You are on page 1of 100

‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺯﻳﺎﻥ ﻋﺎﺷﻮﺭ ‪-‬ﺍﻟﺠﻠﻔﺔ‪-‬‬

‫‪Zian Achour University of Djelfa‬‬


‫ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬
‫‪Faculty of Law and Political Sciences‬‬

‫ﻗﺴﻢ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ‬

‫ﺍﺷﻜﺎﻻﺕ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﻤؤﺳﺴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‬


‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ‬

‫ﻣﺬﻛﺮﺓ ﺿﻤﻦ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ‬


‫ﻧﻴﻞ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺎﺳﺘﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺗﺨﺼﺺ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭ ﺍﻟﻤؤﺳﺴﺎﺕ‬

‫ﺇﺷﺮﺍﻑ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ‪:‬‬ ‫ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ‪:‬‬


‫‪-‬ﺩ‪ .‬ﺑﻮﺳﺎﻡ ﺑﻮﺑﻜﺮ‬ ‫‪ -‬ﺑﻦ ﺃﻭﻏﻴﺪﺍﻥ ﺳﻔﻴﺎﻥ‬
‫‪ -‬ﻣﺮﺯﻭﻕ ﻋﺒﺎﺱ‬

‫ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ‬

‫ﺭﺋﻴﺴﺎ‬ ‫‪-‬ﺩ‪/‬ﺃ‪ .‬ﺑﻦ ﻋﻠﻴﺔ ﺣﻤﻴﺪ‬


‫ﻣﻘﺮﺭﺍ‬ ‫‪-‬ﺩ‪/‬ﺃ‪ .‬ﺑﻮﺳﺎﻡ ﺑﻮﺑﻜﺮ‬
‫ﻣﻤﺘﺤﻨﺎ‬ ‫‪-‬ﺩ‪/‬ﺃ‪ .‬ﻣﺴﻠﻤﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ‬

‫ﺍﻟﻤﻮﺳﻢ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻲ ‪2020/2019‬‬

‫‪2020/DM71E/M071140177/M071140023‬‬

‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬


‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬
‫شكر وعرفان‬
‫اعرتافا منا ابمجليل ووفاء ألهل الفضل‪ ،‬فنحمد هللا عز وجل محدا يليق جبالل‬
‫وهجه وعظمي سلطانه اذلي أأانر دربنا ومكننا بفضهل‪ .‬ربنا كل امحلد عىل ما‬
‫أأنعمت علينا من نعم ال حتىص‪،‬ومهنا التوفيق يف هذا العمل‪.‬‬
‫ونتقدم بأأمسى عبارات الثناء والتقدير والاحرتام ألس تاذان املرشف ادلكتور‬
‫" بوسام بوبكر"‬
‫ملا بذهل من هجد ووقت وصرب يف سبيل تقومي وتصويب أأخطاء مذكرتنا فهل منا‬
‫جزيل الشكر والعرفان وعظمي الامتنان وملساعدتنا يف االإجناز ابملالحظات‬
‫والتصويبات املس مترة الإخراج هذا العمل يف أأحسن صورة‪.‬‬
‫كام نتقدم جبزيل الشكر إاىل لك أأساتذة قسم احلقوق جبامعة اجللفة وموظفيه‪.‬‬
‫ونرفع أأنفس أايت الشكر ولكامت احلب وامجليل والعرفان للوادلين الكرميني عىل‬
‫ادلمع فهام أأحصاب الفضل لكبري ملا وصلنا اإليه من درجات العمل ‪.‬‬
‫وإاىل لك من ساعدان من قريب أأو من بعيد ولو بلكمة طيبة‪.‬‬
‫جفزى هللا هؤالء مجيعا خري اجلزاء‪.‬‬

‫ويسدد خطاهم‪.‬‬
‫وفي األخير ال يسعنا الى تقديم عبارات الشكر واالمتنان للجنة‬
‫المناقشة التي بذلت جهدا في قراءة هذا العمل بمالحظاتها القيمة ‪.‬‬
‫إهـ ـ ـ ـ ـ ـداء‬
‫الى القلب الكبير الذي احتواني بكل صدق الى جوهرة حياتي‬
‫أمي الغالية‬
‫اللهم وفقني الى برها وأطال في عمرها‬
‫الى من علمني ان الطموح أساس الحياة‬
‫الى رمز العزة والطموح والكبرياء‬
‫الى سندي في الحياة ابي الغالي‬
‫والى أعز ما أملك في الوجود ومصدر ثقتي بنفسي وسندي الى‬
‫اخوتي "حفظهم اهلل"‬
‫الى من تذوقت معهم أجمل لحظات الحياة‬
‫الى من جعلهم اهلل اخوتي الذين احببتهم في اهلل‬
‫الى كل أصدقائي‪.‬‬
‫الى كل هؤالء أهدي ثمرة جهدي‪.‬‬

‫سفيان‬
‫إه ـ ـ ـ ــداء‬
‫الى من سهرت من اجل راحتي وتألمت آلالمي‬
‫الى من ارتاح لها بعد العناء‬
‫الى التي قال فيها سيد الخلق محمد صلى اهلل عليه وسلم‬
‫أمي الغالية‬ ‫"الجنة تحت اقدامها "‬
‫الى من كلل العرق جبينه وشققت األيام يديه‬
‫الى الذي لبس ثوب التعب والشقاء وألبسني ثوب الراحة والهناء‬
‫وكان لي سندا وسهر على تعليمي أبي الغالي‬
‫الى رياحين حياتي‬
‫الى من تذوقت معهم أجمل لحظات حياتي‬
‫الى براعم البيت‪.‬‬
‫الى رفقاء الدرب وأصدقاء القلب‪.‬‬
‫الى كل من وسعتهم ذاكرتي ولم تسعهم مذكرتي‬
‫الى من قاسمني مشقة هذا البحث وكان نعم الزميل‬
‫الى كل من عرفني في هذه الحياة أهدي هذا العمل‬

‫عباس‬
‫مقدمة‬

‫مقــــــــدمة‬

‫أ‬
‫مقدمة‬

‫يعتبر اإلقتصاد الركيزة األساسية لكل دولة ويقاس مدى تطورها بتطور إقتصادها كما‬
‫يساهم في تركيبة البنية اإلجتماعية والسياسية وتغيراتها من حين آلخر‪ ،‬ويلعب دو ار هاما في‬
‫تطور الشعوب ورسم آفاق مصيرها وهذا ما دفع بدول العالم إلى اإلهتمام أكثر بالمجال‬
‫اإلقتصادي والسعي بتطويره بكافة الوسائل الممكنة‪.‬‬
‫تعتبر الجزائر من بين الدول التي تهدف وتسعى إلى تطوير إقتصادها والذي مر بعدة‬
‫مراحل متعددة وكانت كل مرحلة تتميز بخصائص معينة وظروف خاصة بها‪ ،‬فقبل اإلستقالل‬
‫كان النظام اإلقتصادي مركز على المرافق اإلقتصادية التي كانت تحت يد اإلستعمار الفرنسي‬
‫الذي كان يسعى إلى تحقيق وتلبية حاجياته‪ ،‬أما بعد اإلستقالل عرفت الجزائر تجربة طموحة‬
‫من أجل تحقيق التنمية اإلقتصادية والنهوض بإقتصادها بصفة عامة‪ ،‬لكن لم تستطع الجزائر‬
‫من خالل هذه التجربة تقديم حلول للمشاكل التي ميز قطاعها اإلقتصادي وأصبحت تعتمد في‬
‫تسيير إقتصادها‬
‫على مخططات‪ ،‬وركزت في دراستها على أجهزة وأدوات‪ ،‬والتي تعتبر الحل األمثل لتنظيم‬
‫وتوجيه اإلقتصاد الوطني‪ ،‬من هذه األجهزة نجد المؤسسة العمومية اإلقتصادية التي كانت‬
‫الوسيلة المثلى التنمية القطاع اإلقتصادي وتكريسها كأداة بديلة لخدمة السياسة اإلقتصادية‬
‫للدولة‪.‬‬
‫منذ اإلستقالل عرف النظام القانوني للمؤسسة العمومية اإلقتصادية عدة تغيرات ومراحل‬
‫متباينة وهذا ناتج عن النظام اإلقتصادي الذي تبعته الجزائر‪ ،‬ففي ظل نظام اإلقتصاد الموجه‬
‫كانت المؤسسة العمومية اإلقتصادية تابعة للدولة وهذا منذ اإلستقالل إلى غاية صدور القانون‬
‫رقم ‪ 10-88‬المتضمن القانون التوجيهي للمؤسسة العمومية اإلقتصادية‪ ،1‬حيث بدأت بمرحلة‬
‫التسيير الذاتي وهو أسلوب يضع إدارة المؤسسة بين أيدي العمال‪ ،‬وكانت كل المؤسسات في‬

‫‪ 1‬القانون رقم ‪ ،10-88‬مؤرخ في ‪ 01‬جانفي ‪ ،0888‬متضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية اإلقتصادية‪ ،‬ج‪ .‬ر عدد‬
‫‪ ،1‬صادر في ‪ 01‬جانفي ‪ ،0888‬معدل ومتمم‪.‬‬

‫ب‬
‫مقدمة‬

‫هذه المرحلة تسير من طرف المعمرين الذين غادروا البالد تاركين وراءهم منشآت شاغرة هذا ما‬
‫‪2‬‬
‫دفع بالعمال الجزائريين بالتدخل لتسير هذه المؤسسات‪ ،‬وبعدها صدر المرسوم رقم ‪89-31‬‬
‫المتعلق بتنظيم وتسيير المؤسسات المسيرة ذاتيا‪ ،‬ومن ثم بدأت الدولة بالتدخل في الساحة‬
‫اإلقتصادية وهذا من خالل مرحلة المؤسسة العامة وتميزت هذه األخيرة بظهور مصطلحين‬
‫جديدين في تاريخ المؤسسة العمومية اإلقتصادية وهما الشركة العامة والمؤسسة العامة ذات‬
‫الطابع الصناعي والتجاري‪ ،‬رغم كل هذه التغيرات فشلت الدولة في تسيير المؤسسة العمومية‬
‫اإلقتصادية‪ ،‬هذا ما دفع بالجزائر بتبني النظام اإلشتراكي خالل مرحلة التسيير اإلشتراكي والتي‬
‫كانت من سنة ‪ 0890‬إلى غاية سنة ‪ 0881‬وتميزت هذه المرحلة بتقنين المؤسسة العمومية‬
‫اإلقتصادية بموجب قانون التسيير اإلشتراكي لسنة ‪.08903‬‬
‫بعد هذه المرحلة تم إعادة هيكلة هذه المؤسسات ودخولها في مرحلة اإلستقاللية في أواخر‬
‫الثمانينات بعد صدور القانون رقم ‪ 10-88‬المتضمن القانون التوجيهي للمؤسسة العمومية‬
‫اإلقتصادية‪ ،4‬وتغير النظام اإلقتصادي المنتهج في الجزائر ومنه تغير النظام القانوني للمؤسسة‬
‫العمومية اإلقتصادية فأصبحت تتخذ شكل شركة مساهمة أو شركة ذات مسؤولية محدودة‪،‬‬
‫ورغم هذا التغيير في نظامها القانوني إلى أنها لم تكن مستقلة إستقاللية تامة إال بعد صدور‬
‫عدة قوانين‪ ،‬منها األمر رقم ‪ 10-10‬المؤرخ في ‪ 11‬أوت سنة ‪ 1110‬المتعلق بتنظيم‬
‫المؤسسات العمومية اإلقتصادية وتسييرها وخوصصتها‪ 5‬ولم يتم اللجوء إلى الخوصصة مباشرة‬
‫إال بعد فشل إعادة الهيكلة الصناعية في تحقيق األهداف المرغوبة التي تسعى الدولة في‬
‫تحقيقها‪ ،‬ولم تكن خيا ار للدولة وانما كانت ملزمة بانتهاجها ألسباب عديدة ومنها‪ :‬فشل األساليب‬

‫‪ 2‬أمر رقم ‪ ،90-90‬مؤرخ في ‪ 03‬نوفمبر ‪ ،0890‬يتعلق بالتسيير اإلشتراكي للمؤسسات‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ ،010‬صادر في ‪13‬‬
‫أكتوبر ‪.0891‬‬
‫‪ 3‬مرسوم رقم ‪ ،89-31‬مؤرخ في ‪ 08‬ديسمبر ‪ ،0831‬يتعلق بتنظيم وتسيير المؤسسات المسيرة ذاتيا‪ ،‬ج‪.‬ر عدد‪ ،09‬صادر‬
‫في ‪ 11‬مارس ‪.0831‬‬
‫‪ 4‬قانون رقم ‪ ،10-88‬يتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية اإلقتصادية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 5‬أمر رقم ‪ ،10-10‬مؤرخ في ‪ 11‬أوت ‪ ،1110‬يتعلق بتنظيم المؤسسات العمومية االقتصادية وتسييرها وخوصصتها‪ ،‬ج‪.‬ر‬
‫عدد ‪ ،09‬صادر في ‪ 11‬أوت ‪ ،1110‬معدل ومتمم‪.‬‬

‫ج‬
‫مقدمة‬

‫البيروقراطية في تسيير المؤسسة العمومية اإلقتصادية‪ ،‬وعجز ميزانية الدولة الناتج عن الدعم‬
‫الدائم في التسيير المتكرر للمؤسسات العمومية اإلقتصادية‪.‬‬
‫بعد هذه اللمحة المقدمة حول النظام اإلقتصادي الجزائري بشكل عام والمؤسسة العمومية‬
‫اإلقتصادية بصفة خاصة‪ ،‬نجد أن هذه األخيرة مرت بعدة مراحل وطرأت عليها عدة تغيرات‬
‫وتطورات تماشيا مع التطورات التي خضع لها اإلقتصاد الجزائري عبر مراحل متعددة‪ ،‬ما يجعل‬
‫المؤسسة العمومية اإلقتصادية تخضع لنظام قانوني خاص يميزها عن باقي المؤسسات‪ ،‬لذا‬
‫تثور إشكالية مهمة حول الموضوع والمتمثلة فيما يلي‪ :‬فيما يتمثل النظام القانوني للمؤسسة‬
‫العمومية اإلقتصادية في القانون الجزائري ؟‪.‬‬
‫ومن هذه اإلشكالية األساسية نستنبط بعض اإلشكاليات الفرعية والتي تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫ما مفهوم المؤسسة العمومية اإلقتصادية ؟‪ ،‬وما هو النظام القانوني الذي يحكم وسائلها؟‬
‫لإلجابة على هذه اإلشكاليات سنعتمد على الخطة التالية‪ :‬الفصل األول‪ :‬سنخصصه‬
‫لماهية المؤسسة العمومية اإلقتصادية‪ .‬الفصل الثاني‪ :‬سنقوم بدراسة النظام القانوني لوسائل‬
‫المؤسسة العمومية اإلقتصادية والرقابة الممارسة عليها‪.‬‬
‫ومن الصعوبات التي واجهتنا في انجاز المذكرة ‪:‬‬
‫‪ -‬وباء كورونا وما خلفه من صعوبات في انجاز المذكرة‬
‫حيث تم شل الدراسة في معظم جامعات الوطن وغلق ابوابها مما صعب الولوج لجامعة عامة ومكتبة‬
‫خاصة ‪ ،‬وبالتالي عدم توفر المراجع والمصادر وكذلك عدم امكانية التواصل مع االساتذة المشرفين‬
‫لمدة ما يقارب ستة اشهر اواكثر ‪.‬‬
‫‪ -‬معظم المراجع تعتمد على معلومات واحدة ‪ ،‬اذ نجد بعض الكتب تأخذ عن بعضها بعض ‪.‬‬
‫‪ -‬قلة الدراسات التي تناولت المؤسسة العمومية االقتصادية ‪.‬‬

‫وفي االخير نرجو ان نكون قد الممنا الى حد معين بجوانب الموضوع وكشفنا عن اهم ثغراته ‪ ،‬فان اصبنا‬
‫فمن اهلل عز وجل وان اخطأنا وحسبنا اننا بذلنا جهدنا ونسأل اهلل تعالى التوفيق ‪.‬‬

‫وتجدر االشارة الى ان ما توصلنا اليه في هذا البحث كان نتيجة التوجيهات التي قدمها لنا االستاذ المشرف‬
‫"الذي تولى مهمة االشراف على هذا العمل فنحتسب ذلك في ميزان حسناته‪.‬‬

‫د‬
‫مقدمة‬

‫وال ننسى ان نقدم الشكر الى اعضاء لجنة المناقشة على تحملهم قراءة البحث وعلى ما سيجدونه من‬
‫مالحظات وتصويبات الجل اثراء البحث وتقويمه ونرجو ان نكون قد وفقنا فيما سعينا اليه‪.‬‬

‫ه‬
‫ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفصل ا ألول‬
‫ماهية املؤسسة العمومية‬
‫الاقتصادية‬

‫‪5‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫يعتبر موضوع المؤسسة العمومية االقتصادية من أبرز المواضيع القانونية التي إهتم بها‬
‫المشرع الجزائري‪ ،‬باعتبارها تلعب دور أساسي في مجال التنمية االقتصادية والقطاع العام‬
‫االقتصادي‪ ،‬وعرفت المؤسسة العمومية اإلقتصادية منذ اإلستقالل عدة تغيرات ومراحل نتيجة‬
‫الطبيعة ا لنظام اإلقتصادي الذي إنتهجته الجزائر مما أثر على النظام القانوني لهذه المؤسسات‬
‫والذي لم يعرف اإلستقرار في قواعده‪ ،‬ولدراسة ماهية المؤسسات العمومية اإلقتصادية إرتأينا‬
‫إلى إعطاء مفهوم لهذه األخيرة (المبحث األول)‪ ،‬ومراحل تطور المؤسسة العمومية اإلقتصادية‬
‫المبحث الثاني)‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم المؤسسة العمومية اإلقتصادية‬
‫ظهر مفهوم المؤسسة العمومية اإلقتصادية بعد اإلستقالل في المرسوم رقم ‪59-36‬‬
‫المتعلق بتنظيم وتسيير المؤسسة المسيرة ذاتيا‪ ، 1‬إال أنها عرفت عدة مفاهيم نظ ار للتغيرات‬
‫اإلقتصادية التي عرفتها الجزائر‪ ،‬ففي ظل نظام اإلقتصاد الموجه كانت المؤسسة العمومية‬
‫اإلقتصادية أداة في يد الدولة‪ ،2‬أما بعد تبني الجزائر لنظام إقتصاد السوق فتح المجال للخواص‬
‫وأصبحت المؤسسة العمومية اإلقتصادية تخضع للقانون الخاص ة‪ ، 3‬وتجسد هذا أكثر بعد‬
‫صدور دستور ‪ ،49595‬ونظ ار لهذه التغيرات التي طرأت على المؤسسة فيما يتعلق بتعاريف‬
‫هذه األخيرة ونفس الشيء بالنسبة ألنواعها وأصنافها (المطلب األول) وتقوم المؤسسة العمومية‬
‫اإلقتصادية على أليات متعددة لدى إنشائها وحلها (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫مرسوم رقم ‪ ،59-36‬يتعلق بتنظيم وتسيير المؤسسات المسيرة ذاتيا‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪DEBLAT Fateh, le système de gouvernement des entreprises nouvellement privatisées en Algérie‬‬
‫‪(étude de quelque cas), mémoire pour l'obtention du diplôme de magistère en sciences économiques,‬‬
‫‪option: gestion économiques, faculté des sciences économiques et de gestion, département des‬‬
‫‪sciences de gestion, université Hadj Lakhdar, Batna, 2007, p. 07.‬‬
‫سعودي زهير‪ ،‬النظام القانوني لتسيير ورقابة المؤسسات العمومية اإلقتصادية على ضوء األمر رقم ‪ ،10-19‬بحث لنيل شهادة‬ ‫‪3‬‬

‫الماجستير في القانون‪ ،‬فرع‪ :‬قانون األعمال‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم اإلدارية‪ ،‬بن عكنون‪ ،3116 ،‬ص‪.10 .‬‬
‫دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لسنة ‪ ،9595‬صادر بموجب مرسوم رئاسي رقم ‪ 99-95‬مؤرخ في ‪ 39‬فيفري ‪،9595‬‬ ‫‪4‬‬

‫ج‪.‬ر العدد ‪15‬ن صادر في ‪ 19‬مارس ‪( ،9595‬ملغی)‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف المؤسسة العمومية اإلقتصادية وأنواعها‬


‫شغلت المؤسسة العمومية اإلقتصادية حي از معتب ار في كتابات أعمال الفقهاء‬
‫واإلقتصاديين‪ ،‬فكل منهم يعرف المؤسسة العمومية اإلقتصادية حسب نظرته الخاصة والغرض‬
‫الذي أنشئت من أجله (الفرع األول) كما يرتكز إقتصادنا الحالي على أنواع متعددة من‬
‫‪1‬‬
‫المؤسسات والتي تصنف وفقا لمعايير مختلفة (الفرع الثاني) ‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف المؤسسة العمومية اإلقتصادية‬
‫إختلفت اآلراء حول تحديد تعريف دقيق للمؤسسة العمومية اإلقتصادية وهذا راجع إلى‬
‫التغيرات التي عرفها نظامها القانوني من خالل المراحل التي مرت بها وكل مرحلة تمتاز‬
‫بخصائص معينة‪ ،2‬سنقوم بإعطاء تعاريف بعض الفقهاء للمؤسسة العمومية اإلقتصادية (أوال)‬
‫والتعريف التعريف القانوني (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التعريف الفقهي‬
‫كلمة مؤسسة تعني ترجمة للكلمة الفرنسية (‪ .)Entreprise‬وللكلمتين اإلنجليزيتين‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫(‪ ،)firm‬و (‪. )underkating‬‬
‫لقد أعطيت عدة تعاريف للمؤسسة العمومية اإلقتصادية ونذكر بعضها‪ :‬عرفها ترنشي‬
‫على أنها‪" :‬الوحدة التي تجمع وتنسق بين العناصر البشرية والمادية للنشاط اإلقتصادي"‪،‬‬
‫وعرفها بيارلوا كما يلي‪ :‬هي مجموعة متدرجة من المواد البشرية‪ ،‬تستخدم وسائل معنوية‬
‫ومادية‪ ،‬إلستخراج وتوزيع الثروات وانتاج خدمات وفقا ألهداف محددة‪ ،‬وعرفها ألكسندر بيكو‬
‫بأنها مشروع إقتصادي تملكه الدولة وتمنح له إستقالل ليقوم بتنفيذ برامج الخطة ويعمل على‬
‫أساس مبدأ الحساب الجاري والتكاليف بغرض الحصول على فائض‪ ،‬كما تعرف أيضا على‬
‫أنها كل تنظيم إقتصادي تحوز فيه الدولة أو أي شخص معنوي أخر كل أو أغلبية رأسماله‬

‫القصير رزيقة‪ ،‬دور العالقات العامة في تحسين صورة المؤسسة العمومية اإلقتصادية (دراسة ميدانية بمؤسسة األمالح بقسنطينة‪ ،‬مذكرة‬ ‫‪1‬‬

‫مكملة لنيل شهادة الماجستير في علوم اإلعالم واإلتصال‪ ،‬قسم‪ :‬العلوم واإلتصال‪ ،‬تخصص وسائل اإلعالم والمجتمع‪ ،‬كلية العلوم‬
‫اإلنسانية والعلوم اإلجتماعية‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ، 3112 ،‬ص‪.931 .‬‬
‫أيت منصور كمال‪ ،‬عقد التسيير آلية لخوصصة المؤسسة العامة ذات الطابع اإلقتصادي‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون‪ ،‬فرع‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫قانون األعمال‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،3193 ،‬ص‪.9 .‬‬
‫صخري عمر‪ ،‬إقتصاد المؤسسة‪ ،‬ط‪ ،6‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪ ،3116 ،‬ص‪.30 .‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪7‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يتم تع بإستقالل مالي ويعمل في إطار قانوني واجتماعي معين بهدف دمج عوامل اإلنتاج أو‬
‫تبادل السلع والخدمات مع أعوان إقتصاديين آخرين بغرض تحقيق نتيجة مالئمة ضمن شروط‬
‫‪1‬‬
‫إقتصادية تختلف باختالف الحيز المكاني والزماني الذي يوجد فيه وتبعا لحجم ونوع نشاطه‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ثانيا‪ :‬التعريف القانوني‬
‫عرف المشرع الجزائري المؤسسة العمومية اإلقتصادية في المادة الثانية (‪ )3‬من األمر رقم‬
‫‪ 19 - 10‬كما يلي‪ :3‬المؤسسات العمومية اإلقتصادية هي شركات تجارية تحوز فيها الدولة أو‬
‫أي شخص أخر خاضع للقانون العام أغلبية رأسمالها اإلجتماعي مباشرة أو غير مباشرة وهي‬
‫تخضع للقانون العامة‪ ،‬ومن خالل هذا التعريف نستخلص خصائص المؤسسة العمومية‬
‫اإلقتصادية والمتمثلة فيما يلي‪:‬‬
‫العمومية‬ ‫أ‪-‬‬
‫خاصية العمومية معناه أن المؤسسة العمومية اإلقتصادية شخص من أشخاص القانون‬
‫‪4‬‬
‫العام والرأسمال الذي تحوزه في شكل حصص وأسهم هي أموال عمومية تابعة للدولة‪.‬‬
‫ب‪ -‬المتاجرة‬
‫المقصود من هذه الخاصية إخضاع المؤسسة العمومية اإلقتصادية ألحكام القانون‬
‫التجاري من الناحيتين التنظيمية والوظيفية‪.‬‬
‫‪ -9‬من الناحية التنظيمية‪ :‬تتخذ المؤسسة العمومية اإلقتصادية إما شكل شركة مساهمة‬
‫أو شركة ذات مسؤولية محدودة وهذا طبقا للمادة ‪ 19‬من القانون رقم ‪ 19-99‬المتضمن‬
‫‪5‬‬
‫القانون التوجيهي للمؤسسة العمومية اإلقتصادية‪.‬‬

‫‪ 1‬نقال عن علون دادي ناصر‪ ،‬إقتصاد المؤسسة‪ ،‬ط‪ ،9‬دار المحمدية العامة‪ ،‬الجزائر‪ ،9559 ،‬ص‪.5 .‬‬
‫‪ 2‬نقال عن لقصير رزيقة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ . 999 .‬أيت منصور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.9 .‬‬
‫‪ 3‬أمر رقم ‪ 10-19‬متعلق بتنظيم المؤسسات العمومية وتسييرها وخوصصتها‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 4‬سعودي زهير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.9 .‬‬
‫‪ 5‬أنظر المادة ‪ 50‬من قانون رقم ‪ 50-88‬متضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية اإلقتصادية‪ ، ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -3‬من الناحية الوظيفية‪ :‬إن المؤسسة العمومية تقوم بأعمال تجارية ويترتب على ذالك‬
‫مايلي ‪- :‬خضوع أموال المؤسسات لإلجراءات التي تخضع لها أموال التاجر وعليه أصبحت‬
‫‪1‬‬
‫أموال المؤسسات قابلة للحجز‪ ،‬قابلة للتصرف واإلفالس ‪.‬‬
‫قيام المؤسسات العمومية اإلقتصادية باألعمال التجارية وخضوعها إللتزمات التاجرة‪.‬‬
‫ت‪ -‬اإلستقاللية‬
‫تتمتع المؤسسة العمومية اإلقتصادية بشخصية معنوية مستقلة من حيث الحقوق التي‬
‫تتمتع بها ومن حيث الواجبات والمسؤولية‪ ،‬ولقد تم تكريس مبدأ اإلستقاللية أكثر بصدور األمر‬
‫رقم ‪ 10-19‬المتعلق بتنظيم المؤسسة العمومية اإلقتصادية وتسسيرها وخوصصتها‪ ،‬الذي أقر‬
‫بأن رأسمال المؤسسة حك ار على أشخاص القانون العام‪ ،‬وتم إعطاء إمكانية ألشخاص القانون‬
‫‪2‬‬
‫الخاص بالمساهمة في رأسمال المؤسسة كونها تتمتع بذمة مالية مستقلة‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أنواع المؤسسات العمومية اإلقتصادية‬
‫يمكن للمؤسسات العمومية اإلقتصادية أن تأخذ عدة أشكال وأنواع‪ ،‬وهذا حسب المعايير‬
‫التالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تصنيف المؤسسات العمومية االقتصادية حسب المعيار القانوني‬
‫تصنف المؤسسة اإلقتصادية حسب المعيار القانوني إلى مؤسسات خاصة‪ ،‬عامة‬
‫‪3‬‬
‫ومختلطة‪.‬‬
‫أ‪ -‬المؤسسات الخاصة‬
‫هي المؤسسات التي تعود ملكيتها إلى شخص واحد أو عدة أشخاصة‪ ،‬ويتفرع بدوره هذا‬
‫‪4‬‬
‫النوع من المؤسسات إلى المؤسسات الفردية والشركات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ابن زيادة أم السعد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .‬ص‪.21 ،39 .‬‬
‫‪ 2‬بن زيادة أم السعد‪ ،‬المؤسسة العمومية اإلقتصادية في ظل القانون التوجيهي ‪ ،19-99‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬فرع‪:‬‬
‫قانون المؤسسات‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬بن عكنون‪ ،3113 ،‬ص‪.30 .‬‬
‫‪ 3‬صخري عمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.39 .‬‬
‫‪ 4‬سعودي زهير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.3 .‬‬

‫‪9‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-9‬المؤسسات الفردية‪ :‬هي المؤسسات التي يمتلكها شخص واحد ويؤسسها برأسماله‬
‫الشخصي وتشمل عادة الوحدات الحرفية‪ ،‬المحالت التجارية‪ ........‬إلخ‪ ،‬ولهذه المؤسسات‬
‫‪1‬‬
‫إيجابيات وسلبيات ونذكر منها‪:‬‬
‫‪-‬اإلجابيات‪:‬‬
‫‪ -‬السهولة في التنظيم واإلنشاء‪.‬‬
‫‪ -‬صاحب هذه المؤسسة هو المسؤول األول واألخير عن نتائج أعمال المؤسسة مما‬
‫‪2‬‬
‫يؤدي إلى اإلبتعاد عن المشاكل التي تنجم عن وجود شركاء ‪.‬‬
‫أما سلبيات المؤسسات الفردية هي‪:‬‬
‫‪ -‬صعوبة الحصول على قروض من المؤسسات المالية‪.‬‬
‫‪ -‬مسؤولية صاحب المؤسسة غير محدودة‪.‬‬
‫‪ -‬قلة رأسمال المؤسسة كون أنها تؤسس برأسمال شخصي‪.‬‬
‫‪ -3‬الشركات‪ :‬هي عبارة عن مؤسسة يمتلكها أكثر من شخص وتخضع لشروط قانونية‬
‫خاصة توفر شرط الرضا بين الشركاء ويلتزم كل منهم بتقديم جزء من رأسماله ويكون في شكل‬
‫نقدي أو عيني أو قيام بعمل وتنقسم الشركات إلى شركات األشخاص وشركات األموال‪،‬‬
‫فشركات األشخاص تتفرع عنها شركة التضامن‪ ،‬شركة التوصية البسيطة‪ ،‬الشركة ذات‬
‫‪3‬‬
‫المسؤولية المحدودة‪ ،‬أما شركات األموال تتفرع عنها شركة التوصية باألسهم وشركة المساهمة‬
‫ب‪ -‬المؤسسات العامة‬
‫هي المؤسسات التي تعود ملكيتها للدولة أو الجماعات المحلية‪ ،‬وال يحق للمسؤولين فيها‬
‫‪4‬‬
‫إال بموافقة الدولة‪ ،‬وتأخذ هذه المؤسسات شكل مؤسسات عمومية ذات الطابع التصرف‬

‫‪ 1‬اعدون دادي ناصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.36 .‬‬


‫‪ 2‬القصير رزيقة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.936 .‬‬
‫‪ 3‬الصخري عمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .‬ص‪.35 -33 .‬‬
‫‪ 4‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪.35 .‬‬

‫‪01‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الصناعي والتجاري مثل المؤسسة الوطنية للصناعات الكهرومنزلية (أوني يم) أو المؤسسة‬
‫العمومية المحلية التي تنشط على المستوى المحلي ونجدها غالبا في قطاع الخدمات‪.‬‬
‫ت‪ -‬المؤسسات المختلطة‬
‫هي المؤسسات التي تشترك فيها الدولة مع القطاع الخاص ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تصنيف المؤسسات العمومية االقتصادية حسب الحجم‬
‫تصنف المؤسسات اإلقتصادية إلى المؤسسات الصغيرة‪ ،‬المؤسسات المتوسطة‬
‫‪1‬‬
‫والمؤسسات الكبيرة‪.‬‬
‫أ‪ -‬المؤسسات الصغيرة‬
‫تسمى بمؤسسات صغيرة ألن عدد العمال فيها يتراوح ما بين عامل واحد إلى عشرة عمال‬
‫‪2‬‬
‫وتعود ملكيتها في بعض األحيان لعائلة واحدة‪ ،‬ويكون صاحب المؤسسة المسؤول األول عنها‪.‬‬
‫ب‪ -‬المؤسسات المتوسطة‬
‫في هذا النوع من المؤسسات يكون عدد العمال فيها ما بين عشرة عمال إلى خمسين‬
‫‪3‬‬
‫عامل‪ ،‬وهي مؤسسات نشيطة ‪ ،‬تكون مناصب الشغل فيها متوفرة‪.‬‬
‫عرف المشرع الجزائري المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في نص المادة الرابعة (‪ )10‬من‬
‫القانون رقم ‪ ،99-19‬المتضمن القانون التوجيهي لترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كما‬
‫يلي‪ ":‬تعرف المؤسسة الصغيرة والمتوسطة مهما كانت طبيعتها القانونية بأنها مؤسسة إنتاج‬
‫السلع و‪ /‬أو الخدمات‪ :‬تشغل من واحد ‪ 19‬إلى مئتي و خمسين (‪ )391‬شخص وال يتجاوز‬
‫رقم أعمالها السنوي مليارين دينار أو مجموع حصيلتها السنوي خمسمائة ‪ 911‬مليون دينار‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫وتستوفي معايير اإلستقاللية"‪.‬‬

‫‪ 1‬الطرطار أحمد‪ ،‬الترشيد اإلقتصادي للطاقات اإلنتاجية في المؤسسة‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،3119 ،‬ص‪.99 .‬‬
‫‪ 2‬القصير رزيقة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.936 .‬‬
‫‪ 3‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪ .936 .‬مرجع نفسه ‪ ،‬ص‪.939 .‬‬
‫‪ 4‬أنظر المادة ‪ 0‬من قانون رقم ‪ 99-19‬مؤرخ في ‪ 93‬ديسمبر ‪ ،3119‬يتضمن القانون التوجيهي لترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪،‬‬
‫ج‪.‬ر عدد ‪ ،22‬صادر في ‪ 99‬ديسمبر ‪.3119‬‬

‫‪00‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ت‪ -‬المؤسسات الكبيرة‬


‫هذه المؤسسات يكون عدد العمال فيها أكثر من خمس مئة عامل وملكيتها تكون لعدد‬
‫كبير من األشخاص وتتخذ عدة أشكالة‪ ،‬فيمكن أن تكون في شكل مجمع والذي هو عبارة عن‬
‫مجموعة من المؤسسات تربطها عالقة مالية وهي تابعة للمؤسسة األم أو في شكل شركات‬
‫‪1‬‬
‫متعددة الجنسيات‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تصنيف المؤسسات العمومية اإلقتصادية حسب القطاع‬
‫تصنف المؤسسات اإلقتصادية حسب القطاع إلى ثالثة قطاعات أساسية وهي القطاع‬
‫‪2‬‬
‫األول‪ ،‬القطاع الثانوي‪ ،‬والثالث‪.‬‬
‫أ‪ -‬القطاع األولي‬
‫يمثل هذا القطاع الذي يرتبط نشاطه بالمواد الطبيعية القريبة لإلستهالك واستغالل‬
‫الغابات‪ ،‬وعليه فإن كل المؤسسات التي يتعلق نشاطها اإلنتاجي بالزراعة والصيد البحري‬
‫وتربية المواشي أي المؤسسات الفالحية وكذا المؤسسات اإلستخراجية (المنجمية) تصنف ضمن‬
‫‪3‬‬
‫هذا القطاع‪.‬‬
‫ب‪ -‬القطاع الثانوي‬
‫في هذا القطاع تتجمع مختلف المؤسسات التي تعمل في تحويل المواد الطبيعية أساسا‬
‫إلى منتجات قابلة لإلستهالك الوسيطي أو النهائي وتشمل مؤسسات تحويل المواد الطبيعية من‬
‫معادن إلى تجهيزات ووسائل إنتاج مختلفة وكذا مؤسسات تحويل الموارد إلى مواد البناء‪ .‬ت‪-‬‬
‫‪4‬‬
‫القطاع الثالث‪.‬‬

‫‪ 1‬وكادير مالحة‪ ،‬دور البنوك في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬فرع‪ :‬قانون‬
‫التنمية الوطنية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،3193 ،‬ص‪ .‬ص‪.16 -15.‬‬
‫‪ 2‬زعيب مليكة‪ ،‬أدوات التحليل المالي للمؤسسة العمومية الصناعية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬تخصص‪ :‬مالية‪ ،‬كلية العلوم اإلقتصادية‬
‫وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،9559 ،‬ص‪.15 .‬‬
‫‪ 3‬القصير رزيقة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.939 .‬‬
‫‪ 4‬القصير رزيقة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.931 .‬‬

