You are on page 1of 335

‫]‪[Tapez un texte‬‬

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫و ازرة التعميم العالي و البحث العممي‬

‫جامعة الحاج لخضر – باتنة‪-01‬‬

‫نيابة العمادة لما بعد التدرج و البحث العممي‬ ‫كمية العموم اإلسالمية‬

‫و العالقات الخارجية‬ ‫قسم الشريعة‬

‫إشراف األستاذ الدكتور ‪:‬‬ ‫من إعداد الطالب ‪:‬‬


‫سعيــد فكـــرة‬ ‫فيصل طحرور‬
‫الصفة‬ ‫الجامعة‬ ‫الرتبة‬ ‫االسم والمقب‬
‫رئيسا‬ ‫جامعة باتنة ‪1‬‬ ‫أستاذ التعميم العالي‬ ‫حسن رمضان فحمة‬
‫مشرفا ومقر ار‬ ‫جامعة باتنة ‪1‬‬ ‫أستاذ محاضر أ‬ ‫سعيد فكرة‬
‫عضوا مناقشا‬ ‫جامعة خنشمة‬ ‫أستاذ محاضر أ‬ ‫عبد المجيد لخذاري‬
‫عضوا مناقشا‬ ‫جامعة خنشمة‬ ‫أستاذ محاضر أ‬ ‫اسماعيل بوقرة‬
‫عضوا مناقشا‬ ‫جامعة باتنة ‪1‬‬ ‫أستاذ محاضر أ‬ ‫جميمة قارش‬
‫عضوا مناقشا‬ ‫جامعة باتنة ‪1‬‬ ‫أستاذ محاضر أ‬ ‫حورية تاغالبت‬

‫السنة الجامعية‪ 2017 :‬م – ‪ 2018‬م‬




          "

        

         

."      

-01:‫سورة الرحمن اآليات‬

1
‫شكر و تقدير‬

‫َع َم َل‬
‫َن أ ْ‬ ‫ي َوأ ْ‬ ‫ت َعمَ َّي َو َعمَى َوالِ َد َّ‬ ‫أَ ْن َع ْم َ‬ ‫ش ُك َر ِن ْع َمتَ َك الَّ ِتي‬ ‫ب أ َْو ِز ْع ِني أ ْ‬
‫َن أَ ْ‬ ‫" َر ِّ‬
‫ين" ‪.‬‬ ‫ت ِلَ ْي َك َ ِإوِا ِّني ِم َن ا ْل ُم ْ مِ ِم َ‬
‫ِ ِّني تُْ ُ‬ ‫َ حلِ حًا تَْر َ حاُ َوأَ ْ مِ ْ لِي ِي ُ ِّرَّي ِتي‬

‫في البدء أشكر اهلل الكريم المنان عمى ما تفضل بو عمي من جود‬
‫وفضل واحسان‪ ،‬موالي وخالقي ووليي في دنياي و أخراي‪ ،‬أشكره عمى‬
‫نعمة اإليمان ونعمة التوفيق ونعمة العطاء‪.‬‬

‫ثم شكري الكبير موصول لمن لو الفضل في إنجاز ىذا الجيد‬


‫العممي المتواضع‪ ،‬أستاذي وموجيي وقدوتي األستاذ الدكتور‪:‬‬

‫عيد كرة ‪ -‬فظه اهلل ورعحا ‪-‬‬

‫عمى قبولو اإلشراف عمى ىذه األطروحة‪ ،‬وعمى ما شممني بو من عناية‬


‫وتوجيو وتسديد في كل مراحل إنجاز ىذا البحث‪.‬‬

‫‪ ،‬وصاحب‬ ‫الموجو الحكيم‬


‫وىو في مقام اإلشراف كان المرشد القدير‪ ،‬و ّ‬
‫األخالق العالية والمعاممة النبيمة السامية ‪ ،‬فكان بذلك المثال والقدوة العممية‬
‫واألخالقية الراقية‪ ،‬فمو مني كل االحترام و التقدير و المحبة والتوقير‪.‬‬

‫كما أشكر أعضاء لجنة المناقشة عمى ما بذلوه من جيد من أجل قراءة‬
‫وتقويم ىذا البحث‪.‬‬

‫ولكل األفاضل الذين ساعدوني كل الشكر الجزيل‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫اإلا ـــــداء‬

‫إلى أبوي الكريمين توقي ار واحسانا‪.‬‬

‫إلى زوجتي ذات العمم واألخالق‪ ،‬الدكتورة أم أمجد التي‬


‫تحممت معي المشاق وسيرت عمى مساعدتي بكل ما أوتيت‪.‬‬

‫إلى أبنائي البررة‪ ،‬قرة العين وبيجة النفس‪:‬‬

‫‪ ‬أحمد أنس‪.‬‬
‫‪ ‬محمد رضا‪.‬‬
‫‪ ‬أمجد عبد الرحمان‪.‬‬
‫‪ ‬آدم عماد الدين‪.‬‬

‫إلى كل إخوتي‪ ،‬وأصدقائي‪.‬‬

‫إلى كل المخمصين العاممين من أجل سعادة اإلنسان وعمارة األرض‪.‬‬

‫أىدي ىذا الجيد التواضع‪.‬‬

‫ال ح ث‪ :‬ط رور ي ل‬

‫‪3‬‬
‫مقـــــــدمـــــــــــــة‬

‫‪4‬‬
‫مقـــــــدمـــــــــــــة‬

‫الحمد هلل رب العالميف‪ ،‬والصالة والسالـ عمى رسوؿ اهلل المبعوث رحمة لمعالميف وبعد‪:‬‬

‫يعتبر اإلنساف محور اىتماـ مختمؼ المنظومات القانونية المحمية واإلقميمية والدولية التي‬
‫تعنى بحقوؽ اإلنساف وذلؾ منذ ميالد الظاىرة القانونية‪ ،‬ذلؾ أنيا تيدؼ إلى حماية حقوقو‬
‫وتحقيؽ كرامتو وترقيتو وازدىاره في مختمؼ مناحي الحياة االجتماعية واالقتصادية والثقافية‬
‫والسياسية‪ ،‬الفردية منيا والجماعية‪ ،‬وألجؿ ذلؾ شكمت حقوؽ اإلنساف مركز اىتماـ التشريعات‬
‫الوطنية والدولية المنظومات الدولية اإلقميمية المختمفة ‪ ،‬وبذلؾ أضحت مف الموضوعات ذات‬
‫األىمية الكبرى لجؿ دوؿ العالـ‪.‬‬

‫ومف نافمة القوؿ أف حقوؽ اإلنساف في الشرعة الدولية قد عرفت تطو ار كبي ار وتفرعات‬
‫عديدة في العصر الحديث حيث‪ ،‬انطمقت في البداية عند نشأتيا ممثمة في الجيؿ األوؿ مف‬
‫الحقوؽ وىو ما يعرؼ بالحقوؽ المدنية و السياسية‪ ،‬ثـ تالىا الجيؿ الثاني المتمثؿ في الحقوؽ‬
‫االجتماعية واالقتصادية والثقافية‪.‬في وصمت إلى ما يسمى بالجيؿ الثالث مف الحقوؽ الذي‬
‫يعرؼ بالحقوؽ المشتركة‪.‬‬

‫ىذا التطور والتشعب دفع بطائفة مف أىؿ الفقو القانوني ‪ -‬عمى غرار مجموعة فريبورغ‪-‬‬
‫إلى الدعوة إلى إبراز الحقوؽ الثقافية باعتبارىا نوعا مف الحقوؽ المستقمة عف الحقوؽ‬
‫االجتماعية والسياسية التي يجب تحريرىا منيا وايالءىا االىتماـ الالزـ ولفيا بالعناية المطموبة‪.‬‬

‫واف المالحظة الدقيقة تقود إلى القوؿ بأف رعاية مختمؼ ىذه الحقوؽ استوجب إحداث‬
‫آليات وطنية‪ ،‬إقميمية ودولية تعمؿ عمى حماية وترقية ىذه الحقوؽ ‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى واقع التنظيـ اإلقميمي والدولي نجده يزخر بكـ معتبر مف االتفاقيات‬
‫والمعاىدات وكذا اآلليات التي تتمحور حوؿ الحقوؽ الثقافية‪.‬‬

‫وقد جاء ىذا البحث ليسمّط الضوء عمى ىذا النوع مف الحقوؽ في جانبييا النظري‬
‫المفاىيمي مف جية وفي جانبيا التطبيقي المتعمؽ بآليات حمايتيا مف جية أخرى‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫مقـــــــدمـــــــــــــة‬

‫أوال‪ :‬التعريف بموضوع البحث‪.‬‬

‫آليات حماية الحقوق الثقافية بين الفقو‬ ‫يعتبر الموضوع محؿ الدراسة الموسوـ بػ‪":‬‬
‫اإلسالمي والقانون الدولي لحقوق اإلنسان " مف موضوعات القانوف الدولي لحقوؽ اإلنساف‬
‫اليامة والحيوية‪ ،‬حيث يتناوؿ الحقوؽ الثقافية باعتبارىا جزء أساسيا مف الحقوؽ األساسية‬
‫لإلنساف التي عنيت باالىتماـ الدولي مف خالؿ االعتراؼ بيا في العديد مف االتفاقيات الدولية‬
‫واإلقميمية‪ ،‬كما عممت مختمؼ الدوؿ وعمى مستوى تشريعاتيا الوطنية كذلؾ عمى ضماف حماية‬
‫وتفعيؿ ىذه الحقوؽ‪.‬‬

‫إف المسألة الثقافية مالزمة لموجود اإلنساني فردا وجماعة‪ ،‬إذ أف اإلنساف وبصفة جوىرية‬
‫يتميز بكونو ُمنشئا لمثقافة متفاعال معيا إيجابا وسمبا‪ ،‬كونو يتصؼ بخصائص التع ّقؿ والتف ّكر‬
‫ّ‬
‫والتعمّـ والقدرة عمى التواصؿ والتعبير واإلبداع‪ ...،‬وغيرىا مف العناصر المكونة لمفعؿ الثقافي‪.‬‬

‫وبتطور التشريعات المتعمقة بحماية حقوؽ اإلنساف‪ ،‬أصبحت الحقوؽ الثقافية محؿ اىتماـ‬
‫متزايد وعناية متنامية مف خالؿ مختمؼ المواثيؽ واآلليات والوسائؿ‪.‬‬

‫فعمى الصعيد الدولي‪ ،‬وبتزايد النداءات بضرورة تعزيز حماية حقوؽ اإلنساف‪ ،‬نمحظ‬
‫تكريس وضماف الحقوؽ الثقافية مف خالؿ العديد مف االتفاقيات الدولية واإلقميمية‪ ،‬ومنيا‪:‬‬

‫‪ -‬اإلعالف العالمي لحقوؽ اإلنساف‪.‬‬


‫‪ -‬العيد الدولي الخاص بالحقوؽ السياسية والمدنية‪.‬‬
‫‪ -‬العيد الدولي الخاص بالحقوؽ االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪.‬‬
‫‪ -‬المواثيؽ اإلقميمية المتعمقة بحقوؽ اإلنساف‪.‬‬
‫وىذا البحث محاولة منيجية لرصد مختمؼ اآلليات العاممة عمى المستوى الدولي في‬
‫مجاؿ حماية الحقوؽ الثقافية‪ ،‬وذلؾ مف خالؿ محاولة الربط المنيجي الدقيؽ لمتغيراتو‬
‫األساسية‪ ،‬وىي الحقوؽ الثقافية‪ ،‬آليات الحماية الفقيية والقانونية المقررة ليذه الحقوؽ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫مقـــــــدمـــــــــــــة‬

‫واآلليات التي يتوخى البحث إبراز جيودىا في مجاؿ حماية الحقوؽ الثقافية ىي باألساس‬
‫تمؾ المنظمات الدولية واإلقميمية المتخصصة في ميداف الحقوؽ الثقافية موضوع البحث‪ ،‬نظ ار‬
‫وفعالية عمى مستوى واقع المجتمع الدولي‪.‬‬
‫لما تحتمو ىذه اآلليات مف حضور ّ‬
‫ىذا عمى المستوى القانوني‪ ،‬أما عمى المستوى الفقيي اإلسالمي فنجد أف مسألة حقوؽ‬
‫اإلنساف تعد مسألة جوىرية‪ ،‬خاصة الحقوؽ الثقافية منيا وىو ما تدؿ عميو نصوص الوحي‬
‫العديدة التي أكدت عمى كرامة اإلنساف وحماية حقوقو المادية والمعنوية‪ ،‬وىو ما تضمنتو أيضا‬
‫مختمؼ األحكاـ المتعمقة بالحقوؽ الواردة في ثنايا البحث‪ ،‬كما أف ىناؾ آليات معتبرة فقيا‬
‫لحماية ىذه الحقوؽ‪.‬‬

‫والموضوع لو أيضا صمة وثيقة بمقاصد الشريعة اإلسالمية ذلؾ أنو يمكف اعتبار أف‬
‫حماية حقوؽ اإلنساف تعتبر بمثابة المحور الذي تدور حولو مقاصد الشريعة‪.‬‬

‫تعسر حصر كافة‬


‫ونظ ار لصعوبة حصر العناصر المكونة لمثقافة وىو ما ينتج عنو بالتبع ّ‬
‫الحقوؽ الثقافية‪ ،‬آثر البحث وبعد استقراء أىـ المواثيؽ الدولية لحقوؽ اإلنساف‪ ،‬أف يتناوؿ‬
‫الحقوؽ الثقافية األساسية التي تشكؿ محؿ اتفاؽ وتقاطع بيف مختمؼ ىذه الوثائؽ بالدراسة‬
‫والتحميؿ مف حيث مضمونيا‪ ،‬وكذا اآلليات التي تعمؿ عمى تكريسيا في الواقع‪.‬‬

‫وألجؿ ذلؾ تـ التطرؽ لمحقوؽ الثقافية األساسية اآلتية‪:‬‬


‫‪ -‬الحؽ في التديف‪.‬‬
‫‪ -‬الحؽ في التربية والتعميـ‪.‬‬
‫‪ -‬الحؽ في حماية الممكية األدبية والفنية‪.‬‬

‫فالحقوؽ الثالثة السابقة الذكر تعتبر مف الحقوؽ الثقافية الجوىرية المولّدة لباقي الحقوؽ‬
‫الثقافية‪ ،‬حيث تشكؿ جزء ىاما مف مادتيا األساسية وجزء ال يتجزء مف ماىيتيا‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫مقـــــــدمـــــــــــــة‬

‫وقد استند الباحث في اختيار ىذه الحقوؽ بالذات إلى تحميؿ مفيوـ الثقافة الوارد في‬
‫مختمؼ التعريفات واستنباط أىـ العناصر المكونة ليا‪.‬‬

‫فالبحث يسمط الضوء عمى ىذا النوع الياـ مف حقوؽ اإلنساف في أبعاده الدولية واإلقميمية‬
‫مف خالؿ التقاطع المقارف بيف حقمي الفقو اإلسالمي والقانوف الدولي لحقوؽ اإلنساف‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬إشكالية الدراسة‪.‬‬

‫نظ ار لما تتسـ بو حقوؽ اإلنساف مف أىمية وحساسية‪ ،‬وباعتبار إف ارزات الواقع المثيرة‬
‫لالىتماـ حوؿ مسألة الحقوؽ الثقافية‪ ،‬وما تتعرض لو مف انتياكات وما ينجـ عف ذلؾ مف‬
‫مآالت سمبية‪ ،‬تمحورت اإلشكالية األساسية لمبحث في التساؤؿ الرئيسي اآلتي‪:‬‬

‫ما مدى إقرار الحقوق الثقافية لإلنسان‪ ،‬وما مدى تفعيل ىذه الحقوق من خالل مختمف‬
‫اآلليات الفقيية والقانونية؟‬

‫ويتفرع حف ىذ السؤاؿ التساؤالت اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬ما مفيوـ الحقوؽ الثقافية الواردة في كؿ مف السياقيف‪:‬السياؽ الفقيي اإلسالمي مف‬


‫جية والسياؽ القانوني الدولي لحقوؽ اإلنساف مف جية ثانية؟‬
‫‪ -‬ما ىي الحقوؽ الثقافية األساسية المثبتة فقيا وقانونا؟‬
‫‪ -‬ما ىي اآلليات التي أفرزىا كؿ مف الفقو اإلسالمي والقانوف الدولي لحقوؽ اإلنساف‬
‫لحماية الحؽ في التديف؟‬
‫‪ -‬ما ىي اآلليات التي أفرزىا كؿ مف الفقو اإلسالمي والقانوف الدولي لحقوؽ اإلنساف‬
‫لحماية الحؽ في التربية والتعميـ؟‬
‫‪ -‬ما ىي اآلليات التي أفرزىا كؿ مف الفقو اإلسالمي والقانوف الدولي لحقوؽ اإلنساف‬
‫لحماية الحؽ في الممكية األدبية والفنية؟‬

‫‪8‬‬
‫مقـــــــدمـــــــــــــة‬

‫ثالثا‪ :‬أهمية الموضوع‬

‫تكمف أىمية الموضع أساسا في اإلجابة عمى التساؤالت الجوىرية لمبحث حيث تتكشؼ‬
‫أىميتو في النقاط األساسية ‪ ،‬والتي يمكف تقسيميا بحسب طبيعتيا إلى جانبيف‪ ،‬جانب نظري‬
‫وآخر عممي تطبيقي‪.‬‬

‫فعمى الصعيد النظري تظير أىمية الموضوع فيما يمي‪:‬‬


‫‪ -‬إبراز قيمة وأىمية ومكانة الحقوؽ الثقافية وموقعيا ضمف منظومة حقوؽ اإلنساف‪ ،‬حيث‬
‫دعت الكثير مف االجتيادات القانونية في مجاؿ حقوؽ اإلنساف إلى اعتبار أف الحقوؽ‬
‫الثقافية ىي طائفة مستقمة عف الحقوؽ االجتماعية واالقتصادية التي كانت اإلطار‬
‫األساسي الذي ضـ الحقوؽ الثقافية نظ ار لما تتسـ بو ىذه الحقوؽ مف خصوصية تميزىا‬
‫عف سائر الحقوؽ األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬التعريؼ بالحقوؽ الثقافية لإلنساف والتأصيؿ ليا مما يتيح إبراز أىميتيا وقيمتيا وىذا يعد‬
‫إثراء لممنظومة الدولية لحقوؽ اإلنساف‪.‬‬
‫‪ -‬محاولة إعطاء صورة مجممة عف موضوع الحقوؽ الثقافية‪ ،‬مف خالؿ نظـ البناء‬
‫المفيومي في نسؽ منيجي متكامؿ‪.‬‬
‫‪ -‬إف إحداث وتفعيؿ آليات حماية حقوؽ اإلنساف يعد ضامنا عمميا أساسيا لتحقيؽ األمف‬
‫اإلنساني والتعاوف بيف الشعوب وبالتالي التقميؿ مف النزاعات والتوترات المحمية و الدولية‬
‫خاصة تمؾ المبنية عمى الخمفية الفكرية واأليديولوجية المبنية المؤسسة عمى رؤى ثقافية‬
‫متمايزة‪.‬‬
‫‪ -‬إبانة واظيار مدى اعتناء الفقو اإلسالمي بالحقوؽ الثقافية‪ ،‬خاصة الحقوؽ الثقافية‬
‫األساسية المتمثمة في الحؽ في التديف والحؽ في التعميـ والحؽ في الممكية الفكرية ال‬
‫سيما الممكية األدبية والفنية‪ ،‬وذلؾ في إطار سياؽ المنظومة الفقيية اإلسالمية المتكاممة‬
‫التي تعمؿ عمى صيانة الكرامة اإلنسانية المبنية عمى الرؤية السننية المتكاممة لوجود‬

‫‪9‬‬
‫مقـــــــدمـــــــــــــة‬

‫ووظيفة اإلنساف مما يثمر تحقيؽ الترقي اإلنساني الفردي والجماعي في مختمؼ‬
‫الجوانب المعرفية والسموكية الفردية والجماعية مما يسمح بدوره بتحقيؽ المنظور‬
‫اإلسالمي في عمارة األرض‪ ،‬وينتج عنو بالتالي سعادة اإلنساف بالحياة الطيبة في‬
‫العاجؿ واآلجؿ‪.‬‬
‫‪ -‬إظيار مواطف االلتقاء الفقيية والقانونية في مجاؿ الحقوؽ الثقافية ‪،‬مف جية ‪ ،‬وتحرير‬
‫مواطف االفتراؽ بينيما مف جية أخرى‪ ،‬وذلؾ لما يفرضو التمايز بيف النسقيف اإلسالمي‬
‫والغربي‪ ،‬حيث يعتبر الموروث الفقيي مف عوامؿ الثراء الحضاري اإلنساني الذي يمكف‬
‫االستفادة منو بما يخدـ اإلنسانية تعارفا وتعايشا‪.‬‬
‫أما عمى الصعيد العممي التطبيقي فتبرز األىمية التالية‪:‬‬
‫‪ -‬أصبح موضوع الحقوؽ الثقافية محؿ اىتماـ محمي ( وطني) لدى مختمؼ الدوؿ مف‬
‫خالؿ تشريعاتيا الوطنية إذ نمحظ مثال وروده في التعديؿ الدستوري الجزائري األخير‪.‬‬
‫‪ -‬كما أصبح االىتماـ اإلقميمي والدولي بمسألة الحقوؽ الثقافية أكثر وضوحا وتطو ار في‬
‫العقود األخيرة ويظير ذلؾ مف خالؿ مختمؼ االتفاقيات والمعاىدات الدولية واإلقميمية‪،‬‬
‫منيا إعالف فريبورغ الذي حررتو لفائدة اليونسكو مجموعة عمؿ دولية تتكوف مف خبراء‬
‫وفقياء في القانوف الدولي لحقوؽ اإلنساف سميت بمرور الوقت بمجموعة فريبورغ‪ ،‬حيث‬
‫انتظـ عمميا في المعيد المتعدد االختصاصات لألخالقيات وحقوؽ اإلنساف لجامعة‬
‫فريبورغ بسويسرا‪ ،‬وقد تـ إعالف المصادقة عميو في ‪ 07‬ماي ‪ 2007‬بفريبور وانظـ إليو‬
‫العديد مف الشخصيات والمنظمات‪.‬‬

‫فعمى المستوى اإلقميمي ‪ ،‬فقد اعتمد المؤتمر اإلسالمي الثامف لوزراء الثقافة المنعقد في المدينة‬
‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫اإلعالن اإلسالمي لمحقوق الثقافية‬ ‫‪2014‬ـ مشروع‬ ‫المنورة في شير جانفي‬
‫تضمف تأكيداً عمى حؽ اإلنساف في اختيار ىويتو الثقافية‪ ،‬ومعرفة ثقافتو وتراثو وثقافات‬
‫اآلخريف وحرية االنتساب إلى أي جماعة أو مؤسسة ثقافية أو فكرية‪ ،‬وحرية اإلنتاج المعرفي‪،‬‬

‫‪10‬‬
‫مقـــــــدمـــــــــــــة‬

‫والحؽ في الحماية المعنوية والمادية ذات الصمة ب اؿنشاط الثقافي‪ ،‬وحرية تكويف المؤسسات‪،‬‬
‫ودراسة الثقافات‪ ،‬والحصوؿ عمى المعمومة ونشرىا‪ ،‬والمشاركة في السياسات الثقافية‪.‬‬

‫كما حدد اإلعالف ما يترتب عمى الدوؿ والحكومات مف مسؤوليات إزاء الحقوؽ الثقافية‬
‫ودعوتيا إلى إدراجيا ضمف تشريعاتيا والعمؿ بمقتضياتيا‪ ،‬وتوفير األجواء المالئمة واإلجراءات‬
‫العممية لممارسة تمؾ الحقوؽ لمفرد والجماعة‪.‬‬

‫ىذا وقد أكد اإلعالف أف الحضارة اإلسالمية تزخر بالنماذج التي تكفؿ الحقوؽ الثقافية‬
‫لممسمميف وغير المسمميف‪ ،‬باعتبارىا تأسست عمى نظرة اإلسالـ الكمية حوؿ الخالؽ الذي خمؽ‬
‫طوقاً بأمانة إشاعة الخير والعدؿ والسمـ لمبشرية جمعاء‪.‬‬
‫اإلنساف وجعمو مستخمفاً ُم َّ‬
‫أما عمى المستوى الدولي فيعتبر إعالف فريبورغ لمحقوؽ الثقافية تنبييا إلى ىذا النوع مف‬
‫الحقوؽ ودعوة إلى اعتباره طائفة مف الحقوؽ المستقمة في طبيعتيا وموضوعيا عف باقي‬
‫الحقوؽ األخرى لـ تنؿ حظيا الوافر مف االىتماـ مما يستوجب التعريؼ بيا والدعوة إلى‬
‫االىتماـ بيا أكثر‪ ،‬ويكتسي ىذا اإلعالف قيمة بالغة بطرقو موضوعا حديثا في مجاؿ الحقوؽ‬
‫الثقافية‪.‬‬

‫‪ -‬كما أف الجانب التطبيقي في مجاؿ إعماؿ ىذه الطائفة مف الحقوؽ وتكريسيا مف خالؿ‬
‫جيود وعمؿ المنظمات الدولية واإلقميمة التي تعنى بيا مثؿ منظمة األمـ المتحدة لمتربية‬
‫لمعموـ والثقافة ( اليونسكو) ‪ ،‬والمنظمة اإلسالمية لمتربية والعموـ والثقافة(اإليسيسكو)‬
‫والمنظمة العربية لمتربية لمعموـ والثقافة (األليسكو) لخير دليؿ عمى أىمية وقيمة موضوع‬
‫الحقوؽ الثقافية‪.‬‬
‫‪ -‬إف االعتناء بموضوع حماية الحقوؽ الثقافية األساسية لإلنساف يضمف الرقي اإلنساني‬
‫وتحقيؽ التعارؼ والتعايش وتفادي الصراعات التي أثقمت كاىؿ البشرية‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫مقـــــــدمـــــــــــــة‬

‫رابعا‪ :‬أسباب اختيار الموضوع‬

‫لقد شدني موضوع البحث وأثار اىتماماتي البحثية لألسباب الرئيسية اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬عوامل ذاتية تتعمؽ باتصالي المباشر بالمسألتيف الثقافية والقانونية‪ ،‬حيث بدا لي أنيما‬
‫ظاىرتاف متداخمتاف ومتالزمتاف تمفاف الوجود اإلنساني أفرادا ومجتمعات مما أثار‬
‫التساؤؿ لدي عف طبيعة العالقة الموجودة بينيما تأثي ار وتأث ار ‪.‬‬
‫‪ -‬كما أف المالحظة الموضوعية لمواقع الدولي تبيف أف انتياؾ الحقوؽ الثقافية أصبحت‬
‫العامؿ األساس لمكثير مف النزاعات الداخمية و الدولية‪ ،‬كظاىرة االعتداء عمى المقدسات‬
‫الدينية وظاىرة التمييز العنصري عمى أساس ثقافي معيف واالعتداء عمى اليويات‬
‫الثقافية لمشعوب األصمية‪ ،‬وغيرىا مف صور االعتداء عمى الحقوؽ الثقافية التي تشيدىا‬
‫مختمؼ بقاع المعمورة‪.‬‬

‫ومما يالحظ أيضا أف بعض التشريعات قد غالت في إقرار حقوؽ ثقافية معينة كالحؽ في‬
‫اختيار الجنس‪ ،‬والمثمية الجنسية ‪ ،‬وحركات تحرر المرأة مف األخالؽ والديف ‪ ،‬والحركات‬
‫العنصرية الجديدة المناىضة لمديف‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة أف موضوع الثقافة ىو مف المواضيع المتجددة والمطروحة باستمرار‬


‫وضبطيا مف الزاوية المفيومية ال يزاؿ يطرح الكثير مف المقوالت المختمفة مما يجعمو موضوع‬
‫ذو حيوية خاصة‪ ،‬ولو امتدادات مباشرة وغير مباشرة تتعمؽ باستقرار الدوؿ وتطورىا‪ ،‬حيث أف‬
‫االىتماـ بالحقوؽ الثقافية عمى الوجو الصحيح يؤدي إلى ازدىار المجتمعات وتطورىا كما أف‬
‫إىماليا أو إنقاص االىتماـ بيا يؤدي إلى بروز عوامؿ أزمة قيـ وأخالؽ وتربية ‪ ،‬إذ يصبح‬
‫الفرد عامال سمبيا تنعكس بالسمب عمى التنمية أثار اىتمامي البحثي‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫مقـــــــدمـــــــــــــة‬

‫خامسا‪ :‬أهداف الدراسة‬

‫تصبو الدراسة إلى تحقيؽ األىداؼ اآلتية‪ ، :‬ويمكف تحديد ذلؾ في ما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬دراسة موضوع الحقوؽ الثقافية مف زاويتي اإلقرار( التأصيؿ) والتفعيؿ( اآلليات)‪ ،‬وذلؾ‬
‫مف خالؿ اإلجابة عمى التساؤالت البحثية الواردة في اإلشكالية‪.‬‬
‫‪ -‬محاولة ضبط مفيوـ الحقوؽ الثقافية‪.‬‬
‫‪ -‬إبراز أىـ الحقوؽ الثقافية األساسية وتطور االىتماـ بيا فقيا وقانونا‪.‬‬
‫‪ -‬إبراز مختمؼ اآلليات الموجودة التي تعمؿ عمى حماية ىذه الحقوؽ‪.‬‬
‫‪ -‬إثراء المكتبة اإلسالمية والقانونية ببحث مقارف في مجاؿ حماية الحقوؽ الثقافية‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬نطاق البحث‬

‫مف الزاوية الموضوعية فينحصر موضوع البحث في دراسة الحقوؽ الثقافية اآلنية‪:‬‬

‫‪ -‬الحؽ في التديف‪.‬‬
‫‪ -‬الحؽ في التربية والتعميـ‪.‬‬
‫‪ -‬الحؽ في حماية الممكية األدبية والفنية‪.‬‬
‫ويتـ ذلؾ مف خالؿ ‪:‬‬
‫‪ -‬استقراء مقاصد الشريعة وبعض األحكاـ المتعمقة ليذه الحقوؽ‪.‬‬
‫‪ -‬استقراء مختمؼ نصوص االتفاقيات الدولية واإلقميمية المتعمقة بيذه الحقوؽ الواردة في‬
‫المواثيؽ األساسية لحقوؽ اإلنساف‪.‬‬
‫‪ -‬رصد أىـ اآلليات العاممة لحماية ىذه الحقوؽ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫مقـــــــدمـــــــــــــة‬

‫سابعا‪ :‬الدراسات السابقة‪.‬‬

‫تنوعت الدراسات السابقة التي تناولت مواضيع حماية الحؽ في التديف‪ ،‬وحماية الحؽ في‬ ‫ّ‬
‫التربية والتعميـ‪ ،‬وحماية الممكية األدبية والفنية‪ ،‬وقد أفرغ الباحث جيده لالستفادة بأكبر قدر‬
‫ممكف مف الدراسات السابقة‪ ،‬ومنيا ما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬أطروحة دكتوراه بعنواف‪ " :‬الحماية الجنائية لحرية المعتقد" لمطالب نبيؿ قرقور‪ ،‬جامعة‬
‫محمد خيضر بسكرة‪ ،‬السنة‪.2014/2013 :‬‬
‫وقد عالج الباحث اإلشكالية الرئيسية المتمثمة في ‪ ":‬مدى استطاعة التشريعات المقارنة‬
‫إرساء قواعد وأسس متينة لحماية جنائية فعالة وكافية لحرية المعتقد في ظؿ اختالؼ‬
‫معتقداتيا وتوافقيا عمى معايير حقوؽ اإلنساف العالمية"‪.‬‬
‫وبالتالي ىدؼ البحث إلى معرفة موقؼ التشريعات المقارنة مف مضاميف حرية المعتقد‪،‬‬
‫وكذا معرفة أنواع الجرائـ الماسة بالممارسة الدينية‪ ،‬والتي تكوف محؿ خطاب القوانيف‬
‫الجنائية باعتبارىا مساسا بأقدس الحريات‪ ،‬لمساسيا بمصمحة يحمييا قانوف العقوبات‪ ،‬ومف‬
‫ثـ إزالة المبس حوؿ عالقة حرية المعتقد بعقوبة الردة في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وىؿ تناقض‬
‫حماية حرية المعتقد الديني ويتـ ذلؾ بعد اإلحاطة بموقؼ الشرعة الدولية لحقوؽ اإلنساف مف‬
‫حرية المعتقد واإلعالنات العالمية المتخصصة في ىذا المجاؿ‪ ،‬حيث أورد الباحث نماذج مف‬
‫تشريعات عربية وغربية وجعميا محؿ مقارنة اتفاقا واختالفا‪ ،‬وقد توصؿ البحث إلى نتائج‬
‫أىميا‪:‬‬
‫‪ -‬منظومة حقوؽ اإلنساف العالمية ساىمت بقسط وافر تبميغ الناس حقوقيـ والدفاع عنيا‬
‫‪ -‬الشريعة اإلسالمية مصدر أساسي لمحفاظ عمى حرية المعتقد بالنسبة لمدوؿ العربية‬
‫واإلسالمية ولإلنسانية جمعاء‪.‬‬
‫‪ -‬القوانيف واألنظمة السياسية تتعامؿ مع األدياف والمعتقدات البشرية وفؽ ما تمميو عمييا‬
‫مصالحيا وخمفياتيا‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫مقـــــــدمـــــــــــــة‬

‫‪ -‬المشرع الجزائري حاوؿ معالجة الموضوع في شقو الجنائي برصد العقوبات الالزمة‬
‫لمتعدي عمى أماكف العبادة أو المصحؼ الشريؼ‪ ،‬ووضع قانونا خاصا لممارسة الشعائر‬
‫الدينية لغير المسمميف ( األمر‪ )03-06‬وتنظيـ التظاىرات الدينية‪.‬‬
‫نقد‪:‬‬
‫يمكف إيالء نقد عممي ليذه األطروحة يرتكز عمى النقاط اآلنية‪:‬‬
‫‪ -‬إغفاؿ دور القضاء الدولي في حماية حرية المعتقد خاصة بالنسبة لألقميات‪.‬‬
‫‪ -‬عدـ تناوؿ آليات الحماية خاصة عمى المستوى الدولي رغـ كونيا أحد األطراؼ المدافعة‬
‫عف حرية المعتقد وممارسة الشعائر الدينية‪.‬‬
‫‪ -‬عدـ تناوؿ آثار اختالؼ الديف مف الزاوية الفقيية والقانونية‪.‬‬
‫‪ -‬رسالة ماجستير بعنوان‪ ":‬حقوق اإلنسان التربوية والتعليمية والثقافية في المواثيق" دراسة ناقدة من‬
‫وجهة نظر إسالمية‪ ،‬من إعداد الطالب‪ :‬فيد بف عزـ بف حسف الزىراني‪ ،‬جامعة أـ القرى –‬
‫المممكة العربية السعودية‪ -‬منشورة في سنة‪.2010 :‬‬
‫وقد توصؿ الباحث إلى النتائج اآلتية‪:‬‬
‫‪ 14‬قرنا مف الزماف‬ ‫‪ -‬لإلسالـ فضؿ السبؽ في تقرير حقوؽ اإلنساف منذ أكثر مف‬
‫بمضموف وضماف لـ تصؿ إلييا إعالنات حقوؽ اإلنساف الدولية والقوانيف الوضعية إال‬
‫في اآلونة األخيرة ‪.‬‬
‫‪ -‬حقوؽ اإلنساف في اإلسالـ أشمؿ وأعمؽ مف حقوؽ اإلنساف في الوثائؽ الوضعية‪.‬‬
‫‪ -‬إف أوؿ إعالف في العالـ حوؿ مجانية التعميـ كاف في اإلسالـ‪ ،‬فمقد كاف التعميـ مجانيا‬
‫دوف مقابؿ‪.‬‬
‫‪ -‬في الحقوؽ الثقافية والتعميمية في اإلسالـ تعطى ألولياء الطالب كامؿ حرياتيـ في‬
‫اختيار نوع الثقافة والتربية التي يختارونيا حسب عقائدىـ‪.‬‬
‫‪ -‬المواثيؽ الدولية جعمت الحقوؽ التربوية والتعميمية والثقافية حقا خاصا ‪ ،‬وليست فريضة‬
‫بمعنى أنو لكؿ فرد أف يتنازؿ عمى ىذه الحقوؽ بمحض إرادتو عف ىذا الحؽ الخاص‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫مقـــــــدمـــــــــــــة‬

‫‪ -‬إف الفريضة التربوية في اإلسالـ تقع في آف واحد عمى عاتؽ الفرد والجماعة‪ ،‬وكالىما‬
‫مسؤوؿ عف تنفيذ ىذه الفريضة‪ ،‬وىي فريضة عامة وليست حقوقا خاصة‪ ،‬كما أف ىذه‬
‫الفريضة في اإلسالـ تتمتع بضمانات جزائية وليست مجرد توصيات أدبية ال ضامف ليا‬
‫كما ىو األمر في المواثيؽ الدولية‪.‬‬
‫‪ -‬رسالة ماجستير بعنوان‪ ":‬اإلطار القانوني للعالقات الثقافية الدولية" للطالب‪ :‬الصادق العاللي‪،‬‬
‫كمية الحقوؽ جامعة الجزائر‪ ،‬العاـ الدراسي‪.2002/2001 :‬‬
‫وقد ىدفت الدراسة إلى إظيار البعد الثقافي في العالقات الدولية ‪ ،‬وأف المجتمع الدولي بدأ‬
‫يؤسس لعالقات قائمة عمى أسس ثقافية ويحاوؿ تأطيرىا كما ظيرت بوادر تنظيـ فرع جديد‬
‫مف القانوف الدولي العاـ اال وىو القانوف الدولي الثقافي مف خالؿ بروز منظمات دولية‬
‫واقميمية اعتنت بيذا الجانب كما ظيرت اتفاقيات دولية كاف موضوعيا الثقافة‪.‬‬
‫‪ -‬رسالة ماجستير بعنواف‪ ":‬الحق في حرية ممارسة الشعائر الدينية وضوابطو في ظل‬
‫أحكام القانون الدولي لحقوق اإلنسان"‪ ،‬لمطالبة‪ :‬فتيسي فوزية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر باتنة‬
‫السنة‪.2010/2009 :‬‬

‫وكانت أىـ نتائج البحث كما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬ممارسة الشعائر الدينية واف كانت تختمؼ باختالؼ ديف أو معتقد الشخص‪ ،‬فإف‬
‫مفيوميا يبقى واحدا ويتمثؿ في التعبير عف محتوى ذلؾ الديف أو تمؾ العقيدة بصورة‬
‫عممية ليكوف تطبيقا لما يؤمف بو الشخص مف داخمو‪.‬‬
‫‪ -‬الحؽ في ممارسة الشعائر الدينية لو عالقة وثيقة بغيره مف الحقوؽ اإلنساف وىذا ما‬
‫يؤكد لنا أف جميع حقوؽ اإلنساف مترابطة ومتكاممة وغير قابمة لمتجزئة‪.‬‬
‫‪ -‬في العصر الحديث قد تـ تكريس ىذا الحؽ في مختمؼ المواثيؽ واالتفاقيات الدولية‬
‫المتعمقة بحقوؽ اإلنساف وكذا في الدساتير الوطنية‪.‬‬
‫‪ -‬الحؽ في ممارسة الشعائر الدينية مقيد وليس ليس مطمقا كحرية العقيدة‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫مقـــــــدمـــــــــــــة‬

‫‪ -‬إف القانوف الدولي لحقوؽ اإلنساف نظ ار لمرونتو جعمت مبررات فرض القيود عمى الحؽ‬
‫في حرية ممارسة الشعائر الدينية عامة غير محددة فضفاضة ومرنة‪ ،‬لكف ذلؾ ال يعني‬
‫أنو يسمح بإىدار ىذا الحؽ أو إفراغو مف محتواه فضال عف دور أجيزة الرقابة الدولية‬
‫في حماية ىذا الحؽ مف االنتياؾ كالمجنة المعنية بحقوؽ النساف‪.‬‬
‫‪ -‬تبقى قواعد الشريعة اإلسالمية وحدىا القواعد التي توفر حماية شاممة وكاممة لـ ترؽ‬
‫إلييا قواعد القانوف الدولي اإلنساني‪.‬‬
‫‪ -‬رسالة‪ :‬ماجستير بعنواف‪ " :‬حدود الحق في حرية التعبير في القانون الدولي لحقوق‬
‫اإلنسان"‪ ،‬لمطالبة‪ :‬رحاؿ سياـ‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬السنة الدراسة‪.2011/2010:‬‬
‫وكانت إشكالية البحث الرئيسية ىو اإلجابة عف التساؤؿ الجوىري اآلتي‪ :‬ماىي الحدود‬
‫المفروضة عمى حرية التعبير في القانوف الدولي لحقوؽ اإلنساف؟ وتندرج تحت ىذه‬
‫اإلشكالية أسئمة فرعية أىميا‪:‬‬
‫‪ -‬ماىي عالقة الحؽ في حرية التعبير بباقي حقوؽ اإلنساف األخرى؟‬
‫‪ -‬إلى أي حد يجوز تقييد ىذا الحؽ؟ وما تأثير التدابيراالستثنائيةعمى الحؽ في حرية‬
‫التعبير‪.‬‬
‫‪ -‬رسالة ماجستير بعنواف‪ " :‬الحماية الدولية لمحقوق الفكرية" لمطالبة‪ :‬فتحي نسيمة‪،‬‬
‫بجامعة مولود معمري تيزي وزوي‪ ،‬السنة‪.2015/2014 :‬‬
‫وقد تمحورت اإلشكالية حوؿ التساؤؿ الرئيسي اآلتي‪ :‬ما مدى إسياـ االطر القانونية‬
‫الدولية في حماية الحقوؽ الفكرية؟‬
‫كما خمصت الباحثة إلى النتائج اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬تبني المجتمع الدولي لمعديد مف االتفاقيات الدولية التي أسست لمقانوف الدولي لمممكية‬
‫الفكرية‪ ،‬منيا اتفاقية باريس واتفاقية برف التي تعد الركيزة األساسية والمبنة اولى التي قاـ‬
‫عمييا‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫مقـــــــدمـــــــــــــة‬

‫وسع القانوف الدولي نطاؽ الحماية ليكوف متالئما مع التطورات التكنولوجية الحاصمة في‬
‫‪ّ -‬‬
‫إطار قانوني شامؿ يعالج نقائص االتفاقيات األولى‪ ،‬ومنيا اتفاقيتا الوييبو وتريبس‪.‬‬
‫‪ -‬جاءت اتفاقية تريبس بقواعد قانونيةلـ تتضمنيا ولـ تنص عمييا أية اتفاقية مف قبؿ ‪ ،‬إذ‬
‫شممت كافة حقوؽ الممكية الفكرية ووضعيا لمعديد مف وسائؿ إجراءات الحماية ‪ ،‬إذ تمثؿ‬
‫بالفعؿ نواة القانوف الدولي لحماية حقوؽ الممكية الفكرية‪.‬‬
‫لكف وبالرغـ ما اشتممتو اتفاقية تريبس مف قواعد ووسائؿ حماية الممكية الفكرية‪ ،‬إلال أنو‬
‫يعاب عمييا اىتماميا أكثر بالجانب التجاري عمى حساب الحقوؽ المعنوية التي استثنتيا‪،‬‬
‫وكذا إقصائيا لميدؼ الحقيقي مف وراء الحماية لمحقوؽ الفكرية التي تتجمي في تنمية الفكر‬
‫وتشجيع اإلبداع‪.‬‬

‫ثامنا‪ :‬منهج الدراسة‪:‬‬


‫لغرض اإلجابة على اإلشكالية السابقة بشكل منهجي وافي استعملت وبشكل أساس المناهج‬
‫العلمية اآلتية‪:‬‬
‫المنهج االستقرائي‪:‬‬

‫حيث قمت باستقراء أىـ النصوص القانونية المبثوثة في االتفاقيات الدولية والمتعمقة بالحقوؽ‬
‫الثقافية‪ ،‬خاصة ما تعمؽ منيا بالشرعة الدولية‪ ،‬المتمثمة في اإلعالف العالمي لحقوؽ اإلنساف‪،‬‬
‫وكذا االتفاقيات اإلقميمية ( العربية واإلسالمية‪ ،‬واألوربية‪ ،‬واإلفريقية)‪ ،‬ومف جية أخرى قمت‬
‫باستقراء أىـ ما ورد مف نصوص شرعية وأحكاـ فقيية تتعمؽ بموضوع البحث‪.‬‬

‫المنيج التاريخي‪:‬‬

‫واستعممتو في رصد أىـ الحقوؽ الثقافية األساسية منذ لحظة ميالد ىذه الحقوؽ عمى المستوى‬
‫الدولي مف خالؿ المواثيؽ والمعاىدات المقررة ليا‪ ،‬وكذا تطورىا عبر محور الزمف‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫مقـــــــدمـــــــــــــة‬

‫المنهج المقارن‪:‬‬

‫لما كانت الدراسة تنتمي إلى صنؼ الدراسات المقارنة بيف الفقو اإلسالمي والقانوف الوضعي‬
‫فقد تـ استعماؿ المنيج المقارف الستنباط أوجو االتفاؽ واالفتراؽ بيف حقمي الفقو اإلسالمي‬
‫والقانوني فيما ورد مف جزئيات تضمنيا البحث‪ ،‬فاالتفاؽ المفيومي أو التطبيقي فيما يتعمؽ‬
‫بالحقوؽ الثقافية يوحي بأىمية وقيمة ىذه الحقوؽ ومركزيتيا في مختمؼ األحكاـ والقوانيف‪،‬‬
‫وأوجو االفتراؽ يوضح التفرد والتميز‪.‬‬

‫تاسعا‪ :‬خطة البحث‪.‬‬

‫لإلجابة عمى التساؤالت السابقة وتحقيقا لألىداؼ المتوخاة مف ىذا البحث‪ ،‬قاـ الباحث بتقسيـ‬
‫البحث حسب الخطة اآلتية‪:‬‬

‫مبحث تمييدي‪ ،‬وثالثة فصول‪ ،‬وخاتمة‬

‫حيث تناولنا في المبحث التمييدي تعريؼ أىـ المصطمحات األساسية الواردة في البحث‪ ،‬وقد‬
‫بدءنا بتعريؼ الحماية ابتداء ‪ ،‬ثـ أردفناه بالمفاىيـ األخرى ‪ ،‬وىي‪ :‬الحقوؽ الثقافية‪ ،‬وقد اعتمدنا‬
‫أسموب تفكيؾ الثقافة إلى عناصرىا المكونة ليا لينتج مف خالؿ ذلؾ تعريؼ الحقوؽ الثقافية‬
‫األساسية‪ ،‬والتي تتمثؿ أساسا في‪:‬‬

‫‪ -‬الحق في التدين الصحيح‪.‬‬


‫‪ -‬الحق في التربية والتعليم‪.‬‬
‫‪ -‬الحق في حماية الملكية األدبية والفنية‪.‬‬

‫وقد أفردنا لكؿ حؽ مف الحقوؽ السابقة فصال مخصصا لتأصيؿ ذلؾ الحؽ مف الوجية الفقيية‬
‫والقانونية مف جية ولتناوؿ أىـ اآلليات التي اقرىا الفقو اإلسالمي وكذا اآلليات التي أفرزىا‬
‫القانوف الدولي لحقوؽ اإلنساف لحماية وتفعيؿ ىذه الحقوؽ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫مقـــــــدمـــــــــــــة‬

‫األوؿ قد خصص لدراسة حماية الحؽ في التديف باعتباره مف الحقوؽ‬ ‫وبذلك يكون الفصل‬
‫الثقافية األساسية التي ال غنى لإلنساف عنيا‪ ،‬ذلؾ أف الظاىرة الدينية تكتنؼ الوجود اإلنساني‬
‫منذ خمقو فردا وجماعة‪ ،‬حيث تطرقنا إلى حماية الحؽ في التديف عمى النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬خصص المبحث األول لمدارسة الحؽ في التديف مف الوجية الفقيية‪ ،‬تأصيال‬


‫وتفعيال ‪.‬‬
‫‪ -‬خصص المبحث الثاني لتناوؿ الحؽ في التديف مف الزاوية القانونية‪ ،‬حيث تـ‬
‫استعراض حضور ىذا الحؽ في مختمؼ االتفاقيات والمواثيؽ الدولية التي تعنى‬
‫بحقوؽ اإلنساف خاصة األساسية منيا‪.‬‬
‫‪ -‬أما المبحث الثالث فقد خصص لتناوؿ ىذا الحؽ في التشريع الوطني الجزائري‪،‬‬
‫وذلؾ لمحاولة رصد مدى توافؽ أو اختالؼ المشرع الجزائري مع المنظومة الدولية‬
‫لحقوق اإلنسان في مجال حماية الحق في التدين‪.‬‬

‫أما الفصل الثاني فقد تناوؿ الباحث فيو الحؽ في التربية والتعميـ وآليات حمايتو في كؿ مف‬
‫الفقو اإلسالمي والقانوف الدولي‪.‬‬

‫وعمى شاكمة الفصؿ األوؿ قد تـ تقسيـ ىذا الفصؿ عمى ىذا المنواؿ‪:‬‬

‫‪ -‬المبحث األول‪ :‬الحؽ في التربية والتعميـ في الفقو اإلسالمي‪.‬‬


‫‪ -‬المبحث الثاني‪ :‬الحؽ في التربية والتعميـ في القانوف الدولي لحقوؽ اإلنساف‪.‬‬
‫‪ -‬المبحث الثالث‪ :‬آليات حماية الحؽ في التربية والتعميـ في القانوف الدولي‪.‬‬

‫ىذا وقد خصص الفصل الثالث‪ :‬آلليات حماية الممكية لحماية الممكية األدبية والفنية باعتبارىما‬
‫تمثالف صو ار لإلبداع البشري المميز الذي ينـ عمى عبقريتو‪ ،‬وقد جاء تقسيـ الفصؿ عمى نمط‬
‫اآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬المبحث األول‪ :‬تناولت فيو آليات حماية الممكية األدبية والفنية في االتفاقيات الدولية‬

‫‪20‬‬
‫مقـــــــدمـــــــــــــة‬

‫‪ -‬المبحث الثاني ‪ :‬تطرقت فيو إلى آليات حماية حؽ المؤلؼ والحقوؽ المجاورة في‬
‫االتفاقيات العربية‪.‬‬
‫‪ -‬المبحث الثالث‪ :‬تـ تخصيصو الستعراض آليات حماية الممكية األدبية والفنية في‬
‫الفقو اإلسالمي وآليات حمايتيا‪.‬‬

‫عاشرا‪ :‬صعوبات الدراسة‪.‬‬


‫و اجه الباحث نوعين من الصعوبات اعترضت طريقه خالل إنجاز هذا البحث‪ ،‬صعوبات‬
‫منهجية وأخرى عملية ‪.‬‬

‫أما الصعوبات المنيجية‪ :‬فتتعمؽ أساسا بػ‪:‬‬

‫‪ -‬عدـ الضبط اإلصطالحي لمفيوـ الثقافة ما نتج عنو عدـ الوضوح الكافي والمنضبط‬
‫لمفيوـ الحقوؽ الثقافية‪.‬‬
‫‪ -‬عادة ما تتميز المواضيع المتعمقة بالثقافة بالوسع والشساعة فالتحكـ المنيجي في‬
‫موضوع الحقوؽ الثقافي اتسـ ببعض الصعوبة‪ ،‬ال سيما فيما يتعمؽ بوضع إطار‬
‫منيجي صارـ لطرح الموضوع في شكمو المجمؿ والمترابط واعطائو الصورة التكاممية‬
‫المجممة‪.‬‬
‫‪ -‬تداخؿ معرفي لكثير مف الحقوؿ المعرفية في موضوع البحث‪.‬‬

‫والصعوبات العممية‪ :‬تتمثؿ في‪ :‬عدـ وجود دراسات سابقة تناولت الحقوؽ الثقافية بشكؿ مستقؿ‬
‫مما طرح إشكاال في جمع المادة العممية الالزمة لبناء الموضوع واخراجو في شكمو الالئؽ‪.‬‬

‫حادي عاشر‪ :‬مصادر ومراجع البحث‪.‬‬

‫اعتمد الباحث عمى ما أمكف الحصوؿ عميو مف مراجع ومصادر تخدـ البحث وىي تتنوع في‬
‫أصنافيا‪ ،‬حيث استعمؿ األصناؼ المراجع األساسية اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬المعاجم والقواميس‪.‬‬
‫‪ -‬الكتب الفقهية والشرعية‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫مقـــــــدمـــــــــــــة‬

‫الكتب القانونية‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫نصوص االتفاقيات الدولية واإلقليمية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫البحوث والدراسات األكاديمية السابقة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مقاالت علمية ومجالت محكمة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مواقع عبر شبكة األنترنت‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪22‬‬
‫يثذث تًٓ‪ٛ‬ذ٘‪:‬تعز‪ٚ‬ف يظطهذاخ انثذث‬

‫‪23‬‬
‫يثذث تًٓ‪ٛ‬ذ٘‪:‬تعز‪ٚ‬ف يظطهذاخ انثذث‬

‫نتناوؿ في ىذا الفصؿ أىـ التعريفات لممصطمحات والمفاىيـ الواردة ضمف متف الرسالة‬
‫حيث تطرقنا لمختمؼ التعريفات المغوية و االصطالحية الفقيية والقانونية ألىـ المفردات‬
‫والمفاىيـ الجوىرية التي ينبني عمييا التأسيس النظري لمبحث‪ ،‬وىي‪:‬‬

‫‪ -‬تعريؼ الحماية‪.‬‬
‫‪ -‬تعريؼ الحؽ‪.‬‬
‫‪ -‬تعريؼ الثقافة‪.‬‬
‫‪ -‬تعريؼ الحقوؽ الثقافية‪ ،‬وكذا تعريؼ بعض اآلليات الدولية األساسية العاممة في‬
‫حقؿ حماية الحقوؽ الثقافية‪ ،‬باعتبارىا األدوات القانونية العممية الحافظة والمكرسة‬
‫لمحقوؽ الثقافية في نطاؽ القانوف الدولي لحقوؽ اإلنساف‪ ،‬ىذا األخير الذي يعتبر‬
‫رفقة الفقو اإلسالمي‪.‬‬

‫و تجدر اإلشارة أف الباحث قد استعماؿ ما تحصؿ عميو مف قواميس لغوية قديمة‬


‫وحديثة لضبط الدالالت المغوية لتعريؼ مصطمحات البحث‪.‬‬

‫وسأتطرؽ في المطمب األوؿ إلى تعريؼ الحماية‪ ،‬أما المطمب الثاني فسأتناوؿ فيو‬
‫تعريؼ الحؽ ‪ ،‬وفي المطمب الثالث سأتطرؽ إلى تعريؼ الثقافة‪ ،‬أما الفصؿ الرابع فسأتناوؿ‬
‫فيو تعريؼ الحقوؽ الثقافية الواردة في البحث‪ ،‬وتعريؼ أىـ اآلليات الدولية واإلقميمية الواردة‬
‫ضمف أىـ االتفاقات الدولية التي تعمؿ عمى حماية الحقوؽ الثقافية‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬تعريف الحماية‪:‬‬

‫سأتناوؿ تعريؼ الحماية لغويا‪ ،‬ثـ تعريفيا في الفقو اإلسالمي والقانوف الدولي‬
‫اإلنساني عمى النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪24‬‬
‫يثذث تًٓ‪ٛ‬ذ٘‪:‬تعز‪ٚ‬ف يظطهذاخ انثذث‬

‫الفرع األول‪ :‬التعريف المغوي‪:‬‬

‫الحماية مصدر لمفعؿ حمى – يقاؿ حمى الشيء يحميو حميا و حماية بالكسر‪،‬‬
‫ومنو حمى المريض ‪ ،‬أي منعو مما يضره و احتمى و تحتمي‪.1‬‬

‫ومنو حامي الحمى ‪ :‬يحمي حوزتو و ماوليو ‪ ،‬و حاميت عنو محاماة ‪ :‬منعت عنو‬
‫وحمى الشيء ‪ :‬حميا و حماية و محمية ‪ :‬أي منعو و دافع عنو ‪.‬‬

‫يقاؿ ‪ :‬حمى فالف األرض يحمييا حمى ال‬ ‫وأحمى المكاف‪ :‬جعمو حمي ال يقرب‪.‬‬
‫يقرب‪.‬‬

‫والحمى‪ :‬موضع فيو كأل يحمى مف الناس أف يرعى ‪ ،‬ىذا الشيء حمى عمى فعؿ أي‬
‫محظور ال يقرب ‪. 2‬‬

‫كما وردت مادة حمى بمعنى النصرة و المنع و الدفاع عف الشيء ‪ :‬فيقاؿ ‪ :‬حماه‬
‫‪3‬‬
‫و وردت أيضا بمعنى األنفة مف‬ ‫عف الناس أي جعؿ الناس تحاماه‪ ،‬أي توقوه و اجتنابو‬

‫الشيء ‪ ،‬فيقاؿ ذو حمية نكرة و في ذلؾ يقوؿ تعالى ‪      ﴿ :‬‬

‫‪.4﴾  ‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف الحماية في الفقو اإلسالمي‪:‬‬

‫أما في الفقو اإلسالمي ‪:‬‬

‫" فالحماية الجنائية ىي إضفاء الحماية التشريعية لممصالح التي يتوخاىا الشارع‪ ،‬و‬
‫يعبر عف ذلؾ بالجزاء أو العقوبة ‪. 5‬‬

‫‪ -‬الفيروز آبادي‪ :‬القاموس المحيط‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1415 ،1‬ىػ‪1995-‬ـ‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪.384‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -2‬ابف منظور‪ :‬لساف العرب ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دار صادر ‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪ 1414‬ىػ ‪ ،‬مادة حما ‪،‬ص ‪.198‬‬
‫‪ -3‬األزىري‪ :‬تيذيب المغة ‪ ،‬دار إحياء التراث العربي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪ ، 2001 1‬ج ‪ 5‬ص ‪. 177‬‬
‫‪ -4‬الفتح‪ ،‬اآلية ‪. 26‬‬
‫‪ -5‬حافظ مجدي محب‪ :‬الحماية الجنائية ألسرار الدولة ‪ ،‬الييئة المصرية العامة لمكتاب ص ‪.111‬‬
‫‪25‬‬
‫يثذث تًٓ‪ٛ‬ذ٘‪:‬تعز‪ٚ‬ف يظطهذاخ انثذث‬

