Professional Documents
Culture Documents
قال هللا تعالى بعد بسم هللا الرحمن الرحيم "ولئن شكرتم ألزيدنكم "
بلقاضي بلقاسم
إلى روح والدي تغمده هللا برحمته الواسعة وأدخله فسيح جناته
ب
مقدمــــــــة
كثر فيه الجدل بين علماء الشريعة والقانون أال وهو موضوع الوصية الواجبة كما سماها
المشارقة ,او التنزيل كما يحلوا للمشرع الجزائري ان يسميه .
إذنفالتنزيلأوالوصيةالواجبةسببمنأسبابكسبالملكيةالخاصةباألحفـــاد.
د
مقدمــــــــة
الخطة
الفصل األول :ماهية نظام التنزيل ,تأصيله وتحديد طبيعته القانونية
المبحث األول :ماهية نظام التنزيل
المطلب األول :تعريف التنزيل والحكمة منه
الفرع األول :تعريف التنزيل
الفرع الثاني :حكم التنزيل والحكمة منه
المطلب الثاني :أركان التنزيل وشروط استحقاقه
الفرع االول :اركانه
الفرع الثاني :شروط استحقاقه
المبحث الثاني :تأصيل نظام التنزيل وتحديد طبيعته القانونية
المطلب االول :تأصيل نظام التنزيل
الفرع االول :األسس المنهجية لتشريع التنزيل
الفرع الثاني :مدى مشروعية التنزيل
المطلب الثاني :الطبيعة القانونية للتنزيل
الفرع االول :عالقة التنزيل بالميراث
الفرع الثاني :عالقة التنزيل بالوصية االختيارية
الفصل الثاني :القواعد العامة لتطبيق التنزيل في الفقه االسالمي وقانون االسرة
الجزائري
المبحث االول :مقدار التنزيل وطرق استخراجه
المطلب االول :مقدار التنزيل في الفقه االسالمي وموقف المشرع الجزائري منه
ه
مقدمــــــــة
الفرع االول :مقداره في الفقه االسالمي
الفرع الثاني :موقف المشرع الجزائري منه
المطلب الثاني :طرق استخراج التنزيل وموقف المشرع الجزائري منها
الفرع األول :طرق استخراج التنزيل
الفرع الثاني :موقف المشرع الجزائري منها
المبحث الثاني :تطبيق القضاء الجزائري ألحكام التنزيل
المطلب األول :إجراءات التقاضي في النزاعات المتعلقة بالتنزيل
الفرع األول :الجهة القضائية المختصة
الفرع الثاني :األشخاص المؤهلون لرفع الدعوى
المطلب الثاني :تضارب اإلجتهادات القضائية في تطبيق أحكام التنزيل
الفرع األول :تضاربها من حيث التنزيل اإلختياري والتنزيل بقوة القانون
الفرع الثاني :تضاربها من حيث ضوابط وشروط التنزيل
و
الفصل اْلول
ماهية نظام التنزيل ،تأصيله
وتحديد طبيعته القانونية
الفصل األول ماهية نظام التنزيل ،تأصيله وتحديد طبيعته القانونية
للوصيةمفهومشرعيوقانونيمحدديجعللهاحيزاخاصابهاومنثمفإناألصلهوأن
تكونالوصيةنوعاواحداوهومايعرفبالوصيةالشرعيةوإليهينصرفالمعنىإذا
أطلقتالوصيةمنغيروصـــف .
لكــنالقانونلسببمعينرأىإسباغأحكامالوصيةعلىبعضالتصرفاتالتيألحقهابهاو
هومايعرفبالوصيةالواجبةأومايطلقعليهحديثابالتنزيل،فنظامالتنزيلأوالوصية
الواجبةجاءلمعالجةوحلمشكلةاألحفادالذينيموتأبوهمفيحياةجدهمأوجدتهمثم
ن
يموتالجدأوالجدةفهؤالءاألحفادقداليرثونشيئامنتركةالجداوالجدةحيثيحجبو
بوجودأعمامهموذلكعمالبأحكاماإلرثفيالشريعةاإلسالميــة .
إذنفالتنزيلأوالوصيةالواجبةسببمنأسبابكسبالملكيةالخاصةباألحفـــا د.
يثير التنزيل العديد من االشكاالت القانونية التي تحتاج إلى توضيح وعلى رأسها غموض
طبيعته التي تتحدد على ضوئها العديد من األحكام الهامة ,هل هو ارث مستتر في شكل
وصية ,أم أنه مجرد وصية بحكم القانون ؟ ومن أجل ذلك كان لزاما عينا التطرق إلى
8
الفصل األول ماهية نظام التنزيل ،تأصيله وتحديد طبيعته القانونية
وردت أحكام التنزيل في قانون األسرة في المواد من 169إلى , 172وضح من خاللها المشرع
الجزائري األحكام العامة لنظام التنزيل ,إال يجب علينا الحديث عن التنزيل من الناحية القانونية
والشرعية ,التطرق إلى التعريف اللغوي واالصطالحي ,ثم الحكمة منه هدذا كله في المطلب االول
ثم بعد ذلك نسلط الضوء على أركان التنزيل وشروطه في المطلب الثاني .
نتناول في هذا المطلب تعريف التنزيل اللغوي واالصطالحي في الفرع األول ,ثم الحكمة
النزول ،الحلول وقد نزلهم ونزل عليهم ونزل بهم وينزل نزوال ومنزال ومنزال
ويقال استنزل فالن أي حط عن مرتبته ،والنازلة الشديدة من شدائد الدهر تنزل والنزل في الحرب أن
ومن هنا يتضح لنا بأن التنزيل هو الحلول أو الهبوط كقولنا نزل المطر من السماء،أو نحط شيء مكان
9
الفصل األول ماهية نظام التنزيل ،تأصيله وتحديد طبيعته القانونية
و نجد الولد يحل محل والده أو ننزل االحفاد منزلة أبائهم في الميراث .وكما أشرت من قبل أن التنزيل
يعرف أيضا بالوصية الواجبة وعليه سنتطرق إلى تعريف الوصية الواجبة لغة باختصار.1
جاء في مختار الصحاح 2و ص ي _أوصى له بشيء ،وأوصى إليه جعله وصيه واالسم الوصاية بفتح
الواو وكسرها ،و أوصاه ووصاه توصية ,وتواصى القوم أوصى بعضهم بعضا
ومن هذا يمكن تعريف الوصية الواجبة بربطها مع التنزيل :بأنها نصيب مقدر يستحقه
لم يعرف المشرع الجزائري التنزيل وإنما ترك ذلك للفقهاء فعرفه البعض على أنه :
"إحالل االحفاد في تركته الجد والجدة محل أصلهم الهالك سلفا أبا أ ,أما ,فيرثون نصيبه بشروط " .
وهناك من رأى بأن التنزيل " :احالل ارادة المشرع محل ارادة المنزل الذي لم يعبر عن ارادته بذلك أثناء حياته ".
ولقد كان التنزيل معروفا لدى الفقهاء المالكية المتأخرين وطبقة القضاء لغاية صدو ر قانون االسرة ,
غير أنه لم يكن إجباريا أو بقوة القانون بل كان اختياريا ,فالتنزيل وضع غير الوارث في منزلة وارث
والتنزيل كما يكون لالقارب المتمثلين في االحفاد غير الوارثين كأنه يجوز لغير االحفاد وغيرهم من
1ــابنمنظور,لسانالعرب,الطبعةاالولى,داراالحياءالتراثالعربي,بيروت,لبنان,1988,الجزءالرابع,ص .111
2ــالرازيبنبكرمختارالصحاح,منظبطوتخريجالدكتورمصطفىالدينالبغا,دونطبعة,1990,دارالهدى
للطباعةوالنشر,الجزائر,ص .519
10
الفصل األول ماهية نظام التنزيل ،تأصيله وتحديد طبيعته القانونية
األجانب ,وكان المصطلح المستعمل لدى متقدمي الفقهاء المالكية هو الوصية ولم يعرف مصطلح
1
التنزيل اال عند الفقهاء المتأخرين ,حيث يعتبرهم التنزيل في حكم الوصية .
فقد عرفه الشيخ محمد الصادق الشطي على أنه " هو أن ينزل االنسان غير الوارث منزلة وارث وهو من باب
والمالحظ من هذا التعريف أنه ورد عاما بحيث لم يحدد مقدار التنزيل كما أنه لم يحدد أشخاص التنزيل
إال أنه اجازه لغير الوارثين كما أن ارادة المنزل ـ كس ار ـ محل اعتبار فمصدر التنزيل هو إرادة النسان
وصية الشخص بتوفية ماعليه من حق هللا واألدم من تركته بعد وفاته عندما اليقوم دليل على ثبوت هذا
وفي إصطالح بعض الفقهاء :الوصية للوالدين واألقربين الذين اليرثون لمانع أو للحاجب .
وفي إصطالح القانون هي إفتراض وصية الجد او الجدة لالحفاد بقدر حصة ووالدهم او والدتهم اذا مات
الوالد أو الوالدة قبل وفاة الجد أو الجدة أو معا على أن التزيد هذه الحصة عن ثلث التركة .
التعريف القانوني :مماسبق يمكن تعريف التنزيل في قانون االسرة الجزائري كاالتي :
التنزيل هو حلول غير الوارثين من الحفداء محل أصولهم الوارثين قس ار ,أباء ا كانوا أو أمهات ,على
1ــدغيشأحمد,التنزيلفيقانوناالسرةالجزائري,أًصلالكتابأطروحةلنيلشهادةدكتوراهفيالقانون,الطبعةالثانية
,2010دارهومه,الجزائر,ص .69
11
الفصل األول ماهية نظام التنزيل ،تأصيله وتحديد طبيعته القانونية
فرض حياتهم ,عند موت مورثهم في أخذ منابهم من تركة الجد أو الجدة في حدود ثلث التركة .
واستنادا لنص المادة 169من قانون االسرة الجزائري يتضح طابع اللزام في هذا التنزيل بحيث ينفذ
قس ار لتركة المتوفى في حالة اذا لم يوصى به ,وهذا بحكم القانون باعتباره وصية قانونية واجبة
ومعنى هذا أن القانون هو الذي يتكفل بتنزيلهم منزلة أصلهم في التركة باعتبار ذلك أم ار وجوبيا والزما
وال خيار للمتوفى أو ورثته في حجبه عن مستحقيه وهذا لم يعد بإرادة صاحب التركة أي اعتبار الن
التنزيل ينفذ رغم إرادته ,وكما أنه ال يرد بالرد أي ينفذ رغم عدم قبول من وجب لهم التنزيل لذا يشبه
بالميراث.
من هذا الجانب اعتبر صاحب التركة اذا لم يوصي لحفدته ظالما فيقوم القاضي مقامه بفرضها بعد وفاته
1
بقدر نصيب هذا الولد على أن ال يزيد عن ثلث التركة ولو كان نصيبه ميراثا أكثر من ذلك.
1ــدغيشأحمد,المرجعالسابق,ص .70
12
الفصل األول ماهية نظام التنزيل ،تأصيله وتحديد طبيعته القانونية
ذلك على الثلث ،فإن زاد على الثلث ،رد إلى الورثة.
