمائة و ستة و تسعيف ألؼ و مائة‬
‫وواحد و تسعيف دينار و ثمانية و ثبلثيف سنتيما ‪،‬و تـ رصد ىذا الفرؽ حسب المادة‬
‫‪78‬منقانوف ‪ 17-84‬قي الخزينة العامة لمدولة‪.2‬‬

‫أما بالنسبة لممغرب فحقؽ فائض في الميزانية قدر ب‪ 5.2‬مميار درىـ خبلؿ شير‬
‫يناير لسنة ‪ ، 2015‬حيث أعمنت و ازرة االقتصاد و المالية بأف المغرب منذ سنة ‪2008‬‬
‫لـ يسجؿ فائض في الميزانية ‪،‬حيث يشكؿ توازف الميزانية تساوي و توازف بيف النفقات‬
‫و اإليرادات العمومية بمثابة صؾ إبراء الذمة المالية لمحكومة مف طرؼ البرلماف بصفة‬
‫عامة و جماعية يعني إبراء كؿ وزيرعضوابالحكومة‪،3‬أما في حالة العجز في الميزانية‬
‫و عدـ تساوي في إيراداتيا ‪ ،‬فإف البرلماف يضبط و يحدد مواطف الخمؿ و يصدر‬
‫بناءعمى ذلؾ توصيات و توجييات إلى الييئة التنفيذية مف أجؿ تفادي ذلؾ مستقببل و‬
‫مواجية الوضعية الحالية‪ ،‬فدور قانوف تسوية الميزانية ىو التنبيو إلى التجاوز‬

‫‪ -1‬على زعدون ‪ ،‬المالٌة العامة ‪ ،‬دٌوان المطبوعات الجامعٌة ‪،‬ط‪ ، ،1‬الجزائر‪ ،8880 ،‬ص‪311‬‬
‫‪-2‬جمٌلة جمعاسً ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.98‬‬
‫‪-3‬على زعدون ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.311‬‬

‫‪97‬‬
‫أوالمخالفة إف وجدت و إعطاء التوجييات البلزمة لتقويميا‪،‬أي أف دوره ليس ردعيا‬
‫أوعقابيا بقدر ما ىو تقييمي تقويمي عبلجي‪ ،1‬فيظير عمى أنو مجرد عمؿ مف أجؿ‬
‫التحقؽ و المبلحظة أكثر منو عمبل رقابيا‪.2‬‬

‫‪-1‬محمد خالصً ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.883‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- Louis TROTABAS,Droit budgétaire et de comptabilité publique, 2ème édition,Dalloz,‬‬
‫‪Paris , 1978 p 186.‬‬

‫‪98‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬اإلختصاص المالي لمبرلمان في دول المغرب العربي في‬
‫مجال القوانين نات الطابع المالي وفي مجال الحسابات الخاصة لمخزينة‬

‫إيمانا مف المشرع المالي بأىمية القانوف المالي ‪،‬عمؿ عمى إعطاء السمطة التشريعية‬
‫سمطة التصويت عمى القوانيف المالية وىو ما تـ تكريسو في جميع الوثائؽ الدستورية‬
‫لمدوؿ المغاربية ‪،‬مما جعؿ البرلماف ينفرد بخاصية النظر في مشاريع قوانيف المالية‬
‫متبعا آليات العقمنة البرلمانية سواء عمى مستوى مجاؿ القانوف أوفيما يخص ضوابط‬
‫القواعد المالية التشريعية‪،‬حيث إستطاعت الممارسة البرلمانية في المجاؿ المالي أف‬
‫تفرز عدة خصوصيات كفيمة برصد آفاؽ ىذه الممارسة وتحديد إتجاه تطورىا‪،‬ولما‬
‫كانت حماية الماؿ العاـ ىي األساس في وظيفة البرلماف قبؿ أف يتطور دوره ويصبح‬
‫إختصاصو سف القانوف في جميع المياديف المحددة لو في دستور ‪ ،‬ذلؾ أف الصبلحية‬
‫المالية لمبرلماف توجد في قمب اإلختصاص البرلماني باعتباره ممثبل عف الشعب وناطقا‬
‫باسمو‪،‬وبالتالي فإن جميع التصرفات التي تنتج عنيا تكاليؼ مالية لمدولة يجب بالضرورة‬
‫عرضيا عمى البرلماف قصد الموافقة عمييا ‪،‬واال كانت غير شرعية‪،‬وانطبلقا مما سبؽ‬
‫فإنو إلى جانب إختصاصات البرلماف في مجاؿ قوانيف المالية يتمتع بإختصاصات‬
‫مالية في مجاالت أخرى تتمثؿ في المجاؿ الجبائي نظ ار لممكانة اليامة التي تحتميا‬
‫الضريبة في تمويف الميزانية العامة لمدولة‪،‬فقد جعميا ذلؾ محؿ إىتماـ دائـ مف طرؼ‬
‫مختمؼ التشريعات مف خبلؿ حرصيا الدائـ والمستمر عمى أف تفرض الضريبة عمى‬
‫أساس قواعد العدالة الضريبية المعروفة ‪،‬والتي كرستيا دساتير دوؿ المغرب‬
‫العربي(المبحث األوؿ)‪،‬كمايختص البرلماف في مخططات التنمية اإلقتصادية‬
‫واإلجتماعيةوفيالمعاىدات الدولية ذات الطابع الماليبإعتبارىا معاىدات ترتب تكاليؼ‬
‫تمزمة مالية الدولة( المبحث الثاني)‪،‬وفي مجاؿ الحسابات الخاصة لمخزينة بإعتبارىا‬
‫حسابات مستقمة عف الميزانية العامة لمدولة (المبحث الثالث)‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬التدخل البرلماني في المجال الجبائي في دول المغرب العربي‬

‫إلى جانب سمطة التصديؽ عمى الميزانية وحؽ الرقابة عمى المالية العمومية التي‬
‫يتمتع بيا البرلماف‪ ،‬توجد سمطة الجباية في قمب الوظيفة المالية لمبرلماف والتي تعتبر‬
‫أىـ إختصاصاتو ‪،‬فيو وحده مف يمنح اإلذف مف أجؿ فرض الضريبة ويرجع لمسمطة‬
‫التنفيذية إستخبلص ىذه الضرائب ‪،‬ومف ىنا ظير وتأكد حؽ البرلماف في التخصص‬
‫بسف القوانيف المتعمقة بفرض الضرائب ثـ بغيرىا مف التشريعات األخرى ‪ ،‬وىي مف‬
‫المبادئ األساسية في الدوؿ الديمقراطية ‪.1‬‬

‫إف األىمية التي يتصؼ بيا اإلختصاص البرلماني في المجاؿ الجبائي تدفعنا إلى‬
‫محاولة معالجة مختمؼ جوانبو ‪ ،‬حتى نتمكف مف إعطاء صورة واضحة عف التدخؿ‬
‫البرلماني في المجاؿ الجبائي و مختمؼ القواعد التي تحكمو مما يستدعي التطرؽ إلى‬
‫ماىية الجباية( المطمب األوؿ)‪،‬و سند اإلختصاص البرلماني في المجاؿ الجبائي‬
‫وأبعاده (المطمب الثاني)واألىمية السياسية واإلقتصادية واإلجتماعية لمسمطة الجبائية‬
‫لمبرلماف (المطمب الثالث)‪.‬‬

‫المطمب األول‪:‬ماىيةالجباية‬

‫إف أي دولة كيفماكانت طبيعتيا تعتمد بشكؿ أساسي في تغطية نفقاتياعمى الموارد‬
‫الدائمة ويمكف كذلؾ االصطبلح عمييا بالموارد العادية لمميزانية ‪،‬وىي تتشكؿ أساسا‬
‫مف الموارد الجبائية والتي تمثؿ ‪ %70‬مف مجموع مداخيؿ الميزانية العامة لمدولة‬
‫باإلضافة إلى مدا خيؿ أخرى التي تشكؿ مجتمعة ‪% 30‬فقط ‪ ،‬فإعتماد الدولة عمى‬
‫الضريبةيكاد يكوف شبو كميا ‪ ،‬وىذا بإستثناء بعض الدوؿ ذات الكثافة السكانية‬
‫البسيطةو التي تتوفر عمى ثروات تغنيياعف فرض الضرائب‪،‬وسنحاوؿ مف خبلؿ ىذا‬

‫‪ -1‬محمد عباس محرزي ‪،‬إقتصادٌات المالٌة العامة‪،‬دٌوان المطبوعات الجامعٌة ‪ ،‬ط‪ ،1‬الجزائر ‪ ، 8880،‬ص‬
‫‪.344‬‬

‫‪100‬‬
‫المطمب التعرض إلى مفيوـ الضريبة أو الجباية و تعريفيا وبياف خصائصيا والمبادئ‬
‫العامة التي تحكميا إلى جانب وظائفيا (فرع أوؿ)‪،‬و جانب األساس القانوني لمجباية‬
‫وموقعيا في التشريع المالي (الفرع ثاني )‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفيوم الجباية‬

‫وجدت الجباية خبلؿ مراحؿ طويمة ‪ ،‬حيث كانت محورالمدراسات العممية المالية‬
‫‪1‬‬
‫باعتبارىا أىـ إيرادات الدولة ‪ ،‬وتعد وسيمة أساسية لتحقيؽ أىداؼ السياسة المالية‬
‫مف جية ‪،‬وأداة لمتعبير عف عبلقات الدولة باألفراد مف جيةأخري‪،2‬وسنحاوؿ مف خبلؿ‬
‫ىذا الفرع إلقاء الضوء عمى تعريؼ الضريبة وخصائصيا (أوال )‪،‬والمبادئ التي تستند‬
‫إلييا ومختمؼ وظائفيا (ثانيا) ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬تعريف الضريبة وبيان خصائصيا‬

‫ف تعريؼ الضريبة يساعد عمى معرفة جممة الخصائص التي تتسـ بيا‪.‬‬

‫أ‪/‬تعريف الضريبة‬

‫تعرؼ الضريبة عمى أنيا إقتطاع نقدي‪ ،‬ذو سمطة‪ ،‬نيائي‪،‬دوف مقابؿ منجز لفائدة‬
‫الجماعات اإلقميمية أو لصالح الييئات العمومية اإلقميمية " ‪.3‬‬

‫كما تعرؼ عمى أنيا "مساىمة نقدية عمى المكمفيف بيا حسب قدراتيـ التساىمية والتي‬
‫تقوـ عف طريؽ السمطة بتحويؿ األمواؿ المحصمة وبشكؿ نيائي ودوف مقابؿ محدد‬
‫نحو تحقيؽ األىداؼ المحددة مف طرؼ السمطة العمومية " ‪.4‬‬

‫‪ -1‬محمد عباس محرزي ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.341‬‬


‫‪ -2‬رضا خالصً ‪ ،‬النظام الضرٌبً ‪ ،‬دار هومة ‪ ،‬الجزائر ‪ 8880 ،‬ص ‪.6‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Raymond MUZELLEC , Finances Publiques,8ème édition ,Dalloz, Paris, 1993, p 423‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Pierre BELTRAME , La fiscalité en France , 6ème édition,Paris, 1998 p 12.‬‬

‫‪101‬‬
‫ففي غياب التعريؼ التشريعي ‪ ،‬عرفت الضريبة كذلؾ أنيا فريضة مالية يدفعيا الفرد‬
‫حب ار إلى الدولة أو إحدى الييئات العامة المحمية ‪ ،‬بصورة نيائية مساىمة منو في‬
‫التكاليؼ واألعباء العامة ‪ ،‬دوف أف يعود عميو نفع خاص مقابؿ دفع الضريبة ‪.1‬‬

‫وميما إختمفت التعاريؼ فإف ىناؾ إجماع في كؿ التعاريؼ عمى أف العبلقة الضريبية‬
‫تتكوف مف طرفيف‪،‬ىما المكمؼ بالضريبة وادارة الضرائب ممثمة لمدولة‪،‬حيث يكوف‬
‫المكمؼ بالضريبة مطالب ومديف وممزـ بدفع الضرائب‪،‬أما الطرؼ الثاني في ىذه‬
‫العبلقة ىو إدارة الضرائب وىي الطرؼ القوي حيث تكوف معنية بتطبيؽ وتنفيذ القوانيف‬
‫الضريبية ‪،‬بما تممكو مف حقوؽ وسمطات خوليا ليا القانوف في ىذا الصدد‪.2‬‬

‫ب‪ /‬خصائص الضريبة‬

‫إ نطبلقا مف مجمؿ ىذه التعاريؼ المقدمة يمكف تحديد خصائصيا في أنيا ذات شكؿ‬
‫نقدي ليا طابع إلزامي ونيائي تيدؼ إلى تغطية األعباء العامة لمدولة ‪.‬‬

‫‪-1‬الضريبة فريضة مالية ‪ :‬ويقصد بيا أنيا إقتطاع نقدي مف ثروة أو دخؿ لؤلشخاص‬
‫الطبيعييف أوالمعنوييف ‪،‬وفرض الضريبة وجبايتيا بشكؿ نقدي ال يعني عدـ إمكاف‬
‫جبايتيا بصورة عينة‪ ،‬كؿ ما في األمر أف ىذه العممية ال تتـ إال في أضيؽ الحدود‬
‫وفي الظروؼ اإلستثنائية البحتة ‪،‬غيرأف ىذا اإلستثناء مف األصؿ العاـ ال يجب‬
‫التوسع فيو ‪.‬‬

‫‪ -2‬الطابع اإلجباري والنيائي لمضريبة ‪ :‬إف الضريبة توضع وبعد ذلؾ تحصؿ عف‬
‫طريؽ سمطة الجبر بإعتبارىا شكبل مف أشكاؿ إبراز واظيار سيادة الدولة‪،3‬فالضريبة‬

‫‪ -1‬سوزي عدلً ناشد ‪ ،‬الوجٌز فً المالٌة العامة ‪ ،‬دار الجامعة الجدٌدة للنشر ‪ ،‬اإلسكندرٌة‪،8888،‬ص ‪.331‬‬
‫‪-8‬فرٌدة زناتً‪،‬العالقة القانونٌة بٌن المكلف بالضرٌبة وإدارة الضرائب‪،‬رسالة ماجستٌر فً القانون العام فرع‬
‫إدارة ومالٌة جامعة أمحمد بوقره بومرداس‪ ،8838،‬ص‪.1‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Paule Marie GAUDMET , Finance Publiques , Tome 1 , Edition Montchrestien,Paris,‬‬
‫‪1981 p 23.‬‬

‫‪102‬‬
‫تفرض مف طرؼ الدولة وتحصؿ بإستعماؿ الجبر ىذا ما يجعؿ مفيوـ الجبر لمضريبة‬
‫يختمؼ عف مفيوـ القرض ‪،‬حيث ال يمكف إجبار أحد عمى إكتتاب قرض عاـ عكس‬
‫إدارة الضرائب التي تجبرالمواطف عمى أداء ضريبتو المترتبة عف ممارسة نشاط‬
‫معيف‪،‬وعميو تحصؿ الضريبة بموجب قوانيف وأوامرالسمطة العمومية إضافة إلى ذلؾ‬
‫فاألفراد يدفعوف بصورة نيائية‪.1‬‬

‫‪-3‬الضريبة تدفع ببل مقابؿ ‪ :‬حيث يقوـ المكمؼ بدفع الضريبة ‪،‬دوف أف يحصؿ عمى‬
‫نفع خاص يعود عميو وحده مقابؿ أدائو لمضريبة ‪،‬ويدفع المكمؼ الضريبة مساىمة منو‬
‫كعضو داخؿ المجتمع في تحمؿ األعباء والتكاليؼ العامة ‪.‬‬

‫‪ -4‬الضريبة أداة لتغطية األعباء العامة وتحقيؽ أىداؼ الدولة ‪ :‬فالضريبة زيادة عمى‬
‫دور ميما في تحفيز اإلستثمارات وفي إعادة توزيع‬
‫دورىا في تمويؿ الخزينة العامة ليا ا‬
‫الدخؿ الوطني ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مبادئ الضريبة ووظائفيا‬

‫أ‪ /‬مبادئ الضريبة‬

‫يقصد بالمبادئ التي تتحكـ في الضريبة جممة األسس والقواعد التي يتعيف عمى المشرع‬
‫إتباعيا عند وضع قواعد النظاـ الضريبي في الدولة وتتمخص ىذه القواعد فيما يمي ‪:‬‬

‫‪-1‬مبدأ العدالة أو المساواة ‪ :‬وذلؾ ليس بإخضاع كؿ أفراد المجتمع إلى أعباء‬
‫الضريبة بنسبة واحدة ولكف حسب مدخوليـ أو مقدراتيـ التكميفية ‪،‬ويقوؿ آدـ سميث في‬
‫ىذا الصدد ‪ " :‬يجب أف يساىـ رعايا كؿ دولة في نفقات الحكومة بحسب مقدراتيـ‬
‫النسبية بقدر اإلمكاف " أي بنسبة الدخؿ الذي يتمتعوف بو في ظؿ حماية الدولة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Michel BOUVIER , Introduction auDroit Fiscal et a la théorie de l’impôt, 2ème édition,‬‬
‫‪L.G.D.J,Paris,1998 p19.‬‬

‫‪103‬‬
‫ويمكف التفرقة بيف الضريبة كيدؼ مف أىداؼ الضريبة والعدالة كركف مف أركانيا ‪،‬‬
‫ففي الحالة األ ولى نعني التحدث عف وظيفة الضريبة كأداة لتوزيع المداخؿ بيف األفراد‬
‫وطبقات المجتمع‪ ،‬وفي الثانية يجب أف تكوف عامة وموحدة بمعنى أنيا تفرض عمى‬
‫جميع األشخاص و األمواؿ‪ .،‬فالعبء الضريبي يوزع عمى أساس مقدرة كؿ فرد عمى‬
‫الدفع‪. 1‬‬

‫‪-2‬مبدأ شرعية الضريبة‪ :‬يعني ىذا المبدأإقرار فرض الضريبة ونظاميا يدخؿ في‬
‫إطار القانوف أي في صبلحية المشرع ‪ ،‬فسمطة فرض الضريبة ال تعبر عف سمطة‬
‫تعسفية بؿ تستنتج مف رخصة تعطى بصورة غير مباشرة مف مجموعة المواطنيف ‪،‬‬
‫فعمى ىذا األساس يعتبر المشرع السمطة الوحيدة المؤىمة دستوريا في تجديد النظاـ‬
‫الضريبي ‪.2‬‬

‫‪-3‬مبدأ سنوية الضريبة ‪ :‬ويقصد بو المدة التي تقتطع فيو الضريبة والمحددة بمدة‬
‫سنة فالحكومة مضطرة سنويا بالرجوع إلى البرلماف لكي تطمب مف جديد رخصة‬
‫تمكينيا مف تحصيؿ الضريبة بصفة شرعية وال يمكف تغيير نسبتيا خبلؿ السنة‪.‬‬

‫‪-4‬مبدأ ضرورة الضريبة ‪ :‬تعتبر الضريبة مف بيف اإليرادات الضرورية لتمويؿ ميزانية‬
‫الدولة فيذه الضرورة تجد مرجعيتيا في عدـ اإلستغناء عنيا والزاميتيا في مواجػية‬
‫األعباء العم ػ ومية ‪ ،‬فبل يمكف إذا تصور تنظيـ الحياة االجتماعية وتمكيف الدولة مف‬
‫تأدية وظائفيا مف دوف تمويؿ داخمي ‪.‬‬

‫‪-5‬مبدأ اإلقتصاد في النفقات‪ :‬يجب عمى الدولة أف تختار طريقة الجباية التي تكمفيا‬
‫أقؿ النفقات‪،‬وتظير أىمية ىذا المبدأ في العصر الحديث حيث تتحمؿ الدولة نفقات‬

‫‪ -1‬عبد المجٌد فدى ‪ ،‬النظام الضرٌبً فً النظم االقتصادٌة ‪ ،‬دراسة مقاربة ‪ ،‬رسالة ماجستٌر غٌر منشورة ‪ ،‬كلٌة‬
‫العلوم االقتصادٌة وعلوم التسٌٌر ‪ ،‬الجزائر ‪ .3663،‬ص ‪.18‬‬
‫‪ٌ -2‬حٌى دنٌدنً ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.304‬‬

‫‪104‬‬
‫كبيرة في سبيؿ تحصيؿ الضرائب ومراقبة المكمفيف بالضريبة‪،‬وعميو فإقامة أجيزة إدارية‬
‫ضخمة وتوظيؼ عدد كبير مف الموظفيف مخالؼ لمبدأ اإلقتصاد في النفقات‪.‬‬

‫‪-6‬مبدأ المالئمة في الدفع‪:‬مضمونو أنو يجب عمى الدولة أف تنظـ كافة أحكاـ‬
‫الضريبة بما يتبلءـ مع الظروؼ الشخصية لممكمفيف بالضريبة‪،‬سواء بالنسبة لميعاد‬
‫الدفع أو طرقو واجراءاتو‪،‬وييدؼ ىذا المبدأإلىإقامة نظاـ جبائي يعمؿ عمى توطيد‬
‫العبلقة بيف المكمفيف بالضريبة و إدارة الضرائب‪.1‬‬

‫‪-7‬مبدأ اليقين‪:‬يقضي ىذا المبدأأف الضريبة يجب أف تكوف محددة بوضوح‪،‬وينصرؼ‬


‫ذلؾ إلى كؿ ما يتعمؽ بالضريبة مف تحديد لموعاءوالسعروميعاد وطريقة الوفاء‪.‬‬

‫إف مراعاة ىذا المبدأ تسيؿ لممكمؼ بالضريبة معرفة التزاماتو اتجاه إدارة الضرائب‪،‬ومف‬
‫ثـ يمكنو الدفاع عف حقوقو ضد أي تعسؼ أو سوء استعماؿ لمسمطة مف جانب اإلدارة‬
‫الضريبية‪،‬ولكي يتحقؽ اليقيف بيذا المعني يمزـ أمريف‪:‬‬

‫‪ -‬أف تكوف التشريعات المالية والضريبية واضحة جمية يفيميا عامة الناس دوف‬
‫عناءأوالتباس‪.‬‬

‫‪ -‬أف تجعؿ الدولة جميع القوانيف المتعمقة بما تقرره مف ضرائب وما يتفرع عنيا مف‬
‫ق اررات ولوائح وتعميماتمعمومةمنطرفعامةالناس‪.2‬‬

‫ب‪ /‬وظائف الضريبة‬

‫إف الوظيفة األساسية لمضريبة ‪ ،‬وظيفة مالية تيدؼ إلى تغطية األعباء العمومية عف‬
‫طريؽ التمويؿ الداخمي وىو مفيوـ تقميدي يتعمؽ بصورة الدولة الحارسة‪ ،‬في حيف‬
‫المفيوـ العصري لوظائؼ الضريبة يشمؿ الوظيفة اإلقتصادية واإلجتماعية ‪.‬‬

‫‪-1‬محمد الصغٌر بعلً‪ٌ،‬سري أبو العال‪،‬المالٌة العامة‪،‬دارا لعلوم‪،‬الجزائر ‪،8881،‬ص‪.94‬‬


‫‪-2‬زٌنب حسن عوض هللا‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.381‬‬

‫‪105‬‬
‫‪-1‬الوظيفة المالية لمضريبة‪ :‬حيث تعتبر الضريبة المورد األساسي في تمويؿ ميزانية‬
‫الدولة‪،‬ففي الدوؿ التي تفتقر لمثروات الطبيعية نجد ىا تعتمد عمى الضرائب المتحصؿ‬
‫عمييا مف مداخي ؿ األفراد وأرباح الشركات وتسمى بالجباية العادية وتمثؿ نسبة ‪%80‬‬
‫مف اإليرادات النيائية ليذه الدوؿ‪ ،1‬وعميو تكوف ىذه الدوؿ حريصة عمى أف تكوف‬
‫الوظيفة المالية الضريبية منتجة عندما تمزـ أكبرعدد منالخاضعيف ليا وتحد مف‬
‫اإلعفاءات الضريبية التي تأثر عمىالمردودية الجبائية‪.‬‬

‫أثرإنتقائيا‬
‫أثر إقتصاديا عاما أو ا‬
‫‪-2‬الوظيفة اإلقتصادية‪ :‬يمكف لمضريبة أف تحدث ا‬
‫حسب القطاعات اإلقتصادية ففيما يخص األثر اإلقتصادي فالضريبة توجو إلمتصاص‬
‫الفائض في القدرة الشرائية والى محاربة التضخـ ‪ ،‬أما فيما يخص األثر اإلنتقائي‬
‫يمارس مثبل عف طريؽ العقود التي تبرميا الدولة مع بعض المؤسسات اإلقتصادية‬
‫وذلؾ مقابؿ إ متيازات ضريبية شريطة أف توجػو ىذه األخيرة إستثماراتيا نحو األىداؼ‬
‫الموضوعة في سيػاسة الدولػة ‪.‬‬

‫‪-3‬الوظيفة اإلجتماعية‪:‬إستعممت الضريبة كوسيمة لئلصبلح اإلجتماعي نتيجة‬


‫إنتشار األفكار اإلشتراكية وكانت تيدؼ إلى إعادة توزيع الدخؿ الوظيفي وتقميؿ‬
‫الفوارؽ بيف الطبقات ‪،2‬كأف يقرر المشرع الضريبي تخفيفاألعباء الضريبية عمى ذوي‬
‫األعباء العائمية الكبيرة ‪ ،‬كما تستخدـ الضريبة أيضا في تطوير بعض األنشطة‬
‫اإلجتماعية كإعفاء بعض الييئات و الجمعيات التي تقدـ خدمات إجتماعية ‪،‬نشير إلى‬
‫أنو بالرغـ مف تعدد أغراض الضريبة في العصر الحديث مازالت الوظيفة المالية‬
‫لمضريبة أداة تمويمية بالدرجة األولى ‪.‬‬

‫‪ٌ -1‬حٌى دنٌدنً‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 301‬‬


‫‪ -2‬علً زغدود ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.316‬‬

‫‪106‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬األساس القانوني لمجباية وموقعيا في التشريع المالي‬

‫إف معرفة األساس القانوني لمجباية ذات أىمية بالغة ‪،‬لما يترتب عنو مف نتائج ميمة‬
‫فيما يتعمؽ بنظرتنا لمضريبة كأداة مالية ‪،‬حيث حاوؿ الفقياء في المجاؿ المالي تممس‬
‫األساس الذي يعطي لمدولة الحؽ في فرض الضرائب ‪،‬والزاـ األفراد عمى دفعيا والبحث‬
‫عف مدى الترابط والتكامؿ بيف التشريع المالي والتشريع الجبائي ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬األساس القانوني لمجباية‬

‫إف األساس القانوني لمضريبة كاف محؿ جداؿ بيف نظريات كثيرة إنتشرت في القرف‬
‫التاسع عشر‪ ،‬منيا مف أسند فرض الضريبة إلى العبلقة التعاقدية بيف الدولة والفرد‬
‫(نظرية التعاقدية)‪،‬ومنيـ مف إعتبر فرض الضريبة واجبا وطنيا ( نظرية التضامف )‬

‫أ‪-‬النظرية التعاقدية‬

‫إ عتبر أصحاب ىذه النظرية أف لمضريبة عبلقة تعاقدية بيف الدولة والفرد‪ ،‬ذلؾ أف الفرد‬
‫يدفع الضريبة عمى أساس فكرة المنفعة التي تعود عميو بموجب العقد الضمني بينو‬
‫وبيف الدولة ‪ ،‬والتي يقع عمى عاتقيا واجب حماية األفراد وتوفير األمف عمى أرواحيـ‬
‫وممتمكاتيـ‪.1‬‬

‫غير أف أنصار ىذه النظرية اختمفوا في تكييؼ طبيعة ىذا العقد‪ ،‬فإعتبره البعض عقد‬
‫بيع خدمات‪ ،‬فالدولة تبيع خدماتيا لؤلفراد مقابؿ دفع ثمف ىذه الخدمات في صورة‬
‫ضرائب‪ ،2‬غير أنو مف الصعب تقدير جية المنفعة التي تعود عمى دافع الضريبة مقابؿ‬
‫خدمات الدولة ‪ ،‬إضافة إلى ذلؾ لو كاف ىذا التكييؼ صحيح أللزمت الدولة الفئات‬

‫‪ -1‬محمود الطنطاوي الباز و طارق محمد عبد السالم ‪ ،‬المالٌة العامة والتشرٌع الضرٌبً ‪ ،‬مكتبة عٌن الشمس ‪،‬‬
‫القاهرة ‪ 8881 ،‬ص ‪.310‬‬
‫‪ -2‬محمد محرزي عباس ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.318‬‬

‫‪107‬‬
‫المحدودة الدخؿ بدفع ضرائب تفوؽ مقدرتيـ كثمف لمخدمات العامة التي تستفيد بيا‬
‫بإعتبارىا الطبقات األكثر إستفادة مف تمؾ الخدمات ‪.‬‬

‫في حيف نجد البعض صور العقد الضمني عمى أساس عقد شركة حيث أف الدولة‬
‫بمثابة شركة إنتاج والشركاء فيما بينيـ ىـ أفراد المجتمع الذيف يتحمموف النفقات‬
‫الخاصة جراء قياميـ بأداء عمؿ معيف‪ ،‬إلى جانب نفقات عامة وىي نفقات تتعمؽ‬
‫بخدمات المرافؽ العامة وتكوف في صورة الضرائب التي تفرضيا عمييا الدولة ‪.‬‬

‫غير أف ىذا التيار وجيت لو انتقادات تمثمت في أف الخدمات التي تقوـ بتوفيرىا‬
‫الدولة ليست مجرد خدمات مادية فقط ‪،‬وانما توجد إلى جانبيا الخدمات المعنوية‬
‫واألدبية التي يصعب تقديرىا إضافة إلى ذلؾ يستوجب أف الفئات ذات الدخؿ المرتفع‬
‫تستفيد مف الخدمات العامة بشكؿ يفوؽ إستفادة ذوي الدخؿ المحدود ‪ ،‬في حيف أننا‬
‫نجد ىؤالء األكثر إستفادة ‪.‬‬

‫ومنيـ مف إ عتبر العقد عمى أنو عقد تأميف فالمواطنوف يقوموف بدفع الضرائب لمدولة‬
‫‪1‬‬
‫‪ ،‬غير أنو مف‬ ‫كتأميف عمى الجزء الباقي مف أمواليـ واإلنتفاع بيا عمى أحسف صورة‬
‫عيوب ىذه العممية أف عقد التأميف يمزـ المؤمف بتعويض المؤمف عميو عف األضرار‬
‫التي تمحؽ بأموالو وىذا ما ال تقوـ بو الدولة ‪.‬‬

‫ب‪ -‬نظرية التضامن‬

‫مفاد ىذه النظرية أف أفراد المجتمع يسمموف بضرورة وجود الدولة ألسباب سياسية‬
‫واجتماعية‪،‬حيث تعمؿ عمى تحقيؽ مصالحيـ واشباع إحتياجاتيـ وعمى ىذا األساس‬
‫ينشأ بيف ىؤالء األفراد تضامف إجتماعي يمتزـ بموجبو كؿ منيـ بأداء الضريبة‬
‫المفروضة عميو كؿ حسب مقدرتو المالية‪ ،‬وحسب درجة يسر كؿ منيـ طبقا لما يقضي‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمد محرزي عباس ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.314‬‬

‫‪108‬‬
‫بو مبدأ التضامف اإلجتماعي‪ ،1‬لكي تتمكف الدولة مف القياـ بوظائفيا المتعددة إضافة‬
‫عمى إ رتباط ىذه النظرية بفكرة السيادة التي تمارسيا عمى مواطنييا وعمى األجانب‬
‫المقيميف في الدولة في المساىمة في األعباء والتكاليؼ العمومية ‪ ،‬ودفع الضريبة‬
‫المفروضة عمييـ ‪.‬‬

‫مف خبلؿ ما سبؽ يتضح أف نظرية التضامف اإلجتماعي تمثؿ السند القانوني والشرعي‬
‫الذي ترتكز عميو الدولة لبسط سمطتيا فيما يخص فرض الضرائب عمى المقيميف عمى‬
‫إقميميا ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬موقع التشريع الجبائي من التشريع المالي‬

‫إف التشريع الضريبي فرع مف القانوف المالي ‪ ،‬يتكفؿ بتنظيـ األسس والقواعد المتعمقة‬
‫بتقدير اإليرادات العامة السيادية وجبايتيا والعبلقات القانونية التي تنشأ فيما بيف‬
‫السمطات الضريبية والمموليف ( المكمفيف بالضريبة )‪.2‬‬

‫في حيف لمتشريع المالي مفيوـ عاـ واسع النطاؽ ‪ ،‬يشمؿ كؿ القوانيف واألنظمة المالية‬
‫عمى عكس التشريع الضريبي الذي ىو جزء مف الكؿ ‪ ،‬األكثر تخصصا بتناوؿ‬
‫الضرائب والرسوـ وىما مورداف عادياف مف الموارد العامة‪ ، 3‬وعميو فالتشريع الضريبي‬
‫ىو مجموعة مف الضرائب والفرائض‪ 4‬التي تمزـ رعايا دولة معينة واألجانب المقيميف‬
‫فييا في زمف محدد ‪ ،‬بأدائيا لمسمطة العامة عمى إختبلؼ مستوياتيا مف مركزية‬
‫أومحمية ‪ ،‬حيث مف خبلؿ ىذا التعريؼ يظير التكامؿ بيف التشريع الضريبي والتشريع‬
‫المالي بإعتباره متمما لو ألنو جزء منو ييدؼ إلى ‪:‬‬

‫‪ -1‬محمد الكامل شلغوم‪ ،‬أساس حق الدولة فً قرض الضرٌبة ‪ ،‬مجلة العلوم القانونٌة والشرعٌة كلٌة الحقوق‬
‫جا معة الزاوٌة العدد السابع ‪ ،‬لٌبٌا‪،‬دٌسمبر ‪، 8831‬ص‪. 6‬‬
‫‪ -2‬أحمد بدٌع بلٌح ‪ ،‬التشرٌع الضرٌبً والضرٌبة على الدخل ‪ ،‬منشأة المعارف ‪،‬اإلسكندرٌة ‪ 3601 ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪ -3‬فوزي عطوي ‪ ،‬التشرٌع الضرٌبً اللبنانً من النظرٌة والتطبٌق ‪ ،‬األكادٌمٌة اللبنانٌة للكتاب ‪ ،‬بٌروت ‪3601‬‬
‫ص ‪.1‬‬
‫‪ -4‬فوزي عطوي ‪ ،‬المالٌة العامة ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.84‬‬

‫‪109‬‬
‫‪-1‬تحقيؽ أىداؼ الدولة التي تحددىا فمسفتيا السياسية واإلقتصادية وترجمة ما قد يط أر‬
‫عمى ىذه األىداؼ منتغيرات ‪ ،‬وبذلؾ تتفاوت األىداؼ ما بيف الدولة الرأسمالية المتقدمة‬
‫والدولة الرأسمالية المتخمفة والدولة االشتراكية‪.‬‬

‫‪ -2‬إيجاد الوسيمة أو مجموعة الوسائؿ البلزمة لتحقيؽ أىداؼ الدولة اإلقتصادية‬


‫والسياسية ‪ ،‬وتقوـ ىذه الوسائؿ عمى عنصريف ‪:‬‬

‫األوؿ فني‪ :‬يراعي ظروؼ البيئة الضريبية التي ستسري عمييا أحكاـ التشريع الضريبي‬
‫العاـ والسيما أف كؿ نظاـ ضريبي ليس إال تعبي ار عف مجتمع معيف في زمف معيف‪.‬‬

‫الثاني تنظيمي ‪ :‬يتعمؽ مف جية باألجيزة اإلدارية المتعددة والمتشعبة التي تنيض‬
‫بميمات التحقيؽ والجباية ‪ ،‬ومف جية ثانية بتحقيؽ التنسيؽ بيف الضرائب المختمفة ‪،‬‬
‫وذلؾ بمراعاة تجنب تراكـ الضرائب ‪ ،‬وتجنب إحداث أي تصدع في كياف النظاـ‬
‫الضريبي ‪ ،‬ومراعاة اإلبقاء عمى النظاـ الضريبي في مجموعو ‪،‬واإلرتباط بيف الضرائب‬
‫المختمفة التي يتضميا النظاـ الضريبي‪.1‬‬

‫وعمى ضوء ما سبؽ فإف التشريع الضريبي كاف نتيجة لتطور تاريخي مرتبط بتطور‬
‫التنظيـ اإلداري واالقتصادي والسياسي ‪ ،‬واف كاف ذلؾ ال يخفي حقيقة إعتباره كقرار‬
‫سياسي تتخذه السمطة الحاكمة في المجتمع ‪.‬‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬سند اإلختصاص البرلماني في المجال الجبائي ( األبعاد واألىداف )‬

‫إف موضوع السمطة في ىذا اإلطار يحيمنا إلى الييئة أو المؤسسة التي يعيد إلييا‬
‫قانونا بفرض الضريبة ‪،‬واذا ما حاولنا أف ندمج المصطمحيف معا أي عبارة " السمطة‬
‫الضريبية " فإننا نعني بذلؾ الجياز أو المؤسسة التي يعيد إلييا قانونا بفرض الضرائب‬

‫‪-1‬فوزي عطوي ‪ ،‬المالٌة العامة ‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.81‬‬

‫‪110‬‬
‫والغائيا ‪ ،‬فالضريبة إذف ال تفرض وال تمغى إال بقانوف‪ 1‬يصدر إستنادا إلى النصوص‬
‫الدستورية لمبمد الذي يشرعو ‪ ،‬فالقانوف الضريبي يشبو القانوف الجنائي ‪ ،‬فطالما أنو ال‬
‫توجد جريمة وال عقوبة إال بنص قانوني فإنو ال تفرض ضريبة وال تمغى إال بنص‬
‫قانوني كذلؾ ‪،‬واذا ما سممنا بالنص الدستوري الذي يجعؿ مف الضريبة مقترنة بالجياز‬
‫التشريعي أي أنو ال يمكنفرض ضريبة إال بموجب موافقة ممثمي األمة ‪ ،‬فإف ذلؾ‬
‫يجعمنا نتساءؿ عف سند اإلختصاص البرلماني في المجاؿ الجبائي (الفرع األوؿ)وأبعاد‬
‫االختصاص البرلماني الجبائي وطبيعة الترخيص(الفرع الثاني)‪ ،‬واألىمية التي يحظى‬
‫بيا االختصاص البرلماني في مجاؿ المادةالضريبية (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬سند اإل ختصاص البرلماني في المجال الجبائي في دول المغرب العربي‬

‫إف الحديث عف اإلختصاص البرلماني في المجاؿ الجبائي يدفعنا إلىالبحث عف‬


‫كيفةحصوؿ البرلماف عمى ىذا الحؽ أي كيؼ أصبح البرلماف سمطة ضريبية( أوال) قبؿ‬
‫التطرؽ إلى سند الئلختصاص البرلماني في المجاؿ الضريبي(ثانيا) ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬البوادر األولي لإلختصاص البرلماني في المجال الجبائي‬

‫يقصد بالسمطة الضريبية مجموع األجيزة والييئات التي يعيد إلييا قانونا بوضع‬
‫التشريعات والقوانيف الجبائية وفرضيا ‪،‬لتمويؿ جزء مف النفقات العامة وتمكيف الدولة‬
‫مف تحقيؽ أىدافيا اإلقتصادية واإلجتماعية والسياسية‪ 2‬أوالغائيا ‪.‬‬

‫ومف الناحية التاريخية فقد كانت السمطة الضريبية تتمثؿ أساسا في الحاكـ الذي كاف‬
‫يحتكر كؿ السمطات بما في ذلؾ فرض الضرائب وتحصيميا ‪.‬‬

‫‪-1‬فرٌدة زناتً ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.1‬‬


‫‪ -2‬عبد الباسط علً جاسم الزبٌدي ‪ ،‬سلطة الدولة فً فرض الضرائب فً الفكر اإلسالمً والقانون الوضعً‪،‬‬
‫الملتقً الدولً االقتصاد اإلسالمً الواقع و رهانات المستقبل ‪،‬جامعة غرداٌة‪84-81،‬فٌفري‪،8833‬ص‪. 18‬‬

‫‪111‬‬
‫وتعتبر بريطانيا أوؿ مف أسس برلمانا بمفيومو الحديث في تاريخ ظيور الدولة الحديثة‬
‫حيث أطمؽ عمى البرلماف البريطاني اسـ " أـ البرلمانات " ومنح لو اإلختصاص في‬
‫فرض الضرائب وذلؾ لعدة إعتبارات منيا أنو ىو ممثؿ الشعب ‪.‬‬

‫لكف قبؿ أف يختص البرلماف بفرض الضرائب وتحديد قيمتيا كاف ىذا اإلختصاص‬
‫ضمف صبلحيات الممؾ باعتباره الممثؿ األسمي لمشعب ‪،‬حيث كاف الممؾ في القروف‬
‫الوسطى يغطي تكاليؼ مممكتو بما كاف تدره عميو أمبلؾ التاج الخاصة ‪ ،‬وكاف لو‬
‫كامؿ الحرية في اإلنفاؽ ‪ ،‬كما كاف لو حؽ فرض ضريبة استثنائية عند الضرورة ‪،‬تزوؿ‬
‫بزواؿ الحاجة ليا غير أنو أماـ تزايد نفقات المممكة أضطر الممؾ إلى فرض الضرائب‬
‫أكثر مف قبؿ مما ترتب عنو نشوء صراع بيف الممؾ والممزميف بالضريبة ‪ ،‬ومع بداية‬
‫سنة ‪ 1628‬أصدر البرلماف قرار يقضي بعدـ ضرورية كؿ ضريبة تجبى بدوف موافقتو‬
‫بإعتباره ممثبللمشعب ‪ ،‬ومف ىنا بدأت البوادر األولى لئلختصاص البرلماني في‬
‫المجاؿ الجبائي ‪ ،‬حيث أصبح الممؾ ممزما بالحصوؿ عمى موافقة البرلماف عند فرض‬
‫أي ضريبة ميما كاف نوعيا ولـ يقؼ عند ىذا الحد بؿ أجبر البرلماف الممؾ بتقديـ‬
‫إيضاحات عف وجوه اإلنفاؽ قبؿ جبايتيا ‪.‬‬

‫أما في فرنسا ظؿ الممؾ يستأثر بجمع الضرائب إلى حيف قياـ الثورة سنة ‪ 1789‬ـ وقد‬
‫كرس دستور سنة ‪ 1793‬مبدأ عدـ فرض الضرائب دوف موافقة ممثمي الشعب‪.1‬‬

‫وفي الجزائر أعطى صبلحية التشريع الضريبي لمبرلماف ‪ ،‬ليتـ تزكية ىذا الصرح في‬
‫جميع الدساتير بما في ذلؾ التعديؿ الدستوري لسنة ‪ ، 2020‬في حيف في المممكة‬
‫الغربية فقد كاف السمطاف منذ القرف ‪12‬ـ وحتى بداية الحماية يمارس سمطة مطمقة في‬
‫جميع المياديف بما في ذلؾ جمع الضرائب ‪ ،‬وبعد اإلستقبلؿ عرؼ المغرب دستورسنة‬
‫‪ 1962‬الذي أعطى صبلحية التشريع الجبائي لمبرلماف ‪،‬وذلؾ ما أكدتو الدساتير‬

‫‪-1‬عبد الباسط علً جاسم الزبٌدي ‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.18‬‬

‫‪112‬‬
‫المتعاقبة لممممكة بما في ذلؾ دستور ‪،2011‬وعمى غرار الجزائر والمغرب فتونس ىي‬
‫األخرى أسندت ميمة التشريع الجبائي لمسمطة التشريعية بموجب كؿ دساتير الجميورية‬
‫بما في ذلؾ دستور ‪.2014‬‬

‫ثانيا ‪ :‬سند اإلختصاص البرلماني في الدول المغاربية في المجال الجبائي‬

‫إنطبلقا مف مقتضيات الدستور كأسمى وثيقة قانونية داخؿ الدولة يتـ مف خبلليا تحديد‬
‫إختصاص كؿ مؤسسة وتنظـ سمطاتيا ‪ ،‬فقد إىتـ دستور الجزائر والمغرب وتونس‬
‫بالمجاؿ المالي والضريبي ‪ ،‬وذلؾ مف خبلؿ مجموعة مف المواد والفصوؿ ‪ ،‬والى‬
‫جانب الدستور نجد مجموعة مف القوانيف تيتـ ىي األخرى بالمجاؿ الضريبي ‪.‬‬

‫أ‪-‬السند الدستوري لفرض الضرائب‬

‫تطرؽ التعديؿ الدستوري الجزائري لسنة ‪2020‬عمى إختصاص البرلماف في المجاؿ‬


‫الجبائي بحيث يشرع البرلماف في المياديف التي يخوليا إياه الدستور وأيضا في المياديف‬
‫إحداث الضرائب والجبػايات والرسوـ والحقوؽ المختمفة وتحديد أساسيا ونسبيا‪،1‬‬
‫إضافة إلى المجاالت المخصصة لمقوانيف العضوية بموجب الدستور يشرع البرلماف‬
‫بقوانيف عضوية في مجاؿ القانوف المتعمؽ بقوانيف المالية‪.2‬‬

‫ومف خبلؿ ما سبؽ منح المشرع الجزائري اإلختصاص لمبرلماف بالمجاؿ الجبائي مف‬
‫منطمؽ أف القانوف المالي يحتوي القانوف الجبائي ‪.‬‬

‫كما إحتوى الدستورالمغربي لسنة ‪2011‬عمى مجموعة مف الفصوؿ‪ ،‬تحدد إختصاصات‬


‫السمطة التشريعية ومف بينيا االختصاص الحصري لمبرلماف في المجاؿ‬

‫‪-1‬المادة ‪139‬فقرة‪13‬مف التعديؿ الدستوري الجزائري لسنة‪،2020‬مرجع سابؽ‪.‬‬


‫‪-2‬المادة‪،348‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫الجبائي فعمى الجميع أف يتحمؿ كؿ عمى قدر إستطاعتو التكاليؼ العمومية التي‬
‫لمقانوف وحده إحداثيا وتوزيعيا وفؽ اإلجراءات المنصوص عمييا في الدستور‪.1‬‬

‫وبالرجوع إلى مضاميف الفصؿ ‪ 39‬المشار إليو نجده يتضمف القواعد الدستورية في‬
‫المجاؿ الضريبي كما يمكػننا أف نستخمص منو مبدأيف ميميف وىػما‪:‬‬

‫‪ -‬مبدأ المساواة أما األعباء العمومية وفي ذلؾ إشارة إلى المساواة أماـ الضريبة ‪،‬التي‬
‫تعني أف تطبيؽ التشريع الضريبي بنفس المقتضيات عمى األشخاص المذيف يوجدوف‬
‫في وضعيات مماثمة ‪.‬‬

‫‪-‬تحديد الضريبة وفؽ المقدرة التكميفية لمممزـ بيا وىذا تجسيدالمقاعدة الدستوريةالكامنة‬
‫في الفصؿ‪3‬مف الدستور‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى الفصؿ ‪75‬مف دستورسنة ‪ 2011‬نجد أف البرلماف يمارس سمطػ ػ ػة جػ ػد‬
‫ميمة في المراقبة والمصادقة عمى قانوف المالية ‪ ،‬خصوصا وأف القانوف المالي يحتوي‬
‫القانوف الجبائي مادامت كؿ المقتضيات الضريبية ضمف مناقشة موارد الدولة ‪.2‬‬

‫وبالنسبة لمتشريع التونسي نجد السند الدستوري لئلختصاص البرلماني في المجاؿ‬


‫الجبائي مف خبلؿ الفصؿ ‪ 64‬مندستورتونس لسنة‪2014‬حيث نصعمى‪":‬يصادؽ مجمس‬
‫نواب الشعب باألغمبية المطمقة لؤلعضاء عمى مشاريع القوانيف األساسية بأغمبية‬
‫أعضائيا الحاضريف عمى مشاريع القوانيف العادية ‪ ،‬فالمشرع التونسي فصؿ بيف‬
‫القوانيف العادية والقوانيف األساسية حيث تندرج قوانيف المالية ضمف القوانيف العادية أما‬
‫القانوف األساسي لمميزانية ضمف القوانيف األساسية‪،‬كمايرخص القانوف في مواردالدولة‬
‫وتكاليفيا حسب الشروط المنصوص عمييا بالقانوف األساسي لمميزانية‪،‬ويصػ ػ ػ ػادؽ‬

‫‪-1‬المادة‪16‬من دستور المغرب لسنة‪،8833‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬محمد شكري‪"،‬السلطة الضرٌبٌة "‪ ،‬منشورات المجلة المغربٌة لإلدارة المحلٌة والتنمٌة ‪،‬عدد ‪، 8881 ، 16‬ص‬
‫‪.94‬‬

‫‪114‬‬
‫مجمس نواب الشعب عمى مشاريع قوانيف المالية وغمؽ الميزانية طبقا لمشروط‬
‫المنصوص عمييا بالقانوف األساسي لمميزانية ‪.1‬‬

‫تسير الدساتير في دوؿ المغرب العربي عمى دسترة المقتضيات الضريبية ومراقبتيا عف‬
‫طريؽ القضاء وخضوعيا لمشرعية البرلمانية والدستورية ‪ ،‬مما يساىـ في حماية‬
‫الحريات األساسية والحد مف سمطات اإلدارة الضريبية ‪،‬كما أف المبادئ المستقاة مف‬
‫الدستور تجعؿ البرلماف صاحب اإلختصاص األصيؿ والحصري في مجاؿ التشريع‬
‫الضريبي بإعتباره ممثبللؤلمة وىو الساىر عمى احتراـ الحقوؽ األساسية عف طريؽ‬
‫تجسيده لشرعية الضريبة ‪.‬‬

‫ب‪-‬القوانين الفرعية ‪ ( :‬قوانين المالية ) ‪.‬‬

‫إلى جانب القواعد الدستورية التي تحدد إختصاص البرلماف في المجاؿ الجبائي توجد‬
‫نصوصا قانونية إىتمت بنفس المجاؿ في إسناد االختصاص البرلماف في المجاؿ‬
‫الجبائي‪ ،‬في الجزائر نجد قانوف ‪ 17-84‬المعدؿ والمتمـ بموجب القانوف رقـ‪05-88‬‬
‫والقانوف العضوي رقـ‪ 15/18‬المتعمؽ بقوانيف المالية‪،‬إلى‬ ‫والمتعمؽ بقوانيف المالية‬
‫جانب قانوف المحاسبة العمومية ‪ ، 221-90‬بإعتبار القانوف المالي يحتوي عمى‬
‫القانوف الضريبي وىذا ما تـ إستخبلصو مف المادة الثانية والثالثة مف قانوف ‪17-84‬‬
‫المعدؿ‪ ،‬والمتمـ والمادة‪ 06‬مف القانوف العضوي‪ 15/18‬والمواد ‪3‬و‪4‬و‪ 11‬مف قانوف‬
‫المحاسبة العمومية ‪ ،‬إذ أف قانوف المالية ال يمكف أف يتضمف أحكاما تتعمؽ بالمواد‬
‫والتكاليؼ تقدر عمى أبعد تقدير في سنة مالية ‪.‬‬

‫وبالنسبة لممغرب فإسناد اإلختصاص لمبرلماف في المجاؿ الضريبي يتجمى مف خبلؿ‬


‫القانوف التنظيمي لممالية رقـ ‪ 130/13‬في الفصؿ الثاني والثالث‪ ،‬إلى جانب الفصؿ‬

‫‪-1.‬الفصل ‪ 99‬من دستور تونس لسنة‪،8834‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪-2‬القانون رقم‪83/68‬مؤرخ فً‪31‬أوت‪ٌ3668‬متعلق بالمحاسبة العمومٌة ‪،‬جرٌدة رسمٌة عدد‪11‬لسنة ‪.3668‬‬

‫‪115‬‬
‫الحادي عشر (‪ ) 11‬التي حددت موارد الدولة في الضرائب والرسوـ باإلضافة إلى‬
‫بعض الموارد األخرى ‪،‬وىذا ما نص عميو القانوف التنظيمي لممالية رقـ ‪.107/98‬‬

‫بينما نجد المشرع التونسي أسند إختصاص البرلماف في المجاؿ الجبائي بموجب‬
‫القانوف األساسي لمميزانية لسنة‪1967‬مف خبلؿ الفصؿ األوؿ (‪ )1‬والسادس (‪)6‬‬
‫والسادس والعشروف (‪ ، )26‬والفصؿ ‪ 12‬و‪ 13‬و‪ 14‬مف القانوف األساسي لمميزانية‬
‫لسنة‪ ،2019‬فمما كانت الموارد والتكاليؼ تدخؿ ضمف الميزانية أعطي المشرع في‬
‫الدوؿ المغاربية حؽ إعداد الميزانية لمسمطة التنفيذية ‪،‬بينما خص البرلماف بسمطة‬
‫المناقشة والمصادقة عمييا لما يترتب عف ذلؾ مف جبايات تيـ المواطنيف بالخصوص‪،‬‬
‫كما تتضمف الميزانية أحكاما أخرى غالبا ما تتعمؽ بتحصيؿ الماؿ العاـ ومراقبتو أو‬
‫الزيادة في الضريبة أو اإلعفاء منيا أو إ لغائيا بصفة مؤقتة أو نيائية فالسمطة‬
‫التشريعية عندما تصادؽ عمى مشروع قانوف المالية سواء تعمؽ األمر بالموارد أو‬
‫النفقات فذلؾ راجع الحتواء قانوف المالية أو القانوف األساسي لمميزانية عمى مقتضيات‬
‫ضريبية تيـ جميع الفاعميف داخؿ المجتمع مف مواطنيف أو مؤسسات‪،‬وعميو فالسمطة‬
‫الضريبية التي يمثميا البرلماف مف الناحية القانونية تجعمنا نطمع عمى مدى تدخؿ‬
‫السمطة التشريعية بإ عتبارىا المؤسسة التي تمثؿ األمة في الشأف الجبائي وتوجييو مف‬
‫خبلؿ مناقشة مشاريع القوانيف المالية ومبلئمتيا لمحاجيات اإلجتماعية واإلقتصادية‬
‫لممواطف‪،‬عمما أ ف المقتضيات الضريبية لكؿ سنة ال يمكف التعرؼ عمييا ‪ ،‬بشكؿ‬
‫واضح إال مف خبلؿ مناقشة مشروع قانوف المالية ‪،‬وباإلضافة إلى ذلؾ فإف أىمية‬
‫البرلماف كسمطة ضريبية يمكف مبلمستيا إ نطبلقا مف الدور السياسي المتمثؿ في مراقبة‬
‫البرلماف لمحكومة إنطبلقا مف القاعدة الدستورية التي تقوؿ بأف الحكومة مسؤولة أماـ‬
‫البرلماف والممؾ ‪.‬‬

‫‪ -1‬المواد ‪ 33 ، 1 ، 8‬من القانون رقم ‪ٌ 81/60‬تعلق بالقانون التنظٌمً للمالٌة المغربً ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬أبعاد اإل ختصاص البرلماني في المادة الضريبية وطبيعة الترخيص‬
‫الجبائي‬

‫اإلختصاص الجبائي لؤلجيزة النيابية ىو المبدأ األساسي الذي نصت عميو جميع‬
‫الدساتير الديمقراطية ‪ ،‬واذا كانت أىمية التدخؿ البرلماني نابعة مف العبلقة التي تجمع‬
‫األجيزة التمثيمية بالمكمفيف بالضريبة‪،‬وفقا لمبدأ السيادة الذي تتمتع بو البرلمانات مف‬
‫جية ‪ ،‬ومبدأ العدالة الذي يخضع لو الممزموف بالضريبة مف جية أخرى ‪،‬يدفعنا لمعرفة‬
‫أبعاد اإلختصاص الجبائي لمبرلماف(أوال)وطبيعة الترخيص البرلماني في المجاؿ‬
‫الضريبي(ثانيا)‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬أبعاد اإلختصاص البرلماني في المجال الجبائي‬

‫يقصد باإلختصاص البرلماني ذلؾ المجاؿ الذي تستطيع مف خبللو السمطة التشريعية‬
‫مباشرة صبلحيتيا الدستورية والقانونية ‪ ،‬سواء تعمؽ األمر بسف القوانيف أو مراقبة‬
‫الحكومة أو تقييـ عمميا ‪ ،‬وبيذا المعنى يمتد اإلختصاص البرلماني ليشمؿ جميع‬
‫الضرائب وجميع المساىمات التي يدفعيا المواطنيف إلى خزينة الدولة‪.‬‬

‫والمبلحظ أف سند اإلختصاص يجد مصدره في الدستور‪1‬الذي نص بأف البرلماف‬


‫يمارس السمطة التشريعية ويصوت عمى القوانيف ويراقب عمؿ الحكومة ‪ ،‬ويقيـ‬
‫السياسات العمومية ‪،‬وبما أف البرلماف يممؾ سمطات واسعة خصوصا في المجاؿ‬
‫الجبائي تؤىمو إلى أف يمعب دور ىاما في صناعة القرار الجبائي مف جية ‪ ،‬وحماية‬
‫المواطف عف طريؽ ممارسة رقابة فعالة عمى الجياز الحكومي مف جية أخرى ‪.‬‬

‫‪ -1‬نص الفصل ‪ 18‬من دستور تونس لسنة‪ 8839‬على ‪ٌ " :‬مارس الشعب السلطة التشرٌعٌة عبر ممثلٌه بمجلس‬
‫نواب الشعب أو عن طرٌق االستفتاء "‪.‬‬
‫كذلك نجد الفصل ‪ 18‬من دستور المغرب لسنة ‪ 8833‬نص على " ٌصوت البرلمان على القوانٌن وٌراقب عمل‬
‫الحكومة و تقٌٌم السٌاسات العمومٌة‪.".....‬‬
‫وبالنسبة للجزائر نجد المادة ‪334‬من التعدٌل الدستوري لسنة‪ 8888‬تنص على ‪ٌ " :‬مارس السلطة التشرٌعٌة‬
‫البرلمان ‪ .‬وله السٌادة فً إعداد القانون والتصوٌت علٌه " والمادة ‪ٌ " : 331‬راقب البرلمان عمل الحكومة ‪" ....‬‬

‫‪117‬‬
‫غير أف دراسة مشروع قانوف المالية بإعتباره يتضمف مقتضيات ضريبية ‪ ،‬يتميز عف‬
‫بقية القوانيف األخرى ألىميتو القصوى في تحديد موارد الدولة ونفقاتيا وبإعتباره يطرح‬
‫كؿ سنة بصفة دورية ‪ ،‬وكذلؾ ألنو الواجية التي تبػرر مف خبللػيا مختمؼ الحسابات‬
‫ومراكز القوى ومصالح الموبيات المتعارضة ‪،‬مف ىنا يمكف اإلشادة بالدور الكبير الذي‬
‫تمعبو لجاف المالية داخؿ البرلماف ‪ ،‬فإختصاصاتيا واسعة وتعد أىـ المجاف الفرعية‬
‫الدائمة بالبرلماف ‪ ،‬حيث تحاؿ إلييا جميع المشاريع واإلقتراحات القانونية ذات الطبيعة‬
‫المالية أو الجبائية بالضرورة ‪ ،‬ذلؾ أف مختمؼ التعديبلت المقدمة مف طرؼ أعضاء‬
‫البرلماف في المجاؿ الجبائي قد ترفض مف قبؿ الحكومة إذ لـ يتـ عرضيا عمى أنظار‬
‫كبير ‪،‬بؿ ىناؾ مف اعتبرىا ممثمة‬
‫ا‬ ‫المجنة المعنية وبذلؾ يكوف لمجنة المالية شأنا‬
‫لمسمطة الحقيقية لمبرلماف في المجاؿ الجبائي‪،1‬ومنينا يتجمى الدورالكبيرالذي يمكف أف‬
‫يعيد بو لمبرلماف كممثؿ لمشعب ‪،‬ويمكف حصرأبعاد اإلختصاص البرلماني فيما يمي ‪:‬‬

‫‪-1‬حماية الممزمين بالضريبة ‪:‬مفادىا أف البرلماف يعمؿ عمى توزيع األعباء الضريبية‬
‫بشكؿ مف التساوي بيف الممزميف وىذا ما قضي بو التعديؿ الدستوري الجزائري لسنة‬
‫‪ 2016‬والتعديؿ الدستوري لسنة‪2020‬فكؿ المواطنيف متساويف في أداء الضريبة‪. 2‬‬

‫ويجب عمى كؿ واحد أف يشارؾ في تمويؿ التكاليؼ العمومية‪.‬‬

‫ويجب عمى كؿ واحد أف يشارؾ في تمويؿ التكاليؼ العمومية حسب قدرتو الضريبية‬
‫في حيف نص الدستور التونسي لسنة‪2014‬عمى أف أداء الضريبة وتحمؿ التكاليؼ‬
‫العامة واجب وفؽ نظاـ عادؿ ومنصؼ‪.3‬‬

‫‪ -1‬عبد الرفٌع بوداز ‪ "،‬السلطات الجبائٌة للبرلمان فً ظل هاجس المحافظة على التوازنات المالٌة"‪ ،‬المجلة‬
‫المغربٌة لإلدارة المحلٌة والتنمٌة ‪ ،‬عدد ‪ 8833، 383‬ص ‪.311‬‬
‫‪-2‬المادة‪08‬من التعديؿ الدستوري الجزائري لسنة‪،2020‬مرجع سابؽ‪.‬‬
‫‪-3‬الفصل ‪38‬من دستور تونس لسنة‪، 8834‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫أما بالنسبة لمدستور المغربي لسنة ‪ 2011‬نص عمى المساواة بيف الممزميف بيا الفصؿ‬
‫فعمى الجميع أف يتحمؿ كؿ عمى قدر إستطاعتو التكاليؼ العمومية‪.1‬‬

‫كما إعتبرت كؿ الدساتير في دوؿ المغرب العربي حؽ المساواة بيف الممزميف بالضريبة‬
‫حقا مكفوال دستوريا وفقا لنسب معينة ‪ ،‬فالدور الذي يجب أف يمعبو البرلماف في ىذا‬
‫الحصار عمى الطبقات المتوسطة‬ ‫اإلطار ىو توزيع األعباء بشكؿ متساوي وفؾ‬
‫والفقيرة ‪،‬فعمى سبيؿ المثاؿ في المغرب النظاـ الضريبي مقسـ إلى ثبلث أنواع مف‬
‫الممزميف بالضريبة فئة المعفيف مف الضريبة وتشمؿ القطاع الضريبي ‪ ،‬فئة تختار ما‬
‫يناسبيا مف أداء الضريبة وىي مرتبطة بالقطاع العقاري أما الفئة الثالثة وىي فئة تؤدي‬
‫عف اآلخريف وتتحمؿ عبء الجبايات وتتمثؿ في فئة الممزميف مف الطبقة المتوسطة ‪.‬‬

‫‪-2‬شرعية الضريبة ‪ :‬بما أف البرلماف يحتكر سمطة التشريع فيو المؤىؿ لمتشريع في‬
‫المجاؿ الضريبي ‪ ،‬وىو بذلؾ يعطي الضريبة شرعية قانونية بإعتباره ممثبل قانونيا‬
‫مقتصر عمى‬
‫ا‬ ‫لمشعب ‪ ،‬فسيادة القانوف في الشؤوف المالية جعؿ مسألة تدخؿ الدولة فييا‬
‫السمطة التشريعية‪،‬التي تقوـ بمياميا بموجب قانوف تسنو ليذا الغرض وفقا لؤلوضاع‬
‫واإلجراءات الدستورية المعموؿ بيا في كؿ دولة‪،2‬لكف في بعض األحياف تتدخؿ‬
‫الحكومة بشكؿ مباشر في المجاؿ الضريبي كما ىو الشأف بالنسبة لمرسػوـ الجمركػية ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬طبيعة الترخيص البرلماني في المجال الجبائي‬

‫يعود القرار النيائي في المجاؿ الجبائي لمبرلماف ‪ ،‬ويتـ ذلؾ عف طريؽ الترخيص‪،‬أو ما‬
‫يطمؽ عميو بالترخيص الجبائي‪ ،‬فيناؾ إرتباط بيف مفيوـ الميزانية ومفيوـ اإلذف الذي‬
‫يقدمو الممزموف وممثموىـ بإستخبلص الضريبة‪ ،‬فالقوانيف المنظمة لممجاؿ المالي في‬
‫التشريع المغاربي تخضع الموارد الجبائية لترخيص السمطة التشريعية ‪ ،‬مستندة إلى‬

‫‪-1‬الفصل ‪16‬من دستور المغرب لسنة ‪، 8833‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬عادل أحمد حشٌش ‪ ،‬التشرٌع الضرٌبً المصري ‪ ،‬مؤسسة الثقافة الجامعٌة ‪ ،‬اإلسكندرٌة ‪ ،3604 ،‬ص ‪.84‬‬

‫‪119‬‬
‫تدابير دستورية كما سبؽ اإلشارة إلييا مف قبؿ ‪،‬إف الترخيص بالموارد الجبائية لو طابعا‬
‫خاصا يميزه ويتعارض مع اإلذف الممنوح لمنفقات ذلؾ أف الرخصة الممنوحة لمحكومة‬
‫في المجاؿ النفقات ىو إذف باإلنفاؽ أما في مجاؿ اإلرادات فالرخصة تمزـ الحكومة‬
‫لكي تتحصؿ عمى كؿ ىذه اإليرادات‪.1‬‬

‫كما أف الخاصية التي يتميز بيا الترخيص البرلماني في المجاؿ الجبائي تظير عبر‬
‫اإلذف بتطبيؽ النص ثـ سنو بشكؿ مستقؿ عف القانوف المالي ‪ ،‬وعبر الطابع التقديري‬
‫لتوقعات الموارد المدرجة في القانوف المالي السنوي‪.‬‬

‫فالقانوف المالي يرخص بإستخبلص الضرائب ‪ ،‬ويعتبر ىذا اإلذف شرطا لتحصيؿ‬
‫الموارد الجبائية التي يتـ إدراجيا في الجزء األوؿ مف القانوف المالي‪ ،‬والذي يتضمف‬
‫طرؽ التوازف المالي ووسائمو بالنسبة لمتشريع الجزائري والشروط العامة لمتوازف المالي‬
‫مف جية والتدابير التشريعية البلزمة لتنفيذ العمميات المالية خبلؿ السنة‪ ،‬بالنسبة‬
‫لمتشري ع المغربي أما في تونس فيي مدرجة ضمف الباب األوؿ المعنوف بتكاليؼ الدولة‬
‫ومواردىا‪.‬‬

‫وبناءعمى ذلؾ يتـ الترخيص بالموارد التي تتشكؿ مف الضرائب والرسوـ باإلضافة إلى‬
‫أنواع أخرى مف الموارد ضمف الجزء األوؿ مف القانوف المالي‪،2‬وعمى خبلؼ اإلذف‬
‫بنفقات الميزانية العامة ‪ ،‬فإف الموارد تشكؿ موضوعا لترخيص ضروري‪ ،‬وبناءعمى‬
‫ذلؾ فقد يتـ توقع موارد الميزانية وال ترخيص بيا ضمف القانوف المالي السنوي حتى‬
‫تكوف قابمة لمتحصيؿ ‪،‬ومف ىذا المنطمؽ ال يمكف لممحاسبيف العمومييف تحصيؿ‬
‫الموارد العمومية إال بعد حصوليـ عمى اإلذف بالموافقة بناء عمى القانوف المالي ‪،‬‬
‫ومف جية أخرى فإنو ال يمكف لمحكومة أف تعدؿ مورد جبائي كاف حاصبل عمى إذف‬

‫‪ٌ -1‬حً دنٌدنً ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.388‬‬


‫‪-2‬عادل أحمد حشٌش ‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.89‬‬

‫‪120‬‬
‫مسبؽ مف البرلماف ذلؾ أنو ال بد مف إذف جديد حتى تدخؿ التدابير الجديدة حيز‬
‫التنفيذ‪، 1‬ويدخؿ في ىذا اإلطار اإلذف المستقؿ عف القانوف المالي لمسنة ‪ ،‬غير أف‬
‫الحكومة يمكنيا أف تتحكـ في الرسوـ شبو الضريبية وتعدليا متى شاءت دوف أف‬
‫تنتظر أي جزاء مف البرلماف ودوف الرجوع إليو ‪،‬وىذا ما يحد مف إختصاص البرلماف‬
‫في المجاؿ الجبائي ‪،‬وكذلؾ ما نصت عميو المادة الخامسة مف مدونة الجمارؾ‬
‫المغربي التي تعطي اإلذف لمحكومة في التشريع مكاف البرلماف‪.2‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬األىمية السياسية واإلقتصادية واإلجتماعية لإلختصاص البرلماني في‬


‫المجال الجبائي‬

‫يعتبر إ ختصاص البرلماف في المجاؿ الجبائي مف المبادئ األساسية لمقانوف العاـ ‪،‬‬
‫ويتجمى ذلؾ مف خبلؿ سمطتو في فرض الضريبة ‪ ،‬والتي تكرس ممارستو لمبدأ السيادة‬
‫حيث يتعمؽ األمر بقدرتو عمى خمؽ القوانيف ومنحو اإلذف بالتنفيذ ‪.‬‬

‫تعبرىذه القاعدة عف واقع قانوني مفاده أف المادة الضريبية كانت دائما وراء نشوء ودواـ‬
‫األنظمة البرلمانية ‪،‬فصبلحيات البرلماف في المادة الضريبية ىي صبلحيات خاصة ال‬
‫يمكف فصميا عف التطور الديمقراطي ‪،‬وأىمية تدخمو في ىذا المجاؿ تنبع مف مبدأيف‬
‫يتعمؽ األوؿ بمسألة التعبير عف السادة الوطنية والثاني مرتبط بشرعية الضريبة ‪،‬حيث‬
‫ال ضريبة إالبقانوف ‪،3‬والمؤىؿ لذلؾ ىو البرلماف وحده باعتباره ممثبل لؤلمة ‪،‬واعفاء أي‬
‫فرد أو مؤسسة مف األعباء المالية تكوف محاولة غير شرعية إذ لـ تخضع لمقانوف ‪.‬‬

‫‪ٌ-1‬حً دنٌدنً ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.388‬‬


‫‪ -2‬مدونة " الجمارك والضرائب غٌر المباشرة الراجعة إلدارة الجمارك والضرائب الغٌر مباشرة المصادق علٌها‬
‫بظهٌرشرٌف بمثابة قانون ‪ 3-11-116‬بتارٌخ ‪ 31‬شوال ‪ 3161‬لـ ‪ 6‬أكتوبر ‪،3611‬الجرٌدة الرسمٌة عدد ‪16‬‬
‫لسنة‪.3611‬‬
‫‪ٌ-3‬حً دندنً‪،‬المالٌة العامة ‪،‬مرجع سابق ص‪.309‬‬

‫‪121‬‬
‫فاإل ختصاص البرلماني في المجاؿ المالي يعد مف أىـ الوظائؼ التي إرتكز عمييا في‬
‫ظيوره فتعد ميمة التشريع والمراقبة والتوجيو مميزات أساسية لمعمؿ البرلماني فاألولى‬
‫تيدؼ إلى سف القوانيف مف طرؼ ممثمي الشعب والثانية تيدؼ إلى مراقبة العمؿ‬
‫الحكومي أما الوظيفة الثالثة فيعمؿ البرلماف مف خبلليا إلى توجيو النفقات حسب‬
‫األولويات اإلقتصادية واإلجتماعية عمى إعتبار أف السياسات المالية العامة تمثؿ‬
‫دعامة مركزية لنشاط الدولة ‪ ،‬لكونيا ترسـ التوجيات اإلقتصادية والمالية الكبرى لمببلد‬
‫وذلؾ مف خبلؿ قانوف المالية الذي يحدد طبيعة ومبمغ الموارد والتكاليؼ التي تؤىؿ‬
‫الدولة لتحقيؽ التوازف االقتصادي والسمـ االجتماعي ‪،‬وعمى ىذا األساس يبرز دور‬
‫البرلماف كسمطة فعمية إلقرار أي تشريع مالي ‪ ،‬حفاظا عمى التوازنات اإلقتصادية‬
‫واإلجتماعية ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬األىمية السياسة لسمطة البرلمان في المجال الجبائي‬

‫تظير األىمية السياسية لسمطة البرلماف في المجاؿ الجبائي مف خبلؿ مناقشة قانوف‬
‫المالية التي تعتبر وسيمة برلمانية تستخدميا السمطة التشريعية لنقد إختيارات عمؿ‬
‫الحكومة فاألصؿ أف السمطة التنفيذية تقوـ بتقديـ برنامج عمميا في وثيقة مالية تسمى‬
‫بمشروع قانوف المالية ‪ ،‬يحتوي عمى نفقات وايرادات مالية قادمة ‪،‬تحتاج لمصادقة‬
‫السمطة التشريعية بعد مناقشة مف طرؼ أعضاء ونواب المذيف ينظروف فيما إذا كاف‬
‫متماشيا مع متطمبات المجتمع أـ ال‪ ،‬فإذا كاف البرنامج المالي فيو مبالغة مف‬
‫التخمينات والتقديرات اإلنفاقية واإليراديةمقارنة باإلعتمادات والتخصيصات يمكف‬
‫لمسمطة التشريعية أف تعدؿ أو تمغي ماىو غيرضروري ‪ ،‬غير أف ىذا التعديؿ يكوف‬
‫أثناء مناقشة مشروع قانوف المالية وفقا ما إشترطو األحكاـ الدستورية‪،1‬كما تعمؿ ىذه‬
‫السمطة التي يحظى بيا البرلماف ‪ ،‬عمى تقييد العمؿ الحكومي وتوجييو نحو خدمة‬

‫‪ٌ -1‬حً دنٌدنً ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.381‬‬

‫‪122‬‬
‫المصمحة العمومية إعتباره ممثبللمشعب‪،‬وتقوـ األىمية السياسية لسمطة البرلماف عمى‬
‫ثبلث أركاف أساسية ‪،‬تتمثؿ في الرقابة السابقة التي يمارسيا البرلماف بمناسبة مناقشة‬
‫مشروع قانوف المالية ‪ ،‬ورقابة متزامنة مف خبلؿ رقابة عمؿ الحكومة تزامنا مع مرحمة‬
‫إعداد قانوف المالية لمسنة ويتـ ذلؾ بمساعدة المجاف البرلمانييف خاصة لجنة المالية ‪،‬‬
‫أما النوع الثالث يتعمؽ بالرقابة البلحقة ن ظ ار ألىمية الماؿ العاـ وحفاظا عمى إنفاقو‬
‫بشكؿ معقمف في إطار ترشيد اإلنفاؽ العمومي ‪،‬ومف جية أخرى ال يمكف أف نفصؿ‬
‫بيف الميزانية العامة لمدولة والقانوف الضريبي ‪ ،‬حيث أف إضافة المقترحات والتعديبلت‬
‫أثناء مناقشة مشروع قانوف المالية يبقى رىيف موافقة وترخيص البرلماف وأحيانا ترفض‬
‫السمطة التشريعية المصادقة عمى مشروع قانوف المالية في حالة ما إذا تبيف ليا بأف‬
‫تمؾ المقتضيات ال تناسب الحاجيات العمومية ‪ ،‬وتعرقؿ في ىذه الحالة لنشاط الدولة‬
‫بكافة مرافقياو أحيانا إلى إيقافيا عف العمؿ‪،‬يولد ىذا الوضع أثا ار سمبية تصؿ إلى عزؿ‬
‫أو إستقالة الو ازرة واستبداليا بو ازرة أخرى ‪،‬أو يؤدي عمى األقؿ إلى إثارة متاعب‬
‫ومشاكؿ وا ضطرابات سياسية وعدـ التوازف في نشاط المرافؽ العمومية ‪ ،‬لذا ال بد مف‬
‫تركيز القوانيف في يد ممثمي األمة حتى تزيد الثقة بمالية الدولة وابعادىا عف كؿ صراع‬
‫بيف السمطة التشريعية والتنفيذية ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬األىمية اإلقتصادية واإلجتماعية لسمطة البرلمان في المجال الجبائي‬

‫إف التطورات التي شيدىا العالـ والدوؿ المغاربية وتأثير اإلضطرابات اإلقتصادية‬
‫واإلجتماعية ‪ ،‬جعمتيا تنتقؿ مف دولة محايدة تسير عمى األمف والدفاع والقضاء ‪،‬إلى‬
‫دولة متدخمة تسعى إلى تحقيؽ التوازنات المجتمعية و اإلقتصادية واإلجتماعية والثقافية‬
‫منذ‪،11914‬حيث أصبحت تقوـ بدور فعاؿ في حفظ توازف األمة مف خبلؿ فرض‬
‫ضرائب ‪ ،‬التي ال تستيدؼ غايات مالية فحسب بؿ تحقيؽ التوازنات اإلقتصادية‬

‫‪ٌ-1‬حً دنٌدنً ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.31‬‬

‫‪123‬‬
‫واإل جتماعية ‪ ،‬وذلؾ مف خبلؿ الدور الذي يقوـ بو نواب األمة في مجاؿ مناقشة‬
‫مشروع قانوف المالية وتوجييو إلى الخدمات األساسية التي تيـ المواطنيف بالدرجة‬
‫األولى ‪،1‬ويتضح ىذا الغرض أكثر مف خبلؿ تعديؿ النواب لئلعتمادات والمداخيؿ‬
‫المقترحة في القانوف المالي ‪،‬وجعميا مبلئمة وقادرة عمى تحمؿ التكاليؼ العمومية‬
‫بشكؿ متساوي‪ ،‬ويكفي التذكير بأف إغفاؿ البعديف اإلقتصادي واإلجتماعي يخمؽ‬
‫إضطرابات إجتماعية مف شأنيا زعزعةاإلستقرار السياسي‪ ،‬ذلؾ أف تقيقر الحالة‬
‫االجتماعية لغالبية السكاف يؤدي ال محالة إلى عواقب تعصؼ بالسمـ اإلجتماعي‬
‫واإلقتصادي‪ ،‬وبالرجوع إلى األىمية التي يحظى بيا البرلماف لمنيوض باألوضاع‬
‫اإلجتماعية واإل قتصادية نجدىا تتمركز في الدور الذي تقوـ بو المجاف البرلمانية ‪ ،‬فعمى‬
‫الصعيد اإل قتصادي نجد لجنة المالية والميزانية في التشريع الجزائري ولجنة المالية‬
‫دور‬
‫والتنمية اإلقتصادية في المغرب وتقابميا لجنة المالية والتخطيط في تونس ‪ ،‬تمعب ا‬
‫ميما في سبيؿ الحفاظ عمى التوازنات اإلقتصادية‪ ، 2‬مف خبلؿ التقارير المعدة مف‬
‫طرفيا والتي تتضمف بشكؿ مفصؿ مناقشات قانوف المالية في شقو اإلقتصادي و كيفية‬
‫التعامؿ مع األزمات اإلقتصادية ‪،‬وعميو فإختصاص البرلماف في المادة الضريبية يؤثر‬
‫بشكؿ مباشر عمى المجاليف اإلقتصادي واإلجتماعي ‪.‬‬

‫يتضح مما سبؽ أف األىمية السياسية واالجتماعية واالقتصادية التي أنيطت بالبرلماف‬
‫تبقى عمى درجة بالغة مف األىمية ‪ ،‬ألنو يعمؿ عمى كبح والحد مف السمطات الواسعة‬
‫التي تتمتع بيا السمطة التنفيذية ومبلئمتيا مع الحاجيات الضرورية لممجتمع ‪ ،‬عمما أف‬
‫السمطة الضريبية لمبرلماف تبقى صعبة التحديد إذ يتداخؿ ما ىو مالي بما ىو سياسي‬
‫وما ىو تنفيذي مع ما ىو تشريعي ‪.‬‬

‫‪-1‬محمد محرزي عباس‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.14‬‬


‫‪-2‬عادل أحمد حشٌش ‪،‬مرجع سابق؛ص‪.81‬‬

‫‪124‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬اإلختصاص البرلماني في مجال المخططات التنموية واعتماد‬
‫المعاىدات الممزمة لمالية الدولة في دول المغرب العربي‬

‫يمارس البرلماف أدوار ال تقؿ أىمية في الفحص والتصويت والمصادقة وذلؾ مف‬
‫خبلؿ إعتماد مخططات التنمية اإلقتصادية واإلجتماعية فيي تشكؿ جزء مف عمؿ‬
‫السمطة التشريعية لذا البد مف تسميط الضوء عمى مفيوـ مخططات التنمية وعبلقتيا‬
‫بالميزانية العامة وطرؽ الفحص البرلماني ليذه المخططات وكيفية الموافقةعمييا‬
‫(المطمب األوؿ)‪،‬كما أف مالية الدولة ىي في أساسيا مشكمة مف أمواؿ الشعب ‪،‬‬
‫مصدرىا ال ضرائب التي يؤدييا المواطنوف ‪ ،‬فإف المنطؽ يفرض أف صرفيا يجب أف‬
‫يتـ أيضا مف الشعب نفسو‪ ،‬وما دامت بعض المعاىدات الدولية تكوف مكمفة لمالية تمؾ‬
‫الدولة ‪ ،‬فإف إ عتمادىا ال بد أف يكوف بيد الشعب بواسطة ممثميو أي السمطة التشريعية‬
‫وىذا ما يبرر إختصاص البرلماف في مجاؿ التصديؽ عمى المعاىدات الممزمة لمالية‬
‫الدولة (المطمب الثاني) ‪.‬‬

‫المطمب األول‪:‬اإلختصاص البرلماني في مجال مخطط التنمية اإلقتصاديةواإلجتماعية‬

‫يمارس البرلماف بموجب اإلختصاصات الممنوحة لو دو ار أساسيا في التصديؽ عمى‬


‫المخططات التنموية ذات الطبيعة والصبغة اإلقتصادية واإلجتماعية وغيرىا ‪.‬‬

‫حيث تأخذ المخططات التنموية شكؿ القانوف ‪،‬وذلؾ بالرغـ مف الطابع اإلداري الذي‬
‫قد يطغى عمييا كما ىو الشأف بالنسبة لمميزانية‪ ،1‬ىذا وتمثؿ الميزانية أداة التنفيذ‬
‫الجزئي ليذه المخططات ‪ ،‬التي تترجـ التوجيات اإلقتصادية الكبرى لمدولة ‪ ،‬وتشكؿ‬
‫جزءا مف الخطة المالية المعتمدة مف طرؼ الدولة ‪ ،‬يتولي البرلماف ىذااألمر بعد قيامو‬
‫أوال بعممية الفحص والدراسة ليذه المخططات التنموية ثـ الموافقة عمييا‪.‬‬

‫‪ -1‬سٌدي محمد ولد سٌد اب ‪"،‬الوظٌفة التشرٌعٌة فً دول المغرب العربً "‪،‬المجلةالمغربٌة لإلدارة‬
‫المحلٌةوالتنموٌة‪ ،‬ط‪،3‬عدد‪ 8883 ، 81‬ص ‪.819‬‬

‫‪125‬‬
‫وسنحاوؿ مف خبلؿ ىذا المطمب التطرؽ إلى المخططات التنموية وعبلقتيا بالميزانية‬
‫(الفرع أوؿ)وفحص البرلماف لممخططات التنموية والموافقة عمييا(الفرع الثاني) ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المخططات التنموية وعالقتيا بالميزانية‬

‫قبؿ التطرؽ لمفيوـ مخطط التنمية لبد مف معرفة مفيوـ كؿ مف التنمية والتخطيط كؿ‬
‫عمى حدىمف أجؿ إعطاء تعريؼ لمخطط التنمية عمى ضوء التعاريؼ السابقة‪.‬‬

‫لقد عرؼ مفيوـ التنمية تطو ار كبي ار وسريعا بعد الحرب العالمية الثانية‪ ،‬حيث إنتقؿ مف‬
‫المفيوـ الضيؽ اليادؼ إلى رفع وتيرة معدالت النمو االقتصادي‪ ،‬إلى المفيوـ الواسع‬
‫ال يادؼ إلى الرفع مف المستوى المعيشي لؤلفراد وتحقيؽ الرفاىية اإلقتصادية‬
‫واإلجتماعية‪،1‬فحسب تعريؼ منظمة األمـ المتحدة لسنة ‪:1956‬‬

‫التنمية ىي العمميات التي يمكف بيا توحيد جيود المواطنيف والحكومة لتحسيف األحواؿ‬
‫اإلقتصادية واالجتماعية والثقافية في المجتمعات المحمية ‪،‬ولمساعدتيا في اإلندماج في‬
‫حياة األمة والمساىمة في تقدميا ‪.2‬‬

‫فالتنمية ىي تمؾ العممية المتعددة األبعاد والتي تتضمف إجراءات وتغيرات جذرية في‬
‫اليياكؿ االجتماعية واالقتصادية وكذا النظـ السياسية واإلدارية جنبا إلى جنب مع زيادة‬
‫معدالت النمو اإلقتصادي وتحقيؽ العدالة في توزيع الدخؿ القومي‪،‬فالتنمية ىدؼ‬
‫وليست وسيمة‪،‬فمعيار نجاح التنمية يقاس بتكامؿ جؿ أنشطتيا لتحقيؽ درجة معينة مف‬
‫التطور وال يأتي ذلؾ إال بالتخطيط المحكـ‪ ،3‬والتخطيط ال يأتي عمى التنبؤ بؿ ينطمؽ‬

‫‪ -1‬صلٌحة بن نملة ‪ ،‬مخطط التنمٌة المحلٌة فً ظل اإلصالح المالً‪ ،‬أطروحة مقدمة لنٌل شهادة الدكتوراه‬
‫فً القانون العام‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2013 ،‬ص‪.21‬‬
‫‪ -2‬محمد شفٌق ‪ ،‬التنمٌة االجتماعٌة دراسات فً قضاٌا التنمٌة ومشكالت المجتمع‪ ،‬المكتب الجامعً الحدٌث ‪،‬‬
‫‪ ،1994‬اإلسكندرٌة‪،‬ص ‪. 13‬‬
‫‪ -3‬مصطفى كراجً ‪ " ،‬أثر التموٌل المركزي فً إستقالل الجماعات المحلٌة فً الجزائر"‪ ،‬المجلة‬
‫الجزائرٌةللعلوم القانونٌة واإلاقتصادٌة والسٌاسٌة‪ ،‬الجزء ‪ ،1996 ،34‬ص‪.346‬‬

‫‪126‬‬
‫مف معطيات عممية تقوـ عمى اإلحصاء والتحميؿ الدقيؽ‪،‬إنطبلقا مف مقومات عممية‬
‫مدروسة‪.1‬‬

‫وىو نوع مف التنظيـ إقتضتو الظروؼ اإلقتصادية‪ ،‬ذلؾ أف أىميتو تكمف في التقدير‬
‫اآللي إل حتياجات المجتمعة وتحديد الموارد المتاحة ومتابعة تنفيذ الخطة ‪،‬مع إختبار‬
‫الوسائؿ واإلجراءات البلزمة لتحويؿ األىداؼ إلى وقائع‪،2‬كؿ ىذا مف شأنو أف يصاغ‬
‫في وتيرةعممية التنمية وعميو تشكؿ المخططات التنموية مجموعةالتوقعات واإلصبلحات‬
‫التي تعتزـ الدولة القياـ بيا مستقببل‪ ،‬في شكؿ برامج التي تختص بيا السمطة التنظيمية‬
‫في تنفيذىا بعد المصادقة عمييا مف طرؼ البرلماف بعد عرضو عميو في شكؿ مشروع‬
‫مخطط ‪ ،‬الذي يشتمؿ عمى مختمؼ الجوانب اإلقتصادية واإلجتماعية وحتى البيئية ‪،‬‬
‫فيو يضمف التوجيات الكبرى اإلقتصادية واإلجتماعية التي تنوي الحكومة تنفيذىا لمدة‬
‫معينة مع توفير اإلعتمادات المالية الضرورية ليا ‪.‬‬

‫أوال‪:‬السندالدستوري والقانوني إلختصاص البرلمان في مجال مخططات التنمية‬

‫يطمؽ عمى المخططات التنموية مصطمح القانوف اإلطار فيو صنؼ مف القوانيف‬
‫يصادؽ عمييا البرلماف بيدؼ وضع إطار لؤلىداؼ السياسية لنشاط الدولة في المياديف‬
‫اإلقتصادية واإلجتماعية والثقافية وحتى البيئية ‪.‬‬

‫‪-3‬تتمثؿ مقومات التخطيط فيما يمي‪ :‬تحديد األىداؼ ويكوف بحجـ التطور اإلقتصادي واإلجتماعي لمدولة في‬
‫إطار أىداؼ محددة وواضحة‪ ،‬فقد تخص األىداؼ قطاع معيف كالتعمير مثبل‪.‬رصد الموارد لتحقيؽ األىداؼ‬
‫فبل بد أف تكوف األىداؼ قابمة لمتحقيؽ فيتـ رصد إمكانيات مادية وبشرية وتقنية ومالية سواء كانت داخمية أو‬
‫تمويبلت خارجية‪.‬تحديد الفترة الزمنية المناسبة وتحدد ىذه الفترة حسب القدرات المتاحة وبحسب األىداؼ‬
‫والوسائؿ المادية والبشرية المتوفرة وتصور المدة القصوى التي مف خبلليا يمكف تنفيذ الخطة‪.‬‬

‫‪ -8‬مجٌد مسعود‪ ،‬التخطٌط للتقدم اإلقتصادي واإلجتماعً ‪،‬سلسلة عالم المعرفة الكونً‪،‬الكوٌت‪، 3604 ،‬ص ‪.1‬‬

‫‪127‬‬
‫وقد أشارالقانوف رقـ ‪17/84‬المعدؿ والمتمـ و المتضمف قوانيف المالية الجزائري عمى‬
‫إختصاص البرلماف في مجاؿ مخططات التنمية في المادة األولى منو والتي تنص‬
‫عمى ‪ " :‬تحدد قوانيف المالية في إطار التوازنات العامة المسطرة في مخططات التنمية‬
‫اإلقتصادية واإل جتماعية المتعددة السنوات والسنوية ‪ ،‬طبيعة الموارد واألعباء المالية‬
‫لمدولة ومبمغيا وتحصيميا "‪ ،‬وتطرؽ القانوف العضوي رقـ‪ 15/18‬المتعمؽ بقوانيف‬
‫المالية لسنة‪ 2018‬إلى المخططات التنمويةعمى أف قوانيف المالية تحدد في إطار‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬‬ ‫التوزنات العامة المسطرة في المخططات التنمويةفي المادة الثالثة والخامسة منو‬

‫وبالرجوع إلى التعديؿ الدستورلسنة‪2016‬وسنة ‪2020‬لـ ينص عمى مخططات التنمية‪،‬‬


‫في حيف دستورسنة ‪ 21996‬نص عمييا صراحة عمى أف يشرع البرلماف في المياديف‬
‫التي يخصصيا لو الدستور وفي مجاؿ المصادقة عمى المخطط الوطني‪،‬األمر الذي‬
‫يطرح عدة تساؤالت عف سبب إغفاؿ دستور سنة‪2016‬ودستورسنة‪ 2020‬ذكر ذلؾ ‪.‬‬

‫وأشار الدستور المغربي لمخططات التنمية في الفصؿ ‪ 71‬فقرتو األخيرة ‪ " :‬باإلضافة‬
‫إلى المياديف المشار إلييما في الفقرة السابقة ‪ ،‬صبلحية التصويت عمى قوانيف تضع‬
‫اإلطار لؤلىداؼ األساسية لنشاط الدولة في المياديف اإلقتصادية واإلجتماعية والبيئية‬
‫والثقافية إلخ " ‪.‬‬

‫أما المشرع التونسي أشار إلى المخططات التنموية في الفصؿ األوؿ مف القانػ ػ ػ ػوف‬

‫‪-3‬تنص المادة ‪81‬على‪ٌ ":‬حدد قانون المالٌة بالنسبة للسنة مالٌة طبٌعة ومبلغ تخصص موارد وأعباء الدولة ‪،‬وكذا‬
‫التوازن ا لمٌزانٌاتً والمالً الناتج عنه ‪،‬مع مراعاة توازن اقتصادي محدد "‪.‬ونصت المادة‪ 81‬منه على ‪ٌ":‬تم‬
‫تاطٌر مٌزانٌاتً متوسط المدى كل سنة من طرف الحكومة ‪،‬بناءا على اقتراح من الوزٌر المكلف بالمالٌة فً بداٌة‬
‫إجراء إعداد قوانٌن المالٌة‪،‬وٌحدد للسنة المقبلة والسنتٌن الموالٌتٌن‪،‬تقدٌرات اإلٌرادات والنفقات ورصٌد مٌزانٌة‬
‫الدولة وكذا مدٌون ٌة الدولة عند االقتضاء‪ٌ.‬مكن مراجعة التاطٌر المٌزانٌاتً المتوسط المدى خالل إعداد مشروع‬
‫قانون المالٌة لسنة‪.‬‬

‫‪-8‬المادة‪388‬من دستور‪80‬نوفمبر‪،3669‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫األساسي لمميزانية المعدؿ والمتمـ " ينص قانوف المالية بالنسبة لكؿ سنة عمى جممة‬
‫مف تكاليؼ الدولة ومواردىا و يأذف بيا وذلؾ في نطاؽ أىداؼ مخططات التنمية‬
‫وحسب التوازف االقتصادي والمالي الذي يضبطو الميزاف اإلقتصادي " و الفصؿ ‪65‬‬
‫مف الدستور التونسي الذي نص ىو األخر عمى ىذه المخططات " تتخذ شكؿ قوانيف‬
‫عادية النصوص المتعمقة ب قوانيف المالية وغمؽ الميزانية والمصادقة عمى مخططات‬
‫التنمية " وكذلؾ المادة ‪ 5‬مف القانوف األساسي لمميزانية لسنة‪2019‬التي تنص عمى "‬
‫تخصص نفقات التنمية لتنفيذ البرامج المنصوص عمييا في مخططات التنمية "‪.‬‬

‫وأحسف نموذج تجسد فيو مخططات التنمية ىو اإلستثمار إذ نص ميثاؽ اإلستثمارفي‬


‫المغرب‪1‬في مادتو األولى ‪ " :‬تحدد وفقا ألحكاـ الفقرة الثانية مف الفصؿ ‪ 45‬مف‬
‫الدستور األىداؼ األساسية لعمؿ الدولة خبلؿ السنوات العشر المقبمة قصد تنمية‬
‫وانعاش االستثمارات وذلؾ بتحسف مناخ وظروؼ االستثمار ومراجعة مجاؿ التشريعات‬
‫الجبائية واتخاذ تدابير تحفيزية لبلستثمار "‪.‬‬

‫كما ينص قانوف اإلستثمار الخاص الوطني الجزائري عمى مخطط التنمية في المادة‬
‫الثامنةمنو‪":‬في إطارمسار التنمية الوطنية وطبقا لمميثاؽ تتمثؿ األىداؼ المنوطة‬
‫باإلستثمار ‪.2"....‬‬

‫كمانص قانوف اإلستثمار التونسي عمى أىمية المخططات مف خبلؿ المادة األولى منو‬
‫فييدفيذا القانوف إلى تحقيؽ تنمية جيوية مدمجة ومتوازنة وتحقيؽ تنمية مستدامة‪" 3‬‬
‫فيعتبر اإل ستثمار مرآة عاكسة لكؿ ما تحتويو مخططات التنمية ‪ ،‬وأحسف وسيمة‬
‫لتجسيدىا ‪.‬‬

‫‪ -1‬ظهٌر شرٌف رقم ‪ 3-61-831‬صادر فً نوفمبر ‪ٌ 3661‬تعلق بتنفٌذ القانون اإلطار رقم ‪ 30/ 61‬بمثابة مٌثاق‬
‫لإلستثمار جرٌدة رسمٌة عدد ‪ ،4111‬بتارٌخ ‪ 86‬نوفمبر ‪، 3661‬ص ‪. 1818‬‬
‫‪ -2‬قانون رقم ‪ 33-08‬مؤرخ فً ‪83‬أوت‪ٌ 3608‬تعلق باإلستثمار اإلقتصادي الوطنً‪،‬جرٌدة رسمٌة‬
‫عدد‪14‬بتارٌخ‪84‬أوت‪. 3608‬‬
‫‪ -3‬قانون رقم‪، 13‬مؤرخ فً‪18‬سبتمبر ‪ٌ39‬تعلق بقانون اإستثمار‪،‬جرٌدة رسمٌةعدد‪08‬بتارٌخ‪.8839/38/81‬‬

‫‪129‬‬
‫ثانيا ‪ :‬عالقة الميزانية بمخططات التنمية اإلقتصادية واإلجتماعية‬

‫قبؿ التطرؽ إلى عبلقة الميزانية بالمخططات التنموية ال بد مف تسميط الضوء عف‬
‫عبلقة التخطيط بالتنمية ‪ ،‬لتحقيؽ التنمية اإلقتصادية واإلجتماعية عممت الدوؿ عمى‬
‫توفير األسس العممية لمتخطيط باعتمادىا عمى خبراء ومختصيف في مجاؿ عمـ‬
‫االقتصاد‪ ،1‬فالتخطيط والتنمية مصطمحات متكامبلف مترابطاف في سبيؿ تحقيؽ‬
‫األىداؼ المالية التي تسعى الدولة إلى تحقيقيا مف خبلؿ مخططات التنمية اإلقتصادية‬
‫واإلجتماعية ومف ىذا تظير العبلقة بيف التخطيط والتنمية ‪،‬إف معرفة العبلقة بيف‬
‫التخطيط والتنمية يساعدعمى معرفة العبلقة بيف الميزانية ومخططات التنمية‬
‫اإلقتصادية واإلجتماعية ‪.‬‬

‫فالميزانية عبارة عف حساب تقديري ومفصؿ لنفقات وايرادات الدولة لفترة محددة بسنة‬
‫ذلؾ أف عم ميات التقدير تتـ خبلؿ مدة سنة مالية ‪ ،‬والتي تختمؼ مف دولة إلى أخرى‬
‫واختيار مدة السنة إلعتبارات عديدة منيا السياسية والتقنية‪ ، 2‬كما تحتاج إلى ترخيص‬
‫مف البرلماف حيث ال يمكف لمسمطة التنفيذية الشروع في التنفيذ ما لـ تحصؿ عمى‬
‫الترخيص المسبؽ ‪،‬فيي وثيقة سياسية تعكس فمسفة الدولة في المجاالت اإلقتصادية‬
‫والسياسية واالجتماعية والثقافية ‪ ،‬وتبرز المبلمح األساسية لبلقتصاد العتبارىا برنامج‬
‫عمؿ يحدد اإلستراتيجية األساسية اإلقتصادية واإلجتماعية لمدولة فتتضح األىمية التي‬
‫تعنى بيا الميزانية ليست لكونيا فقط عممية تقديرية لمبالغ النفقات واإلرادات ‪ ،‬وانما‬
‫كأسموب لمتنمية لتحقيؽ أىدافيا السياسية واألقتصادية واإلجتماعية والتي تسعى‬
‫مخططات التنمية إلى تحقيقيا ‪.‬‬

‫‪ -1‬مجٌد مسعود ‪،‬مرجع سابق ص ‪.30‬‬


‫‪ -2‬أحمد فرٌد مصطفى وسمٌر محمد السٌد حسن ‪ ،‬اإلقتصاد المالً بٌن النظرٌة والتطبٌق ‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‬
‫‪ ،‬القاهرة ‪ ، 3606‬ص ‪. 188‬‬

‫‪130‬‬
‫فالميزانية والمخططات التنموية يشتركاف إذف في أف كبلىما يعد نظرة تقديرية توقعية‬
‫لفترة زمنية مستقبمية ‪،‬إال أنيما يختمفاف مف حيث المدة فالميزانية مرتبطة بمدة سنة‬
‫واحدة ‪،‬في حيف مخطط التنمية يكوف خبلؿ فترة زمنية تفوؽ السنة ‪ ،‬حيث تكتسب‬
‫الميزانية صبغة إلزامية واجبة التنفيذ في الفترة المحددة وحسب األىداؼ المدرجة في‬
‫الخطة ‪ ،‬كما أف المخطط ىو مجموعة مف التنظيمات والترتيبات المحددة إتفؽ عمييا‬
‫مف أجؿ الوصوؿ إلى أىداؼ عامة‪ ،1‬وايجاد الوسائؿ التي يتـ اإلتفاؽ عمييا لتحقيؽ‬
‫محور لبلختبلؼ كذلؾ ‪ ،‬تحضير الميزانية‬
‫ا‬ ‫ىذه األىداؼ ‪ ،‬كما تعتبر طرؽ التحضير‬
‫أمر تقوـ بو و ازرة المالية لوحدىا ‪ ،‬بينما المخطط ميمة تشترؾ فييا عدة و ازرات‬
‫وادارات وىيئات وأطراؼ اقتصادية واجتماعية مختمفة ‪ ،‬كما أف الميزانية تنحصر في‬
‫الموارد والنفقات العمومية ‪ ،‬بيد أف مضموف المخطط يتسع ليشمؿ مختمؼ المياديف‬
‫اإلقتصادية واإلجتماعية ‪ ،‬كما ييدؼ إلى تعديؿ مسار التطور وآليات التنمية‬
‫اإلقتصادية واإلجتماعية ووضع الببلد عمى السكة الصحيحة لمتنمية ‪،‬إال أف ىذه‬
‫الفوارؽ تبقى في الواقع ذات طابع شكمي عمومي ‪ ،‬فالعبلقة بيف المخطط والميزانية‬
‫أنيما متشابياف ‪ ،‬والروابط التي تجمع بينيما ذات طابع قانوني ‪.‬‬

‫فقوانيف المالية السنوية ىي وسيمة تشمؿ تنفيذ المخطط‪ ، 2‬إال أنيا تضـ جزءاميما مف‬
‫إ ستثمارات الدولة وتوجو بطريقة أو أخرى مشاركة المؤسسات العمومية والخاصة في‬
‫فيي تمبي االحتياجات التي يتطمبيا كتنفيذ التدابير المنصوص‬ ‫تنفيذ بعض المشاريع‬
‫عمييا في المخطط ‪ ،‬ذلؾ أنو بالتصويت عمى الميزانية يتـ التصويت عمى جزء مف‬
‫المخطط ‪.‬‬

‫‪ -1‬مجٌد مسعود ‪ ،‬التخطٌط للتقدم اإلقتصادي واإلجتماعً ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.88‬‬


‫‪-2‬المرجع نفسه‪،‬ص ‪.83‬‬

‫‪131‬‬
‫الف رع الثاني ‪ :‬فحص البرلمان لمخططات التنمية والموافقة عمييا‪.‬‬

‫يتـ فحصالمخططات التنموية مف طرؼ البرلماف(أوال)‪،‬ليتـ بعدىا الموافقةعمييا(ثانيا)‬

‫أوال ‪ :‬فحص البرلمان لمخططات التنمية‬

‫تمثؿ مخططات التنمية أو ما يعرؼ " بقوانيف اإلطار " أو " قوانيف البرامج " جزءا مف‬
‫عمؿ السمطة التشريعية ‪ ،‬و ت نفذ ىذه المخططات مف قبؿ السمطة التنفيذية وذلؾ‬
‫بموجب مراسيـ‪،1‬شريطة أال يكوف التنفيذ مما يندرج في إختصاص القانوف ‪.‬‬

‫وتكتسي ىذه البرامج المتعمقة بالتنمية طابعا ماليا ‪ ،‬لذلؾ يشترط لمتصديؽ عمييا نفس‬
‫الشروط المتطمبة مف أجؿ التصديؽ عمى الميزانية ‪ ،‬ىذا وقد نص المشرع في الدوؿ‬
‫المغاربية سواء مف خبلؿ الدستور أو قوانيف المنظمة لمجاؿ المالية عمى صبلحية‬
‫البرلماف في التصويت عمى قوانيف تضع إطا ار لؤلىداؼ السياسية واإلقتصادية‬
‫واإلجتماعية لمدولة ‪.‬‬

‫وما تجب اإلشارة إليو أف المشرع المغاربي لـ يفرد بابا خاصا متعمقا بمقتضيات‬
‫المخططات التنموية بؿ عمد إلى دمجيا ضمف اختصاصات القانوف ‪.2‬‬

‫فتندرج المشاركة البرلمانية في فحص مخطط التنمية ودراستو داخؿ لجنة المالية‬
‫بمجمس النواب المغربي وداخؿ لجنة المالية والميزانية بمكتب المجمس الشعبي الوطني‬
‫الجزائري ‪ ،‬وعمى مستوى لجنة ال مالية والتخطيط بمجمس نواب الشعب التونسي ‪ ،‬حيث‬
‫تقوـ ىذه األخيرة في مرحمة أولية بتقديـ استشارات وجمع التوصيات المقترحة لتمحقيا‬
‫بالمخطط ‪ ،‬مع إمكانية األخذ بما يمكف تحقيقو منيا ‪،‬وامكانية األخذ بما يمكف أف‬
‫يرتب تكاليؼ بالنسبة لممخطط ‪ ،‬وعموما فتدخؿ البرلماف في فحص المخطط يترجـ‬

‫‪ -1‬مصطفى قلوش ‪ ،‬النظام الدستوري المغربً ‪ ،‬مكتبة دار السالم ‪ ،‬ط‪ ، 4‬الرباط ‪، 3664 ،‬ص ‪.301‬‬
‫‪ -2‬سٌد محمد ولد سٌد أب ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 898‬‬

‫‪132‬‬
‫عف طريؽ إ عتماد أو رفض ىذا المخطط غير أف األمر يبقى نظريا ‪ ،‬والجزاء الذي‬
‫يكمف في قبوؿ أو رفض إعتماد المخطط مرتبط كثي ار باإلذف السنوي لئللتزاـ بنفقات‬
‫الميزانية المدرجة في القانوف المالي السنوي ‪،‬المصوت عميو مف طرؼ البرلماف بإعتبار‬
‫الميزانية تمثؿ في عبلقتيا بيذه المخططات مجرد تنفيذ جزئي و سنوي لممخطط في‬
‫إطار قانوف المالية لمسنة ‪ ،‬إذ أف المخططات تكوف عمى مدى سنوات عدة ‪،‬وتمنح ليا‬
‫أقساطا سنوية بموجب قوانيف المالية ‪،‬وبالرجوع لمقانوف التنظيمي المغربي رقـ ‪07/98‬‬
‫يمكف أف تمنح في شأف نفق ات االستثمار الناتجة عف تنفيذ مخطط التنمية ترخيصات‬
‫في برامج تحدد التكمفة اإلجمالية والقصوى لمشاريع اإلستثمار المعتمدة ‪.1‬‬

‫إف الدراسة المفصمة لمقانوف المالي السنوي عمى ضوء توقعات المخطط ستصبح‬
‫ضرورة لما ليا مف إمكانيات معرفة الحؿ لمعالجة التجاوزات التي تمس الميزانية‪،2‬والتي‬
‫تشكؿ جزء مف التصديؽ عمى المخطط الذي يندرج ضمف إختصاصات البرلماف الذي‬
‫يعمؿ عمى خمؽ اإلنسجاـ والتماسؾ‪ ،‬بؿ والعمؿ عمى ربط المخطط مف جية والميزانية‬
‫مف جية أخرى لكي يستجيب اإلثناف معا إلى أىداؼ التنمية اإلقتصادية واإلجتماعية ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الموافقة البرلمانية عمى المخططات التنموية ( التصويت )‬

‫يتمثؿ الدور األساسي الذي يقوـ بو البرلماف في فحص ىذه المخططات التنموية في‬
‫البداية‪ ،‬لينتقؿ فيما بعد إلى مرحمة ال تخمو أىمية عف سابقتيا ‪،‬ويتعمؽ األمربالموافقة‬
‫عمى ىذه المخططات فيما بعد ‪،‬ذلؾ أف السمطة التشريعية ليا صبلحية إعتماد‬
‫المخطط باإليجاب أو السمب األمر الذي يرتبط باإلذف المسبؽ لئللتزاـ بنفقات الميزانية‬
‫المدرجة في القانوف المالي السنوي الذي تـ التصويت عميو مف طرؼ البرلماف‪ ،‬إذ‬
‫تنص المادة ‪ 70‬مف القانوف التنظيمي لممالية الجزائري رقـ‪ 17/84‬عمى أف يكوف‬

‫‪-1‬المادة‪ 81‬من القانون التنظٌمً لقوانٌن المالٌة المغربً رقم‪،81/60‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬مجٌد مسعود‪ ،‬مرجع سابق ص‪.88‬‬

‫‪133‬‬
‫التصويت إجمالي فيما يخص نفقات المخطط السنوي ذات الطابع النيائي ‪ ،‬وكذا‬
‫رخص تمويؿ اإلستثمارات المخططة الموزعة حسب كؿ قطاع ‪،‬كما نص القانوف‬
‫العضوي رقـ‪ 15/18‬عمى أف تكوف النفقات طبيعتيا موضوع تصويت إجمالي‪.1‬‬

‫في حيف يكوف ت صوت البرلماف مرة واحدة عمى نفقات التجييز التي يتطمبيا في مجاؿ‬
‫التنمية وا نجاز المخططات التنموية اإلستراتيجية ‪ ،‬والبرامج المتعددة السنوات التي تعد‬
‫عمى الحكومة ويطمع عمييا البرلماف طبقالمدستور المغربي لعاـ ‪،22011‬وعندما يوافؽ‬
‫عمى تمؾ النفقات يستمر مفعوؿ الموافقة تمقائيا عمى النفقات طيمة مدة ىاتو‬
‫المخططات والبرامج ‪ ،‬ولمحكومة وحدىا صبلحية تقديـ مشاريع قوانيف ترمي إلى تغيير‬
‫ما تـ الموافقة عميو في اإلطار المذكور ‪.‬‬

‫كما نجد المادة ‪ 24‬مف القانوف التنظيمي لممالية المغربي رقـ ‪ 07/98‬نصت عمى ‪:‬‬
‫"ال يمكف أف تترتب عمى المخططات الموافؽ عمييا مف لدف البرلماف إلتزامات عمى‬
‫الدولة إال في نطاؽ الحدود المعينة في قانوف المالية لمسنة " ‪.‬‬

‫وتكوف طريقة التصويت جممي ونيائي بإعتبارىا جزء مف النفقات ‪،‬بالنسبة لممشرع‬
‫التونسي بناء عمى دستور‪.32014‬‬

‫يتضح مف خبلؿ إ ستقراء النص الدستوري وحتى النص التشريعي المنظـ لممالية‬
‫السنوية في الدوؿ المغاربية أف البرلماف يمارس بموجب ىاتو النصوص القانونية الحؽ‬
‫في التصديؽ عمى المخططات التنموية ‪،‬إال أف الحكومة تبقي مييمنة عمى ىاتو‬
‫المخططات عمما بأنيا تعدىا مف ناحية التقنية باإلشتراؾ بيف الو ازرات واإلدارات‬
‫المعنية ‪،‬وتبني مف خبلليا توجياتيا إنطبلقا مف رؤيا مالية وليست إقتصادية تنموية‬

‫‪-1‬المادة‪77‬من القانون العضوي رقم‪ 15/18‬المتعلق بقوانٌن المالٌة‪،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪-2‬الفصل‪ 11‬من دستور المغرب لسنة‪،8833‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-3‬المادة‪86‬من دستور تونس لسنة‪،8834‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫ويبقى إطبلع البرلماف عمييا فقط مجرد إصطبلح مشوبا بالسطحية ‪،‬كما ىو الحاؿ‬
‫بالنسبة لعبلقة البرلماف بالحكومة فيما يتعمؽ بالتصديؽ عمى قانوف المالية لمسنة ‪.‬‬

‫واف كانت ىاتو المخططات في حد ذاتيا جزءا مف المخططات التي ينص عمييا‬
‫القانوف المالي لمسنة ( نفقات التنمية كما أطمؽ عمييا المشرع المالي التونسي مف خبلؿ‬
‫القانوف األساسي لمميزانية )‪ ،1‬فالسمطة المالية لمبرلماف فيما يتعمؽ بالمخططات‬
‫تنحصر في التصويت فقط دوف المبادرة ‪،‬حيث ال يمكف لمغرفتيف عمى مستوى البرلماف‬
‫المغربي والجزائري وعمى مستوى الغرفة الواحدة بالنسبة لمبرلماف التونسي تقديـ أي‬
‫إقتراح‪ ،‬يرمي إلى إدخاؿ تعديبلت يمكف أف تترتب عمييا تكاليؼ لممخطط نظ ار لما‬
‫ليا مف آثار مكمفة لمقانوف المالي ‪ ،‬إال أنو ومع ذلؾ يمثؿ التدخؿ البرلماني لمموافقة‬
‫عمى المخطط أىمية خاصة إذ يمكنو مف فحص المشاريع اإلستثمارية لمدولة ومف‬
‫معرفة ما إذا كاف عمؿ السمطات العمومية يحقؽ أىداؼ التنمية اإلقتصادية‬
‫واإلجتماعية ‪.‬‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬التدخل البرلماني في مجال المعاىدات الممزمة لمالية الدولة‬

