You are on page 1of 89

‫جامعة غرداية‬

‫كلية الحقوق و العلوم السياسية‬


‫قسم الحقوق‬

‫قانون تسوية الميزانية آللية رقابية في الجزائر‬

‫مذكرة مقدمة الستكمال متطلبات نيل شهادة ماستر أكاديمي حقوق تخصص قانون عام‬

‫إشراف الدكتور ‪:‬‬ ‫إعداد الطالب‪:‬‬

‫عيساوي عبد القادر‬ ‫‪ -‬جباري وليد‬


‫‪ -‬عجيلة عيسى‬
‫إختصاص المحاكم االدارية في الدعوى اإلستعجالية‬
‫لجنة المناقشة ‪:‬‬

‫الصفة‬ ‫الجامعة‬ ‫الرتبة‬ ‫لقب و إسم‬


‫االستاذ‬

‫نوقشت بتاريخ ‪...../...../..... :‬‬


‫السنة الجامعية‬

‫‪1441‬ه‪1441-‬ه‪1212/‬م‪1211-‬م‬
‫اللهم إن كان قيد النعم شكرها‪ ،‬فلك الحمد وحدك على أن‬

‫وفقتنا الختيار سبل العلم و المعرفة و أعنتنا على إتمام هذا البحث‪.‬‬

‫نتقـدم بالشكـر الجزيـل إلى األستـاذ المشـرف‬

‫الدكتور " عيساوي عبد القادر " على كل ما قـدمه لي من نصائح‬

‫وإرشادات في إنجـاز هـذا العمـل وإلى كل طاقم كليـة الحقـوق‪.‬‬

‫كما نتقدم بالشكـر إلى كل من بادر مخلصـا من اجل المسـاعـدة‬

‫في إتمام هـذه المذكرة‪.‬‬

‫جباري وليد – عجيلة عيسى‬


‫بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ َولَقَدْ آتَيْنَا د َُاوو َد َو ُسلَ ْي َم َان ِعلْ ًما َوقَ َاَل الْ َح ْمدُ ِلل َّ ِه ال َّ ِذي فَضَّ لَنَا عَلَى َكثِي ٍر ِم ْن‬
‫ِع َبا ِد ِه الْ ُم ْؤ ِم ِن َين ﴾ صدق الله العظيم (النمل اَلية ‪)51‬‬

‫الهي َل يطيب الليل اَل بشكرك وَل يطيب النهار اَل بطاعتك ‪ ...‬وَل تطيب اللحظات اَل بذكرك‬
‫‪....‬وَل تطيب الخرة اَل بعفوك ‪....‬وَل تطيب الجنة اَل برؤيتك ‪...‬الى من بلغ الرسالة وادي ا ألمانة ‪ ...‬ونصح‬
‫اَلمة ‪....‬الى نبي الرحمة ونور العالمين ‪...‬س يدان محمد عليه افضل الصالة وازك التسليم الى من كلله الله‬
‫ابلهيبة والوقار ‪...‬‬
‫الى من علمن العطاء بدون انتظار ‪ ..‬الى من احمل اسمه بكل افتخار‪...‬‬
‫الى من جرع الكاس فارغا ليسقن قطرة حب ‪ ....‬الى من كلت اانمله ليقدم لنا لحظة سعادة ‪...‬‬
‫الى من حصد اَلشواك عن دربي ليمهد ل طريق العلم ‪ ....‬الى القلب والس ند الكبير ابي العزيز‬
‫الى من ارضعتن الحب والحنان ‪ ...‬الى رمز الحب وبلسم الشفاء ‪...‬‬
‫الى من تحت اقدامها الجنان ‪ ..‬الى القلب الناصع ابلبياض ام الحبيبة‬
‫الى القلوب الطاهرة الرقيقة والنفوس الزكية البريئة ‪ ...‬الى رايحين الحياة لدي اخوت ا ألحباء‬
‫الى آأساتذتنا ومشايخنا وجميع من كانوا لنا دعما ف حياتنا الى كل من لهم حق علينا من قريب او‬
‫بعيد‬
‫جباري وليد‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ َول َ َقدْ آتَ ْينَا د َُاوو َد َو ُسلَ ْي َم َان ِعلْ ًما َوقَ َاَل الْ َح ْمدُ ِلل َّ ِه ال َّ ِذي فَضَّ لَنَا عَلَى َكثِي ٍر ِم ْن‬
‫ِع َبا ِد ِه الْ ُم ْؤ ِم ِن َين ﴾ صدق الله العظيم (النمل اَلية ‪)51‬‬

‫الهي َل يطيب الليل اَل بشكرك وَل يطيب النهار اَل بطاعتك ‪ ...‬وَل تطيب اللحظات اَل بذكرك‬
‫‪....‬وَل تطيب الخرة اَل بعفوك ‪....‬وَل تطيب الجنة اَل برؤيتك ‪...‬الى من بلغ الرسالة وادي ا ألمانة ‪ ...‬ونصح‬
‫اَلمة ‪....‬الى نبي الرحمة ونور العالمين ‪...‬س يدان محمد عليه افضل الصالة وازك التسليم الى من كلله الله‬
‫ابلهيبة والوقار ‪...‬‬
‫الى من علمن العطاء بدون انتظار ‪ ..‬الى من احمل اسمه بكل افتخار‪...‬‬
‫الى من جرع الكاس فارغا ليسقن قطرة حب ‪ ....‬الى من كلت اانمله ليقدم لنا لحظة سعادة ‪...‬‬
‫الى من حصد اَلشواك عن دربي ليمهد ل طريق العلم ‪ ....‬الى القلب والس ند الكبير ابي العزيز‬
‫الى من تحت اقدامها الجنان ‪ ..‬الى القلب الناصع ابلبياض ام الحبيبة‬
‫الى القلوب الطاهرة الرقيقة والنفوس الزكية البريئة ‪ ...‬الى رايحين الحياة لدي اخوت ا ألحباء‬
‫الى آأساتذتنا ومشايخنا وجميع من كانوا لنا دعما ف حياتنا الى كل من لهم حق علينا من قريب او‬
‫بعيد‬
‫عجيلة عس ييى‬
‫مقدمة‬
‫فهرس المحتويات‬

‫تعددت الدراسات التاريخية المتعلقة بالنظم القانونية للدول والمجتمعات عبر العصور والتي‬
‫حاولت استقصاء مجال الرقابة المالية خالل مسار التاريخ اإلنساني الطويل‪ ،‬و في مختلف‬
‫الحضارات القديم منها و الحديث‪ .‬وبينت كيف تبلورت المفاهيم األساسية للرقابة المالية بقواعد‬
‫هو إجراءاتها ومعاييرها المختلفة‪ .‬وماشهدته هذه النظرية من تطورات في المفاهيم والمناهج و‬
‫األنواع الرقابية واألساليب المعتمدة في األداء والممارسة‪ ،‬وكيفية ظهور األجهزة القائمة بأعمال‬
‫الرقابة واإلجراءات المتبعة في ذلك والتي تهدف إلى متابعة كل العمليات المالية المتعلقة بأساليب‬
‫تحصيل المال العام وجبايته وانفاقه‪.‬‬

‫فالقواعد واألحكام واإلجراءات التي تناولت شتى جوانب النظرية العامة للرقابة المالية مفصلة‬
‫ودقيقة وكثيفة‪ ،‬وهي تنبئ عن مستوى التطور الهائل الذي صاحب هذه النظرية حتى وصلت إلى‬
‫حد التعقيد والتداخل في بعض األحيان‪.‬‬

‫إن هذا التطور الهائل الذي شهدته هذه النظرية على مختلف المستويات في الدولة الحديثة‬
‫جعل من مهمة السلطة التشريعية في القيام بدور الرقابة المستقلة على المال العام أمر معقدا‬
‫وصعبا إلى أبعد الحدود ‪ ،‬فتقرر أن توكل هذه المهمة الخطيرة إلى أجهزة فنية أكثر تخصصا‬
‫وتفرغا و أكثر إحاطة والماما بهذا الموضوع‪ ،‬تكون مستقلة في آداء وظيفتها عن كل سلطة‪.‬‬
‫يطلق عليها اسم أجهزة الرقابة المالية العليا وهي ذات تنظيمات مختلفة على المستويين الدولي و‬
‫اإلقليمي‪.‬‬
‫وبالتالي فهي ستوفر لألجهزة النيابية فرصة أساسية في ضمان أداء رقابي متميز وناجع‬
‫على هذه التصرفات والعمليات المتعلقة بتسير المال العام على ضوء ما تقدمه من نتائج‬
‫ومعلومات‪ ،‬تتعلق بمختلف العمليات والتصرفات التي تقوم بها مختلف اإلدارات والوحدات‬
‫الحكومية القائمة على تنفيذ الميزانية واستخدام األموال والموارد العامة‪.‬‬

‫وفي وقتنا الحاضر نجد االهتمام العالمي بهذا الموضوع يأخذ وتيرة ذات نسق عال من‬
‫خالل الترسانة التشريعية المعدة في هذا المجال‪ ،‬فضال عن مختلف التوصيات والمعايير المقدمة‬

‫‪2‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫في هذا الباب من قبل األجهزة والمنظمات الدولية واإلقليمية العليا للرقابة المالية والمحاسبية التي‬
‫نشأت حديثا من أجل االضطالع بمهام الرقابة على األموال العمومية‪ .‬كما تزايد اهتمام الجمعيات‬
‫العلمية والفنية ومكاتب االستشارة والتدقيق المختصة في هذا الشأن في الوقت الحاضر بوضع‬
‫المعايير العامة والقواعد األساسية لنجاح عملية الرقابة على المال العام في الدولة‪ ،‬والتي ينبغي‬
‫توافرها في مختلف األجهزة الداخلية والخارجية القائمة على الرقابة‪ ،‬بما يفترض لها من استقالل‬
‫وحياد ونزاهة في ممارسة اختصاصها و مهامها‪ .‬وكذا ما ينبغي أن تتوافر عليه من كفاءة ومقدرة‬
‫وعناية يتحقق بها األداء الرقابي الجيد ‪.‬‬

‫حيث تقوم األجهزة الرقابية بتنفيذ نشاطها في الرقابة على الوحدات اإلدارية القائمة على‬
‫تنفيذ الميزانية بالتنويع في أساليبها الرقابية لتتمكن من إحراز النجاعة والكفاءة في العمل الرقابي‪.‬‬

‫كما تتولى األجهزة الرقابية ممارسة نشاطاتها الرقابية على تنفيذ الميزانية بطرق مختلفة‬
‫ووسائل و أدوات قانونية و تنظيمية‪ ،‬يستخدمها القائمون بأعمال الرقابة لبناء قاعدة البيانات‬
‫والمعلومات المفيدة و المؤسسة ألدلة اإلثبات التي تمنحهم القدرة على إبداء الرأي واسناد التقارير‬
‫الرقابية إزاء النتائج المتوصل إليها من عمليات التحري والفحص والتدقيق المنفذة‪.‬‬

‫موضوع قانون إعداد الميزانية كآلية رقابية في الجزائر موضوع ثري ومتشعب‪ ،‬يشمل أنواعا‬
‫كثيرة من أشكال الرقابة الداخلية والخارجية ‪ ،‬الذاتية والمستقلة‪ ،‬اإلدارية السياسية والقضائية وما‬
‫إلى ذلك‪.‬‬

‫في هذذا المنحى تتجلى الرقذابذة السذ ذ ذ ذ ذ ذ ذذابقذة و الالحقة في إعداد الميزانية كأهم نوع من هذه‬
‫األنواع وأكثرهذا فعذاليذة‪ ،‬كونهذا تمذارأ من أعلى الهيئذات والمسذ ذ ذ ذ ذ ذ ذذتويات التنظيمية للرقابة المالية‪،‬‬
‫متوجة أعمالها بتقارير عن الوض ذذعية المالية ترفع إلى الس ذذلطة التشذ ذريعية أو إلى الرئيأ األعلى‬

‫‪3‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫للجهاز التنفيذي في الدولة في شذذقها اإلداري ‪ ،‬كما تتولى إصذذدا الق اررات القضذذائية والحكم على‬
‫المحاسذ ذ ذذبين العمومين أوعلى مخالفات االنضذ ذ ذذباي في مجال تسذ ذ ذذيير الميزانية والمالية فيما يتعلق‬
‫بمجال التسذذيير المالي لرمرين بالصذذرف في المؤسذسذذات العمومية التي تخضذذع لقواعد المحاسذذبة‬
‫العمومية‪.‬‬

‫فالجزائر حاولت أن تؤسأ لنفسها منظومة تشريعة خاصة بها في مختلف مجاالت القانون‬
‫بما فيها مجال الرقابة المالية‪.‬‬

‫إن هذا ما يثير التسذ ذ ذ ذذاؤل حول طبيعة و أهمية القواعد و األحكام الرقابية المبتكرة في هذا‬
‫المجذال التي تحكم النظريذة العذامذة لقذانون إعذداد الميزانيذة و أهميذة و مكذانة األجهزة العليا القائمة‬
‫بهذا الدور الرقابي األصذ ذذيل في الدولة ‪ ،‬ومدى نجاعة و فاعلية هذا التركيب المعقد من القواعد‬
‫و األجهزة و الهيئات في تحقيق دوره المنوي به في ترشذ ذ ذ ذ ذ ذذيد اإلنفاق العام واالسذ ذ ذ ذ ذ ذذتخدام األمثل‬
‫لألموال العموميذة والكفذايذة في تحصذ ذ ذ ذ ذ ذ ذذيلهذا وجبذايتهذا والمحذافظذة عليهذا من الضذ ذ ذ ذ ذ ذ ذذياع والتبديد‬
‫ومحاربة الفساد في كل النظام المالي القانوني برمته‪.‬‬
‫هناك العديد من االسباب التي دفعتنا الي اختيار الموضوع منها ما هو ذاتي وما هو‬
‫موضوعي‪.‬‬

‫‪/1‬االسباب الذاتية ‪:‬‬

‫‪ -‬الميول الخاص لهدا النوع من الدراسات و معرفة أهم طرق تسيير الميزانية العامة‬

‫‪ -‬اتساع دائرة قضايا الفساد وتبذير المال العام‬

‫‪ -‬الرغبة الذاتية للبحث في الموضوع وااللمام به الستعماله في الحياة العملية ان امكن‬

‫‪ /1‬االسباب الموضوعية ‪:‬‬

‫‪ -‬اهمية هدا الموضوع في واقعنا المعاش و تأثيره على الحياة اليومية للمواطن البسيط‬

‫‪ -‬اهمية الرقابة البرلمانية في قانون تسوية الميزانية العامة و دوره فيها‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫ولعل وأثناء دراستنا لهذا الموضوع واجهتنا العديد من الصعوبات ألن موضوع قانون تسوية‬
‫الميزانية العامة من المواضيع المتداولة بكثرة في الوقت الراهن‪ ،‬ويعاني هذا الموضوع من قلة‬
‫المراجع وأغلبية المراجع المتاحة مراجع عامة بالنظر بالمراجع الخاصة تعد على األصابع وبالتالي‬
‫ليست كافية للقيام بدراسة معمقة وشاملة‪.‬‬

‫لذا سنقوم بمعالجة هذا الموضوع بطرح اإلشكالية التالية‪:‬‬


‫فيم يتمثل دور قانون تسوية الميزانية باعتباره آلية رقابية في الجزائر؟‬
‫ولإلجابة عن هذه اإلشكالية اعتمدنا في دراستنا على المنهج الوصفي في تبين اإلطار‬
‫المفاهيمي للميزانية العامة و قوانين المالية في الفصل االول تعاريف ومفاهيم وانواع وكذا المنهج‬
‫التحليلي وذلك من خالل دراسة النصوص القانونية الخاصة بالميزانية العامة وقوانين المالية‬
‫ومقاربتها بالواقع العملي وفي الفصل الثاني الرقابة التشريعية الالحقة بواسطة القانون‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل‬
‫األول‬
‫اإلطار المفاهيمي للميزانية العامة وقوانين المالية‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للميزانية العامة‬


‫باعتبار أ ن النشاي المالي للدولة يسير وفق برنامج محدد بصورة دقيقة يشمل مجموع نفقات‬
‫الدولة وايراداتها التي تقررها مسبقا على العموم‪ ،‬وتدون إيرادات الدولة ونفقاتها في وثيقة يطلق‬
‫عليها الميزانية العامة حيث يمكن اعتبار هذه الوثيقة المحور التي تدور حولها أعمال الدولة‬
‫ونشاطها في جميع الميادين‪.‬‬
‫من خالل هذا المبحث سنتطرق إلى نشأة الميزانية العامة وكذا تعريفها ومبادئها إلي تتكون‬
‫من مبدأ السنوية والتخصص والتوازن والوحدة وكذلك في األخير نتحدث على إعداد الميزانية‬
‫وكيفية تحضريها وكذا إبراز أهمية الميزانية العامة في مختلف المجاالت‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف الميزانية العامة‬


‫المشرع الجزائري عرف الميزانية العامة و ذلك حسب المادة ‪ 3‬من قانون ‪ 22-09‬المتعلق‬
‫بالمحاسبة العمومية بأنها ‪" :‬الوثيقة إلى تقدر للسنة المدنية مجموع اإليرادات والنفقات الخاصة‬
‫بالتسيير واالستثمار‪ ،‬ومنها نفقات التجهيز العمومي والنفقات برأسمال وترخص "بها كما عرفها‬
‫حسب القانون ‪ 21-82‬المتضمن قوانين المالية بأنها ‪ " :‬وثيقة تشريعية يتم بواسطتها تقدير‬
‫وتأشير سنويا النفقات واإليرادات النهائية للدولة بهدف السماح للسير الحسن للمصالح العمومية‬
‫وتجسيد أهداف المخطط السنوي للتنمية‪".1‬‬
‫تعرف الميزانية العامة على أنها تقدير إليرادات الدولة ونفقاتها خالل فترة زمنية تحدد عادة‬
‫بسنة‪ ،‬يتضح من هذا التعريف أن الميزانية هي تقدير لفترة مقبلة‪ .‬وتختلف الميزانية بهذا عن‬
‫الحساب الختامي للدولة والذي يظهر ما تم إنفاقه وما تم تحصيله بالفعل خالل السنة المالية‬
‫المنصرمة وهناك العديد من العوامل التي يجب أن تؤخذ في االعتبار عند إجراء تقديرات الميزانية‪،‬‬
‫نذكر منها‪:2‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 6 ،‬من القانون ‪، 21- 84‬المؤرخ في ‪91‬جويلية ‪، 2084‬المتعلق بقانون المالية‪ .‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد ‪.2084 28 ،‬‬
‫‪2‬محمد ساحل‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪2921 ،‬م‪ ،‬ص ‪.222‬‬

‫‪8‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للميزانية العامة وقوانين المالية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪-2‬برنامج عمل الحكومة االقتصادي واالجتماعي الذي ترغب الحكومة في تنفيذه خالل‬
‫فترة الميزانية‪.‬‬
‫‪-2‬قراءة لما تم إنفاقه وتحصيله فعالً خالل عدد من الميزانيات السابقة مع التركيز على‬
‫ميزانية السنة األخيرة‪.‬‬
‫‪-3‬األحوال االقتصادية واالجتماعية السائدة عالمياً ومحلياً وخصوصاً تلك التي تؤثر في‬
‫إيرادات الدولة بشكل ملموأ‪.‬‬
‫‪-4‬دور الدولة في االقتصاد‪ ،‬وذلك مقارنة بدور القطاع الخاص‪.‬‬
‫وتقوم بإعداد الميزانية في العادة السلطة التنفيذية ممثلة في و ازرة المالية وذلك بالتعاون مع‬
‫‪1‬‬
‫جميع الو ازرات والمؤسسات وكافة األجهزة الحكومية األخرى‪.‬‬
‫ويقع إقرار الميزانية على عاتق السلطة التشريعية ممثلة في برلمان الدولة أو مجلأ وزرائها‪،‬‬

‫وبهذه الموافقة فإن السلطة التشريعية في الدولة تضمن أن تتم إجراءات اإلنفاق واإليرادات وفقاً‬
‫لجميع القواعد والنظم والتشريعات المالية المعمول بها في الدولة‪ ،‬كما أنها تضمن تمشي النفقات‬
‫واإليرادات مع برنامج عمل الحكومة ومتطلبات تلك المرحلة‪.2‬‬
‫ولذلك فإن على المجتمع من خالل حكومته أن يحدد مستوى مختلف األنشطة الالزمة‬
‫لتحقيق أهدافه‪.‬‬
‫كما يلزم أيضاً تحديد المبالغ المالية التي يجب إنفاقها على كل نشاي‪ ،‬باإلضافة إلى تحصيل‬
‫اإليرادات العامة الالزمة لتغطية تلك النفقات‪ .‬ومن أجل تسهيل عملية اتخاذ مثل هذه الق اررات‬
‫فإن على الحكومة أن تقوم بوضع الميزانية العامة‪ .‬وهذه تمثل أسلوباً منتظماً من اإلجراءات‬
‫لوضع مقترحات بتقدير النفقات واإليرادات العامة لفترة مقبلة‪ ،‬تتقدم به السلطة التنفيذية إلى السلطة‬
‫التشريعية‪ .‬وعلى هذا‪ ،‬فإن الميزانية العامة ليست سوى خطة مالية يقوم على أساسها اتخاذ‬
‫الق اررات الخاصة بحجم ونوع النفقات واإليرادات العامة للدولة لفترة قادمة‪ .‬وبعبارة أخرى‪ ،‬فإن‬

‫‪1‬عطية عبد الواحد‪ ،‬الموازنة العامة للدولة‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬القاهرة‪ 2006،‬م‪ ،‬ص ‪.262 – 252‬‬
‫‪2‬محمد صغير بعلي‪ ،‬يسري أبو العالء‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة‪ ،‬الجزائر‪2993 ،‬م ‪،‬ص‪.09‬‬

‫‪0‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للميزانية العامة وقوانين المالية‬ ‫الفصل األول‬

‫الميزانية العامة تعتبر برنامجاً مالياً يتضمن السياسات المالية واألهداف التي تسعى الدولة إلى‬
‫تحقيقها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص في الحكومات المعاصرة‬


‫يمكن تحديد خصائص الميزانية في الحكومات المعاصرة حيث أن ترتكز على األمور‬
‫التالية‪:1‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الميزانية العامة هي تقدير مفصل للنفقات واإليرادات العامة‬
‫وهذه من الخصائص المهمة للميزانية‪ ،‬حيث تتميز بها عن الميزانيات الختامية التي تعبر‬
‫عن األرقام الفعلية‪ .‬ومدى الدقة في التقديرات يشكل عامالً مهماً في كسب الثقة بأعمال الحكومة‬
‫من قبل المجتمع السلطة التشريعية‪ .‬وتختلف دقة تقديرات النفقات العامة على حسب األنواع‬
‫المختلفة لتلك النفقات‪ .‬فهناك نفقات يسهل تقديرها بدقة‪ ،‬وقتوم أساساً على افتراض استم اررية‬
‫النفقات العامة للعام الحالي‪ ،‬أنها تكون معلومات القيمة مسبقاً للحكومة كأن تكون على شكل‬
‫‪2‬‬
‫التزامات على الحكومة مثل رواتب الموظفين وأقساي الدين العام‪.‬‬
‫وهناك أنواع أخرى من النفقات يصعب تقديرها بدقة‪ ،‬حيث يعتمد التقدير على عوامل يصعب‬
‫السيطرة عليها‪ .‬وثمال ذلك‪ :‬النفقات االستثمارية الجديدة‪ ،‬حيث أن أمر تقديرها يتطلب دراسات‬
‫أولية تقدر على أساسها مبالغ تكاليف تلك المشروعات‪ .‬وهناك بعض العوامل التي يصعب‬
‫التحكم فيها وتؤثر على هذه التكاليف‪ ،‬مثل التغيرات في مستويات األسعار واألجور في فترة‬
‫مقبلة‪ ،‬عالوة على صعوبة خضوع بعض أنواع التكاليف للقياأ الكمي‪.3‬‬
‫أما بالن سبة لتقدير اإليرادات العامة‪ ،‬فإنه بالرغم من أنها تتوقف على القوانين والتشريعات‬
‫الضريبية القائمة‪ ،‬إال أن تقدير ما سيتم تحصيله من تلك اإليرادات يتأثر بمستوى النشاي‬
‫االقتصادي للفترة المقبلة‪ ،‬باإلضافة إلى بعض العوامل االجتماعية‪ .‬لذا فإن بعض الدول تلجأ‬

‫‪1‬محمد ساحل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.233‬‬


‫طارق الحاج‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ي‪2990، 2‬م‪ ،‬ص‪.200‬‬ ‫‪2‬‬

