You are on page 1of 121

‫الجزائر‪1‬‬ ‫جامعة‬

‫كلية الحقوق‬
‫مدرسة دكتوراه‬
‫الدولة والمؤسسات العمومية‬

‫الرقابة الجبائية‬
‫مذكرة من أجل نيل شهادة ماجستير في إطار مدرسة الدكتوراه‬

‫إشـراف األستاذ‪:‬‬ ‫إعداد الطالبة‪:‬‬


‫أ‪ .‬يلس شاوش بشير‬ ‫‪ -‬بن صفي الدين أحالم‬

‫لجنة المناقشة‬
‫‪ -‬األستاذ الدكتور ‪ ...‬العقون الوليد ‪ .............‬رئيسا‬
‫‪ -‬األستاذ الدكتور ‪ ...‬يلس شاوش بشير ‪ .........‬مشرفا ومقررا‬
‫‪ -‬األستاذ الدكتور ‪ ...‬خضراوي الهادي ‪ ..........‬عضوا مناقشا‬

‫السنة الجامعية‪2014 /2013 :‬‬


‫تشكرات‬

‫الحمد هلل رب العالمين حمدا يوافي نعمو ويدفع نقمو ويكافئ مزيده ‪.‬‬
‫ال ندعي أننا حققنا القصد وأشرفنا عمى الغاية فذاك طموح نسعى إليو نسأل اهلل‬
‫تحقيقو وبموغ مرتبتو وال شك أن المشروع ال يخموا من مالحظات وشفيعنا في ذلك‬
‫سالمة القصد وحسن النية وبذل الجيد‪.‬‬
‫أتقدم بالشكر الجزيل إلى األستاذ الفاضل أستاذ التعميم العالي‬
‫السيد‪ :‬يلس شاوش بشير الذي لم يبخل عميا بنصائحو وارشاداتو العممية‬
‫والمنيجية في سبيل إنجاز ىذا العمل المتواضع‪.‬‬
‫كما ال يفوتني في ىذا المقام أن أتوجو بالشكر إلى أعضاء المجنة المكمفة بمناقشة‬
‫ىذه المذكرة‪.‬‬
‫والى كل من ساىم من قريب أو من بعيد إلتمام ىذا البحث‪.‬‬

‫أحالم‬
‫إهداء‬

‫إلى الوالدين الكريمين حفظيما اهلل‬

‫إلى أخوتي‪.‬‬

‫إلى كل العائمة‪.‬‬

‫إلى كل األصدقاء‪.‬‬

‫أىدي ىذا العمل‬

‫أحالم‬
‫مقدمة‬

‫تعد المالية العامة واحدة من بين الميادين التي عرفت تغيرات وتحوالت عديدة عمى‬
‫غرار األدوات االقتصادية األخرى‪ ،‬حيث يحتاج تمويل خزينة الدولة لتنظيم محكم في‬
‫تحصيل اإليرادات العامة بشكل يتناسب مع مقدرتيم التكميفية‪ ،‬بحيث تأخذ المالية العامة‬
‫إطا ار قانونيا منظما‪ ،‬يتم بإعداد تفاصيل اإليرادات والنفقات العامة في إطار الميزانية‬
‫العامة لمدولة‪ ،‬المصادق عمييا ضمن قانون المالية السنوي من طرف البرلمان‪.‬‬
‫وتعتبر الضريبة من بين اإليرادات النيائية التي تمول ميزانية الدولة‪ ،‬بحيث تنص‬
‫المادة ‪ 11‬من القانون العضوي ‪ 17-84‬المؤرخ في ‪ 07‬جويمية ‪ 1984‬المتعمق بقوانين‬
‫‪1‬‬
‫المالية المعدل والمتمم‪ ،‬عمى أنو تتضمن موارد الميزانية لمدولة عمى مايمي‪:‬‬
‫‪ -1‬مداخيل األمالك التابعة لمدولة‪.‬‬
‫‪ -2‬اإليرادات ذات الطابع الجبائي‪.‬‬
‫‪ -3‬حاصل الغرامات‪...‬‬
‫فبناء عمى ىذه المادة يتبين أن الضريبة ىي المورد الرئيسي لتمويل الميزانية‬
‫العامة لمدولة‪ ،‬وىذا ما يوجب السمطات العامة إلى دعوة ممثمي الشعب لمحصول عمى‬
‫موافقتيم عند فرض الضرائب‪ ،‬ىنا يتأكد حق البرلمان في التخصص بسن القوانين‬
‫المتعمقة بفرض الضرائب‪.‬‬
‫يمكن تعريف الضريبة عمى أنيا اقتطاع نقدي يمارس عن طريق السمطة وبصورة‬
‫نيائية وذلك وفق قواعد قانونية وبدون مقابل محدد من أجل تدخالت مالية تيدف لتحقيق‬
‫أغراض ذات منفعة عامة‪ ،2‬أو كما عرفيا جاستون جيز )‪ (Gaston jéze‬في كتابو‬
‫"المالية العمومية" ‪" ،‬خدمة نقدية ممزمة عن طريق السمطة بشكل نيائي وبدون مقابل‬
‫مباشر وىذا ألجل تغطية النفقات العمومية"‪ ،‬لذلك فيي تمعب دو ار ىاما في تمويل خزينة‬
‫الدولة والجماعات المحمية (الوالية والبمدية)‪.‬‬

‫‪ 1‬انًازج ‪ 11‬انقاَىٌ رقى ‪ ،17-84‬انًؤرخ فً ‪ ،1984/07/07‬انجزٌسج انزسًٍح‪ ،‬انعسز‪ ،28‬انصازرج فً ‪،1984/07/10‬‬


‫ٌرعهق تقىاٍٍَ انًانٍح‪.‬‬
‫‪ -‬أنغً هذا انقاَىٌ فً سُح ‪ ،2001‬تحٍث قايد وسارج انًانٍح تانرفكٍز فً يشزوع قاَىٌ عضىي جسٌس ٌرهف َض‬
‫انقاَىٌ ‪ 17-84‬إال أَه إنى ذارٌد انٍىو نى ٌعزف نه ذجسٍس‪.‬‬
‫‪ٌ 2‬حً زٍَسًَ‪ ،‬انًانٍح انعًىيٍح‪ ،‬زار انرهسوٍَح نهُشز وانرىسٌع‪ ،2010 ،‬ص‪.182‬‬
‫‪1‬‬
‫مقدمة‬

‫لكنيا ال تحقق أىدافيا إال إذا تم تحديدىا وفرضيا وفقا لمبدأ العدالة أمام الضريبة‪،‬‬
‫وىذا ما نصت عميو المادة ‪ 64‬من الدستور الجزائري حيث جاء فييا‪:1‬‬
‫"كل المواطنين متساوون في أداء الضريبة‪.‬‬
‫يجب عمى كل واحد أن يشارك في تمويل التكاليف العمومية‪ ،‬حسب قدرتو‬
‫الضريبية"‪.‬‬
‫ومبدأ شرعية االقتطاع الضريبي الذي ورد في المادة ‪ 64‬فقرة‪" 03‬ال يجوز أن‬
‫تحدث أية ضريبة إال بمقتضى القانون"‪.‬‬
‫وأكدتو المادة ‪" 122‬يشرع البرلمان في الميادين التي يخصصيا لو الدستور وكذلك‬
‫في المجاالت اآلتية‪:‬‬
‫إحداث الضرائب والجبايات والرسوم والحقوق المختمفة وتحديد أساسيا ونسبتيا"‪.‬‬
‫وباعتبار أن النظام الجبائي الجزائري ىو نظام تصريحي‪ ،‬بحيث أن المكمف‬
‫بالضريبة ممزم بتقديم تصريحات مكتتبة بشكل يوافق نشاطو ومداخيمو الحقيقة‪ ،‬قد يمجأ‬
‫المكمفين بالضريبة إلى إخفاء مداخيميم وتقديم معمومات وتبريرات غير حقيقية أثناء‬
‫إعدادىم ليذه التصريحات سواء بحسن النية أو سوء النية بيدف التممص من دفع‬
‫الضريبة‪ ،‬لذلك ولوضع حد ليذه الظاىرة نص المشرع عمى عدة تدابير أىميا الرقابة‬
‫الجبائية عمى تصريحات المكمفين بالضريبة‪.‬‬
‫ولموقوف عمى مفيوم الرقابة الجبائية يجب اإلشارة أوال بأنيا رقابة مالية تقوم بيا‬
‫اإلدارة الجبائية‪ ،‬ثم تحديد مفيوم الرقابة بشكل عام وتحديد مفيوم الجباية‪.‬‬
‫يرى ىنري فايول وىو أحد مؤسسي مدرسة اإلدارة العممية أن الرقابة‪ " :‬تقوم عمى‬
‫التحقق مما إذا كان كل شيء يسير وفقا لمخطة المرسومة والتعميمات الصارمة والقواعد‬
‫المقررة‪ ،‬أما موضوعيا فيو تبيان نواحي الضعف أو الخطأ من أجل تقويميا"‪.2‬‬

‫‪ 1‬انًازج ‪ 64‬يٍ انسسرىر انجشائزي نسُح ‪ 1996‬انًعسل تانقاَىٌ رقى ‪ 03-02‬انًؤرخ فً ‪ ،2002/04/10‬وتانقاَىٌ رقى‬
‫‪ ،19-08‬انًؤرخ فً ‪ ،2008/11/15‬انجزٌسج انزسًٍح‪ ،‬انعسز‪ ،63‬انصازرج فً ‪ٌ ،2008/11/16‬رضًٍ انرعسٌم‬
‫انسسرىري‪.‬‬
‫‪ 2‬يحًس قاسى انقشوٌٍ‪ ،‬يهسي حسٍ سوٌق‪ ،‬انًفاهٍى انحسٌثح نإلزارج‪( ،‬ب‪.‬ط)‪ ،1993 ،‬ص‪.250‬‬
‫‪2‬‬
‫مقدمة‬

‫كما تعتبر الرقابة الوظيفة األساسية لمتأكد من أن األىداف والخطط تحققت‪،‬‬


‫ونفذت بالطريقة الصحيحة‪ ،‬فالرقابة الحقيقية تمك التي تستطيع أن تسبق األحداث فتعمل‬
‫عمى التنبيو من االنحرافات قبل وقوعيا‪.‬‬
‫ويقصد بالجباية مجمل االقتطاعات اإلجبارية المطبقة عمى مداخيل األفراد وأرباح‬
‫المؤسسات المؤداة لفائدة الدولة واداراتيا العمومية من أجل تمويل المشاريع لخدمة الصالح‬
‫العام‪.1‬‬
‫بالرجوع إلى التشريع الجبائي الجزائري ال نجد تعريفا لمرقابة الجبائية بمفيوميا‬
‫النظري‪ ،‬بل حدد صالحيات اإلدارة الجبائية أثناء القيام بعمميات الرقابة من جية‪ ،‬ومن‬
‫جية أخرى حدد حقوق والتزامات المكمفين الخاضعين لمرقابة‪.‬‬
‫انطالقا مما سبق يمكن تعريف الرقابة الجبائية عمى أنيا السمطة الممنوحة لإلدارة‬
‫الجبائية لمراقبة ت صريحات ووثائق المكمف الخاضع لمرقابة‪ ،‬سواء كان شخص طبيعي أو‬
‫معنوي‪ ،‬قصد التأكد من المعمومات الواردة في ممفو الجبائي‪.‬‬
‫وال تتوقف فقط عمى دراسة ومراجعة التصريحات بل تقوم بمقارنة بينما ىو مصرح‬
‫بو‪ ،‬والمعمومات المتحصل عمييا من مصادر أخرى وكذلك النظر في الوضعية المالية‬
‫لمممول‪.2‬‬
‫حدد المشرع الجبائي أىداف معينة لمرقابة الجبائية‪ ،‬حيث اعتبرىا وسيمة إستراتيجية‬
‫في المقابل لنظام تصريحي‪ ،‬وىي الوسيمة األكثر تخصيصا التي تمتمكيا اإلدارة لمتحقق‬
‫من مطابقة تصريحات المكمفين بالضريبة لمقوانين من القواعد المنظمة لالقتطاعات‬
‫الضريبية‪.‬‬
‫إذ يمكن القول أن الرقابة الجبائية تمثل أىم القنوات التي تؤدي إلى توزيع أحسن‬
‫لمعبء الضريبي‪ ،‬وتجنب تحويمو إلى بعض المكمفين بالضريبة المحترمين اللتزاماتيم‬
‫الضريبية‪.3‬‬

‫‪ 1‬يحًس عثاص يحزسي‪ ،‬انًسذم إنى انجثاٌح وانضزائة‪ ،‬زار انُشز‪( ،ITCIS ،‬ب‪.‬ط)‪( ،‬ب‪.‬ص‪ ،)ٌ.‬ص‪.05‬‬
‫‪ 2‬عٍسى تىنرىخ‪ ،‬انزقاتح انجثائٍح كأزاج نًحارتح انرهزب وانغش انضزٌثً‪ ،‬زراسح حانح والٌح تاذُح‪ ،‬رسانح ياجسرٍز‬
‫غٍز يُشىرج‪ ،‬كهٍح انعهىو االقرصازٌح وعهىو انرسٍٍز‪ ،‬فزع اقرصاز وانرًٍُح‪ ،‬جايعح انحاج نرضز تاذُح‪،2004-2003 ،‬‬
‫ص‪.53‬‬
‫‪ 3‬يُ صىر تٍ عًارج‪ ،‬إجزاءاخ انزقاتح انًحاسثٍح وانجثائٍح‪ ،‬زار هىيح نهطثاعح وانُشز وانرىسٌع‪ ،‬انجشائز‪( ،‬ب‪.‬ص‪،)ٌ.‬‬
‫ص‪.15‬‬
‫‪3‬‬
‫مقدمة‬

‫ونظ ار لمعدد المتزايد لمتصريحات الجبائية المكتتبة من قبل المكمفين بالضريبة‬


‫الخاضعين لمرقابة الجبائية‪ ،‬األمر الذي حتم عمى اإلدارة الجبائية تنويع أساليب عمميا‬
‫باستعمال أشكال مختمفة لمرقابة‪ ،‬إذ تمتمك اإلدارة الجبائية في سبيل ذلك امتيازات تسعى‬
‫من خالليا لتأكيد مبدأ سمو المصمحة العامة عمى مصالح المكمف بالضريبة‪ ،‬وتتمثل ىذه‬
‫االمتيازات في حيازة المستندات واألوراق اإلدارية وسمطة فرض العقوبات‪ ،‬ىذا ما دفع‬
‫المشرع إلى سن ضمانات لممكمف بالضريبة تحميو من أي تعسف أثناء سير عممية‬
‫الرقابة‪ ،‬بيدف خمق التوازن في العالقة بين المكمف بالضريبة واإلدارة الجبائية‪.‬‬
‫واستنادا ليذا العرض الموجز يمكن طرح اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫ما هي األشكال المعتمدة إلجراء عمميات الرقابة الجبائية‪ ،‬والنتائج المترتبة عنها؟ وفيما‬
‫تتمثل القيود الواردة عميها؟‬
‫يجرنا ىذا السؤال الرئيسي إلى طرح أسئمة فرعية‪:‬‬
‫‪ -‬ما ىي أشكال الرقابة الجبائية؟‬
‫‪ -‬ىل تمارس كل عمميات الرقابة داخل اإلدارة الجبائية؟ وىل تقتصر عمى التصريحات‬
‫المكتتبة من قبل المكمف بالضريبة فقط؟‬
‫‪ -‬فيما تتمثل نتائج الرقابة الجبائية؟‬
‫‪ -‬ما ىي الضمانات والحقوق الممنوحة لممكمف بالضريبة؟ وما ىي الواجبات الممقات‬
‫عمى عاتقو؟‬
‫ونظ ار لطبيعة الموضوع‪ ،‬ولإلجابة عمى إشكالية البحث اعتمدنا منيجا وصفيا‬
‫حيث استعرضنا أشكال الرقابة الجبائية‪ ،‬واالعتماد عمى أسموب التحميل لتحميل مختمف‬
‫القوانين والتشريعات الجبائية‪ ،‬الستخالص نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عمييا‪.‬‬
‫وتم االعتماد في ىذه الدراسة عمى أدوات مختمفة تمثمت أساسا في‪:‬‬
‫‪ -‬مختمف القوانين الجبائية خاصة قانون اإلجراءات الجبائية‪ ،‬والمراسيم والتنظيمات‬
‫المتعمقة بالرقابة الجبائية‪ ،‬باإلضافة إلى ميثاق المكمفين الخاضعين لمضريبة؛‬
‫‪ -‬استعمال المراجع المتعمقة بالموضوع ومختمف الدراسات السابقة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫مقدمة‬

‫رغم ذلك واجيتنا بعض الصعوبات تمثمت في الطابع التقني لممواضيع الجبائية‪،‬‬
‫باإلضافة عمى عدم استقرار التشريع الجبائي وكثرة التعديالت‪ ،‬فضال عن صعوبة‬
‫المصطمحات المستعممة في المواضيع الجبائية (…‪.)Role, flagrance fiscale‬‬
‫تكمن أىمية البحث في المكانة التي تحتميا الرقابة الجبائية‪ ،‬لردع المكمفين‬
‫المدلسين من خالل األشكال المختمفة لمرقابة لمعاينة األخطاء والنقائص واإلغفاالت وعدم‬
‫احترام المكمفين بالضريبة الخاضعين لمرقابة اللتزاماتيم الجبائية‪ ،‬مما يؤدي إلى األضرار‬
‫بالخزينة العمومية‪.‬‬
‫كما ييدف ىذا البحث إلى تناول أشكال الرقابة الجبائية المنصوص عمييا في‬
‫قانون اإلجراءات الجبائية من خالل تبيان أىم إجراءاتيا باإلضافة إلى إبراز أىمية نتائج‬
‫الرقابة الجبائية لمتأكد من صحة التصريحات المكتتبة من طرف المكمفين بالضريبة‬
‫ومعرفة حدود الرقابة الجبائية‪ ،‬بتحديد القيود الواردة عمييا‪.‬‬
‫كل ىذه األسباب جعمتني أختار ىذا الموضوع دون غيره وىذا نظ ار ألىمية‬
‫الموضوع كونو يعالج الرقابة الجبائية بعيدا عن الجانب االقتصادي‪ ،‬وتناولو من جانبو‬
‫القانوني‪ ،‬وازالة الغموض الذي يكتنف مختمف النصوص القانونية والتشريعات الجبائية من‬
‫جية ومن جية أخرى قمة الدراسات القانونية في موضوع الرقابة الجبائية‪ .‬وميل الباحث‬
‫إلى البحث والدراسة في موضوع الجباية بشكل عام والرقابة الجبائية وما تخمقو من‬
‫حساسية وتخوف لدى المكمفين بالضريبة بشكل خاص‪.‬‬
‫ومن ىنا تتحدد دراستنا لمموضوع من خالل المحدد المكاني المتعمق بدراسة الرقابة‬
‫الجبائية في الجزائر‪ ،‬وفقا لمقوانين واألنظمة الجبائية‪ ،‬أما المحدد الزماني فيتعمق بالفترة‬
‫الزمنية التي تمت فييا دراسة البحث ‪.2014-2013‬‬
‫ومن خالل اإلطالع عمى الدراسات السابقة والتي تتعمق بموضوع البحث أو عمى‬
‫األقل لجانب من الرقابة الجبائية‪ ،‬الحظنا أن نظرة الباحث تختمف باختالف مجال‬
‫التخصص ونجد منيا‪:‬‬
‫‪ -‬لونيس عبد الوىاب‪ ،‬الضمانات الممنوحة لممكمف بالضريبة الخاضع لمرقابة‬
‫الجبائية‪ ،‬دراسة مقارنة مع القانون الفرنسي ‪ ،‬بحث لنيل شيادة الماجستير في القانون‬
‫العام‪ ،‬جامعة وىران ‪-‬السانيا‪ -‬كمية الحقوق‪ ،2001 ،‬عالج الباحث الموضوع من خالل‬

‫‪5‬‬
‫مقدمة‬

‫بابين حيث خصص الباب األول لدراسة الضمانات المعتمدة في إجراءات التحقيق‪ ،‬أما‬
‫الباب الثاني فخصصو لمضمانات المعتمدة بمناسبة تصحيح الوجاىي‪ ،‬وخمص في األخير‬
‫إلى أن الضمانات تقيد عمل اإلدارة وتأطيره إلى الحد الذي يحفظ كرامة وحرمة المكمف‬
‫بالضريبة وحقو في الدفاع عن نفسو في مختمف مراحل عممية الرقابة‪.‬‬
‫‪ -‬لياس قال ب ذبيح‪ ،‬مساىمة التدقيق المحاسبي في دعم الرقابة الجبائية‪ ،‬دراسة حالة‬
‫مديرية الضرائب لوالية أم البواقي‪ ،‬مذكرة مقدمة كجزء من متطمبات نيل شيادة الماجستير‬
‫في عموم التسيير تخصص محاسبة‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،2011-2010 ،‬قام الباحث من‬
‫خالل ىذه الدراسة إبراز مكونات النظام الضريبي الجزائري وواقع التيرب الضريبي‪ ،‬كما‬
‫تناول الرقابة الجبائية بإطارىا القانوني والتنظيمي‪ ،‬وقدرة التدقيق المحاسبي عمى دعم‬
‫الرقابة الجبائية‪ ،‬وخمص إلى أن التحكم السميم في مكونات التدقيق المحاسبي قد تسترجع‬
‫حقوق الخزينة العامة والحد من ظاىرة التيرب الضريبي من خالل عممية الرقابة الجبائية‪.‬‬
‫‪ -‬نوي نجاة‪ ،‬فعالية الرقابة الجبائية في الجزائر الفترة ‪ ،2003-1999‬مذكرة مقدمة ضمن‬
‫متطمبات نيل شيادة الماجستير في عموم التسيير‪ ،‬فرع مالية ونقود‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2004-2003‬عالجت الباحثة من خالل ىذه المذكرة ظاىرة التيرب الضريبي‪ ،‬مع إبراز‬
‫معوقات الرقابة الجبائية والتي تعمل عمى الحد من كفاءتيا بغية تحسينيا‪ ،‬وتم التوصل‬
‫إلى أن الرقابة الجبائية ليا فعالية في التحكم بظاىرة التيرب الضريبي في الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬طالبي محمد‪ ،‬الرقابة الجبائية في النظام الضريبي الجزائري خالل الفترة (‪،1995‬‬
‫‪ ،)1999‬مذكرة مقدمة ضمن متطمبات نيل شيادة ماجستير‪ ،‬مقدمة لكمية العموم‬
‫االقتصادية وعموم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،2000‬عالج الباحث إشكالية تحديد مكانة‬
‫الرقابة الجبائية ومعرفة أساليب عمميا وأدواتيا داخل النظام الضريبي بعد اإلصالحات‬
‫التي مر بيا‪ ،‬وتم التوصل إلى أن الرقابة الجبائية تحتل مكانة ىامة داخل النظام الجبائي‬
‫الجزائري بعد اإلصالحات‪.‬‬
‫جاء ىذا البحث مختمفا عن البحوث السابقة في تناول موضوع الرقابة الجبائية‪،‬‬
‫بعيدا عن اإلحصاء وتحميل النتائج حيث تناول جزءا مفصال ألشكال الرقابة الجبائية‪،‬‬
‫والتي تختمف حسب كل حالة وكيف تساىم في التحكم بالتصريحات الجبائية‪ ،‬كذلك حدد‬

‫‪6‬‬
‫مقدمة‬

‫نتائج ىذه الرقابة والقيود التي تزد عمييا لخمق التوازن في العالقة التي تربط بين اإلدارة‬
‫الجبائية والمكمف بالضريبة‪.‬‬
‫وألجل ىذا ارتأينا تقسيم البحث إلى فصمين‪ ،‬تعرضنا في الفصل األول عمى أشكال‬
‫الرقابة الجبائية‪ ،‬والذي تم من خاللو دراسة أشكال الرقابة المبسطة الممارسة داخل اإلدارة‬
‫الجبائية وخارجيا‪ ،‬ثم تمت دراسة أشكال الرقابة المعمقة من التحقيق في المحاسبة‬
‫والتحقيق المعمق لمجمل الوضعية الجبائية وفصمنا أكثر في إجراءاتيا‪.‬‬
‫أما الفصل الثاني فقد تناول نتائج الوقائية الجبائية بالتركيز عمى إعادة التقويم‬
‫والعقوبات المفروضة عمى المكمف بالضريبة‪ ،‬كما تناول القيود الواردة عمى عممية الرقابة‬
‫الجبائية المتمثمة أساسا في التزامات وضمانات المكمف بالضريبة‪.‬‬
‫وفي األخير اختتمنا البحث بإعطاء خالصة تحميل فصولو‪ ،‬والنتائج التي أمكن‬
‫استخراجيا من عناصر البحث‪ ،‬لفتح األبواب مستقبال في إعداد بحوث ودراسات تساىم‬
‫في إثراء الموضوع المعالج‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول‬
‫أشكال الرقابة الجبائية‬
‫مقدمــة‬
‫الفصل الثاني‬
‫نتائج الرقابة الجبائية‬
‫والقيود الواردة عميها‬
‫خاتــمة‬
‫المراجــع‬
‫فهرس المحتويات‬
‫المالحق‬
‫أشكال الرقابة الجبائية‬ ‫الفصل األول‬

‫تيدف الرقابة الجبائية إلى العمل عمى جعل المكمفين بالضريبة يمتزمون باحترام‬
‫القوانين الضريبة‪ ،1‬أثناء إعدادىم لمتصريحات المكتتبة‪ ،‬وذلك بتطبيق مجموعة من‬
‫العمميات من قبل المصالح المتخصصة لإلدارة الجبائية في إطار منظم لتجنب كل ما قد‬
‫ينتج من اعتداءات وتجاوزات‪ ،‬إضافة إلى ذلك تشكل الرقابة لإلدارة الجبائية فحص‬
‫انسجام التصريحات ومقارنتيا مع المحاسبة والوثائق المثبتة لمحقيقة االقتصادية والمالية‪.2‬‬
‫وبما أن النظام الضريبي الجزائري ىو نظام تصريحي‪ ،‬أي يمنح الحرية لممكمف‬
‫في تحديد أسس فرض الضريبة‪ ،‬فقد تصطدم عمميات الرقابة الجبائية‪ ،‬بتصريحات غير‬
‫صحيحة وغير صادقة مما يوجب القيام بعمميات الرقابة بصفة دورية وبأشكال مختمفة‪،‬‬
‫يجب أتباعيا واستعماليا في الوقت المناسب وحسب أىمية وضرورة التدخل‪ ،‬أو نوعية‬
‫الشخص المراد التحقيق معو (معنوي أو طبيعي)‪.‬‬
‫وعميو سيتم التطرق في ىذا الفصل إلى مبحثين‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬أشكال الرقابة المبسطة‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أشكال الرقابة المعمقة‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬أشكال الرقابة المبسطة‬

‫‪ 1‬ؿٓاو كغصٔص٘‪ ،‬انغلاتح انجثائ‪ٛ‬ح ت‪ ٍٛ‬انُظغ‪ٚ‬ح ٔانرطث‪ٛ‬ك‪ ،‬صاع انًف‪ٛ‬ض نهُشغ ٔانرٕػ‪ٚ‬غ‪ ،‬ػ‪ ٍٛ‬يه‪ٛ‬هح‪ ،‬انجؼائغ‪،2011 ،‬‬
‫ص‪.45‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Barilari André, Drapr Rpbert, Léxique fiscale, 2éme édition , 1992, p48.‬‬
‫‪8‬‬
‫أشكال الرقابة الجبائية‬ ‫الفصل األول‬

‫تعمل الرقابة الجبائية المبسطة عمى التثبت في صحة التقارير المودعة من النسب‬
‫المطبقة وطريقة احتساب الضرائب المتبعة لمتأكد خاصة من أن المكمف بالضريبة لم‬
‫يرتكب أخطاء ظاىرية وأنو لم يسيو عن ذكر بعض المعمومات الخاصة بو‪.1‬‬
‫تيدف الرقابة الجبائية المبسطة إلى إجراء مقارنة بين ما ىو مصرح بو‪ ،‬وما يجب‬
‫أن يصرح بو من أجل كشف النقائص واألخطاء‪ ،‬وتظير فائدة ىذا الشكل من الرقابة في‬
‫أنيا ال تحتاج إلى وقت طويل وتتم بشكل دوري‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬الرقابة الممارسة داخل اإلدارة الجبائية‬


‫يقصد بيا الرقابة التي تتم من طرف أعوان اإلدارة الجبائية‪ ،‬داخل مكاتب‬
‫مفتشيات الضرائب بشكل دوري دون التنقل أو إجراء أبحاث خاصة‪ ،‬وتنجز ىذه العممية‬
‫داخل المفتشية التي بحوزتيا الممف الجبائي‪ ،‬واستنادا عمى الوثائق الموجودة فيو‪ ،‬حيث‬
‫تتخذ شكمين أساسيين وىما‪ :‬الرقابة الشكمية والرقابة عمى الوثائق‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الرقابة الشكمية )‪(Le contrôle formel‬‬


‫تتم الرقابة الشكمية عموما عمى مستوى مفتشية الضرائب في دائرة االختصاص‬
‫والتابعة لمكان ممارسة النشاط الخاضع لمضريبة‪ ،‬وتنجز كل سنة وتعتبر كمرحمة تمييدية‬
‫وكخطوة أولى‪ ،2‬تبدأ الرقابة الشكمية منذ استالم المصالح الجبائية لمتصريحات المرسمة أو‬
‫المودعة من قبل المكمفين‪ ،‬وتتم مراقبتيا بطريقة منتظمة وغير انتقائية‪ ،3‬تغطي جميع‬
‫التدخالت التي تيدف لتصحيح األخطاء المادية المالحظة عادة في التصريحات المقدمة‪،‬‬
‫وكذا التحقق من ىوية المكمفين‪.‬‬
‫كما تعتبر الرقابة الشكمية أول عممية رقابية تخضع ليا التصريحات الجبائية‬
‫والمعتمدة عمى القراءة السطحية وتتحدد أساسا في التحقيق الشكمي لممعمومات التي‬
‫يتضمنيا التصريح مثل‪ :‬اليوية الجبائية‪ ،‬إمضاء وختم المكمف‪ ،‬تصحيح األخطاء‬

‫‪ 1‬يذًض انظانخ انؼ‪ٛ‬اع٘‪ ،‬صٔع اإلصاعج ف‪ ٙ‬ذٕظ‪ٛ‬ف انجثا‪ٚ‬ح‪ ،‬إصاعج‪ ،‬يجهح ؿضاؿ‪ٛ‬ح‪ ،‬ذظضع ػٍ يغكؼ انرٕش‪ٛ‬ك ٔانثذٕز‬
‫اإلصاع‪ٚ‬ح‪.1992 ،‬‬
‫‪ 2‬ؿٓاو كغصٔص٘‪ ،‬انغلاتح انجثائ‪ٛ‬ح ت‪ ٍٛ‬انُظغ‪ٚ‬ح ٔانرطث‪ٛ‬ك‪ ،‬يغجغ ؿاتك‪ ،‬ص‪.05‬‬
‫‪ 3‬يظطفٗ ػٕاص٘‪ ،‬انغلاتح انجثائ‪ٛ‬ح ػهٗ انًكهف‪ ٍٛ‬تانضغ‪ٚ‬ثح ف‪ ٙ‬انُظاو انضغ‪ٚ‬ث‪ ٙ‬انجؼائغ٘‪ ،‬يطثؼح يؼٔاع‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪ ،2009‬ص‪.12‬‬
‫‪01‬‬
‫أشكال الرقابة الجبائية‬ ‫الفصل األول‬

‫الحسابية‪ ،‬وعميو فإن ىذا النوع من الرقابة ييدف لضمان صحة وصدق التصريحات دون‬
‫التعمق في محتوياتيا‪.‬‬
‫ويعتبر الغرض األساسي من الرقابة الشكمية التصحيح الشكمي لمتصريحات دون‬
‫إجراء أية مقارنة بين ما تحممو من محتويات وتمك التي تتوفر لدى اإلدارة‪ ،‬وال تيدف‬
‫الرقابة الشكمية إلى التأكد من صحة المعطيات التي تحمميا وانما لمكيفية التي قدمت من‬
‫خالليا ىذه المعطيات أو المعمومات‪.1‬‬
‫‪2‬‬
‫ويتم ذلك وفق ما يمي‪:‬‬
‫المكمف‪ :‬يجب أن يحتوي كل ممف جبائي عمى نسخة من الوثائق التالية‪ ،‬السجل‬
‫التجاري‪ ،‬بطاقة إثبات اليوية‪ ،‬شيادة اإلقامة‪ ،‬شيادة التصريح بالوجود‪ ،‬البطاقة‬
‫اإلحصائية‪ ،‬باإلضافة إلى كل مراسالت المكمف بالضريبة‪.‬‬
‫النشاط‪ :‬يجب توفر بطاقة التعريف الجبائي‪ ،‬التصريحات الشيرية والثالثية الخاصة‬
‫بمجموع الضرائب‪ ،‬وممخصات أرقام األعمال لكل سنة‪.‬‬
‫األخطاء المادية‪ :‬التأكد من إيداع التصريحات الشيرية والثالثية في آجاليا المحددة‪ ،‬كما‬
‫يتم التأكد أيضا من أن العمميات الحسابية مدونة في التصريحات وبدون وجود أخطاء في‬
‫العمميات الحسابية‪ ،‬فضال عمى أن البيانات المشار إلييا متواجدة في الخانة الصحيحة‬
‫وأن كل بيان يخص الخانة المتعمقة بيا‪.‬‬
‫وتيدف الرقابة الشكمية إلى إعط اء فكرة أولية عن الممف الجبائي‪ ،‬ليتم من خاللو‬
‫إعطاء قرار مبدئي عن مصداقية التصريحات سواء بقبولو أو بتحويمو إلى الرقابة عمى‬
‫الوثائق‪ ،‬أي أن الرقابة الشكمية تعتبر تمييدا لمرقابة عمى الوثائق‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الرقابة عمى الوثائق )‪(Le contrôle sur pièces‬‬

‫‪1‬‬
‫‪J.P. Casimir, les signes extérieurs de revenu, librairie de l’université, pari, 1979, p154.‬‬
‫‪ 2‬ػاشٕع ‪ٕٚ‬ؿف‪ ،ٙ‬صعاؿح ذذه‪ٛ‬ه‪ٛ‬ح نظاْغج انغش انجثائ‪ ٙ‬دانح انجؼائغ‪ ،‬يظكغج ياجـر‪ٛ‬غ ف‪ ٙ‬ػهٕو انرـ‪ٛٛ‬غ‪ ،‬كه‪ٛ‬ح انؼهٕو‬
‫االلرظاص‪ٚ‬ح ٔانؼهٕو انرجاع‪ٚ‬ح ٔػهٕو انرـ‪ٛٛ‬غ‪ ،‬جايؼح انًض‪ٚ‬ح‪ ،2009/2008 ،‬ص‪.09‬‬
‫‪00‬‬
‫أشكال الرقابة الجبائية‬ ‫الفصل األول‬

‫يعد ىذا النوع من الرقابة ثاني إجراء تقوم بو اإلدارة الجبائية بعد الرقابة الشكمية‬
‫ويتجمى دور ىذه الرقابة بإجراء فحص نقدي وشامل لمتصريحات الجبائية المكتتبة من قبل‬
‫المكمفين الخاضعين لمرقابة الجبائية‪ ،‬وتتم في مقر المفتشية التي يتواجد بيا الممف‬
‫الجبائي‪ ،‬إذ تقوم عمى مقارنة المعمومات والوثائق المتوفرة لدى اإلدارة الجبائية إضافة إلى‬
‫ما تحصمت عميو ىذه األخيرة من معمومات من طرف ىيئات أخرى‪ ،‬كاإلدارات والييئات‬
‫العمومية‪ ،‬الجمارك‪ ،‬البنوك‪ ،‬المتعاممين‪ ،‬وغيرىا من األط ارف‪ ،‬والمتعمقة بالمعامالت أو‬
‫الصفقات المبرمة بين المكمف وىذه الييئات والتي تكون في شكل كشوفات تعرف بـ‬
‫‪ Bulletin de recoupement‬كمعمومات إضافية مع التصريحات الجبائية المكتتبة‬
‫المقدمة من طرف المكمفين بعد القيام بفحص شامل ليا‪ ،‬وكأمثمة عمى ذلك‪:‬‬
‫النشاطات الطبية وشبو الطبية‪ ،‬عيادات التوليد وقاعات العالج بحيث تتعامل إدارة‬
‫الضرائب بالتنسيق مع مصمحة الضمان االجتماعي التي تقدم ليا سنويا كشوفات فردية‬
‫تبين فييا عدد الفحوص المجرات من طرف كل طبيب مع توضيح المبالغ اإلجمالية‬
‫لألتعاب كما ىي واردة في أوراق العالج‪.‬‬
‫أما بالنسبة لممحامين‪ ،‬وذلك بالتنسيق مع كتابة ضبط المحكمة التي تقدم كشوفات‬
‫القضايا التي يترافع عنيا كل محامي‪.‬‬
‫تتميز الرقابة عمى الوثائق عن الرقابة الشكمية بعدة نقاط تتمثل أساسا في أنيا‬
‫انتقائية وغير منتظمة عمى عكس الرقابة الشكمية التي تتم بطريقة منتظمة وغير انتقائية‬
‫كما أن ىذه األخيرة تعتمد عمى القراءة السطحية لممعمومات التي يتضمنيا التصريح‪ ،‬أما‬
‫الرقابة عمى الوثائق فتقوم عمى الفحص النقدي والشامل لمتصريحات‪.‬‬
‫كما يتميز ىذا النوع من الرقابة عن الرقابة المعمقة أنو يتم عمى ضوء الوثائق‬
‫الموجودة عمى مستوى إدارة الضرائب وليس بعين المكان‪ ،‬والجية المخول ليا مراقبة‬
‫الوثائق ىي المفتشية تشمل ىذه المراقبة الخاضعين لنظام التقدير الجزافي ونظام الربح‬
‫الحقيقي عمى حد السواء‪ ،‬باإلضافة إلى أن أغمبية المنازعات المترتبة عنيا تخص كيفية‬
‫تحديد الوعاء الضريبي‪ ،‬حيث تمتزم إدارة الضرائب بتسبيب تعديميا لمتصريح المقدم من‬
‫طرف المكمف بالضريبة‪ ،‬كما يمتزم ىذا األخير بتقديم الدليل بأن الضريبة مفروضة عميو‬

‫‪01‬‬
‫أشكال الرقابة الجبائية‬ ‫الفصل األول‬

‫مبالغ فييا في حالة الفرض التمقائي لمضريبة فقط أي عند عجزه عن تقديم الدليل‬
‫العكسي‪.1‬‬
‫إذن فالرقابة عمى الوثائق ىي‪" :‬رقابة الحقة تسمح لإلدارة بالقيام بفحص نافذ‬
‫لتصريحات المكمفين ومنو كشف وتصحيح لمنقائص المكتشفة"‪.2‬‬
‫‪3‬‬
‫ييدف ىذا النوع من الرقابة إلى‪:‬‬
‫‪ -‬اكتشاف األخطاء في الحسابات والمعدالت واليوامش المختمفة لمربح؛‬
‫‪ -‬معرفة الوضعية المالية لممكمف كل سنة؛‬
‫‪ -‬مراقبة مصداقية التصريحات بالمقارنة مع ما ىو متوفر من معمومات لدى‬
‫مفتشية الضرائب؛‬
‫‪ -‬إعداد قائمة المكمفين المقترحين لمرقابة المعمقة‪.‬‬
‫وفي حالة وجود نقاط غامضة أو مبيمة من طرف المراقب يحق لو أن يطمب‬
‫بعض التوضيحات والتبريرات إذا لزم األمر‪ ،4‬السيما المتعمقة بنمط المعيشة أو بعض‬
‫األعباء الخاصة ‪ Les charge de ductile‬والمالحظ أن اإلدارة الجبائية تمجأ ليذا‬
‫اإلجراء بكثرة‪.‬‬
‫‪ -0‬طمب المعمومات‬
‫بموجب الميام واالمتيازات المخولة لممفتش يمكنو توجيو طمب شفوي إلى المكمف‬
‫بالضريبة إلمداده ببعض المعمومات حول النقاط التي احتوتيا التصريحات المقدمة‪ ،5‬وفي‬
‫حالة رفض المكمف اإلجابة عن كل أو جزء من النقاط المطموب توضيحيا‪ ،‬يتعين عميو‬

‫‪ 1‬ػٔت‪ٛ‬ضج كغ‪ٚ‬ث‪ ،ٙ‬انًغالثح انجثائ‪ٛ‬ح كـثة عئ‪ٛ‬ـ‪ ٙ‬نهًُاػػح انضغ‪ٚ‬ث‪ ،ٙ‬يجهح يجهؾ انضٔنح‪ ،‬انؼضص‪ ،07‬انض‪ٕٚ‬اٌ انٕطُ‪ٙ‬‬
‫نألشغال انرغتٕ‪ٚ‬ح‪ ،‬انجؼائغ‪ ،2005 ،‬ص‪.14-13‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Ministère des finances, direction générale des Impôts (DGI), Direction de recherche et‬‬
‫‪vérification, Guide du contrôle sur pièce, p03.‬‬
‫‪ 3‬تٕػالو ٔنٓ‪ ،ٙ‬يضاسهح تؼُٕاٌ "َذٕ إطاع يمرغح نرفؼ‪ٛ‬م آن‪ٛ‬اخ انغلاتح انجثائ‪ٛ‬ح نهذض يٍ آشاع األػيح" –دانح انجؼائغ‪-‬‬
‫انًهرمٗ انؼهً‪ ٙ‬انضٔن‪ ٙ‬دٕل األػيح انًان‪ٛ‬ح ٔااللرظاص‪ٚ‬ح انضٔن‪ٛ‬ح ٔانذٕكًح انؼانً‪ٛ‬ح‪ ،‬جايؼح فغداخ ػثاؽ‪ ،‬ؿط‪ٛ‬ف‪ ،‬كه‪ٛ‬ح‬
‫انؼهٕو االلرظاص‪ٚ‬ح ٔػهٕو انرـ‪ٛٛ‬غ‪َ ،‬ـشح إنكرغَٔ‪ٛ‬ح‪.‬‬
‫‪www.univ-ecosetif.com/saminars/financialcrisis/62.pdf‬‬
‫‪ 4‬ذُض انًاصج ‪ 19‬فمغج ‪ 01‬يٍ لإٌَ اإلجغاءاخ انجثائ‪ٛ‬ح انًؼضنح تًٕجة انًاصج ‪ 36‬يٍ لإٌَ انًان‪ٛ‬ح نـُح ‪ 2009‬ػهٗ‬
‫أَّ‪ٚ" :‬غالة انًفرش انرظغ‪ٚ‬ذاخ أٔ ذطهة انرٕض‪ٛ‬ذاخ ٔانرثغ‪ٚ‬غاخ كرات‪ٛ‬ا‪ ،‬كًا ‪ًٚ‬كٍ نهًفرش أٌ ‪ٚ‬طهة صعاؿح انٕشائك‬
‫انًذاؿث‪ٛ‬ح انًرؼهمح تانث‪ٛ‬اَاخ ٔانؼًه‪ٛ‬اخ ٔانًؼط‪ٛ‬اخ يٕضٕع انغلاتح"‪.‬‬
‫‪ 5‬انؼ‪ٛ‬ض طانذ‪ ،ٙ‬انٕج‪ٛ‬ؼ ف‪ ٙ‬شغح لإٌَ اإلجغاءاخ انجثائ‪ٛ‬ح‪ ،‬صاع ْٕيح نهطثاػح ٔانُشغ ٔانرٕػ‪ٚ‬غ‪ ،،‬انجؼائغ‪،2011 ،‬‬
‫ص‪.37‬‬
‫‪02‬‬
‫أشكال الرقابة الجبائية‬ ‫الفصل األول‬

‫أن يعيد طمبو كتابيا لمحصول عمى التوضيحات أو التبريرات‪ .‬وال يمزم المكمف بعقوبة إذا‬
‫رفض الرد‪.‬‬
‫‪ -1‬طمب التوضيحات والتبريرات‬
‫عندما يرفض المكمف بالضريبة اإلجابة عمى الطمبات الشفوية أو يرفض جزء من‬
‫النقاط المطموب تقديميا‪ ،‬يعيد المفتش الطمب كتابيا‪ ،‬ويجب أن يتوفر ىذا الطمب عمى‬
‫‪1‬‬
‫شرطين أساسيين‪:‬‬
‫‪ -‬أن تبين الطمبات الكتابية بشكل صريح النقاط التي يراىا المفتش ضرورية لمحصول‬
‫عمى التوضيحات أو التبريرات وتوجيييا لممكمف بالضريبة؛‬
‫‪ -‬يجب عمى المكمف بالضريبة تقديم إجابتو في مدة ال يمكن أن تقل عن ثالثين (‪)30‬‬
‫يوم‪.‬‬
‫كما رخص القانون لمعون المحقق أن يصحح تصريحات المكمف‪ ،‬لكن عميو قبل‬
‫ذلك وتحت طائمة بطالن إجراءات اإلخضاع الضريبي‪ ،‬إرسال التصحيح لممكمف عمى أن‬
‫يبين لو بكل وضوح كل إعادة تقويم واألسباب التي دعت إلى ذلك إضافة إلى مواد قانون‬
‫الضرائب المطابقة لذلك عمى أن يقوم المكمف بتقديم موافقتو أو تقديم مالحظاتو في أجل‬
‫ثالثين (‪ )30‬يوم‪ ،‬وفي حالة انقضاء ىذه المدة دون رد‪ ،‬فإن ىذا يعني قبول ضمني‪،‬‬
‫حيث يمجأ العون المحقق إلى تسوية وضعية ممف المكمف بشكل واضح ودقيق متضمنة‬
‫النقائص المستخرجة والتصحيحات الالزمة مع الحقوق والغرامات الواجبة‪.2‬‬
‫‪3‬‬
‫كما أن المشرع فرق بين نوعين من التصريحات‪:‬‬
‫‪ -‬التصريحات غير المدعمة بالمعمومات والوثائق المنصوص عمييا في المادة ‪ 152‬من‬
‫قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثمة (الميزانية السنوية والوثائق المرافقة)‪ ،‬فإن ىذه‬
‫التصريحات تكون محل تصحيح تمقائي؛‬