يقول بعض الفقهاء :إن أنصباء الوارثين حددها هللا ـ تعالى ـ في كتابه الكريم ،وجعلها وصية من هللا،
ّللاُ فِي أَ ْوالَ ِد ُك ْم…) وجعلها فريضة من هللا واجبة األداء،
ُوصي ُك ُم ه
فبدأ آيات المواريث بقوله تعالى ( :ي ِ
ضةً ِ همنَ ه
ّللاِ واإللتزام بها دون زيادة أو نقصان ،أو حرمان أحد من ذوي الحقوق في الميراث ،فقال( :فَ ِري َ
ّللا َكانَ َع ِليما َح ِكيماً) وجعلها من حدود هللا التي أوجب العذاب لمن يتعداها فقالِ ( :ت ْلكَ ُحدُو ُد ه ِ
ّللا َو َمن إِ َّن ه َ
ار خَا ِلدِينَ فِي َها َو َذلِكَ ْالف َْو ُز ْال َع ِظي ُم) وحتى ال يتدخل سولَهُ يُد ِْخ ْلهُ َجنَّا ٍ
ت تَجْ ِري ِمن تَحْ تِ َها األ َ ْن َه ُ ّللا و َر ُ
ي ُِط ِع ه َ
الناس في أمر المواريث بعواطفهم وعقولهم بيَّن لهم هللا ـ تعالى ـ أنهم ال يدرون حقيقة األمر في
قراباتهم ،وأيهم أنفع لهم في دينهم ودنياهم ،وأن هللا وحده هو العليم بذلك ،وهو الحكيم الذي يضع األمور
في وضعها الصحيح ،الذي فيه خير العباد ،والذي إذا تجاوزه الناس حدثت المفاسد والمصاعب ،وحلت
البغضاء والشحناء ،ودمرت المصالح التي شرع هللا وسائل تحقيقها ،فقال جل شأنه( :آ َبآ ُؤ ُك ْم َوأَبنا ُؤ ُك ْم الَ
ع ِليما َح ِكيماً) .وتطبيقا ألحكام المواريث التي ضةً ِ همنَ ه ِ
ّللا إِ َّن ه َ
ّللا َكانَ َ تَد ُْرونَ أَيُ ُه ْم أَ ْق َر ُ
ب لَ ُك ْم نَ ْفعا ً فَ ِري َ
ذكورا ،فإنهما يرثان التركة كلها ،لكل منهما نصف التركة،
ً فرضها هللا تعالى :فإن توفيت أم ،ولها ولدان
فإن كان أحدهما قد مات قبل أمه ،فإن أوالده يأخذون نصيب أبيهم وصية واجبة بشرط أن ال يزيد على
الثلث ،وما زاد على ثلث التركة يجوز لالبن الوارث الذي على قيد الحياة أن يتنازل عنه ألبناء أخيه إذا
أراد.1
ذكر العلماء الحكمة من تشريع نظام الوصية الواجبة (التنزيل )كما ذكر بعض المعاصرين :هو الحفاظ
على األسرة موحدة ومتماسكة وأن فيها إقامة للعدل ومعالجة مظاهر الظلم وما ينتج عنها من بؤس
وحرمان وفقر ،ذلك أنه في حاالت كثيرة يتوفى االبن قبل والده ويكون لذلك الوالد أبناء يمنعون أبناء
المتوفى من الميراث وعندها يحرمون نصيبهم من مال ربما كان ألبيهم اليد الطولى في جمعه وتثميره
1ــعزةعبدالعزيز,أحكامالتلركاتوقواعدالفرائضفيالتشريعاالسالميوقاعدقانوناالسرةالجزائري,طبعةثانية,
,2010دارهومه,الجزائر,ص .195
13
الفصل األول ماهية نظام التنزيل ،تأصيله وتحديد طبيعته القانونية
فيؤول هذا المال إلى ملك األعمام بحقهم في الميراث وينالون بسببه حظهم الوافر من المتاع الدنيوي
وأبناء المتوفى إلى جانبهم يعانون شظف العيش وفي هذا تقطيع آلصرة الرحم وبعث األحقاد واستشعار
لمرارة الظلم والحرمان فجاء قانون الوصية الواجبة المستمد من نظرات صائبة لنفر من صالحي السلف
ــ حل مشكلة األبناء الذين يموتون في حياة آبائهم ويتركون أبناء لهم ،فيعطى أبناء األبناء حصة أبيهم
ــ استجابة لحاالت كثرت فيها الشكوى وعمت فيها البلوى من حرمان األحفاد الذين يموت أبوهم في حياة
ــ تخفيف المعاناة قدر المستطاع عن اليتامى كي ال يجتمع عليهم مع اليتم وفقد العائل الحرمان.
ــ المحافظة على كيان األسرة وحدة متماسكة لكي ال يضطرب ميزان توزيع الثروة في األسرة فيصبح
ــ البعض في متربة بسبب موت األب المبكر ،والبعض اآلخر من األعمام يكونون في سعة ورغد من
العيش ،علما ً بأنهم ال ذنب لهم سوى أن األقدار اختارت وفاة أبيهم في حياة جدهم .
ــ قلة الوازع الديني في هذا الزمان وضعف الرحمة وفقدان الروابط االجتماعية والروح األخوية اتجاه
14
الفصل األول ماهية نظام التنزيل ،تأصيله وتحديد طبيعته القانونية
ــ إقامة العدل واإلنصاف ورفع الظلم الواقع بأبناء األبناء مع العلم أنه قد يكون األب المتوفى قد ساهم في
تكوين الثروة التي خلفها الجدود وورثها األعمام وبنوهم فيكون من العدل واإلنصاف إعطاؤهم بالوصية
ــ حماية األحفاد من الضياع إذا مات أبوهم قبل جدهم والسيما أنهم يكونون في حاجة وضعف.
1
ــ تحقيق التواد والتآلف بين أفراد األسرة ،وصلة لألرحام وإزالة للضغائن واألحقاد.
يقوم التنزيل على مجموعة من األركان ـ الفرع األول ـ والشروط ـ الفرع الثاني ـ سنلقي عليها الضوء
والمنزل ــ كسرا ـ في الوصية الواجبة عند تنزيل حفدته منزلة أبيهم أو أمهم في التركة ,كما لو كانو
أحياءا ,يعامل وكأنه مورث وبالتالي ال اعتبار ألهليته أو ارادته ذلك الن التنزيل في قانن االسرة
الجزائري كما سبق بيانه خالفة اجبارية مصدرها حكم القانون بمقتضى نصوص التنزيل ,وعلى هذا
االساس أطلق اسم المنزل ــ كسرا ـ على الجد أو الجدة المالكين للتركة والمفرقين للحياة وسواء كان
1ــعزةعبدالعزيز,المرجعالسابق .
2ــابن رشدالقرطبي,بدايةالمجتهدونهايةالمقتصد,الجزءالثاني,دونطبعة,دونسنةنشر,دارالفكرلبنان,ص .328
15
الفصل األول ماهية نظام التنزيل ،تأصيله وتحديد طبيعته القانونية
موت الجد أو الجدة المالكين للتركة والمنفارقين للحياة وسواء كان موت الج أو الجدة حقيقة أوحكما
والموت الحقيقي :هو الذي يكون بأحد االمور الثالث :إما بالمشاهدة بأن نشاهد هذا المورث سقط ميتا ,
وإما باالستفاضة بأن يستفسظ لدينا ان فلنا مات كأن يعلن خبر موته بالصحف ,أو يستفيظ لدى الناس
بأنه مات وغالب مانشهد عليه بالموت هو االستفاضة أو بشاهدة عدلين يشهدان بأنه مات مثل أن يكون هذان
الرجالن رفيقين له في السفر فيموت ويشهدان على ذلك .
أما الموت الحكمي :يتأتى بصدور حكم من القضاء مضمونه الحكم بموت فالن من الناس ,وحكم
القاضي يعتجد به وهو حجة في اثبات وفات المنزل ــ كسرا ــ على الرغم من أنها التطابق الحقيقة ,فقد
يحكم القاضي بموت الشخص مع تنقل حياته ,كما هو الحال بالنسبة للمرتد ,وهناك حالة أخرى تنطبق
على الموت حكما تتعلق بالمفقود وهي تلك الخاصة باصدار القاضي حكمه على من غاب غيبة طويلة
واليدري أهو من االحياء أو األموات ؟ورفع أمره الى القضاء ,فحكم القاضي بموته ,فيعتبر ميتا من
1
وقت صدور هذا الحكم و يعتبر موت المفقود موتا حكميا وليس حقيقيا اذ الدليل قاطع على موته .
والسؤال الذي يطرح في هذا الصدد :هل يمكن أن يكون المنزل ــ فتحا ــ له حمال أو مفقودا أم أنه
لم يتطرق الفقهاء لهذه المسألة والسبب في ذلك اختالفهم في التكييف القانوني للتنزيل هل هو ميراث
فتطبق عليه احكام الميراث أم انه وصية واجبة بحكم القانون فنطبق عليه أحكام الوصية .
إال أن الدكتور دغيش أحمد في كتابه ــ التنزيل في قانون االسرة الجزائري ــ يرى بأن المنزل " فتحا "
قد يكون من االشخاص الذين يصح تملكهم ابتداءا او كما يجوز الن يكون الموصى له حمال أو مفقودا
حيث تسؤي عليه نفس االحكام التي تطبق بشأنه في مسائل الميراث استنادا لنص المادة 181قانون
1ــدغيشأحمدالمرجعالسابق,ص .128
16
الفصل األول ماهية نظام التنزيل ،تأصيله وتحديد طبيعته القانونية
االسرة الجزائري :يراعي في قسمة التركات احكام المادتين 173 ,109من قانون االسرة الجزائري ,
وبالرجوع للمادتين 109,173نجدهما يتعلقان بالمفقود والحمل وكيفية توريثهما وبالتالي وجب مراعات
ا الجراءات القانونية فيما يتعلق بأحكام المفقود وعند تقسيم مقدار التنزيل بين الحفدة يطبق عليها أيضا أحكام
الميراث بشأن المفقود .
ويشترط في الموصى له المنزل حتى يرث عن طريق التنزيل أن يكون أصله مستحقا للميراث على
افتراض حياته ولم يمنعه مانع من موامع االرث ,فلو كان ممنوعا من الميراث لقتل أو الختالف دين ,
فال يستحق أوالده وصية واجبة النالوصية تعويض عن ما فاتهم من ميراث بسبب موت أصلهم ,وهنا لم
يفتهم شيئا حتى يعوضوا عنه لذا فال يستحقو وصية .
فبالرجوع لنص المادة 169من قانون االسرة الجزائري بنصها ... " :وقد مات مورثهم . "...
فكلمة مورث التطلق اال على االصل الذي يستحثق ميراث ولو كان حيا .
كما يشترط ان يكون المنزل ـــ فتحا ـــ غير ممنوع من االرث أصله كأن كان قاتال اولو اختالف الدين
الن هذااالخير يعتبر تعويضا عن مافاته من ميراث أصله فإنه والحالة هذه اليستحق شيئا اذ لم يفته شيئا
1
يعوض عنه .
أصل الحفدة كما لوكان حيا أثناء موته موت مورثه وفي حدود ثلث التركة ماعدا الحقوق الشخصية
وعليه فالمحل هنا يشمل كل مايصح تملكه من االموال المادية والمشروعة قانونا ومايلحق بها من
الحقوق المالية وكما أن محل التنزيل في هاته الحالة سببه خالفة جبرية ولكن بنص القانون بخالف محل
1ــدغيشأحمد,المرجعالسابق,ص .135
17
الفصل األول ماهية نظام التنزيل ،تأصيله وتحديد طبيعته القانونية
الميراث الذي هو خالفة جبرية بنص الشارع وخالفا كذلك لمحل الوصية العادية الذي هو خالفة
1
اختيارية في حدود القانون .
