Professional Documents
Culture Documents
9191 9102
9191 09 01
القانون -جامعة الزاوية 0449 01
ْ َّ َّ ْ َ َّ
حيمِ
بِسمِ اللهِ الرحمنِ الر ِ
﴿ أولَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ ويَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ
يُؤْمِنُونَ فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِنيَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ
يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ
النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ
الْأَرْضِ وَالَ تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ ولَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِالَّ أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ
َ ََ ُ َ ّ ْ
صدق اهلل العظيِم
أ
اإلهـــداء
بدوري أهديه
إىل من علَّمين كيف أقف بكل ثبات فوق األرض إىل الذي وهبين كل ما ميلك حىت أحقق له آماله إىل
من كان يدفعين قدما وسهر على تعليمي بتضحيات جسام مرتمجة يف تقديسه للعلم ،إىل مدرسيت
األوىل يف احلياة ،أيب الغايل على قـليب أطال هللا لنا يف عمره وجزاه هللا عنا خري اجلزاء يف الدنيا واألخرة .
الرعاية و
إىل اليت وهبت فـلذة كبدها كل العطاء و احلنان ،إىل اليت صربت على كل شيء ورعتين حق ّ
كانت سندي يف الشدائد ،و اليت تبعتين دعواهتا يل ابلتوفيق خطوة خبطوة يف عملي ،إىل من إرحتت
كلما تذكرت إبتسامتها يف وجهي نبع احلنان أمي أعز مالك على القـلب و العني أطال هللا لنا يف عمرها
وجزاها هللا عين خري اجلزاء يف الدارين الدنيا واألخرة .
َّيت منهم النصح والدعم واإلرشاد إيل أخويت وأخوايت الذين تقامسوا معي عبء احلياة إيل
إىل مجيع من تلق ُ
األهل من أبناء عموميت واألصدقاء وإيل كل زمالئي حفظهم هللا مجيعا وأدمكم علي اخلري .
إىل من علموان حروفا من ذهب وكلمات من ذرر وعبارات من أمسى وأجلى عبارات يف العلم إىل من
صاغوا لنا علمهم حروفا ومن فكرهم منارة تنري لنا مسرية العلم والنجاح إىل أساتذتنا الكرام جزاهم هللا
عنا و عنهم خري اجلزاء .
ب
الشكر والتقدير
ج
ملخص الدراسة
هتدف هذه الدراسة إيل معرفة ما مدي إمكانية موائمة تطبيق الضريبة إبعتبارها مصدر متويل تقليدي
لإليرادات العامة للدولة احلديثة وت طبق يف مجيع دول العامل ،مع الزكاة إبعتبارها فريضة إسالمية وأحد
أركان اإلسالم اخلمسة وواجبة التطبيق يف الدول اإلسالمية ،وذلك بوضع األسس واألليات واحللول
العلمية والعملية املناسبة لتطبيق كل من الضريبة والزكاة معا يف الدول اإلسالمية عامة ويف ليبيا خاصة .
حبيث إعتمد الباحث يف إجابته علي اإلشكالية املطروحة وحتقيق أهداف البحث علي جمموعة من
مناهج البحث العلمي وهي املنهج اإلستقرئي واملنهج اإلستداليل واملنهج املقارن واملنهج الوصفي واملنهج
التحليلي .
كما إعتمد الباحث يف إجناز هذه الدراسة علي التقسيمة الثنائية حبيث إشتملت الرسالة علي فصلني
وكل فصل قسم إيل مبحثني .
فتناول الباحث يف الفصل األول دراسة مفهوم كل من الضريبة والزكاة ابإلضافة إيل بيان أهم قواعد
وخصائص ومميزات وأنواع كل منهما يف املبحث األول أما يف املبحث الثاين فتناول الباحث دراسة الفرق
ينب الضريبة والزكاة من خالل بيان أهم أوجه الشبة واإلختالف بينهما .
ويف الفصل الثاين فلقد تناول الباحث دراسة آليات تطبيق الضريبة والزكاة يف التشريع اللييب حبيث تناول
يف املبحث األول دراسة اآلليات التشريعية والتنظيمية لتطبيق الضريبة والزكاة يف ليبيا أما يف املبحث الثاين
فلقد تناول الباحث دراسة اآلليات الفنية والعملية لتطبيق الضريبة والزكاة يف ليبيا .
ويف هناية هذه الدراسة فإن الباحث توصل إيل عدة نتائج وتوصيات وهو ما سيتم دراسته و
توضيحه يف هناية هذه الرسالة .
د
Study summary
This study aims to find out the extent to which the application of
the tax can be harmonized as it is a traditional source of financing
for the public revenues of the modern state and is applied in all
countries of the world with zakat being an Islamic duty and one
of the five pillars of Islam that is applicable in Islamic countries by
setting the foundations mechanisms and appropriate scientific and
practical solutions to apply both tax and zakat together in Islamic
countries in general and in Libya in particular .
So that the researcher relied in his answer on the problem at hand
and achieving the research objectives on a set of scientific research
methods which are the inductive approach the comparative
approach the descriptive approach and the analytical method .
The researcher divided this study into two chapters
In the first chapter the researcher dealt with studying the
concept of both tax and zakat explaining the most important rules
characteristics and features of each in addition to explaining the
most important similarities and differences between them .
In the second chapter the researcher dealt with the study of
mechanisms for applying tax and zakat in Libyan legislation,
dealing with the study of legislative and regulatory mechanisms,
in addition to the technical and practical mechanisms for applying
tax and zakat in Libya.
At the end of this study the researcher reached several
conclusions and recommendations which will be studied
and clarified through the body of this thesis .
ه
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
المقـدمة
إن املتتبع للحضارات اإلنسانية علي مدار كل احلقب اليت مر عليها تطور اإلنسان يدرك مدي تالزم
هذا التطور حبقيقية احلاجات اإلنسانية املتعددة وحماولة تلبيتها بكل ما أمكن ,كما إن واقع املشكلة
اإلقتصادية من منظور كل املدارس الفكرية اليت عرفها الفكر اإلقتصادي قدميا وحديثا دارت وال زالت
تدور حول التوزيع األمثل للموارد ,وهو ما أبرز فكرة التمويل إلقتصادايت تلك الدول و إن إختلفت
وتنوعت إبختالف مفاهيمها الدينية واإلجتماعية والسياسية .
حيث ظهر يف مراحل تطور الدولة العديد من األساليب واألنظمة اإلقتصادية اليت إنتهجتها الدول
لضمان قيامها بواجباهتا إجتاه رعاايها علي الوجه األمثل ,وأمهها الضرائب حيث تعد الضرائب من أهم
موارد الدولة يف العصر احلديث ,فقد تطورت طبيعة الضريبة وتباينت أهدافها خالل العصور مع تطور
النظم السياسية والظروف اإلقتصادية السائدة يف اجملتمع ,حيث كانت الضريبة يف العهد الروماين تعد
من أعمال السيادة ,تفرضها السلطة املركزية بقصد تغطية النفقات العامة والدفاع عن اإلمرباطورية ومع
بداية القرن الثالث عشر زادت نفقات الدولة بسبب احلروب اليت خاضتها وما كان علي امللك إال زايدة
الضرائب ملواجهة نفقات احلروب ,ومل تكن هذه الزايدة إجبارية بل كانت إختيارية ,حيث إن امللك مل
حيصل علي الضرائب إال برضا دافعيها وذلك يف صورة هبة أو معونة للملك من أجل اإلنفاق علي
اجلنود يف احلرب ,وهو ما نص عليه يف الوثيقة العظمي اليت منحها امللك جون لشعب إجنلرتا يف عام
2121م ,ومنذ أوائل القرن اخلامس عشر كان للملك حق زايدة اإلعاانت بصورة مباشرة يف احلاالت
العاجلة ,إيل أن تقرر له يف عام 2341حق فرض ضريبة ملكية دائمة علي إعتبار أن امللك له سلطة
إصدار القوانني وبتطور الدولة يف خمتلف العصور إزدادت أمهية الضريبة ودورها بسبب توسع النشاط
اإلداري للدولة وتعددت وظائفها السياسية واإلجتماعية واإلقتصادية حيت أصبحت الضرائب يف العصر
احلايل أهم مورد مايل للدولة .
ويف املقابل جند يف العامل اإلسالمي أمهية كبية للضريبة علي الرغم أنه مل أييت لفظ الضريبة يف القرآن
الكرمي أو السنة النبوية ,إال إن هللا سبحانه وتعايل إرتضي للبشر شريعة ومنهج متكامل صاحل لكل زمان
ومكان حيث أن اإلسالم جاء واندي ابحلرية اإلقتصادية ,فاألفراد أحرار يف ممارسة نشاطهم اإلقتصادي
مع اإلعرتاف هلم بكافة صور امللكية اخلاصة اإلنتاجية واإلستهالكية ,ولكن يف حدود ما يقرره من
قواعد وتشريعات اليت تسعي لتحقيق صاحل الفرد واجلماعة ,كما أعطت الشريعة اإلسالمية لويل األمر
وهي الدولة حق التدخل يف تنظيم النشاط اإلقتصادي لضمان سالمة املعامالت وشرعيتها ومباشرة
بعض أوجه النشاط لكافة اجملاالت املختلفة للمجتمع اإلسالمي ,وذلك لتحقيق أغراض إقتصادية
وإجتماعية وسياسية ,ولقد عرف النظام جمموعة من الضرائب ونذكر منها علي سبيل املثال اجلزية اليت
1
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
تفرض علي غي املسلمني ,كما يوجد نظام الفيء وهي اليت تفرض علي الدولة غي املسلمة أو األموال
اليت يتحصل عليها املسلمني من الكفار بغي قتال ,كما توجد ضريبة اخلراج وهي اليت أتخذ علي
األرض اخلراجية أو الزراعية النامية ,كما توجد الزكاة وهي اليت تعترب حمور دراستنا يف هذه الرسالة حيث
تعترب الزكاة من أبرز وسائل السياسة املالية يف الدول اإلسالمية ,إال إنه يف العصور احلديثة لتطور الدولة
أصبحت الضريبة هي املصدر األول لتمويل املشاريع التنموية يف البالد اإلسالمية .
ولعل عودة بعض الدول اإلسالمية إىل تفعيل دور الزكاة يف مساعي للتنمية الوطنية سواء على الصعيد
اإلقتصادي أو اإلجتماعي ,وحتقيقها لنتائج ملموسة يف ذلك طرحت فكرة موائمة تطبيق الضريبة للزكاة
والتحقق من مدى حتقيق الزكاة للدور الذي حتققه الضريبة ,كون الزكاة نظام مايل جاء به اإلسالم
وجعله أحد فروض اإلسالم والضريبة نظام عاملي يطبق يف مجيع دول العامل احلديثة .
أوالً -:أمهية البحث .
إن للموضوع أمهية كبية من الناحية العلمية والعملية ,سواء أكان ذلك علي املستوي احمللي واإلقليمي
أو العاملي ,وخاصة يف مدي تطبيق الضريبة والزكاة معا يف الدول اإلسالمية ,حيث أصبحت احلاجة
ضرورية إيل تطبيق الزكاة إبعتبارها فريضة إسالمية و أحد أركان اإلسالم ,إيل جانب الضريبة إبعتبارها
مصدر متويل تقليدي لإليرادات العامة للدولة احلديثة ,لذلك أتيت أمهية هذا البحث يف وضع األسس
واألليات واحللول املناسبة لتطبيق كل من الضريبة والزكاة معا يف الدول االسالمية عامة ويف ليبيا خاصة .
اثنياً -:إشكاليات البحث .
من املتعارف عليه أن اإلسالم صاحل لكل زمان ومكان ,وأن الزكاة يف القرون الذهبية لإلسالم قامت مبا
أنيط هبا من مهام ,إال أن املعطيات واألوضاع اإلقتصادية واإلجتماعية والسياسية إختلفت إختالفا
جدراي عما كان عليه يف صدر اإلسالم ,مما أدي ذلك إيل األخذ بنظام الضرائب كأداة لتطبيق
السياسات املالية للدول اإلسالمية يف العصور احلديثة مما يسوقنا إيل طرح اإلشكالية و التسائل التايل -:
ما مدي إمكانية مالئمة تطبيق الضريبة إبعتبارها نظامي عاملي يطبق يف مجيع دول العامل مع الزكاة
إبعتبارها فريضة إسالمية علي املسلمون وواجبة التطبيق يف الدول اإلسالمية .
اثنيا -:أهداف البحث .
إنطالقا من مبدأ أن الباحث جيب أن يعكس مدى اإلضافة اليت سيقدمها يف حبثه ,من معلومات أو
اإلسهام يف تقدمي حلول علمية مربهنة للمشكلة املدروسة ,فتحديد أسئلة البحث ال تبدو قيمتها
واضحة ما مل ييتم وضع نقاط أو عناصر تساهم وتسهل يف الوصول إيل اإلجابة عليها ,ولذلك فإن
الباحث حدد جمموعة من األهداف لإلجابة علي التساؤل املطروح واليت سيتم دراستها يف هذه الرسالة
وهي كالتايل .
2
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
/2حتديد مفهوم الضريبة والزكاة وبيان اخلصائص اليت متيز كل منهما .
/1توضيح قواعد وأهداف كل من الضريبة والزكاة .
/4إستنباط وبيان أوجه الشبه واإلختالف بني الضريبة والزكاة .
/3إيضاح آليات تطبيق الضريبة والزكاة يف ليبيا .
/ 1إجياد احللول املناسبة العلمية والتشريعية ملوائمة تطبيق الضريبة والزكاة معا يف ليبيا .
رابعاً -:منهج الدراسة .
من أجل اإلجابة علي اإلشكالية املطروحة وحتقيق أهداف البحث ,فقد إعتمد الباحث علي جمموعة
من مناهج البحث العلمي وهي كالتايل .
/2املنهج اإلستقرئي اإلستداليل حيث تناول الباحث دراسة عناصر املوضوع دراسة مستفيضة ,من
مجيع جوانبه العلمية والعملية وإعتمد يف ذلك علي الكتب واملؤلفات والبحوث الدراسية السابقة
للوصول إيل حتديد أهداف املوضوع واإلجابة علي التساؤل املطروح ,كما إعتمد الباحث يف إجناز هذا
البحث علي اإلستدالل ,حبيث تناول املوضوعات املتعلقة ابلزكاة عن طريق اإلستدالل عليها ابألراء
الفقهية واآلايت القرآنية واألحاديث النبوية واللوائح والقوانني اليت تنظمها ,أما املوضوعات اليت تتعلق
ابلضريبة فلقد إستدل عليها الباحث ابألراء الفقهية واللوائح والقوانني اليت تنظمها .
/1املنهج املقارن وفيه قام الباحث بعقد مقارنة بني العناصر املتعلقة مبوضوع الدراسة وهو الفرق بني
الضريبة والزكاة ,حبيث بني فيها أهم أوجه اإلتفاق واإلختالف بينها من حيث املفهوم ومن حيث
اخلصائص واملميزات واألهداف وأساس فرض كل منهما .
/ 4املنهج الوصفي التحليلي فمن خالل هذا املنهج قام الباحث بتجميع وتوفي معلومات اخلاصة
مبوضوع البحث الضريبة والزكاة حبيث وضع هلا تصور ليبني فيه أهداف املوضوع ومن مث قام بتحليلها
وإستخالص النتائج منها و إظهار مدي مالئمة تطبيق الضريبة والزكاة معا .
خامساً -:الدراسات السابقة .
رغم أن املوضوع مت التطرق إليه يف بعض الدراسات السابقة ,وملا كان واجبا علي كل من يريد أن يكتب
حبثا ما ,أن يطلع علي ما كتب سابقا حول هذا املوضوع ليكون حبثه مكمال أو مبينا أو جمددا فإنه بعد
اإلطالع علي هذه الدراسات وجد الباحث أن كل دراسة تصب يف منبع خاص كال حسب املكان
والزمان اليت مت إعداد فيها هذه الدراسة حبيث ختتلف عما يقوم بدراسته الباحث يف هذه الرسالة ومن
بني تلك الدراسات.
/2أمحد خلف حسني الدخيل – ساجر انصر محد اجلبوري – املوازنة بني الزكاة والنظرية العامة للضريبة
اإلقتصاد اإلسالمي الواقع ورهاانت املستقبل – امللتقي الدويل االول معهد العلوم االقتصادية والتجارية
وعلوم التسيي العراق – . 1122
3
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
/1فاطمة حممد عبد احلافظ حسونة -آثر كل من الزكاة والضريبة على التنمية اإلقتصادية -رسالة
ماجستي قدمت لكلية الدراسات العليا -جامعة النجاح الوطنية انبلس فلسطني – . 1112
/4شهاب أمحد شيحان و إايد محاد عبد -الزكاة والضريبة ودورمها يف توزيع الدخل القومي -دراسة
حتليليه نظرية مقارنة -جملة العلوم اإلنسانية -العدد - 44كلية اإلدارة و اإلقتصاد جامعة األنبار-
بدون سنة نشر .
/3وجلة مسعودة -فاطمة عيسات -دراسة مقارنة بني الضريبة والزكاة -حبث مقدم ملعهد العلوم
االقتصادية والتجارية وعلوم التسيي -الشبكة العامة للمعلومات -سنة 1112-1112
/1حممد سعيد العمور -مشروعية اجلمع بني قانوين الزكاة والضريبة يف فلسطني -جملة العلوم اإلنسانية
جامعة األقصى -سنة . 1121
/2مصطفي آالء عوض -التمييز بني الزكاة والنظام الضرييب -رسالة ماجيستي قدمت لكلية الشريعة
والقانون جبامعة أم درمان اإلسالمية السودان -سنة 1124
سادساً -:صعوابت الدراسة .
لقد واجهت الباحث عدة صعوابت يف إعداد هذه الرسال و تتمثل هذه الصعوابت يف اآليت -:
/2قلة املراجع والكتب سواء الكتب القانونية املتعلقة مبوضوع الضرائب ,أو الكتب اإلسالمية املتعلقة
مبوضوع الزكاة يف ليبيا ,مما دفع الباحث إيل اإلعتماد علي املصادر املتوفرة يف الشبكة العامة للمعلومات
/1حداثة املوضوع يف ليبيا ,حيث أن فكرة موائمة تطبيق الضريبة والزكاة جعل من الصعوبة علينا
احلصول علي املعلومات ومجعها من خمتلف اجلهات .
سابعاً -:خطة البحث .
من أجل اإلجابة علي الفرضيات و األسئلة املطروحة للبحث قام الباحث بتقسيم خطة البحث إيل
الفصول األتية .
الفصل األول -:ماهية الضريبة والزكاة والفرق بينهم .
املبحث األول -:ماهية الضريبة والزكاة .
املطلب األول -:مفهوم الضريبة والزكاة خصائصهم وأنواع كال منهم .
املطلب الثاين -:قواعد وأهداف الضريبة والزكاة .
املبحث الثاين -:أوجه التشابه و اإلختالف بني الضريبة والزكاة .
املطلب األول -:أوجه التشابه بني الضريبة والزكاة .
املطلب الثاين -:أوجه اإلختالف بني الضريبة والزكاة .
4
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
الفصل الثاين -:آليات تطبيق الضريبة والزكاة يف التشريع املايل اللييب .
املبحث األول -:اآلليات التشريعية والتنظيمية لتطبيق الضريبة والزكاة .
املطلب األول -:اآلليات التشريعية لتطبيق الضريبة والزكاة .
املطلب الثاين -:اآلليات التنظيمية لتطبيق الضريبة والزكاة .
املبحث الثاين -:اآلليات الفنية والعملية لتطبيق الضريبة والزكاة .
املطلب األول -:اآلليات الفنية لتطبيق الضريبة والزكاة .
املطلب الثاين -:اآلليات العملية لتطبيق الضريبة والزكاة .
5
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
الفصل األول
ماهية الضريبة والزكاة والفرق بينهم
متهيد وتقسيم -:
تعترب األنظمة املالية اليت ت تخذ ها دولة ما وتعمل هبا ,من األدوات اليت يتم من خالهلا حتقيق أهداف
اجملتمع وغاايته وفقاً لفلسفته الفكرية واإليديولوجية ,واليت تقوم يف الغالب علي دعائم ومرتكزات
إقتصادية وإجتماعية وسياسية ودينية ختتلف من جمتمع إيل أخر ومن مرحلة إيل أخرى ,حيث يتجلي
من خالهلا الدور املؤثر للدولة اليت تسعى إيل توفري مصادر للتمويل والتوزيع العادل للناتج الوطين .
ومن أقدم وأهم املصادر املالية اليت تعمل هبا الدولة وتطبقها علي قاطنيها الضريبة ,والسبب يف ذلك
يرجع إيل ضخامة األموال اليت توفرها إيل اخلزينة العامة للدولة ,حيث تزايدت أمهيتها بتزايد حصتها يف
هيكل اإليرادات العامة والدور الذي تلعبه يف جمال حتقيق األهداف التنموية علي مستوي القطاع
اإلنتاجي واإلستهالكي والتوزيعي .
كما أن الشريعة اإلسالمية أفردت عناية كبرية ابلشؤون املالية للدولة وكانت السباقة يف ذلك ,حيث
وضعت هلا سياسة رشيدة عادلة راعت فيها حتقيق العدالة جلميع أفراد اجملتمع ,ولقد أورثت لنا السنة
النبوية الشريفة والصحابة والتابعني يف العصر القدمي واألئمة اجملتهدون يف العصر احلديث ثروة فقهية
غنية يف معاجلة الشؤون املالية ,واليت تعترب أصدق شاهد علي عدالة تلك السياسة املالية ,فالشريعة
اإلسالمية أتمران وحتثنا ابحملافظة علي املال وتنميته ,ألنه يعد مقوم من مقومات احلياة وضرورة من
ضرورات الوجود البشري وهو وسيلة للعيش وتبادل املنافع الدنياوية اإلقتصادية واإلجتماعية والسياسية
والدينية وغريها من احلقوق اليت تق تضيها املصلحة العامة للمسلمني ,ومن أهم هذه املوراد الزكاة اليت
تعترب من أهم املصادر املالية لبيت مال املسلمني واليت مازال يعمل هبا حيت قتنا احلاضر .
وإذا نظران نظرة فقهية حتليلية جند وجود إختالف بني فقهاء املسلمني والفقه القانوين حول ماهية
الضريبة والزكاة ,ومدى التشابه واإلختالف بينها وجواز فرض ضرائب إضافية جبانب الزكاة من عدمه
ويف إعتبار الزكاة مكملة للضريبة أو العكس .
وإليضاح ما تقدم م ن عناصر هذا الفصل فإن الباحث سيتناول ذلك وفق خطة منهجية حمكمة
وذلك علي النحو التايل .
املبحث األول -:ماهية الضريبة والزكاة .
املبحث الثاين -:الفرق بني الضريبة والزكاة .
6
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
املبحث األول
ماهية الضريبة والزكاة
تقسيم -:
تعترب الضريبة والزكاة من أهم األدوات املالية اليت تساهم يف تغطية نفقات الدولة وأعبائها املالية ,سواء
علي املستوي اإلقتصادي واإلجتماعي أو السياسي ,غري أن الزكاة هي الركن الواجب األساسي
والقاعدة العامة للعالقات املالية بني املسلمني ,حبيث يؤدى أداؤها ابلشكل املطلوب إىل القضاء على
آاثر الفقر واملشاكل املالية اليت يعاين منها كثري من اجملتمعات البشرية ,ولكنها على الرغم من أمهيتها
ليست هي كل النظام املايل اإلسالمي وال احلق الوحيد يف املال ,وإمنا يوجد يف املال حقوق مالية أخرى
كحقوق النفقة والكفارات وحنوها ,بل إن فيه حقا سوى الزكاة والسيما عند األزمات والشدائد حيث
أعطي اإلسالم احلق لويل األمر يف فرض حق آخر سوى الزكاة عند احلاجة وبضوابط شرعية ,ومنها
اخلراج وهي اليت تفرض علي األرض الزراعية النامية ,واجلزية وهي األموال اليت تفرض علي غري املسلمني
الذين يقيمون يف الدولة اإلسالمية ,والعشور وهي األموال اليت تؤخذ من الذميني الدين دخلوا بالد
املسلمني لغرض التجارة فيها ,وغريها من األموال األخرى اليت كانت تفرض كضرائب علي املسلمني
وغري املسلمني .
وعليه فإن الباحث سيتناول يف هذا املبحث تعريف كل من الضريبة والزكاة وسنناقش أهم القواعد
واملبادئ اليت يقوم عليها هذان النظامني ابإلضافة إيل أهم اخلصائ اليت متيز كالمها ,وأنواع الضرائب
وأهم املوارد اليت كانت حتصل يف عهد النيب لتمويل بيت مال املسلمني يف تلك الفرتة من غري الزكاة
وذلك وفقاً للتايل .
املطلب األول -:مفهوم الضريبة والزكاة خصائصهم و أنواعهم .
املطلب الثاين -:قواعد وأهداف الضريبة والزكاة
7
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
املطلب األول
مفهوم الضريبة والزكاة خصائصهم وأنواعهم
إليضاح ماهية الشيء ال يعين أن نوضح مفهومه فقط ,وإمنا جيب ابلضرورة إيضاح خصائصه وأنواعه
اليت متيزه يف الفقه القانوين عامة والفقه املايل خاصة ,ولذلك سوف يتناول الباحث يف هذا املطلب
دراسة مفهوم كل من الضريبة والزكاة ,ابإلضافة إيل بيان أهم خصائصهما اليت متيز كل منهما وأنواع
الضرائب ,وأهم املوارد املالية لبيت مال املسلمني من غري الزكاة وذلك وفقاً ملا سيأيت بيانه .
الفرع األول -:مفهوم الضريبة أنواعها وخصائصها
مما الشك فيه أن الضريبة تنفرد مبفهوم مييزها علي غريها من األنظمة املالية األخرى املعمول هبا يف
الدولة ,كما أن هلا خصائ وأنواع ختتلف عن خصائ واألنواع اليت تتميز هبا النظم املالية األخرى
وسنتناول يف هذه اجلزئية مفهوم الضريبة وخصائصها وأهم أنواعها وذلك وفقاً للتايل .
أوالً /مفهوم الضريبة .
إختلف الفقه املايل يف وضع تعريف جامع مانع للضريبة ,فعرفها الفقه التقليدي بتعريفات مغايرة عن
الفقه احلديث ,وذلك بسبب نظرهتم ألغراض الضريبة وأهدافها ,فمن ينظر للهدف املايل للضريبة
خيتلف يف تعريفه عن من ينظر هلدفها اإلقتصادي واإلجتماعي والسياسي كما إن للضريبة خصائ
متيزها عن غريها من املتشاهبات معها ,وسنبني ذلك تفصيال علي النحو التايل .
أ /مفهوم الضريبة يف الفقه التقليدي .
لقد إقرتن وجود الضريبة يف الدولة بوجود سلطة سياسية يف العصور القدمية ,إال أنه لقلة األعباء اليت
كانت تتحمل ها الدولة ملواجهة نفقاهتا يف تلك الفرتة ,كانت تفرض ضريبة حمددة علي عامة الشعب
دون غريهم األمر الذي خلق متييزاً يف املعامالت واإللتزامات ,وخلق سوء فهم للعالقات اإلجتماعية
يف الدولة ,األمر الذي جعل فقهاء املالية يف تلك احلقبة يعرفون الضريبة علي حسب ما تفرضها
الدولة علي قاطنيها ومن هذه التعريفات األيت .
فقد عرفها الفقيه الفرنسي " أونوريه جابرييل ريكوييت " املعروف ابلكونت دي مريابو أبهنا ليست
سوى مبلغ يدفع مسبقاً للدولة لضمان احلصول على محاية السلطة .
أما الفقيه الفرنسي بيري جوزيف برودون فلقد عرف الضريبة علي إهنا مثن خلدمات الدولة اليت تقوم
إبشباع احلاجات العامة .
8
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
كما عرفها األستاذ الفقيه الفرنسي جاستون جيز ,أبهنا أداء نقدي تفرضه السلطة على األفراد بطريقة
()1
هنائية بال مقابل من أجل تغطية األعباء العامة .
علي الرغم من أن التعريفات قد أبرز خصائ الضريبة ,إال إهنا ركزت علي اجلانب املايل فقط
للضريبة ,فا لضريبة أهداف وأغراض أخري إقتصادية وإجتماعية وسياسية لفرضها وهو ابلتايل ال يعترب
تعريف ملم وجامع لكافة عناصر الضريبة .
أما األستاذ الفقيه لويس ترواتاب ,يفضل اإلقتصار علي اجلانب القانوين للضريبة إبعتبارها أداة لتوزيع
()2
األعباء العامة بني األفراد توزيعاً يطابق مقدرهتم املالية " .
ابلرغم من أن التعريف أظهر بصفة عامة مبدأ املساواة بني أفراد الشعب الواحد ,يف حتمل األعباء
املالية للدولة ,إال إنه يؤخذ عليه إقتصاره علي اجلانب املايل أيضاً ومن زاوية قانونية فقط ومن مث ال
يعترب تعريف جامع مانع للضريبة .
كما توجد العديد من التعريفات األخرى للضريبة اليت ظهرت يف هذه الفرتة واليت ال يسعنا ذكرها يف
هذا املقام .
ب /مفهوم الضريبة يف الفقه احلديث .
لقد أدى تطور مفهوم الدولة إيل إزدايد تدخلها يف األنشطة اإلقتصادية وإتساع نطاق جمال عملها مما
أذى إيل زايدة حجم ميزانيتها يف جانبيها اإلنفاقي والتحصيلي ,والذي نتج عنه ظهور مفهوم جديد
للضريبة خيتلف عما كان عنه يف الفقه التقليدي وهي كالتايل .
إختلف أساتذة الفقه احلديث يف تعريف الضريبة ,حيث ذهب بعضهم إيل تعريف الضريبة علي إهنا
كل اقتطاع مايل يف شكل مسامهة نقدية إجبارية من األفراد للمشاركة يف حتمل أعباء اخلدمات العامة
واإلنفاق العام تبعاً ملقدرهتم علي الدفع ودون النظر إيل حتقيق نفع خاص يعود عليهم من هذه اخلدمة
()3
وتستخدم حصيلتها يف حتقيق أهداف إقتصادية وإجتماعية ومالية .
ذهب جانب من الفقه يف تعريف الضريبة علي إهنا إستقطاع نقدي تفرضه السلطات العامة علي
األشخاص الطبيعيني واإلعتباريني وف ًقا ملقدراهتم التكليفية وبطريقة هنائية وبال مقابل ,بقصد تغطية
()4
األعباء العامة ولتحقيق دخل للدولة .
1وليد صيام وحسام اخلداش -الضرائب وحماسبتها – منشورات دار املسرية للطباعة والنشر والتوزيع عمان – ط - 7997 - 2ص71
2منصور ميالد يونس – مبادئ املالية العامة – منشورات املؤسسة الفنية للطباعة والنشر – - 2008ص 707
3البشري حممود اهلوش -مذكرات املالية العامة لطلبة السنة اثلثة – كلية القانون جامعة السابع من ابريل سابقا (جامعة الزاوية ) –
– 2077 / 2070ص . 736 / 731
4خالد اخلطيب وأمحد شامية -أسس املالية العامة -منشورات دار وائل للنشر والتوزيع -األردن – 2003ط -7ص 746
9
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
وذهب جانب أخر من الفقه يف تعريف الضريبة ,علي إهنا إقتطاع مبلغ من املال يلزم األفراد بشكل
إجباري ,يدفعه للسلطات العامة بدون مقابل وفقاً لقواعد مقررة من أجل تغطية أعباء الدولة
()1
والسلطات اجلهوية .
ويؤخذ علي هذا التعريف أيضاً إقتصاره علي اجلانب املايل ,دون األخذ ابجلانب الفين والعملي كما
أنه مل يبني أغراض وأهداف اليت تسعي إليها الضريبة .
أما الباحث فيذهب مع رأي الفقه الذي عرف الضريبة ,أبهنا مبلغ من النقود يفرض وجييب جرباً من
املمول طبقا ملبدأ التضامن اإلجتماعي ,ويقوم بدفعه وفقا ملقدرته التكليفية ومسامهة منه يف األعباء
العامة بغض النظر عن املنافع اخلاصة اليت تعود عليه وتستخدم حصيلة الضريبة يف تغطية النفقات
()2
العامة للدولة ,وحتقيق أهداف السياسة املالية للدولة .
اثنياً /خصائص الضريبة .
اليت تتميز هبا من خالل التعريفات اليت سردانها سابقاً ,فإنه ميكننا إستخالص وإستنتاج اخلصائ
الضريبة ,وهي كالتايل .
أ /الضريبة أداء نقدي .
األصل يف الضريبة أهنا مبلغ من النقود أي أهنا اقتطاع نقدي ,علي خالف ما كان سائد يف العصر
القدمي حيث كانت الضريبة تؤدى عيناً ,إال أن أغلب دول العامل احلديث ,أصبحت تتجه إيل مبدأ
نقدية الضريبة إبعتبارها ميزة تنفرد هبا الضريبة عن ابقي األعباء األخرى وذلك لألسباب التالية .
/ 7ال تتفق الضريبة العينية مع العدالة يف توزيع األعباء املالية ,ألهنا تفرض علي املمولني كافة وابلتايل
فإهنا ال تراع ي إختالف تكاليف اإلنتاج من منتج إيل أخر وكذلك فإهنا ال تراعي قدرة األفراد علي
حتمل العمل ,والظروف الشخصية للممول .
/ 2ستكلف الضريبة العينية الدولة نفقات ابهضه ,جلمع احملصول ونقله وحفظه ابإلضافة فأهنا
ستتحمل ما تتعرض له هذه احملاصيل من تلف .
/ 3عدم مالئمتها للنظام الفين املايل احلديث ,ألن الدولة احلديثة تقوم أبداء نفقاهتا يف صورة نقدية
لذلك جيب أن حتصل إيراداهتا يف صورة نقود لتسهيل القيام أبعبائها العامة .
1صاحل الرويلي – إقتصادايت املالية العامة – ديوان املطبوعات اجلامعية – اجلزائر – -7988ص .719
2أسعد طاهر أمحد – اإلعفاءات الضريبية يف النظم الضريبية احلديثة دراسة مقارنة – جامعة الفاتح سابقا (جامعة طرابلس) – بدون
سنة نشر – ص 8
70
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
إال أنه توجد بعض الدول مازالت تطبق الضريبة العينية يف جزء من نظامها الضرييب ,مثل االحتاد
السوفي يت اليت تطبق ضريبة عن االطيان الزراعية ,ويكون يف صورة توريد جزء من احملاصيل الزراعية إيل
الدولة كضريبة .
ويذهب الباحث مع غالبية الفقه احلديث يف نقدية الضريبة ,وذلك إلستحالة تطبيق الضريبة العينية
يف العصر احلديث لألسباب اليت ذكرت سابقاً ,ابإلضافة إيل أن الدولة لكي تتمكن من القيام
()1
أبعبائها العامة ,فإهنا ال ميكنها ذلك يف ظل الضريبة العينية .
ب /الضريبة فريضة جربية .
تتميز الضريبة أبهنا تدفع جرباً من األفراد للدولة ,ألهنا متثل مظهراً من مظاهر سيادة الدولة علي
إقليمها ,وهبذا فإن الدولة تستقل بوضع نظامها القانوين دون أن يكون ذلك حمل لإلتفاق أو التفاوض
مع األفراد ,فإذا ما حاول الفرد اخلاضع للضريبة التهرب أو االمتناع عن دفعها وقع حتت طائلة
()2
العقاب .
ويرتتب علي صفة اإلجبار عدة نتائج وهي -:
/7أن تصدر الضريبة بقانون من السلطة التشريعية ,للتأكيد علي إلزاميتها من اجلميع دون متييز ,إال
يف حالة اإلعفاء منها ويكون ذلك بقانون .
/2يرتتب علي صفة اإلجبار ضرورة إختاذ الدولة كافة الوسائل التنفيذ اجلربي املنصوص عليها قانوانً يف
أموال املمولني للحصول علي دين الضريبة يف حالة إمتناعهم عن دفع الضريبة والتهرب منها .
/ 3يرتتب علي صفة اإلجبار للضريبة ,أن يكون دينها ممتاز عن الديون األخرى املستحقة امللتزمني
بسدادها .
وعلي الرغم من أن صفة اإلجبار أهم ما مييز الضريبة ,إال أن جانب من الفقه نفي عن الضريبة صفة
اإلجبار ,وذهب إيل أن الضريبة قائمة علي عنصر اإلرادة احلرة واملطلقة لألفراد يف اجملتمع و إستند يف
ذلك علي األيت -:
/ 7أن أساس نشأة الدولة هي إرادة األفراد ,وحيت تتمكن الدولة من ممارسة عملها وأداء نفقاهتا فإهنا
حتتاج إيل إرادة األفراد املؤسسة للدولة يف تغطية نفقاهتا .
/2مما يؤيد إختيارية الضريبة ال إجباريتها من الناحية التارخيية بدأت الدولة تغطي نفقاهتا من املنح
واالعاانت والعطاءات اليت يقدمها األفراد إيل السلطة إختياراً ال إجباراً ومل تتغري هذه الصفة إال عندما
تطورت الدولة وزادت أعبائها فأصبحت إجبارية .
1عادل العلي -املالية العامة والتشريع الضرييب -دار احلامد للنشر والتوزيع -عمان – ط – 2003 -7ص 92
2أعاد القيسي -املالية العامة والتشريع الضرييب -مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع -األردن - 2000 -ص 727
77
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
/3إن فرض الضريبة يف العصر احلديث يكون بقانون يصدر من اجلهات التشريعية للدولة ,هذه
السلطة ما هي إال تعبري عن رغبة و إرادة أفراد الشعب ,ومن مث فإن الضريبة تكون وليدة إرادة شعبية
()1
انبعة من أفراد الشعب وليست جرباً عنهم .
كما إنه ال ميكن فرض الضرائب يف الدولة احلديثة إال بقانون يصدر من اجلهات التشريعية ,وهذا
القانون ملزم للدولة كما هو ملزم لألفراد ,ابإلضافة إيل أن اإلجراءات أو القرارات اليت تتخذها
اإلدارة الضريبية يف شأن ربط الضريبة أو حتصيلها ,تعرض علي احملاكم وللمحاكم حق احلكم ببطالن
وإلغاء كافة هذه اإلجراءات أو القرارات .
إال إن هذا الرأي خلط بني مبدأ فرض الضريبة وأحقية الدولة يف حتصيلها ,وبني اإلجراءات و
القرارات اليت تتخذها اجلهات التنفيذية املتعلقة أبحكام القانون املنظم للضريبة ,والذي يعترب ضمانة
حلماية األفراد من تعسف اإلدارة يف تطبيق أحكام القانون ,مما يستلزم ضرورة اإلحتكام للقضاء
للمحافظة علي تطبيق القانون علي الوجه الصحيح ,إبعتبار أن القضاء ما هو إال مظهراً من مظاهر
سيادة الدولة وأن كافة أحكامه تعد من أعمال الدولة السيادية .
ج /تدفع الضريبة بال مقابل .
عضوا يف مجاعة تستفيد من جمموع اخلدمات
تعترب الضريبة ضرورة إجتماعية يقوم الفرد أبدائها بصفته ً
العامة اليت تقدمها الدولة ,حيث أنه يستفيد بقدر من منافع هذه اخلدمات خاصة وأن ما حيققه من
دخل خاضع للضريبة ,ال يعدو أن يكون نصيبًا من الدخل الكلي هلذه اجلماعة حصل عليه نتيجة
()2
سيادة أنظمة معينة حتكم إستغالل وتوزيع الناتج .
ونتيجة لذلك فإنه يرتتب علي هذه الصفة عدة نتائج وهي -:
/7ال جيوز للممول مطالبة الدولة قانوانً بتنفيذ املشاريع اليت فرضت وحصلت الضريبة بقصد اإلنفاق
عليها ,وإن كان حيق له ذلك من الناحية السياسية يف الدول اليت ين دستورها علي ذلك .
/2ال جيوز للممول مطالبة الدولة برد الضريبة يف حالة عدم إنفاقها من قبل احلكومة ,أو حققت
احلكومة فائض يف امليزانية العامة هلا نظراً لوفرة حصيلة الضرائب ,فالضريبة تدفع بشكل هنائي .
/ 3ال جيوز للممول اإلدعاء بعدم إستفادته من اخلدمات العامة اليت توفرها احلكومة للشعب نظري دفع
الضرائب ,أو مطالبة احلكومة بتحقيق منفعة خاصة له بدعوي إنه يقوم بدفع الضريبة .
د /الضريبة هتدف للنفع العام .
1أسعد طاهر أمحد – اإلعفاءات الضريبية يف النظم الضريبية احلديثة دراسة مقارنة – مرجع سابق – ص 77
2خالد الشاوي – نظرية الضريبة والتشريع الضرييب اللييب – منشورات جامعة بنغازي – – 7971ص 360/318
72
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
هتدف الضريبة إىل حتقيق أهداف اجملتمع املالية واإلقتصادية واإلجتماعية وغريها وتستخدم حصيلة
الضريبة أوالً يف متويل النفقات العامة املعتمدة يف املوازنة العامة يف الدولة ,كما تستهدف الضرائب
رفع الكفاءة اإلقتصادية وتوجيه تلك املوارد إىل أفضل استخداماهتا وتستخدم الضرائب إضافة إىل ذلك
يف حتقيق االستقرار اإلقتصادي والعدالة اإلجتماعية يف توزيع الدخل حيث مل يعد حتقيق العدالة مطلبًا
()1
أيضا .
إجتماعياً فقط وإمنا أصبح مطلباً يرتبط بتحقيق األمن القومي يف اجملتمع ً
ونتيجة لذلك فإن املبالغ اليت تن عليها بعض القوانني علي وجوب دفعها إيل بعض اهليئات من غري
األشخاص العامة كما إذا قررت بعض القوانني وجوب إشرتاك أرابب العمل والعمال يف دفع أقساط
معينة تغدي هبا صناديق أتمني العمال ضد املخاطر (التأمني الصحي اإلجباري) وأقساط التأمني
اإلجباري علي وسائل النقل وغريها فهذه املبالغ رغم إهنا تفرض بقانون وتقوم علي عنصر اإللزام
()2
واإلجبار إال إهنا ال تعد ضريبة .
ه /الضريبة تتميز أبهنا قانونية .
ال يتم فرض الضريبة أو اإلعرتاض عليها أو حتصيلها أو إلغائها أو اإلعفاء منها إال مبوجب قانون
يصدر من السلطة التشريعية ,وذلك طبقاً لدستور تلك الدولة ويرتتب علي قانونية الضريبة عدة نتائج
وهي كالتايل -:
/ 7ال ضريبة إال بقانون يصدر من اجلهات التشريعية املخولة هلا حق سن التشريعات مبوجب الدستور
ومن هنا ال جيوز فرض الضريبة وتعديلها أو اإلعفاء منها وإلغائها من السلطة التنفيذية أو القضائية يف
الدولة .
/ 2جيوز لألفراد الطعن أمام احملاكم املختصة علي القانون الضرييب سواء من حيث خمالفته للدستور أو
خمالفته للقواعد واإلجراءات ,ميت توافرت هلم مصلحة يف ذلك .
/3يقدم التشريع الضرييب يف أحكامه علي ابقي القوانني والتشريعات األخري بصفته قانون خاص يقيد
القانون العام ,وجيوز تطبيق أحكام القانون العام علي التشريع الضرييب يف حالة عدم تعارضها مع
فيها ,كأن يطبق أحكام التقادم لدين الضريبة وعدم تطبيق أحكام أحكامه ويف حالة عدم وجود ن
التقادم القانون املدين .
/4ال ضريبة إال مبوجب قانون يتوفر فيه الشروط الشكلية واملوضوعية إلصداره وتطبيقه ,فال جيوز أن
يكون مصدر الضريبة العرف أو القياس واإلستنباط من مصادر الفقه أو أحكام القضاء
1مرسي احلجازي -النظم الضريبية -الدار اجلامعية للطبع والنشر والتوزيع -اإلسكندرية - 1998 -ص9
2خالد الشاوي – نظرية الضريبة والتشريع الضرييب اللييب – مرجع سابق -ص 360
73
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
/1خيضع التشريع الضرييب الصادر من السلطة التشريعية لرقابة القضاء من حيث دستوريته وسالمة
()1
تطبيق نصوصه .
اثلثاً /أنواع الضرائب .
قسم كتاب املالية الضرائب إيل عدة أنواع وأقسام وذلك وفقاً للزاوية اليت ينظر منها كل كاتب ,فمنهم
من قسم الضريبة علي حسب وعائها إيل ضرائب علي األشخاص وضرائب علي األموال ,ومنهم من
قسمها علي حسب مصدرها إيل ضرائب واحدة وضرائب متعددة ,ومنهم من قسمها علي حسب
ظروف املكلف إيل ضرائب شخصية وضرائب عينية ,ومنهم من قسمها علي حسب دخل الفرد أو
رأس ماله اخلاضع للضريبة إيل ضرائب مباشرة وضرائب غري مباشرة ,ومنهم من يقسمها علي حسب
املادة أو السعر اخلاضع للضريبة إيل ضرائب توزيعية وضرائب قياسية ,أو ضرائب نسبية وضرائب
تصاعدية ,وسنتناول ذلك إبجياز وفقاً للتقسيم التايل .
أ /أنواع الضرائب حسب وعائها .
تنقسم الضرائب علي حسب وعائها إيل ضرائب علي األشخاص وضرائب علي األموال وهي كالتايل .
/1الضرائب علي األشخاص .
الضريبة الشخصية وهي تلك الضريبة اليت يراعى يف فرضها الوجود األدمي أو اإلنساين أي األشخاص
املوجودون علي إقليم الدولة ,بغض النظر عن مستوي معيشتهم وحجم ثرواهتم .
لذلك فهي كانت تعرف قدمياً ابجلزية عند املسلمني أو بضريبة الرؤوس أو الفردة عند الرومان والفرس
واليوانن ,فتقوم الدولة بفرضها دون متييز كما أهنا قد تفرض على األسرة إبعتبارها وحدة إجتماعية ,
حيث عرفت هذه الضريبة منذ القدم عند الرومان و عند العرب و كانوا ملزمني هبا الذكور من البالغني
,ومتتاز هذه الضريبة بسهولتها وبساطتها من حيث التطبيق كما متتاز بوفرة حصيلتها ,إال إنه يعاب
عليها أبهنا ال أتخذ يف اإلعتبار ابلطاقة التكليفية للشخ ,كما إهنا تفتقر ملبدأ العدالة من حيث
()2
التطبيق ,وال تراعي الكرامة اإلنسانية ألهنا تعامل اإلنسان كسلعة .
/2الضرائب علي األموال .
الضريبة علي األموال هي تلك الضريبة اليت تفرض علي أموال الشخ وممتلكاته وثروته ,وتعترب
الضرائب علي األموال من أهم أنواع الضرائب إبعتبارها تفرض علي أموال الشخ وعناصر ثروته وهو
املعيار األمثل يف توزيع األعباء الضريبية بني األشخاص .
وتتميز الضرائب علي األموال ابلعدالة كوهنا تقع علي األموال حبسب مبدأ القدرة علي الدفع أي
1أسعد طاهر أمحد – اإلعفاءات الضريبية يف النظم الضريبية احلديثة دراسة – مرجع سابق -ص73
2حلسن دردوري – لقليطي األخضر -أساسيات املالية العامة -منشورات دار محيثرا للنشر والرتمجة القاهرة -بدون سنة نشر -ص707
74
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
حسب القدرة التكليفية للشخ ,وابلرغم من هذه املميزات إال أن نسبة التهرب منها كبرية من جهة
()1
وتؤثر سلباً علي نسب اإلدخار واإلستثمار خصوصاً إذا كانت مرتفعة من جهة أخرى .
ب /أنواع الضرائب حسب مصدرها .
تنقسم الضرائب علي حسب مصدرها إيل الضرائب الواحدة والضرائب املتعددة وهي كالتايل .
/1الضريبة الواحدة .
يقصد بنظام الضريبة الواحدة هي الضريبة اليت تفرضها الدولة بشكل موحد أو أساسي علي مصدر
واحد للحصول علي كل ما حتتاجه من املكلفني ,ففي هذه احلالة تكتفي الدولة إبختيار وعاء ضرييب
واحد وضريبة وحيدة تكون مبثابة مصدر لإليرادات العامة ولتحقيق األهداف الضريبية اليت تسعى
الدولة لتحقيقيها .
أن فكرة الضريبة والواحدة قد ولدت عن فكرة الضريبة األساسية اليت اندي هبا املفكر الفرنسي
سيباستيان فوابن أو املعروف ابملاركيز فوابن سنة 7707م ,حيث إقرتح فرض ضريبة العشور علي
األرض والدخول املنقولة بدالً من الضرائب اليت كانت قائمة يف ذلك الوقت ,ابإلضافة إيل فرض
ضرائب أخري غري مباشرة كالضرائب اجلمركية والضريبة علي التبغ والضريبة علي املشروابت وامللح
وغريها ,وهكذا يظهر أن املفكر فوابن مل ينادي ابلضريبة الواحدة وإمنا إقرتح فرض ضريبة أساسية
()2
وبذلك مهد للقول ابلضريبة الواحدة .
ومتتاز هذه الضريبة عند أنصارها ببساطتها من حيث حتصيلها وقلة كلفة جبايتها ,وكذلك متتاز
بعدالتها ووضوحها ألهنا تدخل يف حساهبا كل إمكانيات املكلف وتراعي خمتلف أعبائه العائلية
والشخصية واملهنية ,ويسهل علي املمول معرفة ما سيدفعه ألهنا كانت متعلقة بضريبة واحدة .
كما يعاب علي هذه الضريبة طبقاً للمعارضني عليها ,أبهنا غري عادلة ألهنا تفرض علي نوع واحد من
الثروة أو النشاط االقتصادي دون األنواع األخرى ,كما يعاب علي هذه الضريبة عدم مراعاهتا حلالة
املمول النفسية ألهنا تقتطع أكثر من %10من دخل املمول مما يشعره بثقل الضريبة كما يصعب علي
الدولة زايدهتا ألهنا غري مرنه وهو ما جعل العديد من الدول واألنظمة الضريبة تبتعد عن األخذ هبا .
/2الضريبة املتعددة .
يقصد بنظام الضرائب املتعددة تلك الضرائب اليت تفرض علي أنواع متعددة من الدخول واألموال اليت
ميتلكها الشخ ,حبيث كلما زادت حاجة الدولة من املال إزدادت أنواع الضرائب املفروضة عليه
أي أن املكلف يدفع عدد من الضرائب علي مجيع األنشطة اليت ميارسها .
1نوزاد عبد الرمحن اهلييت -املدخل احلديث يف إقتصادايت املالية العامة -منشورات دار املناهج األردن -سنة 2001ص730
2السيد عبد املوىل – الوجيز يف الضرائب علي الدخل -منشورات دار النهضة العربية القاهرة -سنة -7992ص368
71
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
ومتتاز هذه الضريبة عند أنصارها مبرونتها ووفرة حصيلتها ويصعب علي املمول التهرب منها وحتد من
ظاهرة التهرب الضرييب ,كما تؤدي إيل توزيع األعباء املالية علي طبقات اجملتمع املختلفة وهي بذلك
تعترب مناسبة للمفهوم العصري للضريبة األمر الذي جعلها املفضلة لدي العديد من الدول واألنظمة
الضريبية إيل تبنتها وتعمل هبا ,وهذه الضرائب تفرض يف العادة علي دخل الفرد وعلي رأس ماله
وكذلك تفرضها الدولة علي اإلنفاق واإلستهالك فلكل دولة جمموعة من الضرائب اليت تفرضها ختتلف
()1
إبختالف تكوينها السياسي واإلقتصادي واإلجتماعي .
ج /أنواع الضريبة علي حسب املقدرة التكليفية للمول .
تنقسم الضرائب علي حسب املقدرة التكليفية للمول إيل ضرائب شخصية وضرائب عينية وهي كالتايل
/1الضريبة الشخصية .
يقصد ابلضريبة الشخصية تلك الضريبة اليت تراعي فيها الدولة عند فرضها خمتلف ظروف املمول
الشخصية اإلجتماعية واإلقتصادية وهي تفرض علي املال املتحصل عليه من العمل أو الصناعة أو
التجارة .
وتقوم هذه الضريبة علي جمموعة من العناصر وهي .
/-إعفاء احلد األدين للمعيشة إلستمرار حياة املكلف وعائلته وفرض ضريبة علي الدخل الصايف
وخصم الديون منها قبل إحتساب الضريبة .
/-مراعاة مصدر الدخل عند حتديد سعر الضريبة وفرض أسعار متفاوته حسب نوع الدخل
فشخصية الضريبة تقتضي أن يتغري سعر الضريبة تبعاً لتغري املادة اخلاضعة هلا .
ومتتاز الضريبة ابلعدالة ألهنا تراعي ظروف املمول االجتماعية واإلقتصادية ,كما إهنا تتسم ابملرونة
لقدرهتا علي املوازنة بني أعباء املكلف وقدراته وبني ما يدفعه كضريبة .
ويعاب عليها التعقيد يف إجراءاهتا وحتتاج إيل جهاز ضرييب علي درجة عالية من الكفاءة العلمية واملهنية
()2
للقيام بتطبيقها علي الوجه األمثل ودون أخطاء .
/2الضريبة العينية .
يقصد ابلضريبة العينية تلك الضريبة اليت تفرض علي املقدرة املالية للمكلف وحجم ثروته وال تعتد
بشخ املكلف أو بظروفه اإلجتماعية واإلقتصادية ,وهي ال هتتم مبصدر الدخل سواءً كان مصدر
الدخل عمل أو كان مصدره رأس مال ,وتعترب من الضرائب العينية الضريبة املفروضة علي األشخاص
اإلعتبارية والضرائب الغري مباشرة والضرائب علي الدخل الناتج من إستثمار رأس املال .
1حممد سلمان سالمة -اإلدارة املالية العامة -منشورات دار املعتز للنشر والتوزيع عمان -سنة -2071ص773
2خالد الشاوي – نظرية الضريبة والتشريع الضرييب اللييب – منشورات جامعة بنغازي – -7971ص 428
76
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
ومتتاز الضريبة العينية بسهولتها وبساطتها ألن وعائها مال فقط وال حتتاج إيل أجهزة وأنظمة كثرية
لتحصيلها ,كما يعاب عليها يف إهنا تفتقر إيل العدالة ألهنا ال أتخذ بعني اإلعتبار مقدرة املمول
()1
التكليفية ,وعدم مرونتها لعد إمكانية تغيري سعرها .
د /أنواع الضرائب حسب دخل الفرد اخلاضع للضريبة .
تنقسم الضرائب علي حسب دخل الفرد إيل ضرائب مباشرة وضرائب غري مباشرة وهي كالتايل .
/1الضرائب املباشرة .
يقصد ابلضرائب املباشرة تلك الضريبة اليت تقتطع من دخل الفرد وثروته بشكل مباشر وال ميكنه نقل
عبئها إيل الغري ,حيث يدفعها الفرد إيل مصلحة الضرائب مباشرة وهي تفرض علي دخل األفراد وعلي
األرابح التجارية والصناعية للشركات وعلي األصول العقارية واملمتلكات .
والضرائب املباشرة يتم حتصيلها من املكلف مباشرة عن طريق جداول إمسية تصدرها اإلدراة الضريبية
متضمنة أمساء املمولني ومقدار املادة اخلاضعة للضريبة املفروضة عليهم ومواعيد دفعها ,أي أن املمول
هو املتحمل لعبء الضريبة ,كما تفرض الضريبة علي أوعية تتسم ابإلستمرارية والثبات مثل الضريبة
()2
علي الدخل والضريبة علي رأس املال والضريبة علي األمالك العقارية .
ومتتاز الضرائب املباشرة بثبات وإنتظام حصيلتها وعدم أتثرها ابلتقلبات اإلقتصادية إال يف حدود ضيقة
كما متتاز الضرائب املباشرة ابإلقتصاد يف نفقات اجلباية ومالئمتها للمكلفني ألنه يتم حتديد طريقة
الدفع وشروطه لكل فئة منهم ,كما متتاز أبهنا أتخذ يف عني اإلعتبار اإلعتبارات الشخصية للمكلف .
ويعاب علي هذا النوع من الضرائب يف إهنا تتطلب جهازاً ضريبياً أكثر ضخامة وكفائه ,كما أن
حصيلتها ال تتمتع ابملرونة وخاصة يف أوقات اإلنتعاش فال تزداد إال ببطء شديد ,وتقل حصيلتها
أيضاً بسبب اإلعفاءات إلعتبارات إجتماعية أو إقتصادية أو سياسية .
/2الضرائب الغري مباشرة .
يقصد ابلضرائب الغري مباشرة تلك الضريبة اليت تقتطع من دخل الفرد وثروته بشكل غري مباشر أي
إهنا تفرض علي إستعماالت الثروة وميكن نقل عبئها كلياً أو جزئياً إيل الغري ,فهي اليت تفرض علي
تصرفات ووقائع عارضة ال تتمتع ابلثبات أو االستقرار ,كالضرائب اليت تفرض علي اإلنفاق والتداول
واإلستهالك واملبيعات والضريبة علي القيمة املضافة اليت يتم حتصيلها من املستهلك عرب املتاجر ونقاط
1عادل فليح العلي -إقتصادايت املالية العامة -اإليرادات العامة واملوازنة العامة للدولة -منشورات دار الكتب للطباعة والنشر -املوصل
سنة -7989ص97
2زكراي حممد بيومي -مبادي املالية العامة -منشورات دار النهضة العربية القاهرة -سنة -7978ص 277
77
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
()1
البيع ,وضريبة اإلنتاج والرسوم اجلمركية .
والضرائب الغري مباشرة يتم حتصيلها إستناداً إيل بعض الوقائع والتصرفات كالبيع والشراء وابلتايل فإن
اإلدارة الضريبية ال ميكنها أن تعرف وحتصر املكلفني ابلضريبة يف الضرائب الغري مباشرة ,كما ميكن
نقل عبئها إيل الغري ,وهي تفرض علي أوعية ضريبية عرضية غري اثبته وغري مستقرة فهي معرضة للزايدة
والنقصان علي حسب الظروف املختلفة .
متتاز هذه الضريبة بوفرة وغزارة حصيلتها ألهنا تصيب أكرب عدد من الناس كما تتميز مبرونة حصيلتها
ألهنا تنعكس علي اإلنتعاش اإلقتصادي ,وعدم حاجتها إيل جهاز ضرييب ضخم وسهولة دفعها من
املكلفني لعدم شعورهم بثقل عبئها .
ويعاب هلي هذه الضريبة يف إهنا ال تراعي املقدرة التكليفية للممول وعدم مرونة حصيلتها يف أوقات
اإلنكماش ,كما تستلزم عدة إجراءات لتفادي الغش والذي يؤدي إيل عرقلة اإلنتاج وتداول الثروة .
ه /أنواع الضرائب حسب السعر اخلاضع للضريبة .
تنقسم الضرائب علي حسب سعرها إيل ضرائب توزيعية وضرائب قياسية وهي كالتايل .
/1الضريبة التوزيعية .
يقصد ابلضريبة التوزيعية تلك الضريبة اليت ال حيدد املشروع معدهلا يف البداية ,بل يقوم بتحديد
احلصيلة اإلمجالية منها ,مث بعد ذلك يقوم بتوزيع عبئها على املكلفني هبا مبساعدة األجهزة اإلدارية يف
()2
املناطق املختلفة ,كل حسب مقدرته التكليفية وحني ذلك ميكن معرفة معدل الضريبة .
ومتتاز هذه الضريبة ابحلد من ظاهرة التهرب الضرييب وذلك جبعل كل ممول رقيباً علي األخرين ألن
إمتناع أحدهم عن دفعها معناه زايدة عبئها علي األخرين ,كما متتاز هذه الضريبة بتمكني اإلدارة
الضريبية من معرفة حصيلة الضريبة مقدماً ,وعدم تغري هذه احلصيلة بتغري الظروف االقتصادية أو
إمتناع بعض املمولني عن دفعها ,ابإلضافة إيل العدالة يف توزيع العبء الضرييب .
ويعاب عليها يف إهنا ال تراعي املقدرة التكليفية والشخصية للممول ,وعدم مرونتها ألن املبلغ اإلمجايل
الذي حيدده املشرع يبقى اثبتاً فرتة طويلة ,وال يتغري بتغري مقدرة األفراد املالية .
/2الضريبة القياسية .
يقصد ابلضريبة القياسية تلك الضريبة اليت حيدد املشروع سعرها "معدهلا" يف البداية دون حتديد احلصيلة
اإلمجالية منها ,ولكن عدم حتديد املقدار الكلي ال مينع من تقدير احلصيلة املنتظرة منها و ذلك من
()1
خالل حصر اجملتمع الضرييب و اإلعتماد على مؤشرات موضوعية يف عملية احلصر .
1رفعت احملجوب -املالية العامة -دار النهضة العربية للطبع والنشر والتوزيع القاهرة -سنة -7990ص233
2حممد عباس حمرزي -إقتصادايت اجلباية والضرائب -ط -4منشورات دار هومة للنشر اجلزائر -سنة -2008ص79
78
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
حيث ميكن أن تفرض الضريبة بسعر واحد بصرف النظر عن قيمة املادة املفروضة عليها وهي ما تعرف
ابلضريبة النسبية كما ميكن أن تفرض الضريبة أبسعار خمتلفة تبعاً إلختالف قيمة املادة املفروضة عليها
الضريبة ,حيث يرتفع السعر الذي تفرض به الضريبة مع إرتفاع قيمة املادة املفروضة عليها وهي ما
))2
تعرف ابلضريبة التصاعدية .
تتميز هذه الضريبة مبرونتها وإرتفاع حصيلتها وإمكانية مراعاهتا لظروف املمول الشخصية وتغيري سعرها
بتغري حجم املادة اخلاضعة هلا .
و ميكن تقسيم الضرائب القياسية إىل نوعني مها .
/-الضريبة النسبية .
يقصد ابلضريبة النسبية تلك الضريبة اليت يكون سعرها اثبت وال يتغري بتغري املادة اخلاضعة للضريبة أي
أنه يتم تطبيق نفس معدل الضريبة علي مجيع دافعي الضرائب علي حد سواء ,سواءً كانوا من
أصحاب الدخول املنخفضة أو املتوسطة أو من أصحاب الدخول العالية .
وتعترب الضريبة النسبية نوع من الضرائب التنازلية ,ألن معدل الضريبة ال يزداد مع إرتفاع مقدار الدخل
اخلاضع للضرائب ,وإمنا ينخفض كلما إزداد الدخل مما يضع عبء مايل أكرب على أصحاب الدخل
املنخفض ,واملثال علي ذلك إذا مت حتديد سعر الضريبة بنسبة , %20فإن الشخ الذي يكسب
70.000دينار لديه 8.000دينار بعد الضرائب ,يف حني أن دافع الضريبة الذي يكسب
10.000دينار حيتفظ ب 400000دينار ,أي أن النسبة املئوية للضريبة هي نفسها واليت ميكن
إعتبارها عادلة ,ويعد أتثري ما بعد الضريبة على أصحاب الدخل املنخفض أكثر عبء من أصحاب
الدخل املرتفع ,كما يزعم معارضو الضريبة الثابتة أن أصحاب الدخل املرتفع جيب أن يدفعوا نسبة
أعلى من دافعي الضرائب ذو الدخل املنخفض ,ومن أمثلة هذا النوع من الضرائب ضريبة القيمة
املضعفة ورسم اإلستهالك حيث يعترب معدل الضريبة كجزء من سعر السلعة أو اخلدمة واحداً ابلنسبة
لكل فرد ,إال إنه يطبق علي شرحية كبرية من أصحاب الدخول املنخفضة ,فتمتاز هذه الضريبة بوفرة
()3
حصيلتها ويعاب عليها يف إهنا تتجاهل الظروف الشخصية للمكلف .
/-الضريبة التصاعدية .
1قاشي يوسف -واقع النظام الضرييب اجلزائري وسبل تفعيله -أطروحة دكتورة مقدمة إيل كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم
التسيري جامعة بومرداس اجلزائر – 2071 -ص27
2زينب حسن عوض هللا -مبادئ املالية العامة – الدار اجلامعية للنشر والتوزيع بريوت لبنان - 2003ص773 - 172
3خالد شحادة اخلطيب -أسس املالية العامة -ط -2دار وائل للنشر عمان -سنة - 2001ص787
79
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
يقصد ابلضريبة التصاعدية تلك الضريبة اليت يزداد سعرها إبزدايد املادة اخلاضعة للضريبة ,واملثال علي
()1
ذلك اجلداول الضريبية للضريبة على الدخل اإلمجايل .
هذا النوع من الضريبة ( الضريبة التصاعدية ) تستخدمه معظم التشريعات الضريبية يف العامل فتمتاز
الضرائب التصاعدية بتحقيق العدالة واملساواة ,ألن أصحاب الدخول العالية يتحملون عبئاً أكرب من
أصحاب الدخول املتدنية ,كما تؤدي إىل إعادة توزيع الدخل والثروة وعدم تركزها بيد فئة قليلة من أفراد
اجملتمع ,والضريبة التصاعدية تتخذ عدة أشكال أمهها التصاعد ابلطبقات والتصاعد ابلشرائح .
= /ضريبة التصاعد ابلطبقات .
فوفقاً هلذا األسلوب يتم تقسيم املكلفني إيل عدة طبقات حسب حجم املادة اخلاضعة للضريبة ,مع
إخضاع كل طبقة لسعر ضرييب واحد عن كل ما متلكه من دخول ,ويرتفع هذا السعر من طبقة إيل
الطبقة اليت تعلوها ,وقد ين املشرع علي إعفاء الطبقة األويل كما قد ين علي تثبيت السعر وجعله
نسبياً بعد طبقة معينة .
متتاز هذه الضريبة بسهولة تطبيقها وغزارة حصيلتها ,ويعاب عليها طابعها التحكمي وعدم عدالتها
كوهنا قد تلحق الضرر أحياانً ابملمول بسبب زايدة بسيطة جداً يف دخله ,مما يشجع املمول علي
()2
التهرب منها .
= /ضريبة التصاعد ابلشرائح .
ووفقاً هلذا األسلوب يتم تقسيم الوعاء اخلاضع للضريبة إىل أجزاء أو شرائح لكل شرحية معدل خاص
يرتفع ابزدايد قيمة هذا الوعاء ,وابلتايل فإن املادة اخلاضعة للضريبة ال ختضع كلها لسعر واحد وإمنا قد
()3
ختضع ألسعار خمتلفة تبعاً لتعدد الشرائح اليت تتكون منها .
متتاز هذه الضريبة بعدالتها ألن الزايدة البسيطة يف دخل املمول هي اليت تكون خاضعة للضريبة وليس
كل الدخل ,وتعترب هذه الضريبة أكثر إنتشاراً وتطبيقاً يف األنظمة املالية احلديثة .
الفرع الثاين -:مفهوم الزكاة خصائصها وأهم املوارد املالية لبيت مال املسلمني .
لإلحاطة والتعرف علي مفهوم الزكاة وخصائصها وأهم املوارد املالية لبيت مال املسلمني من غري الزكاة
فإن الباحث سيتناول ذلك وفقا خطة منهجية وذلك وفقاً ملا سيأيت بيانه .
أوالً /مفهوم الزكاة .
1غازي عبد الرزاق النقاش -املالية العامة حتليل أسس اإلقتصادايت املالية -ط -2منشورات دار وائل للطباعة والنشر عمان -سنة
-2007ص12
2حسن عواضة -املالية العامة – ط -6منشورات دار النهضة العربية بريوت – سنة -7983ص177
3عبد املنعم فوزي -النظم الضريبة -دار النهضة العربية بريوت -سنة - 1971ص111
20
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
الزكاة هي أحد أهم األركان اخلمسة اليت بين عليها اإلسالم بل إهنا قرنت ابلصالة فهي الركن الثالث
من أركان اإلسالم اخلمس ,وهي عبادة ماليه فرضت علي املسلمني للتقرب هبا إيل هللا سبحانه وتعايل
,ولقد إختلف الفقهاء يف وضع صيغة موحدة ملفهوم الزكاة إال أن مضموهنا واحد وعليه فإننا سوف
نوضح مفهوم الزكاة لغة وإصطالحاً وذلك وفقاً للتايل .
أ /مفهوم الزكاة لغةً .
جاءت الزكاة من فعل زكى يزكي وهي مبعىن النماء والزايدة والتطهري وال أدل على أهنا تطهري للمال
والنفس لقول هللا تعاىل يف كتابه العزيز ﴿ خ ْذ م ْن أ ْمواهل ْم صدق ةً تطهره ْم وت زكيهم هبا ﴾ ( )1وعلى أهنا
ب ك هل كفها ٍر أثي ٍم ﴾ ( )2على
اَّلل ال حي ُّ
صدقات و ه
اَّلل الراب وي ْرِب ال ه
زايدة يف املال لقوله تعاىل ﴿ ميْحق ه
()3
إعتبار أن الزكاة هي أوجب الصدقات على اإلطالق .
والزكاة لغةً تعين أيضا ,النماء والتطهري مبعين الزايدة والطهارة يقال زكا الزرع إذا مني وزاد وكثر ريعه
وزكت النفقة إذا بورك فيها ,ولفظ الزكاة يدل علي الطهارة سواء كانت طهارة حسية أو طهارة معنوية
كما يف قوله تعاىل ﴿ ق ْد أفْ لح م ْن زهكاها ﴾ ( )4واليت هي سبب النمو والزايدة ,فإن الزرع ال ينمو إال
إذا خل من الدغل .
ولفظ الزكاة أستعمل يف القرآن واحلديث وهي من األمساء املشرتكة بني املخرج والفعل ,فيطلق على
العني وهي الطائفة من املال املزكى هبا ,وعلى املعىن وهي التزكية لقوله تعاىل ﴿ والهذين ه ْم للهزكاة
()5
فاعلون ﴾ فالزكاة طهرة لألموال وزكاة الفطر طهرة للنفوس .
ب /مفهوم الزكاة إصطالحاً .
تعترب الزكاة أحد أهم الفرائض اليت قام عليها اإلسالم ,حيث كثرت هلا التعريفات عند فقهاء املسلمني
كالً حسب املذهب الذي ينتهجه ,فإن هذه التعريفات تباينت فيما بينها من حيث األلفاظ ولكنها
ال ختتلف عن بعضها من حيث املعىن وهو ما ميكن إمجاله يف عرض بعض من هذه التعريفات وفقاً ملا
سيأيت بيانه .
خمصوص هلل سبحانه الزكاة عند فقهاء احلنفية ,هي متليك جزء خمصوص من مال خمصوص لشخ
()1
وتعاىل .
27
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
أما فقهاء املالكية فيعرفوهنا على أهنا ,إخراج جزء خمصوص من مال خمصوص بلغ نصااب ملستحقه إن
()2
مت امللك ومر احلول غري املعدن واحلرث .
وعرفها فقه الشافعية أبهنا أخذ شيء خمصوص من مال خمصوص علي أوصافه خمصوصة لطائفة
()3
خمصوصة .
كما تعرف الزكاة أيضاً أبهنا ,الفريضة املالية األساسية يف إقتصاد يسري على هدى الشريعة اإلسالمية
وهي متارس دورها لتحقيق العدالة يف التوزيع وتقليل التفاوت من جانبني تقليل احلد األعلى للدخول
()4
وزايدة احلد األدىن للدخول .
ومن خالل ما تقدم فإنه وبشكل عام ميكن إستخالص مقصدين هامني للزكاة مقصد فردي ومقصد
مجاعي .
/7املقصد الفردي للزكاة -:وهو مساعدة الفرد علي تطهري نفسه والتغلب علي شهوة املال وأحكام
الصلة اإلجتماعية بني الفرد ,والتقرب إيل اخلالق الواهب مع االعرتاف الدائم أبنه تعايل املعبود دون
سواه وحثه علي البدل والتصدق .
/2املقصد العام للزكاة -:وهو إنشاء نظام جامع ألصول املعامالت املادية ,منظم إليرادات الدولة
ونفقاهتا حمكم القواعد لإلنتاج والتداول وتوزيع الثروات ,ويقال يف مقاصد الزكاة إهنا جاءت لرفع رذيلة
()5
الشح ومصلحة إرفاق املسلمني وإحياء النفوس املعرضة للتلف .
