Professional Documents
Culture Documents
ﻗﺴﻢ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ
ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ
2020/DM71E/M071140177/M071140023
ويسدد خطاهم.
وفي األخير ال يسعنا الى تقديم عبارات الشكر واالمتنان للجنة
المناقشة التي بذلت جهدا في قراءة هذا العمل بمالحظاتها القيمة .
إهـ ـ ـ ـ ـ ـداء
الى القلب الكبير الذي احتواني بكل صدق الى جوهرة حياتي
أمي الغالية
اللهم وفقني الى برها وأطال في عمرها
الى من علمني ان الطموح أساس الحياة
الى رمز العزة والطموح والكبرياء
الى سندي في الحياة ابي الغالي
والى أعز ما أملك في الوجود ومصدر ثقتي بنفسي وسندي الى
اخوتي "حفظهم اهلل"
الى من تذوقت معهم أجمل لحظات الحياة
الى من جعلهم اهلل اخوتي الذين احببتهم في اهلل
الى كل أصدقائي.
الى كل هؤالء أهدي ثمرة جهدي.
سفيان
إه ـ ـ ـ ــداء
الى من سهرت من اجل راحتي وتألمت آلالمي
الى من ارتاح لها بعد العناء
الى التي قال فيها سيد الخلق محمد صلى اهلل عليه وسلم
أمي الغالية "الجنة تحت اقدامها "
الى من كلل العرق جبينه وشققت األيام يديه
الى الذي لبس ثوب التعب والشقاء وألبسني ثوب الراحة والهناء
وكان لي سندا وسهر على تعليمي أبي الغالي
الى رياحين حياتي
الى من تذوقت معهم أجمل لحظات حياتي
الى براعم البيت.
الى رفقاء الدرب وأصدقاء القلب.
الى كل من وسعتهم ذاكرتي ولم تسعهم مذكرتي
الى من قاسمني مشقة هذا البحث وكان نعم الزميل
الى كل من عرفني في هذه الحياة أهدي هذا العمل
عباس
مقدمة
مقــــــــدمة
أ
مقدمة
يعتبر اإلقتصاد الركيزة األساسية لكل دولة ويقاس مدى تطورها بتطور إقتصادها كما
يساهم في تركيبة البنية اإلجتماعية والسياسية وتغيراتها من حين آلخر ،ويلعب دو ار هاما في
تطور الشعوب ورسم آفاق مصيرها وهذا ما دفع بدول العالم إلى اإلهتمام أكثر بالمجال
اإلقتصادي والسعي بتطويره بكافة الوسائل الممكنة.
تعتبر الجزائر من بين الدول التي تهدف وتسعى إلى تطوير إقتصادها والذي مر بعدة
مراحل متعددة وكانت كل مرحلة تتميز بخصائص معينة وظروف خاصة بها ،فقبل اإلستقالل
كان النظام اإلقتصادي مركز على المرافق اإلقتصادية التي كانت تحت يد اإلستعمار الفرنسي
الذي كان يسعى إلى تحقيق وتلبية حاجياته ،أما بعد اإلستقالل عرفت الجزائر تجربة طموحة
من أجل تحقيق التنمية اإلقتصادية والنهوض بإقتصادها بصفة عامة ،لكن لم تستطع الجزائر
من خالل هذه التجربة تقديم حلول للمشاكل التي ميز قطاعها اإلقتصادي وأصبحت تعتمد في
تسيير إقتصادها
على مخططات ،وركزت في دراستها على أجهزة وأدوات ،والتي تعتبر الحل األمثل لتنظيم
وتوجيه اإلقتصاد الوطني ،من هذه األجهزة نجد المؤسسة العمومية اإلقتصادية التي كانت
الوسيلة المثلى التنمية القطاع اإلقتصادي وتكريسها كأداة بديلة لخدمة السياسة اإلقتصادية
للدولة.
منذ اإلستقالل عرف النظام القانوني للمؤسسة العمومية اإلقتصادية عدة تغيرات ومراحل
متباينة وهذا ناتج عن النظام اإلقتصادي الذي تبعته الجزائر ،ففي ظل نظام اإلقتصاد الموجه
كانت المؤسسة العمومية اإلقتصادية تابعة للدولة وهذا منذ اإلستقالل إلى غاية صدور القانون
رقم 10-88المتضمن القانون التوجيهي للمؤسسة العمومية اإلقتصادية ،1حيث بدأت بمرحلة
التسيير الذاتي وهو أسلوب يضع إدارة المؤسسة بين أيدي العمال ،وكانت كل المؤسسات في
1القانون رقم ،10-88مؤرخ في 01جانفي ،0888متضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية اإلقتصادية ،ج .ر عدد
،1صادر في 01جانفي ،0888معدل ومتمم.
ب
مقدمة
هذه المرحلة تسير من طرف المعمرين الذين غادروا البالد تاركين وراءهم منشآت شاغرة هذا ما
2
دفع بالعمال الجزائريين بالتدخل لتسير هذه المؤسسات ،وبعدها صدر المرسوم رقم 89-31
المتعلق بتنظيم وتسيير المؤسسات المسيرة ذاتيا ،ومن ثم بدأت الدولة بالتدخل في الساحة
اإلقتصادية وهذا من خالل مرحلة المؤسسة العامة وتميزت هذه األخيرة بظهور مصطلحين
جديدين في تاريخ المؤسسة العمومية اإلقتصادية وهما الشركة العامة والمؤسسة العامة ذات
الطابع الصناعي والتجاري ،رغم كل هذه التغيرات فشلت الدولة في تسيير المؤسسة العمومية
اإلقتصادية ،هذا ما دفع بالجزائر بتبني النظام اإلشتراكي خالل مرحلة التسيير اإلشتراكي والتي
كانت من سنة 0890إلى غاية سنة 0881وتميزت هذه المرحلة بتقنين المؤسسة العمومية
اإلقتصادية بموجب قانون التسيير اإلشتراكي لسنة .08903
بعد هذه المرحلة تم إعادة هيكلة هذه المؤسسات ودخولها في مرحلة اإلستقاللية في أواخر
الثمانينات بعد صدور القانون رقم 10-88المتضمن القانون التوجيهي للمؤسسة العمومية
اإلقتصادية ،4وتغير النظام اإلقتصادي المنتهج في الجزائر ومنه تغير النظام القانوني للمؤسسة
العمومية اإلقتصادية فأصبحت تتخذ شكل شركة مساهمة أو شركة ذات مسؤولية محدودة،
ورغم هذا التغيير في نظامها القانوني إلى أنها لم تكن مستقلة إستقاللية تامة إال بعد صدور
عدة قوانين ،منها األمر رقم 10-10المؤرخ في 11أوت سنة 1110المتعلق بتنظيم
المؤسسات العمومية اإلقتصادية وتسييرها وخوصصتها 5ولم يتم اللجوء إلى الخوصصة مباشرة
إال بعد فشل إعادة الهيكلة الصناعية في تحقيق األهداف المرغوبة التي تسعى الدولة في
تحقيقها ،ولم تكن خيا ار للدولة وانما كانت ملزمة بانتهاجها ألسباب عديدة ومنها :فشل األساليب
2أمر رقم ،90-90مؤرخ في 03نوفمبر ،0890يتعلق بالتسيير اإلشتراكي للمؤسسات ،ج.ر عدد ،010صادر في 13
أكتوبر .0891
3مرسوم رقم ،89-31مؤرخ في 08ديسمبر ،0831يتعلق بتنظيم وتسيير المؤسسات المسيرة ذاتيا ،ج.ر عدد ،09صادر
في 11مارس .0831
4قانون رقم ،10-88يتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية اإلقتصادية ،مرجع سابق.
5أمر رقم ،10-10مؤرخ في 11أوت ،1110يتعلق بتنظيم المؤسسات العمومية االقتصادية وتسييرها وخوصصتها ،ج.ر
عدد ،09صادر في 11أوت ،1110معدل ومتمم.
ج
مقدمة
البيروقراطية في تسيير المؤسسة العمومية اإلقتصادية ،وعجز ميزانية الدولة الناتج عن الدعم
الدائم في التسيير المتكرر للمؤسسات العمومية اإلقتصادية.
بعد هذه اللمحة المقدمة حول النظام اإلقتصادي الجزائري بشكل عام والمؤسسة العمومية
اإلقتصادية بصفة خاصة ،نجد أن هذه األخيرة مرت بعدة مراحل وطرأت عليها عدة تغيرات
وتطورات تماشيا مع التطورات التي خضع لها اإلقتصاد الجزائري عبر مراحل متعددة ،ما يجعل
المؤسسة العمومية اإلقتصادية تخضع لنظام قانوني خاص يميزها عن باقي المؤسسات ،لذا
تثور إشكالية مهمة حول الموضوع والمتمثلة فيما يلي :فيما يتمثل النظام القانوني للمؤسسة
العمومية اإلقتصادية في القانون الجزائري ؟.
ومن هذه اإلشكالية األساسية نستنبط بعض اإلشكاليات الفرعية والتي تتمثل فيما يلي:
ما مفهوم المؤسسة العمومية اإلقتصادية ؟ ،وما هو النظام القانوني الذي يحكم وسائلها؟
لإلجابة على هذه اإلشكاليات سنعتمد على الخطة التالية :الفصل األول :سنخصصه
لماهية المؤسسة العمومية اإلقتصادية .الفصل الثاني :سنقوم بدراسة النظام القانوني لوسائل
المؤسسة العمومية اإلقتصادية والرقابة الممارسة عليها.
ومن الصعوبات التي واجهتنا في انجاز المذكرة :
-وباء كورونا وما خلفه من صعوبات في انجاز المذكرة
حيث تم شل الدراسة في معظم جامعات الوطن وغلق ابوابها مما صعب الولوج لجامعة عامة ومكتبة
خاصة ،وبالتالي عدم توفر المراجع والمصادر وكذلك عدم امكانية التواصل مع االساتذة المشرفين
لمدة ما يقارب ستة اشهر اواكثر .
-معظم المراجع تعتمد على معلومات واحدة ،اذ نجد بعض الكتب تأخذ عن بعضها بعض .
-قلة الدراسات التي تناولت المؤسسة العمومية االقتصادية .
وفي االخير نرجو ان نكون قد الممنا الى حد معين بجوانب الموضوع وكشفنا عن اهم ثغراته ،فان اصبنا
فمن اهلل عز وجل وان اخطأنا وحسبنا اننا بذلنا جهدنا ونسأل اهلل تعالى التوفيق .
وتجدر االشارة الى ان ما توصلنا اليه في هذا البحث كان نتيجة التوجيهات التي قدمها لنا االستاذ المشرف
"الذي تولى مهمة االشراف على هذا العمل فنحتسب ذلك في ميزان حسناته.
د
مقدمة
وال ننسى ان نقدم الشكر الى اعضاء لجنة المناقشة على تحملهم قراءة البحث وعلى ما سيجدونه من
مالحظات وتصويبات الجل اثراء البحث وتقويمه ونرجو ان نكون قد وفقنا فيما سعينا اليه.
ه
ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل األول:
الفصل ا ألول
ماهية املؤسسة العمومية
الاقتصادية
5
ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل األول:
تمهيد:
يعتبر موضوع المؤسسة العمومية االقتصادية من أبرز المواضيع القانونية التي إهتم بها
المشرع الجزائري ،باعتبارها تلعب دور أساسي في مجال التنمية االقتصادية والقطاع العام
االقتصادي ،وعرفت المؤسسة العمومية اإلقتصادية منذ اإلستقالل عدة تغيرات ومراحل نتيجة
الطبيعة ا لنظام اإلقتصادي الذي إنتهجته الجزائر مما أثر على النظام القانوني لهذه المؤسسات
والذي لم يعرف اإلستقرار في قواعده ،ولدراسة ماهية المؤسسات العمومية اإلقتصادية إرتأينا
إلى إعطاء مفهوم لهذه األخيرة (المبحث األول) ،ومراحل تطور المؤسسة العمومية اإلقتصادية
المبحث الثاني).
المبحث األول :مفهوم المؤسسة العمومية اإلقتصادية
ظهر مفهوم المؤسسة العمومية اإلقتصادية بعد اإلستقالل في المرسوم رقم 59-36
المتعلق بتنظيم وتسيير المؤسسة المسيرة ذاتيا ، 1إال أنها عرفت عدة مفاهيم نظ ار للتغيرات
اإلقتصادية التي عرفتها الجزائر ،ففي ظل نظام اإلقتصاد الموجه كانت المؤسسة العمومية
اإلقتصادية أداة في يد الدولة ،2أما بعد تبني الجزائر لنظام إقتصاد السوق فتح المجال للخواص
وأصبحت المؤسسة العمومية اإلقتصادية تخضع للقانون الخاص ة ، 3وتجسد هذا أكثر بعد
صدور دستور ،49595ونظ ار لهذه التغيرات التي طرأت على المؤسسة فيما يتعلق بتعاريف
هذه األخيرة ونفس الشيء بالنسبة ألنواعها وأصنافها (المطلب األول) وتقوم المؤسسة العمومية
اإلقتصادية على أليات متعددة لدى إنشائها وحلها (المطلب الثاني).
2
DEBLAT Fateh, le système de gouvernement des entreprises nouvellement privatisées en Algérie
(étude de quelque cas), mémoire pour l'obtention du diplôme de magistère en sciences économiques,
option: gestion économiques, faculté des sciences économiques et de gestion, département des
sciences de gestion, université Hadj Lakhdar, Batna, 2007, p. 07.
سعودي زهير ،النظام القانوني لتسيير ورقابة المؤسسات العمومية اإلقتصادية على ضوء األمر رقم ،10-19بحث لنيل شهادة 3
الماجستير في القانون ،فرع :قانون األعمال ،كلية الحقوق والعلوم اإلدارية ،بن عكنون ،3116 ،ص.10 .
دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لسنة ،9595صادر بموجب مرسوم رئاسي رقم 99-95مؤرخ في 39فيفري ،9595 4
6
ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل األول:
القصير رزيقة ،دور العالقات العامة في تحسين صورة المؤسسة العمومية اإلقتصادية (دراسة ميدانية بمؤسسة األمالح بقسنطينة ،مذكرة 1
مكملة لنيل شهادة الماجستير في علوم اإلعالم واإلتصال ،قسم :العلوم واإلتصال ،تخصص وسائل اإلعالم والمجتمع ،كلية العلوم
اإلنسانية والعلوم اإلجتماعية ،جامعة منتوري ،قسنطينة ، 3112 ،ص.931 .
أيت منصور كمال ،عقد التسيير آلية لخوصصة المؤسسة العامة ذات الطابع اإلقتصادي ،رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون ،فرع: 2
قانون األعمال ،كلية الحقوق ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو ،3193 ،ص.9 .
صخري عمر ،إقتصاد المؤسسة ،ط ،6ديوان المطبوعات الجامعية ،بن عكنون ،الجزائر ،3116 ،ص.30 . 3
7
ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل األول:
يتم تع بإستقالل مالي ويعمل في إطار قانوني واجتماعي معين بهدف دمج عوامل اإلنتاج أو
تبادل السلع والخدمات مع أعوان إقتصاديين آخرين بغرض تحقيق نتيجة مالئمة ضمن شروط
1
إقتصادية تختلف باختالف الحيز المكاني والزماني الذي يوجد فيه وتبعا لحجم ونوع نشاطه.
2
ثانيا :التعريف القانوني
عرف المشرع الجزائري المؤسسة العمومية اإلقتصادية في المادة الثانية ( )3من األمر رقم
19 - 10كما يلي :3المؤسسات العمومية اإلقتصادية هي شركات تجارية تحوز فيها الدولة أو
أي شخص أخر خاضع للقانون العام أغلبية رأسمالها اإلجتماعي مباشرة أو غير مباشرة وهي
تخضع للقانون العامة ،ومن خالل هذا التعريف نستخلص خصائص المؤسسة العمومية
اإلقتصادية والمتمثلة فيما يلي:
العمومية أ-
خاصية العمومية معناه أن المؤسسة العمومية اإلقتصادية شخص من أشخاص القانون
4
العام والرأسمال الذي تحوزه في شكل حصص وأسهم هي أموال عمومية تابعة للدولة.
ب -المتاجرة
المقصود من هذه الخاصية إخضاع المؤسسة العمومية اإلقتصادية ألحكام القانون
التجاري من الناحيتين التنظيمية والوظيفية.
-9من الناحية التنظيمية :تتخذ المؤسسة العمومية اإلقتصادية إما شكل شركة مساهمة
أو شركة ذات مسؤولية محدودة وهذا طبقا للمادة 19من القانون رقم 19-99المتضمن
5
القانون التوجيهي للمؤسسة العمومية اإلقتصادية.
1نقال عن علون دادي ناصر ،إقتصاد المؤسسة ،ط ،9دار المحمدية العامة ،الجزائر ،9559 ،ص.5 .
2نقال عن لقصير رزيقة ،مرجع سابق ،ص . 999 .أيت منصور ،مرجع سابق ،ص.9 .
3أمر رقم 10-19متعلق بتنظيم المؤسسات العمومية وتسييرها وخوصصتها ،مرجع سابق.
4سعودي زهير ،مرجع سابق ،ص.9 .
5أنظر المادة 50من قانون رقم 50-88متضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية اإلقتصادية ، ،مرجع سابق.
8
ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل األول:
-3من الناحية الوظيفية :إن المؤسسة العمومية تقوم بأعمال تجارية ويترتب على ذالك
مايلي - :خضوع أموال المؤسسات لإلجراءات التي تخضع لها أموال التاجر وعليه أصبحت
1
أموال المؤسسات قابلة للحجز ،قابلة للتصرف واإلفالس .
قيام المؤسسات العمومية اإلقتصادية باألعمال التجارية وخضوعها إللتزمات التاجرة.
ت -اإلستقاللية
تتمتع المؤسسة العمومية اإلقتصادية بشخصية معنوية مستقلة من حيث الحقوق التي
تتمتع بها ومن حيث الواجبات والمسؤولية ،ولقد تم تكريس مبدأ اإلستقاللية أكثر بصدور األمر
رقم 10-19المتعلق بتنظيم المؤسسة العمومية اإلقتصادية وتسسيرها وخوصصتها ،الذي أقر
بأن رأسمال المؤسسة حك ار على أشخاص القانون العام ،وتم إعطاء إمكانية ألشخاص القانون
2
الخاص بالمساهمة في رأسمال المؤسسة كونها تتمتع بذمة مالية مستقلة
الفرع الثاني :أنواع المؤسسات العمومية اإلقتصادية
يمكن للمؤسسات العمومية اإلقتصادية أن تأخذ عدة أشكال وأنواع ،وهذا حسب المعايير
التالية:
أوال :تصنيف المؤسسات العمومية االقتصادية حسب المعيار القانوني
تصنف المؤسسة اإلقتصادية حسب المعيار القانوني إلى مؤسسات خاصة ،عامة
3
ومختلطة.
أ -المؤسسات الخاصة
هي المؤسسات التي تعود ملكيتها إلى شخص واحد أو عدة أشخاصة ،ويتفرع بدوره هذا
4
النوع من المؤسسات إلى المؤسسات الفردية والشركات.
1
ابن زيادة أم السعد ،مرجع سابق ،ص .ص.21 ،39 .
2بن زيادة أم السعد ،المؤسسة العمومية اإلقتصادية في ظل القانون التوجيهي ،19-99مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون ،فرع:
قانون المؤسسات ،كلية الحقوق ،بن عكنون ،3113 ،ص.30 .
3صخري عمر ،مرجع سابق ،ص.39 .
4سعودي زهير ،مرجع سابق ،ص.3 .
9
ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل األول:
-9المؤسسات الفردية :هي المؤسسات التي يمتلكها شخص واحد ويؤسسها برأسماله
الشخصي وتشمل عادة الوحدات الحرفية ،المحالت التجارية ........إلخ ،ولهذه المؤسسات
1
إيجابيات وسلبيات ونذكر منها:
-اإلجابيات:
-السهولة في التنظيم واإلنشاء.
-صاحب هذه المؤسسة هو المسؤول األول واألخير عن نتائج أعمال المؤسسة مما
2
يؤدي إلى اإلبتعاد عن المشاكل التي تنجم عن وجود شركاء .
أما سلبيات المؤسسات الفردية هي:
-صعوبة الحصول على قروض من المؤسسات المالية.
-مسؤولية صاحب المؤسسة غير محدودة.
-قلة رأسمال المؤسسة كون أنها تؤسس برأسمال شخصي.
-3الشركات :هي عبارة عن مؤسسة يمتلكها أكثر من شخص وتخضع لشروط قانونية
خاصة توفر شرط الرضا بين الشركاء ويلتزم كل منهم بتقديم جزء من رأسماله ويكون في شكل
نقدي أو عيني أو قيام بعمل وتنقسم الشركات إلى شركات األشخاص وشركات األموال،
فشركات األشخاص تتفرع عنها شركة التضامن ،شركة التوصية البسيطة ،الشركة ذات
3
المسؤولية المحدودة ،أما شركات األموال تتفرع عنها شركة التوصية باألسهم وشركة المساهمة
ب -المؤسسات العامة
هي المؤسسات التي تعود ملكيتها للدولة أو الجماعات المحلية ،وال يحق للمسؤولين فيها
4
إال بموافقة الدولة ،وتأخذ هذه المؤسسات شكل مؤسسات عمومية ذات الطابع التصرف
01
ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل األول:
الصناعي والتجاري مثل المؤسسة الوطنية للصناعات الكهرومنزلية (أوني يم) أو المؤسسة
العمومية المحلية التي تنشط على المستوى المحلي ونجدها غالبا في قطاع الخدمات.
ت -المؤسسات المختلطة
هي المؤسسات التي تشترك فيها الدولة مع القطاع الخاص .
ثانيا :تصنيف المؤسسات العمومية االقتصادية حسب الحجم
تصنف المؤسسات اإلقتصادية إلى المؤسسات الصغيرة ،المؤسسات المتوسطة
1
والمؤسسات الكبيرة.
أ -المؤسسات الصغيرة
تسمى بمؤسسات صغيرة ألن عدد العمال فيها يتراوح ما بين عامل واحد إلى عشرة عمال
2
وتعود ملكيتها في بعض األحيان لعائلة واحدة ،ويكون صاحب المؤسسة المسؤول األول عنها.
ب -المؤسسات المتوسطة
في هذا النوع من المؤسسات يكون عدد العمال فيها ما بين عشرة عمال إلى خمسين
3
عامل ،وهي مؤسسات نشيطة ،تكون مناصب الشغل فيها متوفرة.
عرف المشرع الجزائري المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في نص المادة الرابعة ( )10من
القانون رقم ،99-19المتضمن القانون التوجيهي لترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كما
يلي ":تعرف المؤسسة الصغيرة والمتوسطة مهما كانت طبيعتها القانونية بأنها مؤسسة إنتاج
السلع و /أو الخدمات :تشغل من واحد 19إلى مئتي و خمسين ( )391شخص وال يتجاوز
رقم أعمالها السنوي مليارين دينار أو مجموع حصيلتها السنوي خمسمائة 911مليون دينار،
4
وتستوفي معايير اإلستقاللية".
1الطرطار أحمد ،الترشيد اإلقتصادي للطاقات اإلنتاجية في المؤسسة ،د .ط ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،3119 ،ص.99 .
2القصير رزيقة ،مرجع سابق ،ص.936 .
3مرجع نفسه ،ص .936 .مرجع نفسه ،ص.939 .
4أنظر المادة 0من قانون رقم 99-19مؤرخ في 93ديسمبر ،3119يتضمن القانون التوجيهي لترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة،
ج.ر عدد ،22صادر في 99ديسمبر .3119
00
ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل األول:
1وكادير مالحة ،دور البنوك في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون ،فرع :قانون
التنمية الوطنية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو ،3193 ،ص .ص.16 -15.
2زعيب مليكة ،أدوات التحليل المالي للمؤسسة العمومية الصناعية ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،تخصص :مالية ،كلية العلوم اإلقتصادية
وعلوم التسيير ،جامعة منتوري ،قسنطينة ،9559 ،ص.15 .
3القصير رزيقة ،مرجع سابق ،ص.939 .
4القصير رزيقة ،مرجع سابق ،ص.931 .
01
ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل األول:
يتضمن هذا القطاع المؤسسات التي تشغل في المجال الخدماتية ،كمؤسسات النقل ،البريد
والمواصالت ،الصحة والمؤسسات المالية التي تقوم بالنشاط المالي کالبنوك والمؤسسات
1
التجارية التي تقوم بعملية التوزيع .......إلخ.