‫‪01‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يتضمن هذا القطاع المؤسسات التي تشغل في المجال الخدماتية‪ ،‬كمؤسسات النقل‪ ،‬البريد‬
‫والمواصالت‪ ،‬الصحة والمؤسسات المالية التي تقوم بالنشاط المالي کالبنوك والمؤسسات‬
‫‪1‬‬
‫التجارية التي تقوم بعملية التوزيع‪ .......‬إلخ‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬آليات المؤسسة العمومية االقتصادية‬
‫يتمتع المؤسسة العمومية االقتصادية بشخصية معنوية مستقلة فهي تعد كيان مستقل‪،‬‬
‫وهي الوسيلة الفعالة لتنفيذ استراتجيات اقتصادية وتهدف إلى إدخال الدولة إلى المجال‬
‫االقتصادي والتنمية‪ ،‬وتساعد في التطوير وتحقيق العولمة ونظ ار لما تتسم به المؤسسة العمومية‬
‫االقتصادية من صفات جد هامة وواسعة‪ 2‬فلقد تم التنظيم القانوني لكل ما يتعلق بأجهزتها‬
‫(الفرع األول) وكل ما يتعلق بإنشاء وحل المؤسسة العمومية االقتصادية (الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬أجهزة المؤسسة العمومية االقتصادية‬
‫كون المؤسسة العمومية االقتصادية تأخذ شكل شركة تجارية فهي تتمتع بنفس النظام‬
‫الخاص باألجهزة المكونة لها سوءا منظمة على شكل شركة مساهمة أو على شكل شركة ذات‬
‫‪3‬‬
‫مسؤولية محدودة فتتمثل أجهزة المؤسسة العمومية االقتصادية في‪:‬‬
‫‪-‬الجمعية العامة‪.‬‬
‫جهاز اإلدارة‪.‬‬
‫‪-‬جهاز التسيير‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫أوال‪ :‬الجمعية العامة‬
‫تسمى كذلك جهاز المداولة فهي تعتبر هيئة السيادة للشركة‪ ،‬والمجال المناسب للشركاء‬
‫والمساهمين لإلدالء بإرادتهم ومساهماتهم في تسير الشركة‪.‬‬
‫تأخذ الجمعية العامة شكلين‪:‬‬

‫‪ 1‬عدون دادي ناصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.33 .‬‬


‫‪ 2‬ازواوي فضيلة‪ ،‬تمويل المؤسسات اإلقتصادية وفق الميكانيزمات الجديدة في الجزائر ‪ -‬دراسة حالة مؤسسة سونلغاز ‪ -‬مذكرة لنيل درجة‬
‫الماجستير في علوم التسيير والعلوم التجارية‪ ،‬جامعة أمحمد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪ ،3115 ،‬ص‪.91 .‬‬
‫‪ 3‬سعودي زهير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.06 .‬‬
‫‪ 4‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪.09 .‬‬

‫‪01‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-‬الجمعية العامة العادية‪.‬‬


‫‪ -‬الجمعية العامة غير العادية‪.‬‬
‫ويؤسس جهاز من أجل ممارسة صالحيات الجمعية العامة العادية وغير العادية طبقا‬
‫للمادة ‪ 3‬من المرسوم رقم ‪ 995-99‬المؤرخ في ‪ 39‬جوان ‪ ،9599 1‬المتعلق بصناديق‬
‫المساهمة ولهذه األخيرة جهاز يقوم بتحديد التشكيلة اإلسمية بمرسوم خاص ويحدد كيفيات إنهاء‬
‫التأهيل الفردي لألعضاء ويكون الجهاز مشترك بين جميع صناديق المساهمة التابعة للدولة‪.‬‬
‫أ‪ -‬الجمعية العامة العادية‬
‫تجتمع مرة واحدة على األقل في السنة بصفة منتظمة ودورية‪ ،‬واذا لم تستدعي الجمعية‬
‫العامة فإن رئيس الشركة والقائمين باإلدارة يتلقون عقوبات جنائية وذلك طبقا للمادة ‪ 993‬من‬
‫ق‪.‬ت‪.‬‬
‫من صالحيات الجمعية العامة العادية‪ :‬تعيين القائمين باإلدارة قانونا أو ممثلي العمال أو‬
‫‪2‬‬
‫عزلهم ألي سبب‪.‬‬
‫‪ -‬الضبط في استعمال األرباح وتحديد الحصص المستحقة ألصحاب األسهم في حدود‬
‫‪3‬‬
‫القانون األساسي‪.‬‬
‫‪-‬الفصل في التقارير التي يقدمها مجلس اإلدارة وتسديد الحسابات‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫مناقشة الموازنة والحسابات والمصادقة عليها و رفضها أو تصحيحها‪.‬‬

‫‪ 1‬مرسوم ‪ 995-99‬مؤرخ في ‪ 39‬جوان ‪ ،9599‬متعلق بصناديق المساهمة األعوان االئتمانيين التابعين للدولة‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ ،30‬صادر‬
‫في ‪ 33‬جوان ‪.9599‬‬
‫‪ 2‬بن زيادة أم السعد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.92 .‬‬
‫‪ 3‬أنظر المادة ‪ 993‬من ‪ 95-29‬مؤرخ في ‪ 33‬سبتمبر ‪ ،9529‬متضمن ق‪.‬ت‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ ،919‬مؤرخ في ‪ 93 / 93 / 9529‬معدل‬
‫ومتمم بقانون رقم ‪ 13-19‬مؤرخ في ‪ 3‬فيفري ‪ ،3119‬ج‪.‬ر عدد ‪ ،99‬صادر في ‪ 5‬فيفري ‪3119‬‬
‫‪ 4‬سعودي زهير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.03 .‬‬

‫‪01‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ب‪ -‬الجمعية العامة غير العادية‬


‫كما تعرف أيضا بالجمعية العامة االستثنائية‪ ،‬فكلما استدعت الضرورة تجتمع هذه‬
‫الجمعية وذلك عدة مرات في السنة‪ ،‬على عكس الجمعية العامة التي تجتمع مرة واحدة في كل‬
‫‪1‬‬
‫سنة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫من صالحيات الجمعية العامة غير العادية‪:‬‬
‫‪-‬رفع أرس المال التأسيسي ضمن الشروط القانونية أو التحفظية‪.‬‬
‫اتخاذ قرار إدماج المؤسسة العمومة االقتصادية من مؤسسة إلى أخرى وتقيمها‪.‬‬
‫تمديد وجود المؤسسة‪.‬‬
‫اتخاذ قرار حلها‪ ،‬وتحويل طبيعتها القانونية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬جهاز اإلدارة‬
‫المؤسسة العمومية االقتصادية تجمع في تنظيم مجلس إدارتها بين اإلدارة والمراقبة‪،‬‬
‫ويسمى جهاز إدارتها مجلس اإلدارة‪ ،‬وقد تفصل بينهما فتتخذ شكل مجلس المراقبة ومجلس‬
‫‪3‬‬
‫المديرين‪.‬‬
‫أ‪-‬مجلس اإلدارة‬
‫إذا ما رغبت المؤسسة العمومية االقتصادية أن تجمع بين اإلدارة والمراقبة فهي تلجأ إلى‬
‫هذا النوع من التنظيم‪ ،‬وتتكلف الجمعية العامة بتعيين الهيئة المكلفة وتشكيلتها‪ ،‬ويتكون مجلس‬
‫اإلدارة الشركات المساهمة على األقل من ثالثة أعضاء إلى ‪ 93‬عضوة‪ ،‬ويمكن زيادة عدد‬
‫‪4‬‬
‫األعضاء إلى أكثر من المقرر قانونا في حالة الدمج وذلك طبقا للمادة ‪ 399‬من ق‪.‬ت‪.‬‬

‫‪ 1‬العشب محفوظ‪ ،‬دراسات في القانون االقتصادي‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬المطبعة الرسمية‪ ،‬د‪.‬سمن‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.96‬‬
‫‪ 2‬بهلول سمية‪ ،‬النظام القانوني للمؤسسة العمومية االقتصادية في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر في الحقوق‪ ،‬تخصص‪:‬‬
‫قانون إداري‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،3196 ،‬ص‪.39 .‬‬
‫‪ 3‬العشب محفوظ‪ ،‬دراسات في القانون االقتصادي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.90 .‬‬
‫‪ 4‬أنظر المادة ‪ 399‬من أمر رقم ‪ ،95-29‬متضمن ق‪.‬ت‪ ،‬معدل ومتمم‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪05‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫من صالحيات مجلس اإلدارة أنه يستدعي الجمعية العامة للمساهمين لالجتماع و تبليغ‬
‫المساهمين باالجتماع‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪1 392‬من ق‪.‬ته‪ ،‬واعداد جدول الحسابات‬
‫والقيام بالتعيينات المؤقتة في حالة شغور منصب قائم باإلدارة أو أكثر له كامل سلطات‬
‫التصرف باسم الشركة وفي موضوع الشركة‪ ،‬وتقرير نقل مقر الشركة في نفس المدينة‪ ،‬وتعيين‬
‫مساعدي رئيس مجلس اإلدارة باقتراح منه ويمنح أجور استثنائية عن المهام المعهودة بها‬
‫للقائمين باإلدارة‪ ،‬ويؤذن الرئيس للمدير العام بإعطاء الكفاالت والضمانات االحتياطية أو‬
‫‪2‬‬
‫الضمان باسم الشركة‪.‬‬
‫بمجلس المديرين‬
‫يهدف هذا التنظيم إلى الفصل بين إدارة ومراقبة المؤسسة العمومية االقتصادية بحيث‬
‫‪3‬‬
‫اإلدارة إلى مجلس المديرين والرقابة أسندت إلى مجلس الرقابة‪.‬‬
‫‪-9‬مجلس المديرين‪ :‬طبقا للمادة ‪ 4309‬من ق‪ .‬ت‪ 5‬فهو يتميع بسلطة واسعة باسم‬
‫المؤسسة‪ ،‬ويراعي السلطات التي يجوز له القانون ويتخذ ق ارراته حسب الشروط المحددة قانونا‪.‬‬
‫يتكون من ‪ 9‬أعضاء على األكثر ويعينون من طرف مجلس المراقبة‪ ،‬ويمارس صالحيته‬
‫‪6‬‬
‫تحت رقابته ويرئسه أحدهم‪.‬‬
‫‪-3‬مجلس المراقبة‪ :‬يعتبر هيئة مهمة في إدارة الشركات التجارية بصفة عامة‪ ،‬وادارة‬
‫المؤسسات العمومية االقتصادية بصفة خاصة‪.‬‬

‫‪ 1‬العشب محفوظ‪ ،‬الوجيز في القانون االقتصادي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.910 .‬‬


‫‪ 2‬أنظر المادة ‪ ، 392‬مرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 3‬بهلول سمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.39 .‬‬
‫‪ 4‬تنص المادة ‪ 309‬من أمر رقم ‪ 95-29‬متضمن ق‪.‬ت‪ ،‬معدل ومتمم‪ ،‬مرجع سابق على ما يلي‪" :‬يتمتع المدير بالسلطة الواسعة‬
‫التصرف بإسم الشركة وكل الظروف ويمارس هذه السلطات في حدود موضوع الشركة مع مراعاة السلطة التي خولها القانون صراحة‬
‫لمجلس مراقبة وجمعيات المساهمين"‪.‬‬
‫‪5‬أنظر المادة ‪ 330‬من أمر رقم ‪ ،95-29‬متضمن ق‪.‬ت‪ ،‬معدل ومتمم‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 6‬سعودي زهير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪30 .‬‬

‫‪06‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫طبقا للمادة ‪ 333‬ق‪.‬ت‪ 1‬يتم انتحاب أعضاء مجلس المراقبة من طرف الجمعية العامة‬
‫العادية أو غير العادية‪ ،‬كما يمكن لهذه األخيرة تعينهم‪ ،‬باإلضافة إلى وجود شروط أساسية‬
‫منصوص عليها في القانون التجاري‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬جهاز التسيير‬
‫يختلف شكل جهاز التسيير باختالف شكل الشركة‪ ،‬إما شركة مساهمة أو شركة ذات‬
‫مسؤولية محدودة‪ ،‬ففي شركة المساهمة يكون تحت صفة المدير العام أو الرئيس أو مجلس‬
‫المديرين‪ ،‬وفي المؤسسات ذات الطابع مسؤولية محدودة‪ ،‬يتسم بصفة المسيرة‪ ،‬ويجب أن يكون‬
‫رئيس مجلس اإلدارة‪ ،‬أو المدير العام بالنسبة لشركة المساهمة من بين القائمين على اإلدارة‬
‫الذين تم انتخابهم من الجمعية العامة أو التأسيسية وذلك دون تجاوز مدة تعينهم المدة المحددة‪،‬‬
‫ورئيس مجلس المديرين يعين من طرف الجمعية العامة باقتراح من مجلس المراقبة أما بالنسبة‬
‫للشركات ذات المسؤولية المحدودة فمدير المؤسسة أو مديريها يعينون من طرف الشركاء أو‬
‫بموجب عقد الح ق‪ ، 2‬شرطن يكون شخص طبيعي من صالحيات جهاز تسير المؤسسة‬
‫المنظمة على شكل شركة المساهمة فيتولى المدير اإلدارة العامة للشركة تحت مسؤوليته‬
‫ويمثلها‪ ،‬وله سلطة التصرف باسمها‪ ،‬وله أن يمارس بعض األعمال بعد حصوله على إذن‬
‫‪3‬‬
‫اإلدارة‪.‬‬
‫أما بالنسبة للمؤسسات العمومية االقتصادية التي تأخذ شكل شركة ذات مسؤولية محدودة‬
‫‪4‬‬
‫فإن المسيرين يمارسون التسيير واالستغالل وفقا لما يحدده القانون‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬إنشاء وحل المؤسسة العمومية االقتصادية‬
‫طبقا لألمر ‪ 10-19‬تعتبر المؤسسة العمومية االقتصادية شركة تجارية والنظام الذي‬
‫يحكم نشأتها وحلها تخضع للنظام الذي يحكم حل وانشاء الشركات التجارية فهي تخضع للقانون‬
‫‪1‬‬
‫التجاري‪.‬‬

‫‪1‬أنظر المواد ‪ 333 ،399 ،392 ،395‬من أمر رقم ‪ 95-29‬متضمن ق‪.‬ت‪ ،‬معدل ومتمم‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 2‬بهلول سمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.21 .‬‬
‫‪ 3‬أنظر المادة ‪ 923‬من أمر رقم ‪ ،95-29‬متضمن‪ ،‬ق‪.‬ت‪ ،‬معدل ومتمم‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 4‬بهلول سمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .35 .‬سعودي زهير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.35 .‬‬

‫‪07‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أوال‪ :‬إنشاء المؤسسة العمومية االقتصادية‬


‫تخضع المؤسسة العمومية االقتصادية إلى القاعد التجارية في إنشائها‪ ،‬إال أنه ونظ ار‬
‫للدور المهم للمؤسسة في التنمية االقتصادية هذا ما إستدعى األخذ بإرادة الشركاء‬
‫والمساهمين في تأسيس المؤسسة العمومية االقتصادية‪ .‬يتم إنشاء المؤسسة العمومية‬
‫االقتصادية عبر مراحل‪:‬‬
‫قرار اإلنشاء‪.‬‬
‫‪-‬االكتتاب‪.‬‬
‫‪-‬الجمعية العامة‪.‬‬
‫أ‪ -‬قرار اإلنشاء‬
‫تتطلب المادة ‪ 9‬من األمر ‪ 20-29‬اإلجراء التشريعي واإلذن القانوني‪ ،‬ولقد اعتنق فكر‬
‫اإلذن القانوني إلغاء هذه المادة وهذا نظ ار لالتجاه الحديث الذي يستدعي تدخل الدولة في‬
‫‪2‬‬
‫المجال االقتصادية‪.‬‬
‫فطبقا للمادة ‪ 999‬الفقرة ‪ 93‬من دستور ‪ 9523‬الذي يحدد مهمة السلطة التشريعية في‬
‫وضع المبادئ األساسية للسياسة االقتصادية واالجتماعية على عكس دستور ‪ 9595‬الذي لم‬
‫‪3‬‬
‫ينص صراحة في المادة ‪ 999‬على ذلك‪.‬‬
‫كيفية إنشاء المؤسسة العمومية ‪:‬‬
‫‪4‬‬
‫نص القانون ‪ 19-99‬في المادة ‪ 90‬على االقتصادية عن طريق القرار اإلدارية‪.‬‬
‫إن المشرع ميز إذن بين األوضاع المنشئة للمؤسسة العمومية االقتصادية‪:‬‬

‫‪ 1‬سعودي زهير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .23 .‬بهلول سمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.29 .‬‬
‫‪ 2‬ابعلي محمد الصغير‪ ،‬النظام القانوني للمؤسسة العمومية اإلقتصادية في التشريع الجزائري‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون‪ ،‬معهد‬
‫العلوم القانوية واإلدارية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ .9551 ،‬ص‪.962 .‬‬
‫‪ 3‬بعلي محمد الصغير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.969 .‬‬
‫‪ 4‬دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لسنة ‪ 9523‬صادر بموجب أمر رقم ‪ 52-23‬مؤرخ في ‪ 33‬نوفمبر ‪ ،9523‬ج‪.‬ر عدد‬
‫‪ ،50‬صادر في ‪ 30‬نوفمبر ‪ ،9523‬ملغی‪.‬‬

‫‪08‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫فالمؤسسة ذات أهمية إستراتيجية بناء على قرار من الحكومة‪ ،‬والمؤسسة التي ليس لها‬
‫أهمية إستراتيجية يعود االختصاص لصناديق المساهمة‪ ،‬وهذه األخيرة أصبحت شركات التسيير‬
‫للمساهمة بموجب أمر رقم ‪ ،310-19‬وسعيا لتحقيق التكامل االقتصادي يمكن إنشاء مؤسسة‬
‫‪1‬‬
‫عمومية بقرار مشترك صادر عن الجمعية العامة االستثنائية بالمؤسسات‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ويعتبر الشخص المعنوي مؤسس إن بادر بالقيام باإلجراءات القانونية للتأسيس‬
‫يمكن خلق صندوق المساهمة على المستوى الوطني أو المستوى المحلي‪ ،‬فقد تم إنشاء ‪9‬‬
‫صناديق مساهمة ذات طابع وطنيا‪ ،‬وهي عبارة عن مؤسسة عمومية اقتصادية في حد ذاتها‬
‫تأخذ شكل شركات تسيير القيم المنقولة وتخضع للقانون التجارية‪ ،‬تم النص على صناديق‬
‫‪3‬‬
‫المساهمة في القانون ‪.316-99‬‬
‫بإلغاء القانون ‪4 16-99‬وصدور القانون ‪ 33-59‬المؤرخ في ‪ 39‬ديسمبر ‪ 9559‬أين‬
‫عوض صناديق المساهمة بالشركات القابضة وعند صدور األمر ‪5 10-19‬عوضها بشركات‬
‫تسيير المساهمات‪ ،‬فصارت الهيئة المكلفة برقابة المؤسسات العمومية االقتصادية التي تعتبر‬
‫شركات رؤوس أموال خاضعة للقانون التجاري‪ ،‬وطبقا للمادة ‪ 9‬من األمر ‪ 10-19‬يتم إنشاء‬
‫شركات تسير المساهمة بقرار مجلس مساهمات الدولة الذي عوض المجلس الوطني لمساهمات‬
‫‪6‬‬
‫الدولة بموجب عقد توثيقي في شكل شركة ذات أسهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬االكتتاب‬
‫إن الرأسمال التأسيسي للمؤسسة العمومية االقتصادية يتكون من أي مساهمة نقدية أو‬
‫‪7‬‬
‫عينية وفقا للقانون التجاري‪.‬‬

‫‪ 1‬دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لسنة ‪ ،9595‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ 2‬تنص المادة ‪ 90‬من قانون رقم ‪ ،19-99‬متضمن الفانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية‪ ،‬مرجع سابق على ما يلي‪ ":‬تنشأ‬
‫المؤسسة العمومية االقتصادية بموجب قرار من الحكومة عندما يتعلق األمر على الخصوص بتطوير أنشطة فروع جديدة"‪.‬‬
‫‪ 3‬بعلي محمد الصغير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .‬ص‪.901 -965 .‬‬
‫‪ 4‬قانون رقم ‪ 16-99‬مؤرخ في ‪ 93‬جانفي ‪ 9599‬متعلق بصناديق المساهمة‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ ،3‬صادر في ‪ 96‬جانفي‪.1988‬‬
‫‪ 5‬بعلي محمد الصغير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.901 .‬‬
‫‪ 6‬أمر رقم ‪ ،10-19‬متعلق بتنظيم المؤسسات العمومية االقتصادية وتسيرها وخوصصتها‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 7‬ابعلي محمد الصغير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.903 .‬‬

‫‪09‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يعد االكتتاب من مستلزمات تأسيس الشركة التي تطرح أسهمها لالكتتاب العام‪ ،‬فال‬
‫‪1‬‬
‫تؤسس إال بعد القيام بهذا اإلجراء ‪.‬‬
‫يعتبر االكتتاب هو التصرف القانوني الذي بموجبه يلتزم شخص بتقديم حصة في رأسمال‬
‫الشركة تتمثل بشراء سهم أو أكثر من أسهم الشركة ويعتبر كذلك اإلعالن عن اإلرادة في‬
‫االشتراك في مشروع شركة مع التعهد بتقديم حصة في رأس مال تتمثل في عدد معين من‬
‫‪2‬‬
‫األسهم"‪.‬‬
‫هناك طريقتان لالكتتاب وهي االكتتاب المغلق أو الخاص‪ ،‬فإجراءات التأسيس باللجوء‬
‫العلني لالدخار يتم باللجوء إلى الجمهور قصد الحصول على أموال أو إجراء التأسيس دون‬
‫‪3‬‬
‫اللجوء العلني لالدخار‪.‬‬
‫‪ -0‬التأسيس باللجوء العلني لالدخار‪ :‬يسمى هذا النوع من التأسيس بالمتتابع فهو يقضي‬
‫بطرح األسهم لالكتتاب العام فهو التزام شخص بالمساهمة في الشركة عن طريق تقديم مبالغ‬
‫‪4‬‬
‫نقدية أو عينية‬
‫‪ -3‬التأسيس دون اللجوء العلني لالدخار‪ :‬تأسيس الشركة دون اللجوء إلى علنية االدخار‬
‫أعفاها المشرع الجزائري من بعض اإلجراءات التي تطبق على التأسيس باللجوء العلني لالدخار‬
‫‪5‬‬
‫وهذا لحماية الجمهور‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫وهذا النوع من التأسيس نص عليه في المواد ‪ 319‬إلى ‪ 315‬من ق‪.‬ت‪.‬‬
‫يسمى هذا النوع من التأسيس‪ ،‬التأسيس الفوري أي تنشأ المؤسسة بتصرف قانوني واحد‬
‫سواء صدر عن مؤسس واحد كما هو الشأن في المؤسسات التي تكون الدولة فيها المساهم‬

‫‪ 1‬العشب محفوظ‪ ،‬دراسات في القانون االقتصادي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.05 .‬‬


‫‪ 2‬مسعودي زهير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .‬ص‪.99 -92 .‬‬
‫‪ 3‬بن زيادة أم السعد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪33 .‬‬
‫‪ 4‬عبيدات مؤيد أحمد محي الدين‪ ،‬الرقابة على تأسيس الشركات‪( ،‬دراسة مقارنة)‪ ،‬ط ‪ ،9‬دار الحامد‪ ،‬األردن‪ ،3119 ،‬ص‪.395 .‬‬
‫‪ 5‬فوزي محمد سامي‪ ،‬الشركات التجارية (األحكام العامة والخاصة)‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،3193 ،‬ص‪.308‬‬
‫‪ 6‬أنظر المواد ‪ 319‬إلى ‪ 315‬من أمر ‪ ،95-29‬متضمن ق‪.‬ت‪ ،‬معدل ومتمم‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الوحيد‪ 1‬أو كان صاد ار عن أكثر من مؤسس واحدة‪ ،‬هذا النوع من التأسيس ال يستدعي على‬
‫األشخاص إجراءات معتمدة‪ ،‬كون رأس مال الشركة يتم الحصول عليه من المؤسسين دون‬
‫اللجوء إلى الجمهور‪ ،‬وهذا وفقا للمادة ‪ 01‬من األمر ‪ ،10-19‬وقد اعتمد المشرع على هذا‬
‫‪2‬‬
‫النوع من التأسيس بعد تحويل الشركات القابضة إلى شركات التسيير للمساهمة‪.‬‬
‫ت‪ -‬الجمعية التأسيسية‬
‫بانعقاد الجمعية التأسيسية نستكمل إجراءات تأسيس المؤسسة العمومية االقتصادية فهذه‬
‫المرحلة تتسم بأهمية كبيرة‪ ،‬تستكمل إجراءات التأسيس خالل ‪ 3‬أشهر من إيداع مشروع القانون‬
‫األساسي وفقا للشروط واآلجال المحددة في القانون التجاري في المادة ‪.3103‬‬
‫‪4‬‬
‫تتمثل صالحيات الجمعية التأسيسية ‪:‬‬
‫‪-‬مراقبة صحة تأسيس الشركة بالتأكيد من االكتتاب والمصادقة على القانون األساسية‪.‬‬
‫تعيين األجهزة اإلدارية وأعضاء مجلس المراقبة ومندوب أو أكثر من مندوبي الحسابات‪.‬‬
‫‪-‬الفصل في تقدير الحصص العينية‪.‬‬
‫‪ -‬المصادقة على األعمال والتصرفات التي أجراها المؤسسونه‪.‬‬
‫إن كل هذه اإلجراءات المتعلقة بإنشاء المؤسسة العمومية االقتصادية أدت إلى تمتعها‬
‫بالشخصية المعنوية‪ ،‬والنقد الموجه من األستاذ سعودي زهير للمشرع الجزائري يتمثل في‬
‫إخضاع المؤسسة في إنشائها لألحكام العامة للقانون التجاري رغم كون طبيعة المؤسسة تختلف‬
‫عن الشركات الخاصة واألشخاص الطبيعيين فكان على المشرع أن يضع قواعد خاصة تتالء‬
‫‪5‬‬
‫مع وظيفتها العمومية لدورها العام في االقتصاد‪.‬‬

‫‪ 1‬أبو قريش السالم هاجم‪ ،‬دليل تأسيس الشركات التجارية في القانون التجاري الجزائري‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‬
‫‪ ، 3190 ،‬ص‪.93 .‬‬
‫‪ 2‬بعلي محمد الصغير‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص‪ .900 .‬أبو قريش السالم هاجم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.90 .‬‬
‫‪ 3‬أنظر المادة ‪ 310‬من أمر ‪ ،95-29‬متضمن ق‪ .‬ت‪ ،‬معدل ومتمم‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 4‬سعودي زهير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.31 .‬‬
‫‪ 5‬أمر رقم ‪ ،95-29‬متضمن ق‪.‬ت‪ ،‬معدل ومتمم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬وسعودي زهير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.35 .‬‬

‫‪10‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬حل المؤسسة العمومية االقتصادية نظام المؤسسة العمومية االقتصادية تم النص‬
‫عليه في القانون المدني من المواد ‪ 662‬الى ‪ 3005‬والقانون التجاري في المواد ‪ 299‬مكرر‬
‫‪ 92‬إلى ‪ 299‬مكرر ‪ 31‬و‪ 995‬إلى ‪ 959‬وبحل المؤسسة العمومية االقتصادية تتالشي‬
‫‪1‬‬
‫شخصيتها القانونية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫تتمثل طرق حل المؤسسة العمومية االقتصادية في‪:‬‬
‫‪ -‬الحل بالتراضي‪ ،‬والحل القانوني‪.‬‬
‫‪-‬الحل بموجب قرار من الحكومة‪.‬‬
‫والحل القضائي‪.‬‬
‫أ‪-‬الحل بالتراضي‬
‫تكون تعبي ار عن رغبة الشركاء المساهمين الذي يسعون إلى حل المؤسسة بالتراضي‪ ،‬كما‬
‫يمكن للمساهم أو لشريك االنسحاب ولكن مع شروط ويملك الشركاء حق االتفاق على إدماج‬
‫‪3‬‬
‫عدة شركات حيث تقضي الشركة الحديثة على الشركة القديمة‪.‬‬
‫يتم الحل بالتراضي عن طريق‪ :‬اإلتفاق‪.‬‬
‫‪-‬االندماج‪.‬‬
‫‪ -‬أو االنفصال‪.‬‬
‫‪ - 0‬الحل باالتفاق‪ :‬وفقا للمصلحة العامة فانه يمكن للشركاء أو المساهمين أن يتفقوا‬
‫على حل المؤسسة العمومية االقتصادية‪ ،‬فيتم حلها عن طريق الجمعية العامة االستثنائية وفقا‬
‫‪4‬‬
‫للشروط واإلجراءات المحددة قانونا‪.‬‬

‫‪ 1‬أمر رقم ‪ 99-29‬مؤرخ في ‪ 33‬سبتمبر ‪ 9529‬متضمن ق‪.‬م‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ ،29‬مؤرخ في ‪ 61‬سبتمبر ‪ ،9529‬معدل ومتمم‪ ،‬بموجب‬
‫قانون ‪ 19-12‬مؤرخ في ‪ 96‬ماي ‪ ،3112‬ج‪.‬ر عدد ‪ ،69‬صادر في ‪ 96‬ماي ‪.3112‬‬
‫‪ 2‬سعودي زهير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.39 .‬‬
‫‪ 3‬بعلي محمد الصغير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.909 .‬‬
‫‪ 4‬بهلول سمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.9 .‬‬

‫‪11‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-3‬الحل باإلدماج أو االنفصال‪ :‬تنحل المؤسسة العمومية االقتصادية عن طريق اندماج‬


‫عدة مؤسسات في شكل مؤسسة أو تنفصل مؤسسة عن عدة مؤسساته ‪ ،1‬وذلك بإبرام عقد‬
‫‪2‬‬
‫مؤسسة أو عدة مؤسسات عمومية اقتصادية أخرى‪ ،‬وذلك طبقا للمادة ‪ 69‬من ق ‪.319-99‬‬
‫ب‪ -‬الحل القانوني‬
‫تتمثل حاالت حل الشركات التجارية عموما بقوة القانون لهذه األسباب ‪:‬‬
‫‪ -‬حلول أجالها واتمام الهدف الذي أنشئت من أجله‪.‬‬
‫‪-‬هالك كل أو جزء كبير من رأسمال المؤسسة‪ ،‬أو موت أحد الشركاء‪ ،‬الحجر عليه‪،‬‬
‫إعساره‪ ،‬إفالسه أو للتأميم‬
‫أحال األمر ‪ 10-19‬حاالت حل الشركات إلى األحكام العامة غير انه إذا ما أردنا‬
‫إسقاط هذه الحاالت على المؤسسة العمومية االقتصادية فإننا نجد صعوبة في ذلك‪ ،‬مثال عند‬
‫الحل االنخفاض أو زيادة عدد المساهمين فهناك حاالت تكون فيها الدولة هي المساهم الوحيد‬
‫‪3‬‬
‫مما يترتب عنه استحالة تطبيق هذه الحالة وفي حالة تجمع الحصص في يد شخص واحد‪.‬‬
‫طبقا للمادة ‪ 9‬و‪ 3‬من األمر ‪ 10-19‬استثني بعض المؤسسات العمومية االقتصادية من‬
‫جهة ومن جانب أخر فانه ال يمكن تطبيق حالة التأميم ألنه ال يمكن أن يأمم شخص شيء‬
‫ملك له‪ ،4‬في حالة انتهاء أجل ‪ 55‬سنة يمكن تطبيقها‪ ،‬ولكن تجتمع الجمعية العامة وتمدد حياة‬
‫الشركة‪ ،‬وفي القانون ‪ 19-99‬نجد هناك اختالف حيث تنص المادة ‪ 60‬منه على أن‬
‫المؤسسة‪ 5‬العمومية االقتصادية تحل بحكم القانون وتتوقف عن العمل بانخفاض رأس مال‬
‫‪6‬‬
‫والدمج‪ ،‬واعادة الهيكلة‪.‬‬

‫‪ 1‬سعودي زهير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.61 .‬‬


‫‪ 2‬أنظر المادة ‪ 69‬من أمر ‪ ،19-99‬متضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 3‬ابن زيادة أم السعد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.69 .‬‬
‫‪ 4‬بن زيادة أم السعد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.69 .‬‬
‫‪ 5‬علي محمد الصغير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.999 .‬‬
‫‪ 6‬بهلول سمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪92 .‬‬

‫‪11‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ت ‪ -‬الحل اإلداري ‪:‬‬


‫يتم هذا النوع من الحل بموجب قرار إداري صادر عن الحكومة‪ ،‬يظهر الطابع اإلداري‬
‫القرار الحل مباشرة بعد إجراءات الحل‪ ،‬حيث يعين وزير المالية بموجب قرار إداري فور حل‬
‫المؤسسة العمومية االقتصادية‪ ،‬ويصدر من طرف السلطة الوصائية بموجب قرار إداري‪.‬‬
‫ث‪ -‬الحل القضائي‬
‫في حل الشركة يمكن االستعانة بالقضاء وذلك وفقا لبعض األحكام في القانون المدني أو‬
‫التجاري‪ ،‬إذا ما قمنا بإسقاط األحكام العامة المتعلقة بالشركات على المؤسسات العمومية فنجد‬
‫هناك العديد من اإلشكاالت وبالنسبة للمؤسسات المنظمة على شكل شركات ذات مسؤولية‬
‫محدودة‪ 1‬فتلجا للحل القضائي عند خسارتها لثالثة أرباع ‪ %‬من رأسمالها‪ ،‬ولم يكن المديرون‬
‫الشركاء أو يتمكن الشركاء من المداولة ع لى الوجه الصحيح فكل من يهتم بذلك له أن يطلب‬
‫‪2‬‬
‫الحل القضائي‪.‬‬
‫أما بالنسبة للمؤسسات العمومية االقتصادية المنظمة على شكل شركات مساهمة فنصت‬
‫المادة ‪ 299‬مكرر ‪3 31‬على أن انخفاض األصل الصافي للشركة إلى أقل من ربح رأسمال‬
‫الشركة بفعل الخسائر الثابتة في الحسابات فيلتزم في مدة ‪ 0‬أشهر التالية للمصادقة على‬
‫‪4‬‬
‫حسابات المديرين أو مجلس اإلدارة بالكشف عن هذه الخسائر‪.‬‬
‫يمكن تطبيق هذه األحكام على المؤسسات العمومية االقتصادية التي تكون الدولة حائزة‬
‫على مجموع رأسمالها‪ ،‬ويترتب عن حل المؤسسة العمومية االقتصادية في حالة تصفيتها تطبيق‬
‫المواد من ‪ 239‬إلى ‪ 259‬من القانون التجاري‪ ،5‬وطبقا للمادة ‪ 233‬من القانون المدني تحتفظ‬
‫بالشخصية المعنوية وتكون التصفية إما بالتراضي أو بالقضاء‪ ،‬وتترتب كذلك قسمة المال‬

‫‪ 1‬أنظر المادة ‪ 60‬من قانون ‪ 19-99‬متضمن القانون التوجيهي للمؤسسة العمومية االقتصادية‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫‪ 2‬وبعلي محمد الصغير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.996 .‬‬
‫‪ 3‬أنظر المادة ‪ 299‬مكرر ‪ 31‬من أمر ‪ ،95-29‬متضمن ق‪.‬ت‪ ،‬معدل ومتمم‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 4‬بهلول سمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.95 .‬‬
‫‪ 5‬سعودي زهير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .‬ص‪.09 -01 .‬‬

‫‪11‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الصافي المتبقي بعد سداد األسهم اإلسمية أو الحصص المؤسسين الشركاء‪ ،‬وكذا شطب‬
‫المؤسسة في السجل التجاري وانقضاء شخصيتها المعنوية‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تطور المؤسسة العمومية االقتصادية‬
‫تختلف أسماء المؤسسة العمومية االقتصادية باختالف أنواعها‪ ،‬إال أن هذا كله ال تغير‬
‫من طبيعتها كمؤسسة عمومية اقتصادية‪ ،‬وذلك نظ ار للتطورات التي عرفتها خاصة في الجزائر‬
‫بعد االستقالل سنة ‪ ،9533‬وذلك نظ ار للتغير الذي ط أر على نظامها‪ ،‬أين أحدثت الدولة‬
‫الجزائرية تغيرات جوهرية في تنظيم الهيكل االقتصادي للمجتمع‪ ،‬فقد انتهجت النظام االشتراكي‬
‫‪1‬‬
‫ثم انتقل إلى النظام الرأسمالي‪.‬‬
‫ففي مرحلة انتهاج النظام االشتراكي تميزت المؤسسة العمومية االقتصادية بالتبعية‬
‫المطلقة للدولة (المطلب األول)‪ ،‬إلى أن انتهجت النظام الرأسمالي كنظام جديد تميزت من‬
‫خالله المؤسسة العمومية االقتصادية باالستقاللية عن الدولة (المطلب الثاني)‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مرحلة تبعية المؤسسة العمومية االقتصادية للدولة‬
‫أدى التطور االشتراكي إلى إحداث قواعد قانونية دقيقة لتسيير االقتصاد‪ ،‬وأدى إلى خلق‬
‫نوع من البيروقراطية الثقيلة التي أثرت سلبا على بناء وفعالية المؤسسة العمومية االقتصادية'‪،‬‬
‫ونظ ار للظروف التي عاشتها وشهدتها المؤسسة فقد عرفت تقلبات وتطورات في مرحلة التبعية‬
‫للدولة أي امتدت هذه الفترة من ‪ 9533‬إلى غاية ‪ ، 29599‬وهذه المرحلة شهدت مرحلتين‬
‫مختلفتين من ‪ 9533‬إلى ‪( 9529‬الفرع األول)‪ ،‬والمرحلة الممتدة من ‪ 9529‬أي مرحلة‬
‫التسيير االشتراكي إلى أن دخلت في مرحلة اإلصالحات االقتصادية التي امتدت إلى غاية‬
‫‪( 9599‬الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المؤسسة العمومية االقتصادية من سنة ‪ 0691‬إلى سنة ‪0690‬‬
‫دفع استقالل الجزائر سنة ‪ 9533‬إلى الرحيل الجماعي للمعمرين الذين خلفوا وراءهم‬
‫مؤسسات صغيرة ومتوسطة‪ ،‬فعمد مجموعة من العمال إلى إدارة هذه المؤسسات وهذا ما يسمى‬