بعد عرض كل هذه التعريفات وما حتمله من داللة مقاصدية وإن إختلفت يف تعابريها ,إال أهنا مل
ختتلف يف معانيها ميكننا إستخالص تعريف يكون شامال لكل ما سبق ,حبيث ميكن تعريف الزكاة
على أهنا تلك الفريضة املالية الواجبة على كل مسلم حر ,يتم مبوجبها ختصي وإخراج قدر معلوم من
املال اململوك شرط توفر النصاب ودوران احلول لتستفيد منه فئات حمددة إن حتققت شروطهم وذلك
بقصد حتقيق العدالة يف التوزيع وتقليل التفاوت بني مكوانت اجملتمع الواحد .
1عبد الغين بن طالب محادة امليداين -اللباب يف شرح الكتاب -ط – 7ج - 7دار الكتاب العرب بريوت لبنان -بدون سنة نشر -
ص 60
2سيد بن عبد هللا التيدي األزهري -األجوبة التيدية يف فقه السادة املالكية -مكتبة القرآن -بدون سنة نشر -ص77
3رواه البخاري ومسلم -كتاب اجملموع شرح املهذب للشريازي – ج – 1مكتبة اإلرشاد جدة – اململكة العربية السعودية – بدون سنة
نشر -ص . 291
4شهاب أمحد شيحان -الزكاة والضريبة ودورمها يف توزيع الدخل القومي -دراسة حتليليه نظرية مقارنة -جملة العلوم اإلنسانية -العدد
-44كلية اإلدارة واإلقتصاد جامعة األنبار -بدون سنة نشر -ص6
5حممد جنيب عبد احلميد نصرات -مفاهيم اقتصادية دراسة مقارنة بني فقه الشريعة اإلسالمية والفقه الوضعي للشيخ علي النجار – ط7
الدار العربية للطباعة صرمان ليبيا – سنة – 2072ص . 26 / 21
22
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
اثنياً /خصائص الزكاة .
من خالل التعريفات السابقة ,تبني لنا أن الزكاة تتميز أبهنا عبادة مالية اثبتة قدراً واستمراراً فليس
ألحد أن يغري من قيمة الزكاة ,ابإلضافة إيل أن الزكاة تتميز مبجموعة من اخلصائ واملميزات األخرى
وسوف نوضح هذه املميزات واخلصائ وذلك فقا ملا سيأيت بيانه .
أ /الزكاة جتىب و تصرف من ويل األمر .
إن الزكاة فريضة شرعية خيضع هلا اجلميع دون فرق بني شخ وأخر فهي فرضت علي مقدرة املكلف
حبيث جتمعها الدولة وتوزعها على مستحقيها ,ولإلمام أن يرتك للمسلمني إخراج زكاة بعض األموال
أبنفسهم إذا رأى املصلحة يف ذلك كما فعل عثمان بن عفان رضي هللا عنه حينما ترك للمسلمني أن
()1
خيرجوا زكاة األموال الباطنة ,وهي ما ميكن إخفاءها عن أعني الناس من ذهب وفضة .
والدليل علي مسؤولية ويل األمر يف جباية وصرف الزكاة ,قوله تعايل يف حمكم كتابه ﴿ خ ْذ م ْن أ ْمواهل ْم
صدقةً تطهره ْم وت زكيه ْم هبا ﴾ ( )2فهذه اآلية الكرمية جاءت بصيغة األمر للرسول الكرمي عليه أفضل
الصالة والسالم ,ألخذ ما زاد من أموال األغنياء وردها إيل الفقراء ,بصيفته ويل األمر يف تلك احلقبة
ولقد فعل األمر نفسه سيدان أبو بكر الصديق حني تويل اخلالفة علي املسلمني بعد وفاة سيدان حممد
عليه أفضل الصالة والسالم ,حيث قاتل املرتدين الذين إمتنعو عن دفع الزكاة وقول عمر بن اخلطاب
()3
وهذا ذليل رضي هللا عنه " ادفعوا صدقاتكم ملن واله هللا أمركم فمن بر فلنفسه ومن أمث فعليها "
علي مسؤولية ويل األمر جلباية وصرف الزكاة علي مستحقيها ورعاية شؤون املسلمني .
ب /الزكاة فريضة إجبارية .
فال جيوز التهرب من أدائها أو اإلمتناع عن إعطائها وهذا ما جاء يف القرآن الكرمي لقوله تعايل ﴿ وما
صالة وي ْؤتوا الهزكاة وذلك دين اَّلل خمْلصني له الدين حن فاء ويقيموا ال هأمروا إهال لي ْعبدوا ه
الْقيمة ﴾( )4فإن كان هذا اإلمتناع من ابب اخلوف من نق املال أو التكاسل والبخل وغري انكر
لوجوهبا ,فإن أهل العلم اتفقوا علي إنه مرتكب لكبرية من الكبائر والدليل علي ذلك قوله صلي هللا
عليه وسلم " ما من صاحب ذهب وال فضة ال يؤدي منها حقاً إال إذا كان يوم القيامة صفحت له
1دليل الزكاة الصادر عن اإلدارة العامة لشؤون الزكاة – ليبيا – بدون سنة نشر -ص 1/4
2سورة التوبة – اآلية 704
3رواه الطرباين – األموال ألبو عبيد القاسم البغدادي – ج -3حتقيق خليل حممد هراس – دار الفكر العرِب بريوت – - 7986
ص297
4سورة البينة – اآلية 1
23
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
صفائح من انر فأ ْمحي عليها يف انر جهنم فيكوي هبا جنبه وظهره ,كلما بردت أعيدت له يف يوم كان
()1
مقداره مخسني ألف سنة ,حيت يقضي بني العباد فريى سبيله ,إما اجلنة وأما النار " .
وإذا كان اإلمتناع إنكارا لوجوهبا فيتعدى األمر العقوبة املالية إىل مقاتلة مانعيها لقوله تعايل ﴿ والهذين
اب ألي ٍم ﴾ ( )2كما فعل أبو بكر اَّلل ف بشرهم بعذ ٍ
ضة وال ي ْنفقون ها يف سبيل هيكْنزون ال هذهب والْف ه
ْ ْ
الصديق رضي هللا عنه حني قاتل املرتدين عن دفع اجلزية والزكاة حيث أنه مل يفرق بني من أرتد عن
اإلسالم وبني من منع الزكاة وقال يف ذلك قولته الشهرية " وهللا لو منعوين عقال بعري كانوا يؤدونه إيل
()3
رسول هللا صلي هللا عليه وسلم لقاتلتهم عليه ".
1رواه مسلم – جامع األحاديث للحافظ جالل الدين السيوطي – ج -79مجع وترتيب عباس أمحد صقر – أمحد عبد اجلواد – دار
الفكر للنشر والتوزيع – بدون سنة نشر – ص 787
2سورة التوبة – اآلية 34
3رواه الرتميذي -فتح الباري شرح صحيح البخاري لإلمام احلافظ أمحد بن علي بن حجر العسقالين -تقدمي وحتقيق حممد فؤاد عبد
الباقي – حمب الدين اخلطيب – دار الراين للرتاث – بدون مكان نشر– – 7986ص 297
4سورة سبأ – اآلية 39
5رواه البخاري ومسلم -فتح الباري شرح صحيح البخاري لإلمام احلافظ أمحد بن علي بن حجر العسقالين -تقدمي وحتقيق حممد فؤاد
عبد الباقي – حمب الدين اخلطيب – مرجع سابق– ص 726
6رواه أمحد بن حنبل يف مسنده – صحيح الرتغيب والرتهيب للمنذري -إشراف وحتقيق حممد انصر الدين األلباين -ط -7منشورات
مكتبة املعارف – سنة 7427ه -ص872
24
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
د /الزكاة جتب يف عني املال وهلا تعلق ابلذمة .
لقد إختلف فقهاء املذاهب األربعة يف وجوب الزكاة حيث يرى املالكية واحلنفية إهنا جتب يف عني املال
الذي لو دفع زكاته منه أجزأته ,كالذهب والفضة وما ينوب عنها من العمالت الورقية واملعدنية والبقر
()1
والغنم السائمة وحنوها ,وحجتهم يف ذلك قوله تعايل يف كتابه احلكيم ﴿ خ ْذ م ْن أ ْمواهل ْم صدقةً ﴾
وقوله عليه أفضل الصالة والسالم حني بعث معاذاً إيل اليمن قال له " فأعلمهم إن هللا إفرتض عليهم
صدقة يف أمواهلم تؤخذ من أغنيائهم فرتد علي فقرائهم " ( )2أما الشافعية واحلنابلة فلهم قوالن أحدمها
يرى أن الزكاة جتب يف عني املال وحجتهم يف ذلك ما إستدل به املذهب املالكي واحلنفي ,أما القول
األخر فريى إهنا جتب يف الذمة أي ذمة املزكي ألنه املطالب هبا وال يعترب يف وجوهبا إمكان األداء
كسائر العبادات ,فإن الصوم جيب على املريض واحلائض والصالة جتب على املغمي عليه والنائم
فتجب يف الدين واملال الغائب وحنوه لكن ال يلزمه اإلخراج قبل حصوله بيده وال يعترب يف وجوهبا
أيضا بقاء املال فال تسقط بتلفه ,إال إذا تلف زرع أو مثر جبائحة قبل حصاد وجذاذ كما تتعلق بذمة
ً
()3
املزكي فيما يتعلق بقيمة الزكاة .
ويري الباحث أن الراجح يف هذه املسألة ما أخذ به الشيخ حممد بن صاحل العثيمني وهو اجلمع بني
املعنيني يف أن األصل يف الزكاة إهنا جتب يف عني املال فلوال املال ملا وجبت الزكاة ,وهلا تعلق ابلذمة
إحتياطاً ,حيت لو تلف املال بعد وجوهبا فاإلنسان تكون الزكاة يف ذمته وهو مطالب هبا ,وتكون
عادة يف زكاة عروض التجارة فريى الشيخ إبن العثيمني إن الزكاة تكون يف قيمتها ألن ذلك يكون أنفع
للفقري وأسهل علي املزكي كما ميكن أدائها عيناً يف حال وجد إهنا لصاحل الفقري .
ه /الزكاة مصارفها حمددة .
عندما شرع هللا سبحانه وتعايل الزكاة مل جيعلها هبدف أخذ املال فقط ,بل وضع هلا أسس وضوابط
ألدائها إيل مستحقيها وهم مثانية أصناف ,وال جيوز أبي حال من األحوال إعطاء الزكاة لغري
صدقات مستحقيها من األصناف الثمانية ,مصداقاً لقوله تعايل كما جاء يف القرآن الكرمي ﴿ إهمنا ال ه
ل ْلفقراء والْمساكني والْعاملني علْي ها والْمؤلهفة ق لوب ه ْم ويف الرقاب والْغارمني ويف سبيل ه
اَّلل وابْن ال هسبيل
21
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
يم ﴾ ( )1فالصدقات املقصودة يف األية الكرمية الزكاة الواجبة فلم خي هبا
يم حك ٌ
اَّلل عل ٌ
اَّلل و ه
فريضةً من ه
أحد دون األخر ,فالزكاة واجبة علي كل مسلم ممن توافرت فيه شروط أدائها وتؤدي إيل الفئات
وحسب الرتتيب املذكور يف األية الكرمية ,فأول هذه الفئات الفقراء واملساكني فهم أكثر األصناف
إحتياجاً للزكاة ,ومها صنفان متفاواتن فالفقري أشد حاجة من املسكني ألن الفقري ال جيد من حاجته
شيء أو جيد بعض كفايته دون نصفها ,أما املسكني فهو الشخ الذي جيد نصف حاجته فأكثر
وال جيد متام كفايته منها ,ألنه لو وجد كفايته لكان غنياً وابلتايل فإنه ال يستحق الزكاة بل تصبح
واجبة عليه ولذلك فإن الزكاة تعطي هلذه الفئة ما يزول به فقرهم ومسكنتهم ,أما سهم العاملون عليها
فهم كل من له عمل وشغل فيها ,أي القائمني علي تطبيق الزكاة جبايةً وصرفاً فيعطى هلذه الفئة من
أموال الزكاة مقابل عملهم ,والفئة الرابعة من مصارف الزكاة املؤلفة قلوهبم فاملؤلف قلبه هو السيد
املطاع يف قومه ممن يرجى إسالمه ,أو خيشى شره أو يرجى بعطيته قوة إميانه أو إسالم نظريه أو
()2
جبايتها ممن ال يعطيها فيعطى من أموال الزكاة ما حيصل به التأليف واملصلحة .
والفئة اخلامسة املذكورة يف األية سهم ويف الرقاب ,وهم املكاتبون الذين قد إشرتوا أنفسهم من ساداهتم
فهم يسعون يف حتصيل ما يفك رقاهبم ,فيعانون على ذلك من الزكاة وفك الرقبة املسلمة اليت يف حبس
الكفار أما الغارمون وهم املدينون العاجزون عن الوفاء بديوهنم ,وهم قسمان األول الغارمون إلصالح
ذات البني وهو أن يكون بني طائفتني من الناس شر وفتنة ,فيتوسط الرجل لإلصالح بينهم مبال يبذله
ألحدهم أو هلم كلهم ,فجعل له نصيب من الزكاة ليكون أنشط له وأقوى لعزمه فيعطى ولو كان غنيا
أما الثاين من غرم لنفسه مث أعسر فإنه يعطى ما ي وّف به دينه علي شرط أال يكون غرمه يف معصية
واملصرف السابع للزكاة كما جاء يف اآلية الكرمية يف سبيل اَّلل ,وهو اإلنفاق علي نصرة دين هللا
وشريعته اليت شرعها لعباده بقتال أعدائه ,وهم املقاتلني املتطوعني الذين ال ديوان هلم أي الذين ليس
هلم مورد رزق يعول به علي نفسه أو أهله ,فيعطون من الزكاة ما يعينهم على غزوهم من مثن سالح أو
دابة أو نفقة له ولعياله ,أما الفئة الثامنة من مصارف الزكاة فهو إبن السبيل وهو املسافر الغريب
املنقطع به يف سفره عن أهله وماله وليس له ما يرجع به إيل بلده ,فيعطى من الزكاة ما يوصله إىل بلده
()3
ولو كان غنياً ,فهؤالء األصناف الثمانية الذين تدفع إليهم الزكاة .
26
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
وليس ألحد أن يغري من هذه املصارف وهم جمموعتان األوىل تصرف الزكاة هلم و يتملكون ما يصرف
هلم وهم الفقراء و املساكني و العاملني عليها و املؤلفة قلوهبم أما اجملموعة الثانية فتصرف الزكاة فيهم وال
()1
يتملكون ما يصرف حنوهم وهم يف الرقاب و الغارمني و يف سبيل هللا و ابن السبيل .
هذا ما جاء يف تعريف كل من الضريبة والزكاة وخصائ و أنواع كل منهما ,وسوف يتناول الباحث
يف املطلب القادم دراسة قواعد وأهداف الضريبة والزكاة وذلك وفقاً ملا سيأيت بيانه .
اثلثاً /أهم املوارد املالية لبيت مال املسلمني من غري الزكاة .
لقد أقر اإلسالم جمموعة من األموال وأعتربها موارد لبيت مال املسلمني أي الدولة ومنها اخلراج واجلزية
والعشور واخل ْمس والفيء والغنائم وهي كالتايل .
أ /اخلِراج .
يقصد ابخلراج هي الضريبة اليت يفرضها اإلمام أو ويل األمر علي األرض اخلراجية أو الزراعية النامية
ولقد أطلق الفقهاء قدمياً علي اخلراج ألفاظ أخري منها جزية األرض أو أجرة األرض كما أطلق عليها
()2
لفظ الطسق وهي كلمة فارسية يراد هبا الوظيفة املقررة علي األرض .
واخلراج نوعان ومها -:
/7خراج الوظيفة وهي الضريبة املفروضة علي األرض سواءً إستغلها صاحبها أم تركها .
/2خراج مقامسة وهي الضريبة املقطوعة من الناتج الزراعي كأن يؤخذ نصف اخلراج أو ثلثه أو ربعه
وهو ما فعله النيب عليه الصالة والسالم عندما فتح خيرب حيث قسم رسول هللا عليه الصالة والسالم
خيرب إيل نصفني ,نصف جعله لنوائبه وحاجته والنصف األخر جعله بني املسلمني قسمها بينهم علي
مثانية عشر سهماً ,وهذا يعترب فيه إستحسان وتصريح عما وقع من النيب عليه الصالة والسالم وكذلك
()3
ينطبق هذا احلكم أو الفعل علي األراضي املفتوحة عنوة .
ب /اجلزية .
وهي األموال اليت تفرض علي غري املسلمني إستناداً إيل قوله تعايل ﴿ قاتلوا الهذين ال ي ْؤمنون اب هَّلل وال
احلق من الهذين أوتوا الْكتاب ح ه ٰىت ي ْعطوااَّلل ورسوله وال يدينون دين ْابلْي ْوم ْاآلخر وال حيرمون ما حهرم ه
اجل ْزية عن ي ٍد وه ْم صاغرون ﴾ ( )4حيث أقرت األية الكرمية جبواز إبقاء اليهود والنصارى واجملوس يف ْ
1سعيد بن علي بن وهف القحطاين -مصارف الزكاة يف اإلسالم – ج – 7منشورات مطبعة السفري الرايض – اململكة العربية السعودية
سنة 2001م -ص41
2أبو احلسن علي بن حممد املاوردي -األحكام السلطانية والوالايت الدينية – ط -3سنة -7973ص 746
3املوسوعة الفقهية – ج -2منشورات وزارة األوقاف والشؤون الدينية – الكويت – سنة – 2077ص 718
4سورة التوبة األية 29
27
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
داير اإلسالم إذا دفعوا اجلزية ,وهي نعمة من املسلمني وفضالً منهم علي الكفار ليبقوهم علي قيد
احلياة وحيفظو هلم أمواهلم وأرزاقهم ,فاملسلمني كانوا خيريون الكفار بني اإلسالم أو السيف أو اجلزية
()1
علي أن تؤدي مرة واحدة .
واجلزية تفرض علي الذكر البالغ فهي ال تفرض علي النساء أو الصبيان كما تفرض اجلزية علي الرجل
العاقل واحلر واملقتدر واجلزية أنوع وهي كالتايل .
/7جزية عنوية إجبارية وهي اليت تفرض علي احلربيني بعد غلبتهم .
/2جزية صلحية وهي اليت يبذلوهنا طواعية منهم بغري حرب طلباً للمصلحة واملساملة مع املسلمني وهي
ترجع إيل اإلتفاق الواقع يف ذلك بني املسلمني وأهل الصلح .
ج /الفيء .
ويقصد ابلفيء هي تلك األموال اليت أيخذها املسلمون من الكفار احلربيني من غري قتال إستناداً لقوله
اَّلل على رسوله م ْن أ ْهل الْقرى فللهه وللهرسول ولذي الْق ْرَب والْي تامى والْمساكني وابْن
تعايل ﴿ ما أفاء ه
ال هسبيل ك ْي ال يكون دولةً ب ْني ْاأل ْغنياء مْنك ْم وما آاتكم الهرسول فخذوه وما ن هاك ْم عْنه فانْت هوا واتهقوا
()2
اَّلل إ هن ه
اَّلل شديد الْعقاب﴾ ه
حيث تبني هذه األية أن الفيء يضع أساس التضامن اإلجتماعى أي حق اجلماعة كلها يف هذا املال
وليس األغنياء وحدهم ,فالفيء وسيلة ملنع إحتكار األغنياء للثروة ووسيلة لتحقيق التضامن
اإلجتماعي ,ومصرف الفيء مصرف مخْس الغنيمة فيصرف يف مصاحل املسلمني العامة حسب املصلحة
واحلاجة ألن نفعها عام ,فاهلل سبحانه وتعاىل إمنا خلق األموال لإلعانة على عبادته ألنه إمنا خلق
()3
اخللق لعبادته .
ويرى الفقه أن الواجب علي اإلمام عند صرف األموال أن يبتدئ يف القسمة ابألهم فاألهم من مصاحل
املسلمني ,كعطاء من حيصل للمسلمني منهم منفعة عامة أو احملتاجني فمن هؤالء .
/7املقاتلة وهم أهل النصرة واجلهاد وهم أحق الناس ابلفيء فإنه ال حيصل إال هبم .
مجعا وحفظًا وقسمةً ,ومجيع القائمني
/2ذوو الوالايت كالوالة والقضاة والعلماء والسعاة على املال ً
على مصاحل املسلمني .
1أبو عبد هللا حممد بن أمحد األنصاري القرطيب – اجلامع ألحكام القرآن -حتقيق هشام مسري البخاري-ج -8منشورات دار عامل الكتب
للطباعة والنشر والتوزيع – السعودية -سنة - 2003ص 774 -773
2سورة احلشر األية 7
3أمحد بن عبد احلليم بن عبد السالم إبن تيمة -السياسة الشرعية يف إصالح الراعي والرعية – حتقيق علي بن حممد العمران -منشورات
دار عامل الفوائد للنشر والتوزيع – جدة -ص 40
28
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
/3األمثان واألجور ملا يعم نفعه من سداد الثغور كالراعي والسالح ,وعمارة ما حيتاج إىل عمارته من
طرقات الناس كاجلسور والقناطر وطرقات املياه واألهنار وحنو ذلك .
/4املستحقني ذوو احلاجات كما فعل النيب صلى هللا عليه وسلم ,حيث كان يقدم ذوي احلاجات
كما قدهمهم يف مال بين النضري ,وقال عمر رضي هللا عنه ليس أحد أحق هبذا املال من أحد .
د /العشور.
ويقصد ابلعشور هي تلك األموال اليت تؤخذ من الذميني واملستأمنني على أمواهلم املعدهة للتجارة إذا
دخلوا بالد املسلمني ومقدارها نصف العشر على الذمي أي %1والعشر على احلرِب أي , %70
ألهنم أيخذون على جتار املسلمني مثله إذا قدموا بالدهم ,أما ال هذميون فألهنم صوحلوا على ذلك وأول
من وضع العشر يف اإلسالم عمر بن اخلطاب رضى هللا عنه ,وذلك عندما كتب إليه أهل منبج وم ْن
وراء حبر عدن يعرضون عليه أن يدخلوا بتجارهتم أرض العرب وله منها العشر ,فشاور عمر يف ذلك
أصحاب النهيب صلى هللا عليه وسلم ,فأمجعوا على ذلك فهو أ هول من أخذ منهم العشور ولكن عمر
أراد أن يتأ هكد من مقدار ما أتخذه الدُّول األخرى من جتهار املسلمني إذا أجتازوا حدودهم ,فسأل
املسلمني كيف يصنع بكم احلبشة إذا دخلتم أرضهم ,قالوا أيخذون عشر ما معنا قال فخذوا منهم
مثل ما أيخذون منكم ,وسأل أيضاً عثمان بن حنيف كم أيخذ منكم أهل احلرب إذا أتيتم دارهم قال
العشر قال عمر رضي هللا عنه ,فكذلك فخذوا منهم ,حيث وضع هلا قواعد أساسية اثبتة ومل يرتكها
ألمزجة العشار سواء من جهة املقدار أو من جهة شرط الوجوب ,وقد كان هلذه التهنظيمات املاليهة اليت
وجدت هأايم اخلليفة عمر بن اخلطهاب رضي هللا عنه ,النهفع الكبري يف سهوله التهبادل التجاري بني
دة من متطلهبات النهاس وإحتياجاهتم فهو مل يقتصر على تنظيم أصناف متعد ٍ
ٍ املسلمني وجرياهنم ,وورود
املواد األتية إىل بيت املال ,بل نظهم الطرق الهيت بواسطتها وبسببها يزداد دخل بيت املال لتنعم البالد
ابلهرخاء ورغد العيش ,ومن ذلك إهتمامه ابلتجارة اخلارجيهة وحسن معاملته ألهلها وتتبُّعه العمال
ف يف جبايتها. تعس ٍ
واألمراء والكتابة إليهم بذلك ,وحرصه على إستيفاء حقوق ال هدولة من غري ُّ
وال أتخذ العشور إال مرة واحدة يف السنة ألنه حق مال التجارة وهي تكون علي اليهود والنصارى أي
تؤخذ من غري املسلمني ,حيث يرى الفقهاء أنه ال جيوز أخذ شيء من عروض جتارة املسلمني غري
الزكاة الواجبة فيها ,وليس عليهم من العشر املقرر على غري املسلمني شيء فلقد حدثنا أبن حجر
العسقالين م ْرسالً أن النيب عليه الصالة والسالم قال " إمنا العشور على اليهود والنصارى وليس على
29
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
املسلمني عشور " ( )1كما أمجع عليه الصحابة رضي هللا عنهم ألن عمر بن اخلطاب رضي هللا عنه
()2
أخذ من القبط الع ْشر ومضى عليه األئمة بعده ومل خيالف عليه .
ه /الغنائم .
الغنيمة هي املال املأخوذ من الكفار ابلقتال وقد مساها هللا تعاىل أنفاالً ألهنا زايدة يف أموال املسلمني
إستناداً لقوله تعايل ﴿ و ْاعلموا أهمنا غن ْمت ْم م ْن ش ْي ٍء فأ هن هَّلل مخسه وللهرسول ولذي الْق ْرَب والْي تامى
اَّلل
اجل ْمعان و ه
والْمساكني وابْن ال هسبيل إ ْن كْن ت ْم آمْن ت ْم اب هَّلل وما أنْزلْنا على عْبدان ي ْوم الْف ْرقان ي ْوم الْت قى ْ
على كل ش ْي ٍء قد ٌير ﴾ ( )3حيث وضعت األية الكرمية مبدأً عاماً وشامالً وهو قسمة الغنائم إيل مخسة
أقسام سنتناوهلا إبجياز وفقاً للتايل .
/1اخلخمس األول يصرف يف سبيل هللا على فئات معينة من األشخاص ,وقد إتفق الفقهاء يف
عهد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم على تقسيم هذا اخلمس إىل مخسة أنصبة ,النصيب األول لبيت
مال املسلمني كي يصرف يف سبيل هللا ,والنصيب الثاين للرسول وذوي القرَب من آل بيته والثالث
يصرف على اليتامى ,والرابع على املساكني واخلامس على أبناء السبيل .
األربعة الباقية فتوزع بني من شهد املعركة من مقاتلي املسلمني ,إذ ميز هللا سبحانه /2األخا
وتعاىل اجملاهدين يف سبيله عن القاعدين ,وإذا كان هلؤالء اجملاهدين أجر اجلهاد العظيم فإن هلم أجراً
آخر هو حقهم يف توزيع أربعة أمخاس الغنائم احلربية عليهم من دون القاعدين ,والرأي السائد بني
اجلمهور هو أن توزع هذه النسبة بني من حضروا الوقيعة حصراً أي احلرب ,إستناداً إىل قول عمر
رضي هللا عنه إمنا الغنيمة ملن شهد الوقيعة وهم الذين شهدوها سواءً قاتلو أم مل يقاتلوا ,كما قال النيب
عليه الصالة والسالم " هل تنصرون وترزقون إال بضعفائكم " ( )4فالعدل يف القسمة كما يرى رسول
هللا عليه الصالة والسالم عام خيرب أبن قسم للرجل سهم وللفرس سهمان ,أما إن رأى اإلمام أن يف
تفضيل بعض اجملاهدين على بعض مصلحة دينية يعلمها هو ,ال هلوى النفس فله ذلك كما فعل النيب
صلى هللا عليه وسلم .
1رواه أبو أمية الثعليب -تعجيل املنفعة بزوائد رجال األئمة األربعة -أمحد بن علي بن حجر العسقالين – حتقيق إكرام هللا إمداد – ط7
منشورات دار البشائر اإلسالمية -بريوت لبنان -سنة 1416ه -ص 409
2أبو عبيد القاسم بن سالم البغدادي -كتاب األموال -حتقيق أبو أنس سيد بن رجب -ط -7منشورات دار اهلدي النبوي -مصر-
سنة -2007ص 473
3سورة االنفال األية 47
4رواه البخاري -هداية الرواة إىل ختريج أحاديث املصابيح واملشكاة ومعه ختريج األلباين للمشكاة -أمحد بن علي بن حجر
العسقالين -حتقيق علي بن حسن بن عبداحلميد احلليب -ط -7منشورات دار ابن القيم -الدمام – سنة 1422ه -ص 14
30
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
و /اخلخمس .
ويقصد ابخل ْمس يف اإلسالم هو النسبة اليت يتحصل عليها املسلمني من الغنائم نتيجة احلرب مع
الكفار ودفعها ألصناف معينة وردت يف القرآن الكرمي إستناداً لقوله تعايل ﴿ و ْاعلموا أهمنا غن ْمت ْم م ْن
ش ْي ٍء فأ هن هَّلل مخسه وللهرسول ولذي الْق ْرَب والْي تامى والْمساكني وابْن ال هسبيل إ ْن كْن ت ْم آمْن ت ْم اب هَّلل وما
اَّلل على كل ش ْي ٍء قد ٌير ﴾ ( ) هذه اآلية هي
1
اجل ْمعان و ه
أنْزلْنا على عْبدان ي ْوم الْف ْرقان ي ْوم الْت قى ْ
اضح وصريح ,وموردها وفق نزوهلا هو غنائم ٍ
بشكل و ٍ الوحيدة يف القرآن الدالة على وجوب اخل ْمس
احلرب إال أن املورد ال خيص الوارد كما هو املعروف والثابت عند علمائنا ,وإال تعطلت الكثري من
اآلايت واألحكام كما تقرر يف حمله ,ومن هنا فإن كلمة "غنمتم" الواردة يف اآلية تدل على كل ما
عمل أو غري ذلك ,كما هو مقرر يف الفقه يف ابب حرب أو ٍ يكسبه اإلنسان ويستفيذه من جتارةٍ أو ٍ
()2
اخل ْمس حيث جعلوا اخل ْمس واجباً يف سبعة موارد وهي كالتايل .
/-غنائم احلرب اليت يغنمها املسلمون من أعدائهم يف املعارك واحلروب .
/-املعادن وهي اليت يستخرجها اإلنسان من األرض كالذهب والفضة وغريمها .
/-الكنز وهو املال املدفون يف األرض سواءٌ يف أرض اإلسالم أو أرض الكفر .
/-الغوص وهو كل ما يستخرجه اإلنسان من البحر كاللؤلؤ واملرجان وغري ذلك .
/-ما يفضل عن مصاريف اإلنسان السنوية ه
املعرب عنها شرعاً "ابملؤنة " .
/-األرض اليت يشرتيها الذمي من املسلم ,والذمي هو الداخل يف عهد مع املسلمني فيكون دمه
وماله وعرضه حراماً على املسلمني كحرمة هذه األمور بني املسلمني أنفسهم .
أسباب عديدة كالتجارة ابحملرمات وغريها وما شابه بشرط عدم
ٌ /-املال احلالل املختلط ابحلرام وله
العلم مبقدار احلرام وال بتشخيصه من بني أمواله .
37
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
املطلب الثاين
قواعد وأهداف الضريبة والزكاة
تناول الباحث يف املطلب السابق تعريف الضريبة والزكاة من الناحية الفقهية ,كما بينا أهم اخلصائ
اليت متيزمها وسنتناول يف هذا املطلب دراسة القواعد األساسية لفرض الضريبة والزكاة ,ابإلضافة إيل
األغراض واألهداف اليت يسعي إيل حتقيقها هذان النظامني املاليني وذلك وفقاً ملا سيأيت بيانه .
الفرع األول -:قواعد وأهداف الضريبة
32
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
لنبني ونوضح قواعد وأهداف الضريبة فإننا سنتناول ذلك يف قسمني ,حبيث نتناول يف القسم األول
علي قواعد فرض الضريبة ,أما يف القسم الثاين سنخصصه لألغراض وأهداف الضريبة وذلك وفقاً ملا
سيأيت بيانه .
أوالً -:قواعد فرض الضريبة .
يقصد بقواعد فرض الضريبة ,األسس اليت جيب أن يسرتشد هبا املشرع عند فرض الضريبة حبيث يكون
من شأن إتباع تلك القواعد عند فرض الضريبة أن توصل ايل فرض ضرائب تتالءم أو تتوافق بني
)(1
مصلحة املمول واخلزانة العامة للدولة .
وسوف نتناول ابلشرح هذه القواعد وفقأ ملا سيأيت بيانه .
أ /قاعدة العدالة .
كثريا من اجلدل يف الفكر املايل فما يراه البعض حمق ًقا
وهو املبدأ األول لسالمة الضريبة ,وقد أثري ً
للعدالة ال يراه آخرون كذلك ,وكان آدم مسيث أول من عاجل قواعد الضريبة ,واندى مببدأ العدالة
وأوجب يف ذلك أن يساهم رعااي الدولة يف نفقات احلكومة كل حسب مقدرته ,أي بنسبة دخله
()2
الذي يتمتع به يف محاية الدولة .
ولكي تتحقق العدالة الضريبية جيب أن يتوفر فيها عنصرين ومها-:
/ 7عموم الضريبة أي مشوهلا جلميع القاطنني يف الدولة الذين يتمتعون حبمايتها وخدماهتا سواء أكانوا
من املواطنني أو األجانب املقيمني يف تلك الدولة كالً حسب مركزه القانوين يف تلك الدولة ,حبيث كل
من تتوافر فيه شروط أداء الضريبة تفرض عليه ,وكل من تتوفر فيه شروط اإلعفاء من الضريبة يعفى
()3
منها ,فالعربة بعموم املركز القانوين لألفراد أمام الضريبة .
/2املساواة أمام الضريبية حيث كان قدمياً تستوجب املساواة أن يدفع الضريبة مجيع األفراد بنسب
متساوية ,إال أن املساواة تقضي بعدم دفع األغنياء والفقراء لنفس القدر أو املبلغ ,حبيث تفرض
الضريبة بنسب تصاعدية علي أصحاب الدخول املرتفعة ,وبنسب أقل علي أصحاب الدخول
املنخ فضة وقد يصل األمر إيل إعفاء الطبقات الفقرية من الضريبة دون أن خيل هذا مببدأ املساواة أمام
الضريبة .
ب /قاعدة اليقني .
1برهان مجل -املالية العامة دراسة مقارنة – ط - 7دار طالس للدراسات والرتمجة والنشر -دمشق - 7992 -ص779
2عبد احلميد القاضي -اقتصادايت املالية العامة والنظام املايل يف اإلسالم -مطبعة الرشاد -اإلسكندرية – بدون سنة نشر -ص
476 /415
3غازي عناية -املالية العامة والتشريع الضرييب -دار البيارق عمان – ط - 7998 – 7ص 94
33
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
وتعين هذه القاعدة أن تكون أحكام قوانني الضرائب واضحة للمكلف وبسيطة دون غموض أو إهبام
وذلك أبن يكون سعرها ووعائها ونصاهبا وموعدها وإجراءات حتصيلها وكل ما يتصل هبا من أحكام
واضحا ومعروفا وبصورة مسبقة ابلنسبة للمكلفني ,تشجيعا هلم على ترتيب التزاماهتم املالية ودفع ما
)(1
عليهم منها يف الوقت املناسب .
ولتتحقق هذه القاعدة جيب أن تتوفر فيها الشروط التالية -:
/7أن يكون القانون الضرييب واضح من حيث حتديد وعاء الضريبة حبيث ال يكون قابل للتأويل
وكذلك حتديد طرق تقدير الضريبة وحتصيلها واإلعفاء منها دون إهبام أو غموض .
/2أن تكون اللوائح واإلجراءات املنظمة للضريبة واضحة وبسيطة ,من حيث طرق الطعن علي تقدير
الضريبة والسلطات املختصة هبا والسجالت والدفاتر واإلقرارات ,وكافة النواحي اإلجرائية الالزمة
حلسن تطبيق الضريبة .
/3عدم ختبط التشريع الضرييب وتعديله للضريبة يف فرتات قصرية ومتالحقة ,ألنه يؤدي إيل ضياع
حصيلة الضريبة ومضايقة املمولني وكثرة املنازعات الضريبية بني املمول واإلدارة الضريبية ,ولذلك جيب
()2
أن يكون التعديل يف التشريعات الضريبية عند الضرورة ,ويف حدود ضيقة .
ج /قاعدة املالءمة .
ومضمون هذا املبدأ وجوب تنظيم أحكام الضريبة على حنو يتالءم مع ظروف املمولني الشخصية
وبصورة خاصة فيما يتعلق مبوعد التحصيل وطرقه وإجراءاته ,كأن جتىب الضريبة على احملاصيل الزراعية
()3
وقت جين احملصول ,أو استعمال طريقة االقتطاع من املنبع ابلنسبة للرواتب .
ولتحقيق مالئمة الضريبة جيب توفر الشروط التالية-:
/ 7اإلعتدال يف حتديد سعر الضريبة ,حبيث ال تكون منخفضة مما تؤدي إيل ضعف حصيلتها ,أو
تكون مرتفعة مما تؤدي إيل إرهاق كاهل املمولني ويلجأ إيل التهرب منها .
/ 2سعة الوعاء الضرييب وعدم حتميله ابإلعفاءات الضريبية ,وتوفري الطرق والوسائل اجليدة لتقدير
الضريبة تقديراً صحيحاً ,مع إجياد وسائل كافية لفض املنازعات الضريبية بسهولة .
1كمال اخلطيب -دور اإليرادات الضريبية يف متويل املوازنة العامة يف فلسطني -انبلس – 2006 -ص 12
2جهاد خصاونة -املالية العامة والتشريع الضرييب وتطبيقاهتا العملية وفقا للتشريع األردين – ط - 7دار وائل للطباعة والنشر – األردن
– – 2000ص 703
3حسني سلوم -املالية العامة -القانون املايل والضرييب دراسة مقارنة – ط -7دار الفكر اللبناين -بريوت - 7990ص 78
34
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
/3وضع قواعد وإجراءات وميعاد مناسب لتحصيل الضريبة ,حبيث تتالئم مع ظروف املمول كأن
حتصل ضريبة املرتبات واألجور بطريقة احلجز من املنبع أو أن حتصل ضريبة األطيان الزراعية يف ميعاد
حصاد احملصول ,ويكون ذلك إبجراءات سهلة وميسرة علي املمول .
د /قاعدة االقتصاد .
إن املقصود بقاعدة اإلقتصاد ,هو اإلقتصاد بنفقات اجلباية حبيث يكون الفرق بني ما يدفعه املكلفون
من ضرائب وما يدخل منها إىل اخلزانة العامة يف أقل مبلغ ممكن وهذا يتطلب فرض الضرائب اليت
تكثر إيراداهتا وتقل نفقاهتا وحتصيلها .
ويكون ذلك إبتباع األيت -:
/ 7عدم فرض ضريبة من شأهنا إضعاف رأس املال الذي ميثل وعائها والقضاء عليه فهذا خيرج الضريبة
عن مقصدها يف حتقيق أهدافها اإلقتصادية وزايدة حجم التنمية اإلقتصادية يف الدولة .
/2تنظيم الضريبة إدارايً وفنياً تنظيماً جيداً ,حبيث ال تكلف الدولة أثناء حتصيلها أمواالً تقضي علي
()1
إيراداهتا .
اثنياً -:أهداف فرض الضريبة .
تعد الضرائب املورد األساسي والتقليدي يف تغطية نفقات الدولة ,حيث يراى أصحاب الفكر
التقليدي ,أن الضريبة جمرد مصدر مايل وأداة من أدوات متويل وتغطية أعباء الدولة ونفقاهتا العامة إال
أنه نتيجة لتغري وظيفة الدولة وتطورها وإزايد أعبائها تغري معها أغراض وأهداف الضريبة وذلك حسب
تغري ظروف البلدان وأنظمتها ومدي تطورها أو ختلفها إقتصادايً وإجتماعياً وسوف نتناول يف هذه
اجلزئية دراسة أهداف الضريبة وأغراضها يف الفكر املايل احلديث وذلك وفقاً ملا سيأيت بيانه .
أ /أهداف الضريبة يف الدول املتقدمة .
حتتل الضريبة مركزاً قوايً يف إقتصادايت البلدان املتطورة ,سواء أكانت دول رأمسالية أو إشرتاكية ,ففي
الدول الرأمسالية تستخدم الضريبة لتحقيق أغراض إقتصادية أمهها ضمان اإلسقرار اإلقتصادي ,وحتقيق
النمو االقتصادي املتوازن مبحاربة التقلبات اإلقتصادية الدورية عن طريق أتثريها يف القوة الشرائية وذلك
برفع أو خفض القوة الشرائية للدخول املخصصة لإلستهالك واإلستثمار ,ففي فرتات الكساد ميكن
إستخدام الضريبة كوسيلة لزايدة الطلب الكلي الفعلي فتقوم الدولة بتخفيض الضرائب علي الدخول
املخصصة لإلستهالك ,مما يؤدي إيل رفع الطلب علي السلع اإلستهالكية ,كما تقوم بتخفيض
الضرائب علي األرابح النامجة عن اإلستثمارات مما يؤدي إيل رفع الطلب الفعلي علي أموال اإلستثمار
1محدي العناين -إقتصادايت املالية العامة يف ظل املشروعات اخلاصة – مصر - 1985 -ص 78
31
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
كما ميكن فرض ضرائب تصاعدية علي األرابح غري املوزعة لدي الشركات ,واليت تبقي دون إستثمار
مما يدفع الشركات إيل إستثمار هذه األموال املدخرة ,أو توزيعها علي املسامهني واليت يستخدمها جزء
كبري منهم يف اإلنفاق علي السلع اإلستهالكية ,أو إعادة إستثمارها يف جماالت جمزية مما يرتتب عليه
يف النهاية زايدة الطلب الكلي الفعلي ,كما تستخدم الضريبة يف الدول الرأمسالية لتشجيع أوجه
النشاط االقتصادي ,كتشجيع الزراعة فتقوم الدولة بفرض ضرائب علي الزراعة يكون سعرها أقل من
سعر الضرائب علي الصناعة والتجارة ,كما تستخدم الضرائب اجلمركية كأداة لتشجيع الصناعات
()1
وذلك بفرض ضرائب علي السلع األجنبية املماثلة حيت تقضي علي منافستها .
كما تستخدم الضريبة لتحقيق أهداف إجتماعية ترمي إيل إعادة توزيع الدخول والثروات لصاحل
الطبقات حمدودة الدخل فتفرض ضرائب تصاعدية علي أصحاب الدخول العالية وضرائب منخفضة
علي أصحاب الدخول املنخفضة ,أو أصحاب العائالت الكبرية كما متيز يف املعاملة الضريبية بني
السلع الضرورية والسلع الكمالية ,حبيث تعفي األويل من الضرائب وتزيد الضرائب علي السلع
()2
اإلستهالكية .
أما يف الدول اإلشرتاكية فتستخدم الضريبة كأداة لتنفيد اخلطة االقتصادية للدولة ,فتسعي إيل حتقيق
التوازن بني العرض والطلب للسلعة اإلستهالكية ,حبيث تفرض ضرائب عالية علي السلع اليت تسعي
الدولة للحد منها ,والعكس إذا أرادت تشجيع سلعة معينة فإهنا ختفف من سعر الضريبة عليها ,كما
تسخدم الضريبة للموازنة بني دخول املستهلكني ومنع موجات التضخم اليت قد يتعرض هلا اإلقتصاد
املخطط ,نتيجة اإللتجاء إيل القروض من الدولة كوسيلة للتمويل أو لعدم السيطرة متاما علي األجور
املوزعة ,أو لوجود قطاع خاص خيرج عن سيطرة سلطات التخطيط ,ولقد لعبت الضريبة دوراً هاما
وفعاالً يف الدول اإلشرتاكية املتقدمة ,مثل اإلحتاد السوفييت وذلك يف النواحي اإلجتماعية ,حيث
إستخدمت الضريبة التصاعدية لتقليل الفوارق بني األجور ,كما استخدمت الضريبة كأسلوب لرعاية
أصحاب الدخول املكتسبة النامجة عن العمل متيزا هلم عن أصحاب الدخول غري املكتسبة ,وكذلك
مراعاة احلد األدين للمعيشة واإلعفاءات الالزمة ,كما إستخدمت الضريبة علي رقم األعمال للحد من
إستهالك السلع الكمالية والسلع الضارة ,رعاية لصحة املواطنني ولتشجيع استهالك السلع واخلدمات
اليت ترغب الدولة يف تشجيعها مثل الكتب واإلسطواانت ,كما منحت الدولة إعفاءات ضريبية
()3
لبعض الطوائف ,مثل كبار السن ومعوقي احلرب وضحااي العمل والكوارث الطبيعية .
1يونس أمحد البطريق -النظم الضريبية -الدار اجلامعية بريوت – لبنان –7987 -ص 24/23
2جالل الدين الشافعي – الضريبة علي رقم األعمال – رسالة دكتوراء جامعة عني مشس – - 7974ص 73
3أسعد طاهر أمحد – اإلعفاءات الضريبية يف النظم الضريبية احلديثة دراسة – مرجع سابق -ص 40
36
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
وخالصة القول فإن الضريبة تلعب دور فعال يف أنظمة الدول املتقدمة ويعود ذلك جملموعة من العوامل
()1
املوجودة يف بنية اإلقتصاد املتقدم ومنها -:
/7اجلزء األكرب من الدخل القومي أييت من الصناعة والتجارة وهي القطاعات األكثر إنتاجية مقارنة
ابلقطاع الزراعي .
/2اليد العاملة يف هذه البلدان أكثر إنتاجية كوهنا متخصصة ومهيأة بشكل جيد لإلنتاج ابإلضافة إىل
أن متوسط دخل الفرد هلذه الطبقة مرتفعاً نسبياً ,وذلك يشكل شرحية ضريبية جيدة ,وذات مردود
عايل .
/3إن اإلدارة الضريبية مكونة ومهيأة ملواجهة متطلبات اجملتمع وتطوره فالتنسيق اجليد يف اإلدارة
الضريبية يساعد على جناح النظام الضرييب يف إعطاء أفضل اإليرادات للدولة .
ب /أهداف الضريبة يف الدول النامية .
يتصف إقتصاد الدول النامية أبنه إقتصاد غري متكامل ,حيث يسوده اإلنتاج الزراعي أو اإلستخراجي
ويتخلف فيه اإلقتصاد الصناعي ,نتيجة أخنفاض متوسط نصيب الفرد من الدخل القومي ,وعدم
القدرة علي اإلدخار والذي بدوره يؤدي إيل ضعف اإلستثمار ,وهذا يرتتب عليه وجود موارد طبيعية
وبشرية معطلة ,نتيجة عدم توفر اآلالت واملواد األولية واخلربات الفنية وضعف موارد التمويل احمللية
ولذلك جند أن هذه الدول يسود فيها نظام الضرائب الغري مباشرة ,نتيجة ضعف دور الضرائب علي
الدخل والثروة ,نظراً إلنتشار ظاهرة اإلقتصاد املعيشي يف أغلب البلدان النامية وضعف مستوي دخل
الفرد فيه ,كما أن نظام الضرائب الغري مباشرة تناسب معدالت الدخل القومي املتدين ,فكلما إرتفع
معدل الدخل القومي كلما كانت األمهية النسبية للضرائب املباشرة أعلي من األمهية النسبية للضرائب
غري املباشرة ,وغالباً الضريبة اجلمركية تكون هلا اليد الطويل يف النظام الضرييب للدول النامية ,وخاصة
()2
الضريبة اجلمركية علي الواردات نظراً النففاض حجم صادرات تلك الدول .
أما خبصوص الضرائب املباشرة يف البلدان النامية ,فتتميز إبخنفاض نسبة معدهلا نظراً إلخنفاض متوسط
دخل الفرد والدخل القومي ,الذي حيول دون زايدة املعدل الضرييب خشية املساس ابحلاجات
األساسية لألفراد ,وعليه فإنه مما سبق ميكننا أن حندد أغراض وأهداف السياسة الضريبية يف الدول
النامية كالتايل-:
/7ضبط اإلستهالك وذلك بفرض ضريبة نوعية ذات سعر مرتفع نسبياً علي السلع الكمالية ابإلضافة
إيل فرض ضريبة دخل تصاعدية علي الدخول والثروات العالية ليتم ضبط إستهالك أصحاب هذه
1رمضان صديق – الوجيز يف املالية العامة والتشريع الضرييب – دار النهضة العربية القاهرة – - 2009ص 221
2حممد خصاونة – املالية العامة النظرية والتطبيق – ط -7دار املناهج للنشر والتوزيع عمان – – 2074ص 42/47
37
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
الدخول والثروات خاصة علي السلع الرتفيهية ,مع مراعات تقرير أسعار ضريبية منخفضة أو أعفاءات
جزئية أو كلية من ضرائب الدخل التصاعدية للمدخرات اليت تتجه حنو اإلستثمار الفعال .
/2تعبئة املوارد للتنمية االقتصادية الشاملة وزايدة اإلنتاج واإلستثمار ,وذلك بتقرير إعفاءات ضريبية
علي املدخرات مع معاملة ضريبية تفضيلية أو خاصة لفوائض القطاع اخلاص وأستثماراته من أجل زايدة
اإلنتاج وتوجيه ومدخراته لإلستثمار للنهوض ابلتنمية االقتصادية يف تلك الدول ,ابإلضافة إيل خلق
سياسة ض ريبية خاصة جلدب اإلستثمار اخلارجي وتشجيع رؤوس األموال األجنبية لإلنسياب إيل
الداخل واملسامهة يف متويل عمليات التنمية االقتصادية ابإلضافة إيل حتفيز أصحاب الدخول الكبرية
علي زايدة املدخرات مع رفع شعار التأمينات اإلجبارية ألصحاب الدخول املرتفعة والثروات الكبرية .
/3توجيه املدخرات لإلستثمار واإلنتاج ,وذلك بدعم الضريبة علي الدخل الزراعي واإلستخراجي
حبيث يكون وعاء الضريبة منتج للدول النامية فتفرض الضريبة علي الدخل الزراعي بطريقة تشجع زايدة
اإلنتاج الزراعي وذلك برد عائد تلك الضرائب علي خدمة أغراض الزراعة أو النشاط اإلستخراجي
كشق الرتع واملصارف وتوفري املوصالت وغريها .
/ 4تنمية القطاع الصناعي يف البالد النامية ,وذلك خبفض نفقات اإلنتاج إيل أدين قدر ممكن فيمكن
ختفيض الضريبة علي عناصر الطاقة واملواد األولية املستعملة يف الصناعة ,أو تقرير إعفاء ضرييب جزئي
أو كلي علي السلع املستوردة كاآلالت واملعدات الصناعية وغريها من املتطلبات الصناعية األخرى اليت
()1
تساهم بنهوض الصناعة يف هذه الدول .
/ 1أعادة توزيع الدخل القومي وذلك بفرض ضرائب تصاعدية سواء ابلشرائح أو ابلطبقات ,علي
أصحاب الدخول املرتفعة وتقليلها عي أصحاب الدخول املنخفضة ,كما ميكن تقرير إعفاءات عائلية
ألصحاب حمدودي الدخل وأصحاب العائالت الكبرية ,وتقرير إعفاءات علي السلع الضرورية ويف
املقابل فرض ضريبة مرتفعة علي السلع الرفاهية ,وإعادة توزيع الدخل القومي لتحقيق التوازن
االجتماعي واإلقتصادي ,ومراقبته من قبل الدولة من خالل إيضاح النظام الضرييب والسياسة الضريبية
()2
وكفاءة األجهزة الضريبية املنفذة هلذه السياسة الضريبية .
1مراد حممد حلمي -مالية الدولة – منشورات مطبعة هنضة مصر القاهرة – سنة - 7960ص630
2حسني مصطفى حسني -املالية العامة -ديوان املطبوعات اجلامعية اجلزائر – 2001 -ص 48
38
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
بعد ما إستعرض الباحث فيما سبق قواعد وأهداف الضريبة ,فإنه سيتم يف هذه اجلزئية مناقشة قواعد
وأهداف الزكاة ,حبيث سيتناول الباحث توضيح وبيان قواعد فرض الزكاة يف القسم األول ,أما يف
القسم الثاين فسيتناول ابلشرح أهداف فرض الزكاة وذلك وفقاً ملا سيأيت بيانه .
أوالً -:قواعد فرض الزكاة .
لقد جاء اإلسالم مبجموعة من املبادئ يف نظامه املايل املتعلق ابلزكاة ,وهذه املبادئ هي العدالة اليقني
االقتصاد واملالئمة .
أ /قاعدة العدالة .
لقد فرض هللا الزكاة على كل مسلم دون التمييز يف عرق أو جنس أو لون ,فعن ابن عباس رضي هللا
عنه أن النيب عليه الصالة والسالم ,بعث معاذاً إيل اليمن فذكر احلديث وفيه " فأعلمهم أن هللا إفرتض
عليهم صدقة يف أمواهلم تؤخذ من أغنيائهم وترد إيل فقرائهم " ( )1وقد متثل الزكاة منذ بداية فرضها يف
املساواة بني املكلفني ويف إعفاء حد الكفاف ,وهو احلد األدىن للمعيشة وإعفاء األموال العينية
املستخدمة ألغراض املعيشة لقوله عليه الصالة والسالم " املسلمون تتكافأ دمائهم ويسعي بذمتهم
()2
أدانهم وجيرب عليهم أقصاهم يرد مشدهم علي مضعفهم ومسرعهم علي قاعدهم " .
ب /قاعدة اليقني .
ال شك أن قاعدة اليقني هذه تتحقق أبجلي صورة يف فريضة الزكاة فإن هللا سبحانه وتعاىل فرضها يف
صالة والهزكاة ما د ْمت حيًّا ﴾ ( )3فالزكاة حق اثبت ومقرر علي اجلميع
كتابه لقوله ﴿ وأ ْوصاين ابل ه
تشرف عليه الدولة ,كما حددت الشريعة اإلسالمية مقاديرها على لسان رسوله صلي هللا عليه وسلم
"فيما سقت األهنار والغيم العشر وفيما سقي "ابلسانية" ( )4نصف العشر " ( )5كما روى أبو داود
عن علي بن أِب طالب رضي هللا عنه ,أن النيب عليه أفضل الصالة والسالم قال " ليس يف البقر
العامل شيء " ( )6وترك لنا األئمة يف توضيحها ثروة فقهية ضخمة وأصبح من الواجب على كل
1رواه البخاري ومسلم -املسند الصحيح املختصر من السنن بنقل العدل عن العدل عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم إشراف مسلم بن
احلجاج القشريي النيسابوري -حتقيق حممد فؤاد عبدالباقي -منشورات دار إحياء الكتب العربية -عيسى الباِب احلليب وشركاه -ط7
سنة 7374ه
2رواه أبو داود – جامع املسانيد والسنن لألمام عماد الدين إبن كثري القرشي الدمشقي الشافعي – ج -26ختريج عبد املعطي أمني
قلعجي – منشورات دار الكتب العلمية بريوت – لبنان – سنة - 2006ص 7203
3سورة مرمي – اآلية 30
4السانية -هي البعري الذي يسقى به املاء من البئر
5رواه مسلم -شرح النووي على مسلم لإلمام حييي بن شرف أبو زكراي النووي – إعداد علي عبد احلميد أبو اخلري – دار السالم القاهرة
– -7996ص 47
6رواه أبو داوود -إعالم املوقعني عن رب العاملني للشيخ مشس الدين أِب عبد هللا بن أِب بكر – م –7رتبه وضبطه د .حممد عبد السالم
39
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
مسلم أن يتعلم أحكامها إبعتبارها جزءاً من دينه ,وهي فريضة اثبتة غري قابلة لكثرة التحويل والتبديل
()1
كالضرائب املدنية األخرى .
ج /قاعدة اإلقتصاد .
وضع التشريع اإلسالمي مبادئ وقواعد تضمن حتقيق جباية الزكاة كاملة يف أمانة اتمة دون أية زايدة
طائلة كحوافز للعاملني عليه فقد جعل اإلسالم للعاملني ٍ يف نفقات اجلباية ,ودون رصد مبالغ
صدقات صرفا من مصارف الزكاة الشرعية لقوله يف كتابه احلكيم ﴿ إهمنا ال ه
على الزكاة جباية وتوزيعا ,م ْ
ل ْلفقراء والْمساكني والْعاملني علْي ها ﴾ ( )2حيث ورد يف اآلية الكرمية لفظ العاملني عليها وهم الذين
نصبهم اإلمام جلباية الصدقات من أهلها ,وتوزيعها علي مستحقيها وذلك ليشعرهم أبهنم يقوموا بعمل
ديين يستحقوا عليه جزءاً من احلصيلة يف دنياهم ,فضالً عن الثواب يف اآلخرة مما يدفعهم هذا إىل
تقوى هللا واإلحسان يف أداء عملهم علي أكمل وجه .
د /قاعدة املالئمة .
ال شك إن التشريع اإلسالمي كان سباقاً يف بسط هذا املبدأ يف الزكاة ,فقد راعت توقيت التحصيل
وذلك متمثل يف شرط حوالن احلول فعن علي رضي هللا عنه أن النيب عليه الصالة والسالم قال " ليس
مال زكاة حيت حيول عليه احلول " ( )3وكذلك مراعاة لنشاط املكلف فتفرض عليه الزكاة من نفسيف ٍ
الرهمان متشاهبًا وغْي ر
هخل والهزْرع خمْتل ًفا أكله والهزيْتون و ُّ
نوعية منتوجه لقوله تعايل يف كتابه العزيز ﴿ والن ْ
متشاب ٍه كلوا م ْن مثره إذا أ ْمثر وآتوا حقهه ي ْوم حصاده وال ت ْسرفوا إنهه ال حي ُّ
()4
ب الْم ْسرفني ﴾ وقوله أيضاً
()5 اَّلل ف بشرهم بعذ ٍ
اب ألي ٍم ﴾ ه
يف حمكم كتابه ﴿ والذين يكْنزون ال هذهب والْفضهة وال ي ْنفقون ها يف سبيل ه ْ ْ
فجاء مبدأ املالئمة يف اإلسالم مراعياً ظروف املكلف مبختلف النواحي فلم جيعل الزكاة نقدية فقط بل
ميكن أدائها نقداً أو عيناً ,حيت يتسىن للفرد أدائها علي الوجه األكمل دون إرهاق .
40
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
الزكاة ركن من أركان اإلسالم وابب من أبواب الشكر هلل تعاىل على نعمه اليت أصبغها على اإلنسان
كما أهنا ابب من أبواب التكافل اإلجتماعي ,فاجملتمع كله كاجلسد الواحد إذا إشتكى منه عضو
تداعت له سائر األعضاء ابلسهر واحلمى ,فالزكاة جاءت كنظام إسالمي متكامل تشمل كل نواحي
احلياة وهتدف اىل السمو ابإلنسان روحياً ومادايً وميكننا أن منيز جمموعة من األهداف اليت تسعى الزكاة
إيل حتقيقها وهي كالتايل
أ /األهداف الدينية .
ال شك إن مراحل احلصول على املال ,ال تكاد ختلو من أن يشوهبا بعض املسائل اليت تدخل يف ابب
احملرمات سواء ذلك بقصد أو ابخلطأ ,وهذا ما عرب عنه هللا سبحانه وتعايل يف كتابه العزيز لقوله تعايل
﴿ خ ْذ م ْن أ ْمواهل ْم صدق ًة تطهره ْم وت زكيهم هبا ﴾( )1فجاءت الزكاة لتطهري هذا املال كما تزكي نفس
اإلنسان من حب املال وحب اإلكتناز والبخل ,حيث حتث اإلنسان على حب العطاء وتسبب
إنشراح الصدر فأداء الزكاة إمنا هو إمتحان إلميان الفرد ابهلل وبذله ,يقول اإلمام الغزايل " ميتحن هللا
()2
ابلزكاة درجة احملب مبفارقته احملبوب ,واألموال حمبوبة عند اخلالئق ألهنا أداة متتعهم ابلدنيا " .
ب /األهداف اإلجتماعية .
للزكاة بعد إجتماعي وهدف نبيل تقوم به ,فهي تعمل على حتقيق التكافل اإلجتماعي من خالل
إستثمار مال الزكاة لإلرتقاء ابجلوانب الثقافية واإلجتماعية لإلنسان ,وذلك بتوفريها لفرص التعليم
والرعاية الصحية والرتبية الدينية ,واإلنتفاع ابلسلع واخلدمات األساسية ,وابلتايل فإن للزكاة دور يف
اإلرتقاء ابملستوى اإلجتماعي ألفراد اجملتمع املسلم ,من خالل توسيع ميادين التضامن االجتماعي
الذي يشكل اللبنة األساسية لتماسك اجملتمع ,ابإلنفاق على الفقراء واحملتاجني يف خمتلف جماالت
احلياة كتعليم أطفال املسلمني الفقراء ,كما أن توفري العالج الطيب والرعاية الصحية ,كإقامة
املستشفيات العالجية يف أماكن خمتلفة من أجل توفري العالج للفقراء بصورة جمانية أو أبسعار رمزية
يعترب من بني مسامهات الزكاة يف تنمية احلالة اإلجتماعية يف اجملتمع املسلم ,كما تساهم الزكاة يف
القضاء علي الظواهر السلبية يف اجملتمع مثل اجلشع والبخل وحب املال لدى األغنياء ,وتقضي أيضاً
علي ظاهرة احلسد والكراهية واحلقد لدى الفقراء ,وتساهم يف القضاء علي البطالة واجلرمية والراب
()3
وغريها .
47
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
ج /األهداف اإلقتصادية .
الزكاة تعترب ركيزة من ركائز اإلقتصاد اإلسالمي ,حيث تدفع األموال إىل جمال التنمية واإلستثمار
فالزكاة هتدف إىل الوصول ابجملتمع املسلم إىل حد الكفاية وحتقيق الرفاه ألفراده وذلك برفع مستوى
املعيشة للمجتمع و خفض معدالت الفقر والبطالة حيث تعمل على زايدة القوة الشرائية لدى
الفقراء ,مما يزيد الطلب على السلع واخلدمات الضرورية اليت ينتجها األغنياء ,وابلتايل زايدة الطلب
على العمالة ومن مث نق البطالة والفقر ,ابإلضافة إيل تنشيط اإلستثمار حبيث تعمل كحافز
لصاحب املال إلستثمار ماله ,ومنع الكساد العام حيث تعد الزكاة توزيعا للثروات مبا حيول دون
()1
تكدس األموال يف أيدي فئة قليلة من الناس يتحكمون يف إقتصاد الدولة .
كما أن النظام اإلسالمي يسعى إىل ما بعد الغىن ورغد العيش ,من مسو الروح إىل رهبا وال يشغلها
عن هللا مهوم طلب الرغيف واإلنشغال مبعركة اخلبز ,وهذه هي صورة واضحة لواقعنا احلاضر الذي
نعيشه بعيدين عن النظام اإلسالمي .
د /األهداف السياسية .
ميكن إنفاق الزكاة لغرض حتقيق السياسة العليا للدولة اإلسالمية ويتجلى ذلك يف إمكانية إستخدام
بعض أسهم الزكاة ,خلدمة بعض األغراض السياسية للدولة ,فمثالً قد تضطر الدولة إىل أتليف بعض
أعدائها حفاظاً على أمن الدولة من مكائدهم أو رغبة يف كسبهم إىل صفها ويف ذلك يقول القرطيب
"وال عجب أن ي ْعطى كافر من صدقات املسلمني أتليفاً لقلبه على اإلسالم أو متكيناً له يف صدره فإن
هذا ضرب من اجلهاد ,فاملشركون ثالثة أصناف صنف يرجع عن كفره إبقامة الربهان وصنف ابلقهر
والسنان وصنف ابلعطاء واإلحسان ,واإلمام الناظر للمسلمني يستعمل مع كل صنف ما يراه مناسباً
()2
لنجاته وختليصه من الكفر"
فالدولة اإلسالمية اليوم ,ميكنها أن توجه قدر مناسب من أموال الزكاة إىل الدولة الفقرية اليت إمتد نور
اإلسالم إليها حديثاً ,لرتغيبها يف الدخول لإلسالم وتقوية عقيدهتا وإمياهنا ,وهذه األموال ميكن أن
تصرف على شكل مساعدات عينية كاملساعدات الطبية والتعليمية ,كما ميكن أن متول هبا عمليات
()3
نشر الدعوة يف تلك األقاليم اليت مل يصلها نور اإلسالم .
1فاطمة حممد عبد احلافظ حسونة -آثر كل من الزكاة والضريبة على التنمية االقتصادية -رسالة ماجستري قدمت لكلية الدراسات العليا
-جامعة النجاح الوطنية – انبلس فلسطني – – 2006ص 67
2مفتاح السنوسي بلعم -القرطيب حياته وآاثره العلمية ومنهجه يف التفسري – ط -7منشورات جامعة قاريونس بنغازي – - 7998ص
. 779
3حممد عقلة اإلبراهيم -التطبيقات التارخيية واملعاصرة لفريضة الزكاة – الشبكة العامة للمعلومات – بدون سنة نشر -ص. 762
42
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
وميكن إستخدام سهم يف الرقاب يف فداء أسرى املسلمني ,فإذا كان الرق قد ألغي ,فإن احلروب
الزالت قائمة والصراع بني احلق والباطل مل يزل مستمراً وبذلك يظل يف هذا السهم متسع لفداء أسرى
املسلمني وهذه الصور اليت إستعرضناها متثل مسامهة مباشرة للزكاة يف خدمة اجملال السياسي وإستقراره
وهناك مسامهة غري مباشرة للزكاة يف حتقيق اإلستقرار السياسي وهي أن حتقيق األهداف السابقة الذكر
()1
يف اجملال اإلجتماعي واإلقتصادي من شأنه أن يقضي على مظاهر الفساد يف اجملتمع .
ويف ختام هذا املبحث ميكن القول أبنه هذه أبرز النقاط اليت ميكن تناوهلا فيما يتعلق مباهية الضريبة
والزكاة ,واجلدير ابلذكر يف هذا املقام إنه ال يوجد خالف كبري بني كال النظامني إال يف بعض العناصر
وهو ما سيتناوله الباحث يف املبحث القادم وذلك وفقاً ملا سيأيت بيانه .
1يوسف القرضاوي – فقه الزكاة – اجلزء األول – املؤسسة الوطنية للفنون املطبعية – اجلزائر – - 7988ص620
43
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
املبحث الثاين
الفرق بني الضريبة والزكاة
تقسيم -:
لقد تناول الباحث يف املبحث السابق دراسة مفهوم الضريبة والزكاة كمصطلح ,ابإلضافة إيل أهم
خصائص وقواعد وأهداف وأنواع كل منهما ,فريى الباحث أن كِالَ النظامني يعد إلتزاماً مالياً إال إنه
هلم من العناصر واملميزات اليت ينفرد هبا كل منهما علي األخر ,فالزكاة نظام مايل شرعها هللا سبحانه
وتعايل وفرضها علي املسلمني ,أما الضريبة فشرعها االنسان ووضعها وفقاً لقوانينه وتشريعاته
للمسامهة يف تغطية األعباء العامة وحتقيقاً ألهداف السياسة املالية للدولة ,كما إن النظام الضرييب
خيتلف من دولة إيل أخرى كالً حسب النظام السياسي واإلقتصادي السائد فيها ,أما الزكاة فهي نظام
متكامل وموحد علي مجيع املسلمني يف العامل وإن إختلفت طرق تطبيقها من دولة إيل أخرى إال إن
أساساها وتشريعها واحد ,واجلدير بنا يف هذا املقام أن نوضح الفرق بني الضريبة كما متخضت عنها
األفكار واألنظمة املالية احلديثة والزكاة كما شرعها اإلسالم وأوضحتها السنة النبوية العفيفة ,وذلك
من خالل بيان أوجه الشبه واإلختالف بني كل منهما ,وسنتناول ذلك وفقاً للتقسيم التايل .
املطلب األول -:أوجه التشابه بني الضريبة والزكاة .
املطلب الثاين -:أوجه اإلختالف بني الضريبة والزكاة .
34
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
املطلب األول
أوجه التشابه بني الضريبة والزكاة
إن عمل موازنة بني الضريبة والزكاة ,يظهر ِبَالء جمموعة من عناصر اإللتقاء والتشابه إبعتبارمها نظامني
ماليني متميزين ,حيث يتشاهبان يف قواعد فرضهما وأساس حق الدولة يف تطبيقها علي مواطنيها
وكذلك يتشاهبان يف آلية تنظيم كل منهما ,واألهداف املستوحاة من وراء تطبيقها وسنتناول ذلك وفقاً
للتايل .
الفرع األول -:أوجه التشابه بني الضريبة والزكاة من حيث القواعد األساسية وأساس فرض كل
منهما .
تتشابه كل من الضريبة والزكاة يف جمموعة من العناصر واألساسيات اليت تكوهنا سواء أكان ذلك من حيث
القواعد األساسية اليت تقوم عليها أو من حيث أساس وحق الدولة يف فرضها وتطبيقها ,وسنتناول ذلك
وفقاً للتايل .
أوالً -:أوجه التشابه بني الضريبة والزكاة من حيث القواعد األساسية .
تتشابه الضريبة مع الزكاة يف جمموعة من القواعد األساسية ,منها ما يرتبط ابخلصائص ومنها ما يرتبط
أبسس العمل اليت أيخذ هبا الفقه املايل للكشف عنها يف الوقت الذي كانت الشريعة اإلسالمية قد
قررهتا قبلها بقرون عدة وهي -:
أ /العدالة .
إرتبط مفهوم العدالة يف الضريبة ابملساواة ومن مث ابألسعار النسبية يف بداية نشوء الضريبة ,مث تطورت
لتتمثل يف األسعار التصاعدية ,مث أكتمل هلا معناها بضرورة مراعاة األعباء العائلية واملركز املايل و
()1
تصفية الوعاء .
وعليه فإن فكرة العدالة مبفهومها احلديث ,تقضي إعفاء أصحاب الدخول املنخفضة من الضريبة ابلنسبة
للحد األدين ومبا يتناسب مع مستوي املعيشة يف اجملتمع كما تتطلب العدالة إختالف أسعار الضرائب
تبعاً لنوع الدخل املفرو عليه ,وهل هو دخل انتج عن العمل أو رأس املال أو هل هو انتج عنهما
()2
معاً .
ونستنتج من ذلك أن قاعدة العدالة يف فر الضريبة ترتكز علي مبدأين لتحققها وهي ,مبدأ العمومية
يف التطبيق حبيث خيضع للضريبة مجيع األموال واألشخاص وذلك وفقاً ملا يقرره التشريع ,كما جيب أن
1هشام حممد صفوت العمري -اقتصادايت املالية العامة والسياسة املالية – الشبكة العامة للمعلومات – 1986 -ص 19 / 90
2منصور ميالد يونس – مبادئ املالية العامة – املؤسسة الفنية للطباعة والنشر – مرجع سابق -ص 991
33
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
تقوم العدالة الضريبية علي مبدأ املساواة أمام الضريبة وذلك مبراعات املقدرة املالية للمكلف عند فرضها .
وكذلك األمر يف الزكاة ,فقد متثلت منذ بداية فرضها يف املساواة بني املكلفني ويف إعفاء احلد األدىن
للمعيشة ,وإعفاء األموال العينية املستخدمة ألغرا املعيشة وعلي ذلك فإننا نالحظ التشابه الكبري
بينها وبني الضريبة فهي تراعي املقدرة التكليفية للمزكي ,وابلتايل فإن الزكاة يتحقق فيها املبدأين الوارد يف
الضريبة ومها مبدأ العمومية واملساواة يف التطبيق حبيث تفر علي مجيع األشخاص واألموال مع مراعات
()1
املقدرة التكليفية للمكلف .
ب /املالءمة .
ويقصد ابملالئمة ,هو حتصيل الضريبة والزكاة ابلطرق ويف األوقات األكثر مناسبة لدفعها من قبل
املكلف هبا ,وذلك حسب مصدر الدخل حبيث ال يكون وقع الضريبة أو الزكاة ,ثقيالً بشكل جيعله
عاجزاً عن الدفع .
ولقد إستقر رأي الفقه املايل الوضعي أبن الضريبة ينبغي أن تكون مالئمة يف إختيار وقت فرضها ووقت
جبايتها ومراعية لظروف املكلف ,من حيث طبيعة عمله ونوع نشاطه اإلقتصادي الذي يزاوله أو املهنة
اليت ميارسها ,وهلذا يعترب الوقت الذي حيصل فيه املمول علي دخله أكثر األوقات مالئمة لدفع
الضرائب علي كسب العمل وعلي إيرادات القيم املنقولة ,أو ما يعرف بقاعدة احلجز عند املنبع وهي
إحدى القواعد املتبعة يف حتصيل الضرائب ,واليت ختفف من شعور املمول بعبء الضريبة وتضمن غزارة
()2
حصيلتها ابإلضافة إيل سهولة عملية دفعها .