‫طارق الحاج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.260‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪29‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للميزانية العامة وقوانين المالية‬ ‫الفصل األول‬

‫إلى وضع تقديرات اإليرادات العامة عند حدها األدنى الذي يمكن تحصيله‪ ،‬ومن أجل سهولة‬
‫تقبل تلك التقديرات والموافقة عليها من قبل السلطات المختلفة‪ ،‬فإن ذلك يقتضي أن يتضمن‬
‫مشروع الميزانية الجارية‪ ،‬باإلضافة إلى المقترحات الخاصة بتقديرات للوضع االقتصادي‬
‫واالجتماعي المتوقع أن يكون خالل الفترة التي يشملها تقدير النفقات واإليرادات العامة‪ .‬وهذه‬
‫غالباً ما تكون صورة موجزة عن مختلف العوامل االقتصادية واالجتماعية التي يمكن أن تؤثر‬
‫على تلك التقديرات‪.1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الميزانية العامة تكون لفترة زمنية محدودة‬
‫وهذه الخاصية تتناسب مع سابقتها‪ ،‬وهي الصفة التقديرية للميزانية‪ ،‬حيث أنه ال يمكن تقدير‬
‫النفقات واإليرادات لفترة غير محدودة‪ ،2‬باإلضافة إلى أن هذه الخاصية تتضمن استم اررية وتجدد‬
‫رقابة السلطة التشريعية على السلطة التنفيذية في كل فترة‪ ،‬زيادة على أن الميزانية تعتبر برنامج‬
‫عمل السلطة التنفيذية وتمنح على أساه الثقة‪ ،‬وبالتالي يجب تنفيذه في خالل فترة محدودة‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الميزانية العامة تصدر بموافقة السلطة التشريعية واقرارها‬
‫هذه الخاصية تعتبر مهمة بالنسبة لمجتمع ديمقراطي يحاول من خالل حكومته تبني برنامج‬
‫عمل وفقاً لتفضيالته‪ ،‬لذا نجد أن إقرار الميزانية يقع على السلطة التشريعية كممثلين عن الناخبين‬

‫أفراد المجتمع‪ .‬باإلضافة إلى أن هذه الموافقة المسبقة تضمن أن يكون اإلنفاق الفعلي وفقاً‬
‫‪3‬‬
‫للتشريعات المالية الموضوعة‪.‬‬
‫وتتضمن خاصية إقرار السلطة التشريعية للميزانية أيضاً منح السلطة التنفيذية اإلذن المسبق‬
‫باإلنفاق وجباية اإليرادات‪ ،‬حيث ال يجوز للسلطة التنفيذية أن تنفق أي مبلغ من المال قبل‬
‫الحصول على مثل هذا اإلذن من السلطة التشريعية‪ .‬وهذا يعني أن ما يتم تخصيصه من أموال‬
‫على أوجه اإلنفاق المختلفة تمثل الحدود العليا لما يمكن إنفاقه من قبل السلطة التنفيذية‪ .‬أما‬

‫‪1‬عبد المطلب عبد الحميد‪ ،‬اقتصادات المالية العامة‪ ،‬دار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ، 2995، ،‬ص ‪.02‬‬
‫‪2‬محمد مسعي‪ ،‬المحاسبة العمومية‪ ،‬عين مليلة‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪2993 ،‬م‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪3‬على بساعد‪ ،‬محاضرات في المالية العامة موجهة لطلبة المعهد الوطني للمالية‪ ،‬القليعة‪2002 ،‬م‪ ،‬ص ‪.02‬‬

‫‪22‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للميزانية العامة وقوانين المالية‬ ‫الفصل األول‬

‫بخصوص إجازة جباية اإليرادات فهذا يعني أن على السلطة التنفيذية أن تقوم بعملية الجباية وفقاً‬
‫لألسأ والقواعد الموضوعة لذلك‪ ،‬وال تمثل أرقام تقديرات اإليرادات الحد األقصى الذي ال يمكن‬
‫تجاوزه‪ .‬ولكن يمكن تجاوز هذه التقديرات الواردة في الميزانية‪.1‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬الميزانية العامة تعكس أهداف الدولة االقتصادية واالجتماعية والسياسية‬
‫ازدادت أهمية هذه الخاصية بعد أن تطور دور الدولة وزاد نشاطها االقتصادي‬
‫واالجتماعي‪ .‬فأصبحت الميزانية العامة هي األداة الرئيسية في يد الحكومة لتحقيق أهدافها في‬
‫المجاالت المختلفة‪ .‬وتعتبر الميزانية العامة هي اإلطار المنظم ألدوات السياسة المالية‪ ،‬وما‬
‫تسعى إلى تحقيقه من أهداف اقتصادية واجتماعية‪ ،‬كما برزت أهمية الميزانية كبرنامج سياسي‬
‫يعكأ األهداف الضمنية واالتجاهات السياسية للسلطة الحاكمة‪.‬‬
‫حيث إنه في مجتمع ديمقراطي تتعدد فيه األحزاب السياسية التي تسعى إلى الوصول إلى‬
‫الحكم‪ ،‬تحاول هذه األحزاب ان تتبنى عدداً من السياسات المالية ذات األهداف السياسية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬حتى تضمن للحزب غالبية أصوات الناخبين‪.‬‬
‫وحتى في المجتمع الذي يسيطر عليه حزب واحد فإن أولويات اإلنفاق العامة يمكن أن تقرر‬
‫كنتيجة إلى تبادل األصوات بين أعضاء الحزب‪.‬‬
‫باإلضافة إلى أن فئات الضغط االجتماعي يمكن أن تقوم ببعض الضغوي كمحاولة للتأثير‬
‫على أرقام الميزانية العامة‪.2‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬وظائف الميزانية العامة‬


‫بالنظر لتعريف الميزانية العامة وخصائصها‪ ،‬يمكن أن نستنتج أن الميزانية تقوم بوظائف‬
‫رئيسية‪ 3‬أهمها‪:‬‬

‫‪1‬محمد مسعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.28‬‬


‫‪2‬عادل احمد حشيش‪ ،‬أساسيات المالية العامة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ 2996 ،‬م‪ ،‬ص ‪.390‬‬
‫‪ 3‬محمد مسعي‪ ،‬المحاسبة العمومية‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.32‬‬

‫‪22‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للميزانية العامة وقوانين المالية‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع األول‪ :‬أنها أداة رقابة على النشاط المالي للدولة‬


‫يمكن للسلطة العليا من خالل الميزانية أن تراقب سالمة تنفيذ الق اررات وفقاً للقوانين واألنظمة‬
‫الموضوعة‪.1‬‬
‫وكذلك من خالل الميزانية يمكن للسلطة التشريعية أن تراقب نشاي السلطة التنفيذية‪ ،‬وبالتالي‬
‫تضمن حماية الموارد العامة من سوء االستغالل‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الميزانية تعتبر أداة إدارية هامة‬
‫حيث أنها تشمل جميع نشاطات الحكومة‪ ،‬وأن الوحدات اإلدارية هي التي ستقوم بتنفيذ تلك‬
‫النشاطات‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فإنه من خالل الميزانية يمكن التعرف على األجهزة التنظيمية والمسئوليات‬
‫التي تقوم بها كل وحدة إدارية‪ ،‬وبذلك يمكن للحكومة متابعة األداء لكل وحدة حسب ما تقوم به‬
‫من أعمال‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪:‬الميزانية تعتبر أداة تخطيط للمستقبل‬
‫حيث تعكأ األهداف المرجو تحقيقها والسياسات التي تحقق هذه األهداف‪ ،‬وعلى هذا فإن‬
‫الميزانية هي أداة تساعد المجتمع في التحرك نحو أهدافه‪.‬‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬تخصيص الموارد إلشباع الحاجات العامة‬
‫ووفقاً لهذه الوظيفة تباشر الموازنة العامة مهمة توجيه اإلنتاج القومي وتخصيه إلشباع كل‬
‫من الحاجات الفردية والحاجات الجماعية‪ .‬فبواسطة ذلك الجانب من النشاي المالي والذي يتمثل‬
‫في فرض اإليرادات العامة وتحصيلها يتنازل األفراد والقطاع الخاص والوحدات اإلنتاجية عن جزء‬
‫من دخولها وتنخفض نتيجة لذلك الدخول التي تبقى تحت أيديهم ومتاحة للتصرف فيها باإلنفاق‬
‫أو االدخار‪ .‬وبواسطة الجانب اآلخر من النشاي المالي‪ ،‬ويتمثل في جانب اإلنفاق‪ ،‬تستطيع‬
‫الحكومة الحصول على الموارد الالزمة لتوفير هذه الخدمات العامة‪ .‬وكانت هذه الوظيفة حتى‬
‫بداية القرن الحالي هي الوظيفة األساسية األولى للموازنة‪ ،‬فقد كان الغرض األساسي للموازنة‬

‫‪ 1‬سناطور خالد‪ ،‬الرقابة على النفقات العمومية ‪ -‬دراسة حول المفتشية العامة للمالية ‪ ،‬مذكرة تخرج من المدرسة العليا‬
‫لإلدارة‪(،‬الجزائر) ‪ ،‬سنة ‪ ،2996‬ص ‪.29‬‬

‫‪23‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للميزانية العامة وقوانين المالية‬ ‫الفصل األول‬

‫العامة هو توفير الموارد وانفاقها على الخدمات العامة‪ .‬ويعكأ ذلك في الواقع ما التزمت به‬
‫الدولة من حدود ضيقة لوظائفها وما ترتب عليه من صغر حجم الموازنة بالقياأ إلى النشاي‬
‫االقتصادي وضآلة آثارها االقتصادية واالجتماعية‪.1‬‬
‫الفرع الخامس‪ :‬المحافظة على االستقرار االقتصادي وتحقيق التشغيل الكامل‬
‫وهذه هي أحدث وظائف الموازنة العامة‪ .‬وقد بدأت مع الكساد الكبير في الثالثينيات من‬
‫هذا القرن عندما تبنت بعض المجتمعات الرأسمالية هدف تحقيق العمالة الكاملة مستخدمة الموازنة‬
‫العامة والنفقات العامة كأداة لهذا الغرض‪ .‬كما استخدمت منذ الحرب العالمية الثانية كوسيلة‬
‫لتحقيق االستقرار في قيمة النقود والحد من النشاي االقتصادي‪ .‬وتعتمد استراتيجية الموازنة العامة‬
‫في ممارستها لهذه الوظيفة على تغيير مستوى الطلب الكلي في االتجاه المناسب مستخدمة في‬
‫هذا الصدد الضرائب والنفقات الحقيقية والتحويلية‪.‬‬
‫ومن الواضح أن كبر حجم الميزانية العامة هو العامل الفعال في تحقيق هذه‬
‫الوظيفة‪ .‬فالموازنة العامة للدولة هي الخطة المالية عن سنة مالية مقبلة لتحقيق أهداف محددة‪،‬‬
‫وذلك في إطار الخطة العامة للتنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وطبقاً للسياسة العامة للدولة‪.‬‬
‫وقد تضمن التعريف السابق اصطالح "الموازنة" تميي اًز لها عن الميزانية السنوية‪ ،‬التي تعد‬
‫على هيئة جدول مبوب يبين أصول المشروع وخصومه في نهاية السنة المالية‪ ،‬ويعبر عن المركز‬
‫المالي الحقيقي لذلك المشروع‪. 2‬‬
‫وتختلف الموازنة العامة للدولة عن الموازنة النقدية‪ ،‬وهي عبارة عن بيان بتقديرات‬
‫استخدامات الدولة ومواردها من النقد األجنبي عن فترة زمنية مقبلة (تتراوح ما بين ثالثة شهور‬
‫غلى سنة) ويتم فيها توزيع الموارد على االستخدامات‪ .‬فالموازنة النقدية تختلف عن الموازنة‬
‫العامة في كونها تتضمن حصيلة استخدامات النقد األجنبي فقط‪ ،‬بينما تعبر أرقام الموازنة العامة‬
‫عن مبالغ محلية وأجنبية معاً‪ .‬كما أن الموازنة النقدية تشمل األرقام الخاصة بالقطاعين العام‬

‫‪1‬علي زغدود ‪ ،‬المالية العامة ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬ي ‪ ، 4‬الجزائر ‪ ، 2922 ،‬ص ص ‪.231 ، 236‬‬
‫‪2‬عادل أحمد حشيشي‪ ، ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.32‬‬

‫‪24‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للميزانية العامة وقوانين المالية‬ ‫الفصل األول‬

‫والخاص‪ ،‬بينما ال تتضمن الموازنة العامة أية اعتمادات تتعلق بالقطاع الخاص‪ .‬وحتى يمكن‬
‫للميزانية العامة أن تقوم بوظائفها ومهامها الرئيسية فإن الحكومات المعاصرة تتبع قواعد‪ ،‬أو مبادئ‬
‫أساسية عند وضع ميزانياتها تسهل قيام الميزانية العامة لوظائفها السابقة‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬القواعد األساسية للميزانية العامة‬


‫اتفق علماء المالية العامة‪ ،‬على أن إعداد الموازنة العامة للدولة يجب أن يخضع‬
‫لمجموعة من القواعد‪ ،‬تهدف إلى وضع الموازنة في صورة واضحة‪ ،‬كي يسهل على السلطة‬
‫التشريعية تفهمها‪ ،‬ومن ثَ َّم فرض الرقابة على تنفيذها ‪.‬كما تهدف هذه القواعد‪ ،‬كذلك‪ ،‬إلى أن تكون‬
‫الموازنة العامة ِّ‬
‫معبرة تعبي اًر صادقاً عن النشاي المالي للدولة‪ .‬فضالً عن أن هذه القواعد تجنب‬
‫الحكومة الخطأ‪ ،‬وتقلل من احتماالت اإلسراف‪ ،‬السيما في حالة زيادة اإليراد على اإلنفاق‬

‫المطلب األول‪ :‬مبادئ الميزانية العامة‬


‫هناك اتجاه عامة بين معظم الدول في مراعاة تلك القواعد عند وضع الميزانية‬
‫العامة‪ .‬وارتبطت هذه القواعد ومدى االلتزام بها بتطور أنظمة الحكم السياسي في الدول‪ ،‬ومدى‬
‫تدخل الدولة في الشؤون االقتصادية واالجتماعية‪ .‬فقد كان وضع تلك القواعد انعكاساً لتطور‬
‫العالقة بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية من أجل إحكام الرقابة على أعمال الحكومة‪،‬‬
‫وتنظيم أصول محاسبيه وفنيه واضحة لتنفيذ برنامج العمل الحكومي‪ .‬وبالرغم من التزام معظم‬
‫الدول في هذه القواعد إال أن تطور دور الدولة في النشاي االقتصادي واالجتماعي قد يجعل من‬
‫االلتزام ببعض المبادئ عقبة أمام تحقيق األهداف االقتصادية واالجتماعية والتي تسعى إليها‬
‫الحكومات‪ .‬مما استدعى في بعض األحيان الخروج عن هذه القواعد على شكل استثناءات تتالءم‬
‫مع األهداف الموضوعة‪.1‬‬

‫‪1‬محمد صغير بعلي‪ ،‬د‪ .‬يسري أبو العالء‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة‪ ،‬الجزائر‪ ،2993 ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص ‪.45‬‬

‫‪25‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للميزانية العامة وقوانين المالية‬ ‫الفصل األول‬

‫وأهم هذه القواعد‪ :‬السنوية‪ ،‬والوحدة‪ ،‬والشمول‪ ،‬وعدم التخصيص‪ .‬وسوف نتعرض إلى‬
‫التعريف بكل قاعدة‪ ،‬ومبررات االلتزام بها‪ ،‬ثم نسوق أهم االستثناءات التي قد ترد على هذه‬
‫القواعد‪.1‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬قاعدة سنوية الميزانية‬
‫وهذه القاعدة تعنى أن تغطي الميزانية العامة مدى اثنا عشر شه اًر‪ .‬ويترتب على ذلك بأن‬
‫تقوم السلطة التنفيذية بإعداد تقديرات أرقام الميزانية لمدة سنة مالية مقبلة‪ .‬اي أن تكون هذه‬
‫التقديرات قابله للتنفيذ خالل سنة‪ .‬باإلضافة إلى أن غقرار الميزانية من قبل السلطة التشريعي‬
‫يكون صالحاً لمدة سنة‪ ،‬وهذا يقتضي تجديد هذا التصديق سنوياً‪ .‬ويترتب على ذلك بأن تلغى‬
‫جميع االعتمادات المالية التي لم يتم إنفاقها بعد نهاية السنة المالية التي سبق الموافقة عليها‪ .‬ومن‬
‫الطبيعي أن تحدد كل دولة تاريخ بدء السنة المالية الخاصة لها وفقاً لظروفها السياسية واإلدارية‬
‫والمالية‪ .‬فلذا نجد أن هناك اختالفات في بدايات السنة المالية لكل دولة‪ ،‬وليأ من الضروري‬
‫أن يتطابق ذلك مع بدء السنة التاريخية‪ .‬وأهم ما يبرر االلتزام بقاعدة السنوية اعتبارات سياسية‬
‫وادارية وفنية‪ .‬حيث تعتبر مدة السنة فترة وسيطة ومقبولة لدى السلطات التشريعية في إحكام‬
‫رقابتها على أعمال السلطة التنفيذية‪ .‬بحيث إذا طالت الفترة عن سنة فإن فعالية الرقابة تصبح‬
‫ضعيفة‪ .‬واذا قلت الفترة عن سنة فإن الرقابة تصبح شديدة ومرهقة‪ ،‬وقد تعرقل مسيرة برنامج‬
‫عمل السلطة التنفيذية‪.2‬‬
‫لذا فإن فترة السنة تعتبر من الناحية السياسية ضماناً معقوالً للسلطة التشريعية‪ ،‬وبالتالي‬
‫يتمكن المجتمع من االطالع على برنامج العمل المتوقع تنفيذه من قبل الحكومة‪ ،‬وكذلك على‬
‫النشاطات التي تم تنفيذها خالل فترة السنة السابقة ‪.‬‬

‫‪1‬نصيرة عباأ‪ ،‬آليات الرقابة اإلدارية على تنفيذ النفقات العمومية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجيستر في الحقوق‪ ،‬تخصص إدارة‬
‫ومالية‪ ،‬جامعة أحمد بوقرة بومرداأ‪،‬السنة الجامعية‪ ،2922-2922 :‬ص ‪.22‬‬
‫‪2-‬محمد صغير بعلي‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬دار العلوم للنشر و التوزيع‪ ،‬عنابة‪ ،2924 ،‬ص ‪.36‬‬

‫‪26‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للميزانية العامة وقوانين المالية‬ ‫الفصل األول‬

‫أما من الناحية الفنية‪ 1،‬فإن لفترة السنة مزايا مهمة حيث تكون تقديرات اإليرادات والنفقات‬
‫العامة أقرب إلى الواقعية حين تتمشى مع مستوى النشاي االقتصادي الذي قد يتغير مع فصول‬
‫السنة‪ .‬كذلك قد تتالءم فترة السنة مع التقدير السنوي لبعض األوعية الضريبية‪ ،‬وخاصة في حالة‬
‫الضرائب المباشرة‪ .‬زيادة على أن قاعد السنوية قد تتناسب مع الحسابات السنوية لشركات القطاع‬
‫الخاص‪ ،‬مما يسهل عملية فرض الضرائب عليها وتحصيلها‪ .‬باإلضافة إلى ما سبق‪ ،‬فإنه كلما‬
‫طالت الفترة الزمني ة ألكثر من سنة‪ ،‬فإن ذلك يؤدي إلى عدم الدقة في تقديرات الميزانية‪ ،‬مما‬
‫يضعف التنبؤ ويزيد من عدم التأكد في مستويات األسعار في المستقبل البعيد ‪.‬‬
‫ومن الناحية اإلدارية‪ ،‬فإنه يصعب على األجهزة اإلدارية والتشريعية أن تقوم بعملية إعداد‬
‫مشروع الميزانية وتحضيره ومناقشته أكثر من مرة في العام‪ .‬وذلك لما يتطلب هذا األمر من جهد‬
‫ووقت ومال كثير‪ ،‬مما يشكل عبئاً إدارياً على تلك األجهزة‪.‬‬
‫وبالرغم من أهمية قاعدة السنوية في الميزانية العامة ومن أن جميع الدول على اختالف‬
‫نظمها االقتصادية ومراحل تطورها االقتصادي تلتزم بهذه القاعدة في تشريعاتها المالية‪ ،‬إال أنه‬
‫توجد حاالت تضطر فيها الحكومات إلى الخروج عن هذه القاعدة استثناء‪ .‬وهذا يعني أن تعمل‬
‫الحكومة ميزانية أقل من سنة أو تمتد فترة الميزانية ألكثر من سنة‪ .‬وأهم األمثلة على االستثناءات‬
‫التي ترد على قاعدة الميزانية لمدى أقل من سنة هي‪:2‬‬
‫أوال ‪ :‬الميزانيات المساعدة أو ميزانيات الدعم‬
‫وهي غالباً ما تكون نتيجة لظروف استثنائية لم يتوقع حدوثها عند إعداد تقديرات الميزانية‬
‫السنوية‪ .‬وهذه الظروف إما أن تؤدي إلى زيادة طارئة في زيادة حجم النفقات العامة مثل الحروب‬
‫والكوارث الطبيعية‪ .‬فيتم في هذه الحالة فتح اعتمادات إضافية عما سبق تقديره في الميزانية‬
‫السنوية‪ .‬واما أن تلك الظروف تؤدي إلى تخفيض حجم اإلنفاق‪ ،‬مثل أن يحدث ألسباب ما أن‬

‫‪1‬محمد صغير بعلي‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.31‬‬


‫‪2‬محمد صغير بعلي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.38‬‬

‫‪21‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للميزانية العامة وقوانين المالية‬ ‫الفصل األول‬

‫حصيلة اإليرادات تكون أقل مما كان متوقعاً لها‪ .‬ففي مثل هذه الحالة تجد الحكومة أن من‬
‫المناسب عمل ميزانية مساعدة للمدة المتبقية من السنة‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬االعتمادات الشهرية المؤقتة‬
‫وهذه ميزانيات شهرية تأتي كحل مؤقت عندما ال تتمكن السلطة التشريعية من إقرار الميزانية‬
‫السنوية في موعدها المحدد‪ .‬وحيث أن هناك ضرورة لوجود إنفاق عام لتيسير مرافق الدولة فإن‬
‫السلطة التشريعية تفوض السلطة التنفيذية بفتح اعتمادات شهرية مؤقتة لتغطية النفقات التي ال‬
‫يمكن تأجيل صرفها حتى إقرار الميزانية‪ ،‬وكذلك جباية الضرائب وفقاً لألسأ المقررة سابقاً‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬يمكن عمل ميزانية عامة لجزء من السنة‬
‫حين تعلم الحكومة القائمة أنها لن تستمر حتى نهاية العام المقبل بسبب موعد االنتخابات‬
‫القادمة‪ .‬فتتقدم الحكومة في مثل هذه الحالة بميزانية تغطي الفترة التي ستقضيها في الحكم‪ .‬وهذا‬
‫يترك مجاالً امام الحكومة الجديدة بأن تعد ميزانية عامة للفترة المتبقية من السنة‪.‬‬
‫أما االستثناءات التي ترد على قاعدة السنوية بوضع ميزانية ألكثر من سنة‪ ،‬فأهمها‬
‫الميزانيات الرأسمالية للمشروعات طويلة األجل‪ ،‬وتسمى أحياناً "اعتمادات التعهد‪".‬‬
‫عادة فترة‬
‫ً‬ ‫وتفتح هذه االعتمادات على مدة فترة إنجاز المشروعات الرأسمالية التي تجاوز‬
‫السنة‪ .‬وتقر السلطة التشريعية هذه االعتمادات إلى جانب الموافقة على ما يمكن أن يتم إنفاقه‬
‫سنوياً من تلك االعتمادات‪ ،‬ويسمى هذا المبلغ السنوي "اعتماد الدفع"‪ ،‬وهو ما يخصص في‬
‫ميزانية كل سنة مالية لتنفيذ المشروعات‪ .‬هذا وقد حاولت بعض الدول مثل السويد القيام بوضع‬
‫ال من السنة‪ ،‬وذلك بهدف التوفيق بين مبدأ‬
‫ميزانية عامة تمتد على مدى الدورة االقتصادية بد ً‬
‫توازن الميزانية وتوازن االقتصاد‪ ،‬أي تحقيق استقرار اقتصادي‪ .‬وتحاول الدولة في مثل هذه‬
‫الحالة أن تحقق توازن الميزانية في نهاية الدورة االقتصادية‪ .‬إال أن هذه الميزانيات واجهت‬
‫صعوبات عملية في تحقيقها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬قاعدة وحدة الميزانية‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للميزانية العامة وقوانين المالية‬ ‫الفصل األول‬