‫وىي أيضا في الفقو اإلسالمي‪ " :‬مجموعة القواعد‪ ،‬أو األحكاـ الجنائية الموضوعية‬
‫أو اإلجرائية‪ ،‬التي يتوسؿ بيا المشرع لوقاية شخص‪ ،‬أو ماؿ أو بوجو عاـ مصمحة معينة‬
‫ضد المساس الفعمي أو المحتمؿ‪ ،‬ولفرض جزاء جنائي عمى مف يخالؼ ذلؾ‪ ،‬أو جزاء‬
‫إجرائي عمى العمؿ الذي انطوى عمى ىذا المساس‪ ،‬أو اتصؿ بيذا المساس بشكؿ أو‬
‫بآخر"‪.1‬‬

‫فيي بذلؾ تتضمف إذف‪ ":‬وسائؿ تيدؼ إلى الدفاع عف حؽ ما أو وضع معيف"‪.2‬‬

‫ويمكف تعريؼ حماية حقوؽ اإلنساف في الفقو اإلسالمي بأنيا‪:‬‬

‫ما تضمنتو مجموعة األحكاـ الشرعية التي يقصد بيا الشارع حماية حقوؽ اإلنساف المشروعة‬
‫مف أي اعتداء واقع أو محتمؿ‪.‬‬

‫ومف ذلؾ يمكف القوؿ بأف حماية حقوق اإلنسان الثقافية قي الفقو اإلسالمي ىي كل ما‬
‫تضمنتو األحكام الفقيية المتعمقة بضمان حق ممارسة الفرد أو الجماعة لحق من الحقوق‬
‫الثقافية المعتبرة شرعا‪ ،‬وعدم التعرض ليا بالتيديد أو المنع أو اإلكراه‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تعريف الحماية في الفقو القانوني ‪:‬‬

‫يقصد بالحماية‪" :‬درء جميع األفعاؿ غير المشروعة عف الحقوؽ والمصالح‬


‫المحمية‪ ،‬و لكؿ ما يؤدي إلى المساس بيا ‪ ،‬بما قرره القانوف الجنائي مف جزاءات مناسبة"‪.3‬‬

‫وىي أيضا ‪ " :‬مجموعة أنظمة موجية لحماية بعض األشخاص أو ممتمكاتيـ "‪.4‬‬

‫‪ -1‬أنور عمي يسر‪ :‬شرح قانوف العقوبات – النظريات العامة ‪ ، 1998‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -2‬جيرار كونرو‪ :‬معجـ المصطمحات القانونية‪ ،‬ترجمة منصور القاضي‪،‬المؤسسة الجامعية لمدراسات‪ ،‬بيروت‪.‬لبناف‪،‬‬
‫ط‪1998،،‬ج‪1‬ص‪.727‬‬
‫‪ 1‬أفريؿ ‪ ، 2002‬شرطة الشارقة ‪،‬‬ ‫‪ -3‬محمد شالؿ العالي‪ :‬الحماية الجنائية لمبيانات المعالجة الكترونيا ‪ ،‬مجمة الفكر الشرطي عدد‬
‫اإلمارات العربية المتحدة‪.‬‬
‫‪ -4‬جيرار كورنو‪ :‬معجـ المصطمحات القانونية‪ ،‬ترجمة منصور القاضي‪،‬المؤسسة الجامعية لمدراسات والنشر والتوزيع‪،‬ط( ‪،1999،)1‬‬
‫ص ‪.726‬‬
‫‪26‬‬
‫يثذث تًٓ‪ٛ‬ذ٘‪:‬تعز‪ٚ‬ف يظطهذاخ انثذث‬

‫ونجد مصطمح الحماية عند الصميب األحمر يشمؿ أي نشاط تقوـ بو المجنة الدولية ‪،‬‬
‫ييدؼ إلى حماية األشخاص الواقعيف تحت وطأة النزاع المسمح ‪ ،‬وما ينتج عنيا مف مخاطر‬
‫وانتياكات ومعاناة‪ ،‬وىذا بغرض الحفاظ عمى حقوقيـ وامدادىـ بالمعونة‪ ،‬وضماف سماع‬
‫صوتيـ‪ ،‬و يمثؿ القانوف خط الحماية األوؿ ‪.1‬‬

‫فالحماية إذف بالنسبة لمجنة الدولية لمصميب األحمر ىي المجموعة الكاممة مف‬
‫الخطوات التي تتخذ لوضع ونشر وتطبيؽ المعايير والمبادئ اإلنسانية ‪. 2‬‬

‫ويرى الدكتور عمر سعد ا﵀ أف الحماية الدولية لضحايا النزاعات المسمحة أنيا تعني ‪:‬‬
‫" تمؾ القواعد التي تقر مساعدة الشخص لوقايتو مف االعتداء أو سوء المعاممة أو الخطر ‪،‬‬
‫وكذلؾ إحباط محاوالت النيؿ مف سالمتو ‪ ،‬أو التسبب في اختفائو ثـ تمبية حاجاتو إلى‬
‫األماف و الحفاظ عميو و الدفاع عنو‪. 3‬‬

‫والحماية ىي أيضا‪ :‬وقاية شخص أو ماؿ ضد المخاطر وضماف أمنو وسالمتو عف‬
‫طريؽ وسائؿ قانونية أو مادية‪.4‬‬

‫ويراد بالحماية الدولية لحقوؽ اإلنساف اإلجراءات التي تتخذىا األمم المتحدة والوكاالت‬
‫المختصة لدراسة أوضاع حقوق اإلنسان في دولة من الدول بيدف بيان مدى التزاميا‬
‫معاقبة‬ ‫بقواعد القانون الدولي لحقوق اإلنسان وتحسين أوضاع حقوق اإلنسان‪ ،‬أو‬
‫مرتكبي انتياكات حقوق اإلنسان بإحالتيم إلى محاكم جنائية دولية " ‪. 5‬‬

‫‪ -1‬مقتطؼ مف موقع المجنة الدولية لمصميب األحمر‪. WWW.CIRC.org.‬‬


‫‪ -2‬عمر سعد ا﵀‪ :‬تطور تدويف القانوف الدولي اإلنساني‪،‬دار الغرب اإلسالمي‪،‬بيروت‪،‬ط‪ 1997،‬ص ‪. 190‬‬
‫‪ -3‬عمر سعدا﵀‪ :‬المرجع نفسو ص ‪.171‬‬
‫‪ -4‬جيرار كورنو‪ :‬نفس المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪. 726‬‬
‫‪ -5‬بندر بف تركي بف حميدي العتيبي‪ :‬دور المحكمة الجنائية الدولية الدائمة في حماية حقوؽ اإلنساف رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة نايؼ‬
‫العربية لمعموـ األمنية السعودية ‪. 2008‬‬
‫‪27‬‬
‫يثذث تًٓ‪ٛ‬ذ٘‪:‬تعز‪ٚ‬ف يظطهذاخ انثذث‬

‫فيي تعني إذف‪ ":‬اإلقرار بأف لألفراد حقوقا‪ ،‬وأف السمطات التي تمارس السمطة عمييـ لدييا‬
‫التزامات‪ ،‬وتعني الدفاع عف الوجود القانوني لألفراد‪ ،‬إلى جانب وجودىـ المادي‪ ،‬لذلؾ تعكس‬
‫فكرة الحماية جميع اإلجراءات المادية التي تمكف األفراد المعرضيف لمخطر مف التمتع‬
‫بالحقوؽ‪ ،‬والمساعدة المنصوص عمييا في االتفاقيات الدولية وفي كؿ حاؿ عمى منظمات‬
‫‪1‬‬
‫اإلغاثة أف تكرس ىذه القوانيف بصورة ممموسة"‬

‫المطمب الثاني‪ :‬تعريف الحق‬

‫الفرع األول‪ :‬التعريف المغوي لمحق‬

‫الحؽ مادتو‪ :‬الحاء والقاؼ لو أصؿ واحد‪ ،‬وىو يدؿ عمى إحكاـ الشيء وصحتو‪،‬‬
‫فالحؽ نقيض الباطؿ‪ ،‬ثـ يرجع كؿ فرع إليو بجودة االستخراج‪ ،‬وحسف التمفيؽ‪ ،‬ويقاؿ‪ :‬حؽ‬
‫الشيء ووجب‪.‬‬

‫واألحؽ مف اإلبؿ‪ :‬الذي ال يعرؽ‪ ،‬وىو مف الباب‪ ،‬ألف ذلؾ يكوف لصالبتو وقوتو‬
‫واحكامو‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫والحاقة‪ :‬القيامة‪ ،‬ألنيا تحؽ بكؿ شيء‬
‫وحؽ األمر‪َ ،‬ي ِح ُّ‬
‫ؽ‪،‬‬ ‫وقاؿ ابف منظور‪ ":‬الحؽ‪ ،‬نقيض الباطؿ‪ ،‬وجمعو حقوؽ‪ ،‬وحقاؽ‪ّ ...‬‬
‫ؽ‪ ،‬حقِّا‪ ،‬وحقوًقا‪ ،‬صار حقا وثبت‪.‬‬
‫وي ُح ُّ‬
‫َ‬
‫َحققتُو أنا‪ ،‬وفي التنزيؿ الحكيـ‪":‬‬ ‫وقاؿ األزىري‪ :‬معناه وجب يجب وجوبا‪َّ ،‬‬
‫وحؽ عميو القوؿ وأ ْ‬
‫‪               ‬‬

‫‪ 3"   ‬اآلية أي ثبت‪ ،‬وقولو تعالى‪     ":‬‬

‫‪ 4 "  ‬أي وجبت وثبتت‪ ،‬ويقاؿ أحققت األمر إحقاقا‪ :‬إذا أحكمتو‬

‫‪ - 1‬فزاَظٕا تٕش‪ ّٛ‬طٕن‪ُٛٛ‬ح‪ :‬انمايٕص انعهً‪ ٙ‬نهمإٌَ اإلَظاَ‪ ،ٙ‬خ يذًذ يظعٕد‪ ،‬دار انعهى نهًال‪ ،ٍٛٚ‬نثُاٌ‪ ،‬ط‪ ،2006 ،1‬ص‪. 115‬‬
‫‪_ 2‬اتٍ فارص‪ :‬أتٕ انذظ‪ ٍٛ‬أدًذ تٍ فارص تٍ سكز‪ٚ‬ا‪ ،‬يعجى يما‪ٛٚ‬ض انهغح‪ ،‬تذم‪ٛ‬ك‪ :‬شٓاب انذ‪ ٍٚ‬أتٕ عًزٔ‪ ،‬دار انفكز‪ ،‬ت‪ٛ‬زٔخ‪،‬ص‪ ،244‬يادج دك‬
‫‪ - 3‬طٕرج انمظض‪ ،‬ا‪ٜٚ‬ح ‪. 63‬‬
‫‪ - 4‬طٕرج انشيز‪ ،‬ا‪ٜٚ‬ح ‪. 71‬‬
‫‪28‬‬
‫يثذث تًٓ‪ٛ‬ذ٘‪:‬تعز‪ٚ‬ف يظطهذاخ انثذث‬

‫وصححتو ‪ ...‬الحؽ‪ :‬واحد الحقوؽ‪ ،‬والحقة‪ ،‬و ِ‬


‫الحقّة أخص‪ ،‬وىو في الحؽ وحؽ األمر‪،‬‬ ‫ّ‬
‫يحؽ‪ ،‬حقا‪ ،‬وحقوقا صار حقا وثبت‪ ،‬ومعناه‪ :‬وجب يجب وجوبا‪ .‬والحؽ خالؼ الباطؿ‪،‬‬
‫جمعو حقوؽ وحقاؽ‪ ،‬والحؽ مف أسماء ا﵀ تعالى‪ ،‬ويأتي بمعنى القرآف الكريـ‪ ،‬والحؽ العدؿ‪،‬‬
‫واإلسالـ‪ ،‬والماؿ‪ ،‬و ِ‬
‫الممؾ‪ ،‬وكذلؾ الحؽ الموجود الثابت الذي ال يسوغ إنكاره‪ ،‬وكذا صدؽ‬
‫‪1‬‬
‫الحديث‪ ،‬والموت"‬
‫ويقابؿ كممة "الحؽ" في الفرنسية‪ ،"Droit ":‬مف الكممة الالتينية‪ "Directus ":‬أي‪:‬‬
‫مباشرة‪ ،‬ويعني الصواب‪ ،‬والعدؿ‪ ،‬والمستقيـ‪ ،‬والقويـ‪...‬إلخ‬
‫‪ "Right‬وتعني‪ :‬الصواب‪ ،‬والمستقيـ‪،‬‬ ‫أما في المغة اإلنجميزية فتقابميا‪":‬‬
‫والمصيب‪...‬إلخ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التعريف الفقيي لمحق‪.‬‬
‫عرؼ السيد سعد الديف التافتازاني حؽ ا﵀ تعالى بأنو‪ ":‬ما يتعمؽ بو النفع العاـ مف‬
‫‪ّ -‬‬
‫‪2‬‬
‫غير اختصاص بأحد"‪ ،‬وأما حؽ العبد فقاؿ بأنو‪ ":‬ما يتعمؽ بو مصمحة خاصة"‬
‫‪ -‬تعريؼ ابف النجيـ‪ :‬قاؿ‪ ":‬ما يستحقو الرجؿ" ‪ ،3‬ويناقش ىذا التعريؼ بأف االستحقاؽ‬
‫متوقؼ عمى تعريؼ الحؽ‪ ،‬وىذا األخير يتوقؼ عمى معرفة االستحقاؽ فيمزـ الدور‪،‬‬
‫وىو عيب في التعريؼ كما يقوؿ المناطقة‪.4‬‬
‫‪،5‬‬ ‫‪ -‬تعريؼ عمي الخفيؼ‪ :‬حيث قاؿ في تعريؼ الحؽ بأنو‪ ":‬مصمحة مستحقة شرعا"‬
‫وىذا التعريؼ منتقد مف ناحيتيف‪:‬‬
‫‪ -‬األولى‪ :‬ىي الوقوع في الدور‪ ،‬حيث يجب أف تكوف التعاريؼ خالية منو‪ ،‬إذ عرؼ‬
‫الحؽ باالستحقاؽ‪,‬‬
‫‪ -‬الثانية‪ :‬أف جعؿ جوىر الحؽ مصمحة‪ ،‬وىو ليس كذلؾ‪.‬‬

‫‪ _ 1‬اتٍ يُظٕر‪ :‬نظاٌ انعزب‪ ،‬يظذر طاتك‪ ،‬ج‪،10‬ص ‪. 51-49‬‬


‫‪ _ 2‬انتافتاساَ‪ ٙ‬طعذ انذ‪ :ٍٚ‬شزح انتهٕ‪ٚ‬خ عهٗ انتٕض‪ٛ‬خ‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص‪. 151‬‬
‫‪ _ 3‬اتٍ انُج‪ٛ‬ى‪ :‬انثذز انزائك‪ ،‬ج‪ ،6‬ص ‪. 148‬‬
‫‪ _ 4‬انذر‪ ُٙٚ‬فتذ‪ :ٙ‬انذك ٔيذٖ طهطاٌ انذٔنح ف‪ ٙ‬تم‪ٛٛ‬ذِ‪ ،‬دار انثش‪ٛ‬ز‪ ،‬عًاٌ‪ ،‬يؤطظح انزطانح‪ ،‬ت‪ٛ‬زٔخ‪ ،‬ط‪ْ1،1417‬ــ_‪1997‬و‪ ،‬ص‪.251‬‬
‫‪ - 5‬انخف‪ٛ‬ف عه‪ :ٙ‬انذك ٔانذيح‪ ،‬يزجع طاتك‪ ،‬ص ‪. 37‬‬
‫‪29‬‬
‫يثذث تًٓ‪ٛ‬ذ٘‪:‬تعز‪ٚ‬ف يظطهذاخ انثذث‬

‫والواقع أف كثي ار مف عمماء الفقو اإلسالمي المعاصريف والقانوف ساروا عمى تعريؼ‬
‫الحؽ " بالمصمحة"‪ ،‬ومف ىؤالء محمد يوسؼ موسى ‪ ،1‬وصبحي المحمصاني ‪ ،2‬وعبد‬
‫الرزاؽ السنيوري ‪ ، 3‬وىذا نظ ار منيـ إلى الحؽ وغايتو ال إلى الحؽ في حد ذاتو‪،‬‬
‫فضال أف تعريؼ قاؿ بو الفقيو األلماني إىرنج صاحب النظرية الموضوعية‪.‬‬
‫وقد قاؿ وىبة الزحيمي عف تعريؼ عمي الخفيؼ‪ ":‬لكنو تعريؼ بالغاية المقصودة‬
‫بالحؽ‪ ،‬ال بذاتيتو وحقيقتو‪ ،‬فإف الحؽ ىو عالقة اختصاصية بيف الحؽ والمصمحة‬
‫التي يستفيدىا منو"‪.4‬‬
‫‪ -‬تعريؼ فتحي الدريني‪ :‬عرؼ الحؽ بأنو‪ ":‬اختصاص يقر بو الشرع سمطة عمى شيء‪ ،‬أو‬
‫اقتضاء أداء مف آخر‪ ،‬تحقيقا لمصمحة معينة"‪.5‬‬
‫وىكذا فالحؽ جوىره االستئثار واإلنفراد واالختصاص مصدره الشرع سمطة عمى شيء‪،‬‬
‫أو بيف شخص وشخص‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬وقاؿ مصطفى أحمد الزرقا معرؼ الحؽ بأنو‪ ":‬اختصاص يقر بو الشرع سمطة وتكميفا"‬
‫ويتميز ىذا التعريؼ بأنو أباف ذاتية الحؽ‪ ،‬بأنو عالقة اختصاصية بشخص معيف‪ ،‬كحؽ‬
‫البائع في الثمف يختص بو‪ ،‬فإف لـ يكف ىناؾ اختصاص بأحد‪ ،‬واف كاف ىناؾ إباحة‬
‫عامة كاالصطياد واالحتطاب والتمتع بالمرافؽ العامة‪ ،‬فال يسمى ذلؾ حقا وانما ىو‬
‫رخصة عامة لمناس‪.‬‬
‫والسمطة‪ :‬إما أف تكوف عمى شخص كحؽ الحضانة والوالية عمى النفس‪ ،‬أو عمى شيء‬
‫معيف كحؽ الممكية‪.‬‬

‫والتكميؼ‪ :‬التزاـ عمى إنساف إما مالي كوفاء الديف‪ ،‬واما لتحقيؽ غاية معينة كقياـ األجير‬
‫بعممو‪.‬‬

‫‪ _ 1‬يٕطٗ‪ ،‬يذًذ ‪ٕٚ‬طف‪ :‬انفمّ اإلطالي‪ ،ٙ‬يزجع طاتك‪ ،‬ص‪.210‬‬


‫‪ - 2‬انًذًظاَ‪ ٙ‬طثذ‪ :ٙ‬انًٕجثاخ ٔانعمٕد‪،‬يزجع طاتك‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪. 35‬‬
‫‪ - 3‬انظُٕٓر٘ عثذ انزساق‪ :‬يظادر انذك‪،‬ج‪ ،1‬ص‪05‬‬
‫‪- 4‬انشد‪ٛ‬ه‪ْٔ ،ٙ‬ثح‪ :‬انفمّ اإلطالي‪ٔ ٙ‬أدنتّ‪ ،‬يزجع طاتك‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪. 09‬‬
‫‪- 5‬انذر‪ :ُٙٚ‬يزجع طاتك ص‪260.‬‬
‫‪ - 6‬انشرلا‪ ،‬يظطفٗ أدًذ‪ :‬انًذخم إنٗ َظز‪ٚ‬ح اإلنتشاو انعايح ف‪ ٙ‬انفمّ اإلطالي‪ ،ٙ‬دار انمهى ديشك‪ ،‬ط ‪ْ1420 ،1‬ــ_‪1999‬و‪ ،‬ص‪19‬‬
‫‪30‬‬
‫يثذث تًٓ‪ٛ‬ذ٘‪:‬تعز‪ٚ‬ف يظطهذاخ انثذث‬

‫وأشار التعريؼ لمنشأ الحؽ في نظرية الشريعة‪ :‬وىو" إرادة الشرع"‪ ،‬فالحقوؽ في اإلسالـ منح‬
‫إليية تستند إلى المصادر التي تستنبط منيا األحكاـ الشرعية‪ ،‬فال يوجد حؽ شرعي مف غير‬
‫دليؿ يدؿ عميو‪ ،‬فمنشأ الحؽ ىو ا﵀ تعالى‪ ،‬إذ ال حاكـ غيره‪ ،‬وال تشريع سوى ما شرعو‪.‬‬
‫وليس الحؽ في اإلسالـ طبيعيا مصدره الطبيعة أو العقؿ البشري‪ ،‬إال انو منعا مما قد‬
‫يتخوؼ منو القانونيوف مف جعؿ مصدر الحقوؽ إلييا‪ ،‬وبالتالي إطالؽ الحرية في ممارسة‬
‫الحؽ‪ ،‬منعا مف ىذا الخطر‪ ،‬قرر اإلسالـ سمفا تقييد األفراد في استعماؿ حقوقيـ بمراعاة‬
‫مصمحة الغير‪ ،‬وعدـ اإلضرار بمصمحة الجماعة‪ ،‬فميس الحؽ مطمقا‪ ،‬وانما ىو مقيد بما يفيد‬
‫المجتمع‪ ،‬ويمنع الضرر عف اآلخريف‪ .‬والحؽ في الشريعة يستمزـ واجبيف‪:‬‬

‫‪ -‬واجب عاـ عمى الناس باحتراـ حؽ الشخص وعدـ التعرض لو‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫‪ -‬وواجب خاص عمى صاحب الحؽ بأف يستعمؿ حقو بحيث ال يضر باآلخريف‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تعريف حقوق اإلنسان في الفقو القانوني‪.‬‬

‫تختمؼ التعريفات الواردة في تعريؼ حقوؽ اإلنساف باعتبار اتساعيا وضيقيا‪ ،‬وسنورد بعض‬
‫التعريفات المتعمقة بيا عمى النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬يرى مجموعة مف الباحثيف الحقوقييف بأنيا‪ ":‬محموعة مف المصالح أو المكنات لكؿ‬


‫شخص‪ ،‬يحمييا القانوف"‪.2‬‬
‫فيي إذف مجموعة الحقوؽ المصيقة بالشخصية اإلنسانية‪ ،‬التي نصت عمييا المواثيؽ الدولية‬
‫والتي يتمتع بيا اإلنساف‪ ،‬وال يجوز تجريده منيا ألي سبب كاف‪ ،‬بصرؼ النظر عف كؿ‬
‫‪3‬‬
‫مظاىر التمييز مثؿ الديف والمغة والموف واألصؿ والعرؽ والجنس وغير ذلؾ"‬

‫وبالمعنى الواسع‪ ":‬ىي مجموعة الحقوؽ التي يمتمكيا اإلنساف والمصيقة بطبيعتو‪ ،‬والتي تظؿ‬
‫‪1‬‬
‫موجودة‪ ،‬واف لـ يتـ االعتراؼ بيا‪ ،‬وأكثر مف ذلؾ حتى ولو انتيكت مف سمطة ما"‬

‫‪- 1‬انشد‪ٛ‬ه‪ْٔ ،ٙ‬ثح‪ :‬انًزجع طاتك‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪. 09‬‬


‫‪ - 2‬عهٗ يذًذ انذتاص ٔآخزٌٔ‪ :‬دمٕق اإلَظاٌ‪ ،‬إَٔاعٓا ٔطزق دًا‪ٚ‬تٓا ف‪ ٙ‬انمٕاَ‪ ٍٛ‬انًذه‪ٛ‬ح ٔانذٔن‪ٛ‬ح‪ ،‬انًكتة انعزت‪ ٙ‬انذذ‪ٚ‬ث‪ ،‬االطكُذر‪ٚ‬ح‪،2005 ،‬‬
‫ص‪. 25‬‬
‫‪ - 3‬دظ‪ ٍٛ‬عثذ انعاط‪ ٙ‬األطزج‪ :‬آن‪ٛ‬اخ إعًال دمٕق اإلَظاٌ االلتظاد‪ٚ‬ح ف‪ ٙ‬انذٔل انعزت‪ٛ‬ح‪ ،‬يجهح انثادث‪ ،‬جايعح ٔرلهح‪ ،‬انعذد ‪ ،6‬ص‪.146‬‬
‫‪31‬‬
‫يثذث تًٓ‪ٛ‬ذ٘‪:‬تعز‪ٚ‬ف يظطهذاخ انثذث‬

‫المطمب الثالث‪ :‬تعريف الثقافة‪ ،‬والحقوق الثقافية‪.‬‬

‫لعمو واستجابة لمضرورة المنيجية وجب التطرؽ إلى تعريؼ الثقافة قبؿ تعريؼ الحقوؽ‬
‫الثقافية‪.‬‬

‫أف الثقافة مف المفاىيـ الواسعة المطاطة‪ ،‬والعائمة عمى مختمؼ الحقوؿ المعرفية‪ ،‬فيي‬
‫مف الموضوعات اليامة في عمـ االجتماع حيث يعتبر عمـ االجتماع الثقافي أحد الفروع التي‬
‫تعنى بالمسألة الثقافية ألجؿ ذلؾ أرى أنو مف المفيد وبعد تعريؼ الثقافة مف الناحية المغوية‬
‫ألعرج لعدىا إلى التعريؼ القانوني لمثقافة‪.‬‬
‫أوال تناوليا مف الناحية السوسيولوجية‪ّ ،‬‬
‫الفرع األول‪ :‬التعريف المغوي لمصطمح الثقافة‪.‬‬

‫ثقؼ الشيء ثقفا وثقافا وثقوفة‪ :‬حذقو‪ ،‬ورجؿ ثقؼ‪ :‬حاذؽ فيـ‪ ،‬وتدؿ عمى سرعة الفيـ‬
‫و التعمـ ‪ ، 2‬و يقصد بالثقافة‪ " :‬التمكف مف العموـ و الفنوف " ‪. 3‬‬

‫وعميو فإف مصطمح العمـ ىو مف أقرب المصطمحات المرتبطة بمدلوؿ الثقافة‪ ،‬والعمـ‬
‫ىو إدراؾ الشيء بحقيقتو‪ ،‬و ىو مجموعة المعارؼ‪.‬‬

‫ومصطمح الثقافة عمى عالقة وطيدة بمدلوؿ الفف الذي يراد بو‪ " :‬تحقيؽ فكرة أو عاطفة‬
‫ييدؼ منيا التعبير عف الجماؿ األكمؿ تمذذا بالقمب والعقؿ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التعريف السوسيولوجي لمثقافة‪.‬‬

‫" يعتبر مفيوـ الثقافة مف أكثر المفاىيـ تداوال في مجاالت المعرفة اإلنسانية عموما‬
‫وفي مجالي عمـ االجتماع واألنتروبولوجيا خصوصا‪ ،‬حيث أصبح مفيوما مالزما لمعموـ‬
‫االجتماعية ذلؾ أنو ارتبط باإلنساف‪ ،‬فاإلنساف كما يقاؿ كائف ثقافي بالدرجة األولى " ‪. 4‬‬

‫‪ - 1‬غضثاٌ يثزٔن‪ :‬يذاضزاخ ف‪ ٙ‬يادج دمٕق اإلَظاٌ‪ ،‬جايعح تاتُح‪ ،‬انعاو انذراط‪ ،2005/2004 :ٙ‬ص‪. 3‬‬
‫‪ -2‬ابف منظور ‪ ،‬مصدر سابؽ‪،‬ج ‪ ،32‬ص ‪.28‬‬
‫‪ -3‬المنجد األبجدي‪ :‬دار المشرؽ ‪ ،‬بيروت الطبعة الثالثة ‪.1982‬‬
‫‪ -4‬كماؿ بو قرة‪ :‬المسألة الثقافية وعالقاتيا بمشكالت التنظيمية في اليوية الجزائرية‪،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة باتنة‪،‬ص‪.40‬‬
‫‪32‬‬
‫يثذث تًٓ‪ٛ‬ذ٘‪:‬تعز‪ٚ‬ف يظطهذاخ انثذث‬

‫كما أف االتفاؽ عمى تعريؼ محدد لمثقافة أمر في غاية الصعوبة‪ .‬نظ ار لما يعرفو ىذا‬
‫المفيوـ مف صعوبات في التحديد و مف التجاذبات اإليديولوجية و المعرفية و حتى‬
‫ستطرؽ فيما سيأتي إلى بعض التعاريؼ الواردة حوؿ مفيوـ الثقافة‪.‬‬
‫السياسية‪ ،‬و أ‬

‫‪" :‬الثقافة أو‬ ‫ولعؿ مف أبرز التعاريؼ وأدقيا وأسبقيا تعريؼ تايمور حيث يرى أف‬
‫الحضارة بمعناىا اإلنساني األوسع‪ ،‬ىي ذلؾ الكؿ المركب الذي يشمؿ المعرفة والمعتقدات‬
‫والفف واألخالؽ والقانوف واألعراؼ والقدرات والعادات األخرى التي يكتسبيا اإلنساف باعتباره‬
‫عضوا في المجتمع "‪.1‬‬

‫ويرى روبارت بيرستد أف‪ " :‬الثقافة ىي ذلؾ الكؿ المركب الذي يتألؼ مف كؿ ما نفكر‬
‫‪2‬‬
‫‪ ،‬فدائرة الثقافة واسعة بيذا المفيوـ‬ ‫فيو أو نقوـ بعممو أو نتممكو كأعضاء مف المجتمع "‬
‫فيي تحتوي عمى عناصر المعرفة والمعتقدات والفف واألخالؽ واألعراؼ والعادات التي‬
‫يطبعيا المجتمع عمى الفرد في فكره وسموكو وعاداتو‪ ،‬كما يعتبر تايمور أف القانوف ىو احد‬
‫مكونات الثقافة وعنصر مف عناصرىا‪ ،‬حيث أنو منتوج " إفراز" غجتماعي يعبر عف ثقافة‬
‫مجتمع ما‪ ،‬والقانوف ييدؼ في األساس إلى تنظيـ عالقات أفراد المجتمع وصيانة حقوقيـ‪،‬‬
‫وتنظيـ حسف سير وظائؼ المؤسسات المختمفة في المجتمع التي تؤطره وتعمؿ عمى تطوره‬
‫وتحقيؽ رفاىو‪ ،‬بما يضمف استقرار المجتمع وازدىاره‪ ،‬وىو ما يعبر في جوىره ( أي القانوف)‬
‫عف وضعية حضارية لذلؾ المجتمع‪.‬‬

‫إف تعريؼ تايمور لمثقافة يقارب وبشكؿ كبير تعريؼ األستاذ مالؾ بف نبي لمثقافة الذي‬
‫يرى بأف‪ ":‬مجموعة مف الصفات الخمقية والقيـ االجتماعية التي تؤثر في الفرد منذ والدتو‪،‬‬
‫وتصبح ال شعوريا العالقة التي تربط سموكو بأسموب الحياة في الوسط الذي ولد فيو‪ ،‬فيي‬
‫بيذه الحالة المحيط الذي يشكؿ فيو الفرد طباعو و شخصيتو‪ ،‬فيي المحيط الذي يعكس‬
‫حضارة معينة‪ ،‬والذي يتحرؾ في نطاقو اإلنساف المتحضر‪ ،‬وبيذا تصبح الثقافة في نظر‬

‫‪ -‬دوني كوش‪ :‬مفيوـ الثقافة في العموـ االجتماعية‪.‬ترجمة قسـ المقدار‪ ،‬منشورات اتحاد الكتاب العرب‪ ،‬سوريا‪،2000.‬ص‪.6‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬عبد الغني عماد‪ :‬سوسيولوجية الثقافة‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،2006 ،‬ص ‪.32‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪33‬‬
‫يثذث تًٓ‪ٛ‬ذ٘‪:‬تعز‪ٚ‬ف يظطهذاخ انثذث‬

‫األستاذ مالؾ بف نبي دفتييا فمسفة اإلنساف وفمسفة الجماعة‪ ،‬أي مقومات اإلنساف ومقومات‬
‫المجتمع مع األخذ بعيف االعتبار ضرورة انسجاـ ىذه المقومات جميعا في كياف واحد تحدثو‬
‫عممية التركيب التي تجرييا الش اررة الروحية عندما يؤذف فجر إحدى الحضارات "‪. 1‬‬

‫إذف فيي بحسب رأيو‪ " :‬المحيط الفكري والسيكولوجي واالجتماعي الذي يكيؼ الوجود‬
‫اإلنساني في المجتمع ويزوده بالخبرة المعرفية والسموكية التي تشكؿ طباعو وشخصيتو‪،‬‬
‫وتحكـ عالقتو بسنف اآلفاؽ واألنفس و اليداية " ‪. 2‬‬

‫ويرى األستاذ عبد اإللو بمقزيز أنو يمكف إعطاء مفيوـ لمثقافة مف خالؿ مستويات‬
‫يؼ لمثقافة في مستويات ثالثة مف حيث ىي إدراؾ‪ ،‬و مف حيث ىي تكيؼ‪،‬‬
‫فيقوؿ‪ ":‬نقترح تعر ا‬
‫ثـ مف حيث ىي تكييؼ "‪. 3‬‬

‫وفي تعريؼ آخر لفيسمر يقوؿ بأف الثقافة‪ " :‬ىي كؿ النشاطات المجتمعية بمعناىا‬
‫الواسع كالمغة و الزواج والسيستاـ والممكية فضال عف المبقات و الصنائع و الفف ‪...‬الخ " ‪. 4‬‬

‫ويرى رالؼ لينتوف أف الثقافة ىي تضافر السموكات المتعمقة وما ينتج عنيا مف نتائج‬
‫وىو تضافر بتقاسـ أبناء المجتمع المعني عناصره المكونة لو‪ ،‬ويعمموف عمى نقميا إلى‬
‫أبنائيـ" ‪. 5‬‬

‫ويمكف تصنيؼ المكونات أو العناصر المشكمة لمثقافة في خمسة محاور ومنظومات‬


‫مترابطة فيما بينيا ومتكاممة وظيفيا وبنائيا وىذه المحاور ىي ‪:‬‬

‫‪ -‬محور منظومة العالـ المعرفي‪.‬‬

‫‪ -‬محور منظومة العالـ الروحي‪.‬‬

‫‪ - 1‬بف نبي مالؾ‪ :‬مشكمة الثقافة‪ ،‬ترجمة عبد الصبور شاىيف‪ ،‬دار الفكر‪ ،1984 ،‬ط‪، 4‬الجزائر ‪،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ -‬بف نبي مالؾ ‪ :‬شروط النيضة ص ‪ ، 125‬مشكمة الثقافة‪ ،‬ص ‪.74، 42‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬عبد اإللو بمقزيز‪ :‬في البدء كانت الثقافة ‪ ،‬إفريقيا الشرؽ ‪ ،‬ط‪ 1‬المغرب ‪ ،1998‬ص ‪. 42‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬جاؾ لومبار ‪ :‬مدخؿ إلى اإلثنولوجيا ‪ ،‬ترجمة حسف قبسي ‪ ،‬المركز الثقافي العربي ط‪ 1‬المغرب ‪ 1997‬ص ‪.153‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ -5‬جاؾ لومبار‪ :‬مرجع سابؽ ‪.‬‬


‫‪34‬‬
‫يثذث تًٓ‪ٛ‬ذ٘‪:‬تعز‪ٚ‬ف يظطهذاخ انثذث‬

‫‪ -‬محور منظومة العالـ السموكي‪.‬‬

‫‪ -‬محور منظومة الخبرات اإلنجازية ‪.‬‬

‫‪ -‬محور منظومة القدرات الوقائية ‪.1‬‬

‫فالثقافة تعبر عف " قيـ المجتمع و مثمو العميا وخاصيتو الفكرية والفنية والخمقية الكبرى‬
‫كما تعني الحضارة وسائر العوامؿ المادية ويعتقد البعض أف الثقافة كالحضارة ألنيما يشيراف‬
‫إلى منياج حماية أمة مف الناس فالحضارة ىي أعمى تجمع ثقافي لمناس و أوسع مستوى‬
‫لميوية الثقافية ليا "‪. 2‬‬

‫" ويعتبر الديف أىـ مكوف لمثقافة بؿ نجد بعض الباحثيف يعتبروف بمثابة ثقافة كاممة‬
‫‪ ،‬فالديف إذف يزود الثقافة برؤية لمعالـ ولمطبيعة‪،‬‬ ‫لشعب مف الشعوب‪ ،‬أو أمة مف األمـ‬
‫ولموجود ولإلنساف‪ ،‬وكذلؾ يقدـ تصور البناء المجتمع ولتنظيـ العالقات االجتماعية عمى‬
‫نحو يعطي أحيانا أدؽ التفاصيؿ االجتماعية واالقتصادية والسياسية واألخالقية واألحواؿ‬
‫الشخصية "‪. 3‬‬

‫وبخصوص تنوع ما قيؿ في شأف مفيوـ الثقافة فيرى األستاذ مالؾ بف نبي أنو يمكف "‬
‫رد مجموع ما قيؿ مف تفسيرات إلى مدرستيف المدرسة الغربية‪ :‬وىي ترى أف الثقافة ثمرة‬
‫الفكر‪ ،‬أي ثمرة اإلنساف‪ ،‬تقابميا‪ :‬المدرسة الماركسية‪ :‬التي ترى أف الثقافة في جوىرىا ثمرة‬
‫المجتمع" ‪ ، 4‬ويرى أيضا‪ ":‬أنيا العالقة التي تحدد السموؾ اإلجتماعي لدى الفرد بأسموب‬
‫الحياة في المجتمع‪ ،‬كما تحدد أسموب الحياة بسموؾ الفرد" ‪ ، 5‬ويرى بف نبي أيضا أنو مف‬
‫الواجب النظر إلى المسألة الثقافية مف ثالثة أوجو ىي‪ :‬العناصر النفسية‪ ،‬العناصر‬
‫اإلجتماعية‪ ،‬والعالقة الضرورية بيف ىذه العناصر فػ‪ ":‬الثقافة ىي التعبير الحسي عف عالقة‬

‫‪ -‬برغوث الطيب‪ :‬محورية البعد الثقافي في استراتجية التجديد الحضاري ‪ ،‬دار قرطبة ‪ ،‬الجزائر ‪ 2004‬ص ‪.35‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -2‬عمر سعد ا﵀‪ :‬مرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪. 129‬‬


‫‪ -3‬كماؿ بوقرة‪ :‬مرجع السابؽ‪،‬ص‪.23‬‬
‫‪ - 4‬بف نبي مالؾ‪ :‬مرجع سابؽ ص ‪.29‬‬
‫‪ - 5‬بف نبي مالؾ‪ :‬نفس المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪35‬‬
‫يثذث تًٓ‪ٛ‬ذ٘‪:‬تعز‪ٚ‬ف يظطهذاخ انثذث‬

‫الفرد بيذا العالـ أي بالمجاؿ الروحي الذي ينمو فيو وجوده النفسي‪ ،‬فيي نتيجة ىذا االتصاؿ‬
‫بذلؾ المناخ‪ ،‬واذا ما رددنا األمور إلى مستوى إجتماعي الثقافة ىي حياة المجتمع التي‬
‫بدونيا يصبح مجتمعا ميتا"‪.1‬‬

‫ويرى عزمي طو أف ‪ ":‬الثقافة معرفة عممية مكتسبة‪ ،‬تنطوي عمى جانب معياري‪،‬‬
‫وتتجمى في السموؾ الواعي لإلنساف (فردا وجماعة) في تعاممو مع الحياة اإلجتماعية مع‬
‫الوجود بأجزائو المختمفة ( او مع الخالؽ والمخموقات)" ‪ ، 2‬وانطالقا مف ىذا التعريؼ العاـ‬
‫لمثقافة يبني عزمي طو تعريفو لمثقافة اإلسالمية عمى النحو األتي ‪ ":‬الثقافة اإلسالمية ىي‬
‫معرفة عممية مكتسبة تنطوي عمى جانب معياري مستمد مف شريعة اإلسالـ ومؤسس عمى‬
‫عقيدتو وتتجمى في السموؾ الواعي لإلنساف ( فردا وجماعة) في تعاممو مع الحياة االجتماعية‬
‫‪3‬‬
‫مع الوجود ( أي مع الخالؽ والمخموقات)"‬

‫الفرع الثالث‪ :‬التحديد القانوني لمصطمح الثقافة‪.‬‬

‫رغـ ورود مصطمح الثقافة في العديد مف المواثيؽ واالتفاقيات الدولية وصدوره عف‬
‫العديد مف المنظمات العالمية المتخصصة في اإلعالنات والتوصيات والق اررات ذات الصمة‬
‫بموضوع الثقافة‪ ،‬ورغـ العديد مف التعاريؼ التي قدمت ليا في مختمؼ فروع العموـ والمعرفة‪،‬‬
‫إال أنو لـ يقدـ ليا تعريؼ قانوني يحددىا ‪.‬‬

‫فاعتبار الثقافة مف المواضيع القانونية " تطرح العديد مف المشاكؿ التي يجب االنتباه‬
‫إلييا التي مف بينيا النظر إلى القانوف مف حيث التطبيؽ‪ ،‬أـ مف حيث اعتباره معطيات‬
‫اجتماعية سياسية‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬دينية‪ ،‬أخالقية‪ ،‬فيصبح في الحالة األولى جانبا مف الجوانب‬
‫الميمة لمثقافة‪ ،‬وعنص ار مف العناصر العممية االجتماعية "‪.4‬‬

‫‪ - 1‬بف نبي مالؾ ‪ :‬انًزجع انظاتك‪ ،‬ص ‪50‬‬


‫‪ - 2‬عزمي طو‪ :‬عمـ الثقافة اإلسالمية‪ ،‬المؤسسة العربية الدولية لمنشر والتوزيع‪ ،‬عماف األردف ‪ ،2008‬ص ‪.21‬‬
‫‪ - 3‬عزمي طو‪ :‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪ -4‬عبد الغني عماد‪ :‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪. 138‬‬
‫‪36‬‬
‫يثذث تًٓ‪ٛ‬ذ٘‪:‬تعز‪ٚ‬ف يظطهذاخ انثذث‬

‫وفي الحالة الثانية يصبح منطمقا وأساسا ووسيمة ووظيفة مف الوظائؼ والمبادئ‬
‫المدعمة لوجود المجتمع‪ ،‬وتقويتو وتماسكو‪.1‬‬

‫" وانطالقا مف المفيوـ الواسع لكؿ مف الثقافة والقانوف‪ ،‬فإف ىناؾ تداخؿ بينيما‪،‬‬
‫وكمييما يشمالف بعضيما البعض‪ ،‬فالمفيوـ الواسع لمقانوف يشمؿ كؿ مكونات الثقافة التي‬
‫تسيـ في تحقيؽ النظاـ في المجتمع فيصبح بذلؾ العرؼ والتقاليد‪ ،‬والعادة في المجتمعات‬
‫القديمة بمثابة القانوف في المجتمعات الحديثة‪.2‬‬

‫والثقافة بمفيوميا الواسع ‪ .‬تضـ القانوف أيضا ‪ ،‬فيصبح لكؿ ثقافة مفاىيميا القانونية‬
‫المرتبطة بيا ‪ ،‬وأنظمتيا الخاصة بيا‪ ،‬و جزاءاتيا المختمفة‪ ،‬و كؿ ذلؾ يتغاير و يتعاير‪،‬‬
‫ويتخالؼ مف ثقافة إلى أخرى‪ ،‬و ىي التي تجعؿ سموؾ األفراد يتوافؽ و يتماشى مع ثقافة‬
‫المجتمع ‪. 3‬‬

‫‪ ،‬يستغرؽ‬ ‫فمصطمح الثقافة سواء أكاف المدلوؿ لغويا أـ قانونيا ىو مصطمح عاـ‬
‫مصطمحات أخرى كالفف و العمـ‪ ،‬لكف في نفس الوقت يعد مصطمحا جزئيا مف مصطمح أعـ‬
‫ىو مصطمح الحضارة "‪.4‬‬

‫وسنستعرض بعض النصوص الدولية التي تطرقت لمصطمح الثقافة الصادرة عف بعض‬
‫المنظمات الدولية واإلقميمية التي تعني بشكؿ أساسي بموضوع الثقافة‪.‬‬

‫فاتفاقية الىاي ‪ 1954‬المتعمقة بحماية الممتمكات الثقافية زمف النزاعات المسمحة ‪ ،‬رغـ‬
‫أنيا أدرجت مصطمح " ثقافة ضمف نصوصيا‪ ،‬فمقد جاءت مادتيا األولى معنونة بػ " تعريؼ‬
‫الممتمكات الثقافية " ‪ ،‬إال أنيا لـ تعرؼ مصطمح الثقافة‪ ،‬بؿ اكتفت بػ " إيراد مجموعة أنواع‬

‫‪ -1‬عبد الغني عماد‪ :‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪. 78‬‬


‫‪ -2‬عبد الغني عماد‪ :‬المرجع نفسو‪،‬ص ‪.116‬‬
‫‪ -3‬عبد الغني عماد‪ :‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.132‬‬
‫‪ -4‬خياري ع الرحيـ‪ :‬حماية الممتمكات الثقافية في المنازعات المسمحة ‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ 1997‬ص ‪. 24‬‬
‫‪37‬‬
‫يثذث تًٓ‪ٛ‬ذ٘‪:‬تعز‪ٚ‬ف يظطهذاخ انثذث‬

‫الممتمكات الثقافية‪ .‬رابطة في نفس الوقت مدلوؿ الثقافة بما يتصؿ بيا كالتاريخ‪ ،‬اآلثار‪،‬‬
‫الديف‪ ،‬الفف ‪.....‬الخ ‪.1‬‬

‫ولكوف أف مصطمح الثقافة مف المصطمحات التي يصعب قيدىا وتحديدىا بدقة فقد‬
‫‪ 18‬إلى ‪ 22‬ديسمبر ‪ 1967‬في‬ ‫عزفت المائدة المستديرة التي عقدتيا اليونسكو ما بيف‬
‫موناكو بفرنسا‪ ،‬والتي كاف موضوعيا السياسات الثقافية عف إعطاء مدلوؿ قانوني لمثقافة ‪.2‬‬

‫ومف أسباب صعوبة تقديـ تعريؼ كامؿ شامؿ لمثقافة مف طرؼ اليونسكو تشبث كؿ‬
‫األمر‬ ‫الدوؿ األعضاء والمناطؽ الثقافية بمفيوميا ليا‪ ،‬ولكونيا وحدىا ىي المقدـ لمثقافة‪،‬‬
‫الذي دفع باليونسكو إلى عدـ تقديـ تعريؼ ليا‪.‬‬

‫لكف ذلؾ " لـ يمنع اليونسكو خالؿ المؤتمرات التحضيرية ‪ ، ‬التي سبقت انعقاد مؤتمر‬
‫السياسات الثقافية بالمكسيؾ مف ‪ 7 / 26‬إلى ‪ 1982 / 08 / 06‬مف محاولة تقديـ تعريؼ‬
‫الثقافة يرضي الجميع ‪. 3‬‬

‫و بما أف الثقافة ىي أحد االىتمامات الرئيسية لمنظمة اليونسكو فإنيا جعمتيا في‬
‫إعالف مبادئ التعاوف الثقافي الدولي الصادر عنيا سنة ‪ 1966‬بمثابة‪ " :‬حؽ و واجب لكؿ‬
‫الشعوب واألمـ التي ينبغي أف تشارؾ في العمـ والمعرفة لكف ىذا اإلعالف لـ يقدـ تعريفا‬
‫لمثقافة "‪.4‬‬

‫وفي مؤتمر السياسات الثقافية بالمكسيؾ ‪ 1982‬توصمت اليونسكو إلى تقديـ تعريؼ‬
‫لمثقافة بمعناىا الواسع‪ ،‬فيي‪:‬‬

‫‪ -1‬خياري عبد الرحيـ‪ :‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.23‬‬


‫‪2- collection politique culturelle : « réflexions préalables sur les politique culturelles ,études et‬‬
‫‪collection» UNISCO 1969 P8‬‬
‫‪ - ‬مؤتمرات ‪ :‬ىمسنكي ‪ ، 1972‬جاكرتا ‪ ، 1973‬يوغوتا ‪ ، 1978‬بغداد ‪.1978‬‬
‫‪ -3‬العاللي الصادؽ‪ :‬العالقات الثقافية الدولية‪ ،‬دراسة سياسية قانونية‪ ،‬د‪.‬ـ‪.‬ج‪،‬الجزائر‪ ، 2006‬ص ‪. 44‬‬
‫‪ -4‬العاللي الصادؽ‪ :‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪. 44‬‬
‫‪38‬‬
‫يثذث تًٓ‪ٛ‬ذ٘‪:‬تعز‪ٚ‬ف يظطهذاخ انثذث‬

‫" جميع السمات الروحية والمادية والفكرية والعاطفية التي تميز مجتمعا بعينو أو فئة‬
‫اجتماعية بعينيا‪ ،‬وىي تشمؿ الفنوف واآلداب وطرائؼ الحياة‪ ،‬كما تشمؿ الحقوؽ األساسية‬
‫لإلنساف‪ ،‬ونظـ القيـ والتقاليد‪ ،‬و المعتقدات‪ ،‬والتي تجعؿ منيا كائنات تتميز باإلنسانية‬
‫المتمثمة في العقالنية والقدرة عمى النقد وااللتزاـ األخالقي‪ ،‬وعف طريقيا نيتدي إلى القيـ‪،‬‬
‫ونمارس الخيار‪ ،‬وىي وسيمة اإلنساف لمتعبير عف نفسو‪ ،‬والتعرؼ عمى ذاتو "‪.1‬‬

‫ونجد أف اليونسكو بيذا التعريؼ قد أخذت بالتعريؼ الموسع لمثقافة ‪.2‬‬

‫وقد أكد مؤتمر التربية الدولي بجنيؼ ‪ 1992‬ىذا التعريؼ ‪. 3‬‬

‫كما أف ىذا التعريؼ يعتبر قاسما مشتركا لمتيارات الرئيسية السائدة آنذاؾ أي‪ :‬التيار‬
‫الرأسمالي والتيار االشتراكي والدوؿ النامية‪.‬‬

‫وبمناسبة الندوة الخاصة بالتخطيط إليجاد إستراتيجية إسالمية موحدة لمثقافة التي‬
‫‪ ،‬صدر عنيا بياف ختامي‬ ‫عقدتيا المنظمة اإلسالمية لمتربية والعموـ و الثقافة (إسيسكو)‬
‫عرفت فيو الثقافة بأنيا " الوعاء الحضاري الذي يحفظ لألمة وحدتيا‪ ،‬و يضمف تماسكيا ‪ ،‬و‬
‫يكسبيا السمات الفكرية المميزة ‪ ،‬فيي رمز ىويتيا وركيزة وجودىا ‪ ،‬و ىي جماع فكرىا ‪ ،‬و‬
‫خالصة إبداعيا و مستودع عبقريتيا ‪ ،‬وىي مصدر قوتيا‪ ،‬ومنبع تميزىا بيف األمـ " ‪.4‬‬

‫وىذا التعريؼ أخذ المفيوـ الواسع والشامؿ لمختمؼ جوانب الثقافة التي أخذت بو‬
‫‪ .1982‬مع إضافتيا لمصطمح المعرفة التي عرفتيا‬ ‫اليونسكو‪ ،‬في مؤتمر ميكسكو سنة‬
‫بأنيا‪ " :‬ىي كؿ معموـ خضع لموحي أو الحس أو التجربة "‪.5‬‬

‫‪ -1‬مؤتمر اليونسكو الخاص بالسياسات الثقافية ‪ ،‬المكسيؾ ‪1982‬ـ‪.‬‬


‫‪-2‬العاللي الصادؽ‪ :‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪ -3‬مؤتمر التربية الدولي ‪ ،‬جنيؼ مف ‪ 04/14‬إلى ‪ 1992/04/19‬ـ‪.‬‬
‫‪ -4‬البياف الصادر عف الندوة‪ ،‬ص ‪.1‬‬
‫‪ - 5‬العاللي الصادؽ‪ :‬المرجع نفسو ص ‪.61‬‬
‫‪39‬‬
‫يثذث تًٓ‪ٛ‬ذ٘‪:‬تعز‪ٚ‬ف يظطهذاخ انثذث‬

‫فمقد أضاؼ ىذا التعريؼ الوحي أيضا كمصدر لممعرفة‪ ،‬مع استقراء السنف و االستفادة‬
‫منيا‪ ،‬مما صبغ الصبغة الدينية لمثقافة اإلسالمية التي تعتمد عمى الوحي‪ ،‬مما جعميا " تتسـ‬
‫بالوضوح والتكامؿ واالستمرار‪ ،‬والقدرة عمى العطاء والتكيؼ‪ ،‬والتجاوب مع مختمؼ البيئات‬
‫والعصور‪ " ،1‬ؼالديف اإلسالمي‪ ،‬جعؿ الثقافة اإلسالمية ال تتحرج مف أف تأخذ مف مختمؼ‬
‫الثقافات والمعارؼ‪ ،‬سواء كانت شرقية أو غربية‪ ،‬قديمة أـ حديثة‪ ،‬ألنيا ثقافة توازف‬
‫ووسطية‪ ،‬بيف الروح والمادة‪ ،‬تنتفع مف المعرفة ‪ ،‬والحكمة أنيا وجدت خدمة لصالح البشرية‬
‫"‪ ،2‬بشرط عدـ مخالفة أحكامو ‪.‬‬

‫وفي التعريؼ الذي وضعتو المنظمة العربية لمتربية والثقافة والعموـ التابعة لجامعة‬
‫الدوؿ العربية الوارد ضمف الخطة الشاممة لمثقافة العربية التي أقرىا وزراء الثقافة في الوطف‬
‫‪ 1985‬جاء ما يمي‪ ":‬الثقافة تشمؿ مجموع‬ ‫العربي الذي عقد في تونس شير نوفمبر عاـ‬
‫النشاط الفكري والفني بمعناىا الواسع‪ ،‬وما يتصؿ بيما مف ميارات أو يعيف عمييما مف‬
‫الوسائؿ فيي موصولة الروابط بجميع اوجو النشاط اإلجتماعي األخرى متأثرة بيا معينة‬
‫مفصؿ إذ‬
‫ّ‬ ‫عمييا مستعينة بيا"‪ ،3‬وقد فسرت لجنة الخطة الشاممة لمثقافة العربية المفيوـ بشكؿ‬
‫ترى المجنة أف‪ ":‬في الثقافة تنتظـ جميع السمات المميزة لألمة مف ماديو وروحية وفكرية‬
‫وفنية ووجدانية‪ ،‬وتشمؿ مجموع المعارؼ والقيـ واإللتزامات األخالقية المستقرة فييا وطرائؽ‬
‫التفكير واإلبداع الجمالي والفني والمعرفي والتقني وسبؿ السموؾ والتصرؼ والتعبير وطرز‬
‫الحياة‪ ،‬كما تشمؿ أخي ار تطمعات اإلنساف لممثؿ العميا ومحاولة إعادة النظر في منجزاتو‪،‬‬
‫والبحث الدائب عف مدلوالت جديدة لحياتو وقيمو ومستقبمو وابداع كؿ ما يتفوؽ بو عمى ذاتو‪،‬‬
‫والثقافة أخي ار ضمف ىذا المعنى نفسو ‪ ،‬تمنح اإلنساف القدرة عمى أف يفكر في نفسو‪ ،‬وىي‬
‫التي تجعؿ منا فعال كائنات إنسانية مفكرة ممتزمة أخالقيا ومعنويا‪ ،‬قادرة عمى التقويـ‪،‬‬

‫‪ - 1‬البياف الختامي لمندوة‪.‬‬


‫‪ - 2‬ميثاؽ منظمة األسيسكو ‪ ،‬مطبعة المعارؼ الرباط ‪ ،‬المغرب ‪ 1993‬ص ‪. 2‬‬
‫‪ - 3‬الخطة الشاممة لمثقافة العربية‪ ،‬الوثيقة الصادرة عف مؤتمر وزراء القافة العرب‪ ،‬تونس ‪ ،1985‬ص ‪.42‬‬
‫‪40‬‬
‫يثذث تًٓ‪ٛ‬ذ٘‪:‬تعز‪ٚ‬ف يظطهذاخ انثذث‬

‫وبالثقافة يميز اإلنساف بيف القيـ ويمارس االختيارات ويعبر عف صميـ ذاتو‪ ،‬ويعي ويعرؼ‬
‫‪1‬‬
‫أنو مشروع غير كامؿ ولكنو في السبيؿ إلى الكماؿ"‬

‫وقد جاء أيضا تعريؼ الثقافة في البياف الثقافي الصادر عف الميرجاف الثقافي اإلفريقي‬
‫المنعقد بالجزائر سنة ‪ 1969‬بأنيا‪ " :‬النظرة الشاممة لإلنساف والعالـ و بالتالي ليا نظاـ لمفكر‬
‫والفمسفة والعمـ والمعتقدات والفنوف والمغات وىي أيضا فكر ونشاط خالؽ‪ ،‬لصنع نماذج مف‬
‫األفراد والمجتمعات‪ ،‬وتوفر جممة مف الوسائؿ التي يستطيع الشعب بواسطتيا التعبير عف‬
‫نفسو‪ ،‬وأف يتحوؿ ويحوؿ العالـ ‪ ،‬ويطبع التاريخ بطابعو " ‪. 2‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬تعريف الحقوق الثقافية‪.‬‬