‫‪ 1‬بهلول حسن‪ ،‬الغزو الرأسمالي الزراعي للجزائر ومبادئ إعادة تنظيم االقتصاد الوطني بعد االستقالل‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬المؤسسة الجزائرية للطباعة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،9590 ،‬ص‪.96 .‬‬
‫‪ 2‬العشب محفوظ‪ ،‬دراسات في القانون االقتصادي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.65 .‬‬

‫‪15‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫بالتسيير الذاتي للمؤسسة (أوال)‪ ، 1‬ثم عرفت انقالب بعد ظهور ما يسمى بحركة التصحيح‬
‫الثوري التي عمدت إلى تبني النظرية االشتراكية للتنمية وأعتبرت المحرك األساسي للقطاع العام‬
‫في شكل شركة عمومية وطنية (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مرحلة التسيير الذاتي من سنة ‪ 0691‬إلى سنة ‪0699‬‬
‫تعد هذه المرحلة هي المرحلة األولى التي عرفتها المؤسسة العمومية االقتصادية ذلك نظ ار‬
‫للعراقيل وغياب سياسة واضحة لتسيير شؤون المؤسسة مع االفتقار لإلطار البشري المؤهل‬
‫بسبب االحتكار من طرف المعمرين الفرنسيين للوظائف اإلدارية والتسيير تم إنتهاج هذا‬
‫النمط في التسيير كمحاولة من مجموعة من العمال للمحافظة على المؤسسة التي تركها‬
‫‪2‬‬
‫المعمرين بعد االستقالل‪.‬‬
‫طبق هذا النظام على الوحدات الصناعية والزراعية وكان تجسيدا ألمر الواقع وليس‬
‫تطبيقا إيديولوجيا هذا نتيجة لعدة عوامل من أهمها‪:‬‬
‫ظاهرة المالك الشاغرة التي جاءت كنتيجة للهجرة الجماعية لألوربيين بعد االستقالل‪.‬‬
‫الوقوف حاال بين تنامي البرجوازية التي استغلت األوضاع ومواصلة استيالئها على ممتلكات‬
‫‪3‬‬
‫بعد خروج المستعمر‪ ،‬عن طريق تقنين عملية التسيير الذاتي للمؤسسات‪.‬‬
‫تمتاز هذه الفترة بكون العمال يهيمنون على أجهزة المؤسسة من خالل الجمعية العامة‬
‫التي تتشكل من العمال الدائمين‪ ،‬وتنتخب الجمعية العامة مجلس العمال لمدة ثالث سنوات‬
‫والذي ينتخب لجنة التسيير‪ ،‬ويعين مدير المؤسسة المسيرة ذاتيا من طرف الو ازرة الوصية‬
‫باقتراح من المجل س البلدي للتسيير الذاتي الذي تم إنشاؤه من السلطة‪ ،‬وكان المدير يحتل مركز‬

‫‪ 1‬عجة الجياللي‪ ،‬قانون المؤسسات العمومية االقتصادية (من اشتراكية التسيير إلى الخوصصة)‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار الخلدونية للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،3113 ،‬ص‪ .‬ص‪.92 ،99 .‬‬
‫‪ 2‬اداودي الطيب‪ ،‬ماني عبد الحق‪ "،‬تقيم إعادة هيكلة المؤسسة العمومية االقتصادية الجزائرية"‪ ،‬مجلة المفكر‪ ،‬عدد ‪ ،16‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬ص‪.960 .‬‬
‫‪?BOUHEZZA Mohamed, “la privatisation de l'entreprise algérienne et le rôle de l'état dans le‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪processus", revue des sciences économique et de gestion, faculté des sciences économique et de‬‬
‫‪gestion, no 3, université Ferhat Abbas, Sétif, 2004, p. 80.‬‬

‫‪16‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الموظف العمومي التابع للدولة‪ ،‬وكانت الدولة تملك حق إلحاق المؤسسة المسيرة ذاتيا بالقطاع‬
‫‪1‬‬
‫العمومي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المؤسسة العمومية االقتصادية في الفترة الممتدة من سنة ‪ 0699‬إلى سنة‬
‫‪0690‬‬
‫تعد هذه ا لمرحلة هي الثانية التي مرت بها المؤسسة العمومية االقتصادية أين عرفت‬
‫‪2‬‬
‫تدخل الدولة المباشر في إدارة األعمال االقتصادية‪.‬‬
‫فكانت الدولة تهيمن على القطاع العام استمرت بإضفاء الطابع االشتراكي على المؤسسة‬
‫‪3‬‬
‫العمومية االقتصادية‪.‬‬
‫تميزت هذه الفترة بظهور مصطلحين‪ ،‬الشركة الوطنية‪ ،‬والمؤسسة العمومية ذات الطابع‬
‫‪4‬‬
‫الصناعي والتجاري‪.‬‬
‫كانت الشركة الوطنية تتكون من جهازين أساسيين يتمثالن في جهاز المداوالت المتمثل‬
‫في لجنة التوجيه والمراقبة‪ ،‬والجهاز التنفيذي الذي يمثله المدير العام للشركة ويتم تعينه بموجب‬
‫الوزرة الوصية‪ ،‬ويرى الرئيس هواري بومدين أن الشركة الوطنية هي‬
‫ا‬ ‫مرسوم وباقتراح من‬
‫‪5‬‬
‫الصيغة األكثر تالؤما‪ ،‬لتسيير الصناعة الجزائرية‪ ،‬واألداة المثلى لتوسيع القطاع االشتراكي‪.‬‬
‫أما المؤسسة العمومية ذات الطابع التجاري والصناعي عرفت خالفا فقهيا حادا في الفقه‬
‫الفرنسي بحيث خلف أزمة المرفق العام‪ ،‬على خالف المشرع الجزائري الذي لم يولي اهتمام‬
‫بهذا الخالف فكان هدفه تنفيذ مخططات التنمية واصالح االقتصاد‪ ،‬وكانت هذه المؤسسة‬

‫‪ 1‬بلمقدم مصطفی‪ ،‬شاهل سيدي محمد‪ ،‬خصخصة المؤسسة العمومية االقتصادية الجزائرية‪ ،‬ص‪ ،0 .‬مقتبس من ‪Www . elbassair :‬‬
‫‪ . net / maktaba / 6 / . com‬تم اإلطالع عليه يوم ‪ 99‬ماي ‪ ،3199‬على الساعة ‪. . 95 :33‬‬
‫‪ 2‬عجة الجياللي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .‬ص‪.90 -96 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪?BOUHEZZA Mohamed, op. cit, p. 80.‬‬
‫‪ 4‬عجة الجياللي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .‬ص‪.99 -92.‬‬
‫‪ 5‬بن عنتر عبد الرحمان‪" ،‬مراحل تطور المؤسسة العمومية االقتصادية الجزائرية وأفاقها المستقبلية"‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬عدد ‪،13‬‬
‫جامعة محمد خيضر ‪ ،‬بسكرة‪ ،‬جوان ‪ ،3113‬ص‪.999 .‬‬

‫‪17‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تتشكل من مجلس إدارة يظم ممثلي عن الدولة والحزب ومدير عام للمؤسسة يتم تعيينه من‬
‫‪1‬‬
‫طرف الدولة بموجب مرسوما‪.‬‬
‫إن الفترة الممتدة من سنة ‪ 9533‬إلى سنة ‪ 9529‬كانت عبارة عن صياغة لألهداف‬
‫العامة اإلستراتيجية للتنمية الوطنية وتوفير األرضية الصلبة لقيامها في الواقع‪ ،‬وذلك بالتوسع‬
‫في عمليات التأميم لالحتكارات األجنبية‪ ،‬وبعث مؤسسات وطنية بديلة عن هذه االحتكارات‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫واعتبار المؤسسة العمومية الوطنية الركيزة األساسية للتنمية االقتصادية واالجتماعية‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المؤسسة العمومية االقتصادية من سنة ‪ 0690‬إلى سنة ‪0685‬‬
‫بعدما انتهجت الجزائر منذ االستقالل أسلوب التسيير الذاتي وأسلوب المؤسسة الوطنية‬
‫كنظام للمؤسسة العمومية االقتصادية ولم تلق نجاحا هاما في تحقيق التنمية‪ ،‬لجأت الدولة إلى‬
‫إنتهاج نظام أخر متمثل في التسيير االشتراكي للمؤسسة العمومية االقتصادية‪ ،‬ولكن لم يلق‬
‫‪3‬‬
‫هذا النظام نجاحا معقوال ففقرت التوجه نحو إعادة هيكلة المؤسسة العمومية االقتصادية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مرحلة التسيير االشتراكي من سنة ‪ 0690‬إلى سنة ‪0685‬‬
‫تعد هذه المرحلة ثالث مرحلة شهدتها المؤسسة العمومية االقتصادية منذ سنة ‪9529‬‬
‫بموجب قانون ‪ ،620-29‬وكان الهدف منه هو إشراك العمال في تسيير المؤسسة‪ ،‬وأصبح‬
‫العامل المنتج والمسير في نفس الوقت‪ ،‬وبرز أثناءها مفهوم جديد للمؤسسة العمومية‬
‫االقتصادية حيث أصبحت تسمى بالمؤسسة االشتراكية‪ ،‬وأصبحت ملك للدولة وتابعة للقطاع‬
‫العام‪ ،‬حيث تتولى الدولة االستثمار فيها مع إشراك العمال في اإلدارة والتسيير وذلك تماشيا مع‬
‫التسيير االشتراكي‪ ،‬ويعتبر رأسمالها من األموال العامة ولها شخصية معنوية واستقاللية مالية‪،‬‬
‫وقائمة على ا لتعاون بين العمال‪ ،‬والملكية الجماعية لوسائل اإلنتاج‪ ،‬وتمتاز هذه المرحلة‬

‫‪ 1‬بهلول سمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.96 .‬‬


‫‪ 2‬بن عنتر عبد الرحمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.999 .‬‬
‫أمر رقم ‪ ،20-29‬يتعلق بالتسيير االشتراكي للمؤسسات‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 3‬أمر رقم ‪ ،20-29‬يتعلق بالتسيير االشتراكي للمؤسسات‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫بمركزية التخطيط‪ ،‬فاشتراك العمال في التسيير تنظم وظيفتين أساسيتين لمصلحة العمال‬
‫المشاركة في اتخاذ الق اررات والرقابة والتسيير‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫نظ ار ألهمية المؤسسة االشتراكية من خالل الوظائف وأهميتها في إدارة االقتصاد الوطني‪،‬‬
‫ما دفع بالسلطة إلى إصدار تشريعات خاصة بها في مختلف النواحي‪ ،‬فكانت األرباح توزع‬
‫على العمال والدولة والمؤسسة حسب الحصص‪ ،‬وحفاظا على وحدة الدولة كانت الرقابة تمارس‬
‫‪2‬‬
‫عن طريق الوصاية‪.‬‬
‫باء هذا النظام بالفشل نظ ار لظهور البيروقراطية التي تسبب في ظهورها مساهمة العمال‬
‫الخفيفة في إتخاذ الق اررات والتسيير نظ ار لكون العمال أميين وانتشار األمية بصفة كبيرة‪ ،‬هذا ما‬
‫دفع إلى إبعاد العمال من المساهمة الفعلية في تسيير واتخاذ الق اررات‪ ،‬ما دفع بخلف صراعات‬
‫وخالفات بين العمال واإلدارين وارتفاع العبئ المالي للمؤسسة العامة على خزينة الدولة ما دفع‬
‫‪3‬‬
‫إلى التفكير في انتهاج أسلوب جديد إلدارة المؤسسة وتسييرها‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مرحلة إعادة هيكلة المؤسسة العمومية االقتصادية‬
‫نظ ار للفشل الذي تعرضت له المؤسسة العمومية االقتصادية في الجزائر‪ ،‬وعدم كفاءة‬
‫البرنامج الخماسي في رؤيته إلى تنظيم االقتصاد الوطني‪ ،‬فقد قررت الدولة انتهاج فكرة إعادة‬
‫‪4‬‬
‫الهيكلة التي باشرتها الحكومة في بداية الثمانينات‬
‫فحسب المرسوم ‪ 3303-91‬فان إعادة الهيكلة عبارة عن إجراء يهدف إلى تلبية‬
‫احتياجات االقتصادية للسكان المتزايد بواسطة تحسين شروط سير االقتصاد والتحكم األمثل في‬
‫أجهزة اإلنتاج‪ ،‬وخلق تجانس بين نتائج المؤسسة واألهداف المسندة إليها وفقا للمخطط الوطني‬
‫للتنمية‪ ،‬وال يتأتى ذلك إال بالتحقق من الضغط اإلداري على المؤسسات وتحرير إدارة المسيرين‬
‫‪5‬‬
‫عند إعداد البرامج والخطط االستثمارية‬

‫‪1‬‬
‫‪4 BOUHEZZA Mohamed, op. cit, p. 80.‬‬
‫‪ 2‬عليواش أمين عبد القادر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.39 .‬‬
‫‪ 3‬بلمقدم مصطفی‪ ،‬ساهل سيدي محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.9 .‬‬
‫‪ 4‬عليواش أمين عبد القادر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.39 .‬‬
‫‪ 5‬بن عنتر عبد الرحمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.993 .‬‬

‫‪19‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫فإعادة الهيكلة عرفت مرحلتين‪ :‬مرحلة إعادة الهيكلة العضوية‪ ،‬ومرحلة إعادة الهيكلة‬
‫‪1‬‬
‫المالية‪.‬‬
‫أ‪ -‬إعادة الهيكلة العضوية‬
‫كان الوضع التكاملي العمودي لكل مؤسسة عمومية مكسو ار حيث تم تحويله إلى التركيز‬
‫األفقي أو باألحرى فصل مهام المنصب‪ ،‬حيث فككت ‪ 21‬مؤسسة وطنية كبيرة في كل‬
‫القطاعات وحولت إلى مؤسسة وطنية وقطاعية‪ ،‬وهذا التقسيم دعمه المرسوم ‪.3032-91‬‬
‫من إجراءات إعادة الهيكلة العضوية المتعلقة بالمبادئ المنهجية المتمثلة في مبدأ‬
‫الشمولية‪ ،‬أي يجب أن تكون إعادة الهيكلة ذات بعد كلي وشامل‪ ،‬ومبدأ التنسيق فهو يقوم على‬
‫تحقيق أكبر قدر من التنسيق بين مختلف الوظائف داخل المؤسسة‪ ،‬وهناك إجراء مرتبط‬
‫بالمبادئ التقنية كمبدأ التخصيص الذي أساسه تخصص المؤسسة محل إعادة الهيكلة في نشاط‬
‫‪3‬‬
‫معين بذاته‪.‬‬
‫من أهداف إعادة الهيكل العضوية أنها تهدف إلى دعم االمركزية التنمية وتفعيل دور‬
‫اقتصاد للمؤسسات العمومية االقتصادية‪ ،‬وكذلك تحسين اإلنتاج كما ونوعا‪ ،‬وتقييم المؤسسات‬
‫الكبرى‪ ،‬وتلبية حاجيات المواطنين وتحسين ظروف التسيير االقتصادي الوطني‪ ،‬والسيطرة‬
‫الفعلية على اإلنتاج بزيادة فعالية أداء اإلنتاج مع تخفيض تكلفته ‪ 4.‬بإعادة الهيكلة المالية‬
‫للمؤسسات العمومية االقتصادية‬
‫نشأ هذا النظام لتمكين الشركات العامة من الحصول على االستقالل المالي وتجنب طلب‬
‫المساعدة من الدولة"‪ ،‬ظهر هذا النظام مع ظهور قانون المالية لسنة ‪ 9593‬الذي يدعوا للفصل‬
‫‪5‬‬
‫في الذمة المالية للمؤسسة العمومية االقتصادية والذمة المالية للدولة‪.‬‬

‫‪ 1‬عليواش أمين عبد القادر‪ ،‬ص‪ .‬ص‪.61 -35 .‬‬


‫‪ 2‬تومي عبد الرحمان‪ ،‬اإلصالحات االقتصادية في الجزائر (الواقع واألفاق)‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار الخلدونية للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر ‪ ،3119 ،‬ص‪.‬‬
‫‪.0‬‬
‫‪ 3‬بلمقدم مصطفی‪ ،‬ساهل سيدي محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.9 .‬‬
‫‪ 4‬مرسوم رقم ‪ 303–91‬مؤرخ في ‪ 10‬أكتوبر ‪ ،9591‬متعلق بإعادة الهيكلة‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ ،09‬صادر في ‪ 12‬أكتوبر‪.1980‬‬
‫‪5‬‬
‫‪HADAD Lynda, Essai d'évolution de la restructuration des entreprise public, cas des unité de la wilaya‬‬
‫‪de Bejaia, présenté en vue de l'obstination du déplome de master, faculté des science économique, de‬‬

‫‪11‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫هنا سنتطرق إلى كل ما يتعلق بأسباب إعادة واجراءات إعادة الهيكلة المالية‪ ،‬ثم أهداف‬
‫إعادة الهيكلة المالية وفي األخير النتائج التي تم الوصول إليها‪.‬‬
‫‪ -0‬أسباب إعادة الهيكلة المالية واجراءاتها‪ :‬تتنوع أسباب إعادة الهيكلة وأهدافها‪،‬‬
‫وهذا ما سنبينه‪:‬‬
‫‪: 9 - 9‬أسباب إعادة الهيكلة‪ :‬تتمثل في المردودية المالية السلبية كالتحديد المسبق‬
‫لألسعار من طرف الدولة دون مراعاة األسعار الحقيقية للمنتوج‪ ،‬والضغوطات الضريبية التي‬
‫زادت من احتياجات الخزينة‪ ،‬وعدم وفاء المتعاملين بالتزاماتهم تجاه المؤسسة في اآلجال‬
‫المحددة‪ ،‬والتزايد المستمر لمديونية المؤسسة وذلك لعدم قدرة المؤسسة على تسديد الديون حيث‬
‫‪1‬‬
‫كانت تطلب قروض التغطية الديون السابقة‪.‬‬
‫‪ : 0 - 1‬إجراءات إعادة الهيكلة‪ :‬هناك إجراءات داخلية واجراءات خارجية‪.‬‬
‫‪ : 9 - 3 - 9‬اإلجراءات الداخلية‪ :‬وهذا بترشيد التسيير المالي للمؤسسة العمومية‬
‫االقتصادية ‪ ،‬والعمل على رفع الطاقة اإلنتاجية الموجودة‪ ،‬وانقاص تكاليف االستغالل بقدر‬
‫‪2‬‬
‫االستطاع وذلك بالدقة والصرامة في التسيير واستغالل الموارد البشرية‪.‬‬
‫‪ : 0 - 1 - 1‬اإلجراءات الخارجية‪ :‬تسعى هذه اإلجراءات إلى تحقيق ظروف اقتصادية‬
‫بالغة األهمية للسماح للمؤسسة التي قد نجحت في تحقيق اإلجراءات المتخذة على المستوى‬
‫الداخلية‪ ،‬وتحقيق التوازن المالي للمؤسسة وذلك بإعادة الهيكلة وتصفية ديونها المسبقة‪ ،‬والنظر‬
‫فيما يتعلق بنظام األسعار والنظام الجبائي وتقديم إعتمادات للمؤسسة الجديدة من طرف الخزينة‬
‫العامة‪3.‬أهداف ونتائج إعادة الهيكلة المالية‬

‫‪gestion et commercial, département des science de gestion, option: management économique des‬‬
‫‪territoires et entrepretariat, université de Bejaia, 2011, p. 51.‬‬
‫‪ 1‬بهلول سمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.39 .‬‬
‫‪ 2‬داودي الطيب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.969 .‬‬
‫‪ 3‬بهلول سمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.33 .‬‬

‫‪10‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-1‬أهداف ونتائج إعادة الهيكلة المالية‪ :‬تختلف وهذا ما سنتعرض له‪:‬‬


‫‪: 1 - 0‬أهداف إعادة الهيكلة المالية‪ :‬نظ ار زيادة الخسائر وارتفاع نسبة القروض‬
‫للمؤسسة العمومية االقتصادية‪ ،‬وعجزها عن تسديد ديونها ما أدى إلى دراسة أسباب وضعيتها‬
‫‪1‬‬
‫المزرية إلعادة النظر في هيكلتها‪ ،‬وكان الغرض من هذا األخير ما يلي‪:‬‬
‫تدعيم بناء االقتصاد بهياكل ومؤسسات قادرة على مواكبة التحوالت االقتصادية‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫واالحتياجات ومراقبة اكبر للثروات والطاقات المتاحة‪.‬‬
‫‪ -‬الوصول إلى التطهير المالي للمؤسسة بمسح الديون‪ ،‬ووضع ميزانيات و تصفية‬
‫الحسابات بين المؤسسات العمومية‪ ،‬وتحقيق مرد وديات ايجابية لتحسين الوظائف األخرى‬
‫‪3‬‬
‫للمؤسسة ‪.‬‬
‫التخلص من التبعية االقتصادية األجنبية‪ ،‬وتنسيق نظام السعار مع ما يخدم األهداف‬
‫‪4‬‬
‫السابقة ‪.‬‬
‫‪ : 1 - 1‬نتائج إعادة الهيكلة المالية‪ :‬تتمثل هذه النتائج في ‪:‬‬
‫إنفاق ‪ 9 . 60‬مليار دينار في ايطار الصندوق االجتماعي‪ ،‬وانفاق ‪ 2 . 33‬مليار دينار‬
‫قي القروض المحصلة من الخزينة العامة‪ ،‬وهي قروض طويلة المدة أنفقت على مؤسسات‬
‫البناء واألشغال وهذا لزيادة تحسين الوضع المالي للمؤسسات العامة‪ ،‬وقد خططت لجنة إعادة‬
‫الهيكلة المالية بإصالح نظام التسييرا‪ ،‬وانفصال الذمة المالية للمؤسسة عن الذمة المالية للدولة‪،‬‬
‫وهذا بانتقال المسؤولية التسيير النظام المالي للمؤسسات إلى مسيري المؤسسات المهددين‬
‫‪5‬‬
‫بمخاطر الحل والتعرض إلى المتابعة الجزائية‬

‫‪ 1‬بهلول سمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.33 .‬‬


‫‪ 2‬داودي الطيب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.965 .‬‬
‫‪ 3‬بهلول سمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.33 .‬‬
‫بلمقدم مصطفی‪ ،‬ساهل سيدي محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.9 .‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ISAADON Ratiba, la privatisation des entreprises industrielle en Algérie: analyse, histoire et‬‬
‫; ‪développement, thèse de doctorat en science économique, faculté science économiques et de gestion‬‬
‫‪université Lyon 2, 2012, p. 70.‬‬

‫‪11‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫رغم أن نظام إعادة الهيكلة بنوعية قد حقق نوعا من النجاح كاستقاللية المؤسسة عن‬
‫الدولة وذلك من الجانب المتعلق بالذمة المالية‪ ،‬إال أنه لم يخلوا من قيام مشاكل وتناقضات‬
‫‪1‬‬
‫متعلقة بالوصاية‪ ،‬السلطة واإلشراف‪.‬‬
‫إن المؤسسة العمومية االقتصادية عرفت عدة تطورات وانقالبات في المرحلة الممتدة من‬
‫سنة ‪ 9529‬إلى ‪ 9599‬فيما يتعلق بالنظام المخصص‪ ،‬لكن لم تستقر على فكرة واحدة وهذه‬
‫التغيرات في النظام لم تلقى نجاحا معموال ففي كل مرحلة نجد أنها بات بالفشل ‪ ،‬وهذا ما دفع‬
‫‪2‬‬
‫بالتفكير في تقديم استقاللية مطلقة للمؤسسة العمومية االقتصادية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مرحلة استقاللية المؤسسة العمومية االقتصادية‬
‫تعتبر مرحلة إستقاللية المؤسسة العمومية اإلقتصادية من أهم المراحل التي أقدمت عليها‬
‫الدولة في إطار التوجه نحو اإلقتصاد الحر بغية تكريس إنسحاب الدولة من الحقل اإلقتصادية‪،‬‬
‫وجاءت هذه المرحلة بعد عملية إعادة الهيكلة التي كانت في الثمانينات‪ ،‬وتعد مرحلة‬
‫اإلستقاللية كخطوة أولى للدخول إلى إقتصاد السوق واعداد المؤسسة العمومية اإلقتصادية‬
‫للدخول في الخوصصة‪ ،‬لذا سنحاول من خالل هذا المطلب دراسة المؤسسة العمومية‬
‫اإلقتصادية في إطار الخوصصة (الفرع الثاني)‪ ،‬هذا بعد دراسة هذه المؤسسات بعد صدور‬
‫القانون رقم ‪ 99 - 19‬المتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية اإلقتصادية (الفرع‬
‫األول)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المؤسسة العمومية اإلقتصادية بعد صدور القانون رقم ‪50-88‬‬
‫بحلول سنة ‪ 9599‬قامت الجزائر بإصالحات إقتصادية تهدف إلى إعادة تكييف المؤسسة‬
‫العمومية اإلقتصادية مع مقتضيات إقتصاد السوق وضرورة الفصل بين الملكية والتسيير لهذه‬

‫‪ 1‬بهلول سمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.30 .‬‬


‫‪ 2‬بلمقدم مصطفی‪ ،‬ساهل سيدي محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.8 .‬‬

‫‪11‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المؤسسات ولهذا الغرض تم إصدار مجموعة من القوانين التشريعية لتحقيق هذه األهدافك‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫وهي‪:‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 19-99‬المتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية اإلقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 13-99‬المتعلق بالتخطيط‪.‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 16 -99‬المتعلق بصناديق المساهمة‪.‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 10-99‬المعدل و المتمم لألمر رقم ‪ 95-29‬المتضمن القانون التجاري‬
‫‪2‬‬
‫والمحدد للقواعد الخاصة المطبقة على المؤسسات العمومية اإلقتصادية‪.‬‬
‫وبعد صدور هذه القوانين دخلت المؤسسة العمومية اإلقتصادية في مرحلة اإلستقاللية‬
‫(أوال) ومن ثم إعادة هيكلتها صناعيا ( ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬إستقاللية المؤسسة العمومية اإلقتصادية‬
‫يعد القانون رقم ‪ 19-99‬الصادر في سنة ‪ 9599‬منعطف هام في إستقالل المؤسسة‬
‫العمومية اإلقتصادية‪ ،‬فمن خالل صدور هذا القانون أصبحت هذه المؤسسات يمكن أن تأخذ‬
‫شكل شركة مساهمة أو شركة ذات مسؤولية محدودة تملك الدولة أو الجماعات المحلية فيها‬
‫بصفة مباشرة أو غير مباشرة جميع األسهم أو الحصص هذا طبقا للمادة الخامسة (‪ )19‬من‬
‫القانون المذكور أعاله‪ ،‬كما أصبحت أموال هذه المؤسسات تخضع ألحكام القانون الخاص‬
‫وتخلت الدولة عن تدخلها المباشر في تسيير أموالها وتم إنشاء صناديق المساهمة بموجب‬
‫القانون رقم ‪3 16-99‬المتعلق بصناديق المساهمة والتي تعرف على أنها شركات أو مؤسسات‬
‫عمومية إقتصادية تشكل الوساطة التي تمكن الدولة من المساهمة في المؤسسات العمومية‬
‫وممارسة حقها في الملكية‪ ،‬كان هذا النظام القانوني الجديد الذي يحكم هذه المؤسسات العمومية‬

‫‪ 1‬رحال علي‪ ،‬األدوات القانونية لخوصصة المؤسسات العمومية في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬فرع‪ :‬قانون‬
‫األعمال‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬بن عكنون‪ ،3119 ،‬ص‪ .30 .‬بن صالح بهدي عيسى‪" ،‬مالمح هيكلة المؤسسة الشبكية"‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬عدد ‪،6‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،3110 ،‬ص‪.15 .‬‬
‫‪ 2‬بوهزة محمد‪" ،‬بعض آثار اإلصالحات على المؤسسة اإلقتصادية العمومية الجزائرية‪ ،‬حالة بعض المؤسسات"‪ ،‬مجلة العلم اإلنسانية‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،9‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬نوفمبر ‪ ،3119‬ص‪.29 .‬‬
‫‪ 3‬أصدرت هذه القوانين في ‪ 93‬جانفي ‪ ،9599‬ج‪ .‬رعدد ‪ ،3‬صادر في ‪ 96‬جانفي ‪.9599‬‬

‫‪11‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يهدف إلى إخضاعها للقانون الخاص لتحقيق إستقالليتها إال أنه يشمل قواعد إستثنائية تبين‬
‫طابعها العام خاصة ما يتعلق بأموالها‪ ،‬هذا ما نصت عليه المادة ‪ 31‬من القانون رقم ‪19-99‬‬
‫السالف الذكر‪ ،1‬ومن مظاهر إزدواجية النظام القانوني المطبق على هذه المؤسسات خضوعها‬
‫للقانون رقم ‪ 10-99‬المحدد للقواعد الخاصة المطبقة على المؤسسات العمومية اإلقتصادية‬
‫‪2‬‬
‫بدل القانون التجارية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إعادة الهيكلة الصناعية للمؤسسات العمومية اإلقتصادية‬
‫بعد فشل تجربة إستقاللية المؤسسة العمومية اإلقتصادية للوصول إلى النتائج المرجوة كان‬
‫البد من إعادة هيكلتها لتغطية العجز الذي مس اإلقتصاد الوطني بصفة عامة والمؤسسة‬
‫العمومية بصفة خاص ة‪ ،‬وتعرف إعادة الهيكلة الصناعية بانها مجموعة من اإلجراءات المتعلقة‬
‫بإعادة تنظيم أدوات اإلنتاج وتوزيعها وتحديثها قصد رفع فعاليتها وقدرتها التنافسية‪ ،‬لتعدد‬
‫مظاهر العجزة‪ ،‬جاءت هذه المرحلة التكريس نظام إقتصاد السوق وضرورة إبتعاد الدولة من‬
‫‪3‬‬
‫النشطات ذات الطابع التنافسي وفتح المجال أمام المبادرة الخاصة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المؤسسة العمومية في ايطار الخوصصة‬
‫لجأت الجزائر لنظام الخوصصة خالل فترة التسعينات نتيجة للضغوطات والشروط التي‬
‫فرضها عليها صندوق النقد الدولي لإلستدانة فرض عليها شروط ومنها إعادة هيكلة القطاع‬
‫العام االقتصادي وفتح المجال للخواص‪ ،‬ظهرت الخوصصة في الجزائر سنة ‪ 9550 4‬وهي‬
‫خوصصة جزئية وهذا ضمن قانون المالية التكميلية‪ ،‬ثم صدر األمر رقم ‪ 33-59‬متعلق‬
‫بخوصصة المؤسسة العمومية االقتصادية‪ ، 5‬عدل هذا القانون بموجب األمر رقم ‪939-52‬‬
‫وهذا التعديل لم يمس اإلجراءات الجوهرية وانما اكتفي ببعض األحكام والتي تتعلق بإجراءات‬
‫التحفيز‪ ،‬ودعم الطبقة الشغيلة‪ ،‬وازالة بعض العراقيل البيروقراطية‪ ،‬إلى أن هذا األمر عدل بدوره‬

‫‪ 1‬قانون رقم ‪ 19-99‬متضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية اإلقتصادية‪ ،‬معدل ومتمم‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪SAADOUNE Ratiba, op. cit., p. 82.‬‬
‫‪ 3‬قانون رقم ‪ 16-99‬متعلق بصناديق المساهمة‪ ،‬مرجع سابق‪ .‬عليواش أمين عبد القادر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.62 .‬‬
‫‪ 4‬أيت منصور كمال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.99 .‬‬
‫‪5‬المادة ‪ 31‬من قانون رقم ‪ ،19-99‬متضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية اإلقتصادية‪ ،‬معدل ومتمم‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫بموجب األمر ‪ 10-19‬المتعلق بتنظيم المؤسسات العمومية االقتصادية وتسييرها‬


‫وخوصصتها‪.1‬‬
‫لذا سنتعرض في هذا الفرع إلى تعريف الخوصصة (أوال)‪ .‬دوافع الخوصصة (ثانيا)‪،‬‬
‫وطرقها (ثالثا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف الخوصصة‬
‫عرفت المادة األولى من األمر رقم ‪ 59 / 33‬الخوصصة" كما يلي‪:‬‬
‫تعني الخوصصة القيام بمعاملة أو معامالت تجارية تتجسد‪:‬‬
‫إما تحويل ملكية كل األصول المادية أو المعنوية في مؤسسة عمومية أو جزء منها‪ ،‬أو‬
‫كل رأسمالها أو جزء منه‪ ،‬لصالح أشخاص طبيعيين أو معنويين تابعين للقانون الخاص‪.‬‬
‫واما في تحويل تسيير مؤسسات عمومية إلى أشخاص طبيعيين أو معنويين تابعين‬
‫للقانون الخاص‪ ،‬وذلك بواسطة صيغ تعاقدية يجب أن تحدد كيفيات تحويل التسيير وممارسته‬
‫‪2‬‬
‫وشروطه"‪.‬‬
‫كما عرفتها المادة ‪ 96‬من األمر رقم ‪ 10-19‬كما يلي‪:‬‬
‫يقصد بالخوصصة كل صفقة تتجسد في نقل الملكية إلى أشخاص طبيعيين‪ ،‬أو معنويين‬
‫خاضعين للقانون الخاص من غير المؤسسات العمومية‪ ،‬وتشمل هده الملكية‪:‬‬
‫‪-‬كل رأسمال المؤسسة أو جزء منه‪ ،‬تحوزة الدولة مباشرة أو غير مباشرة و‪/‬أو األشخاص‬
‫المعنويين الخاضعون للقانون العام‪ ،‬وذلك عن طريق التنازل عن أسهم أو حصص اجتماعية‬
‫‪3‬‬
‫أو اكتتاب لزيادة في الرأسمال‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫األصول التي تشكل وحدة استغالل مستقلة في المؤسسات التابعة للدولة"‪.‬‬

‫‪ 1‬بهلول سمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .63 .‬عليواش آمين عبد القادر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪.06 -65 .‬‬
‫‪ 2‬شحماط محمود‪ ،‬قانون الخوصصة في الجزائر‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪،‬‬
‫‪ ،3112‬ص‪ .‬ص‪.995-999 .‬‬
‫‪ 3‬حال علي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.35 .‬‬
‫‪ 4‬أمر رقم ‪ ،93-52‬مؤرخ في ‪ 95‬مارس ‪ ،9552‬يتعلق بخوصصة المؤسسات العمومية‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ ،99‬مؤرخ في ‪ 95‬مارس ‪.9552‬‬

‫‪16‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬دوافع الخوصصة‬


‫لجأت الدولة إلى إجراء الخوصصة رغم اختالف أنظمتها االقتصادية ودرجة تطورها‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫ودوافع لجوء الجزائر إلى الخوصصة متعددة ومختلفة ونذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬العجز المتزايد للمؤسسات العمومية االقتصادية في تحمل أعباءها فأصبحت تشكل‬
‫عبئا ضخما الميزانيتها‪.‬‬
‫‪ -‬انعدام فعالية الهياكل اإلدارية وتعدد إجراءات التدخل في مراقبة تسيير المؤسسات‬
‫العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬غياب المنافسة من المؤسسات العمومية االقتصادية نتيجة لقواعد وقوانين تفرضها‬
‫الدولة عليها مما يؤدي إلى عدم ثبوت كفاءة المؤسسات الخاصة‪.‬‬
‫عليها شروط متعدد لجوء الجزائر إلى صندوق النقد الدولي بسبب ثقل مديونيتها بالمقابل‬
‫فرض نذكر منها‪:‬‬
‫‪.‬فتح القطاع العام االقتصادي‪ ،‬واعادة النظر في نظام النقد والقرض‪.‬‬
‫‪.‬تحرير األسعار‪ ،‬وتحرير التجارة الخارجية‪.‬‬
‫ثالثا ‪:‬طرق الخوصصة‬
‫تتمثل أساليب الخوصصة في خوصصة الملكية وخوصصة التسيير ‪.‬‬
‫أ‪ -‬خوصصة الملكية‬
‫يقصد بخوصصة الملك ية إما نقل أصول المؤسسة أو نقل رأسمالها إلى القطاع الخاص‬
‫ويكون بصفة كلية أو جزئية‪.‬‬
‫تعرف الخوصصة الجزئية بأنها‪ :‬عدم القيام بإخراج المؤسسة من القطاع العم وادخالها في‬
‫‪2‬‬
‫القطاع الخاص‪ ،‬ولكن يتم إدخال المؤسسة عدد من العناصر من مصطلح القطاع الخاص‪.‬‬
‫هناك أسلوبين لخوصصة نقل الملكية وهما‪:‬‬

‫‪ 1‬أمر رقم ‪ ،10-19‬متعلق بتنظيم المؤسسات العمومية االقتصادية وتسييرها وخوصصتها‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 2‬أبوخدوني وهيبة‪ ،‬التطهير المالي وخوصصة المؤسسات العمومية الجزائرية‪ ،‬الملتقى الوطني األول حول المؤسسة الجزائرية وتحديدات‬
‫المناخ االقتصادي الجديد‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬يومي ‪ 36 ،33‬أفريل ‪ ،3116‬ص‪.01 .‬‬

‫‪17‬‬
‫ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-9‬الخوصصة عن طريق السوق المالية‪ :‬تتفرع عن هذا األسلوب طريقتين لخوصصة‬