‫ويقتضي االلتزام بهذه القاعدة أن تدرج الحكومة تقديرات النفقات واإليرادات العامة في وثيقة‬
‫واحدة‪ .‬أي ال يكون هناك عدد من الميزانيات للحكومة حتى تكون رقابة السلطة التشريعية فعالة‬
‫على أعمال الحكومة‪ .‬حيث أن الوثيقة الواحدة تسهل عملية االطالع والتعرف على كميات وأنواع‬
‫زيادة على أن عرض الميزانية في وثيقة واحدة‬ ‫‪1‬‬
‫النفقات واإليرادات الواردة في مشروع الميزانية‪.‬‬
‫يجعل التعرف على المركز المالي للدولة أكثر وضوحاً بمجرد النظر إلى الميزانية‪ ،‬ومقارنة مجموع‬
‫النفقات مع مجموع اإليرادات‪ .‬وبالتالي يسهل معرف الموقف المالي للحكومة‪ ،‬والسياسات المتبعة‬
‫هل هي فائض أم عجز في الميزانية؟ باإلضافة إلى وضع تقديرات الميزانية في وثيقة واحدة‬
‫وضح األهمية النسبية ألدوات المالية العامة المقترحة في مشروع الميزانية بأن يجعل تحديد‬
‫ال‪ .‬وبالتالي يسهل دراسة اآلثار‬
‫النفقات العامة أو اإليرادات العامة إلى الدخل القومي أم اًر سه ً‬
‫االقتصادية واالجتماعية لهذه األدوات‪ ،‬ومدى تأثيرها على المتغيرات االقتصادية األخرى‪،‬‬
‫باإلضافة إلى ما سبق من أسباب لاللتزام بقاعدة وحدة الميزانية‪ ،‬فإن مثل هره القاعدة قد تجنب‬
‫الحسابات الحكومية عبء االزدواج الحساب الذي قد ينتج من تعدد الميزانيات وما يترتب عليه‬
‫من أعباء مالية وادارية‪.‬‬
‫وبالرغم من المبررات واالعتبارات العديدة للتقيد بقاعدة وحدة الميزانية‪ ،‬إال أنه في الوقاع‬
‫استثناء لمواجهة أحوال خاصة‪ .‬وذلك بأن تقوم‬
‫ً‬ ‫نجد أن الحكومات قد تخرج عن هذه القاعدة‬
‫الحكومة بعمل ميزانيات أخرى بجانب الميزانية العامة للدولة‪ ،‬ويكون لتلك الميزانيات إيرادات‬
‫ونفقات خاصة بها‪.2‬‬
‫وأهم االستثناءات التي ترد على هذه القاعدة‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الميزانيات المستقبلة‬

‫‪ -1‬سيد عبد المولى‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،.2018 ،‬ص‪44..‬‬
‫‪ -2‬علي بساعد‪ ،‬المالية العامة ‪ ،‬مطبوعة بالمعهد الوطني للمالية‪ ،‬القليعة ‪ .2002‬مرجع سابق‪،‬‬

‫‪20‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للميزانية العامة وقوانين المالية‬ ‫الفصل األول‬

‫وهي ميزانيات المؤسسات التي تتمتع بشخصية اعتبارية مستقلة عن شخصية الدولة‬
‫القانونية‪ .‬حيث يعطي القانون لهره المؤسسات الحق في االحتفاظ بما يزيد لديها من إيرادات‪،‬‬
‫وحق االقتراض من الغير إذا ما تحقق لديه اعجز في إيراداتها‪ .‬وال تسري على هذه الميزانيات‬
‫النظم المحاسبية والمالية التي تخضع لها الميزانية العامة للدولة إال إذا نص القانون على ذلك‬
‫صراحة‪ .‬وتمنح الدولة مثل هذه االستقاللية لعدة اعتبارات قد تكون سياسية أو اقتصادية أو مالية‬
‫أو حتى نتيجة اتفاقيات دولية‪.1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الميزانيات الملحقة‬
‫وهي ميزانيات منفصلة عن الميزانية العامة تنظم نفقات وايرادات هيئات عامة ال تتمتع‬
‫بشخصية اعتبارية مستقلة عن شخصية الدولة‪ .‬وتقوم هذه الهيئات بنشاطات تجارية واقتصادية‬
‫للدولة‪ .‬وأن وجود الميزانيات الملحقة بصورة منفصلة يمكن تبرير بأنها تمنح تلك الهيئات حرية‬
‫العمل‪ ،‬وتعمل على عدم عرقلة مثل هذه النشاطات باألنظمة الحكومية المعقدة من ناحية صرف‬
‫النفقات‪.‬‬

‫باإلضافة إلى الرغبة في معرفة نتائج مثل تلك النشاطات وتحقيقها للربح أو الخسارة‪ .‬وغالباً‬
‫ما ترتبط هذه الميزانيات الملحقة بالميزانية العامة للدول عن طريق صافي حساباتها فقط‪ .‬أي‬
‫إذا كان في الميزانية الملحقة فائض ظهر صافي الحساب هذا في جانب اإليرادات في الميزانية‬
‫العامة‪ .‬وان كان في الميزانية الملحقة عجز ظهر ذلك في جانب اإلنفاق في الميزانية العامة في‬
‫شكل إعانة‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬الميزانيات االستثنائية‬
‫وهذه توضع ألغراض محددة تظهر بصورة استثنائية ودون توقع مثل نفقات الحروب‬
‫والكوارث الطبيعية‪ .‬في الماضي كانت تعرض مثل هذه الميزانيات وحدها‪ ،‬إن نفقاتها وايراداتها‬
‫تكون استثنائية ال تتكرر وال تدخل ضمن الميزانية العامة ألنها ال تعكأ المركز المالي للدولة‪.‬‬

‫‪ -1‬عوف محمد الكفراوي‪ ،‬الرقابة المالية النظرية والتطبيق‪ ،‬مطبعة االنتصار‪ ،‬ي‪ ،2‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2996 ،‬‬

‫‪29‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للميزانية العامة وقوانين المالية‬ ‫الفصل األول‬

‫* قاعدة شمول الميزانية‬


‫ويقتضي االلتزام بهذه القاعدة أن تشمل تقديرات الميزانية العامة النفقات العامة واإليرادات‬
‫كافة مهما اختلفت أنواعها وكمياتها ومصادرها‪ .‬وبعبارة أخرى‪ ،‬فإن الميزانية العامة يجب أن‬
‫تشمل جميع أوجه النشاي الحكومي مهما كان صغي اًر‪ ،‬وعدم إجراء أية مقاصة بين النفقات‬
‫واإليرادات ألية وحدة إدارية‪ ،‬وعلى جميع الوحدات اإلدارية أن تستخدم أسلوباً إجمالياً للحسابات‬
‫عند وضع ميزانيتها‪ .‬وبذلك تضمن السلطة التشريعية فعالية رقابتها على أوجه النشاي المالي‬
‫للحكومة‪.‬‬
‫ويبرر االلتزام لهذه القاعدة عدة اعتبارات‪ .‬أولها‪ :‬االعتبار السياسي الذي يمكن السلطة‬
‫التشريعية من إحكام الرقابة على النشاي المالي للحكومة‪ ،‬حيث سيتم اإلقرار على الميزانية على‬
‫أساأ أرقامها التفصيلية‪ .‬وهذا يحول دون استخدام الموارد العامة‪ ،‬إذ ال بد من إقرار السلطة‬
‫التشريعية على أية نفقة مهما صغر حجمها‪ .‬وعدم االلتزام بهذه القاعدة سوف يترتب عليه‬
‫استخدام أسلوب صافي الحسابات في الوحدات اإلدارية‪ ،‬ومن ثم يختفي جانب كبير من النفقات‬
‫واإليرادات عند مراقبة السلطة التشريعية‪ ،‬مما يكون مدعاة لهذه الوحدات اإلدارية لإلسراف والتبذير‬
‫في األموال العامة حين تضعف الرقابة عليها‪ .‬باإلضافة إلى ما سبق‪ ،‬فإن وضع تقديرات‬
‫الميزانية بكل تفاصيلها سوف يساعد على عمل بعض التحليالت االقتصادية عن النشاي‬
‫الحكومي‪ ،‬وقياأ مساهمة هذا القطاع في تكوين الدخل القومي‪ ،‬وكذلك قياأ العبء الضريبي‬
‫في االقتصاد إلى غير ذلك من المؤشرات االقتصادية التي قد تفيد واضع السياسة االقتصادية‬
‫في المجتمع‪.‬‬
‫ومن أهم االستثناءات التي ترد على قاعدة شمول الميزانية ما الحظناه في الميزانيات‬
‫المستقلة والملحقة‪ ،‬حيث ترتبط مثل هذه الميزانيات العامة للدولة عن طريق صافي‬
‫حساباتها‪ .‬فالفائض في مثل هذه الميزانيات يذهب كإيراد لميزانية الدولة‪ ،‬والعجز في هذه‬
‫الميزانيات يذهب إلى جانب اإلنفاق في الميزانية العامة على شكل إعانة‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للميزانية العامة وقوانين المالية‬ ‫الفصل األول‬

‫* قاعدة عدم التخصيص أو شيوع الميزانية‬


‫وهذا يعني أال يخصص إيراد عام بعينه لوجه إنفاق معين‪ .‬ولكن تجمع اإليرادات العامة‬
‫ثم يعاد توزيعها على جميع أوجه اإلنفاق العام المختلفة‪ ،‬وهذا يقتضي قطع العالقة بين النفقات‬
‫العامة واإليرادات العامة‪ .‬وااللتزام بهذه القاعدة له عدة مبررات أهمها‪ :‬تحقيق كفاءة استخدام‬
‫الموارد العامة‪ ،‬حيث أن األموال العامة سوف يعاد توزيعها حسب النشاطات التي تم تحديد‬
‫أولوياتها في الميزانية‪ .‬وهذا يضمن تقديم الخدمات العامة بالمقادير الالزمة في المجاالت‬
‫المختلفة‪ .‬وبالتالي فإنه يترتب على هذه القاعدة تطور القطاعات االقتصادية واالجتماعية بنوع‬
‫من التوازن‪ ،‬حيث تحول هذه القاعدة دون تطور قطاعات معينة تتميز بأن لها إيرادات مرتفعة‪،‬‬
‫وتختلف قطاعات أخرى تكون إيراداتها منخفضة‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن هذه القاعدة تعطي‬
‫المجال للسلطة التشريعية بأن تراقب توزيع األموال عامة على القطاعات المختلفة‪ ،‬مما يترتب‬
‫عليه نوع من التضامن القومي في البدل الواحد بين مختلف فئات المجتمع والمناطق‬
‫المختلفة‪ .‬زياد على ما سبق‪ ،‬فإن مفهوم الضريبة كمشاركة من أفراد المجتمع دون مقابل خدمة‬
‫معينة تتناسب مع قاعدة عدم تخصيص إيراد معين لنفقة معينة‪.‬‬
‫هذا وال يخفى أن هذه القاعدة تتعلق بعدم تخصيص اإليرادات العامة فقط‪ ،‬فيجب أال يغفل‬
‫هنا بأن النفقات العامة يجب أن تخصص على شكل اعتمادات محددة ألوجه نشاي محدد‪ ،‬حتى‬
‫تتمكن السلطة التشريعية من إحكام الرقابة على أعمال الحكومة‪.‬‬
‫بالرغم من أهمية قاعدة شيوع الميزانية من النواحي االقتصادية واالجتماعية والسياسية‪ ،‬إال‬
‫أنه من الناحية العلمية تجد الحكومات نفسها أمام حاالت معينة تضطر بها للخروج عن هذه‬
‫القاعدة استثناء‪ .‬وأهم االستثناءات التي ترد على هذه القاعدة‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الميزانيات المستقلة والملحقة‬
‫إيرادات هذه الميزانيات ال تدخل ضمن اإليرادات العامة وانما تخصص للنفقات الخاصة‬
‫بهذه المؤسسات والهيئات العامة‪ .‬فيمكن اعتبار ذلك خروجاً عن القاعدة‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للميزانية العامة وقوانين المالية‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا‪ :‬ممارسات بعض الدول بتخصيص إيرادات معينة لتمويل نفقة معينة‬
‫ويمكن أن يكون ذلك العتبارات نفسية لدى المكلف حيث يكون هناك عالقة مباشرة‬
‫بين الضريبة ووجه اإلنفاق‪ .‬مثال ذلك ما يستخدم في الواليات المتحدة من تخصيص إيرادات‬
‫ضريبة وقود السيارات ورسوم تسجيل السيارات لتمويل الطرق العامة وصيانتها‪ .‬كذلك ما تتبعه‬
‫بعض الدول النامية من تخصيص إيرادات القروض العامة لتمويل المشروعات اإلنمائية‪ ،‬أو‬
‫تخصيص إيرادات معينة لسداد خدمة الدين العام أو ألغراض أخرى محددة‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬دورة الميزانية وعملية اتخاذ الق اررات‬
‫إن التقديرات النهائية ألرقام الميزانية العامة تكون نتيجة العديد من الق اررات المختلفة التي‬
‫تتخذ عبر عدد من المراحل التي تمر بها إجراءات الميزانية‪.‬‬
‫في كل مرحلة من تلك المراحل يتم تعديل تلك التقديرات إلى أن يتم التوصل إلى األرقام‬
‫النهائية في الميزانية‪ .‬لذا فإنه من أجل التعرف على عملية اتخاذ الق اررات في الميزانية العامة‬
‫ال على المراحل التي تمر بها إجراءات الميزانية‪ ،‬وكذلك على السلطات المختلفة‬
‫يلزم التعرف أو ً‬
‫المسؤولة عن اتخاذ تلك الق اررات والعوامل التي تؤثر على هذه الق اررات‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مراحل إجراءات الميزانية (أو دورة الميزانية)‬


‫إن عملية الميزانية في أي حكومة تمثل مجتمع ًا ديمقراطي ًا تتضمن القيام بخطوات متتالية‬
‫تتكرر في كل عام‪ .‬وهي اإلعداد أو التحضير‪ ،‬واإلقرار أو االعتماد والتنفيذ وأخي اًر مراقبة التنفيذ‪،‬‬
‫وسنتعرض لكل مرحلة بإيجاز‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬إعداد مشروع الميزانية العامة‬
‫وتقع مسؤولية هذه المرحلة على األجهزة اإلدارية في السلطة التنفيذية للحكومة‪ .‬وغالباً ما‬
‫يكون هناك دائرة مختصة لهذا العمل تكون مستقلة عن باقي الدوائر األخرى في مسؤولياتها مثل‬
‫دائرة الميزانية حيث تقوم بالتنسيق بين الدوائر المختلفة عند إعداد مشروع الميزانية‪ .‬وتبدأ أعمال‬
‫هذه المرحلة قبل فترة من تاريخ بدء السنة المالية‪ ،‬ويتم على مستوى كل وحدة إدارية إعداد تقديرات‬
‫للحاجات الالزمة لها للعام المقبل ضمن إرشادات عامة وفي نطاق السياسة االقتصادية التي‬

‫‪23‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للميزانية العامة وقوانين المالية‬ ‫الفصل األول‬

‫تستهدفها الحكومة‪ .‬ترسل مقترحات الميزانية لكل وحدة إدارية إلى الدائرة المختصة بالميزانية‪،‬‬
‫حيث يتم تجميعها ودراستها بعناية من قبل خبراء متخصصين وينسق فيما بين تلك المقترحات‬
‫العديدة‪ .‬وتنتهي هذه المرحلة بتحضير مشروع الميزانية الذي يقدم إلى السلطات العليا في السلطة‬
‫التنفيذية وبعد ذلك يعرض في تاريخ معين في كل عام ‪ -‬على السلطة التشريعية لدراسته واق ارره‪.1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬إقرار مشروع الميزانية واعتماده‬
‫تقع مسؤولية هذه المرحلة على السلطة التشريعية‪ ،‬وغالباً ما يكون هناك لجان متخصصة‬
‫لمناقشة مشروع الميزانية‪ .‬ومعظم ما يدور حوله النقاش هو جانب النفقات‪ ،‬وعلى الخص على‬
‫التغيرات المقترحة في مشروع الميزانية‪ .‬وتتم الموافقة على تقديرات الميزانية بعد التعديالت التي‬
‫تجريها اللجان المختصة‪ .‬واذا حدث أن السلطة التشريعية لم توافق على مشروع الميزانية أو أن‬
‫السلطة التنفيذية رفضت التعديالت التي قامت بها السلطة التشريعية‪ ،‬فإن ذلك قد يستدعي في‬
‫المجتمعات الديمقراطية تغي اًر سياسياً‪ ،‬مثل استقالة الحكومة أو حل المجلأ التشريعي واجراء‬
‫انتخابات جديدة‪ .‬وبعد أن تتم موافقة السلطة التشريعية على مشروع الميزانية‪ ،‬فإن هذه المرحلة‬
‫تنتهي بصدور قانون الميزانية أو صدور الميزانية العامة كوثيقة قانونية قابلة للتنفيذ‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬تنفيذ الميزانية‬
‫وتقع مسؤولية هذه المرحلة على السلطة التنفيذية‪ ،‬حيث يتم في هذه المرحلة جباية اإليرادات‬
‫وصرف النفقات حسب االعتمادات المخصصة لكل دائرة‪ .‬ويتم اإلنفاق من قبل الوحدات اإلدارية‬
‫وفقاً لما هو مخول لها قانوناً‪ .‬وفي الغالب ما تكتب أذونات الصرف من قبل المسؤولين عن‬
‫الصرف في الدوائر المختلفة‪ ،‬ويتم دفع المبالغ من خالل الخزانة العامة‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬مراقبة تنفيذ الميزانية‬

‫زكريا أحمد عزام‪ ،‬محمود حسين الوادي‪ ،‬المالية العامة والنظام المالي اإلسالمي‪ ،‬دار الميسرة‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2999 ،‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.234‬‬

‫‪24‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للميزانية العامة وقوانين المالية‬ ‫الفصل األول‬

‫وتكون مسؤولية المراقبة مشتركة بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية‪ ،‬إذ لكل منهما‬
‫أجهزة خاصة لهذا الغرض‪ .‬والهدف من هذه المراقبة هو مضان تنفيذ الميزانية وفقاً للتشريعات‬
‫المالية وكشف المخالفات واالنحرافات ومحاسبة المسؤولين عن ذلك‪ .‬وال تقتصر الرقابة على‬
‫الناحية المحاسبية فقط‪ ،‬وانما توسعت لتشمل أداء فعالية الوحدات اإلدارية القائمة على تنفيذ‬
‫الميزانية وفق األهداف الموضوعة‪ .‬وتختلف أساليب الرقابة المتبعة حسب األنظمة القائمة في‬
‫كل بلد‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬اإلطار المفاهيمي لقانون المالية‬


‫تعتبر العمليات التي تقوم بها السلطات العمومية من تحصيل للموارد وصرف النفقات األداة‬
‫التي تحقق بواسطتها سياستها االقتصادية و االجتماعية حيث لم يعرف المشرع الجزائري قانون‬
‫المالية‪ ،‬تاركا المجال للفقه الذي عرفه بأنه" توقيع إجازة للنفقات العامة و اإليرادات العامة عن‬
‫مدة مقبلة غالبا ما تكون سنة"‪ ،‬إن السلطة التنفيذية هي من تتولى إعداد و تحضير المشروع‬
‫وفق نظرة توقعية تقدم أمام البرلمان تخضع إلجازته واعتماده من أجل تحقيق أهداف المجتمع و‬
‫الدولة معا‪ ،‬بمعنى أنه ال يمكن للحكومة أن تستعمل المال العمومي إال بعد حصولها على‬
‫الرخصة من طرف البرلمان‪ ،‬أي شريطة حصولها على ذلك‪ ،‬فاإلدارة العامة للدولة و بالخصوص‬
‫وز ارة المالية‪ ،‬تجند طاقاتها سنويا على مستوى جميع المصالح التابعة لها من أجل دراسة جميع‬
‫التوقعات المالية و ضوابط االقتصاد الوطني‪ ،‬و التحكم في الثغرات التي يمكن أن يكون لها آثار‬
‫سلبية على المالية العمومية‪ ،‬و السبب في ذلك هو الحرص على تقديم مشروع قانون مالية مقنع‬
‫ومعبر عن سياسة يعتليها البرلمان حيث يعرض عليه فدراسة مشروع قانون المالية قبل السنة‬
‫المالية من حيث تحضيره و إثراؤه يعتبر موضوعا هاما بحيث يمكننا من معرفة المراحل التي يمر‬
‫بها و الكيفية التي يدرأ بها و الرزنامة التي يضبط بها‪.‬‬
‫وهذا ما سنتطرق له في هذا المبحث وفقا للمطالب التالية‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مضمون وخصائص قانون المالية‬

‫‪25‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للميزانية العامة وقوانين المالية‬ ‫الفصل األول‬

‫يعتبر قانون المالية أحد فروع القانون العام‪ ،‬بحيث تعتبر عملية توضيح مفهوم قوانين المالية‬
‫من المسائل الهامة‪ ،‬التي تتوقف على فترة معينة أو مرحلة من نشاي الدولة و طبيعة اإلجراءات‬
‫التي اتخذت إلخراج القانون الى حيز التنفيذ و يستهدف من وراء قانون المالية ضمان و تطبيق‬
‫مبدأ المشروعية‪ ،‬وعليه ارتأينا دراسة تعريف قانون المالية (الفرع األول)‪ ،‬اما (الفرع الثاني)‪ ،‬فقد‬
‫خصص لخصائص قانون المالية‪ ،‬اما (الفرع الثالث)‪ ،‬فقد تناولنا فيه أهمية قانون المالية‪،‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف قانون المالية‬
‫يمكن تعريف قوانين المالية على أساأ المعايير التالية‪ :‬المعيار المادي و المعيار‬
‫الشكلي أو العضوي ‪ ،‬من حيث‪:‬‬
‫أوال‪:‬المعيار الشكلي أو العضوي‪ :‬قوانين المالية‪ ،‬هي قوانين يصوت عليها البرلمان و هي‬
‫تحدد نوع و مبلغ موارد و تكاليف الدولة و تخصيصها و تقسم هذه القوانين كباقي القوانين األخرى‬
‫الى عدة مواد مع خاصية تنفرد بها قوانين المالية هي تضمنها لجداول و أرقام عديدة‪.1‬‬
‫ثانيا‪:‬المعيار المادي‪ :‬يرتكز المعيار المادي على مضمون قوانين المالية‪ ،‬وال تتضمن هذه‬
‫األخيرة سوى المقتضيات التي ترتبط بالمالية العمومية فمضمون قوانين المالية محدد و محصور‬
‫في المواضيع المالية وال يسمح القانون بإدراج مقتضيات غريبة عن ميدان المالية العمومية في‬
‫قوانين المالية‪ ،‬ويمنع القانون بالتالي الممارسة التي تعرف تحت اسم مصطحبی أو مراقبي‬
‫الميزانی ‪ les cavaliers budgétaires‬و هي مقتضيات تدرج في قوانين المالية مما يجعل صدور‬
‫القانون المالي فرصة لتفويت أي نص أو تعديل أو إضافة ال عالقة لها بالجانب المالي مادام‬
‫‪2‬‬
‫مرورها يتم نوعا ما بصفة مستمرة و ال يثير االنتباه‪.‬‬
‫لقد حدد القانون رقم ‪ 321/84‬مضمون قانون المالية حيث أكد اشتماله على جزأين كما‬
‫يشتري أن يرفق بجملة من الوثائق الضرورية لدراسته و مناقشته‪ ،‬وبما أن الميزانية عبارة عن‬

‫‪ -1‬محمد صغير بعلي‪ .،‬يسري أبو العالء‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.263‬‬


‫‪ -2‬محمد مسعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.05‬‬
‫‪ -3‬قانون رقم ‪ 21-84‬المؤرخ في ‪ 1‬يوليو ‪ 2084‬م‪ ،‬يتعلق بقوانين المالية‪ ،‬المعدل والمتمم‪ ،‬الصادر في الجريدة الرسمية‬
‫للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،28‬المؤرخ في ‪ 29‬يوليو ‪2084‬م‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للميزانية العامة وقوانين المالية‬ ‫الفصل األول‬