المطلب الثاني :آليات المؤسسة العمومية االقتصادية
يتمتع المؤسسة العمومية االقتصادية بشخصية معنوية مستقلة فهي تعد كيان مستقل،
وهي الوسيلة الفعالة لتنفيذ استراتجيات اقتصادية وتهدف إلى إدخال الدولة إلى المجال
االقتصادي والتنمية ،وتساعد في التطوير وتحقيق العولمة ونظ ار لما تتسم به المؤسسة العمومية
االقتصادية من صفات جد هامة وواسعة 2فلقد تم التنظيم القانوني لكل ما يتعلق بأجهزتها
(الفرع األول) وكل ما يتعلق بإنشاء وحل المؤسسة العمومية االقتصادية (الفرع الثاني).
الفرع األول :أجهزة المؤسسة العمومية االقتصادية
كون المؤسسة العمومية االقتصادية تأخذ شكل شركة تجارية فهي تتمتع بنفس النظام
الخاص باألجهزة المكونة لها سوءا منظمة على شكل شركة مساهمة أو على شكل شركة ذات
3
مسؤولية محدودة فتتمثل أجهزة المؤسسة العمومية االقتصادية في:
-الجمعية العامة.
جهاز اإلدارة.
-جهاز التسيير.
4
أوال :الجمعية العامة
تسمى كذلك جهاز المداولة فهي تعتبر هيئة السيادة للشركة ،والمجال المناسب للشركاء
والمساهمين لإلدالء بإرادتهم ومساهماتهم في تسير الشركة.
تأخذ الجمعية العامة شكلين:
01
ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل األول:
1مرسوم 995-99مؤرخ في 39جوان ،9599متعلق بصناديق المساهمة األعوان االئتمانيين التابعين للدولة ،ج.ر عدد ،30صادر
في 33جوان .9599
2بن زيادة أم السعد ،مرجع سابق ،ص.92 .
3أنظر المادة 993من 95-29مؤرخ في 33سبتمبر ،9529متضمن ق.ت ،ج.ر عدد ،919مؤرخ في 93 / 93 / 9529معدل
ومتمم بقانون رقم 13-19مؤرخ في 3فيفري ،3119ج.ر عدد ،99صادر في 5فيفري 3119
4سعودي زهير ،مرجع سابق ،ص.03 .
01
ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل األول:
1العشب محفوظ ،دراسات في القانون االقتصادي ،د.ط ،المطبعة الرسمية ،د.سمن ،الجزائر ،ص .96
2بهلول سمية ،النظام القانوني للمؤسسة العمومية االقتصادية في التشريع الجزائري ،مذكرة لنيل شهادة الماستر في الحقوق ،تخصص:
قانون إداري ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم الحقوق ،جامعة محمد خيضر بسكرة ،3196 ،ص.39 .
3العشب محفوظ ،دراسات في القانون االقتصادي ،مرجع سابق ،ص.90 .
4أنظر المادة 399من أمر رقم ،95-29متضمن ق.ت ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
05
ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل األول:
من صالحيات مجلس اإلدارة أنه يستدعي الجمعية العامة للمساهمين لالجتماع و تبليغ
المساهمين باالجتماع ،وهذا ما نصت عليه المادة 1 392من ق.ته ،واعداد جدول الحسابات
والقيام بالتعيينات المؤقتة في حالة شغور منصب قائم باإلدارة أو أكثر له كامل سلطات
التصرف باسم الشركة وفي موضوع الشركة ،وتقرير نقل مقر الشركة في نفس المدينة ،وتعيين
مساعدي رئيس مجلس اإلدارة باقتراح منه ويمنح أجور استثنائية عن المهام المعهودة بها
للقائمين باإلدارة ،ويؤذن الرئيس للمدير العام بإعطاء الكفاالت والضمانات االحتياطية أو
2
الضمان باسم الشركة.
بمجلس المديرين
يهدف هذا التنظيم إلى الفصل بين إدارة ومراقبة المؤسسة العمومية االقتصادية بحيث
3
اإلدارة إلى مجلس المديرين والرقابة أسندت إلى مجلس الرقابة.
-9مجلس المديرين :طبقا للمادة 4309من ق .ت 5فهو يتميع بسلطة واسعة باسم
المؤسسة ،ويراعي السلطات التي يجوز له القانون ويتخذ ق ارراته حسب الشروط المحددة قانونا.
يتكون من 9أعضاء على األكثر ويعينون من طرف مجلس المراقبة ،ويمارس صالحيته
6
تحت رقابته ويرئسه أحدهم.
-3مجلس المراقبة :يعتبر هيئة مهمة في إدارة الشركات التجارية بصفة عامة ،وادارة
المؤسسات العمومية االقتصادية بصفة خاصة.
06
ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل األول:
طبقا للمادة 333ق.ت 1يتم انتحاب أعضاء مجلس المراقبة من طرف الجمعية العامة
العادية أو غير العادية ،كما يمكن لهذه األخيرة تعينهم ،باإلضافة إلى وجود شروط أساسية
منصوص عليها في القانون التجاري.
ثالثا:جهاز التسيير
يختلف شكل جهاز التسيير باختالف شكل الشركة ،إما شركة مساهمة أو شركة ذات
مسؤولية محدودة ،ففي شركة المساهمة يكون تحت صفة المدير العام أو الرئيس أو مجلس
المديرين ،وفي المؤسسات ذات الطابع مسؤولية محدودة ،يتسم بصفة المسيرة ،ويجب أن يكون
رئيس مجلس اإلدارة ،أو المدير العام بالنسبة لشركة المساهمة من بين القائمين على اإلدارة
الذين تم انتخابهم من الجمعية العامة أو التأسيسية وذلك دون تجاوز مدة تعينهم المدة المحددة،
ورئيس مجلس المديرين يعين من طرف الجمعية العامة باقتراح من مجلس المراقبة أما بالنسبة
للشركات ذات المسؤولية المحدودة فمدير المؤسسة أو مديريها يعينون من طرف الشركاء أو
بموجب عقد الح ق ، 2شرطن يكون شخص طبيعي من صالحيات جهاز تسير المؤسسة
المنظمة على شكل شركة المساهمة فيتولى المدير اإلدارة العامة للشركة تحت مسؤوليته
ويمثلها ،وله سلطة التصرف باسمها ،وله أن يمارس بعض األعمال بعد حصوله على إذن
3
اإلدارة.
أما بالنسبة للمؤسسات العمومية االقتصادية التي تأخذ شكل شركة ذات مسؤولية محدودة
4
فإن المسيرين يمارسون التسيير واالستغالل وفقا لما يحدده القانون.
الفرع الثاني :إنشاء وحل المؤسسة العمومية االقتصادية
طبقا لألمر 10-19تعتبر المؤسسة العمومية االقتصادية شركة تجارية والنظام الذي
يحكم نشأتها وحلها تخضع للنظام الذي يحكم حل وانشاء الشركات التجارية فهي تخضع للقانون
1
التجاري.
1أنظر المواد 333 ،399 ،392 ،395من أمر رقم 95-29متضمن ق.ت ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
2بهلول سمية ،مرجع سابق ،ص.21 .
3أنظر المادة 923من أمر رقم ،95-29متضمن ،ق.ت ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
4بهلول سمية ،مرجع سابق ،ص .35 .سعودي زهير ،مرجع سابق ،ص.35 .
07
ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل األول:
1سعودي زهير ،مرجع سابق ،ص .23 .بهلول سمية ،مرجع سابق ،ص.29 .
2ابعلي محمد الصغير ،النظام القانوني للمؤسسة العمومية اإلقتصادية في التشريع الجزائري ،رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون ،معهد
العلوم القانوية واإلدارية ،جامعة الجزائر .9551 ،ص.962 .
3بعلي محمد الصغير ،مرجع سابق ،ص.969 .
4دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لسنة 9523صادر بموجب أمر رقم 52-23مؤرخ في 33نوفمبر ،9523ج.ر عدد
،50صادر في 30نوفمبر ،9523ملغی.
08
ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل األول:
فالمؤسسة ذات أهمية إستراتيجية بناء على قرار من الحكومة ،والمؤسسة التي ليس لها
أهمية إستراتيجية يعود االختصاص لصناديق المساهمة ،وهذه األخيرة أصبحت شركات التسيير
للمساهمة بموجب أمر رقم ،310-19وسعيا لتحقيق التكامل االقتصادي يمكن إنشاء مؤسسة
1
عمومية بقرار مشترك صادر عن الجمعية العامة االستثنائية بالمؤسسات.
2
ويعتبر الشخص المعنوي مؤسس إن بادر بالقيام باإلجراءات القانونية للتأسيس
يمكن خلق صندوق المساهمة على المستوى الوطني أو المستوى المحلي ،فقد تم إنشاء 9
صناديق مساهمة ذات طابع وطنيا ،وهي عبارة عن مؤسسة عمومية اقتصادية في حد ذاتها
تأخذ شكل شركات تسيير القيم المنقولة وتخضع للقانون التجارية ،تم النص على صناديق
3
المساهمة في القانون .316-99
بإلغاء القانون 4 16-99وصدور القانون 33-59المؤرخ في 39ديسمبر 9559أين
عوض صناديق المساهمة بالشركات القابضة وعند صدور األمر 5 10-19عوضها بشركات
تسيير المساهمات ،فصارت الهيئة المكلفة برقابة المؤسسات العمومية االقتصادية التي تعتبر
شركات رؤوس أموال خاضعة للقانون التجاري ،وطبقا للمادة 9من األمر 10-19يتم إنشاء
شركات تسير المساهمة بقرار مجلس مساهمات الدولة الذي عوض المجلس الوطني لمساهمات
6
الدولة بموجب عقد توثيقي في شكل شركة ذات أسهم.
ب -االكتتاب
إن الرأسمال التأسيسي للمؤسسة العمومية االقتصادية يتكون من أي مساهمة نقدية أو
7
عينية وفقا للقانون التجاري.
09
ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل األول:
يعد االكتتاب من مستلزمات تأسيس الشركة التي تطرح أسهمها لالكتتاب العام ،فال
1
تؤسس إال بعد القيام بهذا اإلجراء .
يعتبر االكتتاب هو التصرف القانوني الذي بموجبه يلتزم شخص بتقديم حصة في رأسمال
الشركة تتمثل بشراء سهم أو أكثر من أسهم الشركة ويعتبر كذلك اإلعالن عن اإلرادة في
االشتراك في مشروع شركة مع التعهد بتقديم حصة في رأس مال تتمثل في عدد معين من
2
األسهم".
هناك طريقتان لالكتتاب وهي االكتتاب المغلق أو الخاص ،فإجراءات التأسيس باللجوء
العلني لالدخار يتم باللجوء إلى الجمهور قصد الحصول على أموال أو إجراء التأسيس دون
3
اللجوء العلني لالدخار.
-0التأسيس باللجوء العلني لالدخار :يسمى هذا النوع من التأسيس بالمتتابع فهو يقضي
بطرح األسهم لالكتتاب العام فهو التزام شخص بالمساهمة في الشركة عن طريق تقديم مبالغ
4
نقدية أو عينية
-3التأسيس دون اللجوء العلني لالدخار :تأسيس الشركة دون اللجوء إلى علنية االدخار
أعفاها المشرع الجزائري من بعض اإلجراءات التي تطبق على التأسيس باللجوء العلني لالدخار
5
وهذا لحماية الجمهور.
6
وهذا النوع من التأسيس نص عليه في المواد 319إلى 315من ق.ت.
يسمى هذا النوع من التأسيس ،التأسيس الفوري أي تنشأ المؤسسة بتصرف قانوني واحد
سواء صدر عن مؤسس واحد كما هو الشأن في المؤسسات التي تكون الدولة فيها المساهم
11
ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل األول:
الوحيد 1أو كان صاد ار عن أكثر من مؤسس واحدة ،هذا النوع من التأسيس ال يستدعي على
األشخاص إجراءات معتمدة ،كون رأس مال الشركة يتم الحصول عليه من المؤسسين دون
اللجوء إلى الجمهور ،وهذا وفقا للمادة 01من األمر ،10-19وقد اعتمد المشرع على هذا
2
النوع من التأسيس بعد تحويل الشركات القابضة إلى شركات التسيير للمساهمة.
ت -الجمعية التأسيسية
بانعقاد الجمعية التأسيسية نستكمل إجراءات تأسيس المؤسسة العمومية االقتصادية فهذه
المرحلة تتسم بأهمية كبيرة ،تستكمل إجراءات التأسيس خالل 3أشهر من إيداع مشروع القانون
األساسي وفقا للشروط واآلجال المحددة في القانون التجاري في المادة .3103
4
تتمثل صالحيات الجمعية التأسيسية :
-مراقبة صحة تأسيس الشركة بالتأكيد من االكتتاب والمصادقة على القانون األساسية.
تعيين األجهزة اإلدارية وأعضاء مجلس المراقبة ومندوب أو أكثر من مندوبي الحسابات.
-الفصل في تقدير الحصص العينية.
-المصادقة على األعمال والتصرفات التي أجراها المؤسسونه.
إن كل هذه اإلجراءات المتعلقة بإنشاء المؤسسة العمومية االقتصادية أدت إلى تمتعها
بالشخصية المعنوية ،والنقد الموجه من األستاذ سعودي زهير للمشرع الجزائري يتمثل في
إخضاع المؤسسة في إنشائها لألحكام العامة للقانون التجاري رغم كون طبيعة المؤسسة تختلف
عن الشركات الخاصة واألشخاص الطبيعيين فكان على المشرع أن يضع قواعد خاصة تتالء
5
مع وظيفتها العمومية لدورها العام في االقتصاد.
1أبو قريش السالم هاجم ،دليل تأسيس الشركات التجارية في القانون التجاري الجزائري ،د.ط ،دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر
، 3190 ،ص.93 .
2بعلي محمد الصغير ،مرجع السابق ،ص .900 .أبو قريش السالم هاجم ،مرجع سابق ،ص.90 .
3أنظر المادة 310من أمر ،95-29متضمن ق .ت ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
4سعودي زهير ،مرجع سابق ،ص.31 .
5أمر رقم ،95-29متضمن ق.ت ،معدل ومتمم ،مرجع سابق ،وسعودي زهير ،مرجع سابق ،ص.35 .
10
ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل األول:
ثانيا :حل المؤسسة العمومية االقتصادية نظام المؤسسة العمومية االقتصادية تم النص
عليه في القانون المدني من المواد 662الى 3005والقانون التجاري في المواد 299مكرر
92إلى 299مكرر 31و 995إلى 959وبحل المؤسسة العمومية االقتصادية تتالشي
1
شخصيتها القانونية.
2
تتمثل طرق حل المؤسسة العمومية االقتصادية في:
-الحل بالتراضي ،والحل القانوني.
-الحل بموجب قرار من الحكومة.
والحل القضائي.
أ-الحل بالتراضي
تكون تعبي ار عن رغبة الشركاء المساهمين الذي يسعون إلى حل المؤسسة بالتراضي ،كما
يمكن للمساهم أو لشريك االنسحاب ولكن مع شروط ويملك الشركاء حق االتفاق على إدماج
3
عدة شركات حيث تقضي الشركة الحديثة على الشركة القديمة.
يتم الحل بالتراضي عن طريق :اإلتفاق.
-االندماج.
-أو االنفصال.
- 0الحل باالتفاق :وفقا للمصلحة العامة فانه يمكن للشركاء أو المساهمين أن يتفقوا
على حل المؤسسة العمومية االقتصادية ،فيتم حلها عن طريق الجمعية العامة االستثنائية وفقا
4
للشروط واإلجراءات المحددة قانونا.
1أمر رقم 99-29مؤرخ في 33سبتمبر 9529متضمن ق.م ،ج.ر عدد ،29مؤرخ في 61سبتمبر ،9529معدل ومتمم ،بموجب
قانون 19-12مؤرخ في 96ماي ،3112ج.ر عدد ،69صادر في 96ماي .3112
2سعودي زهير ،مرجع سابق ،ص.39 .
3بعلي محمد الصغير ،مرجع سابق ،ص.909 .
4بهلول سمية ،مرجع سابق ،ص.9 .
11
ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل األول:
11
ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل األول:
1أنظر المادة 60من قانون 19-99متضمن القانون التوجيهي للمؤسسة العمومية االقتصادية ،مرجع سابق،
2وبعلي محمد الصغير ،مرجع سابق ،ص.996 .
3أنظر المادة 299مكرر 31من أمر ،95-29متضمن ق.ت ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
4بهلول سمية ،مرجع سابق ،ص.95 .
5سعودي زهير ،مرجع سابق ،ص .ص.09 -01 .
11
ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل األول:
الصافي المتبقي بعد سداد األسهم اإلسمية أو الحصص المؤسسين الشركاء ،وكذا شطب
المؤسسة في السجل التجاري وانقضاء شخصيتها المعنوية.
المبحث الثاني :تطور المؤسسة العمومية االقتصادية
تختلف أسماء المؤسسة العمومية االقتصادية باختالف أنواعها ،إال أن هذا كله ال تغير
من طبيعتها كمؤسسة عمومية اقتصادية ،وذلك نظ ار للتطورات التي عرفتها خاصة في الجزائر
بعد االستقالل سنة ،9533وذلك نظ ار للتغير الذي ط أر على نظامها ،أين أحدثت الدولة
الجزائرية تغيرات جوهرية في تنظيم الهيكل االقتصادي للمجتمع ،فقد انتهجت النظام االشتراكي
1
ثم انتقل إلى النظام الرأسمالي.
ففي مرحلة انتهاج النظام االشتراكي تميزت المؤسسة العمومية االقتصادية بالتبعية
المطلقة للدولة (المطلب األول) ،إلى أن انتهجت النظام الرأسمالي كنظام جديد تميزت من
خالله المؤسسة العمومية االقتصادية باالستقاللية عن الدولة (المطلب الثاني).
المطلب األول :مرحلة تبعية المؤسسة العمومية االقتصادية للدولة
أدى التطور االشتراكي إلى إحداث قواعد قانونية دقيقة لتسيير االقتصاد ،وأدى إلى خلق
نوع من البيروقراطية الثقيلة التي أثرت سلبا على بناء وفعالية المؤسسة العمومية االقتصادية'،
ونظ ار للظروف التي عاشتها وشهدتها المؤسسة فقد عرفت تقلبات وتطورات في مرحلة التبعية
للدولة أي امتدت هذه الفترة من 9533إلى غاية ، 29599وهذه المرحلة شهدت مرحلتين
مختلفتين من 9533إلى ( 9529الفرع األول) ،والمرحلة الممتدة من 9529أي مرحلة
التسيير االشتراكي إلى أن دخلت في مرحلة اإلصالحات االقتصادية التي امتدت إلى غاية
( 9599الفرع الثاني).
الفرع األول :المؤسسة العمومية االقتصادية من سنة 0691إلى سنة 0690
دفع استقالل الجزائر سنة 9533إلى الرحيل الجماعي للمعمرين الذين خلفوا وراءهم
مؤسسات صغيرة ومتوسطة ،فعمد مجموعة من العمال إلى إدارة هذه المؤسسات وهذا ما يسمى
1بهلول حسن ،الغزو الرأسمالي الزراعي للجزائر ومبادئ إعادة تنظيم االقتصاد الوطني بعد االستقالل ،د.ط ،المؤسسة الجزائرية للطباعة،
الجزائر ،9590 ،ص.96 .
2العشب محفوظ ،دراسات في القانون االقتصادي ،مرجع سابق ،ص.65 .
15
ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل األول:
بالتسيير الذاتي للمؤسسة (أوال) ، 1ثم عرفت انقالب بعد ظهور ما يسمى بحركة التصحيح
الثوري التي عمدت إلى تبني النظرية االشتراكية للتنمية وأعتبرت المحرك األساسي للقطاع العام
في شكل شركة عمومية وطنية (ثانيا).
أوال :مرحلة التسيير الذاتي من سنة 0691إلى سنة 0699
تعد هذه المرحلة هي المرحلة األولى التي عرفتها المؤسسة العمومية االقتصادية ذلك نظ ار
للعراقيل وغياب سياسة واضحة لتسيير شؤون المؤسسة مع االفتقار لإلطار البشري المؤهل
بسبب االحتكار من طرف المعمرين الفرنسيين للوظائف اإلدارية والتسيير تم إنتهاج هذا
النمط في التسيير كمحاولة من مجموعة من العمال للمحافظة على المؤسسة التي تركها
2
المعمرين بعد االستقالل.
طبق هذا النظام على الوحدات الصناعية والزراعية وكان تجسيدا ألمر الواقع وليس
تطبيقا إيديولوجيا هذا نتيجة لعدة عوامل من أهمها:
ظاهرة المالك الشاغرة التي جاءت كنتيجة للهجرة الجماعية لألوربيين بعد االستقالل.
الوقوف حاال بين تنامي البرجوازية التي استغلت األوضاع ومواصلة استيالئها على ممتلكات
3
بعد خروج المستعمر ،عن طريق تقنين عملية التسيير الذاتي للمؤسسات.
تمتاز هذه الفترة بكون العمال يهيمنون على أجهزة المؤسسة من خالل الجمعية العامة
التي تتشكل من العمال الدائمين ،وتنتخب الجمعية العامة مجلس العمال لمدة ثالث سنوات
والذي ينتخب لجنة التسيير ،ويعين مدير المؤسسة المسيرة ذاتيا من طرف الو ازرة الوصية
باقتراح من المجل س البلدي للتسيير الذاتي الذي تم إنشاؤه من السلطة ،وكان المدير يحتل مركز
1عجة الجياللي ،قانون المؤسسات العمومية االقتصادية (من اشتراكية التسيير إلى الخوصصة) ،د.ط ،دار الخلدونية للنشر والتوزيع،
الجزائر ،3113 ،ص .ص.92 ،99 .
2اداودي الطيب ،ماني عبد الحق "،تقيم إعادة هيكلة المؤسسة العمومية االقتصادية الجزائرية" ،مجلة المفكر ،عدد ،16كلية الحقوق
والعلوم السياسية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،ص.960 .
?BOUHEZZA Mohamed, “la privatisation de l'entreprise algérienne et le rôle de l'état dans le 3
processus", revue des sciences économique et de gestion, faculté des sciences économique et de
gestion, no 3, université Ferhat Abbas, Sétif, 2004, p. 80.
16
ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل األول:
الموظف العمومي التابع للدولة ،وكانت الدولة تملك حق إلحاق المؤسسة المسيرة ذاتيا بالقطاع
1
العمومي.
ثانيا :المؤسسة العمومية االقتصادية في الفترة الممتدة من سنة 0699إلى سنة
0690
تعد هذه ا لمرحلة هي الثانية التي مرت بها المؤسسة العمومية االقتصادية أين عرفت
2
تدخل الدولة المباشر في إدارة األعمال االقتصادية.
فكانت الدولة تهيمن على القطاع العام استمرت بإضفاء الطابع االشتراكي على المؤسسة
3
العمومية االقتصادية.
تميزت هذه الفترة بظهور مصطلحين ،الشركة الوطنية ،والمؤسسة العمومية ذات الطابع
4
الصناعي والتجاري.
كانت الشركة الوطنية تتكون من جهازين أساسيين يتمثالن في جهاز المداوالت المتمثل
في لجنة التوجيه والمراقبة ،والجهاز التنفيذي الذي يمثله المدير العام للشركة ويتم تعينه بموجب
الوزرة الوصية ،ويرى الرئيس هواري بومدين أن الشركة الوطنية هي
ا مرسوم وباقتراح من
5
الصيغة األكثر تالؤما ،لتسيير الصناعة الجزائرية ،واألداة المثلى لتوسيع القطاع االشتراكي.
أما المؤسسة العمومية ذات الطابع التجاري والصناعي عرفت خالفا فقهيا حادا في الفقه
الفرنسي بحيث خلف أزمة المرفق العام ،على خالف المشرع الجزائري الذي لم يولي اهتمام
بهذا الخالف فكان هدفه تنفيذ مخططات التنمية واصالح االقتصاد ،وكانت هذه المؤسسة
1بلمقدم مصطفی ،شاهل سيدي محمد ،خصخصة المؤسسة العمومية االقتصادية الجزائرية ،ص ،0 .مقتبس من Www . elbassair :
. net / maktaba / 6 / . comتم اإلطالع عليه يوم 99ماي ،3199على الساعة . . 95 :33
2عجة الجياللي ،مرجع سابق ،ص .ص.90 -96 .
3
?BOUHEZZA Mohamed, op. cit, p. 80.
4عجة الجياللي ،مرجع سابق ،ص .ص.99 -92.
5بن عنتر عبد الرحمان" ،مراحل تطور المؤسسة العمومية االقتصادية الجزائرية وأفاقها المستقبلية" ،مجلة العلوم اإلنسانية ،عدد ،13
جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،جوان ،3113ص.999 .
17
ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل األول:
تتشكل من مجلس إدارة يظم ممثلي عن الدولة والحزب ومدير عام للمؤسسة يتم تعيينه من
1
طرف الدولة بموجب مرسوما.