كما هو معلوم ومعروف أن للميراث شروط حتى يستفيد الوارث من التركة فإذا توفرت فيه الشروط أخذ
نصيبه المقدر له ،إال أن هذه الشروط في الميراث غير كافية في توريث االحفاد إضافة إلى تلك الشروط
العامة للميراث هناك شروط أخرى حتى يستفيد الفرع من التنزيل .بما أن االحفاد قد نالوا نصيبا من
تركة جدهم أو جدتهم ولكي يأخذوا نصيبهم هناك شروط البد أن تتوفر في الفرع الحفيد وشروط أخر ى
لكي يستفاد الحفيد من تركة جده او ينزل منزلة والده يجب أن تتوفر مجموعة من الشروط منها :
1ـ أن يكون المال كثي ار :بحيث اليضر بالورثة والسيما إذا كانوا فقراء ومرد ذلك الى العرف فيما يرى الموصي
حيث يجب أن يأخذ في حسبانه االمور التالية في أحوال التركة ومستحقيها من الورثة والمحجوبين
.عنده مال كثير وورثته محتاجين ويوجد من أقاربه المحجوبين محتاج .
.عنده مال كثير وورثته غير محتاجين وال يوجد من أقاربه المحجوبين محتاج .
1ــحدادعيسى,الوجيزفيالميراث,دونطبعة,2003,مديريةالنشر,الجزائر,ص .113
2ــبلحاجالعربي,احكامالمواريثفيالتشريعاالسالميوقانوناالسرةالجزائري,الطبعةالثالثة,2008,ديوان
المطبوعاتالجامعية,الجزائر .
18
الفصل األول ماهية نظام التنزيل ،تأصيله وتحديد طبيعته القانونية
.عنده مال كثير و ورثته محتاجين وال يوجد من أقاربه المحجوبين محتاج.
.عنده مال كثير وورثته غير محتاجين وال يوجد من أقاربه المحجوبين محتاج.
.عنده مال قليل وورثته محتاجين و يوجد من أقاربه المحجوبين محتاج .
.عنده مال قليل وورثته غير محتاجين و يوجد من أقاربه المحجوبين محتاج .
.عنده مال قليل وورثته محتاجين وال يوجد من أقاربه المحجوبين محتاج.
.عنده مال قليل وورثته غير محتاجين وال يوجد من أقاربه المحجوبين محتاج.
2ـ أن ال يكون قد أعطاه الجد أو حباه أو أوصى أو أوقف له اال إذا كان مض ار بالوصية
3ـ أن ال يكون الفرع مستحقا للميراث في تركة المتوفى )جد كان أو جدة(
4ـ أن ال يكون قد قتل الحفيد جده أو جدته قياسا على االرث والوصية االختيارية
5ـ أن ال يكون في االقارب المحجوبين من هو أقرب منه وأكثر منه حاجة فعلى صاحب التركة أو
الورثة أو القاضي أن ينظروا االقرب فاالقرب مع الحاجة فإن تساوى اثنان في الحاجة قدم أقربهما.
اشترط قانون االسرة الجزائري عدة شروط الستحقاق التنزيل وذالك في المواد 172،171،170
ـ عدم الزيادة على حظ المورث هذا ما تقتضيه قواعد الميراث عامة ،ذلك الن االحفاد أدلوا إلى المورث
وهو الجد باالب فال يعقل أن يكون لمن أدلى نصيبا أكثر مما أدلى به ،والقانون عندما نص على هذا
19
الفصل األول ماهية نظام التنزيل ،تأصيله وتحديد طبيعته القانونية
الشرط في المادة 170وضح بأن يأخذ المنزل ما كان يأخذه أصله لو كان حيا دون زيادة.1
ـ ويشترط أن ال يزيد النصيب على الثلث فإذا زاد عن الثلث لم ينفذاال بإرادة الورثة ،فإذا مات
الشخص عن بنت وابن وأوالد ابن إن مات في حياة أبيه ،فإن الذي كان يستحقه االبن المتوفى في حياة
أبيه هو خمسا التركة وهذا أكثر من الثلث ،فال يأخذ أوالده اال الثلث ،يقسم بينهم قسمة الميراث للذكر
مثل حظ االنثيين
التنزيل :إيصاء وليس إرثا ،والتنصيص عليه في مواد قانونية ،هو إحالل أرادة المشرع محل إرادة
ودليلنا في ذلك ،صيغة آيات المواريث التي جاءت بصيغة األمر والقطع ،في تحديد محوري :التركة،
1ــحدادعيسى,المرجعالسابق,ص .112
20
الفصل األول ماهية نظام التنزيل ،تأصيله وتحديد طبيعته القانونية
فال يسوغ ألي كان أن يخالف قواعده ،في مجتمع مسلم نصا ،وروحا.
تبعا لذلك فإن الحفدة ليسوا ورثة و لكنهم يحملون صفة "الموصى لهم" قانونا فالعالقة بين المورث
وحتى معنى كلمة ((التنزيل)) في اللغة ،فإنها تتضمن ،فـ ــاعال ،ومفعوال ألجله ،وهما :المشرع والحفدة.
وبمقتضى هذا الفهم ،فإن التنزيل ال يمكن أن يكون ميراثا ،ألن الذي يورث هو الخالق سبحانه ،وأما
المشرع فإن له الحق في إعطاء حقوق لمن يشاء بنص في القانون بشرط أن ال يخالف الشريعة ألن
الشريعة مصدر للقانون ،والقانون في مواد التنزيل يكرس االجتهاد الفقهي الذي يعد من الشريعة ،فيقرر
ومن يقول وأن التنزيل ميراث فإنه يقرر ضمنا وأن المشرع قد خالف الشريعة ،والفرق بين أن يكون
التنزيل ميراثا أويكون وصية ،فرق جوهري على مستوى الفكر النظري المجرد ،وعلى مستوى الفهم
العميق،لروح ونظام الميراث في الشريعة السالمية ـ من جهة ـ وعلى مستوى التطبيق العلمي ـ من جهة
ثانية ،فتتداخل في الفهم ،وفي احتساب المسائل قواعد الميراث ،وقواعد الوصية في احتمال أول ،و/أو
تلغي أحكام الوصية تماما ،فيخلق لدينا وارث بالنص القانوني مخالف لقواعد الشرع.1
بيد أن كلمة "مورثهم" الواردة في هذه المادة تحتاج إلى شرح و تحليل:
لقد جاءت هذه الكلمة"مورثهم" بصيغة المفرد بالنسبة للمورث ،وجاءت بصيغة الجمع بالنسبة للورثة
1ــإماممحمدكمالالدين,الوصيةوالوقففياالسالم(مقاصدوقواعد),الطبعةاالولى,1999,منشأةالمعارف,
مصر,ص .98
21
الفصل األول ماهية نظام التنزيل ،تأصيله وتحديد طبيعته القانونية
عندما أضافتهم للمورث ،واقصد بذلك ضمير الجمع في كلمة مورثهم وهذا الضمير هو" :هم".
فكأن المشرع لم يتصور صو ار أخرى للحفدة إال أن يكونوا من أب واحد (فرع واحد) ،وهنا نتساءل ما
هو موقف المشرع إذا توفي الجد عن حفدة متعددين من أبناء متعددين ،وبعبارة أخرى :كيف يقتسم
الحفدة ثلثهم الجائز فيما بينهم ،هل تأخذ كل مجموعة منهم مناب أبيهم أم ينضمون جميعهم في الثلث ثم
إن القول أن كل مجموعة من هؤالء الحفدة تأخذ مناب أبيهم ولو تجاوزت مناباتهم في مجموعها ثلث
التركة ،قول مردود عليه ،ألن الحفدة جميعهم يدخلون من باب الوصية ،وباب الوصية ال يتسع إال لثلث
وهذا مقتضى العمل بأركان الوصية وشروطها ،وأهم شرط فيها ،الثلث الجائز ،فال يجوز تجاوزه بأي
حال.
ومن يجيز تجاوزه ،فإنه يعتبر التنزيل ميراثا ،و يتهم المشرع ضمنا ،وأنه جعل الحفدة ورثة ،وهذا ما لم
إن أحكام التنزيل التي أوردها المشرع الجزائؤي في المواد 169الى 172من قانون االسرة الجزائري
لم ترد في مذهب من المذاهب الفقهية المشهورة أو غير المشهورة ولكنها تستند في أكثر تفصيالتها الى
احكام جزئية وردت في مذاهب فقهية متفرقة ,قام المشرع الوضعي في االجتهاد فيها .
فمنهجية التقنيني تتجاوز مذهبية الفقه الى ال مذهبية التشريع ,وهو مافعله المشرع في احكام التنزيل
اعتمادا على اسس منهجية الثالثة :السياسة الشرعية ,التلفيق في التشريع ,المصلحة المرسلة
1ــإماممحمدكمالالدين,المرجعالسابق .98ً,
22
الفصل األول ماهية نظام التنزيل ،تأصيله وتحديد طبيعته القانونية
قانون األسرة الجزائري وبحسب موضوعاته التي تضمنتها نصوصه أخذ جل أحكامه من الشريعة
اإلسالمية ومقاصدها وقواعد السياسة الشرعية .فإذا كان المشرع الجزائري وباقي مشرعي الدول
العربية ليسوا منشئين للتنزيل من حيث المبدأ بل تبنوه من خالل ما توصلت إليه جهود العلماء والفقهاء
من خالل اآلراء الفقهية المؤسسة على مقاصد الشريعة اإلسالمية السمحة وقواعد السياسة الشرعية التي
تقر بوجوبه استنادا إلى األدلة القطعية من القرآن كآية الوصية واألحاديث النبوية الصحيحة التي قطعت
جهيزة قول كل خطيب في األمر بوجوبه وإن كانوا مختلفين في اجتهادهم رضي هللا عنهم فهذا الخالف
رفعه حكم الحاكم وهذه قاعدة شرعية عند الفقهاء وقد قال صاحب أسهل المسالك في فقه اإلمام مالك
رضي هللا عنه في منظومته الشهيرة :وارفع بحكم حاكم الخالفا وال يحل محرما إن حافا وعليه أصبحت
التشريعات العربية منظمة فقط لكيفيات تطبيقه فالتنزيل الذي جاء به قانون األسرة مستمدة أصوله من
هذا الفقه وإن كانت نصوصه في هذا القانون متبيانة غير محكمة وال ملمة بكافة جوانبه لما بثه في شك
واختالف في تفسيره وكيفية تطبيقه في الواقع العملي حيث اختلف المطبقون له في تفسير مصطلح
األحفاد ،فمنهم من أخذ بالمعنى اللغوي في حين أخذ البعض اآلخر بالمعنى االصطالحي ،كما أنه لم
يذكر ضمن نصوصه كيفية استخراج مقدار التنزيل خاصة وانه نص عليه ضمن أحكام الميراث ال
الوصية.وعليه مما سبق ذكره عن مشروعية التنزيل يمكن استخالص مايلي :
1
-أن الطبيعة القانونية للتنزيل هو حلول في التنزيل وليس ميراثاً.