‫خطة مالية توضح سياسة الحكومة‪ ،‬فهي تتميز بعدة خصائص تكتسي عملية توضيح وتحديد‬
‫مضمون قانون المالية أهمية بالغة في عدة جوانب فمن جهة توضح مالمح السياسة العامة خاصة‬
‫م نها المالية و أهداف الحكومة‪ ،‬أهمية بالغة في عدة جوانب فمن جهة توضح مالمح السياسة‬
‫العامة خاصة منها المالية و أهداف الحكومة‪ ،‬كما تسمح و تسهل عملية ممارسة الرقابة البرلمانية‬
‫بشكل يضمن فعاليته‪ ،‬إلى جانب كونه يساعد على وضع الحدود و اإلطار القانوني إلدخال‬
‫التعديالت من قبل الحكومة من جهة أخرى‪ ،‬يحتوي قانون المالية على جزئين‪:1‬يتضمن الجزء‬
‫األول طرق تحقيق التوازن المالي‪ ،‬بينما يتضمن الجزء الثاني مختلف العمليات الى جانب المالحق‬
‫المرفقة للقانون‪.‬‬
‫تهدف الدراسة إلى البحث في مدى التزام الميزانية العامة في الجزائر بمبادئ الحوكمة‬
‫السليمة من خالل القانون العضوي الجديد ‪ 95-28‬المتعلق بقوانين المالية‪ ،‬مع التركيز على‬
‫تشخيص واقع الحوكمة ودورها في إدارة الميزانية العامة للدولة‪ .‬توصلت الدراسة إلى وجود‬
‫مؤشرات ايجابية لحوكمة الميزانية العامة من خالل القانون العضوي الجديد رقم ‪ 25-28‬المتعلق‬
‫بقوانين المالية‪ ،‬الهادف إلى تعزيز مبادئ المساءلة والمساهمة في إدخال نمط جديد في تسيير‬
‫األداء‪2.‬‬ ‫الميزانيات‪ ،‬يتعلق بمفاهيم األداء و قياأ النتائج وفق مؤشرات‬
‫تجدر اإلشارة الى أنه يوجد فرق بين قانون المالية المنشور في الجريدة الرسمية وبين مشروع‬
‫القانون المعروض على المجلأ الشعبي الوطني‪ ،‬الذي يشتري فيه أن يقدم مرفقا بجملة من‬
‫الوثائق‪ ،‬و هذا تطبيقا لنص المادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 324/80‬ولضمان الدراسة الدقيقة و المفصلة‬
‫لمشروع قانون المالية و تسهيل مهمة البرلمان يتطلب األمر أن يرفق المشروع بوثائق تفسيرية و‬

‫‪ -1‬طارق الحاج‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬


‫‪ 2‬غزازي عماد ‪.‬بوعيشاوي مراد ‪ .‬حوكمة الميزانية العامة في الجزائر على ضوء أحكام القانون العضوي الجديد رقم‬
‫‪ 11/11‬المتعلق بقوانين المالية‬

‫‪ 3‬القانون رقم ‪ 24-80‬مؤرخ في ‪ 32‬ديسمبر ‪ ،2080‬يعدل ويتمم القانون رقم ‪21-84‬مؤرخ في ‪ 1‬يوليو ‪ 2084‬يتعلق بقوانين‬
‫المالية‪(.‬ج‪ .‬ر) العدد ‪ ،92‬مؤرخة في ‪ 3‬يناير (‪ ،)2009‬ص ‪.2‬‬

‫‪21‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للميزانية العامة وقوانين المالية‬ ‫الفصل األول‬

‫تفصيلية لمبالغ اإلعتمادات المطلوبة‪ ،‬حتى يتسنى لمختلف الدوائر الو ازرية اتخاذ اإلجراءات‬
‫المناسبة‪ ،1‬و أن يصدر مع المالحق ووفق الشكل المحدد في القانون رقم ‪.21/84‬‬
‫لقد عرف القانون رقم ‪ 21/84‬قانون المالية للسنة في المادة ‪ 6‬منه " تشكل الميزانية العامة‬
‫للدولة من اإليرادات و النفقات النهائية للدولة المحددة سنويا بمقتضى قانون و الموزعة وفقا‬
‫لألحكام التشريعية و التنظيمية المعمول بها" في حين نصت المادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪95/88‬‬
‫‪2‬على " يقر ويرخص قانون المالية لسنة‪ ،‬بالنسبة لكل سنة مدنية مجمل موارد الدولة و أعباءها‪،‬‬
‫و كذا الوسائل المالية األخرى المخصصة لتسيير المرافق العمومية كما يقر و يرخص عالوة ذلك‬
‫المصاريف المخصصة للتجهيزات العمومية و كذلك النفقات بالرأسمال‪".‬‬
‫من خالل المادة يمكن تسجيل المالحظات التالية‪:‬‬
‫‪-‬قانون المالية للسنة هو إجراء تقديري يحتاج إلى موافقة البرلمان‪،‬‬
‫‪-‬قانون المالية ال يقر الوسائل المالية المتعلقة بتنفيذ المخطط االنمائي السنوي‪ ،‬و إنما يتعلق‬
‫األمر بالوسائل المالية الخاصة بتسيير المرافق العامة‪ ،‬إلى جانب النفقات بالرأسمال‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص قانون المالية‬
‫يهدف قانون المالية الى تحقيق وضمان مبدأ المشروعية‪ ،3‬ويتميز بخصائص عديدة يمكن‬
‫إجمالها فيما يلي‪:‬‬
‫‪-‬يعد قانون المالية إجراء سياسي‪،‬‬
‫‪-‬يعد قانون المالية إجراء ذو طابع اقتصادي و اجتماعي‪،‬‬
‫‪-‬يعد قانون المالية إجراء اداري شامل لمجمل اإليرادات و النفقات العمومية‪،‬‬
‫‪ -2‬قانون المالية إجراء سياسي‪ :‬يعتبر قانون المالية في أغلب الدول وثيقة سياسية تبرر‬
‫فلسفة الدول‪ ،‬في انتهاج سياسة معينة في مختلف الميادين‪ ،‬كتغليب قطاع معين على أخر مما‬

‫‪ -1‬علي زغدود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪236‬و ‪.231‬‬


‫‪ 2‬القانون رقم ‪ 95-88‬المؤرخ في ‪ 22‬يناير ‪ 2088‬يعدل و يتمم القانون رقم ‪ 21-84‬المؤرخ في ‪ 1‬يوليو ‪ 2084‬و المتعلق‬
‫بقانون المالية‬
‫‪ -3‬محمد مسعى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.231‬‬

‫‪28‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للميزانية العامة وقوانين المالية‬ ‫الفصل األول‬

‫يوضح سياستها إلى جانب كونه أداة هامة تمكنها من تحقيق األهداف العامة عن طريق مراقبة‬
‫‪1‬‬
‫الحركات المستقبلية في المجتمع‪ ،‬بالتالي في مرآة عاكسة للسياسة العامة للدولة‪.‬‬
‫‪ -2‬قانون المالية ذو طبيعة اقتصادية و اجتماعية‪ :‬يعد قانون المالية برنامج مالي ووسيلة‬
‫في يد الدولة لتحقيق التوازن االجتماعي‪ ،‬عن طريق توزيع الدخل‪ ،‬كتخفيض نسبة الضرائب‪ ،‬أو‬
‫احداث نوع جديد من الضرائب‪ ،‬مما يؤثر على دخل الفرد بصفة خاصة و على الدخل العام‬
‫بصفة عامة‪ ،‬ألن الضريبة تعتبر المحور األساسي و المحرك الفعال في اقتصاديات الدول الحديثة‬
‫‪2‬‬
‫اذا احسن استعمالها‪.‬‬
‫‪ -3‬قانون المالية إجراء إداري و محاسبي‪ :‬باإلضافة الى الميزة السياسية و االقتصادية‬
‫لقانون المالية‪ ،‬بحيث يوضح السياسة العامة للحكومة من خالل تقرير العديد من المبادئ األساسية‬
‫‪ ،‬كما يدرج مالحق في آخره ( قانون المالية)‪ ،‬يتعلق الجدول(أ) باإليرادات النهائية المطبقة على‬
‫الميزانية العامة للدولة بالنسبة مثال للمرحلة من ‪ 2994‬إلى ‪ ،2922‬في حين يخص الجدول(ب)‬
‫بتوزيع اإلعتمادات بعنوان ميزانية التسيير(باألف دج) حسب كل دائرة و ازرية بينما يتعلق‬
‫الجدول(ج) بتوزيع النفقات ذات الطابع النهائي في المخطط الوطني حسب كل القطاعات ‪ ،3‬و‬
‫تلتزم مختلف الدوائر الو ازرية باحترام هذا التقسيم المحدد و المنشور في الجريدة الرسمية‪ ،‬إلى‬
‫جانب قانون المالية للسنة يوجد قانون المالية التكميلي أو المعدل و قانون ضبط الميزانية‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬أهمية وأهداف قانون المالية‬
‫يكتسي قانون المالية أهمية خاصة كونه األداة الهامة لتوضيح السياسة االقتصادية و المالية‬
‫للدولة‪ ،‬كما يضمن تحقيق مبدأ المشروعية‪ ،‬الى جانب كونه عمل سياسي له تأثير مباشر ألنه‬
‫يعبر عن برنامج الحكومة أو نشاي االدارة التي تمارسه في حدود القانون الى التأكد من أن هذا‬

‫‪ -1‬بن داود ابراهيم‪ ،‬الرقابة المالية على النفقات العامة‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬مصر‪2929 ،‬م‪ ،‬ص ‪ 232‬و‪.232‬‬
‫‪ -2‬محرزي محمد عباأ‪ ،‬اقتصاديات المالية العامة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪2996 ،‬م‪ ،‬ص ‪.314‬‬
‫‪ -3‬بن مالك محمد‪ ،‬ميزانية البلدية‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬معهد الحقوق والعلوم القانونية واإلدارية بن عكنون‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪2005 ،‬م‪ ،‬ص ‪.23‬‬

‫‪20‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للميزانية العامة وقوانين المالية‬ ‫الفصل األول‬

‫النشاي يمارأ بسرعة و كفاءة و فاعلية في حدود القانون أيضا‪ ،1‬بما أن عملية تقدير اإليرادات‬
‫و النفقات العمومية المستقبلية لمدة سنة‪ ،‬يتطلب احترام المبادئ األساسية و هذا في كونه يعد‬
‫إجراء توقعيا و له مميزات عديدة‪.‬‬
‫يهدف قانون المالية لتحقيق مايلي‪:‬‬
‫‪ -2‬القيام بالعمليات المالية المقررة بالنسبة لفتر ة السنة المالية كالتحصيل و اإلنفاق العام‪،‬‬
‫بعد االنتهاء من التحضير االداري و التشريعي لقانون المالية‪.‬‬
‫‪ -2‬يعد قاعدة لمراقبة اإلنفاق العام‪ ،2‬أي مراقبة التنفيذ‪ ،‬بمقتضاها يمكن الوقوف على طريق‬
‫اإلنفاق‪ ،‬و مدى تحقيق التوازن المالي عن طريق إجراء مقارنة بين اإليرادات و النفقات العمومية‪.‬‬
‫‪ -3‬يعد وسيلة للتدقيق و تحليل اإليرادات العمومية و النفقات العمومية التي يجب أن تتم‬
‫‪3‬‬
‫في ظل احترام مبدأ التخصص‪.‬‬
‫‪ -4‬يعد رخصة ألن عملية التصويت على مشروع قانون المالية يترتب عنها المصادقة على‬
‫اإليرادات العمومية و النفقات العمومية‪ ،‬بحيث يرخص للحكومة القيام بكل العمليات المالية من‬
‫‪4‬‬
‫تحصيل و إنفاق‪.‬‬
‫‪ -5‬تعتبر من طبيعة خاصة‪ ،‬من جهة ‪ ،‬تعد الحكومة السلطة المختصة بإعداد مشروع‬
‫قانون المالية تحت إشراف وزير المالية‪ 5‬الذي يتمتع بسلطات واسعة‪ ،‬ودور فعال للمحافظة على‬
‫االقتصاد ثم يعرض المشروع على البرلمان على للمناقشة في دورة الخريف و فق إجراءات معينة‬
‫ضمن آجال محددة‪ ،‬لقد ساد قديما مبدأ الرخصة في مختلف الدول‪ ،‬فيما يخص عملية تحصيل‬
‫الضرائب و اإلنفاق‪ ،6‬و اعتبر من بين العوامل و العناصر األساسية للتشريع الضريبي‪ ،‬و تجدر‬

‫‪ -1‬هشام سلوقي‪ ،‬رقابة المفتشية العامة للمالية العامة على المؤسسات العمومية‪ ،‬مذكرة تخرج من المدرسة الوطنية لإلدارة‪،‬‬
‫الجزائر‪2995 ،‬م‪ ،‬ص ‪.96‬‬
‫‪ -2‬سوزي عادلي ناشد‪ ،‬المالية‪ ،‬منشورات الحلبي‪ ،‬لبنان‪2996 ،‬م‪ ،‬ص ‪.342‬‬
‫‪ -3‬محرزي محمد عباأ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.314‬‬
‫‪ -4‬محمد ساحل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪ -5‬عطية عبد الواحد‪ ،‬الموزانة العامة للدولة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪2006 ،‬م‪ ،‬ص ص ‪.262-252‬‬
‫‪ -6‬محمد ساحل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.233‬‬

‫‪39‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للميزانية العامة وقوانين المالية‬ ‫الفصل األول‬

‫اإلشارة أن لقوانين المالية ميزتين القانونية و المالية‪ ،‬حيث يتجلى الطابع القانوني من خالل‬
‫مختلف النصوص القانونية و التنظيمية المعمول بها التي يجب احترامها من قبل الدوائر الو ازرية‪،‬‬
‫بينما يتضح الطابع المالي من خالل تقسيم و تفصيل اإليرادات و النفقات العمومية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع قانون المالية و القواعد التي تحكمه‬


‫يعتبر قانون المالية هو اإلطار القانوني الذي تصدر فيه الميزانية العامة‪ ،‬للدولة كما أنه‬
‫عملية تقديرية ألنه يتضمن جداول حسابية و تخمينية " ‪ "évaluatif‬لإليرادات العامة المتوقعة‬
‫والنفقات العامة التي ستنفذ‪ 1‬و هذا ما سنتطرق له في الفروع التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬طارق الحاج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.200‬‬

‫‪32‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للميزانية العامة وقوانين المالية‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع األول‪ :‬أنواع قانون المالية‬


‫بجانب هذه التوضيحات بخصوص مفهوم قانون المالية‪ ،‬فإن لهذا القانون انواع نصت عليها‬
‫المادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪، 121/84‬منه يكتسي طابع قانون المالية‪:‬‬
‫‪ -2‬قانون المالية و قوانين المالية التكميلية و المعدلة(بكسر الدال)‪.‬‬
‫‪ -2‬قانون ضبط الميزانية "‪ ،‬وعليه فأنواع قانون المالية مختلفة‪ ،‬صحيح أن ما يعرف عامة‬
‫هو قانون المالية السنوي الذي يفتتح السنة المالية و يسري في غضونها ضمن نهاية السنة و‬
‫يأتي قانون آخر يسمى قانون ضبط الميزانية ليقفل السنة المالية‪ ،‬و تصدر خالل السنة عند‬
‫اإلقتضاء قوانين تعديلية و تكميلية و هذا ما نصت عليه المادة ‪ 2‬من قانون رقم ‪ 21/84‬وكذا‬
‫المادة ‪ 4‬من القانون رقم ‪ 25/28‬الذين موضوعهما قوانين المالية و عليه نذكرها كالتالي‪:‬‬
‫أ‪ -‬قانون المالية السنوي أو االبتدائي‪:‬‬
‫يعرض هذا القانون على البرلمان للمناقشة في السنة المالية "أ" و بالضبط في دورة الخريف‬
‫و هو عبارة عن وثيق ة تقدر و ترخص لكل سنة مدنية‪ ،‬مجموع إيرادات و نفقات ميزانية الدولة‪،‬‬
‫فالسنة المدنية المقصودة هنا هي السنة التي تبدأ في ‪ 92/92‬و تنتهي في ‪ 22/32‬و التي أثناءها‬
‫تتم عملية التحضير اإلداري و التشريعي لميزانية الدولة التي تنفذ عند دخول السنة المدنية المقبلة‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫و لقد حل مصطلح قانون المالية مصطلح الميزانية و له بعد قانوني و بعد سياسي‪.‬‬
‫‪ -‬من الناحية القانونية‪ :‬نستخلص الخصائص التالية هو أن القانون المالي صبغة تشريعية‬
‫صادرة عن البرلمان‪ ،‬فهو صاحب الحق في اإلذن أو الترخيص للسلطة التنفيذية بتحصيل الموارد‬
‫‪3‬‬
‫و صرف النفقات‪.‬‬
‫‪-‬من الناحية السياسية‪ :‬يعتبر القانون المالي ترجمة و تأكيدا عمليا و علنيا لبرنامج الحكومة‪،‬‬
‫أما بالنسبة للبرلمان فهو موعد سياسي سنوي له داللة خاصة تتجذر في التاريخ‪ ،‬ألن المؤسسة‬

‫‪ -1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.260‬‬


‫‪ -2‬سوزي عادلي ناشد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.359‬‬
‫‪ -3‬منشورات المنظمة العربية للعلوم اإلدارية‪ ،‬عمان‪ ،‬الموازنات الحكومية في الدول النامية‪2081،‬م‪ ،‬سلسة البحوث‬
‫والدراسات‪ ،‬العدد ‪ ،320‬ص ‪.230‬‬

‫‪32‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للميزانية العامة وقوانين المالية‬ ‫الفصل األول‬

‫البرلمانية تأسست في مهدها األصلي على أساأ المراقبة و التصويت على اإليرادات و النفقات‬
‫‪1‬‬
‫العمومية‪.‬‬
‫ب‪ -‬قانون المالية التكميلي أو التعديلي‬
‫قد تط أر ظروف أو تتدخل عوامل شأنها أن تؤثر على األوضاع االقتصادية واالجتماعية‪،‬‬
‫مما يؤدي الى سوء التقدير وعدم إمكانية مواجهة األمر خالل تنفيذ قانون المالية اإلبتدائي‪ ،‬لذلك‬
‫تلجأ الحكومة الى قوانين المالية التكميلية او المعدلة لحل المشكلة وادخال التعديالت الضرورية‬
‫ويعرف أيضا بمصطلح مجموعات الميزانية‪ ،‬بالنسبة للجزائر‬ ‫‪2‬‬
‫من خالل إدراج القواعد الالزمة‬
‫جرت العادة أن قانون المالية التكميلي يصدر بين دورتي البرلمان(دورة الربيع ودورة الخريف) و‬
‫يكون دائما في شكل أمر يتضمن قانون المالية التكميلي أو التعديلي‪ ،‬حيث تختتم كل سنة مالية‪،‬‬
‫تسجيل كل العمليات المالية بصفة واضحة و تفصيلية لكل جوانب اإلنفاق و التحصيل في وثيقة‬
‫‪3‬‬
‫واحدة يتم عرضها على البرلمان للتصويت‪.‬‬
‫ج‪ -‬قانون ضبط الميزانية‬
‫لقد عرفت المادة ‪5‬من القانون رقم ‪ 21/84‬المتعلق بقوانين المالية‪ ،‬قانون ضبط الميزانية‬
‫على أنه "الوثيقة التي يثبت بمقتضاها تنفيذ قانون المالية وعند اإلقتضاء قوانين المالية التكميلية‬
‫أو المعدلة الخاصة بكل سنة" و أن مهام هذا القانون حددتها المادة ‪ 11‬من نفأ القانون" ويقر‬
‫قانون ضبط الميزانية حساب نتائج السنة المشتمل على مايلي‪:‬‬
‫أ) الفائض أو العجز الناتج عن الفرق الواضح بين إيرادات و نفقات الميزانية العامة للدولة‪،‬‬
‫ب) و النتائج المثبتة في تنفيذ الحسابات الخاصة للخزينة‪"4‬‬
‫و يمكن تعريفه على أنه يعد بمثابة تقرير يبين المبالغ التي تم فعال تنفيذها‪ ،‬ففي باب‬
‫اإليرادات يظ هر التحصيل الذي تم فعال تحقيقه وفي باب النفقات تظهر المبالغ التي تم صرفها‬

‫‪ -1‬عبد المطلب عبد الحميد‪ ،.،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.02‬‬


‫‪ -2‬سناطور خالد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫‪ -3‬محرزي محمد عباأ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.299‬‬
‫‪ -4‬سناطور خالد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.34‬‬

‫‪33‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للميزانية العامة وقوانين المالية‬ ‫الفصل األول‬

‫بالفعل إال أن هذا النوع من قوانين المالية لم يعرف له تطبيق جدي في تاريخ قانون ضبط الميزانية‬
‫‪1‬‬
‫الجزائري‪ ،‬و ذلك رغم تسهيل فترة تقديمه‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المبادئ العامة التي تحكم قانون المالية‬
‫يمر تحضير الميزانية بمراحل و إجراءات معينة تلتزم السلطة التنفيذية نفسها بها‪ ،‬و لكنها‬
‫عند اتخاذها هذه الخطوات تراعي مجموعة من المبادئ و القواعد التي يقرها علم المالية‪ ،‬و هذا‬
‫بصدد إعداد هذه الميزانية و عليه وف نتطرق لهذه المبادئ األربعة كالتالي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬مبدأ العمومية‪،‬ثانيا‪ :‬مبدأ الوحدة ‪ ،‬ثالثا‪ :‬مبدأ السنوية‪،‬رابعا‪ :‬مبدأ التوازن‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مبدأ العمومية‬
‫‪-‬محتوى المبدأ‪ :‬نصت ‪ 8‬الفقرة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ " 21/84‬يمكن تخصيص أي إيراد‬
‫لتغطية نفقة خاصة"‪ ،‬فمحتوى هذا المبدأ ال يجوز تخصص إيراد معين لتغطية نفقة معينة‪ ،‬كما‬
‫‪2‬‬
‫أنه يجب أن تتضمن جميع مصادر اإليرادات العامة و أوجه اإلنفاق العام باإلسم و المبلغ تحديدا‬
‫‪3‬‬
‫فهذا المبدأ يبرز المركز المالي للدولة‪ ،‬كما يسهل عملية الرقابة على مالية الدولة‪ ،‬جباية و إنفاقا‬
‫إذن فهذا المبدأ يهدف إلى تسهيل رقابة البرلمان على النشاي الحكومي و إذا كان مبدأ عمومية‬
‫الميزانية يهدف إلى إحكام رقابة السلطة التشريعية على النشاي المالي للحكومة بترخيصها لتفاصيل‬
‫إيرادات و النفقات العامة‪ ،‬فهناك قاعدتان إلى جانبه تستهدفان تحقيق نفأ الغرض‪ ،‬وهما قاعدة‬
‫عدم تخصيص اإليرادات ‪ ،‬و قاعدة تخصيص اإلعتمادات‪:‬‬
‫أ‪ /‬قاعدة عدم تخصيص اإليرادات‪ :‬تعني هذه القاعدة أال تخصص إيراد معين من اإليرادات‬
‫العامة لإلنفاق منه على وجه معين من أوجه النفقات‪ ،‬حيث ينبغي وفقا لهذه القاعدة أن يتم‬
‫تحصيل جميع اإليرادات‪ 4‬أيا كان نو عها و أيا كانت الوحدة التي تقوم بتحصيلها‪ ،‬لحساب الخزانة‬

‫‪ -1‬فنيش محمد الصالح‪ ،‬الرقابة على تنفيذ النفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬رسالة دكتو اره دولة في ‪.‬القانون العام ‪،‬‬
‫‪2923‬جامعة الجزائر ص ‪.32‬‬
‫‪ -2‬حسن عواضة‪ ،‬المالية العامة‪ -‬دراسة مقارنة‪ ،‬ي ‪ ،93‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،2013 ،‬ص ‪.299 ،200‬‬
‫‪ -3‬فنيش محمد الصالح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.32،32،33‬‬
‫‪ -4‬ابن داود إبراهيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.16‬‬

‫‪34‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للميزانية العامة وقوانين المالية‬ ‫الفصل األول‬