‫إلى جانب إ ختصاص السمطة التشريعية في الموافقة عمى قوانيف المالية وكذا الموافقة‬
‫عمى مخططات التنمية اإلقتصادية واإلجتماعية‪ ،‬فإف الدساتيرفي الدوؿ المغاربية أقرت‬
‫لفائدة البرلماف صبلحية مالية أخرى تتمثؿ في الموافقة عمى المعاىدات الدولية ذات‬
‫الطابع المالي‪ 2‬التي ترتب تكاليؼ تمزـ مالية الدولة ‪ ،‬ليتجمى بوضوح دور البرلماف في‬
‫مجاؿ السياسة الخارجية عبر العمؿ الدبموماسي البرلماني الذي أضحى يشكؿ بعدا‬
‫ىاما في حياة جميع المؤسسات البرلمانية‪،‬وسنحاوؿ مف خبلؿ ىذاالمطمب الوقوؼ عمى‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 1‬من القانون األساسً للمٌزانٌة التونسً عدد‪ ، 11‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -8‬نور الديف رداد‪ "،‬الموافقة البرلمانية عمى المعاىدات الدولية ذات الطابع المالي"‪ ،‬مجمة العموـ اإلنسانية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،46‬ديسمبر‪ ،2016‬المجمد ب‪ ،‬جامعة األخوة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪ ،2016 ،‬ص‪.470‬‬

‫‪135‬‬
‫مفيوـ المعاىدة والمعاىدة الممزمة لمالية الدولة ‪ ،‬والسند القانوني إلختصاص البرلماف‬
‫بيذا النوع مف المعاىدات ( الفرع األ وؿ ) وطبيعة الموافقة البرلمانية عمى المعاىدات‬
‫الممزمة لمالية الدولة(الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تعريف المعاىدات الممزمة لمالية الدولة وسند االختصاص البرلماني‬
‫لممعاىدات‬

‫إف مفيوـ المعاىدات المالية التي تترتب عمييا نفقات غير واردة في ميزانية الدولة أو‬
‫تمؾ التي تترتب عمييا تكاليؼ تمزـ مالية الدولة‪ ،‬تكتسي طابع غامض لكونيا تتميز‬
‫بعدـ الوضوح والدقة‪ ،‬كما أنكؿ معاىدة يترتب عمييا نفقات غيرواردة في ميزانية الدولة‬
‫توحي إلى وجود نفقات تتطمب فتح إعتمادات مالية فورية(أوال)كما أف إختصاص‬
‫البرلماف في مجاؿ الموافقة عمى المعاىدات المالية مرىوف بضرورة أف يكوف اإلتفاؽ‬
‫ممزـ لمالية الدولة وذلؾ بناء عمى نص دستوري (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬تعريف المعاىدات الممزمة لمالية الدولة ‪.‬‬

‫يقصد بالمعاىدة االتفاؽ الدولي المعقود بيف الدولة في صيغة مكتوبة والذي ينظمو‬
‫القانوف الدولي سواء تضمنتو وثيقة وحيدة أو وثيقتاف أو أكثر وميما كانت تسميتو‬
‫الخاصة ‪ ،‬فيو توافؽ إرادة شخصيف أو أكثر مف أشخاص القانوف الدولي عمى إحداث‬
‫أثار قانونية معينة طبقا لقواعد القانوف الدولي‪،1‬وىناؾ مف عرفيا عمى أساس أنيا‬
‫ا‬
‫إ تفاؽ مكتوب يتـ بيف أشخاص القانوف الدولي بقصد ترتيب أثار قانونية معينة وفقا‬
‫‪2‬‬
‫‪ ،‬فيو إتفاؽ يكوف أطرافو الدوؿ أو غيرىا مف أشخاص‬ ‫لقواعد القانوف الدولي العاـ "‬
‫القانوف الدولي يممكوف أىميو إبراـ المعاىدات‪ ،‬ويتضمف اإلتفاؽ إنشاء حقوؽ والتزامات‬

‫‪ -1‬محمد ٌوسف علوان ‪ ،‬القانون الدولً العام ‪ ،‬المقدمة والمصادر ‪،‬ط ‪ ، 1‬دار وائل للنشر والتوزٌع ‪،‬عمان‪888 ،‬‬
‫‪ ،‬ص ‪.331‬‬
‫‪ -2‬أحمد اسكندر ومحمد ناصر بوغزالة ‪ ،‬محاضرات فً القانون الدولً العام ‪ ،‬القاهرة ‪ 3660،‬ص ‪.69‬‬

‫‪136‬‬
‫قانونية عمى عاتؽ أطرافو ‪،‬و يجب أف يكوف موضوعو تنظيـ عبلقة مف العبلقات التي‬
‫يحكميا القانوف الدولي ‪.1‬‬

‫فالمعاىدات بصفة عامة ىي رابطة تعاقدية تنشأ بيف دولتيف أو أكثر بغرض تحقيؽ‬
‫مصالح محددة قد تكوف تنمية اإلقتصاد الدولي‪ ،‬أو سد بعض االحتياجات الداخمية‬
‫لدولة‪ ،‬أو نشر السبلـ لمعاىدات السبلـ التي تنشأ بيف الدوؿ‪.2‬‬

‫لقد تعددت التعاريؼ المقدمة لتحديد ماىية المعاىدات الدولية‪ ،‬فالم ػ ػعاىدات ىي إتفاؽ‬
‫يكوف أطرافو الدوؿ أو غيرىا مف أشخاص القانوف الدولي ممف يمػ ػمكوف أىمية إلى إبراـ‬
‫المعاىدات‪.‬‬

‫ويتضمف اإل تفاؽ إنشاء حقوؽ والتزامات قانونية عمى عاتؽ أطرافو‪ ،‬كما يجب أف يكوف‬
‫موضوعو تنظيـ عبلقة مف العبلقات التي يحكميا القانوف الدولي‪.3‬‬

‫أو أنيا إتفاؽ تتضمف بنوده إ لتزامات تتعمؽ ببياف الدولة المالي بمعنى أنو في حالة‬
‫سرياف المعاىدات أو اإل تفاقيات تمتزـ الدولة بالتزامات مالية تجعميا توثر عمى ماليتيا‬
‫سواء مف قريب أو مف بعيد أو تمس بسيادتيا‪.4‬‬

‫غير أنو مايجدرالتنويو إليو أف ىناؾ ثبلثة مناىج يمكف لمدستور في مجاؿ إبراـ‬
‫المعاىدات أف يسمؾ أحدىا وذلؾ تبعا لمنظاـ السياسي المتبع‪.5‬‬

‫‪ -1‬عبد الكرٌم علوان‪ ،‬الوسٌط فً القانون الدولً العام ‪ ،‬الجزء‪،3‬ط ‪ ، 4‬دار الثقافة للنشر والتوزٌع‪،‬عماف‪،1977،‬‬
‫ص ‪. 816‬‬
‫‪ -2‬حسٌن جٌهان سٌد أحمد خلٌل‪ ،‬دور السلطة التشرٌعٌة فً الرقابة على األموال العامة‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربٌة‪ ،‬القاهرة‪ ،2002 ،‬ص‪.346‬‬
‫‪ -3‬محمدغانم حافظ‪ ،‬مبادئ القانون الدولً العام‪ ،‬دار النهضة العربٌة‪ ،‬القاهرة‪ ،1967 ،‬ص‪.212‬‬
‫‪ -4‬حسٌن جٌهان سٌد أحمد خلٌل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.347‬‬
‫‪ -5‬نور الدٌن رداد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.470‬‬

‫‪137‬‬
‫‪-‬األوؿ إ ستثار السمطة التنفيذية المتمثمة في رئيس الجميورية بسمطة إبراـ المعاىدات‬
‫بمعنى إ ستحواذه عمى السمطة المطمقة دوف إشراؾ أي مف األجيزة ميما كانت‬
‫طبيعتيا‪ ،‬ويتبلءـ ىذا األسموب مع أنظمة الحكـ الفردية المطمقة‪.‬‬

‫‪-‬الثاني إنفراد السمطة التشريعية (البرلماف) بسمطة إبراـ المعاىدات بمعنى إستحواذه‬
‫عمى السمطة المطمقة‪ ،‬دوف إشراؾ السمطة التنفيذية ‪،‬واعتمد ىذا األسموب مف طرؼ‬
‫الدوؿ التي طبقت نظاـ حكومة الجمعية‪ ،‬ومف الدوؿ التي أخذت بو تركيا في‬
‫دستور سنة ‪ ،1924‬ولقد إنقرض ىذا النظاـ ‪،‬ولعؿ أقرب األنظمة إليو النظاـ‬
‫السويسري وأنظمة بعض الدوؿ االشتراكية مثؿ اإلتحاد السوفياتي في دستوره سنة‬
‫‪ 1977‬والدستور الصيني سنة ‪.11982‬‬

‫‪-‬الثالث إشراؾ السمطتيف التنفيذية والتشريعية في إبراـ المعاىدات واالتفاقيات‬


‫ويعتبر ىذا األسموب مف األساليب األكثر شيوعا عمى المستوى العالمي‪ ،‬إذ تأخذ‬
‫بو غالبية الدوؿ بإخبلؼ أنظمتيا‪ ،‬غير أنيذه الدساتير تختمؼ حوؿ مدى مشاركة‬
‫الجياز التشريعي لمجياز التنفيذي فالبعض منيا يشترط مساىمة السمطة التشريعية‬
‫في إبراـ جميع المعاىدات مثؿ الدستور األمريكي الذي ينص عمى ضرورة حصوؿ‬
‫رئيس الدولة عمى نصح وموافقة مجمس الشيوخ بأغمبية الثمثيف قبؿ قيامو بالتصديؽ‬
‫عمى المعاىدة ‪،‬ما أدى إلى تطور أسموب اإلبراـ إلى ما يعرؼ باالإتفاقيات ذات‬
‫الشكؿ المبسط وىي اإل تفاقيات التي ينفرد رئيس الدولة بإبراميا دوف حصولو عمى‬
‫موافقة مجمس الشيوخ‪.‬‬

‫وتبرـ دوف مراعاة القيود الدستورية المتعمقة بإبراـ المعاىدات عمى أساس أف إدارة‬
‫العبلقات الخارجية تدخؿ في إختصاص السمطة التنفيذية‪.‬‬

‫‪ -1‬نور الدٌن رداد‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.471‬‬

‫‪138‬‬
‫وفي دوؿ المغرب العربي (الجزائر‪ ،‬تونس‪ ،‬المغرب) تناوؿ المشرع في دوؿ المغرب‬
‫العربي مسألة مساىمة البرلماف في إبراـ المعاىدات الدولية مراعيا لمعبلقات بيف‬
‫الجيازيف التشريعي والتنفيذي في مجاؿ إدارة وتوجيو العبلقات الخارجية لمدولة‪،1‬‬
‫وذلؾ مف أجؿ معرفة درجة تدخؿ البرلماف في إبراـ المعاىدات الدولية‪،‬وجرى‬
‫العرؼ الدولي عمى أف المعاىدات ال تصبح سارية بمجرد التوقيع عمييا مف قبؿ‬
‫ممثؿ الدولة‪ ،‬وانما يمزـ نفاذىا القياـ بإجراء وطني الحؽ ىو التصديؽ‪،‬فالتصديؽ‬
‫ىو اإلجراء القانوني الذي تعبر بو الدوؿ األطراؼ بصورة نيائية عف إلتزاميا‬
‫بأحكاـ المعاىدة وفقا إلجراءات دستورية‪،‬ىواجراء وطني يتـ وفقا لقواعد القانوف‬
‫الداخمي في كؿ دولة طرؼ في المعاىدة‪،2‬فالتصديؽ عمى المعاىدات يعتبر أحد‬
‫مراحؿ إبراميا‪،‬فيو إجراء يمي التفاوض عمى بنود المعاىدة والتوقيع عمييا يسبؽ‬
‫إيداعيا وتسجيميا لدى الجيات المختصة ‪،‬كما أف التصديؽ عمى المعاىدات إلى‬
‫جانب التوقيع عمييا وتبادؿ الوثائؽ بيف أطرافيا ىو أحد أشكاؿ تعبير الدولة عف‬
‫إلتزاميا بالمعاىدة‪.‬‬

‫ويختمؼ التصديؽ ‪ ratification‬عف إصدار ‪ promulgation‬واف كاف كؿ منيا‬


‫إجراءا قانونيا يصدر عف جية مختصة في الدولة‪.‬‬

‫فالتصديؽ ىو إجراء يثبت إلتزاـ الدولة تجاه الدوؿ األخرى الموقعة عمى المعاىدة‪.‬‬

‫أما اإلصدارفيو إجراء يمي التصديؽ عمييا وذلؾ لتقيد بيا سمطات الدولة وأفرادىا‪،‬‬

‫‪-3‬المادة ‪ 1‬من إتفاقٌة فٌٌنا بشأن قانون المعاهدات لسنة‪،1969‬ج ر عدد‪ 42‬بتارٌخ‪14‬اكتوبر‪( .1969‬عقدت‬
‫بموجب قرار الجمعٌة العامة لألمم المتحدة رقم ‪ 2166‬المؤرخ فً ‪ 5‬دٌسمبر ‪ 1966‬ورقم ‪ 2287‬المؤرخ فً ‪1‬‬
‫دٌسمبر ‪ 1967‬وقد عقد المؤتمر فً دروتٌن فً فٌنا خالل الفترة من ‪ 26‬أضار إلى ‪ 24‬ماي ‪ 1968‬وخالل‬
‫الفترة ‪ 9‬أفرٌل إلى ‪ 22‬ماي ‪ 1969‬واعتمدت االتفاقٌة فً ختام أعماله فً ‪ 22‬ماي ‪)1969‬‬
‫‪ -2‬علً صادق أبو هٌف‪ ،‬القانون الدولً العام‪،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرٌة‪ ،1992 ،‬ص‪.546‬‬

‫‪139‬‬
‫وتتمكف مف مواجية إلتزاميا عمى التصديؽ‪.1‬‬

‫وضعت دساتير مختمؼ الدوؿ إجراءات خاصة لمتصديؽ عمى المعاىدات‪ ،‬بالرغـ مف‬
‫أف النصوص القانونية تختمؼ اختبلفا واضحا مف دولة إلى أخرى‪ ،‬إال أف ىناؾ قاسما‬
‫مشتركا بينيما بحيث صار التصديؽ ام أر ضروريا لنفاذ المعاىدة‪.‬‬

‫فاليدؼ مف التصديؽ عمى المعاىدة مف قبؿ السمطة التشريعية وعدـ اإلكتفاء بالتوقيع‬
‫عمييا مف قبؿ السمطة التنفيذية‪ ،‬ىو إعطاء الدولة فرصة إلعادة النظر قبؿ اإللتزاـ‬
‫النيائي بالمعاىدة خاصة في حالة المعاىدات التي تشمؿ عمى إلتزامات في غاية‬
‫األىمية‪ ،‬وكذلؾ إلتاحة الفرصة لعرض المعاىدة عمى ممثمي الشعب في النظـ‬
‫الديمقراطية‪ ،‬التي تشترط موافقة السمطة التشريعية عمى المعاىدات‪ ،‬قبؿ تصديؽ رئيس‬
‫الدولة عمييا‪ ،‬كما يمكف مف خبلؿ التصديؽ عمى المعاىدة التأكد مف التزاـ ممثمي‬
‫السمطة التنفيذية الصبلحيات الممنوحة ليـ في مراحؿ التفاوض واإلبراـ والتوقيع‪.2‬‬

‫مف خبلؿ ما سبؽ يمكف تعريؼ المعاىدة الممزمة لمالية الدولة عمى أنيا إتفاؽ يتولد‬
‫عنو عبئا ماليا جديدا ومباش ار ومؤكدا عمى عاتؽ الدولة بإعتبارىا طرفا في اإلتفاؽ‪.‬‬

‫وما تجب اإلشارة إليو ‪ ،‬أنو إلى جانب المعاىدات الممزمة لمالية الدولة ىناؾ معاىدات‬
‫متعمقة بمالية الدولة ال تمزـ ميزانية الدولة كالمعاىدات التي تقمص الديف ‪ ،‬فيي‬
‫ونظرلمطبيعة الخاصة التي تحتوييا‬
‫إ تفاقيات متعمقة بمالية الدولة ولكف ال تمزميا‪ ،‬ا‬
‫بإنشائيا لؤلثر المالي عمى عاتؽ الدولة كانت مجاال لئلختصاص المالي لمبرلماف‬
‫باإلشتراؾ مع السمطة التنفيذية‪.‬‬

‫‪ -1‬عزٌر كاٌد‪ ،‬الرقابة البرلمانٌة على المعاهدات التً تبرمها السلطة التنفٌذٌة‪ ،‬سلسة تقارٌر قانونٌة‪ ،‬عدد‬
‫‪ ، 29‬الهٌئة الفلسطٌنٌة المستقلة لحقوق المواطن‪ ،‬رام هللا‪ ،‬آذار ‪ ،2002‬ص‪.08‬‬
‫‪ -2‬عبد الكرٌم علوان‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.269‬‬

‫‪140‬‬
‫ثانيا ‪ :‬األساس القانوني لإلختصاص البرلماني في مجال الموافقة عمى المعاىدات‬
‫الممزمة لمالية الدولة‬

‫قضي التعديؿ الدستور الجزائري لسنة ‪2020‬عمى أف يصادؽ رئيس الجميورية عمى‬
‫إ تفاقيات اليدنة ‪ ،‬ومعاىدات السمـ والتحالؼ واإلتحاد والمعاىدات المتعمقة بحدود الدولة‬
‫و المعاىدات المتعمقة بقانوف األشخاص ‪،‬والمعاىدات التي تترتب عمييا نفقات غير‬
‫واردة في ميزانية الدولة‪ ،‬واإل تفاقيات الثنائية أو المتعددة األطراؼ المتعمقة بمناطؽ‬
‫التبادؿ الحر والشراكة وبالتكامؿ االقتصادي بعد أف توافؽ عمييا كؿ غرفة في البرلماف‬
‫صراحة‪،1‬نص الدستورصراحة عمى إختصاص البرلماف في مجاؿ الموافقة عمى‬
‫المعاىدات الممزمة لمالية الدولة ‪.‬‬

‫ولـ يختمؼ عنو في ذلؾ دستورالممممكة المغربية لسنة ‪ 2011‬حيث قضي عمى أنو‬
‫يوقع الممؾ عمى المعاىدات ويصادؽ عمييا ‪ ،‬غير أنو ال يصادؽ عمى معاىدات السمـ‬
‫أو اإلتحاد ‪ ،‬أو التي تيـ رسـ الحدود ومعاىدات التجارة أو تمؾ التي تترتب عمييا‬
‫تكاليؼ تمزـ مالية الدولة أو يستمزـ تطبيقيا إتخاذ تدابير تشريعية أو تتعمؽ بحقوؽ‬
‫وحريات المواطنات والمواطنيف العامة أو الخاصة إال بعد الموافقة عمييا بقانوف‪.‬‬

‫لمممؾ أف يعرض عمى البرلماف كؿ معاىدة أو اتفاقية أخرى قبؿ المصادقة عمييا‪. 2‬‬

‫لقد صرحت المحكمة الدستورية إثر إحالة الممؾ أو رئيس الحكومة أو رئيس مجمس‬
‫ا لنواب أو رئيس مجمس المستشاريف ‪ ،‬أو سدس أعضاء المجمس األوؿ ‪ ،‬أو ربع‬
‫أعضاء المجمس الثاني ‪ ،‬األمر إلييما أف التزاما دوليا يتضمف بندا يخالؼ الدستور ‪،‬‬
‫فإف المصادقة عمى ىذا االلتزاـ ال يصح إال بعد مراجعة الدستور‪. 3‬‬

‫‪-1‬المادة‪311‬من التعدٌل الدستور الجزائري لسنة‪،8888‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪-2‬الفصل‪11‬من دستور المغرب لسنة‪ ،8833‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬الفصل‪،11‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫يشير ىذا الفصؿ إلى إختصاص البرلماف في مجاؿ المعاىدات الممزمة لمالية الدولة‬
‫كما أنو يميز مف حيث التصديؽ الذي يمارسو الممؾ بيف ثبلثة أنواع مف المعاىدات ‪:‬‬

‫‪ -1‬المعاىدات التي ال تمزـ مالية الدولة وال تتعارض مع الدستور ‪ :‬فيذه المعاىدات‬
‫يصادؽ عمييا الممؾ مباشرة ‪ ،‬وتصبح نافذة دوليا في النظاـ المغربي بمجرد استكماؿ‬
‫إجراءات التصديؽ ‪.‬‬

‫‪ -2‬المعاىدات التي تمزـ مالية الدولة وتتعارض مع الدستور ‪ :‬والتي تصبح ممزمة‬
‫لممغرب بعد إتباع اإلجراءات المنصوص عمييا فيما يرجح لتعديؿ الدستور ‪.‬‬

‫‪-3‬المعاىدات التي تمزـ مالية الدولة‪ :‬تصبح ىذه المعاىدات جزءا مف النظاـ القانوني‬
‫لمممكة مف خبلؿ شرطيف ‪ ،‬أوليما أف يوافؽ عمييا البرلماف وثانييما أف يصادؽ عمييا‬
‫الممؾ ‪.1‬‬

‫مما يعني أف البرلماف المغربي يكرس مبدأ الموافقة البرلمانية عمى المعاىدات الدولة‬
‫الممزمة لمالية الدولة متأث ار بذلؾ بدساتير العديد مف الدوؿ التي أخذت بيذا المبدأ ‪.‬‬

‫وبالنسبة لتونس تعرض المعاىدات التجارية والمعاىدات المتعمقة بالتنظيـ الدولي‬


‫أوبحدود الدولة أو بالتعيدات المالية لمدولة أو بحالة األشخاص أو بأحكاـ ذات صيغة‬
‫تشريعية عمى مجمس نواب الشعب لمموافقة ‪،‬وال تصبح المعاىدات نافذة إال بعد‬
‫المصادقة عميياالفصؿ ‪ 67‬مف الدستور التونسي لسنة ‪.2014‬‬

‫وعمى ىذا األساس لـ يختمؼ المشرع الدستوري المغاربي عف غيره ودؿ بكؿ وضوح‬
‫عمى أف إجراء التصديؽ ىو مف إختصاص رئيس الجميورية أو الممؾ‪ ،‬بإعتباره‬
‫المختص بتمثيؿ الدولة عمى الصعيد الخارجي وابراـ المعاىدات الدولية ‪.‬‬

‫‪ -1‬سعٌد الصد ٌقً ‪ ،‬صنع السٌاسة الخارجٌة للمغرب ‪ ،‬أطروحة لنٌل الدكتوراه فً القانون العام جامعة محمد‬
‫األول كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة ‪ ،‬وجدة ‪ 8888 ،‬ص ‪.843‬‬

‫‪142‬‬
‫أما البرلماف فإف إختصاصو في ىذا الميداف مرىوف بتحقيؽ شرط معيف يتمثؿ في‬
‫كوف اإلتفاؽ ممزـ لمالية الدولة‪. 1‬‬

‫كما أف عبارة المعاىدات الممزمة أو التي تكمؼ مالية الدولة الواردة في النصوص‬
‫الدستورية في دوؿ المغرب العربي تثير العديد مف التساؤالت ‪ ،‬ألنيا عبارة ذات مفيوـ‬
‫واسع وغير واضح والمستفيد مف ىذا الغموض ىو السمطة التنفيذية التي تحتكر تعريؼ‬
‫وتفسيرعبارة المعاىدات المكمفة لمالية الدولة ‪.‬‬

‫حيث أنو وبدوف شؾ يتـ إبعاد مجموعة مف المعاىدات الممزمة لمالية الدولة ‪،‬عف‬
‫مراقبة البرلماف عندما تعمف الحكومة أنيا ال تمس مالية الدولة ‪،‬مثاؿ ذلؾ في المممكة‬
‫المغربية إتفاقية القات الموقعة بمراكش سنة ‪ 1994‬لـ يتـ عرضيا عمى البرلماف‬
‫إلعطاء اإلذف بالمصادقة ‪،2‬واألمر ال يختمؼ في الجز ا‬
‫ائرذ توجد العديد مف اإلتفاقيات‬
‫التي تترتب عمييا آثار مالية‪ ،‬أو نفقات إضافية لـ تمر عمى البرلماف مثمما نصت عميو‬
‫المادة ‪ 153‬مف دستور ‪،2020‬كإ تفاقية الجزائر ومنظمة األمـ المتحدة لمتغذية والزراعة‬
‫إلقامة ممثميو ليا بالجزائرالموقعة في أوت ‪ 2001‬والتي تمت المصادقة عمييا ‪ ،‬ولـ‬
‫تعرض عمى البرلماف ‪ ،‬رغـ أنيا ترتب نفقات إضافية غير واردة في ميزانية ‪.3 2011‬‬

‫وما تجب اإلشارة إليو أف المعاىدات التي تعرض عمى الموافقة البرلمانية ىي التي‬
‫مباشر عمى ميزانية الدولة ‪ ،‬ألف المعاىدة تمس مباشرة التوازف المالي لمدولة‪،‬‬
‫ا‬ ‫أثر‬
‫ترتب ا‬
‫وبذلؾ يتطمب فتح إعتمادات مالية مباشرة ‪،‬و تحتاج إلى ترخيص برلماني بالموافقة ‪.‬‬

‫‪ -1‬الناصر عبد الواحد ‪ ،‬الحٌاة القانونٌة الدولٌة ‪ :‬مدخل لفهم التطور وإشكالٌات التطبٌق فً القانون الدولً العام ‪،‬‬
‫مطبعة النجاح الجدٌد ‪ ،‬الدار البٌضاء ‪ 8833 ،‬ص ‪.431‬‬
‫‪ -2‬مصطفى منار ‪" ،‬الدبلوماسٌة البرلمانٌة واإلصالح الدستوري" ‪ ،‬مجلة اإلقتصاد والمجتمع ‪ ،‬مطبعة الفضٌلة ‪،‬‬
‫العدد ‪ 38‬ط‪ ،3‬الرباط ‪ ، 8831‬ص ‪.14‬‬
‫‪ -3‬عمار خبابة ‪ ،‬المعاهدات الدولٌة والتشرٌع الجزائري ‪ ،‬مداخله على مستوى مجلس شعبً الوطنً ‪ ،‬فً الٌوم‬
‫البرلمانً للمجموعة البرلمانٌة تكتل الجزائر الخضراء بتارٌخ‪1‬ماي ‪.8831‬‬

‫‪143‬‬
‫ويجب التنويو في ىذا السياؽ إلى ضرورة التمييز بيف المعاىدات التي تكمؼ مالية‬
‫الدولة وتخضع إلجراءات الموافقة التشريعية مف حيث المبدأ قبؿ عرضيا عمى رئيس‬
‫الجميورية أو الممؾ لممصادقة عمييا ‪ ،‬وبيف اإلتفاقيات المالية التي تندرج في إطار‬
‫إتفاقيات أو عقود بيف الدولة ممثمة في رئيس الحكومة أو الوزير األوؿ أو وزير المالية‬
‫والشخص المفوض ليذا الغرض ‪ ،‬وبيف دولة أخرى أو منظمة دولية أو مؤسسة مف‬
‫مؤسسات التمويؿ الدولية أو الجيوية ‪ ،‬والتي تيدؼ إلى تمكيف الدولة مف الحصوؿ‬
‫عمى قروض خارجية لتمويؿ بعض المشاريع اإلقتصادية و اإلجتماعية ‪،‬أو المندرجة‬
‫في إطار تطبيؽ برامج التعاوف الثنائي أو المتعدد األطراؼ‪،‬وىذا النوع ال يندرج في‬
‫إطار مفيوـ المعاىدة حسب األحكاـ الواردة في النصوص الدستورية المغاربية كما أنيا‬
‫ال تعرض عمى البرلماف لمموافقة‪،‬فتعتبر مف الناحية القانونية عقود إقتراض تخضع‬
‫إلجراءات خاصة ‪ ،‬تجد أساسيا القانوني في اإلذف الذي يمنحو البرلماف سنويا مف أجؿ‬
‫اإل قتراض مف الخارج في حدود المبالغ المقدرة لمموارد والمسجمة في الباب الخاص في‬
‫الميزانية العامة لمدولة المتعمؽ بحصيمة اإلقتراض مقابؿ قيمة اإلقتراض الخارجية‪. 1‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬طبيعة الموافقة البرلمانية عمى المعاىدات الممزمة لمالية الدولة‬
‫واجراءات الموافقة عمييا ‪.‬‬

‫كرس المشرع الدستوري المغاربي ‪ ،‬في جميع دساتيره المتعاقبة حؽ اإلختصاص‬


‫التشريعي في منح الموافقة في مجاؿ المعاىدات الممزمة لمالية الدولة ‪ ،‬قبؿ التصديؽ‬
‫عمييا مف طرؼ رئيس الجميورية أو الممؾ باعتباره ممثبل لمدولة ‪.‬‬

‫فتدخؿ سمطة التصديؽ عمى المعاىدات الممزمة لمالية الدولة بصفة خاصة وعمى‬
‫معاىدات الدولية بصفة عامة ‪ ،‬في إطار اإلختصاص الحصري لرئيس الجميورية‬

‫‪ -1‬انظر إلى المادة ‪ 81‬من القانون التنظٌمً للمالٌة المغربً رقم ‪ ، 318/31‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫أوالممؾ‪(1‬أوال)‪ ،‬وال يعني إشتراط الحصوؿ عمى موافقة سابقة مف البرلماف قبؿ التصديؽ‬
‫عمى المعاىدات الممزمة لمالية الدولة ‪،‬عمى أف الجياز التشريعي يشارؾ رئيس‬
‫الجميورية أو الممؾ في سمطة التصديؽ ‪،‬فمسمطة البرلماف ال تتعدى منح إذف لرئيس‬
‫الجميورية لممارسة إختصاصو الدستوري‪(2‬ثانيا)‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬طبيعة الموافقة البرلمانية في مجال المعاىدات الممزمة لمالية الدولة‪.‬‬

‫تناوؿ المشرع في دوؿ المغرب العربي صراحة طبيعة الموافقة البرلمانية في مجاؿ‬
‫المعاىدات الممزمة لمالية الدولة ‪،‬أوالتي ترتب تكاليؼ مالية عمى ميزانيتيا ‪،‬فقد أخضع‬
‫ىذا النوع مف المعاىدات إلى الموافقة السابقة الممزمة لمبرلماف وىذا ما كرس الطبيعة‬
‫‪3‬‬
‫القانونية الدستورية لممعاىدات ‪،‬وىذا ما برز مف خبلؿ النصوص الدستورية لمج ازئر‬
‫وتونس‪ 4‬والمغرب‪.5‬‬

‫عمى عكس المعاىدات الدولية التي تخرج مف نطاؽ المواد سابقة الذكر التي لـ تتناوؿ‬
‫صراحة طبيعة الموافقة البرلمانية ‪،‬مما يؤدي إلى القوؿ بأف مضموف ىذه األخيرة يبقى‬
‫محدودا‪،‬ويعطي الفرصة لرئيس الجميورية أو الممؾ لئلفبلت مف رقابة البرلماف‪ ،‬مكتفيا‬
‫بمنح الدعـ السياسي عف طريؽ كفالة مف طرؼ الغرفتيف بالنسبة لمجزائر والمغرب‬
‫أوغرفة واحدة بالنسبة لتونس‪ ،‬ألنو منطقيا الجياز المراقب يوجد في درجة أقؿ مف‬
‫الجياز المراقب‪ ،6‬كما أف الموافقة البرلمانية المتخذة في شكؿ قانوف ال تحمؿ أي تقنية‬
‫مف حيث الموضوع بؿ المعاىدة ىي التي تسف القواعد القانونية ‪،‬فالسمطة التشريعية‬

‫‪ -1‬الناصرعبد الواحد ‪ ،‬التطبٌقات المغربٌة لقانون العالقات الدولٌة ‪ ،‬منشورات الزمن ‪ ،‬مطبعة النجاح الجدٌدة ‪،‬‬
‫الدار البٌضاء ‪ ، 8884 ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ -2‬تاكفارٌناس ولد علً ‪ ،‬الموافقات البرلمانٌة وفقا للتعدٌل الدستوري لسنة ‪ ، 3669‬فرع الدولة والمؤسسات‬
‫العمومٌة ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ 3‬كلٌة الحقوق ‪ 8833 ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪-3‬المادة ‪311‬من التعدٌل الدستوري الجزائري لسنة‪،8888‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-4‬الفصل ‪11‬من دستور تونس لسنة‪،8834‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-5‬الفصل ‪91‬من دستور المغرب لسنة‪،8833‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -6‬تاكفارٌناس ولد علً ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.18‬‬

‫‪145‬‬
‫عند قياميا بالموافقة عمى المعاىدات الممزمة لمالية الدولة ال تمارس وظيفة سف القواعد‬
‫القانونية ‪،‬واذا ما إعتبرنا القانوف المتضمف الموافقة عمى إتفاقية دولية قانونا مف حيث‬
‫الشكؿ فإنو مف حيث ال مضموف ال يحمؿ نفس خصائص القانوف‪ ،‬بحيث ال تغير مواده‬
‫مراكز قانونية‪ ،‬وال يترتب عنيا إلتزامات تؤدي إلى الجزاء جراء مخالفتيا‪.‬‬

‫أ‪ /‬الموافقة البرلمانية قانون شكمي‬

‫لقد جرت العادة عمى تقد يـ المعاىدات الدولية في شكؿ مشاريع القوانيف كما سبقت‬
‫اإلشارة إليو ‪ ،‬واذا كانت الدساتير المغاربية تركت المبادرة لمبرلماف بإقتراح القانوف‬
‫ماعدا ما يخص القانوف المالي والذي تحتكر السمطة التنفيذية المبادرة بو‪ ،‬غير أف‬
‫المبادرة البرلمانية في مجاؿ الموافقة البرلمانية عمى اإلتفاقيات الدولية التي تكوف في‬
‫شكؿ قانوف منعدمة‪ ،‬ذلؾ أف قانوف الموافقة البرلمانية يبقي منفصبل عف المعاىدة‪،‬‬
‫بحيث يظير غياب المبادرة البرلمانية عمى مستوى المبادرة األساسية كما عمى مستوى‬
‫فيما يخص نص المعاىدة‬ ‫المبادرة في التعديؿ‪،1‬فالبرلماف ال يمتمؾ حؽ المبادرة‬
‫موضوع الموافقة سواء بإ قتراح قانوف أو تعديمو فيو بذلؾ يحجب إمكانية تطبيؽ‬
‫اإلختصاص العاـ لممبادرة بالقوانيف‪ ،‬ويجعؿ مف ىذا اإلختصاص حك ار عمى السمطة‬
‫التنفيذية ويحجب أيضا إمكانية تقديـ أي تعديؿ أو تغيير في النص بإعتبار أف الموافقة‬
‫البرلمانية ال تتعمؽ بنص المعاىدة مباشرة‪.2‬‬

‫فالبرلماف ال يصوت عمى األحكاـ المتضمنة بنص المعاىدة‪ ،‬مما يجعمو مخي ار بيف‬
‫الموافقة عمييا أو رفضيا أو تأجيميا‪ ،‬ويبقي لمسمطة التنفيذية حرية إبداء التحفظات‬
‫عمى أحكاـ المعاىدة أو رفعيا أو حتى التنصؿ مف أحكاميا دوف العودة إلى السمطة‬

‫‪ -1‬نور الدٌن رداد‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.479‬‬


‫‪-2‬تاكفارٌناس ولد علً ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.479‬‬

‫‪146‬‬
‫التشريعية‪ ،1‬وىو ما يطرح إشكالية الطبيعة التشريعية لمموافقة البرلمانية ومدى إلزامية‬
‫األخذ بيا مف طرؼ رئيس الجميورية أو الممؾ‪.‬‬

‫إف الطبيعة التشريعية لمموافقة البرلمانية تثير مسألة أثرىا القانوني ‪،‬فعمى المستوى‬
‫مر باإللتزاـ بتنفيذ المعاىدة‪،‬وال‬
‫الداخمي ليس ليا أثر تجاه المواطنيف ‪،‬فييبل تتضمف أ ا‬
‫ترتب جزاء عمى مف يخمفيا فقانوف الموافقة ال يرتب حقوقا والتزامات فيو ال يتعدى‬
‫كونو إجراءا ييدؼ إلى منح اإلذف بخصوص إجراء التصديؽ عمى المعاىدة‪،‬التي ليا‬
‫أثار داخمية تتوقؼ عمى التصديؽ والنشر‪ ،‬فيما شرطاف ضرورياف إلدماج المعاىدة في‬
‫ا‬
‫القانوف الداخمي‪.‬‬

‫أما عمى المستوى الدولي فالموافقة البرلمانية ال تعتبر سوى عمبل تشريعيا بالمعنى‬
‫الشكمي‪ ،‬فما ىي إال إجراء يرخص لرئيس الجميورية أو لمممؾ التصديؽ عمى المعاىدة‬
‫أثار إلزامية لمتنفيذ عمى المستوى الدولي‪،‬كما ال تمزـ رئيس الجميورية‬
‫فيي ال تتضمف ا‬
‫أو الممؾ باإللتزاـ دوليا عف طريؽ التصديؽ عمى المعاىدة‪.‬‬

‫فموافقة البرلماف ليست مرتبطة بالتنفيذ ‪،‬فالتصديؽ يمكف أف ال يتخذ حتى بعد الموافقة‬
‫البرلمانية ‪،‬واذا ما تـ التصديؽ فسترتبط الدولة نيائيا عمى الصعيد الدولي ألنو وحده‬
‫الذي يمزـ الدولة‪،‬وفي حالة ما رفض البرلماف الموافقة عمى المعاىدة الذي يعيؽ‬
‫أثار‬
‫إ ختصاص رئيس الجميورية بالتصديؽ فإف قانوف الموافقة البرلمانية ال يرتب أية ا‬
‫قانونية وبالتالي فيو قانوف شكمي‪.‬‬

‫ب‪/‬الموافقة البرلمانية قانون غير موضوعي‬

‫إذا كانت نصوص القانوف البرلماني قد أضفت عمى الموافقة البرلمانية الشكؿ القانوني‬
‫لمشروع القانوف ‪،‬فعمى مستوى الموضوع يبقي قانوف الموافقة منفصبل عف المعاىدة‪،‬‬

‫‪-1‬تاكفارٌناس ولد علً ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.479‬‬

‫‪147‬‬
‫أي يوجد نصيف مختمفيف وىما نص الموافقة البرلمانية‪ ،‬ونص المعاىدة فالموضوع الذي‬
‫يتناولو قانوف الموافقة يتضمف مادتيف تنص األولى بأف المعاىدة تمت الموافقة عمييا و‬
‫تنص الثانية أف ىذا القانوف ينشر في الجريدة الرسمية‪.‬‬

‫فالبرلماف ال يوافؽ عمى مضموف المعاىدة وانما ىو إجراء دستوري يقوـ بو لموصوؿ‬
‫إلى مرحمة التصديؽ‪ ،‬فيو ال يشارؾ في مرحمة المفاوضات واعداد موضوع اإلتفاقية‬
‫مما يعني أف البرلماف ال يمكنو أف يشرع في ىذا المجاؿ‪.1‬‬

‫فقانوف الموافقة قانوف إذف وليس تقنيف فيو ال ينشئ قاعدة قانونية ترتب إلتزامات عمى‬
‫عكس القوانيف المنشئة لقاعدة قانونية ممزمة تجاه المواطنيف والسمطات‪ ،‬فقوانيف اإلذف‬
‫تمنح الموافقة لمسمطة التنفيذية بصفة عامة ولرئيس الجميورية أوالممؾ بصفة خاصة‬
‫في مجاؿ ا لمعاىدات لمباشرة بعض األعماؿ المنصوص عمييا دستوريا‪.2‬‬

‫فالموافقة يكوف ليا فقط الصفة إلجراء موجو إلدماج المعاىدة في القانوف الداخمي‪،3‬‬
‫كما أف الموافقة ال يمكف إعتبارىا قانونا مف حيث الموضوع ألنو يمكف أف تبطؿ‬
‫المعاىدة مف دوف الرجوع إلى البرلماف‪ ،‬عكس ما ىو معموؿ بو في إلغاء القوانيف‪.‬‬

‫وعميو فالموافقة البرلمانية عمى المعاىدة تعتبر قانونا مف حيث الشكؿ ألنيا تعطي رأييا‬
‫الممزـ حوؿ المعاىدة وتشكؿ جزءا مف الحمقة التي تمر عمييا المعاىدة قبؿ التصديؽ‬
‫وادماجيا في القانوف الداخمي‪،‬وال تعتبر قانونا مف حيث الموضوع ألنو ال يمكف‬

‫‪1-Luc SAIDJ. Le parement et les traits la loi relative a la ratification ou‬‬


‫‪l”approbation des engagement internationaux L.G.D.J ,Paris 1979. P50.‬‬
‫‪2-Fatima BENABBOU kIRANE, Droit parlementaire algérienne, O.P.U, Alger, 2009,‬‬
‫‪p958.‬‬
‫‪3-Abdelmadjid DJEBAR ,La politique Conventionnelle de l’Algerie .O.P.U,Alger,2000,‬‬
‫‪P278.‬‬

‫‪148‬‬
‫آثار تنفيذية عمى مضموف المعاىدة وال يمكنو حتى‬
‫لمبرلماف سف قواعد ممزمة ليا ا‬
‫تعديميا أو إلغاؤىا بعد دخوليا حيز النفاذ‪.1‬‬

‫إف إ رتباط المعاىدة الدولية بااللتزاـ المالي ىو الذي يخوؿ لمبرلماف حؽ التدخؿ وىو ما‬
‫يضفي نوعا مف الغموض مف ىذا الجانب‪ ،‬ألف كؿ المعاىدات واإلتفاقيات التي تبرميا‬
‫الدولة يمكف أف ينتج عنيا إلتزاما ماديا عمى عاتؽ الدولة‪ ،‬وبالتالي يصبح أمرعرضيا‬
‫عمى البرلماف أم ار ضروريا وفقا لمقتضيات دستورية‪ ،‬ىذا اإلجراء مف شأنو أف يعقد‬
‫مراحؿ إبراـ المعاىدات التي تتطمب السرعة والوضوح ىذا مف جية‪،‬ويمكف لمجياز‬
‫التنفيذي أف يتذرع بعدـ وجود إرتباط فعمي بيف التصديؽ عمى المعاىدة الدولية والزاـ‬
‫المالية العمومية بالتكاليؼ مف جية أخري ‪.‬‬

‫فيناؾ إختبل ؼ كبير في تفسير طبيعة المعاىدات التي ترتب عمييا نفقات غير واردة‬
‫في ميزانية الدولة أو تمؾ التي ترتب إلتزامات مالية‪،2‬فمف جية أخرى ال يمكف عرض‬
‫كؿ المعاىدات التي تبرميا الدولة عمى الموافقة البرلمانية بحجة أنيا ترتب تكاليؼ‬
‫مالية‪ ،‬ومف جية ثانية ال يمكف لمحكومة أف تقصي البرلماف مف منح الترخيص بالموافقة‬
‫عمى أي نوع مف ىذه المعاىدات‪.‬‬

‫إف مفيوـ المعاىدات الممزمة لمالية الدولة يكتسي طابعا غامضا لكونو يتميز بعدـ‬
‫اليقينية وعدـ الدقة‪ ،‬كما أنكؿ معاىدة تحمؿ المالية العامة نفقات‪.‬‬

‫كذلؾ المعاىدات التي يترتب عمييا نفقاتغير واردة في ميزانية الدولة توحي إلى‬
‫وجود نفقات تتطمب فتح إعتمادات مالية فورية‪.3‬‬

‫‪ -1‬نور الدٌن رادد‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.480‬‬


‫‪2‬‬
‫‪-Renie DAVID, Droit international public,14ème Edition, Dalloz, Paris,1999, p 16.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Ahmed LARABA, Chronique de Droit Conventionnel Algérien. 1989- 1994. Revue‬‬
‫‪Idara,N 01, 1995,p80.‬‬

‫‪149‬‬
‫ثانيا ‪ :‬شكل واجراءات الموافقة البرلمانية عمى المعاىدات الممزمة لمالية الدولة‬

‫أ‪ /‬شكل الموافقة البرلمانية عمى المعاىدات الممزمة لمالية الدولة‬

‫خص التعديؿ الدستوري الجزائري لسنة ‪ 2016‬ولسنة‪ 2020‬والمغربي لسنة ‪2011‬‬


‫والتونسي لسنة ‪ 2014‬الموافقة البرلمانية بخاصية أساسية تتمثؿ في عدـ التحديد‬
‫التشريعي باإلضافة إلى أف النصوص لـ تحمؿ الكثير مف الدقةو تتسـ كميا بالنقص‪.‬‬

‫فبالنسبة لممؤسس الجزائري فمنذ إنشاء المجمس الشعبي الوطني سنة ‪ 1977‬وكؿ‬
‫األنظمة الداخمية التي توالت عمى المجمس‪ ،‬ماعدا النظاـ الداخمي لسنة‪ 2000‬المعدؿ‬
‫أقرت أف الموافقة عمى اإل تفاقيات تأخذ شكؿ قانوف يقدـ في صورة مشروع إلى‬
‫المجمس‪،1‬وال نجد لمموافقة البرلمانية ا‬
‫أثر في النظاـ الداخمي لممجمس الشعبي الوطني‬
‫لسنة ‪ 2000‬سوى عند التطرؽ إلى إختصاصات لجنة الشؤوف الخارجية والتعاوف‬
‫والجالية وذلؾ في مادتو ‪ 21‬التي تنص في فقرتيا األولى والرابعة عمى مايمي‪" :‬‬
‫تختص لجنة الشؤوف الخارجية والتعاوف والجالية بالمسائؿ المتعمقة بالشؤوف الخارجية‬
‫واإل تفاقيات والمعاىدات وبالتعاوف الدولي وبقضايا الجالية الجزائرية المقيمة في‬
‫الخارج‪،‬تدرس المعاىدات واإل تفاقيات الدولية المحالة عمييا وتقدميا إلى المجمس‬
‫الشعبي الوطني لمموافقة عمييا" ‪،‬بالنسبة لمنظاـ الداخمي لممجمس األمة لسنة ‪ 2000‬لـ‬
‫يتطرؽ ىو اآلخرلمموافقة البرلمانية في مادتو‪19‬التي تنص عمى أنو‪":‬تختص لجنة‬
‫الشؤوف الخارجية والتعاوف والجالية الجزائرية في الخارج بالمسائؿ المتعمقة بالشؤوف‬
‫الخارجية والتعاوف الدولي والمعاىدات واإلتفاقيات الدولية وقضايا الجالية الجزائرية‬
‫المقيمة بالخارج"‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 156‬من النظام الداخلً األول المجلس الشعبً الوطنً المؤرخ فً ‪ 1977/08/13‬وكذلك فً‬
‫المادة ‪ 89‬حٌث تنص‪ ":‬على مشارٌع القوانٌن المنظمة الموافقة لإلتفاقٌات وللمعاهدات المقدمة إلى المجلس‬
‫الشعبً الوطنً‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫وىو نفس اإلتجاه الذي ذىب إليو القانوف العضوي ‪ 12/16‬المتعمؽ بتنظيـ المجمس‬
‫الشع بي الوطني ومجمس األمة وكذا العبلقات الوظيفية بينيما وبيف الحكومة بعدـ‬
‫التطرؽ إلى الموافقة البرلمانية عمى المعاىدات الدولية وال شكميا مقارنة بالموافقة عمى‬
‫األوامر الرئاسية التي تعرض ليا‪.1‬‬

‫غير أنو بموجب القانوف العضوي رقـ ‪ 12/16‬المتعمؽ بتنظيـ المجمس الشعبي‬
‫الوطني ومجمس األمة وعمميما وكذا العبلقات الوظيفية بينيما وبيف الحكومة تدارؾ‬
‫ما تـ إغفالو في قانوف ‪ 02/99‬ودستورسنة ‪2016‬ودستورسنة‪،2020‬فيما يخص‬
‫الموافقة عمى المعاىدات واإل تفاقيات الدولية تأخذ شكؿ قانوف يقدـ في صورة‬
‫مشروع وذلؾ بموجب المادة ‪ 38‬منو المدرجة في الفرع الرابع المعنوف بالموافقة‬
‫عمى اإلتفاقيات والمعاىدات حيث نصت عمى‪ " :‬ال يمكف أف تكوف مشاريع القوانيف‬
‫المتظمنة الموافقة عمى اإلتفاقيات والمعاىدات المعروضة عمى غرفتي البرلماف‬
‫محؿ تصويت عمى موادىا بالتفصيؿ وال محؿ أي تعديؿ‪،‬تقرر كؿ غرفة عقب‬
‫إختتاـ المناقشة الموافقة عمى مشروع القانوف أو رفضو أو تأجيمو"‪.‬‬

‫وبالنسبة لممشرع التونسي فمنذ دستورسنة ‪ 1959‬وكذلؾ دستورسنة ‪ 2014‬والنظاـ‬


‫الداخمي لمجمس نواب الشعب حاليا‪ ،‬أو لمجمس النواب و مجمس المستشاريف سابقا‬
‫في إطار الثنائية البرلمانية أقرت بأف الموافقة عمى اإلتفاقيات تأخذ شكؿ قانوف يقدـ‬
‫في صورة مشروع ‪،‬وذلؾ مف خبلؿ المادة ‪ 34‬مف دستور تونس لسنة‪ 1959‬التي‬
‫نصت "نأخذ شكؿ قوانيف النصوص المتعمقة ب‪ :‬القروض والتعيدات المالية لمدولة"‬

‫‪ -1‬المادة‪ 37‬من القانون العضوي رقم ‪ 12/16‬نصت على أنه ٌطبق إجراء التصوٌت بدون مناقشة على‬
‫األوامر التً ٌعرضها رئٌس الجمهورٌة على كل غرفة للموافقة وفقا ألحكام المادة الدستور‪."..‬‬

‫‪151‬‬
‫وفي ظؿ دستورسنة ‪2014‬قضي عمى أف تتخذ شكؿ القوانيف األساسية النصوص‬
‫المتعمقة بالمسائؿ التالية "الموافقة عمى المعاىدات"‪،1‬وتكوف مصادقة مجمس نواب‬
‫الشعب عمى مشاريع القوانيف األساسية باألغمبية المطمقة وبأغمبية أعضاءه‬
‫الحاضريف بالنسبة لمشاريع القوانيف العادية‪.2‬‬

‫في حيف أقر المشرع المغربي ىو اآلخر عمى أف الموافقة عمى االتفاقيات تأخذ‬
‫شكؿ قانوف‪ ،‬يقدـ في صورة مشروع وذلؾ بموجب دساتيره المتعاقبة ‪،‬حيث نص‬
‫الفصؿ ‪ 31‬مف دستور المغرب لسنة ‪ 1959‬عمى أف‪ ":‬يوقع الممؾ المعاىدات‬
‫ويصادؽ عمييا غير أنو ال يصادؽ عمى المعاىدات التي يرتب عنيا تكاليؼ ممزمة‬
‫لمالية الدولة إال بعد الموافقة عمييا بقانوف"‪،‬وىو ما نص عميو الفصؿ ‪55‬مف‬
‫دستور المغرب لسنة‪.2011‬‬

‫وعميو فالموافقة البرلمانية عمى اإل تفاقيات والمعاىدات الممزمة لمالية الدولة تتـ في‬
‫شكؿ قانوف‪ ،‬وىوما إتفقت عميو جؿ الدساتير في دوؿ المغرب العربي (الجزائر‪،‬‬
‫تونس‪ ،‬المغرب) وكذا أنظمتيا الداخمية‪.‬‬

‫ب‪/‬إجراءات الموافقة البرلمانية عمى المعاىدات الممزمة لمالية الدولة‬

‫بالرجوع إلى مختمؼ النصوص التي تناولت السمطة التشريعية سواء الدستور أو القانوف‬
‫العضوي أو القانوف أو األنظمة الداخمية لمغرؼ ‪ ،‬نجد إىماؿ مف طرؼ المشرع في‬
‫دوؿ المغرب العربي في التغطية التشريعية إلجراء الموافقة عمى المعاىدات ‪.‬‬

‫فبالنسبة لممشرع الجزائري فبموجب النظاـ الداخمي لمجمس الشعبي الوطني لسنة‬
‫‪ 1997‬ال يمكف أف تكوف المشاريع المتضمنة الموافقة عمى اإلتفاقيات أو المعاىدات‬

‫‪ -3‬الفصؿ ‪65‬من دستور تونس لسنة‪،8834‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪-2‬الفصل‪،94‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫المقدمة إلى المجمس الشعبي الوطني ‪،‬محؿ تصوت عمى موادىا بالتفصيؿ وال محؿ‬
‫أي تعديؿ ‪،‬يقرر المجمس الشعبي الوطني الموافقة عمى مشروع القانوف أو رفضو أو‬
‫تأجيمو ‪ ،‬يجب تعميؿ الرفض أو تأجيؿ‪.1‬‬

‫فمف خبلؿ ما سبؽ نبلحظ أف ىناؾ نقصا في تغطية اإلجراءات الواجب إتباعيا أماـ‬
‫البرلماف لمحصوؿ عمى الموافقة أو الرفض ‪.‬‬

‫وما يبلحظ كذلؾ أف القانوف العضوي رقـ ‪ 02-99‬المحدد لتنظيـ المجمس الشعبي‬
‫الوطني ومجمس األمة وعمميما وكذا العبلقة الوظيفية بينيما وبيف الحكومة والذي تـ‬
‫إلغائو ‪،‬وكذا القانوف العضوي رقـ‪ 12/16‬المحدد لتنظيـ المجمس الشعبي الوطني‬
‫ومجمس األمة وعمميما وكذا العبلقة الوظيفية بينيما وبيف الحكومة عدـ نصو عمى‬
‫إجراء الموافقة البرلمانية ‪ ،‬وفي الممارسة تكوف طمبات الموافقة في شكؿ مشروع قانوف‬
‫يوضع مف طرؼ الوزير األوؿ ‪،‬عمى مكتب غرفتي البرلماف كونو صاحب اإلختصاص‬
‫العضوي في إيداع كؿ النصوص التشريعية المتعمقة بالموافقة عمى المعاىدة ‪.‬‬

‫لما يوضع مشروع القانوف المتضمف الموافقة عمى المعاىدة عمى مستوى مكتبي‬
‫الغرفتيف‪ ،‬يحاؿ مباشرة ل مناقشة المحتوى مف قبؿ لجنة الشؤوف الخارجية ‪ ، 2‬التي تعمؿ‬
‫عمى تعييف مقرر مف أعضائيا مف أجؿ تحرير تقرير كتابي يوزع عمى النواب‬
‫أواألعضاء حسب الحالة قبؿ عقد الجمسة العامة ويمكف لمجنة في ىذا الصدد طمب‬
‫رأي لجنة مف المجاف البرلمانية ‪ ،‬لكف في الممارسة ناد ار ما يتـ الفحص بعناية‪ ،3‬وبعد‬
‫إنجاز وتسجيؿ مشروع القانوف المتضمف المعاىدة في جدوؿ أعماؿ الدورة ‪،‬يتـ‬
‫اإلستماع إلى عرض تقرير ممثؿ الحكومة حوؿ المعاىدة موضوع الموافقة ثـ اإلستماع‬

‫‪ -1‬المادة‪89‬منالنظاـ الداخمي لمجمس الشعبي الوطني لسنة ‪، 1997‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 83‬من النظام الداخلً للمجلس الوطنً الشعبً ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬تاكفارٌناس ولد علً ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.41‬‬

‫‪153‬‬
‫إلى ع رض لجنة الشؤوف الخارجية يميو بعد ذلؾ فتح مجاؿ لممناقشة بعدىا التصويت‬
‫والمصادقة ‪.‬‬

‫ولـ يختمؼ عنو المشرع المغربي حيثنص الباب الخامس مف النظاـ الداخمي لمجمس‬
‫النواب عمى أنو إذا أحاؿ المجمس مشروع قانوف بالموافقة عمى معاىدة أو إتفاقية دولية‬
‫سواء تمؾ التي تدخؿ في إختصاص المجمس طبقا لمفقرة الثانية مف الفصؿ ‪ 55‬مف‬
‫الدستور فإف المناقشة العمومية بخصوصيا تنظـ حسب البرنامج والترتيب المذيف‬
‫حددىما المكتب ووفؽ الق اررات التنظيمية لندوة الرؤساء‪.1‬‬

‫فبعد عرض ىذا النوع مف المعاىدات عمى المجمس الوزاري ‪ ،‬يتـ إيداع مشروع القانوف‬
‫القاضي بالموافقة مف حيث المبدأ لدى مكتب أحد مجمسي البرلماف ‪ ،‬وتخضع دراسة‬
‫ىذا المشروع لنفس القواعد التشريعية التي تخضع ليا باقي القوانيف األخرى ‪ ،‬بإستثناء‬
‫ممارسة حؽ التعديؿ‪ ،‬إذ أف المسطرة التشريعية ىي موافقة مف حيث المبدأ ‪ ،‬وتيـ‬
‫مختمؼ مواد وبنود المعاىدة بإ عتبارىا كبل ال يتج أز ‪ ،‬والدراسة تنحصر في حدود ما‬
‫تنص عميو الفقرتاف الثانية والثالثة مف الفصؿ ‪ 55‬مف الدستور كما تقضي بذلؾ أحكاـ‬
‫المادة ‪ 140‬مف النظاـ الداخمي لمجمس النواب والمادة ‪ 82‬و ‪ 83‬مف النظاـ الداخمي‬
‫لمجمس المستشاريف حيث تكوف المناقشة عمميا شاممة وعامة يمارس البرلماف مف‬
‫خبلليا سمطة إصدار قواعد تشريعية ‪.‬‬

‫ولـ يختمؼ عنو المشرع التونسي فبالرجوع إلى دستورسنة‪1959‬نص في الفصؿ‬


‫‪32‬عمى أف‪ ":‬ال تعد المعاىدات نافذة المفعوؿ إال بعد المصادقة عمييا وشريطة‬
‫تطبيقيا مف الطرؼ اآلخر ‪ ،‬والمعاىدات المصادؽ عمييا مف طرؼ رئيس الجميورية‬
‫والموافؽ عمييا مف قبؿ مجمس النواب أقوى نفوذا مف القوانيف "‪.‬‬

‫‪-1‬المادة ‪164‬من النظام الداخلً لمجلس النواب ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬

‫‪154‬‬
‫وتكوف طريقة دراسة مشاريع القوانيف بإعتبار الموافقة عمى المعاىدات الممزمة لمالية‬
‫الدولة في شكؿ مشروع قانوف‪،1‬فإف ما يسري عمى القوانيف األخرى يسري عمييا وكذلؾ‬
‫الدستور الحالي التونسي أىمؿ ىو األخر التغطية التشريعية إلجراءات الموافقة عمى‬
‫المعاىدات الممزمة لمالية الدولة ‪ ،‬نفس الشيء بالنسبة لمنظاـ الداخمي لمجمس نواب‬
‫الشعب الحالي ‪ ،‬ولكف ما يجدر التنويو إليو أنو كثي ار ما تتعارض أحكاـ المعاىدة التي‬
‫تبرميا الدولة وأحكاـ دستورىا لكف مصمحة الدولة تكمف في المعاىدة ال في التمسؾ‬
‫بنصوص الدستور‪،‬وازاء ىذا التعارض كاف ال بد مف تغميب أحد اإلعتباريف عمى‬
‫األخر ‪ ،‬إما تقديـ اإلعتبار القانوني ( الدستور عمى المعاىدة ) عمى الواقعي أوتغميب‬
‫األخير عمى األوؿ ( المعاىدة عمى الدستور ) وىو ما يقضي بو المنطؽ‪،‬فبل‬

‫جدوى مف قانوف ( دستور ) ال يصب في مصمحة الدولة أو ييدد مصالحيا ‪.‬‬

‫واذا ما سممنا بمنطؽ تغميب الواقع والمصمحة عمى القانوف ‪ ،‬كاف ال بد مف تعديمو بما‬
‫ينسجـ مع نصوص المعاىدة ‪ ،‬ولكف قبؿ المصادقة كي ال تثير شبية المخالفة وعدـ‬
‫الدستورية ‪ ،‬إضافة إلى أف التعديؿ يحتاج إلى الكثير مف المقدمات كأخذ رأي الشعب‬
‫في الدساتير التي توجب اإلستفتاء عمى التعديؿ ‪،2‬فنجد المشرع التونسي في دستور‬
‫‪ 1959‬في فصمو الثانينص عمى أف المعاىدات المبرمة في ىذا الغرض والتي قد‬
‫تتعارض مع ماىو وارد في الدستور ‪ ،‬يعرضيا رئيس الجميورية عمى اإلستفتاء‬
‫الشعبي بعد أف يوافؽ عمييا مجمس النواب حسب الصيغ والشروط المنصوص عمييا‬
‫في الدستور كما تطرؽ إلى كؿ ذلؾ ضمف الفصؿ ‪ 72‬إلى ‪ 75‬المندرجة ضمف باب‬
‫المجمس الدستوري ‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 11‬من دستور تونس لسنة ‪ ، 3616‬منشورات المطبعة الرسمٌة للجمهورٌة التونسٌة ‪ ، 8884‬بموجب‬
‫القانون عدد ‪ 11‬لسنة ‪ 3616‬مؤرخ فً جوان ‪ 3616‬فً ختم دستور الجمهورٌة التونسٌة وإصداره ‪.‬‬
‫‪ -2‬علً ٌوسف الشكري ‪" ،‬الرقابة على دستورٌة المعاهدات الدولٌة دراسة مقارنة فً الدساتٌر المغربٌة" ‪،‬‬
‫مجلةالقانون ‪ ،‬جامعة الكوفة ‪،‬عدد ‪ 8880 ، 1‬ص ‪.80‬‬

‫‪155‬‬
‫بالنسبة لممممكة المغربية نص الفصؿ ‪ 55‬مف دستور سنة‪ 2011‬عمى انو إذ صرحت‬
‫المحكمة الدستورية إثر إحالة الممؾ أو رئيس الحكومة ‪ ،‬أو رئيس مجمس النواب أو‬
‫رئيس مجمس المستشاريف أو سدس أعضاء المجمس األوؿ أو ربع أعضاء المجمس‬
‫الثاني ‪ ،‬األمر إلييا أف إلتزاما دوليا يتضمف بندا يخالؼ الدستور فإف المصادقة عمى‬
‫ىذا اإلتزاـ ال يقع إال بعد مراجعة الدستور ‪.‬‬

‫ولـ يختمؼ عف ذلؾ المشرع الجزائري ‪ ،‬فقد نص عمى حؽ رئيس الجميورية في تعديؿ‬
‫الدستور مف خبلؿ المادة ‪219‬مف التعديؿ الدستوري لسنة‪2020‬ونصت المادة ‪198‬‬
‫عمى أنو‪ ":‬إذا قررت المحكمة الدستورية عد مدستورية المعاىدة أو اإلتفاؽ فبل يتـ‬
‫التصديؽ عمييا " ‪.‬‬

‫إف الترخيص البرلماني في مجاؿ المعاىدات الممزمة لمالية الدولة تعتريو الشكمية في‬
‫العمؿ ‪ ،‬أماـ غياب المعالجة الدقيقة والدور الحقيقي الذي يمكف أف يمارسو البرلماف‬
‫في مثؿ ىذه المعاىدات‪ ،‬التي قد يكوف فرصة حقيقية لمطالبة الحكومة بتفسيرات‬
‫بخصوص الديوف الخارجية‪ ،1‬وسياستيا في المجاؿ المالي عمى الصعيد الدولي ‪،‬‬
‫وبالتالي يمكف أف تشكؿ آلية إلعماؿ السمطة الرقابية لمبرلماف عمى الحكومة وعمى‬
‫سياستيا الخارجية في ىذا المجاؿ ‪ ،‬لتنتيي المناقشات التي تكوف محدودة بالثناء عمى‬
‫ضرورة التصديؽ عمى المعاىدة ‪،‬خبلؿ الجمسة العامة تكريسا مف الدولة لعبلقات‬
‫التعاوف مع دوؿ أخرى في مجاالت متعددة‪،‬ل تصبح الموافقة الشكمية ال بد منيا يقوـ بيا‬
‫البرلماف تفعيبل منو لمقتضى دستوري يؤىمو لممارسة ىذا اإلختصاص ‪.‬‬

‫‪-1‬علً ٌوسف الشكري ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.86‬‬

‫‪156‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬التدخل البرلماني في مجال الحسابات الخاصة لمخزينة‬

‫إف قياـ ميزانية الدولة عمى مبادئ ثابت عرفت بالقواعد الذىبية‪ 1‬أىميا مبدأ الوحدة‬
‫ومبدأ عدـ التخصص في الموارد ترمي إلى تدعيـ الصبلحيات المالية لمبرلماف ‪ ،‬واف‬
‫كانت مبادئ الميزانية عند بداية ظيورىا قابمة لمتطبيؽ‪،‬ومنسجمة مع األىداؼ المالية‬
‫لمدولة ‪ ،‬لكف مع تطور الفكر المالي وتطور طبيعة األنشطة المالية العمومية ‪،‬‬
‫أصبحت غير قابمة لمتطبيؽ كما كانت عميو في السابؽ ‪ ،‬وىذا ما فسر ورود بعض‬
‫اإلستثناءات عمييا ‪ ،‬والحسابات الخاصة لمخزينة مف ىذه اإلستثناءات التي وردت عمى‬
‫مجموعة مف مبادئيا ‪.‬‬

‫فيدؼ القوانيف المنظمة لممالية أساسا إلى ترخيص نجاعة التدبير العمومي ‪ ،‬وتعزيز‬
‫الشفافية المالية العمومية وذلؾ عبر عقمنة إحداث واستعماؿ الحسابات الخاصة لمخزينة‬
‫بإعتبارىا مف المكونات األساسية لمميزانية ‪.‬‬

‫وسنحاوؿ مف خبلؿ ىذا المبحث التطرؽ إلى ماىية الحسابات الخاصة لمخزينة‬
‫(المطمب األوؿ)‪ ،‬والتأطير القانوني لمحسابات الخاصة لمخزينة ( المطمب ثاني )‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬ماىية الحسابات الخاصة لمخزينة‬

‫تمعب الحسابات الخاصة لمخزينة دو ار ىاما عمى الصعيد السياسي واإلقتصادي‬


‫واإلجتماعي‪ ،2‬بحيث تتضمف مختمؼ العمميات المالية الناتجة عف خروج األمواؿ مف‬
‫الخزينة أو دخوليا إلييا بصورة غير نيائية‪،‬ولقد أخذ المشرع المغاربي بنظاـ الحسابات‬
‫الخاصة لمخزينة الذي عرؼ أوؿ ظيور لو خبلؿ الفترة اإلستعمارية‪،‬حيث عمد إلى‬
‫تصنيفيا وحصرىا ‪،‬وكؿ صنؼ خصص لتحقيؽ ىدؼ معيف(الفرع األوؿ)‪ ،‬وتعتبر ىذه‬

‫‪ٌ-1‬حً دندنً‪،‬المالٌة العامة‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.91‬‬


‫‪ -2‬سوزي عدلً ناشد‪ ،‬أساسات المالٌة العامة‪ ،‬الطبعةاألولى‪ ،‬منشورات حلبً الحقوقٌة‪ ،‬بٌروت‪،‬ص‪.2008، 343‬‬

‫‪157‬‬
‫الحسابات كإستثناء ورد عمى مجموع مبادئ الميزانية كمبدأ الوحدة والسنوية ومبدأ‬
‫تخصيص النفقات وقاعدة عدـ التخصيص( الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفيوم الحسابات الخاصة لمخزينة‬

‫تمثؿ الحسابات الخاصة لمخزينة وسيمة لتدخؿ الدولة في مجاالت متعددة قد تكوف‬
‫إقتصادية واجتماعية أو سياسية أو غيرىا‪،‬تـ رصدىا لتحقيؽ أىداؼ معينة(أوال)‪،‬تنشأ‬
‫وتمغي بموجب قانوف المالية تعمؿ عمى إنشاءترابط بيف موارد الدولة ونفقات ىذه‬
‫الحسابات بما يشكؿ إاستثناء مجموع قواعد الميزانية العامة(ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف الحسابات الخاصة لمخزينة‬

‫تعددت تعاريؼ الحسابات الخاصة لمخزينة بيناألكاديمية و القانونية‪:‬‬

‫أ‪/‬التعاريف األكاديمية‪ :‬يقصد بالحسابات الخاصة اإلطار الذي يسجؿ دخوؿ‬


‫األصوؿ إلى خزينة الدولة‪ ،‬وذلؾ بمناسبة بعض العمميات الخاصة التي تقوـ بيا‬
‫وال تعتبر إيرادات عامة‪ ،‬وتسجؿ خروج األصوؿ منيا‪ ،‬وال تػعػتػبػر ن ػفػقػات عامة‪.1‬‬

‫وىناؾ مف عرفيا بأنيا حسابات ليس ليا عبلقة مباشرة بإيرادات ونفقات الموازنة‬
‫وتشرؼ عمييا الخزينة العامة لمدولة‪،‬فقد تتمقى الحكومة بعض المبالغ ال تمبث أف‬
‫تعيدىا بعد مدة ألصحابيا كتأميف المناقصات التي ترد ألصحابيا بعد انقضاء سببيا‬
‫وبذلؾ ال يمكنإعتبارىا إيرادات الموازنة‪.2‬‬

‫إف الحسابات الخاصةىي تمؾ الحسابا ت الخارجة عف الميزانية تـ عزليا‪،‬ألنكؿ نفق ػ ػ ػة‬
‫أو دخػ ػؿ بالنسبة ليذه الحسابػ ػات يجب أف تقابميا عممي ػ ػة عكسػ ػ ػ ػية ذات أىمية‬

‫‪ -1‬سوزي عدلً ناشد‪ ،‬أساسات المالٌة العامة ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.343‬‬


‫‪ -2‬خالد شحادة الخطٌب وأحمد زهٌر شامٌة‪ ،‬أسس المالٌة العامة‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزٌع‬
‫األردن‪ ،2007 ،‬ص‪.280‬‬

‫‪158‬‬
‫تساوي العممية األولى داخؿ آجاؿ تفوؽ مدة تنفيذ الميزانية‪.1‬‬

‫وىناؾ مف عرفيا عمى أنيا تمؾ الموارد التي تدار بشكؿ مباشر أو غير مباشر مف قبؿ‬
‫فروع إدارية تابعة لمحكومة خارج أطر العمميات العادية لمميزانية العامة‪ ،‬ويمكف أف‬
‫تكوف حسابا تفصؿ عف الميزانية لتنفيذ نشاط معيف‪ ،‬ويشمؿ أيضا اإليرادات التي أقرت‬
‫خارج عمميات الموازنة وبعض النفقات المؤدات مف قبؿ الخزينة العمومية أو ىيئة‬
‫لدييا السمطة عمى الماؿ العاـ‪.‬‬

‫وعرفيا البعض عمى أنيا حسابات تتبع النفقات ذات الطابع المؤقت والديوف القابمة‬
‫لئلسترداد ومع تعدد وتنوع أنشطة الدولة أصبحت ىذه التقنية وسيمة لمتسيير العمومي‬
‫الصناعي والتجاري‪ ،‬ىذه الحسابات تحد مف صبلحيات السمطة التشريعية ألنيا تتجاوز‬
‫القيود التقميدية المفروضة عمى عمميات الموازنة العامة لمدولة‪،2‬وتبعد بعض العمميات‬
‫المالية عف رقابة السمطة التشريعية أو لتقميؿ مف حجـ العجز الذي تشيده الموازنة‬
‫العامة لمدولة‪.3‬‬

‫يتضح مما سبؽ أف جؿ التعاريؼ تتفؽ في مجمؿ النقاط والخصائص المتعمقة‬


‫بالحسابات الخاصة لمخزينة‪ ،‬فيي حسابات خاضعة لمدولة تنشأ وتمغى بموجب قانوف‬
‫المالية بغية تحقيؽ أىداؼ ولمدة يمكف أف تتجاوز السنة كما أنيا تعمؿ عمى خمؽ‬
‫عبلقة ترابط بيف موارد الدولة ونفقات ىذه الحسابات بما يشكؿ إستثناءلقاعدة الميزانية‬
‫العامة‪ ،‬في حيف تختمؼ في الجية التي يعيد ليا إدارة ىذه الحسابات‪.‬‬

‫‪ -1‬زبٌدة نكاز‪ ،‬الحسابات العمومٌة فً المالٌة العامة‪ ،‬أطروحة دكتوراه فً القانون العام‪ ،‬جامعة فاس‪،‬‬
‫المغرب‪ ،2005/2004 ،‬ص‪.15‬‬
‫‪2-Michel LASCOMBE et Xavier VANDENDRIEeSSCHE,Les finance publics,‬‬
‫‪4ème édition, Dalloz, Paris,2001, P46.‬‬
‫‪ -3‬فاطمة فوقة ونبٌل بوفلٌح‪" ،‬إنعكاسات األزمة النفطٌة لسنة‪ 2014‬على الحسابات الخاصة للخزٌنة فً الجزائر"‪،‬‬
‫مجلة أداء المؤسسات الجزائرٌة ‪،‬عدد ‪ ، 2017 ،11‬ص‪.146‬‬

‫‪159‬‬
‫يوضح الباحث القانوني كراف"‪ " kraan‬إمكانية استقبللية ىذه الصناديؽ بحيث يمكف‬
‫إسناد إدارتيا لبعض الييئات والمصالح الخاصة‪ ،‬في حيف يري الباحث ديممتا‬
‫مارتيني""‪dimalta marting‬ويؤكد عمى أف الحسابات الخاصة تدار مف قبؿ مصالح‬
‫تابعة لمدولة وال تتمتع باستقبللية المالية‪.1‬‬

‫ب‪ /‬التعاريف القانونية ‪ :‬عمدت تشريعات الدوؿ التي أخذت بنظاـ الحسابات الخاصة‬
‫لمخزينة إلى تعريؼ ىذه التقنية فنجد‪:‬‬

‫‪-‬القانون الفرنسي‪ :‬نص عمى أنو ال يمكف فتح ىذه الحسابات إال مف خبلؿ قانوف‬
‫المالية وفي أصناؼ محددة‪ ،‬ولكؿ حساب خاص ميمة خاصة يؤدييا تنفذ ىذه‬
‫الحسابات كغيرىا مف بنود الموازنة العامة ما لـ ينص قانوف المالية عمى خبلؼ ذلؾ‪،‬‬
‫ويمكف تحويؿ أرصدة الحسابات الخاصة مف سنة إلى أخرى‪.2‬‬

‫‪-‬القانون الجزائري‪ :‬تبيف الحسابات الخاصة لمخزينة العمميات التي تدخؿ في مجبلت‬
‫خاصة مبررة بالمرونة في التسيير وتتعمؽ ىذه الحسابات بعمميات وليس خدمات أو‬
‫ىيئات‪ ،3‬كما أف ىذه الحسابات ال يمكف فتحيا إال بموجب قانوف المالية‪ 4‬وتمثؿ ىذه‬
‫الحسابات التعديؿ الثاني لقاعدة ميزانية الدولة في الجزائر وتحدد العمميات الخاصة‬
‫بالحسابات وترخص وتنفذ حسب شروط عمميات الموازنة‬

‫العامة لمدولة‪ ،5‬كما ينقؿ رصد كؿ حساب خاص مف سن ػة إلى سنػ ػة ما لـ ينػ ػ ػص‬

‫‪ -1‬فاطمة فوقة ونبٌل بوفلٌح‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.146‬‬


‫‪2‬‬
‫‪-‬المادة‪ 20‬من القانون التنظٌمً الفرنسً رقم‪ 692/2001‬المتعلق بقوانٌن المالٌة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 41‬من القانون رقم‪ 15/18‬المتعلق بقوانٌن المالٌة ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -4‬المػ ػ ػ ػ ػادة ‪ 6‬مك ػ ػ ػ ػػرر ‪ 4‬مػ ػ ػ ػ ػػف األمػ ػ ػ ػ ػػر رقػ ػ ػ ػ ػػـ ‪ 320-65‬المتض ػ ػ ػ ػػمف قػػ ػ ػ ػػانوف الماليػػ ػ ػ ػػة لسػػ ػ ػ ػػنة ‪1966‬بتػ ػ ػ ػ ػػاريخ‬
‫‪،1965/12/3‬جريدة رسمية عدد‪108‬بتاريخ‪.1956/12/31‬‬
‫‪-5‬المادة ‪132‬من المرسوم ‪ 01-93‬المتضمن قانون المالٌة لسنة ‪ 1993‬الصادر فً ‪،1993/01/19‬جرٌدة‬
‫رسمٌة عدد‪4‬بتارٌخ‪.1993/01/20‬‬

‫‪160‬‬
‫قانوف المالية عمى خبلؼ ذلؾ‪.1‬‬

‫‪-‬القانون المغربي‪ :‬نص عمى أف الحسابات الخاصة لمخزينة تيدؼ إما لبياف العمميات‬
‫التي ال يمكف إدراجيا بطريقة مبلئمة في الموازنة العامة ‪،‬نظ ار لطابعيا الخاص أو‬
‫لعبلقة سببية متبادلة بيف المدخوؿ والنفقة‪ ،‬أو لبياف عمميات مع اإلحتفاظ بنوعيا‬
‫الخاص وضماف إ ستمرارىا مف سنة مالية إلى أخرى‪ ،‬وترتبط ىذه العمميات المحاسبية‬
‫بتطبيؽ التشريع أو التنظيـ أو إ لتزامات تعاقدية لمدولة سابقة إلحداث الحساب وتحدث‬
‫الحسابات الخاصة لمخزينة بقانوف المالية كما يحدد المبمغ األولي لمنفقات التي يمكف‬
‫‪2‬‬
‫أف تدرج فييا‪.‬‬

‫‪-‬القانون التونسي‪ :‬نص عمى أنالحسابات الخاصة تحدث لتوظيؼ مدا خيؿ قصد‬
‫تغطية نفقات معينة ذات صمة بمصدر ىذه المداخيؿ ‪،‬وذلؾ لممساىمة في تمويؿ‬
‫البرامج المنصوص عمييا بقانوف المالية ‪،‬وال يمكف إسناد إعتمادات مف ميزانية الدولة‬
‫لفائدة ىذه الحسابات ‪،‬وتشتمؿ الحسابات الخاصة عمى الحسابات الخاصة لمخزينة‬
‫وحسابات أمواؿ المشاركة‪،3‬‬

‫وتكتسي مداخيؿ الحسابات الخاصة الصبغة التقديرية وتستعمؿ حسب نفس المعايير‬
‫والقواعد المتبعة بالنسبة لمميزانية في باب النفقات‪.‬‬

‫ركزت التعاريؼ القانونية عمى العمميات التي تتعرض ليا ىذه الحسابات كونيا أداة‬
‫قانونية تعكس تدخؿ الدولة في مجاالت مختمفة عبر برامج محددة ‪،‬كما أبرزت ىذه‬
‫التعاريؼ خصائص ىذه الحسابات الخاصة ما تعمؽ بالطابع المؤقت ليا‪ ،‬والعبلقة بيف‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 17‬مف القانوف رقـ‪ 14-82‬المتضمف قانوف المالية لسنة ‪ 1983‬الصادر في ‪،1982/12/30‬جريدة‬
‫رسمية عدد‪57‬لسنة‪.1982‬‬
‫‪-2‬المادة ‪25‬و‪ 26‬مف القانوف رقـ ‪ 130/13‬المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-3‬االفصؿ ‪ 29‬مف القانوف األساسي لمميزانية التونسي لسنة ‪ ،2019‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫مواردىا ونفقاتيا باإلضافة إلى إمكانية تحويؿ أرصدتيا بيف السنوات وبيذا تتضح‬
‫الخطوط العريضة لئلختبلفات أو اإلستثناءات التي تتميز بيا ىذه الحسابات مقارنة مع‬
‫العمميات المالية األخرى‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬نشأة الحسابات الخاصة لمخزينة‬

‫تعتبر فرنسا أوؿ مف قامت بإنشاء حسابات خاصة لمخزينة ‪،‬وىو صندوؽ الضمانات‬
‫النقدية والذي أنشأ بموجب القانوف الصادر في ‪ 28‬أفريؿ ‪ ،11816‬يودع في ىذا‬
‫الصندوؽ الضمانات التي يقدميا المحاسبوف العموميوف‪ ،‬المقاولوف والموردوف عند‬
‫تولييـ مياميـ مف أجؿ ضماف حسف التنفيذ ‪،2‬ويكوف ىذا الحساب خارج الميزانية‪ ،‬بعد‬
‫ذلؾ ظيرت العديد مف الحسابات الخاصة لمخزينة بإعتبارىا وسيمة تمنح لمسمطة‬
‫التنفيذية ‪،‬الممثمة في الحكومة وو ازرتيا في القياـ بمياميـ دوف المجوء إلى السمطة‬
‫التشريعية‪ ،‬لتغدو ىذه التقنيات الوسيمة المثمى لتحقيؽ أىداؼ الحكومة دوف المرور عمى‬
‫البرلماف ألجؿ المصادقة‪.‬‬

‫والمتتبع لظيور تاريخ الحسابات الخاصة لمخزينة يوجد عبلقة وثيقة بينيا وبيف إقرار‬
‫المبادئ العامة لمميزانية في الدولة‪ ،‬التي أقرت عقب الثورة الفرنسية عاـ ‪،31789‬‬
‫وذلؾ ألجؿ السماح بتحقيؽ الشفافية في تسيير األمواؿ العمومية وتمكيف السمطة‬
‫التشريعية مف القياـ بمياميا الرقابية بشكؿ فعاؿ‪،‬إنتشرت تقنية فتح حسابات خاصة‬
‫لمخزينة بعد ذلؾ في العديد مف الدوؿ خاصة في المستعمرات الفرنسية (الجزائر‪،‬‬
‫تونس‪ ،‬المغرب)‪.‬‬

‫‪ -1‬فاطمة فوقة ونبٌل بوفلٌح‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.144‬‬


‫‪2-Amavi KOUEVE,Les comptes spéciaux du trésor,L.G.D.J,Paris,2000,15.‬‬
‫‪ -3‬حمد شاكر عصفور‪ ،‬أصول الموازنة العامة‪ ،‬الطبعةاألولى‪ ،‬دار المسٌر‪ ،‬عمان‪ ،2008 ،‬ص‪.16‬‬

‫‪162‬‬
‫إف أوؿ ظيور لمحسابات الخاصة في الجزائركاف في الفترة اإلستعمارية فتـ سنة ‪1922‬‬
‫إنشاء صندوؽ تخصيصات الشركة التعاونية لئلستيبلؾ‪ ،‬وفي سنة ‪ 1937‬بمغت ‪10‬‬
‫حسابات خاصة منيا ‪ 5‬صناديؽ تخصصات خاصة‪ ،1‬بعدىا تمت ظيور العديد مف‬
‫الحسابات الخاصة كصندوؽ السكف‪ ،‬وصندوؽ التنمية االجتماعية‪،‬بعد اإلستقبلؿ تكاثر‬
‫عدد الحسابات الخاصة لمخزينة بشكؿ كبير‪ ،‬ويرجع سبب ذلؾ بالدرجة األولى لغياب‬
‫األحكاـ المنظمة ليا ‪ ،‬ولمحد مف ىذه الوضعية الفوضوية تقرر بموجب قانوف المالية‬
‫لسنة ‪ 1966‬إدخاؿ إصبلحات تمث مت في غمؽ جميع الحسابات الخاصة لمخزينة في‬
‫تاريخ ‪ ، 1966-12-31‬ثـ التقرير بعد بعدـ جواز فتح أي حساب لمخزينة إبتداءا مف‬
‫أوؿ جانفي ‪ 1967‬إال بموجب قانوف المالية ومف ىنا نبلحظ أف المشرع أعاد‬
‫اإلختصاص في ىذا المجاؿ لمسمطة التشريعية‪.2‬‬

‫وفي ظؿ قانوف ‪ 17/84‬المتعمؽ بقوانيف المالية أضيؼ نوعا آخر وىو حساب التسوية‬
‫مع الحكومات األجنبية‪ ،‬وفي ظؿ قانوف ‪ 15/18‬المتعمؽ بقوانيف المالية دمج بيف‬
‫حساب القروض وحساب التنسيقات في حساب واحد ‪،‬وأضاؼ حساب العمميات النقدية‬
‫وحساب المساىمة واإللتزاـ‪.‬‬

‫ولـ يختمؼ المشرع المغربي عف نظيره الجزائري فقد عرفت ىي األخرى تكاث ار في‬
‫مجاؿ الحسابات الخاصة لمميزانية‪ ،‬وتماشيا مع منطؽ الترشيد والعقمنة فقد عرفت عدد‬
‫الحسابات الخصوصية لمميزانية إنخفاضا ممحوظا خبلؿ السنوات الخمسة عشر األخيرة‬
‫إذ إنتقمت مف ‪ 156‬حساب سنة ‪ 2001‬إلى ‪ 80‬سنة ‪ 2007‬قبؿ أف يستقر العدد في‬
‫‪ 75‬حساب خبلؿ الفترة الممتدة بيف سنة‪ 2008‬إلى ‪2014‬سنة‪ ،3‬ولئلشارة فإف قانوف‬

‫‪ -1‬جمال لعمارة‪ ،‬منهجٌة الموازنة العامة للدولة فً الجزائر‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار الفجر للنشر والتوزٌع‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬
‫‪ ،2004‬ص‪.13‬‬
‫‪ -2‬بشٌرٌلس شاوش‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪. 380‬‬
‫‪ -3‬مشروع قانون المالٌة لسنة ‪ ، 8839‬تقرٌر حول الحسابات الخاصة للخزٌنة ‪ ،‬وزارة االقتصاد والمالٌة ‪،‬‬
‫المغرب سنة‪8839‬ص ‪. http://www.finances.gov.ma.1‬‬

‫‪163‬‬
‫‪ 07/98‬نضـ مجاؿ الحسابات الخاصة بالخزينة ومنح حؽ اإلختصاص فييا إلى‬
‫السمطة التشريعية ‪،‬ونفس الفكرة تبناىا القانوف التنظيمي لممالية ‪ 130/13‬إال أنو قمص‬
‫مف عدد الحسابات الخصوصية لمخزينة إلى خمس حسابات بعدما كانت في ظؿ‬
‫القانوف السابؽ ستة حسابات‪ ،‬حيث دمج كؿ مف حسابات التسبيقات وحسابالقروض‬
‫ضمف حساب واحد ىو حساب التمويؿ‪،‬كما نصفي المادة ‪27‬منو عمى أنو ‪":‬ينص‬
‫قانوف المالية المذكور عمى مداخيؿ ونفقات ىذه الحسابات ‪ ،‬كما يحدد المبمغ األقصى‬
‫لمنفقات التي يمكف أف تدرج فييا ويمكف منح ترخيصات باإللتزاـ مقدما لفائدة الحسابات‬
‫المخصصة ألمور خصوصية و حسابات النفقات مف المخصصات بموجب قانوف‬
‫المالية لمسنة وفي حدود مبمغ أقصى بقدره قانوف المالية المذكور"‪،‬يجوز في حالة‬
‫اإلستعجاؿ والضرورة الممحة وغير المتوقعة أف تحدث خبلؿ السنة المالية حسابات‬
‫خصوصية لمخزينة بموجب مراسيـ طبقالدستورسنة‪ ، 12011‬ويتـ إخبار المجنتيف‬
‫المكمفتيف بالمالية بالبرلماف مسبقا بذلؾ ‪ ،‬ويجب عرض ىذه المراسيـ عمى البرلماف‬
‫بقصد المصادقة في أقرب قانوف لممالية ‪.‬‬

‫بالنسبة لتونس تمثؿ الحسابات الخاصةلمخزينة وسيمة تسمح بتخصيص بعض‬


‫المقابيض لعمميات معينة تيـ بعض المصالح العمومية ‪،‬فقد كانت ىذه الحسابات قبؿ‬
‫سنة ‪ 1967‬ال تظير ضمف وثائؽ الميزانية وكانت بذلؾ تمثؿ إستثناءا واضحا لمبدأ‬
‫الوحدة ‪،‬وقد أدخؿ قانوف ‪ 1967‬إصبلحا ىاما بنسبة ليذه الحسابات إذ أخضعيا لنص‬
‫القواعد المطبقة عمى ميزانية الدولة ( الفصوؿ ‪ 22‬إلى ‪ 24‬مف القانوف األساسي‬
‫لمميزانية والفصوؿ مف ‪ 217‬إلى ‪ 220‬مف مجمة المحاسبة العمومية )‪ ،2‬كماوجب‬
‫إحداثيا والغائيا بموجب قانوف المالية ‪،‬فأصبحت تضـ المصادقة عمى ميزانيتيا منذ‬

‫‪ -1‬الفصل ‪ 70‬من الدستورالمغرب لسنة‪ ،2011‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬قانون رقم‪ٌ 03‬تعلق بإصدار مجلة المحاسبة العمومٌة لسنة‪3611‬عدد ‪ 03‬لسنة ‪ 3611‬مؤرخ فً ‪ 13‬دٌسمبر‬
‫‪. 3611‬‬

‫‪164‬‬
‫ذلؾ التاريخ بقانوف المالية عمى أنيا بقيت خارج ميزانية الدولة ‪،‬وتـ تدارؾ ىذه‬
‫الوضعية إثر تحوير القانوف األساسي لمميزانية سنة ‪ 1996‬حيث أصبحت تدرج‬
‫إيراداتيا ونفقاتيا ضمف الجزء الخاص بميزانية الدولة وفقا لمفصؿ ‪ 9‬مف ىذا القانوف‬
‫وبذلؾ تـ تدعيـ وحدة الميزانية ‪،‬ولـ تعد ىذه الحسابات استثناء كما كاف في السابؽ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬أصناف الحسابات الخاصة لمخزينة وأىدافيا‬

‫عمد المشرع المالي المغاربي إلى تقديـ الحسابات الخاصة لمخزينة ضمف أصناؼ‬
‫عمى سبيؿ الحصر وكؿ صنؼ خصص لتحقيؽ ىدؼ معيف ‪.‬‬

‫أ‪ /‬أصناف الحسابات الخاصة لمخزينة‬

‫مف خبلؿ المادة ‪ 48‬مف قانوف المالية رقـ ‪ 17/84‬حدد المشرع الجزائري أصناؼ ىذه‬
‫الحسابات و تشمؿ ىذه الحسابات الخاصة سبعة أصناؼ ‪.‬‬

‫وبموجب القانوف العضوي رقـ‪ 15/18‬أدرج صنفيف جديديف ودمج حسابات القروض‬
‫وحسابات التسبيقات ضمف حساب واحد بحيث ال تشمؿ ىذه الحسابات الخاصة سوى‬
‫األصناؼ التالية‪: 1‬‬

‫‪ -1‬بالنسبة لمحسابات التجارية تدرج مف حيث اإليرادات والنفقات المبالغ المخصصة‬


‫لتنفيذ عمميات ذات طابع صناعي أو تجاري ‪،‬تقوـ بيا المصالح العمومية التابعة‬
‫لمدولة بصفة إستثنائية ‪.‬‬

‫تكتسي تقديرات النفقات لمحسابات التجارية طابعا تقييميا ‪ ،‬ويحد قانوف المالية سنويا‬
‫المبمغ الذي يمكف ضمف حدوده دفع نفقات المتعمقة بالعمميات المناسبة لما تتجاوز ىذه‬
‫النفقات المبالغ المحصمة فعبل بالنسبة لمجمؿ الحسابات التجارية ‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 48‬من القانون العضوي رقم ‪31 /30‬المتعلق بقوانٌن المالٌة‪،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪165‬‬
‫‪ -2‬بالنسبة لحسابات التخصيص الخاص تندرج فييا العمميات الممولة بواسطة الموارد‬
‫الخاصة عمى إثر إصد ار حكـ بموجب قانوف المالية ‪ ،‬وفي حالة تسجيؿ فرقا ممحوظا‬
‫في نياية السنة المالية بيف الموارد والنفقات في حساب التخصيص الخاص تكوف‬
‫موضوع نقؿ جديد في نفس ىذا الحساب بالنسبة لمسنة المالية الموالية ‪،‬وفي حالة ما‬
‫تجاوزت اإليرادات التقديرات ترفع اإلعتمادات في حدود ىذا الفائض في اإليرادات‪،‬‬
‫طبقا لمتشريع المعموؿ بو ‪،‬أمافي الحالة المعاكسة عندما تكوف التقديرات أكثرمف‬
‫اإليرادات يمكف الترخيص بفتح مكشوؼ ضمف الحدود المنصوص عمييا بالقانوف‪. 1‬‬

‫‪ -3‬تبيف حسابات التسبيقات عمميات منح التسبيقات أو تسديدىا التي يرخص لمخزينة‬
‫العمومية بمنحيا في حدود اإلعتمادات المفتوحة ليذا الغرض ‪ ،‬وفي حالة التسبيقات‬
‫الممنوحة مف طرؼ الخزينة العمومية لييئة عمومية فإف ىذه األخيرة تعفى مف الفوائد‬
‫ما لـ ينص قانوف المالية عمى خبلؼ ذلؾ‪ ،‬ويجب تسديدىا خبلؿ سنتيف وفي حالة‬
‫تجاوز سنتيف يمكف تمديدىا إلى سنتيف أخريتيف‪ ،‬مع تطبيؽ معدؿ الفائدة عمى ىذه‬
‫الفترة أو تحويميا إلى قرض‪. 2‬‬

‫‪-4‬حسابات القروض تدرج ضمنيا القروض الممنوحة مف طرؼ الدولة في حدود‬


‫اإلعتمادات المفتوحة ليذا الغرض ‪ ،‬إما في إطار عمميات جديدة أو في إطار تدعيـ‬
‫التسبيقة ‪ ،‬وتكوف ىذه القروض بفوائد ما لـ ينص القانوف عمى خبلؼ ذلؾ ‪.‬‬

‫‪-5‬حسابات التسوية مع الحكومات األجنبية تدرج ضمنيا العمميات المنجزة في إطار‬


‫االتفاقيات المصادؽ عمييا قانونا ‪.‬‬

‫‪-6‬حسابات المساىمة واإللتزاـ نصت عميو المادة‪ 56‬مف قانوف‪ 15/18‬حيث تخصص‬
‫لتسجيؿ األسيـ الصادرة مف المؤسسات العمومية الناتجة عف عمميات توحيد وتحويؿ‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 11-19‬من القانون رقم ‪ ، 31/04‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ ، 10‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪166‬‬
‫مستحقات الخزينة ‪،‬التي تحوزىا عف المؤسسات العمومية‪،‬وكذا عمميات اإلاكتتاب‬
‫والتسديد والتنازؿ واعادة شراء السندات التساىمية واإللتزامات‪.‬‬

‫‪-7‬حسابات العمميات النقدية نصت عمييا المادة‪ 57‬مف القانوف‪ 18‬رقـ‪ 15/‬حيث تبيف‬
‫اإليرادات والنفقات ذات الطابع النقدي ‪،‬وتكتسي التقييمات المتعمقة باإليرادات وتقديرات‬
‫النفقات طابعا بيانيا بالنسبة ليذه الفئة مف الحسابات‪.‬‬

‫ولـ يختمؼ المشرع المغربي عف المشرع الجزائري حيث عدد أصناؼ الحسابات‬
‫الخاصة لمخزينة وذلؾ بموجب القانوف التنظيمي لممالية ‪ 13/130‬حيث تشمؿ‬
‫الحسابات الخصوصية لمخزينة عمى األصناؼ التالية‪: 1‬‬

‫‪ -1‬الحسابات المرصدة ألمور خصوصة التي تبيف فييا المداخيؿ المرصدة لتمويؿ‬
‫صنؼ معيف مف النفقات واإلستعماؿ المخصص ليذه المداخيؿ ‪.‬‬

‫تزود ىذه الحسابات بحصيمة رسوـ أو موارد مخصصة وعند اإلقتضاء بمبالغ مدفوعة‬
‫مف الميزانية العامة‪ ،‬وال يمكف دفع مبالغ مف حسابات مرصد ألمور خصوصية لفائدة‬
‫حساب خصوصي لمخزينة أو لفائدة مرفؽ مف مرافؽ الدولة المسيرة بصورة مستقمة ‪.‬‬

‫ويمكف خبلؿ السنة المالية دفع مبالغ مف حساب مرصد ألمور خصوصية لفائدة‬
‫الميزانية العامة ‪ ،‬وفي ىذه الحالة يمكف أف تفتح إعتمادات بنفس المبالغ تضاؼ إلى‬
‫اإل عتمادات الممنوحة بموجب قانوف المالية وفؽ الكيفيات المحددة بنص تنظيمي ‪.‬‬

‫يشترط بالنسبة لمحسابات المرصدة ألمور خصوصية أف تمثؿ إبتداء مف السنة المالية‬
‫الثالثة الموالية إلحداثيا الموارد المتأنية مف حصيمة رسوـ أو موارد مخصصة أو ىما‬
‫معا عمى األقؿ بنسبة أربعيف في المائة مف مواردىا اإلجمالية المأذوف بيا برسـ قانوف‬
‫المالية لمسنة المذكورة ‪ ،‬وذلؾ بالنسبة لمحسابات المرصدة ألمور خصوصية المحدثة‬

‫‪-1‬المادة ‪ 81‬من القانون التنظٌمً للمالٌة رقم ‪ ، 318/31‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪167‬‬
‫إبتداءا مف فاتح يناير ‪ 2016‬وتحذؼ ىذه الحسابات في حالة عدـ استيفاء ىذا الشرط‬
‫بموجب قانوف المالية الموالي ‪.‬‬

‫‪ -2‬حسابات اإل نخراط في الييئات الدولية التي تبيف فييا المبالغ المدفوعة والمبالغ‬
‫المرجعة برسـ مشاركة المغرب في الييئات الدولية ‪ ،‬وال يجوزأف تدرج ىذه الحسابات‬
‫إال المبالغ المقرر إرجاعيا في حالة االنسحاب ‪.‬‬

‫‪-3‬حسابات التمويؿ التي تبيف المبالغ المدفوعة عمى شكؿ قروض تتجاوز مدتيا سنتيف‬
‫أو تسبيقات قابمة لئلرجاع تقؿ مدتيا عف سنتيف أو تساوييما والتي تدفعيا الدولة مف‬
‫موارد الخزينة وتمنح مف أجؿ المصمحة العامة ‪ ،‬وتستحؽ فوائد عمى ىذه القروض‬
‫والتسبيقات‪.‬‬

‫‪ -4‬حسابات العمميات النقدية التي تبيف حركات األمواؿ ذات األصؿ النقدي ‪ ،‬يحدد‬
‫مكشوؼ حسابات العمميات النقدية بموجب قانوف المالية لمسنة ‪،‬وتمسؾ ىذه الحسابات‬
‫بكيفية تبرز النتائج النيائية ‪.‬‬

‫‪ -5‬حسابات النفقات مف المخصصات التي تبيف عمميات متعمقة بصنؼ خاص مف‬
‫النفقات يتـ تمويمو مف مخصصات ميزانية الدولة ‪.‬‬

‫وبالنسبة لممشرع التونسي فقد تطرؽ إلى الحسابات الخاصة لمخزينة ضمف الباب‬
‫الثالث‪ ،‬المعنوف بصناديؽ الخزينة التي تشمؿ عمى الحسابات الخاصة بالخزينة‬
‫وحسابات أمواؿ المشاركة ‪،‬حيث تمكف الحسابات الخاصة في الخزينة مف توظيؼ‬
‫مقابيض ‪،‬وذلؾ مف أجؿ تمويؿ عمميات معينة تيـ بعض المصالح العمومية‪. 1‬‬

‫فالمشرع التونسي لـ يقـ بتصنيؼ الحسابات الخاصة بالخزينة بإعتبارىا مدرجة في‬
‫ميزانية الدولة عمى عكس المشرع الجزائري والمغربي ‪،‬في حيف حسابات أمواؿ‬

‫‪-1‬الفصل ‪ 36‬من القانون األساسً للمٌزانٌة لسنة‪ ،8836‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪168‬‬
‫المشاركة تمثؿ المبالغ التي يدفعيا األشخاص المادينوف والذوات المعنوية بعنواف‬
‫المساىمة في تمويؿ بعض العمميات ذات المصمحة العمومية‪ ،‬تفتح ىذه الحسابات‬
‫وتغمؽ بقرار مف وزير المالية ‪ ،‬وتكتسي إيرادات ونفقات ىذه الحسابات الخاصة‬
‫لمخزينة الصبغة التقديرية‪.‬‬

‫ب‪ /‬أىداف الحسابات الخاصة لمخزينة‬

‫إف وجود الحسابات الخاصة لمخزينة مبني عمى مجموعة مف المبررات التي إستدعت‬
‫وجودىا ‪،‬وتتمثؿ ىذه األسباب في أنيا تجري بعض العمميات المؤقتة التي ليس ليا‬
‫طا بعا نيائيا في إطار الحسابات الخاصة لمخزينة بإعتبارىا إجراء مف المحاسبة ‪ ،‬حيث‬
‫كثي ار ما تمنح الدولة لممنظمات العامة أو شبو العامة قروضا وتسبيقات تمثؿ نفقات‬
‫مؤقتة كونيا سوؼ تسدد بعد مرور بعض الوقت ‪.‬‬

‫كما أف الحسابات الخاصة لمخزينة تمثؿ صيغة عممية ‪،‬تسمح بمخالفة قواعد المحاسبة‬
‫العمومية مف أجؿ تسجيؿ عمميات ذات الطابع الصناعي والتجاري المحققة بصيغة‬
‫كما أنو عندما يتعذر إستخداـ إجراءات‬ ‫إستثنائية مف طرؼ المصالح العمومية‪،‬‬
‫الميزانية الممحقة تسمح الحسابات الخاصة لمخزينة بإستخراج مف كتمة الموازنة العامة‬
‫نتائج نشاط عمومي مخصص‪. 1‬‬

‫وتيدؼ الحسابات الخصوصية لمخزينة إلى ‪:‬‬

‫‪ -‬إما إلى بياف العمميات التي ال يمكف إدراجيا بطريقة مبلئمة في الميزانية العامة نظ ار‬
‫لطبيعتيا الخاصة أو لعبلقة سببية متبادلة بيف المد خوؿ والنفقة ‪.‬‬

‫‪ -‬إما إلى بياف عمميات مع االحتفاظ بنوعيا الخاص وضماف استمرارىا مف سنة مالية‬
‫إلى أخرى ‪.‬‬

‫‪ -1‬بشٌرٌلس شاوش‪ ،‬صالحٌات البرلمان فً مجال الحسابات الخاصة للخزٌنة ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.109‬‬

‫‪169‬‬
‫‪-‬واما إلى اإل حتفاظ بأثر عمميات تمتد عمى ما يزيد عف سنة دوف تمييز بيف السنوات‬
‫المالية وترتبط ىذه العمميات المحاسبية بتطبيؽ تشريع أو تنظيـ أو التزامات تعاقدية‬
‫لمدولة سابقة إلحداث حساب‪.1‬‬

‫تتسـ الحسابات الخاصة لمخزينة‪،‬خاصة حسابات التخصص الخاصة بتكفؿ بمشكمة‬


‫معينة (سكف ‪ ،‬تشغيؿ ‪ ،‬تدعيـ االستثمار ‪ ،‬حماية البيئة )‪ ،‬تعزؿ ىذه العممية عف‬
‫مياميا األخرى المقيدة في الميزانية العامة لمدولة ‪ ،‬فتفتح ليا حسابا خاصا وتسخر لو‬
‫الوسائؿ الضرورية ‪.‬‬

‫وتكمف مزايا ىذا األسموب في أ ف الحساب يستفيد مف موارد مخصصة مع إمكانية‬


‫تجاوز مبمغ اإلعتمادات المرخصة تحت شروط‪،‬كما يمكف تجاوزمدة الترخيص( السنة )‬
‫بتحويؿ ناتج التسيير مف سنة إلى أخرى لغاية إتماـ العممية ‪،‬ويضاؼ إلى ىذه‬
‫األساليب سبب سياسي ‪.‬‬

‫عندما يفتح حساب خاص لمخزينة مف أجؿ معالجة قضية حساسة أو ذات مصمحة‬
‫عامة ‪،‬فإف ىذه المبادرة في حد ذاتيا تكشؼ لمرأي العاـ عف إىتماـ السمطات السياسية‬
‫بقضايا المواطنيف وعزميا عمى معالجتيا‪ ،‬ولذلؾ ال تتردد ىذه السمطات في إحداث‬
‫ىذه الحسابات كمما أممت عمييا اإلعتبارات السياسية ذلؾ ‪.2‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الحسابات الخاصة كإستثناء لمبادئ الميزانية‬

‫تعد الحسابات الخاصة بالخزينة كإستثناءات وردت عمى مجموعة مف المبادئ المتعمقة‬
‫بالميزانية وىي ‪ :‬مبدأ السنوية ومبدأ الوحدة ومبدأ تخصيص النفقات وقاعدة عدـ‬
‫تخصيص الموارد ‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 81‬من القانون التنظٌمً للمالٌة المغربً رقم ‪ ، 318/31‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬بشٌر ٌ لس شاوش ‪ ،‬صالحٌات البرلمان فً مجال الحسابات الخاصة للخزٌنة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.386‬‬

‫‪170‬‬
‫أوال‪ :‬الحسابات الخاصة كإستثناءلمبدأ تخصيص النفقات وقاعدة عدم تخصيص‬
‫الموارد‬

‫يعني مبدأ تخصيص النفقات أف السمطة التشريعية حينما تصادؽ عمى الميزانية والتي‬
‫ىي جزء مف قانوف المالية لمسنة‪ ،‬أنيا تخصص مسبقا لمسمطة التنفيذية اإلعتمادات‬
‫الواجب صرفيا ‪ ،‬لذا ال يمكف ليذه األخيرة أف تعمؿ عمى توجيييا إلى نفقات غير‬
‫منصوص عمييا في قانوف المالية ‪ ،‬فإعتماد السمطة التشريعية لمنفقات ال يجوزأف يكوف‬
‫إ جماليا ‪ ،‬بؿ يجب أف يخصص مبمغا معينا لكؿ وجو مف أوجو اإلنفاؽ العاـ ‪ ،‬وىذا ما‬
‫يقوى سمطة البرلماف في مراقبة اإلنفاؽ العمومي بصفة منفصمة ‪،‬و يجعؿ السمطة‬
‫التنفيذية مقيدة في اإلنفاؽ في األوجو المختمفة بحدود المبالغ التي إعتمدتيا وبدوف‬
‫تجاوزه‪ ،‬إال في الحاالت التي ينص فييا القانوف عمى خبلؼ ذلؾ ‪.‬‬

‫لقد نص المشرع الجزائري عمى مبدأ تخصيص النفقات في قانوف ‪ 7‬جويمية ‪1984‬‬
‫فتخصص اإل عتمادات وتوزع حسب الحاالت عمى الفصوؿ أو القطاعات التي تضمف‬
‫النفقات حسب طبيعتيا أو غرض إستعماليا‪ ،1‬فكؿ اعتماد يوافؽ موضوعامحددا‪،2‬كما‬
‫أكد القانوف رقـ‪ 15/18‬عمى انو تخصص اإلعتمادات المالية حسب البرامجأو حسب‬
‫التخصيص فيمايتعمؽ باإلعتماداتغير المخصصة‪،‬ويتـ تقديـ ىذه اإلعتمادات حسب‬
‫النشاط وعند اإلقتضاء في شكؿ أبواب‪ ،‬تتضمف النفقات حسب طبيعتيا ‪.3‬‬

‫وبالنسبة لممشرع التونسي نص عمى المبدأ مف خبلؿ الفصؿ ‪ 11‬مف القانوف األساسي‬
‫لمميزانية لسنة‪ 1967‬والفصؿ‪29‬و‪ 30‬مف القانوف األساسي لمميزانية لسنة‪2019‬حيث‬

‫يتـ بمقتضى قانوف المالية رصد اإلعتمادات حسب األقساـ واألبواب ‪،‬وذلؾ بالنسبػ ػ ػة‬

‫‪-1‬المادة ‪ 20‬فقرة ‪ 2‬من القانون رقم‪ 17/84‬المتعلق بقوانٌن المالٌة المعدل والمتمم‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ٌ -2‬حً دنٌدنً ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪-3‬المادة ‪ 23‬من القانون رقم‪15/18‬المتعلق بقوانٌن المالٌة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫إلى نفقات التصرؼ ونفقات التنمية ونفقات الحسابات الخاصة في الخزينة ‪.‬‬

‫و ينص التنظيـ المالي المغربي عمى مبدأ التخصص في المادة ‪ 12‬عمى أف " تكاليؼ‬
‫الدولة تشمؿ عمى نفقات الميزانية العامة ‪ ،‬ونفقات ميزانيات مرافؽ الدولة المسيرة‬
‫بصورة مستقمة ونفقات الحسابات الخصوصية لمخزينة "‪،‬في حيف يظير أف اإلعتمادات‬
‫المتعمقة بالحسابات الخصوصية لمخزينة ال تظير في قانوف المالية إال حسب أصناؼ‬
‫ىذه الحسابات‪،1‬وىي بالتالي ال تقدـ في الفصوؿ ‪ ،‬وال حتى حسب كؿ حساب‬
‫خصوصي بإستثناء عممية القرض و التسبيقات ‪. 2‬‬

‫بالنسبة لمتشريع المالي الجزائري وبموجب قاعدة عدـ تخصيص الموارد ‪ ،‬يتعيف أف‬
‫تتجو جميع اإليرادات ميما كاف مصدرىا أو نوعيا ‪ ،‬نحو تمويؿ جميع النفقات دوف‬
‫إ ستثناء فالدولة توجو إيراداتيا إلشباع حاجاتيا المختمفة فبل يجوز أف ينصرؼ إيراد‬
‫معيف لتمويؿ نفقة معينة ‪ ،‬كأف توجو مدا خيؿ الضريبة عمى السيارات لترميـ الطرقات‪،‬‬
‫فيذه المداخيؿ يجب أف تضخ في الميزانية ‪ ،‬وتخصص لتمويؿ جميع النفقات وىذا ما‬
‫نصت عميو المادة ‪ 8‬مف القانوف المالي الجزائري رقـ ‪ 17/84‬تقابميا المادة‪ 38‬مف‬
‫القانوف رقـ‪ " 15/18‬ال يمكف تخصيص أي إيراد لتغطية نفقة خاصة ‪ " ...‬في المقابؿ‬
‫نجد المادة ‪ 8‬فقرة ‪ 2‬مف القانوف التنظيمي لمالية المغربي رقـ ‪ 130/13‬نصتعمى أف‬
‫تدرج جميع المداخيؿ وجميع النفقات في الميزانية العامة ‪،‬في حيف نص الفصؿ ‪16‬‬
‫مف القانوف األساسي لمميزانية التونسي لسنة‪2019‬عمى أف تستعمؿ جممة الموارد‬
‫لتسديد جممة المصاريؼ ‪،‬فبل تطبيؽ قاعدة عدـ التخصص بالمغرب والجزائر إال عمى‬
‫الميزانية العامة لمدولة وبالتالي ال تطبؽ عمى الحسابات الخصوصية لمخزينة ‪،‬‬
‫فمداخيؿ ىذه الحسابات مخصصة لنفقاتيا وىو ما يشكؿ إستثناءا ليذه القاعدة ‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 40‬من قانون رقم ‪ 31/04‬الجزائري‪ ،‬والمادة ‪ 89‬من القانون التنظٌمً للمالٌة رقم ‪ 318/31‬المغربً ‪.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 46‬من القانون رقم‪31/04‬المتعلق بقوانٌن المالٌة‪،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪172‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الحسابات الخاصة لمخزينة كإستثناء لمبدأ الوحدة ومبدأ السنوية‬

‫بداية يجب اإلشارة إلى أف الحسابات الخاصة بالخزينة في تونس التعد إستثناء لمبدأ‬
‫الوحدة وذلؾ بسبب أنيا لـ تصبح حسابا خارجا عف الميزانية بؿ أصبحت مدرجة فييا‪.‬‬