و يف الزكاة تبدو املالءمة جلية من خالل فرضها علي املكلف ,مبراعات ظروف املكلف من حيث
الوقت الذي يستطيع فيه أداء الزكاة ,ويف مكان احلصول على الوعاء الذي تفر عليه والدليل علي
ص ِاد ِه َوَال تس ِرفوا إِنَّه ِ
ذلك قوله سبحانه وتعايل يف كتابه العزيز ﴿ كلوا من ََثَِرِه إِذَا أََثََر َوآَتوا َحقَّه يَوَم َح َ
ني ﴾ ( )3فأموال الزكاة ضرابن ,إحدمها هو مناء يف نفسه كالزروع والثمار فتجب فيه ِ َال ِحي ُّ
ب المس ِرف َ
التجارة واملاشية فيعترب فيه الزكاة لوجوده دون إشرتاط احلول ,والثاين ما يرصد للنماء كالنقود وعرو
احلول فال زكاة يف نصابه حىت حيول عليه احلول واليه ذهب مجيع الفقهاء .
ج /اليقني .
الضريبة أو تعديلها لقد إرتبطت قاعدة اليقني ابلوضوح والصراحة يف القاعدة القانونية اليت تتوىل فر
1عبد العزيز العلي النعيم -نظام الضرائب يف اإلسالم ومدى تطبيقه يف اململكة العربية السعودية -دار االحتاد العريب للطباعة –
القاهرة - 1974 -ص 901 / 901
2عدانن ضناوي -علم املالية العامة دراسة يف القانون املقارن -دار املعارف العمومية -طرابلس لبنان - 1992 -ص68
3سورة األنعام -اآلية . 949
34
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
أو اإلعفاء منها ,حبيث تكون الضريبة واضحة من حيث املقدار وموعد وكيفية الدفع الذي يؤدي بدوره
إيل معرفة املمول بكافة حقوقه وإلتزاماته إجتاه الدولة ,فضالً عن ضرورة أن تكون القوانني واألنظمة
والتعليمات اليت تضم تلك القواعد يف متناول مجيع املكلفني ,حيت ال يؤدي عدم العلم أو اجلهل هبا إيل
()1
تعسف وإنتهاك اإلدارة لقواعد العدالة واملساواة وإنتشار احملسوبية عند تقدير وحتصيل الضرائب .
وكذلك األمر يف الزكاة فإن قاعدة اليقني متحققة ,خاصة وإن أحكامها ثَبَتت بكتاب هللا عز وجل
والسنة النبوية الشريفة وإمجاع علماء األمة ,فضالً عن إنتشار األحكام التفصيلية للزكاة لدى مجيع أبناء
األمة اإلسالمية أينما كانوا عن طريق وسائل اإلعالم احلديثة ,وقد ساعد ذلك يف ثبات أحكامها
()2
النابعة من صالحية الشريعة اإلسالمية لكل زمان ومكان .
د /اإلقتصاد .
ترتبط قاعدة اإلقتصاد بتحصيل الضريبة وحسن أداء اإلدارة الضريبية من خالل جتنب الروتني والتعقيد
وإتباع أسهل الطرق يف اجلباية من خالل سن تشريعات من قوانني ولوائح ضريبية بسيطة تنظم عمل
الضرائب يف الدولة دون إرهاق املكلف ابلضريبة ,واليت ال تكلف الدولة نفقات قد جتعل الضريبة بال
فائدة من الناحية املالية من خالل رفع كفاءة اجلهاز الضرييب حيت يكون الفرق بني ما يدفعه املمول وبني
()3
ما يدخل إيل خزينة الدولة أقل ما ميكن من نفقات وتكاليف .
وكذلك األمر يف الزكاة حيث تتجلى هذه القاعدة يف إهتمام الشريعة اإلسالمية يف وضع األساس
األمثل واملتكامل يف إختيار عمال الزكاة أي العاملون علي جبايتها وصرفها من العناصر النزيهة ,انهيك
عن بساطة إجراءات الفر والتقدير واجلباية وقلة تكاليف التوزيع خاصة وإن الزكاة أتخذ من أغنياء
كل بلد لتوزيع على فقرائه دون احلاجة إىل نقل تلك احلصيلة إىل العاصمة يف املركز أي أن الزكاة أتخذ
بفكرة الالمركزية يف جباية وصرف الزكاة األمر الذي جيعلها من األنظمة املالية املتميزة يف الدول
()4
اإلسالمية ,عن األنظمة املالية األخرى .
اثنياً -:أوجه التشابه بني الضريبة والزكاة من حيث أساس فرض كل منهما .
1كوثر األبدي -إعجاز تشريع الزكاة -حبث منشور يف وقائع املؤمتر العاملي الثامن لإلعجاز العلمي يف القرآن والسنة – الشبكة
العامة للمعلومات -بدون سنة نشر ص242
2فاطمة السويسي -املالية العامة -املؤسسة احلديثة للكتاب – طرابلس لبنان - 2005 -ص51
3عثمان سلمان غيالن -مبدأ قانونية الضريبة وتطبيقاته يف تشريع الضرائب املباشرة يف العراق -أطروحة دكتوراه مقدمة إىل كلية
احلقوق بامعة النهرين - 2003 -ص63
4سليمان اخللف بن خلف احلميد -النظام الضرييب يف اإلسالم يف ضوء كتاب األموال أليب عبيد القاسم بن سالم أطروحة دكتوراه
مقدمة إىل كلية العلوم اإلسالمية جامعة بغداد - 2005 -ص 454
34
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
لتحديد وبيان أوجه التشابه بني الضريبة والزكاة ,ومعرفة أساس التزام األفراد بدفعها فإنه توجد جمموعة
من النظرايت يف أتسيس ح ق الدولة أو ويل األمر ,يف جباية وحتصيل كل من الضريبة والزكاة ,حيث
ختتلف النظرايت اليت أتخذ هبا الضريبة كأساس لفرضها وفقاً ملا جاء يف كتب الفقهاء ,عن النظرايت
اليت أتخذ هبا الزكاة كأساس يلتزم األفراد بتأديتها ,إال يف نظرية واحدة وهي نظرية التضامن اإلجتماعي
وسنتناول هذه النظرية إبجياز وفقاً للتايل .
أ /نظرية التضامن اإلجتماعي للضريبة .
تقوم هذه النظرية على فكرة أساسية واملتمثلة يف أن األفراد ,أعضاء داخل اجملتمع الواحد الذي يقوم
كيانه على أساس فكرة التضامن االجتماعي فيما بينهم ,من أجل متكني الدولة من متويل نفقاهتا حيث
أخذت هذه النظرية مبجموعة من املبادئ لتربير التزام األفراد بدفع الضريبة وهي -:
/1مبدأ التبعية السياسية .
ومفاده أن األفراد يلتزمون بدفع الضريبة إستناداً إيل رابطة اجلنسية اليت يتمتعون هبا ,وهذا ما يعرب عنه
()1
ابلتبعية السياسية ورابطة اجلنسية كأساس لفر الضريبة .
حيث تقرر اجلنسية حقوقاً وتفر واجبات علي املواطنني ومنها أداء الضريبة ,فللدولة أن تفر
الضرائب علي مواطنيها مجيعاً بغض النظر عن موقع أمواهلم أو مكان مزاولة نشاطهم ,فالتشريع الوطين
يتعقب ويالحق نشاطهم أينما وجد حيت ولو كان نشاطهم خارج إقليم الدولة وعلي إقليم دولة أجنبية
إستناداً إيل أن الدولة وفقاً هلذا املبدأ توفر احلماية لرعاايها يف الداخل واخلارج ,إال أن فكرة التبعية
السياسية هذه مل تعد املعيار الوحيد الذي حيدد كضابط يف التشريعات الضريبية والقانون املايل الدويل
خصوصا بعد ما أصبحت الصدارة يف امليدان االقتصادي للثروة املنقولة ,نتيجة لتقدم الفن اإلنتاجي
وأتسيس الشركات الكربى وتطور وسائل املوصالت ,وإنتقال األيدي العاملة ورووس األموال من بلد
()2
إيل أخر .
ولقد أخذت معظم التشريعات الضريبية بفكرة التبعية السياسية ,منها التشريع الفرنسي يف املادة األويل
من املدونه العامة للضرائب ,وكذلك التشريع الضرييب املصري يف القانون 911لسنة , 9159كما
أخد به التشريع اللييب يف القانون رقم 14لسنة 9111ويف القانون رقم 1لسنة 4090م .
/2مبدأ التبعية اإلقتصادية .
1حسن خلف فليح -املالية العامة -عامل الكتب احلديث للنشر والتوزيع – عمان – 2007 -ص 915/911
2زكراي حممد بيومي – مبادي املالية العامة – منشورات دار النهضة العربية القاهرة – سنة -9115ص 411
34
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
ويقوم هذا املبدأ يف تربير فر الضرائب ,على أساس أن األفراد األجانب املقيمني داخل نطاق إقليم
الدولة ,املستفيدين إقتصادايً والذين يزاولون مهن أو حرف وأنشطة إقتصادية ,ملزمني بدفع الضرائب
()1
مقابل الدخول والثروات أو األنشطة اإلقتصادية اليت ميارسوهنا داخل الدولة .
وأول من أاثر فكرة التبعية اإلقتصادية كمصدر لفر الضريبة العامل األملاين جورج شانز سنة 9514
يف مؤلفه أسئلة عن اإللتزامات الضريبية ,حيث يري أن كل من يساهم يف النشاط اإلقتصادي
للمجتمع عليه أن يتحمل جزءا من أعبائه ,وابلتايل إن العالقة بني الفرد والدولة الخترج عن ثالث
صور وهي -:
/-عالقة سياسية ومبوجبها ختتلف احلقوق و اإللتزامات اليت تقع علي عاتق الفرد من شخص إيل أخر
وذلك حسب الصفة اليت يتمتع هبا فقد يكون هذا الشخص مواطن كامالً أو من مواطن املستعمرة
التابعة للدولة .
/-عالقة إجتماعية ومبوجبها أن يكون الشخص مقيم يف الدولة إقامة معتادة أو اقامة عارضة ,وطبقاً
هلذه االقامة حتدد حقوق والتزامات الفرد .
/-عالقة اقتصادية وتنتج عن املشاركة يف األعمال االستهالكية أو التداول أو إنتاج الثروة يف دولة
معينة .
كما إنه يوجد مبدأين لفر الضريبة أتسيساً علي فكرة التبعية اإلقتصادية وهي -:
= /مبدأ املوطن أو االقامة -:يقصد ابملوطن أو اإلقامة املكان الذي يقيم فيه اإلنسان عادة ,أو
هو حمل املصاحل الرئيسية اليت ترتكز فيه أعماله وفقاً لبعض التشريعات ,وطبقاً هلذا املبدأ فأن كل
شخص يقيم يف الدولة أو تكون مصاحله الرئيسية فيها ,عليه أن يشرتك يف حتمل أعباء هذه الدولة
()2
سواء أكان مواطن حيمل جنسية الدولة أو أجنيب له مصاحل يف هذه الدولة .
أما األقامة العارضة التصلح أساساً لفر الضريبة ,نظراً ألنه من الغنب أن يطالب األجنيب الذي يقيم
بصفة مؤقته يف دولة معينة أبداء نفس الضرائب اليت يؤديها املقيمون هبا بصفة دائمة .
ويربر أنصار هذا املبدأ كأساس لفر الضريبة ابأليت -:
* إن من يعيش يف دولة ما أي يقيم فيها يرتتب عليه أن يساهم يف النفقات العامة ,مبوجب ما توفره له
الدولة من محاية مزدوجة يف شخصه وماله وإن ما تقوم به الدولة من نفقات يف صورة خدمات تقدمها
1أمحد املزيين – الزكاة والضرائب يف الكويت – الشبكة العامة للمعلومات – بدون سنة نشر -ص 940
2أسعد طاهر أمحد – اإلعفاءات الضريبية يف النظم الضريبية احلديثة دراسة مقارنة – مرجع سابق– ص 14
34
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
فهذه تساعده على تنمية موارده وإنتاج الدخل مما يوجب عليه مسامهته يف أعباء الدولة ,وهذه املسامهة
()1
تكون يف شكل ضرائب تستحق على املقيم .
الضريبة اىل منع هجرة رووس األموال إىل اخلارج ,إذ أن إعفاء * يؤدي تطبيق هذا املبدأ يف فر
اإليرادات املتحققة يف اخلارج قد تدفع املقيم أن يوظف أمواله أو يستثمرها يف اخلارج إذا وجد أن هناك
()2
معاملة ضريبية أفضل .
* يتالءم هذا املبدأ مع شخصية الضريبة ,أي مراعاة ظروف املكلف الشخصية ألهنا ستكون يف متناول
السلطة املالية القائمة يف فر الضريبة .
* يتالءم هذا املبدأ مع العدالة الضريبية ,حيث يؤدي تطبيقه إىل مساواة مجيع املواطنني يف جمتمع الدولة
للخضوع لنظام ضرييب واحد وهو خضوع مجيع أمواهلم سواء ابلداخل أو اخلارج للضريبة .
مبعين إن قيام دولة ما بفر الضريبة وفق معيار اإلقامة يعين خضوع مجيع املقيمني على أراضيها للضريبة
يف تلك الدولة بغض النظر عن مكان حتقق الدخل وكذلك بغض النظر عن جنسية هؤالء األفراد وابلتايل
مساواهتم يف اخلضوع للضريبة.
* إختيار الشخص لبلد معني يقيم فيه يعترب قبوالً ابلقوانني املعمول هبا يف ذلك البلد ومن ضمنها القوانني
الضريبية .
إال أنه يؤخذ علي هذا املبدأ يف أن الدولة اليت ينتمي إليها الفرد بنسيته إنتماء سياسي تفقد أبسط
حقوقها املشروعة علي مواطنيها ,ابلرغم من استفادهتم من إنتمائهم السياسي إليها داخلياً وخارجياً
كما إنه طبقاً هلذا املبدأ تنعدم العدالة يف الضريبة ,فالشخص الذي يوجد رأس ماله يف دولة معينه
يدفع ضريبة إيل دولة أخري جملرد إقامته فيها ,مما حيرم تللك الدولة من رأس املال املدفوع كضريبة مع
()3
إهنا يف حاجة إليها لزايدة حجم اإلستثمار فيها .
ابإلضافة إيل ما سبق فإن هذا املبدأ خيلق اإلزدواج الضرييب الدويل ,حيث جيد الفرد نفسه يدفع
الضريبية مرتني ,األويل للدولة اليت يوجد هبا رأس ماله وعمله أما الثانية فيدفع هلا الضريبة بناءً علي
إنتمائه إليها سياسياً ,وميكن أن نضيف إىل هذه اإلنتقادات ,أن الفرد يستطيع وبسهولة أن يغري حمل
إقامته ليحول دون اخلضوع للضريبة يف دولة اإلقامة الذي منا فيها دخله أو ثروته ,فالفرد ميكن أن
1عبد احلسن اهلادي صاحل -اقليمية ضريبة الدخل يف القانون العراقي -دراسة مقارنه – أطروحة دكتوراه مقدمة إيل كلية احلقوق قسم
املالية العامة والتشريع الضرييب – جامعة القاهرة -9151ص.41
2توفيق اهلرش -اقليمية الضريبة على الدخل التجاري يف القانون االردين -رسالة ماجستري مقدمة اىل كلية القانون -جامعة اببل-
األردن -9115 -ص.91
3حسني خالف – مبادي املالية العامة والتشريع الضرييب – دار النهضة العربية القاهرة – بدون سنة نشر -ص 915
34
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
يكون له أكثر من حمل إقامة فيغري حمل إقامته مىت ما وجد أن حمل إقامته اآلخر سيؤدي اىل ختفيف
()1
وطأة الضريبة عليه .
= /مبدأ إقليمية الضريبة -:مبقتضي هذا املبدأ تفر الضريبة علي أموال موجودة داخل إقليم الدولة
أو بناءً علي وقائع وتصرفات تتم داخل حدود الدولة وتوجد عدة أسباب تعطي أمهية خاصة هلذا املبدأ
منها أ ن سلطة الدولة املالية ال ميكن ممارستها إال داخل حدودها اإلقليمية ,فإذا جتاوزت هذه السلطة
إقليم دولة أخري أعترب إعتداء علي سيادة وإستقالل دولة أخري ,وابلتايل يتعني علي الشخص أن
يساهم يف حتمل التكاليف واألعباء العامة اليت تقع علي عاتق الدولة ,وذلك مقابل اإلستفاذة من
مرافق الدولة ومحايتها له يف حتقيق ما حيصل عليه من أرابح نتيجة مزاولته نشاط داخل حدودها ,كما
ينتج عن عدم إعتنا ق الدولة ملبدأ اإلقليمية عند فر ضرائبها ,ظاهرة خطرية يف اجملال الدويل وهي
()2
اإلزدواج الضرييب الدويل .
ولقد تعر مبدأ إقليمية الضريبة جلملة من اإلنتقادات منها -:
اإلنتقاد األول -:على الرغم من أن معيار اإلقليمية يؤكد على حق دولة مصدر الدخل يف فر الضريبة
إال أنه ال يكفي وحده لفر الضريبة ,فاملواطنني الذين يقيمون يف اخلارج يقع عليهم التزامات جتاه
دولتهم اليت ينتمون إليها بصرف النظر عن حمل أمواهلم ,حيث ينعمون حبمايتها مع كوهنم يعيشون
خارجها .
ويرد أنصار هذا املبدأ على هذا اإلنتقاد أبن فر الضريبة على الوطنيني املقيمني يف اخلارج كوهنم حيملون
جنسيتها أو كوهنم تربطهم معها برابطة اإلقامة احلكمية ,يثري صعوابت سياسية وإدارية الصعوابت
السياسية تتمثل إبنتهاك سيادة دولة أخرى ,وذلك بتجاوز القانون الضرييب حدوده اإلقليمية وسراينه
على أموال تقع داخل حدود دولة أخرى ,أما الصعوابت اإلدارية فتتمثل يف صعوبة احلصول على
املعلومات الكافية حول الدخل ,بينما لو أخذان مببدأ اإلقليمية فأنه ال تنهض مثل هذه الصعوابت كون
الدولة املتحقق فيها الدخل ,أقدر من غريها يف مجع املعلومات املتعلقة هبذا الدخل وحتصيل الضريبة عنه
كذلك قال أنصار مبدأ اإلقليمية ,أن الدخل املتحقق يف دولة موقع املال مل يكن لدولة اجلنسية أو
اإلقامة الفضل يف تكوينه ,بل الفضل يعود إىل جمتمع موقع املال وهو اجملتمع الذي منت فيه تلك األموال
1عبد العال الصكبان -الضرائب على الرتكات -دار مطابع الشعب القاهرة -9111 -ص141
2محيد عالوي -اإلقليمية كمعيار للخضوع للضريبة -حبث مقدم اىل كلية االدارة واإلقتصاد -جامعة بغداد -9110 -ص.5
45
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
الضريبة على هذا الدخل املتحقق يف اخلارج حبجة فليس من العدل أن تقوم دولة اجلنسية مثال بفر
()1
وجود هذه الرابطة السياسية بينها وبني مواطنيها .
وخالصة القول أن دولة موقع املال هي اليت تتكفل حبماية الفرد داخل أراضيها وكذلك أمواله وممتلكاته
فطاملا قبلت الدولة إستضافة الفرد وحتقق له دخل فيها وقع عليها واجب محايته ,وقد تكون جنسية
الدولة اليت حيملها هلا ااثر سلبية عليه ,وخاصةً إذا كان الفرد يقيم يف دولة تتسم عالقاهتا مع دولة
اجلنسية بعالقات سياسية متوترة .
اإلنتقاد الثاين -:يصعب تطبيق مبدأ االقليمية ابلنسبة لألموال املنقولة ,اذ إبمكان صاحب الثروة
املنقولة أن يقوم بنقلها من مكان اىل أخر بسهولة وابلتايل إمكانية التهرب من الضريبة املستحقة عليه
ويرد أصحاب هذا املبدأ أبن مسألة سهولة نقل األموال املنقولة إىل اخلارج ال تتعلق ابلضريبة وإمنا بضوابط
دخول وخروج األموال من الدولة اليت تفر الضريبة ,مث إن هذه الصعوبة ال تواجه مجيع األموال فال
()2
ميكن توقعها ابلنسبة لألموال العقارية كوهنا ظاهرة للعيان وال ميكن هتريب ماتدره من دخل .
الضريبة على أساس هذا املبدأ مبفرده يؤدي اىل إفالت أموال وطنية موجودة اإلنتقاد الثالث -:إن فر
يف اخلارج من اخلضوع للضريبة ,كما أن تطبيق هذا املبدأ يؤدي اىل فر الضريبة على أموال أجنبية
داخل الدولة ,وقد تكون من مصلحة الدولة فر الضريبة على احلالة األوىل ,وذلك ملنع هجرة رووس
()3
األموال الوطنية واإلعفاء منها ,و تشجيع اإلستثمارات األجنبية يف هذه الدولة .
الضريبة مبوجب مبدأ اإلقليمية إىل تعددها ابلنسبة للمكلف الذي له اإلنتقاد الرابع -:يؤدي فر
إيرادات يف ع ّدة دول ,مما قد يعوق تداول األموال وتنقل األشخاص ألنه الجيوز تكليف املكلف أبن
يدفع إىل ع ّدة دول ضرائب يزيد جمموعها على مقدار الضريبة اليت يدفعها لو جتمعت مصاحله يف دولة
واحدة .
ويرد أنصار هذا املبدأ أبنه مادام املكلف يوزع أوجه نشاطه بني ٍ
عدد من الدول وحيقق منها دخالً فإن
أداء الضريبة يف كل من هذه الدول عما حيققه يف داخلها من دخول ,ال يتعار ومبادئ العدالة وحق
1عادل احلياري -الضريبة على الدخل العام -دراسة مقارنة ىف االحتاد السوفيىت والوالايت املتحدة االمريكية واململكة املتحدة واجلمهورية
العربية املتحدة واجلمهورية العراقية مع دراسة خاصة للقانون األردىن-أطروحة دكتوراه مقدمة إيل كلية احلقوق جامعة القاهرة – - 9151
ص.951
2محيد عالوي -االقليمية كمعيار للخضوع للضريبة -مصدر سابق5 -
3عبد احلسن هادي صاحل -اقليمية ضريبة الدخل يف القانون العراقي -دراسة مقارنه – مرجع سابق -ص15
45
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
الدولة يف فرضها للضريبة ,مبا قدمته من فرص وتوفري اجلو املالئم لتحقيق ذلك الدخل وابلتايل ينهض
()1
حقها يف فر الضريبة على ذلك الدخل املتحقق داخل أراضيها .
/3مبدأ التبعية اإلقتصادية القومية .
وجاء هذا املبدأ نتيجة التطور الذي مرت به األمم مما سهل إنتقال األشخاص ورووس األموال من بلد
إىل أخر ,حبيث أصبحت الضرائب تفر أيضاً على األجانب املقيمني يف بلد معني وابلتايل فإان
الشخص الواحد يكون مرتبط من اجلهة اإلقتصادية أبكثر من دولة واحدة ,وذلك أبن يكون اتبع إيل
الدولة اليت يقيم هبا مث لدولة أو أكثر من الدول اليت له أموال فيها أو يزاول مهنة أو عمالً هبا فيكون
لكل من هذه الدول حبكم نظرية التبعية اإلقتصادية أن تفر الضريبة عليه ومن مث ينشأ التعدد .
لذلك فقد ذهب جانب من الفقه إيل إعتناق فكرة التبعية اإلقتصادية القومية واليت مبوجبها أن الدول
تقسم عناصر الدخل فيما بينها وختتص كل دولة بفر الضريبة علي العناصر اليت يسهل فر الضريبة
عليها ,حبيث يؤدي هذا التقسيم إيل تفضيل مبدأ فر الضريبة يف دولة مصدر األموال وإذا كانت
دولة املوطن تفر ضريبة علي الدخل فيجب أن ختصم منها الدخول الناجتة من اخلارج ,ألن اإلدارة
املالية يف دولة املوطن ما كانت لتستطيع جبايتها أو حجزها ,فمن املعروف أن أساس فر الضريبة يف
أي تشريع ضرييب ألي دولة إما أن يستند إيل التبعية السياسية أو أن يستند إيل التبعية اإلقتصادية أو
اإلجتماعية ,ومل يقل أحداً أن أساس فر الضريبة يرجع إيل سهولة وسائل حتصيلها أو إمكانية
()2
جبايتها كما ذهبت فكرة التبعية اإلقتصادية القومية .
ب /نظرية التكافل اإلجتماعي للزكاة .
وتقوم هذه النظرية إنطالقاً من مبدأ أن اإلسالم جعل مال كل فرد من أفراده ماالً ألمته ,مع إحرتام
وح َفظ حقوقها ,حيث يرى اإلسالم إن متاسك اجملتمعات وتطوره يتوقف على قواعد امللكية واحليازة َ
حتقق التكافل بني مجيع أطياف اجملتمع ,لقوله عليه أفضل الصالة والسالم " مثل املؤمنني يف توادهم
()3
وترامحهم وتعاطفهم كمثل اجلسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر اجلسد ابلسهر واحلمى "
فاإلحساس هبذا السلوك احلضاري تكرسه فريضة الزكاة خاصة إذا كانت مؤسساهتا متجذرة يف اجملتمع
وتستمد قوهتا وثقتها من حميطها اجملتمعي الذي توجد فيه ,فيتم إعتبار مؤسسة الزكاة على أهنا
1عادل احليّاري -الضريبة على الدخل العام -مرجع سابق -ص. 951/954
2زكراي حممد بيومي -مبادي املالية العامة – مرجع سابق – ص 440
3رواه البخاري ومسلم – حممد علي الصابوين – شرح راي الصاحلني يف كالم سيد املرسلني – منشورات املكتبة العصرية صيدا –
لبنان سنة – 4001ص 941
45
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
()1
شخصية إعتبارية هلا قوهتا التأثريية يف صناعة و بناء التماسك اإلجتماعي .
فالزكاة هتدف إيل حتقيق التكافل اإلجتماعى ,من خالل سهم الفقراء واملساكني وغريهم من مستحقي
ين ِيف أَم َواهلِِم َح ٌّق َّ ِ
الزكاة حقوقاً يف أموال األغنياء ,ولقد أكد على ذلك هللا عز وجل يف قوله ﴿ َوالذ َ
لسائِ ِل َوال َمحر ِوم ﴾ ( )2وال يقتصر هذا التضامن بني املسلمني فقط ,بل ميتد كذلك إىل غري وم *ِ َّ
َّمعل ٌ
ين َمل ي َقاتِلوكم ِيف ال ِّدي ِن َوَمل َّ ِ
اَّلل َع ِن الذ َ
املسلمني إستناداً إيل قوله تعايل يف كتابه العزيز ﴿ َال يَن َهاكم َّ
ني ﴾ ( )3فلقد جاءت هذه اآلية ِِ
ب المقسط َ خي ِرجوكم ِمن ِد َاي ِركم أَن تَبَ ُّروهم َوت ق ِسطوا إِلَي ِهم إِ َّن َّ
اَّللَ ِحي ُّ
رخصةٌ من هللا عز وجل يف صلة الذين مل يعادوا املؤمنني ومل يقاتلوهم ,فاملقصود ابلقسط يف هذه اآلية
هو العدل واإلحسان الذي جيب علي املسلم إجتاه مجيع البشر أعداءً كانوا أو أصدقاء والذي يكون
غالباً يف أوقات الشدة والكوارث واألزمات ,كما أنه هبذا التكافل قد يؤلف قلوب الكفار وحيببهم يف
()4
اإلسالم .
كما تساهم الزكاة يف حتقيق التكافل اإلجتماعي من خالل سهم الغارمني والذي ينفق علي من
أصابتهم كوارث احلياة ونزلت هبم جوائح إجتاحت ماهلم ,مما إضطرهتم احلاجة إىل اإلستدانة ألنفسهم
وأهليهم ومل يستطيع سداد ما أقرتضه أو إستدانه ,فهذه الفئة تعطى من الزكاة إنطالقاً من مبدأ
التكافل اإلجتماعي فروي عن عبيد هللا بن موسى عن عثمان بن األسود عن جماهد قال " ثالثة من
الغارمني رجل ذهب السيل مباله ورجل أصابه حريق فذهب مباله ورجل له عيال وليس له مال فهو
()5
يدان وينفق علي عياله "
كما تساهم زكاة الفطر يف حتقيق التكافل اإلجتماعي فهي مقرونة بشهر رمضان ,وتتعلق ابلصيام وقد
فرضت يف السنة الثانية للهجرة يف نفس العام الذي فر فيه صيام شهر رمضان ,ومن خصوصياهتا
أهنا مفروضة على األشخاص وليس على األموال كزكاة املال ,فاحلكمة من زكاة الفطر إهنا طهرة
للصائم وإطعام للمسكني ,فمن جانب تكون جرباً للخلل أو النقص وكفارة لألخطاء اليت إرتكبها
الصائم يف شهر رمضان ,مثل اللغو والرفث وغري ذلك من التصرفات اليت ندر أن يسلم اإلنسان من
1عبد هللا بن منصور و عبد احلكيم بزاوية -أمهية تطبيق مبادئ احلوكمة يف التنظيمات املؤسساتية للزكاة – حبث مقدم للمؤمتر العاملي
التاسع لإلقتصاد و التمويل اإلسالمي -النمو و العدالة واالستقرار من منظور اسالمي – إستنبول – تركيا – 4091 -ص91
2سورة املعارج -اآلية 41 / 44
3سورة املمتحنة اآلية 5
4حسني شحاتة – فقه التطبيق اإللزامي للزكاة علي مستوي الدولة -دراسة مقدمة إيل املعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب –
السعودية – جدة – بدون سنة نشر – ص 11
5أبو بكر عبد هللا بن حممد الكويف – مصنف ابن أيب شيبة – حتقيق كمال يوسف احلوت -ج -4ط -9منشورات مكتبة الرشد
الراي -بدون سنة نشر -ص 444
44
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
الوقوع فيها حىت ولو كان صائماً ,ومن جانب آخر هي مساعدة للفقراء واملساكني وهم على أبواب
عيد وأايم فرح ,فينجرب هبا خاطرهم وتسر قلوهبم وتسد حاجتهم وتفرج كرهبم فيدخل العيد ومن
املفرو أن ال يكون فيه مسلم ال ميلك طعاماً أو ثياابً أو نفقة له وألوالده ,لذلك كان األمر النبوي
إبجياهبا على كل مسلم ومسلمة على الصغري والكبري ,الغين والفقري من ميلك نصاابً ومن ال ميلك
ليؤكد بتعميمها أن اإلسالم يريد القيام حبركة إنفاق عامة مستنفراً كافة أفراد اجملتمع للمشاركة مجيعاً
وبدون إستثناء يف حتقيق التكافل والتضامن والتآخي ,ولكي يساهم اجلميع يف بلسمة جراح وكفكفة
()1
دموع الفقراء واحملتاجني واأليتام .
وبشكل عام فإن الزكاة والضرائب تسعي إيل النهو ابلدولة ومساعدهتا يف القيام أبعبائها العامة من
خالل فر نظام املسامهة واملشاركة يف حتمل اإللتزامات واألعباء من قبل األفراد ,فنادت األنظمة
الوضعية بفكرة التضامن اإلجتماعي لتحمل األعباء ,أما النظام اإلسالمي فلقد جاء بفكرة التكافل
اإلجتماعي يف املسامهة واملشاركة مع الدولة ,يف حتمل نفقاهتا وأعبائها إجتاه املقيمني فيها ومساعدة
احملتاجني ,وذلك إبلزام اجملتمع برعاية أحوال الفقراء واملعدمني واملرضى وذوي احلاجات وغريهم من
احملتاجني .
الفرع الثاين -:أوجه التشابه بني الضريبة والزكاة من حيث التنظيم الفين واألهداف .
توجد جمموعة من العناصر اليت تتشابه فيها الضريبة والزكاة ,من حيث التنظيم الفين لكل منهما ومن
حيث األهداف وهو ما سنبينه ونوضحه وفقاً للتايل .
أوالً -:أوجه التشابه بني الضريبة والزكاة من حيث التنظيم الفين .
تشبه الضريبة الزكاة يف جمموعة من األمور التنظيمية ميكن إدراجها يف النقاط اآلتية .
أ /فريضة على األموال .
لقد ظهر يف خمتلف العصور ,جمموعة من الضرائب على األشخاص اليت تتخذ من شخص املكلف
وعاء للضريبة ,إال أن الضرائب اليوم ال تتخذ إال من األموال وعاء هلا فالضريبة تدفع نقداً ,لتتمكن
الدولة من اإلنفاق علي مصاحلها ومرافقها العامة اليت تضطلع هبا .
)(2
وهو ما تبنته أحكام الزكاة منذ فرضها ألول مرة حيث جتب الزكاة علي األموال اليت تتوافر فيها شروط
ص َدقَةً ِِ ِ
وجوب أدائها اليت جاءت هبا الشريعة اإلسالمية ,إستناداً إيل قوله تعايل ﴿ خذ من أَم َواهلم َ
1حممد األمني حممد سيال -زكاة الفطر ودورها يف تعزيز التكافل االجتماعي يف ماليزاي-العدد 44من اجمللد السابع جمللة أماراابك
األكادميية األمريكية العربية للعلوم والتكنولوجيا – سنة – 4091ص44
2فاطمة السويسي -املالية العامة -املؤسسة احلديثة للكتاب – طرابلس لبنان -مرجع سابق -ص 14 / 19
43
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
تطَ ِّهرهم َوت َزّكِي ِهم ِهبَا ﴾ ( )1فهي فريضة علي أموال املسلمني تؤخذ من أغنيائهم وترد علي فقرائهم
واليت تعترب مبثابة صدقة يتطهر هبا املسلمني من الذنوب واخلطااي يف أمواهلم وأبداهنم .
ب /اجلمع بني السعر النسيب والسعر التصاعدي .
إن سعر الضريبة يرتبط ابملادة اخلاضعة هلا ,إما أن يكون بنسبة حمددة من قيمة الوعاء الضرييب أي
بسعر اثبت ال يتغري بتغري املادة اخلاضعة للضريبة ,أو بسعر متغري بتغري املادة اخلاضعة للضريبة أي
حسب ظروف الدولة اإلقتصادية والسياسية واإلجتماعية يتم فر وحتديد نوع الضريبة اليت ستعمل هبا
الدولة ,حبيث ميكنها أن تتخذ وتتبع أسلوب السعر النسيب يف فر الضريبة أو ميكنها أن تتبع السعر
التصاعدي يف فر الضريبة ,أو ميكنها اجلمع بني األمرين السعر النسيب والسعر التصاعدي يف فر
الضريبة ) , (2كما أخذت به العديد من الدول يف تشريعاهتا الضريبية ومن تلك الدول ليبيا حيث تبىن
املشرع اللييب يف فر الضريبة ,السعر النسيب والتصاعدي يف القانون .
وكذلك الزكاة فهي كفريضة تعتمد األسعار النسبية يف تقديرها لألموال اليت جتب فيها الزكاة وابلتايل
فإن الفرد عند أدائه الزكاة علي أمواله فإنه خيرج عليها نسبة من كامل أمواله اليت ميتلكها واليت جيب أن
تتوافر فيها شروط أدائها من حلول احلول علي املال ووصول املال للنصاب وأن يكون مال مشروع
وغريها من الشروط األخري اليت سنتناوهلا فيما بعد ,كما تبنت الزكاة أسلوب التصاعد يف فريضتها
وهو ما نراه واضحاً فيما يتعلق بزكاة األنعام حبيث كل ما زاد عدد األنعام اليت ميتلكها املسلم زاد مقدار
الزكاة اليت جتب فيها ( , )3وهو ما سنوضحه الحقاً من هذه الرسالة .
ج /السنوية يف التقدير واجلباية .
متاشيًا مع قاعدة سنوية املوازنة اليت ال زالت معتمدة ,فإن الضريبة ختضع لقاعدة السنوية يف الفر
والتقدير واجلباية حبيث تكون كل سنة مستقلة أبرابحها وخسائرها عن بقية السنوات ,إال ما أستثين
بنص من القانون فيما يتعلق بتحصيل الضريبة فقد ينص املشرع علي إستثناءات فيما يتعلق بسنوية
()4
الضريبة وذلك حسب ما تراه الدولة مناسباً هلا .
44
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
واحلال ذاته مع الزكاة حيث ال جتب إال حبلول احلول علي املال اليت جتب فيه الزكاة ماعدا احملاصيل
الزراعية واليت جتب فيها الزكاة حني حصادها وذلك وفقاً ما نصت عليه الشريعة اإلسالمية .
د /جواز التظلم والطعن علي قرارات التقدير.
أمجعت التشريعات الضريبية على منح املكلفني ابلضريبة طرق التظلم من قرارات ربط الضريبة وتقديرها
والطعن عليها أمام جلان الطعن الضرييب اإلبتدائية واإلستئنافية بل واللجوء ابلطعن علي قرارات هذه
)(1
اللجان أمام القضاء يف مواجهة أي تعسف لإلدارة الضريبية .
وهو ما مل خترج عنه أحكام الزكاة واألحكام الشرعية عموماً ,حيث أجازت ملن خيضع حلكمها أن
يطعن إبجراءات التقدير بل وحىت املعاملة إدارًاي وقضائيًا ,وذلك وفقاً لإلجراءات والقوانني اليت تعمل
هبا كل دولة فيما يتعلق بقانون الزكاة .
ه /اجلربية يف الفرض .
تتجسد قاعدة اجلربية من فر الضريبة ,إبنفراد الدولة بتحديد مجيع تفاصيلها من فر وتقدير
لسعرها وطرق جبايتها والطعن عليها ,دون أن ترتك أي خيار للمكلفني يف هذا اخلصوص ,وتقضي
قواعد الضريبة بوجوب أداء مبلغها جرباً ودينها من الديون املمتازة ,وهلا األولوية والتتبع حبيث حيق
للدولة إستعمال كل الوسائل للحصول على مبلغها ابحلجز اإلداري ,أو حجز وحبس املتهرب من
()2
سدادها طبقاً للقانون .
وكذلك األمر يف الزكاة مل يكن لألفراد أي شأن يف وضع أحكامها ,وإمنا وضع هذه األحكام الشارع
الزَكاةِ ﴾()3كما فصلت وبينت لص ِ
الة َو َّ الكرمي يف كتابه احلكيم لقولة تعايل ﴿ َوَكا َن َأيمر أَهلَه ِاب َّ
أحكامه السنة النبوية الشريفة لقوله عليه الصالة والسالم " بين اإلسالم على مخس شهادة أن ال إله
إال هللا وأن حممدا رسول هللا وإقام الصالة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان " ( )4فهذا احلديث
يدل علي وجوب إخراج الزكاة ,كما روي عن هبز بن حكيم عن أبيه عن جده رضي هللا عنه أن
رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال " يف كل سائمة إبل يف أربعني بنت لبون ال تفرق إبل عن حساهبا
من أعطاها مؤجترا هبا فله أجرها ومن منعها فإان آخذوها وشطر ماله عزمة من عزمات ربنا ال حيل آلل
1أمحد خلف حسني الدخيل -طرق الطعن يف تقدير دخل املكلف بضريبة الدخل يف العراق (دراسة مقارنة) رسالة ماجستري مقدمة
إىل كلية قانون بامعة املوصل - 1997ص 44
2طاهر اجلنايب -علم املالية العامة والتشريع املايل -العاتك لصناعة الكتاب – مرجع سابق -ص136
3سورة مرمي – اآلية 11
4رواه البخاري ومسلم -فتح الباري شرح صحيح البخاري لإلمام احلافظ أمحد بن علي بن حجر العسقالين -تقدمي وحتقيق حممد فؤاد
عبد الباقي – حمب الدين اخلطيب – دار الراين للرتاث – بدون مكان نشر– 9151
44
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
()1
فهذا احلديث يدل علي النصاب يف إخراج زكاة اإلبل كما توجد العديد من حممد منها شيء "
األحاديث األخرى تفصل وتبني أحكام الزكاة واليت تؤكد علي وجوهبا وجربيتها واليت ال يسعنا ذكرها يف
()2
هذا املقام ,واليت أمجع علماء األمة عليها .
و /إنعدام القابل املادي اخلاص .
من أهم خصائص الضريبة هو إنعدام املقابل املادي اخلاص ,حيث يقوم الفرد بدفع الضريبة دون أن
حيصل مقابلها علي نفع خاص به ,وإمنا يدفعها مسامهة منه يف حتمل التكاليف و األعباء العامة
للجماعة ,وبصفته عضواً يف جمتمع معني تربطه به روابط وعالقات سياسية وإقتصادية وإجتماعية
ويرتت ب علي ذلك أن فر وحتديد مقدار الضريبة ال يتوقف علي ما يعود علي املمول من نفع خاص
()3
وإمنا يتوقف علي مقدرته التكليفية وحتمل األعباء العامة داخل الدولة .
وكذلك األمر ابلنسبة للزكاة اليت ال مردود مادي خاص حيصل عليه املكلف من دفعها ,فأَخذ الزكاة
من أموال األغنياء وحتويلها إىل الفقراء احملتاجني يعترب نوعاً من أنواع إعادة توزيع الدخل والثروات يف
اجملتمع ,مبا حيقق التقارب بني أفراد اجملتمع وحيول دون تكدس األموال يف يد عدد حمدد من األفراد
يتحكمون يف إقتصادايت البالد ومقدراهتا ,و يرتتب على ذلك أن يعم النفع مجيع الناس على السواء
()4
دون النظر لفئاهتم أو طبقاهتم .
اثنياً -:أوجه التشابه بني الضريبة والزكاة من حيث األهداف .
تشرتك الضريبة والزكاة يف األهداف املرجوة من كل منها ويتجلى ذلك من خالل التفصيل اآليت -:
أ /اهلدف اإلقتصادي .
بعد أن تغري دور الدولة من احلارسة إىل املتدخلة ,مث املنتجة أضحى للضريبة أهدافًا جديدة جعلت
منها أداة من أدوات السياسة املالية واإلقتصادية واإلجتماعية ,وعلى رأس هذه األهداف اهلدف
اإلقتصادي الذي يتجلى يف إستخدام الضريبة ملعاجلة التقلبات اإلقتصادية ,سواءً يف زايدة حجم
اإلنتاج وذلك بتقرير إعفاءات خاصة علي عناصر اإلنتاج احمللي ,مثل إعفاء املواد األولية لإلنتاج
واملعدات واآلالت املستوردة وغريها حلماية الصناعة الوطنية من منافسة الصناعات األجنبية ,كما
1رواه أمحد وأبو داود -معارج القبول بشرح سلم الوصول إيل علم األصول حلافظ بن أمحد احلكمي -حتقيق عمر بن حممود أبو عمر-
ط -1منشورات دار ابن القيم للنشر والتوزيع الدمام اململكة العربية السعودية -سنة 9111ص 151
2عبد احلميد إبراهيمي -العدالة اإلجتماعية والتنمية يف االقتصاد اإلسالمي -ط - 1مركز دراسات الوحدة العربية -بريوت لبنان -
-1997ص 14
3عبد احلفيظ عبد هللا عيد -املالية العامة -دار التعاون للطباعة - 4001 -ص144
4كمال خليفة أبو زيد -أمحد حسني علي حسن -حماسبة الزكاة -دار اجلامعة اجلديدة – اإلسكندرية – 4004ص 11 / 14
44
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
تساهم الضريبة يف إعادة توزيع الدخل القومي وذلك بفر الضرائب علي أصحاب الدخول املرتفعة
والذي سيؤدي بدوره إيل ختفيض الدخول املرتفعة وتقليل التفاوت يف توزيع الدخل ,ويساهم يف زايدة
()1
اإلستهالك ويقلل من اإلدخار مما يزيد التنمية اإلقتصادية يف اجملتمع .
وكذلك األمر يف الزكاة فمنذ فرضها فهي من العبادات ذات الطابع املايل اخلالص اليت تؤثر بشكل
مباشر أو غري مباشر عل ى إع ادة توزيع الدخل والثروة ,وحل العديد من املشكالت اإلقتصادية النامج ة
ع ن البطال ة والفق ر والكوارث والديون والفوارق اإلقتصادية الفاحشة ,وإكتناز امل ال وع دم تش غيله
وإس تثماره واإلضطراب اإلقتصادي واإلجتماعي ,وتشكل الزك اة أداة أساس ية ف ي النم وذج التنم وي
اإلسالمي فهي مورد دائم واثبت ووافر احلصيلة إذ يش كل م ورداً لتموي ل املش روعات اإلستثمارية
)(2
وتساهم يف فتح جمال للقضاء علي البطالة بتوفري فرص عمل يف هذه املشاريع .
ب /اهلدف اإلجتماعي .
هتدف الضرائب اليوم إىل حتقيق أهداف إجتماعية ,من خالل إعادة توزيع الدخل القومي بني
طبقات اجملتمع ,عن طريق اإلعاانت املقدمة من حصيلة هذه الضرائب لذوي الدخل احملدود أو
لإلنفاق على تقدمي اخلدمات اإلجتماعية األساسية ,كالتعليم والصحة واملواصالت وغريها من
اخلدمات األخرى ,كإعفاء بعض اجلمعيات اليت تنشط يف اجملال اإلجتماعي من دفع الضرائب .
وكذلك احلال مع الزكاة إذ يتجسد هدفها اإلجتماعي يف ختفيض مشكلة الفوارق بني الطبقات وتوزيع
املوارد على الطبقات اإلجتماعية الفقرية ,عن طريق رعاية الفقراء واملساكني وأتمني متطلباهتم احلياة
األساسية حيت تتقارب مستوايت املعيشة بني الناس ,وتذوب الفوارق بني الفئات والطبقات
اإلجتماعية مما يعمل على إاتحة األمن والطمأنينة بني أفراد اجملتمع ,ويزول معه ما يكون قد ترتب يف
()3
النفوس من حقد أو حسد بني األفراد .
هذه أبرز النقاط اليت تتفق فيها الضريبة مع الزكاة ,وسوف نتناول يف املطلب القادم أوجه اإلختالف
بني الضريبة والزكاة وذلك وفقاً ملا سيأيت بيانه .
1عبد املطلب عبد احلميد -العوملة االقتصادية -منشورات الدار اجلامعية اإلسكندرية – مصر -سنة -4001ص95
2عبد احلفيظ عبد هللا عيد -املالية العامة -دار التعاون للطباعة -مرجع سابق -ص166
3عبد العزيز العلي النعيم -نظام الضرائب يف اإلسالم ومدى تطبيقه يف اململكة العربية السعودية -مرجع سابق -ص104
44
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
املطلب الثاين
أوجه اإلختالف بني الضريبة والزكاة
على الرغم من أوجه التشابه اليت أوردها الباحث يف املطلب السابق بني الضريبة والزكاة إال أن أوجه
االختالف بينهما أكرب ,بل أكثر دقة إذ أن اإلتفاق بينهما كان يف اخلطوط العريضة أو العامة ,أما
دقائق األمور وتفاصيلها واألسس اليت قام عليها كل من الضريبة والزكاة فهي من ضمن مسائل عدم
اإلتفاق وسنتناول يف هذا املطلب إبراز نقاط عدم اإللتقاء وإيضاحها وذلك وفقاً ملا سيأيت بيانه -:
الفرع األول -:أوجه اإلختالف بني الضريبة والزكاة من حيث القواعد األساسية وأساس فرض
كل منهما .
ابإلضافة إيل أوجه الشبه بني الضريبة والزكاة اليت مت تناوهلا سابقاً فيما يتعلق ابلقواعد األساسية وأساس
فر كل منهما ,فإنه توجد أوجه إختالف أيضاً يف هذه العناصر وهو ما سنوضحه وفقاً للتايل .
أوالً -:أوجه اإلختالف بني الضريبة والزكاة من حيث القواعد األساسية .
ختتلف الضريبة عن الزكاة يف جمموعة من القواعد األساسية ,وهو ما سنبينه يف النقاط التالية -:
أ /العدالة .
44
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
هتدف الضريبة وتسعي لتحقيق العدالة ,ولكنها ال تستطيع سوى الوصول إيل العدل الضرييب الذي
حيقق املساواة النظرية اليت ال تراعي سوى بعض ظروف املكلفني هبا دون البعض اآلخر ,فالضريبة
تفر وفقاً لإلعتبارات اليت تراها الدولة مناسبة هلا دون النظر لظروف املمول وخاصة فيما يتعلق
ابلضرائب اإلسنثنائية اليت قد تفرضها الدولة نتيجة ظروف طارئة قد متر هبا واليت قد ترهق كاهل
املمولني مما يدفعهم إيل التهرب منها بكافة الطرق املشروعة والغري املشروعة ,فتكون هناك عدالة
ومساواة يف املراكز القانونية يف فر الضريبة واإلعفاء منها ,بغض النظر عن العواقب والسلبيات اليت
()1
قد تنجم عنها .
أما الزكاة هتدف إىل حتقيق العدالة املطلقة ,وهي العدالة اليت تساوي بني املكلفني هبا مساواة حقيقية
حبيث أتخذ بعني اإلعتبار كل تفاصيل ظروف املكلفني من شخصية وإجتماعية وإقتصادية ,بل وحىت
)(2
النفسية فضالً عن مراعاهتا لظروف األصناف املستحقة هلا .
1أمحد خلف حسني الدخيل -جتزئة القاعدة القانونية يف التوسع الضرييب العراقي -مرجع سابق – ص 50
2عبد اجمليد حممود الصاحلني -العدالة التوزيعية يف النظام املايل االسالمي -حبث منشور يف جملة الشريعة والقانون الصادرة عن كلية
القانون بامعة اإلمارات العربية املتحدة – 2007 -ص 332 / 331
3يسرى أبو العالء – حممد الصغري بعلي – املالية العامة – دار العلوم للنشر والتوزيع اجلزائر – – 4001ص 14
4عبد العزيز العلي النعيم -نظام الضرائب يف اإلسالم ومدى تطبيقه يف اململكة العربية السعودية -مرجع سابق -ص 901 / 108
45
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
معينة من اجملتمع ,ألسباب متعددة سياسية وإقتصادية وإجتماعية مما خيدش املساواة احلقيقية اليت
تصبوا التشريعات الضريبية إىل إدراكها ,فقد توجه اإلعفاءات الضريبية السرتضاء جهات معنية أو
أشخاص معينني بقصد كسب والئهم ,يف حني أن غريهم من الشرائح قد يكونون أحوج إىل مثل هذا
اإلعفاء ,حيث إنه قد يكون تقدمي احلكومات لبعض هذه اإلعفاءات ليست سوى رشاوى بغية مترير
بعض القوانني أو السكوت عن بعض التجاوزات ,يف حني أن أشخاصاً من ذوي اإلحتياجات
اخلاصة الذين هم أحوج ما يكونون ملثل هذه اإلعفاءات حيرمون منها ,ويف ذلك إهدار للعدالة
الضريبية اليت من أهم أهدافها دعم الفيئات الضعيفة واحملتاجة يف اجملتمع واملساواة بني مجيع فئات
()1
اجملتمع يف حتمل األعباء العامة للدولة .
أما يف أحكام وقواعد الزكاة ينتهي بنا إىل نتيجة مفادها عدم وجود إعفاءات من هذه الفريضة وهو
ين يَكنِزو َن َّ ِ
ما يعين العمومية واملساواة احلقيقية يف الشمول أبحكام الزكاة مصداقاً لقوله تعايل ﴿ َوالذ َ
اب أَلِي ٍم * يَوَم حي َمى َعلَي َها ِيف َان ِر َج َهن ََّم
اَّللِ فَب ِّشرهم بِع َذ ٍ
َ
ِ ب َوال ِف َّ
ضةَ َوال ينفقونَ َها ِيف َسبِ ِيل َّ َ َّ
الذ َه َ
فَتك َوى ِهبَا ِجبَاههم َوجنوب هم َوظهورهم َه َذا َما َكنَ زمت ألَنف ِسكم فَذوقوا َما كنتم تَكنِزو َن ﴾ )2( .وهذا
يدل علي عظمة فريضة الزكاة و وبوجوهبا علي مجيع املسلمني أينما كانوا ,وذلك بعد حتقق أحكامها
)(3
من حيث شروطها ونصاهبا وغريها .
د /ختصيص اإليرادات من حيث األشخاص .
لقد أخذ النظام اإلسالمي بقاعدة ختصيص اإليرادات ,علي عكس ما تنادي وأتخذ به التشريعات
اضحا من قوله عز وجل يف كتابه املالية الوضعية ,وهي قاعدة عدم ختصيص اإليرادات وجند ذلك و ً
ِ ني َعلَي َها َوالم َؤلَّفَِة ق لوب هم َوِيف ِّ
الرقَ ِ الص َدق ات لِلفق ر ِاء والمساكِ ِ ِ
اب َوالغَا ِرم َ
ني ني َوال َعام لِ َ ََ َ َ َ
ِ
العزيز ﴿ إَّمنَا َّ َ
يم ﴾ ( )4ويبدوا لنا أن ذلك بسبب كون الزكاة ِ اَّلل و َّ ِ
السبِ ِيل فَ ِر ِ ِ وِيف سبِ ِيل َِّ
اَّلل َواب ِن َّ
يم َحك ٌاَّلل َعل ٌ يضةً ّم َن َّ َ
َ َ َ
نظام متكامل وليس نظام جبائي ذو أهداف مالية ,فضالً عما حيققه هذا التخصيص من رفع للوعي
مقرتان ابلوازع الديين .
الضرييب الذي كان له األثر األكرب يف التزام املسلمني أبداء الزكاة ً
ه /ختصيص اإليرادات من حيث املكان .
1كوثر األبدي -إعجاز تشريع الزكاة يف قواعد قياس الطاقة املالية ويف النصاب -مرجع سابق -ص441 / 245
2سورة التوبة – اآلية 11 / 14
3عبد الباسط علي جاسم اجلحيشي -اإلعفاءات من ضريبة الدخل دراسة مقارنة -ط - 1دار احلامد للنشر والتوزيع -عمان -
-2008ص. 43
4سورة التوبة -اآلية 10
45
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
ال جيوز صرف إيرادات الضريبة اليت حتصل يف بلد معني إال يف نفس البلد فالضرائب اليوم تعترب من
األدوات اليت تؤثر بشكل مباشر يف سيادة الدولة ,وابلتايل فإهنا جتب علي مجيع القاطنني يف الدولة
سواءً كانوا مواطنني أو أجانب ,كما إن وعائها أوسع من وعاء الزكاة فهي جتب علي مجيع األموال
أي كان مصدرها ,أما الزكاة اجملباة يف بلد معني ختصص لإلنفاق على مستحقيها يف هذا البلد إذ
تؤخذ من أغنياء كل بلد لرتد على فقرائه وهو ما يعزز فكرة التضامن والتآخي بني أبناء البلد الواحد
كما إنه ميكن ختصيص الفائض من إيرادات الزكاة يف بلد ما للصرف علي فقراء بلد أخر من املسلمني
وهو ما يؤكد عمومية الزكاة فهي جتب علي مجيع املسلمني دون النظر إيل أعراقهم أو جنسياهتم
ابإلضافة إيل ذلك فإن إيرادات الزكاة أي وعائها حمدد حبيث ال جتب إال علي األموال املشروعة فقط
()1
أما املال املشبوه واحلرام فال جتب فيه الزكاة .
و /العالقة بني األطراف يف كل فريضة .
إن عالقة املكلف ابلزكاة بفارضها هللا سبحانه وتعاىل هي عالقة املخلوق ابخلالق أي عالقة روحانية
تعبدية عالقة العبد بربه املعبود ,فهي تعتمد علي الوازع الديين يف مدى إلتزام األفراد يف أداء هذه
الفريضة ,أما الضرائب فتكون عالقة دافع الضريبة ابلدولة عالقة قانونية تنظيمية على الرأي الراجح يف
السائد يف الفقه والذي يستند يف فر الضريبة علي مبدأ املواطنة أو اإلقامة وابلتأكيد فإن العالقة
األوىل للزكاة أقوى من العالقة الثانية املتعلقة ابلضريبة وهو ما أرخى بظالله على اإللتزام هبا من طرف
()2
املكلف واليت حققت نتائج املرجوة من تشريعها .
اثنياً -:أوجه اإلختالف بني الضريبة والزكاة من حيث أساس فرض كل منهما .
لتحديد وبيان أوجه اإلختالف بني الضريبة والزكاة ,ومعرفة أساس التزام األفراد بدفعها فإنه توجد
جمموعة من النظرايت يف أتسيس ح ق الدولة أو ويل األمر ,يف جباية وحتصيل كل من الضريبة والزكاة
حيث ختتلف النظرايت اليت أتخذ هبا الضريبة كأساس لفرضها وفقاً ملا جاء يف كتب الفقهاء والكتاب
عن النظرايت اليت أتخذ هبا الزكاة كأساس يلتزم األفراد بتأديتها ,وسوف نستعر هذه النظرايت
إبجياز وفقاً للتايل .
أ /أساس فرض الضريبة .
1رفعت السيد العوجي -اإلعجاز التشريعي يف الزكاة أوجهه ومعايريه ودالالته اإلجتماعية -حبث مقدم إىل املؤمتر العاملي الثامن
لإلعجاز العلمي يف القرآن والسنة -الكويت - 2006 -ص 95
2حيدر عبد الوهاب العنزي -أحكام اإلقرار يف تشريع الضرائب املباشرة -أطروحة دكتوراه مقدمة إىل كلية احلقوق بامعة النهرين -
-2004ص 11
45
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
لقد سادت يف خمتلف العصور ,جمموعة من النظرايت يف أتسيس حق الدولة يف فر الضرائب
وختتلف هذه النظرايت من فقيه أو عامل إيل أخر وسنوضح بعض من هذه النظرايت إبجياز وفقاً للتايل.
/1النظرية التعاقدية .
حيث يرى أنصار هذه النظرية ,أن الضريبة تدفع مقابل النفع الذي يعود على املمول من رعاية الدولة
للمرافق العامة ,ومبوجب عقد ضمين مربم بني الدولة واملواطنني وهذه الفكرة هي تطبيق لنظرية العقد
اإلجتماعي الذي اندى هبا املفكر الفرنسي " جان جاك روسو " يف بيان أساس الدولة ,وبناء على
هذه النظرية يقرر علماء املالية أن دفع الضريبة يبىن على أساس العالقة بني الدولة واألفراد ,وقد
إختلف مشايعوا هذا اإلجتاه يف طبيعة هذا العقد أو التكييف القانوين له ,فأعتربه البعض منهم عقد
بيع خدمات أو عقد إجيار أعمال ومن أنصار هذا التكييف اإلقتصادي اإلجنليزي " آدم مسيث "
فالدولة يف تصورهم تبيع خدماهتا لألفراد مقابل إلتزامهم كمشرتين بدفع َثن هذه اخلدمات يف صورة
()1
ضرائب .
أما البعض األخر مثل الفقيه " تيري" فريى أن العقد بني الدولة واألفراد أبنه عقد شراكة ,فالدولة يف
نظرهم شركة إنتاج كربى تتكون من شركاء ,لكل منهم عمل معني يقوم به ويتحمل يف سبيل هذا
نفقات خاصة ,إال أنه توجد إىل جانب هذه النفقات اخلاصة نفقات عامة يقوم هبا جملس إدارة هذه
الشركة أي السلطة التنفيذية تعود منفعتها على مجيع الشركاء ,ومن مث يتعني عليهم املسامهة يف متويلها
()2
وتتمثل هذه املسامهة يف الضرائب اليت تفرضها الدولة عليهم .
أما البعض األخر وعلي رأسهم الفقيه " إميل دي جريارد " فريى أن العقد بني الدولة واألفراد ,عقد
أتمني تقوم الدولة مبقتضاه بتأمني املواطنني عن خمتلف األخطار اليت يتعرضون هلا ,ومقابل سدادهم
للضريبة إبعتبارها قسط أتمني و يتقابل مع هذا التكييف كثري من آراء املفكرين يف ذلك الوقت ,فقد
كان على املواطن على حد تعبري املفكر الفرنسي " مونتسكيو " يف كتابة روح القوانني الصادر يف
عام , 1748أن يعطي جانباً من دخله للدولة يف مقابل احلصول على محاية السلطة املتمثلة يف
ضمان النظام العام والعدالة دون إخالل ابلتوازن بني املصاحل العامة واملصاحل الفردية كما كان من رأي
املفكر " مريابو " يف مؤلفه عن نظرية الضريبة الصادر يف عام 1761أن دفع الضريبة يعترب رضا
مسبقاً من قبل املواطن للحصول على محاية السلطة العامة لشخصه وأمواله كذلك فإن " هوبز " كان
()3
يعترب هو اآلخر الضريبة مبثابة َثن للسالم .
1خالد الشاوي – نظرية الضريبة والتشريع الضرييب اللييب – منشورات جامعة بنغازي – مرجع سابق – ص 14
2فاطمة السويسي -املالية العامة -املؤسسة احلديثة للكتاب – مرجع سابق – ص 15
3رفعت احملجوب – املالية العامة – دار النهضة العربية -القاهرة – بدون سنة نشر – ص 911
44
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
ولقد تعرضت هذه اآلراء القائمة على فكرة وجود عقد بني الدولة ومواطنيها ,للعديد من أوجه النقد
على أساس إستحالة تقييم ما تفرتضه هذه اآلراء من معامالت تقدم بني الدولة ومواطنيها من انحية
وإستبعاد فكرة مقابلة َثن التضحيات الضريبية للمكلف بقيمة ما تقدمه الدولة من خدمات أخرى
فضالً عن أن إلتزام الدولة بتقدمي خدماهتا للمواطنني ليس من طبيعة اإللتزامات اليت ينشئها العقد
وابلرغم من أوجه النقد املتقدمة ,فإن نظرية املنفعة والعقد ال ختلو من فائدة إذ أهنا وجهت األذهان
إىل ضرورة قيام الدولة إبنفاق حصيلة الضرائب لتوفري خدمات خمتلفة ينتفع هبا املواطنني وإال تكون
()1
قد أخلت بواجبها حنوهم .
/2نظرية سيادة الدولة .
يرى أنصار هذه النظرية وعلي رأسهم الفقيه " دوجي " بوجوب دفع الضريبة علي أساس أحقية
الدولة يف سيادهتا على إقليمها ورعاايها ,وبناء على توفريها ومحايتها للتضامن اإلجتماعي بني أفرادها
من األجيال السابقة والالحقة ,ومن مث تضامنهم يف تغطية نفقات الدولة العامة املتعلقة ابملصلحة
العامة دون اخلاصة ,أي تضامن األفراد لسد عجز الدولة يف النفقات العامة وبدون سند يف إجبارها
لتقدمي مقابل يف شغل منافع خاصة هلم ,فهم أفراد اجملتمع الواحد وجيب عليهم التضامن لتسهيل قيام
الدولة أبعبائها ووظائفها ,بتوفري املال الالزم هلا وعلى كل فرد أن يدفع هذه الضريبة طبقاً ملقدرته
التكليفية وبغض النظر عن قيمة الفائدة أو املنفعة العائدة عليه ,وتتميز هذه النظرية بتفسري إستفادة
بعض األفراد ابخلدمات العامة رغم عدم قيامهم بدفع ضرائب أو بدفع مبالغ زهيدة كأفراد الطبقات
حمدودة الدخل وابلعكس عدم إنتفاع بعض األفراد ابخلدمات العامة رغم قيامهم بدفع ضرائب
كاملواطنني املقيمني يف اخلارج كما تتميز بتفسري حتمل أجيال معيّنة أبعباء قرو عامة أنفقت لتحقيق
منافع أجيال سابقة عليها ,وأخريا فإن نظرية التضامن اإلجتماعي تتميز بتقرير قاعدة إلزام كل فرد
بدفع مبلغ من الضرائب يتناسب مع مقدار طاقته املالية أو مقدرته التكليفية ال حبسب مقدار إنتفاعه
()2
ابخلدمات العامة ,وتعترب هذه القاعدة أهم قواعد العدالة الضريبية يف العصر احلديث .
ب /أساس فرض الزكاة .
إن فرضية الزكاة أساسها التطبيق الكامل ألحكام القرآن الكرمي والسنة النبوية وتستند أحقية وسلطة
الدولة اإلسالمية يف جبايتها وأتديتها من األفراد ,إىل كوهنا املكلف الفعلي لتطبيق وتنفيذ تلك
األحكام الواردة يف القرآن الكرمي والسنة النبوية ,وإىل كوهنا احلارس الفعلي واملسؤول عن تنفيذ تلك
1حممود الطنطاوي الباز -طارق حممود عبد السالم -املالية العامة والتشريع الضرييب -مكتبة عني مشس - 4001ص915
2البشري حممود اهلوش -مذكرات املالية العامة لطلبة السنة الثالثة – مرجع سابق – ص 944
43
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
األحكام ملا هلا من حق السيادة على األفراد و إىل كوهنا املكلف الفعلي لضمان تطبيق مبدأ التضامن
()1
اإلجتماعي إبلزام األفراد علي دفع الزكاة مسامهة منهم يف حتمل األعباء العامة .
ولذلك فإن الفكر املايل اإلسالمي حيصر أسس فر الزكاة يف جمموعة من النظرايت اليت ختتلف
متاما يف مفهومها وقواعدها عن الفكر املايل احلديث ولذلك سنتناول دراسة بعض هذه النظرايت
إبجياز وفقاً ملا سيأيت بيانه .
/1نظرية التكليف .
تقوم هذه النظرية على أساس أن املوىل سبحانه وتعاىل اخلالق املنعم ,كلف عباده أبداء جمموعة من
الواجبات سواء كانت بدنية أو مالية ,أداءً حلقه وشكراً لنعمه وليمتحنهم يف عملهم فيخرج العاملني
امللتزمني بتطبيق شرائعه عن القاعدين الغري ملتزمني أو املقصرين يف شرائعه إستناداً إيل قوله سبحانه و
اإلنس إَِّال لِي عبد ِ ِ
ون ﴾ ( )2وكما هو معلوم فإن اإلنسان مل تعاىل يف كتابه العزيز ﴿ َوَما َخلَقت اجل َّن َو ِ َ َ
خيلق عبثا ومل يرتك سدى لقوله تعاىل يف كتابه العزيز ﴿ أَفَ َح ِسب تم أََّمنَا َخلَقنَاكم َعبَ ثًا َوأَنَّكم إِلَي نَا َال
ت ر َجعو َن ﴾ ( )3ومن خالل هذه اآلية جند أن املوىل سبحانه وتعاىل خلق اخللق ليمتحنهم ابلتكليف
فكما كلف هللا املسلم ابلصالة والصوم ومها عباداتن بدنيتان وابحلج وهي عبادة بدنية ومالية كلفه
ابلزكاة وهي عبادة مالية خالصة ,فيها نوع من البذل وإنفاق املال الذي هو عصب احلياة وذلك أبن
يبدل املؤمن كل ما يستطيع من عمل مرضاة هلل وتزكيةً لنفسه وماله من شوائب الذنوب واألاثم اليت
يقع فيها يف حياته .
/2نظرية اإلستخالف .
إن هللا سبحانه وتعاىل قد خلق اخللق وأختار منهم اإلنسان ليستخلفه يف أرضه إذ أن كل ما يف يد
اإلنسان ملك هلل تعاىل ,فاملال ماله واإلنسان مستخلف فيه فكل ما يف هذا العامل علويه وسفليه
السماو ِ
ات َوَما ِيف األَر ِ َوَما بَي نَ ه َما ِ
ملك خالص هلل إستناداً لقوله تعاىل يف كتابه العزيز ﴿ لَه َما يف َّ َ َ
ت الث ََّرى ﴾ ( )4واملال كونه رزق يسوقه هللا لإلنسان فضالً منه ونعمةً عليه ,فال غرابة بعد هذا َوَما َحت َ
أن ينفق بعضاً منه يف سبيل هللا وإعالء كلمة هللا وعلى هذا جاء التكليف اإلهلي ابإلنفاق مصداقاً
ني فِ ِيه ﴾ (. )5 ِ ِ ِ
لقوله تعاىل ﴿ َوأَنفقوا ممَّا َج َعلَكم ُّمستَخلَف َ
1حممد ضياء الدين الريس -اخلراج و النظم املالية للدولة اإلسالمية – دار األنصار -القاهرة – – 9111ص123
2سورة الذارايت -اآلية 56
3سورة املؤمنون -اآلية 115
4سورة احلشر -اآلية 9
5سورة البقرة -اآلية254
44
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
كما أن هللا تعاىل يقرر أن املال ماله وما اإلنسان إال مستخلف فيه ,أو هو موظف مؤمتن على
تنميته وإنفاقه واإلنتفاع والنفع به ,لقول تعاىل يف كتابه العزيز ﴿ وآتوهم ِمن َّم ِال َِّ ِ
آاتكمِ ﴾اَّلل الَّذي َ ّ َ
( )1فاآلية جاءت موضحة أبن األموال اليت يف يد اإلنسان إمنا هي أموال هللا خبلقه وإنشائه هلا وإمنا
وخوهلم اإلستمتاع هبا ,وجعلهم خلفاء ابلتصرف فيها فليست هي يف احلقيقة أبمواهلم وما َم َوهلم إايها ّ
هم إال مستخلفني فيها لإلنفاق منها يف حقوق هللا ,والدالئل الشرعية تؤكد رسوخ نظرية اإلستخالف
يف مال هللا ,وتوجب إلتزاماً مالياً على املستخلف هلذا املال ابلتصرف واإلنفاق ضمن احلدود والوجوه
املشروعة دون إفراط وال تفريط .
كما جند أنه من األسس النظرية اليت فر اإلسالم على أساسها الزكاة اإلخاء بني املسلمني فقد وضع
اإلسالم قواعد التالحم والرتابط اإلنساين وبناء العالقات اإلنسانية على مثل هذه القواعد فشرع هللا
الزكاة تطبيقاً هلذه القواعد من أجل النصرة واإلغاثة والتخفيف من معاانة الفقراء واملساكني إنطالقا من
األخوة املوجودة بني املؤمنني لقوله تعايل يف كتابه العزيز ﴿ إَِّمنَا المؤِمنو َن إِخ َوةٌ ﴾ ) (2وقال صلى هللا
عليه وسلم " املؤمن للمؤمن كالبنيان املرصوص يشد بعضه بعضا " (. )3
فمن حق اإلنسان املسلم الذي ال يستطيع أن يعمل ,أو يعمل وال جيد كفايته من عمله أو جيد
ولكن حل به من أحداث الزمن ما أفقره وجعله حمتاج إىل املعونة ,كأن حيرتق بيته أو ذهب السيل
مباله أو أصابت اجلوائح زرعه أو أفلست جتارته أو حنو ذلك مما جعله يدان على عياله ,وكذلك من
سافر لغر مشروع فانقطع يف الطريق غريباً عن وطنه وماله ,فمن حق كل واحد من هؤالء أن يعان
كرمه هللا .
ويشد أزره ويؤخذ بيده لينهض ويسري يف قافلة احلياة مرفوع الرأس بوصفه إنساانً ّ
الفرع الثاين -:أوجه اإلختالف بني الضريبة والزكاة من حيث التنظيم الفين واألهداف
ابإلضافة إيل أوجه التشابه بني الضريبة والزكاة اليت أوردانها سابقاً فيما يتعلق ابجلانب الفين ومن حيث
األهداف فإنه توجد أوجه إختالف بينها أيضاً وهو ما سنوضحه وفقاً للتايل .
أوالً -:أوجه اإلختالف بني الضريبة والزكاة من حيث التنظيم الفين .
فضالً عن أوجه االختالف األخرى بني الضريبة والزكاة ,فإنه توجد اختالفات متعلقة ابلتنظيم الفين
وهي كالتايل -:
أ /شرط حمل الوفاء .