‫‪ 1‬انؼ‪ٛ‬ض طانذ‪ ،ٙ‬انًغجغ انـاتك‪ ،‬ص‪.38 -37‬‬


‫‪ 2‬انًاصج‪ ،36‬لإٌَ على ‪ 21-08‬انًؤعر ف‪ 02 ٙ‬يذغو ػاو ‪ 1430‬انًٕافك نـ‪ٚ ،2008/12/30‬رضًٍ لإٌَ انًان‪ٛ‬ح نـُح‬
‫‪ ،2009‬انجغ‪ٚ‬ضج انغؿً‪ٛ‬ح‪ ،‬انؼضص ‪ ،74‬انظاصعج تراع‪ٚ‬ز ‪.2008/12/31‬‬
‫‪ٔ 3‬ػاعج انًان‪ٛ‬ح‪ ،‬انًض‪ٚ‬غ‪ٚ‬ح انؼايح نهضغائة‪ ،‬لإٌَ اإلجغاءاخ انجثائ‪ٛ‬ح‪ ،2014 ،‬انًاصج ‪ 19‬فمغج ‪.04ٔ 03‬‬
‫‪03‬‬
‫أشكال الرقابة الجبائية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬التصريحات المقدمة ضمن محاسبة دقيقة من حيث الشكل وكفيمة بتبرير النتيجة‬
‫المصرح بيا‪ ،‬في ىذه الحالة ال يمكن تصحيح ىذه التصريحات إال تبعا لإلجراء‬
‫التناقضي‪.‬‬
‫ليتم في األخير إعداد الجداول المتضمنة لمحقوق الواجبة التحصيل وترسل ىذه‬
‫الجداول عمى المديرية الفرعية لمعمميات الجبائية لمتسجيل‪ ،‬وتحويميا إلى قباضة الضرائب‬
‫المختصة إق ميميا بيدف متابعة ممف المكمف وتنفيذ الحقوق الواجبة التحصيل‪ .‬ليقوم رئيس‬
‫المفتشية بعد التنفيذ بإعداد بطاقية المراقبة التي تتضمن بيانات المكمف (اسمو ولقبو‪،‬‬
‫تاريخ وسنوات المراقبة‪ ،‬والنقائص المستخرجة)‪.‬‬
‫وفي مقابل ذلك يمكن لممكمف أن يعمل عمى تصحيح التصريح الذي يراه غير‬
‫مناسب قبل أن تباشر اإلدارة الجبائية عمميات الرقابة‪ ،‬لكن بعد ذلك يكون المكمف ممزم‬
‫بكل البيانات والمعمومات التي يتضمنيا تصريحو‪.‬‬
‫وفي ىذا المجال نصت المادة ‪ 25‬من قانون المالية لسنة ‪ 2014‬عمى أنو‪" :‬خالل‬
‫مراقبة اإلدارة الجبائية التصريحات باإلضافة إلى المستندات المستعممة لفرض كل ضريبة‬
‫وحق ورسم وأتاوة‪ ،‬فإنو يحق ليا التشكيك في صدق المستندات أو االتفاقيات التي تم‬
‫إبراميا من طرف المكمف بالضريبة‪ ،‬والتي تخفي المضمون الحقيقي لمعقد‪ ،‬عن طريق‬
‫بنود تيدف إلى تجنب أو تخفيض األعباء الجبائية"‪ 1.‬ىذا ما يسمى بالتعسف في الحق‬
‫الذي تقاومو اإلدارة‪.‬‬
‫وكأمثمة عمى ذلك‪:‬‬
‫أن يبرم المكمف عقد ىبة وىو في حقيقة األمر عقد بيع (عقد صوري) لمتممص من‬
‫دفع الضريبة‪.‬‬
‫بالنسبة لمجمع الشركات أن تكون ىناك تحويالت لممبالغ المالية بين الشركة األم‬
‫الشركات الفرعية‪ ،‬وتكون ىذه التحويالت في البمدان التي يكون فييا فرض الضريبة‬
‫منخفضا أو القوانين الضريبية أقل شدة بيدف التيرب الضريبي‪.‬‬

‫‪ 1‬انًاصج ‪ ،25‬لإٌَ ‪ 08-13‬انًؤعر ف‪ 27 ٙ‬طفغ ػاو ‪ 1435‬انًٕافك نـ‪ٚ ،2013/12/30‬رضًٍ لإٌَ انًان‪ٛ‬ح نـُح‬
‫‪ ،2014‬انجغ‪ٚ‬ضج انغؿً‪ٛ‬ح انؼضص‪ ،68‬انظاصعج ف‪.2013/12/31 ٙ‬‬
‫‪04‬‬
‫أشكال الرقابة الجبائية‬ ‫الفصل األول‬

‫من خالل ىذه المادة نالحظ أن المشرع الجبائي وسع من سمطات اإلدارة الجبائية‬
‫أثناء أدائيا لعمميات الرقابة عمى تصريحات المكمف بالضريبة‪ ،‬ودعميا من خالل‬
‫إعطائيا الحق في التشكيك في المستندات واالتفاقيات المبرمة من طرف المكمف‪ ،‬وىذا‬
‫إما أنو يحسب عمى المشرع إيجابا بأنو يحاول غمق المجال أمام التممصات الضريبية‪ ،‬أو‬
‫يؤخذ عميو بأن المشرع أطمق سمطات اإلدارة الجبائية في مواجية المكمفين مما يؤثر عمى‬
‫العالقة بينيما ويخمق نوع من التوتر‪.‬‬
‫ويبين الشكل التالي خطوات إجراء الرقابة عمى الوثائق‪:‬‬

‫الشكل رقم‪ :10‬مخطط الرقابة عمى الوثائق‬

‫الرقابة عمى الوثائق‬

‫عدم وجود نقائص‬ ‫وجود نقائص‬

‫‪ -‬نقائص مستخرجة‬ ‫‪ -‬تجاوزات واغفاالت خطيرة‪.‬‬


‫‪ -‬فوارق مكتشفة‬ ‫‪ -‬صعوبة تحديد الضرر الجبائي‪.‬‬
‫‪ -‬اكتشاف تيرب ضريبي‪.‬‬

‫يحفظ الممف‬ ‫طمب معمومات وتوضيحات‬ ‫اقتراح تقديم الممف الجبائي عمى‬
‫في مكانو‬ ‫من أجل التسوية الجبائية‬ ‫الرقابة الجبائية المعمقة‪.‬‬

‫‪Source : Guide du contrôle sur pièce, direction général des Impôts, Alger,‬‬
‫‪2004, p07.‬‬

‫‪05‬‬
‫أشكال الرقابة الجبائية‬ ‫الفصل األول‬

‫وعميو فإن الرقابة الممارسة داخل اإلدارة الجبائية تيدف إلى اكتشاف األخطاء في‬
‫ال تصريحات وتصحيحيا‪ ،‬كما تساعد في تصنيف الممفات المقترحة لمرقابة الجبائية‪ .‬لكن‬
‫رغم ذلك يبقى ىذا النوع من الرقابة قاص ار أمام العدد المتزايد لمتصريحات الجبائية إذ‬
‫يصعب عمى المفتش التحقيق بشكل معمق في التصريحات‪ ،‬فتمجأ اإلدارة لمتنقل إلى عين‬
‫المكان لممارسة الرقابة خارج اإلدارة الجبائية‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬الرقابة الممارسة خارج اإلدارة الجبائية‬


‫ىي الرقابة التي تمارس داخل المحالت المينية لممكمفين بالضريبة‪ ،‬بيدف البحث‬
‫وجمع وحجز كل الوثائق أو المستندات الالزمة إلثبات ممارسة الغش الضريبي‪ ،‬والمتمثمة‬
‫أساسا في المعاينة والتمبس الجبائي‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المعاينة والتحقيقات‬


‫وضع المشرع الجبائي القواعد العامة لعممية المعاينة‪ ،‬التي تشكل إحدى الوظائف‬
‫الحساسة لعمل اإلدارة الجبائية‪ ،‬غير أن سرعة وضع أو التأسيس لقانون اإلجراءات‬
‫الجبائية‪ ،‬حالت دون تبويب مواده من جية‪ ،‬ومن جية أخرى فقد تباينت الترجمة الفرنسية‬
‫لمنسخة األصمية العربية‪ ،‬رغم أن األولى جاءت أوضح‪.1‬‬
‫يقوم أعوان التحقيق بإجراء عممية المعاينة عندما تكون لدييم قرائن تدل عمى‬
‫ممارسات تدليسية‪ ،‬وذلك بحصوليم عمى ترخيص لمقيام بإجراءات المعاينة في كل‬
‫المحالت قصد البحث والحصول وحجز المستندات والوثائق‪ ،‬والدعائم أو العناصر المادية‬
‫التي من شأنيا أن تبرر التصرفات اليادفة إلى التممص من الوعاء والمراقبة ودفع‬
‫الضريبة‪.2‬‬
‫تكون المعاينة المنصوص عمييا في أحكام المواد من ‪ 74‬إلى ‪ 78‬من قانون‬
‫المالية لسنة ‪ 2002‬بدون إعالم مسبق‪ ،‬ذلك حتى يتمكن األعوان من حجز كل‬

‫‪ 1‬انؼ‪ٛ‬ض طانذ‪ ،ٙ‬يغجغ ؿاتك‪ ،‬ص‪.54‬‬


‫‪ 2‬ػًاع يؼاشٕ‪ ،‬سظٕط‪ٛ‬ح إجغاءاخ انضػٕٖ انجؼائ‪ٛ‬ح ف‪ ٙ‬يجال انغش انضغ‪ٚ‬ث‪ ،ٙ‬انًجهح انُمض‪ٚ‬ح نهمإٌَ ٔانؼهٕو‬
‫انـ‪ٛ‬اؿ‪ٛ‬ح‪ ،‬كه‪ٛ‬ح انذمٕق‪ ،‬جايؼح يٕنٕص يؼًغ٘‪ ،‬ذ‪ٛ‬ؼٔػٔ‪ ،‬انؼضص‪ ،2009 ،02‬ص‪.18-17‬‬
‫‪06‬‬
‫أشكال الرقابة الجبائية‬ ‫الفصل األول‬

‫الم ستندات والوثائق المحاسبية‪ ،‬الدفاتر المينية‪ ،‬األسطوانات واألقراص المعموماتية‪ ،‬وكل‬
‫الدعائم التي تثبت حاالت الغش‪.1‬‬
‫ولممارسة إجراءات المعاينة يجب توفر الشروط اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬ضرورة وجود قرائن جدية تتعمق بالغش؛‬
‫‪ -‬الحصول عمى الترخيص المسبق من طرف اإلدارة‪.‬‬
‫تطبق المعاينة عمى وجو الخصوص عمى المعتدين لمسوق الموازية‪ ،‬وذلك من أجل‬
‫اقتناء الممفات ذات األىمية المؤكدة لتبقى الحاالت األقل أىمية من صالحيات الوسائل‬
‫المعتادة لمتحريات(مصالح التدخالت‪ ،‬الفرق المختمطة‪ ،‬فرق التحقيق‪ ،)...‬وذلك لتحقيق‬
‫األىداف المسطرة ليذه األداة الجديدة لمتدخل‪.2‬‬
‫حتى يرخص لممصمحة بإجراء حق المعاينة يجب عمى المدير الوالئي أن يفصل‬
‫في الطمب المرسل إلى مديرية البحث والمراجعات (‪ )DRV‬عن طريق الفاكس‪ ،‬كل‬
‫العناصر التي تحصل عمييا والتي تستمزم القيام بيذه العممية‪.3‬‬
‫وبالرجوع إلى مواد قانون اإلجراءات الجبائية‪ ،‬نجد أن النصوص الخاصة بالمعاينة‬
‫جاءت متفرقة‪ ،‬ليذا سنتناوليا بالشكل اآلتي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬المعاينات المرتبطة بالضرائب غير المباشرة‬
‫ينص عمى ىذا القسم المواد من ‪ 22‬إلى ‪ 32‬من قانون اإلجراءات الجبائية التي‬
‫تجيز ألعوان اإلدارة الجبائية القيام بالتحقيقات والمعاينات التي تبدو ليم ضرورية في‬
‫المحالت المينية لممكمفين بالضريبة‪ ،4‬ويقصد بالمحالت المينية الصناع والصانعين‬
‫والتجار والمكمفين بالضريبة اآلخرين‪.‬‬
‫كما يمكن أن تمارس المعاينة في األماكن الممموكة لمغير المشكوك في أنيم‬
‫يممكون أو يخفون مستندات تيم المصمحة‪ ،‬مثل‪ :‬مسيروا الشركات‪ ،‬الشركاء‪ ،‬المحاسبون‪،‬‬

‫‪ 1‬انًٕاص يٍ ‪ 74‬إنٗ ‪ ،78‬انمإٌَ على ‪ 21-01‬انًؤعر ف‪ 07 ٙ‬شٕال ػاو ‪ 1422‬انًٕافك نـ‪ٚ ،2001/12/22‬رضًٍ‬
‫لإٌَ انًان‪ٛ‬ح نـُح ‪ ،2002‬انجغ‪ٚ‬ضج انغؿً‪ٛ‬ح‪ ،‬انؼضص‪ ،79‬انظاصعج ف‪.2001/12/23 ٙ‬‬
‫‪ 2‬ػًاع يؼاشٕ‪ ،‬يغجغ ؿاتك‪ ،‬ص‪.18‬‬
‫‪ٔ 3‬ػاعج انًان‪ٛ‬ح‪ ،‬انًض‪ٚ‬غ‪ٚ‬ح انؼايح نهضغائة‪ ،‬يض‪ٚ‬غ‪ٚ‬ح انثذس ٔانًغاجؼاخ‪ ،‬يظكغج على ‪ ،2013‬انًرضًُح ك‪ٛ‬ف‪ٛ‬اخ ذطث‪ٛ‬ك‬
‫دك انًؼا‪ُٚ‬ح‪ ،‬انجؼائغ‪ ،2009/01/04 ،‬ص‪.03-02‬‬
‫‪ 4‬انًاصج ‪ ،22‬لإٌَ اإلجغاءاخ انجثائ‪ٛ‬ح‪ ،‬يغجغ ؿاتك‪.‬‬
‫‪07‬‬
‫أشكال الرقابة الجبائية‬ ‫الفصل األول‬

‫أو أي شخص طبيعي أو معنوي‪ ،‬وال يجوز في أي حال من األحوال تجاوز اإلطار‬
‫المخصص لحق المعاينة‪.‬‬
‫‪ -0‬توقيت القيام بالمعاينات‬
‫‪1‬‬
‫ال يمكن القيام بعمميات المعاينة إال خالل النيار وفي الساعات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬من أول أكتوبر إلى غاية ‪ 31‬مارس من الساعة السادسة صباحا إلى غاية الساعة‬
‫السادسة مساء؛‬
‫‪ -‬من أول أفريل إلى غاية ‪ 30‬سبتمبر من الساعة الخامسة صباحا عمى غاية‬
‫الثامنة مساء‪.‬‬
‫واستثناءا من ذلك يمكن لألعوان الدخول ليال إلى المصانع وورشات التقطير‬
‫والمؤسسات األخرى الخاضعة لرقابتيم‪ ،‬عندما تكون مفتوحة لمجميور‪ ،‬أو يتبين من‬
‫‪2‬‬
‫تصريحات المكمفين أن مؤسساتيم في مرحمة نشاط‪.‬‬
‫‪ -1‬إجراءات خاصة ببعض النشاطات‬
‫حدد قانون اإلجراءات الجبائية‪ ،‬اإلجراءات الخاصة ألشكال مختمفة من النشاطات‬
‫الخاضعة لمضريبة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -0-1‬صناعة الخمور‬
‫فرق المشرع بين الوثائق المصاحبة طيمة ىذه العممية‪ ،‬بحيث يتم نقل الخمور من‬
‫أصحاب الغالل عن طريق "رخص النقل"‪ ،‬أما حثاالت النبيذ اليابسة والخميرات الكحولية‬
‫فال تنقل إال "بسند حركة"‪ ،‬ويجب تقديم تصريح مصحوبا بشيادة من الحائز عند رفع‬
‫الخمور‪ ،‬كما بين كيفية وضع األختام‪ ،‬والحق المخول لألعوان المشاركين في عممية‬
‫الرقابة لالطالع عمى كل السوائل الموجودة في القوارير‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -1-1‬صناعة التبغ‬

‫‪ 1‬انًاصج ‪ ،23‬لإٌَ اإلجغاءاخ انجثائ‪ٛ‬ح‪ ،‬يغجغ ؿاتك‪.‬‬


‫‪ 2‬انؼ‪ٛ‬ض طانذ‪ ،ٙ‬يغجغ ؿاتك‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫‪ 3‬انًٕاص يٍ ‪ 23‬إنٗ ‪ ،29‬لإٌَ اإلجغاءاخ انجثائ‪ٛ‬ح‪ ،‬يغجغ ؿاتك‪.‬‬
‫‪ 4‬انؼ‪ٛ‬ض طانذ‪ ،ٙ‬يغجغ ؿاتك‪ ،‬ص‪.56‬‬
‫‪08‬‬
‫أشكال الرقابة الجبائية‬ ‫الفصل األول‬

‫نصت المواد من ‪ 30‬إلى ‪ 32‬من قانون اإلجراءات الجبائية عمى المعاينة الميدانية‬
‫لممزارع والمناشر والمخازن الخاصة بصناعة التبغ‪ ،‬كما حدد كيفيات حساب الغالل‬
‫والمحاصيل وتأسيس الوعاء الضريبي‪ ،‬والمناقشات التي تمنح لممكمف في ىذه الحالة‪.‬‬
‫وقد نصت المادة ‪ 31‬عمى إجراء وقائي خاص يتمثل في طمب االستعانة باألعوان‬
‫البمديين لمرافقتيم إلى المزارع والمناشر والمخازن‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ثانيا‪ :‬المعاينة في مجال الرسوم عمى رقم األعمال في السجالت المهنية‬
‫يمزم كل شخص يقوم بعمميات خاضعة لمرسم عمى القيمة المضافة‪ ،‬بتقديم كل‬
‫المبررات الالزمة لتحديد رقم أعمالو سواء عمى مستوى مؤسستو الرئيسية أو فروعيا أو‬
‫وكاالتيا‪ ،‬وتقدم ىذه التبريرات إلى‪:‬‬
‫‪ -‬أعوان الضرائب المعنيين باألمر؛‬
‫‪ -‬أعوان المصالح المالية األخرى المعينين بالنسبة لكل فئة من الخاضعين لمضريبة‬
‫بموجب قرار من الوزير المكمف بالمالية‪.‬‬
‫ت يدف المعاينة التمقائية إلى تأسيس وعاء الضريبة‪ ،‬ويقوم األعوان المذكورين سابقا‬
‫بيذه العممية لدى المدينين بالرسم عمى القيمة المضافة ولدى الغير العاممين لحسابيم في‬
‫المحالت المخصصة لصنع أو إنتاج أو تحويل‪ ،‬وكذا تخزين البضائع أو بيعيا أو تأدية‬
‫الخدمات بجميع أنواعيا‪.‬‬
‫تجرى عمميات المراقبة بحضور أو تحت قيادة عون لو رتبة مفتش عمى األقل‪،‬‬
‫وتتم المعاينة التمقائية وفق اإلجراءات التالية‪:‬‬
‫‪ -0‬التزامات المكمفين‬
‫يمكن لألعوان الذين يقومون بالتحقيق طمب تسميم الفاتورات والمحاسبة المادية‬
‫والدفاتر‪ ،‬وكذا كل دعامة‪ ،‬والسجالت والوثائق المينية التي يمكن أن تكون ليا صمة‬
‫بعمميات أسفرت أو يمكن أن تفسر عن وضع فاتورة‪ ،‬والشروع في معاينة العناصر المادية‬
‫لممؤسسة‪.‬‬
‫كما يمكنيم طمب تسميم نسخة من المستندات المتعمقة بالعمميات التي تسفر عن‬
‫وضع فاتورة‪.‬‬

‫‪ 1‬انًاصج ‪ ،33‬لإٌَ اإلجغاءاخ انجثائ‪ٛ‬ح‪ ،‬يغجغ ؿاتك‪.‬‬


‫‪11‬‬
‫أشكال الرقابة الجبائية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -1‬أوقات الدخول‬
‫يمكن ألعوان الرقابة الدخول إلى المحالت ذات االستعمال الميني ووسائل نقل‬
‫البضائع وكذا حمولتيا‪ ،‬خالل ساعات النشاط ومن الساعة الثامنة صباحا إلى الساعة‬
‫الثامنة مساء‪.‬‬
‫‪ -2‬إعالم المكمف‬
‫يتم إعالم المكمف بالضريبة خالل التدخل األول بتسميمو إشعار بإجراء التحقيق‪،‬‬
‫وفي حالة غياب المكمف أو ممثمو يتم تحرير محضر بذلك‪ ،‬وفي حالة رفض اإلمضاء‬
‫من طرف الشخص الذي حضر إجراء التدخل يذكر ذلك في المحضر‪.‬‬
‫‪ -3‬تحرير المحاضر‬
‫عمى إثر كل تدخل يتم تحرير محضر تدون فيو التحريات التي تمت وتفصل فيو‬
‫‪1‬‬
‫المخالفات المالحظة خالل التحقيق ويسجل جرد الوثائق التي سمميا المكمف بالضريبة‪.‬‬
‫وبموجب ىذه المحاضر يقرر المدير الوالئي إخضاع المعني باألمر إلى التحقيق‬
‫المعمق أو المراقبة عمى الوثائق بعد موافقة مديرية البحث والمراجعات‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة أن ىذه الدراسة يجب أن تقع بعد إرجاع المستندات واألغراض‬
‫المحجوزة إلى المعني باألمر‪ ،‬مع وجوب اإلبقاء عمى نسخ في الممف واقامة محضر‬
‫استرجاع موقع من طرف الشخص المعني أو ممثمو‪.‬‬
‫في حالة رفض المعني استرجاع أغراضو ومستنداتو يتم إقامة محضر يوضع في‬
‫الممف‪.2‬‬
‫ثالثا‪ :‬الحق في الزيارة فيما يخص الضرائب المباشرة والرسوم عمى رقم األعمال‬
‫بمقتضى حق الزيارة يسمح ألعوان اإلدارة الجبائية المكمفين بعمميات الرقابة‪،‬‬
‫التحرك بحرية داخل المقرات المينية لممكمفين بالضريبة‪ ،‬بغرض الكشف عن قرائن تدل‬
‫عمى وجود ممارسات تدليسية‪ ،‬ويستعمل ىذا الحق في مجال الرقابة عمى المؤسسات‪ ،‬إذ‬

‫‪ 1‬أَظغ انًهذك على ‪01‬‬


‫‪ 2‬ػًاع يؼاشٕ‪ ،‬يغجغ ؿاتك‪ ،‬ص‪23‬‬
‫‪10‬‬
‫أشكال الرقابة الجبائية‬ ‫الفصل األول‬

‫يعتبر الوسيمة الوحيدة الممكنة لمعرفة رقم األعمال الحقيقي‪ ،‬وىذا عن طريق مراقبة‬
‫المستودعات‪ ،‬المواد األولية والمنتجات المصنعة‪.‬‬
‫ومن أجل ذلك وعندما توجد قرائن تدل عمى ممارسات تدليسية يمكن إلدارة‬
‫الجبائية أن ترخص لألعوان الذين ليم عمى األقل رتبة مفتش والمؤىمين قانونا‪ ،‬القيام‬
‫بإجراءات المعاينة في كل المحالت قصد البحث والحصول وحجز كل المستندات‬
‫والوثائق والدعائم‪ ،‬أو العناصر المادية التي من شأنيا أن تبرر التصرفات اليادفة إلى‬
‫‪1‬‬
‫التممص من الوعاء والمراقبة ودفع الضريبة‪.‬‬
‫‪ -0‬الممارسات التدليسية‬
‫لم يقم المشرع الجبائي بتعريف التدليس عمى عكس القانون المدني الذي عرف‬
‫التدليس في المادة ‪ 86‬فمغج ‪ 02‬ػهٗ أَّ‪" :‬انـكٕخ ػًضا ػٍ ٔالؼح أٔ يالتـح إطا شثد أٌ‬
‫انًضنؾ ػه‪ ّٛ‬يا كاٌ ن‪ٛ‬ثغو انؼمض نٕ ػهى ترهك انٕالؼح أٔ ْظِ انًالتـح"‪.2‬‬
‫‪3‬‬
‫بل عدد مظاىره وتعتبر عمى وجو الخصوص ممارسات تدليسية‪:‬‬
‫‪ -‬ممارسات نشاط غير مصرح بو؛‬
‫‪ -‬إنجاز عمميات شراء أو بيع البضائع بدون فاتورة وذلك ميما يكن مكان حيازتيا أو‬
‫خزنيا أو استيداعيا؛‬
‫‪ -‬تسميم فواتير وسندات تسميم أو أي وثيقة ال تتعمق بعمميات حقيقية؛‬
‫‪ -‬نقل تقييدات حسابية خاطئة أو وىمية‪ ،‬عمدا في الوثائق المحاسبية التي يكون‬
‫مسكيا إجباريا بمقتضى القانون التجاري*؛‬
‫‪ -‬كل مناورة تيدف إلى تنظيم إعساره‪ ،‬من طرف مكمف بالضريبة متابع لدفع‬
‫ضرائبو‪.‬‬

‫‪ 1‬انًاصج ‪ ،34‬لإٌَ اإلجغاءاخ انجثائ‪ٛ‬ح‪ ،‬يغجغ ؿاتك‪.‬‬


‫‪ 2‬انًاصج ‪ ،86‬انمإٌَ على ‪ ،10-05‬انًؤعر ف‪ 13 ٙ‬جًاصٖ األٔنٗ ػاو ‪ 1426‬انًٕافك نـ‪ٚ ،2005 َٕٕٛٚ 20‬ؼضل ٔ‪ٚ‬رًى‬
‫األيغ على ‪ ،58-75‬انًؤعر ف‪ 20 ٙ‬عيضاٌ ‪ 1395‬انًٕافك نـ ‪ٔ ،1975/09/26‬انًرضًٍ انمإٌَ انًضَ‪ ،ٙ‬انًؼضل‬
‫ٔانًرًى‪ ،‬انجغ‪ٚ‬ضج انغؿً‪ٛ‬ح‪ ،‬انؼضص‪ ،44‬انظاصعج ف‪.2005 َٕٕٛٚ 26 ٙ‬‬
‫‪ 3‬انًاصج ‪ ،36‬لإٌَ اإلجغاءاخ انجثائ‪ٛ‬ح‪ ،‬يغجغ ؿاتك‪.‬‬
‫* نرـٓ‪ٛ‬م ػًه‪ٛ‬ح انرذم‪ٛ‬ك َض انمإٌَ انرجاع٘ ػهٗ َٕع انضفاذغ ٔانًـرُضاخ انٕاجة يـكٓا‪ ْٙٔ ،‬صفرغ انجغص ٔصفرغ‬
‫ان‪ٕٛ‬ي‪ٛ‬ح‪ٔ ،‬نمض ٔعص طكغ ْظا انجؼء ف‪ ٙ‬انثاب انصاَ‪ ٙ‬يٍ انمإٌَ انرجاع٘ انجؼائغ٘ انًؼٌُٕ تـ‪ :‬انضفاذغ انرجاع‪ٚ‬ح‪ ،‬انًٕاص‬
‫يٍ ‪ 09‬ػهٗ ‪.12‬‬

‫‪11‬‬
‫أشكال الرقابة الجبائية‬ ‫الفصل األول‬

‫ونظ ار لخطورة ىذا اإلجراء فإن عبء اإلثبات يقع عمى عاتق اإلدارة الجبائية وقد‬
‫رخص المشرع في سبيل ذلك لممفتش القيام بإجراءات المعاينة قصد البحث والتحري‬
‫وحجز األدلة التي تيدف إلى التممص من الدفع الضريبي‪ ،‬فضال عن ذلك فإنو ينتج عن‬
‫اكتشا ف أعمال تدليسية قطع مدة التقادم بالنسبة لعمل اإلدارة المحددة بأربع سنوات‪.‬‬
‫إضافة إلى قطع مدة التقادم آلجال القيام بتحصيل الضريبة التي يقتضييا استدراك ما كان‬
‫محل سيو أو نقص في وعاء الضرائب المباشرة والرسوم المماثمة‪ ،‬ويقطع التقادم فيما‬
‫يخص وعاء الحقوق البسيطة والعقوبات المتناسبة مع ىذه الحقوق‪ ،‬وكذا فيما يخص وعاء‬
‫الغرامات الثابتة ذات الطابع الجبائي‪.‬‬
‫‪ -1‬إجراءات المعاينة‬
‫‪ -0-1‬الترخيص‬
‫يخول القانون الترخيص ليذه العممية بأمر من رئيس المحكمة المختصة إقميميا أو‬
‫قاض يفوضو ىذا األخير‪ ،‬ويقدم الترخيص لمسمطات القضائية‪ ،‬من طرف مسؤول اإلدارة‬
‫الجبائية المؤىل قانونا‪ ،‬عمى أن يحتوي كل البيانات التي ىي في حوزة اإلدارة‪ ،‬بحيث‬
‫‪1‬‬
‫تبرر بيا المعاينة وتبين عمى وجو الخصوص‪:‬‬
‫‪ -‬تعريف الشخص الطبيعي أو المعنوي المعني بالمعيانة؛‬
‫‪ -‬عنوان األماكن التي ستتم معاينتيا؛‬
‫‪ -‬العناصر الفعمية والقانونية التي يفترض منيا وجود طرق تدليسية والتي يتم البحث‬
‫عن دليل عمييا؛‬
‫‪ -‬أسماء األعوان المكمفين بإجراء عمميات المعاينة ورتبتيم وصفاتيم‪.‬‬
‫تتم عممية المعاينة تحت سمطة القاضي ورقابتو بما في ذلك حجز الوثائق‬
‫واألمالك التي تشكل أدلة عمى وجود طرق تدليسية‪ ،‬ليذا يقوم وكيل الجميورية بتعيين‬
‫ضابط من الشرطة القضائية‪ ،‬ويعطي كل التعميمات لألعوان المشاركين في ىذه العممية‪.‬‬
‫يجب إعالم القاضي المرخص لممعاينة‪ ،‬بكل ما حدث وورد خالل عمميات‬
‫المعاينة‪.‬‬

‫‪ 1‬انًاصج ‪ ،23‬لإٌَ على ‪ 12-07‬انًؤعر ف‪ 21 ٙ‬ط٘ انذجح ػاو ‪ 1428‬انًٕافك نـ‪ ،2007/12/30‬انًرضًٍ لإٌَ‬
‫انًان‪ٛ‬ح نـُح ‪ ،2008‬انجغ‪ٚ‬ضج انغؿً‪ٛ‬ح‪ ،‬انؼضص‪ ،82‬انظاصعج تراع‪ٚ‬ز ‪.2007/12/31‬‬
‫‪12‬‬
‫أشكال الرقابة الجبائية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -1-1‬التبميغ‬
‫نظ ار لخطورة ىذا اإلجراء وما قد يخمفو من حساسية لدى المكمف بالضريبة‪ ،‬مما‬
‫يستدعي وجود ضابط الشرطة القضائية‪ ،‬فإن مواد قانون اإلجراءات الجبائية جاءت‬
‫صارمة فيما يخص عممية المعاينة‪ ،‬إذ ال يمكن أن تتم عمميات المعاينة قبل الساعة‬
‫السادسة صباحا وال بعد الساعة الثامنة مساء‪ ،‬كما يجب أن تتم بحضور الشخص المعني‬
‫‪1‬‬
‫أو ممثمو‪ ،‬أو أي عامل في المكان وعميو تتم إجراءات التبميغ كما يمي‪:‬‬
‫يبمغ األمر الصادر من طرف القاضي المختص الذي يرخص بإجراء المعاينة في‬
‫عين المكان‪ ،‬وحين إجرائيا إلى الشخص المعني أو ممثمو أو إلى أي شاغل لألماكن‪،‬‬
‫الذي يستمم نسخة مقابل إشعار باالستالم أو التوقيع عمى المحضر‪ ،‬ويعتبر أن التبميغ قد‬
‫تم بتاريخ االستالم المبين عمى اإلشعار؛‬
‫في حالة غياب أي شخص عن األماكن يطمب ضابط الشرطة القضائية ليذا‬
‫الغرض‪ ،‬شاىدين اثنين خارج تعداد المستخدمين التابعين لسمطتو أو سمطة اإلدارة الجبائية‬
‫وفي حالة استحالة طمب شاىدين يقوم ضابط الشرطة القضائية باالستعانة بمحضر‬
‫قضائي‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -2-1‬تحرير المحاضر‬
‫بعد االنتياء من المعاينة يتم تحرير محضر تسرد فيو مجريات العمميات‪ ،‬وتدون‬
‫فيو المعاينات المسجمة‪ ،‬ويتضمن المحضر عمى وجو لخصوص‪:‬‬
‫‪ -‬تعريف األشخاص الذين أجروا عمميات المعاينة؛‬
‫‪ -‬تعريف األشخاص الذين حضروا عممية إجراء المعاينة وصفاتيم (المعني أو ممثمو‬
‫أو كل شاغل آخر‪ ،‬الشيود المختارون‪...‬الخ)؛‬
‫‪ -‬تاريخ وساعة التدخل؛‬
‫‪ -‬جرد المستندات واألشياء والوثائق المحجوزة‪.‬‬

‫‪ 1‬انًاصج ‪ ،37‬لإٌَ اإلجغاءاخ انجثائ‪ٛ‬ح‪ ،‬يغجغ ؿاتك‪.‬‬


‫‪ 2‬انًاصج ‪َ ،38‬فؾ انًغجغ‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫أشكال الرقابة الجبائية‬ ‫الفصل األول‬

‫إذا اعترضت عممية المعاينة أي صعوبات يتم تشميع وختم المستندات والوثائق‬
‫المحجوزة عمى أن ترد المحجوزات لممكمف بالضريبة المعني في أجل ستة (‪ )06‬أشير‬
‫من تا ريخ تسميم محضر الجرد لممعني أو شاغل األماكن أو ممثمو‪ ،‬وترسل النسخ‬
‫األصمية لممحضر إلى القاضي الذي رخص بالمعاينة‪.‬‬
‫تبين إلزامية كتمان السر ألعوان اإلدارة الجبائية وضابط الشرطة القضائية‪ ،‬خطورة‬
‫ىذه العممية من جية وأىمية عمل اإلدارة الجبائية في تأسيس الوعاء الضريبي من جية‬
‫أخرى‪ ،‬في حالة عدم االلتزام بالسر الميني يتعرض األعوان المؤىمين لمقيام بالمعاينة‬
‫لمعقوبات المقررة قانونا‪.1‬‬
‫وتجدر اإلشارة في األخير بان محاضر أعوان إدارة الضرائب فيما يخص‬
‫المعاينات ال تتصف بالصفة الثبوتية خالفا لمحاضر أعوان الجمارك‪ ،‬مما يعني أنو‬
‫ي تعين عمى مديرية الضرائب تقديم الدليل واإلثبات عكس المحاضر الجمركية المعفية من‬
‫تقديم ىذا اإلثبات بل يقع عمى المخالف‪ ،‬وعندما يعرض عمى الييئات القضائية الجزائية‬
‫نجد أن النزاعات الجمركية تحضى بتمييز خاص‪ ،‬أين ال يستطيع القاضي أن يخالف‬
‫طمبات التعويض التي تقدميا مما دفع ببعض القضاة لمتساؤل عن جدوى تقديم مثل ىذه‬
‫الممفات لمعدالة مادامت الييئات الجمركية ومحاضرىا نافذة‪ ،‬حتى ولو أخذ المتابع البراءة‪.‬‬
‫أما المحاضر المقدمة من إدارة الضرائب يمكن أن تمغى وال يتابع الطرف الثاني‬
‫بالتعويض عند حصولو عمى حكم يقضي بالبراءة‪ .‬لذلك يستوجب إعادة النظر في القيمة‬
‫‪2‬‬
‫القانونية لمحاضر إدارة الضرائب‪.‬‬
‫إن ىذا التمييز ال مبرر لو عمما بان كل من إدارة الضرائب وادارة الجمارك تعمل‬
‫عمى تحصيل المبالغ المالية لصالح خزينة الدولة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التمبس الجبائي )‪(Flagrance Fiscale‬‬

‫‪ 1‬انًاصج ‪ ،65‬لإٌَ اإلجغاءاخ انجثائ‪ٛ‬ح انر‪ ٙ‬ذذ‪ٛ‬هُا إنٗ أدكاو انًاصج ‪ 301‬يٍ لإٌَ انؼمٕتاخ‪.‬‬
‫‪ 2‬ػًاع يؼاشٕ‪ ،‬يغجغ ؿاتك‪ ،‬ص‪.25‬‬
‫‪14‬‬
‫أشكال الرقابة الجبائية‬ ‫الفصل األول‬

‫يمكن تعريف التمبس الجبائي عمى أنو عممية مراقبة تختص بيا اإلدارة الجبائية‬
‫قبل أي مناورة ينظميا المكمف بالضريبة بيدف ترتيب عممية اإلعسار عمى الخصوص‪،1‬‬
‫كما أحدث ىذا اإلجراء بموجب قانون المالية لسنة ‪ 2010‬بغرض الحد من عمميات الغش‬
‫لإلدارة‬ ‫والتيرب الضريبي والمحافظة عمى حقوق الخزينة العمومية‪ ،‬ذلك أنو يسمح‬
‫الجبائية من اختزال الوقت عبر معاينة المؤسسات الخاصة لعمميات اإلعسار‪.‬‬
‫‪ -0‬إجراءات التمبس الجبائي‬
‫بغض النظر عن كل األحكام المتعمقة بالمراقبة الجبائية‪ ،‬وفي الظروف التي تشكل‬
‫تيديدا لعممية تحصيل الديون المستقبمية‪ ،‬يمكن ألعوان اإلدارة الجبائية الذين لدييم رتبة‬
‫مفتش عمى األقل والمحمفين قانونا‪ ،‬بتحرير محضر التمبس الجبائي ضد المكمفين‬
‫بالضريبة الذين يمارسون أنشطة خاضعة لنظام القانون العام واألنظمة الخاصة في مجال‬
‫‪2‬‬
‫اإلخضاع الضريبي‪ ،‬ويسمح ىذا اإلجراء لإلدارة الجبائية بـ‪:‬‬
‫التدخل لوقف الغش الممارس عندما توجد أدلة مقبولة تثبت ذلك‪ ،‬كما أنو يمكن‬
‫لإلدارة الجبائية الحصول عمى االستعمال المباشر لموثائق المحاسبية والمالية واالجتماعية‬
‫لألشخاص المعنيين في الوقت المناسب وذلك حتى بالنسبة لممرحمة التي ال تنتيي فييا‬
‫االلتزامات التصريحية المنصوص عمييا في التشريع الجبائي‪.‬‬
‫ونظ ار لخطورة ىذا اإلجراء يشترط لتطبيقو الموافقة المسبقة من اإلدارة المركزية‬
‫وىذا تحت طائمة البطالن‪.‬‬
‫‪ -1‬تحرير المحاضر‬
‫يوقع محضر التمبس الجبائي وفق النموذج الذي تعده اإلدارة‪ ،‬من قبل عون اإلدارة‬
‫الجبائية ويصادق عمى التوقيع المكمف بالضريبة صاحب المخالفة‪ ،‬في حالة رفض‬
‫التوقيع يذكر ذلك في المحضر‪ ،‬تحتفظ إدارة الضرائب بالمحضر األصمي وتسمم نسخة‬
‫منو إلى المكمف بالضريبة المعني الذي حرر بشأنو المحضر‪ ،‬وفي ىذه الحالة يمكن ليذا‬
‫األخير المجوء عمى الييئة القضائية اإلدارية المختصة‪.3‬‬

‫‪ 1‬انًاصج ‪ ،18‬األيغ على‪ ،01-10‬انًؤعر ف‪ 16 ٙ‬عيضاٌ ‪ ،1431‬انًٕافك نـ‪ 26‬غشد ؿُح ‪ٚ ،2010‬رضًٍ لإٌَ‬
‫انًان‪ٛ‬ح انركً‪ٛ‬ه‪ ٙ‬نـُح ‪ ،2010‬انجغ‪ٚ‬ضج انغؿً‪ٛ‬ح‪ ،‬انؼضص‪ ،49‬انظاصعج ف‪ 29 ٙ‬غشد ‪.2010‬‬
‫‪ 2‬انًاصج ‪ 20‬يكغع فمغج ‪ ،1‬لإٌَ اإلجغاءاخ انجثائ‪ٛ‬ح‪ ،‬يغجغ ؿاتك‬
‫‪ 3‬انًاصج ‪ ،12‬لإٌَ على ‪ 12-12‬انًؤعر ف‪ 12 ٙ‬طفغ ‪ 1434‬انًٕافك نـ‪ٚ ،2012/12/26‬رضًٍ لإٌَ انًان‪ٛ‬ح نـُح‬
‫‪ ،2013‬انجغ‪ٚ‬ضج انغؿً‪ٛ‬ح‪ ،‬انؼضص ‪ ،72‬انظاصعج ف‪.2012/12/30 ٙ‬‬
‫‪15‬‬
‫أشكال الرقابة الجبائية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -2‬آثار التمبس الجبائي‬


‫ينتج عن معاينة التمبس الجبائي عدة آثار تعد بمثابة عقوبات لممكمف المدلس‬
‫يمكن أن نجمميا في‪:‬‬
‫‪ -‬إمكانية إعداد الحجز التحفظي من طرف اإلدارة واستثناء حق االستفادة من اإلعفاء‬
‫من الرسم عمى القيمة المضافة واألنظمة االستثنائية؛‬
‫‪ -‬في حالة معاينة التمبس الجبائي وخالفا لألصل العام الذي يقضي بعدم إمكانية تجديد‬
‫عمميات الرقابة المنتيية ولمحفاظ عمى حقوق الخزينة العمومية من الضياع يمكن لإلدارة‬
‫الجبائية إعادة تجديد عممية التحقيق المنتيية كما يمكنيا كذلك تمديد آجال التحقيق في‬
‫عين المكان؛‬
‫‪ -‬تمديد آجال التقادم المتعارف عمييا بأربع سنوات إلى سنتين؛‬
‫‪ -‬استثناء حق التأجيل القانوني لمدفع المقدر بـ ‪ %02‬وجدول الدفع بالتقسيط؛‬
‫‪ -‬تطبيق الغرامات المنصوص عمييا في المادة ‪ 194‬مكرر‪ 1‬من قانون الضرائب‬
‫المباشرة الرسوم المماثمة؛‬
‫‪ -‬التسجيل في البطاقية الوطنية لمرتكبي أعمال الغش لمنعو من ممارسة النشاط ومراقبة‬
‫كل أفعالو‪ ،‬وتم إنشاء البطاقة الوطنية لمغشاشين سنة ‪ ،1997‬حيث أعد ىذا الممف‬
‫بواسطة اإلعالم اآللي‪ ،‬ويسمح بتحديد األشخاص الذين ارتكبوا مخالفات جبائية وتجارية‬
‫أو جمركية‪ ،‬من أجل حصر الممارسات التدليسية وتنظيم عمميات الرقابة‪ ،‬واليدف من‬
‫إنشاء ىذه البطاقية ىو دفع المدلسين عمى تغير سموكياتيم واتمام التزاماتيم الضريبية‪ ،‬ولم‬
‫يتم العمل بو بصفة رسمية عمى غاية سنة ‪.2006‬‬
‫بالرجوع إلى الفقرة ‪ 3‬من المادة ‪ 20‬مكرر‪ 3‬قبل تعديميا بالمادة ‪ 13‬من قانون‬
‫المالية نجدىا تنص عمى أنو‪" :‬يترتب عمى إجراء التمبس الجبائي آثار جبائية من وحيث‬
‫أنظمة اإلخضاع الضريبي واجراءات المراقبة وحق االسترداد وكذا االستبعاد من بعض‬
‫الحقوق كالتأجيل القانوني لمدفع المقدر بـ‪."%20‬‬
‫ومنو نالحظ أن المشرع الجبائي الجزائري وإلزالة الغموض الذي كان يكتنف نص‬
‫المادة جاء بذكر آثار التمبس الجبائي بشكل مفصل وواضح‪ ،‬ىذا لخطورة ىذا اإلجراء‬
‫بحيث ينتقص من ضمانات المكمف بالضريبة خاصة ما يتعمق بعدم تجديد مدة الرقابة‬
‫‪16‬‬
‫أشكال الرقابة الجبائية‬ ‫الفصل األول‬