‫العامة دون تخصيص حتى تتاح الفرصة الستخدام إجمالي‪ 1‬اإليرادات العامة و توزيعها على‬
‫كافة أوجه اإلنفاق دون التقيد بتوزيع محدد‪.‬‬
‫فاإليرادات العامة تستعمل لتغطية نفقات الدولة و دون تمييز‪ ،‬إال في الحاالت التي ينص‬
‫فيها قانون المالية صراحة على تخصيص بعض الموارد لتغطية بعض النفقات المحددة في‪:‬‬
‫‪-‬الميزانيات الملحقة‪،‬‬
‫‪-‬الحسابات الخاصة بالخزينة‪،‬‬
‫‪-‬اإلجراءات المحاسبية الخاصة ضمن الميزانية العامة‪ ،‬التي تسري على األموال المخصصة‬
‫للمساهمات أو استعادة اإلعتمادات‪"2‬‬
‫ب‪ /‬قاعدة تخصيص اإلعتمادات‪ :‬إن اعتماد السلطة التشريعية للنفقات ال يجوز أن يكون‬
‫إجماليا بل يجب أن يخصص مبلغ معين لكل وجه من أوجه اإلنفاق العام‪ ،‬فال يجوز أن يكون‬
‫إعداد و اعتماد النفقات كمبلغ إجمالي يترك للحكومة أمر توزيعه على أوجه اإلنفاق المختلفة وفق‬
‫مشيئتها و إال ضاعت الحكمة من رسم البرامج و السياسات لتوجيه الموارد االقتصادية للمجتمع‬
‫نحو استخدامها المثلي‪ ،‬و لتعذر السلطة التشريعية مراقبة اإلنفاق الحكومي في تفصيالته و تقييم‬
‫‪3‬‬
‫األداء‪.‬‬

‫‪ -1‬حسن عواضة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.222‬‬


‫‪ -2‬محمد مسعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 82‬و ‪.82‬‬
‫‪ -3‬فنيش محمد الصالح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.41‬‬

‫‪35‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للميزانية العامة وقوانين المالية‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا‪ :‬مبدأ الوحدة‬


‫‪ -2‬محتوى المبدأ‪ :‬نصت المادة‪ 93‬من القانون رقم ‪ "21/84‬يقر و يرخص قانون المالية‬
‫للسنة‪ ،‬بالنبة لكل سنة مدنية‪ ،‬مجمل موارد الدولة و أعباءها وكذا الوسائل المالية األخرى لتسيير‬
‫المرافق العمومية‪"...‬‬
‫يقوم مبدأ الوحدة على فكرة مفادها أن نفقات و موارد جميع المصالح التابعة لنفأ الجماعات‬
‫العمومية أي الدولة تجمع و تقيد في وثيقة واحدة‪ ،‬ويقصد عندئذ من هذا المبدأ تدرج كافة نفقات‬
‫الدولة و إيراداتها في ميزانية واحدة ا لتي تنظم جدولين األول يتضمن كافة اإليرادات مهما كان‬
‫مصدرها و الثاني كافة النفقات مهما كانت الجهة التي تقوم بها‪ 1‬ومن هذا المبدأ يمكن تحديد‬
‫المركز المالي الحقيقي للدولة‪ ،‬و تحديد وضعية الميزانية العامة إن كانت متوازنة أم في في حالة‬
‫عجز أو فائض‪.‬‬
‫‪ -2‬االستثناءات الواردة على مبدأ الوحدة‪ :‬نتيجة لتدخل الدولة في العديد من الميادين‪ ،‬و‬
‫ظهور مرافق عامة تقوم بالنشاطات التي كانت في األصل مخصصة للقطاع الخاص‪ ،‬ظهرت‬
‫العديد من الميزانيات التي قد تشكل خروجا عن مبدأ الوحدة نذكر منها‪:‬‬
‫أ‪ /‬الميزانيات الملحقة‪ :‬هذه الميزانيات عرفتها المادة ‪ 44‬من القانون رقم ‪ 21/84‬على أنه "‬
‫يجوز أن تكون موضوع ميزانية ملحقة العمليات المالية لمصالح الدولة التي يضف عليها القانون‬
‫الشخصية االعتبارية‪ ،‬و التي يهدف نشاطها أساسا إلى انتاج بعض الخدمات المدفوعة الثمن‪.‬‬
‫ب‪ /‬الميزانيات المستقلة‪ :‬وهي تلك الميزانيات الخاصة بالمرافق التي تتمتع بشخصية‬
‫اعتبارية مستقلة‪ ،‬حيث من المعروف أن االستقالل في الشخصية يليه منطقيا االستقالل في‬
‫الميزانية‪ ،‬مما يعني في نهاية المطاف أن تكون لهذه المرافق ميزانية خاصة بها مستقلة عن‬
‫‪2‬‬
‫ميزانية الدولة دون حاجة إلى نص صريح على ذلك‪.‬‬

‫‪ -1‬العوضي عثمان‪ ،‬الرقابة القانونية على مالية الدولة " دراسة مقارنة"‪ ،‬رسالة دكتو اره ‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة عين الشمأ‪،‬‬
‫‪ ،2995‬ص ‪.286 ،285 ،284‬‬
‫‪ -2‬قاوي السعيد‪ ،‬النظام القانوني للمحاسبة العمومية في الجزائر بعد ‪ ،9191‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫‪2922‬م‪ ،‬صفحة ‪.82‬‬

‫‪36‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للميزانية العامة وقوانين المالية‬ ‫الفصل األول‬

‫ج‪ /‬الحسابات الخاصة للخزينة‪ :‬قدتدخل األموال إلى الخزينة بسب اإليرادات و تخرج منها‬
‫نفقات و ال تضم إال األصناف التالية‪:‬‬
‫‪-‬الحسابات المقيدة على وجه التحديد‬
‫‪-‬حسابات التجارة‪،‬‬
‫‪-‬حسابات القروض‪،‬‬
‫‪ -‬حسابات التسبيقات‪،‬وكانت الحسابات الخاصة للخزينة عددها كبير قبل سنة‪، 2084‬وقد‬
‫انخفض هذا العدد و تقرر عرض هذه الحسابات على المجلأ الشعبي الوطني و العتمادها طبقا‬
‫‪1‬‬
‫لإلجراءات المقررة للميزانية‪ ،‬سواء من حيث اإليرادات و النفقات أو من حيث اختتامها‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مبدأ السنوية‬
‫يقصد به أن كل تقديرات اإليرادات و النفقات العمومية تتسم بالدورية( تخص مدة سنة)‪ ،‬و‬
‫أن الرخصة الممنوحة من قبل السلطة التشريعية تكون سنوية‪ 2‬و ال يمكن للحكومة الشروع في‬
‫التنفيذ مالم تحصل على هذا الترخيص‪ ،‬فهي ملزمة سنويا بالرجوع إلى البرلمان لطلب الترخيص‬
‫‪3‬‬
‫على مشروع قانون المالية‪ ،‬فقبل بداية السنة المالية الجديدة‪ ،‬تقدم السلطة التنفيذية‪.‬‬
‫مشروع قانون المالية و الميزانية العامة للدولة للسلطة التشريعية للمصادقة عليه لسنة مالية‬
‫خاصة واحدة و ال يعد شرطا أن توافق السنة المالية الميالدية‪ ،‬كما أن اإلجازة البرلمانية تكون‬
‫سنويا و لمدة سنة مالية‪ ،‬كل هذا تأمينا الستمرار الرقابة السياسية على أعمال الحكومة‪.‬‬
‫وترد استثناءات على هذا المبدأ ‪،‬هي‪:‬‬
‫‪ -2‬عند تأخر السلطة التنفيذية‪ ،‬بتقديم مشروع الميزانية العامة للدولة‪ ،‬مما يعني التأخر في‬
‫‪ ،‬فال تتوقف الدولة على اإلنفاق أو ‪ 4‬عرض و اعتماد مشروع ميزانية الدولة على البرلمان‬

‫‪ -1‬فنيش محمد الصالح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬


‫‪ -2‬زهرة حوفة‪ ،‬دراسة تطور الرقابة المسبقة على النفقات الملتزم بها "نحو ميزانية اقتصادية"‪ ،‬مذكرة ماجستير في التحليل‬
‫االقتصادي‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬السنة الجامعية‪2991-2996 :‬م‪ ،‬ص ‪.254‬‬
‫‪ -3‬محمد مسعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.235‬‬

‫‪31‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للميزانية العامة وقوانين المالية‬ ‫الفصل األول‬

‫الحصول على إيرادات (دفع رو اتب‪ ،‬تحصيل الضرائب‪ ،‬قروض‪...‬إلخ) فتلجأ الدولة إلى ما‬
‫يسمى بالميزانية اإلثني عشرية‪.‬‬
‫‪ -2‬كما يسجل استثناء ثاني يتعلق بميزانية الدولة التي صادق عليها البرلمان‪ ،‬و شرع في‬
‫تنفيذها‪ ،‬و أثناءها حدث طارئ لم يكن متوقعا (كوارث طبيعية‪ ،‬زلزال‪...‬إلخ)‪.‬‬
‫‪-‬إن الميزانيات المخصصة للبرامج و المخططات االقتصادية و االجتماعية التي يستغرق‬
‫تنفيذها في الميدان عدة سنوات و هذا ما يسمى باالعتمادات اإلضافية في قانون المالية التكميلي‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫إن اختتام السنة المالية يكون بموجب الحساب الختامي‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬مبدأ التوازن‬
‫يقصد بمبدأ توازن الميزانية تساوي جملة اإليرادات العامة مع جملة النفقات العامة و هذا ما‬
‫جاء في المادة األولى من قانون ‪ "21/84‬تحدد قوانين المالية‪ ،‬في إطار التوازنات العامة المسطرة‬
‫في مخططات التنمية االقتصادية و االجتماعية المتعددة السنوات‪ ،‬و السنوية‪ ،‬طبيعة المو ارد و‬
‫األعباء المالية للدولة و تخصيصها‪".‬‬
‫وتأسيسا على ذلك فال تعتبر الميزانية محققة بمبدأ التوازن إذا زادا إجمالي النفقات العامة‬
‫عن إجمالي اإليرادات العامة فهذا يعبر عن وجود عجز في الميزانية‪ ،‬و في هذا االتجاه ذهبت‬
‫المادة المادة ‪ 241‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ ":22929‬ال يقبل اقتراح أي قانون‪ ،‬مضمونه أو‬
‫نتيجته تخفيض الموارد العمومية‪ ،‬أو زيادة النفقات العمومية‪ ،‬إذا كان مرفوقا بتدابير تستهدف‬
‫الزيادة في إيرادات الدولة أو توفير مبالغ مالية في فصل آخر من النفقات العمومية تساوي على‬
‫‪3‬‬
‫األقل المبالغ المقترح إنفاقها" ‪ ،‬و هذا ما أكدته المادة ‪ 230‬من قانون الوالية‪.‬‬

‫‪ -1‬فنيش محمد الصالح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬


‫‪ 2‬مرسوم رئاسي رقم‪ 440-02‬مؤرخ في ‪ 02‬ديسمبر‪0202‬م‪ ،‬يتعلق بإصدار التعديل الدستوري‪ ،‬المصادق عليه في استفتاء أول‬
‫نوفمبر سنة ‪2929‬م‪ ،‬الصادر في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬العدد ‪ ،90‬مؤرخ في ‪02‬‬
‫ديسمبر‪0202‬م‪.‬‬
‫‪ -3‬فنيش محمد الصالح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.10‬‬

‫‪38‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للميزانية العامة وقوانين المالية‬ ‫الفصل األول‬

‫ولكن العلماء و الفقهاء المختصون في المالية العامة يرون عدم األخذ بهذا المبدأ( توازن‬
‫الميزانية)‪ ،‬و يرون تكييف الدولة للحالة االقتصادية عن طريق إحداث عجز أو فائض في‬
‫ميزانيتها‪ ،‬وفق ما يعرف بالعجز المنظم ‪ ،1‬و في هذا معالجة لهزات الدورة االقتصادية بالنسبة‬
‫للدول الرأسمالية كما أن الدول التي هي في طريق التنمية ال سبيل لها في تنفيذ مشروعاتها إال‬
‫عن طريق زيادة نفقاتها اإلستثمارية‪ ،‬وهذا ما تبناه المشرع المالي الجزائري عندما نص في المادة‬
‫الثالثة من القانون العضوي رقم ‪ 25/28‬على مراعاة التوازن االقتصادي المحدد‬

‫‪ -1‬قاوي السعيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.66‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل‬
‫الثاني‬
‫الرقابة التشريعية الالحقة بواسطة القانون‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بعد ما تطرقنا في الفصل األول إلى الميزانية العامة و أهم المخرجات التي قمنا بإدراجها‬
‫ضمن موضوعنا هذا‪ ،‬فإننا سنقوم في هذا الفصل بتوضيح الرقابة التشرعية الالحقةإلعداد الميزانية‬
‫العامة التي تتجلى أساسا في الرقابة البرلمانية‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية الرقابة البرلمانية‬

‫نستعرض في هذا الفصل مفهوم الرقابة البرلمانية و أهم التطورات على مستواها‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف الرقابة البرلمانية‬

‫لم يعرف المشرع الجزائري الرقابة البرلمانية ‪1،‬تاركا ذلك لمحاوالت الفقه‪ ،‬وجدناها قليلة‬
‫جدا‪ ،‬منها‪:‬‬

‫"هي دراسة وتقييم أعمال الحكومة مقرونة بحق البرلمان في أن يصدر أحكاما قيمية عن‬
‫هذه األعمال‪ ،‬قد تقود إلى استقالة الحكومة إذا سحبت منها الثقة‪."2‬‬

‫كما أن " الرقابة البرلمانية المتخصصة التي تضطلع بها الهيئات البرلمانية المتخصصة‬
‫دستو ار على أعمال السلطة التنفيذية حكومة وادارة عامة بواسطة الوسائل الرقابية المقررة في‬
‫الدستور والمنظم بموجب قوانين أساسية ‪-‬عضوية‪ ،‬وفي حدود الشروط واإلجراءات الدستورية‬
‫والقانونية المقررة والسارية المفعول‪ ،‬وذلك لحماية المصالح العليا والحيوية للمجتمع والدولة‬

‫تتجسد الرقابة البرلمانية في الجزائر ضمن أحكام المواد ‪99 .84. 80‬من دستور ‪1996‬والمواد من ‪134‬إلى ‪137‬منه وكذذلك‬ ‫‪1‬‬

‫المواد من ‪159‬إلى ‪162‬منه‪.‬‬


‫ومن خالل أحكام القانون العضوي رقم‪: 02/99‬المؤرخ في ‪1999/03/08‬الذي يحدد تنظيم المجلذأ الشذعبي الذوطني‬
‫ومجلأ األمة وعملهما وكذا العالقات الوظيفية بينهما وبين الحكومة‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪15‬لسنة ‪.1999‬ال سيما المذواد ‪46 .4‬‬
‫صالح الدين فوزي‪ ،‬البرلمان‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪1994، ،‬ص ‪.43‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪42‬‬
‫الرقابة التشريعية الالحقة بواسطة القانون‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وحقوق وحريات اإلنسان والمواطن من كافة أسباب ومخاطر ومظاهر البيروقراطية والفساد‬
‫السياسي واإلداري ‪."1‬‬

‫وهي كذلك "تقصي الحقائق من جانب السلطة التشريعية ألعمال السلطة التنفيذية للكشف‬
‫عن عدم التنفيذ السليم للقواعد العامة في الدولة وتحديد المسؤول عن ذلك ومسائلته ‪."2‬‬

‫إذن فالرقابة البرلمانية ترتبط تأديتها بالبرلمانات‪ ،‬وذلك من آجل تتبع أعمال الحكومة‬
‫السياسية واإلدارية والمالية ‪3،‬ومدى احترامها للقوانين والبرامج والخطط المرسومة لذلك‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نشأة و تطور وأهداف الرقابة البرلمانية‬

‫إن الرقابة البرلمانية لم تكن نشأتها وليدة الصدفة بل ظهرت بعد مساع كبيرة‪ ،‬لتحقيق‬
‫األهداف المتوخاة من هذا النوع الرقابي‪.‬‬

‫سيتولى هذا المطلب التطرق إلى نشأة الرقابة البرلمانية )الفرع األول(‪ ،‬تطورها )الفرع الثاني (‬

‫ثم توضيح أهدافها )الفرع الثالث(‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬نشأة الرقابة البرلمانية‬

‫تزامنت نشأة الرقابة على الشؤون المالية ونشأة الدولة وملكيتها للمال العام‪ ،‬وتسييره نيابة‬
‫عن الشعب‪.‬‬

‫عمار عوابدي‪" ،‬عملية الرقابة البرلمانية ودورها في الدفاع على حقوق المواطن"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.43‬‬ ‫‪1‬‬

‫أيهاب زكي سالم‪ ،‬الرقابة السياسية على أعمال السلطة التنفيذية في النظام البرلماني‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة‪ 1983، ،‬ص‪.17‬‬ ‫‪2‬‬

‫سعيد الحكيم‪ ،‬الرقابة على أعمال اإلدارة العامة‪ ،‬ي ‪2،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪1987، ،‬ص ‪.143‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪42‬‬
‫الرقابة التشريعية الالحقة بواسطة القانون‬ ‫الفصل الثاني‬

‫فقد كان لدى الفراعنة نوع من الرقابة ينصب على ضبط المحاصيل الزراعية باعتبارها أهم‬
‫الموارد التي يمكن تحصيل الضرائب منها ‪.1‬‬

‫ولكن نشأة رقابة برلمانية على سائر أعمال الحكومة‪ ،‬وعلى المال العام خصوصا‪ ،‬لم يكن‬
‫ذلك إال نتيجة مجهودات ظهرت في قلب أوروبا‪.‬‬

‫يرجع سببها إلى النظام السياسي السائد في بريطانيا‪ ،‬وذلك في عهد إدوارد الثالث‬
‫سنة ‪.1373‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تطور الرقابة البرلمانية‬

‫كان الحديث في البداية عن رقابة برلمانية ذات مظهر فردي‪ ،‬عن طريق رقابة تصرفات‬
‫الوزراء‪ ،‬من منطلق تحميل الوزير المسؤولية الو ازرية الجنائية عن طريق االتهام الجنائي‪.‬‬

‫بحيث يسمح لمجلأ العموم أن يتهم وزي ار وان يحاكمه مجلأ اللوردات‪ ،‬بوصفه هيئة‬
‫قضائية عليا‪.‬‬

‫وبقي الحال كما هو عليه إلى غاية سنة ‪ 1782‬أين تحولت المسؤولية الجنائية للوزير إلى‬
‫مسؤولية سياسية‪ ،‬وذلك على اثر استقالة لورد نورث بعد ارتكابه خطأ‪ . 2‬وعليه أصبح للرقابة‬
‫البرلمانية آثار ونتائج سياسية ‪.‬‬

‫وتطور الحال في بريطانيا لتصبح الرقابة البرلمانية صورة من صور الرقابة السياسية‪ ،‬تبحث‬
‫عن إيجاد وسيلة سياسية لطرد الوزير غير الكفء من الطاقم الحكومي‪ ،‬أو دفعه إلى تغيير‬
‫سياسته ‪.‬‬

‫عوف محمود الكفراوي‪ ،‬الرقابة المالية في اإلسالم‪ ،‬ي ‪1،‬مكتبة اإلشعاع‪ ،‬اإلسكندرية‪1997، ،‬ص ‪.17‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد كامل ليله‪ ،‬النظم السياسية‪ ،‬الدولة والحكومة‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪1971، ،‬ص ‪.600‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪43‬‬
‫الرقابة التشريعية الالحقة بواسطة القانون‬ ‫الفصل الثاني‬

‫زد على ذلك فان ملوك إنجلت ار كانوا يفرضون ضرائب‪ ،‬يجمعونها‪ ،‬ويأمرون بصرفها وانفاقها‬
‫على الجيش واألمن وإلقرار العدالة‪.‬‬

‫إن ارتفاع الضرائب وكثرتها على المواطن جعله ينتفض مقر ار انه ال ضرائب تفرض بعد‬
‫‪1‬‬
‫اليوم إال بموافقة البرلمان ‪ .‬فأصبح للبرلمان حق الرقابة الكاملة على مالية الدولة ‪.‬‬

‫وهكذا انتقلت فكرة الرقابة البرلمانية إلى بقية دول العالم‪ ،‬بدأ بفرنسا أعقاب الثورة الفرنسية‪،‬‬
‫وصوال إلى بقية الدول األوروبية‪ ،‬واألفريقية مثل مصر والجزائر‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أهداف الرقابة البرلمانية‬

‫تعددت وتنوعت أهداف الرقابة البرلمانية بتعدد أوجه النشاي الحكومي وتشعبه في الدولة‪،‬‬
‫يوجز البعض منها فيما يلي‬

‫الرقابة البرلمانية تهدف إلى حماية المصلحة العامة‪ ،‬والتأكد من مشروعية وسالمة‬ ‫‪‬‬

‫النشاطات الحكومية من الناحية القانونية‪ ،‬ومدى اتفاق األداء الحكومي لمهامها والمصلحة‬
‫العامة ‪.2‬‬

‫الهدف المذكور أنفا‪ ،‬نفسه الهدف المتوخى من النظام الرقابي في الدولة‪ ،‬والذي‬ ‫‪‬‬

‫يتمثل في المحافظذة على المصلحة العامة‪ ،‬ضد أشكال البيروقراطية والفساد اإلداري‪.3‬‬

‫تبصير الحكومة بالعيوب التي تشوب تصرفات إحدى إداراتها‪ ،‬من اجل القيام‬ ‫‪‬‬

‫بإصالحه‪.4‬‬

‫‪5‬ثروت بدوي‪ ،‬النظم السياسية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪1972، ،‬ص ‪.338‬‬ ‫‪1‬‬

‫عمار عوابدي‪ ،‬الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة العامة في النظام القانوني الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.05‬‬ ‫‪2‬‬

‫عمار عوابدي‪" ،‬عملية الرقابة البرلمانية ودورها في الدفاع على حقوق المواطن"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.44‬‬ ‫‪3‬‬

‫محمد باهي أبو يونأ‪ ،‬الرقابة البرلمانية على أعمال الحكومة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪2002، ،‬ص ‪14‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪44‬‬
‫الرقابة التشريعية الالحقة بواسطة القانون‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الحرص على حماية حقوق اإلنسان وحرياته األساسية‪ ،‬انطالقا من أن العهذدة‬ ‫‪‬‬

‫البرلمانيذة مذاهي إال تمثيل للشعب‪.1‬‬

‫تهدف الرقابة البرلمانية على الخصوص إلى حماية المال العام من العبث والتبذير‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫وكذا التحقق مذن تحصيل اإليرادات قد تم وفقا للقوانين‪ ،‬وان اإلنفاق قد تم لما هو مقرر في قانون‬
‫المالية التي صادق عليها البرلمان‪.2‬‬

‫من خالل هذا المطلب‪ ،‬تبين أن مراجعة األعمال المالية أدت ألي مراجعة بقية أعمال‬
‫الحكومة‪ ،‬فالرقابة المالية كانت السبب في ظهور الرقابة البرلمانية‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تمييز الرقابة البرلمانية عما يشابهها‬

‫إن تمييز الرقابة البرلمانية عما يشابهها‪ ،‬يقتضي أن هناك أنواعا أخرى من الرقابة‪ ،‬تسعى‬
‫إلى تحقيق اغلب أهداف الرقابة التي يمارسها البرلمان‪.‬‬

‫يتولى هذا المطلب تمييز الرقابة البرلمانية عن الرقابة اإلدارية )الفرع األول(‪ ،‬القضائية‬
‫)الفرع الثاني ( وبقية أنواع الرقابة؛ مثل رقابة األحزاب السياسية‪ ،‬الرأي العام ومجلأ المحاسبة‬
‫)الفرع الثالث(‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تمييز الرقابة البرلمانية عن الرقابة اإلدارية‬

‫الرقابة اإلدارية هي "وسيلة في يد اإلدارة تراقب بها أعمالها بنفسها‪ ،‬وتصحح الخاطئ‬
‫منها بإرادتها‪ ،‬حتى يسلم نشاطها من االنحراف‪ ،‬وتكون تصرفاتها متمشية مع مبدأ الشرعية‪،‬‬
‫الذي يجب عليها أن تتمثله في كل أعمالها"‪.3‬‬

‫عمار عوابدي‪" ،‬عملية الرقابة البرلمانية ودورها في الدفاع على حقوق المواطن"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪53‬نقال عن ‪:‬بكذر قبذاني‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫اإلدارة العامة‪،‬ج ‪2،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪1968، ،‬ص ‪.153‬‬


‫عوف محمود الكفراوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمد كامل ليله‪ ،‬الرقابة على أعمال اإلدارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.157‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪45‬‬
‫الرقابة التشريعية الالحقة بواسطة القانون‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إن الرقابتين البرلمانية واإلدارية‪ ،‬يعدان من األنواع الهامة‪ ،‬في النظام الرقابي العام للدولة؛‬
‫يهدف إلى حماية المصلحة العامة وحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫كما أنهما يتفقان في كونهما رقابة مشروعية ومالئمة معا‪. 1‬‬