-أن الحكمة من تشريع التنزيل هو التعويض وشدة االحتياج للحفدة لكن التعويض أرجح وأسهل بخالف
1ــالهالليالمسعود,أحكامالتركاتوالمواريثفيقانوناالسرةالجزائري,الطبعةاالولى,2008,جسورللنشروالتوزيع
,ص .68
23
الفصل األول ماهية نظام التنزيل ،تأصيله وتحديد طبيعته القانونية
شدة االحتياج ألنه يكلف المطبقين في الواقع العملي مشقة في الحصول على األدلة وصعوبة اإلثبات
والمشرع بتقريره للتنزيل راعى ظروف األحفاد الفقراء ومستقبلهم فوضع حدا ً لمأساة اجتماعية وألن
التنزيل لم يرد في المذاهب اإلسالمية األربعة وإنما هو موكل الجتهاد الحاكم لكونه يرفع الخالف بين
الفقهاء.
-أن مصطلح الحفيد الوارد في القانون يقصد به المفهوم العام وليس مفهومه الخاص اللغوي الذي
يقتصر على أبناء االبن والتالي فإنما ورد في قانون األسرة من مصطلح األحفاد يبقى على عمومه ليشمل
أبناء االبن وأبناء البنت على السواء حتى يرد دليل ما يخصص هذا المصطلح.
ــ أن القول بمنع أبناء البنت من التنزيل ألنهم من ذوي األرحام ال يستقيم مع طبيعته القانونية وبالتالي
فهم مستحقي التنزيل وليسوا ورثة وأن المادة 172من ق أ أزالت هذا المشكل بنصها على األب واألم
وليس على األب فقط وهو ما قررته المحكمة العليا ألن كلمة األصل تشمل األب واألم .
-أن األشخاص المستحقين للتنزيل هم فرع الولد (األب واألم) الذي مات موتا ً حقيقيا ً في حياة أبيه وأمه
أو الذي مات موتا ً حكميا ً أو الذي توفي مع أبيه أو أمه في وقت واحد وال يعرف أيهما مات أوالً
-أن اإلثبات في مرحلة اختيارية التنزيل في حالة لم يقم الجد بتنزيلهم فال ينزلون أما إذا أنزلهم فإنه في
خالة عدم كتابته يثبت بحكم لكونه وصية اختيارية وإن لم يتمكن األحفاد من تقديم الدليل حرموا من
التنزيل .
-أن اإلثبات في مرحلة وجوب التنزيل يكون على األحفاد إثبات توفر الشروط ليستحقوا التنزيل .
-أن العبرة في التنزيل هي بوفاة الجد وليس األب وهنا علينا أن نشير إلى المبدأ الذي يحكم هاتين
المرحلتين هو مبدأ عدم رجعية القوانين وإنما لكل مرحلة القانون الذي يحكمها.
24
الفصل األول ماهية نظام التنزيل ،تأصيله وتحديد طبيعته القانونية
-أن األحفاد في التنزيل عليهم إثبات صفتهم مستحقي التنزيل وفي حالة عدم إثباتهم يثيرها القاضي من
تلقاء نفسه.
-أن موانع الميراث المقررة في شرط وجوب التنزيل هو بعضها وليس كل الموانع .
-أنه على القاضي السهر على توفر شروط التنزيل وال يقوم بالتنزيل التلقائي وإنما فتح باب التحقيق
نتناول في هذا المطلب دراسة الوصية الواجبة من حيث طبيعتها القانونية وذلك بالتفرقة بين كونها ميراثا
تحكمه قواعد االرث ,او اعتبارها وصية تخضع الحكام الوصايا ,وذلك من خالل التفرقة بين الوصية
ـ يشبه الميراث في أنه يوجد وان لم ينشأه المتوفي ,ولذا فانه يجب من غير ايجاب واذا وجب صار الزما ,اليقيل
عدم التنفيذ
ـ التنزيل ال يحتاج الى قبول شانه شأن الميراث ,فيدخل الى ملك الفرع " المنزل " جب ار عليه دون حاجة الى قبوله .
ـ ـ اليرد بعدم القبول ,والميراث كذلك ,فكالهما خالفة اجبارية ,وينفذ من تركة الميت ولو صرح قبل
موته بمنعه ,فال يسمع قولخ من المنع وهذا شان الميراث .
ـ ـ يقسم قسمة الميراث "للذكر مثل حظ االنثيين " ولوشرط المنزل تقسيمها على غير هذا الوجه اال اذا
25
الفصل األول ماهية نظام التنزيل ،تأصيله وتحديد طبيعته القانونية
ـ يشترط في استحقاق الفرع للتنزيل ان ال يكون وارثا بنفسه حتى ال يجتمع له الميراث مرتين ,احداهما
ــ الميراث يثبت ابتداءا دون ان يكون تعويضا عن حق ضائع ,بينما التنزيل يثبت تعويضا للفرع المنزل
ـ يغني عن التنزيل ما اعطاه في حياته للفرع المنزل ,واليغني عن الميراث مع من يرث .
ـ في تنزيل كل أصل يحجب كل فرع دون فرع غيره ,وفي الميراث كما يحجب فرعه يحجب فرع
1
ـ ال ينفذ التنزيل كالميراث في جميع المال تماما بل ينحصر مقداره بثلث التركة
ــ التنزيل يقدم على الميراث بل على سائر الوصايا االختيارية ,
أوجه االختالف
1ـبنالشيخاثملويالحسن,التنزيلدراسةقانونيةفقهيةوقضائيةمقارنة,دونطبعة,2011,دارهومه,الجزائر.ص
.642
26
الفصل األول ماهية نظام التنزيل ،تأصيله وتحديد طبيعته القانونية
ــ التنزيل مقيد فهي التجوز اال لالقربين او بالتحديد للفرع الوالد غير الوارث الذدي اصله في حياة
ــ الوصية االختيارية التوجد االبارادة الموصي في حين ان التنزيل يوجد وينشاه المنزل
ــ الوصية االختيارية تحتاج الى قبول اذا كان لمعين ,اليمكن ردها ,بخالف التنزيل يحتاج الى قبول
ــ التنزيل ينشأ بعد الموت بحكم القانون ,في حين ان الوصية االختيارية يستحيل وجودها اال بعد وفاة
1
الموصي ,لزوال ملكه بالوفاة .
تناولنا في هذا الفصل االطار المفاهيمي و التأصيل النظري لنظام التنزيل حيث
وردتأحكامالتنزيلفيقانوناألسرةفيالموادمن169إلى،172فالتنزيلهوجعل
أحفادالشخصمنزلةأصلهمفيتركةالجدأوالجدةونظامالتنزيلأوالوصيةالواجبة
إستحداثفيالفقهاإلسالميالحديثلمعالجةمشكلةاألحفادالذيناليرثونشيئامنتركة
جدهمأوجدتهمبسببوجوداألعمامكماسبقتاإلشارةإلىذلكفيمقدمةالملتقى.
إنأحكامالتنزيلالتيأوردهاالمشرعالجزائريفيقانوناألسرةفيالمواد169إلى 172
1ــبنالشيخاثملويالحسن,المرجعالسابق,ص .643
27
الفصل األول ماهية نظام التنزيل ،تأصيله وتحديد طبيعته القانونية
لمعالجةمشكلةاألحفادالفقراءلمتردفيأيمذهبمنالمذاهبالفقهيةالمعروفةأوغير
المعروفةإذهيإجتهادمنواضعيالقانونيستندإلىقاعدةشرعيةهيأنلولياألمر
يأمربالمباحلمايراهمنالمصلحةالعامةومتىأمربهوجبتطاعته.
يشبهالميراثمنوجوهويخالفهمنوجوهأخرىكمانجدفيهمنخصائصالوصيـةوذلك
علىالنحوالتالي:
ـأنالتنزيلوجبعوضاعمافاتاألحفادمنميراثأبيهمأماالميراثفثبتابتداءمنغير
أنيكونعوضاعنحقضائع
ـالتبـرعبدونعوضيغنيعنالتنزيلأماالميراثاليغنيعنهذلك
وكانتقسيمالفصلعلىالنحوالتالي :
المبحث األول :ماهية نظام التنزيل
المبحث الثاني :تأصيل نظام التنزيل وتحديد طبيعته القانونية
28
الفصل الثاني
القواعد العامة لتطبيق التنزيل
في الفقه اَّلسالمي وقانون
اَّلسرة الجزائري
ي
الفصلالثانيالقواعدالعامةلتطبيقالتنزيلفيالفقهاإلسالميوقانوناألسرةالجزائر
رأينا في الفصل االول من هذه المذكرة التأصيل النظري لفكرة التنزيل فبحثنا في مفهومه
الفقهي و القانوني ود ليل مشروعيته ,كما تطرقنا إلى شروط استحقاقه وأركانه والطبيعة
القانونية له وحول االختالف في وصفه بين وصية واجبة وتنزيل هذا االخير الذي أثار
مجموعة من االشكاالت في تطبيق أحكامه واالجراءات التي تتعلق به .
سنحاول في هذ الفصل ازالة الغموض فيما يخص اجراءات تطبيق قواعد التنزيل وذلك
بمقارنتها بين قانون االسرة الجزائري والفقه االسالمي .
سنجيب عن هذه االشكالية من خالل الخطة التالية :
المبحث االول :مقدار التنزيل وطرق استخراجه
المبحث الثاني :تطبيق القضاء الجزائري ألحكام التنزيل
30
ي
الفصلالثانيالقواعدالعامةلتطبيقالتنزيلفيالفقهاإلسالميوقانوناألسرةالجزائر
31
ي
الفصلالثانيالقواعدالعامةلتطبيقالتنزيلفيالفقهاإلسالميوقانوناألسرةالجزائر
1
الجزائري بعد سنة 1984
قدر التنزيل في الفقه االسالمي أو مايعرف بالوصية الواجبة هو نصيب االصل الذي يدلي
بالفرع المحجوب أو الذي ال يورث او الذي ورث الباقي ولم يبقى شيئ ,فإن زاد رد الى
الثلث ,وان كان في حدود الثلث او اقل من الثلث تنفذ او ترعى الشروط المتعلقة بالوصية
الواجبة ,وتجدر االشارة الى ان الفقهاء القائلون بوجوب الوصية للولدين واالقربين غير
الوارثين فلم يحددا مقدار هذه الوصية ,فالقانون الذي اوجب هذه الوصية أو جعلها عوضا
عن ماكانون يستحقونه باالرث عن اصلهم لو لم يبت قبل مورثه قدر لها قدرا معلوما حتى
التكون مثار نزاع بين هؤالء وبين الورثة االخرين فقدروها بما كانوا يستحقها اصلهم
ميراثا لو انه تأخر موته بشرط ان يكون في حدود ثلثل التركة وفي تقديره هذا اشارة الى
انها ليست ميراثا خالصا الن الشارع حرمهم منه وانما هي وصية وجبت عن الميراث
2
الذدي فاتهم .
فان أوصى صاحب التركة قبل موته بمثل نصيب فرعه المتوفى قبله الوالده وكان مساويا
لثلث التركة نفذت الوصية من غير توقف ,وان كان اقل منه نفذ كما هو ,الن القانون
جعله الواجب االصلي ,وان كان اكثر من الثلثل كان وصية واجبة في مقدار الثلث تنفذ من
غيرتوقف ,وفيما زاد تكون وصية اختيارية تأخذ احكامها ان اجازها الورثة نفذت وان
ردوها بطلت ,وان اجازها البعض وردها االخرو نفذت في حق من أجازها .
واذا لم يوصي لهم بشيئ وجب لهم مثل نصيب أصلهم مادام في حدود الثلث بان كان
1ــبلحاجالعربي,احكامالمواريثفيالتشريعاالسالميوقانوناالسرةالجزائري,الطبعةالثالثة,2008,
ديوانالمطبوعاتالجامعية,الجزائر
2ــبلحاجالعربي,الوجيزفيشرحقانوناالسرةالجزائري(الميراثوالوصية),الجزء,2دط,1994,
ديوانالمطبوعاتالجامعية,بنعكنون,الجزائر.