‫والتبميغ المسبق حيث نالحظ أن إجراءات التمبس الجبائي تتم دون إعالم مسبق وذلك أمر‬
‫منطقي لما يتطمبو ىذا اإلجراء من سرعة لمنع المناورات التي يستخدميا المكمف لتنظيم‬
‫إعساره‪.‬‬
‫مما سبق نستخمص أن مفتشيات الضرائب تمارس نوعين من أنواع الرقابة الجبائية‬
‫وىي الرقابة الشكمية والرقابة عمى الوثائق ويتم القيام بيذين النوعين دون التنقل إلى مقر‬
‫نشاط المكمف‪ ،‬وال يتم القيام بأبحاث عامة وخاصة حولو‪.‬‬
‫لذلك تبقى الرقابة الممارسة داخل مكاتب اإلدارة الجبائية غير قادرة عمى التحكم في العدد‬
‫اليائل لمتصريحات الجبائية إضافة إلى العيوب التي تواجو ىذا النوع من الرقابة خاصة‬
‫الرقابة الشكمية فما ىي إال فحص شكمي لمتصريحات المقدمة من قبل المكمفين وال تعتمد‬
‫عمى صحة األرقام المصرح بيا بل تعتمد فقط عمى الكيفية التي تمت بيا ملء ىذه‬
‫التصريحات وما تحتويو المعمومات‪.‬‬
‫كل ذلك يوجب عمى اإلدارة الجبائية التنقل إلى عين المكان بغرض إثبات ممارسة‬
‫الغش الضريبي أو قبل أي مناورة من المكمف لتنظيم إعساره‪ ،‬إذ تقوم اإلدارة بذلك عن‬
‫طريق نوعين من الرقابة وىي المعاينة والتمبس الجبائي‪ .‬وال يمكن القيام من ىذين النوعين‬
‫إال بحصول أعوان اإلدارة الجبائية عمى ترخيص من السمطات المختصة‪ ،‬ونظ ار لخطورة‬
‫ىذه اإلجراءات فيي تتم دون إعالن مسبق‪.‬‬
‫إن الرقابة المبسطة تتمثل أساسا في فحص ممفات المكمفين من ناحية الشكل ليتم‬
‫بعدىا الفحص الشامل لمتصريحات والقيام بإجراء مقارنات بين ما تحتويو ىذه التصريحات‬
‫بمختمف المعمومات والوثائق التي بحوزة اإلدارة الجبائية‪ ،‬وعند عدم تسجيل أي نقص أو‬
‫خطأ في ممف المكمف يحفظ الممف دون أي متابعة أما في حالة وجود أخطاء جسيمة‬
‫يقترح الممف لمرقابة المعمقة‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أشكال الرقابة المعمقة‬
‫ي تناول ىذا النوع من الرقابة الفحص الدقيق والمتميز لمحتوى الممف الجبائي‪،‬‬
‫وذلك من خالل التدخالت المباشرة لألعوان المدققين بأماكن تواجد نشاطات المكمفين‬
‫بالضريبة‪ ،‬قصد التأكد من صحة ونزاىة التصريحات المكتتبة المسجمة في لوثائق‬
‫المحاسبية مع تمك الموجودة في الميدان‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫أشكال الرقابة الجبائية‬ ‫الفصل األول‬

‫وتسمح الرقابة المعمقة بمراقبة دقيقة لمحتوى الممف الجبائي‪ ،‬كما تستعمل لمراقبة‬
‫بعض اإليرادات التي ليس باإلمكان التعرف عمييا من خالل أشكال الرقابة األخرى‪ 1،‬في‬
‫حين أن المعايير المعتمدة في إحالة الممف الجبائي عمى الرقابة المعمقة فيي عديدة‬
‫أىميا‪ :‬العجز المكرر‪ ،‬النقص المستمر في الربح المحقق‪ ،‬إشارة واضحة بوجود تالعبات‬
‫‪2‬‬
‫وتجاوزات تم الكشف عنيا عن طريق الرقابة المبسطة‪.‬‬
‫وتشمل الرقابة الجبائية المعمقة‪:‬‬
‫‪ -‬التحقيق في المحاسبة؛‬
‫‪ -‬التحقيق المعمق في الوضعية الجبائية الشاممة؛‬
‫‪ -‬التحقيق المصوب في المحاسبة‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬التحقيق في المحاسبة ‪vérification de comptabilité‬‬


‫يقصد بالتحقيق في المحاسبة‪" :‬مجموعة العمميات التي ليا غرض الفحص في‬
‫عين المكان لمحاسبة مؤسسة ما ومقارنة النتائج مع المعطيات المادية ومراقبة مدى دقة‬
‫وسالمة التصريحات المكتتبة ووضع التعديالت الالزمة إذا اقتضى األمر"‪ .3‬ووفقا لمتشريع‬
‫الجبائي الجزائري‪ ،‬فالتحقيق في المحاسبة يعني مجموعة العمميات الرامية إلى مراقبة‬
‫التصريحات الجبائية المكتتبة من طرف المكمفين بالضريبة‪ 4،‬وفحص محاسبتيم لمتأكد من‬
‫مدى تطابقيا مع المعطيات المادية وغيرىا حتى يتسنى معرفة مصداقيتيا‪ ،‬وفقا لمقواعد‬
‫المحاسبية والجبائية السارية المفعول‪.‬‬
‫وعميو فإن التحقيق في محاسبة المكمفين بالضريبة واجراء كل التحريات الالزمة‬
‫ييدف إ لى تأسيس وعاء الضريبة ومراقبتيا‪ ،‬فالتحقيق في المحاسبة يسمح بالتأكد من‬
‫صحة التصريحات الجبائية ومقارنتيا بالعناصر الخارجية كالدفاتر المحاسبية إذ بواسطتيا‬
‫يتأكد العون المحقق من صحة تصريحات المكمفين بالضريبة‪ ،‬و ذلك من خالل النتائج‬
‫المحددة عن طريق المحاسبة‪.‬‬

‫‪ 1‬ؿٓاو كغصٔص٘‪ ،‬يغجغ ؿاتك‪ ،‬ص‪.53‬‬


‫‪ 2‬ن‪ٛ‬اؽ لالب طت‪ٛ‬خ‪ ،‬يـاًْح انرضف‪ٛ‬ك انًذاؿث‪ ٙ‬ف‪ ٙ‬صػى انغلاتح انجثائ‪ٛ‬ح‪ ،‬صعاؿح دانح تًض‪ٚ‬غ‪ٚ‬ح انضغائة نٕال‪ٚ‬ح أو‬
‫انثٕال‪ ،ٙ‬يظكغج يمضيح كجؼء يٍ يرطهثاخ َ‪ٛ‬م شٓاصج انًاجـر‪ٛ‬غ ف‪ ٙ‬ػهٕو انرـ‪ٛٛ‬غ‪ ،‬ذشظض يذاؿثح‪ ،‬جايؼح تـكغج‪،‬‬
‫‪ ،2011 ،2010‬ص‪.24‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Danial Richer, Les procédures fiscales, PUF, France, 1990, p13.‬‬
‫‪ 4‬انًاصج ‪ ،20‬لإٌَ اإلجغاءاخ انجثائ‪ٛ‬ح‪ ،‬يغجغ ؿاتك‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫أشكال الرقابة الجبائية‬ ‫الفصل األول‬

‫يعتبر التحقيق في المحاسبة تحقيقا معمقا بالنظر إلى حجم المعمومات المحاسبية‬
‫التي يدقق فييا‪ ،‬كما أنو يتم عمى األشخاص الطبيعيين أو المعنويين والممزمين بمسك‬
‫محاسبة‪ ،‬ويطبق خصوصا عمى الضرائب عمى أرباح الشركات‪ ،‬األرباح غير تجارية‪،‬‬
‫األرباح الصناعية التجارية‪ ،‬الرسم عمى رقم األعمال‪ .‬ويقوم عمى تحديد رقم األعمال عمى‬
‫أساس األربع سنوات األخيرة من النشاط قبل البدء في التحقيق‪.‬‬
‫وضع المشرع الجبائي جممة من الشروط التي يجب مراعاتيا أثناء إجراء ىذا‬
‫‪1‬‬
‫التحقيق يمكن تمخيصو في‪:‬‬
‫‪ -‬يجب أن يتم التحقيق في الدفاتر والوثائق المحاسبية في عين المكان‪ ،‬واستثناء عن‬
‫ذلك وفي حالة طمب معاكس من طرف المكمف بالضريبة يوجو كتابيا وتقبمو المصمحة‪،‬‬
‫أو في حالة القوة القاىرة يتم إقرارىا قانونا من طرف المصمحة؛‬
‫‪ -‬ال يمكن إجراء التحقيقات في المحاسبة إال من طرف أعوان اإلدارة الجبائية الذين ليم‬
‫رتبة مفتش عمى األقل‪ ،‬وفي حالة استبدال المفتشين يجب إعالم المكمف بذلك؛‬
‫‪ -‬يمارس التحقيق ميما كانت الوسيمة أو السند المستعمل لحفظ الحقوق فإذا كانت‬
‫ممسوكة بواسطة أنظمة اإلعالم اآللي‪ ،‬يمكن أن تشمل المراقبة مجمل المعمومات‬
‫والمعطيات والمعالجات التي تساىم بصورة مباشرة أو غير مباشرة في تكوين النتائج‬
‫المحاسبية أو الجبائية؛‬
‫‪ -‬ال يمكن تحت طائمة البطالن أن تستغرق مدة التحقيق في عين المكان أكثر من ثالثة‬
‫(‪ )03‬أشير فيما يخص مؤسسات تأدية الخدمات والمؤسسات األخرى‪ ،‬إذا كان رقم‬
‫أعماليا السنوي ال يتجاوز عمى التوالي ‪ 1.000.000‬دج و‪ 2.000.000‬دج‪ .‬يمدد ىذا‬
‫األجل إلى ستة (‪ )06‬أشير بالنسبة لممؤسسات المذكورة أعاله إذا كان رقم أعماليا‬
‫السنوي ال يفوق عمى التوالي ‪ 5.000.000‬دج و‪ 10.000.000‬دج‪ ،‬وفي جميع الحاالت‬
‫األخرى يجب أن ال تتجاوز مدة التحقيق تسعة (‪ )09‬أشير‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اإلج ارءات األولية لمتحقيق المحاسبي‬


‫تتضمن اإلجراءات األولية لمتحقيق المحاسبي المراحل التالية‪:‬‬

‫‪ 1‬انًاصج ‪ ،3 ،2 ،1-20‬لإٌَ اإلجغاءاخ انجثائ‪ٛ‬ح‪ ،‬يغجغ ؿاتك‪.‬‬


‫‪21‬‬
‫أشكال الرقابة الجبائية‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال‪ :‬إعداد برنامج التحقيق المحاسبي‬


‫تعتبر الخطوة األولى في مسار التحقيق المحاسبي لذا يجب أن تتم وفق خصائص‬
‫عقالنية موضوعية وظرفية‪.1‬‬
‫‪ -0‬اقتراح ممفات التحقيق‬
‫يتم انتقاء المكمفين الذين سيخضعون لعمميات التحقيق المحاسبي وفقا لمعايير‬
‫محددة من قبل لجنة إعداد البرنامج السنوي لممراجعات الجبائية المتكونة من المدير‬
‫الوالئي لمضرائب‪ ،‬المدير الفرعي لمعمميات الجبائية‪ ،‬المدير الفرعي لمرقابة الجبائية‪ ،‬رئيس‬
‫مكتب التسديد‪ ،‬رئيس مكتب المراجعات الجبائية‪ ،‬حيث تقوم باقتراح الممفات التي تخضع‬
‫‪3‬‬
‫لمتحقيق المحاسبي‪ ،2‬وفق عدة معايير يمكن إتباعيا‪ ،‬أىميا‪:‬‬
‫‪ -‬األنشطة التي يمكن أن تنطوي عمى عمميات غش كبيرة‪ ،‬أو فرص غش مرتفعة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫المين الحرة‪ ،‬نشاطات االستيراد والبيع بالجممة؛‬
‫‪ -‬األنشطة المحتكرة وغير تنافسية مع السمع المستوردة؛‬
‫‪ -‬تقسيم جغرافي متوازن يسمح بتغطية إقميم الوالية؛‬
‫‪ -‬تقسيم عادل يمس األنشطة والمين؛‬
‫‪ -‬ممفات جبائية لممكمفين تحتوي عمى أخطاء متكررة وحاالت نسيان خطيرة‪ ،‬مكتشفة أثناء‬
‫الرقابة الداخمية‪ ،‬ولكن لم تفيم بشكل مناسب إال بإجراء مراقبة في عين المكان‪.‬‬

‫‪ -1‬إعداد وتنفيذ برامج التحقيق‬


‫عند حصول مديرية البحث والمراجعات عمى الممفات المقترحة لمتحقيق‪ ،‬وبعد‬
‫دراستيا تقوم المديرية الفرعية لمبرمجة خالل األسبوعين األولين من شير أكتوبر بإعداد‬
‫برامج تحقيق محمية وبرامج تحقيق محمية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Ministère des Finances, Direction générale des Impôts, circulaire N°25 du 22/02/1994.‬‬
‫‪ 2‬أَظغ انًهذك على ‪.02‬‬
‫‪3‬‬
‫‪MF/DGI, Circulaire N° 135 du 15/02/2000.‬‬
‫‪20‬‬
‫أشكال الرقابة الجبائية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -0-1‬برامج تحقيق محمية‬


‫يتم تنفيذىا من طرف المديرية الفرعية لمرقابة الجبائية المتواجدة عمى مستوى‬
‫مديرية الضرائب الوالئية‪ ،‬حيث تتم عمميات التحقيق عن طريق تكوين فرق تحقيق عمى‬
‫مستوى مفتشيات الضرائب‪ ،‬وتتكون كل فرقة من محققين اثنين ورئيس فرقة‪ ،‬تسند لكل‬
‫فرقة من ثالثة إلى أربع عمميات سنويا‪.‬‬
‫تمزم كل فرقة بمسك بطاقة المكمف التي يتم فييا تسجيل كل المعمومات الخاصة‬
‫بو‪ ،‬وارسال ىذه البطاقات شيريا عمى المديرية الجيوية لمضرائب‪.‬‬
‫يتم اختيار رئيس فرقة التحقيق من بين المفتشين الرئيسيين‪ ،‬أما بالنسبة لمييئات‬
‫التي ال تتوفر عمى الكفاءات الالزمة فيمكن اختيار رئيس الفرقة من بين الموظفين‬
‫الحاممين لرتبة مفتش وخبرة ستة سنوات عمى األقل بصفة محقق‪.1‬‬
‫‪ -1-1‬برامج تحقيق مركزية‬
‫تقوم بتنفيذىا مديرية البحث والمراجعات عن طريق المصالح التابعة ليا‪ ،‬وىذا بعد‬
‫الحصول عمى قبول البرنامج من طرف المديرية المركزية‪ ،‬ليذا الغرض يتم تشكيل فرق‬
‫عمى مستوى ىذه المصالح‪ ،‬يتم اختيار رئيس الفرقة من المفتشين المركزيين‪ ،‬تتمثل‬
‫مصالح البحث والمراجعات في ثالثة مصالح متواجدة عمى مستوى الجزائر‪ ،‬وىران‪،‬‬
‫قسنطينة‪ ،‬تركز عمى ممفات أىم المكمفين بالضريبة‪.‬‬
‫ترسل التقارير واإلحصائيات إلى مديرية البحث والمراجعات في‪:‬‬
‫‪ -‬بالنسبة لمسداسي األول في ‪ 31‬جويمية إلى مديرية البحث والمراجعات‪ ،‬وفي ‪31‬‬
‫أوت إلى المديرية المركزية؛‬
‫‪ -‬بالنسبة لمسداسي الثاني في ‪ 31‬جانفي إلى مديرية البحث والمراجعات‪ ،‬وفي ‪28‬‬
‫فيفري إلى المديرية المركزية كأقصى حد‪.‬‬
‫وتتم المتابعة من طرف المديريات بطريقة إحصائية أو حقيقية‪ ،‬وبالطرقتين معا‬
‫كما أن المديرية المركزية تقوم بمراقبة تنفيذ برامج التحقيق محمية كانت أو مركزية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مراحل التحقيق المحاسبي‬

‫‪1‬‬
‫‪MF/DGI/ DRV, Note N°2084 du 06/11/1999, relative S/DCV.‬‬
‫‪21‬‬
‫أشكال الرقابة الجبائية‬ ‫الفصل األول‬

‫تتعمق ىذه المراحل أساسا بدراسة ممف المكمف الخاضع لمتحقيق في المحاسبة ثم‬
‫المعاينة الميدانية لمنشاط‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك فحص استمارات التحقيق المتعمقة بالنشاط‬
‫الميني‪.‬‬
‫‪ -0‬اإلجراءات التمهيدية لمقيام بالتحقيق المحاسبي‬
‫قبل بداية عمميات التحقيق يتجو العون المحقق إلى مفتشية الضرائب التابع ليا‬
‫المكمف بالضريبة لسحب ممفو ودراستو‪ ،‬كما أنو ممزم بجمع معمومات تفيده وتساعده أثناء‬
‫القيام بعممية التحقيق‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -0-0‬إشعار المكمف‬
‫ال يمكن البدء في إجراءات التحقيق في المحاسبة دون إعالم المكمف بالضريبة‬
‫مسبقا عن طريق إرسال أو تسميم إشعار بالتحقيق مقابل إشعار بالوصول مرفقا بميثاق‬
‫حقوق وواجبات المكمف بالضريبة وىي وثيقة ممخصة بطريقة جيدة وموضحة لمقواعد‬
‫األساسية لمرقابة الجبائية وكذا حقوق وواجبات المكمفين‪ .‬عمى أن يستفيد من أجل أدنى‬
‫لمتحضير مدتو عشرة (‪ )10‬أيام ابتداء من تاريخ استالم ىذا اإلشعار‪ ،‬ذلك من أجل منح‬
‫المكمف مدة لتحضير محاسبتو وىذا تحت طائمة البطالن‪.2‬‬
‫‪ -1-0‬سحب ودراسة الممف الجبائي لممكمف‬
‫يقوم العون المحقق قبل القيام بأي تحقيق بسحب الممف الجبائي الخاص بالمكمف‬
‫الخاضع لمرقابة الجبائية من مفتشية الضرائب المسيرة ليذا الممف‪ ،‬وىذا الحتوائو عمى كل‬
‫الوثائق والبيانات المتعمقة بالمكمف‪ ،‬كما يتضمن كل التصريحات واالتصاالت والمراسالت‬
‫الموجية إليو‪ ،‬مع وجود اليوية الجبائية الكاممة لممكمف سواء كان شخص طبيعيا أو‬
‫معنويا‪.‬‬
‫كما يقوم العون كذلك بفحص التصريحات السنوية لممكمف من حيث مدى ضبط‬
‫تواريخ إيداع ىذه التصريحات‪ ،‬سواء كونيا تصريحات مودعة قانونا وبطريقة منتظمة وفي‬
‫‪3‬‬
‫تاريخيا المحدد‪ ،‬أو مؤجمة قانونا وبطريقة غير منتظمة‪ ،‬أو حتى لم تودع أصال‪.‬‬

‫‪ 1‬انًاصج ‪ ،4-20‬لإٌَ اإلجغاءاخ انجثائ‪ٛ‬ح‪ ،‬يغجغ ؿاتك‪.‬‬


‫‪ 2‬أَظغ انًهذك على ‪.03‬‬
‫‪3‬‬
‫‪MF/DGI/ Direction de recherche et vérification, Guide du vérificateur de comptabilité,‬‬
‫‪édition 2001, pp29, 31.‬‬
‫‪22‬‬
‫أشكال الرقابة الجبائية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -2-0‬المعاينة المادية لممؤسسة‬


‫يمنح القانون لمعون المحقق حق ممارسة التدخالت المفاجئة في المؤسسة تيدف‬
‫إلى المعاينة المادية لمعناصر الطبيعية لالستغالل والتأكد من وجود الوثائق المحاسبية‬
‫وحالتيا‪ ،‬وفي ىذه الحالة يسمم اإلشعار بالتحقيق عند بداية عمميات المراقبة‪ ،1‬وىذا كمو‬
‫من أجل جمع أكبر قدر ممكن من المعمومات الالزمة حول طبيعة نشاط المؤسسة‬
‫الممارس فعال ومقارنتو بما ىو مصرح بو‪ ،‬وبعدىا يقوم بتحديد محضر معاينة بسجل فيو‬
‫كل البيانات التي أسفرت عنيا عممية الجرد المادي‪ ،‬ويطمب من المكمف التوقيع عمى‬
‫محضر المعاينة وان رفض ىذا األخير التوقيع‪ ،‬يتم تبيان ذلك في المحضر نفسو بعبارة‬
‫"رفض التوقيع"‪.‬‬
‫‪ -3-0‬استمارات التحقيق‬
‫بالرغم من دراسة المعمومات السابقة من أجل الوصول إلى حكم مصداقية محاسبة‬
‫المكمف من عدميا وبناء عمى المعمومات الموجودة ضمن ممفو الجبائي‪ ،‬خاصة الميزانية‬
‫المحاسبية وجدول حسابات النتائج لمسنوات األربعة محل التحقيق والتي لم يمسيا التقادم‪،‬‬
‫يقوم العون المحقق بمأل استمارتين أساسيتين وىما‪ :‬الحالة المقارنة لمميزانيات وكشف‬
‫المحاسبة لمعرفة الشكل الخارجي لمحاسبة المكمف واستخراج الفروق والتطورات التي‬
‫‪2‬‬
‫حدثت عمى مستوى كل الحسابات‪.‬‬
‫بالنسبة لحالة المقارنة لمميزانيات تظير ىذه الوثيقة ممخص الميزانيات (األصول‬
‫والخصوم) الخاصة بالسنوات األربعة غير الساقطة بالتقادم فضال عن السنة الخامسة‬
‫الحالية‪ ،‬حيث تسمح ىذ ه الوثيقة بدراسة التغيرات الحاصمة في أصول وخصوم المؤسسة‪،‬‬
‫خاصة فيما يتعمق باإلىتالكات‪ ،‬المؤونات‪ ،‬حركة القروض‪ ،‬وكذا إمكانية ظيور أو اختفاء‬
‫‪3‬‬
‫حسابات في محاسبة المكمف‪.‬‬
‫أما كشف المحاسبة يمأل وفق جداول حسابات النتائج الموجودة ضمن التصريح‬
‫السنوي المقدم من قبل المكمف لإلدارة الجبائية ألربع سنوات محل التحقيق والتي لم يمسيا‬

‫‪ 1‬انًاصج ‪ ،4-20‬لإٌَ اإلجغاءاخ انجثائ‪ٛ‬ح‪ ،‬يغجغ ؿاتك‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪MF/DGI/ DRV, Guide de vérificateur de comptabilité, op.cit. p31.‬‬
‫‪ 3‬أَظغ انًهذك على ‪.04‬‬
‫‪23‬‬
‫أشكال الرقابة الجبائية‬ ‫الفصل األول‬

‫التقادم‪ ،‬بحيث تسمح ىذه االستمارة بتقدير تطور رقم األعمال واألعباء وكذلك الربح‬
‫الصافي والنسب المحققة لكل دورة مالية‪.‬‬
‫ولجمع أكبر قدر ممكن من المعمومات الخارجية عن محتويات الممف لتسييل‬
‫ميمة العون المحقق واإلسيام أكثر بكل الجوانب المتعمقة بالوضعية الفعمية لنشاط‬
‫المكمف‪ ،‬يستطيع المحقق القيام بالتحقيقات الخارجية المساعدة وذلك من خالل إرسال‬
‫طمبات المعمومات إلى كل من الموردين‪ ،‬الزبائن‪ ،‬البنوك‪ ،‬اإلدارات العمومية‪ ،‬والى كل‬
‫‪1‬‬
‫شخص يمكنو اإلمداد بمعمومات قد تقيد في إعادة تأسيس رقم األعمال والربح‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مباشرة عممية التحقيق المحاسبي‬


‫بعد انتياء آجال التحضير تنطمق عممية التحقيق‪ 2‬من خالل قيام العون المحقق‬
‫بالتدخل في عين المكان بدء بأول لقاء مع المكمف‪ ،‬من أجل خمق نوع من الثقة المتبادلة‪،‬‬
‫والسماح بإقامة فكرة حول المكمف وتقديم العديد من المالحظات‪ ،‬فضال عن اإلجابة عن‬
‫‪3‬‬
‫مجموعة من التساؤالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬اإلطار القانوني (العقد التأسيسي) لممؤسسة؛‬
‫‪ -‬االستثمارات الحالية ووسائل اإلنتاج؛‬
‫‪ -‬كشوفات الربط الداخمية (سجل اإلنتاج‪ ،‬محاسبة المواد)؛‬
‫‪ -‬توضيحات وتفاصيل متعمقة بالمخطط الوطني المحاسبي والتعميمات واإلجراءات‬
‫المستعممة في المؤسسة‪.‬‬
‫بعد ذلك يقوم العون المحقق بفحص محاسبة المكمف من حيث الشكل والمضمون‪.‬‬
‫أوال‪ :‬فحص المحاسبة من حيث الشكل‬
‫تيدف ىذه العممية إلى مدى مطابقة السجالت المحاسبية ألحكام القوانين‬
‫والتشريعات السارية المفعول وحتى تكون المحاسبة مقبولة من حيث الشكل‪ ،‬يجب أن‬
‫تكون كاممة ومنتظمة‪ ،‬وأن تكون متسمسمة وصحيحة وأخي ار يجب أن تكون مقنعة‪.‬‬
‫‪ -0‬المحاسبة يجب أن تكون كاممة ومنتظمة‬

‫‪ 1‬أَظغ انًهذك على ‪.05‬‬


‫‪ 2‬أَظغ انًهذك على ‪.06‬‬
‫‪3‬‬
‫‪MF/DGI/ DRV, Guide du vérificateur de comptabilité, op.cit, p37.‬‬
‫‪24‬‬
‫أشكال الرقابة الجبائية‬ ‫الفصل األول‬

‫يجب أن تحتوي محاسبة المكمف عمى دفاتر محاسبية تشمل دفت ار يوميا ودفت ار‬
‫كبي ار ودفتر الجرد المنصوص عمييا في المواد من ‪ 09‬إلى ‪ 12‬من القانون التجاري‬
‫الجزائري والقانون رقم ‪ 11-07‬المؤرخ في ‪ 2007/11/25‬المتضمن النظام المحاسبي‬
‫‪1‬‬
‫المالي وتتمخص ىذه الدفاتر فيما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬الدفتر اليومي وتسجل فيو حركات أصول وخصوم األموال الخاصة واألعباء ومنتجات‬
‫المؤسسة‪ ،‬وفي حالة استعمال دفاتر مساعدة فإن الدفتر اليومي يتضمن فقط الرصيد‬
‫الشيري لمكتابات الواردة في الدفاتر المساعدة (المجاميع العامة الشيرية لكل دفتر‬
‫مساعد)؛‬
‫‪ -‬الدفتر الكبير ويتضمن مجموع حركات الحسابات خالل فترة معينة؛‬
‫‪ -‬دفتر الجرد وتنقل فيو الميزانية وحساب النتائج الخاصة بالمؤسسة‪.‬‬
‫باإلضافة إلى الوثائق التبريرية لجل الوثائق والمستندات األصمية التي تثبت القيام‬
‫بالعمميات فعميا‪ ،‬السيما المتعمقة بالمشتريات والمبيعات‪ ،‬البنك‪ ،‬الصندوق‪ ،‬الخدمات‬
‫المختمفة‪...‬الخ‪ ،‬والتأكد من أنيا خالية من كل أشكال التزوير‪.‬‬
‫تحفظ ىذه الدفاتر أو الدعامات التي تقوم مقاميا‪ ،‬وكذا الوثائق الثبوتية لمدة عشر‬
‫(‪ )10‬سنوات ابتداء من تاريخ إقفال كل سنة مالية محاسبية‪.‬‬
‫‪ -1‬المحاسبة يجب أن تكون متسمسمة وصحيحة‬
‫ويقصد بيا أن المبالغ المحاسبية المسجمة في مختمف الوثائق المحاسبية قد تم‬
‫تقييميا بطريقة صحيحة‪ ،‬فعمى العون المحقق أن يتحقق ما إذا كانت مجاميع األرصدة‬
‫وعمميات التسجيل سميمة‪ ،‬وكذا التأكد من صحة المعمومات المكتوبة في دفتر اليومية‬
‫بالمقارنة مع ميزان المراجعة المسجل في دفتر الجرد والسجالت المساعدة لو‪ .‬وفي ىذا‬
‫الصدد إذا لوحظ عدم صحة الميزانيات فعمى المحقق أن يقوم باستدعاء محاسب المؤسسة‬
‫لمبحث في مالبسات عدم الصحة‪ ،‬واذا ما تم اإلقرار بوجود ممارسات تدليسية فسوف يتم‬
‫رفض المحاسبة‪.‬‬
‫‪ -2‬المحاسبة مقنعة‬

‫‪ 1‬انًاصج ‪ ،20‬لإٌَ على ‪ 11-07‬يؤعر ف‪ 15ٙ‬طٔ انمؼضج ػاو ‪ 1428‬انًٕافك ‪ٚ ،2007/11/25‬رضًٍ انُظاو انًذاؿث‪ٙ‬‬
‫انًان‪ ،ٙ‬انجغ‪ٚ‬ضج انغؿً‪ٛ‬ح‪ ،‬انؼضص ‪ ،74‬انظاصعج تراع‪ٚ‬ز‪.2007/11/25 ،‬‬
‫‪25‬‬
‫أشكال الرقابة الجبائية‬ ‫الفصل األول‬

‫تكون المعمومات المحاسبية مقنعة إذا كانت مجمل الكتابات المحاسبية يمكن‬
‫تبريرىا بالمستندات والوثائق الثبوتية‪ ،‬حيث عمى المكمف أن يبرر الكتابات المحاسبية عن‬
‫طريق تقديم وثائق اسمية حقيقية ووثائق الجرد لممواد والمنتجات الموجودة في المخزن‪،‬‬
‫يعتبر ىذا شرطا لصحة المعمومات المحاسبية‪ .‬حيث تبرر المشتريات عن طريق فواتير‬
‫مسممة من قبل المورد‪ ،‬بحيث يجب أن يكون كل بيع سمع أو تأدية خدمات بين األعوان‬
‫االقتصاديين موضوع فاتورة ويتعين عمى البائع تسميميا ويتعين عمى المشتري طمبيا منو‬
‫‪1‬‬
‫كما يجب أن تسمم بمجرد إجراء البيع أو تأدية الخدمات‪.‬‬
‫يجب أن تحتوي الفاتورة عمى بيانات تتعمق بالبائع (اسم الشخص الطبيعي ولقبو‪،‬‬
‫تسمية الشخص المعنوي وعنوانو التجاري‪ ،)...‬وكذا البيانات المتعمقة بالمشتري‪ .‬كما يجب‬
‫أن تحتوي الفاتورة عمى الختم الندي وتوقيع البائع إال إذا حررت عن طريق النقل‬
‫اإللكتروني مع العمم أنو ال يمكن استعمال ىذه الطريقة إال إذا كان األمر يتعمق بتسوية‬
‫‪2‬‬
‫النفقات العمومية‪.‬‬
‫يجب أن تكون الفواتير مدعمة بوثائق وتبريرات كأصل الفاتورة‪ ،‬وصوالت‬
‫الصندوق‪ ،‬وصوالت االستالم‪ ،‬إضافة إلى ذلك فإن المعمومات المحاسبية التي لم ترفق‬
‫بجرد لمبضائع والسمع وأشغال جارية ال يمكن أن تعتبر كاممة ومقنعة‪ ،‬وكذلك المبيعات‬
‫وأي عيب في ىذه الوثائق يجرد المعمومات المحاسبية من صفة اإلقناع ويمكن رفضيا‬
‫بسبب ذلك‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬فحص المحاسبة من حيث المضمون‬


‫بعد فحص المحاسبة من حيث الشكل يمجأ المحقق إلى فحصيا من حيث‬
‫المضمون‪ ،‬حيث يقوم بدراسة معمقة ودقيقة بغرض التأكد من صحة البيانات المحاسبية‬
‫ويتم ذلك من خالل الرقابة عمى الوثائق المحاسبية لمختمف عمميات المؤسسة والتي تمس‬
‫‪3‬‬
‫مراجعة الحسابات الرئيسية لمميزانية وحسابات التسيير‪.‬‬

‫‪ 1‬انًاصج‪ ،02‬انًغؿٕو انرُف‪ٛ‬ظ٘ على ‪ ،468-05‬انًؤعر ف‪ 08 ٙ‬ط٘ انمؼضج ‪ 1426‬انًٕافك ‪ٚ ،2005/12/10‬ذضص شغٔط‬
‫ذذغ‪ٚ‬غ انفاذٕعج ٔؿُض انرذٕ‪ٚ‬م ٔٔطم انرـه‪ٛ‬ى ٔانفاذٕعج اإلجًان‪ٛ‬ح ٔك‪ٛ‬ف‪ٛ‬اخ طنك‪ ،‬انجغ‪ٚ‬ضج انغؿً‪ٛ‬ح انؼضص‪ ،80‬انظاصعج‬
‫تراع‪ٚ‬ز ‪.2005/12/11‬‬
‫‪ 2‬انًٕاص ‪َ ،04 ،03‬فؾ انًغجغ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪MF/DGI/DRV, Guide du vérificateur de comptabilité, op.cit. p56.‬‬
‫‪26‬‬
‫أشكال الرقابة الجبائية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -0‬مراقبة الوثائق المحاسبية عمى عمميات المؤسسة‬


‫وتتمثل في مراقبة مختمف عمميات المؤسسة والتي تساىم أساسا في تكوين الربح‬
‫الخام (القيمة المضافة) ويمكن حصرىا في‪:‬‬
‫‪ -0-0‬مراقبة المشتريات‬
‫عند مراقبة العون المحقق لممشتريات يمكن أن يكتشف نوعين من المخالفات‪،‬‬
‫ويتمثل النوع األول في تضخيم المشتريات بحيث ييدف المكمف من خاللو إلى تخفيض‬
‫الربح الخام الخاضع لمضريبة‪ ،‬وبصفة عامة فإن تضخيم المشتريات يظير خاصة لدى‬
‫المكمفين الذين ال يمكنيم إخفاء رقم أعماليم‪ ،‬كمقاولي األشغال العمومية العاممين بصفة‬
‫‪1‬‬
‫خاصة لحساب الدولة أو أحد ممثمييا‪ .‬وتتمثل أشكال تضخيم أو زيادة المشتريات في‪:‬‬
‫‪ -‬تسجيل نفس الفاتورة في تاريخين مختمفين؛‬
‫‪ -‬تسجيل مشتريات بدون فاتورة؛‬
‫‪ -‬تسجيل فواتير وىمية أو تغيير تاريخ إنشائيا؛‬
‫‪ -‬تسجيل نفس الفاتورة في يوميتين (دفترين) مساعدتين مختمفتين‪ ،‬يومية المشتريات‬
‫ويومية العمميات المختمفة؛‬
‫‪ -‬التسجيل في الجانب المدين لحساب المشتريات‪ ،‬اكتتاب األثاث‪ ،‬التجييزات‪،‬‬
‫ومصاريف الصيانة المسجمة مسبقا في حسابات خاصة‪.‬‬
‫أما النوع الثاني فيو تخفيض المشتريات‪ ،‬مبدئيا يبدو أن عممية تخفيض قيمة‬
‫المشتريات ليست منطقية‪ ،‬ىذا ألن المكمف يزيد من ربحو‪ ،‬إال أن تخفيض المشتريات‬
‫عادة ما يكون مصحوبا بإخفاء لممبيعات‪ ،‬وبالتالي فإذا اعتمدت المؤسسة عدم الكشف‬
‫عن مجموعة من مبيعاتيا والتصريح بكل مشترياتيا فإن نسبة األرباح التي يتم حسابيا‬
‫‪2‬‬
‫تظير ضعيفة بصفة غير عادية ىذا ما يمفت نظر العون المحقق‪.‬‬
‫ويظير ىذا النوع من التجاوزات في أشكال مختمفة من بينيا إىمال التسجيل‬
‫المحاسبي لفواتير الشراء وذلك بتواطؤ مع المورد‪ ،‬إخفاء مشتريات وضميا إلى األعباء‬
‫العامة وتسجيميا عمى أنيا تكاليف قابمة لمخصم من النتيجة النيائية‪ ،‬األخطاء الحسابية‬

‫‪ 1‬ػثاؽ ػثض انغػاق‪ ،‬انرذم‪ٛ‬ك انًذاؿث‪ٔ ٙ‬انُؼاع انضغ‪ٚ‬ث‪ ،ٙ‬صاع انٓضٖ‪ ،‬انجؼائغ‪ ،2012 ،‬ص‪.122‬‬
‫‪ 2‬ػثاؽ ػثض انغػاق‪ ،‬انًغجغ انـاتك‪ ،‬ص‪123‬‬
‫‪27‬‬
‫أشكال الرقابة الجبائية‬ ‫الفصل األول‬

‫المتعمدة (مثل القيام بعمميات طرح وجمع خاطئة)‪ ،‬المشتريات بدون فاتورة‪ ،‬أو تسجيل‬
‫التخفيضات أو التنزيالت الوىمية محاسبيا بواسطة وثائق ثبوتية مزورة‪ ،‬المشتريات‬
‫‪1‬‬
‫بالتجزئة خاصة لدى المنتجين‪.‬‬
‫أما المشتريات بدون فاتورة فيي صعبة االكتشاف عن طريق الفحص المحاسبي‬
‫وعميو يجب عمى العون المحقق أن يتتبع مختمف المتعاممين‪ ،‬كالموردين‪ ،‬العمالء‪،‬‬
‫الكشوفات البنكية‪ ،‬ونتائج ىذه الكشوفات يجب أن تقارن مع بطاقة المورد أو عميل ىذه‬
‫المؤسسة كما يمكن لمعون المحقق أن يراقب السمع الموجودة في المخازن‪ ،‬سند الطمب‪،‬‬
‫سند التصدير‪ ،‬ويتأكد من انتياء كل المواد المشتراة‪.‬‬
‫‪ -1-0‬مراقبة المخزونات‬
‫ال يتم مراقبة العون المحقق لممخزون إال بمراقبة دفتر الجرد باعتباره الوثيقة األولى‬
‫واألساسية التي يعتمد عمييا المحقق في تحرياتو‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار أن عممية‬
‫الرقابة عمى المخزون التي يجب أن ال تتجاوز أربع (‪ )04‬سنوات‪ ،2‬فإذا كانت وثيقة‬
‫الجرد تظير الكميات ا لحقيقية لممخزون ولكنيا مسعرة بقيمة أقل من السعر الحقيقي فيذا‬
‫يعني التخفيض في قيمة المخزون‪.‬‬
‫أما إذا لم تظير وثيقة الجرد إال جزء من كمية المخزون والجزء األخير يتم إخفاءه‪،‬‬
‫يعني ىذا أننا أمام حالة التخفيض في كمية المخزون‪ .‬باإلضافة إلى إمكانية الجمع بين‬
‫الحالتين في قيمة وكمية المخزون معا‪.‬‬
‫من خالل مراقبة المخزون يمكن استخراج ثالث فرضيات‪:‬‬
‫‪ -‬قيمة المخزون الناتج عن الجرد المحاسبي الفعمي يوم التحقيق يفوق قيمة المخزون‬
‫المصرح بو‪ ،‬واليدف منو تخفيض الربح المتاح أو المشتريات التي تمت بدون‬
‫فواتير منذ بداية الفحص؛‬
‫‪ -‬قيمة المخ زون المستخرجة من الجرد الفعمي أقل من قيمة المخزون المصرح بو‪،‬‬
‫واليدف من تضخيم المخزونات صناعيا ىو تغطية المبيعات دون فواتير؛‬

‫‪1‬‬
‫‪MF/DGI/DRV, Guide du vérificateur de comptabilité, op.cit. p58.‬‬
‫‪ 2‬انًاصج ‪ ،39‬لإٌَ اإلجغاءاخ انجثائ‪ٛ‬ح‪ ،‬يغجغ ؿاتك‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫أشكال الرقابة الجبائية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬قيمة المخزون الفعمي تساوي قيمة المخزون المصرح بو‪ ،‬وىذا ال يعني أن‬
‫المحاسبة منتظمة وبالتالي عمى المحقق استعمال نوع آخر من التحقيق‪.‬‬
‫‪ -2-0‬مراقبة أشغال قيد التنفيذ‬
‫ىي األشغال الغير منتيية في نياية السنة‪ ،‬والتي يجب أن تظير في المحاسبة‬
‫بتكمفتيا الحقيقة‪ ،‬أي بدون تخفيض أو مؤونة ويدمج األعباء الممحقة عند القيام بعممية‬
‫الجرد‪ ،‬وكما ىو الحال بخصوص المخزونات المخفضة لنفس الغرض فإن المؤسسة‬
‫تستطيع تخفيض األشغال قيد التنفيذ وىذا من أجل تخفيض مبمغ األرباح الخاضعة‬
‫لمضريبة‪ ،‬وىذا التخفيض يكون غالبا ضمن التخفيض كميا (إغفال أحد أو بعض األشغال‬
‫قيد التنفيذ)‪ ،‬التخفيض قيميا (تحديد سعر التكمفة بمبمغ أقل من القيمة الحقيقية ألحد أو‬
‫بعض العناصر المكونة لو)‪ ،‬الخمط بين قيمة أشغال قيد التنفيذ والحقوق المستحقة‪ ،‬وتكون‬
‫‪1‬‬
‫ىذه األخيرة مقيدة محاسبيا بسعر التكمفة عوضا عن سعر البيع‪.‬‬
‫وتتم مراقبة ىذه األشغال من طرف العون المحقق‪ ،‬عن طريق فحص حسابات‬
‫األشغال‪ ،‬والبحث عن تنفيذ األشغال فضال عن فحص الفواتير الصادرة في بداية السنة‬
‫المقبمة‪.‬‬
‫‪ -3-0‬مراقبة المبيعات‬
‫لمكشف عن االختالالت الحادثة في المبيعات يعتمد المحقق عمى فواتير وصوالت‬
‫اإلخراج‪ ،‬الدفاتر المحاسبية لمزبائن‪ ،‬وغيرىا من الوثائق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ومن أىم المخالفات التي يتم اكتشافيا عمى مستوى المبيعات‪:‬‬
‫‪ -‬عدم تسجيل إيرادات نقدية ناتجة عن بعض المبيعات بدون فواتير؛‬
‫‪ -‬تخفيض المبالغ الحقيقية لبعض المبيعات؛‬
‫‪ -‬عدم تسجيل اإليرادات الواردة عن نشاطات بيع المنتجات وبيع الفضالت؛‬
‫‪ -‬التسجيل في جانب المدين لحسابات المبيعات‪ ،‬مردودات وىمية لمبضائع‪ ،‬أو‬
‫اقتطاع مبالغ فيو؛‬

‫‪1‬‬
‫‪MF/DGI/DRV, Guide du vérificateur de comptabilité, op.cit. p62.‬‬
‫‪ 2‬ػثاؽ ػثض انغػاق‪ ،‬يغجغ ؿاتك‪ ،‬ص‪.128‬‬
‫‪31‬‬
‫أشكال الرقابة الجبائية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬عدم تسجيل اقتطاعات مبالغ البضائع التي استعمميا المستغل لحاجاتو الشخصية‬
‫والعائمية‪.‬‬
‫‪ -1‬مراقبة حسابات الميزانية وحسابات التسيير‬
‫يقوم المحقق بم ارقبة الحسابات الرئيسية لمميزانية من خالل فحص أصول الميزانية‬
‫وخصوميا‪ ،‬في حين أن مراقبة حسابات التسيير تتضمن حسابات التكاليف‪ ،‬وحسابات‬
‫اإليرادات‪.‬‬
‫‪ -0-1‬مراقبة حسابات الميزانية‬
‫يقوم العون المحقق بفحص حسابات الميزانية التي تعبر عن الوضع المالي‬
‫لممؤسسة في فترة زمنية محدودة وذلك بفحص أصول‪ 1‬وخصوم الميزانية بحيث تتمثل‬
‫األصول في الموارد االقتصادية لممشروع والتي يتم االعتراف بيا وقياسيا طبقا لممبادئ‬
‫المحاسبية المتعارف عمييا وتتشكل حسابات األصول من ثالث مجموعات رئيسية ىي‪:‬‬
‫‪ -‬االستثمارات ويتم ذلك بقيام العون المحقق بمراقبة جل الوثائق المرتبطة باستثمارات‬
‫المؤسسة سواء المشتراة منيا أو المنشأة وذلك حسب التسمسل المحدد من طرف النظام‬
‫المحاسبي المالي (المصاريف اإلعدادية‪ ،‬القيم المعنوية‪ ،‬األراضي والمباني‪ ،‬مواد التعبئة‬
‫والتغميف‪ )...‬باإلضافة إلى التركيز عمى مراقبة الوجود المادي لالستثمارات بواسطة‬
‫فحص بطاقات تقييم االستثمارات سواء المنجزة من طرف المؤسسة‪ ،‬أو المبالغ المضخمة‬
‫التي تسمح بتحقيق ىوامش اىتالكات كبيرة ومراقبة ممكية المؤسسة ليذه االستثمارات‬
‫وذلك بفحص الوثائق الثبوتية الكتسابيا أو إنشاء العقارات‪ ،‬وكذلك فحص وثائق تسديد‬
‫‪2‬‬
‫حقوق التسجيل‪ ،‬وأن االستثمارات قد تم تسجيميا في المحاسبة؛‬
‫‪ -‬المخزونات‪ 3‬وتتم مراقبتيا بفحص الكميات والقيم المسجمة في سجل الجرد‪ ،‬ومقارنتيا‬
‫مع الجرد الحقيقي عند عممية التحقيق في عين المكان‪ ،‬وىذا العمل يتطمب معرفة وفحص‬
‫مفصل بمدخالت ومخرجات السمع في المخزن وعمى المحقق أن يقوم بتحقيق معمق‬
‫لحركة المخزونات‪ ،‬كما عميو أن يتأكد من صحة الجرد من حيث أن الحسابات المسجمة‬
‫في الدفاتر المحاسبية تتوافق مع المبالغ المسجمة في بطاقة الجرد سواء من حيث الكميات‬