44
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
دين الضريبة حممول ال مطلوب ,حيث أن املكلف أبداء الضريبة ملزم أبن يقوم بدفع الضريبة يف
مكان حمدد هو مصلحة الضرائب اليت تقع يف نطاق مدينته أو بلديته ,حيث ال تلتزم مصلحة
الضرائب ابإلنتقال إىل حمل إقامة املكلف إلستالم مبلغ الضريبة ,وإمنا املكلف هو الذي أييت ألداء ما
عليه من ضرائب إلبراء دمته من دين الضريبة ,واملهمة اليت تقع علي عاتق مصلحة الضرائب هي
()1
إبالغ املمول مبا عليه من ضرائب ووقت أدائها .
وهو ما نصت عليه املادة 49من القانون رقم 1لسنة 4090بشأن الضرائب علي الدخل يف ليبيا
واليت جاء فيها " دين الضريبة واجب األداء في مقر المصلحة دون احلاجة إلى المطالبة به في مقر
()2
املدين "
أما دين الزكاة قد يكون مطلوابً أو حممول فهو إختياري ابلنسبة للمزكي ,وفقاً ملا جاء يف الشريعة
اإلسالمية والذي تعمل به كل مؤسسات الزكاة يف العامل اليوم ,حبيث يستطيع املزكي أن يدفع ما عليه
من زكاة إما بدفع الزكاة بنفسه إيل اجلهة املختصة بمع الزكاة ( ,صندوق الزكاة أو يف أحد املصارف
اليت هبا حساابت التابعة للصندوق ) ,أو أن يقوم املزكي أبداء ما عليه من زكاة عن طريق موظفي
اجلباية التابعني لصندوق الزكاة ,حيث يقوم املوظف بباية الزكاة من مصدرها سواء بتحصيلها من مقر
عمل املكلف أو املزكي ,أو بتحصيلها يف حمل إقامته وذلك علي حسب ما يتفق فيه املزكي مع إدارة
()3
اجلباية لصندوق الزكاة .
ب /الشروط اخلاصة ابلوعاء .
علي مجيع ال توجد يف الضريبة شروط خاصة لوعائها فهي تعم مجيع أنواع الوعاء الضرييب وتفر
األموال ,أي كان مصدرها ويتم جبايتها بصورة نقدية حيث تضم وجتمع مجيع األموال اخلاضعة
للضريبة لغر حساهبا وخضوعها للسعر الضرييب والتقدير النهائي هلا ,حبيث يستوي يف الوعاء أن
يكون ماالً مشروعاً أو غري مشروع ,فيخضع للضريبة الدخل الناتج عن فوائد املصارف واألنشطة الغري
()4
مشروعة ,مثل جتارة املخدرات واخلمور وممارسة القمار وغريها من املمارسات التجارية األخرى .
1أمحد بديع بليح -التشريع الضرييب -الضرائب على الدخل يف ضوء الفقه وأحكام النقض -منشأة املعارف اإلسكندرية 1987 -
-ص273
2القانون رقم 1لسنة 4090بشأن ضريبة الدخل يف ليبيا – ص 4
3التقرير السنوي لصندوق الزكاة اللييب لسنة – 4091مرجع سابق -ص 94
4يونس أمحد البطريق -النظم الضريبية – مرجع سابق -ص89
44
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
أما الزكاة فهي حتتوي علي شروط خاصة لوعائها ,حبيث يشرتط يف أن يكون مصدر املال مشروع
ضم األموال اخلاضعة للزكاة إىل بعضها يف حساب النصاب ما مل تكن من ذات الصنف وحالل ,وال ت َ
نقدا أو عينًا وهو
حتقي ًقا للعدالة كما أن الزكاة أحكامها تسهل على املكلفني هبا وختريهم بني الوفاء هبا ً
()1
ما دعم وعزز قاعدة املالئمة يف الدفع .
ج /إشرتاط النية لصحة األداء .
ابلنظر للجانب املادي البحت الذي تتميز به الضريبة فال إعتبار فيها للنوااي واألمور النفسية بشكل
عام ,فالضريبة تنهض بوجود ركنني مها املادي املتمثل بتحقق الواقعة املنشئة للضريبة ,والشرعي
املتمثل مببدأ قانونية الضريبة وتطبيقاهتا ,وابلتايل ال وجود إلعتبار نية الشخص املكلف يف دفع الضريبة
)(2
فهو يدفعها جرباً وليس طواعية ,ويرتتب علي ذلك تعرضه للعقاب يف حالة اإلمتناع عن أدائها .
أما يف الزكاة ونتيجة لكوهنا من العبادات اليت فرضها هللا سبحانه وتعايل علي املسلمني فلقد إشرتط
فيها النية يف األداء ,لتجزي علي مؤديها لينال هبا األجر والثواب يف الدنيا واألخرة ,وهو ما يرتفع
ابلزكاة ويسمو هبا على الضريبة كوهنا حتاكي اجلانب النفسي والروحي لدى املكلف هبا فتدفعه إىل أداء
طوعا وبقناعة كاملة ,األمر الذي جعل حصيلتها متفوقه علي الضرائب من الناحية العملية مبلغها ً
()3
وأتديتها للهدف الذي شرعت من أجله علي الوجه األمثل .
د /نطاق السراين من حيث األشخاص .
يعتمد نطاق سراين الضريبة من حيث األشخاص ,علي جمموعة من املعايري املتعلقة ابإلقليمية أو
التبعية اإلقتصادية أو السياسية ,حبيث تسري الضريبة علي مجيع القاطنني علي إقليمها سواء مواطنني
أو أجانب ,علي حسب املعيار الذي أتخذ به الدولة يف تطبيق الضريبة ,كمعيار التبعية السياسية
الذي أتخذ به الدولة يف فر الضريبة علي مواطنيها ,أو معيار التبعية اإلقتصادي اليت أتخذ به الدولة
يف فر الضريبة علي األجانب املقيمني علي إقليمها .
أما الزكاة فتأخذ مبعيار العقيدة الدينية يف حتديد نطاق سرايهنا من حيث األشخاص إذ ال تسري إال
على املسلمني أينما وجدوا ,حىت لو كان من رعااي دولة غري مسلمة فهي جتب عليهم ملستحقيها
من املسلمني يف ذلك البلد ,وابلتايل فإن الفارق بني الضريبة والزكاة من سرايهنا علي األشخاص كون
الضريبة تفر علي مجيع القاطنني يف الدولة مسلمني وغري مسلمني ,أما الزكاة فال تفر يف الدولة
1عبد اجمليد حممود الصاحلني -العدالة التوزيعية يف النظام املايل االسالمي -مرجع سابق -ص95 / 13
2أمحد خلف حسني الدخيل -املطابقة يف التشريع الضرييب العراقي – حبث مقدم ايل املؤمتر العلمي األول لكلية القانون والسياسة
بامعة دهوك - 4090 -ص30
3عبد العزيز العلي النعيم -نظام الضرائب يف اإلسالم ومدى تطبيقه يف اململكة العربية السعودية -مرجع سابق -ص109
44
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
إال علي القاطنني املسلمني فقط مواطنني أو غري مواطنني ,ألن من شروط الزكاة يف إهنا ال جتب إال
)(1
علي املسلمني .
ه /مرتبة الدين والطعن عليه .
ضماان للحصول علىً دين الضريبة من الديون املمتازة إذ تتقدم الدولة فيه على ابقي دائين املكلف
حقوق اخلزينة العامة للدولة ,فهو مفرو حبكم القانون امللزم لإلدارة بتطبيقه وال متلك اإلدارة
الضريبية حق التنازل عنه أو أتجيله ,ألن قرار الربط والتقدير وإخطار املمول الذي تقرره اإلدارة
الضريبية يعترب قرار كاشف هلذا الدين وليس منشئ له ,ولإلدارة حق إتباع كافة اإلجراءات اليت تراها
مناسبة يف حتصيل دين الضريبة ابحلجز التحفظي والتنفيذي ,ابإلضافة إيل ذلك توجد إمتيازات أخرى
للضريبة فيما يتعلق حبق الطعن علي تقدير دين الضريبة ,حيث أتخذ معظم التشريعات الضريبة مببدأ
()2
دفع الضريبة أوالً للدولة ومن مث املعارضة والتظلم أو الطعن علي تقدير دين الضريبة .
يف حني ال إمتياز لدين الزكاة بل يتقدمه الدين العادي على الرأي الراجح والغالب عند مجهور الفقهاء
حيث إتفقوا على أن األموال اليت هبا دين ال زكاة فيها حيت يقضى الدين ,والدليل علي ذلك ما
عبيد ٍ
بسند صحيح أن عثمان رضي هللا عنه قال " هذا شهر زكاتكم فمن كان عليه دين فليؤد رواه أبو ٍ
دينه حيت ختلص أموالكم فتؤدون منها زكاتكم " ( )3فاحلديث يدل علي إن عثمان بن عفان رضي هللا
عنه يدعوا النَّاس إىل حساب وعاء الزكاة ,فيطلب منهم أداء ما عليهم من ديون حىت تؤخذ الزكاة على
يستحث الناس على أداء ما عليهم من ٍ
ديون وفاءً منهم للدَّائنني َّ لعل عثمان أراد أن
الباقي ,و َّ
وتسهيالً حلساب املال اخلاضع للزكاة ,كذلك فإن من العدالة أن ال خيضع للزكاة من كان ماله
مستغرقًا ابلديون ,إذ سيكون من أصناف املستحقني هلا وليس من اخلاضعني هلا ابإلضافة إيل ذلك و
فيما يتعلق ابلطعن واإلعرتا علي تقدير قيمة الزكاة فلقد أخذ التشريع اإلسالمي مببدأ حسن نية
املكلف ,وأعتمد مبدأ التقدير اإلتفاقي يف تقدير الزكاة حتقي ًقا للعدالة اليت هتدف الزكاة لتحقيقها وهي
()4
مراعاة الظروف االقتصادية واإلجتماعية للمزكي .
و /التقادم .
1حممد الزحيلي -تقومي التطبيقات املعاصرة للزكاة اجيابيات وسلبيات -حبث منشور يف جملة جامعة الشارقة للعلوم الشرعية واالنسانية
-اجمللد – 4001 – 4ص 4
2قدري عطية -ذاتية القانون الضريبية – الشبكة العامة للمعلومات -بال سنة نشر -ص171
3مصطفى أبو الغيط عبد احلي -البدر املنري يف ختريج األحاديث واآلاثر الواقعة يف الشرح الكبري -ط -9منشورات دار اهلجرة
السعودية -سنة 9441ه -ص101
4كوثر األبدي -إعجاز تشريع الزكاة يف قواعد قياس الطاقة املالية ويف النصاب -مرجع سابق -ص250
44
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
أحكاما لتقادم دين الضريبة وفق شروط ومدد خمتلفة ,ففي
ً تقرر مجيع التشريعات الضريبية الوضعية
ليبيا يسقط حق الدولة يف املطالبة مبا هو مستحق هلا مبضي سبع سنوات ,كما يسقط حق الممول
في المطالبة باسترداد ما دفعه زيادة على المستحق عليه بمضي خمس سنوات ,تبدأ من تاريﺦ
الدفع إال إذا ظهر الحق في طلب الرد بعد إجراءات اتخذتها المصلحة ,فيبدأ التقادم من تاريﺦ
إخطار الممول بحقه في الرد ,وتنقطع المدة بالطلب الذي يرسله الممول إلى املصلحة بكتاب
()1
مسجل برد الزيادة التي أداها .
أما دين الزكاة فال يتقادم مهما طال الزمن مثل ابقي الديون األخرى إذ ال تقادم يف اإلسالم فضالً
عن كونه عبادة ال تسقط مبضي املدة ,خاصة وإن يف الزكاة ح ًقا هلل وح ًقا للعباد مستحقي الزكاة
كما ذهب مجهور الفقهاء إىل أن الزكاة ال تسقط مبوت رب املال ,بل خترج من تركته وإن مل ِ
يوص هبا
وهذا قول مجهور عريض من الفقهاء ,وقال األوزاعي والليث " تؤخذ من الثلث مقدمة على الوصااي
وال جياوز الثلث " ,أما احلنفية يقولون " مات آَثاً برتك هذه الفريضة ,وال خترج إال أن يكون أوصى
()2
هبا ,وهلذا قال بعض احلنفية إذا أخر الزكاة حىت مر يؤدي سراً من الورثة .
ز /من حيث التهرب من أدائها .
يفرق علماء املالية بني التهرب من الضرائب والتجنب الضرييب حيث يعرف التهرب الضرييب علي أنه
قيام الشخص الذي تتوفر فيه شروط اخلضوع للضريبة بعدم دفعها كليا أو جزئيا متبعا يف ذلك طرق
()3
وأساليب غري مشروعة وخمالفة للقانون .
أما التجنب الضرييب فهو امتناع الشخص عن أداء الضريبة املفروضة عليه نتيجة إلستفادته من بعض
الثغرات املوجودة يف التشريع الضرييب كأن يقوم الشخص بنقل كامل أمواله إيل ورثته بعقد بيع خالل
حياته أو قيام الشخص بتقسيم شركته إيل جمموعة شركات فرعية هترابً من الضريبة التصاعدية أو ميتنع
الشخص عن العمل كي ال خيضع لضريبة الدخل ,وعلي الرغم من توفر سوء النية يف بعض هذه
احلاالت ,إال أن هذا التهرب يظل حمتفظ بصفة املشروعية ألن الواقعة املنشئة للضريبة مل تتحقق طبقاً
()4
للقانون وابلتايل عدم إلتزام الضرييب للفرد .
أما التهرب من الزكاة فيأخذ شكلني التحايل إلسقاط الزكاة كأن يهب املال املزكي لفقري مث يسرتده من ه
أو أن يبدل النصاب بغري جنسه كإبدال املاشية بدراهم فراراً من الزكاة ,أو يتلف جزءاً من النص اب
1املادة 41/41من القانون رقم 1لسنة 4090بشأن ضريبة الدخل يف ليبيا – ص 1
2حممد حامد الفقي -الطريق احلكمية اىل السياسة الشرعية إلبن قيم اجلوزية -مطبعة السنة احملمدية مصر - 1957 -ص48
3حممد سعيد عبد السالم – دراسة يف مقدمة علم الضريبة – دار املعارف مصر – ط – 9151 – 4ص 991
4منصور ميالد يونس -مبادئ املالية العامة – املؤسسة الفنية للطباعة والنشر – مرجع سابق – ص 959
45
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
قصداً للتنقيص ليسقط عنه الزكاة ,أما الشكل الثاين من التهرب هو االمتناع عن دف ع الزكاة ,حيث
ميتنع الفرد صراحة عن دفع الزكاة ابلرغم من توفر شروطها ,ويف احلالتني يعترب هذا حمرم شرعاً سواء
أكان التهرب صراحة أو عن طريق التحايل .
وختتلف أسباب التهرب من الضريبة عن أسباب التهرب من الزكاة فالتهرب من الضريبة يكون أحياانً
لشعور املكلف بعدم العدالة يف توزيع العبء الضرييب أو ثقل العبء الضرييب مما جيع له يتهرب من
أدائها ,كما أن ضعف الوعي الضرييب وعدم الشعور ابلروح اجلماعية لدي أفراد اجملتمع وأبمهية الضريبة
يدفعه إيل سلوك أساليب كثرية للتهرب من الضريبة ,ابإلضافة إيل ضعف وعدم إستقرار التشريع
الضرييب وسوء النظام يف اإلدارة الضريبية وضعف الوعي لدى رجال اإلدارة التنفيذية وإنعدام الثقة بني
إدارة الضرائب واملكل ف ,ونشوء األزمات اإلقتصادية وعدم اإلستقرار اإلجتماعي واإلقتصادي للدولة
()1
يشجع املكلف علي هتريب أمواله خارج الدولة خوفاً وحرصاً عليها من الضياع .
أما الزكاة فبالرغم من اثبتها وإستقرار أنص بتها ووعائه ا ومصارفها إال أنه يتهرب من أدائها يف كثري من
األوقات ,والسبب يف ذلك يرجع لعدم الشعور ابل وعي اإلمي اين والعقائدي وعدم الشعور ابألخوة
اإلسالمية والتكامل اإلجتماعي بني املؤمنني ,ابإلضافة إيل الشح والبخل وجحود البعض عن دفعها
وخوف بعض املكلفني أو خشيتهم من عدم وصول الزكاة إيل مستحقيها ,وعد وضوح بعض اجلوانب
التنظيمية ملؤسسات الزكاة كل هذه األسباب وغريها تؤدي إيل التهرب من الزكاة ,أو أن يقوم املزكي
إبعطاء الزكاة وأدائها بصورة منفردة وبنفسه إيل مستحقيها ,والذي يؤدي بدوره يف كثري من األحيان
عدم وصول هذه األموال إيل مستحقيها الفعليني وابلتايل ضياع اهلدف منها وخاصة أن يف وقتنا
احلاضر يوجد العديد من ضعاف النفوس ممن يدعون احلاجة ,وهم يف حقيقة األمر أشخاص جتب
()2
عليهم الزكاة وليسوا ممن جتب هلم الزكاة .
س /من حيث التكاليف واجبة اخلصم ( الدخل الصايف )
الضريبة علي الدخل الصايف للمكلف ,حيث يتفق معظم علماء املالية على أنه كقاعدة عامة تفر
إن فرضها على رأس املال بشكل دائم وبسعر مرتفع لتحقي ق إي رادات عالي ة للدولة ,سيؤدي يف النهاية
إىل القضاء على رأس املال نفسه وهو مصدر الدخل ,وعليه فإن الدخل الصايف هو املصروفات اليت
1ران إبراهيم العطور – التهرب من ضريبة الدخل يف األردن – دراسة حتليلية – عمان األردن – – 9111ص 499
2صاحل عبد الرمحن السعد – التهرب الزكوي يف اململكة العربية السعودية أساليبه وصوره وأسبابه وطرق عالجه – العدد 4من جملة
جامعة امللك عبد العزيز كلية االقتصاد واإلدارية جدة اململكة العربية السعودية – – 4091ص 49
45
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
ينفقها املكلف للحصول على دخله واحملافظة على مصدره الذي حيق له املطالبة خبصمها من دخله
()1
اإلمجايل عند فر الضريبة عليه .
ولقد إختلف الفقهاء يف ميت تعترب النفقه تكليفاً علي الدخل حبيث ميكن خصمها منه وميت تعترب
إستعماالً له ومن مث الجيوز خصمها .
الرأي االول -:ويتجه أ نصاره اىل التضييق يف حتديد التكاليف فيقصرها على املبالغ واملصروفات املوجهة
مباشرة للحصول على الدخل او احملافظة عليه وصيانته ,وابلنتيجة فأن التكاليف الواجبة اخلصم هي
اليت تتصل ابملهنة وتكون الزمة هلا وعندئذ خترج التكاليف األخرى املتعلقة أبعمال املنشأة أو املشروع مامل
تكن متعلقة إبنتاج الدخل ,وكانت أغلب التشريعات الضريبية متيل إىل األخذ هبذا اإلجتاه إذ التسمح
()2
خبصم النفقات إال تلك اليت توجه خصيصاً إلنتاج الدخل وإستبعاد ما سواها .
الرأي الثاين -:ويذهب أنصاره إىل القول إبمكانية خصم مجيع التكاليف اليت ينفقها املكلف يف نشاطه
الذي حيقق الربح طاملا إن اهلدف هو حتقيق مصلحة املنشاة ككل يف سبيل احلصول على الربح أو
احملافظة عليه ,وبذلك فإن النفقات اليت التتصل مباشرة إبيرادات املكلف أو تنميها تكون قابلة للخصم
مبجرد أ ن يرتبط وجودها بوجود املنشأة ونشاطها وتنفق يف سبيل مصلحتها العامة ,كما يري أنصار هذا
الراي إبمكانية خصم النفقة الشرعية والتربعات وأقساط التامني على احلياة ابلرغم من إهنا ليست ذات
()3
صلة مباشرة إبنتاج الدخل أو احلفاظ عليه .
أما يف الفقه اإلسالمي فقد أعتد بفكرة فر الزكاة علي الدخل الصايف وليس الدخل اإلمجايل حيث
أخذ النظام الضرييب اإلسالمي بنظرييت املصدر واإلثراء يف إخضاع الدخل للزكاة ,ففي نظرية املصدر
فهي تفر مرة واحدة ف ي السنة حيث يتصف دخل املكلف فيها ابلدورية ,أما نظرية اإلثراء فتفر
الزكاة علي الدخل الناتج من ممارسة األنشطة كالتجارة والزراعة والصناعة ,فالزكاة جتب على كل زايدة
تتحقق يف دخل املكلف بغض النظر عن حدوث الزايدة بصفة دورية أو عارضة ,أو كوهن ا حص لت
خالل مدة زمنية حمددة .
ويف اخلالصة ميكن القول أن الفرق بني الضريبة والزكاة يف التكاليف واجبة اخلصم يف أن التشريعات
الضريبية تنص صراحة علي التكاليف واجبة اخلصم ,حبيث تفر الضريبة علي الدخل الصايف بعد
خصم التكاليف واملصروفات اليت أدت لنشوء هذا الدخل ,أما الزكاة فتفر بنسبة اثبته علي كافة
أموال املزكي حيث مل ينص صراحة يف القرآن الكرمي أو السنة النبوية علي خصم التكاليف واملصروفات
1صاحل يوسف عجينة -ضريبة الدخل يف العراق من الوجهة الفنية واالقتصادية -املطبعة العاملية القاهرة – – 9111ص 101
2حسن حممد علي– قانون ضريبة الدخل – مطبعة املعارف بغداد – 9141 -ص944
3حممود راي عطية – الوسيط يف تشريع الضرائب – دار املعارف مصر – – 9111ص411
45
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
اليت يصرفها املزكي يف احلصول علي الدخل ,وإمنا يؤدي املزكي زكاته بنسبة اثبته علي إمجايل دخله إال
فيما يتعلق بزكاة الزروع والثمار اليت بينتها وفصلتها السنة النبوية .
اثنياً -:أوجه اإلختالف بني الضريبة والزكاة من حيث األهداف .
ختتلف الضريبة عن الزكاة أيضاً يف األهداف ,وهو ما سنوضحه من خالل النقاط التالية -:
أ /أوجه اإلختالف من حيث اهلدف املايل .
يظهر اهلدف املايل للضريبة يف متويل النفقات العامة للدولة ,وال يزال حىت وقتنا احلاضر بعض فقهاء
املالية يرى فيه اهلدف األهم ,حبيث أن أي تعار بينه وبني غريه من األهداف فالرجحان يكون له
وال شك أن ذلك ينبع من املادية املطلقة هلذا اإليراد حيث إنه من خصائص الضريبة النقدية فال ميكن
حتصيلها إال نقداً ,كما تعترب الضريبة أداة مساعدة لتنفيذ السياسات املالية املختلفة للدولة مثل سياسة
)(1
معاجلة التضخم النقدي وسياسة تغطية العجز يف ميزان املدفوعات .
أما يف الزكاة فإن نصيب اهلدف املايل هو األضعف واألقل أمهية قياساً ببقية األهداف اإلقتصادية
واإلجتماعية والسياسية إذ أن اهلدف املايل منها ال يكون إال ابستخدام سهم يف سبيل هللا وهو ال
يتجاوز الثمن من حصيلة الزكاة ,ويبدو لنا أن السبب يف ذلك هو رجحان اجلانب اإلصالحي يف
كفتيه اإلقتصادية واإلجتماعية على اجلانب املادي ,كما إن الزكاة متنع إكتناز األموال وتكدسها يف
يد بعض الناس دون األخرين ,كما إنه من خصائصها اليت تتفرد هبا علي الضريبة إمكانية أدائها نقداً
أو عيناً علي حسب مقدرة املزكي يف أدائها ,ويف ذلك خري كثري الذي يساهم يف إستقرار الدولة ومنوها
()2
إقتصادايً وإجتماعياً .
1عبد احلفيظ عبد هللا عيد -املالية العامة -دار التعاون للطباعة -مرجع سابق -ص 914 / 164
2أمحد بن صاحل الغامدي – الزكاة والسياسة املالية يف االقتصاد اإلسالمي – العدد الثامن من جملة احلجاز العاملية للدراسات اإلسالمية
والعربية – جدة السعودية -4094 -ص 55
44
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
إحتياجاهتم املادية والنفسية ,وهي تطهري لقلوهبم من احلسد والضغينة والكره ألصحاب األموال وأما
أهدافها يف اجملتمع ,فتعترب الزكاة من األدوات اليت تعمل علي إقامة مصاحل املسلمني العامة ومن أمهها
الدين يف النفوس كما يف مصرف املؤلفة قلوهبم ,وصد األعداء عن داير املسلمني كما يف تثبيت ِ
مصرف يف سبيل هللا ومحاية املستضعفني واملنقطعني كما يف سهم ابن السبيل ,ودعماً للمصلحني كما
يف سهم الغارمني ,كما تسعى الزكاة إىل القضاء على تضخم املال يف أيد قليلة وحرمان الفقراء الذين
ال جيدون ما تقوم به حياهتم ويسد حاجاهتم ,فلو مل يفر يف أموال األغنياء بنصيب معلوم وحق
مفرو هلؤالء املساكني ,لتعمقت األحقاد بني أبناء اجملتمع الواحد ولتقسم اجملتمع وتفكك ولعصفت
الثورات واحلروب ,وظهر الفساد يف الرب والبحر وكثرت اجلرائم من القتل والنهب والنصب وغريها من
()1
الكوارث اليت تؤدي إيل تفتيت األمة اإلسالمية والقضاء عليها .
أما اهلدف األساسي للضريبة هو تغطية نفقاهتا العامة وسد العجز يف ميزانيتها وفقا ما تراه الدولة .
ويف اخلالصة جيد الباحث وجود إختالف واضح بني الزكاة والضريبة يف العديد من العناصر ,علي
الرغم من أن اهلدف من كال النظامني بشكل عام ,حتقيق الرخاء واملساواة والعدالة بني الناس إال إنه
الجمال من الناحية الفقهية والعملية من وجهة نظر الباحث ,يف وجود مساواة بني الضريبة والزكاة
والسبب يف ذلك يرجع إيل أن الضريبة مهما كثرت التشريعات اليت تنظمها جند وجود العديد من
القصور واألخطاء اليت تعرتيها ,نتيجة لتطور الدولة السياسي واإلقتصادي فالنظام السياسي
واإلقتصادي يف الدولة أييت يف املرتبة األويل من حيث األساس اليت أتخذ هبا اهليئة التشريعية اليت تضع
وتسن قانون الضرائب يف بلد معني ,ومن مث أييت يف املرتبة الثالثة النظام اإلجتماعي والدليل علي ذلك
ما تعاين منه العديد من الدول وخاصة دول العامل الثالث ,من حروب وأزمات مالية وغياب العدالة
اإلجتماعية ,كل هذه املشاكل واألزمات اليت متر هبا معظم الدول السبب الرئيسي فيها سوء توزيع
الثروة بني أفراد اجملتمع ,واليت من بينها ضعف وقصور التشريعات الضريبة واليت بسببها تكدست
األموال يف يد فئة قليلة من الناس وهو ما فتح الطريق هلم للتحكم يف مفاصل الدولة والوصول هبا إيل
اإلهنيار .
أما الزكاة فهي تشريع مساوي جاءت هبا الشريعة اإلسالمية ومما الشك فيه أن هذه الفريضة خالية من
العيوب والقصور الذي تعاين منه الضريبة ,إنطالقاً من مبدأ أن اإلسالم صاحل لكل زمان ومكان
فالعديد من فقهاء القانون ,يرون بضعف نظام الزكاة إبعتباره غري قابل للتغيري والتطوير متاشياً مع
1السيد عطية عبد الواحد -القيم األخالقية يف السياسة املالية واإلقتصادية -مركز عباد الرمحن – القليوبية مصر – سنة 4005
ص 111 / 328
43
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
تطور الدولة ,وهو أمر غري صحيح فنظام الزكاة جاء منذ البداية يعاجل كل املشاكل بني الناس ,ألنه
يقوم ابلدرجة األويل علي معاجلة املشاكل اإلجتماعية ,واليت تكون يف الغالب أساس األزمات املالية
فالزكاة جاءت لتعاجل اجلوانب اإلجتماعية ,واليت تعترب من وجهة نظر الباحث هي أساس إستقرار
الدولة وتطورها ,فإستقرار الدولة وتطورها ال يتحقق إال بتحقق الرفاه اإلجتماعي الذي يعترب احلل
األمثل جلميع املشاكل اإلقتصادية والسياسية يف اجملتمع .
وعليه فإن الباحث يرى بضرورة تطبيق الزكاة إيل جانب الضريبة يف ليبيا ,إسوة مبا تعمل به بقية الدول
اإلسالمية ,وذلك خللق توازن داخل اجملتمع والتوزيع األمثل للثروة وحتقيق العدالة اإلجتماعية وهو ما
سيتناول دراسته الباحث يف الفصل القادم ,حبيث سيخصص هذا الفصل لدراسة آليات تطبيق
الضريبة والزكاة يف التشريع املايل اللييب ,موضحاً أهم القوانيني والقرارات اليت جاء هبا التشريع اللييب
فيما يتعلق بكل من الضريبة والزكاة وذلك وفقاً ملا سيأيت بيانه .
44
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
الفصل الثاين
آليات تطبيق الضريبة والزكاة يف التشريع املايل اللييب
متهيد وتقسيم -:
لقد تناول الباحث يف الفصل األول دراسة الركائز األساسية اليت يقوم عليها كل من نظامي الضريبة
والزكاة حيث تطرق الباحث إيل تعريف كل من الضريبة والزكاة ,ابإلضافة إيل أهم اخلصائص اليت متيز
كل منهما ,كما تناول الباحث قواعد وأهداف الضريبة والزكاة وأهم أوجه الشبه واإلختالف بينهما .
واجلدير ابلذكر يف هذا املقام ,أنه ال غين للزكاة عن الضريبة والعكس فمن املتعارف عليه أن الدولة يف
تطور مستمر ,وابلتايل فإهنا يف حاجة مستمرة للموارد املالية لتغطية أعبائها وتقدمي خدمات أفضل
فحصيلة الزكاة مهما عظمت فهي موجهة إيل تغطية حاجات خاصة حمددة شرعاً ,وال جيوز الصرف
منها يف غريها ابإلضافة إيل أن وعاء الزكاة أصبح ضيق يف ظل غياب بعض موارد الدولة اإلسالمية مثل
الفيء والغنيمة وغريها .
وعليه جيب تطبيق الزكاة إيل جانب الضريبة يف ليبيا ,إبعتبار الزكاة ركن من أركان اإلسالم اخلمس وهي
فريضة واجبة علي املسلمني ,فاإلسالم هو دين الدولة يف ليبيا والقرآن الكرمي هو شريعة اجملتمع فاألوىل
أن تطبق هذه الشريعة املالية أوالً يف البالد ومن مث تعترب الضريبة كفريضة تكميلية تستخدمها الدولة
لتغطية أعبائها املالية .
وسيتناول الباحث يف هذا الفصل دراسة آليات تطبيق الضريبة والزكاة وفقا للنظام والتشريع السائد يف
الدولة الليبية وذلك وفقاً للتقسيم التايل .
املبحث األول -:اآلليات التشريعية والتنظيمية لتطبيق الضريبة والزكاة يف ليبيا .
املبحث الثاين -:اآلليات الفنية والعملية لتطبيق الضريبة والزكاة يف ليبيا .
57
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
املبحث األول
اآلليات التشريعية والتنظيمية لتطبيق الضريبة والزكاة يف ليبيا
تقسيم -:
يقصد ابألليات التشريعية والتنظيمية ,أبهنا جمموعة من االجراءات واالسرتاتيجيات اليت تتبعها اجلهات
االدارية علي مستوي الدولة ,سواء اكانت هذه اجلهات تشريعية أو تنظيمية ,لتنفيذ ما يناط هبا من
مهام واختصاصات لضمان سري العمل يف الدولة ابنتظام ,حيث تسعي دول العامل املتقدم ,ايل تطوير
مهارات مؤسساهتا بسن تشريعات بسيطة ومرنة غري معقدة ,وذلك لتحقيق القاعدة العلمية السائدة يف
علم االدارة واليت مفادها " حتقيق أقصي ما ميكن من األهداف أبقل ما ميكن من تكاليف و نفقات " كما
أن مؤسسات الدولة أو اإلدارة بشكل عام ,جتمع بني أمرين العلم والفن فاإلدارة كعلم هي جمموعه من
املبادئ واألسس والقوانني والنظرايت اخلاصة بقيادة وتوجيه جهود وأنشطة املرؤوسني حنو حتقيق هدف
حمدد ,أما اإلدارة كفن هي جمموعه من املهارات والقدرات واملواهب واخلربات اليت يكتسبها املدراء
()1
واملوظفني والقادة االداريني من واقع اخلربة العملية واملمارسة الفعلية يف العمل .
وسنتناول يف هذا املبحث دراسة اآلليات التشريعية والتنظيمية للضريبة والزكاة يف ليبيا وذلك وفقا للتقسيم
التايل .
املطلب األول -:اآلليات التشريعية لتطبيق الضريبة والزكاة يف ليبيا .
املطلب الثاين -:اآلليات التنظيمية لتطبيق الضريبة والزكاة يف ليبيا .
1عبد القادر جربيل فرج جربيل – الفساد االداري عائق االدارة والتنمية والدميقراطية – رسالة ماجيستري يف ادارة االعمال – االكادميية
العربية الربيطانية للتعليم العايل – - 0202الشبكة العامة للمعلومات – ص 8
57
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
املطلب األول
اآلليات التشريعية لتطبيق الضريبة والزكاة يف ليبيا
تسعي التشريعات و القوانني إيل معاملة األفراد علي قدم املساواة ,فاهلدف السامي للشرائع السماوية هو
حتقيق العدالة واملساواة بني الناس ,وهو ما جتتهد و تسعي ايل حتقيقه أيضاً القوانني الوضعية ,فالغرض
األساسي من سن القوانني وضع األسس و القواعد اليت تنظم ما ينشأ بني األفراد من عالقات وروابط علي
حنو يكفل املساواة بينهم ,ونظراً إلختالف املصاحل واألهداف سواء بني األفراد فيما بينهم أو بني األفراد
والدولة ,كان الب د من التعامل مع هذا اإلختالف ابلنصوص والتشريعات القانونية لضمان وكفالة املساواة
بني مجيع األطراف .
وسنتناول يف هذا املطلب دراسة اآلليات التشريعية والفقهية للضريبة والزكاة يف ليبيا وذلك وفقاً ملا سيايت
بيانه .
الفرع األول -:اآلليات التشريعية لتطبيق الضريبة يف ليبيا .
تعترب الضرائب من أدوات السياسة املالية يف االقتصاد اللييب ,إذ ميكن إستخدامها لتحقيق جمموعة من
األهداف االقتصادية واالجتماعية املرغوبة فالضرائب متثل مورداً متويلياً هاماً للدولة ,لإلنفاق منه على
املشروعات العامة واليت ال يستطيع القطاع اخلاص القيام هبا ,وترجع أمهية التشريع الضرييب يف أنه يرسم
إطار التنظيم الفين للضريبة والذى يشمل ,نطاق سراين الضريبة ووعائها واالعفاء منها وقواعد وإجراءات
التحاسب الضرييب وسعر الضريبة واالقرارات والدفاتر اليت يلتزم املمولون بتقدميها وإمساكها .
ويشتمل النظام الضرييب اللييب على جمموعة من القوانني واللوائح التنفيذية اليت تصدرها الدولة ,واليت يتم
من خالهلا فرض الضرائب علي مجيع القاطنني يف الدولة الليبية ,سواء أكانوا مواطنني أم أجانب وذلك
وفق اآلليات اليت يوضحها القانون والالئحة التنفيذية التابعة له ,والذي مبوجبه يوضح طرق و آليات
فرض الضرائب يف ليبيا ,ويتضمن النظام الضرييب اللييب الضرائب املباشرة والضرائب الغري املباشرة .
أولا -:الضرائب املباشرة .
الضرائب املباشرة هي ضرائب تفرض بصفة مباشرة على الوعاء الذي يتميز باإلستقرار واإلنتظام تسجل
يف جداول إﲰية تتضمن كل املعلومات الالزمة حول املكلف واملادة اخلاضعة للضريبة ,كما يتعذر على
()1
املكلف هبا نقل عبﺌها إىل أي طرف آخر .
ولقد صدر يف ليبيا عدة تشريعات وقوانني ,تتضمن فرض ضرائب مباشرة خمتلفة األنواع حبيث تنظيم طرق
ربطها وجبايتها واإلعرتاض عليها واإلعفاء منها ,حيث ظهر أول قانون ضرائب يف ليبيا سنة 0698
وهو القانون رقم 00ومن مث صدر القانون رقم 64لسنة , 1973كما صدر القانون رقم 0لسنة
1سعيد عبد العزيز عثمان – املالية العامة مدخل حتليلي معاصر – الدار اجلامعية – بريوت لبنان – - 0228ص 041
55
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
0689بشأن الضريبة علي العقارات والذي جاء يف نص املادة األويل منه علي أنه " تفرض مبوجب
أحكام هذا القانون ضريبة سنوية علي املساكن واألراضي امللحقة هبا الواقعة داخل املناطق احلضرية " إال
أنه مت تعديل هذا القانون ابلقانون رقم 08لسنة 0661ويف سنة 0221مت تعديل نص املادة الرابعة
من الالئحة التنفيذية للقانون رقم 08لسنة 0661بقرار رقم 109من اللجنة الشعبية العامة والذي
جاء يف نص املادة األويل منه علي أنه " تتويل مصلحة الضرائب من خالل مكاتبها املختصة ,استالم
اإلقرارات وربط الضريبة وجبايتها ومباشرة اإلجراءات األخرى املتعلقة هبا كما أنه صدر يف سنة 0660
القانون رقم 01بشأن الضريبة علي املواشي ,والذي عدل ابلقانون رقم 08لسنة 0220بشأن الضريبة
علي املواشي والدواجن إال إنه مت إلغاء هذا القانون ,ومع التغريات اليت طرأت على االقتصاد الوطين
وتطوره ,كان من الضروري النظر يف استحداث هذه الضرائب لتتوافق مع هذه املتغريات والتطورات ,إىل
جانب صدور بعض القوانني املنظمة ألنواع أخرى من الضرائب املفروضة على رأس املال وتكليف مصلحة
الضرائب بتطبيق أحكام قانون مسامهة الليبيني يف الشركات العامة وقانون التضامن االجتماعي وغريها من
القوانني األخرى .
إال انه مت إلغاء قانون مسامهة الليبيني ,حبكم احملكمة العليا يف قضية الطعن الدستوري رقم (31/00ق)
الصادر بتاريخ . 2008/11/12
ويف سنة 0224صدر القانون رقم 00بشأن ضرائب الدخل وما صاحب هذا القانون من لوائح تنفيذية
وتعليمات تفسريية وإدارية ومنشورات( , )1إال إنه عدل هذا القانون ابلقانون رقم 7لسنة 2010وهو
القانون املعمول به حالياً يف ليبيا .
وتنقسم الضرائب املباشرة يف ليبيا إيل الضرائب على الدخل والضرائب علي رأس املال .
أ /الضرائب علي الدخل .
تعترب الضرائب علي الدخل من أكثر الضرائب املباشرة أمهية وإنتشاراً ,والضرائب علي الدخل يف ليبيا
تفرض على أساس مصدر كل دخل أي علي أوعية ضريبية متعددة وهي ما تسمي " الضرائب النوعية
علي فروع الدخل " ,فتفرض ضريبة على الدخل الناتﺞ عن العمل " األجور واملرتبات " وضريبة على
الدخل الناتﺞ عن رأس املال العقاري أو املنقول " ملكية العقارات وملكية األوراق املالية " أو الدخل
الناتﺞ عن العمل ورأس املال معاً " األرباح التجارية والصناعية " أي وفقا لكل نوع من الدخل تكون
معاملة ضريبية معينة وهو ما جاء يف نص املادة 13من قانون الضرائب علي الدخل والذي جاء فيها
"تفرض ضريبة نوعية وفقاً ألحكام هذا القانون علي دخل العمل وما يف حكمه ,ودخل التجارة والصناعة
واحلرف واملهن احلرة ودخل الشركاء يف اجلهات اليت تطبق مقولة شركاء ال أجراء ,والضرائب علي دخل
1موسوعة الضرائب احلديثة -مصلحة الضرائب -مطبعة أمانة مؤمتر الشعيب العام (سابقا) - 0221ص6
57
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
()1
الناتﺞ عن الودائع لدي املصارف " .
كما تفرض إيل جانب الضرائب علي فروع الدخل يف ليبيا ضرائب أخري تكميلية علي جمموع الدخل
حبيث يتم جتميع الدخول املختلفة اليت حيصل عليها املمول أايً كان مصدرها يف وعاء واحد ,ويفرض
عليها ضريبة واحدة ,وهو ما جاء يف املذكرة اإليضاحية للقانون رقم 94لسنة 0611م والئحته
التنفيذية ,فأوضحت أبن " الضريبة العامة علي الدخل تتميز أبهنا كضريبة تكميلية تنظر إيل جمموع
الدخول املتعددة وتؤدي إيل حتقيق أهداف إقتصادية وإجتماعية ,تتمثل يف تذويب الفوارق بني الطبقات
وحتقيق املساواة يف األعباء الضريبية والعدالة يف توزيع الدخول ألهنا تنظر إيل موهلا علي ضوء مركزه املايل
()2
الذي هو جمموع دخوله من مجيع أصوله وأنشطته " .
كما نصت املادة 49من ضريبة الدخل علي إنه " يخضع للضريبة الدخل الناتﺞ من مزاولة أي نشاط
تجاري أو صناعي أو حرفي ولوكان عارضًا ال يتصل بالمهنة ,كما خيضع للضريبة كل دخل انشئ من
أي مصدر أخر ال تسري عليه ضريبة نوعية أخري ,وذلك ما مل يستثىن بنص خاص يف هذا القانون
ويعترب من األحكام التجارية يف تطبيق أحكام هذا القانون تقسيم األراضي وبيعها بعد القيام بما يقتضيه
ذلك من أعمال التمهيد ,وإدارة الملكيات اإلنتاجية والخدمية الثابتة والمنقولة وتسييرها من قبل الغير
()3
أعمال السمسرة أايًكان نوعها و اإلنتفاع ابألراضي الزراعية " .
نالحظ ما سبق أن املشرع اللييب قد أخذ ابملفهوم املوسع للدخل ,فأخضع أي نشاط أو عمل للضريبة
سواء أكان هذا النشاط أو العمل يتصف ابلدوام واإلستقرار أو يكون بصفة عرضية ,وهو ما نص عليه
يف قانون الضرائب علي الدخل يف ليبيا حيث جاء فيه " خيضع للضريبة كل دخل انتﺞ يف اجلماهريية
العربية الليبية الشعبية اإلشرتاكية العظمي عن أي أصول موجودة هبا مادية كانت أو غري مادية أو من أي
نشاط أو عمل فيها ,وختضع للدخول الناجتة يف اخلارج للضريبة يف األحوال املنصوص عليها يف هذا
القانون " ابإلضافة إيل ذلك فإن املشرع اللييب أخذ مببدأ العدالة الضريبية واليت تقضي بضرورة فرض
الضريبة علي صايف الدخل وليس علي إمجايل الدخل ,إبعتبار أن الدخل الصايف يعترب أكثر تعبرياً عن
مقدرة املمول التكليفية ,فتفرض الضريبة علي الدخل بعد خصم التكاليف الالزمة للحصول عليه
كالنفقات الالزمة لإلنتاج أو تقدمي اخلدمات وغريها ,فهي ختتلف من مهنة إيل أخري مثل مثن املواد
األولية وأجور العمال والوقود والكهرابء وأقساط التأمني ,وأعمال الصيانة وأي مصروفات أخري تستخدم
1القانون رقم 1لسنة 0202بشأن الضرائب علي الدخل -موسوعة التشريعات الضريبية احلديثة يف ليبيا – مصلحة الضرائب الليبية –
– 0209ص 00
2املذكرة اإليضاحية لقانون ضرائب الدخل رقم 94لسنة 0611م – موسوعة الضرائب يف اجلماهريية العربية الليبية الشعبية اإلشرتاكية
أمانة اخلزانة مصلحة الضرائب – سنة – 0611ص 32
3القانون رقم 1لسنة 0202بشأن الضرائب علي الدخل -موسوعة التشريعات الضريبية احلديثة يف ليبيا – مرجع سابق – ص 04
57
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
للحصول علي الدخل واحلد األد ى الالزم للمعيشة ,وهو ما نص عليه يف الضرائب علي الدخل يف ليبيا
والذي جاء فيه " حتدد الضريبة سنوايً علي أساس مقدار الدخل الصايف وفقاً للمبدأ النقدي أو ملبدأ
اإلستحقاق خالل السنة الضريبية وفقاً إلختيار املمول ,ويتم حتديد الدخل اخلاضع للضريبة علي أساس
نتيجة العمليات علي إختالف أنواعها اليت ابشرها املمول ,وذلك بعد خصم مجيع التكاليف اليت يثبت
()1
أهنا قد أنفقت فعالً يف سبيل احلصول علي هذا الدخل خالل السنة املالية "
كما إن املشرع اللييب مجع بني الضرائب النوعية علي فروع الدخل وجعلها ضريبة أصلية علي ضريبة الدخل
والضرائب العامة علي الدخل وجعلها كضريبة تكميلية علي الدخل يف ليبيا ,ملا له من مزااي يف تطبيقه
سواءً ابلنسبة للممولني من جهة وإيل اإلدارة الضريبية من جهة أخري ,حبيث أفرد أحكام خاصة بكل
نوع من الضرائب يكون مبقتضاه النظر إيل الدخل من انحية مصدره الذي أنتجه ,سواء أكان هذا
املصدر رأس مال أو عمل أو تفاعل العنصرين معاً ويضع األحكام املالئمة للضريبة علي الدخل ,فمثالً
خيفف الضريبة علي الدخل اليت مصدرها العمل ,علي أساس أن صاحب الدخل غالباً ما يكون من
حمدودي الدخل ,ويرفعها علي الدخل الذي مصدره رأس املال .
وعلي املمول أو املكلف بتوريد الضريبة أن يقوم بسدادها يف املواعيد املنصوص عليه يف القانون ,وذلك
مامل حتدد األحكام اخلاصة ابلضريبة مواعيد أخري لسدادها ,وتسدد الضريبة يف مجيع األحوال إيل
املصلحة أما نقداً أو بصك مصدق من املصرف املسحوب عليه أو حبوالة بريدية مقابل إيصال أو إبحدى
الطرق اليت حيددها القانون ,وال جيوز التمسك يف مواجهة املصلحة أبي طريق من طرق الوفاء األخرى
()2
لتربئة ذمة املمول ما مل يتم النص عليها صراحة يف القانون .
كما أن دين الضريبة واجب األداء يف مقر املصلحة دون حاجة إيل املطالبة به يف مقر املدين ,وله حق
إمتياز علي مجيع األموال املستحقة علي املمول بعد دين النفقة واملصرفات القضائية ,ويسقط حق الدولة
يف املطالبة مبا هو مستحق هلا مبقتضي أحكام القانون مبضي سبع سنوات ,كمل يسقط حق املمول يف
املطالبة إبسرتداد األموال اليت دفعها زايدة علي ما أستحق عليه من الضريبة ,مبضي مخس سنوات يبدأ من
اتريخ الدفع إال إذا ظهر هذا احلق بعد إجراءات إختدهتا املصلحة فيبدأ التقادم من اتريخ إخطار املمول
حبقه يف رد األموال وتنقطع مدة التقادم من اتريخ الطلب الذي يقدمه املمول إيل املصلحة لرد الزايدة اليت
()3
أداها .
يعفي من الضرائب املفروضة علي الدخل كل شخص طبيعي ال جياوز دخله السنوي 0822دينار إذا
كان أعزب أو 0422دينار إذا كان متزوج وليس لديه أطفال يعوهلم ,كما يتمتع املتزوج إبعفاء قدره
1أنظر يف املواد 16 -0من القانون رقم 1لسنة 0202بشأن الضرائب علي الدخل -مرجع سابق – ص 00 /01
2أنظر املادة 06من الالئحة التنفيذية للقانون رقم 1لسنة 0202بشأن الضرائب علي الدخل – ص 02
3أنظر املواد 10-09-03-00من القانون رقم 1لسنة 0202بشأن الضرائب علي الدخل – مرجع سابق .
78
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
122دينار عن كل طفل من أطفاله القصر ,ويسري هذا اإلعفاء إذا كان أرمل أو مطلق وله أطفال
يعوهلم ,وكذلك األمر ابلنسبة للمرأة ,وال يسري اإلعفاء من الضريبة علي املمول أو حساهبا يف حالة
تغري احلالة اإلجتماعية أو العائلية له إال إعتباراً من الشهر التايل لتاريخ حدوثها ,ويعاقب بغرامة مقدارها
مثل الضريبة املستحقة طبقاً للربط النهائي كل من ختلف بغري عذر مقبول أو زور يف اإلقرارات
واإلخطارات أو البياانت املنصوص عليها يف القانون ,ويكون ملوظفي املصلحة الذين يصدر بتحديدهم
قرار من اللجنة الشعبية العامة بناء علي عرض األمني صفة مأموري الضبط القضائي فيما يتعلق
()1
ابملخالفات املنصوص عليها يف هذا القانون .
ب /الضرائب علي رأس املال .
الضرائب على رأس املال هي الضرائب اليت تفرض علي جمموع األموال املنقولة والعقارية اليت ميتلكها
()2
الشخص يف حلظة معينة ,والقابلة للتقدير ابلنقود سواءً كانت تدر دخالً أو ال .
فهي اليت تتخذ رأس املال وعاء هلا سواء أكان هذا الوعاء انتﺞ من األموال املدخرة أو هبة أو تركة أو
العقارات أو الضريبة علي أراضي الفضاء وغريها ,وبعكس الدخل فإن رأس املال ال يتجدد بشكل منتظم
وابلتايل فإنه يؤدي إيل إستنفاده ,كما إن تقديره يكون خالل حلظة معينة ألنه قابل للتغيري من وقت
ألخر تبعاً لتغري قيمة ما ميلكه الشخص ,ومع ذلك فقد خيرج املشرع عن األصل يف فرض الضريبة علي
األموال املتجددة كالدخل وغريه ويفرض ضريبة تكميلية علي رأس املال أبسعار منخفضة ,حتقيقاً للعدالة
بني األفراد والتفاوت بني الطبقات وذلك ابستقطاع جزء من ثروات األغنياء أصحاب رؤوس األموال ملنع
تكدس األموال عندهم ,كما إن قياس املقدرة التكليفية للممول تبعاً ملا ميلكونه من رؤوس أموال ,يعترب
أكثر عدالة من قياسها تبعاً ملا حيققونه من دخول ,ألن بعض عناصر الثروة ال تذر دخالً وبعضها يصعب
معرفتها كالنقود الغري مستثمره و الذهب وغريه ,ما يدفع أصحاهبا إيل إستثمارها وإستغالهلا وذلك
لتعويض ما إقتطعته الضريبة ,وهو ما يعود ابلنفع علي اإلقتصاد الوطين ما يدفع بعجلة التنمية إيل األمام
والضرائب علي رأس املال تفرض إما علي أساس الوصول إيل رأس املال وإقتطاع جزء منه ,أو إهنا تفرض
علي الدخل الناتﺞ من رأس املال حبيث ال تتسبب يف اإلقتطاع أو اإلنتقاص من رأس املال .
/1الضريبة علي رأس املال اليت تدفع من الدخل .
وهي الضريبة اليت تتخذ من رأس املال وعاءً هلا وإن كانت تدفع من الدخل ,حبيث تسمح ابلوصول إيل
بعض من جوانب ثروة املمول اليت ال تدر دخالً ,فهي تعد مبثابة ضريبة اثبته مفروضة علي الدخل الناتﺞ
من رأس املال ابإلضافة إيل ضريبة الدخل ,وتعترب هذه الضريبة رقابية يف النظم الضريبية اليت تعتمد يف
1أنظر تفصيل ذلك يف املواد 61 -10 -19-11من القانون رقم 1لسنة 0202بشأن الضرائب علي الدخل – مرجع سابق .
2منصور ميالد يونس – مبادئ املالية العامة – املؤسسة الفنية للطباعة والنشر – مرجع سابق – ص 049
78
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
تقدير الدخل علي إقرار املمول ,فهي تسمح ابلوصول إيل أدق املعلومات املمكنة عن رأس مال الفرد
()1
وثروته مثل اجملوهرات والتحف واهلدااي والنقود الغري مستثمرة واألراضي الغري مستغله وغريها .
وهو ما نص علية يف قانون ضريبة الدخل والذي جاء فيه " ختضع للضريبة املبالغ اليت تضاف إيل األرابح
أو ختصص لزايدة رأس املال إذا مل يكن قد سبق إخضاعها للضريبة نتيجة خصمها من الدخل اإلمجايل
طبقاً للقانون ,وتعترب هذه املبالغ دخالً حمققاً خالل السنة اليت مت فيها توزيعها أو وضعها حتت تصرف
()2
املستفيدين هبا أبي طريقة .
واملثال علي ضريبة رأس املال اليت تدفع من الدخل كأن يكون لشخص ما مبلغ قدره 020222دينار
ويدر دخالً منه قدره 0222دينار ,وأراد املشرع أن يفرض عليه ضريبة مقدارها 022دينار فإما أن
يفرض علي هذا الشخص ضريبة مباشره علي الدخل بسعر %02أو أن يفرض عليه ضريبة سنوية علي
رأس املال يكون سعرها , %203فالنتيجة واحدة يف احلالتني وهي أن الضريبة تدفع من الدخل الناتﺞ من
رأس املال .
/2الضريبة علي رأس املال اليت تقتطع جزء منه ( الضريبة العرضية ) .
فهي الضريبة اليت يكون سعرها مرتفع حبيث ال يستطيع املمول أن يدفعها من دخله ,ما يضطره األمر إيل
التصرف يف جزء من رأس ماله حيت يتمكن من سدادها ,والسبب يف ارتفاع سعر هذه الضريبة يرجع إيل
إهنا تفرض يف ظروف إستثنائية أي أن الدولة تكون يف أمس احلاجة إيل األموال ,مثل األزمات املالية اليت
()3
قد متر هبا الدولة أو نتيجة احلروب والكوارث الطبيعية وغريها .
وتنقسم الضريبة العرضية علي رأس املال إيل الضريبة اإلستثنائية علي رأس املال والضريبة علي الزايدة يف
القيمة والضريبة علي الرتكات .
فالضريبة اإلستثنائية علي رأس املال تفرض ملواجهة ظروف طارئة وإستثنائية مثل احلروب أو الكوارث
الطبيعية كالفيضاانت والزالزل واألعاصري وغريها ,فكل هذه الظروف حتدث إختالل يف ميزانية الدولة
بسبب النفقات الطارئة والكبرية اليت جيب القيام هبا إلعادة الدولة كما كانت عليه ,ما قد يدفعها إيل
اإلقرتاض وفرض ضرائب إستثنائي ة علي رأس املال لسداد مبالغ القروض العامة اليت إلتجأت إليها ,ولقد
تعرضت هذه الضريبة إيل النقد بسبب ارتفاع سعرها وأثر ذلك علي اإلقتصاد الوطين خاصة يف جمال
()4
اإلستثمار واإلدخار ,ولذلك فإن أغلب الدول قد إبتعدت عن فرض مثل هذه الضريبة .
1مراد حممد حلمي -مالية الدولة – منشورات مطبعة هنضة مصر القاهرة – مرجع سابق -ص 094
2أنظر املادة 40من القانون رقم 1لسنة 0202بشأن الضرائب علي الدخل – موسوعة التشريعات الضريبية احلديثة يف ليبيا مرجع
سابق – ص 01
3زينب حسني عوض هللا -مبادي املالية العامة – الدار اجلامعية للنشر والتوزيع بريوت لبنان – بدون سنة نشر 030 -
4حسن خلف فليح – املالية العامة – عامل الكتب احلديثة للنشر والتوزيع – مرجع سابق -ص 020
78
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
أما الضريبة علي زايدة القيمة فإهنا ال تفرض علي كل رأس املال وإمنا تفرض علي الزايدة اإلستثنائية اليت
حتصل يف قيمته ألسباب ال دخل ملالكه فيها ,كالزايدة اليت حتدث يف األوراق املالية من أسهم وسندات
ألسباب إقتصادية تقررها الدولة أو نتيجة املضاربة عليها يف البورصة ,أو الزايدة اليت تفرض علي قيمة
العقار بسبب ارتفاع سعره ,كأن يتحول العقار من منطقة سكنية إيل منطقة جتارية أو أن تقوم الدولة
بشق شارع عام أمام العقار يؤدي إيل زايدة قيمته ,ففي كل هذه احلاالت أو غريها يستفيد بعض
األشخاص من الزايدة احلاصلة يف قيمة رؤوس أمواهلم ,ومن املنطقي أن يشاركهم اجملتمع فيها بفضل
األعمال اليت قامت هبا الدولة أو الناجتة عن ظروف ال دخل جملهود املالك فيها ,ولقد تعرضت هذه
الضريبة للنقد نتيجة صعوبة التمييز بني الزايدة الناجتة عن جمهود املالك وبني الزايدة الناجتة عن الظروف
اخلارجية اليت ال دخل للمالك فيها ,كما أن الزايدة يف القيمة قد تكون ظاهرية فقط انجتة عن إخنفاض
قيمة النقود بسبب عوامل التضخم ,ونتيجة هذه اإلنتقادات فإن بعض الدول قد إبتعدت عن تطبيق هذه
()1
الضريبة وبعضهم يطبقها يف حدود ضيقة .
والضريبة علي الرتكة تعترب من أكثر الضرائب علي رأس املال إنتشاراً ,وهى الضريبة الىت تفرض على
إنتقال رأس املال من املورث إىل ورثته أو إىل املوصي هلم يف حلظة زمنية معينة عند حدوث واقعة الوفاة
وتوجد ثالث أساليب لفرض هذه الضريبة ,فقد تفرض هذه الضريبة علي جمموع الرتكة قبل قسمتها علي
الورثة أو املوصي هلم وبعد ما قد يكون علي املورث من ديون ,أو تفرض هذه الضريبة على نصيب كل
وارث أو موصي له ,حبيث يراعي املشرع درجة قرابته من املورث ونصيبه من الرتكة ابإلضافة إيل ظروفه
الشخصية ,وحيدد سعر الضريبة واإلعفاءات العائلية له وهو ما يعتربه البعض أكثر عدالة من النوع األول
الذي تفرض فيه الضريبة علي جمموع الرتكة ,كما تفرض ضريبة مزدوجة علي الرتكة وهي اجلمع بني
النوعني الضريبة علي جمموع الرتكة والضريبة علي نصيب كل وارث أو موصي له ,واحلجة يف ذلك أن
الضريبة علي جمموع الرتكة متثل ما جيب دفعه للمجتمع نظري احلماية واملسامهة يف تكوين الرتكة ,أما
الضريبة علي نصيب كل وارث فهي حتصل منهم بسبب ما حدث من زايدة علي مقدرة كل منهم
اإلقتصادية ,وجيب التعامل مع ضريبة الرتكة بعناية كبرية ,لتجنب اآلاثر السلبية اليت قد تنجم عن
اإلدخار واإلستثمار ,وخباصة أن هذا النوع من الضرائب ال يشكل جزءً كبرياً من اإليرادات الضريبية يف
معظم الدول النامية ,ونظرا للتهرب الضرييب عرب تسجيالت اإلرث قبل حاالت الوفاة على أساس
متلكات مباعة وعادة ما تكون أبمثان رمزية ال متثل واقع احلال احلقيقي لقيمة املورواثت ,كما تربز
إشكاليات كثرية ومنها تقييم األصول الثابتة واملنقولة املوروثة وإمكانية اللجوء إىل القضاء عند حدوث
1طارق احلاج – املالية العامة – دار الصفاء للنشر والتوزيع عمان – سنة - 0228ص 94
78
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
()1
املنازعات بشأهنا .
ولقد إختلفت اآلراء حول أساس فرض هذه الضريبة ,فمنهم من أخذ أبن حق اإلرث ليس حقا طبيعياً
وإمنا هو إمتياز مينحه القانون للفرد ومن مت حيق للدولة أن تقيد هذا احلق وأن تعترب نفسها شريكة يف كل
الرتكة ,وهناك فﺌة أخرى أخذت مببدأ أن الدولة حتصل على هذه الضريبة لتعويض ما ضاع على اخلزانة
العامة من هترب املورث يف حياته من دفع الضريبة املستحقة عليه ,كما ركزت فﺌة أخرى على أن الدولة
تفرضها يف مقابل اخلدمات اليت تؤديها لكل من املورث وتتمثل يف تنفيذ رغبته يف توزيع تركته يف صورة
حمدودة ,وكذلك الورثة الذين حتمي الدولة حقوقهم عند تسلم أموال الرتكة وتبدو أمهية الضريبة علي
الرتكات يف الوقت احلايل يف إهنا تؤسس رابطة بني الفرد واجملتمع فالفرد يف سبيل تكوين ثروته يف حاجة إيل
احلماية واألمن واخلدمات اليت يقدمها له اجملتمع فمن البديهي أن تشاركه الدولة اليت سامهت يف تكوين
()2
هذه الثروة يف إقتسام عناصر الرتكة مع ورثته عن طريق فرض ضريبة علي الرتكات .
ومن املالحظ إن هذه الضريبة أتخذ هبا بعض الدول العربية مثل سوراي ومصر والعراق وليبيا حيث نص
عليها يف قانون ضريبة الدخل اللييب والذي جاء فيه " إذا تويف املمول استحقت الضريبة بوفاته وعلي وكيل
الورثة أو مصفي الرتكة تقدمي اإلقرار عن نشاط املمول حيت اتريخ الوفاة ودفع الضريبة من واقع اإلقرار
()3
وذلك خالل ستة أشهر من اتريخ الوفاة ,وقبل إجراء أي توزيع للرتكة " .
فاملشرع اللييب كما جاء يف قانون ضريبة الدخل يفرض ضريبة علي جمموع الرتكة قبل قسمتها أي حتصل
الضريبة قبل توزيعها بني الورثة أو املوصي هلم ,وبعد خصم ما قد يكون علي املورث من ديون ,كما
يعفي املورث من الضريبة املستحقة عليه كلها أو بعضها يف حالة وفاته من غري تركة أو كانت الرتكة
()4
مستغرقة ابلديون .
اثنيا -:الضرائب الغري مباشرة .
الضرائب الغري مباشرة هي ضرائب تفرض بصفة غري مباشرة علي املادة اخلاضعة هلا ,بصفة متقطعة أو
عرضية ال تتطلب اجلداول اإلﲰية كما يستطيع املكلف هبا نقل عبﺌها إيل طرف أخر .
أي أن الضرائب الغري مباشرة تفرض علي الدخل مبناسبة إنفاقه أو استعماله ,وتفرض علي املال مبناسبة
إنتقاله أو تداوله ,فإستعمال املال من إنفاق وإستهالك وغريها هي وقائع تدل علي ما يتمتع به املكلف
من ثراء وقدرة علي أداء الضريبة .
1النظام الضرييب اللييب حتدي الواقع ومتطلبات اإلصالح – املنظمة الليبية للسياسات واإلسرتاتيجيات – الشبكة العامة للمعلومات -
سنة – 0209ص 08
2حممد عباس احملرزي – إقتصادايت املالية العامة – ط – 0ديوان املطبوعات اجلزائرية -اجلزائر – سنة -0223ص 090
3أنظر املادة 04من قانون ضريبة الدخل لسنة – 0202موسوعة التشريعات الضريبية احلديثة يف ليبيا – مرجع سابق – ص 08
4أنظر تفصيل ذلك يف املادة 61من قانون ضريبة الدخل اللييب لسنة . 0202
78
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
وتنقسم الضرائب الغري املباشرة يف ليبيا إىل ضرائب على االستهالك وضرائب على التداول .
فالضرائب علي اإلستهالك هي ضرائب تفرض مبوجب القيام إبنفاق الدخل ,علي سلع حمددة كإنفاق
()1
فهي متس الدخل الدخل علي إقتناء السلع اإلستهالكية أو إنفاقه علي شراء السلع اإلستثمارية ,
بطريقة غري مباشرة ,وترتبط زايدة حصيلتها بزايدة عملية اإلنفاق واإلستهالك .
وتشمل الضرائب على االستهالك يف ليبيا الضرائب اجلمركية والضريبة علي اإلنتاج والضريبة علي املالهي
ابإلضافة إيل ضريبة أخري لصاحل املكفوفني .
أما الضرائب علي التداول فهي ضرائب تفرض علي تداول رؤوس األموال بني الناس أو علي تصرفات
قانونية معينة ,كالضرائب اليت تفرض علي إنتقال امللكية وتسمي " برسوم التسجيل " والضرائب اليت
تفرض علي الشيكات املصرفية والعقود والفواتري والكمبياالت وغريها من احملررات القانونية األخرى واليت
()2
تسمي " برسوم الدمغة " .
أما ابلنسبة للضرائب الغري املباشرة يف ليبيا فلقد صدرت جمموعة من القوانني اليت تنظمها وهي كالتايل .
أ /الضريبة علي اإلستهالك .
تطرقا الباحث سابقاً وأشار إيل أن املشرع اللييب صنف جمموعة من الضرائب علي إهنا ضرائب تفرض
علي اإل ستهالك وهي الضرائب اجلمركية والضرائب علي اإلنتاج والضرائب علي املالهي وضريبة إضافية
لصاحل املكفوفني ,وسنناقش إبجياز هذه الضرائب وفقاً للتايل .
/1الضريبة اجلمركية .
الضرائب اجلمركية هي الضرائب اليت تفرض علي السلع مبناسبة دخوهلا إيل الدولة أو خروجها منها
فألصل يف الضريبة اجلمركية هو عموميتها ,أي إهنا تسري علي مجيع السلع اليت تعرب احلدود اجلمركية
للدولة إال إذا تقرر اإلعفاء منها ,فقد تلجأ بعض الدول إيل تقرير إعفاءات مجركية علي بعض السلع
بغرض جذب اإلستثمارات للدولة كأن تقرر إعفاءات علي املعدات واآلالت واملواد اليت تستخدم لغرض
التنمية أو أن تقرر إعفاءات لغرض التعاون الدويل اليت تقضي بضرورة إقامة عالقات حسن اجلوار بني
الدول مثل " نظام التجارة العابرة " ترانزيت " وغريها من اإلعفاءات األخرى اليت ترى فيها الدولة مصلحة
()3
هلا وختدم أغراضها املختلفة .
ويطلق علي جمموعة األحكام املنظمة للضرائب اجلمركية يف بلد معني ابسم التعريفة اجلمركية ,ولقد عرفت
املادة األويل من القانون رقم 02لسنة 0202م التعريفة اجلمركية أبهنا " اجلدول املتضمن تسميات
1أعاد محود القيسي – املالية العامة والتشريع الضرييب – ط – 0مرجع سابق -ص 018
2سراج أمحد اخلالط – دور النظام الضرييب يف االقتصاد اللييب – اجمللة اجلامعة – العدد اخلامس عشر -اجمللد الثالث – جامعة الزاوية –
– 0201ص 00
3منصور ميالد يونس – مبادئ املالية العامة – املؤسسة الفنية للطباعة والنشر – مرجع سابق – ص 033-031
77
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
()1
البضائع ومعدالت الرسوم اجلمركية اخلاضعة هلا والقواعد واملالحظات الواردة فيه " .
وعليه فإن البضائع اليت تدخل األراضي الليبية ,ختضع للضرائب املقررة يف التعريفة اجلمركية إال ما استثين
بنص خاص من القانون ,حبيث حيدد القانون البضائع ونسبة التخفيض أو اإلعفاء من الضرائب اجلمركية
املستحقة عليها ,وال ختضع البضائع اليت تصدر من األراضي الليبية للضرائب املقررة يف التعريفة اجلمركية
والرسوم األخرى إال إذا ورد بشأنه نص خاص من القانون .
وحتصل الضرائب اجلمركية وغريها من الضرائب والرسوم اليت تستحق مبناسبة إسترياد البضاعة أو تصديرها
وفقا للقوانني املنظمة هلا ,وال جيوز اإلفراج عن أي بضاعة قبل إمتامً اإلجراءات اجلمركية وأداء الضرائب
()2
والرسوم املستحقة ما مل ينص على خالف ذلك يف القانون .
حبيث تعرض كل بضاعة تدخل األراضي الليبية أو خترج منها على أقرب مركز مجركي من احلدود ,وجيب
تقدمي إقرار مفصل عن مجيع البضائع اليت تستورد أو تصدر وفقا ملا حتدده أنظمة اجلمارك ,ويتم تقدمي
اإلقرار عند أو بعد وصول البضائع إىل املركز اجلمركي ,ومع ذلك جيوز للمدير العام أن يرخص إبيداع
اإلقرارات قبل وصول البضائع إىل أماكن التسريح اجلمركي وفق الضوابط املقررة يف هذا الشأن ,وعلى كل
()3
مسافر أن يقدم نفسه للمركز اجلمركي املختص وفق الضوابط املقررة يف هذا الشأن .
وعلى املستوردين واملصدرين اإللتزامً ابلتشريعات واإلتفاقيات اليت تكون الدولة طرفا فيها واملتعلقة حبقوق
امللكية الفكرية املرتبطة ابلتجارة ,ومتارس اإلدارة إختصاصها علي كامل اإلقليم اجلمركي ,حبيث تنظم
نطاق للرقابة واحلراسة علي طول احلدود الربية والبحرية ,ويكون ملوظفي اجلمارك صفة مأمور الضبط
القضائي فيما يتعلق بتطبيق أحكام هذا القانون وذلك يف حدود إختصاصهم ,حبيث حيق هلم تفتيش
األماكن واألشخاص والبضائع ووسائل النقل داخل الدائرة اجلمركية ,كما ملوظفي اجلمارك حق اإلطالع
علي مجيع الدفاتر والواثئق واملستندات املتعلقة ابلعمليات اجلمركية ويف األماكن واملستودعات اخلاضعة
()4
إلشراف اإلدارة ,ولإلدارة أن تتخذ كافة التدابري الالزمة ملنع التهريب داخل الدائرة اجلمركية .
وملوظفي اجلمارك املخولني ومن يعاوهنم من اجلهات األخرى حق مطاردة البضائع املهربة ,وهلم أن يتابعوا
ذلك عند خروجها من نطاق الرقابة اجلمركية ,وهلم ايضاً حق املعاينة والتفتيش على القوافل املارة يف
الصحراء عند اإلشتباه يف خمالفتها ألحكام القانون ,وهلم يف مجيع األحوال حق ضبط األشخاص
والبضائع ووسائل النقل واقتيادهم إىل اقرب مركز للجمرك ,وهلم يف سبيل ذلك حرية التجول واملرور على
طول الساحل أو أي جزء منه أو الشواطئ أو اي ميناء أو خليﺞ أو اي طريق أو أي أراض عامة وكذلك
1الفقرة 08للمادة األويل من القانون رقم 02لسنة 0202بشأن اجلمارك الليبية .
2املادة 3من القانون رقم 02لسنة 0202بشأن اجلمارك الليبية .
3املادة 00من القانون رقم 02لسنة 0202مرجع سابق .
4انظر تفصيل ذلك يف املواد 32-46-48-41-49-43من القانون رقم 02لسنة 0202مرجع سابق .
77
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
()1
املرور خالل األراضي اخلاصة يف نطاق مخسة كيلو مرت من احلدود ابلتنسيق مع اجلهات ذات العالقة .
ولقد سبق القانون رقم 02لسنة 0202بشأن اجلمارك يف ليبيا جمموعة من القوانني األخرى اليت تنظم
عمل اجلمارك يف ليبيا حبيث صدر أول قانون مجارك يف ليبيا سنة 0634وهو القانون رقم 06ومن مث
ألغي هذا القانون مبوجب القانون رقم 91لسنة 0610حيث جاء يف نص مادته الثانية علي أنه " يلغي
قانون اجلمارك رقم 06لسنة 0634والقوانني املعدلة له ,كما يلغي كل نص آخر يتعارض مع أحكامه
ويستمر العمل ابلتعريفة اجلمركية امللحقة به والقرارات اجلمركية املعدلة هلا " ( , )2وأحتوي هذا القانون علي
عشرة أبواب و 040مادة ,تبني وتفصل أحكام الضرائب اجلمركية من حيث التحصيل واالعفاءات
اجلمركية واألشخاص اخلاضعني هلا و اجلزاءات املقرر علي التهرب من أدائها وغريها من األحكام األخرى
ومن مث عدل هذا القانون مبوجب القانون رقم 02لسنة , 0680ويف سنة 0202صدر القانون رقم
( )02اجلديد للجمارك الذي ينظم آلية عمل مصلحة اجلمارك الليبية ابإلضافة إيل الئحته التنفيذية اليت
تفصل نصوص هذا القانون وذلك مبوجب قرار اللجنة الشعبية العامة رقم , 361وهو القانون املعمول به
حالياً يف ليبيا .