32
ي
الفصلالثانيالقواعدالعامةلتطبيقالتنزيلفيالفقهاإلسالميوقانوناألسرةالجزائر
مساويا له أو اقل منه فان كان اكثر منه وجب له مقدار الثلث فقط ,وال حق لهم في ما زاد
مطلقا ال ن الفرض ان صاحب التلركة لم ينشا وصية فما قيل من ان القدر الزائد على الثلث
1
في هذه الحالة يكون مووقوفا على اجازة الورثة الوجه له .
فمن مات عن ابن ابن (مات ابو في حياة جده ) وابنين فمقدار الوصية الواجبة البن االبن
ثلث التركة وهو نصيب اصله لو كان حيا وقت وفاة المورث فكأن الجد مات عن ثالثة ابتاء
اما من مات عن ابن وابن ابن (مات ابوه في حياة جده) فمقدار الوصية الواجبة البن االبن
2
هو الثلث واليكون النصف الذي هو نصيب ابيه .
وهناك من يرى ان الزائد عن الثلث يتوقف على اجازة الورثة ,والى هذا ذهب الدكتور
وهبة الزحيلي اذ قال بانه ":يستحق االحفاد حصة ابيهم المتوفى لو ان اصلهم مات في
حياته على ان ال يزيد النصيب عن الثلث فن زاد عنهم كان الزائد موقوفا على اجازة الورثة
3
هذا هو مقدار الوصية الواجبة في القانون .
وهذا المقدار يجب اختيار في حياة الموصي ويؤخذ من التركة اجبارا بعد وفاته دون ان
يوصي ,فاذا اوصى الموصي بوصية اختيارية ولم يوص لمن وجبت لهم الوصية الواجبة
استحق كل من وجبت له قدر نصيبه من باقي ثلث التركة ان كان يسع ,واذا ضاق اخذ
نصيبه من باقي الثلث ومما اوصى به الموصي لغيره من الوصايا االختيارية
وهذا الحكم ايضا يطبق فيما لوأوصى لبعض المستحقين ,وترك البعض االخر فانه يعطي
لمن تركة نصيبه في الوصية كامال من باقي الثلث ان كان فيه متسع من ذلك وان لم يكن
1الهالليالمسعود,أحكامالتركاتوالمواريثفيقانوناالسرةالجزائري,الطبعةاالولى,2008,جسور
للنشروالتوزيع.
2ــحدادعيسى,الوجيزفيالميراث,دونطبعة,2003,مديريةالنشر,الجزائر.
3ــبلخاجالعربي,المرجعالسابق,ص211
33
ي
الفصلالثانيالقواعدالعامةلتطبيقالتنزيلفيالفقهاإلسالميوقانوناألسرةالجزائر
1
باقي الثلث كافيا كمل له نصيبه مما اوصى به غيره .
ومثاله اذا كان للشخص ثالثة أبناء مات احدهم في حياته وترك بنتين فأوصى لواحدة منهما
بثالثين هكتار ,ولماوجدت تركته 150هكتارا ففي هذه الصورة نجد مقدار التنزيل مساويا
لثلث التركة فيجب في هذا المقدار ,وحيث أن صاحب التركة اوصى الحد البنتين باكثر
مما تستحقه فن الثانية تأخذ مابقي من الثلث وهو عشرون هكتارا ,ولما كانت أقل مما
تتستحقه يكمل لها من نصيب اختها فتأخذ منها خمسة هكتارات ,ومن أوصى لها بثالثين
تنفذ وصيتها في خمسة وعشرون ,ويتوقف في الخمسة الباقية على اجازة الورثة النها
تعتبر وصية اختيارية فيما زاد على الثلث .
نصتالمادة170منقانوناألسرةبأناسهماألحفادتكونبمقدارحصةأصلهملوبقيحيـا
علىأاليتجاوزذلكثلث()3/1التركةهذهبعدالت
جــهيزوأداءالديونفإذاكانمجموع
أسهمأصولالمستحقينللتركةيساويثلث()3/1التركةأوأقلكانهومقداراسهماألحفاد
أماإذازادالمقدارعلىالثلثأيثلثالتركةكانتأسهماألحفادهوثلث()3/1التركةفقط
ومازادعنالثلثاليدخلفيالتنزيـــــل.
من خالل نص المادة يمكن القول بأن مقدار التنزيل يقدر بأمرين :
أوال :أن تكون اسهم االحفاد بمقدار حصة اصلهم (ابيهم المتوفي )ذلك ان التنزيل ليس
مغنما وإنما هو عالج جيء به لغرض دفع ذل الحاجة والمسألة عن االحفاد من جهة
وايجاد نوع من العدالة المالية بين افراد االسرة الواحدة في التوزيع من جهة ثانية كما ان
1ــحددادعيسى,المرجعنفسه.
34
ي
الفصلالثانيالقواعدالعامةلتطبيقالتنزيلفيالفقهاإلسالميوقانوناألسرةالجزائر
عدم الزيادة عن حظ المورث هذا امر تقتضيه قواعد الميراث عامة الن االحفاد ادلوا الى
المورث وهو الجد باالب فال يعقل ان يكون لمن ادلى بشخص نصيب أكثر ممن أدلى به
ثانيا :ان انصبة المستحقين في التنزيل التتعدى ثلث التركة فاذا كان مجموع اسهم اصول
المستحقين يساوي ثلثل التركة أو اقل كان هو مقدار اسهم االحفاد ,اما اذا زاد عليه كانت
اسهم االحفاد هو ثلث التركة فقط ومازاد عليه اليدخل في التنزيل ,حتى ولو كان المتوفى
قد اصى به للمستحقين له فان وصيته بما زاد تكون وصية اختيارية ,ولو اعطاه لهم الورثة
1
من تلقاء أنفسهم كان ذلك هبة منهم .
ولكن الشيء المالحظ من هذ كله ان المشرع الجزائري لم ينص على الحاالت التي ذكرناها
سابقا وانما تعرض لها الفقه بمزيد من التفصيل والبيان وكما هو الحال بالنسبة لباقي
التشريعات العربية والتي هي االخرى فصلت ذلك هعلى احسن وجه .
وعليه يمكن استنتاج هذا الرجوع الى نص المادة 222من قانون االسرة الجزائري ,والتي
تحيلنا الى احكام الشريعة االسالمية ,فنجد ان فقهاء الشريعة يقدمون التنزيل على الوصايا
العادية ,وكذلك بالرجوع لنص المادة 169من قانون االسرة الجزائري والتي بدورها تدل
على وجوب التنزيل ,والواجب في حكمه اقوى من المندوب فقد عليه تبعا لذلك .
1محدةمحمد,التركاتوالمواريث,الطبعةالثانية,1999مطبعةعمارقرفي,الجزائر
35
ي
الفصلالثانيالقواعدالعامةلتطبيقالتنزيلفيالفقهاإلسالميوقانوناألسرةالجزائر
هذا وتجدر االشارة الى ان التنزيل يطبق من الناحية القانونية دون النظر الى تاريخ وفاة
والد المنزل الن العبرة بتاريخ وفاة الجد بعد صدور قانون االسرة الجزائري 1984
يمثل ماكان يستحق هذا الولد ميراثا لوكان حيا بعد موته وجبت للفرع التركة وصية بقدر
هذا النصيب في حدود الثلث فهذا الجزء من المادة يبين .
1ــ ان مقدار الوصية هو ماكان يستحقه هذا الولد في حياة أبيه من ميراث لوكان حيا فال
يتجاوزه .
2ــ ان هذا المقدار ال يزيد عن ثلث التركة كلها مهما زاد نصيب الولد المتوفى على معنى
أننا نوازن بين نصيب هذا الولد المتوفى وثلث التركة ,ونجعل اقلهما هو مقدار الوصية .
3ــ ان التنفيذ يكون على اساس أن الخارج وصية ال ميراث ,ومعنى هذدا ان يخرج من
36
ي
الفصلالثانيالقواعدالعامةلتطبيقالتنزيلفيالفقهاإلسالميوقانوناألسرةالجزائر
1
جميع التركة حتى ال يتاثر به بعض الورثة دون البعض االخر .
ولعلى الحل الوحيد الذي يتمشى مع االمور السابقة الثالثة هو أن نفرض الولد في حياة
اصله حيا ,ثم نقسم التركة على هذا الفرض لنعرف مقدار ماكان يستحقه ثم نوازن بين
النصيب ,وثلث التركة ونجعل أقلهما هومقدار الوصية فنعطيه الوالده ,ثم نقسم باقي
التركة على أنه كل التركة بين الورثة الحقيقيين على حسب الفريضة الشرعية .
والحل الذي يفيده افتراض وجود ولد صاحب التركة هو الذي تفيده المادة 76من قانون
الوصية اذ نصها " :اذا لم يوصي الميت لفرع الميت الذي مات في حياته او مات في
حياته ,اومات معه ولو حكما ,يمثل ماكان يستحقه هذا الولد ميراثا في تركته لوكان حيا
2
عند موته :وجبت للفرع الوارث في التركة وصية بقدر هذا النصيب .
هذه الطريقة الذي يجب استخراجها في استخراج الوصية الواجبة النها تتفق مع القواعد
التي وضعها القانون وتستفاد من بعض عباراته .
وال يعلمن فيها انها ال تحقق المساواة بين فرع الولد المتوفى ,ومن يستحق األوالد
الموجودين فعال ,الن القانون لم يشترط التماثل بين فرع الولد المتوفى ,ومن يستحق من
االوالد الموجودين ,وانما اشترط القانون المماثلة بين ماكان يستحقه الولد المتوفى ,وما
يعطى بالوصية الواجبة ,وهذه المماثلة ثابتة وقائمة في هذه الطريقة .
ثانيا :الطريقة الجزائرية
1
بن الشويخ الرشيد ,الوصية والميراث في قانون االسرة الجزائري (دراسة مقارنة ببعض التشريعات العربية
),دون طبعة ,دون سنة ,دار الخلدونية .
2بربارةعبدالرحمان,شرحقانوناالجراءاتالمدنيةواالدارية,الطبعةالثانية,2009,منشوراتبغدادي
,الجزائر
37
ي
الفصلالثانيالقواعدالعامةلتطبيقالتنزيلفيالفقهاإلسالميوقانوناألسرةالجزائر
2ــ يطرح نصيب هذا االصل من التركة اذا كان في حدود الثلث 3/1فإذا زاد عنه طرحنا
3ــ يقسم الباقي من التركة على الورثة الموجودين بتوزيع جديد من غير نظر الى صاحب
1 الوصية الواجبة
الفرع الثاني :موقف المشرع الجزائري منها
بالنسبة للمشرع الجزائري لم ينص في قانون االسرة على اختيار أي طريقة من هذه الطرق
المعتمدة في حل التنزيل ,بل لم يتعرض نهائيا لكيفية حل مسائله إال أنه وبتفحصنا لمواد
التنزيل والسيما المادة 172من قانون االسرة نجد انها تتوافق مع الطريقة الرابعة والتي
أخذ بها معظم الفقهاء الذين يقولون بالتنزيل وباعتبارها تساير وتتماشى وروح التشريع
وتحقق الحكمة التي شرع منها التنزيل دون زيادة او نقصان وهاته الطريقة من الطبيعة
القانونية للتنزيل باعتباره وصية قانونية وليس ميراثا ,وعلى هذا الزم ان يخرج قبل
الميراث لما ذهب اليه كثير من الفهاء باعتباره من باب الوصايا وبالتالي يأخذ حكمها في
هذه الحالة بان يجري على اصولها .