إن الفترة الممتدة من سنة 9533إلى سنة 9529كانت عبارة عن صياغة لألهداف
العامة اإلستراتيجية للتنمية الوطنية وتوفير األرضية الصلبة لقيامها في الواقع ،وذلك بالتوسع
في عمليات التأميم لالحتكارات األجنبية ،وبعث مؤسسات وطنية بديلة عن هذه االحتكارات،
2
واعتبار المؤسسة العمومية الوطنية الركيزة األساسية للتنمية االقتصادية واالجتماعية
الفرع الثاني :المؤسسة العمومية االقتصادية من سنة 0690إلى سنة 0685
بعدما انتهجت الجزائر منذ االستقالل أسلوب التسيير الذاتي وأسلوب المؤسسة الوطنية
كنظام للمؤسسة العمومية االقتصادية ولم تلق نجاحا هاما في تحقيق التنمية ،لجأت الدولة إلى
إنتهاج نظام أخر متمثل في التسيير االشتراكي للمؤسسة العمومية االقتصادية ،ولكن لم يلق
3
هذا النظام نجاحا معقوال ففقرت التوجه نحو إعادة هيكلة المؤسسة العمومية االقتصادية.
أوال :مرحلة التسيير االشتراكي من سنة 0690إلى سنة 0685
تعد هذه المرحلة ثالث مرحلة شهدتها المؤسسة العمومية االقتصادية منذ سنة 9529
بموجب قانون ،620-29وكان الهدف منه هو إشراك العمال في تسيير المؤسسة ،وأصبح
العامل المنتج والمسير في نفس الوقت ،وبرز أثناءها مفهوم جديد للمؤسسة العمومية
االقتصادية حيث أصبحت تسمى بالمؤسسة االشتراكية ،وأصبحت ملك للدولة وتابعة للقطاع
العام ،حيث تتولى الدولة االستثمار فيها مع إشراك العمال في اإلدارة والتسيير وذلك تماشيا مع
التسيير االشتراكي ،ويعتبر رأسمالها من األموال العامة ولها شخصية معنوية واستقاللية مالية،
وقائمة على ا لتعاون بين العمال ،والملكية الجماعية لوسائل اإلنتاج ،وتمتاز هذه المرحلة
18
ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل األول:
بمركزية التخطيط ،فاشتراك العمال في التسيير تنظم وظيفتين أساسيتين لمصلحة العمال
المشاركة في اتخاذ الق اررات والرقابة والتسيير.
1
نظ ار ألهمية المؤسسة االشتراكية من خالل الوظائف وأهميتها في إدارة االقتصاد الوطني،
ما دفع بالسلطة إلى إصدار تشريعات خاصة بها في مختلف النواحي ،فكانت األرباح توزع
على العمال والدولة والمؤسسة حسب الحصص ،وحفاظا على وحدة الدولة كانت الرقابة تمارس
2
عن طريق الوصاية.
باء هذا النظام بالفشل نظ ار لظهور البيروقراطية التي تسبب في ظهورها مساهمة العمال
الخفيفة في إتخاذ الق اررات والتسيير نظ ار لكون العمال أميين وانتشار األمية بصفة كبيرة ،هذا ما
دفع إلى إبعاد العمال من المساهمة الفعلية في تسيير واتخاذ الق اررات ،ما دفع بخلف صراعات
وخالفات بين العمال واإلدارين وارتفاع العبئ المالي للمؤسسة العامة على خزينة الدولة ما دفع
3
إلى التفكير في انتهاج أسلوب جديد إلدارة المؤسسة وتسييرها.
ثانيا :مرحلة إعادة هيكلة المؤسسة العمومية االقتصادية
نظ ار للفشل الذي تعرضت له المؤسسة العمومية االقتصادية في الجزائر ،وعدم كفاءة
البرنامج الخماسي في رؤيته إلى تنظيم االقتصاد الوطني ،فقد قررت الدولة انتهاج فكرة إعادة
4
الهيكلة التي باشرتها الحكومة في بداية الثمانينات
فحسب المرسوم 3303-91فان إعادة الهيكلة عبارة عن إجراء يهدف إلى تلبية
احتياجات االقتصادية للسكان المتزايد بواسطة تحسين شروط سير االقتصاد والتحكم األمثل في
أجهزة اإلنتاج ،وخلق تجانس بين نتائج المؤسسة واألهداف المسندة إليها وفقا للمخطط الوطني
للتنمية ،وال يتأتى ذلك إال بالتحقق من الضغط اإلداري على المؤسسات وتحرير إدارة المسيرين
5
عند إعداد البرامج والخطط االستثمارية
1
4 BOUHEZZA Mohamed, op. cit, p. 80.
2عليواش أمين عبد القادر ،مرجع سابق ،ص.39 .
3بلمقدم مصطفی ،ساهل سيدي محمد ،مرجع سابق ،ص.9 .
4عليواش أمين عبد القادر ،مرجع سابق ،ص.39 .
5بن عنتر عبد الرحمان ،مرجع سابق ،ص.993 .
19
ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل األول:
فإعادة الهيكلة عرفت مرحلتين :مرحلة إعادة الهيكلة العضوية ،ومرحلة إعادة الهيكلة
1
المالية.
أ -إعادة الهيكلة العضوية
كان الوضع التكاملي العمودي لكل مؤسسة عمومية مكسو ار حيث تم تحويله إلى التركيز
األفقي أو باألحرى فصل مهام المنصب ،حيث فككت 21مؤسسة وطنية كبيرة في كل
القطاعات وحولت إلى مؤسسة وطنية وقطاعية ،وهذا التقسيم دعمه المرسوم .3032-91
من إجراءات إعادة الهيكلة العضوية المتعلقة بالمبادئ المنهجية المتمثلة في مبدأ
الشمولية ،أي يجب أن تكون إعادة الهيكلة ذات بعد كلي وشامل ،ومبدأ التنسيق فهو يقوم على
تحقيق أكبر قدر من التنسيق بين مختلف الوظائف داخل المؤسسة ،وهناك إجراء مرتبط
بالمبادئ التقنية كمبدأ التخصيص الذي أساسه تخصص المؤسسة محل إعادة الهيكلة في نشاط
3
معين بذاته.
من أهداف إعادة الهيكل العضوية أنها تهدف إلى دعم االمركزية التنمية وتفعيل دور
اقتصاد للمؤسسات العمومية االقتصادية ،وكذلك تحسين اإلنتاج كما ونوعا ،وتقييم المؤسسات
الكبرى ،وتلبية حاجيات المواطنين وتحسين ظروف التسيير االقتصادي الوطني ،والسيطرة
الفعلية على اإلنتاج بزيادة فعالية أداء اإلنتاج مع تخفيض تكلفته 4.بإعادة الهيكلة المالية
للمؤسسات العمومية االقتصادية
نشأ هذا النظام لتمكين الشركات العامة من الحصول على االستقالل المالي وتجنب طلب
المساعدة من الدولة" ،ظهر هذا النظام مع ظهور قانون المالية لسنة 9593الذي يدعوا للفصل
5
في الذمة المالية للمؤسسة العمومية االقتصادية والذمة المالية للدولة.
11
ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل األول:
هنا سنتطرق إلى كل ما يتعلق بأسباب إعادة واجراءات إعادة الهيكلة المالية ،ثم أهداف
إعادة الهيكلة المالية وفي األخير النتائج التي تم الوصول إليها.
-0أسباب إعادة الهيكلة المالية واجراءاتها :تتنوع أسباب إعادة الهيكلة وأهدافها،
وهذا ما سنبينه:
: 9 - 9أسباب إعادة الهيكلة :تتمثل في المردودية المالية السلبية كالتحديد المسبق
لألسعار من طرف الدولة دون مراعاة األسعار الحقيقية للمنتوج ،والضغوطات الضريبية التي
زادت من احتياجات الخزينة ،وعدم وفاء المتعاملين بالتزاماتهم تجاه المؤسسة في اآلجال
المحددة ،والتزايد المستمر لمديونية المؤسسة وذلك لعدم قدرة المؤسسة على تسديد الديون حيث
1
كانت تطلب قروض التغطية الديون السابقة.
: 0 - 1إجراءات إعادة الهيكلة :هناك إجراءات داخلية واجراءات خارجية.
: 9 - 3 - 9اإلجراءات الداخلية :وهذا بترشيد التسيير المالي للمؤسسة العمومية
االقتصادية ،والعمل على رفع الطاقة اإلنتاجية الموجودة ،وانقاص تكاليف االستغالل بقدر
2
االستطاع وذلك بالدقة والصرامة في التسيير واستغالل الموارد البشرية.
: 0 - 1 - 1اإلجراءات الخارجية :تسعى هذه اإلجراءات إلى تحقيق ظروف اقتصادية
بالغة األهمية للسماح للمؤسسة التي قد نجحت في تحقيق اإلجراءات المتخذة على المستوى
الداخلية ،وتحقيق التوازن المالي للمؤسسة وذلك بإعادة الهيكلة وتصفية ديونها المسبقة ،والنظر
فيما يتعلق بنظام األسعار والنظام الجبائي وتقديم إعتمادات للمؤسسة الجديدة من طرف الخزينة
العامة3.أهداف ونتائج إعادة الهيكلة المالية
gestion et commercial, département des science de gestion, option: management économique des
territoires et entrepretariat, université de Bejaia, 2011, p. 51.
1بهلول سمية ،مرجع سابق ،ص.39 .
2داودي الطيب ،مرجع سابق ،ص.969 .
3بهلول سمية ،مرجع سابق ،ص.33 .
10
ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل األول:
5
ISAADON Ratiba, la privatisation des entreprises industrielle en Algérie: analyse, histoire et
; développement, thèse de doctorat en science économique, faculté science économiques et de gestion
université Lyon 2, 2012, p. 70.
11
ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل األول:
رغم أن نظام إعادة الهيكلة بنوعية قد حقق نوعا من النجاح كاستقاللية المؤسسة عن
الدولة وذلك من الجانب المتعلق بالذمة المالية ،إال أنه لم يخلوا من قيام مشاكل وتناقضات
1
متعلقة بالوصاية ،السلطة واإلشراف.
إن المؤسسة العمومية االقتصادية عرفت عدة تطورات وانقالبات في المرحلة الممتدة من
سنة 9529إلى 9599فيما يتعلق بالنظام المخصص ،لكن لم تستقر على فكرة واحدة وهذه
التغيرات في النظام لم تلقى نجاحا معموال ففي كل مرحلة نجد أنها بات بالفشل ،وهذا ما دفع
2
بالتفكير في تقديم استقاللية مطلقة للمؤسسة العمومية االقتصادية.
المطلب الثاني :مرحلة استقاللية المؤسسة العمومية االقتصادية
تعتبر مرحلة إستقاللية المؤسسة العمومية اإلقتصادية من أهم المراحل التي أقدمت عليها
الدولة في إطار التوجه نحو اإلقتصاد الحر بغية تكريس إنسحاب الدولة من الحقل اإلقتصادية،
وجاءت هذه المرحلة بعد عملية إعادة الهيكلة التي كانت في الثمانينات ،وتعد مرحلة
اإلستقاللية كخطوة أولى للدخول إلى إقتصاد السوق واعداد المؤسسة العمومية اإلقتصادية
للدخول في الخوصصة ،لذا سنحاول من خالل هذا المطلب دراسة المؤسسة العمومية
اإلقتصادية في إطار الخوصصة (الفرع الثاني) ،هذا بعد دراسة هذه المؤسسات بعد صدور
القانون رقم 99 - 19المتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية اإلقتصادية (الفرع
األول).
الفرع األول :المؤسسة العمومية اإلقتصادية بعد صدور القانون رقم 50-88
بحلول سنة 9599قامت الجزائر بإصالحات إقتصادية تهدف إلى إعادة تكييف المؤسسة
العمومية اإلقتصادية مع مقتضيات إقتصاد السوق وضرورة الفصل بين الملكية والتسيير لهذه
11
ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل األول:
المؤسسات ولهذا الغرض تم إصدار مجموعة من القوانين التشريعية لتحقيق هذه األهدافك،
1
وهي:
-القانون رقم 19-99المتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية اإلقتصادية.
-القانون رقم 13-99المتعلق بالتخطيط.
-القانون رقم 16 -99المتعلق بصناديق المساهمة.
-القانون رقم 10-99المعدل و المتمم لألمر رقم 95-29المتضمن القانون التجاري
2
والمحدد للقواعد الخاصة المطبقة على المؤسسات العمومية اإلقتصادية.
وبعد صدور هذه القوانين دخلت المؤسسة العمومية اإلقتصادية في مرحلة اإلستقاللية
(أوال) ومن ثم إعادة هيكلتها صناعيا ( ثانيا).
أوال :إستقاللية المؤسسة العمومية اإلقتصادية
يعد القانون رقم 19-99الصادر في سنة 9599منعطف هام في إستقالل المؤسسة
العمومية اإلقتصادية ،فمن خالل صدور هذا القانون أصبحت هذه المؤسسات يمكن أن تأخذ
شكل شركة مساهمة أو شركة ذات مسؤولية محدودة تملك الدولة أو الجماعات المحلية فيها
بصفة مباشرة أو غير مباشرة جميع األسهم أو الحصص هذا طبقا للمادة الخامسة ( )19من
القانون المذكور أعاله ،كما أصبحت أموال هذه المؤسسات تخضع ألحكام القانون الخاص
وتخلت الدولة عن تدخلها المباشر في تسيير أموالها وتم إنشاء صناديق المساهمة بموجب
القانون رقم 3 16-99المتعلق بصناديق المساهمة والتي تعرف على أنها شركات أو مؤسسات
عمومية إقتصادية تشكل الوساطة التي تمكن الدولة من المساهمة في المؤسسات العمومية
وممارسة حقها في الملكية ،كان هذا النظام القانوني الجديد الذي يحكم هذه المؤسسات العمومية
1رحال علي ،األدوات القانونية لخوصصة المؤسسات العمومية في الجزائر ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون ،فرع :قانون
األعمال ،كلية الحقوق ،بن عكنون ،3119 ،ص .30 .بن صالح بهدي عيسى" ،مالمح هيكلة المؤسسة الشبكية" ،مجلة الباحث ،عدد ،6
جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة ،3110 ،ص.15 .
2بوهزة محمد" ،بعض آثار اإلصالحات على المؤسسة اإلقتصادية العمومية الجزائرية ،حالة بعض المؤسسات" ،مجلة العلم اإلنسانية ،عدد
،9جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،نوفمبر ،3119ص.29 .
3أصدرت هذه القوانين في 93جانفي ،9599ج .رعدد ،3صادر في 96جانفي .9599
11
ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل األول:
يهدف إلى إخضاعها للقانون الخاص لتحقيق إستقالليتها إال أنه يشمل قواعد إستثنائية تبين
طابعها العام خاصة ما يتعلق بأموالها ،هذا ما نصت عليه المادة 31من القانون رقم 19-99
السالف الذكر ،1ومن مظاهر إزدواجية النظام القانوني المطبق على هذه المؤسسات خضوعها
للقانون رقم 10-99المحدد للقواعد الخاصة المطبقة على المؤسسات العمومية اإلقتصادية
2
بدل القانون التجارية.
ثانيا :إعادة الهيكلة الصناعية للمؤسسات العمومية اإلقتصادية
بعد فشل تجربة إستقاللية المؤسسة العمومية اإلقتصادية للوصول إلى النتائج المرجوة كان
البد من إعادة هيكلتها لتغطية العجز الذي مس اإلقتصاد الوطني بصفة عامة والمؤسسة
العمومية بصفة خاص ة ،وتعرف إعادة الهيكلة الصناعية بانها مجموعة من اإلجراءات المتعلقة
بإعادة تنظيم أدوات اإلنتاج وتوزيعها وتحديثها قصد رفع فعاليتها وقدرتها التنافسية ،لتعدد
مظاهر العجزة ،جاءت هذه المرحلة التكريس نظام إقتصاد السوق وضرورة إبتعاد الدولة من
3
النشطات ذات الطابع التنافسي وفتح المجال أمام المبادرة الخاصة.
الفرع الثاني :المؤسسة العمومية في ايطار الخوصصة
لجأت الجزائر لنظام الخوصصة خالل فترة التسعينات نتيجة للضغوطات والشروط التي
فرضها عليها صندوق النقد الدولي لإلستدانة فرض عليها شروط ومنها إعادة هيكلة القطاع
العام االقتصادي وفتح المجال للخواص ،ظهرت الخوصصة في الجزائر سنة 9550 4وهي
خوصصة جزئية وهذا ضمن قانون المالية التكميلية ،ثم صدر األمر رقم 33-59متعلق
بخوصصة المؤسسة العمومية االقتصادية ، 5عدل هذا القانون بموجب األمر رقم 939-52
وهذا التعديل لم يمس اإلجراءات الجوهرية وانما اكتفي ببعض األحكام والتي تتعلق بإجراءات
التحفيز ،ودعم الطبقة الشغيلة ،وازالة بعض العراقيل البيروقراطية ،إلى أن هذا األمر عدل بدوره
1قانون رقم 19-99متضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية اإلقتصادية ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
2
SAADOUNE Ratiba, op. cit., p. 82.
3قانون رقم 16-99متعلق بصناديق المساهمة ،مرجع سابق .عليواش أمين عبد القادر ،مرجع سابق ،ص.62 .
4أيت منصور كمال ،مرجع سابق ،ص.99 .
5المادة 31من قانون رقم ،19-99متضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية اإلقتصادية ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
15
ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل األول:
1بهلول سمية ،مرجع سابق ،ص .63 .عليواش آمين عبد القادر ،مرجع سابق ،ص ،ص.06 -65 .
2شحماط محمود ،قانون الخوصصة في الجزائر ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون ،كلية الحقوق ،جامعة منتوري ،قسنطينة،
،3112ص .ص.995-999 .
3حال علي ،مرجع سابق ،ص.35 .
4أمر رقم ،93-52مؤرخ في 95مارس ،9552يتعلق بخوصصة المؤسسات العمومية ،ج.ر عدد ،99مؤرخ في 95مارس .9552
16
ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل األول:
1أمر رقم ،10-19متعلق بتنظيم المؤسسات العمومية االقتصادية وتسييرها وخوصصتها ،مرجع سابق.
2أبوخدوني وهيبة ،التطهير المالي وخوصصة المؤسسات العمومية الجزائرية ،الملتقى الوطني األول حول المؤسسة الجزائرية وتحديدات
المناخ االقتصادي الجديد ،جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة ،يومي 36 ،33أفريل ،3116ص.01 .
17
ماهية المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل األول:
1
PALLOUI Farida, L'impact de l'ouverture du marché sur le droit de la concurrence, mémoire en vue
d'obtention du diplôme de magister en droit, option: droit des affaires, faculté de droit, université
mouloud Mammeri, TiziOuzou, 2011, pp. 23-25.
2بصفة عامة تتم خوصصة التسيير بالعقود :عقد اإليجار ،عقد االمتياز ،عقد التسيير.
3رحال علي ،مرجع سابق ،ص .99 .مرجع نفسه ،ص .93 .مرجع نفسه ،ص.53 .
4أيت منصور كمال ،مرجع سابق ،ص.92 .
5مرجع نفسه ،ص.20 .
18
الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل الثاني:
الفصل الثاين
الرقابة القانونية
عىل املؤسسة العمومية
الاقتصادية
93
الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل الثاني:
يختلف مفهوم الرقابة وتتعدد تعريفاتها باختالف الزاوية التي ينظر منها إليها ،إال أنها
تنصب عموما في معنى واحد ،فهناك من يعرفها بأنها" :مراجعة األعمال للتأكد من مدى
إتفاقها مع الخطة الموضوعة ،أو هي بعبارة أخرى وظيفة مهمتها التثبت من صحة اإلتجاه نحو
الهدف وتقويم هذا اإلتجاه إذا انحرف عنه".
وهناك من يعرفها بأنها " :النشاط الذي تمارسه اإلدارة في المنظمة للتأكد من أن العمل
فيها يسير وفقا للسياسات والخطط الموضوعة لتحقيق أهداف المنظمة والكشف عن اإلنحرافات
1
و العمل على إصالحها".
والحديث عن الرقابة على المؤسسة العمومية اإلقتصادية يعني الوقوف على مدى
خضوعها للقانون والتزامها بالحدود المرسومة لها عند ممارسة نشاطها ومدى تحقيقها األهداف
المسطرة لها هذا من جهة ،ومن جهة أخرى البحث في مدى فعالية األجهزة التي تضطلع بهذه
المهام ،بغض النظر عن طبيعة هذه األجهزة ( إدارية ،قضائية ،سياسية) ،مع بيان الجزاءات
القانونية المترتبة عن إخاللها بمهامها أو خروجها عن حدودها القانونية.
ولقد ازدادت أهمية الرقابة كثي ار بعدما منحت المؤسسة العمومية اإلستقاللية ،هذه األخيرة
التي جعلت بعض المؤسسات تتمادى في نشاطاتها وتتجاوز حدود أهدافها وهو ما ترتب عنه
تسخير العديد من األجهزة الداخلية والخارجية) لضمان التزام المؤسسات العمومية اإلقتصادية
بحدودها القانونية المرسومة لها ،وسنحاول من خالل هذا الفصل الوقوف على الرقابة الداخلية
والخارجية للمؤسسة العمومية اإلقتصادية (المبحث األول) ،ومن ثم التفصيل في أنواع الرقابة
القانونية (المبحث الثاني).
المبحث األول:الرقابة الداخلية والخارجية على المؤسسة العمومية اإلقتصادية
شهدت الرقابة الداخلية والخارجية على المؤسسة العمومية اإلقتصادية تطورات عدة عبر
مختلف مراحل التطور التشريعي للمؤسسة ،فبعد أن كانت الرقابة الخارجية تلعب الدور
األساسي في متابعة أنشطة المؤسسة العمومية اإلقتصادية في ظل مرحلة إقتصاد الموجه
على اعتبار أن المؤسسة العمومية لم تكن في تلك المرحلة سوى أداة لتنفيذ مخططات
التنمية ،األمر الذي يمنح كامل الصالحية للسلطة الوصية لتحديد اإلطار الذي يتوجب على
أحمد بن صالح بن هليل الحربي ،الرقابة اإلدارية وعالقتها بكفاءة األداء ،مذكرة ماجستير في العلوم اإلدارية ،جامعة نايف العربية للعلوم 1
04
الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل الثاني:
المؤسسة اإللتزام به واإلستئثار بسلطة التأكد من مدى تحقيق المؤسسة لألهداف المرسومة لها
في إطار خطط التنمية ،ثم تراجعت حدة الرقابة الخارجية في ظل مرحلة إقتصاد الحر لتنتعش
بذلك الرقابة الداخلية ،بحيث أصبحت المؤسسة العمومية اإلقتصادية تتمتع بهامش من
اإلستقاللية يفرض عليها التكفل بمهام إيجاد مصادر للتمويل واختيار األسواق التي تمارس في
إطارها نشاطاتها وتفرض وجودها ،وهو األمر الذي يستلزم عليها وضع أهدافها بما يتماشى مع
إمكانياتها ،سعيا منها لتحقيق أكبر قدر ممكن من األرباح.
وسنحاول من خالل هذا المبحث الوقوف على صور وأشكال الرقابة الداخلية على
المؤسسة العمومية (المطلب األول) ،ومن ثم بيان صور وأشكال الرقابة الخارجية المفروضة
عليها (المطلب الثاني).
المطلب األول :الرقابة الداخلية على المؤسسة العمومية اإلقتصادية
تعتبر الرقابة الداخلية صورة جد مهمة للمتابعة الذاتية لعمليات المؤسسة العمومية
اإلقتصادية ويقصد بها" :ذلك األسلوب من التنظيم اإلداري والمحاسبي الذي يجعل األعمال
اليومية في مؤسسة ما يتم بشكل يشترك فيه أكثر من شخص واحد في تحقيق كل عملية من
1
العمليات ،وبهذا يكون عمل كل موظف مكمال ألعمال الموظفين اآلخرين".
كما تعرف بأنها" :تقييم األداء الكلي للمؤسسة خالل فترة زمنية معينة ،لمعرفة مدى تحقيق
أهدافها الموضوعة والمحددة ،وذلك باستخدام معايير خاصة بالمؤسسة مثل الربحية ،العائد
2
على اإلستثمار ،حصة المؤسسة في السوق...الخ".