‫نقل الملكية وهي‪-:‬عرض بيع األسهم والقيم المنقولة األخرى في بورصة القيم المنقولة‪-.‬العرض‬
‫‪1‬‬
‫العلني لبيع األسهم بسعر ثابتة‪.‬‬
‫‪-1‬الخوصصة خارج إطار السوق المالية‪ :‬التي تتخذ بدورها ثالثة طرق وهي‪ :‬التنازل‬
‫عن األسهم واألصول بمزايدة علنية‪ ،‬عقد التراضي من أجل التنازل عن األصول‪ ،‬الخوصصة‬
‫‪2‬‬
‫الكلية أو الجزئية لصالح األجراء أو العمال‪.‬‬
‫ب‪-‬خوصصة التسيير‬
‫هي عبارة عن عملية تحويل تسيير المؤسسة العمومية التي تملك فيها الدولة أو‬
‫األشخاص المعنويين التابعين للقانون العام بصفة مباشرة أو غير مباشرة جزء من رأسمالها أو‬
‫‪3‬‬
‫كله لصالح أشخاص تابعين للقانون الخاص‪.‬‬
‫‪-9‬عقد اإليجار‪ :‬هو عقد تؤجر بمقتضاه الدولة أو الوالية أو البلدية أو شخص أخر من‬
‫أشخاص القانون العام مشروع أو بعض األموال لشخص تابع للقانون الخاص هذا بمقابل مالي‬
‫تتحصل عليه الدولة‪.‬‬
‫‪ -3‬عقد االمتياز‪ :‬عقد تكلف اإلدارة المانحة سواء دولة أو شخص تابع للقانون العام‬
‫بموجبه شخص أخر تابع للقطاع الخاص يسمى صاحب االمتياز بتسيير واستغالل مرفق‬
‫عمومي مستخدما في ذلك عماله وأمواله مقابل حصوله على مبلغ مالي يدفعه المنتفعون من‬
‫‪4‬‬
‫خدماته لغرض‬
‫‪-6‬عقد التسيير‪ :‬هو عقد يبرم بين شخص من القانون العام وآخر من القانون الخاص‬
‫‪5‬‬
‫تسيير كل أو بعض أموال مؤسسة عمومية اقتصادية باسمها ولحسابها بمقابل مالية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪PALLOUI Farida, L'impact de l'ouverture du marché sur le droit de la concurrence, mémoire en vue‬‬
‫‪d'obtention du diplôme de magister en droit, option: droit des affaires, faculté de droit, université‬‬
‫‪mouloud Mammeri, TiziOuzou, 2011, pp. 23-25.‬‬
‫‪ 2‬بصفة عامة تتم خوصصة التسيير بالعقود‪ :‬عقد اإليجار‪ ،‬عقد االمتياز‪ ،‬عقد التسيير‪.‬‬
‫‪ 3‬رحال علي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .99 .‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪ .93 .‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪.53 .‬‬
‫‪ 4‬أيت منصور كمال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.92 .‬‬
‫‪ 5‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪.20 .‬‬

‫‪18‬‬
‫الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفصل الثاين‬
‫الرقابة القانونية‬
‫عىل املؤسسة العمومية‬
‫الاقتصادية‬

‫‪93‬‬
‫الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يختلف مفهوم الرقابة وتتعدد تعريفاتها باختالف الزاوية التي ينظر منها إليها‪ ،‬إال أنها‬
‫تنصب عموما في معنى واحد‪ ،‬فهناك من يعرفها بأنها‪" :‬مراجعة األعمال للتأكد من مدى‬
‫إتفاقها مع الخطة الموضوعة‪ ،‬أو هي بعبارة أخرى وظيفة مهمتها التثبت من صحة اإلتجاه نحو‬
‫الهدف وتقويم هذا اإلتجاه إذا انحرف عنه"‪.‬‬
‫وهناك من يعرفها بأنها‪ " :‬النشاط الذي تمارسه اإلدارة في المنظمة للتأكد من أن العمل‬
‫فيها يسير وفقا للسياسات والخطط الموضوعة لتحقيق أهداف المنظمة والكشف عن اإلنحرافات‬
‫‪1‬‬
‫و العمل على إصالحها"‪.‬‬
‫والحديث عن الرقابة على المؤسسة العمومية اإلقتصادية يعني الوقوف على مدى‬
‫خضوعها للقانون والتزامها بالحدود المرسومة لها عند ممارسة نشاطها ومدى تحقيقها األهداف‬
‫المسطرة لها هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى البحث في مدى فعالية األجهزة التي تضطلع بهذه‬
‫المهام‪ ،‬بغض النظر عن طبيعة هذه األجهزة ( إدارية‪ ،‬قضائية‪ ،‬سياسية)‪ ،‬مع بيان الجزاءات‬
‫القانونية المترتبة عن إخاللها بمهامها أو خروجها عن حدودها القانونية‪.‬‬
‫ولقد ازدادت أهمية الرقابة كثي ار بعدما منحت المؤسسة العمومية اإلستقاللية‪ ،‬هذه األخيرة‬
‫التي جعلت بعض المؤسسات تتمادى في نشاطاتها وتتجاوز حدود أهدافها وهو ما ترتب عنه‬
‫تسخير العديد من األجهزة الداخلية والخارجية) لضمان التزام المؤسسات العمومية اإلقتصادية‬
‫بحدودها القانونية المرسومة لها‪ ،‬وسنحاول من خالل هذا الفصل الوقوف على الرقابة الداخلية‬
‫والخارجية للمؤسسة العمومية اإلقتصادية (المبحث األول)‪ ،‬ومن ثم التفصيل في أنواع الرقابة‬
‫القانونية (المبحث الثاني)‪.‬‬
‫المبحث األول‪:‬الرقابة الداخلية والخارجية على المؤسسة العمومية اإلقتصادية‬
‫شهدت الرقابة الداخلية والخارجية على المؤسسة العمومية اإلقتصادية تطورات عدة عبر‬
‫مختلف مراحل التطور التشريعي للمؤسسة‪ ،‬فبعد أن كانت الرقابة الخارجية تلعب الدور‬
‫األساسي في متابعة أنشطة المؤسسة العمومية اإلقتصادية في ظل مرحلة إقتصاد الموجه‬
‫على اعتبار أن المؤسسة العمومية لم تكن في تلك المرحلة سوى أداة لتنفيذ مخططات‬
‫التنمية‪ ،‬األمر الذي يمنح كامل الصالحية للسلطة الوصية لتحديد اإلطار الذي يتوجب على‬

‫أحمد بن صالح بن هليل الحربي‪ ،‬الرقابة اإلدارية وعالقتها بكفاءة األداء‪ ،‬مذكرة ماجستير في العلوم اإلدارية‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم‬ ‫‪1‬‬

‫األمنية‪ ،‬الرياض‪ ،3002 ،‬ص ‪.00‬‬

‫‪04‬‬
‫الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المؤسسة اإللتزام به واإلستئثار بسلطة التأكد من مدى تحقيق المؤسسة لألهداف المرسومة لها‬
‫في إطار خطط التنمية ‪ ،‬ثم تراجعت حدة الرقابة الخارجية في ظل مرحلة إقتصاد الحر لتنتعش‬
‫بذلك الرقابة الداخلية‪ ،‬بحيث أصبحت المؤسسة العمومية اإلقتصادية تتمتع بهامش من‬
‫اإلستقاللية يفرض عليها التكفل بمهام إيجاد مصادر للتمويل واختيار األسواق التي تمارس في‬
‫إطارها نشاطاتها وتفرض وجودها‪ ،‬وهو األمر الذي يستلزم عليها وضع أهدافها بما يتماشى مع‬
‫إمكانياتها‪ ،‬سعيا منها لتحقيق أكبر قدر ممكن من األرباح‪.‬‬
‫وسنحاول من خالل هذا المبحث الوقوف على صور وأشكال الرقابة الداخلية على‬
‫المؤسسة العمومية (المطلب األول)‪ ،‬ومن ثم بيان صور وأشكال الرقابة الخارجية المفروضة‬
‫عليها (المطلب الثاني)‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الرقابة الداخلية على المؤسسة العمومية اإلقتصادية‬
‫تعتبر الرقابة الداخلية صورة جد مهمة للمتابعة الذاتية لعمليات المؤسسة العمومية‬
‫اإلقتصادية ويقصد بها‪" :‬ذلك األسلوب من التنظيم اإلداري والمحاسبي الذي يجعل األعمال‬
‫اليومية في مؤسسة ما يتم بشكل يشترك فيه أكثر من شخص واحد في تحقيق كل عملية من‬
‫‪1‬‬
‫العمليات‪ ،‬وبهذا يكون عمل كل موظف مكمال ألعمال الموظفين اآلخرين"‪.‬‬
‫كما تعرف بأنها‪" :‬تقييم األداء الكلي للمؤسسة خالل فترة زمنية معينة‪ ،‬لمعرفة مدى تحقيق‬
‫أهدافها الموضوعة والمحددة‪ ،‬وذلك باستخدام معايير خاصة بالمؤسسة مثل الربحية‪ ،‬العائد‬
‫‪2‬‬
‫على اإلستثمار‪ ،‬حصة المؤسسة في السوق‪...‬الخ"‪.‬‬
‫وتعتبر الرقابة الداخلية وجها من أوجه تكريس مبدأ اإلستقاللية الذي تبناه المشرع الجزائري‬
‫في القانون ‪ ،00-88‬ودعمه أكثر األمر ‪ 00-00‬الذي منحها طابع المتاجرة الذي يستوجب‬
‫الحد من الرقابة الخارجية في مقابل توسيع دائرة ممارسة الرقابة الداخلية‪ ،‬وهي‬
‫عالوة على األهداف الخاصة لها والمرتبطة بنشاط كل مؤسسة تسعى إلى إعطاء‬
‫ضمانات للمستثمرين بطمأنتهم على عدم التدخل المفرط للهيئات الخارجية‪ ،‬إضافة إلى تهيئة‬
‫المؤسسات العمومية للتأقلم مع مقتضيات اقتصاد السوق التي تستوجب السرعة في اتخاذ القرار‬

‫غوالي محمد بشير‪ ،‬دور المراجعة في تفعيل الرقابة داخل المؤسسة (حالة تعاونية الحبوب والخضر الجافة بورقلة)‪ ،‬كلية الحقوق و‬ ‫‪1‬‬

‫العلوم السياسية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،3000 ،‬ص ‪.32‬‬


‫السعيد بلوم‪ ،‬أساليب الرقابة ودورها في تقييم أداء المؤسسة االإلقتصادية (دراسة ميدانية بمؤسسة المحركات والج اررات بالسوناكوم‪ ،‬مذكرة‬ ‫‪2‬‬

‫ماجستير في تنمية وتسيير الموارد البشرية‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،3000 ،‬ص ‪.32‬‬

‫‪04‬‬
‫الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫و التنفيذ‪ ،‬وهو األمر الذي يتعارض مع الرقابة الخارجية التي تتسم بطول اإلجراءات وتعقيد‬
‫‪1‬‬
‫التعليمات‪.‬‬
‫وسنحاول من خالل هذا المطلب التفصيل في أشكال الرقابة الداخلية من خالل الوقوف‬
‫على رقابة أجهزة المؤسسة الفرع األول)‪ ،‬ومن ثم رقابة محافظ الحسابات الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬رقابة أجهزة المؤسسة العمومية اإلقتصادية‬
‫تعتبر رقابة أجهزة المؤسسة العمومية اإلقتصادية أنجع أشكال الرقابة الداخلية‪ ،‬لكون هذه‬
‫األجهزة أدرى بإمكانيات المؤسسة واألهداف المرسومة لها وبالتالي فهي األقدر على تحقيق‬
‫التوازن بين هذه اإلمكانيات واألهداف‪ ،‬ولذلك نجد لكل أجهزة المؤسسة العمومية اإلقتصادية‬
‫دون استثناء دور في ممارسة هذه الوظيفة الرقابية وفق صور واضحة وفي حدود معينة ينص‬
‫عليها القانون أو تحددها القوانين األساسية للمؤسسة العمومية اإلقتصادية‪.‬‬
‫ولذلك سنحاول من خالل هذا الفرع بيان حدود صالحيات كل جهاز من أجهزة المؤسسة‬
‫العمومية اإلقت صادية في ممارسة الرقابة الداخلية على المؤسسة العمومية اإلقتصادية بداية‬
‫برقابة الجمعية العامة (أوال)‪ ،‬ومن ثم رقابة جهاز اإلدارة (ثانيا)‪ ،‬فرقابة جهاز التسيير (ثالثا)‪.‬‬
‫أوال‪ -‬رقابة الجمعية العامة‬
‫على اعتبار أن الجمعية العامة هي الهيئة السيادية في المؤسسة العمومية اإلقتصادية فإن‬
‫إطار رقابتها جد واسع وهام‪ ،‬وتأتي هذه األهمية من صفتها كمالكة لألسهم‪ ،‬األمر الذي يمنحها‬
‫كافة السلطات المترتبة عن حق الملكية وعلى رأسها مراقبة جميع التصرفات التي تقوم بها‬
‫أجهزة إدارة وتسيير المؤسسة العمومية اإلقتصادية‪ ،‬وتمتد رقابتها حتى إلى أعمال محافظ‬
‫الحسابات وهذا اإلختصاص الرقابي خول لها نزوال عند سلطتها في تعيين وعزل أعضاء‬
‫‪2‬‬
‫مجلس اإلدارة ومجلس المراقبة والمسيرين ومحافظي الحسابات‪.‬‬
‫ويتمثل دور الجمعية في مجال الرقابة في المصادقة على أعمال و أنشطة المؤسسة‬
‫کالمصادقة على القانون األساسي وتقرير مجلس اإلدارة أو مجلس المراقبة‪ ،‬والمصادقة على‬

‫‪1‬‬
‫‪1 - Amor Zahi, Aspects Juridiques des Reformes Economiques en Algerie, L’Algerie en Mutation (les‬‬
‫‪instruments juridiques de passage a l'économie de marché, sous la direction de : Robert Charvin et‬‬
‫‪Ammar Guesmi, Edition L'Hrmattan, 2001, pp 55-66.‬‬
‫عليوات ياقوتة‪ ،‬الرقابة على المؤسسات العمومية اإلقتصادية‪ ،‬رسالة ماجستير في القانون العام‪ ،‬معهد الحقوق والعلوم اإلدارية‪ ،‬جامعة‬ ‫‪2‬‬

‫الجزائر‪ ،0990 ،‬ص ‪ 00‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪04‬‬
‫الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تقرير محافظي الحسابات‪ ،‬كما يفتح المجال لجميع األطراف للمشاركة في هذه العملية ويمنح‬
‫للمساهمين الحق في اإلطالع على كافة الوثائق ذات الصلة بالوضعية المالية واإلدارية‬
‫للمؤسسة العمومية‪ ،‬ولضمان فعالية الرقابة الداخلية للجمعية العامة فقد قرنها المشرع‬
‫بجملة من الشروط التي يترتب على احترامها تحقيق األهداف المسطرة لها والتي نذكر من‬
‫بينها‪:‬‬
‫‪ -0‬تقييد إبرام العقود بين المؤسسة العمومية وأحد القائمين بإدارتها بشرط الحصول على‬
‫‪1‬‬
‫ترخيص مسبق من الجمعية العامة‪ ،‬تحت طائلة بطالن العقد‪.‬‬
‫‪ -3‬إستئثار الجمعية العامة بسلطة تعيين محافظي الحسابات ‪ ،2‬والفصل في حسابات‬
‫السنة المالية‪ ،‬وتعيين مجلس المديرين وابرام العقود التي تحدد فيها عهدة تسييرهم معهم‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬رقابة جهاز اإلدارة‬
‫يمارس جهاز اإلدارة رقابته على جهاز التسيير من خالل دوره في إنتخاب وعزل مجلس‬
‫اإلدارة أو المدير العام بناءا على اقتراح من رئيس اإلدارة‪ ،‬إضافة إلى اختصاصه المطلق في‬
‫استخالف وعزل أعضاء جهاز التسيير‪ ،‬ويتولى متابعة ومراقبة كافة أعمال الرئيس أو المدير‬
‫العام أو المسير‪ ،‬ومثالها المؤسسة التي بها مجلس مراقبة‪ ،‬هذا األخير يتولى سلطة الرقابة‬
‫الدائمة على المؤسسة‪ ،‬كما تخضع بعض العقود المحددة قانونا إلى ترخيص مسبق منه‪ ،‬ويحق‬
‫‪3‬‬
‫له كذلك القيام بإجراءات الرقابة التي يراها ض رورية في أي وقت إرتأى ذلك ضروريا‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬رقابة جهاز التسيير‬
‫يتحمل جهاز التسيير مسؤولية تسيير المؤسسة على أحسن وجه‪ ،‬ولذلك منحه المشرع‬
‫صالحيات السلطة الرئاسية في المؤسسة العمومية اإلقتصادية‪ ،‬من سلطة التأديب وسلطة‬
‫توجيه المرؤوسين والمصادقة على أعمالهم أو تعديلها أو إلغائها أو الحلول محلهم وفق الشروط‬
‫القانونية‪ ،‬كما زوده بكافة الصالحيات الالزمة للقيام بوظيفة التسيير على أحسن وجه ومواجهة‬
‫متطلبات المنافسة التي أقحمت فيها المؤسسة العمومية اإلقتصادية‪ ،4‬وهو ما يتجسد في الوسيلة‬

‫المادة ‪ 338‬من القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫المواد ‪ 080 ،080‬من القانون التجاري بالنسبة للمؤسسات العمومية الخاضعة ألحكام القانون التجاري‪ ،‬المرجع نفسه‪ .‬و المواد ‪00 ،00‬‬ ‫‪2‬‬

‫من المرسوم التنفيذي ‪ 382-00‬بالنسبة للمؤسسات التي يتخذ مجلس إدارتها وتسييرها الشكل الخاص‪.‬‬
‫المواد ‪ 300 ،300‬من القانون التجاري‪ ،‬مرجع السابق‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬المواد ‪ 328 ،000‬من القانون التجاري‪ ،‬المرجع نفسه‬

‫‪09‬‬
‫الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المثلى في الرقابة والتنظيم الذي يقوم عليه التسيير اإلداري المعاصرة)‪ ،‬وهذا فيما يخص‬
‫المؤسسات العمومية الخاضعة ألحكام القانون التجاري‪ ،‬أما بالنسبة للمؤسسات العمومية‬
‫اإلقتصادية التي يتخذ مجلس إدارتها وتسييرها الشكل الخاص‪ ،1‬فيكون رئيس مجلس المديرين‬
‫أو المدير العام الوحيد مقيدا في ممارسة الرقابة عليها بالعقود المبرمة مع الجمعية العامة‬
‫للمؤسسة‪ ،‬أي يقوم بسلطات تسيير المؤسسة واإلشراف عليها في حدود الصالحيات المبينة في‬
‫‪2‬‬
‫العقود المنصوص عليها في القانون مع مراعاة السلطات المخولة للجمعية العامة‪.‬‬
‫الفرع الثاني رقابة محافظ الحسابات‬
‫يعتبر محافظ الحسابات جهة من جهات الرقابة الداخلية على المؤسسة العمومية‬
‫اإلقتصادية ويعرف بأنه‪" :‬كل شخص يمارس بصفة عادية باسمه الخاص وتحت مسؤوليته‪،‬‬
‫مهمة المصادقة على صحة حسابات الشركات والهيئات وانتظامها ومطابقتها ألحكام التشريع‬
‫‪3‬‬
‫المعمول به"‪.‬‬
‫ومن هذا التعريف يستنتج أن الهدف األساسي من وجود محافظ الحسابات داخل المؤسسة‬
‫هو التأكد من صحة وسالمة حساباتها‪ ،‬وسالمة بعض عمليات التسيير التي تقوم بها أجهزة‬
‫اإلدارة‪ ،‬وبالتالي فإنه حتى يصل للهدف األساسي من صالحياته في الرقابة على المؤسسة‬
‫العمومية اإلقتصادية أال وهو التأكد من صحة وسالمة العمليات السابق ذكرها‪ ،‬فإنه يتوجب‬
‫عليه القيام بمهامه على أكمل وجه وتبليغ النتائج المتوصل إليها إلى كل األطراف المعنية‬
‫‪4‬‬
‫والسيما المساهمين‪.‬‬
‫وسنحاول من خالل هذا الفرع بيان إجراءات تعيينه وانهاء مهامه (أوال)‪ ،‬ومن ثم تحديد‬
‫صالحياته (ثانيا)‪.‬‬

‫سعودي زهير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.82‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 09‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،382-00‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫المادة ‪ 33‬من القانون ‪ 00-00‬المؤرخ في ‪ 39‬جوان ‪ 3000‬والمتعلق بمهن الخبير المحاسب ومحافظ الحسابات والمحاسب المعتمد‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫جبر العدد ‪ 30‬الصادرة في ‪ 00‬جويلية ‪ ،3000‬وهي نفس المادة ‪ 30‬من القانون ‪ 08-90‬المؤرخ في ‪ 30‬أفريل ‪ ،0990‬ج‪.‬ر العدد ‪30‬‬
‫الصادرة في ‪ 00‬ماي ‪.0990‬‬
‫خلفاوي عبد الباقي‪ ،‬حق المساهم في رقابة شركة المساهمة‪ ،‬مذكرة ماجستير في القانون‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ ،3009‬ص ‪.00‬‬

‫‪00‬‬
‫الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أوال‪ -‬تعيين محافظ الحسابات وانهاء مهامه‬


‫يعين محافظ حسابات واحد أو أكثر من طرف الجمعية العامة للمؤسسة من بين المهنيين‬
‫المسجلين في جدول الغرفة الوطنية للخبراء المحاسبين ومحافظي الحسابات حسب الشروط‬
‫المنصوص عليها قانونا)‪ ،‬ويستوي أن يكون شخصا طبيعيا أو شركة مدنية أو تجارية‪ ،‬وتمتد‬
‫فترة تعيينه إلى ثالث سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة وال يمكن تعيين نفس محافظ الحسابات بعد‬
‫عهدتين متتاليتين إال بعد مضي ثالث (‪ )02‬سنوات كاملة‪ ،‬واذا لم تعينه الجمعية العامة أو‬
‫جهاز المداوالت بعد موافقة هذه األخيرة كتابيا و على أساس دفتر الشروط‪ ،‬أو في حالة وجود‬
‫مانع أو رفض واحد أو أكث ر من المعينين فإنه يتم تعيينهم أو استبدالهم بموجب أمر من رئيس‬
‫المحكمة التابع له مقر المؤسسة العمومية بناءا على طلب من مجلس اإلدارة أو مجلس‬
‫‪2‬‬
‫المديرين أو كل من يعنيه األمر‪ ،1‬مع ضرورة توافره علی الشروط المنصوص عليها قانونا‪.‬‬
‫أما مهامه فتنتهي بعدة صور ‪ ،‬إما بقوة القانون بمجرد انتهاء المدة المحددة ‪ ،‬واما بناءا‬
‫على استقالته ودون أن يتخلص من التزاماته القانونية مع ضرورة التزامه في هذه الحالة بإشعار‬
‫مسبق مدته ثالث أشهر وتقديم تقرير عن المراقبات و اإلثباتات الحاصلة‪ ،‬كما قد تنتهي بعزله‬
‫بناءا على طلب من مجلس اإلدارة أو مجلس المديرين أو من مساهم أو أكثر وهذه الحالة مقيدة‬
‫بشرط حدوث خطأ أو مانع من طرف محافظ الحسابات‪ ،‬وهذا ويمكن انتهاء مهام محافظ‬
‫الحسابات في حالة وفاته أو شطبه أو إيقافه‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬صالحيات محافظ الحسابات‬
‫يمكن حصر صالحيات الرقابة التي يتوجب على محافظ الحسابات القيام بها في)‬
‫‪ -1‬التحقيق في الدفاتر و األوراق المالية للمؤسسة ومراقبة إنتظام حساباتها وصحتها‪.‬‬
‫‪ -3‬التدقيق في صحة المعلومات المقدمة في تقرير مجلس اإلدارة أو مجلس المديرين‬
‫حسب الحالة‪ ،‬وفي الوثائق المرسلة إلى المساهمين حول الوضعية المالية للشركة حساباتها‪.‬‬

‫المادة ‪ 000‬مكرر ‪ 00‬من القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫المرسوم التنفيذي ‪ 30-93‬المؤرخ في ‪ 0993 -00-02‬والمحدد لتشكيلة مجلس النقابة الوطنية للخبراء المحاسبين ومحافظي الحسابات‬ ‫‪2‬‬

‫والمحاسبين المعتمدين ويضبط اختصاصاته وقواعد عمله‪ ،‬ج‪.‬ر العدد ‪ 02‬الصادرة في ‪00‬جانفي ‪ ،0993‬المعدل والمتمم بالمرسوم‬
‫التنفيذي ‪ 008-90‬المؤرخ في ‪ 00‬ديسمبر ‪ ،0990‬ج‪.‬ر العدد ‪.80‬‬

‫‪04‬‬
‫الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -3‬التحقق من مدى احترام مبدأ المساواة بين المساهمين‪.‬‬


‫وفي سبيل سير عمل محافظ الحسابات وفقا لألشكال القانونية‪ ،‬فقد كفل له المشرع حق‬
‫اإلطالع على كافة الوثائق الالزمة‪ ،‬إضافة إلى سلطته في أن يطلب من القائمين باإلدارة في‬
‫المؤسسة تقديم كافة التوضيحات والمعلومات الالزمة‪ ،‬والقيام بالتفتيشات التي يراها ضرورية ‪،‬‬
‫كما منحه المشرع كافة الضمانات التي تمكنه من ممارسة مهامه بكل استقاللية‬
‫‪1‬‬
‫وشفافية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الرقابة الخارجية على المؤسسة العمومية اإلقتصادية‬
‫على الرغم من األهمية البالغة التي منحها المشرع الجزائري لمبدأ االستقاللية بموجب‬
‫القانون ‪ 00-88‬والتي دعمها أكثر في األمر ‪ 00-00‬إال أن طبيعة الرأسمال العمومي‬
‫للمؤسسة العمومية اإلقتصادية هو أمر ال يمكن إغفاله‪ ،‬وهو العنصر الذي يمنح المؤسسة‬
‫العمومية اإلقتصادية صفة تتميز بها عن باقي المؤسسات اإلقتصادية الخاصة‬
‫‪ ،‬ويفرض ضرورة إخضاعها لرقابة صارمة بهدف المحافظة على هذه األموال واستغاللها‬
‫أحسن استغالل‪.‬‬
‫وقد شهدت الرقابة الخارجية على المؤسسة العمومية اإلقتصادية العديد من التغيرات كما‬
‫أن أهميتها كانت تقل وتزيد من مرحلة إلى أخرى من مراحل اإلصالحات اإلقتصادية التي‬
‫مرت بها المؤسسة العمومية اإلقتصادية‪ ،‬فبعد أن كانت هذه األخيرة تخضع في ظل مرحلة‬
‫التسيير االشتراكي لنفس آليات الرقابة التي تخضع لها اإلدارة العمومية على اعتبار أنها في‬
‫تلك المرحلة لم تكن سوى أداة لتحقيق مخططات الدولة تخضع في مجمل أحكامها النفس‬
‫أحكام اإلدارات العمومية وتخضع بالتالي نزاعاتها لنفس الجهات التي تفصل‬
‫في نزاعات اإلدارات العمومية‪ ،‬فإن هذه األحكام تراجعت كثي ار في مرحلة استقاللية‬
‫المؤسسة العمومية اإلقتصادية بعد أن تم تحرير هذه األخيرة من كثير من القيود التي تفرضها‬
‫عليه سلطات الرقابة الخارجية وبالتالي تراجعت أحكام الرقابة الخارجية على المؤسسات‬
‫العمومية اإلقتصادية كثي ار في هذه الفترة واستمر هذا األمر بعد صدور األمر ‪ ،00-00‬لكن‬
‫الرقابة‬

‫المواد من ‪ 33‬إلى ‪ 30‬من القانون ‪ ،00-00‬مرجع سابق‪ - .‬وللتفصيل في صالحيات محافظ الحسابات راجع‪ :‬بن جميلة محمد‪ ،‬مرجع‬ ‫‪1‬‬

‫سابق‪ ،‬ص ‪ 22‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪04‬‬
‫الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الخارجية بدأت تعود تدريجيا في الفترة األخيرة خاصة بعد تفشي ظاهرة الفساد التي‬
‫أضرت كثي ار باألموال العمومية على كافة المستويات و منها أموال المؤسسة العمومية‬
‫اإلقتصادية‪ ،‬وهو ما دفع المشرع الجزائري إلى سن العديد من القوانين التي ترمي إلى محاربة‬
‫هذه الظاهرة والحفاظ على األموال العمومية‪ ،‬فكان من بين أنجع الطرق لتحقيق هذه األهداف‬
‫هو إعادة مكانة للرقابة الخارجية على المؤسسة العمومية اإلقتصادية بمختلف أشكالها وهو‬
‫األمر الذي طرح التساؤل حول ما مدى استقاللية المؤسسات العمومية اإلقتصادية التي سعى‬
‫المشرع الجزائري ألكثر من عشرين سنة لوضع أسسها وضمانها‪ ،‬إال أن المشرع لم يول باال‬
‫لهذا الموضوع وكان كل هدفه حماية األموال العمومية للمؤسسة العمومية اإلقتصادية‪.‬‬
‫وسنحا ول من خالل هذا المطلب الوقوف على الرقابة الخارجية التي تمارسها كل من‬
‫الجهات الوصية (الفرع األول) ومن ثم رقابة الجهات المتخصصة (الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬رقابة الجهات الوصية‬
‫قد يتبادر إلى الذهن من أول وهلة أنه بحكم أن المؤسسة العمومية اإلقتصادية كائن‬
‫قانوني متخصص ومتمتع باالستقاللية فإن هذه األخيرة تعفيه من وجود جهات وصية تمارس‬
‫عليه الرقابة‪ ،‬إال أنه يجب القول أن هذه االستقاللية ال تمنع بقاء المؤسسات العمومية‬
‫اإلقتصادية خاضعة لرقابة جهات وصية محددة منحت لها هذه الصالحية بموجب نصوص‬
‫قانونية‪ ،‬فبالرغم من أن سلطة الوصاية قد تراجعت كثي ار بعد أن منحت المؤسسة العمومية‬
‫‪1‬‬
‫اإلقتصادية استقالليتها مقارنة بما كان عليه الحال في ظل التسيير االشتراكي للمؤسسات ‪.‬‬
‫إال أن هذا الوصاية لم تعدم نهائيا‪ ،‬ويتفاوت حجم وثقل الرقابة الخارجية التي تمارسها‬
‫الجهات الوصية باختالف أهمية ونوع النشاط الذي تمارسه المؤسسة العمومية اإلقتصادية إذ‬
‫تظهر بصورة محتشمة عند الحديث عن المؤسسات العمومية التي تخضع في معظم أحكامها‬
‫القانون التجاري‪ ،‬في حين نجد أن حدود رقابة السلطة الوصية على المؤسسات العمومية‬
‫اإلقتصادية التي تملك الدولة أو أحد أشخاص القانون العام كل رأسمالها والمؤسسات العمومية‬
‫التي يكتسي نشاطها الطابع االستراتيجي واسعة مقارنة بالنوع األول من المؤسسات‪.‬‬

‫مختار بوشيبة‪ ،‬مظاهر السلطة الرئاسية والوصاية اإلدارية على المؤسسة العمومية اإلقتصادية ‪ -‬دراسة مقارنة ‪ ،-‬أطروحة لنيل درجة‬ ‫‪1‬‬

‫دكتوراه دولة في القانون اإلداري‪ ،‬معهد الحقوق والعلوم اإلدارية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،0990 ،‬ص ص ‪.008-023‬‬

‫‪04‬‬
‫الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫والحديث عن رقابة الجهات الوصية على المؤسسة العمومية اإلقتصادية ينصرف إلى تلك‬
‫السلطات التي تمارسها جهتان أساسيتان تتمثل الجهة األولى في السلطة التنفيذية باعتبارها‬
‫تملك الكثير من الصالحيات التي تخولها ممارسة هذا النوع من الرقابة (أوال)‪ ،‬هذا ومنح‬
‫القانون أيضا لشركات مساهمات الدولة ومجلس المساهمة أيضا ص الحية ممارسة الرقابة‬
‫الخارجية على المؤسسة العمومية اإلقتصادية باعتبارهما هيئتين وصيتين على المؤسسة‬
‫العمومية اإلقتصادية (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ -‬رقابة السلطة التنفيذية‬
‫إن صالحية السلطة التنفيذية في ممارسة الرقابة الخارجية على المؤسسة العمومية‬
‫اإلقتصادية باعتبارها سلطة وصائية عليها يختلف عن تلك الصالحيات التي تمارسها السلطة‬
‫الوصية على السلطات الالمركزية في مفهوم القانون اإلداري‪ ،‬وسنحاول من خالل هذه الجزئية‬
‫بيان الصالحيات المخولة لكل من رئيس الجمهورية و الحكومة والو ازرة في ممارسة سلطة‬
‫الرقابة على المؤسسات العمومية اإلقتصادية‪ -0 .‬رئيس الجمهورية‪ :‬على اعتبار أن رئيس‬
‫الجمهورية هو السلطة العليا في الدولة‪ ،‬فإن له صالحيات دستورية جد واسعة في كافة‬
‫المجاالت وعلى رأسها المجال إقتصادي ويستمد رئيس الجمهورية سلطته الرقابية على المؤسسة‬
‫العمومية اإلقتصادية بموجب صالحياته الدستورية في تعيين رؤساء مجالس اإلدارة عن طريق‬
‫المراسيم الرئاسية بناءا‬
‫على اقتراح من الحكومة‪ ،‬وذلك لكونه المسؤول عن اإلشراف على توجيه السياسة الوطنية‬
‫التي من ضمنها اإلقتصادية ‪ ،‬خاصة إذا ما تعلق األمر بالمؤسسات العمومية اإلقتصادية التي‬
‫يكتسي نشاطها الطابع االستراتيجي‪ ،‬وخير مثيل على هذه الصالحيات الرقابية القانون المنظم‬
‫للمؤسسات العمومية اإلقتصادية والذي تم إصداره بموجب أمر من رئيس الجمهورية ولم يصدر‬
‫‪ ،‬بالرغم من أنه كان يفترض أن يصدر بموجب قانون بالنظر إلى أهمية‬ ‫‪1‬‬
‫بموجب قانون‬
‫موضوع المؤسسات العمومية اإلقتصادية وحساسية مجال نشاطها وحاجته للدراسة الواسعة‬
‫والمناقشة المعمقة‪ ،‬عكس التشريع بأوامر والذي يتم في وقت قصير بين دورتي البرلمان‪ ،‬وال‬
‫‪2‬‬
‫يحق لهذا األخير تعديله فإما أن يقبله كله أو يرفضه كله‪.‬‬

‫األمر ‪ 00-00‬المتعلق بتنظيم المؤسسات العمومية اإلقتصادية وتسييرها وخوصصتها‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫سعودي زهير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.93-90‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪04‬‬
‫الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -3‬الحكومة‪ :‬تشكل الحكومة الهيئة التنفيذية لبرنامج رئيس الجمهورية خاصة‬


‫في المجال إقتصادي‪ ،‬بتمثيل من الوزير األول وبموجب مراسيم تنفيذية‪ ،‬ويبدأ دور‬
‫الحكومة في ممارسة السلطة الرقابية على المؤسسة العمومية اإلقتصادية منذ تاريخ إنشاء هذه‬
‫األخيرة والذي يتجلی كما سبق الذكر في سلطة الحكومة في إصدار القرار اإلداري القاضي‬
‫بإنشاء المؤسسة العمومية‪ ،‬وخير دليل على ذلك هو حل صناديق المساهمة فيما مضى‬
‫وتعويضها بالشركات القابضة بموجب قرار من الحكومة‪ ،‬ومن ثم حل الشركات القابضة‬
‫العمومية وتعويضها هي األخرى بالمؤسسات العمومية اإلقتصادية بموجب قرار من الحكومة‬
‫‪1‬‬
‫أيضا‪.‬‬
‫هذا إضافة إلى سلطة الوزير األول في المؤسسة العمومية اإلقتصادية التي تملك الدولة‬
‫أو أحد أشخاص القانون العام كل رأسمالها في الموافقة على ترشح أعضاء مجلس المديرين قبل‬
‫تعيينهم ‪ ،‬إضافة إلى ضرورة إرسال اللوائح التي تقررها الجمعية العامة إلى الوزير األول على‬
‫‪2‬‬
‫اعتبار أنه رئيس مجلس مساهمات الدولة‪.‬‬
‫هذا وتشمل السلطة الرقابية للحكومة صالحية الوزير األول في رئاسة لجنة مراقبة‬
‫‪ ،‬وصالحية التدخل في سياسة إعادة الهيكلة و الخوصصة والمصادقة‬ ‫‪3‬‬
‫عمليات الخوصصة‬
‫‪4‬‬
‫على إستراتيجية هذه األخيرة وبرنامجها‪.‬‬
‫‪ -2‬الو ازرة‪ :‬تعقد صالحية توجيه ورقابة المؤسسة العمومية اإلقتصادية إلى و ازرة الصناعة‬
‫والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية اإلستثمار ‪ ،5‬هذه األخيرة التي تسهر على تنفيذ برنامج‬
‫الحكومة تحت سلطة وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية اإلستثمار بموجب‬
‫‪6‬‬
‫الصالحيات المخولة له قانونا‪ ،‬والتي يمكن حصرها في‪:‬‬