‫ويقصد بقاعدة الوحدة أف كؿ نفقات وايرادات كؿ المصالح التابعة لجماعة عمومية‬


‫وخاصة الدولة تكوف محتواة في وثيقة واحدة‪ ،‬والتي ىي نفسيا تعرض عمى السمطة‬
‫التشريعية لمتصويت ‪ ،1‬وليذه القاعدة مبرراتيا والتي تتمحور في أف الوحدة تسيؿ عمى‬
‫السمطة التشريعية معرفة محتويات الموازنة‪ ،‬واإلطبلع بصورة واضحة عمى البرنامج‬
‫الحكومي مما يجعؿ الرقابة أكثر وقعا ع مى النشاط المالي لمدولة ‪ ،‬كما أف التقيد بيذا‬
‫المبدأ يعطي لمحكومة فكرة واضحة عف الوضع المالي لمدولة ‪،‬ويساعد الميتـ والمعنى‬
‫بشؤوف الميزانية التعرؼ عمى حقيقة المركز المالي لمدولة واذا ما كانت الميزانية تعاني‬
‫عجز أو في حالة فائض ‪،‬فإذا كاف المبدأ ىو عدـ تعدد الميزانيات والحسابات إلى‬
‫ا‬
‫جانب الميزانية العامة ‪ ،‬فإف الحسابات الخاصة بالخزينة تمثؿ اإلستثناء ‪ ،‬ألنيا تخرؽ‬
‫المبدأ بظيور حسابات إلى جانب الميزانية ألف مثؿ ىذه المبالغ ال تعتبر نفقات أو‬
‫إيرادات عامة فعمية ‪ ،‬لذا فإف إدراجيا في الميزانية العامة يؤدي إلى تضخـ نفقات‬
‫وايرادات الدولة بدوف مبرر‪ ،‬إضافة إلى أنو يقود إلى صعوبة التمييز بيف النفقة الفعمية‬
‫والنفقة غير الفعمية واإليرادات الفعمية وغير الفعمية ‪ ،‬ولذلؾ فإف ىذه المبالغ تفصؿ عف‬
‫الميزانية العامة ‪ ،‬وتسجؿ في الحسابات الخاصة لمخزينة ‪.‬‬

‫فتناقش الحسابات الخصوصة لمخزينة وتعتمد مف طرؼ البرلماف‪،‬وترد في وثيقة القانوف‬


‫المالي بصفة مستقمة عف الميزانية العامة‪.‬‬
‫ويعني مبدأ سنوية الميزانية أف توضع الميزانية لفترة ال تقؿ وال تزيد عف سنة وينص‬
‫المؤسس في الدوؿ المغاربية صراحة عمى ذلؾ فيقدر ويرخص قانوف المالية بالنسبة‬

‫‪ٌ -1‬حً دنٌدنً ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.99‬‬

‫‪173‬‬
‫لكؿ سنة مالية مجمؿ موارد الدولة وأعبائيا وكذا الوسائؿ المالية األخرى المخصصة‬
‫لتسيير المرافؽ العمومية وتنفيذ المخطط اإلنمائي السنوي طبقالمقانوف المالي الجزائري‬
‫رقـ ‪ 17/84‬المعدؿ والمتمـ‪.1‬‬

‫ولـ يختمؼ عنو المشرع المغربي فقد نص بموجب القانوف التنظيمي لممالية رقـ‬
‫‪ 13/130‬عمى أف يحدد قانوف المالية بالنسبة لكؿ سنة مالية طبيعة ومبمغ وتخصيص‬
‫مجموع موارد تكاليؼ الدولة‪.‬‬

‫بالنسبة لتونس قضي القانوف األساسي لمميزانية التونسي عمى " تبدأ السنة المالية في‬
‫أوؿ جانفي وتنتيي في ‪ 31‬ديسمبر مف نفس العاـ " ‪.2‬‬

‫وحسب النصوص المذكورة فإف عممية صرؼ الماؿ وجبايتو تنقضي بإنقضاء السنة‬
‫المالية‪ ،‬غير أف الحسابات الخاصة لمخزينة تدخؿ في إطار اإلستثناءات خارج إطار‬
‫السنة ‪ ،‬حيث أف ىذه الحسابات تحمؿ في طياتيا موارد ونفقات تتعدى السنة ‪ ،‬والتي‬
‫ليس ليا طابع الدواـ ومثاؿ ذلؾ القروض التي تقدميا الدولة إلى الفبلحيف ‪ ،‬فيذه‬
‫النفقات ال تعتبر نفقات بالمعنى الصحيح ذلؾ أف الدولة ستستردىا فيما بعد ونفس‬
‫الشئ ينطبؽ عمى بعض الموارد " التسبيقات "‪.‬‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬إختصاص البرلمان في مجال الحسابات الخاصة لمخزينة‬

‫تعتبر الحسابات الخصوصة لمخزينة مف اآلليات األساسية لتفعيؿ السياسات العامة‬


‫لمتنمية وإلنجاز عمميات اإلصبلح واإلستراتيجيات القطاعية‪.‬‬

‫وبإ عتبار الحسابات الخاصة لمخزينة أو الحسابات الخصوصية لمخزينة ( وفقا لمتشريع‬
‫في الدوؿ المغاربية) مكوف مف مكونات ميزانية الدولة ‪،‬إلى جانب الميزانية العامة‬

‫‪-1‬المادة‪8‬منالقانون ‪31/04‬المتعلق بقوانٌن المالٌة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪-2‬الفصل‪8‬من القانوف األساسي لمميزانية التونسيعدد‪،53‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪174‬‬
‫يجعمنا نتساءؿ حوؿ مدى إختصاص السمطة التشريعية في مجاؿ إنشاء الحسابات‬
‫الخاصة لمخزينة بإعتبارىاصاحبة إختصػ ػاصأصيؿ في مجاؿ الميزانية العامة لمدول ػ ػة‬
‫(الفرع أوؿ)‪،‬وعف صبلحية البرلماف في تحديد مضموف ىذه الحسابات(الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬سمطة البرلمان في مجال إنشاء الحسابات الخاصة لمخزينة‬

‫تيدؼ الحسابات الخاصة لمخزينة إلى بياف العمميات التي ال يمكف إدراجيا بطريقة‬
‫مبلئمة في الميزانية العامة ‪ ،‬نظ ار لطابعيا الخاص أو لعبلقة سببية متبادلة بيف اإليراد‬
‫والنفقة أو إلى بياف العمميات مع االحتفاظ بنوعيا الخاص‪ ،‬وضماف إستمرارىا مف سنة‬
‫مالية إلى أخرى أو اإلحتفاظ بأثر العمميات التي تمتد إلى ما يزيد عف سنة‪،‬وأماـ إتساع‬
‫المجاالت التي تفتح فييا الحسابات الخاصة لمخزينة فقدنظمتبموجب نصوص قانونية‬
‫أسندت االختصاص فييا لمسمطة التشريعية‪.‬‬

‫أوال‪:‬السند القانوني إلختصاص البرلمان في مجال الحسابات الخاصة لمخزينة‬

‫نظـ القانوف رقـ‪ 15/18‬المتضمف قوانيف المالية الجزائري مجاؿ الحسابات الخاصة‬
‫بالخزينة‪،‬ومنح حؽ اإلختصاص فييا لمسمطة التشريعية ‪،‬بحيث ال يجوز فتح الحسابات‬
‫الخاصة لمخزينة أو غمقيا إال بموجب قانوف المالية‪. 1‬‬

‫كما نص قانوف المالية المغربي رقـ‪ 130/13‬عمى اختصاص البرلماف في مجاؿ‬


‫تحدث الحسابات الخصوصة‬ ‫الحسابات الخاصة بموجب المادة‪ 26‬منو عمى انو‬
‫لمخزينة بقانوف المالية‪.‬‬

‫بالنسبة لممشرع التونسي منح ىو األخر حؽ اإلختصاص في مجاؿ الحسابات‬


‫الخاصة لمخزينةلمبرلماف فنص الفصؿ ‪ 30‬مف القانوف األساسي لمميزانية عدد‪15‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪42‬من القانون رقم‪ 15/18‬المتضمن قوانٌن المالٌة الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫لسنة‪ 2019‬عمى أف تعد الحسابات الخاصة في الخزينة وتمغى بمقتضى قانوف المالية‬
‫أو قانوف المالية التكميمي‪.‬‬

‫وعميو ف الحسابات الخاصة لمخزينة تفتح وتقفؿ بموجب قانوف المالية ‪،‬الذي يحتوي عمى‬
‫فصؿ خاص بالحسابات الخاصة لمخزينة تدرج فيو جميع األحكاـ الجديدة منظمة ليذه‬
‫الحسابات بما فييا عمميات فتحيا أو غمقيا ‪،‬ولكف ال يمكف لمبرلماف أف يمارس ىذا‬
‫اإلختصاص إال عف طريؽ قوانيف المالية‪.1‬‬

‫باإلضافة إلى ىذا يتتبع التسيير المالي ومراقبة النفقات العمومية كما ىو الشأف بالنسبة‬
‫لمميزانية العامة ومصالح الدولة المسيرة بصورة مستقمة ‪،‬عرؼ اإلطار القانوني‬
‫لمحسابات المرصدة ألمور خاصة أو ما يعرؼ بحسابات التخصيص الخاص والتي‬
‫تعتبر مف أىـ أنواع الحسابات الخاصة لمخزينة خبلؿ العشرية األخيرة‪ ،‬مجيودا لتحينو‬
‫وتكيفو لمسماح لتمؾ الحسابات بالمساىمة أكثر في تنفيذ توجييات الحكومة اليادفة إلى‬
‫ضماف توزيع أفضؿ لمموارد الذاتية لمميزانية‪ ،‬وكذا ترشيد النفقات المبرمجة في إطار‬
‫ىذه الحسابات ‪ ،‬ىذا التحييف يكوف بالموازنة مع حذؼ الحسابات الخاصة لمخزينة التي‬
‫لـ يعد لوجودىا داع واحداث حسابات ضرورية لتفعيؿ البرنامج الحكومي والبرمج ػػة‬
‫العممية المتعمقػػة بو‪.2‬‬

‫و يجدر التذكير حتى لو كاف اإلختصاص في ىذا المجاؿ ينعقد لمبرلماف وحده فإف‬
‫المبادرة بإنشاء الحسابات وتحديد مضمونيا يكوف لمحكومة ‪ ،‬ويقتصر دور البرلماف في‬
‫النياية عمى الموافقة شبو الكمية عمييا ‪ .‬وتحمؿ ىذه الحسابات تسمية إما حساب‬
‫(‪ )compte‬أو صندوؽ (‪،3)fonds‬فالحسابات الخاصة لمخزينة ىي حسابات مفتوحة‬

‫‪ -1‬بشٌر ٌلس شاوش ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.338‬‬


‫‪ -2‬مشروع قانون المالٌة لسنة ‪ٌ ، 8831‬تعلق بتقرٌر حول الحسابات الخاصة للخزٌنة ‪ ،‬المغرب ‪ 8831،‬ص ‪.4‬‬
‫‪http://www.finances.gov.ma‬‬
‫‪ -3‬بشٌر بلس شاوش ‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.338‬‬

‫‪176‬‬
‫في كتابات الخزينة ‪ ،‬تقيد فييا عمميات اإليرادات وعمميات النفقات لمصالح الدولة ‪،‬‬
‫التي تجرييا تنفيذا ألحكاـ قانوف المالية ولكف خارج الميزانية العامة لمدولة ‪.1‬‬

‫تتضمف الحسابات الخاصة لمخزينة مختمؼ العمميات المالية المترتبة عف خروج‬


‫األمواؿ مف الخزينة العامة أو دخوليا إلييا بصورة غير نيائية ‪ ،‬فيي ال تعتبر إنفاقا أو‬
‫إيرادا بالمعنى الصحيح لمكممة بؿ عبارة عف أمواال تدخؿ لمخزينة ‪ ،‬عمى أف تخرج منيا‬
‫فيما بعد والعكس صحيح ‪،‬وعميو فقد إقتضى المنطؽ العممي بعدـ تدويف ىذه العمميات‬
‫في الميزانية ‪ ،‬عمى أف يفتح ليا في بنود الخزينة حسابات مستقمة تعرؼ بالحسابات‬
‫الخاصة لمخزينة أو الحسابات الخصوصية لمخزينة ‪،‬ويرجع إستعماؿ مصطمح حساب‬
‫بمعنى األمواؿ المجمعة إلى سنة ‪ ، 1960‬حيث كانت تسمى قبؿ ذلؾ بالحسابات‬
‫السرية‪ ،2‬وما يمكف تسجيمو أف تمؾ الحسابات لـ تدرج في بداية األمر في قانوف المالية‪،‬‬
‫نظ ار لكونيا مف بيف الحسابا ت التي تتضمف عمميات مالية مؤقتة ‪ ،‬وبالتالي كاف‬
‫أسموب المقاصة بيف اإليرادات والنفقات ىو المعتمد عميو‪.3‬‬

‫وكما سبقت اإلشارة إليو فإف الحسابات الخاصة لمخزينة ىي حسابات مؤقتة وخارجة‬
‫عف ميزانية الدولة ىذا بالنسبة لمجزائر والمممكة المغربية ‪،‬في حيف األمر يختمؼ‬
‫بالنسبة لتونس فبعدما كانت الحسابات الخاصة خارجة عف ميزانية الدولة أصبحت‬
‫مدرجة ضمنيا وتشكؿ جزءا منيا‪ ،‬والبرلماف يفصؿ في المشاكؿ المتعمقة بيا بالموازاة‬
‫مع توقيؼ عرض ميزانية الدولة بإعتبارىا جزءا ال يتج أز مف الميزانية‪ ،‬حيث تشمميا‬

‫‪ -1‬جمال لعمارة ‪ "،‬عالقة الحسابات الخاصة للخزٌنة بالمٌزانٌة العامة فً الجزائر" ‪ ،‬مجلة العلوم‬
‫اإلقتصادٌةوعلوم التسٌٌر ‪ ،‬عدد ‪ 8881 ، 4‬ص ‪.66‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- David BIROSTE , Les fonds spécieux contribution a l’étudedes marges de Droit ,‬‬
‫‪R.F.F.P, N°80 ,Paris, 2002 p 151-152.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Yahia DENIDENI , La pratique du système Budgétaire de l état en Algérie,O.P.U ,‬‬
‫‪2002,Alger , p 128.‬‬

‫‪177‬‬
‫وثيقة واحدة وفي ىذا تكريس لوح دة الميزانية األمر الذي يدفعنا لمتساؤؿ حوؿ عبلقة‬
‫الحسابات الخصوصية لمميزانية والمبادئ الناظمة لميزانية الدولة ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مجاالت الحسابات الخاصة لمخزينة‬

‫إف المجاالت التي تفتح فييا الحسابات الخاصة لمخزينة واسعة تشمؿ جميع المياديف‬
‫اإلقتصادية واإلجتماعية والثقافية ‪.‬‬

‫‪-‬في المجال اإلقتصادي ‪:‬مف أجؿ النيوض باإلقتصاد الوطني بمختمؼ فروعو أنشأ‬
‫المشرع الجزائري صناديؽ تعددت بتعدد النشاطات التي تولييا الدولة العناية واالىتماـ‬
‫البالغيف ففي سنة ‪ 2000‬أنشأت ‪ 3‬صناديؽ تتمثؿ في الصندوؽ الوطني لمقرض ‪،‬‬
‫والصندوؽ الوطني لمتحكـ في الطاقة وصندوؽ ترقية الصناعية‪.1‬‬

‫وبمقتضى قانوف المالية لسنة ‪ 2001‬أنشأ صندوؽ الشراكة والصندوؽ الخاص لترقية‬
‫الصادرات والصندوؽ الوطني لتنمية الصيد والموارد المائية ‪ ،‬والحساب الخاص‬
‫بممتمكات التنقيب المنجمية والصندوؽ الوطني لتسيير الطرقات‪.2‬‬

‫وبمقتضى قانوف المالية لسنة ‪ 2002‬تـ إحداث كؿ مف صندوؽ دعـ اإلستثمارات ‪،‬‬
‫والحساب الخاص لعمميات تدعيـ اإلستثمارات‪.3‬‬

‫ولـ يختمؼ األمر في تونس فمقد تعددت الحسابات الخصوصية منيا صندوؽ إعادة‬
‫ىيكمة رأس ماؿ المؤسسات العمومية وصندوؽ تدعيـ اإلستثمارات ‪.‬‬

‫‪ -1‬المواد من ‪ 68‬إلى ‪ 68‬من قانون رقم ‪ 33-66‬المؤرخ فً ‪ 3666/38/81‬المتضمن قانون المالٌة لـسنة‬
‫‪،8888‬جرٌدة رسمٌة عدد ‪.68‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 98‬و ‪ 68‬من قانون رقم ‪ 89/8888‬المؤرخ فً ‪ 8888/38/81‬المتضمن قانون المالٌة لـسنة‬
‫‪،8883‬جرٌدة رسمٌة عدد ‪ 08‬والمادة ‪ 18‬و ‪ 361‬من قانون رقم ‪ 38-83‬المؤرخ فً ‪ 8883/81/36‬المتضمن‬
‫القانون التكمٌلً للمالٌة لسنة ‪، 8883‬جرٌدة رسمٌة عدد ‪.10‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 818‬من القانون رقم ‪ 83-83‬المؤرخ فً ‪ 8883/38/88‬المتضمن قانون المالٌة لسنة‪، 8888‬جرٌدة‬
‫رسمٌة عدد ‪.16‬‬

‫‪178‬‬
‫وبالنسبة لمممكة المغربية نجد صندوؽ التنمية الصناعية واإلستثمارات‪ ،‬وصندوؽ‬
‫تضامف مؤسسات التأميف وصندوؽ محاربة الغش الجمركي و صندوؽ األمواؿ المتأتية‬
‫‪2‬‬
‫مف اإليداعات بالخزينة ‪ ، 1‬والصندوؽ الخاص لحصيمة الضرائب المرصدة لمجيات‬

‫ولـ يختمؼ األمر في تونس فمقد تعددت الحسابات الخصوصية منيا صندوؽ إعادة‬
‫ىيكمة رأس ماؿ المؤسسات العمومية وصندوؽ تدعيـ اإلستثمارات ‪.‬‬

‫‪ -‬في المجال الفالحي‪ :‬مف أجؿ النيوض بقطاع الفبلحة الذي عرؼ تأخ ار كبي ار مف‬
‫حيث اإلن تاج الزراعي والحيواني أو مف المساحات القابمة لبلستغبلؿ ‪ ،‬ومف أجؿ تدارؾ‬
‫‪3‬‬
‫وأرفقو بصندوؽ ترقية‬ ‫الوضع تـ إنشاء صندوؽ الوطني لضبط والتنمية الفبلحية "‬
‫الصحة الحيوانية والوقاية النباتية‪ ،4‬وفي سنة ‪ 2002‬تـ إنشاء صندوؽ مكافحة‬
‫التصحر وتنمية االقتصاد الرعوي والسيوؿ‪5‬واستتبعو في ‪ 2003‬بصندوؽ التنمية‬
‫الريفية واستصبلح األراضي عف طريؽ االمتياز‪،6‬كذلؾ األمر بالنسبة لممغرب حيث تـ‬
‫تأسيس صندوؽ التنمية الفبلحية وصندوؽ محاربة الجفاؼ ‪.7‬‬

‫أما بالنسبة لتونس تأسس الصندوؽ الخاص بالتنمية الفبلحية حيث يعتبر المموؿ‬
‫الرئيسي لمقطاع الفبلحي منذ إحداثو سنة ‪، 1986‬و صندوؽ النيوض بقطاع الزيتوف‬
‫‪fosdo‬وصندوؽ الخاص بالتنمية الفبلحية والصيد البحري ‪.8fosda‬‬

‫‪ -1‬مشروع‬
‫قانون المالٌة لسنة ‪ ، 8839‬تقرٌر حول الحسابات الخصوصٌة للخزٌنة ‪ ،‬المغرب ‪ ،‬سنة‪، 8839‬ص ‪383‬‬
‫إلى ‪.http://www.finances.gov.ma.381‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 84‬من ظهٌر شرٌف ‪ 3-31-318‬صادر ‪ 8831/38/36‬المتعلق بقانون المالٌة لسنة ‪، 8839‬جرٌدة‬
‫رسمٌة عدد ‪.9481‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 64‬من قانون المالٌة لسنة ‪ ، 8888‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 61‬من قانون المالٌةلسنة ‪ ، 8888‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ " 0‬قانون المالٌة التكمٌلً لسنة ‪، 8888‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -6‬المادة ‪ 330‬قانون المالٌة لسنة ‪ 8881‬مؤرخ فً ‪، 8881/38/84‬جرٌدة رسمٌة عدد ‪.09‬‬
‫‪ -7‬المادة ‪ 83‬من قانون المالٌة المغربً لسنة ‪ ، 8839‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -8‬مكتوب السٌد الوزٌر المكلف بالعالقات مع مجلس نواب الشعب والناطق الرسمً للحكومة بتارٌخ ‪29‬‬
‫جوان ‪2016‬وزارةالمالٌة ‪ 12‬جوٌلٌة ‪ ،2016‬ص‪.3‬‬

‫‪179‬‬
‫‪-‬في المجال اإلجتماعي‪:‬إستوجب تدخؿ الحكومة لمحد والتخفيؼ مف األوضاع المزرية‬
‫التي كاف يعيشيا المجتمع عف طريؽ إنشاء الصندوؽ الوطني لدعـ وتشغيؿ الشباب‬
‫سنة ‪ ، 2002‬وصندوؽ تعويض ضحايا اإلرىاب وذوي ضحايا األحداث بموجب‬
‫قانوف ‪ 11/02‬المؤرخ في ‪ 2002/12/24‬المتضمف قانوف المالية لسنة ‪ 2003‬في‬
‫مادتو ‪.120‬‬

‫كذلؾ األمر بالنسبة لممممكة المغربية تـ إنشاء صندوؽ النيوض بتشغيؿ‬


‫الشباب‪ ،‬صندوؽ التأىيؿ االجتماعي وذلؾ بموجب المادة ‪ 19‬و ‪ 21‬مف قانوف المالية‬
‫لسنة ‪، 2016‬وصندوؽ دعـ التماسؾ االجتماعي ‪،‬ولـ يختمؼ األمر في تونس حيث‬
‫أنشأت عدة صناديؽ إعتنت بيذا المجاؿ كالصندوؽ الوطني لمضماف االجتماعي‬
‫وصندوؽ التضامف الوطني والحساب الوطني لمتضامف اإلجتماعي‪،‬حساب تمويؿ‬
‫اإلجراءات االستثنائية لئلحالة عمى التقاعد‪.‬‬

‫‪ -‬في المجال الصحي والبيئي‪:‬أنشأ المشرع الجزائري بموجب قانوف المالية لسنة‬
‫‪ 1999‬في مادتو ‪ 81‬صندوؽ االستعجاالت والنشاطات العبلجية الطبية ‪،‬كذلؾ األمر‬
‫بالنسبة لممممكة المغربية فقدتـ إنجاز العديد مف الصناديؽ التي تعنى بالقطاع الصحي‬
‫والبيئي ‪،‬في تونس نجد حسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػاب دعـ الصحة العمومية ‪1‬و صندوؽ جمالية المحيط‬
‫ونظافة المدف بالنسبة لممشرع التونسي في الفصؿ ‪252‬وصندوؽ مقاومة التموث و‬
‫صندوؽ سبلمة البيئة وحماية المحيط‪.‬‬

‫‪-‬في المجال اإلعالمي ‪:‬حظي اإلعبلـ بتشجيعات الدولة مف أجؿ تنميتو فخصصت لو‬
‫منذ‪1988‬في الجزائرحسابيف ىما صندوؽ ترقية الصحافة المكتوبةوالمسموعة والمرئية‪،‬‬

‫‪ -1‬الفصل ‪ 38‬من قانون عدد ‪ 10‬لسنة ‪ 8839‬مؤرخ فً ‪ٌ 8839/38/31‬تعلق بقانون المالٌة لسنة ‪، 8831‬جرٌدة‬
‫رسمٌة عدد ‪ 381‬ص ‪.4380‬‬
‫‪ -2‬قانون عدد ‪ 08‬لسنة ‪ 8881‬مؤرخ فً ‪ٌ 8881/38/86‬تعلق بقانون المالٌة لسنة ‪ 8884‬جرٌدة رسمٌة‬
‫عدد‪.384‬‬

‫‪180‬‬
‫البصرية‪.1‬‬ ‫السمعية‬ ‫لممؤسسات‬ ‫المخصصة‬ ‫الرسوـ‬ ‫تخصيص‬ ‫وحساب‬
‫وبالرجوع إلى المشرع المغربي نجد إستحدث صندوؽ النيوض بالفضاء السمعي‬
‫البصري وباإلعبلنات والنشر العمومي‪،2‬في حيف في تونس نجد صندوؽ تنمية‬
‫المواصبلت وتكنولوجيا المعمومات واإلتصاؿ ‪،3‬وصندوؽ تنمية المواصبلت وتكنولوجيا‬
‫المعمومات واإلتصاؿ‪.‬‬

‫‪ -‬في المجال العمراني والبيئي‪ :‬بما أف المحيط البيئي يعد مف بيف المحاور التي‬
‫تتطمب بدورىا رعاية كافية إلعادة بناء ما تـ اإلعتداء عميو وتخريبو ‪،‬عف طريؽ توفير‬
‫مبالغ مالية ترصد لمراجعة المشكمة ففي سنة ‪ 2001‬أنشاء المشرع الجزائري بموجب‬
‫المادة ‪ 189‬مف القانوف رقـ ‪ 02/01‬الصندوؽ الوطني لمبيئة ومحاربة التموث ‪ ،‬وفي‬
‫سنة ‪2003‬أنشاء الصندوؽ الوطني لحماية الساحؿ والمناطؽ الشاطئية ‪.‬‬

‫كما نص التشريع المغربي عمى إنشاء صندوؽ مكافحة الكوارث الطبيعية‪ ،4‬في حيف تـ‬
‫إ ستحداث صندوؽ جمالية المحيط ونظافة المدف بالنسبة لممشرع التونسي ‪.‬‬

‫فإلى جانب ىذه المجاالت التي يفتح فييا حسابات تخصص ىناؾ مجاالت أخرى‬
‫مثؿ قطاع السكف العقاري فقد حظي ىو األخر بإىتماـ كبير فنجد حساب الصندوؽ‬
‫الوطني لمسكف سنة ‪ 1988‬وذلؾ لمواجية أزمة السكف التي عرفتيا وما زالت تعرفيا‬
‫الجزائر ‪ ،‬وبالنسبة لممغرب نجد صندوؽ التضامف السكني واإلندماج الحضاري الذي‬
‫نصت عميو المادة ‪ 21‬مف قانوف المالية لسنة ‪. 2016‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 369‬قانون المالٌة لسنة ‪ 3600‬المؤرخ فً ‪ 81‬جانفً ‪، 3600‬جرٌدة رسمٌة عدد ‪4‬لسنة‪.3600‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 81‬قانون المالٌة المغربً لسنة ‪ ، 8839‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬الفصل ‪ 31‬من قانون عدد ‪ 10‬المتعلق بقانون المالٌة ‪،‬مرجع سابق‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 83‬من قانون المالٌة المغربً لسنة ‪ ، 8831‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪181‬‬
‫أحيانا يعمد المشرع المالي المغاربي إلى دمج حسابيف في حساب واحد حيث ينجر‬
‫عف ىذه االزدواجية في استخداـ الحسابات صعوبة في إيجاد مصادر خاصة لتمويميا‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬تمييز الحسابات الخاصة لمخزينة عن الميزانية العامة‬

‫دورىاما في تفعيؿ السياسات العمومية خاصة‬


‫تمعب الحسابات الخصوصية لمخزينة ا‬
‫في مجاؿ محاربة البطالة والفقر‪ ،‬وادماج مختمؼ الشرائح المجتمعية في التنمية‬
‫البشرية‪ ،‬ويتـ توقع مدا خيؿ ونفقات الحسابات الخاصة لمخزينة ويؤذف بقبضيا‬
‫وصرفيا بنفس شروط عمميات الميزانية‪،1‬مع إمكانية ترحيؿ ونقؿ الرصد المنجز في‬
‫نياية السنة المالية إلى السنة الموالية ‪،‬وىذا ما سنتناولو في ىذا الفرع بإعتبار‬
‫الحسابات الخاصة كإستثناء لمبادئ الميزانية وذلؾ مف خبلؿ صبلحية البرلماف في‬
‫تحديد مضموف الحسابات الخاصة لمخزينة(أوال)‪ ،‬ونقؿ اإلعتمادات في إطار الحسابات‬
‫الخاصة لمخزينة (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال ‪:‬صالحيات البرلمان في تحديد مضمون الحسابات‬

‫إف اليدؼ مف وجود حسابات خاصة لمخزينة ىو تحديد وتوظيؼ موارد معينة‪ ،‬ترصد‬
‫لمواجية النشاطات التي تولييا الحكومة والسمطة التشريعية إىتماما وعناية بالغة ‪،‬‬
‫والتي تدخؿ في إطار سياستيا اإلقتصادية واإلجتماعية ‪.‬‬

‫فمف ىذا المنطمؽ يفترض أف تدخؿ البرلماف في مجاؿ الحسابات الخاصة بالخزينة ال‬
‫يتوقؼ عند حد النص عمى إنشاء ىذه الحسابات ‪ ،‬بؿ تمتد إلى تحديد وسائؿ تمويميا‬
‫وتحديد اإلتجاىات التي تنفؽ فييا ‪.‬‬

‫ورد في قانوف المالية الجزائري طرؽ تمويؿ الحسابات الخاصة لمخزينة ‪،‬حيث تندرج‬
‫في حسابات التخصص الخاص العمميات الممولة بواسطة موارد خاصة عمى إثر‬

‫‪-3‬جمال لعمارة ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.388‬‬

‫‪182‬‬
‫إصدار حكـ في قانوف المالية ‪،‬ويمكف أف تتـ موارد حساب التخصص الخاص بحصة‬
‫مسجمة في الميزانية العامة لمدولة ضمنالحدود المبينة في قانوف المالية ‪.1‬‬

‫ف حسابات التخصيص الخاص تبيف العمميات الممولة بموجب حكـ في قانوف المالية‬
‫بواسطة المواردالخاصة ‪ ،‬التي تكوف بطبيعتيا ذات عبلقة مباشرة بالنفقات المعنية‬
‫بتخصيص مسجؿ في ميزانبة الدولة في حدود‪%1‬مف مبمغ الموارد المحصمة خبلؿ‬
‫السنة المالية السابقة ‪.2‬‬

‫فاألصؿ أف تموؿ بواسطة موارد خاصة يتولى قانوف المالية وحده تحديدىا وال يمجأ إلى‬
‫إ عتماد الميزانية العامة لمدولة إال بطريقة تكميمية ‪ ،‬وتحت شروط يحددىا قانوف المالية‪،‬‬
‫أما اإل قتراض فيو مستبعد ‪ ،‬كما تزود الحسابات الخاصة لمخزينة وفقا لمقانوف رقـ‬
‫‪ 15/18‬المتعمؽ بقوانيف المالية الجزائري بإعتمادات ماليػ ػ ػ ػة حصرية‪،3‬بإستثناء‬

‫الحسابات التجارية و حسابات المساىـ واإللتزامات و حسابات العمميات النقدية‪.‬‬

‫في حيف أشار المشرع المغربي الى طرؽ تمويؿ الحسابات الخصوصية لمخزينة ‪،‬حيث‬
‫تزود ىذه الحسابات بحصيمة رسوـ أو موارد مخصصة وعند االقتضاء بمبالغ مدفوعة‬
‫مف الميزانية العامة ‪ ،‬كما أف حسابات النفقات مف المخصصات التي تسف عمميات‬
‫متعمقة بصنؼ خاص مف النفقات يتـ تمويمو مف مخصصات الميزانية العامة لمدولة‬
‫فقط ‪،4‬كما إشترط بأف تموؿ الحسابات المرصودة ألمور خصوصية الموارد‪ ،‬المتأتية‬
‫مف الرسوـ أو موارد مخصصة أو ىما معا عمى األقؿ بنسبة ‪% 40‬مف مواردىا‬
‫رقـ‪، 130/13‬أف أرصدة‬ ‫اإلجمالية ‪،‬كما إعتبر بموجب قانوف المالية المغربي‬
‫الحسابات المرصدة ألمور خصوصية وحسابات النفقات مف المخصصات الدائنة ‪.‬‬

‫‪-1‬المادة‪ 19‬من القانون رقم‪31/04‬المتضمن قوانٌن المالٌة‪،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة‪ 18‬من القانون العضوي‪31/30‬المتضمن قوانٌن المالٌة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-‬المادة ‪، 40‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 81‬فقرة أ وه من قانون ‪ ، 318/31‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪183‬‬
‫وتحذؼ الحسابات الخصوصة لمخزينة التي لـ يعد اليدؼ الذي أحدثتيمف أجميا‪،‬ويدرج‬
‫رصيدىا ( مداخيميا ونفقاتيا ) بعمميات ما قبؿ حذفيا في المداخيؿ أو النفقات‬
‫بالميزانية‪،1‬وبالنسبة لتونس بإعتبار أف الحسابات الخاصة لمخزينة أدرجت ضمف‬
‫الميزانية فيي تموؿ مف موارد الميزانية العامة لمدولة ‪،‬واإلستثناء ىو أف تموؿ الحسابات‬
‫الخاصة لمخزينة بالمجوء إلى إعتمادات الميزانية العامة لمدولة‪ ،‬بصفة تكاممية أو‬
‫إحتياطية و بشروط يحددىا قانوف المالية ‪.‬‬

‫ولكف مف الناحية العممية تموؿ معظـ الصناديؽ باألساس عف طريؽ إعتمادات‬


‫الميزانية العامة دوف قيد أو شرط ‪ ،‬عمى إعتبار أف المشرع لـ يضع بعد الحدود التي‬
‫تعيد بيا ‪ ،‬تاركا الحرية لمسمطة التنفيذية في التصرؼ ونقؿ إعتمادات الميزانية العامة‬
‫إلى ىذه الحسابات ‪ ،‬إلى جانب طرؽ تمويؿ حسابات التخصيص األخرى ‪.‬‬

‫لـ ينص التشريع المالي لدوؿ المغرب العربي عميو وذلؾ عف طريؽ حسابات أخرى‬
‫مف نفس الصنؼ بموجب قوانيف المالية المنشئة ليذه الحسابات ‪ ،‬مما يجعؿ ىذه‬
‫الحسابات تموؿ بعضيا البعض ‪،‬نصت المادة ‪ 53‬مف القانوف رقـ ‪ 17/84‬المتضمف‬
‫قوانيف المالية الجزائري صراحة عمى منع القياـ في حسابات التخصص بعمميات‬
‫القروض والتسبيقات واإلقتراض ما لـ ينص القانوف المالية عمى خبلؼ ذلؾ ‪،‬كما حدث‬
‫بالنسبة لمصندوؽ الوطني لمبيئة وازالة التموث لمجو الذي لجاء لئل قتراض‪،2‬فمف الناحية‬
‫القانونية فإ ف إنشاء الحسابات الخاصة لمخزينة وتحديد مضمونيا مف إختصاص‬
‫البرلماف ‪ ،‬ويتـ وفقا لنفس الشروط المطبقة عمى عمميات الميزانية العامة لمدولة ‪،3‬حيث‬
‫تقدـ مشاريع العمميات المبرمجة في إطار الحسابات الخاصة لمخزينة لمجاف البرلمانية‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 80‬من القانون رقم ‪318/31‬المتضمن قانون المالٌة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 306‬من قانون المالٌة لسنة ‪ 3668‬المؤرخ فً ‪ 86‬أبرٌل ‪، 3668‬جرٌدة رسمٌة عدد‪.18‬‬
‫‪ -3‬وقد تطرقت إلى ذلك كل من المادة ‪ 18‬من قانون ‪ 31/04‬الجزائري وقانون ‪ 31/318‬المغربً بموجب المادة‬
‫‪.80‬‬

‫‪184‬‬
‫المعينة رف قة مشاريع ميزانيات القطاعات الو ازرية أو المؤسسات التابعة لي ػا ىذه‬
‫الحس ػ ػابات الخاصة‪.1‬‬

‫أما فيما يتعمؽ بمسألة التصويت فتنص المادة‪77‬مف قانوف المالية الجزائري‬
‫رقـ‪15/18‬المتعمؽ بقوانيف الماليةعمى أف النفقات ميما كانت طبيعتيا بما فييا تمؾ‬
‫المتعمقة بالحسابات الخاصة بالخزينة تكوف محؿ تصويت إجمالي‪.‬‬

‫أما بالنسبة لمتشريع المغربي نصالقانوف التنظيمي لممالية رقـ‪ 130/13‬في مادتو ‪54‬‬
‫عمى أنو‪ " :‬يجرى في شأف تقديرات المداخيؿ تصويت إجمالي فيما يخص الميزانية‬
‫العامة وميزانيات مرافؽ الدولة المسيرة بصورة مستقمة ‪ ،‬في تونس يتـ اإلقتراع عمى‬
‫الحسابات الخاصة لمخزينة عمى جممة المقابيض بالنسبة إلى كؿ حساب ‪.2‬‬

‫نجد كؿ مف المشرع التونسي والجزائري إشترطا ضرورة أف يرفؽ مشروع ضبط الميزانية‬
‫أوغمؽ الميزانية بحصيمة النتائػ ػ ػج المثبتة في تنفيذ الحس ػ ػابات الخاص ػ ػ ػة‬

‫لمخزينة ‪ ،3‬ىذا ما يكرس دور البرلماف في مجاؿ الرقابة البعدية عمى تنفيذ الحسابات‬
‫الخاصة لمخزينة ويكوف ذلؾ بمناسبة مناقشة والتصويت عمى قانوف ضبط الميزانية ‪،‬‬
‫غير أف ىذا اإلجراء واف كاف منصوصا عميو دستوريا بالجزائر بموجب المادة ‪160‬‬
‫مف دستورسنة ‪، 1996‬إال أف الحكومة جمدتو منذ سنة‪ ،1981‬بحيث لـ تعد تعرض‬
‫مشروع قانوف ضبط الميزانية عمى البرلماف الشيء الذي أدى إلى تفويت الفرصة عمى‬
‫البرلماف لمعرفة كيفية سير حسابات التخصيص الخاص ونتائج التنفيذ ‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬نقل اإلعتمادات في إطار الحسابات الخاصة‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 18‬من القانون التنظٌمً للمالٌة ‪ ، 318/31‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 86‬من القانون األساسً للمٌزانٌة لسنة‪ ، 8836‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 19‬من قانون رقم‪ 31/04‬الجزائري ‪،‬والمادة ‪ 41‬من القانون األساسً للمٌزانٌة التونسً‪،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪185‬‬
‫نقؿ اإلعتمادات أو ترحيميا مف ميزانية السنة المنتيية إلى ميزانية السنة المقبمة‬
‫بقصد إ ستعماليا في نفس األوجو التي كانت مخصصة ليا في األساس‪ ،‬ويتـ‬
‫المجوء إلى ىذه التقنية بيدؼ التبسيط ولتفادي عرقمة سير اإلدارة نتيجة التطبيؽ‬
‫الصارـ لمبدأ السنوية ‪،‬الذي يؤدي إلى إلغاء كؿ إعتماد بقي دوف إستعماؿ عند‬
‫إنتياء السنة المالية‪.1‬‬

‫نص القانوف العضوي رقـ ‪ 15/18‬المتعمؽ بقوانيف المالية الجزائري بموجب مادتو‬
‫‪ 46‬عمى أنو ‪" :‬ما لـ ينص قانوف المالية عمى أحكاـ مخالفة‪ ،‬يخضع رصد كؿ‬
‫حساب خاص لمخزينة لمنقؿ بعنواف نفس الحساب إلى السنة المالية الموالية"‪ "،‬يكوف‬
‫الفارؽ المعايف عند نياية السنة المالية بيف اإليرادات والنفقات في حساب‬
‫تخصيص خاص موضوع نقؿ بعنواف نفس الحساب لمسنة الموالية التالية‪،2‬إذ تبيف‬
‫خبلؿ السنة الجارية أف اإليرادات تفوؽ التقييمات ‪،‬فإنو يمكف رفع مبمغ اإلعتمادات‬
‫في حدود ىذا الفائض مف اإليرادات بموجب قرار مف الوزير المكمؼ بالمالية‪،‬ويتـ‬
‫غمق حسابات التخصص الخاص بموجب قانوف المالية ويسجؿ رصده في الميزانية‬
‫العامة لمدولة ما لـ ينص القانوف عمى خبلؼ ذلؾ ‪ ،‬يتبيف بأف المشرع الجزائري‬
‫أقر بنقؿ رصيد أو إعتماد حساب خاص لمحزينة مف السنة الحالية إلى السنة‬
‫الموالية‪ ،‬شريطة أف يكوف بعنواف نفس الحساب ‪.‬‬

‫في حيف نص القانوف التنظيمي لقانوف المالية المغربي رقـ ‪130/13‬بموجب‬


‫المادة‪28‬عمى أنو يمكف ترحيؿ رصيد كؿ حساب خصوصي مف سنة مالية إلى‬
‫أخرى ‪،‬غير أف األرباح والخسائر المثبتة برسـ سنة مالية معينة مف حسابات‬
‫العمميات النقدية تدرج في المداخيؿ والتكاليؼ بالميزانية العامة عمى أبعد تقدير‬

‫‪-1‬عبد الفتاح بلخال‪ ،‬المالٌة العامة والتشرٌع المالً المغربً‪ ،‬ط‪ ،1‬المغرب‪ ،2005 ،‬ص‪.233‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 51‬من القانون العضوي رقم ‪15/18‬المتعلق بقوانٌن المالٌة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫خبلؿ السنة الثانية الموالية لمسنة التي أستخمصت منيا‪،‬كما تدرج المداخيؿ‬
‫بالمي ازنية العامة برسـ حصيمة المساىمات المالية عف المبالغ المقيدة بحسابات‬
‫اإلنخراط في الييئات الدولية وتعتبر دائمة عمى الدواـ أرصدة الحسابات المرصدة‬
‫ألمور خصوصية وحسابات النفقات مف المخصصات‪،‬كما نص القانوف التنظيمي‬
‫‪ 130/13‬عمى أنو تحذؼ الحسابات الخصوصية لمخزينة التي لـ يعد اليدؼ الذي‬
‫أحدثت مف أجمو قائما‪ ،‬ويدرج رصيد ىا واف إقتضى الحاؿ و مداخيميا ونفقاتيا‬
‫المتعمقة بعمميات ما قبؿ حذفيا في المداخيؿ أو النفقات بالميزانية العامة‪.‬‬

‫كما أف الحسابات المرصدة ألمور خصوصية التي لـ تترتب عمييا نفقات طواؿ‬
‫ثبلثة سنوات متتالية‪ ،‬تحذؼ في نياية السنة الثالثة بموجب قانوف المالية الموالي‬
‫ويدرج رصيدىا في المداخيؿ بالميزانية العامة‪،‬وتقدـ مشاريع العمميات المبرمجة في‬
‫إطار الحساباتالمرصدة ألمور خصوصية لمجاف البرلمانية المعنية‪ ،‬رفقة مشاريع‬
‫ميزانية القطاعات الو ازرية أو المؤسسات التابعة لياىذاالحساب‪.1‬‬

‫تحصرنفقات الحسابات الخصوصية لمخزينةفي الجزء الثاني مف الميزانية العامةعف‬


‫كؿ حساب‪ ،2‬وىذا ما يظير بأف اإلعتمادات المتعمقة بالحسابات الخصوصية‬
‫لمخزينة ال تظير في قانوف المالية إال حسب أصناؼ ىذه الحسابات‪ ،‬وىي بالتالي‬
‫ال تقدـ في فصوؿ وال حتى حسب كؿ حساب خاص‪،‬بمتصدر فيكتمة واحدة واف‬
‫كاف أكثرمف حساب خصوصي‪،‬ولجرد حصيمةالحسابات الخصوصية لمخزينة يعد‬
‫تقريرينقسـ الى أربعة أقساـ‪:‬‬

‫‪-1‬المادة ‪30‬من القانون رقم ‪130/13‬المتضمن قانون المالٌة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪-2‬المادة‪،19‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫القسم األول‪ :‬يستعرض تطور الحسابات الخصوصية لمخزينة تماشيا مع المجيود‬
‫المبذوؿ منذ عدة سنوات لترشيد ىذه الحسابات ‪،‬واحداث حسابات جديدة تيدؼ إلى‬
‫انجاز البرامج التي تحظى باألولوية‪.‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬يتطرؽ لمحصيمة المالية والمحاسبية لمحسابات المرصدة ألمور‬


‫خصوصية برسـ السنة المعنية وذلؾ مف خبلؿ تحميؿ الموارد والنفقات المنجزة في‬
‫ىذا اإلطار‪.‬‬

‫القسم الثالث‪ :‬يضـ حصيمة تنفيذ برامج عمؿ الحسابات المرصدة ألمور‬
‫خصوصية حسب مجاؿ تدخميا برسـ السنة المعنية‪.‬‬

‫القسم الرابع‪ :‬يقدـ العمميات المنجزة في إطار حسابات القروض والتسبيقات‬


‫وحسابات اإلنخراط في الييئات الدولية مع تبياف أىمية حجـ التمويؿ الذي يتـ تدبيره في‬
‫ىذا اإلطار‪.1‬‬

‫أما بالنسبة لمتشريع التونسي فقد نص بموجب الفصؿ ‪ 32‬مف القانوف األساسي‬
‫لمميزانية لسنة‪،2019‬عمى أف تنقؿ فواصؿ الحسابات الخاصة مف سنة إلى أخرى ما لـ‬
‫يتقرر ما يخالؼ ذلؾ ضمف قانوف المالية‪،‬وتمغى وجوبا الحسابات الخاصة التي لـ‬
‫تسجؿ نفقات خبلؿ ‪ 3‬سنوات مالية متتالية‪.2‬‬

‫مما سبؽ يتضح أنو ال تخضع العمميات المالية المنصوص عمييا في الحسابات‬
‫الخاصة لمخزينة لمبدأ السنوية ‪ ،‬وذلؾ أف رصد كؿ حساب ينتقؿ مف سنة إلى أخرى ما‬
‫عدا في حالة وجود مقتضيات منافية منصوص عمييا بموجب قانوف المالية‪.‬‬

‫‪ -3‬تقرٌرحاااااول الحسااااااابات الخصوصااااااٌة للخزٌنااااااة لساااااانة ‪ ، 2011‬الهٌئاااااة الوطنٌااااااة لحماٌااااااة المااااااال العااااااام‬
‫المغربً‪،2011،‬ص‪.3‬‬
‫‪-2‬الفصلٌن‪18‬و‪ 13‬من القانون األساسً للمٌزانٌة التونسً لسنة‪،8836‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪188‬‬
‫الباب الثاني‪ :‬حدود اإلختصاص المالي لمبرلمان في دول المغرب العربي‬

‫تعد اإلختصاصات المالية إحدى أىـ األسس التي قامت عمييا المؤسسة الدستورية ‪.‬‬

‫فقانوف المالية كعمؿ تشريعي يتـ إعداده في شكؿ قواعد قانونية ‪ ،‬تقتضي الخضوع‬
‫إلجراءات وتقنيات تشريعية تميزه عف باقي القوانيف التي تصدر عف السمطة التشريعية‬
‫بإ عتبار حؽ ممارسة البرلماف لئلختصاصات المالية ‪ ،‬مف الحقوؽ الرئيسية في الدوؿ‬
‫الديمقراطية ‪.‬‬

‫ورغـ التفوؽ الذي عرفو البرلماف في مجاؿ اإلختصاص المالي ‪ ،‬إال أنو تـ توظيؼ‬
‫ترسانة قانونية لمحد مف دوره ‪ ،‬ولـ تستثنى مجاال مف المجاالت المالية إال و نظمتو و‬
‫جعمتو يسير في إ تجاه السمطة التنفيذية دوف البرلماف في إطار ما سمي بالعقمنة‬
‫البرلمانية أو العقمنة السياسية ‪ ،‬التي ترمي باألساس إلى ضبط و تأطير النشاط‬
‫البرلماني عبر إعادة توزيع الصبلحيات بما فييا الشؽ المالي لصالح الحكومة ‪،‬‬
‫إنطبلقا مف مبرر حماية اإلستقرار السياسي لمحكومة ‪ ،‬مما أعطي ليا صبلحيات‬
‫متميزة في الوظيفة التشريعية وخاصة في مجاؿ قانوف المالية ‪ ،‬مستغمة بذلؾ مجموعة‬
‫مف اآلليات الدستورية والتنظيمية التي جعمتيا بمثابة المشرع الرئيسي في مقابؿ تراجع‬
‫دور البرلماف كمشرع ثانوي‪،‬بإعتبارىا مؤىمة أكثر في تقدير النفقات العامة واإليرادات‪،‬‬
‫لتوفرىا عمى أجيزة مختمفة وامكانيات بشرية وتقنية تمكنيا مف تقديـ تقديراتيا بناءعمى‬
‫د ارسات إ قتصادية ومالية دقيقة ‪ ،‬وىو ما تفتقد إليو المجالس النيابية حيث ال يمكنيا‬
‫ضبط تقديراتيا المالية في وقت ال تتوفر فيو عمى اإلمكانيات التقنية والبشرية‬
‫المتخصصة ‪،‬ىذا مف جية و نجد مف بيف األسباب التي أدت إلى إحتكار الحكومة‬
‫لئلختصاص المالي ‪ ،‬كوف أف المجالس ا لنيابية أثناء صياغة مشروع قانوف المالية‪،‬‬
‫قد يتحكـ فييا البػعد اإلنتخابي وىو ما يعني لجؤىا إلى إرضاء الناخبيف عف طريؽ‬

‫‪189‬‬
‫المبالغة في تقدير النفقات بكيفية تجاوز اإلمكانيات المالية لمدولة ‪ ،‬وىو األمر الذي‬
‫سينعكس سمبا عمى التوازف المالي واإلقتصادي مف جية أخري‪.‬‬

‫فمف الناحية النظرية ‪ ،‬يبدوأف ىذيف السببيف كافييف لتحمؿ الحكومة في الدوؿ المغاربية‬
‫المسؤولية في تحضير مشروع قانوف المالية تحت مبرر توفرىا عمى إمكانية تقنية‬
‫وسياسية تؤىميا ليذا الدور الحيوي ‪ ،‬وىو األمر الذي سينعكس بشكؿ قانوني في‬
‫دساتيرىا ‪.‬‬

‫ىذا التراجع كاف نت يجة لمجموعة مف الحدود القانونية والدستورية التي تحوؿ دوف‬
‫ممارسة البرلماف لميامو ‪ ،‬إلى جانب الحدود الواقعية التي قمصت مف إختصاص‬
‫البرلماف في المجاؿ المالي بإ عتبارىا عقبات تحوؿ دوف تحقيؽ الرقابة الفعالة إف‬
‫الوقوؼ عمى تنوع الحدود وكثرتيا ‪ ،‬والتي تمكننا مف التمييز بيف ما ىو قانوني متعمؽ‬
‫بالدستور والقوانيف التنظيمية ‪ ،‬وما ىو واقعي تفرضو الممارسة الميدانية ‪ ،‬ولـ تتمكف‬
‫المراجعات الدستورية الجديدة في دوؿ المغرب العربي باإلرتقاء بالسمطة المالية لمبرلماف‬
‫في مجاؿ القرار المالي ‪،‬ولـ تتمكف مف خمؽ توازف بيف السمطة التشريعية والسمطة‬
‫التنفيذية‪ ،‬و كرست وضعية خضوع البرلماف لمحكومة مما إستدعى التطرؽ إلى الحدود‬
‫القانونية الواردة عمى اإلختصاص المالي لمبرلماف(الفصؿ األوؿ)‪،‬والحدودالعممية‬
‫لئلختصاص المالي لمبرلماف(الفصؿ الثاني)‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬الحدود القانونية لإلختصاص المالي لمبرلمان‬

‫في إطار ما عرؼ بالعقمنة البرلمانية أعيد تنظيـ صبلحيات في األصؿ كانت حك ار‬
‫عمى السمطة التشريعية‪ ،‬فبرز دور جديد وفعاؿ لمسمطة التنفيذية كشريؾ أساسي في‬
‫إنتاج القوانيف ‪،‬إف لـ نقؿ ىي ال طرؼ المييمف في إنتاجيا كما ىو الحاؿ بالنسبة‬
‫لتشريع قانوف المالية الذي إ نفردت أغمب الحكومات في العالـ بصياغتو قبؿ أف تقوـ‬
‫بعرضو عمى البرلماف ‪ ،‬ليقتصر دور البرلماف عمى عممية المناقشة فقط ‪،‬إنطبلقا مف‬
‫مواعيد دستورية صارمة ‪،‬التي تحد مف سمطة البرلماف في فرض رقابتو عمى النفقات‬
‫العمومية نظ ار لما ينجر عف عدـ احتراـ ىذه المواعيد مف تجريد البرلماف مف سمطتو‬
‫لسمطة تعديؿ المشاريع المقدمة مف‬ ‫عمى ىذه المشاريع‪،‬باإلضافة إلى إفتقار البرلماف‬
‫طرؼ الحكومة إلى درجة تجعؿ دوره في مناقشة النفقات العمومية ضعيفا ‪.‬‬

‫كما أف إعماؿ البرلماف لرقابتو بواسطة قانوف تسوية الميزانية ‪،‬تعتريو العديد مف‬
‫العراقيؿ بسبب التأخر في إيداع مشروع قانوف ضبط الميزانية (المبحث األوؿ) ‪،‬حيث‬
‫أفضت خبلصات التجارب الدستورية السابقة في الدوؿ المغاربية إلى ىيمنة الحكومة‬
‫عمى االختصاص المالي ‪ ،‬واقتصار البرلماف عمى دور التصويت المقيد بحدود‬
‫دستورية سواء في مجاؿ قانوف المالية أو الضرائب أو في مجاؿ الموافقة عمى‬
‫المعاىدات الممزمة لمالية الدولة أو في إطار مخططات التنموية ( المبحث الثاني )‬
‫ولـ تكتفى العقمنة البرلمانية مف الحد مف إختصاص البرلماف في المجاؿ المالي ‪ ،‬بؿ‬
‫إ متدت لتشمؿ تقييد مبادرة أعضائو في المشاركة في القرار المالي أثناء محاولتيـ‬
‫الحصوؿ عمى توضيحات مف الحكومة بإستخداـ آلية السؤاؿ البرلماني أو اإلستجواب‬
‫إلى جانب سيطرة السمطة التنفيذية عمى نتائج التحقيؽ البرلماني ( المبحث الثالث )‬
‫فيبدو مف خبلؿ ىذه التقييدات التي تطاؿ أعضاء البرلماف في مجاؿ المساىمة في‬
‫القرار المالي أثناء مناقشة مشروع قانوف المالية تكاد تكوف مطمقة ‪.‬‬

‫‪191‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬العقمنة السياسية و تأثيرىا عمى القرار المالي‬

‫إف تقيد البرلماف في مجاؿ مناقشة مشروع قانوف المالية يمتد لتشمؿ حتى تقييد مبادرة‬
‫أعضاءه في المشاركة في القرار المالي‪ ،‬مف خبلؿ التعديؿ في النفقات العموميةبتقديـ‬
‫إقتراحات تيدؼ إما إلى الزيادة في الموارد عف طريؽ إقتراح إحداث ضرائب جديدة أو‬
‫إقتراح الزيادة في أسعار الضرائب الموجودة ‪،‬أوالتقدـ بإقتراحات ترمي إلى التخفيض في‬
‫النفقات‪،‬غير أنو عمميا ناد ار ما يتـ تقديـ ىذه المقترحات نظ ار إلنعكاساتيا اإلجتماعية و‬
‫اإلقتصادية‪ (1‬المطمب األوؿ )‪،‬كما أف ممارسة البرلماف إلختصاصو المالي بواسطة قانوف‬
‫ضبط الميزانية ‪ ،‬مف أجؿ التأكد مف التطبيؽ الصحيح لمرخصة البرلمانية في مجاؿ‬
‫النفقات العمومية ‪ ،‬يمزـ الحكومة بتقديـ قانوف ضبط الميزانية مف أجؿ التصويت عميو مف‬
‫طرؼ البرلماف مف أجؿ إعماؿ الرقابة البرلمانية البلحقة عمى صرؼ النفقات العمومية ‪،‬‬
‫يمزـ الحكومة بتقديـ قانوف ضبط الميزانية مف أجؿ التصويت عميو مف طرؼ البرلمػاف مف‬
‫أجؿ إعماؿ الرقابة البرلمانية البلحقة عمى صرؼ النفقات العم ػ ػومية ‪ ،‬غير أنو مف‬
‫النػاحية العممية يقابمو التأخػ ػر الدائػ ػـ والمس ػتمر في تقديمػ ػو‪ ( 2‬المطمب الثاني ) ‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬تقييد دور البرلمان في مناقشتو وتعديل قانون المالية‬

‫عمد المؤسس في الدوؿ المغاربية إلى تقييد اإلختصاص المالي لمبرلماف ‪ ،‬وذلؾ مف‬
‫خبلؿ تحديد أجؿ لممناقشة البرلمانية ووضع إجراءات صارمة في حالة اإلخبلؿ بتمؾ‬
‫اآلجاؿ القانونية ( الفرع األوؿ ) ‪،‬كماعمد كذلؾ إلى وضع قيودا صارمة عمى البرلماف‬
‫تحد مف ممارسة النواب لحؽ إقتراح أو تعديؿ النفقات العمومية الواردة في مشروع‬
‫قانوف المالية سواء بالزيادة في الموارد أو تقديـ إقتراحات ترمي إلى تخفيض في‬
‫النفقات ( الفرع الثاني ) ‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد حسٌن ‪ ،‬تدبٌر المالٌة العمومٌة الرهانات واإلكراهات ‪ ،‬الطبعة األولى ‪،‬دارالقلم‪،‬دمشق‪ ، 8881،‬ص‬
‫‪.389‬‬
‫‪ -2‬جمٌلة جمعاسً ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪192‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬تقييد دور البرلمان في مناقشة قانون المالية‬

‫يمارس البرلماف إختصاصو المالي ‪ ،‬مف خبلؿ حؽ النواب في مناقشة مختمؼ النفقات‬
‫العمومية التي تقترحيا السمطة التنفيذية في إطار مشاريع قوانيف المالية ‪،‬سواء كاف‬
‫مشروع قانوف المالية السنوي ‪ ،‬أو مشروع قانوف المالية التكميمي أو التعديمي ‪ ،‬والتي‬
‫يجب أف تعرض عمى البرلماف مف أجؿ المناقشة ومنح رخصة اإلذف باإلنفاؽ العمومي‬
‫غيرأف ىذا الحؽ يعتبر قيدا يتمثؿ في تحديد أجؿ المناقشة البرلمانية(أوال )‪،‬وفي حالة‬
‫عدـ إحتراـ أمد المناقشة تترتب عميو آثارقانونية ( ثانيا ) ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬تحديد أجل المناقشة البرلمانية(اآلجال القانونية لمرخصة البرلمانية)‬

‫إنطبلقا مف مبدأ إستمرار سير المرافؽ العمومية بشكؿ عادي ومنتظـ ‪،‬وذلؾ بتمويميا‬
‫باإلعتمادات المالية الضرورية لضماف حسف سيرىا بإنتظاـ واضط ارد‪ ،‬عمد المؤسس‬
‫في الدوؿ المغاربية إلى تحديد مدة زمنية لممناقشة البرلمانية تيدؼ إلى منح السمطة‬
‫التنفيذية رخصة باإلنفاؽ العمومي ‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى قانوف ‪ 17-84‬الخاص بقوانيف المالية الجزائري لـ يحدد مدة زمنية لتقديـ‬
‫الرخصة البرلمانية‪ ،‬في حيف عمد إلى تحديدىا بموجب دستور سنة‪ 1996‬والتعديؿ‬
‫الدستوري لسنة ‪2016‬وكذا لسنة‪ ،12020‬كما حرص المشرع المغربي عمى تحديد المدة‬
‫سواء في دستور سنة ‪ 2 1996‬أو دستور سنة ‪ 32011‬وكذا في القانوف التنظيمي رقـ‬
‫‪ 7-98‬لقانوف المالية‪. 4‬‬

‫‪-3‬الماد ‪388‬من دستورسنة ‪3669‬والمادة‪310‬من التعدٌل الدستوري ٌسنة ‪8839‬والمادة‪349‬من التعدٌل الدستوري‬
‫لسنة‪،8888‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -2‬الفصل ‪ 18‬من دستورسنة المملكة المغربٌة لسنة‪ ،3669‬األمانة العامة للحكومة ‪ ،‬المطبعة الرسمٌة‪،‬الرباط ‪،‬‬
‫سنة‪.3669‬‬
‫‪ -3‬الفصل ‪ 11‬من دستورسنةالمملكة المغربٌة لسنة‪ ،8833‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-4‬المادة‪14‬من الظهٌر شرٌف رقم ‪ 3.60.310‬متعلق بتنفٌذ القانون التنظٌمً رقم‪، 81.60‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪193‬‬
‫كما عمد المشرع التونسي ىو اآلخر إلى تحديد مدة لممناقشة بموجب دستورسنة‬
‫‪ 2014‬وكذا بموجب القانوف األساسي لمميزانية ‪.‬‬

‫غير أف تحديد مدة المناقشة واآلثار المترتبة ال يخدـ عممية الرقابة البرلمانية عمى‬
‫النفقات العمومية ‪،‬خاصة وأف أساس الرقابة البرلمانية يكوف مف خبلؿ مناقشة‬
‫اإلعتمادات المالية المطموبة مف طرؼ الحكومة ‪،‬واستفسارىا عف األسباب التي تدعو‬
‫إلى إعتمادات معينة ‪ ،‬وعف تمؾ التي تستمزـ الرفع في إعتمادات قطاع معيف ‪ ،‬وغيرىا‬
‫مف اإلنشغاالت التي تؤدي كميا إلى اإلستعبلـ عف مسار النفقات العمومية ‪ ،‬الواردة‬
‫في مشروع الحكومة ‪.1‬‬

‫غير أنو يجب التنويو إلى أف اإلطالة في المناقشة قد يعرقؿ عمؿ مختمؼ مرافؽ الدولة‬
‫كما أف التحديد يعرقؿ ىو األخر عمؿ البرلماف في بسط رقابتو عمى النفقات العمومية‪.‬‬

‫يعتبر تصويت البرلماف عمى مشروع قانوف المالية بمثابة رخصة باإلنفاؽ العمومي ‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى النصوص الدستورية التي تحدد مدة التصويت عمى مشاريع قوانيف المالية‬
‫نجد ىذه المدة قصيرة وسريعة منذ لحظة إنعقاد البرلماف‪. 2‬‬

‫تقدرىذه المدة في التشريع الجزائري حسب نص المادة ‪ 146‬مف التعديؿ الدستوري لسنة‬
‫‪ ، 2020‬بخمسة وسبعوف يوما ( ‪ ) 75‬موزعة كما يمي ‪:‬‬

‫يصادؽ المجمس الشعبي الوطني عمى مشاريع قوانيف المالية في مدة سبعة و‬
‫أربعيف(‪ ) 47‬يوما مف تاريخ إيداع مشروع قانوف المالية لمتصويت‪،3‬ىذه المدة‬
‫مخصصة لمناقشة كؿ محتويات مشروع قانوف المالية الذي يحتوي عمى النفقات‬
‫العمومية و إثراء كؿ محتوياتو ‪.‬‬

‫‪ -1‬الفصل ‪ 98‬من دستور تونس لسنة‪ ، 8834‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- Marcel PRELOT ,Institutions politiques, 5èmeédition,Dalloz, Paris. 1971. p 839.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 44‬من القانون العضوي رقم ‪ٌ 38 -39‬تعلق بتنظٌم للمجلس الشعبً الوطنً ومجلس األمة‪،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪194‬‬
‫ومنحت لمجمس األمة مدة عشروف ( ‪ ) 20‬يوما لمتصويت عمى مشروع قانوف المالية‬
‫المصوت عميو مف طرؼ المجمس الشعبي الوطني ‪.‬‬

‫كما حددىا المشرع المغربي بموجب دستور سنة‪12011‬والذي أحاؿ إلى القانوف‬
‫التنظيمي لممالية رقـ ‪ 130/13‬في مادتو ‪ 49‬موزعة كما يمي ‪:‬‬

‫يبث مجمس النواب في مشروع قانوف المالية لمسنة في أجؿ ثبلثوف(‪)30‬يوما مف تاريخ‬
‫إيداعو‪،‬يبث مجمس المستشاريف في المشروع في أجؿ إثنيف وعشروف ( ‪ ) 22‬يوما‬
‫الموالية لعرضو ع ميو مف طرؼ مجمس النواب ‪ ،‬كما يقوـ مجمس النواب بدراسة‬
‫التعديبلت المحالة لو مف طرؼ مجمس المستشاريف في أجؿ ستة ( ‪ ) 06‬أياـ ‪.‬‬

‫غير أنو وبالرجوع إلى القانوف التنظيمي رقـ ‪ 7-98‬يؤدع مشروع قانوف المالية لمسنة‬
‫لدى أحد مجمسي البرلماف قبؿ نياية السنة المالية الجارية بسبعوف ( ‪ ) 70‬يوما عمى‬
‫أبعد التقدير‪،2‬فمف خبلؿ ما سبؽ نبلحظ أف إيداع مشروع قانوف المالية إما يودع عمى‬
‫مستوى مجمس النواب ‪،‬أو مجمس المستشاريف عمى حد سواء غير أنالقانوف التنظيمي‬
‫رقـ ‪ 130/13‬نصعمى إلزامية إيداعو عمى مستوى مجمس النواب أوال لمدراسة‪. 3‬‬

‫في حيف حدد المشرع التونسي مدة المناقشة بػخمسة وسبعوف يوما(‪ ،)75‬وذلؾ بموجب‬
‫الفصؿ ‪ 66‬مف الدستور تونس لسنة‪2014‬عمى أف يقدـ مشروع قانوف المالية لممجمس‬
‫في أجؿ أقصاه ‪ 15‬أكتوبرويصادؽ عميو في أجؿ ‪ 10‬ديسمبر وذلؾ في أجؿ ال‬
‫يتعدى ‪ 31‬ديسمبر‪.‬‬

‫‪-1‬الفصل‪11‬من دستور المغرب لسنة‪،8833‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 33‬مف القانوف التنظيمي رقـ ‪،7-98‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-3‬المادة ‪ 49‬من القانون رقم ‪130/13‬المتعلق بقانون المالٌة ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪195‬‬
‫ويصادؽ مجمس نواب الشعب عمى مشروع قانوف المالية التعديمي المعروض عميو في‬
‫أجؿ أقصاه ‪ 15‬يوما بداية مف تاريخ إحالتو مف قبؿ رئيس الحكومة‪.1‬‬

‫وبالرجوع إلى القانوف األساسي لمميزانية رقـ ‪ 42‬لسنة ‪2004‬وفي ظؿ الثنائية البرلمانية‬
‫نجده وزع المدة كما يمي ‪:‬‬

‫ينظر مجمس النواب في مشروع قانوف المالية خبلؿ فترة ال تتجاوز ستة ( ‪) 06‬‬
‫أسابيع مف تاريخ عرضو عميو ‪،‬وينيي مجمس المستشاريف النظر في مشروع قانوف‬
‫المالية المصادؽ عميو مف قبؿ مجمس النواب في أجؿ أقصاه عشرة ( ‪ ) 10‬أياـ مف‬
‫تاريخ إحالتو ‪.‬‬

‫إف تحديد أمد لممناقشة البرلمانية لمشروع قانوف المالية ومنح رخصة باإلذف باإلتفاؽ‬
‫العمومي ال يشكؿ في حد ذاتو عرقمة لعمؿ السمطة التشريعية في إطار إختصاصيا‬
‫المالي ‪ ،‬وانما تقييد المناقشة بمدة زمنية ىو الذي يشكؿ عرقمة عمؿ الرقابة البرلمانية‪،‬‬
‫طالما أف السمطة التنفيذية ىي صاحبة المبادرة بمشاريع قوانيف المالية ‪ ،‬فيي التي‬
‫تحتاج لمرور سنة كاممة تقريبا مف أجؿ تقدير النفقات العمومية ‪ ،‬في حيف أف البرلماف‬
‫تكفيو مدة قصيرة إلعبلف رأيو في المشروع ‪ ،‬وىذا ما دفع البعض إلى وصؼ ىذه‬
‫المدة بالمدة القاسية والشديدة بالنسبة لمبرلماف‪.2‬‬

‫إف اآلجاؿ الممنوحة لمبرلماف لدراسة ومناقشة مشروع قانوف المالية مف الناحية العممية‬
‫غير كافية لفيـ العمميات المالية لمدولة ذات األىمية الوطنية ‪ ،‬عمما أف غالبية النواب‬
‫البرلمانييف يفتقروف إلى التأىيؿ في المسائؿ المالية ‪ ،‬األمر الذي ينجر عنو مناقشة‬
‫مثؿ ىذه القوانيف مناقشة شكمية دوف الخوض والتعمؽ فييا ‪.‬‬

‫‪ -1‬الفصل ‪ 41‬من القانون األساسً للمٌزانٌة لسنة‪ ، 8836‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬جمٌلة جمعاسً ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.11‬‬
‫‪196‬‬
‫ثانيا‪ :‬عدم إحترام آجال المناقشة البرلمانية‬

‫في حالة تجاوز السمطة التشريعية لآلجاؿ القانونية‪ ،‬المقررة لممناقشة لمنح رخصة‬
‫باإلذف باإلنفاؽ العمومي مف خبلؿ التصويت عمى مشاريع قوانيف المالية ‪ ،‬تفقد ىذه‬
‫األخيرة سمطة اإلذف باإلنفاؽ العمومي لتتحوؿ ىذه السمطة إلى السمطة التنفيػذية‬
‫الممثمة في رئيس الجميورية ‪،‬إف اآلثار الناجمة عف عدـ إحتراـ اآلجاؿ الدستورية مف‬
‫طرؼ البرلماف تختمؼ مف تشريع ألخر‪،‬فبالنسبة لمتشريع الجزائري فمصادقة مجمس‬
‫األمة عمى مشروع قانوف المالية مشروط بالمصادقة المسبقة لممجمس الشعبي الوطني‬
‫وفي حالة عدـ المصادقة ألي سبب ضمف اآلجاؿ المحددة يصدر رئيس الجميورية‬
‫مشروع قانوف المالية المقدـ مف طرؼ السمطة التنفيذية‪ ،‬بموجب أمر لو قوة قانوف‬
‫المالية حسب مقتضيات المادة ‪ 146‬مف التعديؿ الدستوري لسنة‪. 2020‬‬

‫في حيف في التشريع المغربي نبلحظ أسبقية عرض مشروع قانوف المالية عمى مجمس‬
‫النواب بعدىا عمى مجمس المستشاريف لمتصويت عمى ما تـ التصويت عميو مف طرؼ‬
‫مجمس النواب ‪ ،‬وفي حالة عدـ المصادقة ألي سبب عمى مشروع قانوف المالية أو لـ‬
‫يصدر األمر بتنفيذه بسبب إحالتو إلى المحكمة الدستورية ‪ ،‬فإف الحكومة تفتح بمرسوـ‬
‫اإلعتمادات البلزمة لسير المرافؽ العمومية‪.1‬‬

‫واألمر ال يختمؼ بالنسبة لمتشريع التونسي ففي حالة عدـ المصادقة عمى مشروع قانوف‬
‫المالية لمسنة في أجؿ أقصاه ‪ 31‬ديسمبر ‪ ،‬يمكف تنفيذ المشروع فيما يتعمؽ بالنفقات‬
‫بأقساط ذات ثبلثة أشير قابمة لمتجديد بمقتضى أمر رئاسي‪،2‬كما نص الفصؿ ‪ 28‬مف‬
‫القانوف األساسي لمميزانية رقـ ‪ 42‬لسنة ‪ 2004‬أنو في حالة عدـ مصادقة مجمس‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 18‬من قانون ‪318/31‬المتضمن قانون المالٌة ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬الفصل ‪ 18‬من القانون األساسً للمٌزانٌة التونسً لسنة‪ ، 8836‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪197‬‬
‫المستشاريف في اآلجاؿ المنصوص عمييا يحيؿ مجمس النواب مشروع قانوف المالية‬
‫الذي صادؽ عميو إلى رئيس الجميورية في أجؿ أقصاه ‪ 31‬ديسمبر لحسمو‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬تقييد سمطة البرلمان في تعديل النفقات العمومية‬

‫بالرغـ مف أف لمبرلماف الوالية العامة عمى األمواؿ العمومية‪،1‬إال أف الواقع قد فرض‬


‫ىيمنة الحكومة عمى المجاؿ المالي ‪ ،‬بحيث ليا وحدىا دوف غيرىا المبادرة باإلقتراح‬
‫في المجاؿ المالي ‪ ،‬نظ ار لمخبرة التي جعمتيا جديرة بمعرفة التقنيات المالية والعمميات‬
‫الحسابية التي تتطمبيا الميزانية العامة لمدولة‪،‬فتولي الحكومة في أغمب األنظمة المالية‬
‫الحديثة مسؤولية تحضير مشروع القانوف المالي عمى حساب المجالس النيابية راجع‬
‫إلى الطابع التقني لمقانوف المالي ‪.‬‬

‫بناء عمى التعديؿ الدستوري الجزائري لسنة ‪2020‬فإنو ال يقبؿ إقتراح أي قانوف‬
‫مضمونو أو نتيجتو تخفيؼ الموارد العمومية أو زيادة النفقات العمومية إال إذا كاف‬
‫مرفقا بتدابير تستيدؼ الزيادة في إيرادات الدولة ‪ ،‬أو توفير مبالغ مالية في فصؿ أخر‬
‫مف النفقات العمومية تساوي عمى األقؿ المبالغ المقترح إنفاقيا ‪.2‬‬

‫ونفس المحتوى نجده في الدستور التونسي عمى أف مقترحات القوانيف ومقترحات‬


‫التعديؿ المقدمة مف قبؿ النواب‪ ،‬ال تكوف مقبولة إذا كاف إقرارىا يخؿ بالتوازنات المالية‬
‫لمدولة التي تـ ضبطيا في قوانيف المالية‪. 3‬‬

‫وكذلؾ في الدستور المغربي لسنة ‪2011‬بموجب الفصؿ ‪ 77‬يمكف لمحكومة أف ترفض‬


‫بعد ب ياف األسباب إلى تخفيض الموارد العمومية أو إلى إحداث تكميؼ عمومي أوالزيادة‬
‫في تكميؼ موجود‪.‬‬

‫‪ -3‬أصدٌق فوزي ‪ ،‬الوافً فً شرح القانون الدستوري الجزائري ‪ ،‬الجزء الثالث ‪ ،‬السلطات الثالث ‪ ،‬ط‪، 3‬‬
‫دٌوان المطبوعات الجامعٌة‪ ،‬الجزائر ‪،8881 ،‬ص ‪.68‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪341‬من التعدٌل الدستوري الجزائري لسنة‪،8888‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-3‬الفصل ‪ 91‬من دستور تونس لسنة‪،8834،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪198‬‬
‫مف خبلؿ إستق ارءنصوص المواد نبلحظ أف كؿ مف المشرع المغربي والتونسي قد فرقا‬
‫بيف اإلقتراحات والتعديبلت التي يدلي بيا النواب ‪ ،‬في حيف أغفؿ المشرع الجزائري‬
‫ذلؾ لينص عمى حالة واحدة وىي اإلقتراح بموجب دستورسنة ‪2016‬ليتدارؾ ذلؾ في‬
‫ظؿ التعديؿ الدستوري لسنة‪.2020‬‬

‫و إذا كاف يقصد مف مصطمح اإلقتراح كؿ إقتراح وكؿ تعديؿ مف طرؼ النواب ‪ ،‬واف‬
‫ظاىر‪ ،‬فاإلقتراح متعمؽ بنص غير موجود أصبل ‪ ،‬أما‬
‫ا‬ ‫كاف الفرؽ بيف المصطمحيف‬
‫التعديؿ فيتعمؽ بإثراء نص موجود مسبقا ومحؿ مناقشتو بتعديبلت النواب‪.‬‬

‫كماتعتبرالتعديبلت البرلمانية في مجاؿ مشروع قانوف المالية واحدة مف أىـ الصبلحيات‬


‫التي تتمتع بيا السمطة التشريعية ‪ ،‬ذلؾ أف التعديؿ في حد ذاتو إجراء جديد يضاؼ‬
‫إلى مشروع قانوف المالية ويمنح البرلماف السمطة في إتخاذ القرار المالي لمالو مف‬
‫أىمية في تطوير أحكاـ القوانيف بصفة عامة والقوانيف المالية بصفة خاصة نظ ار‬
‫لمشاركتو في تحديد حجـ التكاليؼ العمومية المقدمة مف طرؼ نوابو و إف لـ يكف ليـ‬
‫حؽ المبادرة بقوانيف المالية‪.1‬‬

‫لقد ظيرت وبجبلء وسائؿ الحد مف اإلختصاص المالي لمبرلماف ‪ ،‬مف خبلؿ تقييد‬
‫المبادرة البرلمانية في تعديؿ النفقات العمومية الواردة في مشروع قانوف المالية المقدـ‬
‫مف طرؼ السمطة التنفيذية‪ ،‬وقصر دور البرلماف عمى مجرد إقرار النفقات العمومية‬
‫مف حيث المبدأ دوف التدخؿ في تفاصيميا بالتعديؿ بالزيادة والنقصاف‪.2‬‬

‫إف التعديؿ في اإل عتمادات المالية التي بادرت الحكومة بتنظيميا مف طرؼ لجنة‬
‫المالية والميزانية ‪ ،‬تقتضي أخذ رأي السمطة التنفيذية مع التنويو إلى أسبابو في التقرير‬
‫المعد مف طرفيا لتعرضو عمى البرلماف ‪ ،‬فكؿ تعديؿ في حجـ النفقات أو زيادة في‬
‫‪1‬‬
‫‪- Philip ARDANT ,op.cit, p 568.‬‬
‫‪ -2‬عبد العظٌم عبد هللا ‪ ،‬الدور التشرٌعً لرئٌس الدولة فً النظام المختلط ‪ ،‬دار النهضة العربٌة‪،‬القاهرة ‪،8884‬‬
‫ص ‪.40‬‬
‫‪199‬‬
‫اإليرادات عما ىو مقرر في مشروع قانوف المالية ‪ ،‬يجب أف يكوف محؿ موافقة‬
‫حكومية ‪ ،‬فف ي حالة عدـ الموافقة عمى المجنة أف تسعى إلى تقرير اإلنقاص في نفقة‬
‫مف النفقات العمومية األخرى ‪ ،‬كما يمكف لمجنة اإلنقاص في النفقات العمومية ‪ ،‬ولكف‬
‫ال تستطيع بدوف موافقة الحكومة أف تزيد في حجميا ‪ ،‬بدوف إقرار تدبير معيف يقابؿ‬
‫ىذا التعديؿ ‪.1‬‬

‫إف المشرع في دوؿ المغرب العربي مف خبلؿ نص المادة ‪ 147‬مف التعديؿ الدستور‬
‫الجزائري لسنة ‪ 2020‬والفصؿ ‪ 63‬مف الدستور التونسي لسنة‪ 2014‬والفصؿ ‪ 77‬مف‬
‫الدستور المغربي لسنة ‪، 2011‬وضع حد لحرية النواب في المشاركة في سف التشريع‬
‫المالي مف خبلؿ منع أعضاء البرلماف مف الزيادة في حجـ النفقات أو تخفيض الموارد‬
‫العمومية ‪.‬‬

‫كما يعتبر تقييد سمطة البرلماف في تعديؿ النفقات العمومية ‪ ،‬إجراءا تقميديا تبنتو العديد‬
‫مف الدوؿ وذلؾ مف أجؿ غرضيف يتمثبلف فيما يمي‪:2‬‬

‫‪ -‬ىذه القيود مف وجية النظر اإليجابية تضمف استقبللية النواب في أداء مياميـ ‪،‬‬
‫بحيث تمكنيـ بكؿ سيولة مف مقاومة مطالب " جماعات الضغط " ألف النواب ال‬
‫يممكوف اإلمكانية القانونية إلرضائيـ ‪.‬‬

‫‪ -‬التصدي لمخاطر ظاىرة الديماغوجية البرلمانية ‪ ،‬حيث أف المنتخبيف بإمكانيـ أف‬


‫يحاولوا ( خاصة في فترة االنتخابات )تخفيض الضرائب‪،‬ورفع النفقات في إطار تقديـ‬
‫المساعدات المالية مما يؤدي إلى عدـ توازف الميزانية ‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد خالصً ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.314‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- BernardPLAGNET ,op.cit , p 86.‬‬

‫‪200‬‬
‫أوال ‪ :‬منع البرلمان من الزيادة في حجم النفقات العمومية‬

‫إنالتعديؿ الدستور الجزائري لسنة ‪ ،12020‬والدستور المغربي لسنة ‪22011‬و كذا‬


‫دستور تونس لسنة ‪ ،32014‬تبيح تقديمإقتراحات لمتعديؿ بالزيادة في حجـ النفقات‬
‫العمومية لكف وفؽ شروط محددة‪.‬‬

‫مف القراءة األولى لنص المواد سالفة الذكرنبلحظ أف المؤسس الدستوري الجزائري‬
‫إستعمؿ مصطم ح النفقات العمومية ‪،‬بدال مف مصطمح تكميؼ عمومي المستعمؿ مف‬
‫طرؼ المشرع المغربي ‪.‬‬

‫في حيف نجد التشريع التونسي اكتفى باإلشارة إلى رفض أي تعديؿ يخؿ بالتوازنات‬
‫المالية لمدولة‪ ،‬وبالرغـ مف ذلؾ يشترؾ المضموف العاـ لممواد ‪ ،‬بحيث يمنع أي إقتراح‬
‫أو تعديؿ يرمي إلى الزيادة في حجـ النفقات العمومية ‪،‬إال أف المواد أوردت إستثناءات‬
‫عمى ىذا المنع‪ ،‬يتمثؿ في جواز إقتراح مبالغ جديدة لئلنفاؽ إذا إستتبع ذلؾ اإلقتراح‬
‫بإ قتصاد مبالغ مالية في فصؿ أخر مف النفقات العمومية تساوي عمى األقؿ المبالغ‬
‫المقترحة إنفاقيا‪،‬ىذا بالنسبة لممشرع الجزائري ‪.‬‬

‫في حيف إشترط المشرع التونسي في عرض المصاريؼ الجديدة بأف يكوف مصحوبا‬
‫بإقتراح مورد مقابؿ أو اقتصاد مساو ي في بقية المصاريؼ‪،4‬كما نص الفصؿ ‪ 47‬مف‬
‫مشروع قانوف تعديؿ القانوف األساسي لمميزانية التونسي عمى إمكانية إقتراح أو إدراج‬
‫فصوؿ جديدة أوتنقيحات عمى مشروع قانوف المالية لمسنة ‪،‬في حاالت معينة ترمي إلى‬
‫تخفيض مف النفقات أو إلضافة نفقات جديدة ‪،‬شريطة إقتراح مورد إضافي أو‬
‫إقتصادي في النفقات لتغطية نفقات إضافية ‪ ،‬مع إمكانية إدخاؿ تعديبلت عمى توزيع‬

‫‪-1‬المادة‪341‬من التعدٌل الدستوري الجزائري لسنة‪،8888‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪-2‬الفصل‪11‬من دستور المغرب لسنة‪،8833‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪-3‬الفصل ‪91‬من دستور تونس لسنة‪،8834‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -4‬الفصل ‪ 18‬من القانون األساسً للمٌزانٌة التونسً لسنة‪ ، 8836‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪201‬‬
‫اإلعتمادات مف البرامج تكوف مصحوبة بتعديبلت مقابمة ألىداؼ و مؤشرات البرامج‬
‫المعنية بالتعديؿ‪ ،‬عمى أف تػوجو تعديبلت مقترحة مف قبؿ مجمس النواب كتابيا إلى‬
‫الحك ػومة قبػؿ خ ػمسة (‪ ) 5‬أياـ مف تاريخ عرض القانوف عمى الموافقة ‪،‬وال تقبؿ‬
‫الفصوؿ واإلضافات والتعديبلت المخالفة لياتو األحكاـ ‪.‬‬

‫أما بالنسبة لممشرع المغربي فبالرجوع إلى الفصؿ ‪ 51‬مف الدستور المراجع ( دستور‬
‫‪ ) 1996‬كاف في ظ ؿ ىذا الفصؿ لمحكومة أف ترفض كؿ تعديؿ يخؿ بالتوازف المالي‪،‬‬
‫ىذا الفصؿ الذي يسميو البعض ( الفيتو المالي )‪،1‬كما يمكف لمحكومة أف ترفض ىذه‬
‫التعديبلت دوف أف تقدـ بياف لؤلسباب الداعية ليذا الرفض ‪.‬‬

‫لكف في ظؿ الدستور الجديد فإف الحكومة ممزمة ببياف األسباب إثر رفضيا لممقترحات‬
‫والتعديبلت ‪،‬التي يتقدـ بيا أعضاء البرلماف إذ كاف قبوليا يؤدي إلى الزيادة في تكميؼ‬
‫عمومي أو إحداث تكميؼ عمومي بالنسبة لقانوف المالية ‪،‬وذلؾ حسب الفقرة الثانية مف‬
‫الفصؿ ‪ 77‬مف دستور ‪، 2011‬واف كاف ىذا يتناقض مع نص المادة ‪ 40‬مف القانوف‬
‫‪ 98/07‬المتعمؽ بقانوف المالية ‪،‬ليتـ تدارؾ ذلؾ بصدور قانوف ‪ 130/13‬المتعمقة‬
‫بقانوف المالية في مادتو ‪ 56‬التي أعطت تعريؼ لمتكميؼ العمومي عمى أنو يراد بو‬
‫فيما يخص المواد اإلضافية أو التعديبلت المفتوحة برسـ الفصؿ في ميزانية الدولة‪.‬‬

‫كما يمكف داخؿ نفس الفصؿ إدخاؿ مواد إضافية أوتعديبلت مبررة‪ ،‬مصحوبة‬
‫بالتقويمات الضرورية ألىداؼ ومؤشرات البرامج المعنية والتي مف شأنيا الزيادة أو‬
‫التخفيض في اإلعتمادات المتعمقة ببرنامج معيف‪ ،‬وذلؾ في حدود اإلعتمادات المقترحة‬
‫برسـ ىذا الفصؿ‪،‬وترفض التعديبلت المخالؼ ألحكاـ ىذا القانوف التنظيمي ‪ ،‬وفما عدا‬
‫ذلكيجب أف تبرير كؿ مادة إضافية أوكؿ تعديؿ‪.‬‬

‫‪-3‬محمد اوزٌان‪"،‬األثر السلبً للفصل‪ 13‬من الدستو"ر‪،‬مجلة عدالة جوست‪،‬عدد‪،38‬افرٌل ‪،8833‬ص‪.338‬‬

‫‪202‬‬
‫نبلحظ أف نصوص المواد سالفة الذكر لـ ترد المنع المطمؽ ‪ ،‬وذلؾ بإدراجو لمجموعة‬
‫مف الشروط التي تجعؿ مف كؿ إقتراح بزيادة النفقات العمومية مقبوال إذا توفرت فيو‬
‫شروط معينة‪،‬عمى عكس مف المشرع الفرنسي الذي منع كؿ خمؽ أو زيادة في حجـ‬
‫النفقات العمومية بشكؿ صارـ وىذا مف خبلؿ المادة ‪ 40‬مف الدستور الفرنسي‬
‫لسنة‪ 1958‬التي نصت عمى أنو" ال تقبؿ المقترحات والتعديبلت التي يقدميا أعضاء‬
‫البرلماف عندما يؤدي إعتمادىا إما إلى نقص في الموارد العامة ‪،‬أو إنشاء أو زيادة في‬
‫النفقات العمومية"‪. 1‬‬

‫فنبلحظ أف المادة لـ يرد عمييا أي إستثناء أو شرط كما في النص الجزائري و التونسي‬
‫والمغربي الذي ترؾ مجاال إلعماؿ وقبوؿ التعديبلت البرلمانية ‪ ،‬غير أف المشرع‬
‫الفرنسي قد عدؿ مف ىذه السياسة بصدور القانوف العضوي رقـ ‪ 692-2001‬الخاص‬
‫بقوانيف المالية مف خبلؿ مادتو ‪ 47‬التي تسمح بالتعديبلت البرلمانية ‪".‬وفقالممادة ‪34‬‬
‫والمادة ‪ 40‬مف الدستور ومقترحات التعديبلت المطبقة عمى اإلعتمادات‪.‬‬

‫يجب أف تكوف مصحوبة بتطوير الوسائؿ التي تبرر التعديؿ ‪،‬كؿ تعديؿ ال يتوافؽ مع‬
‫أحكاـ القانوف التنظيمي يعتبرغير مقبوؿ"‪،2‬فالنواب بمقتضى ىذه المادة بإمكانيـ أخذ‬
‫المبادرة برفع إعتمادات برنامج معيف شريطة عدـ رفع اإلعتمادات المتعمقة بالميمة‬

‫‪3-« les propositions et amendement formules par les membres du parlement ne sont‬‬
‫‪pas recevables lorsque leur adoption aurait pour conséquences soit une diminution‬‬
‫» ‪des ressources publiques , soit la création ou l’aggravation d’une charge publique .‬‬

‫‪8-« au sens des articles 14 et 48 de la constitution, la charge s’entend, s’agissant des‬‬


‫‪amendements s’appliquant aux crédits, de la mission tout amendement doit être‬‬
‫‪motivé et accompagné des développements des moyens qui le justifient ,les‬‬
‫‪amendement non conformes aux dispositions de la présente loi organique sont‬‬
‫‪irrecevables » .‬‬

‫‪203‬‬
‫والتي تتضمف ذات البرنامج ‪ ،‬وبالتالي بإمكاف البرلماف إنشاء أو إلغاء أو تعديؿ برنامج‬
‫معيف‪.1‬‬

‫ثانيا ‪ :‬نظام عدم قبول التعديالت‬

‫إف نظاـ قبوؿ التعديبلت عمى مشروع قانوف المالية المنظمة بنصوص دستورية ‪ ،‬ال‬
‫تطبؽ إال لمحد مف مبادرات النواب التي ليا عبلقة مباشرة بالتكاليؼ والموارد العمومية‬
‫ل تتسـ بذلؾ نصوص المواد السابقة بعدـ الوضوح ‪ ،‬بحيث تشير إلى أف اإلقتراح غير‬
‫المقبوؿ أو المرفوض ىو اإلقتراح الذي يكوف نتيجتو تخفيض المواد العمومية أو رفع‬
‫التكاليؼ العمومية ‪،‬ليثير مصطمح نتيجة المشار إلييا العديد مف التساؤالت حوؿ‬
‫طبيعة ىذه النتيجة المحققة مباشرة أو غير مباشرة ‪ ،‬حقيقية أـ إفتراضية ‪،‬ذلؾ أف أبسط‬
‫تعديؿ يحمؿ أ بسط نتيجة غير مباشرة عمى النفقات العمومية يقابؿ بالرفض‪ ،‬فقد‬
‫لوحظ أف المبادرات البرلمانية التي تمقي الرفض ىي تمؾ المبادرات المرتبطة بشكؿ‬
‫م باشر بالمالية العمومية ‪ ،‬وعميو فسمطة التعديؿ ال يمكف ممارستيا إال في ظؿ توفر‬
‫شروط معينة ‪ ،‬بحيث يجب أف نقدـ ىذه التعديبلت مف طرؼ المجنة المختصة‬
‫بالمالية‪ ،‬أو تقديميا مف طرؼ أعضاء البرلماف فبالنسبة لمتشريع الجزائري تقدـ مف‬
‫طرؼ عشرة (‪)10‬أعضاء البرلماف ويممؾ سمطة تقدير القبوؿ أو رفضيا مكتب‬
‫المجمس الشعبي الوطني‪.2‬‬

‫في حيف نص الفصؿ ‪ 121‬مف النظاـ الداخمي لمجمس نواب الشعب التونسي ‪،‬عمى‬
‫أف تقدـ مقترحات التعديؿ المتعمقة بمشروع قانوف المالية إلى مكتب المجنة المعنية عمى‬
‫أف تقدـ مف طرؼ خمسة(‪ )05‬أعضاء عمى األقؿ ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Républiques Français ,ministère du budget des cour des publics et de la fonction‬‬
‫‪publique , guide pratique de LOLF,édition octobre , 2008.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 93‬من النظام الداخلً للمجلس الشعبً الوطنً ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪204‬‬
‫كما نص الفصؿ ‪ 83‬مف دستور المغرب لسنة ‪ 2011‬عمى أف ألعضاء مجمس‬
‫البرلماف ولمحكومة حؽ التعديؿ‪ ،‬ولمحكومة بعد إفتتاح المناقشة أف تعارض في بحث‬
‫كؿ تعديؿ لـ يعرض مف قبؿ المجنة التي يعنييا األمر ‪.‬‬

‫ىذا القيد مف شأنو أف يعقمف العمؿ البرلماني ‪ ،‬ويوضح العبلقة بيف البرلماف والحكومة‬
‫وذلؾ بغية تفادي العشوائية وسوء التنظيـ أثناء المناقشة العامة ‪،1‬كما نصت المادة‬
‫‪ 162‬مف النظاـ الداخمي لمجمس النواب المغربي عمى أف يراعي في المقترحات‬
‫والتعديبلت المقدمة مف طرؼ النواب الحفاظ عمى توازنات المالية لمدولة ‪.‬‬

‫ولقد تـ تنظيـ إجراءات عدـ قبوؿ التعديبلت البرلمانية في التشريع الفرنسي بشكؿ‬
‫محكـ عف طريؽ النظاـ الداخمي لغرفي البرلماف ‪ ،‬فعدـ قبوؿ التعديبلت عبارة عف‬
‫سمطة تقديرية لممجمس الوطني الفرنسي‪ ،‬في حيف عدـ قبوؿ االقتراحات يتـ مف طرؼ‬
‫مكتب المجنة المالية أما بالنسبة لمجمس الشيوخ الفرنسي فإف تقدير عدـ قبوؿ‬
‫التعديبلت واإلقتراحات يكوف مف إختصاص لجنة المالية بالمجمس وفي كؿ األحواؿ‬
‫يؤوؿ اإل ختصاص فييا لممجمس الدستوري وذلؾ مف خبلؿ القرار الصادر في ‪20‬‬
‫جانفي ‪ 21961‬بناء عمى إخطار مف طرؼ البرلمانييف ‪.‬‬

‫إف تقدير مدى قابمية مشروع قانوف المالية ألي تعديؿ تأسس بواسطة الحؽ الثابت‬
‫الموجود والمنصوص عميو سابقا بمقتضى النصوص القانونية ‪ ،‬وأحيانا عف طريؽ‬
‫النص محؿ المناقشة ‪ ،‬فالنص الذي يصمح أف يكوف القاعدة المرجعية بالنسبة‬
‫لمفرضية‪،‬أيف نجد المشروع محؿ المناقشة يعتبر في حد ذاتو مكمفا بالنسبة لممالية‬
‫العمومية ‪ ،‬وعميو فكؿ التعديبلت واإلقتراحات البرلمانية التي تجعميا أقؿ كمفة تعتبر‬
‫مقبولة حتى واف كانت بالنسبة لمحؽ الثابت و ترفع مف قيمة األعباء الثابتة أو تخفض‬

‫‪ -1‬عبد النبً أظرٌف ‪ ،‬المالٌة العامة أسس وقواعد تدبٌر المٌزانٌة العامة ومراقبتها ‪ ،‬أخر التعدٌالت التً عرفتها‬
‫المنظومة المالٌة بالمملكة المغربٌة ‪ ،‬ط‪، 1‬دون دار النشر‪ 8838 ،‬ص ‪.66‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- BernardBLAGNET , op.cit , p88.‬‬

‫‪205‬‬
‫مف الموارد العمومية ‪ ،‬وبعبارة أخرى فالنص محؿ المناقشة ‪ ،‬والقانوف الساري يعتبراف‬
‫القاعدة المرجعية األكثر تفضيبل لممبادرة البرلمانية ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬عدم مناقشة كل النفقات العمومية‬

‫تنقسـ النفقات العمومية إلى نفقات ثابتة ونفقات متغيرة ‪ ،‬وتعتبر ىذه األخيرة محور‬
‫المناقشة البرلمانية ألنيا تعكس اإلختيارات السياسية لمسمطة التنفيذية ‪.‬‬

‫وبالرغـ مف نسبيا الضئيمة مقارنة بحجـ النفقات الثابتة إال أنيا تثير صعوبات في‬
‫تقديرىا ألنو ال تتوفر الحكومة عمى أرقاـ مرجعية تستند إلييا‪، 1‬وتختمؼ ىذه النفقات‬
‫مف سنػة إلى أخرى نظػ ار إلرتباطػيا بالمحيط اإلقتصادي العاـ ‪،‬وبمبدأ اإلسػتق اررفي‬
‫‪2‬‬
‫األوضاع المالية ‪.‬‬

‫حيث يتـ العمؿ بالنفقات الثابتة الواردة في ميزانية الدولة لمسنة المالية المنصرمة ‪ ،‬مف‬
‫أجؿ ضماف الحد األدنى والضروري لسير المرافؽ العمومية مما يسمح ليا مواصمة‬
‫نشاطيا ‪ ،‬ألجؿ ىذا تدرج ىذه األعباء كحساب أساسي ‪ ،‬لذا ال تمتزـ الحكومة بتبريرىا‬
‫أماـ البرلماف كؿ سنة كأقساط الديف العمومي مثبل‪ ،‬ونفقات الموظفيف ومعاشات‬
‫التقاعد حيث تعتبر في كثير مف الدوؿ مناقشة ىذه األعباء شكمية نظ ار لطابعيا‬
‫المتكرر والثابت إذ يكفي مجرد المراجعة لسجبلت ودفاتر الديف العمومي ‪ ،‬وجداوؿ‬
‫المستخدميف لضماف إستمرارىا‪.3‬‬

‫واذا كانت النفقات الثابتة تمثؿ الحد األدنى لئلعتمادات المالية التي وافؽ عمييا‬
‫البرلماف في السابؽ والضرورية لسير المرافؽ العمومية ‪،‬فيي بالنسبة لئليرادات مكسبا‬
‫غير قابؿ لمتقميص ىو األخر‪ ،‬فما يعرض لممناقشة أماـ البرلماف ال يشمؿ إال النفقات‬

‫‪ٌ -1‬حً دندنً ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.66‬‬


‫‪ -2‬ابراهٌم بن داود ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ -3‬جمٌلة جمعاسً ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.01‬‬

‫‪206‬‬
‫المتجددة المتغيرة كؿ سنة ‪،‬والتي ال تش كؿ إال نسبة ضئيمة ‪،‬مقارنة مع النفقات الثابتة‪.‬‬
‫في حيف النفقات الثابتة يقوـ البرلماف بالتصويت اإلجمالي فقط عمييا ‪ ،‬أما المتغيرة‬
‫فيي فقط التي تخضع لعممية المناقشة لكؿ عناصرىا وكؿ والتعديبلت التي يدلي بيا‬
‫النواب‪ ، 1‬إف التفرقة بيف النفقات الثابتة والنفقات المتغيرة أو الجديدة ‪ ،‬تحمؿ في طياتيا‬
‫شبو إجبار لمبرلماف التصويت عمى مشروع قانوف المالية المقدـ مف طرؼ الحكومة‬
‫وىو النظاـ المعموؿ بو في كؿ مف التشريع الجزائري والتونسي والمغربي ‪.‬‬

‫تـ العدوؿ عف ىذا النظاـ في التشريع الفرنسي بموجب قانوف ‪ 1‬أوت ‪، 2001‬والذي‬
‫فرض ضرورة مناقشة كؿ اإل عتمادات المالية بما فييا تمؾ التي تدخؿ في إطار النفقات‬
‫الثابتة والتي تكوف مناقشتيا والتصويت عمييا مف طرؼ البرلماف في وقت‬
‫سابؽ‪،‬فمنذسنة‪ 2005‬كؿ اإلعتمادات المالية في فرنسا يتـ مناقشتيا بصفة مفصمة‬
‫بعدىا يتـ التصويت عمييا عف طريؽ كؿ ميمة‪.2‬‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬صعوبات إعمال االختصاص البرلماني بواسطة قانون تسويةالميزانية‬

‫إف مباشرة البرلماف إل ختصاصو المالي بواسطة قانوف تسوية الميزانية يواجو العديد مف‬
‫العراقيؿ ‪ ،‬فبالرغـ مف أف إيداع مشروع قانوف تسوية الميزانية يمر بمجموعة مف‬
‫اإلجراءات المسطرة والمحددة بنص دستوري وقانوف تنظيمي لممالية ‪ ،‬وضرورة تقديـ‬
‫المشروع في أجؿ قانوني محدد قبؿ عرضو عمى الجمسة العامة قصد المناقشة‬
‫والتصويت‪ ،‬إال أف إحتراـ اآلجاؿ يثير العديد مف المصاعب ( الفرع األوؿ )‪ ،‬فمسألة‬
‫التأخير في التصويت عمى قانوف تسوية الميزانية‪،3‬يؤدي إلى إضعاؼ دور البرلماف‬
‫الفعاؿ في مجاؿ الرقابة البلحقة عمى النفقات العمومية ( الفرع الثاني )‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Jean Marie AUBY ,Droit publique ,2èmeédition edition Economica,Paris,1989, p128.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- républiques française , Ministère du Budget , op.cit, p31.‬‬
‫‪-3‬جمٌلة جمعاسً ‪ ،‬مرجع سابق ص‪.01‬‬
‫‪207‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬التأخر في إيداع مشروع قانون تسوية الميزانية‬

‫إف اإليداع المتأخر لمشروع قانوف تسوية الميزانية وعدـ التنصيص عمى قواعد قانونية‬
‫إلستدراؾ اإليداع المتأخر عند التصويت يطرح عدة ثغرات قانونية ‪،‬وىو أمر يؤسس‬
‫لييمنة الحكومة عمى المجاؿ المالي ‪.‬‬

‫فالممارسة العمميةبينت أف إيداع مشروع قانوف تسوية الميزانية في التاريخ المحدد قمما‬
‫يحترـ ‪ ،‬وأف تاريخ األوؿ مف جانفي ىو تاريخ تجاوزتو الحكومة بشكؿ واسع ‪.‬‬

‫كما أف الممارسة المغاربية حياؿ قانوف تسوية الميزانية تتسـ بعدـ اإلنتظاـ الصارـ في‬
‫اإليداع ‪ ،‬خاصة وأنو ال توجد عقوبات زجرية عمى الحكومة بإيداع مشاريعيا في‬
‫اآلجاؿ المحددة ‪ ،‬وبالتالي ال تولي أىمية خاصة لتقديـ قانوف التسوية ‪.‬‬

‫وكمثاؿ عف ذلؾ فإف قانوف ميزانية سنة ‪ 1979‬لـ يتـ التصويت عميو إال في ديسمبر‬
‫مف سنة ‪ ، 11983‬ونفس الشيء بالنسبة لقانوف ضبط الميزانية لسنة ‪1981‬‬
‫تمالتصويت عميو في سنة ‪ " ، 21987‬كما أف قانوف الميزانية لسنة ‪ 1978‬تـ‬
‫التصويت عميو في سنة ‪ 31980‬ىذا بالنسبة لمجزائر‪.‬‬

‫أما في المغرب فقانوف المالية لسنة ‪ 1978‬كاف قانوف التصفية الموافؽ لو في سنة‬
‫‪ ، 1983‬حيث قدرت مدة التأخير ب خمس سنوات ‪،‬كذلؾ قانوف المالية لسنة ‪1990‬‬
‫كاف قانوف التصفية الموافؽ لو سنة ‪ 1997‬بمدة سبع سنوات تأخير ‪ ،‬وقانوف المالية‬
‫لسنة ‪ 1995‬كاف قانوف التصفية الموافؽ لو سنة ‪.42001‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- YahiaDENIDENI ,opcit,p367.‬‬
‫‪ -2‬قانون رقم‪ 88-01‬مؤرخ فً ‪ٌ 88‬ناٌر ‪ٌ 3601‬تضمن ضبط المٌزانٌة للسنة المالٌة ‪ ، 3606‬جرٌدة رسمٌة‬
‫عدد‪ 4‬لسنة ‪.3601‬‬
‫‪ -3‬قانون رقم ‪ 88-08‬المؤرخ فً ‪ 6‬فٌفري ‪ٌ 3608‬تضمن ضبط المٌزانٌة لسنة ‪، 3610‬جرٌدة رسمٌة عدد ‪ 1‬سنة‬
‫‪.3608‬‬
‫‪ -4‬عبد الرفٌع بوداز ‪"،‬السلطات االجبائٌة للبرلمان ‪ ،‬فً ظل هاجس الحفاظ على التوازنات المالٌة" ‪،‬‬
‫ال مجلةالمغربٌة لإلدارة المحلٌة والتنمٌة ‪،‬عدد ‪ 383‬نوفمبر ‪، 8833‬ص ‪.309‬‬

‫‪208‬‬
‫وال يختمؼ عنو األمر في تونس التي تعرؼ ىي األخرى تأخر في إيداع مشروع قانوف‬
‫غمؽ الميزانية فقد تـ في سنة ‪ 2016‬المصادقة عمى غمؽ ميزانية ‪ 2010‬و‪2011‬‬
‫و‪ 2012‬عمى التوالي ‪.‬‬

‫إف تأخر الحكومة في إيداع مشروع قانوف تسوية الميزانية ‪ ،‬ال يعتبر اإلجراء الوحيد‬
‫الذي يمكف أف تتسبب فيو الحكومة و يعرقؿ عمؿ البرلماف ألف الحكومة قد تغفؿ عف‬
‫إيداع مشروع قانوف تسوية الميزانية مما يعمؿ عمى عرقمة أداء البرلماف لميامو‪ ،‬نظ ار‬
‫لمدور اإلعبلمي الذي يقدمو لو لما يشتممو مف توضيحات حوؿ مسار االعتمادات‬
‫المالية التي تـ ترخيصيا بموجب قوانيف المالية ‪.‬‬

‫وبالرغـ مف النصوص الدستورية المتمثمة في نص المادة ‪ 156‬مف التعديؿ الدستوري‬


‫الجزائري لسنة‪2020‬والفصؿ ‪ 76‬مف دستور المغرب لسنة ‪ 2011‬والفصؿ ‪ 66‬مف‬
‫دستور تونس لسنة ‪ ، 2014‬التي تمزـ الحكومة بأف تعرض قانوف تسوية الميزانية عمى‬
‫الييئة التشريع ية لممصادقة عمييا و إبداء مبلحظاتو إال أف ذلؾ في الواقع غير مطبؽ‬
‫بصفة كاممة وىذا ما يؤثر عمى نجاعة الرقابة البرلمانية‪.1‬‬

‫فتأخ الحكومة في تقديـ قانوف تسوية الميزانية مف الناحية العممية يرجع إلى أف قانوف‬
‫المالية ال يحتوي عمى أحكاـ تتعمؽ بميزانية الدولة فقط ‪،‬بؿ يتضمف عدة مواضيع منيا‬
‫تأطير الحسابات الخاصة ‪.‬‬

‫كما يرجع أسباب ىذا التأخير إلى عدـ اىتماـ البرلمانييف بالمناقشة والتصويت عمى‬
‫قانوف تسوية الميزانية ‪ ،‬حيث أف ظاىرة الغيابات أصبحت قاعدة مألوفة‪.‬‬

‫‪ -1‬طاهر جمال الدٌن ‪ ،‬مراقبة تنفٌذ النفقات العمومٌة فً الجزائر ‪ ،‬مذكرة مقدمة لنٌل شهادة ماجستٌر فً العلوم‬
‫االقتصادٌة ‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬سنة ‪ 8888/8883‬ص ‪.303‬‬

‫‪209‬‬
‫كما أف طرح مشروع قانوف تسوية الميزانية عمى مكتب البرلماف مف أجؿ المناقشة‬
‫والتصويت غير مقترف بمدة زمنية محددة لعدـ وجود مادة قانونية تمزميـ بذلؾ‪، 1‬عكس‬
‫قانوف المالية لمسنة ‪،‬وبالتالي ما الجدوى مف التصويت عمى قانوف ضبط الميزانية‬
‫لمسنوات الماضية والتي تكوف الحكومة المعنية بالتنفيذ قد أنيت مياميا وحمت محميا‬
‫حكومة أخرى‪ ،‬لذا كاف ال بد مف تسجيؿ قانوف ضبط الميزانية بالتزامف مع الفترة التي‬
‫تكوف فييا الحكومة المعنية بالتنفيذ ‪،‬حتى تكوف لعقوبة سحب الثقة مف الحكومة حقيقية‬
‫وفعمية فبل يمكننا سحب ثقة مف حكومة عمى أساس إختبلسات مالية لـ تقـ بيا‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬تأثير التأخر عمى عممية الرقابة البعدية لمبرلمان‬

‫إف دور البرلماف ال يتوقؼ عند حد منح الرخصة البرلمانية باإلذف باإلنفاؽ العمومي‬
‫بؿ يمتد إلى التحقؽ مف مدى مطابقة التنفيذ لمرخصة البرلمانية ‪،‬عف طريؽ بسط رقابتو‬
‫عمى تنفيذ النفقات العمومية ‪ ،‬فالسمطة التشريعية ليا صبلحية التأكد في نياية كؿ سنة‬
‫مالية مف مدى التقيد برخصة اإلنفاؽ المصادؽ عمييا مف طرفيا‪ ، 2‬وذلؾ مف خبلؿ‬
‫قانوف تسوية الميزانية الذي يبيف نتائج السنة المالية بكؿ دقة والذي يعتبر الوسيمة‬
‫األساسية لممارسة البرلماف لرقابتو عمى تنفيذ النفقات العمومية ‪.‬‬

‫فتأخر الحكومة في ىذه الحالة عف إيداع مشروع قانوف تسوية الميزانية ال يخالؼ فقط‬
‫القواعد الدستورية التي تقتضي وجوبا بأف السنة المالية تختتـ بالتصويت عمى قانوف‬
‫يتضمف تسوية الميزانية لمسنة المالية المعنية مف طرؼ البرلماف ‪،‬وانما يؤثر بشكؿ‬
‫كبير عمى فعالية النشاط الرقابي داخؿ المؤسسة التشريعية ‪،‬فبدوف وجود مشروع قانوف‬
‫تسوية الميزانية ال يمكف الحديث عف رقابة برلمانية الحقة عف تنفيذ نفقات عمومية‬
‫واردة في قانوف المالية ‪،‬بحيث ال يمكف معرفة مسار اإلعتمادات المالية ونتيجة السنة‬

‫‪-3‬لم تتطرق الدساتٌر قً الدول المغاربٌة المتعاقبة حول اآلجل القانونٌة للمناقشة والتصوٌت على مشروع قانون‬
‫تسوٌة المٌزانٌة‪.‬‬
‫‪-2‬طاهر جمال الدٌن ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.303‬‬

‫‪210‬‬
‫المالية بدوف قانوف تسوية الميزانية ‪،‬بإعتباره أداة ناجعة يستعيف بيا البرلماف في معرفة‬
‫كؿ تقصير أو إىماؿ مف جانب السمطة التنفيذية كما أف مف بيف العراقيؿ التي تحوؿ‬
‫دوف أف يكوف قانوف تسوية الميزانية أداة فعالة في مجاؿ الرقابة البلحقة ‪.‬‬