/2الضريبة علي اإلنتاج .
الضرائب علي اإلنتاج هي ضرائب تفرض علي السلعة يف مرحلة اإلنتاج ,إذا عادة ما تكون السلعة
اخلاضعة للضريبة مركزة يف أيدي عدد حمدد من املشروعات وابلتايل فأهنا تكون ضريبة علي اإلنتاج ,كما
ميكن أن تفرض الضريبة علي السلعة يف مرحلة البيع ,وتسمي حينﺌذ ضريبة علي اإلستهالك .
وعليه فإنه ميكن تعريف الضريبة علي اإلنتاج أو اإلستهالك وفق ما جاء يف نص املادة الثانية من القانون
علي اهنا " تستحق ضريبة اإلنتاج أو اإلستهالك علي السلعة إبكتمال إنتاجها أو تصنيعها أو إستهالكها
()3
وال جيوز للمنتﺞ أن يتصرف يف أي سلعة إال بعد أداء الضريبة املستحقة عليها " .
وتستحق ضريبة اإلنتاج أو اإلستهالك علي السلعة إبكتمال إنتاجها أو تصنيعها أو إستهالكها ,وال جيوز
للمنتﺞ أن يتصرف يف أي سلعة إال بعد أداء الضريبة املستحقة عليها ,وجيوز للجنة الشعبية العامة
للتخطيط والتجارة واملالية ,الرتخيص لبعض املصانع أو املعامل للتصرف يف السلع اليت تنتجها قبل أداء
الضريبة عليها ,علي أن يتم سداد الضريبة املستحقة خالل مدة أقصاها ستة أشهر من اتريخ التصرف
()4
فيها .
كما تقرر جمموعة من اإلعفاءات علي ضريبة اإلنتاج ومن هذه اإلعفاءات السلع اليت تصدر إيل اخلارج أو
تنقل إيل منطقة حرة ,ابإلضافة إيل السلع اليت حتول حتويالً خاصاً إلستعماهلا يف الصناعة وكذلك
املنتجات اليت تفقد مواصفاهتا إبدخاهلا يف العمليات الصناعية إلنتاج سلعة أخري ,والكميات اليت يثبت
فقدها أو هالكها أو تلفها مبحاضر رﲰية ,ومنتجات املعاهد العلمية واجلامعات ومؤسسات التدريب
املهين وذلك يف حدود ما يلزم لألغراض التعليمية والتدريبية هلا ,والعينات اليت تستهلك يف أغراض
التحليل فهذه مجيعاً معفاة من الضريبة طبقاً للقانون ,ويعترب هترابً من أداء ضريبة اإلنتاج أو اإلستهالك
التصرف يف السلعة إبخفائها أو بيعها أو عرضها للبيع قبل أداء الضريبة املفروضة عليها إال إذا رخص
بتداوهلا فبل أداء الضريبة من اجلهات املختصة ,كما يعترب هترابً من ضريبة اإلنتاج عدم مسك السجالت
والدفاتر أو إخفائها والتزوير أو التالعب هبا ,أو منع املوظفني القائمني علي تنفيذ هذا القانون أبداء
عملهم ,ويكون ملوظفي مصلحة اجلمارك الذين يصدر بتحديدهم قرار من اللجنة الشعبية العامة
للتخطيط والتجارة املالية (سابقاً) صفة مأمور الضبط القضائي إلثبات وضبط ما يقع من خمالفات
()1
ألحكام هذا القانون .
ولقد سبق القانون رقم 06لسنة 0660جمموعة من القوانني تنظم الضرائب علي اإلنتاج واإلستهالك
منها القانون رقم 09لسنة 0694والذي عدل مبوجب القانون رقم 09لسنة , 0698وظل يعمل
هبذا القانون حيت سنة , 0660حيث صدر القانون رقم 06املتعلق بضرائب اإلنتاج واالستهالك يف
ليبيا والذي جاء يف نص املادة 03منه علي إنه " يلغي القانون رقم 1لسنة 0691بشأن فرض رسم
إنتاج علي املشروابت الروحية ,والقانون رقم 09لسنة 0694بشأن فرض رسم إنتاج علي املياه الغازية
والقانون الصادر يف مجادي الثاين 0183ه املوافق 01أكتوبر سنة 0693بشأن فرض رسم إنتاج
علي أنواع البرتول اللييب ,كما يلغي كل حكم خيالف أحكام هذا القانون " .
/3الضريبة علي املالهي .
الضريبة علي املالهي هي ضريبة تفرض علي إرتياد مرافق أو أماكن اليت جيري فيها أعمال اللهو و الرتفيه
سواءً أكانت هذه األعمال حتدث بصورة دائمة أو عارضة ,حيث جاء يف نص املادة الثانية من القانون
16لسنة 0698علي إنه " خيضع للضريبة كل مبلغ حيصل مقابل إجيار أو ختصيص األماكن أو حفظ
املالبس أو غريها من اخلدمات ,وكذلك كل زايدة يف أسعار املواد املقدمة للجمهور عالوة علي أسعارها
العادية ,وكل مبلغ أخر يؤدي ملناسبة الدخول إيل األماكن أو احلفالت أايً كانت وسيلة احلصول عليه .
وإذا كان الدخول إيل تلك احلفالت أو األماكن بدون أجرة أو أبجرة منخفضة ,وأدجمت أجرة الدخول
كلها أو بعضها يف مثن املأكوالت أو املشروابت أو اخلدمات اليت تقدم للجمهور ,فيخضع للضريبة املبلغ
1انظر املواد 3-0من القانون رقم ( )06لسنة – 0660مرجع سابق – ص . 092 / 031
77
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
()1
الزائد يف قيمة تلك املأكوالت أو املشروابت أو اخلدمات " .
كما إن املشرع اللييب حدد نسبة الضريبة علي األماكن واخلدمات اخلاضعة للضريبة ,حيث جاء يف نص
املادة األويل من القانون رقم 16لسنة 0698علي إنه " تفرض ضريبة مقدارها %02من أجرة دخول
حفالت التمثيل املسرحي واحلفالت املوسيقية أو الغنائية أو اإلستعراضية السريك ,األلعاب البهلوانية أو
اهلزلية أو السحرية أو التنومي ,حفالت الرقص سباق اخليل أو السيارات ,املبارايت واأللعاب الرايضية ,
وألعاب التسلية أايً كان نوعها ,وذلك سواءً أقيمت احلفالت يف احملال العامة أو اخلاصة كما تفرض
الضري بة املذكورة علي دخول مجيع حفالت املالهي املشاهبة ملا تقدم واليت يصدر بتحديدها قرار من جملس
الوزراء .
وتفرض ضريبة مقدارها %03من أجرة دخول احلفالت السينمائية واحلفالت األخرى املقرتنة بعرض
()2
شريط سينمائي " .
وختتص مصلحة الضرائب بتطبيق وتنفيذ أحكام هذا القانون والالئحة التنفيذية التابعة له ,حيث حتصل
الضريبة من اجلمهور بواسطة منظمي احلفالت ومستغلي األماكن واحملالت اليت ختضع أجرة الدخول إليها
للضريبة ,وعليهم أتديتها إيل خزانة مصلحة الضرائب أو اجلهة اليت يعينها هلم مدير عام هذه املصلحة
وذلك يف اليوم التايل مباشرة إلقامة كل حفلة ,ويكون أداء الضريبة يف مجيع األحوال مقروانً بكشف
مفصل حبساهبا ابلشروط واألوضاع اليت تقررها الالئحة التنفيذية ,وعلي منظم احلفالت أو مستغل املكان
أو احملل اخلاضع للضريبة أن ميسك دفرت ذا صفحات مرقمة أبرقام مسلسلة وخمتومة قبل إستعماهلا من
مصلحة الضرائب ,ويكون ملوظفي مصلحة الضرائب الذين يصدر بتحديدهم قرار من وزير املالية ,صفة
رجال الضبط القضائي إلثبات ما يقع من خمالفات إلحكام هذا القانون أو اللوائح أو القرارات الصادرة
()3
مبقتضاه .
كما إنه سبق هذا القانون قوانني أخري تنظم ضريبة املالهي وهو القانون رقم 1لسنة 0692والقانون
الصادر يف 08أغسطس لسنة 0636حيث جاء يف نص املادة 00من القانون رقم 16لسنة 0698
علي إنه " يلغي قانون ضريبة املالهي الصادر يف 08أغسطس لسنة 0636والقانون رقم 1لسنة
0692واللوائح والقرارات الصادرة بفرض ضريبة املالهي يف احملافظات الشرقية كما يلغي كل حكم أخر
خيالف أحكام هذا القانون " .
1القانون رقم ( )16لسنة 0698يف شأن ضريبة املالهي – منشور ابجلريدة الرﲰية العدد رقم 18لسنة . 0698
2القانون رقم ( )16لسنة – 0698مرجع سابق .
3انظر تفصيل ذلك يف املادة رقم 03-6-3من القانون رقم ( )16لسنة – 0698مرجع سابق .
77
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
1القانون رقم ( )4لسنة 0610بشأن فرض ضريبة إضافية لصاحل املكفوفني– منشور ابجلريدة الرﲰية العدد رقم 04لسنة . 0610
2موسوعة التشريعات الضريبية احلديثة يف ليبيا – وزارة املالية مصلحة الضرائب – سنة – 0209ص . 083
3منصور ميالد يونس – مبادئ املالية العامة – املؤسسة الفنية للطباعة والنشر – مرجع سابق – ص 038
4املادة 0من القانون رقم 039لسنة 0224بشأن الالئحة التنفيذية لضريبة الدمغة .
78
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
وضريبة الدمغة علي احملررات اثبتة يف معظم األحوال وغالباً ما يكون سعرها منخفضاً وعلي العكس من
ذلك فإن ضريبة الدمغة علي التصرفات واملعامالت والوقائع غالباً ما تكون نسبية السعر وإن كان ذلك ال
مينع من أن تكون هذه الضريبة اثبتة السعر يف بعض األحيان تسهيالً للمصلحة يف جبايتها .
وتستحق ضريبة الدمغة عند إنشاء احملرر أو إمتام التصرف أو املعاملة أو عند حدوث الواقعة اخلاضعة
للضريبة ,وإذا نشأ التصرف أو احملرر يف اخلارج ,فإنه تستحق عليه الضريبة عند إستعماله أو تنفيذه
داخل ليبيا ,كما تستحق الضريبة يف حالة العقد الشفوي عند التمسك به أمام جهات التقاضي وثبوت
وجوده ,ويتحمل الضريبة من متسك ابلعقد .
وإذا إشتملت الورقة الواحدة أكثر من حمرر أو تصرف أو معاملة إستحقت الضريبة علي كل منها ,إال إذا
كانت احملررات أو التصرف أو املعاملة مرتبطة ببعضها ال تقبل التجزئة ,فإهنا تستحق عليها الضريبة وفقاً
للسعر األعلى قيمة ,كما تستحق الضريبة علي الوعد ابلتعاقد ويعترب كالعقد األصلي فإذا أبرم العقد بعد
ذلك فال تستحق عليه إال الضريبة علي احملررات ,وإذا كان احملرر من عدة نسخ أو صور مضاة إستحقت
الضريبة علي كل نسخة أو صورة كالنسخة األصلية ,واألمر ذاته مع النسخ املصورة إذا إستعملت وتعفي
من الضريبة صور األوراق التجارية أو نسخها وصور احملررات يف حالة تقدميها مرافقة لألصل املدفوع عنه
الضريبة ,كم تعفى من ضريبة الدمغة صورة احملرر الذي حيفظ لدى املصلحة عند تقدميه إليها لسداد
()1
الضريبة علي التصرف أو غريه ما يتضمنه احملرر .
تستوىف وحتصل ضريبة الدمغة ابلكتابة علي ما تعده املصلحة من أوراق مدموغة أو بدمغها مبعرفة املصلحة
أو مبوافقتها ,أو بلصق طوابع علي احملررات أو وضع ختم خاص عليها كما حتصل ضريبة الدمغة بتوريدها
نقداً إيل املصلحة ,ويعترب الوفاء ابلضريبة ابطالً إذا مت ابملخالفة ألحكام القانون أو األحكام املقررة يف
()2
الالئحة التنفيذية التابعة له .
ال يسقط حق الدولة يف املطالبة ابلضريبة املستحقة طبقاً ألحكام القانون مبضي املدة ,كما يسقط احلق
يف اسرتداد املبالغ املدفوعة بغري وجه حق مبضي ثالث سنوات من اتريخ أدائها ,إال إذا ظهر احلق يف
طلب الرد بعد إجراءات إختدهتا املصلحة ,حيث يبدأ التقادم من اتريخ إخطار صاحب الشأن حبقه يف
الرد ,وينقطع التقادم ابلطلب الذي يرسله صاحب الشأن إيل املصلحة بكتاب مسجل برد ما أداه بغري
حق ,وال تقبل ألي سبب املطالبة برد قيمة الطوابع أو األوراق املدموغة اليت مت إستعماهلا أو الكتابة عليها
ويكون ملوظفي املصلحة الذين يصدر بتحديدهم بقرار طبقا القانون صفة مأمور الضبط القضائي فيما
يتعلق مبخالفة القانون .
1انظر تفصيل ذلك يف املواد -9-3-4-1-0من القانون رقم 00لسنة 0224بشأن ضريبة الدمغة – موسوعة التشريعات الضريبية
احلديثة يف ليبيا – سنة – 0209ص . 003 /004
2أنظر تفصيل ذلك يف املواد من 0إيل 01من الالئحة التنفيذية للقانون رقم 00لسنة 0224بشأن ضريبة الدمغة .
78
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
كما يقتضي تداول بعض الثروات تسجيل ملكيتها ملن إنتقلت إليه نظري رسم تسجيل كما هو احلال
ابلنسبة لتداول األراضي الزراعية والعقارات واملركبات وغريها ,حيث يكون رسم التسجيل نظري منفعة
حي صل عليها دافعها ,وهي تسجيل ملكيته للمال يف سجل خاص واحملافظة عليه ليكون حجة له علي
الغري يف حال حدوث منازعة ابخلصوص ,فالتداول إما أن يكون تداول قانوين أو مادي فالتداول القانوين
هو املعامالت القانونية اليت حتصل بني األفراد ,من بيع وإجيار وهبات ووصااي وغريها ,أما التداول املادي
فاملقصود به عمليات نقل األشخاص والسلع من مكان ألخر حبيث يلتزم املنتفع أبداء هذا النوع من
()1
الضريبة مقابل هذه اخلدمة .
ولقد مرت ضريبة التداول يف ليبيا مبراحل تطور كثرية مواكبة يف ذلك احلقبة اإلستعمارية السائدة يف ذلك
الوقت ,وكانت حتكمها تشريعات والئية حبيث كان يسري يف احملافظات الغربية املرسوم اإليطايل رقم
032لسنة 0601م ,يف حني كان يطبق يف احملافظات الشرقية القانون رقم 0لسنة 0633م أما يف
حمافظة اجلنوب فكان يطبق القانون رقم 06لسنة 0636م ,ولقد ترتب علي إختالف هذه
التشريعات يف البالد تفاوت فﺌات الضريبة من مكان ألخر ,ما سبب عدم املساواة بني املمولني بغض
النظر عن إختالف مكان إقامتهم وأضر مبصاحل الدولة ,وهو ما دفع اجلهات التشريعية يف ذلك الوقت
إيل إصدار قانون جديد موحد للبالد وهو القانون رقم 13لسنة 0698م ,والذي عدل ابلقانون رقم
93لسنة 0611م ومن مث جاء القانون رقم 09لسنة 0668م ولكن هذا القانون حلل حمله القانون
رقم 00لسنة 0224م والذي عدل بدوره ابلقانون رقم 8لسنة 0202م و جاء يف نص املادة األويل
علي أنه " تعدل البنود 11-08-04-00-00الوارد ابجلدول املرفق ابلقانون رقم 00لسنة
()2
0224م بشأن ضريبة الدمغة علي النحو الوارد ابجلدول املرفق هبذا القانون " .
الفرع الثاين -:اآلليات التشريعية لتطبيق الزكاة يف ليبيا.
تعترب الزكاة إحدى األدوات املالية يف اإلقتصاد اللييب ,فهي متثل مورداً متويلياً هاماً للدولة تسعى من
خالهلا لتحقيق جمموعة من األهداف اإلقتصادية واإلجتماعية ,وترجع أمهية ديوان صندوق الزكاة يف
التشريعات الصادرة منه ,والذي حيتوي على جمموعة من القوانني اليت ترسم وتوضح اإلطار الفين
والتنظيمي لصندوق الزكاة ,واليت علي أساسها حيدد أسس وضوابط حتصيل الزكاة وصرفها يف ليبيا وفق
اآلليات اليت يوضحها القانون والالئحة التنفيذية التابعة له .
ويعد صندوق الزكاة اللييب جهة إدارية ذات شخصية إعتبارية وذمة مالية مستقلة ,اتبع جمللس الوزراء
وحتت إشراف وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية ,ويتمتع ابلصفة القانونية الالزمة ملباشرة مجيع أعمال
1جمدي حممود شهاب – املالية العامة – دار اجلامعة اجلديدة اإلسكندرية – سنة - 0224ص 002/006
2أنظر تفصيل ذلك ابجلدول املرفق ابلقانون رقم 1لسنة 0202بشأن تعديل بعض البنود الواردة يف القانون رقم 00لسنة 0224
مرجع سابق – ص . 041
78
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
وتصرفات القانونية النافدة ,وهي جهة غري رحبية هتدف إلجياد أحسن الطرق جلباية الزكاة وصرفها
()1
وإستثمارها .
والزكاة يف ليبيا تنفذ وتطبق وفقاً لقانون صادر عن املشرع اللييب الذي تالحقته العديد من القرارات توضح
ص َدقــَةً تطَ ِهره ْم َوتـَزكِي ِهم ِهبَا ﴾ ( )2فهذه اآلية ِِ ِ
آلية العمل به ,إنطالقاً من قوله تعايل ﴿ خـ ْذ م ـ ْن أ َْم َواهل ْم َ
جاءت بصفة األمر للرسول عليه أفضل الصالة والسالم ,ليتويل مجع الزكاة وإعطائها ملستحقيها ,كما
بينها الرسول عليه الصالة و السالم عندما بعث معاذاً إيل اليمن حني أوصاه وقال له " فأعلمهم أن هللا
إفرتض عليهم صدقة يف أمواهلم تؤخذ من أغنيائهم وترد إيل فقرائهم فإن هم أعطوك لذلك فإايك وكرائم
أمواهلم ,وإتق دعوة املظلوم فإنه ليس بينها وبني هللا حجاب " (. )3
فمن خالل ما تقدم يتضح أن الزكاة يف األصل تدفع إيل ويل األمر وتكون حتت سلطة الدولة وإشرافها
إنطالقاً من مبدأ السياسة الشرعية اليت تفرض علي الدولة يف إطار واجبها املقرر حبراسة الدين وسياسة
الدنيا ,يتحتم عليها تقنني الزكاة إستناداً ألحكام الشرعية اإلسالمية وذلك حلماية هذه الفريضة من
الضياع ,وتوفري الطمأنينة للمزكني وإرجاع الثقة هلم يف أداء الزكاة إيل ويل األمر حيت يتم توزيعها يف
مصارفها ,وتعود علي اجلميع ابخلري وحتفظ هلم دينهم ودنياهم كما إن تقنني الزكاة حيفظ كرامة الفقري
وحيميه من مذلة السؤال ,وحتمي أموال املزكي وتضمن له وصول زكاته إيل مستحقيها .
وهو ما جعل العديد من الدول اإلسالمية ومنهم ليبيا تسرع إيل وضع قانون ينظم الزكاة وتسند أمرها إيل
جلنة أو مؤسسة أو هيﺌة لتقوم علي تنفيذ ما صدر من قوانني بشأهنا ,وسنتناول النظر يف قانون الزكاة
اللييب املعمول به ,وما صدر معه من قرارات ونبني مواطن القصور واإلشكاليات اليت تعرتيه .
أولا -:قانون الزكاة اللييب والقرارات الالحقة له .
بدأ تقنني الزكاة يف ليبيا سنة 1971م حيث صدر القانون رقم 86لسنة 1971م الذي نظم شؤون
الزكاة جبايةً وصرفاً ,وقد صدر هذا القانون مطابقاً للشريعة اإلسالمية وهو يتكون من أربعة أبواب هبا
سبع وأربعون مادة ,حيث خصص الباب األول ألحكام الزكاة ,أما الباب الثاين خصص إلجراءات
حتديد الزكاة وصرفها و خصص الباب الثالث للعقوابت ,أما الباب الرابع فكان خاص ابألحكام العامة
وصدرت استناداً إىل هذا القانون الالئحة التنفيذية له ,واليت تتكون من ثالثني مادة مث تالها صدور
()4
العديد من القرارات اليت تنظيم التطبيق العملي لفريضة الزكاة .
1دليل الزكاة الصادر عن اإلدارة العامة لشؤون الزكاة - 0223 -ص49 / 43
2سورة التوبة -اآلية 301
3أخرجه البخاري – كتاب الزكاة ابب وجوب الزكاة – حديث رقم – 0163ج – 0ص . 412
4القانون رقم 86لسنة 0610بشأن الزكاة -مصارف الزكاة بني الشريعة االسالمية والقانون اللييب -ص11
78
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
ويف سنة 1997م أعاد املشرع اللييب تنظيم الزكاة مبوجب القانون رقم 13لسنة 1997م بشأن
الزكاة ,والذي ألغى فيه القانون رقم 86لسنة 1971م ويتضمن هذا القانون أربعة عشر مادة تضع
األطر العامة لتنظيم فريضة الزكاة دون التطرق إىل اجلزئيات والتفاصيل ,ولقد جاء يف نص املادة 4منه
علي إنه " تنشأ هيﺌة تسمي اهليﺌة العامة للزكاة ويصدر بتنظيمها وحتديد إختصاصاهتا ونظام عملها قرار
من مؤمتر الشعب العام " ( )1ويقوم هذا القانون على نفس األسس اليت يقوم عليها القانون رقم 86لسنة
1971م ,إال أنه اعتمد مبدأ إلزام املكلف بدفع الزكاة يف األموال الظاهرة والباطنة ,إىل اهليﺌة العامة
()2
لشؤون الزكاة عدا زكاة الفطر.
ويف سنة 0668م صدرت الالئحة التنفيذية للقانون رقم 01لسنة 0661م مبوجب القرار رقم 3
توضح وتفسر فيه مواد هذا القانون واليت جاء يف نص املادة 0منه علي أن " الزكاة عبادة قائمة وفريضة
()3
واجبة تقوم الدولة علي جبايتها وصرفها وفقاً لألحكام املبينة يف هذه الالئحة " .
حيث إحتوت هذه الالئحة علي مثاين فصول فجاء يف الفصل األول أحكام عامة واليت عرفت ابلزكاة
وشروطها واألموال اليت جتب فيها ووقت أدائها ,أما يف الفصل الثاين فأوضح نصاب الزكاة ومقدارها
ويف الفصل الثالث بني فيه زكاة الدين والوقف ,والفصل الرابع تناول زكاة الفطر أما الفصل اخلامس
فجاء فيها مصارف الزكاة والفصل السادس أوضح ألية تقدمي اإلقرارات أما التظلم وإجراءاته فكان يف
الفصل السابع والفصل الثامن إحتوى علي أحكام ختامية ,وظل يعمل هبذا القانون والئحته التنفيذية
حيت سنة 0223م واليت صدر فيها القرار رقم 30لسنة 2005م بشأن حتديد مستحقي الزكاة وبيان
قواعد صرفها وحصيلتها ,حيث نص يف املادة 0منه علي إنه " تصرف حصيلة الزكاة اليت جتبيها اهليﺌة
العامة لألوقاف وشؤون الزكاة يف املصارف األتية وابلنسب املقررة لكل منها ,فتصرف لفﺌة الفقراء
واملساكني نسبة وقدرها %33من حصيلة الزكاة ,أما العاملون عليها فتصرف هلم نسبة مقدرها %02
من حصيلة الزكاة ,واملؤلفة قلوهبم فتصرف هلم نسبة مقدرها %02من حصيلة الزكاة ,والغارمون
فتصرف هلم نسبة مقدرها %02من حصيلة الزكاة ,ويف سبيل هللا فتصرف هلم نسبة مقدرها %02
من حصيلة الزكاة ,أما إبن السبيل فيخصص له %3من الزكاة " )4( .وظل يعمل هبذا القرار حيت
سنة 0228م واليت صدر فيها القرار رقم 185بشأن أسس وضوابط حتصيل الزكاة وصرفها ( , )5وبعد
األحداث اليت مرت هبا ليبيا يف سنة , 0200جاء جملس الوزراء يف سنة 0200م وأصدر القرار رقم
49بشأن إنشاء صندوق الزكاة اللييب حيث نص يف مادته األويل على أن " ينشأ وفقاً ألحكام هذا
القرار صندوق يسمى صندوق الزكاة يكون له الشخصية اإلعتبارية والذمة املالية املستقلة وخيضع
إلشراف وزارة األوقاف والشؤون الدينية " ( ,)1وتاله بعد ذلك صدور القرار رقم 204من نفس السنة
,بشأن تشكيل جملس إدارة صندوق الزكاة و القرار رقم 349لسنة 2012م واملتعلق إبعتماد اهليكل
التنظيمي لصندوق الزكاة وتنظيم جهازه اإلداري حيث جاء يف نص املادة األويل منه علي أنه " يعتمد
اهليكل التنظيمي لصندوق الزكاة املنشأ مبوجب قرار جملس الوزراء رقم 46لسنة 0200م وينظم جهازه
()2
اإلداري علي النحو املرفق هبذا القرار " .
وقام بعد ذلك جملس إدارة صندوق الزكاة ,إبصدار قرار رقم 32لسنة 2013م بشأن حتديد أسس
وضوابط حتصيل الزكاة وصرفها ,وظل يعمل به حيت سنة 0203م حيث أصدر رئيس جملس إدارة
صندوق الزكاة القرار رقم 17بشأن حتديد أسس وضوابط حتصيل الزكاة وصرفها ,ويقوم هذا القرار
علي نفس األسس اليت يقوم عليها القرار رقم 10لسنة 0201م ,ويف 0206/0/1م أصدر جملس
إدارة صندوق الزكاة القرار رقم 0بشأن حتديد أسس وضوابط حتصيل الزكاة وصرفها ,والذي جاء يف
نصوصه بعض التعديالت ملواد القرار رقم 01لسنة 0203م ,فكان التعديل يف املادة 4من القرار
حبيث أصبحت مدة العضوية يف اللجنة اإلستشارية الفرعية ابملكتب سنة واحدة قابلة للتجديد ,بعد أن
كان املدة سنتني قابلة للتجديد ملرة واحدة ,كما جاء التعديل أيضاً يف نص املادة 00من القرار رقم
01لسنة 0203م ,حبيث أصبح الفرد املستحق للزكاة يف سهم الفقراء واملساكني أال يزيد دخله عن
032دينار بعد ما كان 022دينار يف القرار السابق لسنة 0203م ,ابإلضافة إيل توضيح ألية
الصرف يف هذا السهم حبيث أصبحت اإلعانة إما أن تصرف يف صورة إعانة شهرية (منحة ) ,أو
اإلعانة لغرض العالج أو اإلعانة علي الزواج أو اإلعانة علي شراء و بناء املنازل أو اإلعانة علي إكمال
املنازل وصيانتها أو اإلعانة علي فرصة عمل حبيث يتم شراء ملن له حرفه ,املعدات و األدوات الالزمة
حلرفته ,كما جاء التعديل ايضاً يف نظام الصرف ابلنسبة لسهم املؤلفة قلوهبم حبيث أصبحت املكافﺌة اليت
تصرف للفرد املسلم اجلديد 122دينار عند إشهار إسالمه ألول مرة بعد أن كانت 122دينار يف
القرار السابق ,كما يصرف له منحة شهرية وملدة سنة واحدة من اتريخ إشهار إسالمه مقدارها 422
دينار بعد أن كانت 022دينار يف القرار السابق ,أما املسلم اجلديد رب العائلة فتصرف له مكافﺌة
مقدارها 0222دينار عند إشهار رب األسرة إسالمه ألول مرة بعد ما كانت 322دينار ,وتصرف
له منحة شهرية وملدة سنة من اتريخ إشهار إسالمه مقدارها 122دينار بعد ما كانت 022دينار يف
القرار السابق ,كما إشتمل التعديل علي سهم الغارمون فكان التعديل أيضاً يف نظام الصرف حبيث
أصبح يصرف للغارم إمجايل غرمه إذا بلغ 9222دينار فأقل بعد إن كان 1222دينار يف القرار
()1
السابق لسنة 0203م .
هذا جل ما جاء يف قانون الزكاة من قوانني وقرارات واملعمول به يف ليبيا حيت اتريخ إعداد هذه الرسالة
وسنتناول اتلياً بعض إشكاليات هذه القرارات والقوانني وذلك وفقاً للتايل .
اثنيا -:إشكاليات قانون الزكاة اللييب .
تناول الباحث يف الفقرة السابقة تطور قانون الزكاة يف ليبيا و القرارات التابعة له ومن خالل تتبع هذه
القوانني والقرارات ,يتضح أن القانون املعمول به حالياً يف ليبيا هو القانون رقم 01لسنة 0661م
والالئحة التنفيذية التابعة له والصادرة وفق القرار رقم 3لسنة 0668م ,وابقي القرارات الالحقة له
حيت سنة 0206م ,وسنتناول يف هذه الفقرة اإلشكاليات ومواطن القصور اليت تعرتي هذا القانون
والقرارات الالحقة له وذلك وفق التايل .
أ /اإلشكاليات القانونية املتعلقة ابلعمل املؤسسي لصندوق الزكاة اللييب .
تعترب مؤسسات الزكاة من البنيات األساسية للنظام املايل اإلسالمي يف ظل الدولة اإلسالمية الىت تطبق
شرع هللا تطبيقاً شامالً ,ويقصد ابلعمل املؤسسي لصندوق الزكاة كافة األعمال واإلجراءات املتعلقة
أبسس وضوابط حتصيل الزكاة وصرفها وفقاً ألحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية .
ومن خالل ما تقدم من القوانني والقرارات املتعلقة ابلزكاة يف ليبيا ,فإن هذه القوانني والقرارات تعاين من
بعض القصور واإلشكاليات ومنها ,عدم وجود يف القانون والقرارات التابعة له الشروط اليت جيب توافرها
يف موظف صندوق الزكاة من حيث التخصص والكفاءة ,حيث نص يف املادة 02من القرار رقم 46
لسنة 0200م علي إنه ينقل للعمل ابلصندوق العاملني ابهليﺌة العامة األوقاف وشؤون الزكاة ,سابقاً
بذات أوضاعهم الوظيفية ,وهذا يعد إشكاالً إذ أنه البد علي من يعمل بصندوق الزكاة أن يكون من
ذوي اإلختصاص وأن يكون ملم أبحكام الزكاة لضمان تطبيقها علي الوجه الشرعي الصحيح ,ولذلك
جيب أن يتضمن القانون علي أحكام تتعلق ابملوظف والوظيفة ,وعلي ديوان صندوق الزكاة أن يطور من
سياسات العمل ابلصندوق ,حبيث ينمي قدرات املوظفني الوظيفية ابلدورات املتخصصة بعمل مؤسسة
الزكاة لضمان تطبيق سياسات الصندوق علي الوجه األمثل .
ومن إشكاليات العمل املؤسسي لصندوق الزكاة اللييب ,عدم وجود آلية للتنسيق والتكامل بني اجلهات
املختصة واملعنية بتنفيذ قانون الزكاة وما تبعه من قرارات ,وعدم وضوح آلية العمل بني هذه اجلهات
1قرار جملس إدارة صندوق الزكاة رقم 0لسنة 0206م – بشأن أسس وضوابط حتصيل الزكاة وصرفها .
77
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
فعلي الرغم من أن القانون رقم 01لسنة 0661م نص يف املادة 3علي حرية احلجز اإلداري دون
احلاجة إلختاذ أية إجراءات قضائية يف حالة إمتناع املكلف ابلزكاة عن أدائها ,كما نص يف املادة 1علي
عقوبة بغرامة ال تتجاوز ثلثي قيمة الزكاة املستحقة وال تقل عن مثل الزكاة ,ونص أيضاً يف املادة 6علي
إنه ملوظفي الزكاة الذين يصدر بتسميتهم قرارا من أمني اللجنة الشعبية العامة للعدل صفة مأمور الضبط
القضائي ,إثبات ما يقع من خمالفات ألحكام قانون الزكاة ,إال إنه مل يوضح يف القانون اإلجراءات اليت
جيب أن تتخذ لتطبيق القانون و آليات التنسيق بني اجلهات اليت هلا احلق يف تنفيذ ذلك .
ب /اإلشكاليات القانونية املتعلقة إبستثمار أموال الزكاة يف ليبيا .
إن فكرة قيام مؤسسة الزكاة إبستثمار جزء من أموال الزكاة يف املشاريع اإلستثمارية فكرة مستحدثة
إقتضتها الظروف احلالية لتطور الدولة ,فعلي الرغم من أن القرآن الكرمي قد حدد مصارف الزكاة
وحصرها يف مثاين أصناف ,إال إنه ترك جماالً واسعاً لإلجتهاد يف ابب الزكاة من حيث طريقة مجعها
وحفظها وتوزيعها ,وهي تعترب من أحد مزااي الشريعة اإلسالمية اليت حددت األحكام والقواعد العامة
هلا وتركت جماالً لإلجتهاد يف تفاصيل نصوصها لضمان تطبيقها علي الوجه الصحيح ,فاإلسالم حث
ضالصالة فَانتَ ِشروا ِيف األ َْر ِ
ت َّ ِ
املسلمني علي تنمية أمواهلم بطريقة اإلستثمار لقوله تعايل ﴿ فَِإ َذا قضيَ ْ
اَّللَ َكثِرياً لَ َعلَّك ْم تـ ْفلِحو َن ﴾ ( )1فهذه األية جاءت بلفظ األمر لإلنتشار يف ض ِل َِّ
اَّلل َواذْكروا َّ َوابْـتَـغوا ِم ْن فَ ْ
األرض أي للعمل و اإلبتغاء من فضل هللا وهو طلب الرزق وتبادل املنافع بني الناس وهذه كلها من
وجوه اإلستثمار ,كما أوضحت ذلك السنة النبوية الشريفة فعن عروة بن أيب اجلعد البارقي قال " أن
النيب صلي هللا عليه وسلم اعطاه دينار يشرتي به أضحية أو شاه ,فإشرتى شاتني فباع إحدامها بدينار
فأاته بشاة ودينار فدعا له ابلربكة يف بيعه كان لو إشرتى تراابً لربح فيه " ( )2فمن هذا احلديث يتضح أن
النيب صلي هللا عليه وسلم كان يثين علي عروة بن أيب اجلعد علي ما فعله من حتريك املال ودعا له ابلربكة
وهذا يدل علي احلث إلستثمار األموال وتنميتها .
وإستثمار أموال الزكاة هو أن يقوم صندوق الزكاة أو مؤسساهتا أبخذ جزء من مال الزكاة والعمل علي
تنميته إبقامة املشاريع الزراعية والصناعية والتجارية اليت تدر أرابحاً ,متاشياً مع التطورات اإلقتصادية
احلديثة وتوزيعها علي الفقراء واحملتاجني ,دون أن ميلك هلم أصل املشروع ويبقى املشروع حتت وصاية
()3
وإشراف مؤسسة الزكاة إبعتبارها أصول زكاتيه ال جيوز التصرف فيها إال لصاحل مصارفها .
ولقد أقر املشرع اللييب مبدأ إستثمار أموال الزكاة يف املادة 0من قرار جملس الوزراء رقم 46لسنة
0200م ,والذي نص فيه علي إختصاص صندوق الزكاة إبدارة أموال الزكاة وتنميتها وهو ما أكدته
القرارات الالحقة له ,حيت سنة 0206ومل يرد أو ينص يف مجيع هذه القرارات علي أي إجراءات أو
أليات تضبط العمل هبذا اجلزء من الزكاة ( إستثمار أموال الزكاة ) ,وهذا يعد إشكاالً يف قانون الزكاة
ألهنا بذلك تفتح الباب أمام التالعب أبموال الزكاة وضياعها علي مستحقيها ,وابلتايل علي املشرع أن
يتدارك هذا القصور ويصدر قانون ينظم العمل أبموال الزكاة ,وطرق توظيفها علي الوجه الشرعي األمثل
77
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
املطلب الثاين
اآلليات التنظيمية يف التشريع لتطبيق الضريبة والزكاة يف ليبيا
ميثل التنظيم اإلداري أمهية كبرية يف بناء املؤسسات اإلدارية للدولة واستمراريتها ألنه يهتم بتقسيم العمل
وتوزيعه بني األفراد ,فالتنظيم هو الذي يؤدي إيل توحيد اجلهود للوصول لتحقيق األهداف ,ويؤدي إيل
عدم تداخل الصالحيات وإبعاد النزاعات حول اإلختصاصات ويساعد علي اإلستخدام األمثل
للكفاءات البشرية من حيث توزيع األدوار الوظيفية وحتديد النشاطات ,وتسهيل عمليات االتصال
اإلداري بني املستوايت اإلدارية فهو يوفر اإلطار الذي يتحرك األفراد داخله ,و ينظر له علي انه منوذج
وشبكة عالقات عمل بني خمتلف املستوايت اإلدارية ,فحىت تقوم املنظومة اإلدارية بتحقيق أهدافها
جيب العمل علي تصميم هيكل تنظيمي واضح حيدد األدوار واملسميات واملهام داخل املؤسسة اإلدارية
()1
الواحدة .
وعليه فإننا سوف نتحدث يف هذا املطلب عن املنظومة اإلدارية ملصلحة الضرائب الليبية وصندوق الزكاة
اللييب موضحاً من خالهلا التقسيم اإلداري واهليكل التنظيمي هلما وذلك وفقا ملا سيايت بيانه .
الفرع األول -:اآلليات التنظيمية يف التشريع لتطبيق الضريبة يف ليبيا .
تعترب اإلدارة الضريبية ( مصلحة الضرائب الليبية ) ,جزءاً من اإلدارة املالية للدولة ( وزارة املالية ) واليت
هي بدورها جزءاً من اإلدارة العامة للدولة .
واإلدارة العامة للدولة ,هي كل جهد أو نشاط مجاعي داخل املؤسسات العامة يتصل إبمتام أو تنفيذ
األعمال بواسطة املوظفني عن طريق ختطيط وتنظيم وتنسيق ورقابة جمهود اهتم وتصرفاهتم من جانب
واستخدام اإلمكاانت املادية على الوجه األمثل من جانب آخر ,قاصده بذلك إشباع احلاجات العامة
()2
مبقتضى أحكام الدستور والقوانني السائدة يف الدولة .
أما اإلدارة الضريبية فيقصد هبا ,السلطة التنفيذية اليت يناط هبا تنفيذ التشريعات النافدة يف الدولة
وذلك من خالل التخطيط ورسم السياسات العامة وإعداد برامﺞ العمل واجلدولة الزمنية لألنشطة
املختلفة للعمل الضرييب ,وختتص اإلدارة الضريبية بتنفيذ القانون الضرييب والتحقق من سالمة تطبيقه
وذلك محاية ملصاحل اخلزينة العامة للدولة من جهة ومحاية حقوق املمولني من جهة أخرى ,وحيدد
القانون الضرييب عالقة اإلدارة الضريبية ابملمولني ,من حيث بيان حقوق وواجبات كل طرف وعليه فإنه
يقع على عاتق اإلدارة الضريبية مهام كبرية أمهها ,التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة .
1موسي اللوزي -التنظيم وإجراءات العمل -دار وائل للنشر -اإلسكندرية -الطبعة األويل - 2002-ص 49
2جمدي نبيل حممود شرعب – إمتيازات اإلدارة الضريبية – دراسة حتليلية للنظام القانوين الضرييب الفلسطيين – رسالة ماجيستري يف
املنازعات الضريبية جامعة النجاح الوطنية فلسطني – سنة – 0229ص06
77
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
ففي جمال التخطيط -:تعمل اإلدارة الضريبية على حتليل األهداف الواجب حتقيقها ورسم السياسات
الضريبية وتنسيق األنشطة ,لتحديد حصيلة اإليرادات السنوية من ضريبة الدخل حيث يساعد ذلك
على وضع اخلطط والربامﺞ دون إرهاق للميزانية .
ويبدأ قسم التخطيط ابإلدارة التنفيذية حبصر كافة األعمال املتأخرة و ما كان مستهدفا وفقا للخطة
الضريبية اليت حددهتا يف العام السابق مث حيدد املطلوب إجنازه هذا العام على ضوء حجم األعمال
املتأخرة و املستهدفة وفقا للخطة الضريبية اليت حددهتا اإلدارة املركزية و يقوم بناء على ذلك بوضع
أهداف النشاطات و العمليات املختلفة ,و حيدد املعايري و معدالت األداء اليت تؤدي إىل إجناز
األعمال املطلوبة .
أما يف جمال التنظيم -:فيقع على عاتق اإلدارة الضريبية تشكيل اهليكل التنظيمي للدائرة ,وحتديد
الوظائف والصالحيات مبوجب القوانني واألنظمة السائدة .
ويف جمال التوجيه -:تقوم اإلدارة الضريبية إبصدار األنظمة واللوائح والتعليمات اليت تساعد املوظفني يف
عملهم ,كإصدار الكشوفات اخلاصة ابلتقدير والربط والتحصيل .
ويف جمال الرقابة -:تقوم اإلدارة الضريبية بعمل رقابة دورية على املوظفني ملراقبة كيفية إجنازهم لعملهم
()1
ابإلضافة لتقييم العمل وحتديد العقبات اليت حالت دون الوصول إىل األهداف املرجوة .
وعليه فإننا سوف نتناول دراسة اجلانب التنظيمي للضرائب يف ليبيا وذلك وفقاً للتايل .
أولا -:مهام وإختصاصات مصلحة الضرائب الليبية .
ختتص مصلحة الضرائب الليبية مبجموعة من املهام و اإلختصاصات منها إختاذ كافة اإلجراءات الالزمة
لتنفيذ التشريعات الضريبية واللوائح والقرارات املكملة هلا ,و حفظ ملفات املمولني ومتابعتهم وإختاذ
كافة اإلجراءات القانونية الالزمة ملتابعة املتخلفني منهم عن الدفع ,و إعداد ودراسة ومناقشة إتفاقيات
منع اإلزدواج الضرييب بني ليبيا والدول األخرى ,و اإلشرتاك يف عضوية اللجان املشرتكة مع الدول
الشقيقة والصديقة ,و مجع البياانت اإلحصائية اخلاصة جبميع الضرائب علي اختالف أنواعها و
اإلشراف علي اصدار املستندات ذات القيمة والنماذج الضريبية وحفظها وتداوهلا ,و إقرتاح السياسات
الضريبية وتطوير التشريعات القائمة مبا يتالئم وحيقق أهداف السياسة املالية للدولة ,و إعداد مشروعات
القوانني واللوائح وإقرتاح التعديالت الالزمة للقوانني الضريبية ,و املشاركة يف إعداد القوانني اليت هلا
عالقة ابلشأن الضرييب ,وإقامة الندوات الداخلية واملشاركة يف املؤمترات الدولية املتعلقة ابلضرائب هبدف
()2
تطوير العمل الضرييب .
1حامد عبد اجمليد دراز -النظم الضريية -ط -0منشورات الدار اجلامعية بريوت لبنان -سنة -0661ص 002 / 030 /90
2املادة 0من القانون رقم 131لسنة 0200م – مرجع سابق – ص0
888
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
888
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
العمل ابلقسم وإحالتها ايل مدير عام اإلدارة التابع هلا ,و القيام أبية أعمل أخرى يكلف هبا ذات
()1
عالقة بعمل القسم .
ج /قسم الشؤون القانونية ويتبع مباشرة املكتب القانوين ابملصلحة -:
وخيتص هذا القسم إب عداد الرأي القانوين فيما يعرض عليه من املوضوعات املختلفة و مراجعة العقود اليت
ختص عمل اإلدارة ,ابإلضافة إيل متابعة القضااي اليت ترفع من اإلدارة أو عليها وإعداد املذكرات القانونية
اليت تبني وجهة نظر اإلدارة يف شأهنا ,و املشاركة يف عضوية جلان الصلح يف اإلدارة ابلتنسيق مع
املكتب القانوين ابملصلحة ,و اإلتصال بوزارة العدل واإلدارة العامة للقانون وإدارة القضااي لبحث
املسائل املتعلقة ابإلدارة ,و إعداد الردود القانونية علي الرسائل الواردة ايل اإلدارة و متثيل اإلدارة يف جلان
النازعات الضريبية اإلبتدائية واإلستﺌنافية برتشيح من املكتب القانوين ابملصلحة وبتفويض صادر من مدير
عام املصلحة ,و إعداد التقارير الدورية واإلستﺌنافية بصورة مفصلة عن سري العمل ابلقسم وإحالتها ايل
مكتب الشؤون القانونية ابملصلحة ,القيام أبية أعمال أخرى يكلف هبا ذات عالقة بعمل القسم .
د /قسم املراجعة الداخلية ويتبع مباشرة مكتب املراجعة الداخلية ابملصلحة -:
وخيتص هذا القسم بتوىل أعمال املراجعة املسبقة والالحقة لعمليات الصرف والتأكد من تطبيق
التشريعات واللوائح النافذة ,ابإلضافة إيل جرد اخلزينة واملستندات ذات العالقة ابلصرف بشكل دوري
ومفاجئ ,و إعداد التقارير الدورية واإلستﺌنافية بصورة مفصلة عن سري العمل ابلقسم وإحالتها ايل
مكتب املراجعة الداخلية ابملصلحة ,و اإلشرتاك يف أعمال اجلرد السنوي للمخازن واألصول األخرى
للمصلحة و القيام أبية أعمال أخرى يكلف هبا ذات عالقة بعمل القسم .
()2
ه /قسم التفتيش ويتبع مباشرة مكتب التفتيش ابملصلحة -:
وخيتص هذا القسم بتنفيذ برامﺞ التفتيش الدورية واملفاجﺌة علي اإلدارات واملكاتب التابعة هلا للتحقق من
سالمة تطبيق القوانني الضريبية ولوائحها وتعليماهتا الفنية واإلدارية ,و التفتيش علي ملفات املمولني
والسجالت والواثئق للتأكد من التزام موظفي الضرائب بتطبيق أحكام القوانني واللوائح والتعليمات
السارية وتقدمي تقارير دورية بذلك للرئيس املباشر ,ابإلضافة إيل دراسة التقارير املتعلقة حباالت إلغاء
الربط الضرييب قبل التنفيذ وحاالت التحصيل بدون وجه حق قبل رد املبالغ غري املستحقة ,و املشاركة
يف عضوية جلان الصلح يف اإلدارة ابلتنسيق مع مكتب التفتيش ابملصلحة ,و إعداد التقارير الدورية و
اإلستﺌنافية بصورة مفصلة عن سري العمل ابلقسم وإحالتها ايل مكتب التفتيش ابملصلحة ,و متابعة
إتفاقيات توريد ضريبة الدمغة من حيث مدى االلتزام ببنود اإلتفاقية ونصوص القانون .و التفتيش
الدوري علي اجلهات اليت هلا عالقة بعمل مصلحة الضرائب ,و تنفيذ توجيهات وتعليمات مكتب
التفتيش ابملصلحة ,و القيام أبية أعمال أخرى يكلف هبا ذات عالقة بعمل القسم .
و /قسم احلاسب اآليل ويتبع مباشر إدارة تقنية املعلومات ابملصلحة -:
وخيتص هذا القسم بتحديد اإلحتياجات الالزمة لتسيري العمل داخل اإلدارة واملكاتب التابعة هلا
ابإلضافة إيل إعداد التقارير الدورية واإلستثنائية بصورة مفصلة عن سري العمل ابلقسم وإحالتها ايل إدارة
تقنية املعلومات ابملصلحة ,و متابعة حسن سري عمل املنظومات يف اإلدارة واملكاتب التابعة هلا و
مسك وحفظ السجالت والبياانت والواثئق املتعلقة بعمل القسم ,و ضبط ومراقبة عمليات إصدار
األرقام الضريبة للممولني ,والقيام إبعداد التقارير الدورية عن األعطال اخلاصة بشبكات وأجهزة
احلاسب اآليل وملحقاهتا وإحالتها إيل إدارة تقنية املعلومات ابملصلحة ,ابإلضافة إيل أي أعمال أخرى
يكلف هبا ذات عالقة بعمل القسم .
()1
ز /قسم ضريبة الشركات -:
وخيتص هذا القسم بتنفيذ قانون ضرائب الدخل فيما يتعلق بضريبة الشركات علي مجيع دخول الشركات
الوطنية وفروع الشركات االجنبية واألشخاص اإلعتبارية العامة واخلاصة ,و حصر الشركات اخلاضعة
لضريبة الشركات بكافة السبل اليت تضمن حتصيل هذه الضريبة ,ابإلضافة إيل تلقي إقرارات الشركات
وإعالهنا بسداد الضريبة املستحقة عليها ,و مجع البياانت واملعلومات اليت تساعد القسم يف مارسة
إجراءات الربط الضرييب ,و فحص ومراجعة إقرارات ودفاتر وحساابت الشركات وحترير حماضر مناقشة
متهيدا لربط الضريبة عليها ,ومراجعة مناذج الربط الضرييب اخلاصة ابلشركات ,ابإلضافة إيل إخطار قسم
اجلبابة بربط الضريبية املستحقة علي الشركات لقيدها بسجالته ومتابعة حتصيلها ,و حصر الشركات
املتخلفة عن تقدمي اإل قرارات ومجع املعلومات واجراء التحرايت اليت تساعد القسم يف القيام ابألعمال
املكلف هبا ,والقيد يف السجالت اخلاصة مبتابعة فحص وربط الضريبية علي الشركات و القيام أبية
أعمال أخرى يكلف هبا ذات عالقة بعمل القسم .
()2
ح /قسم ضريبة األرابح التجارية -:
وخيتص هذا القسم بتنفيذ قانون ضرائب الدخل فيما يتعلق ابلضريبة علي دخل التجارة والصناعة
واحلرف ,و حصر املمولني اخلاضعني لضريبية الدخل علي التجارة والصناعة واحلرف ومسك سجالت
حلصرهم ,و تلقي إقرارات املمولني وإعالهنم بسداد الضرائب املستحقة عليهم و مجع البياانت
واملعلومات واجراء التحرايت اليت تساعد يف الفحص الضرييب ,و فحص ومراجعة إقرارات املمولني
املسجلني ابلقسم ومراجعة مناذج الربط الضرييب اخلاصة ابملمولني ,و متابعة املصارف يف عملية خصم
فوائد الودائع وحساابت التوفري من املنبع وتوريدها ايل اإلدارة ,و إخطار قسم اجلبابة بربط الضريبة
املستحقة علي املمولني لقيدها بسجالت ومتابعة حتصيلها ,و حصر املمولني املتخلفني عن تقدمي
اإل قرارات ومجع املعلومات واجراء التحرايت اليت تساعد القسم يف القيام ابألعمال املكلف هبا ,و القيد
يف السجالت اخلاصة مبتابعة فحص وربط الضريبة علي املمولني اخلاضعني للضريبة علي األرابح التجارية
و القيام أبية أعمال أخري يكلف هبا ذات عالقة بعمل القسم .
ط /قسم ضريبة املهن احلرة -:
وخيتص هذا القسم ب تنفيد قانون ضرائب الدخل فيما يتعلق ابلضريبة علي دخل املهن احلرة و حصر
املمولني اخلاضعني هلذه الضريبة ,ومسك السجالت اخلاصة حبصرهم و تلقي إقرارات املمولني وإعالهنم
بسداد الضرائب املستحة عليهم ,و مجع البياانت واملعلومات واجراء التحرايت اليت تساعد يف الفحص
الضرييب ,و فحص ومراجعة اقرارات املمولني املسجلني ابلقسم ومراجعة النماذج الربط الضرييب اخلاصة
ابملمولني ,وإخطار قسم اجلبابة بربط الضريبة املستحة علي املمولني لقيدها بسجالت ومتابعة حتصيلها
وحصر املمولني املتخلفني عن تقدمي اإلقرارات ومجع املعلومات واجراء التحرايت اليت تساعد القسم يف
القيام ابألعمال املكلف هبا ,و القيد يف السجالت اخلاصة مبتابعة فحص وربط الضريبة علي املمولني
اخلاضعني للضريبية علي املهن احلرة ,و القيام أبية أعمال أخرى يكلف هبا ذات غالقة بعمل القسم .
ي /قسم ضريبة األجور واملرتبات -:
خيتص هذا القسم حبصر ملفات املمولني والعاملني لديهم اخلاضعني هلذه الضريبة ومسك سجالت
حلصرهم ,و مجع البياانت واملعلومات واجراء التحرايت اليت تساعد القسم يف ربط الضريبة علي املمولني
ابلصورة الصحيحة ,وحصر املمولني الذين مل يتقدموا إبقراراهتم الضريبية أو أتخروا يف توريد الضريبة
املستحقة علي العاملني لديهم وإختاذ كافة اإلجراءات الالزمة لتحصيل الضريبة منهم ,وإخطار قسم
اجلباية بقيمة الضريبة املستحقة علي املمولني اخلاضعني هلذه الضريبة ,و القيام أبية أعمال أخرى يكلف
هبا ذات عالقة بعمل القسم .
()1
ك /قسم ضريبة الدمغة -:
خيتص هذا القسم ب تنفيذ قانون ضرائب الدمغة والئحته التنفيذية والتعليمات التفسريية واإلدارية الصادرة
بشأنه ,وتقدير ضريبة الدمغة املستحقة علي احملررات والتصرفات واملعامالت والوقائع املختلفة واختاذ
إجراءات حتصيلها طبقا للقانون ,وحفظ التصرفات واحملررات املسجلة مسلسلة ومرقمة يف ملفات
للرجوع اليها عند احلاجة ,وإخطار األقسام واملكاتب الضريبية القائمة علي تنفيذ قانون ضرائب الدخل
ابلتصرفات واحملررات ذات العالقة بربط ضريبة الدخل علي مويل تلك الضرائب ,والتفتيش علي مجيع
اجلهات اخلاضعة لقانون ضريبة الدمغة بغرض التأكد من دقة وسالمة تنفيذه ,وإعداد تقارير دورية عن
املشاكل اليت تصادف التطبيق الفعلي عند تنفيذ القانون لدراستها ووضع احللول املناسبة هلا ,وإستالم
طوابع وأوراق ومستندات الدمغة من قسم إصدار املستندات الضريبية ابملصلحة وحفظها والتأكد من
توافر الكميات الالزمة واستعاضتها ,وتلقي طلبيات الباعة املرخص هلم ببيع طوابع وأوراق ومستندات
الدمغة ,وصرف الكميات املطلوبة منهم بعد التأكد من توريد القيمة خلزينة اإلدارة ,ومسك سجل
لقيد حركة إستالم وصرف طوابع وأوراق ومستندات الدمغة ,والقيام أبية أعمال أخرى يكلف هبا ذات
عالقة بعمل القسم .
ل /قسم ضريبة املالهي -:
وخيتص هذا القسم بتنفيذ قانون ضريبة املالهي وتعديالته والقرارات والتعليمات الصادرة بشأنه و
التفتيش علي اجلهات اخلاضعة ألحكام هذا القانون بغرض التأكد من تنفيذه ,وإعداد تقارير دورية عن
املشكالت اليت تصادف التطبيق الفعلي للقانون لدراستها ووضع احللول املتاحة هلا ,وحصر املمولني
اخلاضعني هلذه الضريبة لتسهيل مهمة اخضاعهم هلذه الضريبة ,ومسك وحفظ السجالت اليت من
شأهنا توفري البياانت والواثئق املتعلقة بعمل القسم ,والقيام أبية أعمل أخرى يكلف هبا ذات عالقة
بعمل القسم .
م /قسم اجلباية -:
وخيتص هذا القسم جبباية الضرائب اليت مت ربطها علي كافة املمولني وفقا لإلخطارات الواردة إليه من
األقسام املختصة من حيث عددها وقيمة األقساط املطلوبة سدادها ومواعيد السداد ,ومراجعة التقارير
اخلاصة بوقف اجلباية ومبا أختذ من اجراء اجتاه قوائم املتأخرين عن السداد وإجراءات تنفيذ القانون ضدهم
ومتابعة املمولني املتخلفني عن السداد وحترير أوامر احلجز وحتويلهم ايل قسم احلجز اإلداري إلختاذ
اإلجراءات الالزمة خبصوص حتصيل الضرائب والغرامات املستحقة علي املتأخرين عن الدفع ,وجتميع
اإلخطارات املتعلقة ابجلباية يف امللفات والبطاقات اخلاصة ابملمولني ,وإعداد تقارير شهرية واستثنائية
ابلضرائب اليت متت جبايتها واليت متت إحالتها ايل قسم احلجز اإلداري ,والقيام أبية أعمال أخرى
()1
يكلف هبا ذات عالقة بعمل القسم .
ن /قسم اخلزينة العامة -:
وخيتص هذا القسم إبستالم يوميات تبويب اإليرادات من اخلزائن الفرعية ابإلدارة و تصنيف اإليرادات
الضريبية احملصلة بصكوك أو نقداً ,حسب فﺌاهتا وإدراجها بقسائم الدفع أو التوريد اخلاصة ابملصرف
املختص ,وتوريد اإليرادات الضريبية ايل املصرف املختص مقابل توقيع ومنح قسائم الدفع مبا يفيد
استالم املبالغ والصكوك احملصلة ,وحصر وجتميع اإليرادات املدفوعة ايل املصرف املختص هناية كل شهر
من واقع سجل تبويب اإليرادات ومطابقتها مع كشف حساب املصرف ,والقيام بقيد حركة املقبوضات
والتوريدات ابلنسبة لإليرادات احملصلة بدفرت يومية الصندوق ودفرت تبويب الصندوق ودفرت تبويب
اإليرادات (نقدا -صكوك ) ,وإعداد كشوفات تفصيلية ابإليرادات الفعلية الشهرية مبوبة طبقا لبنود
امليزانية واملدفوعة للمصرف املختص علي أن يتم إحالة نسخ من قسائم الدفع ايل األقسام املختصة
والقيام أبعمال أخرى يكلف هبا ذات عالقة بعمل القسم .
س /قسم الشهائد الضريبية -:
وخيتص هذا القسم مب نح شهائد اثبات سداد الضريبة لكافة املمولني طبقا للنموذج املعد حسب الالئحة
التنفيذية السارية ,ومسك السجالت والنماذج الضريبية اليت من شأهنا تنظيم عمل القسم و تنفيذ قانون
ضرائب الدخل والالئحة التنفيذية والتعليمات الفنية واإلدارية الصادرة بشأهنا ,والقيام أبية اعمال أخرى
يكلف هبا ذات عالقة بعمل القسم .
ع /قسم احلجز اإلداري والتنفيذ -:
وخيتص هذا القسم ب تنفيذ قانون احلجز اإلداري والئحته التنفيذية والقرارات والتعليمات التفسريية
واإلدارية الصادر بشأنه ,وإ ختاذ كافة اإلجراءات القانونية اليت من شاهنا حتصيل مجيع الضرائب و مسك
السجالت والدفاتر اخلاصة بتسيري عمل القسم ,وحفظ امللفات اخلاصة ابملمولني والسجالت
والبطاقات الضريبية اخلاصة بعمل القسم ,وإخطار قسم اجلباية جبدولة الديون الضريبية بعد موافقة مدير
()1
اإلدارة بذلك ,والقيام أبية أعمال أخرى يكلف هبا ذات عالقة بعمل القسم .
الفرع الثاين -:اآلليات التنظيمية يف التشريع لتطبيق الزكاة يف ليبيا .
إن كون الزكاة فريضة دينية و أداة مالية متميزة من أدوات املالية العامة اإلسالمية جعل منها مؤسسة
إجتماعية تقوم الدولة برعايتها و تسيريها مبا خيدم مصاحل اجملتمع ,إذ أن تنظيمها يف إطار مؤسسي بدأ
منذ بدء تشريع هذه الفريضة وسجلت العديد من دول العامل العريب واإلسالمي وعلي رأسهم ليبيا منذ
منتصف القرن العشرين عودة ظهور مؤسسات الزكاة ,وهو ما وضع مؤسسات الزكاة املعاصرة أمام
حتدايت كربى نظرا ألن وظيفتها ستؤول إىل املسامهة األساسية يف حتقيق العدالة اإلجتماعية و
اإلقتصادية .
وعليه سنتناول دراسة اجلانب التنظيمي ملؤسسة الزكاة يف ليبيا وذلك وفقاً ملا سيايت بيانه .
1عـدانن ماشـي والـي -بنــاء اهلياكــل التنظيميـة – الشبكة العامة للمعلومات -سنة – 0200ص 3
2كامل حممد املغريب -اإلدارة والبيﺌة السياسية العامة -ط -0عمان 0220 -
3عمر وصفي العقيلي -اإلدارة أصول ومفاهيم – منشورات دار زهران للنشر والتوزيع -عمان األردن – – 0661ص 12
4التقرير السنوي لصندوق الزكاة اللييب – 0205 -ص 6
885
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
1اجلريدة الرﲰية العدد ( )9لسنة – 0200قرار جملس الوزراء رقم ( – )146مرجع سابق – ص 199
887
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
واإلقرارات والسجالت املالية وتزويد فروع صندوق الزكاة هبا ومبا يتطلبه سري العمل ,وحتصيل الزكاة من
جتب عليه واإلشراف على اللجان املختصة بتحصيل الزكاة ,وإعداد الدورات التأهيلية للعاملني على
جباية الزكاة والتنسيق مع اجلهات ذات االختصاص لتأمني اجلباية يف وقتها ,وإعداد التقارير الدورية
حول سري عمل اإلدارة وفروع صندوق الزكاة واللجان التابعة له ,وعرضها على رئيس جملس إدارة
()1
الصندوق مع إبداء الرأي واملالحظات حياهلا إعداد اخلطة السنوية لعمل اإلدارة .
/3إدارة مصارف الزكاة -:
وختتص هذه اإلدارة طبقاً للمادة 4ابإلشراف على صرف أموال الزكاة يف األوجه املقررة هلا و وضع نظم
العمل وأسس التعاون مع اجلهات الرﲰية املعنية برعاية الشرائح الداخلة يف مصارف الزكاة واإلشراف
على طباعة السجالت املالية اخلاصة بصرف الزكاة وتزويد فروع صندوق الزكاة هبا ,وإعداد الدورات
التأهيلية للعاملني مبصارف الزكاة ,ابإلضافة إيل إعداد التقارير الدورية حول سري عمل اإلدارة وفروع
وجلان صناديق الزكاة وعرضها على رئيس جملس إدارة الصندوق مع إبداء الرأي واملالحظات الالزمة
حياهلا وإعداد اخلطة السنوية لعمل اإلدارة .
ب /املكاتب اليت يرتأسها جملس صندوق الزكاة اللييب .
يتبع جملس إدارة صندوق الزكاة اللييب جمموعة من املكاتب وهي كالتايل .
/1مكتب املستشارين -:
خيتص هذا املكتب بدراسة مجيع املقرتحات اليت تقدم لصندوق الزكاة من قبل الفروع وجلان صناديق
الزكاة واألفراد أو اجلهات ومدى تطابقها مع نصوص الشريعة اإلسالمية والقوانني والقرارات واللوائح
الصادرة ابخلصوص ووضع تصور هلا ,ابإلضافة إيل وضع الربامﺞ التوعوية واإلرشادية اليت من شأهنا
حتفيز املواطنني لدفع زكاة أمواهلم لصندوق الزكاة وفروعه وإقناع املزكي ,و الرد على مجيع األسﺌلة
واإلستفسارات الواردة خبصوص املواضيع املتعلقة ابلزكاة ,واالتصال مبن يعنيهم أمر الزكاة من أفراد
()2
ومؤسسات ونقاابت لتعزيز الثقة والتواصل مع الصندوق وفروعه ابملناطق .
/2مكتب اإلستثمار -:
و خيتص هذا املكتب كما جاء يف املادة 02بتنمية أموال الزكاة إبقامة املشاريع اإلستثمار لصاحل
املستحقني حبيث تسهم عائداهتا يف أتمني مورد مايل اثبت ودائم هلم يفي حباجاهتم املتجددة ,و وضع
السياسات واملقرتحات إلستثمار الفائض من حصة الفقراء أو من الفﺌات األخري أو أية نسبة حيددها
جملس إدارة الصندوق لنقل الفقراء من الفقر إيل سد احلاجة ,ابإلضافة إيل عمل دراسات ملشاريع
إستثمارية تعود ابلنفع علي الفقراء أو ما خيصص هلا من الفﺌات ,واإلشراف علي املشروعات اليت يتم
1اجلريدة الرﲰية العدد ( )9لسنة – 0200قرار جملس الوزراء رقم ( – )146مرجع سابق – ص 191
2اجلريدة الرﲰية العدد 9لسنة – 0200قرار جملس الوزراء رقم 146إبعتماد اهليكل التنظيمي لصندوق الزكاة – ص 190
887
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
تنفيذها ابلتنسيق مع الفروع ,كما خيتص إبعداد التقارير الدورية وعرض النتائﺞ علي رئيس جملس إدارة
()1
الصندوق .
/3مكتب اإلعالم -:
وخيتص هذا املكتب طبقاً للمادة 00ابلتعريف مبهام الصندوق وأهدافه والدور املنوط به ,وإبراز
مناشطه إعالمياً ابلتنسيق مع وسائل اإلعالم املختلفة املرئية واملسموعة واملقروءة ,و متابعة ما يرد
ابلصحف ووسائل اإلعالم املختلفة من بالغات وشكاوى وقضااي عامة تتعلق بعمل الصندوق وإعداد
تقارير يف شأهنا وإحالتها للعرض .
/4مكتب التخطيط واملتابعة -:
وخيتص هذا املكتب طبقاً للمادة 6إبعداد اخلطة العامة للصندوق وفروعه ومتابعة تنفيذ اخلطة العامة
للصندوق وفروعه وإعداد التقارير الالزمة ابخلصوص ,و النظر يف الشكاوى والتظلمات والتقارير الواردة
بشأن جماالت عمل الصندوق والعاملني به ,والقيام جبوالت تفتيشية على اإلدارات والفروع للوقوف
على سري العمل هبا ومدى تطبيقها للقوانني والنظم واللوائح الصادرة ابخلصوص ,مع متابعة تنفيذ
القرارات الصادرة عن جملس إدارة الصندوق ورئيسه ,وإعداد التقرير العام للصندوق وفروعه وعرضه على
رئيس جملس إدارة الصندوق مع إبداء الرأي واملالحظات حياله وأية مهام أخرى يرى رئيس جملس إدارة
الصندوق إسنادها إليه .
/5مكتب شؤون الصندوق -:
وخيتص هذا املكتب طبقاً للمادة 3بتنظيم وترتيب مقابالت رئيس جملس إدارة الصندوق وإتصاالته
والتحضري الجتماعات جملس إدارة الصندوق وإعداد حماضر اجتماعاته وتسجيلها وحفظها ,و متابعة
املوضوعات اليت حييلها رئيس جملس إدارة الصندوق إىل اإلدارات أو فروع الصندوق أو غريها من
اجلهات ,ابإلضافة إيل تنظيم املراسالت الصادرة والواردة وعرضها على رئيس جملس إدارة الصندوق
ومتابعة اإلجراءات املتعلقة هبا ,وتسجيل أرقام القرارات الصادرة عن رئيس جملس إدارة الصندوق ووزارة
األوقاف والشؤون اإلسالمية وحفظها يف سجل خاص وتثبيت أرقامها وتواريخ إصدارها ,وحضور
اإلجتماعات حسب ما يقرره رئيس اجمللس وتدوين احملاضر وتوثيقها ومتابعة تنفيذها وتسهيل أعمال
اللجان املشكلة والتابعة جمللس إدارة الصندوق واإلعداد الجتماعاهتا .
/6مكتب الشؤون القانونية -:
وخيتص هذا املكتب طبقاً للمادة 1إبعداد الرأي القانوين فيما يعرض عليه من موضوعات وصياغة
مشروعات القرارات واللوائح املتعلقة بعمل الصندوق ,ودراسة العقود واالتفاقيات اليت يربمها الصندوق
1اجلريدة الرﲰية العدد ( )9لسنة – 0200قرار جملس الوزراء رقم ( – )146مرجع سابق – ص 191
888
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
مع الغري ,ومتابعة القضااي اليت ترفع من الصندوق أو عليه وإعداد املذكرات القانونية املعربة عن وجهة
نظره ,واإلتصال إبدارات الشؤون القانونية ابجلهات األخرى وحضور اللجان اليت تعقد لبحث املسائل
القانونية للصندوق ,وإجراء البحوث والدراسات القانونية اخلاصة بتطوير اللوائح والتنظيمات اإلدارية
()1
للصندوق .
/7مكتب املراجعة الداخلية -:
وخيتص هذا املكتب طبقاً للمادة 8بفحص ومراجعة مجيع أذوانت الصرف واملستندات وكل عمليات
الصرف ابلصندوق وفروعه للتحقق من صحتها واستيفاء املطلوب وسالمة تطبيق التشريعات والنظم
املالية النافذة ,وفحص ومراجعة مشروع امليزانية واحلساابت اخلتامية وتقدمي تقارير عنها و اإلطالع على
السجالت والدفاتر احملاسبية للتأكد من متشيها مع طبيعة عمل الصندوق ,وإجراء التفتيش املفاجئ
على اخلزائن واملخازن واإلشراف على عمليات اجلرد السنوي و املشاركة يف الرد على االستفسارات
واملالحظات اليت يبديها ديوان احملاسبة أو غريه من اجلهات ذات العالقة حول فحص ومراجعة
احلساابت اخلتامية ,وإعداد التقارير الدورية عن إيرادات الصندوق وأوجه إنفاقها ,والتنبيه على أوجه
القصور واالحنراف يف التطبيق وإبالغ جملس إدارة الصندوق عنها ,تنفيذ القرارات اليت تصدرها إدارة
الصندوق وأية مهام أخرى يرى جملس إدارة الصندوق إسنادها إليه .
أما فيما يتعلق ابهليكل التنظيمي ملكاتب وجلان صناديق الزكاة املنتشرة يف املدن الليبية ,واليت تتميز
عن ديوان الصندوق بزايدة يف حجم العمل واملسؤوليات وهيكل وظيفي أوسع يف التقسيمات الوظيفية
حيث يتبع كل مكتب جلان فرعية تعرف بلجان جباية وصرف الزكاة تضم جمموعة من املوظفني يعملون
علي جباية الزكاة واملسامهة يف جتميع البياانت اخلاصة مبستحقيها وصرفها إليهم ,ويتكون اهليكل
التنظيمي لصندوق الزكاة من مدير مكتب الصندوق الذي يرتأس جمموعة من املكاتب واألقسام التابعة له
وهي كالتايل -:
أ /املكاتب اليت يرتأسها مدراء صناديق الزكاة املنتشرة يف املدن الليبية .
يرتأس مدراء صناديق الزكاة يف ليبيا جمموعة من املكاتب وهي كالتايل .
/1مكتب اللجنة اإلستشارية الفرعية -:وخيتص هذا املكتب ابلنظر يف امللفات اليت حتال إليه من
قسم اإلستقبال والبحوث اإلجتماعية ,ودراسته والبث فيه إما إبستحقاقه الزكاة وعندها يقوم املكتب
إبحالة امللف إيل وحدة الصرف ,أو بعدم إستحقاقه الزكاة وعندها حيال امللف إيل وحدة اإلستقبال أو
يقوم املكتب إبحالة امللف إيل وحدة البحوث اإلجتماعية للنظر يف امللف ودراسة احلالة مرة اثنية
وإيضاح بعض النقاط ومن مث إعادته إليها لدراسته مرة أخري والبث فيه إما ابلقبول أو الرفض .