‫‪ 1‬أَظغ انًهذك على ‪.07‬‬


‫‪2‬‬
‫‪MF/DGI/DRV, Guide du vérificateur de comptabilité, op.cit. p60.‬‬
‫‪ 3‬أَظغ انًهذك على ‪.08‬‬
‫‪30‬‬
‫أشكال الرقابة الجبائية‬ ‫الفصل األول‬

‫أو سعر الوحدة والتحقق من صحة قيم المخزون وأخي ار التحقق من إعادة تسديد الرسم‬
‫عمى القيمة المضافة المسترجعة لمجمل السمع في حالة التنازل أو توقيف النشاط أو‬
‫‪1‬‬
‫الوفاة؛‬
‫‪ -‬الحقوق وىي مجمل الحقوق المؤسسة عن طريق تعامميا مع الغير‪ ،‬حيث عمى المحقق‬
‫أن يجري مقارنة بين اليومية المساعدة لممبيعات وحسابات الموجودات (صندوق‪ ،‬بنك‪)...‬‬
‫من أجل ضمان مطابقة األرصدة من ناحية‪ ،‬والقيام بكشوفات الربط لدى العمالء من أجل‬
‫‪2‬‬
‫مراقبة صحة وشرعية ىذه الحقوق من ناحية أخرى‪.‬‬
‫كما يجب عمى العون المحقق أن يركز فحص التسبيقات والدفعات عمى الطمبيات‪،‬‬
‫والتحقيق من التخفيضات الممنوحة خارج الفواتير‪ ،‬الفحص المادي الحقيقي لفواتير‬
‫االستالم‪ ،‬مراجعة حساب الصندوق من حيث مجموع المقبوضات‪ ،‬وأن التحصيالت‬
‫مفوترة من قبل العمالء‪ ،‬وأن رصيد حساب الصندوق موجب‪ ،‬التأكد من حقوق العممة‬
‫الوطنية ومحاسبتيا بالدينار الجزائري‪ ،‬كما عميو أيضا التأكد من مقارنة رصيد البنك‬
‫‪3‬‬
‫المستخرج من المؤسسة ومقارنتيا مع نظيره في البنك‪.‬‬
‫أما بالنسبة لفحص خصوم الميزانية فيي مجموع مصادر األموال الموجودة‬
‫والموضوعة تحت تصرف المؤسسة بصفة دائمة أو مؤقتة تستخدم من أجل تمويل نشاط‬
‫‪4‬‬
‫المؤسسة وتحتوي عمى‪:‬‬
‫‪ -‬األموال الخاصة تشمل جل وسائل التمويل الموضوعة تحت تصرف المؤسسة من قبل‬
‫المساىمين أو الشركاء‪ ،‬حيث يضم عدة حسابات المتمثمة أساسا في‪:‬‬
‫أرس المال االجتماعي بحيث يجب أن يتحقق العون المحقق من التغيرات التي‬
‫تط أر عمى ىذا الحساب‪ ،‬ففي حالة التنازل عن أسيم يجب التأكد من أن فائض القيمة قد‬
‫أخضع لمضريبة عمى الدخل اإلجمالي؛‬
‫االحتياطات والتي تتمثل في مراقبة التغيرات الحاصمة في ىذا الحساب كل سنة‬
‫سواء من حيث فحص القانون األساسي لممؤسسة أو محاضر المداوالت لمجمس اإلدارة؛‬

‫‪1‬‬
‫‪MF/DGI/DRV, Guide du vérificateur de comptabilité, op.cit, p59.‬‬
‫‪ 2‬يظطفٗ ػٕاص٘‪ ،‬يغجغ ؿاتك‪ ،‬ص‪.69‬‬
‫‪3‬‬
‫‪MF/DGI/DRV, Guide du vérificateur de comptabilité, op.cit. p76.‬‬
‫‪ 4‬أَظغ انًهذك على ‪.09‬‬
‫‪31‬‬
‫أشكال الرقابة الجبائية‬ ‫الفصل األول‬

‫نتيجة قيد التخصيص وىي التأكد من أن جل األرباح قد فرضت عمييا ضريبتي‬


‫الدخل عمى األرباح أو الضريبة عمى الدخل اإلجمالي أو أنو قد أعيد توزيع األرباح ابتداء‬
‫من السنة الثالثة التي تمي تحقيق الربح؛‬
‫مؤونة الخسائر والتكاليف والمتمثمة في التأكد من أنو قد تم تكوينيا من أجل ىدف‬
‫وبشكل قانوني أو يتم إعادة إدماجيا في حساب األرباح لتخضع فيما بعد لمضريبة‪.‬‬
‫‪ -‬الديون حيث يتم التأكد من أن القروض حقيقية وىذا بمطابقة حسابات الفواتير‬
‫والكشوفات وأن دفعات تسديد القروض لم تدرج ضمن تكاليف المؤسسة‪ ،‬كما يجب عمى‬
‫المحقق التركيز عمى حساب الموردين من خالل التأكد أوال من صحة حساب المورد في‬
‫جانب الدائن بمقارنتو مع يومية المشتريات‪ ،‬وكذا في جانب المدين بمقارنتو مع يومية‬
‫الصندوق‪ ،‬وثانيا التأكد من التسمسل الصحيح في حساب المدين في خصوم الميزانية مع‬
‫نفس الحساب في دفتر األستاذ وكذا ميزان المراجعة‪.1‬‬
‫‪ -1-1‬مراقبة حسابات التسيير‬
‫بعد القيام بمراقبة حسابات الميزانية عمى المحقق أن يراقب صحة الكتابات‬
‫المحاسبية التي تتضمنيا حسابات التسيير‪ ،‬لمتأكد من صحة وسالمة البيانات المسجمة‬
‫فييا ويتم ذلك بمراقبة‪:‬‬
‫‪ -‬التكاليف تتحمل المؤسسة خالل نشاطيا تكاليف ونفقات بحسب طبيعة وأىمية مستوى‬
‫النشاط ورقم األعمال المحقق‪ ،‬وعمى العون المحقق أن يراقب التكاليف من أجل الكشف‬
‫عن األخطاء والنقائص حتى يتم أخذىا بعين االعتبار عند إعادة تأسيس فرض‬
‫الضريبة‪ 2،‬ويتم ذلك من خالل عدة حسابات‪ ،‬حساب مصاريف المستخدمين‪ ،‬حساب‬
‫البضائع والمواد األولية المستيمكة‪ ،‬الضرائب والرسوم‪ ،‬المصاريف المالية؛‬
‫‪ -‬اإليرادات تشمل كل المبالغ المستممة أو التي ستستمم كمقابل لممنتجات واألعمال التي‬
‫تقدميا المؤسسة إلى الغير بحكم نشاطيا‪ ،‬باإلضافة إلى اإليرادات المتأتية دون مقابل‪،‬‬
‫وكذلك إنتاج المؤسسة لذاتيا‪ ،‬حيث أن العون المحقق يقوم بفحص مختمف حسابات ىذه‬
‫المجموعة مثل‪ :‬مبيعات السمع‪ ،‬اإليرادات المالية‪...‬الخ؛‬

‫‪1‬‬
‫‪MF/DGI/DRV, Guide du vérificateur de comptabilité, op.cit, p88.‬‬
‫‪ 2‬يظطفٗ ػٕاص٘ ‪ ،‬يغجغ ؿاتك‪ ،‬ص‪.73‬‬
‫‪32‬‬
‫أشكال الرقابة الجبائية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬ليصل العون المحقق إلى مراقبة حسابات النتائج والتي ترتبط صحتيا حسابات‬
‫التكاليف واإليرادات‪ ،‬إذ ييدف المحقق من خالليا إلى معرفة القيمة المضافة وىامش‬
‫الربح الخاص بالمؤسسة وتغيراتيا خالل فترة المراقبة لمعرفة وضعية المؤسسة والحالة‬
‫المالية ليا‪ ،‬قصد اكتشاف المكمفين الذين يصرحون بيامش ربح ضعيف أو بنتيجة خسارة‬
‫‪1‬‬
‫والتأكد من صحة الوضعية المالية ليا‪.‬‬
‫أثناء استعراضنا إلجراءات عممية التحقيق في المحاسبة‪ ،‬اتضح أنيا عممية تقوم‬
‫عمى فحص محاسبة المكمف المعني بالتحقيق شكال ومضمونا الكتشاف األخطاء التي‬
‫تؤدي عمى عدم التوافق مع ما ىو مصرح بو‪ ،‬لكن ىذه الطريقة محدودة مما أدى إلى‬
‫تدعيميا بطريقة التحقيق المعمق في الوضعية الجبائية الشاممة الخاصة باألشخاص‬
‫الطبيعيين وىي التحقيق المعمق لموضعية الجبائية الشاممة والذي يتعرض لو المكمف‬
‫بصفة مباشرة منذ البداية أو قد يأتي ىذا التحقيق كامتداد لمتحقيق المحاسبي في حالة ما‬
‫إذا لم يتوصل المحققون‪ ،‬بعد إتباعيم ليذا التحقيق إلى الكشف عن حقيقة تصريحات‬
‫المكمف بالضريبة فتدفعيم الشكوك إلى االستمرار في المراقبة لتمس ىذه المرة الوضعية‬
‫‪2‬‬
‫المالية واألمالك ليس فقط لممكمف بالضريبة بل لكل أفراد المسكن الضريبي‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬التحقيق المعمق في الوضعية الجبائية الشاممة‬


‫‪Vérification approfondie de la situation fiscale d’ensemble.‬‬
‫يعتبر التحقيق في مجمل الوضعية الجبائية امتداد لمتحقيق المحاسبي‪ ،‬كما يمكن‬
‫أن يكون مستقال عن ىذا األخير إذا تعمق األمر بمكمف ال يمتمك ممفا جبائيا‪ ،‬وقد نص‬
‫عمى ىذا النوع من الرقابة ألول مرة قانون المالية لسنة ‪ ،1992‬حيث عرفت التحقيق‬
‫المعمق في الوضعية الجبائية الشاممة في المادة ‪ 131‬مكرر من قانون الضرائب المباشرة‬
‫والرسوم المماثمة سابقا‪ ،‬والمحولة عمى المادة ‪ 1-21‬من قانون اإلجراءات الجبائية‪" :‬يمكن‬

‫‪ 1‬أَظغ انًهذك على ‪.10‬‬


‫‪ 2‬ػثض انْٕاب نَٕ‪ٛ‬ؾ ‪ ،‬انضًاَاخ انًًُٕدح نهًكهف تانضغ‪ٚ‬ثح انشاضغ نهغلاتح انجثائ‪ٛ‬ح – صعاؿح يماعَح يغ انمإٌَ‬
‫انفغَـ‪ -ٙ‬تذس نُ‪ٛ‬م شٓاصج انًاجـر‪ٛ‬غ ف‪ ٙ‬انمإٌَ انؼاو‪ ،‬جايؼح ْٔغاٌ –انـاَ‪ٛ‬ا‪ -‬كه‪ٛ‬ح انذمٕق‪ ،2001 ،‬ص‪.24‬‬
‫‪33‬‬
‫أشكال الرقابة الجبائية‬ ‫الفصل األول‬

‫ألعوان اإلدارة الجبائية أن يشرعوا في التحقيق المعمق في الوضعية الجبائية الشاممة‬


‫لألشخاص الطبيعيين بالنسبة لمضريبة عمى الدخل اإلجمالي‪ ،‬سواء توفر لدييم موطن‬
‫‪1‬‬
‫جبائي في الجزائر أم ال‪ ،‬عندما تكون لدييم التزامات متعمقة بيذه الضريبة"‪.‬‬
‫يستمزم ىذا اإلج ارء مقارنة المداخيل المصرح بيا بالمداخيل المستنتجة من وضعية‬
‫أمالك المكمف‪ ،‬حالة خزينتو وكذا المتعمقة بسياق الحياة لسائر أفراد أسرتو‪ ،‬بحيث يمكن‬
‫برمجة التحقيق المعمق لمجمل الوضعية الجبائية إثر التحقيق في المحاسبة سواء باسم‬
‫المستغل الشخصي لممؤسسة أو الرؤساء والشركاء األساسيين لمشركة‪ ،‬أو كل شخص ممزم‬
‫قانونا بتصريح مجمل دخمو‪.‬‬
‫ال يطبق التحقيق المعمق في الوضعية الجبائية الشاممة إال عمى األشخاص‬
‫الطبيعيين‪ ،‬فال يكون ىذا التحقيق عمى األشخاص المعنويين ولو كان موضوعو أحد‬
‫الشركاء‪ ،‬ففي ىذه الحالة تتم مناقشة نصيب الشريك المعني بمفرده‪ ،2‬يمكن القيام بيذا‬
‫النوع من التحقيق عندما تظير وضعية الممكية وعناصر نمط المعيشة لمشخص غير‬
‫‪3‬‬
‫محصى جبائيا وجود أنشطة أو مداخيل متممصة من الضريبة‪.‬‬
‫باإلضافة إلى أن التحقيق المعمق في الوضعية الجبائية الشاممة يتعمق بنوع واحد‬
‫من الضرائب وىي الضريبة عمى الدخل اإلجمالي‪.‬‬
‫يقوم بعممية التحقيق المعمق أعوان اإلدارة الجبائية برتبة مفتش عمى األقل‪،4‬‬
‫ويتأكد األعوان من اإلنسجام الحاصل بين المداخيل المصرح بيا من جية والذمة أو‬
‫الحالة المالية والعناصر المكونة لنمط معيشة أعضاء المقر الجبائي من جية أخرى‪.‬‬
‫وتقوم اإلدارة الجبائية خصوصا المصالح المكمفة بالرقابة بإعداد برنامج سنوي‬
‫لممراقبة المعمقة وتباشر في السير في التحقيق المعمق بدء بالتحضير المعمق في‬
‫الوضعية الجبائية الشاممة وذلك بإعداد برمجة وانتقاء الممفات الخاضعة لمرقابة وسحب‬
‫ممف المكمف من المفتشية المختصة‪ ،‬إضافة إلى طمب معمومات لدى الييئات‬
‫والمؤسسات الخارجية‪.‬‬

‫‪ 1‬انًاصج ‪ ،21‬لإٌَ اإلجغاءاخ انجثائ‪ٛ‬ح‪ ،‬يغجغ ؿاتك‪.‬‬


‫‪ 2‬انؼ‪ٛ‬ض طانذ‪ ،ٙ‬يغجغ ؿاتك‪ ،‬ص‪.50-49‬‬
‫‪ 3‬انًاصج ‪ ،1-21‬لإٌَ اإلجغاءاخ انجثائ‪ٛ‬ح‪ ،‬يغجغ ؿاتك‪.‬‬
‫‪ 4‬انًاصج ‪ ،2-21‬لإٌَ اإلجغاءاخ انجثائ‪ٛ‬ح‪ ،‬يغجغ ؿاتك‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫أشكال الرقابة الجبائية‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع األول‪ :‬التحضير لمتحقيق المعمق في الوضعية الجبائية الشاممة‬


‫تتمثل ىذه العممية في البرمجة من أجل انتقاء المكمفين الخاضعين ليذا الشكل من‬
‫الرقابة فضال عن األعمال األولية قبل مباشرة التحقيق‪.‬‬
‫أوال‪ :‬البرمجة ومقاييس انتقاء الممفات الخاضعة لمرقابة‬
‫قبل نياية كل سنة يعد رئيس مفتشية الضرائب قائمة تمييدية بالمكمفين الذين من‬
‫المحتمل أن يخضعوا لمراقبة المعمقة بعد دراسة كاممة لكل ممفات المكمفين‪ ،‬وبعد ذلك‬
‫ترسل القائمة إلى المديرية الوالئية لمضرائب المختصة إقميميا من أجل دراستيا‪ ،‬وتعد‬
‫مديرية الضرائب الوالئية قائمة نيائية والتي ترسميا إلى رئيس مكتب المراقبة الجبائية من‬
‫أجل تنفيذىا‪ ،‬وترسل نسخة إلى المديرية الجيوية لمضرائب لإلعالم‪ ،‬وىي بدورىا ترسميا‬
‫‪1‬‬
‫إلى اإلدارة المركزية من أجل المصادقة عمييا‪.‬‬
‫يتم انتقاء األشخاص الخاضعين لمتحقيق المعمق في الوضعية الجبائية الشاممة‬
‫‪2‬‬
‫بموجب معايير موضوعية وىادفة‪:‬‬
‫‪ -‬األشخاص الذين سجمت المفتشية في ممفاتيم عدم التوافق وفروقات ىامة بين المداخيل‬
‫المكتتبة في التصريحات السنوية والنفقات المستعممة؛‬
‫‪ -‬تبعا لمرقابة الجبائية الداخمية من قبل المفتشية لممف المكمف الذي بحوزتيا تحصل‬
‫عمى مؤشرات ودالئل تضع التصريحات المقدمة في موضع شك؛‬
‫‪ -‬خالل عممية التحقيق المحاسبي يتم استغالل بعض عناصر الميزانية (الحساب الجاري‬
‫لمشركاء‪ ،‬األرباح الموزعة‪ )...‬تظير منيا فوارق معتبرة بين الدخول المصرحة من طرف‬
‫الشركاء والدخول الحقيقية المحققة؛‬
‫‪ -‬األشخاص الذين ليس ليم ممف ضريبي‪ ،‬وفي مسار حياتيم اليومية تظير عمييم‬
‫مؤشرات تؤكد وجود مداخيل مخفية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬األعمال األولية لممراقبة‬
‫تتمخص ىذه األعمال في سحب الممف الضريبي الخاص بالمكمف والبحث عن‬
‫المعمومة الجبائية لدى الغير‪.‬‬

‫‪ 1‬يظطفٗ ػٕاص٘‪ ،‬يغجغ ؿاتك‪ ،‬ص‪.81‬‬


‫‪2‬‬
‫‪MF/DGI, Circulaire N° 35 du 15/02/2000.‬‬
‫‪35‬‬
‫أشكال الرقابة الجبائية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -0‬سحب الممف الضريبي الخاص بالمكمف‬


‫يتم ذلك بسحبو من المفتشية المختصة إقميميا بمتابعة الضريبة عمى الدخل‬
‫اإلجمالي قبل إرسال اإلشعار بالتحقيق وذلك لمتأكد من تعيين المكمف الخاضع لممراقبة‬
‫الجبائية بدقة وأخذ فكرة عن ىويتو وعنوانو الحقيقي‪ ،‬معرفة طبيعة المداخيل والذمة المالية‬
‫لممكمف‪ ،‬تقييم المكمف تجاه االلتزامات الجبائية (التصريحات الجبائية السنوية المتعمقة‬
‫بالضريبة عمى الدخل اإلجمالي)‪ ،‬السماح بمعاينة التجانس بين المداخيل المصرح بيا‬
‫‪1‬‬
‫ووضعية الممتمكات وعناصر نمط المعيشة لممكمف‪.‬‬
‫‪ -1‬البحث عن المعمومة الجبائية لدى الغير‬
‫يقوم العون المحقق بطمب معمومات جبائية لدى جل الييئات أو المؤسسات‬
‫الخارجية التي ليا عالقة مع المكمف بالضريبة مثل البنوك والمصارف لمعرفة قيم‬
‫األرصدة وتطور حركتيا‪ ،‬المحافظات التجارية (الموردين والزبائن)‪ ،‬ىيئات الضمان‬
‫االجتماعي وباقي اإلدارات العمومية األخرى‪ ،‬ألجل الحصول عمى معمومات وتوضيحات‬
‫‪2‬‬
‫التي يعتمد عمييا في التحقيق‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مباشرة التحقيق المعمق في الوضعية الجبائية الشاممة‬


‫بعد االنتياء من المرحمة التحضيرية تنطمق عمميات التحقيق وفق المراحل التالية‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫أوال‪ :‬اإلشعار بقيام أعمال التحقيق المعمق‬
‫ال يمكن البدء في إجراء التحقيق عمى الشخص الطبيعي فيما يتعمق عمى الدخل‪،‬‬
‫دون إعالم المكمف بالضريبة مسبقا من خالل إرسال إشعار بالتحقيق أو تسميمو لو مع‬
‫إشعار باالستالم مرفوقا بميثاق حقوق وواجبات المكمف بالضريبة‪ ،‬يجب أن يذكر اإلشعار‬
‫بالتحقيق الفترة موضوع التحقيق وأن يشير صراحة وتحت طائمة بطالن اإلجراء‪ ،‬إن‬
‫المكمف يستطيع أن يستعين بمستشار يختاره ىو‪ ،‬كما يمنح المكمف ميمة خمسة عشر‬

‫‪1‬‬
‫‪MF/DGI/DRV, Guide du vérificateur de comptabilité, op.cit. p29.‬‬
‫‪ 2‬أَظغ انًهذك على‪.11‬‬
‫‪ 3‬انًاصج ‪ ،3-21‬لإٌَ اإلجغاءاخ انجثائ‪ٛ‬ح‪ ،‬يغجغ ؿاتك‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫أشكال الرقابة الجبائية‬ ‫الفصل األول‬

‫(‪ )15‬يوما تحسب ابتداء من تاريخ استالم اإلشعار وذلك بغرض التحضير المركز‬
‫لمتحقيق المعمق‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬انطالق البحث عن المعمومة الجبائية‬
‫تشكل المعمومة الجبائية دعامة أساسية من أجل تنفيذ المراقبة المعمقة لمجمل‬
‫الوضعية الجبائية عمى أكمل وجو‪ ،‬خصوصا إذا كانت ىذه المعمومة المتعمقة باألشخاص‬
‫الخاضعين لمرقابة قد تم جمعيا بشكل سميم واستغالليا بطريقة ذكية‪ 1.‬ونظ ار لتنوع‬
‫المعمومات وكذا مصادرىا فإن البحث يكون بشكل متعدد وعمى عدة مستويات‪.‬‬
‫‪ -0‬بطاقة وضعية ممتمكات المكمف‬
‫ىي استمارة تحدد فييا الممتمكات المكتسبة (عقارات‪ ،‬منقوالت) والحسابات البنكية‬
‫المفتوحة وأي معمومة جبائية تفيد في معرفة وضعية ممتمكات المكمف‪ ،‬ترسل إلى المكمف‬
‫مع إشعار بمراقبة مع منحو أجل رد كاف من أجل التصريح بممتمكاتو بشكل دقيق‬
‫وكامل‪ ،‬وفي حالة ما إذا رفض المكمف تقديميا كميا أو جزئيا باعتبار أن بطاقية‬
‫المعمومات ليست إجبارية‪ ،‬يمكن جعميا إجبارية وذلك بتقديم طمب توضيح وتبرير رسمي‬
‫يمنح من خاللو أجل رد كاف‪.‬‬
‫‪ -1‬طمبات التوضيح والتبرير‬
‫يراقب المفتش تصريحات المكمف ويطمب منو التوضيحات والتبريرات كتابيا كما‬
‫يمكنو أن يطمب دراسة الوثائق المحاسبية المتعمقة بالبيانات والعمميات والمعطيات موضوع‬
‫الرقابة‪ ،‬كما يستمع لممعنيين إذا تبين أن استدعائيم ليذا الغرض ضروري أو لما يطمب‬
‫ىؤالء تقديم توضيحات شفوية‪.‬‬
‫وعندما يرفض المكمف بالضريبة اإلجابة عمى الطمب الشفوي أو لما يكون الجواب‬
‫الذي تم تقديمو ليذا الطمب عبارة عن رفض لإلجابة عمى كل أو جزء من النقاط‬
‫المطموب توضيحيا‪ ،‬يتعين عميو أن يعيد طمبو كتابيا‪ ،‬ويجب أن تبين الطمبات الكتابية‬
‫بشكل صريح النقاط التي يراىا المفتش ضرورية لمحصول عمى التوضيحات أو التبريرات‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وتكميف المكمف بالضريبة لتقديم إجابتو في مدة ال يمكن أن تقل عن ثالثين (‪ )30‬يوما‪.‬‬

‫‪ 1‬يظطفٗ ػٕاص٘‪ ،‬يغجغ ؿاتك‪ ،‬ص‪.85‬‬


‫‪ 2‬انًاصج ‪ ،19‬لإٌَ اإلجغاءاخ انجثائ‪ٛ‬ح‪ ،‬يغجغ ؿاتك‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫أشكال الرقابة الجبائية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -2‬طمبات كشوفات الربط‬


‫تيدف كشوفات الربط وبطاقة المعمومات إلى مراقبة وتكممة الحصول عمى‬
‫المعمومات التي تساعد المحقق في أداء ميمتو‪ ،‬ويجب أن تحرر بشكل واضح حتى تمكن‬
‫الييئات والمؤسسات المراسمة من الرد عمييا بشكل صحيح‪ ،1‬بحيث يقوم العون المحقق‬
‫بالمقارنة بين كشوفات الربط والجداول المستخدمة فعال‪.‬‬
‫‪ -3‬البحث عن المعمومة الجبائية عن طريق التدخل في عين المكان‬
‫في حالة ما إذا كانت إجراءات بطاقة المعمومات لممكمف وكشوفات الربط غير‬
‫كافية في معرفة الوضعية المالية لممكمف‪ ،‬يجب القيام بجممة من اإلجراءات الميدانية التي‬
‫تعتبر عممية أساسية لتحديد الفرق في حجم ضريبة المكمف عمى الدخل اإلجمالي‬
‫‪2‬‬
‫والمتمثمة في‪:‬‬
‫‪ -‬استغالل المعمومات المتعمقة بالحساب الجاري لمشريك؛‬
‫‪ -‬اقتطاعات تمت من قبل مستغل مؤسسة فردية؛‬
‫‪ -‬مختمف الحركات المالية وأرصدة الحسابات البنكية لممكمف‪ ،‬وحتى المتعمقة بأفراد‬
‫عائمتو والمؤسسات التي يسيرىا من أجل الفحص التكميمي لمكشف عن مصادر‬
‫أخرى لمدخل؛‬
‫‪ -‬طمب ترخيص البناء المعد من قبل مصالح التعمير والسكن لمعرفة عدد قطع‬
‫األراضي والمساكن وكل عمميات انتقال الممكية ألنيا تخضع بالضرورة لحقوق‬
‫التسجيل؛‬
‫‪ -‬المجوء إلى مصالح البحث عمى المستوى المركزي أو الجيوي‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ثالثا‪ :‬مدة المراقبة المعمقة‬
‫ال يمكن تحت طائمة بطالن فرض الضريبة أن تمتد مدة التحقيق طيمة فترة تفوق‬
‫سنة واحدة‪ ،‬اعتبا ار من تاريخ استالم اإلشعار بالتحقيق أو تاريخ تسميمو‪ ،‬إلى غاية تاريخ‬
‫اإلشعار بإعادة التقويم‪ ،‬ويمكن أن تمدد بأجل يمنح عند االقتضاء لممكمف وبناء عمى‬
‫طمبو لمرد عمى طمبات التوضيح أو تبرير األرصدة ومداخيل األرصدة من الخارج‪ ،‬وتمدد‬

‫‪ 1‬يظطفٗ ػٕاص٘‪ ،‬يغجغ ؿاتك‪ ،‬ص‪.86‬‬


‫‪َ 2‬فؾ انًغجغ‪ ،‬ص‪.87‬‬
‫‪ 3‬انًاصج ‪ ،4-21‬لإٌَ اإلجغاءاخ انجثائ‪ٛ‬ح‪ ،‬يغجغ ؿاتك‪.‬‬
‫‪38‬‬
‫أشكال الرقابة الجبائية‬ ‫الفصل األول‬

‫لفترة ثالثين (‪ )30‬يوما‪ ،‬وباآلجال الضرورية لإلدارة بغية الحصول عمى كشوفات الحساب‬
‫عندما ال يستطيع المكمف تقديميا في أجل ثالثين يوما‪ ،‬ابتداء من تاريخ طمب اإلدارة أو‬
‫لمحصول عمى المعمومات المطموبة من طرف السمطات األجنبية عندما يتوفر المكمف‬
‫بالضريبة عمى مداخيل في الخارج أو المتحصل عمييا من الخارج‪.‬‬
‫وتمدد إلى سنتين (‪ )02‬في حالة اكتشاف نشاط خفي‪ ،‬انطالقا من ىذه النقطة‬
‫يتبادر لنا ىذا التساؤل من ىم األشخاص المؤىمين إلثبات حاالت الغش الجبائي؟‬
‫بتفحص القوانين الجبائية نجدىا تتسم بعدم اإلنسجام في نصوصيا خاصة ما‬
‫يتعمق بإثبات حاالت الغش‪ ،‬بحيث تختمف من نص إلى آخر‪ .‬فالمواد ‪ 21‬من قانون‬
‫الطابع و‪ 504‬من قانون الضرائب المباشرة قررت بأن جميع أعوان الضرائب المفوضين‬
‫والمحمفين قانونا مكمفون بإثبات المخالفات لمقوانين واألنظمة المتعمقة بالضرائب‪.‬‬
‫أما المادة ‪ 112‬من قانون الرسم عمى رقم األعمال جاء فييا أنو يمكن أن تثبت‬
‫المخالفات لألحكام الضريبية بكل وسائل اإلثبات التابعة لمقانون العام‪ ،‬من طرف ضابط‬
‫الشرطة القضائية أو أعوان إدارة الضرائب المختمفة والضرائب المباشرة والتسجيل ومصالح‬
‫الجمارك‪ ،‬أو أعوان قمع الغش والجرائم االقتصادية‪.‬‬
‫كذلك نجد أن قانون اإلجراءات الجبائية بدوره لم يفصل في ىذه النقطة بدقة إذ‬
‫نص عمى أعوان اإلدارة الجبائية تارة وتارة أخرى أعوان اإلدارة المالية ألجل إثبات الغش‬
‫الجبائي‪.‬‬
‫نظ ار لمطابع التقني التي تتسم بو حاالت الغش الجبائي خاصة أنيا تمس الوعاء‬
‫الضريبي‪ ،‬وكذلك لوجود العالقة بين المكمف بالضريبة واإلدارة الضريبية‪ ،‬فالقاعدة العامة‬
‫أن يكون حق اإلثبات في الجرائم الضريبية من اختصاص أعوان اإلدارة الضريبية‪،‬‬
‫وطالما ال يوجد نص صريح يستبعد ضباط الشرطة القضائية من إثبات ىذه الجرائم فمن‬
‫‪1‬‬
‫حقيم إثباتيا عمى أن يحيموا محاضر إثبات إلى إدارة الضرائب المختصة دون سواىا‪.‬‬

‫‪ 1‬أدـٍ تٕؿم‪ٛ‬ؼح‪ ،‬انًشانفاخ انضغ‪ٚ‬ث‪ٛ‬ح‪ ،‬انًجهح انمضائ‪ٛ‬ح‪ ،‬انؼضص‪ ،01‬انض‪ٕٚ‬اٌ انٕطُ‪ ٙ‬نألشغال انرغتٕ‪ٚ‬ح‪ ،‬انجؼائغ‪،‬‬
‫‪ ،1998‬ص‪.24‬‬
‫‪41‬‬
‫أشكال الرقابة الجبائية‬ ‫الفصل األول‬

‫وفي حالة إثبات حاالت الغش يحرر محضر يذكر فيو تاريخ ونوع المخالفة‪ ،‬اسم‬
‫ومحل إقامة العون أو األعوان الذين قاموا بتحريره‪ ،‬والشخص المكمف بالمتابعات ومكان‬
‫تحرير المحضر وساعة اختتامو‪ ،‬كما تتسم ىذه المحاضر بقوة إثبات مطمقة‪.‬‬
‫يعتمد التحقيق المعمق في الوضعية الجبائية الشاممة عمى البحث عن كل‬
‫المعمومات المتعمقة بالمكمف الخاضع ليذا النوع من الرقابة عن طريق الوثائق الموجودة‬
‫لدى اإلدارة الجبائية إضافة إلى الحصول عمى المعمومات من أطراف عدة باستعمال‬
‫كشوفات الربط وبطاقات المعمومات‪ ،‬وىذا من شانو أن يفيد بشكل كبير في اكتشاف‬
‫األخطاء والثغرات‪ .‬لكن في مقابل ذلك يؤخذ عمى ىذا النوع من الرقابة انو يركز عمى نوع‬
‫واحد من الضرائب واىمال كل المعمومات المحاسبية األخرى مما يحد من إمكانية‬
‫اإلعتماد عمييا‪ ،‬كذلك وبخصوص المعمومات المتحصل عمييا خارج اإلدارة الجبائية فقد‬
‫ال تكون دقيقة كما أنو ليس من السيل دائما الحصول عمييا خاصة إذا تعمق األمر‬
‫بالمكمفين الذين يتبعون أساليب االحتيال‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬التحقيق المصوب في المحاسبة‬


‫‪Verification Ponctuelle de Comptabilité‬‬
‫تــم اســتحداث ىــذا النــوع مــن التحقيــق بموجــب المــادة ‪ 22‬مــن قــانون الماليــة لســنة‬
‫‪ ،2010‬في ــو إجـ ـراء مراقب ــة مص ــوبة أق ــل ش ــمولية وأكث ــر س ــرعة وذو نط ــاق م ــن التحقي ــق‬
‫المحاسبي‪.‬‬
‫يقــوم ىــذا الشــكل مــن أشــكال الرقابــة المعمقــة عمــى التحقيــق فــي محاســبة المكمفــين‬
‫بالض ـريبة‪ ،‬لنــوع أو عــدة أن ـواع مــن الض ـرائب ‪،‬لفت ـرة كاممــة أو جــزء منيــا غيــر متقادمــة أو‬
‫لمجموعــة عمميــات أو معطيــات محاســبية لمــدة تقــل عــن ســنة جبائيــة‪ ،‬ويــتم كــذلك التحقيــق‬
‫عندما تشكك اإلدارة الجبائية في صدق المستندات أو االتفاقيات التي تم إبراميا مـن طـرف‬
‫المكمفين بالضريبة والتي تخفي المضمون الحقيقي لمعقد عن طريق بنـود تيـدف إلـى تجنـب‬
‫‪1‬‬
‫أو تخفيض األعباء الجبائية ‪.‬‬
‫أثنــاء ىــذا التحقيــق يمكــن أن يطمــب مــن المكمفــين بالض ـريبة المحقــق معيــم ‪ ،‬تقــديم‬
‫الوثــائق المحاســبية والوثــائق التوضــيحية عمــى غــرار الفـواتير والعقــود ووصــول الطمبيــات أو‬

‫‪ 1‬انًاصج ‪ ،26‬لإٌَ انًان‪ٛ‬ح ‪ ،2014‬يغجغ ؿاتك‪.‬‬


‫‪40‬‬
‫أشكال الرقابة الجبائية‬ ‫الفصل األول‬

‫التســميم المرتبطــة بــالحقوق والض ـرائب والرســوم واألتــاوى المتعمقــة بــالتحقيق‪ ،‬ال يمكــن أن‬
‫ينــتج عــن ىــذا التحقيــق‪ ،‬بــأي حــال مــن األح ـوال ‪،‬فحــص معمــق ونقــدي لمجمــل محاســبة‪،‬‬
‫المكمف بالضريبة‪.1‬‬
‫يخضـ ــع التحقيـ ــق المصـ ــوب فـ ــي المحاسـ ــبة لـ ــنفس القواعـ ــد المطبقـ ــة فـ ــي التحقيـ ــق‬
‫المحاسبي‪ ،‬والمكمف بالضريبة محل التحقيق المصوب يمنح نفس الضمانات الممنوحـة فـي‬
‫إط ــار التحقي ــق المحاس ــبي‪ ،‬لك ــن يظي ــر اخ ــتالف بس ــيط فيم ــا يخـ ـص بع ــض اإلجـ ـراءات‬
‫‪2‬‬
‫نجمميا في‪:‬‬
‫‪ -‬يــتم إج ـراء التحقيــق وكــل التحريــات لض ـريبة أو عــدة أن ـواع مــن الض ـرائب لتأســيس وع ـاء‬
‫الضريبة ومراقبتيا لمدة تقل عن سنة جبائية؛‬
‫‪ -‬ي ــتم إجـ ـراء التحقي ــق المص ــوب عن ــدما تش ــكك اإلدارة الجبائي ــة ف ــي ص ــدق المس ــتندات أو‬
‫االتفاقيات التي تم إبراميا من طرف المكمفين بالضريبة؛‬
‫‪ -‬إن طابع التصويب الذي يتميز بو ىذا النوع من التحقيق يوجب عمـى األعـوان المحققـين‬
‫توضــيحو عمــى اإلشــعار بــالتحقيق‪ ،‬باإلضــافة إل ــى العناصــر التــي ينبغــي أن يحمميــا ى ــذا‬
‫األخير؛‬
‫‪ -‬ال يمكـ ـن تح ــت طائم ــة بط ــالن اإلجـ ـراء أن تس ــتغرق مـ ـدة التحقي ــق المص ــوب ف ــي ع ــين‬
‫المكان في الدفاتر والوثائق أكثر من شيرين؛‬
‫‪ -‬إن ممارس ــة التحقي ــق المص ــوب ال تمن ــع اإلدارة الجبائي ــة م ــن إمكاني ــة إجـ ـراء التحقي ــق‬
‫المعمق في المحاسبة الحقا والرجوع إلى الفترة التـي تمـت فييـا عمميـة التحقيـق‪ ،‬مـع األخـذ‬
‫بعين االعتبار الحقوق المطالب بيا نتيجة إعادة التقويم المتمم عند التحقيق المصوب‪.‬‬
‫ال يختمف التحقيق المصوب في المحاسبة عن التحقيق فـي المحاسـبة إال مـن حيـث‬
‫نطــاق وشــمول التحقيــق‪ .‬فــالتحقيق المصــوب يقتصــر عمــى فحــص نــوع أو عــدة أن ـواع مــن‬
‫الض ـرائب وىــذا مــا يجعــل المعمومــات المحاســبية المحق ـق فييــا تتمتــع بقــدر كــافي مــن الدقــة‬
‫وتقمــيص فت ـرة التحقيــق‪ ،‬لكــن يواجــو ىــذا الن ــوع صــعوبة تتحــدد فــي اختيــار نــوع الضـ ـرائب‬

‫‪ 1‬انًاصج ‪َ ،26‬فؾ انًغجغ‪.‬‬


‫‪ 2‬انًاصج ‪ ،20‬يكغع انفمغاخ ‪ ،6-4-3‬لإٌَ اإلجغاءاخ انجثائ‪ٛ‬ح‪ ،‬يغجغ ؿاتك‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫أشكال الرقابة الجبائية‬ ‫الفصل األول‬

‫الخاضــع لمرقابــة بالمقارنــة مــع الكــم اليائــل لممعمومــات الجبائيــة ممــا يجعــل عمميــة التحقيــق‬
‫عشوائية وتفتقد إلى األىداف‪.‬‬
‫وفي األخير تجدر اإلشارة إلى أنو يجب عمى أعوان اإلدارة الجبائيـة خـالل التحقيـق‬
‫المحاســبي والتحقيــق المصــوب وبتــوفر عناصــر تــدل عمــى تحــويالت غيــر مباش ـرة لألربــاح‬
‫حسـب مفيـوم أحكـام المـادة ‪ 121‬مكـرر مـن قـانون الضـرائب المباشـرة والرسـوم المماثمــة أن‬
‫يطمب ـوا م ــن المؤسس ــة المعموم ــات والوث ــائق المح ــددة بطبيع ــة العالق ــات ب ــين ى ــذه المؤسس ــة‬
‫واحــدى أو عــدة مؤسســات متواجــدة فــي الخــارج‪ ،‬وكيفيــة تحديــد مبــالغ التحــويالت المرتبطــة‬
‫بالعممي ــات الص ــناعية والتجاري ــة أو المالي ــة م ــع المؤسس ــات المتواج ــدة خ ــارج الج ازئـ ـر‪ ،‬واذا‬
‫اقتضى الحال األطراف الموافقة واألنشطة الممارسة من طرف المؤسسـات المتواجـدة خـارج‬
‫الجزائر‪ ،‬والمرتبطة بعمميات صناعية أو تجارية أو مالية مع المؤسسة محل المراجعة وكـذا‬
‫النظام الجبائي المسطر ليذه العمميات‪.1‬‬
‫نص عمى ىذا اإلجراء المادة ‪ 22‬مـن قـانون الماليـة لسـنة ‪ 2012‬المعدلـة والمتممـة‬
‫ألحكــام المــادة ‪ 20‬مكــرر‪ 1‬مــن قــانون اإلجـراءات الجبائيــة وبالمقارنــة بــين النصــين نالحــظ‬
‫أن المشــرع الجبــائي مــن خــالل التعــديل عمــد عمــى إضــفاء طــابع اإلل ـزام عمــى ىــذا اإلج ـ ارء‬
‫وىــذا مــا نستشــفو مــن خــالل عبــارة "يجــب" بــدال مــن الطــابع االختيــاري الــذي كــان ممنوحــا‬
‫ألعـ ـوان اإلدارة الجبائي ــة "يمك ــن" باإلض ــافة إل ــى ذل ــك فق ــد ت ــم التركي ــز عم ــى العالقـ ـة ب ــين‬
‫المؤسسـ ــة محـ ــل التحقيـ ــق والمؤسسـ ــات خـ ــارج الج ازئـ ــر والمعـ ــامالت الماليـ ــة أو التحـ ــويالت‬
‫المالية التي يمكن أن تجرى بين المؤسسات خارج التراب الوطني فيجـب عمـى العـون طمـب‬
‫جميع المعمومات والوثائق التي توضح ذلك‪.‬‬
‫كــل ىــذا مــن أجــل توســيع مجــال البحــث والتحــري والــتحكم فــي التصـريحات الجبائيــة‬
‫وأعمال الغش والتيرب الضريبي‪.‬‬
‫إن اإلدارة الجبائية وبالرغم من اختالف أشكال الرقابة إال أنيا ال تستطيع التحكم فـي العـدد‬
‫المتزايد لمتصريحات الجبائية دون المجـوء إلـى التعـاون بينيـا وبـين اإلدارات األخـرى خاصـة‬
‫إدارة الجم ــارك‪ ،‬والمص ــالح التابع ــة ل ــو ازرة التج ــارة‪ .‬فالجم ــارك تمع ــب دو ار ىام ــا م ــن خ ــالل‬
‫كشــفيا لكــل مــا يتعمــق باالســتيراد والتصــدير وتزويــد المصــالح الض ـريبية بحجــم المشــتريات‬

‫‪ 1‬انًاصج ‪ ،27‬لإٌَ انًان‪ٛ‬ح نـُح ‪ ،2014‬يغجغ ؿاتك‪.‬‬


‫‪42‬‬
‫أشكال الرقابة الجبائية‬ ‫الفصل األول‬

‫حتى تمكنيا من حساب رقـم المبيعـات الحقيقـي الـذي يحققـو المكمـف‪ ،‬أمـا بالنسـبة لمصـمحة‬
‫التحقيقــات االقتصــادية وقمــع الغــش بــو ازرة التجــارة فيتبــين أىميــة التعــاون معيــا عــن طريــق‬
‫التدخالت المستمرة في الحياة التجارية لمكشف عن حجم العمميات بدون فوترة‪.‬‬
‫وبيذا الصدد وضع المشـرع سياسـة منسـجمة تقـوم عمـى التنسـيق بـين ىـذه اإلدارات‪،‬‬
‫وذلك عن طريق تأسيس لجان تنسيق بـين اإلدارات عمـى المسـتوى المركـزي والمحمـي وذلـك‬
‫بمقتضــى المرســوم التنفيــذي رقــم ‪ 270-72‬المــؤرخ فــي ‪ 1772/02/22‬المتضــمن إنشــاء‬
‫وتنظيم لجان التنسيق والفرق المختمطة لمرقابة بين مصالح و ازرة المالية وو ازرة التجارة الذي‬
‫قام بتوحيد النشاط‪ ،‬ذلك بإنشـاء كـل مـن لجنـة تنسـيق و ازريـة مشـتركة ولجـان تنسـيق والئيـة‪،‬‬
‫ف ــرق مختمط ــة لمرقاب ــة المش ــتركة ب ــين مص ــالح الضـ ـرائب والجم ــارك التابع ــة ل ــو ازرة المالي ــة‬
‫ومصالح التحقيقات االقتصادية وقمع الغش بو ازرة التجارة‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عميها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بعد التدخؿ في عيف المكاف ومعاينة وضعية المكمؼ وكؿ ما يتعمؽ بنشاطو‪،‬‬
‫والمراقبة المعمقة لمحاسبة المكمؼ في الدفاتر اإلجبارية والوثائؽ التبريرية يتوصؿ العوف‬
‫المحقؽ إلى استكماؿ أعماؿ التحقيؽ‪ ،‬فيقوـ باستخالص النتائج حوؿ التجاوزات الضريبية‬
‫واعادة تأسيسيا وحساب الفروقات وتقدير الضرائب الواجب أدائيا‪ ،‬ىذه النتائج التي قد‬
‫تكوف مطابقة لتصريحات المكمؼ أو تكوف مخالفة لو‪.‬‬
‫وفي سبيؿ تحقيؽ اليدؼ األساسي مف وراء إجراء عمميات الرقابة الجبائية‬
‫والفحص الدقيؽ والمعمؽ لممحاسبة إلبراز كؿ األخطاء واإلغفاالت المتضمنة في محاسبة‬
‫المكمؼ‪ ،‬منح المشرع الجبائي ألعواف التحقيؽ سمطات واسعة بمناسبة حؽ الرقابة‬
‫والتدخؿ في عيف المكاف‪ ،‬وخوفا منو مف تعسؼ ىؤالء األعواف عمى المكمفيف بالضريبة‬
‫كاف لزاما عمى المشرع الجبائي فرض قيود عمى أعماؿ الرقابة والتي تمثمت في ضمانات‬
‫المكمؼ بالضريبة وكنتيجة ليذه الضمانات ألقى عمى عاتقو مجموعة مف االلتزامات‪ ،‬ليذا‬
‫تـ تقسيـ الفصؿ إلى‪:‬‬
‫المبحث األوؿ‪ :‬نتائج الرقابة الجبائية‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬القيود الواردة عمى عممية الرقابة الجبائية‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عميها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول‪ :‬نتائج الرقابة الجبائية‬