‫عدـ إىتماـ البرلمانييف بمناقشة مثؿ ىذا القانوف وىذا يبدوا واضحا خاصة بالنسبة‬
‫لمتشريع في الدوؿ المغاربة‪ ،‬الذي لـ يعرؼ الممارسة السنوية لمناقشة مشروع تسوية‬
‫الميزانية فمو أبدى البرلمانيوف رغبتيـ في اإلطبلع عمى نص مشروع قانوف تسوية‬
‫الميزانية لما تأخرت الحكومة عف تقديمو لمدة طويمة ‪،‬كما يمكف إرجاع تأخر تقديـ‬
‫مشروع قانوف تسوية الميزانية‪،‬إلى عدـ وجود عقوبات زجرية تمزـ الحكومة بإبداع‬
‫مشروعيا ليبقي التصويت عمى قانوف تسوية الميزانية مجرد تصويت شكمي فقط‪ ،‬ال‬
‫يستعممونو البرلمانيوف كوسيمة رقابية أساسية مثؿ الرقابة اإلدارية‪ 1‬لتكوف بذلؾ الرقابة‬
‫البرلمانية البلحقة بواسطة قانوف تسوية الميزانية عديمة األثر‪،‬واذا كاف الوضع ىكذا‬
‫بالنسبة لمتشريع المغاربي فإف األمر يختمؼ في التشريع الفرنسي‪ ،‬فقد كانت المناقشات‬
‫البرلمانية في قانوف تسوية الميزانية ال تمس جزء كبير مف محتوياتو وذلؾ في إطار‬
‫أمر ‪، 02/59‬فقد إ عتبر مجرد قانوف ييدؼ بالدرجة األولى إلى تحديد المبالغ النيائية‬
‫لكؿ مف اإليرادات ونفقات الخزينة ‪.‬‬

‫غير أنو في إطار القانوف الجديد المتعمؽ بقوانيف المالية لسنة ‪ ، 2001‬قد غير مف‬
‫مركز قانوف تسوية الميزانية ليحتؿ المكانة األساسية باعتبارىا الوسيمة الرئيسية لتقديـ‬
‫الحسابات لمبرلماف ىذا مف جية‪.‬‬

‫كما أف القانوف الذي يضمف مناقشة مشروع قانوف المالية السنوي أما البرلماف ‪ ،‬بحيث‬
‫ال يمكف مناقشة مشروع قانوف المالية السنوي المقدـ مف طرؼ السمطة التنفيذية إال إذا‬
‫تـ مناقشة مشروع قانوف تسوية الميزانية لمسنة السابقة مف جية أخري‪،‬و ذلؾ طبقا‬

‫‪ -1‬جمٌلة جمعاسً ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.63‬‬


‫‪211‬‬
‫لممادة ‪ 41‬مف قانوف ‪ 12001‬التي تنص عمى أف مشروع قانوف المالية السنوي ال‬
‫يمكف الشروع في مناقشتو مف طرؼ الجمعية الوطنية‪،‬قبؿ تصويتيا مف خبلؿ القراءة‬
‫األولى عمى قانوف ضبط الميزانية المتعمؽ بالسنة السابقة عمى مشروع قانوف المالية ‪:‬‬

‫فقد إشترطت ىذه المادة إلزامية تقديـ قانوف تسوية الميزانية مف طرؼ الحكومة في‬
‫مواعيده القانونية ‪،‬حتى يتمكف البرلماف مف االطبلع عميو والتصويت عميو ‪ ،‬فيي بذلؾ‬
‫تمزـ البرلماف كذلؾ عمى ضرورة التصويت ‪.‬‬

‫وبذلؾ لـ يشر المشرع الفرنسي إلى تقديـ مشروع القانوف وعرضو عمى البرلماف كما‬
‫ىو عميو الحاؿ في التشريع المغاربي ‪،‬بؿ إشترط ضرورة التصويت عميو قبؿ كؿ‬
‫تصويت عمى مشروع قانوف المالية السنوي‪ ،‬وبالتالي إذا أراد البرلماف مباشرة ميامو‬
‫الرقابية عمى النفقات العمومية عف طريؽ التصويت عمى قانوف المالية لمسنة ‪ ،‬عميو‬
‫مباشرة ىذه الميمة بالتصويت عمى قانوف تسوية الميزانية ‪.‬‬

‫إف وجود مثؿ ىذا الشرط في التشريع المغاربي مف شأنو معالجة التأخر عف تقديـ‬
‫مشروع قانوف تسوية الميزانية‪.‬‬

‫دور ىاما في إلزاـ البرلماف عمى التصويت عمى قانوف تسوية الميزانية فور‬
‫كما يمعب ا‬
‫تقديمو لمدراسة لممكتب المختص ‪،‬وعدـ تجاىؿ المسألة مف خبلؿ المماطمة في مناقشة‬
‫مشروع ىذا القانوف وكأنو قانوف ال يحمؿ أي ىدؼ‪ ،‬بالرغـ مف كونو أداة ىامة في‬
‫مجاؿ تفصيؿ اإلختصاص المالي لمبرلماف ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- MichelBOUVIER ,Marie ChristineEXlLASSE etJean pierre LASSALLE , finances‬‬
‫‪publiques ,8ème édition L.G.D.J,.Paris,2006, p466.‬‬

‫‪212‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬حدود سمطة البرلمان في التصديق وفي إطار اإلختصاصات المالية‬
‫األخرى‬

‫كما كاف لتأخر البرلماف عف أداء إختصاصو في مجاؿ التصديؽ والموافقة عمى مشروع‬
‫قانوف المالية في اآلجاؿ القانونية ‪،‬وبطء ىذا الجياز في إيجاد الحموؿ الفعالة والسريعة‬
‫لممشاكؿ القائمة ‪،‬أمر أدى بالسماح لمسمطة التنفيذية والمتمثمة في رئيس الجميورية‬
‫بالتدخؿ‪ ،‬وذلؾ لقدرة ىذه السمطة عمى إيجاد الحموؿ السريعة والفعالة لتجاوز األزمات‬
‫(المطمب األوؿ) ‪ ،‬وال تقتصر ىذه المحدودية عمى مستوي دور البرلماف في التصديؽ‬
‫عمى مشروع قانوف المالية فقط ‪،‬وانما أيضا عمى مستوي المحدودية السياسية‬
‫والدستورية لمسمطة الضريبية لمبرلماف ‪ ،‬وع مى مستوى المحدودية التي تثار بالنسبة‬
‫لمموافقة عمى المخططات التنموية ‪،‬التي تأخذ بدورىا حي از ميما داخؿ النفقات المدرجة‬
‫في الميزانية ‪ ،‬واف كانت ىذه المخططات تندرج بدورىا في إطار القانوف المالي السنوي‬
‫و أيضا في المحدودية التي يمكف أف نممسيا مف خبلؿ دور البرلماف في التصديؽ‬
‫عمى المعاىدات الدولية ذات الصيغة المكمفة لمالية الدولة ‪ ،‬والتي يبرز فييا الدور‬
‫الذي تمارسو السمطة التنفيذية ‪ ،‬وتجعؿ بذلؾ إختصاص البرلماف مقيدا بالتصديؽ فقط‬
‫( المطمب الثاني ) ‪.‬‬

‫المطمباألول‪ :‬حدود سمطة البرلمان في التصويت وفي تفويض اإلختصاص التشريعي‬


‫في المجال المالي‬

‫إف أىمية اآلجاؿ القانونية الممنوحة لمبرلماف لمنح الرخصة البرلمانية باإلذف باإلنفاؽ‬
‫العمومي‪ ،‬مف خبلؿ التصويت عمى مشاريع قوانيف المالية ‪ ،‬تظير جميا مف خبلؿ‬
‫اآلثار الناجمة عف عدـ احتراـ اآلجاؿ مف طرؼ السمطة التشريعية‪ ،‬ففي حالة تجاوز‬
‫المواعيد القانونية المحددة بناءعمى الدستور ‪ ،‬يفقد ىذا األخير سمطة اإلنفاؽ العمومي‬
‫لتحوؿ ىذه السمطة لرئيس الجميورية ( الفرع األوؿ )‪،‬كما أف مبدأ سيادة القانوف في‬
‫‪213‬‬
‫كبير في أغمب‬
‫ا‬ ‫تطور‬
‫ا‬ ‫الشؤوف المالية والقاضي باالختصاص المالي لمبرلمانعرؼ‬
‫األنظمة الدستورية ‪،‬فمقدأوردإستثناءعمى اإلختصاص المالي لمبرلماف‪،‬تمثؿ في تخمي‬
‫السمطة التشريعية عف إختصاصيا األصيؿ في سف القوانيف المالية واناطتو بالسمطة‬
‫التنفيذية في أحواؿ خاصة ولمدة معينة مباشرة مف خبلؿ ق اررات إدارية تنظيمية ليا قوة‬
‫القانوف ‪ (1‬الفرع الثاني ) ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬سمطة رئيس الدولة في التشريع باألوامر في المجال المالي‬

‫إف واقع ممارسة اإلختصاصات المالية‪،‬المسندة لممؤسسة التشريعية بموجب النص‬


‫الدستوري والقوانيف التنظيمية تبرر الدور الذي تقوـ بو ىذه األخيرة في التأشير عمى‬
‫الميزانية ‪ ،‬أو ما يسمى بقانوف المالية لمسنة ‪ ،‬الذي يعتبر في حد ذاتو القانوف األىـ‬
‫خبلؿ الدورة التشريعية لمبرلماف ‪ ،‬إذ أنو يجسد بكؿ ما يتضمنو مف معطيات ‪،‬‬
‫التوجييات اإلقتصادية والمالية لمدولة خبلؿ السنة‪ ، 2‬التي و إف كانت ال تختمؼ كثي ار‬
‫خبلؿ سنوات متوالية ومتقاربة بما تتضمنو مف معطيات ‪،‬يجسد قانوف المالية في‬
‫مضمونيآلية لتوجيو االقتصاد الوطني ‪ ،‬كما أنو أيضا أداة مرنة بيد الحكومة تستعمميا‬
‫لتحقيؽ أغراض متعددة ‪ ،‬وكذا معالجة اإلشكاليات االقتصادية الكبرى كالتضخـ‬
‫واإل نكماش‪ ،‬ولكنو ومع ذلؾ يطرح إشكالية محدودية دور البرلماف الذي يعتبرثانويا في‬
‫الموافقة عمى الميزانية أماـ أغمبية برلمانية موالية لمحكومة‪.‬‬

‫إف مبدأ الفصؿ بيف السمطات الذي نادي بيالكثير مف الفقياء ‪ ،‬والذي يقضي بعدـ‬
‫تدخؿ سمطة في مياـ سمطة أخرى ‪ ،‬ولكف ليس بصورة مطمقة وانما بشكؿ نسبي حيث‬
‫كؿ سمطة توقؼ سمطة أخرى مف أجؿ تحقيؽ التوازف بيف السمطات‪.3‬‬

‫‪ -1‬حمدي عبد الرحمان ‪ ،‬فكرة القانون ‪ ،‬دار الفكر العربً ‪ ،‬مطبعة اإلستقالل ‪ ،‬القاهرة ‪، 3616 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- MichelBOUVIER ,Marie ChristineEXlLASSE etJean pierre LASSALLE ,opcit,466.‬‬
‫‪ -3‬خدوجة خلوفً ‪ "،‬التشرٌع عن طرٌق األوامر فً ظل تعدٌل الدستور الجزائري لسنة ‪ ،" 8839‬المجلةالقانونٌة‬
‫‪،‬عدد ‪ ، 9‬البوٌرة ‪ 8839،‬ص ‪.310‬‬

‫‪214‬‬
‫فمف منطمؽ ىذا المبدأ إعتبر التشريع إختصاصا أصيبل لمبرلماف يوضع حيز التنفيذ‬
‫مف طرؼ السمطة التنفيذية ‪.‬‬

‫غير أنو ومع مرور الوقت شيدت كبل السمطتيف تطو ار‪ ،‬فباإلضافة إلى تدخؿ السمطة‬
‫التنفيذية في مجاؿ إختصاص السمطة التشريع ية ‪ ،‬فقد منح لرئيس الجميورية سمطة‬
‫التشريع عف طريؽ األوامر في حاالت معينة مف بينيا إصدار قانوف المالية بموجب‬
‫أمر في حالة تأخر البرلماف عف التصويت في اآلجاؿ القانونية ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬سبب التشريع بأوامر في المجال المالي‬

‫لقد أتى المؤسس في الدوؿ المغاربية بسبب وحيد ‪ ،‬يمكف بواسطتو أف يشرع رئيس‬
‫الجميورية بأوامر في المجاؿ الما لي ‪ ،‬و ىذا السبب يتمثؿ في عدـ مصادقة البرلماف‬
‫عمى قانوف المالية في اآلجاؿ القانونية ‪،‬حيث حددىا المؤسس الجزائري بخمسة‬
‫وسبعوف ( ‪ ) 75‬يوما " وفي حالة عدـ المصادقة عميو في اآلجاؿ المحددة سابقا‬
‫يصدر رئيس الجميورية مشروع القانوف بأمر " ‪.1‬‬

‫فالمقصود بعبارة " في األجؿ المحددة "سابقا الواردة في المادة السابقة ىي ميمة ‪75‬‬
‫يوما التي تـ تحديدىا لمصادقة البرلماف عمى قانوف المالية والتي تضمنيا الفقرة ‪01‬‬
‫مف المادة ‪ ، 146‬وىي موزعة حسب نص المادة ‪ 44‬مف القانوف العضوي رقـ‬
‫‪ 12/16‬عمى ‪ 47‬يوما ممنوحة لممجمس الشعبي الوطني و ‪ 20‬يوما لمجمس األمة ‪،‬‬
‫و ‪15‬يوما لمجنة المتساوية األعضاء في حالة خبلؼ بيف الغرفتيف ‪ ،‬في حيف نصت‬
‫المادة ‪146‬مف التعديؿ الدستورلسنة‪ 2020‬في فقرتيا الثانية عمى إصدار قانوف‬
‫عضوي الحقا يحدد إجراءات أخرى ‪ ،‬ولذلؾ إذا لـ يصادؽ البرلماف عمى قانوف المالية‬
‫في ىذه المدة يتدخؿ رئيس الجميورية وينتقؿ اإلختصاص التشريعي إليو إلصدار‬
‫مشروعاالحكومةبموجب أمر‪.‬‬

‫‪-1‬المادة ‪146‬الفقرة‪ 01‬من التعدٌل الدستوري لسنة‪ ، 2020‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪215‬‬
‫وبالرغـ مف أف المادة ‪ 142‬كانت صريحة في منح رئيس الجميورية إصدار األوامر‬
‫في حالة غياب البرلماف ‪،‬غير أف البرلماف في ىذه الحالة موجود ورئيس‬
‫الجميوريةيتجاوز عمى إختصاصو‪ ،‬زد عمى ذلؾ فطالما أف قانوف المالية مف القوانيف‬
‫العضوية فيو يستمزـ موافقة األغمبية المطمقة لنواب المجمس الشعبي الوطني و‬
‫ألعضاء مجمس األمة‪ ،1‬غير أف ذلؾ لـ يشكؿ قيدا عمى رئيس الجميورية بسبب‬
‫سيطرتو عمى األغمبية البرلمانية ‪.‬‬

‫إف السبب الرئيسي لمتشريع بأوامرفي قانوف المالية ‪،‬ىو تجاوز الخبلفات البرلمانية بيف‬
‫مختمؼ األحزاب والكتؿ البرلمانية‪،‬حتي ال يقع شمؿ لمدولة ‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى المؤسس التونسي فقد نص في الفصؿ ‪ 66‬فقرة ‪ 08‬عمى " ‪ ...‬وعند‬
‫إنقضاء أجاؿ الرد والطعف بعدـ الدستورية دوف حصوؿ أي منيـ‪ ،‬يختـ رئيس‬
‫الجميورية مشروع قانوف المالية ألجؿ يوميف وفي كؿ األحواؿ يتـ الختـ في أجؿ ال‬
‫يتعدى ‪ 31‬ديسمبر"‪ .‬كما نص الفصؿ ‪ 50‬مف قانوف األساسي لمميزانية لسنة‪2019‬‬
‫عمى أف ‪ " :‬في صورة عدـ المصادقة عمى مشروع قانوف المالية لسنة في أجؿ أقصاه‬
‫‪ 31‬ديسمبر ‪ ،‬يمكف تنفيذ المشروع فيما يتعمؽ بنفقات بأقساط ذات ثبلثة أشير قابمة‬
‫لمتجديد بمقتضى أمر رئاسي وتستخمص الموارد طبقا لمقوانيف الجاري بيا العمؿ ‪ ،‬ويتـ‬
‫إعبلـ مجمس نواب الشعب بذلؾ قبؿ المصادقة عمى مشروع قانوف المالية لمسنة " ‪،‬‬
‫ففي حالة عدـ المصادقة عمى مشروع قانوف المالية خبلؿ اآلجاؿ الدستورية خبلؿ‬
‫أجؿ أقصاه ‪ 15‬أكتوبر ويصادؽ عميو في أجؿ ال يتعدى ‪ 5‬ديسمبر أي لمدة ‪ 75‬يوـ‪.‬‬

‫وبالنسبة لممشرع المغربي فقد نص بموجب الفصؿ ‪ 75‬فقرة ‪ 03‬عمى " إذا لـ يتـ في‬
‫نياية السنة المالية التصويت عمى قانوف المالية أو لـ يصدر األمر بتنفيذه ‪ ،‬بسبب‬
‫إحالتو إلى المحكمة الدستورية تطبيقا لمفصؿ ‪ 132‬مف الدستور فإف الحكومة تفتح‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 343‬من التعدٌل الدستور لسنة‪،8839‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪216‬‬
‫بمرسوـ اإلعتمادات البلزمة لسير المرافؽ العمومية ‪ ،‬والقياـ بالمياـ المنطوة بيا ‪ ،‬عمى‬
‫أساس ما ىو مقترح في الميزانية المعروضة عمى الموافقة ‪.1"...‬‬

‫كما نصت المادة ‪ 50‬مف القانوف التنظيمي لممالية رقـ ‪ 130/13‬أنو في حالة عدـ‬
‫التصويت عمى قانوف المالية لمسنة في اآلجاؿ المحددة دستوريا ‪،‬عمى حؽ الحكومة‬
‫لمنح االعتمادات البلزمة لسير المرافؽ العمومية والقياـ بالمياـ المنوطة بيا عمى‬
‫أساس ما ىو مقترح بالميزانية المعروضة عمى الموافقة ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬خصائص األوامر التشريعية المتخذة في المجال المالي‬

‫تتميز األوامر التشريعية المتخذة في الجانب المالي بمجموعة مف الخصائص تميزىا‬


‫عف غيرىا مف األوامر التي يتخذىا رئيس الدولة وىذه الخصائص كاألتي ‪:‬‬

‫‪-1‬أف سمطة رئيس الدولة في التشريع بأوامر في المجاؿ المالي ىي سمطة مقيدة‬
‫موضوعا وأداة ‪ ،‬فمف الناحية الموضوعية ‪ ،‬فيذه السمطة ال تمس إال مشروع الحكومة‬
‫المتعمؽ بقانوف المالية‪ ،‬أما مف ناحية األداة فالدستور يحدد الصورة التي يفرغ فييا عمؿ‬
‫رئيس الجميورية وىي بموجب أمر ‪.‬‬

‫‪ -2‬ال تمارس ىذه السمطة بمقتضى تفويض تشريعي صادر مف البرلماف أو السمطة‬
‫التشريعية ‪ ،‬إنما يمارسيا رئيس الدولة تطبيقا لنص دستوري صريح ‪ ،‬ومف ثـ ليس ألية‬
‫سمطة منع رئيس الدولة مف ممارسة سمطتو ىذه إذا تحقؽ سبب إتخاذىا‪.‬‬

‫‪-3‬ال تعرض األوامر المتضمنة المشاريع الحكومية المتعمقة بقوانيف المالية عمى‬
‫الموافقة البرلمانية ‪ ،‬ذلؾ أف البرلماف يفقد إختصاصو التشريعي في الموضوع بمرور‬

‫‪ -1‬حمدي عفرون ‪ ،‬إعداد القوانٌن فً النظام القانونً الجزائري ‪ ،‬مذكرة لنٌل شهادة ماجستٌر فً القانون العام ‪،‬‬
‫كلٌة الحقوق جامعةالجزائر‪ ،8881 ،‬ص ‪.313‬‬

‫‪217‬‬
‫المدة القانونية التي يمنحيا ليالدستور لممصادقة عمى قانوف المالية‪،1‬لكف البد مف‬
‫التمييز بيف األومر الذيي تخد في حالة عدـ الموافقة ضمف اآلجاؿ القانونية‪،‬وحالة‬
‫إصداره في إطار قانوف المالية التكميمي الذي يعرض لموافقة البرلماف عند إستئنافو‬
‫لعممو‪.‬‬

‫‪-4‬يجب عمى رئيس الدولة أف يصدر مشروع قانوف المالية كامبل دوف أي نقصاف أو‬
‫زيادة فبل يستطيع إدخاؿ تعديبلت عميو ‪ ،‬وال يأخذ بما أدخمو المكتب المختػص‬

‫(المجمس الشعبي الوطني الجزائري ‪ ،‬مجمس النواب المغربي‪ ،‬مجمس النواب التونسي )‬
‫مف تعديبلت إف بقي النص مراوحا لمكانو لدى الغرفة الثانية بالنسبة لمجزائر والمغرب‪.‬‬

‫‪-5‬إضافة إلى ذلؾ تكوف لؤلوامر قوة قانوف المالية ‪ ،‬وىذا ما قضت بو المادة ‪ 44‬مف‬
‫القانوف العضوي‪12/16‬سالؼ الذكر حيث نصت الفقرة ‪ 5‬عمى أنو ‪ " :‬في حالة عدـ‬
‫المصادقة ألي سبب كاف خبلؿ اآلجاؿ المحددة يصدر رئيس الجميورية مشروع قانوف‬
‫المالية الذي قدمتو الحكومة بأمر لو قوة قانوف المالية "‪.‬‬

‫‪-6‬إف سمطة إصدار مشروع قانوف المالية بموجب أمر يمكف أف يمارسيا مف يتولى‬
‫مياـ رئاسة الدولة ‪ ،‬في حالة شغور منصب رئيس الجميورية ‪ ،‬وىذه الحالة تستشؼ‬
‫مف خبلؿ المادة ‪ 90‬مف دستور ‪ 1996‬الجزائري التي تعتبر إحدى المواد المنظمة‬
‫لحالة شغور منصب رئيس الجميورية حيث نصت فقرتيا الثالثة عمى أنو " ال يمكف‬
‫يوما المنصوص عمييا في المادتيف ‪88‬‬ ‫في فترة الخمسة واألربعيف يوما و ستيف‬
‫و‪،89‬تطبيؽ األحكاـ المنصوص عمييا في الفقرتيف ‪ 7‬و ‪ 8‬مف المادة ‪ 77‬والمواد ‪،79‬‬
‫‪ 136 129 ، 124‬و ‪ 137‬و ‪ 174‬و ‪ 176‬و ‪ 177‬مف الدستور‪.‬‬

‫‪ -1‬بشٌر بن مالك ‪ ،‬اإل ختصاص التنظٌمً للسلطة التنفٌذٌة فً الجزائر على ضوء دستور ‪ 80‬نوفمبر ‪، 3669‬‬
‫رسالة ماجستٌر جامعة جٌال لً الٌابس ‪ ،‬سٌدي بلعباس‪،‬سنة ‪، 3666-3660‬ص ‪.311‬‬

‫‪218‬‬
‫فالمبلحظ أف المادة ‪ 146‬مف التعديؿ الدستوري لسنة ‪202‬تردضمف اإلختصاصات‬
‫التي يستطيع مف يتولى مياـ رئاسة الدولة القياـ بيا ‪،‬ومف ثـ فمو إتخاذ أوامر في‬
‫المجاؿ المالي ‪ ،‬وىذا يرجع لؤلىمية السابؽ ذكرىا لقانوف المالية كونو يشكؿ شرياف‬
‫حياة الدولة ‪،‬كذلؾ ما أشار إليو الفصؿ ‪ 86‬مف دستور تونس ‪ 2014‬عمى أنو يمارس‬
‫القائـ بمياـ رئيس الجميورية خبلؿ الشغور الوقفي أو النيائي المياـ الرئاسية " ‪.‬‬

‫‪-7‬ليس لرئيس الدولة سمطة تقديرية في إصدار مشروع قانوف المالية بموجب أمر‪،‬‬
‫وذلؾ إذا لـ يصادؽ عميو البرلماف في اآلجاؿ القانونية المحددة ‪ ،‬إنما ىو واجب والتزاـ‬
‫دستوري يقع عميو ‪ ،‬وىذا يرجع لخطورة اآلثار التي تنجـ عف عدـ تواجد قانوف المالية‬
‫لمسنة لكوف ذلؾ يؤدي بالضرورة إلى الفوضى أو باألحرى إلى الشمؿ الكمي لمدولة‪.1‬‬

‫ما يجب اإلشارة إليو ىو أف المؤسس في الدوؿ المغاربية‪ ،‬لـ ينص عمى الحؿ في‬
‫حالة عدـ إصدار رئيس الجميورية لمشروع قانوف المالية عند عدـ مصادقة البرلماف‬
‫عميو ضمف اآلجاؿ الدستورية المقررة ‪ ،‬بؿ لـ ينص حتى عمى األجؿ الذي يجب فيو‬
‫عمى رئيس الجميورية إصدار مشروع قانوف الحكومة المتضمف قانوف المالية‬

‫بالنسبة لممشرع الجزائري والمغربي والتونسي ‪،‬ما يمكف مبلحظتو في ىذا اإلجراء ‪ ،‬أف‬
‫رئيس الدولة في حالة منحو رخصة اإلذف باإلنفاؽ العمومي عف طريؽ األمر ‪ ،‬يكوف‬
‫في نفس الوقت محض ار ليذه النفقات بإعتبار رئيس الييئة التنفيذية ‪ ،‬ومشرع ليا بدؿ‬
‫البرلماف الذي تـ تجريده مف ىذه الميمة ‪ ،‬ليقوـ في األخير بتنفيذ األحكاـ والتدابير‬
‫مركز‬
‫ا‬ ‫المنصوص عمييا في ىذا األمر باعتباره ممثبل لمسمطة التنفيذية مما يضفي عميو‬
‫قانونيا مختمفا إتجاه قانوف المالية ‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد هللا بوقفة ‪ ،‬أسالٌب ممارسة السلطة فً النظام السٌاسً الجزائري ‪ ،‬دار هومة ‪ ،‬الجزائر ‪،2002،‬ص ‪.11‬‬

‫‪219‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬التفويض التشريعي في المجال المالي‬

‫األصؿ تنظيـ الشؤوف المالية لمدولة يكوف بمقتضى قانوف تسنو السمطة التشريعية‬
‫المختصة‪ ،‬الممثمة لؤلمةوالمعبرةعف إراداتياإال أنيناؾ إستثناء تمثؿ في تخمي السمطة‬
‫التشريعية عف إختصاصيا األصيؿ‪ ،‬في سف القوانيف المالية واناطتو بالسمطة التنفيذية‬
‫في أحواؿ خاصة ‪،‬ولمدة معينة تباشره مف خبلؿ ق اررات تنظيمية إدارية ليا قوة القانوف‬
‫والتي أصبحت تغزو الميداف المالي بمقتضى تفويض مف جانب البرلماف ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬مفيوم التفويض التشريعي في المجال المالي‬

‫أ‪/‬تعريف التفويض التشريعي‬

‫يقصد بالتفويض التشريعي عامة بأنو تنازؿ السمطة التشريعية عف جانب مف‬
‫إختصاصاتيا التشريعية في موضوعات محددة ‪،‬ولمدة محددة لمسمطة التنفيذية ممثمة‬
‫في رئيس الدولة بموجب قانوف يسمى قانوف التفويض ‪ ،‬لكي تباشرىا‪ 1‬عف طريؽ‬
‫ق اررات ليا قوة القانوف ‪ ،‬مما يترتب عميو بداية أف يكوف شكؿ التفويض كتابة ال شفاىة‬
‫وحموؿ السمطة التنفيذية مح ؿ السمطة التشريعية في مباشرتيا بعض سمطاتيا التشريعية‬
‫في الحدود التي يبينيا قانوف التفويض ‪ ،‬واكتساب ق ارراتيا خصائص وقوة العم ػؿ‬
‫التشريعي ‪.‬‬

‫ب‪/‬تمييز التشريع التفويضي عن غيره من الصالحيات الدستورية‬

‫إف ممارسة الحكومة لصبلحيتيا الدستورية‪ ،‬في تنظيـ المسائؿ المالية بمقتضى ق اررات‬
‫تنظيمية إدارية بدال مف نصوص تشريعية معدة مف صميـ اختصاص السمطة‬
‫التشريعية ‪ ،‬يختمؼ عف غيرىا مف الصبلحيات المقررة لمسمطة التنفيذية بموجب‬

‫‪ -1‬نور الدٌن رداد ‪ ،‬التشرٌع عن طرٌق األوامر و أثره على السلطة التشرٌعٌة فً ظل دستور ‪ ، 3669‬مذكرة‬
‫مقدمة لنٌل شهادة ماجستٌر فً القانون العام ‪ ،‬جامعة اإلخوة منتوري قسنطٌنة ‪،‬سنة ‪، 8889/8881‬ص ‪.89‬‬

‫‪220‬‬
‫الدستور ‪،‬والتي تمارس في ظروؼ عادية و في ظؿ ظروؼ إستثنائية والتي تسمى في‬
‫القانوف بالموائح ‪.‬‬

‫‪/1‬الموائح في الظروف العادية‬

‫وىي نوعاف مف الموائح التنفيذية والموائح المستقمة‪،‬تتمثؿ األولى في الق اررات اإلدارية‬
‫التنظيمية التي تصدرىا السمطة التنفيذية لتنفيذ أحكاـ القوانيف كافة بما فييا قانوف‬
‫المالية لمسنة ‪ ،‬فالقوانيف تقتصر عمى وضع األسس والمبادئ العامة وتباشرالسمطة‬
‫التنفيذية بوضع التفاصيؿ البلزمة لماليا مف خبرة بتفاصيؿ العمؿ اليومي‪،‬في حيف‬
‫الموائح المستقمةىي ق اررات إدارية تنظيمية تتضمف أحكاما جديدة لـ تتضمف في القانوف‬

‫‪/2‬الموائح في الظروف اإلستثنائية‬

‫وىي لوائح تصدر مف طرؼ السمطة التنفيذية في الحاالت اإلستثنائية ‪،‬بناءعمى نص‬
‫صريح في الدستور عمى عكس الموائح في الظروؼ العادية نظ ار لمخطرالذي ييدد‬
‫الدولة ومؤسساتيا الدستورية‪،1‬و لقدرتيا عمى تعديؿ أو إلغاء القوانيف المشرعة في‬
‫البرلماف‪ ،‬وىي بدورىا لوائح ضرورية والتي تشترط توفر ظرؼ قاىر إستثنائي في‬
‫غياب البرلماف ‪.‬‬

‫‪/3‬الموائح التفويضية‬

‫والتي تصدر مف طرؼ السمطة التنفيذية بناء عمى تفويض مف طرؼ البرلماف لتنظيـ‬
‫المسائؿ التي ال يتناوليا التشريع بالتنظيـ ‪ ،‬فإصدار مثؿ ىذه الموائح يكوف بالتزامف مع‬
‫وجود البرلماف واستم ارره بمزاولة عممو المقدر بموجب الدستور إف الق اررات اإلدارية‬
‫التنظيمية الصادرة مف طرؼ السمطة التنفيذية ‪،‬في الشؤوف المالية بناءعمى تفويض مف‬

‫‪-3‬أحمد بركات ‪،‬اإل ختصاصات التشرٌعٌة لرئٌس الجمهورٌة فً النظام الدستوري الجزائري‪،‬مذكرة تخرج لنٌل‬
‫شهادة ماجستٌر فً القانون العام‪،‬جامعة أبو بكر بلقا ٌد‪،‬سنة‪،8880/8881‬ص‪.14‬‬

‫‪221‬‬
‫السمطة التشريعية تعد مف اإلختصاصات اإلستثنائية التي تمارسيا السمطة التنفيذية‬
‫بناء عمى نص صريح في الدستور يحدد حاالتيا واجراءات ممارستيا ‪.‬‬

‫ج‪/‬األساس الدستوري لمتفويض التشريعي أو لقانون اإلذن‬

‫تنص المادة ‪ 58‬مف دستور ‪ 1963‬الجزائري عمى أنو ‪ " :‬يجوز لرئيس الجميورية أف‬
‫يطمب مف المجمس الوطني التفويض لو لمدة محدودة حؽ اتخاذ تدابير ذات صيغة‬
‫تشريعية عف طريؽ أوامر تشريعية تتخذ في نطاؽ مجمس الوزراء وتعرض عمى‬
‫مصادقة المجمس في أجؿ ثبلثة شيور " ‪ ،‬ولقد إستمر العمؿ بالتفويض التشريعي حتى‬
‫دستور ‪ 1976‬دوف تفويض مف البرلماف ‪،‬ليتـ إغفالو في دستور سنة ‪ 1989‬بسبب‬
‫تبني مبدأ الفصؿ بيف السمطات و إسناد ميمة التشريع لممجمس الشعبي الوطني بصفة‬
‫إنفرادية‪ ،1‬أسترجع في ظؿ دستور سنة ‪ 1996‬والتعديؿ الدستوريمسنة‪2016‬و المادة‬
‫‪ 142‬مف التعديؿ الدستور لسنة ‪ ، 2016‬حيث يمارسيا رئيس الجميورية مناصفة مع‬
‫البرلماف في حالة شغور المجمس الشعبي الوطني ‪ ،‬أو بيف دورتي البرلماف‪،‬أو في‬
‫الحالة اإلستثنائية باإلضافة إلى ما تنص عميو المادة ‪ 146‬مف دستور‪ 2020‬والتي‬
‫تتعمؽ بحؽ رئيس الجميورية في إصدار قانوف المالية بأمر‪ ،‬في حالة عدـ المصادقة‬
‫عميو في أجؿ ‪ 75‬يوما‪،‬إف إجراء مقارنة بيف المادة ‪ 142‬مف التعديؿ الدستورلسنة‬
‫‪2020‬و المادة ‪ 38‬مف الدستور الفرنسي لعاـ ‪ 1958‬بإعتبارىا المصدر الذي أخذ‬
‫عنو المشرع الدستوري الجزائري تقنية األوامر يتضح مايمي‪:‬‬

‫‪-‬إف األوامر التي نصت عمييا المادة ‪ 142‬مف التعديؿ الدستوري لسنة‪، 2020‬تختمؼ‬
‫عف األوامر التي تطرؽ ليا الدستور الفرنسي لعاـ ‪ 1958‬بؿ أنيا أوامر تكوف ظاىرة‬
‫خاصة يتميز بيا النظاـ الدستوري الجزائري ‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 68‬من المرسوم الرئاسٌرقم‪30/06‬مؤرخ فً‪80‬فٌفري‪ٌ 3606‬تعلق بنشر نص التعدٌل الدستوري‬


‫الموافق علٌه بإستفتاء‪81‬فٌفري‪،3606‬جرٌدة رسمٌة عدد‪6‬بتارٌخ‪3‬مارس‪.3606‬‬

‫‪222‬‬
‫‪ -‬كما أف رئيس الجميورية في ظؿ أحكاـ ىذه المادة غير مفوض في إختصاصو‬
‫التشريعي وانما يمارسو بوصفو إختصاصا أصيبل ممنوحا لو بشكؿ دائـ ‪،‬ال يستحؽ فيو‬
‫أي تفويض إلصدار األوامر باعتبارىا أوامر أولية وأصيمة يستخدميا بصفة صريحة‬
‫ودستورية ‪،‬فيي حؽ شخصي لو ال يجوز تفويضو ‪.‬‬

‫لنخمص إلى أف سمطة رئيس الجميورية الجزائري في التشريع عف طريؽ األوامر ىي‬
‫سمطة أصمية يستمدىا مف الدستور مباشرة بدوف تفويض مف السمطة التشريعية يمارسيا‬
‫بكؿ حرية و بدوف قيد إال القيد الشكمي المتمثؿ في الموافقة عمى األوامر مف قبؿ‬
‫البرلماف واتخاذ األوامر في مجمس الوزراء ‪،‬وأخذ رأي مجمس الدولة وتعرض عاى‬
‫المحكمة الدستورية‪ ،‬فضبل عف ذلؾ فالدستور خوؿ لمجيتيف البرلماف ورئيس الجميورية‬
‫إختصاص التشريع ‪،‬فالتفويض كقاعدة عامة يكوف مف صاحب اإلختصاص ‪ ،‬أما أف‬
‫يكوف اإلختصاص مسموح بو لمجيتيف ‪ ،‬فإنو يصعب القوؿ معو بأف ىذه الجية أو تمؾ‬
‫مفوضة فيو‪.1‬‬

‫بالنسبة لممممكة المغربية يمارس البرلماف السمطة التشريعية ‪ ،‬يصوت البرلماف عمى‬
‫القوانيف ‪ ،‬ويراقب عمؿ الحكومة ويقيـ السياسات العمومية لمقانوف أف يأذف لمحكومة‬
‫أف تتخذ في ظرؼ معيف مف الزمف محدود ‪ ،‬ولغاية معينة ‪ ،‬بمقتضى مراسيـ تدابير‬
‫يختص القانوف عادة بإتخاذىا ‪ ،‬ويجري العمؿ بيذه المراسيـ بمجرد نشرىا ‪ ،‬غير أنو‬
‫يجب عرضيا عمى البرلماف بقصد المصادقة ‪،‬عند إنتياءاألجؿ الذي حدده قانوف اإلذف‬
‫بإصدارىا ويبطؿ قانوف اإلذف إذا ما وقع حؿ مجمسي البرلماف أواحدىما‪.‬‬

‫كما يمارس البرلماف السمطة التشريعية ‪ ،‬كما يصوت عمى القانوف ويمارس حؽ مراقبة‬
‫الحكومة و إقامة السياسات العمومية‪. 2‬‬

‫‪ -1‬نور الدٌن رداد‪ ،‬التشرٌع عن طرٌق األوامر و أثره على السلطة التشرٌعٌة فً ظل دستور ‪ ، 3669‬مرجع‬
‫سابق ‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪-2‬الفصل‪18‬من دستور المغرب لسنة‪،8833‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪223‬‬
‫وعمى غرار باقي دساتير المممكة لسنوات ( ‪،1992 ،1972 ، 1970 ، 1962‬‬
‫‪ ) 1996‬نصت جميعيا عمى حؽ البرلماف في أف يفوض لمحكومة بالتشريع في‬
‫المجاالت التي تدخؿ في نطاؽ القانوف ‪ ،‬ليكوف لمحكومة إمكانية التشريع في المجاالت‬
‫التي تدخؿ أصبل في مياديف محجوزة لمقانوف بمقتضي الدستور‪ ،‬وذلؾ بعد الحصوؿ‬
‫عمى تفويض صريح مف صاحب اإلختصاص األصيؿ ‪.‬‬

‫فالتفويض التشريعي يتـ بمقتضى قانوف اإلذف ‪ ،‬يأتي لمعالجة أمور ىامة ‪ ،‬تفرضيا‬
‫الضرورة ‪ ،‬وتكوف الحكومة األنسب لمعالجتيا و لدراستيا الكافية بمختمؼ المعطيات‬
‫واألدوات التقنية التي تساعدىا عمى القياـ بمياميا ‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى دستور تونس لسنة ‪11959‬يمكف لمجمس النواب ومجمس المستشاريف أف‬
‫يفوض لمدة محددة ولغرض معيف إلى رئيس الجميورية اتخاذ مراسيـ يعرضيا حسب‬
‫الحالة عمى المصادقة عمى مجمس النواب أو المجمسيف وذلؾ عند انقضاء المدة‬
‫المذكورة ‪،‬ولقد إ ستمر العمؿ بالتشريع التفويضي في ظؿ دستور تونس لسنة ‪2014‬‬
‫في فصمو السبعوف الذي نص ‪ " :‬في حالة حؿ مجمس نواب الشعب ‪ ،‬يمكف لرئيس‬
‫الجميورية إصدار مراسيـ بالتوافؽ مع الحكومة تعرض عمى مصادقة المجمس في‬
‫الدورة العادية التالية‪ ،‬يمكف لمجمس نواب الشعب بثبلثة أخماس أعضائو أف يفوض‬
‫بقانوف لمدة محددة ال تتجاوز الشيريف و لغرض معيف إلى رئيس الحكومة إصدار‬
‫مراسيـ تدخؿ في مجاؿ القانوف تعرض حاؿ انقضاء المدة المذكورة عمى مصادقة‬
‫المجمس "‪.‬‬

‫فنبلحظ أف الفقرة الثانية نصت عمى التفويض مف طرؼ البرلماف لمحكومة في إصدار‬
‫مراسيـ ‪ ،‬واف اختمؼ عف دستورسنة ‪ 1959‬الذي أعطى التفويض لرئيس الجميورية‬
‫في حيف في دستورسنة ‪ 2014‬أعطى حؽ التفويض لرئيس الحكومة ‪ ،‬بناءعمى موافقة‬

‫‪-1‬الفصل‪80‬من دستور تونس لسنة‪ ،3616‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪224‬‬
‫‪ 5/3‬مف أعضائو لمدة شيريف يعرض خبلليا لرئيس الحكومة المرسوـ الذي أصدره‬
‫لممصادقة عميو مف طرؼ المجمس ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الشروط والضوابط القانونية إلصدار قانون اإلذن ( التشريع التفويضي )‬

‫مف خبلؿ إ ستقراء التطبيقات الدستورية والقانونية التي جرى عمييا العمؿ في القوانيف‬
‫في الدوؿ المغاربية ‪،‬يمكف القوؿ أف التشريع التفويضي مقيد بإجراءات يجب‬
‫توافرىاإلعمالو ففي ظؿ التشريع المغربي اشترط ما يمي ‪:‬‬

‫‪-‬دراسة األمر في المجمس الحكومي‪ ، 1‬يتداوؿ مجمس الحكومة ‪ ،‬تحت رئاسة رئيس‬
‫الحكومة في القضايا و النصوص التالية ‪ :‬التشريع عف طريؽ المراسيـ المشار إلييا‬
‫في الفصوؿ ‪ 65‬فقرة‪ 2‬و ‪ 66‬و ‪ 70‬فقرة ‪ 3‬مف ىذا الدستور ‪.‬‬

‫‪-‬طمب الحصوؿ عمى التفويض التشريعي مف البرلماف ‪.‬‬

‫‪-‬الحصوؿ عمى تفويض صريح مف صاحب اإلختصاص األصمي ‪.‬‬

‫‪ -‬أف يكوف قانوف اإلذف مؤقتا أي أف يصدر لفترة محدودة مف الزمف ‪ ،‬بإعتباره أم ار‬
‫إ ستثنائيا عارضا ‪ ،‬ولذلؾ فإف عدـ تحديد القانوف لمدة التفويض يجعمو باطبل ‪.‬‬

‫‪-‬أف يصدر قانوف ا إلذف مستوفيا لشرط المدة الزمنية المحددة والغاية المعينة وطيمة‬
‫المدة الزمنية المحددة لقانوف اإلذف ‪ ،‬ال يجوز لمبرلماف أف يشرع في المجاالت‬
‫والمياديف التي رخص بشأنيا التشريع واإلختصاص لمسمطة التنفيذية ‪ ،‬وفي حالة ما‬
‫يدخؿ البرلماف في ما سبؽ أف اذف بو لمحكومة فإف ليذه األخيرة الحؽ في الدفع بعدـ‬
‫القبوؿ في إطار مقتضيات الدستور‪.2‬‬

‫‪ -1‬الفصل ‪ 92‬من دستورالمغرب لسنة ‪ ،2011‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪16‬من دستور‪ 8833‬تنص على أن للحكومة أن تدفع بعدم قبول كل مقترح أو تعدٌل ال ٌدخل فً مجال‬
‫القانون‪.‬‬

‫‪225‬‬
‫كما يكوف لمبرلماف إقرار المراسيـ المتخذة بناءعمى قانوناإلذف أو رفضيا ‪،‬غير أف‬
‫القانوف لـ يحدد المدة القانونية التي يمزـ البرلماف البث فييا ‪،‬حيث اشترط مجرد‬
‫العرض عمى البرلماف فحسب فإذا عرضت التدابير المتخذة مف طرؼ الحكومة ولـ‬
‫يبث فييا البرلماف تبقي تمؾ التدابير نافذة نظ ار لمطابع التنفيذي ليا ‪ ،‬غير أف األمر‬
‫يختمؼ في حالة المراسيـ التي تصدرىا الحكومة خبلؿ الفترة الفاصمة بيف الدورات‬
‫والتي يجب البث فييا مف خبلؿ دورتو العادية الموالية‪.1‬‬

‫في حيف إشترط التشريع التونسي ‪:‬‬

‫‪-‬أف يكوف التفويض بناء عمى موافقة ‪ 5/3‬مف أعضاء البرلماف ‪.‬‬

‫‪-‬أف يكوف التفويض لمدة معينة و ذلؾ لمدة ال تتجاوز شيريف‪.‬‬

‫‪-‬أف يكوف التفويض لغرض معيف‪.‬‬

‫‪-‬أف تتـ المصادقة عميو مف طرؼ البرلماف‪.‬‬

‫‪-‬إلزامية عرض رئيس الحكومة المراسيـ لممصادقة في أجؿ شيريف ‪.‬‬

‫أما بالنسبة لمتشريع الجزائري فقد سبقت اإلشارة إلى أف سمطة التشريع عف طريؽ‬
‫األوامر ىي سمطة أصمية تمارس بدوف تفويض مف السمطة التشريعية‪.‬‬

‫ىذا باإلضافة إلى أف الدستور الفرنسي لعاـ ‪ 1958‬لـ يترؾ بموجب المادة‪38‬منو‬
‫التفويض التشريعي مطمقا بؿ قيده بشروط تتمثؿ في ‪:‬‬

‫‪-‬أف تطمب الحكومة مف البرلماف اإلذف بإصدار األوامر التفويضية ‪.‬‬

‫‪-‬عرض األوامر التفويضية عمى مجمس الدولة قبؿ إصدارىا ‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 03‬من دستور المغرب لسنة‪،8833‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪226‬‬
‫‪-‬إصدار مجمس الوزراء لؤلوامر التفويضية ‪.‬‬

‫‪-‬تحديد البرلماف موضوعات التفويض بعبارات دقيقة ‪.‬‬

‫‪-‬تحديد البرلماف لمدة إصدار األوامر التفويضية ‪.‬‬

‫‪-‬تصديؽ البرلماف عمى األوامر التفويضية ‪.‬‬

‫كما نشير إلى أف قانوف اإلذف في المممكة المغربيةكاف يعتمد بو كأصؿ عاـ بمجرد‬
‫تصويت األغمبية عمى مشروع قانوف اإلذف‪ ،‬دوف إمكانية إثارة عدـ الدستورية و ذلؾ‬
‫بموجب دستور ‪ 11970‬و دستور ‪ 21972‬إال أف األمر اختمؼ في دستور ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1992‬و ‪ 2011‬حيث أصبح رأي األغمبية غير منتجا في حالة الطعف بعدـ‬
‫الدستورية‪.3‬‬

‫إف قانوف اإلذف قانوف مؤقت ينتيي مف الوجود بإنتياء أجمو ‪،‬بخبلؼ الوضع بالنسبة‬
‫لباقي القوانيف التي توضع ألمد غير معموـ‪.‬‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬المحدودية البرلمانية في مجال الضرائب وفي الموافقة عمى‬


‫مخططات التنميةوالمعاىدات الممزمة لمالية الدولة‬

‫إف األىمية التي يمعبيا البرلماف في المجاؿ الجبائي بررت المبدأ السائد قديما بأسبقية‬
‫تصديؽ البرلماف عمى الضرائب ‪ ،‬ق بؿ أف يتطرؽ لمتصديؽ عمى النفقات‪ ،‬ثـ إلى إقرار‬
‫الميزانية ‪،‬ذلؾ أف السمطة الجبائية توجد في قمب اإلختصاص المالي لمبرلماف فمو وحده‬
‫حؽ منح اإلذف مف أجؿ فرض ضريبة ويرجع لمسمطة التنفيذية إستخبلص ىذه‬
‫الضرائب ‪ ،‬غير أف مجاؿ التشريع الضريبي و إف كاف دستوريا يبقي حصريا مف‬

‫‪ -1‬الفصااااااااااال ‪ 44‬و ‪ 69‬مااااااااااان دساااااااااااتورالمغرب لسااااااااااانة ‪ 3618‬الصاااااااااااادر بنااااااااااااء علاااااااااااى ظهٌااااااااااار‬


‫شرٌفرقم‪311.18.3‬بتارٌخ‪ٌ13‬ولٌو‪،3618‬جرٌدة رسمٌة عدد‪1831‬لسنة‪.3618‬‬
‫‪ -2‬الفصاااااااال ‪ 44‬و ‪ 61‬ماااااااان دساااااااااتورالمغرب لساااااااانة ‪ 3618‬الصااااااااادر بنااااااااااء علااااااااى ظهٌاااااااار شااااااااارٌف‬
‫رقم‪893.18.3‬بتارٌخ‪38‬مارس‪. 3618‬‬
‫‪ -3‬الفصل ‪ 318‬فقرة ‪ 1‬و ‪ 1‬من دستور ‪8833‬المغرب ‪،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪227‬‬
‫إختصاص السمطة التشريعية ‪،‬لكف توجد العديد مف الحدود والقيود التي تحد مف‬
‫السمطة المطمقة لمبرلماف في ىذا المجاؿ ( الفرع األوؿ ) ‪،‬وبإعتبار مالية الدولة مشكمة‬
‫أساسا مف أمواؿ الشعب بسبب اإلقتطاعات الضريبية ‪ ،1‬فإف المنطؽ يفرض أخذ رأييـ‬
‫في صرفيا عف طريؽ ممثمييـ ( السمطة التشريعية )‪،‬ومادامت تممؾ بعض المخططات‬
‫التنموية وبعض المعاىدات المكمفة لمالية الدولة ‪ ،‬فإف اعتمادىا ال بد أف يكوف بيد‬
‫الشعب بواسطة ممثميو وىي فرصة لمطالبة الحكومة بتفسيرات حوؿ سياستيا المنتيجة‬
‫في المجاؿ المالي ‪ ،‬غير أنو ما تـ تسجيمو في ىذا المجاؿ الطابع المحدود لمموافقة‬
‫البرلمانية عمى ال مخططات التنموية والمعاىدات المكمفة لمالية الدولة ( الفرع الثاني ) ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬المحدودية البرلمانية في المجال الجبائي‬

‫إف التساؤؿ حوؿ حدود اإلختصاص المالي لمبرلماف في المجاؿ الضريبي ييدؼ إلى‬
‫التأكد مف مدى إستئثار السمطة التشريعية باإلختصاص في المجاؿ الجبائي ‪ ،‬ومدى‬
‫تجسيده عمى مستوى الممارسة مف خبلؿ التأسيس لمضرائب وتحديد سعرىا وطرؽ‬
‫تحصيميا ‪ ،‬أـ أف ىذا اإلختصاص ليس حصريا ويعرؼ تدخبل مف طرؼ السمطة‬
‫التنفيذية عبر العديد مف الوسائؿ واآلليات التي تمكنيا مف تقاسـ ىذا االختصاص مع‬
‫البرلماف ‪،‬نص المؤسس الدستوري صراحة عمى إختصاص السمطة التشريعية في‬
‫المجاؿ الجبائي ‪ ،‬إال أف ىناؾ العديد مف الحدود التي تحد وتقيد مف إختصاص‬
‫البرلماف في ىذا المجاؿ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬الحدود الدستورية لمسمطة الجبائية لمبرلمان‬

‫يعتبر الدستور القانوف األساسي في الببلد لتضمينو المبادئ العامة التي تسير عمييا‬
‫الدولة في كؿ المياديف ‪ ،‬وقد أسند ىذا القانوف األساسي صبلحية إحداث وتوزيع‬
‫التكاليؼ العمومية لممؤسسة التشريعية التي تتألؼ مف ممثمي األمة لدرايتيـ بإحتياجات‬

‫‪ٌ-1‬حً دندنً‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.309‬‬


‫‪228‬‬
‫المواطنيف الممثميف ليـ وىو ما يمكف معو القوؿ باإلختصاص الشامؿ لمبرلماف في‬
‫تحديد كؿ القواعد المتعمقة بالضريبة‪.1‬‬

‫و إذا كاف الدستورىو الذي يحدد وينص عمى أنو ال ضريبة إال بقانوف ‪ ،‬فإنو يتضمف‬
‫أيضا مجموعة مف النصوص الدستورية التي تؤدي إلى اإلعتراؼ بمبدأ توزيع المادة‬
‫الضريبية بيف الحكومة والبرلماف ‪،‬بؿ أكثر مف ذلؾ في المجاؿ الجبائي تتدخؿ فيو‬
‫السمطة التنفيذية بواسطة صبلحيتيا أكثر مف البرلماف ‪ ،‬وذلؾ نظ ار لكوف ىذا المجاؿ‬
‫يعرؼ ببعده التقني وىو ما يشكؿ عائقا أماـ الممارسة الفعمية لمبرلماف في المادة‬
‫الضريبية ىذا مف جية‪،‬و يتيح لمحكومة أف تتدخؿ وتحددىا مسبقا قبؿ أف ينظر فييا‬
‫البرلماف مف جية أخري‪.‬‬

‫لوأخذنا ما جاء بو المؤسس في الدوؿ المغاربية في المادة‪147‬منالتعديؿ الدستوري‬


‫الجزائري لسنة ‪2020‬والفصؿ ‪ 77‬مف دستور المممكة المغربية لسنة ‪، 2011‬والفصؿ‬
‫‪ 63‬مف الدػست ػ ػ ػ ػور التونسي لسنة ‪،22014‬فالمبلحظ مف خبلؿ القراءة األولى ليذه‬
‫المواد أنيا تحوؿ دوف فرض سمطة البرلماف في ممارستو و رقابتو عمى الحكومة كما‬
‫يشكؿ ذلؾ عرقمة في وجو ممارسة نواب األمة لسمطتيـ في الموافقة وتعديؿ‬
‫المقتضيات الضريبية في اتجاه تخفيضيا أو مبلئمتيا مع القدرة التكاليفية لمممزميف ‪.‬‬

‫‪-1‬عبد الرحٌم بوداز‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.309‬‬


‫‪ -8‬المادة‪ ": 341‬ال ٌقبل أي إقتراح أو تعذٌل قانىن مضمىنه أو نتٍجته تخفٍض مىارد العمىمٍت أو الزٌادة فً‬
‫نفقاث العمىمٍت إال إرا كان مرفىقا بتذابٍر تستهذف إلى الزٌادة فً إٌراداث الذولت "‬

‫الفصل ‪ " : 11‬وللحكومة أن ترفض بعد بٌان األسباب ‪ ،‬المقترحات والتعدٌالت التً ٌتقدم بها أعضاء البرلمان إذا‬
‫كان قبولها ٌؤدى بالنسبة لقانون المالٌة إلى تخفٌض الموارد العمومٌة أو إحداث تكلٌف عمومً ‪ ،‬أو الزٌادة فً‬
‫تكلٌف موجود‬

‫الفصل ‪ " : 91‬مقترحات القوانٌن ومقترحات التعدٌل المقدمة من قبل النواب ال تكون مقبولة إذا كان إقرارها ٌخل‬
‫بالتوازنات المالٌة للدولة التً تم ضبطها فً قوانٌن المالٌة ‪.‬‬

‫‪229‬‬
‫فتعمد بذلؾ الحكومة أثناء المناقشات البرلمانية الجادة لقانوف المالية ‪،‬والتي ترمي إلى‬
‫إدراج تعديبلت عمى المشروع المقدـ مف طرفيا إلى إعماؿ ىذه المواد لتفادي العرقمة‬
‫البرلمانية ‪ ،‬وما تجب اإلشارة إليو في ىذا الصدد أنو ناد ار ما يقترح البرلماف قوانيف‬
‫ضريبية ‪،‬نظ ار لمطابع التقني ليذا القانوف الذي يتطمب تقنيات عالية تؤىؿ لمعرفة‬
‫احتياجات إدارة الدولة ومرافقيا ‪ ،‬وىو الشيء الذي يتعيف عمى السمطة التشريعية القياـ‬
‫بيا لوحدىا ‪ ،‬لتكوف بذلؾ المبادرة بإقتراح ىذه القوانيف إلى الحكومة في إطار تنسيقيا‬
‫بيف مختمؼ الو ازرات والمصالح ‪.‬‬

‫ومف جية أخرى منحالفصميف ‪70‬و ‪ 75‬مف دستور المممكةالمغربية لسنة ‪2011‬‬
‫والفصؿ ‪ 70‬مف دستور تونس لسنة ‪،12014‬لمحكومة حقالتدخؿ في التشريع الضريبي‬
‫عف طريؽ آلية التفويض‪ ،‬بالنسبة لمجزائر اآللية ليست تفويضا بؿ إختصاص أصيؿ‬
‫نظ ار لفشؿ البرلماف في المصادقة عمى مشروع الحكومة‪.‬‬

‫إذ خوؿ الدستور المغربي والتونسي إمكانية تفويض البرلماف إلختصاصو التشريعي‬
‫لفائدة الحكومة ‪ ،‬ويشمؿ ىذا التفويض اإلختصاص التشريعي في المجاؿ الضريبي‬
‫وىذا ما يتيح ليا إ تخاذ إجراءات وضوابط عف طريؽ مراسيـ‪ ،‬تمكنيا مف المشاركة في‬
‫صنع السياسة الجبائية أو فرض الضرائب المباشرة أوالضرائب غير المباشرة بمعية‬

‫‪-3‬الفصل ‪ " : 18‬للقانون أن ٌأذن للحكومة أن تتخذ فً ظرف من الزمن محدد‪،‬ولغاٌة معٌنة‪،‬بمقتضى مراسٌم‬
‫تدابٌر ٌختص القانون عادة باتخاذها‪،‬وٌجري العمل بهذه المراسٌم بمجرد نشرها‪"......‬‬

‫الفصل ‪ " : 11‬إذا لم ٌتم فً نهاٌة السنة المالٌة التصوٌت على قانون المالٌة أو لم ٌصدر األمر بتنفٌذه بسبب إحالته‬
‫على المحكمة الدستورٌة ‪ ....‬فإن الحكومة تفتح بمرسوم االعتمادات الالزمة لسٌر المرافق العمومٌة ‪." ...‬‬

‫الفصل ‪ٌ " : 18‬مكن لمجلس نواب الشعب ب ‪ 1/1‬من أعضائه أن ٌفوض بقانون لمدة محدودة ال تتجاوز الشهرٌن‬
‫ولغرض معٌن إلى رئٌس الحكومة بإصدار مراسٌم ‪. " ...‬‬

‫‪230‬‬
‫البرلماف‪،1‬عمما أف اإل متياز يعود دائما لمجياز التنفيذي الذي يممؾ وسائؿ الضغط عمى‬
‫المجالس النيابية ‪،‬إلرغاميا عمى الموافقة البلمشروطة عمى مشاريعو عف طريؽ‬
‫األغمبية المناصرة لمحكومة‪.‬‬

‫واذا كانت الطبيعة التمثيمية لمبرلماف تجعمو المؤسسة األولى إلحداث و إلغاء الضرائب‪،‬‬
‫فإف تبني آلية التفويض التشريعي لمحكومة يقضي عمى مبدأ دستوري يتمثؿ في شرعية‬
‫الضريبة ‪،‬وذلؾ أنو رغـ خضوع عمؿ الحكومة في مجاؿ الموافقة المسبقة والبلحقة‬
‫لمبرلماف إال أنو ليس مف الصعب الحصوؿ عمى ىذه الموافقة ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الحدود السياسية لمسمطة الجبائية لمبرلمان‬

‫إذا كانت السمطة التشريعية تتجسد مف خبلؿ السمطة الضريبية ‪2‬بتأسيسيا لمضرائب ‪،‬‬
‫فإف ىذا اإلختصاص تحد منو العديد مف العراقيؿ السياسية\ف التي تضعؼ عمؿ‬
‫البرلماف وتجعمو يتسـ بنوع مف عدـ الفعالية ‪ ،‬وعدـ القدرة عمى تجسيد السمطة‬
‫الضريبية الحقيقية‪.3‬‬

‫وتتعدد الحدود السي اسية وتتعقد تبعا لنوعية النظاـ السياسي ودرجة ديمقراطية ووعي‬
‫المواطينيف بأىمية الضريبة في الحياة االقتصادية واالجتماعية لمدولة‪،‬فالحدود السياسية‬
‫مرتبطة بعممية العقمنة البرلمانية التي شيدىا العمؿ النيابي في العديد مف الدوؿ ‪،‬ذلؾ‬
‫أف طبيعة النظاـ البرلماني يقتضي توفر السمطة التنفيذية عمى أغمبية تمكنيا مف تنفيذ‬
‫سياستيا اإلقتصادية واإلجتماعية التي تحتوي عمى اإلجراءات الضريبية ‪.‬‬

‫فمف خبلؿ ىذه اآللية تتمكف الحكومة مف تمرير مشاريعيا بسيولة بالشكؿ الذي يؤثر‬
‫عمى الدور الرقابي لمبرلماف‪،‬فكمما توفرت الحكومة عمى أغمبية مريحة تمكنيا مف تمرير‬

‫‪ -1‬عبد الرفٌع بوداز السلطات االجبائٌة للبرلمان ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.309‬‬

‫‪-2‬فرٌدة زناتً‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.38‬‬


‫‪ -3‬المرجع نفسه‪،‬ص‪301‬‬
‫‪231‬‬
‫القوانيف الضريبية التي أعدتيا‪ ،‬نظ ار لمعرفتيا المسبقة بالموافقة عمييا مف طرؼ‬
‫األغمبية التي تتوفر عمييا داخؿ السمطة التشريعية والتي تقدـ دعميا البلمشروط‬
‫وبالتالي تتمكف الحكومة مف تنفيذ سياستيا اإلقتصادية واإلجتماعية التي يمكف أف‬
‫تحتوي عمى إجراءات ضريبية‪. 1‬‬

‫فالعقمنة البرلمانية حدت مف سمطة البرلماف في المجاؿ المالي الجبائي ‪،‬ليصبح مجرد‬
‫أداة إلضفاء المشروعية القانونية إل نفراد السمطة التنفيذية بصناعة القرار المالي عموما‬
‫والجبائي عمى وجو الخصوص‪ ، 2‬طالما أف السياسات العمومية لمدولة تأخذ بعيف‬
‫االعتبار آراء وتطمعات المواطنيف مف خبلؿ إستقراء توجيات ممثمييـ داخؿ المجالس‬
‫النيابية‪.‬‬

‫كما أف صياغة القاعدة الضريبية تعرؼ تدخؿ العديد مف الجيات حكومة وبرلماف‬
‫ومجموعات مينية‪، 3‬وأصحاب المصالح اإلقتصادية والتي تتدخؿ بشكؿ مباشر أو غير‬
‫مباشر في صياغة القاعدة القانونية الجبائية ‪،‬وتؤثرفييا بشكؿ كبير مما يحد مف‬
‫السمطة الضريبية لمبرلماف‪.‬‬

‫والى جانب ىذه العراقيؿ فإف معظـ النواب يفتقروف إلى اإللماـ بالقضايا الجبائية‬
‫خاصة وأف المجنة المالية المؤلفة مف ىؤالء األعضاء ىـ مف يتولوف مناقشة ودراسة‬
‫مشروع قانوف المالية بما فييا الشؽ المتعمؽ بالجباية ( اإليرادات ) ‪.‬‬

‫ىذا باإلضافة إلى قصرمدة المناقشة التي حددىا الدستور في ‪ 75‬يوما بالنسبة لممشرع‬
‫الجزائري والتونسي و ‪ 70‬يوما بالنسبة لممشرع المغربي‪ ، 4‬عمما بأف الحكومة تتأخر‬
‫في إيداع مشروع قانوف المالية تحت مبررات فنية وصعوبات مادية ‪ ،‬فضبل عف كوف‬

‫‪ -1‬محمد شكري‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.18‬‬


‫‪-2‬فرٌدة زناتً‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.39‬‬
‫‪-3‬عبد الباسط على حاتم الزبٌدي‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.18‬‬
‫‪-4‬أنظر المادة‪349‬من التعدٌل الدستوري الجزائري لسنة‪،8888‬والفصل‪11‬من دستور المغرب‬
‫لسنة‪،8833‬والفصل‪99‬من دستور تونس لسنة‪.8834‬‬
‫‪232‬‬
‫المناقشات تجري في جمسات تتميز بالسرعة مما يجعؿ النواب يصوتوف دوف الدراية‬
‫الكافية عف ماذا يصوتوف ‪ ،‬يجد البرلماف صعوبات في مناقشة و التمحيص في مشروع‬
‫قانوف المالية المتضمف لمجباية ‪ ،‬فاألمر متعمؽ بضيؽ المدة واتساع المجاؿ المدروس‬
‫أو المطموب لممصادقة لقد أثبتت الحدود السياسية والدستورية وغيرىا مف الحدود‪،‬قصر‬
‫عمؿ البرلماف كسمطة ضريبية‪ ،‬وىو الذي أثبت في نفس الوقت أف الحكومة تتدخؿ في‬
‫العديد مف المواقع لتجسد سمطة ضريبية حقيقية مف خبلؿ مجموعة مف اآلليات‬
‫والوسائؿ التي تتيح ليا التدخؿ ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬المحدودية البرلمانية في مجال المعاىدات الممزمة لمالية الدولة و في‬
‫مخططات التنمية ‪.‬‬

‫تمارس السمطة التشريعية بموجب الئلختصاصات الممنوحة ليا ‪،‬دو ار ىاما في مجاؿ‬
‫الموافقة عمى المعاىدات الممزمة لمالية الدولة ‪،‬و الموافقة عمى المخططات التنموية‬
‫التي تأخذ بدورىا حي از ىاما داخؿ النفقات المدرجة في الميزانية‪،‬وبالرغـ مف ىذه‬
‫األىمية إال أف دور البرلماف ىنا يعتريو المحدودية في الموافقة عمى المخططات‬
‫التنموية و التصديؽ عمى المعاىدات المكمفة لمالية الدولة ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬إشكالية الطابع المحدود لمموافقة البرلمانية عمى المعاىدات التي ترتب تكاليف‬
‫تمزم مالية الدولة‬

‫بالرجوع إلى ما تـ ذكره سابقا حوؿ الدور الذي يمارسو البرلماف في التصديؽ عمى‬
‫المعاىدات التي تترتب عنيا تكاليؼ تمزـ مالية الدولة ‪ ،‬فالنص الدستوري في الدساتير‬
‫المغاربية كاف واضحا في منح البرلماف اختصاص التصديؽ عمى المعاىدات المكمفة‬
‫لمالية الدولة‪.1‬‬

‫‪ -1‬أنظر إلى المادة ‪ 311‬من التعدٌل الدستوري الجزائري لسنة ‪ 8888‬والفصل ‪ 91‬من دستور تونس ‪8834‬‬
‫والفصل ‪ 18‬من دستور تونس ‪ 3616‬والفصل ‪ 11‬من دستور المغرب لسنة ‪.8833‬‬
‫‪233‬‬
‫لكف ومع ىذا اإلمتياز الذي كرسو النص الدستوري عبر التنصيص عمى الدور الذي‬
‫يمارسو البرلماف في ىذه الموافقة ‪.‬إال أف األمر ال يخفي طبعا ما يحممو ىذا اإلجراء‬
‫مف قصور عمى مستوى تكريس دور البرلماف في ممارسة ىذا اإلجراء الدستوري‬
‫القانوني المحض‪.‬‬

‫فأوؿ ما يبلحظ في ىذا الصدد ىو التفصيؿ الذي يغيب في شرح وتفسير مقتضيات‬
‫ىذه الممارسة القانونية ‪،‬فالقاعدة الدستورية تتدخؿ لرسـ المعالـ الكبرى والتنصيص‬
‫عمى مقتضيات عامة تحتاج في مضمونيا إلى شرح وتفسير وتحميص ‪ ،‬إال أف الغالب‬
‫ىو أف النص الدستوري في الدساتير المغاربية الذي كاف مف المفترض أف يفسر كافة‬
‫القواعد المتعمقة بالمصادقة عمى ىذه المعاىدات ‪ ،‬نجده يتطرؽ بإقتضاب ليذه المسألة‬
‫كما أف القانوف التنظيمي لممالية لـ يتطرؽ بشكؿ مفصؿ إلختصاص البرلماف في‬
‫مجاؿ الموافقة عمى المعاىدات الممزمة لمالية الدولة‪،‬إذ نجد فقط مقتضيات مقتضبة ‪.‬‬

‫إضافة إلى أف اإلختصاص البرلماني في مجاؿ الترخيص بالنسبة لممعاىدات الدولية‬


‫ذات التكاليؼ الممزمة لمالية الدولة ال تشويو المحدودية ‪ ،1‬وانما تعتريو كذلؾ الشكمية‬
‫في العمؿ أماـ غياب المعالجة الدقيقة والدور الحقيقي الذي يمكف أف يمارسو البرلماف‬
‫في مثؿ ىذه المعاىدات‪.‬‬

‫إف المقتضيات الدستورية المتعمقة بالمعاىدات الدولية تختمؼ مف دستور إلى آخر‪ ،‬فإذا‬
‫كانت بعض النصوص الدستورية تشغؿ حي از ميما ويخصص ليا المشرع الدستوري‬
‫العديد مف المواد فإف بعض الدساتير تشغؿ حي از ضيقا ويتـ التعامؿ معيا بشح‬

‫‪-1‬نور الدٌن رداد‪ ،‬الموافقة البرلمانٌة على المعاهدات الدولٌة ذات الطابع المالً‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.88‬‬

‫‪234‬‬
‫كبير‪،‬وكما أوضحنا سابقا فإف التعديبلت الدستورية لمجزائر وتونس والمغرب تطرقت‬
‫إلى الموافقة البرلمانية عمى المعاىدات المالية ذات الطابع المالي بشكؿ مقتضب‪.1‬‬

‫إف اإلقتصارعمى ىذه المواد يطرح مجموعة مف النقائص إنطبلقا مف أف مجااللموافقة‬


‫البرلمانية محصور ومعيف مف جية‪،‬وأف البرلمانغير مختص في الموضوع مف جية‬
‫أخرى‪.‬‬

‫أ‪/‬مجال الموافقة البرلمانية محصور‬

‫حصرت المادة ‪ 153‬مف التعديؿ الدستور الجزائري لسنة ‪ 2020‬والفصؿ ‪ 67‬مف‬


‫دستور تونس لسنة ‪، 2014‬ودستور المغرب لسنة ‪ 2011‬في فصمو ‪ 55‬مجاؿ‬
‫الموافقة البرلمانية عمى المعاىدات الدولية ذات الطابع المالي ‪،‬قبؿ مباشرة تصديقيا مف‬
‫طرؼ رئيس الجميورية أو الممؾ عمى نوع واحد مف ىذه المعاىدات‪،‬وىي المعاىدات‬
‫التي ترتب عمييا نفقات غير واردة في ميزانية الدولة بالنسبة لمجزائر ومعاىدات تترتب‬
‫عمييا تكاليؼ تمزـ مالية الدولة بالنسبة لممغرب والتعيدات المالية لمدولة بالنسبة‬
‫لتونس‪.‬‬

‫وتستمد الموافقة ا لبرلمانية أساسيا في ىذا المجاؿ مف مباشرة سمطة التشريع في المجاؿ‬
‫المالي ‪ ،‬فيو نتيجة طبيعية لممارسة السمطة في مجاؿ الميزانية عف طريؽ الترخيص‬
‫ليا في اإلعتمادات السنوية وممارسة الرقابة عمييا‪ ،2‬فقانوف المالية لمسنة يغير مجاؿ‬

‫‪-3‬أنظر‪،‬المادة ‪153‬مف التعديؿ الدستوري الجزائري لسنة‪ 2020‬والفصؿ ‪ 67‬مف دستور تونس لسنة‪2014‬‬

‫والفصؿ ‪ 55‬مف دستور المغرب لسنة‪.2011‬‬

‫‪2‬‬
‫‪-AbdelkbirFIKRI ,Le parlement Marocain et les finances publiques de l'état,‬‬
‫‪Casablanca,1988 , p 105.‬‬

‫‪235‬‬
‫التدخؿ البرلماني ذلؾ أف الرخصة البرلمانية في المجاؿ المالي تعد حجر الزاوية في‬
‫مجاؿ المالية العمومية‪.‬‬

‫ونجد أف المشرع الدستوري التونسي حذا حذو المشرع الفرنسي في أنو وسع مف الئحة‬
‫المعاىدات ذات الطابع المالي الخاضعة لمترخيص البرلماني ‪،‬حيث نصت المادة ‪53‬‬
‫مف دستور فرنسا لسنة ‪..."1958‬المعاىدات الممزمة لمالية لمدولةال يمكف التصديؽ‬
‫عمييا أو قبوليا إال بقانوف" ‪،‬تدمج ىذه المادةالمعاىدة المرتبطة بمالية الدولة مباشرة في‬
‫الحصوؿ عمى الموافقة البرلمانية المسبقة ‪،‬في حيف نجد كؿ مف المؤسس الدستوري‬
‫قصر الموافقة عمى المعاىدات التي ترتب عمييا نفقات غير واردة‬
‫ا‬ ‫الجزائري والمغربي‬
‫في ميزانية الدولة أو تكاليؼ مالية لمدولة‪.‬‬

‫وباإلضافة إلى تحديد مجاؿ تدخؿ البرلماف فإف الموافقة عمى المعاىدات ذات الطابع‬
‫المالي تنصب عمى نوع واحد وىو المعاىدات التي تترتب عمييا نفقات غير واردة في‬
‫الميزانية بالنسبة لمجزائر‪،‬والمعاىدات التي تترتب تكاليؼ مالية لمدولة في المغرب‬
‫والتعيدات المالية لمدولة بالنسبة لتونس‪،1‬حيث كؿ ىذه المواد تضمنت تحديد شكمي‬
‫بحيث ربطت الموافقة البرلمانية بالمعاىدات في شكميا الرسمي ‪،‬والتي تحتاج إلى‬
‫تصديؽ وحدىا الخاضعة لمموافقة البرلمانية غير أنو توجد معاىدات ال تحتاج إلى‬
‫تصديؽ ومع ذلؾ ترتب تكاليؼ تمزـ مالية الدولة ‪،‬األمر الذي يجعمنا نتساءؿ حوؿ ما‬
‫إذا كانت تخضع لنظاـ الموافقة البرلمانية مف عدمو‪.‬‬

‫فصمت المواد سالفة الذكر بشكؿ نيائي وبات في الموضوع ‪،‬فكؿ معاىدة ال تحتاج إلى‬
‫تصديؽ تكوف مستبعدة مف الموافقة البرلمانية‪.‬‬

‫‪-3‬أنظر المادة‪ 311‬من التعدٌل الدستوري الجزائري لسنة ‪ 8888‬والفصل‪ 11‬من دستور المغرب‬
‫لسنة‪،8833‬والفصل‪ 91‬منددستور تونس لسنة‪.8834‬‬

‫‪236‬‬
‫كما أنو ال يوجد معيار محدد مف الناحية العممية إلى إختيار المعاىدات التي تخضع‬
‫لمموافقة البرلمانية ‪ ،‬وذلؾ قصد التمييز بيف المعاىدات التي تدخؿ ضمف إطار أحكاـ‬
‫المادة ‪ 153‬والفصؿ ‪ 55‬والفصؿ ‪ 67‬وغيرىا مف االتفاقيات التي تبقي مف إختصاص‬
‫السمطة التنفيذية وحدىا‪.‬‬

‫إف مسألة تحديد المع اىدات التي تحتاج إلى تصديؽ رئيس الجميورية أو الممؾ ومف ثـ‬
‫خضوعيا لمموافقة البرلمانية مف عدمو تحتاج إلى توضيح‪ ،‬إذ تعد عمميا السمطة‬
‫التنفيذية ىي الجية المختصة لمتمييز بيف المعاىدات الخاضعة لمتصديؽ وغيرىا بناء‬
‫عمى سمطتيا التقديرية‪.1‬‬

‫إف األخذ بنظاـ اإلتفاقيات الدولية ذات الشكؿ المبسط ‪،‬يضعؼ ويحد مف دور البرلماف‬
‫في مجاؿ الموافقة البرلمانية كوف ىذا األخير ال يتطمب بالضرورة المرور بكؿ‬
‫اإلجراءات والتعقيدات التي تعرفيا مرحمة إبراـ المعاىدات والتصديؽ عمييا‪.‬‬

‫حيث يتـ اإل تفاؽ بمجرد التوصؿ إلى صيغة محددة لمضمونو ‪،‬ودوف الحاجة إلى تدخؿ‬
‫البرلماف‪ ،2‬فيكفي لرئيس الجميورية أو الممؾ مف أجؿ تجاوز الموافقة البرلمانية‬
‫المفروضة بموجب النصوص الدستورية سالفة الذكر أف يعمد إلى إبراـ المعاىدات ذات‬
‫الشكؿ المبسط التي يكفي لتعبير الدولة عف رضاىا النيائي لبللتزاـ بيا‪ ،‬إما بالتوقيع‬
‫أو ت بادؿ الوثائؽ المنشئة ليا أو قبوليا ويعني ذلؾ أف المعاىدات التي تتطمب‬
‫المصادقة عمييا الحصوؿ عمى الموافقة البرلمانية ىي االستثناء والمبدأ العاـ ىو ترتيب‬
‫اإللتزاـ الدولي دوف الحاجة لمحصوؿ عمى موافقة برلمانية مسبقة‪.3‬‬

‫‪ -1‬نور الدٌن رداد‪ ،‬الموافقة البرلمانٌة على المعاهدات الدولٌة ذات الطابع المالً‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.475‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- AbdelkbirFIKRI ,Op.cit,p105.‬‬
‫‪ -3‬نور الدٌن رداد‪ ،‬الموافقة البرلمانٌة على المعاهدات الدولٌة ذات الطابع المالً‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.477‬‬

‫‪237‬‬
‫ب‪ /‬البرلمان غير مختص في الموضوع‪ :‬ناد ار ما يعمـ البرلماف بشأف المعاىدات التي‬
‫تكوف عمى وشؾ اإلبراـ‪ ،‬وأيضا ال يتـ إشراكو في عممية المفاوضات نتيجة‬
‫اإلختصاص اإلستئثاري لمسمطة التنفيذية في مجاؿ السياسة الخارجية‪.‬‬

‫ووفقا لمتعديؿ الدستوري الجزائري لسنة ‪ 2020‬يفتح باب المناقشة لمسياسية‬


‫الخارجية‪،‬إال أنو ال يمكف أف تكوف إال إذا صدرت بمبادرة مف ثبلث شخصيات وفقا‬
‫لممادة ‪ 152‬التي تنص‪" :‬يمكف فتح مناقشة حوؿ السياسة الخارجية بناءا عمى طمب‬
‫رئيس الجميورية أو رئيس إحدى الغرفتيف "‪.‬‬

‫فاإلختصاص محدود بيف ىؤالء الذيف يتمتعوف بسمطة تقديرية ‪،‬لممبادرة بالطمب بحكـ‬
‫أف فتح المناقشة إختياري وغير مشترط بحدود قانونية ‪،‬مما يعني أنو ال يمكف لمنواب‬
‫أو أعضاء مجمس األمة طمب فتح مناقشة حوؿ السياسة الخارجية ميما كاف عددىـ‪.‬‬

‫كما أف البرلماف في الدوؿ المغاربية ال يعتبر القانوف المتعمؽ بالموافقة عمى‬


‫المعاىدة عمبل تشريعيا سواء بشكؿ مباشر أو غير مباشر‪.‬‬

‫فمف الناحية األولى ال يشارؾ البرلماف في صياغة بنود المعاىدة وال يصوت عمييا‪،‬‬
‫ألنو يحصر موافقتو فقط عمى مشروع قانوف باإلذف بالمصادقة ‪،‬والذي يجب تمييزه‬
‫بطبيعة الحاؿ عف اإل لتزاـ الدولي (المعاىدة) الذي يبقي عمؿ الحكومة ىو الحاسـ في‬
‫صياغتو ‪.‬‬

‫أما مف الناحية الثانية فإذا كاف البرلماف يختص فقط باإلذف بالمصادقة عمى المعاىدة‬
‫الممزمة لمالية الدولة‪ ،‬فإنو غير مختص بإدخاؿ محتوى ىذه المعاىدة في النظاـ‬
‫القانوني الداخمي‪،1‬أل ف قانوف اإلذف يدخؿ ضمف نوع التصرفات (الشروط ) فيو شرط‬
‫أثار‬
‫مسبؽ لممصادقة وال يمكف اعتباره كالقواعد التي تغير القانوف الوضعي وتنتج ا‬

‫‪ -1‬تكفارٌناس ولد علً‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.44‬‬

‫‪238‬‬
‫قانونية‪ ،‬وىكذا تستبعد الموافقة البرلمانية في ىذا المجاؿ ألف البرلماف غير مختص‬
‫دستوريا بإدارة المفاوضات الدولية‪ ،‬أو اإلقتراح المباشر لبنود المعاىدة عمى الدوؿ‬
‫األجنبية ‪،‬أو تحديد أجؿ المصادقة أو التصويت عمى نص المعاىدة‪ ،‬إنو يتمقى فقط‬
‫مشروع قانوف قصد الموافقة دوف التدخؿ في موضوع وبنود اإلتفاقية وىذا يعني أف ليذا‬
‫اإلذف حدود ال يمكف تجاوزىا‪.‬‬

‫كما ال يمكف لمبرلمانأف يمزـ رئيس الجميورية أو الممؾ عمى إخضاع المعاىدات الدولية‬
‫التي تدخؿ في إختصاصو العضوي لمموافقة المسبقة ‪،‬وال حتى التأشير عمييا بصفة‬
‫مباشرة عف طريؽ الموائح ‪،‬التي تعتبر وسيمة إتصاؿ بيف البرلماف ورئيس الجميورية‬
‫لنص الدستور عمى إبراـ بعض المعاىدات طبقا لمواد دستورية محددة‪،‬وعميو نستنتج‬
‫عدـ اإلختصاص الموضوعي لمبرلماف في مجاؿ المعاىدات بصفة عامة‪،‬ولمبرلماف أف‬
‫يعطي موافقتو الشكمية فقط إذا ما طمب منيا في مجاؿ محدد مسبقا في الدستور‪.1‬‬

‫ثانيا ‪ :‬محدودية الموافقة البرلمانية عمى المخططات التنموية‬

‫تـ النص عمى إختصاص البرلماف في مجاؿ الموافقة عمى المخططات التنموية‬
‫بموجب نصوص دستورية وقانونية‪،‬فقد أقره المؤسسالجزائري بموجب قانوف رقـ ‪17/84‬‬
‫في مادتو األولى ‪،‬عمى حؽ البرلماف في اإلطبلع عمى‬ ‫المتعمؽ بقوانيف المالية‬
‫المخطط ػات التنموية اإلستراتيجية لكف بشكؿ سطحي‪،‬فيماتعمؽ بالتصديؽ عمى قانوف‬
‫المالية المدرجة فييا المخططات التنموية‪.‬‬

‫‪ -1‬تكفارٌناس ولد علً‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.44‬‬

‫‪239‬‬
‫وبالنسبة لممؤسس المغربي فقد أقر بموجب نص المادة ‪ 75‬ؼ‪ 2‬مف دستور‬
‫سنة‪2011‬عمى أف‪ ":‬يصوت البرلماف مرة واحدة عمى نفقات التجييز التي يتطمبيا في‬
‫مجاؿ التنمية‪،‬إنجاز المخطط ػات التنموية اإلستراتيجية والبرامج المتعددة السنوات"‪.‬‬

‫فالتصويت الواحد عمى مخططات التنموية ىو بمثابة حرماف البرلماف مف مناقشة‬


‫مشروع المخطط في جزئياتو ‪،‬ومف ثـ إعاقة ىذا األخير عف القياـ بوظيفتو التشريعية‬
‫والرقابية‪ ،‬كما نص المؤسس الدستوري التونسي عمى إختصاص البرلماف في مجاؿ‬
‫المخططات التنمويةاإلستراتيجية والبرامج المتعددة السنوات بموجب دستور‬
‫سنة‪ ،12014‬إالأف الموافقة البرلمانية عمى المخططات التنموية تبقي محدودة‪.‬‬

‫فمف خبلؿ تفحص النص الدستوري وحتى النص التشريعي المنظـ لمالية السنة ‪،‬‬
‫يتضح أف البرلماف يمارس بموجب ىذه النصوص القانونية التصويت عمى المخططات‬
‫التنموية‪ ،‬إال أنو ومع ذلؾ تبرز ا لييمنة الممارسة مف قبؿ الحكومة عمى ىذه‬
‫المخططات ليبقي إطبلع البرلماف عمييا إطبلعا تشويو السطحية ‪،‬لكونياالتتمتع‬
‫بالطابع اإللزامي واف كاف الوضع يبرز جميا أثناء وضع البرلماف في عبلقتو بالحكومة‬
‫فيما يتعمؽ بالتصديؽ عمى قانوف المالية المدرجة فييا المخططات التنموية‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬ضعف الوسائل القانونية في تفعيل الرقابة البرلمانية في المجال‬


‫المالي‬

‫عمى الرغـ مف تبني النصوص الدستورية المغاربية المختمفة لمعظـ وسائؿ الرقابة‬
‫البرلمانية الممارسة مف طرؼ أعرؽ برلمانات العالـ ‪،‬سواء تعمؽ األمر باألنظمة‬
‫السياسية البرلمانية أو الرئاسية‪ ، 2‬إال أف ما يثار في ىذا المجاؿ يتمثؿ في تحديد مدى‬
‫فاعمية الممارسة الرقابية لمبرلماف مف طرؼ البرلمانييف المغاربة ‪،‬خاصة أماـ إمتبلؾ‬

‫‪-1‬الفصل‪91‬من دستور تونس لسنة‪،8834‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬عمار عباس ‪ ،‬الرقابة البرلمانٌة على عمل الحكومة فً النظام الدستوري الجزائري ‪ ،‬دار الخلدونٌة ‪ ،‬الجزائر‬
‫‪،8889‬ص‪.36‬‬
‫‪240‬‬
‫السمطة التشريعية وسائؿ متعددة لممارسة وظيفتيا الرقابية عمى عمؿ الحكومة (األسئمة‬
‫البرلمانية ‪ ،‬االستجواب ‪ ،‬تحقيؽ البرلماني ) ‪،‬إف نجاح الرقابة البرلمانية في المجاؿ‬
‫المالي رىيف بتوفر اإلطار القانوني واإلمكانيات المادية والبشرية ‪،‬التي توضع رىف‬
‫تصرؼ النواب لمحصوؿ عمى المعمومات(المطمب األوؿ) ‪ ،‬ومع عدـ وجود تنسيؽ مع‬
‫أجيزة الرقابة المختصة المحايدة ‪ ،‬يجعؿ مف عممية الرقابة البرلمانية عمى األمواؿ‬
‫العمومية عممية شكمية (المطمب الثاني)‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬صعوبة حصول البرلمان عمى المعمومات الالزمة إلتمام عممية الرقابة‬

‫يممػ ػ ػػؾ الب رلمػ ػ ػػاف مػ ػ ػػف الناحيػ ػ ػػة القانونيػ ػ ػػة مجموعػ ػ ػػة مػ ػ ػػف اآلليػ ػ ػػات التػ ػ ػػي تمكنػ ػ ػػو مػ ػ ػػف‬
‫الحص ػػوؿ عمػ ػػى المعموم ػػات التػ ػػي يطمبي ػ ػا ‪،‬وذل ػػؾ بغػ ػػرض إتمػ ػػاـ عممي ػػة الرقابػ ػػة عمػ ػػى‬
‫غيرن ػػو م ػػف الناحي ػػة العممي ػػة نبلح ػػظ ض ػػعؼ الوس ػػائؿ القانوني ػػة الت ػػي‬
‫تنفي ػػذ الميزاني ػػة‪ ،‬أ‬
‫تمك ػ ػ ػػف البرلم ػ ػ ػػاف م ػ ػ ػػف فيم عممي ػ ػ ػػات تنفي ػ ػ ػػذ النفق ػ ػ ػػات العمومي ػ ػ ػػة‪،‬فتظير ع ػ ػ ػػدـ فعالي ػ ػ ػػة‬
‫المناقش ػػة البرلمانيػ ػػة ف ػػي المجػ ػػاؿ الم ػػالي مػ ػػف خ ػػبلؿ عنص ػ ػريف أساس ػػيف ىمػ ػػا ضػ ػػعؼ‬
‫آلي ػ ػ ػػة السػ ػ ػ ػؤاؿ البرلم ػ ػ ػػاني منجي ػ ػ ػػة(الفرع األوؿ)‪،‬وغي ػ ػ ػػاب ط ػ ػ ػػابع الفجائي ػ ػ ػػة ف ػ ػ ػػي آلي ػ ػ ػػة‬
‫اإل س ػ ػ ػ ػػتجواب وس ػ ػ ػ ػػيطرة الحكوم ػ ػ ػ ػػة عم ػ ػ ػ ػػى نت ػ ػ ػ ػػائج التحقي ػ ػ ػ ػػؽ البرلم ػ ػ ػ ػػاني م ػ ػ ػ ػػف جي ػ ػ ػ ػػة‬
‫أخرى(الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬نظام السؤال البرلماني وعراقيل إعمالو‬

‫تعتبر األسئمة البرلمانية مف أىـ الوسائؿ الدستورية التي تكرس حؽ النواب في ممارسة‬
‫الرقابة عمى الميزانية العامة مف جية ‪،‬والوسيمة األكثر إستعماال مف جية أخرى نظ ار‬
‫لسيولة إجراءاتيا ‪.‬‬

‫وقد ظير نظاـ األسئمة البرلمانية في بريطانيا نظ ار لمتبلزـ القائـ بيف البرلماف وحؽ‬
‫السؤاؿ ‪،‬بإ عتبار ىذا األخير مف الوسائؿ الرقابية التي يستخدميا البرلمانيوف في مراقبة‬

‫‪241‬‬
‫السمطة التنفيذية ‪،‬كما لعبت األسئمة البرلمانية دو ار بار از في فعالية مجمس العموـ بعد‬
‫إنتقاؿ السمطة إلى الحكومة وظيور المسؤولية الو ازرية‪.1‬‬

‫ويعتبر السؤاؿ البرلماني مف بيف أىـ وسائؿ اإلعبلـ التي تسمح لمبرلماف مف إكتشاؼ‬
‫الحقائؽ المحددة بالذات‪ ،‬أو الحصوؿ عمى توضيحات حوؿ مسائؿ تتعمؽ بنشاط‬
‫ضرر بالصالح‬
‫ا‬ ‫وزاري معيف ‪ ،‬أو لفت نظر الوزير المختص إلى أمر قبؿ أف يحدث‬
‫العاـ‪،2‬وعميو منح المؤسس في الدوؿ المغاربية لمنائب حؽ ممارسة الرقابة‪3‬عف طريؽ‬
‫توجيو األسئمة مف أجؿ التوصؿ إلى معرفة األمور التي يجيميا ‪.4‬‬

‫حيث عرؼ السؤاؿ البرلماني عمى أنو تمكيف أعضاء البرلماف مف اإلستفسار عف‬
‫األمور التي يجيمونيا‪،‬أو لفت نظر الحكومة إلى موضوع معيف‪،‬كما ورد تعريؼ لدي‬
‫البعض عمى أنو توجيو إستيضاح الى أحد الوزراء بقصد اإلستفسار عف أمر مف‬
‫األمور التي تتعمؽ بأعماؿ و ازرتو‪،‬أو بقصد لفت نظر الحكومة إلى أمر مف األمور‬
‫أوالى مخالفات حدثت بشاف موضوع ما‪،5‬كما عرؼ عمى أنو حؽ لكؿ عضو مف‬
‫أعضاء المجمس بيدؼ الوقوؼ في شأف مف الشؤوف الموكمةلمحكومة ‪،‬وال يقصد بو‬
‫سوي اإلستفسارعف أمرمعيف ال يعممو العضو أو لمتحقؽ مف حصوؿ واقعة وصؿ‬
‫عمميا إليو‪.‬‬

‫‪ -1‬عمار عباس‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.81‬‬


‫‪ -2‬عبد هللا بوقفة ‪ ،‬الدستور الجزائري ‪ ،‬دار الهدى ‪ ،‬بدون طبعة ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬بدون سنة نشر ‪ ،‬ص ‪.346‬‬
‫‪ -3‬نص المؤسس التونسً على ذلك فً نص الفصل ‪ 69‬من دستور ‪ 8834‬على ‪ " :‬لكل عضو بمجلس نواب‬
‫الشعب أن ٌقدم الى الحكومة بأسئلة كتابٌة أو شفافٌة طبق ما ٌضبطه النظام الداخلً للمجلس ‪".‬‬
‫فً حٌن نص المؤسس المغاربً إلى ذلك بنص الفصل ‪ 388‬من دستور ‪ 8833‬على ‪ " :‬تخصص باألسبقٌة فً‬
‫كل أسبوع ألسئلة أعضاء مجلسً البرلمان و أجوبة الحكومة "‪.‬‬
‫أما بالنسبة للمؤسس الجزائري فقد نص على ذلك من خالل المادة ‪ 310‬من التعدٌل الدستوري لسنة ‪8888‬على ‪:‬‬
‫" ٌمكن اعضاء البرلمان أن ٌوجهوا أي سؤال شفهً أو كتابً إلى أي عضو فً الحكومة و ٌكون السؤال الكتابً‬
‫كتابٌا خالل أجل أقصاه ثالثون ٌوما ‪. " ....‬‬
‫‪ -4‬عبد هللا بوقفة ‪ ،‬الدستور الجزائري ‪ ،‬دار رٌحانة ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 8888 ،‬ص ‪.386‬‬
‫‪-1‬محمد حمودي بن هاشمً‪"،‬السؤال البرلمانً فً الجزائر"‪،‬مجلة المنارة للدراسات القانونٌة واإلدارٌة‪،‬‬
‫عدد‪،888‬ص‪.3‬‬

‫‪242‬‬
‫وعرفو البعض بأنو اإلستفسار واإلستضاح الذي يطمبو أي عضو مف اعضاء البرلماف‬
‫مف الوزير بشأف مسألة معينة‪.1‬‬

‫ويستيدؼ السؤاؿ البرلماني حصوؿ عضو البرلماف السائؿ عف معمومات حقيقية أو‬
‫واقعية دوف النظر الى الناحية اإلحصائية‪،‬وكذلؾ دفع الوزير المعني إلى إتخاذ عمؿ‬
‫معيف أو اإلمتناع عف عمؿ معيف ‪،‬وقد يقدـ العضو السائؿ ما يراه مف حموؿ ‪،‬كما قد‬
‫يترؾ الوزير الموجو أليو السؤاؿ تقديـ مثؿ ىذه الحموؿ‪.2‬‬

‫وتظير أىمية السؤاؿ البرلماني جميا مف خبلؿ الكشؼ عف المخالفات الحكومية‬


‫وايضاح برنامج الحكومة‪،‬كما تظير أحيانا تعسؼ اإلدارة وتؤدي بالتالى إال معالجة‬
‫شكاوي الشعب عف طريؽ توجيو تمؾ األسئمة البرلمانية وايجاد أماكف الخمؿ في العمؿ‬
‫الحكومي‪.‬‬

‫فقد يتقدـ عضو البرلماف بتوجيو سؤاؿ إلى الوزير يمكف مف خبلؿ إجابة الوزير كشؼ‬
‫بعض المخالفات في المرافؽ الحكومية‪،‬وقد يؤدي إلى إحراج الحكومة سياسيا‪،‬فضبل‬
‫عف أف األسئمة قد تحقؽ ىدفا أسمى ىو السعي لتحقيؽ إصبلحات حكومية في مرافؽ‬
‫وخطط الدولة المستقبمية‪،‬وقد تمتد لتشمؿ األنظمة والقوانيف المعموؿ بياواعادة النظر‬
‫فييا‪،‬كما أنيا تؤدي إلى توفر معمومات عف أوضاع األجيزة اإلداريةومشاكميا‪،‬حيث‬
‫تكشؼ إجابات الوزراءعف األسئمة عف بعض المخالفات القانونية واإلدارية ‪.‬‬

‫باإلضافة إلى أف السؤاؿ البرلماني يشكؿ في حقيقتو مسائمة عمنية لموزير الذي قد يقتنع‬
‫بعد دراسة موضوع السؤاؿ بعدـ سبلمة اإلجراء الذي سبؽ لو إتخاذه فيصدر قرار‬
‫مخالؼ يصوب فيو الوضع أو يعيد النظر في السياسة التي ستتبع في المستقبؿ‪،‬كماقد‬
‫يشكؿ السؤاؿ وسيمة تساعد الحكومة عمى توضيح نواح معينة مف سياستيا في الوقت‬

‫‪ -1‬حمد حمودي بن هاشمً‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.8‬‬


‫‪-2‬المرجع نفسه‪،‬ص‪.1‬‬

‫‪243‬‬
‫الذي يكوف المجوءلممناقشة العامة سابقا ألوانو ألف الحكومة قد ال تكوف مستعدة‬
‫لممناقشة فتستخدـ السؤاؿ لئلدالء ببياف عاـ عف سياستيا بصفة عامة أو بصدد أمر‬
‫معيف متعمؽ بأحداث جارية ‪.‬‬

‫كما يستخدـ السؤاؿ لمتابعةتنفيذ القوانيف‪،‬وقد يستخدـ إلحداث إصبلحات تشريعية مما‬
‫يمكف العضو السائؿ مف تقديـ إقتراحات لمعالجة النقص أو القصور أو الغموض في‬
‫القوانينحتى يمكنيا مسايرة الواقع العممي لئلدارة والتطور المستمر في ىيكمة الدولة‬
‫ومرافقيا الحكومية وبرامجيا المختمفة‪،‬ذلؾ أنو اليمكف ألعضاء البرلماف متابعة تنفيذ‬
‫القوانينمف قبؿ السمطة التنفيذية أال بوجود حؽ السؤاؿ البرلماني إذ مف خبللو يمكف‬
‫ألعضاء البرلماف معرفة مدى إلتزاـ الحكومة بتنفيذ القوانيف كؿ في مجاؿ إختصاصو‪.1‬‬

‫أوال ‪ :‬أنواع األسئمة البرلمانية ‪:‬‬

‫تتنوع األسئمة البرلمانية بيف األسئمة الشفوية والمكتوبة‪،‬توجد ىذه األسئمة في النظاـ‬
‫السياسي الجزائري والتونسي ‪ ،‬عمى إعتبار أف ىناؾ أنواع مف أسئمة أخرى لـ تأخذ بيا‬
‫الدساتير الجزائرية والتونسية ‪،‬كاألسئمة اآلنية و المحورية التي نص عمييا التشريع‬
‫المغربي و األسئمة التي تمييا مناقشة و األسئمة الشفيية الشيرية الموجية إلى رئيس‬
‫الحكومة حوؿ السياسة العامة‪.2‬‬

‫أ‪-‬األسئمة الشفوية‬

‫يعتبر نظاـ األسئمة الشفوية ىو األصؿ في نظاـ األسئمة ‪،‬أما األسئمة المكتوبة فيي‬
‫إ ستثناء فقط ‪ ،‬فقد ظيرت بعد أف تبنت البرلمانات نظاـ األسئمة الشفوية بفترة طويمة ‪،‬‬
‫مع أف النظاـ السياسي في الدولة يؤثر بدوف شؾ عمى إمكانية إستقبلؿ آلية األسئمة‬
‫أثر‬
‫البرلمانية ‪ ،‬فإذا كانت الدولة تأخذ بنظاـ األحزاب السياسية‪،‬فبل شؾ أف ليذا النظاـ ا‬

‫‪-1‬محمد حمودي بن هاشمً‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.38‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 808‬من النظام الداخلً لمجلس نواب الشعب المغربً ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪244‬‬
‫واضحا عمى األىداؼ المقصودة مف السؤاؿ ‪ ،‬إذا لـ يمنع حزب األغمبية مف توجيو‬
‫لئلستفسار عف بعض المواضيع مف الحكومة‪ ،‬إال أف‬ ‫األسئمة البرلمانية إلى الحكومة‬
‫اليدؼ مف وراء ىذه األسئمة ال يمكف اعتباره فرض رقابة عمى النشاط الحكومي حتى‬
‫واذا كاف خبلؼ في بعض النقاط بيف أعضاء الحكومة والوزراء ‪،‬وليذا فإنو مف‬
‫الطبيعي أف تستخدـ األقمية نظاـ األسئمة لفرض رقابتيا عمى النشاط الحكومي ‪ ،‬مع‬
‫وجود أغمبية برلمانية قادرة عمى تبرير تصرفات الحكومة و مواقفيا‪.1‬‬

‫ب‪-‬األسئمة الكتابية‬

‫عرؼ السؤاؿ الكتابي بأنو الطمب المتضمف الحصوؿ عمى معمومات حوؿ موضوع ما‬
‫موجو مف أحد البرلمانييف إلى عضو في الحكومة ‪،‬يمزـ باإلجابة عميو في وقت محدد‪،2‬‬
‫وطبقا لممادة ‪ 139‬مف النظاـ الداخمي لممجمس الوطني الفرنسي فقد عرؼ السؤاؿ‬
‫المكتوب عمى أنو طمب معمومات موجو مف عضو البرلماف إلى أحد أعضاء الحكومة‬
‫الذي يجب أف يجيب عميو خبلؿ مدة معينة ‪،‬يتـ إعداد السؤاؿ المكتوب كتابة فيمتمس‬
‫عضو البرلماف عف طريؽ الكتابة الحصوؿ عمى المعمومات حوؿ موضوع معيف‪،‬‬
‫أوطمب تفسير معيف فيكوف لموزير المعنى المدة المحددة اإلجابة‪.3‬‬

‫و ييدؼ أعضاء البرلماف مف لجوؤىـ إلى األسئمة الكتابية لمحصوؿ عمى المعمومات‬
‫قصد حؿ المشاكؿ التييواجينيا ناخبوىـ ‪ ،‬و تكوف في بعض األحياف وسيمة لمحصوؿ‬
‫عمى إستشارات قانونية خاصة في المجاالت الضريبة‪ ،‬ذلؾ أف اإلدارة مجبرة عمى الرد‬

‫‪ -1‬وسٌم حسام الدٌن األحمد ‪ ،‬الرقابة البرلمانٌة على أعمال الحكومة من النظامٌن الرئاسً والبرلمانً ‪،‬ط‪،3‬‬
‫منشورات الحلبً الحقوقٌة ‪،‬بٌروت‪، 8880 ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪ -2‬عمار عباس ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Christian BIGAUT , Le Droit Constitutionnel en France , Edition ellipses,Paris,‬‬
‫‪2003,p267‬‬

‫‪245‬‬
‫عمى إستفساراتيـ إلى تتضمنيا األسئمة ‪،‬فيي بذلؾ وسيمة استعبلـ أكثر منيا وسيمة‬
‫لفرض الرقابة نظ ار لتأخر الوزراء في اإلجابة عمييا ‪.‬‬

‫و مف خبلؿ إستقراء نص المادة ‪ 158‬مف التعديؿ الدستوري الجزائري لسنة‬


‫‪2020‬والفصؿ ‪ 100‬مف الدستور المغربي لسنة ‪، 2011‬و الفصؿ ‪ 96‬مف دستور‬
‫تونس لسنة‪2014‬نبلحظ أنيا نصت كميا صراحة عمى أف لكؿ عضو في البرلماف حؽ‬
‫توجيو سؤاؿ شفوي أو كتابي إلى أي عضو في الحكومة ‪،‬بدوف تحديد موضوع أو‬
‫مجاؿ محدد لممسائمة مما يعني إمكانية طرح السؤاؿ في أي مجاؿ و حوؿ أي قطاع‬
‫دوف إستثناء ‪ ،‬سواء في مجاؿ النفقات العمومية أو غيرىا ‪،‬عمى أف توجياألسئمة إلى‬
‫المختص بيا ففي المجاؿ المالي توجو األسئمة إلى وزير المالية بإعتباره ممثؿ الحكومة‬
‫في ىذا مجاؿ‪ ،‬في و الذي يعرض مشروع قانوف المالية لمسنة عمى البرلماف‪.‬‬

‫وتعتبر النصوص الدستورية المغاربية مف بيف النصوص التي التفرؽ بيف األسئمة‬
‫الكتابية واألسئمة الشفوية مف حيث مضمونيا واليدؼ منيا ‪،‬عمى عكس البرلمانات‬
‫األروبيةالتي تكشؼ عف الفرؽ الجوىري في الوسيمتيف‪.‬‬

‫فالسؤاؿ الشفوي ذو بعد سياسي ولو أ ثر يمتد حتى إلى الرأي العاـ مما يجعؿ المسؤولية‬
‫السياسية الحكومة عمى المحؾ‪.1‬‬

‫يعتبر نظاـ األسئمة الشفوية و المكتوبة النوعيف المعمولبيما في التشريع الجزائري‬


‫والتونسي ‪،‬و أف أغفؿ التشريع الجزائري في دستور ‪ 1976‬لؤلسئمة الشفوية عمى‬
‫إعتبار أف إجراء اإلستجواب في ىذا الدستور كاف بديبل لمسؤاؿ الشفوي ‪،‬إال أنو‬
‫خصص لو مكانة ىامة مف أوؿ مجمس تشريعي بعد اإلستقبلؿ ‪.‬‬

‫‪ -1‬عقٌلااااااة خرباشااااااً‪ "،‬رقاباااااااة مجلااااااس األماااااااة لعماااااال الحكوماااااااة بواسااااااطة آلٌاااااااة السااااااؤال"‪،‬مجلاااااااةالفكر‬
‫البرلمانً‪،‬العدد‪،81‬سنة‪ ،8886‬ص ‪.88‬‬

‫‪246‬‬
‫أما التشريع المغربي فقد عرؼ أنواعا أخرى مف األسئمة إلى جانب األسئمة الشفويةو‬
‫الكتابية تمثمت في ‪:‬‬

‫ج‪-‬األسئمة التي تمييا مناقشة‬

‫حيث يمكف لمنواب أوالمستشاريف أف يتقدموا بأسئمة تمييا مناقشة‪ ،‬عندما يتـ إدراج أسئمة‬
‫شفوية تمييا مناقشة في جدوؿ أعماؿ الجمسة عمى أف يبمغ الرئيس الفرؽ والمجموعات‬
‫النيابية و النواب غير المعنييف ‪،‬ويفتح الئحة الراغبيف في المشاركة في المناقشة‬
‫ويخبر الحكومة بذلؾ وتنظـ المناقشة بالتناوب بيف األغمبية و المعارضة عمى أساس‬
‫قاعدة التمثيؿ النسبي ‪،‬وتبمغ إلى رئيس المجمس الئحة الراغبيف في المناقشة ‪ 24‬ساعة‬
‫قبؿ بداية الجمسة‪.1‬‬

‫د‪/‬األسئمة المحورية‬

‫يمكف لممستشاريف أف يتقدموا بأسئمة محورية بمبادرة منيـ أو بإقتراح مف الحكومة‪،‬‬


‫لمناقشة مواضيع ذات بعد وطني ىاـ‪،‬وعندما يدرج المكتب أسئمة شفيية مف ىذا‬
‫الصنؼ يبمغ رئيس الفرؽ والمجموعات البرلمانية واألعضاء غير المنتسبيف بموضوع‬
‫السؤاؿ المحوري ‪،‬تبرمج األسئمة المحورية في بداية الجمسة وتدمج في إطار وحدة‬
‫الموضوع‪.2‬‬

‫و‪/‬األسئمة اآلنية‬

‫يمكف لمنواب أو المستشاريف أف يتقدموا بأسئمة شفيية آنية تتعمؽ بقضايا ظرفية‬
‫تستأثر إىتماـ الرأي العاـ الوطني‪ ،‬وتستمزـ إلقاء الضوء عمييا بصفة استعجاليو مف‬
‫قبؿ الحكومة عف طريؽ مجمس النواب ‪ ،‬ويبمغ رئيس المجمس السؤاؿ اآلني إلى‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 890‬من النظام الداخلً لمجلس نواب الشعب المغربً ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-2‬المادة‪ 861‬من النظام الداخلً لمجلس المستشارٌن المغربً‪،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪247‬‬
‫الحكومة ويتفؽ عند اإلقتضاء مع الوزراء المعنييف عمى برمجة السؤاؿ األتي والجواب‬
‫عنو في أوؿ جمسة قادمة لؤلسئمة الشفوية األسبوعية ‪ ،‬كما يسير مكتب المجمس عمى‬
‫تخصيص حيز زمني في وسائؿ اإلعبلـ العمومية ألنشطة المجمس بإتفاؽ مع الحكومة‬
‫مع مراعاة حؽ المعارضة المنصوص عمييا في الفصؿ العاشر مف الدستور ‪.‬‬

‫وفي حالة عدـ كفاية المعطيات واإلجابات التي تقدميا الحكومة ‪ ،‬يمكف لموزير المعني‬
‫و بمبادرة منو أو بطمب مف واضع السؤاؿ الشفوي اإلدالء كتابة بالبيانات اإلضافية إلى‬
‫رئيس المجمس الذي يتولى توجيييا إلى الفرؽ أو المجموعة النيابية التي ينتمي إلييا‬
‫صاحب السؤاؿ وتنشر بالموقع االلكتروني لممجمس‪.1‬‬

‫و‪-‬األسئمة الشيرية الشفوية الموجية إلى رئيس الحكومة حول السياسة العامة‬

‫تخصص جمسة واحدة كؿ شير لؤلسئمة المتعمقة بالسياسة العامة الموجية إلى رئيس‬
‫الحكومة‪ ،‬عمى أف تقدـ األجوبة خبلؿ الثبلثيف يوما الموالية إلحالة ىذه األسئمة طبقا‬
‫لمفصؿ ‪ 100‬مف الدستور ‪ ،‬وتنعقد جمسات األسئمة المتعمقة بالسياسة العامة الموجية‬
‫إلى رئيس الحكومة في نفس اليوـ المخصص لمجمسة األسبوعية لؤلسئمة الشفوية ‪،‬‬
‫غير أنو يمكف تحديد يوـ أخر باإل تفاؽ مع الحكومة ‪ ،‬عمى أف يتضمف جدوؿ أعماؿ‬
‫الجمسة المخصصة لؤلسئمة المتعمقة بالسياسة العامة كبل أو بعضا مما يمي ‪:‬‬

‫‪ -‬األسئمة المحورية التي ال يمكف أف يتعدى عددىا إثناف‪.‬‬


‫‪ -‬أسئمة أخرى متعمقة بالسياسة العامة ‪.‬‬

‫ويتولى رئيس الحكومة اإلجابة شخصيا عمى أسئمة النواب وتعقيباتيـ‪ ،‬في إطار إحتراـ‬
‫الغبلؼ الزمني لمجمسة ‪.2‬‬

‫‪ -1‬أنظرالمادة من ‪ 864‬إلى ‪ 861‬من النظام الداخلً لمجلس المستشارٌن المغربً ‪ ،‬المادة‪818-896‬من النظام‬
‫الداخلً لمجلس النواب المغربً ‪.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 810‬إلى ‪ 801‬من النظام الداخلً لمجلس النواب المغربً ‪،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪248‬‬
‫ثانيا‪:‬خصائص السؤال البرلماني‬

‫أيا كاف الرأي حوؿ جدوى السؤاؿ البرلماني كوسيمة رقابية لمبرلماف فإف التشريعات‬
‫الدستورية المقارنة ومنيا الجزائر والمغرب وتونس تضمنت نصوصا صريحة تنظـ‬
‫ممارسة ىذه الوسيمة لضماف سبلمتييا وتحقيؽ اليدؼ منيا‪.‬‬

‫ينفرد السؤاؿ البرلماني بخصائص ومزايا تجعمو متمي از عف غيره مف أدوات الرقابة‬
‫األخرى ويمكف إستخبلص ىذه الخصائص عمى النحو اآلتي‪:1‬‬

‫أ‪/‬السؤال آلية دستورية وقانونية‬

‫يمارس أعضاء البرلماف حؽ السؤاؿ مف خبلؿ ما يتـ مف واجبات العيدة البرلمانية‬


‫فيكوف بذلؾ ليـ حؽ إستعمالو وقتمايشاؤف متى اقتضت الظروؼ ذلؾ‪ ،‬ويعتبر حؽ‬
‫السؤاؿ حقا شخصيا لعضو البرلماف فمو أف يتنازؿ عف إثارتو إذا لـ يكف ىناؾ وجو‬
‫لذلؾ‪.‬‬

‫ب‪/‬السؤال البرلماني آلية متعددة الصور‬

‫حيث ىناؾ أسئمة شفوية بدوف مناقشة واألسئمة المصحوبة بمناقشة‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫األسئمة العاجمة التي أثبت الواقع أىميتيا في اإلستجابة لمقضايا المستعجمة‪.‬‬