‫لقد عمد الباحث مف خالؿ ما سبؽ مف تعريؼ لمحؽ والثقافة‪ ،‬كال عمى حدة وذلؾ مف‬
‫اجؿ الوصوؿ إلى بناء تعريؼ لمحقوؽ الثقافية‪ ،‬حيث يمكف تعريفيا كاآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬الحقوؽ الثقافية ىي مجموعة القواعد القانونية التي تضمف لإلنساف أفرادا وجماعات‬
‫التثقيؼ اكتسابا وتعبي ار وممارسة ومشاركة‪،‬مف خالؿ حماية الحؽ في التديف الصحيح‬
‫اعتقادا وممارسة‪ ،‬والحؽ في التربية والتعميـ العممي والميني‪ ،‬وحرية المشاركة في الحياة‬
‫الثقافية‪ ،‬والحؽ في حماية اليوية الثقافية‪.‬‬
‫وذلؾ بيدؼ تحقيؽ ترقيتو المعرفية والروحية والسموكية‪ ،‬التي تحقؽ الوعي بقيمتو‬
‫كإنساف وبوظيفتو الوجودية‪.‬‬
‫‪ -‬وعمى الصعيد القانوني الدولي ‪ :‬ىي مجموعة القواعد االتفاقية التي تمنحيا الصكوؾ‬
‫والمعاىدات ليذه الفئة مف الحقوؽ‪ ،‬لضماف إقرارىا وعدـ المساس بيا‪.‬‬
‫‪ -‬وباعتبار أف المكونات الثقافة األساسية ىي‪ :‬الديف‪ ،‬اعتقادا وممارسة‪ ،‬والتربية والتعميـ‬
‫وحرية التعبير‪ ،‬حيث أف المنيج التفكيكي الذي عمدناه في تحميؿ عناصر الحقوؽ‬
‫الثقافية نجد أنيا وباألساس تتمثؿ في‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ انًزجع انظاتك‪ ،‬ص‪42‬‬


‫‪ -‬إعالف الميرجاف الثقافي اإلفريقي‪ ،‬الجزائر سنة ‪ SNED ،1969‬ص ‪. 214‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪41‬‬
‫يثذث تًٓ‪ٛ‬ذ٘‪:‬تعز‪ٚ‬ف يظطهذاخ انثذث‬

‫‪ -‬الحؽ في التديف الصحيح‪.‬‬


‫‪ -‬الحؽ في التربية والتعميـ‪.‬‬
‫‪ -‬الحؽ في حرية التعبير‪.‬‬
‫‪ -‬الحؽ في حرية اإلبداع العممي والفكري‪.‬‬
‫‪ -‬الحؽ في خصوصية اليوية الثقافية‪.‬‬

‫فإذا كانت الظاىرة الدينية مالزمة لإلنساف دوما ‪ ،‬فالقانوف يجب أف يضمف ىذا الحؽ‬
‫مف خالؿ إق ارره وتنظيـ ممارسة الشعائر الدينية الفردية والجماعية مف خالؿ الترخيص ليا‬
‫مع ضماف وجود أماكف مناسبة ليا وصيانتيا ونظافتيا وحفظيا وحمايتيا و تأطيرىا‪.‬‬

‫وىنا نجد أىـ األصناؼ التشريعية لمدوؿ فيما يتعمؽ بالمسألة الدينية‪ ،‬وىي‪:‬‬

‫‪ -‬الدوؿ العممانية مثؿ‪ :‬فرنسا‪ ،‬تركيا‪ ،‬الواليات المتحدة األمريكية وغيرىا‪.‬‬


‫‪ -‬الدوؿ الدينية مثؿ‪ :‬المممكة العربية السعودية‪ ،‬إيراف‪،‬الفاتيكاف‪ ،‬وغيرىا‪.‬‬

‫وعمى الصعيد الدولي نجد أف معظـ المعاىدات واالتفاقات الدولية تتناوؿ ىذا الحؽ وىو ما‬
‫سنتطرؽ إليو في الفصل األول مف البحث‪.‬‬

‫والحق في التربية والتعميم ‪ :‬ىو أيضا مف الحقوؽ األساسية المصيقة باإلنساف ‪ ،‬وسنتناولو‬
‫في الفصؿ الثاني مف البحث بشيء مف التفصيؿ‪ ،‬مف خالؿ استعراض إقرار ىذا الحؽ في‬
‫كؿ مف الفقو اإلسالمي والقانوف الدولي لحقوؽ اإلنساف‪ ،‬حيث سيتـ تسميط الضوء عمى‬
‫الحماية المقررة ليذا الحؽ‪.‬‬

‫كما أف الحؽ في حماية اإلبداع األدبي والفني‪ ،‬فسيتناولو البحث مف خالؿ الفصؿ الثالث‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫الفصل األول‪ :‬آليات حماية الحق في التدين بين الفقو اإلسالمي والقانون الدولي لحقوق‬
‫اإلنسان‪.‬‬

‫الثقافية بيف الفقو اإلسبلمي‬ ‫إف التكمـ عف آليات حماية حؽ مف حقكؽ اإلنساف‬
‫كالقانكف الدكلي لحقكؽ اإلنساف ‪ ،‬يستكجب ابتداء استعراض كمناقشة مسألة إقرار ىذه الحقكؽ‬
‫كاالىتماـ بوا في كؿ مف المنظكريف‪ :‬الفقيي اإلسبلمي كالقانكني الدكلي لحقكؽ اإلنساف‪ ،‬ليتـ‬
‫التعريج بعد ذلؾ لتناكؿ آليات الحماية‪.‬‬

‫كيعتبر الحؽ في االعتقاد كممارسة الشعائر الدينية كىك ما اصطمحت عميو الحؽ في‬
‫التديف مف الحقكؽ الثقافية األساسية التي تستكجب دراسة إقرارىا كاعماليا مف المنظكريف‬
‫الفقيي اإلسبلمي كالقانكني‪.‬‬

‫التديف‪ ،‬كذلؾ مف خبلؿ اإلجابة‬


‫ففي ىذا الفصؿ يحاكؿ البحث تأصيؿ مسألة الحؽ في ٌ‬
‫عف التساؤؿ الفرعي الكارد في المقدمة مف خبلؿ إشكالية البحث‪ ،‬كىك‪:‬‬

‫التدين في كل من الفقو اإلسالمي‬


‫ما مدى إقرار الحماية الالزمة لحق اإلنسان في ّ‬
‫والقانون الدولي لحقوق اإلنسان ؟ ك ما ىي آليات الحماية التي يتكفر عمييا كؿ مف الفقو‬
‫اإلسبلمي كالقانكف الدكلي لحقكؽ اإلنساف؟‬

‫كألجؿ اإلجابة عمى ذلؾـ التساؤؿ تـ تقسيـ ىذا الفصؿ إلى ثبلثة مباحث‪ ،‬حيث‪:‬‬

‫‪ -‬تـ تخصيص المبحث األول ؿحماية الحؽ في التديف في الفقو اإلسبلمي كأىـ آليات‬
‫حماية ىذا الحؽ ‪.‬‬
‫‪ -‬أـ ا المبحث الثاني سكؼ يتكمـ عف الحؽ في التديف في القانكف الدكلي لحقكؽ‬
‫اإلنساف‪.‬‬
‫‪ -‬والمبحث الثالث فسيتناكؿ أىـ اآلليات الحمائية الدكلية كاإلقميمية التي أفرزىا الكاقع‬
‫الدكلي كاإلقميمي الراىف‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬حماية حق التدين الصحيح في الفقو اإلسالمي‬

‫نتناكؿ في ىذا المبحث حماية الحؽ في التديف في الفقو اإلسبلمي ‪ ،‬كلمتفصيؿ في‬
‫ثبلثة‬ ‫عرض ىذا الحؽ بما يضمف شمكؿ أىـ عناصره كجزئياتو قسمنا ىذا المبحث إلى‬
‫مطالب‪ ،‬حيث تطرقنا في المطمب األكؿ إلى حفظ الديف باعتباره مقصدا مف مقاصد‬
‫الشريعة اإلسبلمية‪ ،‬ثـ تطرقنا في المطمب الثاني إلى أىـ اآلليات المقررة فقيا لضماف ىذا‬
‫ثـ‬ ‫الحؽ كحمايتو‪ ،‬كقد تطرقنا إلى أىميا‪ ،‬كىي‪ :‬الكقؼ‪ ،‬ك الدعكة‪ ،‬كاالجتياد‪ ،‬كالجياد‬
‫عف الحؽ في التديف بالنسبة ؿ لمخالفيف لممسمميف في‬ ‫أردفناه في المطمب الثالث بالكبلـ‬
‫الديف‪ ،‬باعتباره إفراز كاقعيا آنيا كتاريخيا عاشو المسممكف عمى مر العصكر‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬حفظ الدين كمقصد من مقاصد الشريعة‬

‫قسمنا ىذا المطمب إلى فرعيف‪ ،‬تطرقنا في الفرع األكؿ إلى تعريؼ مقاصد الشريعة كأىـ‬
‫تقسيماتيا‪ ،‬أما الفرع الثاني فقد خصصناه إلبراز مكقع مقصد حفظ الديف بالنسبة لممقاصد‬
‫األخرل‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف مقاصد الشريعة اإلسالمية وتقسيماتيا‬

‫التعريف المغوي‪:‬‬
‫‪- 1‬‬
‫المقاصد جمع مقصد‪ ،‬مشتؽ مف الفعؿ قصد يقصد قصدا‪ ،‬كالقصد في المغة يطمؽ‬
‫كيراد بو عدة معاف‪ ،1‬منيا‪:‬‬
‫‪ -‬استقامة الطريؽ‪ ،‬كشاىده قكلو تعالى‪      ":‬‬

‫‪ ،2"     ‬أم‪ :‬عمى ا﵀ تبيمف الطريؽ المستقيـ‪،‬‬

‫كالدعاء إليو بالحجج كالبراىيف الكاضحة‪.‬‬


‫‪ -‬كمف المعاني أيضا العدؿ‪ ،‬كمنو قكؿ الشاعر‪:‬‬
‫قضيتو‪ ،‬أال يجكر كيقصد‬ ‫عمى الحكـ المأتي يكما إذا قضى‬
‫أم‪ :‬ينبغي أف يقصد‪ ،‬كذلؾ بالحكـ بالعدؿ‪.‬‬

‫‪ ،396‬والجوهري‪ :‬الصحاح ج ‪،2‬‬ ‫‪،3‬ص ‪ ،96‬والفٌروز آبادي‪ :‬القاموس المحٌط ص‬ ‫‪ -1‬انظر هذه المعانً عند ابن منظور‪ :‬لسان العرب ج‬
‫ص‪.524‬‬
‫‪ -2‬سورة النحل‪ ،‬اآلٌة ‪.09‬‬
‫‪45‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫التعريف االصطالحي‪:‬‬
‫‪- 2‬‬
‫إف " الذيف كتبكا في المقاصد قديما لـ يعٌرفكىا كذلؾ ألف بعضيـ كاف يتعرض لمكبلـ‬
‫عف المقاصد تبعا لمكضكع آخر في األصكؿ كالعمؿ أك المصالح أك غير ذلؾ ‪ ،‬كبعضيـ‬
‫كاف أفرد لمقاصد الشريعة أجزاء كبحكثا إال أنو لـ يرد أف يدخؿ في التعريفات كالتحديدات‬
‫المستحدثة كمناقشات المناطقة كالمتكمميف"‪ ، 1‬كقد " كانت المسائؿ المتعمقة بالمقاصد تدرج‬
‫ضمف المسائؿ األصكلية‪ ،‬ثـ جعؿ النظر المقاصدم يتطكر كيتكسع شيئا فشيئا ضمف عمـ‬
‫‪ ، 2‬كسنذكر طائفة مف‬ ‫األصكؿ‪ ،‬حتى بدأ في تطكره ينزع إلى االستقبلؿ عمما قائما بذاتو"‬
‫التعريفات عمى النحك اآلتي‪:‬‬

‫قاؿ اإلماـ الغزالي‪ ":‬مقصكد الشارع مف الخمؽ خمسة‪ :‬ىك أف يحفظ عمييـ دينيـ‬
‫كنفسيـ كعقميـ كنسميـ كماليـ"‪.3‬‬

‫" إف الشارع قصد بالتشريع إقامة المصالح األخركية‬ ‫كيعرفيا الشاطبي بقكلو‪:‬‬
‫كالدنيكية"‪.4‬‬

‫كقاؿ اإلماـ اآلمدم ‪ ":‬إف المقصكد مف شرع الحكـ‪ :‬إما جمب مصمحة أك دفع مضرة ‪،‬‬
‫أك مجمكع األمريف"‪.5‬‬

‫كما أف عبلؿ الفاسي عرفيا بقكلو ‪":‬ىي الغاية منيا كاألسرار التي كضعيا الشارع عند‬
‫كؿ حكـ مف أحكاـ"‪.6‬‬
‫كيعرفيا كلي ا﵀ الدىمكم بأنيا‪ ":‬عمـ أسرار الديف‪ ،‬الباحث عف حكـ األحكاـ َّ‬
‫كلمياتيا‪،‬‬
‫كأسرار خكاص األعماؿ كنكاتيا"‪.7‬‬

‫ك يعرفيا الريسكني بأنيا‪ ":‬الغايات التي كضعت الشريعة ألجؿ تحقيقيا لمصمحة العباد"‪.8‬‬

‫‪ -1‬محمد بكر اسماعٌل الحبٌب‪ :‬مقاصد الشرٌعة اإلسالمٌة تأصٌال وتفعٌال‪ ،‬رابطة العالم اإلسالمً‪ ،‬سلسلة كتاب شهري محكم العدد ‪ ،213‬عام‬
‫‪ 1427‬هـ ص ‪17‬‬
‫‪ -2‬النجار عبد المجٌد‪ :‬مقاصد الشرٌعة بأبعاد جدٌدة‪ ،‬دار الغرب اإلسالمً‪ ،‬ط ‪ ، 2‬عام ‪،2008‬ص ‪.6‬‬
‫‪ -3‬الغزالً أبو حامد‪ :‬المستصفى ‪ ،‬تحقٌق محمد عبد السالم ع الشافً‪ ،‬دار الكتب العلمٌة‪ ،‬بٌروت‪، ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.287‬‬
‫‪ -4‬الشاطبً أبو إسحاق‪ :‬الموافقات‪ ،‬تحقٌق عبد هللا دراز‪ ،‬دار المعرفة بٌروت‪ ،‬ج‪ ،2 ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪ -5‬اآلمدي سٌف الدٌن‪ :‬اإلحكام فً أصول األحكام‪ ،‬دار الكتب العلمٌة‪ ،‬بٌروت‪ 1983 ،‬ج‪ ،3‬ص ‪.271‬‬
‫‪ -6‬عالل الفاسً‪ :‬مقاصد الشرٌعة ومكارمها‪ ،‬ص‪.2‬‬
‫‪ -7‬الدهلوي ولً هللا‪ :‬حجة هللا البالغة‪ ،‬دار إحٌاء العلوم‪ ،‬بٌروت‪ ،‬ط ‪1430 ،3‬هـ‪-‬ج‪ ،1‬ص‪21‬‬
‫‪ -8‬الرٌسونً‪ :‬نظرٌة المقاصد عند اإلمام الشاطبً‪ ،‬إصدار المعهد العالمً للفكر اإلسالمً‪ ،‬ط ‪ ، 1995 ،4‬ص ‪.7‬‬
‫‪46‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫كيعرفيا الطاىر بف عاشكر في قكلو‪ ":‬مقاصد الشريعة العامة ىي المعاني كالحكـ‬


‫الممحكظة في جميع أحكاؿ التشريع أك معظميا‪ ،‬بحيث ال تختص مبلحظتيا بالككف في نكع‬
‫خاص مف أحكاـ الشريعة"‪.1‬‬

‫كعرؼ اليكبي أيضا المقاصد الشرعية تعريفا شامبل بقكلو‪ ":‬المقاصد ىي المعاني‬
‫كالحكـ كنحكىا التي راعاىا الشارع في التشريع عمكما كخصكصا مف أجؿ تحقيؽ مصالح‬
‫العباد"‪.2‬‬

‫كيعرفيا بكر إسماعيؿ الحبيب بأنيا‪ ":‬ىي المصالح العاجمة كاآلجمة لمعباد التي أرادىا‬
‫ا﵀ عز كجؿ مف دخكليـ في اإلسبلـ كأخذىـ بشريعتو"‪.3‬‬

‫‪- 3‬تقسيمات مقاصد الشريعة‪:4‬‬

‫" إف الشريعة لئف كانت مكحدة في ذاتيا إال أنيا في مقصدىا تتنكع أنكاعا متعددة‪ ،‬كىي‬
‫كاف كاف ليا مقصد أعمى مكحد إال أف ىذا المقصد يتفرع فركعا كينقسـ أقساما‪ ،‬كىي فركع‬
‫كأقساـ تتجو كميا في ذات الكجية لتنتيي إلى تحقيؽ ذلؾ المقصد األعمى‪ ... ،‬كقد اىتـ‬
‫الدارسكف لمقاصد الشريعة القدامى كالمحدثيف بالبحث في أنكاعيا كتفصيؿ القكؿ فييا‪،‬‬
‫كتناكلكا تمؾ األنكاع بالبياف مف جيات مختمفة"‪.5‬‬

‫كتختمؼ تمؾ التقسيمات باختبلؼ المعايير المعتمدة في ذلؾ‪ ،‬فإذا اعتبرنا‪ ،‬معيار‬
‫الثبكت فنجدىا تنقسـ إلى مقاصد قطعية‪ ،‬كمقاصد ظنية‪ ،‬كأخرل كىمية‪.‬‬

‫أما إذا اعتبر معيار قكة المصمحة فنجدىا تنقسـ إلى‪ :‬مقاصد ضركرية‪ ،‬كمقاصد حاجية‬
‫كثالثة تحسينية‪.‬‬

‫إذا ما اعتمد معيار‬ ‫كنجدىا تنقسـ إلى مقاصد كمية‪ ،‬كمقاصد نكعية‪ ،‬كمقاصد جزئية‬
‫المناط‪.‬‬

‫‪ -1‬ابن عاشور الطاهر‪ :‬مقاصد الشرٌعة اإلسالمٌة‪ ،‬الشركة التونسٌة للتوزٌع‪ ،‬د ت ن‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪ -2‬الٌوبً محمد‪ :‬مقاصد الشرٌعة اإلسالمٌة وعالقتها باألدلة الشرعٌة‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬دار الهجرة للنشر والتوزٌع‪ ،‬السعودٌة‪ ،‬ط ‪1‬‬
‫‪ 1418 ،‬هـ‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪ -3‬محمد بكر اسماعٌل الحبٌب‪:‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪19‬‬
‫‪ -4‬انظر‪ :‬الخادمً نور الدٌن بن مختار‪ :‬علم المقاصد الشرعٌة‪ ،‬مكتبة العبٌكان‪ ،‬ط ‪ ،2001،1‬ص‪ 71‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -‬النجار ‪ :‬المرجع السابؽ ص‪.36‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫ك إذا اعتبر معيار الشمكؿ فنجدىا تنقسـ إلى مقاصد عامة‪ ،‬كأخرل خاصة كما تنقسـ‬
‫بحسب األصمية إلى مقاصد األصكؿ كمقاصد الكسائؿ‪.‬‬

‫نتبيف مكقع مقصد الديف‬


‫كسنتناكؿ ىذه التقسيمات بحسب المعيار المعتمد فيما سيأتي‪ ،‬لكي ٌ‬
‫في كؿ التقسيمات الكاردة عمى مقاصد الشريعة اإلسبلمية‪.‬‬

‫أ ‪-‬تقسيمات المقاصد بحسب قوة الثبوت‪:‬‬


‫قد تعرؼ المقاصد مف التعريؼ المباشر لمشارع بيا‪ ،‬فتككف معمكمة عمى سبيؿ اليقيف‪ :‬إذ‬
‫ىا قد يشار إلييا عمى كجو‬ ‫تككف منصكص عمييا عمى كجو التصريح‪ ،‬كما أف بعض‬
‫اإليماء‪ ،‬كبعضيا قد يككف مطرد في بناء أحكاـ كثيرة عمييا‪.‬‬
‫فتنقسـ بذلؾ مف حيث قكة الثبكت إلى ثبلثة أقساـ‪:‬‬
‫‪ ‬مقاصد قطعية‪:‬‬
‫كىي تمؾ المقاصد التي تكاترت عمى الداللة عمييا نصكص كثيرة‪ ،‬بحيث يحصؿ في‬
‫‪1‬‬
‫الذىف يقيف بأف ما دلت عميو تمؾ النصكص ىك المقصد الشرعي الذم أراد الشارع"‬
‫مف أمثمة ذلؾ‪:‬‬
‫‪        ‬‬ ‫قكلو تعالى‪ ﴿ :‬‬

‫‪. 2﴾        ‬‬

‫كقكلو تعالى‪             ﴿ :‬‬

‫‪            ‬‬

‫‪             ‬‬

‫‪.3﴾   ‬‬

‫تنص عمى نفس المعنى خمصنا إلى تعييف المقصد‬ ‫فإذا اجتمعت آيات كأحاديث كثيرة ٌ‬
‫الشرعي عمى كجو القطع كاف يكف مقصدا عاما غير مقترف بحكـ بعينو مف أحكاـ الشريعة‪.‬‬

‫‪ -1‬النجار‪ :‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.38‬‬


‫‪ -2‬سورة البقرة‪ ،‬اآلٌة ‪.185‬‬
‫‪ -3‬سورة الحج ‪ ،‬اآلٌة ‪.78‬‬
‫‪48‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫كما أف بعض المقاصد التي جاءت مقترنة بأحكاـ معينة كضعت مف أجؿ تحقيقيا‬
‫﴿‪    ‬‬ ‫فيي في نفس الدرجة مف القطع‪ ،‬مثؿ قكلو تعالى‪:‬‬

‫‪ ، 1﴾   ‬حيث تفيد اآلية كعمى سبيؿ اليقيف أف مقصد حفظ الحياة‬

‫ىك أحد أىـ مقاصد حكـ القصاص ‪ ،‬كقكلو تعالى ‪     ﴿ :‬‬

‫‪               ‬‬

‫‪ 2﴾  ‬يفيد أف مف مقاصد الصبلة الكؼ عف الفحشاء كالمنكر‪.‬‬

‫" فالتنصيص عمى المقاصد سكاء كانت عامة أك خاصة أك تفصيمية يثمر في أذىاف‬
‫الباحثيف عنيا عمى أنيا مصالح مبتغاة مف الشرع عمى كجو القطع"‪.3‬‬
‫‪ ‬مقاصد ظنية‪:‬‬
‫" كىي تمؾ المقاصد التي يحصؿ بيا العمـ عمى سبيؿ الظف إذ ىي غير منصكص عمييا‬
‫‪4‬‬
‫بما يفيد القطع‪ ،‬كأغمبيا يستفاد مف استقراء لتصرفات الشارع في تشريعو لؤلحكاـ"‬
‫مثاؿ ذلؾ‪:‬‬
‫مر المعامبلت التجارية‬ ‫النظر في منع االحتكار‪ ،‬كالنيي عف كنز األمكاؿ‪ ،‬تيس‬
‫كضبطيا‪ ،‬كالحث عمى اإلنفاؽ‪ ،‬يحصؿ منو ظف قكم أف ركاج الماؿ في المجتمع كاالنتفاع‬
‫بو ىك مقصد شرعي ألحكاـ األمكاؿ‪.‬‬
‫‪ ‬المقاصد الوىمية‪:‬‬
‫ىي تمؾ المقاصد التي تبدك ظكاىر بعض النصكص كفي بادئ الرأم عمى أف فييا‬
‫خي ار كصبلحا‪ ،‬كلكف بشيء مف التأمؿ اليسير يتبيف أف ليس فييا مصمحة‪ ،‬أك أف الضرر‬
‫‪ ،5‬ك مف األمثمة‬ ‫فييا يغمب عمى المنفعة‪ ،‬كىي غير معتبرة في الشرع‪ ،‬كليست بمقاصد لو"‬
‫الربا‪ ،‬حرية اإلنساف المطمقة في التصرؼ في جسده‪.‬‬
‫عمى ذلؾ‪ :‬شرب الخمر‪ ،‬التبرج‪ٌ ،‬‬

‫‪ -1‬سورة البقرة‪ ،‬اآلٌة ‪.179‬‬


‫‪ - 2‬سورة العنكبوت‪ ،‬اآلٌة ‪.45‬‬
‫‪ -3‬النجار‪ :‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.38‬‬
‫‪ -4‬النجار‪ :‬نفس المرجع ‪ ،‬ص‪.38‬‬
‫‪ -5‬النجار‪ :‬نفس المرجع ‪ ،‬ص‪.40‬‬
‫‪49‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫ب ‪-‬المقاصد بحسب قوة المصمحة‪:1‬‬


‫يعتبر التصنيؼ الناتج عف اعتبار قكة المصمحة ىك األشير مف بيف جميع التصنيفات‪،‬‬
‫" كما ظؿ ىك الذم يمثؿ البنية األساسية لمبحث في المقاصد عمى مر العصكر‪ ،‬كما اتصؼ‬
‫‪2‬‬
‫أيضا بالتفصيؿ كالتحديد كالتمثيؿ بحيث أصبح عمى قدر كبير مف الكضكح"‬
‫كتنقسـ المقاصد بحسب قكة المصمحة إلى ثبلثة أقساـ‪ :‬ضركرية‪ ،‬كحاجية‪ ،‬كتحسينية‪.‬‬
‫‪ ‬المقاصد الضرورية‪:‬‬
‫" كىي تمؾ المقاصد التي يتكقؼ عمييا قياـ اإلنساف بميمة الخبلفة في األرض‪ ،‬بحيث‬
‫‪3‬‬
‫لك لـ يكف ليا تحقؽ ما استطاع اإلنساف أف يقكـ بيذه الميمة"‬
‫كقد استقر عند المقاصدييف أف ىذه المقاصد الضركرية خمسة كىي‪:‬‬
‫حفظ الديف‪ ،‬كحفظ النفس‪ ،‬كحفظ العقؿ‪ ،‬كحفظ الماؿ‪ ،‬كحفظ النسؿ‪.‬‬
‫‪ ‬المقاصد الحاجية‪:‬‬
‫" كىي تمؾ المقاصد التي ال يؤدم تعطميا إلى تعطؿ اإلنساف عف القياـ بميمة الخبلفة‬
‫مثمما ىك شأف المقاصد الضركرية‪ ،‬كانما يؤدم إلى أف يمحؽ اإلنساف في مسعاه لمقياـ بتمؾ‬
‫‪4‬‬
‫الميمة حرج كمشقة‪ ،‬سكاء فيما يتعمؽ بذات الفرد أك بالييئة االجتماعية"‬
‫‪ ‬المقاصد التحسينية‪:‬‬
‫" كىي تمؾ المقاصد التي إذا ما تخمؼ تحققيا ال يككف تخمفو سببا في تكقؼ مسيرة‬
‫الخبلفة في األرض‪ ،‬أك انحبلليا كما ىك الحاؿ في تخمؼ المقاصد الضركرية‪ ،‬كال سببا في‬
‫طركء المشقة كالحرج عمييا كما ىك الحاؿ في تخمؼ المقاصد الحاجية‪ ،‬كانما يط أر بتخمفيا‬
‫عمى تمؾ المسيرة غياب مظاىر البيجة كالتكسعة كاالطمئناف كالراحة‪ ،‬كظيكر مظاىر‬
‫قـ كالتكتر سكاء فيما تعمؽ بأحكاؿ الفرد أك بأحكاؿ الييئة االجتماعية"‪.5‬‬
‫الخشكنة كالتج ٌ‬
‫ج ‪-‬المقاصد بحسب المناط ‪:‬‬
‫كتنقسـ إلى مقاصد كمية‪ ،‬كمقاصد نكعية كأخرل جزئية‪:‬‬

‫‪ -1‬انظر‪ :‬محمد بكر اسماعٌل حبٌب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 266‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ - 2‬النجار‪ :‬نفس المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.47‬‬
‫‪ -3‬النجار‪ :‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.47‬‬
‫‪ -4‬النجار‪ :‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.48‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬النجار‪ :‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.48‬‬
‫‪50‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫‪ ‬المقاصد الكمية‪:‬‬
‫" كىي تمؾ المقاصد التي تمتقي عندىا كؿ أحكاـ الشريعة‪ ،‬بحيث ال يككف حكـ منيا‬
‫إال كىك منتو في غايتو البعيدة إلى تحقيقيا"‪ ،1‬كمف أمثمة ذلؾ‪:‬‬
‫‪ -‬مقصد الخبلفة في األرض‪.‬‬
‫‪ -‬مقصد التسيير كرفع الحرج‪.‬‬
‫‪ -‬مقصد حفظ نظاـ األمة‪.‬‬
‫‪ ‬المقاصد النوعية‪:‬‬
‫" ىي تمؾ المقاصد التي يمتقي عمييا جممة مف األحكاـ الشرعية التي تنتمي إلى نكع‬
‫كاحد مف أنكاع مجاالت الحياة‪ ،‬فتككف تمؾ األحكاـ عمى تعددىا محققة لذات المقصد‬
‫باعتبار اشتراكيا في النكع "‪.2‬‬
‫مثاؿ ذلؾ نكع األحكاـ الشرعية المتعمقة بالمعامبلت المالية فإنيا ىادفة إلى مقصد حفظ‬
‫الماؿ كمجمكع األحكاـ المتعمقة بالقضاء كالشيادة فإنيا ىادفة عمى تحقيؽ مقصد إظيار‬
‫الحقكؽ كقمع الباطؿ‪.‬‬
‫‪ ‬المقاصد الجزئية‪:‬‬
‫ك" ىي تمؾ المقاصد التي تيدؼ إلى تحقيقيا آحاد األحكاـ الشرعية الخاصة بيا بحيث‬
‫يككف المقصد منسكبا إلييا آحادا‪ ،‬مختصا بيا أفرادا‪ ،‬فكؿ حكـ مف أحكاـ الشريعة قبؿ أف‬
‫يمتقي مع أفراد نكعو في المقصد الخاص بالنكع يككف ىادفا إلى تحقيؽ مقصد خاص بو كاف‬
‫كاف ذلؾ المقصد ينتيي إلى المقصد الخاص بالنكع ليعضده كيقكيو"‪.3‬‬
‫كمف األمثمة عمى ذلؾ‪:‬‬
‫‪ -‬حكـ الكضكء مقصده الطيارة‪ ،‬لقكلو تعالى‪      ﴿ :‬‬

‫‪ "        ‬ما ي ًر ي َّ‬
‫يد الموي‬ ‫ى ي‬
‫يد ًل يي ى‬
‫طيِّهىريك ٍـ﴾‪. 4‬‬ ‫ًلىي ٍج ىع ىؿ ىعمى ٍي يك ٍـ ًم ٍف ىح ىروج ىكلى ًك ٍف يي ًر ي‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬النجار‪ :‬نفس المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.40‬‬
‫‪ -2‬النجار‪ :‬نفس المرجع ‪ ،‬ص‪.41‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬النجار‪ :‬نفس المرجع ‪،‬ص‪.42‬‬
‫‪ -4‬سورة المائدة اآلٌة ‪.6‬‬
‫‪51‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫‪ -‬حكـ تحريـ الخمر كالميسر مقصده نزع أسباب الفتنة كالعداكة ‪ ،‬قاؿ تعالى‪ ﴿ :‬‬

‫‪            ‬‬

‫‪.1﴾      ‬‬

‫د ‪-‬المقاصد بحسب الشمول‪:2‬‬

‫قسـ بعض الباحثيف مقاصد الشريعة مف حيث مناط‪ ،‬عدد مف تشمميـ بالمصمحة بصفة‬
‫مباشرة إلى أحكاـ عامة كأحكاـ خاصة‪.‬‬

‫‪ ‬المقاصد العامة‪:‬‬
‫" ك ىي تمؾ المقاصد التي تشمؿ ما تتضمنو مف المصمحة كؿ أفراد األمة‪ ،‬بحيث ال‬
‫‪3‬‬
‫يخرج أحد منيـ مف أف يككف مستفيدا منيا بصفة مباشرة أك شبو مباشرة "‬
‫مف أمثمة ذلؾ‪:‬‬
‫‪ -‬مقصد التكافؿ بيف أفراد المجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬مقصد التسيير كرفع الحرج‪.‬‬
‫‪ -‬مقصد العدؿ كالمساكاة‪.‬‬
‫‪ ‬المقاصد الخاصة‪:‬‬
‫" ىي تمؾ المقاصد الشرعية التي تشمؿ ما تتضمنو مف مصمحة الفئة الخاصة مف‬
‫المجتمع أك األفراد المعنييف منو‪ ،‬دكف أف تتعدل إلى غيرىـ "‪ ،4‬مثؿ‪:‬‬
‫‪ -‬مقصد التكثيؽ في العقكد‪.‬‬
‫‪ -‬مقصد درء الحدكد بالشبيات‪.‬‬
‫ه ‪ -‬المقاصد بحسب األصول‪:5‬‬
‫كتنقسـ إلى مقاصد األصكؿ كمقاصد الكسائؿ‪:‬‬
‫‪ ‬مقاصد األصول‪:6‬‬

‫‪ -1‬سورة المائدة ‪ ،‬اآلٌة ‪.91‬‬


‫‪ -2‬انظر‪ :‬الٌوبً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 385‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ - 3‬النجار‪ :‬نفس المرجع السابؽ ص‪.44‬‬
‫‪ - 4‬النجار‪ :‬نفس المرجع ص‪.44‬‬
‫‪ -5‬انظر‪ :‬الرٌسونً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪299‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -6‬الٌوبً‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 353‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪52‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫" ىي تمؾ المقاصد الشرعية التي جاء األحكاـ تيدؼ إلى تحقيقيا باعتبار ذاتيا ألنيا ىي‬
‫‪1‬‬
‫التي تمثؿ المصمحة المطمكبة "‬
‫مف أمثمة ذلؾ‪:‬‬
‫‪ -‬مقصد حفظ النفس‪.‬‬
‫‪ -‬مقصد السكف ك الرحمة في الزكاج‪.‬‬
‫‪ -‬مقصد العدؿ االجتماعي‪.‬‬
‫‪ ‬مقاصد الوسائل‪:‬‬
‫" كىي تمؾ المقاصد التي ىي مصالح كلكنيا ليست مصالح في ذاتيا‪ ،‬إذ بالنظر إلييا في‬
‫ذاتيا ال يحصؿ بيا النفع كانما ىي مصالح باعتبار أنيا تؤدم إلى تحقيؽ مصالح أصمية‬
‫تتكقؼ عمييا‪ ،‬كلك لـ تتحقؽ ىي فإف المصالح األصمية ال تتحقؽ‪ ،‬أك يداخميا الخمؿ‬
‫‪2‬‬
‫كاالضطراب "‬
‫ك مثاؿ ذلؾ‪:‬‬
‫‪ -‬اإلشياد في النكاح‪.‬‬
‫‪ -‬مقصد التكاصؿ كالتزاكر بيف األقارب كالجيراف‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مرتبة حفظ الدين من مقاصد الشريعة‪:‬‬

‫جاء الديف في المرتبة األكلى بحسب قكة المصمحة‪ ،‬فيك أكلى الضركريات الخمس‪،‬‬
‫قاؿ اآلمدم‪ " :‬المقاصد الخمسة التي لـ تخؿ مف رعايتيا ممة مف الممؿ كال شريعة مف‬
‫الشرائع كىي حفظ الديف كالنفس كالعقؿ كالنسؿ كالماؿ‪ ،‬فاف حفظ ىذه الخمسة مف‬
‫الضركريات‪ ،‬كىي أعمى مراتب المناسبات"‪.3‬‬
‫كقد اعتبر عمماء مقاصد الشريعة أف الديف ىك المقصد األساسي‪ ،‬الذم أقاـ ا﵀ عز‬
‫يبيف العبادات‪ ،‬ك ينظٌـ‬
‫كجؿ ألجمو الحياة الدنيا‪ ،‬ألنو ينظـ العبلقة‪ ،‬مابيف اإلنساف كربو‪ ،‬ك ٌ‬
‫المعامبلت بيف الناس‪ ،‬كيجعؿ المجتمع يعيش حياة مستقرة ك سعيدة ببعيدة عف االضطراب‬
‫كالتكتر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫النجار‪ :‬نفس المرجع السابؽ ص‪.45‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬النجار‪ :‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.45‬‬
‫‪ -3‬اآلمدم‪ :‬اإلحكاـ‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.240‬‬
‫‪53‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫إذ الديف ىك " لب المقاصد كميا كركحيا ك أ ٌسيا كجذرىا‪ ،‬كما عداه فيك متفرع عنو‬
‫محتاج إليو‪ ،‬احتياج الفرع إلى أصمو‪ ،‬ال يستقيـ إال بو‪ ،‬كال يؤدم ثمرتو كيؤتى أكمو إال‬
‫‪1‬‬
‫بتغذيتو"‪.‬‬
‫ك الديف الذم ييقصد ىنا ىك الديف الحؽ الصحيح‪ ،‬الذم ارتضاه ا﵀ لمبشرية‪ ،‬كىك اإلسبلـ‬
‫الناسخ لكؿ ما سبقو مف ديانات‪ ،‬قاؿ تعالى‪       ﴿ :‬‬

‫‪               ‬‬

‫‪.2﴾    ‬‬

‫فحفظ الديف اإلسبلمي يعد أكبر الكميات الخمس كأرقاىا‪ ،‬كمعناه تثبيت أركاف الديف‬
‫كأحكامو في الكجكد اإلنساني كالحياة الككنية‪ ،‬ككذلؾ العمؿ عمى إبعاد ما يخالؼ ديف ا﵀‬
‫‪3‬‬
‫كيعارضو‪ ،‬كالبدع كنشر الكفر كالرذيمة كاإللحاد كالتياكف في أداء كاجبات التكميؼ"‪.‬‬
‫﴿‪    ‬‬ ‫ذلؾ أف ا﵀ لـ يخمؽ الخمؽ إال ليعيد كيكحد‪ ،‬قاؿ تعالى‪:‬‬

‫‪.4﴾ ‬‬

‫‪ ،‬قاؿ تعالى‪  ﴿ :‬‬ ‫ىذا كاذا ذىب الديف فسدت الدنيا‪ ،‬كاختمت الحياة برمتيا‬

‫‪           ‬‬

‫‪.5﴾  ‬‬

‫فبحفظ الديف تحفظ المقاصد األخرل كتصاف‪ ،‬كاذا " فقد الديف دخؿ الفساد عمى ىذه‬
‫المقاصد‪ ،‬فترل النفكس تغتاؿ كاألمكاؿ تختمس‪ ،‬كاألعراض تنتيؾ"‪ ،6‬كسنتطرؽ إلى أىـ‬
‫المسالؾ كاآلليات التي بيا يحفظ الديف مف جانب الكجكد كمف جانب العدـ المقررة في الفقو‬
‫اإلسبلمي لحماية الحؽ في التديف الصحيح في المطمب الثاني مف ىذا الفصؿ‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد سعد‪ :‬مجمة دراسات عمكـ الشريعة كالقانكف‪ ،‬الجامعة األردنية‪ ،‬المجمد ‪ ،41‬العدد ‪ 2‬عاـ ‪ ،2014‬ص‪1298‬‬
‫‪ -2‬سورة آل عمران اآلٌة ‪.19‬‬
‫‪ -3‬الخادمي‪ :‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪ 81‬كما بعدىا‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬سورة الذارٌات اآلٌة ‪.56‬‬
‫‪ -5‬سورة المومنون‪ ،‬اآلٌة ‪.71‬‬
‫‪ -6‬اليكبي‪ :‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.210‬‬
‫‪54‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬آليات حماية الحق في التدين في الفقو اإلسالمي ‪.‬‬

‫بعدما تناكلنا في المطمب األكؿ مقصد حفظ الديف كمقصد ٌأكؿ مف مقاصد الشريعة‬
‫اإلسبلمية ‪ ،‬نتطرؽ في ىذا المطمب إلى أىـ اآلليات المعتبرة في الفقو اإلسبلمي لحماية‬
‫أىميا ىي‪ :‬الكقؼ الديني‪ ،‬كاالجتياد‪ ،‬كالدعكة‪،‬‬ ‫تبيف لمباحث أف ٌ‬ ‫الحؽ في التديف‪ ،‬حيث ٌ‬
‫كالجياد‪ ،‬كىك ما تناكؿتو في الفركع األربعة المكالية‪ ،‬ثـ أعقبنا ذلؾ بالحماية الجزائية لمديف‬
‫اإلسبلمي في فرع خامس‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الوقف الديني‪.‬‬

‫ـ قصد الديف باعتباره المقصد األكؿ ك الرئيسي مف جممة‬ ‫إف "دكر الكقؼ في حفظ‬
‫المقاصد الضركرية الخمس المعركفة ممحكظ‪ ،‬كيظير ذلؾ مف خبلؿ ما نيض بو في‬
‫الماضي ككذلؾ الحاضر" ‪ 1‬فالكقؼ ييسر أسباب التديف‪ ،‬كيضمف تكفير شركطو السيما ما‬
‫تعمؽ منيا بإقامة أماكف العبادة كالمساجد ك الكتاتيب التي تعتبر مف أبرز مظاىر الكقؼ‬
‫الديني لما ليا مف أىمية جكىرية في إقامة الديف بإقامة أركانو ك تبميغو ك تعميمو لمناس‪.‬‬

‫قاؿ تعالى ﴿‪            ‬‬

‫‪               ‬‬

‫‪ ، 2﴾      ‬فالمسجد لو كظيفة جكىرية في حفظ‬

‫الديف‪ ،‬فيك مكاف لمعبادة بإقامة فرض الصبلة أىـ ركف مف أركاف اإلسبلـ‪ ،‬كىي أيضا‬
‫أماكف لتعميـ الديف ك أحكامو المختمفة ‪،‬العقدية ‪،‬العبادية ك التعاممية‪.‬‬

‫الشاىدة‬ ‫كما أف لممسجد رسالة تربكية ك اجتماعية تحقؽ مقصد بناء األمة الخيرة ‪،‬‬
‫عمى باقي األمـ‪ ،‬مف خبلؿ تكطيد الركابط االجتماعية كتعزيز قيـ األخكة اإليمانية قاؿ‬
‫تعالى‪         ﴿ :‬‬

‫‪ -1‬عبد الرحماف معاشي‪ :‬البعد المقاصدم لمكقؼ‪ ،‬رسالة ماجيستر ‪،‬جامعة باتنة ‪،‬العاـ الدراسي ‪، 2006/2005‬ص ‪.75‬‬
‫‪ -2‬سورة النور‪ ،‬اآلٌتان ‪.37-36‬‬
‫‪55‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫‪            ‬‬

‫‪.1﴾   ‬‬

‫إف المسجد ليسيـ بحؽ في بناء الفرد في جكانبو اإليمانية ك األخبلقية مف خبلؿ‬
‫تحقيؽ منازؿ التقكل ك التزكية لبمكغ درجة اإلحساف األخبلقي ك السمككي‪ ،‬فيصبح بذلؾ فردا‬
‫صالحا نافعا يسيـ في خدمة مجتمعو ك بناء أمتو ‪ ،‬مما يعد إسياما كبي ار في بناء ثقافة الفرد‬
‫المسمـ‪.‬‬

‫كمما أثبتو أىؿ السيرة أف أكؿ شيء بدأ بو النبي صمى ا﵀ عميو ك سمـ ىك بناء مسجد‬
‫ك ىك أكؿ كقؼ في اإلسبلـ‪ ،‬ففي المكاف الذم بركت فيو ناقتو أمر بناء المسجد أف اشتراه‬
‫مف غبلميف يتيميف كانا يممكانو‪ ،‬كساىـ في بنائو بنفسو‪ ،‬كبنى بيكتا إلى جانبو‪ ،‬كىي‬
‫‪2‬‬
‫كجعؿ منو "مصدر التكجيو‬ ‫حجرات أزكاجو ‪،‬كبعد اكتماليا انتقؿ الييا مف بيت أبي أيكب‬
‫الركحي ك المادم‪ ،‬فيك ساحة لمعبادة ‪،‬كمدرسة لمعمـ ‪،‬كندكة لؤلدب ك قد ارتبطت بفريضة‬
‫‪3‬‬
‫الصبلة ك صفكفيا ك تقاليد ىي لباب اإلسبلـ"‬

‫كما أف أكؿ بيت بني لمناس عمى البسيطة إنما ىك المسجد الحراـ ‪ ،‬قاؿ تعالى‪ ﴿ :‬‬

‫‪ ،4﴾        ‬فيذه اآلية نص قاطع بأف‬

‫أكؿ بيت كضع لمناس لغرض العبادة ك أداء النسؾ يطكفكف كيصمكف إليو ىك الكعبة المشرفة‬
‫ك عف أبي ذر رضي ا﵀ عنو قاؿ قمت يا رسكؿ ا﵀ ‪:‬أم مسجد كضع في األرض أكؿ؟ قاؿ‬
‫‪5‬‬
‫"المسجد الحراـ" قمت ثـ أم؟ قاؿ ‪:‬المسجد األقصى قمت كـ بينيما؟ قاؿ ‪ :‬أربعكف سنة‪.‬‬

‫المعنكية فالمادية‬ ‫كقد خص الفقو اإلسبلمي المسجد بأحكاـ تفصيمية لكؿ جكانبو المادية ك‬
‫منيا بإقامة المسجد كطبيعتو الكقفية ‪،‬حكـ بنائيا ك غير ذلؾ‪ ،‬كمما كرد عف النبي صمى ا﵀‬

‫‪ -1‬سورة آل عمران اآلٌة ‪.110‬‬


‫‪ -2‬ابف ىشاـ‪ :‬سيرة ابف ىشاـ ‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪137‬‬
‫‪ -3‬محمد الغزالي‪ :‬فقو السيرة ‪ ،‬دار الشركؽ ‪،‬ط ‪2000، 1‬ـ ‪،‬ص ‪.136‬‬
‫‪ -4‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلٌة ‪.96‬‬
‫‪ -5‬متفق علٌه‪.‬‬
‫‪56‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫عميو ك سمـ قكؿ عائشة رضي ا﵀ عنيا ‪":‬أمر رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو ك سمـ ببناء‬
‫المساجد بالدكر ك أف تنظؼ ك تطيب"‪.1‬‬

‫كقد بيف القرآف العظيـ الفضؿ الكبير لمف بنى المسجد أك شارؾ فيو أك عمؿ عمى‬
‫إعماره قاؿ تعالى ‪          ﴿ :‬‬

‫‪.2﴾              ‬‬

‫فقكلو "يعمر" ‪ :‬داؿ عمى العمارة بالبناء كما دؿ عمى العمارة بالعبادة ألف باني المسجد‬
‫‪3‬‬
‫يتقرب إلى ا﵀ تعالى ببنائو فيك يعمر المسجد طاعة ﵀ سبحانو ك تعالى‪.‬‬

‫كفي المقابؿ العكسي لذلؾ فإف السعي ظمما لتعطيؿ مساجد ا﵀ عف دكرىا أك عف‬
‫إقامتيا أك السعي في خرابيا ظمـ كبير عاقبتو الخزم ك الميانة في الدنيا ك العذاب األليـ في‬
‫اآلخرة قاؿ تعالى ﴿‪             ‬‬

‫‪               ‬‬

‫فالتعرض فاالعتداء عمى المساجد كعدـ احتراميا إنما مآلو الحتمي تعطيؿ‬
‫ٌ‬ ‫‪، 4 ﴾   ‬‬

‫الناس كحرمانيـ مف إقامة تدينيـ‪ ،‬مما يعتبر مساسا مباش ار بحؽ مف حقكقيـ الثقافية‪.‬‬

‫كمما ثبت مف أحاديث لمنبي صمى ا﵀ عميو كسمـ ما ركل عثماف بف عفاف رضي ا﵀‬
‫عنو قاؿ "إني سمعت رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو ك سمـ يقكؿ ‪":‬مف بنى ﵀ مسجدا يبتغي بو‬
‫كجو ا﵀ بنى ا﵀ لو بيتا في الجنة" كفي ركاية ‪":‬بنى ا﵀ لو في الجنة مثمو"‪.5‬‬

‫كعف أنس رضي ا﵀ عنو أف النبي صمى ا﵀ عميو قاؿ‪ " :‬مف بنى ﵀ مسجدا صغي ار‬
‫كاف أك كبي ار بنى ا﵀ لو بيتا في الجنة"‪.6‬‬

‫‪ -1‬رواه الترمذي‪.‬‬
‫‪ -2‬سورة التوبة ‪.18‬‬
‫‪ -3‬ابف كثير‪ :‬تفسير ابف كثير ( ‪)63-61/4‬‬
‫‪ -4‬سورة البقرة‪ ،‬اآلٌة ‪.114‬‬
‫‪ -5‬متفؽ عميو‪.‬‬
‫‪ -6‬ركاه الترمذم‪.‬‬
‫‪57‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫صمَّى ا﵀ي ىعىم ٍي ًو ىك ىسمَّ ىـ ىيقيك يؿ‪ " :‬ىم ٍف ىبىنى ًلمَّ ًو‬ ‫ت رس ى َّ ً‬
‫كؿ المو ى‬
‫ك ىع ٍف يعثٍماف ٍب ًف ىعفَّاف‪ ،‬ىق ى ً‬
‫اؿ‪ :‬ىسم ٍع ي ى ي‬ ‫ى‬ ‫ى ى‬
‫‪1‬‬
‫ىم ٍس ًج ندا‪ ،‬ىبىنى المَّوي لىوي ًمثٍمىوي ًفي ا ٍل ىجَّنة"‬

‫أما الجانب المعنكم فقد خص الفقو المساجد بأحكاـ تتعمؽ بسمكؾ مرتادييا التي يجب‬
‫أف يمتزمكىا داخؿ المساجد كذلؾ تنزييا ليا كمحافظة عمييا‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حفظ الدين باالجتياد‪.‬‬

‫إف " أحكاـ الشريعة أكثرىا كمي عاـ ‪ ،‬كليس جزئيا تفصيميا إال فيما يتعمؽ بالعبادات‬
‫كأحكاؿ األسرة كلذلؾ فإف نكازؿ الحياة المستجدة ال يسعيا ما ىك منصكص عميو مف تمؾ‬
‫األحكاـ " ‪.2‬‬

‫كتظير أىمية االجتياد خاصة في المسائؿ المعقدة التي تحتاج إلى أىؿ الخبرة‬
‫خاصة في مختمؼ اؿمجاالت التي شيدت تشعبا كتطك ار‬ ‫كالتخصص كتبادؿ الرأم فييا‬
‫االقتصادية ك العممية كالسياسية‬ ‫كبيريف السيما ذات المكاضيع المستجدة في المناحي‬
‫اإلعبلمي كغيرىا مف المكضكعات التي لـ تكف معيكدة في السابؽ‪.‬‬
‫ة‬ ‫ك‬

‫كفي الشريعة اإلسبلمية جاء األمر باالجتياد حكما كاجبا عمى المسمميف عمى كجو‬
‫الكفاية ‪ ،‬فأينما نزلت بالمسمميف ليس فييا حكـ مباشر مف النصكص ‪ ،‬فإف عمييـ بحسب‬
‫طاقتيـ أف يجتيدكا فييا ليجدكا الحكـ الشرعي ليا"‪.3‬‬

‫كالمسائؿ التي يتصدل ليا المجتيد عمى نكعيف ‪:‬‬

‫عدة حاالت نكجز شرحيا فيما يأتي‪:‬‬


‫النوع األول‪ :‬كىي التي يجد فييا نصا حيث نجد فييا ٌ‬
‫أ – الحالة األولى‪ :‬أف يككف في المسألة الكاقعة نص قطعي الداللة كالثبكت كآيات األحكاـ‬
‫المفردة التي تدؿ عمى المراد منيا داللة كاضحة ‪ ،‬كال تحتمؿ تأكيبل ‪ ،‬كىي أحكاـ ال تتبدؿ‬
‫عمى مدل الزماف ‪ ،‬كالتي سميت بالقطعيات ‪ ،‬كقد اتفؽ األصكليكف عمى عدـ جكاز االجتياد‬
‫فيما فيو نص قاطع ‪ ،‬كمما تشتمؿ عميو ىذه األحكاـ ما يمي‪:‬‬

‫‪ -1‬رواه البخاري‪.‬‬
‫‪ -2‬النجار‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.69‬‬
‫‪ -3‬النجار ‪ :‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.70‬‬
‫‪58‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫‪ -‬األحكاـ العممية التي بينيا النبي صمى ا﵀ عميو كسمـ بشكؿ مفصؿ كعدد الصمكات‬
‫الخمس ككيفية أدائيا كمقادير الزكاة ككيفية الصكـ ككيفية أداء مناسؾ الحج ‪.‬‬
‫‪ -‬األمكر المعمكـ ة مف الديف بالضركرة‪ ،‬كأمكر العقيدة التي جاءت بيا نصكص قطعية‬
‫كأمكر العقيدة كأركانيا ككجكب أداء العبادات كاقامة أركاف اإلسبلـ ‪ ،‬ككتحريـ الربا كالزنا‬
‫كالقتؿ كشرب الخبر‪.‬‬
‫‪ -‬كالحدكد كفرائض اإلرث‪.‬‬
‫ب – الحالة الثانية ‪ :‬كىي الكقائع التي نجد فييا نصا قطعيا ظني الداللة ‪ ،‬كعدة الطمقة‬
‫مثبل في قكلو تعالى ‪          ﴿ :‬‬

‫‪               ‬‬

‫‪               ‬‬

‫‪ ، " 1 ﴾    ‬كقد ترٌجح معنى الحيض لمحنفية ‪ ،‬كترٌج ح معنى الطير‬

‫لممالكية كالشافعية‪. 2‬‬


‫فكؿ " نص قطعي الثبكت ظني الداللة‪ ،‬إنما يتناكلو االجتياد في اإلطار المظنكف فقط‬
‫كفي حدكد تفيـ النص دكف الخركج عف دائرتو‪ ،‬كفي ىذا المعنى نصكص القرآف المتكاترة‬
‫التي تتضمف لفظا خفيا أك مشكبل أك مجمبل"‪. 3‬‬
‫جػ ‪ -‬الحالة الثالثة ‪ :‬حيث الكاقعة التي نجد فييا نصا ظني الثبكت‪ ،‬قطعي الداللة كقكلو‬
‫صمى ا﵀ عميو كسمـ ‪ ":‬ليس فيما دكف خمس مف اإلبؿ صدقة"‪.4‬‬
‫فينا يجب عمى المجتيد البحث في سند الدليؿ الظني ‪ ،‬كدرجة ركاتو كىي أمكر تختمؼ‬
‫فييا أنظار المجتيديف‪.‬‬
‫د‪ -‬الحالة الرابعة ‪ :‬كالتي نجد فييا نص ظني الثبكت كالداللة‪ ،‬كحديث ‪ ":‬ال صبلة لمف لـ‬
‫يق أر بفاتحة الكتاب " ‪ ، 5‬فينا يجب النظر في صحة السند كحاؿ الركاة ‪ ،‬كما يجب النظر‬

‫‪ -1‬سورة البقرة اآلٌة ‪.228‬‬


‫‪ -2‬ابن الهمام ‪ :‬فتح القدٌر ‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص‪. 308‬‬
‫‪ -3‬البرهانً ‪ :‬سد الذرائع ‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪ -4‬رواه البخاري ‪.‬‬
‫‪ -5‬رواه ابن ماجة ‪.‬‬
‫‪59‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫مف حيث أنو ظني الداللة باالجتياد في معرفة المعنى المراد مف النص كقكة الداللة عمى‬
‫المعنى ‪.‬‬
‫أما النوع الثاني من المسائل ‪ :‬فيي الكقائع كالنكازؿ التي لـ يرد فييا نصكص ال‬
‫قطعية كال ظنية ‪ ،‬كلـ يقع إجماع مف عمماء األمة بشأنيا في عصر مف العصكر ‪ ،‬كىي‬
‫متعددة تستجد مف كقت آلخر كباختبلؼ األحكاؿ كالبيئات ‪ " ،‬كىي مجاؿ خصب لبلجتياد‬
‫كميداف فسيح لعمؿ المجتيد ‪ ،‬بحثا عف حكميا الشرعي فيما نص بو الشارع مف أمارات‬
‫لمداللة عمى األحكاـ ‪ ،‬كالقياس كاالستحساف كاالستصحاب كسد الذرائع كالعرؼ كالمصالح‬
‫المرسمة ‪ ،‬أك بتطبيؽ القكاعد الكمية ‪ ،‬مما ىك راجع إلى جمب المصمحة كدفع المفسدة عمى‬
‫مقتضى قكاعد الشرع "‪.1‬‬
‫كاالجتياد كحكـ شرعي إنما مقصده األعمى حفظ الديف بتيسير التديف ‪ ،‬كذلؾ ألنو إذا‬
‫لـ يجتيد المسممكف في تحديد الكجو األرجح مف الكجكه المحتممة في الدليؿ الظني الداللة ‪،‬‬
‫فإنيـ ربما كقعكا في العمؿ بما ىك مرجكح مف تمؾ االحتماالت ككذلؾ فإنيـ لك لـ يجتيدكا‬
‫فيما نص فيو فإنيـ سيخضعكف قسما كبي ار مف حياتو لمقتضيات اليكل كاألحكاـ فبل‬
‫يحصؿ التديف الحؽ‪.2‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬حفظ الدين بالدعوة ‪:‬‬
‫كذلؾ بػ ‪ " :‬نداء الناس كامالتيـ إلى اإلسبلـ كحثيـ عمى االنتساب إليو ‪ ،‬كااللتزاـ بو‬
‫كاالجتماع عميو"‪.3‬‬
‫فيي " جيد منيجي منظـ ييدؼ إلى تعريؼ الناس بحقيقة اإلسبلـ ‪ ،‬كاحداث تغيير‬
‫جذرم متكازف في حياتيـ عمى طريؽ الكفاء بكاجبات االستخبلؼ ‪ ،‬ابتغاء مرضات ا﵀‬
‫‪4‬‬
‫‪ ،‬قاؿ تعالى ‪   ﴿ :‬‬ ‫تعالى كالفكز بما ادخره لعباده الصالحيف في اآلخرة"‬