‫إال أنهما يختلفان فيما يلي‪:‬‬

‫من حيث الجهة التي تتولى الرقابة ‪:‬فالرقابة البرلمانية يباشرها برلمان يتكون من‬ ‫‪‬‬

‫ممثلي الشعب‪ ،‬بينما الرقابة اإلدارية تباشرها اإلدارة نفسها‪.‬‬

‫من حيث إصدار األوامر والتوجيهات ‪:‬ال يمكن للبرلمان أن يصدر أوامر للحكومة‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫ويجد أساأ ذلك من مبدأ الفصل بين السلطات‪ ،‬بينما يمكن لإلدارة التدخل بأوامر بالنسبة‬
‫للوحدات اإلدارية التابعة لها‪. 2‬‬

‫من حيث التعرض لرقابة القضاء ‪:‬يتصدى القضاء برقابته للتصرفات الصادرة‬ ‫‪‬‬

‫من اإلدارة العامة‪ ،‬إال ما كان منها يدخل ضمن أعمال الحكومة‪ ،‬بينما ال يمكن بأي حال من‬
‫األحوال بسط رقابته على األعمال التشريعية والتي تدخل ضمن صالحيات البرلمان‪ ،‬ما دامت‬
‫من أعمال السيادة‪. 3‬‬

‫من حيث طبيعة الرقابة ‪:‬الرقابة البرلمانية‪ ،‬رقابة خارجية‪ ،‬سياسية يمارسها‬ ‫‪‬‬

‫البرلمان على أعمال الحكومة‪ ،‬بينما الرقابة اإلدارية‪ ،‬رقابة داخلية‪ ،‬ذاتية تمارسها اإلدارة على‬
‫نفسها‪.4‬‬

‫طعيمة الجرف‪ ،‬رقابة القضاء العمال اإلدارة العامة‪ ،‬مكتبة القاهرة الحديثة‪ ،‬القاهرة‪1970، ،‬ص ‪.69‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمود عاطف البنا‪ ،‬الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة‪ ،‬دار وهدان للطباعة والنشر‪ ،‬مصر‪1974، ،‬ص ‪.81‬‬ ‫‪2‬‬

‫طعيمة الجرف‪ ،‬رقابة القضاء ألعمال اإلدارة العامة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.330‬‬ ‫‪3‬‬

‫بعلي محمد الصغير‪،‬الوجيز في المنازعات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪46‬‬
‫الرقابة التشريعية الالحقة بواسطة القانون‬ ‫الفصل الثاني‬

‫من حيث اآلثار المترتبة عنها ‪:‬قد تصل آثار الرقابة البرلمانية إلى درجة سحب‬ ‫‪‬‬

‫الثقة من الحكومة واسقاطها‪ ،‬بينما ال تعدو الرقابة اإلدارية أن تكون عادية؛ كالسحب‪ ،‬التعديل‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫اإللغاء‪...‬الخ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تمييز الرقابة البرلمانية عن الرقابة القضائية‬

‫يشتركان في أنهما من أنواع النظام الرقابي في الدولة‪ ،‬يهدفان إلى حماية حقوق اإلنسان‪،‬‬
‫إال أنهما يختلفان في عدة نقاي‪ ،‬توجز كما يلي‪:‬‬

‫من حيث الجهة التي تتولى الرقابة ‪:‬تتولى الرقابة القضائية السلطة القضائية‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫التي تستقل عن بقية السلطات‪.‬‬


‫من حيث نطاق الرقابة ‪:‬إن رقابة القاضي على أعمال اإلدارة ال تعدو أن تكون‬ ‫‪‬‬

‫رقابة مشروعية أصال‪ 2،‬أما الرقابة البرلمانية فتستوعب رقابة المشروعية والمالئمة معا‪.3‬‬

‫من حيث النتائج المترتبة عنها ‪:‬ينتج عن رقابة القاضي‪ ،‬إلغاء تصرف اإلدارة‬ ‫‪‬‬

‫المشوب بعيب من عيوب المشروعية‪ ،‬بموجب حكم قضائي يحوز حجية الشيء المقضي فيه‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫وهو يعتبر اكبر ضمانة لحماية حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫أما رقابة البرلمان فال تعدو أن تكون محركا للمسؤولية السياسية للحكومة‪ ،‬التي‬ ‫‪‬‬

‫تؤدي إلى استقالتها‪. 5‬‬

‫محمود عاطف البنا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.81‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبد الفتاح أبو ليل‪ ،‬قضاء المشروعية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪1998، ،‬ص ‪.14‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمد أنور حمادة‪ ،‬الق اررات اإلدارية ورقابة القضاء‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪2004، ،‬ص ‪.69‬وانظر محمد باهي‬ ‫‪3‬‬

‫أبذو‬
‫محمود عاطف ألبنا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪81‬‬ ‫‪4‬‬

‫محمد باهي أبو يونأ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.24‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪41‬‬
‫الرقابة التشريعية الالحقة بواسطة القانون‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تمييز الرقابة البرلمانية عن بقية أنواع الرقابة‬

‫أوال ‪ :‬رقابة األحزاب‪.‬‬

‫إن األحزاب من متطلبات النظام الديمقراطي‪ ،‬فالمواطنون المبعثرون ال يمكنهم أبدا‬ ‫‪‬‬

‫محاربة االنحراف والتعسف‪ ،‬إال إذا كانوا متكتلين تحت لواء حزب معتمد‪ ،‬الذي يسعى من اجل‬
‫خلق إرادة عامة تقف ضد انحراف اإلدارة‪. 1‬‬

‫فاألفراد في إطار الحزب هم في مرحلة تكوين ثقافة سياسية تمكنهم من المشاركة‬ ‫‪‬‬
‫‪2‬‬
‫في تسيير شؤون الحكم وبسط رقابتهم على أجهزة الدولة‪ ،‬وفقا ألحكام قانونية واضحة ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬رقابة الرأي العام‬

‫يمكن للرأي العام الذي يتمثل في أشخاص المجتمع المدني ‪3‬ووسائل اإلعالم أن تمارأ‬
‫‪4‬‬
‫رقابة على أعمال الحكومة‪ ،‬من اجل حماية المصلحة العامة ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬رقابة مجلس المحاسبة‬

‫يعتبر" مجلأ المحاسبة مؤسسة عمومية تتمتع باختصاص إداري وقضائي في ممارسة‬
‫‪5‬‬
‫مستقلة‪.‬‬ ‫المهمة الموكلة أليه" وهو جهة رقابية‬

‫سعيد الحكيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.132‬‬ ‫‪1‬‬

‫في ظل أحكام الدستور وقانون األحزاب السياسية‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫انظر ‪:‬طاهر خويضر‪" ،‬البرلمان والمجتمع المدني"‪ ،‬مجلة الفكر البرلماني‪ ،‬مجلأ األمة‪ ،‬الج ازئذر‪ ،‬عذدد‬ ‫‪3‬‬

‫‪04،‬أكتذوبر‪2003.72،‬ص‬
‫مازن ليلو راضي‪ ،‬الوجيز في القضاء اإلداري الليبي‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪2003، ،‬ص ‪.39‬‬ ‫‪4‬‬

‫خلوفي رشيد‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪2002، ،‬ص ‪.180‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪48‬‬
‫الرقابة التشريعية الالحقة بواسطة القانون‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و " يعتبر مجلأ المحاسبة المؤسسة العليا للرقابة البعدية ألموال الدولة والجماعات اإلقليمية‬
‫والمرافق العمومية ‪".1‬‬

‫فمجلأ المحاسبة يتولى رقابة خارجية مستقلة بعدية على مالية الدولة‪.‬‬

‫من خالل هذا المبحث تبين انه للرقابة البرلمانية‪ ،‬أهمية في حماية المصلحة العامة‪،‬‬
‫باعتبارها‬
‫رقابة سياسية رسمية يمارسها البرلمان على أعمال الحكومة عامة‪ ،‬والمالية العامة للدولة خاصة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬قانون ضبط الميزانية كآلية للرقابة البعدية على تنفيذ‬
‫قوانين المالية‬

‫يتمتع البرلمان بسلطة مالية اتجاه الحكومة‪ ،‬و ذلك بمنحها الترخيص بتنفيذ الميزانية‪،‬‬
‫وللمحافظة على هذه السلطة يستوجب على البرلمان فحص ورقابة صحة ودقة تنفيذها التي‬
‫يباشرها بعد إقفال السنة المالية المتعلقة بسنة مدنية واحدة بعد التنفيذ الفعلي والنهائي لكل العمليات‬
‫المالية والمحاسبية المرخصة سنويا بواسطة قانون المالية مع اتخاذه لإلجراءات في حالة تجاوزها‪،‬‬
‫وهذا ما يعرف بالرقابة البرلمانية الالحقة أو البعدية ‪le parlementaire a posteriori،‬‬
‫‪ contrôle‬وتترجم الصيغة الكالسيكية لهذه الرقابة من خالل إجراءات التصويت على قانون‬
‫ضبط الميزانية الذي يعد نوعا خاص من قوانين المالية والذي يشكل أداة ربط محورية بين ما نفذ‬
‫من نفقات وما يتوقع أن ينفذ مستقبال‪ ،‬إضافة إلى نتائجه التي تساعد السلطتين التشريعية والتنفيذية‬
‫‪2‬‬
‫على ضبط تقديرات النفقات واإليرادات التي تفيد في رسم السياسة العامة للدولة‬

‫المادة ‪ 02‬فقرة ‪1‬من األمر رقم ‪20/95‬المؤرخ في ‪1995/07/17‬المتعلق بمجلذأ المحاسذبة‪ ،‬جريذدة رسذمية عذدد ‪39‬‬ ‫‪1‬‬

‫لسنة‪.199‬‬
‫المرجع انظر المادة ‪05‬من القانون ‪48/71‬التي جاء فيها "‪ :‬يشكل قانون ضبط الميزانية الوثيقة التي يثبت بمقتضاها تنفيذ‬ ‫‪2‬‬

‫قوانين المالية‪ ،‬وعند االقتضاء قوانين المالية التكميلية أو المعدلة الخاصة بكل سنة مالية‪" .‬‬

‫‪40‬‬
‫الرقابة التشريعية الالحقة بواسطة القانون‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تم تكريأ هذا القانون ألول مرة في دستور سنة ‪1 1976‬أين تم اإلشارة إلى ضرورة اختتام‬
‫السنة المالية بتصويت البرلمان على قانون ضبط الميزانية غير أن التجسيد الفعلي لهذا القانون‬
‫ظهر في فترة الثمانينات بالموازاة مع صدور القانون‪48/71‬المتعلق بقوانين المالية‪ ،‬الذي حدد‬
‫الضوابط القانونية إلعداده دون تقييده بمدة زمنية لصدوره وهذا ما اثر على غيابه النسبي إلى‬
‫غاية صدور القانون رقم ‪48/48‬الذي عدل من المادة ‪ 68‬منه‪.2‬‬

‫تعددت األسباب التي ساهمت في غياب هذا النوع من القوانين مع تأزم الوضع المالي للدولة‬
‫إلى إعادة االعتبار لمشاريع قوانين ضبط الميزانية بعد غياب دام ألكثر من ثالثين سنة (مطلب‬
‫أول)‪ ،‬مما يدفعنا إلى تحليل محتوى هذه القوانين ومقارنتها بمبادئ القانون ‪( 71/48‬مطلب ثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول ‪:‬إعادة االعتبار لقانون ضبط الميزانية‬

‫يشكل هذا القانون فرصة للبرلمان لمتابعة الكيفيات التي تم بها تنفيذ الميزانية ولتقييم النتائج‬
‫المترتبة عن تصويته على قوانين المالية وتحليل شروي تطبيقه‪ ،‬رغم أهمية هذا القانون من الناحية‬
‫النظرية إال انه عرف ضمور دام ألكثر من عقدين من الزمن مما شكل فراغا ووضعية غير‬
‫دستورية اتجاه التشريع المالي (فرع أول) لذا سارعت السلطات إلى إعادة إحياء قيمته بإعداد‬
‫مشاريع قوانين ضبط مع التعاون مع مجلأ المحاسبة (فرع ثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أسباب عدم تقديم الحكومة لمشاريع قوانين ضبط الميزانية‬

‫‪Voir aussi Luc SAIDJ, la loi de règlement et le développement du contrôle parlementaire de la‬‬
‫‪restauration à nos jours, RFFF, N° 51 , 1995 P 173‬‬
‫نظر المادة ‪187‬فقرة ‪4‬من دستور ‪7811‬‬ ‫‪1‬‬

‫انظر القانون ‪48/48‬المؤرخ في ‪74‬يناير ‪7848‬المعدل والمتمم للقانون ‪48/71‬المؤرخ في ‪1‬يوليو ‪7848‬المتعلق بقوانين‬ ‫‪2‬‬

‫المالية ‪،‬ج ر‪ ،‬رقم ‪. 1989 ، 17‬‬

‫‪59‬‬
‫الرقابة التشريعية الالحقة بواسطة القانون‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ساد االعتقاد عند الكثير من الفقهاء والنقاد أن سبب تأخر الحكومة في إعدادها وتحضير‬
‫مشروع قانون ضبط الميزانية يرجع إلى سكوت القانون ‪17/84‬المتعلق بقوانين المالية عن اآلجال‬
‫التي يجب عليها مراعاتها إليداعه لدى البرلمان‪ ،‬والمالحظ هو الموقف الحكومة السلبي من هذا‬
‫اإلجراء في امتناعها عن إعداد المشروع علما بأنها تملك وحدها حق المبادرة بوضعه‪.‬‬

‫والمالحظ انه منذ سنة ‪1978‬لم تعرض الحكومة على البرلمان سوى مشاريع قوانين ضبط‬
‫الميزانية بالنسبة ألربع سنوات األولى من حياة البرلمان دورة ‪1978 1979،1980،1981‬وابتداء‬
‫من السنة المالية ‪7844‬تخلت الحكومة عن التزامها بطرح على البرلمان هذه المشاريع‪ ،‬فحرمته‬
‫بذلك من استخدام حقه في الرقابة على كيفية تنفيذ األموال العمومية‪ ،‬أما بالنسبة للسنوات األربع‬
‫التي حظيت بعرض هذه المشاريع على البرلمان تمت هذه العملية مع تأخر كبير بلغت مدة‬
‫‪7‬سنوات دورتا(‪7841)-7841‬مما أدى إلى اإلضعاف من فعالية هذه الرقابة ‪.1‬‬

‫ولرفع عاتق المدة الزمنية تم تعديل القانون ‪ 48/71‬بالقانون رقم ‪ 48/48‬الذي عدل المادة‬
‫‪68‬منه بإضافته لفقرة أخيرة محتواها وجوبية إرفاق قانون المالية للسنة بمشروع قانون يتضمن‬
‫ضبط ميزانية السنة المالية ‪.‬‬

‫غير انه لم ينتج عن هذا اإلصالح التشريعي أي تغيير فعلي في موقف الحكومة التي بقيت‬
‫متمسكة بامتناعها عن عرض هذا المشروع‪.‬‬

‫واستمرت هذه الوضعية مع اختالف وتنوع األسباب المؤدية لذلك متأثرة بأوضاع السياسية‬
‫واالقتصادية واألمنية التي مرت بها الدولة‪ ،‬خاصة في المرحلة االنتقالية‪ ،‬بوجود فراغ سياسي‬
‫وقانوني مع تبني فكرة استمرار هذه الوضعية فيما يخص الحفاظ على المصالح العامة وعدم‬
‫تعرضها للخطر‪ .‬لذا فقانون ضبط الميزانية كآلية للرقابة التي يملكها البرلمان لمواجهة الحكومة‬

‫راجع‪ ،‬أيلس شاوش بشير ‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬وهران‪4111، ،‬ص ‪4‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪52‬‬
‫الرقابة التشريعية الالحقة بواسطة القانون‬ ‫الفصل الثاني‬

‫واثارة مسؤوليتها ومساءلة مسؤوليها ووزراءها عن تنفيذ قوانين المالية التي ال يمكن تطبيقها في‬
‫فترة استثنائية نظ ار لخصوصية الرقابة الممارسة في إطار مبادئ المشروعية‪1.‬‬

‫كما تبرز أسباب تقنية تؤثر على محدودية قانون ضبط الميزانية وهي تعقد وتقنية إجراءات‪،‬‬
‫إعداد وتحضير مشروعه سواء على المستوى المحاسبي الذي يتطلب إقفال نهائي للحسابات أو‬
‫على المستوى المالي الواجب تحضيره في إطار برنامج وتقويم محدد‪ ،‬إضافة إلى إهمال وغياب‬
‫دور مجلأ المحاسبة في هذا الميدان كونه الهيئة العليا الذي يملك بموجب خبرته وخصوصيته‬
‫المحاسبية والمالية من إعداد للتقارير التقييمية لمشاريع قوانين ضبط الميزانية التي تساعد كل من‬
‫الحكومة والبرلمان في الرقابة على تنفيذ الميزانية‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إرادة سياسية جديدة إلعداد مشروع قانون ضبط الميزانية‬

‫كان نتيجة لألسباب السابق ذكرها ‪،‬مع تأخر ظهور القانون العضوي المتعلق بقوانين المالية‬
‫اثر على أن تبادر الحكومة إلى إعداد مشروع قانون ضبط الميزانية لسنة ‪ 2008‬كخطوة أولى‬
‫في اتجاه تطبيق النصوص القانونية كالمادة‪ 69‬من قانون ‪17/84‬تجسيدا إلرادة سياسية تتبنى‬
‫المفاهيم الحديثة للدولة القانونية‪ .‬أعدت الحكومة للمشروع بذلك الوثائق والمالحق التفسيرية التي‬
‫نصت عليها المادة ‪76‬من القانون ‪48/71‬في شكل تقرير تفسيري وجدول تنفيذ االعتمادات‬
‫المصوت عليها التي تثبت بمقتضاها وتشرح بتفصيالت وجزئيات أوجه مبالغ ما تم إنفاقه في‬
‫كافة القطاعات العامة وابراز ما تم تحصيله من مبالغ اإليرادات العامة‪ ،‬كذلك إعداد جدول يشرح‬
‫النتائج المتوصل إليها مع نتائج الحسابات الخاصة للخزينة للسنة المالية ‪.4114‬‬

‫راجع‪ ،‬سليم كسير ‪ ،‬البرلمان وقوانين المالية في ظل دستور ‪44‬نوفمبر‪7881 ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬فرع إدارة ومالية‪ ،‬جامعة‬ ‫‪1‬‬

‫الجزائر‪ ،‬كلية الحقوق‪ 94 4111 ،‬ص‪4117‬‬

‫‪52‬‬
‫الرقابة التشريعية الالحقة بواسطة القانون‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كما برز الدور الرئيسي لمجلأ المحاسبة من خالل مساعدته للحكومة والبرلمان في إعداده‬
‫للتقرير التقييمي للمشروع التمهيدي لقانون ضبط ميزانية سنة ‪ 4114‬وذلك تطبيقا لنص المادة‬
‫‪1‬‬
‫‪18‬من األمر ‪20/95‬المعدل والمتمم المتعلق بمجلأ المحاسبة‪.‬‬

‫حيث صدر على اثر ذلك تقرير تقييمي تم التصديق عليه بتاريخ ‪ 29‬سبتمبر ‪4171‬من‬
‫قبل أعضاء لجنة البرامج والتقارير المرؤوسة من قبل رئيأ المجلأ‪- ،‬تقرير غير منشور‪-‬جاء‬
‫هذا التقرير في ‪784‬صفحة مقسمة إلى أربعة فصول تضمن في الفصل األول تحليل لعمليات‬
‫الميزانية العامة‪ ،‬والفصل الثاني‪ :‬خصص للحسابات الخاصة للخزينة‪ ،‬أما الفصل الثالث تضمن‬
‫نتائج تمويل عمليات الميزانية والخزينة‪ ،‬وفي الفصل الرابع تناول شروي تسيير واستعمال الرخصة‬
‫‪2‬‬
‫المالية‬

‫تضمن هذا التقرير الحالة التي تتسم بها تسيير موارد الدولة مصرحا عدم الشفافية والوضوح‬
‫في تسيير هذه الموارد من طرف مختلف القطاعات مبر از التجاوزات التي سجلها على مستوى‬
‫صندوق ضبط اإليرادات السيما في جانبه المتعلق باإليداعات التي يقدم بها لدى البنك الجزائر‬
‫‪3.‬‬
‫مقابل فوائد‬

‫ومن أهم المالحظات التي سجلها هذا التقرير تمركزت عن حالة الغموض والتجاوزات في‬
‫الحسابات التخصيص الخاص وحيادها عن اإلطار القانوني‪ ،‬مع التزايد المستمر لفتح هذه‬
‫الحسابات في مجاالت ال تصلح لوجود هذا النوع من الحسابات‪.‬‬

‫انظر المادة ‪74‬من األمر ‪89/41‬رقم المؤرخ في ‪71‬يوليو ‪7889‬المعدل والمتمم‪ ،‬يتعلق بمجلأ المحاسبة ‪ .‬ج ر رقم ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪98‬ص‪19‬‬
‫‪1‬راجع حابسة عادل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪718‬‬ ‫‪2‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن التعديل الذي مأ األمر ‪89/41‬بموجب األمر ‪02/10‬المؤرخ في ‪41‬غشت ‪4171‬يعدل ويتمم األمر‬ ‫‪3‬‬

‫‪89/41‬المؤرخ في‪ 71‬يوليو ‪7889،‬المتعلق بمجلأ المحاسبة ‪ .‬ج ر رقم ‪91 .‬ص ‪8‬قد اخرج بنك الجزائر من مراقبة مجلأ‬
‫المحاسبة وهذا ما يؤدي بنا إلى التساؤل عن مصيراألموال التي تودع لدى البنك من طرف المؤسسات والهيئات العمومية هذا ما‬
‫يسمح لها باغتنامها الفرصة للتهرب من مراجعة األموال واالعتمادات التي تودع لديه‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫الرقابة التشريعية الالحقة بواسطة القانون‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كما تميز هذا التقرير التقييمي بالصيغة التفسيرية وذلك بشرحه وتفصيله للمادة ‪ 719‬من‬
‫القانون المالية التكميلي لسنة ‪ 4118 ،‬التي جعلت من الحسابات الدولة للسنوات المالية السابقة‬
‫عن السنة المالية ‪ 4114‬التي لم تتم تسويتها بموجب القوانين المتضمنة ضبط الميزانية موضوع‬
‫كشف إحصائي إجمالي حسب الطبيعة وحسب سنة الميزانية‪ ،‬كما أوجبت على أن تعرض على‬
‫‪1‬‬
‫البرلمان عند التقديم األول لقانون ضبط الميزانية‪.‬‬

‫تضمن التقرير لذلك توضيح الكشوف التجميعية بنتائج السنوات السابقة لسنة ‪4114‬ومدونة‬
‫حسابات الخزينة‪ ،‬مع إعداد كشوف إحصائية تغطي الفترة الممتدة بين ‪ 7847‬و‪ 4111‬وتشمل‬
‫النتائج إلى غاية ‪4114‬التي تضم حصيلة الفترة الممتدة من ‪7819‬إلى‪ 7841‬كما تناولت هذه‬
‫الكشوف النتائج النهائية لعمليات الميزانية أرباح وخسائر الحسابات الخاصة للخزينة المصفاة أو‬
‫المقفلة‪ ،‬وكذا األرباح والخسائر الناجمة عن تسيير عمليات دين الدولة ‪.‬‬

‫مع اإلشارة إلى أن النتائج المسجلة في تقييدات الخزينة العمومية لم تشكل إلى حد‬
‫الساعة أي تخصيص للحساب الدائم لهذه النتائج‪.‬‬

‫يعتبر هذا التقرير وثيقة إلزامية ترفق بمشروع قانون ضبط الميزانية الذي يجب أن يقدم مع‬
‫مشروع قانون المالية للسنة يتضمن تسوية ميزانية سنة مالية (ن ‪2 (3،-‬وبالمقارنة مع الفقه‬
‫الفرنسي نجد أن القانون العضوي المتعلق بقوانين المالية الفرنسي لسنة ‪ 4117‬قد حدد في نص‬
‫المادة ‪81‬منه على وجوب تقديم مشروع قانون ضبط الميزانية مع الوثائق المرفقة به في كل سنة‬
‫قبل ‪01‬جوان من السنة الموالية للسنة التي تلي تنفيذ الميزانية )‪ (N،‬إضافة إلى ذلك نصت المادة‬
‫منه على منع اخذ قرار في مشروع قانون المالية لسنة) ‪ (N+ 1‬من قبل أي جمعية قبل التصويت‬
‫على مشروع قانون ضبط الميزانية ‪ (N- 1(،‬وذلك لتمكين البرلمان لمناقشة والتصويت على‬