‫ج‪ /‬السؤال آلية تتسم بالشفافية‬

‫حيث تمارس في ظؿ جممة مف اإلجراءات واألجواء التي تتسـ بالعمومية والعبلنية‬


‫المفتوحة ‪ ،‬عمى جميور المواطنيف والرأي العاـ وكافة وسائؿ قنوات اإلعبلـ وتكتسب‬
‫ىذه الخاصية نوع مف المصداقية في عبلقة الدولة بالمواطنيف بصفة عامة‪ ،‬وعبلقة‬
‫البرلماف بالييئة اإلنتخابية بصفة خاصة‪.‬‬

‫‪" -1‬األحكاـ الموضوعية المتعمقة بالسؤاؿ البرلماني"‪ ،‬مجمة آفاؽ برلمانية‪،‬العدد ‪ 09‬لشير كانوف األوؿ‬
‫‪،2018‬ص‪.7‬‬

‫‪249‬‬
‫د‪/‬السؤال آلية تتسم بالبساطة‬

‫ولعؿ ىذه الخاصية ىي التي ساعدت عمى إنتشار أسموب األسئمة البرلمانية بشكؿ‬
‫متزايد مف قبؿ أعضاء البرلماف‪ ،‬فالسؤاؿ البرلماني يتميز بعدـ خضوعو إلى شكميات‬
‫القبوؿ التي تخضع ليا مشروعات القوانيف التي يتقدـ بيا األعضاء‪،‬كما أف بساطة‬
‫أسموب األسئمة البرلمانية ال يتطمب خبرة معينة في تحرير السؤاؿ إذ يجوز وضعو في‬
‫أي صيغة مختصرة‪ ،‬وىذا ما يجعمو في متناوؿ يد عضو مف أعضاء البرلماف دوف‬
‫عناء‪ ،‬كما يمكف أف يستخدـ مف قبؿ األغمبية الحكومية وأعضاء المعارضة عمى قدـ‬
‫المساواة واف كاف اليدؼ مف استخداـ األسئمة يختمؼ باختبلؼ ىاتيف الفئتيف‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬شروط ممارسة حق السؤال البرلماني‬

‫تنص المادة ‪ 158‬مف التعديؿ الدستوري الجزائري لسنة ‪ 2020‬عمى ما يمي ‪ :‬يمكف‬
‫ألعضاء البرلماف أف يوجيوا أي سؤاؿ شفوي أو كتابي إلى أي عضو في الحكومة ‪،‬‬
‫ويكوف الجواب عف السؤاؿ الكتابي كتابيا خبلؿ أجؿ أقصاه ‪ 30‬يوما بالنسبة لؤلسئمة‬
‫الشفوية يجب أف ال يتعدى أجؿ الجواب ‪ 30‬يوما ‪.1‬‬

‫يعقد كؿ مف المجمس الشعبي الوطني ومجمس األمة بالتداوؿ جمسة أسبوعية تخصص‬
‫ألجوبة الحكومة عمى األسئمة الشفوية لمنواب و أعضاء مجمس األمة ‪" ....‬‬

‫فمف خبلؿ المادة تـ تحديد أجؿ الجواب عمى السؤاؿ الكتابي والشفوي في مدة ثبلثوف‬
‫يوما كأقصى حد ‪ ،‬خبلفا لما نصت عميو المادة ‪ 134‬مف دستور ‪ 1996‬التي نصت‬
‫عمى أجؿ السؤاؿ الكتابي والذي حدد بػ ‪ 30‬يوما ‪ ،‬أما السؤاؿ الشفوي فمـ تحدد أجؿ‬
‫الحكومة في اإلجابة عنو أماـ البرلماف ‪ ،‬وكانت اإلجابة عف األسئمة الشفوية في‬

‫‪ -1‬مجلة آفاق برلمانٌة ‪،‬األحكام الموضوعٌة المتعلقة بالسؤال البرلمانً‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.8‬‬

‫‪250‬‬
‫جمسات المجمس دوف تحديد أجؿ اإلجابة ‪،‬و فصؿ القانوف العضوي رقـ ‪ 02-99‬في‬
‫المسائؿ اإلجرائية لممارسة الرقابة بواسطة آلية السؤاؿ‪. 1‬‬

‫وطبقا لمقانوف العضوي رقـ ‪2 12-16‬يودع نص السؤاؿ الشفوي أو الكتابي مف قبؿ‬


‫صاحبو حسب الحالة لدى المجمس الشعبي الوطني أو مكتب مجمس األمة ‪ ،‬ويرسؿ‬
‫رئيس مجمس األمة أو رئيس المجمس الشعبي الوطني السؤاؿ الذي تـ قبولو إلى‬
‫الحكومة ‪ ،‬ويعقد المجمس الشعبي الوطني و مجمس األمة بالتداوؿ جمسة أسبوعية‬
‫تخصص ألجوبة أعضاء الحكومة عف األسئمة الشفوية لمنواب و أعضاء مجمس‬
‫األمة‪ ،‬كما يحدد اليوـ الذي يتـ فيو تناوؿ األسئمة الشفوية بالتشاور بيف مكتبي البرلماف‬
‫وباالتفاؽ مع الحكومة ‪ ،‬و يمكف ألي عضو برلماني سحب سؤالو الشفيي أو تحويمو‬
‫إلى كتابي‪ 3‬شريطة إببلغ الحكومة بذلؾ وقبؿ الجمسة المخصصة ليذا الغرض ‪،‬كما‬
‫يمكف سحب السؤاؿ الكتابي و تبمغ الحكومة بذلؾ ‪،‬و إذا إرتأت إحدى الغرفتيف أف‬
‫جواب عضو الحكومة عف السؤاؿ الكتابي أو الشفوي يقتضي فتح باب المناقشة وفقا‬
‫لمشروط المنصوص عمييا في النظاـ الداخمي لكؿ مف المجمسيف ‪.‬‬

‫في حيف نص المشرع المغربي في المادة ‪ 184‬مف النظاـ الداخمي لمجمس النواب عمى‬
‫لكؿ نائبة أو نائب الحؽ في توجيو أسئمة كتابية أو شفوية إلى رئيس الحكومة‬ ‫أنو‬
‫حوؿ السياسة العامة‪ ،‬و الى الوزراء حوؿ السياسات الخاصة القطاعية لمحكومة ‪،‬‬
‫تحدد باالتفاؽ مع الحكومة جمسة واحدة كؿ شير لؤلسئمة المتعمقة بالسياسة العامة‬
‫الموجية إلى رئيس الحكومة ‪ ،‬و تقدـ األجوبة عنيا خبلؿ الثبلثيف يوما الموالية‬
‫إلحالة األسئمة عمى رئيس الحكومة وفقا ألحكاـ الفصؿ ‪ 100‬مف الدستور ‪ ،‬تخصص‬
‫نسبة مف األسئمة الشفوية لممعارضة ال تقؿ عف نسبة تمثيمياكما يجب أف يمتاز السؤاؿ‬

‫‪ -1‬المواد من ‪ 90‬إلى ‪ 11‬من القانون العضوي رقم ‪، 88-66‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪-2‬المادة ‪ 18‬من القانون العضوي رقم ‪،38-39‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-3‬المادة‪ 801‬من النظام الداخلً لمجلس المستشارٌن المغربً‪،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪251‬‬
‫بوحدة الموضوع ‪ ،‬و أف ال ييدؼ إلى خدمة أغراض شخصية أو يتضمف توجيو تيمة‬
‫شخصية إلى الوزراء الموجو إلييـ السؤاؿ‪.‬‬

‫ويقدـ السؤاؿ كتابة موقعا مف صاحبو إلى رئيس المجمس الذي يحيمو إلى الحكومة‬
‫التي يجب أف تدلي بجوابيا خبلؿ ‪ 20‬يوما الموالية إلحالة السؤاؿ عمييا ‪،‬و في حالة‬
‫انقضاء األجؿ دوف جواب منيا يمكف لصاحب السؤاؿ أف يطمب تسجيمو في جدوؿ‬
‫األعماؿ وتقديمو في الجمسة الموالية‪.‬‬

‫كما يمكف لمكتب المجمس تحويؿ السؤاؿ الشفوي إلى سؤاؿ كتابي لو طابعا شخصيا‬
‫بعد إشعار صاحبو ‪،‬الذي لديو أجؿ ‪ 8‬أياـ ليوافؽ أو يرفض‪ ،‬و في حالة عدـ الرد فإف‬
‫السؤاؿ يتحوؿ إلى كتابي في إطار الموافقة الضمنية‪ ،‬أما بخصوص الغبلؼ الزمني‬
‫المحدد لمجمسة األسبوعية لؤلسئمة الشفوية في مدة ال تقؿ عف ساعة و نصؼ وال تزيد‬
‫عف ثبلث ساعات ‪ ،‬توزع بالتمثيؿ النسبي بيف الفرؽ و المجموعات النيابية و األعضاء‬
‫غير المنتسبيف ‪.1‬‬

‫أما بالنسبة لممشرع التونسي فقد نص بموجب الفصؿ ‪ 96‬مف دستور سنة‪: 2014‬‬
‫" عمى أنو لكؿ عضو بمجمس نواب الشعب أف يقدـ إلى الحكومة أسئمة كتابية أو‬
‫شفاىية طبقال ما يضبطو النظاـ الداخمي لممجمس "‪،‬كما نص الفصؿ ‪ 145‬مف النظاـ‬
‫الداخمي لمجمس نواب الشعب التونسي ‪2‬عمى ‪ ":‬لكؿ عضو أو أكثر التقدـ إلى أعضاء‬
‫مف الحكومة بأسئمة كتابية في صيغة موجزة عف طريؽ رئيس مجمس نواب الشعب ‪،‬‬
‫يحيؿ مكتب المجمس السؤاؿ الكتابي عمى الحكومة في أجؿ أقصاه ‪ 8‬أياـ مف تمقيو ‪،‬‬
‫ولممكتب أف يكمؼ أحد أعضائو بمتابعة ىذه الميمة ‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة من ‪ 304‬الى ‪ 361‬من النظام الداخلً لمجلس النواب المغربً ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪-2‬النظام الداخلً لمجلس نواب الشعب مؤرخ فً‪،8831/88/84‬عدد الرائد الرسمً التونسً‪ 84‬لسنة‪8831‬‬

‫‪252‬‬
‫يتعيف عمى الحكومة موافاة رئيس المجمس بجواب في أجؿ أقصاه ‪ 10‬أياـ مف تمقيو‬
‫السؤاؿ‪ ،‬يسمـ رئيس المجمس نسخة مف الجواب إلى العضو المعني ‪ ،‬و يأذف بنشر‬
‫السؤاؿ و الجواب الكتابي لمحكومة ‪، " ...‬كما نص الفصؿ ‪ 146‬عمى ما يمي ‪ " :‬لكؿ‬
‫عضو أف يتقدـ خبلؿ جمسة عامة بأسئمة شفاىية ألعضاء الحكومة عمى أف يوجو‬
‫إعبلما كتابيا إلى رئيس المجمس يبيف فيو موضوع أسئمتو و عضو الحكومة المعني‬
‫باإلجابة‪ ،‬ويتـ إعبلـ الحكومة بمواضيع األسئمة و موعد الجمسة العامة المخصصة‬
‫لئلجابة عنيا‪ ،‬عمى أف تكوف في أجؿ أقصاه ‪ 15‬يوما ‪ ،‬ويتـ تمقي جواب الحكومة في‬
‫نفس الجمسة ‪ ،‬ولمنائب أف يعقب مرة واحدة عمى جواب عضو الحكومة و يمكف ألي‬
‫عضو تقدـ بأسئمة شفاىة أف يسحبيا أسبوعا عمى األقؿ قبؿ موعد الجمسة العامة "‪.‬‬

‫وما يجدر التنويو إليو أف ممارسة ىذا الحؽ في األنظمة الدستورية المغاربية ‪،‬ال يكوف‬
‫عمى إطبلقو بؿ يمارس في إطار جممة مف الشروط تتمثؿ أىميا فيما يمي ‪:‬‬

‫مختصر و أف ينصب عمى المسألة المطموبة‪.‬‬


‫ا‬ ‫‪-‬أف يكوف السؤاؿ‬

‫‪-‬أف يحدد بوضوح عضو الحكومة الموجو إليو السؤاؿ‪.‬‬

‫‪ -‬يشترط في األسئمة أف تكوف خالية مف العبارات غير البلئقة ‪ ،‬وعدـ إحتوائيا عمى‬
‫إتيامات شخصية ‪.‬‬

‫‪-‬ال يؤدي ا لسؤاؿ إلى اإلضرار بالمصمحة العميا لمدولة‪،‬كاف يؤدي إلى كشؼ عف‬
‫‪1‬‬
‫أو تمؾ التي تمس بالمصالح الحيوية لمدولة ‪.‬‬ ‫بعض المعمومات ذات طبيعة سرية‬

‫رابعا ‪ :‬ضعف آلية السؤال البرلماني وغياب أطراف السؤال‬

‫بحجة جمع المعمومات حوؿ موضوع السؤاؿ الموجو مف طرؼ النواب إلى أعضاء‬
‫الحكومة تأخر ىؤالء عف الرد أو اإلجابة عمى تمؾ األسئمة ‪،‬األمر الذي مف شأنو أف‬

‫‪ -1‬وسٌم حسام الدٌن األحمد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.813‬‬

‫‪253‬‬
‫يفقد السؤاؿ البرلماني أىميتو ‪ ،‬و ماساىـ في استفحاؿ الظاىرة ىو غياب الجزاء في‬
‫حالة تأخر الحكومة عف اإلجابة عف أسئمة النواب ‪،‬وبالرغـ مف أف الدستور كاف‬
‫واضحا في تحديد اآلجاؿ القانونية لؤلسئمة كتابية كانت أو شفوية مف أجؿ الرد عمييا‬
‫وىي مدة كافية غير أف األجؿ يبقى دوف فاعمية ‪.‬‬

‫في غياب الجزاء الذي يمكف أف يترتب عف عدـ إحترامو مف طرؼ أعضاء الحكومة‬
‫األمر الذي عبر عنو الكثير مف النواب في العديد مف المناسبات عمى حد تعبير أحد‬
‫النواب في مجمس النواب المغربي في دورة ‪ 2003‬عندما قاؿ‪ ":‬لقد الحظنا السيد‬
‫الوزير األوؿ المحترـ خبلؿ الوالية التشريعية المالية أف العديد مف القطاعات الحكومية‬
‫ال تحرص عمى اإلجابة الكتابية الني يطرحيا السادة النواب في اآلجاؿ القانونية‬
‫المحددة ‪،‬في عشريف يوما بمقتضى الدستور والنظاـ الداخمي لمجمس النواب ‪ ،‬في‬
‫بعض األحياف يتـ اإلجابة عمى األسئمة بعد تجاوز الفترة القانونية بأشواط األمر الذي‬
‫جعؿ اإلجابة عمى ىاتو األسئمة في غير أجاليا تفقد أىميتيا و مصداقيتيا‪.‬‬

‫و في ىذا اإلطار نسأل كـ السيد الوزير األوؿ عف التدابير المتخذة إللزاـ أعضاء‬
‫الحكومة بإحتراـ اآلجاؿ القانونية لئلجابة عف األسئمة الكتابية "‪،‬وىذا التأخير نجده في‬
‫الجزائر و تونس كذلؾ"‪.1‬‬

‫فيبلحظ أف اإلجابة في بعض األحياف تصؿ إلى سنتيف ‪ ،‬فما الفائدة مف اإلجابة بعد‬
‫ىذه المدة‪ ،‬وكيؼ ينتج السؤاؿ أثره في مثؿ ىذه الحالة ‪،‬وبالرغـ مف أف النواب ينددوف‬
‫بيذا التصرؼ إال أف الحكومة ال تحرؾ ساكنا‪.2‬‬

‫وفي كثير مف األحياف يقدـ أعضاء الحكومة لمنواب أجوبة غير مقنعة ‪ ،‬عمى األسئمة‬
‫الموجية ليـ مف طرؼ أعضاء البرلماف ‪ ،‬ولقد أثبتت الممارسات البرلمانية إحتجاج‬

‫‪-1‬مجلة آفاؽ برلمانية ‪،‬األحكاـ الموضوعية المتعمقة بالسؤاؿ البرلماني‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.8‬‬
‫‪ -2‬وسٌم حسام الدٌن األحمد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.113‬‬
‫‪254‬‬
‫العديد مف النواب عمى عدـ إقتناعيـ باألجوبة المقدمة ليـ مف طرؼ أعضاء الحكومة‬
‫وقد عبر عف ذلؾ النائب محمد شيرة بقولو ‪ ":‬إننا سئمنا مف ىذه األجوبة الخشبية‬
‫الشكمية نحف نطرح أسئمة مصيرية بالنسبة لممواطنيف ‪ ،‬فيأتي السادة الوزراء بإجابات‬
‫عابرة مبينة كميا عمى احتماالت مستقبمية‪ ،1‬فمطالما اقتصرت اإلجابة عمى سرد‬
‫معمومات أو إحصائيات عامة ومعروفة مييأة مف قبؿ مصالح الوزير ‪،‬حيث يمكف‬
‫تمخيص شعار األجوبة في أف األمور عمى أحسف ما يراـ ‪ ،‬كما تتسـ أجوبة الوزراء‬
‫بالعمومية و السطحية ‪ ،‬وبالرغـ مف أف المدة كافية لتحضير اإلجابة والرد عمى أسئمة‬
‫البرلمانييف ‪.‬‬

‫كما يبدو مف خبلؿ إستق ارء مضموف بعض أجوبة الحكومات سواء في الجزائر ‪،‬‬
‫المغرب أو تونس عمى أسئمة النواب تغمب في خطابيا لغة الوعود عمى لغة االلتزاـ‬
‫والمسؤولية ‪ ،‬كما يمكف ألعضاء الحكومة في الكثير مف األحياف مف اإلمتناع و عدـ‬
‫اإلجابة عمى األسئمة ذات المصالح الحيوية ‪،‬واستنادا إلى ذلؾ فقد عبر كثير مف‬
‫النواب عف تخوفيـ مف تذرع الحكومة بيذه الحجة لمتيرب مف اإلجابة عف‬
‫األسئمة‪ ،‬إضافة إلى ربط أي سؤاؿ بالجانب الحيوي لمدولة ‪ ،‬مما قد يؤثر سمبا عمى‬
‫عممية الرقابة البرلمانية بإ عتبار أف األسئمة تعتبر أداة ميمة لموصوؿ إلى معرفة نفقات‬
‫الدولة الحقيقية ‪،‬و الكشؼ عف الكثير مف األمور المستترة بعدـ فرضيا لجزاءات ردعية‬
‫‪.‬‬

‫كما أف عدـ دقة النصوص القانونية ‪،‬أدى إلى تممص الحكومة في الكثير مف األحياف‬
‫مف اإلجابة عمى أسئمة النواب ‪.‬‬

‫إضافة إلى ذلؾ فإف إمكانية فتح مناقشة حوؿ األسئمة المطروحةلما يكوف جواب عضو‬
‫الحكومة غير مقنع ‪ ،‬تصدـ بالنصاب البلزـ توفره لتقديـ طمب فتح مناقشة‪.‬‬

‫‪ -1‬عمار عباس ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.00‬‬


‫‪255‬‬
‫ف إذا رأت إحدى الغرفتيف أف جواب عضو الحكومة عف السؤاؿ الشفوي أو الكتابي‪،‬‬
‫يبرر إجراء مناقشة تفتح ىذه المناقشة وفقا لمشروط المنصوص عمييا في النظاـ‬
‫الداخمي لكؿ مف المجمس الشعبي الوطني و مجمس األمة‪ ،1‬إف عدد ‪ 30‬عضوا‬
‫بالنسبة لمجمس األمة ‪ ،‬يبدو صعبا نوعا ما بالنسبة لمفئة الناخبة ألنو يستبعد أف يقؼ‬
‫الثمث الرئاسي ضد الحكومة ‪.‬‬

‫كما أف فتح مناقشة حوؿ األسئمة المطروحة ال يترتب عنيا أي أثر قانوني فعاؿ وحاسـ‬

‫و ى ػ ػػذا م ػ ػػا عب ػ ػػر عن ػ ػػو أ ح ػ ػػد النػ ػ ػواب ف ػ ػػي تدخم ػ ػػو‪ ،‬حي ػ ػػث تس ػ ػػاءؿ ع ػ ػػف األث ػ ػػر ال ػ ػػذي‬
‫تفضػ ػ ػػي إليػ ػ ػػو الم ػ ػ ػ ػناقشةالتي تتبػ ػ ػػع الس ػ ػ ػؤاؿ‪ ،‬مؤكػ ػ ػػدا أف التج ػ ػ ػ ػ ػربة قػ ػ ػػد أفػ ػ ػ ػ ػ ػادت عػ ػ ػػدـ‬
‫خ ػ ػ ػ ػ ػ روج المناقشات‪،‬البتوص ػ ػ ػػيات وال بقػ ػ ػ ػ اررات وال بإ لت ازمػ ػ ػػات ‪،‬تجع ػ ػ ػػؿ ى ػ ػ ػػذه المناقش ػ ػ ػػة‬
‫مفيدة ينجـ عنيا أشياء تطبيقية ‪.2‬‬

‫ومف بيف أسباب تراكـ األسئمة الشفوية البرلمانية غياب مقدـ السؤاؿ و المجيب عنو ‪،‬‬
‫ذلؾ أف اإلجابة عف األسئمة الشفيية تمزـ حضور الوزير المعني و مقدـ السؤاؿ عمى‬
‫حد السواء‪ ،‬ووفقا لمنظاـ الداخمي لمجمس النواب المغربي بموجب مادتو ‪ 191‬تنص‬
‫عمى أنو في حالة مانع حاؿ دوف حضور صاحب السؤاؿ يحوؿ السؤاؿ إلى كتابي‬
‫وتنص المادة ‪ 192‬أنو في حالة غياب الوزير ينوب عنو أحد الوزراء لئلجابة‪ ،‬و بذلؾ‬
‫يكوف المشرع المغربي قد إنفرد عف التشريع التونسي و الجزائري في وضع حؿ لظاىرة‬
‫التغيب بالنسبة لعضو البرلماف المقدـ لمسؤاؿ ‪،‬في حيف جعؿ المشرع التونسي‬
‫والجزائري آلية السؤاؿ آلية شكمية أفرغيا مف مضمونيا و قيدىا بعدة قيود ومف عدة‬
‫جوانب‪.‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 75‬من القانون العضوي الجزائري ‪ ، 12/16‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬عقٌلة خرباشً‪ ،‬العالقة الوظٌفٌة بٌن البرلمان و السلطة التنفٌذٌة ‪،‬دار الخلدونٌة‪،‬الجزائر‪ ، 8881،‬ص ‪.343‬‬

‫‪256‬‬
‫كما أخذ المشرع المغربي باألسئمة اآلنية بموجب المادة ‪ 195‬التي أعطت األسبقية‬
‫لؤلسئمة المتعمقة بالقضايا الطارئة ‪ ،‬أو اآلنية التي تسجؿ في بداية الجمسة و تتـ وفؽ‬
‫مقتضيات النظاـ الداخمي لمجمس النواب ‪،‬في حيف لميأخذالمشرع الجزائري والتونسي‬
‫بنظاماألسئمةاآلنية ‪.‬‬

‫فيمكف تقييـ األداء البرلماني لمجزائر و المغرب و تونس بخصوص األسئمة المطروحة‬
‫خبلؿ الواليات التشريعية المتعاقبة‪ ،‬و سنأخذ بعض األمثمة مف ىذه الواليات كنموذج‬
‫في التقييـ ‪ ،‬فبالنسبة لمجزائر فقد أزداد عدد األسئمة المطروحة منذ تبني نظاـ الثنائية‬
‫البرلمانية سنة ‪ 1996‬بحيث في الفترة الممتدة مف ‪ 1977‬إلى غاية ‪ 1979‬نجد ‪23‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ ،‬في حيف بمغ عدد األسئمة التي طرحيا نواب‬ ‫سؤاال طرحو المجمس الشعبي الوطني‬
‫المجمس الشعبي الوطني خبلؿ العيدة األولى ‪ 866‬سؤاال ‪ 466‬سؤاال شفويا‪ ،‬و ‪400‬‬
‫كتابيا و إرتفع العدد خبلؿ العيدة الثانية إلى ‪ 1154‬سؤاال منيا ‪ 476‬سؤاال شفييا و‬
‫‪ 678‬سؤاال كتابيا بينما إنخفض عدد األسئمة التي يطرحيا مجمس األمة في العيدة‬
‫الثانية إلى ‪ 53‬سؤاال منيا ‪ 21‬سؤاال شفويا و ‪ 2‬كتابيا ‪ ،‬بعدما كاف قد بمغ عدده في‬
‫العيدة األولى ‪ 135‬سؤاال بيف ‪ 92‬سؤاال شفويا و ‪ 43‬كتابيا‪.2‬‬

‫أما في المغرب فبالرجوع إلى الوثائؽ اإلحصائية الصادرة عف مصمحة األسئمة‬


‫الشفوية و الكتابية النابعة لمبرلماف و كذلؾ الوثائؽ الصادرة عف الو ازرة المكمفة‬
‫بالعبلقات مع البرلماف نجد خبلؿ الوالية البرلمانية الثالثة بمغ مجموع األسئمة ‪1272‬‬
‫سؤاال بمعدؿ ‪ 318‬سؤاؿ في السنة‪،‬إرتفع ىذا المجموع في ظؿ الوالية البرلمانية الرابعة‬
‫إلى ‪ 416‬سؤاال بمعدؿ ‪ 519‬سؤاال في السنة و خبلؿ العيدة الخامسة استمر عدد‬
‫األسئمة المطروحة في ارتفاع ليصؿ إلى ‪ 7400‬سؤااؿ بمعدؿ سنوي قدر بػ ‪1850‬‬

‫‪ -1‬عمار عباس ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.11‬‬


‫‪ -2‬عقٌلة خرباشً ‪ ،‬رقابة مجلس األمة لعمل الحكومة بواسطة آلٌة السؤال ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.80‬‬

‫‪257‬‬
‫‪1‬‬
‫سؤاال ‪ ،‬وتواصؿ باإلرتفاع في ظؿ الوالية البرلمانية السادسة ليبمغ ‪ 13587‬سؤاال‬
‫ليبقى عدد األسئمة التي يطرحيا البرلماف المغربي يفوؽ بكثير نظيرتيا في الجزائر‪.‬‬

‫فاألسئمة المطروحة مف طرؼ المجمس الشعبي الوطني تعكس الممارسة الضئيمة ليذه‬
‫اآللية رغـ اعتماد السؤاؿ كآلية أساسية في الجزائر لمرقابة مثمو مثؿ المغرب‪.‬‬

‫إف القراءة البسيطة لمجرائد الرسمية التي تتضمف مداوالت البرلماف‪ ،‬يتبيف مف األسئمة‬
‫الكتابية و الشفوية بوضوح أف البرلماف لـ يتبع تنفيذ النفقات العمومية ‪ ،‬وال حتى تنفيذ‬
‫الميزانية العامة ‪ ،‬فتظير ىذه المسألة بأنيا ليست الشغؿ الشاغؿ لمبرلماف ‪.‬‬

‫فالبرلماف إف أراد فعبل أف يمارس اإلختصاص المالي في إطار عممية الرقابة عميو أف‬
‫يمارسيا بطريقة مباشرة ‪،‬وال يرجئيا إلى ميعاد الحؽ‪.2‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬غياب طابع الفجائية في آلية االستجواب و سيطرة الحكومة عمى‬
‫نتائج التحقيق البرلماني‬

‫إلى جانب السؤاؿ البرلماني يمتمؾ البرلماف مف الناحية القانونية‪ ،‬مجموعة مف الوسائؿ‬

‫التي تساىـ في إمداده بالمعمومات التي يطمبيا ‪،‬وتتمثؿ في وسيمة اإلستجواب‬


‫والتحقي ػؽ البرلماني‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬آلية االستجواب‬

‫اإل ستجواب وسيمة دستورية مف وسائؿ الرقابة البرلمانية المخولة لمبرلماف‪ ،‬في مواجية‬
‫الحكومة ييدؼ إلى كشؼ الحقيقة حوؿ موضوع مف المواضيع التي تيـ الدولة موجيا‬

‫‪ -1‬خدوجةخلوفً ‪ ،‬الرقابة البرلمانٌة على أعمال السلطة التنفٌذٌة فً المغرب العربً ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.188‬‬
‫‪ -2‬جمال عبد الناصر مانع‪" ،‬الرقابة البرلمانٌة على الحكومة فً بلدان المغرب العربً"‪ ،‬مجلة االجتهاد القضائً ‪،‬‬
‫عدد ‪ ، 84‬دون سنة ‪ ،‬ص ‪.48‬‬

‫‪258‬‬
‫لمحكومة المسؤولة عف تنفيذ سياستيا العامة و محاسبتيا عمى تصرفاتيا ‪ ،1‬وقد يقضي‬
‫في نياية المطاؼ إلى تحريؾ المسؤولية السياسية لمحكومة أو بأحد أعضائيا كما‬
‫يجبر الوزير عمى توضيح سياستو بصدد مسألة معينة ‪.‬‬

‫ويتميز اإل ستجواب عف األسئمة البرلمانية أنو يفتح باب لممناقشة العامة ‪ ،‬وقد تـ تطبيقو‬
‫في الجزائر ‪ ،‬في ظؿ الدساتيرالمتعاقبة عمى عكس المغرب ‪،‬حيث لـ يتضمف الدستور‬
‫المغربي لسنة ‪ 1996‬و ‪ 2011‬أحكاما تخص الرقابة البرلمانية لمحكومة عف طريؽ‬
‫االستجواب كما ىو الشأف بالنسبة لتونس بموجب دستورسنة ‪، 2014‬في حيف في ظؿ‬
‫دستورسنة ‪ 1959‬عرؼ آلية متميزة عف اآلليات األخرى المتعارؼ عمييا في األنظمة‬
‫المغاربية تسمى بجمسات الحوار مع الحكومة ‪ ،‬والتي تتميز بأنيا أقؿ حدة مف‬
‫اإلستجواب بإعتباره أسموبا إتياميا لمحكومة حوؿ سياستيا ‪،‬و مدى إحتراميا لمبرنامج‬
‫الذي تقدمت بو و صادؽ عميو النواب ‪ ،‬وطبقا لمنظاـ الداخمي لمجمس نواب الشعب‬
‫التونسي‪، 2‬و طبقا ألحكاـ الفصؿ ‪ 03/61‬مف دستور سنة ‪ 1959‬و الفصؿ ‪ 11‬مف‬
‫النظاـ الداخمي لمجمس النواب ‪،‬بأنو يمكف أف تخصص جمسات دورية لمحوار بيف‬
‫مجمس النواب و الحكومة حوؿ المواضيع التي تتعمؽ بقضايا الساعة ‪.‬‬

‫فمف خبلؿ ىذه اآللية يمكف لمنواب مف مراقبة الحكومة و تقديـ آرائيـ حوؿ مدى‬
‫تطبيؽ برنامج الحكومة حيث يخصص المجمس جمسة لمحوار مع أعضاء الحكومة‬
‫حوؿ التوجييات العامة والسياسات القطاعية مرة كؿ شير ‪،‬وكمما دعت الحاجة بطمب‬
‫مف المكتب أو بأغمبية أعضاء المجمس ‪،‬كما تفتح جمسات الحوار بعرض يقدمو عضو‬
‫الحكومة‪،‬ثـ يتولي اإلجابة عف األسئمة األعضاء تباعا ولو الحؽ في طمب إميالو‬
‫إلعداد الردود‪.‬‬

‫‪،‬ص‪.93‬‬ ‫‪-1‬جمٌلة جمعاسً ‪ ،‬مرجع سابق‬


‫‪-2‬الفصؿ ‪ 147‬مف النظاـ الداخمي لمجمس نواب الشعب التونسي‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪259‬‬
‫وبالنسبة لمتشريع الجزائري فقد تبنى المشرع أسموب اإلستجواب كوسيمة لمرقابة البرلمانية‬
‫عمى أعماؿ الحكومة بصفة عامة ‪،‬و عمى تنفيذ النفقات العمومية بصفة خاصة ‪.‬‬
‫وذلؾ بموجب دستورسنة‪2020‬فيمكف ألعضاء البرلماف إستجواب الحكومة في أيو‬
‫مسأ لة ذات اىمية وطنيةوكذا عف حاؿ تطبيؽ القوانيف‪ ،‬ويكوف الجواب خبلؿ أجؿ‬
‫أقصاه ‪ 30‬يوما‪.1‬‬

‫ويعتبر اإلستجواب أكثر شدة وقوة مف األسئمة بنوعييا‪،‬ألنو يتضمف سؤاؿ مصحوبا‬
‫بإ تياـ الحكومة ‪ ،‬مما ينتج عنو تحريؾ لمسؤولية الحكومة ‪ ،‬فالنائب يقدـ السؤاؿ وفي‬
‫ذىنو أف ىناؾ خطأ قد وقع مف الحكومة ‪. 2‬‬

‫و طالما أف اإل ستجواب يعد مف أكثر وسائؿ الرقابة البرلمانية خطورة ‪ ،‬فقد قيدتو‬
‫النصوص القانونية إلى الشكؿ الذي جعمت مف تقيده أم ار غير يسي ار‪،3‬وتمثمت في‬
‫الشروط الشكمية لبلستجواب و شروط موضوعية نظ ار لآلثار الناتجة عنو‪.‬‬

‫أ‪/‬الشروط الشكمية والموضوعية لإلستجواب‬

‫‪-1‬الشروط الشكمية‬

‫إف جدية اإل ستجواب تقتضي أف يكوف مكتوبا ‪،‬و بالتالي فبل يصح أف يقدـ شفييا ذلؾ‬
‫أف الكتابة تسيؿ عممية تداولو في المجمس بيف الحكومة و أعضاء البرلماف‪.‬‬

‫إف اليدؼ الرئيسي مف تقديـ اإلستجواب مكتوبا ‪ ،‬ىو تبميغو إلى الحكومة مسبقا ‪،‬‬
‫حتى يمكنيا مف اإلستعداد لمرد عميو بعد جمع المعمومات الكافية حوؿ موضوعو ‪،‬‬
‫ومف ثـ الدفاع عف نفسيا أماـ المجمس النيابي‪،‬كما تتيح الكتابة توزيع نص اإلستجواب‬

‫‪-1‬المادة ‪ 160‬مف التعديؿ الدستوي الجزائري لسنة‪،2020‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬إبراهٌم عبد العزٌز شٌخا ‪ ،‬الوجٌز فً النظم السٌاسٌة و القانون الدستوري ‪ ،‬الدار الجامعٌة ‪ ،‬بٌروت‪،‬بدون سنة‪،‬‬
‫ص ‪.366‬‬
‫‪ -3‬عمار عباس ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.398‬‬

‫‪260‬‬
‫عمى أعضاء المجمس لئلطبلع عميو ‪ ،‬مما يمكنيامف المشاركة في المناقشة التي‬
‫تعقب عرضو في الجمسة المخصصة لذلؾ ‪ ،‬واذا كاف التشريع الجزائري لـ ينص‬
‫صراحة ع مى شرط الكتابة إال أف ذلؾ يفيـ ضمنيا مف النصوص القانونية التي أكدت‬
‫عمى تبميغ نص اإل ستجواب إلى الحكومة ‪ ،‬وتعميقو بالمجمس وتوزيعو عمى النواب ‪،‬‬
‫ومف ثـ فإف تقديـ اإلستجواب مكتوبا يسمح لمنواب اإلطبلع عميو قبؿ إدراجو في جدوؿ‬
‫األعماؿ‪. 1‬‬
‫‪-2‬الشروط الموضوعية‬
‫ال بد أف ال يتعارض موضوع اإلستجواب مع نصوص الدستور أو القانوف ‪،‬و ذلؾ ألف‬
‫البرلماف يمارس إختصاصاتو في ظؿ الدستور و القانوف فالبرلماف ال يجوز أف يخالؼ‬
‫نصوصو و قواعده ‪ ،‬بؿ إف اإلستجواب في حقيقتو إتياـ لمحكومة أو أحد أعضائيا‬
‫بمخالفة الدستور أو القانوف ‪ ،‬كما يشترط في اإلستجواب أف يشمؿ فقط إختصاصات‬
‫الحكومة حتى تتمكف مف تبرير تصرفاتيا و تتحمؿ مسؤوليتيا عف التقصير الذي دفع‬
‫النائب إلى المجوء إلى اإلستجواب‪.‬‬
‫ومف بيف الشروط الموضوعية لئلستجواب أف يستيدؼ المصمحة العامة ‪ ،‬فعمى النائب‬
‫المقدـ لئلستجواب أف ال ينحرؼ بإستجوابو لتحقيؽ مصمحة شخصية ‪ ،‬وقد أثبتت‬
‫الممارسات البرلمانية في الجزائرأف معظـ اإلستجوابات التي وجيت لمحكومة انطوت‬
‫عمى مصمحة عامة و استبعدت المصالح الشخصية ‪ ،‬ويظير جميا في موضوع‬
‫اإلستجواب‬
‫ب‪/‬المعوقات المؤثرة في اإلستجواب وفاعميتو‬
‫ىناؾ مجموعة مف العوائؽ التي تعترض مسارعمميةعرض ومناقشة اإلستجواب‪ ،‬مما‬
‫يؤثر في فاعميتو ونتائجو ولعؿ أبرزىا ما يمي‪:‬‬

‫‪ -1‬جمٌلة جمعاسً‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.93‬‬


‫‪261‬‬
‫‪-1‬السمطات الواسعة لرئيس الدولة‬
‫لقد منح رئيس الدولة في كؿ مف الجزائر وتونس‪،‬والممؾ بالنسبة لممغرب حؽ حؿ‬
‫البرلماف وبصفة شخصية دوف أف تكوف ىناؾ أية قيود موضوعية ‪،‬بإستثناء بعض‬
‫الشروط الشكمية التي ال تؤثر بحاؿ مف األحواؿ في إستخداـ الرئيس حؽ الحؿ‪ ،‬وعميو‬
‫يمكف أف يكوف وسيمة تيديد إلستقرار البرلماف خاصة في حالة عدـ وجود دعـ لسياسة‬
‫الحكومة مف قبمو وا نعداـ األغمبية المساندة ليما مما يجعؿ البرلماف في يد رئيس‬
‫الجميورية يعمؿ وفؽ إرادتو‪.‬‬
‫‪-2‬تأثير الحكومة عمى السمطة التشريعية‬
‫أماـ تزايد تفوؽ الحكومة عمى البرلماف وىيمنتيا عف طريؽ تدخؿ السمطة التنفيذية في‬
‫مجاؿ التشريع‪ ،‬حيث آلت العديد مف صبلحيات البرلماف إلى الحكومة ‪،‬ومف أىـ‬
‫مظاىر التأثير الحكومي عمى البرلماف في كؿ مف النظاـ الجزائري والمغربي والتونسي‬
‫تقديـ برنامج أو مخطط حكومة وتحديد موعد مناقشة االستجوابات‪.‬‬
‫وىناؾ عدة طرؽ تستخدميا الحكومة لكسب المعارضة واضعافيا عف طريؽ اإلحتواء‬
‫بإستعماؿ وسائؿ الترغيب المختمفة كمنح إمتيازات مادية ومعنوية‪ ،‬كما تمجأ أحيانا إلى‬
‫إستعماؿ وسائؿ الترىيب لئلخضاع ومحاولة السيطرة عمى الوضع وازالة كؿ ما يقؼ‬
‫أماميا‪ ،‬وتيدؼ الحكومة مف وراء ذلؾ إلى عرقمة البرلماف والحيمولة دوف تأدية‬
‫الوظائؼ الرقابية بشكؿ سميـ‪.1‬‬
‫‪-3‬دور األغمبية البرلمانية‬

‫إف وجود أغمبية برلمانية موالية لمحكومة يؤدي إلى تركيز السمطة لصالح السمطة‬
‫التنفيذية واضعاؼ البرلماف‪ ،‬مما يجعؿ سحب الثقة مف الحكومة عف طريؽ اإلستجواب‬
‫وغيرىا مف الوسائؿ األخرى أم ار مستحيبل مف الناحية العممية‪ ،‬لذلؾ غالبا ما تنتيي‬

‫‪-3‬محمد تشعبت‪ ،‬االستجواب وسيمة مف وسائؿ الرقابة البرلمانية عمى أعماؿ الحكومة‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير‬
‫‪،2014‬ص‪.126‬‬ ‫في القانوف فرع الدولة والمؤسسات ‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫‪262‬‬
‫اإلستجوابات باقتراح نواب األغمبية قفؿ باب المناقشة واإلنتقاؿ إلى جدوؿ األعماؿ‬
‫وأحيانا يصاحب ذلؾ تأييد ا لنواب لموزير‪ ،‬فين ػػعكس دور األغمبية البرلمانية عمى األداء‬
‫الرقابي ألعضاء البرلماف سمبيا بالتأييد المطمؽ لسياسة الحكومة خاصة اإلستجواب‬
‫الذي أصبح ال يؤدي غرضو‪. 1‬‬

‫‪-4‬سيطرة حزب أو حزبين عمى الحياة السياسية‬

‫حيث يعتبر مف العوامؿ التي تؤثر عمى البرلماف في أداء وظائفو‪ ،‬مما يجعمو يستأثر‬
‫بالحكومة دوف مشاركة غيره مف األحزاب ‪،‬فضبل عف وجود أغمبية برلمانية واسعة ليذا‬
‫الحزب وىذا ما نجده في الجزائر وتونس والمغرب‪.‬‬

‫‪-5‬عدم تمكين مقدم اإلستجواب من التعقيب‬

‫فقد يمجأ النواب إ لى جدوؿ اعماؿ الجمسة دوف تمكيف مقدـ اإلستجواب مف التعقيب‬
‫عمى رد الوزير‪ ،‬وذلؾ لقطع الطريؽ عمى المعارضة ‪،‬فيقوـ أعضاء األغمبية البرلمانية‬
‫بتقديـ إقتراحا يتضمف طمب اإل نتقاؿ إلى جدوؿ األعماؿ فيسارع النواب إلى الموافقة‬
‫عميو والحيمولة دوف مناقشة اإلستجواب تفاديا آلثاره‪.‬‬

‫إف أىـ ما يبلحظ أف اإلستجواب في الجزائر المغرب وتونس ذو طبيعة خاصة حيث‬
‫ال يحمؿ في طياتو معنى اإلتياـ والمحاسبة ألعماؿ الحكومة‪ ،‬أو ألحد أعضائيا فيو‬
‫أداة إستفسار أكثر منو أداة اتياـ ومحاسبة‪.‬‬

‫ج‪ -‬نتائج اإلستجواب و إنتفاء طابع الفجائية‬

‫إف النتائج التي يضفي إلييا اإلستجواب تبقى عديمة الفعالية‪، 2‬نظ ار إلنعداـ طابع‬
‫الجزاء المترتب عف ممارسة اإلستجواب الذي قضي عمى أىميتو‪ ،‬ففي غالب األحياف‬

‫‪- -1‬محمد تشعبت‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.127‬‬


‫‪ -2‬جمٌلة جمعاسً‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.91‬‬

‫‪263‬‬
‫ينتيي اإلستجواب بأف الحكومة إما أنيا لـ تخطيء أو كاف خطأ ما يسي ار ‪،‬و يمكف‬
‫التجاوز عنو و عندئذ يقر المجمس عادة االنتقاؿ إلى جدوؿ األعماؿ‪.‬‬

‫و المسمـ بو فقييا أف ىذا القرار ال يعني توجيو الموـ أو عدـ الثقة لمحكومة ‪ ،‬كما قد‬
‫ينتيي اإلستجواب إلى قرار بإدانة الحكومة كميا أو بعض أعضائيا و ىو ما لـ يحدث‬
‫في تاريخ الممارسة البرلمانية الجزائرية ‪ ،‬و عادة ما يستتبع اإلستجواب مناقشة لتمكيف‬
‫بقية أعضاء المجمس المعني بالمشاركة في مساءلة الحكومة حوؿ موضوع اإلستجواب‬
‫في حيف لـ ينص الدستور وال النظاـ الداخمي لممجمس الشعبي الوطني ‪ ،‬عمى إمكانية‬
‫عرض مناقشة بعد اإلستجواب ‪،‬عمى عكس النظاـ الداخمي لمجمس األمة الذي نص‬
‫صراحة عمى إمكانية إجراء المناقشة العامة حوؿ موضوع االستجواب بناءعمى طمب‬
‫النواب ‪.‬‬

‫غير أف نتيجة ىذه المناقشة غيرفعالة ما داـ المجمس ال يممؾ حؽ تقرير المسؤولية‬
‫السياسية لمحكومة و سحب الثقة منيا ‪ ،‬و في حالة عدـ إقتناع أعضاء البرلماف برد‬
‫الحكومة‪ ،‬تنشاء لجاف تحقيؽ في الموضوع بحسب ما تضمنتو األنظمة الداخمية‬
‫لغرفتي البرلماف‪ ،‬و مف بيف لجاف التحقيؽ التي أنشأت لجنة التحقيؽ المتعمقة‬
‫باإلستجواب في قضية العقد المبرـ بيف شركة سونطراؾ و الشركة األمريكية البازو‬
‫والتي كانت نتيجة لتصريح وزير الطاقة آنذاؾ‪ ،‬الذي أكد عمى إعادة النظر في العقد‬
‫المبرـ بيف الشركتيف نتيجة الخسارة و المقدرة ب ‪ 290‬مميوف دوالر أي ما يعادؿ ‪145‬‬
‫مميار سنتيمـ ‪،‬و قد جاء في نص اإلستجواب عمى أ نو " في الوقت الذي تسجؿ فيو‬
‫السيادة الوطنية صرامة في التسيير‪ .‬ال يمكف لممجمس أف يغض الطرؼ عف خسارة‬
‫معادلة لمميزانية التي يصوت عمييا سنويا لبناء عدد معتبر مف المستشفيات و السكنات‬
‫و المعاىد و الثانويات و غيرىا مف اليياكؿ التي ما زالت الببلد في حاجة إلييا "‪.1‬‬

‫‪ -1‬عمار عباس ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.300‬‬

‫‪264‬‬
‫إف تقديـ اإلستجواب مكتوبا عمى غرار األسئمة الشفوية والكتابية يفقد ما بيف الوسيمتيف‬
‫مف الميزة التي يتميز بيا‪ ،‬و ىو عنصر المفاجئة فالمعرفة المسبقة بنص اإلستجواب‬
‫وموضوعيا يمكف الحكومة مف تفادي الوقوع في فضائح خاصة المالية منيا ‪ ،‬لذا‬
‫فعنصر الكتابة و اإلعبلـ المسبؽ يمكف الحكومة و ال شؾ مف تحضير إجابات مقنعة‬
‫تغطي الكثير مف الحقائؽ خاصة وأف البرلمانييف ليسوا مختصيف في المجاؿ المالي‬
‫مما يسيؿ عمى الحكومة إخفاء العديد مف الحقائؽ ‪،‬وبالرغـ مف ذلؾ فاإلستجواب في‬
‫نظر المؤسس في دوؿ المغرب العربي يشكؿ أداة وسيمة فعالة لترتيب المسؤولية‬
‫السياسية لمحكومة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬عراقيل إعمال آلية التحقيق البرلماني‬

‫يعتبر التحقيؽ البرلماني وسيمة رقابية متعددة األطراؼ ‪،‬غير مقصورة عمى طرفيف‬
‫كالسؤاؿ وال فردية الطمب كاالستجواب ‪ ،‬و إنما تتجاوز ذلؾ إلى البرلماف ككؿ مف‬
‫ناحية ‪،‬و الجياز الحكومي مف ناحية أخرى لتعكس بذلؾ رغبة البرلماف في التوصؿ‬
‫إلى الحقائؽ بنفسو بإجراء تحقيؽ يوصمو إلى المعمومات البلزمة ‪،1‬عف طريؽ إنشاء‬
‫لجاف التحقيؽ البرلمانية بإ عتبارىا وسيمة فعالة في ممارسة رقابة المعمومات البرلمانية‪،‬و‬
‫عادة ما تتحرؾ ىذه الوسيمة عند عدـ التأكد مف أمر أو قضية أو في حالة شؾ‬
‫البرلماف في صحة و مصداقية المعمومات المقدمة مف طرؼ الحكومة ‪ ،‬فتخوؿ بذلؾ‬
‫البرلمانات في الدوؿ المغاربية حؽ إجراء التحقيؽ في القضايا اليامة‪،‬وىذا ما نصت‬
‫عمية المادة ‪159‬مف التعديؿ الدستور الجزائري لسنة ‪ 2020‬حيث نصت عمى‬
‫انو"يمكف كؿ غرفة مف البرلماف في إطار إختصاصيا أف تنشئ في أي وقت لجاف‬
‫تحقيؽ في قضايا ذات مصمحة عامة ‪ ،‬ال يمكف إنشاء لجنة تحقيؽ بخصوص وقائع‬
‫تكوف محؿ إجراء قضائي "‪ ،‬وتتشكؿ لجاف التحقيؽ عمى إثر تصويت ‪ 20‬نائبا ‪،‬أو‬

‫‪ -1‬محمد باهً أبو ٌونس ‪ ،‬الرقابة البرلمانٌة على أعمال الحكومة ‪ ،‬الدار الجدٌدة للنشر اإلسكندرٌة ‪، 8888 ،‬‬
‫ص ‪.380‬‬
‫‪265‬‬
‫‪ 20‬عضوا مف مجمس األمة عمى إقتراح الئحة تودع لدى مكتب أحد المجمسيف‪،‬‬
‫وتكتسي لجاف التحقيؽ طابع خاصا و مؤقتا‪ ،‬ألف ميمتيا تنتيي بإيداع تقريرىا خبلؿ‬
‫ستة أشير مف تاريخ المصادقة عمى الئحة إنشائيا‪ ،‬ليتـ البث في الموضوع بأغمبية‬
‫أعضاء أحد المجمسيف الحاضريف‪،‬و ضمانا لفعالية ىذه الطريقة يمكف نشر تمؾ‬
‫التقارير بناء عمى إقتراح مف مكتب أحد المجمسيف و رؤساء المجموعات البرلمانية بعد‬
‫أخذرأي الحكومة‪.1‬‬

‫في حيف ينص الفصؿ ‪ 67‬مف دستور المغرب لسنة ‪ 2011‬عمى أنو " ‪ ...‬يجوز أف‬
‫تشكؿ بمبادرة مف الممؾ أو بطمب مف ثمث أعضاء مجمس النواب ‪،‬أو ثمث أعضاء‬
‫مجمس المستشاريف لجاف نيابية لتقصي الحقائؽ يناط بيا جمع المعمومات المتعمقة‬
‫بالوقائع المعنية أو بتدبير المصالح أو المؤسسات و المقاوالت العمومية و إطبلع‬
‫المجمس الذي شكميا عمى نتائج أعماليا ‪.‬‬

‫و ال يجوز تكويف لجاف لتقصي الحقائؽ في وقائع ‪،‬تكوف موضوع متابعات قضائية ما‬
‫دامت ىذه المتابعات جارية‪ ،‬و تنتيي ميمة كؿ لجنة تحقيؽ سبؽ تكوينيا فور فتح‬
‫تحقيؽ قضائي في الوقائع التي إقتضت تشكيميا ‪.‬‬

‫كما أف لجاف تقصي الحقائؽ مؤقتة بطبيعتيا ‪،‬و تنتيي أعماليا بإيداع تقريرىا لدى‬
‫مكتب المجمس المعني ‪،‬وعند اإلقتضاء بإحالة إلى القضاء مف قبؿ رئيس ىذا‬
‫المجمس و تخصص جمسة عامة داخؿ المجمس المعني لمناقشة تقارير لجاف تقضي‬
‫الحقائؽ و يحدد القانوف التنظيمي طريقة تسيير ىذه المجاف " ‪.‬‬

‫و نجد الفصؿ ‪ 97‬مف النظاـ الداخمي لمجمس نواب الشعب التونسي نص عمى‪ ":‬أنو‬
‫يمكف لمجمس نواب الشعب و بطمب مف ربع األعضاء عمى األقؿ إحداث لجاف‬

‫‪ -1‬المواد ‪ 03 ، 10‬و ‪ 09‬من القانون العضوي رقم ‪ 38/39‬المتعلق بتنظٌم المجلس الشعبً الوطنً ومجلس‬
‫األمة‪،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪266‬‬
‫تحقيؽ‪،‬و يصادؽ المجمس عمى إحداثيا بأغمبية أعضائو الحاضريف عمى أف ال يقؿ‬
‫عدد الموافقيف عف الثمث"‬

‫كما يكوف ألعضاء المعارضة في كؿ سنة نيابية الحؽ في طمب تكويف لجاف تحقيؽ‪،‬‬
‫و ترؤسيا كما ال يجوز تشكيؿ لجاف تحقيؽ في األشير التسعة األخيرة مف المدة‬
‫النيابية وعند إختتاـ أعماؿ لجنة التحقيؽ تعد تقري ار تودعو لدى مكتب المجمس الذي‬
‫يعرضو بدوره في الجمسة العامة لممناقشة ‪ ،‬في حالة لـ تقرر الجمسة العامة مواصمة‬
‫التحقيؽ تتدخؿ ىذه المجاف بعد عرض تقريرىا‪.1‬‬

‫أ‪/‬شروط التحقيق البرلماني‬

‫إف إنشاء لجاف التحقيؽ البرلماني يكوف متعمقا بالتحقيؽ في قضايا ذات مصمحة عامة‪،‬‬
‫ويعني ذلؾ أنو في حالة عدـ إقتناع أعضاء أحد الغرفتيف بالتوضيحات و البيانات‬
‫المقدمة مف طرؼ السمطة التنفيذية ‪،‬و أرادت الوقوؼ عمى الحقيقة الميدانية فميا أف‬
‫تنشأ لجاف تحقيؽ خاصة بيا كوسيمة لمكشؼ عف الفساد في بعض القطاعات‬
‫أواإلدارات ‪ ،‬وقد نص القانوف عمى وضع تحت تصرفيا كؿ اإلمكانيات و الوسائؿ‬
‫ألداء مياميا بشكؿ فعالمنتج آلثاره‪،‬وتتمثؿ شروط إنشاء لجاف التحقيؽ البرلمانية‬
‫فيمايمي‪- : 2‬أف تنشأ المجاف في إطار إ ختصاصات البرلماف لمتحقيؽ في قضايا ذات‬
‫مصمحة عامة‪.‬‬

‫‪ -‬يجب أف تنشأ بناءعمى الئحة موقعة مف طرؼ األعضاء وفقا لمنص القانوني ‪.‬‬

‫‪-‬أف ال تكوف الوقائع م حؿ التحقيؽ ال تزاؿ متابعتيا متواصمة أماـ القضاء ( وحدة‬
‫األسباب و الموضوع و األطراؼ ) ‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 60‬من النظام الداخلً لمجلس نواب الشعب التونسً ‪،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -2‬المادة‪66‬و‪،388‬المرجع نفسه‪..‬‬

‫‪267‬‬
‫‪-‬إلتزاـ أعضاء المجنة السرية في أدائيا ‪.‬‬

‫‪ -‬أف ال يكوف عضوا في المجنة كؿ نائب أو عضو وقع الئحة إنشائيا ‪.‬‬

‫‪-‬إعبلـ الغرفة التي أنشأت المجنة الغرفة األخرى‪.1‬‬

‫ومف أجؿ القياـ بميمة التحقيؽ عمى أكمؿ وجو ‪ ،‬فإنو يقتضي عمؿ المجنة منحيا‬
‫سمطة اإلطبلع عمى الوثائؽ و المستندات ‪ ،‬والكشؼ عف البيانات الضرورية ألداء‬
‫مياميا ‪ ،‬وقد أكد القانوف العضوي الجزائري ‪ 12/16‬عمى ىذا الحؽ ‪ ،‬حيث يخوؿ‬
‫لمجنة التحقيؽ واإل طبلع عمى أية وثيقة و أخذ نسخة منيا ‪ ،‬ماعدا تمؾ التي تكتسي‬
‫طابعا سريا و إستراتيجيا ييـ الدفاع الوطني ‪ ،‬والمصالح الحيوية لئلقتصاد الوطني‬
‫وأمف الدولة الداخمي و الخارجي عمى أف يكوف اإلستثناء الوارد مبر ار و معمبل مف‬
‫طرؼ الجيات المعنية ‪.‬‬

‫ب‪/‬نطاق التحقيق البرلماني‪( :‬لجان التحقيق)‬

‫تباينت آراء الفقياء حوؿ تحديد نطاؽ ومجاؿ التحقيؽ البرلماني‪ ،‬فمنيـ مف إعتبر‬
‫التحقيؽ حقا لمبرلماف يمارسو في أي موضوع ييدؼ إلى تحقيؽ المصمحة العامة‪،‬‬
‫ومنيـ مف يرى أف البرلمانيقتصر دوره حوؿ التحقيؽ مف صحة المعمومات التي تقدميا‬
‫الحكومة حوؿ نشاطيا أو نشاط القطاعات التابعة ليا ‪.‬‬

‫ومرد ذلؾ أف التحقيؽ مف المسائؿ التي تدخؿ في إختصاص المجمس وىو الفيصؿ في‬
‫معرفة نطاؽ التحقيؽ والحدود المسموح بيا لمعمؿ ضمنيا ‪،‬مما يحؽ لممجمس التحقيؽ‬

‫‪ -1‬جمال عبد الناصرمانع ‪ ،‬الرقابة البرلمانٌة على أعمال الحكومة فً دول المغرب العربً ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬‬
‫ص ‪.41‬‬

‫‪268‬‬
‫مف أجميا‪،‬ومف جية أخرى يتحدد نطاؽ لجاف التحقيؽ مف الناحية الزمنية بمعرفة المدة‬
‫التي ينبغي عمى المجنة إنجاز عمميا وتقديـ تقرير مف خبلليا‪.1‬‬

‫‪-1‬لجان التحقيق تتكفل برقابة العمل الحكومي‬

‫إف عمؿ لجاف التحقيؽ ىو عمؿ سياسي بالدرجة األولى وأف الحكومة ىي الييئة‬
‫الوحيدة المسؤولة أماـ البرلماف‪ ،‬وعميو فمف حقو الخوض في كؿ موضوع يدخؿ في‬
‫نطاؽ إنشاء لجاف تحقيؽ لتتكفؿ بمراقبتو‪،‬غير أف طابع المصمحة العامة الذي ينبغي‬
‫أف تكتسبو القضية حتى يكوف ليا حؽ فتح لجاف تحقيؽ مف شأنو أف يثير العديد مف‬
‫اإلشكاالت حوؿ الجية التي ليا حؽ تكييؼ القضية ‪،‬إذا كانت تكتسي طابع المصمحة‬
‫العامة أـ ال ‪،‬وىذا ما نجده بالنسبة لممؤسس الدستوري الجزائري بموجب المادة ‪180‬‬
‫مف دستور ‪ 2016‬الذي أقر إنشاءلجاف التحقيؽ بشرط المصمحة العامة‪،‬غير أف‬
‫المصطمح فضفاض قد يسمح بتوسيع فرصة البرلماف بالتحقيؽ في أية قضية‪ 2‬إذا كاف‬
‫ىو المخوؿ بتكييؼ وتحديد ما يعتبر مصمحة عامة ‪،‬فيمكف أف يشمؿ كؿ مسألة‬
‫قصور ماليا أو إداريا أو سياسيا مف جانب الحكومة ‪.‬في حيف إذا‬
‫ا‬ ‫يحتمؿ أف يكوف فييا‬
‫كانت الحكومة ىي الييئة المخولة بذلؾ فنجد أف مصطمح مصمحة عامة يحد مف‬
‫سمطة البرلماف في إنشاء لجاف تحقيؽ عندما تري الحكومة بأف القضية ال تكتسي طابع‬
‫المصمحة العامة ‪،‬فالمشرع الجزائري لـ يضبط ويوضح المصطمح األمر الذي جعمو‬
‫يقبؿ العديد مف التفسيرات ‪ ،‬وىوما يفتح الصراع الواسع بيف الحكومة والبرلماف فيما‬
‫يتعمؽ بمف لو الحؽ في التكميؼ ‪،‬في حيف نجد المشرع المغربي بموجب الفصؿ ‪67‬‬
‫مف الدستورلسنة ‪ 2011‬حدد ميامو بأف لجاف التحقيؽ تجمع المعمومات فقط حوؿ‬
‫الوقائع المعينة‪،‬واكتفي المشرع التونسي بموجب الفصؿ ‪ 59‬مف دستورسنة ‪ 2014‬عمى‬

‫‪ -1‬قدور ظرٌف‪" ،‬لجان التحقٌق البرلمانً فً النظام الدستوري الجزائري –دراسة تحلٌلٌة‪،" -‬مجلة‬
‫أبحاثقانونٌة وسٌاسٌة‪ ،‬العدد ‪ ، 02‬دون سنة‪ ،‬ص‪.181‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.182‬‬

‫‪269‬‬
‫الوقوؼ عمى حؽ مجمس نواب الشعب في تكويف لجاف تحقيؽ‪ ،‬وعمى كافة السمطات‬
‫مساعدتيا‪.‬‬

‫‪-2‬عمل لجان التحقيق مرتبط بمدة زمنية‬

‫لقد تكفمت األنظمة الداخمية لم مجالس البرلمانية لمدوؿ المغاربية بتحددييا‪ ،‬كما أوضحت‬
‫بأف عمميا يكتسي طابعا مؤقتا ينتيي بمجرد قياميا بإيداع تقريرىا لدى رئيس الغرفة‬
‫أثار سمبية‪ ،‬تؤدي لفقداف كؿ مف‬
‫المعنية خبلؿ مدة ليست بطويمة‪ ،‬ألف في طوؿ المدة ا‬
‫المجنة والتقرير ألىميتيا‪ ،‬ذلؾ أف اإلطالة في مدة تكميؼ المجنة بتقصي الحقائؽ‬
‫وقراءة التقرير ومناقشتو مف شأنو أف يجعؿ الرأي العاـ ينسى طبيعة وأىمية‬
‫المشكمة‪،1‬التي قاـ عمى إثرىا البرلماف بإنشاء لجاف تحقيؽ ومف أجؿ تفادي كؿ ذلؾ‬
‫عمؿ المؤسس الدستوري المغاربي عمى تحديد مدة عمميا الذي يكوف باإلنتياء مف‬
‫إعداد تقريرىا‪ ،‬الذي يعد خبلؿ المدة المحددة بموجب النظاـ الداخمي لممجالس‬
‫البرلمانية التي تكفمت بتحديدىا‪.‬‬

‫ثالثا‪:‬نتائج التحقيق البرلماني و سيطرة الحكومة‬


‫مف أىـ النتائج التي يمكف أف تتوصؿ إلييا لجاف التحقيؽ البرلماني ‪ ،‬ىي الدعوة‬
‫لئلحالة عمى الجيات القضائية المختصة ‪ ،‬كمبدأ عاـ مادامت الرقابة تكتسي طابعا‬
‫سياسيا ‪ ،‬فميس ليا سوى إحالة التقرير و التوصيات حتى تتمكف مف إتخاذ جزاءات‬
‫تأديبية في مواجية المخالفيف إذا إرتأت أف األمر يستدعي ذلؾ ‪،‬و ألجؿ ذلؾ يمكف‬
‫لممجمس أف يدعـ تقرير المج نة بالتصويت عمى البلئحة ‪ ،‬تدعو الحكومة مف خبلليا‬
‫إلى رفع دعوة قضائية حوؿ الجوانب غير القانونية التي الحظيا المحققوف البرلمانيوف‬
‫وىو ما جرت عميو التقاليد البرلمانية ‪،‬لكف رغـ ذلؾ فإف الحكومة ىي المسيطرة عمى‬

‫‪ -1‬محمد لمعٌنً‪ ،‬التحقٌق البرلمانً فً النظام الدستوري الجزائري‪ ،‬بحث مقدم لنٌل شهادة ماجستٌر فً‬
‫الحقوق‪ ،‬كلٌة الحقوق والعلوم السٌاسٌة‪ ،‬جامعة محمد خٌضر‪ ،‬بسكرة‪ ،2004 ،‬ص‪.78‬‬

‫‪270‬‬
‫نتائج التحقيؽ ‪ ،‬بحيث يجب أف يأخذ المجمس برأييا حتى في مسألة نشر التقرير مف‬
‫عدمو ‪ ،‬ويظير جميا بأف المجمس ال يممؾ السػػيادة في نشر التقريػر الذي أعدتػو لجانيا‬
‫لمتحقيػؽ عمى إعتبار أف الحكومة يجب أف تسػتشار قبػػؿ النشر‪،1‬وما تجدر اإلشارة إليو‬
‫بأف العمؿ بمجاف التحقيؽ البرلمانية يواجيو مف الناحية العممية مجموعة مف‬
‫العراقيؿ‪،‬مف بينيا ما ذكر في نص المادة ‪ 85‬مف القانوف العضوي الجزائري رقـ‬
‫‪ 12/16‬عمى أنو يمكف لمجاف التحقيؽ أف تسمع إلى أي شخص ‪ ،‬وأف تعايف أي‬
‫مكاف و أف تطمع عمى أية وثيقة ترى أف ليا عبلقة بموضوع التحقيؽّ ‪ ،‬ماعدا تمؾ التي‬
‫تكتسي طابعا سريا و إستراتيجيا ييـ الدفاع الوطني و المصالح الحيوية لئلقتصاد‬
‫الوطني ‪ ،‬و أمف الدولة الداخمي و الخارجي‪،‬إف إستبعاد مجاؿ الدفاع الوطني مسألة‬
‫معقولة أما المصالح الحيوية لئلقتصاد الوطني ‪ ،‬فيشكؿ إخراجيا مف مجاؿ تدخؿ‬
‫لجاف التحقيؽ تقميصا لسمطة البرلماف في رقابة الحكومة ‪.‬‬
‫بالرجوع إلى دستور المغرب لسنة ‪ 2011‬نجد المشرع المغربي أعطي لرئيس الدولة‬
‫( الممؾ ) حؽ التقدـ بمبادرة تشكيؿ لجاف تقصي الحقائؽ‪ ،‬إلى جانب مجمسي البرلماف‬
‫قاصر خاضعا لوصاية الحكومة ‪.2‬‬
‫ا‬ ‫و ىذا مف شأن ػو أف يقيد البرلمػاف و يجعمو‬
‫إف عدـ تخصص البرلمانييف في المسائؿ المالية تجعؿ مف ميمة التحقيؽ المباشرة مف‬
‫طرفيـ شكمية غير فعالة ‪،‬ألنيا تتوقؼ مف جية عمى المعمومات التي يدلي بيا أعضاء‬
‫الحكومة ‪،‬وفي التحقيقات التي يمكف أف يقوموا بيا ‪ ،‬كما أف تقديـ الحكومة لحسابات‬
‫الدولة في شكؿ معقد يجعؿ مسألة فيـ البرلمانييف لمعمميات المالية صعبة جدا‪.‬‬

‫سابق‪.‬‬ ‫‪ -1‬المادة ‪ 86‬من القانون العضوي رقم ‪ٌ12/16‬تعلق بتنظٌم المجلس الشعبً الوطنً ومجلس األمة‪ ،‬مرجع‬
‫‪ -2‬الفصل ‪67‬من دستور المغرب لسنة‪ ،2011‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪271‬‬
‫المطمب الثاني ‪ :‬إ نعدام التنسيق بين البرلمان و أجيزة الرقابة المحايدة‬
‫إف المشرع في دوؿ المغرب العربي إختمؼ في تسمياتو لؤلجيزة الرقابية في المجاؿ‬
‫المشرع‬ ‫المالي‪،‬فالمشرع الجزائري أطمؽ عمييا تسميةمجمس المحاسبة ‪،‬في حيف‬
‫المغربي أسماه بالمجمس األعمى لمحسابات ‪،‬أما المشرع التونسي فأطمؽ عمييا تسمية‬
‫محكمة محاسبات مدرجة ضمف القضاء المالي ‪ ،‬ولو إختمفت التسميات فكميا تجتمع‬
‫في تعريؼ واحد ليذه المؤسسات عمى أنيا ىيئات عميا لمرقابة عمى المالية العمومية ‪،‬‬
‫تمارس مياميا بإستقبللية تامة ‪ ،‬وقد خوؿ ليا القانوف كؿ الصبلحيات لمقياـ بمياميا‬
‫في مجاؿ التحريات والمعاينات التي تمكنيا مف التوصؿ إلى السير الحسف واإلستغبلؿ‬
‫األمثؿ لؤلمواؿ العمومية بما يحقؽ الفعالية و الرشاد ‪.‬‬
‫و تعتبر رقابة ىذه الييئة بمثابة رقابة الحقة عمى تنفيذ النفقات العمومية ‪ ،‬وال تقؿ عف‬
‫باقي الييئات بؿ تعد أعبله درجة و أدقيا إجراء‪،‬و ىذا كمو نتيجة ما خولو القانوف مف‬
‫أدوات رقابية ‪،‬ونتيجة لبلستقبللية التي يتمتع بيا‪ ،1‬كما أنو يساىـ في تطوير الحكـ‬
‫الراشد والشفافية في تسيير األمواؿ العمومية ‪.‬‬
‫إف وجود تناسؽ وتعاوف بيف البرلماف و ىيئة المحاسبة في المجاؿ المالي‪،‬يساىـ بقدر‬
‫كبير في تطوير دور وفعالية السمطة التشريعية في القياـ بمياميا ‪ ،‬ذلؾ أف البرلمانييف‬
‫غير المختصيف في مجاؿ المالية مف جية ‪،‬و لكوف مجمس أو ىيئة المحاسبة مختصة‬
‫أصبل في التدقيؽ في شروط إستعماؿ األمواؿ العمومية ‪ ،‬وتقدير وتقييـ التسيير مف‬
‫جية أخرى ‪ ،‬لذا فإف التعاوف والتنسيؽ بيف ىيئة المحاسبة والبرلماف أمر ضروري مف‬
‫أجؿ تفعيؿ دور البرلماف في مجاؿ إختصاصو المالي ‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬عالقة البرلمان بييئة المحاسبة‬
‫بالرجوع إلى التشريع الجزائري الخاص برقابة مجمس المحاسبة نصت المادة ‪ 199‬مف‬
‫التعديؿ الدستوري لسنة ‪ 2020‬عمى أنو‪ " :‬يعد مجمس المحاسبة تقري ار سنويا يرفعو‬

‫‪ -1‬إبراهٌم بن داود ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.318‬‬


‫‪272‬‬
‫إلى رئيس الجميورية ويتولي رئيس المجمس نشره " ‪،‬كما نصت المادة ‪ 54‬مف األمر‬
‫‪1 20-95‬عمى أف مجمس المحاسبة يقوـ بإعداد تقرير سنوي عف طريؽ لجنة البرامج‬
‫والتقارير موجو إلى كؿ مف رئيس الجميورية والييئة التشريعية ‪ ،‬يبيف في ىذا التقرير‬
‫كؿ المعاينات و المبلحظات و التقييمات الناجمة عف أشغاؿ و تحريات مجمس‬
‫المحاسبة ‪ ،‬مرفقة باآلراء و المقترحات التي يرى مف الواجب تقديميا ‪ ،‬وأيضا أراء‬
‫وردود المسؤوليف والممثميف القانونييف ‪ ،‬و السمطات الوصية المعنية ‪ ،‬كما يقوـ مجمس‬
‫المحاسبة كذلؾ بإعداد تقرير تقييمي حوؿ المشروع التمييدي لقانوف ضبط الميزانية ‪،‬‬
‫الذي يتـ إرسالو إلى الحكومة التي تقوـ بدورىا بإرسالو إلى البرلماف ‪.‬‬
‫إف منح البرلماف سمطة اإلطبلع عمى المستندات و الوثائؽ التي يعدىا مجمس‬
‫المحاسبة ‪ ،‬يساىـ في حصوؿ البرلماف عمى المعمومات الدقيقة حوؿ تسيير األمواؿ‬
‫العمومية ‪ ،‬وحوؿ تنفيذ النفقات العمومية ‪ ،‬وبالتالي يساىـ مجمس المحاسبة في تفعيؿ‬
‫الدور الرقابي لمبرلماف في المجاؿ المالي ‪ ،‬ألف حصوؿ البرلماف عمى المعمومات مف‬
‫الجية المكمفة بتنفيذ النفقات العمومية ‪،‬و المتم ثمة في السمطة التنفيذية لف يحقؽ الرقابة‬
‫الفعمية و الحقيقية لمنفقات العمومية ‪ ،‬نظ ار لعدـ توفر عنصر الحياد مف طرؼ الجية‬
‫المقدمة ليذه المعمومات و البيانات حوؿ تنفيذ النفقات العمومية ‪.‬‬

‫بالنسبة لممشرع التونسي وبموجب الدستور تونسي لسنة ‪ 2014‬يتكوف القضاء المالي‬
‫مف محكمة المحاسبات بمختمؼ ىيئاتيا ‪ ،‬تختص بمراقبة حسف التصرؼ في الماؿ‬
‫العاـ وفؽ المبادئ الشرعية والنجاعة والشفافية و تقضي في حسابات المحاسبيف‬
‫العمومييف ‪ ،‬وتقييـ طرؽ التصرؼ و تزجر األخطاء المتعمقة بو ‪ ،‬تساعد السمطة‬
‫التشريعية و السمطة التنفيذية عمى رقابة تنف يذ قوانيف المالية ‪ ،‬وتعد تقرير سنوي تحيمو‬
‫الى رئيس الجميورية و رئيس مجمس نواب الشعب و رئيس الحكومة ‪ ،‬ورئيس المجمس‬

‫‪ -1‬أمر رقم ‪ 88/61‬المؤرخ فً ‪ 31‬جوٌلٌة ‪ٌ 3661‬تعلق بمجلس المحاسبة ‪ ،‬حرٌدة رسمٌةعدد ‪16‬لسنة‪.3661‬‬

‫‪273‬‬
‫األعمى لمقضاء‪ ، 1‬كما نص الفصؿ ‪ 64‬مف القانوف األساسي لمميزانية الذي يضبط‬
‫إ ختصاصات محكمة المحاسبات ‪،‬عمى أف التقارير المعدة مف طرؼ المحكمة تتضمف‬
‫المبلحظات و اإلستنتاجات التي خمصت إلييا الحكومة ‪،‬كما يحتوي عمى إقت ارح‬
‫اإلصبلحات التي تراىا مناسبة ‪.‬‬

‫في حيف نجد المشرع المغربي في الفصؿ ‪ 148‬مف دستورسنة‪2011‬نص عمى أف‬
‫المجمس األعمى لمحسابات يقدـ مساعداتو لمبرلماف في المجاالت المتعمقة بمراقبة‬
‫المالية العامة وممزـ باإلجابة عمى األسئمة واإلستشارات المرتبطة بوظائؼ البرلماف ‪،‬في‬
‫التشريع والتقييـ المتعمؽ بالمالية العامة‪ ،‬كما يقدـ الرئيس األوؿ لممجمس األعمى‬
‫لمحسابات بعرض أماـ البرلماف‪، 2‬متبوع بمناقشة داخؿ كؿ مجمس عمى حدى‪ ،3‬كما‬
‫يكوف لرئيس مجمس المستشاريف بناء عمى مداوالت المكتب‪،‬أو بطمب مف إحدى المجاف‬
‫الدائمة أف يطمب مف المجمساألعمى لمحسابات بذؿ المساعدة و تقديـ المزيد مف‬
‫اإليضاح ػ ػات حوؿ المجاالت المتعمقة بالمالية‪ ، 4‬يرفع المجمس األعمى لمحسابات تقري ار‬
‫سنويا ‪،‬يتضمف بيانا بجميع أعمالو إلى الممؾ و رئيس الحكومة و إلى رئيسي مجمس‬
‫البرلماف‪،‬ويرد المجمس عمى طمبات التوضيح المعروضة عميو مف طرؼ رئيس مجمس‬
‫النواب أو رئيس مجمس المستشاريف بمناسبة دراسة التقرير عف تنفيذ قانوف المالية‪،‬و‬
‫التصريح العاـ بالمطابقة المذاف يعدىما المجمس‪،5‬وبموجب الفصؿ ‪ 152‬مف دستور‬
‫المغرب أعطي مجمس النواب و مجمس المستشاريف حؽ إستشارة المجمس اإلقتصادي‬
‫و اإلجتماعي و البيئي‪ ،‬في جميع القضايا التي ليا صمة باإلقتصاد الوطني‪ ،‬كما يدلي‬
‫المجمس برأيو في التوجييات العامة لئلقتصاد الوطني و التنمية المستدامة ‪ ،‬ليكوف‬

‫‪-1‬الفصؿ ‪117‬من دستور تونس لسنة‪ ،8834‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪-2‬المادة‪113‬من النظام الداخلً لمجلس النواب المغربً‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬مشروع قانون أساسً عدد ‪ٌ 8839/10‬تعلق بضبط إختصاصات محكمة المحاسبات و تنظٌمها و اإلجراءات‬
‫المتعلقة بها ‪ ،‬تونس ‪ 39‬جوان ‪http://wwwmajles.marsad.tn،8839‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 146‬من النظام الداخلً لمجلس المستشارٌن المغربً‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 68‬من الظهٌر الشرٌف رقم ‪ 388-84‬الصادر بتارٌخ ‪ٌ 31‬ونٌو ‪ 8888‬متعلق بتنفٌذ القانون رقم ‪-66‬‬
‫‪ 98‬المتعلق بالمحاكم المالٌة ‪،‬جرٌدة رسمٌة عدد ‪1818‬لسنة‪.8888‬‬
‫‪274‬‬
‫بذلؾ ا لمشرع المغربي ساىـ في تفعيؿ العبلقة بيف البرلماف و المجالس المحايدة ذات‬
‫الطابع المالي و االقتصادي بشكؿ كبير‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تقييم العالقة بين البرلمان و ىيئة المحاسبة‬

‫تفتقر العبلقة بيف مجمس المحاسبة و البرلماف في التشريع الجزائري إلى التنسيؽ‬
‫والتعاوف الكافييف‪ ،‬و ىي عبلقة ضعيفة لـ يتـ تطويرىا ‪ ،‬مف أجؿ تحقيؽ نتائج إيجابية‬
‫في عممية الرقابة البرلمانية ‪ ،‬و ىذا عمى عكس التشريع التونسي و المغربي الذي طور‬
‫العبلقة بيف محكمة المحاسبات أو المجمس األعمى لمحسابات و البرلماف في ميداف‬
‫الرقابة عمى األمواؿ العمومية ‪ ،‬فمـ يعد يقتصر في جعؿ ميمة الييئة في تقديـ تقارير‬
‫سوية لمبرلماف ‪ ،‬وانما تعدى ذلؾ إلى ميمة مساعدة البرلماف في القياـ بميمة الرقابة‬
‫عمى أحسف و أكمؿ وجو فقد أوكمت لمييئة أو المجمس ميمة تأكيد و مصداقية‬
‫حسابات الدولة وميمة مساعدة البرلماف‪،1‬ولقد تـ تسجيؿ ىذه الميمة في دستور‬
‫المغرب لسنة ‪ 2011‬و دستور تونس لسنة‪ ، 2014‬و بذلؾ يكوف المشرع التونسي‬
‫والمغربي قد حذا حذو المشرع الفرنسي الذي وسع مف دور مجمس المحاسبة و ذلؾ‬
‫بتقوية عبلقتو بالبرلماف في المجاؿ المالي و ذلؾ بموجب القانوف رقـ ‪692-2001‬‬
‫الخاص بقوانيف المالية في المادة ‪ 58‬منو التي نصت عمى أف" يساىـ مجمس‬
‫المحاسبة الفرنسي في تفعيؿ الرقابة البرلمانية أي رقابة تنفيذ رخصة اإلذف باإلنفاؽ‬
‫العمومي التي صوت عمييا البرلماف سابقا و مف اجؿ ذلؾ فإف مجمس المحاسبة ممزـ‬
‫بإرساؿ مجموعة مف التقارير الى البرلماف تتمثؿ في تقرير أولي متعمؽ بتاريخ تنفيذ‬
‫السنة المالية المعينة ‪،‬ويعرض ىذا التقرير بمناسبة مناقشة توجييات المالية العمومية‬
‫وتقرير متعمؽ بنتائج السنة المالية المعنية ‪ ،‬و تسير الميزانية والذي يرافؽ تقديـ مشروع‬
‫ضبط الميزانية وتقريرالتسيير‪،‬وتقرير يتضمف كؿ العمميات المتعمقة بحركة اإلعتمادات‬

‫‪-1‬جمال عبد الناصر مانع‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.16‬‬

‫‪275‬‬
‫المالية خبلؿ تنفيذ السنة المالية المعنية ‪،‬و التي قامت بيا السمطة التنفيذية والتي‬
‫تستوجب المصادقة البرلمانية في أقرب قانوف لممالية و يتعمؽ األمر خاصة بموضوع‬
‫مراسيـ التنسيؽ ‪،‬كما نصت المادة عمى إمكانية إرفاؽ التقارير بأجوبة مف الوزراء‬
‫المعنييف ‪ ،‬فكؿ ىذه التقارير مجتمعة إضافة إلى أجوبة الحكومة ‪،‬تساىـ كثي ار في‬
‫حصوؿ البرلماف عمى كؿ الوثائؽ التي تمكنو مف القياـ بميامو عمى أكمؿ وجو‪،‬إف‬
‫الحصوؿ عمى مساعدة المجمس في فيـ العمميات المالية التي قامت بيا الحكومة أثناء‬
‫تنفيذ النف قات العمومية التي تـ منح رخصة إنفاقيا مف طرؼ البرلماف ‪ ،‬سيساىـ في‬
‫تطوير و تقوية دور البرلماف المغاربي في المسائؿ المتعمقة بالمالية العمومية ‪.‬‬

‫‪276‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الحدود العممية لإلختصاص المالي البرلماني‬
‫كاف البرلماف مف قبؿ ىو صاحب السيادة في المجاؿ المالي ‪،‬وشكؿ إستيبلؤه عمى‬
‫اإل ختصاصات المالية مرحمة فارقة في تاريخ تطور المؤسسات السياسية لمدولة ‪،‬غير‬
‫أف التطور المؤسساتي المتسارع في القروف الثبلثة األخيرة نتيجة الصراع المحتدـ في‬
‫قمب مؤسسة الدولة‪،‬أدى إلى بروز عدـ التوازف في اإلختصاصات بيف السمطتيف‬
‫التشريعية والتنفيذية لصالح ىذه األخيرة ‪.‬‬
‫إذا كانت السمطة التنفيذية قد إستطاعت أف تحافظ عمى توازنيا فإف السمطة التشريعية‬
‫أصبحت تعاني مف محدوديات أقرتيا كؿ مف التدابير الدستورية والنصوص‬
‫التنظيمية‪،‬تواجيممارسة السمطة التشريعية إلختصاصاتيا في المجاؿ المالي العديد مف‬
‫العقبات مف الناحية العممية تحوؿ دوف تحقيؽ ىدفيا المتمثؿ في تحقيؽ الرقابة الفعالة‬
‫غيرف الحدود القانونية والسياسية ليست جامدة‪،‬‬
‫التي يسعى إلى تحقيقيا نواب الشعب‪ ،‬أ‬
‫ففي المجاؿ المالييرتبط كؿ ما ىو عممي بما ىو قانوني ‪،‬مما يقودنا إلى القوؿ أف‬
‫ىناؾ حدود واقعية تشكؿ قيود أخرى أقرتيا الممارسة العممية والذاتية وتعد إنعكاسا لما‬
‫ىو قانوني‪،‬فتمثمت الحدود العممية لئلختصاص المالي البرلماني أساسا في الدور‬
‫التصحيحي لمحكومة في مجاؿ الميزانية إستنادا إلى نصوص قانونية تنظيمية تساىـ‬
‫في التعدي ؿ الواسع لمرخصة البرلمانية بصفة جذرية ‪،‬وىذا راجع إلى ضعؼ دور‬
‫البرلماف في مجاؿ متابعة الميزانية مف خبلؿ ضعؼ المعمومات البرلمانية في المجاؿ‬
‫المالي وثقؿ في قوانيف المالية (المبحث األوؿ)‪،‬كما يتأثر اإلختصاص المالي لمبرلماف‬
‫مف الناحية العممية بالبيئة السياسية مف خبلؿ األحزاب السياسية ومف ناحية األغمبية‬
‫البرلمانية أو مف ناحية ضعؼ دور المعارضة (المبحث الثاني)منجية‪،‬وتتأثر الرقابة‬
‫البرلمانيةمف الناحية العمميةوالواقعية بالتركيبة البرلمانية ‪،‬أو مف ناحية إمكانية حؿ‬
‫البرلماف وىو ما يترتب عنو تقوية مركز السمطة التنفيذية عمى حساب السمطة‬
‫التشريعية مف جية ثانية (المبحث الثالث)‪.‬‬
‫‪277‬‬
‫المبحث األول‪:‬التدخل الواسع لمتنظيم وأثره عمى إختصاص البرلمان في الدول‬
‫المغاربية‬

‫إف تحديد اإلختصاصات وتوزيعيا عمى السمطات الثبلث التشريعية والتنفيذية والقضائية‬
‫ليست بالشكؿ المطمؽ ‪،‬ولذلؾ تشترؾ السمطة التنفيذية جنبا إلى جنب في أداء المياـ‬
‫والصبلحيات المحددة قانونيا ودستوريا ‪،‬كسف القوانيف وذلؾ بتخويميا حؽ إقتساـ‬
‫المبادرة بالتشريع‪،‬بؿ وأكثر مف ذلؾ فقد منحت إمتيازات عممية تسمح ليا أف تحتؿ‬
‫الصدارة في ىذا المجاؿ بما تتمتع بو مف أفضمية‪.‬‬

‫وعميو أقر المشرع الدستوري المغاربي صراحة أف ميمة وضع القوانيف ىيإختصاص‬
‫أصيؿ لمبرلماف ولو السيادة في ذلؾ ‪ ،‬ومع ذلؾ أقر لمحكومة وسائؿ وآليات تمكنيا مف‬
‫التحكـ والسيطرة عمى العمؿ التشريعي‪ ،‬بيذا واصؿ المشرع الدستوري المغاربي‬
‫إضعاؼ دور ال برلماف خاصة في مجاؿ بسط رقابتو في مجاؿ الميزانية ‪،‬أماـ ضعؼ‬
‫المعمومات البرلمانية في المجاؿ المالي مف نقص خبرة العضو البرلماني و صعوبة‬
‫الحصوؿ عمى المعمومات ‪،‬إضافة إلى ثقؿ عمى مستوي قوانيف المالية و اإليداع‬
‫المتأخر لمشروع قانوف المالية ‪،‬الذي يعتبر مف بيف األسباب العممية التي تحد مف‬
‫اإلختصاص المالي لمبرلماف (المطمب األوؿ)‪،‬وأثر الدور التصحيحي لمحكومة في‬
‫مجاؿ اإلعتمادات المالية الذي كرس تفوؽ السمطة التنفيذية عمى حساب السمطة‬
‫التشريعية(المطمب الثاني)‪.‬‬

‫المطمب األول‪:‬اإلمكانيات الضعيفة لمبرلمان في متابعة الميزانية‬

‫يػفتػرض فػي الػبػرلػمػاف أف يػكػوف صاحب السمطة الحاسمة في صناعة القرار المالي‬
‫نظ ار لكونو المحتكر لمسمطة التشريعية‪ ،‬تسميما بما تقتضيو الممارسة الديمقراطية مف‬
‫فصؿ في السمطات ىذا مف جية ‪،‬وبالنظر كذلؾ لما يترتب عمى إعتماد قوانيف المالية‬

‫‪278‬‬
‫مف تكاليؼ عمى الشعب‪ ،‬األ مر الذي يحتـ ضرورة إشراكو عبر ممثميو في تعييف‬
‫وتوزيع ىذه التكاليؼ ومراقبة أوجو إنفاقيا مف جية أخري‪.‬‬

‫لكف عند اإلطبلع عمى واقع الحاؿ نستشؼ أف آليات العقمنة البرلمانية لعبت دو ار‬
‫أساسيا في الحد مف سمطات البرلماف‪،1‬وذلؾ مف خبلؿ إعتماد ترسانة قانونية أمعنت‬
‫في تقييد وتعقيد ممارسة البرلماف لصبلحياتو التشريعية خاصة في شقيا المالي‪(2‬الفرع‬
‫األوؿ) ‪ ،‬مما فسح المجاؿ أماـ ىيمنة السمطة التنفيذية عمى المجاؿ التشريعي بصفة‬
‫عامة والتشريع المالي بصفة خاصة أماـ ضعؼ معمومات النائب البرلماني ونقص‬
‫خبرتو في المجاؿ المالي ‪،‬حيث أف الم بادرة لبمورة وتقديـ مشاريع القوانيف المالية تبقى‬
‫حك ار لمسمطة التنفيذية (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬ضعف المعمومات البرلمانية في المجال المالي‬

‫تفعيبل لمقتضيات الدستور والقوانيف المتعمقة بقوانيف المالية ‪،‬فصؿ المؤسس الدستوري‬
‫المغاربي في طبيعة التقارير والوثائ ؽ المرفقة لمشروع قانوف المالية المودع لدى المجنة‬
‫المالية المختصة عمى مستوى غرؼ البرلماف‪ ،‬وىو األمر الذي يقتضي ضرورة توفر‬
‫نواب الشعب عمى مستوى عاؿ مف اإللماـ والتكويف في مجاؿ المالية العامة‪ ،‬حتى‬
‫يتسنى ليـ إمكانية التحميؿ والدراسة النقدية المتكاممة لعنصر مشروع قانوف المالية في‬
‫ترابطيا وذلؾ بالنظر لما تستوجبو إمكانية تقديـ مقترحات التعديؿ ليذا المشروع ‪،‬مع‬
‫ضرورة عدـ اإلخبلؿ بالتوازف في مالية الدولة‪.‬‬

‫‪ -1‬كريـ نبيو‪ ،‬البرلماف وصناعة السياسات العامة في النظـ السياسية والدستور المغربي‪ ،‬أطروحة لنيؿ‬
‫الدكتوراه في القانوف ا لدستوري‪ ،‬المؤسسات السياسية‪ ،‬جامعة الحسف الثاني‪ ،‬كمية العموـ القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،2014-2013 ،‬ص‪.224‬‬
‫‪ -2‬محمد صالح الكروي‪ ،‬التجربة البرلمانية في المغرب ‪ 1997-1963‬ط‪ ،1‬مطبعة البريؽ‪،‬‬
‫الرباط‪ ،2010،‬ص‪.201‬‬

‫‪279‬‬
‫وعمى الرغـ مف تسجيؿ تحسف ميـ في نسبة المستويات التعميمية لمبرلمانييف مف والية‬
‫تشريعية ألخرى خاصة مع إعتماد البلئحة الوطنية‪ ،‬حيث شكمت في اإلنتخابات‬
‫التشريعية المغربية لسنة ‪ 2011‬عمى سبيؿ المثاؿ نسبة ذوي المستوى الجامعي مف‬
‫النواب المرشحيف عف الموائح المحمية ‪ %46‬و‪ %50‬مف النواب المرشحيف ضمف‬
‫الموائح الوطنية‪ ،‬غير أف ذلؾ لف يثبت في إثارة مسألة النقض في الكفاءات البرلمانية‬
‫المتخصصة في المجاؿ المالي خاصة إذا أخذنا بعيف االعتبار طبيعة تركيبة المجاف‬
‫البرلمانية بما فييا لجنة ال مالية‪ ،‬التي تبني ىيكمتيا عمى أساس التمثيمية النسبية‬
‫لؤلحزاب داخؿ البرلماف مما سيؤدي ال محالة إلى تغميب ىاجس توازف التمثيمية بالنسبة‬
‫لؤلحزاب داخؿ المجنة عمى حساب الكفاءة والفعالية في مجاؿ السياسة المالية‪.1‬‬

‫ومادامت لجنة المالية تتشكؿ عمى أساس التمثيمية بالنسبة لؤلحزاب داخؿ البرلماف‪،‬مما‬
‫يعني بالضرورة ىيمنة تمثيمية أحزاب األغمبية الحكومية عمى مكوناتيا ‪،‬ونظ ار‬
‫إل عتمادىا عمى آلية التصويت لمبث في مقترحات التعديؿ‪ ،‬فمف البدييي أف ال تنصب‬
‫التعد يبلت المقترحة في جوىر مشروع قانوف المالية المقترح مف طرؼ الحكومة‪.2‬‬

‫فعمى الرغـ مما يقالبأف البرلماف يبقي صاحب الصبلحية في إق اررأوعدـ إقرار قانوف‬
‫المالية مف خبلؿ آلية التصويت ‪،‬يبقى مجرد ممارسة شكمية إذا أخذنا بعيف اإلعتبار‬
‫اإلمتداد السياسي لمحكومة كمييمف داخؿ البرلماف مف خبلؿ المجمس الشعبي الوطني‬
‫ومجمس نواب الشعب ومجمس نواب الشعب عمى التوالي لكؿ مف الجزائر والمغرب‬
‫وتونس ‪،‬صاحبة القراءة النيائية لممشروع مف خبلؿ إمتبلكيا لؤلغمبية التمثيمية داخمو‬

‫‪ -1‬محمد الغالً‪ ،‬التدخل البرلمانً فً مجال السٌاسات العامة فً المغرب ‪ ،2002-1964‬ط ‪ ،1‬مطبعة‬
‫الوراقة الوطنٌة‪ ،‬مراكش‪ ،‬ص ‪.157‬‬
‫‪ -2‬تقرٌر حول أداء البرلمان المغربً خالل الوالٌة التشرٌعٌة التاسعة ‪ 2016-/2012‬من إنجاز‬
‫المرسدالوطنً لحقوق الناخب بشراكة مع مؤسسة كونراد أرٌناور ‪ ،2017‬مؤسسة كونراد أرٌناور‪ ،‬مكتب‬
‫المغرب‪ ،‬ص ‪.39‬‬

‫‪280‬‬
‫ما يضمف ليا بشكؿ مسبؽ نتيجة التصويت ‪،‬بصرؼ النظر عف مدى إلماـ النواب‬
‫عمى مستوى البرلماف بمجاؿ المالية‪ ،‬ومع ذلؾ تشكؿ المعمومات عامبل ميما لمسمطة‬
‫السياسية ‪ ،‬إذ يمكف القوؿ بأف تقاسـ المعمومات يعود في المقاـ األخير إلى تقاسـ‬
‫السمطة‪.‬‬

‫يتعمؽ المشكؿ أوال بالولوج إلى مصادر المعمومات ‪،‬فإذا كاف الدخوؿ إلى مصادر‬
‫المعمومات يشكؿ إنشغاال دائما بالنسبة لمبرلماف في دوؿ المغرب العربي‪ ،‬فإف‬
‫المعمومات الخاصة اإلقتصادية والمالية المقدمة مف طرؼ الحكومة تعتبر قميمة‪.‬‬

‫إذ ال يمتمؾ البرلماف في الدوؿ إال سمطة محدودة لمولوج إلى مصادر المعمومات فيذه‬
‫األخيرة ترتبط باإلدارة الحسنة لئلدارة ‪،‬فالمعمومة اإلدارية تكوف محدودة‪.‬‬

‫ومف المعموـ أف عممية اإلخبار تسبؽ عممية المراقبة وىي شرطا لممارستيا ويمكف‬
‫منطقيا أف نجد طريقتيف لمحصوؿ عمى المعمومات فإما أف تجدىا أو تبحث عنيا‪،‬‬
‫وتختمؼ طريقة سعي البرلماف فالسعي قد يكوف إيجابيا أو سمبيا‪ ،‬وعميو فيذه المعمومات‬
‫التي يحصؿ عمييا البرلماف ليا مصدراف أساسياف ىما الحكومة ومجمس المحاسبة‬
‫أوالمجمس األعمى لمحسابات أو محكمة المحاسبات‪ ،‬وما يعرؼ لدى العموـ أف قانوف‬
‫المالية السنوي أو قانوف المالية التعديمي أو التكميمي الذي ينشر في الجريدة الرسمية‬
‫في عدد الصفحات (ما بيف ‪ 20‬إلى ‪ 40‬صفحة) ‪،‬أما ما يرفؽ بيذا المشروع مف‬
‫وثائؽ مالية فتودع أماـ البرلماف فقط وذلؾ وفقا لمقوانيف المنظمة لمجاؿ المالية‪ 1‬في‬
‫كؿ مف الجزائر والمغرب وتونس‪ ،‬كما أف ىذه الوثائؽ المرفقة لمشروع قانوف المالية‬
‫يمكف أف تودع في آجاؿ محددة وبعضيا ال يخضع آلجاؿ إيداع معيف‪ ،‬غير أنو يمكف‬
‫أف نشير بأف ىذا الحجـ اليائؿ مف المعمومات غير المستعمؿ ‪،‬أو أنو مستعمؿ‬

‫‪-3‬سفٌان صابر ومحمد زٌن الدٌن‪،‬محدودٌة اإلختصاصات المالٌة للبرلمان‪،‬منتدى ماستر القضاء اإلداري قسم‬
‫خاص بطلبة الدراسات العلٌا‪ ،‬سال‪،8831،‬ص‪.9‬‬

‫‪281‬‬
‫بطريقةغير مقيدة مف قبؿ البرلمانييف لما في ذلؾ مف تدعيـ إتجاه إحتكار المعمومة مما‬
‫يؤدي إلى البل مساواة الواقعية بيف الحكومة والبرلماف ‪،‬وىو مشكؿ جدي ال يمكف أف‬
‫نجد حبل مبلئم ا لو إال بتبني مبدأ المساواة والولوج إلى نفس مصدر المعمومات بالنسبة‬
‫لمسمطتيف‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬نقص خبرة العضو البرلماني وصعوبة الحصول عمى المعمومات‬

‫يعود عدـ إلماـ العضو البرلماني بوظيفة الرقابة البرلمانية ‪،‬أو عدـ قدرتو عمى المتابعة‬
‫المستمرة ألعماؿ الحكومة لنقص خبرتو في المجاؿ المالي‪ ،‬لذلؾ مف الضروري أف‬
‫يكوف لمبرلماني خبرة عالية وثقافة واسعة في المجاؿ ‪،‬حتى يتمكف مف القياـ بدوره عمى‬
‫أحسف وجو‪ ،‬وال يتسنى ذلؾ إال بتطوير قدراتو عف طريؽ تنظيـ دورات تدريبية وتبادؿ‬
‫الخبرات والزيارات مع غيره مف المجالس النيابية ال ارئدة في العالـ بشكؿ عاـ وفي‬
‫المجاؿ الرقابي إل كتساب الخبرات والميارات الضرورية لتفعيؿ دوره الرقابي بشكؿ‬
‫خاص‪.1‬‬

‫كما ال يستطيع البرلماف القياـ بدوره الرقابي إال إذا توفرت لديو معمومات دقيقة‬
‫وكافية عف األنشطة المختمفة في الدولة ‪،‬ألف المعمومة الصحيحة ىي أساس كؿ قرار‬
‫صائب يتخذه أي مسؤوؿ في موقعو ‪.‬‬

‫أصبحت الدولة تعتمد في ظؿ التطور التكنولوجي عمى الكثير مف المتخصصيف‬


‫وعمى أجيزة ومراكز لتجميع المعمومات الضرورية فصارت السمطة التنفيذية تممؾ‬
‫العديد مف الوسائؿ واإلمكانيات التي تسمح ليا بالحصوؿ عمى المعمومات وتجميعيا‪،‬‬
‫مما جعميا تتفوؽ عمى البرلماف الذي ال يحوز مثؿ ىذه اإلمكانيات وىذا ما يجعمو في‬
‫مركز ضعيؼ أماـ الحكومة ‪ ،‬لذلؾ ينبغي عمى السمطات التشريعية أف تعتمد عمى‬

‫‪ -1‬محمد تشعبت‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.129-128‬‬

‫‪282‬‬
‫نفسيا في تكويف إطارات متخصصة ‪،‬وايجاد آليات ووسائؿ لجمع المعمومات التي‬
‫تحتاج إلييا ومف ثـ ال يبقى مجاؿ لتفوؽ السمطة التنفيذية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬ثقل القوانين المالية و اإليداع المتأخر لمشروع قانون المالية‬

‫أظيرت الممارسة ثقؿ القوانيف المالية مما يؤدي إلى نقاش ذو أىمية محدودة فيي‬
‫مجرد تكرار لعمؿ ينحصر في مؤاخذات مف البعض أو طمبات مف البعض اآلخر ‪،‬‬
‫ويتـ كؿ ىذا في إطار طقوس محددة تؤدي في بعض األحياف بالبرلمانيف بسبب طوؿ‬
‫وقتيا إلى عدـ فيـ فحواىا واإلكتفاء بالتصويت فقط‪،‬ويبرز ذلؾ مف خبلؿ شكمية‬
‫المناقشة التي تعتبر ثقيمة جدا وتسري وفؽ قواعد عقيمة إلى حد ما وميجورة سواء مف‬
‫طرؼ البرلمانييف أنفسيـ أو مف طرؼ المواطنيف‪ ،‬ففي كؿ سنة يخصص البرلماف عمى‬
‫األقؿ ثمث وقتو لدراسة ومناقشة مشروع قانوف المالية‪ ،‬ويخصص لو الجزء األساسي‬
‫مف دورة الخريؼ‪ ،‬صحيح أف أىمية الميزانية في حياة الببلد تبرزفي كوف مناقشة‬
‫الميزانية مف المحظات الكبرى في العمؿ البرلماني‪ ،‬ولكنيا أصبحت عمى مر السنيف‬
‫عمبل روتينيا يتـ وفؽ قواعد تجاوزىا الوقت وال ييتـ بيا الرأي العاـ إال قميبل‪ ،‬ذلؾ ألف‬
‫المواطف ال تتضح لو العبلقة بيف إىتماماتو اليومية واإلختيارات اليامة واإلستراتيجية‬
‫في مجاؿ المالية العمومية وىي وضعية يؤسؼ ليا ويعتبر الجميع خاس ار فييا‪،‬‬
‫البرلماف والحكومة والمعارضة‪.1‬‬

‫فالبرلماف يخسر إ عتماده حيث لـ يعد كأداة أساسية مف شأنيا مواجية المشاكؿ الكبرى‬
‫لمببلد ‪،‬والحكومة ال يمكنيا أف تجسد بشكؿ ممموس الطابع الجريء إلختباراتيا وعمميا‬
‫أما المعارضة‪ ،‬فبل يمكنيا أف تسوغ إنتقاداتيا وحموليا البديمة بشكؿ واضح وقوي ونشيد‬
‫بذلؾ نوعا مف الروتيف الممؿ‪ ،‬صحيح أف ىذه المناقشة تفتتح بخطاب لوزير المالية‬
‫يوضح فيو السياسية العامة لمحكومة ومف الناحية المالية واألسباب التي حممتيا عمى‬

‫‪-1‬سفٌان صابر ومحمد زٌن الدٌن‪،‬محدودٌة اإلختصاصات المالٌة للبرلمان‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪. 1‬‬
‫‪283‬‬
‫وضع المشروع المتعمؽ بالمالية في الشكؿ المعروض‪ ،‬ثـ يميو المقرر العاـ لمجنة‬
‫المالية المختصة الذي يعمؿ أسباب التعديبلت التي إرتأتيا واقترحتيا المجنة ‪،‬ويميو بعد‬
‫ذلؾ رئيس المجنة ومتدخمي ممثمي الغرؼ البرلمانية عمى أساس أف ىذه المرحمة ىي‬
‫المرحمة السياسية لممناقشة العامة لقانوف المالية ‪،‬وىكذا يشعر المتتبع طيمة ساعات‬
‫المناقشة بأنيا مجرد خطاطات سياسية ال غير‪.‬‬

‫إف إيداع مشروع قانوف المالية بالبرلماف يمر بإجراءات مسطرة يحددىا الدستور‬
‫والقانوف التنظيمي لممالية والنظاـ الداخمي لكؿ مف المجمس الشعبي الوطني ومجمس‬
‫األمة بالنسبة لمجزائر‪ ،‬ومجمس النواب ومجمس المستشاريف بالنسبة لممغرب ومجمس‬
‫نواب الشعب في تونس‪ ،‬بمعنى أف المشروع يقدـ في آجاؿ محددة وصارمة‪ ،‬يمتزـ‬
‫البرلماف خبلليا بفحصو قبؿ عرضو عمى الجمسة العامة ألجؿ المناقشة والتصويت‪ ،‬إال‬
‫أف إحتراـ اآلجاؿ يثير العديد مف المصاعب خاصة عند تجاوز اآلجاؿ مف طرؼ‬
‫الحكومة أو البرلماف‪.‬‬

‫فالممارسة ال عممية في المممكة المغربية أقرت أف إيداع مشروع قانوف المالية في التاريخ‬
‫المحدد قمما يحترـ ‪،‬وأف تاريخ أوؿ نوفمبر تجاوزتو الحكومة بشكؿ واسع‪ ،‬إلى‬
‫حدودسنة‪ 1998‬لـ تمتزـ الحكومة البتة بأي تاريخ محدد في إحالة قانوف المالية عمى‬
‫البرلماف‪،1‬ولسنوات معدودة تـ المجوء إلى إعتماد السنة الفبلحية التي تبتدئ مف‬
‫‪30‬جواف أخذا بعيف اإل عتبار التغييرات المناخية والمحصوؿ الزراعي‪ ،‬وسرعاف ما تمت‬
‫العودة إلى إ عتماد السنة المالية الميبلدية التي تبتدئ مف فاتح يناير مرو ار بمرحمة‬
‫إنتقالية عبر إعتماد قانوف المالية نصؼ السنوي‪.‬‬

‫وبالرغـ مف أف القانوف التنظيمي رقـ‪ 130/13‬المتعمؽ بقوانيف المالية حدد أجبل إليداع‬
‫مشروع القانوف‪،2‬حيث يودع مشروع قانوف المالية لمسنة باألسبقية بمكتب مجمس النواب‬

‫‪-1‬سفٌان صابر ومحمد زٌن الدٌن‪،‬محدودٌة اإلختصاصات المالٌة للبرلمان‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.1‬‬
‫‪-2‬المادة‪41‬من القانوف التنظيمي رقـ‪ 130/13‬المتعمؽ بقوانيف المالية ‪،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪284‬‬
‫في ‪ 20‬أكتوبر مف السنة المالية الجارية عمى أبعد تقدير ‪،‬فإذا كانت المادة حددت‬
‫آجاال قصوى لمحكومة مف أجؿ اإليداع ‪ ،‬إال أنيا لـ تنص عمى أيجزاء في حالة‬
‫التأخير‪،‬كما يعترييا الغموض واإلبياـ بإقرارىا لئليداع دوف التوزيع ‪.‬‬

‫في حيف في فرنسا يتـ إيداع المشروع قبؿ إفتتاح الدورة البرلمانية‪ ،‬ويبتدئ األجؿ لحظة‬
‫إ فتتاح الدورة البرلمانية شرط أف تتـ إيداع الوثائؽ األساسية‪ ،‬أي تقوـ الحكومة بتوزيع‬
‫النص مباشرة بعد النسخ حتى قبؿ إفتتاح الدورة البرلمانية ‪،‬وىكذا فإف اإليداع المتأخر‬
‫لمشروع قانوف المالية وعدـ النص عمى نصوص قانونية إلستدراؾ اإليداع المتأخر عند‬
‫التصويت ‪ ،‬كما ىو الشأف في فرنسا يشكؿ ثغرة قانونية طبعت الدساتير الغربية‬
‫ودساتير دوؿ المغرب العربي ككؿ‪.‬‬

‫كمػ ػ ػػا أف إ ختصػ ػ ػػاص البرلمػ ػ ػػاف فػ ػ ػػي المجػ ػ ػػاؿ المػ ػ ػػالي معقمػ ػ ػػف بػ ػ ػػزمف محػ ػ ػػدد وآجػ ػ ػػاؿ‬
‫الت حتم ػ ػػؿ التمدي ػ ػػد‪ ،‬بمعن ػ ػػي الب ػ ػػت مح ػ ػػدود بش ػ ػػكؿ دقي ػ ػػؽ ف ػ ػػي أج ػ ػػؿ ش ػ ػػمولي ال يج ػ ػػب‬
‫تجاوزه‪،‬لػ ػػذا فػ ػػإذا لػ ػػـ يػ ػػتـ فػ ػػي نيايػ ػػة السػ ػػنة الماليػ ػػة التصػ ػػويت عمػ ػػي قػ ػػانوف الماليػ ػػة أو‬
‫لػ ػػـ يص ػ ػػدر األم ػ ػػر بتنفي ػ ػػذه ‪،‬بس ػ ػػبب إح الت ػ ػػو إل ػ ػػى المحكم ػ ػػة الدس ػ ػػتورية ف ػ ػػإف الحكوم ػ ػػة‬
‫تف ػ ػ ػػتح بمرس ػ ػ ػػوـ اإل عتم ػ ػ ػػادات البلزم ػ ػ ػػة لس ػ ػ ػػير الم ارف ػ ػ ػػؽ العمومي ػ ػ ػػة ‪،‬والقي ػ ػ ػػاـ بالمي ػ ػ ػػاـ‬
‫المنوط ػ ػ ػػة بي ػ ػ ػػا عم ػ ػ ػػى أس ػ ػ ػػاس م ػ ػ ػػا ى ػ ػ ػػو مقت ػ ػ ػػرح ف ػ ػ ػػي الميزاني ػ ػ ػػة المعروض ػ ػ ػػة عمػ ػ ػ ػػى‬
‫الموافقة‪1‬وقد حدث ذلؾ في سنوات ‪.1999،1998،1994،1965،1964‬‬

‫وال يختمؼ عنو األمر بالنسبة لمجميورية التونسية فيقدـ مشروع قانوف المالية لممجمس‬
‫في أجؿ أقصاه ‪ 15‬أكتوبر‪ ،‬ويصادؽ عميو في أجؿ أقصاه ‪10‬ديسمبر‪.2‬‬

‫‪-1‬الفصل ‪11‬من الدستور المغربً لسنة‪ ،8833‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪-2‬الفصل ‪ 66‬فقرة‪3‬من الدستور التونسً لسنة‪ ،2014‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪285‬‬
‫إالأف الممارسة العممية أدتإلى إيداع مشروع قانوف المالية في تونس في اآلجاؿ‬
‫المحددة قمما يحترـ‪ ،‬فالحكومة تتجاوز ىذا التاريخ دوف وجود أي عقوبة عمى ىذا‬
‫التأخير‪.‬‬

‫كما أنو في حالة ما إذا لـ تتـ المصادقة عمى مشروع قانوف المالية في أجؿ ‪31‬‬
‫ديسمبر يمكف تنفيذ المشروع فيما يتعمؽ بالنفقات بأقساط ذات ثبلثة أشير قابمة لمتجديد‬
‫بمقتضى أمر رئاسي‪ ،‬وتستخمص المواد طبقا لمقوانيف الجارية المعموؿ بيا‪.‬‬

‫أما بالنسبة لممشرع الجزائري فعند ما يودع مشروع قانوف المالية عمى مكتب المجمس‬
‫الشعبي الوطني يتـ تسجيمو في جدوؿ األعماؿ‪ ،‬ويعمؿ بو كؿ مف النواب وأعضاء‬
‫الحكومة وذلؾ ب ‪ 15‬يوما عمى األقؿ قبؿ إنطبلؽ الدورة التي تفتتح في اليوـ الثاني‬
‫مف األسبوع األوؿ مف شير سبتمبر‪ ،‬وبمجرد إيداع ىذا المشروع يرسؿ مباشرة لمدراسة‬
‫مف طرؼ المجنة البرلمانية المختصة‪. 1‬‬

‫ولـ يسجؿ في تاريخ الجزائري التأخر عف إيداع مشروع قانوف المالية في اآلجاؿ‬
‫المحددة ‪،‬أما فيما تعمؽ بالتأخر عف الموافقة عمى قانوف المالية بموجب المادة ‪ 69‬مف‬
‫قانوف ‪ 17/84‬المعدؿ والمتمـ عمى أنو في حالة ما إذا كاف تاريخ المصادقة عمى‬
‫قانوف المالية لمسنة المعنية ال يسمح بتطبيؽ أحكامو عند تاريخ أوؿ يناير مف السنة‬
‫المالية المعتبرة‪ ،‬يواصؿ مؤقتا تنفيذ اإليرادات طبقا لمشروط والنسب وكيفيات التحصيؿ‬
‫المعموؿ بيا تطبيقا لقانوف المالية السابؽ بالنسبة لنفقات التسيير في حدود ‪ 12/ 1‬مف‬
‫مبمغ اإلعتمادات المقترحة بالنسبة إلى السنة المالية لمميزانية وذلؾ شيريا لمدة ‪3‬أشير‪.‬‬

