Professional Documents
Culture Documents
Saihi Hanan PDF
Saihi Hanan PDF
قسم الحقوق
بعنـوان:
اإلهـــــداء
إلهي ال يطيب الليل إال بشكرك وال يطيب النهار إلى بطاعتك ..وال تطيب اللحظات إال
بذكرك ..وال تطيب اآلخرة إال بعفوك ..وال تطيب الجنة إال برؤيتك هللا جل جالله
إلى من بلغ الرسالة وأدى األمانة ..ونصح األمة ..إلى نبي الرحمة ونور العالمين ..سيدنا
محمد صلى هللا عليه وسلم .
إلى من كلله هللا بالهيبة والوقار ..إلى من علمني العطاء بدون انتظار ..إلى من أحمل أسمه
بكل افتخار ..أرجو من هللا أن يمد في عمرك لترى ثماراً قد حان قطافها بعد طول انتظار
وستبقى كلماتك نجوم أهتدي بها اليوم وفي الغد وإلى األبد ( ..والدي العزيز أطال هللا في
عمره)
إلى مالكي في الحياة ..إلى معنى الحب وإلى معنى الحنان والتفاني ..إلى بسمة الحياة وسر
الوجود
إلى من كان دعائها سر نجاحي وحنانها بلسم جراحي إلى أغلى الحبايب (أمي الحبيبة
حفظها هللا ورعاها)
إلى إخوتي وأخواتي وكل أفراد األسرة أدامهم هللا.
مقدمـة
مقدمة
إن تطور الفكر القانوني أدى إلى تطور فكرة االلتزام ،فقد كان االلتزام في البداية عبارة عن
عالقة شخصية ،يترتب عليها سلطة تؤدي إلى استرقاق المدين من قبل الدائن أو حتى قتله في حالة عدم
تنفيذه إللزامه وبعد ذالك ظهرت وسائل مجردة يتحقق بواسطتها الحق ،حيث أصبح االلتزام عالقة بين
ذمتين ،عالوة على أن االنتقام من المدين ال يمثل أي فائدة لدى الدائن مقارنة بحصوله على حقوقه.
كما أن ما تهدف إليه القوانين الحديثة هو التنفيذ العيني لاللتزام ،الذي مقتضاه أن يقوم المدين بأداء
عين ما التزم به ،وإذا ما استحال ذالك ينفذ االلتزام بالتعويض الذي عادة ما يكون مادي عبارة عن مبلغ
مالي.
وإذا لم يقم المدين بتنفيذ االلتزام عينيا أو بمقابل فليس أمام الدائن إال أن يلجا للتنفيذ الجبري الذي
يتم على أموال المدين ال على شخصه ،وأموال المدين هي الضامنة للوفاء بالتزاماته وهذا ما يسمى
بالضمان.
وتتعدد وسائل الضمان ،ولعل أهمها الرهن الرسمي ،إذ قد يؤدي الرهن الرسمي إلى أن يفقد
المالك ملكية العين المرهونة ،كي يستوفي الدائن المرتهن حقوقه.
وقد عرف المشرع الجزائري الرهن الرسمي في المادة 282ق.م على أنه عقد يكسب به الدائن
على عقار مخصص لوفاء دينه حقا عي نيا ،يكون له بمقتضاه أن يتقدم على الدائنين العاديين والدائنين
التاليين له في المرتبة في استيفاء حقه من ثمن ذالك العقار في أي يد يكون.
وينشأ الرهن الرسمي بموجب عقد رسمي بين الدائن المرتهن والراهن وال يشترط أن يكون
الراهن هو المدين نفسه ،فقد يكون شخص آخر ويسمى في هذه الحالة بالكفيل العيني.
وعليه فإن الراهن والمرتهن هما طرفا عقد الرهن ،لذا فإنه تنشأ بتمامه آثار تتمثل في االلتزامات
والحقوق التي تقع على كل أو لكل من الطرفين.
غير أن أهم أثر من آثار عقد الرهن الرسمي وكل تأمين عيني ،في ما يرتبه حق الرهن للدائن
المر تهن في مواجهة الغير من ميزتي التقدم والتتبع ،فيستطيع أن يتقدم في استيفاء حقه المضمون بالرهن
على غيره من الدائنين .كما يستطيع أن يتتبع العقار المرهون في يد من تنتقل إليهم ملكية هذا العقار بعد
ترتيب هذا الرهن وعلى ذالك فإن الغير هم الذين ينفذ الرهن بالنسبة لهم وهؤالء هم:
أوال :الدائنون العاديون للراهن ،وكذا الدائنون أصحاب التأمينات العينية المتأخرة في المرتبة عن مرتبة
الدائن المرتهن ،إذ يتقدم عليهم في استيفاء حقه.
ثانيا :من يكتسبون على العقار المرهون حقوقا عينية أصلية بعد ترتيب حق الرهن إذ يستطيع الدائن
المرتهن أن يتتبع العقار في أيديهم.
على أن نفاذ الرهن الرسمي على الغير لتحقيق ميزتي التقدم والتتبع يتوقف على قيد هذا الرهن في
السجالت المعدة لذالك ومنذ تاريخ إجراء القيد.
ونظرا ألهمية هذه اآلثار السالف ذكرها اخترنا أن تكون موضوعا لبحثنا حتى نعرف ما مدى
نفاذ حق الرهن الرسمي على الغير ،وكذا كي نعرف مدى تحقيقها لالئتمان وزيادة الثقة في التعامل بين
الناس.
أ
مقدمة
ما هو مضمون نفاذ الرهن الرسمي بالنسبة للغير؟ وما هي الشروط واإلجراءات الالزمة لهذا النفاذ؟
وإذ كان القيد سابقة الزمة لنفاذ حق الرهن الرسمي على الغير فما المقصود به؟ وما هي أحكامه
وإجراءاته؟
أسئلة عديدة تظهر في ذهن الدارس والتي سنحاول اإلجابة عنها في بحثنا هذا الذي انتهجنا فيه
المنهج التحليلي للنصوص التشريعية ،والمنهج االستنتاجي في المحال التي تتطلبه ،وكذا حاولنا قدر
اإلمكان االستدالل بنصوص التشريعات األخرى كالمصري منها والفرنسي وبآراء الفقهاء البارزين منهم
خاصة ،والذين سبق لهم دراسة هذا الموضوع ،كاألستاذ سليمان مرقس ،واألستاذ عبد الرزاق أحمد
السنهوري....وغيرهم ممن لم نذكر من األساتذة.
وعليه ارتأينا تقسيم موضوع دراستنا إلى فصلين :الفصل األول ندرس فيه أحكام قيد الرهن
الرسمي وذالك بالتعرض لمفهوم القيد واجراءاته في مبحث أول ،ثم إلى الحوادث التي تعطل أثره في
مبحث ثاني .أما الفصل الثاني سندرس فيه مضمون نفاذ الرهن الرسمي على الغير بشيء من التفصيل.
ب
الفصلاألول
أحكامقيدالرهن
الرسمي
أحكام قيد الرهن الرسمي الفصل األول
الفصلاألول :أحكامقيدالرهنالرسمي
تمهيد:القيد هو اإلجراء الذي قرره المشرع لشهر الرهن الرسمي وللحقوق العينية التبعية بصفة عامة.1
والرهن الرسمي رهن يخول للدائن المرتهن حقا عينيا تبعيا على العقار المرهون ،ومثل هذا الحق يؤثر
في سلطات المالك للعقار المرهون ،كما أن حق الرهن يخول المرتهن أفضلية في الحصول على حقه من
القيمة االقتصادية للعقار المرهون مفضال على غيره من الدائنين العاديين والدائنين أصحاب الحقوق
العينية التبعية التاليين له في المرتبة ،كما يخول الرهن للمرتهن حقا في تتبع العقار المرهون تحت أي يد
يكون ليتمكن من مباشرة حقه في األفضلية ،معنى ذالك أن الرهن يؤثر في حقوق المتعاملين مع الراهن،
من دائنين عاديين ،ومتصرف إليهم ،ودائنين ممتازين لذالك أوجب المشرع شهر الرهن الرسمي إلعالم
الكافة بحالة العقار بما يثقله من قيود وتكاليف ،حتى يكون الغير على بينة من أمره وهو مقدم على التعامل
في شأن العقار المرهون.2
ونخلص مما تقدم أن شهر الرهن الرسمي عن طريق القيد يعد هو اإلجراء األساسي الالزم
لسريان الرهن في مواجهة الغير .وقبل هذا القيد ال يستطيع الدائن المرتهن ممارسة حقه في األفضلية أو
التتبع.
وقد نقل المشرع الجزائري نص المادة 3\3501من القانون المدني المصري بصورة حرفية،
تحت رقم 3\459ق م ج ،وأحال في المادة 450ق م إلى قانون الشهر العقاري فيما يتعلق بأحكام القيد،
وحدد في المادة 459ق م الطرف الذي يلتزم بنفقات القيد وتجديده وشطبه.3
وسنقتصر في دراستنا للقيد على بيان مفهومه وإجراءاته في مبحث أول ،ونتعرض إلى الحوادث
التي تعطل أثره في مبحث ثاني.
1
-عبد الرزاق أحمد السنهوري،الوسيط في القانون المدني،الجزء العاشر في التأمينات الشخصية والعينية ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت
لبنان ،طبعة ،2991،3ص .034
2
-رمضان أبو السعود ،التأمينات الشخصية والعينية،منشاة المعارف اإلسكندرية،2991،ص.333
3
-بناسي شوقي،أحكام عقد الرهن الرسمي،في القانون المدني الجزائري،دراسة مقارنة بأحكام الفقه اإلسالمي والقوانين الوضعية،دار
هومة،الجزائر،1449،ص
2
أحكام قيد الرهن الرسمي الفصل األول
المبحثاألول:مفهومالقيدوإجراءاته
أوردت المادة 450ق م الجهة المختصة بالقيد وحددت المادة 459من يتحمل مصاريفه ،لذا
سنتناول أوال مفهوم القيد في مطلب أول ثم نستعرض إجراءاته في مطلب ثاني.
المطلباألول:مفهومالقيد
لمعرفة مفهوم القيد معرفة كاملة وجب علينا معرفة ما المقصود به أوال وذالك في فرع أول ثم
سنقوم بدراسة األحكام والتصرفات الخاضعة له في فرع ثاني،أما الفرع الثالث سنخصصه لمعرفة في
مواجهة من يكون القيد؟.
الفرعاألول:تعريفالقيد
القيد هو شهر محرر عن طريق إثبات هذا المحرر في سجل مخصص لذالك وهذا السجل موجود
في جهة اإلشهار العقاري المختصة.1
فالقيد هو إجراء يتم في المحافظة العقارية الواقع في دائرة اختصاصها العقار المرهون ،ويتم ذالك على
البطاقة الخاصة بالعقار المرهون.
وفي البالد التي تعتنق نظام الشهر الشخصي يجري تعريف القيد على أنه "الوسيلة التي نظمها
المشرع لشهر الرهن الرسمي وباقي الحقوق العينية التبعية الواردة على عقار ،فهو اإلجراء الالزم لكي
تتيح هذه الحقوق أثرها في مواجهة الغير.2
وانطالقا من هذا التعريف ميز الفقهاء هناك بين القيد ) (inscriptionوالتسجيل
3
) )transcriptionمن عدة نواح أهمها:
-3يعد القيد اإلجراء الالزم لشهر الحقوق العينية التبعية العقارية ،بينما يعد التسجيل اإلجراء الالزم لشهر
الحقوق العينية العقارية األصلية.
-2يؤدي القيد إلى حفظ الحق العيني التبعي لمدة معينة يتوجب بعدها تجديده وإال أعتبر كأن لم يكن،بينما
التسجيل يؤدي إلى حفظ الحق دون تحديد مدة معينة.
-1يكفي في القيد استخراج البيانات الجوهرية التي يهتم الغير معرفتها،ويتم إدراجها في قائمة لتدون في
دفتر الشهر،بينما التسجيل يتم بنقل صورة كاملة من المحرر المراد تسجيله وإثبات كافة محتوياته في دفتر
الشهر.
-9ال يترتب على تخلف القيد سوى عدم نفاذه في مواجهة الغير،أما بالنسبة للمتعاقدين فإن الحق العيني
التبعي يكون قد نشأ بمجرد تمام العقد صحيحا،بينما تخلف التسجيل يؤدي إلى أن الحق العيني األصلي ال
ينشأ ال بين المتعاقدين وال بالنسبة للغير.
أما في البالد التي تعتنق نظام الشهر العيني مثل الجزائر فيجري تعريف القيد على انه " مجموع
إجراءات وقواعد قانونية وتقنية ،تشمل التصرفات القانونية المنصبة على العقارات سواء كانت كاشفة
أو منشئة أو ناقلة ،معدلة أو منهية لحق عيني عقاري أصلي أو تبعي بغض النظر عن نوع التصرف عقدا
كان أو حكما أو قرارا إداريا،وسواء كان مصدر الحق تصرفا قانونيا أو واقعة مادية.4
وانطالقا من هذا التعريف يظهر جليا أنه اليوجد في ظل نظام الشهر العيني فرق بين القيد
والتسجيل ،فالقيد هو اإلجراء الالزم إلنشاء ونقل وزوال الحق العيني األصلي والتبعي فيما بين المتعاقدين
0
-محمد صبري السعدي ،الواضح في شرح القانون المدني،التأمينات العينية،دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع،الجزائر،طبعة ،1424ص .223
1
-محمد حسين منصور،النظرية العامة لالئتمان ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،1442،ص.130
3
-رمضان أبو السعود ،المرجع السابق ،ص .339
4
-ليلى زروتي ،التصرفات القانونية الواجبة الشهر واآلثار المترتبة عن القيد ،ص.33
3
أحكام قيد الرهن الرسمي الفصل األول
وبالنسبة للغير ،وبعبارة أخرى فإن القيد هو الطريقة الوحيدة لشهر الحقوق سواء تعلق األمر بالحقوق
1
العينية األصلية أو الحقوق العينية التبعية
وبناء على ما تقدم يكون القيد في ظل نظام الشهر الشخصي شرطا لنفاذ الرهن في مواجهة الغير،
ومصدر لنشوء ونقل وزوال الرهن فيما بين المتعاقدين وبالنسبة للغير في ظل نظام الشهر العيني.
الفرعالثاني:التصرفاتواألحكامالخاضعةللقيد
في البالد التي تتبنى نظام الشهر الشخصي نجد قوانينها تقضي بوجوب قيد التصرفات المنشئة
لحق من الحقوق العينية العقارية التبعية أو المقررة لها ،وكذالك األحكام النهائية المثبتة لشيء من ذالك،
بينما التصرفات واألحكام التي يتم بمقتضاها نقل الرهن إلى غير المرتهن مثل حوالة الدين المضمون
بالرهن ،أو التي يترتب عليها زوال مرتبة الرهن مثل شطب القيد ،فإنها التخضع للقيد وإنما التأشير في
هامش القيد األصلي ،بمعنى أن يثبت الموظف المختص في الشهر العقاري على هامش القيد بيانات
توضح مايطرأ على مصير القيد األصلي من تغيير.2
وفي هذا المعنى تنص المادة 34من قانون الشهر العقاري المصري على أنه " ال يصح التصرف
قبل الغير بتحويل حق مضمون بقيد أو برهنه ،وال التمسك بالحق الناشئ من حلول شخص محل الدائن في
هذا الحق بحكم القانون أو االتفاق ،وال التمسك كذالك بمحو القيد أو بالتنازل عن مرتبة القيد إال إذا حصل
التأشير بذالك في هامش القيد األصلي.3
أما في البالد التي تتبنى نظام الشهر العيني فنجد قوانينها توجب قيد جميع التصرفات المنشئة أو
المقررة أو الناقلة أو التي من شأنها أن تؤدي إلى زوال أي حق من الحقوق العينية األصلية والتبعية
العقارية ،ونفس األمر يقال عن األحكام النهائية المثبتة لشيء من ذالك.4
وبناء على ما تقدم يظهر الفارق بين النظامين فبينما األول يوجب قيد التصرفات واألحكام النهائية
المنشئة أو المقررة لحق من الحقوق العينية التبعية العقارية ،ويكفي بالتأشير الهامشي وبالنسبة لحوالة
الدين المضمون بالرهن،والوفاء مع الحلول،والنزول عن مرتبة الرهن وشطب القيد،وإلغاء الشطب،نجد
الثاني يوجب قيد كل التصرفات واألحكام النهائية المنشئة أو المقررة أو الناقلة أو التي تؤدي إلى زوال أي
حق من الحقوق العينية األصلية والتبعية العقارية.5
المطلبالثاني:إجراءاتالقيد
وستناولها في الفروع الثالثة التالية:
الفرعاألول:الجهةالمختصةبإجراءالقيدوكيفيةإتمامه:
أوال:الجهةالمختصةبإجراءالقيد :بالرجوع إلى نص المادة 450ق.م أن إجراءات القيد وتجديده
ومحوه تنظمها قواعد اإلشهار العقاري ،كما تحدد هذه القواعد آثار القيد أيضا ،أما عن نفقات القيد
فيتحملها الراهن إال إذا تم االتفاق على أن يتحملها الدائن المرتهن.
والقيد هو الطريقة التي تتبع في شهر الحقوق العينية التبعية على العقارات ،أما التسجيل فهو
الطريقة التي تتبع في شهر التصرفات المنشئة أو الناقلة للحقوق العينية األصلية.
1
-شوقي بناسي ،المرجع السابق ،ص.134
2
-عبد الرزاق أحمد السنهوري،المرجع السابق،ص.034
3
-رمضان أبو السعود ،المرجع السابق ،ص.380
4
-شوقي بناسي ،المرجع نفسه ،ص ،131عبد الرزاق أحمد السنهوري،المرجع نفسه ،ص.034
5
-محي الدين إسماعيل علم الدين ،التأمينات العينية في القانون المصري والمقارن( ،الرهون واالمتيازات واالختصاص) ط ، 4مصر ،دار
النهضة العربية ،2990 ،ص.223
4
أحكام قيد الرهن الرسمي الفصل األول
ويتم قيد الرهن الرسمي في مكتب اإلشهار العقاري الذي يقع في دائرة اختصاصه العقار
المرهون .وفي حالة ورود الرهن على عدة عقارات بعضها يقع في دائرة اختصاص مكتب آخر ،يجب
إجراء القيد في كل مكتب منها عن العقار الذي يقع في دائرة اختصاصه ،فأثر القيد ال ينتج إال بالنسبة
للعقارات التي تدخل في دائرة اختصاص المكتب الذي يتم القيد فيه.
ويتم القيد بناء على طلب صاحب الشأن ،الراهن أو الدائن المرتهن حتى يحقق نفاذ رهنه في
مواجهة الغير .وهو يطلبه بنفسه أو بواسطة وكيل أو نائبه القانوني كوليه أو وصيه أو القيم عليه ولكل
دائن من الدائنين العاديين للمرتهن طلب القيد باسمه وفقا للمادة 384ق.م التي تنص على استعمال حقوق
المدين بقولها ( لكل دائن ولو لم يحل أجل دينه أن يستعمل باسم مدينه جميع حقوق هذا المدين.1)....
ثانيا:كيفيةإتمامالقيد :تبدأ اإلجراءات بطلب من الدائن أو من الراهن إلى مكتب اإلشهار العقاري
المختص ويجب أن يتضمن الطلب البيانات المنصوص عليها في قانون اإلشهار العقاري ،وهي المقصود
منها تعيين أطراف االتفاق على الرهن وتعيين العقار المرهون والدين المضمون بالرهن وكذا سندات
ملكية الراهن ،وما قد يكون على العقار المرهون من حقوق أخرى للغير ويسجل طلب القيد في تاريخ
وساعة تقديمه في دفتر خاص ،يسمى في مصطلح الشهر دفتر أسبقية طلبات الشهر ،ثم يتخذ المكتب
إجراءات الشهر.2
الفرعالثاني:بياناتقائمةالقيد Bordereauوجزاءتخلفها :يتم القيد ببيانات قائمة القيد
ويتحدد أثره على أساس هذه البيانات ونلخصها في ما يلي :
-0بياناتعنالدائنالمرتهن :اسمه ولقبه وصناعته ومحل إقامته ومحله المختار في دائرة المحكمة،
والغرض منها تعيين صاحب حق الرهن تعيينا دقيقا.
-2بياناتعنالراهن :سواء أكان المدين أو شخصا آخر وتشمل اسمه ولقبه وصناعته ومحل إقامته.
-2بيانات عن عقد الرهن :تاريخ إبرامه والجهة التي تم توثيقه أمامها وذالك حتى يتمكن الغير من
اإلطالع على عقد الرهن أو الحكم الصادر بشأنه إذا أرادوا.
-4بيانات تخصيص الدين المضمون بالرهن وفقا لما سبق بيانه بتحديد مصدر الدين المضمون ومقداره
كامال وميعاد استحقاقه.
-5بيانات تخصيص العقار المرهون وفقا لما سبق.
و تخلف بيانا أو أكثر من بيانات قائمة القيد أو حدوث خطأ في إثباته ال يترتب عليه بطالن القيد
إال إذا كان ذالك قد نتج عنه ضرر للغير وبناء على طلب المتضرر.
فالقيد إذا تم ببيانات ناقصة أو غير دقيقة ال ينتج أثره من حيث سريان الرهن في حق الغير في حدود
النقص أو عدم الدقة.3
فإذا اشترى الغير عقارا مرهونا ،وكان النقص في القيد في بيانات هذا العقار المرهون ،على
أساس أنه خال من الرهون ،فله أن يتمسك بعدم سريان أثر القيد المشوب بهذا النقص ويعتبر العقار الذي
اشتراه خاليا من الرهون .وإذا كان مقدار الدين المضمون بالرهن قد ذكر في قائمة القيد أقل من الحقيقة ،ال
يسري الرهن في حق الغير إال بالنسبة لمقدار الدين كما ظهر في القيد.4
1
-محمد صبري السعدي ،المرجع السابق ،ص.228
2
-رمضان أبو السعود ،المرجع السابق ،ص.383
3
-سليمان مرقس،التأمينات العينية ،مطابع دار النشر للجامعات المصرية ،ط ،2919 ،1ص.219
4
-محمد صبري السعدي ،المرجع نفسه ،ص.229
5
أحكام قيد الرهن الرسمي الفصل األول
المطلبالثالث:شطبالقيدوتجديده
الفرعاألول:شطبالقيدوإلغاءالشطب Radiation de l’inscription et
annulation de la radiation
أوال:شطبالقيد :إذا انقضى الرهن أو زال ألي سبب يؤدي إلى ذالك ،كانقضاء الدين ،أو نزول الدائن
عن الرهن أو صدور حكم القضاء ببطالن مصدر الدين أو عقد الرهن ،فإنه يلزم عندئذ شطب هذا القيد أي
محوه.