‫بعد القياـ بكؿ إجراءات المراقبة الجبائية ومعاينة وضعية المكمؼ وكؿ ما يتعمؽ‬
‫بنشاطو يتمكف العوف المحقؽ أف يختتـ إجراءات الرقابة ويعطي حكما عمى مصداقية‬
‫المحاسبة حيث أنيا تنتيي إما بتأكيد التصريحات المودعة مف طرؼ المكمؼ واما بمعاينة‬
‫واكتشاؼ أخطاء وعدـ انتظاـ المكمؼ‪.1‬‬
‫وفي الحالتيف تكوف اإلدارة الجبائية ممزمة بتبميغ المكمؼ كتابيا بنتائج عممية‬
‫المراقبة بحيث تبيف التجاوزات الضريبية المكتشفة والطرؽ المعتمدة في إعادة تأسيس‬
‫القاعدة الخاضعة لمضريبة‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬إعادة التقويم‬


‫يعتبر إعادة التقويـ أوؿ نتيجة بعد فحص محاسبة المكمؼ بحيث يمكف لمعوف‬
‫المحقؽ إجراء تقييـ عاـ لممحاسبة طبقا لمقوانيف والتنظيمات المعموؿ بيا فإذا تبيف أف‬
‫المحاسبة غير منتظمة يقوـ بإعادة تأسيس أسس فرض الضريبة ليصؿ في األخير إلى‬
‫تبميغ النتائج‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التقييم العام لمحاسبة المكمف واجراء التعديالت‬


‫باالعتماد عمى قانوف اإلجراءات الجبائية والقانوف التجاري والمخطط المحاسبي‬
‫الوطني يقوـ العوف المحقؽ بإعطاء تقييمو لمحاسبة المكمؼ الخاضع لمرقابة والذي يمكف‬
‫أف يكوف قبوؿ أو رفض المحاسبة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التقييم العام لمحاسبة المكمف‬
‫‪ -1‬قبول المحاسبة‬
‫‪2‬‬
‫تكوف المحاسبة مقبولة وفؽ شروط‪:‬‬
‫‪ -‬المحاسبة ذات مصداقية وىذا يعود إلى أف اإلىماؿ واإلغفاؿ المسجؿ طفيؼ وغير‬
‫خطير‪ ،‬لكف ىذه الحالة نادرة إذا لـ تكف غير موجودة عمميا‪.‬‬

‫‪ 1‬يظطفً عىازٌ‪ ،‬يطجع ؼاتك‪ ،‬ص‪.91‬‬


‫‪َ 2‬جاج َىٌ‪ ،‬فعانُح انطلاتح انجثائُح فٍ انجعائط ‪ ،2003-1999‬ضؼانح ياجؽتُط‪ ،‬كهُح انعهىو اإللتظازَح وعهىو انتؽُُط‪،‬‬
‫جايعح انجعائط‪ ،2002-2001 ،‬ص ‪.75‬‬
‫‪58‬‬
‫نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عميها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬المحاسبة منتظمة‪ ،‬أي أف الدفاتر المحاسبية تكوف مطابقة لنصوص القانوف التجاري‬
‫وكذا ممتزمة بقواعد المخطط الوطني محاسبي؛‬
‫‪ -‬المحاسبة قاطعة‪ ،‬قد تكوف المحاسبة منظمة ودقيقة الحسابات لكنيا غير مثبتة ولكي‬
‫تكوف كذلؾ يجب أف يتـ إثبات كؿ العمميات المسجمة‪ ،‬أي مقنعة ومثبتة كونيا مدعمة‬
‫بكؿ الوثائؽ ومستندات اإلثبات والدفاتر المساعدة (فواتير ومذكرات‪.)...‬‬
‫وعميو فقبوؿ المحاسبة مف طرؼ العوف المحقؽ يمكف أف يكوف‪:‬‬
‫‪ -1-1‬القبول الصريح‬
‫في ىذه الحالة تكوف محاسبة المكمؼ مقنعة بدرجة كبيرة ومنتظمة وبالتالي فإنو‬
‫يجب عمى اإلدارة تبميغ النتائج لممكمفيف بالضريبة دوف إجراء أي تقويـ عف طريؽ تسميـ‬
‫إشعار بغياب التقويـ‪.‬‬
‫وفي حالة القبوؿ الصريح يصبح أساس فرض الضريبة محددا نيائيا وال يمكف‬
‫لإلدارة الرجوع فيو إال في حالة ما إذا كاف المكمؼ بالضريبة قد إستعمؿ مناورات تدليسية‬
‫أو أعطى معمومات غير كاممة أو خاطئة خالؿ التحقيؽ (يقع عبء اإلثبات عمى عاتؽ‬
‫اإلدارة الجبائية) كما ال يمكف اإلعتراض عميو عف طريؽ الطعف النزاعي‪.1‬‬
‫‪ -2-1‬القبول النسبي‬
‫أي أف ىناؾ ارتياب أو شؾ وىذا خالؿ تسجيؿ بعض النقائص والتجاوزات مف‬
‫قبؿ المكمؼ بالضريبة وفي ىذه الحالة يقوـ العوف المحقؽ بالمجوء إلى إجراءات التقويـ‬
‫الثنائي‪ ،‬والمقصود بو أف يكوف إتصاؿ بينو وبيف المكمؼ لمنقاش وابداء مالحظات حوؿ‬
‫التجاوزات المسجمة‪ ،‬بعدىا يقوـ بإيداع تأسيس رقـ األعماؿ الخاضع لمضريبة ويجب عميو‬
‫إبالغ المكمؼ بيذا التقويـ عف طريؽ اإلشعار بالتقويـ األولي ومنحو مدة أربعيف (‪)40‬‬
‫يوما لمرد عمى ىذا التقويـ ‪.‬‬
‫وفي حالة قبوؿ المحاسبة يتـ تصحيح النتائج عف طريؽ المجوء إلى اإلجراءات‬
‫اإلعتراضية‪.2‬‬

‫‪ 1‬انًازج ‪ ،7-20‬لاَىٌ اإلجطاءاخ انجثائُح‪ ،‬يطجع ؼاتك‪.‬‬


‫‪ 2‬يظطفً عىازٌ‪ ،‬يطجع ؼاتك‪ ،‬ص ‪.91‬‬

‫‪59‬‬
‫نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عميها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -2‬رفض المحاسبة‬
‫تنص المادة ‪ 43‬مف قانوف اإلجراءات الجبائية عمى أنو ال يمكف رفض المحاسبة‬
‫‪1‬‬
‫عقب التحقيؽ فييا إال إذا أثبتت اإلدارة طابعيا غير المقنع وذلؾ عندما‪:‬‬
‫‪ -‬يكوف مسؾ الدفاتر والسندات المحاسبية والوثائؽ الثبوتية غير مطابؽ ألحكاـ المواد‬
‫مف‪ 9‬إلى‪ 11‬مف القانوف التجاري ولمنظاـ المحاسبي المالي وغيرىا مف التشريعات‬
‫والتنظيمات المعموؿ بيا؛‬
‫‪ -‬عندما تتضمف المحاسبة أخطاء أو إغفاالت أو معمومات غير صحيحة ومتكررة‬
‫مرتبطة بالعمميات المحاسبية‪.‬‬
‫في ىذه الحالة ال تطبؽ اإلجراءات االعتراضية وأما األسس المقترحة فتعتمد بدوف‬
‫أخذ بعيف االعتبار رد المكمؼ ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إج ارء التعديالت‬
‫يعتمد ىذا اإلجراء عمى درجة احتراـ المكمؼ لاللتزامات الجبائية والمحاسبية وىذه‬
‫التعديالت يمكف أف تكوف اعتراضية أو أحادية الجانب (تمقائية)‪.‬‬
‫‪ -1‬اإلجراءات االعتراضية‬
‫تتعمؽ ىذه اإلجراءات بالمكمفيف الذيف يحترموف االلتزامات الجبائية والمحاسبية‪،‬‬
‫وفي ىذه الحالة يتوجب عمى اإلدارة الجبائية القياـ بالتعديالت الضرورية‪ ،‬وفي ىذا‬
‫اإلطار يبمغ المكمؼ بنتائج عممية الرقابة الجبائية حتى في حالة عدـ وجود تعديالت‬
‫ويمكف أف تجري محادثة اعتراضية بيف الطرفيف حوؿ النتائج المبمغة‪.‬‬
‫يوجو التبميغ عف طريؽ رسالة موصى عمييا مع إشعار باالستالـ لممكمؼ شخصيا‬
‫بحيث يجب أف يكوف مفصال ومعمال حتى يتمكف المكمؼ مف إرساؿ قبولو أو تقديـ‬
‫مالحظاتو وعندما يرفض المحقؽ ىذه المالحظات يجب عميو أف يبمغو عف طريؽ مراسمة‬
‫معممة ومفصمة أيضا‪.2‬‬

‫‪ 1‬انًازج ‪ ،29‬لاَىٌ انًانُح نؽُح ‪ ،2014‬يطجع ؼاتك‪.‬‬


‫‪ 2‬يظطفً عىازٌ‪ ،‬يطجع ؼاتك‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪66‬‬
‫نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عميها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -2‬اإلجراءات التمقائية‬
‫في حالة عدـ التزاـ المكمؼ باإلجراءات المحاسبية والجبائية أو يرفض الرقابة‬
‫الجبائية تقوـ اإلدارة الجبائية بحرماف المكمؼ مف اإلجراءات االعتراضية وذلؾ بقياميا‬
‫بإجراءات أحادية الجانب وبصفة تمقائية تتمثؿ أساسا في التقييـ التمقائي ألسس فرض‬
‫‪1‬‬
‫الضريبة عمى المديف بيا‪ ،‬ويطبؽ ىذا اإلجراء في الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬عندما تستحيؿ المراقبة أو التحقيؽ أو حتى المعاينة بسبب فعمو أو فعؿ الغير؛‬
‫‪ -‬في حالة عدـ مسؾ محاسبة قانونية أو لمسجؿ الخاص المنصوص عميو في المادتيف‬
‫‪ 66‬و‪ 69‬مف قانوف الرسـ عمى رقـ األعماؿ الذي يسمح بإثبات رقـ األعماؿ المصرح بو‪،‬‬
‫إذ تنص المادة ‪ 66‬مف قانوف الرسـ عمى رقـ األعماؿ عمى سجؿ ذو صفحات مرقمة‬
‫موقع عمييا مف قبؿ مصمحة الضرائب التي يتبع ليا أما المادة ‪ 69‬فتنص عمى سجؿ‬
‫خاص بمنظمي الحفالت الفنية المدينيف بالرسـ؛‬
‫‪ -‬في حالة عدـ إكتتابو كشوؼ رقـ األعماؿ المنصوص عمييا في المادة ‪ 76‬مف قانوف‬
‫الرسـ عمى رقـ األعماؿ والتي تنص‪" :‬عمى كؿ شخص يقوـ بعمميات خاضعة لمرسـ عمى‬
‫القيمة المضافة أف يسمـ أو أف يرسؿ قبؿ العشريف (‪ )20‬يوما مف كؿ شير عمى قابض‬
‫الضرائب الذي يوجد مقره أو إقامتو الرئيسية بدائرة اختصاصو كشؼ يبيف فيو العمميات‬
‫المحققة مف طرؼ مجمؿ المؤسسات خالؿ الشير السابؽ مف جية‪ ،‬وتفاصيؿ العمميات‬
‫الخاضعة لمضريبة وتسديد الضريبة المستحقة في نفس الوقت حسب ىذا الكشؼ مف جية‬
‫أخرى‪ ،"...‬وبعد شير واحد عمى األقؿ مف إعذار المصمحة لو عف طريؽ رسالة موصى‬
‫عمييا مع إشعار باالستالـ بتسوية وضعيتو؛‬
‫‪ -‬في حالة عدـ التصريح وعندما يتجاوز الدخؿ الصافي إجمالي اإلعفاء مف الضريبة‬
‫وذلؾ حسب المواد ‪ 85‬إلى ‪ 98‬مف قانوف الضرائب المباشرة والرسوـ المماثمة؛‬
‫‪ -‬إذا لـ يرد عمى طمبات التوضيح والتبرير التي قدميا المفتش أو المحقؽ؛‬
‫‪ -‬عندما ال تقدـ المحاسبة إال في حالة حدوث قوة قاىرة بعد انقضاء أجؿ ثمانية(‪)08‬‬
‫أياـ المنصوص عمييا في المادة ‪ 9-20‬مف قانوف اإلجراءات الجبائية؛‬

‫‪ 1‬انًازج ‪ ،30‬لاَىٌ انًانُح نؽُح ‪ ،2014‬يطجع ؼاتك‪.‬‬


‫‪61‬‬
‫نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عميها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬في حالة ما إذا تجاوزت النفقات الشخصية الجمية والمداخيؿ العينية إجمالي اإلعفاء‬
‫مف الضريبة ولـ يتـ التصريح بيا أو في حالة ما إذا كاف الدخؿ المصرح بو بعد طرح‬
‫األعباء المنصوص عمييا في المادة ‪ 85‬مف قانوف الضرائب المباشرة يقؿ عف إجمالي‬
‫نفس النفقات والمداخيؿ المصرح بيا أو التي تـ إخفاؤىا والمداخيؿ العينية‪.‬‬
‫وفيما يخص ىؤالء المكمفيف بالضريبة يحدد أساس فرض الضريبة عند غياب‬
‫عناصر أكيدة تسمح تخصيصيـ بدخؿ أعمى بمبمغ يساوي مبمغ النفقات أو المداخيؿ غير‬
‫المصرح بيا أو المغفمة أو المداخيؿ العينية منقوص مف مبمغ المداخيؿ المعفاة مف‬
‫الضريبة بمقتضى المادة ‪ 86‬مف قانوف الضرائب المباشرة وفي ىذه الحالة يقوـ المفتش‬
‫قبؿ إعداد جدوؿ تحصيؿ الضريبة بتبميغ أساس فرض الضريبة إلى المكمؼ بالضريبة‬
‫الذي يتمتع بآجاؿ عشريف(‪ )20‬يوما لإلدالء بمالحظاتو دوف أف يستطيع االعتراض عمى‬
‫ىذا التقرير مع تبياف أنو استعمؿ رؤوس أمواؿ أو حقؽ أرباحا برأسماؿ أو كاف يحصؿ‬
‫عمى ىبات مف الغير وبصفة دورية أـ ال‪ ،‬و تتمثؿ النفقات والمداخيؿ غير المصرح بيا‬
‫أو المغفمة في تمؾ الموجودة عند تاريخ معاينتيا حتى ولو تمت ىذه النفقات عمى مدى‬
‫عدة سنوات‪1‬؛‬
‫‪ -‬عندما يتعمؽ األمر بمؤسسة أجنبية ال تتوفر عمى منشأة مينية في الجزائر خاضعة إلى‬
‫الضريبة عمى الدخؿ أو الضريبة عمى أرباح الشركات تخمفت في الرد عمى مصمحة‬
‫الضريبة التي تدعوىا فيو لتعييف ممثؿ ليا في الجزائر‪.‬‬
‫في حالة خالؼ مع المحقؽ ال يمكف لممكمؼ التي فرضت عميو الضريبة تمقائيا أف‬
‫يحصؿ عف طريؽ المنازعة عمى إعفاء مف االشتراؾ الذي حدد لو أو تخفيضو دوف أف‬
‫يثبت أف الضريبة المفروضة عميو مبالغ فييا‪.‬‬
‫بعد قياـ أعواف التحقيؽ بالتقييـ العاـ لمحاسبة المكمؼ وابداء الرأي بقبوؿ أو رفض‬
‫المحاسبة واجراء التعديالت االعتراضية بالنسبة لممكمفيف الذيف يحترموف التزاماتيـ‬
‫الجبائية والمحاسبية‪ ،‬أما في حالة تأكد األعواف مف أف المحاسبة غير منتظمة وغير‬
‫مقنعة يتوجب عمييـ القياـ بإعادة تأسيس أسس فرض الضريبة وتبميغ النتائج‪.‬‬

‫‪ 1‬انًازج ‪ ، 44‬لاَىٌ اإلجطاءاخ انجثائُح‪ ،‬يطجع ؼاتك‪.‬‬


‫‪62‬‬
‫نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عميها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إعادة تأسيس أسس فرض الضريبة وتبميغ النتائج‬


‫بعد انتياء العوف المحقؽ مف عمميات التحقيؽ ويتبيف أف المراقبة التي أجريت ال‬
‫جدوى منيا بالتالي تكوف غير مقبولة فيمجأ المحقؽ إلى إعادة تأسيس رقـ األعماؿ‬
‫الخاضع لمرقابة وكذا تبميغ النتائج في األخير‪.‬‬
‫أوال‪ :‬إعادة تأسيس أسس فرض الضريبة‬
‫تنظـ قواعد إعادة تأسيس رقـ األعماؿ الخاضع لمضريبة عمى أسس محاسبية‬
‫وجبائية ويعتمد العوف المحقؽ عمى مؤشرات عديدة في إعادة تقدير رقـ األعماؿ الفعمي‬
‫كوف مديرية األبحاث والمراجعات وضعت عدة اقتراحات في الدليؿ الموجو لمعوف المحقؽ‬
‫في محاسبة المكمفيف بالضريبة‪.1‬‬
‫‪ -1‬إعادة تأسيس أسس فرض الضريبة حسب نوع ونشاط المؤسسة‬
‫وتختمؼ طرؽ إعادة التأسيس حسب نوع ونشاط المؤسسة حيث أف المحقؽ يقوـ‬
‫باختيار الطريقة التي تتناسب مع المعمومات المتحصؿ عمييا حوؿ المؤسسة ومف بيف أىـ‬
‫الطرؽ نجد‪:‬‬
‫‪ -1-1‬إعادة تأسيس رقم األعمال عمى أساس عناصر كمية (حسب المواد)‬
‫يمجأ المحقؽ ليذه الطريقة لسيولتيا وألنيا تتالءـ مع معظـ األنشطة اإلنتاجية ما‬
‫عدا الميف الحرة ومقاولي األشغاؿ العمومية والمؤسسات الكبيرة التي ليا سمسمة جد‬
‫متنوعة مف المنتجات و التي تتحدد بسرعة‪.2‬‬
‫‪ -2-1‬إعادة تأسيس رقم األعمال عمى أساس اإليرادات والفوترة (الحساب المالي)‬
‫تعتمد ىذه الطريقة عمى الحسابات البنكية‪ ،‬البريدية والصندوؽ وكذا تسبيقات‬
‫الزبائف وتطبؽ عمى المؤسسات التي تستعمؿ الفواتير‪.‬‬
‫بالنسبة إلعادة تأسيس رقـ األعماؿ عمى أساس اإليرادات‪ ،‬فمف أجؿ تحديد‬
‫اإليرادات المحققة فعال مف طرؼ المؤسسة التي ىي موضع التحقيؽ يتعيف فتح حساب‬
‫مالي‪ ،‬والذي يشمؿ مجموع األرصدة المدينة لمصندوؽ وكذا األرصدة الدائنة لمحسابات‬
‫البنكية لممؤسسة مع األخذ بعيف االعتبار تسبيقات العمالء وأرصدة بداية ونياية السنة‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪MF/DGI/DRV, Guide du vérificateur de comptabilité, op.cit. p 122.‬‬
‫‪ 2‬يظطفً عىازٌ‪ ،‬يطجع ؼاتك‪ ،‬ص ‪.98‬‬
‫‪63‬‬
‫نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عميها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وبمقارنة رقـ األعماؿ المقدر مع رقـ األعماؿ المصرح بو يمكف معرفة قيمة التخفيض‬
‫الذي قاـ بو المكمؼ‪.‬‬
‫أما بالنسبة إلعادة تأسيس رقـ األعماؿ عمى أساس الفوترة‪ ،‬ففي مؤسسات األشغاؿ‬
‫العمومية تشكؿ الفوترة قاعدة في حساب الضرائب المباشرة وتؤدي ىذه العممية إلى‬
‫مراجعة األرصدة وتسبيقات الزبائف مف جية‪ ،‬والفواتير والتحصيالت المصرح بيا مف جية‬
‫‪1‬‬
‫أخرى‪.‬‬
‫‪ -3-1‬إعادة تأسيس رقم األعمال انطالقا من أعباء اإلنتاج‬
‫يمكف لممحقؽ انطالقا مف بعض األعباء المتعمقة باإلنتاج إعادة تأسيس رقـ‬
‫األعماؿ لمؤسسة ما‪ ،‬ومف بيف ىذه التكاليؼ األجور المدفوعة لمعماؿ حيث تعتبر وسيمة‬
‫فعالة لتحديد رقـ األعماؿ المحقؽ ويتـ ذلؾ عف طريؽ مقارنة األجور المدفوعة برقـ‬
‫األعماؿ المصرح بو‪ ،‬ومف ناحية أخرى يبيف إنتاج المؤسسة مع استيالؾ الطاقة‬
‫الكيربائية لمسنوات األربع المحقؽ فييا مع ضرورة إيجاد نفس النسبة لكؿ سنة مالية‬
‫محقؽ فييا إال في حالة تغيير معدات اإلنتاج‪ ،‬كما أف استيالؾ المحروقات خاصة‬
‫المازوت بالنسبة لمؤسسات نقؿ البضائع والمسافريف يمكف أف يكوف وسيمة إلعادة تقدير‬
‫إيراداتيا‪.‬‬
‫‪ -4-1‬إعادة تأسيس رقم األعمال عمى أساس النسب‬
‫إف دراسة السعر إلعادة تقدير رقـ األعماؿ ييدؼ إلى ضماف صحة المشتريات‬
‫المباعة مف جية‪ ،‬والى صحة معامؿ اليامش اإلجمالي مف جية ثانية المصرح بيا مف‬
‫قبؿ المكمؼ‪ ،‬مع األخذ بعيف االعتبار التغيير في المخزوف مع إضافة الربح الخاـ وتتـ‬
‫ىذه الطريقة وفؽ عممية حسابية لمحصوؿ عمى رقـ األعماؿ كما أنيا غير مستعممة في‬
‫تجارة التجزئة‪ ،‬ففي ىذا النوع مف التجارة يتـ استعماؿ طريقة نسب االستغالؿ المتمثمة في‬
‫مقارنة النسب المحددة انطالقا مف المعطيات المحاسبية مع تمؾ الناتجة عف فحص‬
‫‪2‬‬
‫األوراؽ الثبوتية مثؿ فواتير الشراء والبيع‪.‬‬

‫‪ 1‬عثاغ عثس انطظاق‪ ،‬يطجع ؼاتك‪ ،‬ص ‪.167‬‬


‫‪2‬‬
‫‪MF/DGI/DRV, Guide du vérificateur de comptabilité, op.cit. p 126.‬‬
‫‪64‬‬
‫نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عميها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -5-1‬إعادة تأسيس رقم األعمال عمى أساس دارسة األسعار‬


‫إف دراسة السعر إلعادة تأسيس رقـ األعماؿ ييدؼ إلى ضماف صحة المشتريات‬
‫المباعة مف جية‪ ،‬والى صحة معامؿ اليامش اإلجمالي مف جية أخرى المصرح بيما مف‬
‫قبؿ المكمؼ‪ ،‬حيث أف المشتريات المباعة تتمثؿ في المشتريات المقيدة محاسبيا وغير‬
‫المقيدة محاسبيا وفي حالة اكتشاؼ العوف المحقؽ لمشتريات المواد األولية غير المقيدة‬
‫حسابيا يجب عميو إعادة تقييـ اإلنتاج المباع‪.‬‬
‫‪ -6-1‬إعادة تأسيس رقم األعمال عمى أساس مؤشرات أخرى‬
‫يتوفر لدى المحقؽ مؤشرات تسمح لو بإعادة تشكيؿ اإليرادات أو رقـ األعماؿ‬
‫المحقؽ فمثال يمكف لمشتريات المشروبات الغازية أو الكحولية أف تساىـ في إعادة تشكيؿ‬
‫اإليرادات المحققة في المطاعـ‪.‬‬
‫وكذلؾ يمكف أف يستعمؿ سجؿ مصالح الشرطة الذي يحتوي أسماء األشخاص‬
‫المقيديف في الفنادؽ لكي نتحصؿ عمى اإليرادات األخيرة ‪.1‬‬
‫‪ -2‬إعادة تأسيس أسس فرض ضريبة الدخل اإلجمالي‪:‬‬
‫نظ ار لغياب وثائؽ اإلثبات أو حتى وجودىا دوف استطاعة العوف المحقؽ مف‬
‫االستعالـ عف المبمغ الحقيقي لموضعية المالية لممكمؼ لبعض العناصر المختمفة حيث‬
‫يتطمب األمر الرجوع إلى جممة معايير محددة وفقا لنمط معيشة المكمؼ‪ ،‬ويتجمى اليدؼ‬
‫منيا في مقارنة المداخيؿ الفعمية مع تمؾ المصرح بيا والفرؽ يعبر عف المداخيؿ غير‬
‫مصرح بيا إلخضاعيا لمضريبة‪.‬‬
‫‪ -1-2‬تقييم العناصر العينية المحددة لدخل المكمف‬
‫في ىذه الحا لة يتعيف عمى العوف المحقؽ مراقبة العناصر المحددة لمذمة المالية‬
‫لممكمؼ بيدؼ كشؼ الدخوؿ غير المصرحة واعادة إخضاعيا لمضريبة‪ ،‬ويتـ ذلؾ مف‬
‫خالؿ تقييـ ممتمكات المكمؼ ومصاريفو مف خالؿ مقارنتيا باألسعار الموجودة عمى أرض‬
‫الواقع وذلؾ لغياب الوثائؽ اإلثباتية‪ ،‬لذلؾ ولتقييـ ىذه العناصر يقوـ المحقؽ بمراعاة قيمة‬
‫العناصر المحددة وفقا لتقييـ محدد سابقا‪ ،‬بحيث يتـ استخراج الفرؽ بيف المبالغ المعاد‬

‫‪ 1‬عثاغ عثس انطظاق‪ ،‬يطجع ؼاتك‪ ،‬ص ‪.169‬‬


‫‪65‬‬
‫نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عميها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تقييميا والقيمة المكتتبة في التصريحات والتي يتـ اعتبارىا مداخيؿ غير مصرح بيا‬
‫وبالتالي يتـ إعادة إخضاعيا لمضريبة إضافة إلى الغرامات الناتجة عنيا‪.1‬‬
‫‪ -2-2‬تقييم العناصر المالية المحددة لدخل المكمف‬
‫يسمح تحميؿ الحسابات المالية بالكشؼ عف المداخيؿ غير المصرح بيا مف طرؼ‬
‫المكمؼ ومعرفة مصدرىا وذلؾ بمقارنة الحسابات البنكية مع المداخيؿ المصرح بيا وانشاء‬
‫رصيد الحساب النقدي بيدؼ معرفة التدفقات المالية غير المبررة والتي يصعب تحديد‬
‫مصدرىا ويتمخص تحميؿ الحسابات المالية في تحميؿ حساب البنؾ (الدائف) وكذا حساب‬
‫البنؾ (المديف)‪.‬‬
‫حيث ييدؼ تحميؿ حساب البنؾ (الدائف) إلى معرفة المساىمات المالية لممكمؼ‬
‫ومقارنتيا مع المداخيؿ المصرح بيا عف طريؽ الميزاف النقدي مف أجؿ معرفة المساىمات‬
‫المالية غير معروفة المصدر (غير مبررة) حيث يتـ استخراج الدائف الصافي مع إبعاد‬
‫حساب التحويالت مف حساب آلخر‪ ،‬وىذا لتفادي تضخيـ ميزانية الخزينة بعد ذلؾ يتـ‬
‫‪2‬‬
‫مقارنة الدائف الصافي مف المداخيؿ المصرح بيا لنكوف أماـ ثالث حاالت‪:‬‬
‫‪ -‬مجموع الدائف الصافي أكبر مف المداخيؿ المعروفة‪ ،‬وىو ما يعني أف ىناؾ مداخيؿ‬
‫غير معروفة يجب تفسيرىا؛‬
‫‪ -‬مجموع الدائف الصافي يساوي مجموع المداخيؿ المعروفة‪ ،‬وىو ما يعني ضرورة‬
‫مواصمة البحث خاصة البحث في الحسابات النقدية؛‬
‫‪ -‬مجموع الدائف الصافي أقؿ مف المداخيؿ المعروفة‪ ،‬وىو ما يعني أف المكمؼ يممؾ‬
‫حسابات غير معروفة مف طرؼ المصمحة أو تحصؿ عمى مداخيؿ نقدية‪.‬‬
‫أما حساب البنؾ (المديف) فيتـ بفحص العمميات المدينة عف طريؽ دفتر الشيكات‬
‫المستعممة والمقدمة مف طرؼ المكمؼ وطبيعة النفقة التي تمت بيا‪ ،‬غير أف ىذه العممية‬
‫ال تنجح إال بالتعاوف مع المكمؼ ألف غياب الواجب المحاسبي لألشخاص ال يسمح‬
‫بالضغط عمى المكمؼ بتقديـ وصوالت أرصدتو البنكية وعميو فيذه الطريقة تتسـ بالدقة‬

‫‪ 1‬تشطي عثس انغٍُ‪ ،‬فعانُح انطلاتح انجثائُح وأثطها فٍ يكافحح انتهطب انضطَثٍ فٍ انجعائط ‪ ،2009-1999‬يصكطج‬
‫يمسيح نُُم شهازج ياجؽتُط عهىو التظازَح‪ ،‬ترظض َمىز يانُح وتُىن‪ ،‬كهُح انعهىو االلتظازَح‪ ،‬جايعح تهًؽاٌ‪،‬‬
‫‪ ،2011-2010‬ص ‪.147‬‬
‫‪ 2‬يحًس طانثٍ‪ ،‬انطلات ح انجثائُح فٍ انُظاو انضطَثٍ‪ ،‬يصكطج ياجؽتُط غُط يُشىضج فٍ انعهىو االلتظازَح‪ ،‬كهُح انعهىو‬
‫االلتظازَح وعهىو انتؽُُط‪ ،‬جايعح انجعائط‪ ،2000-2001 ،‬ص ‪.120‬‬
‫‪66‬‬
‫نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عميها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫والسرية وليذا ينصح باستعماؿ ىذا التحميؿ ألنو يسمح بإحصاء السحب النقدي‪ ،‬إحصاء‬
‫نفقات مسار الحياة عف طريؽ البنؾ وتخفيض تمؾ المستعممة عف طريؽ النقد‪ ،‬إحصاء‬
‫نفقات مسار الحياة غير المعروفة‪ ،‬تحديد تمويؿ الذمة المالية وتسجيؿ عناصر معروفة‬
‫غير ممولة أو عناصر معروفة ممولة‪.1‬‬
‫بعد القياـ بتحميؿ الحسابات المالية وجمع المعمومات المتعمقة بيا يتـ استخداـ‬
‫الموازيف التي تسمح بمقارنة المداخيؿ المحققة (الدائف البنكي) مع المداخيؿ الفعمية‬
‫المصرح بيا سواء تـ ذلؾ في جدوؿ ميزانية الخزينة أو الميزاف الشامؿ اإلجمالي‪.‬‬
‫يتـ المجوء إلى جدوؿ ميزانية الخزينة في حالة ما إذا ما تمكف العوف المحقؽ مف‬
‫فصؿ المداخيؿ الشخصية لممكمؼ مع مداخيؿ مؤسستو‪ ،‬حيث يعمؿ ىذا الجدوؿ عمى‬
‫إخراج الفروقات الموجودة بيف المتاحات المستخرجة (المنجزة) والمتاحات المستعممة‬
‫(الموظفة)‪.‬‬
‫إذا كاف مجموع المتاحات المستخرجة أكبر مف مجموع المتاحات المستعممة حيث‬
‫نسبة الزيادة تفوؽ ‪ % 25‬مف المداخيؿ المصرح بيا‪ ،‬فيذا يعني أف ىناؾ مداخيؿ غير‬
‫مبررة وجب عمى المكمؼ تبريرىا واال فإف العوف المحقؽ يقوـ باقتراح التسويات الالزمة‬
‫باعتبارىا مداخيؿ ميربة البد مف إخضاعيا لمضريبة عمى الدخؿ اإلجمالي وذلؾ مف‬
‫خالؿ التبميغ األولي وفقا لممراحؿ المشار إلييا سابقا‪.‬‬
‫في حيف إذا كاف مجموع المتاحات المستخرجة أقؿ مف مجموع المتاحات‬
‫المستعممة فيذا يعني أف المكمؼ في وضعية مالية مربحة وبالتالي فاف كؿ المصاريؼ‬
‫مبررة وعميو يتـ تبميغ المكمؼ باف النتائج المصرح بيا مقبولة وبدوف اقتراح أي تعديؿ‬
‫عمييا‪.‬‬
‫أما إنشاء الميزاف الشامؿ اإلجمالي فيتـ المجوء إليو في حالة تعذر المكمؼ التفريؽ‬
‫‪2‬‬
‫بيف حركة الحساب البنكي لممكمؼ وحركة مؤسستو كما يعود أيضا لألسباب التالية‪:‬‬
‫‪ -‬انعداـ أو المسؾ الغير جيد لممحاسبة أو الحسابات؛‬
‫‪ -‬المداخيؿ أو األرباح حددت بشكؿ جزافي‪.‬‬

‫‪ 1‬يحًس طانثٍ‪ ،‬انًطجع انؽاتك‪ ،‬ص ‪.120‬‬


‫‪2‬‬
‫‪MF/DGI/DRV, Guide de vérification approfondie de la situation fiscal d’ensemble, 2002,‬‬
‫‪p 21.‬‬
‫‪67‬‬
‫نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عميها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ىذه الحاالت تصعب عمى العوف المحقؽ معرفة حركة األمواؿ بدقة مف والى‬
‫شركة المكمؼ وعميو ال بد مف ضرورة إعداد حساب الخزينة التجاري الذي يبيف بدقة‬
‫المتاحات المستخرجة والمتاحات المستعممة‪.‬‬
‫فإذا كاف مجموع المداخيؿ أكبر مف مجموع التكاليؼ فإف النتائج المصرح بيا‬
‫مبررة ومقبولة‪ ،‬أما العكس إذا كاف مجموع المداخيؿ أكبر مف مجموع التكاليؼ فنستنتج‬
‫أف ىناؾ مداخيؿ غير مصرح بيا ويجب إخضاعيا لمضريبة عمى الدخؿ اإلجمالي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تبميغ النتائج واقفال عممية التحقيق‬
‫بعد قياـ أعواف التحقيؽ بكؿ اإلجراءات وكخالصة عف ىذا العمؿ يقوـ العوف‬
‫المحقؽ بتبميغ المكمؼ بالضريبة الخاضع لمرقابة بالنتائج المتوصؿ إلييا ويمنح المكمؼ‬
‫آجاؿ لمرد عمييا ليقوـ بعد ذلؾ بالتبميغ النيائي وتحرير تقرير بعممية الرقابة بيدؼ إقفاؿ‬
‫ىذه اإلجراءات‪.‬‬
‫‪ -1‬تبميغ النتائج‬
‫يبمغ المكمؼ بالضريبة بنتائج الرقابة عف طريؽ التبميغ األولي الذي يجب أف‬
‫يصاغ بشكؿ يسمح لو بتسجيؿ مالحظاتو أو معرفة موافقتو‪ ،‬وفي حالة ما إذا كاف رد‬
‫المكمؼ يفيد عممية الرقابة يتـ تصحيح الوضعية الجبائية بالتبميغ النيائي‪.‬‬
‫‪ -1-1‬التبميغ األولي‬
‫بعد إتماـ العوف المحقؽ لعمميات التحقيؽ واجراء التقويمات الالزمة يجب عمى‬
‫اإلدارة الجبائية تبميغ النتائج لممكمفيف حتى في حالة عدـ إجراء تقويـ عف طريؽ إشعار‬
‫يرسؿ لممكمؼ بالضريبة برسالة موصى عمييا مع إشعار باالستالـ ويجب أف يكوف‬
‫‪1‬‬
‫مفصال ومعمال‪.‬‬
‫كما يجب أف يذكر في التبميغ أف لو حؽ االستعانة بمستشار مف اختياره مف أجؿ‬
‫مناقشة اقتراحات رفع المبمغ أو مف أجؿ اإلجابة عمييا‪ ،2‬واذا كاف التبميغ في إطار‬
‫التحقيؽ المصوب لممحاسبة يجب أف يذكر فيو طابع التصويب‪.‬‬

‫‪ 1‬أَظط انًهحك ضلى ‪.12‬‬


‫‪ 2‬انًازج ‪ ،06-20‬لاَىٌ اإلجطاءاخ انجثائُح‪ ،‬يطجع ؼاتك‪.‬‬
‫‪68‬‬
‫نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عميها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وقد حدد المشرع مدة أربعيف يوما كآجاؿ قانونية تسمح لممكمؼ الرد عمى التبميغ‬
‫األولي وىذا في حالة التحقيؽ المحاسبي والتحقيؽ المعمؽ لمجمؿ الوضعية الجبائية أما‬
‫في حالة التحقيؽ المصوب فيمنح لممكمؼ مدة ثالثوف (‪ )30‬يوما كآجاؿ لمرد عمى التبميغ‬
‫األولي‪.‬‬
‫يكوف الرد في شكؿ مراسمة مع مرافقتيا بوثائؽ وبيانات تبرر عدـ رضاه بإعادة‬
‫التقويـ ويدافع عف حقوقو إذا الحظ أف ىناؾ خمؿ في تسوية وضعيتو الجبائية ويمزـ العوف‬
‫المحقؽ بالرد عمى التوضيحات المقدمة في مراسمة توجو لممكمؼ بالضريبة‪ ،‬مع اإلشارة‬
‫بأف التبميغ ييدؼ إلى قطع مدة التقادـ المحددة قانونا ‪.1‬‬
‫بعد انتياء اآلجاؿ القانونية لمرد نكوف أماـ ثالث حاالت‪:‬‬
‫‪ -‬الرد خالل اآلجال‪ :‬إذا قاـ المكمؼ بالرد عمى العناصر التي أشعر بيا في اآلجاؿ‬
‫القانونية الممنوحة لو فإف العوف المحقؽ مجبر عمى دراستيا وفحصيا ميما كانت‬
‫التبريرات كما يجوز لممكمؼ طرح تساؤالتو سواء تعمؽ األمر بمسائؿ العمؿ أو مسائؿ‬
‫القانوف‪.‬‬
‫‪ -‬الرد خارج اآلجال‪ :‬يحؽ ألعواف التحقيؽ رفض المالحظات التي تصؿ إلى المصمحة‬
‫بعد انقضاء الميمة المحددة قانونا كما أنو مطموب مف المحققيف عدـ الرفض القاطع‬
‫لألجوبة المتأخرة‪ ،‬إذ أنو عندما تكوف األدلة المقدمة مف طرؼ المكمؼ مقبولة كميا أو‬
‫جزئيا يمكف أخذىا بعيف االعتبار عند تحديد القواعد واألسس الضريبية أما في حالة‬
‫النزاع فإف اإلجابة تكوف الحقا عف طريؽ المصالح المكمفة بالمنازعات‪.‬‬
‫‪ -‬غياب الرد‪ :‬غياب الرد مف طرؼ المكمؼ ال يمكف اعتباره إال قبوال تاما وضمني‬
‫لألسس المبمغ بيا وبعد نياية اآلجاؿ المحددة قانونا يمزـ العوف المحقؽ بإرساؿ الجداوؿ‬
‫اإلضافية والتبميغ النيائي‪.‬‬
‫‪ -2-1‬التبميغ النهائي‬
‫بعد دراسة رد المكمؼ والرد عمى المالحظات واالعتراضات مع فحص البيانات‬
‫والوثائؽ المرفقة يقرر العوف المحقؽ قبوليا أو رفضيا وفي حالة القبوؿ يجب عميو‬
‫تصح يح بعض النقاط المثارة والتي يراىا واجبة التعديؿ بيدؼ إجراء تقييـ ثاني ونيائي يتـ‬

‫‪ 1‬انًازج ‪َ ،112‬فػ انًطجع‪.‬‬


‫‪69‬‬
‫نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عميها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إعالمو لممكمؼ عف طريؽ التبميغ النيائي‪ ،‬والذي يكوف مكتوبا ومفصال بشكؿ جيد إذ ال‬
‫‪1‬‬
‫يمكف تعديمو أو تفسيره إال إذا اكتشؼ أف المكمؼ قد عمد إلى استعماؿ طرؽ احتيالية‪.‬‬
‫قبؿ معرفة القرار النيائي لإلدارة الجبائية يستطيع المكمؼ بالضريبة طمب التحاور‬
‫مع المحقؽ لغرض التوضيح واإلجابة عمى األسئمة والنقاط التي تبدو غامضة في الممفات‬
‫المحاسبية‪ ،‬كما يحؽ لو طمب إعادة التدخؿ بعيف المكاف واعادة النظر في الممفات التي‬
‫‪2‬‬
‫تتطمب التحقيؽ‪.‬‬
‫‪ -2‬إقفال عمميات التحقيق‬
‫يعد العوف المحقؽ بطاقة المراقبة لكؿ األوعية الضريبة المحقة فييا وىذا بيدؼ‬
‫إنياء عمميات التحقيؽ‪ ،‬وبعدىا يتعيف عمى العوف المحقؽ أف يقوـ بتمخيص مجريات‬
‫التحقيؽ في استمارة خاصة ىي البطاقة التمخيصية‪ ،‬ويقوـ بتحرير التقرير النيائي لعممية‬
‫الرقابة في محاسبة المكمؼ‪.‬‬
‫‪ -1-2‬البطاقة التمخيصية‬
‫ىي استمارة خاصة باإلدارة الجبائية والتي تحتوي عمى كؿ المعمومات واألرقاـ‬
‫والمبالغ المتعمقة بعممية التحقيؽ‪ ،‬مع إصدار األوردة أو الجداوؿ‪ 3‬والتي تمثؿ الحصيمة‬
‫النيائية لمضرائب والرسوـ المستحقة‪ ،‬يقوـ مف خالليا العوف بحساب الحقوؽ والغرامات‬
‫الواقعة عمى عاتؽ المكمؼ بالضريبة‪.‬‬
‫ترسؿ البطاقة التمخيصية إلى مفتشية الضرائب التابع ليا المكمؼ‪ ،‬وتقوـ ىذه‬
‫األخيرة بمتابعة المكمؼ واجراءات التحصيؿ‪ ،‬وذلؾ بعد إرساؿ اإلخطارات والتي تعتبر مف‬
‫مياـ مديرية الضرائب الجيوية التابع ليا المكمؼ‪ ،‬والتي تحتوي عمى الحقوؽ والغرامات‬
‫المتوجبة الدفع مف طرؼ المكمؼ‪ ،‬مع تحديد آجاؿ الدفع وكيفية الدفع‪ ،‬ويتـ إعداد ثالث‬
‫نسخ منيا‪ ،‬واحدة يحتفظ بيا في الممؼ الجبائي لممكمؼ الثانية ترسؿ إلى ىذا األخير‬
‫‪4‬‬
‫والثالثة يحتفظ بيا في قباضة الضرائب التابع ليا المكمؼ‪.‬‬
‫‪ -2-2‬كتابة التقرير النهائي‬