‫يواصؿ تنفيذ مشاريع الميزانية الممحقة واألحكاـ ذات الطابع التشريعي والمطبقة عمى‬
‫الحسابات الخاصة لمخزينة طبقا لؤلحكاـ التشريعية والتنظيمية التي تسيرىا قبؿ بداية‬

‫‪ٌ -1‬حً دنٌدنً‪ ،‬المالٌة العمومٌة‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.126‬‬

‫‪286‬‬
‫السنة المالية الجديدة لمميزانية ‪ ،‬وفي ىذا الصدد نجد قانوف المالية لسنة ‪ 1993‬الذي‬
‫تأخر إلى ‪ 19‬جانفي ‪11993‬مما جعؿ تطبيقو غير مكمبل لمسنة المدنية‪.‬‬

‫وعمى ىذا األساس يمكف القوؿ بأف قانوف المالية في دوؿ المغرب العربي كرس عدـ‬
‫التوازف في صبلحيات الحكومة والبرلماف خاصة عمى مستوى الجزاءات‪ ،‬ذلؾ أف عدـ‬
‫تصويت أعضاء البرلماف عمى قانوف المالية داخؿ اآلجاؿ المحددة لممناقشتو يعطي‬
‫الحؽ لمحكومة بأف تشرع بمرسوـ‪ ،‬وتفتح اإلعتمادات البلزمة لتسيير المرافؽ العمومية‬
‫في حيف أف عدـ تقديـ المشروع إلى البرلماف داخؿ اآلجاؿ المخصصة لذلؾ ال يترتب‬
‫عمييا أي جزاء‪.‬‬

‫المطمب الثاني ‪:‬الدور التصحيحي لمحكومة في ميــــــــدان الميزانية وأثره عمى‬


‫إختصاصات البرلمان ‪.‬‬

‫منح المؤسس في الدوؿ المغاربية لمسمطة التشريعية حؽ إعتماد الميزانية العامة لمدولة‬
‫وذلؾ بالموافقة عمى توقعات الحكومة في باب اإليرادات والنفقات العمومية عف سنة‬
‫مقبمة‪ ، 2‬وعميو ال تستطيع الحكومة أف تقوـ بتنفيذ النفقات المنصوص عمييا في‬
‫الميزانية إال إذا منح ليا ترخيصا مف قبؿ السمطة التشريعية ‪،‬وذلؾ وفقا لحدود الرخصة‬
‫البرلمانية‪ ،‬فحؽ السمطة التشريعية في إقرار وترخيص النفقات العمومية عرؼ مسيرة‬
‫طويمة مف الصراعات حتى أصبح مف المبادئ الدستورية في األنظمة السياسية‬
‫المعاصرة‪ ،3‬إال أف السمطة الممنوحة لمبرلماف في إقرار الميزانية العامة لمدولة وذلؾ‬
‫بمنح رخصة لتحصيؿ اإليرادات وصرؼ النفقات العمومية ‪،‬تقابمو السمطات الواسعة‬

‫‪-1‬يحي دنيدني‪ ،‬المالية العمومية‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.74‬‬


‫‪ -2‬محرز محمد عباس‪ ،‬مرجع سابق ق‪،‬ص‪.318‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.318‬‬

‫‪287‬‬
‫لمجياز التنفيذي في مادة الميزانية وذلؾ بالتصرؼ وبشكؿ واسع في اإلعتمادات المالية‬
‫عف طريؽ السمطة التنظيمية ‪.‬‬

‫فاإلعتمادات المالية المرخص بيا موزوعة عمى كؿ فصؿ مف فصوؿ الميزانية بالنسبة‬
‫لمتشريع الجزائري ‪،‬وموزعة عمى مستوى الفصوؿ أو الفقرات بقرار مف سمطة اإلشراؼ‪.1‬‬
‫وفقا لمقانوف األساسي لمميزانية في تونس ‪،‬في حيف يتـ توزيع اإلعتمادات في المغرب‬
‫وفؽ الفصوؿ في إطار التمييز بيف ما إذا كانت إعتمادات مخصصة لمبرنامج أو‬
‫إعتمادات مخصصة لممشروع أو العممية‪.2‬‬

‫وحتى تكوف الرخصة البرلم انية فعالة فإف ىذا التوزيع والتخصيص لئلعتمادات يجب‬
‫أف يبقى بدوف تغيير طيمة سنة تنفيذ الميزانية ‪،‬وىذا عمى خبلؼ ما ىو معموؿ بو في‬
‫األنظمة المغاربية ‪،‬فالمشرع الجزائري حسب أمر ‪ 1959/01/02‬وعمى غرار القانوف‬
‫رقـ ‪ 17/84‬والقانوف العضوي رقـ‪15/18‬قد نصا عمى أف التخصيص األولي‬
‫لئلعتمادات يمكف تعديمو خبلؿ السنة المالية وذلؾ عف طريؽ تحويؿ أو نقؿ‬
‫اإلعتمادات المالية‪.3‬‬

‫في حيف نص المشرع المغربي عمى إمكانية تعديؿ اإلعتمادات المالية المرخصة بيا‬
‫وذلؾ عف طريؽ تحوؿ أوترحيؿ اإلعتمادات المالية أو إيقافيابموجب قانوف‬
‫الماليةرقـ‪،4130/13‬كذلؾ األمر بالنسبة لممشرع التونسي بناءعمى القانوف األساسي‬
‫لمميزانية‪ ،‬فقد نصت قوانيف المالية المغاربية عمى إمكانية تعديؿ اإلعتمادات المالية‬
‫ولكف بشروط مختمفة‪،5‬وعميو سنتطرؽ إلى نظاـ نقؿ اإلعتمادات المالية(الفرع األوؿ)‬

‫‪ -1‬الفصل ‪ 33‬من القانون األساسً للمٌزانٌة التونسً لسنة‪ ،2019‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 39‬من القانون رقم ‪ 130/13‬المتعلق بقوانٌن المالٌة المغربٌة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪3-Jean Claude MARTINEZ , Op.cit, p452.‬‬
‫‪ -4‬المواد من‪63-58‬من قانون رقم ‪، 130/13‬المتعلق بقوانٌن المالٌة المغربً‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-5‬المواد من‪ 40-35‬من القانون األساسً للمٌزانٌة التونسٌلسنة‪ ،2019‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪288‬‬
‫ونظاـ تحويؿ اإلعتمادات المالية( الفرع الثاني)‪،‬و نظاـ إلغاء اإلعتمادات المػ ػ ػالية‬
‫(الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬نظام نقل اإلعتمادات المالية‬

‫إف تنفيذ الميزانية العامة لمدولة رىيف بالرخصة البرلمانية ‪،‬في إطار الحوار الذي يتـ‬
‫بيف الحكومة الطالبة لمترخيص والبرلماف المانح لو ‪،‬فبواسطة الرخصة البرلمانية يتمكف‬
‫البرلماف مف إعماؿ رقابتو عمى أعماؿ الحكومة في جميع المجاالت بؿ ويستطيع في‬
‫الدوؿ الديمقراطية إسقاط الحكومات عف طريؽ رفض الميزانيات المقدمة مف طرفيا‪،‬‬
‫مما يؤدي في نياية المطاؼ إلى إجبارىا عمى إيداع إستقالتيا‪.‬‬

‫يختمؼ مدى الترخيص البرلماني في مجاؿ اإليرادات عف المجاؿ المتعمؽ بالنفقات ذلؾ‬
‫أنو في موضوع اإليرادات لمرخصة البرلمانية طابع اإللزاـ واألمر‪،‬ويتكرر ىذا اإللتزاـ‬
‫كؿ سنة مف خبلؿ قوانيف المالية لمسنة التي تقضي بمواصمة تحصيؿ كافة الضرائب‬
‫والرسوـ حسب النصوص التنظيمية والقانونية المعموؿ بيا ‪،‬إلى جانب ذلؾ فإف‬
‫السمطات العمومية المسؤولة عف تحصيؿ الضرائب والرسوـ المختمفة مجبرة وممزمة‬
‫عمى القياـ بيذا التحصيؿ ‪ ،‬وتثار مسؤوليتيـ الجنائية والمدنية والشخصية في حالة‬
‫إخبلليـ بيذا االلتزاـ الممقي عمى عاتقيـ‪.‬‬

‫أما بالنسبة لموضوع النفقات العمومية فإف الرخصة البرلمانية ال تحمؿ إلزامية اإلنفاؽ‬
‫وانما تقوـ فقط بفتح إمكانية القياـ باإلنفاؽ العمومي‪ ،1‬فرخصة السمطة التشريػ ػعية‬

‫لمنفقات يعطي لمسمطة التنفيذية حؽ الخيار في القياـ بيا مف عدمو‪.2‬‬

‫إف الحد مف حرية النشاط المالي لمحكومة يكوف عف طريؽ إعماؿ الرخصة البرلمانية‬
‫في مادة النفقات العمومية بصفة خاصة‪،‬أو في موضوع الميزانية العامة لمدولة بصفة‬

‫‪-1‬محرزمحمد عباس‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.318‬‬


‫‪2-Jean Claude MARTINEZ , Op.cit, p440.‬‬

‫‪289‬‬
‫عامة‪ ،1‬ويكوف لمحكومة احتراـ لمرخصة أم ار إلزاميا ‪،‬ذلؾ أف المجالس النيابية تقوـ‬
‫بالتصويت والمصادقة عمى مشروع قانوف المالية الذي تمتزـ بو الحكومة وتتقيد بكؿ‬
‫أوجو اإلنفاؽ الواردة فيو‪ ،‬وحتى تكوف الرخصة البرلمانية فعالة البد أف ال يشوبيا أي‬
‫تغيير طيمة سنة تنفيذ الميزانية ‪،‬وىذا عمى خبلؼ ما ىو معموؿ بو‪.‬‬

‫تـ إقرار نظاـ نقؿ اإلعتمادات المالية في الجزائر بموجب القانونرقـ ‪ 17-84‬والذي‬
‫نصعمى إمكانية تعديؿ إ عتماد الميزانية المفتوحة لفصؿ يتضمف نفقات التسيير خبلؿ‬
‫السنة المالية بموجب مرسوـ يقضي نقؿ اإلعتمادات‪،2‬وكذا بموجب المادة‪33‬مف‬
‫القانوف العضوي رقـ‪.15/18‬‬

‫وبموجب القانوف األساسي لمميزانية لمجميورية التونسية لسنة‪1959‬الذي قضى بإمكانية‬


‫نقؿ إعتماد مف باب إلى آخر بموجب أمر‪.3‬‬

‫في حيف نص القانوف التنظيمي رقـ ‪ 130-13‬لقانوف المالية المغربي عمى نقؿ‬
‫اإلعتمادات أو ترحيؿ اإلعتمادات ‪،‬عمى أف الترحيؿ يشمؿ إعتمادات األداء المفتوحة‬
‫برسـ نفقات اإلستثمار بالميزانية العامة وأرصدة االلتزاـ المؤشر عمييا والتي لـ يصدر‬
‫األمر بصرفيا‪،4‬ويقصد بعممية نقؿ أو ترحيؿ اإلعتمادات المالية تمؾ العممية التي تعدؿ‬
‫طبيعة النفقة العمومية المحددة في قانوف المالية ‪،‬نظ ار ألف ىذا اإلجراء يمس طبيعة‬
‫النفقة التي صادؽ عمييا البرلماف وخضعت لعممية المناقشة مف قبمو ‪،‬وحتى تتـ‬
‫الموافقة عمييا بالشكؿ الذي صدرت بو في قانوف المالية فإف القياـ بأي عممية نقؿ في‬
‫اإل عتمادات المالية يجب أف يخضع لمجموعة مف الشروط والتي تتمثؿ في ما يمي‪:‬‬

‫‪1-Maurice DUVERGER, Op.cit, P 351.‬‬


‫‪-2‬المادة‪ 18‬من القانون رقم‪31/04‬المتضمن قوانٌن المالٌة‪،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-3‬الفصل ‪ 81‬من القانون األساسً للمٌزانٌة التونسً لسنة‪،3616‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-4‬المادة‪ 91‬من القانون التنظٌمً رقم‪318/31‬المتضمن قوانٌن المالٌة ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪290‬‬
‫أوال ‪:‬بالنسبة لممشرع الجزائري‪:‬‬

‫‪ -‬ال يمكف تطبيؽ عممية نقؿ اإلعتمادات المالية إال داخؿ الفصوؿ المتضمنة نفقات‬
‫التسيير خبلؿ السنة المالية‪.1‬‬

‫‪ -‬عدـ تجاوز الحكومة النسبة المحددة في القانوف والتي يسمح في إطارىا القياـ‬
‫بعمميات النقؿ‪.‬‬

‫وينبغي أف يندرج مبمغ كؿ عممية نقؿ اإلعتمادات ضمف حدود الميزانية بمقتضى‬
‫قانوف المالية‪،2‬فيعتبر تحديد نسب التعديؿ بموجب عممية النقؿ حتى ال تتجاوزىا‬
‫الحكومة‪،‬ذلؾ أف عمميات النقؿ لئلعتمادات تعتبر عممية إستثنائية وتبقى مجرد وسيمة‬
‫بسيطة لتعديؿ التوزيع األصمي لئلعتمادات المالية‪ ،3‬غير أنو ما تجب اإلشارة إليو ىو‬
‫أف قانوف ‪ 17/84‬الخاص بقوانيف المالية الجزائري لـ يحدد نسبة معينة وال يمكف‬
‫لمحكومة أف تتجاوزىا أثناء القياـ بعممية نقؿ اإلعتمادات وىذا ما يفسر العدد المتنامي‬
‫لعمميات نقؿ اإلعتمادات خبلؿ كؿ سنة مالية‪.‬‬

‫‪ -‬كما أشارت المادة ‪ 33‬مف قانوف ‪ 17-84‬عمى أنو ال يمكف القياـ بأي نقؿ‬
‫لئلعتمادات مف إعتماد تقييمي أو ورقي إلى قاعدة إعتماد حصري‪.‬‬

‫‪-‬يجب أف يتـ النقؿ لكؿ اعتماد مالي عف طريؽ مرسوـ رئاسي يتخذ بناء عمى تقرير‬
‫مف الوزير المكمؼ بالمالية ‪،‬وذلؾ بموجب المادة ‪ 32‬مف قانوف ‪.17-84‬‬

‫وما يبلحظ أف مصطمح المرسوـ المدرج في نص المادة دوف تحديد مف المشرع فيما‬
‫إذا كاف مرسوـ رئاسي أو تنفيذي ‪،‬راجع إلى عدـ وجود منصب رئيس الحكومة أنذاؾ‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 32‬من قانون رقم ‪17-84‬المتعلق بقوانٌن المالٌة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪، 33‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪3-Jean Claude MARTINEZ,op.cit, p 453.‬‬

‫‪291‬‬
‫وبالتالي فمصطمح مرسوـ في ذلؾ الوقت يشير مباشرة إلى المرسوـ الرئاسي‪،1‬حاليا‬
‫يكوف بموجب مرسوـ تنفيذي‪.‬‬

‫‪ -‬ال ينبغي القياـ بالنسبة لميزانية التسيير بأي إقتطاع مف الفصوؿ التي تتضمف‬
‫النفقات المخصصة لممستخدميف إلى فصوؿ أخرى‪ ،‬تتضمف نوع آخر مف النفقات وىذا‬
‫طبقا لممادة ‪ 34‬مف قانوف رقـ ‪. 17-84‬‬

‫وبالرجوع إلى قانوف‪ 15/18‬قد نص عمىأنو يمكف نقؿ اإلعتمادات المالية خبلؿ السنة‬
‫المالية الجارية لتعديؿ التوزيع األولي إلعتمادات البرامج‪،‬ويتـ النقؿ مف برنامج ألخر‬
‫ضمف نفس الو ازرة أو الييئة العمومية وذلؾ بموجب مرسوـ‪ ،‬يتخذ بناءعمى تقرير‬
‫مشترؾ بيف الوزير المكمؼ بالمالية أو مسؤوؿ المؤسسة العمومية المعنية‪،‬كما أنو ال‬
‫يمكف أف يتجاور مبالغ اإلعتمادات المالية موضوع النقؿ خبلؿ نفس السنة‪ %20‬مف‬
‫اإل عتمادات المالية المفتوحة بموجب قانوف المالية لمسنة بالنسبة لكؿ برنامج مف‬
‫البرامج المعينة‪ ،‬كما يمكف تنقؿ إعتمادات الدفع المتوفرة في باب نفقات‬
‫اإلستثمارلبرنامج ما ‪،‬إلى نفس البرنامج بحد أقصي قدره ‪ %5‬مف االعتماد األولي ويتـ‬
‫النقؿ بموجب قرار وزاري مشترؾ بيف وزير المالية ووزير القطاع المعني قبؿ نياية‬
‫الفترة التكميمية التي التتعدي‪31‬جانفى مف السنة الموالية لسنة التنفيذ في إطار إحتراـ‬
‫التوازنات الميزانياتية والمالية‪،2‬في حيف أغفمقانوف‪17/84‬مسألة النسبة المحددة‬
‫لمنقؿ‪،‬كماالتستفيد البرامج التي كانت إعتماداتيا موضوع نقؿ خبلؿ السنة مف نقؿ‬
‫التخصيصات اإلجمالية ‪،‬إال في حالة تدبير عاـ في مجاؿ األجور‪،‬ويسجؿ مبمغ كؿ‬
‫عممية نقؿ في حدود اإلعتمادات المالية المحددة في قانوف المالية‪.‬‬

‫‪ -1‬عقٌلة خرباشً‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.166‬‬


‫‪-2‬المادة‪ 11‬من القانون رقم قانوف‪15/18‬المتضمف قوانيف المالية‪،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪292‬‬
‫ثانيا ‪:‬بالنسبة لممشرع التونسي‪ :‬تتمثؿ شروط نقػؿ اإلعتم ػػادات المالية في‪:‬‬

‫‪-‬نقؿ اإلعتمادات المالية مف باب إلى آخر بموجب أمر‪.‬‬

‫‪-‬يستوجب نقؿ اإلعتمادات المالية تحرير حكومي أو إداري‪.‬‬

‫‪ -‬أف ال يترتب عمى النقؿ تغيير في نوع المصاريؼ أو في توزيع اإلعتمادات فصبل‬
‫فصبل‪.1‬‬

‫‪-‬ال يمكف نقؿ إعتمادات التعيد والدفع ذات الصبغة التقديرية إلى مثيبلتيا ذات‬
‫الصيغة المحدودة‪.2‬‬

‫ولقد نص الفصؿ ‪ 53‬مف القانوف األساسي لمميزانية التونسية لسنة‪2019‬عمى أنو ال‬
‫يجوز نقؿ إ عتمادات بيف برامج غير راجعة بالنظر لنفس رئيس الميمة‪ ،‬إال إذا كاف‬
‫ىذا النقؿ ناتجا عف إحداث تعديؿ ‪،‬أو حذؼ في الو ازرات أو اإلدارات أو كذلؾ عف‬
‫نقؿ الصبلحيات بيف السمطة المركزية والسمطة المحمية ‪،‬عمى أف ال يترتب عف ذلؾ‬
‫تغير في طبيعة النفقات‪.‬وتتـ عممية النقؿ بأمر حكومي بإقتراح مف الوزير المكمؼ‬
‫بالمالية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬بالنسبة لممشرع المغربي‪ :‬تمثمت فيما يمي‪:‬‬

‫‪-‬النقؿ أو الترحيؿ ال يمس إعتمادات األداء المفتوحة برسـ نفقات إستثمار الميزانية‬
‫العامة ما لـ ينص قانوف المالية عمى خبلؼ ذلؾ‪.‬‬

‫‪-‬إ عتمادات األداء المفتوحة المتعمقة بأرصدة االلتزاـ المؤشر عمييا والتي لـ يصدر‬
‫األمر بصرفيا ما لـ ينص قانوف المالية عمى خبلؼ ذلؾ‪.‬‬

‫‪ -1‬الفصل ‪ 35‬من القانون األساسً للمٌزانٌة التونسً لسنة‪ ،1959‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬الفصل ‪، 40‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪293‬‬
‫عػػدـ ت ػجػاوز الػػحكػومػػة الػػنس ػب ػػة ال ػم ػح ػػددة قػانونا والمتمثمة في حدود سقؼ ‪ % 30‬مف‬
‫إ عتمادات األداء المفتوحة بميزانية اإلستثمار لكؿ قطع وزاري أو مؤسسة برسـ السنة‬
‫المالية‪ ،1‬ويمكف تخفيض السقؼ المشار إليو بموجب قانوف المالية ‪.‬‬

‫‪،‬وتضاؼ إعتمادات األداء المفتوحة‬ ‫كما تحدد إجراءات الترحيؿ بنص تنظيمي‬
‫بموجب قانوف المالية لمسنة‪.‬‬

‫ويكوف بذلؾ المشرع المغربي قد إ نتيج نيج المشرع الفرنسي الذي حدد نسبة معينة في‬
‫نقؿ اإلعتمادات ب‪ %2‬بحسب القانوف الفرنسي لسنة ‪ ،2001‬بعدما كانت بموجب‬
‫القانوف الفرنسي القديـ تقدر ب ‪ % 10‬متعمقة بإعتمادات أي فصؿ معني بالتحويؿ‪ ،‬إف‬
‫تقميص المشرع الفرنسي بموجب القانوف الجديد لمسنة راجع لممبادئ الجديدة التي تبناىا‬
‫القانوف ‪،‬مف مبادئ الشفافية وترشيد النفقات العمومية وكذا تقوية دور البرلماف في‬
‫ميداف الميزانية العامة بصفة خاصة ‪،‬وفي الميداف المالي عامة إلى جانب إنتياج‬
‫منطؽ النتائج بدؿ منطؽ األداء في الرقابة عمى النفقات العمومية‪ ،‬كما أف تقميص ىذه‬
‫النسبة يضمف مف الناحية العممية احتراـ الرخصة البرلمانية‪.2‬‬

‫كما أف كؿ مف المشرع الجزائري والتونسي والمغربي لـ يعتمدوا مسألة إعبلـ المجنة‬


‫المالية المتواجدة عمى مستوى البرلماف بغرفتيو في إطار الثنائية البرلمانية أو في إطار‬
‫أحادية الغرؼ ‪،‬كم ا ىو الحاؿ في المغرب والجزائر وتونس عمى التوالي‪ ،‬بالتعديؿ الذي‬
‫ينصب عمى اإلعتمادات المالية في إطار عممية النقؿ ‪،‬عمى عكس المشرع الفرنسي‬
‫الذي ألزـ الحكومة بإجراء إعبلـ المجاف المالية البرلمانية عمى مستوى البرلماف عمى‬
‫كؿ عممية نقؿ اإلعتمادات ‪،‬واإلعبلـ يشمؿ كذلؾ كؿ المجاف المتواجدة عمى مستوى‬
‫البرلماف حتى ولـ لـ تكف معنية بالشؤوف المالية ولكنيا معنية بإستعماؿ اإلعتمادات‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 63‬من القانون رقم ‪ 130-13‬المتعلق بقوانٌن المالٌة بالمغرب‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -2‬جمٌلة جمعاسً‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.100‬‬

‫‪294‬‬
‫المالية محؿ النقؿ‪ ،‬عمى أف يتـ بموجب كؿ عممية نقؿ اإلعتمادات إعداد تقرير‬
‫خاص يتـ إدراجو ضمف الوثائؽ المرفقة لمشروع قانوف ضبط الميزانية‪.1‬‬

‫إف عممية إعبلـ البرلمانييف بالمسائؿ المتعمقة بعممية نقؿ اإلعتمادات المالية ‪،‬مف بيف‬
‫المسائؿ الميمة التي تؤدي ال محالة إلى تكويف فكرة لدى البرلمانييف عف عممية تسيير‬
‫اإل عتمادات المالية خبلؿ السنة المالية ‪،‬وذلؾ في سبيؿ تقوية دور البرلماف في المجاؿ‬
‫المالي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬نظام تحويل اإلعتمادات المالية‬

‫يمكف إرجاع فشؿ قانوف المالية لمسنة وما يترتب عنو مف إختبلؿ في التوازنات‬
‫األساسية بيف االحتياجات واإليرادات لبعض القطاعات ‪،‬إلى اإلستخداـ المفرط لتحويؿ‬
‫اإلعتمادات المالية والتي تؤدي إلى إنعكاساتماليةجد خطيرة‪.‬‬

‫يعتبر تحويؿ اإلعتمادات المالية الطابع العمومي لقانوف المالية وابتعاده عف التدقيؽ‬
‫والتفصيؿ المؤسس عمى معايير سميمة‪ ،‬وىذا ما أكده أحد أعضاء مجمس األمة‬
‫الجزائري في تدخمو بمناسبة قانوف المالية لسنة ‪ 2003‬بقولو" إف مشروع قانوف المالية‬
‫لسنة ‪ 2003‬الذي نحف عاكفوف عمى التفصيؿ في مختمؼ محاوره تميزت دراستو‬
‫بمعالجة أ سباب ال ندركيا ‪،‬ربما ليا عبلقة بما تضمنو مف عموميات وأفكار تعكس‬
‫خصوصيات الواقع المعاش‪ ،‬فيو يتطرؽ إلى رغبة قوية عند الحكومة لمواصمة مسار‬
‫اإلصبلحات بمختمؼ المجاالت دوف استشراؼ النتائج واآلثار واالنعكاسات التي تترتب‬
‫عف ىذا العمؿ‪.2‬‬

‫تتميز عممية تحويؿ اإلعتمادات المالية بالمرونة مقارنة بعممية نقؿ اإلعتمادات المالية‪،‬‬
‫فالتعديؿ الذي تضمنو عممية تحويؿ اإلعتمادات المالية ما ىو إال تعديؿ عضوي وليس‬

‫‪ -1‬المادة ‪12‬و‪ 54‬من القانون العضوي الفرنسً رقم ‪ ،692-2001‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬عقٌلة خرباشً‪ ،‬العالقة الوظٌفٌة بٌن البرلمان والسلطة التنفٌذٌة‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.166‬‬

‫‪295‬‬
‫مادي‪ ،‬وذلؾ ألنو ال يغير مف طبيعة النفقة العمومية وانما يغير فقط في المصمحة‬
‫المكمفة أو المسئولة عف تنفيذ النفقة مف و ازرة إلى أخرى ‪،‬عمى عكس عممية النقؿ التي‬
‫تغير مف طبيعة النفقة وتكوف عممية نقؿ اإلعتمادات مف باب إلى آخر ضمف نفس‬
‫الو ازرة‪.‬‬

‫وتـ النص عمى إمكانية تحويؿ اإلعتمادات المالية في كؿ مف التشريع الجزائري‬


‫والتونسي والمغربي‪ ،‬فبالنسبة لممشرع الجزائري قد تـ النص عمى ىذه اإلمكانية بموجب‬
‫القانوف رقـ ‪ 17-84‬بحيث يمكف تعديؿ إعتماد الميزانية المفتوحة لفصؿ يتضمف‬
‫نفقات التسيير خبلؿ السنة المالية بموجب مرسوـ يقضي بتحويؿ اإلعتمادات‪ ،‬يتخذ‬
‫بناء عمى تقرير مف الوزير المكمؼ بالمالية‪. 1‬‬

‫كما يمكف تعديؿ التحويبلت وتعييف المصمحة المسئولة عف تنفيذ النفقة دوف أف تغير‬
‫مف طبيعة النفقة‪،2‬غير أنو ال يجوز القياـ بالنسبة إلى ميزانية التسيير أي إقتطاع مف‬
‫الفصوؿ التي تتضمف النفقات المخصصة لممستخدميف إلى فصوؿ تتضمف أنواع‬
‫أخرى مف النفقات ‪.3‬‬

‫وبالرجوع إلى قانوف رقـ‪15/18‬المتعمؽ بقوانيف المالية قد نص عمييا بموجب المادة‪33‬‬


‫فيمكف تحويؿ في اإل عتمادات المالية خبلؿ السنة المالية الجارية لتعديؿ التوزيع األولي‬
‫إلعتمادات البرامج‪.‬‬

‫ويتـ التحويؿ مف برنامج ألخر ضمف نفس الو ازرة أو الييئة العمومية وذلؾ بموجب‬
‫مرسوـ‪ ،‬يتخذ بناءعمى تقرير مشترؾ بيف الوزير المكمؼ بالمالية أو مسؤوؿ المؤسسة‬
‫العمومية المعنية‪،‬كما انو ال يمكف أنتتجاور مبالغ اإلعتمادات المالية موضوع التحويؿ‬
‫خبلؿ نفس السنة‪ %20‬مف اإلع تمادات المالية المفتوحة بموجب قانوف المالية لمسنة‬

‫‪-1‬المادة‪18‬و‪11‬من القانون رقم‪31/04‬المتضمن قوانٌن المالٌة‪،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪-2‬المادة‪،11‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪--3‬المادة‪،14‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪296‬‬
‫بالنسبة لكؿ برنامج مف البرامج المعينة ‪،‬في حيف نجد قانوف‪17/84‬المعدؿ والمتمـ‬
‫أغفؿ مسالة النسبة المحددة لمتحويؿ‪،‬كما أنو التستفيد البرامج التي كانت إعتماداتيا‬
‫موضوع تحويؿ خبلؿ السنة مف نقؿ التخصيصات اإلجمالية إال في حالة تدبير عاـ‬
‫في مجاؿ األجور‪،‬ويسجؿ مبمغ كؿ عممية نقؿ في حدود اإلعتمادات المالية المحددة‬
‫في قانوف المالية‪.‬‬

‫أما بالنسبة لممشرع التونسي وبموجب القانوف األساسي لمميزانية لسنة‪ 1959‬فقد تطرؽ‬
‫إلى إمكانية تحويؿ اإلعتمادات المالية لمميزانية بحيث يمكف تحويؿ اإلعتمادات المالية‬
‫بيف األقساـ داخؿ كؿ مف الجزء األوؿ والجزء الثالث مف كؿ باب وذلؾ في حدود ‪%2‬‬
‫مف اإلعتمادات الموصودة بكؿ قسـ ‪،‬غير أنو ال يجوز إجراء تحويؿ االعتمادات إلى‬
‫قسـ التأجير العمومي‪،‬كما يمكف تحويؿ اإلعتمادات بيف فصوؿ كؿ قسـ مف نفس‬
‫الباب عمى أنو يتـ تحويؿ اإلعتمادات بمقتضى أمر‪.1‬‬

‫كما يجوز بالنسبة إلى نفقات التصرؼ أو التسيير تحويؿ اإلعتمادات مف فقرةإلى فقرة‬
‫داخؿ نفس الفصؿ بمقتضى قرار مف وزير المالية وتحويؿ اعتمادات فقرة فرعية إلى‬
‫فقرة فرعية أخرى داخؿ نفس الفقرة بمقتضى قرار مف رئيس اإلدارة ‪،‬أما بالنسبة لنفقات‬
‫التنمية أو اإلستثمارتحويؿ اإلعتمادات بيف الفقرات والفقرات الفرعية داخؿ كؿ فصؿ‬
‫بقرار مف وزير المالية ‪،‬وتحويؿ إعتمادات الدفع بقرار مف رئيس اإلدارة‪. 2‬‬

‫أما فيما يخص ميزانيات المؤسسات العمومية فيكوف التحويؿ مف فصؿ إلى فصؿ ومف‬
‫فقرة إلى فقرة ومف فقرة فرعية إلى فقرة فرعية أخرى بقرار مف وزير المالية أو بقرار مف‬
‫سمطة اإلشراؼ ‪،‬أو بمقرر مف مدير المؤسسة حسب الصيغة المتبعة عند التوزيع‬
‫األوؿ لئلعتمادات والمحدد بموجب القانوف‪. 3‬‬

‫‪-1‬الفصل‪ 19‬من القانون األساسً للمٌزانٌة لسنة‪،3616‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪-2‬الفصل‪،11‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪-1‬الفصل‪، 10‬المرجع نفسه ‪.‬‬

‫‪297‬‬
‫كما يرخص وزير المالية في تحويؿ اإلعتمادات داخؿ كؿ حساب خاص بالخزينة و‬
‫ال يمكف تحويؿ إعتمادات التعيد والدفع ذات الصيغة التقديرية إلى مثيبلتيا ذات‬
‫الصيغة المحددة‪ ،1‬غير أنو بموجب القانوف األساسي لمميزانية لسنة‪ 2019‬يتـ تحويؿ‬
‫اإل عتمادات بيف البرامج بالنظر لنفس رئيس اإلدارة في حدود ‪ %2‬مف جممة‬
‫اإل عتمادات المرصودة لكؿ برنامج‪ ،‬كما يتـ تحويؿ اإلعتمادات بيف البرامج خبلؿ‬
‫السنة المالية بمقتضى قرار مف الوزير المكمؼ بالمالية‪ ،‬ويصدر وزير المكمؼ بالمالية‬
‫إثر انتياء السنة المالية قرار في جممة التحويبلت ‪.‬‬

‫وال يمكف تحويؿ اإلعتمادات بيف البرامج الخصوصية داخؿ المجمس األعمى لمقضاء‬
‫والمحكمة الدستورية ‪،‬وداخؿ ميمة الييئات الدستورية المستقمة‪،2‬فبليمكف تحويؿ‬
‫اإلعتمادات التعيد وا عتمادات الدفع ذات الصبغة التقديرية إلى مثيبلتيا ذات الصبغة‬
‫المحددة‪.3‬‬

‫كما نص المشرع المغربي عمى عممية تحويؿ اإلعتمادات المالية بموجب القانوف رقـ‬
‫‪130-13‬المتعمؽ بقوانيف المالية عمى إمكانية تحويؿ المناصب المالية خبلؿ السنة‬
‫وفؽ اإلجراءات المحددة بنص تنظيمي ‪،‬فبل يمكف القياـ بإعادة إنتشار المناصب‬
‫المالية إال داخؿ نفس الفصؿ المخصص لمموظفيف واألعواف بموجب قانوف المالية كما‬
‫يمكف القياـ بإعادة إ نتشار المناصب المالية ما بيف الفصوؿ المخصصة لمموظفيف‬
‫واألعواف بموجب قانوف المالية‪ ،4‬كما ال يجوز تحويؿ اإلعتمادات ما بيف‬
‫الفصوؿ‪،‬ويمكف القياـ بتحويبلت اإلعتمادات داخؿ نفس البرنامج وما بيف البرامج داخؿ‬
‫نفس الفصؿ وفؽ لمشروط وحسب الكيفيات المحددة بنص تنظيمي‪. 5‬‬

‫‪-1‬الفصل‪16‬و‪48‬من القانون األساسً للمٌزانٌة لسنة‪،3616‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪-2‬الفصل‪14‬من القانون األساسً للمٌزانٌة لسنة‪ ،8836‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-3‬الفصل‪،10‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪-4‬المادة‪61‬فقرة‪3‬من قانون ‪ 130-13‬المتعلق بقوانٌن المالٌة بالمغرب‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-5‬المادة‪،41‬المرجع نفسو‪.‬‬

‫‪298‬‬
‫مف خبلؿ ما سبؽ يتضح أنو مف مميزات تحويؿ اإلعتمادات المالية بساطة اإلجراءات‬
‫المتعمقة بيا ‪،‬وذلؾ مقارنة بعمميات النقؿ فمجرد قرار مف وزير المالية يكفي لمقياـ بأي‬
‫عممية تحويؿ لبلعتماد‪ ،‬وعمى غرار النقؿ لئلعتمادات المالية ال يجوز ألي عممية‬
‫تحويؿ أف تنشأ فصوؿ جديدة في الميزانية فيو يتضمف تحويؿ اإلعتماد المخصص‬
‫لو ازرة معينة إلى و ازرة أخرى‪.1‬‬
‫كما جعؿ كؿ عممية تحويؿ لئلعتمادات تتـ بموجب مرسوـ رئاسي بناء عمى تقرير مف‬
‫وزير المالية كما ىو الحاؿ في الجزائر‪ ،‬وبموجب قرار مف وزير المالية كما ىو الحاؿ‬
‫في تونس والمغرب‪ ،‬غير أف القانوف في دوؿ المغرب العربي قد أغفؿ مرة أخرى مسألة‬
‫إعبلـ المجنة المالية لمبرلماف ‪ ،‬بالتحويؿ عمى عكس المشرع الفرنسي الذي نص عمى‬
‫ضرورة إببلغ واعبلـ المجنة المالية ‪،‬وكؿ لجنة معنية بمسألة التحويؿ مما يكرس فعالية‬
‫الرقابة البرلمانية عمى الميزانية العامة‪.‬‬
‫إف التنامي المتزايد لظاىرة تحويؿ ونقؿ اإلعتمادات المالية يدؿ عمى أف الحكومة‬
‫تتصرؼ في قانوف المالية وفقا لما تريده ‪،‬وال تتقيد بالشكؿ الذي إرتضاه البرلماف ‪.‬‬
‫واف كانت موافقة ىذا األخير عمى كؿ نقؿ أو تحويؿ ألي مبمغ مف موضعو آلخر‬
‫يستدعي موافقة وىذا كأصؿ‪،‬إال أف تجاوزات السمطة التنفيذية في ىذا المجاؿ يقضي‬
‫عمى حؽ المؤسسة النيابية في اإلشراؼ عمى تنفيذ الميزانية ‪،‬وما ينجر عنو مف‬
‫إخضاع الحكومة لممسائمة عف تنفيذ أىدافيا المسطرة بموجب قانوف المالية لمسنة‬
‫بإ عتباره الوثيقة اإلستراتيجية لمدولة خبلؿ السنة المدنية‪ ،‬وكذا اإلشراؼ التشريعي عمى‬
‫سياسات الحكومة بصفة عامة وعمى الميزانية العامة بصفة خاصة ‪،‬والكشؼ عف مدى‬
‫تقيد السمطة التنفيذية بمياميا وأدائيا بصورة فعالة وبطريقة مسؤولة‪.‬‬

‫‪5-Jean Claude MARTINEZ, Op.cit, p 484.‬‬

‫‪299‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬سمطة إلغاء إعتمادات الميزانية وتجميدىا وتوقيفيا‬

‫تـ النص عمى إمكانية إلغاء اإلعتمادات المالية عف طريؽ التنظيـ الجزائري بموجب‬
‫القانوف رقـ ‪ 17-84‬ف يمكف إلغاء أي اعتماد يصبح غير ذي موضوع خبلؿ السنة عف‬
‫طريؽ التنظيـ‪ ،‬ويمكف إعادة إستعماؿ ىذا االعتماد لتغطية النفقات اإلجبارية‬
‫المنصوص عمييا قانونا حسب طبيعة الميزانية ووفؽ الشروط المحددة عف طريؽ‬
‫التنظيـ‪. 1‬‬

‫وبالرجوع إلى قانوف رقـ ‪15/18‬المتعمؽ بقوانيف المالية الجديد المعدؿ لقانوف‬
‫رقـ‪ 17/84‬فقد نص ىو اآلخرعمى إمكانية إلغاء أي إعتماد يصبح غير ذي موضوع‬
‫خبلؿ السنة‪،‬بموجب مرسوـ بناءعمى تقرير مشترؾ بيف الوزير أو مسؤوؿ المؤسسة‬
‫العمومية المعني أو الوزير المكمؼ بالمالية‪،‬ويمكف إعادة إستعماؿ ىذا اإلعتماد وفؽ‬
‫الشروط المحددة في التنظيـ ‪.‬‬

‫يمكف إ تخاذ مراسيـ التسوية خبلؿ السنة‪،‬بناءعمى تقرير وزير الماليةمف إجؿ التكفؿ عف‬
‫طريؽ تجميد أو إلغاء اإلعتمادات الموجية لتغطية النفقات بوضعية التسوية الضرورية‬
‫في حالة حدوث خمؿ في التوازنات العامة‪.‬‬

‫يقدـ الوزير المكمؼ بالمالية عرضا شامبل عند نياية كؿ سنة مالية حوؿ عمميات‬
‫التسوية أماـ الييئات المختصة لمبرلماف‪.2‬‬

‫فحسب ماسبؽ يمكف إلغاء أي اعتماد عف طريؽ التنظيـ و بموجب مرسوـ بدوف‬
‫والمصادقة عمى كؿ اإلعتمادات‬ ‫العودة إلى البرلماف‪ ،‬الذي شارؾ في إعداد‬
‫المنصوص عمييا في قانوف المالية ‪،‬بشرط أف تكوف ىذه اإلعتمادات غير ذي‬
‫موضوع‪،‬غير أف المصطمح غير واضح بدقة لذا نجد تفسيرات متباينة لو‪.‬‬

‫‪-1‬المادة‪88‬من القانون رقم‪31/04‬المتضمن قوانٌن المالٌة‪،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪-2‬المادة ‪89‬من القانون رقم‪15/18‬المتضمف قوانيف المالية ‪،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪300‬‬
‫فحسب تعبير مجمس المحاسبة الفرنسي فقد عرفيا بأنيا اإلعتمادات الزائدة عمى ما‬
‫ىو متوقع‪ ،‬أو في حالة وقوع حوادث لـ تكف متوقعة أثناء التصويت عمى قانوف المالية‬
‫الرئيسي‪،‬ليصبح بذلؾ مف المستحيؿ استعماؿ ىذه اإلعتمادات المالية أو اإلستعماؿ‬
‫الكامؿ لمنفقات التي تـ فتح إعتمادات مالية ألجميا ‪.‬‬

‫في حيف أعطت الحكومة الفرنسية تعريفا ليا بأنيا إعتمادات غير مبلئمة ‪،‬وبالتالي‬
‫يمكف إلغاء كؿ إعتماد عمى إعتبار أنو غير ذي موضوع خبلؿ السنة المالية إذا كاف‬
‫غير مبلئما‪ ، 1‬وبالتالي فمف شأف أي مصطمح غير ذي موضوع يفتح الباب إلى أف‬
‫يمس اإللغاء مبالغ خدمات معتبرة‪.‬‬

‫كما أف إ ستعماؿ المشرع الجزائري لمصطمح غير ذي موضع يتناقض ويتعارض مع‬
‫قاعدة أف لكؿ إ عتماد تـ تسجيمو في قانوف المالية السنوي تـ وضعو لغرض أو موضوع‬
‫ما‪ ،‬ىذا ما يجعؿ كؿ إلغاء ليذا السبب مستحيبل‪.‬‬

‫عنصر ميما في‬


‫ا‬ ‫وبالرغـ مف ذلؾ فمقد أصبحت عممية إلغاء اإلعتمادات المالية تشكؿ‬
‫السياسة التقديرية‪ ،‬والتي تسمح بتغيير السياسة المنتيجة في الميزانية خبلؿ سير السنة‬
‫المالية بدوف العودة لمرخصة البرلمانية‪ ،2‬كما أف المشرع الجزائري لـ يحدد نسبة معنية‬
‫إللغاء اإلعتمادات المالية ‪ ،‬ومما ال شؾ فيو أف تحديد نسبة اإللغاء لو دور كبير في‬
‫الحد مف التدخؿ المفرط لمتنظيـ في تعديؿ الرخصة البرلمانية أثناء السنة المالية‪،‬كما‬
‫أنو ال يوجد في نص المادة ‪ 22‬مف القانوف رقـ ‪17/84‬مايوحي بضرورة إعبلـ‬
‫البرلمانييف بكؿ عممية متعمقة بإلغاء اإلعتماد‪ ،‬وذلؾ قبؿ نشر أي مرسوـ متعمؽ بيذا‬
‫الخصوص‪،‬إالأنو تدارؾ ذلؾ بموجب المادة‪ 26‬مف القانوف العضوي رقـ‪.15/18‬‬

‫‪1-Jean Claude MARTINEZ, Opcit,‬‬ ‫‪p 100.‬‬


‫‪2- Ibid, p 467.‬‬

‫‪301‬‬
‫وبالنسبة لممشرع التونسي فقد نص عمى إلغاء اإلعتمادات المالية بموجب القانوف‬
‫األساسي لمميزانية لسنة‪ 1959‬بالفصؿ ‪ 45‬فقط و ذلؾ ضمف مشروع غمؽ ميزانية‬
‫الدولة‪،‬الذي نص عمى أف مشروع قانوف غمؽ الميزانية يمغي اإلعتمادات المالية‬
‫وبالتالي إلغاء اإلعتمادات المالية ال يكوف أثناء تنفيذ قانوف المالية السنوي ‪،‬وانما بعد‬
‫تنفيذه وبالتالي فإف القانوف األساسي لمميزانية التونسي لسنة ‪ 1959‬لـ يفصؿ في‬
‫مجاؿ إلغاء اإلعتمادات المالية ‪.‬‬

‫في حيف بموجب القانوف األساسي لمميزانية لسنة‪2019‬فإنو فصؿ بشكؿ مسيب في‬
‫عممية إلغاء اإل عتمادات أثناء تنفيذ قانوف المالية السنوي ‪،‬و بعد تنفيذه يمكف خبلؿ‬
‫السنة المالية وفي إطار المحافظة عمى توازنات الميزانية تجميد اعتمادات موسمية‬
‫بقانوف المالية أو إلغاؤىا ‪،‬ويتـ تجميد اإلعتمادات بقرار مف الوزير المكمؼ بالمالية‪.‬‬

‫تمغي اإلعتمادات بأمر حكومي بإقت ارح مف الوزير المكمؼ بالمالية‪ ،‬ويتـ إعبلـ مجمس‬
‫نواب الشعب بمشروع األمر ‪.‬‬

‫وال يمكف أف تتجاوز جممة اإلعتمادات الممغاة نسبة ‪ %1.5‬مف جممة اإلعتمادات‬
‫المرسمة بقانوف المالية لمسنة أو قانوف المالية التعديمي‪.1‬‬

‫أما بالنسبة لممشرع المغربي وبموجبالقانوف رقـ ‪ 130-13‬ال يمكف إحداث مناصب‬
‫مالية أو حذفيا أو توزيعيا ما بيف القطاعات الو ازرية أو المؤسسات إال بموجب قانوف‬
‫المالية‪ ،2‬فقد نص كذلؾ عمى إلغاء اإلعتمادات المالية أثناء تصفية الميزانية وبموجب‬
‫قانوف تصفية تنفيذ الميزانية يثبت فيو إلغاء اإلعتمادات غير المستعممة‪.3‬‬

‫‪-1‬الفصل‪ 59‬من القانون األساسً للمٌزانٌة التونسً لسنة‪ ،2019‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪-2‬المادة‪61‬من قانون ‪ 130-13‬المتعلق بقوانٌن المالٌة بالمغرب‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-3‬المادة ‪، 64‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪302‬‬
‫كما نص المشرع المغربي عمى عممية توقيؼ تنفيذ النفقات المتعمقة باإلستثمار إذا‬
‫إستمزمت ذلؾ الظروؼ اإل قتصادية والمالية‪ ،‬عمى أف يتـ إخطار المجنتيف المكمفتيف‬
‫بالمالية بالبرلماف مسبقا‪.‬‬

‫إف ما ييـ عممية اإللغاء أو تجميد أو توقيؼ اإلعتمادات المالية ىو المساس بالرخصة‬
‫البرلم انية نظ ار ألنو في أغمب األحياف الحكومة ال تشرح مطمقا تمؾ العمميات أماـ‬
‫البرلماف‪ ،‬ومع ذلؾ فقد تطرؽ كؿ مف المشرع المغربي والتونسي إلى إثبات إلغاء‬
‫اإلعتمادات المالية بموجب قانوف غمؽ بالميزانية‪.‬‬

‫إف المساس بالصبلحيات المالية لمبرلماف بالنظر إلى التدخؿ الواسع لمتنظيـ أصبح‬
‫ظاىرة خطيرة ‪،‬بالنظر إلى حجـ اإلعتمادات الممغاة والتي تـ إدراجيا في الرخصة‬
‫البرلمانية ‪،‬إف ىذا الحجـ الكبير في اإلعتمادات الممغاة أدى بالبعض إلى إعتبار‬
‫التدخؿ الواسع لمتنظيـ في ىذا المجاؿ ‪،‬ال يتعمؽ فحسب بمسألة ضبط الميزانية‬
‫العامة ولكف متعمؽ بإعادة صياغة الميزانية في شكؿ جديد عف طريؽ التنظيـ وحده‬
‫دوف مراعاة لمسمطة البرلمانية في ىذا المجاؿ‪.1‬‬

‫المبحث الثاني ‪:‬إ نعكاسات التركيبة البرلمانية عمى األداء التشريعي في المجال‬
‫المالي لمدول المغاربية‬

‫تنطوي التشكيمة البرلمانية عمى فكرييف رئيسييف‪:‬أوال ىما التركيبة الحزبية داخؿ البرلماف‬
‫بيف أغمبية برلمانية صاحبة القرار بالنسبة لق اررات المجمس‪ ،‬مما يؤثر بشكؿ كبير عمى‬
‫فعالية الرقابة البرلمانية مف جية ‪،‬ومعارضة برلمانية أو موالية ومؤيدة لمحكومة مف‬
‫جية أخرى(المطمب األوؿ)‪.‬‬

‫أما الفكرة الثانية فتتمثؿ في مسألة األحادية أو الثنائية داخؿ المؤسسة التشريعية أي‬
‫تكويف البرلماف في غرفة واحدة كما ىو الحاؿ بالنسبة لدستور تونس لسنة ‪ 2014‬عمى‬

‫‪1-Jean Claude MARTINEZ, op.cit, p 468.‬‬


‫‪303‬‬
‫أ نو يتألؼ مف غرفتيف بموجب الدستور السابؽ لسنة ‪( 1959‬مجمس النواب ومجمس‬
‫المستشاريف) ‪،‬أو مف غرفتيف ك ما ىو الحاؿ بالنسبة لمتشريع الجزائري والمغربي وبالرغـ‬
‫مف تبني المشرع الفرنسي لنظاـ ثنائية الغرؼ منذ أمد طويؿ إال أف ىذه الثنائية لـ يتـ‬
‫تبنييا مف طرؼ المشرع الجزائري إال في السنوات األخيرة أثناء المراجعة الدستورية‬
‫لسنة ‪.1996‬‬

‫في حيف سارالتشريع المغربي عمى النيج الفرنسي منذ إقرار أوؿ دستور لمممكة‬
‫المغربية ‪.‬‬

‫دور إيجابيا في تدعيـ الغرفة األولى إال‬


‫إذا كاف مف المفروض أف يمعب نظاـ الثنائية ا‬
‫أف الممارسة أثبتت عكس ذلؾ ‪،‬فدائما تكوف الغرفة الثانية حجرعثرة أماـ تفعيؿ‬
‫اإلختصاص المالي البرلماني‪ ،‬وفي عممية الرقابة البرلمانية عمى النفقات العمومية‬
‫بصفة خاصة(المطمبالثاني)‪.‬‬

‫المطمب األول ‪:‬التركيبة البرلمانية في دول المغرب العربي ودورىا في الحد من تفعيل‬
‫اإلختصاص المالي البرلماني (الرقابة)‬

‫إف قياس درجة نجاعة األنظمة الديمقراطية مرىوف بوجود ىيئات فاعمة في الحقؿ‬
‫السياسي‪،‬فكانت األحزاب السياسية احد أىـ الظواىر التي أفرزتيا الديمقراطية‪.‬‬

‫حيث إرتبط إزدىار الظاىرة الحزبية بتطور البرلمانات والكتؿ البرلمانية‪،‬غيرأف العراقيؿ‬
‫التي تواجو الكتؿ الحزبية مف صعوبات في مجاؿ إتخاذ الق اررات السياسية يحد مف‬
‫فعاليتيا(الفرع األوؿ)‪،‬خاصة أماـ ضعؼ دور المعارضة السياسية(الفرع الثاني)‪ ،‬وتفوؽ‬
‫األغمبية البرلمانية المؤيدة لمسمطة التنفيذية (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫‪304‬‬
‫الفرع األول ‪:‬العراقيل التي تواجو األحزاب السياسية المغاربية في مجال صناعة القرار‬
‫السياسي( القرار المالي )‬
‫تعتمد الديمقراطية الناجحة عمى وجود مؤسسات فعالة أكثر مف وجود عدد مف األفراد‬
‫يؤمنوف بقيـ الديمقراطية‪ ،1‬فأساس التحوؿ الديمقراطي راجع لؤلحزاب السياسية خاصة‬
‫نمطي اإلحبلؿ واإلحبلؿ التحولي‪.‬‬
‫يتمثؿ األوؿ منيما في تصاعد نفوذ القوى المعارضة مقابؿ إنييار قوة النخبة الحاكمة‬
‫ما يؤدي إلى ترسخ الديمقراطية ‪،‬أما اإلحبلؿ التحولي فيكوف بحدوث توافؽ عمى تغيير‬
‫بيف الحكومة والمعارضة لحدوث توازف بينيما في القوى‪ ،‬وىذا ما يمكف رصده عند‬
‫إستق ارء التاريخ ورصد ظاىرة الديمقراطية‪.2‬‬
‫لقد إرتكزمفيوـ األحزاب السياسية عمى تناقض أساسي إذ يستحيؿ وصؼ ميكانيكية‬
‫األحزاب السياسية وصفا مقارنا وجديا‪.‬‬
‫فاألبحاث المتعددة والعميقة وحدىا تتيح يوما ما بناء النظرية العامة لؤلحزاب‪ ،‬ولكف‬
‫ىذه األحزاب المتخصصة ال يمكف أف تكوف معمقة حقا ما لـ تكف ىناؾ نظرية عامة‬
‫عف األحزاب ‪.‬‬
‫مفيوـ الحزب لـ يكف بالحاضر قبؿ الربع الثاني مف القرف التاسع عشر‪ ،‬كما لـ يكف‬
‫لكممة "الحزب" المدلوؿ نفسو المعروؼ اليوـ ‪،‬حيث كانت أغمب الدراسات الصادرة في‬
‫الغرب والمتعمقة باألحزاب السياسية تكتفي لفترة غير بعيدة بتحميؿ عقائدىا فقط ‪،‬وىذا‬
‫اإلتجاه ناتج عف المفيوـ الذي ينظر إلى الحزب كجماعة عقائدية‪.‬‬

‫‪ -1‬بلقٌس أحمد منصور‪ ،‬األحزاب السٌاسٌة والتحول الدٌمقراطً دراسة تطبٌقٌة على الٌمن وبالد أخري‪ ،‬مكتبة‬
‫مدبولً‪ ،2004،‬ص‪.15‬‬
‫‪ -2‬سعد الدٌن إبراهٌم‪ ،‬التحول الدٌمقراطً فً دول المغرب العربً‪ ،‬مركز الدراسات السٌاسٌةواإلستراتٌجٌة‪،‬‬
‫بٌروت‪ ،2005 ،‬ص‪.307‬‬

‫‪305‬‬
‫فاألحزاب منظمة مف األفراد يتفقوف في الرأي ليـ مصالح مشتركة ‪،‬يسعوف لمحصوؿ‬
‫عمى السمطة وتحقيؽ برنامجيـ مستعمميف كؿ الوسائؿ المتاحة لدييـ و التي يسنيا‬
‫القانوف‪ ،‬فيبدو الحزب السياسي اليوـ عامبل طبيعيا مبلزما لكؿ نظاـ سياسي معروؼ‬
‫وفي النادر أف ال يكوف فيالدولة حزبا سياسيا واحدا‪.‬‬
‫ىناؾ عدة أسباب جعمت األحزاب السياسية في كؿ مف المغرب وتونس والجزائر ال‬
‫تستطيع المساىمة في مجاؿ صناعة القرار السياسي‪ ،‬بصفة عامة والقرار في المجاؿ‬
‫المالي بصفة خاصة‪ ،‬فيي تعاني مف عدـ الوضوح السياسي واإليديولوجي ومف‬
‫ىشاشة تعدد من ابعيا ومكوناتيا ومف غياب التنظيـ الديمقراطي ‪،‬ويمكف حصر ىذه‬
‫األسباب في ضعؼ البرامج الحزبية مما أدى إلى ضعؼ التأطير والمشاركة‬
‫السياسية‪،‬حيث يبلحظ غياب القضايا الجوىرية األساسية في األحزاب السياسية كتقييـ‬
‫العممية الديمقراطية‪ ،‬والفساد السياسي وعبلقة السمطات المدنية مع العسكرية‪.1‬زد عمى‬
‫ذلؾ ظاىرة اإلنشقاقات الحزبية داخؿ األحزاب‪ ،‬وتزداد ىذه اإلنشقاقات واإلنقسامات مع‬
‫إقتراب كؿ موعد إنتخابي أو أثناء إنعقاد المؤتمرات الخاصة بتجديد ىياكؿ الحزب‪.‬‬

‫ويرجع السبب الحقيقي ليذه اإل نشقاقات إلى عدـ تفكير األحزاب السياسية في تحديد‬
‫آليات تنظيمية واضحة لمتناوب عمى السمطة أو عدـ العمؿ بيا ‪،‬والسبب الثاني يرجع‬
‫إلى النشأة الحديثة لؤلحزاب السياسية حيث أف الديمقراطية الداخمية لـ تكف مف بيف‬
‫األولويات أماـ اإلعتبارات االنتخابية ‪،‬والسبب الثالث يكمف في أف معظـ الصبلحيات‬

‫‪ -1‬األمٌن سوٌقات‪" ،‬اإلنشقاقات الحزبٌة فً المغرب والجزائر"‪ ،‬مجلة دفاتر السٌاسة والقانون‪ ،‬العدد ‪،5‬‬
‫جوان‪ ،2015‬ص‪. 201‬‬

‫‪306‬‬
‫تنحصر في رئيس الحزب مف الناحية الفعمية فالنمط السائد بالنسبة لؤلحزاب السياسية‬
‫ىو النمط الرئاسي‪. 1‬‬

‫كما أف المشاركة في العمؿ السياسي تعني اإلنخراط الجماىيري في األحزاب السياسية‬


‫وفي النقابات والمنظمات حيث أنو مف وظائؼ األحزاب السياسية وظيفة التأطير‬
‫سياسيا وتربويا‪ ،‬فكؿ مشاركة في العمؿ السياسي ترتبط بمدى قدرة األحزاب السياسية‬
‫والمجتمع المدني عمى تأميف الديمقراطية وصياغة سبلمتيا‪ ،‬حيث تترجـ الديمقراطية‬
‫السياسية في الدوؿ‬ ‫كفعؿ وممارسة عمى أرض الواقع‪ ،2‬كما تعرؼ األحزاب‬
‫المغا ربيةعزوفا كبي ار مف طرؼ الجماىير لبلنضماـ إلييا خاصة لدى الشباب وتردد‬
‫واحجاـ شريحة واسعة مف المجتمع عف المشاركة في العمؿ السياسي الحزبي وذلؾ‬
‫لعدة أسباب منيا عدـ قدرة األحزاب السياسية عمى تمبية آماؿ وطموحات المواطنيف‬
‫وترجمتيا إلى برامج عممية‪.‬‬

‫كما أف سيطرة أح زاب األغمبية المؤقتة تقمص مف دور البرلماف‪ ،‬وتؤدي إلى إضعاؼ‬
‫دور المواطف في االشتراؾ في الحكـ السيما بالنسبة لمذيف ال يرتبطوف بأي حزب‬
‫سياسي‪ ،‬وأف األحزاب قد تعمؿ عمى تزييؼ الرأي العاـ‪ ،‬ونظ ار لكوف معظـ عوائؽ‬
‫المعارضة السياسية متعمقة باألحزاب السياسية فإنو ال بد مف أف يمر الحزب بمختمؼ‬
‫مستوياتو الييكمية والوظيفية والعضوية عمى فتح المنافسة الحرة واإلستماع إلى كؿ‬
‫اآلراء المؤيدة والمعارضة في الحزب ‪،‬وتمحيصيا لمخروج بق اررات تحضى بقبوؿ‬
‫األغمبية‪.‬‬

‫‪ -1‬فدوى مرابط‪ ،‬األحزاب السٌاسٌة وصناعة القرار السٌاسٌفً دول المغاربٌة‪ ،‬مجلة جٌل الدراسات السٌاسٌة‬
‫والعالقات الدولٌة‪ ،‬عدد ‪ ،14،2018‬ص‪.9‬‬
‫‪ -2‬محمد أمٌن السالوي‪ ،‬المشاركة السٌاسٌة فً إنتخابات ‪ 27‬سبتمبر‪ ،‬جرٌدة الشرق األوسط ‪ 4،‬سبتمبر‬
‫‪ ،2002‬عدد‪www.alakhbar. info.2701‬‬

‫‪307‬‬
‫كما أصبحت التحالفات الحزبية في الدوؿ العربية أداة إلسكات الواقع ‪،‬فيي ال تعد‬
‫كونيا أحزابا باألغمبية المستمرة التي بنت نسقيا السياسي والوظيفي عمى أساس دعـ‬
‫إختبارات المؤسسة القائمة في كؿ مواقفيا‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬ضعف دورالمعارضة السياسية‬

‫يوجد في اإلنساف طاقتاف األولى حيوية والثانية فكرية‪ ،‬والطاقة الحيوية تنفعؿ بفعؿ‬
‫المؤثرات الفكرية والخارجية والداخمية فيتحرؾ ىذا اإلنفعاؿ متطمبا اإلشباع الذي يتـ‬
‫عف طريؽ األشياء واألفعاؿ ‪،‬وىنا يأتي دور الطاقة الفكرية التي تتحكـ باإلشباع ونوعو‬
‫وصفتو‪ ،‬فيتـ اإلشباع وفقا لممفاىيـ التي يتبنيا اإلنساف بغض النظر عف كوف ىذه‬
‫المفاىيـ راقية أو منحطة‪.‬‬

‫ولما كانت المفاىيـ التي تعتنقيا القوى الفكرية والسياسية متناقضة ومختمفة لذلؾ تكوف‬
‫مواقفيا تجاه األحداث واألفكار متناقضة ومختمفة‪.2‬‬

‫وعميو إ رتبطت نشأة المعارضة في المعنى العاـ لمكممة بنشأة السمطة في المجتمعات‬
‫اإلنسانية منذ أف إنقسـ الناس إلى حكاـ ومحكوميف‪.‬‬

‫إال أف المعارضة السياسية بمعناىا الحديث ترتبط عمى نحو محدد بتطور النظاـ‬
‫الحزبي التنافسي البرلماني الذي تحولت فيو الكتؿ واألجنحة التمثيمية إلى أحزاب‪ ،‬وقد‬
‫تشكؿ ىذا النظاـ مف الناحية التاريخية أوؿ ما تشكمت المجتمعات المدنية األوربية‬

‫‪ -1‬نغم محمد صالح ‪ " ،‬التعددٌة الحزبٌة فً العراق فً ظل غٌاب قانون األحزاب"‪ ،‬مجلة العلوم السٌاسٌة‪،‬جامعة‬
‫بغداد‪،‬عدد‪،43،2011‬ص‪.14‬‬
‫‪ -2‬عبد الحكٌم عبد هللا‪" ،‬المعارضة السٌاسٌة "‪،‬مجلة الوعً‪،‬السنة الحادٌة عشر ‪ 1918‬تشرٌن الثانً‬
‫‪ ،1997‬العدد‪ ،126‬ص‪.1‬‬

‫‪308‬‬
‫الغربية أي المج تمعات البرجوازية ‪،‬حسب فيـ الفمسفة السياسية الحديثة لممجتمع المدني‬
‫بوصفو مجتمع البرجوازي‪.1‬‬

‫إف مفيوـ المعارضة يعد مف المفاىيـ الحديثة في عمـ السياسة فمنذ القدـ والى مدى‬
‫قريب لـ يكف مفيوـ المعارضة موضوعا لمتعريؼ بالعناصر والفئات التي تختمؼ مع‬
‫السمطة الحاكمة‪ ،‬كما لـ تكف المعارضة موضوعا لمبحث الدقيؽ والتحميؿ الشامؿ مف‬
‫قبؿ المفكريف السياسييف‪ ،‬في حيف أصبحت في الوقت الراىف مف بيف المواضيع التي‬
‫يتناولونيا بالتحميؿ خاصة المعارضة وأثرىا في الحياة السياسية‪.2‬‬

‫إف المعارضة السمطة والديمقراطية مفاىيـ متبلزمة ومرتبطة ببعضيا وال يمكف الفصؿ‬
‫بينيما ‪،‬فحيثما وجدت سمطة ال بد مف معارضة تواكبيا وتبلزميا حتى ال تنحرؼ عف‬
‫مقاصدىا وأدوارىا الطبيعية‪ ،‬كما أف المعارضة أيضا ترتبط بالديمقراطية إرتباطا وثيقا‬
‫حيث تشكؿ جزءا مف النظاـ السياسي الديمقراطي حتى قيؿ ال ديمقراطية بدوف‬
‫معارضة موجية وفعالة ‪،‬وال سياسة أصبل بدوف تعددية ومف التعددية تنبثؽ المعارضة‬
‫ىذه األخيرة تكوف ندا لمحكومة ومعارضتيا وبديبل عنيا‪،3‬و ال يمكف أف تكوف كذلؾ إال‬
‫في أطر نظاـ ديمقراطية تعترؼ بشرعية المعارضة وتحترـ حقوقيا‪ ،‬وحقيا في التداوؿ‬
‫عمى السمطة‪.‬‬

‫ولقد عرفت عبلقة النظاـ في الدوؿ المغاربية بالمعارضة منذ اإلستقبلؿ إلى يومنا ىذا‬
‫تقمبات وتوترات تراوحت بيف التوافؽ واالحتواء أو االختبلؼ واإلقصاء‪ ،‬مما جعؿ ىذه‬

‫‪ -1‬محمد جمال باروت‪" ،‬أزمة المعارضة السٌاسٌة فً الوطن العربً"‪ ،‬مجلة الحوار المتحدة‪ ،‬العدد ‪،163‬‬
‫بحث منشور‪ .2002/07/6 ،‬ص‪.28‬‬
‫‪ -2‬عصاـ سميماف‪ ،‬مدخؿ إلى عموـ سياسية‪ ،‬دار النضاؿ لمطباعة‪ ،‬الطبعة ‪ ،2‬بيروت‪ ،1989 ،‬ص‪.257‬‬
‫‪ -3‬زٌن المرسً‪ ،‬تجدٌد مفهوم المعارضة السٌاسٌة وتداول السلطة والعالقة بٌنهما‪ ،‬موقع دار العراق‪،‬‬
‫‪.www.daraliraqu/heads/157212‬‬

‫‪309‬‬
‫المعارضة تتخذ مظيريف مختمفيف معارضة رسمية مف داخؿ المؤسسات ومعارضة‬
‫شعبية خارج المؤسسات‪.‬‬

‫ولقد تـ اإلعتراؼ صراحة بوضع المعارضة البرلمانية في دوؿ المغرب العربي وتمت‬
‫دسترتيا وتخويميا مجموعة مف الحقوؽ واآلليات حتى تؤدي دورىا في بناء نظاـ‬
‫ديمقراطي تعددي‪.‬‬

‫ولقد تطرؽ التعديؿ الدستوري الجزائري لسنة‪2020‬إلى تتمتع المعارضة البرلمانية‬


‫بحقوقيا تمكنيا مف المشاركة الفعمية في األشغاؿ البرلمانية والحياة السياسية السيما‬
‫منيا حرية الرأي والتعبير واإلجتماعو اإلستفادة مف اإلعانات المالية الممنوحة‬
‫لممنتخبيف والمشاركة الفعمية في األشغاؿ التشريعية‪ ،‬ومراقبة عمؿ الحكومة وتمثيؿ‬
‫مناصب في أجيزة غرفتي البرلماف واخطار المجمس الدستوري طبقا ألحكاـ المادة‬
‫‪ 193‬مف الدستور بخصوص القوانيف التي صوت عمييا البرلماف‪ ،‬كذلؾ المشاركة في‬
‫الدبموماسية البرلمانية كما تخصص كؿ غرفة مف غرفتي البرلماف جمسة شيرية‬
‫لمناقشة جدوؿ أعماؿ تقدمة مجموعة برلمانية مف المعارضة‪.1‬‬

‫أما بالنسبة لممؤسس التونسي فقد نص عمى حؽ المعارضة بموجب دستور ‪2014‬‬
‫وا عتبرىا مكوف أساسي في مجمس نواب الشعب ليا حقوقيا التي تمكنيا بالنيوض‬
‫بمياميا في مجاؿ العمؿ النيابي ‪،‬وتضمف ليا تمثيمية مناسبة وفاعمة في كؿ ىياكؿ‬
‫المجمس وأنشطتو الداخمية والخارجية وتستند إليو وجوبا رئاسة المجنة المكمفة بالمالية‬
‫وخطة مقرر بالمجنة المكمفة بالعبلقات الخارجية كما ليا الحؽ في تكويف لجنة تحقيؽ‬
‫كؿ سنة وترؤسيا‪.2‬‬

‫‪-1‬المادة‪339‬من التعدٌل الدستوري لسنة‪،8888‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪-2‬الفصل‪،98‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪310‬‬
‫وقضي الدستور المغربي بمنح مكانة لممعارضة تخوليا حقوقا مف شأنيا أف تنيض‬
‫بمياميا عمى الوجو األكمؿ في العمؿ البرلماني والحياة السياسية‪ ،‬وتتمثؿ ىذه الحقوؽ‬
‫في حرية الرأي و التعبير واالجتماع‪ ،‬التمويؿ العمومي وفؽ مقتضيات القانوف و‬
‫تخصيص حيز زمني في وسائؿ اإلعبلـ العمومية تتناسب مع تمثيمياو المشاركة‬
‫الفعمية في مسطرة التشريع‪ ،‬السيما عف طريؽ تسجيؿ مقترحات القوانيف و جدوؿ‬
‫أعماؿ مجمس البرلماف‪.‬‬
‫ال مشاركة الفعمية في مراقبة عمؿ الحكومة ال سيما عف طريؽ ممتمس الرقابة ومسائمة‬
‫الحكومة واألسئمة الشفوية الموجية لمحكومة والمجاف النيابية لتقصي الحقائؽ‪،‬‬
‫والمساىمة في إقتراح المترشحيف وفي إنتخاب أعضاء المحكمة الدستورية وكذا تمثيمية‬
‫مبلئمة لؤلنشطة الداخمية لمبرلماف ورئاسة المجنة المكمفة بالتشريع بمجمس النواب‪ ،‬وكذا‬
‫التوفر عمى وسائؿ مبلئمة لمنيوض بمياميا المؤسسية والمساىمة الفاعمة في‬
‫الدبموماسية البرلمانية لمدفاع عف القضايا العادلة لموطف ‪،‬ومصالحو الحيوية وتمثيؿ‬
‫المواطنيف مف خبلؿ األحزاب المكونة ليا وممارسة السمطة عف طريؽ التناوب‬
‫الديمقراطي محميا وجيويا ووطنيا في نطاؽ أحكاـ الدستور‪ ،‬ويجب عمى المعارضة‬
‫المساىمة في العمؿ البرلماني بكيفية فعالة وبناءة‪.1‬‬
‫ىذه الحقوؽ وضع ليا المشرع الدستوري آليات لبلستفادة منيا وممارستيا سواء في‬
‫المجاؿ التشريعي أو في مجاؿ الرقابة منيا‪:‬‬
‫‪-‬إ عتبار المعارضة مكوف أساسي في المجمسيف وتشارؾ في وظيفة التشريع والرقابة‪.2‬‬
‫‪ -‬منح المعارضة البرلمانية حؽ رئاسة لجنة أو لجنتيف عمى األقؿ مف بينيا لجنة‬
‫التشريع‪.3‬‬

‫‪-1‬الفصل ‪38‬من دستور المغرب لسنة‪،8833‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬الفصل ‪،60‬المرجع نفسه‬
‫‪ -3‬الفصل‪، 10‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪311‬‬
‫‪ -‬حؽ تشكيؿ أو المشاركة في تشكيؿ لجاف نيابية لتقصي الحقائؽ مع إمكانية عرض‬
‫تقاريرىا عمى القضاء‪.1‬‬
‫‪-‬تخصيص يوـ واحد في الشير لدراسة مقترحات القوانيف ومنيا طبعا تمؾ الصادرة عف‬
‫المعارضة‪.2‬‬
‫‪-‬حؽ سدس أعضاء مجمس النواب وربع أعضاء مجمس المستشاريف في إحالة أي‬
‫التزاـ إلى المحكمة الدستورية لمنظر في مدى مطابقتيا ألحكاـ الدستور‪.3‬‬
‫‪-‬إمكانية قبوؿ ممتمس الرقابة إذا وقعو خمس أعضاء مجمس النواب وموافقة‬
‫‪.‬‬‫األغمبية المطمقة‬

‫وبالنسبة لمجمس المستشاريف يمكنو طرح ممتمس المسائمة إذا وقع عميو خمس‬
‫‪.4‬‬ ‫أعضاء المجمس وصوتت األغمبية المطمقة لصالحو‬

‫واذا كانت الحقوؽ الممنوحة لممعارضة في األنظمة الدستورية المغاربية تبدو في‬
‫ظاىرىا متقدمة ومقبولة ‪،‬قد تغني عف البحث في القوانيف األخرى المؤطرة لعمؿ‬
‫المعارضة السياسية خصوصا القانوف التنظيمي لؤلحزاب‪.‬‬

‫ىذا األخير الذي يبقي دوره منحص ار في تنزيؿ المقتضيات الدستورية وترجمتيا‪ ،‬والتالي‬
‫اليمكنو أف يتعارض معيا أو أف يخرج عف إطارىا‪ ،‬ولكف بالرغـ مف كؿ ذلؾ اليمكف‬
‫فيـ وتقييـ دور المعارضة البرلمانية دوف ربطو بدور كؿ مف المؤسسة التشريعية‬
‫والمؤسسة التنفيذية وعبلقتيما ‪ ،‬والتي سادتيا ىيمنة السمطة التنفيذية عمى السمطة‬
‫التشريعية خاصة حؽ الحؿ البرلماني الذي تـ النص عميو في دساتيرالدوؿ المغاربية‪.‬‬

‫‪-1‬الفصل ‪ 67‬من دستور المغرب لسنة‪ ،2011‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬الفصل ‪، 82‬المرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪ -3‬الفصل ‪،55‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪-4‬الفصل‪،389‬المرجع نفسو ‪.‬‬

‫‪312‬‬
‫إف التيديد بحؿ البرلماف الذي تموح بو الحكومةفي مواجية البرلماف‪،‬وىذا ما أدي إلى‬
‫ضعؼ دور المعارضة‪ ،‬فمقارنة آليات الرقابة البرلمانية المختمفة ومعظـ السمطات التي‬
‫يتمتع بيا الجياز التنفيذي يجعمنا نعتبر أف كؿ اآلليات ووجودىا وممارستيا أمر إلزامي‬
‫وا ال تحولت سمطة الحكومة كميا إلى سمطة مطمقة ضمف المسمـ بو أف السمطة توقؼ‬
‫السمطة وىو أمر يقتضيو مبدأ الفصؿ بيف السمطات‪،‬وبالتالي فإف حؽ السمطة التنفيذية‬
‫في حؿ البرلماف يكوف دوف أي شؾ عند تأزـ العبلقة بينيما بشكؿ يحوؿ دوف قياـ أي‬
‫السمطتيف بمياميما المحددة دستوريا‪،‬أما إستخداـ ىذا الحؽ في مواجية البرلماف إذا ما‬
‫أقدـ عمى ممارسة دوره الرقابي الذي نص عميو الدستور‪،‬فيو الشؾ يخرج عف إطاره‬
‫الصحيح‪.‬‬

‫كما أف المناقشات البرلمانية خاصة في مجاؿ قوانيف المالية تبقي مجرد مناقشات بدوف‬
‫فائدة ذلؾ بسبب ضعؼ دور المعارضة‪،‬فكؿ مشروع متعمؽ بقوانيف المالية مف طرؼ‬
‫الحكومة يكوف دوف رد البرلماف عميو باإليجاب‪.‬‬

‫إف محاسبة الحكومة عف طريؽ آلية المعارضة بموجب مسائمتيا عف سياستيا التي‬
‫إ نتيجتيا خبلؿ سنة كاممة مف العمؿ‪،‬يفرض أف تكوف آلية الرقابة ذات التأثير البالغ‬
‫في مجاؿ االختصاص المالي لمبرلماف‪،‬فالمعارضة مف خبلؿ إستخداـ ىذه اآلليات‬
‫تجعؿ الحكومة مستعدة دوما لتجنب مثؿ ىذه المواقؼ والعمؿ قدر المستطاع عمى‬
‫تنفيذ برامجيا وعدـ الحياد عنيا‪،1‬فيي تستعمؿ آليات الرقابة متى ثبت ليا أف الحكومة‬
‫عادت عف النيج المسطر ليا وتمجأ المعارضة إلى إستخداـ آلية السؤاؿ مقارنة‬
‫باآلليات األخرى ‪،‬وىذا لتبنييا المعارضة المعمنة إذا كانت ال تحقؽ الغرض منيا بسبب‬
‫تعارضيا مع األغمبية البرلمانية ‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الحكٌم عبد هللا‪، ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.3‬‬

‫‪313‬‬
‫وما يمكف تسجيمو مف خبلؿ الممارسة الميدانية لؤلحزاب المعارضة ىو معاناتيا مف‬
‫واقع التشتت وعدـ اإلنسجاـ ‪ ،‬والذي يصؿ أحيانا إلى حد التضارب والتنافر مما يعيؽ‬
‫توحيد جيودىا وطاقتيا ‪،‬كما تعاني مف إفتقارىا لممعمومات والمعطيات واألرقاـ التي‬
‫تمكنيا مف تشخيص الواقع بشكؿ دقيؽ وبالتالي كشؼ الخروقات والتجاوزات ناىيؾ‬
‫عف ضعؼ طاقتيا وامكاناتيا البشرية‪.‬‬
‫يضاؼ إلى ذلؾ ضعؼ ومحدودية الصبلحيات المخولة لممؤسسة التشريعية خاصة في‬
‫المجاؿ الرقابي ‪،‬حيث أصبحت مجرد غرفة تسجيؿ أو رجع الصدى لما تقرره الحكومة‬
‫والحاكـ ‪،‬كما أف ضعؼ اإلعبلـ الحزبي وتطويقو بمجموعة مف الخطوط الحمراء‬
‫وتكبيمو بالتقاليد السياسية الرسمية يبقى دورىا محددا ‪،‬وال يحقؽ مفيوـ المعارضة‬
‫الحقيقية مف حيث المراقبة والتقويـ وكذا القوة اإلقتراحية مما يجعميا في األخير أداة‬
‫صورية تأثث المشيد السياسي والرسمي وتساىـ في تمميع صورتو وتسويؽ مشروعية‬
‫ديمقراطية مزيفة‪.‬‬
‫كما يعد الواقع المجتمعي الجزائري والتونسي والمغربي أيضا أحد العوامؿ في إخفاؽ‬
‫عممية التحوؿ الديمقراطي ‪،‬خاصة منو طبيعة المعارضة السياسية بكؿ توجياتيا والتي‬
‫تعاني الضعؼ في عدة جوانب‪:1‬‬

‫‪-‬سيطرة الطابع النخبوي عمى األحزاب السياسية وخصوصا ذات التوجو العمماني‪.‬‬

‫‪ -‬األحزاب السياسية تيارات مرجحة في المعادلة السياسية الداخمية ‪،‬بمعنى دورىا‬


‫األساسي ال يتمثؿ في صياغة المعادلة السياسية الداخمية بقدر ما يقتصر عمى ترجيح‬
‫ميزاف التحالفات الداخمية بيف القطبيف الرئيسييف في الحياة السياسية‪.‬‬

‫‪-‬مختمؼ األحزاب السياسية المعارضة تعاني مف ضعؼ الموارد المالية‪.‬‬

‫‪ -1‬توفٌق المدٌنً‪ ،‬المعارضة التونسٌة نشأتها وتطورها‪ ،‬اتحاد الكتاب العرب‪ ،‬دمشق‪ ،2001 ،‬ص‪.266‬‬

‫‪314‬‬
‫‪-‬عدـ قدرة األحزاب السياسية المعارضة عمى تعبئة المجتمع ‪،‬وتوجييو نتيجة التذبذب‬
‫الحاصؿ في الخطاب السياسي مف جية ‪،‬وانشغاليا بالتصدعات واإلنقسامات الييكمية‬
‫الداخمية فييا مف جية‪.‬‬

‫‪-‬حداثة التجربة السياسية لممعارضة مقابؿ تجربة الحزب القائد‪.‬‬

‫لذا يمكف إ عتبار النظاـ الحزبي في األنظمة المغربية ىو مف النظـ التعددية المقيدة‬
‫والتي تقترب في بعض خصائصيا مف نظاـ الحزب القائد ‪،‬حيث تسمح بوجود تعدد‬
‫في التنظيمات الحزبية مع إعطاء أولوية لدور الحزب الحاكـ واحاطة ممارسات‬
‫األحزاب المعارضة بكثير مف القيود القانونية واإلجرائية التي تحد مف فعاليتيا‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬نظام األغمبية البرلمانية وتأثير اإل نتماء السياسي لمعضو البرلماني‬

‫إف اإل ختصاص المالي لمبرلماف الذي يعتبر مجاؿ جد حيوي وحساس يتأثر بالدرجة‬
‫األولى بنوع األغمبية البرلمانية‪، 1‬حيث يعتبر الحزب المتقمد لمعظـ المقاعد في البرلماف‬
‫ىو الحزب الحائز عمى األغمبية ال ينتمي إلى نفس الحزب الحاكـ‪ ،‬كمما كانت الرقابة‬
‫البرلمانية فعالة وقوية وكمما تحقؽ العكس كمما قؿ دور البرلماف وضعؼ أثره في‬
‫ميداف الرقابة عمى أعماؿ السمطة التنفيذية‪.‬‬

‫لقد أصبحت الممارسة السياسية شبيية بالواقع السياسي اإلنجميزي‪،‬بما يتضمنو مف‬
‫نظاـ برلماني أكثريتو يرتكز عمى الثنائية الحزبية والذي جعؿ مف مبدأ الفصؿ بيف‬
‫السمطات ضعيؼ التطبيؽ في بعض جوانبو ‪.‬‬

‫إ عتمدت الثنائية الحزبية اإلنجميزية إلى تشويو العبلقة التقميدية بيف السمطات‪ ،‬وجاء‬
‫التطبيؽ والواقع السياسي ليدعـ سمطة عمى حساب سمطة أخرى وانعكس عمى الدور‬
‫المالي لمبرلماف في مجاؿ رقابتو البرلمانية عمى أعماؿ السمطة التنفيذية بصفة عامة‪،2‬‬

‫‪-1‬جمٌلة جمعاسى‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.334‬‬


‫‪ -2‬وسٌم حسام الدٌن األحمد‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.118‬‬

‫‪315‬‬
‫فإنتماء الحكومة لحزب األغمبية بمعنى أف ممثؿ الحكومة ىو زعيـ حزب األغمبية‬
‫وبالتالي ال يستطيع ممارسة مياـ الحكومة إال بتأييد حزبو لو فتخضع السمطة التنفيذية‬
‫إلى رقابة برلمانية تمارس في معظـ األحواؿ مف طرؼ حزب المعارضة الذي يفتقر‬
‫إلى غالبية األصوات فأصبحت الحكومة ال تخشى موضوع سحب الثقة ألنيا تستند‬
‫إلى أكثرية حزبية‪.1‬‬

‫كما يؤدي نظاـ األغمبية البرلمانية وانتمائيا إلى نفس الحزب الحاكـ إلى نتائج جد‬
‫ميمة مف الناحية العممية وتتمثؿ أىميا في‪:‬‬

‫‪-‬اإل ستقرار السياسي لمحكومة وىذا ما يتـ مبلحظتو بجبلء في النظاـ االنجميزي الذي‬
‫سجؿ استقرار سياسي لـ تعرفو دولة أخرى ذات نظاـ برلماني‪.‬‬

‫‪ -‬تتمتع الحكومة بجميع اإلمكانيات التي تساعد عمى تنفيذ سياستيا‪ ،‬وىذه القوة التي‬
‫تممكيا الحكومة نتيجة لمصفة المزدوجة لرئيسيا فيو الوزير األوؿ ورئيس الحكومة مف‬
‫جية ‪،‬ومف جية أخرى ىو زعيـ الحزب الحائز ألكثرية برلمانية وىذا الوضع يؤمف لو‬
‫وضع متميز يعطي لو القدرة عمى تبني سياسة طموحة دوف أف يخشى سحب الثقة ال‬
‫مف حزبو وال مف المعارضة‪.2‬‬

‫‪-‬إ تفاؽ وجيات النظر بيف الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة واألكثرية البرلمانية المنفذة‬
‫لسياسة الحزب‪.‬‬

‫أعطت الحكومة كؿ فرصة لمحصوؿ عمى كافة الوسائؿ البلزمة لتنفيذ سياستيا ومف‬
‫بينيا سمطة عمؿ القانوف ‪،‬فجمعت الحكومة بيدىا سمطة التنفيذ وجزء كبير مف سمطة‬
‫التشريع وأصبح ليا سمطة كبيرة‪ ،‬وفي ىذا الوضع ال يمكننا القوؿ بوجود رقابة برلمانية‬
‫فأي مشروع قانوف أو قانوف المالية يقدـ أماـ البرلماف لممصادقة عميو يقابؿ بالقبوؿ مف‬

‫‪ -1‬وسٌم حسام الدٌن األحمد‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.118‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسه ‪،‬ص‪.118‬‬

‫‪316‬‬
‫طرؼ األغمبية البرلمانية ميما كانت نتيجة حتى واف تضمف إيرادات مرتفعة مف‬
‫الضرائب تثقؿ كاىؿ المواطنيف ‪،‬وحتى واف قمت النفقات العمومية عمى ما يحتاج إليو‬
‫أفراد المجتمع‪.1‬‬

‫كما يبلحظ أف إ تجاه نواب المجمس آللية السؤاؿ وتجاىؿ اآلليات األخرى كممتمس‬
‫الرقابة أوعدـ التصويت عند طمب الثقة ليبقى دائما الواقع العممي آلليات الرقابة‬
‫البرلمانية منحصر في السؤاؿ دوف غيره مف اآلليات الفعالة والمرتبة المسؤولية‬
‫السياسية لمحكومة‪ ،‬ليبقى الحاؿ كما كاف عميو في ظؿ الحزب الواحد ليكرس فكرة‬
‫تعددية سياسية داخؿ الحزب الواحد فقط ‪.‬‬

‫كما إنو مف غير المعقوؿ أف تمجأ ىذه األحزاب إلى مسائمة ومحاسبة الحكومة التي‬
‫تنتمي إلييا ىذه األحزاب‪.‬‬

‫كما أف المجوء إلى تشكيؿ حكومات إئتبلفية تتضمف التشكيبلت السياسية الحائزة عمى‬
‫أكبر تمثيؿ في المجمس يقفؿ الباب أماـ المعارضة ‪،‬مما يعني أف المجوء إلى إستخداـ‬
‫اآلليات الفعالة سيكوف غير صالح لمحكومة التي تتشكؿ منيا األحزاب الفعالة في‬
‫الحياة السياسية مف جية ‪،‬ومف جية أخرى فإف المجوء إلى ىذه اآلليات فيو إضرار‬
‫بمصمحتيا قبؿ كؿ شيء وحتى إف لـ تمجأ إلى إئتبلؼ حكومي فإف كؿ برامجيا‬
‫ومشاريعيا ستمر دوف أي إعتراض‪ 2‬لذلؾ عمد رؤساء الحكومات دوما لمعمؿ عمى‬
‫الحد مف المعارضة السياسية‪.‬‬

‫إف مناقشة مشروع قوانيف المالية تظير خالية مف كؿ أىمية فيي مناقشة مف أجؿ‬
‫المناقشة ال غير‪ ،‬ذلؾ أف األغمبية البرلمانية تشكؿ حاج از يمنع مف معارضة مشروع‬
‫المالية المقدـ مف طرؼ السمطة التنفيذية‪ ،‬فأغمب النواب يخضعوف لتوجييات وتعميمات‬

‫‪ -1‬عبد الغنً بسٌونً عبد هللا‪ ،،‬النظم السٌاسٌة‪ ،‬الدار الجامعٌة‪ ،‬بٌروت‪ ،1998 ،‬ص‪.212‬‬
‫‪ -2‬جمٌلة جمعاسً‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.113‬‬

‫‪317‬‬
‫حزب األغمبية كؿ ىذا مف شأنو أف يحد مف الدور الذي يمعبو البرلماف في مجاؿ بسط‬
‫رقابتو عمى األمواؿ العمومية ليص بح أعضاء الحزب مف ممثميف الشعب إلى ممثميف‬
‫ألحزابيـ السياسية المختمفة‪.‬‬

‫المطمب الثاني ‪:‬نظام الثنائية البرلمانية ودورىا في تفعيل عممية الرقابة البرلمانية‬
‫تقوـ الديمقراطية النيابية عمى أساس انتخاب الشعب لعدد مف النواب ‪،‬الذيف يكونوف‬
‫البرلماف ويتولوف ممارسة سمطة التشريع باسـ الشعب ونيابة عنو لمدة محدودة‪ ،‬وغالبا‬
‫ما يعود أساس النظاـ النيابي إلى واقع الظروؼ السياسية والتطورات التاريخية أكثر‬
‫مما يعود إلى نظريات إيديولوجية‪.1‬‬
‫وحتى تكوف السمطة التشريعية ديمقراطية نيابية‪ ،‬ال بد أف تتوفر فييا بعض السمات‬
‫األساسية البلزمة ألي برلماف ديمقراطي سواء تكوف مف مجمس واحد أو مف مجمسيف‬
‫وفي الوقت نفسو ىناؾ بعض ا لخصائص التي تميز برلماف المجمس الواحد عف برلماف‬
‫المجمسيف‪.‬‬
‫كما أف ىناؾ مبررات دفعت واضع ي الدستور في بمد معيف إلى األخذ بيذا النظاـ أـ‬
‫ذاؾ (الفرع األوؿ)‪ ،‬ومف ثـ مدى مساىمتو في تفعيؿ األداء البرلماني في مجاؿ‬
‫إختصاصو المالي( الفرع الثاني )‪،‬ودوره الرقابي في مجاؿ النصاب القانوني لمتصويت‬
‫(الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مبررات نظام المجمسين ونظام المجمس الواحد‬

‫رغـ أف شكؿ السمطة التشريعية في أي دولة وتكوينيا مف مجمس واحد أو مجمسيف‬


‫ناتج عف الظروؼ السياسية والتطورات التاريخية‪ ،‬إال أف أنصار كؿ مف ىذيف‬
‫النظاميف يستندوف إلى مجموعة مف المبررات التي تشكؿ بمجمميا أساس إختيار شكؿ‬

‫‪ -1‬عبد الغنً بسٌونً عبد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.212‬‬

‫‪318‬‬
‫السمطة التشريعية ‪،‬وتعكس فمسفتيـ إتجاه صبلحيات البرلماف التشريعية والرقابية‪،‬‬
‫وتعبر عف نظرتيـ لدور السمطة التشريعية في النظاـ السياسي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مبررات نظام المجمسين‬

‫مف الناحية المبدئية يبدو أف نظاـ المجمسيف ىو حاجة أساسية في الدوؿ الكبيرة‬
‫والفدرالية (اإلتحادية) كالواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬فالمجمس األعمى الذي يمثؿ‬
‫الواليات المتحدة األمريكية تمثيبل متساويا ويعكس النزعة االستقبللية لمواليات‪ ،‬ويمثؿ‬
‫مصالحيا عمى قدـ المساواة بغض النظر عف مساحة كؿ والية أو عدد سكانيا أو‬
‫إمكانياتيا اإل قتصادية‪ ،‬وىو بذلؾ يعكس روح التمثيؿ الجماعي لمواليات أو األقاليـ ‪.‬‬

‫أما المجمس األدنى الذي يمثؿ مواطني الدولة االتحادية فإنو يعزر اإلتجاه اإلتحادي‬
‫ويحمي مصمحة اإلتحاد ككؿ‪.1‬‬
‫إف نظاـ المجمس يقوي ويعزز الديمقراطية ألنو ينوع التمثيؿ السياسي والشعبي في‬
‫الدولة ويحقؽ المساواة في التمثيؿ‪ ،‬مف حيث المساواة بيف جميع الواليات وتمثيميا في‬
‫المجمس والمساواة بيف جميع المواطنيف وتمثيميـ في مجمس آخر‪.‬‬
‫فمرور مشاريع القوانيف عمى المجمسيف يضمف إصدار تشريعات بعد تصحيحيا‬
‫واإلطمئناف إلى إ ستجابتيا لمتطمبات الحياة العامة في المجتمع‪ ،‬ويحقؽ اإلستقرار‬
‫القانوني الذي ال تكثر فيو القوانيف المعدلة‪ ،‬كما يمنع النظاـ مف تفرد مجمس واحد في‬
‫سف التشريعات والقانوف ذلؾ أف توزيع سمطة التشريع بيف لمجمسيف يحقؽ توازف خاصة‬
‫في حالة سيطرة حزب معيف عمى المجمس ‪.‬‬

‫‪ -1‬كاٌد عزٌز‪ " ،‬السلطة التشرٌعٌة بٌن نظام المجلس الواحد ونظام المجلسٌن" ‪،‬مجلة سلسلة‬
‫التقارٌرالقانونٌة‪ ،‬عدد ‪ ،26‬دون سنة النشر‪ ،‬ص‪.16‬‬

‫‪319‬‬
‫فوحدة سيادة األمة وارادتيا تتفؽ بوجود مجمسيف‪،‬ألف التعبير عف ىذه الوحدة يتمثؿ‬
‫بوحدة تشريعاتيا سواء صدرت عف مجمس واحد أو عف مجمسيف فتعدد الو ازرات ال‬
‫يعني تفتت السمطة التنفيذية‪،‬وفي الوقت الذي تشكؿ اإلنتخابات وسيمة ديمقراطية‬
‫إل ختيار ممثمي الشعب‪ ،‬يرى أنصار نظاـ المجمسيف في دوؿ غير ديمقراطية تعتمد‬
‫مبدأ الجمع بيف اإلنتخاب والتعييف‪ ،‬إف إقتصار البرلماف عمى مجمس واحد قد يجعمو‬
‫يمثؿ رأيا عابر لمناخبيف أثرت فيو أجيزة الدعاية وشكمتو شعارات ال تساعد الناخبيف‬
‫عمى الحكـ بموضوعية عمى مدى كفاءة وصبلحية بعض األعضاء‪ ،‬لذلؾ فإف وجود‬
‫مجمس آخر يضـ أعضاء مف ذو الخبرة والكفاءة البعيديف عف ضغوط الناخبيف يحدد‬
‫برأييـ مف ىذه المشكمة‪.1‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مبر ارت نظام المجمس الواحد‬
‫تأخذ بنظاـ المجمس الواحد عادة الدوؿ البسيطة وغير اإلتحادية (الفدرالية)‪،‬‬
‫وذلكإ نطبلقا مف عدـ وجود تعدد في الواليات أو القوميات الذي يستدعي وجود تعدد في‬
‫التمثيؿ‪.‬‬

‫يرى أنصار ىذا النظاـ أف المجمس الثاني (المجمس األعمى) يساعد عمى خمؽ‬
‫أرستقراطيات جديدة ‪،‬تتصؼ عادة بالجمود والتحفظ‪ ،‬كما أف وجود مجمس ثاف قد يعني‬
‫زيادة ال داعي ليا أو يحدث تعارضا ال لزوـ لو ‪.‬‬

‫فالمجمساف إما أف يتماثبل بنائيا ووظيفيا ومف ثـ ال يكوف ىناؾ أي مبرر لوجود‬
‫إحداىما ‪،‬واما أف يختمفا مف حيث البناء والوظيفة عمى نحو يتسبب في وقوع تصادـ‬
‫بينيما يضر بالمصمحة العميا لمدولة‪.2‬‬

‫‪ -1‬محمد محمود ربٌع وإسماعٌل صبري مقلد‪ ،‬األساس فً العلوم السٌاسٌة‪،‬موسوعة العلوم‪ ،‬الكوٌت‪،‬‬
‫‪ ،1994‬ص‪.547‬‬
‫‪ -2‬عزٌز كاٌد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.17‬‬

‫‪320‬‬
‫إف سيادة األمة ىي وحدة واحدة ال تتج أر لذا ال بد مف تمثيؿ ىذه السيادة بواسطة‬
‫مجمس واحد منتخب مف طرؼ الشعب‪ ،‬وينوب عنو في ممارسة السمطة ذلؾ أف نظاـ‬
‫المجمسيف يتعارض مع وحدة سيادة األمة ‪،‬ألنو مف غير المنطقي أف يعبر عف اإلرادة‬
‫الواحدة لؤلمة مجمساف ليا إرادتاف قد يحدث بينيما التعارض‪.‬‬

‫ويعتبر أنصار النظاـ أف مرور مشاريع القوانيف في مجمسيف تبديد الوقت والجيد‬
‫والزيادة في اإلجراءات والخطوط اإلضافية ‪،‬مما يؤدي إلى تجنب الخبلفات وتجاوز‬
‫النزاعات السياسية التي قد تحدث بيف المجمسيف والتي تؤدي إلى إنقسامات قد تؤدي‬
‫بدورىا إلى إضعاؼ السمطة التشريعية في وجو غيرىا مف السمطات‪.‬‬

‫إف إ ختبار نظاـ المجمس الواحد مف قبؿ بعض الدوؿ ‪،‬ونظاـ المجمسيف مف قبؿ دوؿ‬
‫أخرى يعود ألسباب تتعمؽ بسير العممية التشريعية‪ ،‬فبعض الدوؿ ترى أف المجمس‬
‫الثاني ىو بمثابة مجمس تفكير وأف وجوده يساعد في إجراء المزيد مف المناقشات‬
‫لمشاريع القوانيف‪ ،‬واعطاء فرصة أكبر لمبرلماف لتحقيؽ التوازف المطموب ومنع إحتكار‬
‫المجمس اآلخر لعممية التشريع ‪،‬إال أف دوؿ أخرى ترى أف المجمس الثاني يعيؽ العممية‬
‫التشريعية‪ ،‬أما عمميا فيناؾ أسباب أخرى دفعت دوال إلى األخذ بنظاـ المجمس الواحد‬
‫ودوال أخري إلى األخذ بنظاـ المجمسيف‪ ،‬فنجد كؿ مف المؤسس الجزائري والمغربي قد‬
‫أخذا بنظاـ المجمسيف منذ إقرار التعديؿ الدستوري لسنة‪،1996‬‬

‫فبالنسبة لمجزائر فقد تبنى المؤسس ىذا النظاـ وألوؿ مرة مف خبلؿ التعديؿ الدستوري‬
‫لسنة ‪،11996‬والتعديؿ الدستوري لسنة ‪" 2016‬يمارس السمطة التشريعية برلماف يتكوف‬
‫مف غرفتيف ىما المجمس الشعبي الوطني ومجمس األمة " ‪،2‬والتعديؿ الدستوري‬
‫لسنة‪2020‬في مادتو‪.114‬‬

‫‪-1‬المادة‪ 60‬من دستور الجزائرلسنة ‪،3669‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪-2‬المادة‪338‬من التعدٌل الدستوري لسنة‪،8839‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪321‬‬
‫إف تعزيز تكويف البرلماف بإضافة غرفة ثانية تتمثؿ في مجمس األمة‪ ،‬يعزز ويقوي‬
‫الدور الرقابي لممؤسسة التشريعية بعدما كانت تمارس ميمة الرقابة بغرفة واحدة‪ ،‬فما‬
‫أغفمت عنو األولى تتداركو الثانية‪.‬‬

‫في حيف عمدت المممكة المغربية ىي األخرى باألخذ بنظاـ الثنائية البرلمانية بموجب‬
‫التعديؿ الدستوري لسنة ‪، 1996‬غير أنو ما تجدر اإلشارة إليو ‪،‬أف المممكة المغربية‬
‫أخذت بنظاـ الثنائية بموجب الدستور األوؿ لمببلد سنة ‪ 1962‬في فصمو السادس‬
‫والثبلثوف عمى أنو"يتركب البرلماف مف مجمس النواب ومجمس المستشاريف‪ ".‬ليتراجع‬
‫عف ذلؾ بموجب دستور ‪ 1970‬حيث نص عمى األحادية البرلمانية‪ 1‬والمتمثمة في‬
‫مجمس النواب وظؿ األمر عمى حالو في دستور المممكة لسنة ‪ 1972‬وما تضمنو مف‬
‫مراجعة دستورية لسنة ‪ 1980‬وسنة ‪، 1992‬ولقد نص كذلؾ الفصؿ ‪ 36‬مف دستور‬
‫المغرب لسنة ‪ 1996‬عمى أنو يتكوف البرلماف مف مجمسيف مجمس النواب ومجمس‬
‫المستشاريف ويستمد أعضاؤه تباينيـ مف األمة وحقيـ في التصويت حؽ شخصي‪ ،‬ال‬
‫يمكف تفويضو يقابميا الفصؿ ‪ 60‬مف دستور المممكة لسنة ‪.2011‬عمى خبلؼ النظاـ‬
‫التونسي الذي أخذ بنظاـ أحادية المجمس بموجب دستورسنة ‪ 2014‬وذلؾ في فصمو‬
‫الخمسوف "يمارس الشعب السمطة التشريعية عبر ممثميو بمجمس نواب الشعب أو عف‬
‫طريؽ اإلستفتاء"‪ ،‬عرؼ النظاـ التونسي نظاـ الثنائية في التعديؿ الدستوري لسنة‬
‫‪ 2002‬وذلؾ في فصمو الثامف عشر حيث أعمف الرئيس المخموع بف عمي عف إحداث‬
‫مجمس المستشاريف‪ ،‬في الخطاب الذي ألقاه بمناسبة الذكرى ‪ 14‬لمتحوؿ وىذا اإلعبلف‬
‫شكؿ حدثا تاريخيا في تونس ألنو يجسد تجربة جديدة مف شأنيا أف تثرى العمؿ‬
‫التشريعي ‪،‬وتدعيـ مقوم ػ ػات النظاـ السياسي لممرحػ ػمة المستقبمية حسب قوؿ الرئيس‬
‫المخموع زيف العابديف بف عمي ‪.‬‬

‫‪ -1‬الظهٌرالشرٌف رقم ‪ 70-171‬بتارٌخ ‪ 27‬جمادى األول ‪ 1390‬ل ‪ٌ31‬ونٌو‪ 1970‬المتعلق بإصدار األمر‬
‫بتنفٌذ دستور المغرب لسنة ‪.1970‬‬
‫‪322‬‬
‫لقد تطورت النظرة إلى إشكاؿ تمثيؿ الشعب في السمطة التشريعية ‪،‬ومع إقتراب التمثيؿ‬
‫العاـ عبر إنتخاب نواب الشعب مباشرة وتدعيمو ‪،‬سيشجعو مشروع اإلصبلح عمى‬
‫ضمانات تمثيؿ أوسع لمجيات ولمختمؼ مكونات المجتمع بإحداث غرفة ثانية إلى‬
‫جانب المجمس إثراءا لموظيفة التشريعية والحياة السياسية بصفة عامة‪.1‬‬

‫إف المقاربة الجديدة في الفكر السياسي التونسي وخاصة بعد الثورة أدت إلى تخمي‬
‫النظاـ التونسي عف نظاـ الثنائية البرلمانية ‪،‬واإلتجاه إلى نظاـ أحادية البرلماف ربما‬
‫السبب وراء ذلؾ عمى إعتبار أنيا دولة صغيرة مف حيث المساحة والسكاف ال تجد‬
‫داعيا لتشكيؿ سمطة تشريعية مف مجمسيف‪ ،‬أوأف ثنائية المجمس لـ تشكؿ جزءا مف‬
‫إرثيا الدستوري منذ تشكيؿ سمطتيا التشريعية‪،‬أوادراكا منيا أف سمطتيا التشريعية تتبلءـ‬
‫مع نظاـ المجمس الواحد وذلؾ بدافع الحفاظ عمى الوحدة وتجانس التمثيؿ الوطني‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬ضعف نظام الثنائية البرلمانية في تفعيل األداء البرلماني‬

‫إف تعزيز تكويف البرلماف بإنشاء غرفة ثانية ال يساىـ في كؿ الحاالت في تفعيؿ األداء‬
‫البرلماني ‪ ،‬ذلؾ أف الممارسة العممية ونظاـ العمؿ داخؿ الغرفة الثانية ‪ ،‬ومدى توسيع‬
‫أو ضيؽ الصبلحيات المخولة ليا دستوريا قد تساىـ في خمؽ نتائج تأثر سمبا عمى‬
‫العمؿ الرقابي لمسمطة التشريعية عمى أعماؿ السمطة التنفيذية بصفة عامة ‪،‬وعمى‬
‫المالية العمومية بصفة خاصة بإ عتبارىا محو ار أساسيا‪ ،‬فيناؾ عدة أسباب تساىـ في‬
‫عدـ تعزيز عمؿ البرلماف في إطار الثنائية البرلمانية ‪،‬واضعاؼ دوره الرقابي خاصة‬
‫في مجاؿ النصاب القانوني لمتصويت ومسألة ممتمس المسائمة‪.‬‬

‫إف تعزيز تمثيؿ الحكومة في البرلماف وتتمتع الحكومة باألغمبية في الغرفة األولى‬
‫لمبرلماف سواء باإل نتخابات التي يخرج منيا الحزب ذو األغمبية البرلمانية ‪،‬ومنو يعيف‬

‫‪ -1‬خدوجة خموفي‪ ،‬الرقابة البرلمانية عمى أعماؿ السمطة التنفيذية في المغرب العربي –دراسة مقارنة‪، -‬أطروحة‬
‫لنيؿ شيادة الدكتوراه في القانوف العاـ‪ ،‬كمية الحقوؽ –بف عكنوف‪ ،‬الجزائر‪ ،2012/2011 ،‬ص‪.92‬‬

‫‪323‬‬
‫الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة أو عف طريؽ إنشاء حكومة إئتبلفية‪ ،‬ومع ذلؾ مازالت‬
‫الحكومة تبحث عف مساندة أخرى في البرلماف حتى تقفؿ الباب أماـ المعارضة‪ ،‬لذا‬
‫أوجدت التشريعات الغرفة الثانية في البرلماف لدعـ الحكومة بتعييف نسبة مف أعضاءىا‬
‫محددة قانونا‪.‬‬

‫ولقدعرؼ النظاـ الجزائري نظاـ المجمسيف في ظؿ دستورسنة ‪ 1996‬بموجب مادتو‬


‫‪ 98‬كما نصت المادة ‪ 121‬مف التعديؿ الدستوري لسنة ‪ 2020‬عمى أنو ينتخب ثمثي‬
‫(‪ )3/2‬أعضاء مجمس األمة عف طريؽ االقتراع غير المباشر والسري ‪،‬وتتحدد الييئة‬
‫اإلنتخابية وفؽ ما نصت عميو المادة ‪ 123‬مف قانوف االنتخابات وذلؾ بنصيا‪ " :‬عمى‬
‫أف إنتخاب (‪ )3/2‬مف أعضاء مجمس األمة حسب نموذج االقتراع باألغمبية مف‬
‫ال مجالس الشعبية الوالئية مف قبؿ ىيئة إنتخابية والئية مكونة مف أعضاء المجمس‬
‫الشعبي الوالئي ‪،‬وأعضاء المجمس البمدي واإلنتخاب إجباري وليس إختياري‪ ،1‬وتكوف‬
‫مدة العضوية لستة سنوات"‪ ،‬كما نصت المادة ‪ 121‬منو عمى نظاـ التعيينحيث يعيف‬
‫رئيس الجميورية الثمث اآلخر مف أعضاء مجمس األمة مف بيف الشخصيات والكفاءات‬
‫الوطنية‪،‬في المجاالت العممية الثقافية والمينية و اإلقتصادية‪.‬‬

‫مف خبلؿ ىذه المادة نستنتج أف مجمس األمة إستحدث لتدعيـ الحكومة في السمطة‬
‫التشريعية ‪،‬خاصة عف طريؽ تعييف ثمث أعضائو مف قبؿ رئيس الجميورية التي تبقي‬
‫تحت سيطرتو ووفؽ أوامره‪ ،‬وذلؾ مف أجؿ مساندة الحكومة وعدـ معارضتيا سواء في‬
‫برنامجيا أو في مشاريع القوانيف خاصة قوانيف المالية التي تقترحيا بإعتبار رئيس‬
‫الجميورية ىو رئيس مجمس الوزراء والذي تتخذ فيو كؿ الق اررات قبؿ عرضيا عمى‬
‫السمطة التشريعية‪،‬ولضماف عدـ إقبلت المجمس الشعبي الوطني مف سيطرة رئيس‬
‫الجميورية‪.‬‬

‫‪ -1‬خدوجة خلوفً ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.87‬‬

‫‪324‬‬
‫كما نص الدستور المغربي لسنة‪ 2011‬في الفصؿ ‪ 60‬منو عمى تشكيؿ البرلماف مف‬
‫مجمسيف ‪،‬وبالرجوع إلى الفصؿ ‪ 53‬مف الدستور يتضح كذلؾ أف مجمس المستشاريف‬
‫يضـ صنفيف مف األعضاء صنفيا الدستور عدديا عمى النحو التالي‪- :‬ثبلثة أعضاء‬
‫يمثموف الجماعة الترابية يتوزعوف بيف جيات المممكة بالتناسب مع عدد سكانيا ومع‬
‫مراعاة اإلنصاؼ بيف الجيات‪.‬‬

‫‪ -‬خمسة مف األعضاء تنتخبيـ في كؿ جية‪ ،‬ىيئات ناخبة تتألؼ مف المنتخبيف في‬


‫الغرفة المينية‪.‬‬

‫‪ -‬وأعضاء تنتخبيـ عمى الصعيد الوطني ىيئة ناخبة تتألؼ مف ممثمي المأجوريف‪.‬‬
‫وينتخب أعضاء مجمس المستشاريف باإلقتراع العاـ غير المباشر‪ ،‬حيث يتكوف‬
‫المجمس مف ‪ 90‬عضو عمى األقؿ و‪ 120‬عضو عمى األكثر وينتخبوف لمدة‬
‫ستة(‪ )6‬سنوات سابقا وفي ظؿ دستور ‪ 1996‬كانت تسعة(‪ )9‬سنوات ‪.‬‬

‫وتنص المادة ‪ 1‬مف القانوف التنظيمي رقـ‪ 132-15‬عمى أنو يتألؼ مجمس المستشاريف‬
‫مف ‪ 120‬عضو منتخبوف بالطريقة المذكورة سابقا" ‪،‬ويبلحظ بأف أعضاء مجمس‬
‫المستشاريف في المغرب أنيـ منتخبوف وال يخضعوف لنظاـ التعييف مف قبؿ الممؾ‪ ،‬عمى‬
‫خبلؼ أعضاء مجمس األمة في الجزائر وأعضاء مجمس المستشاريف التونسي‪،‬ولمجمس‬
‫المستشاريف أف يسائؿ الحكومة بواسطة ممتمس يوقعو عمى األقؿ ‪ 5‬أعضاءه‪،‬وال يقع‬
‫التصويت عميو بعد مضي ‪ 3‬أياـ كاممة عمى إيداعو إال باألغمبية المطمقة ألعضاء‬
‫المجمس‪ ،‬يبحث رئيس مجمس المستشاريف عمى الفرز بنص ممتمس المسائمة إلى رئيس‬
‫الحكومة وليذا األخير أجؿ ستة أياـ ليعرض أما المجمس جواب الحكومة يتموه نقاش ال‬
‫يعقبو تصويت‪.2‬‬

‫‪-3‬القانون التنظٌمً رقم‪18-31‬الصادر بتنفٌذ الظهٌر الشرٌف‪3-31-00‬بتارٌخ‪39‬جوٌلٌة‪ 8831‬المتعلق بمجلس‬


‫المستشارٌن‪،‬جرٌدة‪.‬رسمٌة عدد‪9108‬بتارٌخ‪89‬جوٌلٌة‪.8831‬‬
‫‪-2‬الفصل ‪ 389‬من دستورالمغرب لسنة‪،8833‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪325‬‬
‫كما تنص المادة‪ 231‬مف النظاـ الداخمي لمجمس المستشاريف عمى انو‪":‬طبقا ألحكاـ‬
‫الفصؿ ‪ 106‬مف الدستور يتـ إيداع ممتمس مساءلة بتسميـ مستند خاص إلى رئيس‬
‫المجمس في جمسة عامة يسمي ىذا المستند ممتمس مساءلة‪.‬‬