‫‪.5﴾           ‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬نصر محمود الكنز‪ ،‬االجتهاد الجماعً وتطبٌقاته المعاصرة ‪ ،‬رسالة ماجستٌر الجامعة االسالمٌة حمزه ‪، 2008 -‬ص ‪.26‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬النجار‪ :‬المرجع السابق ص ‪.70‬‬
‫‪ -3‬برغوث الطٌب‪ :‬منهج النبً صلى هللا علٌه وسلم فً حماٌة الدعوة خالل الفترة المكٌة ‪ ،‬المعهد العالً للفكر االسالمً‪ ،‬ط ‪، 1‬‬
‫ص‪65‬‬
‫‪ 4‬الطٌب برغوث ‪ :‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.67‬‬
‫‪ -5‬سورة األحزاب اآلٌة ‪.46 -45‬‬
‫‪60‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫فالدعكة إلى ا﵀ بالتكحيد كالطاعة ىي كظيفة الرسؿ األساسية ‪ ،‬قاؿ تعالى مخاطبا‬
‫الرسكؿ صمى اليى عميو كسمـ﴿‪        ‬‬

‫‪،1﴾                ‬‬

‫كقاؿ أيضا‪               ﴿:‬‬

‫‪ ،2﴾     ‬كقاؿ أيضا‪     ﴿:‬‬

‫‪ ، 3﴾         ‬كقاؿ تعالى‪  ﴿ :‬‬

‫‪ ، 4 ﴾           ‬كقاؿ أيضا‪﴿ :‬‬

‫‪                ‬‬

‫‪ ،5﴾ ‬كقاؿ أيضا‪.6﴾        ﴿ :‬‬

‫كقاؿ صمى ا﵀ عميو كسمـ ‪ ":‬مف دعا الى ىدل ؾ اف لو مف األجر مثؿ أجكر مف‬
‫تبعو"‪ ،7‬كقكلو صمى ا﵀ عميو كسمـ لمعاذ بف جبؿ حينما بعثو إلى اليمف ‪ ":‬إنؾ تأتي قكما‬
‫مف أىؿ الكتاب فادعيـ إلى الشيادة أف ال إلو إال ا﵀ كأني رسكؿ ا﵀ "‪.8‬‬
‫كسنتطرؽ ىنا إلى األىداؼ الكبرل لمدعكة اإلسبلمية كخصائصيا كاىـ أساليبيا‪:‬‬
‫األىداف الكبرى لمدعوة اإلسالمية‪:‬‬
‫‪- 1‬‬
‫تسمتد الدعكة اإلسبلمية أىدافيا مف اإلسبلـ باعتباره دينا اختاره ا﵀ لتحقيؽ مصالح‬
‫اإلنساف في المعاش كالمعاد ‪ ،‬كيمكف تمخيص ىذه األىداؼ الكبرل لمدعكة اإلسبلمية فيما‬
‫يمي‪:‬‬

‫أ – العناية بالكجكد اإلنساني مف حيث مبدأه ككظيفتو الكجكدية كبمصيره النيائي‪.‬‬

‫ب‪ -‬تحقيؽ االستخبلؼ اإلنساني عمى األرض‪.‬‬

‫‪ -1‬سورة النحل اآلٌة ‪.125‬‬


‫‪ -2‬سورة الحج اآلٌة ‪.67‬‬
‫‪ -3‬سورة األحقاف اآلٌتان ‪.32 -31‬‬
‫‪ -4‬سورة فصّلت اآلٌة ‪.33‬‬
‫‪ -5‬سورة ٌوسف اآلٌة ‪.108‬‬
‫‪ -6‬سورة نوح اآلٌة ‪.5‬‬
‫صحٌح مسلم ‪ :‬كتاب العلم ‪ ،‬باب من دعا إلى هدى ‪492 -‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪8‬‬
‫مختصر صحٌح مسلم ‪ ،‬كتاب الزكاة ‪ ،‬باب وجوب الزكاة ‪.136 ،‬‬
‫‪61‬‬
.‫آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‬:‫الفصل األول‬

:‫كسيتـ تفصيؿ اليدفيف الكبيريف لمدعكة اإلسبلمية عمى النحك اآلتي‬

‫ اعتنت الدعكة اإلسبلمية اعتناء مركزيا باإلنساف مف حيث‬:‫أ – العناية بالوجود اإلنساني‬
. ‫المأتى كالمصير كالكظيفة‬

‫كبيف أصؿ خمقتو األكلى‬


ٌ ‫قد كضح اإلسبلـ مبدأ اإلنساف المادم كالمعنكم‬ ‫فمف حيث المأتى ؼ‬
‫ كتسكيتو‬،‫ كما ٌبيف تكريمو كتفضيمو عمى سائر اؿـ خلكؽات‬، ‫كطريقة تناسمو كتكاثره كانتشاره‬
    ﴿ : ‫ قاؿ تعالى‬،‫كضح الغرض ـ ف كجكده‬
ٌ ‫في ىيئتو كبنيتو ك‬
    ﴿ :‫ كقاؿ أيضا‬، 1﴾       

               

 ﴿ : ‫ كقاؿ تعالى‬، 2 ﴾          

                

، 3﴾                 

             ﴿ ": ‫كقاؿ أيضا‬

             

.4﴾   

.‫كاآليات في ىذا المكضكع كثيرة‬

‫أما عف مصير اإلنساف فمضمكف الدعكة اإلسبلمية فيما يخص ذلؾ شديد الكضكح‬
‫كر‬ ‫ " فالكجكد اإلنساني في المنظ‬،‫كالدقة بما يحقؽ الطمأنينة النفسية كاألماف الكجداني‬
‫ بؿ يعتبر ذلؾ بداية‬، ‫ كجكد ممتد كال ينتيي بانقضاء أجؿ اإلنساف في الدنيا‬،‫اإلسبلمي‬
.5"‫مرحمة جديدة في حياتو ستفضي بو بعد حيف إلى مصيره النيائي في الجنة أك النار‬

.21 ‫ سورة البقرة اآلٌة‬-1


.1 ‫ سورة النساء اآلٌة‬-2
.11 ‫ سورة فاطر اآلٌة‬-3
.67 ‫ سورة غافر اآلٌة‬-4
5
- .82 ‫ ص‬، ‫المرجع السابق‬:‫ برغوث الطٌب‬-
62
.‫آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‬:‫الفصل األول‬

‫كقد أفاض القرآف بآيات كثيرة تتناكؿ المسألة كتفصميا نظ ار ألىمية المكضكع كخطكرتو‬
           ﴿ : ‫ قاؿ تعالى‬،

‫ كما ٌبيف القرآف أف الفكز في‬،1﴾           

‫اآلخرة مقترف باإليماف بما جاء بو الديف اإلسبلمي مف أمكر عقدية كاتباع شريعتو فيما شرعو‬
      ﴿ : ‫ قاؿ تعالى‬،‫معامبلتية‬ ‫مف تشريعات عبادية ك‬

           

           

           

.2﴾            

‫ فقد اعتنى بيا اإلسبلـ اىتماما خاصا مما جعميا محك ار في‬، ‫كأما كظيفة اإلنساف‬
‫ كىك ما يجعؿ أف غاية الدعكة اإلسبلمية عمى مستكل عالـ‬، ‫اىتمامات الدعكة اإلسبلمية‬
‫يحق لو ظركؼق‬ ‫الشيادة ىي تمكيف اإلنساف مف تحقيؽ مستكل استخبلفي راؽ كفؽ ما تت‬
.3‫كامكاناتو في عصره‬

 ﴿ ‫ قاؿ تعالى‬، ‫فالكظيفة الكجكدية لئلنساف كفؽ المنيج اإلسبلمي ىي االستخبلؼ‬

             

4
﴾             

‫ قاؿ‬، ‫كيتـ ذلؾ االستخبلؼ ضمف اختبار كابتبلء لئلنساف في إرادتو كحريتو كاختياره‬
            ﴿ : ‫تعالى‬

    ﴿ :‫ كقاؿ أيضا‬،"5﴾      

7 ‫ سورة الشورى اآلٌة‬-1


.177 ‫ سورة البقرة اآلٌة‬-2
.80 ‫ ص‬، ‫ المرجع السابق‬: ‫ برغوث الطٌب‬3
.30 ‫ سورة البقرة اآلٌة‬-4
.3-2 ‫ سورة اإلنسان اآلٌتان‬-5
63
.‫آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‬:‫الفصل األول‬

     ﴿ :‫ كقاؿ‬،1﴾        

.2﴾      

‫كما بيف اإلسبلـ أف ىذا االستخبلؼ إنما يتـ ضمف إطار العبكدية ﵀ تعالى التي‬
،3﴾      ﴿ ": ‫ قاؿ تعالى‬،‫تعتبر غاية الكجكد اإلنساني‬

            ﴿ : ‫كقاؿ أيضا‬

              

      ﴿ : ‫ كقاؿ أيضا‬،4﴾    

،5﴾                

           ﴿ : ‫كقاؿ أيضا‬

. 6﴾     

:7 ‫الخصائص العامة لمدعوة اإلسالمية واىميا‬- 2


:‫ كيمكف إجماليا فيما يمي‬،‫تستمد الدعكة اإلسبلمية خصائصيا العامة مف الديف اإلسبلمي‬
.‫أ –الصبغة التكحيدية‬
. ‫ب –النزعة العممية‬
.‫ الطبيعة الشمكلية‬-‫ج‬
.‫ النزعة الكاقعية‬-‫د‬
.‫ التكجو اإلنساني العالمي‬-‫ق‬

.3 ‫ سورة الملك اآلٌة‬-1


.7 ‫ سورة الكهف اآلٌة‬-2
.56 ‫ سورة الذارٌات اآلٌة‬-3
.36 ‫ سورة النحل اآلٌة‬-4
.61-60 ‫ سورة ٌس اآلٌتان‬-5
.5 ‫ سورة البٌّنة اآلٌة‬-6
7
.
‫ كما بعدىا‬، 116 ‫ ص‬، ‫ نفس المرجع‬:‫برغكث الطيب‬
64
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫إف محتكل الدعكة اإلسبلمية كخصائصيا العامة تجعؿ أمر "تبميغ الديف إنما مقصده‬
‫األعمى حفظ الديف كذلؾ ألف تبميغ الديف لمف ال عمـ ليـ بو يؤدم إلى العمـ بو‪ ،‬كقد يؤدم‬
‫بالكثيريف منيـ إلى اإليماف بو‪ ،‬كذلؾ ألف مف مظاىر حفظ الديف انتشاره بيف الناس‪...‬فتبميغ‬
‫الديف ىك إذف أحد المسالؾ اليامة لحفظ الديف"‪.1‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬حفظ الدين بالجياد‪:‬‬
‫قد يحدث كأف يتعرض المسممكف لطمع أعدائيـ في ببلدىـ ك ثركاتيـ‪ ،‬أك استعداء لدينيـ‬
‫كما حدث عبر مراحؿ مختمفة في التاريخ‪ ،‬كفي ىذه الحالة يصبح الدفاع عف األرض ك‬
‫الديف ك المقدسات فرض كاجب قاؿ تعالى ‪      ﴿ ":‬‬

‫‪.2﴾       ‬‬

‫كىذا األمر بالجياد ىك أمر لكؿ األمة عمى كجو الكفائية فإف لـ تؼ الكفائية بو‬
‫أصبح فرضا عينيا‪ ،‬قاؿ تعالى ‪      ﴿ :‬‬

‫‪.3﴾          ‬‬

‫ك " إنما شرع الجياد لدفع العدك الخارجي الغازم‪ ،‬كذلؾ مف جية ككف ىذا العدك إذا ما‬
‫ضرر ىك صرؼ حياتيـ عف أف تككف‬ ‫استكلى عمى المسمميف فإف أكؿ ما يمحقيـ بو مف‬
‫محككمة بالديف" ‪ ،4‬كما كاف يسمى بجياد الطمب "جياد يبتغي منو إيصاؿ الدعكة اإلسبلمية‬
‫إلى أقكاـ ضرب عمييـ حصار أف تصؿ إلييـ تمؾ الدعكة مف قبؿ متسمطيف عمييـ‬
‫مستبديف"‪.5‬‬
‫﴿ ‪‬‬ ‫فالشريعة كردت فييا نصكص كثيرة متضافرة تكجب رد العدكاف قاؿ تعالى ‪:‬‬

‫‪             ‬‬

‫‪               ‬‬

‫‪1‬النجار‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.71‬‬


‫‪ -2‬سورة البقرة اآلٌة ‪.190‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬التوبة اآلٌة ‪.41‬‬
‫‪4‬النجار‪ :‬نفس المرجع ‪ ،‬ص‪.82‬‬
‫‪5‬النجار‪ :‬المرجع نفسو‪، ،‬ص‪.83‬‬
‫‪65‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫‪            ‬‬

‫‪."1﴾       ‬‬

‫الفرع الخامس‪:‬الحماية الجزائية لمدين اإلسالمي في الفقو اإلسالمي ‪.2‬‬

‫إف الديف اإلسبلمي ىك الديف الحؽ‪ ،‬كىك الديف الخاتـ الذم يضمف تحقيؽ مصالح‬
‫الناس كسعادتيـ في العاجؿ كاآلجؿ أفرادا كمجتمعات‪ ،‬كاإلعراض عنو كالصد عف سبيمو‬
‫كاالعتداء عميو يفضي إلى ضنؾ المعيشة‪ ،‬كتكدير صفك الحياة البشرية كظيكر الفساد‬
‫كشيكع المظالـ كاالضطرابات‪ ،‬ألجؿ ذلؾ حفٌتو الشريعة اإلسبلمية بقدر كبير مف الحماية مف‬
‫خبلؿ أحكاـ فقيية جزائية تطاؿ مف يعتدم عميو أك يسيء إليو‪.‬‬

‫المتأمؿ في الحماية الجزائية لمديف اإلسبلمي يجدىا عمى نكعيف مجممة كمفصمة‪،‬‬
‫ك ٌ‬
‫فالحماية المجممة تستيدؼ حماية الديف ككؿ مف كؿ إنكار أك سب أك استيزاء أك ما شابو‬
‫ذلؾ‪ ،‬أما المفصمة فتتناكؿ حماية أصؿ مف أصكؿ الديف أك فركعو االعتقادية أك التعبدية ‪،‬‬
‫مثؿ حماية كؿ ركف مف أركاف اإليماف أك اإلسبلـ عمى حده‪ ،‬أك كؿ معمكـ مف الديف‬
‫بالضركرة‪ ،‬أك حماية األماكف المقدسة كالمصحؼ الشريؼ‪.‬‬

‫كسأتطرؽ بإجماؿ مع التمثيؿ إلى ىذيف المكنيف مف الحماية عمى النحك اآلتي‪:‬‬

‫ؼالحماية الجزائية المجممة لمديف اإلسبلمي تيدؼ إلى حمايتو مف شتى صكر اإلساءة‬
‫كىي متنكعة أىميا‪:‬‬

‫أ ‪-‬اإلنكار‪.‬‬
‫ب ‪-‬االستيزاء‪.‬‬
‫ت ‪-‬السب كالمعاداة‪.‬‬
‫ث ‪-‬التحريؼ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫فقد النيي عف االعتداء عف كؿ‬ ‫أما ا لحماية الجزائية المفصمة لمديف اإلسبلمي‬
‫أركاف كجزئيات ما جاء بو الديف اإلسبلمي‪ ،‬كمف أمثمة ذلؾ‪:‬‬

‫‪ -1‬سورة الحج اآلٌات ‪.40 -39‬‬


‫‪ -2‬انظر‪ :‬رزٌق بخوش‪ .‬الحماٌة الجزائٌة للدٌن اإلسالمً‪.‬رسالة ماجستٌر‪ .‬جامعة باتنة‪ .‬العام الدراسً‪2005/2004 :‬م‪ ،‬ص ‪ 30‬ومابعدها‪.‬‬
‫‪ -3‬انظر‪ :‬رزٌق بخوش‪ :‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪ 150‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪66‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫‪ ‬النيي عف االعتداء عمى أصكؿ العقيدة اإلسبلمية‪.‬‬


‫‪ ‬النيي عف االعتداء عمى الشعائر‪ ،‬كالمقدسات الدينية ‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬حماية حق التدين لغير المسممين في البالد المسممة من الزاوية الفقيية ‪.‬‬

‫نتناكؿ في ىذا المطمب التصنيفات الفقيية لغير المسمميف في الفرع األكؿ‪ ،‬ثـ نتبعو بالحماية‬
‫المقررة ألصحاب الديانات السماكية في ممارسة تدينيـ في الفرع الثاني‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬تعريف غير المسممين وبيان أصنافيم‪:‬‬

‫يمكف اعتبار معيار االعتقاد لتمييز المسمميف عف غيرىـ مف الناس‪ ،‬ككاضح أف غير‬
‫المسمميف ىـ الذيف ال يدينكف باإلسبلـ‪ ،‬سكاء مف لـ يدخؿ اإلسبلـ أصبل‪ ،‬أك دخؿ فيو ثـ‬
‫خرج منو ثانيا‪ ،‬كيستثنى المنافقكف‪ ،‬كىؤالء جميعا يشترككف في الكفر‪ ،‬فيقاؿ إذف‪ :‬غير‬
‫المسمميف ىـ الكفار‪.1‬‬

‫كينقسـ غير المسمميف مف حيث التزاـ أحكاـ اإلسبلـ ك خضكعيـ لتنفيذ أحكامو عمييـ‬
‫إلى األصناؼ اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬نكع يخضع ألحكاـ اإلسبلـ كيمتزمكف بيا‪ ،‬كىؤالء يطمؽ عمييـ الذميكف‪.‬‬
‫‪ -‬نكع يخضع ألحكاـ اإلسبلـ مدة مف الزمف فقط كىؤالء يطمؽ عمييـ المستأمنكف‪.‬‬
‫‪ -‬نكع ال يخضع ألحكاـ اإلسبلـ كال يمتزـ بيا‪ ،‬كىؤالء يطمؽ عمييـ الحربيكف‪.‬‬
‫‪- 1‬أما الذميون‪:‬‬
‫فقد أطمقت الذمة عمى العيد كالعقد‪ ،‬كرجؿ ذمي معناه‪ :‬رجؿ لو عيد أك عقد‪ ،‬كأىؿ‬
‫‪ ،‬كما أطمقت‬ ‫الذمة أم أىؿ العقد‪ ،‬أك أىؿ العيد‪ ،‬كىـ الذيف يؤدكف الجزية مف المشركيف‬
‫عمى األماف ‪ ،‬كليذا سمي المعاىد ذميا ألنو أعطي األماف عمى ذمة الجزية التي تؤخذ منو‪.‬‬
‫ككممة الذمة استعمميا رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو كسمـ في معظـ كتبو المكجية إلى‬
‫األفراد كالعشائر‪ ،‬بأف كاف يذكر فييا أف يعطييـ‪ ":‬ذمة ا﵀ كالرسكؿ"‪.‬‬
‫كقد اختمؼ الفقياء في إعطاء تعريؼ جامع لعقد الذمة‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد علولٌش الورتالنً‪ ،‬أحكام التعامل مع غٌر المسلمٌن واالستعانة بهم دراسة فقهٌة مقارنة‪ ،‬دار التنوٌر ‪2004‬م‪ ،‬ط‪1‬‬
‫‪67‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫فقد عرفو الحنفية بأنو‪ ":‬عقد يتضمف إقرار بعض الكفار عمى ما يدينكف بو عمى الدكاـ‬
‫ببذؿ الجزية كالتزاـ أحكاـ اإلسبلـ العامة"‪.1‬‬
‫أما عند فقياء المالكية فإنيـ قالكا بأنو‪ ":‬التزاـ تقريرىـ في ديارىـ كحمايتيـ كالدرء عنيـ بشرط‬
‫بذؿ الجزية كاالستسبلـ"‪.2‬‬
‫كما عرفو فقياء الشافعية بأنو‪ ":‬أف يقر أىؿ الكتاب عمى المقاـ في دار اإلسبلـ بجزية‬
‫يؤدكنيا عمى رقابيـ في كؿ عاـ" ‪ ، 3‬كنبلحظ أف الشافعية قصركا عقد الذمة عمى أىؿ الكتاب‬
‫فقط في حيف أف كثي ار مف الفقياء أجازكا عقد الذمة مع المجكس‪ ،‬كمع كؿ مف ال يديف‬
‫باإلسبلـ باستثناء المرتد‪.4‬‬
‫لكف الفقياء اختمفكا في عقد الذمة مع مف ال كتاب لو كال شبيتو كىـ عبدة األصناـ‬
‫كاألكثاف كغيرىـ مف المشركيف ممف ال نص فييـ‪ ،‬كسبب ذلؾ كما جاء في بداية المجتيد‪":‬‬
‫كالسبب في اختبلفيـ معارضة العمكـ لمخصكص‪ ،‬أما العمكـ‪ ،‬فقكلو تعالى‪ ﴿ :‬‬

‫‪ ،5﴾               ‬كقكلو‬

‫صمى ا﵀ عميو كسمـ‪ ":‬أمرت اف أقاتؿ الناس حتى يشيدكا أف ال إلو إال ا﵀ كأف محمدا رسكؿ‬
‫ا﵀‪ ،‬كيقيمكا الصبلة‪ ،‬كيؤتكا الزكاة‪ ،‬فإذا فعمكا ذلؾ عصمكا مني دماءىـ كأمكاليـ إال بحؽ‬
‫اإلسبلـ كحسابيـ عمى ا﵀" ‪ ،‬أما الخصكص فقكلو صمى ا﵀ عميو كسمـ ألمراء السرايا الذيف‬
‫كاف يبعثيـ إلى المشركيف مف العرب‪ ،‬كمعمكـ أنيـ كانكا غير أىؿ كتاب‪ ":‬فإذا لقيت عدكؾ‬
‫فادعيـ إلى ثبلث خصاؿ‪ ،‬كذكر الجزية فييا"‪ ،‬فمف رأل أف العمكـ إذا تأخر عف الخصكص‬
‫فيك ناسخ لو قاؿ ال تقبؿ الجزية مف مشرؾ ماعدا أىؿ الكتاب ألف اآلية اآلمرة بقتاليـ عؿ ل‬
‫العمكـ متأخرة عف ذلؾ الحديث‪ ،‬كذلؾ أف األمر بقتاؿ المشركيف عامة ىك في سكرة براءة‪،‬‬
‫كذلؾ عاـ الفتح‪ ،‬كذلؾ الحديث إنما ىك قبؿ الفتح‪ ،‬كمف رأل أف العمكـ يبنى عمى‬
‫أك جيؿ التقدـ أك التأخر بينيما قاؿ بتقبؿ الجزية مف جميع‬ ‫الخصكص تقدـ أك تأخر‬
‫المشركيف‪ ،‬كأما تخصيص أىؿ الكتاب مف سائر المشركيف فخرج مف ذلؾ العمكـ باتفاؽ‪.‬‬

‫‪ 1‬الكاسانً‪ :‬بدائع الصنائع فً ترتٌب الشرائع‪ .‬تحقٌقىعلً محمد عوض‪ ،‬وعادل أحمد عبد الموجود‪ ،‬ط ‪ 1‬دار الكتب العلمٌة بٌروت ‪.1997‬‬
‫ج‪.9‬ص‪426‬‬
‫‪2‬القرافً‪ :‬الذخٌرة‪.‬تحقٌق محمد بوخبزة‪.‬ط ‪.1‬دار العرب اإلسالمً‪.‬بٌروت‪.1994‬ج‪.3‬ص‪451‬‬
‫‪3‬الماوردي‪:‬الحاوي الكبٌر‪ .‬تحقٌق محمود مسترجً‪.‬دار الفكر بٌروت ‪.1994‬ج‪.18‬ص‪344‬‬
‫‪4‬الكاسانً‪ :‬المصدر السابق‪.‬ج ‪.9‬ص ‪437‬‬
‫‪ -5‬سورة البقرة اآلٌة ‪192‬‬
‫‪68‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫‪- 2‬المستأمنون‪:‬‬
‫المستأمف ىك غير المسمـ الذم يقيـ في الديار اإلسبلمية أمدا قصي ار مف غير أف‬
‫يتخمى عف رعيتو لغير المسمميف‪ ،‬أك ىك شخص مف دار الحرب دخؿ اإلسبلـ لمدة معينة‬
‫بعقد أماف‪ ،‬قاؿ تعالى‪         ﴿ :‬‬

‫‪.1﴾          ‬‬

‫كاذا دخؿ الحربي دار اإلسبلـ بأماف فإنو يظؿ مدة األماف في ديار اإلسبلـ لو ما‬
‫لممسمميف‪ ،‬كعميو ما عمييـ‪ ،‬كيمتزـ بأحكاـ اإلسبلـ في المعامبلت المالية ككذلؾ العقكبات‪.‬‬
‫‪- 3‬الحربيون‪:‬‬

‫الحربي مف يحارب المسمميف أك ينتسب إلى قكـ محاربيف لممسمميف سكاء أكانت‬
‫المحاربة فعمية أـ متكقعة‪ ،‬كىـ ال يمتزمكف أحكاـ اإلسبلـ‪ ،‬فالحربيكف ىـ سكاف دار الحرب‬
‫الذيف ال يدينكف باإلسبلـ‪ ،‬كال يخضعكف ليا‪ ،‬فيي ال تطبؽ عمييـ‪.‬‬

‫كليس في تسمية دار الحرب ما يستمزـ ككنيـ أعداء‪ ،‬فقد يككف بينيـ كبيف المسمميف‬
‫ميثاؽ فيسمكف تخصيصا بػ‪ ( :‬المعاىديف)‪ ،‬كأما الحربي الذم يدخؿ دار اإلسبلـ بأماف‬
‫فيسمى مستأمنا كما سبؽ ذكر ذلؾ‪.‬‬
‫كفي أحكاـ المعامبلت مع غير المسمميف مف أىؿ الذمة كالمستأمنيف نجد أف الفقو‬
‫اإلسبلمي يزخر بأحكاـ متنكعة كثيرة تضمف تحقيؽ المصالح كالمنافع اإلنسانية المتكخاة مف‬
‫تمؾ المعامبلت‪ ،‬مثؿ أحكاـ البيع كالشفعة كاإلجارة كالككالة كالنكاح كالطبلؽ كالكقؼ ‪،‬كاليبة‬
‫كغيرىا‪ ،‬مما يؤكد مركنة الشريعة كطابعيا المقاصدم في بنائيا لمعبلقات مع غير المسمميف‬
‫كانفتاحيا عمييـ‪.‬‬
‫كسنتناكؿ في الفرع الثاني حماية الحؽ في التديف لغير المسمميف مف أىؿ الكتاب‪.‬‬

‫‪ -1‬سورة التوبة‪ ،‬اآلٌة ‪.6‬‬


‫‪69‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حماية الحق في التدين لغير المسممين‪.‬‬


‫مف خصائص اإلسبلـ تكريمو لئلنساف‪ ،‬قاؿ تعالى‪    ﴿ :‬‬

‫‪           ‬‬

‫‪ ، 1﴾‬كقد حضي غير المسمميف بكفالة حقيـ التاـ في حرية معتقدىـ كممارسة شعائرىـ‬

‫الدينية منذ التأسيس األكؿ لمدكلة اإلسبلمية في عيد النبي صمى ا﵀ عميو كسمـ‪ ،‬كىك ما‬
‫نستشفو في كثير مف اآليات القرآنية كالمكاقؼ النبكية في ىذا المكضكع‪.‬‬

‫ففي القرآف الكريـ نجد حرية ا إلنساف في االعتقاد كاختيار الديف كعدـ اإلكراه في اتباع‬
‫ممة أك نحمة ما ظاىر في غاية الكضكح في آيات كثيرة‪ ،‬قاؿ تعالى‪    ﴿ :‬‬

‫‪             ‬‬

‫‪ ،2﴾        ‬فمكؿ صاحب ديف أف يمارس دينو كمعتقده‪.‬‬

‫كبمت فكر اإلنساف كحجبت عنو‬


‫بؿ اإلسبلـ جاء ليحرر اإلنساف مف القيكد كاإلكراىات التي ٌ‬
‫الحؽ فيك ديف الحرية بمفيكميا السميـ‪ ،‬قاؿ تعالى مخاطبا نبيو صمى ا﵀ عميو كسمـ‪ ﴿ :‬‬

‫‪              ‬‬

‫﴾‪ ،3‬كما نجد أف القرآف الكريـ قد أفرد لممسألة االعتقادية سكرة كاممة خاطب فييا الكافريف ‪،‬‬
‫قاؿ تعالى‪             ﴿ :‬‬

‫‪                 ‬‬

‫ـ ف يشاء‬ ‫﴾‪ ،4‬كما بيف القرآف الكريـ أف مسألة اليدام ة ىي بتكفيؽ مف ا﵀ تعالى فيك ييدم‬
‫كيضؿ مف يشاء‪ ،‬قاؿ تعالى‪           ﴿ :‬‬

‫‪.5﴾   ‬‬

‫‪ -1‬سورة اإلسراء اآلٌة ‪.70‬‬


‫‪ -2‬سورة البقرة اآلٌة ‪.256‬‬
‫‪ -3‬سورة ٌونس اآلٌة ‪.99‬‬
‫‪ -4‬سورة الكافرون‪.‬‬
‫‪ -5‬سورة القصص اآلٌة ‪.56‬‬
‫‪70‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫كما أمر القرآف الكريـ مجادلة أىؿ الكتاب بالحسنى‪ ،‬كمراعاة مشاعرىـ‪ ،‬قاؿ تعالى‪:‬‬
‫﴿‪              ‬‬

‫‪.1﴾           ‬‬

‫كفي قاعدة جميمة أرساىا القرآف الكريـ في التعامؿ مع غير المسمميف مبنية عمى‬
‫اإلحساف إلييـ قاؿ تعالى‪          ﴿ :‬‬

‫‪              ‬‬

‫‪            ‬‬

‫‪ ،2﴾      ‬يتضح أف األصؿ في بناء العبلقة مع غير‬

‫المسمميف إنما تككف ممدكدة ك مبنية عمى البر كالقسط‪ ،‬شريطة أف ال يظيركا العداء في‬
‫الديف بالمقاتمة كاالعتداء عمى الديار‪ ،‬كفي مراد ىذه اآلية يقكؿ اإلماـ القرافي‪ ":‬الرفؽ‬
‫بضعيفيـ‪ ،‬كسد خمة فقيرىـ‪ ،‬كاطعاـ جائعيـ‪ ،‬ككساء عارييـ‪ ،‬كليف القكؿ ليـ‪ -‬عمى سبيؿ‬
‫التمطؼ ليـ كالرحمة ال عمى سبيؿ الخكؼ كالذلة_ كاحتماؿ أذيتيـ في الجكار‪ -‬مع القدرة‬
‫عمى إزالتو‪ -‬لطفا منا بيـ‪ ،‬ال خكفا كال طمعا‪ ،‬كالدعاء ليـ باليداية‪ ،‬كأف يجعمكا مف أىؿ‬
‫السعادة‪ ،‬كنصيحتيـ في جميع أمكرىـ في دينيـ كدنياىـ‪ ،‬كحفظ غيبتيـ‪ ،‬إذا تعرض أحد‬
‫ص ًال ًح ًي ٍـ ىكأ ٍ‬
‫ىف يي ىع يانكا‬ ‫ألذيتيـ كصكف أمكاليـ كعياليـ كأعراضيـ كجميع حقكقيـ كمصالحيـ‪ ،‬ىك ىم ى‬
‫‪3‬‬
‫يصالييي ٍـ ًل ىج ًم ً‬
‫يع يحقيكًق ًي ٍـ‪"...‬‬ ‫ُّظ ً‬
‫ىعمىى ىد ٍف ًع الظ ٍمـ ىع ٍنيي ٍـ ىكًا ى‬
‫كفي مسألة حماية الحؽ في التديف لغير المسمميف فمقد صاف اإلسبلـ معابدىـ كأماكف‬
‫ممارسة شعائرىـ الدينية فمـ يفرؽ بيف حماية المقدسات اإلسبلمية كمقدسات الشرائع السماكية‬
‫األخرل‪ " ،‬فعندما استقبؿ رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عيو كسمـ كفد نصارل نجراف بالمدينة المنكرة‬
‫في السنة العاشرة لميجرة كاف احتراـ اإلسبلـ لمقدسات اآلخريف الدينية معمما مف المعالـ‬

‫‪ -1‬سورة العنكبوت اآلٌة ‪.46‬‬


‫‪ -2‬سورة الممتحنة اآلٌتان ‪.9 ،8‬‬
‫‪ -3‬القرافً‪ ،‬شهاب الدٌن أبو العباس الصنهاجً ‪ :‬الفروق‪ ،‬ت عمر حسن القٌام‪ ،‬مؤسسة الرسالة ناشرون‪ ،‬ط ‪ 2003 ،1‬م‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص‬
‫‪.435‬‬
‫‪71‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫‪ ، 1‬كىك ما يتكافؽ مع‬ ‫البارزة التي أرساىا اإلسبلـ في النظر كالتعامؿ مع ىؤالء اآلخريف"‬
‫مقتضيات اإليماف الذم ال يكتمؿ إال باالعتراؼ بكؿ الشرائع السماكية السابقة‪.‬‬

‫قاؿ تعالى‪           ﴿ :‬‬

‫‪           ‬‬

‫‪.2 ﴾       ‬‬

‫ؼقد جاء في العيد الذم كتبو رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو كسمـ لنصارل نجراف‪ ،‬كلكؿ‬
‫المتدينيف بالنصرانية‪:‬‬

‫" كلنجراف كلحاشيتيا‪ ،‬كألىؿ ممتيا‪ ،‬كلجميع مف ينتحؿ دعكة النصرانية في شرؽ‬
‫األرض كغربيا‪ ،‬قريبيا كبعيدىا فصيحيا كأعجميا جكار ا﵀ كذمة محمد النبي رسكؿ ا﵀‪،‬‬
‫عمى أمكاليـ كأنفسيـ كممتيـ كغائبيـ كشاىدىـ كعشيرتيـ كبيعيـ ككؿ ما تحت أيدييـ مف‬
‫قميؿ أك كثير‪ ...‬كأف أحرص دينيـ كممتيـ أيف كانكا‪...‬بما أحفظ بو نفسي كخاصتي كأىؿ‬
‫اإلسبلـ مف ممتي‪ ...‬ألني أعطيتيـ عيد ا﵀ أف ليـ ما لممسمميف كعميو ما عمييـ‪ ...‬حتى‬
‫يككنكا لممسمميف شركاء فيما ليـ كفيما عمييـ"‪.3‬‬

‫كبمقابؿ الحقكؽ التي أعطاىا الرسكؿ صمى ا﵀ عميو كسمـ لمنصارل فرض عميو‬
‫كاجبات باعتبارىـ مكاطنيف كسائر المكاطنيف المسمميف‪ ،‬فمقد جاء في ىذا العيد‪:‬‬

‫" فاشترط عمييـ أمك ار يجب عمييـ في دينيـ التمسؾ كالكفاء بما أعاىدىـ عميو منيا‪ :‬أال‬
‫يككف أحد منيـ عينا كال رقيبا ألحد مف أىؿ الحرب عمى أحد مف المسمميف في سره‬
‫كعبلنيتو‪ ،‬كال يأكم عدكا لممسمميف‪ ،‬يردكف بو أخذ الفرصة كانتياز الكثبة‪ ،‬كال ينزلكا أكطانيـ‬
‫كال ضياعيـ‪ ،‬كؿ في شيء مف مساكف عبادتيـ كال غيرىـ مف أىؿ الممة‪ ،‬كال يرفدكا أحدا مف‬

‫‪ -‬محمد عمارة‪ :‬احتراـ المقدسات‪ ،‬مكتبة الشركؽ الدكلية‪ ،‬القاىرة‪2007 ،‬ـ‪ ،.‬ص‪.09،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -2‬سكرة البقرة ‪.285‬‬


‫‪ -‬محمد حميد ا﵀‪ ،‬مجمكعة الكثائؽ السياسية لمعيد النبكم كالخبلفة الراشدة‪1405 ،‬ىػ‪1985 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.128-111‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪72‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫أىؿ الحرب عمى المسمميف بتقكية ليـ بسبلح كال خيؿ كال رجاؿ كال غيرىـ‪ ،‬كال يصانعكىـ‪...‬‬
‫كال يظيركا العدك عمى عكرات المسمميف كال يخمكا شيئا مف الكاجب عمييـ"‪.1‬‬

‫" كلقد بمغ احتراـ اإلسبلـ كتقديسو لمخصكصيات الدينية لغير المسمميف الحد الذم‬
‫تجاكز السماح بإقامة ىذه الخصكصيات في الدكلة اإلسبلمية إلى األمر بإقامة ىذه‬

‫الخصكصيات "‪ ،2‬قاؿ تعالى‪          ﴿ :‬‬

‫﴾ ‪ ، 3‬كقاؿ‪ ﴿ :‬‬ ‫‪      ‬‬

‫‪            ‬‬

‫‪.4﴾  ‬‬

‫فحماية المقدسات الدينية في اإلسبلـ ال تقتصر عمى اإلسبلمية فحسب بؿ تمتد لتشمؿ‬
‫كؿ مقدسات األدياف األخرل‪ ،‬بؿ إف ذلؾ مف أكجب الكاجبات التي تقع عمى عاتؽ الدكلة‬

‫اإلسبلمية في كؿ الحاالت كالظركؼ‪ ،‬قاؿ تعالى‪     ﴿ :‬‬

‫‪             ‬‬

‫‪          ‬‬

‫‪.5 ﴾        ‬‬

‫فاآلية الكريمة تشير إلى أف " التدافع كالدفع ليس فقط لحماية المقدسات اإلسبلمية‪،‬‬
‫كانما لحماية دكر العبادة الخاصة بكؿ أصحاب الشرائع الدينية"‪.6‬‬

‫‪ -1‬محمد حميد ا﵀‪ .‬نفس المرجع السابؽ‪.‬‬


‫‪ -2‬محمد عمارة اؿمرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ -3‬سكرة المائدة ‪. 47‬‬
‫‪ -4‬سكرة المائدة ‪. 43‬‬
‫‪ -5‬سكرة الحج ‪.40‬‬
‫‪ -6‬محمد عمارة‪ :‬نفس اؿمرجع‪.،‬ص‪.12‬‬
‫‪73‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫كعندما فتح المسممكف القدس سنة ‪15‬ىػ (‪635‬ـ)‪ ،‬في عيد الخميفة الراشد عمر بف‬
‫الخطاب رضي ا﵀ عنو ‪ ،‬بعد محاصرة الجيش الركماني فييا حتى تـ االتفاؽ مع أىميا عمى‬
‫فتحيا صمحا كدكنما قتاؿ‪ ،‬ذلؾ أنيا حرـ في المنظكر اإلسبلمي كالحرـ ال يجكز القتاؿ فيو‬
‫إال لرد العدكاف‪ ،‬ككاف اسميا حينذاؾ إيميا ‪ ،‬لكف المسممكف أطمقكا عمييا اسـ القدس كالحرـ‬
‫القدسي ليككف شاىدا عمى مكانتيا المقدسة عند المسمميف‪.‬‬

‫كعندما دخؿ عمر بف الخطاب الؽ دس‪ ،‬دخميا ماشيا عمى قدميو بينما كاف خادمو‬
‫راكبا عمى دابتو‪ ،‬كعقد عمر بف الخطاب رضي ا﵀ عنو ألىؿ القدس العيد العمرم الذم‬
‫قرر فيو‪:‬‬

‫" األماف ألنفسيـ‪ ،‬كأمكاليـ‪ ،‬كلكنائسيـ كصمبانيـ‪ ...‬ال تسكف كنائسيـ كال تيدـ‪ ،‬كال‬
‫ينتقص مف حيزىا‪ ،‬كال مف صميبيـ‪ ،‬كال مف شيء مف أمكاليـ‪ ،‬كال يكرىكف عمى دينيـ‪ ،‬كال‬
‫يضار أحد منيـ‪ ،‬بؿ لقد بمغ احتراـ عمر بف الخطاب رضي ا﵀ عنو يكمئذ لكنيسة القيامة‪،‬‬
‫الحد الذم جعمو يعتذر لبطرؾ القدس صفرينيكس عف عدـ الصبلة في الكنيسة احتراما‬
‫لخصكصيتيا كاختصاص أىميا بيا‪ ،‬ككي ال يأتي حاكـ مسمـ‪ -‬في قادـ الزماف‪ -‬فيتأكؿ‬
‫صبلة عمر في الكنيسة‪ ،‬بأف لممسمميف حقا في جزء منيا‪.1"،‬‬

‫" كفي فتح مصر بقيادة عمرك بف العاص ‪ 43‬ىػ حررت مف االستعمار الركماني الذم‬
‫امتد عشرة قركف‪ ،‬كحرر المسممكف أيضا كنائس النصرانية المصرية األرثكذككسية التي كانت‬
‫مغتصبة مف قبؿ الركماف" ‪ ،2‬كالمسممكف لـ يحرركا ىذه الكنائس ليحكلكىا إلى مساجد‪ ،‬كانما‬
‫ليعيدكىا إلى أقباط مصر يمارسكف فييا عباداتيـ‪ "،‬كيكمئذ أعاد المسممكف البطرؾ القبطي‬
‫بنياميف في السنة‪ 39‬ىػ بعد أف ظؿ ىاربا مف الركماف ثبلثة عشر عاما"‪.3‬‬

‫غير اإلسبلمية الحظ الكافر مف‬ ‫كىكذا كعمى مر التاريخ‪ ،‬نالت المقدسات الدينية‬
‫الحماية في ظؿ الدكلة اإلسبلمية‪ " ،‬فازدىرت كؿ ألكاف الطيؼ الديني‪ ،‬ككؿ المقدسات‬

‫‪ -1‬محمد حميد ا﵀‪.‬اؿمرجع سابؽ‪.‬‬


‫‪ -2‬محمد عمارة‪،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ -3‬محمد عمارة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫‪74‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫الدينية لكؿ أصحاب الديانات‪ ،‬حتى أف فقيو مصر الميث بف سعد قد أفتى بأف بناء الكنائس‬
‫يعد مف عمارة الببلد"‪.1‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬حماية الحق في التدين في القانون الدولي لحقوق اإلنسان ‪.‬‬

‫سكؼ أتطرؽ في ىذا المبحث إلى مدل إقرار الحؽ في التديف في القانكف الدكلي لحقكؽ‬
‫اإلنساف مف خبلؿ استعراض كركد حماية ىذا الحؽ في مختمؼ االتفاقيات الدكلية كاإلقميمية‬
‫األساسية لحقكؽ اإلنساف‪.‬‬

‫كسيتـ ذلؾ مف خبلؿ ثبلثة مطالب‪:‬‬

‫‪ -‬تناكلت في المطمب األول حماية الحؽ في التديف في المكاثيؽ الدكلية األساسية لحقكؽ‬
‫اإلنساف‪،‬‬

‫‪ -‬أما المطمب الثاني فقد خصصتو لممكاثيؽ اإلقميمية لحقكؽ اإلنساف كما تضمنتو مف‬
‫حماية ليذا الحؽ‪،‬‬

‫‪ -‬والمطمب الثالث قد أفردتو لحماية ىذا الحؽ في المكاثيؽ العربية كاإلسبلمية‪،‬‬

‫المطمب األول‪ :‬حرية التدين في المواثيق الدولية ‪.‬‬

‫علييا بدراسة ما تضمنتو في مسألة حماية حؽ‬ ‫إف المكاثيؽ الدكلية التي سأعتمد‬
‫اإلنساف في التديف ىي ا لمكاثيؽ الدكلية األساسية لحقكؽ اإلنساف كىي‪:‬‬

‫‪ -‬اإلعبلف العالمي لحقكؽ اإلنساف‪.‬‬


‫‪ -‬العيديف الدكلييف لحقكؽ اإلنساف ‪ ،‬العيد الخاص بالحقكؽ المدنية كالسياسية لعاـ‬
‫‪ ، 1966‬كالعيد الخاص بالحقكؽ االقتصادية كاالجتماعية كالثقافية لعاـ ‪.1966‬‬
‫‪ -‬بعض اإلعبلنات الدكلية لحقكؽ اإلنساف التي تناكلت مسألة حماية حؽ اإلنساف في‬
‫التديف كالفكر كالعقيدة‪ ،‬ال سيما منيا‪ :‬إعبلف طيراف‪ ،‬اإلعبلف بشأف القضاء عمى‬
‫جميع أشكاؿ التعصب كالتمييز القائميف عمى أساس الديف أك المعتقد‪ ،‬إعبلف فيينا‪،‬‬
‫إعبلف فريبكر‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد عمارة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.15‬‬


‫‪75‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬حرية التدين في اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان والعيدين الدولين لحقوق‬
‫اإلنسان‪.‬‬
‫أقرت الجمعية العامة لؤلمـ المتحدة اإلعبلف العالمي لحقكؽ اإلنساف في قصر‬
‫" ٌ‬
‫شايكه في باريس‪ ،‬كيعتبر اإلعبلف العالمي لحقكؽ اإلنساف أكؿ كثيقة دكلية أساسية مكجية‬
‫لجميع البشر عمى حد سكاء نصت عمى حقكؽ مدنية سياسية كاقتصادية كثقافية" ‪ " ،1‬كالذم‬
‫اعتبر‪ ،‬كبحؽ أىـ إعبلنات األمـ المتحدة كأبعدىا أثرا‪ ،‬إذ ش ٌكؿ ىذا اإلعبلف مصد ار أساسيا‬
‫‪ ، 2‬كقد‬ ‫يميـ الجيكد الكطنية ك الدكلية في مجاؿ تعزيز حقكؽ اإلنساف كحرياتو األساسية"‬
‫‪ 217‬ألؼ (د‪ )3 -‬المؤرخ في ‪ 10‬ديسمبر‬ ‫اعتمد كنشر عمى المؤل بقرار الجمعية العامة‬
‫‪.1948‬‬
‫عديدة كمنيا‬ ‫كبقراءة متأنية لما كرد في اإلعبلف نجد أنو قد تناكؿ حقكقا معنكية‬
‫كما نص عمى تساكم الرجاؿ‬ ‫الحقكؽ الثقافية إما ضمنيا كاما بالتصريح الكاضح الدقيؽ‪.‬‬
‫حزمت أمرىا عمى النيكض بالتقدـ‬ ‫كالنساء في الحقكؽ‪ ،‬كأف شعكب األمـ المتحدة قد‬
‫‪3‬‬
‫االجتماعي كتحسيف مستكيات الحياة في جك مف الحرية أفسح"‬
‫ؼشعكب األمـ المتحدة قد أعادت في الميثاؽ تأكيد إيمانيا بحقكؽ اإلنساف األساسية‪،‬‬
‫كبكرامة اإلنساف كقدره‪ ،‬إذ نجد أف الديباجة قد نكىت أف البشر‪ ":‬قد نادكا ببزكغ عالـ يتمتعكف‬
‫فيو بحرية القكؿ كالعقيدة" ‪ ، 4‬كما قد نصت المادة ‪ 18‬منو عمى أنو‪ ":‬لكؿ شخص حؽ في‬
‫حرية الفكر كالكجداف كالديف‪ ،‬كيشمؿ ىذا الحؽ في حريتو في تغيير دينو أك معتقده‪ ،‬كحريتو‬
‫في إظيار دينو أك معتقده بالتعبد كاقامة الشعائر كالممارسة كالتعميـ‪ ،‬بمفرده أك مع جماعة‪،‬‬
‫كأماـ المئل أك عمى حدة"‪.‬‬
‫كجاءت المادة التي تمييا ( المادة ‪ )19‬تفيد بأنو‪ ":‬لكؿ شخص حؽ التمتع بحرية الرأم‬
‫كالتعبير‪ ،‬كيشمؿ ىذا الحؽ حريتو في اعتناؽ اآلراء دكف مضايقة‪ ،‬كفي التماس األنباء‬
‫كاألفكار كتمقييا كنقميا إلى اآلخريف‪ ،‬بأية كسيمة كدكنما اعتبار لمحدكد"‬
‫كالمبلحظ أف ىاتيف المادتيف قد أقرتا الحقكؽ المعنكية األساسية لئلنساف في التفكير‬
‫كاالعتقاد كالكجداف كالديف كىي مف الخصائص الجكىرية التي تميز اإلنساف‪ ،‬كتعبر عف‬

‫‪ -1‬لٌنا الطبال‪ :‬االتفاقٌات الدولٌة واإلقلٌمٌة لحقوق اإلنسان‪ ،‬دار المؤسسة الحدٌثة للكتاب‪ ،2010 ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪ -2‬محمد شرٌف بسٌونً‪ :‬الوثائق الدولٌة لحقوق اإلنسان‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪.25‬‬
‫‪3‬الفقرة ‪ 5‬من الدٌباجة‪.‬‬
‫‪ -4‬الفقرة ‪ 3‬من الدٌباجة‪.‬‬
‫‪76‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫كرامتو‪ ،‬فاإلنساف كائف مف ٌكر‪ ،‬يتمتع بممكة العقؿ كالتمييز‪ ،‬كىي قدرة يختمؼ بيا عف غيره‪،‬‬
‫كما أف الكجداف كاألحاسيس ال يمكف أف تيسمب مف اإلنساف‪ ،‬فيك يشعر بالمذة كاأللـ ‪،‬‬
‫كالسعادة كالشقاء‪ ،‬كالرضا كالغضب‪ ،‬كما أنو أيضا مخمكؽ متديف‪ ،‬إذ ال يكاد يخمك مجتمع‬
‫مف الظاىرة الدينية‪.‬‬
‫فتحت باب الحرية كاسعا دكنما أم قيد أك‬
‫ا‬ ‫إال أنو يمكف مبلحظة أف ىاتيف المادتيف قد‬
‫ضابط‪ ،‬فيي لـ تضع حدا لحرية اعتقاد الديف أك تغييره ‪ ،‬كبيذا تستكم بحسبيما كؿ الديانات‬
‫الصحيحة كالفاسدة‪ ،‬السماكية كالكضعية‪ ،‬كما جعمت اإلنساف ىك مصدر إقرار ىذا الحؽ‬
‫نزعت عنو بذلؾ لباس القداسة كالخصكصية كأنزلتو منازؿ الحقكؽ األخرل‪ ،‬كىك منظكر‬
‫ؼ‬
‫يجعؿ اإلنساف قد يعمك فكؽ الديف في حد ذاتو‪ ،‬كىذا ترجمة صادقة لمفمسفة الغربية الحداثية‬
‫التي جعمت اإلنساف‬ ‫ذات النزعة المادية كالعممانية المرتكزة عمى مبادئ القانكف الطبيعي‬
‫مركز كؿ شيء بما في ذلؾ الظاىرة الدينية‪ ،‬كىك ما يتعارض كطبيعة الديف في حد ذاتو ‪.‬‬
‫كيعد إقرار الحؽ في التديف كالكجداف كالعقيدة مف الحقكؽ الثقافية األساسية لئلنساف‬
‫ي‬
‫نالت االىتماـ مف ًقبؿ الميثاؽ مما يعد مكسبا يضاؼ إلى قائمة الحقكؽ المحمية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ىذا مف جية كمف جية أخرل فقد أقر العيد الدكلي الخاص بالحقكؽ المدنية كالسياسية‬
‫لعاـ ‪1966‬ـ حماية ىذا الحؽ ‪ ،‬فالمادتاف ‪ 18‬ك ‪ 26‬مف العيد تعداف ذات صمة كثيقة‬
‫بمكضكع الحؽ في حرية التديف‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 18‬منو عمى أنو‪:‬‬
‫‪ -‬لكؿ إنساف حؽ في حرية الفكر كالكجداف كالديف‪ .‬كيشمؿ ذلؾ حريتو في أف يديف بديف‬
‫ما‪ ،‬كحريتو في اعتناؽ أم ديف أك معتقد يختاره‪ ،‬كحريتو في إظيار دينو أك معتقده بالتعبد‬
‫كاقامة الشعائر كالممارسة كالتعميـ‪ ،‬بمفرده أك مع جماعة‪ ،‬كأماـ المؤل أك عمى حدل‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجكز تعريض أحد إلكراه مف شأنو أف يخؿ بحريتو في أف يديف بديف ما‪ ،‬أك بحريتو في‬
‫اعتناؽ أم ديف أك معتقد يختاره‪.‬‬

‫‪ -1‬اعتمد كعرض لمتكقيع كالتصديؽ كاالنضماـ بمكجب قرار الجمعية العامة لؤلمـ المتحدة ‪ 2200‬ألؼ (د‪ )21-‬المؤرخ في ‪16‬‬
‫كانكف‪/‬ديسمبر‪1966‬ـ‬
‫تاريخ بدء النفاذ‪ 23 :‬آذار‪/‬مارس ‪ ، 1976‬كفقا ألحكاـ الػمادة ‪49‬‬

‫‪77‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫‪ -‬ال يجكز إخضاع حرية اإلنساف في إظيار دينو أك معتقده‪ ،‬إال لمقيكد التي يفرضيا‬
‫القانكف كالتي تككف ضركرية لحماية السبلمة العامة أك النظاـ العاـ أك الصحة العامة أك‬
‫اآلداب العامة أك حقكؽ اآلخريف كحرياتيـ األساسية‪.‬‬
‫‪ -‬تتعيد الدكؿ األطراؼ في ىذا العيد باحتراـ حرية اآلباء‪ ،‬أك األكصياء عند كجكدىـ‪،‬‬
‫في تأميف تربية أكالدىـ دينيا كخمقيا كفقا لقناعاتيـ الخاصة‪.‬‬
‫ك المادة ‪ 26‬قد أكدت عمى أف الناس جميعا سكاء أماـ القانكف كيتمتعكف دكف أم‬
‫تمييز بحؽ متساك في التمتع بحمايتو‪ .‬كفي ىذا الصدد يجب أف ىيحظير القانكف أم تمييز‬
‫كأف يكفؿ لجميع األشخاص عمى السكاء حماية فعالة مف التمييز ألم سبب‪ ،‬كالعرؽ أك‬
‫المكف أك الجنس أك المغة أك الديف أك الرأم سياسيا أك غير سياسي‪ ،‬أك األصؿ القكمي أك‬
‫االجتماعي‪ ،‬أك الثركة أك النسب‪ ،‬أك غير ذلؾ مف األسباب‪ ،‬ك أردفتيا المادة ‪ 27‬بالتأكيد أنو‬
‫ال يجكز‪ ،‬في الدكؿ التي تكجد فييا أقميات اثنيو أك دينية أك لغكية‪ ،‬أف يحرـ األشخاص‬
‫المنتسبكف إلى األقميات المذككرة مف حؽ التمتع بثقافتيـ الخاصة أك المجاىرة بدينيـ كاقامة‬
‫شعائره ـ أك استخداـ لغتيـ‪ ،‬باالشتراؾ مع األعضاء اآلخريف في جماعتيـ‪.‬‬
‫أما العيد الدكلي لمحقكؽ االقتصادية كاالجتماعية كالثقافية ‪ 1‬الصادر عاـ ‪ ،1966‬فقد‬
‫أقر العديد مف الحقكؽ ال سيما الثقافية ‪ ،‬كفيما يخص األمر المتعمؽ بالحؽ في حرية المعتقد‬
‫‪ 3‬مف المادة ‪ 13‬صنكا مع حؽ‬ ‫كممارسة الشعائر الدينية فنجد أنو قد أكردىا في الفقرة‬
‫األبناء في التربية حيث نصت عمى أنو‪ " :‬تتعيد الدكؿ األطراؼ في ىذا العيد باحتراـ حرية‬
‫اآلباء‪ ،‬أك األكصياء عند كجكدىـ ‪ ،‬في اختيار مدارس ألكالدىـ غير المدارس الحككمية‪،‬‬
‫شريطة تقيد المدارس المختارة بمعايير التعميـ الدنيا التي قد تفرضيا أك تقرىا الدكلة‪،‬‬
‫كبتأميف تربية أكلئؾ األكالد دينيا كخمقيا كفقا لقناعاتيـ الخاصة"‬
‫الفرع الثاني‪ :‬حماية الحق في التدين في بعض اإلعالنات الدولية لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫حيث سنتناكؿ اإلشارات التي تضمنتيا أىـ اإلعبلنات الخاصة بحقكؽ اإلنساف التي‬
‫انعقدت بعد اإلعبلف العالمي لحقكؽ اإلنساف‪ ،‬حيث يمكف رصد اطراد االىتماـ بمسألة‬
‫العينة مف اإلعبلنات‪.‬‬
‫حماية الحؽ في التديف مف خبلؿ نصكص ىذه ٌ‬