1اجلريدة الرﲰية العدد ( )9لسنة – 0200قرار جملس الوزراء رقم ( – )146مرجع سابق – ص 193
888
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
/2مكتب وحدة املراجعة الداخلية -:وخيتص هذا املكتب مبراجعة اإلجراءات املتبعة والتأكد من
سري العمل وفق اللوائح املعمول هبا داخل الصندوق ,من حسن إستخدام املخزوانت يف األوجه
املخصصة هلا ,و التحقق من توريد كل املبالغ اجملباه إىل املصارف أو املخازن ,و متابعة عمل املوظفني
وتذليل مشاكلهم الفنية .
/3مكتب وحدة املتابعة -:وخيتص هذا املكتب مبتابعة حسن سري اإلجراءات اإلدارية لضمان فعالية
األداء و اإلطمﺌنان على سالمة تطبيق املنشورات والتوجيهات وحسن تنفيذ القرارات اإلدارية .
ب /األقسام اليت يرتأسها مدراء صناديق الزكاة املنتشرة يف املدن الليبية .
يرتأس مدراء صناديق الزكاة يف ليبيا جمموعة من األقسام وهي كالتايل .
/1قسم الشؤون اإلدارية واملالية -:ويتبعه قسمان قسم الشؤون اإلدارية واحملفوظات وقسم العالقات
واخلدمات ,ومهمتها إجناز األعمال اإلدارية واملالية واحملفوظات وتنظيم الربيد الصادر والوارد ,واإلشراف
علي تنفيد القرارات واللوائح والنظم املعمول هبا داخل الصندوق .
/0قسم جباية الزكاة -:ويتبعه قسمان وحدة اجلباية ,ومهمتها حتصيل الزكاة عن طريق موظفني
اتبعني هلا يف حالة حتصيل الزكاة من مصدرها ,أو استقبال املزكني يف املكتب و إستالم الزكاة منهم
مباشرة سواء زكاة عينية أو نقدية ,ووحدة اخلزينة واملخازن ومهمتها إستالم الزكاة العينية وصرفها .
/3قسم مصارف الزكاة -:ويتبعه قسمان وحدة املصارف ومهمتها النظر يف الفيﺌات اليت يتم صرف
الزكاة إليها ,ووحدة اإلستقبال والبحوث اإلجتماعية ,ومهمتها النظر يف الطلبات اجلديدة اليت تقدم
إليها من قبل األشخاص ,والبحث فيها ومن مث حتويلها إيل اللجنة اإلستشارية للبث فيها .
ويف ختام هذا املبحث والذي تناول فيه الباحث موضوع اآلليات التشريعية والتنظيمية لكل من الضريبة
والزكاة يف ليبيا ,لوحظ إنه يوجد العديد من الثغرات والضعف فيما يتعلق بتشريعات الضريبة والزكاة
وخاصة قانون الزكاة اللييب ,الذي مل يطور وحيدث منذ فرتة طويلة وإقتصر األمر علي إصدار قرارات
تنظم أسس حتصيل الزكاة وصرفها ,واليت تعترب غري مالئمة لتطور الزكاة يف العامل اإلسالمي اليوم وذلك
نتيجة لعدم تطور قانون الزكاة اللييب ,وهو كما يرى الباحث يعترب العيب األساسي يف عدم تطور الزكاة
يف ليبيا والذي جيب علي املشرع اللييب تداركه والعمل علي إصالحه ,وذلك بسن وإصدار قوانني لكل
من الضريبة والزكاة لتواكب التطور الذي توصل إليه العامل اليوم ,وسيتناول الباحث يف املبحث القادم
اآلليات الفنية والعملية للضريبة والزكاة وفقاً ملا جاء يف التشريع اللييب وذلك وفقاً ملا سيأيت بيانه .
888
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
املبحث الثاين
اآلليات الفنية والعملية لتطبيق الضريبة والزكاة يف ليبيا
تقسيم -:
متثل اآلليات الفنية والعملية لكل من الضريبة والزكاة يف ليبيا ,الطرق واإلجراءات الالزمة لتطبيقها
علي األفراد يف نطاق حدود إقليمها ,حبيث حتقق كل األهداف اإلقتصادية واإلجتماعية للدولة .
فمن املتعارف عليه أن من القواعد األساسية اليت حتكم الضريبة والزكاة بشكل عام ,القاعدة املوضوعية
والقاعدة اإلجرائية ,فالقاعدة املوضوعية للضريبة والزكاة يقصد هبا آليات حتديد الوعاء وتقديره
ابإلضافة إيل آليات حتديد اإللتزام أو السعر الواجب علي املكلف أدائه ,ومن مث ربطه وإعالنه به
وآلية الطعن واإلعرتاض عليه ,أما القاعدة اإلجرائية اليت حتكم كل من الضريبة والزكاة فيصد هبا آليات
حتصيل وجباية الضريبة والزكاة من املكلفني هبا بعد إستيفاء مجيع مراحل القاعدة املوضوعية سالفة
الذكر .
وعليه فإن دراسة اآلليات الفنية و العملية للضريبة والزكاة ,تتمثل يف حتديد الوعاء والسعر وكذلك بيان
آليات الربط والتحصيل أو اجلباية ,دون اإلضرار ابملكلفني وذلك وفقا التشريعات القانونية النافدة يف
الدولة الليبية ,وسيتناول الباحث يف هذا املبحث دراسة اآلليات الفنية والعملية لتطبيق الضريبة والزكاة
يف ليبيا وفقا للتقسيم التايل .
املطلب األول -:األليات الفنية لتطبيق الضريبة والزكاة يف ليبيا .
املطلب الثاين -:األليات العملية لتطبيق الضريبة والزكاة يف ليبيا .
111
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
املطلب االول
اآلليات الفنية لتطبيق الضريبة والزكاة يف ليبيا
أشار الباحث يف مقدمة هذا املبحث إيل إنه توجد قاعدتني حتكم تطبيق كل من الضريبة والزكاة بشكل
عام ,فاهلدف من هذه القواعد بقسميها هو حتقيق التوازن بني محاية حقوق املكلف وضماانته وحتمل
األعباء املالية علي أساس العدالة واملساواة ,وبني محاية حقوق الدولة يف إقتضاء حقوقها من املكلفني .
وعليه فإن الباحث سيتناول يف هذا املطلب دراسة التنظيم الفين لكل من الضريبة والزكاة موضحاً فيه
الطرق واألساليب املتبعة يف تطبيقها ,وذلك وفقاً ملا سيأيت بيانه .
الفرع األول -:اآلليات الفنية لتطبيق الضريبة يف ليبيا .
تعين دراسة التنظيم الفين للضرائب ,التعرف علي خمتلف القواعد الفنية اخلاصة ابملراحل املتعددة ,اليت
تعمل علي حتديد وتقدير العناصر اخلاضعة للضريبة وتقرير السعر الواجب السراين ,وكذلك إجراءات
تسويتها وربطها وأفضل الوسائل لتحصيلها .
ويقصد ابلتنظيم الفين للضريبة ,أبنه جمموعة من األحكام واإلجراءات اليت تبحث يف حتديد االشخاص
واالموال اخلاضعة للضريبة ,وكذلك تبحث يف شرائح ( أسعار) الضريبة وبيان كيفية التقدير واجراءات
()1
التحصيل .
كما ميكن تعريف النظام الفين للضريبية أبنه ,جمموعة املبادئ والقواعد الضريبية اليت يتوقف عليها
()2
حساب الضريبة وحتصيلها واالعرتاض عليها والتهرب منها .
وعلي ذلك فإن التنظيم الفين للضريبة ينصرف إيل حتديد الوعاء الذي جتب عليه الضريبة ونطاق تطبيق
الضريبة والسعر الذي تفرض به وطرق وآليات ربط الضريبة وحتصيلها .
ومن هذا املنطلق فإن دراسة اآلليات الفنية أو التنظيم الفين للضريبة تتطلب دراسة وعاء الضريبة و سعر
الضريبة و ربط الضريبة .
أوالً -:وعاء الضريبة .
لقد تطور مفهوم الوعاء الضرييب بتطور مفهوم الدولة علي املستوي اإلقتصادي واإلجتماعي والسياسي
فكانت تفرض الضريبة وحيدد وعائها علي األشخاص مثل وعاء ضريبة الرؤوس اليت طبقت يف أورواب
وكذلك األموال اليت كانت تدفع لبيت مال املسلمني يف العصر اإلسالمي ,كالزكاة واجلزية والفئ واخلراج
()3
وغريها من الطرق املختلفة لفرض الضرائب اليت إستعملت يف خمتلف العصور حيت عصران احلديث .
1هشام راضي هاشم التاية – النظام القانوين لإلدارة الضريبية يف فلسطني بني النظرية والتطبيق – رسالة ماجيستري يف املنازعات الضريبية
كلية الدراسات العليا – جامعة النجاح الوطنية – فلسطني – – 4002ص 24
2اسعد طاهر امحد – اإلعفاءات الضريبية يف النظم الضريبية احلديثة دراسة مقارنة – مرجع سابق – ص 96
3رفعت احملجوب -املالية العامة – اجلزء لثاين – دار النهضة العربية القاهرة – بدون سنة نشر -ص .412
111
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
ويقصد بوعاء الضريبة أب نه املال الذي حيدده القانون كمصدر لضريبة معينة وحسب طبيعة هذا املال
تكون طبيعة الضريبة املفروضة عليه وابلتايل تكتسب مسماها من مسمي هذا املال ,فتسمي الضريبة
اليت وعائها الدخل بضريبة الدخل ,وتسمي الضريبة اليت يكون وعائها األمالك والعقارات ابلضريبة
العقارية ,وتسمي الضريبة اليت يكون وعائها السلع اإلنتاجية و اإلستهالكية بضريبة اإلنتاج و
اإلستهالك والضريبة اليت يكون وعائها السلع املنتجة بضريبة اإلنتاج ,والضريبة اليت يكون وعائها
()1
الصادرات والواردات ابلضريبة اجلمركية .
وخيتلف وعاء الضريبة عن مصدرها فمصدر الضريبة الثروة اليت تسدد منها الضريبة فعالً ,واملصدر
األساسي للضريبة هو الدخل إستناداً إيل أن الضريبة تستويف من ثروة متجددة ,وقد تستويف إستثناءً من
رأس املال عند عدم كفاية الدخل ومن هنا يتبني الفرق بني مصدر الضريبة ووعائها ,فالضريبة علي رأس
املال مثالً وعائها هو رأس املال ولكن مصدرها هو الدخل ,فهي ال تدفع من رأس املال بل تدفع من
الدخل الذي يذره رأس املال ,ومع ذلك فقد يتطابق وعاء الضريبة أحياان مع مصدرها فضرائب الدخل
()2
مثالً وعائها الدخل ومصدرها هو الدخل .
ولقد نص املشرع اللييب يف قانون الضرائب علي وعاء الضريبة والذي جاء فيه " خيضع للضريبة يف ليبيا
كل دخل انتج عن أي أصول موجوده هبا مادية كانت أو غري مادية ومن أي نشاط أو عمل فيها حبيث
تفرض الضريبة علي دخل الصناعة والتجارة واحلرف واملهن احلرة ,ودخل األجور واملرتبات وما يف
حكمه ودخل حصص الشركات والدخل الناتج عن الودائع لدي املصارف ,كما خيضع للضريبة دخل
الشركات واجلمارك " ( , )3وعليه فإن كل داخل انتج داخل إقليم الدولة الليبية يعترب وعاء للضريبة سو ًاء
كان هذا الدخل انتج من جتارة أو صناعة أو حرفة ,وخيضع لقانون الضرائب اللييب ويسري عليه أحكام
هذا القانون .
ومن خالل ما تقدم فإن الباحث سيتناول دراسة األحكام املتعلقة بوعاء الضريبة بشيء من اإلجياز وفقا
ملا سيايت بيانه -:
أ /شروط وعاء الضريبة .
يشرتط يف وعاء الضريبة األيت -:
/1أن يكون وعاء الضريبة ماالً أو ثروة ميكن تقوميها ابلنقود وابلتايل يكون حمالً ترد عليه اإللتزامات
املالية ومن األمثلة علي ذلك األموال العقارية واملنقولة واألجور واملرتبات وكل حق ميكن تقوميه ابلنقود
مثل حق اإلنتفاع وحق اإلرتفاق وغريها من احلقوق األخرى املعروفة وخيرج من وعاء الضريبة كل حق ال
1أسعد طاهر امحد – اإلعفاءات الضريبية يف النظم الضريبية احلديثة دراسة مقارنة – مرجع سابق -ص 96
2عادل قليع القليب -املالية العامة والتشريع املايل الضرييب – ط -1منشورات دار جامعة املوصل -العراق – سنة - 2003ص98
3أنظر تفصيل ذلك يف املادة 54 -1من قانون الضرائب علي الدخل يف ليبيا لسنة 4010م
111
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
1أسعد طاهر امحد – اإلعفاءات الضريبية يف النظم الضريبية احلديثة دراسة مقارنة – مرجع سابق -ص 01-00
111
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
اليت ميتلكها وعدد املستخدمني الذين يشغلهم من اخلدم و العمال ,وعدد السيارات اليت ميلكها
وأنواعها وغريها من القرائن األخرى اليت تدل علي ثروة الشخص وممتلكاته ,إال أن هذه الطريقة تظهر
عدة عيوب لكوهنا تقتصر على املظهر وال تراعي الظروف الشخصية للمكلف كما إهنا تساعد على
التهرب الضرييب كاللجوء إىل التقليل من املظاهر اخلارجية والظهور مبظهر اإلنسان البسيط الذي ال ميلك
()1
إال قوت يومه .
أما أسلوب التقدير اجلزايف للضريبة فهو قيام اإلدارة الضريبية بتقدير تقرييب بواسطة حتديد املادة
اخلاضعة للضريبة على أساس قرائن قانونية حيددها املشرع ,حيث إن هذا التقدير ال ي بىن علي بياانت أو
معلومات حمددة بل تقدر الضريبة جزافاً عندما ال يقدم املمول إقراره الضرييب أو ال يعطي معلومات
واضحة عن النشاط الذي ميارسه ,فيقوم مفتش الضرائب وبناء على معلومات سنوات سابقة إبضافة
نسبة منو يراها هو مناسبة لنشاط املمول ويربط علي أساسها الضريبة ,وهو ما يسمي ابلتقدير اجلزايف
القانوين وقد يتم تقدير وعاء الضريبة بناءً علي إتفاق بني املمول واإلدارة الضريبية ميثل مقدار دخله وهو
()2
ما يسمى ابلتقدير اجلزايف اإلتفاقي .
وأسلوب التقدير اإلداري املباشر لوعاء الضريبة هو قيام اإلدارة الضريبية بتحديد وعاء الضريبة عن
طريق احلصول على املعلومات والبياانت عن املكلف بكافة الوسائل املتاحة لديها كالقيام ابلتحرايت
حول نشاط املمول ابلرتدد علي أماكن عمله والكشف عن حجم نشاطه وفحص دفاتره ومستنداته
()3
ومناقشته من أجل الوصول علي تقدير دقيق وأمني لوعائه الضرييب .
ولقد نص يف التشريع اللييب علي حق اإلدارة يف تقدير الضريبة والذي جاء فيه " مع عدم اإلخالل
ابجلزاءات املقررة يف هذا القانون ,إذا إمتنع املمول عن تقدمي اإلقرار املشار إليه يف القانون جاز هلا أن
تقدر الدخل وفق ما تراه مناسباً ,وأن تربط الضريبة بناءً علي هذا التقدير وذلك وفقاً للضوابط اليت
()4
حتددها الالئحة التنفيذية "
/2التقدير املباشر( بواسطة األفراد ) .
فمن خالل هذه الطريقة يتم تقدير املادة اخلاضعة للضريبة من قبل شخص املمول بنفسه ,حبيث يقوم
املمول ابلتصريح أو اإلقرار ما يف الذمة بنفسه ,بشرط أن حتتفظ اإلدارة الضريبية ابحلق يف رقابة التصريح
أو اإلقرار وتعديله يف حالة تبني أن هناك غش أو خطا ,فقد يلجا املمول إيل تقليل حجم دخله
1رفعت احملجوب -املالية العامة – اجلزء لثاين – مرجع سابق -ص 124
2محيد بوزيدة – جباية املؤسسات -ط -4منشورات ديوان املطبوعات – اجلزائر -سنة 4000م -ص 54 -51
3زينب حسني عوض هللا -مبادئ املالية العامة -مرجع سابق -ص9
4أنظر تفصيل ذلك يف املادة 2من القانون رقم 0لسنة 4010بشأن ضرائب الدخل يف ليبيا – واملادة 19-14-12من الالئحة
التنفيذية التابعة له .
111
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
وإخفائه لكي تفرض عليه ضريبة أقل من دخله احلقيقي ,وعندها لإلدارة احلق يف اللجوء إيل األساليب
السابقة يف تقدير وعا ء الضريبة ,كما ميكن يف هذا األسلوب أن يكون تقدير الوعاء عن طريق إقرار
يقدمه الغري ,حبيث يلتزم شخص أخر غري املمول بتقدمي إقرار أو تصريح إيل اإلدارة الضريبية عن أموال
املمول وثروته املنقولة والعقارية وغريها ,بشرط أن تكون هناك رابطة قانونية بني املمول والغري الذي قدم
اإلقرار ,ويكون هذا األسلوب عادة يف الضرائب علي دخل األجور واملرتبات وما يف حكمها حبيث
يقوم رب العمل بتقدمي إقرار عن أجور مرتبات املوظفني العاملني معه وغريها من البياانت األخرى اليت
تطلبها اإلدارة الضريبية ,وتتويل اإلدارة الضريبية التحقق من صحة البياانت الواردة يف اإلقرار ,وذلك
عن طريق فحص ومراجعة أوراق املمول ومستنداته ودفاتره اليت يكفل القانون حق اإلطالع عليها من
قبل اإلدارة الضريبية ,لضمان صحة البياانت املقدمة إليها وحيق لإلدارة الضريبية أن ترفض اإلقرار املقدم
()1
من قبل املكلف أو الغري إذا راءت أن البياانت الواردة ابإلقرار غري صحيحة .
ولقد نص علي ذلك يف التشريع اللييب والذي جاء فيه أبنه علي كل شخص مكلف سواءً كان فراد أو
تشاركيات أو شركة ,أن يقدم إقرار كتابياً عن دخله اخلاضع للضريبة ,وذلك خالل التسعني يوماً التالية
إلنتهاء السنة الضريبية ويكون تقدميها علي منوذج وفقاً للقواعد اليت حتددها الالئحة التنفيذية وجيب دفع
الضريبة من واقع هذا اإلقرار بعد إنقضاء األجل لتقدميه ,ويشرتط يف اإلقرار الذي تقدمه التشاركيات أن
()2
يكون معتمد من قبل مراجع قانوين مقيد جبدول احملاسبني واملراجعني الليبيني املشتغلني يف ليبيا .
اثنياً -:سعر الضريبـة .
يقصد بسعر الضريبة حتديد قيمتها بفرض معدل ضرييب على املادة اخلاضعة هلا و من مث حتدد املبلغ
الواجب دفعه ملصلحة الضرائب ,ومبعين أخر سعر الضريبة هو النسبة اليت تؤخذ كضريبة من املال أو
الدخل اخلاضع هلا أي نسبة الضريبة إيل املادة اخلاضعة هلا ,حيث يتم حتديد معدل الضريبة وفقا لعدة
()3
إعتبارات إقتصادية وإجتماعية وسياسية .
ومعدل الضريبة هو نسبة مئوية تطبق على الوعاء اخلاضع هلا ,فإذا ما طبق هذا املعدل علي قيمة
السلعة أو قيمة الوعاء الذي جتب فيه الضريبة كانت ضريبة قيمية ,أما إذا فرض املعدل على كمية أو
()4
وزن معني من السلعة اليت جتب فيها الضريبة كان ذلك عبارة عن ضريبة كمية .
ولقد تطور سعر الضريبة يف ليبيا بتطور الدولة حيث ترتب عن تعدد سلطات فرض الضرائب يف ليبيا
تنوع يف التشريعات الضريبية ,فلقد نص املرسوم اإليطايل رقم 401لسنة 1645م علي سعر الضريبة
111
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
يف ليبيا ,والذي مبوجبه حتصل ضريبة الدخل علي أرابح رأس املال بنسبة , %14أما الدخل الناتج من
أرابح الصناعة والتجارة فتفرض عليه ضريبة بنسبة %10وتفرض كذلك نسبة %10علي دخل أجور
ومرتبات املوظفني ,كما حتصل هذه الضريبة عن املؤسسات العامة والبلدايت والغرف التجارية واألوقاف
بواقع %2إيل %3عن أجور العمال ,كما كانت تفرض ضريبة بنسبة %4عن قيمة الرأس الواحدة
من األغنام ,كما فرضت ضرائب مجركية بنسبة %11علي بعض البضائع املستوردة ,بينما البضائع
املصدرة جتيب منها ضريبة مجركية بنسبة %1وبعد حتصل ليبيا علي استقالهلا فرضت ضرائب علي
األراضي الزراعية يف والية طرابلس الغرب ضمن فئتني األويل ضريبة األراضي الزراعية الغري مروية بنسبة
%10يف العشر من احلبوب وهي حتصل إما نقداً أو عيناً ,كما فرضت ضرائب علي األشجار املثمرة
يف سنة 1649م حيث كان املزارع يدفع عن شجرة الزيتون الواحدة ضريبة مقدارها 43مليماً ويف سنة
1640م و1643م أصبح املزارع يدفع ضريبة 50مليماً عن شجرة الزيتون الواحدة ,ويف سنة
1646م أصبحت الضريبة 40مليماً للشجرة الواحدة أما ضريبة أشجار النخيل فحددت يف عامي
1649م و1640م ب 14مليماً للشجرة الواحدة و يف عام 1643م و1646م مت إعفاء أشجار
النخيل من الضرائب مبوجب القانون ,أما ابقي األشجار املثمرة فضلت نسبة الضريبة فيها اثبته بنسبة
()1
3مليماً للشجرة الواحدة .
أما فيما يتعلق ابألراضي الزراعية املروية فكانت تفرض ضريبة علي عشر احلبوب مقدارها %10عن
إمجايل %90من احملصول ,وابقي %20من احملصول فيعفي من الضريبة لتسديد نفقات وتكاليف
الزراعة ,وضريبة األشجار كانت بنفس الضرائب املقررة علي األشجار الغري مروية وضريبة اخلضروات
فكانت مبعدل مليم واحد عن املرتين املربع من األرض املخصصة للزراعة بغض النظر عن اخلضروات
()2
املزروعة ,كما مت فرض ضريبة علي احليواانت بنسبة %4عن كل رأس من قيمة ا املاعز واألغنام .
وهكذا ظل يعمل هبذه التشريعات حيت صدور القانون رقم 41لسنة 1693م بشأن ضرائب الدخل
يف ليبيا ولقد أخذ هذا القانون مببدأ النسبية يف فرض الضريبة ,ووفقاً هلذا القانون فإنه تفرض ضريبة
نوعية علي دخل العقار بنسبة %14ودخل الزراعة بنسبة , %4أما دخل التجارة والصناعة واحلرف
فتكون نسبة الضريبة فيها %15واملهن احلرة فنسبة الضرائب فيها , %10بينما نسبة الضرائب يف
األجور واملرتبات %3واألجانب تفرض عليهم ضريبة بنسبة , %10كما تفرض ضريبة دمغة علي
األجور واملرتبات الشركات مقدارها 10مليم عن كل 10جنيه لييب ,وختضع الفواتري املؤشر عليها
ابلسداد بضريبة قدرها 10مليم عن كل 10جنيه لييب أما إذا كانت تلك الفواتري غري مؤشر عليها
1عمران خمتار القدار -الضرائب يف املقاطعة الشرقية بوالية طرابلس الغرب (1649م1696/م) – العدد 16من جملة البحث العلمي يف
اآلداب – الشبكة العامة للمعلومات -سنة 4013م – ص 4
2تطور املالية العامة يف ليبيا – تقرير بنك ليبيا لسنة 1694م – الشبكة العامة للمعلومات -ص 54
111
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
ابلسداد فتكون الضريبة املستحقة عليها 40مليم عن كل ورقة قدمت جلهة رمسية ,أما احلرف الصناعية
فترتاوح الضريبة فيها من نصف جنيه إيل ثالث جنيهات سنوايً والشركات الصناعية تبلغ الضرائب فيها
من جنيه إيل مخس جنيهات سنوايً حسب فئة الشركة وتصنيفها ,كما جاء املرسوم امللكي رقم 56لسنة
1693م وحدد مقدار ضريبة املالهي بنسبة %10من أجرة دخول حفالت املسرحية واملوسيقية أو
اإلستعراضية والسريك والرقص وسباق اخليل والسيارات واملبارايت واأللعاب الرايضية ,ابإلضافة إيل
ضريبة قدرها %14من أجرة دخول احلفالت السينمائية واحلفالت املقرتنة بعرض شريط سنيمائي .
أما فيما يتعلق ابلضرائب اجلمركية فإنه نص يف املادة 44من قانون اجلمارك اللييب لسنة 1642م
بفرض رسم إضايف علي البضائع املصدرة واملستوردة بنسبة ال تتجاوز %4من الرسوم اجلمركية علي
بعض البضائع ,وهكذا ظل يعمل هبذا القانون حيت سنة 1605م والذي صدر فيه القانون رقم 92
بشأن الضرائب علي الدخل يف ليبيا ,حيث أقر يف هذا القانون مبدأ الضريبة التصاعدية بدالً من
الضريبة النسبية كما كان معمول به يف القانون رقم 41لسنة 1693م ,نظراً ألن هذا القانون صدر
يف ظل نظام رأس مايل ,أما القانون رقم 92لسنة 1605م فقد صدر يف ظل نظام إشرتاكي الذي
كان سائد يف تلك الفرتة يف ليبيا ,ولقد كان سعر الضريبة السنوية علي الدخل يف القانون رقم 92
لسنة 1605م ,يبدأ من %14علي 9000دينار األويل من دخل العقارات ,ويرتفع إيل %40
عن 2000دينار التالية للدخل وهكذا يرتفع سعر الضريبة العقارات إبرتفاع دخلها ,أما الدخل الناتج
عن الزارعة فتفرض عليه ضريبة سنوية مقدار %4من صايف الدخل ,والضرائب علي دخل التجارة
والصناعة واحلرف حتدد أيضاً علي أساس الدخل الصايف بعد خصم كافة التكاليف خالل السنة فتبدأ
الضريبة بنسبة %14عن 2000األويل من الدخل وترتفع إيل %40عن 2000التالية للدخل
وهكذا يرتفع سعر الضريبة إبرتفاع الدخل ,أما دخل املهن احلرة فتبدأ الضريبة فيها بنسبة %14عن
2000دينار األويل من الدخل ,ويرتفع إيل %13عن 2000دينار التالية للدخل ونسبة %40
تكون عن 2000دينار الثالثة للدخل ,والضرائب علي األجور واملرتبات وما يف حكمها تبدأ من
%3عن 1300دينار األويل للدخل وترتفع إيل %10عن 1400دينار التالية للدخل أما 1300
التالية للدخل فتكون الضريبة فيها %14من صايف الدخل ,والضرائب علي الدخول اخلارجية
للمقيمني يف البالد يكون سعرها السنوي %14من الدخل اخلاضع هلا ,أما الضريبة علي فوائد الودائع
لدي املصارف وحساابت التوفري فتكون الضريبة السنوية فيها بنسبة %14من الدخل اخلاضع هلا ,
والضريبة العامة علي الدخل تكون فيها 2000دينار األويل من الدخل معفية من الضرائب أما
5000التالية للدخل فتكون الضريبة فيها %14من الدخل وترتفع إيل %44عن 4000دينار
التالية للدخل و 3000دينار التالية للدخل تكون نسبتها %54من الدخل وهكذا يرتفع سعر
الضريبة إبرتفاع الدخل ,أما ضريبة الدخل علي الشركات فتبدأ بنسبة %40عن 10.000دينار
121
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
األويل للدخل ويرتفع إيل %44عن 40.000دينار التالية للدخل وهكذا يرتفع سعر الضريبة إبرتفاع
()1
الدخل .
ولقد أستمر العمل هبذا القانون إيل حني صدور القانون رقم 11لسنة 4002م بشأن الضرائب علي
الدخل يف ليبيا ,والذي كان يف أغلبه أيخذ مببدأ الضريبة التصاعدية اليت كان معمول هبا يف القانون
السابق ,فكان سعر الضريبة علي دخل الزراعة بنسبة %4من صايف الدخل بعد خصم كافة
املصروفات ,أما الضريبة علي األرابح التجارة كانت تبدأ من %40عن 10.000دينار األويل
للدخل وترتفع إيل %44عن 40.000دينار التالية للدخل وما زاد علي ذلك , %50أما الضريبة
علي أرابح الصناعة واحلرف فتبدأ من %14عن 10.000دينار األويل للدخل وترتفع إيل %40
عن 40.000دينار التالية للدخل وهكذا ترتفع الضريبة إبرتفاع الدخل ,والضريبة علي دخل الشركات
تبدأ من %10عن 10.000دينار األويل للدخل وترتفع إيل %14عن 40.000دينار التالية
للدخل وما زاد علي ذلك %40من صايف الدخل ,والضريبة علي دخل املهن احلرة تبدأ من %14
عن 10.000دينار األويل للدخل وترتفع إيل %40عن 40.000دينار التالية للدخل وتستمر
ابإلرتفاع إبرتفاع الدخل ,أما الضرائب علي الدخل الناتج عن العمل وما يف حكمه فيبدأ من %3عن
2300دينار األويل للدخل ويرتفع إيل %10عن 2300دينار التالية للدخل وهكذا ترتفع الضريبة
إبرتفاع الدخل ,أما الضريبة علي الدخول اخلارجية للمقيمني يف البالد فتكون %40من الدخل
اخلاضع هلا والضريبة علي فوائد الودائع لدى املصارف فتكون نسبة الضريبة فيها بنسبة %4من الدخل
اخلاضع هلا والضريبة علي الشركات فتبدأ من %14عن 400.000دينار األويل من الدخل وترتفع
()2
إيل %40عن 500.000دينار التالية للدخل وتستمر ابإلرتفاع إبرتفاع الدخل .
ويف سنة 4010م صدر القانون رقم 0بشأن الضرائب علي الدخل يف ليبيا وهو القانون املعمول به
حالياً يف ليبيا ,حيث عدل هذا القانون أسعار الضريبة السنوية يف بعض الدخول املقررة يف القانون
السابق فأصبحت الضريبة علي األرابح التجارية تفرض بنسبة %14وكذلك سعر الضريبة على دخل
الصناعة واحلرف تفرض بنسبة , %10أما الضريبة على دخل املهن احلرة فتفرض بنسبة %14
والضريبة على الشركات فتفرض بنسبة %40من صايف الدخل ,وعليه فإننا نالحظ أن الضريبة يف هذه
األوعية من هذا القانون أصبحت نسبية بدالً من فرضها تصاعدية مثل ما كانت عليه يف القانون رقم
11لسنة 4002م ,كما تفرض ضريبة نوعية علي دخل الشركات اليت تطبق مقولة شركاء ال أجراء
1أنظر تفصيل ذلك يف املادة 104-60-34-34-04-93-90-41-25من القانون رقم 92لسنة 1605م بشأن الضرائب
علي الدخل يف ليبيا .
2أنظر تفصيل ذلك يف املادة 06-01-93-91-40-42-41-40-23من القانون رقم 11لسنة 4002بشأن ضريبة الدمغة
يف ليبيا .
121
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
بنسبة %10من صايف الدخل السنوي ,وتفرض ضريبة سنوية علي فوائد الودائع لدى املصارف بنسبة
%4من الدخل ,أما الضريبة علي الدخل الناتج عن العمل وما يف حكمه فتفرض عليه ضريبة
تصاعدية بنسبة %4عن 1400دينار األويل من الدخل وما زاد علي ذلك من الدخل %10من
()1
صايف الدخل السنوي وهكذا ترتفع الضريبة إبرتفاع الدخل .
ابإلضافة إيل هذه الضرائب فإنه توجد ضرائب أخرى ومنها ضريبة الدمغة وهي اليت تفرض علي األوراق
والواثئق واملطبوعات واإلعالانت والسجالت وغريها من احملررات القانونية النافذة يف الدولة طبقاً للقانون
فتفرض ضريبة علي التصرفات بعوض اليت حملها حق من احلقوق العينية األصلية علي العقار بنسبة %5
علي من تلقي احلق ,كما تفرض ضريبة علي التصرفات بدون عوض بني األحياء اليت حملها حق من
احلقوق العينية األصلية علي العقار بنسبة %4علي من تلقي احلق ,وتفرض ضريبة علي التصرفات
بعوض أو بدونه يف املنقوالت إذا جاوزت قيمتها 100دينار بنسبة %1و السيارات بنسبة %4علي
من تلقي احلق ,أما عقود األشغال العامة والتوريد واملقاوالت والنقل وعقود اإللتزام وإمتياز املرافق
وإتفاقيات اإلستكشاف ومقامسة اإلنتاج ,وأي عقود أخري حملها أداء خدمة أو القيام بعمل فتكون
نسبة الضريبة فيها , %1أما التنازل عن العقود السابقة فتكون نسبة الضريبة %1من عشر قيمة العقد
أو اجلزء من العقد املتنازل عليه ,وعقد فتح اإلعتماد تكون نسبة الضريبة فيه إثنني يف األلف من قيمة
العقد ,والقروض السكنية %1من أصل القروض ( , )2والضرائب اجلمركية فتكون نسبتها حسب
التعريفة اجلمركية اليت حيددها القانون ,وطبقاً للمشرع اللييب فإنه تفرض ضريبة إضافية ال تتجاوز %4
من الضريبة اجلمركية املستحقة علي بعض البضائع وختصص حصيلتها لألغراض اليت يصدر بتحديدها
()3
قرار من اللجنة الشعبية .
اثلثاً -:ربط الضريبة .
يقصد مبرحلة ربط الضريبة تلك اإلجراءات و اخلطوات اليت تتبعها اإلدارة التنفيذية منذ إستالمها إلقرار
املمول حىت يتم حتديد دين الضريبة املستحقة على املمول بصفة هنائية وهو ما نص عليه يف املادة 4من
القانون رقم 0لسنة 4010واليت جاء فيها " تربط الضريبة بناء علي إقرار يقدمه املمول عن دخله
وجيب دفع الضريبة من واقع هذا اإلقرار بعد إنقضاء األجل احملدد لتقدميه يف املواعيد املشار اليها يف هذا
القانون " وهي هبذا تشمل عمليات الفحص و الربط و املراجعة و إخطار املمول ابلنتيجة ,وقد يعرتض
املمول على تقدير اإلدارة الضريبية ,أو يفشل املوظف املختص ابلفحص يف التوصل مع املمول إلتفاق
1أنظر تفصيل ذلك يف املادة 00-94-43-42-41-23-20من القانون الضريبة رقم 0لسنة 4010م
2أنظر تفصيل ذلك يف املادة 1من القانون رقم 3لسنة 4010م بشأن تعديل بعض البنود الواردة ابجلدول املرفق ابلقانون رقم 14لسنة
4002م
3أنظر تفصيل ذلك يف املادة 0-4من القانون رقم 10لسنة 4010بشأن الضرائب اجلمركية يف ليبيا
122
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
حيفظ حقوق اخلزينة لسبب أو آلخر فيعرض األمر على جلان الطعن ,و قد يصل األمر إىل القضاء
مبراحله املختلفة ,وهبذا فإن مرحلة ربط الضريبة تتضمن مراحل الفحص و املراجعة وإخطار املمول و
املنازعة لنصل يف النهاية إىل مبلغ الضريبة املستحقة على املمول ,و عندئذ يتم حتويل امللف إىل قسم
التحصيل و من املمكن إستعراض تلخيص ملراحل الربط يف اخلطوات التالية -:
أ /حتديد برانمج الفحص و املراجعة .
يبدأ قسم الفحص واملراجعة بتصنيف و تقسيم مجيع احلاالت أو اإلقرارات إىل جمموعات ,على أساس
نوع الضريبة ونوع نشاط املمول و حجم الوعاء الضرييب و درجة توافر و إنتظام الدفاتر وغريها فمراجعة
إقرارات ضريبة كسب العمل ( ضريبة الدخل ) اليت يتم حجزها من املنبع ختتلف عن فحص ومراجعة
ضريبة األرابح التجارية ,كما إن إقرارات بعض أنواع النشاط التجاري حتتاج إىل مراجعة أدق و
إحتماالت اخلطأ فيها أكرب من بعض األنواع األخرى من النشاط التجاري و إقرارات كبار املمولني
حتتاج بصفة عامة إىل مراجعة أدق و أمشل من مراجعة إقرارات صغار املمولني ,و عليه فإن قسم
الفحص واملراجعة يسعى للتوصل إىل أسس و معايري دقيقة ,يتم على أساسها تقسيم اإلقرارات الضريبية
إىل جمموعات ,لضمان ربطها ابلشكل الصحيح ومن مث يتم حتديد الضريبة املقررة عليها سواءً ضريبة
نسبية أو تصاعدية ,لكل نطاق من الفحص و املراجعة داخل كل جمموعة ,مث يلي ذلك حتديد
طرق إختبار العينات اليت سوف يتم فحصها و مراجعتها ,حبيث يتم إختيار كل إقرارات املكلفني يف
كل جمموعة و لكل نطاق للفحص خالل فرتة زمنية معينة كما جيب أن يتميز الربانمج ابملرونة الكافية
حبيث ميكن إدخال التعديالت و التنقيحات عليه سنوايً على ضوء التجارب و اخلربات اليت تكتسبها
()1
اإلدارة .
ب /اإلجراءات التمهيدية .
وهي تلك الفرتة اليت يقضيها املوظف املختص قبل أن يبدأ عملية الفحص يف الدراسة و التحليل و
جتميع البياانت عن احلالة ,إذ ال جيب أن يبدأ املوظف إتصاالته ابملمول قبل أن حييط نفسه ابخللفية
الالزمة من املعلومات عن احلالة اليت سوف يقوم بفحصها ,وقبل أن يعد لنفسه خطة الفحص اليت
سوف يتبعها مع املمول ,حبيث يبدأ املوظف املختص على ضوء البياانت و املعلومات اليت جتمعت
لديه يف إعداد تقريره املبدئي عن الفحص وحيتوي هذا التقرير على ملخص عن اتريخ املمول و نشاطاته
و حجم األعباء العائلية املسموح هبا ومقدار ما سدده من ضرائب خالل العام و أهم البياانت عن
السنة اليت حتت الفحص مقارنة ابلسنوات السابقة اليت مت فحصها ,و مالحظاته األولية و أهم البنود
اليت حيتمل أو يشك يف خطئها كما جيب أن حيتوي هذا التقرير املبدئي على خطة الفحص اليت سيتبعها
1حممد حممود الذيب -التدقيق لألغراض الضريبية -حبث مقدم لنيل درجة املاجيستري يف املنازعات الضريبية -جامعة النجاح الوطنية-
انبلس فلسطني -سنة -4004ص 34-31
121
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
متضمنة اخلطوات اليت سوف جيريها و التوقيت الزمين التقرييب هلا و البياانت و املعلومات اليت يعتقد يف
()1
أمهيتها و طرق التوصل إليها و أهم األسئلة اليت سوف يثريها يف مناقشته مع املمول .
ج /إخطار املمول ابلنتيجة .
ويقصد به إبالغ وإعالم املمول أو املكلف أبداء الضريبة مببلغها املستحق عليه حيت ترباء ذمته أمام
مصلحة الضرائب ,واإلخطار يكون حسب ما نصت عليه التشريعات الضريبية خبطاب مسجل بعلم
الوصول إيل الشخص املمول أو وكيله سواء يف حمل عمله أو نشاطه التجاري اخلاضع للضريبة أو حمل
إقامته ,ويتم إخطار املمول ابلضريبة طبقاً للقانون كالتايل -:
/1يتم إخطار املمول بربط الضريبة ومواعيد أدائها طبقاً للمادة 10من الالئحة التنفيذية للقانون رقم 0
لسنة 4010م ,عند تقدير وربط الضريبة بصفة مؤقته علي النموذج رقم 10ضرائب .
/2يف حالة قبول مصلحة الضرائب إقرار املمول وفقاً ألحكام القانون فإنه طبقاً للمادة 14من الالئحة
التنفيذية للقانون رقم 0لسنة 4010م ,يتم إخطار املمول ابلربط النهائي للضريبة علي النموذج رقم
11ضرائب
/3يف حالة وفاة املمول أو قام لديه مانع حيول دون إدارته لنشاطه أو أمواله أو كان غري مقيم يف ليبيا
فإنه طبقاً للمادة 12من الالئحة التنفيذية للقانون رقم 0لسنة 4010م ,يعلن ابلربط نيابة عنه القائم
علي إدارة النشاط أو احلائز األموال قانوانً أو الورثة أو املصفى حبسب األحوال .
/4يف حالة عدم تقدمي املمول إلقراره يف األجل احملدد أو ظهرت نتيجة الفحص خالفاً ملا جاء إبقراره
فطبقاً للمادة 14من الالئحة التنفيذية من القانون رقم 0لسنة 4010م ,للمصلحة تقدير الدخل
طبقاً للحاالت املماثلة ,أو التعديل عليه وفقاً ألحكام القانون واملعايري احملاسبية املتعارف عليها وإخطار
املمول بذلك علي النموذج رقم 14ضرائب ,ويصبح الربط هنائي إذا مل يعرتض عليه املمول خالل 24
يوم من اتريخ تسلمه اإلخطار .
/5يف حالة الربط اإلضايف املنصوص عليه يف املادة 13من القانون رقم 0لسنة 4010م بشأن
الضرائب علي الدخل يف ليبيا ,واليت ميتنع فيها املمول عن أداء الضريبة كلياً أو جزئياً إبستخدام طرق
إحتيالية يف ذلك ,فإنه طبقاً للمادة 19من الئحته التنفيذية يتم إخطار املمول ابلربط اإلضايف علي
النموذج رقم 14ضرائب ,ويصبح الربط هنائي إذا مل يعرتض عليه املمول خالل 24يوم من اتريخ
تسلمه اإلخطار .
/6يف حالة قيام املصلحة بتقدير الدخل وربط الضريبة قبل إنتهاء السنة الضريبية يف احلاالت اليت خيشى
1بن أمحد خلضر -دراسة مقارنة للضريبة والزكاة -حبث مقدم لنيل شهادة املاجيستري يف العلوم االقتصادية – معهد العلوم االقتصادية –
جامعة اجلزائر -سنة - 4001ص35
121
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
فيها التهرب من الضريبة ,فإنه طبقاً للمادة 10من الالئحة التنفيذية لقانون الضرائب علي الدخل يف
ليبيا ,يتم إخطار املمول بتقدير املصلحة علي النموذج رقم 14ضرائب ,ويصبح الربط هنائي إذا مل
يعرتض عليه املمول خالل 24يوم من اتريخ تسلمه اإلخطار .
د /الشروط الواجب توافرها يف ربط الضريبة .
/1جيب أن يتم ربط الضريبة علي الدخل الصايف حبيث يتم خصم كافة األعباء والتكاليف واإلعفاءات
ومن مث يتم إنزال السعر الضرييب علي هذا الوعاء الصايف وبعدها يتم حتديد مبلغ الضريبة املستحقة األداء
من قبل املمول ,وهو ما نصت عليه املادة 56من قانون الضرائب علي الدخل يف ليبيا لسنة 4010م
/4جيب ربط الضريبة علي شخص املمول وأبمسه إذا كان شخصاً طبيعياً أما إذا كان شخص معنوي
فرتبط الضريبة ابسم الشركة أو املؤسسة وهو ما نصت عليه املادة 4من قانون ضريبة الدخل يف ليبيا
لسنة 4010م ,واملادة 3من الالئحة التنفيذية لنفس القانون .
/5جيب ربط الضريبة عن مدة حمددة فالقاعدة العامة يف معظم التشريعات الضريبية أن الضريبة تربط عن
سنة مالية كاملة وملرة واحدة يف السنة وتكون يف هناية السنة الضريبية وهو ما يطلق عليه مبدأ سنوية ربط
الضريبة وهو ما نصت عليه املادة 46من قانون الضرائب علي الدخل يف ليبيا لسنة 4010م .
ستثناء من قاعدة سنوية ربط الضريبة توجد حاالت تستدعي ربط الضريبة يف تواريخ خمتلفة
/-وإ ً
ونذكر منها علي سبيل املثال -:
= /إذا إقتضت طبيعة النشاط الذي ميارسه املمول إختالف سنته املالية عن السنة الضريبية للدولة ,فإنه
طبقاً للمادة 44من قانون الضرائب علي الدخل يف ليبيا لسنة 4010م أن تقرر املصلحة إختاذ السنة
املالية للممول أساساً لربط الضريبة عليه .
= /الضريبة علي األجور واملرتبات فإنه طبقاً للمادة 24من الالئحة التنفيذية لقانون ضريبة الدخل يف
ليبيا ,يتم خصم وتوريد الضريبة إيل مصلحة الضرائب علي النموذج رقم 0ضرائب خالل 90يوم من
اتريخ حتقق الدخل .
= /الدخل الناتج عن فوائد الودائع لدي املصارف وحساابت التوفري فإنه طبقاً للمادة 44من الالئحة
التنفيذية من قانون الضرائب علي الدخل يف ليبيا ,تربط الضريبة وختصم بواسطة املصرف عند إستحقاق
الفائدة ويتم حتويلها ملصلحة الضرائب علي النموذج رقم 3ضرائب خالل 90يوم من اتريخ إستحقاق
الفائدة عن الوديعة .
= /يف حالة التوقف أو التنازل عن النشاط أثناء السنة الضريبية فإن ربط الضريبة يتم حيت اتريخ التوقف
أو التنازل بشرط إخطار املمول للمصلحة خالل 90يوم من اتريخ التوقف أو التنازل وهو ما نصت
عليه املادة 21من الالئحة التنفيذية من قانون الضرائب علي الدخل يف ليبيا .
121
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
= /يف حالة وفاة املمول خالل السنة الضريبة فإنه طبقاً للمادة 42من قانون الضرائب علي الدخل يف
ليبيا لسنة 4010م ,تستحق الضريبة عن نشاطه حيت اتريخ الوفاة بشرط أن يقوم الورثة أو املصفي
للرتكة بتقدمي اإلقرار وسداد الضريبة خالل ستة أشهر من اتريخ الوفاة وقبل توزيع الرتكة .
= /يف حالة الدخول اخلارجية للمقيمني يف البالد فإن الضريبة تربط وتدفع خالل 50يوم من اتريخ
حتققها ابخلارج .
= /يف حالة مغادرة املمول البالد خالل السنة الضريبة فإن الضريبة تربط عند املغادرة وعلي املمول تقدمي
إقراره الضرييب عند مغادرته البالد وسداد ما عليه من ضرائب .
= /تربط الضريبة أثناء السنة الضريبية عندما خيشي التهرب من دفع الضريبة ألية أسباب تراها مصلحة
الضرائب ,وهو ما نص عليه يف املادة 16من الضرائب علي الدخل يف ليبيا لسنة 4010م واملادة
10من الالئحة التنفيذية التابعة له .
= /إذا توقف املمول عن مزاولة النشاط الذي تؤدي الضريبة علي دخله سواءً كان التوقف هنائياً أو لفرتة
من الزمن فإنه طبقاً للمادة 25من قانون الضرائب علي الدخل لسنة 4010م يتم ربط الضريبة
وحتصيلها علي الدخل حيت اتريخ التوقف عن النشاط ,علي أن يبلغ املمول املصلحة خالل 90يوم
من اتريخ وقف النشاط ,وكذلك األمر يف حالة التنازل عن النشاط كلياً أو جزئياً والذي نصت عليه
املادة 22من نفس القانون .
ه /اإلعرتاض والطعن علي الربط الضرييب .
يقصد ابإلعرتاض والطعن علي الربط الضرييب هو قيام املمول أو املكلف أبداء الضريبة واليت مت ربطها
ابإلعرتاض والطعن أو التظلم من ربط الضريبة وتقديرها أمام جلان قضائية أو جلان إدارية ذات إختصاص
قضائي وذلك للحد من تعسف أو إساءة اإلدارة الضريبية إستعمال سلطتها ضد األفراد عند تقدير وربط
الضريبة حيث إن ربط الضريبة يعد من إختصاص وعمل اإلدارة الضريبية واليت ختضع للرقابة اإلدارية
والقضائية معاً ,وخيتص القضاء اإلداري يف النظر ملثل هذه املنازعات حبيث تكون احملاكم االدارية هي
اجلهة املختصة يف نظر الطعون ,فاإلعرتاض والتظلم علي ربط الضريبة طبقاً للمادة 4من القانون رقم 0
لسنة 4010م بشأن الضرائب علي الدخل يف ليبيا ,يكون أمام اللجان اإلبتدائية خالل 24يوم من
اتريخ إعالنه ابلربط ,وهي اجلهة املختصة ابلفصل يف مجيع أوجه اخلالف بني املمول واملصلحة ,أما
الطعن علي الربط طبقاً للمادة 11من القانون رقم 0لسنة 4010م فهو اإلعرتاض سواءً من املمول أو
املصلحة علي قرار اللجنة اإلبتدائية أمام اللجنة اإلستئنافية ,ويكون ذلك خالل 14يوم من اتريخ
إعالهنما بقرار اللجنة اإلبتدائية ,وعلي اللجنة اإلستئنافية الفصل يف التظلم خالل مدة ال تتجاوز 5
أشهر من اتريخ تقدمي الطعن ,وسنتناول فيما يلي أهم الشروط واألحكام اليت تنظم التظلم والطعن علي
ربط الضريبة وذلك وفقاً للتايل .
121
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
وعضو أخر من ذوي اخلربة يف املسائل التجارية أو احملاسبية ,وعلي اللجنة الفصل يف التظلم خالل 5
أشهر من اتريخ تقدمي الطعن ,وفيما يلي سنتناول أهم هذه الشروط واألحكام كالتايل .
/-شروط الطعن علي ربط الضريبة أمام اللجان اإلستئنافية .
= /إذا كان الطاعن مصلحة الضرائب فإنه طبقاً للمادة 15من قانون الضريبة علي الدخل يتم تقدمي
الطعن إيل أمانة سر اللجنة اإلستئنافية بصحيفة دعوي مقابل إيصال يثبت ذلك ,أما إذا كان الطاعن
املمول فيقدم الطعن يف صحيفة دعوي إيل أمانة سر اللجنة اإلستئنافية مقابل أداء رسم قدره %1من
الضريبة اليت قررهتا اللجنة اإلبتدائية حبيث ال يقل عن عشرين دينار .
= /ال يقبل الطعن طبقاً للمادة 14من قانون الضريبة علي الدخل ,الذي يتقدم به ممولو الضريبة علي
الشركات والتشاركيات مامل يكن مؤيداً ومشتمالً ابملستندات والدفاتر واحلساابت امللزمني مبسكها طبقاً
للقانون .
= /يكون عبء اإلثبات أمام اللجان اإلستئنافية علي عاتق الطاعن .
= /يكون قرار اللجنة اإلستئنافية هنائياً .
الفرع الثاين -:اآلليات الفنية لتطبيق الزكاة يف ليبيا .
تعين دراسة التنظيم الفين للزكاة ,التعرف علي خمتلف القواعد الفنية اليت تعمل علي حتديد وعاء الزكاة
وتقرير سعرها ,وكذلك إجراءات تسويتها وربطها ومصارفها وسنتناول ذلك وفقاً للتايل .
أوالً -:وعاء الزكاة .
يقصد بوعاء الزكاة جمموعة األموال اليت إكتملت فيها شروط اخلضوع للزكاة بدون إستثناء ,عمالً بقوله
تعايل ﴿ خذ من أمواهلم صدقةً تط ِّهرهم وت زِّكيهم هبا ﴾ ( )1وهبذا تعترب الزكاة إستقطاع عيين وشخصي
فهي تتناول بشكل عام الثروة يف زكاة النقدين ,والثروة والربح يف زكاة عروض التجارة والثروة والنتاج يف
()2
زكاة األنعام والنتاج فقط يف زكاة الثمار والزروع .
وعليه فإن وعاء الزكاة يكون علي مجيع األموال املشروعة القابلة للنماء ,سواءً أكانت قابلة للنمو
احلقيقي أو النمو التقديري ,وميكن إيضاح األموال اليت وردت يف القرآن الكرمي وختضع للزكاة وهي زكاة
الثروة النقدية ( الذهب والفضة ) ,وزكاة الزروع والثمار وزكاة الثروة احليوانية وزكاة الركاز واملعادن وزكاة
()3
كسب العمل وزكاة املستغالت ,وزكاة عروض التجارة .
121
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
1سلطان بن حممد علي سلطان -الزكاة تطبيق حماسيب معاصر -مرجع سابق -ص 90
2سورة التوبة اآلية 54-52
3سورة التوبة اآلية 105
4القرار رقم 9بشأن العملة الورقية الصادر عن اجملمع الفقهي اإلسالمي– الدورة -40اإلصدار الثالث -رابطة العامل اإلسالمي -مكة
املكرمة السعودية -الشبكة العامة للمعلومات -سنة 4010م -ص115
5حسني حسني شحاته -زكاة اإلستثمارات يف األوراق املالية وصناديق اإلستثمار -سلسلة حبوث ودراسات يف الفكر االقتصادي-
الشبكة العامة للمعلومات -ص3
121
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
شراء أسهم الشركات اليت أنشئت ملزاولة األعمال احملرمة مثل شركات اخلمور والتبغ وبنوك الراب ,فمن
كان يتاجر ابألسهم بيعا وشراء فإنه ي قوم سعرها السوقي عند متام احلول وخيرج منها الزكاة ,ومن إقتىن
أسهماً بقصد الربح والتنمية فقط أي لإلستثمار فيها ال للمتاجرة ببيعها وشرائها ,فإنه يزكي أرابحها
فقط ألن متلك السهم لالستفادة من ريعه السنوي يقاس على املستغالت من العقارات وما حنوها
لشبهها به فتأخذ حكم زكاهتا ,ابإلضافة إيل ذلك إذا كانت الشركة تزكي موجوداهتا فال يعيد املقتين هلا
لالستثمار تزكيتها منعاً إلزدواج إخراج الزكاة مرتني عن مال واحد ,أما إن كانت الشركة ال تزكي
()1
موجوداهتا فعليه تزكيتها .
/3السندات فهي عبارة عن صك مكتوب قابل للتداول يتضمن تعهد من املصرف أو الشركة أو
حنويهما ,حلامله بسداد مبلغ مقدر يف اتريخ معني نظري فائدة مقدرة غالباً بسبب قرض عقدته شركة
()2
مسامهة أو هيئة حكومية أو أحد األفراد .
واألصل العام يف السندات طبقاً للشريعة اإلسالمية هو عدم جواز التعامل هبا وإخراج الزكاة منها ألهنا
قروض ربوية سواء أكانت اجلهة املصدرة هلا خاصة أو عامة ,وال أثر لتسميتها شهادات أو صكوكاً
إستثمارية أو إدخارية أو تسمية الفائدة الربوية امللتزم هبا رحباً أو ريعاً أو عمولة أو عائداً ,كما حيرم أيضاً
التعامل ابلسندات ذات الكوبون الصفري إبعتبارها قروضاً جيري بيعها أبقل من قيمتها اإلمسية ويستفيد
أصحاهبا من الفروق إبعتبارها حسماً هلذه السندات ,وكذلك السندات ذات اجلوائز إبعتبارها قروضاً
أشرتط فيها نفع أو زايدة ابلنسبة جملموع املقرضني ,أو لبعضهم ال على التعيني فضالً عن شبهة القمار .
أما السندات أو الصكوك القائمة على أساس املضاربة ملشروع أو نشاط إستثماري معني ,حبيث
ال يكون ملالكيها فائدة أو نفع مقطوع ,وإمنا تكون هلم نسبة من ربح هذا املشروع بقدر ما ميلكون من
هذه السندات أو الصكوك وال ينالون هذا الربح إالِّ إذا حتقق فعالً وفقا املضاربة اإلسالمية ,فيجوز
التعامل هبا وإخراج الزكاة منها ,أما السندات املرصودة لوجه اخلري مثل سندات الوقف اخلريي وسندات
()3
اهليئات اخلريية العاملية وما يف حكمها ,ال جتب الزكاة فيها ألن مقاصدها هي مقاصد الزكاة .
وبشكل عام نص املشرع اللييب علي زكاة األموال دون الدخول يف تفاصيلها ,حيث جاء يف قانون
الزكاة اللييب علي إنه " جتب الزكاة يف أوراق النقد الوطنية وأوراق النقد األجنبية ويف األموال املدخرة
والودائع النقدية لدى املصارف واألسهم واحلصص يف الشركات والسندات والصكوك وسائر األوراق اليت
1القرار رقم 141بشأن زكاة األسهم املقتناة بغرض اإلستفادة من ريعها -جملس جممع الفقه اإلسالمي الدويل املنبثق عن منظمة املؤمتر
اإلسالمي املنعقد يف دورته الثالثة عشرة بدولة الكويت – سنة 4001
2عبد الباسط كرمي مولود -تداول األوراق املالية -دراسة قانونية مقارنة -منشورات احلليب احلقوقية -لبنان -سنة -4006ص 115
3القرار رقم - 90بشأن السندات -جممع الفقه اإلسالمي الدويل -اململكة العربية السعودية -سنة 1660
111
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
تقوم مقام النقد " ( )1وهو من أحد العيوب اليت يعاين منها قانون الزكاة واليت جيب معاجلتها حيت ال يقع
املمول أو املزكي يف شبهة أو خطأ يف أتدية الزكاة علي الوجه الشرعي الصحيح .
/4زكاة الدين وهي األموال اليت لدى الغري و ميكن حتصيلها من أصحاهبا إما ابلقانون أو بقدرة املدين
علي أداء دينه ,أو الديون اليت ال ميكن حتصيلها أو املشكوك يف حتصيلها ,حيث إنه مل يرد نص من
كتاب هللا تعايل أو سنة رسوله الكرمي ي فصل زكاة الديون ,كما تعدد ما أثر عن الصحابة والتابعني
رضوان هللا عليهم ومجه ور الفقهاء من وجهات النظر يف طريقة إخراج زكاة الديون ,وهي كثرية وال يسعنا
مناقشتها يف هذا املقام وابلتايل سنتناول الرأي الراجح الذي أثري يف هذه املسألة من وجه نظر الفقه
اإلسالمي املعاصر .
الدَّين هو ما يثبت يف الذمة أو غريه بسبب قرض أو معاوضة كثمن مبيع أو إتالف بسبب قرض إقرتضه
أو معاوضة أو بدالً عن مال أتلفه أو منفعة عقد عليها أو إستئجار عني ,ويعد الدَّين ماالً حكمياً يف
()2
الذمة أي له حكم املال ,وتقض الديون أبمثاهلا ال أبعياهنا .
والديون هلا أنواع وأقسام فإما أن يكون الدَّين حاالً سواءً كان مرجو األداء أو غري مرجو األداء ,أو أن
يكون ال َّدين مؤجالً .
ذل له حيث الدين مرجو األداء وهو ما كان علي مق ٍر به أو اب ٍ /-فالدين احلال جتب فيه الزكاة إذا كان َّ
جتب علي صاحبه كل عام ألنه مملوك له ,إال أنه ال جيب عليه إخراج الزكاة منه ما مل يقبضه فإذا قبضه
الدين الغري مرجو األداء وهو ما كان علي معسر أوأخرج عنه الزكاة لكل ما مضي من السنني ,أما يف َّ
جاحد أو مماطل فإنه ال زكاة فيه وإن بقي عند املدين أحواالً ,فكيف ي لزم الدائن زكاة مال هو ابلنسبة
له يف حكم املعدوم ,ولكن إذا قبضه يزكيه مرة واحدة يف سنة القبض فقط وال يلزمه زكاة ما مضي من
()3
السنني ,ملا فيه تيسري علي املالك فكيف جتب عليه الزكاة إن كان معسر .
/-أما الدين املؤجل وهو إما أن يكون َّدين جتاري أو َّدين قرض ,ففي َّ
الدين التجاري جتب الزكاة يف
للدين املؤجل ,حيث ينظر يف قيمة َّ
الدين املؤجل كما لو كان حاالً ويتم إخراج الزكاة عن القيمة احلالة َّ
القيمة إال إذا كان الدائن ال ميكنه ضبط ما لديه من ديون علي الغري ,ففي هذه احلالة جتب الزكاة فيما
يقبضه من دينه املؤجل مرة واحدة عند القبض ,أما دين القرض ال جتب الزكاة فيه مطلقاً سواء أكان
القرض مرجو أو غري مرجو وسواء أكان حاالً أو مؤجالً ,ألنه من شروط وجوب الزكاة متام امللك الذي
يتحقق فيه إستقرار املال ومنائه وهذا غري حاصل يف القرض ,كما إن املقصود من الزكاة هي مواساة
1املادة رقم 14من القرار رقم 4لسنة 4000م بشأن الالئحة التنفيذية لقانون الزكاة رقم 15لسنة 4009م
2وهبة الزحيلي -املعامالت املالية املعاصرة حبوث وفتاوى وحلول -ط –5منشورات دار الفكر – دمشق -سنة - 4009ص102
3أنظر تفصيل -عبد هللا بن عيسى العايضي -زكاة الديون املعاصرة دراسة أتصيلية تطبيقية – ط -1منشورات دار امليمان للنشر والتوزيع
– الرايض -سنة 4014ص 50إيل 45
111
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
احملتاج فقرياً كان أو غريه من أهل الزكاة ,وهي يف القرض حاصلة مبواساة املقرتض والذي هو يف الغالب
()1
من أهل الزكاة .
كما جاء يف قرار جممع الفقه اإلسالمي يف شأن زكاة الدَّين علي إنه " جتب زكاة الدَّين علي رب الدَّين
عن كل سنة إذا كان املدين مليئاً ابذالً ,كما جتب الزكاة علي رب الدَّين بعد دوران احلول من يوم
()2
القبض إذا كان املدين معسراً أو مماطالً "
ولقد نص علي زكاة الدَّين يف قانون الزكاة اللييب والذي جاء فيه " جتب الزكاة يف الدَّين سواء أكان ذهباً
أو فضة أو ما يقوم مقامها ميت بلغ النصاب وحال عليه احلول ,ويزكى عند قبضه لسنة واحدة ولو بقي
()3
عند املدين عدة سنني "
فنالحظ أن املشرع اللييب مل يدخل يف تفاصيل زكاة الدَّين من حيث بيان أحكامه وصوره وشروطه
وإكتفي ابلنص عليها بشكل عام وهذه أحد مواطن القصور يف قانون الزكاة اللييب اليت جيب معاجلتها .
ب /زكاة الزروع والثمار .
ويقصد هبا كافة ما تنتجه األرض بقصد اإلستغالل و اإلستنبات سواء أكان صاحلاً للبقاء كاحملاصيل
اليت ختَّزن سنوات طويلة مثل احلبوب ,أم غري صاحل للبقاء كالثمار و اخلضار و غريها ,إ ًذا جتب الزكاة
يف كل ما تنبته األرض من حماصيل والدليل علي ذلك من كتاب هللا عز وجل قوله تعايل ﴿ وهو الَّذي
الرَّمان متشاهبًا وغي ر
الزي تون و ُّ
الزرع خمتل ًفا أكله و َّ ات وغي ر معروش ٍ
ات والنَّخل و َّ َّات َّمعروش ٍ
أنشأ جن ٍ
ب المسرفني ﴾ ( )4وكذلك متشاب ٍه ۚ كلوا من مثره إذا أمثر وآتوا حقَّه ي وم حصاده ۖ وال تسرفوا ۚ إنَّه ال حي ُّ
قوله تعايل ﴿ اي أيُّها الَّذين آمنوا أنفقوا من طيِّبات ما كسب تم وممَّا أخرجنا لكم من األرض﴾ ( , )5وعن
جابر بن عبد هللا رضي هللا عنه أنه مسع النيب صلى هللا عليه وسلم يقول " فيما سقت األهنار والغيم
العشور وفيما سقي ابلسانية نصف العشر " ( )6كما نص يف قانون الزكاة اللييب علي زكاة الزروع والثمار
والذي جاء فيه " جتب الزكاة يف الزروع والثمار اليت ابلكيل وذلك وقت طيبها وميت بلغت النصاب
الشرعي وخيصم من احملصول قبل أدائها ما صرف علي حصاد الزرع ودرسه ولقط الزيتون وعصره وكذلك
()7
ما صرف علي أتبري النخل وجنيه "
1أنظر تفصيل -عبد هللا بن عيسى العايضي -زكاة الديون املعاصرة دراسة أتصيلية تطبيقية – مرجع سابق -ص 42إيل 04
2القرار رقم 1بشأن زكاة الديون الصادر عن جممع الفقه اإلسالمي الدويل يف دورة انعقاد مؤمتره الثاين جبدة – سنة 1634م
3املادة 13من القرار رقم 4لسنة 4000م بشأن الالئحة التنفيذية لقانون الزكاة رقم 15لسنة 4009م
4سورة األنعام اآلية 121
5سورة البقرة اآلية 490
6رواه مسلم -خنب األفكار يف تنقيح مباين األخبار يف شرح معاين اآلاثر -حممود بن أمحد بن موسى العيين -حتقيق ايسر بن إبراهيم
ط -1منشورات وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية – قطر -سنة 142ه -ص190
7املادة 14من القرار رقم 4لسنة 4000م بشأن الالئحة التنفيذية لقانون الزكاة رقم 15لسنة 4009م
112
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
وال يراعى احلول يف زكاة الزروع والثمار بل يراعى املوسم واحملصول لقوله تعايل ﴿ كلوا من مثره إذا أمثر
وآتوا حقَّه ي وم حصاده ﴾ وعليه لو أخرجت األرض أكثر من حمصول واحد يف السنة وجب علي
صاحبها إخراج الزكاة عن كل حمصول إن بلغ حصاده نصاابً ,فإذا مل يبلغ يضم حمصول العام الواحد
للمزكي مما هو من جنس واحد إيل بعض ولو إختلفت األرض اليت زرع فيها حيت يبلغ نصاابً فيزكى وما
زاد فبحسابه ,وال تضم الزروع والثمار اليت من أجناس خمتلفة إيل بعضها ,حيث يضم القمح للشعري
وتضم القطان السبع أي البقوليات لبعضها وتضم أنواع التمور لبعضها وتضم كذلك أنواع الزبيب
لبعضها ,وتضم احلبوب ذات الزيوت لبعضها وهكذا ,وإذا تفاوت الزرع رداءة وجودة أخذت الزكاة من
()1
أوسطه فما فوق وال تؤخذ مما دون الوسط .
واألصل العام يف زكاة الزروع والثمار هو إخراجها عيناً ,إال إن الفقه املعاصر أجاز إخراجها نقداً ملا فيه
نفع للفقري وسهولة علي صندوق الزكاة وهو ما كان يفعله معاذ إبن جبل رضي هللا عنه مع أهل اليمن
فقد كان يقول هلم " ا ئتوين بعرض ثياب مخيص أو لبيس يف الصدقة مكان الشعري والذرة أهون عليكم
وخري ألصحاب النيب صلي هللا عليه وسلم ابملدينة " ( )2واخلميص املقصود به الثوب الذي طوله مخس
أدرع أي الصغري من الثياب ,أما اللبيس فيقصد به ما يلبس من ثياب ودروع .
ج /زكاة (الثروة احليوانية) .
مسيت هبيمة األنعام هبذا اإلسم ألهنا ال تتكلم وهي مأخوذة من اإلهبام وهو اإلخفاء وعدم اإليضاح
ولكنها تتكلم فيما بينها كالماً معروفاً وهلذا حتن اإلبل إىل أوالدها فتأيت األوالد وتنهرها فتنتهر وكذلك
بقية األنعام ,وهبيمة األنعام ثالثة أصناف اإلبل سواء أكانت عرابً ذات السنم الواحد أو خباتى من
ذوات السنمان وهي معروفة يف القارة األسيوية ,والبقر وهي تشمل البقر املعتاد واجلواميس والغنم وهي
()3
كذلك تشمل املاعز والضأن .
اَّلل يف أ َّايٍم َّمعلوم ٍ
ات على والدليل علي زكاة هبيمة األنعام قوله تعايل ﴿ ليشهدوا منافع هلم ويذكروا اسم َّ
()4
ما رزق هم ِّمن هبيمة األن عام فكلوا من ها وأطعموا البائس الفقري ﴾
وروى عن أبو ذر الغفاري أن النيب صلي هللا عليه وسلم قال " ما من رج ٍل تكون له إبل أو ب قر أو غنم
ال ي ؤِّدي حقَّها َّ ,إال أيت هبا يوم القيامة أعظم ما تكون وأمسنه تطؤه أبخفافها وت نطحه بقروهنا كلَّما
1أنظر تفصيل ذلك يف دليل الزكاة اللييب الصادر عن اإلدارة العامة لشؤون الزكاة – ص19
2رواه طاووس بن كيسان اليماين -متام املنه يف التعليق علي فقه السنة -حممد انصر الدين األلباين -ط -4منشورات دار الراية ابلرايض
السعودية – سنة 1203ه – ص 506
3حممد بن صاحل العثيمني -الشرح املمتع على زاد املستقنع – كتاب الزكاة -الطبعة األوىل -ج – 9منشورات دار ابن اجلوزي للنشر
والتوزيع – الدمام اململكة العربية السعودية – سنة 1242ه -ص26
4سورة احلج اآلية 40
111
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
حىت ي قضى بني النَّاس " ( , )1وهبيمة األنعام ت تخذ علي أقسام .
جازت أخراها رَّدت عليه أوالها َّ ,
/1أن تكون هبيمة األنعام عروض جتارة فهذه تزكى زكاة العروض ,فقد جتب الزكاة يف شاة واحدة أو يف
بعري واحد أو يف بقرة واحدة ,ألن املعترب يف عروض التجارة القيمة فإذا كان هذا هو املعترب فما بلغ
نصاابً ابلقيمة ففيه الزكاة ,سواء كانت سائمة أو معلوفه مؤجرة كانت أو مركوبة لإلنتفاع .
/2السائمة من هبيمة األنعام واليت ترعى واملعدة للدر سواء حلليبها أو تسمينها أو لنسلها .
/3املعلوفة من هبيمة األنعام املتخذة للدر والنسل ,وهي اليت يشرتي هلا صاحبها العلف أو حيصده هلا
فهذه ليس فيها زكاة إطالقاً ولو بلغت ما بلغت ألهنا ليست من عروض التجارة وال من السوائم .
/4العوامل وهي اإلبل اليت عند شخص يؤجرها للحمل فهذه ليس فيها زكاة ,وهذا القسم كان موجوداً
قبل أن تتطور وسائل النقل ,فتجد الرجل عنده مائة بعري أو مائتان يؤجرها فينقل هبا البضائع من بلد
إىل بلد وإمنا الزكاة فيما حيصل من أجرهتا إذا مت عليها احلول .
()2
ويشرتط املشرع اللييب يف زكاة األنعام األيت .
/-يشرتط يف زكاة النعم حلول احلول .
/-جتب الزكاة يف النعم سواءً كانت سائمة أو معلوفة .
/-جتب الزكاة يف اإلبل والبقر العاملة يف حرث األرض أو سقي الزرع .
فاملشرع اللييب مل يستثين النعم املعلوفة والعاملة من الزكاة فيها ابلرغم من أن الفقه املعاصر إستثين الزكاة
فيها إال إذا كانت خمصصة لعروض التجارة ,وهو يعترب حمل خالف وجيب علي املشرع اللييب معاجلته .
د /زكاة عروض التجارة .
مسيت بذلك ألهنا ال تستقر بل ت عرض مث تزول ,فإن التاجر ال يريد هذه السلعة بعينها وإمنا يريد رحبها
من النقدين ,وعليه فإن عروض التجارة يقصد هبا كل ما مت إعداده لغرض البيع بقصد التجارة فيه
وحتقيق الربح ,وهي تشمل كل أشكال البضائع واألموال اليت تستخدم يف أعمال التجارة بيعاً وشراً سواءً
كانت سلع أو خدمات أو عقارات أو آالت أو ثياب ومأكوالت أو حلياً و جمواهر أو حيواانت اليت
()3
تباع وتشرتى وغريها .