وتعتبر الرقابة الداخلية وجها من أوجه تكريس مبدأ اإلستقاللية الذي تبناه المشرع الجزائري
في القانون ،00-88ودعمه أكثر األمر 00-00الذي منحها طابع المتاجرة الذي يستوجب
الحد من الرقابة الخارجية في مقابل توسيع دائرة ممارسة الرقابة الداخلية ،وهي
عالوة على األهداف الخاصة لها والمرتبطة بنشاط كل مؤسسة تسعى إلى إعطاء
ضمانات للمستثمرين بطمأنتهم على عدم التدخل المفرط للهيئات الخارجية ،إضافة إلى تهيئة
المؤسسات العمومية للتأقلم مع مقتضيات اقتصاد السوق التي تستوجب السرعة في اتخاذ القرار
غوالي محمد بشير ،دور المراجعة في تفعيل الرقابة داخل المؤسسة (حالة تعاونية الحبوب والخضر الجافة بورقلة) ،كلية الحقوق و 1
ماجستير في تنمية وتسيير الموارد البشرية ،جامعة منتوري ،3000 ،ص .32
04
الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل الثاني:
و التنفيذ ،وهو األمر الذي يتعارض مع الرقابة الخارجية التي تتسم بطول اإلجراءات وتعقيد
1
التعليمات.
وسنحاول من خالل هذا المطلب التفصيل في أشكال الرقابة الداخلية من خالل الوقوف
على رقابة أجهزة المؤسسة الفرع األول) ،ومن ثم رقابة محافظ الحسابات الفرع الثاني).
الفرع األول :رقابة أجهزة المؤسسة العمومية اإلقتصادية
تعتبر رقابة أجهزة المؤسسة العمومية اإلقتصادية أنجع أشكال الرقابة الداخلية ،لكون هذه
األجهزة أدرى بإمكانيات المؤسسة واألهداف المرسومة لها وبالتالي فهي األقدر على تحقيق
التوازن بين هذه اإلمكانيات واألهداف ،ولذلك نجد لكل أجهزة المؤسسة العمومية اإلقتصادية
دون استثناء دور في ممارسة هذه الوظيفة الرقابية وفق صور واضحة وفي حدود معينة ينص
عليها القانون أو تحددها القوانين األساسية للمؤسسة العمومية اإلقتصادية.
ولذلك سنحاول من خالل هذا الفرع بيان حدود صالحيات كل جهاز من أجهزة المؤسسة
العمومية اإلقت صادية في ممارسة الرقابة الداخلية على المؤسسة العمومية اإلقتصادية بداية
برقابة الجمعية العامة (أوال) ،ومن ثم رقابة جهاز اإلدارة (ثانيا) ،فرقابة جهاز التسيير (ثالثا).
أوال -رقابة الجمعية العامة
على اعتبار أن الجمعية العامة هي الهيئة السيادية في المؤسسة العمومية اإلقتصادية فإن
إطار رقابتها جد واسع وهام ،وتأتي هذه األهمية من صفتها كمالكة لألسهم ،األمر الذي يمنحها
كافة السلطات المترتبة عن حق الملكية وعلى رأسها مراقبة جميع التصرفات التي تقوم بها
أجهزة إدارة وتسيير المؤسسة العمومية اإلقتصادية ،وتمتد رقابتها حتى إلى أعمال محافظ
الحسابات وهذا اإلختصاص الرقابي خول لها نزوال عند سلطتها في تعيين وعزل أعضاء
2
مجلس اإلدارة ومجلس المراقبة والمسيرين ومحافظي الحسابات.
ويتمثل دور الجمعية في مجال الرقابة في المصادقة على أعمال و أنشطة المؤسسة
کالمصادقة على القانون األساسي وتقرير مجلس اإلدارة أو مجلس المراقبة ،والمصادقة على
1
1 - Amor Zahi, Aspects Juridiques des Reformes Economiques en Algerie, L’Algerie en Mutation (les
instruments juridiques de passage a l'économie de marché, sous la direction de : Robert Charvin et
Ammar Guesmi, Edition L'Hrmattan, 2001, pp 55-66.
عليوات ياقوتة ،الرقابة على المؤسسات العمومية اإلقتصادية ،رسالة ماجستير في القانون العام ،معهد الحقوق والعلوم اإلدارية ،جامعة 2
04
الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل الثاني:
تقرير محافظي الحسابات ،كما يفتح المجال لجميع األطراف للمشاركة في هذه العملية ويمنح
للمساهمين الحق في اإلطالع على كافة الوثائق ذات الصلة بالوضعية المالية واإلدارية
للمؤسسة العمومية ،ولضمان فعالية الرقابة الداخلية للجمعية العامة فقد قرنها المشرع
بجملة من الشروط التي يترتب على احترامها تحقيق األهداف المسطرة لها والتي نذكر من
بينها:
-0تقييد إبرام العقود بين المؤسسة العمومية وأحد القائمين بإدارتها بشرط الحصول على
1
ترخيص مسبق من الجمعية العامة ،تحت طائلة بطالن العقد.
-3إستئثار الجمعية العامة بسلطة تعيين محافظي الحسابات ،2والفصل في حسابات
السنة المالية ،وتعيين مجلس المديرين وابرام العقود التي تحدد فيها عهدة تسييرهم معهم.
ثانيا -رقابة جهاز اإلدارة
يمارس جهاز اإلدارة رقابته على جهاز التسيير من خالل دوره في إنتخاب وعزل مجلس
اإلدارة أو المدير العام بناءا على اقتراح من رئيس اإلدارة ،إضافة إلى اختصاصه المطلق في
استخالف وعزل أعضاء جهاز التسيير ،ويتولى متابعة ومراقبة كافة أعمال الرئيس أو المدير
العام أو المسير ،ومثالها المؤسسة التي بها مجلس مراقبة ،هذا األخير يتولى سلطة الرقابة
الدائمة على المؤسسة ،كما تخضع بعض العقود المحددة قانونا إلى ترخيص مسبق منه ،ويحق
3
له كذلك القيام بإجراءات الرقابة التي يراها ض رورية في أي وقت إرتأى ذلك ضروريا.
ثالثا -رقابة جهاز التسيير
يتحمل جهاز التسيير مسؤولية تسيير المؤسسة على أحسن وجه ،ولذلك منحه المشرع
صالحيات السلطة الرئاسية في المؤسسة العمومية اإلقتصادية ،من سلطة التأديب وسلطة
توجيه المرؤوسين والمصادقة على أعمالهم أو تعديلها أو إلغائها أو الحلول محلهم وفق الشروط
القانونية ،كما زوده بكافة الصالحيات الالزمة للقيام بوظيفة التسيير على أحسن وجه ومواجهة
متطلبات المنافسة التي أقحمت فيها المؤسسة العمومية اإلقتصادية ،4وهو ما يتجسد في الوسيلة
المواد 080 ،080من القانون التجاري بالنسبة للمؤسسات العمومية الخاضعة ألحكام القانون التجاري ،المرجع نفسه .و المواد 00 ،00 2
من المرسوم التنفيذي 382-00بالنسبة للمؤسسات التي يتخذ مجلس إدارتها وتسييرها الشكل الخاص.
المواد 300 ،300من القانون التجاري ،مرجع السابق. 3
09
الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل الثاني:
المثلى في الرقابة والتنظيم الذي يقوم عليه التسيير اإلداري المعاصرة) ،وهذا فيما يخص
المؤسسات العمومية الخاضعة ألحكام القانون التجاري ،أما بالنسبة للمؤسسات العمومية
اإلقتصادية التي يتخذ مجلس إدارتها وتسييرها الشكل الخاص ،1فيكون رئيس مجلس المديرين
أو المدير العام الوحيد مقيدا في ممارسة الرقابة عليها بالعقود المبرمة مع الجمعية العامة
للمؤسسة ،أي يقوم بسلطات تسيير المؤسسة واإلشراف عليها في حدود الصالحيات المبينة في
2
العقود المنصوص عليها في القانون مع مراعاة السلطات المخولة للجمعية العامة.
الفرع الثاني رقابة محافظ الحسابات
يعتبر محافظ الحسابات جهة من جهات الرقابة الداخلية على المؤسسة العمومية
اإلقتصادية ويعرف بأنه" :كل شخص يمارس بصفة عادية باسمه الخاص وتحت مسؤوليته،
مهمة المصادقة على صحة حسابات الشركات والهيئات وانتظامها ومطابقتها ألحكام التشريع
3
المعمول به".
ومن هذا التعريف يستنتج أن الهدف األساسي من وجود محافظ الحسابات داخل المؤسسة
هو التأكد من صحة وسالمة حساباتها ،وسالمة بعض عمليات التسيير التي تقوم بها أجهزة
اإلدارة ،وبالتالي فإنه حتى يصل للهدف األساسي من صالحياته في الرقابة على المؤسسة
العمومية اإلقتصادية أال وهو التأكد من صحة وسالمة العمليات السابق ذكرها ،فإنه يتوجب
عليه القيام بمهامه على أكمل وجه وتبليغ النتائج المتوصل إليها إلى كل األطراف المعنية
4
والسيما المساهمين.
وسنحاول من خالل هذا الفرع بيان إجراءات تعيينه وانهاء مهامه (أوال) ،ومن ثم تحديد
صالحياته (ثانيا).
المادة 33من القانون 00-00المؤرخ في 39جوان 3000والمتعلق بمهن الخبير المحاسب ومحافظ الحسابات والمحاسب المعتمد، 3
جبر العدد 30الصادرة في 00جويلية ،3000وهي نفس المادة 30من القانون 08-90المؤرخ في 30أفريل ،0990ج.ر العدد 30
الصادرة في 00ماي .0990
خلفاوي عبد الباقي ،حق المساهم في رقابة شركة المساهمة ،مذكرة ماجستير في القانون ،كلية الحقوق ،جامعة منتوري ،قسنطينة، 4
،3009ص .00
00
الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل الثاني:
المرسوم التنفيذي 30-93المؤرخ في 0993 -00-02والمحدد لتشكيلة مجلس النقابة الوطنية للخبراء المحاسبين ومحافظي الحسابات 2
والمحاسبين المعتمدين ويضبط اختصاصاته وقواعد عمله ،ج.ر العدد 02الصادرة في 00جانفي ،0993المعدل والمتمم بالمرسوم
التنفيذي 008-90المؤرخ في 00ديسمبر ،0990ج.ر العدد .80
04
الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل الثاني:
المواد من 33إلى 30من القانون ،00-00مرجع سابق - .وللتفصيل في صالحيات محافظ الحسابات راجع :بن جميلة محمد ،مرجع 1
04
الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل الثاني:
الخارجية بدأت تعود تدريجيا في الفترة األخيرة خاصة بعد تفشي ظاهرة الفساد التي
أضرت كثي ار باألموال العمومية على كافة المستويات و منها أموال المؤسسة العمومية
اإلقتصادية ،وهو ما دفع المشرع الجزائري إلى سن العديد من القوانين التي ترمي إلى محاربة
هذه الظاهرة والحفاظ على األموال العمومية ،فكان من بين أنجع الطرق لتحقيق هذه األهداف
هو إعادة مكانة للرقابة الخارجية على المؤسسة العمومية اإلقتصادية بمختلف أشكالها وهو
األمر الذي طرح التساؤل حول ما مدى استقاللية المؤسسات العمومية اإلقتصادية التي سعى
المشرع الجزائري ألكثر من عشرين سنة لوضع أسسها وضمانها ،إال أن المشرع لم يول باال
لهذا الموضوع وكان كل هدفه حماية األموال العمومية للمؤسسة العمومية اإلقتصادية.
وسنحا ول من خالل هذا المطلب الوقوف على الرقابة الخارجية التي تمارسها كل من
الجهات الوصية (الفرع األول) ومن ثم رقابة الجهات المتخصصة (الفرع الثاني).
الفرع األول :رقابة الجهات الوصية
قد يتبادر إلى الذهن من أول وهلة أنه بحكم أن المؤسسة العمومية اإلقتصادية كائن
قانوني متخصص ومتمتع باالستقاللية فإن هذه األخيرة تعفيه من وجود جهات وصية تمارس
عليه الرقابة ،إال أنه يجب القول أن هذه االستقاللية ال تمنع بقاء المؤسسات العمومية
اإلقتصادية خاضعة لرقابة جهات وصية محددة منحت لها هذه الصالحية بموجب نصوص
قانونية ،فبالرغم من أن سلطة الوصاية قد تراجعت كثي ار بعد أن منحت المؤسسة العمومية
1
اإلقتصادية استقالليتها مقارنة بما كان عليه الحال في ظل التسيير االشتراكي للمؤسسات .
إال أن هذا الوصاية لم تعدم نهائيا ،ويتفاوت حجم وثقل الرقابة الخارجية التي تمارسها
الجهات الوصية باختالف أهمية ونوع النشاط الذي تمارسه المؤسسة العمومية اإلقتصادية إذ
تظهر بصورة محتشمة عند الحديث عن المؤسسات العمومية التي تخضع في معظم أحكامها
القانون التجاري ،في حين نجد أن حدود رقابة السلطة الوصية على المؤسسات العمومية
اإلقتصادية التي تملك الدولة أو أحد أشخاص القانون العام كل رأسمالها والمؤسسات العمومية
التي يكتسي نشاطها الطابع االستراتيجي واسعة مقارنة بالنوع األول من المؤسسات.
مختار بوشيبة ،مظاهر السلطة الرئاسية والوصاية اإلدارية على المؤسسة العمومية اإلقتصادية -دراسة مقارنة ،-أطروحة لنيل درجة 1
دكتوراه دولة في القانون اإلداري ،معهد الحقوق والعلوم اإلدارية ،جامعة الجزائر ،0990 ،ص ص .008-023
04
الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل الثاني:
والحديث عن رقابة الجهات الوصية على المؤسسة العمومية اإلقتصادية ينصرف إلى تلك
السلطات التي تمارسها جهتان أساسيتان تتمثل الجهة األولى في السلطة التنفيذية باعتبارها
تملك الكثير من الصالحيات التي تخولها ممارسة هذا النوع من الرقابة (أوال) ،هذا ومنح
القانون أيضا لشركات مساهمات الدولة ومجلس المساهمة أيضا ص الحية ممارسة الرقابة
الخارجية على المؤسسة العمومية اإلقتصادية باعتبارهما هيئتين وصيتين على المؤسسة
العمومية اإلقتصادية (ثانيا).
أوال -رقابة السلطة التنفيذية
إن صالحية السلطة التنفيذية في ممارسة الرقابة الخارجية على المؤسسة العمومية
اإلقتصادية باعتبارها سلطة وصائية عليها يختلف عن تلك الصالحيات التي تمارسها السلطة
الوصية على السلطات الالمركزية في مفهوم القانون اإلداري ،وسنحاول من خالل هذه الجزئية
بيان الصالحيات المخولة لكل من رئيس الجمهورية و الحكومة والو ازرة في ممارسة سلطة
الرقابة على المؤسسات العمومية اإلقتصادية -0 .رئيس الجمهورية :على اعتبار أن رئيس
الجمهورية هو السلطة العليا في الدولة ،فإن له صالحيات دستورية جد واسعة في كافة
المجاالت وعلى رأسها المجال إقتصادي ويستمد رئيس الجمهورية سلطته الرقابية على المؤسسة
العمومية اإلقتصادية بموجب صالحياته الدستورية في تعيين رؤساء مجالس اإلدارة عن طريق
المراسيم الرئاسية بناءا
على اقتراح من الحكومة ،وذلك لكونه المسؤول عن اإلشراف على توجيه السياسة الوطنية
التي من ضمنها اإلقتصادية ،خاصة إذا ما تعلق األمر بالمؤسسات العمومية اإلقتصادية التي
يكتسي نشاطها الطابع االستراتيجي ،وخير مثيل على هذه الصالحيات الرقابية القانون المنظم
للمؤسسات العمومية اإلقتصادية والذي تم إصداره بموجب أمر من رئيس الجمهورية ولم يصدر
،بالرغم من أنه كان يفترض أن يصدر بموجب قانون بالنظر إلى أهمية 1
بموجب قانون
موضوع المؤسسات العمومية اإلقتصادية وحساسية مجال نشاطها وحاجته للدراسة الواسعة
والمناقشة المعمقة ،عكس التشريع بأوامر والذي يتم في وقت قصير بين دورتي البرلمان ،وال
2
يحق لهذا األخير تعديله فإما أن يقبله كله أو يرفضه كله.
األمر 00-00المتعلق بتنظيم المؤسسات العمومية اإلقتصادية وتسييرها وخوصصتها ،مرجع سابق. 1
04
الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل الثاني:
المنظمة بموجب المرسوم التنفيذي 200-00الصادر في 00نوفمبر 3000والمتضمن تحديد تشكيلة لجنة مراقبة عمليات الخوصصة 3
تغيرت تسمية هذه الو ازرة أربع مرات في مدة ال تتعدى العشر سنوات حيث أنشأت تحت إسم و ازرة المساهمة وتنسيق اإلصالحات ،ثم 5
أصبحت تسمى و ازرة المساهمة وترقية اإلستثمار ،ثم و ازرة الصناعة وترقية اإلستثمار ،وأخي ار استقرت على إسم و ازرة الصناعة والمؤسسات
الصغيرة والمتوسطة وترقية اإلستثمار.
المواد من 03إلى 00من المرسوم التنفيذي 03 -00المؤرخ في 30جانفي ،3000يحدد صالحيات وزير الصناعة والمؤسسات 6
03
الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل الثاني:
المرسوم التنفيذي 008-02المؤرخ في 02أفريل ، 3002المعدل والمتمم للمرسوم التنفيذي 00-00المؤرخ في 30جانفي ،3000 1
المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية في و ازرة الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية اإلستثمار ،ج.ر العدد 09الصادرة في 00
أفريل .3002
المواد 00-02من المرسوم التنفيذي 08-00المؤرخ في 30جانفي ،3000المتضمن تنظيم المفتشية العامة في و ازرة الصناعة 2
والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية اإلستثمار وسيرها ،ج.ر العدد 00الصادرة في 33جانفي.2011
44
الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل الثاني:
المادة 00من المرسوم 00-00المعدلة والمتممة بموجب المادة 00من المرسوم ،008-02مرجع سابق. 1
المادة الثانية ( )03من المرسوم الرئاسي 080-03المؤرخ في 20ماي ،3003يعدل المرسوم التنفيذي 302-00المؤرخ في 00 3
سبتمبر ،3000يتعلق بتشكيلة مجلس مساهمات الدولة وسيره ،ج.ر العدد 23الصادرة في 20ماي.2006
44
الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل الثاني:
وزير الصناعة ،الوزير المنتدب لدى وزير المالية المكلف باإلصالح المالي ،الوزير المعني أو
الوزراء المعنيين بجدول األعمال.
وتعقد اجتماعات المجلس مرة واحدة على األقل كل ثالثة أشهر كما يمكن استدعاؤه
لإلجتماع من طرف الرئيس أو بطلب من أحد أعضائه في كل وقت ،ويتولى الوزير المكلف
1
بالمساهمات أمانة المجلس.
ب -صالحيات المجلس :يضطلع مجلس مساهمات الدولة بتحديد االستراتيجيات الشاملة
والسياسيات والبرامج فيما يخص مساهمات الدولة وتنفيذها ،كما يحدد سياسات وبرامج
خوصصة المؤسسات العمومية اإلقتصادية ويوافق عليها ،هذا عالوة على تعيين ممثلين عنه
للقيام بصالحيات الجمعية العامة للمؤسسات العمومية اإلقتصادية التي تملك الدولة رأسمالها
مباشرة) ،إضافة إلى ضبط القطاع العمومي اإلقتصادي على غرار طرق إنشاء المؤسسات
2
العمومية اإلقتصادية واللجوء لألشكال الخاصة ألجهزة اإلدارة والتسيير.
-2رقابة شركات تسيير مساهمات الدولة :شركات تسيير مساهمات الدولة هي
الشركات التي تم إنشائها بموجب المرسوم التنفيذي ،382-00وهي مؤسسات عمومية
اقتصادية مكلفة بتسيير مساهمات الدولة في المؤسسات العمومية اإلقتصادية التي تملك الدولة
3
أو أحد أشخاص القانون العام كل رأسمالها اإلجتماعي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
أ -التنظيم القانوني لشركات المساهمات :وتخضع شركات مساهمات الدولة والتي تنشأ
في شكل شركة مساهمة لمزيج من النصوص القانونية المتمثلة في :نصوص األمر ،00-00
نصوص المرسوم التنفيذي ،382-00نصوص القانون التجاري ،لوائح مجلس مساهمات
4
الدولة ،أحكام عهدة التسيير ،أحكام القوانين األساسية المؤسسة الشركة تسيير المساهمات.
ب -صالحيات شركات المساهمات :تعتبر شركات تسيير المساهمات جها از رقابيا على
المؤسسات العمومية اإلقتصادية ،إذ تمارس من خاللها الدولة حقها في ملكية المؤسسات
المادة الثالثة ( )02من المرسوم التنفيذي 302-00المؤرخ في 00سبتمبر ،3000يتعلق بتشكيلة مجلس مساهمات الدولة و سيره، 1
44
الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل الثاني:
العمومية اإلقتصادية بشكل كامل عن طريق تفويضها لبعض من صالحياتها كمالك بصفة
دقيقة و عملية وتعاقدية ،في شكل عهدة تسيير هذه األخيرة التي يجب أن تخضع لشروط
أساسية تحول دون تداخل الصالحيات بين شركات مساهمات الدولة وغيرها من الهيئات
الرقابية.
وتتمثل مهمة شركات تسيير مساهمات الدولة في ضمان حيازة األسهم والقيم المنقولة التي
تملكها الدولة أو أحد أشخاص القانون العام في المؤسسات العمومية اإلقتصادية ،والسهر
على تسييرها لصالح الدولة ،طبقا إلستراتيجية وسياسة المساهمة والخوصصة وفقا
للشروط التي يحدد مجلس مساهمات الدولة ،بحيث تتولى كل شركة تسيير الوصاية على
مجموعة من المؤسسات العمومية اإلقتصادية التي لها نشاط شبيه أو متقارب مع نشاط شركة
1
التسيير.
الفرع الثاني :رقابة األجهزة المتخصصة
إن أهمية المؤسسة العمومية اإلقتصادية وحساسية نشاطها والطبيعة الخاصة ألموالها
تقتضي إخضاعها لرقابة قانونية صارمة حفاظا على إقتصاد الوطني عامة واألموال العمومية
خاصة ،وضمانا لتحقيق هذا الهدف بذل المشرع كافة المجهودات ،وأولها إخضاع المؤسسة
العمومية اإلقتصادية -إضافة ألشكال الرقابة السابقة -لرقابة أجهزة مركزية متخصصة ،تتفرع
وتختلف صالحياتها من جهاز إلى آخر.
وسنحاول من خالل هذا الفرع التطرق إلى أهم هذه األجهزة ،2وذلك ببيان الدور الرقابي
لكل من المفتشي ة العامة للمالية (أوال) ،ثم مجلس المنافسة (ثانيا) ،ومن ثم مجلس المحاسبة
(ثالثا).
أوال -المفتشية العامة للمالية
المفتشية العامة للمالية هي هيئة رقابية دائمة ،تم إنشائها بموجب المرسوم 02-80
المؤرخ في 00مارس 0980المتضمن إحداث المفتشية العامة للمالية ،وتمارس مهمتها
سعودي زهير ،مرجع سابق ،ص 002ومابعدها .ولمزيد من التفصيل حول مهام شركات تسيير مساهمات الدولة راجع :المذكرة 1
التوجيهية لرئيس الحكومة لمجالس المديرين الشركات تسيير المساهمات الصادرة في ،3002-03-09
gov - dz .تاريخ الزيارة 33 :فيفري ،3002الساعة 03
محفوظ لعشب ،الوجيز في القانون المصرفي الجزائري ،د.م .ج ،الجزائر ،الطبعة الثالثة ،3008 ،ص 03وما بعدها. 2
49
الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل الثاني:
الرقابية على األموال العمومية على مستوى جد واسع بناءا على الصالحيات التي خولها إياها
1
القانون.
إن البحث في اإلختصاصات الرقابية المفتشية العامة للمالية على المؤسسة العمومية
اإلقتصادية يطرح الكثير من اإلشكاالت التي لم يتداركها المشرع إال منذ فترة قصيرة جدا،
فبالعودة إلى تاريخ عالقة المفتشية العامة بالمؤسسة العمومية اإلقتصادية نجد أنها كانت
تضطلع في ظل القانون 00-88بمهمة القيام بالتقويم إقتصادي الدوري للمؤسسة العمومية
اإلقتصادية ،2في حين سجل على األمر 00-00ثغرة في هذا المجال ،إذ وبالرغم من كونه
جاء محددا لقواعد تنظيم المؤسسة العمومية اإلقتصادية وتسييرها وخوصصتها ومراقبتها)،
إال أنه لم يتطرق في نصوصه ألي صورة من صور هذه الرقابة ،وقد ظل هذا الفراغ قائما لمدة
سبع ( )00سنوات كاملة إلى أن تدارك المشرع هذا الفراغ في األمر 300-08الذي
جاءت نصوصه خصيصا لتعيد للمفتشية العامة للمالية ص الحية الرقابة على المؤسسة
العمومية اإلقتصادية وهذه المرة ليس لمجرد القيام بعملية التقويم إقتصادي ،إنما للقيام بمهمة
الرقابة والتدقيق على تسيير المؤسسة العمومية اإلقتصادية ،وبهذا األمر قام المشرع بتوسيع
صالحيات المفتشية العامة للمالية إلى الرقابة على القطاع العام إقتصادي بعد أن انحصرت
ولفترة زمنية معتبرة في الرقابة على اإلدارات والهيئات العمومية ،ودعما لهذه الصالحيات
الجديدة بذل المشرع الجزائري كافة الوسائل القانونية المتاحة لضمان ممارسة المفتشية المهامها
الرقابية بشكل أفضل في إطار قانوني محدد.