‫‪ 1‬اعتمد وعض للتوقٌع والتصدٌق واالنضمام بقرار الجمعٌة العامة ‪ 2200‬ألف( د‪ )21 -‬المؤرخ فً ‪ 16‬دٌسمبر ‪ ،1966‬وبدء فً النفاذ فً‬
‫‪3‬جانفً ‪ 1967‬طبقا للمادة ‪ 27‬منه‬
‫‪78‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫إعالن طيران‪:‬‬
‫‪- 1‬‬
‫‪ 13‬مام ‪1968‬ـ‪ ،‬بعد أف ‪":‬‬ ‫كقد أصدره المؤتمر الدكلي لحقكؽ اإلنساف رسميا في‬
‫‪ 22‬أفريؿ إلى ‪ 13‬مام ‪ 1968‬الستعراض التقدـ‬ ‫انعقد في طيراف في الفترة الممتدة مف‬
‫الذم تـ تحقيقو خبلؿ األعكاـ العشريف التي انقضت منذ اعتماد اإلعبلف العالمي لحقكؽ‬
‫اإلنساف كلصياغة برنامج المستقبؿ"‪.1‬‬
‫حيث نصت الفقرة ‪ 4‬مف ديباجة اإلعبلف أف‪ " :‬األمـ المتحدة منذ اعتماد إعبلف حقكؽ‬
‫اإلنساف فقد حققت تقدما جكىريا في تحديد معايير لمتمتع بحقكؽ اإلنساف كحرياتو األساسية‪،‬‬
‫كلحمايتيا‪ ،‬كقد تـ خبلؿ ىذه القمة اعتماد كثير مف الصككؾ الدكلية اليامة كلكف ال يزاؿ‬
‫ىناؾ كثير يجب القياـ بو عمى صعيد كضع ىذه الحقكؽ كالحريات مكضع التنفيذ"‪.‬‬
‫كما أبانت الفقرة ‪ 11‬مف الديباجة أيضا أف ‪ ":‬حاالت الجحد الفاحش لحقكؽ اإلنساف‬
‫الناجمة عف التمييز عمى أساس العنصر أك الديف أك المعتقد أك صكر التعبير عف الرأم‪،‬‬
‫كتعرض لمخطر أسس الحرية كالعدؿ كالسبلـ في العالـ"‪.‬‬
‫تثير ضمير البشر ٌ‬
‫‪- 2‬إعالن بشأن القضاء عمى جميع أشكال التعصب والتمييز القائمين عمى أساس الدين‬
‫أو المعتقد‪ 2‬لعام ‪.1981‬‬
‫نكه اإلعبلف في التمييد بما تضمنو اإلعبلف العالمي لحقكؽ اإلنساف كالعيديف الدكلييف‬
‫ٌ‬
‫الخاصيف بحقكؽ اإلنساف‪ ،‬كبتعيد الدكؿ األعضاء باتخاذ تدابير مشتركة كمستقمة‪ ،‬بالتعاكف‬
‫مع منظمة األمـ المتحدة ‪ ،‬لتعزيز كتشجيع االحتراـ العالمي كالفعاؿ لحقكؽ اإلنساف كالحريات‬
‫األساسية لمجميع‪ ،‬دكف تمييز بسبب العرؽ أك الجنس أك المغة أك الديف‪ ،‬كأشارت إلى أف‬
‫الديف أك المعتقد يعتبر بالنسبة لكؿ امرئ يؤمف بو‪ ،‬أحد العناصر األساسية في تصكره‬
‫‪.‬‬ ‫لمحياة‪ ،‬كأف مف الكاجب احتراـ حرية الديف أك المعتقد كضمانيا بصكرة تامة‬
‫كما اعتبر أف صيانة حرية الديف كالمعتقد ينبغي أف تسيـ أيضا في تحقيؽ أىداؼ السمـ‬
‫العالمي كالعدالة االجتماعية كالصداقة بيف الشعكب‪ ،‬كفى القضاء عمى أيديكلكجيات أك‬
‫ممارسات االستعمار كالتمييز العنصرم‪ ،‬كذ ٌكر أف إىماؿ كانتياؾ حقكؽ اإلنساف كالحريات‬
‫األساسية‪ ،‬ال سيما الحؽ في حرية التفكير أك الكجداف أك الديف أك المعتقد أيا كاف‪ ،‬قد جمبا‬

‫‪ -1‬محمد شرٌف بسٌونً‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.33‬‬


‫‪ 2‬اعتمد ووشر علي المأل بموجب لرار الجمعيت العامت لألمم المتحدة ‪ 55/36‬المؤرخ في ‪ 25‬تشريه الثاوي‪/‬ووفمبر ‪.1981‬‬
‫‪79‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫عمى البشرية بصكرة مباشرة أك غير مباشرة‪ ،‬حركبا‪ ،‬كآالما بالغة ك أثار الكراىية بيف‬
‫الشعكب كاألمـ‪،‬‬
‫كقد جاء اإلعبلف نتيجة لبركز مظاىر التعصب ككجكد تمييز في أمكر الديف أك‬
‫المعتقد‪ ،‬كىى أمكر ال تزاؿ ظاىرة لمعياف في بعض مناطؽ العالـ‪ ،‬مما يستدعي جميع‬
‫التدابير الضركرية لمقضاء سريعا عمى مثؿ ىذا التعصب بكؿ أشكالو كمظاىره‪ ،‬كلمنع‬
‫كمكافحة التمييز عمى أساس الديف أك المعتقد‪.‬‬
‫كيشتمؿ اإلعبلف على ثمانية مكاد‪ ،‬تناكلت المكاد ‪ 1‬ك ‪ 5‬ك ‪ 6‬منيا الحقكؽ الدينية‬
‫المعنية بالحماية‪.‬‬
‫فالمادة ‪ 1‬احتكت عمى ثبلث فقرات‪:‬‬
‫‪ -‬حيث أقرت الفقرة األكلى منيا الحؽ في حرية التفكير كالكجداف كالديف‪ ،‬كيشتمؿ ىذا‬
‫الحؽ حرية اإليماف بديف أك بأم معتقد يختاره كما يشمؿ أيضا حرية إظيار الديف أك المعتقد‬
‫عف طريؽ العبادة كاقامة الشعائر كالممارسة كالتعميـ‪ ،‬سكاء بطرؽ مفردة أك مع جماعة‪،‬‬
‫كجي ار أك س ار‪.‬‬
‫‪ -‬أما الفقرة الثانية فقد حضرت تعريض أم أحد لقسر أك منع يحد مف حريتو في أف‬
‫يككف لو ديف أك معتقد مف اختياره‪ ،‬كتتـ ىذه ممارسة ىذا الحؽ ضمف إطار ضابط حددتو‬
‫الفقرة التي تمنيا مف نفس المادة‪.‬‬
‫‪ -‬حيث أكدت الفقرة الثالثة مف ىذه المادة أنو ال يجكز إخضاع حرية المرء في إظيار‬
‫دينو أك معتقداتو إال لما قد يفرضو القانكف مف حدكد تككف ضركرية لحماية األمف العاـ أك‬
‫النظاـ العاـ أك الصحة العامة أك األخبلؽ العامة أك حقكؽ اآلخريف كحرياتيـ األساسية‪.‬‬
‫أما المادة ‪ 5‬فقد تطرقت إلى مسألة التنشئة الدينية لؤلطفاؿ كما يقع عمى اآلباء‬
‫كاألكصياء مف مسؤكلية في ذلؾ‪ ،‬حيث تناكلت النقاط اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬يتمتع كالدا الطفؿ أك األكصياء الشرعيكف عميو‪ ،‬حسبما تككف الحالة‪ ،‬بحؽ تنظيـ‬
‫الحياة داخؿ األسرة كفقا لدينيـ أك معتقدىـ‪ ،‬آخذيف في االعتبار التربية األخبلقية التي‬
‫يعتقدكف أف الطفؿ يجب أف يربى عمييا‪.‬‬
‫‪ -‬يتمتع كؿ طفؿ بالحؽ في تعمـ أمكر الديف أك المعتقد كفقا لرغبات كالديو أك‬
‫ا في الديف أك‬ ‫األكصياء الشرعييف عميو‪ ،‬حسبما تككف الحالة‪ ،‬كال يجبر عمى تمقى تعميـ‬

‫‪80‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫المعتقد يخالؼ رغبات كالديو أك األكصياء الشرعييف عميو‪ ،‬عمى أف يككف لمصمحة الطفؿ‬
‫االعتبار األكؿ‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أف يحمى الطفؿ مف أم شكؿ مف أشكاؿ التمييز عمى أساس الديف أك المعتقد‪،‬‬
‫كيجب أف ينشأ عمى ركح التفاىـ كالتسامح‪ ،‬كالصداقة بيف الشعكب‪ ،‬كالسمـ كاألخكة العالمية‪،‬‬
‫كاحتراـ حرية اآلخريف في الديف أك المعتقد‪ ،‬كعمى الكعي الكامؿ بكجكب تكريس طاقتو‬
‫كمكاىبو لخدمة أخيو اإلنساف‪.‬‬
‫‪ -‬حيف ال يككف الطفؿ تحت رعاية كالديو أك األكصياء الشرعييف عميو‪ ،‬تؤخذ في‬
‫الحسباف الكاجب رغباتيـ المعمنة‪ ،‬أك أم دليؿ آخر عمي رغباتيـ‪ ،‬في ما يتصؿ بالديف أك‬
‫المعتقد‪ ،‬عمي أف يككف لمصمحة الطفؿ االعتبار األكؿ‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أال تككف ممارسات الديف أك المعتقدات التي ينشأ عمييا الطفؿ ضارة بصحتو‬
‫الجسدية أك العقمية‪ ،‬أك بنمكه الكامؿ‪ ،‬مع مراعاة الفقرة ‪ 3‬مف المادة ‪ 1‬مف ىذا اإلعبلف‪.‬‬

‫كسعت المادة ‪ 6‬مف اإلعبلف مف مشتمبلت الحؽ في حرية الممارسة الدينية‪ ،‬حيث‬ ‫كقد ٌ‬
‫تشتمؿ عمى عناصر إظيار الديف أك المعتقد التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬حرية ممارسة العبادة أك عقد االجتماعات المتصمة بديف أك معتقد ما‪ ،‬كاقامة كصيانة‬
‫أماكف ليذه األغراض‪.‬‬
‫‪ -‬حرية إقامة كصيانة المؤسسات الخيرية أك اإلنسانية المناسبة‪.‬‬
‫‪ -‬حرية صنع كاقتناء كاستعماؿ القدر الكافي مف المكاد كاألشياء الضركرية المتصمة‬
‫بطقكس أك عادات ديف أك معتقد ما‪.‬‬
‫‪ -‬حرية كتابة كاصدار كتكزيع منشكرات حكؿ ىذه المجاالت‪.‬‬
‫‪ -‬حرية تعميـ الديف أك المعتقد في أماكف مناسبة ليذه األغراض‪.‬‬
‫‪ -‬حرية التماس كتمقى مساىمات طكعية‪ ،‬مالية كغير مالية‪ ،‬مف األفراد كالمؤسسات‪.‬‬
‫‪ -‬حرية تككيف أك تعييف أك انتخاب أك تؾليؼ الزعماء المناسبيف الذيف تقضي الحاجة‬
‫إلييـ لتمبية متطمبات كمعايير أم ديف أك معتقد‪.‬‬
‫‪ -‬حرية مراعاة أياـ الراحة كاالحتفاؿ باألعياد كاقامة الشعائر كفقا لتعاليـ ديف الشخص‬
‫أكمعتقده‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫‪ -‬حرية إقامة كادامة االتصاالت باألفراد كالجماعات بشأف أمكر الديف أك المعتقد عمى‬
‫المستكييف القكمي كالدكلي‪.‬‬
‫ىذا كقد تناكلت مكاد أخرل تدابير تتعمؽ بالتسامح كالكقاية مف التمييز‪ ،‬حيث تناكلت‬
‫المادة ‪ ، 2‬الجيات التي يمكف أف تمارس التمييز ‪ ،‬كىي بحسبيا أربع جيات ممكنة كىي‪:‬‬
‫‪ -‬دكلة عمى المستكل الكطني كاإلقميمي كالمحمى ‪.‬‬
‫‪ -‬مؤسسة حككمية كانت أك غير حككمية‪.‬‬
‫‪ -‬مجمكعات مف األشخاص‪.‬‬
‫‪ -‬شخص‪.‬‬
‫حيث أ ٌكدت ىذه المادة عمى أنو ال يجكز تعريض أحد لمتمييز مف قبؿ أية جية مف‬
‫الجيات السالفة الذكر ‪ ،‬أما المادة ‪ 3‬فقد ٌبينت الترابط بيف ىذا اإلعبلف مع الصككؾ الدكلية‬
‫األخرل لحقكؽ اإلنساف ‪ ،‬حيث أشارت إلى أف التمييز عمى أساس الديف أك المعتقد يمثؿ‬
‫إىانة لمكرامة اإلنسانية كانكا ار لمبادئ األمـ المتحدة‪ .‬كأنو مداف بكصفو انتياكا لحقكؽ‬
‫اإلنساف كالحريات األساسية المنصكص عمييا في اإلعبلف العالمي لحقكؽ اإلنساف كالكاردة‬
‫بالتفصيؿ في‪:‬‬
‫‪ -‬العيد الدكلي الخاص بالحقكؽ المدنية كالسياسية‪.‬‬
‫‪ -‬العيد الدكلي الخاص بالحقكؽ االقتصادية كاالجتماعية كالثقافية‪.‬‬
‫كضحت بدكرىا التدابير البلزمة التي تقع عمى الدكؿ ك مؤسسات المجتمع‬
‫كالمادة ‪ٌ 4‬‬
‫المدني في اتخاذ ما يمزـ مف تدابير لمنع كاستئصاؿ أم تمييز عمى أساس الديف أك المعتقد‪،‬‬
‫كمف ذلؾ‪:‬‬
‫‪ -‬اتخاذ ما يمزـ مف تدابير في جميع مجاالت الحياة المدنية كاالقتصادية كالسياسية‬
‫كاالجتماعية كالثقافية‪.‬‬
‫‪ -‬سف أك إلغاء تشريعات لمنع التمييز إف لزـ األمر‪.‬‬
‫‪ -‬اتخاذ جميع التدابير المبلئمة لمكافحة التعصب القائـ عمى أساس الديف أك المعتقدات‬
‫األخرل في ىذا الشأف‪.‬‬

‫كما بينت المادة ‪ 7‬كجكب تكفؿ التشريعات المحمية الحقكؽ كالحريات المنصكص‬
‫عمييا في اإلعبلف عمى نحك يمكف كؿ فرد مف التمتع بيا‪ ،‬أما المادة ‪ 8‬فقد أشارت إلى أنو‬
‫‪82‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫ليس في اإلعبلف ما يجكز تأكيمو عمى أنو يقيد أك ينتقص مف أم حؽ محدد في اإلعبلف‬
‫العالمي لحقكؽ اإلنساف كالعيد الدكلي الخاص بالحقكؽ المدنية كالسياسية كالعيد الدكلي‬
‫يبيف أف ىذا اإلعبلف جاء تعزي از‬
‫الخاص بالحقكؽ االقتصادية كاالجتماعية كالثقافية‪ ،‬كىك ما ٌ‬
‫لما سبقو مف مكاثيؽ دكلية ذات الصمة بحقكؽ اإلنساف‪.‬‬

‫بالرغـ أف إعبلف ‪ 1981‬ليس ممزما مف الناحية اؿ عممية‪ ،‬إال أف بعض الدكؿ قامت‬
‫بإبداء تحفظات بخصكصو‪ .‬حيث أشارت ركمانيا‪ ،‬كبكلندا‪ ،‬كبمغاريا‪ ،‬كتشيككسمكفاكيا‪،‬‬
‫‪ 1981‬لـ يأخذ في االعتبار المعتقدات الممحدة‬ ‫كاالتحاد السكفيتي سابقا إلى أف إعبلف‬
‫بالدرجة المطمكبة‪ .‬كما قامت ركمانيا‪ ،‬كسكريا‪ ،‬كتشيككسمكفاكيا‪ ،‬كاالتحاد السكفيتي بكضع‬
‫تحفظ عاـ بخصكص بنكد اإلعبلف التي تتعارض مع تشريعاتيا الداخمية‪ ،‬كقاـ العراؽ أيضا‬
‫بإبداء تحفظ جماعي نيابة عف منظمة المؤتمراإلسبلمي بخصكص تطبيؽ أم بند أك نص‬
‫في اإلعبلف مف شأنو أف يخالؼ الشريعة اإلسبلمية أك أية تشريعات أك لكائح أساسيا‬
‫‪.‬‬ ‫الشريعة اإلسبلمية‪ ،‬كقامت كؿ مف سكريا كايراف بالتثنية عمى ىذا التحفظ‬
‫‪ -3‬إعالن فيينا‪ 1‬لعام ‪.1993‬‬

‫أما إعبلف فيينا الذم أصدره المؤتمر الدكلي لحقكؽ اإلنساف ‪ ،‬فقد أشار في مادتو ‪19‬‬
‫إلى مسألة األقميات كحقكقيـ الثقافية كمنيا الحؽ في ممارسة الشعائر الدينية بمختمؼ‬
‫األشكاؿ كالكيفيات المناسبة مف دكف ضغط أك إكراه‪ ،‬حيث نصت كبأنو‪ ":‬بالنظر إلى أىمية‬
‫تعزيز كحماية حقكؽ األشخاص المنتميف إلى أقميات‪ ،‬كبالنظر إلى مساىمة ىذا التعزيز كىذه‬
‫الحماية في االستقرار السياسي كاالجتماعي لمدكؿ التي يعيش ىؤالء األشخاص يؤكد المؤتمر‬
‫العالمي مف جديد كاجب الدكؿ في أف تضمف لؤلشخاص المنتميف إلى أقميات إمكانية‬
‫ممارسة جميع حقكؽ اإلنساف كالحريات األساسية ممارسة كاممة كفعمية دكف تمييز كعمى قدـ‬
‫المساكاة التامة أماـ القانكف كفقا إلعبلف حقكؽ اإلنساف المنتميف إلى أقميات قكمية أك إثنية‬
‫أك دينية أك لغكية‪ ،‬كلؤلشخاص المنتميف إلى أقميات الحؽ في التمتع بثقافتيـ الخاصة‪،‬‬
‫كاعتناؽ دينيـ الخاص كممارسة شعائره‪ ،‬كاستعماؿ لغتيـ الخاصة في السر كالعبلنية بحرية‬
‫كدكف تدخؿ‪ ،‬أك أم شكؿ مف أشكاؿ التمييز"‬

‫‪ 1‬صدر عن المؤتمر الدولً لحقوق اإلنسان المعقود فً فٌنا خالل الفترة من ‪ 14‬إلى ‪ 25‬حزٌران‪ٌ/‬ونٌه ‪1993‬‬
‫‪83‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫كما أعرب المؤتمر العالمي لحقكؽ اإلنساف‪ ":‬عف جزعو كادانتو لككف انتياكات جسيمة‬
‫كمنيجية كحاالت تشكؿ عقبات خطيرة أماـ التمتع الكامؿ بجميع حقكؽ اإلنساف ال تزاؿ‬
‫‪ ، 1‬كالتي تشمؿ ‪ ":‬جميع أشكاؿ العنصرية كالتمييز‬ ‫تحدث في أجزاء مختمفة مف العالـ"‬
‫العنصرم كالفصؿ العنصرم‪ ، ...‬كغير ذلؾ مف أشكاؿ إنكار الحقكؽ االقتصادية‬
‫كاالجتماعية كالثقافية‪ ،‬كالتعصب الديني كاإلرىاب"‪.‬‬

‫كما أفردت الفقرة ‪ 2‬مف المادة ‪ 24‬لؤلقميات حيث جاءت معنكنة بػ‪ " :‬األشخاص الذيف‬
‫ينتمكف إلى أقميات قكمية أك إثنية أك دينية أك لغكية"‪.‬‬

‫كقد نكىت المادة بأف " يطمب المؤتمر العالمي لحقكؽ اإلنساف إلى لجنة حقكؽ اإلنساف‬
‫أف تدرس طرؽ ككسائؿ التعزيز كالحماية الفاعميف لحقكؽ اإلنساف لؤلشخاص الذيف ينتمكف‬
‫إلى أقميات عمى النحك المبيف في اإلعبلف بشأف الحقكؽ األشخاص الذيف ينتمكف إلى أقميات‬
‫قكمية أك إثنية أك دينية أك لغكية" ‪ ،‬كىي إشارة قكية منو إلى المسألة الثقافية ككجكب االلتفات‬
‫لمسألة انتياكيا بالنسبة لؤلقميات ‪ ،‬خاصة الدينية كالمغكية كالعرقية"‪.‬‬

‫كلـ تكتؼ المادة السابقة بالتذكير كالتشديد عمى حماية ىذه الحقكؽ ‪ ،‬بؿ أضافت‪ " :‬كيطمب‬
‫المؤتمر العالمي لحقكؽ اإلنساف إلى مركز حقكؽ اإلنساف أف يقدـ بناء عمى طمب‬
‫الحككمات المعنية ككجزء مف برنامجو الخاص بالخدمات االستشارية كالمساعدة التقنية‪،‬‬
‫الخبرة المتخصصة في قضايا األقميات كحقكؽ اإلنساف كفي منع النزاعات كحميا‪ ،‬كذلؾ‬
‫لممساعدة في الحاالت القائمة أك المحتمؿ نشكؤىا كالمتعمقة باألقميات"‪.‬‬

‫إف ىذا الجزء مف المادة كاف حمؿ طابعا إيجابيا فيما يخص الناحية العممية‪ ،‬إال أنو لـ‬
‫يضبط ما طبيعة المساعدة التقنية ليذه األقميات ككذا ما ىي حدكد ىذا التدخؿ كمدتو‪ ،‬ىؿ‬
‫ىك مؤقت أـ دائـ‪.‬‬

‫كقد حثٌت المادة ( ‪ )26‬الدكؿ كالمجتمع الدكلي عمى‪ ":‬تعزيز كحماية حقكؽ األشخاص‬
‫الذيف ينتمكف إلى أقميات قكمية أك إثنية‪ ،‬أك دينية أك لغكية كفقا لئلعبلف بشأف األشخاص‬
‫المنتميف إلى أقميات قكمية أك إثنية أك دينية أك لغكية"‪.2‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 30‬من إعالن فٌٌنا‪.‬‬


‫‪2‬المادة ‪ 26‬من بٌان اإلعالن‪.‬‬
‫‪84‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫كما نبيت إلى مسألة جكىرية بالنسبة لمحقكؽ الثقافية لؤلقميات‪ ،‬أال كىي ضركرة‬
‫االندماج في المجتمع‪ ،‬كالمشاركة مع باقي المكاطنيف في مختمؼ مناحي الحياة االجتماعية‪،‬‬
‫بما يسمح ليـ بعيش حياة طبيعية كسائر المكاطنيف‪ ،‬كشعكرىـ بالمكاطنة كاممة دكف تمييز أك‬
‫انتقاص مف حقكقيـ فقد حثت عمى أنو ‪ ":‬ينبغي أف تتخذ التدابير المتعيف اتخاذىا عند‬
‫االقتضاء‪ ،‬تيسر اشتراكيـ الكامؿ في جميع جكانب حياة المجتمع السياسية كاالقتصادية‬
‫كاالجتماعية كالدينية كالثقافية كفي تحقيؽ التقدـ االقتصادم كالتنمية في بمدانيـ"‪.‬‬

‫إف ىذه الفقرة ليي بحؽ غاية في اإلنصاؼ كالحكمة‪ ،‬إذ أنيا تعمؿ عمى المحافظة‬
‫عمى النسيج المكحد كالمتجانس لمدكؿ المبني عمى ضماف حؽ المكاطنة‪ ،‬كحماية كحدتيا‬
‫كتضامنيا‪ ،‬كتفادم التكترات كالنزاعات التي قد تسببيا مختمؼ اؿ مـ ارسات التمييزية ذات‬
‫الطابع السمبي إذا كضعت في كجو األقميات التي يمكف أف تتخذىا ذريعة لطمب الحماية‬
‫الدكلية‪ ،‬مما قد يفضي إلى المساس بسيادة الدكؿ‪ ،‬كىك أمر مرفكض ال تستسيغو أم دكلة‬
‫باعتبار أف السيادة يعد ركنا جكىريا في قياـ ككجكد أم دكلة‪.‬‬

‫أما فيما يخص التدابير اإليجابية المناسبة لمتعامؿ مع األقميات‪ ،‬فيك ضماف تمثيؿ‬
‫سياسي ليذه األقميات كعدـ تمييزىـ عف باقي المكاطنيف في ممارسة الحقكؽ السياسية كاممة‪،‬‬
‫ككذا تكلي المناصب العامة‪ ،‬كاستفادتيـ مف الحقكؽ االجتماعية كاالقتصادية‪.‬‬

‫ك في الجانب الديني فيجب أف تشرع القكانيف التي تضمف حؽ األفراد كالجماعات مف‬
‫ممارسة شعائرىـ الدينية دكنما ضغط أك إكراه‪ ،‬كاقامة أماكف مخصصة لذلؾ مع حفظيا‬
‫كصيانتيا‪.‬‬

‫إف ضماف الحقكؽ الثقافية ال سيما الدينية منيا كتكريسيا عمميا ليرجع بالفائدة الفردية‬
‫كالجماعية‪ ،‬كيعزز لحمة المجتمع كتجانسو‪ ،‬مما يسيـ في جعؿ ىذه األقميات عامؿ بناء ال‬
‫ىدـ‪ ،‬كعنصر قكة ال عنصر ضعؼ‪.‬‬

‫إذا كانت أقمية كىك ما‬ ‫كما يكصي اإلعبلف أيضا باالعتناء بفئة السكاف األصمييف‪،‬‬
‫يكجد في العديد مف بمداف العالـ ‪ ،‬حيث طمب اإلعبلف مف الفريؽ العامؿ المش ٌكؿ لدراسة‬
‫مسألة السكاف األصمييف كالتابع لمجنة الفرعية لمنع التمييز كحماية األقميات أف ينجز صياغة‬
‫مشركع إعبلف بشأف حقكؽ اإلنساف األصمييف في دكرتو الحادية عشرة‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫كما يكصي المؤتمر العالمي لحقكؽ اإلنساف بأف تنظر لجنة حقكؽ اإلنساف في تجديد‬
‫كاستكماؿ كالية الفريؽ العامؿ المعني بالسكاف األصمييف لدل إنجاز صياغة مشركع إعبلف‬
‫حقكؽ اإلنساف األصمييف"‪.1‬‬

‫كبالرجكع إلى المكاد المتعمقة بيذه الفئة ال سيما ما تعمؽ منيا بالمكاد‪ 32-31-30 :‬نجد أف‬
‫الميثاؽ حث أيضا عمى‪:‬‬

‫‪ -‬ضركرة استجابة األمـ المتحدة كبشكؿ إيجابي لمطمبات التي تقدميا الدكؿ كالمتعمقة‬
‫ببرامج الخدمات االستشارية كالمساعدة التقنية‪.‬‬
‫‪ -‬تكفير مكارد بشرية كمالية كافية لمركز حقكؽ اإلنساف لتعزيز أنشطة المركز‪.‬‬
‫‪ -‬حث الدكؿ عمى ضماف المشاركة الكاممة كالحرة لمسكاف األصمييف في جميع جكانب‬
‫المجتمع ال سيما المسائؿ التي تيميـ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلعبلف عف عقد دكلي لمسكاف األصمييف في العالـ‪ ،‬كيبدأ اعتبا ار مف جانفي ‪،1994‬‬
‫كيشمؿ برامج عممية التكجو يتـ البت فييا بمشاركة السكاف األصمييف كينبغي ليذا الغرض‬
‫إنشاء صندكؽ استنمائي‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء محفؿ دائـ لمسكاف األصمييف في منظكمة األمـ المتحدة‪.‬‬

‫كحث اإلعبلف عمى إعطاء األكلكية لمدكؿ مف خبلؿ تشريعاتيا الكطنية عمى حماية‬
‫كتعزيز حقكؽ اإلنساف كذلؾ بأف تدرج في قكانينيا المحمية المعايير العالمية الكاردة في‬
‫الصككؾ الدكلية‪ ،‬ككذا تقكية المؤسسات التي تعمؿ عمى حمايتيا ‪ ،‬كتشجيع دكر المجتمع‬
‫المدني كتقكيتو‪ ،‬كنشر ثقافة حقكؽ اإلنساف بشكؿ كاسع ‪ ،‬كما شجع المؤتمر العالمي لحقكؽ‬
‫اإلنساف أيضا تقكية التعاكف بيف المؤسسات الكطنية لتعزيز كحماية حقكؽ اإلنساف ال سيما‬
‫عف طريؽ تبادؿ المعمكمات كالخبرة‪ ،‬ككذلؾ التعاكف مع المنظمات اإلقميمية كاألمـ المتحدة‪.‬‬

‫كفي ىذا الصدد أكصى المؤتمر بأف يعقد ممثمك المؤسسات الكطنية لتعزيز كحماية‬
‫حقكؽ اإلنساف اجتماعات دكرية تحت رعاية مركز حقكؽ اإلنساف لدراسة كسائؿ كسبؿ‬
‫تحسيف آلياتيا كاالشتراؾ في الخبرات كتكفيرىا‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة‪29-28 :‬‬
‫‪86‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫إعالن فريبورغ لعام ‪.2007‬‬


‫‪- 3‬‬

‫لقد جاء إعبلف فريبكرغ كمحاكلة تأسيسية لحماية الحقكؽ الثقافية ‪ ،‬كذلؾ مف خبلؿ‬
‫جيكد مجمكعة مف الفقياء القانكنييف التي عممت عمى التنبيو إلى أىمية ىذه الحقكؽ‪ ،‬كأف‬
‫إىماليا قد أدل إلى نشكب الكثير مف الحركب كالنزاعات‪ ،‬مما استدعى إحاطة ىذه الحقكؽ‬
‫بحماية أكبر‪.‬‬

‫كقد تطرؽ إعبلف فريبكر غ إلى مسألة الحؽ في المعتقد باعتبارىا أ حد المككنات‬
‫لث أف ‪:‬‬
‫األساسية لمثقافة كىكمة ا لفرد كالجماعة‪ ،‬حيث كرد في فقرة ‪ 2‬مف نص المادة الثا ة‬

‫" لكؿ شخص منفرد أك ضمف جماعة الحؽ في أف يختار ىكيتو الثقافية كأف يحترـ بيا في‬
‫كيمارس ىذا الحؽ في ترابط خاصة مع حريات التفكير كالمعتقد كالديف‪،‬‬
‫ى‬ ‫أنماط التعبير عنيا‪،‬‬
‫كالرأم‪ ،‬كالتعبير"‬
‫كما أف اإلعبلف لـ يغفؿ مسألة التنشئة الدينية لؤلطفاؿ‪ ،‬حيث أعط ل الحؽ لآلباء الختيار‬
‫الديف ألبنائيـ‪ ،‬كىذا ما نصت عميو المادة ‪ 6‬المتعمقة بالتربية كالتككيف في الفقرة ج بقكليا‪:‬‬
‫" حرية األكلياء في تكفير تربية أخبلقية كدينية ألطفاليـ كفقا لقناعاتيـ الشخصية كفي نطاؽ‬
‫احتراـ حرية التفكير كالمعتقد كالديف المعترؼ بيما لمطفؿ حسب إمكاناتو"‬

‫المطمب الثاني‪ :‬حماية الحق في التدين في المواثيق اإلقميمية ‪.‬‬

‫نتناكؿ طائفة مف المكاثيؽ اإلقميمية األساسية‪ ،‬كقد اخترنا رصد الحؽ في ممارسة الحؽ في‬
‫التديف في الميثاؽ اإلفريقي لحقكؽ اإلنساف‪ ،‬ثـ في اإلعبلف األمريكي لحقكؽ اإلنساف‪ ،‬ثـ في‬
‫االتفاقية األكربية لحقكؽ اإلنساف‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الميثاق األفريقي لحقوق اإلنسان والشعوب‬

‫تمت إجازتو مف قبؿ مجمس الرؤساء األفارقة بدكرتو العادية رقـ ‪ 18‬في نيركبي (كينيا)‬
‫يكنيك ‪1981‬ـ‪ ،‬كالذم يعتبر نتيجة لمقرار رقـ ‪( 115‬دكرة ‪ )16‬الصادر عف الدكرة العادية‬
‫السادسة عشر لمؤتمر رؤساء دكؿ كحككمات منظمة الكحدة األفريقية التي عقدت في الفترة‬
‫مف ‪ 17‬إلى ‪ 30‬مف يكليك سنة ‪ 1979‬في منركفيا ( ليبيريا) بشأف إعداد مشركع أكؿ م‬
‫لميثاؽ أفريقي لحقكؽ اإلنساف كالشعكب تمييدا إلنشاء أجيزة لمنيكض بحقكؽ اإلنساف‬
‫كالشعكب كحمايتيا ‪.‬‬
‫‪87‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫كقد أ ٌكد الميثاؽ في ديباجتو عمى اقتناع الدكؿ اإلفريقية بأنو أصبح مف الضركرم كفالة‬
‫اىتماـ خاص لمحؽ في التنمية كبأف الحقكؽ المدنية كالسياسية ال يمكف فصميا عف الحقكؽ‬
‫االقتصادية كاالجتماعية كالثقافية سكاء في مفيكميا أك في عالميتيا ‪ ،‬كبأف الكفاء بالحقكؽ‬
‫االقتصادية كاالجتماعية كالثقافية يضمف التمتع بالحقكؽ المدنية كالسياسية‪.‬‬

‫كأفىا تعي كاجبيا نحك التحرير الكامؿ ألفريقيا التي ال تزاؿ شعكبيا تناضؿ مف أجؿ‬
‫استقبلليا الحقيقي ككرامتيا كتمتزـ بالقضاء عمى االستعمار كاالستعمار الجديد كالفصؿ‬
‫العنصرم كالصييكنية كتصفية قكاعد العدكاف العسكرية األجنبية ككذلؾ إزالة كافة أشكاؿ‬

‫التفرقة كال سيما تمؾ القائمة عمى أساس العنصر أك العرؽ أك المكف أك الجنس أك المغة أك‬
‫الديف أك الرأم السياسي‪ ،‬حيث تعترؼ الدكؿ األعضاء في منظمة الكحدة األفريقية األطراؼ‬
‫في ىذا الميثاؽ بالحقكؽ كالكاجبات كالحريات الكاردة فيو كتتعيد باتخاذ اإلجراءات التشريعية‬
‫كغيرىا مف أجؿ تطبيقيا‪.‬‬

‫أما المسألة الدينية فقد أشارت إلييا المادة ‪ 8‬مف الميثاؽ حيث نصت عمى أف ‪ ":‬حرية‬
‫العقيدة كممارسة الشعائر الدينية مكفكلة‪ ،‬كال يجكز تعريض أحد إلجراءات تقيد ممارسة ىذه‬
‫الحريات" كلكنيا ضبطتيا بضابطي احتراـ قانكف الدكلة كمراعاة النظاـ العاـ‪.‬‬

‫‪ 2‬منو بأف " يتمتع كؿ شخص بالحقكؽ‬ ‫ىذا كقد نص الميثاؽ أيضا في المادة‬
‫كالحريات المعترؼ بيا كالمكفكلة في ىذا الميثاؽ دكف تمييز خاصة إذا كاف قائما عمى‬
‫العنصر أك العرؽ أك المكف أك الجنس أك المغة أك الديف أك الرأم السياسي أك أم رأم آخر‪،‬‬
‫أك المنشأ الكطني أك االجتماعي أك الثركة أك المكلد أك أل كضع آخر ‪ ،"..‬مما يفضي إلى‬
‫‪ ،‬ك يمنع مف حدكث‬ ‫احتراـ الخصكصية الثقافية لؤلفراد كالجماعات السيما الدينية منيا‬
‫مظاىر االضطياد ك التضييؽ‪ ،‬كىك ما أكدتو الفقرة الخامسة مف المادة ‪ 12‬مف الميثاؽ‬
‫حيث نصت عمى أنو‪ ":‬يحرـ الطرد الجماعى لؤلجانب‪ .‬كالطرد الجماعي ىك الذم يستيدؼ‬
‫مجمكعات عنصرية‪ ،‬عرقية كدينية"‪.‬‬

‫كما أقر الميثاؽ حؽ كؿ فرد عمى الحصكؿ عمى المعمكمات ك حريتة في التعبير عف أفكاره‬
‫كنشرىا كىك ما تناكلتو المادة ‪ 9‬مف الميثاؽ‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫‪ 25‬مف الميثاؽ‬ ‫كفي سبيؿ نشر ثقافة احتراـ الحقكؽ كالتكعية بأىميتيا أشارت المادة‬
‫نصت عمى أنو " يقع عمى الدكؿ األطراؼ في‬ ‫إلى الكسائؿ األساسية لمكصكؿ لذلؾ ‪ ،‬حيث ٌ‬
‫ىذا الميثاؽ كاجب النيكض بالحقكؽ كالحريات الكاردة في ىذا الميثاؽ‪ ،‬كضماف احتراميا عف‬
‫طريؽ التعميـ كالتربية كاإلعبلـ‪ ،‬كاتخاذ التدابير التي مف شأنيا أف تضمف فيـ ىذه الحريات‬
‫كالحقكؽ كما يقابميا مف التزامات ككاجبات"‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حرية االعتقاد والتدين في اإلعالن األمريكي لحقوق وواجبات اإلنسان ‪.‬‬

‫تـ اإلعبلف عنو بمكجب القرار رقـ ‪ 30‬الذم اتخذه المؤتمر الدكلي التاسع لمدكؿ األمريكية‬
‫عاـ ‪.1948‬‬

‫كفي التمييد أشار البياف ابتداء أف كؿ البشر يكلدكف أح ار انر كمتساككف في الكرامة كفي‬
‫الحقكؽ – كحيث أف الطبيعة قد منحتيـ العقؿ كالضمير – يجب أف يتصرفكا كإخكة لبعضيـ‬
‫إلى الطبيعة‪ٌ ،‬إال أف التمييد‬ ‫البعض‪ ،‬فبالرغـ مف إرجاع أصؿ الكرامة اإلنسانية كالمساكاة‬
‫أشار بأف التطكر الركحي ىك الغاية األسمى لمكجكد اإلنساني كأرقى درجة مف التعبير عنو‪،‬‬
‫كألجؿ ذلؾ فإف مف كاجب اإلنساف خدمة ىذه الغاية بكؿ قكتو كبشتى مكارده‪.‬‬

‫كأشار التمييد إلى المسألة الثقافية ‪ ،‬حيث اعتبر أف الثقافة ىي التعبير االجتماعي‬
‫كالتاريخي األسمى لذلؾ التطكر الركحي‪ ،‬فمف كاجب اإلنساف حفظ كممارسة كتشجيع الثقافة‬
‫بكؿ كسيمة في استطاعتو‪ ،‬كما اعتبر أف السمكؾ األخبلقي يشكؿ أنبؿ ثمار الحضارة‪ ،‬فمف‬
‫كاجب كؿ إنساف عمى الدكاـ أف يضعو مكضع احتراـ ‪ ،‬فالميثاؽ أكد بأف الشعكب األمريكية‬
‫تقر بكرامة الفرد‪ ،‬كتقر دساتيرىا الكطنية بأف المؤسسات القضائية كالسياسية التي تنظـ‬
‫الحياة في المجتمع تحمي ك كيدؼ أساسي ليا حقكؽ اإلنساف األساسية‪ ،‬كتكفر الظركؼ‬

‫التي تسمح لو أف يحقؽ التقدـ الركحي كالمادم كيبمغ السعادة‪.‬‬

‫كما أف المادة ‪ 13‬أشارت بدكرىا إلى الحؽ في االنتفاع بالثقافة كالمساىمة الثقافية‬
‫حيث جاء فييا أنو‪ ":‬لكؿ شخص الحؽ في المشاركة في الحياة الثقافية لممجتمع‪ ،‬كالتمتع‬
‫بالفنكف‪ ،‬كالمشاركة في الفكائد التي تنشأ عف التقدـ الفكرم‪ ،‬كخاصة االكتشافات العممية‪،‬‬
‫كباإلضافة إلى ذلؾ ‪ -‬يككف لو الحؽ في حماية مصالحو األدبية كالمادية فيما يتعمؽ‬
‫باختراعاتو أك أم أعماؿ أدبية أك عممية أك فنية يككف ىك مؤلفيا"‪.‬‬
‫‪89‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫كما أف المادة ‪ 15‬تناكلت الحؽ في كقت الفراغ كاستغبللو‪ ،‬حيث يحؽ‪ " :‬لكؿ شخص‬
‫الحؽ في كقت فراغ‪ ،‬كفي االستجماـ بشكؿ مفيد‪ ،‬كلو الحؽ في فرصة االستفادة مف كقت‬
‫فراغو في منفعتو الركحية كالثقافية كالمادية"‪.‬‬

‫أما المسألة الدينية فقد تناكليا الميثاؽ عمى النحك التالي‪:‬‬

‫في المادة ‪ 2‬إشارة إلى كجكب أالٌ يككف الديف عامبل لمتفريؽ كالتفضيؿ بيف المكاطنيف‬
‫مف خبلؿ الكبلـ عف الحؽ في المساكاة أماـ القانكف ‪ ،‬حيث جاء فييا أف‪ " :‬كؿ األشخاص‬
‫متساككف أماـ القانكف‪ ،‬كليـ الحقكؽ كالكاجبات الثابتة في ىذا اإلعبلف دكف تمييز بسبب‬
‫السبللة أك الجنس أك المغة أك العقيدة أك أم عامؿ آخر"‪.‬‬

‫أما الحؽ في الحرية الدينية كالعبادة‪ ،‬فقد تطرقت إؿمىا المادة ‪ 3‬حيث نصت عمى أنو‪:‬‬
‫" لكؿ شخص الحؽ في اعتناؽ ديانة ما بحرية كاظيارىا كممارستيا عمننا كفي السر"‪.‬‬

‫إف المادتيف ‪ 2‬ك ‪ 3‬مف ىذا اإلعبلف قد أقرتا كضمنتا الحؽ في الحرية الدينية كالعبادة‬
‫كممارستيا بمختمؼ المظاىر السرية أك العمنية كعد ـ التمييز بيف الناس بسبب الديف أك أم‬
‫عامؿ آخر‪.‬‬

‫ىذا كقد جاء ىذا الحؽ مرافقا لمحؽ في حرية البحث كالرأم كالتعبير كالنشر الذم‬
‫أشارت إليو المادة ‪ 4‬مف اإلعبلف حيث أقرت أنو‪ " :‬لكؿ شخص الحؽ في حرية البحث‬
‫كالرأم كالتعبير كنشر األفكار بأم كسيمة أيان كاف نكعيا"‪.‬‬

‫بيف األفراد لحماية حقكقيـ‬ ‫كالمادة ‪ 22‬مف اإلعبلف بدكرىا منحت الحؽ في االتحاد‬
‫المشركعة‪ ،‬حيث يمكف‪ " :‬لكؿ شخص الحؽ في االتحاد مع اآلخريف مف أجؿ تعزيز‬
‫كممارسة كحماية المصالح الشرعية ألم اتحاد سياسي أك اقتصادم أك ديني أك اجتماعي أك‬
‫ثقافي أك ميني أك عمالي‪ ،‬أك أينا كانت طبيعتو"‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬حماية الحق في التدين في االتفاقية األوربية لحقوق اإلنسان ‪.‬‬

‫إف أكؿ اتفاقية جماعية تـ تحضيرىا كصياغتيا في رحاب منظمة مجمس أكربا‪ ،‬ىي‬
‫اتفاقية حماية حقكؽ اإلنساف كالحريات األساسية التي تـ التكقيع عمييا في مدينة ركما في‬
‫‪ 1953/9/4‬ـ‪ ،‬كقد أضيفت إلى ىذه االتفاقية بقصد إضافة بعض األحكاـ عمييا‪ ،‬أك اإلقرار‬

‫‪90‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫بمزيد مف الحقكؽ كالحريات أك تعديؿ بعض مكادىا العديد مف البركتكككالت التي بمغ عددىا‬
‫‪ 14‬بركتكككال‪.1‬‬

‫كتشكؿ اتفاقية حماية حقكؽ اإلنساف كالحريات األساسية‪ ،‬باإلضافة إلى بركتكككالتيا ما‬
‫يسمى باالتفاقية األكربية لحقكؽ اإلنساف‪ ،‬كالتي شكمت األرضية األساسية لبلتفاقية التي‬
‫أعمنت عنيا ىيئات االتحاد األكربي ممثمة في البرلماف األكربي كالمجمس األكربي كالمجنة‬
‫األكربية في شكؿ نص رسمي كميثاؽ لمحقكؽ األساسية لبلتحاد األكربي كالذم حرر في‬
‫نيس ( فرنسا) في ‪ 7‬ديسمبر ‪2000‬ـ‪.‬‬

‫كقد أكدت االتفاقية في تمييدىا أف االتحاد األكربي قائـ عمى القيـ العامة التي ال تتج أز‬
‫‪ ،‬ك عمى أساس مبادئ الديمقراطية‬ ‫عف الكرامة اإلنسانية كالحرية كالمساكاة كالتضامف‬
‫كسمطاف القانكف‪ ،‬كيضع الفرد في القمب مف أنشطتو باالعتراؼ بالمكاطنة لبلتحاد‪ ،‬كبخمؽ‬
‫مساحة لمحرية كاألمف كالعدؿ‪ ،‬كما يسيـ االتحاد في المحافظة عمى تنمية ىذه القيـ‬
‫المشتركة‪ ،‬ك يحترـ تنكع ثقافات كتقاليد شعكب أكركبا‪ ،‬ككذلؾ اليكيات القكمية لمدكؿ‬
‫األعضاء‪ ،‬كيضمف التمتع بحقكؽ اإلنساف مما يستمزـ مسئكليات ككاجبات نحك األشخاص‬
‫اآلخريف كالمجتمع اإلنساني كأجياؿ المستقبؿ‪.‬‬

‫كقد جاءت االتفاقية في شقيف رئيسييف تناكؿ الشؽ األكؿ مضمكف الحقكؽ كالحريات‬
‫األساسية بينما تعرض الشؽ الثاني لنظاـ المحكمة األكربية لحقكؽ اإلنساف باعتبارىا الييئة‬
‫األساسية التي أنشأتيا االتفاقية لمسير عمى ضماف حماية ىذه الحقكؽ‪.‬‬

‫كسنتطرؽ إلى حماية الحؽ في التديف في ىذه االتفاقية‪ ،‬حيث نجدىا مذككرة مع‬
‫مجمكعة الحريات الفكرية التي عددتيا االتفاقية في أربعة أنكاع كىي‪ :‬حرية التفكير كالضمير‬
‫كالديف‪ ،‬كحرية التعبير‪ ،‬كذلؾ فيما كرد بالخصكص في المكاد ‪ 9‬ك ‪ 10‬ك ‪ 11‬مف االتفاقية‪.‬‬

‫فقد نصت المادة ‪ 9‬كالتي جاءت معنكنة ػب ‪ :‬حؽ الفكر كالضمير كالديانة عمى أنو‪" :‬‬
‫لكؿ شخص الحؽ في حرية الفكر كالضمير كالديانة‪ ،‬كيشمؿ ىذا الحؽ الحرية في تغيير‬
‫الديانة‪ ،‬أك العقيدة‪ ،‬كحرية إعبلف الديانة أك العقيدة كالتعبد كالتعميـ كالممارسة كاقامة الشعائر‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫إما بمفرده‪ ،‬أك باالجتماع مع اآلخريف‪ ،‬كاما بشكؿ عمني أك بشكؿ سرم"‬

‫‪ -1‬محمد أمٌن المٌدانً‪ :‬النظام األوربً لحماٌة حقوق اإلنسان‪.‬منشورات الحلبً الحقوقٌة‪ ،‬ط ‪ ،2009 ،3‬ص‪.43‬‬
‫‪91‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫نصت اؿ مادة ‪ 22‬التي جاءت معنكنة بػ‪:‬‬ ‫كما ضمنت االتفاقية الحؽ االختبلؼ حيث ٌ‬
‫االختبلؼ الثقافي كالديني كالمغكم‪ ،‬بأف‪ " :‬يحترـ االتحاد االختبلؼ الثقافي كالديني كالمغكم"‪.‬‬

‫كما أتاحت اؿمادة ‪ 11‬اؿحرية في التعبير كالمعمكمات ‪ ،‬حيث يمنح لكؿ شخص الحؽ‬
‫في حرية التعبير‪ ،‬كيشمؿ ىذا الحؽ حرية اعتناؽ اآلراء‪ ،‬كتمقي كنقؿ المعمكمات كاألفكار‪،‬‬
‫دكف تدخؿ مف السمطة العامة كبصرؼ النظر عف الحدكد‪.‬‬

‫كفي مجاؿ إعماؿ ىذا الحؽ كضماف عدـ المساس بو كمف خبلؿ اؿ مادة ‪ 43‬كضعت‬
‫آلية محقؽ الشكاكل ‪ ،‬بحيث يككف مف حؽ أم مكاطف باالتحاد كأم شخص طبيعي أك‬
‫معنكم مقيـ أك لو مكتب مسجؿ في دكلة عضك أف يرفع إلى محقؽ الشكاكل باالتحاد قضايا‬
‫سكء اإلدارة في أنشطة مؤسسات أك ىيئات المجتمع‪ ،‬باستثناء محكمة العدالة‪ ،‬كالمحكمة‬
‫االبتدائية المتاف تعمبلف بصفتيـ القضائية‪.‬‬

‫كما لو الحؽ في تقديـ التماس ؼأم مكاطف باالتحاد كأم شخص طبيعي أك معنكم‬
‫م‪ ،‬كىذا ما نصت‬
‫مقيـ أك لو مكتب مسجؿ في دكلي عضك أف يقدـ التماسان لمبرلماف األكركب‬
‫عميو اؿمادة ‪.44‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬حماية الحق في التدين في المواثيق العربية واإلسالمية ‪.‬‬

‫ش ٌكمت المرجعية اإلسبلمية لمدكؿ العربية كاإلسبلمية إطا ار كمصد ار أساسيا إلبراـ العديد مف‬
‫االتفاقيات التي تعنى بحقكؽ اإلنساف خاصة منيا ما تعمؽ بالحقكؽ الثقافية‪ ،‬ال سيما فيما‬
‫يخص الحؽ في التديف كىك ما سنستعرضو عمى النحك اآلتي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬حرية التدين في إعالن القاىرة حول حقوق اإلنسان في اإلسالم‬
‫كقد تـ إجازتو مف قبؿ مجمس كزراء خارجية منظمة مؤتمر العالـ اإلسبلمي بالقاىرة‪ ،‬في‪5‬‬
‫أغسطس ‪.1990‬‬
‫كعمى عكس اإلعبلف العالمي لحقكؽ اإلنساف جاء ىذا اإلعبلف ليؤكد المرجعية‬
‫الدينية اإلسبلمية لمحقكؽ الثقافية‪ ،‬كذلؾ بأف بيف أف ا﵀ تعالى ىك مانح ىذه الحقكؽ‬
‫كفارضيا‪ ،‬كما يعبر ىذا اإلعبلف عف المساىمة الحضارية لؤلمة اإلسبلمية في إثراء‬
‫المنظكمة الحقكقية العالمية مف خبلؿ إبراز كتبييف الحقكؽ المقررة مف ًقبؿ الشريعة‬

‫‪92‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫اإلسبلمية‪ ،‬كسنحاكؿ سبر أغكار ىذا اإلعبلف في مجاؿ الحقكؽ الثقافية كبالخصكص الحؽ‬
‫في التديف‪.‬‬

‫ففي الديباجة نجد أف البعد العقدم اإلسبلمي كاضح مف خبلؿ العديد مف التعابير‬
‫كالمصطمحات المؤكدة لمدكر المركزم لمعقيدة اإلسبلمية في صياغة كتقرير الحقكؽ الثقافية‬
‫ففي مستيؿ الديباجة نجد ‪ ":‬تأكيدا لمدكر الحضارم كالتاريخي لؤلمة اإلسبلمية التي جعميا‬
‫ا﵀ خير أمة أكرثت البشرية حضارة عالمية متكازنة ربطت الدنيا باآلخرة كجمعت بيف العمـ‬
‫كاإليماف"‬

‫ؿ قكلو‬ ‫إف ىذا التعبير مستمد مف المصدر األكؿ لئلسبلـ أال كىك الكحي مف خبل‬
‫تعالى‪          ﴿ :‬‬

‫‪            ‬‬

‫‪.1﴾  ‬‬

‫الفعاؿ مف خبلؿ ما قدمتو الحضارة اإلسبلمية‬


‫كما أنيا تأكيد عمى اإلسياـ اإليجابي ك ٌ‬
‫المادم كالمعنكمة‪،‬‬
‫ة‬ ‫لئلنسانية جمعاء مف منتكج حضارم كعبر مختمؼ اؿمستكيات المعرفية ك‬
‫خاصة ما تعمؽ منيا بقيـ التعارؼ ك التعايش كالتسامح بيف البشرية‪ ،‬خاصة زمف مرحمة‬
‫ازدىارىا كتطكرىا‪.‬‬

‫كأشارت أيضا أف األمة اإلسبلمية ال يسكغ ليا أف تبقى في كضع المتفرج إزاء ما‬
‫المساس‬ ‫يحدث مف معاناة ككيبلت تطاؿ اإلنسانية جراء االنتياكات الصارخة لكرامتو ك‬
‫بحقكقو‪ ،‬كما يرجى أف تقكـ بو ىذه األمة اليكـ ليداية البشرية الحائرة بيف التيارات كالمذاىب‬
‫المتناقضة كتقديـ الحمكؿ لمشكبلت الحضارة المادية المزمنة‪.‬‬

‫فيذا اإلعبلف جاء‪ " :‬مساىمة في الجيكد البشرية المتعمقة بحقكؽ اإلنساف التي‬
‫تيدؼ إلي حمايتو مف االستغبلؿ كاالضطياد كتيدؼ إلي تأكيد حريتو كحقكقو في الحياة‬
‫الكريمة التي تتفؽ مع الشريعة اإلسبلمية"‪.‬‬

‫‪ -1‬سورة آل عمران اآلٌة ‪.110‬‬


‫‪93‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫كقد أبانت الديباجة أف المفاصمة الصارخة بيف الديف كالعقؿ كضعت اإلنساف في مآزؽ‬
‫كبيرة تحتاج إلى العامؿ الديني الصحيح لتجاكزىا كترشيد المسيرة اإلنسانية‪ ،‬حيث أف األمة‬
‫اإلسبلمية‪ " ،‬كثقة منيا بأف البشرية التي بمغت في مدارج العمـ المادم شأنا بعيدا‪ ،‬ال تزاؿ‪،‬‬
‫كستبقي في حاجة ماسة إلي سند إيماني لحضارتيا كالي كازع ذاتي يحرس حقكقيا"‪.‬‬

‫كما نبيت بأف الحقكؽ المقررة في اإلسبلـ قد حازت قكة الحماية الكاممة كالتامة بأف‬
‫كانت مكضكع كثير مف األحكاـ الفقيية التي ال يمكف ألحد أف يتجاكزىا أك ينتيكيا ‪ ،‬حيث‬
‫إيمانا بأف الحقكؽ األساسية كالحريات العامة في اإلسبلـ جزء مف ديف‬ ‫أكدت أنو ك"‬
‫المسمميف ال يممؾ أحد بشكؿ مبدئي تعطيميا كميا أك جزئيا‪ ،‬أك خرقيا أك تجاىميا ‪ ،‬قد جاءت‬
‫كتمـ بيا ما جاءت بو‬‫في أحكاـ إليية تكميفية أنزؿ ا﵀ بيا كتبو‪ ،‬كبعث بيا خاتـ رسمو ٌ‬
‫الرساالت السماكية كأصبحت رعايتيا عبادة‪ ،‬كاىماليا أك العدكاف عمييا منك ار في الديف ككؿ‬
‫األمة مسؤكلة عنيا بالتضامف"‪.‬‬
‫إنساف مسؤكؿ عنيا بمفرده‪ ،‬ك ٌ‬
‫كنجد أف المادة األكلى قد أشارت إلى مسائؿ تأسييسية جكىرية لحقكؽ اإلنساف مف خبلؿ‬
‫المساكاة كالكرامة كاالعتقاد حيث أقرت ما يمي‪:‬‬

‫لبفكة آلدـ كجميع الناس‬ ‫أ ‪ " -‬البشر جميعا أسرة كاحدة جمعت بينيـ العبكدية ﵀ كا‬
‫متساككف في أصؿ الكرامة اإلنسانية كفي أصؿ التكميؼ كالمسؤكلية دكف تمييز بينيـ بسبب‬
‫العرؽ أك المكف أك المغة أك الجنس أك المعتقد الديني أك االنتماء السياسي أك الكضع‬
‫االجتماعي أك غير ذلؾ مف االعتبارات‪ .‬كأف العقيدة الصحيحة ىي الضماف لنمك ىذه‬
‫الكرامة عمي طريؽ تكامؿ اإلنساف‪.‬‬
‫ب ‪ -‬أف الخمؽ كميـ عياؿ ا﵀ كأف أحبيـ إليو أنفعيـ لعيالو كأنو ال فضؿ ألحد منيـ عؿل‬
‫اآلخر إال بالتقكل كالعمؿ الصالح"‪.‬‬
‫مفصؿ‪ ،‬ك كاضح دقيؽ في كؿ‬
‫أما مسائؿ االعتقاد كالتديف فقد كردت كبشكؿ مباشر ٌ‬
‫ٌ‬
‫مف المكاد‪.24،25 ،22 ،7،910،11،16 :‬‬

‫ففي المادة ‪ 7‬نجد أنو تـ تفاكؿ الحقكؽ األساسية لمطفؿ التي مف بينيا الحقكؽ الثقافية‬
‫المتمثمة أساسا في التربية ‪ ،‬فمؤلبكيف الحؽ في اختيار التربية المناسبة ألبنائيـ‪ ،‬حيث نصت‬
‫ىذه المادة عمى أنو‪:‬‬

‫‪94‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫‪ " -‬لكؿ طفؿ عند كالدتو حؽ عمي األبكيف كالمجتمع كالدكلة في الحضانة كالتربية‬
‫كالرعاية المادية كالصحية كاألدبية كما تجب حماية الجنيف كاألـ كاعطاؤىما عناية خاصة‪.‬‬
‫‪ -‬لآلباء كمف بحكميـ‪ ،‬الحؽ في اختيار نكع التربية التي يريدكف ألكالدىـ مع كجكب‬
‫‪".‬‬ ‫مراعاة مصمحتيـ كمستقبميـ في ضكء القيـ األخبلقية كاألحكاـ الشرعية‬
‫أما فيما يخص التديف فتناكلتو المادة ‪ 9‬مرفكقا بالحؽ في التعميـ بما يتيح لئلنساف أف‬
‫يتمتع بالمعرفة الحقيقية بيذا الديف باعتباره اليداية البلزمة لئلنساف فكؽ ىذه البسيطة‪.‬‬

‫كنجد أف ىذه المادة جعمت‪:‬‬

‫‪ " -‬طمب العمـ فريضة كالتعميـ كاجب عمي المجتمع كالدكلة كعمييا تأميف سبمو ككسائمو‬
‫كضماف تنكعو بما يحقؽ مصمحة المجتمع كيتيح لئلنساف معرفة ديف اإلسبلـ كحقائؽ‬
‫الككف كتسخيرىا لخير البشرية‪.‬‬
‫‪ -‬مف حؽ كؿ إنساف عمي مؤسسات التربية كالتكجيو المختمفة مف األسرة كالمدرسة كأجيزة‬
‫اإلعبلـ كغيرىا أف تعمؿ عمي تربية اإلنساف دينيا كدنيكيا تربية متكاممة متكازنة تنمي‬
‫شخصيتو كتعزز إيمانو با﵀ كاحترامو لمحقكؽ كالكاجبات كحمايتيا‪".‬‬