والدليل علي زكاة العروض التجارة قوله سبحانه وتعايل يف كتابه احلكيم ﴿ ٓأأييُّها ٱلَّذين ءامن أوا أنفقوا من
1أخرجه البخاري -اجلامع الصحيح املسند من حديث رسول هللا وسننه وأايمه – حممد بن إمساعيل البخاري – حنقيق حمب الدين
اخلطيب – ط – 1منشورات املكتبة السلفية القاهرة – سنة 1200ه – ص 1290
2املادة 19من القرار رقم 4لسنة 4000م بشأن الالئحة التنفيذية لقانون الزكاة رقم 15لسنة 4009م – مرجع سابق .
3حممد عطية علي عون – متطلبات املوائمة بني نظام الزكاة والنظام املايل داخل الشركات الليبية – حبث مقدم لنيل شهادة املاجيستري
جامعة اجلبل الغريب -غراين -كلية احملاسبة – سنة 4015م – ص 44
111
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
ۡ ۡ
لسائل والمحروم ﴾ ( )2وعن أيب طيِّبٓت ما كسب تم ﴾ وقوله تعايل ﴿ والَّذين يف أمواهلم ح ٌّق معلوم ل َّ
()1
ذر الغفاري رضي هللا عنه قال مسعت رسول هللا صلي هللا عليه وسلم يقول " يف اإلبل صدقتها ويف الغنم
اَّلل
لغرمي وال ينفقها يف سبيل َّفضةً ال يعدها ٍ تربا أو َّ
البز صدقته ومن رفع داننري أو دراهم أو ً صدقتها ويف ِّ
الزاي الثياب أو ()3
اية وزاد فيه ويف البقر صدقتها " ,والب ُّز ابلباء و َّ فهو كنز يكوى به يوم القيامة ويف رو ٍ
نوع منها فهذا احلديث دليل على وجوب الزكاة يف عروض التجارة ,ألن الثياب ال زكاة فيها إال إذا
()4
كانت للتجارة ,وعن إبن عمر رضي هللا عنه قال " ليس يف العروض زكاة إال ما كان للتجارة " .
ولقد نص املشرع اللييب يف قانون الزكاة علي عروض التجارة واليت جاء فيها " جتب الزكاة يف مال التاجر
وحتسب أبن يقوم التاجر جبرد جتارته وتقومي بضائعه ويضم إليها ما لديه من نقود ومدخرات خمصصة
للتجارة وديون مرجوة ,يطرح من ذلك ما عليه من ديون إذا مل يكن لديه ما يسد به دينه من غري جتارة
()5
ويزكي عما بقي " .
إن عروض التجارة إذا أريد هبا التجارة فإهنا جترى جمرى العني ,ألن العني من الذهب والفضة إمنا حتولت
فيها طلباً للنماء ,مث ترد إىل الذهب والورق وال حيصل التصرف يف العني إال بذلك فلهذا قامت العروض
مقام العني من الذهب والفضة ,كما إن عروض التجارة املتداولة لإلستغالل النقدي ال فرق بينها وبني
الدراهم والداننري و اليت تعترب أمثاهنا ,إال يف كون النصاب يتقلب ويتغري بني الثمن وهو النقد واملثمن
وهو العرض ,فلو مل جتب الزكاة يف التجارة ألمكن جلميع األغنياء أو أكثرهم أن يتاجروا بنقودهم
()6
ويتحروا وحيرصوا علي أال حيول احلول على نصاب النقدين أبدا وبذلك تعطل الزكاة فيهم .
ويشرتط لوجوب الزكاة يف عروض التجارة ما يشرتط يف املال من الشروط وهي كاأليت .
/1اإلسالم واحلرية فهي ال جتب علي غري املسلم وكذلك ال جتب علي العبد ألنه ال ميلك من نفسه
شيء ابإلضافة إيل إنه يعترب من مستحقي الزكاة وليس ممن جتب عليهم الزكاة .
/2امللك التام يشرتط لزكاة العروض أن ميلك العرض بفعله كالبيع ,وقبول اهلبة والوصية وإكتساب
املباحات ألن ما ال يثبت له حكم الزكاة بدخوله يف ملكه ال يثبت مبجرد النية كالصوم .
111
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
/3أن تكون لغرض التجارة وهو أن يكون قد نوى عند شرائه أو متلكه للعروض أنه للتجارة وليس
إلقنائه فقط والنية املعتربة هي ما كانت مقارنة لدخوله يف ملكه
/4بلوغ النصاب أي أن تبلغ قيمة أموال التجارة ً
نصااب من الذهب أو الفضة فال زكاة يف ما ميلكه
اإلنسان من العروض إن كانت قيمتها أقل من نصاب الزكاة يف الذهب والفضة وتضم العروض بعضها
إىل بعض يف تكميل النصاب وإن إختلفت أجناسها ,وتقومي زكاة العروض ابألحظ للفقراء أي ما
يناسبهم وينفعهم من أحد النقدين الذهب والفضة .
/5وأن حيول عليها احلول فإذا حال احلول وجب على املالك تقومي عروضه وإخراج زكاهتا .
ه /زكاة الركاز واملعادن .
يقصد بزكاة املعادن والركاز (الكنز) هو كل مال مدفون حتت األرض ,إال إن املعدن هو ما خلقه هللا
سبحانه وتعايل يف األرض يوم خلق األرض وخلطها برتاهبا ,وهدى اإلنسان إيل إستخراجها بوسائل
شيت واليت هلا قيمتها وأمهيتها يف عاملنا املعاصر ,سواءً كانت هذه املواد صلبه أو سائلة أو غازية وسواءً
كانت من ذهب أو فضة أو النحاس واحلديد والقصدير أو النفط أو الغاز وغريها ,أما الركاز أو الكنز
فهو املركوز أو املركون يف األرض ,أي املال املدفون بفعل اإلنسان سواءً أكان ذهب أو فضة أو أوين أو
()1
سالح وأموال وغري ذلك وتكون مدفونة ابألرض عليها عالمة الدول البائدة .
والدليل علي وجوب إخراج زكاة الركاز واملعادن قوله تعايل يف كتابه العزيز ﴿ اي أيُّها الَّذين آمنوا أنفقوا
من طيِّبات ما كسب تم وممَّا أخرجنا لكم من األرض ﴾ ( )2وعن أيب هريرة رضي هللا عنه أن رسول هللا
الركاز اخلمس " ( )3ويقصد َّ
صلى هللا عليه وسلم قال " العجماء جبار والبئر جبار واملعدن جبار ويف ِّ
َّ
ابلعجماء البهيمة ,أما اجلبار فيقصد به اهلدر سواءً كان اهلدر أو اإلتالف للعجماء (البهيمة) أو البئر
أو املعدن الوارد يف احلديث ,واخلمس يف الركاز جيب يف قليله وكثريه من أي نوع كان من غري حول
()4
لذلك جيب علي كل من وجده من أهل الزكاة وغريهم .
أما املستخرج فإما أن يكون من املسلمني فتتناوله أحكام اإلسالم من وجوب الزكاة ,وإما أن يكون من
غري املسلمني فله أحكام .
1يوسف القرضاوي – فقه الزكاة دراسة مقارنة ألحكام الزكاة وفلسفتها يف ضوء القران والسنة – مرجع سابق – ص 205
2سورة البقرة اآلية 490
3أخرجه البخاري ومسلم – األجوبة النافعة عن أسئلة جلنة مسجد اجلامعة – حممد انصر الدين األلباين – ط – 4منشورات املكتب
اإلسالمي – بريوت لينان – سنة 1200ه – ص 144
4سعيد بن علي بن وهف القحطاين – زكاة اخلارج من األرض احلبوب والثمار واملعدن والركاز يف ضوء الكتاب والسنة -منشورات
مؤسسة اجلريسي للتوزيع واإلعالن – الرايض – سنة - 4004ص43
111
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
1أخرجه البخاري ومسلم – األجوبة النافعة عن أسئلة جلنة مسجد اجلامعة – حممد انصر الدين – مرجع سابق
2موفق الدين أبن قدامه -الكايف يف فقه اإلمام أمحد -ط -4منشورات املكتب اإلسالمي -بريوت سنة 1636م -ص554
3خالد جاسم اهلويل – زكاة الثروة املعدنية وتطبيقاهتا يف عقود إمتياز النفط -حبث مقدم ضمن فعاليات الندوة الثامنة عشر لقضااي الزكاة
املعاصرة – بريوت لبنان -الشبكة العامة للمعلومات -سنة - 4006ص25
4أمحد خمتار عمر -معجم اللغة العربية املعاصرة -ط -1منشورات عامل الكتب -القاهرة -سنة 4003
111
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
1أنظر تفصيل ذلك يف املادة 14-11من القرار رقم 4لسنة 4000م بشأن الالئحة التنفيذية لقانون الزكاة رقم 15لسنة 4009م
2أنظر تفصيل ذلك يف املادة 14من القرار رقم 4لسنة 4000م بشأن الالئحة التنفيذية لقانون الزكاة رقم 15لسنة 4009م
3رواه أبو سعيد اخلدري -املسند الصحيح املختصر من السنن بنقل العدل عن العدل عن رسول هللا صلي هللا عليه وسلم – مسلم بن
احلجاج القشريي النيسابوري -مرجع سابق -ص 606
111
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
%10أما إذا سقى آبلة ( املروي ) ففيه نصف العشر %4أما إذا سقى هبما مناصفة ففيه ثالثة أرابع
العشر أي , % 0.4وإذا سقى إبحدامها أكثر أعترب أكثرها فوجبت الزكاة مبقتضاه ,وإن جهل املقدار
()1
وإلتبس عليه األمر وجب العشر %10ألنه املتيقن .
ج /نصاب زكاة األنعام .
نص املشرع اللييب علي نصاب زكاة األنعام يف قانون الزكاة والذي جاء فيه " تضم أصناف األنعام إيل
بعضها وتعترب جنس واحداً ويزكى عنها إذا بلغت النصاب وهي البقر مع اجلاموس و الضأن مع املعز
واإلبل العراب ذات السنم الواحد مع البخت ذات السنمني " (. )2
وفيما يلي سنوضح أصناف األنعام ومقدار الزكاة الواجبة فيها وفقاً للجدول التايل .
/1نصاب الزكاة يف الغنم .
مالحظة املقدار الواجب فيها عدد الغنم
1أنظر تفصيل ذلك يف دليل الزكاة الصادر عن اإلدارة العامة لشؤون الزكاة الليبية – بدون سنة نشر – ص 19
2أنظر تفصيل ذلك يف املادة 10من القرار رقم 4لسنة 4000م بشأن الالئحة التنفيذية لقانون الزكاة رقم 15لسنة 4009م
111
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
تعامل األنعام املعدة للتجارة معاملة عروض التجارة وحتسب زكاهتا بقيمتها ال بعدد الرؤوس اململوكة
ولكن إن كان ما عند املالك من األنعام ما ال تبلغ قيمتها نصاابً من النقد وبلغت نصاابً ابلعدد فيخرج
زكاهتا كسائر األنعام اليت ليست للتجارة ابملقادير املبينة يف اجلداول السابقة .
111
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
1أنظر تفصيل ذلك املادة 15من القرار رقم 4لسنة 4000م بشأن الالئحة التنفيذية لقانون الزكاة رقم 15لسنة 4009م – ودليل
الزكاة اللييب – ص 40
2أبو مالك كمال بن السيد سامل -صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب األئمة – ج – 4منشورات املكتبة التوفيقية – القاهرة
سنة - 4005ص91
111
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
واملالكية يرون بوجوب اخلمس %40يف املعدن إذا كان املستخرج من األرض ذهب أو فضة ومل تكلف
من عثر عليها عمل كبري يف إستخراجها ,وكذلك األمر يف املعادن حيت لو تكلف فيها عمل كثري يف
إستخراجها فتجب فيها اخلمس .
أما اجلمهور فذهبوا إيل أن الواجب يف املعدن ربع العشر %4.4من كل جنس من األجناس إذا بلغ
نصاابً قياساً علي زكاة النقدين الذهب والفضة .
والشافعية قالوا إن كان إستخراج املعادن بغري كلفة فيجب فيها اخلمس , %40ألنه حق يتعلق
ابملستفاد من األرض ,وإن كان اإلستخراج بكلفة ونفقة وجهد فيجب فيه ربع العشر %4.4ألن ما
جيب إخراجه يزاد بقلة النفقة وينقص بكثرهتا كما هو احلال يف زكاة الزروع والثمار .
()1
/2نصاب زكاة الركاز .
يراى فريق من املالكية واحلنابلة إبخراج اخلمس %40يف الركاز سواءً كان ذهباً أو فضة أو غريمها وسواء
وجده مسلم أو غريه حراً كان أو عبداً ,ويكون اخلمس كالغنائم وليس زكاة فيصرف يف املصاحل العامة
إال إذا إحتاج احلصول على الركاز إىل عمل كبري أو نفقة عظيمة ,فيكون الواجب فيه ربع العشر
%4.4ويصرف ملصارف الزكاة وال يشرتط يف احلالني بلوغ النصاب والباقي من الركاز بعد إخراج
الواجب يكون ملالك األرض اليت وجد فيها الركاز .
أما الشافعية فريون بوجوب اخلمس %40يف الركاز حاالً ابلشروط املعتربة يف الزكاة ,إالحوالن احلول
مىت بلغ كل منهما نصاابً ولو ضمه إىل ما يف ملكه ,أما إذا وجده فوق األرض ال يكون ركازاً بل يكون
لقطة ,واللقطة هو ما جيده اإلنسان يف األرض من مال بشىت أنواعه سواءً نقود أو ثياب أو أنعام
وغريها فيلتقطه وأيخذه بقصد رده لصاحبه أو بقصد متلكه .
واحلنفية فريون كذلك بوجوب اخلمس %40يف الركاز وبدفعه إيل الفقراء من املسلمني وعليه فأنه ال
يشرتط احلول وال النصاب يف الركاز ,وإمنا جتب الزكاة فيه عند إخراجه أو احلصول عليه ألنه حيصل عليه
يعد يف وجوب حقه احلول كزكاة الزروع والثمار
دفعة واحدة وهو مال مستفاد من األرض ,فال ِّ
فالواجب إخراجه إبتفاق الفقهاء ومجهور العلماء على وجوب اخلمس %40لظاهر قوله عليه الصالة
()2
الركاز اخلمس "
والسالم " ويف ِّ
اثلثاً -:ربط الزكاة .
يقصد بربط الزكاة حتديد مقدارها أو مبلغها الواجب أدائها علي املزكي وإخطاره بذلك ,وربط الزكاة
مير بعدة مراحل وهي كالتايل .
1إبراهيم فاضل الدبو -املعادن والركاز حبث مقارن يف االقتصاد اإلسالمي -ط -1منشورات مطبعة دار الرسالة بغداد بدون سنة نشر-
ص 61-60
2أخرجه البخاري ومسلم – األجوبة النافعة عن أسئلة جلنة مسجد اجلامعة – حممد انصر الدين األلباين – مرجع سابق – ص 144
112
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
أ /حصر املكلفني أبداء الزكاة وفتح ملفات هلم موضحاً فيها البياانت املتعلقة ابألموال اخلاضعة للزكاة
ومقدارها سواءً كان مصدر هذه البياانت اإلقرار الذي يقدمه املزكي ,أو عن طريق الفحص امليداين أو
املكتيب الذي يقوم به صندوق الزكاة اللييب ,وهو بينه قانون الزكاة اللييب والذي جاء فيه " علي كل
مكلف أبداء الزكاة أن يقدم للهيئة العامة لشؤون الزكاة أو مكاتبها أو فروعها إقراراً يتضمن بيان األموال
اليت جتب فيها الزكاة وقيمة كل نوع منها ومقدار الزكاة الواجب أداؤه وغري ذلك من البياانت علي
النموذج املعد لذلك يف املواعيد وفقاً للقواعد اليت تبينها هذه الالئحة ,وعليه أن يؤدي يف ذات الوقت
()1
مقدار الزكاة املبني إبقراره "
كما جاء يف الفقرة 1و 4و 5من املادة 0علي إنه " يتم حصر املكلفني أبداء الزكاة داخل نطاق كل
مكتب من مكاتب صندوق الزكاة يف ليبيا ,ومن مث تستلم جلان خاصة جبباية الزكاة اإلقرارات املقدمة
من املكلفني أبداء الزكاة علي منوذج معد لذلك ,حبيث يتم تثبيت ذلك يف سجالت أبرقام متسلسلة مع
بيان اتريخ تقدميها ,وا سم مقدمها ومقدار الزكاة ونوعها وإعطائه إيصال بذلك ,وإحالة اإلقرار إيل
()2
مكتب صندوق الزكاة مشفوعة بصورة من إيصاالت تسليم الزكاة وفق حوافظ التوريد لذلك "
ب /بعد أن يتم حصر املكلفني أبداء الزكاة ومجع إقرارهم الزكوي بذلك من قبل جلان الزكاة واملكاتب
التابعة هلا ,فإنه يتم بعد ذلك فحص هذه اإلقرارات والسجالت مبعرفة املراجعني اإلداريني ( املكتب
القانوين واملكتب املايل ) لصندوق الزكاة اللييب ,والنتيجة يف هذه احلالة تكون كالتايل .
/1أن يكون فحص بياانت اإلقرار سليم وال يوجد به غش أو تزوير أو هترب ,فإنه يف هذه احلالة يتم
ربط الزكاة وإخطار املزكي بذلك ,حيت يقوم بسداد ما عليه من زكاة .
/2أن تكون بياانت اإلقرار هبا شبهة تدعو إيل الشك يف صحة هذه البياانت أو كان مقدار الزكاة
احملددة ابإل قرار غري متفق مع أحكام القانون ,فإنه يف هذه احلالة يكون للمكتب أو الفرع حق إستدعاء
املكلف ملناقشته يف إقراره ومطالبته بتقدمي البياانت واملستندات الالزمة للتحقق من قيمة الزكاة ,فإذا تبني
أن مقدار الزكاة املبني يف اإلقرار أقل من املقدار الواجب أداؤه حرر ذلك يف حمضر من املوظف املختص
ابملكتب أو الفرع ,وتعني علي املكلف أداء الفرق خالل 50يوم من اتريخ إخطاره بذلك ,أما إذا
إتفق الطرفات املكلف ومكتب الزكاة علي حتديد قيمة الزكاة الواجب أداؤها فإنه أيضاً يتم حترير ذلك يف
()3
حمضر من قبل املوظف املختص ,ويعترب هذا احملضر يف كال احلالتني هنائي .
/3إذا تبني للمكلف أبن القرار املتعلق بتحديد الزكاة الواجبة عليه غري صحيح فإنه حبق له التظلم كتابة
أما جلان التظلم اليت يقع يف دائرة إختصاصها مقر املكتب أو الفرع خالل 50يوم من اتريخ إخطار
1أنظر تفصيل ذلك يف املادة 42من القرار رقم 4لسنة 4000م بشأن الالئحة التنفيذية لقانون الزكاة رقم 15لسنة 4009م
2أنظر تفصيل ذلك يف القرار رقم 1لسنة 4016بشأن أسس وضوابط حتصيل الزكاة وصرفها يف ليبيا .
3أنظر تفصيل ذلك يف املادة 40من القرار رقم 4لسنة 4000م بشأن الالئحة التنفيذية لقانون الزكاة رقم 15لسنة 4009م
111
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
املكلف بقرار حتديد الزكاة ,ويتم رفع التظلم إيل اللجنة بكتاب مسجل مصحوب بعلم الوصول أو
تسليمه إيل أمانة اللجنة مقابل إيصال يتضمن رقم قيد التظلم ابلسجل املعد لذلك واترخيه ,حبيث
يتضمن هذا التظلم اسم مقدمه أو من بنوب عنه وعنوانه وملخص القرار املتظلم منه واتريخ إخطاره به
واألسباب اليت بين عليها التظلم ,ومن مث ترسل اللجنة صورة من التظلم فور وروده أو تسلمه إيل اجلهة
اليت أصدرت القرار املتظلم منه إلبداء رأيها فيه خالل سبع أايم من اتريخ إعالهنا به ,وتقدمي ما تري
لزوم تقدميه من أوراق ومستندات وأدلة إيل اللجنة ,ومن مث تفصل اللجنة يف التظلمات املرفوعة إليها
بعد اإلطالع علي األوراق واملستندات وحتقيق دفاع ذوي الشأن ,ويكون هلا إجراء ما يقتضي األمر
إجراءه من حتقيق بنفسها أو مبن تندبه لذلك وأن تستعني بذوي اخلربة ,وتكون قرارات اللجنة مسببة
وهنائية وجيب أن يوقعها الرئيس واألعضاء وآمني السر ,وعلي آمني السر إبالغ قراراها خالل سبعة أايم
()1
من اتريخ صدوره إيل ذوي الشأن ,وذلك بكتاب مسجل بعلم الوصول .
/4وجيوز للهيئة أن تتفق مع املكلف ابلزكاة علي قيمة الزكاة الواجب أداؤها يف أي وقت قبل صدور
قرار اللجنة يف التظلم ,وحيرر ذلك يف حمضر ويعترب يف هذه احلالة التظلم منتهياً وجيب أداء الزكاة خالل
()2
50يوم من اتريخ إخطار املكلف ابألداء .
رابعاً -:مصارف الزكاة .
بقصد مبصارف الزكاة اجلهات أو األصناف اليت تصرف إليها حصيلة الزكاة ,ولقد جاء القرآن الكرمي
الصدقات للفقراء موضحاً هلذه األصناف أو الفئات اليت تصرف إليها الزكاة لقوله تعايل ﴿ إَّمنا َّ
السبيل ۖ فريضةً ِّمن
اَّلل وابن َّ
الرقاب والغارمني ويف سبيل َّ َّ
والمساكني والعاملني علي ها والمؤلفة ق لوب هم ويف ِّ
اَّلل عليم حكيم ﴾ ( ,)3فقد بني هللا سبحانه وتعايل يف هذه اآلية أصنافاً مثانية مستحقة للزكاة وهي اَّلل ۗ و َّ
َّ
أ /الفقراء -:وهم من ال جيدون شيئاً من الكفاية مطلقاً ,أو جيدون بعض الكفاية دون نصفها من
()4
كسب وغريه مما ال يقع موقعاً من الكفاية .
كما عرفه قانون الزكاة اللييب يف نص املادة 11من القرار رقم 1لسنة 4016م والذي جاء فيه " يعد
رب األسرة اليت تقل حصة الفرد فيها عن 140دينار يف الشهر مع إستبعاد األوالد فقرياً أو مسكيناً ُّ
الذكور الذين بلغوا السن الثامنة عشر من عمرهم مامل يكونوا متفرغني للدراسة أو معوقني وليس لديهم
()5
دخل يكفيهم "
1أنظر تفصيل ذلك يف املادة 21-20 -56 -52-54-51-50 -46من القرار رقم 4لسنة 4000م بشأن الالئحة التنفيذية
لقانون الزكاة رقم 15لسنة 4009م
2أنظر تفصيل ذلك يف املادة 24من القرار رقم 4لسنة 4000م بشأن الالئحة التنفيذية لقانون الزكاة رقم 15لسنة 4009م
3سورة التوبة اآلية 90
4سعيد بن علي بن وهف القحطاين -مصارف الزكاة يف اإلسالم مفهوم وشروط يف ضوء الكتاب والسنة – مرجع سابق– ص 0
5القرار رقم 1لسنة 4016م بشأن حتديد أسس وضوابط حتصيل الزكاة وصرفها
111
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
ولقد جاء يف القران الكرمي آايت حتث علي إعطاء الفقري حقه من األموال ومنها قوله تعايل ﴿ إن ت بدوا
الصدقات فنع َّما هي وإن ختفوها وت ؤتوها الفقراء ف هو خي ر لكم ويك ِّفر عنكم من سيِّئاتكم وا ََّّلل مبا
َّ
لسائل والمحروم ﴾ ( , )2وعن عبد هللا بن ()1
ت عملون خبري ﴾ وقولة تعايل ﴿ ويف أمواهلم ح ٌّق ل َّ
عمر رضي هللا عنه قال أن رجالً جاء إىل النيب صلى هللا عليه وسلم فقال " اي رسول هللا أي الناس أحب
إىل هللا ,وأي األعمال أحب إىل هللا فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ,أحب الناس إىل هللا تعاىل
أنفعهم للناس ,وأحب األعمال إىل هللا تعاىل سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي
عنه ديناً أو تطرد عنه جوعاً " ( )3كما جاء عن النيب صلي هللا عليه وسلم يف مساعدة الفقري ونصرته أبن
اَّلل عنه كرب ًة من كرب يوم القيامة ,ومن ي َّسر قال " من ن فَّس عن مؤم ٍن كربةً من كرب الدُّن يا ,ن فَّس َّ
اَّلل يف
اَّلل يف الدُّن يا واآلخرة ,و َّ على معس ٍر ,ي َّسر َّ
اَّلل عليه يف الدُّن يا واآلخرة ,ومن ست ر مسل ًما ,ست ره َّ
()4
عون العبد ما كان العبد يف عون أخيه "
واجلدير ابلذكر يف هذا املقام إن مستوى املعيشة للشخص ال ميكن حتديده حتديداً دقيقاً ,ألنه خيتلف
إبختالف العصور و البيئات وإبختالف ثروة كل أم ٍة و مقدار دخلها القومي ,فقد يكون ال ٍ
شيء كمالياً ِّ
يف عص ٍر أو بلد ما فيصبح حاجياً أو ضرورايً يف عصر آخر أو يف بالد أخرى ,فحاجات اإلنسان كثرية
ال تنتهي وخاص ًة يف عصران الذي تكاد تصبح فيه الكماليات حاجيات و احلاجيات ضرورايت ,فليس
عد حاجة أصلية ألن إبن آدم لو كان له واداين من ذهب إلبتغى اثلثاً و
كل ما يرغب اإلنسان فيه ي ِّ
لكن احلاجات األصلية اليت ال غىن لإلنسان عنها يف بقائه كمأكله و مشربه و مسكنه و ما يعينه على
ذلك من كتب علمه و فنه و أدوات حرفته و حنو ذلك ,قد تتغري و تتطور بتغري األزمان و البيئات و
()5
األحوال ,و األوىل أن ترتك لتقدير أهل الرأي و إجتهاد أويل األمر .
ب /املساكني -:وهم من ميلكون من املال احلالل أو من الكسب الالئق به ما يغطي نصف كفايته أو
يزيد عنه ولكن ال تتم به الكفاية التامة ,واملثال علي ذلك من حيتاج إىل عشرة دراهم كل يوم فيجد
مخسة فأكثر ,واملسكني عند أيب حنيفة من ال ميلك شيئاً وهذا هو املشهور عنه ,فيعطي للمسكني
111
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
()1
من الزكاة ما يسد به كفايته دون إسراف أو تقتري .
كما عرفه قانون الزكاة اللييب يف نص املادة 11من القرار رقم 1لسنة 4016م والذي جاء فيه " يعد
رب األسرة اليت تقل حصة الفرد فيها عن 140دينار يف الشهر مع إستبعاد األوالد فقرياً أو مسكيناً ُّ
الذكور الذين بلغوا السن الثامنة عشر من عمرهم مامل يكونوا متفرغني للدراسة أو معوقني وليس لديهم
()2
دخل يكفيهم "
حيث جاء يف القرآن الكرمي آايت حتث علي اإلحسان إيل املساكني وإعطائهم حقوقهم ومنها قوله تعايل
﴿ ليس ال َّرب أن ت ولُّوا وجوهكم قبل ال مشرق وال مغرب ولك َّن ال َّرب من آمن ابهلل والي وم اآلخر وال مالئكة
والكتاب والنَّبيِّني وآتى ال مال على حبِّه ذوي القرَب والي تامى وال مساكني ﴾ ( , )3وعن أبو هريرة رضي
هللا عنه أن رسول هللا صلي هللا عليه وسلم قال " ليس املسكني الذي يطوف على النَّاس ت رُّده اللُّقمة
واللُّقمتان والتَّمرة والتَّمراتن ,ولكن املسكني الذي ال جيد غ ًىن ي غنيه ويستحيي أو ال يسأل النَّاس إحلافًا
()4
وال ي فطن به في تصدَّق عليه "
ج /العاملون عليها -:وهم السعاة الذين يبعثهم اإلمام ألخذ الزكاة ومجعها من أرابهبا وحفظها ونقلها
ويدخل يف العاملني عليها القاسم واحلاسب والكاتب الذي يكتب ما أعطاه أرابب الصدقات من املال
ويكتب هلم براءة ابألداء ,وما يقع للمستحقني ويزداد يف العمال بقدر احلاجة من كيال ووزان وعداد
فأجر هؤالء مجيعاً من سهم العاملني عليها ,كما عرفهم قانون الزكاة اللييب يف نص املادة 14من القرار
رقم 1لسنة 4016م والذي جاء فيه " وهم املعرفون يف الفقرة الثالثة من املادة 1من القرار رقم 50
لسنة 4004م والذين يقصد هبم من هلم صلة جبباية الزكاة وتوزيعها من املوظفني واإلداريني والكتبة
واحملاسبني والصرافني والعمال واحلراس واخلفراء من غري العاملني ابهليئة العامة لألوقاف وشؤون الزكاة إال
()5
إذا قاموا ابلعمل ذي الصلة ابلزكاة خارج أوقات أعماهلم الرمسية "
الصدقات للفقراء والمساكني والعاملني علي ها ﴾ (, )6كما يدخل يف العاملني على لقوله تعايل ﴿ إَّمنا َّ
املؤسسات واإلدارات ومرافقها املنتدبة لتحصيل َّ
الزكاة من األغنياء وتوزيعها َّ
الزكاة يف التطبيق املعاصر َّ
1عبد هللا بن جار هللا اجلار هللا -مصارف الزكاة يف الشريعة اإلسالمية -رسالة ماجستري -جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية
الدراسات العليا املعهد العايل للقضاء – الرايض – – 1605ص 44
2القرار رقم 1لسنة 4016م بشأن حتديد أسس وضوابط حتصيل الزكاة وصرفها
3سورة البقرة اآلية 35
4رواه صحيح البخاري -اجلامع الصحيح املسند من حديث رسول هللا وسننه وأايمه -حممد بن إمساعيل البخاري – حتقيق حمب الدين
اخلطيب -ط -1منشورات املكتبة السلفية القاهرة – سنة 1200ه -ص 1206
5القرار رقم 1لسنة 4016م بشأن حتديد أسس وضوابط حتصيل الزكاة وصرفها
6سورة التوبة اآلية 90
111
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
()1
الضوابط الشرعية
على الفقراء وفق َّ
د /املؤلفة قلوهبم -:مجع مؤلف وهو السيد املطاع يف عشريته ,ممن يرجى إسالمه أو كف شره عن
()2
املسلمني أو يرجى بعطيته قوة إميانه ,أو إسالم نظريه أو جباية الزكاة ممن ال يعطيها .
كما عرفهم قانون الزكاة اللييب يف نص املادة 15من القرار رقم 1لسنة 4016م والذي جاء فيه " وهم
الوارد التعريف هبم يف الفقرة الرابعة من املادة 1من القرار رقم 50لسنة 4004م بشأن حتديد
مستحقي الزكاة والذين يقصد هبم الداخلون يف اإلسالم حديثاً أو من مالت قلوهبم لإلسالم أو من
()3
يرجي منهم نفع لإلسالم أو دفع ضرر عنه "
الصدقات للفقراء والمساكني والعاملني علي ها والمؤلَّفة ق لوب هم ﴾ ( )4وعن أنس بنلقوله تعايل ﴿ إَّمنا َّ
مالك رضي هللا عنه قال " ما سئل رسول هللا صلَّى هللا عليه وسلَّم على اإلسالم شيئًا َّإال أعطاه قالٍ
حمم ًدا يعطي عطاءً ال غنما بني جبلني ,فرجع إىل قومه فقال اي قوم أسلموا َّ
فإن َّ فجاءه رجل فأعطاه ً
شتد ساعده وتوطَّد سلطانه رأى عمر رضي هللا عنه تعطيل خيشى الفاقة " ( , )5غري أن اإلسالم ملا إ َّ
العمل بسهم املؤلفة قلوهبم من هذا العطاء املفروض هلم بنصوص القرآن ,مث قال وليس معىن ذلك أن
نصا قرآنيًّا ,ولكنه نظر إىل علَّة ِّ
النص ال إىل ظاهره و إعترب عطاء عمر رضي هللا عنه قد أبطل وعطَّل ًّ
ُّ َّ
املؤلفة قلوهبم معلالً بظروف زمنية أي مؤقَّتة ,وهي أتلفهم وإتقاء ِّ
شرهم عندما كان اإلسالم ضعي ًفا فلما
وتغريت الظروف الداعية للعطاء ,كان من موجبات النص و العمل بعلَّته أن مينعوا قويت شوكة اإلسالم َّ
من هذا العطاء ,واحلجة يف ذلك إن هللا عز وجل جعل األصناف الثمانية يف اآلية مصارف الصدقات
على سبيل حصر الصرف فيها خاصة دون غريها ,ال على سبيل توزيعها على الثمانية أبمجعها وعلى
ذمته ,ومن وزَّعها على الثمانية تربأ ذمته
هذا فمن وضع صدقاته كلها يف صنف واحد من الثمانية تربأ َّ
()6
كذلك .
أما من وجهة نظر الباحث فريى بضرورة العودة إىل العمل هبذا السهم لتغ ُّري الظروف مرة أخرى
يرتصد هلم أعداؤهم يف كل سبيل ويف كل مكان من هذا العامل كما
فاملسلمون اآلن قد أصبحوا ضعفاء َّ ,
1مرمي أمحد الداغستاين -مصارف الزكاة يف الشريعة اإلسالمية – منشورات املطبعة اإلسالمية احلديثة – القاهرة – سنة - 1664ص
31
2سعيد بن علي بن وهف القحطاين -مصارف الزكاة يف اإلسالم – مرجع سابق -ص 43
3القرار رقم 1لسنة 4016م بشأن حتديد أسس وضوابط حتصيل الزكاة وصرفها
4سورة التوبة اآلية 90
5رواه مسلم -املسند الصحيح املختصر من السنن بنقل العدل عن العدل عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم -مسلم بن احلجاج
القشريي النيسابوري -حتقيق حممد فؤاد عبدالباقي -ط -1منشورات دار إحياء الكتب العربية -عيسى البايب احلليب وشركاه -سنة
1502ه – ص 4514
6موسوعة اإلمام السيد عبد احلسني شرف الدين -حتقيق مركز العلوم والثقافة اإلسالمية قسم إحياء الرتاث اإلسالمي -جملد -4
منشورات دار املؤرخ العريب بريوت لبنان -سنة 1251ه -ص25
111
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
هو مشهود ومعروف ,ف الغرب قد قطع السبيل على اإلسالم أن ينتشر يف جماالته الطبيعية من العامل
ومنها أفريقيا وآسيا ,وهم يعملون بكل الطرق واألساليب وعلى رأسها املغرايت املادية واملساعدات أن
خصصت كل الدول الغربية وعلى رأسها حي ِّول ليس الوثنيني فحسب بل واملسلمني إىل دينهم ,وقد َّ
الوالايت املتحدة األمريكية أمواالً ضخمة لإلنفاق على الفقراء ,ورعاية األيتام وإنشاء املشاريع واملدارس
يف عدد من الدول اإلفريقية واآلسيوية بصفة خاصة أتلي ًفا لقلوهبم وإدخاالً هلم يف دينهم ,وهذا األمر
جيب أن يكون من نصيب املسلمني وهم أوىل به وعلي العامل اإلسالمي تداركه والعمل به .
ه /يف الرقاب -:وهم املكاتبون املسلمون الذين اشرتوا أنفسهم من ساداهتم بثم ٍن مؤجل يؤدى إىل
ساداهتم ,ويسعون يف حتصيل هذا املال لفك رقاهبم ,ويدخل يف عموم الرقاب شراء الرقاب اململوكة
الرقاب ﴾ ,وعن أبو هريرة رضي هللا عنه أن رسول هللا وإعتاقها وفك األسرى لعموم قوله تعاىل ﴿ ويف ِّ
()1
اَّلل بك ِّل عض ٍو منه عض ًوا من النَّار ,ح َّىت ف رجه بفرجه "
قال " من أعتق رق ب ًة مسلم ًة أعتق َّ
ويف احلديث عن الرباء إبن عازب يف جواز عتق الرقبة وإعانة املكاتب معاً ,قال جاء أعرايب إيل النيب
صلي هللا عليه وسلم فقال علمين عمالً يدخلين اجلنة ويساعدين من النار فقال له رسول هللا " لئن
أقصرت اخلطبة لقد أعرضت املسألة ,إعتق النسمة وفك الرقبة قال أوليستا واحداً قال ال ,عتق النسمة
()2
أن تتفرد بعتقها وفك الرقبة أن تعني يف مثنها "
وعلي الرغم من أن اإلسالم حرم اإلسرتقاق وإستعباد الناس إال إنه مازال منتشر بشكل كبري ومازال
املاليني من العبيد يعيشون بيننا يف العامل اليوم ,ومنهم دول عربية وإسالمية حيث يقدر املؤشر العاملي
للعبودية أن يف العامل حوايل 20.5مليون شخص يعيشون يف حالة عبودية ,وفق تقرير نشرته منظمة
اهلجرة الدولية ومنظمة walk free foundationاألسرتالية لسنة 4013والذي يشمل 190
دولة ,مستخلصةً من 24ألف مقابلة ب معدل 45لغة لتحديد عدد البشر املستعبدين ,وكيفية تعامل
احلكومات مع أحواهلم حبيث إعتمدت هذه املنظمات يف حتديد معدل العبودية علي عدة بياانت ,منها
السياسة الوطنية للدولة يف مناهضة العبودية ونسبة حقوق املرأة داخل اجملتمع إضافة إيل مستوي التنمية
اإلقتصادي واإلجتماعي يف الدولة وكذلك مستوي إستقرار الدولة السياسي واألمين ,حيث أشار التقرير
إىل أن حاالت العبودية احلديثة املسجلة تعود إىل مظاهر عدة ,منها إجبار النساء على اخلدمة املنزلية
وإمتهان اجلنس واإلجتار يف البشر وكذلك ظاهرة اهلجرة وإستغالل املهاجرين ابلعمل القسري لدي
الشركات الكربى العاملية ,فيتم التحكم يف هؤالء الناس وجيربون على العمل ضد إرادهتم وكرامتهم ,بل
1اخرجه البخاري ومسلم – صحيح اجلامع الصغري وزايداته – حممد انصر الدين األلباين – حتقيق زهري الشاويش – ط – 5منشورات
املكتب اإلسالمي بريوت لبنان – سنة 1203ه – ص. 9041
2أخرجه البخاري – اإلحسان يف تقريب صحيح إبن حبان – لألمري عالء الدين علي بن بلبان الفارسي – حتقيق شعيب األرنؤوط –
ط -1منشورات مؤسسة الرسالة بريوت لبنان – سنة 1633م – ص 502
111
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
()1
وحيرمون من شىت حقوقهم .
ومل يرد أو يشري يف قانون الزكاة اللييب سهم يف الرقاب صراحة أو ضمناً ,وعليه فإنه علي مجيع الدول
والشعوب العربية واإلسالمية وعلي رأسهم دولة ليبيا إعادة العمل هبذا املصرف ,حملاربة إستعباد الناس
وإستغالهلم ملا له شأن عظيم وفضل كبري يف نشر اإلسالم واإلخاء بني الناس .
و /الغارمون -:هم املدينون العاجزون عن وفاء ديوهنم ,وقيل الغارمون هم الذين تدينوا لإلصالح بني
الناس ,أو تديَّنوا ألنفسهم وأعسروا ,فعن قبيصة بن خمارق اهلاليل رضي هللا عنه قال " حت َّملت محال ًة
فأتيت رسول هللا صلَّى هللا عليه وسلَّم أسأله فيها ,فقال أقم َّ
حىت أتتينا الصدقة فنأمر لك هبا مثَّ قال اي
حتمل محالةً فحلَّت له املسألة حىت يصيبها مث ميسك إن املسألة ال حت ُّل َّإال ألحد ٍ
ثالثة ,رج ٍل َّ قبيصة َّ ,
ورج ٍل أصابت ماله جائحة فإجتاحت ماله ,فحلَّت له املسألة حىت يصيب س ً
دادا من ع ٍ
يش أو قو ًاما
إن به فاقةً عيش ,ورج ٍل أصابته فاقة أو حاجة حىت يشهد أو يقول ثالثة من ذوي احلجا من قومه َّ من ٍ
يش مث ميسك ,فما يش أو قو ًاما من ع ٍ وحاجةً ,فحلَّت له املسألة حىت يصيب س ً
دادا من ع ٍ
()2
سواه َّن من املسألة اي قبيصة سحتًا أيكلها صاحبها سحتًا "
يوضح جانبًا عمليًّا من الرتبية النبويَّة للمسلمني على العفَّة وعَّزة النفس ,وعدم سؤال
فهذا احلديث ِّ
حايب وهي ثالث من إستدان يف غري النيب صلَّى هللا عليه وسلَّم َّ
للص ِّ الناس َّإال يف احلاالت اليت بيَّنها ُّ
معصية لسد قوت يومه ,ومل يستطع سداد ما عليه من هذا الدين فهو من الفئات اليت جتب عليه الزكاة
حتمل على نفسه ٍ
مبال ليصلح بني الناس ومل يستطع رد ما إستدانه يف مصرف الغارمني ,وكذلك الذي َّ
هلذا الغرض فهنا يستحق الصدقة أو الزكاة لسد دينه ,أما احلالة الثالثة ملستحقي الزكاة يف هذا املصرف
من أصابته جائحة يف ماله فأصبح هبذه املصيبة أو اجلائحة غارم فهو مستحق للزكاة .
كما عرفهم قانون الزكاة اللييب يف نص املادة 12من القرار رقم 1لسنة 4016م والذي جاء فيه " وهم
الوارد التعريف هبم يف الفقرة اخلامسة من املادة 1من القانون رقم 50لسنة 4004م والذين يقصد هبم
()3
املدينون العاجزون عن سداد ديوهنم إذا كانت هذه الديون يف أمر مباح من غري إسراف أو تبذير "
التقرب إىل هللا تعاىل أبداء الفرائض والنَّوافل ٍ
خالص سلك به طريق ُّ كل عم ٍل
ز /يف سبيل هللا -:وهو ِّ
التطوعات ,وإذا أطلق فهو يف الغالب واقع على اجلهاد حىت صار لكثرة االستعمال كأنَّه مقصور
وأنواع ُّ
عليه ,واجلهاد ال يكون ابلقتال فقط فاجلهاد يكون أيضاً فكرايً أو تربوايً أو إجتماعياً أو إقتصادايً إيل
غري ذلك ,فكل طريق يوصل إيل مرضاة هللا ونصرة اإلسالم يعترب جهاد ,فكل هذه األنواع من اجلهاد
111
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
حتتاج إيل اإلمداد و التمويل لتسد هبا مصاريفها وأعبائها املالية فجاءت هذه احلكمة من هللا عز وجل
()1
أبن جعل هذه الفئة مصرفاً من مصارف الزكاة .
واجلدير ابلذكر يف هذا املقام أن احلروب بني املسلمني وغري املسلمني يف عصران احلاضر مل تعد تعتمد
علي القتال فقط ,بل النصيب األكرب من هذه احلروب يكون يف الغزو الثقايف واإلقتصادي واإلجتماعي
ألن عبؤها وخسائرها أقل من القتال ابألسلحة والبشر ,كما إهنا حتقق نتائج ملموسة علي األرض
وابلتايل جيب توجيه هذا املصرف إيل اجلهاد الثقايف واإلعالمي بشرط أن يكون جهاد إسالمي صحيح
كإنشاء مراكز للدعوة إيل اإلسالم وتبليغ رسالته إيل غري املسلمني يف كافة قارات العامل ,وإنشاء قنوات
إعالمية وصحف وكتب ورقية وإلكرتونية ,لتقف يف وجه مجيع اجليوش واحلروب اإلعالمية اهلدامة واليت
حتارب اإلسالم وتظهره مبظهر اإلرهاب وتضلل وحترف حمتواه أمام الشعوب األخرى .
ولقد ورد مصرف يف سبيل هللا يف قانون الزكاة اللييب والقرارات الالحقة له وأخرها نص املادة 14من
القرار رقم 1لسنة 4016م والذي جاء فيه " وهم الوارد التعريف هبم يف الفقرة السادسة من املادة 1
من القانون رقم 50لسنة 4004م والذي يقصد به اجلهاد بكل أنواعه مبا يف ذلك طباعة كتب الدعوة
لإلسالم وإنشاء مراكز الدعوة حلماية أبناء املسلمني من اإلحلاد و اإلحنراف يف الفكر "
س /إبن السبيل -:وهو الغريب الذي ليس بيده ما يرجع به إىل ب لده وإن كان غنيًّا فيها ,كما عرفه
قانون الزكاة اللييب يف نص املادة 19من القرار رقم 1لسنة 4016م والذي جاء فيه " وهم الوارد
التعريف هبم يف الفقرة السابعة من املادة 1من القانون رقم 50لسنة 4004م والذي يقصد به الغريب
()2
الذي جتشم السفر يف طاعة أو أمر مباح وإنقطع يف بلد لعدم توفر املال لديه "
ولقد جاء لفظ إبن السبيل يف أكثر من موضع يف القرآن الكرمي ومنها قوله تعايل ﴿ فآت ذا القرَب حقَّه
اَّلل وأولئك هم المفلحون ﴾ ( )3وقوله تعايل السبيل ذلك خي ر للَّذين يريدون وجه َّ والمسكني وابن َّ
﴿ يسألونك ماذا ي نفقون قل ما أن فقتم من خ ٍري فللوالدين واألق ربني والي تامى والمساكني وابن َّ
السبيل وما
ت فعلوا من خ ٍري فإ َّن َّ
()4
اَّلل به عليم ﴾
كما إعتىن اإلسالم إببن السبيل و ابملسافرين الغرابء واملنقطعني عناية فذة مل يعرف هلا نظري يف نظام من
األنظمة الوضعية ,حبيث جعل له سهماً من الزكاة ونصيباً من الفيء ومن مخس الغنائم وهي نوع من
أنواع التكافل اإلجتماعي ,ويؤكد هذه العناية هدي النيب صلى هللا عليه وسلم ,كما روى عن إبن سعد
دارا خاصة أطلق عليها دار الدقيق وذلك أنه جعل
أن عمر بن اخلطاب رضي هللا عنه إختذ يف عهده ً
1يوسف القرضاوي – فقه الزكاة دراسة مقارنة ألحكامها وفلسفتها يف ضوء القران والسنة – مرجع سابق -ص 940
2القرار رقم 1لسنة 4016م بشأن حتديد أسس وضوابط حتصيل الزكاة وصرفها
3سورة الروم اآلية 53
4سورة البقرة اآلية 414
111
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
فيها الدقيق والسويق والتمر والزبيب وما حيتاج إليه ليعني به املنقطع والضيف ينزل بعمر ووضع عمر يف
()1
طريق السبل ما بني مكة واملدينة ما يصلح من ينقطع به وحيمل من ماء إىل ماء .
كما حيدثنا أبو عبيد أنه أمر اإلمام إبن شهاب الزهري أن يكتب له السنَّة يف مواضع الصدقة ,أي ما
كتااب مطوالً
حيفظه من سنَّة الرسول أو سنَّة الراشدين يف املواضع اليت تصرف فيها الصدقة ,فكتب له ً
سهما ومما جاء يف الكتاب عن إبن السبيل قوله " وسهم إبن السبيل يقسم لكل طريق
سهما ًقسمها فيه ً
على قدر من يسلكها ومير هبا من الناس لكل رجل راحل من إبن السبيل ,ليس له مأوى وال أهل أيوي
إليهم فيطعم حىت جيد منزالً أو يقضي حاجته وجيعل يف منازل معلومة على أيدي أمناء ,ال مير هبم إبن
()2
سبيل له حاجة إال آووه وأطعموه وعلفوا دابته حىت ينفد ما أبيديهم إن شاء هللا "
1إحسان عباس -الطبقات الكربى حملمد بن سعد بن منيع أبو عبد هلل البصري الزهري -ط -1ج - 5منشورات دار صادر بريوت
لبنان -سنة -1639ص 435
2األموال أليب عبيد القاسم بن سالم – حتقيق وتعليق حممد خليل هراس – دار الكتب العلمية بريوت لبنان – سنة -4002ص 402
111
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
املطلب الثاين
اآلليات العملية لتطبيق الضريبة والزكاة يف ليبيا
يقصد ابآلليات العملية لتطبيق الضريبة والزكاة ,جمموعة من اإلجراءات واإلسرتاتيجيات اليت تتبعها
اإلدارة يف تنفيذ القوانني واللوائح ,معتمدة يف ذلك علي اإلمكانيات املادية والبشرية وذلك للوصول إيل
حتقيق األهداف املرجوة ,وضمان التطبيق السليم واألمثل للقوانني والتشريعات النافدة يف الدولة .
وتعترب اآلليات العملية لتطبيق الضريبة والزكاة يف ليبيا من العمليات الرئيسية يف إدارة إيرادات الدولة
وحتصيلها ,وتشكل هذه اإليرادات الركيزة األساسية لقيام الدولة وإستقرارها .
وعليه فإن الباحث سيتناول يف هذا املطلب دراسة اآلليات العملية لكل من الضريبة والزكاة يف ليبيا
وذلك وفقاً ملا سيأيت بيانه .
الفرع األول -:اآلليات العملية لتطبيق الضريبة يف ليبيا .
تكتسي جباية أو حتصيل الضرائب أمهية ابلغة ابلنسبة لإليرادات الدولة ,فهي تعترب مورد هام ومساعد
رئيسي يف النفقات املتزايدة للدولة الليبية نتيجة تطورها اإلقتصادي واإلجتماعي والسياسي فالدولة تسعى
جاهدة لتسهيل و حتصيل الضرائب مبختلف أنواعها ,وذلك من خالل توفري كل السبل و اإلمكانيات
البشرية و املادية من أجل السري احلسن لعملية التحصيل الضرييب ,و ال يكون ذلك إال عندما يتم
حتديد دين الضريبة املستحقة على املمول بصفة هنائية و تصبح الضريبة واجبة األداء .
وسنناقش يف هذه اجلزئية ,ماهية حتصيل الضريبة وطرق أو آليات حتصيل الضرائب يف ليبيا ,وكذلك
سنناقش ضماانت التحصيل يف مواجهة املمول وذلك وفقا ملا سيايت بيانه .
أوالً -:تعريف جباية أو حتصيل الضريبة .
بقصد بتحصيل الضريبة جمموعة من العمليات و اإلجراءات والقواعد اليت تتبعها اإلدارة لنقل الضريبة من
() 1
املمول إىل اخلزانة العامة للدولة على أساس الواقعة املنشئة هلا .
حيث تقوم مصلحة الضرائب واملكاتب التابعة هلا علي مستوي إقليم الدولة الليبية وهي اجلهات املختصة
ابلتحصيل ,إبثبات اتريخ إستالم امللف من املمول و مراجعة حسابه لتحديد املبالغ اليت دفعها خالل
العام ,وتعترب مرحلة حتصيل الضريبة آخر املراحل إلستيفاء الدولة للضريبة من املمول حبيث ينتقل دين
الضريبة من املمول إيل اخلزانة العامة للدولة .
وهناك عدة إعتبارات تتخذها الدولة عند التخطيط لتحصيل دين الضريبة ,وهي الواقعة املنشئة للضريبة
واملالئمة يف حتصيل الضريبة ,ابإلضافة إيل اإلقتصاد يف نفقات حتصيل الضريبة وسنوية الضريبة وذلك
لضمان احلصول عليها يف مواعيد إستحقاقها وحتديد اجلهات املختصة بتحصيلها ,كما إن الدولة
1علي صحراوي -مظاهر اجلباية يف الدول النامية -حالة اجلزائر ,رسالة ماجستري ,جامعة اجلزائر -1664 ,ص. 54
112
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
تسعي إيل إحاطة دين الضريبة بضماانت تكفل حتصيلها من املمول ,وحتاول يف ذلك إتباع أحسن
الطرق واألساليب العملية يف حتصيل الضريبة ,ولقد تعددت وتنوعت أساليب حتصيل الضريبة من دولة
إيل أخري كالً حسب النظام السائد هبا من قوانني ولوائح تنظم ذلك ,وسنناقش كل ما سبق وفقا للتايل
اثنياً -:مراحل حتصيـل الضريبـة .
بعد تصفية الضريبة ( ربط الضريبة ) نواجه عملية حتصيلها واليت تتمثل يف نقل الضريبة من ذمة املمول
إىل اخلزينة العامة للدولة وهذا التحصيل مير عرب مراحل و هي -:
أ /موعد التحصيل .
إن موعد حتصيل الضريبة عبارة عن الوقت الذي جيب فيه علي املمول دفع الضريبة إيل اجلهات املختصة
أو اخلزانة العامة للدولة ,فهي ختتلف إبختالف مصدر الضريبة سوءاً كانت ضرائب مباشرة أو غري
مباشرة .
فبالنسبة للضرائب املباشرة فإما أن تكون ضرائب علي الدخل أو ضرائب علي رأس املال فإذا كان
مصدر الضريبة هو الدخل ,وطبقاً للمشرع اللييب فإن الدخل املقصود به دخل الصناعة والتجارة واحلرف
واملهن احلرة والدخل الناتج عن اإليداع لدى املصارف ودخل الشركات فإن وقت دفع الضريبة يكون
سنوايً أي هناية السنة الضريبية إال إذا نص القانون علي خالف ذلك ,أما الدخل الناتج عن األجور
واملرتبات وما يف حكمها ودخل حصص الشركاء فيكون وقت حتصيل الضريبة ابحلصول علي األجر أو
()1
املرتب أي مبجرد حصول الدخل مهما كانت الطريقة اليت حتقق هبا أو املكان الذي حتقق فيه .
وإذا كان رأس املال هو مصدر الضريبة وهي جمموعة األموال العقارية واملنقولة املادية واملعنوية القابلة
للتقومي ابملال ,فإن وقت دفع الضريبة فيها يكون عند التنازل عليها أو بيعها أو اإلرث ألنه يعاد تقديرها
وإذا كان مصدر الضريبة خمتلط بني رأس املال و الدخل مثل الضريبة على أرابح الشركات مثالً فيكون
التحصيل سنوي و عرب أقساط )2( ,وهو ما نص عليه يف التشريع اللييب والذي جاء فيه " فيما عدا
احلاالت اليت ينص فيها علي خالف ذلك ,حتصل الضريبة دفعه واحدة إذا مل جتاوز مئة دينار ,فإذا
جاوزت ذلك يكون حتصيلها علي أربعة أقساط ,وحتل األقساط دورايً إعتباراً من اليوم العاشر وحيت
اليوم اخلامس والعشرين من كل أشهر الربيع والصيف والفاتح والكانون ,وتدفع الضريبة أو القسط األول
()3
منها حبسب األحوال يف أول ميعاد من املواعيد املذكورة التايل لتاريخ إستحقاقها "
1أنظر تفصيل ذلك يف املادة 40من القانون رقم 0لسنة 4010بشأن الضرائب علي الدخل يف ليبيا -واملادة 26من الالئحة
التنفيذية التابعة له
2حممد دويدار – دراسات يف االقتصاد املايل النظرية العامة يف مالية الدولة – منشورات منشأة املعارف اإلسكندرية – مصر -بدون سنة
نشر -ص 135
3أنظر تفصيل ذلك يف املادة 16من القانون رقم 0لسنة 4010بشأن ضرائب الدخل يف ليبيا
111
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
أما الضرائب الغري مباشرة فطبقاً للمشرع اللييب فإما أن تكون ضرائب علي اإلستهالك أو ضرائب علي
التداول ,فالضرائب علي اإلستهالك واليت تشمل الضرائب اجلمركية يكون موعد حتصيلها إبسترياد أو
تصدير املادة اخلاضعة للضريبة ,والضريبة علي اإلنتاج يكون موعد سدادها إبكتمال اإلنتاج أو التصنيع
أو اإلستهالك ,وضريبة املالهي والضريبة علي تذاكر الدخول لدور اخليالة فيكون موعد سدادها يف
اليوم التايل إلنتهاء العرض سواءً كانت حفلة موسيقية أو مسرحية أو إستعراضية أو مبارايت وسباقات
()1
اخليل وغريها .
أما ضريبة التداول واليت تدفع مبناسبة تداول رؤوس األموال بني الناس أو القيام بتصرفات قانونية معينة
فتشمل ضريبة الدمغة وضريبة التسجيل ,فيكون موعد حتصيلها عند إنشاء احملرر أو إمتام التصرف أو
املعاملة والوقائع علي ما تعده مصلحة الضرائب من أوراق مدموغة ,أو بلصق الطوابع علي احملررات أو
عند التسجيل ( نقل ملكية أو تثبيتها ) أو حبدوث الواقعة اخلاضعة للضريبة ,وابلنسبة يف حالة العقد
الشفوي تستحق الضريبة فيه عند التمسك به أمام جهات التقاضي وثبوت وجوده ويتحمل الضريبة من
()2
متسك ابلعقد .
اثلثاً -:طرق حتصيل الضريبة .
إن كفاءة النظام الضرييب تقاس بكمية الضريبة اليت يتم حتصيلها خالل السنة الضريبية وليس فيما يفرض
من ضرائب ,حبيث تتبع اإلدارة الضريبية طرق خمتلفة لتحصيل الضرائب فهي تتخذ لكل ضريبة طريقة
التحصيل املناسبة ,دون تعسف أو تعقيد يف إجراءاهتا اإلدارية ,مراعية يف ذلك مبدأ اإلقتصاد يف جباية
الضريبة واملالئمة يف مواعيد أدائها ,وختتلف طرق التحصيل من دولة إيل أخرى وذلك حسب طبيعة
الدخل اخلاضع للضريبة و وقت حتصيلها ,وحتصيل الضرائب يف ليبيا إما أن يكون حتصيل عادي أو
حتصيل غري عادي (اجلربي) .
أ /التحصيل العادي للضريبة .
وتعترب هذه الطريقة األصل يف حتصيل الضريبة حبيث يقوم املمول بدفع الضريبة طواعية إيل مصلحة
الضرائب وذلك بعد توفر شروط أدائها ,ولقد نص علي ذلك يف التشريع اللييب والذي جاء فيه " علي
املمول أو املكلف بتوريد الضريبة أن يقوم بسدادها يف املواعيد املنصوص عليها يف املادة 16من القانون
وذلك مامل حتدد األحكام اخلاصة ابلضريبة مواعيد أخرى لسدادها ,وتسدد الضريبة يف مجيع األحوال
إيل املصلحة إما نقداً أو بصك مصدق من املصرف املسحوب عليه أو حبوالة بريد مقابل إيصال وفقاً
1أنظر تفصيل ذلك يف املادة 4من القانون رقم 10لسنة 4010بشأن الضرائب اجلمركية يف ليبيا -واملادة 4من القانون رقم 16
لسنة 1664بشأن ضريبة اإلنتاج – واملادة 4من القانون رقم 56لسنة 1693بشأن ضريبة املالهي -واملادة 4من القانون رقم 2
لسنة 1604بشأن فرض ضريبة إضافية لصاحل املكفوفني علي تذاكر دخول دور اخليالة
2أنظر تفصيل ذلك يف القانون رقم 14لسنة 4002بشأن ضريبة الدمغة
111
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
()1
للنموذج رقم " 40
والتحصيل العادي للضريبة إما أن يكون بواسطة املكلف مباشرة أو عن طريق الغري .
/1فطريقة التحصيل املباشر للضريبة هو قيام املمول أو املكلف شخصياً بدفع قيمة الضريبة إىل اجلهة
املختصة بناءً علي إقرار يقدمه أو بعد إمتام الربط النهائي للضريبة ,حبيث يستطيع املكلف أن يسدد
الضريبة إما يف شكل دفعة واحدة أو يف شكل دفعات ( أقساط ) ,وهو ما نص عليه يف القانون اللييب
والذي جاء فيه " فيما عدا احلاالت اليت ينص فيها علي خالف ذلك ,حتصل الضريبة دفعة واحدة إذا
مل جتاوز مئة دينار فإذا جاوزت ذلك يكون حتصيلها علي أربعة أقساط ,وحتل األقساط دورايً إعتباراً من
اليوم العاشر وحيت اليوم اخلامس والعشرين من كل شهر الربيع والصيف والفاتح والكانون ,وتدفع
الضريبة أو القسط األول منها حبسب األحوال يف أول ميعاد من املواعيد املذكورة التايل لتاريخ
()2
إستحقاقها "
/4أما طريقة التحصيل الغري مباشر للضريبة هو قيام شخص آخر غري املكلف بدفع الضريبة ,فهذه
الطريقة تتميز بسهولة حتصيل الضريبة ووفرهتا وإخنفاض تكاليفها ,وكذلك حتد من ظاهرة التهرب
الضرييب ومن أساليب هذه الطريقة هو أسلوب حجز الضريبة عند املنبع حبيث يتم خصم الضريبة مبجرد
نشوء الدخل فتطبق هذه الضريبة عادة علي دخل العمل وما يف حكمه من أجور ومرتبات ودخل
الودائع لدي املصارف ودخل الشركاء اليت تطبق مقولة شركاء ال أجراء ودخل الشركات ,حيث يقوم
رب العمل الذي يدفع الدخل إيل املكلف خبصم قيمة الضريبة من الدخل قبل توزيعه ,ولقد نص علي
ذلك يف التشريع اللييب والذي جاء فيه " جهات العمل هي امللزمة بتوريد الضريبة إيل املصلحة مقابل
خصمها من الدخل وذلك ابلطريقة ويف املواعيد اليت حتددها الالئحة التنفيذية " ( , )3أما أسلوب الورود
األمسي أو ما يعرف ابجلداول اإلمسية ,وهي عبارة عن كشوفات يف شكل مطبوعات حمررة من قبل
مصلحة الضرائب إيل اجلهات املختصة بتحصيل الضريبة ,تتضمن معلومات عن احملرر أو السلعة
اخلاضعة للضريبة وسعر الضريبة وعبء الضريبة واإلعفاءات الواردة علي الضريبة وأحكام خاصة ابلضريبة
فطبقاً للمشرع اللييب يطبق هذا النوع من اجلداول علي ضريبة الدمغة والضريبة اجلمركية ( التعريفة
اجلمركية ) .
ب /التحصيل الغري العادي ( اجلربي ) للضريبة .
وهي الطريقة اإلستثنائية لتحصيل الضريبة حيث تقوم اإلدارة الضريبية طبقاً للقانون ,جبرب املمول اليت
جتب عليه الضريبة بدفع الضريبة يف حالة إمتناعه عن دفعها أو التهرب منها ,ولقد نص علي ذلك يف
1املادة 43من الالئحة التنفيذية لقانون الضرائب علي الدخل يف ليبيا لسنة 4010م
2املادة 16من القانون رقم 0لسنة 4010م بشأن ضرائب علي الدخل يف ليبيا
3املادة 46من القانون رقم 0لسنة 4010م بشأن ضرائب علي الدخل يف ليبيا
111
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
التشريع اللييب والذي جاء فيه " إذا إمتنع املمول أو امللزم بتوريد الضريبة عن سدادها يف املوعد احملدد
قانوانً ملدير املصلحة حق توقيع حجز تنفيذي علي أموال املدين مبا يساوي املبلغ املستحق للمصلحة
()1
ولإلدارة تطبيق ذلك وفقاً للتايل . طبقاً ألحكام قانون احلجز اإلداري رقم 144لسنة 1600م ".
/1حيق لإلدارة الضريبية إستثناءً من أحكام قانون املرافعات املدنية والتجارية إذا تبني هلا أن حقوق
اخلزانة العامة معرضة للضياع ,ابحلجز التحفظي علي األموال اليت يراى إستيفاء الضريبة منها حتت أي
يد كانت ,حبيث ال يستطيع املمول أو الغري التصرف فيها إال إذا رفع احلجز حبكم من احملكمة أو بقرار
من أمني املصلحة أو مبضي مدة ستة أشهر من اتريخ احلجز دون إخطار املمول مبقدار الضريبة طبقاً
لتقدير املصلحة ,حيث يكون للمبالغ املستحقة للدولة حق إمتياز علي مجيع أموال املدينني أو امللتزمني
()2
بتوريدها إيل اخلزانة العامة ,ويكون هذا اإلمتياز يف مرتبة بعد دبن النفقة واملصروفات القضائية .
/2حيق لإلدارة يف حالة أتخر املمول عن أداء الضريبة أو توريدها يف امليعاد احملدد أن تفرض غرامة بنسبة
%1من قيمة الضريبة املستحقة عن كل أتخري تبلغ مدته شهراً أو جزء من شهر ال يقل عن مخسة
عشر يوماً حبيث ال جتاوز الغرامة %14من قيمة الضريبة ,حيث حتصل هذه الغرامة وقت حتصيل
الضريبة ,كما حيق لإلدارة يف احلاالت اليت خيشى فيها التهرب من أداء الضريبة ألي سبب أن تقدر
خالل السنة الضريبية الدخل اخلاضع للضريبة وأن تربط الضريبة وحتصلها وذلك مع عدم اإلخالل
()3
ابجلزاءات املنصوص عليها يف القانون .
رابعاً -:ضماانت حتصيل الضريبة .
لقد وضع املشرع الضرييب عدة ضماانت هتدف من جهة إىل محاية املكلف و صيانة حقوقه و من جهة
اثنية ضمان حقوق الدولة و حماربة التهرب الضرييب وأهم هذه الضماانت -:
أ /تقرير إمتياز لدين الضريبة علي ما عداه من الديون األخرى اليت تكون يف ذمة املمول وال وجود لنظرة
()4
امليسرة يف دين الضريبة ,وهو ما نصت عليه املادة 51من القانون رقم 0لسنة . 4010
ب /تقرير قاعدة الدفع مث اإلسرتداد وهي أن يقوم املمول بدفع الضريبة املربوطة عليه مث اسرتداد ما زاد
عن ذلك ,ويسقط حق املمول ابسرتداد ما دفعه من زايدة ,مبضي مخس سنوات تبدا من اتريخ الدفع
اال اذا ظهر احلق يف طلب الرد ,بعد اجراءات اختذهتا املصلحة فيبدا التقادم من اتريخ إخطار املمول
حبقه يف الرد وهذا ما نصت عليه املادة 49من القانون رقم 0لسنة . 4010
ج /دين الضريبة حممول ال مطلوب وذلك بعكس القواعد العامة اليت تقضي أبن يتم الوفاء يف حمل
1املادة 51من الالئحة التنفيذية لقانون الضرائب علي الدخل يف ليبيا لسنة 4010م
2أنظر تفصيل ذلك يف املادة 51-50من القانون رقم 0لسنة 4010م بشأن الضرائب علي الدخل يف ليبيا
3أنظر تفصيل ذلك يف املادة 46 -40من القانون رقم 0لسنة 4010م بشأن الضرائب علي الدخل يف ليبيا
4القانون رقم 0لسنة 4010بشأن ضرائب الدخل
111
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
املدين ففي هذه القاعدة يلتزم املمول بدفع الضريبة يف مقر مصلحة الضرائب دون أن يفرض علي
املصلحة مطالبته بدفع الضريبة يف مقر عمله إال يف حالة اإلتفاق علي خالف ذلك وهذا ما نصت عليه
املادة 41من القانون رقم 0لسنة . 4010
د /إ ستحقاق دين الضريبة بوفاة املمول حيث يلتزم الورثة بدفعها قبل توزيع الرتكة بينهم وهوما نصت
عليه املادة 42من القانون رقم 0لسنة .4010
ه /قاعدة احلجز عند املنبع وهي وسيلة مينحها القانون إيل مصلحة الضرائب ملطالبة رب العمل بتوريد
الضريبة املستحقة علي مرتبات موظفيه وأجور عماله ,وهي وسيلة تساعد علي احلد من التالعب بقيمة
الدخل و منع التهرب من الضريبة أو املماطلة يف دفعها وقت أدائها من قبل بعض املكلفني وهو ما نص
عليه يف املادة 51-50من قرار اللجنة الشعبية العامة رقم 464بشأن الالئحة التنفيذية للقانون رقم 0
لسنة . 4010
و /ختويل موظفي الضرائب حق اإلطالع علي كافة األوراق واملستندات اخلاصة ابملمولني لضمان مراقبة
االقرارات املقدمة اليهم من املمولني وضمان صحة البياانت املقدمة وهو ما نصت عليه املادة 31- 30
()1
35 - 34من القانون رقم 0لسنة . 4010
ز /السماح بتحصيل الضرائب جرباً ابلطريق اإلداري ومبوجبه إذا إمتنع املكلف عن سداد الضريبة يف
املواعيد املقررة جاز لإلدارة الضريبية احلجز والتنفيذ علي ما للمدين لدي الغري من أموال وابلتايل ال
يقتصر التنفيذ علي االموال املوجودة حتت يد املدين فقط بل يتعدى ايل االموال املستحة له من الغري
وهو ما نصت عليه املادة 51-50من الالئحة التنفيذية للقانون رقم 0لسنة . 4010
س /فض املنازعات الضريبية من قبل جلان إدارية وذلك لسرعة البث يف هذه النزاعات حيت ال تتضرر
مصاحل اخلزانة العامة من جراء التأخري وهو ما نصت عليه املادة 0-9من القانون رقم 0لسنة 4010
ح /املضايقات اإلدارية ومبوجبه قد تنص قوانني الضريبة علي عرقلة أو أتخري عمل النشاط الذي يقوم به
املمول املمتنع أو املتأخر عن سداد الضريبة كأن متتنع اإلدارة عن إجراء تراخيص أو جتديدها أو عدم
إمتام أي معاملة إدارية تتعلق ابملمول إال بعد التأكد من سداد الضريبة وهو ما نصت عليه املادة 33من
()2
القانون رقم 0لسنة . 4010
ط /تقرير جزاءات مالية وجنائية شديدة يف حالة التهرب او التأخر يف دفع الضرائب املستحقة كان
تفرض فوائد عن التأخر يف سداد الضريبة وهو ما جاء يف مواد الباب الرابع 04ايل 06من القانون رقم
0لسنة . 4010
111
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
1يوسف القرضاوي -فقه الزكاة – ج -1ط -54منشورات مكتبة وهبة القاهرة -مرجع سابق -ص1013
2غازي عناية – الزكاة والضريبة دراسة مقارنة – منشورات دار الكتب – اجلزائر – سنة -1660ص89
3القرار رقم ( )1الصادر بتاريخ 4016/4/5بشأن حتديد أسس وضوابط حتصيل الزكاة وصرفها – ص1
111
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
حيث يستطيع املزكي أن يتواصل مع مكاتب صندوق الزكاة املنتشرة يف ليبيا ,واليت يبلغ عددها 29
مكتباً علي مستوي إقليم الدولة الليبية ,لتقدمي الزكاة عن املال الذي بلغ نصاب الزكاة فيه سواءً كان
املال نقدي أو عيين .
ومن إختصاصات جلان جباية الزكاة يف ليبيا وفقا ما نصت عليه املادة 0من القرار رقم 1لسنة 4016
االيت -:
أ /حتصيل الزكاة طبقاً ملا نصت عليه الالئحة التنفيدية لقانون الزكاة وتوريد ما حتصله نقداً إيل مكتب
املختص مقابل إيصال يعطي له .
ب /إستالم الزكاة العينية من املزكي وإعطائه إيصاالً بذلك وتسليم املواد العينية إيل وحدة املخازن
ابملكتب املختص وإخطار املكتب بذلك مبوجب صورة من إيصال التسلم مدون به نوع املواد املستلمة
واتريخ تسلمها واسم املزكي وعنوانه .
اثنياً -:طرق جباية الزكاة .
()1
ميكن للمزكي يف ليبيا أن يتبع أكثر من طريقة لتقدمي الزكاة ودفعها وهي -:
أ /عن طريق املكتب -:حيث ميكن للمزكي ان يتوجه ويتواصل ,مع أحد املكاتب املنتشرة يف ليبيا ,
وذلك حلساب ودفع الزكاة مباشرة ويبلغ عدد املكاتب 29مكتب علي مستوي االقليم اللييب .