وسنحاول من خالل هذه الجزئية بيان األسباب القانونية إلعادة رقابة المفتشية على
المؤسسات العمومية ،ومن ثم بيان األشكال والمجاالت القانونية لممارسة هذه الرقابة.
-1األسباب القانونية إلعادة رقابة المفتشية على المؤسسات العمومية :هناك جملة
من األسباب والدوافع القانونية التي دفعت بالمشرع الجزائري للعودة إلى تبني هذا المظهر من
* فتوس خدوجة ،اإلختصاص التنظيمي لهيئات الضبط اإلقتصادي بين النصوص القانونية والواقع ،الملتقى الوطني حول اإلصالحات 1
اإلقتصادية في الجزائر ،يومي 00-03نوفمبر ،3000جامعة محمد خيضر بسكرة ،ص 02وما بعدها.
أرزيل الكاهنة ،الدور الجديد للهيئات التقليدية في ضبط النشاط إقتصادي ،المرجع نفسه ،ص ص .00-03 2
المواد من 00إلى 00من المرسوم التنفيذي 303-08المؤرخ في 03سبتمبر ،3008يحدد صالحيات المفتشية العامة للمالية ،ج.ر 3
40
الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل الثاني:
مظاهر الرقابة على المؤسسات العمومية اإلقتصادية ،والخوض في هذه األسباب يفتح بابا
1
واسعا للنقاش يستحيل تغطيته في بضعة أسطر ،ولذلك سنحاول إختصار هذه األسباب في:
أ -هاجس رقابة األموال العمومية والمحافظة عليها :إن الطابع العمومي لرأسمال
المؤسسة العمومية اإلقتصادية يعد من أهم األسباب التي دفعت بالمشرع الجزائري إلعادة رقابة
المفتشية العامة للمالية عليها ،فبعد سلسلة الفضائح المالية وقضايا الفساد التي ش هدتها
الساحة الوطنية خاصة على مستوى المؤسسة العمومية اإلقتصادية ،وجد المشرع نفسه أمام
ضرورة تدارك الوضع واتخاذ كافة التدابير الالزمة للمحافظة على األموال العمومية من
كل أشكال اإلختالس والتبديد والتفويت ،2خاصة أمام ضعف وقصور أشكال الرقابة سواء تلك
الممارسة من طرف أجهزة إدارة وتسيير المؤسسة العمومية اإلقتصادية أو الممارسة من
طرف محافظي الحسابات ،وهو األمر الذي استلزم ضرورة بذل هيئة رقابية متخصصة
تعمل على الحفاظ على األموال العمومية وتمنع أي شكل من أشكال التجاوزات التي من شأنها
المساس بهذه األموال.
ب -اإلتجاه نحو عمليات التطهير المالي للمؤسسات العمومية اإلقتصادية العاجزة :كان
للعجز المالي الذي أصبحت المؤسسة العمومية اإلقتصادية تعاني منه الدور الكبير في دعم
فكرة فرض رقابة المفتشية العامة للمالية ،إذ دفع بالسلطات المختصة إلى المضي قدما نحو
القيام بعمليات التطهير المالي للمؤسسات العاجزة ،هذا األخير الذي يستوجب لنجاحه الخضوع
آلليات رقابية صارمة تضمن سيره وفق المنهج المخطط له ،وهو األمر الذي تم دعمه أكثر
بصدور كل من قانون المالية لسنة 3009والذي نص في مادته الثالثة والستون على أنه:
"يرخص للخزينة العمومية إجراء تطهير مالي للمؤسسات والمنشآت العمومية المهددة
البنية ....وترصد سنويا إعتمادات الميزانية لهذا الغرض ،حسب الكيفيات التي يحددها الوزير
3
المكلف بالمالية على أساس الحاجة المستعجلة فعال".
سالمي وردة ،تطور الرقابة على إدارة المؤسسة العمومية اإلقتصادية ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون ( فرع قانون األعمال)، 1
المتضمن الموافقة على األمر ، 00-08الجريدة الرسمية للمناقشات ،الفترة التشريعية السادسة ،الدورة العادية الثانية ،الجلسة العلنية
المنعقدة يوم 00أفريل ،3008السنة األولى رقم ،09الصادرة في 00أفريل ،3008ص.52
القانون 03-08المؤرخ في ،3008-03-20يتضمن قانون المالية ،ج.ر العدد 00الصادرة في .3008-03-20 3
44
الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل الثاني:
إضافة إلى المرسوم التنفيذي 93-09الذي حدد اإلطار القانوني لكيفيات رقابة وتدقيق
المفتشية العامة للمالية لتسيير المؤسسة العمومية اإلقتصادية) ،وذلك لكون عمليات التطهير
المالي التي ستستفيد منها المؤسسات العمومية المهددة البنية من خالل المساعدات المالية أو
القروض التي ستمنح لها من الضروري أن تكون محل رقابة للحرص على سالمة تسييرها.
-2األشكال القانونية لرقابة المفتشية العامة للمالية على المؤسسة العمومية
اإلقتصادية:
تأخذ الرقابة على المؤسسة العمومية اإلقتصادية شكلين أساسيين (جوازي ووجوبي)
ويرتبطان بطبيعة رأسمال المؤسسة ،بحيث تكون رقابة المفتشية العامة للمالية جوازية وذلك
بناءا على طلب السلطات أو األجهزة التي تمثل الدولة المساهمة ،1وهذا بالنسبة للمؤسسات
العمومية التي تخضع ألحكام العامة للقانون التجاري والتي تملك الدولة أو أحد أشخاص
القانون العام جزءا فقط من رأسمالها ،في حين تكون رقابة المفتشية العامة وجوبية ودون طلب
من أي جهة في حال ما لم كانت المؤسسة العمومية اإلقتصادية مكلفة بإنجاز مشاريع ممولة
بمساهمة من ميزانية الدولة أو كان رأسمال المؤسسة العمومية مملوكا بالكامل للدولة أو أحد
أشخاص القانون العام ،بحيث تخضع في هذه الحالة لنفس أشكال الرقابة المنصوص عليها في
2
بالنسبة للمؤسسات واإلدارات العمومية.
-3مجال ممارسة المفتشية العامة لسلطتها الرقابية :تم تحديد المجاالت التي تمارس
في إطارها المفتشية العامة للمالية عمليات الرقابة وتدقيق تسيير المؤسسة العمومية بموجب
المرسوم التنفيذي 93-09ويمكن حصرها فيما يلي:
-الرقابة على شروط تطبيق مدى تطبيق التشريع المالي والمحاسبي واألحكام القانونية
والتنظيمية التي لها تأثير مالي مباشر ومجاالت إبرام و تنفيذ كل عقد وطلب.
-المعامالت القائمة على الذمة المالية العقارية و المنقولة - .التسيير والوضعية المالية
ومصداقية المحاسبات و انتظامها - .المقاربة بين التقديرات واإلنجازات ،وشروط استعمال
الوسائل وتسييرها - .سير الرقابة الداخلية وهياكل التدقيق الداخلي.
المرسوم التنفيذي 93-09المؤرخ في 33فيفري ،3009يحدد شروط وكيفيات رقابة وتدقيق المفتشية العامة للمالية التسيير المؤسسة 1
.002
44
الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل الثاني:
هذا كما يمكن أن تشمل عمليات الرقابة جميع ميادين الرقابة وتدقيق التسيير التي تطلبها
السلطات أو األجهزة الممثلة للدولة المساهمة ،وتحدد العمليات بطلب من السلطات أو األجهزة
الممثلة للدولة المساهمة ،في برنامج سنوي يقرره الوزير المكلف بالمالية ،ويمكن أيضا إجراء
عمليات رقابة ذات طابع استعجالي خارج البرنامج بطلب من السلطات أو األجهزة الممثلة
1
للدولة المساهمة ،وذلك وفق برنامج محدد يتم تنفيذه وفق أسس تبين كيفيات تدخل المفتشية.
ثانيا -رقابة مجلس المنافسة:
لقد كان لتبني نظام اقتصاد السوق األثر الكبير في تغير المراكز القانونية للعديد من
مؤسسات الدولة ،األمر الذي ترتب عنه تبعا لذلك تغير الكثير من سلطات وصالحيات هذه
المؤسسات ،وال يختلف اثنان في أن أكبر حيز في التغيير كان في القطاع إقتصادي والعام منه
تحديدا ،وقد ترتب عن اإلنتقال من إقتصاد اإلداري إلى المنافسة التي فرضها تبني نظام
اقتصاد السوق إعادة ترتيب وظائف الدولة وعالقتها بإقتصا د ، 2وبالتالي تم اإلنتقال من
اإلستغالل إقتصادي المباشر والرقابة على إقتصاد من طرف الدولة ،إلى الدور الجديد المتمثل
في ضبط األنشطة اإلقتصادية.
ونزوال عند مقتضيات هذه الوظيفة الجديدة للدولة ،ظهرت هيئات إدارية لم يكن لها وجود
في ظل التقسيم التقليدي لنظرية التنظيم اإلداري تحت تسمية الهيئات اإلدارية المستقلة أو
السلطات اإلدارية المستقلة ، 3هذه األخيرة التي تعتبر سلطات إدارية مستقلة مركزية لكنها
تخضع لنظام قانوني خاص غير ذلك المعمول به لدى السلطات اإلدارية التقليدية.
وقد اختلف الفقه في تحديد مجال دراستها فيما إذا كان يجب إدراجها ض من أجهزة
اإلدارة المركزية ،أم أنها شكل من أشكال الالمركزية اإلدارية المرفقية ،وقد درج أغلب الفقه
-3كان للتغيير من إقتصاد اإلداري إلى المنافسة انتشار واسع في كافة دول العالم بعد سقوط النظام االشتراكي وهيمنة نظام األحادية 2
القطبية الذي يقوم على األفكار الليبرالية وتحرير اقتصاد السوق ،بحيث تبنت العديد من الدول العربية هذا النوع من التغيير وفتحت الباب
واسعا للمنافسة.
عيسى محمد الغزالي ،سياسات التنظيم والمنافسة» ،سلسلة جسر التنمية ،الكويت ،العدد الثامن والعشرون ،السنة الثالثة ،أفريل ،3000 3
ص ص * .00-02التقرير الوطني حول سياسة وقانون المنافسة في تونس ،إصدارات المركز العربي لتطوير حكم القانون والنزاهة
( ، )ACRLIمشروع تعزيز القوانين التجارية في منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا (بدعم من مبادرة الشراكة الشرق أوسطية) ،بيروت،
جانفي ،3000ص ص .000-0
44
الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل الثاني:
خاصة منه الفرنسي -على اعتبار أن فرنسا هي مهد ظهور هذه الهيئات -على اعتبارها
سلطة من السلطات المركزية المتخصصة.
)MINISTERE DES وعرفت وزارة الشؤون الخارجية والعالقات األوروبية
(AFFAIRES ETRANGERES ET EUROPEENNESالهيئات اإلدارية المستقلة
بالقول:
“ les autorités administrative indépendantes sont des organisms placés en
dehors des structures administrative traditionnelles.sans personnalité
juridique, dotes de fortesgaranties d'idépendance et investis d’un pouvoir de
regulation et d'intervention dans un secteur determine.dépourvues de budget
propre, elles sont dépendantes financièrement du premier ministre ou d'un
ministre selon leur domaine de competence”.?1
أما على المستوى الوطني فتعتبر السلطات اإلدارية المستقلة أو سلطات الضبط مؤسسات
جديدة على مؤسسات جهاز الدولة في الجزائر ،وجاء تعريفها على أنها" :هيئات وطنية ال
تخضع ال للسلطة الرئاسية وال للوصاية اإلدارية ،فهي عكس اإلدارة التقليدية تتمتع باستقاللية
عضوية ووظ يفية سواء عن السلطة التنفيذية أو التشريعية لكنها تخضع للرقابة القضائية ،وهي
هيئات لها سلطات واسعة تجعلها تبتعد عن الهيئات اإلستشارية وتتمثل مهامها في ضبط
القطاع اإلقتصادي ".
وعلى الرغم من حداثة ظهور الهيئات اإلدارية المستقلة في الجزائر إال أنه كان لها األثر
الكبير في قلب العديد من الموازين واثارة الكثير من اإلشكاالت القانونية التي مازالت إلى اليوم
محل نظر الكثير من الباحثين ،ويرجع السبب الرئيسي إلنشائها إلى محاولة الدولة فرض رقابة
على الساحة اإلقتصادية وضبط العديد من النشاطات التي هي في أغلبها ذات طبيعة
2
إقتصادية دون التدخل المباشر منها في التسيير.
وبحكم طابع المتاجرة الذي تتميز به المؤسسة العمومية اإلقتصادية والذي يترتب عنه
ممارسة نشاطات ذات طبيعة إقتصادية فإن ذلك يستوجب خضوعها لرقابة السلطات اإلدارية
المستقلة مهما كان الشكل القانوني الذي تتخذه هذه السلطات ،ويستوي في ذلك أن تخضع
1
Rachid Zouaimia, Les Aurorités Administratives Indépendantes et Régulation Economique en Algerie,
Edition Houma, Alger, 2005, pp 05
حدري سمير ،السلطات اإلدارية المستقلة واشكالية اإلستقاللية ،الملتقى الوطني األول حول سلطات الضبط اإلقتصادي في المجال 2
اإلقتصادي والمالي ،جامعة عبد الرحمن ميرة ،بجاية ،يومي 30-32ماي ،3000ص .03
44
الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل الثاني:
المؤسسات العمومية اإل قتصادية للرقابة من ناحية تسييرها أو إدارتها أو نشاطها ،وبالنظر إلى
كثرة هذه الهيئات اإلدارية المستقلة وتعدد نشاطاتها التي ال مجال لتغطيتها في أسطر قليلة فإننا
سنكتفي من خال هذه الجزئية بالوقوف على الدور الرقابي لمجلس المنافسة باعتباره أهم هيئة
إدارية مستق لة تمارس سلطة الرقابة على المؤسسات الناشطة في المجال اإلقتصادي عامة،
1
والعمومية منها خاصة ،وذلك بهدف تنظيم المنافسة وضبطها.
-1تعريف مجلس المنافسة :ظهر مجلس المنافسة في الجزائر أول مرة بصدور األمر
رقم 03-90المؤرخ في 30جانفي 0990والمتعلق بالمنافسة ،والذي نص في مادته السادسة
عشر ( )03على أن" :ينشأ مجلس للمنافسة يكلف بترقية المنافسة وحمايتها.
2
يتمتع مجلس المنافسة باإلستقالل اإلداري والمالي"...
وتم التأكيد عليه أكثر في األمر 02-02المؤرخ في 09جويلية 3002المتعلق
بالمنافسة والذي ألغي بموجب مادته الثالثة والسبعون ( )02أحكام األمر 03-90ونص في
المادة الثالثة والعشرين ( )32على أن" :تنشأ لدى رئيس الحكومة سلطة إدارية تدعى في صلب
3
النص مجلس المنافسة ،تتمتع بالشخصية المعنوية واإلستقالل المالي...
في حين منح المرسوم التنفيذي 300-00المؤرخ في 00جويلية 3000والمحدد التنظيم
مجلس المنافسة وسيره سلطة الوصاية على مجلس المنافسة للوزير المكلف بالتجارة بحيث نص
في مادته الثانية ( ) 03على أن" :مجلس المنافسة سلطة إدارية مستقلة يتمتع بالشخصية
4
القانونية واإلستقالل المالي ويوضع لدى الوزير المكلف بالتجارة"
وبذلك اعتبر مجلس المنافسة سلطة إدارية مستقلة ،مكلفة بتطبيق قانون المنافسة وتنظيم
وضبط المنافسة في السوق والتصدي للممارسات المنافية لها عن طريق فرض الرقابة على كل
5
األعوان اإلقتصاديين بما فيهم المؤسسات العمومية اإلقتصادية.
زوبير أرزقي ،حماية المستهلك في ظل المنافسة الحرة ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون (فرع المسؤولية المهنية) ،جامعة مولود 1
المادة الثالثة والعشرون ( )32من األمر 02-02المؤرخ في 09جويلية 3002والمتعلق بالمنافسة ،ج.ر العدد 02الصادرة في 30 3
جويلية .3002
المادة الثانية ( )03من المرسوم التنفيذي 300-00المؤرخ في 00جويلية ،3000يحدد تنظيم مجلس المنافسة و سيره ،ج.ر العدد 4
43
الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل الثاني:
-3صالحيات مجلس المنافسة :في إطار تحرير النظام اإلقتصادي والتجاري الوطني
اتخذت الدولة عدة إجراءات إلعادة التوازنات اإلقتصادية ،من خ الل تشخيص النقائص وتقويم
اإلختالالت لترقية أساليب المنافسة وآلياتها ،وهو ما تم تكريسه من خالل إعادة النظر في
تنظيم مجلس المنافسة وسيره ،وتطوير عالقاته مع و ازرة التجارة ،وسلطات الضبط القطاعية
األخرى ،واألجهزة الرقابية المشتركة بين و ازرتي المالية والتجارة ،وتأهيل أعوان المراقبة التابعين
لها ،إلى جانب رفع نسبة الهيمنة على السوق وتدعيم مهمة الضبط التي يضطلع بها مجلس
المنافسة ،خاصة في حالة عدم وجود سلطة ضبط في بعض الدوائر الو ازرية) ،وبناءا عليه
أسندت لمجلس المنافسة العديد من اإلختصاصات التي تتنوع ما بين إختصاصات قمعية
وأخرى إستشارية ،حتى يمارس دوره الرقابي في مجال المنافسة على أكمل وجه ،كما تم في
1
سبيل ممارسته الختصاصاته ضبط آلياته وسيره وكيفية أدائه لعمله.
وبالنظر لصالحيات مجلس المنافسة المتعددة فقد حدد القانون 00-00المؤرخ في 00
أوت 3000والمتعلق بالمنافسة المجاالت التي يطبق عليها قانون المنافسة وبالتالي التي
2
تخضع لرقابة مجلي المنافسة وحصرها بموجب مادته الثانية ( )03في:
-نشاطات اإلنتاج ،بما فيها تلك التي يقوم بها أشخاص معنوية عمومية وجمعيات
ومنظمات مهنية مهما يكن وضعها القانوني وشكلها وهدفها - .الصفقات العمومية ،بدءا بنشر
3
اإلعالن عن المناقصة إلى غاية المنح النهائي للصفقة.
وفي هذا اإلطار يتمتع مجلس المنافسة بسلطة إتخاذ القرار واإلقتراح و إبداء الرأي في اي
مسألة أو أي عمل أو تدبير من شأنه ضمان المنافسة وتشجيعها ،كما يمكنه أن يطلب من
المصالح المكلفة بالتحقيقات اإلقتصادية إجراء أي مراقبة أو تحقيق أو خبرة حول المسائل
4
المتعلقة بالقضايا التي تندرج ضمن اختصاصه.
تصريح السيد مقرر لجنة الشؤون اإلقتصادية والتنمية والصناعة والتجارة والتخطيط ،مقدمة التقرير التمهيدي عن مشروع القانون المعدل 1
والمتمم لألمر 02-02المؤرخ في 09جويلية ،3002المتعلق بالمنافسة ،الجريدة الرسمية للمناقشات ،الفترة التشريعية السادسة ،الدورة
العادية الثانية ،الجلسة العلنية المنعقدة يوم اإلثنين 00أفريل ،3008السنة األولى رقم ،09الصادرة في 00أفريل ،3008ص .00
المواد من 08إلى 00من المرسوم التنفيذي 300-00المحدد لتنظيم مجلس المنافسة وسيره ،مرجع سابق -0 .المادة الثانية ( )03من 2
األمر 00-00المؤرخ في 00أوت ،3000يعدل ويتمم األمر رقم 02-02المؤرخ في 09جويلية 3002والمتعلق بالمنافسة ،ج.ر
العدد ،03الصادرة في 08أوت .3000
المادة الرابعة والثالثون ( )20من األمر ،00-00مرجع سابق. 3
44
الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل الثاني:
هذا ويبدي مجلس المنافسة رأيه في كل مسألة ترتبط بالمنافسة إذا طلبت الحكومة منه
ذلك ،ويبدي كل اقتراح في مجاالت المنافسة ،ويمكن أن تستشيره في المواضيع نفسها
1
الجماعات المحلية والهيئات اإلقتصادية والمالية والمؤسسات والجمعيات المهنية والنقابية.
ثالثا -مجلس المحاسبة
أنشيء مجلس المحاسبة بموجب دستور سنة ،0903وتتمثل مهمته في الرقابة الالحقة
األموال الدولة والجماعات اإلقليمية والمرافق العمومية) ،وتم تأسيسه ألول مرة بموجب القانون
رقم 00-80المؤرخ في 00مارس 0980و2الذي جاء تطبيقا لنص المادة 090من
دستور ،0903والذي قضى بإنشاء مجلس المحاسبة كهيئة عليا للرقابة المالية ،ليظهر
بذلك في الجزائر وألول مرة شكل جديد في ممارسة الرقابة المالية على نشاط الهيئات العمومية،
والمتمثل في الرقابة المالية ذات الطبيعة القضائية ،والتي تختلف عن األشكال األخرى من
الرقابة المالية التي عرفها القانون الجزائري والتي كانت موجودة قبل هذه الفترة) ،وسنحاول من
3
خالل هذه الجزئية التعرض لتعريف مجلس المحاسبة ،ومن ثم بيان صالحياته.
-0تعريف مجلس المحاسبة :يوصف مجلس المحاسبة بأنه أعلى وأقدم مؤسسة تتولى
مهمة الرقابة على أموال الدولة) ،وقد عرفته المادة الثانية ( )03من األمر 30-90المؤرخ في
00جويلية 0990المعدل والمتمم والمتعلق بمجلس المنافسة بالقول" :يعتبر مجلس
المحاسبة المؤسسة العليا للرقابة البعدية ألموال الدولة والجماعات اإلقليمية والمرافق
4
العمومية".
-2صالحيات مجلس المحاسبة:
-بوجميل عادل ،مسؤولية العون اإلقتصادي عن الممارسات المقيد للمنافسة في القانون الجزائري ،مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجستير 1
في القانون (فرع قانون المسؤولية المهنية) ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو ،3003 ،ص ص -008
.032
كلمة السيد مقرر لجنة الشؤون القانونية واإلدارية والحريات ،تقرير مشروع القانون المتضمن الموافقة على األمر 00 - 03المؤرخ في 2
33أوت 3000المعدل والمتمم لألمر 30-90المؤرخ في 00جويلية 0990والمتعلق بمجلس المحاسبة ،الفترة التشريعية السادسة،
الدورة العادية السابعة ،الجلسة العلنية المنعقدة يوم الثالثاء 30سبتمبر ،3000الجريدة الرسمية للمناقشات ،السنة الرابعة رقم ،030ص
.00
القانون رقم 00-80المؤرخ في 00مارس ،0980يحدد صالحيات مجلس المحاسبة وطرق تنظيمه وتسييره والجزاءات المترتبة على 3
44
الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل الثاني:
على إثر زيادة عدد األعوان اإلقتصاديين المشتكين من األفعال والممارسات المخالفة
للقانون على غرار الرشوة والغش في مجال التشريع المتعلق بالصرف وغيره ، 1والتي تعيق
المؤسسات التي تنشط في ظل احترام التشريع ،إضافة إلى تعرض المال العام لهذه الممارسات
الغي ر مشروعة ،أخذ المشرع في وضع ترسانة تشريعية حقيقية منبثقة عن التعليمة الرئاسية رقم
02الصادرة في ديسمبر 3009والمتعلق بالوقاية من الفساد وقمعه ،هذه اإلجراءات التي
سمحت بمراجعة القانون المتعلق بمجلس المحاسبة ،وذلك بتوسيع إختصاص هذه الهيئة إلى
المؤسسات العمومية اإلقتصادية لتتعدی بذلك مجرد المراقبة البسيطة للحسابات وحسن سيرها،2
بحيث تم توسيع اختصاصاته لتشمل رقابة أي هيئة عمومية مهما كان وضعها القانوني،
مادامت هذه الهيئات تسير أمواال عمومية أو تملكها ،وكذا تحديد تبعات التوصيات التي يوجهها
3
المجلس لمسيري هذه الهيئات.