وعلى هذا وجب مراعاة القواعد المعتمدة في مسائل التنزيل طبقا للمواد 169ـ171ـ, 172
1بلحاجالعربي,المرجعالسابق.
38
ي
الفصلالثانيالقواعدالعامةلتطبيقالتنزيلفيالفقهاإلسالميوقانوناألسرةالجزائر
1بنالشيخاثملويالحسن,التنزيلدراسةقانونيةفقهيةوقضائيةمقارنة,دونطبعة,2011,دارهومه,
الجزائر.
39
ي
الفصلالثانيالقواعدالعامةلتطبيقالتنزيلفيالفقهاإلسالميوقانوناألسرةالجزائر
1
من اقسام المحكمة بمحكمة .
وعليه فالجهة القضائية المختصة في الفصل في النزاعات المتعلقة بالتنزيل تكون
بصفة اساسية في اللقسم الشخصي أمام قاضي األحوال الشخصية للمحكمة
االبتدائية وهذا طبقا للمادة 32من قانون االجراءات االدارية والمدنية التي تنص
":المحكمة هي الجهة القضائية ذات االختصاص العام وتتشكل من اقسام ويمكن
ايضا ان تتشكل من اقطاب متخصصة تفصل المحكمة في جميع القضايا ,السيما
المدنية والتجارية والبحرية واالجتماعية والعقارية وقضايا شؤون االسرة التي
2
تختص بها اقليميا .
غير انه فبي المحاكم التي لم تنشأفيها االقسام يبقى القسم المدني هو الذي ينظرفي
جميع النواعات باستثناء القضايا االجتماعية ,في حالة جدولة قضية امام قسم
غير قسم المعني بالنظر فيها يحال الملف الى القسم المعني عن طريقة امانة
3
الضبط بعد اخبار رئيس المحكمة مسبقا ."...
بناءا على هذه المادة ,فانه اذا ما رفعت دعاوى الخاصة بتالتنزيل اما القاضي
المدني فانه يحال االمر الى قاضي شؤون االسرة عن طريقة امانة الضبط بعد
1عزةعبدالعزيز,أحكامالتركاتوقواعدالفرائضفيالتشريعاالسالميوقاعدقانوناالسرةالجزائري,
طبعةثانية,2010,دارهومه,الجزائر .
2بلحاجالعربي,المرجعالسابق
3بنالشويخالرشيد,المرجعالسابق.
40
ي
الفصلالثانيالقواعدالعامةلتطبيقالتنزيلفيالفقهاإلسالميوقانوناألسرةالجزائر
اخبار رئيس المحكم مسبقا ,وذلك من اجل تبسيط اجراءات التقاضي والحيلولة
دون تعطيل مصالح المتقاضيين دون سبب جدي ,أما بالنسبة لالختصاص
االقليمي الذي يقصد به والية الجهة القضائية بالنظر في الدعاوى المرفوعة
استنادا الى معيار جغرافي يخضع للتقسيم القضائي ويشمل االختصاص االقليمي
قاعدة عامة تعتمد مقر تامدعى عليه معيارا لالختصاص وجموعة استثناءات
بحسب كل حالة ,وعليه فالقضايا التي يكون موضوعها التزيل تكون محكمة
المختصمة هي محكمة موطن المتوفى وذلك استنادا لنص المادة 2/40قانون
1
االجراءات االدارية والمدنية.
وتجدر االشارة الى أنه قبل تعديل قانون االجراءات االدارية والمدنية كانت
المحكمة المختصة اقليميا في مواد الميراث (بما فيها التنزيل ) ,هي محكمة مكان
افتتاح التركة وذلك استنادا لنص المادة 8قانون االجراءات المدنية قبل التعديل
الصادر سنة 2008والجدير بالذكر هو ان االختصاص النوعي من النظام العام
ال يجوز مخالفة احكامه وال االتفاق على خالفه ,وتقضي بها الجهة القضائية
تلقائيا في أي مرحلة كانت عليها الدعوى وذلك استنادا لنص المادة 368
اجراءات مدنية وادارية ,وعلى العكس من ذلك فعدم االختصاص االقليمي ليس
من النظام العام استنادا لنص المادة ( 37ق إ م إ) وبالتالي يجوز لالطراف
االتفاق على خالفه اال في حاالت استثناشية وردت عل سبيل الحصر تضمنتها
المادة ( 40ق إ م إ ) التي تنص ":ترفع الدعاوى امام الجهات القضائية المبينة
41
ي
الفصلالثانيالقواعدالعامةلتطبيقالتنزيلفيالفقهاإلسالميوقانوناألسرةالجزائر
ادناه دون سواها. " ...ومنها المنازعات المتعلقة بمواد الميراث بما فيها النزاعات
1
المتعلقة بتالتنزيل .
وما يمكن قوله كذلك في هذا الصدد هو ان طبيعة اجراءات سير الدعاوى المتعلقة
بمسائل التنزيل ذات وصف استعجالي ,وذلك بقياسها على مسائل الميراث وهو
ماتقضي به المادة 183ق أ ج بنصها ":يجب ان تتابع االجراءات المستعجلة
في قسمة التركات فيما يتعلق بالمواعيد وسرعة الفصل في موضوعها و طرق
الطعن في أحكامها "
الفرع الثاني :األشخاص المؤهلون لرفع الدعوى القضائية المتعلقة بالتنزيل
1إماممحمدكمالالدين,الوصيةوالوقففياالسالم(مقاصدوقواعد),الطبعةاالولى,1999,منشأة
المعارف,مصر .
42
ي
الفصلالثانيالقواعدالعامةلتطبيقالتنزيلفيالفقهاإلسالميوقانوناألسرةالجزائر
االهلية بوصفها شرطا موضوعيا الى المادة 64من نفس القانون .
اذ تنص المادة 13من قانون االجراءات المدنية واالدارية " :ال يجوز التقاضي
الي شخص التقاضي مالم تكن له صفة وله مصلحة قائمة أو محتملة يقرها
القانون .يثير القاضي تلقائيا انعدام الصفة في المدعى أو المدعى عليه"
ويقصد في الصفة هي المطالبة امام القضاء ,تقوم على المصلحة المباشرة
والشخصية في التقاضي ,هذا مع االشارة الى ان الدعوى قد تقام ضد مججموعة
اشخاص عمال بالمادة 38من ق إ م إ التي تنص "في حالة تعدد المدعى عليهم ,
يؤول االختصاص االقليمي للجهة القضائية التي يقع في دائرة اختصاصها
1
موطن احدهم " .كان يقاضي المنزل باقي الورثة في دعوى قسمة التركة .
بينما المصلحة يقصد بها المنفعة التي يحققها صاحب المطالبة القضائية وقت
اللجوء الى القضاء ,هذه المنفعة تشكل الدافع وراء رفع الدعوى .
وعليه فالدعاوى المتعلقة بتقسيم التركة ,وكذلك طلبات تصفيتها ,ترفع اما من
الوارث او من النيابة العامة وإما من صاحب المصلحة ,كالدائن او الموصى له
,او من الحفدة المنزلين ,وهذا بناءا على وجود نزاع او عدمه وفي هذه الحالة
االخيرة يعين القاضي حارس على هذه التركة وهذا الحارس يكون مسؤوال على
ادارة اموال التركة ويبقى يقوم بمهامه الى حين تقسيم التركة كليا .
وكما ذكرنا فاللنيابة العامة ان تتقدم بطلبات تصفية التركة اذا كان الورثة بما فيهم
الحفدة المنزلين قصرا ,او بعضهم ال ولي لهم و ال وصية عليهم ,وتطلب من
1بلحاجالعربي,المرجعالسابق
43
ي
الفصلالثانيالقواعدالعامةلتطبيقالتنزيلفيالفقهاإلسالميوقانوناألسرةالجزائر
المحكمة تعيين مقدم على اموال القاصر حتى بلوغه سن الرشد وبعده تسلم له
امواله طبقا للمادتين (182, 97ق أ ج ) .
ويمكن ايضا للنيابة العامة ان تتقدم بطلبات تصفية التركة في حالة عدم وجود
الوارث الظاهر للمتوفى وذلك حفاظا على تركته من الضياع حيث اليوجد أي
1
وارث يمكن ان يتكفل بذلك .
مع االشارة الى ان اموال المتوفى قد تؤول الى خزينة الدولة ان ظهر عدم وجود
اي وارث له طبقا لما تقضي به المادة ( 180ق أ ج ) ,والذي تتضمن الحقوق
التي تتعلق بالتركة وتكون فيها خزينة الدولة في اخر اصناف الورثة العتبار ان
الدولة وارثة من ال وارث له ,والجدير بالذكر الى ان النيابة العامة عند تقديم
طلباتها لدى رئيس المحكمة والفصل فيها يكون باوامر قضائية وذلك النعدام
الخصومة والنزاع بينما باقي االشخاص يقومون برفع دعاوى وفض النزاع يكون
باحكام اال مااستثنى بنص .
المطلب الثاني :تضارب االجتهادات القضائية في تطبيق احكام التنزيل
ان تطبيق احكام التنزيل اظهر في الحقيقة صعوبة كبيرة من الناحية العملية ,ذلك ان
التنزيل كان معروفا لدى فقهاء المالكية المتأثرين وطبقه القضاء لغاية صدور قانون االسرة
لسنة , 1984غير انه لم يكن اجباريا اوبقوة القانون ,بل كان اختياريا والمستفيدين منه هم
االحفاد لكنهم اليحلون محل ابيه في الميراث اال اذا قام جدهم بالتصريح بذلك اضافة
1حدادعيسى,الوجيزفيالميراث,دونطبعة,2003,مديريةالنشر,الجزائر .