وليس المقصود به محوه أو شطبه ماديا ،بل التأشير على هامش القيد بما يفيد اعتباره غير
موجود ،فالمقصود من شطب القيد ،هو إلغاء ما يترتب على قيامه من آثار ،مع بقائه ماديا.
ويترتب على الشطب زوال أثر القيد بالنسبة للمستقبل ،فال ينفذ في حق الغير ابتداء من تاريخ الشطب
ولكن الدائن ال يفقد بإلغاء القيد حق الرهن ذاته إال إذا تضمن اإللغاء نزوال صريحا عن هذا الحق.1
-0أنواعالشطب:
أ -الشطباالختياري :وهو الذي يتم برضاء الدائن ،وبتقرير رسمي يصدر منه بذالك ،وهذا الرضا
ينصب على رفع القيد .main levée
وإذا دون الدائن برفع اليد في ورقة رسمية ،ثم امتنع عن التقرير الرسمي ،فللراهن أن يطالب
بالحكم بالشطب بناء على هذه الورقة.
ويعتبر الرضا برفع اليد تصرفا قانونيا يتم بإرادة منفردة فال يشترط فيه قبول الراهن .ولكن يجب
أن يكون رضاء الدائن بإرادة سليمة خالية من العيوب.
بـالشطبالقضائي :إذا قعد الدائن عن إلغاء القيد ولم يكن هناك ما يبرر بقاء القيد فلكل مصلحة القيام
بذالك ،كالراهن والدائن المرتهن المتأخر في المرتبة ومشتري العقار ،وذالك عن طريق رفع طلب إلى
القضاء للحكم بإلغاء القيد(شطبه).
والدعوى العقارية ترفع إلى محكمة العقار المرهون ال إلى محكمة المدعي عليه .وإذا تعددت
العقارات ووقعت في دوائر محاكم مختلفة وجب أن ترفع دعوى الشطب بالنسبة إلى كل عقار أمام
المحكمة التي يقع في دائرتها.
وإذا صدر الحكم بشطب القيد وأصبح نهائيا ،فيقدم إلى مكتب اإلشهار العقاري لشطب القيد بناء
عليه.2
2ـكيفيةالشطب :يكون الشطب بالتأشير على هامش القيد بما يدل على اعتبار أن القيد غير موجود،
ويكون التأشير في مكتب اإلشهار العقاري الذي تم فيه القيد ،ويشير إلى السند الذي بموجبه حصل الشطب
رضاء كان أو قضاء.3
والغرض من التأشير على هامش القيد جعل دفاتر الشهر مطابقة للواقع.وإذا تم االتفاق بين الراهن
والدائن المرتهن على تحرير بعض العقار من الرهن عند دفع جزء من الدين فعال ،وجب شطب الرهن
جزئيا بالتأشير بذالك على هامش القيد حتى يمكن إزالة اآلثار التي تترتب على وجود القيد كامال دون
التأشير بدفع جزء من الدين.4
1
-رمضان أبو السعود ،المرجع السابق ،ص.311
2
-عبد الرزاق أحمد السنهوري ،المرجع السابق ،ص.002
3
-محمد صبري السعدي ،المرجع السابق ،ص.218
4
-محمد كامل مرسي باشا ،شرح القانون المدني الجديد ،الحقوق العينية التبعية أو التأمينات العينية ،المطبعة العالمية ،القاهرة ،ط،2912 ،1
ص.233
6
أحكام قيد الرهن الرسمي الفصل األول
2ـمصاريفالشطب :طبقا لنص المادة 459ق.متكون مصروفات الشطب في األصل على الراهن ما
لم يتفق على غير ذالك ،ويالحظ أنه إذا كان القيد قد أجرى بخطأ أحد ،كالدائن المرتهن كان هو المسؤول
ويكون ملزما بدفع مصاريف الشطب.
وإذا بيع العقار المرهون وقام المشتري بدفع الثمن إلى أصحاب الديون المقيدة ،ففي هذه الحالة
تكون مصاريف الشطب على البائع إال إذا وجد اتفاق على غير ذالك.
ويالحظ أن مصاريف الشطب غير مضمونة بالرهن ،فالرهن ال يضمن إال مصاريف العقد والقيد
والتجديد.1
ثانيا:إلغاءالشطب :بعد شطب القيد قد تدعوا الحاجة إلى إعادة سريانه ،كما لو تبين بطالن رضاء
الدائن بإلغاء القيد ،أو أنه صدر من ناقص أهلية ،أو نقص الحكم النهائي الذي تم الشطب بناء عليه أو
لسبب يرجع للدين المضمون.
وأيا كان سبب شطب القيد ،فقد يكون هذا السبب غير صحيح فيقتضي األمر برفع دعوى بإلغاء
الشطب.
0ـ الدعوى القضائية بإلغاء الشطب :ترفع الدعوى أمام محكمة العقار ويرفعها من يهمه إبطال
الشطب فقد يكون الدائن المرتهن الذي أرغم على شطب قيده ،وقد يكون المدين وقد صدر حكم من
المحكمة العليا أو من محكمة التماس إعادة النظر بأن الدين لم ينقض أو أنه غير قابل لإلبطال.
وترفع الدعوى على الراهن ألنه الخصم الطبيعي في دعوى يراد بها إبقاء قيد الرهن .فإذا تحقق
القاضي من أن الشطب كان على غير أساس حكم بإلغائه ،فيعود القيد إلى ما كان عليه منتجا آلثاره.2
-2مايترتبعلىإبطالالشطب:يترتب على إلغاء الشطب كأن لم يكن ويعيد للقيد األول أثره ويحفظ
للدين مرتبته األصلية وبمعنى آخر يعود القيد إلى الوجود بأثر رجعي.3
غير أنه لوحظ أن هذا األثر الرجعي قد يضر الغير الذين كسبوا حقوقا عينية على العقار
المرهون وشهروها بعد الشطب وقبل إبطاله على أساس ما هو مؤشر على هامش القيد من شطبه وعدم
إثقال هذا العقار بالر هن المؤشر بشطب قيده ،فإن هذا القيد يعود إلى الوجود ويحفظ لصاحبه مرتبة سابقة
على مرتبتهم لذالك رؤي استثناء هؤالء األشخاص من األثر الرجعي فال يحتفظ صاحب القيد الذي عاد
بمرتبته السابقة بالنسبة إليهم.4
الفرعالثاني:تجديدالقيد :renouvellement de l’inscription
0ــوجوبتجديدالقيدكلعشرسنوات :ليس أثر القيد أثرا دائما ،بمعنى أنه يبقى بعد إجراءه أول
مرة إلى أمد غير محدود بل يجب تجديده كل عشر سنوات من إجراءه وإال زالت آثاره في تحقيق نفاذ
الرهن على الغير.
وقد نصت على ذالك المادة 49من المرسوم رقم 91 -69بتأسيس السجل العقاري ( منشور
بالجريدة الرسمية العدد 31115ابريل سنة ) 3469بقولها ( تحتفظ التسجيالت بالرهن واالمتياز طيلة
عشر سنوات ابتداء من يوم تاريخها ،ويوقف أثرها إذا لم يتم تجديد هذه التسجيالت قبل انقضاء هذا
األجل).
1
-شمس الدين الوكيل ،الموجز في نظرية التأمينات ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية ،2933 ،ص209
2
-محمد حسين منصور ،المرجع السابق ،ص.191
3
-محمد صبري السعدي ،المرجع السابق ،ص232
4
-رمضان أبو السعود ،المرجع السابق ،ص.031
7
أحكام قيد الرهن الرسمي الفصل األول
غير أن المؤسسات والجماعات العمومية يمكنها االستفادة من إعفاء قانوني لتجديد لمدة عشر
سنوات طبقا لكيفيات ستحدد بموجب المرسوم.
وقد صدر المرسوم 96 -66المؤرخ في 34فبراير ( 3466العدد 39من الجريدة الرسمية في 34
فبراير )3466بتجديد قيود االمتياز والرهون العقارية لفائدة بعض المؤسسات والجماعات المحلية
وجعلت مدة القيد خمسة وثالثين عاما بدال من عشر سنوات وهذه المؤسسات هي :
المؤسسات المصرفية الوطنية – الصندوق الوطني للتوفير واالحتياط وكذالك الدولة والبلديات تستفيد من
هذه المادة بالنسبة للقروض الممنوحة للهيئات السكنية.
وتجديد القيد يتم بطلب من الدائن المرتهن أو خلفه وذالك قبل انقضاء عشر سنوات من إجراءه وبذالك
يظل نفاذ الرهن مستمرا منذ القيد األصلي وتظل لحق المرتهن مرتبته التي تحدد بها القيد األصلي.
وبالنسبة للمؤسسات والجماعات المحلية التي سبق ذكرها ،فتكون المدة 10عاما وإذا لم يتم تجديد
القيد خالل 35سنوات ( أو الخمسة وثالثين عاما للمؤسسات) يسقط نفاذ الرهن في حق الغير كما لو كان
يقيد أصال أي يسقط القيد وتزول آثاره.
وليس معنى سقوط القيد سقوط الرهن أو زواله ،لذا يجوز إجراء قيد جديد للرهن وفي هذه الحالة
يعتبر أنه قيد مبتدأ ،أثره في نفاذ الرهن على الغير من تاريخ إجراءه.
2ــ الحائز يجب عليه تجديد القيد :طبقا لنص المادة 431ق.م فإنه إذا حل الحائز محل الدائن
المرتهن في رهنه ،فيجب عليه أن يتعهد قيد الرهن بالحفظ ،ويجدد القيد في المياد ليبقى الرهن محتفظا
بمرتبته األولى وااللتزام الحائز بتجديد القيد ال ينقضي إال إذا انقضى حق الرهن ،أو إذا قام بتطهير العقار
منه.
وإذا نزعت ملكية العقار جبرا فال يجب تجديد القيد من الوقت الذي يتم فيه تطهير العقار
والتطهير ال يتم إال بتسجي ل حكم مرسي المزاد ،وبإيداع الثمن خزانة المحكمة أو دفعه إلى الدائنين الذين
يستحقونه .والبد من تسجيل حكم المرسي المزاد ،لحصول التطهير وإلمكان االستغناء عن تجديد القيد.1
2ــمصروفاتالتجديد :مصروفات التجديد كمصروفات الرهن ومصروفات القيد األول تكون على
الراهن ،فإذا دفعها الدائن المرتهن أو شخص آخر غيره ،ورجع بها على الراهن .وجميع هذه المصروفات
مضمونة بالرهن في نفس مرتبته ،دون أن ينص القانون عليها وذالك بخالف مصروفات المحو واإللغاء
المحو التي سيأتي ذكرها.
4ــالتأشيرعلىهامشالقيد :بالرجوع إلى نص المادة 459ق.م نجد أن التأشير في هامش القيد
يكمن الباحث من العلم بما يطرأ على مصير القيد األصلي من تغيير ،قد تصل إلى حد أن يعيبه في بقائه أو
يمنح آثاره إلى دائن آخر غير الدائن األول الذي تقرر القيد أصال لمصلحته.
ومن هذه اآلثار أن ينقل الدائن المرتهن إلى دائن آخر االلتزام المضمون بالرهن عن طريق حوالة
الحق ،فالحوالة تضمن االلتزام بما كان يكلفه من تأمينات كالرهن الرسمي (المادة 291ق.م) .فالتمسك
بالرهن في مواجهة الغير ال يجوز إال بالتأشير على هامش القيد األصلي بهذه الحوالة إذا كان الدائن
المحيل قد رهن الدين ،فيجب على الدائن المحال له أن يأشر بذالك على هامش القيد ويسري الحكم المتقدم
بذالك إذا حل الشخص محل الدائن األصلي بحكم القانون أو باالتفاق ،فإن الحلول يمتد إلى التأمينات ومنها
الرهن الرسمي فيتعين على من حل محل الدائن التأشير على هامش القيد األصلي بما يفيد حلوله محل
المرتهن وقد أورد النص (المادة 2\459ق.م) وجوب التأشير أيضا في حالة تنازل الدائن المرتهن عن
1
-محمد صبري السعدي ،المرجع السابق ،ص.211
8
أحكام قيد الرهن الرسمي الفصل األول
رتبة رهنه ــ في حدود الدين المضمون بالرهن ــ لمصلحة دائن آخر له رهن مقيد على نفس العقار حتى
يمكن االحتجاج بهذا التنازل في مواجهة الغير.
وعلى طالب الناشر أن يقدم سند ثابت به توافر السبب القانوني إلجراء هذا التأشير فعلى الدائن
المحال إليه بحق مضمون بالرهن،تقديم الورقة المثبتة لحوالة الحق وعلى من أوفى الدين قديم مخالصة
الوفاء وما يثبت أنه قد حل محل الدين ،وإذا كان التأشير خاصا بالتنازل عن مرتبة الرهن فعلى المتنازل
له أن يرفق بطلبه سند التنازل.1
المبحثالثاني:حوادثتعطلأثرالقيد
إذا تأخر الدائن المرتهن في قيد رهنه ،فإنه يعرض نفسه لخطر مزدوج ،فمن جهة قد تتأخر
مرتبة رهنه إذا سبقه مرتهن آخر إلى القيد ،ومن جهة أخرى قد تطرأ حوادث تجعل القيد غير منتج ألثره،
وقد تمنع إجراءه .هذه الحوادث بعضها متفق عليه ،وبعضها اآلخر مختلف فيه.2
المطلباألول:الحوادثالمتفقعليها:
وتتمثل هذه الحوادث في شهر إفالس الراهن ،تسجيل نزع الملكية ،شهر التصرف الناقل لملكية
العقار المرهون للغير ،وأخيرا شهر الرغبة باألخذ بالشفعة
الفرعاألول:شهرإفالسالراهن
تنص المادة 3|459ق.م على أنه " ال يكون الرهن نافذا في حق الغير إال إذا قيد العقد أو الحكم
المثبت للرهن قبل أن يكسب هذا الغير حقا عينيا على العقار وذالك دون إخالل بأحكام المقررة في
اإلفالس".
وتنص المادة 3|299ق.ت على أنه " يترتب بحكم القانون على الحكم بإشهار اإلفالس ،ومن
تاريخه ،تخلي المفلس عن إدارة أمواله أو التصرف فيها ،بما فيها األموال التي قد يكتسبها بأي سبب كان
ن ومادام في حالة اإلفالس .ويمارس وكيل التفليسة جميع حقوق ودعاوى المفلس المتعلقة بذمته طيلة مدة
التفليسة".
وتنص المادة 296ق.ت على أنه " ال يصح التمسك قبل جماعة الدائنين بما يلي من التصرفات
الصادرة من المدين منذ تاريخ التوقف عن الدفع -0 :كل رهن قاري اتفاقي أو قضائي وكل حق احتكار
أو رهن حيازي يترتب على أموال المدين لديون سبق التعاقد عليها".
وتنص المادة 294ق.ت على أنه " يجوز القضاء بعدم التمسك قبل جماعة الدائنين للمدفوعات
التي يؤديها المدين وفاء لديون حالة بعد التاريخ المحدد تطبيقا للمادة 296وكذالك التصرفات بعوض التي
يعقدها بعد ذالك التاريخ إن كان الذين تلقوا من الوفاء أو تعاقدوا معه قاموا بذالك مع العلم بتوقفه عن
الدفع".
ويستفاد من مجموع هذه المواد ما يلي :
أ -يترتب على الحكم بشهر إفالس المدين ،حسب المادة 299ق.ت غل يد هذا األخير ،بمعنى أنه يتخلى
عن إدارة أمواله والتصرف فيها ن ومن ثم ال يجوز له إجراء أي تصرف قانوني على أمواله ،ألن حقوق
جماعة الدائنين تكون قد تعلقت بها .وعلى ذالك فإن الرهن الرسمي الذي يرتبه بعد صدور الحكم بإفالسه
ال يكون نافذا في حق جماعة الدائنين ،ومن باب أولى ال يكون لقيده أي أثر في حقهم.
ب -إذا رتب المدين التاجر رهنا رسميا على أمواله في الفترة بين توقفه عن الدفع وصدور الحكم بشهر
إفالسه ،وهي الفترة التي تعرف في فقه القانون التجاري بفترة الريبة أو الشك ،كان تصرفه هذا خاضعا
1
-محمد صبري السعدي ،المرجع السابق ،ص.211
2
-شوقي بناسي ،المرجع السابق ،ص.130
9
أحكام قيد الرهن الرسمي الفصل األول
إما للبطالن الوجوبي حسب نص المادة 0|296ق.ت إذا كان ناشئا لضمان دين سابق في ذمته ،وإما
للبطالن الجوازي ،حسب نص المادة 294ق.ت ،إذا كان ضمانا مالئما لنشوء الدين.
والمقصود بالبطالن هنا هو عدم نفاذ التصرف في حق الدائنين ،وعلى هؤالء التمسك به
والمطالبة به أمام المحكمة المختصة ،فإذا تعلق األمر بالبطالن الوجوبي وجب على المحكمة الحكم
بإبطال التصرف دون أن تكون لها سلطة تقديرية في ذالك ،وإذا تعلق األمر بالبطالن الجوازي ،فإنه تبقى
للمحكمة السلطة التقديرية في إبطال التصرف أو الحكم بصحته.1
وعلى ذالك إذا حكمت المحكمة ببطالن التصرف ،وهو الرهن الرسمي في موضوعنا ،فإنه بداهة
ال يكون لقيده أي أثر في حق الدائنين.
ج -إذا رتب المدين التاجر رهنا رسميا على أمواله قبل صدور الحكم بشهر إفالسه ،وقبل أيضا فترة
الريبة ،لكن تأخر الدائن المرتهن ،وهو صاحب المصلحة ،في قيده إلى غاية صدور الحكم بشهر اإلفالس،
ففي هذه الحالة يتعطل أثر هذا القيد ،وال يكون الرهن نافذا في حق جماعة الدائنين ألنهم من الغير ،ومن
ثمة يعتبر الدائن المرتهن بالنسبة إليهم دائنا عاديا يخضع لقسمة الغرماء.
الفرعالثانيتسجيلتنبيهنزعالملكية
من المعلوم أن إجراءات التنفيذ على العقار تبدأ بتوجيه تنبيه يعلن إلى الراهن بنزع ملكية العقار
المرهون ،وهذا التنبيه حسب نص المادة 0|164ق.إ.م ن يجب تسجيله بمكتب الرهون الكائن بدائرته
العقار ،فإذا تم ذالك أعتبر الحجز نهائيا ابتداء من يوم التسجيل ،ويترتب على ذالك أن يصبح العقار
موضوعا بين يدي القضاء.
وباعتبار العقار محجوزا بين يدي القضاء ،فإن أي قيد قد يقع في تاريخ الحق عليه ال يكون نافذا
في حق الدائنين الحاجزين ،وال في حق الدائنين المقيدة حقوقهم قبل تسجيل التنبيه.2
وهذا الحكم معقول وعادل ذالك أن الفئات المذكورة أعاله ،منذ تاريخ تسجيل التنبيه ،يتعلق حقها
بالعقار ،ومن ثم فإن تحميل هذا العقار بحقوق جديدة بعد هذا التاريخ يؤدي إلى انصراف الراغبين في
شرائه ،أو يؤدي إلى بخس ثمنه.3
لكن يالحظ أن تسجيل التنبيه ال يحول دون قيد الرهن ،وتظهر أهمية ذالك في حالة سقوط أثر
الحجز بسقوط تنبيه نزع الملكية لسبب من األسباب المقرر قانونا ،أو في حالة قيام أي ذي شأن ـــ حسب
نص المادة 2|180ق.إ .م ـــ قبل اليوم المحدد للمزايدة بإيداع مبلغ يكفي للوفاء بأصل الدين والفوائد
والمصاريف المستحقة للدائنين المقيدين والحاجزين.4
الفرعالثالث:شهرالتصرفالناقللملكيةالعقارالمرهونللغير
إذا تصرف الراهن في العقار المرهون تصرفا ناقال للملكية ،كالبيع مثال ،وبادر المشتري
المتصرف إليه بشهر عقده قبل أن يقيد الدائن المرتهن حق الرهن ،فإنه في هذه الحالة تنتقل ملكية العقار
المرهون إلى المشتري خالصة من الرهن ،فإذا أراد الدائن المرتهن ،رغم ذالك ،قيد حقه ،كان هذا القيد
دون أثر تجاه المشتري ،ذالك أن الرهن ال ينفذ في مواجهة الغير إال منذ قيده ،وهذا ما نصت عليه المادة
3|459ق.م .وعلى ذالك إذا لم يقيد الدائن المرتهن حقه حتى قام المتصرف إليه بشهر عقده ،فقد حقه في
1
-شوقي بناسي ،المرجع السابق ،ص.130
2
-أحمد سالمة ،التأمينات المدنية ،دار التعاون ،2933 ،ص.133
3
-همام محمد محمود زهران ،التأمينات الشخصية والعينية ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية ،1442 ،ص .003
4
-رمضان أبو السعود ،المرجع السابق ،ص.040
10
أحكام قيد الرهن الرسمي الفصل األول
تتبع العقار تحت يد المتصرف إليه ،بل ويفقد كل حق على ثمن العقار ،ألنه باعتباره دائنا عاديا ،وقد
أصبح العقار ملكا للمتصرف إليه ،ال يحق له التنفيذ إال على أموال مدينه.1
ونخلص مما تقدم أن شهر المتصرف إليه عقده الناقل لملكية العقار المرهون يجعل قيد الدائن
المرتهن لحقه غير ممكن ،ومن ثم ال يجوز إجراءه ،لهذا يتجه بعض الفقه إلى القول بوجوب منع هذا القيد
حتى التشحن السجالت والفهارس بقيود معدومة األثر.2
الفرعالرابع:شهرالرغبةفياألخذبالشفعة
بالرجوع إلى نص المادة 859ق.م فإنه يستفاد منها أمران :
األمراألول :إذا أعلن الشفيع رغبته في األخذ بالشفعة ،وقام بشهر هذا اإلعالن ،فإنه يترتب على ذالك
عدم إمكانية عدم االحتجاج ضده بأي رهن يتم قيده بعد هذا الشهر يكون المشتري ــ بعقد مشهر ــ قد رتبه
على العقار المشفوع ،وهذا حسب القول الراجح فقها ،حتى ولو أبرم عقد الرهن قبل ذالك.3
األمرالثاني :إن الدائن المرتهن الذي يقيد حقه بعد شهر إعالن رغبة الشفيع في األخذ بالشفعة يفقد حق
التتبع في مواجهة الشفيع ،ولكن ال يفقد حق التقدم ،فبإمكانه أن يتقدم بمرتبته بالنسبة لما آل إلى المشتري
من ثمن العقار.4
نخلص مما تقدم أن شهر إعالن الرغبة في األخذ بالشفعة ال يمنع قيد الرهن الذي رتبه المشتري
على العقار المشفوع ،كل ما في األمر أن أثر هذا القيد يتعطل في مواجهة الشفيع.5
المطلبالثاني:الحوادثالمختلففيها :اختلف الفقه في مدى جواز القيد ،ومن ثم نفاذه في حق
الغير ،عند وقوع حادثتين هما :وفاة الراهن وشهر إعساره.