‫‪ 1‬أَظط انًهحك ضلى ‪.13‬‬


‫‪ 2‬عثاغ عثس انطظاق‪ ،‬يطجع ؼاتك‪ ،‬ص ‪.87‬‬
‫‪ 3‬أَظط انًهحك ضلى ‪.14‬‬
‫‪ 4‬عثاغ عثس انطظاق‪ ،‬يطجع ؼاتك‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪76‬‬
‫نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عميها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يعتبر التقرير المتعمؽ بعممية التحقيؽ آخر استمارة يممئيا العوف المحقؽ‪ ،‬وتعبر‬
‫عف الموقؼ النيائي لإلدارة الجبائية والتي يتـ مف خالليا إقفاؿ عممية التحقيؽ الذي يجب‬
‫أف يبيف مجموع المعمومات واألرقاـ التي تسمح بمعرفة مدى احتراـ المكمفيف بالضريبة‬
‫‪1‬‬
‫لإلجراءات المنصوص عمييا‪ ،‬وكذا تقييـ نتائج التحقيؽ‪.‬‬
‫كما يجب أف يركز ىذا التقرير عمى ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬اإلشعار بالتحقيؽ مرسؿ عف طريؽ البريد أو يسمـ إلى المكمؼ مباشرة؛‬
‫‪ -‬تحديد الفترة اإلضافية بالنسبة لبداية التحقيؽ بعيف المكاف‪ ،‬وكذلؾ األسباب التي منعت‬
‫األعواف مف مباشرة مياميـ في الوقت المناسب؛‬
‫‪ -‬طبيعة المخالفات المكتشفة وكذلؾ العقوبات المطبقة مع النصوص القانونية والمواد‬
‫المقررة‪ ،‬كما يجب وبصفة إلزامية أف تمحؽ الممفات اآلتية إلى نسخ تقرير التحقيؽ إلى‬
‫مديرية البحث والمراجعات‪ ،‬والمديرية الجيوية لمضرائب‪ ،‬والمفتشية المختصة إقميميا‪.‬‬
‫يحتوي الممؼ عمى نسخة أو صورة عف اإلشعار بالتحقيؽ‪ ،‬حالة مقارنة‬
‫الميزانيات‪ ،‬كشؼ المحاسبة‪ ،‬نسخة مف التبميغ بالتقويـ‪ ،‬نسخة مف إجابة المكمؼ‬
‫بالضريبة‪ ،‬توضيحات حوؿ طبيعة الضرائب والعقوبات المطبقة‪ ،‬نسخة مف الجدوؿ أو‬
‫الورد النيائي‪.‬‬
‫مف خالؿ تقييـ محاسبة المكمؼ يستطيع العوف المحقؽ إبداء رأيو حوؿ مصداقية‬
‫تصريحات المكمؼ ومحاسبتو وذلؾ مف خالؿ ق ارره بقبوؿ أو رفض المحاسبة‪ ،‬في حالة‬
‫تأكده مف أف المحاسبة غير منتظمة وغير مقنعة يمجأ عمى إعادة تأسيس أسس فرض‬
‫الضريبة وال تنتيي ميمة المحقؽ عند ىذا الحد بؿ تتواصؿ إلى إبالغ المكمؼ بالضريبة‬
‫لنتائج التحقيؽ واعداد التقرير النيائي لمتحقيؽ‪.‬‬
‫ال يمكف القوؿ بأف عمميات التحقيؽ تنتيي عند إعداد التقرير النيائي بؿ إنيا تمتد‬
‫إلى فرض العقوبات المقررة قانونا في حالة اكتشاؼ أفعاؿ تدليسية مرتكبة مف طرؼ‬
‫المكمؼ بالضريبة والمتعمقة بمخالفات التشريع والتنظيـ الجبائي بحيث أقر ليا المشرع‬
‫أدوات عقابية لحماية خزينة الدولة‪.‬‬

‫‪ 1‬أَظط انًهحك ضلى ‪.15‬‬


‫‪71‬‬
‫نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عميها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطمب الثاني‪ :‬العقوبات‬


‫عند اكتشاؼ العوف المحقة لممارسات تدليسية‪ ،‬مخالفات واغفاالت أو أخطاء‬
‫جبائية‪ ،‬يطبؽ عقوبات تجاه المكمؼ الخاضع لمرقابة‪ ،‬وتختمؼ ىذه العقوبات مف حيث‬
‫كونيا عقوبات جبائية أو جزائية حسب درجة خطورة وحجـ المخالفة المرتكبة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬العقوبات الجبائية‬


‫تختمؼ العقوبات الجبائية حسب المخالفة التي يرتكبيا المكمؼ‪ ،‬لكف قبؿ التطرؽ‬
‫ليذه العقوبات تجدر بنا اإلشارة إلى طبيعة الغرامات الجبائية فقد اختمفت اإلتجاىات حوؿ‬
‫ىذا الموضوع‪.‬‬
‫ىناؾ رأي ذىب إلى أنيا جزاءات إدارية مف أجؿ السير الحسف لممصالح اإلدارية‪،‬‬
‫لكف يحكـ بيا القاضي حتى ال تكوف إدارة الضرائب الخصـ والحكـ في نفس الوقت لكف‬
‫يعاب عمى ىذا الرأي أنو يخمط بيف الجزاءات اإلدارية والمالية‪ .‬فالجزاء اإلداري ىو عقوبة‬
‫توقع عمى مف ليـ صفة المرافؽ العمومية أما الجزاءات المالية توقع عمى األفراد‪.1‬‬
‫أما الرأي الثاني اعتبر الغرامة الجبائية ذات طبيعة جبائية خالصة وىي عقوبة‬
‫تكميمية تضاؼ إلى العقوبة األصمية وأنيا جزاء تفرضو الدولة بما ليا مف سمطة السيادة‬
‫ضمانا لتنفيذ القواعد القانونية المتعمقة بالمصمحة الضريبية وليس ليا أي صفة مف‬
‫‪2‬‬
‫صفات التعويض عف الضرر‪.‬‬
‫لكف ال يمكف القوؿ بيذا الرأي ماداـ أف المشرع الجبائي الجزائري ينص عمى مبمغ‬
‫التعويض بجانب الغرامة الجزائية‪.‬‬
‫وجاء رأي آخر أعتبر الغرامة الجبائية ذات طبيعة مزدوجة تجمع بيف الجزاء‬
‫والتعويض وىذا ىو الرأي الراجح بيف أغمبية الفقياء‪ ،‬بحيث أعتبر المبالغ التي يقضى بيا‬
‫كتعويض في جرائـ التيرب ذات الطبيعة مختمطة تجمع بيف صفتي العقوبة والتعويض في‬
‫نفس الوقت فيي عقوبة توقع عمى مرتكب الجريمة وفي نفس الوقت تعويض لمخزينة‬
‫‪3‬‬
‫العمومية‪.‬‬

‫‪ 1‬تشطي انشىضتجٍ‪ ،‬جطائى انضطائة وانطؼىو‪ ،‬زاض انجايعاخ انًظطَح‪ ،‬ط‪ ،1‬يظط‪ ،1972 ،‬ص‪.60‬‬
‫‪ 2‬يحًس عىع‪ ،‬جطائى انًرصضاخ وانتهطب انجًطكٍ وانُمسٌ‪ ،1966 ،‬ص‪.203‬‬
‫‪ 3‬أحًس فتحٍ ططوض‪ ،‬انجطائى انضطَثُح‪ ،‬انماهطج‪ ،1990 ،‬ص‪.197‬‬
‫‪72‬‬
‫نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عميها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫لقد أخذ القضاء الجزائري بيذا الرأي في قرار المحكمة العميا بشأف المخالفات‬
‫الضريبية بتاريخ ‪ 1996/10/07‬عف غرفة الجنح والمخالفات القسـ الثالث في القضية رقـ‬
‫‪ ،136291‬نقضت فيو قرار مف مجمس قضاء تممساف الذي وصؼ فيو دعوى الضرائب‬
‫بأنيا دعوى مدنية وأعتبر الغرامات الجبائية تعويضات مدنية تؤدى إلى إدارة الضرائب‪،‬‬
‫وانتيت المحكمة العميا في ق ارراىا إلى الطبيعة المختمطة لمغرامات الجبائية التي تغمب‬
‫عمييا العقوبة وأف خالطيا التعويض ومف ثمة ال يجوز الحكـ بيا إال بناء عمى طمب إدارة‬
‫‪1‬‬
‫الضرائب‪.‬‬
‫أوال‪ :‬عقوبات غياب التصريح أو تأخره‬
‫تمزـ اإلدارة الجبائية المكمفيف بالضريبة بتقديـ تصريحات في اآلجاؿ المحددة قانونا‬
‫وبغياب ىذا التصريح أو تأخره تسمط اإلدارة العقوبات التالية عمى المكمفيف‪:‬‬
‫‪ -1‬غياب التصريح‬
‫تفرض الضريبة تمقائيا عمى المكمؼ بالضريبة الذي لـ يقدـ التصريح السنوي‬
‫حسب الحالة إما بصدد الضريبة عمى الدخؿ أو الضريبة عمى أرباح الشركات ويضاعؼ‬
‫‪2‬‬
‫المبمغ المفروض عميو بنسبة ‪.% 25‬‬
‫كما يعاقب المكمؼ بالضريبة الذي ال يقدـ التصريح بالوجود‪ ،‬بدفع غرامة جنائية‬
‫‪3‬‬
‫محددة بػ ‪ 30.000‬دج‪.‬‬

‫‪ -2‬تأخر التصريح‬
‫أما في حالة اإليداع المتأخر لمتصريح السنوي خالؿ الشيريف المواليف لتاريخ‬
‫‪4‬‬
‫انقضاء اآلجاؿ المحددة قانونا تنزؿ الزيادة المقدرة بػ ‪ % 25‬إلى‪:‬‬
‫‪ % 10 -‬إذا لـ تزد فترة التأخر شي ار واحد؛‬

‫‪ 1‬فاضغ انؽثتٍ‪ ،‬انًُاظعاخ انضطَثُح فٍ انتشطَع وانمضاء انجعائٍ انجعائطٌ‪ ،‬زاض هىيح‪ ،‬انجعائط‪ ،2008 ،‬ص‪.337‬‬
‫‪ 2‬وظاضج انًانُح‪ ،‬انًسَطَح انعايح نهضطائة‪ ،‬لاَىٌ انضطائة انًثاشطج وانطؼىو انًًاثهح‪ ،2013 ،‬انًازج ‪.192‬‬
‫‪ 3‬انًازج ‪َ ،194‬فػ انًطجع‪.‬‬
‫‪ 4‬انًازج ‪ ،13‬لاَىٌ ضلى ‪ ،06-2000‬انًؤضخ فٍ ‪ 27‬ضيضاٌ ‪ 1421‬انًىافك نـ‪َ ،2000/12/23‬تضًٍ لاَىٌ انًانُح‬
‫نؽُح ‪ ،2001‬انجطَسج انطؼًُح‪ ،‬انعسز‪ ،80‬انظازضج تتاضَد ‪.2000/12/24‬‬
‫‪73‬‬
‫نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عميها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ % 20 -‬إذا زادت فترة التأخر عف شير واحد‪.‬‬


‫ويترتب عمى اإليداع المتأخر لتصريح يحمؿ عبارة "ال شيء" والتصريحات التي‬
‫تكتب مف طرؼ المكمفيف بالضريبة الذيف يستفيدوف مف إعفاء جبائي أو الذيف يتحصموف‬
‫‪1‬‬
‫عمى نتائج عاجزة تطبؽ الغرامات اآلتية‪:‬‬
‫‪ 2.500 -‬دج‪ ،‬عندما تكوف مدة التأخر شي ار واحد؛‬
‫شير واحدا ويقؿ عف شيريف؛‬
‫ا‬ ‫‪ 5.000 -‬دج‪ ،‬عندما يتجاوز التأخر‬
‫‪ 10.000 -‬دج‪ ،‬عندما يتجاوز التأخر شيريف‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬عقوبات نقص التصريح أو القيام بأعمال الغش‬
‫تطبؽ ىذه العقوبات عمى المكمؼ الذي يدلي بتصريحات ناقصة أو غير صحيحة‬
‫قصد إخفاء عناصر متضمنة في محاسبتو أو يقوـ بأعماؿ تدليسية‪.‬‬
‫‪ -1‬نقص التصريح‬
‫عندما يكوف المكمؼ بالضريبة ممزـ بتقديـ تصريحات تتضمف اإلشارة إلى األسس‬
‫أو العناصر التي تعتمد لتحديد وعاء الضريبة‪ ،‬أو يبيف دخال أو ربحا ناقصا أو غير‬
‫صحيح‪ ،‬يزاد عمى مبمغ الحقوؽ التي تممص منيا أو أخؿ بيا نسبة‪:2‬‬
‫‪ %10 -‬إذا كاف مبمغ الحقوؽ المتممص منيا يقؿ عف مبمغ‪ 50.000‬دج أو يساويو؛‬
‫‪ %15-‬إذا كاف مبمغ الحقوؽ المتممص منيا يفوؽ ‪ 50.000‬دج ويقؿ عف مبمغ‬
‫‪ 200.000‬دج أو يساويو؛‬
‫‪ % 25 -‬إذا كاف مبمغ الحقوؽ المتممص منيا يفوؽ ‪ 200.000‬دج‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫تجمع ىذه الزيادات عند االقتضاء مع تمؾ المقررة في المادة ‪ 192‬الفقرتيف ‪1‬و‪.2‬‬
‫‪ -2‬القيام بأعمال الغش‬
‫عند قياـ المكمؼ بالضريبة بأعماؿ تدليسية أو أعماؿ الغش‪ ،‬تطبؽ زيادة موافقة‬
‫لنسبة اإلخفاء المتتبعة مف طرؼ المكمؼ بالضريبة‪ ،‬توافؽ ىذه النسبة حصة الحقوؽ التي‬

‫‪ 1‬انًازج ‪ ،322‬لاَىٌ انضطائة انًثاشطج وانطؼىو انًًاثهح‪ ،‬يطجع ؼاتك‪.‬‬


‫‪ 2‬انًازج ‪ ،08‬لاَىٌ ضلى ‪ ،16-11‬انًؤضخ فٍ ‪ 03‬طفط ‪ 1433‬انًىافك نـ‪َ ،2011/12/28‬تضًٍ لاَىٌ انًانُح نؽُح‬
‫‪ ،2012‬انجطَسج انطؼًُح‪ ،‬انعسز‪ ،72‬انظازضج تتاضَد ‪.2011/12/29‬‬
‫‪ 3‬انًازج ‪ ،3-193‬لاَىٌ انضطائة انًثاشطج وانطؼىو انًًاثهح‪ ،‬يطجع ؼاتك‪.‬‬
‫‪74‬‬
‫نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عميها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تـ إخفاؤىا مقارنة بالحقوؽ المستحقة بعنواف نفس السنة‪ ،‬وال يمكف أف تقؿ ىذه الزيادة عف‬
‫‪.% 50‬‬
‫وعندما ال يدفع أي حؽ تحدد النسبة بػ ‪ ،%100‬تطبؽ ىذه النسبة كذلؾ عندما‬
‫‪1‬‬
‫تتعمؽ الحقوؽ المتممص منيا بالحقوؽ الواجب جمعيا عف طريؽ االقتطاع مف المصدر‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬عقوبات معاينة التمبس الجبائي‬
‫لقد ورد في المادة ‪ 194‬مكرر‪ 1‬مف قانوف الضرائب المباشرة عمى الغرامات المالية‬
‫المفروضة في حالة معاينة التمبس الجبائي الذي نص عمى إجراءاتو المادة ‪ 20‬مكرر‪3‬‬
‫مف قانوف اإلجراءات الجبائية كما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬في حالة معاينة التمبس تفرض غ ارمة مالية قدرىا ستمائة ألؼ دينار(‪600.000‬دج)؛‬
‫‪ -‬يرفع ىذا المبمغ إلى مميوف ومائتي ألؼ دينار (‪ 1.200.000‬دج) في حالة تجاوز عند‬
‫تاريخ إعداد محضر التمبس الجبائي رقـ األعماؿ أو اإليرادات الخاـ حد خمسة مالييف‬
‫دينار (‪ 5000.000‬دج) المنصوص عميو في مجاؿ نظاـ الضريبة الجزافية الوحيدة‬
‫بموجب المادة ‪ 282‬مكرر‪ 4‬مف قانوف الضرائب المباشرة والرسوـ المماثمة؛‬
‫‪ -‬يرفع ىذا المبمغ إلى مميوني دينار (‪ 2.000.000‬دج) في حالة تجاوز عند تاريخ إعداد‬
‫محضر التمبس الجبائي‪ ،‬رقـ األعماؿ أو اإليرادات الخاـ عشرة مالييف دينار‬
‫(‪ 10.000.000‬دج) المنصوص عميو في مجاؿ نظاـ الربح المبسط بموجب المادة ‪20‬‬
‫مكرر مف قانوف الضرائب المباشرة‪.‬‬
‫زيادة عمى ذلؾ فإنو يترتب عمى جنحة التمبس الجبائي إقصاء المكمفيف بالضريبة‬
‫مف االستفادة مف الضمانات المتعمقة بطمب التوضيحات والتبريرات وآجاؿ االستحقاؽ‪.‬‬
‫وبخصوص إجراءات المعاينة نصت المادة ‪ 304‬مف قانوف الضرائب المباشرة‬
‫عمى أنو‪:2‬‬
‫‪ -‬كؿ شخص يتصرؼ بأي طريقة كانت بحيث يتعذر عمى األعواف المحققيف القياـ‬
‫بمياميـ يعاقب بغرامة جبائية تبمغ ‪ 10.000‬دج إلى ‪ 30.000‬دج تحدد ىذه الغرامة بػ‬

‫‪ 1‬انًازج ‪ 194‬يكطض‪َ ،1‬فػ انًطجع‪.‬‬


‫‪ 2‬انًازج ‪ ،304‬لاَىٌ انضطائة انًثاشطج وانطؼىو انًًاثهح‪ ،‬يطجع ؼاتك‪.‬‬
‫‪75‬‬
‫نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عميها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ 50.000‬دج عندما يتأكد خالؿ المعاينة أف المحؿ مغمؽ بيدؼ منع المصالح الجبائية‬
‫مف إجراء الرقابة؛‬
‫‪ -‬في حالة إجراء معاينتيف متتاليتيف يضاعؼ مبمغ الغرامة بثالث مرات‪.‬‬
‫تكوف ىذه الغرامة مستقمة عف تطبيؽ العقوبات األخرى الواردة في النصوص‬
‫الجاري بيا العمؿ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬العقوبات الجزائية‬


‫يمكف لإلدارة الجبائية أف تباشر متابعات جزائية ضد المكمؼ الذي يقوـ بأعماؿ‬
‫الغش فضال عف العقوبات الجبائية ‪ ،‬وتمتد ىذه العقوبات حتى عمى الشريؾ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬العقوبات الج ازئية المطبقة عمى المكمف بالضريبة‬
‫يعاقب المكمؼ بالضريبة المتممص أو الذي حاوؿ التممص بالمجوء إلى أعماؿ‬
‫تدليسية في إقرار وعاء أي ضريبة أو حؽ أو رسـ خاضع لو أو تصفيتو كميا أو جزئيا بما‬
‫يمي‪:1‬‬
‫‪ -‬غرامة مالية مف ‪ 50.000‬دج إلى ‪ 100.000‬دج عندما ال يفوؽ مبمغ الحقوؽ‬
‫المتممص منيا ‪ 100.000‬دج؛‬
‫‪ -‬الحبس مف شيريف (‪ )02‬إلى ستة أشير (‪ )06‬وغرامة مالية مف ‪ 0.00‬دج إلى‬
‫‪ 500.000‬دج أو بإحدى ىاتيف العقوبتيف عندما يفوؽ مبمغ الحقوؽ المتممص منيا‬
‫‪ 100.000‬دج وال يتجاوز ‪ 1.000.000‬دج؛‬
‫‪ -‬الحبس مف ستة (‪ )06‬أشير إلى سنتيف (‪ )02‬وغرامة مالية مف ‪ 500.000‬دج إلى‬
‫‪ 2.000.000‬دج أو بإحدى ىاتيف العقوبتيف عندما يفوؽ مبمغ الحقوؽ المتممص منيا‬
‫‪ 1.000.000‬دج وال يتجاوز ‪ 5.000.000‬دج؛‬
‫‪ -‬الحبس مف سنتيف (‪ )02‬إلى خمسة (‪ )05‬سنوات وغرامة مالية مف ‪ 2.000.000‬دج‬
‫إلى ‪ 5.000.000‬دج أو بإحدى ىاتيف العقوبتيف عندما يفوؽ مبمغ الحقوؽ المتممص منيا‬
‫‪ 5.000.000‬دج وال يتجاوز ‪ 10.000.000‬دج؛‬

‫‪ 1‬انًازج ‪َ ،303‬فػ انًطجع‪.‬‬


‫‪76‬‬
‫نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عميها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬الحبس مف خمسة (‪ )05‬سنوات إلى عشر (‪ )10‬سنوات وغرامة مالية مف‬


‫‪ 5.000.000‬دج إلى ‪ 10.000.000‬دج أو بإحدى ىاتيف العقوبتيف عندما يفوؽ مبمغ‬
‫الحقوؽ المتممص منيا ‪ 10.000.000‬دج؛‬
‫وبتتبع المادة ‪ 303‬مف قانوف الضرائب المباشرة والرسوـ المماثمة وبعد تعديميا‬
‫بالمادة ‪ 13‬مف القانوف رقـ ‪ 16-11‬المؤرخ في ‪ 03‬صفر ‪ 1433‬الموافؽ لػ‪28‬‬
‫ديسمبر‪ 2011‬يتضمف قانوف المالية لسنة ‪ ، 2012‬يمكف أف نالحظ‪:‬‬
‫‪ -‬زيادة الحد األقصى لمغرامة المالية إلى ‪ 10.000.000‬دج بعدما كاف ‪3.000.000‬‬
‫دج؛‬
‫‪ -‬تقميص الحد األقصى لعقوبة الحبس إلى عشر (‪ )10‬سنوات بعدما كانت عشريف (‪)20‬‬
‫سنة‪.‬‬
‫مف خالؿ ذلؾ نستنتج أف المشرع الجبائي عمد إلى الزيادة في العقوبات المالية‪،‬‬
‫ربما يرجع ذلؾ إلى أف التممص مف دفع الضريبة والقياـ بأعماؿ تدليسية يضر بالحقوؽ‬
‫المالية لخزينة الدولة‪ ،‬وبذلؾ يمكف استرجاعيا مف خالؿ التشديد في العقوبات المالية بدال‬
‫مف العقوبات السالبة لمحرية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬العقوبات الجزائية المطبقة عمى الشريك‬
‫يمكف تعريؼ الشريؾ حسب نص المادة ‪ 42‬مف قانوف العقوبات عمى أنو‪" :‬يعتبر‬
‫شريكا في الجريمة مف لـ يشترؾ اشتراكا مباش ار ولكنو ساعد بكؿ الطرؽ أو عاوف الفاعؿ‬
‫‪1‬‬
‫أو الفاعميف عمى ارتكاب األفعاؿ التحضيرية أو المساىمة أو المنفذة ليا مع عممو بذلؾ"‪.‬‬
‫كما نصت المادة ‪ 303‬مف قانوف الضرائب المباشرة الرسوـ المماثمة عمى أنو‬
‫"‪...‬ويعتبر عمى الخصوص كالشركاء‪ ،‬األشخاص‪:‬‬
‫‪ -‬الذيف يتدخموف بصفة غير قانونية لالتجار في القيـ المنقولة أو تحصيؿ قسائـ في‬
‫الخارج؛‬
‫‪ -‬الذيف قبضوا باسميـ قسائـ يممكيا الغير"‪.2‬‬

‫‪ 1‬ضئاؼح انجًهىضَح‪ ،‬األياَح انعايح نهحكىيح‪ ،‬انًازج ‪ ،42‬لاَىٌ انعمىتاخ ‪.2012‬‬


‫‪ 2‬انًازج ‪ ،303‬لاَىٌ انضطائة انًثاشطج وانطؼىو انًًاثهح‪ ،‬يطجع ؼاتك‪.‬‬
‫‪77‬‬
‫نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عميها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وتطبؽ عمى شركاء مرتكبي المخالفات الجبائية نفس العقوبات المطبقة عمى‬
‫مرتكبيا مع مراعاة أحكاـ المادة‪ 306‬مف قانوف الضرائب المباشرة والتي تنص عمى أنو‪:‬‬
‫"يعاقب عمى المشاركة في إعداد أو استعماؿ وثائؽ أو معمومات يثبت عدـ صحتيا‪ ،‬مف‬
‫قبؿ وكيؿ أعماؿ أو خبير وبصفة أعـ مف قبؿ كؿ شخص أو شركة تتمثؿ مينتيا في‬
‫مسؾ السجالت الحسابية أو في المساعدة عمى مسكيا لعدة زبائف بغرامة جبائية قدرىا‪:‬‬
‫‪ 1.000 -‬دج‪ ،‬عف المخالفة األولى المثبتة عميو؛‬
‫‪ 2.000 -‬دج‪ ،‬عف المخالفة الثانية؛‬
‫‪ 3.000 -‬دح‪ ،‬عف المخالفة الثالثة وىكذا دواليؾ بإضافة ‪ 1.000‬دج إلى مبمغ الغرامة‬
‫عف كؿ مخالفة جديدة دوف أف يستوجب ذلؾ التمييز فيما ارتكبت المخالفات لدى مكمؼ‬
‫‪1‬‬
‫واحد بالضريبة أو لدى عدة مكمفيف إما بالتعاقب واما بالتزامف‪"...‬‬
‫وفي األخير تجدر اإلشارة أنو في حالة عودة المكمؼ إلى تكرار المخالفات (العود)‬
‫في أجؿ ‪ 5‬سنوات ينتج عف ذلؾ بحكـ القانوف مضاعفة العقوبات سواء كانت جبائية أو‬
‫جزائية ذلؾ دوف اإلخالؿ بالعقوبات الخاصة مثؿ‪ :‬المنع مف ممارسة المينة‪ ،‬والعزؿ مف‬
‫الوظيفة‪ ،‬وغمؽ المؤسسة ‪....‬الخ‪.‬‬
‫عرؼ المشرع الجبائي العود عمى أنو‪" :‬يعتبر في حالة عود كؿ شخص أو شركة‬
‫صدر ضدىا حكـ بغحدى العقوبات المنصوص عمييا في القانوف‪ ،‬يرتكب في غضوف‬
‫أجؿ خمسة (‪ )05‬سنوات بعد الحكـ باإلدانة"‪.2‬‬
‫وتباشر ىذه المتابعات لتطبيؽ العقوبات عمى المكمؼ بالضريبة بناء عمى شكوى‬
‫مف مدير الضرائب بالوالية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬عقوبات أعوان إدارة الضرائب‪:‬‬


‫نصت المادة ‪ 122‬مف قانوف العقوبات عمى أف كؿ صاحب سمطة عمومية يأمر‬
‫بتحصيؿ الضرائب‪ ،‬وكذلؾ كؿ موظؼ يضع جداوليا أو يقوـ بتحصيميا‪ ،‬يعاقب بالحبس‬
‫مف سنتيف(‪ )02‬إلى عشر(‪ )10‬سنوات وبالغرامة الجزائية مف ‪ 500‬إلى ‪ 10000‬دج‬

‫‪ 1‬انًازج ‪َ ،306‬فػ انًطجع‪.‬‬


‫‪ 2‬وظاضج انًانُح‪ ،‬انًسَطَح انعايح نهضطائة‪ ،‬لاَىٌ انطؼى عهً ضلى األعًال‪ ،‬انًازج ‪.131‬‬
‫‪78‬‬
‫نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عميها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫حسب المادة ‪ 121‬مف نفس القانوف‪ .‬وتطبؽ نفس العقوبات عمى الموظفيف الذيف يمنحوف‬
‫وبغير تصريح مف القانوف إعفاءات مف التكاليؼ أو الضرائب والرسوـ العمومية أو‬
‫يتجاوزوف عف شيء منيا‪ ،‬أو يسمموف مجانا منتجات مما تنتجو مؤسسات الدولة ويعاقب‬
‫المستفيد باعتباره شريكا‪.‬‬
‫فضال عف العقوبات الجزائية تطبؽ عمييـ العقوبات التأديبية المقررة في حؽ‬
‫الموظفيف واألعواف العموميوف إذ يعد المرتكب ليذه األفعاؿ مرتكبا لخطأ ميني مف‬
‫الدرجة الثالثة ويخضع لمعقوبات التأديبية المقررة في المرسوـ التنفيذي رقـ ‪03-06‬‬
‫المؤرخ في ‪ 2006/07/15‬المتضمف قانوف العاـ لموظيفة العمومية حيث يتعرض لمتوقيؼ‬
‫لمدة تتراوح مف ‪ 15‬يوما إلى ‪ 6‬أشير‪ ،‬النقؿ اإلجباري‪ ،‬التنزيؿ مف الرتبة‪ ،‬الفصؿ أو‬
‫التسريح‪ ،‬فتقرير ىذا النوع مف العقوبات يرجع إلى اختصاص المجنة التأديبية لإلدارة‬
‫‪1‬‬
‫التابعة ليا‪.‬‬
‫كما أف كؿ موظفي الضرائب الذيف يقوموف بتحصيؿ الضرائب غير المستحقة‬
‫يعاقبوف بالحبس مف سنتيف(‪ )02‬إلى عشر (‪ )10‬سنوات وبغرامة مالية مف ‪ 5.00‬إلى‬
‫‪2‬‬
‫‪ 10.000‬دج ‪.‬‬
‫ويعاقب بالحبس مف ستة (‪ )06‬أشير إلى ثالثة (‪ )03‬سنوات وبغرامة مف ‪500‬‬
‫إلى ‪ 5.000‬دج إذا سممت األشياء المحجوزة لمغير‪ ،‬وفي حالة ما إذا أخفى الشيء‬
‫المحجور عمدا يعاقب بالحبس مف سنة (‪ )01‬إلى خمس (‪ )05‬سنوات وبغرامة مف‬
‫‪3‬‬
‫‪ 1.000‬إلى ‪ 10.000‬دج‪.‬‬
‫كما يعاقب بالحبس مف شير إلى ستة (‪ )06‬أشير وغرامة مف ‪ 5.00‬إلى ‪5.000‬‬
‫دج كؿ مخالؼ ألحكاـ المتعمقة بالسير الميني بموجب تنظيـ الضرائب أو مف مراقبتيا أو‬
‫‪4‬‬
‫في المنازعات التي يشاركوف فييا‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬العقوبات الخاصة‬

‫‪ 1‬انًىاز ‪ ،181 ،177 ،163‬انًطؼىو انتُفُصٌ ضلى ‪ 03-06‬انًؤضخ فٍ ‪ 2006/07/15‬انًتضًٍ لاَىٌ انعاو نهىظُفح‬
‫انعًىيُح‪.‬‬
‫‪ 2‬انًىاز ‪ ،122 ،121‬لاَىٌ انعمىتاخ‪ ،‬يطجع ؼاتك‪.‬‬
‫‪ 3‬انًىاز ‪َ ،365 ،364‬فػ انًطجع‪.‬‬
‫‪ 4‬انًازج ‪ ،301‬لاَىٌ انعمىتاخ‪ ،‬انًطجع انؽاتك‪.‬‬
‫‪79‬‬
‫نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عميها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫باإلضافة إلى العقوبات الجزائية والجبائية فقد أقر المشرع مف أجؿ ردع التيرب‬
‫الضريبي عقوبات مف نوع خاص وىي العقوبات التيديدية والعقوبات المينية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬العقوبات التهديدية‬
‫ىي وسيمة تستخدميا اإلدارة الجبائية بيدؼ الضغط عمى المكمؼ بالضريبة وحممو‬
‫عمى السرعة في تنفيذ التزاماتو‪ ،‬وىي عبارة عف مبمغ مالي يدفعو المكمؼ بالضريبة عف كؿ‬
‫يوـ تأخير عف أداء التزاماتو الضريبية‪ ،‬وقد وردت ىذه العقوبات في النصوص الجبائية‬
‫تحت اسـ "التمجئة المالية"‪.‬‬
‫تفرض ىذه العقوبة عمى كؿ شخص أو شركة ترفض منح حؽ اإلطالع عمى الدفاتر‬
‫والمستندات التي يتعيف عمييا تقديميا وفقا لمتشريع‪ ،‬أو تقوـ بإتالؼ ىذه الوثائؽ قبؿ انقضاء‬
‫اآلجاؿ المحددة لحفظيا‪.‬‬
‫غرامة يتراوح مبمغيا مف ‪5.000‬دج إلى ‪ 50.000‬دج‪ ،‬تطبؽ عمييا تمجئة مالية‬
‫قدرىا ‪ 100‬دج كحد أدنى عف كؿ يوـ تأخير‪ ،‬ويبدأ سريانيا مف تاريخ المحضر المحرر‬
‫إلثبات الرفض‪ ،‬وينتيي يوـ وجود عبارة مكتوبة مف قبؿ عوف مؤىؿ عمى أحد دفاتر المعني‬
‫تثبت أف إدارة الضرائب قد تمكنت مف الحصوؿ عمى حؽ اإلطالع عمى الوثائؽ المعنية‪.1‬‬
‫يتـ النطؽ بالغرامة والتمجئة (الغرامة التيديدية) مف طرؼ المحكمة اإلدارية‬
‫المختصة إقميميا‪ ،‬التي تبث في القضايا االستعجالية‪ ،‬عمى أساس عريضة يقدميا المدير‬
‫الوالئي لمضرائب بدوف مصاريؼ‪ ،‬وتبمغ نسخة مف العريضة لألطراؼ مف طرؼ كتابة‬
‫ضبط المحكمة اإلدارية‪ ،‬ويقوـ قابض الضرائب بتحصيؿ التمجئة المالية‪.‬‬
‫إال أف المشرع الجبائي لـ يقـ بتوضيح كيفيات احتساب الغرامة التيديدية بؿ حدد‬
‫فقط يوـ بداية احتسابيا بحيث تثبت بداية الحساب مف يوـ االمتناع عف تقديـ الوثائؽ‬
‫والمستندات بمحضر أعواف الضرائب المكمفيف بذلؾ‪ ،‬وينتيي بوضع األعواف عمى‬
‫سجالت ومستندات المكمؼ بالضريبة عبارة "تبيف أف اإلدارة قد تمكنت مف الحصوؿ أو‬
‫اإلطالع عمييا"‪.‬‬
‫ويشترط لفرض الغرامة التيديدية توافر شرطيف‪:‬‬

‫‪ 1‬انًىاز ‪ ،63 ،62‬لاَىٌ اإلجطاءاخ انجثائُح‪ ،‬يطجع ؼاتك‪.‬‬


‫‪86‬‬
‫نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عميها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬أف يكوف التنفيذ عينيا مازاؿ ممكنا‪ ،‬أي ال يكوف التنفيذ العيني مستحيال نتيجة لقوة قاىرة‬
‫أو سبب أجنبي‪ ،‬ألنو في ىذه الحالة يكوف التنفيذ غير ممكف‪ ،‬أي ال حاجة لطمب الحكـ‬
‫بالغرامة التيديدية‪ ،‬أما إذا كاف سبب عدـ إمكانية التنفيذ العيني ىو إتالؼ الوثائؽ قبؿ‬
‫انقضاء اآلجاؿ المحددة لحفظيا مف قبؿ المكمؼ أو بعممو فيذا ال يوقؼ التنفيذ؛‬
‫‪ -‬أف يكوف التنفيذ غير ممكف أو غير مالئـ إال إذا قاـ بو المكمؼ شخصيا‪ ،‬أي يكوف‬
‫االمتناع عف تسميـ الوثائؽ والمستندات وعدـ تمكيف اإلدارة مف اإلطالع عمييا منو شخصيا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬العقوبات المهنية‬
‫إضافة إال العقوبات التيديدية ‪ ،‬نص قانوف المالية لسنة ‪ 1997‬عمى نوع آخر مف‬
‫العقوبات لحماية النظاـ الجبائي مف حاالت التدليس والتيرب الضريبي وحماية حقوؽ‬
‫الخزينة العمومية مف الضياع وىي عقوبات تمس مينة المكمؼ بالضريبة‪.‬‬
‫‪ -1‬الغمق المؤقت لمقر نشاط المكمف بالضريبة‬
‫تمجأ إدارة الضرائب إلى ىذه العقوبة بعد استيفاء كؿ المحاوالت الودية لتحصيؿ‬
‫الضريبة‪ ،1‬واليدؼ مف وراء عقوبة الغمؽ المؤقت لممحؿ الميني ىو إجبار وحث المكمؼ‬
‫بالضريبة عمى تسديد ما ىو مديف بو اتجاه الخزينة العمومية‪.‬‬
‫يتخذ قرار الغمؽ في حالة عدـ دفع المكمؼ ما عميو مف ديف ضريبي‪ ،‬أو لـ يكتتب‬
‫سجالت لالستحقاؽ (رزنامة دفع) يوافؽ عمييا قابض الضرائب صراحة‪ ،‬فيتخذ قرار الغمؽ‬
‫ضده‪ ،‬وفي أجؿ عشر )‪ (10‬أياـ ابتداء مف تاريخ التبميغ‪ ،‬يقوـ العوف المتابع والمحضر‬
‫القضائي بتنفيذ قرار التبميغ‪.‬‬
‫يتخذ قرار الغمؽ المؤقت مف طرؼ المدير الوالئي لمضرائب‪ ،‬بناء عمى تقرير يقدـ مف‬
‫طرؼ المحاسب المتابع (قابض الضرائب المختص) ‪ ،‬كما يبمغ قرار الغمؽ إلى المكمؼ‬
‫بالضريبة مف طرؼ عوف المتابعة الموكؿ قانونا أو المحضر القضائي‪ ،‬وال يمكف أف تتجاوز‬
‫مدة الغمؽ ستة (‪ )00‬أشير‪.2‬‬
‫يحؽ لممكمؼ بالضريبة الصادر في حقو قرار الغمؽ المؤقت‪ ،‬الحؽ في الطعف في‬
‫ىذا القرار مف أجؿ رفع اليد‪ ،‬بمجرد عريضة يقدميا إلى رئيس المحكمة المختصة إقميميا‪،‬‬

‫‪ 1‬انًسَطَح انعايح نهضطائة‪ ،‬انتعهًُح ‪ 167‬تتاضَد ‪ ،1995/06/02‬انراطح تانتحظُم انىزٌ نهضطائة‪.‬‬


‫‪ 2‬انًازج ‪ ،146‬لاَىٌ اإلجطاءاخ انجثائُح‪ ،‬يطجع ؼاتك‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عميها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الذي يفصؿ في القضية كما ىو الحاؿ في االستعجاؿ‪ ،‬بعد سماع اإلدارة الجبائية أو‬
‫استدعائيا قانونا‪ ،‬إال أف إقامة ىذا الطعف ال يوقؼ تنفيذ قرار الغمؽ المؤقت‪.‬‬
‫‪-2‬تسجيل المكمفين المتهربين من الضريبة في بطاقية معموماتية‬
‫ثـ إنشاء ىذه البطاقة بموجب التعميمة بيف الو ازرات رقـ ‪ 127‬بتاريخ‬
‫‪1997/27/07‬الصادرة عف و ازرة المالية وو ازرة التجارة‪ ،‬يتـ وضع بطاقية معموماتية وطنية‬
‫خاصة بالمكمفيف المتيربيف المخالفيف لمتشريع الجبائي‪ ،‬الجمركي والتجاري‪.‬‬
‫تحتوي ىذه البطاقة اسـ ولقب عنواف المتيربيف‪ ،‬رقـ التسجيؿ الجبائي‪ ،‬نوع المخالفة‪،‬‬
‫تاريخيا‪ ،‬نوع العقوبة‪ ،‬الديوف الضريبية‪...‬الخ‪ ،‬وتقوـ بإنجاز ىذه البطاقية واإلشراؼ عمييا‬
‫المديرية العامة لمضرائب‪.‬‬
‫يكوف طمب تسجيؿ المتيربيف الجدد بناء عمى استمارة ‪ ،‬تقدـ فييا كؿ المعمومات‬
‫المتحصؿ عمييا الخاصة بالمتيربيف مف طرؼ إدارة الضرائب‪ ،‬الجمارؾ والتجارة‪ ،‬وترسؿ‬
‫إلى مديرية التنظيـ واإلعالـ اآللي عمى مستوى المديرية العامة لمضرائب‪.‬‬
‫كما يجب تبميغ المكمفيف الذيف تـ تسجيميـ في ىذه البطاقية لممتيربيف مف أجؿ تسوية‬
‫وضعيتيـ إزاء الخزينة العمومية‪.‬‬
‫وفي حالة تسوية المكمؼ لوضعيتو الجبائية يمكنو طمب إلغاء تسجيمو مف ىذه‬
‫البطاقية‪ ،‬ولكف اإللغاء ال يتـ إال بعد مرور مدة سنتيف ) ‪ ( 02‬مف تسوية الوضعية‪ ،‬ويتـ‬
‫اإللغاء بطمب مف أحد اإلدارات الثالث السالفة الذكر‪ ،‬بناء عمى مأل استمارة ‪.‬‬
‫ىذه البطاقية تقوـ بتمكيف إدارة الضرائب واإلدارات األخرى مف متابعة المتيربيف‬
‫عمى أحسف وجو‪ ،‬وعمييـ بالمقابؿ القياـ بصفة مستمرة‪ ،‬كؿ إدارة عمى حدى أو عف طريؽ‬
‫الفرؽ المختمطة لمرقابة بعممية الرقابة عمى األشخاص المسجميف في ىذه البطاقية‪.‬‬
‫‪ -3‬سحب التوطين المصرفي لممستوردين‪:‬‬
‫إف شيادة التوطيف المصرفي تخص المكمفيف بالضريبة الذيف يقوموف بعمميات‬
‫االستيراد‪ ،‬وىي رخصة تقدـ ليـ مف طرؼ البنوؾ الوطنية المتعامميف معيا مف أجؿ السماح‬
‫ليـ القياـ بعمميات االستيراد‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عميها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أسس المشرع مف أجؿ محاربة التيرب الضريبي‪ ،‬رسـ خاص لمتوطيف المصرفي‬
‫يطبؽ عمى عمميات االستيراد‪ ،‬بموجب األمر رقـ ‪ 05-05‬المؤرخ في ‪2000/00/22‬‬
‫المتضمف قانوف المالية التكميمي لسنة ‪ 2005‬المادة ‪ 02‬منو‪:‬‬
‫"فكؿ طمب يخضع بفتح ممؼ توطيف مصرفي خاص بعممية االستيراد يخضع لتسديد‬
‫رسـ مقداره ‪ 10.000‬دج‪.‬‬
‫ويسدد ىذا الرسـ لدى قابضي الضرائب ويترتب عنو منح شيادة وتسميـ إيصاؿ عف‬
‫ذلؾ‪ ،‬وتحدد كيفيات تطبيؽ ىذه المادة عف طريؽ التنظيـ"‬
‫فجاءت التعميمة الو ازرية رقـ ‪ 04‬بتاريخ ‪ 2005/08/10‬المتعمقة برسـ التوطيف‬
‫المصرفي‪ ،‬تحدد كيفيات تطبيؽ الرسـ وسحب التوطيف المصرفي‪.‬‬
‫إف مجاؿ تطبيؽ ىذا الرسـ يخص عمميات االستيراد لمسمع والبضائع المخصصة‬
‫لمبيع بدوف تغيير أو تحويؿ‪ ،‬ويستثنى منو كؿ عمميات استيراد الخدمات‪ ،‬واستيراد السمع‬
‫والبضائع المخصصة لإلنتاج والتحويؿ‪.‬‬
‫مف جية أخرى فإف كؿ المنتجيف‪ ،‬الفالحيف والحرفييف ليسوا معنييف بيذا الرسـ‪،‬‬
‫وعمييـ بتسجيؿ تعيد في حالة طمب فتح ممؼ توطيف مصرفي‪ ،‬بأف المعدات‪ ،‬المواد والسمع‬
‫والمواد األولية المستوردة مخصصة لنشاطيـ مف أجؿ التحويؿ وليس التسويؽ‪.‬‬
‫إف شيادة التوطيف المصرفي موضوعة تحت تصرؼ المستورديف بثالث نسخ مف‬
‫طرؼ قابض الضرائب‪ ،‬الذي يقع في دائرة اختصاصو اإلقميمي المقر االجتماعي لمشركة أو‬
‫مكاف مزاولة النشاط لمشخص الطبيعي‪ ،‬فإذا طمبيا المستورد مف قابض الضرائب‪ ،‬يقوـ ىذا‬
‫األخير قبؿ تسميميا والتأشير عمييا‪ ،‬بالتأكد بالتنسيؽ مع مفتشية الضرائب مف صحة‬
‫المعمومات المقدمة مف طرؼ المكمؼ‪ ،‬ومدى احترامو اللتزاماتو الجبائية الخاصة بالتصريح‬
‫وأداء الضريبة‪ ،‬وكذلؾ مف عدـ تسجيؿ ىذا األخير في البطاقية الوطنية لممتيربيف أو‬
‫البطاقية الوطنية لممستورديف‪ 1‬غير المعروؼ مقر نشاطيـ‪.‬‬
‫بعد أف ينتيي القابض مف عممية التحقيؽ ينتج عف ذلؾ حاليتيف‪:‬‬
‫‪ -‬في حالة كاف المكمؼ غير مديف اتجاه الخزينة العمومية واحترـ كؿ واجباتو الجبائية‪،‬‬
‫يقدـ لو شيادة التوطيف المصرفي وايصاؿ عف تسديد الرسـ؛‬