44
ي
الفصلالثانيالقواعدالعامةلتطبيقالتنزيلفيالفقهاإلسالميوقانوناألسرةالجزائر
لصهوبة التأكد من تحقق الشروط التي نص عليها القانون لذا سنحاول التعرض في هذا
المطلب الى تضارب االجتهادات القضائية من حيث التنزيل االختياري والتنزيل بقوة
القانون ,وذلك في الفرع االول ,ثم نتعرض الى تضارب االجتهادات القضائية من حيث
تجديد ضوابط وشروط التنزيل
ان ذك هو اصل مذهب االمام مالك الذي ال يقول بالتنزيل االجباري ,وكان الشخص اذا
نزل احفاده ذكورا كانوا او اناثا طائعا مختارا طبق التنزيل بموجب تلك الوصية اما اذا لم
يفعل فاالحفاد محجوبون ,اال انه بصدور قانون االسرة سنة , 1984اصبح التنزيل بقوة
القانون م تى توافرت فيه الشروط المطلوبة السابق ــ ذكرها ــ هذا ما أدى الى تضارب
االجتهادات القضائية لهذا الشأن فتم الخلط بين التنزيل االختياري المطبق قبل صدور قانون
االسرة الجزائري والمأخوذ من المذهب المالكي 1وبين التنزيل بقوة القانون الذي جاء به
قانون االسرة الجزائري والمستمد من المذهب الظاهري .وسنحاول اظهار هذا التضارب
في االجتهادات القضائية من خالل طرح قرارات للمحكمة العليا بخصوص وقائع حدثت
قبل صدور قانون االسرة ,منها ماتعلق بالمستفيدين بالتنزيل ,وبعضها تعلق بشكل التنزيل
فبخصوص المستفيدين من التنزيل ,قررت المحكمة العليا بان التنزيل اليتم اال بين االصول
والفروع,ويستنبط من قرارها بان التنزيل اليجوز ان يكون لفائدة اجنبي(من غير االقارب )
وسببت المحكمة العليا قرارها المؤرخ في 1994/03/22كما يلي ":ذلك ان عقد التنزيل
صريح بتنزيل (ب,ب) المطعون ضدها منزلة البنت من الصلب ,مع ان التنزيل شرعا
1ــوهبةالزحيلي,الفقهاالسالميوأدلته(الجزءالثامن),الطبعةالثانية1984,دارالفكر,دمشق,سوريا
45
ي
الفصلالثانيالقواعدالعامةلتطبيقالتنزيلفيالفقهاإلسالميوقانوناألسرةالجزائر
وقانونا اليتم اال بين االصول والفروع ويكون بتنزيل الفرع منزلة االبن المتوفي من قبل
االصل ليأخذ المنزلون مناب المتوفى في حدود ما قررته المادة 169وما يليها من قانون
االسرة والشريعة االسالمية المكرسة احكامها بالمواد المذكورة انفا ,فالقرار المطعون فيه
بقضائه يكون قد خرق احكام الشريعة االسالمية واخطأ في تطبيق المادة 776من القان
)وقبل وفاتها بتنزيل الطفلة المربية (ب,ب) بتنزيل ابنتها الصلبية ,ولقد اعتبرت المحكمة
1
العليا بان التنزيل ال يكون اال لالحفاد .
وهذا الموقف الذي سلكته المحكمة العليا غير مستساغ من ناحيتين :
الناحية االولى:المكريس في نصوص التشريعية ,وذلك في نص المادة 2/1من القانون
المدني ":اليسري القانون اال على مايقع في المسقبل وال يكون له اثر رجعي ,وال يجوز
الغاء القانون اال بقانون ال حق بنص صراحة على هذا االلغاء ".
وهذا ما أكدته المحكمة العليا في قرار صادر لها في 1995/05/02ملف رقم , 499186
االجتهاد القضائي لغرفة االحوال الشخصية ,ص 321وما بعدها والذي جاء فيه :من
المقرر شرعا ان التنزيل قبل صدور قانون االسرة كان اختياريا وبعد صدور قانون االسرة
صار واجبا .
1
بن الشويخ الرشيد ,الوصية والميراث في قانون االسرة الجزائري (دراسة مقارنة ببعض التشريعات العربية
),دون طبعة ,دون سنة ,دار الخلدونية .
2ـ محدة محمد ,التركات والمواريث ,الطبعة الثانية ,1999مطبعة عمار قرفي ,الجزائر
46
ي
الفصلالثانيالقواعدالعامةلتطبيقالتنزيلفيالفقهاإلسالميوقانوناألسرةالجزائر
تعتبر التزيل لفائدة اجنبي صحيح ,والذي يكون اختياريا ,وليس بقوة القانون الننا لسنا
بصدد وصية واجبة ,ذلك ان قانون االسرة لم يلغ التنزيل االختياري بل ال يزال متواجدا
الى جانب التنزيل بقوة القانون .
وهذا ماتوجهت اليه المحكمة العليا في قرار لها الصادر في 2009/12/29جاء فيه
...":حيث ان االمادة 222من قانون االسرة تنص [ :كل ما لم يرد النص عليه في هذا
1
القانون يرجع فيه الى احكام الشريعة االسالمية ]"
1ــبلحاجالعربي,المرجعالسابق .
47
ي
الفصلالثانيالقواعدالعامةلتطبيقالتنزيلفيالفقهاإلسالميوقانوناألسرةالجزائر
أحفاد وقد مات مورثهم قبله أو معه وجب تنزيلهم منزلة أصلهم في التركة بالشرائط
التالية"
فالمقصود بكلمة " أ حفاد " هل يقصد بها أوالد الذكور فقط أم أنه تشمل أيضا أوالد
االناث؟ .وفي تفسير هذه المادة تضلؤبت القرارات القضائية فنجد في قرار صادر عنها
بتاريخ 2002/12/05اعتبرت فيه أن التنزيل يشمل يشمل أبناء االوال والبنات ,وهو
ماقضت به محكمة الدرجة االولى بتلمسان ,والذي اعتبرت فيه ان التنزيل يشمل أوالد
1
االبناء وأوالد البنات .
بينما جهة االستئناف ألغت هذا الحكم وفسرت لفظ الحفدة على أنه مقتصر على أوالد االبناء
فقط دون البنات .
أما المحكمة العليا فإنها اعتبرت أن التنزيل يشمل االثنين معا وقد جاء في القرار مايلي " :
عن الوجه الثاني المأخوذ من مخالفة المادة 233فقرة 5من قانون االجراءات المدنية
واالدارية بدعوى ان مجلس قضاء تلمسان أسس قراره على أن الوصية الواجبة تنصرف
حسب أحكام الشريعة االسالمية الى أبناء 2االبن وليس الى ابناء البنت طبقا لنص المادتين
169,170من قانون االسرة الجزائري مع ان المواد الالحقة تبين ان التنزيل يكون البناء
االبن وأبناء البنت عمال بالمادتين 171,172من قانون االسرة الجزائري مما يترتب عنه
النقض.
حيث أنه بالفعل يتجلى من خالل االسباب الواردة في القرار المطعون فيه أن قضاة
الموضوع قد خالفوا القانون والشرع وأخطئوا في تطبيقه لما قالوا بعدم أحقية الطاعنين في
1حدادعيسى,المرجعالسابق.
2دغيشأحمد,المرجعالسابق
48
ي
الفصلالثانيالقواعدالعامةلتطبيقالتنزيلفيالفقهاإلسالميوقانوناألسرةالجزائر
من قانون االسرة الجزائري ال تتصرف حسب احكام الشريعة االسالمية إال إلى ابناء االبن
وليس البناء البنت بدون أن يذكروا النص القانوني او الشرعي المستمد .
بينما نص المادة 171من قانون االسرة الجزائري المرتكزة على اكام الشريعة االسالمية
تنص صراحة أن مصطلح االحفاد يطلق على ابناء االبن وابناء البنت وأن التنزيل يشملهم
جميعا طبقا للمواد1 172,171,170,169من قانون االسرة الجزائري ,وحيث أن قضاة
المجلس بقضائهم هذا يكونون قد خالفوا القانون والشرع وجعلوا قرارهم عرضة للنقض ,
ويرى االستاذ بن شويخ رشيد في هذا القرار أن ماقضى به المجلس القضائي هو الصحيح ,
إذ كيف يمكن التسوية بين الحفيد الذي على عمود النسب وهو من العصبة ,وبين ألناء
البنت النهم من ذوبي االرحام يأتون في مرتبة بعد أصحاب الفروض والعصبات ,زيادة
على أن ابن االبن توفي أبوه قبل جده فهو بدون أب ,وقد اليوجد من ينفق عليه بوفاة جده
بينما ابن البنت توفيت امه قبل الجد فهو يتيم االم وأبوه اليزال حيا يرزق ,وهو المسؤول
2
على نفقته .
كما أ ،تبرير المحكمة العليا بان المادة 171تنص صراحة على ان مصطلح االحفاد يطلق
على أبناء االبن وأبناء البنت فهذا غير صحيح والنص جاء مبهما من أي توضيحبل أن
الصيغة الفرنسية لنص المادة 169سالفة الذكر صريحة ودقيقة في أنها تعني أبناء االبن فقط
وبالتالي فأي تأويل غير هذا يكون قد خرج عن المقصود ومن هذا المنطلق يرى بأنه يجب
1القانون11/84المعدلوالمتممباالمر02/05المؤرخفي27فيفري2005المتعلقبقانون
االسرةالجزائري.
2عزةعبدالعزيز,المرجعالسابق.
49
ي
الفصلالثانيالقواعدالعامةلتطبيقالتنزيلفيالفقهاإلسالميوقانوناألسرةالجزائر
على المحكمة العليا العدول عن تفسير الموضوع على نحو لم يقصده القانون حتى اليقع
التعارض بين النصين العربي والفرنسي .
كم أن المحكمة العليا في قرار سابق لهذا القرار أكدت أن معنى االحفاد لغموض فيها وأن
التنزيل يشمل أوالداالبناء وأوالد البنات معا ,وذلك في القرار الصادر 2001/02/21 :
الذكور والبنات معا وذلك اليتعلق بالبنات وحدهم وعليه التنطبق هذه المادة على الحفيداة
في غياب وريث ذكر معهن وفي غياب نص صريح فان الشريعة االسالمية هي التي تطبق
وفقا للماد 1222من قانون االسرة االجزائري .
تطرقنا في هذا ا لفصل الى تطبيق نصوص التنزيل ووضحنا مقدار التنزيل حيثنصتالمادة
170منقانوناألسرةبأناسهماألحفادتكونبمقدارحصةأصلهملوبقيحيـاعلىأاليتجاوز
ذلكثلث()3/1التركةهذهبعدالتجــهيزوأداءالديونفإذاكانمجموعأسهمأصولالمستحقين
للتركةيساويثلث()3/1التركةأوأقلكانهومقداراسهماألحفادأماإذازادالمقدارعلىالثلث
أيثلثالتركةكانتأسهماألحفادهوثلث()3/1التركةفقطومازادعنالثلثاليدخلفي
التنزيـــــل.
1القانون11/84المعدلوالمتممباألمر02/05المؤرخفي27فيفري2005المتعلقبقانون
األسرةالجزائري.
50
ي
الفصلالثانيالقواعدالعامةلتطبيقالتنزيلفيالفقهاإلسالميوقانوناألسرةالجزائر
إفتراضأصلهالذيتوفيكأنهعلىقيدالحياة.
هذاوتجدراإلشارةإلىأنالتنزيليطبقمنالناحيةالقانونيةدونالنظرإلىتاريخوفاة
والدالمنزلألنالعبرةبتاريـــــخوفاةالجدبعدصدورقانوناألسرةبتاريخ09جوان
.1984
أماعلىالمستوىالتطبيقيفإننانجدقراراتالصادرةعنالمحكمةالعليــافإنهااعتبرتأن
التنزيليشملأوالداالبنوالبنتمعاوبالتاليإنقضاةالمجلسبقضائهممايخالفذلك
.يكونونقدخالفواالقانونوالشرعو
جعلواقرارهمعرضةللنقض
غيـــرأنتبريرالمحكمةالعليابأنالمادة171تنصصراحـةعلىأنمصطلحاألحفاد
يطلقعلىأوالداإلبنوأوالدالبنتغيرصحيحألنالنصجاءمبهمامنأيتوضيح
51
الخاتمـــــــــة
الخاتمـــــــــــــــــــــة
بكرموعونمنهللاسبحانهوتعالىتوصلناالىمجموعةمنالنتائجوكذاتقديممجموعة
منالتوصياتاواالقتراحاتنذكرهاكاالتي :
-أن الطبيعة القانونية للتنزيل هو حلول في التنزيل وليس ميراثاً.
-أن الحكمة من تشريع التنزيل هو التعويض وشدة االحتياج للحفدة لكن التعويض أرجح
وأسهل بخالف شدة االحتياج ألنه يكلف المطبقين في الواقع العملي مشقة في الحصول على
األدلة وصعوبة اإلثبات والمشرع بتقريره للتنزيل راعى ظروف األحفاد الفقراء ومستقبلهم
فوضع حدا ً لمأساة اجتماعية وألن التنزيل لم يرد في المذاهب اإلسالمية األربعة وإنما هو
موكل الجتهاد الحاكم لكونه يرفع الخالف بين الفقهاء.