الفرعاألول:وفاةالراهن
من المتفق عليه فقها أن الرهن الذي يقيده الدائن المرتهن في حياة الراهن ،وفق ضوابط قانونية ،
يكون نافذا في حق الغير ،لكن األمر الذي اختلف حوله الفقهاء هو ما إذا كان يجوز إجراء القيد بعد وفاة
الراهن؟.
6
ذهب بعض الفقه إلى القول بأن وفاة الراهن تمنع من قيد الرهن ،وحجتهم في ذالك ما يلي :
أ -إن من المبادئ المقررة أن دائني المتوفى العاديين يتساوون جميعا وال يمتاز أحدهم عن اآلخر بسبب
الحق للوفاة.
ب -إن القانون المدني المصري وضع نظاما اختياريا لتصفية التركات ،يؤدي إلى سداد ديون المتوفى،
ويحقق بذالك المساواة التامة بين دائني المورث العاديين ،ومن ثم تنعدم ،نتيجة لهذا النظام ،كل فائدة من
قيد الرهن بعد وفاة الراهن.
ج -لقد طبق المشرع هذا القول في باب حق االختصاص ،المادة 2|3580ق.م.
في حين ذهب غالبية الفقه إلى القول بجواز قيد الرهن الذي انعقد صحيحا في حياة الراهن حتى بعد وفاته،
وحجتهم في ذالك ما يلي: 7
أ -إن عقد الرهن الرسمي نشأ صحيحا ،وليس القيد إال إجراء لشهره ،فكيف يقال إن الوفاة تمنعه؟
1
-حسام الدين كامل األهواني ،التأمينات العينية في القانون الكويتي ،ج ،2الرهن الرسمي ،مؤسسة دار الكتاب ،الكويت ،ص .393
2
-سليمان مرقس ،المرجع السابق ،ص.233
3
-أحمد سالمة ،المرجع السابق ،ص.219
4
-همام محمد محمود زهران ،المرجع السابق ،ص .011
5
-رمضان أبو السعود ،المرجع السابق ،ص .049
6
-محمود جمال الدين زكي ،التأمينات الشخصية والعينية ،دار الشعب ،القاهرة ،ط ،2939 ،3ص.101
7
-عبد الرزاق أحمد السنهوري ،المرجع السابق ،ص .032
11
أحكام قيد الرهن الرسمي الفصل األول
ب -األصل أن الراهن يلتزم بتيسير إجراءات القيد ،وهذا االلتزام ينتقل بأكمله إلى ورثة الراهن بعد
وفاته ،ومن ثم يستمر حق الدائن المرتهن قائما على العقار ،ويحق له المطالبة بقيده ،فإذا تم ذالك وجب
القول بسريانه في مواجهة جميع دائني المورث.
ج -ليس من العدل أن يترتب على الوفاة ،حرمان المرتهن في الحصول على مزايا حقه ،بالقيد ،وقد تقع
الوفاة بعد إبرام الرهن مباشرة ،أي دون أن يكون هناك تأخر من جانب المرتهن في قيد الرهن.
وفي اعتقادنا أن القول الثاني هو الواجب اإلتباع في القانون المدني الجزائري لألسباب اآلتية :
أ -ألن المشرع الجزائري لم يورد نصا صريحا يمنع قيد الرهن بعد وفاة الراهن ،ومن ثم يبقى األصل هو
جواز قيد الرهن حتى بعد وفاة الراهن.
ب -ألن المشرع الجزائري أصال لم يأخذ بنظام تصفية التركات حتى يقال أن هذا النظام يعدم كل فائدة
للقيد بعد وفاة الراهن.
ج -ألن القياس على ما ورد في المادة 2|3580ق.م.م المقابلة للمادة 2|416ق.م هو قياس من الفارق،
ذالك أن حق االختصاص يتقرر رغما عن المدين ،ومحاولة من الدائن للحصول على ميزة يتفوق بها على
سائر الدائنين.
" لكن يالحظ أن هذا الذي ترجح عندنا يتناسب مع أحكام القانون المدني التي تعتبر أن حق الرهن ينشأ
عند إبرام عقد الرهن ،وأن القيد شرط لنفاذه في مواجهة الغير ،في حين أن القول األول قد يتناسب مع
أحكام الشهر العقاري العيني التي تعتبر أن مصدر حق الرهن هو القيد وليس العقد".
الفرعالثاني:شهرإعسارالراهن
في التشريع المصري إذا كانت أموال المدين غير التاجر ال تكفي للوفاء بديونه المستحقة األداء
جاز شهر إعساره (المادة 294ق.م.م) .واتفق الفقه هناك على أن الرهن الذي يعقده الراهن بعد تسجيل
صحيفة دعوى اإلعسار ال يسري في حق دائنيه ،لكن الخالف ثار حول ما إذا تم الرهن قبل تسجيل
صحيفة دعوى اإلعسار ولم يتم قيده ،فهل يجوز قيده بعد تسجيل الصحيفة ،ومن ثم يكون نافذا في حق
الدائنين الذين نشأت حقوقهم قبل هذا التسجيل؟
ذهب بعض الفقه إلى القول بعدم نفاذ الرهن الذي يقيد بعد تسجيل صحيفة دعوى اإلعسار في حق
الدائنين السابقين على هذا التسجيل ،وذالك قياسا على عدم نفاذ حق االختصاص في حقهم طبقا ألحكام
المادة 2|209ق.م.م على أساس أن الرهن ال يختلف عن حق االختصاص.1
في حين ذهب غالية الفقه إلى القول بأن ما ذهب إليه الفريق األول "محل نظر ،فالواقع أن نظام
اإلعسار المدني يرمي إلى تطبيق قاعدة المساواة بين الدائنين على نحو كامل مأمون ،وقد قدر المشرع،
تحقيقا لتلك الغاية ،وجوب إخضاع المدين الذي تعثرت حالته المالية لتنظيم قانوني يحكم السعي نحو
أمواله ،وبذالك يتفادى استئثار أحد الدائنين بما تبقى من أموال لمجرد يقظته وتربصه لمدينه ،إذ يكفل نظام
اإلعسار المدني اإلعالن عن حالة المدين المالية ،حينئذ يدرك كل دائن ما يهدد حقه من أخطار ،فيبادر
باستيفائه ،على قدم المساواة مع سائر الدائنين ،مما تبقى لدى المدين من أموال .ولما كان هذا هو هدف
اإلعسار المدني فقد حرص المشرع على إيقاف سريان كل اختصاص يتقرر لصالح أحد الدائنين على
عقارات المدين بعد تسجيل صحيفة دعوى اإلعسار ،ألن إطالق أثره يهيئ للدائن المزود بحكم واجب
التنفيذ أن يتقدم على زمالئه في فترة أراد القانون أن يمنع فيها كل إخالل بقاعدة المساواة .فإذا سلمنا بأن
تلك هي الغاية من عدم سريان االختصاص ،وجب القول بأن هذا الحكم ال يصدق على الرهن الذي تقرر
بعقد رسمي قبل تسجيل صحيفة دعوى اإلعسار ،ذالك أن القيد مجرد إجراء لسريان الرهن في مواجهة
1
-سليمان مرقس ،المرجع السابق ،ص .233
12
أحكام قيد الرهن الرسمي الفصل األول
الغير ،وما دام الرهن في ذاته قد تقرر في فترة كان فيها المدين حرا في نشاطه القانوني وجب القول
ببقائه ،وبإطالق آثار قيده في مواجهة الدائنين ،حتى ولو تم ذالك بعد تسجيل صحيفة دعوى اإلعسار".1
وبالنسبة للتشريع الجزائري يبدو أن هذه المسألة ال تثار أصال ألن المشرع الجزائري أغفل
النص على نظام اإلعسار المدني ،ومن ثمة ال مجال للكالم عن صحيفة دعوى اإلعسار ،وشهر اإلعسار
وغير ذالك من األمور التي يعرفها التشريع المصري.
1
-شمس الدين الوكيل ،المرجع السابق ،ص .234
13
الفصلالثاني
مضموننفاذ
الرهنعلىالغير
مضمون نفاذ الرهن على الغير الفصل الثاني
الفصلالثاني:مضموننفاذالرهنعلىالغير
تمهيد :الهدف األساسي من الرهن هو أن ينفذ حق الدائن المرتهن على الغير ،ويتمثل هذا الحق في أن
يتحقق للمرتهن ميزتي التقدم والتتبع ،فإذا ما قام الرهن صحيحا وتم قيده فإن الدائن المرتهن يستطيع أن
يتقدم على سائر الدائنين العاديين والدائنين التاليين له في المرتبة .وهذا هو حق التقدم أو األفضلية (droit
) .de préférenceكما أن الدائن المرتهن يستطيع أن يحتج بحقه في مواجهة من تنتقل إليه ملكية العقار
المرهون أو يكتسب عليه حقا عينيا آخر يجوز بيعه بالمزاد العلني.متى كان قد تم فيه رهنه قبل تسجيل
هؤالء لحقوقهم ،وبالتالي فهو يستطيع أن ينفذ على هذا العقار في يد هؤالء وذالك ليستوفي من ثمنه حقه
باألولوية على الدائنين العاديين والدائنين التاليين له في المرتبة .وهذا ما يسمى بحق التتبع.
ومن هذا يتضح أن مضمون نفاذ الرهن على الغير هو ميزتا التقدم والتتبع ،وعلى ذالك خصصنا فصلنا
هذا لدراسة أحكام كل منهما وهذا في مبحثين المبحث األول لحق التقدم والمبحث الثاني سنعرض فيه ميزة
التتبع.
15
مضمون نفاذ الرهن على الغير الفصل الثاني
المبحثاألول:حقالتقدم(:)Droit De Préférence
يعتبر حق التقدم أو األفضلية جوهر الرهن الرسمي ،وذلك ألن الميزة األساسية للراهن الرسمي
هي السماح للدائن المرتهن التقدم في استيفاء حقه على الدائنين العاديين والتاليين له في المرتبة سواء بقي
العقار في يد الراهن أو انتقل العقار المرهون إلى الحائز .1
وقد نظمت اإلرادة التشريعية الجزائرية حق الدائن المرتهن في التقدم على الدائنين اآلخرين في
استيفاء حقه من العقار المرهون بأحكام المواد من 456إلى 435من القانون المدني الجزائري .وفي
إطار دراستنا سنسير على نفس التقسيم الذي أخذ به المشرع وذلك بتقسيم هذا المبحث إلى مطلبين فندرس
وعاء التقدم ودرجته في مطلب أول ،وتخصص المطلب الثاني لدراسة نطاقه وحكم نزول الدائن المرتهن
عن مرتبته لدائن مرتهن آخر.
المطلباألول:وعاءالتقدمودرجته
2
يقصد بوعاء حق التقدم المال الذي يوزع على الدائنين كل بحسب مرتبته .ويقصد بدرجته
المرتبة التي يحتلها الدائن المرتهن .فقد يوجد أكثر من رهن مقيد على العقار ولهذا وجب إعطاء لكل حق
من الحقوق المقيدة على العقار درجة أو مرتبة يتقدم بها على غيره من الدائنين.3
وفيما يلي نعرض أحكام كل منهما في فرعين على التوالي نعالج في الفرع األول وعاء التقدم ،وفي فرع
ثاني درجته.
الفرعاألول:وعاءحقالتقدم
بالرجوع إلى نص المادة 456ق.م – المقابلة للمادة 3509ق م م – نجد أن وعاء حق التقدم هو
إما ثمن العقار المرهون ،على العقار ذاته ،وإنما على المقابل النقدي له أيا كان ،4ومن ثم كان لزاما قبل
التوزيع تحويل العقار المرهون إلى مبلغ نقدي .واألصل أن يتم هذا التحويل بطريق البيع بالمزاد العلني،
لكن هذا ال يمنع من وجود طرق أخرى غير طريق البيع ،وهي الفروض التي أشارت إليها المادة 884ق
م الخاصة بالرهن الصادر من مالك المباني المقامة على أرض الغير ،والمادة 455ق م الخاصة بهالك أو
تلف العقار المرهون ،وغيرهما من المواد الموزعة هنا وهناك.5
ولما كان المقابل النقدي الذي يمارس عليه الدائن المرتهن حق التقدم هو ثمن العقار المرهون أو المال
الذي حل محل هذا العقار فإننا سنخصص فقرة لكل حالة على حده .
أوال:ثمنالعقارالمرهونكوعاءلحقالتقدم:إن حق الدائن المرتهن يتعلق بصورة أصلية بثمن
العقار المرهون ،6ولعل هذا السبب هو الذي جعل المشرع يقتصر على ذكره في المادة 882ق م حيث
نصت هذه األخيرة على أن الرهن الرسمي يخول لصاحبه حقا عينيا يتقدم بمقتضاه على الدائنين العاديين
والتاليين له في المرتبة "في استفاء حقه من ثمن العقار" فهذه الحالة تفترض تحويل العقار المرهون إلى
مبلغ نقدي عن طريق بيعه بيعا جبريا بالمزاد العلني ،ومن ثم يمارس الدائن المرتهن حقه في التقدم على
هذا المبلغ النقدي.7
1
-نبيل إبراهيم سعد ،التأمينات العينية ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،اإلسكندرية ،ص.223
2
-شوقي بناسي ،المرجع السابق ،ص.130
3
-سمير عبد السيد تناغو ،التأمينات الشخصية والعينية ،منشأة المعارف ،مصر ،2994ص.139
4
-حسام الدين كامل األهواني،المرجع السابق ،ص.030
5
-شوقي بناسي ،المرجع نفسه ،ص.131
6
-شمس الدين الوكيل ،المرجع السابق ،ص.293
7
-شوقي بناسي ،المرجع نفسه ،ص.233
16
مضمون نفاذ الرهن على الغير الفصل الثاني
ومن المقرر فقها أن مصطلح "العقار" الوارد في المادة 456ق م يجب أن يفهم على أنه يشمل
العقار المرهون وملحقاته ،ومن ثم كان وعاء حق التقدم يشمل إلى جانب العقار المرهون ملحقاته أيضا.1
وتشمل الملحقات العقارات بالتخصيص وحقوق االرتفاق والثمار بعد أن تلتحق بالمال المرهون وغير
ذالك .لكن هذا االمتداد متوقف على عدم وجود اتفاق صريح يقضي بعدم إلحاق الملحقات بالعقار
المرهون ،ومن ثم إخراجها من وعاء حق التقدم. 2
ثانيا :المالالذييحل محلالعقارالمرهونكوعاءلحقالتقدم :لم يحدد المشرع في المادة
456ق م المال الذي يحل محل العقار المرهون ،ولكن بالرجوع إلى بعض نصوص القانون المدني
السيما المادتين 884و 455يمكن القول أن للدائن المرتهن الحق في ممارسة حق التقدم في استيفاء حقه
من ثمن األنقاض ،ومبلغ التعويض ،ومبلغ التأمين ،ومقابل نزع الملكية للمنفعة العامة .فهذه الحاالت هي
أهم صور تحول العقار المرهون إلى مبلغ نقدي بغير طريق البيع الجبري بالمزاد العلني .وسنتعرض لكل
حالة من هذه الحاالت فيما يلي :
0ـ ثمناألنقاض :بالرجوع إلى نص المادة 884ق.م نستنتج أنه في حالة الرهن الصادر من مالك
المباني القائمة على أرض الغير يكون للدائن المرتهن حق التقدم في استيفاء حقه من ثمن األنقاض في
حالة ما إذا هدمت المباني المرهونة ،أو من ثمن التعويض المدفوع من قبل مالك األرض في حالة ما إذا
استبقى هذا األخير المباني طبقا ألحكام االلتصاق.
2ـ مبلغالتعويض :حسب نص المادة 455ق م فإن المشرع افترض هالك العقار المرهون أو تلفه
بخطأ من الغير،األمر الذي يجعله طبقا للقواعد العامة في المسؤولية ملتزما بدفع تعويض لمالك العقار عما
سببه له من أضرار وفي هذه الحالة ينتقل الرهن إلى مبلغ التعويض بحيث يكون للدائن المرتهن الحق في
استيفاء حقه منه متقدما على الدائنين العاديين والدائنين التاليين له في المرتبة.3
وحتى ال يضيع حق الدائن المرتهن يجب عليه المبادرة بإخطار المسؤول (الغير) مباشرة بعد هالك العقار
أو تلفه ،بضرورة االمتناع عن دفع مبلغ التعويض لمالك العقار (الراهن) على أساس أن العقار مرهون
لضمان حقه .فإذا قام الدائن المرتهن بهذا اإلخطار امتنع على المسؤول دفع مبلغ التعويض للراهن ،وإذا
دفعه رغم ذالك كان ذالك غير مبرئ لذمته في مواجهة الدائن المرتهن .أما إذا تقاعس الدائن المرتهن في
إخطار المسؤول في الوقت المناسب ودفع هذا األخير مبلغ التعويض للراهن ذالك مبرئا لذمته في مواجهة
الدائن المرتهن ،وال يمكن في هذه الحالة القول بأن المسؤول كان مخطئا في دفع المبلغ ألن الرهن كان
مقيدا ،ومن ثم كان يفترض علم المسؤول بوجوده وانتقاله إلى مبلغ التعويض ،ألن في مثل هذا القول من
جهة إرهاقا كبيرا للمسؤول.4
-2مبلغالتأمين :تنص المادة 455ق م على أنه " :إذا هلك العقار المرهون أو تلف آلي سبب كان
انتقل الرهن بمرتبته إلى الحق الذي يترتب على ذلك ........مبلغ التأمين".
فهذا النص يفترض أن العقار المرهون كان مؤمنا عليه ثم هلك فاستحق المؤمن له (الراهن) مبلغ التأمين،
ومن ثم انتقل الرهن إلى هذا المبلغ النقدي .وثار التساؤل فقها عن الوسيلة الفعالة التي تكفل للدائن المرتهن
التوصل إلى مباشرة حقه في التقدم على مبلغ التأمين؟. 5
1
-سمير عبد السيد تناغو ،المرجع السابق ،ص.133
2
-علي هادي العبيدي ،الوجيز في شرح القانون المدني ،الحقوق العينية-الحقوق العينية األصلية-الحقوق العينية التبعية-حق الملكية-الحقوق
المتفرعة عن حق الملكية ،دار الثقافة،عمان،1448،ص.133
3
-محي الدين إسماعيل ،المرجع السابق.223 ،
4
-شوقي بناسي ،المرجع السابق ،ص ، 138حسام الدين كامل األهواني ،المرجع السابق ،ص.333
5
-عبد الرزاق أحمد السنهوري ،المرجع السابق ،ص.143
17
مضمون نفاذ الرهن على الغير الفصل الثاني
ذهب جانب من الفقه الفرنسي إلى أنه "ليس من حق شركة التأمين أن تؤدي إلى الراهن ما استحق
في ذمتها بسبب هالك العقار .بل يجب عليها أن تحتفظ بعوض التأمين لصالح الدائن المرتهن تأسيسا على
الرهن يهر بطريق القيد .وقد أخذ على هذا الرأي أنه يرهق شركات التأمين ،وينحرف بالشهر على أهدافه.
ذالك أن قيد الرهن قد شرع لمن يتعاملون مع الراهن بشأن العقار ،فيكتسبون عليه حقوقا عينية .حينئذ
يح كم التزاحم بينهم قاعدة األسبقية في الشهر ولكن ليس من العدل االنحراف بالقيد عن أهدافه يجعله وسيلة
إعالن تلزم الكافة .فشركة التأمين في تقدير هذا الفقه ال يقع عليها التزام بالكشف عن الحالة القانونية
للعقار كما هو الحال بالنسبة لمن يريد شرائه أو اكتساب أي حق عيني آخر". 1
ولذالك يذهب الرأي الراجح في فرنسا إلى القول بأنه يجب على الدائن المرتهن عند هالك العقار أو تلفه
أن يقوم بإخطار شركة التأمين بوجود رهنه .فإذا حصل هذا اإلخطار في وقت مناسب فهو مانع للشركة
من الوفاء بالعوض إلى الرهن حتى يسوى الخالف بين الراهن والمرتهن أو حتى يستوفي األخير مطلوبة
من شركة التأمين. 2
ولقد أخذ المشرع الجزائري ،غداة صدور القانون المدني سنة ،3460بهذا الرأي ،وهذا ما نصت
عليه المادة 992ق م (الملغاة) المقابلة للمادة 665من القانون المدني المصري والتي يستفاد من فقرتها
الثانية أنه يكفي قيد الرهن الرسمي لمنع شركة التأمين من دفع ما في ذمتها لصاحب العقار المرهون إال
برضاء الدائن المرتهن رهنا رسميا أو غيره من الدائنين أصحاب الحقوق العينية التبعية العقارية ،وبإمكان
شركة التأمين عرفة ذالك بالرجوع إلى مكاتب الشهر العقاري.3
ونتيجة لورود هذا النص بخصوص التأمين على الحريق اختلف الفقه المصري حول مدى امتداده
إلى األنواع األخرى من التأمين .فرأى البعض "إزاء صمت المشرع عن إصدار تشريعات شاملة لعقود
التأمين بصفة عامة يمكن األخذ بهذا الحكم عن طريق القياس وتطبيقه على صدور التأمين األخرى". 4
في حين رأى البعض اآلخر "افتراض علم المؤمن بقيد الرهن حتى ولو لم يقم المرتهن بإخطاره فيه معنى
الخروج على القواعد العامة ،وذالك أن قواعد الشهر قد شرعت لتحكم مراكز من يتعاملون مع المالك
بشأن العقار فيكتسبون عليه حقوقا عينية " .