‫‪3‬انظر المادة ‪105‬من األمر رقم ‪01/09‬المؤرخ في‪44/11/4118 ،‬المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ‪4118،‬ج ر‪ ،‬رقم‬ ‫‪1‬‬

‫‪44،‬ص‪4‬‬
‫‪4‬انظر المادة ‪68‬فقرة أخيرة من القانون ‪48/71‬المعدل والمتمم ‪،‬المتعلق بقوانين لمالية‪ ،‬مشار إليه‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪54‬‬
‫الرقابة التشريعية الالحقة بواسطة القانون‬ ‫الفصل الثاني‬

‫قانون ضبط الميزانية في فترة الربيع أي في السنة الموالية للتنفيذ قانون المالية للسنة )‪(N-1‬‬
‫ليكون له متسع من الوقت ليناقش ويصوت على مشروع قانون المالية للسنة )‪ (N‬في فترة‬
‫الخريف‪ ،‬لتوضح له الصورة المالية بما تم انجازه في قانون المالية المصوت عليه‪ ،‬وما تنوي‬
‫‪1‬‬
‫الحكومة القيام به من خالل مشروع قانون المالية الجديد‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إعادة تقييم قانون ضبط الميزانية‬

‫أكد قانون ضبط الميزانية كآلية للرقابة البعدية على تنفيذ ميزانية السنة المالية المعنية مكانته‬
‫ودوره الفعال في التحقق والتأكد من مدى احترام الرخصة المالية من طرف الحكومة ومدى تنفيذها‬
‫بصورة شفافة مجمل النفقات العمومية المسجلة في قوانين المالية وتحصيلها لإليرادات العمومية‬
‫بصفة قانونية ومنتظمة‪.‬‬

‫ونظ ار للعوائق التي شكلت حاج از لفترة طويلة لغياب هذه اآللية غير انه استرجع نوعا ما‬
‫اعتباره ذلك بصدور ثالث قوانين ضبط ميزانية لسنوات ‪ 2010، 2009،2008‬كتوجهات جديدة‬
‫لتحقيق رقابة برمانية فعالة مع آفاق صياغة هذا النوع من القوانين بالموازاة بالمبادئ الجديدة‬
‫والمحيط الجديد وما أسفرته الممارسة الفعلية له وما حققه من نتائج ميدانية في الساحة المالية‬
‫لدى الفقه الفرنسي من شفافية تسيير األموال العمومية تطبيقا للمبادئ القانون العضوي لقوانين‬
‫المالية الفرنسي ‪2،‬هذا األخير قام بإعادة تقييم قانون ضبط الميزانية بتعديله لبعض المبادئ التي‬
‫تأثرت به قواني ن تسوية الميزانية الصادرة مؤخ ار ليمأ الضوابط القانونية لتجسيده ( فرع أول)‬
‫وتوسيع محتوى ومجال موضوعه (فرع ثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬الضوابط القانونية لتجسيد محتوى قانون ضبط الميزانية‬

‫‪1‬انظر فنينيش محمد الصالح‪ ،‬المرجع السابق ص ‪911‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪Voir, Michel Bouvier, Marie Christine Esclassam, Jean Pierre Lassale, op cit,p 466 .465‬‬

‫‪55‬‬
‫الرقابة التشريعية الالحقة بواسطة القانون‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وفقا لنص المادة ‪05‬من القانون ‪48/71‬المتعلق بقوانين المالية‪ ،‬فان قانون ضبط المي ازنية‬
‫يشكل تلك الوثيقة التي يثبت بمقتضاها تنفيذ قوانين المالية (للسنة والتكميلية) المتعلقة بكل سنة‬
‫مالية‪ .‬وإلعداد هذه الوثيقة خص المشرع ضوابط قانونية تلتزم الحكومة عند إعدادها للمشروع‬
‫بمراعاتها‪ ،‬لما يعكأ محتوى هذا القانون االمتيازات الممنوحة للبرلمان التي من خالله يسمح لها‬
‫بتقييم وفحص في كل سنة مالية النتائج المترتبة عن تنفيذ قوانين المالية التي صوتت عليها‪.‬‬

‫كما اشتري القانون ‪48/71‬في مادته ‪ 77‬أن يتضمن قانون ضبط الميزانية ويقر حساب‬
‫نتائج السنة المالية المعنية ‪ le compte de résultat de l’année‬على أن يشتمل على‬
‫مايلي ‪:‬‬

‫‪-‬الفائض أو العجز الناتج عن الفرق الواضح بين إيرادات ونفقات الميزانية العامة للدولة‪.‬‬

‫‪-‬النتائج المثبتة في تنفيذ الحسابات الخاصة للخزينة‪.‬‬

‫‪-‬نتائج تسيير عمليات الخزينة‬

‫وفقا لهذه المادة فان موضوع قانون ضبط الميزانية ‪،‬ينصب على تبيان الفائض الذي قد‬
‫يكون حصل في ميزانية للسنة المعنية بسبب ارتفاع في تحصيل اإليرادات العمومية‪ ،‬أو انخفاض‬
‫في صرف النفقات العمومية‪،‬أو تبيان العجز الذي قد يكون حصل نتيجة انخفاض في اإليرادات‬
‫المقدرة أو ارتفاع في النفقات المعتمدة ‪.1‬‬

‫إضافة إلى ذلك يمكن أن يتضمن قانون ضبط الميزانية بيان النتائج المثبتة في تنفيذ بعض‬
‫الحسابات الخاصة المفتوحة في تلك السنة المالية المعنية ‪،‬نظ ار لخصوصية هذه الحسابات التي‬
‫‪2‬‬
‫تفتح في سنة مالية وتغلق في سنة مالية أخرى كحسابات التخصيص الخاص‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Sur ce point d’analyse voir : François Chouvel: op.cit.: p; 214.213‬‬
‫انظر المادة ‪84‬من القانون ‪17/84‬المعدل والمتمم ‪،‬المشار إليه‪.‬و المواد من ‪8‬إلى ‪74‬من القانون رقم ‪81/47‬المؤرخ في‬ ‫‪2‬‬

‫‪79‬غشت ‪7881‬يتعلق بالمحاسبة العمومية‪ .‬ج ر رقم ‪ 99.‬ص ‪131‬‬

‫‪56‬‬
‫الرقابة التشريعية الالحقة بواسطة القانون‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وينصب موضوع قانون ضبط الميزانية أيضا على نتائج تسيير عمليات الخزينة والمتمثلة‬
‫على وجه الخصوص فيما يلي‪:‬‬

‫‪-‬إصدار وتسديدات االقتراض المنفذة وفقا للترخيصات الممنوحة بمقتضى قانون المالية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬عمليات اإليداع بأمر ولحساب الهيئات المكتتبة لدى الخزينة العمومية‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬المحدودية في اتساع محتوى قانون ضبط الميزانية‬

‫لمعرفة مدى احترام السلطة التنفيذية وتجسيدها للمبادئ المحددة في القانون كأساأ لشرعية‬
‫الممارسة القانونية والمالية لألموال العمومية علينا تحليل مضمون قوانين ضبط الميزانية للسنوات‬
‫المالية بمناسبة تسوية ميزانيتها ‪.‬وللوقوف أكثر حول مدى تطبيق هذه المبادئ نقتصر دراستنا‬
‫حول القوانين المتعلق بتسوية ميزانية سنة ‪ 4114،‬ميزانية ‪4118‬و ذلك المتعلق بتسوية ميزانية‬
‫‪.4171‬‬

‫كما ال يسعنا تحليل قوانين ضبط الميزانية التي صدرت قبل صدور القانون ‪48/71‬وذلك‬
‫لغياب القانون المحدد لمبادئ العامة للميزانية والمحاسبة العمومية‪ ،‬واستنادهما للمبدأ الدستوري‬
‫لسنة ‪1976‬وهما‪ :‬القانون رقم‪ 41/14‬المتضمن ضبط ميزانية لسنة ‪7814‬والقانون رقم‬
‫‪48/18‬المتضمن ضبط ميزانية لسنة ‪.7818‬‬

‫تكفي اإلشارة إلى القانون رقم ‪10/85‬المؤرخ في ‪41‬ديسمبر ‪7849‬يتضمن ضبط ميزانية‬
‫لسنة ‪7841‬صدر بفارق ‪9‬سنوات الذي جاء في شكل ‪06‬مواد تضمنت تحديد مبالغ االيرادات‬
‫والحواصل المطبقة على النفقات النهائية للميزانية العامة إضافة إلى نتائج النهائية لنفقات الميزانية‬
‫العامة ليحدد الفرق بينهما إلى فائض في اإليرادات قدر ب‪71.771.798.488 :‬دج‪.‬‬

‫‪3‬انظر المادة ‪14‬من القانون ‪48/71‬المعدل والمتمم‪ ،‬المشار إليه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪51‬‬
‫الرقابة التشريعية الالحقة بواسطة القانون‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أما القانون ‪02/87‬المؤرخ في ‪41‬جانفي ‪7841‬متضمن ضبط ميزانية لسنة ‪1981‬صدر‬


‫بفارق ‪11‬سنوات جاء في شكل ‪06‬مواد ال يتوافق ونص المادة ‪77‬من القانون‪48/71‬إذ اقتصر‬
‫على تحديد مبلغ الفرق بين إيرادات ونفقات الميزانية العامة للدولة دون أن يذكر إذا كان هناك‬
‫عجز أو فائض‪ ،‬والمالحظ أن هناك فرق واضح ايجابي قدره‪ 22.740.896.191.38 :‬دج‬
‫بين ما تم تحصيله مقارنة مع ما تم إنفاقه أي فائض في اإليرادات‪.‬‬

‫وبعد عقدين من الزمن تم صدور أول قانون يتضمن تسوية ميزانية سنة ‪4114‬وهو القانون‬
‫رقم ‪01/11‬المؤرخ في ‪71‬فيفري ‪1 2011‬حيث جاء في شكل ‪14‬مواد‪ ،‬تناولت المادة األولى منه‬
‫‪:‬تحديد مبلغ اإليرادات‪ ،‬الحواصل والمداخيل المطبقة على النفقات النهائية للميزانية العامة للدولة‬
‫المسجلة إلى غاية ‪97‬ديسمبر ‪4114‬الموزعة حسب طبيعتها‬

‫والتي نظمها الجدول "ا" المعنون ‪ :‬اإليرادات النهائية المطبقة على ميزانية الدولة لسنة‬
‫‪4114‬أين سجل فرق ايجابي واضح بين ما تم تقديره في قانون المالية التكميلي وما تم انجازه‬
‫بفارق قدره ‪ %104.78:‬وما تم مالحظته أن مبلغ تحصيل الدولة إليرادات األموال المخصصة‬
‫للمساهمات التي لم تظهر في قانون المالية التكميلي ولم تحدد قيمتها لتظهر في قانون ضبط‬
‫الميزانية بتقدير انجازات تحصيلها الذي قدر ب ‪ 78991998.89‬دج وهذا ما يدل على الغموض‬
‫هذه المبالغ‪.‬‬

‫أما المادة ‪ 14‬منه فقد حددت النتائج النهائية لنفقات الميزانية العامة للدولة لسنة‬
‫‪4114‬خصصت منها‪:‬‬

‫‪ -‬مبالغ تخص نفقات التسيير موزعة حسب الو ازرات التي وضحها الجدول "ب" تم من‬
‫خاللها توضيح مبالغ التي قدرت وفقا لقانون المالية التكميلي لسنة ‪ 4114‬لكل و ازرة ووضح مبالغ‬
‫االعتمادات المراجعة‪ ،‬مع تبيان ما تم استهالكه خالل هذه السنة باالعتمادات المستهلكة ‪،‬مع‬

‫‪1‬انظر القانون رقم ‪01/11‬المؤرخ في ‪71/14/4177 ،‬يتضمن تسوية الميزانية لسنة ‪2008،‬ج ر رقم ‪79‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪58‬‬
‫الرقابة التشريعية الالحقة بواسطة القانون‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تحديد الفارق بين ما تم استهالكه من اعتمادات وما تم تقديره من اعتمادات مراجعة بفارق سلبي‬
‫قدره ب‪. % 96.92.‬‬

‫مبالغ تخص نفقات التجهيز (مساهمات نهائية) موزعة حسب القطاعات طبقا للجدول "ج"‬
‫تتوزع إلى نوعين من االعتمادات تتوزع أوال حسب القطاعات لتشكل مجموع نفقات االستثمار‬
‫‪،‬أما النوع الثاني تشمل العمليات برأسمال‪ ،‬مع ظهور حسابات التخصيص الخاص لدعم النشاي‬
‫االقتصادي دون تحديد القطاعات التي شملتها غير واردة في قانوني المالية للسنة والتكميلي لسنة‬
‫‪2008،‬وهذا ما يطرح التساؤل حول الكيفية التي تم فيها تحديد نسبة االعتمادات المصادق عليها‬
‫‪،‬واالعتمادات المراجعة أو المعبأة وهذا ما يؤكد التجاوزات ومظاهر عدم الشفافية والوضوح في‬
‫تحديد مبالغ المخصصة لهذه الحسابات‬

‫كذلك هو الحال بالنسبة لمبالغ اعادة رسملة البنوك العمومية والمبالغ المخصصة لتغطية‬
‫ديون البلديات والبرامج التكميلية لفائدة الواليات ما يالحظ عدم التغير في مقدار المبلغ الذي تم‬
‫المصادقة عليه وعدم وجود فرق بين االعتماد المعبأ واالعتماد المراجع لذلك وهذا ما يؤكد نسبية‬
‫هذه القيمة‪.‬‬

‫وتطبيقا لنص المادة ‪77‬من القانون ‪48/71‬التي أوجبت أن يقر قانون ضبط الميزانية حالتي‬
‫الفائض أو العجز الناتج عن الفرق بين اإليرادات والنفقات الميزانية العامة للدولة‪،‬فقد أوردت المادة‬
‫‪03‬من القانون ‪77/17‬حصول عجز نهائي صافي خاص بعمليات الميزانية والتي قصد بها الفرق‬
‫بين المجموع العام لإليرادات المحصلة الذي قدر بذ ذ‪ 4.489.741.198.971898‬دج ومجموع‬
‫النفقات النهائية التي قدر ب‪ 8.899.188.414.498891‬دج‪.‬‬

‫ليصل العجز بقيمة ‪ 7.998.491.444.944 844‬دج خصص لمتاح ومكشوف الخزينة‪.‬‬


‫هذا ما يدل على ضعف وعدم التناسق بين ما يتم تخصيصه للنفقات لتغطية جميع المشاريع‬
‫واالحتياجات كافة القطاعات والو ازرات وما يتم تحصيله من إيرادات وحواصل جبائية‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫الرقابة التشريعية الالحقة بواسطة القانون‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وكذلك الحال بالنسبة للقانون رقم ‪74/14‬المتضمن تسوية الميزانية لسنة ‪1 2009 ،‬جاء‬
‫في شكل ‪ 14‬مواد حددت فيها مبالغ اإليرادات المطبقة على النفقات النهائية للميزانية العامة‬
‫للدولة‪ ،‬إضافة إلى النتائج النهائية لنفقات الميزانية العامة للدولة لسنة ‪4118.‬حيث اثبت فيه‬
‫العجز النهائي الخاص بعمليات الميزانية الناتج عن الفرق بين إيرادات المحصلة والنفقات المنفذة‬
‫خالل سنة ‪4118‬بموجب قانون المالية لسنة والقانون التكميلي‪.‬‬

‫كما لوحظ عدم وجود أي مادة تشير إلى عمليات الخزينة رغم ورودها في قوانين المالية‬
‫لسنة ‪ 2009،‬إضافة إلى غياب مواد تخص حسابات التخصيص الخاص وتنصلها من الرقابة‬
‫البرلمانية‪ ،‬واالكتفاء بتحديد الخسائر استهدف حسابات الخاصة للخزينة بما شكل عجز إجمالي‬
‫لحساب متاح ومكشوف الخزينة لسنة ‪.4118‬‬

‫نفأ المالحظات تكررت على القانون رقم ‪ 79/18‬متضمن تسوية الميزانية لسنة‬
‫‪24171‬الذي جاء أيضا في شكل ‪08‬مواد حددت فيها مبالغ اإليرادات والحواصل المطبقة على‬
‫النفقات النهائية للميزانية العامة للدولة المسجلة إلى غاية ديسمبر ‪2010‬والنتائج النهائية لنفقات‬
‫الميزانية (التسيير والتجهيز ونفقات غير متوقعة)‪ ،‬ليثبت العجز النهائي الخاص بعمليات الميزانية‬
‫لسنة ‪4171‬المخصص لمتاح ومكشوف الخزينة مبلغ(‪ )4.984.711.118.744879‬دج‪ ،‬مع‬
‫عجز إجمالي لحساب متاح ومكشوف الخزينة لسنة بمبلغ قدر )‪)848.188.191.991848.‬‬
‫دج‬

‫والجدير بالمالحظة انه منذ صدور أول قانون ضبط الميزانية بعد الغياب الطويل في‬
‫سنة‪ 2011،‬أصبح من الضروري صدور هذا النوع من القوانين لسنة مالية معينة تطبيقا للفقرة‬
‫‪3‬‬
‫األخيرة من المادة ‪68‬من القانون ‪ 48/71 .‬حيث صدر مؤخ ار في سنة ‪2014‬القانون رقم‬

‫‪1‬انظر القانون رقم ‪74/14‬المؤرخ في ‪47/14/4174،‬متضمن تسوية الميزانية لسنة ‪2009،‬ج ر رقم‪.12‬‬ ‫‪1‬‬

‫انظر القانون رقم ‪79/18‬المؤرخ في ‪41/14/4179،‬متضمن تسوية الميزانية لسنة ‪2010،‬ج ر رقم‪74‬‬ ‫‪2‬‬

‫انظر الجريدة الرسمية رقم ‪11‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪69‬‬
‫الرقابة التشريعية الالحقة بواسطة القانون‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪01/14‬المؤرخ في ‪2‬افريل ‪4179‬يتضمن تسوية مي ازنية سنة ‪4177‬مبر از أهم التوقعات المالية‬
‫التي حددها القانون رقم ‪71/79‬المؤرخ في ‪48‬ديسمبر ‪2010‬المتضمن قانون المالية لسنة‬
‫‪4177‬و ما تم تكملته بموجب القانون رقم ‪77/77‬المؤرخ في ‪74‬يوليو متضمن قانون المالية‬
‫التكميلي لسنة ‪2011،‬ليصدر كما القوانين السابقة في شكل ‪08‬مواد تم تحديد مبالغ اإليرادات‬
‫والحواصل المطبقة على النفقات النهائية للميزانية العامة للدولة المسجلة إلى غاية‪ 2011‬ليبلغ‬
‫العجز النهائي الخاص بعمليات الميزانية لسنة ‪4177‬ب (‪ )9.888.911.188.444849‬دج‬
‫والمخصص لمتاح ومكشوف الخزينة طبقا للمادة ‪9‬منه ليحدد العجز اإلجمالي لحساب متاح‬
‫ومكشوف الخزينة لسنة‪4178‬بمبلغ (‪ )714.984.198.199841‬دج‪.‬‬

‫وعلى غير العادة من صدور قوانين تسوية الميزانية في شهر فيفري من كل سنة صدر في‬
‫اآلونة األخيرة من هذه السنة القانون رقم ‪1 07/15‬المؤرخ في ‪ 02‬افريل ‪4179‬متضمن تسوية‬
‫الميزانية لسنة ‪ 4174‬معالجا أهم التغيرات المالية الواردة التي تقررت بموجب القانون رقم‬
‫‪77/71‬المؤرخ في ‪44‬ديسمبر ‪4177‬المتضمن قانون المالية لسنة‪ 2012‬وبما تم تكملته بمقتضى‬
‫األمر رقم ‪03/12‬المؤرخ في ‪79‬فيفري ‪4174‬المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ‪4174‬‬
‫والمالحظات المسجلة حول هذا القانون ال تخرج عن سابقاتها حيث بلغ العجز النهائي الخاص‬
‫بعمليات الميزانية لسنة ‪ 4174‬بقيمة ‪ 9.918.441.987.899819‬دج مخصص لمتاح‬
‫ومكشوف الخزينة ليحدد العجز اإلجمالي بقيمة ‪981.111.889.919874‬دج لحساب ومتاح‬
‫مكشوف الخزينة‪.‬‬

‫وأهم مالحظة تم تسجيلها عند قراءتنا لقوانين ضبط الميزانية للسنوات الخمأ ‪9‬األخيرة‬
‫ارتفاع قيمة العجز الخاص بعمليات الميزانية بارتفاع قيمة النفقات على حساب اإليرادات فبالنسبة‬
‫لسنتي ‪4114/4118‬تم تسجيل عجز بفارق نسبي بقيمة (…‪ )78.‬ليصل الفارق في سنوات‬

‫انظر الجريدة الرسمية رقم ‪40‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪62‬‬
‫الرقابة التشريعية الالحقة بواسطة القانون‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ 012/2011/2010‬بقيمة )‪ (3,…..‬هذا ما يدل على عدم تحكم الدولة في تسيير النفقات مع‬
‫التجاوزات في صرف المال العام‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬تقييم الرقابة البرلمانية على اإلعداد الميزانية العامة‬

‫إن موضوع الرقابة البرلمانية على المالية العامة من أهم المواضيع التي لم ترقى إلى دراسة‬
‫واسعة بمفهوم قانوني إال مؤخ ار بتغير المفاهيم والحاجة إلى هذا النوع من التقييم‪ ،‬ما تم مالحظته‬
‫من ذلك االهتمام الجديد بإعادة إحياء القيمة القانونية لهذه الرقابة نظ ار لالزمات المالية التي‬
‫عرفتها الجزائر في السنوات األخيرة وما أسفرته أزمة المراقبة العمومية في فشل كافة مستويات‬
‫النظام الوطني للمراقبة العمومية عن قيامهم بمهامهم‪ ،‬هذا ما أدى إلى االهتمام بتأطير نصوص‬
‫جديدة تمأ تنظيم وصالحيات كافة هذه الهيئات‪ ،‬هذا اإلصالح لم يمأ مجال البرلمان كون أن‬
‫مكانته الدستورية تعكأ طبيعته الرقابية‬

‫أهم التغييرات الميدانية لهذه الرقابة ظهر من خالل التنوع في طرح األسئلة واالستجوابات‬
‫والمبادرة بتشكيل لجان تحقيق بشكل سريع لمواجهة المسالة المطروحة ‪ .‬غير أن هذه اآلليات‬
‫غير كفيلة لوحدها في الكشف عن التجاوزات والتحقيق عن كيفية تسيير األموال العمومية كونها‬
‫آلية مرتبطة بالتوجهات السياسية للدولة‪.‬‬

‫لتبقى الرقابة الالحقة للبرلمان وسيلة فعالة إذا ما تمت وفق الشكل القانوني وهي المصادقة‬
‫على قوانين ضبط الميزانية هذه القوانين التي ظهرت بعد غياب دام أكثر من عقدين من الزمن‬
‫مع مساعدة مجلأ المحاسبة للحكومة في إعداد التقرير التقييمي لمشروع قانون ضبط الميزانية‬
‫الذي صدر سنة ‪2008‬بمناسبة عرض مشروع قانون ضبط الميزانية لسنة ‪ 2008‬والذي ساهم‬
‫في الكشف عن تجاوزات وخرق للمبادئ العامة للميزانية التي مست بمبدأ الوحدة مشي ار أن تسيير‬
‫المالية تبقى بعيدة نوعا ما عن تحقيق الشفافية المرغوبة خاصة بالنسبة للصناديق الخاصة‬
‫كصندوق ضبط اإليرادات ال سيم ا في جانبه المتعلق باإليداعات التي يقوم بها لدى بنك الجزائر‬
‫مقابل فوائد‬

‫‪62‬‬
‫الرقابة التشريعية الالحقة بواسطة القانون‬ ‫الفصل الثاني‬

‫هذا القانون أكد على ارادة سياسية جديدة للحكومة في إعدادها للمشروع بمراجعة ما تم تنفيذه‬
‫خالل السنة المالية ما مكن البرلمان من استعادة مكانته الرقابية الكالسيكية‪.‬‬