‫‪1‬‬
‫‪MF/DGI/DRV, Instruction Ministérielle N°1951, du04/09/2005.‬‬
‫‪83‬‬
‫نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عميها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬في حالة كاف مديف اتجاه الخزينة العمومية ولـ يمتزـ بالتصريحات الجبائية أو كاف‬
‫مسجؿ في أحد البطاقيتيف الخاصة بالمتيربيف أو المستورديف غير المعروؼ مقر نشاطيـ‪،‬‬
‫يقدـ قابض الضرائب رفض الطمب‪ ،‬مع توضيح سبب الرفض والطمب مف ىذا األخير‬
‫تسوية وضعيتو‪.‬‬
‫ففي ىذه الحالة عمى إدارة الضرائب أف تطمب مف البنوؾ سحب الوثيقة التي تمنح‬
‫لممستورديف مف أجؿ القياـ بعمميات االستيراد حتى يسووا وضعيتيـ الجبائية‪.‬‬
‫‪ -4‬إقصاء المكمفين بالضريبة من المشاركة في الصفقات العمومية‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 52‬مف المرسوـ الرئاسي ‪ 2010 -236‬المؤرخ في ‪2010/10/07‬‬
‫المتضمف تنظيـ الصفقات العمومية‪ ،‬عمى أف يقصى بشكؿ مؤقت أو نيائي مف المشاركة‬
‫في الصفقات العمومية المتعامموف االقتصاديوف الذيف‪:‬‬
‫‪ -‬ال يستوفوف واجباتيـ الجبائية والشبو جبائية؛‬
‫‪ -‬المسجموف في البطاقية الوطنية لمرتكبي الغش؛‬
‫‪ -‬أصحاب المخالفات الخطيرة لمتشريع والتنظيـ في مجاؿ الجباية والجمارؾ والتجارة‪.‬‬
‫‪-5‬المنع من مزاولة النشاط التجاري‪:‬‬
‫عالوة عمى العقوبة المنصوص عمييا في المادة ‪ 544‬ؼ ‪ 3‬مف قانوف الضرائب‬
‫غير المباشرة‪ ،‬والمادة ‪ 306‬ؼ ‪ 03‬مف قانوف الضرائب المباشرة‪ ،‬عمى أنو في حالة العود‬
‫أو تعدد الجرائـ المثبتة بواسطة حكـ أو عدـ أحكاـ‪ ،‬فإف العقوبة المقررة تؤدي بحكـ القانوف‬
‫إلى المنع مف مزاولة المينة لكؿ مف رجاؿ األعماؿ‪ ،‬الخبير الجبائي أو المحاسب‪ ،‬ولكؿ مف‬
‫لو ىذه الصفة‪ ،‬وحتى إذا كاف بصفة مسير أو مستخدـ وعند االقتضاء غمؽ المؤسسة فقد‬
‫جاءت المادة ‪ 29‬مف القانوف رقـ ‪ 22-03‬المؤرخ في ‪ 2003/12/28‬المتضمف قانوف‬
‫المالية لسنة ‪ 2004‬عمى منع األشخاص الذيف تـ إدانتيـ بصفة نيائية بتيمة الغش‬
‫الضريبي‪ ،‬مف ممارسة النشاط التجاري حسب مفيوـ القانوف رقـ ‪ 12-90‬المؤرخ في‬
‫‪ 1990/08/18‬المتعمؽ بالسجؿ التجاري المعدؿ والمتمـ‪.‬‬
‫كما أف المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 2000-318‬المؤرخ في ‪ 2000/10/10‬المتضمف‬
‫تطبيؽ المادة ‪ 32‬مف القانوف رقـ ‪ 12-90‬المؤرخ في ‪ 1990/08/18‬المتعمؽ بالسجؿ‬
‫التجاري المعدؿ والمتمـ بالقانوف رقـ ‪ 00-00‬المؤرخ في ‪ 2000/00/10‬المتعمؽ‬

‫‪84‬‬
‫نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عميها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بالشروط المطموبة المتياف الحرفة التجارية‪ ،‬حيث يوضح طرؽ وكيفيات إخطار مصالح‬
‫السجؿ التجاري مف طرؼ مصالح العدالة والسمطات اإلدارية المعنية بكؿ الق اررات‬
‫والمعمومات التي مف شأنيا أف تعدؿ أو تمغي صفة التاجر‪.‬‬
‫بعد إثبات ومعاينة حاالت التدليس ومف أجؿ قمع مثؿ ىذه التصرفات وضع‬
‫المشرع منظومة عقابية عف طريؽ إخضاع المكمفيف لتطبيؽ وتنفيذ االلتزامات الجبائية‬
‫واحتراميا تحت طائمة توقيع عقوبات جزائية وجبائية عمى كؿ مخالؼ لمتنظيـ والتشريع‬
‫الجبائي إضافة إلى ذلؾ فقد قرر المشرع الجزائري عقوبات تيديدية والتي وردت في قانوف‬
‫اإلجراءات الجبائية تحت اسـ "التمجئة المالية" وعقوبات مينية تمس نشاط المكمؼ‪.‬‬
‫وفي سبيؿ تطبيؽ ىذه العقوبات تستعمؿ اإلدارة الضريبية كؿ سمطاتيا التشريعية‬
‫والقانونية‪ ،‬لكف في مقابؿ ذلؾ وخوفا مف تعسؼ اإلدارة الجبائية أثناء قياـ أعوانيا‬
‫بعمميات الرقابة الجبائية منح القانوف الجبائي عدة ضمانات لممكمؼ بالضريبة تحميو مف‬
‫ىذه التصرفات‪.‬‬
‫كما ألقى عمى عاتؽ المكمؼ بالضريبة عدة التزامات البد مف احتراميا والتي تسمح‬
‫لألعواف المحققيف بالقياـ بالرقابة والتأكد مف مصداقية وصحة المعمومات المحاسبية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬القيود الواردة عمى الرقابة الجبائية‬


‫منح المشرع الجبائي الجزائري سمطات واسعة لإلدارة الجبائية حتى يتسنى ليا‬
‫القياـ بمياميا الرقابية عمى تصريحات المكمؼ بالضريبة الخاضع لمرقابة‪.‬‬
‫لكف ىذه السمطات ليست مطمقة فقد قيدىا المشرع وذلؾ بمنحو لممكمؼ مجموعة‬
‫م ف الضمانات كما ألقى عمى عاتقو مجموعة مف االلتزامات لخمؽ نوع مف التوازف بيف‬
‫الحقوؽ والواجبات‪ ،‬واليدؼ مف ذلؾ منع تعسؼ أعواف اإلدارة الجبائية القائميف بعمميات‬
‫التحقيؽ ولمحفاظ عمى العالقة المتميزة التي تربط اإلدارة الجبائية بالمكمفيف‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬حقوق وضمانات المكمف بالضريبة‬

‫‪85‬‬
‫نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عميها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫في مقابؿ السمطات الواسعة الممنوحة لإلدارة الجبائية بخصوص عمميات الرقابة‬
‫منح المشرع مجموعة مف الحقوؽ والضمانات لممكمؼ بالضريبة‪ ،‬ذلؾ لخمؽ الطمأنينة بيف‬
‫المكمؼ مف جية وأعواف الرقابة مف جية أخرى‪ ،‬ولضماف السير الحسف لعمميات الرقابة‪،‬‬
‫وتنحصر ىذه الضمانات أساسا في ضمانات متعمقة بسير التحقيؽ‪ ،‬وضمانات متعمقة‬
‫بإعادة التقويـ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الضمانات المتعمقة بسير التحقيق‬


‫يتمتع المكمؼ بضمانات أثناء سير عمميات التحقيؽ إذ يتوجب عمى المراقبيف‬
‫احتراميا واإلخالؿ بيا يؤدي إلى بطالف إجراءات التحقيؽ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬اإلشعار المسبق وأجل التحضير‬
‫ال يمكف الشروع في إجراء أي تحقيؽ دوف إعالـ المكمؼ بالضريبة بذلؾ مسبقا‬
‫ويبمغ ىذا األخير عف طريؽ إرساؿ أو تسميـ إشعار بالتحقيؽ مقابؿ إشعار بالوصوؿ‪ ،‬كما‬
‫يجب أف يرفؽ ىذا اإلشعار بميثاؽ حقوؽ وواجبات المكمؼ بالضريبة المحقؽ في‬
‫‪1‬‬
‫محاسبتيـ‪.‬‬
‫ويجب أف يبيف اإلشعار بالتحقيؽ‪:‬‬
‫‪ -‬ألقاب وأسماء ورتب المحققيف؛‬
‫‪ -‬تاريخ وساعة أوؿ تدخؿ؛‬
‫‪ -‬الفترة التي يتـ فييا التحقيؽ؛‬
‫‪ -‬الحقوؽ والضرائب والرسوـ واألتاوى المعنية وكذا الوثائؽ الواجب اإلطالع عمييا؛‬
‫‪ -‬توضيح طابع التصويب إذا كاف بصدد تحقيؽ مصوب في المحاسبة‪.‬‬
‫وفي حالة استبداؿ المحققيف يجب إعالـ المكمؼ بالضريبة بذلؾ‪.‬‬
‫كما يستفيد المكمؼ بالضريبة مف أجؿ أدنى لمتحضير قبؿ البدء في عممية‬
‫التحقيؽ‪ ،‬وتختمؼ ىذه اآلجاؿ باختالؼ شكؿ الرقابة الجبائية كما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬بالنسبة لمتحقيؽ المحاسبي والتحقيؽ المصوب في المحاسبة عشر(‪ )10‬أياـ ابتداء مف‬
‫تاريخ استالـ اإلشعار؛‬

‫‪ 1‬انًازج ‪ ،4-20‬لاَىٌ اإلجطاءاخ انجثائُح‪ ،‬يطجع ؼاتك‪.‬‬


‫‪86‬‬
‫نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عميها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬بالنسبة لمتحقيؽ المعمؽ في الوضعية الجبائية الشاممة خمسة عشر(‪ )15‬يوما ابتداء‬
‫‪1‬‬
‫مف تاريخ استالـ اإلشعار‪.‬‬
‫وال يمكف البدء في عمميات الرقابة إال بعد مرور اآلجاؿ القانونية لمتحضير‪،‬‬
‫ويمكف أف يمدد األجؿ بصورة استثنائية بطمب مستعجؿ مف المكمؼ يتضمف أسباب‬
‫ومبررات معقولة وذلؾ آلجاؿ معقولة‪.‬‬
‫وعمى كؿ حاؿ يمكف لإلدارة الجبائية القياـ بعممية رقابة مفاجئة ترمي إلى المعاينة‬
‫المادية لمعناصر الطبيعية لالستغالؿ أو التأكد مف وجود الوثائؽ المحاسبية وحالتيا‪ ،‬في‬
‫‪2‬‬
‫ىذه الحالة يسمـ اإلشعار بالتحقيؽ عند بداية عمميات الرقابة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬االستعانة بمستشار‬
‫يعمـ كؿ مكمؼ بالضريبة بحقو في إمكانية االستعانة بمستشار مف اختياره قصد‬
‫متابعة سير عمميات المراقبة ومناقشة االقتراحات التي تطرحيا إدارة الضرائب‪ ،‬وىذا مع‬
‫‪3‬‬
‫بداية عممية التحقيؽ عند إرساؿ اإلشعار بالتقويـ‪.‬‬
‫كما تنص المادة ‪ 4-20‬مف قانوف اإلجراءات الجبائية عمى‪ ..." :‬يستطيع أف‬
‫يستعيف بمستشار مف اختياره أثناء إجراء عممية الرقابة‪"...‬‬
‫ويؤدي عدـ اإلشعار بحؽ االستعانة بمستشار إلى إبطاؿ إجراء الرقابة‪ ،‬كما يمكف‬
‫لممكمؼ أيضا أف يعيف مف يمثمو خالؿ فترة إجراء الرقابة الجبائية وغياب المكمؼ ال يمنع‬
‫مف إجراء عممية الرقابة المفاجئة والتي تفقد مف قيمتيا في حاؿ عدـ إجرائيا‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬عدم إعادة التحقيق‬
‫ال يجوز لإلدارة الجبائية بعد انتياء التحقيؽ أف تقوـ بتحقيؽ جديد لنفس التقييدات‬
‫الحسابية بالنسبة لنفس الضرائب والرسوـ‪ ،‬وبالنسبة لنفس الفترة باستثناء ما إذا كاف‬
‫المكمؼ بالضريبة قد استعمؿ مناورات تدليسية أو أعطى معمومات غير كاممة أو خاطئة‬
‫‪4‬‬
‫خالؿ التحقيؽ‪.‬‬

‫‪ 1‬انًازج ‪ ،3 -21‬لاَىٌ اإلجطاءاخ انجثائُح‪ ،‬يطجع ؼاتك‪.‬‬


‫‪ 2‬انًازج ‪َ ،4-20‬فػ انًطجع‪.‬‬
‫‪ 3‬عثاغ عثس انطظاق‪ ،‬يطجع ؼاتك‪ ،‬ص‪.44‬‬
‫‪ 4‬انًازج ‪ ،8-20‬لاَىٌ اإلجطاءاخ انجثائُح‪ ،‬يطجع ؼاتك‪.‬‬
‫‪87‬‬
‫نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عميها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ولكف ممارسة التحقيؽ المصوب ال يمنع اإلدارة الجبائية مف إمكانية إجراء التحقيؽ‬
‫المعمؽ في المحاسبة الحقا والرجوع إلى الفترة التي تمت فييا المراقبة‪ ،‬لكف يجب أف تأخذ‬
‫بعيف االعتبار الحقوؽ المطالب بيا نتيجة إلعادة التقويـ المتمـ عند التحقيؽ المصوب‪.1‬‬
‫رابعا‪ :‬تحديد مدة إجراء التحقيق‬
‫تختمؼ مدة إجراء التحقيؽ باختالؼ شكؿ الرقابة الجبائية المعموؿ بيا‪:‬‬
‫‪ -1‬المعاينة‬
‫ال تجرى المعاينات إال خالؿ النيار وفي الساعات التالية‪:2‬‬
‫مف ‪ 01‬أكتوبر إلى غاية ‪ 31‬مارس مف الساعة السادسة صباحا إلى الساعة السادسة‬
‫مساء‪.‬‬
‫‪ -2‬التحقيق في المحاسبة‬
‫ال يمكف تحت طائمة بطالف اإلجراء أف تستغرؽ مدة التحقيؽ في عيف المكاف فيما‬
‫يخص الدفاتر والوثائؽ المحاسبية أكثر مف ثالثة أشير فيما يخص‪.3‬‬
‫‪ -‬مؤسسات تأدية الخدمات إذا كاف رقـ أعماليا السنوي ال يتجاوز ‪1.000.000‬دج‬
‫بالنسبة لكؿ سنة مالية محقؽ فييا؛‬
‫‪ -‬كؿ المؤسسات األخرى إذا كاف رقـ أعماليا السنوي ال يتجاوز ‪ 2.000.000‬دج‬
‫بالنسبة لكؿ سنة مالية محقؽ فييا‪.‬‬
‫يمدد ىذا األجؿ إلى ستة (‪ )06‬أشير بالنسبة لممؤسسات المذكورة أعاله إذا كاف‬
‫رقـ أعماليا السنوي ال يفوؽ عمى التوالي ‪ 5.000.000‬دج و‪ 10.000.000‬دج بالنسبة‬
‫لكؿ سنة مالية محقؽ فييا‪.‬‬
‫ويجب أف ال تتجاوز مدة التحقيؽ في عيف المكاف في جميع الحاالت األخرى‬
‫تسعة (‪ )09‬أشير‪.‬‬
‫استثناء لما سبؽ ذكره فإف مدة التحقيؽ المبينة أعاله ال تطبؽ في الحاالت‬
‫‪4‬‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ 1‬انًازج ‪ 20‬يكطض ‪َ ،6‬فػ انًطجع‪.‬‬


‫‪ 2‬انًازج ‪َ ،23‬فػ انًطجع‪.‬‬
‫‪ 3‬انًازج ‪َ ،5-20‬فػ انًطجع‪.‬‬
‫‪ 4‬وظاضج انًانُح‪ ،‬انًسَطَح انعايح نهضطائة‪ ،‬يُثاق انًكهفٍُ تانضطَثح انراضعٍُ نهطلاتح‪ ،‬يُشىضاخ ‪ ،2013‬ص‪.25‬‬
‫‪88‬‬
‫نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عميها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬استعماؿ طرؽ تدليسية مثبتة قانونا أو تقديـ معمومات خاطئة وغير كاممة أو عدـ‬
‫استجابة المكمؼ لطمبات التوضيح والتبرير؛‬
‫‪ -‬فحص مالحظات وطمبات المكمؼ بعد انتياء التحقيؽ‪.‬‬
‫‪ -3‬التحقيق المصوب‬
‫ال يمكف تحت طائمة بطالف اإلجراء أف تستغرؽ مدة التحقيؽ في عيف المكاف في‬
‫‪1‬‬
‫الدفاتر والوثائؽ أكثر مف شيريف‪.‬‬
‫يتـ تحديد مدة التحقيؽ في عيف المكاف سواء بالنسبة لمتحقيؽ في المحاسبة أو‬
‫التحقيؽ المصوب في المحاسبة ابتداء مف تاريخ التدخؿ األوؿ لممراقبيف الوارد عمى‬
‫اإلشعار بالتحقيؽ‪ ،‬إال في حالة تمديد مقبوؿ قانونا ليذه المدة مف طرؼ مصمحة التحقيؽ‪.‬‬
‫‪ -4‬التحقيق المعمق في الوضعية الجبائية الشاممة‬
‫ال يمكف أف يمتد طيمة فترة تفوؽ سنة واحدة اعتبا ار مف تاريخ استالـ اإلشعار تمدد‬
‫ىذه المدة في الحاالت التالية ‪: 2‬‬
‫‪ -‬تمدد بثالثيف يوما المنصوص عمييا في المادة ‪ 19‬مف قانوف اإلجراءات الجبائية‬
‫(طمب التوضيحات والتبريرات )؛‬
‫‪ -‬تمدد باآلجاؿ الضرورية لإلدارة بغية الحصوؿ عمى كشوفات الحسابات عندما ال‬
‫يستطيع المكمؼ بالضريبة تقديميا في اجؿ ثالثيف (‪ )30‬يوما ابتدءا مف تاريخ طمب‬
‫اإلدارة أو لمحصوؿ عمى المعمومات المطموبة مف طرؼ السمطات األجنبية عندما يتوفر‬
‫المكمؼ بالضريبة عمى مداخيؿ في الخارج أو متحصؿ عمييا مف الخارج؛‬
‫‪ -‬تمدد إلى سنتيف في حالة اكتشاؼ خطأ خفي‪.‬‬
‫مالحظة‪:‬‬
‫مف خالؿ ما سبؽ نستنتج أف مدة الرقابة تختمؼ باختالؼ أشكاليا وىذا راجع إلى‬
‫صعوبة الحصوؿ عمى المعمومات الجبائية مثال‪ :‬حالة التحقيؽ المعمؽ في الوضعية‬
‫الجبائية الشاممة المنصبة عمى الدخؿ اإلجمالي (األشخاص الطبيعية) يصعب الحصوؿ‬
‫عمى المعمومات الجبائية‪ ،‬لذا يضطر العوف المحقؽ لمجوء إلى مصادر خارجية‬

‫‪ 1‬انًازج ‪ ،4-20‬لاَىٌ اإلجطاءاخ انجثائُح‪ ،‬يطجع ؼاتك‪.‬‬


‫‪ 2‬انًازج ‪َ ،4-21‬فػ انًطجع‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عميها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫(البنوؾ‪ )...،‬نتيجة لذلؾ تطوؿ مدة التحقيؽ إلى سنة ويمكف أف تمدد إلى سنتيف‪ ،‬عمى‬
‫عكس التحقيؽ المصوب فيو ينصب عمى العمميات والمعطيات المحاسبية لمدة تقؿ عف‬
‫سنة جبائية‪ ،‬وىو السبب الذي يجعؿ مدتو قصيرة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫خامسا‪ :‬النقاش الشفوي والحضوري‬
‫‪ -1‬أثناء أشغال الحقيق‬
‫القاعدة العامة أف التحقيؽ في الدفاتر والوثائؽ يتـ في عيف المكاف‪ ،‬إال في حالة‬
‫طمب معاكس مف طرؼ المكمؼ بالضريبة يوجو كتابيا وتقبمو المصمحة أو في حالة قوة‬
‫قاىرة يتـ إقرارىا قانونا مف طرؼ المصمحة‪.‬‬
‫يسمح التحقيؽ في عيف المكاف لعوف التحقيؽ أف يستغؿ فرصة الحضور الدائـ‬
‫لممكمؼ بالضريبة أو ممثمو القانوني‪ ،‬بيدؼ بدء حوار ومناقشة حضورية مستمرة خالؿ‬
‫مدة التحقيؽ‪.‬‬
‫وبالتالي يمكنو طمب كؿ معمومة تكميمية أو وثيقة تبريرية ضرورية لمتحقيؽ وىذا‬
‫حسب تقديـ أشغاؿ التحقيؽ‪ ،‬ينبغي عمى المحقؽ كذلؾ سماع المكمؼ المحقؽ معو مف‬
‫أجؿ كؿ معمومة إضافية بغية تفعيؿ المناقشة الشفوية والحضورية معو‪.‬‬
‫تحت طائمة بطالف اإلجراء‪ ،‬يجب عمى العوف المحقؽ كذلؾ تقديـ تفسيرات شفوية‬
‫لممكمؼ حوؿ مضموف التبميغ إذا طمب ىذا األخير ذلؾ وىذا قبؿ انقضاء الرد الممنوح لو‬
‫والذي يقدر بأربعيف (‪ )40‬يوما مف أجؿ تقديـ مالحظاتو أو قبولو‪ ،‬يمكنو كذلؾ بعد رد‬
‫المكمؼ بالضريبة المحقؽ معو سماعو إذا تبيف أف ذلؾ مجديا‪ ،‬أو إذا طمب ىذا األخير‬
‫تفسيرات تكميمية (طبقا لممادة ‪ 6-20‬قانوف اإلجراءات الجبائية)‪.‬‬
‫‪ -2‬في نهاية أشغال التحقيق‬
‫نظ ار ألىمية ىذا التاريخ مف أجؿ استبعاد كؿ الشكوؾ يستدعى المكمؼ بالضريبة‬
‫المحقؽ معو باستدعاء مكتوب يوضح فيو التاريخ والساعة لمحضور إلى اجتماع اختتاـ‬
‫أشغاؿ الحقيؽ‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬السر المهني‬

‫‪ 1‬يُثاق انًكهفٍُ تانضطَثح انراضعٍُ نهطلاتح‪ ،‬يطجع ؼاتك‪ ،‬ص‪.26-25‬‬


‫‪96‬‬
‫نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عميها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تبعا ألحكاـ المواد مف ‪ 65‬إلى ‪ 69‬مف قانوف اإلجراءات الجبائية والتي تنص عمى‬
‫اإللزاـ بالسر الميني حيث تنص المادة ‪" 65‬يمزـ بالسر الميني بمقتضى أحكاـ المادة‬
‫‪ 301‬مف قانوف العقوبات ويتعرض لمعقوبات المقررة في نفس المادة كؿ شخص مدعو‬
‫أثناء أداء ووظائفو أو صالحياتو لمتدخؿ في إعداد أو تحصيؿ أو المنازعات المتعمقة‬
‫‪1‬‬
‫بالضرائب والرسوـ المنصوص عمييا في التشريع الجبائي المعموؿ بو"‪.‬‬
‫كما يمزـ ضابط الشرطة القضائية وأعواف اإلدارة الجبائية بكتماف السر الميني عند‬
‫‪2‬‬
‫القياـ بإجراءات المعاينة عمى المكمؼ‪.‬‬
‫إال أف األحكاـ الواردة سابقا تبطؿ في حالة وقوع نزاعات تقدـ لإلدارة بدعوى ضد‬
‫مديف ما أو أماـ ممثمي الدولة كالخبراء المحاسبيف المعتمديف أو تبميغ اإلدارة لجاف‬
‫‪3‬‬
‫الطعف‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬المحرر الجبائي‬
‫"يعتبر المحرر الجبائي ق ار ار قطعيا اتخذتو اإلدارة الجبائية التي لجأ إلييا المكمؼ‬
‫بالضريبة حسف النية التابع الختصاص مديرية كبريات المؤسسات إذ يشكؿ ىذا المحرر‬
‫ردا وضاحا ونيائيا عمى طمب المكمؼ بالضريبة الذي يريد معرفة األحكاـ الجبائية‬
‫‪4‬‬
‫المطبقة في وضعية ما لمنظر إلى التشريع الجبائي المعموؿ بو"‪.‬‬
‫يشكؿ ىذا المحرر ردا واضحا ونيائيا عمى طمب المكمؼ بالضريبة الذي يريد‬
‫معرفة األحكاـ الجبائية المطبقة في وضعية ما بالنظر إلى التشريع الجبائي المعموؿ بو‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫ويطبؽ ىذا الضماف عندما‪:‬‬
‫‪ -‬تبمغ اإلدارة بموجب رسالة مكتوبة واضحة وتامة مف طرؼ المكمؼ بالضريبة‬
‫حسف النية؛‬

‫‪ 1‬انًازج‪ ،41‬لاَىٌ ضلى ‪ ،24-06‬انًؤضخ فٍ ‪ 06‬شٌ انحجح ‪ 1427‬انًىافك نـ‪َ ،2006/12/26‬تضًٍ لاَىٌ انًانُح نؽُح‬
‫‪ ،2007‬انجطَسج انطؼًُح‪ ،‬انعسز‪ ،85‬انظازضج تتاضَد ‪.2006/12/27‬‬
‫‪ 2‬انًازج ‪ ،38‬لاَىٌ اإلجطاءاخ انجثائُح‪ ،‬يطجع ؼاتك‪.‬‬
‫‪ 3‬عثاغ عثس انطظاق‪ ،‬يطجع ؼاتك‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪ 4‬انًازج‪ ،02‬انًطؼىو نتُفُصٌ ضلى ‪ 334-12‬انًؤضخ فٍ ‪ ،2012/09/08‬انجطَسج انطؼًُح‪ ،‬انعسز‪ ،50‬انًؤضذح فٍ‬
‫‪َ 2012/09/12‬تعهك تانًحطض انجثائٍ‪.‬‬
‫‪َ -‬هسف هصا انًطؼىو إنً تحسَس كُفُاخ تطثُك أحكاو انًازتٍُ ‪ 174‬يكطض و‪ 174‬يكطض‪ 1‬يٍ لاَىٌ اإلجطاءاخ‬
‫انجثائُح‪.‬‬
‫‪ 5‬يُثاق انًكهفٍُ تانضطَثح انراضعٍُ نهطلاتح‪ ،‬يطجع ؼاتك‪ ،‬ص‪.28‬‬
‫‪91‬‬
‫نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عميها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬تكوف اإلدارة قد اتخذت ق ار ار قطعيا فيما يخص وضعية ما بالرجوع إلى نص‬
‫جبائي في أجؿ أربعة (‪ )04‬أشير أو لـ ترد في ىذا األجؿ؛‬
‫‪ -‬يكوف اتخاذ القرار سابقا لتاريخ انتياء أجؿ التصريح الذي يتوفر لدى المكمؼ‬
‫بالضريبة‪ ،‬أو في غياب االلتزاـ بالتصريح السابؽ بتاريخ تحصيؿ الضرائب التي‬
‫تماثؿ التصفية التمقائية لمضريبة‪.‬‬
‫يجيب المحرر الجبائي إذف عمى مبدأ الحماية القانونية والذي يفترض اإلبالغ‬
‫الدقيؽ مف طرؼ اإلدارة لمقواعد العامة أو الخاصة والتي تكوف في وقت ما اإلطار‬
‫القانوني لإلدارة الذي تمارس فيو صالحياتيا‪ ،‬ومف ثـ فإف المحرر الجبائي ال يمنح اإلدارة‬
‫الجبائية سمطة أو حؽ مخالفة القانوف ولكف يجعؿ تفسيراتيا قانونية وواجبة النفاذ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الضمانات المتعمقة بإعادة التقويم‬


‫إضافة إلى الضمانات المتعمقة بسير التحقيؽ يستفيد المكمؼ مف ضمانات أخرى‬
‫متعمقة بإعادة التقويـ والتي تتمثؿ أساسا في إجراءات إعادة التقييـ المضاد‪ ،1‬وتتمثؿ في‪:‬‬
‫أوال‪ :‬حق اإلشعار بنتائج التقويم‬
‫عند تحديد أسس فرض الضريبة يتعيف عمى اإلدارة الجبائية أف تعمـ المكمؼ‬
‫بالضريبة بالنتائج‪ ،‬وذلؾ حتى في غياب إعادة التقويـ في رسالة موصى عمييا مع إشعار‬
‫‪2‬‬
‫باالستالـ‪ ،‬أو يسمـ لو مع إشعار باالستالـ‪.‬‬
‫كما يجب أف يكوف اإلشعار بإعادة التقويـ مفصال بقدر كاؼ ومعمال‪ ،‬وذكر أحكاـ‬
‫المواد التي يؤسس عمييا إعادة التقويـ بطريقة تسمح لممكمؼ بالضريبة مف إعادة تشكيؿ‬
‫أسس فرض الضريبة وتقديـ مالحظاتو أو إعالف قبولو ليا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬حق الرد‬

‫‪ 1‬وظاضج انًانُح‪ ،‬انًسَطَح انعايح نهضطائة‪ ،‬انسنُم انتطثُمٍ نهًكهف تانضطَثح‪ ،‬يسَطج انعاللاخ انعًىيُح واالتظال‪،‬‬
‫يُشىضاخ انؽاحم‪ ،‬ص ‪.98‬‬
‫‪ 2‬انًازج ‪ ،5-21‬لاَىٌ اإلجطاءاخ انجثائُح‪ ،‬يطجع ؼاتك‪.‬‬
‫‪92‬‬
‫نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عميها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يحؽ لممكمؼ الرد عمى إعادة التقويـ مف خالؿ تقديـ رأيو ومالحظاتو حوؿ إعادة‬
‫التقويـ‪ ،‬كما يمكف طمب توضيحات شفوية حوؿ مضموف التبميغ أو اإلشعار في أجؿ‬
‫أقصاه أربعيف(‪ )40‬يوما بالنسبة لمتحقيؽ في المحاسبة والتحقيؽ المعمؽ في الوضعية‬
‫الجبائية الشاممة‪ ،‬أما بالنسبة لمتحقيؽ المصوب في المحاسبة فيمنح أجؿ الرد ثالثيف(‪)30‬‬
‫يوما‪.‬‬
‫في حالة إبداء المكمؼ لمالحظاتو ىناؾ ثالث حاالت ينبغي أخذىا بعيف‬
‫‪1‬‬
‫االعتبار‪:‬‬
‫‪ -‬إذا اعتبرت مالحظات المكمؼ مؤسسة ومقبولة كميا أو جزئيا تتراجع اإلدارة عف إعادة‬
‫التقويـ أو تقوـ بتعديمو؛‬
‫‪ -‬إذا تـ رفض المالحظات يتعيف عمى اإلدارة الجبائية في ىذه الحالة إبالغ المكمؼ بذلؾ‬
‫بواسطة رد مفصؿ ومبرر؛‬
‫‪ -‬إذا كاف ىناؾ سبب جديد إلعادة التقويـ واألخذ في الحسباف عناصر جديدة غير‬
‫مذكورة في التبميغ األوؿ يتـ منح المكمؼ أجؿ جديد إضافي لمرد مدتو أربعيف(‪ )40‬يوما‬
‫مف أجؿ تقديـ مالحظاتو‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬حق الطعن‬
‫يحؽ لممكمؼ بالضريبة الحصوؿ عمى استدراؾ أو تصحيح األخطاء المرتكبة في‬
‫تأسيس الضريبة أو حسابيا واالستفادة مف حؽ ناتج عف حكـ تشريعي أو تنظيمي ويكوف‬
‫‪2‬‬
‫األمر عمى مستوى اإلدارة أو المحكمة‪.‬‬
‫لكف قبؿ المجوء إلى الطعف يحؽ لممكمؼ طمب التحكيـ والذي يعد ضمانا إضافيا‬
‫ممنوحا لممكمؼ بالضريبة المحقؽ معو الذي يمكنو طمب االستفادة منو في إطار اإلجابة‬
‫عمى التبميغ األولي لنتائج التحقيؽ‪ ،‬وىذا مف أجؿ مناقشة أي سؤاؿ متعمؽ بالوقائع أو‬
‫بالقانوف‪.‬‬
‫وعميو فإنو يجب تحت طائمة بطالف إجراء التحقيؽ واعادة التقويـ تبميغ المكمؼ‬
‫بالضريبة ف ي إطار اإلشعار بإعادة التقويـ بأف لديو إمكانية الطمب في رده التحكيـ‬

‫‪ 1‬انسنُم انتطثُمٍ نهًكهف تانضطَثح‪ ،‬يطجع ؼاتك‪ ،‬ص ‪.100‬‬


‫‪ 2‬عثاغ عثس انطظاق‪ ،‬يطجع ؼاتك‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪93‬‬
‫نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عميها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بالنسبة لألسئمة المتعمقة بالوقائع أو بالقانوف حسب الحالة مف مدير كبريات المؤسسات‪،‬‬
‫أو مف مدير الضرائب لموالية‪ ،‬أو مف رئيس مركز الضرائب‪ ،‬أو مف رئيس مصالح‬
‫التدقيؽ والمراجعات‪.‬‬
‫يؤدي ىذا الطمب إلى عقد اجتماع عمؿ عمى مستوى اإلدارة وىذا بعد دراسة رد‬
‫المكمؼ بالضريبة المحقؽ معو وبحضور ىذا األخير أو ممثمو القانوني مف أجؿ مناقشة‬
‫األسئمة التي أوضح فييا عدـ توافقو مع مصمحة التحقيؽ‪.‬‬
‫وفي األخير يتـ تحرير محضر تؤشر فيو كؿ اآلراء المقدمة مف مختمؼ المتدخميف‬
‫‪1‬‬
‫وكذا القرار النيائي المتخذ وتحت رعاية مسؤوؿ مختص‪.‬‬
‫‪ -1‬الطعن اإلداري‬
‫يمكف لممكمؼ بالضريبة أف يمجأ إلى مدير كبريات المؤسسات‪ ،‬المدير الوالئي‬
‫لمضرائب‪ ،‬أو إلى رئيس مركز الضرائب‪ ،‬أو رئيس مصمحة األبحاث والمراجعات‪ ،‬لمنظر‬
‫في الصعوبات التي تنشأ خالؿ التحقيؽ أو النتائج المترتبة عنيا‪ 2،‬وىذا يعتبر أوؿ مراحؿ‬
‫المنازعات لكونو إجراء أساسي ممنوح لممكمؼ لمدفاع عف حقو‪ ،‬وكذلؾ وسيمة لإلدارة‬
‫الجبائية لتصحيح أخطائيا‪ ،‬كما يعتبر الطعف اإلداري إجباريا قبؿ كؿ لجوء إلى لجاف‬
‫الطعف أو القضاء‪.‬‬
‫‪ -2‬الطعن النزاعي‬
‫إذا تبيف لممكمؼ أنو قد أخضع جو ار فعميو أف يرسؿ بشكوى إلى المدير الوالئي‬
‫لمضرائب في مكاف فرض الضريبة‪.‬‬
‫تقبؿ ىذه الشكوى إلى غاية ‪ 31‬ديسمبر مف السنة الموالية لسنة إدراج جدوؿ‬
‫التحصيؿ أو حصوؿ األحداث الموجبة ليذه الشكوى‪ ،‬يفصؿ رؤساء مراكز الضرائب‬
‫ورؤساء المراكز الجوارية لمضرائب في الشكاوى التابعة الختصاصيـ في أجؿ أربعة(‪)04‬‬
‫أشير ابتداء مف تاريخ استالـ الشكوى‪.‬‬
‫يمدد ىذا األجؿ إلى ستة (‪ )06‬أشير عندما تكوف الشكوى أو طمبات استرداد‬
‫ف روض الرسـ عمى القيمة المضافة تابعة الختصاص المدير الوالئي لمضرائب‪ ،‬أو مدير‬

‫‪ 1‬يُثاق انًكهفٍُ انراضعٍُ نهضطَثح‪ ،‬يطجع ؼاتك‪ ،‬ص‪.27-26‬‬


‫‪ 2‬يُثاق انًكهفٍُ انراضعٍُ نهضطَثح‪ ،‬يطجع ؼاتك‪ ،‬ص‪.32-31‬‬
‫‪94‬‬
‫نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عميها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كبريات المؤسسات‪ ،1‬ويمدد إلى ثمانية (‪ )08‬أشير بالنسبة لمقضايا محؿ النزاع التابعة‬
‫حسب الحالة لممدير الوالئي لمضرائب أو مدير كبريات المؤسسات والتي تتطمب الرأي‬
‫المطابؽ لإلدارة المركزية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وتقدـ الشكاوى حسب اختصاص كؿ مف‪:‬‬
‫المدير الوالئي لمضرائب‬
‫‪ -‬كؿ الشكاوى النزاعية التي يتجاوز مبمغيا اإلجمالي مف الحقوؽ والعقوبات وغرامات‬
‫الوعاء الضريبي خمسوف مميوف دينار جزائري (‪ 50.000.000‬دج)؛‬
‫‪ -‬طمبات استرداد فروض الرسـ عمى القيمة المضافة المتعمقة بمبالغ تجاوزت خمسوف‬
‫مميوف دينار جزائري (‪ 50.000.000‬دج)‪.‬‬

‫مدير كبريات المؤسسات‬


‫‪ -‬كؿ الشكاوى النزاعية التي يتجاوز مبمغيا اإلجمالي مف الحقوؽ والعقوبات وغرامات‬
‫الوعاء الضريبي مائة مميوف دينار جزائري (‪100.000.000‬دج)؛‬
‫‪ -‬طمب استرداد فروض الرسـ عمى القيمة المضافة المتعمقة بمبالغ تتجاوز مائة مميوف‬
‫دينار جزائري (‪100.000.000‬دج)‪.‬‬
‫يجوز لممكمؼ الذي يقدـ شكوى نزاعية أساسيا مضموف الضرائب المفروضة‬
‫تأجيؿ دفع القدر المتنازع فيو مف خالؿ دفع مبمغ يساوي ‪ %20‬مف ىذه الضرائب لدى‬
‫‪3‬‬
‫قابض الضرائب المختص إذا طمب االستفادة مف ذلؾ في شكواه‪.‬‬
‫يستدعى المكمؼ بالضريبة بواسطة رسالة موصى عمييا مع إشعار باالستالـ‪،‬‬
‫لتكممة ممؼ الشكوى في أجؿ ثالثيف (‪ )30‬يوما اعتبا ار مف تاريخ االستالـ‪ ،‬وال تسري ىذه‬
‫اآلجاؿ إال بعد استالـ رد المكمؼ بالضريبة‪ ،‬وفي حالة غياب الرد أو كاف الرد ناقصا‬
‫يبمغ بقرار الرفض لعدـ قبوؿ مف طرؼ المسؤوؿ األوؿ لممصمحة المختصة (رئيس‬
‫المركز الجواري لمضرائب‪ ،‬رئيس مركز الضرائب‪ ،‬مدير الضرائب الوالئي‪ ،‬أو مدير‬

‫‪ 1‬انًازج ‪ ،2-76‬لاَىٌ اإلجطاءاخ انجثائُح‪ ،‬يطجع ؼاتك‪.‬‬


‫‪ 2‬يُثاق انًكهفٍُ انراضعٍُ نهضطَثح‪ ،‬يطجع ؼاتك‪ ،‬ص‪.38‬‬
‫‪ 3‬انًازج ‪ ،74‬لاَىٌ اإلجطاءاخ انجثائُح‪ ،‬يطجع ؼاتك‪.‬‬
‫‪95‬‬
‫نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عميها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كبريات المؤسسات)‪ 1‬يمكف لممكمؼ الطعف في ىذا القرار إما أماـ لجنة الطعف أو أماـ‬
‫‪2‬‬
‫المحكمة اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -3‬الطعن أمام المجان‬
‫يمكف لممكمؼ الذي لـ يرضى بالقرار المتخذ بشأف شكواه المجوء إلى لجنة الطعف‬
‫‪3‬‬
‫المختصة في أجؿ أربعة (‪ )04‬أشير ابتداء مف تاريخ استالـ قرار اإلدارة‪.‬‬
‫طبقا لممادة ‪ 80‬مف قانوف اإلجراءات الجبائية يمكف الطعف أماـ لجاف الطعف‬
‫لمضرائب المباشرة والرسـ عمى القيمة المضافة فقط‪ ،‬بالنسبة لمشكاوى الن ازعية التي تـ‬
‫بشأنيا صدور قرار بالرفض الكمي أو الجزئي مف قبؿ السمطة اإلدارية المختصة‪.‬‬
‫وعميو فإف غياب الرد مف طرؼ اإلدارة ال يسمح لممكمؼ بالمجوء إلى الطعف أماـ‬
‫ىذه المجاف ىذا مف ناحية‪ ،‬ومف ناحية أخرى ال يمكف أف يرفع الطعف إلى المجنة‬
‫المختصة بعد رفع دعوى أماـ المحكمة اإلدارية‪ ،‬فينبغي إرساؿ الطعف إلى رئيس لجنة‬
‫الطعف المتواجدة حسب الحالة عمى مستوى الدائرة‪ ،‬الوالية‪ ،‬أو عمى المستوى المركزي‪،‬‬
‫يخضع ىذا الطعف لمقواعد الشكمية المنصوص عمييا في المادتيف ‪ 75،73‬مف قانوف‬
‫اإلجراءات الجبائية‪ ،‬وقد حددت المادة ‪ 80‬المذكورة أعاله اختصاص ىذه المجاف‪.‬‬
‫يجوز لممكمؼ بالضريبة أف يرفع دعوى إلى المحكمة بعد صدور قرار لجنة الطعف‬
‫المختصة أو ابتداء مف تاريخ انقضاء األجؿ الممنوح لمجنة لكي تبت في الطعف إف لـ‬
‫‪4‬‬
‫تبدي ىذه األخيرة قرارىا في ىذا األجؿ‪ ،‬عندىا يعد صمتيا رفضا ضمنيا لمطعف‪.‬‬
‫‪ -4‬الطعن أمام الجهات القضائية‬
‫يمكف لممكمؼ الذي لـ يرضى بالقرار المتخذ مف طرؼ اإلدارة الجبائية حسب‬
‫الحالة بعد أخذ رأي لجاف الطعف عمى مستوى الدائرة أو الوالية أو المجنة المركزية أف‬
‫يرفع دعوى أماـ المحكمة اإلدارية في أجؿ أربعة (‪ )04‬أشير ابتداء مف يوـ استالـ القرار‬
‫المتخذ بشأف شكواه‪ ،‬قبؿ أو بعد إبداء لجنة الطعف المختصة رأييا في الشكوى‪.‬‬

‫‪ 1‬يُثاق انًكهفٍُ انراضعٍُ نهضطَثح‪ ،‬يطجع ؼاتك‪ ،‬ص‪.39‬‬


‫‪ 2‬انًازج ‪ ،04-73‬لاَىٌ اإلجطاءاخ انجثائُح‪ ،‬يطجع ؼاتك‪.‬‬
‫‪ 3‬انًازج ‪َ ،80‬فػ انًطجع‪.‬‬
‫‪ 4‬يُثاق انًكهفٍُ انراضعٍُ نهضطَثح‪ ،‬يطجع ؼاتك‪ ،‬ص‪.42‬‬
‫‪96‬‬
‫نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عميها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يمكف لممشتكي كذلؾ أف يرفع النزاع إلى المحكمة اإلدارية في نفس األجؿ أربعة‬
‫‪1‬‬
‫(‪ )04‬أشير‪:‬‬
‫‪ -‬ابتداء مف تاريخ انقضاء اآلجاؿ الممنوحة لإلدارة الجبائية التخاذ القرار بشأف شكوى‬
‫المكمؼ وىذا في حالة عدـ رد ىذه األخيرة (قرار ضمني بالرفض طبقا لممادة ‪02-82‬‬
‫مف قانوف اإلجراءات الجبائية)؛‬
‫‪ -‬ابتداء مف تاريخ انطالؽ اآلجاؿ الممنوحة لمجاف الطعف إلبداء رأييا بشأف طعوف‬
‫المكمفيف بالضريبة المرفوعة أماميـ‪ ،‬في حالة عدـ رد ىذه األخيرة (قرار ضمني بالرفض‬
‫طبقا لممادة ‪ 02-81‬مف قانوف اإلجراءات الجبائية)‪.‬‬
‫لإلشارة فإف الطعف أماـ المحاكـ اإلدارية ال يوقؼ تسديد الحقوؽ المحتج عمييا‬
‫والعكس مف ذلؾ يبقى تحصيؿ الغرامات المستحقة معمقا إلى غاية صدور حكـ قضائي‬
‫نيائي‪ ،‬غير أنو يمكف لممديف بالضريبة أف يرجى دفع المبمغ الرئيسي المحتج عميو شريطة‬
‫تقديـ ضمانات حقيقية لضماف التحصيؿ الضريبي‪.‬‬
‫يمكف االستئناؼ في األحكاـ الصادرة عف المحكمة اإلدارية أماـ مجمس الدولة في‬
‫أجؿ شيريف (‪ )02‬بالنسبة لألحكاـ التي تبت في المضموف‪ ،‬وفي أجؿ خمسة عشرة‬
‫‪2‬‬
‫(‪ )15‬يوما بالنسبة لألوامر اإلستعجالية‪.‬‬
‫فيما يخص النزاع اإلداري فإف طمبات االستئناؼ ال توقؼ تنفيذ الحكـ‪ ،‬غير أنو‬
‫يمكف لمطرؼ المستأنؼ أف يطمب مف مجمس الدولة تنفيذ األحكاـ القضائية الصادرة عف‬
‫‪3‬‬
‫المحكمة اإلدارية‪.‬‬
‫وأخي ار يمكف القوؿ أنو خالفا لمقواعد العامة التي تقضي باختصاص النيابةالعامة‬
‫كأصؿ عاـ بتحريؾ الدعوى العمومية‪ ،‬فإف األمر يختمؼ بالنسبة لممخالفات الضريبية‬
‫التي تتميز بوحدة الدعوتيف العمومية والجبائية مف حيث التحريؾ‪ ،‬إذ أف كؿ النصوص‬
‫الضريبية أكدت عمى صالحيات تحريكيا إلدارة الضرائب‪.4‬‬