ومن ثم يفترض علمهم بجميع التصرفات المشهرة ،أما المؤمن فهو لم يتعامل ،ولم يكتسب حقا
عينيا على العقار ،ومن هنا ال يجوز افتراض علمه بالقيد ،ويلزم إذن أن يقوم المرتهن بإخطاره .
وفي مقابل الرأي األول المذكور أعاله ذهب أغلب الفقه في فرنسا إلى القول بأن الدائن المرتهن
ملزما بإخطار شركة التأمين بوجود رهنه ،فور هالك العقار المرهون أو تلفه ،لمنعها من دفع مبلغ التأمين
إلى صاحب العقار المرهون ،فإذا أهمل الدائن المرتهن القيام بهذا الواجب وقامت شركة التأمين بالوفاء
كان ذالك مبرئا لذمتها في مواجهة الدائن المرتهن لكن بشرط أن يكون المؤمن (شركة التأمين) حسن النية
بمعنى أن يكون غير عالم فعال بوجود الرهن ،فمتى علم بذالك امتنع عليه الوفاء إال إذا وافق الدائن
المرتهن على ذالك.5
وهذا الرأي األخير هو الذي أخذ به المشرع الجزائري في قانون التأمينات رقم 56 – 40المؤرخ
في 20يناير 3440حيث نصت المادة 19منه على ما يلي "إذا وقع حادث في مجال تأمينات األموال
1
-رمضان أبو السعود ،المرجع السابق ،ص ،003شمس الدين الوكيل ،المرجع السابق ،ص.113
2
-رمضان أبو السعود ،المرجع نفسه ،ص.003
3
-بناسي شوقي ،المرجع السابق ،ص.139
4
-شمس الدين الوكيل ،المرجع السابق ،ص.142
5
-رمضان أبو السعود ،المرجع نفسه ،ص.000
18
مضمون نفاذ الرهن على الغير الفصل الثاني
يحصل الدائنون الممتازون أو المرتهنون تبعا لرتبتهم وطبقا للتشريع الساري على التعويضات المستحقة
.غير أن المدفوعات المقدمة عن حسن نية قبل تبليغ المؤمن بالدين اإلمتيازي أو الرهني تكون مبرئة " .
فالفق رة األولى حفظت للدائنين الممتازين والمرتهنين حقهم في التقدم على التعويض المستحق تبعا لمرتبتهم
في القيد ،في قررت الفقرة الثانية أن ما تدفعه شركة التأمين عن حسن نية من جهة ،وقبل تبليغها بالدين
الممتاز أو الرهني من جهة أخرى يكون مبرئا لذمتها في مواجهة الدائنين الممتازين والمرتهنين.1
فإذا حتى يكون وفاء شركة التأمين للمؤمن له (صاحب العقار المرهون) قابال لالحتجاج به على
الدائنين الممتازين والمرتهنين يجب توفر على شرطين:
األول :وهو عدم وجود تبليغ من الدائنين الممتازين أو المرتهنين بالدين الممتاز أو الرهني.
والثاني :توافر حسن النية عند المؤمن (شركة التأمين) وقت الوفاء.2
-5مقابلنزعالملكيةللمنفعةالعامة:تنص المادة 455على أنه " :إذا هلك العقار أو تلف آلي
سبب كان انتقل الرهن بمرتبته إلى الحق الذي يترتب على ذالك من .....الثمن المقرر مقابل نزع الملكية
للمنفعة العامة" فإذا حدث وأن قامت الدولة بنزع ملكية العقار المرهون من أجل المنفعة العامة ،فإنها
تكون ملزمة بدفع مقابل عادل ومنصف لمالكه نتيجة ما لحقه من ضرر وما فاته من كسب ،وفي هذه
الحالة ينتقل الرهن إلى هذا المقابل النقدي وللدائن المرتهن الحق في التقدم في استيفاء حقه من هذا
المقابل.3
وبالرجوع إلى أحكام القانون رقم 33 – 43المؤرخ في 26أبريل 3443المحدد للقواعد المتعلقة
بنزع الملكية من أجل المنفعة العامة نجد أن المشرع وفر من وسائل العلم بأمر نزع الملكية من خالل
إخضاع هذه العملية حسب المادة 1إلجراء يشمل على :
-التصريح بالمنفعة العمومية ؛
-تحديد كامل لألمالك والحقوق العقارية المطلوب نزعها ،وتعريف هوية المالكين وأصحاب الحقوق
الذين تنتزع منهم هذه الملكية ؛
-تقرير عن تقييم األمالك والحقوق المطلوب نزعها ؛
-قرار إداري بقابلية التنازل عن األمالك والحقوق المطلوب نزعها ؛
4
-توفير اإلعتمادات الالزمة للتعويض القبلي عن األمالك والحقوق المطلوب نزعها .
وكل هذه اإلجراءات وما يصاحبها من عالنية مع إمكانية اللجوء إلى القضاء تمكن في حقيقة
األمر الدائن المرتهن من التقدم ،بما يثبت حقه إلى الجهة القائمة على نزع الملكية ،والتي عليها أن تحتفظ
من تاريخ إخطارها بمقابل نزع الملكية لمصلحة صاحب الحق المقيد.5
الفرعالثاني:درجةحقالتقدم
إن درجة حق التقدم يحكمها مبدأ عام نصت المادة 458ق م مفاده أن األولوية في استيفاء الحق
تكون لألسبق في القيد ،لكن بالرجوع إلى بعض نصوص القانون المدني في باب التأمينات العينية يالحظ
أن المشرع خرج عن المبدأ السابق وأدخل عليه جملة من االستثناءات العتبارات رآها جديرة بالحماية. 6
وفيما يلي نعرض للمبدأ العام واالستثناءات الواردة عليه .
1
-شوقي بناسي ،المرجع السابق ،ص.184
2
-محي الدين إسماعيل ،المرجع السابق ،ص.223
3
-شوقي بناسي ،المرجع نفسه ،ص.182
4
-محمد صبري السعدي ،المرجع السابق ،ص.231
5
-رمضان أبو السعود،المرجع السابق ،ص.003
6
-شوقي بناسي ،المرجع نفسه ،ص.181
19
مضمون نفاذ الرهن على الغير الفصل الثاني
1
-تقابلها المادة 2434من مشروع تقنين أحكام الشريعة اإلسالمية في المعامالت المدنية.
2
-ونفس الحل يعمل به في القانون المدني الفرنسي يعد تعديل -2911أنظر م 1230ق.م.ف والتي أصبحت تحمل بعد تعديل 1443رقم
2|1011ق.م.ف.
3
-سمير عبد السيد تناغو ،المرجع السابق ،ص .139
4
-رمضان أبو السعود ،المرجع السابق ،ص.003
5
-نبيل إبراهيم ،المرجع السابق ،ص.223
6
-سمير عبد السيد تناغو ،المرجع نفسه ،ص.104
7
-شوقي بناسي ،المرجع السابق ،ص.180
20
مضمون نفاذ الرهن على الغير الفصل الثاني
ونفس الحكم طبقه المشرع بخصوص امتياز المصاريف القضائية المادة 2/445ق.م وأيضا
بخصوص امتياز الخزينة العامة المادة 2/443ق.م.1
االستثناء الثاني :التزاحم بين الدائنين المرتهنين رهنا رسميا :إن التزاحم بين الدائنين
المرتهنين رهنا رسميا يحل طبقا لمبدأ األسبقية في القيد حتى ولو أجروا القيد في يوم واحد .2وهذه القاعدة
يرد عليها استثناء معين يتعلق بالرهن الصادر عن أحد الشركاء لحصته الشائعة أو المقررة في العقار
الشائع.3
وبالرجوع إلى نص المادة 2/845ق م نجد أنه إذا وقع نصيب الرهن عند القسمة أعيان غير التي
رهنها ،انتقل الرهن بمرتبته إلى قدر من هذه األعيان يعادل قيمة العقار الذي كان مرهونا في األصل.4
ويشترط لكي يحتفظ الرهن بمرتبته األصلية أن يقوم الدائن المرتهن بإجراء قيد جديد يبين فيه القدر الذي
انتقل إليه الرهن خالل 45يوما من الوقت الذي يخطره فيه أي ذي شأن بتسجيل القسمة .5ومع ذالك قرر
المشرع أنه يتقدم على هذا الرهن الصادر من الشريك ،الرهن الصادر من جميع الشركاء ،ولو تم قيده بعد
قيد رهن هذا الشريك. 6
كما أن انتقال الرهن ال يضر أيضا بامتياز المتقاسم ،إذ يتقدم هذا االمتياز على الرهن ولو كان
قيده الحقا على قيد هذا الرهن.7
االستثناء الثالث :عند التزاحم دائن مرتهن رهنا رسميا ودائن آخر مزود بتأمين عقاري
خاص:هذا االستثناء يضم جملة من الحاالت نذكرها فيما يلي :
الحالةاألولى:الرهنالعقاريالحيازي :بالرجوع إلى نص المادة 499ق.م نجد أن الرهن الحيازي
ال يكفي لنفاذه في حق الغير أن يجري قيده ،بل فضال عن ذالك ،فإن حيازة العقار المرهون تنتقل إلى
الدائن المرتهن أو إلى عدل ،فال تحتسب مرتبته لذالك إال من يوم توافر القيد وانتقال الحيازة معا .وعلى
هذا إذا تم قيد رهن رسمي بعد قيد رهن عقاري حيازي ولكن قبل انتقال الحيازة تقدم الدائن المرتهن رهنا
رسميا .
الحالةالثانية:امتياز بائعالعقار :بحسب نص المادة 444ق.م نستنتج أنه إذا بيع العقار بثمن
مؤجل ،فإنه يكون للبائع امتياز على ما يستحق له من الثمن وملحقاته .وهو امتياز يخضع للقيد حتى ولو
كان البيع مشهرا ،وخالفا للقانون المدني المصري (المادة )3396ال تكون مرتبته من يوم قيده ،وإنما من
تاريخ البيع إذا تم القيد في مهلة شهرين من تاريخ البيع ،وفي حالة ما إذا لم يتم قيده تحول إلى رهن
رسمي.
فهذه المادة ( 444ق.م) تجعل االمتياز الخاص لبائع العقار يتقدم ،إذا تم قيده خالل شهرين من
تاريخ البيع على الرهن الرسمي الذي تترتب على العقار المبيع أثناء فترة شهرين التالية لتاريخ البيع ولو
كان قيد الرهن الرسمي أسبق ،ألن لقيد االمتياز أثرا يرجع إلى تاريخ البيع .
1
-نبيل إبراهيم سعد ،المرجع السابق ،ص.223
2
-سليمان محمدي ،محاضرات في التأمينات الشخصية والعينية ،لطلبة الكفاءة المهنية ،كلية الحقوق ،بن عكنون ،1441-1442 ،ص.243
3
-رمضان أبو السعود ،المرجع السابق ،ص.008
4
-محمد صبري السعدي ،المرجع السابق ،ص.233
5
-شوقي بناسي ،المرجع السابق ،ص.183
6
-عبد الناصر توفيق العطار ،التأمينات العينية ،القاهرة ،2984 ،ص.222
7
-نبيل إبراهيم سعد،المرجع نفسه.229 ،
21
مضمون نفاذ الرهن على الغير الفصل الثاني
1
-محمد صبري السعدي ،المرجع السابق ،ص.238
2
-محمد حسين منصور ،المرجع السابق ،ص.193
3
-عبد الرزاق أحمد السنهوري ،المرجع السابق ،ص.142
4
-رمضان أبو السعود ،المرجع السابق ،ص.033
5
-عبد الرزاق أحمد السنهوري،المرجع نفسه ،ص.091
6
-شوقي بناسي ،المرجع السابق ،ص.191
22
مضمون نفاذ الرهن على الغير الفصل الثاني
/0حكم اختالف أصل الدين بين عقد الرهن وقائمة القيد :إن الهدف من تخصيص الرهن
بالدرجة األولى هو حماية أطراف عقد الرهن ،بينما الهدف من تخصيص قيد الرهن هو حماية الغير الذين
يحتج ضدهم بالرهن .وبناءا على هذا كان أصل الدين هو المبلغ الثابت في القيد .1ومن ثم "إذا كان هناك
فرق بين أصل الدين الثابت في عقد الرهن وبين ما تم إثباته في القيد ،تقدم الدائن في أقل القيمتين ،ألنه إذا
زاد الدين المقيد عن الدين المضمون بالرهن كانت هذه الزيادة غير قائمة على أساس ،ألن القيد يعتمد على
سند الرهن في وجوده ومداه ،وإذا زاد الدين الوارد بسند الرهن عن الدين الثابت بالقيد ،كانت هذه الزيادة
غير نافذة في حق الغير فال يتقدم بها الدائن على غيره من الدائنين ".2
/2كيفيةممارسةحقالتقدمفيحالةالديونالشرطيةواالحتماليةوالمستقبلية:طبقا لنص
المادة 843ق م فإنه يجوز ترتيب رهن ضمانا لدين معلق على شرط أو دين مستقبل أو دين احتمالي.
أما اآلن فسنحاول بيان كيفية ممارسة حق التقدم إذا كان الدين شرطيا أو مستقبال أو احتماليا ،وهو
موضوع الذي نضمت أحكامه المادة 458ق م والتي يستفاد منها أن المشرع جعل مرتبة الرهن محددة
بوقت مقيد ،ولكن قد تطرح هذه الديون بعض الصعوبات في الواقع العملي تتعلق بكيفية مباشرة حق التقدم
عندما يتم توزيع ثمن العقار المرهون إذا تم بيعه وفقا للقانون قبل تحقق الشرط أو وجود الدين المستقبل أو
االحتمالي ،خاصة إذا كان حق الدائن مضمونا برهن تسمح مرتبته بأن يتقدم على غيره من الدائنين
المشاركين في التوزيع .3
وبما أن المشرع لم يعالج حكم هذه الصور ،فال مناص من البحث عن الحل لها في الفقه والقضاء،
ومن أجل ذالك نميز بين الفروض التالية :
الفرضاألول :إذا كان الدين معلقا على شرط فاسخ ،فهذا يعني أن الدين موجود لكن مصيره مهدد
بالزوال إذا تحقق الشرط في المستقبل ،فالدائن المرتهن في هذه الحالة يسمح له باالشتراك في التوزيع
طبقا لمرتبته ،لكن يلزم بتقديم ضمان كافي يكفل ردما استوفاه من حق إذا تحقق الشرط الفاسخ ،وفي هذه
الحالة يعاد توزيع رد ما استوفاه من حق إذا تحقق الشرط الفاسخ ،وفي هذه الحالة يعاد توزيع ما رده على
سائر الدائنين .4فإذا لم يقم بتقديم الضمان الكافي كان للدائنين اآلخرين إذن أن يعتزموا على تسلمه نصيبه
حتى يتبين الشرط .5
الفرضالثاني :إذا كان الدين معلقا على شرط واقف ،فهذا يعني أنه دين احتمالي غير مؤكد ،ومن ثم ال
يمكن لصاحبه المطالبة بحصته في التوزيع ،وفي نفس الوقت ال يمكن حرمان الدائنين التاليين له في
المرتبة من استيفاء حقوقهم من كل ثمن العقار ،لهذا يذهب الفقه الراجح إلى القول بتقدير حصة احتمالية
للدائن تحت شرط واقف ،ثم يتم توزيع ثمن العقار كله على الدائنين اآلخرين على أن يلتزم هؤالء بتقديم
ضمان كاف يكفل ردهم لحصة الدائن تحت شرط واقف إذا ما تحقق هذا الشرط .6ويرجح الدكتور أحمد
سالمة "القول باحتجاز نصيب مثل هذا الدائن في خزانة المحكمة حتى ينشأ الدين أو "تتأكد عدم نشأته
.وعلى ضوء ذالك يعطى المبلغ المحتجز للدائن أو يعطى لغيره ممن يلونه في المرتبة أو يعطى للدائنين
العاديين ".7
1
-نبيل إبراهيم سعد ،المرجع السابق ،ص.20
2
-سمير عبد السيد تناغو ،المرجع السابق ،ص .131
3
-شمس الدين الوكيل ،المرجع السابق ،ص.143
4
-عبد الرزاق أحمد السنهوري ،المرجع السابق ،ص.091
5
-نبيل إبراهيم سعد ،المرجع نفسه ،ص.223
6
-رمضان أبو السعود ،المرجع السابق ،ص.039
7
-أحمد سالمة ،المرجع السابق ،ص.330
23
مضمون نفاذ الرهن على الغير الفصل الثاني
الفرضالثالث :إذا كان الدين ناشئا عن فتح حساب جار ،فهو دين احتمالي ومستقبل ،فهو احتمالي ألنه
ال يعرف من سيكون الدائن قبل إقفال الحساب الجاري .ومستقبال ألنه أيا كان الدائن فحقه لم يوجد بعد
ولكنه سيوجد في المستقبل.1
ولقد اختلف الفقه والقضاء في فرنسا كثيرا فيما يخص ممارسة حق التقدم عند توزيع الثمن ،وتم اقتراح
حلول ثالثة. 2
الحلاألول :عدم توزيع الثمن على البنك ،وتوزيعه على الدائنين التاليين له في المرتبة ،مع إلزامهم
بتقديم ضمان كاف يكفل الوفاء بالمبلغ التقديري المحدد في القيد متى تم قطع الحساب وإقراره .
الحلالثاني :عدم توزيع الثمن بصورة مطلقة إذا كان التحقق من وجود الدين قريبا .
الحل الثالث :عدم توزيع الثمن على الدائنين التاليين للبنك في المرتبة حتى يتحدد مصير الدين،
وتوزيعه على الدائنين المتقدمين عليه في المرتبة.
الفرضالرابع :إذا كان الدين المضمون بالرهن إيرادا مرتبا مدى الحياة ،وتم بيع العقار المرهون قبل
وفاة من تقرر لصالحه هذا المرتب ،فكيف يتم توزيع الثمن في هذه الحالة خاصة إذا كانت مرتبة صاحب
المرتب متقدمة على باقي الدائنين ؟.
لقد استقر الفقه والقضاء في فرنسا على القول باستبعاد منح صاحب المرتب رأس مال يعادل األقساط
الدورية التي تستحق له ،ألن عددها غير معلوم ما دام أن صاحبها ما زال حيا لم يمت ،ونتيجة لهذا اقتراح
الفقه والقضاء حلين وهما:3
الحل األول :حبس رأس مال بخزانة المحكمة يتم استثماره استثمارا يمكن صاحب المرتب من
الحصول على غلته على مرتبه .لكن هذا الحل انتقد على أساس أنه من الصعب جدا تقدير رأس المال هذا
ألن صاحب المرتب مازال على قيد الحياة ولم يمت بعد .
الحلالثاني :وهو الراجح فقها ويتمثل في القول بتوزيع ثمن العقار المرهون على الدائنين التاليين على
مرتبة صاحب المرتب على أن يلتزم هؤالء بالتضامن بأداء المرتب في مواعيده الدورية مع تقديم ضمان
كاف يؤمن ذالك .
ثانيا:المصاريف :تنص المادة 3/454على ما يلي "يترتب على قيد الرهن إدخال مصاريف العقد
والقيد والتجديد إدخاال ضمنيا في التوزيع وفي مرتبة الرهن نفسها" .
استخلص الفقهاء من هذه الفقرة النقاط التالية :
-3لقد اعتبرت هذه الفقرة المصاريف المذكورة أعاله من ملحقات الدين المضمون ،فهي تأخذ مرتبته في
التقدم ولو لم تذكر في القيد ،بمعنى أن حق التقدم يشملها بقوة القانون ،وهذا ما قصده المشرع بقوله أنها
تدخل ضمنيا في التوزيع وفي مرتبة الرهن نفسها .4والحكمة من ذالك أن هذه المصاريف في األصل
يتحملها الراهن وهو ما نصت عليه المادة 881ق م بالنسبة لمصاريف العقد ،والمادة 459بالنسبة
لمصاريف قيد الرهن وتجديده ،فإذا دفعها الدائن المرتهن كان حقه الرجوع بها على الراهن ويستوفيها منه
بقوة القانون إال إذا وجد اتفاق يقضي بأن يتحملها الدائن المرتهن.5
1
-عبد الرزاق أحمد السنهوري ،المرجع السابق ،ص.091
2
-حسام الدين كامل األهواني ،المرجع السابق ،ص.081
3
-عبد الرزاق أحمد السنهوري،المرجع نفسه ،ص ،093رمضان أبو السعود ،المرجع السابق ،ص ،004عبد الناصر توفيق العطار ،المرجع
السابق ،ص.214
4
-شمس الدين الوكيل ،المرجع السابق ،ص.143
5
-سمير عبد السيد تناغو ،المرجع السابق ،ص.133
24
مضمون نفاذ الرهن على الغير الفصل الثاني
-2لقد وردت المصاريف المذكورة أعاله على سبيل الحصر ،ألن حق التقدم ذاته ينطوي على القواعد
العامة التي تقيم مبدأ المساواة بين الدائنين .1وعلى هذا ال يمكن القياس عليها .وغني عن البيان أن هذا
األمر ال يمنع اتفاق األطراف على شمول الرهن على مصاريف أخرى غير تلك المذكورة في المادة
3/454ق م . 2
-1تتمثل هذه المصاريف في أمرين اثنين هما :
أوال :مصاريف العقد ،وثانيا :مصاريف قيد الرهن وتجديده .فاألولى هي مصاريف إبرام العقد المستحقة
إلتمام إبرامه في الشكل الرسمي .والثانية هي المصاريف الالزمة للمحافظة على حقوق الدائن المرتهن
الناشئة عن الرهن .3
ثالثا:الفوائد :إن المادة 454ق م تقابل المادة 3508من القانون المدني المصري ،لكن يالحظ أن
المشرع حذف فقرة بكاملها عند نقله لهذه المادة ،وهي تلك المتعلقة بالفوائد ونصها كاآلتي " :إذا ذكر سعر
الفائدة في العقد فإنه يترتب على قيد الرهن أن يدخل في التوزيع مع أصل الدين وفي نفس مرتبة الرهن
فوائد السنتين السابقتين على تسجيل تنبيه نزع الملكية والفوائد التي تستحق من هذا التاريخ إلى يوم رسو
المزاد دون مساس بالقيود الخاصة التي تأخذ ضمانا لفوائد أخرى قد استحقت والتي تحسب مرتبتها من
وقت إجراءاها " .ومن الغريب أن المشرع ترك الجملة األخيرة من هذه الفقرة وهي :
"وإذا سجل أحد الدائنين تنبيه نزع الملكية انتفع سائر الدائنين بهذا التسجيل" ،مع أنها متصلة بسياق الكالم
عن الفوائد " 4ومعنى ذالك أنه إذا وجد إلى جانب الدائن المرتهن دائنان عاديان وتولى أحد هذين الدائنين
التنبيه بنزع الملكية وسجل التنبيه ،فإن الدائن المرتهن ينتفع بهذا التنبيه ،وتكون الفوائد المضمونة بالنسبة
إليه فوائد سنتين سابقتين على هذا التسجيل لتنبيه نزع الملكية والفوائد المستحقة بعد ذالك إلى يوم رسو
المزاد ،ولو أن هذا الدائن المرتهن نفسه لم يقم بتنبيه نزع الملكية ولم يسجل هذا التنبيه. 5
وعلى أية حال فإن عدم نص المشرع الجزائري على الفوائد في المادة 454ق م ال يعني أنها ليست من
ملحقات الدين المضمون بالرهن ،خاصة وأن المشرع استعمل في المادة 9/41من المرسوم 91 – 69
عبارة "رأس مال الدين ولواحقه ".