-أن مصطلح الحفيد الوارد في القانون يقصد به المفهوم العام وليس مفهومه الخاص
اللغوي الذي يقتصر على أبناء االبن والتالي فإنما ورد في قانون األسرة من مصطلح
األحفاد يبقى على عمومه ليشمل أبناء االبن وأبناء البنت على السواء حتى يرد دليل ما
يخصص هذا المصطلح - .أن القول بمنع أبناء البنت من التنزيل ألنهم من ذوي األرحام ال
يستقيم مع طبيعته القانونية وبالتالي فهم مستحقي التنزيل وليسوا ورثة وأن المادة 172من
ق أ أزالت هذا المشكل بنصها على األب واألم وليس على األب فقط وهو ما قررته
المحكمة العليا ألن كلمة األصل تشمل األب واألم .
-أن األشخاص المستحقين للتنزيل هم فرع الولد (األب واألم) الذي مات موتا ً حقيقيا ً في
حياة أبيه وأمه أو الذي مات موتا ً حكميا ً أو الذي توفي مع أبيه أو أمه في وقت واحد وال
يعرف أيهما مات أوالً والتنزيل يخص الطبقة األولى من األحفاد فقط.
-أن اإلثبات في مرحلة اختيارية التنزيل في حالة لم يقم الجد بتنزيلهم فال ينزلون أما إذا
أنزلهم فإنه في خالة عدم كتابته يثبت بحكم لكونه وصية اختيارية وإن لم يتمكن األحفاد من
تقديم الدليل حرموا من التنزيل .
-أن اإلثبات في مرحلة وجوب التنزيل يكون على األحفاد إثبات توفر الشروط ليستحقوا
53
الخاتمـــــــــــــــــــــة
التنزيل - .أن العبرة في التنزيل هي بوفاة الجد وليس األب وهنا علينا أن نشير إلى المبدأ
ال ذي يحكم هاتين المرحلتين هو مبدأ عدم رجعية القوانين وإنما لكل مرحلة القانون الذي
يحكمها.
-أن األحفاد في التنزيل عليهم إثبات صفتهم مستحقي التنزيل وفي حالة عدم إثباتهم يثيرها
القاضي من تلقاء نفسه.
-أن موانع الميراث المقررة في شرط وجوب التنزيل هو بعضها وليس كل الموانع .
-أنه على القاضي السهر على توفر شروط التنزيل وال يقوم بالتنزيل التلقائي وإنما فتح
باب التحقيق والخبرة للتأكد من وجودها .
-أنه دائما ً اللجوء إلى القضاء في مسائل التنزيل لتعيين خبير لتكون مهمته حصر تركة
الجد أو الجدة وكذا األب أو األم حسب الحالة وتقيمها والتحقيق من وجود أو عدم وجود
وصية أو هبة من الجد أو الجدة للحفدة وتحديد مقدارها وتقييمها وكذا تحديد مقدار ميراث
الحفدة من أبيهم أو أمهم وهل هذا المقدار يساوي أو يقل أو يفوق مقدار ما يستحقونه عن
طريق التنزيل.
-أن الموثق مختص في تحرير الفرائض بناء على النصوص التنظيمية لمهنة الموثق بعد
تعيينه من طرف القاضي وال يعتبر القاضي متخلي عن اختصاصه .
-أن القاضي دائما ً يراقب فريضة التنزيل وال يعتمد على الموثق فقط ألن نصوص الميراث
من النظام العام ويثيرها القاضي تلقائيا ً .
-أن فريضة التنزيل لها حجية وال ترقى إلى العقد الرسمي.
-أن اإلجراءات المتبعة في قسمة التركات هي اإلجراءات المستعجلة.
-أن اعتماد الموثق على البرمجيات اآللية ) (logicielلتحرير الفرائض يصبح الموثق
متقاعسا ً على مراجعة علم الفرائض مما يؤدي به إلى جهله أضف إلى ذلك أن هذه
البرمجيات اآللية تحتاج دائما ً إلى مراجعة من الهيئة الوصية.
54
الخاتمـــــــــــــــــــــة
-أن الدعوى المقامة أمام القضاء من طرف الحفدة ليس بغرض الميراث وإنما بغرض
استحقاق التنزيل وإال كان الحكم رفض الدعوى النعدام الصفة - .أن الحفيد هو شريك في
الميراث وبالتالي خول له المشرع اللجوء إلى الحماية الجزائية لعدم االستيالء على التركة.
-أن جنحة االستيالء على التركة من الجنح التي يجوز فيها الوساطة طبقا ً لقانون
اإلجراءات الجزائية وباعتبار أن اتفاق الوساطة تنقضي به الدعوى العمومية وفي حالة عدم
تنفيذه يقرر وكيل الجمهورية ما يراه مناسبا ً بشأن المتابعة فباإلضافة إلى الجنحة األولى
يمكن متابعته بجنحة التقليل من شأن األحكام القضائية.
-أن العمل القضائي جرى في دعاوى االستيالء على التركة من التأكد من ثبوت صفة
الشاكي من غيره .لذلك وبناء على ما سبق أصبح إعادة النظر في أحكام التنزيل أكثر من
ضرورة وذالك بإعادة صياغة المواد المنظمة ألحكامه بطريقة تجعلها واضحة ال تثير
االلتباسات في الواقع العملي ،لذالك نرى وضع االقتراحات التالية أمام المشرع الجزائري
لألخذ بها :أوال :إدراج أحكام التنزيل أو يطلق عليه بالوصية الواجبة ضمن باب خاص به
،وليس في أحكام الميراث كما هو عليه اآلن كخطوة أولى وتكون صياغته كما يلي :الباب
الثالث مكرر – التنزيل .
ثانياً :إعادة صياغة نص المادة 169من ق أ تجنبا ً ألي غموض لدى مطبقي
التنزيل وإن كانت في األصل ال تطرح أي إشكال وتكون صياغتها كما يلي ( :من توفى وله
أبناء ابن أو أبناء بنت وقد مات أبوهم أو أمهم قبله أو معه وجب تنزيلهم منزلة أبيهم أو
أمهم في التركة بالشرائط التالية) ثانيا :تعديل المادة 172من قانون األسرة ،وذالك بجعلها
تنص على تكملة الفارق بيـن ما ورثـه األبنـاء من تركة أصلهم وبين ما يستحقون بنظام
التنزيل في حدود ثلث التركة دائما وتكون صياغتها كما يلي (فإن ورثوا من أبيهم أو أمهم
ما ال يقل عنه وجب إرجاعه إلى مقدار التنزيل وإن كان مناب مورثهم أقل منه وجب
تكميله إليه) ثالثا :نقتـرح تعديل المادة 180من ق أ التي تنص على يؤخذ من التركة حسب
55
الخاتمـــــــــــــــــــــة
الترتيب اآلتي ..........ثالثا التنزيل ،رابعا ً الوصية رابعا :نقترح على المشرع الجزائري
وضع مادة مستقلة يبين فيها أن مستحقي التنزيل هم من الطبقـة األولى من األحفاد تجنبا ً
ألي غموض وتكون صياغتها كما يلي ( :المادة 172مكرر " :يستحق التنزيل الطبقة
األولى من األحفاد فقط") تجنبا ً للغموض.
56
قائمة المصادر
والمراجع
قائمة المصادر والمراجع
ــالرازيبنبكرمختارالصحاح,منظبطوتخريجالدكتورمصطفىالدينالبغا,دونطبعة,
,1990دارالهدىللطباعةوالنشر,الجزائر .
ــوهبةالزحيلي,الفقهاالسالميوأدلته(الجزءالثامن),الطبعةالثانية1984,دارالفكر,دمشق,
سوريا .
ثانيا :الكتب القانونية
ــالهالليالمسعود,أحكامالتركاتوالمواريثفيقانوناالسرةالجزائري,الطبعةاالولى,
,2008جسورللنشروالتوزيع .
ــإماممحمدكمالالدين,الوصيةوالوقففياالسالم(مقاصدوقواعد),الطبعةاالولى,1999,منشأة
المعارف,مصر .
ـ بربارة عبد الرحمان ,شرح قانون االجراءات المدنية واالدارية ,الطبعة الثانية ,2009,منشورات بغدادي
,الجزائر
ــبلحاجالعربي,احكامالمواريثفيالتشريعاالسالميوقانوناالسرةالجزائري,الطبعةالثالثة
,2008,ديوانالمطبوعاتالجامعية,الجزائر .
ــبلحاجالعربي,الوجيزفيشرحقانوناالسرةالجزائري(الميراثوالوصية),الجزء,2دط,1994,
ديوانالمطبوعاتالجامعية,بنعكنون,الجزائر .
ـ بن الشويخ الرشيد ,الوصية والميراث في قانون االسرة الجزائري (دراسة مقارنة ببعض التشريعات العربية
),دون طبعة ,دون سنة ,دار الخلدونية .
ـبنالشيخاثملويالحسن,التنزيلدراسةقانونيةفقهيةوقضائيةمقارنة,دونطبعة,2011,دارهومه,
الجزائر .
58
قائمة المصادر والمراجع
ــحدادعيسى,الوجيزفيالميراث,دونطبعة,2003,مديريةالنشر,الجزائر .
ــدغيشأحمد,التنزيلفيقانوناالسرةالجزائري,أًصلالكتابأطروحةلنيلشهادةدكتوراهفي
القانون,الطبعةالثانية,2010دارهومه,الجزائر .,
ــعزةعبدالعزيز,أحكامالتركاتوقواعدالفرائضفيالتشريعاالسالميوقاعدقانوناالسرةالجزائري
,طبعةثانية,2010,دارهومه,الجزائر .
ـ محدة محمد ,التركات والمواريث ,الطبعة الثانية ,1999مطبعة عمار قرفي ,الجزائر
59
الفهرس
الفهرس
الصفحة العنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوان
- إهداءات
- تشكرات
أ-ج مقدمة
07 الفصل األول :ماهية نظام التنزيل ,تأصيله وتحديد طبيعته القانونية
09 ❖ المبحث األول :ماهية نظام التنزيل
09 المطلب األول :تعريف التنزيل والحكمة منه o
15 المطلب الثاني :أركان التنزيل وشروط استحقاقه o
21 ❖ المبحث الثاني :تأصيل نظام التنزيل وتحديد طبيعته القانونية
21 المطلب االول :تأصيل نظام التنزيل o
25 المطلب الثاني :الطبيعة القانونية للتنزيل o
37 الفصل الثاني :القواعد العامة لتطبيق التنزيل في الفقه االسالمي وقانون االسرة الجزائري
38 ❖ المبحث االول :مقدار التنزيل وطرقه استخراجه
38 المطلب االول :مقدار التنزيل في الفقه االسالمي وموقف المشرع الجزائري o
42 المطلب الثاني :طرق استخراج التنزيل وموقف المشرع الجزائري منها o
45 ❖ المبحث الثاني :تطبيق القضاء الجزائري ألحكام التنزيل
45 oالمطلب االول :اجراءات التقاضي في النزاعات المتعلقة بالتنزيل
49 المطلب الثاني :تضارب االجتهادات القضائية في تطبيق احكام التنزيل o
56 الخاتمة
قائمة المصادر والمراجع
الفهرس
61
الملخص