‫كفي ذات المسألة المتعمقة بالتديف اإلسبلمي الصحيح نجد أف المادة ‪ 10‬قد أقرت أف‪:‬‬

‫" اإلسبلـ ىك ديف الفطرة‪ ،‬كال يجكز ممارسة أم لكف مف اإلكراه عمي اإلنساف أك استغبلؿ‬
‫فقره أك جيمو عمي تغيير دينو إلي ديف آخر أك إلي اإللحاد‪".‬‬

‫أما المادة ‪ 11‬فنجدىا تتكمـ عف اإلكراه كالعبكدية التي قد يمارسيا اإلنساف ضد أخيو‬
‫اإلنساف‪ ،‬إذ أف مسألة الحرية مسألة جكىرية فيما يتعمؽ بالكرامة اإلنسانية كحقكؽ اإلنساف‬
‫فأفادت عمى أنو‪:‬‬

‫ال عبكدية‬ ‫أ ‪ " -‬يكلد اإلنساف ح ار كليس ألحد أف يستعبده أك يذلو أك يقيره أك يستغمو ك‬
‫لغير ا﵀ تعاؿل‪.‬‬
‫ب ‪-‬االستعمار بشتى أنكاعو كباعتباره مف أسكأ أنكاع االستعباد محرـ تحريما مؤكدا‬
‫كلمشعكب التي تعانيو الحؽ الكامؿ لمتحرر منو كفي تقرير المصير‪ ،‬كعمي جميع الدكؿ‬
‫كالشعكب كاجب النصرة ليا في كفاحيا لتصفية كؿ أشكاؿ االستعمار أك االحتبلؿ‪ ،‬كلجميع‬
‫الشعكب الحؽ في االحتفاظ بشخصيتيا المستقمة كالسيطرة عمي ثركاتيا كمكاردىا الطبيعية‪.‬‬
‫‪95‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫ت ‪-‬لؤلبكيف عمي األبناء حقكقيما كلؤلقارب حؽ عمي ذكييـ كفقا ألحكاـ الشريعة‪".‬‬

‫كالمادة ‪ 18‬تطرقت إلى أمف اإلنساف عمى نفسو كمالو كعرضو ككؿ خصكصياتو‪،‬‬
‫حيث نصت عمى أنو‪:‬‬

‫أ ‪ "-‬لكؿ إنساف الحؽ في أف يعيش آمنا عمي نفسو كدينو كأىمو كعرضو كمالو‪.‬‬
‫ب ‪ -‬لئلنساف الحؽ في االستقبلؿ بشؤكف حياتو الخاصة في مسكنو كأسرتو كمالو‬
‫كاتصاالتو‪ ،‬كال يجكز التجسس أك الرقابة عميو أك اإلساءة إلي سمعتو‪ ،‬كتجب حمايتو مف كؿ‬
‫تدخؿ تعسفي‪.‬‬
‫ت ‪-‬لممسكف حرمتو في كؿ األحكاؿ كال يجكز دخكلو بغير إذف أىمو أك بصكرة غير‬
‫مشركعة‪ ،‬كال يجكز ىدمو أك مصادرتو أك تشريد أىمو منو‪".‬‬

‫كال يكتمؿ الحؽ في االعتقاد كالتديف إذا لـ يكف محاطا بالتمتع بالحؽ في حرية‬
‫التعبير كعدـ اإلكراه كالكبت المادة ‪ ،22‬فقد جاء فييا أنو‪:‬‬

‫أ ‪ " -‬لكؿ إنساف الحؽ في التعبير بحرية عف رأيو بشكؿ ال يتعارض مع المبادئ‬
‫الشرعية‪.‬‬
‫ب ‪-‬لكؿ إنساف الحؽ في الدعكة إلي الخير كاألمر بالمعركؼ كالنيي عف المنكر كفقا‬
‫لضكابط الشريعة اإلسبلمية‪.‬‬
‫ت ‪-‬اإلعبلـ ضركرة حيكية لممجتمع‪ ،‬كيحرـ استغبللو كسكء استعمالو كالتعرض‬
‫لممقدسات ككرامة األنبياء فيو‪ ،‬كممارسة كؿ ما مف شأنو اإلخبلؿ بالقيـ أك إصابة المجتمع‬
‫بالتفكؾ أك االنحبلؿ أك الضرر أك زعزعة االعتقاد‪.‬‬
‫ث ‪-‬ال يجكز إثارة الكراىية القكمية كالمذىبية ككؿ ما يؤدم إلي التحريض عمي التمييز‬
‫العنصرم بكافة أشكالو"‪.‬‬

‫كتجدر اإلشارة أف ىذه المادة قد قيدت ىذا الحؽ بمبادئ الشريعة اإلسبلمية‪ ،‬كما نبيت‬
‫إلى ضركرة االبتعاد عف إثارة كؿ أسباب التحريض عمى الكراىية القكمية أك المذىبية بكؿ‬
‫أشكاليا كأنكاعيا‪.‬‬

‫كما نجد أف ىذا اإلعبلف قد جعؿ أحكاـ الشريعة اإلسبلمية ىي اإلطار العاـ الضابط لكؿ‬
‫نصت عميو المادة ‪ 24‬منو بأف‪:‬‬
‫الحقكؽ الكاردة فيو كىذا ما ٌ‬
‫‪96‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫" كؿ الحقكؽ كالحريات المقررة في ىذا اإلعبلف مقيدة بأحكاـ الشريعة اإلسبلمية‪".‬‬

‫كفيما يخص التفسيرات كالتكضيحات التي قد ترد عمى مكاد ىذا اإلعبلف فقد جاءت‬
‫المادة ‪ 25‬لتبيف أف‪ ":‬الشريعة اإلسالمية ىي المرجع الوحيد لتفسير أو توضيح أي مادة‬
‫من مواد ىذه الوثيقة "‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حرية االعتقاد والتدين في الميثاق العربي لحقوق اإلنسان ‪.‬‬
‫اعتمد كنشر عمى المؤل بمكجب قرار مجمس جامعة الدكؿ العربية ‪ 5427‬المؤرخ في ‪15‬‬
‫سبتمبر ‪.1997‬‬

‫الديباجة أف الشريعة اإلسبلمية قد شكمت أيضا‬ ‫كمف المبلحظ ابتداء كمف خبلؿ‬
‫مرجعية ىذا الميثاؽ‪ ،‬فقد كرد فييا أف الدافع كراء إبراـ حككمات الدكؿ العربية ليذا الميثاؽ‬
‫ىي المنطمقات اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬إيماف األمة العربية بكرامة اإلنساف منذ إف أعزىا ا﵀ باف جعؿ الكطف العربي ميد‬
‫الديانات كمكطف الحضارات التي أكدت حقو في حياة كريمة عمى أسس مف الحرية كالعدؿ‬
‫كالسبلـ‪،‬‬
‫‪ -‬تحقيؽ ا لمبادئ الخالدة التي أرستيا الشريعة اإلسبلمية كالديانات السماكية األخرل في‬
‫األخكة كالمساكاة بيف البشر‪ ،‬كا العتزاز بما أرستو عبر تاريخيا الطكيؿ مف قيـ كمبادئ‬
‫إنسانية كاف ليا الدكر الكبير في نشر مراكز العمـ بيف الشرؽ كالغرب مما جعميا مقصدا‬
‫ألىؿ األرض كالباحثيف عف المعرفة كالثقافة كالحكمة‪،‬‬
‫‪ -‬مبقى الكطف العربي يتنادل مف أقصاه إلى أقصاه حفاظا عمى عقيدتو‪ ،‬مؤمنا بكحدتو‪،‬‬
‫مناضبل دكف حريتو مدافعا عف حؽ األمـ في تقرير مصيرىا كالحفاظ عمى ثركاتيا‪ ،‬كايمانا‬
‫بسيادة القانكف ك أ ف تمتع اإلنساف بالحرية كالعدالة كتكافؤ الفرص ىك معيار أصالة أم‬
‫مجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬رفض ا لعنصرية كالصييكنية المتيف تشكبلف انتياكا لحقكؽ اإلنساف كتيديدا لمسبلـ‬
‫العالمي‪ ،‬كاق ار ار باالرتباط الكثيؽ بيف حقكؽ اإلنساف كالسبلـ العالمي‪.‬‬
‫‪ -‬اؿتأكيد عمى مبادئ ميثاؽ األمـ المتحدة كاإلعبلف العالمي لحقكؽ اإلنساف كأحكاـ‬
‫العيديف الدكلييف لؤلمـ المتحدة بشأف الحقكؽ المدنية كالسياسية كالحقكؽ االقتصادية‬

‫‪97‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫ـ‪.‬‬ ‫كاعبلف القاىرة حكؿ حقكؽ اإلنساف في اإلسبل‬ ‫كاالجتماعية كالثقافية‪،‬‬


‫كقد أكرد الميثاؽ جممة مف حقكؽ اإلنساف الفردية كالجماعية كمف مختمؼ األصناؼ‪،‬‬
‫حيث سنكرد تمؾ المتعمقة بالحقكؽ الثقافية‪ ،‬كالدينية عمى الخصكص‪ ،‬فقد جاء في المادة‬
‫األكلى مف الميثاؽ أنو‪:‬‬
‫أ ‪ -‬لكافة الشعكب الحؽ في تقرير المصير كالسيطرة عمى ثركاتيا كمكاردىا الطبيعية كليا‬
‫استنادا ليذا الحؽ أف تقرر بحرية نمط كيانيا السياسي كاف تكاصؿ بحرية تنميتيا االقتصادية‬
‫كاالجتماعية كالثقافية‪.‬‬
‫ب ‪-‬إف العنصرية كالصييكنية كاالحتبلؿ كالسيطرة األجنبية ىي تحد لمكرامة اإلنسانية‬
‫كعائؽ أساسي يحكؿ دكف الحقكؽ األساسية لمشعكب كمف الكاجب إدانة جميع ممارساتيا‬
‫كالعمؿ عمى إزالتيا‪.‬‬

‫فيذه المادة أشارت إلى الحؽ في التنمية الثقافية لمشعكب‪ ،‬كنبذ العنصرية كالصييكنية‬
‫كاالحتبلؿ كالسيطرة األجنية كاعتبارىا عكامؿ تحطٌ مف الكرامة اإلنسانية‪ ،‬كعكائؽ تحكؿ دكف‬
‫التمتع بالحقكؽ األساسية كممارستيا‪.‬‬

‫كما تتعيد كؿ دكلة طرؼ في ىذا الميثاؽ بحسب المادة ‪ 2‬منو بأف تكفؿ لكؿ إنساف‬
‫مكجكد عمى أراضييا كخاضع لسمطتيا حؽ التمتع بكافة الحقكؽ كالحريات الكاردة فيو دكف‬
‫أم تمييز بسبب العنصر أك المكف أك الجنس أك المغة أك الديف أك الرأم السياسي أك األصؿ‬
‫الكطني أك االجتماعي أك الثركة أك الميبلد أك أم كضع آخر دكف أم تفرقة بيف الرجاؿ‬
‫كالنساء‪.‬‬

‫ىذا كقد كفمت المادة ‪ 26‬حرية العقيدة كالفكر كالرأم مكفكلة لكؿ فرد ‪ ،‬فيما ٌبينت المادة‬
‫‪ 27‬أنو‪ " :‬لؤلفراد مف كؿ ديف الحؽ في ممارسة شعائرىـ الدينية‪ ،‬كما ليـ الحؽ في التعبير‬
‫عف أفكارىـ عف طريؽ العبادة أك الممارسة أك التعميـ كبغير إخبلؿ بحقكؽ اآلخريف كال يجكز‬
‫فرض أية قيكد عمى ممارسة حرية العقيدة كالفكر كالرأم إال بما نص عميو القانكف"‪.‬‬

‫إذف فحرية التديف كممارسة الشعائر الدينية مضمكف ببل قيكد ‪ ،‬كمنضبط فقط بالقانكف‬
‫الداخمي الذم عادة ما يفرض قيكدا تتعمٌؽ باحتراـ القانكف كالتنظيـ المعمكؿ بو في ممارسة‬
‫الشعائر الدينية‪ ،‬ككذا احتراـ قكاعد اآلداب كعدـ اإلخبلؿ بالنظاـ العاـ‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫كما أتاحت المادة ‪ 28‬لممكاطنيف حرية االجتماع كحرية التجمع بصكرة سممية كال‬
‫يحكز إف يفرض مف القيكد عمى ممارسة أم مف ىاتيف الحريتيف إال ما تستكجبو دكاعي‬
‫األمف القكمي أك السبلمة العامة أك حماية حقكؽ اآلخريف كحرياتيـ‪.‬‬

‫لممكاطنيف الحؽ في‬ ‫كقد عادت المادة ‪ 35‬لمتكمـ عف المسألة الثقافية‪ ،‬فقد أتاحت "‬
‫الحياة في مناخ فكرل كثقافي يعتز بالقكمية العربية‪ ،‬كيقدس حقكؽ اإلنساف كيرفض التفرقة‬
‫العنصرية كالدينية كغير ذلؾ مف أنكاع التفرقة كيدعـ التعاكف الدكلي كقضية السبلـ‬
‫العالمي"‪.‬‬

‫كعززت المادة ‪ 36‬ذلؾ بنصيا عمى أنو ‪ " :‬لكؿ فرد حؽ المشاركة في الحياة الثقافية‬
‫ٌ‬
‫كحؽ التمتع باألعماؿ األدبية كالفنية كتكفير الفرص لو لتنمية ممكاتو الفنية كالفكرية‬
‫كاإلبداعية"‪.‬‬

‫ال‬ ‫كما نبيت المادة ‪ 37‬إلى ضركرة احتراـ الحقكؽ الثقافية لؤلقميات فأفادت بأنو‪":‬‬
‫يجكز حرماف األقميات مف حقيا في التمتع بثقافتيا أك اتباع تعاليـ دياناتيا"‪.‬‬

‫كفي القسـ الثالث مف الميثاؽ ( مف المادة ‪ 40‬كما بعدىا)‪ ،‬اتفقت الدكؿ األطراؼ عمى‬
‫إنشاء آلية تتمثؿ في لجنة خبراء حقكؽ اإلنساف‪ ،‬حيث ٌبينت ذلؾ المادة ‪ 40‬بأف‪:‬‬

‫أ ‪-‬تنتخب دكؿ مجمس الجامعة األطراؼ في الميثاؽ لجنة خبراء حقكؽ اإلنساف باالقتراع‬
‫السرم‪.‬‬
‫ب ‪-‬تتككف المجنة مف سبعة أعضاء مف مرشح م الدكؿ األعضاء أطراؼ الميثاؽ كتجرل‬
‫االنتخابات األكلى لمجنة بعد ستة أشير مف دخكؿ الميثاؽ حيز النفاذ‪ ،‬كال يجكز أف تضـ‬
‫المجنة أكثر مف شخص كاحد مف دكلة كاحدة‪.‬‬
‫ت ‪-‬يطمب األميف العاـ مف الدكؿ األعضاء تقديـ مرشحييا كذلؾ قبؿ شيريف مف مكعد‬
‫االنتخابات‪،‬‬
‫ث ‪-‬يشترط في المرشحيف أف يككنكا مف ذكل الخبرة كالكفاءة العالية في مجاؿ عمؿ‬
‫المجنة‪ ،‬عمى أف يعمؿ الخبراء بصفتيـ الشخصية كبكؿ تجرد كنزاىة‪.‬‬
‫ج ‪ -‬ينتخب أعضاء المجنة لفترة ثبلث سنكات كيتـ التجديد لثبلثة منيـ لمرة كاحدة‬
‫كيجرل اختيار أسماء ىؤالء عف طريؽ القرعة كما يراعى مبدأ التداكؿ ما أمكف ذلؾ‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫ح ‪ -‬كتنتخب المجنة رئيسيا كتضع الئحة داخمية ليا تكضح أسمكب عمميا‪.‬‬
‫خ ‪ -‬تعقد المجنة اجتماعاتيا بمقر األمانة العامة لمجامعة بدعكة مف األميف العاـ‪ ،‬كيجكز‬
‫‪.‬‬ ‫ليا بمكافقتو عقد اجتماعاتيا في بمد عربي آخر إذا اقتضت ضركرة العمؿ ذلؾ‬
‫كالمادة ‪ٌ 41‬بينت بدكرىا طبيعة عمؿ ىذه المجنة‪ ،‬حيث‪:‬‬
‫‪ - 1‬تقكـ الدكؿ األطراؼ بتقديـ تقارير إلى لجنة خبراء حقكؽ اإلنساف عمى النحك‬
‫التالي ‪:‬‬
‫‪ -‬تقرير أكلى بعد سنة مف تاريخ نفاذ الميثاؽ‪.‬‬
‫‪ -‬تقارير دكرية كؿ ثبلث سنكات‪.‬‬
‫‪ -‬تقارير تتضمف إجابات الدكؿ عف استفسارات المجنة‪.‬‬
‫‪- 2‬تدرس المجنة التقارير التي تقدميا الدكؿ األعضاء األطراؼ في الميثاؽ كفقا لنص‬
‫الفقرة األكلى مف ىذه المادة‪.‬‬
‫‪- 3‬ترفع المجنة تقري ار مشفكعا بآراء الدكؿ كمبلحظاتيا إلى المجنة الدائمة لحقكؽ اإلنساف‬
‫في الجامعة العربية‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬بعض اآلليات الدولية لحفظ الدين في القانون الدولي‪.‬‬


‫قسـ ىذا المبحث إلى ثبلثة مطالب‪ ،‬حيث نتناكؿ في المطمب األكؿ‪ :‬آليات حماية الحؽ في التديف‬
‫ٌ‬
‫في إطار األمـ المتحدة‪ ،‬أما المطمب الثاني فنخصصو لمنظمة المؤتمر اإلسبلمي كآلية تسيـ في‬
‫حماية ىذا الحؽ‪ ،‬أما المطمب الثالث فخصصناه لبعض اآلليات الدكلية غير الحككمية‬

‫المطمب األول‪ :‬آليات حماية الحق في التدين في إطار األمم المتحدة ‪.1‬‬

‫مع تزايد التعرض لممقدسات كالرمكز الدينية كاالزدراء بيا‪ ،‬مف خبلؿ قياـ بعض الدكؿ‬
‫كاألفراد بنشر أفبلـ كرسكـ كركايات تييف األدياف كأتباعيا عبر مختمؼ كسائؿ اإلعبلـ‬
‫كاالتصاؿ خاصة ما تعرض لو الديف اإلسبلمي مف محاكالت تشكيو كازدراء‪ ،‬كتنامي ظاىرة‬
‫اإلسبلمكفكبيا كثرت المناشدات مف طرؼ الدكؿ المتضررة لمتصدم ليذه الظ كاىر التي تزيد‬
‫كتقكض مساحات التعيش كالتعاكف‬
‫مف انتشار الكراىية بيف الشعكب كاألمـ‪ ،‬كتؤجج التكترات ٌ‬
‫كالتآلؼ فيما بينيا‪.‬‬

‫اآلليات العاممة ضمف إطار جيكد األمـ المتحدة لمتصدم ليذه‬ ‫كفيما يمي رصد لبعض‬
‫الظاىرة خاصة مف خبلؿ نشاط الجمعية العامة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬نظام المقرر األممي بخصوص حرية الدين أو المعتقد‪.‬‬

‫المقرر الخاص المعني بحرية الديف أك المعتقد ىك خبير مستقؿ عينو مجمس األمـ المتحدة‬
‫لحقكؽ اإلنساف‪ .‬كقد عيد إليو تحديد العقبات القائمة كالمستجدة التي تعترض التمتع بالحؽ‬
‫في حرية الديف أك المعتقد كتقديـ تكصيات بشأف سبؿ ككسائؿ تذليؿ تمؾ العقبات‪.‬‬

‫الخمفية التاريخية‪.‬‬
‫‪- 1‬‬

‫عينت لجنة األمـ المتحدة لحقكؽ اإلنساف‪ ،‬بصدكر القرار ‪ " ،20/1986‬مقر ارً خاصاً‬
‫معنياً بالتعصب الديني "‪ .‬كفي سنة ‪ ، 2000‬قررت لجنة حقكؽ اإلنساف تغيير تسمية الكالية‬
‫إلى " المقرر الخاص المعني بحرية الدين أو المعتقد" ‪ ،‬كىك ما أقره بعد ذلؾ مقرر المجمس‬
‫االقتصادم كاالجتماعي ( القرار ‪ ، ) 261/2000‬كرٌحب بيا قرار الجمعية العامة‬
‫‪ ،97/55‬كفي ‪ 18‬حزيراف‪/‬يكنيو ‪ ، 2010‬اعتمد مجمس حقكؽ اإلنساف القرار ‪ 11/14‬الذم‬
‫مدد‪ ،‬ضمف أمكر أخرل‪ ،‬كالية المقرر الخاص لفترة ثبلث سنكات أخرل‪.‬‬
‫ٌ‬
‫‪ -1‬انظر موقع منظمة األمم المتحدة‪www.ohchr.org/AR/Issues/FreedomReligions.aspx:‬‬
‫‪101‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫‪- 2‬والية المقرر الخاص‪.‬‬

‫عيد إلى المقرر الخاص‪ ،‬مف خبلؿ قرار مجمس حقكؽ اإلنساف ‪ ، 6/37‬بمياـ الكالية‬
‫التالية‪:‬‬

‫م الكطني كاإلقميمي كالدكلي لضماف تعزيز‬


‫‪ -‬التشجيع عمى اعتماد تدابير عمى الصع د‬
‫كحماية الحؽ في حرية الديف أك المعتقد‪،‬‬

‫‪ -‬تحديد العقبات القائمة كالمستجدة التي تعترض التمتع بالحؽ في حرية الديف أك‬
‫المعتقد‪ ،‬كتقديـ تكصيات بشأف سبؿ ككسائؿ تذليؿ تمؾ العقبات؛‬

‫‪ -‬مكاصمة جيكده لدراسة الكقائع كاإلجراءات الحككمية التي تتعارض مع أحكاـ إعبلف‬
‫القضاء عمى جميع أشكاؿ التعصب كالتمييز القائميف عمى أساس الديف أك المعتقد‪،‬‬
‫كالتكصية بالتدابير العبلجية حسب االقتضاء‪،‬‬

‫‪ -‬مكاصمة األخذ بمنظكر يراعي نكع الجنس بكسائؿ مف بينيا تحديد اإلساءات المرتكبة‬
‫عمى أساس نكع الجنس‪ ،‬كذلؾ في سياؽ عممية إعداد التقارير بما فييا جمع المعمكمات‬
‫كتقديـ التكصيات‪.‬‬

‫‪ 3‬أ‪-‬ساليب العمل‪.‬‬

‫يقكـ المقرر الخاص في أدائو لمياـ كاليتو بما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬إحالة النداءات العاجمة كرسائؿ االدعاء إلى الدكؿ فيما يتعمؽ بالحاالت التي تشكؿ‬
‫انتياكات لممارسة الحؽ في حرية الديف أك المعتقد أك عكائؽ تعترض سبيؿ ىذه‬
‫الممارسة‪.‬‬

‫‪ -‬إجراء زيارات قطرية لتقصي الحقائؽ‪.‬‬

‫‪ -‬تقديـ تقارير سنكية إلى مجمس حقكؽ اإلنساف كالجمعية العامة عف األنشطة‬
‫كاالتجاىات كأساليب العمؿ‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫كقد قدـ المقرر الخاص بحرية الديف أك المعتقد الحالي تقري ار إلى مجمس حقكؽ‬
‫تضمف فيو النقاط‬
‫ٌ‬ ‫‪ 23‬ديسمبر ‪ 2015‬تقري ار‬ ‫اإلنساف في دكرتو الحادية كالثبلثكف في‬
‫اآلتية‪:1‬‬

‫‪ -‬الترابط الكثيؽ بيف حرية الديف أك المعتقد كحرية الرأم كالتعبير‪.‬‬


‫‪ -‬التكاصؿ ك التعاكف لتنفيذ قرار مجمس حقكؽ اإلنساف باعتبارىا كثيقة تاريخية تستند إلييا‬
‫لمتعصب الديني كما يتصؿ بو مف‬
‫ٌ‬ ‫الجيكد الجارية لمقضاء عمى مختمؼ األسباب الجذرية‬
‫مشاكؿ‪.‬‬
‫‪ -‬كضع استنتاجات كتكصيات تتعمؽ بالعبلقة بيف الحؽ في حرية المعتقد كحرية التعبير‬
‫بعد استعراض اإلشكاالت التي تثيرىا ىذه المسألة مف خبلؿ رصدىا عمى المستكل‬
‫الدكلي كالكطني‪.‬‬

‫كمف االستنتاجات التي تضمنيا التقرير ما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬الحؽ في حرية الديف أك المعتقد كالحؽ في حرية التعبير‪ ،‬ىما حقاف مف حقكؽ اإلنساف‬
‫مترابطاف ترابطا كثيقا في القانكف كفي الممارسة العممية‪.‬‬
‫‪ -‬يشترؾ الحقاف في الحماية غير المشركطة لحرية الضمير أم البعد الداخمي لمقناعات‬
‫كاألفكار‪ ،‬عمى عكس المظاىر الخارجية لحرية الديف أك المعتقد أك التعبير فيي ال‬
‫تحضى بحماية غير مشركطة‪.‬‬
‫‪ -‬ك عمى الرغـ مف الترابط كالتماثؿ إال أف ىناؾ سمات خاصة تميز كؿ حؽ عف اآلخر‪.‬‬

‫ك كضع التقرير أيضا تكصيات بعضيا مكجو إلى الدكؿ‪ ،‬كبعضيا اآلخر مكجو إلى‬
‫مختمؼ أصحاب المصمحة‪ ،‬كالثالث منيا مكجو إلى المجتمع الدكلي نكرد أىميا كما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬ينبغي لممشرعيف كالقضاة ككاضعي السياسات تنفيذ القكانيف السياسات عمى أساس أف‬
‫الحؽ في حرية الديف أك المعتقد كالحؽ في حرية الرأم كالتعبير يكمؿ احدىما اآلخر‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أف تتقيد الدكؿ بالمعايير المكرسة بالعيد الدكلي الخاص بالحقكؽ المدنية كالسياسية‬
‫قبؿ فرض قيكد تعتبرىا ضركرية عمى بعض المظاىر الخارجية لمديف أك المعتقد أك‬
‫التعبير‪.‬‬

‫‪ .‬مستلة من الموقع‪www.refword.org/cgi-bin/texis/vtx/rwr :‬‬ ‫‪ _1‬انظر التقرٌر فً الوثٌقة األممٌة‪A/HRC/31/18 :‬‬


‫‪103‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫‪ -‬ينبغي لمدكؿ كضع سياسات شاممة لمكافحة التعصب كالقكلبة النمطية السمبية كالكصـ‬
‫كالتمييز كالتحريض عمى العنؼ كممارستو ضد الناس بسبب دينيـ أك معتقدىـ‪.‬‬
‫‪ -‬ينبغي لمتكاصؿ بيف األدياف أف يستكعب تنكع المكاقؼ بيف األدياف كداخؿ كؿ ديف منيا‬
‫بيدؼ تحقيؽ التكامؿ‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع منظمات المجتمع المدني عمى إبداء تضامنيا العاـ مع المستيدفيف أفراد‬
‫كجماعات مف أعماؿ الكراىية‪.‬‬
‫‪ -‬يجب عمى المجتمع الدكلي أف يكاصؿ رصد حاالت سجناء الضمير كالدعكة إلى اإلفراج‬
‫عنيـ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬جيود مجمس حقوق اإلنسان‪.‬‬

‫ييتـ مجمس حقكؽ اإلنساف التابع لؤلمـ المتحدة بتدعيـ تعزيز جميع حقكؽ اإلنساف‬
‫كتقدـ‬
‫كحمايتيا في جميع أنحاء العالـ‪ ،‬كما يقكـ برصد حاالت االنتياؾ التي قد تحدث ٌ‬
‫تكصيات بشأف ذلؾ‪ ،‬كمف الحقكؽ التي تناؿ االىتماـ مف طرفو الحؽ في حرية التديف‪ ،‬حيث‬
‫‪،13 -16‬‬ ‫أصدر في ىذا المكضكع العديد مف الق اررات مف بينيا الق ارريف‪ :‬القرار رقـ‪:‬‬
‫كالقرار رقـ‪ ،18-16 :‬المذاف أكدا عمى حماية الحؽ في التديف‪.‬‬

‫كسنتناكؿ مضمكف القرار ‪ 18-16‬كعينة مف ىذه الق اررات‪.‬‬

‫‪- 1‬التأكيد عمى حماية الحق في التدين من خالل القرار ‪.18-16‬‬

‫يتناكؿ القرار رقـ ‪ 18/16‬الصادر عف مجمس حقكؽ اإلنساف مسألة "مكافحة‬


‫التعصب ك القكلبة النمطية السمبية ك الكصـ ك التمييز كالتحريض عمى العنؼ كممارستو‬
‫ضد األشخاص عمى أساس دينيـ أك معتقدىـ"‪ ،‬كالذم تـ اعتماده مارس‪ ،2011‬حيث‬
‫يعتبر ىذا القرار إلى حد بعيد إنجا انز بار انز خبلؿ العقد األكؿ مف إنشاء مجمس حقكؽ‬
‫اإلنساف‪ ،‬إذ ييمزـ ىذا القرار الدكؿ بالتصدم لمتعصب الديني مف خبلؿ تعزيز الحقكؽ‬
‫المترابطة ك المتعاضدة لحرية التعبير ك حرية الديف أك المعتقد كعدـ التمييز‪.‬‬

‫كمف أجؿ تحقيؽ ذلؾ‪ ،‬فإف القرار يرسـ خطة عمؿ لمدكؿ لمقياـ بما يمي‪:‬‬

‫‪104‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫البناء‬
‫‪ -‬خمؽ شبكات تعاكنية لبناء التفاىـ المتبادؿ كتعزيز الحكار كالتحفيز عمى العمؿ ٌ‬
‫في مختمؼ المجاالت‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء آلية داخؿ الحككمات لتحديد مجاالت التكتر المحتممة بيف أفراد الطكائؼ الدينية‬
‫المختمفة كمعالجتيا ك المساعدة في منع نشكب النزاعات كالقياـ بجيكد الكساطة‪.‬‬
‫‪ -‬تدريب المكظفيف الحككمييف عمى إستراتيجيات التكعية الفعالة في ىذا المجاؿ‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع الجيكد التي يبذليا الزعماء داخؿ طكائفيـ لمناقشة أسباب التمييز ككضع‬
‫إستراتيجيات لمكاجية ىذه األسباب‪.‬‬
‫‪ -‬المجاىرة برفض التعصب‪ ،‬بما في ذلؾ الدعكة إلى الكراىية الدينية التي تشكؿ‬
‫تحريضنا عمى التمييز أك العداكة أك العنؼ‪.‬‬
‫‪ -‬اعتماد تدابير لتجريـ التحريض عمى العنؼ الكشيؾ عمى أساس الديف أك المعتقد‪.‬‬
‫‪ -‬مكافحة تشكيو صكرة الناس ككضعيـ في قكالب نمطية دينية سمبية كالتحريض عمى‬
‫الكراىية الدينية بكسائؿ منيا التثقيؼ كاذكاء الكعي‪.‬‬
‫‪ -‬التسميـ بأف مناقشة األفكار مناقشة صريحة ك ٌبناءة كفي جك مف االحتراـ تمعب دك انر‬
‫إيجابينا في مكافحة الكراىية الدينية كالتحريض كالعنؼ الدينييف‪.‬‬
‫‪- 2‬عالقة القرار بخطة عمل الرباط‪ ،‬ومسار اسطنبول‬
‫‪1‬‬
‫أ ‪ -‬عالقة القرار بخطة عمل الرباط‬

‫شمؿ القرار إشارات إيجابية إلى خطة عمؿ الرباط لممفكضية السامية لحقكؽ اإلنساف‬
‫بل قانكنينا ك عممينا مكثكقنا بشأف تنفيذ التزاـ الدكؿ بمكجب المادة ‪ 20‬مف‬
‫كالتي تكفر دلي ن‬
‫العيد الدكلي الخاص بالحقكؽ المدنية كالسياسية لحظر " أية دعكة إلى الكراىية القكمية أك‬
‫العنصرية أك الدينية تشكؿ تحريضان عمى العداكة أك التمييز أك العنؼ"‪.‬‬

‫كقد حددت خطة عمؿ الرباط بدكرىا نكعيف مف انتياكات حقكؽ اإلنساف التي تنشأ في سياؽ‬
‫تطبيؽ قكانيف التحريض كتبيف اإلجراءات االحت ارزية حياليا‪:‬‬

‫‪ -‬اإلفبلت مف العقاب عمى الدعكة الفعمية إلى الكراىية التمييزية‪.‬‬

‫‪ -1‬اعتمد مكتب األمم المتحدة لحقوق المنعقد بالرباط فً اكتوبر ‪ 2012‬خطة عمل تهدف إلى القضاء على التحرٌض على الكراهٌة‪.‬‬
‫انظر‪www.ohchr.org/AR/NewsEvents/Pages/TheRabatPlanofAction.aspx:‬‬
‫‪105‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫‪ -‬التطبيؽ الفضفاض ألحكاـ " التحريض"‪،‬كالتي غالبنا ما تتسـ بالغمكض الشديد‪،‬ضد‬


‫الفئات التي تـ تصميـ تمؾ األحكاـ لحمايتيا‪،‬كبشكؿ خاص األقميات الدينية أك أقميات‬
‫المعتقد أك المنشقيف‪ ،‬بما في ذلؾ الممحديف كالمنكريف لكجكد ا﵀ كالمتحكليف لديف جديد‪.‬‬

‫إف ما كرد في القرار رقـ ‪ 18 -16‬يمثؿ تكافقان في اآلراء لصالح الدكؿ‪ ،‬إذ تجرـ‬
‫التحريض عمى العنؼ الكشيؾ عمى أساس الديف أك المعتقد ‪،‬كتحاكي االلتزامات األكسع‬
‫لمدكؿ بمكجب المادة ‪ )2 ( 20‬مف العيد الدكلي الخاص بالحقكؽ المدنية كالسياسية لحظر‬
‫"أية دعكة إلى الكراىية القكمية أك العنصرية أك الدينية تشكؿ تحريضنا عمى العداكة أك التمييز‬
‫أك العنؼ"‪ .‬مع ذلؾ‪ ،‬فإف نطاؽ ىذه االلتزامات كالتعيدات ( عمى التكالي) مازاؿ يمثؿ قضية‬
‫خبلفية في مجمس حقكؽ اإلنساف‪.‬‬

‫كتبيف خطة عمؿ الرباط بصكرة جمية أنو يجب أف تتكافؽ القيكد المنصكص عمييا في‬
‫المادة ‪ )2 ( 20‬مف العيد الدكلي الخاص بالحقكؽ المدنية ك السياسية أيضا مع المعيار‬
‫المؤلؼ مف ثبلثة أجزاء بمكجب المادة ‪ )3( 19‬مف العيد الدكلي الخاص بالحقكؽ المدنية ك‬
‫السياسية‪،‬أم أنو يجب أف تككف‪:‬‬

‫‪ -‬دقيقة مف الناحية القانكنية‪.‬‬

‫‪ -‬تسعى إلى تحقيؽ ىدؼ مشركع‪.‬‬

‫‪ -‬تككف ضركرية ك متناسبة مع ذلؾ اليدؼ‪.‬‬

‫ب ‪-‬العالقة مع مسار اسطنبول‪.‬‬

‫كما يستند القرار ‪ 18 -16‬إلى مسار اسطنبكؿ الذم ىك عبارة عف سمسمة مف‬
‫االجتماعات الحككمية الدكلية ‪،‬كالتي بدأت في عاـ‪2011‬ـ‪،‬مف أجؿ تعزيز ك تكجيو تنفيذ‬
‫القرار رقـ ‪.18/16‬‬

‫يتميز مسار إسطنبكؿ بإمكاناتو اليائمة ليككف بمثابة منتدل إقميمي مشترؾ كشامؿ‬
‫كتشاركي لتبادؿ أفضؿ الممارسات في مكافحة التعصب القائـ عمى أساس الديف أك المعتقد‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫كقد اشتمؿ القرار عمى تكصيات لمدكؿ مف أجؿ تعزيز تكافؽ اآلراء بشأف القرار رقـ ‪18/16‬‬
‫منيا ‪:‬‬

‫‪ -‬تبني خطط التنفيذ الكطنية التي تعكس األىداؼ كالمعايير التي يتضمنيا القرار رقـ‬
‫‪ 18/16‬كخطة عمؿ الرباط ككؿ‪،‬مع المشاركة الكاممة ك الفعالة لجميع أصحاب المصمحة؛‬
‫‪ -‬إعادة تنشيط مسار اسطنبكؿ كالمشاركة فيو لجعمو منتدل إقميمي مشترؾ كتشاركي‬
‫كمنتظـ االنعقاد‪ ،‬مع التركيز عمى أكجو تبادؿ " أفضؿ الممارسات " بيف أصحاب المصمحة‬
‫المتعدديف عمى مستكل الييئات المينية ‪،‬كيشمؿ ذلؾ ذكم الصمة مف المسؤكليف المحمييف ك‬
‫المسؤكليف الحككمييف المحمييف ك مؤسسات المجتمع المدني المستقمة ك كسائؿ اإلعبلـ‬
‫كالمؤسسات الكطنية لحقكؽ اإلنساف كغيرىـ مف المشاركيف الميتميف‪.‬‬
‫‪ -‬المساىمة في تقارير المفكضية السامية لحقكؽ اإلنساف بشأف تنفيذ القرار رقـ‬
‫‪ ،18/16‬مع التركيز عمى الدركس العممية المستفادة عمى المستكل المحمي‪ ،‬كالسعي نحك‬
‫مساىمة أكسع ألصحاب المصمحة في ىذه العممية ‪ ،‬بما في ذلؾ مساىمة المجتمع المدني‪.‬‬
‫الفعالة في االستعراض الدكرم الشامؿ ك في آليات مجمس حقكؽ اإلنساف‬ ‫‪ -‬المشاركة ٌ‬
‫األخرل‪ ،‬كبشكؿ خاص المقرريف الخاصيف المعنييف بحرية الديف أك المعتقد ك حرية التعبير‪،‬‬
‫كذلؾ في سبيؿ تعزيز تنفيذ القرار رقـ ‪ 18/16‬كخطة عمؿ الرباط‪.‬‬
‫‪ -‬ضماف أف الحقكؽ المتعمقة بحرية الديف أك المعتقد كحرية الرأم كالتعبير كعدـ التمييز‬
‫مكفكلة بشكؿ كامؿ بما يتكافؽ مع المعايير الدكلية مف الناحية القانكنية ك مف حيث‬
‫الممارسة العممية‪.‬‬
‫‪ -‬اإلقرار بأىمية الفضاء المدني لتحقيؽ أقصى قدر مف النقاشات كالحكارات القكية‪ ،‬بما‬
‫في ذلؾ تمؾ التي تتـ مف خبلؿ اإلنترنت الحر ك المفتكح؛ كذلؾ مف أجؿ التصدم بفعالية‬
‫لؤلسباب الجذرية لمتعصب ك التمييز‪.‬‬
‫‪ -‬إلغاء قكانيف ازدراء األدياف كما في حكميا‪ ،‬إق ار انر بعدـ تطابقيا مع القانكف الدكلي‬
‫لحقكؽ اإلنساف‪ ،‬كالتصدم لمحاكالت تشريع ىذه التدابير في مجمس حقكؽ اإلنساف أك غيره‬
‫مف المحافؿ‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫لجميع أصحاب المصمحة‬ ‫تضمف القرار أيضا تكصيات‬


‫ٌ‬ ‫إلى جانب ما سبؽ فقد‬
‫اآلخريف‪ ،‬أىميا‪:‬‬

‫‪ -‬عمى المؤسسات الكطنية لحقكؽ اإلنساف كمؤسسات المجتمع المدني المستقمة ك‬


‫كسائؿ اإلعبلـ كالزعماء الدينييف كالسياسييف كالتربكييف كغيرىـ أف يأخذكا في االعتبار مبادئ‬
‫كامدف بشأف حرية التعبير ك المساكاة كالقرار رقـ ‪ 18/16‬كخطة عمؿ الرباط عند صياغة ك‬
‫تنفيذ أنشطتيما لمتعمقة بمكافحة التعصب الديني ك التمييز‪.‬‬
‫‪ -‬السعي إلى االنخراط بشكؿ حاسـ مع الدكؿ بشأف تنفيذىا لمقرار رقـ ‪ 18/16‬كخطة‬
‫عمؿ الرباط ‪ ،‬سكاء عمى المستكل المحمي أك عمى المستكل الدكلي‪ ،‬بما في ذلؾ مسار‬
‫إسطنبكؿ كاإلجراءات الخاصة لمجمس حقكؽ اإلنساف‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬منظمة المؤتمر اإلسالمي‪.1‬‬

‫نتناكؿ في ىذا المطمب بعض الجكانب في منظمة المؤتمر اإلسبلمي مف خبلؿ إبراز مسارىا‬
‫التاريخي‪ ،‬ككذا رسالتيا كأىدافيا كبعض الجكانب التنظيمية فييا باعتبارىا أكبر منظمة دكلية‬
‫قائمة عمى أساس معنكم مستند إلى المرجعية اإلسبلمية‪ ،‬ثـ نتناكؿ جيكؿ مجمع الفقو‬
‫اإلسبلمي التابع ليذه المنظمة الذم يعتبر كمف خبلؿ اختصاصاتو كجيكده ىيئة تابعة‬
‫لممؤتمر اإلسبلمي تعمؿ عمى تحقيؽ مقصد حفظ الديف اإلسبلمي كبشكؿ مباشر‪.‬‬

‫الفرع األول ‪:‬عوامل النشأة ومؤتمرات التأسيس ‪.‬‬

‫منذ سقكط الدكلة العثمانية بدأت محاكالت إنشاء منظمة إسبلمية دكلية تتكلى جمع‬
‫‪2‬‬
‫‪ ،‬خاصة " بعد‬ ‫المسمميف في إطار قانكني دكلي عاـ عمى الرغـ مف الييمنة االستعمارية‬
‫‪ ، 1924/03/23‬أيف‬ ‫إلغاء الخبلفة اإلسبلمية بمكجب قرار البرلماف التركي المؤرخ في‬
‫أصبح العالـ اإلسبلمي كجيا لكجو أماـ إقامة منظمة إسبلمية دكلية ‪.3‬‬

‫‪-1‬محمد حمود سلٌمان‪ :‬دور منظمة التعاون اإلسالمً فً فض النزاعات‪ ،‬رسالة ماجستٌر‪ ،‬الجامعة األردنٌة‪ ،‬عام ‪ ،2014‬ص ‪10‬‬
‫وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -2‬عركبة جبار الخزرجي‪ ،‬منظمة المؤتمر اإلسبلمي‪ ،‬دار االفكر العربي ‪ ،‬بيركت ‪،‬ط ‪ ،1‬ص‪.143‬‬
‫‪3‬‬
‫نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.113‬‬
‫‪108‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫كفي ىذا الصدد عقدت العديد مف المؤتمرات الدكلية التي نادت بإنشاء منظمة إسبلمية‬
‫دكلية تتكلى تطكير العبلقات ىذه الدكؿ ‪ ،‬كتعزيز مبدأ التضامف اإلسبلمي كالتصدم‬
‫لمتحديات الدكلية‪.‬‬

‫"كمف المؤتمرات التي نادت بإقامة منظمة إسبلمية دكلية ‪ :‬مؤتمر مكة المكرمة عاـ‬
‫‪ ،1926‬الذم عقد برئاسة شيخ األزىر‪ ،‬كيعد ىذا‬ ‫‪ ، 1924‬كمؤتمر الخبلفة بمصر عاـ‬
‫المؤتمر أكؿ مؤتمر معقد حكؿ إقامة منظمة إسبلمية دكلية اشترؾ فيو ثبلثكف مندكبا مف‬
‫ثبلثة عشر دكلة إسبلمية‪ ،‬ككاف ىذا المؤتمر مؤتم ار مميدا لمؤتمر مكة المكرمة "‪. 1‬‬

‫‪ ،1926‬اشترؾ فيو ستكف‬ ‫"كعقد مؤتمر العالـ اإلسبلمي بمكة المكرمة في حزيراف‬
‫مندكبا عف ست كعشريف دكلة إسبلمية ككاف بدعكة مف عبد العزيز آؿ سعكد ممؾ السعكدية‬
‫كعد ىذا المؤتمر أكؿ مؤتمر دكلي يحضره بعض قادة الدكؿ‪ ،‬كتمت مناقشة إنشاء منظمة‬‫ٌ‬
‫إسبلمية دكلية يككف مقرىا مكة المكرمة تعتقد اجتماعات المؤتمر مكسـ الحج مف كؿ سنة‬
‫"‪. 2‬‬

‫" ككاف اليدؼ الرئيسي مف ىذه المؤتمرات ىك إحياء مؤسسة الخبلفة ‪ ،‬ثـ تعددت‬
‫أىدافيا إلى إيجاد شكؿ مف أشكاؿ االنعقاد المفتظـ كصكال إلى منظمة إسبلمية دائمة ‪ ،‬إال‬
‫عدة منيا تفاقـ الخبلفات بيف كثير مف األقطار‬
‫أف ىذه الغاية لـ يكتب ليا النجاح ألسباب ٌ‬
‫اإلسبلمية ‪ ،‬كخضكع معظميا لبلستعمار في ذلؾ الكقت"‪.3‬‬

‫كيظير أف ىذه المؤتمرات لـ تكف عمى مستكل الدكؿ اإلسبلمية إنما عمى أساس الببلد‬
‫اإلسبلمية‪ ،‬سكاء المستقمة أك الخاضعة لبلستعمار "‪.4‬‬

‫حيث كانت الدكؿ اإلسبلمية المستقمة ىي السعكدية ‪ ،‬اليمف ‪ ،‬تركيا ‪ ،‬إيراف ‪ ،‬أما باقي‬
‫الدكؿ ( ‪ 26‬دكلة ) فكانت خاضعة لبلستعمار‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد ا﵀ األشعؿ‪ :‬أصكؿ التنظيـ اإلصبلحي الدكلي ‪ ،‬دار النيضة العربية ‪ ،‬القاىرة ‪ ، 1988 ،‬ص‪.26‬‬
‫‪ -2‬عركبة الخزرجي‪ :‬ص ‪.116‬‬
‫‪ -3‬نفس المرجع السابؽ ‪،‬ص ‪.116‬‬
‫‪ -4‬نفس المرجع ‪،‬ص ‪.116‬‬
‫‪109‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫بعد ىذيف المؤتمريف جاءت فترة صمت دامت خمس سنكات‪ ،‬لـ تظير خبلليا أم دعكة‬
‫إلقامة منظمة إسبلمية دكلية‪.‬‬

‫‪ ، 1931‬عقد مؤتمر إصبلحي في القدس‪ ،‬بعد الثكرة‬ ‫"كفي كانكف األكؿ مف عاـ‬
‫الفمسطينية عاـ ‪ ، 1929‬بناء عمى دعكة مف مفتي فمسطيف أميف الح سمفم‪ ،‬ككاف المؤتمر‬
‫بداية مرحمة جديدة في التضامف اإلسبلمي‪ ،‬اليدؼ منو مناقشة القضية الفمسطينية كالعمؿ‬
‫عمى التضامف اإلسبلمي بيف المسمميف‪ ،‬كحماية المسمميف مف اإلرساليات التبشيرية"‪.1‬‬

‫كاجو ة مكجات اليجرة الييكدية إلى‬ ‫" كما كاف اليدؼ مف إنشاء ىذه المنظمة ىك ـ‬
‫فمسطيف‪ ،‬كالتي ازدادت كتيرتيا أثناء االنتداب البريطاني"‪.2‬‬

‫إليو أف الدكؿ التي شاركت في ىذا المؤتمر كانت مستعمرة‪،‬‬ ‫كمما تجدر اإلشارة‬
‫كحضرت المؤتمر عف طريؽ عدد مف عمماء المسمميف يمثمكف الشعكب اإلسبلمية مف الدكؿ‬
‫العربية كاليند كاندكنيسيا كأفغانستاف‪ ،‬ككاف مف ق اررات المؤتمر كضع دستكر لممؤتمر كانشاء‬
‫منظمة إسبلمية دكلية دائمة تعقد اجتماعاتيا بصكرة دكرية في القدس"‪.3‬‬

‫ك بعد قياـ الحرب العالمية الثانية لـ تظير جيكد رسمية تعمؿ عمى إقامة منظمة‬
‫إسبلمية ككف أف معظـ البمداف اإلسبلمية كانت ساحة لمعمميات العسكرية بيف الدكؿ‬
‫المتحاربة‪.‬‬

‫كفي عاـ ‪ 1949‬كفي مدينة ك ار تشم عقد مؤتمر العالـ اإلسبلمي‪ ،‬كتبلىا مؤتمر عاـ‬
‫‪ 1951‬بنفس المدينة ‪ ،‬كعقد ىذاف المؤتمراف كردة فعؿ عمى سيطرة الحركة الصييكنية عمى‬
‫فمسطيف كقياـ الكياف الصييكني قبؿ‪.‬‬

‫"كفي عاـ ‪ 1954‬اجتمع كؿ مف الرئيسيف المصرم جماؿ عبد الناصر كالممؾ‬


‫السعكدم‪ ،‬سعكد بف عبد العزيز كرئيس كزراء باكستاف محمد عمي في مكة أثناء أداء فريضة‬
‫الحج كقرركا إنشاء منظمة إسبلمية جديدة‪ ،‬فعقد في القاىرة في السنة نفسيا مؤتمر ضـ‬
‫أطمؽ عمييا " مؤتمر العالـ‬ ‫عددا مف الدكؿ اإلسبلمية كقرركا إنشاء منظمة إسبلمية دكلية‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عركبة الخزرجي ‪ ،‬نفس المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.116‬‬
‫‪ -2‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫‪ -3‬نفس المرجع ‪ ،‬ص‪.117‬‬
‫‪110‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫اإلسبلمي" ‪ ،‬كتـ إنشاء ثبلث ىيئات لممنظمة في المجمس التنفيذم كالجمعية العامة كاألمانة‬
‫العامة "‪.1‬‬

‫" في عاـ ‪ 1962‬عقدت منظمة المؤتمر اإلسبلمي مؤتمرىا الثاني في بغداد‪ ،‬كفي عاـ‬
‫‪ 1964‬عقدت المنظمة مؤتمرىا في مقاديشك كضـ العديد مف ممثمي الببلد اإلسبلمية‪ ،‬كفي‬
‫ىذا المؤتمر دعا المؤتمركف إلى عقد مؤتمر إسبلمي لبحث المشاكؿ التي يعاني منيا‬
‫المسممكف في العالـ"‪.2‬‬

‫كتعد القضية الفمسطينية المحكر األساسي الذم قامت عميو منظمة المؤتمر اإلسبلمي‬
‫‪ ،‬فقد خضعت فمسطيف في عيد االنتداب البريطاني بمكجب معاىدة لكزاف ‪ ،1923‬إذ تكلت‬
‫‪3‬‬
‫بريطانيا إدارة فمسطيف كعينت " ىربت صمكئيؿ " الييكدم الصييكني مندكبا ساميا أكؿ‪".‬‬

‫" كفي أثناء االحتبلؿ البريطاني تعرضت فمسطيف لمكجات اليجرة الصييكنية أثرت‬
‫بصكرة كبيرة عمى المسمميف الفمسطينييف" ‪ ،‬حيث تكلت بريطانيا كبصكرة قانكنية تنظيـ اليجرة‬
‫‪ 26‬آب ‪ 1920‬الذم فتح الباب أماـ‬ ‫إلى فمسطيف‪ ،‬خاصة بعد إصدار قانكف اليجرة في‬
‫اليجرة الييكدية إلى فمسطيف"‪.4‬‬

‫ك" نتيجة المحاكالت الكياف الصييكني بالتكسع عمى حساب العرب كالمسمميف‪ ،‬شعر‬
‫المسمـ كف بالخطر الحقيقي الذم يتيددىـ كبدأكا يف ٌكركف بإقامة كياف قانكني دكلي يعمؿ عمى‬
‫جمع كممتيـ كيكحد مكاقفيـ"‪. 5‬‬

‫كمنذ إنشاء منظمة المؤتمر اإلسبلمي حتى الكقت الحاضر شكمت القضية الفمسطينية مركز‬
‫اىتماـ المنظمة‪.‬‬

‫أما السبب المباشر الثاني في قياـ منظمة المؤتمر اإلسبلمي فيرجع إلى حادثة حرؽ‬
‫‪ 21‬أكت ‪ 1969‬مف طرؼ الييكد م المتعصب‬ ‫المسجد األقصى مف قبؿ الييكد بتاريخ‬

‫‪ -1‬نفس المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.118‬‬


‫‪ -2‬نفس المرجع ‪ ،‬ص‪.119‬‬
‫‪ -3‬نفس المرجع ‪،‬ص ‪.122‬‬
‫‪ -4‬نفس المرجع ‪،‬ص ‪.123‬‬
‫‪ -5‬نفس المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.127‬‬
‫‪111‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫"دنيس يكىاف" حيث " شب حريؽ بعد أف أدل المصمكف صبلة الفجر في المسجد األقصى‬
‫كؼع المكاف مف المصميف‪ ،‬ككاف في ثبلثة مكاقع‪:‬‬
‫المبارؾ ر‬

‫‪-‬األول‪ :‬في مسجد عمر الكاقع في الزاكية الجنكبية لممسجد األقصى الذم كاف يرمز‬
‫إلى المسجد األكؿ الذم بناه عمر بف الخطاب رضي ا﵀ عنو عندـ ا استسمـ مفاتيح القدس‬
‫مف بطريؾ البيزنطية صفركنيكس الدمشقي ‪ ،‬ثـ ىدمت الزالزؿ ذلؾ المسجد قبؿ عيد‬
‫الخميفة عبد الممؾ بف مركاف الذم بنى مكانو مسجد جديدا اكتمؿ سنة ‪692‬ـ‪.‬‬
‫‪-‬الثاني‪ :‬منبر صبلح الدف األيكبي كالمحراب بيدؼ حر ؽ عنكاف النصر الذم أحرزه‬
‫القائد صبلح الديف األيكبي عندما حرر القدس مف الصميبييف سنة ‪1187‬ـ‪.1‬‬

‫كيرل الكثيركف أف حرؽ المسجد األقصى يعد الحدث المباشر أك الباعث األساس الذم‬
‫دفع إلى تجمع الدكؿ اإلسبلمية‪ ،‬إذ تزامف الحادث مع اجتماع كزراء خارجية ‪ 14‬دكلة عربية‬
‫بالقاىرة‪ ،‬كقد قرر المؤتمر الكزارم الدعكة إلى عقد قمة إسبلمية بناء عمى اقتراح العاىؿ‬
‫السعكدم السابؽ الممؾ فيصؿ بف عبد العزيز كالعاىؿ المغربي الراحؿ الحسف الثاني"‪.2‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬أىداف ومبادئ المنظمة‪.3‬‬

‫ؿإلطار العاـ‬ ‫جاءت الديباجة لمميثاؽ التأسيسي لمنظمة المؤتمر اإلسبلمي محددة‬
‫كاألسس التي تنبني عمييا‪ ،‬حيث أشارت بكضكح إلى مسألة العقيدة المشتركة التي تشكؿ‬
‫عامبل قكيا لتقارب الشعكب اإلسبلمية كتضامنيا‪ ،‬كما أف التكجو العاـ لممنظمة ىك الحفاظ‬
‫عمى القيـ الركحية كاألخبلقية كاالجتماعية كاالقتصادية المكجكدة في اإلسبلـ‪ ،‬فاإلسبلـ إذف‬
‫ىك اإلطار المرجعي لممنظمة‪.‬‬

‫كما أف رسالة المؤتمر ىي تحقيؽ التقدـ بيف أبناء البشر‪ ،‬كتعزيز السعادة البشرية‬
‫كتقدميا‪ ،‬كاقامة سبلـ عالمي يكفٌر األمف كالحرية كالعدالة لمشعكب اإلسبلمية كجميع شعكب‬
‫العالـ‪ .‬ؼىنا نمحظ مستكييف مف المقاصد كالغايات العامة لممنظمة‪ ،‬مستكل إسبلمي يخص‬
‫الشعكب اإلسبلمية‪ ،‬كيتمثؿ أساسا في تجسيد فكرة التضامف اإل سال ـ م بالعمؿ عمى تكثيؽ‬
‫أكاصر الصداقة األخكية كالركحية القائمة بيف شعكبيا كحماية حريتيا‪ ،‬كتراث حضارتيا‬

‫‪ -1‬نفس المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.128‬‬


‫‪ -2‬نفس المرجع ‪ ،‬ص‪.131‬‬
‫‪ -3‬بلخٌر فؤاد‪ :‬التعاون فً إطار منظمة المؤتمر اإلسالمً‪ ،‬مذكرة ماجستٌر‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬عام ‪ ،2010‬ص ‪15 ،14 ،13‬‬
‫‪112‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫المشتركة المبنية خاصة عمى مبادئ العدؿ كالتسامح كعدـ التمييز ‪ ،‬أما المستكل الثاني مف‬
‫الغايا ت فيك إنساني بتحقيؽ السمـ كاألمف كالحرية كالسعادة لكؿ البشر‪.‬‬

‫كجاءت أىداؼ كمبادئ المنظمة متناغمة مع ىذه المقاصد الكبرل كىي متضمنة في المادة‬
‫الثانية مف الميثاؽ التأسيسي كنستعرضيا كما يمي ‪:‬‬