الفرعالثاني:نزولالدائنالمرتهنعنمرتبةرهنهلدائنمرتهنآخر
إن حق التقدم يجعل الدائن المرتهن يحتل مركزا ممتازا يتقدم به على الدائنين العاديين والدائنين
التاليين له في المرتبة في استيفاء دينه ،وسبق وقدمنا أن درجة التقدم تتحدد بالقيد.6
ونريد أن ننبه هنا أنه في كثير من األحيان قد تظهر للدائن المرتهن مصلحة ما تجعله يتنازل عن مركزه
الممتاز إلى دائن آخر مرتهن تأخر عنه في المرتبة ،وهذا ما يعرف بنزول الدائن المرتهن عن مرتبة
رهنه لدائن مرتهن آخر ،وهو الموضوع الذي نضمت أحكامه المادة 435ق م – المقابلة للمادة 3504
ق.م.م .ودراسة هذا الموضوع تقتضي منا التطرف إلى بيان مفهوم النزول عن مرتبة الرهن وشروطه.
1
-حسام الدين كامل األهواني ،المرجع السابق ،ص.093
2
-جالل محمد إبراهيم وأحمد محمود سعد ،الحقوق العينية التبعية ،ج ،2الرهن الرسمي ،ص.111
3
-حسام الدين كامل األهواني ،المرجع نفسه ،ص.093
4
-شوقي بناسي ،المرجع السابق ،ص .193
5
-عبد الرزاق أحمد السنهوري ،المرجع السابق ،ص.033
6
-سليمان مرقس ،المرجع السابق ،ص.131
25
مضمون نفاذ الرهن على الغير الفصل الثاني
1
-علي هادي العبيدي ،المرجع السابق ،ص.139
2
-حسام الدين كامل األهواني ،المرجع السابق ،ص.303
3
-محمد حسين منصور ،المرجع السابق ،ص.199
4
-محمد حسين منصور ،المرجع نفسه ،ص.344
26
مضمون نفاذ الرهن على الغير الفصل الثاني
يفقد قيمته إذا تصرف المدين في العقار .فالتصرف يخرج العقار من ضمان الدائنين العاديين ومن ثم فإن
تقدم الدائن المرتهن الستيفاء حقه ال يضر بالدائن العادي".1
-2األسباب العملية للجوء إلى النزول عن مرتبة الرهن :إن الدائن المرتهن قيد يتنازل عن
مرتبة الرهن تبرعا أو معارضة .
أ-/النزولعنمرتبةالرهنتبرعا:هذهالفرصةمنصورةفيحالتين:
-الحالةاألولى :إذا كان للدائن المرتهن المتنازل تأمين آخر يعتمد عليه غير العقار المرهون ويفي
بحقه كامال ،ففي مثل هذه الحالة هو ليس بحاجة للرهن ،ومن باب أولى ليس بحاجة إلى مرتبة هذا الرهن،
ومن ثم ال يجد مانعا من التنازل عنها تبرعا لدائن مرتهن آخر تال له في المرتبة .
الحالةالثانية :إذا كان الدائن المرتهن المتنازل واثقا أن قيمة العقار المرهون تكفي لسداد كل الديون
المقيدة ،لكن الدائن المتأخر عنه في المرتبة لم تكن له نفس هذه الثقة ،ومن ثم يعمد هذا األخير إلى
الحصول على مرتبة متقدمة.
ب - /النزولعنمرتبةالرهن معاوضة :قد يعمد الدائن المرتهن إلى التنازل عن مرتبة رهنه
مقابل عوض مالي يتحصل عليه من الدائن المرتهن المتنازل له .ويمكن إرجاع مثل هذا التصرف إلى
الثقة الكبيرة الذي يتمتع بها هذا الدائن المتنازل نتيجة اعتماده على تأمين آخر يفي بحقه كامال ،أو تأكده
بأن العقار المرهون يفي بجميع الديون المقيدة لغاية مرتبة التنازل له ،أو المتالكه لدفوع تمكنه من الطعن
في ديون من هو في مرتبة متوسطة بينه وبين المتنازل.2
ثانيا:شروطالنزولعنمرتبةالرهن :يستفاد من نص المادة 435ق م أن للنزول عن مرتبة
الرهن ثالثة شروط ،وهذا على النحو اآلتي:
الشرطاألول:يجب أن يكون النزول لصالح دائن آخر له رهن مقيد على نفس العقار ،ذالك أن النزول
–كما قدمنا -يفترض وجود عدة دائنين مرتهنين على نفس العقار ،فيتنازل المتقدم عن مرتبته للمتأخر عنه
وعلى ذالك كان من غير الجائز أن يتم التنازل عن المرتبة لصالح دائن مرتهن آخر من المدين ،أو لصالح
دائن عادي ،أو لصالح دائن غير مقيد لحقه. 3
الشرطالثاني :يجب أن يكون النزول في حدود حق المتنازل عن مرتبته .ومعنى هذا أن الدائن الذي
يحل في المرتبة ال يحل في حق أكبر من الحق الذي كانت له هذه المرتبة .
وحكمه هذا الشرط واضحة وهي عدم المساس بحقوق الدائنين الذين يحتلون مرتبة وسطى بين
المتنازل والمتنازل له. 4
فمثال "إذا كان زيد له رهن في المرتبة األولى ،وبكر له رهن في المرتبة الثانية ،وعمر ...له رهن في
المرتبة الثالثة ،وقد نزل زيد عن مرتبة رهنه إلى عمر ،فإن ذالك يجب أال يضر ببكر .ولذالك جعل
المشرع النزول ينحصر في حدود دين المتنازل .فإذا كان دين زيد ،3555ودين عمر ،2555فال يستفيد
عمر من المرتبة األولى التي كانت لزيد ،والتي حل محله فيها إال لضمان مبلغ 3555فقط ،وإال ترتب
على النزول اإلضرار ببكر ،ألنه في الوضع لم يكن يسبقه إال زيد وبمبلغ 3555فقط ،فإذا سمح باالستفادة
1
-حسام الدين كامل األهواني ،المرجع نفسه ،ص.308
2
-عبد الرزاق أحمد السنهوري ،المرجع السابق ،ص.123
3
-همام محمد محمود زهران ،المرجع السابق ،ص.081
4
-محمد صبري سعدي ،المرجع السابق ،ص.202
27
مضمون نفاذ الرهن على الغير الفصل الثاني
من مرتبة زيد بأكبر من هذا المبلغ ألدى ذالك إلى التأثير على ضمان بكر في حالة توزيع ثمن العقار
وعدم كفاية لسداد الديون". 1
-الشرطالثالث :يجب السماح للدائنين أصحاب المرتبة الوسطى بالتمسك ضد المتنازل له بكافة الدفوع
التي كان من الجائز التمسك بها ضد المتنازل ،بمعنى أن كل دفع يصلح التمسك به ضد المتنازل يجب
السماح أو بطالن الرهن الضامن لهذا الدين ،أو بطالن قيد الرهن أو عدم تجديده .
غير أنه إذا كان الدفع متعلقا بانقضاء دين المتنازل ،فإنه يجب في هذه الحالة ،أن يكون سبب االنقضاء
قائما عند التنازل ،أما إذا استجد سبب االنقضاء بعد النزول عن المرتبة فال يقبل هذا الدفع .وعلى ذالك إذا
انقضى الدين مثال بالمقاصة قبل النزول عن مرتبة الرهن ،فيصح لصاحب المرتبة الوسطى التمسك ضد
المتنازل له بالدفع بانقضاء دين المتنازل .أما إذا كان هذا االنقضاء قد حدث بعد النزول عن مرتبة الرهن
فال يجوز التمسك به. 2
المبحثالثاني:حقالتتبع
بالرجوع إلى نص المادة 849ق م ،نجد أن الرهن ال يمنع الراهن من التصرف في العقار
المرهون ،فيجوز له أن ينقل ملكيته لشخص آخر أو يرتب عليه للغير حقا عينيا أصليا قابال للرهن كحق
االنتفاع ،ومثل هذا التصرف ال يمنع الدائن المرتهن من التنفيذ على العقار المرهون في أي يد يكون .وهذه
الميزة األخيرة هي ما يعرف بحق التتبع والذي جاءت اإلشارة إليه صراحة في المادة 882ق م المعرفة
للرهن الرسمي .
وبناء على ما تقدم يجري تعريف حق التتبع بأنه "مكنة يخولها حق الرهن للدائن المرتهن يكون له
بمقتضاها سلطة التنفيذ على العقار المرهون في يد الغير".3
ولقد نظم المشرع أحكام حق التتبع في المواد من 433إلى 412ق م ،ولدراسة هذا الموضوع الشائك
سنعرض لبيان شروط مباشرته ،وإجراءاته في مطلب أول ،وموقف الحائز منه في مطلب ثاني.
المطلباألول:شروطوإجراءاتمباشرةحقالتتبع
إن الحق في التتبع ال يثبت إال بعد توافر جملة من الشروط في شخص من يباشره وهو الدائن
المرتهن ،وفي شخص من يباشر ضده وهو الحائز ،ويعتبر حائزا للعقار كل من انتقلت إليه بأي سبب من
األسباب ملكية العقار أو أي حق عيني آخر قابل للرهن دون أن يكون مسؤوال مسؤولية شخصية عن الدين
المضمون.4
كما أنه إن ثبت للدائن المرتهن الحق في التتبع جاز له مباشرة تتبع العقار المرهون تحت يد
الحائز ،لكن ذالك متوقف على احترامه إلجراءات معينة منصوص عليها في كل من القانون المدني
وقانون اإلجراءات المدنية.
فما هي الشروط الواجب توافرها لمباشرة حق التتبع ؟ وما هي اإلجراءات التي يمكن للمرتهن
اتخاذها في حق من انتقلت إليه الملكية؟
هذا ما سنقوم بالتطرق إليه في فرعين على التوالي:
الفرعاألول :شروط مباشرة حق التتبع
الفرعالثاني :إجراءات مباشرة حق التتبع
1
-نبيل إبراهيم سعد ،المرجع السابق ،ص.212
2
-عبد الرزاق أحمد السنهوري ،المرجع السابق ،ص.128
3
-محمد حسين منصور ،المرجع السابق ،ص.341
4
-شوقي بناسي ،المرجع السابق ،ص.343
28
مضمون نفاذ الرهن على الغير الفصل الثاني
الفرعاألول:شروطمباشرةحقالتتبع
يستحسن بنا في هذا المقام بيان ما يشترط في حق الدائن الذي يباشر حق التتبع.ثم بعد ذالك بيان
الشروط الواجب توافرها في الحائز الذي يتم التنفيذ على العقار تحت يده.
أوال:الشروطالواجبتوافرهافيالدائنالمرتهن:لكي يستطيع الدائن مباشرة إجراءات التتبع البد
أن يكون أجل الدين قد حل ،وأن يكون الرهن نافذ في مواجهة الحائز.
الشرطاألول:حلولأجلالدين :إن الدائن المرتهن ال يستطيع مباشرة حق تتبع العقار المرهون للتنفيذ
عليه في يد الحائز إال إذا حل أجل دينه ،سواء كان هذا األجل إتفاقيا ،أي كان ممنوحا من قبل الدائن ،أو
قضائيا ،أي كان ممنوحا من قبل القاضي (م 3|433ق.م) .وهذا الشرط في حقيقة األمر يعد من الشروط
العامة للتنفيذ بالدين سواء تعلق األمر بدائن عادي أو ممتاز ،وسواء تم التنفيذ في مواجهة الراهن أو
الحائز.1
وتطبيقا لشرط حلول أجل الدين ال يمكن مباشرة حق التتبع إذا كان شرطيا أو مستقبال أو مؤجال
إال بعد أن يتحقق الشرط أو يوجد االلتزام أو يحل أجله.
وإذا كان األصل أن الدين يحل بحلول أجله ،إال أنه من الممكن أن يحل ألسباب أخرى ذكرتها المادة 233
ق م وهي :شهر إفالس المدين ،أو إضعافه للتأمينات لدرجة كبيرة ،أو عدم تقديمه ما وعد بتقديمه من
تأمينات.2
الشرطالثاني:نفاذحقالدائنالمرتهنفيمواجهةالحائز :حتى يستطيع الدائن المرتهن تتبع
العقار المرهون يجب أن يكون حقه على هذا العقار نافذا في مواجهة الحائز ،وهو ال يكون كذالك إال إذا
كان مقيدا قبل اكتساب هذا األخير حقه على ذات العقار ،ذالك أن حق التتبع ـــ عند إمعان النظر ـــ ما هو
في حقيقة األمر إال تزاحم بين صاحب حق عيني تبعي هو الدائن المرتهن ،وصاحب حق عيني أصلي هو
المتصرف إليه ،ومن المعلوم أن كالهما ال يكون حقه نافذا في مواجهة الغير إال بعد شهره ،ومن ثم يكون
تاريخ الشهر األمر الحاسم للتزاحم بينهما ،وليس تاريخ إنشاء السند المنشئ للحق.3
وعلى ذالك إذا قيد الدائن المرتهن حقه على العقار المرهون قبل شهر المتصرف إليه حقه ،اكتسب هذا
األخير حقه مثقال بحق الرهن ،وجاز للدائن المرتهن تتبع هذا العقار والتنفيذ عليه في يد المتصرف إليه
وهو الحائز .أما إذا بادر المتصرف إليه إلى شهر حقه قبل قيد الدائن المرتهن لحقه ،فيكون بذالك قد اكتسب
حقه خاليا من الرهن ،وفي هذه الحالة يمتنع على الدائن المرتهن تتبع هذا العقار للتنفيذ عليه.4
ثانيا الشروط الواجب توافرها في الحائز :إن الحائز هو الشخص الذي يمارس حق التتبع في
مواجهته ،ومن أول وهلة يجب أن ننبه على أن الحائز في مجال حق التتبع هو غير الحائز في مجال كسب
الملكية ،فليس كل من يحوز العقار المرهون حيازة قانونية أو عرضية يعتبر حائزا ،بل يجب أن تتوافر
فيه جملة من الشروط نصت عليها المادة 2|433ق م.ونبحث هذه الشروط على التوالي:
الشرطاألول-أنيكونالحائزقداكتسبملكيةالعقارأوحقاعينياآخرقابالللرهن:
ال يعد حائزا للعقار المرهون إال إذا كانت ملكية العقار المرهون قد انتقلت إلى هذا الشخص كلها
أو بعضها أو انتقل إليه أي حق عيني قابل للرهن ،كحق االنتفاع أو ملكية الرقبة وحدها ألنهما حقان يمكن
1
-همام محمد محمود زهران ،المرجع السابق ،ص.088
2
-محمد حسين منصور ،المرجع السابق ،ص.343
3
-سمير عبد السيد تناغو ،المرجع السابق ،ص.101
4
-همام محمد محمود زهران ،المرجع نفسه ،ص.089
29
مضمون نفاذ الرهن على الغير الفصل الثاني
بيعهما استقالال ،أما حق االستعمال أو السكنى ،وحق االرتفاق وكل الحقوق العينية التبعية فال تكسب
الشخص صفة الحائز ألنها غير قابلة للرهن ،كرهن رسمي أو حيازي أو تخصيص أو امتياز.
وبناء على ذالك ال يعد حائزا مستأجر العقار أو مجرد واضع اليد عليه مادام لم يكتسب بعد ملكيته
بالتقادم ،وإنما يباشر الدائن المرتهن التنفيذ في مواجهة المالك نفسه.
ويكفي العتبار الشخص حائزا أن يكون قد تلقى الملكية أو حقا قابال للبيع بالمزاد العلني استقالال،
فال يهم أن يكون قد تلقاه معاوضة أو تبرعا.فالمشتري والمقايض والموهوب له والموصي إليه بالعقار هم
جميعا حائزون.
وال يهم السبب الذي اكتسب بمقتضاه الحائز حقه .فقد يكون تصرفا قانونيا كبيع أو هبة أو وصية
وقد يكون واقعة قانونية كالتقادم المكسب ،وقد يكون كسبه بالعقار عن طريق الشفعة.
الشرطالثاني-أنيكونقداكتسبحقهبعدقيدالرهنوقبلتسجيلنزعالملكية:
وهذا الشرط يستخلص من نص المادة 459ق م ،التي تجعل قيد الرهن شرطا لينفذ على الغير
فإذا كان قد كسب الحق قبل قيد الرهن فال ينفذ عليه .فإذا اشترى الغير العقار وسجل عقد البيع قبل قيد
الرهن فإن العقار ال يكون محمال بهذا الرهن .وال يستطيع الدائن المرتهن أن يتتبع العقار في يد المشتري.
وإذا سجل الحائز حقه بعد تسجيل تنبيه نزع الملكية ،لم ينفذ التصرف للحائز ،واستطاع الدائن المرتهن أن
ينفذ على العقار المرهون وهو ال يزال في ملكية الراهن.
الشرطالثالث -تسجيلسندالحائز :يجب أن يكون سند الحائز مسجال إذا كان قد تلقى الملكية أو
االنتفاع بعمل قانوني فمن المعروف أن الحقوق العينية األصلية ال يمكن أن تنشأ أو تنتقل ال فيما بين
المتعاقدين وال بالنسبة إلى الغير إذا سجل التصرف الذي يقصد منه إنشاؤها أو نقلها.
أما إذا كان الحائز قد كسب الملكية بسبب قانوني غير قابل للتسجيل فال يتصور التسجيل في هذه
الحالة ،فإذا انتقلت ملكية العقار إلى الحائز بالتقادم المكسب فإنه ال يلزم بتسجيله ،ويستطيع الدائن المرتهن
مباشرة اإلجراءات في مواجهته ما دام أنه اكتسب الملكية فعال بعد قيد الرهن وقبل تسجيل تنبيه نزع
الملكية.
ويستفاد من هذا صراحة من نص المادة 2|433والتي عرفت الحائز بأنه من انتقلت إليه بأي سبب
من األسباب ملكية العقار أو حق عيني آخر قابل للرهن ،ولم يرد في نص المادة 433ق م ذكر خاص
بضرورة تسجيل سند الحائز اكتفاء بالقواعد العامة في اإلشهار العقاري.1
الشرطالرابع-أاليكونمسؤوالمسؤوليةشخصيةعنالدين :ويشترط في الشخص لكي يعتبر
حائزا ،أال يكون مسؤوال مسؤولية شخصية عن الدين المضمون بالرهن ألنها تجعله ملتزما بالوفاء بالدين
من كل أمواله بما فيها حقوقه على العقار المرهون ،لذا فيجب أال يكون مدينا متضامنا أو كفيال بالدين .وإال
كان للدائن أن ينفذ في مواجهته مباشرة باعتباره المسؤول.
ومثال ذالك أن يشتري العقار المرهون شريك للراهن في الدين المضمون ،سواء كان شريكا
متضامنا أم غير متضامن أو يشتريه كفيل شخص كفل المدين.
كذالك ال يعتبر الكفيل العيني حائزا للعقار ألنه من ناحية لم ينتقل إليه ملكية المرهون إذ هو الراهن فعال،
وألنه من ناحية أخرى مسئول مسؤولية شخصية في مواجهة الدائن ،وإن كانت هذه مسؤولية محددة
بالعقار المرهون.
1
-شوقي بناسي ،المرجع السابق ،ص .322
30
مضمون نفاذ الرهن على الغير الفصل الثاني
ويراعي أن إجراءات التنفيذ في مواجهة الكفيل العيني ،هي نفس إجراءات التنفيذ في حالة كون
الراهن هو المدين نفسه .لذالك ال يجوز للكفيل العيني أن يتخذ في مواجهة الدائن مباشرة تنفيذ إجراءات
التطهير ،ألن التطهير يمتنع على كل من كان مسؤوال عن الدين كما سنرى فيما بعد.
ولكن القانون (المادة )2|254أجاز مع ذالك للكفيل العيني أن يتفادى اإلجراءات الموجهة إليه إذ هو تخلى
عن العقار المرهون وفقا لألوضاع وطبقا لألحكام التي يتبعها الحائز في تخلية عن العقار ،والتي سنقوم
بشرحها في بيان حقوق وخيارات الحائز.
ويالحظ أن وارث المدين إنما يعتبر ملزما شخصيا بالدين في القانون الفرنسي فقط .أما في القانون
الجزائري فإن مبدأ ال تركة إال بعد سداد الديون يمنع انتقال ملكية شيء من أموال الموروث إلى الوارث.1
إال بعد سداد جميع ديون التركة ،فال يتحقق فرض ملكية انتقال العقار المرهون إلى وارث الراهن إال إذا
انقضى الدين والرهن ،وحينئذ ال يكون ثمة محل العتبارات الوارث حائزا يستعمل ضده حق التتبع.
أما إذا أخذ الوارث على عاتقه سداد الدين وانتقلت إليه ملكية العقار المرهون محملة بهذا الدين فإنه يكون
ملزما شخصيا بهذا الدين وال يصح اعتباره حائزا للعقار المرهون.