‫ولكن بالرغم التحقق ال فعلي لهذه اآللية إال أنها تبقى بعيدة نوعا ما عن تحقيق الشفافية‪،‬‬
‫حيث الحظنا عند تحليلنا لقوانين الضبط ظهور مصطلحات جديدة لم يكن لها وجود في قوانين‬
‫المالية للسنة والتكميلية لهذه السنوات كمصطلح عمليات الخزينة والبرامج الرئاسية وحسابات‬
‫التخصيص الخاص إضافة إلى تحديد مبالغ النفقات واإليرادات النهائية‪ ،‬وهذا ما يؤكد أن عملية‬
‫التشريع هي من صنع السلطة التنفيذية وأن البرلمان قد استخدم وسيلة التصويت والمصادقة على‬
‫مشروع القانون دون المراقبة والتحليل‪ ،‬وهذا ما يؤكد لنا ضعف هذه الرقابة أو باألحق غيابها وما‬
‫يمكن تفسيره هو طغيان المتطلب الحكومي على متطلب الرقابة‪.‬‬

‫إن إعادة االعتبار للبرلمان لن يتحقق إال بإدخال إصالحات جذرية على اإلطار القانوني‬
‫المحدد للعالقة بين الحكومة والبرلمان بتزويد هذا األخير بكل الوسائل الكفيلة بتفعيل رقابته‪ ،‬وذلك‬
‫بفتح نقاش بين السلطتين حول تحديد التوجهات الكبرى للسياسية المالية للدولة وذلك بإشراك‬
‫البرلمان في إعداد القوانين الخاصة بالميزانية والمالية كما هو الحال بالنسبة للقانون العضوي‬
‫الفرنسي لسنة ‪4117‬المتعلق بقوانين المالية‪ ،‬أين كانت المبادرة للنواب في إعداده‪ ،‬وهذا ما يساهم‬
‫في إحياء عالقة التعاون وتناسق بين المؤسستين‪.‬‬

‫وال يمكن أن تترجم هذه األفاق إال من خالل صياغة قانون عضوي يخص الميزانية والمالية‬
‫تطبيقا لنص المادة‪ 749‬من الدستور‪ ،‬واصالح النظام السياسي للدولة تطبيقا لمبدأ الفصل بين‬
‫السلطات‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫خاتمة‬
‫خاتمة‬

‫وفي األخير نستنتج من خالل دراستنا المتواضعة والتي يجدر بنا الوقوف عند أهم المحطات‬
‫التي يجب التأكد عليها‪ ،‬فإن االهتمام بقانون إعداد الميزانية العامة ضرورة تفرضها الحياة‬
‫االقتصادية والسياسية التي تشهدها البالد‪.‬‬
‫وحتى تتمكن الهيئذات الرقذابيذة من تذأديذة مهذامها وجب أن تكون لها رقابة مسذ ذ ذ ذ ذ ذ ذذتقلة بالقيام‬
‫بمهذامهذا على أكمذل وجذه و توجيذه اإليرادات والنفقذات الخذاصذ ذ ذ ذ ذ ذ ذذة بتلذك الس ذ ذ ذ ذ ذ ذ ذنذة ‪ ،‬ليتم فيمذا بعد‬
‫المصذذادقة عليها من قبل السذذلطات المختصذذة حيث تصذذبح قابلة التنفيذ‪ ،‬كما يمكن تعديل قانون‬
‫تسذ ذ ذ ذ ذ ذ ذذويذة الميزانيذة العذامذة من طرف األجهزة الرقباة المتجلية في الرقابة البرلمانية نتيجة لظروف‬
‫مختلفذة نظ ار ألهميذة الدور الرقابي لها في الجزائر لضذ ذ ذ ذ ذ ذ ذذمان تنفيذ الميزانية على أكمل وجه و‬
‫القيام بمتابعة عمليات التنفيذ عبر مختلف مراحلها‪.‬‬

‫على ضوء هذه السلسلة من النتائج المتوصل إليها في هذا البحث تترتب التوصيات التالية‪:‬‬

‫‪.7‬ضرورة مراجعة القوانين المتعلقة بحماية األموال العامة‪ ،‬وتفعيل مستويات الرقابة المالية‬
‫وخاصة العليا منها بما يتماشى وتطلعات الدولة نحو تحقيق الحكم الراشد‪ ،‬وبناء دولة العدل‬
‫والقانون‪.‬‬

‫‪.4‬ضرورة تكليف الرقابة البرلمانية بتدخل منتظم في متابعة تنفيذ الميزانية العامة في الدولة‬
‫والمشاريع العمومية الممولة من الميزانية العمومية ‪ ،‬وكذا مراقبة تسيير المؤسسات العمومية ذات‬
‫الطابع االقتصادي والتجاري في سياق الرقابة البعدية في شكل تحقيقات أو بحوث أو دراسات هو‬
‫ما ينسجم مع التوجه الحقيقي العتماد مقترب التدقيق بكل مضامينه وصيغه‪ .‬فذلك هو األجدى‬
‫واألجدر بتقييم النتائج والحصيلة بنظرة شمولية بعيدا عن تجزئة العملية الرقابية‪ ،‬واحالتها إلي‬
‫مجرد مراجعة لحاالت ووقائع منعزلة ومؤقتة بدل تحليل عميق ودقيق لمجموعة من األعمال‬
‫واألنشطة من تسيير وعمل إداري ومالي مسترسل وتراكمي‪.‬‬

‫وجوب تأهيل هذه هييئات الرقابة األخرى واالفادة من وضعها وتجربتها وامكانياتها البشرية‬
‫والمهنية لتدعيم تطبيق آليات وتقنيات التدقيق‪ ،‬من أجل تطوير مجال الرقابة على األموال العامة‬
‫ومن ثم ترقية مبدأ المساءلة والشفافية‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫خاتمة‬

‫وجوب تفعيل نظام التدقيق الداخلي بتحويل المفتشيات الموجودة على مستوى مختلف‬
‫الو ازرات لهيئات تدقيق‪ ،‬واحداث بنيات أخرى للتدقيق الداخلي بمختلف اإلدارات العمومية على‬
‫غرار الدول المتقدمة كالواليات المتحدة األمريكية وكندا‪ .‬حيث تعمل على مراقبة تطبيق التشريعات‬
‫واألنظمة اإلدارية بغية تبسيطها وعقلنة تسييرها وعملها‪ ،‬فتستجيب بذلك لحاجيات ومتطلبات‬
‫المرتفقين والفاعلين االقتصاديين‪ .‬كما أن ذلك من شأنه أن يسهم في نشر ثقافة التقييم والمساءلة‬
‫في اإلدارة العمومية الج ازئرية‪.‬‬

‫ضرورة إدخال التقنيات المعلوماتية على نظم واجراءات التدقيق كوسيلة ناجعة يجب‬
‫التخطيط إلدراجها لما ستوفره من الجهد والوقت وما تضمنه من الدقة في الحصول على النتائج‬
‫ومقارنة المعطيات والعينات ومراجعة العمليات‪.‬‬

‫العمل على تفعيل دور مجلأ المحاسبة في الرقابة على األموال والموارد العامة‪ ،‬من خالل‬
‫خلق دينامكية مؤسسساتية وادارية‪ ،‬وسياسية تفتح المجال واسعا أمام هذا الجهاز للقيام بهذا الدور‬
‫بكل التزام وفعالية ونجاعة‪ .‬توفير الحصانة الكافية ألعضاء مجلأ المحاسبة‪ ،‬لتمكينهم من القيام‬
‫بواجبهم بعيدا عن أي ضغط سياسي أو إداري أو اجتماعي‪ ،‬بغرض منح الجهاز االستقاللية‬
‫الكامل لفرض رقابة ناجعة وسليمة‪.‬‬

‫في الختام ال يسعني إال أن أتقدم بخالص الشكر والحمد للمولى العلي القدير الذي أنعم‬
‫علي بموفور الصحة والعافية ألنجز هذا العمل المتواضع على قلة الزاد وبعد الشقة‪ ،‬وآخر دعوانا‬
‫أن الحمد لله رب العالمين‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫المالحق‬
‫المالحق‬

‫‪68‬‬
‫المالحق‬

‫‪60‬‬
‫المالحق‬

‫‪19‬‬
‫المالحق‬

‫‪12‬‬
‫المالحق‬

‫‪12‬‬
‫قائمة‬
‫المصادر‬
‫والمراجع‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫القرآن الكريم‬

‫الدساتير‬

‫التعديل الدستوري لسنة ‪ 4171‬الصادر بالقانون رقم ‪ 17-71‬المؤرخ في ‪/19/ 11‬‬


‫‪ 4171‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 78‬المؤرخة في ‪4171 /19/ 1‬‬

‫التعديل الدستوري الجزائري لسنة ‪ ،7881‬الصادر بالمرسوم الرئاسي رقم ‪894/81‬‬


‫بتاريخ ‪ ،7881/74/11‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 11‬بتاريخ ‪7881/74/4‬‬

‫القوانين و األوامر و المراسيم‬

‫قانون رقم ‪ 21-84‬المؤرخ في ‪ 1‬يوليو ‪ 2084‬م‪ ،‬يتعلق بقوانين المالية‪ ،‬المعدل والمتمم‪،‬‬
‫الصادر في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،28‬المؤرخ في ‪ 29‬يوليو ‪2084‬م‪.‬‬
‫القانون رقم ‪ 24-80‬مؤرخ في ‪ 32‬ديسمبر ‪ ،2080‬يعدل ويتمم القانون رقم ‪21-84‬مؤرخ‬
‫في ‪ 1‬يوليو ‪ 2084‬يتعلق بقوانين المالية‪(.‬ج‪ .‬ر) العدد ‪ ،92‬مؤرخة في ‪ 3‬يناير (‪،)2009‬‬
‫ص ‪.2‬‬
‫القانون رقم ‪ 95-88‬المؤرخ في ‪ 22‬يناير ‪ 2088‬يعدل و يتمم القانون رقم ‪21-84‬‬
‫المؤرخ في ‪ 1‬يوليو ‪ 2084‬و المتعلق بقانون المالية‪.‬‬

‫القانون ‪48/48‬المؤرخ في ‪74‬يناير ‪7848‬المعدل والمتمم للقانون ‪48/71‬المؤرخ في‬


‫‪1‬يوليو ‪7848‬المتعلق بقوانين المالية ‪،‬ج ر‪ ،‬رقم ‪، 17‬‬

‫القانون ‪17/84‬المعدل والمتمم ‪،‬المشار إليه‪.‬و المواد من ‪8‬إلى ‪74‬من القانون رقم‬
‫‪81/47‬المؤرخ في ‪79‬غشت ‪7881‬يتعلق بالمحاسبة العمومية‪ .‬ج ر رقم ‪99.‬‬
‫األمر رقم ‪20/95‬المؤرخ في ‪1995/07/17‬المتعلق بمجلذأ المحاسذبة‪ ،‬جريذدة رسذمية‬
‫عذدد ‪ 39‬لسنة‪.1991‬‬

‫‪15‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫مرسوم رئاسي رقم‪ 440-02‬مؤرخ في ‪ 02‬ديسمبر‪0202‬م‪ ،‬يتعلق بإصدار التعديل‬


‫الدستوري‪ ،‬المصادق عليه في استفتاء أول نوفمبر سنة ‪2929‬م‪ ،‬الصادر في الجريدة الرسمية‬
‫للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬العدد ‪ ،90‬مؤرخ في ‪ 02‬ديسمبر‪0202‬م‪.‬‬

‫األمر ‪89/41‬رقم المؤرخ في ‪71‬يوليو ‪7889‬المعدل والمتمم‪ ،‬يتعلق بمجلأ المحاسبة‪.‬‬


‫ج ر رقم ‪98 .‬‬
‫األمر رقم ‪01/09‬المؤرخ في‪44/11/4118 ،‬المتضمن قانون المالية التكميلي‬
‫لسنة‪4118،‬ج ر‪ ،‬رقم ‪44،‬‬

‫الكتب‬

‫‪ ‬أيلأ شاوش بشير ‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬وهران‪4111، ،‬م‬
‫‪ ‬أيهاب زكي سالم‪ ،‬الرقابة السياسية على أعمال السلطة التنفيذية في النظام البرلماني‪،‬‬
‫عالم الكتب‪ ،‬القاهرة‪7849، ،‬م‬
‫‪ ‬بن داود ابراهيم‪ ،‬الرقابة المالية على النفقات العامة‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪4171‬م‪.‬‬
‫‪ ‬ثروت بدوي‪ ،‬النظم السياسية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪7814، ،‬م‬
‫‪ ‬حسن عواضة‪ ،‬المالية العامة‪ -‬دراسة مقارنة‪ ،‬ي ‪ ،19‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫لبنان‪7819 ،‬م‬
‫‪ ‬خلوفي رشيد‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪4114، ،‬م‬
‫‪ ‬زكريا أحمد عزام‪ ،‬محمود حسين الوادي‪ ،‬المالية العامة والنظام المالي اإلسالمي‪ ،‬دار‬
‫الميسرة‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪4111 ،‬م‬
‫‪ ‬سعيد الحكيم‪ ،‬الرقابة على أعمال اإلدارة العامة‪ ،‬ي ‪4،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪7841،‬م‬
‫‪ ‬سوزي عادلي ناشد‪ ،‬المالية‪ ،‬منشورات الحلبي‪ ،‬لبنان‪4111 ،‬م‬
‫‪ ‬سيد عبد المولى‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪7814 ،‬م‬

‫‪16‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪ ‬صالح الدين فوزي‪ ،‬البرلمان‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪7888، ،‬م‬


‫‪‬طارق الحاج‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ي‪4118، 7‬م‬
‫‪ ‬طعيمة الجرف‪ ،‬رقابة القضاء العمال اإلدارة العامة‪ ،‬مكتبة القاهرة الحديثة‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪7811،‬م‬
‫‪ ‬عادل احمد حشيش‪ ،‬أساسيات المالية العامة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪ 4111‬م‬
‫‪ ‬عبد الفتاح أبو ليل‪ ،‬قضاء المشروعية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪7884، ،‬م‬
‫‪ ‬عبد المطلب عبد الحميد‪ ،‬اقتصادات المالية العامة‪ ،‬دار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪4119،‬م‬
‫‪ ‬عطية عبد الواحد‪ ،‬الموازنة العامة للدولة‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬القاهرة‪7881،‬م‬
‫‪ ‬علي زغدود ‪ ،‬المالية العامة ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬ي ‪ ، 8‬الجزائر ‪4177 ،‬‬
‫م‬
‫‪ ‬عوف محمد الكفراوي‪ ،‬الرقابة المالية النظرية والتطبيق‪ ،‬مطبعة االنتصار‪ ،‬ي‪،4‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪4111 ،‬م‬
‫‪ ‬عوف محمود الكفراوي‪ ،‬الرقابة المالية في اإلسالم‪ ،‬ي ‪7،‬مكتبة اإلشعاع‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪7881،‬م‬
‫‪ ‬مازن ليلو راضي‪ ،‬الوجيز في القضاء اإلداري الليبي‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪4119، ،‬م‬
‫‪‬محرزي محمد عباأ‪ ،‬اقتصاديات المالية العامة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪4111‬م‬
‫‪ ‬محمد باهي أبو يونأ‪ ،‬الرقابة البرلمانية على أعمال الحكومة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‬
‫للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪4114، ،‬م‬
‫‪‬محمد ساحل‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪4171 ،‬م‬
‫‪ ‬محمد صغير بعلي‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬دار العلوم للنشر و التوزيع‪ ،‬عنابة‪4178 ،‬م‬
‫‪‬محمد صغير بعلي‪ ،‬يسري أبو العالء‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عنابة‪ ،‬الجزائر‪4119 ،‬م‬

‫‪11‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪ ‬محمد كامل ليله‪ ،‬النظم السياسية‪ ،‬الدولة والحكومة‪ ،‬دار الفكر العربي‪،‬‬
‫القاهرة‪7817،،‬م‬
‫‪ ‬محمود عاطف البنا‪ ،‬الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة‪ ،‬دار وهدان للطباعة والنشر‪،‬‬
‫مصر‪7818، ،‬م‬
‫الرسائل و المذكرات‬

‫‪ ‬فنيش محمد الصالح‪ ،‬الرقابة على تنفيذ النفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬رسالة‬
‫دكتو اره دولة في ‪.‬القانون العام ‪ ،‬جامعة الجزائر‪2923 ،‬م‬

‫‪ ‬العوضي عثمان‪ ،‬الرقابة القانونية على مالية الدولة " دراسة مقارنة"‪ ،‬رسالة دكتو اره‪،‬‬
‫كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة عين الشمأ‪2995 ،‬م‬

‫‪ ‬سناطور خالد‪ ،‬الرقابة على النفقات العمومية ‪ -‬دراسة حول المفتشية العامة للمالية‪،‬‬
‫مذكرة تخرج من المدرسة العليا لإلدارة‪(،‬الجزائر) ‪ ،‬سنة ‪2996‬م‬

‫‪ ‬قاوي السعيد‪ ،‬النظام القانوني للمحاسبة العمومية في الجزائر بعد ‪ ،9191‬مذكرة‬


‫ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪2922 ،‬م‬
‫‪ ‬نصيرة عباأ‪ ،‬آليات الرقابة اإلدارية على تنفيذ النفقات العمومية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجيستر في الحقوق‪ ،‬تخصص إدارة ومالية‪ ،‬جامعة أحمد بوقرة بومرداأ‪،‬السنة الجامعية‪:‬‬
‫‪2922-2922‬م‬
‫‪ ‬زهرة حوفة‪ ،‬دراسة تطور الرقابة المسبقة على النفقات الملتزم بها "نحو ميزانية‬
‫اقتصادية"‪ ،‬مذكرة ماجستير في التحليل االقتصادي‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتسيير‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪ ،‬السنة الجامعية‪2991-2996 :‬م‪.‬‬
‫‪ ‬بن مالك محمد‪ ،‬ميزانية البلدية‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬معهد الحقوق والعلوم‬
‫القانونية واإلدارية بن عكنون‪ ،‬جامعة الجزائر‪2005 ،‬م‬

‫‪18‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪ ‬سليم كسير ‪ ،‬البرلمان وقوانين المالية في ظل دستور ‪44‬نوفمبر‪7881 ،‬مذكرة‬


‫ماجستير‪ ،‬فرع إدارة ومالية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬كلية الحقوق‪ 94 4111 ،‬ص‪.4117‬‬

‫‪10‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

:‫الكتب باللغة األجنبية‬

 Michel Bouvier, Marie Christine Esclassam, Jean Pierre Lassale, paris,


2003.

89
‫فهرس‬
‫المحتويات‬
‫فهرس المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫شكر‬
‫إهداء‬
‫مقدمة‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للميزانية العامة وقوانين المالية‬
‫‪21‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للميزانية العامة‬
‫‪21‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تعريف الميزانية العامة‬
‫‪12‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص في الحكومات المعاصرة‬
‫‪12‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الميزانية العامة هي تقدير مفصل للنفقات واإليرادات العامة‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الميزانية العامة تكون لفترة زمنية محدودة‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬الميزانية العامة تصدر بموافقة السلطة التشريعية واقرارها‬
‫الفرع الرابع‪ :‬الميزانية العامة تعكس أهداف الدولة االقتصادية واالجتماعية‬
‫‪11‬‬
‫والسياسية‬
‫‪11‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬وظائف الميزانية العامة‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬أنها أداة رقابة على النشاط المالي للدولة‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الميزانية تعتبر أداة إدارية هامة‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الثالث ‪:‬الميزانية تعتبر أداة تخطيط للمستقبل‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الرابع ‪ :‬تخصيص الموارد إلشباع الحاجات العامة‬
‫‪14‬‬ ‫الفرع الخامس‪ :‬المحافظة على االستقرار االقتصادي وتحقيق التشغيل الكامل‬
‫‪11‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬القواعد األساسية للميزانية العامة‬
‫‪11‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مبادئ الميزانية العامة‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬قاعدة سنوية الميزانية‬
‫‪11‬‬ ‫أوال ‪ :‬الميزانيات المساعدة أو ميزانيات الدعم‬
‫‪11‬‬ ‫ثانيا ‪:‬االعتمادات الشهرية المؤقتة‬
‫‪11‬‬ ‫ثالثا‪ :‬يمكن عمل ميزانية عامة لجزء من السنة‬

‫‪82‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪11‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬قاعدة وحدة الميزانية‬


‫‪12‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الميزانيات المستقبلة‬
‫‪12‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الميزانيات الملحقة‬
‫‪12‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬الميزانيات االستثنائية‬
‫‪11‬‬ ‫أوال‪ :‬الميزانيات المستقلة والملحقة‬
‫‪11‬‬ ‫ثانيا‪ :‬ممارسات بعض الدول بتخصيص إيرادات معينة لتمويل نفقة معينة‬
‫‪11‬‬ ‫ثالثا‪:‬دورة الميزانية وعملية اتخاذ الق اررات‬
‫‪11‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬مراحل إجراءات الميزانية (أو دورة الميزانية)‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬إعداد مشروع الميزانية العامة‬
‫‪14‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬إقرار مشروع الميزانية واعتماده‬
‫‪14‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬تنفيذ الميزانية‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬مراقبة تنفيذ الميزانية‬
‫‪11‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬اإلطار المفاهيمي لقانون المالية‬
‫‪11‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مضمون وخصائص قانون المالية‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف قانون المالية‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص قانون المالية‬
‫‪12‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬أهمية وأهداف قانون المالية‬
‫‪11‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع قانون المالية و القواعد التي تحكمه‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬أنواع قانون المالية‬
‫‪14‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬المبادئ العامة التي تحكم قانون المالية‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الرقابة التشريعية الالحقة بواسطة القانون‬
‫‪41‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬ماهية الرقابة البرلمانية‬
‫‪41‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تعريف الرقابة البرلمانية‬
‫‪41‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬نشأة و تطور وأهداف الرقابة البرلمانية‬
‫‪41‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬نشأة الرقابة البرلمانية‬

‫‪83‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪41‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تطور الرقابة البرلمانية‬


‫‪44‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬أهداف الرقابة البرلمانية‬
‫‪41‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬تمييز الرقابة البرلمانية عما يشابهها‬
‫‪41‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تمييز الرقابة البرلمانية عن الرقابة اإلدارية‬
‫‪41‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تمييز الرقابة البرلمانية عن الرقابة القضائية‬
‫‪41‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬تمييز الرقابة البرلمانية عن بقية أنواع الرقابة‬
‫المبحث الثاني‪ :‬قانون ضبط الميزانية كآلية للرقابة البعدية على تنفيذ قوانين‬
‫‪41‬‬
‫المالية‬
‫‪12‬‬ ‫المطلب األول ‪:‬إعادة االعتبار لقانون ضبط الميزانية‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬أسباب عدم تقديم الحكومة لمشاريع قوانين ضبط الميزانية‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬إرادة سياسية جديدة إلعداد مشروع قانون ضبط الميزانية‬
‫‪11‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬إعادة تقييم قانون ضبط الميزانية‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬الضوابط القانونية لتجسيد محتوى قانون ضبط الميزانية‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬المحدودية في اتساع محتوى قانون ضبط الميزانية‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬تقييم الرقابة البرلمانية على اإلعداد الميزانية العامة‬
‫‪11‬‬ ‫خاتمة‬
‫‪11‬‬ ‫المالحق‬
‫‪11‬‬ ‫قائمة المصادر و المراجع‬
‫‪11‬‬ ‫فهرس المحتويات‬
‫ملخص‬

‫‪84‬‬
‫ملخص‬

‫تتولى األجهزة الرقابية ممارسة نشاطاتها الرقابية على تنفيذ الميزانية بطرق مختلفة ووسائل‬
‫ يستخدمها القائمون بأعمال الرقابة لبناء قاعدة البيانات والمعلومات المفيدة‬،‫وأدوات قانونية و تنظيمية‬
‫و المؤسسة ألدلة اإلثبات التي تمنحهم القدرة على إبداء الرأي واسناد التقارير الرقابية إزاء النتائج‬
‫ حيث نجد أن الرقابة البرلمانية من‬،‫المتوصل إليها من عمليات التحري والفحص والتدقيق المنفذة‬
.‫أهم الهيئات التي تقوم بالمساهمة في إعداد قانون تسوية الميزانية العامة‬

‫ الرقابة البرلمانية‬، ‫ الميزانية العامة‬، ‫ الرقابة‬: ‫الكلمات المفتاحية‬


Abstract
The regulatory agencies exercise their regulatory activities in
different ways, legal and regulatory means and regulatory instruments,
used by control actions to build the database and useful information and
the institution for the evidence given by the ability to express the
capacity and assign control reports on the results and examination and
audit. Where parliamentary control is one of the most important bodies
that are contributing to the preparation of a public budget settlement
law.

Keywords : Control, Public Budget, Parliamentary Control

You might also like