‫سعودي زهير‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.92‬‬ ‫‪1‬‬

‫المواد ‪ 00-03‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،382-00‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫المنظمة بموجب المرسوم التنفيذي ‪ 200-00‬الصادر في ‪ 00‬نوفمبر ‪ 3000‬والمتضمن تحديد تشكيلة لجنة مراقبة عمليات الخوصصة‬ ‫‪3‬‬

‫وصالحياتها وكيفية تنظيمها وسيرها‪ ،‬ج‪.‬ر االلعدد ‪ 03‬الصادرة في ‪ 03‬نوفمبر ‪.3000‬‬


‫المادة ‪ 30‬من األمر ‪ ،00-00‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫تغيرت تسمية هذه الو ازرة أربع مرات في مدة ال تتعدى العشر سنوات حيث أنشأت تحت إسم و ازرة المساهمة وتنسيق اإلصالحات‪ ،‬ثم‬ ‫‪5‬‬

‫أصبحت تسمى و ازرة المساهمة وترقية اإلستثمار‪ ،‬ثم و ازرة الصناعة وترقية اإلستثمار‪ ،‬وأخي ار استقرت على إسم و ازرة الصناعة والمؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة وترقية اإلستثمار‪.‬‬
‫المواد من ‪ 03‬إلى ‪ 00‬من المرسوم التنفيذي ‪ 03 -00‬المؤرخ في ‪ 30‬جانفي ‪ ،3000‬يحدد صالحيات وزير الصناعة والمؤسسات‬ ‫‪6‬‬

‫الصغيرة والمتوسطة وترقية اإلستثمار‪ ،‬ج‪.‬ر العدد ‪ 00‬الصادرة في ‪ 33‬جانفي ‪. 3000‬‬

‫‪03‬‬
‫الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -0‬اقتراح عناصر السياسة الوطنية في مجال السياسة الصناعية و التنافسية الصناعية‬


‫وتسيير مساهمات الدولة في القطاع العمومي الصناعي وترقية اإلستثمار والمؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة‪ ،‬ومتابعة ومراقبة تنفيذها طبقا للقوانين والتنظيمات‪.‬‬
‫‪ -2‬يسهر على تطوير المؤسسات العمومية الصناعية و تفعيل مساهمات الدولة في‬
‫القطاع العمومي الصناعي‪.‬‬
‫‪ -2‬يضمن اإلشراف على المؤسسات العمومية الصناعية ومراقبتها ويسهر على حماية‬
‫مصالح الدولة وفق ما يقتضيه القانون‪.‬‬
‫‪ -0‬يشجع الشراكة بين المؤسسات العمومية والمؤسسات الخاصة‪ ،‬ويقوم بمتابعة وتقييم‬
‫تنفيذ أعمال شراكة المؤسسات العمومية ويضمن احترام تعهدات األطراف‪.‬‬
‫‪ -0‬ضمان متابعة تطبيق ق اررات مجلس مساهمات الدولة‪.‬‬
‫‪ -3‬تنظيم وتنسيق والمشاركة في معالجة ملفات التطهير المالي للمؤسسات اإلقتصادية‬
‫العمومية باإلتصال مع الهيئات المعنية‪.‬‬
‫ويساعد الوزير في تنفيذ مهامه جملة من األجهزة المكونة لإلدارة المركزية لو ازرة الصناعة‬
‫والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية اإلستثمار )‪ ،‬هذه األخيرة التي تشمل عدة هياكل‬
‫تمارس صالحيات السلطة الوصية على المؤسسة العمومية اإلقتصادية‪ ،‬وأهمها نذكر‪:‬‬
‫أ‪ -‬المفتشية العامة‪ :‬والتي تكلف بالتأكد من تنفيذ ق اررات وتوجيهات وزير الصناعة‪،‬‬
‫والتأكد من حسن سير الهياكل المركزية وغير الممركزة والمؤسسات والهيئات الموضوعة تحت‬
‫الوصاية واجراء التقييم الدائم لهياكلها‪ ،‬والتأكد من إحترام هذه الهيئات والمؤسسات الموضوعة‬
‫‪1‬‬
‫تحت الوصاية لبنود دفتر الشروط‪ ،‬السيما فيما يخص تبعات الخدمة العمومية‪.‬‬
‫ب‪ -‬المديرية العامة لتسيير القطاع العمومي التجاري‪ :‬والتي تحوي على قسمي متابعة‬
‫‪2‬‬
‫مساهمات الدولة وعمليات الخوصصة‪ ،‬و ترقية الشراكة واعادة اإلنتشار‪ ،‬وتكلف بما يأتي ‪:‬‬

‫المرسوم التنفيذي ‪ 008-02‬المؤرخ في ‪ 02‬أفريل ‪ ، 3002‬المعدل والمتمم للمرسوم التنفيذي ‪ 00-00‬المؤرخ في ‪ 30‬جانفي ‪،3000‬‬ ‫‪1‬‬

‫المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية في و ازرة الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية اإلستثمار‪ ،‬ج‪.‬ر العدد ‪ 09‬الصادرة في ‪00‬‬
‫أفريل ‪.3002‬‬
‫المواد ‪ 00-02‬من المرسوم التنفيذي ‪ 08-00‬المؤرخ في ‪ 30‬جانفي ‪ ،3000‬المتضمن تنظيم المفتشية العامة في و ازرة الصناعة‬ ‫‪2‬‬

‫والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية اإلستثمار وسيرها‪ ،‬ج‪.‬ر العدد ‪ 00‬الصادرة في ‪ 33‬جانفي‪.2011‬‬

‫‪44‬‬
‫الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬اقتراح كل تدبير من شأنه تطوير المؤسسات العمومية اإلقتصادية وتحسين‬


‫مردوديتها‪.‬‬
‫‪ -‬اقتراح كل تدبير يمكن من ترشيد مساهمات الدولة في رأسمال المؤسسات العمومية‪- .‬‬
‫متابعة أنشطة المؤسسات العمومية والسهر على المحافظة على مصالح الدولة‪ - .‬ترقية‬
‫الشراكة بين المؤسسات العمومية والمؤسسات الخاصة‪ ،‬الجزائرية واألجنبية‪ - .‬تنفيذ ق اررات‬
‫مجلس مساهمات الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬اقتراح وتنفيذ التدابير الضرورية إلعادة هيكلة وانتشار المؤسسات العمومية‬
‫‪1‬‬
‫اإلقتصادية‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬رقابة مجلس المساهمة وشركات تسيير مساهمات الدولة‬
‫إضافة إلى صالحيات السلطة التنفيذية كسلطة وصية في الرقابة على المؤسسة العمومية‬
‫اإلقتصادية يعقد اإلختصاص في هذا المجال كذلك لمجلس المساهمة وشركات مساهمات‬
‫الدولة وسنحاول من خالل هذه الجزئية ضبط الدور الرقابي للهيئتين على المؤسسات العمومية‬
‫‪2‬‬
‫اإلقتصادية‪.‬‬
‫‪ -0‬رقابة مجلس مساهمات الدولة‪ :‬يعتبر مجلس مساهمات الدولة هيئة وصية وضعها‬
‫المشرع لضمان رقابة دائمة ومستمرة على المؤسسات العمومية اإلقتصادية‪ ،‬وأنشأ بموجب‬
‫األمر ‪ 00-00‬عل ى أنقاض المجلس الوطني لمساهمات الدولة) مع توسيع في مهامه وتغيير‬
‫تشكيلته وطريقة سير أعماله‪ ،‬ووضع تحت سلطة رئيس الحكومة الذي يتولى رئاسته‪ ،‬وتمارس‬
‫من خالله الدولة على حق الملكية على القيم المنقولة المحولة لشركات تسيير مساهمات الدولة‪.‬‬
‫أ‪ -‬تشكيلة المجلس‪ :‬يوضع ا لمجلس لدى وزير المساهمات وترقية االستثمارات تحت‬
‫وزير الدولة‪ ،‬وزير الداخلية والجماعات المحلية‪ ،‬وزير‬ ‫‪3‬‬
‫سلطة الوزير األول ويتشكل من‬
‫الشؤون الخارجية‪ ،‬وزير العدل حافظ األختام‪ ،‬وزير المالية‪ ،‬وزير المساهمات وترقية‬
‫اإلستثمارات‪ ،‬وزير التجارة‪ ،‬وزير العمل والضمان اإلجتماعي‪ ،‬وزير التهيئة العمرانية والبيئة‪،‬‬

‫المادة ‪ 00‬من المرسوم ‪ 00-00‬المعدلة والمتممة بموجب المادة ‪ 00‬من المرسوم ‪ ،008-02‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫المادة الثامنة (‪ )08‬من األمر ‪ ،00-00‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫المادة الثانية (‪ )03‬من المرسوم الرئاسي ‪ 080-03‬المؤرخ في ‪ 20‬ماي ‪ ،3003‬يعدل المرسوم التنفيذي ‪ 302-00‬المؤرخ في ‪00‬‬ ‫‪3‬‬

‫سبتمبر ‪ ،3000‬يتعلق بتشكيلة مجلس مساهمات الدولة وسيره‪ ،‬ج‪.‬ر العدد ‪ 23‬الصادرة في ‪ 20‬ماي‪.2006‬‬

‫‪44‬‬
‫الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وزير الصناعة‪ ،‬الوزير المنتدب لدى وزير المالية المكلف باإلصالح المالي‪ ،‬الوزير المعني أو‬
‫الوزراء المعنيين بجدول األعمال‪.‬‬
‫وتعقد اجتماعات المجلس مرة واحدة على األقل كل ثالثة أشهر كما يمكن استدعاؤه‬
‫لإلجتماع من طرف الرئيس أو بطلب من أحد أعضائه في كل وقت‪ ،‬ويتولى الوزير المكلف‬
‫‪1‬‬
‫بالمساهمات أمانة المجلس‪.‬‬
‫ب‪ -‬صالحيات المجلس‪ :‬يضطلع مجلس مساهمات الدولة بتحديد االستراتيجيات الشاملة‬
‫والسياسيات والبرامج فيما يخص مساهمات الدولة وتنفيذها‪ ،‬كما يحدد سياسات وبرامج‬
‫خوصصة المؤسسات العمومية اإلقتصادية ويوافق عليها‪ ،‬هذا عالوة على تعيين ممثلين عنه‬
‫للقيام بصالحيات الجمعية العامة للمؤسسات العمومية اإلقتصادية التي تملك الدولة رأسمالها‬
‫مباشرة) ‪ ،‬إضافة إلى ضبط القطاع العمومي اإلقتصادي على غرار طرق إنشاء المؤسسات‬
‫‪2‬‬
‫العمومية اإلقتصادية واللجوء لألشكال الخاصة ألجهزة اإلدارة والتسيير‪.‬‬
‫‪ -2‬رقابة شركات تسيير مساهمات الدولة‪ :‬شركات تسيير مساهمات الدولة هي‬
‫الشركات التي تم إنشائها بموجب المرسوم التنفيذي ‪ ،382-00‬وهي مؤسسات عمومية‬
‫اقتصادية مكلفة بتسيير مساهمات الدولة في المؤسسات العمومية اإلقتصادية التي تملك الدولة‬
‫‪3‬‬
‫أو أحد أشخاص القانون العام كل رأسمالها اإلجتماعي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة‪.‬‬
‫أ‪ -‬التنظيم القانوني لشركات المساهمات‪ :‬وتخضع شركات مساهمات الدولة والتي تنشأ‬
‫في شكل شركة مساهمة لمزيج من النصوص القانونية المتمثلة في‪ :‬نصوص األمر ‪،00-00‬‬
‫نصوص المرسوم التنفيذي ‪ ،382-00‬نصوص القانون التجاري‪ ،‬لوائح مجلس مساهمات‬
‫‪4‬‬
‫الدولة‪ ،‬أحكام عهدة التسيير‪ ،‬أحكام القوانين األساسية المؤسسة الشركة تسيير المساهمات‪.‬‬
‫ب‪ -‬صالحيات شركات المساهمات‪ :‬تعتبر شركات تسيير المساهمات جها از رقابيا على‬
‫المؤسسات العمومية اإلقتصادية‪ ،‬إذ تمارس من خاللها الدولة حقها في ملكية المؤسسات‬

‫المادة الثالثة (‪ )02‬من المرسوم التنفيذي ‪ 302-00‬المؤرخ في ‪ 00‬سبتمبر ‪ ،3000‬يتعلق بتشكيلة مجلس مساهمات الدولة و سيره‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ج‪.‬ر العدد ‪ 00‬الصادرة في ‪ 03‬سبتمبر ‪.3000‬‬


‫المواد ‪ 03-09‬من األمر ‪ ،00-00‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫بوذراع أميرة حرم بصاح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.030‬‬ ‫‪3‬‬

‫بوذراع أميرة حرم بصاح‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.038‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪44‬‬
‫الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫العمومية اإلقتصادية بشكل كامل عن طريق تفويضها لبعض من صالحياتها كمالك بصفة‬
‫دقيقة و عملية وتعاقدية ‪ ،‬في شكل عهدة تسيير هذه األخيرة التي يجب أن تخضع لشروط‬
‫أساسية تحول دون تداخل الصالحيات بين شركات مساهمات الدولة وغيرها من الهيئات‬
‫الرقابية‪.‬‬
‫وتتمثل مهمة شركات تسيير مساهمات الدولة في ضمان حيازة األسهم والقيم المنقولة التي‬
‫تملكها الدولة أو أحد أشخاص القانون العام في المؤسسات العمومية اإلقتصادية‪ ،‬والسهر‬
‫على تسييرها لصالح الدولة‪ ،‬طبقا إلستراتيجية وسياسة المساهمة والخوصصة وفقا‬
‫للشروط التي يحدد مجلس مساهمات الدولة‪ ،‬بحيث تتولى كل شركة تسيير الوصاية على‬
‫مجموعة من المؤسسات العمومية اإلقتصادية التي لها نشاط شبيه أو متقارب مع نشاط شركة‬
‫‪1‬‬
‫التسيير‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬رقابة األجهزة المتخصصة‬
‫إن أهمية المؤسسة العمومية اإلقتصادية وحساسية نشاطها والطبيعة الخاصة ألموالها‬
‫تقتضي إخضاعها لرقابة قانونية صارمة حفاظا على إقتصاد الوطني عامة واألموال العمومية‬
‫خاصة‪ ،‬وضمانا لتحقيق هذا الهدف بذل المشرع كافة المجهودات‪ ،‬وأولها إخضاع المؤسسة‬
‫العمومية اإلقتصادية ‪ -‬إضافة ألشكال الرقابة السابقة‪ -‬لرقابة أجهزة مركزية متخصصة‪ ،‬تتفرع‬
‫وتختلف صالحياتها من جهاز إلى آخر‪.‬‬
‫وسنحاول من خالل هذا الفرع التطرق إلى أهم هذه األجهزة‪ ،2‬وذلك ببيان الدور الرقابي‬
‫لكل من المفتشي ة العامة للمالية (أوال)‪ ،‬ثم مجلس المنافسة (ثانيا)‪ ،‬ومن ثم مجلس المحاسبة‬
‫(ثالثا)‪.‬‬
‫أوال‪ -‬المفتشية العامة للمالية‬
‫المفتشية العامة للمالية هي هيئة رقابية دائمة‪ ،‬تم إنشائها بموجب المرسوم ‪02-80‬‬
‫المؤرخ في ‪ 00‬مارس ‪ 0980‬المتضمن إحداث المفتشية العامة للمالية‪ ،‬وتمارس مهمتها‬

‫سعودي زهير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 002‬ومابعدها‪ .‬ولمزيد من التفصيل حول مهام شركات تسيير مساهمات الدولة راجع‪ :‬المذكرة‬ ‫‪1‬‬

‫التوجيهية لرئيس الحكومة لمجالس المديرين الشركات تسيير المساهمات الصادرة في ‪،3002-03-09‬‬
‫‪ gov - dz .‬تاريخ الزيارة‪ 33 :‬فيفري ‪ ،3002‬الساعة ‪03‬‬
‫محفوظ لعشب‪ ،‬الوجيز في القانون المصرفي الجزائري‪ ،‬د‪.‬م‪ .‬ج‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،3008 ،‬ص ‪ 03‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪49‬‬
‫الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الرقابية على األموال العمومية على مستوى جد واسع بناءا على الصالحيات التي خولها إياها‬
‫‪1‬‬
‫القانون‪.‬‬
‫إن البحث في اإلختصاصات الرقابية المفتشية العامة للمالية على المؤسسة العمومية‬
‫اإلقتصادية يطرح الكثير من اإلشكاالت التي لم يتداركها المشرع إال منذ فترة قصيرة جدا‪،‬‬
‫فبالعودة إلى تاريخ عالقة المفتشية العامة بالمؤسسة العمومية اإلقتصادية نجد أنها كانت‬
‫تضطلع في ظل القانون ‪ 00-88‬بمهمة القيام بالتقويم إقتصادي الدوري للمؤسسة العمومية‬
‫اإلقتصادية‪ ،2‬في حين سجل على األمر ‪ 00-00‬ثغرة في هذا المجال‪ ،‬إذ وبالرغم من كونه‬
‫جاء محددا لقواعد تنظيم المؤسسة العمومية اإلقتصادية وتسييرها وخوصصتها ومراقبتها)‪،‬‬
‫إال أنه لم يتطرق في نصوصه ألي صورة من صور هذه الرقابة‪ ،‬وقد ظل هذا الفراغ قائما لمدة‬
‫سبع (‪ )00‬سنوات كاملة إلى أن تدارك المشرع هذا الفراغ في األمر ‪ 300-08‬الذي‬
‫جاءت نصوصه خصيصا لتعيد للمفتشية العامة للمالية ص الحية الرقابة على المؤسسة‬
‫العمومية اإلقتصادية وهذه المرة ليس لمجرد القيام بعملية التقويم إقتصادي‪ ،‬إنما للقيام بمهمة‬
‫الرقابة والتدقيق على تسيير المؤسسة العمومية اإلقتصادية‪ ،‬وبهذا األمر قام المشرع بتوسيع‬
‫صالحيات المفتشية العامة للمالية إلى الرقابة على القطاع العام إقتصادي بعد أن انحصرت‬
‫ولفترة زمنية معتبرة في الرقابة على اإلدارات والهيئات العمومية‪ ،‬ودعما لهذه الصالحيات‬
‫الجديدة بذل المشرع الجزائري كافة الوسائل القانونية المتاحة لضمان ممارسة المفتشية المهامها‬
‫الرقابية بشكل أفضل في إطار قانوني محدد‪.‬‬
‫وسنحاول من خالل هذه الجزئية بيان األسباب القانونية إلعادة رقابة المفتشية على‬
‫المؤسسات العمومية‪ ،‬ومن ثم بيان األشكال والمجاالت القانونية لممارسة هذه الرقابة‪.‬‬
‫‪ -1‬األسباب القانونية إلعادة رقابة المفتشية على المؤسسات العمومية‪ :‬هناك جملة‬
‫من األسباب والدوافع القانونية التي دفعت بالمشرع الجزائري للعودة إلى تبني هذا المظهر من‬

‫* فتوس خدوجة‪ ،‬اإلختصاص التنظيمي لهيئات الضبط اإلقتصادي بين النصوص القانونية والواقع‪ ،‬الملتقى الوطني حول اإلصالحات‬ ‫‪1‬‬

‫اإلقتصادية في الجزائر‪ ،‬يومي ‪ 00-03‬نوفمبر ‪ ،3000‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬ص ‪ 02‬وما بعدها‪.‬‬
‫أرزيل الكاهنة‪ ،‬الدور الجديد للهيئات التقليدية في ضبط النشاط إقتصادي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪.00-03‬‬ ‫‪2‬‬

‫المواد من ‪ 00‬إلى ‪ 00‬من المرسوم التنفيذي ‪ 303-08‬المؤرخ في ‪ 03‬سبتمبر ‪ ،3008‬يحدد صالحيات المفتشية العامة للمالية‪ ،‬ج‪.‬ر‬ ‫‪3‬‬

‫العدد ‪ 00‬الصادر في ‪ 00‬سبتمبر ‪.3008‬‬

‫‪40‬‬
‫الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫مظاهر الرقابة على المؤسسات العمومية اإلقتصادية‪ ،‬والخوض في هذه األسباب يفتح بابا‬
‫‪1‬‬
‫واسعا للنقاش يستحيل تغطيته في بضعة أسطر‪ ،‬ولذلك سنحاول إختصار هذه األسباب في‪:‬‬
‫أ‪ -‬هاجس رقابة األموال العمومية والمحافظة عليها‪ :‬إن الطابع العمومي لرأسمال‬
‫المؤسسة العمومية اإلقتصادية يعد من أهم األسباب التي دفعت بالمشرع الجزائري إلعادة رقابة‬
‫المفتشية العامة للمالية عليها ‪ ،‬فبعد سلسلة الفضائح المالية وقضايا الفساد التي ش هدتها‬
‫الساحة الوطنية خاصة على مستوى المؤسسة العمومية اإلقتصادية‪ ،‬وجد المشرع نفسه أمام‬
‫ضرورة تدارك الوضع واتخاذ كافة التدابير الالزمة للمحافظة على األموال العمومية من‬
‫كل أشكال اإلختالس والتبديد والتفويت ‪ ،2‬خاصة أمام ضعف وقصور أشكال الرقابة سواء تلك‬
‫الممارسة من طرف أجهزة إدارة وتسيير المؤسسة العمومية اإلقتصادية أو الممارسة من‬
‫طرف محافظي الحسابات‪ ،‬وهو األمر الذي استلزم ضرورة بذل هيئة رقابية متخصصة‬
‫تعمل على الحفاظ على األموال العمومية وتمنع أي شكل من أشكال التجاوزات التي من شأنها‬
‫المساس بهذه األموال‪.‬‬
‫ب‪ -‬اإلتجاه نحو عمليات التطهير المالي للمؤسسات العمومية اإلقتصادية العاجزة‪ :‬كان‬
‫للعجز المالي الذي أصبحت المؤسسة العمومية اإلقتصادية تعاني منه الدور الكبير في دعم‬
‫فكرة فرض رقابة المفتشية العامة للمالية‪ ،‬إذ دفع بالسلطات المختصة إلى المضي قدما نحو‬
‫القيام بعمليات التطهير المالي للمؤسسات العاجزة‪ ،‬هذا األخير الذي يستوجب لنجاحه الخضوع‬
‫آلليات رقابية صارمة تضمن سيره وفق المنهج المخطط له‪ ،‬وهو األمر الذي تم دعمه أكثر‬
‫بصدور كل من قانون المالية لسنة ‪ 3009‬والذي نص في مادته الثالثة والستون على أنه‪:‬‬
‫"يرخص للخزينة العمومية إجراء تطهير مالي للمؤسسات والمنشآت العمومية المهددة‬
‫البنية‪ ....‬وترصد سنويا إعتمادات الميزانية لهذا الغرض‪ ،‬حسب الكيفيات التي يحددها الوزير‬
‫‪3‬‬
‫المكلف بالمالية على أساس الحاجة المستعجلة فعال"‪.‬‬

‫سالمي وردة‪ ،‬تطور الرقابة على إدارة المؤسسة العمومية اإلقتصادية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون ( فرع قانون األعمال)‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،3009 ،‬ص ‪92‬‬


‫تصريح السيد وزير العالقات مع البرلمان نيابة عن السيد وزير الصناعة وترقية اإلستثمار أثناء جلسة التصويت على مشروع القانون‬ ‫‪2‬‬

‫المتضمن الموافقة على األمر ‪ ، 00-08‬الجريدة الرسمية للمناقشات‪ ،‬الفترة التشريعية السادسة‪ ،‬الدورة العادية الثانية ‪ ،‬الجلسة العلنية‬
‫المنعقدة يوم ‪ 00‬أفريل ‪ ،3008‬السنة األولى رقم ‪ ،09‬الصادرة في ‪ 00‬أفريل ‪ ،3008‬ص‪.52‬‬
‫القانون ‪ 03-08‬المؤرخ في ‪ ،3008-03-20‬يتضمن قانون المالية ‪ ،‬ج‪.‬ر العدد ‪ 00‬الصادرة في ‪.3008-03-20‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪44‬‬
‫الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫إضافة إلى المرسوم التنفيذي ‪ 93-09‬الذي حدد اإلطار القانوني لكيفيات رقابة وتدقيق‬
‫المفتشية العامة للمالية لتسيير المؤسسة العمومية اإلقتصادية)‪ ،‬وذلك لكون عمليات التطهير‬
‫المالي التي ستستفيد منها المؤسسات العمومية المهددة البنية من خالل المساعدات المالية أو‬
‫القروض التي ستمنح لها من الضروري أن تكون محل رقابة للحرص على سالمة تسييرها‪.‬‬
‫‪ -2‬األشكال القانونية لرقابة المفتشية العامة للمالية على المؤسسة العمومية‬
‫اإلقتصادية‪:‬‬
‫تأخذ الرقابة على المؤسسة العمومية اإلقتصادية شكلين أساسيين (جوازي ووجوبي)‬
‫ويرتبطان بطبيعة رأسمال المؤسسة‪ ،‬بحيث تكون رقابة المفتشية العامة للمالية جوازية وذلك‬
‫بناءا على طلب السلطات أو األجهزة التي تمثل الدولة المساهمة‪ ،1‬وهذا بالنسبة للمؤسسات‬
‫العمومية التي تخضع ألحكام العامة للقانون التجاري والتي تملك الدولة أو أحد أشخاص‬
‫القانون العام جزءا فقط من رأسمالها‪ ،‬في حين تكون رقابة المفتشية العامة وجوبية ودون طلب‬
‫من أي جهة في حال ما لم كانت المؤسسة العمومية اإلقتصادية مكلفة بإنجاز مشاريع ممولة‬
‫بمساهمة من ميزانية الدولة أو كان رأسمال المؤسسة العمومية مملوكا بالكامل للدولة أو أحد‬
‫أشخاص القانون العام‪ ،‬بحيث تخضع في هذه الحالة لنفس أشكال الرقابة المنصوص عليها في‬
‫‪2‬‬
‫بالنسبة للمؤسسات واإلدارات العمومية‪.‬‬
‫‪ -3‬مجال ممارسة المفتشية العامة لسلطتها الرقابية‪ :‬تم تحديد المجاالت التي تمارس‬
‫في إطارها المفتشية العامة للمالية عمليات الرقابة وتدقيق تسيير المؤسسة العمومية بموجب‬
‫المرسوم التنفيذي ‪ 93-09‬ويمكن حصرها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الرقابة على شروط تطبيق مدى تطبيق التشريع المالي والمحاسبي واألحكام القانونية‬
‫والتنظيمية التي لها تأثير مالي مباشر ومجاالت إبرام و تنفيذ كل عقد وطلب‪.‬‬
‫‪ -‬المعامالت القائمة على الذمة المالية العقارية و المنقولة‪ - .‬التسيير والوضعية المالية‬
‫ومصداقية المحاسبات و انتظامها‪ - .‬المقاربة بين التقديرات واإلنجازات‪ ،‬وشروط استعمال‬
‫الوسائل وتسييرها‪ - .‬سير الرقابة الداخلية وهياكل التدقيق الداخلي‪.‬‬

‫المرسوم التنفيذي ‪ 93-09‬المؤرخ في ‪ 33‬فيفري ‪ ،3009‬يحدد شروط وكيفيات رقابة وتدقيق المفتشية العامة للمالية التسيير المؤسسة‬ ‫‪1‬‬

‫العمومية اإلقتصادية‪ ،‬ج‪.‬ر العدد ‪ 00‬الصادرة في ‪ 0‬مارس ‪2 .3009‬‬


‫‪ -‬المادة ‪ 00‬مكرر من األمر ‪ ،00-08‬مرجع سابق‪ - .‬للتفصيل في هذه الشروط راجع‪ :‬سالمي وردة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪-99‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪.002‬‬

‫‪44‬‬
‫الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫هذا كما يمكن أن تشمل عمليات الرقابة جميع ميادين الرقابة وتدقيق التسيير التي تطلبها‬
‫السلطات أو األجهزة الممثلة للدولة المساهمة‪ ،‬وتحدد العمليات بطلب من السلطات أو األجهزة‬
‫الممثلة للدولة المساهمة‪ ،‬في برنامج سنوي يقرره الوزير المكلف بالمالية‪ ،‬ويمكن أيضا إجراء‬
‫عمليات رقابة ذات طابع استعجالي خارج البرنامج بطلب من السلطات أو األجهزة الممثلة‬
‫‪1‬‬
‫للدولة المساهمة‪ ،‬وذلك وفق برنامج محدد يتم تنفيذه وفق أسس تبين كيفيات تدخل المفتشية‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬رقابة مجلس المنافسة‪:‬‬
‫لقد كان لتبني نظام اقتصاد السوق األثر الكبير في تغير المراكز القانونية للعديد من‬
‫مؤسسات الدولة‪ ،‬األمر الذي ترتب عنه تبعا لذلك تغير الكثير من سلطات وصالحيات هذه‬
‫المؤسسات‪ ،‬وال يختلف اثنان في أن أكبر حيز في التغيير كان في القطاع إقتصادي والعام منه‬
‫تحديدا‪ ،‬وقد ترتب عن اإلنتقال من إقتصاد اإلداري إلى المنافسة التي فرضها تبني نظام‬
‫اقتصاد السوق إعادة ترتيب وظائف الدولة وعالقتها بإقتصا د‪ ، 2‬وبالتالي تم اإلنتقال من‬
‫اإلستغالل إقتصادي المباشر والرقابة على إقتصاد من طرف الدولة‪ ،‬إلى الدور الجديد المتمثل‬
‫في ضبط األنشطة اإلقتصادية‪.‬‬
‫ونزوال عند مقتضيات هذه الوظيفة الجديدة للدولة‪ ،‬ظهرت هيئات إدارية لم يكن لها وجود‬
‫في ظل التقسيم التقليدي لنظرية التنظيم اإلداري تحت تسمية الهيئات اإلدارية المستقلة أو‬
‫السلطات اإلدارية المستقلة ‪ ، 3‬هذه األخيرة التي تعتبر سلطات إدارية مستقلة مركزية لكنها‬
‫تخضع لنظام قانوني خاص غير ذلك المعمول به لدى السلطات اإلدارية التقليدية‪.‬‬
‫وقد اختلف الفقه في تحديد مجال دراستها فيما إذا كان يجب إدراجها ض من أجهزة‬
‫اإلدارة المركزية‪ ،‬أم أنها شكل من أشكال الالمركزية اإلدارية المرفقية‪ ،‬وقد درج أغلب الفقه‬

‫المواد من ‪ 03‬إلى ‪ 00‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،93-09‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -3‬كان للتغيير من إقتصاد اإلداري إلى المنافسة انتشار واسع في كافة دول العالم بعد سقوط النظام االشتراكي وهيمنة نظام األحادية‬ ‫‪2‬‬

‫القطبية الذي يقوم على األفكار الليبرالية وتحرير اقتصاد السوق‪ ،‬بحيث تبنت العديد من الدول العربية هذا النوع من التغيير وفتحت الباب‬
‫واسعا للمنافسة‪.‬‬
‫عيسى محمد الغزالي‪ ،‬سياسات التنظيم والمنافسة»‪ ،‬سلسلة جسر التنمية‪ ،‬الكويت‪ ،‬العدد الثامن والعشرون‪ ،‬السنة الثالثة‪ ،‬أفريل ‪،3000‬‬ ‫‪3‬‬

‫ص ص ‪ * .00-02‬التقرير الوطني حول سياسة وقانون المنافسة في تونس‪ ،‬إصدارات المركز العربي لتطوير حكم القانون والنزاهة‬
‫(‪ ، )ACRLI‬مشروع تعزيز القوانين التجارية في منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا (بدعم من مبادرة الشراكة الشرق أوسطية)‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫جانفي ‪ ،3000‬ص ص ‪.000-0‬‬

‫‪44‬‬
‫الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫خاصة منه الفرنسي ‪ -‬على اعتبار أن فرنسا هي مهد ظهور هذه الهيئات ‪ -‬على اعتبارها‬
‫سلطة من السلطات المركزية المتخصصة‪.‬‬
‫)‪MINISTERE DES‬‬ ‫وعرفت وزارة الشؤون الخارجية والعالقات األوروبية‬
‫‪ (AFFAIRES ETRANGERES ET EUROPEENNES‬الهيئات اإلدارية المستقلة‬
‫بالقول‪:‬‬
‫‪“ les autorités administrative indépendantes sont des organisms placés en‬‬
‫‪dehors des structures administrative traditionnelles.sans personnalité‬‬
‫‪juridique, dotes de fortesgaranties d'idépendance et investis d’un pouvoir de‬‬
‫‪regulation et d'intervention dans un secteur determine.dépourvues de budget‬‬
‫‪propre, elles sont dépendantes financièrement du premier ministre ou d'un‬‬
‫‪ministre selon leur domaine de competence”.?1‬‬
‫أما على المستوى الوطني فتعتبر السلطات اإلدارية المستقلة أو سلطات الضبط مؤسسات‬
‫جديدة على مؤسسات جهاز الدولة في الجزائر‪ ،‬وجاء تعريفها على أنها‪" :‬هيئات وطنية ال‬
‫تخضع ال للسلطة الرئاسية وال للوصاية اإلدارية‪ ،‬فهي عكس اإلدارة التقليدية تتمتع باستقاللية‬
‫عضوية ووظ يفية سواء عن السلطة التنفيذية أو التشريعية لكنها تخضع للرقابة القضائية‪ ،‬وهي‬
‫هيئات لها سلطات واسعة تجعلها تبتعد عن الهيئات اإلستشارية وتتمثل مهامها في ضبط‬
‫القطاع اإلقتصادي "‪.‬‬
‫وعلى الرغم من حداثة ظهور الهيئات اإلدارية المستقلة في الجزائر إال أنه كان لها األثر‬
‫الكبير في قلب العديد من الموازين واثارة الكثير من اإلشكاالت القانونية التي مازالت إلى اليوم‬
‫محل نظر الكثير من الباحثين‪ ،‬ويرجع السبب الرئيسي إلنشائها إلى محاولة الدولة فرض رقابة‬
‫على الساحة اإلقتصادية وضبط العديد من النشاطات التي هي في أغلبها ذات طبيعة‬
‫‪2‬‬
‫إقتصادية دون التدخل المباشر منها في التسيير‪.‬‬
‫وبحكم طابع المتاجرة الذي تتميز به المؤسسة العمومية اإلقتصادية والذي يترتب عنه‬
‫ممارسة نشاطات ذات طبيعة إقتصادية فإن ذلك يستوجب خضوعها لرقابة السلطات اإلدارية‬
‫المستقلة مهما كان الشكل القانوني الذي تتخذه هذه السلطات‪ ،‬ويستوي في ذلك أن تخضع‬

‫‪1‬‬
‫‪Rachid Zouaimia, Les Aurorités Administratives Indépendantes et Régulation Economique en Algerie,‬‬
‫‪Edition Houma, Alger, 2005, pp 05‬‬
‫حدري سمير‪ ،‬السلطات اإلدارية المستقلة واشكالية اإلستقاللية‪ ،‬الملتقى الوطني األول حول سلطات الضبط اإلقتصادي في المجال‬ ‫‪2‬‬

‫اإلقتصادي والمالي‪ ،‬جامعة عبد الرحمن ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،‬يومي ‪ 30-32‬ماي ‪ ،3000‬ص ‪.03‬‬

‫‪44‬‬
‫الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المؤسسات العمومية اإل قتصادية للرقابة من ناحية تسييرها أو إدارتها أو نشاطها‪ ،‬وبالنظر إلى‬
‫كثرة هذه الهيئات اإلدارية المستقلة وتعدد نشاطاتها التي ال مجال لتغطيتها في أسطر قليلة فإننا‬
‫سنكتفي من خال هذه الجزئية بالوقوف على الدور الرقابي لمجلس المنافسة باعتباره أهم هيئة‬
‫إدارية مستق لة تمارس سلطة الرقابة على المؤسسات الناشطة في المجال اإلقتصادي عامة‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫والعمومية منها خاصة‪ ،‬وذلك بهدف تنظيم المنافسة وضبطها‪.‬‬
‫‪ -1‬تعريف مجلس المنافسة‪ :‬ظهر مجلس المنافسة في الجزائر أول مرة بصدور األمر‬
‫رقم ‪ 03-90‬المؤرخ في ‪ 30‬جانفي ‪ 0990‬والمتعلق بالمنافسة‪ ،‬والذي نص في مادته السادسة‬
‫عشر (‪ )03‬على أن‪" :‬ينشأ مجلس للمنافسة يكلف بترقية المنافسة وحمايتها‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫يتمتع مجلس المنافسة باإلستقالل اإلداري والمالي‪"...‬‬
‫وتم التأكيد عليه أكثر في األمر ‪ 02-02‬المؤرخ في ‪ 09‬جويلية ‪ 3002‬المتعلق‬
‫بالمنافسة والذي ألغي بموجب مادته الثالثة والسبعون (‪ )02‬أحكام األمر ‪ 03-90‬ونص في‬
‫المادة الثالثة والعشرين (‪ )32‬على أن‪" :‬تنشأ لدى رئيس الحكومة سلطة إدارية تدعى في صلب‬
‫‪3‬‬
‫النص مجلس المنافسة‪ ،‬تتمتع بالشخصية المعنوية واإلستقالل المالي‪...‬‬
‫في حين منح المرسوم التنفيذي ‪ 300-00‬المؤرخ في ‪ 00‬جويلية ‪ 3000‬والمحدد التنظيم‬
‫مجلس المنافسة وسيره سلطة الوصاية على مجلس المنافسة للوزير المكلف بالتجارة بحيث نص‬
‫في مادته الثانية (‪ ) 03‬على أن‪" :‬مجلس المنافسة سلطة إدارية مستقلة يتمتع بالشخصية‬
‫‪4‬‬
‫القانونية واإلستقالل المالي ويوضع لدى الوزير المكلف بالتجارة"‬
‫وبذلك اعتبر مجلس المنافسة سلطة إدارية مستقلة‪ ،‬مكلفة بتطبيق قانون المنافسة وتنظيم‬
‫وضبط المنافسة في السوق والتصدي للممارسات المنافية لها عن طريق فرض الرقابة على كل‬
‫‪5‬‬
‫األعوان اإلقتصاديين بما فيهم المؤسسات العمومية اإلقتصادية‪.‬‬