الشرط الخامس -أال يكون اكتساب الحائز للحق من شأنه إسقاط التتبع :قد تتوافر الشروط
السابقة في أشخاص وال يجوز استعمال حق التتبع ضدهم ويرجع ذالك إما إلى طبيعة األموال التي انتقلت
إليهم ملكيتها ،وإما إلى طبيعة السبب الذي انتقلت به الملكية.
فالنوعاألول :خاص بالعقارات بالتخصيص وباألموال التي يحصل التصرف فيها باعتبارها منقوالت
بحسب المآل ،فإنها إذا حصل التصرف فيها مستقلة عن العقار وفصلت منه وسلمت إلى المتصرف إليه
تعتبر منقوالت ويستطيع المتصرف إليه أن يتمسك بقاعدة (الحيازة في المنقول سند في الملكية) فيحول
بذالك دون استعمال الدائن المرتهن حقه في تتبع هذه األموال .غير انه إذا كان المتصرف إليه لم يدفع
الثمن فيحق للدائن المرتهن أن يحجزه تحت يد المشتري (المتصرف إليه) ويستوفي حقه من هذا الثمن
بالتقدم على غيره من الدائنين.
والنوعالثاني :حاالت تنتقل فيها ملكية العقار المرهون بسند يزيل سلطة التتبع ،فيصبح من تلقى ملكية
هذا العقار في مأمن من استعمال حق التتبع ضده ،وهذه في الحاالت التالية:
0ـ حالة نزع ملكية العقار المرهون بالمنفعة العامة ،فال يجوز للدائن أن يتتبع العقار تحت يد الحكومة
نازعة الملكية ،وإنما ينصب حقه على التعويض المستحق.
2ـ حالة بيع العقار بيعا جبريا بناء على طلب أي دائن آخر ورسو مزاده على شخص معين فإن تسجيل
الحكم بإيقاع البيع (حكم مرسي المزاد) يترتب عليه تطهير العقار من كل التأمينات التي تثقله وينصب حق
الدائن المرتهن على الثمن الذي رسا به المزاد.
وكذالك الحال في حالة زيادة السدس وإعادة البيع بعد رسو المزاد في المرة األولى للمزايدة ،سواء
أكان البيع األول جبريا أو اختياريا ،فإنه في هاتي ن الحالتين األخيرتين يكون العقار قد بيع طبقا لإلجراءات
المقررة ،وهي إجراءات يفرض معها أن البيع حصل بثمن أعلى.وكان في وسط الدائن المرتهن أن يزايد
في البيع إلبالغ الثمن إلى أعلى حد ممكن .وبما أن تطهير العقار من الرهون ال يتم في هاتين الحالتين قبل
تسجيل حكم مرسي المزاد وإيداع الثمن (المادة 429ق م) فإنه في الفترة مابين رسو المزاد وبين تسجيل
الحكم وإيداع الثمن تبقى رهون الدائنين قائمة ولكن ال يسمح لهم باستعمال حق التتبع ضد الحائز ،وإنما
يكون لهم فقط استيفاء حقوقهم باألولوية من الثمن الباقي في ذمة الراسي عليه المزاد ،فإذا لم يدفع هذا باقي
الثمن طلبوا إعادة البيع على ذمته ال في مواجهة الحائز.
1
-محمد صبري السعدي ،المرجع السابق ،ص.208
31
مضمون نفاذ الرهن على الغير الفصل الثاني
ومتى تم تسجيل حكم مرسي المزاد وإيداع الثمن ،فإن العقار يتطهر من الرهون.
الفرعالثاني:إجراءاتمباشرةالحقفيالتتبع
طبقا لنص المادة 421ق.م فإن الحائز يستطيع تجنب اتخاذ الدائن المرتهن إلجراءات التنفيذ في
مواجهته إن هو اختار قضاء الدين أو تطهير العقار أو تخليته ،أما إذا لم يفعل شيئا من ذالك جاز للدائن
المرتهن أن يباشر في مواجهته حق التتبع وفق إجراءات معينة .1تتمثل فيما يلي:
أوال:التنبيهعلىالمدينبالوفاء :يبدأ الدائن المرتهن إجراءات التنفيذ بالتنبيه على المدين بالوفاء
) (commandement de payerويسمى أيضا بالتنبيه العقاري أو تنبيه نزع الملكية
) (commandement immobilierوال يتم إال على سند تنفيذي.وهو أول إجراء يباشره الدائن
المرتهن،الغرض منه تنبيه المدين على الوفاء بالدين ،فرغم أن حق التتبع يباشر ضد الحائز إال أنه يجب
أوال التنبيه على المدين باعتباره المسؤول األصلي عن الدين ،فقد يكون مستعدا للوفاء بالدين ،ومن ثم
تتوقف إجراءات التنفيذ ،وقد تكون له دفوع يوجهها للدائن المرتهن،كما يجب أال ننسى أن الحائز غير
مسؤوال عن الدي ن المضمون بالرهن مسؤولية شخصية ،وهذا ما يجعله ،حين يقضي الدين أو عندما تنزع
ملكية العقار من يده ،يرجع على المدين ومن ثم ال يمكن وضع المدين موضع المقصر الذي قامت
مسؤوليته عن عدم الوفاء بالدين إال عن طريق التنبيه عليه بالوفاء.2
ثانيا:إنذارالحائزبالدفعأوالتخلية:يجب أن يوجه الدائن المرتهن إلى الحائز إنذارا على أساس أن
إجراءات التتبع توجه ضده ،ويكون المقصود منه تحديد موقفه من الخيارات التي منحها إياه المشرع وهي
كما قدمنا :قضاء الدين أو تطهير العقار أو تخليته.3
ولما كان إنذار الحائز إجراءا ضروريا لمباشرة حق التتبع فإنه اليغني عنه أي إجراء آخر ،كما
أنه اليغني عنه علم الحائز بتوجيه الدائن المرتهن تنبيها إلى المدين بالوفاء بالدين.
وإذا توالى انتقال ملكية العقار المرهون من حائز إلى آخر ،فيكون اإلنذار إلى الحائز األخير.
وقد اشترط القانون في إنذار الحائز شرطين أولهما أن يلي اإلنذار التنبيه على المدين أو يتم معه في وقت
واحد على األقل (المادة )421والثاني أن يكون اإلنذار مصحوبا بتبليغ التنبيه إلى الحائز.فإذا تخلف أحد
الشرطين وقع اإلنذار باطال.
ثالثا :اتخاذ إجراءات البيع ضد الحائز :إذا لم يحدد الحائز موقفه من خالل اختياره لخيار من
الخيارات التي منحه إياه المشرع فمعنى هذا أنه اتخذ موقفا سلبيا ،ومن ثم جاز للدائن المرتهن أن يستمر
في اتخاذ إجراءات التنفيذ في مواجهته.
وهذه اإلجراءات فصلها القانون اإلجراءات المدنية في القسم الثاني :في الحجز العقاري،من الباب
السادس :في الحجوز التنفيذية.
المطلبالثاني:موقفالحائزمنمباشرةحقالتتبع
إن أول ما يلجأ إليه الحائز ،من أجل إفشال مباشرة الدائن المرتهن لحق التتبع ،ينصب على
التمسك بكل دفع يسمح له بمنع إجراءات التنفيذ في مواجهته ،فإن أخفق في محاولته هذه لم يبق له سوى
تحديد موقفه من الخيارات التي منحه إياها المشرع.4
1
-محمد حسين منصور ،المرجع السابق ،ص.322
2
-أحمد سالمة ،المرجع السابق ،ص.131
3
-سمير عبد السيد تناغو ،المرجع السابق ،ص.110
4
-همام محمد محمود زهران ،المرجع السابق.143 ،
32
مضمون نفاذ الرهن على الغير الفصل الثاني
وعلى ذالك سنعرض أوال للدفوع التي يتمسك بها الحائز للتخلص من تتبع الدائن المرتهن في فرع
أول ،والفرع الثاني للخيارات الممنوحة له.
الفرعاألول:الدفوعالممنوحةللحائزلوقفإجراءاتالتتبع
إذا باشر الدائن المرتهن إجراءات تتبع العقار المرهون للتنفيذ عليه من خالل تنبيه المدين وإنذار
الحائز بالدفع أو التخلية كان لهذا األخير إذا استطاع إبداء دفوعه في الدعوى التي يرفعها الدائن عليه ،فله
أيضا أن يوجه هذه االعتراضات (الدفوع) في دعوى مبتدأه يرفعها من جانبه على هذا الدائن ،أو في
صورة اعتراض على اإلنذار الذي يوجهه الدائن إليه كمقدمة إلجراءات التنفيذ ،وذالك قبل االنتهاء من
إجراءات نزع الملكية .وهذه الدفوع قد تتعلق بالدين المضمون ،وقد تتعلق بالرهن ذاته من حيث صحته
ونفاذه.1
أوال:الدفوعالمتعلقةبالدينالمضمون :في هذا الصدد يجب التمييز بين فرضين:
الفرض األول :إذا كان الدين المضمون ثابتا في سند رسمي يمكن التنفيذ بمقتضاه دون حاجة إلى
استصدار حكم قضائي ،كما إذا كان ثابتا في عقد الرهن الرسمي ،فإن للحائز أن يتمسك بالدفوع التي يحق
للمدين نفسه التمسك بها من بطالن السند ألي سبب من األسباب ،أو انقضاء الدين الثابت فيه .ويالحظ أن
المشرع لم ينص على حكم هذا الفرض.2
الفرضالثاني :إذا كان الدين المضمون ثابتا بمقتضى حكم قضائي صدر بالدين على المدين ،وهو
الفرض الذي نصت على حكمه المادة 429ق.م والتي يستفاد منها أنه تجب التفرقة بين ما إذا كان الحكم
بالدين قد صدر قبل شهر سند الحائز أو صدر بعد ذالك.
الحالة األولى :ثبوت الدين بحكم صدر على المدين قبل شهر سند الحائز :الفرض في هذه
الحالة أن الحائز اكتسب ملكية العقار بعد صدور الحكم على المدين بالدين ،ففي هذه الحالة ال يكون للحائز
التمسك بأي دفع ال يحق للمدين نفسه التمسك به بعد صدور الحكم ،ذالك أن الحكم قد حاز حجية األمر
المقضي به بالنسبة للمدين وبالنسبة للحائز أيضا باعتبار هذا األخير خلفا خاصا للمدين .ومعنى هذا أنه ال
يجوز لكل من المدين والحائز التمسك بدفع سببه سابق على صدور الحكم .لكن في مقابل هذا يجوز للحائز
التمسك بكافة الدفوع التي ال يزال للمدين حق التمسك بها بعد صدور الحكم بالدين ،أي بدفوع سببها الحق
لصدور الحكم ،مثال ذالك انقضاء الدين بالوفاء أو المقاصة أو اإلبراء وغي ذالك من أسباب انقضاء
االلتزام.3
الحالة الثانية :ثبوت الدين بحكم صدر على المدين بعد شهر سند الحائز :الفرض في هذه
الحالة أن الحائز اكتسب ملكية العقار قبل صدور الحكم على المدين بالدين،وهنا نميز بين أمرين:
األمراألول :إذا لم يكن الحائز طرفا في الدعوى ولم يشرك فيها ،فهو إذن من الغير ،وبالتالي فإن الحكم
الصادر على المدين ال يكون حجة عليه ــ ولو أنه حجة على المدين ــ ومن ثم كان له أن يتمسك بجميع
الدفوع التي كان للمدين أن يتمسك بها ،بل وأيضا بالدفوع التي أصبح ممتنعا على المدين التمسك بها،
وهذا إضافة إلى الدفوع التي تجد أسبابها بعد الحكم ويستطيع المدين التمسك بها.4
1
-نبيل إبراهيم سعد ،المرجع السابق ،ص .230
2
-سمير عبد السيد تناغو ،المرجع السابق ،ص.113
3
-شمس الدين الوكيل ،المرجع السابق ،ص.111
4
-رمضان أبو السعود ،المرجع السابق ،ص .088
33
مضمون نفاذ الرهن على الغير الفصل الثاني
األمرالثاني :إذا تم اختصام الحائز في الدعوى أو تدخل فيها ،أي أصبح طرفا فيها ،ومن ثم كان الحكم
الصادر حجة عليه ،وأصبح من الممتنع عليه االحتجاج بأي دفع كان يجز التمسك به قبل صدور الحكم،
ويبقى له أن يدفع بانقضاء الدين أو بطالن السند المنشئ له.1
ثانيا:الدفوعالمتعلقةبالرهن :إضافة إلى الدفوع المتعلقة بالدين المضمون يستطيع الحائز التمسك
بالدفوع المتعلقة بالرهن والمتضمنة الطعن في صحته أو نفاذه.وعلى ذالك يحق له التمسك ببطالن الرهن
لسبب يتعلق بالشكل أو الموضوع ،كما يحق له التمسك بعدم نفاذ الرهن في مواجهته لعدم القيد أو لقيده بعد
شهر سنده أو لبطالن القيد أو لعدم تجديد القيد قبل شهر سنده أو التمسك بشطب القيد ومن ثم زوال
أثره.ويالحظ هنا أيضا أن المشرع لم ينص على حكم هذه الدفوع.2
الفرعالثاني:الخياراتالممنوحةللحائزلوقفإجراءاتالتتبع:
إذا لم يكن لدى لحائز ما يدفع به حق للدائن المرتهن في التنفيذ على العقار الذي انتقلت إليه ملكيته
أو كسب عليه الحق ،كان له أن يختار من هذا طبقا لنص المادة 3|433بين -3قضاء الديون ،أو -2
تطهير العقار ،أو -1تخلية العقار ،أو -9تحمل إجراءات نزع الملكية وهو بال شك يختار من هذه السبل
ما يحقق مصلحته وفيما يلي نعرض نص الفقرة األولى من المادة " ،433يجوز للدائن المرتهن عند
حلول أجل الدين أن يقوم بنزع ملكية العقار المرهون من يد الحائز لهذا العقار ،إال إذا اختار الحائز أن
يقضي الدين أو يطهر العقار من الرهن أو يتخلى عنه".
أوال-قضاءالديونPaiement
وهو أول خيار قد يلجأ إليه الحائز لرد الدائن المرتهن عن مباشرة حق التتبع ،ويقصد به قيام
الحائز بوفاء الدائنين المرتهنين حقوقهم قبل المدين.3
ولقد نظم المشرع الجزائري أحكام قضاء الديون من المواد 432إلى 439ق.م ،وباستقراء هذه المواد
يتضح أن قضاء الديون على نوعين :قضاء اختياري وهو األصل ،وقضاء إجباري يكون في أحوال
معينة.
0ـالقضاءاالختياريللدين:وهو األصل ،إذ أن قضاء الديون أمر اختياري بالنسبة للحائز يلجأ إليه
إذا كان يحقق مصلحته ،وقد نظم المشرع أحكامه في المادتين 432و 431ق.م.
ولإلحاطة بأحكام القضاء االختياري للدين نتناول بالدراسة جملة من النقاط أهمها :بيان مصلحة الحائز في
قضاء الدين ،وما يتوجب عليه دفعه ،واألثر المترتب على ذالك ،وأخيرا حقوق الحائز الذي وفى الدين.
أ -بيانمصلحةالحائزفيقضاءالدين :قدمنا أن الحائز قد يختار قضاء الدين إذا كان ذالك يحقق
مصلحته ،ويظهر ذالك بصورة واضحة في حاالت كثيرة أهمها:
إذا كانت قيمة الدين أقل بكثير من قيمة العقار ،بمعنى أن قيمة العقار أكبر بكثير من مقدار الدين ،وكان
الحائز يريد االحتفاظ بملكية العقار ،فيقوم بقضاء الدين ،خاصة إذا كان متأكدا من إمكانية رجوعه على
المدين أو المالك السابق من أجل استيفاء ما دفعه للدائن.4
إذا اشترى الحائز العقار بثمن مؤجل ،وكان هذا الثمن يكفي للوفاء بالدين ،فيقوم بوفاء الدين خصما من
الثمن ،وهو بذالك يقضي على دين البائع قبل الدائنين المرتهنين ،فيتطهر العقار من الرهن دون حاجة إلى
1
-محمد حسين منصور ،المرجع السابق ،ص.329
2
-سمير عبد السيد تناغو ،المرجع السابق ،ص.113
3
-علي علي سليمان ،ضرورة إعادة النظر في القانون المدني الجزائري ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،2991 ،ص.32
4
-محمد حسين منصور ،المرجع السابق ،ص.314
34
مضمون نفاذ الرهن على الغير الفصل الثاني
اتخاذ إجراءات التطهير المنصوص عليها قانونا ،وهو في نفس الوقت يقضي على دينه قبل البائع الراهن،
مما يؤدي إلى براءة ذمته في مواجهته.1
إذا كان الحائز قد اكتسب ملكية العقار دون مقابل عن طريق الهبة أو الوصية ،وكانت قيمة العقار أكثر
بكثير من مقدار الدين المضمون ،فحفاظا على ملكيته للعقار يقوم بقضاء الدين ،ومن ثم يخلص له العقار
من كل رهن ،وال يرجع على غيره بشيء.2
قد يالحظ الحائز أن قيمة العقار أقل من الدين المضمون ،فبعض الرهون األولى بمفردها تساوي قيمة
العقار عند بيعه بالمزاد العلني ،فهنا وحرصا منه على الحفاظ على ملكية العقار يقوم بقضاء دين المرتهن
المتقدم في المرتبة ،ومن ثم يحل محله في الرهن وهو بهذا يضمن عدم رجوع الدائنين المرتهنين أصحاب
المراتب المتأخرة عنه ،ألن هؤالء لو طلبوا بيع العقار بالمزاد العلني لما حصلوا على شيء ،ذالك أن
الثمن المعروض في المزاد يكون غالبا أقل من الثمن الذي دفعه الحائز ،وهو سيدفع للحائز ألنه حل محل
الدائن المرتهن المتقدم في المرتبة.
ب-بيانالواجبعلىالحائزدفعهلقضاءالدين:إذا أراد الحائز قضاء الدين فإنه يتعين عليه أن
يدفع كل ما يجب دفعه بموجب عقد الرهن الرسمي ،بمعنى أنه يلتزم بدفع أصل الدين كله وجميع ملحقاته
التي يضمنها الرهن كالمصاريف والفوائد إن وجدت ،يضاف إلى ذالك التزامه بدفع المصاريف التي أنفقها
الدائن المرتهن ابتداء من يوم إنذاره بالدفع أو التخلية إلى غاية وقت الوفاء .وهذا ما نصت عليه المادة
3|432ق.م.
ويالحظ أنه وطبقا لمبدأ عدم تجزئة الرهن يجب على الحائز دفع كل الدين ،ومن ثم إذا بقي شيء
لم يدفع جاز للدائن المرتهن مواصلة السير في اتخاذ إجراءات نزع ملكية العقار المرهون.3
وفي حالة تعدد الديون التي يضمنها العقار المرهون ،ال يكون الحائز ملزما بوفائها كلها ،وإنما يجوز ـــ
كما قدمنا ـــ أن يختار الدين المضمون برهن متقدم في المرتبة يعادل قيمة العقار فيقوم بقضائه ومن ثم
يحل محل هذا الدائن به ،وبذالك تنعدم مصلحة باقي الدائنين في اتخاذ إجراءات التنفيذ.4
ج-األثرالمترتبعلىقضاءالدين :يترتب على قضاء الحائز كل الديون المضمونة بالرهن تطهير
العقار من الرهن ،بمعنى أن يصبح العقار خالصا من الرهن بعد انقضائه تبعا النقضاء الدين المضمون،
ومن ثم يكون حق الحائز أن يطلب محو ما على العقار من قيود.
وفي هذا المعنى نصت المادة 1|439ق.م على أن الحائز إذا وفى الدائنين" :فإن العقار يعتبر
خالصا من كل ر هن ويكون للحائز الحق في طلب شطب ما على العقار من قيود".
ورغم أن هذا النص ورد بخصوص القضاء اإلجباري إال أن الفقه رأى أنه ينطبق على القضاء
االختياري ،ذالك أنه إذا كانت هذه المادة ترتب التطهير في حالة القضاء اإلجباري ،فأولى أن يترتب ذالك
في حالة القضاء االختياري حيث يقوم الحائز بقضاء كل الديون.5
د-حقوقالحائزالذيوفىالدين :وقد حددتها المادة 2|432ق.م والتي يستفاد منها أن حقوق الحائز
الذي وفى الدين تتمثل في ثالث دعاوى.األولى شخصية في مواجهة المدين الراهن لمطالبته بما دفع من
1
-رمضان أبو السعود ،المرجع السابق ،ص.089
2
-سمير عبد السيد تناغو ،المرجع نفسه ،ص.119
3
-عبد الرزاق أحمد السنهوري ،المرجع السابق ،ص.134
4
-همام محمد محمود زهران ،المرجع السابق ،ص.122
5
-عبد الناصر توفيق العطار ،المرجع السابق ،ص232
35
مضمون نفاذ الرهن على الغير الفصل الثاني
مبالغ للدائنين ،والثانية دعوى الضمان وتكون في مواجهة المالك السابق للعقار.والثالثةدعوى الحلول
محل الدائن الذي استوفى حقه فيما كان له من حقوق وتأمينات.1
الدعوىاألولى:رجوعالحائزعلىالمدينالراهنبالدعوىالشخصية:إن رجوع الحائز على
المدين الراهن بما وفاه للدائنين يكون على أساس دعوى اإلثراء بال سبب المقررة في القواعد العامة .ومن
المعلوم أن هذه الدعوى تتطلب وجود إثراء في جانب ،وافتقار في جانب آخر ،وعالقة سببية بينهما.2
وفي موضوعنا يالحظ أن اإلثراء متحقق في جانب المدين الراهن ،ذالك أن ذمته برئت دون أن يدفع شيئا،
أما االفتقار في جانب الحائز فال يتحقق إال إذا كان قد وفى بالدين المضمون دون أن يكون في ذمته شيئا
من الثمن ،أو كان مستحقا في ذمته جزء من الثمن لكنه أقل مما أوفى به للدائنين.
ويضيف الدكتور رمضان أبو السعود في هذا المعنى قائال" فإذا وكان الحائز مدينا للمدين بثمن
العقار كله أو بعضه ،فلن يصيبه افتقار إذا وفى دين الدائن من هذا الثمن المؤجل والباقي في ذمته.