‫‪ - 1‬األىداف ‪:‬‬
‫نصت الفقرة أ مف المادة الثانية أف أىداؼ المنظمة تتمثؿ فيما يمي ‪:‬‬
‫ٌ‬
‫‪ -‬تعزيز التضامف اإلسبلمي بيف الدكؿ األعضاء‪.‬‬
‫‪ -‬دعـ التعاكف بيف الدكؿ األعضاء في المجاالت االقتصادية كاالجتماعية كالثقافية‬
‫كالعممية كفي المجاالت الحيكية األخرل كالتشاكر بيف الدكؿ األعضاء كفي المنظمات‬
‫الدكلية‪.‬‬
‫‪ -‬العمؿ عمى محك التفرقة العنصرية كالقضاء عمى االستعمار في جميع أشكالو‪.‬‬
‫‪ -‬اتخاذ التدابير البلزمة لدعـ السبلـ كاألمف الدكلية القائميف عمى العدؿ ‪.‬‬
‫‪ -‬تنسيؽ العمؿ مف أجؿ الحفاظ عمى سبلمة األماكف المقدسة كتحريرىا كدعـ كفاح‬
‫الشعب الفمسطيني كمساعدتو عمى استرجاع حقكقو كتحرير أراضيو ‪.‬‬
‫‪ -‬دعـ كفاح جميع الشعكب اإلسبلمية في سبيؿ المحافظة عمى كرامتيا كاستقبلليا‬
‫كحقكقيا الكطنية‪.‬‬
‫‪ -‬إيجاد المناخ لتعزيز التعاكف كالتفاىـ بيف الدكؿ األعضاء كالدكؿ األخرل‪.‬‬

‫كما نصت الفقرة ب مف نفس المادة عمى المبادئ اآلتية التي قررتيا الدكؿ األعضاء‬
‫كتعيدت بالعمؿ بيا في سبيؿ تحقيؽ األىداؼ المذككرة سابقا‪:‬‬

‫‪ -‬المساكاة التامة بيف الدكؿ األعضاء ‪.‬‬


‫‪ -‬احتراـ حؽ تقرير المصير كعدـ التدخؿ في الشؤكف الداخمية لمدكؿ األعضاء‪.‬‬
‫‪ -‬احتراـ سياسة كاستقبلؿ ككحدة أراضي كؿ دكلة عضك‪.‬‬
‫‪ -‬حؿ ما قد ينشأ مف منازعات فيما بينيا بحمكؿ سميمة كالمفاكضات أك الكساطة أك‬
‫التكفيؽ أك التحكيـ‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫ضد كحدة‬
‫‪ -‬امتناع الدكؿ األعضاء في عبلقتيا مف استخداـ القكة أك التيديد باستعماليا ٌ‬
‫كسبلمة األراضي أك االستقبلؿ السياسي ألم دكلة عضك ‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬ىيئات المؤتمر اإلسالمي‪.1‬‬

‫يضـ المؤتمر اإلسبلمي الييئات اآلتية‪ ،‬كذلؾ كفقا لما نصت عميو المادة ‪ 4‬مف الميثاؽ‪:‬‬

‫‪ -‬مؤتمر ممكؾ كرؤساء الدكؿ كالحككمات ‪.‬‬


‫‪ -‬مؤتمر كزراء الخارجية‬
‫‪ -‬األمانة العامة كالمؤسسات التابعة ليا‪.‬‬
‫‪- 1‬مؤتمر المموك والرؤساء‬
‫حيث أف مؤتمر ممكؾ كرؤساء الدكؿ كالحككمات ىك الجياز األعمى لممنظمة يجمع‬
‫ممكؾ كرؤساء الدكؿ كالحككمات عمى مستكل القمة كؿ ثبلث سنكات‪ ،‬كحيثما تقتضي‬
‫مصمحة األمة اإلسبلمية ذلؾ‪ ،‬لمنظر في القضايا العميا التي تيـ العالـ اإلسبلمي كتنسيؽ‬
‫سياسة المنظمة تبعا لذلؾ‪.‬‬
‫‪- 2‬مؤتمر وزراء الخارجية ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬يعقد المؤتمر اإلسبلمي عمى مستكل كزراء الخارجية أك الممثميف المعتمديف كيجتمع‬
‫مرة كؿ سنة أك عند االقتضاء في بمد مف بمداف الدكؿ األعضاء‪.‬‬
‫ب ‪-‬يطمب مف أية دكلة مف الدكؿ األعضاء أك يطمب مف األميف العاـ كبمكافقة ثمثي‬
‫عدد الدكؿ األعضاء بعقد المؤتمر في اجتماع غير عادم كيمكف الحصكؿ عمى ىذه‬
‫المكافقة بتعميـ الطمب عمى جميع الدكؿ األعضاء‪.‬‬
‫ت ‪-‬يحقؽ المؤتمر كزراء الخارجية التكصية بعقد مؤتمر ممكؾ كرؤساء الدكؿ أك رؤساء‬
‫الحككمات كيمكف الحصكؿ عمى المكافقة لعقد ىذا المؤتمر بتعميـ الرغبة في ذلؾ‬
‫عمى جميع الدكؿ األعضاء‪.‬‬

‫كتتمثؿ مياـ الييئة السابقة في‪:‬‬

‫‪ -‬النظر في كسائؿ تنفيذ السياسة العامة لممؤتمر‪.‬‬


‫‪ -‬مراجعة ما أنجز مف ق اررات الدكرات السابقة‪.‬‬

‫‪ -1‬بلخٌر فؤاد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 39‬وما بعدها‪.‬‬


‫‪114‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫‪ -‬اتخاذ ق اررات في األمكر ذات المصالح المشتركة كفقا ألىداؼ كأغراض المؤتمر‬
‫الكاردة في ىذا الميثاؽ‪.‬‬
‫‪ -‬مناقشة تقرير المجنة المالية كالمصادقة عمى مكازنة األمانة العامة ‪.‬‬
‫يعيف المؤتمر األميف العاـ كيقكـ ‪ ،‬أيضا بتعييف األمناء المساعديف األربعة بناء عمى‬
‫ٌ‬ ‫‪-‬‬
‫تكصية األميف العاـ ‪ ،‬حيث يراعي ىذا األخير في ترشيحو لؤلمناء المساعديف تكفر‬
‫الكفاءة كالنزاىة كاإليماف بأىداؼ الميثاؽ كالتكزيع الجغرافي العادؿ‪.‬‬
‫تحديد مكعد كمكاف دكرة المؤتمر التالي لكزراء الخارجية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬دراسة أية قضية تؤثر عمى دكلة أك أكثر مف الدكؿ األعضاء في حالة طمب ذلؾ‬
‫التخاذ اإلجراءات المناسبة بشأنيا‪.‬‬
‫‪ ،‬الذم يمثٌؿ‬ ‫يتـ اتخاذ الق اررات أك التكصيات لمؤتمر كزراء الخارجية بأغمبية الثمثيف‬
‫قكاعد‬ ‫‪ ،‬أيف يحدد‬ ‫النصاب القانكني في أية دكرة مف جمسات مؤتمر كزراء الخارجية‬
‫اإلجراءات التي يتبعيا كالتي يمكف اتباعيا في مؤتمر ممكؾ كرؤساء الدكؿ كالحككمات‪،‬‬
‫تطبؽ تمؾ القكاعد في األجيزة الفرعية التي ينشئيا مؤتمر‬
‫كينصب رئيسا لكؿ دكرة‪ ،‬كما ٌ‬
‫ٌ‬
‫ممكؾ كرؤساء الدكؿ كالحككمات أك مؤتمر كزراء الخارجية‪.‬‬
‫‪- 3‬األمانة‬
‫تعمؿ أمانة المنظمة كفؽ القكاعد اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬يرأس األمانة أميف عاـ يعينو المؤتمر لمدة أربع سنكات قابمة لمتجديد مرة كاحدة فقط‪.‬‬
‫بعيف‬ ‫‪ -‬يعيف األميف العاـ مكظفي الرئاسة العامة مف مكاطني الدكؿ األعضاء آخذا‬
‫االعتبار تكفر الكفاءة كالنزاىة فييـ كمراعيا لمبدأ التكزيع الجغرافي العادؿ‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجكز لؤلميف العاـ كال لؤلمناء المساعديف كال لمكظفي األمانة العامة أف يطمبكا أك‬
‫يتمقكا فيما يتعمؽ بأداء كاجباتيـ أية تعميمات مف أية حككمة أك أية سمطة خارج نطاؽ‬
‫المؤتمر‪ ،‬كعمييـ أف م متنعكا عف القياـ بأم تصرؼ قد يسيء إلى مراكزىـ بصفتيـ‬
‫مكظفيف دكلييف مسؤكليف أماـ المؤتمر كحده‪ ،‬كتتعيد الدكؿ األعضاء باحتراـ ىذه‬
‫الصفة فييـ كطبيعة مسؤكلياتيـ كاالمتناع عف التأثير عمييـ بأم كسيمة عند قياميـ‬
‫بمسؤكلياتيـ‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫‪ -‬تقكـ األمانة العامة بتأميف االتصاؿ بيف الدكؿ األعضاء‪ ،‬كتقكـ بتقديـ التسييبلت‬
‫لمتشاكر كتبادؿ اآلراء كنشر المعمكمات ذات األىمية المشتركة بيف ىذه الدكؿ‪.‬‬
‫‪ -‬يككف مقر األمانة العامة في جدة إلى أف يتـ تحرير القدس لتصبح مق ار دائما ليا‪.‬‬
‫‪ -‬عمى األمانة العامة متابعة تنفيذ ق اررات كتكصيات المؤتمر كتقديـ تقرير عف ذلؾ إليو‪،‬‬
‫كعمييا أف تقدـ لمدكؿ األعضاء مباشرة أكراؽ العمؿ كالمذكرات بالكسائؿ المبلئمة في‬
‫نطاؽ التكصيات كق اررات المؤتمر‪.‬‬
‫‪ -‬عمى األمانة العامة إعداد اجتماعات المؤتمر كذلؾ بالتعاكف الكثيؽ مع الدكلة المضيفة‬
‫بشأف النكاحي اإلدارية كالتنظيمية‪.‬‬
‫ك عمى ضكء اتفاقية الحصانات كاالمتيازات التي يقرىا المؤتمر العاـ‪:‬‬
‫‪ -‬يتمتع المؤتمر في ببلد الدكؿ األعضاء باألىمية القانكنية كالحصانات كاالمتيازات‬
‫البلزمة لقيامو بكظائؼ كتحقيؽ أىدافو‪.‬‬
‫ضطبلع بمياـ‬ ‫‪ -‬يتمتع مندكبك الدكؿ األعضاء بالحصانات كاالمتيازات البلزمة لئل‬
‫أعماليـ المتعمقة بالمؤتمر‪.‬‬
‫‪ -‬يتمتع مكظفكا المؤتمر بالحصانات كاالمتيازات البلزمة لقياميـ بكظائؼ حسب ما‬
‫يقره المؤتمر‪.‬‬

‫الفرع الرابع ‪ :‬العضوية واالنسحاب‪.‬‬

‫تتككف منظمة المؤتمر اإلسبلمي مف الدكؿ المشتركة في مؤتمر ممكؾ كرؤساء الدكؿ‬
‫كالحككمات اإلسبلمي بالرباط كالدكؿ المشتركة في مؤتمرم كزراء الخارجية اإلسبلمية في‬
‫جدة ككراتشي كالمكقعة عمى الميثاؽ‪ ،‬كجعؿ لكؿ دكلة إسبلمية أف تنظـ إلى المؤتمر‬
‫اإلسبلمي بطمب يتضمف رغبتيا كاستعدادىا لتبني ىذا الميثاؽ كيكدع لدل األمانة العامة‬
‫لعرضو عمى مؤتمر كزراء الخارجية في أكؿ اجتماع لو بعد تقديـ الطمب كيتـ االنضماـ‬
‫بمكافقة المؤتمر عميو بأغمبية ثمثي أعضاء المؤتمر‪.‬‬

‫كيجكز ألم دكلة مف دكؿ األعضاء أف تنسحب مف المؤتمر اإلسبلمي بإشعار خطي‬
‫كتبغ جميع الدكؿ األعضاء بذلؾ‪.‬‬
‫لؤلميف العاـ لٌ‬

‫‪116‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫كتؤدم الدكلة التي طمبت االنسحاب كاجباتيا المالية حتى نياية السنة المالية المقدـ‬
‫خبلليا طمب االنسحاب ‪ ،‬كما تؤدم لممؤتمر ما قد يككف عمييا مف ذمـ مالية أخرل إزاءه‪.‬‬

‫كعف عبلقة مفظ مة المؤتمر اإلسبلمي بالمنظمات األخرل فقد نصت المادة التاسعة‬
‫مف خبلؿ األمانة كفي إطار ميثاقيا الحالي كبمكافقة المؤتمر عمى تكثيؽ عبلقات المؤتمر‬
‫اإلسبلمي بالييئات اإلسبلمية ذات الصفة العالمية كتحقيؽ التعاكف لخدمة األىداؼ‬
‫اإلسبلمية التي أقرىا ىذا الميثاؽ كفيما يخص نفقات المنظمة كتسييرىا المالي فتنص المادة‬
‫السابعة مف الميثاؽ التأسيسي أف جميع المصاريؼ التي يتـ إنفاقيا في سبيؿ إدارة أعماؿ‬
‫األمانة كنشاطاتيا تتحمميا الدكؿ األعضاء حسب الدخؿ القكمي ‪ ،‬كتدير األمانة العامة‬
‫شؤكنيا المالية طبقا لؤلنظمة كالمكائح التي يكافؽ عمييا مؤتمر كزراء الخارجية‪.‬‬

‫كتشكؿ لجنة مالية دائمة مف قبؿ المؤتمر مككنة مف الممثميف المعتمديف لمدكؿ المشتركة‬
‫كتجتمع بمقر األمانة العامة كتقكـ ىذه المجنة بمساعدة األميف العاـ بإعداد كمراقبة ميزانية‬
‫األمانة العامة طبقا لمكائح التي يكافؽ عمييا مؤتمر كزراء الخارجية ‪.‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬مجمع الفقو اإلسالمي كىيئة تابعة لمنظمة المؤتمر اإلسالمي تعنى بالحق‬
‫في التدين‪.‬‬

‫‪- 1‬تعريف المجمع‪:‬‬


‫ىك عبارة عف ىيئة عممية إسبلمية ذات شخصية اعتبارية مستقمة‪ ،‬داخؿ إطار رابطة العالـ‬
‫اإلسبلمي‪ ،‬مككنة مف مجمكعة مختارة مف فقياء األمة اإلسبلمية كعممائيا‪ ،‬كقد تـ إنشاؤىا‬
‫في‪12 /11/1977‬ـ المكافؽ ‪1/12/1397‬ىػ‪.‬‬
‫‪- 2‬أىداف المجمع‪:‬‬
‫‪ -‬بياف األحكاـ الشرعية فيما يكاجو المسمميف في أنحاء العالـ مف مشكبلت كنكازؿ‬
‫كقضايا مستجدة مف مصادر التشريع اإلسبلمي المعتبرة‪.‬‬
‫‪ -‬إبراز تفكؽ الفقو اإلسبلمي عمى القكانيف الكضعية كاثبات شمكؿ الشريعة كاستجابتيا‬
‫لحؿ كؿ القضايا التي تكاجو األمة اإلسبلمية في كؿ زماف كمكاف‪.‬‬
‫‪ -‬نشر التراث الفقيي اإلسبلمي كاعادة صياغتو‪ ،‬كتكضيح مصطمحاتو كتقديمو بمغة‬
‫العصر كمفاىيمو‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫‪ -‬تشجيع البحث العممي في مجاالت الفقو اإلسبلمي‪.‬‬


‫‪ -‬جمع الفتاكل كاآلراء الفقيية المعتبرة لمعمماء المحققيف‪ ،‬كالمجامع الفقيية المكثكقة في‬
‫القضايا المستجدة‪ ،‬كنشرىا بيف عامة المسمميف‪.‬‬
‫‪ -‬التصدم لما يثار مف شبيات كما يرد مف إشكاالت عمى أحكاـ الشريعة اإلسبلمية‪.‬‬
‫‪ -3‬وسائل المجمع‪:‬‬
‫يستخدـ المجمع الفقيي اإلسبلمي جميع الكسائؿ المشركعة المتاحة المناسبة لتحقيؽ أىدافو‪،‬‬
‫كمنيا‪:‬‬
‫‪ -‬إنشاء مركز لممعمكمات لتتبع ما يكاجو العالـ اإلسبلمي مف قضايا تستدعي الدراسة‪.‬‬
‫‪ -‬كضع معاجـ لمفقو كعمكمو تكضح المصطمحات الفقيية‪ ،‬كتيسرىا لممشتغميف بالفقو‬
‫دراسة كعمبلن‪.‬‬
‫‪ -‬إصدار مجمة عممية محكمة تعنى بالدراسات الفقيية‪ ،‬كتنقؿ أىـ بحكث المجمع‬
‫كمناقشاتو كق ارراتو كترجمتيا إلى عدة لغات‪.‬‬
‫‪ -‬التعاكف بيف المجمع كالييئات كالمراكز العممية المشابية القائمة في أنحاء العالـ‬
‫اإلسبلمي‪ ،‬كالتبادؿ العممي كالفكرم معيا‪.‬‬
‫عقد الندكات العممية عف قضايا العصر كمستجداتو‪ ،‬كاستكتاب المتخصصيف عنيا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬العمؿ عمى ترجمة ق اررات المجمع كتكصياتو كبحكثو‪ ،‬كنشرىا بجميع الكسائؿ‬
‫الممكنة‪ ،‬بما فييا شبكة االنترنت‪ ،‬كالقنكات الفضائية‪ ،‬كالصحؼ‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬بعض اآلليات الدولية غير الحكومية‪.‬‬

‫سنتناكؿ في ىذا المطمب آليتيف أساسيتيف بذلتا جيد كبي ار في مجاؿ االستجابة‬
‫لمتطمبات الجالية المسممة في الغرب مف خبلؿ ما تكاجيو مف مسائؿ كتحديات تتعمؽ‬
‫تعرضنا في الفرع األكؿ إلى جيكد المعيد العالمي لمفكر اإلسبلمي‪ ،‬أما الفرع‬
‫بتدينيـ‪ ،‬حيث ٌ‬
‫الثاني فتناكلنا فيو نشاط المجمس األكربي لمبحكث كاإلفتاء‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المعيد العالمي لمفكر اإلسالمي‪.‬‬

‫‪- 1‬تعريف عام بالمعيد‪.‬‬


‫المعيد العالمي لمفكر اإلسبلمي مؤسسة فكرية عممية خيرية تعمؿ في ميداف اإلصبلح‬
‫الفكرم كالمعرفي‪ ،‬يكجو خطابو إلى المختصيف مف أىؿ الفكر كالمعرفة‪ ،‬كقد أنشئ في‬
‫‪ ، 1981‬مقره العاـ في ىيرندف مف ضكاحي العاصمة‬ ‫الكاليات المتحدة األمريكية‪ ،‬عاـ‬
‫كاشنطف‪ ،‬كلو فركع كمكاتب في عدد مف العكاصـ العربية كاإلسبلمية‪.‬‬
‫‪- 2‬رسالة المعيد وأىدافو‪:‬‬
‫تتمخص رسالة كأىداؼ المعيد العالمي لمفكر اإلسبلمي فيما يمي‪:‬‬
‫‪،‬‬ ‫‪ -‬يتكلى المعيد العالمي لمفكر اإلسبلمي ميمة إصبلح الفكر اإلسبلمي كمناىجو‬
‫لتمكيف األمة مف استعادة ىكيتيا الحضارية‪ ،‬كاببلغ رسالتيا اإلنسانية‪ ،‬كتحقيؽ‬
‫حضكرىا العالمي‪ ،‬كاعانتيا عمى االستفادة مف الفرص‪ ،‬كمكاجية التحديات‪ ،‬كاإلسياـ‬
‫في مسيرة الحضارة اإلنسانية‪ ،‬كتكجيييا بيداية الكحي اإلليي‪ .‬كيعمؿ المعيد عمى‬
‫تأصيؿ قضايا اإلسبلـ الكمية‪ ،‬كربط الجزئيات بالمقاصد كالغايات اإلسبلمية العميا‪،‬‬
‫مف خبلؿ مشاريع "إسبلمية المعرفة" في الحقكؿ العممية المختمفة‪ ،‬كبخاصة العمكـ‬
‫االجتماعية كاإلنسانية؛ لتحقيؽ الصمة الكثيقة بيف الكحي كالمعرفة كالقيـ‪.‬‬
‫‪،‬‬ ‫‪ -‬بناء رؤية إسبلمية شاممة‪ ،‬تستيدؼ بمكرة نظاـ معرفي إسبلمي كمنيجية إسبلمية‬
‫لفيـ الطبائع كادراؾ اإلمكانات كالتحديات كمكاكبة السقؼ المعرفي المعاصر‪ ،‬كلتقييـ‬
‫المعرفة المعاصرة‪ ،‬كانتاج المعارؼ الجديدة‪.‬‬
‫‪ -‬تطكير منيجية لمتعامؿ مع القرآف الكريـ كالسنة النبكية الشريفة؛ لتنزيؿ ىداية الكحي‬
‫عمى الكاقع كترشيد الطبائع‪.‬‬
‫‪ -‬تطكير منيجية لمتعامؿ مع التراث اإلسبلمي كاإلنساني‪.‬‬
‫‪ -‬تطكير منيجية عممية لفيـ كاقع األمة كالعالـ المعاصر؛ لمتعامؿ معيما في ضكء‬
‫مقاصد اإلسبلـ‪ ،‬كالمتاح مف الكسائؿ كالفرص كمكاجية التحديات الحضارية‪.‬‬
‫‪ -‬بمكرة منيجية تربكية قادرة عممينا عمى صياغة الشخصية اإلسبلمية الفاعمة القادرة‬
‫عمى األداء الحضارم اإلسبلمي‪.‬‬

‫‪ 1‬انظر الموقع‪www.arabic.iiit.org/Default.aspx?tabid=55 :‬‬


‫‪119‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫‪- 3‬الوسائل‪.‬‬

‫‪ -‬عقد المؤتمرات كالندكات كالدكرات العممية المتخصصة‬


‫‪ -‬دعـ جيكد العمماء كالباحثيف في الجامعات كمراكز البحكث المختمفة‪ ،‬كاستكتابيـ‪،‬‬
‫كنشر أعماليـ‪ ،‬كترجمتيا إلى لغات الشعكب اإلسبلمية كالمغات العالمية األخرل‪.‬‬
‫‪ -‬ترشيد مناىج كبرامج الدراسات الجامعية كتكجيييا في مجاالت دراسات الثقافة‬
‫اإلسبلمية كالعمكـ اإلنسانية كاالجتماعية‪ ،‬كمجاالت فمسفة العمكـ؛ تحقيقان لكحدة‬
‫المعرفة‪ ،‬كتكامؿ مناىجيا العممية‪.‬‬

‫‪ -‬العناية الخاصة بالعمكـ النفسية كالسمككية كالتربكية‪ ،‬بيدؼ اإلسياـ في بناء العقمية‬
‫كالنفسية اإلسبلمية‪ ،‬كفقنا لمقتضيات كشركط القكة كاألمانة في بناء الشخصية‬
‫اإلسبلمية‪.‬‬

‫‪ -‬إصدار دكريات عممية متخصصة‪ ،‬كالتعاكف مع الدكريات األخرل ذات االىتماـ‬


‫المشترؾ‪.‬‬

‫‪ -‬إنشاء المكاتب كالفركع‪ ،‬كاختيار الممثميف كالمستشاريف في األقطار المختمفة‪ ،‬لمكصكؿ‬


‫الفعاؿ في جكانب‬
‫إلى فئات المثقفيف كالمفكريف في ىذه األقطار؛ لئلسياـ العممي ٌ‬
‫مشركع إسبلمية المعرفة‪.‬‬

‫‪ -‬التعاكف مع المنظمات العممية كالجامعات كمراكز البحكث ذات االىتماـ المشترؾ‪،‬‬


‫كعقد اتفاقات مشتركة في مشركعات عممية‪.‬‬

‫‪ -‬فتح اآلفاؽ العممية أماـ الفكر اإلسبلمي كانجازاتو عمى شبكة االتصاالت العالمية‬
‫"اإلنترنت"‪ ،‬لتكفير منبر مفتكح لمتفاعؿ كالحكار‪.‬‬

‫‪ -‬تككيف فرؽ بحث‪ ،‬كاعتماد مفيكـ البحث الجماعي‪ ،‬كصياغة أكراؽ العمؿ كالمشاريع‬
‫البحثية‬

‫‪- 4‬اإلنجازات‪.‬‬

‫تم ٌكف المعيد العالمي لمفكر اإلسبلمي‪ ،‬مف تعميؽ الكعي لدل مثقفي األمة كمفكرييا‬
‫بطبيعة األزمة الفكرية كالكجدانية كبأىمية البعد الفكرم كالكجداني في المشركع الحضارم‬

‫‪120‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫اإلسبلمي الشامؿ‪ ،‬كما أسيـ المعيد في دراسة ظكاىر العمٌة في األمة اإلسبلمية‪ ،‬كتشخيص‬
‫ع في تنفيذه‪ ،‬بمشاركة فاعمة لمعديد مف‬‫كرسـ المعيد برنامجان لئلصبلح‪ ،‬كشر ى‬
‫أعراضيا‪ ،‬ى‬
‫العمماء كالباحثيف كالمفكريف مف مختمؼ فئات األمة‪.‬‬

‫كقد ب ٍم ىكر المعيد مفيكـ "إسبلمية المعرفة"؛ بكصفو منطمقان لئلصبلح الفكرم‪ ،‬كالخركج‬
‫مف "أزمة العقؿ المسمـ" مؤكدنا أىمية "بناء الرؤية الككنية اإلسبلمية" ك"المنيجية اإلسبلمية"‪،‬‬
‫كضركرة تطكير منيجية معاصرة فاعمة كمنضبطة لمتعامؿ مع القرآف الكريـ‪ ،‬كالسنة النبكية‬
‫الشريفة‪ ،‬كالتراث اإلسبلمي كاإلنساني‪ ،‬كالكاقع المعاصر‪.‬‬

‫كقد الحظ المعيد أف أزمة الحضارة اإلنسانية اليكـ تيعزل إلى غياب األمة اإلسبلمية‬
‫عف ساحة الحضارة المعاصرة‪ ،‬كأف الفكر اإلسبلمي المبني عمى أساس قيـ العدؿ كاإلخاء‬
‫كالسبلـ‪ ،‬القائـ عمى "الجمع بيف القراءتيف"‪ :‬قراءة الكحي كقراءة الككف‪ ،‬قادر عمى معالجة‬
‫أزمة الحضارة المعاصرة‪ ،‬كتحقيؽ اإلخاء اإلنساني‪ ،‬كذلؾ عندما تتكافر ليذه الحضارة أسباب‬
‫اليداية الربانية‪ ،‬كتتحقؽ فييا معطيات القيـ الخمقية‪.‬‬

‫كقد تحقؽ لممعيد ذلؾ مف خبلؿ مئات المؤتمرات كالندكات كالدكرات العممية التي‬
‫نظميا عمى المستكيات المحمية كاإلقميمية كالعالمية‪ ،‬كشارؾ فييا آالؼ الباحثيف كالمفكريف‬
‫كالمثقفيف مف مختمؼ التخصصات كالتكجيات‪ .‬إضافة إلى أف مئات الكتب التي نشرىا‬
‫المعيد بالمغات المختمفة‪ ،‬كصمت إلى جميكر كبير كنطاؽ كاسع‪.‬‬

‫كأسيمت مجمتا المعيد بالعربية كاإلنجميزية في تكسيع آفاؽ المعرفة كتعميـ اإلنتاج‬
‫ضع عمماء األمة كمفكرييا أماـ التحديات التي تكاجو المعرفة اإلنسانية‬‫العممي األصيؿ‪ ،‬كك ً‬
‫ي‬
‫كبمكرة الخطاب اإلسبلمي تجاىيا‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المجمس األوربي لإلفتاء والبحوث‬

‫‪ .‬يقع مقره‬ ‫كىك ىيئةه إسبلميةه متخصصةه مستقمةه ‪ ،‬يتككف مف مجمكعة مف العمماء‬
‫الحالي في الجميكرية األيرلندية‪.‬‬

‫‪ 22-21‬مف ذم القعدة‬ ‫كقد عقد لقاءه التأسيسي في مدينة لندف في بريطانيا في الفترة ‪:‬‬
‫‪ 1417‬ىػ المكافؽ ‪ 30-29‬مف شير آذار ( مارس ) ‪ 1997‬ـ بحضكر ما يزيد عف خمسة‬

‫‪ -1‬انظر موقع المجلس‪www.e-cfr.org‬‬


‫‪121‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫عشر عالمنا ‪ .‬ككاف ذلؾ تمبية لدعكة مف قبؿ اتحاد المنظمات اإلسبلمية في أكركبا‪ ،‬حيث تـ‬
‫في ىذا المقاء إقرار مسكدة النظاـ األساسي ‪.‬‬

‫‪- 1‬أىدافو ‪.‬‬


‫يتكخى المجمس األكركبي لئلفتاء كالبحكث تحقيؽ األىداؼ التالية‪:‬‬

‫‪ -‬إيجاد التقارب بيف عمماء الساحة االكركبية ‪ ،‬كالعمؿ عمى تكحيد اآلراء الفقيية فيما‬
‫بينيـ ‪ ،‬حكؿ القضايا الفقيية الميمة‪.‬‬
‫ُّظ‬
‫كتحؿ مشكبلتيـ ‪ ،‬كتنظـ‬ ‫‪ -‬إصدار فتاكل جماعية تسد حاجة المسمميف في أكركبا‬
‫تفاعميـ مع المجتمعات األكركبية ‪ ،‬في ضكء أحكاـ الشريعة كمقاصدىا‪.‬‬

‫‪ -‬إصدار البحكث كالدراسات الشرعية ‪ ،‬التي تعالج األمكر المستجدة عمى الساحة‬
‫األكركبية بما يحقؽ مقاصد الشرع كمصالح الخمؽ‪.‬‬

‫‪ -‬ترشيد المسمميف في أكركبا عام نة كشباب الصحكة خاص نة‪ ،‬كذلؾ عف طريؽ نشر‬
‫المفاىيـ اإلسبلمية األصمية كالفتاكل الشرعية القكيمة‪.‬‬

‫‪- 2‬وسائل تحقيق األىداف‪:‬‬


‫يسعى المجمس لتحقيؽ أىدافو مف خبلؿ اعتماد الكسائؿ التالية‪:‬‬

‫‪ -‬تشكيؿ لجاف متخصصة مف بيف أعضاء المجمس ذات ميمة مؤقتة أك دائمة كيعيد‬
‫إلييا القياـ باألعماؿ التي تساعد عمى تحقيؽ أغراض المجمس‪.‬‬

‫االعتماد عمى المراجع الفقيية المكثكؽ بيا ‪ ،‬كخصكصنا تمؾ التي تستند إلى األدلة‬ ‫‪-‬‬
‫الصحيحة‬

‫‪ -‬االستفادة مف الفتاكل كالبحكث الصادرة عف المجامع الفقيية كالمؤسسات العممية‬


‫األخرل‪.‬‬

‫‪ -‬بذؿ المساعي الحثيثة لدل الجيات الرسمية في الدكؿ األكركبية لبلعتراؼ بالمجمس‬
‫رسمينا ‪ ،‬كالرجكع إليو لمعرفة أحكاـ الشريعة اإلسبلمية‬

‫‪ -‬إقامة دكرات شرعية لتأىيؿ العمماء كالدعاة‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫‪ -‬عقد ندكات لدراسة بعض المكضكعات الفقيية‪.‬‬

‫‪ -‬إصدار نشرات كفتاكل دكرية كغير دكرية كترجمة الفتاكل كالبحكث كالدراسات إلى‬
‫المغات األكركبية‪.‬‬

‫‪ -‬إصدار مجمة باسـ المجمس تنشر فييا مختارات مف الفتاكل كالبحكث كالدراسات التي‬
‫يناقشيا المجمس أك التي تحقؽ أىدافو‪.‬‬

‫‪- 3‬العضوية ونظام العمل‪:‬‬


‫نص دستكر المجمس عمى أنو يجب أف تجتمع في العضك الشركط التالية‪:‬‬

‫ممف لى ًزىـ مجالس العمماء َّ‬


‫كتخرج‬ ‫‪ -‬أف يككف حاصبلن عمى مؤىؿ شرعي جامعي ‪ ،‬أك َّ‬
‫عمى أيدييـ‪ ،‬كلو معرفة بالمغة العربية‪.‬‬

‫‪ -‬أف يككف معركفنا بحسف السيرة كااللتزاـ بأحكاـ اإلسبلـ كآدابو‪.‬‬

‫‪ -‬أف يككف مقيمنا عمى الساحة األكركبية‪.‬‬

‫‪ -‬أف يككف جامعان بيف فقو الشرع كمعرفة الكاقع‪.‬‬

‫‪ -‬أف تكافؽ عميو األكثرية المطمقة لؤلعضاء‪.‬‬

‫نص عمى أنو يحؽ ألعضاء المجمس اختيار بعض العمماء لعضكية المجمس مف‬
‫كما َّ‬
‫خارج الساحة األكركبية ممف تجتمع فييـ شركط العضكية السابقة ما عدا الشرط الثالث‪ ،‬إذا‬
‫كافقت عمييـ األغمبية المطمقة لؤلعضاء‪ ،‬عمى أف ال يتجاكز عددىـ ( ربع ) أعضاء‬
‫المجمس‪.‬‬

‫كينص النظاـ األساسي لممجمس عمى اجتماع دكرم سنكم تعقده ىيئتو العامة ‪ .‬تتـ فيو‬
‫مناقشة األبحاث المقدمة إليو في المكضكعات المختمفة التي تمس إلييا حاجة الجالية‬
‫المسممة في أكركبا‪ ،‬مع تكلي اإلجابة عما يرد عميو مف استفتاءات تتطمب الجكاب الجماعي‬
‫لحضكر دكرة االنعقاد‬ ‫‪ ،‬كيجيز النظاـ األساسي لممجمس االستعانة بأىؿ الخبرة‪ ،‬كدعكتيـ‬
‫التي يعرض فييا ما يتعمؽ باختصاصاتيـ مف غير أف يككف ليـ حقكؽ التصكيت‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫كمنذ تأسيس المجمس إلى غاية شير مام ‪ 2007‬عقد المجمس اثني عشرة دكرة‬
‫تناكلت مختمؼ النكازؿ كالمستجدات التي طرأت عمى الجالية المسممة في أكربا في مختمؼ‬
‫العكاصـ األكربية‪ ،‬حيث استعانت بالكثير مف الكفاءات العممية مف بمداف العالـ اإلسبلمي‪.‬‬

‫كنظ انر لتباعد انعقاد االجتماع الدكرم لممجمس ‪ ،‬كأشغالو في اجتماعاتو بمناقشة القضايا‬
‫األكثر أىمية ‪ ،‬كرغبة منو في تمبية حاجة عمكـ المسمميف في أكركبا كالتعجيؿ بإجابة‬
‫استفتاءاتيـ ‪ ،‬فقد اعتمد في دكرتو الثانية تأسيس لجنتيف فرعيتيف لمفتكل ‪ :‬إحداىما في فرنسا‬
‫كما أنشأ المجمس لجنة لمبحكث‬ ‫كاألخرل في بريطانيا ‪ ،‬باشرتا عمميما منذ ذلؾ الحيف‪،‬‬
‫كالدراسات تتكلى إصدار مجمة المجمس كما تيتـ بالبحكث كالدراسات التي تعيف المجمس‬
‫عمى إصدار ق ارراتو كفتاكيو‪ .‬كما أنشأ لجنة لمحكار بفرنسا‪.‬‬

‫مصادر الفتوى و ضوابطيا‪:‬‬


‫‪- 4‬‬
‫يعتمد المجمس األكركبي لئلفتاء كالبحكث في إصدار الفتكل عمى‪:‬‬

‫‪ -‬مصادر التشريع اإلسبلمي المتفؽ عمييا بيف جميكر األمة كىي ‪ :‬القرآف ‪ ،‬كالسنة ‪،‬‬
‫كاإلجماع ‪ ،‬كالقياس‪.‬‬

‫‪ -‬مصادر التشريع المختمؼ فييا كاالستحساف ‪ ،‬كالمصمحة المرسمة ‪ ،‬كسد الذرائع ‪،‬‬
‫كاالستصحاب ‪ ،‬كالعرؼ ‪ ،‬كمذىب الصحابي ‪ ،‬كشرع مف قبمنا ‪ ،‬كذلؾ بشركطيا كضكابطيا‬
‫‪.‬‬ ‫المعركفة عند أىؿ العمـ ‪ ،‬كالسيما إذا كاف في األخذ بيا مصمحة لؤلمة‬
‫كما ترتكز منيجيتة عمى‪:‬‬

‫كيختار منيا‬
‫‪ -‬اعتبار المذاىب األربعة كغيرىا مف مذاىب أىؿ العمـ ثركةن فقيي نة عظيم نة ي‬
‫صح دليمو كظيرت مصمحتو‪.‬‬ ‫ما َّ‬

‫‪ -‬مراعاة االستدالؿ الصحيح في الفتكل ‪ ،‬كالعزك إلى المصادر المعتمدة ‪ ،‬كمعرفة‬


‫الكاقع كمراعاة التيسير‪.‬‬

‫‪ -‬كجكب مراعاة مقاصد الشرع كاجتناب الحيؿ المحظكرة المنافية لتحقيؽ المقاصد‬

‫‪124‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫أما طريقة إصدار الفتاكل ك الق اررات‪ ،‬فتصدر الفتاكل كالق اررات باسـ المجمس في‬
‫الدكرات العادية أك الطارئة بإجماع الحاضريف إف أمكف ‪ ،‬أك بػأغمبيتيـ المطمقة‪ ،‬كيحؽ‬
‫لممخالؼ إثبات مخالفتو‪ ،‬حسب األصكؿ المعمكؿ بيا في المجامع الفقيية‪.‬‬

‫كينص النظاـ األساسي عمى أنو ال يحؽ لرئيس المجمس كال لعضك مف أعضائو‬ ‫ٌ‬
‫إصدار الفتاكل باسـ المجمس ما لـ يكف مكافقنا عمييا مف قبؿ المجمس نفسو ‪ ،‬كلكؿ منيـ أف‬
‫يفتي بصفتو الشخصية ‪ ،‬مف غير أف يذيؿ فتكاه بصفة عضكيتو في المجمس ‪ ،‬أك أف يكتبيا‬
‫عمى أكراؽ المجمس الرسمية‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫الفصل األول‪:‬آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان‪.‬‬

‫خاتمة الفصل‪.‬‬

‫مف خبلؿ استعراض ما يتعمٌؽ بالحؽ في التديف فقيا كقانكنا‪ ،‬اتضحت النتائج اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬اعتناء الفقو اإلسبلمي بمسألة حفظ الديف الصحيح ‪ ،‬كضماف حؽ التديف دكف إكراه‪،‬‬
‫كاعتبار حفظ الديف مف مقاصد الشريعة اإلسبلمية‪.‬‬
‫‪ -‬حؽ التديف لغير المسمميف ضمنو الفقو اإلسبلمي‪.‬‬
‫‪ -‬كجكد آليات معتبرة فقيا تيدؼ إلى حفظ الديف‪ ،‬كمنيا‪:‬‬
‫‪ ‬الكقؼ‪.‬‬
‫‪ ‬الدعكة‪.‬‬
‫‪ ‬الجياد‪.‬‬
‫‪ -‬ضمنت الكثائؽ الدكلية األساسية مسألة الحؽ في التديف‪.‬‬
‫‪ -‬تنامي االىتماـ بيذا الحؽ كتزايده‪.‬‬
‫‪ -‬كجكد العديد مف اآلليات الحككمية كغير الحككمية العاممة عمى المستكل الدكلي‬
‫كاإلقميمي التي تعمؿ عمى تكريس كضماف ممارسة ىذا الحؽ‪.‬‬
‫‪ -‬ضماف المشرع الجزائرم ليذا الحؽ‪ ،‬دستكريا كمف خبلؿ التشريع العادم‪.‬‬
‫حؼ المشرع الجزائرم الديف اإلسبلمي بحماية جنائية‪.‬‬
‫‪ٌ -‬‬
‫‪ -‬ضمف المشرع الجزائرم حؽ التديف لغير المسمميف كضبطو بضكابط قانكنية تنظمو‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫‪127‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫الفصل الثاني‪ :‬حماية الحق في التربية و التعميم بين الفقو اإلسالمي والقانون الدولي‬
‫لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫نتناكؿ في ىذا الفصؿ الحؽ في التربية كالتعميـ باعتباره الحؽ الثقافي الثاني مف جممة‬
‫الحقكؽ الثقافية الثبلث التي اعتبرىا الباحث أنيا مف الحقكؽ الثقافية األساسية التي ال غنى‬
‫عنيا بالنسبة لمفرد كالمجتمع كالدكلة كالمجتمع الدكلي ككؿ‪.‬‬
‫ك قد جاء ىذا الفصؿ لئلجابة عف التساؤؿ المطركح في إشكالية البحث الكاردة في‬
‫المقدمة‪ ،‬كىك ما مدل العناية التي حضي بيا الحؽ في التربية كالتعميـ فقيا كقانكنا؟‬
‫ك لئلجابة عمى ىذا التساؤؿ‪ ،‬كعمى نفس شاكمة الفصؿ األكؿ تقريبا كبغرض دراسة‬
‫مدل تغطية نصكص االتفاقيات الدكلية ليذا الحؽ‪ ،‬ككذا مدل اىتماـ الفقو اإلسبلمي بيذا‬
‫الحؽ‪ ،‬تـ تقسيـ الفصؿ إلى أربعة مباحث جاءت عمى النحك اآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬المبحث األول‪ :‬تناكلت فيو المنظكر الفقيي لمحؽ في التربية كالتعميـ‪.‬‬
‫القانكف الدكلي‬ ‫‪ -‬المبحث الثاني ‪ :‬تـ فيو تناكؿ حماية الحؽ في التربية كالتعميـ في‬
‫لحقكؽ اإلنساف‪.‬‬
‫‪-‬المبحث الثالث ‪ :‬فقد تـ فيو التطرؽ إلى آليات حماية ىذا الحؽ في القانكف الدكلي مف‬
‫خبلؿ رصد مختمؼ المنظمات الدكلية العاممة في ىذا المجاؿ‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫المبحث األول‪ :‬الحق في التربية و التعميم في الفقو اإلسالمي‪.‬‬


‫تـ تقسيف ىذا المبحث إلى ثبلثة مطالب‪ ،‬حيث‪:‬‬
‫‪ -‬تـ في المطمب األكؿ تناكؿ الحؽ في التربية كالتعميـ باعتباره مف مقاصد الشريعة‬
‫اإلسبلمية‪.‬‬
‫‪ -‬ك في المطمب الثاني تـ التطرؽ إلى أىـ خصائص التربية كالمعرفة في اإلسبلـ‪.‬‬
‫أما المطمب الثالث فقد خصص لعرض أىـ اآلليات التي اعتمدىا المسممكف في‬ ‫‪-‬‬
‫عصكرىـ األكلى في االعتناء بالتعميـ كنشره‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬حماية الحق في التربية والتعميم باعتباره من مقاصد الشريعة اإلسالمية‬
‫حيث تمت مناقشة ىذا الحؽ باعتباره مف مقاصد الشريعة اإلسبلمية ألجؿ ذلؾ‪ ،‬تـ‬
‫تقسيـ ىذا المطمب إلى فرعيف تـ في الفرع األكؿ التطرؽ إلى مقصد حفظ العقؿ في الشريعة‬
‫اإلسبلمية‪ ،‬أما في الفرع الثاني‪ ،‬فتطرقنا فيو إلى اعتبار الحؽ في التعميـ كسيمة لتحقيؽ‬
‫مقصد حفظ العقؿ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مقصد حفظ العقل في الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫فضؿ ا﵀ تعالى اإلنساف بالعقؿ ‪ ،‬ككرمو بذلؾ عف سائر المخمكقات ‪ ،‬فيك مخمكؽ‬
‫ّ‬
‫عاقؿ مدرؾ مميز ‪ ،‬كبيذا العقؿ صار اإلنساف خميفة ﵀ في أرضو ‪ ،‬ككذا العقؿ يعرؼ‬
‫اإلنساف ربو كيفيـ أكامره كنكاىيو كبالعقؿ تدرؾ العمكـ كتحصؿ المعارؼ‪ " ،‬كحفظو مقصد‬
‫عاـ مف مقاصد الشريعة لككنو أعمى قكة مف قكل النفس كأرقاىا كلككنو ىك مناط التكميؼ"‪. 1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬النجار عبد المجٌد‪ :‬مقاصد الشرٌعة بأبعاد جدٌدة‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.126‬‬

‫‪129‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫ك" المقصكد بحفظ العقؿ ىك تشريع أحكاـ مف شأنيا أف تحفظ لمعقؿ قكتو التي بيا‬
‫يقدر عمى أداء ميمتو كذلؾ سكاء بتيسير عكامؿ القكة لو ‪ ،‬كىي العكامؿ التي تنميو كتزكيو‬
‫كترفع مف طاقتو أك بدفع عكامؿ الضعؼ عنو"‪.1‬‬

‫فحفظ العقؿ يجب أف يتحقؽ في شقيو المادم كالمعنكم‪ ،‬كيتمثؿ الشؽ المادم في‬
‫الدماغ كما يتبعو مف أعصاب ‪ ،‬كالحفظ المادم لمعقؿ تابع لمقصد حفظ النفس حفظا ماديا‪،‬‬
‫فتشريع تحريـ الخمر مثبل كما ماثميا مف مخدرات كمسكرات مقصده‪ ،‬حفظ لمجسـ كالعقؿ‬
‫معا‪ ،‬أما الحفظ المعنكم فيككف بحمايتو مف كؿ أسباب التعطيؿ أك التضميؿ‪.‬‬

‫‪ .1‬الحفظ المادي لمعقل ‪:‬‬

‫فمف جانب الكجكد‪ ،‬حفظ العقؿ تابع لحفظ النفس البشرية كتمبية ما تحتاج إليو مف تغذية‬
‫سميمة متكازنة تضمف البناء السميـ لمجسـ كالتككيف الجيد ألعضاء الجسـ مما يضمف القكة‬
‫كالنشاط كالقدرة عمى العمؿ الصالح‪ ،‬بأف يؤدم كؿ عضك كظيفتو عمى الكجو األكمؿ قاؿ‬

‫تعالى‪            ﴿ :‬‬

‫‪.2﴾ ‬‬

‫كمف مقتضيات العبكدية ﵀ أف يشكر اإلنساف ربو‪ ،‬ك الشكر إنما ىك بإتياف ما يرضى‬
‫ا﵀ مف قكؿ ك فعؿ‪ ،‬ك الفعؿ مف شركطو القدرة ك االستطاعة ك الكسع ك ال يككف ذلؾ إال‬
‫بالطاقة التي مصدرىا الغذاء الطيب الحبلؿ الذم سخره ا﵀ تعالى لئلنساف لكي يبني جسمو‬
‫كيقكيو‪ ،‬ك المحرمات مف الغذاء إنما تجنى عمى جسـ اإلنساف ك تؤذيو ك تضعفو كتمرضو‬
‫ّ‬
‫فيي ال تجكز إال في حاؿ الضركرة التي يككف فييا اإلنساف عمى مشارؼ مكت محقؽ‪ ،‬قاؿ‬

‫تعالى ‪             ﴿ :‬‬

‫‪ -1‬النجار ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.128‬‬


‫‪ -2‬سورة البقرة‪ ،‬اآلٌة ‪.172‬‬
‫‪130‬‬
‫ آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬:‫الفصل الثاوي‬

﴿ :‫ ك قاؿ أيضا‬، "1﴾             

.﴾           

‫فصؿ ا﵀ تعالى ذلؾ في‬


ّ ‫ كقد‬،‫كمف جانب العدـ فقد حرـ ا﵀ الخبائث الضارة باإلنساف‬
       ﴿ : ‫كتابو العزيز في مكاطف كثيرة منيا قكلو تعالى‬

               

     ﴿ :‫ كقاؿ أيضا‬، ﴾         
2

              

. 3﴾       

‫ك مف األمكر الخبيثة المؤذية لجسـ اإلنساف ك عقمو الخمر كمف في حكمو مف‬

      ﴿ ‫المخدرات كالمسكرات قاؿ تعالى‬

            

              

‫ ك‬،‫ حيث أف مف اآلثار المباشرة الستيبلؾ الخمر غياب عقؿ اإلنساف‬،4﴾   

‫بذلؾ يفقد ممكة التمييز بيف الفعؿ النافع كالفعؿ الضار فتككف نتائج األفعاؿ كالتصرفات‬
‫الصادرة في ىذه الحاؿ كخيمة عمى الفرد كعمى المجتمع فيي تؤدم إلى انتشار العداكة‬

  ﴿ :‫كتكتر العبلقات االجتماعية كابعاد اإلنساف عف عبادة ربو قاؿ تعالى‬

.173 ‫ اآلٌة‬،‫ سورة البقرة‬-1


.119 ‫ اآلٌة‬،‫ سورة األنعام‬-2
.33،32 ‫ اآلٌتان‬،‫ سورة األعراف‬-3
.91 ،90 ‫ سورة المائدة اآلٌتان‬-4
131
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫‪              ‬‬

‫‪.1﴾   ‬‬

‫‪ .2‬الحفظ المعنوي لمعقل‪.‬‬

‫" إف المستقرئ ألحكاـ الشرعية كتكجيياتيا كما كردت في القراف ك السنة يجد أحكاما ك‬
‫قكتو أك بدفع أسباب‬
‫تكجيات كثيرة تقصد إلى حفظ العقؿ حفظا معنكيا سكاء بتيسير أسباب ّ‬
‫ضعفو"‪.2‬‬

‫إذ أف حفظ العقؿ ال يقتصر عمى الجانب المادم منو فحسب‪ ،‬فقد تككف السبلمة‬
‫الحسية كالجسمية متكفرة‪ ،‬ك قد يككف اإلنساف عمى درجة مف الذكاء الفطرم ك البداىة ك‬
‫أف تعرضو لعكامؿ فساد معنكية قد تحيد بالعقؿ عف طريقو بأف يؤدل كظيفة‬
‫الفطنة‪ ،‬إال ّ‬
‫نتائج‬ ‫التفكيرية بشكؿ صائب مما يقكده إلى االنحراؼ في التصكر كبالتالي الكصكؿ إلى‬
‫مناقضة لمحقيقة‪.‬‬

‫أف ىناؾ عكامؿ خارجية قد تحجر عمى العقؿ حريتو في‬ ‫ك قد نبو القرآف إلى‬
‫التفكير ك بالتالي تصبح حكاجب تحكؿ بيف العقؿ ك الحقيقة‪ ،‬كاآلبائية ك االتباع بغير عمـ‬
‫كالتقميد بدكف تمحيص‪ ،‬ك ألجؿ ذلؾ دعا القرآف إلى تحرير اإلنساف مف سمطاف العادات ك‬
‫التقاليد الفاسدة‪.‬‬

‫أما النكع الثاني مف العكامؿ فيي ذاتية في النفس البشرية ذاتيا حيث أمر ا﵀ بدفع‬
‫النفس ك عدـ الترؾ العناف ليا لتقكد حركة عقؿ اإلنساف لتبريره ك تحقيؽ مراميو ك سنتناكؿ‬
‫ىذاف العامبلف عمى النحك اآلتي‪:‬‬

‫‪ -1‬سورة المائدة‪ ،‬اآلٌة ‪.91‬‬


‫‪ -2‬النجار‪ :‬مقاصد الشرٌعة بأبعاد جدٌدة ‪ ،‬ص‪.129‬‬
‫‪132‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫أ ‪-‬الحفظ المعنوي لمعقل من العوامل السمبية المحيطة ‪:‬‬

‫كذلؾ بتحرير أثناء نشاطو الفكرم لمبحث عف حقيقة أك بناء تصكر أك مفيكـ أك دراستو‬
‫معينة‪ ،‬إذ يجب أف ال يككف مقيدا إال بالقكاعد المكضكعية كالمنطقية التي تضبط‬
‫لظاىرة ّ‬
‫حركتو " كىذه الحرية في الفكر مف شأنيا أف تنشط حركة العقؿ‪ ،‬إذ بيا يككف العقؿ منطمقا‬
‫دكف حد يحده أك عائؽ يعكقو فيي إذف مف أسباب القكة لمعقؿ إذ بيا ترتفع كفاءتو في أداء‬
‫ميمة الكشؼ عف الحقيقة ك تكظيفيا في صالح اإلنساف"‪.1‬‬

‫ك لقد جاءت الشريعة بأحكاـ تحرر الفكر مف أسباب التعطيؿ الخارجية التي يمكف أف‬
‫تسمط عميو‪ ،‬كمف أمثمة ذلؾ ما جاء في ذـ اآلبائية ك التقميد عف غير كعي قاؿ تعالى ‪:‬‬

‫﴿‪               ‬‬

‫‪ ، 2﴾      ‬فاالقتداء بغير ىدل ك اتباع اآلباء كانت نتيجة‬

‫﴿‪        ‬‬ ‫استحقاؽ العقاب ك االنتقاـ‪ ،‬قاؿ تعالى ‪:‬‬

‫‪ ، 3﴾  ‬أم ليس ليـ مستند فييا ىـ مف الشرؾ سكل تقميد اآلباء ك‬

‫األجداد بأنيـ كانكا عمى أمة كالمراد بيا الديف ىا ىنا ك قكليـ ك إنا عمى أثارىـ " أم‬
‫كراءىـ"‪.4‬‬

‫كما مدح ا﵀ الذيف يتبعكف النبي صمى ا﵀ عميو كسمـ عف عمـ كدليؿ مف أىؿ الكتاب‪،‬‬

‫﴿‪         ‬‬ ‫قاؿ تعالى‪:‬‬

‫‪          ‬‬

‫‪ -1‬النجار ‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.130‬‬


‫‪ -2‬سورة الزخرف‪ ،‬اآلٌة ‪.23‬‬
‫‪ -3‬سورة الزخرف‪ ،‬اآلٌة ‪.22‬‬
‫‪ - 4‬ابن كثٌر ‪ :‬تفسٌر ابن كثٌر ج ‪ ،2‬ص‪.224‬‬
‫‪133‬‬
‫ آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬:‫الفصل الثاوي‬

            

.1﴾           

‫ قاؿ‬، ‫يمحص األسباب كيزف األدلة‬


ّ ‫فالعقؿ يجب أف يككف دليبل إلى الحؽ كعمى الحؽ‬
            ﴿ :‫تعالى‬

              

‫" نقّاد في الديف يميزكف بيف‬: ‫ فيذا المدح ليذا الصنؼ مف الناس ألنيـ‬،2﴾  

‫ ىـ أصحاب العقكؿ‬،‫ كأكلئؾ ىـ أكلكا األلباب‬، .....، ‫الحسف كاألحسف كالفاضؿ كاألفضؿ‬
‫ كفي اآلية داللة‬، ‫السميمة عمى معارضة الكىـ كمنازعة اليكل المستحقكف لميداية ال غيرىـ‬
.3"‫عمى حط قدر التقميد المحض‬

.4﴾         ﴿ : ‫كقاؿ تعالى‬

.‫تحرير العقل من العوامل السمبية الداخمية‬- ‫ب‬

‫كتتمثؿ أساسا في اليكل النفسي كالظنكف التي قد تتحكؿ إلى مكجيات منحرؼ لحركة العقؿ‬
‫ قاؿ‬،‫ فتيمؾ بذلؾ صاحبيا كتككف عاقبتو مناكبة الصراط كاالعتراض عف الحؽ‬، ‫الصحيحة‬

              ﴿ : ‫تعالى‬

    ﴿ : ‫ كقاؿ أيضا‬:‫ كقاؿ أيضا‬،"5﴾     

                

.157 ‫ اآلٌة‬، ‫ سورة األعراف‬-1


.18-16 ‫ اآلٌات‬،‫ سورة الزمر‬-2
445 ‫ ص‬17 ‫مجلد‬: ً‫ تفسٌر األلوس‬:ً‫ األلوس‬- 3
.27 ‫ اآلٌة‬،‫ سورة النساء‬-4
.116 ‫ اآلٌة‬،‫ سورة األنعام‬-5
134
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫‪ ، "1﴾    ‬كقاؿ أيضا‪      ﴿ :‬‬

‫‪                 ‬‬

‫‪. 2﴾  ‬‬

‫فالظف ما ىك " إال تكىـ ما ىـ عميو مف الحؽ ‪ ،‬كأف آليتيـ شفعاؤىـ‪ ،‬كما تشتييو‬
‫‪3‬‬
‫أنفسيـ ‪ ،‬كيترككف ما جاءه ـ مف اليدل كالدليؿ عمى أف دينيـ باطؿ" ‪ ،‬كقاؿ تعالى‪ ﴿ :‬‬

‫‪ ،4﴾                ‬كقاؿ أيضا‪:‬‬

‫‪" ،5﴾              ﴿‬فقد دلت‬

‫دلت ىذه اآلية عمى أف القكؿ في الديف بمجرد التقميد حراـ الف القكؿ بالتقميد قكؿ بمحض‬
‫اليكل كالشيكة كاآلية دلت عمى أف ذلؾ حراـ" ‪ ،6‬كما أيضا "إنكار شديد عمى حكـ اليكل‬
‫عمى عقمو كلـ يحكـ الدليؿ فانتيى بو األمر إلى الضبلؿ بتحكـ اليكل كلك حكـ الدليؿ ال‬
‫انتيى إلى العمـ‪.7‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التعميم وسيمة لتحقيق مقصد حفظ العقل‪.‬‬

‫إف النظرة اإلسبلمية لمعمـ تجعؿ العمـ صفة إدراكية ك عممية يتميز بيا اإلنساف بما خكلو ا﵀‬
‫مف عقؿ كمسؤكلية " ‪ ،8‬ك" التعمـ ىك مكسب يكتسبو العقؿ ليكشؼ لو بو المجيكؿ عف‬