وتتمحور اختصاصات مجلس المحاسبة أساسا ،حول منع التالعب بالمال العام ،من
خالل السعي إلى تشجيع الهيئات الخاضعة لرقابته على استعماله بشكل عقالني ،ومنعها من
اإلسراف في إنفاقه في غير األوجه المخصصة لها قانونا ،4ويتولى بذلك إعداد تقرير سنوي
يرفعه إلى رئيس الجمهورية) ،وتتمثل هذه الصالحيات في( :؟)
-رقابة حسن إستعمال الموارد واألموال والقيم والوسائل المادية العمومية ،وتقييم نوعية
تسييرها من حيث الفعالية واألداء واإلقتصاد.
-مراقبة تسيير الشركات والمؤسسات والهيئات التي تملك فيها الدولة أو الجماعات
اإلقليمية أو المؤسسات أو الشركات أو الهيئات العمومية بصفة مشتركة أو فردية مساهمة
بأغلبية رأس المال أو سلطة قرار مهيمنة.
-مراقبة األسهم العمومية في المؤسسات أو الشركات أو الهيئات التي تملك فيها الدولة
5
أو الجماعات اإلقليمية أو المرافق أو الهيئات العمومية األخرى جزءا من رأس المال.
بوقطة فاطمة الزهراء ،رقابة الدولة على تسيير أموال المرافق العمومية :دور مجلس المحاسبة ،الملتقى الوطني حول "اإلصالحات 1
اإلقتصادية في الجزائر" ،كلية العلوم اإلقتصادية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،يومي 00-03نوفمبر ،3000ص .300
البرنامج الخماسي ،3000-3000ملحق بيان السياسة العامة ،أكتوبر ،3000ص .03متوفر على الموقع اإللكتروني: 2
بوقطة فاطمة الزهراء ،مرجع سابق ،ص -0 .303المادة 000من دستور ،0993مرجع سابق. 4
44
الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل الثاني:
المادة 800بالنسبة للمؤسسات المنظمة في شكل شركة ذات مساهمة محدودة ،والمادة 800بالنسبة للمؤسسات المنظمة في شكل شركة 2
49
الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل الثاني:
ويتحمل مسؤولية هذه األخطاء مقدموا الحصص العينية ،ومندوب الحصص ،والقائمون
باإلدارة األولون لكونه م مسؤولين عن التحقق من صحة إجراءات التأسيس و إرتكاب الجريمة
يكون ثابتا من يوم التصديق عن قيمة الحصة العينية من طرف الجمعية العامة التأسيسية.
ثانيا -إصدار األسهم قبل إتمام إجراءات التأسيس :يعاقب المؤسسون والرئيس والقائمون
باإلدارة الذين أصدروا أسهما قبل قيد الشركة في السجل التجاري ،أو في أي وقت كان إذا ثبت
أن القيد تم عن طريق الغش أو قبل إتمام إجراءات التأسيس بوجه قانوني) ،كما يعاقب كل
شخص قام بإصدار أسهم وقت زيادة رأسمال المؤسسة قبل أن تنتهي إجراءات تكوين المؤسسة
1
أو زيادة رأسمالها.
ثالثا -اإلكتتاب الصوري :لكون اإلكتتاب الصوري يضر بمصلحة الشركاء والدائنين
اإلجتماعيين ،كون رأسمال المؤسسة هو الضمان العام لحقوقهم ،فإن القانون يعاقب األشخاص
الذين أكدوا عمدا في تصريح توثيقي مثبت لإلكتتابات والدفوعات صحة بيانات صورية أو
أعلنوا بأن األموال التي لم توضع بعد تحت تصرف المؤسسة قد سددت أو قدموا للموثق قائمة
للمساهمين تتضمن إكتتابات صورية ،أو بلغوا تسديدات ما لم توضع نهائيا تحت تصرف
2
المؤسسة ،إضافة إلى األشخاص الذين قاموا بإخفاء إكتتابات أو دفوعات غير موجودة.
رابعا -التعامل بأسهم غير قانونية :يعاقب بالحبس من ثالثة أشهر إلى سنة وبغرامة مالية
من 000 . 30د.ج إلى 000 . 300د.ج أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط ،كل شخص تعمد
اإلشتراك في المعامالت أو قام بوضع قيم لألسهم دون أن يكون لها قيمة إسمية أو كانت
3
قيمتها أقل من الحد األدني للقيمة القانونية أو قدم وعودا باألسهم.
الفرع الثاني الرقابة على حل المؤسسة العمومية اإلقتصادية
حماية لحقوق الشركاء والدائنين تفرض رقابة قانوني على إجراءات حل المؤسسات
العمومية اإلقتصادية ،بحيث نص المشرع على جملة من النصوص المنظمة إلجراءات الحل
والتي يترتب على مخالفتها تعرض المخالفين للعقوبات الجزائية ،ويمكن حصر هذه المخالفات
في:
40
الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل الثاني:
أوال -عدم إستدعاء الجمعية العامة للبت في الحل المسبق للمؤسسة وايداع قرار الجمعية
العامة لدى األمانة العامة للمحكمة :يعاقب بالحبس من شهر إلى ثالثة أشهر وبغرامة من 30
000 .د.ج إلى 000 . 000د.ج أو بإحدى العقوبتين فقط :بالنسبة للشركة ذات المسؤولية
المحدودة المسيرون الذين يتخلفون مع التعمد ،إذا قل مال الشركة الصافي عن ربع رأسمال
الشركة من جراء الخسائر الثابتة في المستندات الحسابية:
-عن استشارة الشركاء التخاذ قرار بوجوب االنحالل المسبق للشركة إذا كان لذلك محل
في ظرف األربعة أشهر التالية للموافقة على الحسابات التي أظهرت تلك الخسائر.
-عن إيداع القرار الذي اتخذه الشركاء بكتابة المحكمة ونشره في جريدة معتمدة ونشره
1
في جريدة معتمدة لتلقي اإلعالنات القانونية.
وبالنسبة للشركة ذات المساهمة رئيس الشركة أو القائمون بإدارتها في حالة ما إذا أصبح
المال الصافي للشركة بسبب الخسائر الثابتة بمستندات الحساب أقل من ربع رأس
المال :
-امتنعوا متعمدين عن استدعاء الجمعية العامة في األربعة أشهر التي تلي المصادقة
على الحسابات المثبتة للخسائر ألجل البت عند اإلقتضاء في حل الشركة مسبقا.
-تعمدوا عدم اإليداع بكتابة المحكمة القرار المصادق عليه من الجمعية العامة بعد نشره
في النشرة الرسمية لإلعالنات القانونية وفضال عن ذلك في جريدة مختصة بقبول اإلعالنات
2
القانونية وتقييده بالسجل التجاري.
ثانيا -عدم نشر أمر تعيين المصفي :يشترط نشر أمر تعيين المصفي مهما كان شكله
في أجل شه ر في النشرة الرسمية لإلعالنات القانونية وفي جريدة مختصة باإلعالنات القانونية
للوالية التي يوجد بها مقر الشركة مع تضمينه كافة البيانات التي ينص عليها القانون (د) ،وفي
حالة ما لم يقم مصفي الشركة عمدا ،في ظرف شهرين من تعيينه بالنشر ،ولم يودع بالسجل
التجاري الق اررات التي قضت بالحل ،أو لم يستدع عمدا الشركاء في نهاية التصفية ألجل البت
في الحساب النهائي وعلى إبرام إدارته واخالء ذمته من توكيله واثبات اختتام التصفية أو لم
يضع حساباته بكتابة المحكمة ولم يطلب من القضاء المصادقة عليها حسب الحاالت التي
44
الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل الثاني:
ينص عليها القانون فإنه يعاقب بالحبس من شهرين إلى ستة أشهر وبغرامة مالية من . 30
000د.ج إلى 000 . 300د.ج أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط 1وهذا في حالة ما كانت
التصفية إرادية.
أما إذا كانت التصفية بأمر قضائي ،فإنه يعاقب بنفس العقوبات السابقة في حالة ما
2
طرأت تصفية المؤسسة طبقا ألحكام المواد من 008إلى 090المصفي الذي:
-لم يقدم عمدا في الستة أشهر التي تلي تعيينه تقري ار عن وضعية األصول والخصوم
وعن متابعة عمليات التصفية دون أن يطلب الرخص الالزمة إلنهاء تلك العمليات.
-لم يضع عمدا في الثالثة أشهر التي تلي اختتام السنة المالية ،الجرد وحساب
االستغالل العام وحساب النتائج وتقري ار مكتوبا يتضمن بيان عمليات التصفية للسنة المالية
المنصرمة ،أو لم يمكن الشركاء من القيام خالل مدة التصفية من ممارسة حقهم في اإلطالع
على مستندات الشركة.
-لم يستدعي على األقل مرة واحدة في السنة الشركاء ليطلعهم على الحسابات السنوية
في حالة استمرار اإلستغالل ،أو استمر في ممارسة وظائفه بعد انتهاء توكيله دون تجديد.
-لم يودع في حساب جار لدى بنك باسم الشركة التي تجري تصفيتها في أجل خمسة
عشر ( )00يوما إبتداءا من يوم قرار توزيع األموال المخصصة لتوزيعها بين الشركاء والدائنين
ولم يودع بمصلحة الودائع واألمانات في أجل سنة واحدة إبتداءا من اختتام التصفية ،األموال
المخصصة للدائنين أو الشركاء والتي لم يسبق لهم أن طلبوها.
ثالثا -تبديد أموال المؤسسة التي يجري تصفيتها :يعاقب بالسجن من سنة واحدة إلى
خمس سنوات وبغرامة مالية من 000 . 22د.ج إلى 000 . 300د.ج أو بإحدى هاتين
العقوبتين فقط ،المصفي الذي يقوم عن سوء نية:
-باستعمال أموال أو ائتمان المؤسسة التي تجري تصفيتها وهو يعلم أنه مخالف المصالح
الشركة تلبية ألغراض شخصية أو لتفضيل مؤسسة له فيها مصالح مباشرة أو غير مباشرة.
-بالتخلي عن كل أو جزء من مال الشركة التي تجري تصفيتها خالفا ألحكام المادتين
1
000و 000من القانون التجاري.
44
الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل الثاني:
المطلب الثاني :الرقابة القانونية على إدارة وتسيير المؤسسة العمومية اإلقتصادية
ضمانا لحسن التسيير واإلدارة وعدم الحياد عن األهداف المخصصة لها ،وضع المشرع
أحكاما قانونية تضمن عدم تجاوز المسيرين للصالحيات المخولة لهم ،وبحكم تعدد أنشطة
المؤسسة العمومية اإلقتصادية والتي تمس كافة المجالت فإنه يتوجب علينا أن نبين أهم
المخالفات التي توجب المسؤولية وتخضع المؤسسة العمومية للرقابة سواء تلك المنظمة بموجب
القانون العام (الفرع األول) ،أو بموجب القانون الخاص (ثانيا).
الفرع األول :رقابة القانون العام
إن أهمية نشاط المؤسسة العمومية اإلقتصادية جعل القوانين المنظمة ألساليب الرقابة
على هذه األخيرة في تطور وتغير مستمرين ،وهو األمر الذي يفسر كثرة النصوص القانونية
الهادفة بالدرجة األولى إلى حماية المال العام الذي يعتبر أهم عنصر يميز المؤسسة العمومية
اإلقتصاد ية عن غيرها من المؤسسات في المجال اإلقتصادي ،وسنحاول من خالل هذا الفرع
بيان األنشطة التي تخضع لرقابة القاضي اإلداري (أوال) ،ومن ثم تلك التي تخضع لرقابة
القاضي الجزائي (ثانيا).
أوال -األنشطة الخاضعة لرقابة القاضي اإلداري
تقضي القاعدة العامة أن المؤسسات العمومية اإلقتصادية وبحكم أنها مؤسسات ذات
أنشطة إقتصادية بحتة ،فإنها تخرج عن مجال إختصاص القضاء اإلداري إال أن طابع
العمومية الذي تتميز به هذه المؤسسات يفرض ورود بعض اإلستثناءات المطبقة على المعيار
العضوي المكرس بموجب المادة 800من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،2وذلك بإخضاع
المؤسسات العمومية اإلقتصادية إستثناءا لرقابة القاضي اإلداري في حاالت محددة ،والتي وان
كانت محل خالف إال أننا سنحاول بيانها فيما يلي:
-1خضوع صفقات المؤسسات العمومية اإلقتصادية لرقابة القضاء اإلداري :أثار
تطبيق قانون الصفقات العمومية اإل قتصادية على المؤسسات العمومية اإلقتصادية العديد من
اإلنتقادات ،فعلى الرغم من طابع العمومية الذي تتميز به هذه المؤسسات وطبيعة أموالها ،إال
تنص المادة 800من القانون 09-08المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية أن" :المحاكم اإلدارية هي جهات الوالية العامة في 2
المنازعات اإلدارية .تختص بالفصل في أول درجة ،بحكم قابل لإلستئناف في جميع القضايا التي تكون الدولة أو الوالية أو البلدية أو
إحدى المؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية طرفا فيها ،".مرجع سابق.
44
الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل الثاني:
أن هذا األمر بقي مقيدا باستقاللية المؤسسات العمومية اإلقتصادية الذي بدأ تكريسه منذ
صدور القانون التوجيهي ،00-88ودعمه أكثر األمر 00-00والذي أخضع هذه المؤسسات
على النحو السابق بيانه في أغلب أحكامها للقانون التجاري ،ومرت مسألة
إخضاع المؤسسات العمومية اإلقتصادية لقانون الصفقات العمومية اإلقتصادية ومن ثمة
الرقابة القاضي اإلداري بأربع مراحل أساسية ،يمكن إجمالها في:
أ -المرحلة األولى :وهي المرحلة التي تسبق صدور القانون 00-88والتي كانت تخضع
فيها صفقات المؤسسات العمومية اإلقتصادية كما هو الحال بالنسبة لباقي أنشطتها الرقابة
القضاء اإلداري ،وكانت تنظم في هذه الفترة بموجب أحكام المرسوم 000-83المؤرخ في 00
1
أفريل 0983المنظم لصفقات المتعامل العمومي.
ب -المرحلة الثانية :وهي المرحلة المتزامنة مع صدور القانون ،00-88والتي صدر
فيها المرسوم 03-88المؤرخ في 30مارس ،)0988بحيث تم بموجب هذا المرسوم إخراج
المؤسسات العمومية اإلقتصادية من مجال تطبيق قانون الصفقات العمومية وكنتيجة لذلك من
إطار رقابة القاضي اإلداري ،وهو نفس األمر الذي كرسة المرسوم التنفيذي 90020المتضمن
2
تنفيذ تنظيم الصفقات العمومية).
وتأكد عدم خضوع المؤسسات العمومية اإلقتصادية لقانون الصفقات العمومية بصدور
المرسوم الرئاسي 300-03المؤرخ في 30جويلية 3003المتضمن تنظيم الصفقات
العمومية) ،المعدل والمتمم والذي لم يفصل بينه وبين صدور األمر 00-00وقت طويل.
ج -المرحلة الثالثة :شهدت هذه المرحلة حركة تشريعية ملحوظة ،كان هدفها بالدرجة
األولى محاربة أشكال الفساد الذي عصف بمؤسسات الدولة وأثر سلبا على األموال العمومية
وكنتيجة على التنمية اإلقتصادية ،وبدأت بصدور المرسوم الرئاسي 228-08المؤرخ في 33
أكتوبر 3008المعدل والمتمم للمرسوم الرئاسي )300 3- 03والذي أخضع المؤسسات
المرسوم 000-83المؤرخ في 00أفريل ، 0983ينظم الصفقات العمومية التي يبرمها المتعامل العمومي ،ج.ر العدد 00الصادرة في 1
02أفريل .0983
المرسوم 03-88المؤرخ في 30مارس ،0988يعدل ويتمم المرسوم 000-83المتضمن الصفقات التي يبرمها المتعامل العمومي، 2
44
الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل الثاني:
العمومية اإلقتصادية لقانون الصفقات العمومية ،عندما تكلف بإنجاز عملية ممولة ،كليا أو
جزئيا من ميزانية الدولة ،وقد جاء هذا التعديل بالتزامن مع تعديل األمر 00-00والذي أخضع
المؤسسات العمومية اإلقتصادية كما سبق البيان الرقابة المفتشية العامة للمالية ،وبالتالي يمكن
الجزم بأن إخضاع صفقات المؤسسات العمومية اإلقتصادية لقانون الصفقات العمومية
اإلقتصادية وبالتالي لرقابة القضاء اإلداري مع تجاهل المعيار العضوي 1الذي کرسته المادة
800من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية والذي صدر في نفس السنة ،كان بهدف حماية
المال العام بالدرجة األولى من أوجه اإلسراف والتعدي التي أصبح يعاني منها في تلك الفترة.
وهو األمر الذي تأكد أكثر بصدور المرسوم الرئاسي 323-00المؤرخ في 00أكتوبر
3000المتضمن تنظيم الصفقات العمومية والذي ألغى المرسوم الرئاسي ، 203300والذي
عدل وتمم بدوره فيما بعد بموجب المرسوم الرئاسي 98-00المؤرخ في 00مارس 3000
بحيث أصبحت صفقات المؤسسات العمومية اإلقتصادية بموجب القانون الجديد تخضع لقانون
الصفقات العمومية سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ،وبالتالي تخضع لرقابة القضاء
اإلداري ،والواقع أن قانون الصفقات العمومية يطبق على المؤسسات العمومية حتى بالنسبة
3
للعمليات التي تنجزها بتمويل من خزينتها.
د -المرحلة الرابعة :إثر التضارب القانوني الذي سجل في المرحلة السابقة بين قانون
الصفقات العمومية وقانون اإلجراءات المدنية اإلدارية والذي أثار جدال في الوسط الفقهي بين
من يؤيد صالحية القضاء اإلداري بنظر منازعات صفقات المؤسسات العمومية اإلقتصادية
تغليبا للطبيعة اإلدارية للصفقات العمومية على المعيار العضوي المكرس بموجب قانون
اإلجراءات المدنية واإلدارية وهو اإلتجاه الذي ذهب إليه البروفيسور مسعود شيهوب ،وبين من
يذهب إلى أن سلطة القاضي اإلداري في مجال قواعد اإلختصاص النوعي مقيدة وال يجوز له
أن يتجاوز نص المادة 800من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية وهو اإلتجاه الذي تبناه
المرسوم الرئاسي 300-03المؤرخ في 30جويلية 3003المعدل والمتمم ،يتضمن تنظيم الصفقات العمومية ،ج.ر العدد ،03الصادرة 1
في 38جويلية -0 .3003المرسوم الرئاسي 228-08المؤرخ في 33أكتوبر ،3008يعدل ويتمم المرسوم الرئاسي 300-03المؤرخ
في 30جويلية 3003والمتضمن تنظيم الصفقات العمومية ،ج.ر العدد ،33الصادرة في 09نوفمبر .3008
المرسوم الرئاسي 323-00المؤرخ في 00أكتوبر ،3000يتضمن تنظيم الصفقات العمومية ،ج.ر العدد ،08الصادرة في 00أكتوبر 2
،3000المعدل والمتمم بموجب المرسوم الرئاسي 98-00المؤرخ في 00مارس ،3000ج.ر العدد 00الصادرة في 03مارس .3000
مسعود شيهوب ،المبادئ العامة للمنازعات اإلدارية (الجزء الثاني -نظرية اإلختصاص) ،د.م.ج ،الجزائر ،3009 ،ص ص .20-30 3
43
الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل الثاني:
البروفيسور عمار بوضياف ،1والذي قال بوضوح اإلصطدام بين نص المادة 800من قانون
اإلجراءات المدنية و اإلدارية والذي هو نص تشريعي يحتل مكانة أسمى من النص التنظيمي
في هرم النصوص القانونية ،وبين أحكام المادة الثانية من المرسوم الرئاسي 323-00الذي
يعتبر صفقات المؤسسات العمومية اإلقتصادية صفقات عمومية ،وهو ما يفرض التدخل لحسم
هذا اإلشكال القانوني الذي له عالقة بقواعد اإلختصاص القضائي الذي هو من النظام العام،
صدر المرسوم الرئاسي 02-02المؤرخ في 02جانفي 3002المعدل والمتمم للمرسوم
الرئاسي 323-00المتضمن تنظ يم الصفقات العمومية) ،والذي أخرج صفقات المؤسسات
العمومية اإلقتصادية من إطار أحكام قانون الصفقات العمومية ،إال أنه أوجب التزامها بمبادئ
حرية اإلستفادة من الطلب والمساواة في التعامل مع المترشحين والشفافية والعمل على إعتمادها
من طرف هيئاتها اإلجتماعية ،في حين أبقى من جهة أخرى على أشكال الرقابة الخارجية
المعقودة بموجب القانون لكل من محافظي الحسابات ومجلس المحاسبة و المفتشية العامة
2
للمالية.
عمار بوضياف ،شرح تنظيم الصفقات العمومية ،جسور للنشر والتوزيع ،الطبعة الثالثة ،3000صص .321-208 1
المرسوم الرئاسي 02-02المؤرخ في 02جانفي ،3002يعدل ويتمم المرسوم الرئاسي 323-00المؤرخ في 00أكتوبر 3000 2
مارس .3003
4اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية ،المعتمدة من طرف الجمعية العامة لمنظمة األمم المتحدة يوم 00نوفمبر
،3000المصادق عليها بتحفظ بموجب المرسوم الرئاسي 00-03المؤرخ في 00فيفري ،3003جبر العدد 09الصادرة في 00فيفري
.3003
44
الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل الثاني:
واتفاقية اإلتحاد اإلفريقي لمنع الفساد ومحاربته ،1فنص في المادة (" : )00يهدف هذا القانون
إلى ما يأتي:
-دعم التدابير الرامية إلى الوقاية من الفساد ومكافحته،
2
-تعزيز النزاهة والمسؤولية والشفافية في تسيير القطاع العام والخاص"....
كما توسع مفهوم الموظف العمومي في ظل هذا القانون فأصبح يشمل إضافة إلى المفهوم
المنصوص عليه في ظل قانون الوظيفة العمومية ،كل شخص يتولى ولو مؤقتا ،وظيفة أو
وكالة بأجر أو بدون أجر ،ويساهم بهذه الصفة في خدمة هيئة عمومية أو مؤسسة
عمومية أو أية مؤسسة أخرى تمتلك الدولة كل أو بعض رأسمالها ،أو أية مؤسسة أخرى
3
تقدم خدمة عمومية.
وسنحاول من خالل هذه الجزئية التعرض ألهم جرائم الفساد التي توجب مسؤولية مسيري
المؤسسة العمومية اإلقتصادية ويختص بالنظر فيها القاضي الجزائي.
-0جريمة إختالس األموال العمومية واإلضرار بها :4تم النص على هذه الجريمة بموجب
المادة 39من قانون الوقاية من الفساد ومكافحته فيما يتعلق بالموظفين العموميين التابعين
5
للقطاع العام ،في حين مازال فعل اإلهمال خاضعا لقانون العقوبات
أ -اختالس الممتلكات أو استعمالها على نحو غير شرعي :يعاقب بالحبس من سنتين
( )22إلى عشر ( )12سنوات وبغرامة من 000 . 222دج إلى 000 . 000 . 0دج كل
موظف عمومي يختلس أو يتلف أو يبدد أو يحتجز عمدا و بدون وجه حق أو يستعمل على
نحو غير شرعي لصالحه أو لصالح شخص أو كيان آخر ،أية ممتلكات أو أموال عمومية أو
اتفاقية اإلتحاد اإلفريقي لمنع الفساد ومكافحته ،المعتمدة بمامبوتو في 00جويلية ،3002المصادق عليها بموجب المرسوم الرئاسي 1
تنص المادة الثانية من قانون الوظيفة العمومية أنه" :يعتبر موظفا كل عون عين في وظيفة عمومية دائمة ورسم في رتبة في السلم 3
اإلداري" ،األمر 02-03المؤرخ في 00جويلية ،3003المتضمن القانون األساسي للوظيفة العمومية ،جبر العدد ،03الصادرة في 03
جويلية .3003
-0المادة الثانية ( )03من القانون 00-03المتضمن قانون الفساد ،مرجع سابق. 4
44
الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل الثاني:
أوراق مالية عمومية أو خاصة أو أي أشياء أخرى ذات قيمة عهد بها إليه بحكم وظائفه أو
1
بسببها.