أما إذا وفى كامل الثمن عندئذ يتحقق له االفتقار إذا وفى دين الدائن ،حيث يكون الوفاء من ماله هو.فإذا
كان الحائز قد اشترى العقار بثمن معجل ولم يكن مدينا بشيء للبائع (المدين الراهن) حق له الرجوع
بالدعوى الشخصية على المدين ،وكذالك إذا كان قد بقي في ذمته شيء ووفى للدائن كامل دينه ،رجع على
المدين بالفرق".
وجدير بالذكر أن رجوع الحائز على المدين الراهن يكون باعتباره دائنا عاديا يقوم بالتنفيذ على
جميع أموال المدين بمقتضى ما له من حق الضمان العام.
الدعوىالثانية:رجوعالحائزعلىالمالكالسابقبدعوىالضمان :للحائز الذي قام بقضاء دين
الدائن المرتهن الرجوع على المالك السابق سواء كان هو المدين أو غيره ،بدعوى الضمان باعتباره
مشتريا طبقا لقواعد أحكام الضمان في عقد البيع ،على أساس أن ما يؤديه هو مما يتوقى به استحقاق
المبيع طبقا لحكم المادة 169ق.م.ج.أما في حالة كسب الحائز العقار عن طريق الهبة أو الوصية ،فال
يحق له الرجوع بالضمان على الواهب أو ورثة الموصي.
الدعوى الثالثة :حلول الحائز محل الدائن المرتهن في حقوقه وتأميناته :ال ينحصر حق
الحائز في الرجوع على المدين في دعوى اإلثراء بال سبب ،بل له أيضا أن يرجع عليه بدعوى الحلول
محل الدائن المرتهن الموفى له.
ولقد نص المشرع على حق الحائز في الرجوع بدعوى الحلول في المادة 2|432ق.م ونفس
الحكم كررته المادة 2|413ق.م وفي حقيقة األمر تعتبر هاتان المادتان تطبيقا للمادة 293ق.م باعتبارها
تمثل القواعد العامة.
ويرى البعض أن تكرار النص على حق الحائز في الحلول في المواد السابقة لم يكن القصد منه
إقرار هذا الحق في حد ذاته ،إنما كان القصد منه إيراد قيد على مبدأ الحلول ال تقضي به القواعد العامة،
وهو تقييد رجوع الحائز على الكفالء.3
فإذا كان األصل ،حسب نص المادة 299ق.م أن الموفى يحل محل الدائن في التأمينات التي تكفل
الدين سواء كانت تأمينات شخصية أو عينية مقدمة من المدين أو غيره ،فإن المادتين 2|432و 2|413
ق .م قررتا خالف ذالك ،حيث نصتا على عدم استفادة الحائز الموفي عند حلوله محل الدائن المرتهن
الموفي له من التأمينات التي تضمن الدين إذا كانت مقدمة من شخص آخر غير المدين.4
1
-حسام الدين كامل األهواني ،المرجع السابق ،ص.104
2
-سليمان مرقس ،المرجع السابق ،ص.100
3
-جالل محمد إبراهيم وأحمد محمود سعد ،المرجع السابق ،ص.313
4
-أحمد سالمة ،المرجع السابق ،ص.133
36
مضمون نفاذ الرهن على الغير الفصل الثاني
وعلى ذالك ولدراسة دعوى الحلول نميز بين التأمينات المقدمة من المدين والتأمينات المقدمة من غير
المدين.
الحالةاألولى-التأميناتالمقدمةمنالمدين :إذا كانت التأمينات مقدمة من المدين نفسه ،فإن الحائز
الموفي يستفيد من الحلول محل الدائن المرتهن الموفى له في هذه التأمينات ،هذا حسب الفروض اآلتية:
الفرضاألول :إذا رهن المدين أكثر من عقار يملكه ضمانا للوفاء بنفس الدين ،ثم تصرف في واحد من
هذه العقارات إلى لحائز ،وقام هذا األخير بقضاء الدين ،ففي هذه الحالة يحل هذا الحائز محل الدائن
الموفى له في الرجوع على المدين ،ومن ثم يكون له أن ينفذ على العقارات األخرى ،التي رهنها المدين،
الستيفاء حقه من ثمنها.
الفرض الثاني :إذا لم يرهن المدين سوى العقار الذي تصرف فيه إلى الحائز ،فإذا قام هذا األخير
بقضاء الدين كان له أن يحل محل الدائن الموفى له ،وفي هذه الحالة يصبح الحائز هو الدائن المرتهن وفي
نفس الوقت هو الراهن ،لهذا وجب التمييز بين أمرين:
األمراألول :إذا وفى الحائز كل الدين المضمون بالعقار الذي آل إليه ،فإن الدين ينقضي باتحاد الذمة،
ومن ثم يزول الرهن تبعا له ،فال مصلحة للحائز في الحلول محل الدائن ألن الرهن تعطل التحاد صفة
المرتهن والراهن في شخص الحائز.
األمرالثاني :إذا وفى الحائز جزءا من الدين مختارا الدين الذي يحتل صاحبه مرتبة متقدمة وتكون قيمته
تعادل قيمة العقار ،فإ نه يحل محل هذا الدائن المتقدم ،وفي هذه الحالة تنفصل صفة المرتهن عن صفة
الراهن في شخص الحائز ،األمر الذي يتعطل معه الرهن ،ومن ثم يكون بإمكان الحائز االشتراك في
التوزيع باعتباره دائنا متقدما ،الشيء الذي يؤدي إلى عدم إقدام باقي الدائنين من أصحاب المراتب
المتأخرة عنه على مباشرة إجراءات التنفيذ على العقار.
وجدير بالذكر أنه في كال الفرضين األول والثاني يتوجب على الحائز أن يحتفظ بقيد الرهن الذي
حل فيه ،وأن يعمل على تجديده عند االقتضاء ،وذالك إلى غاية تشطب القيود التي كانت موجودة على
العقار وقت تسجيل سند الحائز (م 431ق.م).
الفرضالثالث :إذا وجد أكثر من حائز للعقار المرهون ،وهو أمر قد يتحقق في حالة ما إذا بيع جزء من
العقار المرهون إلى شخص والجزء الباقي إلى شخص آخر ،كما أنه قد يتحقق إذا كانت هناك عدة عقارات
مرهونة لضمان نفس الدين ،وتم بيع كل عقار منها إلى حائز ما ،ففي الحالة األولى نكون أمام تعدد
الحائزين للعقار المرهون ،وفي الحالة الثانية نكون أمام تعدد الحائزين لعقارات ضامنة لنفس الدين.
والسؤال المطروح هو :إذا حدث وأن قام أحد الحائزين بوفاء كل الدين ،فكيف يرجع على الحائزين
اآلخرين ؟
إن اإلجابة نجدها في المادة 299ق.م ،ويستفاد منها أن للحائز الذي وفى كل الدين أن يحل محل
الدائن في الرجوع على الحائزين اآلخرين ،ولكن هذا الرجوع ال يكون بكل الدين ،بل يكون بنسبة عقاره
إلى قيم العقارات األخرى ،بمعنى أن الدين يوزع على الحائزين بنسبة قيمة كل عقار إلى مقدار الدين.1
الحالةالثانية-التأميناتالمقدمةمنغيرالمدين :قدمنا أن األصل حسب المادة 299ق.م أن يحل
الموفي محل الدائن الذي أوفاه في حقوقه قبل المدين وفي كل ما يكفل هذه الحقوق من تأمينات سواء كانت
مقدمة من المدين أو من غيره ،لكن المشرع خرج على هذا األصل في المادتين 2|432و 2|413ق.م.
1
-محمد حسين منصور ،المرجع السابق ،ص.313
37
مضمون نفاذ الرهن على الغير الفصل الثاني
ويأخذ من مجموع هذين النصين أن الحائز الموفى ال يستفيد من التأمينات المقدمة من الغير
ضمانا للدين ،وهي الكفالة الشخصية والعينية ،ومن ثم فهو ال يحل محل الدائن المرتهن الموفي له في
الرجوع على الكفيل الشخصي وال على الكفيل العيني الذي قدم رهنا على ماله لضمان الدين.1
لكن يجب التنبيه أنه لو حدث العكس ،بمعنى أن الكفيل قام بوفاء الدين ،فإنه يحل محل الدائن
بالنسبة للحائز ،أي يحل محل الدائن في الرجوع على الحائز ،وسبب هذه التفرقة بين الحائز والكفيل يمكن
ردها إلى اعتبارين.
االعتباراألول :أن الحائز كان بإمكانه سلوك طريق التطهير ،في حين أن الكفيل ال يملك هذه الوسيلة.
االعتبارالثاني :أن الكفيل قدم كفالته للدين معتمدا على أن العقار يضمن الدين ،وأنه لن يضطر إلى
الوفاء إال بقدر ما يبقى من الدين بعد خصم ثمن العقار ،أما الحائز فقد كان يعلم أو كان من المفروض أن
يعلم عند تملك العقار أن الدائن سوف يتتبع العقار تحت يده.2
2ـالقضاءاإلجباريللدين :بالرجوع إلى نص المادة 439ق.م نستنتج أن إجبار الحائز على الوفاء
للدائنين يتحقق في الحالتين اآلتيتين :
الحالة األولى :أن يكون في ذمة الحائز بسبب امتالكه العقار المرهون مبلغ من النقود ستحق األداء
حاال ،ويكفي لوفاء جميع الدائنين الذين لهم حقوق مقيدة على العقار،فلكل دائن من هؤالء الدائنين الحق أن
يلزم الحائز بالوفاء بحقه ،ويشترط في هذه الحالة أن يكون سند ملكية الحائز قد سجل ،والحائز عندئذ
يكون مجبرا ع لى الوفاء ،وليس فقط بضمان العقار المرهون بل أيضا بضمان ما في ذمته من أموال ،إذ
يصير في هذه الحالة ملتزما شخصيا تجاه هؤالء الدائنين.
ويترتب على قيام الحائز بدفع حقوق الدائنين المرتهنين انقضاء دين الحائز قبل الراهن ،وانقضاء دين
الراهن قبل هؤالء الدائنين ،ويصبح العقار المرهون خالصا من الرهون إال ما يقابل ما لم يسدد الديون.
الحالةالثانية :أن يكون ما في ذمة الحائز غير كاف للوفاء بجميع حقوق الدائنين المرتهنين ،أو ال يكون
مستحق األداء ،أو يكون دينه مغايرا لحقوق هؤالء الدائنين.وفي هذه الحالة ال يلتزم الحائز بالوفاء إال إذا
اتفق جميع الدائنين على مطالبة الحائز بالوفاء لهم ،وهو ال يلتزم بالوفاء إال طبقا للشروط التي التزم
بمقتضاها في مواجهة من انتقلت منه الملكية إلى الحائز ،وفي األجل المتفق عليه بينهما ويالحظ أنه ال
يؤدي إال ما هو مستحق لهؤالء الدائنين.
ففي الحالتين السابقتين وعلى الوجه الذي بيناه يلتزم الحائز بالوفاء للدائنين ذوي الحقوق المقيدة
على العقار ،ويلتزم بهذا الوفاء التزاما شخصيا ،أي بضمان أمواله األخرى ،عالوة على ضمان العقار
المرهون ،إذ يعتبر مدينا شخصيا.
فإذا ما دفع الحائز كل ديون الدائنين ذوي الحقوق المقيدة على العقار ،أو دفع بناء على اتفاقهم
جميعا ،كل ما هو في ذمته في الحالة الثانية ،تحرر العقار من جميع الرهون ،وهذا ما نصت عليه المادة
439ق.م.
ويالحظ أنه في الحالتين ال يرجع الحائز بشيء على المدين الراهن أو المالك السابق ،إذ أنه لم
يفتقر،ألن ما و فاه للدائنين كان ملتزما بوفائه الكتسابه ملكية العقار المرهون ،فإذا لم يقم الحائز بقضاء
الديون اختيارا ،ولم يجبر على الوفاء ،كان له أن يقوم بتطهير العقار.3
ثانيا-تطهيرالعقار المرهونDe la purge hypothécaire
1
-محمد حسين منصور ،المرجع نفسه ،ص.311
2
-أحمد سالمة ،المرجع السابق ،ص 133وما يليها.
3
-محمد حسين منصور ،المرجع السابق ،ص.318
38
مضمون نفاذ الرهن على الغير الفصل الثاني
0ـالمقصودبالتطهير :يقصد بالتطهير تحرير وتخليص العقار من الرهون التي تحمل بها .ويتم ذالك
بأن يعرض الحائز على الدائنين المرتهنين دفع مبلغ يساوي القيمة الحقيقية للعقار المرهون وبذالك
يتخلص من أثر الرهن في مواجهته ،وهو حق التتبع وبالتالي يتحرر العقار من الرهون المقيدة عليه.
وهذا العرض من جانب الحائز ،يحق له بمجرد اكتسابه ملكية العقار المرهون ودون أن ينتظر آجال ديون
الدائنين ،أو مطالبتهم باستيفائها.
والحائز ال يعرض وفاء ديون الدائنين ،ولكن يعرض القيمة الحقيقة للعقار حتى ولو لم تكن كافية
لوفاء جميع الديون.
وإذا لم يقبل الدائنون كله م أو بعضهم هذا العرض وجب عليهم طلب بيع العقار في الحال ،ولو
كانت ديونهم غير حالة ،وينتهي األمر إما برسو المزاد على الحائز أو غيره ،وفي الحالتين يطهر العقار
مما يتحمل به من رهون.
2ـ صاحب الحق في التطهير :يكون التطهير لحائز العقار المرهون طبقا لنص المادة 430ق.م.
والحائز قد يكون مشتريا أو مقايضا أو موهوبا له أو موصى له .وقد اشترطت اإلرادة التشريعية أن يكون
الحائز قد سجل سند ملكيته ،أو الحق العيني في األحوال التي يلزم فيها التسجيل النتقال الحق ،إذ بغير
التسجيل ال ينتقل الحق إليه ،ويجب أن يكون تسجيل سند الحائز قبل تسجيل تنبيه نزع الملكية ،ألن
التصرفات التي تتم بعد ذالك التاريخ ال تنفذ في حق الدائنين المقيدين ،وال الدائنين العادين المباشرين
للتنفيذ على العقار.1
وإذا كان سند الحائز معلقا على شرط واقف ،فال يعتبر الحائز قد اكتسب حقه فعال طالما أن الشرط لم
يتحقق بعد ،وعلى ذالك فال يعتبر حائزا بالمعنى الصحيح ومن ثم ال يجوز له التطهير ،ألنه ال يصير ملكا
إال بعد تحقق الشرط .
أما إذا كان سند الحائز معلقا على شرط فاسخ ،فهو يعتبر حائزا طالما أن الشرط لم يتحقق ،ويحق له
التطهير.
وتعرض الصعوبة إذا تحقق الشرط الفاسخ بعد تطهير العقار ،إذ أن ذالك يؤدي إلى زوال ملكية الحائز
بأثر رجعي ،ويعتبر التطهير قد صدر من غير مالك .ولكن المشرع الجزائري رجح األثر النهائي للتطهير
2
إذا حد من رجعية الشرط الفاسخ ،و هذا ما قررته المادة 419ق.م.ج.
2ـ ميعاد التطهير :ميعاد التطهير حددته المادة 430ق.م ويستفاد من هذه المادة أن للحائز أن يبدأ
إجراءات التطهير بمجرد أن تتوافر فيه صفة الحائز ،دون انتظار حلول أجل الدين ،أو قيام الدائن بالتنبيه
على المدين ،أو إنذار الحائز ،ويحق له عرض التطهير حتى بعد أن يشرع الدائن في التنفيذ على العقار،
والتقدم في اإلجراءات حتى وقت إيداع قائمة شروط البيع.
فإذا تأخر الحائز إلى وقت إيداع قائمة شروط البيع فال يكون أمامه إال أن يتقدم للمزاد كما سنوضح فيما
بعد.
4ـ إجراءاتالتطهير :تبدأ إجراءات التطهير بأن يقدم الحائز للدائنين المقيدة حقوقهم قبل اكتسابه صفة
الحائز ،عرضا مبديا فيه استعداده بأن يوفي في الحال بقيمة العقار التي يقدرها ،بصرف النظر عن الثمن
الذي اشترى به العقار ،إن كان مشتريا ،على أال يقل ما يعرضه عما بقي في ذمته من ثمن العقار.
وهذا العرض يتم على يد الموظف المختص بذالك من المحكمة ،وإال كان باطال وال يلزم أن يشفع الحائز
العرض بالقيمة نقدا أو أن يودعها الخزانة.1
1
-محمد صبري السعدي ،المرجع السابق ،ص .164
2
-محمد صبري السعدي ،المرجع نفسه ،ص .233
39
مضمون نفاذ الرهن على الغير الفصل الثاني
40
مضمون نفاذ الرهن على الغير الفصل الثاني
العقار بالمزاد العلني .ويحقق لكل كفيل لحق مضمون برهن أن يرفض العرض ألن مصلحته في أن يباع
العقار بأعلى ثمن ممكن ليستوفي الدائن المرتهن حقه وال يرجع على الكفيل (م 438ق.م.ج).1
ج ـ إجراءات رفض العرض :يتم رفض العرض بإعالن يقوم به الدائن المرتهن ،أو الكفيل لدين
مضمون بالرهن ويوجهه إلى الحائز وكذالك إلى المالك السابق للعقار وتنص على هذا الحكم المادة 434
ق.م والتي يتضح منها أنه يجب أن يقترن إعالن الرفض بأن يودع طالب البيع الخزينة العامة مبلغا
لتغطية مصروفات البيع بالمزاد ،وال يسترد طالب البيع ما استغرق من هذا المبلغ في المصروفات إال إذا
رسا المزاد بثمن أعلى مما عرضه الحائز ،فإن لم يتم إعالن الرفض في الميعاد ولم يقترن بإيداع
مصروفات البيع بالمزاد ،كان الطلب باطال .ومعنى ذالك أن يعتبر كأن لم يكن ويفترض قبول عرض
التطهير ضمنا في انقضاء موعد االعتراض دون إعالن صحيح بطلب البيع ممن لهم الحق في ذالك،
وتترتب على قبول العرض جميع نتائجه.
وال يستطيع طالب بيع العقار الرجوع في طلبه إال بموافقة جميع الدائنين والكفالء ،والحكمة في
هذا أن هؤالء قد يكونون قد امتنعوا عن طلب بيع العقار اعتمادا على الطلب الذي تقدم به واحد منهم،
ونصت على ذالك الفقرة الثانية من المادة 434ق.م.
دـأثرطلببيعالعقاربالمزاد:يترتب على طلب بيع العقار المطلوب تطهيره ،طرحه في المزاد
وإتباع إجراءات البيع الجبري (.)425
ويلتزم الراسي عليه المزاد أن يرد إلى الحائز الذي نزعت ملكيته المصاريف التي أنفقها في سند
ملكيته ،وفي تسجيل هذا السند وفيما قام به من اإلعالنات ،وذالك إلى جانب التزاماته بالثمن الذي رسا به
المزاد وبالمصاريف التي اقتضتها إجراءات التطهير.
ويجوز لكل شخص أن يتقدم للمزايدة ،فيما عدا المدين والراهن إن كان غير المدين ،وفيما عدا
األشخاص الممنوعين قانونا من ذالك .ويجوز للدائن الذي طلب البيع وألي دائن آخر ولو كان دائنا عاديا
للحائز نفسه إذا أراد أن يزيد فيما سبق عرضه ،بل يجوز ذالك ألي شخص من الغير أجنبي عن الدين
وعن العقار المرهون .ويجوز للحائز في أي وقت حتى رسو المزاد أن يوقف اإلجراءات باعتباره مالكا
للعقار ويمنع البيع بدفع ديون الدائنين إذ ليست لهم مصلحة في االستمرار في اإلجراءات ماداموا قد
استوفوا حقوقهم.
فإذا لم يستعمل الحائز حقه في إيقاف اإلجراءات عن طريق الوفاء بديون الدائنين المقيدين تعين
إيقاع البيع (إرساء المزاد) ،وقد يرسو المزاد على الحائز نفسه وقد يرسو على غير الحائز.2
ثالثا:تخليةالعقارالمرهون:Délaissement
0ـالمقصودبالتخلية:يقصد بالتخلية أن يتجنب الحائز إجراءات التنفيذ على العقار في مواجهته ،حتى
ال يظهر اسمه في إجراءات البيع ،كشخص تنتزع ملكيته لسداد الديون ،بالرغم من أنه أجنبي عنها ،مما
يسيء إلى سمعته ،فالحائز يتخلى على العقار لتباشر إجراءات التنفيذ في مواجهة حائز أو أمين تعينه
المحكمة لهذا الغرض.
والتخلية تمكن الحائز من التخلص من مسؤولية إدارة العقار خاصة أنه مسؤوال برد ثمار العقار
من وقت إنذاره ،وتوفر عنه ما قد ينفقه من مال وجهد ووقت لمتابعته إجراءات التنفيذ.3
وقد نصت اإلرادة التشريعية الجزائرية على التخلية في المادة 422ق.م .
1
-رمضان أبو السعود ،المرجع السابق ،ص.112
2
-محمد صبري السعدي ،المرجع السابق ،ص.280
3
-رمضان أبو السعود ،المرجع السابق ،ص.134
41
مضمون نفاذ الرهن على الغير الفصل الثاني
ويجب أال تقيد التخلية بأي شرط فتشمل كل العقارات المرهونة التي تكون في يد الحائز بصفته
هذه ،فإذا كان الحائز قد تصرف قبل اإلجراءات الموجهة إليه في جزء من العقارات ،وقعت التخلية في
الباقي منها.
ويترتب على التخلية مواصلة اإلجراءات ،ولكن تحويل مجراها ،فبعد أن كانت تتخذ في مواجهة
الحائز ،أصبحت تتخذ في مواجهة الحائز أي أمين العقار.
2ـمنلهحقالتخلية:التخلية حق لحائز العقار المرهون دون غيره بشرط عدم مسئوليته عن الدين،
فالمدين أو الكفيل الشخصي أو المدين المتضامن الذي اشترى العقار المرهون ،ال يجوز له التخلية.
وإذا أصبح الحائز مسؤوال عن الدين امتنع عليه أن يلجأ إلى التخلية سواء نشأت المسؤولية عن
الدين طبقا التفاق أو بنص القانون ،كما إذ تحقق شرط قضاء الديون جبرا في حالة من الحالتين الواردتين
في المادة 439ق.م وفي كلتا الحالتين ال يجوز للحائز أن يتخلص من التزامه للوفاء للدائنين بتخليه عن
العقار.