‫زوبير أرزقي‪ ،‬حماية المستهلك في ظل المنافسة الحرة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون (فرع المسؤولية المهنية)‪ ،‬جامعة مولود‬ ‫‪1‬‬

‫معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،3000 ،‬ص ‪.030‬‬


‫المادة ‪ 03‬من األمر ‪ 03-90‬المؤرخ في ‪ 30‬جانفي ‪ 0990‬والمتعلق بالمنافسة‪ ،‬ج‪.‬ر العدد ‪ 9‬الصادرة في ‪ 33‬فيفري‪.1995‬‬ ‫‪2‬‬

‫المادة الثالثة والعشرون (‪ )32‬من األمر ‪ 02-02‬المؤرخ في ‪ 09‬جويلية ‪ 3002‬والمتعلق بالمنافسة‪ ،‬ج‪.‬ر العدد ‪ 02‬الصادرة في ‪30‬‬ ‫‪3‬‬

‫جويلية ‪.3002‬‬
‫المادة الثانية (‪ )03‬من المرسوم التنفيذي ‪ 300-00‬المؤرخ في ‪ 00‬جويلية ‪ ،3000‬يحدد تنظيم مجلس المنافسة و سيره‪ ،‬ج‪.‬ر العدد‬ ‫‪4‬‬

‫‪ 29‬الصادرة في ‪ 02‬جويلية ‪.3000‬‬


‫المادة الخامسة (‪ )00‬من األمر ‪ ،02-02‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪43‬‬
‫الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -3‬صالحيات مجلس المنافسة‪ :‬في إطار تحرير النظام اإلقتصادي والتجاري الوطني‬
‫اتخذت الدولة عدة إجراءات إلعادة التوازنات اإلقتصادية‪ ،‬من خ الل تشخيص النقائص وتقويم‬
‫اإلختالالت لترقية أساليب المنافسة وآلياتها‪ ،‬وهو ما تم تكريسه من خالل إعادة النظر في‬
‫تنظيم مجلس المنافسة وسيره‪ ،‬وتطوير عالقاته مع و ازرة التجارة‪ ،‬وسلطات الضبط القطاعية‬
‫األخرى‪ ،‬واألجهزة الرقابية المشتركة بين و ازرتي المالية والتجارة‪ ،‬وتأهيل أعوان المراقبة التابعين‬
‫لها‪ ،‬إلى جانب رفع نسبة الهيمنة على السوق وتدعيم مهمة الضبط التي يضطلع بها مجلس‬
‫المنافسة‪ ،‬خاصة في حالة عدم وجود سلطة ضبط في بعض الدوائر الو ازرية)‪ ،‬وبناءا عليه‬
‫أسندت لمجلس المنافسة العديد من اإلختصاصات التي تتنوع ما بين إختصاصات قمعية‬
‫وأخرى إستشارية‪ ،‬حتى يمارس دوره الرقابي في مجال المنافسة على أكمل وجه‪ ،‬كما تم في‬
‫‪1‬‬
‫سبيل ممارسته الختصاصاته ضبط آلياته وسيره وكيفية أدائه لعمله‪.‬‬
‫وبالنظر لصالحيات مجلس المنافسة المتعددة فقد حدد القانون ‪ 00-00‬المؤرخ في ‪00‬‬
‫أوت ‪ 3000‬والمتعلق بالمنافسة المجاالت التي يطبق عليها قانون المنافسة وبالتالي التي‬
‫‪2‬‬
‫تخضع لرقابة مجلي المنافسة وحصرها بموجب مادته الثانية (‪ )03‬في‪:‬‬
‫‪ -‬نشاطات اإلنتاج‪ ،‬بما فيها تلك التي يقوم بها أشخاص معنوية عمومية وجمعيات‬
‫ومنظمات مهنية مهما يكن وضعها القانوني وشكلها وهدفها‪ - .‬الصفقات العمومية‪ ،‬بدءا بنشر‬
‫‪3‬‬
‫اإلعالن عن المناقصة إلى غاية المنح النهائي للصفقة‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار يتمتع مجلس المنافسة بسلطة إتخاذ القرار واإلقتراح و إبداء الرأي في اي‬
‫مسألة أو أي عمل أو تدبير من شأنه ضمان المنافسة وتشجيعها‪ ،‬كما يمكنه أن يطلب من‬
‫المصالح المكلفة بالتحقيقات اإلقتصادية إجراء أي مراقبة أو تحقيق أو خبرة حول المسائل‬
‫‪4‬‬
‫المتعلقة بالقضايا التي تندرج ضمن اختصاصه‪.‬‬

‫تصريح السيد مقرر لجنة الشؤون اإلقتصادية والتنمية والصناعة والتجارة والتخطيط‪ ،‬مقدمة التقرير التمهيدي عن مشروع القانون المعدل‬ ‫‪1‬‬

‫والمتمم لألمر ‪ 02-02‬المؤرخ في ‪ 09‬جويلية ‪ ،3002‬المتعلق بالمنافسة‪ ،‬الجريدة الرسمية للمناقشات‪ ،‬الفترة التشريعية السادسة‪ ،‬الدورة‬
‫العادية الثانية‪ ،‬الجلسة العلنية المنعقدة يوم اإلثنين ‪ 00‬أفريل ‪ ،3008‬السنة األولى رقم ‪ ،09‬الصادرة في ‪ 00‬أفريل ‪ ،3008‬ص ‪.00‬‬
‫المواد من ‪ 08‬إلى ‪ 00‬من المرسوم التنفيذي ‪ 300-00‬المحدد لتنظيم مجلس المنافسة وسيره‪ ،‬مرجع سابق‪ -0 .‬المادة الثانية (‪ )03‬من‬ ‫‪2‬‬

‫األمر ‪ 00-00‬المؤرخ في ‪ 00‬أوت ‪ ،3000‬يعدل ويتمم األمر رقم ‪ 02-02‬المؤرخ في ‪ 09‬جويلية ‪ 3002‬والمتعلق بالمنافسة‪ ،‬ج‪.‬ر‬
‫العدد ‪ ،03‬الصادرة في ‪ 08‬أوت ‪.3000‬‬
‫المادة الرابعة والثالثون (‪ )20‬من األمر ‪ ،00-00‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫المادة الخامسة والثالثون (‪ )20‬من األمر ‪ ،00-00‬المرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪44‬‬
‫الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫هذا ويبدي مجلس المنافسة رأيه في كل مسألة ترتبط بالمنافسة إذا طلبت الحكومة منه‬
‫ذلك‪ ،‬ويبدي كل اقتراح في مجاالت المنافسة‪ ،‬ويمكن أن تستشيره في المواضيع نفسها‬
‫‪1‬‬
‫الجماعات المحلية والهيئات اإلقتصادية والمالية والمؤسسات والجمعيات المهنية والنقابية‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬مجلس المحاسبة‬
‫أنشيء مجلس المحاسبة بموجب دستور سنة ‪ ،0903‬وتتمثل مهمته في الرقابة الالحقة‬
‫األموال الدولة والجماعات اإلقليمية والمرافق العمومية)‪ ،‬وتم تأسيسه ألول مرة بموجب القانون‬
‫رقم ‪ 00-80‬المؤرخ في ‪ 00‬مارس ‪ 0980‬و‪2‬الذي جاء تطبيقا لنص المادة ‪ 090‬من‬
‫دستور ‪ ،0903‬والذي قضى بإنشاء مجلس المحاسبة كهيئة عليا للرقابة المالية‪ ،‬ليظهر‬
‫بذلك في الجزائر وألول مرة شكل جديد في ممارسة الرقابة المالية على نشاط الهيئات العمومية‪،‬‬
‫والمتمثل في الرقابة المالية ذات الطبيعة القضائية‪ ،‬والتي تختلف عن األشكال األخرى من‬
‫الرقابة المالية التي عرفها القانون الجزائري والتي كانت موجودة قبل هذه الفترة)‪ ،‬وسنحاول من‬
‫‪3‬‬
‫خالل هذه الجزئية التعرض لتعريف مجلس المحاسبة‪ ،‬ومن ثم بيان صالحياته‪.‬‬
‫‪ -0‬تعريف مجلس المحاسبة‪ :‬يوصف مجلس المحاسبة بأنه أعلى وأقدم مؤسسة تتولى‬
‫مهمة الرقابة على أموال الدولة)‪ ،‬وقد عرفته المادة الثانية (‪ )03‬من األمر ‪ 30-90‬المؤرخ في‬
‫‪ 00‬جويلية ‪ 0990‬المعدل والمتمم والمتعلق بمجلس المنافسة بالقول‪" :‬يعتبر مجلس‬
‫المحاسبة المؤسسة العليا للرقابة البعدية ألموال الدولة والجماعات اإلقليمية والمرافق‬
‫‪4‬‬
‫العمومية‪".‬‬
‫‪ -2‬صالحيات مجلس المحاسبة‪:‬‬

‫‪ -‬بوجميل عادل‪ ،‬مسؤولية العون اإلقتصادي عن الممارسات المقيد للمنافسة في القانون الجزائري‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجستير‬ ‫‪1‬‬

‫في القانون (فرع قانون المسؤولية المهنية)‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،3003 ،‬ص ص ‪-008‬‬
‫‪.032‬‬
‫كلمة السيد مقرر لجنة الشؤون القانونية واإلدارية والحريات‪ ،‬تقرير مشروع القانون المتضمن الموافقة على األمر ‪ 00 - 03‬المؤرخ في‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 33‬أوت ‪ 3000‬المعدل والمتمم لألمر ‪ 30-90‬المؤرخ في ‪ 00‬جويلية ‪ 0990‬والمتعلق بمجلس المحاسبة‪ ،‬الفترة التشريعية السادسة‪،‬‬
‫الدورة العادية السابعة‪ ،‬الجلسة العلنية المنعقدة يوم الثالثاء ‪ 30‬سبتمبر ‪ ،3000‬الجريدة الرسمية للمناقشات‪ ،‬السنة الرابعة رقم ‪ ،030‬ص‬
‫‪.00‬‬
‫القانون رقم ‪ 00-80‬المؤرخ في ‪ 00‬مارس ‪ ،0980‬يحدد صالحيات مجلس المحاسبة وطرق تنظيمه وتسييره والجزاءات المترتبة على‬ ‫‪3‬‬

‫تحرياته‪ ،‬ج‪.‬ر العدد ‪ 00‬الصادرة في ‪ 00‬مارس ‪.0980‬‬


‫أمجوج نوار‪ ،‬مجلس المحاسبة‪ :‬نظامه ودوره في الرقابة على المؤسسات اإلدارية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون العام (فرع‬ ‫‪4‬‬

‫المؤسسات السياسية واإلدارية)‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪ ،3000 ،‬ص ‪|.00‬‬

‫‪44‬‬
‫الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫على إثر زيادة عدد األعوان اإلقتصاديين المشتكين من األفعال والممارسات المخالفة‬
‫للقانون على غرار الرشوة والغش في مجال التشريع المتعلق بالصرف وغيره‪ ، 1‬والتي تعيق‬
‫المؤسسات التي تنشط في ظل احترام التشريع‪ ،‬إضافة إلى تعرض المال العام لهذه الممارسات‬
‫الغي ر مشروعة‪ ،‬أخذ المشرع في وضع ترسانة تشريعية حقيقية منبثقة عن التعليمة الرئاسية رقم‬
‫‪ 02‬الصادرة في ديسمبر ‪ 3009‬والمتعلق بالوقاية من الفساد وقمعه‪ ،‬هذه اإلجراءات التي‬
‫سمحت بمراجعة القانون المتعلق بمجلس المحاسبة‪ ،‬وذلك بتوسيع إختصاص هذه الهيئة إلى‬
‫المؤسسات العمومية اإلقتصادية لتتعدی بذلك مجرد المراقبة البسيطة للحسابات وحسن سيرها‪،2‬‬
‫بحيث تم توسيع اختصاصاته لتشمل رقابة أي هيئة عمومية مهما كان وضعها القانوني‪،‬‬
‫مادامت هذه الهيئات تسير أمواال عمومية أو تملكها‪ ،‬وكذا تحديد تبعات التوصيات التي يوجهها‬
‫‪3‬‬
‫المجلس لمسيري هذه الهيئات‪.‬‬
‫وتتمحور اختصاصات مجلس المحاسبة أساسا‪ ،‬حول منع التالعب بالمال العام‪ ،‬من‬
‫خالل السعي إلى تشجيع الهيئات الخاضعة لرقابته على استعماله بشكل عقالني‪ ،‬ومنعها من‬
‫اإلسراف في إنفاقه في غير األوجه المخصصة لها قانونا‪ ،4‬ويتولى بذلك إعداد تقرير سنوي‬
‫يرفعه إلى رئيس الجمهورية)‪ ،‬وتتمثل هذه الصالحيات في‪( :‬؟)‬
‫‪ -‬رقابة حسن إستعمال الموارد واألموال والقيم والوسائل المادية العمومية‪ ،‬وتقييم نوعية‬
‫تسييرها من حيث الفعالية واألداء واإلقتصاد‪.‬‬
‫‪ -‬مراقبة تسيير الشركات والمؤسسات والهيئات التي تملك فيها الدولة أو الجماعات‬
‫اإلقليمية أو المؤسسات أو الشركات أو الهيئات العمومية بصفة مشتركة أو فردية مساهمة‬
‫بأغلبية رأس المال أو سلطة قرار مهيمنة‪.‬‬
‫‪ -‬مراقبة األسهم العمومية في المؤسسات أو الشركات أو الهيئات التي تملك فيها الدولة‬
‫‪5‬‬
‫أو الجماعات اإلقليمية أو المرافق أو الهيئات العمومية األخرى جزءا من رأس المال‪.‬‬

‫بوقطة فاطمة الزهراء‪ ،‬رقابة الدولة على تسيير أموال المرافق العمومية‪ :‬دور مجلس المحاسبة‪ ،‬الملتقى الوطني حول "اإلصالحات‬ ‫‪1‬‬

‫اإلقتصادية في الجزائر"‪ ،‬كلية العلوم اإلقتصادية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬يومي ‪ 00-03‬نوفمبر ‪ ،3000‬ص ‪.300‬‬
‫البرنامج الخماسي ‪ ،3000-3000‬ملحق بيان السياسة العامة‪ ،‬أكتوبر ‪ ،3000‬ص ‪ .03‬متوفر على الموقع اإللكتروني‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ www . premier - ministre . gov . dz‬تاريخ الزيارة‪ 02 :‬مارس ‪ ،3002‬الساعة ‪. 00 :30‬‬


‫كلمة السيد وزير المالية‪ ،‬تقرير مشروع القانون المتضمن الموافقة على مشروع األمر ‪ ،03-00‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.06‬‬ ‫‪3‬‬

‫بوقطة فاطمة الزهراء‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ -0 .303‬المادة ‪ 000‬من دستور ‪ ،0993‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫المواد من ‪ 03‬إلى ‪ 30‬مكرر من األمر ‪ ،30-90‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪44‬‬
‫الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية اإلقتصادية‬


‫إن أهمية المؤسسات العمومية اإلقتصادية تفرض إخضاعها لرقابة صارمة حماية‬
‫اإلقتصاد البالد‪ ،‬ونزوال عند هذا الهدف بذل المشرع الجزائري كافة الوسائل الممكنة‪ ،‬فإضافة‬
‫إلى أجهزة الرقابة الداخلية والخارجية على المؤسسة العمومية اإلقتصادية‪ ،‬فرض المشرع على‬
‫هذه األخيرة رقابة قانونية صارمة يترتب عنها توقيع عقوبات جزائية متفاوتة الشدة‪ ،‬بداية من‬
‫‪1‬‬
‫نشأتها إلى غاية حلها ‪ ،‬ومرو ار بمراحل بأنشطة إدارتها وتسييرها‪.‬‬
‫إن الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية اإلقتصادية تخضع هذه األخيرة لنظام رقابي‬
‫مزدوج يتماشى مع الطبيعة المزدوجة لها‪ ،‬بحيث تخضع لقواعد القانون العام من جهة وقواعد‬
‫القانون الخاص من جهة أخرى‪.‬‬
‫وسنحاول من خالل هذا المبحث التطرق إلى الرقابة القانونية المتعلقة بإنشاء وحل‬
‫المؤسسة العمومية اإلقتصادية (المطلب األول)‪ ،‬ومن ثم الرقابة المتعلقة باإلدراة والتسيير‬
‫المطلب الثاني)‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬الرقابة المتعلقة باإلنشاء والحل‬
‫وضع المشرع أحكاما صارمة يترتب عن مخالفتها عقوبات جزائية متفاوتة لكل مخالفة‬
‫ترتكب من تاريخ إنشاء المؤسسة العمومية اإلقتصادية إلى غاية حلها‪ ،‬وذلك ضمانا لسير‬
‫نشاطها بالشكل المخطط له‪ ،‬وسنحاول من خالل هذا المطلب بيان أشكال الرقابة القانونية على‬
‫إنشاء المؤسسة العمومية اإلقتصادية (الفرع األول)‪ ،‬ومن ثم الرقابة القانونية على حلها الفرع‬
‫الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول الرقابة على إنشاء المؤسسة العمومية اإلقتصادية‬


‫وضع المشرع الجزائري جملة من النصوص القانونية التي تضمن إنشاء المؤسسات‬
‫العمومية اإلقتصادية بصورة قانونية سليمة‪ ،‬بحيث يترتب عن أي مخالفة لهذه األحكام‬
‫‪2‬‬
‫العقوبتين‪ ،‬كل من زاد قيمة الحصص العينية عن قيمتها الحقيقية عن طريق الغش‪.‬‬

‫أمجوج نوار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 38‬وما بعدها ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫المادة ‪ 800‬بالنسبة للمؤسسات المنظمة في شكل شركة ذات مساهمة محدودة‪ ،‬والمادة ‪ 800‬بالنسبة للمؤسسات المنظمة في شكل شركة‬ ‫‪2‬‬

‫مساهمة‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ويتحمل مسؤولية هذه األخطاء مقدموا الحصص العينية‪ ،‬ومندوب الحصص‪ ،‬والقائمون‬
‫باإلدارة األولون لكونه م مسؤولين عن التحقق من صحة إجراءات التأسيس و إرتكاب الجريمة‬
‫يكون ثابتا من يوم التصديق عن قيمة الحصة العينية من طرف الجمعية العامة التأسيسية‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬إصدار األسهم قبل إتمام إجراءات التأسيس‪ :‬يعاقب المؤسسون والرئيس والقائمون‬
‫باإلدارة الذين أصدروا أسهما قبل قيد الشركة في السجل التجاري‪ ،‬أو في أي وقت كان إذا ثبت‬
‫أن القيد تم عن طريق الغش أو قبل إتمام إجراءات التأسيس بوجه قانوني)‪ ،‬كما يعاقب كل‬
‫شخص قام بإصدار أسهم وقت زيادة رأسمال المؤسسة قبل أن تنتهي إجراءات تكوين المؤسسة‬
‫‪1‬‬
‫أو زيادة رأسمالها‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬اإلكتتاب الصوري‪ :‬لكون اإلكتتاب الصوري يضر بمصلحة الشركاء والدائنين‬
‫اإلجتماعيين‪ ،‬كون رأسمال المؤسسة هو الضمان العام لحقوقهم‪ ،‬فإن القانون يعاقب األشخاص‬
‫الذين أكدوا عمدا في تصريح توثيقي مثبت لإلكتتابات والدفوعات صحة بيانات صورية أو‬
‫أعلنوا بأن األموال التي لم توضع بعد تحت تصرف المؤسسة قد سددت أو قدموا للموثق قائمة‬
‫للمساهمين تتضمن إكتتابات صورية‪ ،‬أو بلغوا تسديدات ما لم توضع نهائيا تحت تصرف‬
‫‪2‬‬
‫المؤسسة‪ ،‬إضافة إلى األشخاص الذين قاموا بإخفاء إكتتابات أو دفوعات غير موجودة‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬التعامل بأسهم غير قانونية‪ :‬يعاقب بالحبس من ثالثة أشهر إلى سنة وبغرامة مالية‬
‫من ‪ 000 . 30‬د‪.‬ج إلى ‪ 000 . 300‬د‪.‬ج أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط‪ ،‬كل شخص تعمد‬
‫اإلشتراك في المعامالت أو قام بوضع قيم لألسهم دون أن يكون لها قيمة إسمية أو كانت‬
‫‪3‬‬
‫قيمتها أقل من الحد األدني للقيمة القانونية أو قدم وعودا باألسهم‪.‬‬
‫الفرع الثاني الرقابة على حل المؤسسة العمومية اإلقتصادية‬
‫حماية لحقوق الشركاء والدائنين تفرض رقابة قانوني على إجراءات حل المؤسسات‬
‫العمومية اإلقتصادية‪ ،‬بحيث نص المشرع على جملة من النصوص المنظمة إلجراءات الحل‬
‫والتي يترتب على مخالفتها تعرض المخالفين للعقوبات الجزائية‪ ،‬ويمكن حصر هذه المخالفات‬
‫في‪:‬‬

‫المادة ‪ ،800‬المرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫سعودي زهير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.000‬‬ ‫‪2‬‬

‫المادة ‪ 808‬من القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪40‬‬
‫الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أوال‪ -‬عدم إستدعاء الجمعية العامة للبت في الحل المسبق للمؤسسة وايداع قرار الجمعية‬
‫العامة لدى األمانة العامة للمحكمة ‪ :‬يعاقب بالحبس من شهر إلى ثالثة أشهر وبغرامة من ‪30‬‬
‫‪ 000 .‬د‪.‬ج إلى ‪ 000 . 000‬د‪.‬ج أو بإحدى العقوبتين فقط‪ :‬بالنسبة للشركة ذات المسؤولية‬
‫المحدودة المسيرون الذين يتخلفون مع التعمد‪ ،‬إذا قل مال الشركة الصافي عن ربع رأسمال‬
‫الشركة من جراء الخسائر الثابتة في المستندات الحسابية‪:‬‬
‫‪ -‬عن استشارة الشركاء التخاذ قرار بوجوب االنحالل المسبق للشركة إذا كان لذلك محل‬
‫في ظرف األربعة أشهر التالية للموافقة على الحسابات التي أظهرت تلك الخسائر‪.‬‬
‫‪ -‬عن إيداع القرار الذي اتخذه الشركاء بكتابة المحكمة ونشره في جريدة معتمدة ونشره‬
‫‪1‬‬
‫في جريدة معتمدة لتلقي اإلعالنات القانونية‪.‬‬
‫وبالنسبة للشركة ذات المساهمة رئيس الشركة أو القائمون بإدارتها في حالة ما إذا أصبح‬
‫المال الصافي للشركة بسبب الخسائر الثابتة بمستندات الحساب أقل من ربع رأس‬
‫المال ‪:‬‬
‫‪ -‬امتنعوا متعمدين عن استدعاء الجمعية العامة في األربعة أشهر التي تلي المصادقة‬
‫على الحسابات المثبتة للخسائر ألجل البت عند اإلقتضاء في حل الشركة مسبقا‪.‬‬
‫‪ -‬تعمدوا عدم اإليداع بكتابة المحكمة القرار المصادق عليه من الجمعية العامة بعد نشره‬
‫في النشرة الرسمية لإلعالنات القانونية وفضال عن ذلك في جريدة مختصة بقبول اإلعالنات‬
‫‪2‬‬
‫القانونية وتقييده بالسجل التجاري‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬عدم نشر أمر تعيين المصفي‪ :‬يشترط نشر أمر تعيين المصفي مهما كان شكله‬
‫في أجل شه ر في النشرة الرسمية لإلعالنات القانونية وفي جريدة مختصة باإلعالنات القانونية‬
‫للوالية التي يوجد بها مقر الشركة مع تضمينه كافة البيانات التي ينص عليها القانون (د)‪ ،‬وفي‬
‫حالة ما لم يقم مصفي الشركة عمدا‪ ،‬في ظرف شهرين من تعيينه بالنشر‪ ،‬ولم يودع بالسجل‬
‫التجاري الق اررات التي قضت بالحل‪ ،‬أو لم يستدع عمدا الشركاء في نهاية التصفية ألجل البت‬
‫في الحساب النهائي وعلى إبرام إدارته واخالء ذمته من توكيله واثبات اختتام التصفية أو لم‬
‫يضع حساباته بكتابة المحكمة ولم يطلب من القضاء المصادقة عليها حسب الحاالت التي‬

‫المادة ‪ 802‬من القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -3‬المادة ‪ 823‬من القانون التجاري‪ ،‬المرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪44‬‬
‫الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ينص عليها القانون فإنه يعاقب بالحبس من شهرين إلى ستة أشهر وبغرامة مالية من ‪. 30‬‬
‫‪ 000‬د‪.‬ج إلى ‪ 000 . 300‬د‪.‬ج أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط ‪1‬وهذا في حالة ما كانت‬
‫التصفية إرادية‪.‬‬
‫أما إذا كانت التصفية بأمر قضائي‪ ،‬فإنه يعاقب بنفس العقوبات السابقة في حالة ما‬
‫‪2‬‬
‫طرأت تصفية المؤسسة طبقا ألحكام المواد من ‪ 008‬إلى ‪ 090‬المصفي الذي‪:‬‬
‫‪ -‬لم يقدم عمدا في الستة أشهر التي تلي تعيينه تقري ار عن وضعية األصول والخصوم‬
‫وعن متابعة عمليات التصفية دون أن يطلب الرخص الالزمة إلنهاء تلك العمليات‪.‬‬
‫‪ -‬لم يضع عمدا في الثالثة أشهر التي تلي اختتام السنة المالية‪ ،‬الجرد وحساب‬
‫االستغالل العام وحساب النتائج وتقري ار مكتوبا يتضمن بيان عمليات التصفية للسنة المالية‬
‫المنصرمة‪ ،‬أو لم يمكن الشركاء من القيام خالل مدة التصفية من ممارسة حقهم في اإلطالع‬
‫على مستندات الشركة‪.‬‬
‫‪ -‬لم يستدعي على األقل مرة واحدة في السنة الشركاء ليطلعهم على الحسابات السنوية‬
‫في حالة استمرار اإلستغالل‪ ،‬أو استمر في ممارسة وظائفه بعد انتهاء توكيله دون تجديد‪.‬‬
‫‪ -‬لم يودع في حساب جار لدى بنك باسم الشركة التي تجري تصفيتها في أجل خمسة‬
‫عشر (‪ )00‬يوما إبتداءا من يوم قرار توزيع األموال المخصصة لتوزيعها بين الشركاء والدائنين‬
‫ولم يودع بمصلحة الودائع واألمانات في أجل سنة واحدة إبتداءا من اختتام التصفية‪ ،‬األموال‬
‫المخصصة للدائنين أو الشركاء والتي لم يسبق لهم أن طلبوها‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬تبديد أموال المؤسسة التي يجري تصفيتها‪ :‬يعاقب بالسجن من سنة واحدة إلى‬
‫خمس سنوات وبغرامة مالية من ‪ 000 . 22‬د‪.‬ج إلى ‪ 000 . 300‬د‪.‬ج أو بإحدى هاتين‬
‫العقوبتين فقط‪ ،‬المصفي الذي يقوم عن سوء نية‪:‬‬
‫‪ -‬باستعمال أموال أو ائتمان المؤسسة التي تجري تصفيتها وهو يعلم أنه مخالف المصالح‬
‫الشركة تلبية ألغراض شخصية أو لتفضيل مؤسسة له فيها مصالح مباشرة أو غير مباشرة‪.‬‬
‫‪ -‬بالتخلي عن كل أو جزء من مال الشركة التي تجري تصفيتها خالفا ألحكام المادتين‬
‫‪1‬‬
‫‪ 000‬و ‪ 000‬من القانون التجاري‪.‬‬

‫المادة ‪ 828‬من القانون التجاري‪ ،‬المرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫المادة ‪ 829‬من القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪44‬‬
‫الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الرقابة القانونية على إدارة وتسيير المؤسسة العمومية اإلقتصادية‬
‫ضمانا لحسن التسيير واإلدارة وعدم الحياد عن األهداف المخصصة لها‪ ،‬وضع المشرع‬
‫أحكاما قانونية تضمن عدم تجاوز المسيرين للصالحيات المخولة لهم‪ ،‬وبحكم تعدد أنشطة‬
‫المؤسسة العمومية اإلقتصادية والتي تمس كافة المجالت فإنه يتوجب علينا أن نبين أهم‬
‫المخالفات التي توجب المسؤولية وتخضع المؤسسة العمومية للرقابة سواء تلك المنظمة بموجب‬
‫القانون العام (الفرع األول)‪ ،‬أو بموجب القانون الخاص (ثانيا)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬رقابة القانون العام‬
‫إن أهمية نشاط المؤسسة العمومية اإلقتصادية جعل القوانين المنظمة ألساليب الرقابة‬
‫على هذه األخيرة في تطور وتغير مستمرين‪ ،‬وهو األمر الذي يفسر كثرة النصوص القانونية‬
‫الهادفة بالدرجة األولى إلى حماية المال العام الذي يعتبر أهم عنصر يميز المؤسسة العمومية‬
‫اإلقتصاد ية عن غيرها من المؤسسات في المجال اإلقتصادي‪ ،‬وسنحاول من خالل هذا الفرع‬
‫بيان األنشطة التي تخضع لرقابة القاضي اإلداري (أوال)‪ ،‬ومن ثم تلك التي تخضع لرقابة‬
‫القاضي الجزائي (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ -‬األنشطة الخاضعة لرقابة القاضي اإلداري‬
‫تقضي القاعدة العامة أن المؤسسات العمومية اإلقتصادية وبحكم أنها مؤسسات ذات‬
‫أنشطة إقتصادية بحتة‪ ،‬فإنها تخرج عن مجال إختصاص القضاء اإلداري إال أن طابع‬
‫العمومية الذي تتميز به هذه المؤسسات يفرض ورود بعض اإلستثناءات المطبقة على المعيار‬
‫العضوي المكرس بموجب المادة ‪ 800‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،2‬وذلك بإخضاع‬
‫المؤسسات العمومية اإلقتصادية إستثناءا لرقابة القاضي اإلداري في حاالت محددة‪ ،‬والتي وان‬
‫كانت محل خالف إال أننا سنحاول بيانها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬خضوع صفقات المؤسسات العمومية اإلقتصادية لرقابة القضاء اإلداري‪ :‬أثار‬
‫تطبيق قانون الصفقات العمومية اإل قتصادية على المؤسسات العمومية اإلقتصادية العديد من‬
‫اإلنتقادات‪ ،‬فعلى الرغم من طابع العمومية الذي تتميز به هذه المؤسسات وطبيعة أموالها‪ ،‬إال‬

‫المادة ‪ 800‬من القانون التجاري‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫تنص المادة ‪ 800‬من القانون ‪ 09-08‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية أن‪" :‬المحاكم اإلدارية هي جهات الوالية العامة في‬ ‫‪2‬‬

‫المنازعات اإلدارية‪ .‬تختص بالفصل في أول درجة‪ ،‬بحكم قابل لإلستئناف في جميع القضايا التي تكون الدولة أو الوالية أو البلدية أو‬
‫إحدى المؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية طرفا فيها‪ ،".‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أن هذا األمر بقي مقيدا باستقاللية المؤسسات العمومية اإلقتصادية الذي بدأ تكريسه منذ‬
‫صدور القانون التوجيهي ‪ ،00-88‬ودعمه أكثر األمر ‪ 00-00‬والذي أخضع هذه المؤسسات‬
‫على النحو السابق بيانه في أغلب أحكامها للقانون التجاري‪ ،‬ومرت مسألة‬
‫إخضاع المؤسسات العمومية اإلقتصادية لقانون الصفقات العمومية اإلقتصادية ومن ثمة‬
‫الرقابة القاضي اإلداري بأربع مراحل أساسية‪ ،‬يمكن إجمالها في‪:‬‬
‫أ‪ -‬المرحلة األولى‪ :‬وهي المرحلة التي تسبق صدور القانون ‪ 00-88‬والتي كانت تخضع‬
‫فيها صفقات المؤسسات العمومية اإلقتصادية كما هو الحال بالنسبة لباقي أنشطتها الرقابة‬
‫القضاء اإلداري‪ ،‬وكانت تنظم في هذه الفترة بموجب أحكام المرسوم ‪ 000-83‬المؤرخ في ‪00‬‬
‫‪1‬‬
‫أفريل ‪ 0983‬المنظم لصفقات المتعامل العمومي‪.‬‬
‫ب‪ -‬المرحلة الثانية‪ :‬وهي المرحلة المتزامنة مع صدور القانون ‪ ،00-88‬والتي صدر‬
‫فيها المرسوم ‪ 03-88‬المؤرخ في ‪ 30‬مارس ‪ ،)0988‬بحيث تم بموجب هذا المرسوم إخراج‬
‫المؤسسات العمومية اإلقتصادية من مجال تطبيق قانون الصفقات العمومية وكنتيجة لذلك من‬
‫إطار رقابة القاضي اإلداري‪ ،‬وهو نفس األمر الذي كرسة المرسوم التنفيذي ‪ 90020‬المتضمن‬
‫‪2‬‬
‫تنفيذ تنظيم الصفقات العمومية)‪.‬‬
‫وتأكد عدم خضوع المؤسسات العمومية اإلقتصادية لقانون الصفقات العمومية بصدور‬
‫المرسوم الرئاسي ‪ 300-03‬المؤرخ في ‪ 30‬جويلية ‪ 3003‬المتضمن تنظيم الصفقات‬
‫العمومية)‪ ،‬المعدل والمتمم والذي لم يفصل بينه وبين صدور األمر ‪ 00-00‬وقت طويل‪.‬‬
‫ج‪ -‬المرحلة الثالثة‪ :‬شهدت هذه المرحلة حركة تشريعية ملحوظة‪ ،‬كان هدفها بالدرجة‬
‫األولى محاربة أشكال الفساد الذي عصف بمؤسسات الدولة وأثر سلبا على األموال العمومية‬
‫وكنتيجة على التنمية اإلقتصادية‪ ،‬وبدأت بصدور المرسوم الرئاسي ‪ 228-08‬المؤرخ في ‪33‬‬
‫أكتوبر ‪ 3008‬المعدل والمتمم للمرسوم الرئاسي ‪ )300 3- 03‬والذي أخضع المؤسسات‬

‫المرسوم ‪ 000-83‬المؤرخ في ‪ 00‬أفريل ‪ ، 0983‬ينظم الصفقات العمومية التي يبرمها المتعامل العمومي‪ ،‬ج‪.‬ر العدد ‪ 00‬الصادرة في‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 02‬أفريل ‪.0983‬‬
‫المرسوم ‪ 03-88‬المؤرخ في ‪ 30‬مارس ‪ ،0988‬يعدل ويتمم المرسوم ‪ 000-83‬المتضمن الصفقات التي يبرمها المتعامل العمومي‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ج‪.‬ر العدد ‪ ،02‬الصادرة في ‪ 20‬مارس ‪.0988‬‬


‫‪3‬المرسوم التنفيذي ‪ 020 -90‬المؤرخ في ‪ 09‬نوفمبر ‪ ،0990‬يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬ج‪.‬ر العدد ‪ ،00‬الصادرة في ‪02‬‬
‫نوفمبر ‪.0990‬‬

‫‪44‬‬
‫الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫العمومية اإلقتصادية لقانون الصفقات العمومية‪ ،‬عندما تكلف بإنجاز عملية ممولة‪ ،‬كليا أو‬
‫جزئيا من ميزانية الدولة‪ ،‬وقد جاء هذا التعديل بالتزامن مع تعديل األمر ‪ 00-00‬والذي أخضع‬
‫المؤسسات العمومية اإلقتصادية كما سبق البيان الرقابة المفتشية العامة للمالية‪ ،‬وبالتالي يمكن‬
‫الجزم بأن إخضاع صفقات المؤسسات العمومية اإلقتصادية لقانون الصفقات العمومية‬
‫اإلقتصادية وبالتالي لرقابة القضاء اإلداري مع تجاهل المعيار العضوي ‪ 1‬الذي کرسته المادة‬
‫‪ 800‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية والذي صدر في نفس السنة‪ ،‬كان بهدف حماية‬
‫المال العام بالدرجة األولى من أوجه اإلسراف والتعدي التي أصبح يعاني منها في تلك الفترة‪.‬‬
‫وهو األمر الذي تأكد أكثر بصدور المرسوم الرئاسي ‪ 323-00‬المؤرخ في ‪ 00‬أكتوبر‬
‫‪ 3000‬المتضمن تنظيم الصفقات العمومية والذي ألغى المرسوم الرئاسي ‪ ، 203300‬والذي‬
‫عدل وتمم بدوره فيما بعد بموجب المرسوم الرئاسي ‪ 98-00‬المؤرخ في ‪ 00‬مارس ‪3000‬‬
‫بحيث أصبحت صفقات المؤسسات العمومية اإلقتصادية بموجب القانون الجديد تخضع لقانون‬
‫الصفقات العمومية سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬وبالتالي تخضع لرقابة القضاء‬
‫اإلداري‪ ،‬والواقع أن قانون الصفقات العمومية يطبق على المؤسسات العمومية حتى بالنسبة‬
‫‪3‬‬
‫للعمليات التي تنجزها بتمويل من خزينتها‪.‬‬
‫د‪ -‬المرحلة الرابعة‪ :‬إثر التضارب القانوني الذي سجل في المرحلة السابقة بين قانون‬
‫الصفقات العمومية وقانون اإلجراءات المدنية اإلدارية والذي أثار جدال في الوسط الفقهي بين‬
‫من يؤيد صالحية القضاء اإلداري بنظر منازعات صفقات المؤسسات العمومية اإلقتصادية‬
‫تغليبا للطبيعة اإلدارية للصفقات العمومية على المعيار العضوي المكرس بموجب قانون‬
‫اإلجراءات المدنية واإلدارية وهو اإلتجاه الذي ذهب إليه البروفيسور مسعود شيهوب‪ ،‬وبين من‬
‫يذهب إلى أن سلطة القاضي اإلداري في مجال قواعد اإلختصاص النوعي مقيدة وال يجوز له‬
‫أن يتجاوز نص المادة ‪ 800‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية وهو اإلتجاه الذي تبناه‬