‫يرفؽ مستند ممتمس مساءلةببلئحة موافقة‪،‬وأف يشمؿ خمس أعضاء المجمس عمى‬
‫األقؿ‪ ،‬يأمر الرئيس ب نشر أسماء الموقعيف عمى ممتمس مساءلة الحكومة الذي ينشر‬
‫برمتو في المحضر‪ ،‬كما الحؽ ألي عضو في المجمس أف يوقع أكثر مف ممتمس واحد‬
‫في نفس الوقت‪،‬وال يمكف أف يضاؼ إليو توقيع جديد أو يسحب منو بعد إيداعو لدي‬
‫الرئيس‪.‬‬

‫لقد نص المؤسس المغربي عمى النصاب القانوني لمتصويت عمى ممتمس المساءلة‬
‫مشير إليو بمصطمح األغمبية المطمقة التي تثير العديد مف اإلشكاليات لتحقيؽ ىذا‬
‫النصاب‪ ،‬ولقد نص دستور المغرب لسنة ‪ 1996‬عمى ممتمس المساءلة مشير إليو‬
‫بمصطمح ممتمس توجيو تنبيو لمحكومة موقع مف طرؼ ثمث(‪ )3/1‬أعضاءه كما منح‬
‫لمجمس المستشاريف حؽ تقرير مسؤولية الحكومة بموجب آلية تقديـ ممتمس الرقابة مف‬
‫طرفو عمى أف يوقعو ثبلث أعضاءه ‪،‬وال يتـ الموافقة عميو إال باألغمبية ثمثي أعضاءه‬
‫الذي يتألؼ منيـ ‪،‬وال يقع التصويت إال بعد مضي ‪ 3‬أياـ كاممة عمى إيداع ممتمس‬
‫الرقابة وتؤدي الموافقة عمى ممتمس الرقابة إلى إستقالة الحكومة إستقالة جماعية‪،1‬غير‬
‫أنو بموجب التعديؿ الدستوري لسنة‪ 2011‬ألغي حؽ مجمس المستشاريف في تقديـ‬
‫ممتمس الرقابة‪ ،‬وترؾ لو حؽ توجيو ممتمس المساءلة الذي ال يرتب أي مسؤولية‬
‫لمحكومة‪.‬‬

‫‪-3‬الفصل‪11‬من دستور المغرب لسنة‪3669‬الصادربموجب ظهٌرالشرٌف ‪3-69-31‬بتارٌخ‪1‬اكتوبر‪،3669‬جرٌدة‬


‫رسمٌة عدد‪4488‬بتارٌخ‪38‬اكتوبر‪.3669‬‬

‫‪326‬‬
‫بالرجوع إلى المشرع التونسي وذلؾ بموجب الفصؿ ‪ 19‬مف دستور تونس لسنة‬
‫‪11959‬الذي نص عمى أف مجمس المستشاريف يتكوف مف أعضاء ال يتجاوز عددىـ‬
‫ثمثي أعضاء مجمس النواب لمدة ‪ 6‬سنوات ويحدد نصفيـ كؿ ‪ 3‬سنوات وينتخبوف‬
‫كاآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬عضو أو عضواف مف كؿ والية بإعتبار عدد السكاف يتـ إنتخابو أو إنتخابيما‬


‫عمى المستوى الجيوي مف بيف أعضاء الجماعات المحمية المنتخبة‪.‬‬

‫‪ -‬ثمث أعضاء المجمس يتـ انتخابيـ عمى المستوى الوطني مف بيف األعراؼ‬
‫والفبلحيف واألجراء وترشحيـ المنظمات المينية المعنية حيث ال يقؿ عدد األسماء بيا‬
‫عف ضعؼ عدد المقاعد الراجعة إلى كؿ صنؼ ‪،‬وتزرع المقاعد بالتساوي بيف‬
‫القطاعات المعنية‪.‬‬

‫‪ -‬يعيف رئيس الجميورية بقية أعضاء مجمس المستشاريف مف بيف الشخصيات‬


‫والكفاءات الوطنية‪.‬‬

‫وبموجب دستور سنة ‪ 2014‬فقد تـ إلغاء نظاـ الثنائية البرلمانية ليتـ ممارسة السمطة‬
‫التشريعية عبر ممثميف عف الشعب بمجمس نواب الشعب‪.‬فبعد الثورة التونسية تـ حؿ‬
‫مجمس النواب والمستشاريف ‪،‬وفي أكتوبر ‪ 2011‬تـ تنصيب المجمس الوطني التأسيسي‬
‫الذي قاـ بالمياـ التشريعية لمدة ‪ 3‬سنوات ووضع الدستور الجديد لمببلد‪ ،‬وتـ حؿ‬
‫مجمس المستشاريف ليصبح مجمس النواب الشعب ىو ممثؿ البرلماف‪ ،‬وفقا لمقتضيات‬
‫الفصؿ ‪ 50‬مف الدستور‪ ،‬كما ينتخب أعضاء مجمس الشعب إنتخابا عاماو مباش ار و‬
‫سريا‪ ،‬نزييا وشفافا ووفؽ القانوف اإلنتخابي‪ ،2‬كما ينتخب مجمس الشعب لمدة ‪5‬‬

‫‪-3‬قانون عدد‪11‬لسنة‪ 3616‬مؤرخ فً‪83‬جوان‪ 3616‬متعلق بختم دستور الجمهورٌة التونسٌة واصداره‪،‬عدد الرائد‬
‫الرسمً‪18‬بتارٌخ‪3‬جوان‪.3616‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 55‬من دستور تونس لسنة ‪ ،2014‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪327‬‬
‫سنوات خبلؿ األياـ الستيف األخيرة مف المدة النيابية وفي حالة إذا تعذر إجراء‬
‫االنتخابات بسبب خطر داىـ فإف مدة المجمس تمدد بقانوف‪.1‬‬

‫الفرع الثالث ‪:‬إضعاف الدور الرقابي لمبرلمان في مجال النصاب القانوني في مجمس‬
‫األمة الجزائري ومجمس المستشارين المغربي‬

‫اليثيرالنصاب القانوني لمتصويت إشكاؿ بالنسبة لممؤسس التونسي بإعتبار أنو إنتيج‬
‫نظاـ المجمس الواحد ‪،‬حيث يصادؽ مجمس نواب الشعب باألغمبية المطمقة ألعضائو‬
‫عمى مشاريع القوانيف األساسية ‪،‬وبأغمبية الحاضريف عمى مشاريع القوانيف العادية عمى‬
‫أال تقؿ ىذه األغمبية عف ثمث أعضاء المجمس وفقا لمفصؿ ‪ 64‬مف دستور تونس‬
‫لسنة‪ ،2014‬وفي حالة عدـ المصادقة عمى مشروع قانوف المالية يحيمنا إلى الفقرة‬
‫األخيرة لمفصؿ ‪66‬منو‪.‬‬
‫يمثؿ مجمس األمة الغرفة الثانية بالبرلماف وفقا لمدستور الجزائري‪ ،‬يقابمو مجمس‬
‫المستشاريف في التشريع المغربي‪ ،‬يكمؼ ىذيف المجمسيف بصفة أساسية في التعقيب‬
‫والمناقشة والمصادقة عمى النصوص المحالة إلييا مف طرؼ الغرفة األولى والمتمثمة‬
‫في المجمس الشعبي الوطني ومجمس النواب حسب دستور الجزائر والمغرب عمى‬
‫التوالي‪ ،‬ولقد تـ تحديد نصاب معيف يمارس وفقو ىذه السمطة‪.‬‬
‫وفقا لمتعديؿ الدستوري الجزائري لسنة ‪ 2020‬يصادؽ مجمس األمة في كؿ الحاالت‬
‫عمى النص الذي صوت عميو المجمس الشعبي الوطني ‪،‬بأغمبية أعضاءه الحاضريف‬
‫بالنسبة لمشاريع القوانيف العادية أو باألغمبية المطمقة بالنسبة لمشاريع القوانيف‬
‫العضوية‪.2‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 56‬من دستور تونس ‪ ،2014‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪-2‬المادة‪341‬من التعدٌل الدستوري لسنة‪،8888‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪328‬‬
‫فقد نص المشرع بذلؾ عمى األغمبية البسيطة ألعضاء مجمس األمة‪ ،‬فقد منح‬
‫لمجمس األمة سمطة المصادقة عمى النصوص المعروضة عميو وفقا ألعضائو‬
‫الحاضريف بالنسبة لمشاريع القوانيف العادية ‪.‬‬

‫في حيف بموجب دستور ‪ 11996‬قبؿ تعديؿ سنة‪،2016‬فتكوف أغمبية موصوفة تقدر‬
‫بثبلثة أرباع(‪ )3/4‬لممصادقة عمى النص المصوت عميو مف طرؼ المجمس الشعبي‬
‫الوطني بالنسبة لمقوانيف العادية والعضوية عمى حد سواء‪،‬فمقد حدد المادة ‪ 144‬مف‬
‫التعديؿ الدستور الجزائري لسنة ‪ 2016‬المجاالت التي يمكف لعشروف عضو مف‬
‫مجمس األمة أف يقدموا مبادرة بإقتراح القوانيف حيث تنص‪ ":‬تودع مشاريع القوانيف‬
‫المتعمقة بالتنظيـ المحمي وتييئة اإلقميـ والتقسيـ اإلقميمي مكتب مجمس األمة‪،‬‬
‫وبإ ستثناء الحاالت المبينة في الفقرة أعبله تودع كؿ مشاريع القوانيف األخرى بمكتب‬
‫المجمس الشعبي الوطني "‪.‬‬

‫فيبلحظ أف المشرع الجزائري قد منح لمجمس األمة حؽ المبادرة بالتشريع في مجاالت‬


‫محددة ليا عبلقة مباشرة بالتنظيـ المحمي ‪ ،‬نظ ار لمطابع المميز لتشكيؿ مجمس األمة‬
‫الذي يتشكؿ مف ‪ 3/2‬مف أعضاءه مف قبؿ أعضاء المجالس المحمية المنتخبة عمى‬
‫درجتيف مما يؤىميا ألولوية النظر في ىذه المسائؿ‪.‬‬

‫كما أف المادة ‪ 145‬المذكورة أعبله لـ تحدد األغمبية المطموبة بالنسبة لمغرفة األولى‪،‬‬
‫والسبب الذي دفع المؤسس إلى ذلؾ ىو إعطاء المجمس الشعبي الوطني الحرية في‬
‫تحديد طبيعة األغمبية المطموبة عمى المبادرات المعروضة عميو خاصة أما الواقع الذي‬
‫أثبت بأف األغمبية غير موجودة إطبلقا عمى مستوى المجمس الشعبي الوطني بؿ ومف‬
‫النادر أف تتحقؽ‪ ،‬عمما أنو ال يوجد نص يؤكد عمى ذلؾ أوينفيو ‪،‬في حيف بموجب‬
‫التعديؿ الدستوري الجزائري لسنة ‪ 2020‬نص عمى أنو تتـ المصادقة‬

‫‪-1‬المادة‪388‬من دستور الجزائر لسنة‪ 3669‬بتارٌخ‪80‬نوفمبر‪،3669‬جرٌدة رسمٌة عدد‪19‬بتارٌخ‪0‬دٌسمبر‪.3669‬‬

‫‪329‬‬
‫عمى القانوف العضوي باألغمبية المطمقة لمنواب وأعضاء مجمساألمة‪،1‬والمادة ‪ 149‬منو‬
‫تتطمب توافر نصاب ‪ 3/2‬مف أصوات النواب وأصوات أعضاء مجمس األمة في إطار‬
‫القراءة الثانية ‪،‬وبذلؾ يكوف مساوي إلى أبعد الحدود بيف الغرفتيف مقارنة لما كاف عميو‬
‫سابقا خاصة في مجاؿ القوانيف العضوية و في إطار القراءة الثانية‪.‬‬
‫إف مصادقة مجمس األمة عمى النص المعروض عميو ‪،‬والمحاؿ إليو مف طرؼ الغرفة‬
‫األولى باألغمبية لؤلعضاء الحاضريف يمكف أف يؤثر في مشاركة الثمث المعيف مف‬
‫طرؼ رئيس الجميورية في عممية التصويت‪.‬‬
‫واف كاف بموجب دستورسنة ‪ 1996‬قد ضمف لو ذلؾ فإعتناؽ نصاب ثبلثة أرباع‬
‫لممصادقة برىاف عمى مشاركة الثمث المعيف مف طرؼ رئيس الجميورية في عممية‬
‫التصويت ‪ ،‬كما أف تحديد النصاب الضروري لمصادقة مجمس األمة يمكف أف يؤدي‬
‫إلى نتائج سمبية عمى مشاريع القوانيف الخاصة بالمالية المعروضة عمى البرلماف‬
‫لممصادقة في أجؿ محدد دستوريا ‪،‬وغير قابؿ لمتأجيؿ والمتمثؿ في أجؿ ‪ 75‬يوـ‬
‫فتطبيؽ نسبة أ غمبية األعضاء الحاضريف قد يؤدي إلى عرقمة عمؿ المؤسسة التشريعية‬
‫مف جية ‪ ،‬ومف جية أخرى يمكف أف يؤدي إلى شؿ العمؿ الرقابي لمبرلماف برمتو‪ ،‬كما‬
‫أف منح حؽ التصويت عمى ممتمس رقابة ينصب عمى مسؤولية الحكومة لدعـ بياف‬
‫السياسة العامة لممجمس الشعبي الوطني مف شأنو أف يؤثر في الدور الرقابي لعمؿ‬
‫السمطة التشريعية ‪ ،‬مف خبلؿ مجمس األمة الذي ال يمتمؾ ىذه اآللية في تحريؾ‬
‫مسؤولية الحكومة‪.2‬‬
‫إف أثر النصاب المصادؽ عميو في مجمس األمة ومجمس المستشاريف وذلؾ مف خبلؿ‬
‫الثمث ا لمعيف في مجمس األمة ليس دائما عمى وفاؽ مع الحكومة ‪،‬وأف تدخؿ رئيس‬
‫الجميورية في تعيينو لـ يؤثر عمى دورىـ في ممارسة العمؿ الرقابي بؿ عمى العكس‬

‫‪- 1‬المادة ‪ 140‬من التعدٌل الدستوري الجزائري لسنة‪،2020‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪-2‬المادة‪ 311‬من التعدٌل الدستوري الجزائري لسنة‪،8839‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪330‬‬
‫فوجودىـ أعطى دفع كبي ار لمستوى أداء مجمس األمة في الميداف الرقابي‪،‬فإدخاؿ ثمث‬
‫معيف مف بيف الكفاءات والشخصيات الوطنية مف ضمف ما ييدؼ إليو تحسيف التمثيؿ‪،‬‬
‫وسد نقائص التمثيؿ اإلنتخابي‪.‬‬
‫فالدور الذي يمعبو مجمس األمة يؤثر سمبا عمى عمؿ الغرفة األولى مستعممة حؽ‬
‫المصادقة كبديؿ لتعوض بو حؽ المبادرة الذي ليا‪ ،‬ومف أجؿ ذلؾ أعطى المؤسس‬
‫الدستوري لمجمس األمة حؽ الخبلؼ عمى المجمس الشعبي الوطني ومعارضتو‪ ،‬ومف‬
‫ذلؾ يظير دور مجمس األمة كأداة لصالح الحكومة في حالة ما قدمت ىذه األخيرة‬
‫مشروع قانوف المالية يتضمف أحكاـ معينة لرفع الضرائب أو التخفيض مف عممية‬
‫النفقات العمومية بدوف مبرر إلى المجمس الشعبي الوطني‪ ،‬مف أجؿ المصادقة عميو‬
‫وقرر ىذا األخير خبلؼ ذلؾ أثناء المناقشة وقاـ بإدخاؿ تغيرات عمى‬
‫المشروعف الحكومة بإمكانيا إيقاؼ مسار المشروع وذلؾ في حالة ما إذا حضت بتدعيـ‬
‫مجمس األمة مف خبلؿ عدـ موافقتو عمى المشروع بعد إحالتو لو‪ ،‬ىذه الحالة التي‬
‫تؤدي إلى نشوب خبلؼ بيف الغرفتيف وال يمكف أف يحؿ الخبلؼ إال بتدخؿ مف الوزير‬
‫األوؿ بناءا عمى طمب إلنشاء لجنة متساوية األعضاء‪.1‬‬
‫كما يمكف ليذا األخير أال يتدخؿ فميس ىنالؾ مايمزمو وال يوجد أي نص يعرض‬
‫تصرؼ الوزير األوؿ لمجزاء‪ ،‬بسب عدـ مطالبة الجتماع المجنة متساوية األعضاء‪،‬‬
‫ففي ىذه الحالة فإف العمؿ التشريعي سيشمؿ خاصة في مجاؿ قوانيف المالية التي‬
‫قضت بمدة ‪ 75‬يوـ لممصادقة‪ ،‬فإذا إستمر الخبلؼ بيف الغرفتيف إلى حد تجاوز المدة‬
‫يتـ إصدار مشروع قانوف المالية المقدـ مف طرؼ الحكومة بأمر لو قوة قانوف المالية‬
‫وذلؾ مف طرؼ رئيس الجميورية‪.‬‬

‫‪-1‬المادة‪ 310‬من التعدٌل الدستوري الجزائري لسنة‪،8839‬مرجع سابق ‪.‬‬

‫‪331‬‬
‫كما أف الحكومة ىي صاحبة إ تخاذ القرار في كؿ المراحؿ التي يمر بيا قانوف المالية‬
‫فيي المبادرة بو ‪،‬وىي التي تتحكـ في الخبلؼ الذي يمكف أف ينشئ بيف الغرفتيف‬
‫وتتحكـ في القرار الذي توصمت إليو المجنة المتساوية األعضاء‪ ،‬فبل يجوز تعديؿ‬
‫النص الذي أقرتو المجنة إال بموافقة الحكومة فالنص الذي يتـ التصويت عميو في‬
‫األخير يمثؿ دائما النص الذي إرتضت بو الحكومة‪.1‬‬

‫كما أف الخبلؼ بيف الغرفتيف قد ال يتوقؼ بعد النص الذي أعدتو المجنة المتساوية‬
‫األعضاء عمى الغرفتيف مف أجؿ المصادقة ‪،‬ففي ىذه الحالة تطمب الحكومة مف‬
‫المجمس الشعبي الوطني الفصؿ نيائيا‪ ،‬وفي ىذه الحالة يأخذ المجمس بالنص الذي‬
‫أعدتو الجنة المتساوية األعضاء واذا تعذر ذلؾ بالنص األخير الذي صوت عميو‪ ،‬في‬
‫ظؿ دستور‪1996‬و التعديؿ الدستوري لسنة‪ 2016‬وسنة‪ 2020‬كأف يتـ المجوء إلى‬
‫قاعدة السحب ‪ ،‬غير أف الوضع يختمؼ بالنسبة لقوانيف المالية نظ ار لطابعيا الخاص‬
‫فإنو بعد إنقضاء أجؿ ‪ 75‬يوما يمكف لرئيس الجميورية أف يصدر مشروع قانوف المالية‬
‫دوف مراعاة النص الذي صادؽ عميو المجمس الشعبي الوطني ‪،‬وال حتى النص الذي‬
‫وضع مف طرؼ المجنة المتساوية األعضاء بؿ يقوـ رئيس الجميورية بإصدار المشروع‬
‫الذي قدمتو الحكومة بالصيغة األصمية ‪ ،‬لو بمعنى أف كؿ التعديبلت التي أشار إلييا‬
‫المجمس الشعبي الوطني وكؿ الجيد والوقت المذاف تـ إضاعتيما في دراسة مشروع‬
‫قانوف المالية قد ذىبا سدا‪.‬‬

‫إف عدـ مصادقة مجمس األمة عمى نص مشروع قانوف المالية يمكف أف يشكؿ أداة‬
‫حقيقة لصالح الحكومة ‪،‬ألنو يمكنيا مف تمرير مشروعيا أو الحيمولة دوف إصدار‬
‫نصوص ال تريد وضعيا‪ ،2‬وعميو فمجمس األمة لـ يضعؼ دوره فحسب كمؤسسة‬
‫تشريعية ورقابية عمى قوانيف المالية بؿ ساىـ والى درجة كبيرة في شؿ دور المجمس‬

‫‪ -1‬مولوددٌدان ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.489‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.406‬‬
‫‪332‬‬
‫الشعبي الوطني والغاء دوره الرقابي عمى ىذه القوانيف‪ ،‬فكؿ المقترحات المقدمة مف‬
‫طرفو خبلؿ المناقشة المشروع المقدـ وكؿ المبلحظات التي تـ التوصؿ إلييا مف خبلؿ‬
‫دراسة المشروع تبقى بدوف فائدة ‪،‬ذلؾ أف النص تـ إصداره بموجب أمر دوف مراعاة‬
‫مصادقة المجمس الشعبي الوطني عمى النص‪.‬‬

‫إف الصراع الذي يمكف أف يحدث بيف الغرفتيف سيعمؿ دوف أي شؾ في عرقمة سيرورة‬
‫العمؿ التشريعي عمى مستوى البرلماف ‪،‬فإمتناع الثمث المعيف مف طرؼ رئيس‬
‫الجميورية عف التصويت مف شأنو تجميد العمؿ التشريعي في مجمس دوف أف يكوف‬
‫لمفئة المنتخبة ‪ 3/2‬فعؿ أي شيء‪.‬‬

‫إستنادا إلى المقتضيات الدستورية لمممكة الغربية فممتمس مجمس المستشاريف ال يمكف‬
‫أف تترتب عنياإ ستقالة الحكومة حيث ال يكوف متبوعا بتصويت‪ ،‬وفقا لمنظاـ الداخمي‬
‫لمجمس المستشاريف فبعد تقديـ جواب الحكومة بخصوص ممتمس مساءلة تنظـ بإقتراح‬
‫مف المكتب وندوة الرؤساء اليعقب المناقشة التصويت‪.1‬‬

‫ويرجع السبب في ىذه الحالة ربما إلى كوف المجمس ال يشارؾ في تنصيب الحكومة‬
‫ومنحيا الثقة وبالتالي فبل يمكنو أف يسحب منيا الثقة‪ ،‬كما أنو حتى مجرد إعماؿ ىذا‬
‫الممتمس ال يعد أم ار سيبل ‪،‬وذلؾ بالنظر لؤلغمبية الواجبة توفرىا في المصادقة عمى‬
‫تقديـ ىذا الممتمس وىي األغمبية المطمقة ‪،‬بحيث ال تصح الموافقة عمى ممتمس‬
‫مساءلة الحكومة إال بتصويت األغمبية المطمقة ألعضاء مجمس المستشاريف وبعد‬
‫مضي ثبلثة أياـ كاممة إليداعو(فكيؼ يمكف تحصيؿ ىذه األغمبية ورئيس الحكومة مف‬
‫الحزب الفائز باألغمبية)‪.2‬‬

‫تجدر اإلشارة إلى أنو إذا كاف ممتمس مجمس النواب (ممتمس الرقابة) يترتب عنو‬
‫إ ستقالة الحكومة دوف أف يكوف الممتمس مجمس المستشاريف ذات األثر فذلؾ يوضح‬

‫‪-1‬المادة‪ 810‬من النظام الداخلً لمجلس المستشارٌن‪،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪-2‬المادة ‪،819‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪333‬‬
‫بجبلء قوة الوسائؿ التي يتمتع بيا مجمس النواب ‪،‬في إطار الرقابة عمى العمؿ‬
‫الحكومي مقارنة بمجمس المستشاريف بموجب دستورسنة ‪ 2011‬وذلؾ عمى خبلؼ‬
‫دستورسنة ‪ 1996‬الذي كاف يمنح مجمسي البرلماف الحؽ في تقديـ ممتمسات رقابة في‬
‫مواجية الحكومة‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬آلية حل البرلمان ضمان لتقوية السمطة التنفيذية عمى السمطة‬
‫التشريعية في المجال المالي في الدول المغاربية‬

‫حؿ البرلماف يعد واحد مف اإلجراءات التي كفمتيا الوثيقة الدستورية لدولة ما‪،‬فحؿ‬
‫البرلماف ال يعدو أف يكوف إال إجراء دستوري يعمؿ عمى تقصير المدة القانونية لنيابة‬
‫البرلماف أو أحد مجمسيو‪ ،‬والذي يكوف مصحوبا بدعوة إلجراء إنتخابات نيابية جديدة‪. 1‬‬

‫غالبػ ػػا مػ ػػا ييػ ػػدؼ المشػ ػػرع الدسػ ػػتوري مػ ػػف وراء تضػ ػػميف حػ ػػؿ البرلمػ ػػاف فػ ػػي الدسػ ػػتور‬
‫إل ػ ػػى تح قي ػ ػػؽ جمم ػ ػػة أى ػ ػػداؼ ‪،‬والت ػ ػػي ت ػ ػػؤدي إل ػ ػػى الس ػ ػػير الحس ػ ػػف لمعم ػ ػػؿ الدس ػ ػػتوري‬
‫والسياس ػ ػ ػػي داخ ػ ػ ػػؿ الدول ػ ػ ػػة ‪ ،‬وعمي ػ ػ ػػو فح ػ ػ ػػؿ البرلم ػ ػ ػػاف ل ػ ػ ػػو أىمي ػ ػ ػػة بالغ ػ ػ ػػة ف ػ ػ ػػي س ػ ػ ػػير‬
‫المؤسسػ ػػات الدسػ ػػتورية بمػ ػػا تحقػ ػػؽ مػ ػػف مصػ ػػمحة عميػ ػػا لمدولػ ػػةبإعتبار الدسػ ػػتور ييػ ػػدؼ‬
‫إل ػ ػػى تنظ ػ ػػيـ الدول ػ ػػة ‪ ،‬ولم ػ ػػا لؤلخي ػ ػػر م ػ ػػف س ػ ػػمطة سياس ػ ػػية قوي ػ ػػة ف ػ ػػي تغيي ػ ػػر وتع ػ ػػديؿ‬
‫إ تجاى ػ ػػات األحػ ػ ػزاب ذات األغمبي ػ ػػة البرلماني ػ ػػة ‪،‬وبالت ػ ػػالي ت ػ ػػأثير ذل ػ ػػؾ يك ػ ػػوف واض ػ ػػحا‬
‫عم ػ ػػى السياس ػ ػػات الت ػ ػػي ق ػ ػػد تتبعي ػ ػػا أي ػ ػػا م ػ ػػف الس ػ ػػمطتيف التشػ ػ ػريعية والتنفيذي ػ ػػة ليك ػ ػػوف‬
‫الش ػػعب ى ػػو فع ػػبل ص ػػاحب الس ػػيادة ف ػػي الدول ػػة‪ ،‬وم ػػع ذل ػػؾ فػ ػإف الح ػػؿ يش ػػكؿ نقط ػ ػ ػة‬
‫ضػ ػ ػ ػعؼ لم ػ ػ ػ ػسمطة التشػ ػ ػريعيةفي م ػ ػ ػ ػجاؿ إختػ ػ ػ ػصاصيا الم ػ ػػالي ‪،‬وآلي ػ ػػة لتك ػ ػػرس تف ػ ػػوؽ‬
‫السػ ػػمطة التنفيذيػ ػػة عمػ ػػى البرلماف‪ ،‬لمػ ػػا يكفمػ ػػو ليػ ػػا الدسػ ػػتورمف إمكانيػ ػػات لحػ ػػؿ البرلمػ ػػاف‬

‫‪- 1‬إ بااااراهٌم أبااااو خاااازام‪ ،‬الوسااااٌط فااااً القااااانون الدسااااتوري‪ ،‬الكتاااااب األول‪،‬ط‪، 2‬دارالكتاااااب الجدٌاااادة‬
‫المتحدة‪ ،‬بٌروت‪ ،2001 ،‬ص‪.59‬‬

‫‪334‬‬
‫(المطمػ ػػب األوؿ)‪،‬وم ػ ػػا يترت ػ ػػب عنػ ػػو م ػ ػػف آ ث ػ ػػار عم ػ ػػى السػ ػػمطة التشػ ػ ػريعية ف ػ ػػي مج ػ ػػاؿ‬
‫إختصاصو المالي (المطمب الثاني)‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬اإلمكانيات الواسعة لحل البرلمان‬

‫إذا كانت األىداؼ التي يحققيا الحؿ متعددة ‪،‬إال أنو وال بد مف عدـ إنكار حقيقة‬
‫عممية وواقعية مفادىا عمى أف حؿ البرلماف ‪،‬آلية بيد السمطة التنفيذية تكرس تفوقيا‬
‫عمى السمطة التشريعية‪،1‬وبالتالي تشكؿ حجر عثرة في مجاؿ مباشرتو إلختصاصاتو‬
‫بصفة عامة واختصاصاتو في المجاؿ المالي بصفة خاصة ‪،‬مما يضعؼ دور البرلماف‬
‫في مواجية السمطة التنفيذية‪.‬‬

‫إف التيديد بحؿ البرلماف يعتبر آفة أنظمة الحكـ في دوؿ العالـ حتى تمؾ التي بمعت‬
‫شأف كبير مف التطور الديمقراطي‪ ،‬ذلؾ أف السمطة التنفيذية تؤمف بأنيا واىبة‬
‫الديمقراطية وأف اليامش الديمقراطي ضاؽ أو إتسع مازاؿ في قبضة يدىا ‪،‬ولذلؾ فإنيا‬
‫ال تمارس سمطاتيا وبوصفيا أحد البلعبيف في المسرح السياسي ‪،‬وانما تظف أنيا‬
‫البلعب األساسي والوحيد ‪ ،‬تتغير الحكومة إذا ما أراد البرلماف مساءلتيا ومحاسبتيا‬
‫عمى الرغـ مف أف ىذه المسائمة والمحاسبة حؽ نص عمييا الدستور‪ ،‬وىذا ما أدى‬
‫البعض إلى تساؤؿ مشروع‪ ":‬ما باؿ حكومتنا يضيؽ صدرىا واستثار غضبيا كمما تج أر‬
‫نائب في البرلماف بالتقدـ نحو وزير في الحكومة لمساءلتو في المسؤوليات التي ينبغي‬
‫أف تكوف موضوع القبوؿ مف الحكومة قبؿ البرلماف‪،2‬وسنتطرؽ مف خبلؿ ىذا المطمب‬
‫إلى حؿ البرلماف في كؿ مف الدستور الجزائري (الفرع األوؿ) ‪ ،‬والدستور المغربي‬
‫(الفرع الثاني)‪،‬والحؿ وفقا لمدستورالتونسي(الفرع الثالث )‪.‬‬

‫‪-3‬محمد عمران‪"،‬حل البرلمان فً التجربة الجزائرٌةبٌن الممارسة والنصوص"‪،‬مجلة البحوث القانونٌة‬


‫والسٌاسٌة‪،‬مجلد‪،1‬عد‪، 39‬فٌفري‪ ،8883‬ص‪.883‬‬
‫‪ -2‬جابر جاد نصار‪" ،‬االستجواب كوسيمة الرقابة البرلمانية عمى أعماؿ الحكومة في مصر والكويت"‪،‬‬
‫مجمةالقانوف واإلقتصاد‪ ،‬العدد ‪ ،1998 ،68‬ص‪.115‬‬

‫‪335‬‬
‫الفرع األول‪ :‬حل البرلمان في الدستور الجزائري‬
‫يمكف لرئيس الجميورية أف يقر حؿ المجمس الشعبي الوطني أو إجراء إنتخابات‬
‫تشريعية قبؿ أوانيا ‪،‬بعد إ ستشارة رئيس مجمس األمة ورئيس المجمس الشعبي الوطني‬
‫ورئيس المحكمة الدستورية والوزير األوؿ أو رئيس الحكومة حسب الحالة‪ ،‬تجرى ىذه‬
‫اإلنتخابات في كمتا الحالتيف في أجؿ أقصاه ثبلثة أشير واذا تعذر تنظيميا في ىذا‬
‫األجؿ ألي سبب كاف تمدد لمدة أقصاىا ثبلثة أشير بعد إخذ رأي المحكمةالدستورية‪.1‬‬
‫فرئيس الجميورية مخير بيف حؿ البرلماف أو إجراء إنتخابات تشريعية جديدة‪ ،‬فمرئيس‬
‫الجميورية مطمؽ الحرية في مجاؿ حؿ البرلماف بصفة شخصو وال يتحدد ذلؾ ألي قيد‬
‫موضوعي بإستثناء تمؾ الشروط الشكمية التي ال تأثر في عمى حؽ الرئيس في‬
‫إستخداـ ىذا الحؽ‪،‬ووفقا لممادة المذكورة أعبله ال يباشر رئيس الجميورية ىذا الحؽ إال‬
‫بعدإ استشارة كؿ مف رئيس مجمس األمة‪ ،‬ورئيس المجمس الشعبي الوطني والوزير‬
‫األوؿ‪.‬‬
‫إذاكاف طمب اإل ستشارة إلزامي مف الناحية القانونية إال أنو في ظؿ غياب نص قانوني‬
‫يبيف القيمة القانونية ليذه اإلستشارة‪ ،‬فإف لرئيس الجميورية مطمؽ الحرية في األخذ أو‬
‫عدـ األخذ بيا ‪ ،‬وبالتالي فالقرار النيائي يرجع لو شخصيا دوف سواه وال يتـ المجوء‬
‫لمحؿ إال بناء عمى تحميؿ خاص يتصوره رئيس الجميورية عف التوازف الدستوري‬
‫القائـ‪،‬فتقرير المسؤولية السياسية لمحكومة أماـ المجمس الشعبي الوطني في حالتيف‬
‫ىما ‪:‬‬
‫‪-‬رفض نواب المجمس الشعبي الوطني المصادقة عمى برنامج الحكومة ‪.‬‬
‫‪ -‬وفي حالة تقديـ البياف السنوي لمسياسة العامة لمحكومة والتي تنطوي ضمنيا حالة‬
‫تصويت النواب عمى ممتمس الرقابة بأغمبية الثمثيف وفي حالة ما لـ يصوت النواب‬
‫عمى تجديد الثقة في الحكومة‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 151‬من التعدٌل الدستوري الجزائري لسنة ‪، 2020‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪336‬‬
‫ففي الحالة األولي يمزـ الدستػ ػور الوزيػر األوؿ بتقديـ إستقالػة حكومتػ ػ ػو لػ ػ ػرئيس‬
‫الجميورية‪ ،‬وفي الحالة الثانية التي تضـ الحالتيف المذكورتيف ضمنيا تقديـ الحكومة‬
‫إستقالتيا بناء عمى طمب رئيسيا ‪،‬إال إذا رغػ ػب رئيس الجػ ػ ػميورية رفػ ػض إس ػ ػ ػتقالة‬
‫الحكومة ‪،‬ويحؿ المجمس الشعبي الوطني إذا لـ تحصؿ مف جديد موافقة المج ػ ػمس‬
‫الشعبي الوطني ينحؿ وجوبا‪.1‬‬

‫فالحؿ الوجوبي ىو قياـ رئيس الجميورية بإصدار قرار الحؿ دوف أف تكوف لو سمطة‬
‫تقديرية في ذلؾ ‪،‬بؿ إنو يمتزـ بإصدار قرار الحؿ بإصدار مرسوـ الحؿ متى توافرت‬
‫شروط أو حوادث معينة أوجبيا الدستور‪2‬لتصبح إرادة الجية المختصة ال تمعب أي‬
‫دور في تفعيؿ إجراء الحؿ بؿ يقع بصورة تمقائية‪ ،‬فالحؿ الوجوبي ىو ما يخشاه النواب‬
‫فيمتنعوف عف رفض خطط عمؿ الحكومة عمما بأف الحكومة الثانية غير ممزمة بتقديـ‬
‫إستقالتو في حالة الحؿ‪ ،‬وانما ىي مطالبة باإلستمرار في أداء مياميا ‪،‬ىذا ما يجعؿ‬
‫مف الحؿ وسيمة لمحد مف إختصاص البرلماف في مجالو المالي وردع لو في حالة‬
‫التفكير في معارضة الحكومة‪ ،‬خاصة وأنيا تنفذ برنامج رئيس الجميورية فإذا حاوؿ‬
‫اإلطاحة بالحكومة أدى ذلؾ إلى إمكانية حمو‪.3‬‬
‫وبالرغـ مف أف النتيجة واحدة وىي إنياء العيدة البرلمانية إال أنو في ظؿ حؿ المجمس‬
‫الشعبي الوطني يؤدي إلى إنياء العيدة التشريعية بصفة مطمقة ‪،‬أما في ظؿ إجراء‬
‫إنتخابات تشريعية مسبقة فإف المجمس الشعبي الوطني يبقى يمارس إختصاصاتو‬
‫العادية والمالية بصورة عادية إلى غاية إنتخاب مجمس جدي ػ ػد‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 107‬من التعدٌل الدستورالجزائري لسنة‪،2020‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬بشير عمي محمد‪ ،‬حؽ حؿ المجمس النيابي في الدساتير المعاصرة‪ ،‬الجامعة الجديدة‪،‬اإلسكندرية‪،2004 ،‬‬
‫ص‪.310‬‬
‫‪ -3‬خدوجة خلوفً‪ ،‬الرقابة البرلمانٌة على أعمال الحكومة فً ظل دستور ‪ ،1996‬مذكرة ماجستٌر فً‬
‫القانون الدستوري‪ ،‬معهد الحقوق والعلوم اإلدارٌة‪ ،‬الجزائر‪ ،2001-2000 ،‬ص‪.59‬‬

‫‪337‬‬
‫يجدر التنويو إلى أف عدـ وجود نص دستوري يحدد حاالت أو األسباب التي تؤدي إلى‬
‫إجراء االنتخابات تشريعية سابقة ألوانيا ‪،‬وىذا منطقي ألنو ال يمكف حصر حاالت أو‬
‫أسباب الحؿ أو إجراء إنتخابات مسبقة ‪،‬فقد يكوف السبب مف جراء تفعيؿ إنتخابات‬
‫مسبقة بدؿ الحؿ رغبة البرلماف في اإلستقالة الجماعية ‪،‬أو يعمف عف عجزه بالوظائؼ‬
‫المسندة إليو‪ ،‬وأسباب أخرى قد تتعمؽ بالمجمس نفسو ولو كاف األمر غير ذلؾ ألبقي‬
‫الدستور عمى الحؿ الرئاسي فقط بدال مف النص عمى اإلج ارئيف معا‪.1‬‬
‫مما سبؽ يمكف أف نبلحظ أف ىناؾ حؿ مباشر لممجمس مف قبؿ رئيس الجميورية وحؿ‬
‫غير مباشر عف طريؽ إجراء انتخابات تشريعية قبؿ أوانيا ‪،‬والمعنى الحقيؽ ليذه‬
‫األخيرة يظير في العبلقات بيف الحزب الحائز عمى األغمبية وال أري العاـ ىو وسيمة‬
‫لمحافظة الحزب عمى دعـ اإلقتراع الشعبي‪.2‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬حل البرلمان في دستور المممكة المغربية‬

‫عمى غرار الدساتير السابقة لممممكة المغربية فنجد دستور سنة ‪ 2011‬كرس ىو اآلخر‬
‫إجراء الحؿ ‪،‬بمنحو لمممؾ حؽ حؿ البرلماف بموجب الفصؿ ‪ 51‬الذي نص عمى أف‪":‬‬
‫لمممؾ حؽ حؿ مجمس البرلماف أو إحداىما بظيير طبقا لمشروط المبينة في الفصؿ‬
‫‪ 96‬و‪ 97‬و‪،" 98‬لمممؾ بعد إستشارة رئيس الحكومة الدستورية واخبار رئيس الحكومة‬
‫ورئيس مجمس النواب ورئيس مجمس المستشاريف أف يحؿ بظيير المجمسيف معا أو‬
‫إحداىما يقع الحؿ بعد خطاب يوجو مف الممؾ لؤلمة‪.3‬‬

‫‪ -1‬دالل لوشن‪ ،‬الصالحٌاتالتشرٌعٌة لرئٌس الجمهورٌة‪ ،‬رسالة دكتوراه فً العلوم القانونٌة‪ ،‬كلٌة الحقوق‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪،2012-2011 ،‬ص‪.146‬‬
‫‪ -2‬أحسن رابحً‪ ،‬مبدأ تدرج المعاٌٌر القانونٌة والنظام القانونً الجزائر‪ ،‬رسالة دكتوراه فً القانون‪ ،‬معهد‬
‫الحقوق والعلوم القانونٌة‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2006-2005 ،‬ص ‪.3‬‬

‫‪-3‬الفصل‪96‬من دستور المغرب لسنة‪،2011‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪338‬‬
‫ومما سبؽ أقرت الفصوؿ السابقة حؽ الممؾ في حؿ البرلماف سواء إحدى المجمسيف‬
‫معا أو مجمس واحد ‪،‬وذلؾ بعد إستشارة رئيس المحكمة الدستورية واخباررئيس الحكومة‬
‫ورئيس مجمس النواب ورئيس مجمس المستشاريف‪،‬حيث يقع الحؿ مباشرة بعد خطاب‬
‫يوجيو الممؾ إلى األمة عمى أف يتـ إنتخاب البرلماف أو المجمس الجديد في ظرؼ‬
‫شيريف عمى األكثر بعد تاريخ الحؿ‪،1‬كما أنو ال يمكف حؿ المجمس في حالة حؿ‬
‫أحدىما إال بعد مضي سنة عمى إنتخابو ما عدا في حالة تعذر توفر أغمبية حكومية‬
‫داخؿ المجمس الجديد ‪.‬‬

‫فالحؿ ىو حؽ الممؾ بإعتباره الممثؿ األسمى لؤلمة بحيث يكوف لو الخيار في حؿ‬
‫أحد المجمسيف أو البرلماف عامة‪ ،‬فالحؿ يطاؿ كؿ مف مجمس النواب ومجمس‬
‫المستشاريف عمى حد سواء ‪،‬عمى عكس المشرع الجزائري الذي يكوف فيو الحؿ بالنسبة‬
‫لممجمس الشعبي الوطني دوف مجمس األمة ‪،‬وبذلؾ حؿ أحد المجمسيف أو معا ميزة‬
‫ينفرد بيا الدستور المغربي مقارنػ ػ ػ ػ ػة مع الدستور الجػ ػزائري والتونس ػ ػي ‪،‬كما أف الحؿ يتـ‬
‫بموجب ظيير يصدره الممؾ ‪،‬وبذلؾ يكوف قد وضح الشكؿ الذي يفرغ فييا الحؿ‬
‫بموجب الوثيقة عمى خبلؼ دساتير المغرب العربي محؿ الدراسة التي لـ تبيف شكؿ‬
‫الذي يفرغ فيو الحؿ كما إنفرد الدستور المغربي بالنص عمى ضرورة توجيو خطاب‬
‫لؤلمة ‪،‬وبالرغـ مف إ نعداـ سبب قرار الحؿ إال أننا نمتمسو ضمنيا مف خبلؿ إشتراط‬
‫توجيو خطاب لؤلمة ىذا عمى خبلؼ دساتير دوؿ المغرب العربي محور الدراسة التي‬
‫لـ تنص عمى ىذا الشرط بالرغـ لما لو مف أىمية‪،‬ولمممؾ حؽ الحؿ دوف أية قيود‬
‫تمنعو مف ذلؾ كما ىو الشأف بالنسبة لرئيس الجميورية في الجزائر‪.‬‬

‫‪ -1‬الفصل ‪97‬و‪ 98‬من دستور المغرب لسنة‪ ،2011‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪339‬‬
‫فالدستورالمغربي لـ يحدد أسباب يمجأ مف خبلليا الممؾ إلى حؽ الحؿ ‪ ،‬ماعدا بعض‬
‫الشروط ذات الطابع الشكمي ‪،‬كما يمكف الحؿ بمناسبة التصويت عمى حجب الثقة مف‬
‫الحكومة مما يؤدي إلى إستقالة جماعية ليا‪.1‬‬

‫يمكف لمممؾ قبؿ أف تستقيؿ أف يحؿ مجمس النواب ‪،‬ويحتمؿ نفس األمر عند التصويت‬
‫عمى ممتمس الرقابة مف طرؼ مجمس النواب حيث في حالة تحقؽ النصاب المطموب‬
‫واستفاء الشروط المنصوص عمييا‪،2‬يؤدي ذلؾ إلى إستقالة جماعية لمحكومة ‪،‬وقبؿ‬
‫ذلؾ يمكف المجوء إلى تطبيؽ أحكاـ الحؿ بالرغـ مف أف الدستور لـ يربط سمطة ح ػ ػؿ‬
‫البرلماف بسحب الثقة والتصويت عمى ممتمس الرقابة ‪،‬عمى عكس الدستور الجزائري‬
‫ومقارنتو مع ىذا األخير فإف الدستور الجزائري ربطو بعدـ موافقة البرلماف عمى مخطط‬
‫الوزير األوؿ لممرة الثانية‪.‬‬

‫إلى جانب حؽ الممؾ في حؿ البرلماف منح المؤسس الدستوري المغربي رئيس الحكومة‬
‫ىذا الحؽ‪،‬فيمكف لرئيس الحكومة حؿ مجمس النواب بعد إستشارة الممؾ ورئيس المجمس‬
‫ورئيس المحكمة الدستورية ‪،‬بمرسوـ يتخذ في مجمس وزاري عمى أف يقدـ رئيس‬
‫الحكومة أ ماـ مجمس النواب تصريحا يتضمف بصفة خاصة دوافع وأسباب قرار الحؿ‬
‫وأىدافو‪.3‬‬

‫فنجد المشرع المغربي قد نص عمى الحؿ الممكي ‪،‬والحؿ الوزاري عف طريؽ مجمس‬
‫النواب مف قبؿ رئيس الحكومة وىي بذلؾ ميزة ينفرد بيا الدستور المغربي ‪،‬كما أف‬
‫الدستور لـ يوضح لنا ما ىي الدوافع واألسباب وراء الحؿ وترؾ المجاؿ مفتوحا أماـ‬
‫رئيس الحكومة إلقرار سمطتو التقديرية بعد إستشارة الجيات المعينة ‪ ،‬أىميا الممؾ‬

‫‪-1‬الفصل ‪381‬من دستور المغرب لسنة‪،8833‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪-2‬الفصل‪، 381‬المرجع نفسو ‪.‬‬
‫‪-3‬الفصل ‪،384‬المرجع نفسو ‪.‬‬

‫‪340‬‬
‫ليجعؿ مف إستشارة رئيس المجمس ورئيس المحكمة الدستورية شكمية ‪،‬غير أنو يمكف‬
‫أف يؤثر عمى إتخاذ قرار الحؿ ‪.‬‬
‫والمبلحظ كذلؾ أف الفصؿ ‪104‬مف دستور المغرب لسنة‪ 2011‬لـ يحيمنا إلى أحكاـ‬
‫الفصؿ ‪ 98-97‬التي تحدد شروط الحؿ مما يفيـ أف شروط الحؿ في ىذيف الفصميف‬
‫جاءت بصفة عامة تطبؽ سواء في الحؿ الممكي أو الوزاري‪ ،‬فبإقرار الحؿ الوزاري‬
‫يجعؿ مف دوف أي شؾ رضوخ البرلماف لتيديد الحكومة خاصة إذا كانت األمة تؤيد‬
‫الحكومة في سبب لجوءىاإلى الحؿ‪ ،‬مما يفرض أنو حتى عند تقديـ السياسة العامة‬
‫لمجمس النواب لمناقشتيا ال يمكف إثارة مسؤولية الحكومة مخافة تطبيؽ أحكاـ الفصؿ‬
‫‪ 104‬مف الدستور‪ ،‬فإ ستئثار الدستور المغربي ليذا النوع مف الحؿ يعزز تفوؽ السمطة‬
‫التنفيذية عمى السمطة التشريعيةفي مجاؿ إختصاصيا المالي‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬حل البرلمان في الدستور التونسي‬

‫الجدير بالذكر أف دستور سنة‪ 1959‬التونسي لـ ينص عمى حؽ الحؿ بإعتبار تونس‬
‫أنذاؾ كانت تعتمد النظاـ الرئاسي‪ ،‬الذي أخذ بمبدأ الفصؿ المطمؽ بيف السمطات‬
‫فبلحؿ لمجمس النواب وال مسؤولية سياسية لمو ازرة أماـ ىذا المجمس‪،1‬في ظؿ دستور‬
‫‪ 1976‬تـ تبني النظاـ البرلماني واعتماد نظاـ المجمس الواحد‪ ،‬وأقر حؽ حؿ البرلماف‬
‫مف طرؼ رئيس الجميورية بموجب المادة ‪ 63‬منو أما بالنسبة لتعديؿ ‪ 25‬جويمية‬
‫‪ 1988‬فقد جعؿ مف رئيس الجميورية حكـ في دائرة الخبلؼ بيف البرلماف والحكومة‬
‫ولـ يعد طرفا فيو‪ ،‬فمو إما أف يحؿ مجمس النواب أو يقبؿ إستقالة الحكومة أما في‬
‫تعديؿ سنة ‪ 2002‬فقد أخذ نظاـ المجمسيف مجمس النواب ومجمس المستشاريف ‪.‬‬

‫‪ -1‬نزٌهة بن زاعو‪ ،‬تقوٌة السلطة التنفٌذٌة فً دول المغرب العربً‪ -‬دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة دكتوراه فً القانون‬
‫العام‪ ،‬كلٌة الحقوق‪ ،‬الجزائر‪ ،2009-2008 ،‬ص‪.426‬‬

‫‪341‬‬
‫ولرئيس الجميورية حؽ حؿ مجمس النواب دوف مجمس المستشاريف وذلؾ طبقالمفصؿ‬
‫‪ 18‬منو‪.‬‬
‫لمدستورلتونسي لسنة ‪ 2014‬فقد عمد إلى األخذ مرة أخرى بنظاـ المجمس‬
‫ا‬ ‫بالنسبة‬
‫الواحد المتمثؿ في مجمس نواب الشعب‪ ،‬وقد نص عمى حؽ الحؿ لرئيس الجميورية‬
‫بموجب الفصؿ ‪ 77‬منو عمى أنو يتولى رئيس الجميورية حؿ مجمس نواب الشعب في‬
‫الحاالت التي ينص عمييا الدستور‪ ،‬إذ ال يجوز حؿ المجمس بعد اإلنتخابات التشريعية‬
‫خبلؿ األشير الستة التي تمي نيؿ أوؿ حكومة ثقة المجمس بعد اإلنتخابات التشريعية‪،‬‬
‫أو مف خبلؿ األشير الستة األخيرة مف المدة الرئاسية أوالمدة النيابية وىذا ما ال نجده‬
‫في دساتير الدوؿ المغاربية محؿ الدراسة ‪.‬‬
‫ولرئيس الجم يورية أف يطمب مف مجمس نواب الشعب التصويت عمى الثقة في مواصمة‬
‫الحكومة لنشاطيا مرتيف عمى األكثر خبلؿ كامؿ المدة الرئاسية‪ ،‬ويتـ التصويت‬
‫باألغمبية المطمقة ألعضاء مجمس نواب الشعب‪ 1‬فإذا لـ يجدد المجمس الثقة في‬
‫الحكومة أعتبرت مستقيمة‪،‬وعندئذ يكمؼ رئيس الجميورية الشخصية األقدر لتكويف‬
‫حكومة في أجؿ أقصاه ‪ 30‬يوـ طبقا لمفقرة ‪ 6-5-1‬مف الفصؿ ‪ 89‬مف دستور‬
‫سنة‪. 2014‬‬
‫عند تجاوز األجؿ المحدد دوف تكويف الحكومة‪ ،‬أو في حالة عدـ الحصوؿ عمى ثقة‬
‫مجمس نواب الشعب والدعوة إلى انتخابات تشريعية سابقة ألوانيا في أجؿ أدناه خمسة‬
‫وأربعوف يوـ وأقصاه تسعوف يوما‪.‬‬
‫وفي حالة تجاوز اآلجاؿ القانونية لتشكيؿ الحكومة أو حالة عدـ الحصوؿ عمى ثقة‬
‫مجمس النواب ‪،‬أو في حالة عدـ توفر النصاب القانوني لسحب الثقة مف الحكومة التي‬

‫‪-1‬الفصل ‪99‬من دستور تونس لسنة‪،2014‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪342‬‬
‫تشترط األغمبية المطمقة‪،1‬يكوف لرئيس الجميورية حؽ حؿ البرلماف ويكوف لرئيس‬
‫الجميورية إصدار مراسيـ بالتوافؽ مع رئيس الحكومة تعرض لمصادقة المجمس في‬
‫الدورة العادية التالية‪،‬كفالة إلستقرار الحكـ ومنع األزمات الو ازرية المتكررة خاصة في‬
‫الحكومة اإلئتبلفية‪.‬‬
‫في ظؿ قانوف عدد ‪ 57‬لسنة ‪ 1959‬المؤرخ في ‪ 1‬جواف ‪ 1959‬المتعمؽ بختـ دستور‬
‫الجميورية التونسية واصداره ‪،‬نص في مادتو‪ 62‬في إطارالثنائية البرلمانية عمى‬
‫أف‪":‬يقبؿ رئيس الجميورية إستقالة الحكومة التي يقدميا الوزير األوؿ ‪،‬إذا وقعت‬
‫المصادقة عمى الئحة الموـ باألغمبية المطمقة ألعضاء مجمس النواب"‪.‬‬
‫يمكف لرئيس الجميورية إذا صادؽ مجمس النواب عمى الئحة لوـ ثانية بأغمبية ثمثي‬
‫أعضائو أثناء نفس المدة النيابية‪،‬إما أف يقبؿ إستقالة الحكومة أوأف يحؿ مجمس النواب‬
‫وفي حالة حمو يتـ إجراء انتخابات جديدة في مدة ال تتجاوز الثبلثيف يوما‪ ،‬كما يمكف‬
‫مصادقة مجمس النواب‬ ‫لرئيس الجميورية إ تخاذ مراسيـ يعرضيا فيما بعد عمى‬
‫ومجمس المستشاريف حسب الحالة‪.‬‬
‫كما يكوف لرئيس الجميورية الحؽ في حمو وفقا لمفصؿ‪ 99-89‬مف ددستورسنة‪2014‬و‬
‫يحؽ لرئيس الجميورية حؿ مجمس نواب الشعب إذا مرت ‪ 4‬أشير عمى التكميؼ األوؿ‬
‫ولـ يتـ تكويف حكومة ‪،‬ولـ يمنح أعضاء مجمس نواب الشعب الثقة لمحكومة‪ ،‬فالرئيس‬
‫حؽ الحؿ والدعوة إلى إجراء إنتخابات تشريعية جديدة ‪،‬وفي حالة ما إذا تـ تجديد‬
‫المجمس بمنح الثقة في الحكومة لممرة الثانية فإنو ال يحؿ المجمس تمقائيا كما ىو الحاؿ‬
‫في الجزائر‪.‬‬
‫يتولى رئيس الجميورية اإلختصاصات التشريعية في الفترة المحددة بيف الحؿ واجراء‬
‫إ نتخابات تشريعية جديدة ‪،‬وذلؾ عف طريؽ إصدار مراسيـ بالتوافؽ مع رئيس الحكومة‬
‫تعرض عمى المصادقة في المجمس في الحالة العادي وفي حالة إقتراف شغور منصب‬

‫‪ -1‬الفصل ‪ 97‬من دستور تونس لسنة‪،2014‬مرجع سابق ‪.‬‬


‫‪343‬‬
‫الرئاسة مع حؿ المجمس‪ ،‬يمارس القائـ بمياـ رئيس الجميورية تسير الشؤوف العامة‬
‫لمببلد ‪.1‬‬
‫المشرع التونسي حدد حاالت الحؿ ووضع شروط صارمة لمجوء إليو لكف ىذا ال يعني‬
‫أف رئيس الجميورية مقيد بيذه الحاالت‪ ،‬بؿ لو السمطة التقديرية المطمقة بإستثناء‬
‫الحاالت التي حددىا الدستور وأعطى لو اإلمكانية وليس اإللزامية في الحؿ ‪.‬‬
‫فيعتبر الحؿ الرئاسي بالنسبة لمجزائر وتونس‪ ،‬والحؿ الممكي والحؿ الحكومي بالنسبة‬
‫لممغرب مف أخطر األسمحة بيد الرئيس والممؾ ورئيس الحكومة في مواجية البرلماف‬
‫إل نتياء نيابة أو عيدة المجمس النيابي قبؿ الميعاد المحدد دستوريا كعيدة تشريعية‪.‬‬
‫كما أف قرار حؽ الحؿ لرئيس الجميورية في كؿ مف الجزائر وتونس‪،‬و حؽ الحؿ‬
‫رئيس الحكومة في المغرب لو عدة أغراض تصب كميا في صالح الييئة التنفيذية في‬
‫مقابؿ تؤثر سمبا عمى مكانة البرلماف ‪،‬فيستعمؿ الحؿ عادة قصد إيجاد أغمبية برلمانية‬
‫ثانية‪.‬‬
‫و تجدر اإلشارة إال أف ىناؾ حاالت عرضية التي ال يجوز فييا الحؿ كحالة‬
‫إستثنائية بالنسبة لممغرب وتونس ‪ ،‬وحالة حدوث المانع أو الشغور لرئيس الدولة‬
‫بالنسبة لمجزائر وتونس‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬آثار الحل عمى اإلختصاص المالي لمسمطة التشريعية في الدساتير‬
‫المغاربية‬
‫بمجرد صدور قرار الحؿ يفقد البرلماف صفتو القانونية ‪،‬كما تسقط جميع األعماؿ التي‬
‫تكوف قائمة أماـ المجمس ‪ ،‬ذلؾ أف سقوط ىذه األعماؿ ىي إحدى النتائج األولية‬
‫لتطبيؽ الموت المدني مما يجعؿ مف البرلماف المتضرر الرئيسي مف فعؿ الحؿ والذي‬
‫يغيب عف الساحة السياسية وكأنو في عطمة ‪،‬في مقابؿ ذلؾ تظؿ الحكومة تمارس‬

‫‪-1‬الفصل ‪18‬من دستور تونس لسنة‪،8834‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪344‬‬
‫نشاطيا واختصاصيا بشكؿ عادي‪ ،1‬فإذا كانت النتيجة الحتمية لمحؿ ىو توقؼ عمؿ‬
‫البرلماف عف أداء ميامو ووظائفو األمر الذي يطرح تساؤؿ حوؿ مصير النصوص‬
‫القانونية المعروضة أماـ البرلماف قبؿ حمو(الفرع األوؿ)وأثناءفترةالحؿ(الفرع الثاني)‪،‬مما‬
‫يؤثر عمى العمؿ الرقابي لمبرلماف في مجاؿ إختصاصو المالي (الفرع الثالث)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الوضعية القانونية لألعمال التشريعية المعروضة أمام البرلمان قبل حمو‬

‫األصؿ أف األعماؿ التشريعية المعروضة أماـ البرلماف (مشروعات‪ ،‬اقتراحات‪ ،‬أسئمة‪،‬‬


‫إستجوابات) تظؿ قائمة إلى غاية الفصؿ فييا‪ ،‬غير أف اإلستثناء يقضي بزواليا برغبة‬
‫أصحابيا أو بزواؿ البرلماف إثر حمو طبقا لنظرية الموت المدني‪ ،‬التي عرفت تراجع‬
‫وعدوؿ عنيا في ظؿ التوجيات الحديثة التي ترى في حؿ البرلماف فترة مؤقتةواستثنائية‬
‫عف إستم اررية البرلماف‪.‬‬

‫إف إستقرار الب رلماف يعتبر القاعدة العامة في تنظيـ وتسيير الحياة السياسية تعميقا‬
‫لمفكر والممارسات الديمقراطية‪،2‬التي ترمي إلى إبقاء الدور الرقابي والتشريعي مستمر‬
‫ومتواصؿ لحماية مبدأ الديمقراطية‪ ،3‬ذلؾ أف ما يترتب في الحؿ وفقا لنظرية الموت‬
‫المدني توقفو عف ممارسة إختصاصاتو بصفة عامة واختصاصو المالي بصفة خاصة‪،‬‬
‫وال يمكف لرئيس الدولة حينيا ممئ الفراغ الذي يحدثو الحؿ سوى بالمجوء إلى الشعب‬
‫بإعتباره صاحب السيادة مف أجؿ إنتخاب مجمس جديد ‪،‬وىو اإلجراء الذي عممت بو‬
‫دساتير دوؿ المغرب العربي التي نصت عمى إجراء إنتخابات تشريعية جديدة بعد الحؿ‬
‫لمدة قصيرة لتفادي الفراغ التشريعي والرقابي‪.‬‬

‫‪1-George Berlin, La dissolution et le régime des pouvoir public. R.D.P,Paris, 1956,‬‬


‫‪P232.‬‬
‫‪ -2‬خلٌل عبد المنعم خلٌل مرعً‪ ،‬حل البرلمان بٌن النظرٌة والتطبٌق‪ ،‬دراسة تحلٌلٌة للنظم السٌاسٌة‬
‫والعربٌة مقارنة بالنماذج المستقرة‪ ،‬مطابع الهٌئة المصرٌة للكتاب‪ ،‬القاهرة‪ ،2013،‬ص‪.120‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص‪.123‬‬

‫‪345‬‬
‫وبالرجوع إلى دساتير دوؿ المغرب العربي فإنيا واف كانت قد أخذت بيذه النظرية التي‬
‫لـ تشر إلييا صراحة النصوص الدستورية‪ ،‬وانما يستنتج مف الممارسة العمميةفعمدت‬
‫ىي األخرى إلى الحد مف تأثير ىذه النظرية في تطبيقيا عمى حؿ البرلماف‪،‬وذلكبالنص‬
‫عمى عدـ قابمية المجمس الثاني لمحؿ بإستثناء الدستور المغربي الذي مكف الممؾ مف‬
‫حؿ البرلماف ككؿ‪ ،‬أو أحد المجمسيف ‪.‬‬

‫بالنسبة ل منظاـ التونسي الذي يأخذ بنظاـ المجمس الواحد فالحؿ يطاؿ المجمس ككؿ‪،‬‬
‫أما بالنسبة لمجزائر فإف المجمس الثاني المكوف لمبرلماف غير قابؿ لمحؿ يمتد عممو‬
‫التشريعي لغاية إنتخاب مجمس جديد‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الوضعية القانونية لألعمال التشريعية المعروضة أمام البرلمان أثناء‬
‫حمو‬

‫إف تحديد إختصاصات السمطة التنفيذية في فترة الحؿ والتي يغيػػب فيو الرقيب الحقيقي‬
‫في حقيقة األمر بإىتماـ معظـ الدساتير‬ ‫عف الساحة السياسية لـ تحظي‬
‫البرلمانية‪،‬تاركة ذلؾ لمتقاليد المتبعة ولما إستقر عميو العرؼ السياسي‪.‬‬

‫ولـ تتبع النظـ البرلمانية المختمفة مسار واحد في ىذا اإلختصاص‪ ،‬بحيث نجد بعضيا‬
‫إعتنؽ نيج اإلختصاص الكامؿ السمطة التنفيذية خبلؿ فترة الحؿ ‪،‬ونيج أخر اتبع‬
‫إختصاص السمطة التنفيذية في تصريؼ األمور الجارية فقط‪.‬‬

‫إف الواقع العممي يشير إلى أف السمطة التنفيذية في معظـ الدساتير تمارس‬
‫اإل ختصاصات المنوطة بيا كاممة خبلؿ فترة الحؿ سواء كانت ىذه اإلختصاصات‬
‫تتعمؽ باألمور العادية أو غيرىا كما ىو الحاؿ بالنسبة لمدستور الجزائري لسنة‬

‫‪346‬‬
‫‪ 1996‬المعدؿ "تستمر الحكومة القائمة في تسيير شؤوف العادية إلى غاية انتخاب‬
‫المجمس الشعبي الوطني وذلؾ في اجؿ أقصاه ثبلثة أشير"‪.1‬‬

‫فالمؤسس الدستوري الجزائري بموجب دستور ‪ 1996‬قد أخذ بمبدأ اإلختصاص الكامؿ‬
‫لمحكومة أثناء فترة الحؿ ولـ يقيدىا بأي قيد‪،‬فمو أراد المؤسس الدستوري لكاف قد نص‬
‫عمى ىذا القيد كما ىو الحؿ بالنسبة لممشرع الفرنسي بموجب دستور ‪ 1946‬الذي يقيد‬
‫الحكومة بإعبلف حالة الطوارئ أثناء غياب البرلماف والرقابة البرلمانية عمى أعماؿ‬
‫الحكومة‪.‬‬

‫كما لـ ينص دستور سنة‪ 1996‬عمىإستم اررية الحكومة في تأدية مياميا أثناء فترة‬
‫الحؿ‪ ، 2‬فإذا أخذنا بقاعدة "ال إجتياد مع وجود النص" فبل يمؾ لمحكومة أف تستمر في‬
‫أداء مياميا أثنا فترة الحؿ ‪ ،‬أما إذا إتبعنا قاعدة "المطمؽ عمى إطبلقة " فبل ضرر في‬
‫تسير الحكومة لمشؤوف العادية أثناء الحؿ‪.‬‬

‫غير أف المؤسس الدستوري الجزائري بموجب التعديؿ الدستػ ػ ػ ػوري لسنة ‪ 2020‬والرجوع‬
‫إلى نص المادة ‪ 151‬مف الدستور الجزائري فإنيا لـ تنص صراحة عمى إستم اررية‬
‫الحكومة في تأدية مياميا أثناء فترة الحؿ ‪،‬واف وجد المؤسس الدستوري إجراء‬
‫االنتخابات في الحؿ التمقائي والرئاسي إال أنو نص صراحة عمى وضع الحكومة أثناء‬
‫فترة الحؿ التمقائي دوف الحؿ الرئاسي ‪،‬فإننا ال نجد أي نص يتضمف األخذ بعدـ تحديد‬
‫إختصاص الحكومة‪ ،‬أو األخذ بمبدأ اإلختصاص الكامؿ لمحكومة أثناء فترة الحؿ‬
‫األمر الذي يطرح تساؤؿ حوؿ الجية المختصة بذلؾ ‪.‬‬

‫كما أف دستور المممكة المغربية لسنة‪ 2011‬لـ يتضمف األخذ بػ ػ ػعدـ تحديد إختصاص‬
‫الحكومة‪ ،‬أو األخذ بمبدأ اإلختصاص الكامؿ لمحكومة أثناء فترة الحؿ‪.‬‬

‫‪-1‬المادة‪80‬فقرة الثانٌة من دستور الجزائر لسنة‪،3669‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪-2‬المادة‪،386‬المرجع نفسو ‪.‬‬
‫‪347‬‬
‫أما الدستور التونسي لسنة‪2014‬فقد مكف رئيس الجميورية في حالة حؿ مجمس نواب‬
‫الشعب إ صد ار مراسيـ بالتوافؽ مع رئيس الحكومة تعرض لممصادقة عمى المجمس في‬
‫الدورة العادية التالية‪،1‬ففي فترة الحؿ تكوف الحكومة ىي الجية المختصة بالتسيير‪،‬‬
‫مداـ رئيس الجميورية يصدر مراسيـ بالتوافؽ مع رئيس الحكومة ‪ ،‬غير إنو لـ يوضح‬
‫موقفو بدقة مف اإلختصاص الكامؿ أو المقيد أثناء فترة الحؿ ‪،‬إف حؿ البرلماف يحد مف‬
‫إختصاصاتو بصفة عامة واختصاصو في المجاؿ المالي بصفة عامة‪،‬ما قد يفسح‬
‫المجاؿ لمسمطة التنفيذية بالتمتع بكامؿ إختصاصاتيا لحيف إنتخاب مجمس جديد‪ ،‬وليس‬
‫ىناؾ ما يحد ىذه االختصاصات سواء كانت ىذه الحكومة متمتعة بثقة البرلماف أـ‬
‫سحبت منيا ىذه الثقة طالما أنيا لـ تقدـ إستقالتيا بعد‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬غياب الرقابة المالية لمبرلمان عمى أعمال الحكومة أثناء فترة الحل‬
‫أداة لتقوية مركز السمطة التنفيذية‬

‫بمجرد حؿ ال برلماف تتخمص السمطة التنفيذية في دوؿ المغرب العربي مف الرقابة‬


‫البرلمانية الممارسة عمييا ‪،‬لتصبح بذلؾ الحكومة في حالة إمتياز‪ ،‬فيما يخص عبلقاتيا‬
‫مع البرلماف ليكوف بذلؾ قد تخمصت مف اإلحراج السياسي الذي لطالما شكمو لو‬
‫البرلماف ‪.‬‬

‫اليمكف تحريؾ المسؤولية السياسية لمحكومة ا وال يمكف توجيو األسئمة الشفوية والكتابية‬
‫التي يتوجب اإلجابة عنيا‪ ،‬كما أنيا تتخمص مف تشكيؿ لجاف تقصى الحقيقة في حالة‬
‫إرتكابيا ىفوات أثناء ممارستيا إلختصاصاتيا بصفة عامة وفي المجاؿ المالي بصفة‬
‫خاصة في فترة الحؿ‪.‬‬

‫إف الرقابة المتبادلة بيف السمطة التشريعية والتنفيذية مف المبادئ المستقرة في النظاـ‬
‫البرلماني‪ ،‬فأعماؿ الحكومة يجب أف تعرض عمى البرلماف كما أف الحكومة تمارس‬

‫‪-‬الفصل‪18‬من دستور تونس لسنة‪،8834‬مرجع سابق ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪348‬‬
‫رقابتيا عمى البرلماف مف خبلؿ حؽ حمو‪ ،‬فإعماؿ ىذا األخير يؤدي إلى توقؼ البرلماف‬
‫عف ممارسة أعمالو‪ ،‬في حيف تحتفظ السمطة التنفيذية بكامؿ إختصاصاتيا أثناء فترة‬
‫الحؿ وتمارسيا دوف رقابة برلمانية ومف ثمة فإف أي تعسؼ مف طرفيا أثناء ممارستيا‬
‫إلختصاصاتيا ال يحرؾ مسؤوليتيا السياسية‪.1‬‬

‫فمف خبلؿ إستقراء النصوص الدستورية في دوؿ المغرب العربي ‪،‬وحتي القوانيف‬
‫الداخمية لمجالسيا البرلمانية قبؿ قياـ الجية المختصة بإتخاذ قرارىا في إجراء الحؿ‪،‬‬
‫داللة عمى أف كؿ الدساتير في دوؿ المغرب العربي أخذت بنظرية الموت المدني‪،‬‬
‫وىذا ما يؤكده الواقع العممي والصمت الدستوري ‪،‬فبمجرد وقوع الحؿ يفقد البرلماف‬
‫المنحؿ صبل حياتو القانونية والدستورية‪ ،‬وىذا ما يميز مقتضيات الحؿ في دساتير‬
‫الدوؿ المغاربية ‪،‬بحيث ال وجود ألي نص ينص عمى عقد إجتماعات المجمس المنحؿ‬
‫مثبل‪ ،‬أو إصدار ق اررات فيو ممنوع مف ممارسة أي نشاط تشريعي ‪ ،‬وداللة عمى‬
‫إنتقاؿ كؿ السمطات لمسمطة التنفيذية ما يؤثر سمبا عمى مجاؿ الرقابة المالية لمبرلماف‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-George BERLIN, La dissolution et le régime des pouvoir public,Op.cit,p233.‬‬

‫‪349‬‬
‫خاتمة‪:‬‬

‫إذا كانت الوظيفة التشريعية المسندة لمبرلماف ضرورة حتمية لترسيخ الديمقراطية‪،‬‬
‫ووسيمة أكيدة مصادؽ عمييا إلشراؾ الشعوب في إدارة الحكـ ‪،‬فإف المعطيات المحددة‬
‫سواء تمؾ المرتبطة بموقعيا ضمف المؤسسات الدستورية القائمة في البمد أو تمؾ‬
‫المتعمقة بمؤسسة البرلماف نفسيا والبرلمانييف‪ ،‬تؤكد لنا في مجمميا بأف الوظيفة‬
‫التشريعية المسندة لمبرلماف في الدوؿ المغرب العربي عرفت تطو ار في عدة إتجاىات‬
‫وفقا لمقاربات ومعطيات متنوعة ‪،‬بغية تحويؿ البرلماف مف معمؿ لتكريس القوانيف إلى‬
‫مؤسسة قادرة عمى التقرير في وظيفتيا‪ ،‬و اإلبداع واالبتكار في الحقؿ التشريعي‪.‬‬

‫إال أف المشرع في دوؿ المغرب العربي بقدرما منح لمسمطة التشريعية مكانة خاصة‬
‫بموجب نصوص دستورية وقانونية ‪،‬إنطبلقا مف مبدأ الفصؿ بيف السمطات بقدرما أثبت‬
‫تبعية السمطة التشريعية لمسمطة التنفيذية‪.‬‬

‫فالموافقة البرلمانية بوصفيا عمبل دستوريا ما ىي إال مجرد إجراء شكمي صادر مف‬
‫البرلماف‪ ،‬مف شأنو إضفاء الشرعية عمى النصوص المتخذة مف طرؼ السمطة التنفيذية‬
‫دوف أف ي كوف لو حؽ التدخؿ في النص ولو بشكؿ نسبي‪ ،‬وال يمكف لو أف يؤثر في‬
‫مستقبؿ النص‪ ،‬ىذه النتيجة يدعميا عدـ إستغبلؿ البرلمانييف لمصبلحيات الدستورية‬
‫الممنوحة ليـ كالتصويت ضد المشاريع الحكومية ‪،‬أو عمى األقؿ السعي إلى تعديؿ‬
‫بعض بنودىا أو المطالبة بتعديؿ دستوري مثبل‪.‬‬
‫عبلوة عمى الغياب عف الجمسات العامة مف منطمؽ أف كؿ شيء سيسير وفقا‬
‫لمتوجيات ا لعميا‪ ،‬فثقافة الخضوع شكؿ مف أشكاؿ الثقافة السياسية السائدة في أوساط‬
‫النخبة البرلمانية في البمداف المغاربية ىذا النوع مف الثقافة يجد أساسو في العبلقات‬
‫األبوية المكرسة في األسرة و العشيرة و الحزب أي في التنشئة اإلجتماعية والسياسية‪.‬‬

‫‪350‬‬
‫ترمي العقمنة البرلمانية باألساس إلى ضبط وتأطير العمؿ البرلماني ‪،‬عبر إعادة توزيع‬
‫الصبلحيات بما فييا الشؽ المالي لصالح الحكومة ‪،‬وفؽ مبررات حماية االستقرار‬
‫الحكومي وبالتالي أصبحت الحكومة تحظى بوضع متميز في الوظيفة الدستورية‬
‫والتنظيمية ‪ ،‬التي جعمتيا بمثابة ال مشرع الرئيسي في مقابؿ تراجع دور البرلماف الذي‬
‫أصبح مشرعا ثانويا ‪ ،‬وسبب ىذا التراجع يعود إلى مجموعة مف الحدود القانونية‬
‫والواقعية التي قمصت مف إختصاص البرلماف في المجاؿ المالي ‪.‬‬
‫وبناءعمى ما سبؽ فإقرارالدساتير في دوؿ المغرب العربي لكؿ مف الجزائر لسنة‬
‫‪،2020‬والمغرب لسنة ‪ ،2011‬وتونس لسنة ‪ 2014‬لصبلحيات البرلماف في المجاؿ‬
‫المالي يعزز ترسيخ مبادئ الديمقراطية بالجزائر والمغرب وتونس ‪،‬وفي ظؿ المقتضيات‬
‫الدستورية والقانونية الراىنة تبقي السمطة التشريعية عاجزة عمى القياـ بدورىا التشريعي‬
‫والرقابي السميـ الذي مف شأنو أف يرسخ مبدأ الحفاظ عمى األمواؿ العامة‪.‬‬

‫بعد إستعراضنا لمختمؼ النتائج سنتطرؽ لبعض التوصيات‪:‬‬

‫‪ -‬تقضي الديمقراطية الفعمية وجوب إشراؾ ممثمي الشعب في صناعة الق اررات العامة‬
‫بشكؿ عاـ والق اررات المتعمقة بالمالية بشكؿ خاص‪.‬‬

‫‪-‬مف أجؿ تقرير البناء الديمقراطي في الدوؿ المغاربية فإف األمر يقتضي فتح ورشة‬
‫اإلصبلح الدستوري حتى يتسنى تدارؾ بعض اليفوات الناتجة عف التسرع في الصياغة‬
‫والمصادقة عمى النص الدستوري بحكـ الحساسيةالظرفية التي فرضت تعديمو‪،‬باإلضافة‬
‫إلى إستمرار سياسة التوجو إلى دمقرطة الحياة السياسية وصناعة القرار العاـ بكؿ مف‬
‫الجزائرو المغرب و تونس ‪.‬‬

‫كماينبغي ل ورشة اإلصبلح الدستوريأف تعمؿ عمى تدارؾ ىفوات عدة‪ ،‬كالتنصيص عمى‬
‫المدة الزمنية القصوى لتشكيؿ الحكومة حتى ال يبقى القرار المالي رىيف المزايدات‬
‫السياسية عند إنتياء كؿ والية تشريعية‪ ،‬ىذا باإلضافة إلى ضرورة رد اإلعتبار‬
‫‪351‬‬
‫لممؤسسة التشريعية المعبرة عف إرادة الشعب‪ ،‬وذلؾ مف خبلؿ إشراكيا في مسألة فتح‬
‫اإلعتمادات الضرورية لسير المرافؽ العمومية حتى تحظى ىذه األخيرة بنوع مف‬
‫المشروعية الضرورية مف جية واخضاعيا لمرقابة البرلمانية درءا لتجاوز حدود ما‬
‫يسمح بو اإلذف الممنوح لفتح اإلعتمادات مف جية ثانية‪.‬‬

‫‪ -‬مشاركة البرلماف في التشريعات المالية ‪،‬مف خبلؿ المبادرة بإقتراح القوانيف المالية‬
‫تشكؿ تدعيما لمركز البرلماف‪ ،‬لذا فإننا نعتبر أف كؿ مف نص المادة ‪ 147‬مف التعديؿ‬
‫الدستور الجزائري لسنة ‪ 2020‬والفصؿ ‪77‬مف الدستورالمغربي لسنة ‪ 2011‬والفصؿ‬
‫‪ 63‬مف الدستور التونسي لسنة ‪2014‬تحتاج إلى مراجعة حتى واف كاف ليذه‬
‫النصوص ما يبررىا مف الناحية العممية ‪،‬حيث تشكؿ أداة لكبح إنحراؼ البرلمانييف‬
‫خاصة أثناء الحمبلت اإلنتخابية ‪،‬وذلؾ بتخفيض قيمة اإليرادات العمومية ورفع قيمة‬
‫النفقات العمومية ليس لسبب إقتصادي أو لضرورة إجتماعية وانما رغبة في إرضاء‬
‫وكسب أصوات منتخبييـ‪ ،‬ورغـ ذلؾ فإف مشاركة البرلماف في سف التشريع المالي أو‬
‫عمى األقؿ المساىمة في تعديمو ليس بالضرورة أف يكوف عمى ىذه الوتيرة السمبية في‬
‫مطمؽ األحواؿ ‪،‬لذا فإف مشاركة البرلماف في تعديؿ مشاريع قوانيف المالية يشكؿ وسيمة‬
‫أساسية في تفعيؿ دوره‪،‬ويتأتى ذلؾ مف خبلؿ تعديؿ محتوى المادة ‪ 147‬مف التعديؿ‬
‫الدستوري الجزائري والفصؿ ‪ 77‬مف دستور المغرب والفصؿ ‪ 63‬مف دستور تونس‬
‫بشكؿ يسمح لمبرلماف في المشاركة بتقديـ إقتراحات والمساىمة في تعديؿ مشاريع‬
‫قوانيف المالية بشكؿ فعاؿ وفي حدود نسبة معينة ‪.‬‬

‫‪-‬تييئة البيئة السياسية كي تمعب دو ار محوريا في ترسيـ حدود عمؿ البرلماف خاصة‬
‫تأثير سمبيا عمى أداء البرلماف‬
‫ا‬ ‫في المجاؿ المالي ‪،‬فقد كاف لضعؼ الثقافة الديمقراطية‬
‫إذ ترفع ىذه الثقافة مف شأف السمطة التنفيذية وتكريس المكانة الخاصة لرئيس الدولة‬
‫بوصفو عصب النظاـ السياسي برمتو‪.‬‬

‫‪352‬‬
‫‪ -‬البحث عف اإلطار الدستوري والقانوني المبلئـ ‪،‬والذي يؤدي إلى وضع قواعد‬
‫ديمقراطية لطريقة تشكيؿ البرلماف‪ ،‬والعمؿ عمى إستقبللو في وضع نظامو مما يؤدي‬
‫إل ى التوازف بيف البرلماف والحكومة‪،‬مما يساىـ في تفعيؿ دوره البرلماف في المجاؿ‬
‫المالي‪.‬‬

‫‪-‬زيادة اإلىتماـ بالمجاف الفرعية لمبرلماف التي تمثؿ الحيز الذي تتـ فيو دراسة‬
‫التشريعات والسياسيات العامة بصفة عامة والمالية بصفة خاصة‪ ،‬بالتالي فدورىا‬
‫محوري في تحديد مدى جودة اإلنتاج البرلماني‪ ،‬فبل ينبغي التساىؿ في عدـ حضور‬
‫األعضاء إلجتماعاتيا‬

‫‪ -‬التأكيد عمى توفر أداة الدعـ الفني لمنواب البرلمانييف في المجاؿ المالي‪ ،‬مما يمكنيـ‬
‫مف ممارسة دورىـ النيابي كالدراسات واألوراؽ البحثية والمقترحات‪.‬‬

‫‪-‬إنشاء آلية لمتطوير والتحديث لكافة جوانب العمؿ البرلماني في المجاؿ المالي مع‬
‫تطوير وايجاد آليات لمتواصؿ مع المواطنيف‪.‬‬

‫‪ -‬إدخاؿ إصبلحات جذرية عمى اإلطار القانوني المحدد لمعبلقة بيف الحكومػة والبرلمػاف‬
‫بتزويد ىذا األخير بكؿ الوسائؿ الكفيمة بتفعيؿ رقابتػو‪ ،‬وذلػؾ بفػتح نقػاش بػيف السػمطتيف‬
‫حوؿ تحديػد التوجيػات الكبػرى لمسياسػة الماليػة لمدولػة وذلػؾ بإشػراؾ البرلمػاف فػي إعػداد‬
‫القػ ػ ػ ػ ػوانيف الخاص ػ ػ ػ ػػة بالمالي ػ ػ ػ ػػة‪،‬كماىوالحاؿ بالنس ػ ػ ػ ػػبة لمقان ػ ػ ػ ػ ػوف العض ػ ػ ػ ػػوي الفرنس ػػ ػ ػ ػ ػي‬
‫لسنة‪2001‬المتعمؽ بقوانيف المالية‪.‬‬

‫‪-‬رفع كفاءة أعضاء البرلماف في الميداف الماليالذي يعتبر ميدانا واسعا وجد دقيؽ‪،‬فبل‬
‫يمكف لمبرلمانيف الذيف ىـ في العادة رجاؿ سياسة غير مختصيف بالضرورة في المسائؿ‬
‫المالية القياـ بالرقابة المالية التي تعتبر ذات أىمية‪.‬‬

‫‪353‬‬
‫‪ -‬ضرورة توفر عنصر الشفافية والوضوح التاـ في عممية التسيير والمساءلة أكثر عف‬
‫األفعاؿ المرتكبة‪.‬‬

‫‪-‬تدعيـ وتقوية الوسائؿ واألساليب المستحقة في تحقيؽ رقابة مالية فعالة وتنظيـ أوجو‬
‫النشاط بشكؿ عاـ‪.‬‬
‫‪-‬تدعيـ صبلحيات البرلماف لمناقشة ومراقبة مختمؼ الوثائؽ المالية‪ ،‬إلى جانب إعادة‬
‫النظر في النصوص المتعمقة بالمجاؿ المالي وبمدى مواكبتيا لممستجدات التي تشيدىا‬
‫الساحة المالية‪.‬‬
‫‪-‬إعادة النظر في مضموف قوانيف المالية التكميمية التي يجب أف تحتوي عمى‬
‫التدابيرالتكميمية التي سبؽ أف تضمنيا قانوف المالية األساسي دوف أف يتعدى أو‬
‫يتضمف تدابير جديدة مما يفرغيا مف محتواىا ومعناىا ‪.‬‬
‫‪-‬تقميؿ مف إستعماؿ ال قوانيف المالية التكميمية مف باب المساىمة في الدور الرقابي‬
‫لمبرلماف‪ ،‬ولف يأتي ذلؾ إال بوضع شروط موضوعية ال تسمح بالمجوء إلى إصدار‬
‫قوانيف المالية التكميمية إال في ظروؼ إستثنائية‪.‬‬
‫‪ -‬التقرير الفعمي لدور البرلماف في مرحمة إعداد مشروع قانوف المالية مف خبلؿ إدراج‬
‫البرلماف في األجندة الحكومية المتعمقة بإعداد مشروع قانوف المالية‪.‬‬
‫‪-‬ضرورة إ حتراـ آجاؿ المناقشة البرلمانية مف أجؿ تفعيؿ دور البرلماف في المجاؿ‬
‫المالي‪.‬‬
‫‪-‬إحتراـ أجاؿ إيداع مشروع قانوف تسوية الميزانية حتى تتجنب عرقمة عمؿ البرلماف‪.‬‬
‫‪-‬ضرورة التفصيؿ في إختصاص البرلماف في مجاؿ الموافقة عمى المعاىدات الممزمة‬
‫لمالية الدولة ‪،‬إذ نجد فقط مقتضيات مقتضية واختصاص يعتريو الشكمية في‬
‫العمؿ‪ ،‬أماـ غياب المعالجة الدقيقة والدور الحقيقي الذي يمكف أف يمارسو البرلماف في‬
‫مثؿ ىذه المعاىدات‪.‬‬

‫‪354‬‬
‫‪-‬ضرورة التنسيؽ بيف عمؿ البرلماف وأجيزة الرقابة المحايدة ‪،‬ألف التنسيؽ والتعاوف‬
‫بينيما يساىـ بقدر كبير في تطوير دور فعالية السمطة التشريعية في القياـ بمياميا‪،‬‬
‫ذلؾ أف البرلمانييف غير مختصيف في المجاالت المالية مف جية ولكوف المجمس أو‬
‫ىيئة المحاسبة مختصةّ أصبل في التدقيؽ في شروط إستعماؿ األمواؿ العمومية‪،‬‬
‫وتقدير وتقييـ التسيير مف جية أخرى‪ ،‬لذا فإف التعاوف والتنسيؽ بيف ىيئة المحاسبة‬
‫والبرلماف أمر ضروري مف أجؿ تفعيؿ دور البرلماف في مجاؿ إختصاصو المالي‪.‬‬
‫‪-‬إعبلـ البرلماف بكؿ عممية تحويؿ أو نقؿ أو إلغاء في اإلعتمادات المالية التي يمكف‬
‫أف تقوـ بيا السمطة التنفيذية خبلؿ تنفيذ السنة المالية‪ ،‬يشكؿ بدوره تدعيما لمرقابة‬
‫البرلمانية‪ ،‬لكف ىذا اإلعبلـ ال يكفي لوحده لمقياـ بدوره لذا يشترط أف يدعـ تبرير‬
‫الحكومة لكؿ العمميات التي قامت بيا في مسار اإلعتمادات المالية وذلؾ مف أجؿ‬
‫الحد مف كؿ العمميات غير المبررة‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة النظر في المدة البلزمة لمتصويت عمى مشاريع قوانيف المالية مف طرؼ‬
‫البرلماف ذلؾ أف تحديد مدة معينة لمتصويت عمى مشاريع القوانيف يعتبر أكبر عقبة في‬
‫مسار الرقابة البرلمانية في المجاؿ المالي‪ ،‬فمع وجود برلمانييف غير مختصيف في‬
‫المسائؿ المالية ‪،‬وبالتزامف مع تح ديد مدة قصيرة مف الناحية العممية لمناقشة ودراسة‬
‫مشروع ذو أىمية كبيرة ‪،‬يتوقؼ عميو نشاط كؿ المؤسسات العمومية لمدولة ‪.‬‬

‫فتقرير جزاء عف تجاوز ىذه المدة والتي تعتبر عقوبة قاسية حيث تسمح بإقصاء‬
‫البرلماف وبشكؿ كامؿ مف عممية الرقابة ‪،‬ففي حالة تجاوز المدة يتـ إصدار ىذه‬
‫القوانيف بموجب أمر مف طرؼ رئيس الجميورية بناءعمى نص المادة ‪ 146‬مف‬
‫التعديؿ الدستوري الجزائري لسنة ‪ 2020‬والذي يكوف لو قوة قانوف المالية‪ ،‬ووفقا‬
‫لمفصؿ ‪ 66‬مف دستور تونس لسنة ‪ 2014‬يختـ رئيس الجميورية مشروع قانوف المالية‬
‫في أجؿ يوميف‪ ،‬في حيف دستور المغرب لسنة‪ 2011‬بموجب الفصؿ ‪75‬منو نص‬
‫عمى أنو في حالة تأخر التصويت تفتح مرسوـ اإلعتمادات البلزمة لسير المرافؽ‬
‫‪355‬‬
‫العمومية عمى أساس ما ىو مقترح في الميزانية المعروضة عمى الموافقة‪ ،‬فكؿ ذلؾ‬
‫يعتبر كعقوبة عمى تأخر البرلماف عف القياـ بعممية التصويت‪ ،‬فإذا كانت مسألة‬
‫ليس مف‬ ‫التصويت ع مى مشاريع قوانيف المالية ليا أىمية كبيرة إنطبلقا مف أنو‬
‫الصالح العاـ التأخر في التصويت عمى قانوف المالية لما يشكؿ مف عرقمة لممصالح‬
‫اإلقتصادية والمالية لمدولة‪ ،‬فبل بد مف إحتراـ اآلجاؿ المعينة ‪،‬لكف مف ناحية أخرى نجد‬
‫أف مسألة تحديد مدة لمتصويت عمى قانوف المالية سمبية ألف العقوبة المقررة تحدث‬
‫شمبل في الجياز الرقابي لمبرلماف‪ ،‬بحيث تمغى وبشكؿ كامؿ الصبلحيات الدستورية‬
‫التي منحت لو في باب الرقابة‪ ،‬ذلؾ أف البرلماف ال يممؾ أي وسيمة أخرى لمرقابة عمى‬
‫أعماؿ السمطة التنفيذية في المجاؿ المالي غير قوانيف المالية‪.‬‬

‫‪-‬تتوقؼ فعالية أي رقابة عمى مدى توفر عنصر الموضوعية والحياد‪ ،‬لذا فإف عدـ‬
‫إ نصياع األغمبية البرلمانية المنتمية لمحزب الحاكـ صاحب المبادرة بمشاريع قوانيف‬
‫المالية سيساىـ بأدنى شؾ في جعؿ اإلختصاص المالي لمبرلماف أكثر فعالية‬
‫وموضوعية‪.‬‬

‫‪-‬إف فعالية المعارضة وموضوعية أفكارىا تساىـ في فعالية وقوة اإلختصاص المالي‬
‫لمبرلماف في مجاؿ الرقابة ذاتيا‪ ،‬فبل يمكف معارضة كؿ ما يصدر مف طرؼ الحكومة‬
‫في مشاريع قوانيف المالية لمجرد أنيا تخالفيـ في الرأي والتوجو السياسي‪ ،‬فتوفر‬
‫عنصر الحياد ىو أساس كؿ رقابة فعالة‪.‬‬
‫‪-‬إختيار النواب األكثر كفاءة مف أجؿ العضوية في المجاف المالية عمى مستوى‬
‫البرلماف‪.‬‬
‫‪ -‬إلزاـ الحكومة وجميع موظفييا بتقديـ جميع البيانات والوثائؽ التي تسمح لمبرلماف مف‬
‫دور رقابيا فعاال عمى ميزانية الدولة وتحديد عقوبات مشددة في حاؿ مخالفة‬
‫ممارسة ا‬
‫ىذه القوانيف‪.‬‬

‫‪356‬‬
‫‪-‬الحد مف المجوء إلى صناديؽ التخصيص الخاصة‪ ،‬وتأطيرىا بقوانيف أكثر شفافية‬
‫واخضاعيا لرقابة البرلماف‪.‬‬
‫‪-‬تمكيف المجاف المالية المتخصصة في البرلماف مف وسائؿ قانونية فعالة ومختصيف‬
‫دائميف في مجاؿ ميزانية الدولة لتسييؿ ممارسة دورىـ الرقابي عمى ميزانية الدولة‪.‬‬
‫‪-‬إلزاـ الوزراء المعنييف بالجواب عمى األسئمة الموجية إلييـ في إطار تنفيذالسياسة‬
‫المالية لمدولة كؿ حسب قطاعو والغاء فكرة تضامف الطاقـ الحكومي‪.‬‬

‫‪357‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪/1‬الكتب بالمغة العربية ‪:‬‬

‫‪ -1‬إبــــــراىيم أبــــــو خــــــزام ‪ ،‬الوسػ ػ ػػيط فػ ػ ػػي القػ ػ ػػانوف الدسػ ػ ػػتوري‪،‬الكتاب األوؿ‪ ،‬ط‪،2‬دار‬
‫الكتاب الجديدة المتحدة‪ ،‬بيروت‪.2001،‬‬

‫‪ -2‬إبـــــــــــــراىيم بـــــــــــــن داواد ‪ ،‬الرقابػ ػ ػ ػ ػ ػػة عمػ ػ ػ ػ ػ ػػى النفقػ ػ ػ ػ ػ ػػات العامػ ػ ػ ػ ػ ػػة ‪،‬دار الكتػػ ػ ػ ػ ػ ػاب‬
‫الحديث‪،‬الجزائر‪.2009،‬‬
‫‪ -3‬إبــــــراىيم ســــــعدالدين ‪ ،‬التح ػ ػػوؿ ال ػ ػػديمقراطي ف ػ ػػي دوؿ المغ ػ ػػرب العرب ػ ػػي‪ ،‬مرك ػ ػػز‬
‫الدراسات السياسيةواإلستراتيجية‪ ،‬بيروت‪.2005 ،‬‬
‫‪ -4‬إبـــراىيم عبـــد العزيـــز شـــيخا‪ ،‬ال ػػوجيز ف ػػي ال ػػنظـ السياس ػػية والق ػػانوف الدس ػػتوري ‪،‬‬
‫الدار الجامعية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دوف سنة النشر ‪.‬‬
‫‪ -5‬أحمــــــد إســــــكندر ومحمــــــد ناصــــــر بوغزالــــــة ‪ ،‬محاضػ ػ ػرات ف ػ ػػي الق ػ ػػانوف ال ػ ػػدولي‬
‫العاـ‪،‬دوف دار النشر‪،‬القاىرة‪.1998 ،‬‬
‫‪ -6‬أحمــــــد بـــــــديع بمـــــــيح ‪ ،‬التش ػ ػ ػريع الض ػ ػ ػريبي والض ػ ػ ػريبة عمػ ػ ػػى الػ ػ ػػدخؿ ‪ ،‬منشػ ػ ػػأة‬
‫المعارؼ‪،‬اإلسكندرية‪. 1985 ،‬‬
‫‪ -7‬أحمــــد فريــــد مصــــطفى وســــمير محمــــد الســــيد حســــن ‪ ،‬االقتصػ ػػاد المػ ػػالي بػ ػػيف‬
‫النظرية والتطبيؽ ‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة ‪ ،‬القاىرة ‪. 1989‬‬
‫‪ -8‬أحمــــد مصــــطفى خــــام ‪ ،‬تنميػ ػػة المجتمعػ ػػات المحميػ ػػة نمػ ػػوذج المشػ ػػاركة فػ ػػي ثقافػ ػػة‬
‫المجتمع‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬األ ازريطة‪ ،‬اإلسكندرية‪.1999 ،‬‬
‫‪ -9‬أعــــــاد عمـــــــي حمـــــــود القيســـــــي ‪ ،‬الماليػ ػ ػػة و التش ػ ػ ػريع الض ػ ػ ػريبي ‪ ،‬ط‪،1‬مكتبػ ػ ػػة‬
‫كنعاف‪ ،‬عماف ‪. 1996 ،‬‬
‫‪ -10‬بشـــــير عمـــــي محمـــــد ‪ ،‬ح ػ ػػؽ ح ػ ػػؿ المجم ػ ػػس الني ػ ػػابي ف ػ ػػي الدس ػ ػػاتير المعاصػ ػ ػرة‪،‬‬
‫دارالجامعة الجديدة‪،‬اإلسكندرية‪.2004 ،‬‬
‫‪358‬‬
‫‪ -11‬بمقــــــيس أحمــــــد منصــــــور ‪ ،‬األح ػ ػ ػزاب السياسػ ػ ػػية والتحػ ػ ػػوؿ الػ ػ ػػديمقراطي د ارسػ ػ ػػة‬
‫تطبيقية عمى اليمف وببلد أخري‪ ،‬مكتبة مدبولي‪ ،‬القاىرة‪.2004،‬‬
‫‪ -12‬توفيــــــق المــــــديني ‪ ،‬المعارضػ ػ ػػة التونسػ ػ ػػية نشػ ػ ػػأتيا وتطورىػ ػ ػػا‪ ،‬اتحػ ػ ػػاد الكتػ ػ ػػاب‬
‫العرب‪ ،‬دمشؽ‪.2001 ،‬‬
‫‪ -13‬جمـــــــال لعمـــــــارة ‪ ،‬منيجي ػ ػ ػػة الموازن ػ ػ ػػة العام ػ ػ ػػة لمدول ػ ػ ػػة ف ػ ػ ػػي الج ازئ ػ ػ ػػر‪ ،‬ط‪ ،1‬دار‬
‫الفجر لمنشر والتوزيع‪ ،‬القاىرة ‪.2004 ،‬‬
‫‪ -14‬جيـــــاد ســـــعيد خصـــــاونة ‪ ،‬المالي ػ ػػة العامػ ػ ػة و التشػ ػ ػريع الضػ ػ ػريبي ‪،‬ط‪ ، 1‬دار‬
‫وائؿ ‪ ،‬عماف‪.1999 ،‬‬
‫‪ -15‬حامـــــــــد عـــــــــد المجيـــــــــد دراز ‪ ،‬و س ػ ػ ػ ػػمير إبػ ػ ػ ػ ػراىيـ أي ػ ػ ػ ػػوب ‪ ،‬مب ػ ػ ػ ػػادئ المالي ػ ػ ػ ػػة‬
‫العامة‪،‬الدار الجامعية اإلسكندرية ‪. 2003 ،‬‬
‫‪ -16‬حســــين جييــــان ســــيد أحمــــد خميــــل ‪ ،‬دور الس ػػمطة التشػ ػريعية ف ػػي الرقاب ػػة عم ػػى‬
‫األمواؿ العامة‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪.2002 ،‬‬
‫‪ -17‬حمــــد شــــاكر عصــــفور ‪ ،‬أصػ ػػوؿ الموازنػ ػػة العامػ ػػة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار المسػ ػػير‪ ،‬عمػ ػػاف‪،‬‬
‫‪.2008‬‬
‫‪ -18‬حمـــــــدي عبـــــــد الرحمـــــــان ‪ ،‬فكػ ػ ػ ػرة الق ػ ػ ػػانوف ‪ ،‬دار الفك ػ ػ ػػر العرب ػ ػ ػػي ‪ ،‬الق ػ ػ ػػاىرة‪،‬‬
‫‪. 1979‬‬
‫‪ -19‬خالــــد شــــحادة الخطيــــب وأحمــــد زىيــــر شــــامية ‪ ،‬أسػ ػػس الماليػ ػػة العامػ ػػة‪ ،‬ط‪،3‬‬
‫دار وائؿ لمنشر والتوزيع ‪،‬عماف‪.2007 ،‬‬
‫‪ -20‬خميـــــل عبـــــد المـــــنعم خميـــــل مرعـــــي ‪ ،‬ح ػ ػػؿ البرلم ػ ػػاف ب ػ ػػيف النظري ػ ػػة والتطبي ػ ػػؽ‪،‬‬
‫د ارسػ ػػة تحميميػ ػػة لمػ ػػنظـ السياسػ ػػية والعربيػ ػػة مقارنػ ػػة بالنمػ ػػاذج المسػ ػػتقرة‪ ،‬مطػ ػػابع الييئػ ػػة‬
‫المصرية لمكتاب‪ ،‬القاىرة ‪.2013‬‬
‫‪ -21‬رضا خالصي ‪ ،‬النظاـ الضريبي ‪ ،‬دار ىومة ‪ ،‬الجزائر ‪.2008 ،‬‬

‫‪359‬‬
‫‪ -22‬زينـــــــب حســـــــن عـــــــوض اه ‪ ،‬مب ػ ػ ػػادئ المالي ػ ػ ػػة ا لعام ػ ػ ػػة ‪ ،‬ال ػ ػ ػػدار الجامعي ػ ػ ػػة‪،‬‬
‫اإلسكندرية ‪. 1998 ،‬‬
‫‪ -23‬ســـــعد عبـــــد العزيـــــز عثمـــــان ‪،‬مقدمػ ػػة فػ ػػي االقتصػ ػػاد العػ ػػاـ‪،‬الجزء األوؿ‪،‬الػ ػػدار‬
‫الجامعية لممطبوعات و النشر ‪،‬بيروت ‪ ،‬دوف سنة النشر ‪.‬‬
‫‪ -24‬ســــوزي عــــدلي ناشــــد ‪ ،‬ال ػػوجيز ف ػػي المالي ػػة العام ػػة ‪ ،‬الػ ػدار الجامعيػ ػة الجدي ػػدة‬
‫لمنشر ‪ ،‬اإلسكندرية‪.2000،‬‬
‫‪ -25‬ســـــوزي عــــــدلي ناشــــــد ‪ ،‬أساس ػ ػػات المالي ػ ػػة العام ػ ػػة‪ ،‬ط‪ ،1‬منش ػ ػػورات الحمب ػ ػػي‬
‫الحقوقية‪ ،‬بيروت‪.2008 ،‬‬
‫‪ -26‬شػ ػ ػ ػػمبي خطػ ػ ػ ػػار ‪ ،‬العمػ ػ ػ ػػوـ الماليػ ػ ػ ػػة لمموازنػ ػ ػ ػػة ‪ ،‬ط‪ ، 3‬دار الكتػ ػ ػ ػػاب المبنػ ػ ػ ػػاني ‪،‬‬
‫بيروت ‪.1986‬‬
‫‪ -27‬طـــــارق بـــــن حـــــاج صـــــالح ‪ ،‬مش ػ ػػروع الق ػ ػػانوف األساس ػ ػػي لمميزاني ػ ػػة ف ػ ػػي ت ػ ػػونس‬
‫إعداد اإلطار الترتيبي والتشريعي ‪ ،‬دار المرسى ‪،‬تونس‪. 2016 ،‬‬
‫‪ -28‬عـــــــادل أحمـــــــد حشـــــــيش ‪ ،‬التش ػ ػ ػريع الض ػ ػ ػريبي المصػ ػ ػػري ‪ ،‬مؤسسػ ػ ػػة الثقافػ ػ ػػة‬
‫الجامعية ‪ ،‬اإلسكندرية ‪. 1984 ،‬‬
‫‪ -29‬عبــــــد الحميــــــد عبــــــد المطمــــــب ‪ ،‬اقتص ػ ػػاديات المالي ػ ػػة العامة‪،‬ال ػ ػػدار الجامعي ػ ػػة‬
‫اإلسكندرية ‪. 2004 ،‬‬
‫‪ -30‬عبـــــــد العظـــــــيم عبـــــــد اه ‪ ،‬ال ػ ػ ػػدور التشػ ػ ػ ػريعي لػ ػ ػ ػرئيس الدول ػ ػ ػػة ف ػ ػ ػػي النظ ػ ػ ػػاـ‬
‫المختمط‪ ،‬دار النيضة العربية ‪ ،‬القاىرة‪.2004 ،‬‬
‫‪ -31‬عبــــد الغنــــي بســــيوني عبــــد اه ‪ ،‬الػ ػػنظـ السياسػ ػػية‪ ،‬الػ ػػدار الجامعيػ ػػة‪ ،‬بيػ ػػروت‪،‬‬
‫‪.1998‬‬
‫‪ -32‬عبــــــد الفتــــــاح بمخــــــال ‪ ،‬الماليػ ػ ػػة العامػ ػ ػػة والتش ػ ػ ػريع المػ ػ ػػالي المغربػ ػ ػػي‪ ،‬الطبعػ ػ ػػة‬
‫األولى‪ ،‬الرباط‪.2005 ،‬‬

‫‪360‬‬
‫‪ -33‬عبـــــد القـــــادر التيعالتـــــي ‪ ،‬المالي ػ ػػة العامػ ػػة و ق ػ ػػانوف الميزاني ػ ػػة ‪ ،‬الج ػ ػػزء األوؿ‬
‫ط‪ ، 3‬دار النشر الجسور‪ ،‬وجدة‪. 2002 ،‬‬
‫‪ -34‬عبــــــد الكــــــريم عمــــــوان ‪ ،‬الوسػ ػ ػػيط فػ ػ ػػي القػ ػ ػػانوف الػ ػ ػػدولي العػ ػ ػػاـ‪ ،‬الجػ ػ ػػزء األوؿ‪،‬‬
‫دار الثقافة لمنشر والتوزيع‪ ،‬عماف‪.1977،‬‬
‫‪ -35‬عبــــد اه بوقفــــة ‪ ،‬أسػ ػػاليب ممارسػ ػػة السػ ػػمطة فػ ػػي النظػ ػػاـ السياسػ ػػي الج ازئػ ػػري‪،‬‬
‫دار ىومة ‪ ،‬الجزائر ‪. 2002،‬‬
‫‪ -36‬عبـــــد اه بوقفـــــة ‪ ،‬الدس ػ ػػتور الج ازئ ػ ػػري ‪ ،‬دار الي ػ ػػدى ‪ ،‬الج ازئ ػ ػػر ‪ ،‬دوف س ػ ػػنة‬
‫النشر ‪.‬‬
‫‪ -37‬عبـــــــــد اه بوقفـــــــــة ‪ ،‬الدسػ ػ ػ ػػتور الج ازئ ػ ػ ػ ػػري ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار ريحان ػ ػ ػ ػػة ‪ ،‬الج ازئ ػ ػ ػ ػػر ‪،‬‬
‫‪. 2002‬‬
‫‪ -38‬عبــــد النبــــي أظريــــف ‪ ،‬الماليػ ػػة العامػ ػػة أسػ ػػس وقواعػ ػػد تػ ػػدبير الميزانيػ ػػة العامػ ػػة‬
‫ومراقبتيػ ػ ػػا ‪ ،‬أخػ ػ ػػر التعػ ػ ػػديبلت التػ ػ ػػي عرفتيػ ػ ػػا المنظومػ ػ ػػة الماليػ ػ ػػة بالمممكػ ػ ػػة المغربيػ ػ ػػة‬
‫ط‪، 3‬دوف دار النشر‪. 2012 ،‬‬
‫‪ -39‬عصـــــــــام ســـــــــميمان ‪ ،‬م ػ ػ ػ ػػدخؿ إل ػ ػ ػ ػػى العم ػ ػ ػ ػػوـ السياس ػ ػ ػ ػػية‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار النض ػ ػ ػ ػػاؿ‬
‫لمطباعة‪ ،‬بيروت‪.1989 ،‬‬
‫‪ -40‬عقيمـــــــــة خربــــــــــاش ‪ ،‬العبلق ػ ػ ػ ػػة الوظيفي ػ ػ ػ ػػة ب ػ ػ ػ ػػيف الحكوم ػ ػ ػ ػػة والبرلم ػ ػ ػ ػػاف ‪ ،‬دار‬
‫الخمدونية ‪ ،‬الجزائر‪. 2007 ،‬‬
‫‪ -41‬عمــــــي زغــــــدود ‪،‬المالي ػ ػػة العام ػ ػػة ‪ ،‬ط‪، 3‬ديػ ػ ػواف المطبوع ػ ػػات الجامعي ػ ػػة‪،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪. 2008‬‬
‫‪ -42‬عمـــــــــي صـــــــــادق أبـــــــــو ىيـــــــــف ‪ ،‬القػ ػ ػ ػػانوف الػ ػ ػ ػػدولي العاـ‪،‬منشػ ػ ػ ػػأة المعػ ػ ػ ػػارؼ‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ . ،‬دوف سنة النشر‪.‬‬
‫‪ -43‬عمـــــــار عبـــــــاس ‪ ،‬الرقاب ػ ػ ػػة البرلماني ػ ػ ػػة عم ػ ػ ػػى عم ػ ػ ػػؿ الحكوم ػ ػ ػػة ف ػ ػ ػػي النظ ػ ػ ػػاـ‬
‫الدستوري الجزائري ‪ ،‬دار الخمدونية ‪ ،‬الجزائر ‪. 2006 ،‬‬
‫‪361‬‬
‫‪ -44‬عمــــــــــي أنورالعســــــــــكري‪،‬الرقابةالماليػ ػ ػ ػ ػػةعمى األم ػ ػ ػ ػ ػواؿ العامة‪،‬مكتبػ ػ ػ ػ ػػة بسػ ػ ػ ػ ػػتاف‬
‫المعرفة‪،‬مصر‪،‬سنة‪.2008‬‬
‫‪ -45‬محمـــــد حـــــافظ غـــــانم ‪ ،‬مب ػ ػػادئ الق ػ ػػانوف ال ػ ػػدولي الع ػ ػػاـ‪ ،‬دار النيض ػ ػػة العربي ػ ػػة‪،‬‬
‫القاىرة‪.1967 ،‬‬
‫‪ -46‬فــــــوزي أصــــــديق ‪ ،‬ال ػ ػ ػوافي فػ ػ ػػي شػ ػ ػػرح القػ ػ ػػانوف الدسػ ػ ػػتوري الج ازئػ ػ ػػري ‪ ،‬الجػ ػ ػػزء‬
‫الثالػ ػ ػ ػػث ‪ ،‬السػ ػ ػ ػػمطات الػ ػ ػ ػػثبلث ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دي ػ ػ ػ ػواف المطبوعػ ػ ػ ػػات الجامعيػ ػ ػ ػػة ‪،‬الج ازئػ ػ ػ ػػر ‪،‬‬
‫‪. 2003‬‬
‫‪ -47‬فـــــــوزي عطـــــــوي ‪ ،‬التشػ ػ ػ ػريع الضػ ػ ػ ػريبي المبن ػ ػ ػػاني ب ػ ػ ػػيف النظري ػ ػ ػػة والتطبي ػ ػ ػػؽ ‪،‬‬
‫األكاديمية المبنانية لمكتاب ‪ ،‬بيروت ‪. 1985،‬‬
‫‪ -48‬فـــــــوزي عطـــــــوي ‪ ،‬الماليػ ػ ػػة العامػ ػ ػػة ‪ ،‬منشػ ػ ػػورات الحمبػ ػ ػػي الحقوقيػ ػ ػػة ‪،‬بيػ ػ ػػروت‪،‬‬
‫‪. 2003‬‬
‫‪ -49‬جمـــــال لعمـــــارة ‪ ،‬منيجيػ ػػة الميزاني ػ ػة العامػ ػػة فػ ػػي الج ازئػ ػػر ‪ ،‬دار الفكروالتوزي ػ ػػع‪،‬‬
‫القاىرة ‪ ،‬دوف سنة النشر ‪.‬‬
‫‪ -50‬مجيــــــــد مســــــــعود ‪ ،‬التخط ػ ػ ػػيط لمتق ػ ػ ػػدـ اإلقتص ػ ػ ػػادي واإلجتماعي‪،‬سمس ػ ػ ػػمة ع ػ ػ ػػالـ‬
‫المعرفة الكوني‪،‬الكويت‪. 1984 ،‬‬
‫‪ -51‬محمـــــد عبـــــاس محـــــرزي ‪ ،‬إ قتص ػ ػػاديات المالي ػ ػػة العام ػ ػػة ‪ ،‬ديػ ػ ػواف المطبوع ػ ػػات‬
‫الجامعية ‪ ،‬الجزائر ‪. 2008 ،‬‬
‫‪ -52‬محمــــد الغــــالي ‪ ،‬التػ ػػدخؿ البرلمػ ػػاني فػ ػػي مجػ ػػاؿ السياسػ ػػات العامػ ػػة فػ ػػي المغػ ػػرب‬
‫‪ ،2002-1964‬ط ‪ ، 1‬المطبعة الوراقة الوطنية‪ ،‬مراكش‪.‬دوف سنة النشر‪.‬‬
‫‪ -53‬محمــــد بــــاىي أبــــو يــــونس ‪ ،‬الرقاب ػػة البرلماني ػػة عم ػػى أعم ػػاؿ الحكوم ػػة ‪ ،‬ال ػػدار‬
‫الجديدة لمنشر اإلسكندرية ‪.2002 ،‬‬
‫‪ -54‬محمــــــــد حســــــــين ‪ ،‬ت ػ ػ ػػدبير المالي ػ ػ ػػة العمومي ػ ػ ػػة الرىان ػ ػ ػػات واإلك ارى ػ ػ ػػات ‪،‬ط‪،1‬‬
‫دارالقمـ‪،‬دمشؽ‪. 2005،‬‬
‫‪362‬‬
‫‪ -55‬محمــــد شــــفيق ‪ ،‬التنميػ ػػة اإل جتماعيػ ػػة د ارسػ ػػات فػ ػػي قضػ ػػايا التنميػ ػػة ومشػ ػػكبلت‬
‫المجتمع ‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث ‪ ،1994،‬اإلسكندرية‪.‬‬
‫‪ -56‬محمــــــد صــــــالح الكـــــــروي ‪ ،‬التجربػ ػ ػػة البرلمانيػ ػ ػػة فػ ػ ػػي المغػ ػ ػػرب ‪1997-1963‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة البريؽ‪ ،‬الرباط‪.2010،‬‬
‫‪ -57‬محمـــــد صـــــغير بعمـــــي ‪ ،‬يس ػ ػػرى أب ػ ػػو ع ػ ػػبلء ‪ ،‬المالي ػ ػػة العام ػ ػػة ‪ ،‬دار العم ػ ػػوـ ‪،‬‬
‫الجزائر ‪.2003 ،‬‬
‫‪ -58‬محمــــــد طاقــــــة و وىــــــدى الغــــــزاوي ‪ ،‬اقتصػ ػ ػػاديات الماليػ ػ ػػة العامػ ػ ػػة ‪،‬ط‪ ،1‬دار‬
‫الميسرة ‪ ،‬عماف‪. 2007 ،‬‬
‫‪ -59‬محمـــــــد محمـــــــود ربيـــــــع واســـــــماعيل صـــــــبري مقمـــــــد ‪ ،‬األسػ ػ ػػاس فػ ػ ػػي العمػ ػ ػػوـ‬
‫السياسية‪،‬موسوعة العموـ‪ ،‬الكويت‪.1994 ،‬‬
‫‪ -60‬محمــــد يوســــف عمــــوان ‪ ،‬القػ ػػانوف الػ ػػدولي العػ ػػاـ ‪ ،‬المقدمػ ػػة والمصػ ػػادر ‪،‬ط ‪،3‬‬
‫دار وائؿ لمنشر والتوزيع ‪ ،‬عماف‪. 2003 ،‬‬
‫‪ -61‬محمـــــود الطنطـــــاوي البـــــاز و طـــــارق محمـــــد عبـــــد الســـــالم ‪ ،‬الماليػ ػػة العام ػ ػػة‬
‫والتشريع الضريبي‪ ،‬مكتبة عيف الشمس ‪ ،‬القاىرة‪.2003 ،‬‬
‫‪ -62‬مصــــــــــطفى الفــــــــــار ‪ ،‬اإلدارة الماليػ ػ ػ ػ ػػة العامػ ػ ػ ػ ػػة ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار أسػ ػ ػ ػ ػػامة لمنشػ ػ ػ ػ ػػر‬
‫والتوزيع ‪ ،‬عماف ‪.2008 ،‬‬
‫‪ -63‬مصـــــطفى قمـــــوش ‪ ،‬النظ ػ ػػاـ الدس ػ ػػتوري المغرب ػ ػػي ‪ ،‬ط‪ ، 4‬مكتب ػ ػػة دار الس ػ ػػبلـ‪،‬‬
‫الرباط ‪. 1994 ،‬‬
‫‪ -64‬منصــــــــــــور عيســــــــــــو ‪ ،‬المالي ػ ػ ػ ػ ػػة العام ػ ػ ػ ػ ػػة ‪ ،‬ط‪، 1‬دوف دار النش ػ ػ ػ ػ ػػر‪،‬المغرب‪،‬‬
‫‪.2005‬‬
‫‪ -65‬مولــــــود ديــــــدان ‪ ،‬مباحػ ػ ػػث فػ ػ ػػي القػ ػ ػػانوف الدسػ ػ ػػتوري ‪ ،‬دار النجػ ػ ػػاح لمكتػ ػ ػػاب ‪،‬‬
‫الجزائر ‪.2005 ،‬‬