وكذالك إذ تعهد للدائنين المقيدين في عقد تملكه أو في اتفاق الحق بأن يدفع لهم ثمن ،إذ أن هذا
التعهد يجعله مسؤوال ،يؤدي إلى حرمانه من حق التخلية.
وكذالك األمر إذ تعهد للبائع له بأن يدفع الثمن ،للدائنين وال يحق للحائز التخلية إذ عرض تطهير
العقار وقبل الدائنون عرضه إذ يصبح مسؤوال عن دفع المبلغ الذي قوم به العقار.
أما في حالة رفض دائنين العرض ،فيجوز للحائز تخلية العقار ويحق للكفيل العيني أن يتخلى عن العقار
وهذا ما نصت عليه المادة 452ق.م في فقرتها الثانية.
وإذا كان الحائز أو الكفيل العيني له الحق في التخلية فهو يتخلى عن العقار المرهون ،ال في
ملكيته ،وال في حيازته القانونية ،وإنما يتخلى عن حيازته المادية للعقار المرهون ،وذالك للحارس أو أمين
العقار لكي تتخذ اإلجراءات لتنفيذ العقار في مواجهة هذا الحارس أو األمين بدال من اتخاذها في مواجهة
الحائز أو الكفيل العيني.1
2ـوقتالتخليةوإجراءاتها:لم ينص القانون على ميعاد يتقدم فيه الحائز لتقريره بالتخلية ،ولذا يحق
له ذالك من يوم إنذاره وحتى وقت رسو المزاد ،وبمعنى آخر وإلى الوقت الذي تستمر فيه إجراءات نزع
الملكية والغالب أن الحائز يبادر بتخلية العقار بمجرد إنذاره ومن نص المادة 422ق.م تتضح أن إجراءات
التخلية تتم على النحو اآلتي:
أوال :يقوم الحائز بإعالن التخلية بتقرير يقدم إلى قلم كتاب المحكمة المختصة وهي التي يقع العقار
المرهون في دائرتها.
ثانيا :يطلب الحائز من مكتب اإلشهار العقاري المختص التأشير بالتخلية على الهامش تسجيل تنبيه نزع
الملكية.
ثالثا :يعلن الحائز الدائن المباشرة لإلجراءات بهذه التخلية خالل خمسة أيام من تاريخ التقرير بها ،ويعلن
التقرير أيضا إلى المدين.2
ويترتب على عدم مراعاة أي إجراء من هذه اإلجراءات المذكورة بطالن التخلية ،فيستمر الدائن
مباشرة إجراءات التنفيذ فيها في مواجهة الحائز كما تنص المادة 422ق.م لمن له مصلحة في التعجيل من
حائز أو دائن أن يطلب من قاضي األمور المستعجلة تعيين حارس تتخذ في مواجهته إجراءات نزع
الملكية.
1
-محمد صبري السعدي ،المرجع السابق ،ص.283
2
-شوقي بناسي ،المرجع السابق ،ص .391
42
مضمون نفاذ الرهن على الغير الفصل الثاني
هذا ويجوز لكل ذي مصلحة أن يعارض في التخلية لعدم توافر شروطها وخصوصا إذا كان
الحائز ملتزما شخصيا بوفاء الدين.1
4ـالرجوععنالتخلية:يجوز للحائز بعد تقريره بالتخلية أن يرجع في ذالك ،إذ أن له حتى وقت رسو
المزاد أن يدفع الديون المقيدة ألصحابها ،فإن فعل فإنه يخلص عقاره ( م 432ق.م).
ويترتب على قيام الحائز بدفع الديون للدائنين المقيدين أن التخلية ال تنتج آثارها ،وهي االستمرار في اتخاذ
إجراءات نزع الملكية ،غير أنه يجب على الحائز أن يدفع كل الديون وتوابعها ومصروفاتها حتى يتخلص
العقار من قيود هذه الديون.
5ـ آثار التخلية :التخلية ال تمنع التنفيذ على العقار ويقتصر أثرها على مباشرة إجراءات التنفيذ في
مواجهة الحارس الذي يقوم بإدارة العقار ،ويظل الحائز مالكا للعقار ،فيحق له التصرف فيه إلى وقت
تسجيل التنبيه بنزع الملكية ،الن الحائز بالتخلية ينزل عن الحيازة العارضة فقط دون الملكية.
ويحق للحائز رغم التخلية إيقاف إجراءات التنفيذ في أي وقت حتى رسو المزاد وذالك كما سبق القول
بدفع ديون الدائنين المقيدين والمصروفات التي أنفقت في اإلجراءات.2
رابعا:تحملإجراءاتنزعالملكية
إذا لم يقم الحائز بقضاء الديون ،أو تطهير العقار ،أو التخلية ،فإنه يتحمل إجراءات التنفيذ.
والحائز يبقى مالكا للعقار المرهون إلى تاريخ رسو المزاد ،وتنتقل الملكية من الحائز إلى من رسا عليه
المزاد بحكم مرسي المزاد ،إذا كان شخصا آخر غير الحائز نفسه فسند ملكية الحائز ال يزول بأثر رجعي،
بل تنتقل الملكية منه إلى شخص آخر وهو من رسا عليه المزاد.3
0ـإجراءاتبيعالعقارالمرهون :تبدأ إجراءات البيع بإنذار الحائز بدفع الديون المستحقة أو تخليه
عن العقار ،بعد أو مع التنبيه على المدين بنزع الملكية المادة ( 421ق.م) .وتتبع إجراءات التنفيذ
المنصوص عليها في قانون اإلجراءات المدنية ،ولن نعرض تلك اإلجراءات ونقصر دراستنا على ما
يتعلق بالرهن من الناحية الموضوعية ،فنتناول من له حق الدخول في المزاد ،ثم مركز الراسي عليه
المزاد ،وأخيرا مسؤولية الحائز وحقه في الضمان.
2ـمنلهحقالدخولفيالمزاد :يحق لكل شخص أن يتقدم للمزايدة ،أما المدين فال يحق له ذالك إال
األولى به أن يوفي ما عليه من الدين لدائنه بالطريق العادي دون اللجوء إلى التنفيذ على العقار المرهون.
ويحق للحائز الدخول في المزاد ،ليحتفظ بملكية العقار ،بشرط أال يعرض ثمنا للشراء أقل من الباقي في
ذمته بسبب امتالكه العقار المادة ( 420ق.م) ،وإذا دخل الحائز المزاد فقد يرسو عليه أو شخص آخر.
2ـمركزالراسيعليهالمزاد–الحائز-الغير:
أـ الحائز :إذا تقدم الحائز للمزايدة ورسا عليه المزاد ،فإن ملكيته للعقار تتأكد ،فرسو المزاد ال ينقل
الملكية للحائز ،بل يؤكدها ،وتكون ملكية الحائز مؤسسة على السند األصلي ،المادة ( 429ق.م) وعلى
ذالك فحكم مرسى المزاد ال يسجل في هذه الحالة.
بـشخصغيرالحائز :أما في حالة رسو المزاد على شخص غير الحائز ،فإن ملكية العقار تنتقل إليه
في بمقتضى حكم مرسي المزاد ،فهذا الحكم ينقل الملكية من الحائز إلى من رسا عليه المزاد المادة (426
ق.م) ونظرا ألن حكم مرسى المزاد ناقل للملكية فيجب أن يسجل.
1
-محمد صبري السعدي ،المرجع نفسه ،ص.294
2
-رمضان أبو السعود ،المرجع السابق ،ص 131
3
-محمد صبري السعدي ،المرجع السابق ،ص.291
43
مضمون نفاذ الرهن على الغير الفصل الثاني
4ـأثرحكممرسىالمزاد :تنص المادة 429على أنه" ...ويتطهر العقار من كل حق مقيد إذا دفع
الحائز الثمن الذي رسا به المزاد أو أودعه".
وهذا الحكم يمتد أيضا إذا رسا المزاد على شخص آخر غير الحائز بشرط أن يقوم من رسا عليه
المزاد بدفع الثمن للدائنين الذين تسمح مرتباتهم باستيفاء حقوقهم من الثمن أو إيداعه الخزينة المادة (419
ق.م).
فيجب دفع الثمن فعال أو إيداعه حتى تترتب آثار رسو المزاد وأهمها تطهير العقار من الحقوق
المقيدة عليه ،على أن حالة العقار تختلف بحسب ما إذا رسا المزاد على الحائز نفسه أو على شخص آخر.
5ـ مركز العقار حالة رسو المزاد على الحائز :يتطهر العقار من كل حقوق الرهن ،والرهون
المقيدة عليه قبل أن تنتقل ملكيته إلى الحائز ،إال أن الحائز إذا كان قد رتب على العقار رهنا فإنه يبقى قائما
في مواجهة الحائز ،ألنه رهن العقار وهو مالك له ،والزال مالكا بمقتضى سنده القديم ،والدائن المرتهن
من الحائز في هذه الحالة يستفيد من خلو العقار من حقوق الرهن السابقة عليه في المرتبة الناشئة قبل أن
تنتقل الملكية إلى الحائز نفسه.
6ـمركزالعقارحالةرسوالمزادعلىشخصغيرالحائز:يتطهر العقار من كل رهن مقيد عليه
سواء كان صادرا من المالك السابق أو من الحائز ،ويستوفي الدائنون المرتهنون حقوقهم من ثمن العقار،
كل حسب مرتبته ويستوفي الدائن المرتهن من المالك السابق حقه قبل الدائن المرتهن من الحائز ألنه أسبق
في المرتبة .وإذا بقي شيء من الثمن بعد استيفاء الدائنين السابقين حقوقهم ،فإن الزيادة تكون لدائني الحائز
المرتهنين المادة( 428ق.م).
وعلى ذالك فإن الحقوق التي رتبها الحائز على نفسه على العقار تنقضي جميعا ،أما إذا كان
للحائز حقوق على العقار كحق ارتفاق أو حق انتفاع أو غير ذالك من الحقوق العينية األصلية ،رتبها
المالك السابق له وكانت هذه الحقوق نافذة في مواجهة دائني المالك السابق المرتهنين ،فإن هذه الحقوق بعد
رسو المزاد على شخص آخر تعود إلى الحائز المادة( 424ق.م).1
1
-محمد صبري السعدي ،المرجع السابق ،ص .293
44
خاتمــة
خاتمة
إن شهر الرهن الرسمي عن طريق القيد يعد هو اإلجراء األساسي الالزم لسريان الرهن في
مواجهة الغير.
كما أن أهم أثر لنفاذ الرهن يظهر فيما يرتبه حق الرهن للدائن المرتهن في مواجهة الغير من
ميزتي التقدم والتتبع.
هذا وأنه بمقتضى الحق األول يتقدم الدائن المرتهن في استيفاء حقه من ثمن العقار المرهون عن
سائر الدائنين العاديين والتاليين له في المرتبة.
أما فيما يخص الحق الثاني وهو حق التتبع فإن الدائن المرتهن يستطيع التنفيذ على العقار
المرهون في أي يد يكون ،وال يثبت ذالك إال بعد توافر جملة من الشروط في شخص من يباشره وهو
الدائن المرتهن ،وفي شخص من يباشر ضده وهو الحائز.
وإذا ثبت للدائن المرتهن الحق في التتبع جاز له مباشرة تتبع العقار المرهون لكن ذالك متوقف
على اتخاذه إجراءات معينة تتمثل في تسجيل التنبيه على المدين بالوفاء وإنذاره بالدفع أو التخلية أو اتخاذ
إجراءات البيع ضد الحائز ،حتى يمكن التوصل بعد ذالك إلى موقف الحائز من هذه اإلجراءات ويكون
ذالك إما بإبداء دفوعه أو بتحديد موقفه من الخيارات التي منحه إياها المشرع.
وبعد تحليل نصوص القانون المدني الجزائري ومقارنتها مع القوانين األخرى وآراء الفقهاء فيما
يخص آثار الرهن الرسمي بالنسبة للغير تم التوصل إلى أهم النتائج من بينها أن المشرع الجزائري أحال
كل ما يخص إجراءات القيد وتجديده وشطبه إلى قواعد قانون اإلشهار العقاري وذالك بموجب المادة
941ق.م.ج.كما جعل قيد الرهن بموجب المادة 940ق.م.ج شرطا حتى ينفذ على الغير.
هذا وأن ميزتي التقدم والتتبع موجهتان ضد الغير سواء كان الغير دائنا آخر أو حائزا للعقار ال
ضد الراهن.
أما فيما يخص ترتيب الدائنين المرتهنين في استيفاء حقوقهم من ثمن العقار المرهون يكون طبقا
لتاريخ قيد رهن كل منهم ،وليس وفقا لتاريخ إبرام عقد الرهن.
وأهم ما يمكن استنتاجه أن خصيصتا التقدم والتتبع ،اللتان تعتبران أهم آثار الرهن الرسمي
بالنسبة للغير تمكنان فعال من تحقيق االئتمان وزيادة الثقة بين الناس في التعامل.
غير أنه وبالرغم من أن المشرع الجزائري وفق في كثير من الحاالت إال أنه لم يصب في
البعض منها ،وهذا ما يالحظ من استقراء بعض نصوص القوانين األخرى خاصة الفرنسي منها ،ومن
بين هذه المالحظات إغفال المشرع الجزائري الجزاء المترتب عن عدم استيفاء البيانات المطلوبة في
المادة 923ق.م األمر الذي جعل الفقه يختلف في تحديد هذا الجزاء .كما يالحظ أن الزيادة التي قررتها
المادة 1|914ق.م.ج عن ثمن رسو المزاد تمثل عبئا كبيرا على من يرسو عليه المزاد ،وتجعل أغلب
الناس يحجم عن ا الشتراك في المزايدة ،مما يؤدي إلى فرصة إضعاف بيع العقار بثمن يزيد عن الثمن
الذي عرضه الحائز مقابل التطهير ،وبالتالي إلى تردد الدائنين في طلب بيع العقار.
46
قائمةالمصادر
والمراجع
قائمة المصادر والمراجع
أوال:المراجع
ثانيا:المصادر
األمر رقم 08 -60المؤرخ في 25رمضان عام 3140الموافق 29سبتمبر سنة 3460والمتضمن
القانون المدني ( الجريدة الرسمية العدد 68المؤرخة في )3460 -54 -15معدل ومتمم.
األمر رقم 04-60المؤرخ في 25رمضان 3140الموافق 29سبتمبر 3460يتضمن القانون
التجاري المعدل والمتمم.
القانون رقم 33 -43المؤرخ في 26ابريل 3443المحدد للقواعد المتعلقة بنزع الملكية من أجل
المنفعة العامة.
المرسوم 96 -66المؤرخ في 34فبراير ( 3466العدد 39من الجريدة الرسمية في 34فبراير
)3466المتعلق بتجديد قيود االمتياز والرهون العقارية لفائدة بعض المؤسسات والجماعات المحلية.
48
قائمة المصادر والمراجع
المرسوم رقم 91 -69المتعلق بتأسيس السجل العقاري (منشور بالجريدة الرسمية العدد 31115
ابريل سنة )3469المتعلق بتأسيس السجل العقاري.
المرسوم رقم 56 -40المؤرخ في 20يناير 3440يتضمن قانون التأمينات.
ثالثا:المذكراتوالرسائلالجامعية
أسماء فرجاني – رمزي بن الصديق ـ عبد الرؤوف بوليفة ،الرهن الرسمي ،مذكرة مكملة لنيل شهادة
الليسانس ،كلية الحقوق والعلوم االقتصادية ،قسم العلوم القانونية واإلدارية ،جامعة ورقلة-2559 ،
.2550
رابعا:المطبوعاتجامعية
سليمان محمدي ،محاضرات في التأمينات الشخصية والعينية ،لطلبة الكفاءة المهنية ،كلية الحقوق ،بن
عكنون.2552 -2553 ،
49
الفهرس
الصفحة العنوان
I شكر وعرفان ......................................................................................
II اإلهداء .............................................................................................
أ مقدمة ...............................................................................................
10 الفصل األول :قيد الرهن الرسمي
12 تمهيد ...............................................................................................
12 المبحث األول :مفهوم القيد وإجراءاته ............................................................
12 المطلب األول :مفهوم القيد .......................................................................
12 الفرع األول :تعريف القيد .........................................................................
14 الفرع الثاني :التصرفات واألحكام الخاضعة للقيد .....................................................
14 المطلب الثاني :إجراءات القيد ............................................................................
14 الفرع األول :الجهة المختصة بإجراء القيد وكيفية إتمامه ...........................................
14 أوال :الجهة المختصة بإجراء القيد .......................................................................
15 ثانيا :كيفية إتمام القيد .......................................................................................
15 الفرع الثاني :بيانات قائمة القيد وجزاء تخلفها .........................................................
16 المطلب الثالث :شطب القيد وتجديده ...................................................................
16 الفرع األول :شطب القيد وإلغاء الشطب ................................................................
16 أوال :شطب القيد ............................................................................................
16 3ـ أنواع الشطب ...........................................................................................
16 أ ـ الشطب االختياري ......................................................................................
16 ب ـ الشطب القضائي ......................................................................................
16 2ـ كيفية الشطب ............................................................................................
10 -1مصاريف الشطب ......................................................................................
10 ثانيا:إلغاء الشطب ...........................................................................................
10 3ـ الدعوى القضائية بإلغاء الشطب ......................................................................
10 -2ما يترتب على إبطال الشطب ........................................................................
10 الفرع الثاني :تجديد القيد ...................................................................................
10 3ــ وجوب تجديد القيد كل عشر سنوات ................................................................
10 2ــ الحائز يجب عليه تجديد القيد .........................................................................
10 1ــ مصروفات التجديد .....................................................................................
10 9ــ التأشير على هامش القيد ..............................................................................
10 المبحث الثالث :حوادث تعطل أثر القيد .................................................................
10 المطلب األول :الحوادث المتفق عليها ...................................................................
10 الفرع األول :شهر إفالس الراهن ........................................................................
01 الفرع الثاني :تسجيل تنبيه نزع الملكية .................................................................
01 الفرع الثالث :شهر التصرف الناقل لملكية العقار المرهون للغير ..................................
00 الفرع الرابع :شهر الرغبة في األخذ بالشفعة .........................................................
00 المطلب الثاني :الحوادث المختلف فيها ..................................................................
00 الفرع األول :وفاة الراهن ................................................................................
02 الفرع الثاني :شهر إعسار الراهن .......................................................................
50
04 الفصلالثاني:مضموننفاذالرهنعلىالغير
05 تمهيد ..........................................................................................................
06 المبحث األول :حق التقدم ................................................................................
06 المطلب األول :وعاء التقدم ودرجته ....................................................................
06 الفرع األول :وعاء حق التقدم ...........................................................................
06 أوال :ثمن العقار المرهون كوعاء لحق التقدم .........................................................
00 ثانيا :المال الذي يحل محل العقار المرهون كوعاء لحق التقدم ....................................
00 الفرع الثاني :درجة حق التقدم ...........................................................................
21 أوال :المبدأ العام :العبرة باألسبقية في القيد ...........................................................
21 ثانيا :االستثناءات الواردة على المبدأ العام .............................................................
22 المطلب الثاني :نطاق حق التقدم ونزول الدائن عن مرتبة رهنه ...................................
22 الفرع األول :نطاق حق التقدم ...........................................................................
22 أوال :أصل الدين ...........................................................................................
24 ثانيا :المصاريف ...........................................................................................
25 ثالثا :الفوائد ..................................................................................................
25 الفرع الثاني :نزول الدائن المرتهن عن مرتبة رهنه لدائن مرتهن آخر ..........................
أوال :مفهوم النزول عن مرتبة الرهن ،وتمييزه عن األنظمة القانونية المشابهة له ،مع بيان
25
األسباب العملية الداعية إليه ...............................................................................
20 ثانيا :شروط النزول عن مرتبة الرهن .................................................................
20 المبحث الثاني :حق التتبع .................................................................................
20 المطلب األول:شروط وإجراءات مباشرة حق التتبع ..................................................
20 الفرع األول :شروط مباشرة حق التتبع ...............................................................
20 أوال :الشروط الواجب توافرها في الدائن المرتهن ....................................................
20 الفرع الثاني :إجراءات مباشرة الحق في التتبع ........................................................
22 أوال :التنبيه على المدين بالوفاء ..........................................................................
22 ثانيا :إنذار الحائز بالدفع أو التخلية ......................................................................
22 ثالثا :اتخاذ إجراءات البيع ضد الحائز ...................................................................
22 المطلب الثاني :موقف الحائز من مباشرة حق التتبع ..................................................
22 الفرع األول :الدفوع الممنوحة للحائز لوقف إجراءات التتبع ........................................
22 أوال :الدفوع المتعلقة بالدين المضمون ..................................................................
22 ثانيا :الدفوع المتعلقة بالرهن...............................................................................
24 الفرع الثاني :الخيارات الممنوحة للحائز لوقف إجراءات التتبع ....................................
24 أوال -قضاء الديون .........................................................................................
24 3ـ القضاء االختياري للدين ..............................................................................
20 2ـ القضاء اإلجباري للدين ...............................................................................
20 ثانيا -تطهير العقار المرهون ............................................................................
20 3ـ المقصود بالتطهير ......................................................................................
20 2ـ صاحب الحق في التطهير .............................................................................
20 1ـ ميعاد التطهير ............................................................................................
20 9ـ إجراءات التطهير .......................................................................................
51 0ـ مصير العرض الذي تقدم به الحائز .................................................................
40 ثالثا :تخلية العقار المرهون ...............................................................................
40 3ـ المقصود بالتخلية ........................................................................................
51
40 2ـ من له حق التخلية .......................................................................................
42 1ـ وقت التخلية وإجراءاتها ...............................................................................
42 9ـ الرجوع عن التخلية ....................................................................................
42 0ـ آثار التخلية ...............................................................................................
42 رابعا :تحمل إجراءات نزع الملكية ......................................................................
42 3ـ إجراءات بيع العقار المرهون .........................................................................
42 2ـ من له حق الدخول في المزاد .........................................................................
42 1ـ مركز الراسي عليه المزاد – الحائز -الغير .........................................................
42 9ـ أثر حكم مرسى المزاد .................................................................................
44 0ـ مركز العقار حالة رسو المزاد على الحائز .........................................................
44 9ـ مركز العقار حالة رسو المزاد على شخص غير الحائز .........................................
45 الخاتمة ........................................................................................................
40 قائمة المصادر والمراجع ..................................................................................
51 فهرس الموضوعات ........................................................................................
52