‫المرسوم الرئاسي ‪ 300-03‬المؤرخ في ‪ 30‬جويلية ‪ 3003‬المعدل والمتمم‪ ،‬يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬ج‪.‬ر العدد ‪ ،03‬الصادرة‬ ‫‪1‬‬

‫في ‪ 38‬جويلية ‪ -0 .3003‬المرسوم الرئاسي ‪ 228-08‬المؤرخ في ‪ 33‬أكتوبر ‪ ،3008‬يعدل ويتمم المرسوم الرئاسي ‪ 300-03‬المؤرخ‬
‫في ‪ 30‬جويلية ‪ 3003‬والمتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬ج‪.‬ر العدد ‪ ،33‬الصادرة في ‪ 09‬نوفمبر ‪.3008‬‬
‫المرسوم الرئاسي ‪ 323-00‬المؤرخ في ‪ 00‬أكتوبر ‪ ،3000‬يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬ج‪.‬ر العدد ‪ ،08‬الصادرة في ‪ 00‬أكتوبر‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،3000‬المعدل والمتمم بموجب المرسوم الرئاسي ‪ 98-00‬المؤرخ في ‪ 00‬مارس ‪ ،3000‬ج‪.‬ر العدد ‪ 00‬الصادرة في ‪ 03‬مارس ‪.3000‬‬
‫مسعود شيهوب‪ ،‬المبادئ العامة للمنازعات اإلدارية (الجزء الثاني ‪ -‬نظرية اإلختصاص)‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬الجزائر‪ ،3009 ،‬ص ص ‪.20-30‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪43‬‬
‫الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫البروفيسور عمار بوضياف ‪ ،1‬والذي قال بوضوح اإلصطدام بين نص المادة ‪ 800‬من قانون‬
‫اإلجراءات المدنية و اإلدارية والذي هو نص تشريعي يحتل مكانة أسمى من النص التنظيمي‬
‫في هرم النصوص القانونية‪ ،‬وبين أحكام المادة الثانية من المرسوم الرئاسي ‪ 323-00‬الذي‬
‫يعتبر صفقات المؤسسات العمومية اإلقتصادية صفقات عمومية‪ ،‬وهو ما يفرض التدخل لحسم‬
‫هذا اإلشكال القانوني الذي له عالقة بقواعد اإلختصاص القضائي الذي هو من النظام العام‪،‬‬
‫صدر المرسوم الرئاسي ‪ 02-02‬المؤرخ في ‪ 02‬جانفي ‪ 3002‬المعدل والمتمم للمرسوم‬
‫الرئاسي ‪ 323-00‬المتضمن تنظ يم الصفقات العمومية)‪ ،‬والذي أخرج صفقات المؤسسات‬
‫العمومية اإلقتصادية من إطار أحكام قانون الصفقات العمومية‪ ،‬إال أنه أوجب التزامها بمبادئ‬
‫حرية اإلستفادة من الطلب والمساواة في التعامل مع المترشحين والشفافية والعمل على إعتمادها‬
‫من طرف هيئاتها اإلجتماعية‪ ،‬في حين أبقى من جهة أخرى على أشكال الرقابة الخارجية‬
‫المعقودة بموجب القانون لكل من محافظي الحسابات ومجلس المحاسبة و المفتشية العامة‬
‫‪2‬‬
‫للمالية‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬األنشطة الخاضعة لرقابة القاضي الجزائي‬


‫إثر التفشي الخطير لظاهرة‪ ،‬وأمام قصور قانون العقوبات الجزائري بذل المشرع جهودا‬
‫لتوفير الحماية القانونية الالزمة التي تضمن الحفاظ على األموال العمومية والوقوف في وجه‬
‫التجاوزات التي أثرت بشكل سلبي على التنمية اإلقتصادية‪ ،‬فظهر القانون رقم ‪ 0300‬المتعلق‬
‫بالوقاية من الفساد ومكافحته‪ 3‬كنتيجة لمصادقة الجزائر على اإلتفاقية الدولية لمكافحة الفساد ‪،4‬‬

‫عمار بوضياف‪ ،‬شرح تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ،3000‬صص ‪.321-208‬‬ ‫‪1‬‬

‫المرسوم الرئاسي ‪ 02-02‬المؤرخ في ‪ 02‬جانفي ‪ ،3002‬يعدل ويتمم المرسوم الرئاسي ‪ 323-00‬المؤرخ في ‪ 00‬أكتوبر ‪3000‬‬ ‫‪2‬‬

‫والمتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬ج‪.‬ر العدد ‪ ،03‬الصادرة في ‪ 02‬جانفي ‪.3002‬‬


‫القانون رقم ‪ 00-03‬المؤرخ في ‪ 30‬فيفري ‪ ،3003‬المتضمن قانون الوقاية من الفساد ومكافحته‪ ،‬ج‪.‬ر العدد ‪ ،00‬الصادرة في ‪08‬‬ ‫‪3‬‬

‫مارس ‪.3003‬‬
‫‪4‬اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية‪ ،‬المعتمدة من طرف الجمعية العامة لمنظمة األمم المتحدة يوم ‪ 00‬نوفمبر‬
‫‪ ،3000‬المصادق عليها بتحفظ بموجب المرسوم الرئاسي ‪ 00-03‬المؤرخ في ‪ 00‬فيفري ‪ ،3003‬جبر العدد ‪ 09‬الصادرة في ‪ 00‬فيفري‬
‫‪.3003‬‬

‫‪44‬‬
‫الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫واتفاقية اإلتحاد اإلفريقي لمنع الفساد ومحاربته‪ ،1‬فنص في المادة (‪" : )00‬يهدف هذا القانون‬
‫إلى ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -‬دعم التدابير الرامية إلى الوقاية من الفساد ومكافحته‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬تعزيز النزاهة والمسؤولية والشفافية في تسيير القطاع العام والخاص‪"....‬‬
‫كما توسع مفهوم الموظف العمومي في ظل هذا القانون فأصبح يشمل إضافة إلى المفهوم‬
‫المنصوص عليه في ظل قانون الوظيفة العمومية‪ ،‬كل شخص يتولى ولو مؤقتا‪ ،‬وظيفة أو‬
‫وكالة بأجر أو بدون أجر‪ ،‬ويساهم بهذه الصفة في خدمة هيئة عمومية أو مؤسسة‬
‫عمومية أو أية مؤسسة أخرى تمتلك الدولة كل أو بعض رأسمالها‪ ،‬أو أية مؤسسة أخرى‬
‫‪3‬‬
‫تقدم خدمة عمومية‪.‬‬
‫وسنحاول من خالل هذه الجزئية التعرض ألهم جرائم الفساد التي توجب مسؤولية مسيري‬
‫المؤسسة العمومية اإلقتصادية ويختص بالنظر فيها القاضي الجزائي‪.‬‬
‫‪ -0‬جريمة إختالس األموال العمومية واإلضرار بها‪ :4‬تم النص على هذه الجريمة بموجب‬
‫المادة ‪ 39‬من قانون الوقاية من الفساد ومكافحته فيما يتعلق بالموظفين العموميين التابعين‬
‫‪5‬‬
‫للقطاع العام‪ ،‬في حين مازال فعل اإلهمال خاضعا لقانون العقوبات‬
‫أ‪ -‬اختالس الممتلكات أو استعمالها على نحو غير شرعي‪ :‬يعاقب بالحبس من سنتين‬
‫(‪ )22‬إلى عشر (‪ )12‬سنوات وبغرامة من ‪ 000 . 222‬دج إلى ‪ 000 . 000 . 0‬دج كل‬
‫موظف عمومي يختلس أو يتلف أو يبدد أو يحتجز عمدا و بدون وجه حق أو يستعمل على‬
‫نحو غير شرعي لصالحه أو لصالح شخص أو كيان آخر‪ ،‬أية ممتلكات أو أموال عمومية أو‬

‫اتفاقية اإلتحاد اإلفريقي لمنع الفساد ومكافحته‪ ،‬المعتمدة بمامبوتو في ‪ 00‬جويلية ‪ ،3002‬المصادق عليها بموجب المرسوم الرئاسي‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 020-03‬المؤرخ في ‪ 00‬أفريل ‪ ،3003‬ج‪.‬ر العدد ‪ 30‬الصادرة في ‪ 03‬أفريل ‪.3003‬‬


‫المادة األولى (‪ )00‬من القانون ‪ 00-03‬المتضمن قانون الفساد‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫تنص المادة الثانية من قانون الوظيفة العمومية أنه‪" :‬يعتبر موظفا كل عون عين في وظيفة عمومية دائمة ورسم في رتبة في السلم‬ ‫‪3‬‬

‫اإلداري"‪ ،‬األمر ‪ 02-03‬المؤرخ في ‪ 00‬جويلية ‪ ،3003‬المتضمن القانون األساسي للوظيفة العمومية‪ ،‬جبر العدد ‪ ،03‬الصادرة في ‪03‬‬
‫جويلية ‪.3003‬‬
‫‪ -0‬المادة الثانية (‪ )03‬من القانون ‪ 00-03‬المتضمن قانون الفساد‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫راجع المادة ‪ 009‬مكرر من قانون العقوبات‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪44‬‬
‫الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أوراق مالية عمومية أو خاصة أو أي أشياء أخرى ذات قيمة عهد بها إليه بحكم وظائفه أو‬
‫‪1‬‬
‫بسببها‪.‬‬
‫ب‪ -‬اإلهمال المتسبب في ضرر مادي‪ :‬هذا الجرم منصوص و عاقب عليه بموجب‬
‫قانون العقوبات‪ ،‬ويعتبر الجريمة الوحيدة التي لم يشملها التعديل الذي جاء به قانون الوقاية من‬
‫الفساد ومكافحته الذي ألغي مجمل أحكام قانون العقوبات ذات الصلة باستثناء هذه المادة التي‬
‫ظلت على حالها ‪ ،2‬ويعاقب بالحبس من ستة (‪ )03‬أشهر إلى ثالث (‪ )02‬سنوات وبغرامة‬
‫مالية من ‪ 000 . 00‬دج إلى ‪ 000 . 300‬دج كل قاض أو موظف أو ضابط عمومي أو كل‬
‫شخص‪ ،‬تسبب بإهماله الواضح في سرقة أو اختالس أو تلف أو ضياع أموال عمومية أو‬
‫خاصة أو أشياء تقوم مقامها أو وثائق أو سندات أو عقود أو أموال منقولة وضعت تحت يده‬
‫سواء بمقتضى وظيفته أو بسببها‪.‬‬
‫‪ -2‬جريمة الرشوة وما في حكمها‪ :‬تعرف الرشوة بوجه عام بأنها "اإلتجار بأعمال‬
‫الوظيفة أو الخدمة العامة أو استغاللها بان يطلب من الجاني أو يقبل أو يحصل على عطية‬
‫أو وعد أو أية منفعة أخرى ألداء عمل من أعمال وظيفته أو اإلمتناع عنها"‪ ،3‬ويقصد‬
‫بالرشوة وما في حكمها اإلتجار بالوظيفة واإلخالل بواجب النزاهة الذي يتوجب على كل من‬
‫يتولى وظيفة أو وكالة عمومية ألو يؤدي خدمة عمومية التحلي به‪ ،‬وتأخذ جرائم الرشوة وما في‬
‫‪ ،‬الغدر‪ ،‬اإلعفاء أو التخفيض غير القانوني في الضريبة‬ ‫‪5‬‬
‫حكمها األوصاف التالية ‪ :4‬الرشوة‬
‫‪6‬‬
‫والرسم‪ ،‬استغالل النفوذ‪ ،‬إساءة استغالل الوظيفة‪ ،‬اإلثراء غير المشروع‪ ،‬تلقي الهدايا‪.‬‬
‫‪ -2‬جرائم الصفقات العمومية‪ :‬جاء قانون الوقاية من الفساد ومكافحته بجملة من الجرائم‬
‫الموجبة لل عقوبة في مجال الصفقات العمومية وذلك لما لهذه األخيرة من دور مهم لكونها تمول‬

‫المادة ‪ 39‬من القانون ‪ 00-03‬المتضمن قانون الوقاية من الفساد ومكافحته‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫أحسن بوسقيعة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.09‬‬ ‫‪2‬‬

‫عادل مستاري‪ ،‬موسى قروف‪ « ،‬جريمة الرشوة السلبية الموظف العام في ظل القانون ‪ 00-03‬المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته»‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫مجلة اإلجتهاد القضائي‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬سبتمبر ‪ ،3009‬ص ‪.033‬‬
‫أحسن بوسقيعة‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪39‬‬ ‫‪4‬‬

‫المادة ‪ 30‬من قانون الوقاية من الفساد ومكافحته‪ ،‬مرجع سابق‪ .‬وللتفصيل راجع ‪ :‬حنان براهمي‪ « ،‬قراءة في أحكام المادة ‪ 30‬من‬ ‫‪5‬‬

‫القانون ‪ 00-03‬المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته»‪ ،‬مجلة اإلجتهاد القضائي‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‬
‫بسكرة‪ ،‬العدد الخامس سبتمبر ‪ ،3009‬ص ص ‪.000-020‬‬
‫المواد من ‪ 20‬إلى ‪ 28‬من قانون الوقاية من الفساد ومكافحته‪ ،‬مرجع سابق‪ .‬وللتفصيل في هذه الجرائم راجع‪ :‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬مرجع‬ ‫‪6‬‬

‫سابق‪ ،‬ص ص ‪020-39‬‬

‫‪44‬‬
‫الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫من الخزينة العمومية وبالتالي تقوم على أموال عمومية يتوجب الحفاظ عليها بكافة السبل‬
‫‪1‬‬
‫الممكنة وتتمثل هذه الجرائم في‪:‬‬
‫أ‪ -‬جريمة اإلمتيازات غير المبررة في مجال الصفقات العمومية‪ :‬يعاقب بالحبس من‬
‫سنتين (‪ )22‬إلى عشر (‪ )12‬سنوات و بغرامة من ‪222‬‬
‫‪ 000 .‬دج إلى ‪ 000 . 000 . 0‬دج كل تاجر أو صناعي أو حرفي أو مقاول من‬
‫القطاع الخاص‪ ،‬أو بصفة عامة كل ش خص طبيعي أو معنوي يقوم ولو بصفة عرضية‪،‬‬
‫بإبرام عقد أو صفقة مع الدولة أو الجماعات المحلية أو المؤسسات أو الهيئات العمومة‬
‫الخاضعة للقانون العام أو المؤسسات العمومية اإلقتصادية والمؤسسات العمومية ذات الطابع‬
‫الصناعي والتجاري‪ ،‬ويستفيد من سلطة تأثير أعوان الهيئات المذكورة من أجل الزيادة في‬
‫األسعار التي يطبقونها عادة أو من أجل التعديل الصالحهم في نوعية المواد أو الخدمات أو‬
‫‪2‬‬
‫أجال التسليم أو التموين‪.‬‬
‫ب‪ -‬جريمة الرشوة في مجال الصفقات العمومية‪ :‬يعاقب بالحبس من عشر (‪)12‬‬
‫سنوات إلى عشرين (‪ )22‬سنة‪ ،‬وبغرامة مالية من ‪ 000 . 000 . 1‬دج إلى ‪. 000 .3‬‬
‫‪ 000‬دج‪ ،‬كل موظف عمومي يقبض أو يحاول أن يقبض لنفسه أو لغيره‪ ،‬بصفة مباشرة أو‬
‫غير م باشرة‪ ،‬أجرة أو منفعة مهما يكن نوعها بمناسبة تحضير أو إجراء مفاوضات قصد إبرام‬
‫أو تنفيذ صفقة أو عقد أو ملحق باسم الدولة أو الجماعات المحلية أو المؤسسات العمومية ذات‬
‫الطابع اإلداري أو المؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري أو المؤسسات العمومية‬
‫‪3‬‬
‫اإلقتصادية‪.‬‬
‫ج‪ -‬أخذ الفوائد بصفة غير قانونية‪ :‬يعاقب بالحبس من سنتين إلى عشر (‪ )12‬سنوات‬
‫وبغرامة من ‪ 222 . 222‬دج‪ ،‬إلى ‪ 000 . 000 .1‬دج‪ ،‬كل موظف عمومي يأخذ أو يتلقى‬
‫إما مباشرة واما بعقد صوري و إما عن طريق شخص آخر‪ ،‬فوائد من العقود أو المزايدات أو‬
‫المناقصات أو المقاوالت أو المؤسسات التي يكون وقت ارتكاب الفعل مدي ار لها أو مشرفا عليها‬

‫أحسن بوسقيعة‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪ .000-020‬و عمار بوضياف‪ ،‬شرح تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪ .208-228‬و فيصل نسيغة‪« ،‬النظام القانوني للصفقات العمومية وآليات حمايتها»‪ ،‬مجلة اإلجتهاد القضائي‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص‬
‫ص‪.130-109‬‬
‫المادة ‪ 33‬من قانون الوقاية من الفساد ومكافحته‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫المادة ‪ ،30‬المرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪49‬‬
‫الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫بصفة كلية أو جزئية‪ ،‬وكذلك من يكون مكلفا بأن يصدر إذنا بالدفع في عملية ما أو مكلفا‬
‫‪1‬‬
‫بتصفية أمر ما ويأخذ منه فوائد أيا كانت‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬رقابة القانون الخاص‬
‫إن طابع المتاجرة الذي تتميز به المؤسسة العمومية اإلقتصادية يفرض خضوعها الرقابة‬
‫القانون الخاص‪ ،‬والتجاري منه بالتحديد‪ ،‬شأنها في ذلك شأن الشركات التجارية سواء منها‬
‫المنظمة في شكل شركة مساهمة أو شركة ذات مسؤولية محدودة‪ ،‬وقد كنا في مرحلة سابقة من‬
‫هذا البحث قد وضحنا الرقابة المفروضة على إنشاء وحل المؤسسات العمومية اإلقتصادية في‬
‫حين هناك جرائم متعلقة بإدارة وتسيير المؤسسات العمومية والتي توجب مسؤولية رئيس مجلس‬
‫اإلدارة أو المدير العام‪ ،‬وباقي أعضاء مجلس اإلدارة وتفرض خضوعهم للعقوبات المنصوص‬
‫عليها قانونا‪ ،‬وبحكم أن هذه الجرائم عديدة ومتنوعة فسنحاول من خالل هذا الفرع الوقوف على‬
‫‪2‬‬
‫أهم هذه الجرائم‪:‬‬
‫أوال‪ -‬التعسف في استعمال ممتلكات الشركة‪ :‬نصت على هذه الجريمة المادتان ‪800‬‬
‫بالنسبة للمؤسسات العمومية اإلقتصادية المنظمة في شكل شركات ذات مسؤولية محدودة و‬
‫‪ 800‬من القانون التجاري بالنسبة للمؤسسات العمومية المنظمة في شكل شركات مساهمة‪،‬‬
‫إضافة إلى المادة ‪ 020‬من األمر ‪ 00-02‬المؤرخ في ‪ 30‬أكتوبر ‪ 3002‬المتعلق بالنقد‬
‫والقرض‪.‬‬
‫فعلى مستوى المؤسسات المنظمة في شكل شركة ذات مسؤولية محدودة‪ ،‬يعاقب بالسجن‬
‫لمدة خمس سنوات وبغرامة مالية من ‪ 000 . 30‬دج إلى ‪ 000 . 300‬دج أو بإحدى هاتين‬
‫العقوبتين ‪ ،‬المسيرون الذين استعملوا عن سوء نية أمواال أو قروضا للشركة‪ ،‬استعماال مخالفا‬
‫لمصلحة الشركة تلبية ألغراضهم الشخصية أو التفضيل شركة أو مؤسسة أخرى لهم فيها‬
‫مصالح مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬وكذلك المسيرون الذين استعملوا عن سوء نية الصالحيات التي‬
‫أحرزوا عل يها أو األصوات التي كانت تحت تصرفهم بهذه الصفة استعماال يعلمون أنه مخالف‬
‫لمصالح الشركة تلبية ألغراضهم الشخصية لتفضيل شركة أو مؤسسة أخرى لهم فيها مصالح‬

‫المادة ‪ ،20‬المرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫أحسن بوسقيعة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.093-090‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪40‬‬
‫الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫مباشرة أو غير مباشرة‪ ، 1‬وأما على مستوى المؤسسات المنظمة في شكل شركات مساهمة‪،‬‬
‫فيعاقب بالحبس من سنة إلى خمس سنوات وبغرامة مالية من ‪ 000 . 30‬دج إلى ‪. 300‬‬
‫‪ 000‬دج‪ ،‬أو بإحدى هاتين العقوبتين‪ ،‬رئيس شركة المساهمة والقائمون بإدارتها ومديروها الذين‬
‫يستعملون عن سوء نية أموال الشركة أو سمعتها في غايات يعلمون أنها مخالفة لمصلحتها‬
‫ألغراض شخصية أو التفضيل شركة أو مؤسسة أخرى لهم فيها مصالح مباشرة أو غير مباشرة‪،‬‬
‫أو الذين يستعملون عن سوء نية وبهذه الصفة مالهم من السلطة أو الحق في التصرف في‬
‫األصوات استعماال يعلمون أنه مخالف لمصالح الشركة البلوغ أغراض شخصية أو لتفضيل‬
‫‪2‬‬
‫شركة أو مؤسسة أخرى لهم في مصالح مباشرة أو غير مباشرة‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬عدم تقديم سندات المحاسبة للشركاء أو المساهمين‪:‬‬
‫يعاقب بغرامة من ‪ 000 . 30‬دج إلى ‪ 000 . 300‬دج المسيرون الذين لم يضعوا في‬
‫أي وقت من السنة تحت تصرف شريك بالمقر الرئيسي المستندات التالية الخاصة بالسنوات‬
‫المالية الثالث األخيرة المعروضة على الجمعيات وهي‪ :‬حسابات اإلستغالل العام والجرد‬
‫وحسابات النتائج والميزانيات وتقارير المسيرين وعند اإلقتضاء تقارير مندوبي الحسابات‬
‫ومحاضر الجمعيات‪ ،‬وهذا بالنسبة للمؤسسات المنظمة في شكل شركة ذات المسؤولية‬
‫‪3‬‬
‫المحدودة‪.‬‬
‫أما بالنسبة للمؤسسات المنظمة في شكل شركة مساهمة‪ ،‬فيعاقب رئيسها والقائمون‬
‫بإدارتها أو مديروها العامون بغرامة مالية من ‪ 000 .30‬دج إلى ‪ 000 . 300‬دج والذين لم‬
‫يضعوا تحت تصرف كل مساهم بمركز الشركة أو بمديرية إدارتها‪ ،‬سندات الجرد وحساب‬
‫اإلستغالل العام وحساب النتائج والميزانية و قائمة القائمين باإلدارة‪ ،‬وتقارير مجلس اإلدارة‬
‫ومن دوبي الحسابات التي تعرض على الجمعية‪ ،‬ونص وبيان األسباب المتعلقة بالق اررات‬
‫المقترحة وكذا المعلومات الخاصة بالمرشحين لمجلس اإلدارة عند اإلقتضاء‪ ،‬والمبلغ اإلجمالي‬
‫المصادق عليه من طرف مندوبي الحسابات واألجور المدفوعة لألشخاص الذين يتلقون أعلى‬
‫األجور باعتبار أن عدد األشخاص يتغير بين ‪ 00‬أو ‪ 0‬حسب عدد العاملين الذين يتجاوز أو‬

‫المادة ‪ 800‬من القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫المادة ‪ 800‬من القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫المادة ‪ 800 / 02‬من القانون التجاري‪ ،‬المرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪44‬‬
‫الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يقل عن مائتين من ذوي األجور‪ ،‬وذلك في أجل خمسة عشر يوما السابقة االنعقاد الجمعية‬
‫العامة العادية السنوية‪.‬‬
‫إضافة إلى نص الق اررات المقترحة وتقرير مجلس اإلدارة وعند اإلقتضاء تقرير مندوبي‬
‫الحسابات ومشروع اإلدماج وذلك في أجل خمسة عشر يوما السابقة النعقاد الجمعية‬
‫العامة غير العادية‪ ،‬وقائمة المساهمين المحددة في اليوم السادس عشر السابق لذلك‬
‫اإلجتماع والمتضمنة أسماء وألقاب وموطن كل صاحب أسهم مقيد في ذلك التاريخ في سجل‬
‫الشركة وكذا عدد األسهم التي يملكها كل مساهم وذلك قبل خمسة عشر يوما من انعقاد‬
‫الجمعية العامة‪ ،‬إضافة إلى حساب اإلستغالل العام والجرد وحسابات النتائج والميزانيات‬
‫وتقارير مندوبي الحسابات وأوراق الحضور ومحاضر الجمعيات وذلك في أي وقت من السنة‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫والخاصة بالسنوات المالية الثالث األخيرة والمقدمة للجمعية العامة‪.‬‬

‫المادة ‪ 809‬من القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪44‬‬
‫الخاتمة‬

‫اخلـــــــــــامتة‬

‫‪77‬‬
‫الخاتمة‬

‫شهد النظام القانوني للمؤسسة العمومية اإلقتصادية العديد من التغيرات والتطورات على‬
‫كافة المستويات‪ ،‬سواء ما تعلق منها بماهية المؤسسة العمومية اإلقتصادية أو الرقابة عليها‪،‬‬
‫فعلى مستوى ماهية المؤسسة العمومية اإلقتصادية فقد تطور مفهومها في ظل نظام اإلقتصاد‬
‫الموجه‪ ،‬من المؤسسة الوطنية إلى المؤسسة العامة ذات الطابع الصناعي والتجاري ومن ثم‬
‫المؤسسة اإلشتراكية‪ ،‬وقد كانت طوال هذه الفترة تشكل مجرد وسيلة للتنمية وآلية التنفيذ‬
‫مخططات الدولة‪ ،‬بحيث كانت تخضع لوصاية الجهات المركزية‪ ،‬وللسلطة الرئاسية وبالتالي‬
‫كانت تعتبر شخصا من أشخاص القانون العام‪ ،‬وتخضع في سيرها للقانون اإلداري الرقابة‬
‫القاضي اإلداري‪ ،‬وقد بدأ األمر بالتغير عقب تبني نظام إقتصاد السوق‪ ،‬بحيث منحت المؤسسة‬
‫العمومية اإلقتصادية في ظل هذا النظام ومع أواخر الثمانينات اإلستقاللية فأصبحت أنشطتها‬
‫تخضع للقانون التجاري مع الحفاظ على الطابع العمومي ألموالها‪ ،‬هذه األخيرة التي أصبحت‬
‫تخضع لقانون األمالك الوطنية رقم ‪ 09-09‬وبالتحديد للفصل المتعلق بتسيير األموال الخاصة‬
‫للدولة‪ ،‬ومن ثم ظهرت فكرة الخوصصة على الساحة الوطنية بعد فشل القانون التوجيهي‬
‫للمؤسسات العمومية اإلقتصادية في تحقيق األهداف التي كانت مسطرة له‪ ،‬ففتح المجال بذلك‬
‫للخواص لدخول مجال اإلقتصاد العام ‪ ،‬وذلك في سبيل دعم التوجهات اإلقتصادية الجديدة‬
‫القائمة على فت ح السوق أمام العام والخاص ودعم المنافسة المشروعة‪ ،‬وهو األمر الذي جسده‬
‫أكثر صدور األمر ‪ 90-90‬المتضمن تنظيم المؤسسات العمومية اإلقتصادية وتسييرها‬
‫وخوصصتها‪ ،‬إال أنه بالرغم من الجهود التي بذلها المشرع في سبيل تفعيل الدور اإلقتصادي‬
‫للمؤسسات العمومية اإلقتصادية ودعم دورها كالية من آليات التنمية اإلقتصادية إال أن القانون‬
‫الجديد ال زال يعاني من الكثير من مواطن النقص ومازال يسجل العديد من اإلشكاليات‪ ،‬وقد‬
‫توصلنا من خالل دراستنا إلى النتائج التالية‪:‬‬
‫‪ -0‬من حيث التعريف‪ :‬شهد تعريف المؤسسة العمومية اإلقتصادية تطو ار ملحوظا منذ‬
‫اإلستقالل و تم ضبطه في القانون الجديد بحيث أصبحت بذلك المؤسسة العمومية اإلقتصادية‬
‫شركة تجارية تملك الدولة أو أحد أشخاص القانون العام أو أي شخص من أشخاص القانون‬
‫العالم أغلبية رأس المال اإلجتماعي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬وهي تخضع للقانون العام‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫الخاتمة‬

‫‪ -2‬من حيث الطبيعة القانونية‪ :‬بتغير تعريف المؤسسة العمومية اإلقتصادية تغيرت‬
‫طبيعتها القانونية‪ ،‬بحيث أصبحت شخصا من أشخاص القانون العام‪ ،‬وتخضع أنشطتها‬
‫األحكام القانون الخاص (التجاري خاصة)‪.‬‬
‫‪ -0‬من حيث طبيعة أموالها‪ :‬فصل األمر ‪ 90-90‬في طبيعة أموال المؤسسة العمومية‬
‫اإلقتصادية‪ ،‬بحيث أصبحت أمواال عمومية ممثلة في شكل حصص أو أسهم أو شهادات‬
‫استثمار أو سندات مساهمة‪ ،‬تخضع ألحكام القانون ‪ 09-09‬المتضمن قانون األمالك‬
‫الوطنية‪.‬‬
‫‪ -0‬من حيث الرقابة‪ :‬من أهم التغيرات التي لحقت بطرق الرقابة على المؤسسة العمومية‬
‫اإلقتصادية هي تلك المتع لقة بالرقابة الخارجية‪ ،‬هذه األخيرة التي كانت تتوسع وتضيق‬
‫باستمرار‪ ،‬ولعل أهم تغيير هو ذلك المتعلق برقابة مجلس المحاسبة والمفتشية العامة للمالية ‪،‬‬
‫واللذين أبعدا لفترة زمنية عن رقابة المؤسسات العمومية اإلقتصادية‪ ،‬لتعاد لهما اختصاصاتهما‬
‫بحكم طبيعة أموال المؤسسة العمومية اإلقتصادية‪ ،‬وأمام تزايد ظاهرة الفساد والتالعب باألموال‬
‫العمومية‪.‬‬
‫إضافة إلى الرقابة الخارجية فإن التغيرات التي مست الرقابة القانونية ال تقل أهمية‪،‬‬
‫خاصة تلك المتعلقة بالرقابة على صفقات المؤسسة العمومية اإلقتصادية‪ ،‬فبعد أن كانت‬
‫تخضع لقا نون الصفقات العمومية اإلقتصادية‪ ،‬ولرقابة القاضي اإلداري في هذا المجال‪،‬‬
‫أخرجت صفقاتها بموجب المرسوم الرئاسي ‪ 90-00‬المتضمن تنظيم الصفقات العمومية‬
‫اإلقتصادية من إطار الخضوع لقانون الصفقات العمومية‪ ،‬مع اإلبقاء على ضرورة خضوعها‬
‫المبادئ الشفافية والمنافسة‪ ،‬إضافة إلى الخضوع ألوجه الرقابة الخارجية المنصوص عليها في‬
‫القانون‪ ،‬وهو األمر الذي يحسب لصالح المشرع لكون هذا اإلجراء حل العديد من اإلشكاليات‪،‬‬
‫وقضى على التعارض الذي كان مسجال بين قانون الصفقات العمومية والمعيار العضوي لرقابة‬
‫القاضي اإلداري المكرس بموجب المادة ‪ 099‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬
‫إال أن ما سجلناه من خالل دراستنا هو تشعب النصوص القانونية الناظمة لتنظيم ونشاط‬
‫المؤسسة العمومية اإلقتصادية ما بين األمر ‪ 90-90‬المتعلق بتنظيم المؤسسات العمومية‬
‫اإلقتصادية وتسييرها وخوصصتها‪ ،‬وبين القانون التجاري الذي أحال إليه األمر ‪،90-90‬‬