ب -اإلهمال المتسبب في ضرر مادي :هذا الجرم منصوص و عاقب عليه بموجب
قانون العقوبات ،ويعتبر الجريمة الوحيدة التي لم يشملها التعديل الذي جاء به قانون الوقاية من
الفساد ومكافحته الذي ألغي مجمل أحكام قانون العقوبات ذات الصلة باستثناء هذه المادة التي
ظلت على حالها ،2ويعاقب بالحبس من ستة ( )03أشهر إلى ثالث ( )02سنوات وبغرامة
مالية من 000 . 00دج إلى 000 . 300دج كل قاض أو موظف أو ضابط عمومي أو كل
شخص ،تسبب بإهماله الواضح في سرقة أو اختالس أو تلف أو ضياع أموال عمومية أو
خاصة أو أشياء تقوم مقامها أو وثائق أو سندات أو عقود أو أموال منقولة وضعت تحت يده
سواء بمقتضى وظيفته أو بسببها.
-2جريمة الرشوة وما في حكمها :تعرف الرشوة بوجه عام بأنها "اإلتجار بأعمال
الوظيفة أو الخدمة العامة أو استغاللها بان يطلب من الجاني أو يقبل أو يحصل على عطية
أو وعد أو أية منفعة أخرى ألداء عمل من أعمال وظيفته أو اإلمتناع عنها" ،3ويقصد
بالرشوة وما في حكمها اإلتجار بالوظيفة واإلخالل بواجب النزاهة الذي يتوجب على كل من
يتولى وظيفة أو وكالة عمومية ألو يؤدي خدمة عمومية التحلي به ،وتأخذ جرائم الرشوة وما في
،الغدر ،اإلعفاء أو التخفيض غير القانوني في الضريبة 5
حكمها األوصاف التالية :4الرشوة
6
والرسم ،استغالل النفوذ ،إساءة استغالل الوظيفة ،اإلثراء غير المشروع ،تلقي الهدايا.
-2جرائم الصفقات العمومية :جاء قانون الوقاية من الفساد ومكافحته بجملة من الجرائم
الموجبة لل عقوبة في مجال الصفقات العمومية وذلك لما لهذه األخيرة من دور مهم لكونها تمول
المادة 39من القانون 00-03المتضمن قانون الوقاية من الفساد ومكافحته ،مرجع سابق. 1
عادل مستاري ،موسى قروف « ،جريمة الرشوة السلبية الموظف العام في ظل القانون 00-03المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته»، 3
مجلة اإلجتهاد القضائي ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد خيضر بسكرة ،العدد الخامس ،سبتمبر ،3009ص .033
أحسن بوسقيعة ،نفس المرجع السابق ،ص 39 4
المادة 30من قانون الوقاية من الفساد ومكافحته ،مرجع سابق .وللتفصيل راجع :حنان براهمي « ،قراءة في أحكام المادة 30من 5
القانون 00-03المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته» ،مجلة اإلجتهاد القضائي ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد خيضر
بسكرة ،العدد الخامس سبتمبر ،3009ص ص .000-020
المواد من 20إلى 28من قانون الوقاية من الفساد ومكافحته ،مرجع سابق .وللتفصيل في هذه الجرائم راجع :أحسن بوسقيعة ،مرجع 6
44
الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل الثاني:
من الخزينة العمومية وبالتالي تقوم على أموال عمومية يتوجب الحفاظ عليها بكافة السبل
1
الممكنة وتتمثل هذه الجرائم في:
أ -جريمة اإلمتيازات غير المبررة في مجال الصفقات العمومية :يعاقب بالحبس من
سنتين ( )22إلى عشر ( )12سنوات و بغرامة من 222
000 .دج إلى 000 . 000 . 0دج كل تاجر أو صناعي أو حرفي أو مقاول من
القطاع الخاص ،أو بصفة عامة كل ش خص طبيعي أو معنوي يقوم ولو بصفة عرضية،
بإبرام عقد أو صفقة مع الدولة أو الجماعات المحلية أو المؤسسات أو الهيئات العمومة
الخاضعة للقانون العام أو المؤسسات العمومية اإلقتصادية والمؤسسات العمومية ذات الطابع
الصناعي والتجاري ،ويستفيد من سلطة تأثير أعوان الهيئات المذكورة من أجل الزيادة في
األسعار التي يطبقونها عادة أو من أجل التعديل الصالحهم في نوعية المواد أو الخدمات أو
2
أجال التسليم أو التموين.
ب -جريمة الرشوة في مجال الصفقات العمومية :يعاقب بالحبس من عشر ()12
سنوات إلى عشرين ( )22سنة ،وبغرامة مالية من 000 . 000 . 1دج إلى . 000 .3
000دج ،كل موظف عمومي يقبض أو يحاول أن يقبض لنفسه أو لغيره ،بصفة مباشرة أو
غير م باشرة ،أجرة أو منفعة مهما يكن نوعها بمناسبة تحضير أو إجراء مفاوضات قصد إبرام
أو تنفيذ صفقة أو عقد أو ملحق باسم الدولة أو الجماعات المحلية أو المؤسسات العمومية ذات
الطابع اإلداري أو المؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري أو المؤسسات العمومية
3
اإلقتصادية.
ج -أخذ الفوائد بصفة غير قانونية :يعاقب بالحبس من سنتين إلى عشر ( )12سنوات
وبغرامة من 222 . 222دج ،إلى 000 . 000 .1دج ،كل موظف عمومي يأخذ أو يتلقى
إما مباشرة واما بعقد صوري و إما عن طريق شخص آخر ،فوائد من العقود أو المزايدات أو
المناقصات أو المقاوالت أو المؤسسات التي يكون وقت ارتكاب الفعل مدي ار لها أو مشرفا عليها
أحسن بوسقيعة ،مرجع السابق ،ص ص .000-020و عمار بوضياف ،شرح تنظيم الصفقات العمومية ،مرجع سابق ،ص ص 1
.208-228و فيصل نسيغة« ،النظام القانوني للصفقات العمومية وآليات حمايتها» ،مجلة اإلجتهاد القضائي ،مرجع السابق ،ص
ص.130-109
المادة 33من قانون الوقاية من الفساد ومكافحته ،مرجع سابق. 2
49
الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل الثاني:
بصفة كلية أو جزئية ،وكذلك من يكون مكلفا بأن يصدر إذنا بالدفع في عملية ما أو مكلفا
1
بتصفية أمر ما ويأخذ منه فوائد أيا كانت.
الفرع الثاني :رقابة القانون الخاص
إن طابع المتاجرة الذي تتميز به المؤسسة العمومية اإلقتصادية يفرض خضوعها الرقابة
القانون الخاص ،والتجاري منه بالتحديد ،شأنها في ذلك شأن الشركات التجارية سواء منها
المنظمة في شكل شركة مساهمة أو شركة ذات مسؤولية محدودة ،وقد كنا في مرحلة سابقة من
هذا البحث قد وضحنا الرقابة المفروضة على إنشاء وحل المؤسسات العمومية اإلقتصادية في
حين هناك جرائم متعلقة بإدارة وتسيير المؤسسات العمومية والتي توجب مسؤولية رئيس مجلس
اإلدارة أو المدير العام ،وباقي أعضاء مجلس اإلدارة وتفرض خضوعهم للعقوبات المنصوص
عليها قانونا ،وبحكم أن هذه الجرائم عديدة ومتنوعة فسنحاول من خالل هذا الفرع الوقوف على
2
أهم هذه الجرائم:
أوال -التعسف في استعمال ممتلكات الشركة :نصت على هذه الجريمة المادتان 800
بالنسبة للمؤسسات العمومية اإلقتصادية المنظمة في شكل شركات ذات مسؤولية محدودة و
800من القانون التجاري بالنسبة للمؤسسات العمومية المنظمة في شكل شركات مساهمة،
إضافة إلى المادة 020من األمر 00-02المؤرخ في 30أكتوبر 3002المتعلق بالنقد
والقرض.
فعلى مستوى المؤسسات المنظمة في شكل شركة ذات مسؤولية محدودة ،يعاقب بالسجن
لمدة خمس سنوات وبغرامة مالية من 000 . 30دج إلى 000 . 300دج أو بإحدى هاتين
العقوبتين ،المسيرون الذين استعملوا عن سوء نية أمواال أو قروضا للشركة ،استعماال مخالفا
لمصلحة الشركة تلبية ألغراضهم الشخصية أو التفضيل شركة أو مؤسسة أخرى لهم فيها
مصالح مباشرة أو غير مباشرة ،وكذلك المسيرون الذين استعملوا عن سوء نية الصالحيات التي
أحرزوا عل يها أو األصوات التي كانت تحت تصرفهم بهذه الصفة استعماال يعلمون أنه مخالف
لمصالح الشركة تلبية ألغراضهم الشخصية لتفضيل شركة أو مؤسسة أخرى لهم فيها مصالح
40
الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل الثاني:
مباشرة أو غير مباشرة ، 1وأما على مستوى المؤسسات المنظمة في شكل شركات مساهمة،
فيعاقب بالحبس من سنة إلى خمس سنوات وبغرامة مالية من 000 . 30دج إلى . 300
000دج ،أو بإحدى هاتين العقوبتين ،رئيس شركة المساهمة والقائمون بإدارتها ومديروها الذين
يستعملون عن سوء نية أموال الشركة أو سمعتها في غايات يعلمون أنها مخالفة لمصلحتها
ألغراض شخصية أو التفضيل شركة أو مؤسسة أخرى لهم فيها مصالح مباشرة أو غير مباشرة،
أو الذين يستعملون عن سوء نية وبهذه الصفة مالهم من السلطة أو الحق في التصرف في
األصوات استعماال يعلمون أنه مخالف لمصالح الشركة البلوغ أغراض شخصية أو لتفضيل
2
شركة أو مؤسسة أخرى لهم في مصالح مباشرة أو غير مباشرة.
ثانيا -عدم تقديم سندات المحاسبة للشركاء أو المساهمين:
يعاقب بغرامة من 000 . 30دج إلى 000 . 300دج المسيرون الذين لم يضعوا في
أي وقت من السنة تحت تصرف شريك بالمقر الرئيسي المستندات التالية الخاصة بالسنوات
المالية الثالث األخيرة المعروضة على الجمعيات وهي :حسابات اإلستغالل العام والجرد
وحسابات النتائج والميزانيات وتقارير المسيرين وعند اإلقتضاء تقارير مندوبي الحسابات
ومحاضر الجمعيات ،وهذا بالنسبة للمؤسسات المنظمة في شكل شركة ذات المسؤولية
3
المحدودة.
أما بالنسبة للمؤسسات المنظمة في شكل شركة مساهمة ،فيعاقب رئيسها والقائمون
بإدارتها أو مديروها العامون بغرامة مالية من 000 .30دج إلى 000 . 300دج والذين لم
يضعوا تحت تصرف كل مساهم بمركز الشركة أو بمديرية إدارتها ،سندات الجرد وحساب
اإلستغالل العام وحساب النتائج والميزانية و قائمة القائمين باإلدارة ،وتقارير مجلس اإلدارة
ومن دوبي الحسابات التي تعرض على الجمعية ،ونص وبيان األسباب المتعلقة بالق اررات
المقترحة وكذا المعلومات الخاصة بالمرشحين لمجلس اإلدارة عند اإلقتضاء ،والمبلغ اإلجمالي
المصادق عليه من طرف مندوبي الحسابات واألجور المدفوعة لألشخاص الذين يتلقون أعلى
األجور باعتبار أن عدد األشخاص يتغير بين 00أو 0حسب عدد العاملين الذين يتجاوز أو
44
الرقابة القانونية على المؤسسة العمومية االقتصادية الفصل الثاني:
يقل عن مائتين من ذوي األجور ،وذلك في أجل خمسة عشر يوما السابقة االنعقاد الجمعية
العامة العادية السنوية.
إضافة إلى نص الق اررات المقترحة وتقرير مجلس اإلدارة وعند اإلقتضاء تقرير مندوبي
الحسابات ومشروع اإلدماج وذلك في أجل خمسة عشر يوما السابقة النعقاد الجمعية
العامة غير العادية ،وقائمة المساهمين المحددة في اليوم السادس عشر السابق لذلك
اإلجتماع والمتضمنة أسماء وألقاب وموطن كل صاحب أسهم مقيد في ذلك التاريخ في سجل
الشركة وكذا عدد األسهم التي يملكها كل مساهم وذلك قبل خمسة عشر يوما من انعقاد
الجمعية العامة ،إضافة إلى حساب اإلستغالل العام والجرد وحسابات النتائج والميزانيات
وتقارير مندوبي الحسابات وأوراق الحضور ومحاضر الجمعيات وذلك في أي وقت من السنة،
1
والخاصة بالسنوات المالية الثالث األخيرة والمقدمة للجمعية العامة.
44
الخاتمة
اخلـــــــــــامتة
77
الخاتمة
شهد النظام القانوني للمؤسسة العمومية اإلقتصادية العديد من التغيرات والتطورات على
كافة المستويات ،سواء ما تعلق منها بماهية المؤسسة العمومية اإلقتصادية أو الرقابة عليها،
فعلى مستوى ماهية المؤسسة العمومية اإلقتصادية فقد تطور مفهومها في ظل نظام اإلقتصاد
الموجه ،من المؤسسة الوطنية إلى المؤسسة العامة ذات الطابع الصناعي والتجاري ومن ثم
المؤسسة اإلشتراكية ،وقد كانت طوال هذه الفترة تشكل مجرد وسيلة للتنمية وآلية التنفيذ
مخططات الدولة ،بحيث كانت تخضع لوصاية الجهات المركزية ،وللسلطة الرئاسية وبالتالي
كانت تعتبر شخصا من أشخاص القانون العام ،وتخضع في سيرها للقانون اإلداري الرقابة
القاضي اإلداري ،وقد بدأ األمر بالتغير عقب تبني نظام إقتصاد السوق ،بحيث منحت المؤسسة
العمومية اإلقتصادية في ظل هذا النظام ومع أواخر الثمانينات اإلستقاللية فأصبحت أنشطتها
تخضع للقانون التجاري مع الحفاظ على الطابع العمومي ألموالها ،هذه األخيرة التي أصبحت
تخضع لقانون األمالك الوطنية رقم 09-09وبالتحديد للفصل المتعلق بتسيير األموال الخاصة
للدولة ،ومن ثم ظهرت فكرة الخوصصة على الساحة الوطنية بعد فشل القانون التوجيهي
للمؤسسات العمومية اإلقتصادية في تحقيق األهداف التي كانت مسطرة له ،ففتح المجال بذلك
للخواص لدخول مجال اإلقتصاد العام ،وذلك في سبيل دعم التوجهات اإلقتصادية الجديدة
القائمة على فت ح السوق أمام العام والخاص ودعم المنافسة المشروعة ،وهو األمر الذي جسده
أكثر صدور األمر 90-90المتضمن تنظيم المؤسسات العمومية اإلقتصادية وتسييرها
وخوصصتها ،إال أنه بالرغم من الجهود التي بذلها المشرع في سبيل تفعيل الدور اإلقتصادي
للمؤسسات العمومية اإلقتصادية ودعم دورها كالية من آليات التنمية اإلقتصادية إال أن القانون
الجديد ال زال يعاني من الكثير من مواطن النقص ومازال يسجل العديد من اإلشكاليات ،وقد
توصلنا من خالل دراستنا إلى النتائج التالية:
-0من حيث التعريف :شهد تعريف المؤسسة العمومية اإلقتصادية تطو ار ملحوظا منذ
اإلستقالل و تم ضبطه في القانون الجديد بحيث أصبحت بذلك المؤسسة العمومية اإلقتصادية
شركة تجارية تملك الدولة أو أحد أشخاص القانون العام أو أي شخص من أشخاص القانون
العالم أغلبية رأس المال اإلجتماعي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ،وهي تخضع للقانون العام.
77
الخاتمة
-2من حيث الطبيعة القانونية :بتغير تعريف المؤسسة العمومية اإلقتصادية تغيرت
طبيعتها القانونية ،بحيث أصبحت شخصا من أشخاص القانون العام ،وتخضع أنشطتها
األحكام القانون الخاص (التجاري خاصة).
-0من حيث طبيعة أموالها :فصل األمر 90-90في طبيعة أموال المؤسسة العمومية
اإلقتصادية ،بحيث أصبحت أمواال عمومية ممثلة في شكل حصص أو أسهم أو شهادات
استثمار أو سندات مساهمة ،تخضع ألحكام القانون 09-09المتضمن قانون األمالك
الوطنية.
-0من حيث الرقابة :من أهم التغيرات التي لحقت بطرق الرقابة على المؤسسة العمومية
اإلقتصادية هي تلك المتع لقة بالرقابة الخارجية ،هذه األخيرة التي كانت تتوسع وتضيق
باستمرار ،ولعل أهم تغيير هو ذلك المتعلق برقابة مجلس المحاسبة والمفتشية العامة للمالية ،
واللذين أبعدا لفترة زمنية عن رقابة المؤسسات العمومية اإلقتصادية ،لتعاد لهما اختصاصاتهما
بحكم طبيعة أموال المؤسسة العمومية اإلقتصادية ،وأمام تزايد ظاهرة الفساد والتالعب باألموال
العمومية.
إضافة إلى الرقابة الخارجية فإن التغيرات التي مست الرقابة القانونية ال تقل أهمية،
خاصة تلك المتعلقة بالرقابة على صفقات المؤسسة العمومية اإلقتصادية ،فبعد أن كانت
تخضع لقا نون الصفقات العمومية اإلقتصادية ،ولرقابة القاضي اإلداري في هذا المجال،
أخرجت صفقاتها بموجب المرسوم الرئاسي 90-00المتضمن تنظيم الصفقات العمومية
اإلقتصادية من إطار الخضوع لقانون الصفقات العمومية ،مع اإلبقاء على ضرورة خضوعها
المبادئ الشفافية والمنافسة ،إضافة إلى الخضوع ألوجه الرقابة الخارجية المنصوص عليها في
القانون ،وهو األمر الذي يحسب لصالح المشرع لكون هذا اإلجراء حل العديد من اإلشكاليات،
وقضى على التعارض الذي كان مسجال بين قانون الصفقات العمومية والمعيار العضوي لرقابة
القاضي اإلداري المكرس بموجب المادة 099من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية.
إال أن ما سجلناه من خالل دراستنا هو تشعب النصوص القانونية الناظمة لتنظيم ونشاط
المؤسسة العمومية اإلقتصادية ما بين األمر 90-90المتعلق بتنظيم المؤسسات العمومية
اإلقتصادية وتسييرها وخوصصتها ،وبين القانون التجاري الذي أحال إليه األمر ،90-90
77
الخاتمة
على اعتباره ناظما لألحكام العامة لتنظيم المؤسسة العمومية اإلقتصادية ،بالرغم من كون
الكثير من هذه األحكام ال تتماشى مع الطبيعة الخاصة للمؤسسة العمومية اإلقتصادية وال يمكن
أن تطبق عليها كما سبق توضيحه ،هذا إضافة إلى العديد من المراسيم التنظيمية التي ساهمت
هي األخرى في خلق العديد من اإلشكاليات عند محاولة تطبيقها.
وبالتالي وأمام هذا األمر ارتأينا وضع بعض اإلقتراحات التي قد تساهم في حل بعض
هذه اإلشكاليات ،والمتمثلة في:
-وضع قانون موحد ينظم المؤسسة العمومية اإلقتصادية بدل إحالة معظم أحكامها إلى
القانون التجاري ،والذي يطرح الكثير من اإلشكاليات من الناحية التطبيقية.
-ربط الخوصصة بالمؤسسات التي ال يكتسي نشاطها طابعا استراتيجي بدل فتح المجال
لخوصصة جميع المؤسسات العمومية اإلقتصادية ،دون األخذ بعين اإلعتبار طبيعة نشاط هذه
المؤسسات ،وذلك لخطر فتح المجال لخوصصة المؤسسة العمومية اإلقتصادية التي يكتسي
نشاطها طابعا استراتيجيا على اقتصاد وسيادة البالد على حد سواء ،على غرار مؤسسة
سونطراك وسونلغاز.
-بالرغم من اإلشكال الذي حله إخراج المؤسسات العمومية اإلقتصادية من إطار تطبيق
قانون الصفقات العمومية ،إال أن هذا األمر إذا نظرنا له من زاوية أخرى فإننا نجده يطرح
إشكاال مهما ،يتعلق بطبيعة أموال المؤسسة العمومية اإلقتصادية خاصة التي تملك فيها الدولة
أو أحد أشخاص القانون العام كل أو جزء رأسمالها اإلجتماعي ،والتي ال يمكن إغفال طابعها
العمومي الذي ال بد في سبيل المحافظة عليه من إبقائه خاضعا لكافة أوجه الرقابة الممكنة
والتي من بينها الرقابة المفروضة أثناء إبرام الصفقات العمومية ،وبذلك كان من المستحب
إعادة النظر في المعيار العضوي المكرس بموجب نص المادة 099من قانون اإلجراءات
المدنية واإلدارية ،وذلك بجعله أساسا وتكريس المعيار الموضوعي إستثناءا ،في
حال ما تعلق األمر بنزاعات على نحو نزاعات الصفقات العمومية التي كانت وال زالت
أهم عقد إداري تبرمه الدولة ومؤسساتها العمومية ،خاصة أمام حملة الحفاظ على األموال
العمومية ومحاربة الفساد التي تشهدها الساحة الوطنية في اآلونة األخيرة.