‫‪363‬‬
‫‪ -66‬الناصــــــــرعبد الواحـــــــــد ‪ ،‬التطبيقػ ػ ػ ػػات المغربيػ ػ ػ ػػة لقػ ػ ػ ػػانوف العبلقػ ػ ػ ػػات الدوليػ ػ ػ ػػة ‪،‬‬
‫منشورات الزمف مطبعة النجاح الجديدة ‪ ،‬الدار البيضاء ‪. 2004 ،‬‬
‫‪ -67‬الناصـــــــــرعبد الواحـــــــــد ‪ ،‬الحيػ ػ ػ ػػاة القانونيػ ػ ػ ػػة الدوليػ ػ ػ ػػة ‪ :‬مػ ػ ػ ػػدخؿ لفيػ ػ ػ ػػـ التطػ ػ ػ ػػور‬
‫واش ػ ػػكاليات التطبي ػ ػػؽ ف ػ ػػي الق ػ ػػانوف ال ػ ػػدولي الع ػ ػػاـ ‪ ،‬مطبع ػ ػػة النج ػ ػػاح الجدي ػ ػػد ‪ ،‬ال ػ ػػدار‬
‫البيضاء ‪.2011 ،‬‬
‫‪ -68‬وســــيم حســــام الــــدين األحمــــد ‪ ،‬الرقابػ ػػة البرلمانيػ ػػة عمػ ػػى أعمػ ػػاؿ الحكومػ ػػة مػ ػػف‬
‫النظ ػ ػ ػ ػػاميف الرئاس ػ ػ ػ ػػي والبرلم ػ ػ ػ ػػاني ‪،‬ط‪ ،1‬منش ػ ػ ػ ػػورات الحمب ػ ػ ػ ػػي الحقوقي ػ ػ ػ ػػة ‪ ،‬بي ػ ػ ػ ػػروت‪،‬‬
‫‪. 2008‬‬
‫‪ -69‬يحي دنيدني ‪ ،‬المالية العمومية ‪ ،‬دارالخمدونية‪ ،‬الجزائر‪. 2010 ،‬‬
‫‪/2‬األطروحات ومذكرات الماجستير‪:‬‬
‫أ‪ -‬األطروحات ‪:‬‬
‫‪ -1‬أحســــــن رابحــــــي ‪ ،‬مب ػ ػػدأ ت ػ ػػدرج المع ػ ػػايير القانوني ػ ػػة والنظ ػ ػػاـ الق ػ ػػانوني الج ازئ ػ ػػري‪،‬‬
‫رس ػ ػػالة دكت ػ ػػوراه ف ػ ػػي الق ػ ػػانوف‪ ،‬معي ػ ػػد الحق ػ ػػوؽ والعم ػ ػػوـ القانوني ػ ػػة‪ ،‬جامع ػ ػػة الج ازئ ػ ػػر‪،‬‬
‫‪2006-2005‬‬
‫‪ -2‬خدوجـــــــة خمـــــــوفي ‪ ،‬الرقاب ػ ػ ػػة البرلماني ػ ػ ػػة عم ػ ػ ػػى أعم ػ ػ ػػاؿ الس ػ ػ ػػمطة التنفيذي ػ ػ ػػة ف ػ ػ ػػي‬
‫المغػ ػ ػػرب العربػ ػ ػػي –د ارسػ ػ ػػة مقارنػ ػ ػػة‪ -‬أطروحػ ػ ػػة لنيػ ػ ػػؿ شػ ػ ػػيادة الػ ػ ػػدكتوراه فػ ػ ػػي القػ ػ ػػانوف‬
‫العاـ‪ ،‬كمية الحقوؽ بف عكنوف‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2012/2011 ،‬‬
‫‪ -3‬دالل لوشـــــن ‪ ،‬الص ػ ػػبلحيات التشػ ػ ػريعية لػ ػ ػرئيس الجميوري ػ ػػة‪ ،‬رس ػ ػػالة دكت ػ ػػوراه ف ػ ػػي‬
‫العموـ القانونية‪ ،‬كمية الحقوؽ‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2012-2011 ،‬‬
‫‪ -4‬زبيـــــدة نكـــــاز ‪ ،‬الحسػ ػػابات العموميػ ػػة فػ ػػي الماليػ ػػة العامػ ػػة‪ ،‬أطروحػ ػػة دكتػ ػػوراه فػ ػػي‬
‫القانوف العاـ‪ ،‬جامعة فاس‪ ،‬المغرب‪.2005/2004 ،‬‬

‫‪364‬‬
‫‪ -5‬ســــــعيد الصــــــد يقـــــــي ‪ ،‬صػ ػ ػػنع السياسػ ػ ػػة الخارجيػ ػ ػػة لممغػ ػ ػػرب ‪ ،‬أطروحػ ػ ػػة لنيػ ػ ػػؿ‬
‫ال ػ ػ ػ ػػدكتوراه ف ػ ػ ػ ػػي الق ػ ػ ػ ػػانوف الع ػ ػ ػ ػػاـ جامع ػ ػ ػ ػػة محم ػ ػ ػ ػػد األوؿ كم ي ػ ػ ػ ػػة العم ػ ػ ػ ػػوـ القانوني ػ ػ ػ ػػة‬
‫واالقتصادية واالجتماعية ‪ ،‬وجدة ‪.2002 ،‬‬
‫‪ -6‬صــــــميحة بــــــن نممــــــة ‪،‬مخط ػ ػػط التنمي ػ ػػة المحمي ػ ػػة ف ػ ػػي ظ ػ ػػؿ اإلص ػ ػػبلح الم ػ ػػالي‪،‬‬
‫أطروح ػ ػ ػػة مقدم ػ ػ ػػة لني ػ ػ ػػؿ ش ػ ػ ػػيادة ال ػ ػ ػػدكتوراه ف ػ ػ ػػي الق ػ ػ ػػانوف الع ػ ػ ػػاـ‪ ،‬جامع ػ ػ ػػة الج ازئ ػ ػ ػػر‪،‬‬
‫‪.2013‬‬
‫‪ -7‬كـــــــريم نبيـــــــو ‪ ،‬البرلم ػ ػ ػػاف وص ػ ػ ػػناعة السياس ػ ػ ػػات العام ػ ػ ػػة ف ػ ػ ػػي ال ػ ػ ػػنظـ السياس ػ ػ ػػية‬
‫وا لدس ػ ػػتور المغرب ػ ػػي‪ ،‬أطروح ػ ػػة لني ػ ػػؿ ال ػ ػػدكتوراه ف ػ ػػي الق ػ ػػانوف الدس ػ ػػتوري‪ ،‬المؤسس ػ ػػات‬
‫السياس ػ ػ ػ ػ ػػية‪ ،‬جامع ػ ػ ػ ػ ػػة الحس ػ ػ ػ ػ ػػف الث ػ ػ ػ ػ ػػاني‪ ،‬كمي ػ ػ ػ ػ ػػة العم ػ ػ ػ ػ ػػوـ القانوني ػ ػ ػ ػ ػػة واالقتص ػ ػ ػ ػ ػػادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬الدار البيضاء‪.2014-2013 ،‬‬
‫‪ -8‬نزييــــة بــــن ازغــــو ‪ ،‬تقويػ ػػة السػ ػػمطة التنفيذيػ ػػة فػ ػػي دوؿ المغػ ػػرب العربػ ػػي‪ -‬د ارسػ ػػة‬
‫مقارن ػ ػ ػػة‪ ،‬رس ػ ػ ػػالة دكت ػ ػ ػػوراه ف ػ ػ ػػي الق ػ ػ ػػانوف الع ػ ػ ػػاـ‪ ،‬كمي ػ ػ ػػة الحق ػ ػ ػػوؽ‪ ،‬الج ازئ ػ ػ ػػر‪-2008 ،‬‬
‫‪.2009‬‬
‫ب‪-‬مذكرات الماجستير‪:‬‬
‫‪ -1‬أحمـــــــد بركـــــــات ‪،‬اإل ختصاص ػ ػ ػػات التشػ ػ ػ ػريعية لػ ػ ػ ػرئيس الجميوري ػ ػ ػػة ف ػ ػ ػػي النظ ػ ػ ػػاـ‬
‫الدسػ ػػتوري الجزائري‪،‬م ػ ػػذكرة تخ ػ ػػرج لنيػ ػػؿ ش ػ ػػيادة ماجس ػ ػػتير ف ػ ػي الق ػ ػػانوف العاـ‪،‬جامع ػ ػػة‬
‫أبو بكر بمقايد‪،‬تممساف‪،‬سنة‪.2008/2007‬‬
‫‪ -2‬أحمـــــد ولــــــد عبــــــد الرحمــــــان ‪ ،‬الرقاب ػ ػػة عم ػ ػػى األمػ ػ ػواؿ العمومي ػ ػػة ‪ ،‬م ػ ػػذكرة لني ػ ػػؿ‬
‫شػ ػ ػ ػػيادة الماجسػ ػ ػ ػػتير فػ ػ ػ ػػي القػ ػ ػ ػػانوف العػ ػ ػ ػػاـ ‪،‬جامعػ ػ ػ ػػة أبػ ػ ػ ػػوبكر بمقػ ػ ػ ػػا يػ ػ ػ ػػد ‪،‬تممسػ ػ ػ ػػاف‪،‬‬
‫سنة‪. 2008-2007‬‬
‫‪ -3‬بشــــــير بــــــن مالــــــك ‪ ،‬اإلختصػ ػ ػػاص التنظيم ػ ػػي لمسػ ػ ػػمطة التنفيذيػ ػ ػػة فػ ػ ػػي الج ازئػ ػ ػػر‬
‫عمىضػ ػ ػ ػ ػػوء دسػ ػ ػ ػ ػػتور ‪ 28‬نػ ػ ػ ػ ػػوفمبر ‪ ، 1996‬رسػ ػ ػ ػ ػػالة ماجسػ ػ ػ ػ ػػتير ‪،‬جامعػ ػ ػ ػ ػػة جيبللػ ػ ػ ػ ػػي‬
‫اليابس‪ ،‬سيدي بمعباس‪،‬سنة ‪. 1999-1998‬‬
‫‪365‬‬
‫‪ -4‬تاكفارينـــــاس ولـــــد عمـــــي ‪ ،‬الموافقػ ػػات البرلمانيػ ػػة وفقػ ػػا لمتعػ ػػديؿ الدسػ ػػتوري لسػ ػػنة‬
‫‪ ، 1996‬م ػ ػ ػ ػػذكرة لني ػ ػ ػ ػػؿ ش ػ ػ ػ ػػيادة الماجس ػ ػ ػ ػػتير ف ػ ػ ػ ػػي الق ػ ػ ػ ػػانوف الع ػ ػ ػ ػػاـ ف ػ ػ ػ ػػرع الدول ػ ػ ػ ػػة‬
‫والمؤسسات العمومية ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ 1‬كمية الحقوؽ ‪. 2011 ،‬‬
‫‪ -5‬جميمــــــــــة جمعاســــــــــي ‪،‬الرقابػ ػ ػ ػ ػػة الماليػ ػ ػ ػ ػػة عمػ ػ ػ ػ ػػى النف قػ ػ ػ ػ ػػات العموميػ ػ ػ ػ ػػة د ارسػ ػ ػ ػ ػػة‬
‫مقارنة‪،‬مذكرة ماجسػ ػ ػػتير فػ ػ ػػي القػ ػ ػػانوف العػ ػ ػػاـ فػ ػ ػػرع إدارة ومالية‪،‬جامعػ ػ ػػة أمحمػ ػ ػػد بػ ػ ػػوقرة‪،‬‬
‫بومرداس كميػػة الحػػقوؽ بودواو‪. 2012،‬‬
‫‪ -6‬حمــــدي عفــــرون ‪ ،‬إع ػػداد القػ ػوانيف ف ػػي النظ ػػاـ الق ػػانوني الج ازئػ ػػري ‪ ،‬م ػػذكرة لني ػػؿ‬
‫شيادة الماجستير في القانوف العاـ ‪ ،‬كمية الحقوؽ جامعةالجزائر‪.2007 ،‬‬
‫‪ -7‬خدوجـــــة خمـــــوفي ‪ ،‬الرقاب ػ ػػة البرلماني ػ ػػة عم ػ ػػى أعم ػ ػػاؿ الحكوم ػ ػػة ف ػ ػػي ظ ػ ػػؿ دس ػ ػػتور‬
‫‪ ، 1996‬مػ ػػذكرة ماجسػ ػػتير فػ ػػي القػ ػػانوف الدسػ ػػتوري‪ ،‬معيػ ػػد الحقػ ػػوؽ والعمػ ػػوـ اإلداريػ ػػة‪،‬‬
‫الجزائر‪.2001-2000 ،‬‬
‫‪ -8‬ســـــعاد بـــــن ســـــرية ‪ ،‬مركػ ػػز رئػ ػػيس الجميوريػ ػػة فػ ػػي النظػ ػػاـ السياسػ ػػي الج ازئػ ػػري‬
‫بعػ ػػد التعػ ػػديؿ الدسػ ػػتوري األخيػ ػػر بموجػ ػػب قػ ػػانوف رقػ ػػـ ‪ ، 19-08‬مػ ػػذكرة مقدمػ ػػة لنيػ ػػؿ‬
‫شػ ػ ػػيادة الماجس ػ ػ ػػتير ف ػ ػ ػػي الق ػ ػ ػػانوف العػ ػ ػػاـ تخص ػ ػ ػػص إدارة و مالي ػ ػ ػػة ‪ ،‬كمي ػ ػ ػػة الحق ػ ػ ػػوؽ‬
‫جامعة أمحمد بوقرةبومرداس ‪،‬سنة ‪. 2010/2009‬‬
‫‪ -9‬طـــــاىر جمـــــال الـــــدين ‪ ،‬مراقبػ ػػة تنفيػ ػػذ النفقػ ػػات العمومي ػ ػػة فػ ػػي الج ازئػ ػػر ‪ ،‬م ػ ػػذكرة‬
‫مقدم ػ ػ ػػة لني ػ ػ ػػؿ ش ػ ػ ػػيادة ماجس ػ ػ ػػتير ف ػ ػ ػػي العم ػ ػ ػػوـ االقتص ػ ػ ػػادية ‪ ،‬جامع ػ ػ ػػة الجزائر‪،‬س ػ ػ ػػنة‬
‫‪. 2002/2001‬‬
‫‪ -10‬عبــــد الحميــــد بــــن ناصــــر ‪ ،‬التخطػ ػػيط و ترشػ ػػيد االختبػ ػػارات الموازنػ ػػة ‪ ،‬رسػ ػػالة‬
‫ماجس ػ ػػتير فػ ػ ػػي العمػ ػ ػػوـ االقتصػ ػ ػػادية ‪،‬ف ػ ػػرع التخطػ ػ ػػيط‪ ، ،‬معيػ ػ ػػد العمػ ػ ػػوـ االقتصػ ػ ػػادية‪،‬‬
‫جامعة الجزائر ‪ ،‬السنة الجامعية ‪. 1998-1997‬‬
‫‪ -11‬عبد المجيد فدى ‪ ،‬النظاـ الضريبي في النظـ االقتصادية ‪ ،‬دراسة مقاربة ‪،‬‬
‫رسالة ماجستير ‪ ،‬كمية العموـ اإلقتصادية وعموـ التسيير‪،‬جامعة الجزائر‪.1991،‬‬
‫‪366‬‬
‫‪ -12‬فاطمــــــة ســــــاجي ‪ ،‬الش ػ ػػفافية ك ػ ػػأداة لتس ػ ػػيير المالي ػ ػػة العام ػ ػػة ‪ ،‬م ػ ػػذكرة مقدم ػ ػػة‬
‫ض ػػمف متطمب ػػات ش ػػيادة الماجس ػػتير ف ػػي إط ػػار مدرس ػػة ال ػػدكتوراه ف ػػرع تس ػػيير المالي ػػة‬
‫العام ػ ػػة ‪ ،‬كمي ػ ػػة العم ػ ػػوـ اإلقتص ػ ػػادية و التجاري ػ ػػة و عم ػ ػػوـ التس ػ ػػيير جامع ػ ػػة أب ػ ػػو بك ػ ػػر‬
‫بمقايد ‪،‬تممساف ‪ ،‬سنة ‪. 2011-2010‬‬
‫‪ -13‬فريــــــــــــدة زنــــــــــــاتي‪،‬العبلقػ ػ ػ ػ ػ ػػة القانونيػ ػ ػ ػ ػ ػػة بػ ػ ػ ػ ػ ػػيف المكمػ ػ ػ ػ ػ ػػؼ بالض ػ ػ ػ ػ ػ ػريبة وادارة‬
‫الضرائب‪،‬رس ػ ػػالة ماجس ػ ػػتير ف ػ ػػي الق ػ ػػانوف الع ػ ػػاـ ف ػ ػػرع إدارة ومالي ػ ػػة ‪ ،‬جامع ػ ػػة أمحم ػ ػػد‬
‫بوقره بومرداس‪.2012،‬‬
‫‪ -14‬محمــــــد تشــــــعبت ‪ ،‬االسػ ػ ػػتجواب وسػ ػ ػػيمة مػ ػ ػػف وسػ ػ ػػائؿ الرقابػ ػ ػػة البرلمانيػ ػ ػػة عمػ ػ ػػى‬
‫أعم ػ ػ ػػاؿ الحكوم ػ ػ ػػة‪ ،‬م ػ ػ ػػذكرة لني ػ ػ ػػؿ ش ػ ػ ػػيادة الماجس ػ ػ ػػتير ف ػ ػ ػػي الق ػ ػ ػػانوف‪ ،‬ف ػ ػ ػػرع الدول ػ ػ ػػة‬
‫والمؤسسات‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2014 ،‬‬
‫‪ -15‬محمــــــد خالصــــــي‪ ،‬عمميػ ػ ػػة تحضػ ػ ػػير الم يزانيػ ػ ػػة العامػ ػ ػػة لمدولػ ػ ػػة فػ ػ ػػي الج ازئػ ػ ػػر‪،‬‬
‫مػ ػػذكرة مقدمػ ػػة لنيػ ػػؿ شػ ػػيادة الماجسػ ػػتير فػ ػػي القػ ػػانوف العمػ ػػـ تخصػ ػػص إدارة و ماليػ ػػة‪،‬‬
‫معيد الحقوؽ الجزائر‪.1988،‬‬
‫‪ -16‬محمـــــد لمعينـــــي ‪ ،‬التحقيػ ػػؽ البرلم ػ ػػاني فػ ػػي النظػ ػػاـ الدسػ ػػتوري الج ازئػ ػػري‪ ،‬بح ػ ػػث‬
‫مق ػػدـ لنيػ ػػؿ شػ ػػيادة ماجسػ ػػتير فػ ػػي الحقػ ػػوؽ‪ ،‬كميػ ػػة الحقػ ػػوؽ والعمػ ػػوـ السياسػ ػػية‪ ،‬جامعػ ػػة‬
‫محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪.2004 ،‬‬
‫‪ -17‬نـــــــور الـــــــدين رداد ‪ ،‬التشػ ػ ػ ػريع ع ػ ػ ػػف طري ػ ػ ػػؽ األوام ػ ػ ػػر و أثػ ػ ػ ػره عم ػ ػ ػػى الس ػ ػ ػػمطة‬
‫التشػ ػ ػريعية فػ ػ ػػي ظ ػ ػػؿ دسػ ػ ػػتور ‪ ، 1996‬مػ ػ ػػذكرة مقدم ػ ػػة لنيػ ػ ػػؿ ش ػ ػػيادة ماجسػ ػ ػػتير فػ ػ ػػي‬
‫الق ػ ػ ػ ػ ػػانوف الع ػ ػ ػ ػ ػػاـ ‪ ،‬جامع ػ ػ ػ ػ ػػة اإلخ ػ ػ ػ ػ ػػوة منت ػ ػ ػ ػ ػػوري قس ػ ػ ػ ػ ػػنطينة ‪،‬س ػ ػ ػ ػ ػػنة ‪2006/2005‬‬
‫‪/3‬المقاالت ‪:‬‬
‫‪ -1‬أحسن رابحي‪"،‬محاولة نظرية لئلقتراب مف ظاىرة األوامر التشريعية"‪،‬المجمة‬
‫الجزائريةلمعموـ القانونية واالقتصادية و السياسية ‪،‬العدد األوؿ‪،2008 ،‬ص ص‪-59‬‬
‫‪.76‬‬
‫‪367‬‬
‫‪ " -2‬األحكاـ الموضوعية المتعمقة بالسؤاؿ البرلماني"‪ ،‬مجمة آفاؽ برلمانية ‪ ،‬العدد ‪09‬‬
‫لشير ديسمبر ‪ ،2018‬ص ص‪.50-5‬‬
‫‪" -3‬البرلماف وقوانيف المالية األسس الدستورية الواقع واآلفاؽ والتطور"‪ ،‬مجمة الفكر‬
‫البرلماني ‪،‬العدد ‪4‬أكتوبر ‪،2003‬ص ص‪.20-3‬‬
‫‪ " -4‬إعداد الميزانية والرقابة البرلمانية أدوات وتقنيات"‪ ،‬مجمة مجمس األمة ‪،‬عدد‪، 30‬‬
‫‪ ،2007‬ص ص‪.25-22‬‬
‫‪ -5‬األمين سويقات‪"،‬اإلنشقاقات الحزبية في المغرب والجزائر"‪ ،‬دفاتر السياسة‬
‫والقانوف‪ ،‬العدد‪ ،15‬جواف‪ ،2015‬ص ص ‪.213-197‬‬
‫‪ -6‬بشير يمس شاوش‪ "،‬صبلحيات البرلماف في مجاؿ الحسابات الخاصة بالخزينة "‪،‬‬
‫مجمة الفكر البرلماني ‪ ،‬عدد خاص ‪ ،‬ديسمبر‪،2003‬ص ص‪.120-108‬‬
‫‪ -7‬جابر جاد نصار‪" ،‬اإلستجواب كوسيمة لمرقابة البرلمانية عمى أعماؿ الحكومة في‬
‫مصر و الكويت"‪ ،‬مجمة القانوف واإلقتصاد‪ ،‬العدد ‪، 1998 ،68‬ص ص‪.28 -1‬‬
‫‪ -8‬جمال عبد الناصر مانع ‪ ،‬الرقابة البرلمانية عمى الحكومة في بمداف المغرب‬
‫العربي مجمة االجتياد القضائي ‪ ،‬عدد ‪،2008 ، 04‬ص ص‪.53-32‬‬
‫‪ -9‬جمال لعمارة‪"،‬عبلقة الحسابات الخاصة لمخزينة بالميزانية العامة في‬
‫الجزائر"‪،‬مجمةالعموـ االقتصادية وعموـ التسيير‪،‬عدد ‪، 2005 ،4‬ص ص‪.107 -99‬‬
‫‪ -10‬خدوجة خموفي ‪ " ،‬التشريع عف طريؽ األوامر في ظؿ تعديؿ الدستور الجزائري‬
‫لسنة ‪ ،" 2016‬المجمة القانونية عدد ‪ ، 6‬البويرة ‪،2016،‬ص ص‪.150-138‬‬
‫‪ -11‬رحمة شكالط ‪ "،‬واقع و تطبيقات مبادئ الميزانية في الجزائر "‪ ،‬المجمة النقدية‬
‫لمقانوف و العموـ السياسية ‪ ،‬العدد األوؿ ‪، 2009،‬ص ص‪.267-264‬‬
‫‪ -12‬زكريا محمد بيومي‪ "،‬اإل تجاىات الحديثة في تطوير أساليب الموازنة العامة‬
‫لمدولة"‪،‬مجمة القانوف واالقتصاد‪،‬مطبعة جامعة القاىرة ‪،‬عدد‪،1983،10‬ص‪.15‬‬

‫‪368‬‬
‫‪ -13‬سيدي محمد ولد سيد آب‪ "،‬الوظيفة التشريعية في دوؿ المغرب العربي "‪،‬سمسمة‬
‫أعماؿ ومؤلفات جامعية ‪ ،‬منشورات المجمةالمغربية لئلدارة المحميةوالتنموية‪،‬عدد‪،25‬‬
‫‪، 2001‬ص ص‪.329-303‬‬
‫‪ -14‬صالح بن راشد العماري‪" ،‬األساس النقدي أو االستحقاؽ" ‪،‬مجمة الرياض‬
‫اإلقتصادي‪،‬أـ القرى‪،‬عدد‪ 17291‬بتاريخ‪ 27‬أكتوبر ‪،2015‬ص ص‪.14-3‬‬
‫‪ -15‬عبد الحكيم عبد اه‪"،‬المعارضة السياسية"‪ ،‬مجمة الوعي ‪ ،‬العدد‪10 ، 126‬رجب‬
‫‪ 1418‬الموافؽ لتشريف الثاني ‪،1997‬ص ص‪.6-1‬‬
‫‪ -16‬عبد الرفيع بوداز ‪ "،‬السمطات الجبائية لمبرلماف في ظؿ ىاجس المحافظة عمى‬
‫التوازنات المالية"‪ ،‬المجمة المغربية لئلدارة المحمية والتنمية ‪ ،‬عدد ‪، 2011 ، 101‬ص‬
‫ص‪.188-170‬‬
‫‪ -17‬عقيمة خرباشي ‪" ،‬رقابة مجمس األمة لعمؿ الحكومة بواسطة آلية السؤاؿ" ‪،‬‬
‫مجمة الفكر البرلماني ‪ ،‬عدد ‪، 23‬سنة ‪،2009‬ص ص‪.33-18‬‬
‫‪ -18‬عمي يوسف الشكري ‪" ،‬الرقابة عمى دستورية المعاىدات الدولية دراسة مقارنة في‬
‫الدساتير المغربية" ‪،‬مجمة القانوف ‪،‬جامعة الكوفة ‪،‬عدد ‪،2008 ،7‬ص ص‪.46-13‬‬
‫‪ -19‬عمرالتونكني‪ ،‬مسؤولية الفاعميف في تسيير الميزانية حسب األىداؼ‪ ،‬مجمة اإلدارة‬
‫العدد ‪،2006،2‬ص ص‪.39-17‬‬
‫‪ -20‬فاطمة فوقة ونبيل بوفميح‪" ،‬إنعكاسات األزمة النفطية لسنة‪ 2014‬عمى‬
‫الحسابات الخاصة لمخزينة في الجزائر"‪ ،‬مجمة أداء المؤسسات الجزائرية ‪،‬عدد ‪،11‬‬
‫‪،2017‬ص ص‪.159-143‬‬
‫‪ -21‬فدوى مرابط‪ " ،‬األحزاب السياسية وصناعة القرار السياسي في دوؿ المغاربية"‪،‬‬
‫مجمة جيؿ الدراسات السياسية والعبلقات الدولية‪ ،‬عدد ‪.14،2018‬ص ص‪.41-35‬‬
‫‪ -22‬قدور ظريف‪ " ،‬لجاف التحقيؽ البرلماني في النظاـ الدستوري الجزائري" –دراسة‬
‫تحميمية‪ -‬مجمة أبحاث قانونية وسياسية‪ ،‬العدد ‪، 02‬دوف سنة‪ ،‬ص ص‪.190-176‬‬
‫‪369‬‬
‫‪ -23‬محمد الكامل شمغوم‪" ،‬أساس حؽ الدولة في قرض الضريبة" ‪ ،‬مجمة العموـ‬
‫القانونية والشرعية ‪،‬كمية الحقوؽ جامعة الزاوية ‪ ،‬العدد السابع ‪ ،‬ليبيا‪،‬ديسمبر‬
‫‪،2015‬ص‪. 9‬‬
‫‪ -24‬محمــــــــد أوزيــــــــان‪ "،‬األثػ ػ ػ ػػر السػ ػ ػ ػػمبي لمفصػ ػ ػ ػػؿ‪ 51‬مػ ػ ػ ػػف الدسػ ػ ػ ػػتور"‪،‬مجمةعدالػ ػ ػ ػػة‬
‫جوست‪،‬عدد‪،10‬افريؿ ‪،2011‬ص ص‪.18-3‬‬
‫‪ -25‬محمدعمران‪"،‬حل البرلمان فً التجربة الجزائرٌةبٌن الممارسة‬
‫والنصوص"‪،‬مجلة البحوث القانونٌة والسٌاسٌة‪،‬مجلد‪،1‬عد‪، 39‬فٌفري‪،8883‬ص‬
‫ص‪.844-836‬‬
‫‪ -26‬محمد جمال الباروت‪" ،‬أزمة المعارضة السياسية في الوطف العربي"‪ ،‬مجمة‬
‫الحوار المتمدف‪ ،‬العدد ‪ ،2002 ،163‬ص ص‪.10-9‬‬
‫‪ -27‬محمد شكري‪" ،‬السمطة الضريبية" ‪ ،‬منشورات المجمة المغربية لئلدارة المحمية‬
‫والتنمية عدد ‪. 2005 ، 59‬ص‪.64-48‬‬
‫‪ -28‬محمدلبي‪"،‬الرقابةالسياسية لمماؿ العاـ بيف الدستور الجديدواإلصبلحالمرتقبممقانوف‬
‫التنظيمي لممالية"‪،‬مجمة العموـ القانونية ‪ ،‬المغرب‪،‬عدد‪،1‬يناير‪،2016‬ص ‪.4‬‬
‫‪ -29‬محمد حمودي بن ىاشمي ‪"،‬السؤاؿ البرلماني في الجزائر" ‪،‬مجمة المنارة‬
‫لمدراسات القانونية واالدارية ‪،‬تممساف ‪،‬فيفري‪،2020‬صص‪.15-1‬‬
‫‪ -30‬مراد بدران ‪" ،‬اإلختصاص التشريعي لرئيس جميورية بمقتضى المادة ‪ 124‬مف‬
‫الدستور"‪ ،‬مجمة إدارة‪،‬عدد ‪،2000،2‬ص ص‪.45-9‬‬
‫‪ -31‬مصطفى منار‪" ،‬الدبموماسية البرلمانية واإلصبلح الدستوري" ‪ ،‬مجمة اإلقتصاد‬
‫والمجتمع‪ ،‬مطبعة الفضيمة ‪ ،‬العدد ‪ ، 12‬الطبعة األولى‪ ،‬الرباط ‪ ، 2013‬ص ‪34‬‬
‫‪ -32‬مصطفي كراجي‪" ،‬أثر التمويؿ المركزي في إستقبلؿ الجماعات المحمية في‬
‫الجزائر"‪ ،‬المجمة الجزائرية لمعموـ القانونية واإلقتصاديةوالسياسية‪،‬الجزء‪،1996 ،34‬ص‬
‫ص‪.379-350‬‬

‫‪370‬‬
‫‪ -33‬مصطفي منار‪"،‬واقعاألمواؿ العمومية بيف ضعؼ البرلماف وىيمنة الحكومة"‪،‬‬
‫المجمة المغربية لئلدارة المحمية والتنمية‪،‬ماي‪-‬جواف‪،‬عدد‪،80،2008‬صص‪.76-31‬‬
‫‪ -34‬نغم محمد صالح ‪ " ،‬التعددية الحزبية في العراؽ في ظؿ غياب قانوف االحزاب"‪،‬‬
‫مجمة العموـ السياسية‪،‬جامعةبغداد‪،‬عدد ‪،2011، 43‬ص ص‪.74-55‬‬
‫‪ -35‬نور الدين رداد‪ "،‬الموافقة البرلمانية عمى المعاىدات الدولية ذات الطابع المالي"‪،‬‬
‫مجمةالعموـ اإلنسانية‪ ،‬العدد ‪ ،46‬ديسمبر‪ ، 2016‬المجمد ب‪ ،‬جامعة اإلخوة منتوري‪،‬‬
‫قسنطينة‪،2016 ،‬ص ص‪.484-470‬‬
‫‪-36‬وليد شريط‪ " ،‬مشاركة الحكومة البرلماف في ممارسة وظيفتو التشريعية في ظؿ‬
‫‪،‬جامعة الجمفة ‪،‬‬ ‫الدساتير المغاربية دراسة مقارنة "‪ ،‬مجمة الحقوؽ والعموـ اإلنسانية‬
‫عدد ‪، 3‬جواف ‪ ، 2009‬ص ص‪.243-210‬‬
‫‪-4‬الممتقيات والمداخالت‪:‬‬
‫ا‪/‬الممتقيات‪:‬‬
‫‪ -1‬عبـــد الباســــط عمــــي جاســــم الزبيــــدي ‪" ،‬س ػػمطة الدول ػػة ف ػػي ف ػػرض الضػ ػرائب ف ػػي‬
‫الفكػ ػػر اإلسػ ػػبلمي والقػ ػػانوف الوضػ ػػعي" ‪ ،‬الممتقػ ػػي الػ ػػدولي االقتصػ ػػاد اإلسػ ػػبلمي الواقػ ػػع‬
‫و رىانات المستقبؿ ‪،‬جامعة غرداية‪24-23،‬فيفري‪.2011‬‬
‫ب‪/‬المداخالت‪:‬‬
‫‪-1‬عمـــــــار خبابـــــــة ‪ " ،‬المعاى ػ ػ ػػدات الدولي ػ ػ ػػة والتشػ ػ ػ ػريع الج ازئ ػ ػ ػػري "‪ ،‬مداخم ػ ػ ػػو عم ػ ػ ػػى‬
‫مسػ ػػتوى مجمػ ػػس شػ ػػعبي الػ ػػوطني ‪ ،‬فػ ػػي اليػ ػػوـ البرلمػ ػػاني لممجموعػ ػػة البرلمانيػ ػػة تكتػ ػػؿ‬
‫الجزائر الخضراء بتاريخ‪5‬ماي ‪.2015‬‬

‫‪371‬‬
‫‪/5‬النصوص القانونية ‪:‬‬

‫أ‪-‬الدساتير‪:‬‬

‫*الجميورية الجزائرية‪:‬‬

‫‪ -1‬التعديؿ الدستوري لسنة‪1989‬الموافؽ عميو بإستفتاء‪23‬فيفري‪،1989‬والمنشور‬


‫بمقتضي المرسوـ الرئاسي رقـ‪18/89‬مؤرخ في ‪28‬فيفري‪،1989‬جريدة رسمية‬
‫عدد‪9‬بتاريخ‪1‬مارس‪.1989‬‬

‫‪ -2‬التعػ ػ ػ ػ ػػديؿ الدسػ ػ ػ ػ ػػتوري الج ازئػ ػ ػ ػ ػػري لسػ ػ ػ ػ ػػنة‪ 1996‬الصػ ػ ػ ػ ػػادر بالمرسػ ػ ػ ػ ػػوـ الرئاسػ ػ ػ ػ ػػي‬
‫رقـ‪438/96‬بتاريخ‪ ،1996/12/7‬جريدة رسمية عدد‪ 76‬بتاريخ ‪ 8‬ديسمبر‪.1996‬‬
‫‪ -3‬الق ػ ػ ػ ػػانوف رق ػ ػ ػ ػػـ ‪ 19-08‬م ػ ػ ػ ػػؤرخ ف ػ ػ ػ ػػي ‪ 15‬ن ػ ػ ػ ػػوفمبر ‪ ،2008‬يتض ػ ػ ػ ػػمف التع ػ ػ ػ ػػديؿ‬
‫الدستوري لسنة‪ ،2008‬جريدة رسمية عدد ‪63‬لسنة‪.2008‬‬
‫‪ -4‬الق ػ ػ ػ ػ ػػانوف رق ػ ػ ػ ػ ػػـ ‪ 01/16‬الم ػ ػ ػ ػ ػػؤرخ ف ػ ػ ػ ػ ػػي‪06‬م ػ ػ ػ ػ ػػارس ‪ 2016‬المتض ػ ػ ػ ػ ػػمف التع ػ ػ ػ ػ ػػديؿ‬
‫الدستوري الجزائري لسنة‪ ،2016‬الجريدة الرسمية عدد ‪14‬لسنة‪.2016‬‬
‫‪ -5‬المرس ػ ػ ػ ػ ػػوـ الرئاس ػ ػ ػ ػ ػػي رق ػ ػ ػ ػ ػػـ‪ 442-20‬م ػ ػ ػ ػ ػػؤرخ ف ػ ػ ػ ػ ػػي‪30‬ديس ػ ػ ػ ػ ػػمبر‪،2020‬يتعم ػ ػ ػ ػ ػػؽ‬
‫بإصػ ػ ػ ػ ػػدارالتعديؿ الدستوري‪،‬المصػ ػ ػ ػ ػػادؽ عميػ ػ ػ ػ ػػو فػ ػ ػ ػ ػػي اسػ ػ ػ ػ ػػتفتاء‪،2020/11/1‬جريػ ػ ػ ػ ػػدة‬
‫رسمية عدد‪82‬لسنة‪.2020‬‬
‫*الجميورية التونسية‪:‬‬

‫‪-1‬دسػ ػ ػػتور الجميوريػ ػ ػػة التونس ػ ػ ػية لسػ ػ ػػنة‪،1959‬صػ ػ ػػادربموجبقانونعدد‪57‬لسػ ػ ػػنة‪1959،‬‬
‫مػ ػ ػػؤرخ ف ػ ػ ػػي‪01‬ج ػ ػ ػواف‪1959‬يتعم ػ ػ ػػؽ بخػ ػ ػػتـ دستورالجميوريةالتونسيةواص ػ ػ ػػداره‪،‬عددالرائد‬
‫الرسمي ‪، 30‬المورخ في ‪1‬جواف‪. 1959‬‬

‫‪-2‬دستورالجميورية التونسية لسنة‪ 2014‬الصادر بتاريخ‪10‬فيفري‪،2014‬الرائد الرسمي‬


‫عددخاص لسنة‪.2014‬‬
‫‪372‬‬
‫*المممكة المغربية‪:‬‬
‫‪-1‬دس ػ ػ ػػتور المغ ػ ػ ػػرب لس ػ ػ ػػنة ‪ 1970‬الص ػ ػ ػػادر بن ػ ػ ػػاء عم ػ ػ ػػى الظيي ػ ػ ػػر الشػ ػ ػ ػريؼ رق ػ ػ ػػـ‬
‫‪177.70.1‬بتاريخ‪31‬يوليو‪ ،1970‬جريدة رسمية عدد‪3013‬لسنة‪.1970‬‬
‫‪-2‬دسػ ػ ػ ػ ػػتورالمغرب لسػ ػ ػ ػ ػػنة ‪ 1972‬الصػ ػ ػ ػ ػػادر بنػ ػ ػ ػ ػػاء عمػ ػ ػ ػ ػػى الظييػ ػ ػ ػ ػػر الش ػ ػ ػ ػ ػريؼ رقػ ػ ػ ػ ػػـ‬
‫‪ 061.72.1‬بتاريخ ‪10‬مارس‪1972‬‬
‫‪-3‬دس ػ ػ ػػتور المغ ػ ػ ػػرب لس ػ ػ ػػنة‪ 1996‬الص ػ ػ ػػادر بموج ػ ػ ػػب الظيي ػ ػ ػػر الشػ ػ ػ ػريؼ رق ػ ػ ػػـ‪-157‬‬
‫‪ 1-96‬بتاريخ ‪7‬اكتوبر‪،1996‬جريدة رسمية عدد‪4420‬بتاريخ‪10‬اكتوبر‪1996‬‬
‫‪ -4‬دسػ ػػتور المغ ػ ػػرب الص ػ ػػادر بموج ػ ػػب ظييػ ػػر شػ ػ ػريؼ رق ػ ػػـ ‪ 1-11-91‬ص ػ ػػادر ف ػ ػػي‬
‫‪ 27‬ش ػ ػ ػػعباف ‪ 1432‬المواف ػ ػ ػػؽ ل ػ ػ ػ ػ ‪ 19‬يولي ػ ػ ػػو ‪ 2011‬جري ػ ػ ػػدة رس ػ ػ ػػمية ع ػ ػ ػػدد ‪5964‬‬
‫مكرر لػ ‪ 28‬شعباف ‪ 1432‬الموافؽ لػ ‪ 30‬يوليو ‪. 2011‬‬
‫ب‪-‬اإل تفاقيات الدولية‪:‬‬
‫‪-1‬إتفاقية فيينا بشأف قانوف المعاىدات لسنة‪،1969‬ج رعدد‪42‬بتاريخ‪.1969/10/14‬‬

‫ج‪-‬النصوص التشريعية‪:‬‬
‫‪- 1‬القوانين العضوية‪:‬‬
‫*الجميوريةالجزائرية‪:‬‬
‫‪ -1‬القػ ػ ػػانوف العضػ ػ ػػوي رقػ ػ ػػـ ‪ 02/99‬المػ ػ ػػؤرخفي ‪08‬مػ ػ ػػارس‪ ،1999‬المحػ ػ ػػدد لتنظػ ػ ػػيـ‬
‫المجم ػ ػ ػػس الش ػ ػ ػػعبي ال ػ ػ ػػوطني ومجم ػ ػ ػػس األم ػ ػ ػػة وعمميم ػ ػ ػػا وك ػ ػ ػػذاالعبلقات الوظيفي ػ ػ ػػة‬
‫بينيما وبيف الحكومة ‪،‬جريدةرسميةعدد ‪15‬بتاريخ ‪09‬مارس‪.1999‬‬
‫‪ -2‬القػ ػ ػ ػػانوف العضػ ػ ػ ػػوي رقػ ػ ػ ػػـ‪ 12/16‬يتعمػ ػ ػ ػػؽ بتنظػ ػ ػ ػػيـ المجمػ ػ ػ ػػس الشػ ػ ػ ػػعبي الػ ػ ػ ػػوطني‬
‫ومجم ػ ػػس األم ػ ػػة وعمميم ػ ػػا وك ػ ػػذا العبلق ػ ػػات الوظيفي ػ ػػة بينيم ػ ػػاوبيف الحكوم ػ ػػةالمؤرخ‬
‫في ‪، 2016‬جريدة رسمية عدد‪50‬الصادرة في ‪ 28‬أوت ‪.2016‬‬
‫‪-3‬القػ ػ ػ ػػانوف العضػ ػ ػ ػػوي رقػ ػ ػ ػػـ‪15/18‬مػ ػ ػ ػػؤرخ فػ ػ ػ ػػي‪2‬سػ ػ ػ ػػبتمبر‪ ،2018‬يتعمػ ػ ػ ػػؽ بق ػ ػ ػ ػوانيف‬
‫المالية‪ ،‬جريدة رسمية عدد‪ 53‬لسنة‪.2018‬‬

‫‪373‬‬
‫*الجميوريةالتونسية‪:‬‬
‫‪-1‬الق ػ ػ ػ ػػانوف األساس ػ ػ ػ ػػي لمميزانيةع ػ ػ ػ ػػدد ‪ 53‬لس ػ ػ ػ ػػنة ‪ 1967‬م ػ ػ ػ ػػؤرخ ف ػ ػ ػ ػػي ‪ 8‬س ػ ػ ػ ػػبتمبر‬
‫‪ 1967‬يتعمػ ػ ػػؽ بالقػ ػ ػػانوف األساسػ ػ ػػي لمميزانيػ ػ ػػة ‪،‬جريػ ػ ػػدة رسػ ػ ػػميةعدد ‪ 52‬لسػ ػ ػػنة ‪1967‬‬
‫معػ ػػدؿ ومػ ػػتمـ بموجػ ػػب القػ ػػانوف رقػ ػػـ ‪ 42‬لسػ ػػنة ‪ 2004‬مػ ػػؤرخ فػ ػػي ‪ 13‬م ػ ػػاي ‪2004‬‬
‫الرائد الرسمي عدد ‪ 40‬لسنة ‪. 2004‬‬
‫‪ -2‬القػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػانوف األساسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي لمميزانيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة عػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدد ‪ 15‬لسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػنة ‪ 2019‬مػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػؤرخ ف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي‬
‫‪13‬فيف ػ ػ ػػري‪ 2019‬يتعم ػ ػ ػػؽ بالق ػ ػ ػػانوف األساس ػ ػ ػػي لمميزاني ػ ػ ػػة‪ ،‬الرائدالرس ػ ػ ػػمي ع ػ ػ ػػدد ‪152‬‬
‫لسنة ‪. 2019‬‬
‫*المممكةالمغربية‪:‬‬
‫‪-1‬الظيي ػ ػػر شػ ػ ػريؼ رق ػ ػػـ ‪1.98.138‬الص ػ ػػادر ف ػ ػػي‪26‬ن ػ ػػوفمبر‪،1998‬متعم ػ ػػؽ بتنفي ػ ػػذ‬
‫الق ػ ػ ػػانوف التنظيم ػ ػ ػػي رق ػ ػ ػػـ‪ 07.98‬لق ػ ػ ػػانوف المالية‪،‬جري ػ ػ ػػدة رس ػ ػ ػػمية ع ػ ػ ػػدد‪4644‬بت ػ ػ ػػاريخ‬
‫‪3‬ديسمبر‪.1998‬‬
‫‪-2‬القػ ػ ػ ػػانوف التنظيمػ ػ ػ ػػي رقػ ػ ػ ػػـ‪ 32-15‬الصػ ػ ػ ػػادر بتنفيػ ػ ػ ػػذ الظييػ ػ ػ ػػر الش ػ ػ ػ ػريؼ‪-15-88‬‬
‫‪1‬بت ػ ػ ػػاريخ ‪ 16‬جويمي ػ ػ ػػة ‪ 2015‬يتعم ػ ػ ػػؽ بمجم ػ ػ ػػس المستش ػ ػ ػػاريف‪ ،‬جريدة‪.‬رس ػ ػ ػػمية ع ػ ػ ػػدد‬
‫‪ 6380‬بتاريخ ‪26‬جويمية ‪.2015‬‬
‫‪-3‬الظييػ ػ ػػر الش ػ ػ ػريؼ رقػ ػ ػػـ ‪ , 1-15-62‬صػ ػ ػػادر فػ ػ ػػي ‪ 14‬شػ ػ ػػعباف ‪ 1436‬الموافػ ػ ػػؽ‬
‫ل ػ ػ ػ ػ ‪ 2‬يولي ػ ػ ػػو ‪ ، 2015‬يتعم ػ ػ ػػؽ بتنفي ػ ػ ػػذ الق ػ ػ ػػانوف التنظيم ػ ػ ػػي رق ػ ػ ػػـ ‪ 130-13‬لق ػ ػ ػػانوف‬
‫المالية ‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 6370‬لسنة ‪.2015‬‬
‫*فرنسا‪:‬‬
‫‪-1‬القانو العضوي رقـ ‪ 692 -2001‬الصادرفي‪1‬أوت ‪ ،2001‬يتعمؽ بقوانيف‬
‫المالية ‪،‬الجريدة الرسمية لمجميوري الفرنسية عدد‪.177‬‬

‫‪374‬‬
‫‪-2‬القوانين ‪:‬‬
‫*الجميوريةالجزائرية‪:‬‬
‫‪ -1‬الق ػ ػ ػػانوف رق ػ ػ ػػـ‪ 01/77‬الم ػ ػ ػػؤرخ ف ػ ػ ػػي ‪ 1977/08/15‬يتعم ػ ػ ػػؽ بالنظ ػ ػ ػػاـ ال ػ ػ ػػداخمي‬
‫لممجمس الشعبي الوطني‪،‬جريدة رسميةعدد ‪66‬لسنة‪.1977‬‬
‫‪-2‬قػ ػ ػػانوف رقػ ػ ػػـ ‪ 02-80‬المػ ػ ػػؤرخ فػ ػ ػػي ‪ 9‬فيفػ ػ ػػري ‪ 1980‬يتضػ ػ ػػمف ضػ ػ ػػبط الميزانيػ ػ ػػة‬
‫لسنة ‪ ،1978‬جريدة رسميةعدد ‪ 7‬سنة ‪.1980‬‬
‫‪-3‬ق ػ ػ ػػانوف رق ػ ػ ػػـ ‪ 04-80‬الم ػ ػ ػػؤرخ ف ػ ػ ػػي ‪ 1‬م ػ ػ ػػارس ‪ 1980‬يتعم ػ ػ ػػؽ بممارس ػ ػ ػػة وظيف ػ ػ ػػة‬
‫المراقبة مف قبؿ المجمس الشعبي الوطني‪،‬جريدة رسميةعدد ‪10‬لسنة‪.1980‬‬
‫‪-4‬قػ ػ ػ ػ ػ ػػانوف رقػ ػ ػ ػ ػ ػػـ ‪ 11-82‬مػ ػ ػ ػ ػ ػػؤرخ فػ ػ ػ ػ ػ ػػي ‪ 21‬أوت ‪ 1982‬يتعمػ ػ ػ ػ ػ ػػؽ باالسػ ػ ػ ػ ػ ػػتثمار‬
‫اإلقتصادي الخاص الوطني‪،‬جريدة رسمية عدد‪34‬بتاريخ‪24‬أوت‪. 1982‬‬
‫‪-5‬القػ ػ ػ ػ ػػانوف رق ػ ػ ػ ػ ػػـ‪ 14-82‬يتضػ ػ ػ ػ ػػمف ق ػ ػ ػ ػ ػػانوف الماليػ ػ ػ ػ ػػة لس ػ ػ ػ ػ ػػنة ‪ 1983‬الص ػ ػ ػ ػ ػػادرفي‬
‫‪،1982/12/30‬جريدة رسميةعدد‪57‬لسنة‪.1982‬‬
‫‪-6‬القػ ػ ػ ػ ػػانوف رقػ ػ ػ ػ ػػـ ‪ 17-84‬المػ ػ ػ ػ ػػؤرخ فػ ػ ػ ػ ػػي ‪ 7‬يوليوسػ ػ ػ ػ ػػنة ‪ 1984‬يتعمػ ػ ػ ػ ػػؽ بق ػ ػ ػ ػ ػوانيف‬
‫المالية‪،‬جري ػ ػػدة رس ػ ػػميةعدد ‪، 28‬مع ػ ػػدؿ والم ػ ػػتمـ بالق ػ ػػانوف رق ػ ػػـ ‪ 05-88‬الم ػ ػػؤرخ ف ػ ػػي‬
‫‪ 12‬يناير ‪، 1988‬جريدة رسميةعدد ‪ 2‬لسنة ‪.1988‬‬
‫‪-7‬ق ػ ػ ػ ػ ػػانوف المالي ػ ػ ػ ػ ػػة لس ػ ػ ػ ػ ػػنة ‪ 1988‬الم ػ ػ ػ ػ ػػؤرخ ف ػ ػ ػ ػ ػػي ‪ 27‬ج ػ ػ ػ ػ ػػانفي ‪، 1988‬جري ػ ػ ػ ػ ػػدة‬
‫رسميةعدد ‪4‬لسنة‪.1988‬‬
‫‪-8‬ق ػ ػ ػػانوف رق ػ ػ ػػـ‪ 02-87‬م ػ ػ ػػؤرخ ف ػ ػ ػػي ‪ 20‬ين ػ ػ ػػاير ‪ 1987‬يتض ػ ػ ػػمف ض ػ ػ ػػبط الميزاني ػ ػ ػػة‬
‫لمسنةالمالية ‪، 1989‬جريدة رسميةعدد‪ 4‬لسنة ‪.1987‬‬
‫‪-9‬الق ػ ػ ػػانوف رق ػ ػ ػػـ‪، 24-89‬م ػ ػ ػػؤرخ ف ػ ػ ػػي ‪ 31‬ديس ػ ػ ػػمبر ‪ 1989‬يع ػ ػ ػػدؿ وي ػ ػ ػػتـ الق ػ ػ ػػانوف‬
‫‪ 17-84‬المػ ػ ػ ػ ػػؤرخ ف ػ ػ ػ ػ ػػي ‪ 7‬جويميػ ػ ػ ػ ػػة ‪ 1984‬المتعم ػ ػ ػ ػ ػػؽ بق ػ ػ ػ ػ ػوانيف المالي ػ ػ ػ ػ ػػة‪ ،‬جري ػ ػ ػ ػ ػػدة‬
‫رسميةعدد ‪ 01‬بتاريخ‪ 3‬جانفي ‪.1990‬‬
‫‪-10‬الق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػانوف رق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػـ‪21/90‬م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػؤرخ ف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي‪15‬أوت‪1990‬المتعم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػؽ بالمحاس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػبة‬
‫العمومية‪،‬جريدة رسميةعدد‪35‬لسنة ‪.1990‬‬

‫‪375‬‬
‫‪-11‬ق ػ ػ ػ ػ ػػانوف المالي ػ ػ ػ ػ ػػة لس ػ ػ ػ ػ ػػنة ‪ 1992‬الم ػ ػ ػ ػ ػػؤرخ ف ػ ػ ػ ػ ػػي ‪ 29‬أفري ػ ػ ػ ػ ػػؿ ‪، 1992‬جري ػ ػ ػ ػ ػػدة‬
‫رسميةعدد ‪32‬لسنة‪.1992‬‬
‫‪-12‬المرس ػ ػ ػػوـ رق ػ ػ ػػـ ‪ 01-93‬المتض ػ ػ ػػمف ق ػ ػ ػػانوف المالي ػ ػ ػػة لس ػ ػ ػػنة ‪ 1993‬الص ػ ػ ػػادرفي‬
‫‪،1993/01/19‬جريدة رسميةعدد‪4‬بتاريخ‪.1993/01/20‬‬
‫‪-13‬ق ػ ػ ػػانوف رق ػ ػ ػػـ ‪ 11-99‬الم ػ ػ ػػؤرخ فػ ػ ػ ػػي ‪ 1999/12/23‬يتض ػ ػ ػػمف ق ػ ػ ػػانوف الماليػ ػ ػ ػػة‬
‫لػسنة ‪، 2000‬جريدة رسميةعدد ‪92‬لسنة‪.2000‬‬
‫‪-14‬المرسػ ػ ػ ػػوـ رقػ ػ ػ ػػـ ‪ 2-28-401‬صػ ػ ػ ػػادر فػ ػ ػ ػػي ‪ 9‬محػ ػ ػ ػػرـ ‪ 1420‬الموافػ ػ ػ ػػؽ ؿ ‪26‬‬
‫أفري ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػؿ ‪ 1999‬يتعم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػؽ بإع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػداد وتنفي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػذ قػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػوانيف المالية‪،‬جري ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدة رس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػمية‬
‫عدد‪4688‬ؿ‪19‬محرـ‪6(1420‬ماي‪.)1999‬‬
‫‪-15‬قػ ػ ػ ػ ػػانوف رقػ ػ ػ ػ ػػـ ‪ 06/2000‬المػ ػ ػ ػ ػػؤرخ فػ ػ ػ ػ ػػي ‪ 2000/12/23‬المتضػ ػ ػ ػ ػػمف قػ ػ ػ ػ ػػانوف‬
‫المالية لػسنة ‪، 2001‬جريدة رسميةعدد ‪ 80‬لسنة ‪.2000‬‬
‫‪-16‬القػ ػ ػ ػ ػػانوف رقػ ػ ػ ػ ػػـ ‪ 12-01‬المػ ػ ػ ػ ػػؤرخ فػ ػ ػ ػ ػػي ‪ 2001/07/19‬المتضػ ػ ػ ػ ػػمف القػ ػ ػ ػ ػػانوف‬
‫التكميمي لممالية لسنة ‪، 2001‬جريدة رسميةعدد ‪38‬لسنة‪. 2001‬‬
‫‪-17‬الق ػ ػ ػ ػ ػ ػػانوف رق ػ ػ ػ ػ ػ ػػـ ‪ 21-01‬الم ػ ػ ػ ػ ػ ػػؤرخ ف ػ ػ ػ ػ ػ ػػي ‪ 2001/12/22‬يتض ػ ػ ػ ػ ػ ػػمف ق ػ ػ ػ ػ ػ ػػانوف‬
‫المالية‪،‬جريدة رسميةعدد ‪79‬لسنة‪.2001‬‬
‫‪ -18‬ق ػ ػػانوف المالي ػ ػػة لس ػ ػػنة ‪ 2003‬م ػ ػػؤرخ ف ػ ػػي‪ ،2003/12/24‬جري ػ ػػدة رس ػ ػػمية ع ػ ػػدد‬
‫‪. 86‬‬
‫‪ -19‬ق ػ ػ ػ ػػانوف ع ػ ػ ػ ػػدد ‪ 80‬لس ػ ػ ػ ػػنة ‪ 2003‬م ػ ػ ػ ػػؤرخفي ‪ 2003/12/29‬يتعم ػ ػ ػ ػػؽ بق ػ ػ ػ ػػانوف‬
‫المالية لسنة ‪، 2004‬جريدةرسميةعدد‪. 104‬‬
‫‪ -20‬ق ػ ػ ػ ػػانوف رق ػ ػ ػ ػػـ‪71‬لس ػ ػ ػ ػػنة‪،2016‬م ػ ػ ػ ػػؤرخ ف ػ ػ ػ ػػي‪30‬س ػ ػ ػ ػػبتمبر‪2016‬يتعم ػ ػ ػ ػػؽ بق ػ ػ ػ ػػانوف‬
‫اإلستثمار‪،‬جريدةرسميةعدد‪82‬بتاريخ‪.2016/10/07‬‬
‫‪ -21‬األمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػررقـ ‪ 320-65‬يتضػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػمف قػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػانوف الماليػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة لسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػنة ‪1966‬بتػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاريخ‬
‫‪،1965/12/03‬جريدةرسميةعدد‪108‬بتاريخ‪.1965/12/31‬‬

‫‪376‬‬
‫‪ -22‬أم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػررقـ ‪ 20/95‬الم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػؤرخفي ‪ 17‬جويمي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة ‪ 1995‬يتعم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػؽ بمجم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػس‬
‫المحاسبة‪،‬جريدة رسمية عدد ‪39‬لسنة‪.1995‬‬
‫*الجميوريةالتونسية‪:‬‬
‫‪ -1‬قػ ػ ػػانوف رقػ ػ ػػـ‪ 81‬يتعمػ ػ ػػؽ بإصػ ػ ػػدار مجمػ ػ ػػة المحاسػ ػ ػػبة العموميػ ػ ػػة لسػ ػ ػػنة‪1973‬عػ ػ ػػدد‬
‫الرائد الرسمي التونسي‪ 51‬لسنة ‪ 1973‬مؤرخ في ‪ 31‬ديسمبر ‪.1973‬‬
‫‪- -2‬القػ ػ ػ ػػانوف عػ ػ ػ ػػدد ‪ 78‬لسػ ػ ػ ػػنة ‪ 2016‬مػ ػ ػ ػػؤرخفي ‪ 2016/12/17‬يتعمػ ػ ػ ػػؽ بقػ ػ ػ ػػانوف‬
‫المالية التونسي لسنة‪ ،2017‬الرائدالرسمي عدد ‪ 105‬ص‪.4128‬‬
‫*المممكةالمغربية‪:‬‬
‫‪ -1‬ظيي ػ ػ ػػر شػ ػ ػ ػريؼ بمثابػ ػ ػ ػػة ق ػ ػ ػػانوف ‪ 1-77-339‬بتػ ػ ػ ػػاريخ ‪ 15‬شػ ػ ػ ػواؿ ‪ 1397‬لػ ػ ػ ػ ػ ‪9‬‬
‫أكت ػ ػ ػ ػػوبر ‪ 1977‬لمدون ػ ػ ػ ػػة " الجم ػ ػ ػ ػػارؾ والضػ ػ ػ ػ ػرائب غي ػ ػ ػ ػػر المباشػ ػ ػ ػ ػرة الراجع ػ ػ ػ ػػة إلدارة‬
‫الجمارؾ والضرائب الغير مباشرة المصادؽ عمييا‪،‬ج رعدد‪ 79‬لسنة‪..1977‬‬
‫‪-2‬ظييػ ػ ػػر ش ػ ػ ػريؼ رقػ ػ ػػـ ‪ 1-95-213‬صػ ػ ػػادر فػ ػ ػػي نػ ػ ػػوفمبر ‪ 1995‬يتعمػ ػ ػػؽ بتنفي ػ ػ ػػذ‬
‫الق ػ ػ ػػانوف اإلط ػ ػ ػػار رق ػ ػ ػػـ ‪ 18/ 95‬بمثاب ػ ػ ػػة ميث ػ ػ ػػاؽ لئل س ػ ػ ػػتثمار جري ػ ػ ػػدة رس ػ ػ ػػمية ع ػ ػ ػػدد‬
‫‪ ،4335‬بتاريخ ‪ 29‬نوفمبر ‪. 1995‬‬
‫‪-3‬ظييػ ػ ػ ػػر ش ػ ػ ػ ػريؼ رقػ ػ ػ ػػـ‪1-98-138‬صػ ػ ػ ػػادرفي ‪26‬نػ ػ ػ ػػوفمبر‪ 1998‬متعمػ ػ ػ ػػؽ بتنفيػ ػ ػ ػػذ‬
‫القانوف رقـ‪،07-98‬جريدة رسميةعدد‪4644‬بتاريخ‪28‬نوفمبر ‪.1998‬‬
‫‪-4‬ظيي ػ ػ ػػر شػ ػ ػ ػريؼ رق ػ ػ ػػـ ‪ 102-24‬الص ػ ػ ػػادر بت ػ ػ ػػاريخ ‪ 13‬يوني ػ ػ ػػو ‪ 2002‬يتعم ػ ػ ػػؽ‬
‫بتنفي ػ ػ ػػذ الق ػ ػ ػػانوف رق ػ ػ ػػـ ‪ 62-99‬المتعم ػ ػ ػػؽ بالمح ػ ػ ػػاكـ المالي ػ ػ ػػة ‪،‬جري ػ ػ ػػدة رس ػ ػ ػػمية ع ػ ػ ػػدد‬
‫‪5030‬لسنة‪.2002‬‬
‫‪-5‬ظييػ ػ ػػر ش ػ ػ ػريؼ ‪ 1-15-150‬صػ ػ ػػادر ‪ 2015/12/19‬المتعمػ ػ ػػؽ بقػ ػ ػػانوف الماليػ ػ ػػة‬
‫لسنة ‪ ، 2016‬جريدة رسمية عدد ‪ 6423‬لسنة‪.2015‬‬
‫‪-6‬ظيي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر شػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػريؼ رقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػـ ‪ 70-171‬بت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاريخ ‪ 27‬جمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػادى األوؿ ‪ 1390‬ؿ‬
‫‪31‬يونيو‪ 1970‬المتعمؽ بإصدار األمر بتنفيذ دستور المغرب لسنة ‪.1970‬‬
‫‪377‬‬
‫‪-3‬األنظمة الداخمية‪:‬‬
‫*الجميوريةالجزائرية‪:‬‬
‫‪ -1‬النظػ ػ ػ ػػاـ الػ ػ ػ ػػداخمي لممجمػ ػ ػ ػػس الشػ ػ ػ ػػعبي الوطني‪،‬مػ ػ ػ ػػؤرخ فػ ػ ػ ػػي ‪ 30‬جويميػ ػ ػ ػػة ‪2000‬‬
‫جريدة رسميةعدد ‪ 46‬لسنة ‪.2000‬‬
‫‪-2‬النظ ػ ػ ػ ػ ػػاـ ال ػ ػ ػ ػ ػػداخمي لمجم ػ ػ ػ ػ ػػس األم ػ ػ ػ ػ ػػةالمؤرخ ف ػ ػ ػ ػ ػػي ‪ 22‬غش ػ ػ ػ ػ ػػت‪،2017‬جري ػ ػ ػ ػ ػػدة‬
‫رسميةعدد ‪،49‬بتاريخ‪22‬غشت ‪.2017‬‬
‫*الجميوريةالتونسية‪:‬‬
‫‪-1‬النظ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاـ الػ ػ ػ ػ ػ ػ ػداخمي لمجم ػ ػ ػ ػ ػ ػػس النػ ػ ػ ػ ػ ػ ػواب الش ػ ػ ػ ػ ػ ػػعب التونس ػ ػ ػ ػ ػ ػػي الم ػ ػ ػ ػ ػ ػػؤرخ ف ػ ػ ػ ػ ػ ػػي‬
‫‪،2015/02/24‬عددالرائد ‪ 16‬لسنة ‪.2015‬‬
‫*المممكةالمغربية‪:‬‬
‫‪ -1‬النظػ ػ ػػاـ الػ ػ ػػداخمي لمجمػ ػ ػػس الن ػ ػ ػواب المغربػ ػ ػػي تػ ػ ػػـ أق ػ ػ ػ ارره مػ ػ ػػف طػ ػ ػػرؼ المحكمػ ػ ػػة‬
‫الدستورية بعد صدور قرارىا عدد‪17/ 65‬بتاريخ‪30‬أكتوبر‪. 2017‬‬
‫‪ -2‬النظػ ػ ػ ػػاـ الػ ػ ػ ػػداخمي لمجمػ ػ ػ ػػس المستشػ ػ ػ ػػاريف المغربػ ػ ػ ػػي الػ ػ ػ ػػذي أق ػ ػ ػ ػره فػ ػ ػ ػػي الجمسػ ػ ػ ػػة‬
‫المنعقدة يوـ ‪، 2020/05/07‬جريدة رسميةعدد‪6880‬لسنة‪. 2020‬‬
‫‪/4‬الوثائق‪:‬‬
‫‪ -1‬مكتػ ػػوب السػ ػػيد الػ ػػوزير المكمػ ػػؼ بالعبلقػ ػػات مػ ػػع مجمػ ػػس ن ػ ػواب الشػ ػػعب والنػ ػػاطؽ‬
‫الرسمي لمحكومة بتاريخ ‪ 29‬جواف ‪2016‬و ازرةالمالية ‪ 12‬جويمية ‪.2016‬‬
‫‪/5‬التقارير ‪:‬‬

‫‪ -1‬تقريػ ػػر لجنػ ػػة الماليػ ػػة و التنميػ ػػة االقتص ػ ػػادية حػ ػػوؿ مشػ ػػروع قػ ػػانوف رق ػ ػػـ ‪66-99‬‬
‫يتعمػ ػ ػ ػػؽ بتصػ ػ ػ ػػفية ميزانيػ ػ ػ ػػة لسػ ػ ػ ػػنة‪ 1993‬الواليػ ػ ػ ػػة التش ػ ػ ػ ػريعية ‪ 2002-1997‬السػ ػ ػ ػػنة‬
‫التشػ ػ ػ ػريعية الرابعػ ػ ػ ػػة ‪ 2001-2000‬طبػ ػ ػ ػػع مص ػ ػ ػػمحة الطباعػ ػ ػ ػػة و التوزيػ ػ ػ ػػع بمجمػ ػ ػ ػػس‬
‫النواب‪،‬المغرب‪.‬‬

‫‪378‬‬
‫‪ -2‬عزيػ ػ ػ ػػر كايػ ػ ػ ػػد‪ ،‬الرقابػ ػ ػ ػػة البرلمانيػ ػ ػ ػػة عمػ ػ ػ ػػى المعاىػ ػ ػ ػػدات التػ ػ ػ ػػي تبرميػ ػ ػ ػػا السػ ػ ػ ػػمطة‬
‫التنفيذي ػ ػػة‪ ،‬سمس ػ ػػة تق ػ ػػارير قانوني ػ ػػة‪ ،‬ع ػ ػػدد ‪ ، 29‬الييئ ػ ػػة الفمس ػ ػػطينية المس ػ ػػتقمة لحق ػ ػػوؽ‬
‫المواطف‪ ،‬راـ اهلل‪ ،‬آذار ‪.2002‬‬
‫‪ -3‬تقري ػ ػػر ح ػ ػػوؿ الحس ػ ػػابات الخصوص ػ ػػية لمخزين ػ ػػة لس ػ ػػنة ‪ ،2011‬الييئ ػ ػػة الوطني ػ ػػة‬
‫لحماية الماؿ العاـ المغربي‪.2011،‬‬
‫‪ -4‬تقري ػ ػ ػ ػػر ح ػ ػ ػ ػػوؿ أداء البرلم ػ ػ ػ ػػاف المغرب ػ ػ ػ ػػي خ ػ ػ ػ ػػبلؿ الوالي ػ ػ ػ ػػة التشػ ػ ػ ػ ػريعية التاس ػ ػ ػ ػػعة‬
‫‪ 2016/2012‬م ػ ػػف انجػ ػ ػػاز المرص ػ ػػدالوطني لحقػ ػ ػػوؽ الناخ ػ ػػب بش ػ ػ ػراكة م ػ ػػع مؤسسػ ػ ػػة‬
‫كونراد أريناور‪ ، 2017 ،‬مؤسسة كونرادأريناور‪ ،‬مكتب المغرب‪.‬‬
‫‪ -5‬عزيػ ػػز كايػ ػػد‪ ،‬السػ ػػمطة التش ػ ػريعية بػ ػػيف نظػ ػػاـ المجمػ ػػس الواحػ ػػد ونظػ ػػاـ المجمسػ ػػيف‪،‬‬
‫سمطة التقارير القانونية‪ ،‬عدد ‪ ،26‬دوف سنة النشر‪.‬‬
‫‪/6‬المراجع بالفرنسية ‪:‬‬

‫‪1/OUVRAGES‬‬
‫‪1- Abdelkbir FIKRI ,Le Parlement Marocain et les finances de l'Etat ,‬‬
‫‪Casablanca,1988 .‬‬
‫‪2- Abdelmadjid DJEBAR, La Politique conventionnelle de‬‬
‫‪l’Algerie,O.P.U, Alger, 2000.‬‬
‫‪3- AmaviKOUEVE,Les Comptes spéciaux du trésor,L.G.D.J,‬‬
‫‪Paris, 2000.‬‬
‫‪4- BERNARD PLAGNET , Droit Public ,tome 2 , 4èmeédition ,‬‬
‫‪Dalloz , Paris , 1997.‬‬
‫‪5- Chistian BIGAUT ,Le Droit Constitutionnel en France ,‬‬
‫‪édition ellipses,Paris, 2003.‬‬
‫‪6- DidIer MAUS ,AborderLe droit constitutionnel,édition seuil‬‬
‫‪Paris , 1998 .‬‬
‫‪7- FatimaBENABBOUKIRANE,Droit parlementaire‬‬
‫‪Algérien,O.P. U, Alger ,2009.‬‬

‫‪379‬‬
8. FrançoisDERUELetJacques BUISSON,budget et pouvoir
financier, 13èmeédition, , Dalloz, Paris, 2001.
9- Guy DURAND, Finances Publiques, édition L.G.D.J,Paris,
1998.
10- Jean Claude MARTINEZ et pierre DIMALTA. Droit
budgétaire, 3èmeédition LITEC, Paris , 1999 .
11- JeanMarieAUB,DroitPublique,2èmeédition,Economica,Paris,1989
12- LouisTROTABAS,DroitBudgétaireetComptabilité Publique,
2èmeédition, Dalloz,Paris ,1978 .
13- Luc SAIDJ,LaLoi relative a la ratification ou l”approbation
des Engagements Internationaux, L.G.D.J ,Paris 1979.
14- Marcel PRELOT, Institutions politiques, Dalloz,5èmeédition,
Paris, 1971.
15- MauriceDUVERGE, Elémentde droiPublic,1èreédition,P.U.F,Paris,
1957 .
16- MichelBOUVIER et Marie CHRISTINEExalasse,Jean
pierreLASSALLEe,Finances Publiques ,8èmeédition L.G.D.J,
Paris,2006,
17- Michel BOUVIER, Introduction au droit Fiscal et a la théorie
de l’impôt, 2èmeédition , L.G.D.J , Paris,1998 .
18- Michel LASCOMBE et Xavier VANDENDRIESSCHE,
Finances Publiques , 3èmeédition , Dalloz ,Paris, 1998 .
19- Michel LASCOMBE et Xavier VANDENDRIESSCHE,
Les finance publics, 4èmeédition, Dalloz, Paris, 2001 .
20- PauleMarieGAUDME,Financespubliques,tome1,Montchrestien,
paris, 1981.
21- Philippe ARDANT,InstitutionsPolitiques
etDroitConstitutionnel,12èmeédition, L .G. D .J, Paris, 2000.
22-Pierre BELTRAME,La Fiscalité en France , 6èmeédition ,
L .G. D .J Paris, 1998 .
23 RaymondMuZELLEC ,FPubliques,8èmeédition,Dalloz,
Paris, 1993.

380
24-RenieDAVID. Droit International public,14èmeédition, Dalloz,
Paris,1999 .
25-ThierryLAMBERT,La Communtarisation de La Loi de
finance et son corolaire,collection "La Loi bilan et perspectives"
n22,édition économica, Paris,2005 .
26-YahiaDENIDENI, Lapratique du système budgétairdel’E tat
en Algérie,O.P.U,2002,Alger .
2/ARTICLES:
1-AhmedLARABA,Chronique de Droit Conventionnel Algérien
1989- 1994, Revue Idara, N 01, 1995,pp70-80.
2- Arna Valérie GOUTAL ,Rigueur transparence et contrôle"la
politique du marquis d'audiffret en matière de comptabilité
publique" R.F.F .P , N86, 2004,pp40-50.
3- David BIROSTE , Les Fonds Spécieux contribution a l’étude
des marges de droit , R.F.F.P, N°80 ,Paris, 2002 ,pp151-189.
4- Frédric ALLAIRE,Les Lois de finances rectificatives R.F.F.P,n98,
2007 ,pp179-190.
5- George BERLIN, La dissolution et le régime des pouvoir
public. R.D.P,Paris, 1956.
6- Michel BOURRIER , Nouvelle gouvernance et philosophie de
LoiOrganique du 01/08/2001 aux frontière du réel et de l'utopie,
R.F.F. P, n°86 2004,pp193-218.
3/Cuide:
1-Programme des nations unies pour le développement,
Parlement budget et genre, Guide pratique à l’usage des
parlementaire, n6 UNIFEM , 2004,pp3-113.
2-RépubliqueFrançaise,Ministère du budget des comptes
publics et de la fonction publique ,Guide pratique de LOLF,édition
octobre , 2008.

381
‫‪/7‬المواقع اإل لكترونية‪:‬‬

‫‪-1‬زيـــــن المرســـــي ‪ ،‬تجدي ػ ػػد مفي ػ ػػوـ المعارض ػ ػػة السياس ػ ػػية وت ػ ػػداوؿ الس ػ ػػمطة والعبلق ػ ػػة‬
‫بينيما‪ ،‬موقع دار العراؽ‪.aliraqu/heads/157212www.dorar ،‬‬
‫‪-2‬ســــــــفيان صــــــــابر ومحمــــــــد زيــــــــن الــــــــدين ‪،‬محدوديػ ػ ػ ػػة االختصاصػ ػ ػ ػػات الماليػ ػ ػ ػػة‬
‫لمبرلماف‪،‬منت ػ ػ ػػدى ماس ػ ػ ػػتر القض ػ ػ ػػاء اإلداري قس ػ ػ ػػـ خ ػ ػ ػػاص بطمب ػ ػ ػػة الد ارس ػ ػ ػػات العمي ػ ػ ػػا‪،‬‬
‫سبل‪،2013 ،‬ص‪.6‬‬
‫‪ -3‬محمد أمين السالوي‪ ،‬المشاركة السياسية في إنتخابات ‪ 27‬سبتمبر‪ ،‬جريدة‬
‫الشرؽ األوسط ‪ 4،‬سبتمبر ‪ ،2002‬عدد‪.www.alakhbar. info.2701‬‬
‫‪ -4‬المحاسػ ػ ػ ػ ػ ػػبة الحكوميػ ػ ػ ػ ػ ػػة و النظػ ػ ػ ػ ػ ػػاـ المحاسػ ػ ػ ػ ػ ػػبي فػ ػ ػ ػ ػ ػػي الوحػ ػ ػ ػ ػ ػػدات الحكوميػ ػ ػ ػ ػ ػػة‬
‫‪.‬‬ ‫‪18‬جانفي‪،2016‬ص‪www.accdiscussion.com، 4‬‬
‫‪-5‬مشػ ػػروع قػ ػػانوف الماليػ ػػة لسػ ػػنة ‪ ، 2013‬يتعمػ ػػؽ بتقريػ ػػر حػ ػػوؿ الحسػ ػػابات الخاصػ ػػة‬
‫لمخزينة ‪ ،‬المغرب ‪.http://www.finances.gov.ma . 2013 ،‬‬
‫‪-6‬مشروع قانوف المالية لسنة ‪،2016‬يتعمؽ بتقرير حوؿ الحسابات الخاصة لمخزينة‬
‫و ازرة االقتصاد والمالية‪،‬المغرب سنة‪http://www.finances.gov.ma2016‬‬
‫‪ -7‬مش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػروع ق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػانوف أساس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي ع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدد ‪ 2016/38‬يتعم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػؽ بض ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػبط‬
‫إ ختصاصػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػات محكم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة المحاس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػبات و تنظيمي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا و اإلجػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػراءات المتعمق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة‬
‫بيا‪ ،‬تونس ‪ 16‬جواف ‪http://wwwmajles.marsad.tn2016‬‬
‫‪8-Finances Publiques ,http://Jamaity.org,16/02/2016.‬‬
‫‪9-Inna Shveda,Prérogatives Parlementaires en matieresbudgétaires‬‬
‫‪au regard des Lois de finances,16/02/2016,http://www.net.iris.fr.‬‬
‫‪10-GuillaumeProtiere,Parlement et dépenses,13/03/211,‬‬

‫‪ouvertes.http://hal.archeres‬‬

‫‪382‬‬
‫الفـــــــــيرس‬

‫مقدمة ‪1..............................................................................‬‬

‫الباب األول‪:‬اإلختصاص المالي لمبرلمان في دول المغرب العربي‪9.....................‬‬

‫الفصل األول‪:‬اإلختصاص المالي لمبرلمان في دول المغرب العربي في مجال قوانين‬

‫المالية‪11....................................................................... .....‬‬

‫المبحث األول‪ :‬المرحمة التشريعية لمشروع قانون المالية السنوي‪12. ................‬‬

‫المطمب األول‪:‬إختصاص البرلمان في المناقشة التفصيمية لمشروع قانون المالية‬

‫السنوي‪12......................................................................... ..‬‬

‫الفرع األوؿ‪ :‬فحص مشروع قانوف المالية أماـ المجاف المالية‪13...... .................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مياـ المجاف المالية‪18..................................................‬‬

‫أوال ‪ :‬التحضير لمناقشة مشروع قانوف المالية‪18.......................................‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مناقشة وتعديؿ مشروع قانوف المالية ‪24........................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬وسائؿ المجاف المالية في إثراء مشروع قانوف المالية‪29....................‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬إختصاص البرلمان في المناقشة العمنية لمشروع قانون المالية‬

‫السنوي ‪32…........................................................................‬‬

‫الف ػ ػػرع األوؿ‪:‬إجػ ػ ػراءات المناقش ػ ػػات العمني ػ ػػة لمشػ ػ ػػروع ق ػ ػػانوف المالي ػ ػػة ف ػ ػػي إط ػ ػػار ثنائيػ ػ ػػة‬

‫البرلمانية ‪32..........................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬مناقشة مشروع قانوف المالية عمى مستوى الغرفة األولى ‪33......................‬‬
‫‪383‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مناقشة مشروع قانوف المالية عمى مستوى الغرفة الثانية‪34......................‬‬

‫ثالثا‪ :‬مناقشة مشروع قانوف المالية مف طرؼ المجنة المتساوية األعضاء‪36.............‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬إجراءات المناقشة العمنية لمشروع قانوف المالية في إطار أحادية الغرفة‬

‫البرلمانية التونسيةوفي إطار اإلزدواجية‪38.............................................‬‬

‫أوال‪ :‬مناقشة مشروع قانوف المالية عمى مستوى مجمس النواب‪39................‬‬

‫ثانيا‪ :‬مناقشة مشروع قانوف المالية عمى مستوي مجمس المستشاريف‪39..........‬‬

‫ثالثا‪ :‬المجنة المشتركة المتناصفة‪40...........................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬التصويت عمى مشروع قانوف المالية السنوي‪41...........................‬‬

‫أوال‪ :‬الضوابط القانونية لعممية التصويت‪41....................................‬‬

‫ثانيا ‪ :‬أساليب التصويت عمى الميزانية في الدوؿ المغاربية ‪43...................‬‬

‫أ ‪-‬نظاـ التصويت اإلجمالي‪44......................................................‬‬

‫ب‪-‬نظاـ التصويت الموقؼ‪46.......................................................‬‬

‫ج‪-‬نظاـ التصويت حسب البرامج‪46...................................................‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬اإلختصاص البرلماني في مجال قانون المالية التكميمي‪49. ..........‬‬

‫المطمب األول ‪ :‬دور البرلمان في عممية فتح اإلعتمادات المالية اإلضافية‪49..... ....‬‬

‫الفرع األوؿ ‪ :‬فتح اإلعتمادات المالية اإلضافية في إطار قانوف المالية التكميمي‪50..‬‬

‫أوال‪ :‬سمطة تقدير ضرورة وحجـ اإلعتمادات اإلضافية‪51...............................‬‬

‫ثانيا ‪ :‬اإلجراءات العادية و االستثنائية لفتح اإلعتمادات المالية اإلضافية‪56............‬‬


‫‪384‬‬
‫أ‪-‬اإلجراءات العادية ‪59.........................................................‬‬

‫ب‪-‬اإلجراءات االستثنائية‪58.......................................................‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬فتح إعتمادات إضافية عف طريؽ مراسيـ تسبيؽ‪62...................‬‬

‫أوال ‪ :‬إصدار مراسيـ التسبيؽ فيما يخص اإلعتمادات الوقتية‪63.............‬‬

‫ثانيا ‪ :‬إصدار مراسيـ تسبيؽ فيما يخص اإلعتمادات الحصرية‪65............‬‬

‫أ‪-‬حالة اإلستعجاؿ‪65..............................................................‬‬

‫ب‪-‬حالة ضرورة مؤكدة تقتضييا المصمحة العامة‪66................................‬‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬مكانة ودور البرلمان في منح رخصة باإل نفاق العمومي في إطار‬

‫قانون المالية التكميمي و مراسيم التسبيق‪67......................................‬‬

‫الفرع األوؿ ‪ :‬المصادقة البلحقة لمبرلماف عمى اإلعتمادات اإلضافية‪67..............‬‬

‫أوال ‪ :‬دور البرلماف في مناقشة طمبفتح اإلعتمادات مالية إضافية‪68.................‬‬

‫ثانيا ‪ :‬إستبعاد إجراء التعديؿ البرلماني عمى اإلعتمادات المالية اإلضافية‪69.........‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬دور البرلماف في مجاؿ اإلعتمادات المالية اإلضافية‪71................‬‬

‫أوال ‪ :‬إستبعاد فرضية عدـ المصادقة البرلمانية عمى اإلعتمادات اإلضافية‪71.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مرونة اإلجراءات القانونية لفتح اإلعتمادات اإلضافية‪73...............‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬اإلختصاص البرلماني في مجال قانون تسوية الميزانية‪75.........‬‬

‫المطمب األول‪:‬مفيوم اإلختصاص البرلماني في مجال قانون تسوية الميزانية‪76.....‬‬

‫‪385‬‬
‫الفرع األوؿ‪:‬تعريؼ قانوف تسوية الميزانية وأىدافو‪76.................................‬‬
‫أوال‪ :‬تعريؼ قانوف تسوية الميزانية‪76...............................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أىداؼ قانوف تسوية الميزانية و عبلقتو بالميزانية العامة لمدولة‪80...............‬‬

‫أ‪-‬أسس التفرقة بيف الميزانية العامة وقانوف تسوية الميزانية‪80...................‬‬

‫ب‪-‬أىداؼ قانوف تسوية الميزانية ‪82..........................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬طرؽ إعداد الحسابات النيائية لمسنة‪84................................‬‬

‫أوال ‪ :‬أساس اإلستحقاؽ أو طريقة التسيير ‪85................................‬‬

‫ثانيا ‪ :‬األساس النقدي (طريقة التسوية)‪86................................. .‬‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬األسس الدستورية و القانونية لقانون تسوية الميزانية‪88.........‬‬

‫الفرع األوؿ ‪ :‬اإلجراءات القانونية لتقديـ و تصويت عمى قانوف تسوية الميزانية ‪89...‬‬

‫أوال‪ :‬ميعاد تقديـ قانوف تسوية الميزانية‪90..........................................‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المناقشة و التصويت عمى قانوف تسوية الميزانية‪92...................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أىمية الوثائؽ المرفقة لمشروع قانوف تسوية الميزانية في إثراء إختصاص‬

‫المالي البرلماف ‪94................................................................‬‬

‫أوال ‪ :‬الوثائؽ المرفقة لمشروع قانوف تسوية الميزانية‪94.............................‬‬

‫ثانيا ‪ :‬نتائج اإلختصاص المالي البرلماني بموجب قانوف تسوية الميزانية‪96.........‬‬

‫‪386‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬اإلختصاص المالي لمبرلمان في دول المغرب العربي في مجال‬

‫القوانين دات الطابع المالي وفي مجال الحسابات الخاصة لمخزينة‪99...............‬‬

‫المبحث األول‪:‬التدخل البرلماني في المجال الجبائي في دول المغرب العربي‪100....‬‬

‫المطمب األول‪:‬ماىيةالجباية‪100..................................................‬‬

‫الفرع األوؿ‪ :‬مفيوـ الجباية ‪101...................................................‬‬

‫أوال‪ :‬تعريؼ الضريبة وبياف خصائصيا‪101........................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬مبادئ الضريبة ووظائفيا‪103................................................‬‬

‫أ‪-‬مبادئ الضريبة ‪103 ............................................................‬‬

‫ب‪-‬وظائؼ الضريبة‪105 .......................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬األساس القانوني لمجباية وموقعيا في التشريع المالي‪107...............‬‬

‫أوال‪ :‬األساس القانوني لمجباية ‪107................................................‬‬

‫ا‪-‬النظرية التعاقدية‪107........................................................ .‬‬

‫ب‪-‬نظرية التضامف ‪108........................................................‬‬

‫ثانيا ‪ :‬موقع التشريع الجبائي مف التشريع المالي‪109................................‬‬

‫‪387‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬سند اإلختصاص البرلماني في المجال الجبائي ‪110.. ............‬‬

‫الفرع األوؿ‪:‬سنداإلختصاص البرلماني في المجاؿ الجبائي فيدوؿ المغرب العربي‬


‫العربي ‪111........................................................................‬‬

‫أوال ‪ :‬البوادر األولي لئلختصاص البرلماني في المجاؿ الجبائي ‪111...............‬‬

‫ثانيا ‪ :‬سند اإلختصاص البرلماني في الدوؿ المغاربية في المجاؿ الجبائي ‪113....‬‬

‫أ‪-‬السند الدستوري لفرض الضريبة‪113.............................................‬‬

‫ب‪-‬القوانيف الفرعية لفرض الضريبة ‪115.........................................‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬أبعاد اإلختصاص البرلماني في المادة الضريبية وطبيعة الترخيص‬

‫الجبائي ‪117.......................................................................‬‬

‫أوال ‪ :‬أبعاد اإلختصاص البرلماني في المجاؿ الجبائي‪117...................‬‬

‫ثانيا ‪ :‬طبيعة الترخيص البرلماني في المجاؿ الجبائي‪119....................‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬األىمية السياسية واإلقتصادية واإلجتماعية لئلختصاص البرلماني في‬

‫المجاؿ الجبائي ‪121...............................................................‬‬

‫أوال ‪ :‬األىمية السياسة لسمطة البرلماف في المجاؿ الجبائي ‪122.....................‬‬

‫ثانيا ‪ :‬األىمية اإلقتصادية واإلجتماعية لسمطة البرلماف في المجاؿ الجبائي‪123.....‬‬

‫‪388‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬اإلختصاص البرلماني في مجال المخططات التنموية واعتماد‬

‫المعاىدات الممزمة لمالية الدولة في دول المغرب العربي ‪125 .....................‬‬

‫المطمب األول‪ :‬اإلختصاص البرلماني في مجال مخططات التنمية اإلقتصادية‬

‫واإلجتماعية ‪125................................................. ...............‬‬

‫الفرع األوؿ‪ :‬المخططات التنموية وعبلقتيا بالميزانية‪126 ...........................‬‬

‫أوال‪:‬السندالدستوري والقانوني إلختصاص البرلماف في مجاؿ مخططات التنمية‪127 ...‬‬

‫ثانيا ‪ :‬عبلقة الميزانية بمخططات التنمية اإلقتصادية واإلجتماعية ‪130.............‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬فحص البرلماف لمخططات التنمية والموافقة عمييا‪132 ...............‬‬

‫أوال ‪ :‬فحص البرلماف لمخططات التنمية ‪132......................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬الموافقة البرلمانية عمى المخططات التنموية ( التصويت ) ‪133................‬‬

‫المطمب الثاني‪:‬التدخل البرلماني في مجال المعاىدات الممزمة لمالية الدولة‪.135....‬‬

‫الفرع األوؿ ‪ :‬تعريؼ المعاىدات الممزمة لمالية الدولة وسند االختصاص البرلماني ليذه‬

‫المعاىدات‪136................................................... .................‬‬

‫أوال ‪ :‬تعريؼ المعاىدات الممزمة لمالية الدولة ‪136.................................‬‬

‫‪389‬‬
‫ثانيا‪:‬األساس القانوني لبلختصاص البرلماني في مجاؿ الموافقة عمى المعاىدات‬

‫الممزمة لمالية الدولة ‪141 ........................................................‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬طبيعة الموافقة البرلمانية عمى المعاىدات الممزمة لمالية الدولة واجراءات‬

‫الموافقة عمييا ‪144 ..............................................................‬‬

‫أوال ‪ :‬طبيعة الموافقة البرلمانية في مجاؿ المعاىدات الممزمة لمالية الدولة‪145........‬‬

‫أ‪-‬الموافقة البرلمانية قانوف شكمي ‪146 .............................................‬‬

‫ب‪-‬الموافقة البرلمانية قانوف غير موضوعي‪147 ...............................‬‬

‫ثانيا‪:‬شكؿ واجراءات الموافقة البرلمانية عمى المعاىدات الممزمة لمالية الدولة‪150.....‬‬

‫أ‪ -‬شكؿ الموافقة البرلمانية عمى المعاىدات الممزمة لمالية الدولة‪150 ................‬‬

‫ب‪-‬إجراءات الموافقة البرلمانية عمى المعاىدات الممزمة لمالية الدولة ‪152 ..........‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬التدخل البرلماني في مجال الحسابات الخاصة لمخزينة‪157........‬‬

‫المطمب األول‪ :‬ماىية الحسابات الخاصة لمخزينة‪157..............................‬‬

‫الفرع األوؿ‪ :‬مفيوـ الحسابات الخاصة لمخزينة‪158 ................................‬‬

‫أوال‪ :‬تعريؼ الحسابات الخاصة لمخزينة ‪158 ......................................‬‬

‫‪390‬‬
‫أ‪-‬التعاريؼ األكاديمية ‪158 .......................................................‬‬

‫ب‪-‬التعاريؼ القانونية ‪160.......................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬نشأة الحسابات الخاصة لمخزينة‪162 .........................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬أصناؼ الحسابات الخاصة لمخزينة وأىدافيا‪165 .............................‬‬

‫أ‪ -‬أصناؼ الحسابات الخاصة لمخزينة ‪165 ......................................‬‬

‫ب‪ -‬أىداؼ الحسابات الخاصة لمخزينة ‪169 ......................................‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الحسابات الخاصة كإستثناء لمبادئ الميزانية ‪170 ....................‬‬

‫أوال‪ :‬الحسابات الخصوصية كإستثناء لمبدأ تخصيص النفقات وقاعدة عدـ تخصيص‬

‫الموارد ‪171........................................................................‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الحسابات الخاصة بالخزينة كإستثناء لمبدأ الوحدة ومبدأ السنوية‪173 .........‬‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬إختصاص البرلمان في مجال الحسابات الخاصة لمخزينة‪174 .....‬‬

‫الفرع األوؿ‪:‬سمطة البرلماف في مجاؿ إنشاء الحسابات الخاصة لمخزينة‪175...........‬‬

‫أوال‪:‬السندالقانوني إلختصاص البرلماف في مجاؿ الحسابات الخاصة لمخزينة‪175.....‬‬

‫ثانيا‪ :‬مجاالت الحسابات الخاصة لمخزينة ‪178 ...................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تمييز الحسابات الخاصة لمخزينة عف الميزانية العامة‪182 .............‬‬

‫‪391‬‬
‫أوال ‪:‬صبلحيات البرلماف في تحديد مضموف الحسابات ‪182 ......................‬‬

‫ثانيا‪ :‬نقؿ اإلعتمادات في إطار الحسابات الخاصة ‪186 ..........................‬‬

‫الباب الثاني ‪ :‬حدود اإلختصاص المالي لمبرلمان في دول المغرب العربي ‪189 ...‬‬

‫الفصل األول‪:‬الحدود القانونية لإلختصاص المالي لمبرلمان ‪191..................‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬العقمنة السياسية و تأثيرىا عمى القرار المالي‪192................‬‬

‫المطمب األول‪ :‬تقييد دور البرلمان في مناقشتو وتعديل قانون المالية‪192.........‬‬

‫الفرع األوؿ‪ :‬تقييد دور البرلماف في مناقشة قانوف المالية‪198........................‬‬

‫أوال ‪ :‬تحديد أجؿ المناقشة البرلمانية ‪193 ........................................‬‬

‫ثانيا ‪ :‬عدـ إحتراـ آجاؿ المناقشة البرلمانية ‪197 .................................‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬تقييد سمطة البرلماف في تعديؿ النفقات العمومية ‪198 ...............‬‬

‫أوال‪ :‬منع البرلماف مف الزيادة في حجـ النفقات العمومية‪201........................‬‬

‫ثانيا‪ :‬نظاـ عدـ قبوؿ التعديبلت‪204 ..............................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬عدـ مناقشة كؿ النفقات العمومية‪206........................................‬‬

‫‪392‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬صعوبات إعمال االختصاص البرلماني بواسطة قانون تســــــــوية‬

‫الميزانية‪207.................................................. ....................‬‬

‫الفرع األوؿ‪:‬التأخر في إيداع مشروع قانوف تسوية الميزانية‪208 ...................‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬تأثير التأخر عمى عممية الرقابة البعدية لمبرلماف ‪210 ................‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬حدود سمطة البرلمان في التصديق وفي إطاراإلختصاصات المــــالية‬

‫األخرى ‪213 .............................. .......................................‬‬

‫المطمب األول‪ :‬حدود سمطة البرلمان في التصويت وفي تفويض اإلختصاص‬

‫التشريعي في المجال المالي ‪213 ...............................................‬‬

‫الفرع األوؿ‪ :‬سمطة رئيس الدولة في التشريع باألوامر في المجاؿ المالي‪214 .......‬‬

‫أوال ‪ :‬سبب التشريع بأوامر في المجاؿ المالي ‪215.................................‬‬

‫ثانيا ‪ :‬خصائص األوامر التشريعية المتخذة في المجاؿ المالي ‪217 ................‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬التفويض التشريعي في المجاؿ المالي‪220..............................‬‬

‫أوال ‪ :‬مفيوـ التفويض التشريعي في المجاؿ المالي ‪220.............................‬‬

‫ثانيا‪:‬الشروط والضوابط القانونية إلصدارقانوف اإلذف(التشريع التفويضي)‪225.......‬‬

‫‪393‬‬
‫المطمب الثاني ‪:‬المحدودية البرلمانية في مجال الضرائب وفي الموافقة عمى مخططات‬

‫التنمية والمعاىدات الممزمة لمالية الدولة‪227 .....................................‬‬

‫الفرع األوؿ ‪ :‬المحدودية البرلمانية في المجاؿ الجبائي ‪228 .......................‬‬

‫أوال ‪ :‬الحدود الدستورية لمسمطة الجبائية لمبرلماف ‪228 .............................‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الحدود السياسية لمسمطة الجبائية لمبرلماف‪231 ...............................‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬المحدودية البرلمانية في مجاؿ المعاىدات الممزمة لمالية الدولةوفي مخططات‬

‫التنمية ‪233 ......................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬إشكالية الطابع المحدود لمموافقة البرلمانية عمى المعاىدات التي ترتب تكاليؼ تمزـ‬

‫مالية الدوؿ‪233 ................................................................‬‬

‫ا‪-‬مجاؿ الموافقة البرلمانية محصور ‪235 .........................................‬‬

‫ب‪-‬البرلماف غير مختص في الموضوع‪238 ......................................‬‬

‫ثانيا ‪ :‬محدودية الموافقة البرلمانية عمى المخططات التنموية‪239 ....................‬‬

‫المبحث الثالث‪:‬ضعف الوسائل القانونية في تفعيل الرقابة البرلمانية في المجـــــــــــــال‬

‫المالي‪240.......................................................................‬‬

‫‪394‬‬
‫المطمب األول ‪:‬صعوبة حصول البرلمان عمى المعمومات الالزمة إلتمام عممية‬

‫الرقابة‪241........................................................................‬‬

‫الفرع األوؿ‪ :‬نظاـ السؤاؿ البرلماني وعراقيؿ إعمالو‪241...........................‬‬

‫أوال ‪ :‬أنواع األسئمة البرلمانية ‪244...............................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬خصائص السؤاؿ البرلماني ‪249............................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬شروط ممارسة حؽ السؤاؿ البرلماني ‪250 ...................................‬‬

‫رابعا ‪ :‬ضعؼ آلية السؤاؿ البرلماني و غياب أطراؼ السؤاؿ ‪253.................‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬غياب طابع الفجائية في آلية االستجواب و سيطرة الحكومة عمى نتائج‬

‫التحقيؽ البرلماني ‪258 ..........................................................‬‬

‫أوال ‪ :‬آلية اإلستجواب ‪258................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬عراقيؿ إعماؿ آلية التحقيؽ البرلماني‪265............................‬‬

‫ثالثا‪:‬نتائج التحقيؽ البرلماني و سيطرة الحكومة ‪270 .......................‬‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬إنعدام التنسيق بين البرلمان و أجيزة الرقابة المحايدة ‪272 ......‬‬

‫الفرع األوؿ‪ :‬عبلقة البرلماف بييئة المحاسبة‪272 ...................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تقييـ العبلقة بيف البرلماف و ىيئة المحاسبة‪275........................‬‬

‫‪395‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الحدود العممية لإلختصاص المالي لمبرلمان‪277 . ..................‬‬

‫المبحث األول‪:‬التدخل الواسع لمتنظيم وأثره عمى إختصاص البرلمان في دول المغرب‬
‫العربي ‪278.......................................................................‬‬

‫المطمب األ ول‪:‬اإلمكانيات الضعيفة لمبرلمان في متابعة الميزانية‪279 ...............‬‬

‫الفرع األوؿ‪:‬ضعؼ المعمومات البرلمانية في المجاؿ المالي‪282 ...............‬‬


‫الفرع الثاني‪ :‬نقص خبرة العضو البرلماني وصعوبة الحصوؿ عمى المعمومات‪283...‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬ثقؿ القوانيف المالية و اإليداع المتأخر لمشروع قانوف المالية‪287........‬‬

‫المطمبالثاني‪:‬الدور التصحيحي لمحكومة في ميدان الميزانية وأثره عمى إختصاصات‬


‫البرلمان ‪289.....................................................................‬‬

‫الفرع األوؿ‪ :‬نظاـ نقؿ اإلعتمادات المالية ‪295 ....................................‬‬

‫أوال‪:‬بالنسبة لممشرع الجزائري‪300...................................................‬‬

‫ثانيا‪:‬بالنسبة لممشرع التونسي‪282...................................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬بالنسبة لممشرع المغربي‪283.................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬نظاـ تحويؿ اإلعتمادات المالية‪287 ..................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬سمطة إلغاء إعتمادات الميزانية وتجميدىا وتوقيفيا‪304.................‬‬

‫المبحث الثاني ‪:‬إنعكاسات التركيبة البرلمانية عمى األداء التشريعي في المجال‬


‫المالي لمدول المغاربية ‪303........................................................‬‬

‫المطمب األول‪:‬التركيبة البرلمانية المغربية ودورىا في الحد من تفعيل اإلختصاص‬


‫المالي البرلماني ‪304.............................................................‬‬
‫‪396‬‬
‫الفرع األوؿ ‪:‬العراقيؿ التي تواجو األحزاب السياسية المغاربية في مجاؿ صناعة‬
‫القرارالسياسي( القرار المالي )‪305 .................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬ضعؼ دور المعارضة السياسية‪308....................................‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬نظاـ األغمبية البرلمانية وتأثير االنتماء السياسي لمعضو البرلماني‪315...‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬نظام الثنائية البرلمانية ودورىا في تفعيل عممية الرقابة‬


‫البرلمانية ‪318.....................................................................‬‬

‫الفرع األوؿ‪ :‬مبررات نظاـ المجمسيف ونظاـ المجمس الواحد‪318 .....................‬‬

‫الفرع الثاني ‪:‬ضعؼ نظاـ الثنائية البرلمانية في تفعيؿ األداء البرلماني ‪319 ........‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬إضعاؼ الدور الرقابي لمبرلماف في مجاؿ النصاب القانوني في مجمس‬


‫األمة الجزائري ومجمس المستشاريف المغربي‪328....................................‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬آلية حل البرلمان ضمان لتقوية السمطة التنفيذية عمى السمطة‬
‫التشريعية في المجال المالي في الدول المغاربية‪334.. ............................‬‬

‫المطمب األول‪ :‬اإلمكانيات الواسعة لحل البرلمان‪335 .............................‬‬

‫الفرع األوؿ‪ :‬حؿ البرلماف في الدستور الجزائري ‪336 ...............................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حؿ البرلماف في دستور المممكة المغربية‪338 .........................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬حؿ البرلماف في الدستور التونسي ‪341 ...............................‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬أثار الحل عمى اإلختصاص المالي السمطة التشريعية في الدساتير‬
‫المغاربية‪344 .......................................................... .........‬‬

‫‪397‬‬
‫الفرع األوؿ‪:‬الوضعية القانونية لؤلعماؿ التشريعية المعروضة أماـ البرلماف قبؿ‬
‫حمو ‪345 .........................................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الوضعيةالقانونيةلؤلعماؿ التشريعيةالمعروضة أماـ البرلماف أثناء‬

‫حمو‪346 .........................................................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬غياب الرقابة البرلمانية الممارسة عمى الحكومة أثناء فترة الحؿ أداة‬
‫لتقوية مركز السمطة التنفيذية‪348...................................................‬‬

‫الخاتمة ‪350 .....................................................................‬‬

‫قائمة المراجع‪358.................................................................‬‬

‫الفيرس ‪383.....................................................................‬‬

‫‪398‬‬
‫ممخص‪:‬‬
‫يعتب ػ ػ ػػر اإلختص ػ ػ ػػاص الم ػ ػ ػػالي لمبرلم ػ ػ ػػاف ف ػ ػ ػػي دوؿ المغ ػ ػ ػػرب العربياآللي ػ ػ ػػة الرئيس ػ ػ ػػية‬
‫لمرقاب ػ ػة البرلمانيػ ػػة عمػ ػػى النفقػ ػػات العموميػ ػػة ‪،‬فيمتمػ ػػؾ البرلمػ ػػاف مجموعػ ػػة مػ ػػف اآلليػ ػػات‬
‫الت ػ ػػي تتػ ػ ػزامف م ػ ػػع مس ػ ػػار النفق ػ ػػة العمومي ػ ػػة‪،‬ف يعتبر ق ػ ػػانوف المالي ػ ػػة الوس ػ ػػيمة الرئيس ػ ػػية‬
‫لمرقابػ ػػة البرلمانيػ ػػة وذلػ ػػؾ لمػ ػػا يتمتػ ػػع بػ ػػو ال برلمػ ػػاف مػ ػػف سػ ػػمطة الموافقػ ػػة عمػ ػػى توقعػ ػػات‬
‫السمطة التنفيذية لمنفقات العمومية‪.‬‬
‫كما نص الدستور عمى مجموعة مف اآلليات األخرى لتدخؿ البرلماف في المجاؿ المالي‬
‫تتمثؿ في الجباية والمعاىدات الدولية الممزمة لمالية الدولة وفي مجاؿ المخططات‬
‫التنموية‪،‬والحسابات الخاصة لمخزينة‪ ،‬إال أف السمطة المالية لمبرلماف في دوؿ المغرب‬
‫العربي خضعت لمظاىر العقمنة البرلمانية ‪،‬فجميع نصوص القانوف التي تتضمف‬
‫إنعكاساعمى مالية الدولة والتي يوافؽ عمييا البرلماف ‪،‬أصبحت الحكومة تممؾ آليات‬
‫دستورية وقانونية وفرىا ليا المؤسس ‪،‬مف أجؿ الحد مف سمطة البرلماف التشريعية‬
‫والتقميص مف إختصاصو المالي مما جعميا الطرؼ المييمف عمى المجاؿ المالي ‪.‬‬
‫وف ػ ػ ػػي ظ ػ ػ ػػؿ المقتض ػ ػ ػػيات الدس ػ ػ ػػتورية والقانوني ػ ػ ػػة الراىن ػ ػ ػػة تبق ػ ػ ػػي الس ػ ػ ػػمطة التشػ ػ ػ ػريعية‬
‫قاص ػ ػرة عم ػ ػػى القيػ ػػاـ ب ػ ػػدورىا التشػ ػ ػريعي والرقػ ػػابي الس ػ ػػميـ ال ػ ػػذي مػ ػػف ش ػ ػػأنو أف يرس ػ ػػخ‬
‫مبدأ الحفاظ عمى األمواؿ العمومية‪.‬‬
‫الكممات المفتاحية‪ :‬البرلماف‪،‬قوانيف المالية ‪،‬المعاىدات الممزمة لمالية الدولة‪،‬‬
‫المخططات التنموية‪،‬الحسابات الخاصة لمخزينة‪.‬‬

‫‪399‬‬
Résumé:
La compétence financière du Parlement est le principal
mécanisme de contrôle parlementaire des dépenses publiques
dans les pays du Maghreb, en matière de contrôle des dépenses
publiques,Le Parlement dispose d'un ensemble de mécanismes qui
accompagne le parcours des dépenses publiques.
Dans la première phase du parcours des dépenses publiques, la loi
de finances est considérée comme un moyen fondamental du
contrôle parlementaire, par le pouvoir d’approbation des
prévisions du pouvoir exécutif,la constitution a également prescrit
un ensemble de mécanismes, permettant au Parlement d'intervenir
dans le domaine financier, atraversla loi fiscaleet les traités
internationauxobligatoire pour les finances de l’État, et dans le
domaine des plans de développement ,les comptes spéciaux .
Avec l'émergence de ce qu'on appelle la rationalisation
parlementaire, toutes les dispositions de la loi qui comportent
unimpact sur les finances de l'État ,qu’il approuve par le
Parlement,le gouvernement dispose de mécanismes
constitutionnels et juridiques prévus par les fondateures afin de
réduire le pouvoir législatif du Parlement et la réduction de sa
compétence financière, ce qui en fait la partiecontrolante dans le
domaine financier, Au vu des exigences constitutionnelles et
légales actuelles, le pouvoir législative reste limitée à l'exercice de
son propre rôle législatif et de contrôle qui consoliderait le
principe de préservation des finances publics,

Les mots clés:Parlement, lois financières, les traités obligatoires


pourles finances de l'État, plans de développement,les comptes
spéciaux du tésor.

400
Summary:
In the Maghreb countries, the financial competence of Parliament
is the main mechanism for parliamentary oversight of public
expenditures,regarding the publicexpenditure’s control, the
Parliament has various mechanisms along with the public
expenditure’s course.
In the first stage of the public expenditure’s course,the Finance
Law is considered as an essential Mean of the parliamentary
control, bypower of approval authority forecasts of executive
power with parliament has in matter of public expenditure.
The constitution prescribed also a set of mechanisms for
Parliament to intervene in the financial field, represented in the
tax law,and in thein the treaties binding on the finances on the
state, and in the field of development plans,special treasury
accounts.
With the emergence of what is known as parliamentary
rationalization, all provisions of the law that include a reflection
on state finances and approved by Parliament, the government has
constitutional and legal mechanisms provided by legislators in
order to reduce Parliament's legislative power and the reduction
of its financial competence, which made it the dominant party in
the financial field. In light of the current constitutional and legal
requirements, the legislature remains limited to carrying out its
proper legislative and oversight role, which would consolidate the
principle of preserving public funds.

Key word: Parliament, financial laws, treaties bindingon state


finances, development plans,special treasury accounts.

401
402

You might also like