ب /عن طريق اجلباة -:حيث يقوم اجلباة وهم جمموعة من املوظفني اتبعني ملكاتب الصندوق توكل
اليهم وظيفة جباية وحتصيل الزكاة من مصدرها ونقلها وايداعها حبساب املكتب التابع له لقاء مرتب
يصرف له شهرايً ويبلغ عدد اجلباة علي مستوي ليبيا . 400
ج /عن طريق املصرف -:ويف هذه الطريقة يقوم املزكي ابلتوجه ايل املصارف اليت يوجد هبا حساابت
لصناديق الزكاة ويقوم إبيداع الزكاة مباشرة يف حساب الصندوق ,ويبلغ عدد احلساابت يف املصارف
الليبية التابعة لصندوق الزكاة 40حساابً يف خمتلف املناطق .
اثلثاً -:آليات وطرق توزيع الزكاة وصرفها يف ليبيا .
يتم توزيع وصرف الزكاة يف ليبيا على الفئات املستحقة هلا ,وفقا لنص املادة 6من القرار رقم 1لسنة
4016واليت جاء فيها " توزع حصيلة الزكاة علي الفئات املستحقة وفقا للنسب الصادر بشأهنا قرار
رقم 50لسنة 4004بتحديد مستحقي الزكاة وبيان قواعد صرفها وحصيلتها " ( )2وال يتم صرف
الزكاة ايل مستحقيها اال بقرار من اللجنة اإلستشارية الفرعية ابملكتب ,وهذا ما نصت عليه املادة 10
من نفس القرار ,وأكدته الفقرة 2-5من املادة رقم 5من نفس القرار حيث جاء فيها إبختصاص
اللجنة االستشارية ابلبت يف طلبات الفئات من مستحقي الزكاة وفق األسس والضوابط املنصوص عليها
111
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
يف الالئحة ,كما تقوم هذه اللجنة بتقدمي مقرتحات لضوابط الصرف ووضع سقف املساعدات مبا
يناسب معيشة كل مدينة بعد إعتمادها من ديوان صندوق الزكاة .
كما تقوم مكاتب الزكاة يف خمتلف مدن ليبيا ,ابلتعاون مع مؤسسات اجملتمع املدين واجلمعيات اخلريية
حبصر كافة الفئات و احملتاجني يف حدود نطاق كل مدينة من مدن ليبيا ,وتوزيع زكاة األموال العينية
وزكاة الفطر والصدقات والنذور وغريها علي مستحقيها يف األحياء العاملة فيها ,ويكون ذلك إبشراف
املكتب ,وهذا ما نص عليه يف القرار رقم 1لسنة 4016واليت جاء فيها " يقوم املكتب ابلتعاون مع
بعض اجلمعيات اخلريية ,املعتمدة لدي وزارة الثقافة واجملتمع املدين موزعة علي نطاق املكتب ,وذلك
لالستعانة هبم يف توزيع زكاة االموال العينية وزكاة الفطر العينية والنقدية والكفارات والنذور علي
مستحقيها يف أحيائها العاملة فيها ,علي أن يكون ذلك حتت اشراف املكتب وعلي مكتب صندوق
الزكاة ,ابلتعاون مع مؤسسات اجملتمع املدين وضع الضوابط وأسس صرف هذه املساعدات ,وإعتمادها
()1
من قبل اللجنة االستشارية ابملكتب أو اللجنة "
وجيوز صرف الصدقات العامة واهلبات والكفارات والنذور علي مستحقيها نقداً وفق منوذج معد من
ديوان صندوق الزكاة علي أن تسجل يف السجالت اخلاصة بذلك ,بشرط أال تتجاوز القيمة املصروفة
من الكفارات والنذور 100دينار ,ومن الصدقات العامة واهلبات 1400دينار للحالة الواحدة يف
السنة الواحدة ,وإذا وجدت ضرورة ملحة لتجاوز القيمة املذكورة فعلي مدير املكتب أخذ إذن كتايب من
()2
ديوان صندوق الزكاة خبصوص هذه الزايدة .
رابعاً -:مصارف الزكاة ونسبها وفقاً للقانون اللييب .
ختتلف نسب الزكاة اليت يتم صرفها يف ليبيا من فئة إيل أخري ,وذلك حسب ما جاء يف نص املادة 6
من القرار رقم 1لسنة 4016والذي جاء فيه " توزع حصيلة الزكاة علي الفئات املستحقة هلا وفقاً
للنسب الصادرة بشأهنا قرار رقم 50لسنة 4004حيث جاءت علي النحو التايل الفقراء واملساكني
خيصص هلم %44من حصيلة الزكاة ,أما العاملون عليها فيخصص هلم %10من حصيلة الزكاة
واملؤلفة قلوهبم فيخصص هلم %10من حصيلة الزكاة ,والغارمون فيخصص هلم %10من حصيلة
الزكاة ,ويف سبيل هللا فيخصص هلم %10من حصيلة الزكاة ,و %4األخرية خصصت لسهم إبن
السبيل " أما سهم يف الرقاب مل يرد هبا نص يف التشريع اللييب وهو يعترب أحد مواطن القصور يف قانون
الزكاة اللييب اليت سبق ذكرها .
وفيما يلي بيان آلية صرف الزكاة يف ليبيا وفقاً للقرار رقم 1لسنة 4016بشأن أسس وضوابط حتصيل
الزكاة وصرفها يف ليبيا .
1املادة 40من القرار رقم 1الصادر بتاريخ 4016/4/5بشأن حتديد أسس وضوابط حتصيل الزكاة وصرفها – ص11
2املادة 13من القرار رقم 1الصادر بتاريخ 4016/4/5بشأن حتديد أسس وضوابط حتصيل الزكاة وصرفها – ص11
111
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
أ /الفقراء واملساكني -:نصت املادة 11من القرار رقم 1علي إنه يعترب فقرياً ومسكيناً ,رب األسرة
الذي يقل دخل الفرد فيه عن 140دينار يف الشهر ,مع إستبعاد األوالد الذكور الذين بلغو سن 13
من العمر ما مل يكونوا طالب متفرغني للدراسة ,أوهبم إعاقة وال يتقاضون معاشاً ضمانياً وخيصص ايل
هذه الفئة نسبة مقدارها %44من حصيلة الزكاة .
حيث مت طبقاً للقرار رقم 1لسنة 4016تصنيف مصرفات هذه الفئة إيل عدة إعاانت وهي كالتايل .
/1اإلعانة الشهرية .
يتم توزيع اإلعانة الشهرية هلذه الفئة وفق إيرادات كل مكتب حبيث ال تزيد القيمة املصروفة عن 140
دينار للفرد الواحد ,وكحد أقصي 1000دينار لألسرة ,كما يتوىل املكتب إحالة املبالغ املصروفة ايل
أصحاهبا يف حساابهتم ابملصارف ,وتعطي األولوية يف الصرف لألسرة األقل دخالً واألكثر عدداً ,وال
تتجاوز مدة الصرف عن سنة واحدة إال يف حالة اإلعاقة أو العجز الصحي أو األرملة واملطلقة الفقراء
وال جيمع بني نوعني من املساعدات للمستحق الواحد يف الشهر الواحد ,علي أن يتم إعادة البحث
سنوايً للتأكد من وضع احلاالت اليت تصرف إليها اإلعانة أبهنا مازالت تستحق املساعدة اليت تصرف
()1
اليها أم ال .
/2اإلعانة لغرض العالج .
حيث يصرف للمريض قيمة عالجه ابلكامل شريطة أال تتجاوز 20.100دينار لييب ,كما تصرف
تكلفة ما يلزم من تذاكر واإلقامة للمريض املستحق ,إذا تعذر عليه إحضار التقرير الطيب املتضمن
لتكلفة عالجه ,علي أن ختصم تلك القيمة من إمجايل املبلغ املخصص هلذه اإلعانة ,ويشرتط يف
املريض أال ميلك ما يعاجل به نفسه وأن يكون املرض مما متس احلاجة لعالجه ,ابإلضافة أن تتوفر من
()2
موارد املكتب عن فئة الفقراء واملساكني ما يغطي مصروفات هذه اإلعانة .
/3اإلعانة علي الزواج .
يشرتط يف صرف هذه اإلعانة أبن تسمح موارد املكتب عن فئة الفقراء واملساكني بذلك ,علي أن
تكون بعد صرف اإلعانة الشهرية واإلعانة لغرض العالج فاألولوية هلما قبل إعانة الزواج ,كما يشرتط
يف املعين الذكر أبن ال ميلك ما جيهز به نفسه ,وأال يقل عمره عن 50سنة وأال يكون مسكنه قد
طغت عليه مظاهر الرتف ,أما األنثى فيشرتط فيها عدم قدرهتا أو وليها علي املصروفات الضرورية
للزواج وما جتهز به نفسها ,حيث يصرف للمعين الذكر مبلغ قيمته 10.000دينار لييب فقط لتوفري
احلاجة الضرورية للزواج ,أما املعنية األنثى فيصرف هلا مبلغ قيمته 4000دينار لييب لتوفري احلاجات
الضرورية للزواج وإذا رأي مدير املكتب عدم كفاية املبلغ لذلك ,فإنه أيخذ اإلذن كتابياً من ديوان
1الفقرة (أ) من املادة 11للقرار رقم 1لسنة 4016بشأن حتديد أسس وضوابط حتصيل الزكاة وصرفها يف ليبيا
2الفقرة (ب) من املادة 11للقرار رقم 1لسنة 4016بشأن حتديد أسس وضوابط حتصيل الزكاة وصرفها يف ليبيا
111
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
()1
الصندوق لزايدة املبلغ .
/4اإلعانة علي بناء منزل .
يشرتط هلذه اإلعانة أن تسمح موارد املكتب عن فئة الفقراء واملساكني بذلك ,وأن تكون بعد اإلعانة
الشهرية أو لغرض العالج ,كما يشرتط يف املعين أن ال يكون دخله ميكنه من إستئجار مسكن وأن
يكون رب ألسرة ,حبيث أال تتجاوز مساحة املنزل 140مرت مربع إذا كان عدد األسرة 4أفراد فأقل أما
إذا كان عدد أفراد األسرة أكثر من 4أفراد فيكون مساحة املنزل ال تتجاوز 124م مربع ,حيث يتم
الصرف مبوافقة اللجنة العليا ابلديوان بعد إمتام مجيع اإلجراءات القانونية واإلدارية املتعلقة ابخلصوص من
()2
قبل املكتب املعين.
/5اإلعانة علي إكمال منزل وصيانته .
يشرتط يف هذه اإلعانة توفر املوارد من املكتب عن فئة الفقراء واملساكني ,وأن تكون بعد اإلعانة
الشهرية واإلعانة لغرض العالج ,كما يشرتط يف هذه اإلعانة أن تكون ألرابب األسر وأن تراعي تكلفة
املساحة املعتمدة يف البناء حبيث تكون أبقل التكاليف ,ويف حالة جتاوز ذلك فإنه خيطر جملس اإلدارة
ألخذ املوافقة كتابياً ,ويتم الصرف عن طريق موافقة اللجنة العليا ابلديوان بعد إمتام مجيع اإلجراءات
()3
املتعلقة ابخلصوص من قبل املكتب املعين .
/6اإلعانة علي الشراء .
يشرتط يف هذه اإلعانة توفر املوارد من املكتب عن فئة الفقراء واملساكني ,وأن تكون بعد اإلعانة
الشهرية واإلعانة لغرض العالج ,كما يشرتط يف هذه اإلعانة أن تكون ألرابب األسر وأن تكون احلالة
املستحقة لإلعانة ملحة للسكن ,وال تتجاوز تكلفة املنزل قيمة املساحة املعتمدة يف البناء ويتم الصرف
()4
عن طريق موافقة اللجنة العليا ابلديوان ,بعد إمتام مجيع اإلجراءات املتعلقة ابخلصوص .
/7اإلعانة علي فرصة العمل .
يشرتط يف هذه اإلعانة توفر املوارد من املكتب عن فئة الفقراء واملساكني ,وأن تكون بعد اإلعانة
الشهرية واإلعانة لغرض العالج ,حيث يقوم مكتب الزكاة بشراء األدوات واملعدات املتعلقة حبرف أو
مهنة املعين املستحق لإلعانة ,ويكون ذلك بعد موافقة اللجنة العليا ابلديوان و إمتام مجيع اإلجراءات
()5
املتعلقة ابخلصوص من قبل املكتب املعين .
1الفقرة (ج) من املادة 11للقرار رقم 1لسنة 4016بشأن حتديد أسس وضوابط حتصيل الزكاة وصرفها يف ليبيا
2الفقرة (د) من املادة 11للقرار رقم 1لسنة 4016بشأن حتديد أسس وضوابط حتصيل الزكاة وصرفها يف ليبيا
3الفقرة (ه) من املادة 11للقرار رقم 1لسنة 4016بشأن حتديد أسس وضوابط حتصيل الزكاة وصرفها يف ليبيا
4الفقرة (و) من املادة 11للقرار رقم 1لسنة 4016بشأن حتديد أسس وضوابط حتصيل الزكاة وصرفها يف ليبيا
5الفقرة (ي) من املادة 11للقرار رقم 1لسنة 4016بشأن حتديد أسس وضوابط حتصيل الزكاة وصرفها يف ليبيا
112
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
ب /العاملون عليها -:ويقصد هبم من هلم صلة جبباية الزكاة وتوزيعها من املوظفني واالداريني والكتبة
واحملاسبني والصرافني والعمال واحلراس واخلفراء من غري العاملني ابهليئة العامة لألوقاف وشؤون الزكاة اال
()1
اذا قاموا ابلعمل ذي الصلة ابلزكاة خارج أوقات أعماهلم الرمسية .
وخصص إيل هذه الفئة نسبة مقدارها %10من حصيلة الزكاة وفقا ما جاء يف القرار رقم 50لسنة
4004م ولو كانوا أغنياء وتوزع عليهم حسب جهد كل واحد منهم ,حيث يصرف للجايب الثمن
% 0.3مما جيبيه علي أن ال يزيد املبلغ عن 13.000دينار لييب سنوايً ,وإذا زادت نسبة ما قام
جببايته عن ذلك فإنه يصرف له نسبة قدرها , %0.2أما اجلايب املعتمد الذي قلت جبايته عن ذلك أو
مل تكن له جباية وبذل جهداً يف ذلك ,فإنه تصرف له قيمة مالية ال تتجاوز 9000دينار لييب يف
السنة ,تشمل حصته مما قام جببايته بشرط أن تكون حصة املكتب تسمح بذلك وال يتم التجديد له
مستقبالً .
كما يصرف للباحث املعتمد عن كل ملف إستكمل حبثه قيمة مالية قدرها 44دينار بشرط أال تتجاوز
القيمة 900دينار شهرايً و يصرف للجنة اإلستشارية مكافئة شهرية قدرها 440دينار ,وتقدر حصة
املكتب بنسبة % 4من إمجايل حصة العاملني عليها وتصرف يف إستئجار مقار ملكاتب صندوق الزكاة
أو وحداهتا إن مل يوجد مصادر أخري لذلك كاهلبات والتربعات وخزينة الدولة ,كما تصرف هذه النسبة
()2
يف إستئجار خمازن وثالجات ووسائل النقل املختلفة اليت تستخدم حلفظ ونقل أموال الزكاة .
ج /املؤلفة قلوهبم -:وهم الداخلون يف اإلسالم حديثاً ,أو من مالت قلوهبم لإلسالم أو من يرجي
منهم نفع لإلسالم أو دفع ضرر عنه ,وطبقاً للقرار رقم 50لسنة 4004م فإنه خصص ايل هذه الفئة
نسبة مقدارها %10من حصيلة الزكاة ,حيث نصت يف املادة 15من القرار رقم 1لسنة 4016م
واوضحت الية الصرف حيث جاء فيها إنه يصرف للفرد املسلم اجلديد مكافأة مالية قدرها 000دينار
عند إشهار االسالم ألول مرة وملرة واحدة ,ويصرف له مكافاة شهرية قدرها 200دينار ,كما يصرف
للمسلم اجلديد رب العائلة مكافاة قدرها 1000دينار عند إشهار رب اإلسرة اإلسالم ألول مرة وملرة
واحدة ,ويصرف لرب العائلة املسلم مبلغ قدره 000دينار شهرايً وملدة سنة واحدة من اتريخ إشهار
اإلسالم .
د /يف الرقاب (العبيد) -:وهم املكاتبون املسلمون الذين إشرتوا أنفسهم من ساداهتم بثم ٍن مؤجل
يؤدى إىل ساداهتم ,ويسعون يف حتصيل هذا املال لفك رقاهبم ,ويدخل يف عموم الرقاب شراء الرقاب
اململوكة وإعتاقها وفك األسرى حيث مل يرد أو ينص يف قانون الزكاة اللييب علي سهم يف الرقاب صراحة
أو ضمناً ,وهو أحد مواطن القصور اليت يعاين منها قانون الزكاة يف ليبيا كما ذكران سابقاً ,وابلتايل علي
1دليل الزكاة – القرار رقم 50لسنة 4004بشان حتديد مستحقي الزكاة وبيات قواعد صرف حصيلتها ليبيا – ص 22
2املادة 14من القرار رقم 1لسنة 4016بشأن أسس وضوابط حتصيل الزكاة وصرفها يف ليبيا
111
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
املشرع اللييب تدارك هذا القصور ومعاجلته وإعادة العمل هبذا املصرف ملا فيه خري كثري لإلسالم واملسلمني
يف العامل .
ه /الغارمون -:وهم املدينون العاجزون عن سداد ديوهنم إذا كانت هذه الديون يف أمر مباح من غري
إسراف أو تبذير و طبقاً للمادة 4من القرار رقم 50لسنة 4004م خصص ايل هذه الفئة نسبة
مقدارها %10من حصيلة الزكاة ,ولقد نصت املادة 12من القرار رقم 1لسنة 4016م علي آلية
الصرف إيل هذه الفئة حيث يتم عرض امللف (الغارم) علي اللجنة االستشارية الفرعية للزكاة يف حالة
إنطباق الشروط الواجبة للصرف عندها يصرف للغارم مبلغ قدره 9000دينار فأقل بشرط أن تسمح
موارد املكتب املخصص هلذه الفئة بذلك ,أما إذا زادت الغرامة علي هذا املبلغ فانه يصرف للغارم
نصف غرمه كدفعة أويل ويصرف له الباقي فيما بعد ,علي أن تصرف القيمة علي دفعتني وأن ال
تتجاوز القيمة املصروفة يف كل األحوال 50.000دينار للغارم الواحد ,وتسلم القيمة املستحقة للدائن
مباشرة أو من يوكله بذلك بعد حضوره شخصياً إيل مكتب صندوق الزكاة ,ويشرتط يف الغارم أن ال
يكون إستدان يف غري معصية أو إستدان إلصالح ذات البني بدون إسراف أو تقتري ,كما يشرتط يف
الغارم أن تكون ممتلكاته الضرورية قد تعرضت إيل كارثة كاحلريق والسيول وأدت إيل إفالسه وترتبت عليه
ديون أثقلت كاهله نتيجة ذلك ومل جيد ما يسدد به دينه .
و /يف سبيل هللا -:ويقصد هبا اجلهاد بكل أنواعه مبا يف ذلك طباعة كتب الدعوة لإلسالم وإنشاء
مراكز الدعوة حلماية أبناء املسلمني من اإلحلاد واإلحنراف يف الفكر ,و طبقاً للقرار رقم 50لسنة
4004م فإنه خصص إيل هذه الفئة نسبة مقدارها %10من حصيلة الزكاة ,كما نصت املادة 14
من القرار رقم 1لسنة 4016م علي آلية توزيع الزكاة هلذه الفئة ,حبيث ال يصرف من حصة يف هذه
الفئة إال بعد أخذ املوافقة الكتابية من رئيس جملس إدارة صندوق الزكاة ,علي أن يسمح رصيد املكتب
أو اللجنة هبذا النشاط .
ز /إبن السبيل -:وهو الغريب الذي جتشم السفر يف طاعة أو أمر مباح وإنقطع به السبيل يف بلد ما
لعدم توفر املال لديه وطبقاً للقرار رقم 50لسنة 4004م خصص إيل هذه الفئة نسبة مقدارها %4
من حصيلة الزكاة كما نصت املادة 19من القرار رقم 1لسنة 4016م علي آلية الصرف الذي جاء
فيها علي إن تصرف إيل هذه الفئة تذكرة سفر وملرة واحدة إيل مقر إقامته األصلي عن طريق اجلو أو
البحر أو الرب ,حسب أقل تكلفة متوفرة وظروف املعين الصحية ,وما يكفيه ايل حني وصوله وتسلم
تذكرة السفر ايل املعين بعد حجزها من الشركة الناقلة ومطالبتها برتجيع التذكرة يف حالة عدم سفر املعين
شخصياً أو عدوله عن السفر .
ويف اخلالصة جيد الباحث وجود تساوي كبري يف التطبيق العملي لكل من الضريبة والزكاة سواءً من حيث
اإلجراءات أو من حيث التنظيم اإلداري ,إال أن اإلدارة الضريبية يف ليبيا تتمتع بتنظيم فين واضح املعامل
111
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
واإلجراءات أكثر من ديوان صندوق الزكاة والسبب يف ذلك يرجع إيل عدم تطوير قانون الزكاة اللييب
وخاصة فيما يتعلق ابلقرارات واللوائح اليت تنظم العمل اإلداري داخل املصلحة وهو ما جعل الزكاة يف
ليبيا متأخرة جداً من حيث التطبيق عن بقية دول العامل اإلسالمي ,وهذا يعترب أحد مواطن القصور
للزكاة يف ليبيا اليت ذكرانها سابقاً ,وفيما يلي سنسرد أهم النتائج والتوصيات اليت توصل إليها الباحث
من خالل هذه الرسالة وذلك وفقاً ملا سيأيت بيانه .
111
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
الخاتمة
من خالل ما تقدم يف هذه الرسالة واليت كان حمور دراستها يف مدى مالئمة تطبيق الضريبة والزكاة يف
ليبيا ,واليت قام الباحث فيها بدراسة مفهوم كل من الضريبة والزكاة وذلك بتسليط الضوء علي أهم
خصائصها وأنواعها والفرق بينها ,ابإلضافة إيل أهم آليات تطبيق الضريبة والزكاة يف ليبيا سواءً من
حيث اجلانب التشريعي والتنظيمي أو من حيث اجلانب العملي والفين ,وإستناداً إيل التطور و اإلنفتاح
الذي شهدته ليبيا علي العامل ,حبيث أصبح يعيش ويعمل يف ليبيا العديد من األشخاص من جنسيات
ودايانت خمتلفة ,مسلمني وغري مسلمني والذي حتكمهم القاعدة الفقهية العامة اليت مفادها " هلم ما لنا
وعليهم ما علينا " فإنه كان علي ليبيا أن تنتهج وتتخذ النظام املايل األمثل لسد إحتياجاهتا وتغطية
أعبائها العامة ,ملواكبة التطور الذي تسري فيه معظم دول العامل اليوم وذلك ابلتوفيق واملوائمة بني
الضرائب اليت تعترب نظام مايل متكامل خيدم سياسة الدولة بتطبيقها علي مجيع القاطنني فيها مسلمني
وغري مسلمني ,والزكاة إبعتبارها فريضة علي املسلمني و النظام املايل األمثل الذي تتخذه الدولة لتحقيق
سياستها الشرعية ,يف حتقيق املصلحة العامة للرعية والعدل بينهم ودعم التنمية اإلقتصادية واإلجتماعية
وفقاً ملبادي ومقاصد الشريعة اإلسالمية ,فمن خالل هذه الدراسة فإن الباحث توصل إيل جمموعة من
النتائج والتوصيات واليت سنتناوهلا علي النحو التايل .
أوالً /النتائج .
/1إن الزكاة فريضة إسالمية مقدسة فرضها هللا سبحانه وتعايل علي أموال املسلمني لتزكيتهم من الشح
والبخل واألاننية ونشر احملبة واإلخاء بني الناس ,من خالل التوزيع األمثل للثروة بني األغنياء والفقراء
وهي عبادة أخالقية يؤديها املسلمني طواعية إلرضاء هللا سبحانه وتعايل وشكره علي نعمه اليت أنعمها
عليهم واليت ميكن أن يؤديها نقداً أو عيناً .
أما الضريبة فهي فريضة نقدية وإلزامية تفرضها الدولة بقوة القانون علي رعاايها سواءً كانوا مواطنني أم
أجانب مسلمني وغري مسلمني وتقرر عقوابت علي كل من ميتنع عن أدائها ,وهي ابلتايل قد تشكل
عبأً علي املكلفني هبا ,مما يدفعهم إيل التخلص منها إما بنقل عبئها إيل شخص أخر سواءً بصورة جزئية
أو كلية ,أو التهرب من أدائها إبستعمال كل الطرق واألساليب القانونية منها وغري القانونية ,وال ميكن
أدائها إال نقداً فقط .
/2الضريبة تفرضها السلطة التشريعية يف الدولة وابلتايل فإن من حق هذه السلطة أن تغيري يف أحكامها
ابلتعديل أو اإللغاء وفقا للنظام السائد فيها ,أما الزكاة فهي فريضة مساوية فرضها هللا سبحانه وتعايل
وابلتايل ال جيوز التغيري فيها ابلتعديل أو اإللغاء ,ألن أحكامها جاءت اثبته ابلقرآن الكرمي والسنة
النبوية وهي متعلقة ابلدين والعقيدة .
611
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
/3الزكاة قد جتمعها الدولة وقد يؤديها الفرد بنفسه وقد ُجتمع من األموال الظاهرة دون الباطنة ,ويف
حالة عدم قيام الدولة جبمعها أو عدم وجود الدولة ,فإنه خيرجها املسلم من أمواله ويؤديها إيل مصارفها
طواعية إستناداً علي عقيدته اإلسالمية اليت ينتمي إليها ,بينما الضريبة مرتبطة ابلدولة أو السلطة فال
ميكن فرضها وأتديتها إال بوجودها .
/4مصارف الزكاة منصوص عليها يف القرآن الكرمي وهي مثانية مصرف الفقراء واملساكني والعاملني عليها
واملؤلفة قلوهبم ويف الرقاب والغارمني ويف سبيل هللا وإبن السبيل وال جيوز التعديل أو التغيري فيها ,أما
مصارف الضريبة فهي تصرف على حاجيات الدولة لتغطية أعبائها العامة ,فالدولة تصرفها وفق
متطلباهتا السياسية واإلقتصادية واإلجتماعية ,كصرفها يف شؤون احلرب والدفاع واخلدمات العامة ويف
تطوير براجمها وحنوها وهي ليست ملزمة بتحديد مصرفها بل تصرفها حسب خططها وإرادهتا .
/5الضريبة تفرضها الدولة أبسعار خمتلفة وذلك حسب أهدافها وسياساهتا ,أما الزكاة فسعرها نسيب
اثبت علي الرغم من تغيري كمية الثروة أو الدخل اخلاضع للزكاة فهي فريضة نسبية ال تتغري بتغري الظروف
واألحوال ,فلقد فرضها هللا سبحانه وتعايل لعالج الفوارق الطبقية بني الناس ولرفع مستوي الطبقة
الضعيفة املتمثلة يف الفقراء واملساكني واحملتاجني .
/6إن وعاء الضريبة يشمل مجيع األموال من الثروة والدخل الذي يتحصل عليه الفرد سواءً كان مصدر
هذا املال أو الثروة مال مشروع أو غري مشروع ,وهي تفرض علي مجيع القاطنني يف الدولة مسلمني
وغري مسلمني ,أما الزكاة فيشرتط يف وعائها أن يكون مصدره مال مشروع وغري خمالف للشريعة
اإلسالمية وهي فريضة واجبة علي املسلمني فقط وال جتب علي غري املسلمني ممن يقيم يف الدولة
اإلسالمية .
/7قدم قانون الزكاة اللييب املعمول به وعدم تطوره ووجود العديد من القصور يف نصوصه وعدم تطبيق
مجيع النصوص الواردة فيه من قبل اجلهات املختصة بتطبيقه ,والذي أدى بدوره إيل ضعفه يف العديد
من اإلجراءات واآلليات اليت تنظم عمله .
/8ضعف النظام الضرييب يف ليبيا بسبب إنتشار ظاهرة الرشوة واحملسوبية ابإلضافة إيل التهرب والغش
الضرييب مما أدى إيل خسارة خزينة الدولة ملبالغ كبرية إليراداهتا املستحقة مبوجب الضرائب .
/9تساهم الزكاة بطريقة غري مباشرة وبشكل كبري يف دعم إيرادات الدولة وختفيف العبء عن املوازنة
العامة هلا ,وخاصة فيما يتعلق بنفقات الضمان اإلجتماعي اليت تقدم إعاانت شهرية للعائالت احملتاجة
من مواطين الدولة واليت تعترب أحد صور مصارف الزكاة .
/10عدم وجود آل ية بني مصلحة الضرائب الليبية وصندوق الزكاة اللييب تنظم العمل املؤسسي بينهما
فيما يتعلق بتحصيل كالً من الضريبة والزكاة وجبايتها ,مما أدي إيل اإلزدواجية يف الدفع من قبل املمول
األمر الذي أرهقه وإستنزف ثروته ومصدر رزقه ,وابلتايل جعله إما ميتنع عن أداء الزكاة اليت تعترب أحد
611
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
أركان دينه وعقيدته اليت فرضها عليه هللا سبحانه وتعايل ,أو يتهرب من أداء الضريبة اليت تعترب فريضة
مبوجب القانون تفرضها الدولة عليه للمسامهة يف تغطية نفقاهتا العامة .
/11تعترب ليبيا من الدول اليت تبنت إلزامية حتصيل وجباية الزكاة يف القانون ,سواءً ابلوسائل اإلدارية أو
القضائية إال إنه مل يتم تفعيل وتطبيق إلزامية جباية الزكاة الواردة يف القانون من قبل اجلهات املختصة
بتطبيقه .
/12عدم إدراج إيرادات صندوق الزكاة يف ليبيا ضمن املوازنة العامة للدولة األمر الذي أدى إيل األخذ
مببدأ اإلزدواجية يف صرف بعض من نفقاهتا ,حبيث يتحصل بعض األفراد علي إعانة شهرية من صندوق
الضمان اإلجتماعي واليت تُغ طى من إيرادات الضرائب ,ابإلضافة إيل منحة أو مساعدة شهرية يتحصل
عليها من صندوق الزكاة ,بينما ال يتحصل عليها البعض األخر وهذا يعترب منايف وخمالف ملبدأ العدالة
اإلجتماعية الذي يسعي لتحقيقه كالً من نظامي الضريبة والزكاة .
/13ال تغين الضريبة عن الزكاة وال تغين الزكاة عن الضريبة ,إلختالف كل منهما عن األخر كوهنما
نظامني ماليني خيتلفان يف الطبيعة واألهداف ومصدر التشريع وأساس إجياهبما ويف مقاديرمها ووعائهما
ومصارفهما ,وابلتايل ميكن اجلمع بينهما بضوابط شرعية إبعتبارمها نظامني متكاملني حتقيقاً ملتطلبات
الواقع اإلقتصاد واإلجتماعي يف ليبيا .
اثنياً /التوصيات .
من خالل ما تقدم من النتائج السابقة فإن الباحث يوصي ابأليت .
/1ضرورة زايدة الوعي أبداء الضريبة والزكاة يف ليبيا بكافة الوسائل املختلفة بقصد توعية وتذكري
املواطنني أبمهيتها وكيفية أدائها ودورها اهلام يف اإلقتصاد اللييب .
/2العمل علي إستحداث وتطوير قانون الزكاة اللييب من خالل الرجوع إيل ما توصلت إليه الدراسات
والتطبيقات املعاصرة للزكاة يف العامل اإلسالمي .
/3ضرورة تفعيل وتطبيق العقوابت واجلزاءات الواردة يف القانون الضرييب اللييب لزايدة درجة إلتزام
املكلفني أبداء الضرائب املستحقة عليهم .
/4العمل واإلشراف علي حتصيل الزكاة وصرفها من قبل صندوق الزكاة واملكاتب التابعة له علي مستوي
إقليم الدولة الليبية ,وتوعية املواطنني بضرورة دفع الزكاة إيل اجلهات املختصة ابلتحصيل والصرف
لضمان السيطرة علي هذا املورد وتوجيهه إيل مصارفه ومستحقيه وابلتايل حتقيق األهداف املرجوة منه .
/5القيام بتوعية أفراد اجملتمع ابألموال املعاصرة للزكاة ,واليت إستحدثت نتيجة التطور اإلقتصادي للدولة
حىت يتسىن للمزكي دفع ما يستحق عليه من زكاة على مجيع مصادر دخله اليت جتب فيها .
/6إعادة النظر فيما يدرس ىف الكليات واملعاهد حبيث يتم إقرار مناهج ومقررات دراسية تعين بدارسة
التطبيق املعاصر للضريبة والزكاة معاً .
611
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
/7تشجيع البحوث والدراسات ىف اجلامعات واملعاهد وعقد الندوات واملؤمترات الفعالة علي املستوي
احمللي واإلقليمي والعاملي ىف جمال التطبيق املعاصر للضريبة والزكاة .
/ 8دمج صندوق الزكاة ضمن احلكومة املركزية لتصبح دائرة من دوائر وزارة املالية وتدخل يف موارد الدولة
وموازنتها العامة حبيث تكون ضمن أولوايهتا ومسؤولياهتا ولكسب ثقة املواطنني .
/9إعادة النظر ىف التشريع الضرييب اللييب بصفة عامة ونظام الضرائب على الدخل بصفة خاصة ,حبيث
يتمشى مع نظام زكاة املال ضمن إطار خطة وبرانمج زمىن لإلنتقال من نظام الضرائب ,إىل نظام جيمع
يف تطبيقه بني الزكاة والضريبة معاً يف ليبيا .
/10دمج أو إنشاء إدارة مشرتكة للتحصيل بني مصلحة الضرائب وصندوق الزكاة ,أو إنشاء هيئة أو
مؤسسة موحدة تشمل كال النظامني إسوة مبا أخذت به بعض الدول اإلسالمية ,حبيث تعمل بنظام
اجلباية أو حتصيل الضريبة والزكاة وفقاً للتايل .
-حتصيل الضريبة والزكاة من املمول بطريقة اإلئتمان حبيث يتم خصم الزكاة وإستنزاهلا من إمجايل
قيمة الضريبة ,يف حالة ما إذا كانت قيمة الضريبة أكرب من قيمة الزكاة ويقوم املمول بسداد ما
تبقي ملصلحة الضرائب ,أما إذا كانت قيمة الزكاة أكرب من قيمة الضريبة فإنه يكتفي بسداد
قيمة الزكاة ,ويكون الفارق بينهما دين مستحق للممول علي الدولة ومن حقه خصمه من
الضريبة املستحقة عن فرتة ضريبية أخرى .
-حتصيل الضريبة والزكاة من املمول بطريقة اإلعفاء أو اخلصم حبيث يتم خصم قيمة الزكاة
املدفوعة من قيمة الضريبة املستحقة عليه مبوجب إيصال أو مستند يفيد ذلك ,وتكون عن
نفس املدة اليت تدخل يف حساب الضريبة املقررة عليه ,ويتم ربط وحتصيل الضريبة علي ابقي
الدخل الذي تدخل يف وعائها .
/11التدرج يف تطبيق نظام الضريبة والزكاة يف ليبيا ابلعمل علي هتيئة أفراد اجملتمع بكافة األساليب
املختلفة حيت تلقي قبول من املوطنني واملؤسسات اإلدارية العاملة يف كالً من مصلحة الضرائب و
صندوق الزكاة ,وذلك عن طريق إعداد التشريعات واللوائح التنفيذية اليت تنظم عمل كل من مصلحة
الضرائب وصندوق الزكاة معاً ,وأتهيلهم علمياً وعملياً ليتمكنوا من أداء أعماهلم بكفاءة وفعالية .
/12إنشاء وإعداد التنظيم اإلداري املالئم لتطبيق الضريبة والزكاة على مستوى اإلدارات واملكاتب
املنتشرة يف املناطق واملدن الليبية ,حبيث يتضمن الكفاءات واملهارات العالية يف جماالت التحليل املايل
والفين واإلداري وتكنولوجيا املعلومات واملوارد البشرية ,لتطبيق نظام الضريبة والزكاة علي الوجه األمثل .
611
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
071
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
/5األجو ة النافعة من مسئلة جلنة مسجب اجلامعة – حملمب رصصر البين األلبا – ط – 1منشورات
املكتب اإلسالمي – ريوت لينان – سنة 0411ه
/6صحيح اجلامع الصغري وزايداته – حملمب رصصر البين األلبا – حتقيق زيري الشاويش – ط– 8
منشورات املكتب اإلسالمي ريوت لبنان – سنة 0413ه
/7املعجم األوسط للطربا – لسليمان ن م دب الطربا – حتقيق طارق ن موض هللا و حمسن
احلسيين -ط -0منشورات دار احلرمني القايرة -سنة 0402ه
/8تعجيل املنفعة زوائب رجال األئمة األر عة -أل دب ن ملي ن حجر العسقال -حتقيق إكرام هللا
إمباد – ط 0منشورات دار البشائر اإلسالمية -ريوت لبنان -سنة 1416يـ
/9املعجم الكبري للطربا ابب البيوع – ج - 07رقم احلبيث – 410الشبكة العامة للمعلومات
/11جامع املسانيب والسنن لألمام مماد البين إ ن كاري القرشي البمشقي الشافعي ج -16ختريج مبب
املعطي ممني قلعجي – منشورات دار الكتب العلمية ريوت لبنان – سنة 1116
/11إمالم املوقعني من رب العاملني للشيخ مشس البين ميب مبب هللا ن ميب كر م –0رتبه وضبطه د.
حممب مبب السالم إ راييم – دار الكتب العلمية ريوت لبنان – 0220
/12التمييز يف تلخيص ختريج محاديث شرح الوجيز املشهور التلخيص احلبري – لإلمام ملي ن م دب
ن حجر العسقال – ط –0حققه حممب الاا ن ممر ن موسى – مشرف ن مبب املقصود
منشورات مضواء السلف – 1117
/13املسنب الصحيح املختصر من السنن نقل العبل من العبل من رسول هللا صلى هللا مليه وسلم
إشراف مسلم ن احلجاج القشريي النيسا وري -حتقيق حممب فؤاد مببالباقي -منشورات دار إحياء
الكتب العر ية -ميسى البايب احلل وشركاه -ط 0سنة 0874ه
/14صحيح الرتغيب والرتييب للمنذري -إشراف وحتقيق حممب رصصر البين األلبا -ط -0منشورات
مكتبة املعارف – سنة 0410ه
/15معارج القبول شرح سلم الوصول إيل ملم األصول حلافظ ن م دب احلكمي -حتقيق ممر ن
حممود م و ممر -ط -8منشورات دار ا ن القيم للنشر والتوزيع البمام اململكة العر ية السعودية -سنة
0222
/16صحيح سنن الرتميبي إبختصار السنب -حملمب رصصر البين األلبا -حتقيق زيري الشاويش
ط -0منشورات مكتب الرت ية العريب لبول اخلليج -سنة 0233
/17خنب األفكار يف تنقيح مبا األخبار يف شرح معا اآلاثر -تقبمي حممود ن م دب ن موسى
العيين – حتقيق ايسر ن إ راييم – ط - 0منشورات وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية قطر -سنة
0412ه
070
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
/18يباية الرواة إىل ختريج محاديث املصا يح واملشكاة ومعه ختريج األلبا للمشكاة -أل دب ن ملي
ن حجر العسقال -حتقيق ملي ن حسن ن مبباحلميب احلل -ط 0منشورات دار ا ن القيم -
البمام – سنة 1422يـ
/02كتاب اجملموع شرح املهذب للشريازي – ج – 2مكتبة اإلرشاد جبة اململكة العر ية السعودية –
بون سنة نشر
/21شرح رايض الصاحلني يف كالم سيب املرسلني -حممب ملي الصا و – منشورات املكتبة العصرية
صيبا – لبنان سنة 1118
/21فتح الباري شرح صحيح البخاري لإلمام احلافظ م دب ن ملي ن حجر العسقال -تقبمي
وحتقيق حممب فؤاد مبب الباقي – حمب البين اخلطيب – دار الراين للرتاث – بون مكان نشر–
0236
/22كتاب األموال أل و مبيب القاسم البغبادي – ج -8حتقيق خليل حممب يراس – دار الفكر العريب
ريوت – 0236
/23متام املنه يف التعليق ملي فقه السنة -حملمب رصصر البين األلبا ط -1منشورات دار الراية
ابلرايض السعودية – سنة 0413ه
/24جامع األحاديث للحافظ جالل البين السيوطي – ج -02مجع وترتيب مباس م دب صقر –
م دب مبب اجلواد – دار الفكر للنشر والتوزيع – بون سنة نشر
/25شرح النووي ملى مسلم لإلمام حييي ن شرف م و زكراي النووي – إمباد ملي مبب احلميب م و
اخلري – دار السالم القايرة – 0226
ثالثا /المصادر الفقهية والمعاجم اللغوية .
/1م و احلسن ملي ن حممب املاوردي -األحكام السلطانية والوالايت البينية – ط -8سنة 0278
/2م و كر مبب هللا ن حممب الكويف – مصنف ا ن ميب شيبة – حتقيق كمال يوسف احلوت -ج1
ط -0منشورات مكتبة الرشب الرايض -بون سنة نشر
/3م و مبب هللا حممب ن م دب األنصاري القرط – اجلامع ألحكام القرآن -حتقيق يشام ري البخاري
ج -3منشورات دار مامل الكتب للطبامة والنشر والتوزيع – السعودية -سنة 1118
/4م و مبيب القاسم ن سالم البغبادي -كتاب األموال -حتقيق م و منس سيب ن رجب -ط0
منشورات دار اهلبي النبوي -مصر -سنة 1117
/5م و مالك كمال ن السيب سامل -صحيح فقه السنة ومدلته وتوضيح مذايب األئمة – ج1
منشورات املكتبة التوفيقية – القايرة -سنة 1118
071
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
/6إحسان مباس -الطبقات الكربى حملمب ن سعب ن منيع م و مبب هلل البصري الزيري -ط 0ج8
-منشورات دار صادر ريوت لبنان -سنة 0236
/7م دب ن مبب احلليم ن مبب السالم إ ن تيمة – السياسة الشرمية يف إصالح الرامي والرمية –حتقيق
ملي ن حممب العمران -منشورات دار مامل الفوائب للنشر والتوزيع – جبة
/8م دب خمتار ممر -معجم اللغة العر ية املعاصرة -ط -0منشورات مامل الكتب -القايرة -سنة
1113
/9سيب ن مبب هللا التيبي األزيري -األجو ة التيبية يف فقه السادة املالكية -مكتبة القرآن -بون
سنة نشر
/11السيب مطية مبب الواحب -القيم األخالقية يف السياسة املالية واإلقتصادية -مركز مباد الر دن
القليو ية مصر – سنة 1113
/11مبب احلميب إ راييمي -العبالة اإلجتمامية والتنمية يف االقتصاد اإلسالمي -ط - 1مركز
دراسات الوحبة العر ية -ريوت لبنان 1997 -
/12مبب الغين ن طالب دادة امليبا -اللباب يف شرح الكتاب -ط – 0ج - 0دار الكتاب
العرب ريوت لبنان -بون سنة نشر
/13حممب ن ملي ن حممب البوغين – غاية املين شرح سفينة النجا – ط – 0مكتبة ترمي احلبياة
اليمن -سنة 1113
/14حممب ن مكرم ن منظور -لسان العرب – حرف الزاي كلمة زكا -ج -7منشورات دار صادر
للطبامة والنشر والتوزيع -ريوت لبنان سنة 1118
/15حممب حامب الفقي -الطريق احلكمية اىل السياسة الشرمية إل ن قيم اجلوزية -مطبعة السنة
احملمبية مصر 1957 -
/16حممب خليل يراس -األموال أليب مبيب القاسم ن سالم – دار الكتب العلمية ريوت لبنان سنة
1114
/17مفاييم اقتصادية دراسة مقارنة ني فقه الشريعة اإلسالمية والفقه الوضعي للشيخ ملي النجار–
حتقيق حممب جنيب مبب احلميب نصرات -ط – 0البار العر ية للطبامة صرمان ليبيا – سنة 1101
/03مصطفى م و الغيط مبب احلي -الببر املنري يف ختريج األحاديث واآلاثر الواقعة يف الشرح الكبري-
ط -0منشورات دار اهلجرة السعودية -سنة 0412ه -ص212
/19مفتاح السنوسي لعم -القرط حياته وآاثره العلمية ومنهجه يف التفسري – ط -0منشورات
جامعة قاريونس نغازي – 0223
078
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
/21منصور ن يونس البهويت -الروض املر ع شرح زاد املستقنع خمتصر املقنع يف فقه إمام السنة م دب
ن حنبل – خرجه وقبمه حممب مبب السالم إ راييم – منشورات دار الكتب العلمية ريوت لبنان – سنة
1114
/21موسومة اإلمام السيب مبب احلسني شرف البين -حتقيق مركز العلوم والاقافة اإلسالمية قسم
إحياء الرتاث اإلسالمي -جملب -1منشورات دار املؤرخ العريب ريوت لبنان -سنة 0480ه
/22املوسومة الفقهية – ج -1منشورات وزارة األوقاف والشؤون البينية – الكويت – سنة 1107
/23موفق البين م ن قبامه -م و حممب مبب هللا ن م دب املقبسي -الكايف يف فقه اإلمام م دب -ط1
منشورات املكتب اإلسالمي -ريوت سنة 0232م
رابع ا /المصادر والكتب الشرعية
/1إ راييم فاضل الب و -املعادن والركاز حبث مقارن يف االقتصاد اإلسالمي -ط -0منشورات مطبعة
دار الرسالة غباد بون سنة نشر
/2إ راييم مفتاح الصغري -قانون الزكاة اللي قراءة يف االشكاليات وسبل املعاجلة -دار الكتب الوطنية
نغازي – 1108
/3حسن حسني شحاتة – فقه التطبيق اإللزامي للزكاة ملي مستوي البولة -دراسة مقبمة إيل املعهب
اإلسالمي للبحوث والتبريب – السعودية – جبة – بون سنة نشر
/4رفعت السيب العوجي -اإلمجاز التشريعي يف الزكاة موجهه ومعايريه ودالالته اإلجتمامية -حبث
مقبم إىل املؤمتر العاملي الاامن لإلمجاز العلمي يف القرآن والسنة -الكويت 2006 -
/5سعيب ن ملي ن ويف القحطا – زكاة اخلارج من األرض احلبوب والامار واملعبن والركاز يف
ضوء الكتاب والسنة -منشورات مؤسسة اجلريسي للتوزيع واإلمالن – الرايض – سنة 1112
/6سعيب ن ملي ن ويف القحطا -مصارف الزكاة يف اإلسالم -مفهوم وشروط ومنواع ومحكام يف
ضوء الكتاب والسنة – ج -0منشورات مطبعة السفري -توزيع مؤسسة اجلريسي للتوزيع واإلمالن
الرايض – السعودية – 1112
/7سلطان ن حممب ملي سلطان -الزكاة تطبيق حماس معاصر -منشورات دار املريخ للنشر الرايض
السعودية – سنة 0236
/8مبب احلميب حممود البعلي -إقتصادايت الزكاة وإمتبارات السياسة املالية والنقبية – ط– 0
منشورات دار السالم للطبامة والنشر والتوزيع والرتمجة -القايرة -سنة 0220
/9مبب العزيز العلي النعيم -نظام الضرائب يف اإلسالم ومبى تطبيقه يف اململكة العر ية السعودية -
دار االحتاد العريب للطبامة – القايرة 1974 -
074
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
/11مبب هللا ن منصور و مبب احلكيم زاوية -ممهية تطبيق مبادئ احلوكمة يف التنظيمات املؤسساتية
للزكاة حبث مقبم للمؤمتر العاملي التاسع لإلقتصاد و التمويل اإلسالمي -النمو و العبالة واالستقرار من
منظور اسالمي – إستنبول – تركيا – 1108
/11مبب هللا ن ميسى العايضي -زكاة البيون املعاصرة دراسة أتصيلية تطبيقية – ط -0منشورات
دار امليمان للنشر والتوزيع – الرايض -سنة 1102
/12غازي مناية – الزكاة والضريبة دراسة مقارنة – منشورات دار الكتب – اجلزائر – سنة 0221
/13كمال خليفة م و زيب -م دب حسني ملي حسن -حماسبة الزكاة -دار اجلامعة اجلبيبة
اإلسكنبرية 1111
/14حممب ن صاحل العايمني -الشرح املمتع ملى زاد املستقنع – كتاب الزكاة -الطبعة األوىل ج6
منشورات دار ا ن اجلوزي للنشر والتوزيع – البمام اململكة العر ية السعودية – سنة 0414ه
/15حممب ضياء البين الريس -اخلراج و النظم املالية للبولة اإلسالمية – دار األنصار -القايرة
0277
/16مرمي م دب الباغستا -مصارف الزكاة يف الشريعة اإلسالمية – منشورات املطبعة اإلسالمية
احلبياة القايرة – سنة 0221
/17وجلة مسعودة – دراسة مقارن ني الضريبة والزكاة – مذكرة مقبمة إيل معهب العلوم االقتصادية
والتجارية وملوم التسيري – املركز اجلامعي حيي فارس اجلزائر – 1117
/18ويبة الزحيلي -املعامالت املالية املعاصرة حبوث وفتاوى وحلول -ط –8منشورات دار الفكر
دمشق -سنة 1116
/19يوسف القرضاوي – فقه الزكاة – اجلزء األول – املؤسسة الوطنية للفنون املطبعية – اجلزائر
0233
/21يوسف القرضاوي -فقه الزكاة -اجلزء الاا -ط - 32مكتبة رحاب اجلزائر -بون سنة
نشر
/21يوسف القرضاوي – فقه الزكاة دراسة مقارنة ألحكام الزكاة وفلسفتها يف ضوء القران والسنة ط1
منشورات مؤسسة الرسالة ريوت لبنان – سنة 0278م
خامسا /الكتب القانونية
/1م دب بيع ليح -التشريع الضري -الضرائب ملى البخل يف ضوء الفقه ومحكام النقض -منشأة
املعارف اإلسكنبرية 1987 -
/2م دب خلف حسني البخيل -املطا قة يف التشريع الضري العراقي – حبث مقبم ايل املؤمتر العلمي
األول لكلية القانون والسياسة جبامعة ديوك 1101 -
072
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
/3مسعب طاير م دب – اإلمفاءات الضريبية يف النظم الضريبية احلبياة دراسة مقارنة – جامعة الفاتح
سا قا (جامعة طرا لس) – بون سنة نشر
/4مماد دود القيسي -املالية العامة والتشريع الضري -مكتبة دار الاقافة للنشر والتوزيع -األردن
2000
/5ريان مجل -املالية العامة دراسة مقارنة – ط - 0دار طالس للبراسات والرتمجة والنشر دمشق
0221
/6البشري حممود اهلوش -مذكرات املالية العامة لطلبة السنة اثلاة – كلية القانون جامعة السا ع من
ا ريل سا قا (جامعة الزاوية ) – 1101
/7جهاد خصاونة -املالية العامة والتشريع الضري وتطبيقاهتا العملية وفقا للتشريع األرد – ط0
دار وائل للطبامة والنشر – األردن – 1111
/8حامب مبب اجمليب دراز -النظم الضريية -ط -0منشورات البار اجلامعية ريوت لبنان -سنة
0228
/9حسن خلف فليح -املالية العامة -مامل الكتب احلبيث للنشر والتوزيع – ممان 2007 -
/11حسن مواضة -املالية العامة – ط -6منشورات دار النهضة العر ية ريوت – سنة 0238
/11حسن حممب ملي– قانون ضريبة البخل – مطبعة املعارف غباد 0246 -
/12حلسن دردوري – لقليطي األخضر -مساسيات املالية العامة -منشورات دار ديارا للنشر والرتمجة
القايرة -بون سنة نشر.
/13حسني خالف – مبادي املالية العامة والتشريع الضري – دار النهضة العر ية القايرة – بون
سنة نشر
/14حسني سلوم -املالية العامة -القانون املايل والضري دراسة مقارنة – ط -0دار الفكر اللبنا
ريوت 0221 -
/15حسني مصطفى حسني -املالية العامة -ديوان املطبومات اجلامعية اجلزائر 2001 -
/16دبي العنا -إقتصادايت املالية العامة يف ظل املشرومات اخلاصة – مصر1985 -
/17ديب وزيبة – جباية املؤسسات -ط -1منشورات ديوان املطبومات اجلزائر -سنة 1117
/18خالب اخلطيب وم دب شامية -مسس املالية العامة -ط -0منشورات دار وائل للنشر والتوزيع
األردن – 1118ط0
/19خالب شحادة اخلطيب -مسس املالية العامة -ط -1دار وائل للنشر ممان -سنة 1112
/21خالب الشاوي – نظرية الضريبة والتشريع الضري اللي – منشورات جامعة نغازي – 0272
/21رفعت احملجوب – املالية العامة – دار النهضة العر ية للطبع والنشر والتوزيع -القايرة – 0221
076
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
/22رمضان صبيق – الوجيز يف املالية العامة والتشريع الضري – دار النهضة العر ية القايرة 1112
/23ررص إ راييم العطور – التهرب من ضريبة البخل يف األردن – دراسة حتليلية – ممان األردن
0228
/24زكراي حممب يومي – مبادي املالية العامة – منشورات دار النهضة العر ية القايرة -سنة 0273
/25زينب حسني موض هللا -مبادي املالية العامة – البار اجلامعية للنشر والتوزيع ريوت لبنان
1118
/26سعيب مبب العزيز مامان – املالية العامة مبخل حتليلي معاصر – البار اجلامعية – ريوت لبنان
1113
/27السيب مبب املوىل – الوجيز يف الضرائب ملي البخل -منشورات دار النهضة العر ية القايرة
سنة0221
/28صاحل الرويلي – إقتصادايت املالية العامة – ديوان املطبومات اجلامعية – اجلزائر – 0233
/29صاحل يوسف مجينة -ضريبة البخل يف العراق من الوجهة الفنية واإلقتصادية – منشورات املطبعة
العاملية القايرة – 0262
/31طارق احلاج – املالية العامة – دار الصفاء للنشر والتوزيع ممان – سنة 1113
/31طاير اجلنايب – ملم املالية العام والتشريع املايل – طبعة منقحة – منشورات العاتك لصنامة
الكتاب القايرة – 1113
/32مادل فليح العلي -املالية العامة والتشريع الضري – ط -0منشورات دار احلامب للنشر
والتوزيع -ممان –1118
/33مادل فليح العلي -إقتصادايت املالية العامة -اإليرادات العامة واملوازنة العامة للبولة -منشورات
دار الكتب للطبامة والنشر -املوصل -سنة 0232
/34مادل قليع القليب -املالية العامة والتشريع املايل الضري – ط -0منشورات دار جامعة املوصل
العراق – سنة 2003
/35مبب الباسط ملي جاسم اجلحيشي -اإلمفاءات من ضريبة البخل دراسة مقارنة -ط - 1دار
احلامب للنشر والتوزيع -ممان 2008 -
/36مبب الباسط كرمي مولود -تباول األوراق املالية -دراسة قانونية مقارنة -منشورات احلل احلقوقية
لبنان -سنة 1112
/37مبب احلفيظ مبب هللا ميب -املالية العامة -دار التعاون للطبامة 1112 -
/38مبب احلميب القاضي -إقتصادايت املالية العامة والنظام املايل يف اإلسالم -مطبعة الرشاد
اإلسكنبرية – بون سنة نشر
077
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
/39مبب العال الصكبان -الضرائب ملى الرتكات -دار مطا ع الشعب القايرة 0268 -
/41مبب املطلب مبب احلميب -العوملة اإلقتصادية -منشورات البار اجلامعية اإلسكنبرية -مصر
1116
/41مبب املنعم فوزي -النظم الضريبة -دار النهضة العر ية ريوت -سنة 1971
/42مبرصن ضناوي -ملم املالية العامة دراسة يف القانون املقارن -دار املعارف العمومية -طرا لس
لبنان 1992 -
/43ملي حممب خليل – سليمان م دب اللوزي -املالية العامة -دار زيران للنشر والتوزيع ممان
األردن -سنة 1999
/44غازي مناية -املالية العامة والتشريع الضري – ط -0منشورات دار البيارق ممان0223 -
/45غازي مبب الرزاق النقاش -املالية العامة حتليل مسس اإلقتصادايت املالية -ط -1منشورات دار
وائل للطبامة والنشر ممان -سنة 1110
/46فاطمة السويسي -املالية العامة -املؤسسة احلبياة للكتاب – طرا لس لبنان 2005 -
/47كمال اخلطيب -دور اإليرادات الضريبية يف متويل املوازنة العامة يف فلسطني -رص لس2006 -
/48جمبي حممود شهاب – املالية العامة – دار اجلامعة اجلبيبة اإلسكنبرية – سنة 1114
/49حممب خصاونة – املالية العامة النظرية والتطبيق – ط -0دار املنايج للنشر والتوزيع ممان
1104
/51حممب دويبار – دراسات يف اإلقتصاد املايل النظرية العامة يف مالية البولة – منشورات منشأة
املعارف اإلسكنبرية – مصر -بون سنة نشر
/51حممب سعيب مبب السالم – دراسة يف مقبمة ملم الضريبة – دار املعارف مصر – ط0236 - 1
/52حممب مباس احملرزي – إقتصادايت املالية العامة – ط – 1ديوان املطبومات اجلزائرية سنة 1112
/53حممود الطنطاوي الباز -طارق حممود مبب السالم -املالية العامة والتشريع الضري -مكتبة مني
مشس 1118 -
/54حممود رايض مطية – الوسيط يف تشريع الضرائب – دار املعارف مصر – 0262
/55مرسي احلجازي -النظم الضريبية -البار اجلامعية للطبع والنشر والتوزيع -اإلسكنبرية
1998
/56منصور ميالد يونس – مبادئ املالية العامة – منشورات املؤسسة الفنية للطبامة والنشر – 1113
/57مراد حممب حلمي -مالية البولة – منشورات مطبعة هنضة مصر القايرة -سنة 0261
/58نوزاد مبب الر دن اهلييت -املبخل احلبيث يف إقتصادايت املالية العامة -منشورات دار املنايج
األردن -سنة 1112
073
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
/59وليب صيام وحسام اخلباش -الضرائب وحماسبتها – منشورات دار املسرية للطبامة والنشر
والتوزيع -ممان – ط0227 - 1
/61يسرى م و العالء – حممب الصغري علي – املالية العامة – دار العلوم للنشر والتوزيع اجلزائر
1118
/61يونس م دب البطريق -النظم الضريبية -البار اجلامعية ريوت – لبنان – 1114
سادس ا /مصادر علم اإلدارة .
/1ممر وصفي العقيلي -اإلدارة مصول ومفاييم – منشورات دار زيران للنشر والتوزيع -ممان
األردن – 0227
/2كامل حممب املغريب -اإلدارة والبيئة السياسية العامة -ط -0ممان – 1110
/3حممب سلمان سالمة -اإلدارة املالية العامة -منشورات دار املعتز للنشر والتوزيع ممان -سنة
1102
/4موسي اللوزي -التنظيم وإجراءات العمل -ط -0دار وائل للنشر -اإلسكنبرية 2002 -
سابعا /المقالت والمجالت والتقارير
/1م دب ن صاحل الغامبي – الزكاة والسياسة املالية يف اإلقتصاد اإلسالمي – العبد الاامن من جملة
احلجاز العاملية للبراسات اإلسالمية والعر ية – جبة السعودية – 1104
/2ن الشيخ م و كر الصبيق -الزكاة كأداة للمسامهة يف حتقيق التنمية املستبامة – العبد اخلامس
جملة احلجاز العاملية للبراسات اإلسالمية والعر ية اجلزائر 1108 -
/3التقرير السنوي لصنبوق الزكاة اللي لسنة 1102
/4سراج م دب اخلالط – دور النظام الضري يف اإلقتصاد اللي – جملة اجلامعة – العبد اخلامس
مشر -اجمللب الاالث – جامعة الزاوية – 1108
/5شهاب م دب شيحان -الزكاة والضريبة ودورمها يف توزيع البخل القومي -دراسة حتليليه نظرية
مقارنة -جملة العلوم اإلنسانية -العبد - 44كلية اإلدارة واإلقتصاد جامعة األنبار -بون سنة نشر
/6صاحل مبب الر دن السعب – التهرب الزكوي يف اململكة العر ية السعودية مساليبه وصوره ومسبا ه وطرق
مالجه – العبد 1من جملة جامعة امللك مبب العزيز كلية اإلقتصاد واإلدارة جبة اململكة العر ية
السعودية – 1108
/7مبب اجمليب حممود الصاحلني -العبالة التوزيعية يف النظام املايل اإلسالمي -حبث منشور يف جملة
الشريعة والقانون الصادرة من كلية القانون جبامعة اإلمارات العر ية املتحبة 2007
/8حممب األمني حممب سيال -زكاة الفطر ودوريا يف تعزيز التكافل االجتمامي يف ماليزاي -العبد 11
من اجمللب السا ع جمللة مماراابك األكادميية األمريكية العر ية للعلوم والتكنولوجيا – سنة 1106
072
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
/9حممب الزحيلي -تقومي التطبيقات املعاصرة للزكاة إجيا يات وسلبيات -حبث منشور يف جملة جامعة
الشارقة للعلوم الشرمية واالنسانية -اجمللب 1117 – 4
ثامنا /الرسائل والبحوث العلمية .
/1م دب خلف حسني البخيل -جتزئة القامبة والتشريع الضري العراقي -مطروحة دكتوراه مقبمة إىل
كلية احلقوق جبامعة املوصل 2010 -
/2م دب خلف حسني البخيل -طرق الطعن يف تقبير دخل املكلف ضريبة البخل يف العراق (دراسة
مقارنة) رسالة ماجستري مقبمة إىل كلية القانون جبامعة املوصل1997
/3ن م دب خلضر -دراسة مقارنة للضريبة والزكاة -حبث مقبم لنيل شهادة املاجيستري يف العلوم
اإلقتصادية – معهب العلوم اإلقتصادية – جامعة اجلزائر -سنة 1110
/4توفيق اهلرش -إقليمية الضريبة ملى البخل التجاري يف القانون األرد -رسالة ماجستري مقبمة إىل
كلية القانون -جامعة اب ل -األردن0223 -
/5جالل البين الشافعي – الضريبة ملي رقم األممال – حبث مقبم لنيل شهادة البكتوراء -جامعة
مني مشس – 0274
/6ديب مالوي -اإلقليمية كمعيار للخضوع للضريبة -حبث مقبم اىل كلية االدارة واإلقتصاد جامعة
غباد0221 -
/6حيبر مبب الوياب العنزي -محكام اإلقرار يف تشريع الضرائب املباشرة -مطروحة دكتوراه مقبمة
إىل كلية احلقوق جبامعة النهرين 2004 -
/7سليمان اخللف ن خلف احلميب -النظام الضري يف اإلسالم يف ضوء كتاب األموال أليب مبيب
القاسم ن سالم مطروحة دكتوراه مقبمة إىل كلية العلوم اإلسالمية جامعة غباد 2005 -
/8مادل احليّاري -الضريبة ملى البخل العام -دراسة مقارنة ىف اإلحتاد السوفيىت والوالايت املتحبة
األمريكية واململكة املتحبة واجلمهورية العر ية املتحبة واجلمهورية العراقية مع دراسة خاصة للقانون
األردىن -مطروحة دكتوراه مقبمة إيل كلية احلقوق جامعة القايرة – 0236
/9مبب احلسن اهلادي صاحل -إقليمية ضريبة البخل يف القانون العراقي -دراسة مقارنه – مطروحة
دكتوراه مقبمة إيل كلية احلقوق قسم املالية العامة والتشريع الضري – جامعة القايرة 0238
/11مبب القادر جربيل فرج جربيل – الفساد اإلداري مائق اإلدارة والتنمية والبميقراطية – رسالة
ماجيستري يف إدارة األممال – األكادميية العر ية الربيطانية للتعليم العايل – 1101
/11مبب هللا ن جار هللا -مصارف الزكاة يف الشريعة اإلسالمية -رسالة ماجستري مقبمة إيل جامعة
اإلمام حممب ن سعود اإلسالمية للبراسات العليا املعهب العايل للقضاء – الرايض 0278 -
031
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
/12مامان سلمان غيالن -مببم قانونية الضريبة وتطبيقاته يف تشريع الضرائب املباشرة يف العراق
مطروحة دكتوراه مقبمة إىل كلية احلقوق جبامعة النهرين 2003 -
/13ملي صحراوي -مظاير اجلباية يف البول النامية -حالة اجلزائر -رسالة مقبمة لنيل شهادة
املاجستري -جامعة اجلزائر -سنة 0221
/14فاطمة حممب مبب احلافظ حسونة -آثر كل من الزكاة والضريبة ملى التنمية اإلقتصادية -رسالة
ماجستري قبمت لكلية البراسات العليا -جامعة النجاح الوطنية – رص لس فلسطني – 1116
/15قاشي يوسف -واقع النظام الضري اجلزائري وسبل تفعيله -مطروحة دكتورة مقبمة إيل كلية
العلوم اإلقتصادية والتجارية وملوم التسيري جامعة ومرداس اجلزائر1102 -
/16جمبي نبيل حممود شرمب – إمتيازات اإلدارة الضريبية – دراسة حتليلية للنظام القانو الضري
الفلسطيين – رسالة ماجيستري يف املنازمات الضريبية جامعة النجاح الوطنية فلسطني – 1116
/17حممب مطية ملي مون – متطلبات املوائمة ني نظام الزكاة والنظام املايل داخل الشركات الليبية
حبث مقبم لنيل شهادة املاجيستري جامعة اجلبل الغريب -غراين -كلية احملاسبة – 1108
/18حممب حممود الذيب -التبقيق لألغراض الضريبية -حبث مقبم لنيل درجة املاجيستري يف املنازمات
الضريبية -جامعة النجاح الوطنية -رص لس فلسطني1112 -
/19مرياي حسنا لبي -إستامار مموال الزكاة ومحكامه دراسة فتوى جملس العلماء األنبونيسي رقم 4
لسنة 1118م شأن إستامار مموال الزكاة -دراسة مقبمة لنيل شهادة املاجيستري يف الشريعة
اإلسالمية – جامعة شريف يباية هللا اإلسالمية واحلكومية جباكرات – منبونيسيا – 1103
/21يشام راضي ياشم التاية – النظام القانو لإلدارة الضريبية يف فلسطني ني النظرية والتطبيق رسالة
ماجيستري يف املنازمات الضريبية – كلية البراسات العليا – جامعة النجاح الوطنية – فلسطني 1114
تاسعا /الق اررات والقوانين واللوائح التشريعية .
/1اجلريبة الر ية العبد 10لسنة 0222شأن الالئحة التنفيذية لقانون الزكاة اللي لسنة 0227
/2اجلريبة الر ية العبد 20لسنة 0223شأن إنشاء اهليئة العامة للزكاة يف ليبيا
/3اجلريبة الر ية العبد 6لسنة – 1101قرار جملس الوزراء رقم 842إبمتماد اهليكل التنظيمي
لصنبوق الزكاة وتنظيم جهازه اإلداري
/4اجلريبة الر ية العبد 6لسنة 1108شأن تشكيل جملس إدارة صنبوق الزكاة وإمتماد اهليكل
التنظيمي للصنبوق وتنظيم جهازه اإلداري .
/5اجلريبة الر ية العبد 7لسنة 1101شأن إنشاء صنبوق الزكاة اللي .
/6حكم احملكمة العليا يف قضية الطعن البستوري رقم ( 28/10ق) لسنة 1113شأن إلغاء قانون
مسامهة الليبيني يف الشركات العامة .
030
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
/29املذكرة اإليضاحية لقانون ضرائب البخل رقم 64لسنة – 0278موسومة الضرائب يف
اجلمايريية العر ية الليبية الشعبية اإلشرتاكية ممانة اخلزانة مصلحة الضرائب – سنة 0277
عاشر /المصادر اإللكترونية الشبكة العامة للمعلومات . ا
/1م دب املزيين – الزكاة والضرائب يف الكويت – الشبكة العامة للمعلومات – بون سنة نشر
/2تطور املالية العامة يف ليبيا – تقرير نك ليبيا لسنة 0262م – الشبكة العامة للمعلومات
/3حسن حسني شحاته -زكاة اإلستامارات يف األوراق املالية وصناديق اإلستامار -سلسلة حبوث
ودراسات يف الفكر اإلقتصادي -الشبكة العامة للمعلومات
/4خالب جاسم اهلويل – زكاة الاروة املعبنية وتطبيقاهتا يف مقود إمتياز النفط -حبث مقبم ضمن
فعاليات النبوة الاامنة مشر لقضااي الزكاة املعاصرة – ريوت لبنان -الشبكة العامة للمعلومات سنة
1112
/5السيب حممود اهلامشي -كتاب اخلُ ْمس – ج -0الشبكة العامة للمعلومات -بون سنة نشر
ص ِر املختصرات لإلمام إ ن لبان
َخ َ
/6ظافر ن حسن آل جبعان القحطا -الكواكب النريات شرح م ْ
البمشقي – كتاب الزكاة -منشور ابلشبكة العامة للمعلومات – بون سنة نشر
/7مـبرصن ماشـي والـي -نــاء اهلياكــل التنظيميـة – الشبكة العامة للمعلومات -سنة 1101
/8ممران خمتار القبار -الضرائب يف املقاطعة الشرقية والية طرا لس الغرب (0226م0262/م)
العبد 02من جملة البحث العلمي يف اآلداب – الشبكة العامة للمعلومات -سنة 1103
/9قبري مطية -ذاتية القانون الضريبية – الشبكة العامة للمعلومات
/11كوثر األجبي – إمجاز تشريع الزكاة يف قوامب قياس الطاقة املالية ويف النصاب النقبي – املؤمتر
العاملي الاامن لإلمجاز العلمي يف القران والسنة – الشبكة العامة للمعلومات -سنة 1100
/11ماير حامب احلويل -األموال اليت جتب فيها الزكاة ومصارفها -حبث مقبم لليوم البراسي الذي
نظمته كلية الشريعة والقانون غزة -فلسطني – الشبكة العامة للمعلومات -سنة 1116
/12حممب مقلة اإل راييم -التطبيقات التارخيية واملعاصرة لفريضة الزكاة – الشبكة العامة للمعلومات
بون سنة نشر
/13املوقع الر ي ملنظمة وولك فري https//www.minderoo.org/walk free -
/14النظام الضري اللي حتبي الواقع ومتطلبات اإلصالح – املنظمة الليبية للسياسات واإلسرتاتيجيات
الشبكة العامة للمعلومات – سنة 1106
/15يشام حممب صفوت العمري -إقتصادايت املالية العامة والسياسة املالية – الشبكة العامة
للمعلومات 1986 -
038
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
فهرس احملتوايت
الصفحة املوضوع
اآلية القرآنية..............................................................................أ
اإلهداء..................................................................................ب
الشكر والتقدير..........................................................................ج
ملخص الدراسة............................................................................د
...................................................................Study summaryه
املقدمة1..................................................................................
الفصل األول
ماهية الضريبة والزكاة والفرق بينهما
متهيد وتقسيم 6...........................................................................
املبحث األول -:ماهية الضريبة والبعد املقاصدي للزكاة
تقسيم7..................................................................................
املطلب األول -:مفهوم الضريبة والزكاة أنواعهم وخصائصهم .
الفرع األول -:مفهوم الضريبة خصائصها وأنواعها
أولا /مفهوم الضريبة8......................................................................
اثنيا /خصائص الضريبة11...................................................................
اثلثا /أنواع الضرائب13......................................................................
الفرع الثاين -:مفهوم الزكاة وخصائصها وأنواع
الضرائب يف اإلسالم
أولا /مفهوم الزكاة21.......................................................................
اثني ا /خصائص الزكاة22....................................................................
اثلث ا /أهم املوارد املالية لبيت مال املسلمني من غي الزكاة26.....................................
املطلب الثاين -:قواعد وأهداف الضريبة والزكاة .
الفرع األول -:قواعد وأهداف الضريبة
أولا /قواعد فرض الضريبة32.................................................................
اثني ا /أهداف فرض الضريبة34...............................................................
581
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
581
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
581
االسم /مهند حممد عمر الطاطوني دولة ليبيا كلية القانون جامعة الزاوية
588