78
قائمة المصادر والمراجع
قامئة املصادر
واملراجع
قائمة المصادر والمراجع
اوال -المراجع بالعربية :
.1أبو قريش السالم ىاجم ،دليل تأسيس الشركات التجارية في القانون التجاري الجزائري،
د.ط ،دار ىومة لمطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر ، 2014 ،
.2الطرطار أحمد ،الترشيد اإلقتصادي لمطاقات اإلنتاجية في المؤسسة ،د .ط ،ديوان
المطبوعات الجامعية ،الجزائر،2001 ،
.3بيمول حسن ،الغزو الرأسمالي الزراعي لمجزائر ومبادئ إعادة تنظيم االقتصاد الوطني
بعد االستقالل ،د.ط ،المؤسسة الجزائرية لمطباعة ،الجزائر.1984 ،
.4العشب محفوظ ،دراسات في القانون االقتصادي ،د.ط ،المطبعة الرسمية ،د.سمن،
الجزائر
.5تومي عبد الرحمان ،اإلصالحات االقتصادية في الجزائر (الواقع واألفاق) ،د.ط ،دار
الخمدونية لمنشر والتوزيع ،الجزائر ،2001 ،
،3ديوان المطبوعات الجامعية ،بن عكنون، .6صخري عمر ،إقتصاد المؤسسة ،ط
الجزائر،2003 ،
،1 .7عبيدات مؤيد أحمد محي الدين ،الرقابة عمى تأسيس الشركات( ،دراسة مقارنة) ،ط
دار الحامد ،األردن،2008 ،
.8عجة الجياللي ،قانون المؤسسات العمومية االقتصادية (من اشتراكية التسيير إلى
الخوصصة) ،د.ط ،دار الخمدونية لمنشر والتوزيع ،الجزائر2006 ،
.9عمار
.10بوضياف ،شرح تنظيم الصفقات العمومية ،جسور لمنشر والتوزيع ،الطبعة الثالثة
،2011
.11فوزي محمد سامي ،الشركات التجارية (األحكام العامة والخاصة) ،د.ط ،دار الثقافة
لمنشر والتوزيع ،األردن،2012 ،
.12محفوظ لعشب ،الوجيز في القانون المصرفي الجزائري ،د.م .ج ،الجزائر ،الطبعة
الثالثة2008 ،
.13مسعود شييوب ،المبادئ العامة لممنازعات اإلدارية (الجزء الثاني -نظرية
اإلختصاص) ،د.م.ج ،الجزائر،2009 ،
قائمة المصادر والمراجع
،1998 ، الجزائر، دار المحمدية العامة،1 ط، إقتصاد المؤسسة، عمون دادي ناصر.14
: المراجع بالفرنسية-ثانيا
1. Rachid Zouaimia, Les Aurorités Administratives Indépendantes et
Régulation Economique en Algerie, Edition Houma, Alger, 2005,
2. Amor Zahi, Aspects Juridiques des Reformes Economiques en Algerie,
L’Algerie en Mutation (les instruments juridiques de passage a l'économie
de marché, sous la direction de : Robert Charvin et Ammar Guesmi, Edition
L'Hrmattan, 2001
3. DEBLAT Fateh, le système de gouvernement des entreprises nouvellement
privatisées en Algérie (étude de quelque cas), mémoire pour l'obtention du
diplôme de magistère en sciences économiques, option: gestion
économiques, faculté des sciences économiques et de gestion, département
des sciences de gestion, université Hadj Lakhdar, Batna, 2007
4. HADAD Lynda, Essai d'évolution de la restructuration des entreprise public,
cas des unité de la wilaya de Bejaia, présenté en vue de l'obstination du
déplome de master, faculté des science économique, de gestion et
commercial, département des science de gestion, option: management
économique des territoires et entrepretariat, université de Bejaia, 2011
5. ISAADON Ratiba, la privatisation des entreprises industrielle en Algérie:
analyse, histoire et développement, thèse de doctorat en science
économique, faculté science économiques et de gestion ; université Lyon 2,
2012
6. PALLOUI Farida, L'impact de l'ouverture du marché sur le droit de la
concurrence, mémoire en vue d'obtention du diplôme de magister en droit,
option: droit des affaires, faculté de droit, université mouloud Mammeri,
TiziOuzou, 2011,
7. BOUHEZZA Mohamed, “la privatisation de l'entreprise algérienne et le rôle
de l'état dans le processus", revue des sciences économique et de gestion,
faculté des sciences économique et de gestion, no 3, université Ferhat
Abbas, Sétif, 2004
: النصوص القانونية-ثالثا
: المواد القانونية/ا
ر. ج، والمتعمق بالمنافسة1995 جانفي25 المؤرخ في06-95 من األمر16 المادة.1
.1995 فيفري22 الصادرة في9 العدد
والمتعمق بمين الخبير2010 جوان29 المؤرخ في01-10 من القانون22 المادة.2
11 الصادرة في24 جبر العدد،المحاسب ومحافظ الحسابات والمحاسب المعتمد
2010 جويمية
قائمة المصادر والمراجع
.3المادة 27من القانون 08-91المؤرخ في 27أفريل ،1991ج.ر العدد 20الصادرة
في 01ماي .1991
272-08المؤرخ في 06سبتمبر .4المواد من 01إلى 04من المرسوم التنفيذي
50الصادر في 07 ،2008يحدد صالحيات المفتشية العامة لممالية ،ج.ر العدد
سبتمبر .2008
.5القانون 12-08المؤرخ في ،2008-12-31يتضمن قانون المالية ،ج.ر العدد 74
الصادرة في .2008-12-31
.6القانون رقم 01-06المؤرخ في 20فيفري ،2006المتضمن قانون الوقاية من الفساد
ومكافحتو ،ج.ر العدد ،14الصادرة في 08مارس .2006
.7القانون رقم 05-80المؤرخ في 01مارس ،1980يحدد صالحيات مجمس المحاسبة
10الصادرة في وطرق تنظيمو وتسييره والجزاءات المترتبة عمى تحرياتو ،ج.ر العدد
04مارس .1980
.8المادة الثالثة ( )03من المرسوم التنفيذي 253-01المؤرخ في 10سبتمبر ،2001
51الصادرة في 12 يتعمق بتشكيمة مجمس مساىمات الدولة و سيره ،ج.ر العدد
سبتمبر .2001
03-03المؤرخ في 19جويمية 2003 .9المادة الثالثة والعشرون ( )23من األمر
والمتعمق بالمنافسة ،ج.ر العدد 43الصادرة في 20جويمية .2003
.10المادة الثانية ( )02من المرسوم التنفيذي 241-11المؤرخ في 10جويمية ،2011
يحدد تنظيم مجمس المنافسة و سيره ،ج.ر العدد 39الصادرة في 13جويمية .2011
.11المادة الثانية ( )02من المرسوم الرئاسي 184-06المؤرخ في 31ماي ،2006
يعدل المرسوم التنفيذي 253-01المؤرخ في 10سبتمبر ،2001يتعمق بتشكيمة
مجمس مساىمات الدولة وسيره ،ج.ر العدد 36الصادرة في 31ماي.2006
25جانفي ،2011 18-11المؤرخ في .12المواد 04-03من المرسوم التنفيذي
الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة المتضمن تنظيم المفتشية العامة في و ازرة
وترقية اإلستثمار وسيرىا ،ج.ر العدد 05الصادرة في 26جانفي.2011
قائمة المصادر والمراجع
.13المواد 10 ،05من المرسوم التنفيذي 283-01بالنسبة لممؤسسات التي يتخذ مجمس
02إلى 14من المرسوم التنفيذي -11 إدارتيا وتسييرىا الشكل الخاص .المواد من
25جانفي ،2011يحدد صالحيات وزير الصناعة والمؤسسات 16المؤرخ في
الصغيرة والمتوسطة وترقية اإلستثمار ،ج.ر العدد 05الصادرة في 26جانفي . 2011
المادة
.14الثانية ( )02من األمر 05-10المؤرخ في 15أوت ،2010يعدل ويتمم األمر رقم
03-03المؤرخ في 19جويمية 2003والمتعمق بالمنافسة ،ج.ر العدد ،46الصادرة
في 18أوت .2010
18-01مؤرخ في 12ديسمبر ،2001يتضمن القانون .15المادة 4من قانون رقم
،77صادر في 15 التوجييي لترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،ج.ر عدد
ديسمبر .2001
ب /المراسيم الرئاسية:
.1المرسوم الرئاسي 236-10المؤرخ في 07أكتوبر ،2010يتضمن تنظيم الصفقات
العمومية ،ج.ر العدد ،58الصادرة
.2في 07أكتوبر ،2010المعدل والمتمم بموجب المرسوم الرئاسي 98-11المؤرخ في
01مارس ،2011ج.ر العدد 14الصادرة في 06مارس .2011
.3المرسوم الرئاسي 03-13المؤرخ في 13جانفي ،2013يعدل ويتمم المرسوم الرئاسي
236-10المؤرخ في 07أكتوبر 2010والمتضمن تنظيم الصفقات العمومية ،ج.ر
العدد ،02الصادرة في 13جانفي .2013
.4المرسوم الرئاسي 250-02المؤرخ في 24جويمية 2002المعدل والمتمم ،يتضمن
تنظيم الصفقات العمومية ،ج.ر العدد ،52الصادرة في 28جويمية .2002
26أكتوبر ،2008يعدل ويتمم المرسوم .5المرسوم الرئاسي 338-08المؤرخ في
الرئاسي 250-02المؤرخ في 24جويمية 2002والمتضمن تنظيم الصفقات العمومية،
ج.ر العدد ،62الصادرة في 09نوفمبر .2008
قائمة المصادر والمراجع
ج /المراسيم التنفيذية :
.1المرسوم التنفيذي 118-13المؤرخ في 03أفريل ، 2013المعدل والمتمم لممرسوم
التنفيذي 17-11المؤرخ في 25جانفي ،2011المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية في
19 و ازرة الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية اإلستثمار ،ج.ر العدد
الصادرة في 17أفريل .2013
.2المرسوم التنفيذي 354-01الصادر في 10نوفمبر 2001والمتضمن تحديد تشكيمة
لجنة مراقبة عمميات الخوصصة وصالحياتيا وكيفية تنظيميا وسيرىا ،ج.ر االلعدد 52
الصادرة في 12نوفمبر .2001
.3المرسوم 145-82المؤرخ في 10أفريل ، 1982ينظم الصفقات العمومية التي يبرميا
المتعامل العمومي ،ج.ر العدد 15الصادرة في 13أفريل .1982
145-82 .4المرسوم 72-88المؤرخ في 27مارس ،1988يعدل ويتمم المرسوم
،13الصادرة في 30 المتضمن الصفقات التي يبرميا المتعامل العمومي ،ج.ر العدد
مارس .1988
.5المرسوم التنفيذي 96-09المؤرخ في 22فيفري ،2009يحدد شروط وكيفيات رقابة
14 وتدقيق المفتشية العامة لممالية التسيير المؤسسة العمومية اإلقتصادية ،ج.ر العدد
الصادرة في 4مارس .2009
.6مرسوم 119-88مؤرخ في 21جوان ،1988متعمق بصناديق المساىمة األعوان
االئتمانيين التابعين لمدولة ،ج.ر عدد ،24صادر في 22جوان .1988
.7المرسوم التنفيذي 434 -91المؤرخ في 09نوفمبر ،1991يتضمن تنظيم الصفقات
العمومية ،ج.ر العدد ،57الصادرة في 13نوفمبر 1991
.8المرسوم التنفيذي 20-92المؤرخ في 1992 -01-13والمحدد لتشكيمة مجمس النقابة
الوطنية لمخبراء المحاسبين ومحافظي الحسابات والمحاسبين المعتمدين ويضبط
03الصادرة في 15جانفي ،1992المعدل اختصاصاتو وقواعد عممو ،ج.ر العدد
والمتمم بالمرسوم التنفيذي 458-97المؤرخ في 01ديسمبر ،1997ج.ر العدد .80
.9مرسوم رقم 242–80مؤرخ في 04أكتوبر ،1980متعمق بإعادة الييكمة ،ج.ر عدد
،41صادر في 07أكتوبر.1980
قائمة المصادر والمراجع
.10د /األوامر:
19مارس ،1997يتعمق بخوصصة المؤسسات .11أمر رقم ،12-97مؤرخ في
العمومية ،ج.ر عدد ،15مؤرخ في 19مارس .1997
.12أمر رقم 58-75مؤرخ في 26سبتمبر 1975متضمن ق.م ،ج.ر عدد ،78مؤرخ
05-07مؤرخ في 13ماي في 30سبتمبر ،1975معدل ومتمم ،بموجب قانون
،2007ج.ر عدد ،31صادر في 13ماي .2007
ه /الدساتير:
،1989صادر بموجب مرسوم .1دستور الجميورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لسنة
رئاسي رقم 18-89مؤرخ في 28فيفري ،1989ج.ر العدد 09ن صادر في 01
مارس ( ،1989ممغی).
1976صادر بموجب أمر رقم .2دستور الجميورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لسنة
97-76مؤرخ في 22نوفمبر ،1976ج.ر عدد ،94صادر في 24نوفمبر ،1976
ممغی
رابعا :االتفاقيات الدولية :
11جويمية .1اتفاقية اإلتحاد اإلفريقي لمنع الفساد ومكافحتو ،المعتمدة بمامبوتو في
137-06المؤرخ في 10أفريل ،2003المصادق عمييا بموجب المرسوم الرئاسي
،2006ج.ر العدد 24الصادرة في 16أفريل .2006
خامسا :الرسائل الجامعية :
.1ابعمي محمد الصغير ،النظام القانوني لممؤسسة العمومية اإلقتصادية في التشريع
الجزائري ،رسالة لنيل شيادة الدكتوراه في القانون ،معيد العموم القانوية واإلدارية ،جامعة
الجزائر.1990 ،
.2أحمد بن صالح بن ىميل الحربي ،الرقابة اإلدارية وعالقتيا بكفاءة األداء ،مذكرة
ماجستير في العموم اإلدارية ،جامعة نايف العربية لمعموم األمنية ،الرياض.2003 ،
.3ازواوي فضيمة ،تمويل المؤسسات اإلقتصادية وفق الميكانيزمات الجديدة في الجزائر -
دراسة حالة مؤسسة سونمغاز -مذكرة لنيل درجة الماجستير في عموم التسيير والعموم
التجارية ،جامعة أمحمد بوقرة ،بومرداس2009 ،
قائمة المصادر والمراجع
.4أمجوج نوار ،مجمس المحاسبة :نظامو ودوره في الرقابة عمى المؤسسات اإلدارية ،مذكرة
لنيل شيادة الماجستير في القانون العام (فرع المؤسسات السياسية واإلدارية) ،جامعة
منتوري قسنطينة2007 ،
.5أيت منصور كمال ،عقد التسيير آلية لخوصصة المؤسسة العامة ذات الطابع
اإلقتصادي ،رسالة لنيل شيادة الدكتوراه في القانون ،فرع :قانون األعمال ،كمية الحقوق،
جامعة مولود معمري ،تيزي وزو2012 ،
،01-88 .6بن زيادة أم السعد ،المؤسسة العمومية اإلقتصادية في ظل القانون التوجييي
مذكرة لنيل شيادة الماجستير في القانون ،فرع :قانون المؤسسات ،كمية الحقوق ،بن
عكنون،2002 ،
.7بيمول سمية ،النظام القانوني لممؤسسة العمومية االقتصادية في التشريع الجزائري ،مذكرة
لنيل شيادة الماستر في الحقوق ،تخصص :قانون إداري ،كمية الحقوق والعموم
السياسية ،قسم الحقوق ،جامعة محمد خيضر بسكرة2013 ،
.8بوجميل عادل ،مسؤولية العون اإلقتصادي عن الممارسات المقيد لممنافسة في القانون
الجزائري ،مذكرة مكممة لنيل شيادة الماجستير في القانون (فرع قانون المسؤولية
المينية) ،كمية الحقوق والعموم السياسية ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو.2012 ،
.9خمفاوي عبد الباقي ،حق المساىم في رقابة شركة المساىمة ،مذكرة ماجستير في
القانون ،كمية الحقوق ،جامعة منتوري ،قسنطينة.2009 ،
.10رحال عمي ،األدوات القانونية لخوصصة المؤسسات العمومية في الجزائر ،مذكرة لنيل
شيادة الماجستير في القانون ،فرع :قانون األعمال ،كمية الحقوق ،بن عكنون2001 ،
.11زعيب مميكة ،أدوات التحميل المالي لممؤسسة العمومية الصناعية ،مذكرة لنيل شيادة
الماجستير ،تخصص :مالية ،كمية العموم اإلقتصادية وعموم التسيير ،جامعة منتوري،
قسنطينة،1998 ،
.12زوبير أرزقي ،حماية المستيمك في ظل المنافسة الحرة ،مذكرة لنيل شيادة الماجستير
في القانون (فرع المسؤولية المينية) ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو،2011 ،
.13سالمي وردة ،تطور الرقابة عمى إدارة المؤسسة العمومية اإلقتصادية ،مذكرة لنيل شيادة
الماجستير في القانون ( فرع قانون األعمال) ،جامعة منتوري ،قسنطينة،2009 ،
قائمة المصادر والمراجع
.14سعودي زىير ،النظام القانوني لتسيير ورقابة المؤسسات العمومية اإلقتصادية عمى
،04-01بحث لنيل شيادة الماجستير في القانون ،فرع :قانون ضوء األمر رقم
األعمال ،كمية الحقوق والعموم اإلدارية ،بن عكنون،2003 ،
.15السعيد بموم ،أساليب الرقابة ودورىا في تقييم أداء المؤسسة االإلقتصادية (دراسة
ميدانية بمؤسسة المحركات والج اررات بالسوناكوم ،مذكرة ماجستير في تنمية وتسيير
الموارد البشرية ،جامعة منتوري،2011 ،
.16شحماط محمود ،قانون الخوصصة في الجزائر ،أطروحة لنيل شيادة الدكتوراه في
القانون ،كمية الحقوق ،جامعة منتوري ،قسنطينة،2007 ،
.17عميوات ياقوتة ،الرقابة عمى المؤسسات العمومية اإلقتصادية ،رسالة ماجستير في
القانون العام ،معيد الحقوق والعموم اإلدارية ،جامعة الجزائر،1990 ،
.18غوالي محمد بشير ،دور المراجعة في تفعيل الرقابة داخل المؤسسة (حالة تعاونية
الحبوب والخضر الجافة بورقمة) ،كمية الحقوق و العموم السياسية ،جامعة الجزائر،
2004
.19القصير رزيقة ،دور العالقات العامة في تحسين صورة المؤسسة العمومية اإلقتصادية
(دراسة ميدانية بمؤسسة األمالح بقسنطينة ،مذكرة مكممة لنيل شيادة الماجستير في
عموم اإلعالم واإلتصال ،قسم :العموم واإلتصال ،تخصص وسائل اإلعالم والمجتمع،
كمية العموم اإلنسانية والعموم اإلجتماعية ،جامعة منتوري ،قسنطينة، 2007 ،
.20مختار بوشيبة ،مظاىر السمطة الرئاسية والوصاية اإلدارية عمى المؤسسة العمومية
اإلقتصادية -دراسة مقارنة ،-أطروحة لنيل درجة دكتوراه دولة في القانون اإلداري،
معيد الحقوق والعموم اإلدارية ،جامعة الجزائر،1990 ،
.21وكادير مالحة ،دور البنوك في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر،
مذكرة لنيل شيادة الماجستير في القانون ،فرع :قانون التنمية الوطنية ،كمية الحقوق
والعموم السياسية ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو،2012 ،
قائمة المصادر والمراجع
سادسا :الملتقيات والمجالت
.1داودي الطيب ،ماني عبد الحق "،تقيم إعادة ىيكمة المؤسسة العمومية االقتصادية
،03كمية الحقوق والعموم السياسية ،جامعة محمد الجزائرية" ،مجمة المفكر ،عدد
خيضر ،بسكرة ،ص.134 .
.2أبوخدوني وىيبة ،التطيير المالي وخوصصة المؤسسات العمومية الجزائرية ،الممتقى
الوطني األول حول المؤسسة الجزائرية وتحديدات المناخ االقتصادي الجديد ،جامعة
قاصدي مرباح ،ورقمة ،يومي 23 ،22أفريل ،2003ص.40 .
،3 .3بن صالح بيدي عيسى" ،مالمح ىيكمة المؤسسة الشبكية" ،مجمة الباحث ،عدد
جامعة قاصدي مرباح ،ورقمة،2004 ،
.4بن عنتر عبد الرحمان" ،مراحل تطور المؤسسة العمومية االقتصادية الجزائرية وأفاقيا
،02جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،جوان المستقبمية" ،مجمة العموم اإلنسانية ،عدد
،2002
.5بوقطة فاطمة الزىراء ،رقابة الدولة عمى تسيير أموال المرافق العمومية :دور مجمس
المحاسبة ،الممتقى الوطني حول "اإلصالحات اإلقتصادية في الجزائر" ،كمية العموم
اإلقتصادية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،يومي 17-16نوفمبر ،2004
.6بوىزة محمد" ،بعض آثار اإلصالحات عمى المؤسسة اإلقتصادية العمومية الجزائرية،
حالة بعض المؤسسات" ،مجمة العمم اإلنسانية ،عدد ،1جامعة محمد خيضر ،بسكرة،
نوفمبر ،2001
.7حدري سمير ،السمطات اإلدارية المستقمة واشكالية اإلستقاللية ،الممتقى الوطني األول
حول سمطات الضبط اإلقتصادي في المجال اإلقتصادي والمالي ،جامعة عبد الرحمن
ميرة ،بجاية ،يومي 24-23ماي ،2007ص .02
.8حنان براىمي « ،قراءة في أحكام المادة 25من القانون 01-06المتعمق بالوقاية من
الفساد ومكافحتو» ،مجمة اإلجتياد القضائي ،كمية الحقوق والعموم السياسية ،جامعة
محمد خيضر بسكرة ،العدد الخامس سبتمبر 2009
قائمة المصادر والمراجع
.9عادل مستاري ،موسى قروف « ،جريمة الرشوة السمبية الموظف العام في ظل القانون
01-06المتعمق بالوقاية من الفساد ومكافحتو» ،مجمة اإلجتياد القضائي ،كمية الحقوق
والعموم السياسية ،جامعة محمد خيضر بسكرة ،العدد الخامس ،سبتمبر 2009
.10عيسى محمد الغزالي ،سياسات التنظيم والمنافسة» ،سمسمة جسر التنمية ،الكويت،
العدد الثامن والعشرون ،السنة الثالثة ،أفريل 2004
.11فتوس خدوجة ،اإلختصاص التنظيمي لييئات الضبط اإلقتصادي بين النصوص
القانونية والواقع ،الممتقى الوطني حول اإلصالحات اإلقتصادية في الجزائر ،يومي -16
17نوفمبر ،2004جامعة محمد خيضر بسكرة
سابعا :مواقع االنترنت :
،2010ص البرنامج الخماسي ،2014-2010ممحق بيان السياسة العامة ،أكتوبر
.52متوفر عمى الموقع اإللكترونيwww . premier - ministre . gov . dz :
تاريخ الزيارة 03 :ماي ،2020الساعة . 17 :21
بممقدم مصطفی ،شاىل سيدي محمد ،خصخصة المؤسسة العمومية االقتصادية
الجزائرية ،ص ،4 .مقتبس من Www . elbassair . net / maktaba / 6 / . :
comتم اإلطالع عميو يوم 15ماي ،2020عمى الساعة .19 :22
:الممخص
يعتبر اإلقتصاد الركيزة األساسية لكل دولة ويقاس مدى تطورىا بتطور إقتصادىا كما يساىم في تركيبة البنية اإلجتماعية
ويمعب دو ار ىاما في تطور الشعوب ورسم آفاق مصيرىا وىذا ما دفع بدول العالم إلى اإلىتمام،والسياسية وتغيراتيا من حين آلخر
.أكثر بالمجال اإلقتصادي والسعي بتطويره بكافة الوسائل الممكنة
تعتبر الجزائر من بين الدول التي تيدف وتسعى إلى تطوير إقتصادىا والذي مر بعدة مراحل متعددة وكانت كل مرحمة تتميز
فقبل اإلستقالل كان النظام اإلقتصادي مركز عمى المرافق اإلقتصادية التي كانت تحت يد،بخصائص معينة وظروف خاصة بيا
أما بعد اإلستقالل عرفت الجزائر تجربة طموحة من أجل تحقيق،اإلستعمار الفرنسي الذي كان يسعى إلى تحقيق وتمبية حاجياتو
لكن لم تستطع الجزائر من خالل ىذه التجربة تقديم حمول لممشاكل التي ميز،التنمية اإلقتصادية والنيوض بإقتصادىا بصفة عامة
قطاعيا اإلقتصادي وأصبحت تعتمد في تسيير إقتصادىا
من ىذه، والتي تعتبر الحل األمثل لتنظيم وتوجيو اإلقتصاد الوطني، وركزت في دراستيا عمى أجيزة وأدوات،عمى مخططات
األجيزة نجد المؤسسة العمومية اإلقتصادية التي كانت الوسيمة المثمى التنمية القطاع اإلقتصادي وتكريسيا كأداة بديمة لخدمة السياسة
.اإلقتصادية لمدولة
الجزائر، المؤسسة العمومية االقتصادية، النظام القانوني: الكممات المفتاحية
Résumé:
L'économie est le principal pilier de chaque pays et l'étendue de son développement se mesure à l'évolution de
son économie. Elle contribue également à la composition de la structure sociale et politique et à ses
changements de temps à autre, et joue un rôle important dans le développement des peuples et en dessinant les
horizons de leur destin, et c'est ce qui a poussé les pays du monde à s'intéresser davantage au domaine
économique et à s'efforcer de le développer par tous les moyens possibles.
L'Algérie est considérée parmi les pays qui visent et cherchent à développer son économie, qui est passée par
plusieurs étapes, et chaque étape est caractérisée par certaines caractéristiques et circonstances particulières.
Après l'indépendance, l'Algérie a connu une expérience ambitieuse pour parvenir au développement
économique et faire progresser son économie en général, mais l'Algérie n'a pas pu, à travers cette expérience,
apporter des solutions aux problèmes qui caractérisaient son secteur économique et devenait dépendante de la
conduite de son économie.
Basée sur des plans, et focalisée dans son étude sur les dispositifs et outils, qui sont la meilleure solution pour
organiser et diriger l'économie nationale, parmi ces dispositifs se trouve l'entreprise publique économique, qui
était le meilleur moyen de développer le secteur économique et son dévouement comme outil alternatif au
service de la politique économique de l'État.
Mots clés: le système juridique, l'entreprise publique économique, l'Algérie
Abstract:
The economy is the main pillar of each country and the extent of its development is measured by the evolution
of its economy. It also contributes to the composition of the social and political structure and its changes from
time to time, and plays an important role in the development of peoples and in shaping the horizons of their
destiny, and this is what pushed countries of the world to take more interest in the economic field and to strive
to develop it by all possible means.
Algeria is considered among the countries which aim and seek to develop its economy, which has gone through
several stages, and each stage is characterized by certain particular characteristics and circumstances. After
independence, Algeria had an ambitious experience to achieve economic development and advance its economy
in general, but Algeria was not able, through this experience, to provide solutions to the problems that
characterized its sector. economic and became dependent on the conduct of its economy.
Based on plans, and focused in its study on the devices and tools, which are the best solution to organize and
manage the national economy, among these devices is the economic public enterprise, which was the best way
to develop the sector economy and its dedication as an alternative tool in the service of the State's economic
policy.
Keywords: legal system, public economic enterprise, Algeria
الفهرس
الفــــهرس
88
الفهرس
شكروعرفان
االهداء
أ-د مقدمة
6 تمهيد
45 الفرع األول :المؤسسة العمومية االقتصادية من سنة 2691إلى سنة 2692
43 الفرع الثاني :المؤسسة العمومية االقتصادية من سنة 2692إلى سنة 2691
88 الفرع األول :المؤسسة العمومية اإلقتصادية بعد صدور القانون رقم 12-99
88
الفهرس
24 تمهيد
67 المطلب الثاني :الرقابة القانونية على إدارة وتسيير المؤسسة العمومية
اإلقتصادية
67 الفرع األول :رقابة القانون العام
34-73 الخاتمة
94-39 الفهرس
89