‫‪َ 1‬فػ انًطجع‪ ،‬ص‪.43‬‬


‫‪ 2‬انًازج ‪ ،50‬لاَىٌ ضلى ‪ 09-08‬انًؤضخ فٍ ‪ ،2008/02/25‬انجطَسج انطؼًُح‪ ،‬انعسز‪ ،21‬انًؤضذح فٍ ‪،2008/04/23‬‬
‫َتضًٍ لاَىٌ اإلجطاءاخ انًسَُح واإلزاضَح‪.‬‬
‫‪ 3‬انًازج ‪َ ،913‬فػ انًطجع‪.‬‬
‫‪ 4‬أحؽٍ تىؼمُعح‪ ،‬يطجع ؼاتك‪ ،‬ص‪.27‬‬
‫‪97‬‬
‫نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عميها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تسمح ىذه الميزة إلدارة الضرائب اختيار أنجع أساليب التحصيؿ بطريقة أسرع‬
‫كيدؼ أساسي ولذلؾ يمكنيا المجوء إلى اإلجراءات القصرية (حجز ممتمكات المكمؼ)‪،‬‬
‫كما يمكنيا أف تعرض النزاع عمى الجيات القضائية الجزائية‪.1‬‬
‫‪ -5‬الطعن الوالئي‬
‫يجوز لممكمفيف بالضريبة أف يمتمسوا اإلعفاء مف الضريبة المفروضة قانونا‪ ،‬أو‬
‫التحقؽ منيا في حالة عوز أو ضيؽ الحاؿ‪ ،‬التي تضعيـ في حالة عجز مف إبراء ذمتيـ‬
‫إزاء الخزينة‪ ،‬ويمكنيـ كذلؾ أف يمتمسوا اإلعفاء أو التخفيض مف الزيادات في الضرائب‬
‫‪2‬‬
‫أو الغرامات الجبائية التي يتعرضوف ليا لعدـ مراعاة النصوص القانونية‪.‬‬
‫ترسؿ الشكوى إلى مدير الضرائب بالوالية الذي يتبع لو مكاف فرض الضريبة‪ ،‬وال‬
‫يمكف أف يراجع مبمغ الحقوؽ المستحقة إال إذا تعمؽ األمر بالضرائب المباشرة أو كاف‬
‫المشتكي عاج از تماما عف تسديد ما عميو مف ديوف‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫تخوؿ سمطة البت في شكاوى المكمفيف بالضرائب‪:‬‬
‫‪ -‬لمدير الضرائب بالوالية بعد أخذ رأي المجنة التي يتـ إحداثيا ليذا الغرض عمى مستوى‬
‫الوالية عندما ال يتجاوز المبمغ المطموب لمتخفيض ‪5.000.000‬دج؛‬
‫‪ -‬ل ممدير الجيوي المختص إقميميا‪ ،‬بعد أخذ رأي المجنة التي يتـ إحداثيا ليذا الغرض‬
‫عمى المستوى الجيوي عندما يفوؽ المبمغ المطموب لمتخفيض ‪5.000.000‬دج؛‬
‫‪ -‬لمدير كبريات المؤسسات‪ ،‬فيما يخص كؿ الطمبات المتعمقة بالطعف الوالئي بعد أخذ‬
‫رأي المجنة التي يتـ إحداثيا ليذا الغرض‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬التزامات المكمف بالضريبة‬


‫يتوجب عمى المكمؼ بالضريبة احتراـ االلتزامات الموجية إلييـ‪ ،‬سواء كانت ذات‬
‫طابع محاسبي أو ذات طابع جبائي‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التزامات ذات طابع محاسبي‬

‫‪ 1‬ععَع أيعَاٌ‪ ،‬انًُاظعاخ انجثائُح فٍ انتشطَع انجعائطٌ‪ ،‬زاض انهسي‪ ،‬عٍُ يهُهح‪ ،‬انجعائط‪ ،2005 ،‬ص‪.32‬‬
‫‪ 2‬انًازج ‪ ،93‬لاَىٌ اإلجطاءاخ انجثائُح‪ ،‬يطجع ؼاتك‪.‬‬
‫‪ 3‬يُثاق انًكهفٍُ انراضعٍُ نهضطَثح‪ ،‬يطجع ؼاتك‪ ،‬ص‪.45‬‬
‫‪98‬‬
‫نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عميها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يمزـ المكمفيف بالضريبة الخاضعيف لمرقابة بمسؾ الدفاتر والمستندات المنصوص‬


‫عمييا في القانوف التجاري وكذا مدة االحتفاظ بيا‪ ،‬ذلؾ بغرض تسييؿ عممية التحقيؽ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مسك الدفاتر‬
‫حدد القانوف التجاري الجزائري في مواده مف ‪ 9‬إلى ‪ ،12‬التزامات التاجر بمسؾ‬
‫الدفاتر المحاسبة بشكؿ إجباري‪ ،‬وتتمثؿ ىذه الدفاتر في‪:‬‬
‫‪ -1‬دفتر اليومية‬
‫كؿ شخص طبيعي أو معنوي لو صفة التاجر ممزـ بمسؾ دفتر اليومية‪ ،‬يقيد فيو‬
‫‪1‬‬
‫يوما بيوـ عمميات المقاولة‪.‬‬
‫يجب أف يكوف ىذا الدفتر مرقـ ومؤرخ بدوف ترؾ بياض أو تغيير مف أي نوع‬
‫‪2‬‬
‫كاف‪ ،‬أو نقؿ إلى اليامش‪ ،‬ويوقع عميو مف طرؼ قاضي لدى المحكمة المختصة إقميميا‪.‬‬
‫وعميو يجب أف تقيد في دفتر اليومية جميع العمميات التجارية مف بيع أو شراء أو‬
‫اقتراض أو دفع أو غير ذلؾ‪ ،‬ويقدـ ىذا الدفتر عند كؿ طمب مف اإلدارة الجبائية‪ ،‬وغياب‬
‫دفتر اليومية يشكؿ سببا كافيا إللغاء ورفض محاسبة المكمؼ بالضريبة‪.3‬‬
‫‪ -2‬دفتر الجرد‬
‫ألزـ المشرع الجزائري كؿ تاجر يمسؾ دفتر الجرد بحيث يتوجب عميو أف يجري‬
‫فيو‪ ،‬جردا لعناصر أصوؿ و خصوـ مقاولتو سنويا وأف يقفؿ كافة حساباتو إلعداد‬
‫الميزانية وحساب النتائج ليتـ بعد ذلؾ نسخيا في دفتر الجرد‪ ،4‬ويجب أف يؤشر دفتر‬
‫الجرد مف طرؼ قاضي المحكمة وأف يخمو مف أي بياض أو شطب أو كتابة عمى‬
‫اليوامش‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلؾ فإف المكمؼ بالضريبة ممزـ بمسؾ جميع األوراؽ والبيانات التي‬
‫تثبت إيرادات ونفقات المؤسسة (فواتير الشراء) والتي تعد مف وثائؽ اإليضاح والتبرير‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬حفظ الدفاتر‬

‫‪ 1‬انًازج ‪ 09‬األيط ضلى ‪ 59-75‬انًؤضخ فٍ ‪َ 1975/09/26‬تضًٍ انماَىٌ انتجاضٌ‪ ،‬انجطَسج انطؼًُح‪ ،‬انعسز‪،101‬‬
‫انظازضج تتاضَد ‪.1975/12/19‬‬
‫‪ 2‬انًازج ‪ ،11‬انماَىٌ انتجاضٌ‪ ،‬انًطجع انؽاتك‪.‬‬
‫‪ 3‬ؼهاو كطوزٌ‪ ،‬يطجع ؼاتك‪ ،‬ص ‪.62‬‬
‫‪ 4‬انًازج ‪ ،10‬انماَىٌ انتجاضٌ‪ ،‬يطجع ؼاتك‪.‬‬
‫‪99‬‬
‫نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عميها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫عمى المكمؼ بالضريبة االحتفاظ بالدفاتر والوثائؽ المحاسبية وكذا الوثائؽ الثبوتية‪،‬‬
‫السيما فواتير الشراء لمدة عشر(‪ )10‬سنوات ابتداء مف آخر تاريخ لمكتابة فيما يخص‬
‫‪1‬‬
‫الدفاتر وتاريخ تحريرىا فيما يخص الوثائؽ الثبوتية‪.‬‬
‫كما أف الدفاتر واألوراؽ والوثائؽ التي مف شأنيا أف تسمح بالتحقيؽ والتي ليست‬
‫خاضعة ألجؿ كبير لممحافظة عمييا‪ ،‬يجب أف تحفظ في المكتب أو الوكالة أو الفرع‬
‫حيث أعدت‪ ،‬وتكوف تحت تصرؼ أعواف التسجيؿ إلى غاية نياية السنة الرابعة الموالية‬
‫‪2‬‬
‫لمسنة التي تـ خالليا الدفع المطابؽ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التزامات ذات طابع جبائي‬


‫عمى المكمفيف بالضريبة أف يكتتبوا عددا مف التصريحات المنصوص عمييا في‬
‫التشريع الجبائي وىي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬التصريح بالوجود‬
‫يجب عمى المكمفيف بالضريبة الخاضعيف لمضريبة عمى أرباح الشركات والضريبة‬
‫عمى الدخؿ اإلجمالي‪ ،‬أف يقدموا تصريحا بالوجود مطابقا لمنموذج الذي تقدمو اإلدارة‬
‫‪3‬‬
‫الجبائية‪ ،‬وذلؾ في أجؿ ثالثيف(‪)30‬يوما مف بداية النشاط‪.‬‬
‫كما يجب أف يدعـ ىذا التصريح بنسخة مطابقة قانونا لشيادة الميالد‪ ،‬وأف يحتوي‬
‫‪4‬‬
‫عمى األسماء واأللقاب والعنواف التجاري‪ ،‬والعنواف داخؿ الجزائر وخارجيا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التصريح الشهري أو الثالثي لرقم األعمال‬
‫يجب عمى المكمفيف الممارسيف لنشاط ما والخاضعيف لمضرائب والرسوـ التصريح‬
‫برقـ أعماليـ خالؿ كؿ شير أو ثالثي لدى المصالح المختصة إقميميا حسب طبيعة‬
‫المؤسسة ونوع النشاط‪ ،‬مثال‪ :‬يجب اكتتاب التصريح الشيري(سمسمة ‪ )G 50‬بالنسبة‬
‫لممؤسسات التابعة لمنظاـ الحقيقي لفرض الضريبة في العشريف(‪ )20‬يوما األولى لمشير‬
‫الموالي‪ ،‬كما يتعيف عمى المكمفيف بالضريبة الخاضعيف لمنظاـ المبسط اكتتاب تصريحاتيـ‬

‫‪ 1‬انًازج ‪ ،64‬لاَىٌ اإلجطاءاخ انجثائُح‪ ،‬يطجع ؼاتك‪.‬‬


‫‪ 2‬انًازج ‪ ،41‬لاَىٌ ضلى ‪ ،13-10‬انًؤضخ فٍ ‪ 23‬يحطو ‪ 1432‬انًىافك نـ‪َ ،2010/12/29‬تضًٍ لاَىٌ انًانُح نؽُح‬
‫‪ ،2011‬انجطَسج انطؼًُح‪ ،‬انعسز‪ ،80‬انظازضج تتاضَد ‪.2010/12/30‬‬
‫‪ 3‬أَظط انًهحك ضلى ‪.16‬‬
‫‪ 4‬انًازج ‪ ،183‬لاَىٌ انضطائة انًثاشطج وانطؼىو انًًاثهح‪ ،‬يطجع ؼاتك‪.‬‬
‫‪166‬‬
‫نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عميها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫فيما يخص الضريبة عمى الدخؿ اإلجمالي‪ ،‬والرسـ عمى النشاط الميني‪ ،‬وكذا الرسـ عمى‬
‫القيمة المضافة خالؿ عشريف(‪ )20‬يوما األولى الشير الموالي لمثالثي الذي تـ فيو تحقيؽ‬
‫رقـ األعماؿ‪ ،‬حيث يتـ تقديـ ىذا التصريح إلى قابض الضرائب التي يتبع ليا مقر‬
‫المكمؼ ليتـ خاللو تحصيؿ ديف الضريبة‪.1‬‬
‫كما يجب أف يرفؽ كؿ دفع بجدوؿ إشعاري في نسختيف مؤرخ وموقع مف قبؿ‬
‫القائـ بالدفع‪ ،‬ويتضمف البياف االسـ و المقب‪ ،‬الغرض و العنواف‪ ،‬والمينة الممارسة ورقـ‬
‫تعريؼ المادة الرئيسية لمضريبة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬التصريح السنوي‬
‫يتعيف عمى المكمفيف بالضريبة الخاضعيف لمضرائب المباشرة والرسوـ المماثمة‬
‫اكتتاب تصريح بمداخمييـ وذلؾ قبؿ‪ 01‬أفريؿ مف كؿ سنة‪ ،‬ويحتوي عمى كؿ أعمالو‬
‫خالؿ السنة مف أرباح الشركات وقيمة األرباح الخاضعة لمضريبة‪.‬‬
‫أما األشخاص الطبيعييف المكمفيف بالضريبة عمى الدخؿ اإلجمالي ممزموف بمأل‬
‫تصريح قبؿ‪ 01‬أفريؿ مف كؿ سنة مالية‪ ،‬ويكوف كذلؾ مصادؽ مف طرؼ محاسب‬
‫ويحتوي عمى إجمالي األرباح والمداخيؿ المحصمة خالؿ السنة المالية مثؿ األطباء‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫المحاموف‪...‬الخ‪.‬‬
‫وحتى في حالة عدـ ممارسة النشاط كوجود فترة فراغ فإف اإلدارة الجبائية ال تعفي‬
‫المكمؼ مف ىذا االلتزاـ‪ ،‬بحيث تقوـ بالمقارنة بيف التصريح السنوي والتصريحات الشيرية‬
‫الستخراج الفرؽ‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬التصريح بالتنازل أو التوقف عن النشاط‬
‫في حالة التوقؼ عف النشاط أو التنازؿ الكمي أو الجزئي عنو يمزـ المكمؼ‬
‫بالضريبة بتقديـ تصريح إلى المفتش في أجؿ عشرة(‪ )10‬أياـ مف تاريخ التوقؼ عف‬
‫‪3‬‬
‫النشاط‪.‬‬
‫أما في حالة وفاة المكمؼ بالضريبة يقوـ ورثة المتوفى بالتصريح بالمداخيؿ‬
‫الخاضعة لمضريبة في أجؿ ستة (‪ )06‬أشير اعتبا ار مف تاريخ الوفاة‪.‬‬

‫‪ 1‬تشطي عثس انغٍُ‪ ،‬يطجع ؼاتك‪ ،‬ص ‪.100‬‬


‫‪ 2‬أَظط انًهحك ضلى ‪.17‬‬
‫‪ 3‬انًازج ‪ ،195‬لاَىٌ انضطائة انًثاشطج وانطؼىو انًًاثهح‪ ،‬يطجع ؼاتك‪.‬‬
‫‪161‬‬
‫نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عميها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خامسا‪ :‬تدوين رقم التعريف الجبائي‬


‫يجب أف يرفؽ كؿ عقد أو تصريح أو تسجيؿ أو عممية تتـ لدى مصمحة تابعة‬
‫‪1‬‬
‫لإلدارة الجبائية برقـ التعريؼ الجبائي بكيفية تضمف التعريؼ باألشخاص المعنييف‪.‬‬
‫نصت المادة ‪ 166‬مف قانوف اإلجراءات الجبائية عمى‪...." :‬تمزـ الشركة‪ ،‬عند كؿ‬
‫تصريح بإرفاؽ جدوؿ يبيف فيو بالنسبة لكؿ وحدة ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -‬رقـ التعريؼ الجبائي لموحدات‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬التعييف‪"...‬‬
‫تعد ضمانا والتزامات المكمؼ بالضريبة بمثابة القيود التي ترد عمى ممارسات‬
‫الرقابة الجبائية لكن يا تعمؿ في نفس الوقت عمى محو الفكرة السمبية التي يمتمكيا المكمؼ‬
‫بالضريبة نحو إدارة الضرائب كما تعمؿ عمى منع تعسؼ أعواف اإلدارة الجبائية‪ ،‬وبناء‬
‫فك رة جديدة أساسيا التواصؿ والحوار بيف اإلدارة الجبائية والمكمؼ بالضريبة لتحسيف‬
‫العالقة بينيما‪.‬‬

‫‪ 1‬انًازج‪ ،41‬انماَىٌ ضلى ‪ ،16-05‬انًؤضخ فٍ ‪ 29‬شٌ انمعسج ‪ 1426‬انًىافك نـ ‪َ ،2005/12/31‬تضًٍ لاَىٌ انًانُح‬
‫نؽُح ‪ ،2006‬انجطَسج انطؼًُح‪ ،‬انعسز ‪ ،85‬انظازضج تتاضَد ‪.2005/12/31‬‬
‫‪ 2‬انًازج‪ ،60‬انماَىٌ ضلى ‪ ،12-07‬انًؤضخ فٍ ‪ 21‬شٌ انحجح ‪ 1428‬انًىافك نـ‪َ ،2007/12/30‬تضًٍ لاَىٌ انًانُح‬
‫نؽُح ‪ ،2008‬انجطَسج انطؼًُح‪ ،‬انعسز‪ ،82‬انظازضج تتاضَد ‪.2007/12/31‬‬
‫‪162‬‬
‫خاتمة‬

‫لقد حاولنا من خالل ىذا البحث دراسة الرقابة الجبائية واإللمام بجميع جوانبيا‬
‫بالرغم من صعوبة ذلك نتيجة لمتطور المستمر الذي يشيده التشريع الجبائي الجزائري‪،‬‬
‫غير أن ىذا لم يمنعنا من اإلحاطة بمختمف جوانب الموضوع‪ ،‬خاصة ما يتعمق بأشكال‬
‫الرقابة الجبائية سواء الرقابة المبسطة أو المعمقة‪ ،‬بحيث تعد ىذه األخيرة من أىم أشكال‬
‫الرقابة الجبائية‪ ،‬العتمادىا عمى إجراءات معمقة وشاممة لدراسة محاسبة المكمف بالضريبة‬
‫والتدخل في عين المكان لمعاينة نشاطو‪.‬‬
‫باإلضافة إلى إمكانية الحصول عمى المعمومات الجبائية لدى مصالح خارجية مثل‬
‫البنوك واإلدارات العمومية‪ ،‬فضال عمى ذلك فإن عمميات الرقابة تمتد إلى مراقبة مداخيل‬
‫المكمف الشخصية وكل ما يتعمق بيا‪ ،‬بيدف تأسيس وعاء الضريبة ومعاينة األخطاء‬
‫المحاسبية‪.‬‬
‫لذلك فإن الرقابة الجبائية‪ ،‬تعد من أىم اإلجراءات التي خولت لإلدارة لمتأكد من‬
‫صحة التصريحات المقدمة من طرف المكمف بالضريبة الخاضع لمرقابة كما تعتبر أداة‬
‫قانونية في يد اإلدارة تسعى من خالليا إلى مراقبة المكمفين في تأدية واجباتيم الضريبية‬
‫والعمل عمى اكتشاف كل األخطاء والمخالفات المسجمة بيدف تصحيحيا وتقويميا‪.‬‬
‫وفي مقابل ذلك وضع المشرع الجبائي حد أمام اإلدارة الجبائية لمنع أي تعسف‬
‫من طرف المراقبين ضد المكمف بالضريبة‪ ،‬ذلك من خالل فرض قيود عمى إجراءات‬
‫الرقابة تمثمت أساسا في ضمانات المكمف بالضريبة‪ ،‬بيدف تحقيق الرقابة الجبائية‬
‫لنتائجيا بغرض زيادة إيرادات الخزينة العمومية‪.‬‬
‫لكن رغم أىمية الرقابة الجبائية واألجيزة القائمة بيا‪ ،‬إال أنيا لم تصل لتحقيق‬
‫أىدافيا‪ ،‬كما أن نقص اإلمكانيات المادية الضرورية لمقيام بالميام الرقابية عمى أكمل وجو‬
‫يضعف مردوديتيا‪ ،‬ىذا ما يوجب تقوية اإلدارة الجبائية وجعميا قادرة عمى القيام بمياميا‬
‫عمى أحسن وجو‪.‬‬
‫كما أن نقص تأىيل الموارد البشرية يؤدي إلى إعطاء نتائج سمبية لعمميات الرقابة‪،‬‬
‫لذلك يتوجب عمى اإلدارة الجبائية استقطاب موارد بشرية مؤىمة عمميا وفنيا وتقنيا‪.‬‬
‫كاف من الموظفين وىذا تبعا لتزايد أعداد‬ ‫ٍ‬ ‫كما تحتاج اإلدارة الجبائية إلى عدد‬
‫المكمفين وتزايد الميام الممقاة عمى عاتقيم‪.‬‬

‫‪501‬‬
‫خاتمة‬

‫إن التنسيق بين اإلدارة الجبائية ومختمف اإلدارات والمؤسسات األخرى يمعب دو ار‬
‫ىاما في تبادل المعمومات من حيث جمعيا واستغالليا وىذا لدعم الرقابة الجبائية‪ ،‬كما أن‬
‫إحكام وتقوية النصوص الجبائية بحيث تكون بسيطة الصياغة وغير مبيمة مما ال يدعى‬
‫مجال لمغموض والتفسيرات الخاطئة‪ ،‬وفي نفس الوقت تكون دقيقة لسد الثغرات التي يمكن‬
‫أن يستغميا المكمف بغرض التممص من دفع الضريبة‪ ،‬كل ذلك يساعد في دعم الرقابة‬
‫الجبائية لتحقيق أىدافيا‪.‬‬
‫رغم كل ذلك إال أنو تعترض العالقة بين المكمف واإلدارة الجبائية عراقيل تتمثل‬
‫في النظرة السمبية تجاه اإلدارة الجبائية‪ ،‬عمى أنيا تنتقص من حقوقيم المالية وبأنيا مجرد‬
‫إدارة تسمط الجزاءات‪.‬‬
‫ومن أجل خمق جو من التفاىم بين طرفي العالقة الجبائية (المكمف واإلدارة‬
‫الجبائية) يجب فتح مجال لمتواصل الدائم بينيم‪ ،‬وكذلك توعية المكمفين بحقوقيم في إطار‬
‫سياسة تواصل إعالمية تيدف إلى تحقيق الرضا لدى المكمفين بأسس فرض الضريبة‪،‬‬
‫وخمق قناعة لدى المكمف بأن الضريبة ال تفرض إال بمقتضى القانون وال تحصل إال وفقا‬
‫إلجراءات قانونية مضبوطة مع ضمانات تحميو من كل تعسف‪.‬‬
‫وفي سبيل تطوير النظام الجبائي الجزائري‪ ،‬وتقديم تسييالت أكبر لمخاضعين‬
‫لمضريبة‪ ،‬اعتمدت اإلدارة الجبائية إلى استحداث التوجييات اإلستراتيجية لمرقابة الجبائية‬
‫والتي تيدف أساسا إلى تطوير الحس المدني الجبائي‪.‬‬
‫ذلك من خالل تطوير قواعد انتقاء المؤسسات التي يجب مراقبتيا وفقا لمممارسات‬
‫الدولية السارية في ىذا المجال‪ ،‬ويتم انتقاء ىذه المؤسسات بإتباع تركيبة تضم ثالثة‬
‫عناصر ىي‪ :‬تحميل وتطبيق الخطر الجبائي الذي سيسمح بدراسة سموك الخاضعين‬
‫لمضريبة بالمقارنة مع التطابق الجبائي‪ ،‬وتطبيق واستغالل البحث الجبائي الخارجي‪،‬‬
‫واستغالل المعمومات خاصة المتحصل عمييا من خالل البحث الجبائي‪ ،‬عمما أنو في‬
‫السابق كان يتم انتقاء المؤسسات عشوائيا‪.‬‬
‫وتقديم تسييالت أكبر لمخاضعين لمضريبة‪ ،‬بإطالق مبادرة التصريح الجبائي عبر‬
‫شبكة االنترنت فمن يضطر المكمفون بالضريبة لمتنقل إلى المصالح الجبائية لتقديم‬

‫‪501‬‬
‫خاتمة‬

‫تصريحاتيم بفضل اإلدراج المديرية العامة لمضرائب مجموعة من التصريحات القابمة‬


‫لمتحميل‪.‬‬
‫األمر يتعمق بتصريحات سنوية حول الفوائد الصناعية والتجارية والضريبة عمى‬
‫الدخل اإلجمالي المتعمق بنظام الربح الحقيقي والرسم عمى النشاط الميني (‪،)G11‬‬
‫والضريبة عمى أرباح الشركات (‪ ،)G04‬ومبررات القرض الضريبي والرصيد الجبائي‬
‫)‪ ،(G05‬والتصريح بوجود )‪ ،(G08‬وكذا التصريح برقم األعمال )‪ ،(G12‬وتصريحات‬
‫أخرى قابمة لمتحميل عمى موقع المديرية العامة لمضرائب‪ ،‬في انتظار أن يعمم النظام‬
‫اإللكتروني لمتصريح عن بعد ليخص عممية دفع الضرائب‪.‬‬
‫وقد لقي ىذا اإلجراء استحسان الييئات الدولية عمى غرار صندوق النقد الدولي‬
‫الذي يعتبر المديرية العامة لمضرائب الجزائرية كمثال لمنجاح نظ ار لألداءات المحققة في‬
‫مجال إضفاء المرونة عمى النظام الجبائي وكذا في مجال تنظيم ىياكميا الجديدة‪.‬‬
‫من خالل دراستنا لمرقابة الجبائية‪ ،‬وبعد القيام بتحميل الموضوع ظيرت العديد التي‬
‫يمكن أن تكون أساسا لبحوث الحقة مكممة لموضوع دراستنا من بينيا‪:‬‬
‫‪ -‬تأثير عمميات الرقابة عمى العالقة بين اإلدارة الجبائية المكمف بالضريبة؛‬
‫‪ -‬بطالن عمل اإلدارة الجبائية؛‬
‫‪ -‬مسؤولية أعوان اإلدارة الجبائية عن أعمال التحقيق‪.‬‬

‫‪501‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫أوال‪ :‬المراجع بالمغة العربية‪:‬‬


‫أ‪ -‬القوانين واألوامر‪:‬‬
‫‪ -1‬الدستور الجزائري لسنة ‪.1996‬‬
‫‪ -2‬القانون المدني‪.‬‬
‫‪ -3‬القانون التجاري‪.‬‬
‫‪ -4‬قانون العقوبات‪.‬‬
‫‪ -5‬قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬
‫‪ -6‬قانون اإلجراءات الجبائية‪.‬‬
‫‪ -7‬قانون الضرائب غير المباشرة‪.‬‬
‫‪ -8‬قانون الطابع‪.‬‬
‫‪ -9‬قانون التسجيل‪.‬‬
‫‪ -11‬قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثمة‪.‬‬
‫‪ -11‬قانون الرسم عمى رقم األعمال‪.‬‬
‫‪ -12‬قانون رقم ‪ ،17-84‬المؤرخ في ‪ ،1984/17/17‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪ ،28‬الصادرة في‬
‫‪ ،1984/17/11‬يتعمق بقوانين المالية‪.‬‬
‫‪ -13‬قانون رقم ‪ ،16-2111‬المؤرخ في ‪ 27‬رمضان ‪ 1421‬الموافق لـ‪،2111/12/23‬‬
‫يتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،2111‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪ ،81‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪2111./12/24‬‬
‫‪ -14‬قانون رقم ‪ 21-11‬المؤرخ في ‪ 17‬شوال عام ‪ 1422‬الموافق لـ‪ ،2111/12/22‬يتضمن‬
‫قانون المالية لسنة ‪ ،2112‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪ ،79‬الصادرة في ‪2111./12/23‬‬
‫‪ -15‬القانون رقم ‪ 22-13‬المؤرخ في ‪ 2113/12/28‬المتضمن قانون المالية لسنة‪. 2004‬‬
‫‪ -16‬قانون رقم ‪ ،16-15‬المؤرخ في ‪ 29‬ذي القعدة ‪ 1426‬الموافق لـ ‪،2115/12/31‬‬
‫يتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،2116‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،85‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪2115./12/31‬‬

‫‪141‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ -17‬األمر رقم ‪ 15-15‬المؤرخ في ‪ 2000/00/22‬المتضمن قانون المالية التكميمي لسنة‬


‫‪.2005‬‬
‫‪ -18‬قانون رقم ‪ ،24-16‬المؤرخ في ‪ 16‬ذي الحجة ‪ 1427‬الموافق لـ‪ ،2116/12/26‬يتضمن‬
‫قانون المالية لسنة ‪ ،2117‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪ ،85‬الصادرة بتاريخ ‪2116./12/27‬‬
‫‪ -19‬قانون رقم ‪ 11-17‬مؤرخ في‪ 15‬ذو القعدة عام ‪ 1428‬الموافق ‪ ،2117/11/25‬يتضمن‬
‫النظام المحاسبي المالي‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،74‬الصادرة بتاريخ‪2117./11/25 ،‬‬
‫‪ -21‬قانون رقم ‪ 12-17‬المؤرخ في ‪ 21‬ذي الحجة عام ‪ 1428‬الموافق لـ‪،2117/12/31‬‬
‫المتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،2118‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪ ،82‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪2117./12/31‬‬
‫‪ -21‬قانون رقم ‪ 21-18‬المؤرخ في ‪ 12‬محرم عام ‪ 1431‬الموافق لـ‪ ،2118/12/31‬يتضمن‬
‫قانون المالية لسنة ‪ ،2119‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،74‬الصادرة بتاريخ ‪2118./12/31‬‬
‫‪ -22‬قانون رقم ‪ ،13-11‬المؤرخ في ‪ 23‬محرم ‪ 1432‬الموافق لـ‪ ،2111/12/29‬يتضمن‬
‫قانون المالية لسنة ‪ ،2111‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪ ،81‬الصادرة بتاريخ ‪2111./12/31‬‬
‫‪ -23‬األمر رقم‪ ،11-11‬المؤرخ في ‪ 16‬رمضان ‪ ،1431‬الموافق لـ‪ 26‬غشت سنة ‪،2111‬‬
‫يتضمن قانون المالية التكميمي لسنة ‪ ،2111‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪ ،49‬الصادرة في ‪29‬‬
‫غشت ‪.2111‬‬
‫‪ -24‬قانون رقم ‪ ،16-11‬المؤرخ في ‪ 13‬صفر ‪ 1433‬الموافق لـ‪ ،2111/12/28‬يتضمن‬
‫قانون المالية لسنة ‪ ،2112‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪ ،72‬الصادرة بتاريخ ‪2111./12/29‬‬
‫‪ -25‬قانون ‪ 18-13‬المؤرخ في ‪ 27‬صفر عام ‪ 1435‬الموافق لـ‪ ،2113/12/31‬يتضمن‬
‫قانون المالية لسنة ‪ ،2114‬الجريدة الرسمية العدد‪ ،68‬الصادرة في ‪.2113/12/31‬‬

‫ب‪ -‬المراسيم‪:‬‬
‫‪ -1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 291-97‬المؤرخ في ‪ 1997/17/27‬المتضمن إنشاء وتنظيم لجان‬
‫التنسيق والفرق المختمطة لمرقابة بين مصالح و ازرة المالية وو ازرة التجارة‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ -2‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،468-15‬المؤرخ في ‪ 18‬ذي القعدة ‪ 1426‬الموافق‬


‫‪ ،2115/12/11‬يحدد شروط تحرير الفاتورة وسند التحويل ووصل التسميم والفاتورة اإلجمالية‬
‫وكيفيات ذلك‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد‪ ،81‬الصادرة بتاريخ ‪2115./12/11‬‬
‫‪ -3‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 2111-318‬المؤرخ في ‪ 2111/11/11‬المتضمن تطبيق المادة‬
‫‪ 32‬من القانون رقم ‪ 12-91‬المؤرخ في ‪ 1991/18/18‬المتعمق بالسجل التجاري المعدل‬
‫والمتمم بالقانون رقم ‪ 00-00‬المؤرخ في ‪ 2000/00/10‬المتعمق بالشروط المطموبة المتهان‬
‫الحرفة التجارية‪.‬‬
‫‪ -4‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 13-16‬المؤرخ في ‪ 2116/17/15‬المتضمن قانون العام لموظيفة‬
‫العمومية‪.‬‬
‫‪ -5‬المرسوم الرئاسي ‪ 2111 -236‬المؤرخ في ‪ 2111/11/17‬المتضمن تنظيم الصفقات‬
‫العمومية‪.‬‬
‫‪ -6‬المرسوم لتنفيذي رقم ‪ 334-12‬المؤرخ في ‪ ،2112/19/18‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪،51‬‬
‫المؤرخة في ‪ 2112/19/12‬يتعمق بالمحرر الجبائي‪.‬‬

‫ج‪ -‬التعميمات الوزارية‪:‬‬


‫‪ -1‬التعميمة بين الو ازرات رقم ‪ 127‬بتاريخ ‪1997/27/17‬الصادرة عن و ازرة المالية وو ازرة التجارة‪،‬‬
‫يتم وضع بطاقية معموماتية وطنية خاصة بالمكمفين المتهربين المخالفين لمتشريع الجبائي‪،‬‬
‫الجمركي والتجاري‪.‬‬
‫‪ -2‬التعميمة الو ازرية رقم ‪ 04‬بتاريخ ‪ 2115/18/11‬المتعمقة برسم التوطين المصرفي‪ ،‬تحدد‬
‫كيفيات تطبيق الرسم وسحب التوطين المصرفي‪.‬‬

‫د‪ -‬منشورات المديرية العامة لمضرائب‪:‬‬


‫‪ -1‬المديرية العامة لمضرائب‪ ،‬التعميمة ‪ 167‬بتاريخ ‪ ،1995/16/12‬الخاصة بالتحصيل‬
‫الودي لمضرائب‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ -2‬المديرية العامة لمضرائب‪ ،‬ميثاق المكمفين بالضريبة الخاضعين لمرقابة‪ ،‬منشورات ‪.2113‬‬
‫‪ -3‬المديرية العامة لمضرائب‪ ،‬الدليل التطبيقي لممكمف بالضريبة‪ ،‬مديرة العالقات العمومية‬
‫واالتصال‪ ،‬منشورات الساحل‪.‬‬
‫‪ -4‬المديرية العامة لمضرائب‪ ،‬مديرية البحث والمراجعات‪ ،‬مذكرة رقم ‪ ،2113‬المتضمنة‬
‫كيفيات تطبيق حق المعاينة‪ ،‬الجزائر‪.2119/11/14 ،‬‬

‫هـ‪ -‬الكتب‪:‬‬
‫‪ -1‬أحمد فتحي صرور‪ ،‬الجرائم الضريبية‪ ،‬القاهرة‪.1991 ،‬‬
‫‪ -2‬بشرى الشوربجي‪ ،‬جرائم الضرائب والرسوم‪ ،‬دار الجامعات المصرية‪ ،‬ط‪ ،1‬مصر‪.1972،‬‬
‫‪ -3‬سهام كردودي‪ ،‬الرقابة الجبائية بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دار المفيد لمنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -4‬عباس عبد الرزاق‪ ،‬التحقيق المحاسبي والنزاع الضريبي‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪.2112 ،‬‬
‫‪ -5‬عزيز أمزيان‪ ،‬المنازعات الجبائية في التشريع الجزائري‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬عين مميمة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2115‬‬
‫‪ -6‬العيد صالحي‪ ،‬الوجيز في شرح قانون اإلجراءات الجبائية‪ ،‬دار هومة لمطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،،‬الجزائر‪.2111 ،‬‬
‫‪ -7‬فارس السبتي‪ ،‬المنازعات الضريبية في التشريع والقضاء الجزائي الجزائري‪ ،‬دار هومة‪،‬‬
‫الجزائر‪.2118 ،‬‬
‫‪ -8‬محمد عباس محرزي‪ ،‬المدخل إلى الجباية والضرائب‪ ،‬دار النشر‪( ،ITCIS ،‬ب‪.‬ط)‪،‬‬
‫(ب‪.‬س‪.‬ن)‪.‬‬
‫‪ -9‬محمد عوض‪ ،‬جرائم المخذرات والتهرب الجمركي والنقدي‪.1966 ،‬‬
‫‪ -11‬محمد قاسم القزوين‪ ،‬مهدي حسن زويق‪ ،‬المفاهيم الحديثة لإلدارة‪( ،‬ب‪.‬ط)‪.1993 ،‬‬
‫‪ -11‬مصطفى عوادي‪ ،‬الرقابة الجبائية عمى المكمفين بالضريبة في النظام الضريبي الجزائري‪،‬‬
‫مطبعة مزوار‪ ،‬ط‪.2119 ،1‬‬
‫‪ -12‬منصور بن عمارة‪ ،‬إجراءات الرقابة المحاسبية والجبائية‪ ،‬دار هومة لمطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪( ،‬ب‪.‬س‪.‬ن)‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ -13‬يحي دنيدني‪ ،‬المالية العمومية‪ ،‬دار الخمدونية لمنشر والتوزيع‪.2111 ،‬‬

‫و‪ -‬الرسائل‪:‬‬
‫‪ -1‬بشرى عبد الغني‪ ،‬فعالية الرقابة الجبائية وأثرها في مكافحة التهرب الضريبي في الجزائر‬
‫‪ ،2119-1999‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماجستير عموم اقتصادية‪ ،‬تخصص نقود مالية‬
‫وبنوك‪ ،‬كمية العموم االقتصادية‪ ،‬جامعة تممسان‪2111.-2111 ،‬‬
‫‪ -2‬عاشور يوسفي‪ ،‬دراسة تحميمية لظاهرة الغش الجبائي حالة الجزائر‪ ،‬مذكرة ماجستير في‬
‫عموم التسيير‪ ،‬كمية العموم االقتصادية والعموم التجارية وعموم التسيير‪ ،‬جامعة المدية‪،‬‬
‫‪2119./2118‬‬
‫‪ -3‬عبد الوهاب لونيس ‪ ،‬الضمانات الممنوحة لممكمف بالضريبة الخاضع لمرقابة الجبائية –‬
‫دراسة مقارنة مع القانون الفرنسي‪ -‬بحث لنيل شهادة الماجستير في القانون العام‪ ،‬جامعة‬
‫وهران –السانيا‪ -‬كمية الحقوق‪،2111 ،‬‬
‫‪ -4‬عيسى بولخوخ‪ ،‬الرقابة الجبائية كأداة لمحاربة التهرب والغش الضريبي‪ ،‬دراسة حالة والية‬
‫باتنة‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬كمية العموم االقتصادية وعموم التسيير‪ ،‬فرع اقتصاد‬
‫والتنمية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر باتنة‪.2114-2113 ،‬‬
‫‪ -5‬لياس قالب ذبيح‪ ،‬مساهمة التدفيق المحاسبي في دعم الرقابة الجبائية‪ ،‬دراسة حالة بمديرية‬
‫الضرائب لوالية أم البواقي‪ ،‬مذكرة مقدمة كجزء من متطمبات نيل شهادة الماجستير في عموم‬
‫التسيير‪ ،‬تخصص محاسبة‪ ،‬جامعة بسكرة‪.2111 ،2111 ،‬‬
‫‪ -6‬محمد طالبي‪ ،‬الرقابة الجبائية في النظام الضريبي‪ ،‬مذكرة ماجستير غير منشورة في العموم‬
‫االقتصادية‪ ،‬كمية العموم االقتصادية وعموم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪2111.-2111 ،‬‬
‫‪ -7‬نوي نجاة‪ ،‬فعالية الرقابة الجبائية في الجزائر ‪ ،2113-1999‬رسالة ماجستير‪ ،‬كمية العموم‬
‫اإلقتصادية وعموم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2112-2111 ،‬‬

‫ز‪ -‬المجالت‪:‬‬

‫‪141‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ -1‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬المخالفات الضريبية‪ ،‬المجمة القضائية‪ ،‬العدد‪ ،11‬الديوان الوطني لألشغال‬
‫التربوية‪ ،‬الجزائر‪.1998 ،‬‬
‫‪ -2‬زوبيدة كريبي‪ ،‬المراقبة الجبائية كسبب رئيسي لممنازعة الضريبي‪ ،‬مجمة مجمس الدولة‪،‬‬
‫العدد‪ ،17‬الديوان الوطني لألشغال التربوية‪ ،‬الجزائر‪.2115 ،‬‬
‫‪ -3‬عمار معاشو‪ ،‬خصوصية إجراءات الدعوى الجزائية في مجال الغش الضريبي‪ ،‬المجمة‬
‫النقدية لمقانون والعموم السياسية‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزوزو‪ ،‬العدد‪،12‬‬
‫‪.2119‬‬
‫‪ -4‬محمد الصالح العياري‪ ،‬دور اإلدارة في توظيف الجباية‪ ،‬إدارة‪ ،‬مجمة سداسية‪ ،‬تصدر عن‬
‫مركز التوثيق والبحوث اإلدارية‪.1992 ،‬‬

‫ثانيا‪ :‬المراجع بالمغة الفرنسية‪:‬‬


‫‪A- Guides/ circulaire:‬‬
‫‪1- Ministre des finances, direction générale des Impôts, Direction de recherche et‬‬
‫‪vérification Guide du contrôle sur pièce.‬‬

‫‪141‬‬
‫قائمة المراجع‬

2- Ministre des finances, direction générale des Impôts, Direction de recherche et


vérification, Guide de vérification approfondie se la situation fiscal d’ensemble,
2002.
3- Ministère des finances, direction générale de impôts circulaire N°25 du
22/02/1994.
4- Ministre des finances, direction générale des Impôts, Circulaire N° 135 du
15/02/2000.
5- Ministre des finances, direction générale des Impôts, Direction de recherche et
vérification, Guide du vérificateur de comptabilité, édition 2001.
6- Ministre des finances, direction générale des Impôts, Circulaire N° 35 du
15/02/2000.
7- Ministre des finances, direction générale des Impôts, Direction de recherche et
vérification, Instruction Ministérielle N°1951, du 04/09/2005.

B- Livres :
1- Barilari André, Drapr Rpbert, Léxique fiscale, 2éme édition , 1992.
2- Danial Richer, Les procédures fiscales, PUF, France, 1990.
3- J.P. Casimir, Les signes extérieurs de revenu, librairie de l’université, pari,
1979.

C- Sites internent:
1- www.impots.dz.org.
2- www.dji.gov.dz.
3- www.joradp.dz.
4- www.univ-ecosetif.com/saminars/financialcrisis/62.pdf

141
‫فهرس المحتويات‬

‫ص‬ ‫العنـــــــــــــــــــوان‬

‫تشكرات‬
‫إهداء‬
‫‪19‬‬ ‫مقدمة‬
‫الفصل األول‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية‬
‫‪09‬‬ ‫تمهيد‪....................................................................................‬‬
‫‪10‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬أشكال الرقابة المبسطة‪...................................................‬‬
‫‪10‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬الرقابة الممارسة داخل اإلدارة الجبائية‪..............................‬‬
‫‪10‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الرقابة الشكمية )‪........................(Le contrôle formel‬‬
‫‪12‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الرقابة عمى الوثائق )‪...............(Le contrôle sur pièce‬‬
‫‪97‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬الرقابة الممارسة خارج اإلدارة الجبائية‪.............................‬‬
‫‪97‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬المعاينة والتحقيقات‪..............................................‬‬
‫‪26‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬التمبس الجبائي )‪........................(Flagrance Fiscale‬‬
‫‪29‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬أشكال الرقابة المعمقة ‪....................................................‬‬
‫‪29‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬التحقيق في المحاسبة )‪........(vérification de comptabilité‬‬
‫‪31‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬اإلجراءات األولية لمتحقيق المحاسبي‪............................‬‬
‫‪35‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مباشرة عممية التحقيق المحاسبي‪................................‬‬
‫‪45‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬التحقيق المعمق في الوضعية الجبائية الشاممة)‪..........(VASFE‬‬
‫‪46‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬التحضير لمتحقيق المعمق في الوضعية الجبائية الشاممة‪...........‬‬
‫‪48‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مباشرة التحقيق المعمق في الوضعية الجبائية الشاممة‪............‬‬
‫‪52‬‬ ‫المطمب الثالث ‪ :‬التحقيق المصوب في المحاسبة)‪........................ (V.C.P‬‬

‫‪949‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬نتائج الرقابة الجبائية والقيود الواردة عميها‬
‫‪57‬‬ ‫تمهيد‪....................................................................................‬‬
‫‪58‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬نتائج الرقابة الجبائية ‪.....................................................‬‬
‫‪58‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬إعادة التقويم‪......................................................‬‬
‫‪58‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬التقييم العام لمحاسبة المكمف واجراء التعديالت‪..................‬‬
‫‪63‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬إعادة تأسيس أسس فرض الضريبة وتبميغ النتائج‪................‬‬
‫‪72‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬العقوبات ‪.........................................................‬‬
‫‪72‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬العقوبات الجبائية‪...............................................‬‬
‫‪76‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬العقوبات الجزائية ‪..............................................‬‬
‫‪81‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬العقوبات الخاصة‪...............................................‬‬
‫‪86‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬القيود الواردة عمى الرقابة الجبائية‪.......................................‬‬
‫‪86‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬حقوق وضمانات المكمف بالضريبة‪................................‬‬
‫‪86‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الضمانات المتعمقة بسير التحقيق‪.................................‬‬
‫‪99‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الضمانات المتعمقة بإعادة التقويم‪................................‬‬
‫‪99‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬التزامات المكمف بالضريبة‪........................................‬‬
‫‪99‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬التزامات ذات طابع محاسبي‪....................................‬‬
‫‪919‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬التزامات ذات طابع جبائي‪......................................‬‬
‫خاتمة‪105 ....................................................................................‬‬
‫قائمة المالحق‪109 ............................................................................‬‬
‫قائمة المراجع‪141 ................................................... .........................‬‬
‫‪149‬‬ ‫فهرس المحتويات‪........................................................................‬‬

‫‪951‬‬

You might also like