‫‪77‬‬
‫الخاتمة‬

‫على اعتباره ناظما لألحكام العامة لتنظيم المؤسسة العمومية اإلقتصادية‪ ،‬بالرغم من كون‬
‫الكثير من هذه األحكام ال تتماشى مع الطبيعة الخاصة للمؤسسة العمومية اإلقتصادية وال يمكن‬
‫أن تطبق عليها كما سبق توضيحه‪ ،‬هذا إضافة إلى العديد من المراسيم التنظيمية التي ساهمت‬
‫هي األخرى في خلق العديد من اإلشكاليات عند محاولة تطبيقها‪.‬‬
‫وبالتالي وأمام هذا األمر ارتأينا وضع بعض اإلقتراحات التي قد تساهم في حل بعض‬
‫هذه اإلشكاليات‪ ،‬والمتمثلة في‪:‬‬
‫‪ -‬وضع قانون موحد ينظم المؤسسة العمومية اإلقتصادية بدل إحالة معظم أحكامها إلى‬
‫القانون التجاري‪ ،‬والذي يطرح الكثير من اإلشكاليات من الناحية التطبيقية‪.‬‬
‫‪ -‬ربط الخوصصة بالمؤسسات التي ال يكتسي نشاطها طابعا استراتيجي بدل فتح المجال‬
‫لخوصصة جميع المؤسسات العمومية اإلقتصادية‪ ،‬دون األخذ بعين اإلعتبار طبيعة نشاط هذه‬
‫المؤسسات‪ ،‬وذلك لخطر فتح المجال لخوصصة المؤسسة العمومية اإلقتصادية التي يكتسي‬
‫نشاطها طابعا استراتيجيا على اقتصاد وسيادة البالد على حد سواء‪ ،‬على غرار مؤسسة‬
‫سونطراك وسونلغاز‪.‬‬
‫‪ -‬بالرغم من اإلشكال الذي حله إخراج المؤسسات العمومية اإلقتصادية من إطار تطبيق‬
‫قانون الصفقات العمومية ‪ ،‬إال أن هذا األمر إذا نظرنا له من زاوية أخرى فإننا نجده يطرح‬
‫إشكاال مهما‪ ،‬يتعلق بطبيعة أموال المؤسسة العمومية اإلقتصادية خاصة التي تملك فيها الدولة‬
‫أو أحد أشخاص القانون العام كل أو جزء رأسمالها اإلجتماعي‪ ،‬والتي ال يمكن إغفال طابعها‬
‫العمومي الذي ال بد في سبيل المحافظة عليه من إبقائه خاضعا لكافة أوجه الرقابة الممكنة‬
‫والتي من بينها الرقابة المفروضة أثناء إبرام الصفقات العمومية‪ ،‬وبذلك كان من المستحب‬
‫إعادة النظر في المعيار العضوي المكرس بموجب نص المادة ‪ 099‬من قانون اإلجراءات‬
‫المدنية واإلدارية‪ ،‬وذلك بجعله أساسا وتكريس المعيار الموضوعي إستثناءا‪ ،‬في‬
‫حال ما تعلق األمر بنزاعات على نحو نزاعات الصفقات العمومية التي كانت وال زالت‬
‫أهم عقد إداري تبرمه الدولة ومؤسساتها العمومية‪ ،‬خاصة أمام حملة الحفاظ على األموال‬
‫العمومية ومحاربة الفساد التي تشهدها الساحة الوطنية في اآلونة األخيرة‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫قامئة املصادر‬
‫واملراجع‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫اوال‪ -‬المراجع بالعربية ‪:‬‬
‫‪ .1‬أبو قريش السالم ىاجم‪ ،‬دليل تأسيس الشركات التجارية في القانون التجاري الجزائري‪،‬‬
‫د‪.‬ط‪ ،‬دار ىومة لمطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر ‪، 2014 ،‬‬
‫‪ .2‬الطرطار أحمد‪ ،‬الترشيد اإلقتصادي لمطاقات اإلنتاجية في المؤسسة‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،2001 ،‬‬
‫‪ .3‬بيمول حسن‪ ،‬الغزو الرأسمالي الزراعي لمجزائر ومبادئ إعادة تنظيم االقتصاد الوطني‬
‫بعد االستقالل‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬المؤسسة الجزائرية لمطباعة‪ ،‬الجزائر‪.1984 ،‬‬
‫‪ .4‬العشب محفوظ‪ ،‬دراسات في القانون االقتصادي‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬المطبعة الرسمية‪ ،‬د‪.‬سمن‪،‬‬
‫الجزائر‬
‫‪ .5‬تومي عبد الرحمان‪ ،‬اإلصالحات االقتصادية في الجزائر (الواقع واألفاق)‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار‬
‫الخمدونية لمنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر ‪،2001 ،‬‬
‫‪ ،3‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬بن عكنون‪،‬‬ ‫‪ .6‬صخري عمر‪ ،‬إقتصاد المؤسسة‪ ،‬ط‬
‫الجزائر‪،2003 ،‬‬
‫‪،1‬‬ ‫‪ .7‬عبيدات مؤيد أحمد محي الدين‪ ،‬الرقابة عمى تأسيس الشركات‪( ،‬دراسة مقارنة)‪ ،‬ط‬
‫دار الحامد‪ ،‬األردن‪،2008 ،‬‬
‫‪ .8‬عجة الجياللي‪ ،‬قانون المؤسسات العمومية االقتصادية (من اشتراكية التسيير إلى‬
‫الخوصصة)‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار الخمدونية لمنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪2006 ،‬‬
‫‪ .9‬عمار‬
‫‪ .10‬بوضياف‪ ،‬شرح تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬جسور لمنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة الثالثة‬
‫‪،2011‬‬
‫‪ .11‬فوزي محمد سامي‪ ،‬الشركات التجارية (األحكام العامة والخاصة)‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار الثقافة‬
‫لمنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪،2012 ،‬‬
‫‪ .12‬محفوظ لعشب‪ ،‬الوجيز في القانون المصرفي الجزائري‪ ،‬د‪.‬م‪ .‬ج‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة‬
‫الثالثة‪2008 ،‬‬
‫‪ .13‬مسعود شييوب‪ ،‬المبادئ العامة لممنازعات اإلدارية (الجزء الثاني ‪ -‬نظرية‬
‫اإلختصاص)‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬الجزائر‪،2009 ،‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
،1998 ،‫ الجزائر‬،‫ دار المحمدية العامة‬،1‫ ط‬،‫ إقتصاد المؤسسة‬،‫ عمون دادي ناصر‬.14
:‫ المراجع بالفرنسية‬-‫ثانيا‬
1. Rachid Zouaimia, Les Aurorités Administratives Indépendantes et
Régulation Economique en Algerie, Edition Houma, Alger, 2005,
2. Amor Zahi, Aspects Juridiques des Reformes Economiques en Algerie,
L’Algerie en Mutation (les instruments juridiques de passage a l'économie
de marché, sous la direction de : Robert Charvin et Ammar Guesmi, Edition
L'Hrmattan, 2001
3. DEBLAT Fateh, le système de gouvernement des entreprises nouvellement
privatisées en Algérie (étude de quelque cas), mémoire pour l'obtention du
diplôme de magistère en sciences économiques, option: gestion
économiques, faculté des sciences économiques et de gestion, département
des sciences de gestion, université Hadj Lakhdar, Batna, 2007
4. HADAD Lynda, Essai d'évolution de la restructuration des entreprise public,
cas des unité de la wilaya de Bejaia, présenté en vue de l'obstination du
déplome de master, faculté des science économique, de gestion et
commercial, département des science de gestion, option: management
économique des territoires et entrepretariat, université de Bejaia, 2011
5. ISAADON Ratiba, la privatisation des entreprises industrielle en Algérie:
analyse, histoire et développement, thèse de doctorat en science
économique, faculté science économiques et de gestion ; université Lyon 2,
2012
6. PALLOUI Farida, L'impact de l'ouverture du marché sur le droit de la
concurrence, mémoire en vue d'obtention du diplôme de magister en droit,
option: droit des affaires, faculté de droit, université mouloud Mammeri,
TiziOuzou, 2011,
7. BOUHEZZA Mohamed, “la privatisation de l'entreprise algérienne et le rôle
de l'état dans le processus", revue des sciences économique et de gestion,
faculté des sciences économique et de gestion, no 3, université Ferhat
Abbas, Sétif, 2004
:‫ النصوص القانونية‬-‫ثالثا‬
: ‫ المواد القانونية‬/‫ا‬
‫ر‬.‫ ج‬،‫ والمتعمق بالمنافسة‬1995 ‫ جانفي‬25 ‫ المؤرخ في‬06-95 ‫ من األمر‬16 ‫ المادة‬.1
.1995‫ فيفري‬22 ‫ الصادرة في‬9 ‫العدد‬
‫ والمتعمق بمين الخبير‬2010 ‫ جوان‬29 ‫ المؤرخ في‬01-10 ‫ من القانون‬22 ‫ المادة‬.2
11 ‫ الصادرة في‬24 ‫ جبر العدد‬،‫المحاسب ومحافظ الحسابات والمحاسب المعتمد‬
2010 ‫جويمية‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫‪ .3‬المادة ‪ 27‬من القانون ‪ 08-91‬المؤرخ في ‪ 27‬أفريل ‪ ،1991‬ج‪.‬ر العدد ‪ 20‬الصادرة‬
‫في ‪ 01‬ماي ‪.1991‬‬
‫‪ 272-08‬المؤرخ في ‪ 06‬سبتمبر‬ ‫‪ .4‬المواد من ‪ 01‬إلى ‪ 04‬من المرسوم التنفيذي‬
‫‪ 50‬الصادر في ‪07‬‬ ‫‪ ،2008‬يحدد صالحيات المفتشية العامة لممالية‪ ،‬ج‪.‬ر العدد‬
‫سبتمبر ‪.2008‬‬
‫‪ .5‬القانون ‪ 12-08‬المؤرخ في ‪ ،2008-12-31‬يتضمن قانون المالية ‪ ،‬ج‪.‬ر العدد ‪74‬‬
‫الصادرة في ‪.2008-12-31‬‬
‫‪ .6‬القانون رقم ‪ 01-06‬المؤرخ في ‪ 20‬فيفري ‪ ،2006‬المتضمن قانون الوقاية من الفساد‬
‫ومكافحتو‪ ،‬ج‪.‬ر العدد ‪ ،14‬الصادرة في ‪ 08‬مارس ‪.2006‬‬
‫‪ .7‬القانون رقم ‪ 05-80‬المؤرخ في ‪ 01‬مارس ‪ ،1980‬يحدد صالحيات مجمس المحاسبة‬
‫‪ 10‬الصادرة في‬ ‫وطرق تنظيمو وتسييره والجزاءات المترتبة عمى تحرياتو‪ ،‬ج‪.‬ر العدد‬
‫‪ 04‬مارس ‪.1980‬‬
‫‪ .8‬المادة الثالثة ( ‪ )03‬من المرسوم التنفيذي ‪ 253-01‬المؤرخ في ‪ 10‬سبتمبر ‪،2001‬‬
‫‪ 51‬الصادرة في ‪12‬‬ ‫يتعمق بتشكيمة مجمس مساىمات الدولة و سيره‪ ،‬ج‪.‬ر العدد‬
‫سبتمبر ‪.2001‬‬
‫‪ 03-03‬المؤرخ في ‪ 19‬جويمية ‪2003‬‬ ‫‪ .9‬المادة الثالثة والعشرون ( ‪ )23‬من األمر‬
‫والمتعمق بالمنافسة‪ ،‬ج‪.‬ر العدد ‪ 43‬الصادرة في ‪ 20‬جويمية ‪.2003‬‬
‫‪ .10‬المادة الثانية ( ‪ )02‬من المرسوم التنفيذي ‪ 241-11‬المؤرخ في ‪ 10‬جويمية ‪،2011‬‬
‫يحدد تنظيم مجمس المنافسة و سيره‪ ،‬ج‪.‬ر العدد ‪ 39‬الصادرة في ‪ 13‬جويمية ‪.2011‬‬
‫‪ .11‬المادة الثانية ( ‪ )02‬من المرسوم الرئاسي ‪ 184-06‬المؤرخ في ‪ 31‬ماي ‪،2006‬‬
‫يعدل المرسوم التنفيذي ‪ 253-01‬المؤرخ في ‪ 10‬سبتمبر ‪ ،2001‬يتعمق بتشكيمة‬
‫مجمس مساىمات الدولة وسيره‪ ،‬ج‪.‬ر العدد ‪ 36‬الصادرة في ‪ 31‬ماي‪.2006‬‬
‫‪ 25‬جانفي ‪،2011‬‬ ‫‪ 18-11‬المؤرخ في‬ ‫‪ .12‬المواد ‪ 04-03‬من المرسوم التنفيذي‬
‫الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫المتضمن تنظيم المفتشية العامة في و ازرة‬
‫وترقية اإلستثمار وسيرىا‪ ،‬ج‪.‬ر العدد ‪ 05‬الصادرة في ‪ 26‬جانفي‪.2011‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫‪ .13‬المواد ‪ 10 ،05‬من المرسوم التنفيذي ‪ 283-01‬بالنسبة لممؤسسات التي يتخذ مجمس‬
‫‪ 02‬إلى ‪ 14‬من المرسوم التنفيذي ‪-11‬‬ ‫إدارتيا وتسييرىا الشكل الخاص‪ .‬المواد من‬
‫‪ 25‬جانفي ‪ ،2011‬يحدد صالحيات وزير الصناعة والمؤسسات‬ ‫‪ 16‬المؤرخ في‬
‫الصغيرة والمتوسطة وترقية اإلستثمار‪ ،‬ج‪.‬ر العدد ‪ 05‬الصادرة في ‪ 26‬جانفي ‪. 2011‬‬
‫المادة‬
‫‪ .14‬الثانية ( ‪ )02‬من األمر ‪ 05-10‬المؤرخ في ‪ 15‬أوت ‪ ،2010‬يعدل ويتمم األمر رقم‬
‫‪ 03-03‬المؤرخ في ‪ 19‬جويمية ‪ 2003‬والمتعمق بالمنافسة‪ ،‬ج‪.‬ر العدد ‪ ،46‬الصادرة‬
‫في ‪ 18‬أوت ‪.2010‬‬
‫‪ 18-01‬مؤرخ في ‪ 12‬ديسمبر ‪ ،2001‬يتضمن القانون‬ ‫‪ .15‬المادة ‪ 4‬من قانون رقم‬
‫‪ ،77‬صادر في ‪15‬‬ ‫التوجييي لترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬ج‪.‬ر عدد‬
‫ديسمبر ‪.2001‬‬
‫ب‪ /‬المراسيم الرئاسية‪:‬‬
‫‪ .1‬المرسوم الرئاسي ‪ 236-10‬المؤرخ في ‪ 07‬أكتوبر ‪ ،2010‬يتضمن تنظيم الصفقات‬
‫العمومية‪ ،‬ج‪.‬ر العدد ‪ ،58‬الصادرة‬
‫‪ .2‬في ‪ 07‬أكتوبر ‪ ،2010‬المعدل والمتمم بموجب المرسوم الرئاسي ‪ 98-11‬المؤرخ في‬
‫‪ 01‬مارس ‪ ،2011‬ج‪.‬ر العدد ‪ 14‬الصادرة في ‪ 06‬مارس ‪.2011‬‬
‫‪ .3‬المرسوم الرئاسي ‪ 03-13‬المؤرخ في ‪ 13‬جانفي ‪ ،2013‬يعدل ويتمم المرسوم الرئاسي‬
‫‪ 236-10‬المؤرخ في ‪ 07‬أكتوبر ‪ 2010‬والمتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬ج‪.‬ر‬
‫العدد ‪ ،02‬الصادرة في ‪ 13‬جانفي ‪.2013‬‬
‫‪ .4‬المرسوم الرئاسي ‪ 250-02‬المؤرخ في ‪ 24‬جويمية ‪ 2002‬المعدل والمتمم‪ ،‬يتضمن‬
‫تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬ج‪.‬ر العدد ‪ ،52‬الصادرة في ‪ 28‬جويمية ‪.2002‬‬
‫‪ 26‬أكتوبر ‪ ،2008‬يعدل ويتمم المرسوم‬ ‫‪ .5‬المرسوم الرئاسي ‪ 338-08‬المؤرخ في‬
‫الرئاسي ‪ 250-02‬المؤرخ في ‪ 24‬جويمية ‪ 2002‬والمتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪،‬‬
‫ج‪.‬ر العدد ‪ ،62‬الصادرة في ‪ 09‬نوفمبر ‪.2008‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫ج‪ /‬المراسيم التنفيذية ‪:‬‬
‫‪ .1‬المرسوم التنفيذي ‪ 118-13‬المؤرخ في ‪ 03‬أفريل ‪ ، 2013‬المعدل والمتمم لممرسوم‬
‫التنفيذي ‪ 17-11‬المؤرخ في ‪ 25‬جانفي ‪ ،2011‬المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية في‬
‫‪19‬‬ ‫و ازرة الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية اإلستثمار‪ ،‬ج‪.‬ر العدد‬
‫الصادرة في ‪ 17‬أفريل ‪.2013‬‬
‫‪ .2‬المرسوم التنفيذي ‪ 354-01‬الصادر في ‪ 10‬نوفمبر ‪ 2001‬والمتضمن تحديد تشكيمة‬
‫لجنة مراقبة عمميات الخوصصة وصالحياتيا وكيفية تنظيميا وسيرىا‪ ،‬ج‪.‬ر االلعدد ‪52‬‬
‫الصادرة في ‪ 12‬نوفمبر ‪.2001‬‬
‫‪ .3‬المرسوم ‪ 145-82‬المؤرخ في ‪ 10‬أفريل ‪ ، 1982‬ينظم الصفقات العمومية التي يبرميا‬
‫المتعامل العمومي‪ ،‬ج‪.‬ر العدد ‪ 15‬الصادرة في ‪ 13‬أفريل ‪.1982‬‬
‫‪145-82‬‬ ‫‪ .4‬المرسوم ‪ 72-88‬المؤرخ في ‪ 27‬مارس ‪ ،1988‬يعدل ويتمم المرسوم‬
‫‪ ،13‬الصادرة في ‪30‬‬ ‫المتضمن الصفقات التي يبرميا المتعامل العمومي‪ ،‬ج‪.‬ر العدد‬
‫مارس ‪.1988‬‬
‫‪ .5‬المرسوم التنفيذي ‪ 96-09‬المؤرخ في ‪ 22‬فيفري ‪ ،2009‬يحدد شروط وكيفيات رقابة‬
‫‪14‬‬ ‫وتدقيق المفتشية العامة لممالية التسيير المؤسسة العمومية اإلقتصادية‪ ،‬ج‪.‬ر العدد‬
‫الصادرة في ‪ 4‬مارس ‪.2009‬‬
‫‪ .6‬مرسوم ‪ 119-88‬مؤرخ في ‪ 21‬جوان ‪ ،1988‬متعمق بصناديق المساىمة األعوان‬
‫االئتمانيين التابعين لمدولة‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ ،24‬صادر في ‪ 22‬جوان ‪.1988‬‬
‫‪ .7‬المرسوم التنفيذي ‪ 434 -91‬المؤرخ في ‪ 09‬نوفمبر ‪ ،1991‬يتضمن تنظيم الصفقات‬
‫العمومية‪ ،‬ج‪.‬ر العدد ‪ ،57‬الصادرة في ‪ 13‬نوفمبر ‪1991‬‬
‫‪ .8‬المرسوم التنفيذي ‪ 20-92‬المؤرخ في ‪ 1992 -01-13‬والمحدد لتشكيمة مجمس النقابة‬
‫الوطنية لمخبراء المحاسبين ومحافظي الحسابات والمحاسبين المعتمدين ويضبط‬
‫‪ 03‬الصادرة في ‪15‬جانفي ‪ ،1992‬المعدل‬ ‫اختصاصاتو وقواعد عممو‪ ،‬ج‪.‬ر العدد‬
‫والمتمم بالمرسوم التنفيذي ‪ 458-97‬المؤرخ في ‪ 01‬ديسمبر ‪ ،1997‬ج‪.‬ر العدد ‪.80‬‬
‫‪ .9‬مرسوم رقم ‪ 242–80‬مؤرخ في ‪ 04‬أكتوبر ‪ ،1980‬متعمق بإعادة الييكمة‪ ،‬ج‪.‬ر عدد‬
‫‪ ،41‬صادر في ‪ 07‬أكتوبر‪.1980‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫‪ .10‬د‪ /‬األوامر‪:‬‬
‫‪ 19‬مارس ‪ ،1997‬يتعمق بخوصصة المؤسسات‬ ‫‪ .11‬أمر رقم ‪ ،12-97‬مؤرخ في‬
‫العمومية‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ ،15‬مؤرخ في ‪ 19‬مارس ‪.1997‬‬
‫‪ .12‬أمر رقم ‪ 58-75‬مؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ 1975‬متضمن ق‪.‬م‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ ،78‬مؤرخ‬
‫‪ 05-07‬مؤرخ في ‪ 13‬ماي‬ ‫في ‪ 30‬سبتمبر ‪ ،1975‬معدل ومتمم‪ ،‬بموجب قانون‬
‫‪ ،2007‬ج‪.‬ر عدد ‪ ،31‬صادر في ‪ 13‬ماي ‪.2007‬‬
‫ه‪ /‬الدساتير‪:‬‬
‫‪ ،1989‬صادر بموجب مرسوم‬ ‫‪ .1‬دستور الجميورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لسنة‬
‫رئاسي رقم ‪ 18-89‬مؤرخ في ‪ 28‬فيفري ‪ ،1989‬ج‪.‬ر العدد ‪09‬ن صادر في ‪01‬‬
‫مارس ‪( ،1989‬ممغی)‪.‬‬
‫‪ 1976‬صادر بموجب أمر رقم‬ ‫‪ .2‬دستور الجميورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لسنة‬
‫‪ 97-76‬مؤرخ في ‪ 22‬نوفمبر ‪ ،1976‬ج‪.‬ر عدد ‪ ،94‬صادر في ‪ 24‬نوفمبر ‪،1976‬‬
‫ممغی‬
‫رابعا‪ :‬االتفاقيات الدولية ‪:‬‬
‫‪ 11‬جويمية‬ ‫‪ .1‬اتفاقية اإلتحاد اإلفريقي لمنع الفساد ومكافحتو‪ ،‬المعتمدة بمامبوتو في‬
‫‪ 137-06‬المؤرخ في ‪ 10‬أفريل‬ ‫‪ ،2003‬المصادق عمييا بموجب المرسوم الرئاسي‬
‫‪ ،2006‬ج‪.‬ر العدد ‪ 24‬الصادرة في ‪ 16‬أفريل ‪.2006‬‬
‫خامسا‪ :‬الرسائل الجامعية ‪:‬‬
‫‪ .1‬ابعمي محمد الصغير‪ ،‬النظام القانوني لممؤسسة العمومية اإلقتصادية في التشريع‬
‫الجزائري‪ ،‬رسالة لنيل شيادة الدكتوراه في القانون‪ ،‬معيد العموم القانوية واإلدارية‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪.1990 ،‬‬
‫‪ .2‬أحمد بن صالح بن ىميل الحربي‪ ،‬الرقابة اإلدارية وعالقتيا بكفاءة األداء‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجستير في العموم اإلدارية‪ ،‬جامعة نايف العربية لمعموم األمنية‪ ،‬الرياض‪.2003 ،‬‬
‫‪ .3‬ازواوي فضيمة‪ ،‬تمويل المؤسسات اإلقتصادية وفق الميكانيزمات الجديدة في الجزائر ‪-‬‬
‫دراسة حالة مؤسسة سونمغاز ‪ -‬مذكرة لنيل درجة الماجستير في عموم التسيير والعموم‬
‫التجارية‪ ،‬جامعة أمحمد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪2009 ،‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫‪ .4‬أمجوج نوار‪ ،‬مجمس المحاسبة‪ :‬نظامو ودوره في الرقابة عمى المؤسسات اإلدارية‪ ،‬مذكرة‬
‫لنيل شيادة الماجستير في القانون العام (فرع المؤسسات السياسية واإلدارية)‪ ،‬جامعة‬
‫منتوري قسنطينة‪2007 ،‬‬
‫‪ .5‬أيت منصور كمال‪ ،‬عقد التسيير آلية لخوصصة المؤسسة العامة ذات الطابع‬
‫اإلقتصادي‪ ،‬رسالة لنيل شيادة الدكتوراه في القانون‪ ،‬فرع‪ :‬قانون األعمال‪ ،‬كمية الحقوق‪،‬‬
‫جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪2012 ،‬‬
‫‪،01-88‬‬ ‫‪ .6‬بن زيادة أم السعد‪ ،‬المؤسسة العمومية اإلقتصادية في ظل القانون التوجييي‬
‫مذكرة لنيل شيادة الماجستير في القانون‪ ،‬فرع‪ :‬قانون المؤسسات‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬بن‬
‫عكنون‪،2002 ،‬‬
‫‪ .7‬بيمول سمية‪ ،‬النظام القانوني لممؤسسة العمومية االقتصادية في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة‬
‫لنيل شيادة الماستر في الحقوق‪ ،‬تخصص‪ :‬قانون إداري‪ ،‬كمية الحقوق والعموم‬
‫السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪2013 ،‬‬
‫‪ .8‬بوجميل عادل‪ ،‬مسؤولية العون اإلقتصادي عن الممارسات المقيد لممنافسة في القانون‬
‫الجزائري‪ ،‬مذكرة مكممة لنيل شيادة الماجستير في القانون (فرع قانون المسؤولية‬
‫المينية)‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.2012 ،‬‬
‫‪ .9‬خمفاوي عبد الباقي‪ ،‬حق المساىم في رقابة شركة المساىمة‪ ،‬مذكرة ماجستير في‬
‫القانون‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪.2009 ،‬‬
‫‪ .10‬رحال عمي‪ ،‬األدوات القانونية لخوصصة المؤسسات العمومية في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫شيادة الماجستير في القانون‪ ،‬فرع‪ :‬قانون األعمال‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬بن عكنون‪2001 ،‬‬
‫‪ .11‬زعيب مميكة‪ ،‬أدوات التحميل المالي لممؤسسة العمومية الصناعية‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة‬
‫الماجستير‪ ،‬تخصص‪ :‬مالية‪ ،‬كمية العموم اإلقتصادية وعموم التسيير‪ ،‬جامعة منتوري‪،‬‬
‫قسنطينة‪،1998 ،‬‬
‫‪ .12‬زوبير أرزقي‪ ،‬حماية المستيمك في ظل المنافسة الحرة‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماجستير‬
‫في القانون (فرع المسؤولية المينية)‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪،2011 ،‬‬
‫‪ .13‬سالمي وردة‪ ،‬تطور الرقابة عمى إدارة المؤسسة العمومية اإلقتصادية‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة‬
‫الماجستير في القانون ( فرع قانون األعمال)‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪،2009 ،‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫‪ .14‬سعودي زىير‪ ،‬النظام القانوني لتسيير ورقابة المؤسسات العمومية اإلقتصادية عمى‬
‫‪ ،04-01‬بحث لنيل شيادة الماجستير في القانون‪ ،‬فرع‪ :‬قانون‬ ‫ضوء األمر رقم‬
‫األعمال‪ ،‬كمية الحقوق والعموم اإلدارية‪ ،‬بن عكنون‪،2003 ،‬‬
‫‪ .15‬السعيد بموم‪ ،‬أساليب الرقابة ودورىا في تقييم أداء المؤسسة االإلقتصادية (دراسة‬
‫ميدانية بمؤسسة المحركات والج اررات بالسوناكوم‪ ،‬مذكرة ماجستير في تنمية وتسيير‬
‫الموارد البشرية‪ ،‬جامعة منتوري‪،2011 ،‬‬
‫‪ .16‬شحماط محمود‪ ،‬قانون الخوصصة في الجزائر‪ ،‬أطروحة لنيل شيادة الدكتوراه في‬
‫القانون‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪،2007 ،‬‬
‫‪ .17‬عميوات ياقوتة‪ ،‬الرقابة عمى المؤسسات العمومية اإلقتصادية‪ ،‬رسالة ماجستير في‬
‫القانون العام‪ ،‬معيد الحقوق والعموم اإلدارية‪ ،‬جامعة الجزائر‪،1990 ،‬‬
‫‪ .18‬غوالي محمد بشير‪ ،‬دور المراجعة في تفعيل الرقابة داخل المؤسسة (حالة تعاونية‬
‫الحبوب والخضر الجافة بورقمة)‪ ،‬كمية الحقوق و العموم السياسية‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫‪2004‬‬
‫‪ .19‬القصير رزيقة‪ ،‬دور العالقات العامة في تحسين صورة المؤسسة العمومية اإلقتصادية‬
‫(دراسة ميدانية بمؤسسة األمالح بقسنطينة‪ ،‬مذكرة مكممة لنيل شيادة الماجستير في‬
‫عموم اإلعالم واإلتصال‪ ،‬قسم‪ :‬العموم واإلتصال‪ ،‬تخصص وسائل اإلعالم والمجتمع‪،‬‬
‫كمية العموم اإلنسانية والعموم اإلجتماعية‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪، 2007 ،‬‬
‫‪ .20‬مختار بوشيبة‪ ،‬مظاىر السمطة الرئاسية والوصاية اإلدارية عمى المؤسسة العمومية‬
‫اإلقتصادية ‪ -‬دراسة مقارنة ‪ ،-‬أطروحة لنيل درجة دكتوراه دولة في القانون اإلداري‪،‬‬
‫معيد الحقوق والعموم اإلدارية‪ ،‬جامعة الجزائر‪،1990 ،‬‬
‫‪ .21‬وكادير مالحة‪ ،‬دور البنوك في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‪،‬‬
‫مذكرة لنيل شيادة الماجستير في القانون‪ ،‬فرع‪ :‬قانون التنمية الوطنية‪ ،‬كمية الحقوق‬
‫والعموم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪،2012 ،‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫سادسا ‪:‬الملتقيات والمجالت‬
‫‪ .1‬داودي الطيب‪ ،‬ماني عبد الحق‪ "،‬تقيم إعادة ىيكمة المؤسسة العمومية االقتصادية‬
‫‪ ،03‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬جامعة محمد‬ ‫الجزائرية"‪ ،‬مجمة المفكر‪ ،‬عدد‬
‫خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬ص‪.134 .‬‬
‫‪ .2‬أبوخدوني وىيبة‪ ،‬التطيير المالي وخوصصة المؤسسات العمومية الجزائرية‪ ،‬الممتقى‬
‫الوطني األول حول المؤسسة الجزائرية وتحديدات المناخ االقتصادي الجديد‪ ،‬جامعة‬
‫قاصدي مرباح‪ ،‬ورقمة‪ ،‬يومي ‪ 23 ،22‬أفريل ‪ ،2003‬ص‪.40 .‬‬
‫‪،3‬‬ ‫‪ .3‬بن صالح بيدي عيسى‪" ،‬مالمح ىيكمة المؤسسة الشبكية"‪ ،‬مجمة الباحث‪ ،‬عدد‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقمة‪،2004 ،‬‬
‫‪ .4‬بن عنتر عبد الرحمان‪" ،‬مراحل تطور المؤسسة العمومية االقتصادية الجزائرية وأفاقيا‬
‫‪ ،02‬جامعة محمد خيضر ‪ ،‬بسكرة‪ ،‬جوان‬ ‫المستقبمية"‪ ،‬مجمة العموم اإلنسانية‪ ،‬عدد‬
‫‪،2002‬‬
‫‪ .5‬بوقطة فاطمة الزىراء‪ ،‬رقابة الدولة عمى تسيير أموال المرافق العمومية‪ :‬دور مجمس‬
‫المحاسبة‪ ،‬الممتقى الوطني حول "اإلصالحات اإلقتصادية في الجزائر"‪ ،‬كمية العموم‬
‫اإلقتصادية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬يومي ‪ 17-16‬نوفمبر ‪،2004‬‬
‫‪ .6‬بوىزة محمد‪" ،‬بعض آثار اإلصالحات عمى المؤسسة اإلقتصادية العمومية الجزائرية‪،‬‬
‫حالة بعض المؤسسات"‪ ،‬مجمة العمم اإلنسانية‪ ،‬عدد ‪ ،1‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪،‬‬
‫نوفمبر ‪،2001‬‬
‫‪ .7‬حدري سمير‪ ،‬السمطات اإلدارية المستقمة واشكالية اإلستقاللية‪ ،‬الممتقى الوطني األول‬
‫حول سمطات الضبط اإلقتصادي في المجال اإلقتصادي والمالي‪ ،‬جامعة عبد الرحمن‬
‫ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،‬يومي ‪ 24-23‬ماي ‪ ،2007‬ص ‪.02‬‬
‫‪ .8‬حنان براىمي‪ « ،‬قراءة في أحكام المادة ‪ 25‬من القانون ‪ 01-06‬المتعمق بالوقاية من‬
‫الفساد ومكافحتو»‪ ،‬مجمة اإلجتياد القضائي‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫محمد خيضر بسكرة‪ ،‬العدد الخامس سبتمبر ‪2009‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫‪ .9‬عادل مستاري‪ ،‬موسى قروف‪ « ،‬جريمة الرشوة السمبية الموظف العام في ظل القانون‬
‫‪ 01-06‬المتعمق بالوقاية من الفساد ومكافحتو»‪ ،‬مجمة اإلجتياد القضائي‪ ،‬كمية الحقوق‬
‫والعموم السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬سبتمبر ‪2009‬‬
‫‪ .10‬عيسى محمد الغزالي‪ ،‬سياسات التنظيم والمنافسة»‪ ،‬سمسمة جسر التنمية‪ ،‬الكويت‪،‬‬
‫العدد الثامن والعشرون‪ ،‬السنة الثالثة‪ ،‬أفريل ‪2004‬‬
‫‪ .11‬فتوس خدوجة‪ ،‬اإلختصاص التنظيمي لييئات الضبط اإلقتصادي بين النصوص‬
‫القانونية والواقع‪ ،‬الممتقى الوطني حول اإلصالحات اإلقتصادية في الجزائر‪ ،‬يومي ‪-16‬‬
‫‪ 17‬نوفمبر ‪ ،2004‬جامعة محمد خيضر بسكرة‬
‫سابعا‪ :‬مواقع االنترنت ‪:‬‬
‫‪ ،2010‬ص‬ ‫‪ ‬البرنامج الخماسي ‪ ،2014-2010‬ممحق بيان السياسة العامة‪ ،‬أكتوبر‬
‫‪ .52‬متوفر عمى الموقع اإللكتروني‪www . premier - ministre . gov . dz :‬‬
‫تاريخ الزيارة‪ 03 :‬ماي ‪ ،2020‬الساعة ‪. 17 :21‬‬
‫‪ ‬بممقدم مصطفی‪ ،‬شاىل سيدي محمد‪ ،‬خصخصة المؤسسة العمومية االقتصادية‬
‫الجزائرية‪ ،‬ص‪ ،4 .‬مقتبس من ‪Www . elbassair . net / maktaba / 6 / . :‬‬
‫‪ com‬تم اإلطالع عميو يوم ‪ 15‬ماي ‪ ،2020‬عمى الساعة ‪.19 :22‬‬
:‫الممخص‬
‫يعتبر اإلقتصاد الركيزة األساسية لكل دولة ويقاس مدى تطورىا بتطور إقتصادىا كما يساىم في تركيبة البنية اإلجتماعية‬
‫ ويمعب دو ار ىاما في تطور الشعوب ورسم آفاق مصيرىا وىذا ما دفع بدول العالم إلى اإلىتمام‬،‫والسياسية وتغيراتيا من حين آلخر‬
.‫أكثر بالمجال اإلقتصادي والسعي بتطويره بكافة الوسائل الممكنة‬
‫تعتبر الجزائر من بين الدول التي تيدف وتسعى إلى تطوير إقتصادىا والذي مر بعدة مراحل متعددة وكانت كل مرحمة تتميز‬
‫ فقبل اإلستقالل كان النظام اإلقتصادي مركز عمى المرافق اإلقتصادية التي كانت تحت يد‬،‫بخصائص معينة وظروف خاصة بيا‬
‫ أما بعد اإلستقالل عرفت الجزائر تجربة طموحة من أجل تحقيق‬،‫اإلستعمار الفرنسي الذي كان يسعى إلى تحقيق وتمبية حاجياتو‬
‫ لكن لم تستطع الجزائر من خالل ىذه التجربة تقديم حمول لممشاكل التي ميز‬،‫التنمية اإلقتصادية والنيوض بإقتصادىا بصفة عامة‬
‫قطاعيا اإلقتصادي وأصبحت تعتمد في تسيير إقتصادىا‬
‫ من ىذه‬،‫ والتي تعتبر الحل األمثل لتنظيم وتوجيو اإلقتصاد الوطني‬،‫ وركزت في دراستيا عمى أجيزة وأدوات‬،‫عمى مخططات‬
‫األجيزة نجد المؤسسة العمومية اإلقتصادية التي كانت الوسيمة المثمى التنمية القطاع اإلقتصادي وتكريسيا كأداة بديمة لخدمة السياسة‬
.‫اإلقتصادية لمدولة‬
‫ الجزائر‬،‫ المؤسسة العمومية االقتصادية‬،‫ النظام القانوني‬: ‫الكممات المفتاحية‬

Résumé:
L'économie est le principal pilier de chaque pays et l'étendue de son développement se mesure à l'évolution de
son économie. Elle contribue également à la composition de la structure sociale et politique et à ses
changements de temps à autre, et joue un rôle important dans le développement des peuples et en dessinant les
horizons de leur destin, et c'est ce qui a poussé les pays du monde à s'intéresser davantage au domaine
économique et à s'efforcer de le développer par tous les moyens possibles.
L'Algérie est considérée parmi les pays qui visent et cherchent à développer son économie, qui est passée par
plusieurs étapes, et chaque étape est caractérisée par certaines caractéristiques et circonstances particulières.
Après l'indépendance, l'Algérie a connu une expérience ambitieuse pour parvenir au développement
économique et faire progresser son économie en général, mais l'Algérie n'a pas pu, à travers cette expérience,
apporter des solutions aux problèmes qui caractérisaient son secteur économique et devenait dépendante de la
conduite de son économie.
Basée sur des plans, et focalisée dans son étude sur les dispositifs et outils, qui sont la meilleure solution pour
organiser et diriger l'économie nationale, parmi ces dispositifs se trouve l'entreprise publique économique, qui
était le meilleur moyen de développer le secteur économique et son dévouement comme outil alternatif au
service de la politique économique de l'État.
Mots clés: le système juridique, l'entreprise publique économique, l'Algérie

Abstract:
The economy is the main pillar of each country and the extent of its development is measured by the evolution
of its economy. It also contributes to the composition of the social and political structure and its changes from
time to time, and plays an important role in the development of peoples and in shaping the horizons of their
destiny, and this is what pushed countries of the world to take more interest in the economic field and to strive
to develop it by all possible means.
Algeria is considered among the countries which aim and seek to develop its economy, which has gone through
several stages, and each stage is characterized by certain particular characteristics and circumstances. After
independence, Algeria had an ambitious experience to achieve economic development and advance its economy
in general, but Algeria was not able, through this experience, to provide solutions to the problems that
characterized its sector. economic and became dependent on the conduct of its economy.
Based on plans, and focused in its study on the devices and tools, which are the best solution to organize and
manage the national economy, among these devices is the economic public enterprise, which was the best way
to develop the sector economy and its dedication as an alternative tool in the service of the State's economic
policy.
Keywords: legal system, public economic enterprise, Algeria
‫الفهرس‬

‫الفــــهرس‬

‫‪88‬‬
‫الفهرس‬

‫رقم الصفحة‬ ‫العنوان‬

‫شكروعرفان‬
‫االهداء‬
‫أ‪-‬د‬ ‫مقدمة‬

‫‪83-5‬‬ ‫الفصل االول‪ :‬ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية‬

‫‪6‬‬ ‫تمهيد‬

‫‪6‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مفهوم المؤسسة العمومية اإلقتصادية‬

‫‪7‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تعريف المؤسسة العمومية اإلقتصادية وأنواعها‬

‫‪7‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف المؤسسة العمومية اإلقتصادية‬

‫‪9‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أنواع المؤسسات العمومية اإلقتصادية‬

‫‪38‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬آليات المؤسسة العمومية االقتصادية‬

‫‪38‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬أجهزة المؤسسة العمومية االقتصادية‬

‫‪37‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬إنشاء وحل المؤسسة العمومية االقتصادية‬

‫‪42‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬تطور المؤسسة العمومية االقتصادية‬

‫‪45‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مرحلة تبعية المؤسسة العمومية االقتصادية للدولة‬

‫‪45‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬المؤسسة العمومية االقتصادية من سنة ‪ 2691‬إلى سنة ‪2692‬‬

‫‪43‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬المؤسسة العمومية االقتصادية من سنة ‪ 2692‬إلى سنة ‪2691‬‬

‫‪88‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مرحلة استقاللية المؤسسة العمومية االقتصادية‬

‫‪88‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬المؤسسة العمومية اإلقتصادية بعد صدور القانون رقم ‪12-99‬‬

‫‪85‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬المؤسسة العمومية في ايطار الخوصصة‬

‫‪83‬‬ ‫خالصة الفصل‬

‫‪88‬‬
‫الفهرس‬

‫‪76-89‬‬ ‫الفصل الثاني ‪ :‬الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية‬

‫‪24‬‬ ‫تمهيد‬

‫‪24‬‬ ‫المبحث األول‪:‬الرقابة الداخلية والخارجية على المؤسسة العمومية اإلقتصادية‬

‫‪23‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬الرقابة الداخلية على المؤسسة العمومية اإلقتصادية‬

‫‪24‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬رقابة أجهزة المؤسسة العمومية اإلقتصادية‬

‫‪24‬‬ ‫الفرع الثاني رقابة محافظ الحسابات‬

‫‪26‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الرقابة الخارجية على المؤسسة العمومية اإلقتصادية‬

‫‪27‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬رقابة الجهات الوصية‬

‫‪58‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬رقابة األجهزة المتخصصة‬

‫‪68‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية اإلقتصادية‬

‫‪68‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬الرقابة المتعلقة باإلنشاء والحل‬

‫‪62‬‬ ‫الفرع األول الرقابة على إنشاء المؤسسة العمومية اإلقتصادية‬

‫‪65‬‬ ‫الفرع الثاني الرقابة على حل المؤسسة العمومية اإلقتصادية‬

‫‪67‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الرقابة القانونية على إدارة وتسيير المؤسسة العمومية‬
‫اإلقتصادية‬
‫‪67‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬رقابة القانون العام‬

‫‪72‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬رقابة القانون الخاص‬

‫‪76‬‬ ‫خالصة الفصل‬

‫‪34-73‬‬ ‫الخاتمة‬

‫‪37-33‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪94-39‬‬ ‫الفهرس‬

‫‪89‬‬

You might also like