‫‪ -1‬سورة القصص ‪،‬اآلٌة ‪.50‬‬


‫‪ -2‬سورة النجم اآلٌة‪.23 ،‬‬
‫‪ - 3‬الزمخشري ‪ :‬مجلد‪6‬ص ‪.4‬‬
‫‪ -4‬سورة النجم‪ ،‬اآلٌة ‪.28‬‬
‫‪ -5‬سورة األنعام‪ ،‬اآلٌة ‪.118‬‬
‫‪ - 6‬الرازي ‪ :‬التفسٌر الكبٌر ‪:‬مجلد ‪7‬ص‪176‬‬
‫‪ - 7‬النجار ‪:‬المرجع السابق ص ‪132‬‬
‫‪ -8‬عروة أحمد‪ :‬العلم والدٌن مناهج ومفاهٌم‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط‪ ،1987 ،1‬ص‪.33‬‬
‫‪135‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫بعض حقائؽ الغيب كمف حقائؽ الككف ك اإلنساف قصير معمكما عمى معنى انو تحصؿ مف‬
‫م الكاقع"‪.1‬‬
‫ذلؾ المجيكؿ صكر في العقؿ مطابقة لما ىك عميو ؼ‬

‫كما أف العمـ في السياؽ اإلسبلمي ييدؼ اكتشاؼ سنف ا﵀ في الككف بما يحقؽ لو‬
‫التسخير البلزـ لعمارة األرض ك تحقيؽ االستخبلؼ في إطار الغاية العبادية التي خمؽ مف‬

‫أجميا ك قاؿ تعالى ‪.2﴾      ﴿ :‬‬

‫كلتحقيؽ التعمـ المكتمؿ الذل يحقؽ مقصد حفظ العقؿ البد مف تيسير مسارات تعممية‬
‫ضركرية ثبلث ىي‪ :‬التعمّـ االستيعابى‪ ،‬التعمّـ التف ّكرم‪ ،‬كالتعمّـ المنيجي‪.‬‬

‫أ‪-‬التعميم االستيعابى‪:‬‬

‫ك" ىك التعمـ الذل تنكشؼ بو الحقائؽ المكضكعية سكاء كانت متعمقة بالغيب أك بالككف‬
‫أك باإلنساف‪ ،‬بحيث يحصؿ في العقؿ جممة في تمؾ الحقائؽ تعكس الكاقع في تمؾ المجاالت‬
‫في الكعي كالعقؿ"‪.3‬‬

‫ئيسي‪،‬‬
‫كتعتبر الحكاس التي يتمتع بيا اإلنساف أدكات لحصكؿ المعرفة ككسائؿ التعمـ الر ة‬

‫﴿‪  ‬‬ ‫مكممة لكظيفة العقؿ ‪،‬قاؿ تعالى‪:‬‬


‫ك القرآف الكريـ جعؿ كظيفة الحس ّ‬

‫‪              ‬‬

‫‪ ،4﴾         ‬كقاؿ تعالى أيضا‪ ﴿ :‬‬

‫‪             ‬‬

‫‪               ‬‬

‫‪ - 1.‬النجار‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.135‬‬


‫‪ -2‬سورة الطور‪ ،‬اآلٌة ‪.56‬‬
‫‪ -3‬النجار‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪135‬‬
‫‪ -4‬سورة الذارٌات ‪ :‬األٌات ‪20‬إ‪.23-‬‬
‫‪136‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫﴿‪         ‬‬ ‫﴾‪ ، 1‬كقاؿ أيضا‪:‬‬

‫‪. 2﴾      ‬‬

‫تكضح أف قنكات العمـ ك المعرفة إنما ىي السمع كالتي حاستيا األذف‪،‬‬


‫فاآلية السابقة ّ‬
‫كالبصر الذم حاستو العيف‪ ،‬كالفؤاد الذم يككف مستق ار لتمؾ المعارؼ‪ ،‬كىك دكر رئيسي يقكـ‬
‫بو القمب‪ ،‬إذف "فإف ما أدركتو العيف أك األذف أك الجمد ال يترؾ ليذىب ك إنما ُيعقؿ‪ ،‬ثـ ُيفقو‪،‬‬
‫كىذا ىك األمر الثاني الذم يقكـ بو القمب"‪.3‬‬

‫كما ذـ القرآف الكريـ تعطيؿ اإلنساف لحكاسو كعدـ تحصيؿ المعرفة كالعمـ فيتن ّكب عف‬

‫﴿‪ ‬‬ ‫الصراط المستقيـ نتيجة لذلؾ‪ ،‬فتككف عاقبة ذلؾ كباال كخسرانا‪ ،‬قاؿ تعالى‪:‬‬

‫‪                ‬‬

‫‪.4﴾               ‬‬

‫ب‪-‬التعميم التف ّكري والمنيجي‪:‬‬

‫التدبر التفقّو‪ ،‬ككميا تشير إلى معاف زائدة عمى‬


‫حيث" جاءت الشريعة تأمر بالتف ّكر ك ّ‬
‫مجرد االستيعا ب‪ ،‬فالتف ّكر تقكية لمفكر ك يعني الفكر المتأمؿ العميؽ في المكضكع الذم‬
‫يككف محؿ نظر كبحث‪ ،‬كالتدبر معناه النظر في الشيء مف أجؿ معرفة عكاقبو"‪.5‬‬

‫كقد أثنى القرآف الكريـ عمى الذيف يتفكركف بعقكليـ في خمؽ السماكات ليتكصمكا بذلؾ‬

‫﴿‪   ‬‬ ‫إلى حقيقة أكبر ك أعمؽ تدؿ عمى الحكمة خمقيا‪ ،‬قاؿ تعالى‪:‬‬

‫‪ -1‬سورة ق اآلٌّات ‪.8-:6‬‬


‫‪ -2‬سورة النحل‪ ،‬اآلٌة ‪.78‬‬
‫‪ - 3‬إبراهٌم أحمد عمر‪ ،‬العلم واإلٌمان ‪ ،‬مدخل الى نظرٌة المعرفة فً االسالم‪ ،‬المعهد العالمً للفكر اإلسالمً‪ ،‬نشر وتوزٌع ‪ ،‬الدار‬
‫العالمٌة لكتاب اإلسالمً‪ ،‬ط‪ ،1995 ،3‬ص‪.63‬‬
‫‪ -4‬سورة األعراف‪ ،‬اآلٌة ‪.179‬‬
‫‪ - 5‬النجار ‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪137‬‬
‫‪137‬‬
‫ آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬:‫الفصل الثاوي‬

            

           

      ﴿ :‫ كقاؿ أيضا‬،1﴾     

             

.2﴾ 

‫كالى جانب التعميـ االستيعابم كالتف ّكرم البد مف قكاعد منيجية تضبط العقؿ كى ال‬
‫ "كلذلؾ فقد جاء في الشريعة تكجيو مؤ ّكد‬،‫ينحرؼ أك يحيد عف كظيفتو عمى الكجو الكامؿ‬
.3"‫لتعمـ ىذه القكاعد المنيجية التي يتعمـ بيا العقؿ كيفية التفكير‬

‫ قاؿ‬،‫ كالنقد ك تحميص األدلّة في البحث عف الحقيقة‬،‫التبيف‬


ّ ‫كمف بيف تمؾ القكاعد قاعدة‬
            ﴿ :‫تعالى‬

     ﴿ :‫ كقاؿ أيضا‬،4﴾    

            ﴿ :‫ كقاؿ أيضا‬،﴾ 

.5﴾       

‫كمف تمؾ القكاعد المنيجية أيضا قاعدة الكاقعية كىى أف يككف منطمؽ العقؿ في بحثو‬
‫عف الحقيقية ىك الكاقع المشيكد مف آيات الككف أك مشاىدة التاريخ أك مف أكضاع‬
،‫ فيحصؿ بذلؾ انكشاؼ سنف ا﵀ في اآلفاؽ كفي األنفس ك المجتمعات كالتاريخ‬، 6 "‫النفكس‬

.191 -190 ‫ سورة آل عمران اآلٌتان‬-1


.8 ‫ اآلٌة‬،‫ سورة الروم‬-2
.138 ‫ ص‬،‫ المرجع السابق‬:‫ النجار‬- 3
.6 ‫ اآلٌة‬،‫ سورة الحجرات‬-4
.117 ‫ اآلٌة‬،‫ سورة المومنون‬-5
.139 ‫ ص‬،‫ المرجع السابق‬:‫ النجار‬- 6
138
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫﴿‪             ‬‬ ‫قاؿ تعالى‬

‫﴿‪         ‬‬ ‫‪ ، 1﴾ ‬كقاؿ أيضا‪:‬‬

‫﴿‪     ‬‬ ‫‪ ،2﴾     ‬كقاؿ أيضا ‪:‬‬

‫‪.3﴾     ‬‬

‫إنو ك باكتماؿ دكائر االستيعا ب الثبلثة السابقة ير ُشد العقؿ كيتحرر مف عكائؽ التفكير‬
‫السميـ‪ ،‬ك يتحقؽ حفظ العقؿ‪" ،‬كحينما يحفظ العقؿ بالتحرير ك التعمّـ ‪ ،‬كتحفظ النفس فاف‬
‫ذلؾ يفضي إلى حفظ الذات اإلنسانية في أبعادىا المادية ك المعنكية‪ ،‬كذلؾ مقصد مف‬
‫مقاصد العميا لمشريعة اإلسبلمية"‪.4‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬بعض خصائص التربية و المعرفة في اإلسالم‬


‫الفرع األول‪ :‬بعض خصائص التربية اإلسالمية‬
‫حفظ النفس بالتربية و التزكية‪:‬‬
‫‪- 1‬‬

‫التزكية ىي أحد المياديف األساسية المتعمقة بالتربية مجاليا النفس ك القمب ‪ ،‬فيي‬
‫تتعمؽ بمحاسبو النفس ك أفعاؿ القمكب‪،‬كتحقيؽ منازؿ الترقي كىى مفتاح الفبلح في الدنيا‬
‫كاآلخرة‪.‬‬

‫‪ -1‬سورة ٌونس اآلٌة ‪.101‬‬


‫‪ -2‬سورة الروم‪ ،‬اآلٌة ‪.42‬‬
‫‪ -3‬سورة األنعام اآلٌة ‪.11‬‬
‫‪ - 4‬النجار‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.140‬‬
‫‪139‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫قاؿ تعالى‪ ، 1﴾          ﴿ :‬كقاؿ أيضا‪ ﴿ :‬‬

‫‪ ، "2﴾        ‬كىك الذم اختار ليا ما بو كماليا كدفع‬

‫الرذائؿ عنيا"‪.3‬‬

‫﴿‪‬‬ ‫كتعتبر التزكية إحدل كظائؼ النبي صمى ا﵀ عميو كسمـ تجاه أمتو قاؿ تعالى‪:‬‬

‫‪            ‬‬

‫‪ ،4﴾       ‬كىي مف أعظـ نعـ ا﵀ كأفضالو عمى عباده‬

‫﴿‪           ‬‬ ‫المؤمنيف قاؿ تعالى ‪:‬‬

‫‪            ‬‬

‫‪. 5﴾ ‬‬

‫ك ينتيى المعنى إذف بحسب البياف القرآف إلى أف تزكية النفس ىي إحدل السبؿ المعنكية‬
‫المعبر عنو بالفبلح ‪ ،‬كذلؾ ضرب‬
‫لتقكيتيا عمى أداء الميمة التي كمؼ اإلنساف بأدائيا‪ ،‬كىك ّ‬
‫لحفظ لمنفس جاءت الشريعة لتجعمو مقصدا مف مقاصدىا الضركرية"‪.6‬‬

‫أىداف التربية اإلسالمية‪: 7‬‬


‫‪- 2‬‬
‫يمكف القكؿ أف التربية اإلسبلمية تيدؼ إلى بناء الشخصية المسممة المتكاممة التي‬
‫يمكف ليا أف تؤدم كظيفة االستخبلؼ في األرض في إطار العبكدية ﵀ تعالى‪ ،‬كبالتالي‬
‫يمكف تمخيص أىداؼ التربية اإلسبلمية فيما يمي مف خبلؿ بناء الفرد كالمجتمع كاألمة‪:‬‬

‫‪ -1‬سورة األعلى‪ ،‬اآلٌتان ‪.15 -14‬‬


‫‪ -2‬سورة الشمس‪ ،‬اآلٌتان ‪.10 -9‬‬
‫‪ - 3‬ابن عاشور‪ :‬التحرٌر والتنوٌر‪ :‬ج ‪30‬ص‪171‬‬
‫‪ -4‬سورة الجمعة‪ ،‬اآلٌة ‪.2‬‬
‫‪ -5‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلٌة ‪.164‬‬
‫‪ - 6‬ابن عاشور ‪:‬نفس المرجع‪ :‬ج ‪30‬ص ‪.371‬‬
‫‪ -7‬انظر‪ :‬ماجد عرسان الكٌالنً‪ ،‬أهداف التربٌة اإلسالمٌة‪ ،‬مكتبة دار التراث‪ ،‬المدٌنة المنورة‪ ،‬ط ‪.1988 ،1‬‬
‫‪140‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫‪ -‬بناء اإلنسان المسمم الرسالي‪:‬‬

‫﴿ ‪ ‬‬ ‫كذلؾ مف خبلؿ رعاية بذرة اإليماف التي فطر ا﵀ الناس عمييا‪ ،‬قاؿ تعالى‪:‬‬

‫‪              ‬‬

‫‪             ‬‬

‫‪ ،1﴾   ‬كقاؿ صمى ا﵀ عميو كسمـ‪ ":‬ما مف مكلكد إال يكلد عمى الفطرة‪،‬‬

‫كيمجسانو كما تنتج البييمة بييمة جمعاء ىؿ تحسكف فييا مف‬


‫ّ‬ ‫فأبكاه ييكدانو كينصرانو‬
‫جدعاء حتى تككنكا أنتـ تجدعكنيا؟"‪.‬‬

‫كبناء اإلنساف إنما يككف ببناء جانبي اإلرادة نحك فعؿ الخير كبناء القدرة عمى ذلؾ‪.‬‬
‫‪ -‬بناء المجتمع المسمم المنتج لمخيرات‪.‬‬
‫كذلؾ ببمكغ مرتبة اإلحساف كاالنتقاؿ مف طكر االستيبلؾ فقط إلى طكر إنتاج الخيرات‬

‫كنفع الناس‪ ،‬كاألمر بالمعركؼ كالنيي عف المنكر‪ ،‬قاؿ تعالى‪    ﴿ :‬‬

‫‪.2﴾           ‬‬

‫فالمجتمع اآلمر بالمعركؼ كالناىي عف المنكر إنما يتككف مف أراد يعكف ىذا الجانب‬
‫في حياتيـ ‪ ،‬كىك أمر يجب أف تستيدفو التربية اإلسبلمية‪.‬‬
‫‪-‬بناء األمة الوسطية الشاىدة‪.‬‬
‫إف الشيكد الحضارم عمى سائر األمـ يعتبر مف الكظائؼ األساسية لؤلمة المسممة‬

‫﴿ ‪   ‬‬ ‫كيعتبر المصب الكبير لمتربية اإلسبلمية‪ ،‬قاؿ تعالى‪:‬‬

‫‪.3﴾        ‬‬

‫‪ -1‬سورة الروم‪ ،‬اآلٌتان ‪31-30‬‬


‫‪ -2‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلٌة ‪.104‬‬
‫‪ -3‬سورة البقرة اآلٌة‪.143 ،‬‬
‫‪141‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫أبعاد التربية اإلسالمية‪:‬‬


‫‪- 3‬‬

‫بناء عمى ما سبؽ مف تحديد لؤلىداؼ الكبرل لمتربية اإلسبلمية يمكف تحديد أبعادىا الرئيسية‬
‫فيما يمي‪:‬‬

‫‪-‬البعد الروحي‪,‬‬
‫‪-‬البعد السموكي‪.‬‬
‫‪-‬البعد االجتماعي‪.‬‬
‫‪-‬البعد المعرفي‪.‬‬
‫‪-‬البعد الجمالي‪.‬‬
‫‪-‬البعد اإلنساني‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬بعض خصائص المعرفة في اإلسالم‪.‬‬

‫‪- 1‬خاصية التكاممية المعرفية‪.‬‬

‫كتتأسس عمى أساس أف " المنيج المعرفي اإلسبلمي يمتاز برؤية شمكلية ‪ ،‬فيك ال‬
‫يفصؿ بيف المعرفتيف العممية كالدينية‪ ،‬فسائر العمكـ التي تنطكم عمى منافع كفكائد متعددة‪،‬‬
‫يمكف اعتبارىا معارؼ دينية‪ ،‬كبالتالي فإف تقسيـ العمكـ كالمعارؼ إلى دينية كغير دينية ال‬
‫‪1‬‬
‫يستند إلى أساس سميـ‪".‬‬
‫كالتكامؿ المعرفي إنما معناه‪ ":‬أف تككف المعارؼ التي يصؿ إلييا اإلنساف بالبحث‬
‫متكاممة فيما بينيا ال يناقض بعضيا بعضا‪ ،‬سكاء مف حيث ذاتيا أك مف حيث الكسيمة التي‬
‫بيا يقع تحصيميا‪ ،‬كما تككف متكاممة في تأديتيا لما يريد اإلنساف أف يحقؽ مف ىدؼ‪ ،‬دكف‬
‫أف يصير بعضيا دافعا إليو بينما يككف بعضيا اآلخر يككف ناكصا عنو‪ ،‬كذلؾ ىك‬
‫التعارض المعرفي المناقض لمتكامؿ"‪.2‬‬
‫كقد كرد في ىذه المسألة العديد مف اآليات القرآنية‪ ،‬منيا‪:‬‬

‫‪ -1‬زكً المٌالد‪ :‬التكامل المعرفً بٌن العلوم‪ ،‬ثقافتنا للدراسات والبحوث المجلد ‪ 6‬العدد ‪ ،2010 ، 22‬ص ‪.20‬‬
‫‪ -2‬النجار عبد المجٌد‪ :‬نظرٌة التكامل المعرفً عند ابن خلدون‪ ،‬مجلة‪ :‬تف ّكر‪ ،‬مجلّد ‪ ،11‬العدد‪ ،2011 ،2‬ص ‪.147‬‬
‫‪142‬‬
‫ آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬:‫الفصل الثاوي‬

           ﴿ -

             

               

. "1﴾         

             ﴿ -

.2﴾   

            ﴿‫ ك‬-

.3﴾           

.‫الخاصية السننية‬- 2

‫المنيجية المعرفية اإلسبلمية مبنية عمى اكتشاؼ سنف ا﵀ تعالى في مختمؼ المناحي‬
‫النفسية كاالجتماعية كالككنية الطبيعية مما يفضي إلى احتراميا كالعمؿ بيا إلى التمكيف‬
‫كتسخير المقدرات المكدعة في الكجكد لتحقيؽ ميمة االستخبلؼ كعمارة األرض في إطار‬
‫ بعيدة عف‬،‫ كبذلؾ يمكف القكؿ بأف المعرفة اإلسبلمية معرفة سننية‬،‫الكظيفة العبادية لئلنساف‬
.‫اليكل ككؿ سبؿ الغي كالضبلؿ‬

:‫دؿ عمى ذلؾ العديد مف اآليات القرآنية الكريمة منيا‬


ّ ‫كقد‬

              ﴿ -

.1﴾      

.7 ‫ اآلٌة‬،‫ سورة آل عمران‬-1


.6 ‫ اآلٌة‬،‫ سورة سبأ‬-2
.122 ‫ اآلٌة‬،‫ سورة التوبة‬-3
143
‫ آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬:‫الفصل الثاوي‬

              ﴿ -

                 

.2﴾  

             ﴿ -

.3﴾        

.‫خاصية الغائية المقصدية‬- 3

‫ كاالستقامة عمى سبيمو‬،‫أم أف المعرفة اإلسبلمية إنما مقصدىا ىك معرفة ا﵀ كطاعتو‬


‫ دؿ عمى ذلؾ آيات كثيرة‬، ‫ كابتغاء مرضاتو كنيؿ جناتو في اآلخرة كالسعادة في الدنيا‬،‫القكيـ‬

          ﴿ :‫منيا قكلو تعالى‬

    ﴿ :‫ كقاؿ أيضا‬،4﴾      

              

،5﴾              

              ﴿ :‫كقاؿ أيضا‬

          ﴿ :‫ وقال أيضا‬،6﴾ 
.7﴾              

.52 ‫ اآلٌة‬:‫ سورة فصلت‬-1


.120 ‫ اآلٌة‬:‫ سورة البقرة‬-2
.54 ‫ اآلٌة‬:‫ سورة الحج‬-3
.80 ‫ اآلٌة‬:‫ سورة القصص‬-4
.8 -7 ‫ اآلٌتان‬:‫ سورة الروم‬-5
.42 ‫ اآلٌة‬:‫ سورة النمل‬-6
.5 - 1 ‫ اآلٌات‬:‫ سورة العلق‬-7
144
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫المطمب الثالث‪ :‬بعض آليات حماية الحق في التعميم عند المسممين ‪.‬‬

‫إف المكانة التي ناليا أىؿ العمـ مف عمماء كمتعمميف‪ ،‬كشرؼ العمـ كالمنزلة العالية التي‬
‫منحيا لو اإلسبلـ جعمت مف نشر العمـ عمبل ذا قيمة كأكلكية فانبرل المجتمع المسمـ كعبر‬
‫مختمؼ المراحؿ إلى إيجاد مؤسسات كآليات تقكـ بيذا الغرض كسنكرد ذلؾ مف خبلؿ‬
‫النقطتيف اآلتيتيف‪ :‬مؤسسات التعميـ عند المسمميف‪ ،‬كأساليب التعميـ عندىـ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مؤسسات التعميم عند المسممين‪:‬‬

‫نظ ار لممنزلة التي أكالىا اإلسبلـ لمعمـ مف خبلؿ اآليات العديدة كاألحاديث النبكية‬
‫الشريفة أكلى المسممكف كمنذ الصدر األكؿ األىمية القصكل لمعمـ كالعمماء كالطبلب إذ ال‬
‫نكاد نجد حضارة عرفيا التاريخ البشرم ىتـ بالتعميـ كما كاف عند المسمميف إذ لـ تكف ىناؾ‬
‫مبادئ كقيـ تدعكا إلى طمب العمـ كالتعميـ كتمؾ التي جاء بيا اإلسبلـ ‪ ,‬كيحؽ القكؿ بأف‬
‫عف العمـ كالتعمـ‬ ‫اإلسبلـ ديف العمـ كالتعمـ فاآليات القرآنية كاألحاديث النبكية التي تتحدث‬
‫عديدة ‪ ,‬كيكفي المسمميف فخ ار أف أكؿ سكرة نزلت عمى نبينا محمد صمى ا﵀ عميو كسمـ‬

‫تدعك إلى العمـ كالتعمـ ‪ ,‬فحددت معناه ‪ ,‬ك كسائمو فكانت شاممة جامعة ‪ ,‬قاؿ تع الى‪﴿ :‬‬

‫‪               ‬‬

‫‪.1﴾        ‬‬

‫إف المتدبر في معنى كممة إق أر يجد أنيا تفيد النظر كالتدبر كالتفكر كالتمعف كاالتعاظ‪ ،‬كىذه‬
‫جميعا تحتاج إلى جيد عقمي كفكرم أكثر مما تتطمبو عممية القراءة كالكتابة في معناىا‬
‫المألكؼ‪ ،‬ليذا فقد حرص المسممكف في كافة عصكرىـ عمى التعميـ كالتعمّـ استجابة لمتكجيو‬
‫كتنكعت بحسب تطكر‬
‫الشرعي الذم يحث عمى ذلؾ‪ ،‬فقامكا بإنشاء أماكف لمتعميـ اختمفت ّ‬

‫‪ -1‬سورة العلق‪ ،‬اآلٌات ‪.5 - 1‬‬


‫‪145‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫البيئة االجتماعية نمكا كازدىارا‪ ،‬كسنكرد أىـ المؤسسات التعميمية التي شيدتيا الحضارة‬
‫اإلسبلمية عبر بعض المراحؿ اليامة مف تاريخيا عمى النحك اآلتي‪:‬‬

‫الكتاتيب‪:‬‬
‫‪- 1‬‬

‫عرؼ العرب ال ُكتَّاب قبؿ اإلسبلـ؛ إذ أنشا الكتاتيب في الحيرة كالشاـ كشبو جزيرة‬
‫العرب‪ ،‬كعندما جاء اإلسبلـ طكرت لتمبي حاجات المجتمع اإلسبلمي‪.‬‬
‫كىكذا " ظير نكع جديد مف الكتاتيب التي ال تقتصر عمى تعميـ القراءة كالكتابة؛ بؿ‬
‫تيتـ بتحفيظ القرآف الكريـ كالحديث الشريؼ كالفقو"‪ ،1‬كلعؿ تمؾ المؤسسة بشكميا اإلسبلمي‬
‫الجديد قد ظيرت منذ عيد الرسكؿ– صمى ا﵀ عميو كسمـ‪ ،‬كازدادت انتشا ار مف بعده لتمبي‬
‫حاجات المسمميف لتعميـ أبنائيـ تعميما إسبلميا يحتؿ القرآف فيو مركز الصدارة‪.‬‬
‫كيرل ابف حزـ أف القرآف قد درس قراءة ككتابة لمصبياف كلمرجاؿ كلمنساء زمف الرسكؿ‬
‫‪ -‬صمى ا﵀ عميو كسمـ‪ -‬ثـ استمرت ىذه الحركة التربكية في عصر الخمفاء الراشديف‪ ،‬حيث‬
‫ال كعرضا‪،‬‬
‫يقكؿ ابف حزـ في ذلؾ ‪ ":‬ثـ مات أبك بكر ككلي عمر‪ ،‬ففتحت ببلد فارس طك ن‬
‫كفتحت الشاـ كميا‪ ،‬كالجزيرة كمصر كميا‪ ،‬كلـ يبؽ بمد إال كبنيت فيو المساجد‪ ،‬كنسخت فيو‬
‫‪2‬‬
‫المصاحؼ‪ ،‬ق أر األئمة القرآف‪ ،‬كتعممو الصبياف في المكاتب شرقنا كغربا"‬
‫ىذا كقد كانت الكتاتيب لصيقة المساجد‪ ،‬كلـ تنفصؿ عنيا إال بيدؼ تنزيييا عما قد‬
‫يصدر عف األطفاؿ مف أفعاؿ تتعارض كقدسية كطيارة ىذه المساجد‪.‬‬

‫كيبدك أف عدد الكتاتيب قد ازداد زيادة سريعة كضخمة حتى أصبح في كؿ قرية كتاب؛‬
‫بؿ ربما كجد في القرية الكاحدة أكثر مف كتّاب‪ ،‬كقد ذكر ابف حكقؿ أنو عد قرابة ‪ 300‬معمـ‬
‫كتاب في مدينة كاحدة ىي مدينة بمرـ في صقمية‪ ،3‬كال شؾ أف تمؾ الزيادة تعكس الطمب‬

‫‪ -1‬ملكة أبٌض ‪:‬التربٌة والثقافة العربٌة اإلسالمٌة فً الشام والجزٌرة خالل القرون الثالثة األولى للهجرة‪ ،‬دار العلم للمالٌٌن ص‪.2‬‬
‫‪ -2‬ابن حزم ‪:‬الفصل فً الملل والنحل‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.6‬‬
‫‪ -3‬أحمد شلبً ‪:‬التربٌة اإلسالمٌة ‪:‬نظمها‪ ،‬فلسفتها‪ ،‬تارٌخها‪ ،‬ص‪.5:‬‬
‫‪146‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫الجماىيرم عمى التعميـ مف ناحية‪ ،‬كما أتيح ليذا الطمب الجماىيرم مف كسائؿ اإلشباع مف‬
‫ناحية أخرل‪.‬‬
‫المساجد‪:‬‬
‫‪- 2‬‬

‫حرص رسكؿ ا﵀– صمى ا﵀ عميو كسمـ ‪-‬عمى نشر العمـ بيف أتباعو‪ ،‬حيث أنو اتخذ‬
‫مكانا لمعمـ كالتعميـ‪ ،‬كلـ تمض سكل مدة كجيزة حتى ظير ت ثمة مف‬
‫مف المسجد النبكم ن‬
‫الصحابة تأخذ عف النبي صمى ا﵀ عميو كسمـ العمـ كأساسو الكحي ككتاب الكحي كتعمميـ‬
‫منو صمى ا﵀ عميو كسمـ مختمؼ األحكاـ الشرعية المتعمقة بالعقائد بالعبادات كالمعامبلت‬
‫كالحدكد كغيرىا في منيج عممي متفرد‪.‬‬
‫كقد كانت مدارؾ الصحابة تتكسع كمعارفيـ تزيد كأخبلقيـ كتزكك نفكسيـ تترقى ‪ ،‬فمف‬
‫الناحية العممية كالتربكية يمكف أف تعد الفترة النبكية بالفترة المثالية التي تحققت فييا كؿ‬
‫شركط الترقي المعرفي كالركحي كالسمككي كىك ما انعكس عمى المستكل اإلنجازم مف خبلؿ‬
‫بزكغ فجر الحضارة اإلسبلمية في طكرىا العالمي الجديد‪ ،‬المرتكزة عمى الكحي كمصدر‬
‫كمكجو لممعرفة كالسمكؾ اإلنساني‪.‬‬
‫كما ظير أىؿ الصُّفة مف الصحابة في مسجد الرسكؿ– صمى ا﵀ عميو كسمـ ‪ -‬الذيف‬
‫فرغكا أنفسيـ لطمب العمـ كالجياد‪ ،‬حيث بدأ عدد أىؿ الصفة قميبلن‪ ،‬ثـ أخذ في التزايد فيما‬
‫ّ‬
‫بعد إذ أف بعض الركايات تجعميـ عشريف في حيف أف ركايات أخرل تصؿ بيـ إلى أربعمائة‬
‫مف القراء المجاىديف‪ ،‬كلقد عكفت ىذه األعداد الكبيرة مف أىؿ الصفة عمى التعميـ كالجياد؛‬
‫إذ كانكا يخرجكف في كؿ سرية مف سرايا الرسكؿ صمى ا﵀ عميو كسمـ ‪.‬‬
‫كلعؿ أىؿ الصفّة ىـ النكاة األكلى لفكرة المدرسة التي ظيرت فيما بعد‪ ،‬ككاف يتفرغ‬
‫فييا الطبلب كالمعممكف لطمب العمـ كالتعميـ نظير أجكر أك أرزاؽ ينالكنيا مف األكقاؼ‪ ،‬مع‬
‫فارؽ أساس ىك أف أىؿ الصفة قد جمعكا بيف العمـ كالجياد‪.1‬‬

‫‪ -1‬انظر‪ :‬عبد الحً الكتانً‪ :‬نظام الحكومة النبوٌة‪ ،‬ج‪.1‬‬


‫‪147‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫كفي ىذا الجك التعميمي التعممي ظيرت كفاءات عممية متعددة‪ ،‬كعمي بف أبي طالب‪،‬‬
‫كاف ىذا األخير يسمى البحر لسعة عممو‪ ،‬ككاف يعمّـ‬
‫كعبد ا﵀ بف العباس رضي ا﵀ عنيـ‪ ،‬ؼ‬
‫عمكـ الديف‪ ،‬كالمغة‪ ،‬كالشعر‪ ،‬كحرصا عمى إفادة طبلبو الكثيريف‪ ،‬كتمبية طمباتيـ كاف‬
‫يخصص يكما لمقرآف كالتفسير كثانيا لمغازم رسكؿ ا﵀ ‪ -‬صمى ا﵀ عميو كسمـ‪ ،‬كثالثنا ألياـ‬
‫العرب‪ ،‬كرابعا لؤلنساب‪ ،‬كخامسا لمشعر كالنحك ‪.‬‬
‫ككاف عمر بف الخطاب– رضي ا﵀ عنو ‪-‬يمفت نظر عماؿ الدكلة كقادتيا إلى تمؾ‬
‫الكفاءات العممية المتعددة عندما قاؿ ليـ في مؤتمر الجابية‪ " :‬مف أراد أف يسأؿ عف القرآف‬
‫فميأت أبي بف كعب‪ ،‬كمف أراد أف يسأؿ عف الفرائض فميأت زيد بف ثابت‪ ،‬كمف أراد أف يسأؿ‬
‫عف الفقو فميأت معاذ بف جبؿ‪ ،‬كمف أراد أف يسأؿ عف الماؿ فميأتني‪ ،‬فإف ا﵀ سبحانو كتعالى‬
‫جعمني خازننا قاسما "‪.1‬‬
‫ككاف األسمكب المتّبع في التدريس في المسجد ىك نظاـ الحمقات التي يختمؼ مستكاىا‪,‬‬
‫فمنيا ما ىك أقرب إلى اإلجماؿ كالكضكح كالتبسيط كاليدؼ منيا نشر المبادئ األساسية مف‬
‫العمكـ‪ ،‬كىذه أقرب إلى التعميـ القاعدم العاـ ‪ ،‬كمنيا ما ىك أرفع مستكل كأكثر عمقا كىي‬
‫أشبو بالتعميـ الجامعي أك المتخصص‪.‬‬
‫كعمى غرار المسجد النبكم بالمدينة المنكرة عمؿ المسممكف عمى إقامة الجكامع التي‬
‫عيد إلييا أداء الكظيفة الدينية كاالجتماعية كالعممية كالتربكية‪ ،‬كمف األمثمة التاريخية الشاىدة‬
‫عمى ذلؾ ما يذكره المؤرخكف‪ ،‬مثؿ جامع عمرك بف العاص بالفسطاط الذم أنشئ سنة ‪21‬‬
‫ىػ ‪ ،‬كجامع أحمد بف طكلكف الذم أنشئ عاـ ‪ 259‬ىػ ‪ ،‬كالجامع األزىر الذم أنشئ عاـ‬
‫‪ 361‬ىػ‪.‬‬
‫كمكانا لبلحتفاالت‬
‫ن‬ ‫فمقد كانت ىذه المساجد الجامعة مرك از لمنشاط الديني كاالجتماعي‪،‬‬
‫الدينية في األعياد كالمناسبات اإلسبلمية‪ ،‬كمق ار لرجاؿ القضاء كالحسبة يباشركف منو تنفيذ‬
‫أحكاميـ‪ ،‬كمؤسسات لمتعميـ بشتى أنكاعو النقمية كالعقمية‪ ،‬كبجكار ىذه المساجد الجامعة في‬

‫‪ -1‬انظر‪ :‬أحمد فؤاد األهوانً‪ :‬التربٌة فً اإلسالم‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪ ،1980 ،‬ص‪48 -40 :‬‬
‫‪148‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫العكاصـ انتشرت المساجد في مدف العالـ اإلسبلمي كقراه‪ ،‬لكي تقكـ بدكرىا الديني كالتربكم‬
‫في حياة المسمميف‪ ،‬كتمتعت تمؾ المساجد عبر العصكر بحرية فكرية كعممية كاسعة‪ ،‬كلـ‬
‫تتقيد تمؾ الحريات إال في عصكر التخمؼ كالضعؼ‪.‬‬
‫التعميم في المدارس‬
‫‪- 3‬‬
‫ركة عممية نشيطة زادت‬ ‫نظ ار لمتطكر الظاىر في مختمؼ العمكـ كتفرعيا‪ ،‬كنشكء ح‬
‫تنكع النقاشات العممية الحاصمة في حمقات التعميـ‪،‬‬
‫بازدياد الركاد مف المتعمميف كالعمماء ك ّ‬
‫المناظرات ك الجداالت‬ ‫كحفاظا عمى كقار المساجد كىيبتيا كضركرة إبعادىا عف أجكاء‬
‫العممية ‪ ،‬ظيرت الضركرة العممية كالعممية إلقامة مدارس مستقمة تككف أكثر تنظيما كفعالية‬
‫في مجاؿ الممارسة التعممية‪ ،‬ىذه المدارس ش ّكمت المحضف الرئيسي المؤسس لمنظاـ التربكم‬
‫كالتعميمي اإلسبلمي‪ ،‬كمف األمثمة عمى ذلؾ‪:‬‬
‫‪ -‬أف المقريزم يذكر لنا ثبلثنا كستيف مدرسة كانت في القاىرة في عصره‪ ،‬كيصؼ‬
‫ال‬
‫الرحالة ابف جبير ثبلثيف مدرسة كانت في بغداد‪ ،‬ككانت جميعيا تفكؽ القصكر جما ن‬
‫كركعة‪.‬‬
‫‪ -‬كقد أفرد النعيمي الدمشقي مؤلفنا خاصا يصؼ فيو مدارس دمشؽ كحدىا ‪ ، 1‬حيث‬
‫كعد‬
‫قسميا بحسب اختصاصاتيا كمذاىبيا‪ ،‬فقد أفرد فصبل لمتكمـ عف دكر القرآف الكريـ‪ّ ،‬‬
‫فييا سبعة مف الدكر‪ ،‬كما ذكر دكر الحديث‪ ،‬كذكر فييا خمسة عشر دا ار لتعميـ‬
‫الحديث‪،‬كفصبل لدكر القرآف كالحديث معا‪ ،‬كما تناكؿ مدارس الشافعية في فصؿ مستقؿ‪،‬‬
‫كمثميا مدارس الحنفية كغيرىا‪.‬‬
‫أف نمفت النظر إلى كثرة تمؾ المدارس‪ ،‬كخاصة مدارس القرآف‬ ‫ك مف الميـ ىنا‬
‫تمؾ المدارس تضـ‬ ‫كالحديث ك الفقو في مشرؽ الببلد اإلسبلمية كمغربيا‪ ،‬حيث كانت‬
‫مكتبات يرجع إلييا طبلب العمـ ‪.‬كمف األمثمة عمى ذلؾ أف المدرسة المستنصرية ببغداد‬
‫ضمت دار كتب عامرة بأنكاع المؤلفات التي بمغ عددىا عند االفتتاح ثمانيف ألؼ كتاب‪ ،‬عدا‬

‫‪ -1‬النعٌمً عبد القادر بن محمد‪ :‬الدارس فً تارٌخ المدارس‪ ،‬دار الكتب العلمٌة‪ ،‬بٌروت ط ‪. 1990 1‬‬
‫‪149‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫ما حمؿ إلييا بعد ذلؾ‪ ،‬ككانت ىذه الدار تساعد طبلب المستنصرية عمى النسخ كالمطالعة‬
‫كالتأليؼ‪.‬‬
‫كما نشير ىنا أيضا أنو ال يكاد يخمك بمد إسبلمي كعبر مختمؼ العصكر مف مؤسسات‬
‫تعميمية ‪ ،‬كأف ما ذكرناه ىك عمى سبيؿ المثاؿ لمتدليؿ عمى اعتناء المسمميف بالعمـ الذم‬
‫نعتبره أساسا ضركريا لقياـ الحقكؽ الثقافية‪.‬‬

‫‪- 4‬مؤسسات أخرى‪.‬‬

‫إلى جانب العمـ كبظيكر مبلمح نيضة عممية إسبلمية كبعد احتكاؾ العرب‬
‫بالمكركثات العممية لمحضارات األخرل خاصة الفارسية كاليكنانية ظيرت أطر كمؤسسات‬
‫ظمت العممية التعميمية منيا مايمي‪:‬‬
‫متنكعة ن ّ‬

‫‪ -‬كاف إنشاء أكؿ أكاديمية في اإلسبلـ ‪ ،‬كالتي حقؽ بيا نظاـ الممؾ عمبل جميبل في‬
‫‪1‬‬
‫‪ ،‬كالتي كانت مركز إشعاع تربكم كمثاال‬ ‫اتريخ الفكر التربكم اإلسبلمي ‪ ,‬نظامية بغداد‬
‫يحتذل‪ ،‬كقد غطى أمثاليا رقعة كاسعة مف بقاع اإلسبلـ ‪ ،‬حيث قامت مدارس عمى غرارىا‬
‫في أصفياف ك نيسابكر كالبصرة ‪ ،‬ك مرك‪ ،‬كالمكصؿ‪ ،‬كغيرىا‪ ،‬ككذلؾ تـ إنشاء مثيبل ليا في‬
‫كؿ مدينة مف مدف العراؽ ‪ ،‬كلقد فاقت شيرتيا اآلفاؽ اإلسبلمية ‪ ،‬ألنو تربع عمى كراسي‬
‫‪ ،‬كفحكؿ األدباء ‪ ،‬كفي‬ ‫التدريس بيا ‪ ،‬كمناصب التعميـ فييا خيرة الفقياء كأكابر العمماء‬
‫مقدمتيـ الغزالي ك ا بف الجكزم كأغدقت عمييا مف النفقات لطبلب العمـ ما يفكؽ كؿ‬
‫‪ ،‬كقد‬ ‫التصكرات‪ ،‬كلذلؾ قدمت عطاء فكريا كتعميميا رائدا متمثبل في إعداد الخريجيف منيا‬
‫صاركا مف مشاىير العمماء كاألدباء كالعماد األصفياني كابف عساكر كاألنبارم كغيرىـ‪ ،‬كىي‬
‫تمثؿ المرحمة األخيرة مف تطكر النظاـ التربكم اإلسبلمي ‪.‬‬

‫‪ -1‬بغدادي عبد هللا بن عبد المجٌد‪ :‬االنطالقة التعلٌمٌة فً المملكة العربٌة السعودٌة ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬جدة‪ ،‬دار الشروق‪1404‬هـ‪ .‬ص‪.299، :‬‬

‫‪150‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫‪ -‬كفي سنة ‪ 360‬لميجرة بنى جكىر الصقمي الجامع األزىر‪ ،‬كلكنو خصص منذ سنة ‪378‬‬
‫لميجرة لمدراسات كاألبحاث العممية‪ ،‬كظؿ مف ذلؾ التاريخ حتى العيد الحاضر جامعو مف‬
‫الجامعات األكلى في العالـ اإلسبلمي‪. 1‬‬
‫كما يظير مدل عناية كاىتماـ المسمميف بإنشاء المعاىد مدارس التعميـ ‪ ,‬كاإلنفاؽ‬
‫عمييا بسخاء بسبب ما كانكا يخصصكنو مف أمكاؿ كقفية ساعدت إلى حد كبير في تغطية‬
‫النفقات البلزمة لقياـ تمؾ المؤسسات بأدكارىا عمى الكجو الكامؿ‪ ،‬ككؿ ذلؾ كاف لو األثر‬
‫الكبير في ظيكر اإلبداعات في مختمؼ العمكـ كالفنكف كظيكر األعبلـ بتفكقيـ في كافة‬
‫المعارؼ كالعمكـ‪ ،‬مما أتاح لمحضارة اإلسبلمية عمى التفكؽ عمى نظيراتيا مف األمـ األخرل ‪،‬‬
‫في مختمؼ األكجو‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬أساليب التعميم عند المسممين‪:‬‬

‫لقد كاف لممسمميف طرقا كأساليب أبدعكىا في التعميـ ترتكز في أساسيا عمى قكاعد منيا‪:2‬‬

‫‪ -‬اعتبار سن المتعمم ‪ :‬حيث فرقكا بيف تربية الصغار كالكبار‪ ،‬كلقد آثركا أف يككف‬
‫التغرب عف األىؿ كالبعد عف الكطف تفرغا‬
‫أعزبا كاستحبكا ّ‬ ‫طالب العمـ شابا كأف يككف‬
‫لكاجبات العمـ ‪.‬‬

‫كميما يكف فقد كانكا يركف أف العمـ يطمب مف الميد إلى المحد ‪ ،‬كما جاء في األثر‪،‬‬
‫كأكد عميو العمماء المسممكف كما قاؿ الزرنكجي‪ : 3‬أنو ليس لصحيح البدف كالعقؿ عذر في‬
‫طمب العمـ ميما كاف عمره‪.‬‬

‫‪-1‬شلبً أحمد‪ :‬موسوعة النظم والحضارة اإلسالمٌة ‪ ,‬ج ‪ ، 5‬مكتبة النهضة المصرٌة ‪،‬القاهرة‪1982 .‬م ‪،‬ص‪.105‬‬
‫‪ -2‬عبد الدائم عبد هللا ‪ :‬التربٌة عبر التارٌخ من العصور القدٌمة حتى أوائل القرن العشرٌن‪ ،‬بٌروت‪ :‬دار العلم للمالٌٌن‪،‬‬
‫‪.1981‬ص‪.183‬‬
‫‪ _3‬الزرنوجً برهان اإلسالم‪ :‬تعلٌم المتعلم طرٌق التعلم‪ ،‬ت مروان قبانً‪ ،‬المكتب اإلسالمً‪ ،‬ط ‪ ،1981 ،1‬ص‪ 71‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪151‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫‪ -‬العقل والجسم السميمين ‪ :‬حيث أدرؾ العمماء المسممكف أىمية الصمة بيف الجسـ كالعقؿ‪،‬‬
‫‪ ،‬كحذركا مف‬ ‫كليذا عنكا بالجسـ كخففكا عنو األعباء ليستطيع العقؿ عمى التعمـ كالتعميـ‬
‫إرىاؽ الجسـ في سبيؿ العمـ كمف مكاصمة الدرس كالجيد دكف أف يتخمؿ ذلؾ راحة ‪.‬‬
‫‪ -‬أما طريقة التعميم ‪ :‬فقد كانت تعتمد إجماال عمى التمقيف كالحفظ ‪ ،‬ال سيما في تعميـ القرآف‬
‫الكريـ ككاف الحفظ في الكاقع مف أىـ شركط العمـ عند المسمميف ‪ ،‬كربما كاف ذلؾ راجعا‬
‫إلى حاجتيـ إلى االعتماد عمى الذاكرة أكثر مف االعتماد عمى الكتابة ‪ ،‬ككاف بعضيـ يرل‬
‫البدء بالحفظ قبؿ الفيـ ‪ ،‬فكاف يقاؿ ‪ :‬أكؿ العمـ الصمت‪ ،‬كالثاني االستماع كالثالث الحفظ‪،‬‬
‫كالرابع العقؿ ‪ ،‬كالخامس النشر مع تأكيدىـ عمى أىمية التدرج في التعميـ ‪ ،‬كعمى الطريقة‬
‫الفردية في التعميـ حيث ميكؿ الفرد كاستعداداتو‪ ،‬كأال يخمط عمميف في كقت كاحد‪ ،‬بؿ‬
‫يتفرغ إلى التعمـ الكاحد حتى يتقنو ‪ ،‬ثـ ينتقؿ لغيره ‪.‬‬
‫‪ -‬توجيو الطالب حسب ميوليم ومواىبيم ‪ :‬كجعمكىا أساسا في التعميـ‪ ،‬كالتكجيو‪ ،‬كال يقكـ‬
‫بذلؾ الطالب كحده كال المعمـ كحده بؿ يقكـ بو كبلىما ‪.‬‬
‫‪ -‬الثواب والعقاب‪ :‬حيث كاف ليـ منيجا في ذلؾ يبدأ في بالتدرج‪ ،‬كأكدكا عمى ىذا المبدأ‬
‫كضركرة تبلزمو مع التعميـ‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫الم بحث الثاني‪ :‬الحق في التربية و التعميم في القانون الدولي لحقوق اإلنسان نتناكؿ في‬
‫ىذا المبحث الحماية القانكنية لمحؽ في التربية كالتعميـ مف خبلؿ استقراء أىـ نصكص‬
‫المكاثيؽ الدكلية كاإلقميمية األساسية المتعمقة بحقكؽ اإلنساف‪ ،‬في مطمبيف أكؿ كثاني‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬الحق في التربية والتعميم في المواثيق الدولية ‪.1‬‬
‫الفرع األول‪ :‬في اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ‪.‬‬
‫لقد نص اإلعبلف الع ا لمي لحقكؽ اإلنساف عمى الحؽ في التعميـ‪ ،‬بؿ كجعمو الكسيؿ ة‬
‫األساسية ؿبمكغ كؿ الحقكؽ الكاردة في ىذا اإلعبلف فمقد جاء في الديباجة‪ ":‬كما يسعى جميع‬
‫أفراد المجتمع كىيئاتو‪ ،‬كاضعيف ىذا اإلعبلف نصب أعينيـ عمى الدكاـ‪ ،‬كمف خبلؿ التعميـ‬
‫كالتربية ‪ ،‬إلى احتراـ ىذه الحقكؽ كالحريات" ‪ ،‬أما المكاد التي ذكرت ىذا الحؽ فنجد المادة‬
‫‪ 28‬مف اإلعبلف قد تطرقت إلى الحؽ في التعميـ مرفكقا بطائفة الحقكؽ الثقافية األخرل‪ ،‬ال‬
‫سيما الدينية منيا مف حيث حرية الممارسة بالتعبد كاقامة الشعائر كالممارسة كالتعميـ حيث‬
‫نصت عمى أف‪ " :‬لكؿ شخص حؽ في حرية الفكر كالكجداف كالديف‪ ،‬كيشمؿ ىذا الحؽ‬
‫حريتو في إظيار دينو أك معتقده بالتعبد كاقامة الشعائر كالممارسة كالتعميـ‪ ،‬بمفرده أك مع‬
‫جماعة‪ ،‬كأماـ المؤل أك عمى حدة"‬
‫نصت‬
‫أما المادة ‪ 22‬فمقد تطرقت بدكرىا إلى ىذا الحؽ بطريقة غير مباشرة‪ ،‬ذلؾ أنيا ّ‬
‫عمى أف لمفرد الحؽ في أف ‪ ":‬تكفَّر لو‪ ،‬كمف خبل ؿ المجيكد القكمي كالتعاكف الدكلي‪ ،‬كبما‬
‫يتفؽ مع ىياكؿ كؿ دكلة كمكاردىا‪ ،‬الحقكؽ االقتصادية كاالجتماعية كالثقافية التي ال غنى‬
‫عنيا لكرامتو كلتنامي شخصيتو"‪ ،‬ك يعتبر التعميـ مف الحقكؽ الثقافية التي ال غنى لئلنساف‬
‫عنيا في تحقيؽ كتطكير كتنمية شخصيتو‪ ،‬بؿ ىك األداة األكلى التي تسيـ في بناء اإلنساف‬
‫كترقية شخصيتو كتحقيؽ حريتيا‪.‬‬
‫إف ما كرد سمفا لـ يكف ىك كؿ ما تناكلو اإلعبلف‪ ،‬بؿ نجد أف ذكر الحؽ في التعميـ‬
‫قد كرد مفصبل بشكؿ كاضح كصريح في نص المادة ‪ ،26‬التي جاء فييا‪ ":‬لكؿ شخص حؽ‬

‫‪ -1‬انظر‪ :‬سلبمانً لخمٌسً الحماٌة الدستورٌة لحق التعلٌم فً الجزائر‪ ،‬رسالة ماجستٌر‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،‬عام ‪ ،2013/2012‬ص ‪ 20‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪153‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫التعميـ مجانا‪ ،‬عمى األقؿ في مرحمتيو االبتدائية كاألساسية‪.‬‬ ‫في التعمّـ‪ .‬كيجب أف يكفر‬
‫كيككف التعميـ‬ ‫كيككف التعميـ االبتدائي إلزاميا‪ .‬كيككف التعميـ الفني كالميني متاحا لمعمكـ‪.‬‬
‫العالي متاحا لمجميع تبعا لكفاءتيـ‪.‬‬
‫كيجب أف يستيدؼ التعميـ التنمية الكاممة لشخصية اإلنساف كتعزيز احتراـ حقكؽ‬
‫اإلنساف كالحريات األساسية ‪ ،‬كما يجب أف يعزز التفاىـ كالتسامح كالصداقة بيف جميع األمـ‬
‫كجميع الفئات العنصرية أك الدينية‪ ،‬كأف يؤيد األنشطة التي تضطمع بيا األمـ المتحدة لحفظ‬
‫السبلـ‪ ،‬كلآلباء عمى سبيؿ األكلكية‪ ،‬حؽ اختيار نكع التعميـ الذم يعطى ألكالدىـ"‪.‬‬
‫إف مكضكع ىذه المادة تناكؿ بشكؿ أساسي الغايات الكبرل لمتعميـ‪ ،‬حيث تجمت فيما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬التنمية الكاممة لشخصية اإلنساف‪ :‬كىنا قد يقصد الجانب المعرفي كالنفسي كالبدني‬
‫كاالجتماعي كغيرىا مف الجكانب اليامة في شخصية اإلنساف‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز احتراـ حقكؽ اإلنساف كالحريات األساسية‪ :‬مف خبلؿ تعميميا كالتعريؼ بيا‪،‬‬
‫كبيذا العنصر الجكىرم تككف الصيانة لكرامة اإلنساف كبناء الكعي بقيمة كأىمية‬
‫حقكؽ اإلنساف‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز التفاىـ كالتسامح كالصداقة بيف األمـ‪ :‬كىك أمر في غاية األىمية‪ ،‬ذلؾ أف‬
‫الحركب كالنزاعات بيف األمـ خاصة الحربيف العالميتيف األكلى كالثانية خمّفتا دما ار‬
‫كخرابا كبيريف أض ار بالبشرية أفرادا كأمما أيما إضرار‪ ،‬فبناء السمـ قبؿ أنككف قبؿ‬
‫الدكؿ كاألمـ يجب أف يبنى في عقكؿ البشر‪.‬‬
‫خاصة في مراحمو األكلى كذلؾ بيدؼ‬
‫ّ‬ ‫كما حثّت المادة عمى أف يككف التعميـ مجانيا‬
‫تكفيره كضمانو كدفع المعكقات المختمفة التي قد تمنع مف تمتع اإلنساف بو‪ ،‬كما أشارت‬
‫المادة إلى الحؽ في التعميـ كالتككيف الميني كالتعميـ العالي الذم يجب أف يككف بدكره متاحا‬
‫لئلنساف كذلؾ بحسب قدرتو ككفاءتو‪.‬‬
‫كما أكجبت ىذا الحؽ لؤلطفاؿ الذم يقع باألساس كعمى سبيؿ األكلكية عمى عاتؽ‬
‫األكلياء‪ ،‬الذيف يختاركف التعميـ المناسب ألبنائيـ‪.‬‬
‫‪154‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫كما أردفت المادة ‪ 27‬بحثّيا عمى حؽ المشاركة الثقافية‪ ،‬كالحماية المعنكية كالمادية‬
‫لممنتكج العممي كاألدبي كالفني‪ ،‬حيث نصت عمى أف‪ ":‬لكؿ شخص حؽ المشاركة في حياة‬
‫المجتمع الثقافية‪ ،‬كفي االستمتاع بالفنكف‪ ،‬كاإلسياـ في التقدـ العممي كفي الفكائد التي تنجـ‬
‫عنو‪ .‬لكؿ شخص حؽ في حماية المصالح المعنكية كالمادية المترتبة عف أم إنتاج عممي أك‬
‫أدبي أك فني مف صنعو"‪.‬‬

‫انفرع انثاني‪ :‬في انؼهذ انذوني نهحمىق االلتصاديح واالجتًاػيح وانثمافيح‪.‬‬


‫أكدت ديباجة العيد كحدة حقكؽ اإلنساف كعدـ تجزئتيا كتكامميا‪ ،‬كما اعتبرت أف‬
‫حماية الحقكؽ الثقافية رفقة الحقكؽ االقتصادية كاالجتماعية كالمدنية كالسياسية ىك الشرط‬
‫األساس لتحقيؽ حرية ككرامة اإلنساف‪ ،‬حيث جاء فييا‪ ":‬أف السبيؿ الكحيد لتحقيؽ المثؿ‬
‫األعمى‪ ،‬كفقا لئلعبلف العالمي لحقكؽ اإلنساف‪ ،‬في أف يككف البشر أح ار ار كمتحرريف مف‬
‫الخكؼ كالفاقة‪ ،‬ىك سبيؿ تييئة الظركؼ الضركرية لتمكيف كؿ إنساف مف التمتع بحقكؽ‬
‫االقتصادية كاالجتماعية كالثقافية‪ ،‬ككذلؾ بحقكقو المدنية كالسياسية"‬
‫أما المادة ‪ 2‬مف العيد ؼقد تطرقت إلى مسألة المساكاة بيف الجنسيف في التمتع بجميع‬
‫ىذه الحقكؽ‪ ،‬حيث‪ ":‬تتعيد الدكؿ األطراؼ في ىذا العيد بضماف مساكاة الذككر كاإلناث في‬
‫حؽ التمتع بجميع الحقكؽ االقتصادية كاالجتماعية كالثقافية المنصكص عمييا في ىذا‬
‫العيد"‪.‬‬
‫كتأتي المادة ‪ 6‬مف الميثاؽ لتؤكد عمى العبلقة الكطيدة التي تربط الحقكؽ االجتماعية‬
‫كفي مقدمتيا الحؽ في العمؿ ككسب الرزؽ عف طريؽ االختيار كالقبكؿ بالحؽ في التعمـ ‪،‬‬
‫كما نصت عمى أف‬ ‫نصت في الفقرة الثانية عمى الحؽ في التدريب كالتعميـ الميني‪،‬‬
‫حيث ّ‬
‫تشمؿ التدابير التي يجب أف تتخذىا الدكؿ في تأميف الحؽ الكامؿ في العمؿ‪ ،‬تكفير برامج‬
‫أنيا‬ ‫التكجيو كالتدريب التقنييف كالمينييف‪ ،‬كاألخذ في ىذا المجاؿ بسياسات كتقنيات مف ش‬
‫تحقيؽ تنمية اقتصادية كاجتماعية كثقافية مطردة‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫كبخصكص المسألة التربكية فقد تناكلتيا المدة ‪ 10‬عمى أف ‪ ":‬تقر الدكؿ االطراؼ في‬
‫ىذا العيد بما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬كجكب منح األسرة ‪ ،‬التي تشكؿ الكحدة الجماعية الطبيعية كاألساسية في المجتمع‪،‬‬
‫أكبر قد ر ممكف مف الحماية كالمساعدة‪ ،‬كخصكصا لتككيف ىذه األسرة كطكاؿ‬
‫نيكضيا بمسؤكلية تعيد كتربية األكالد الذيف تعيميـ‪ .‬ك يجب أف ينعقد الزكاج برضا‬
‫الطرفيف المزمع زكاجيما رضاء ال إكراه فيو‪.‬‬
‫‪ -‬كجكب حماية خاصة لؤلميات خبلؿ فترة معقكلة قبؿ الكضع كبعده‪ .‬كينبغي منح‬
‫األميات العامبلت‪ ،‬أثناء الفترة المذككرة إجازة مأجكرة أك إجازة مصحكبة باستحقاقات‬
‫ضماف اجتماعي كافية‪.‬‬
‫كفي المنحى التربكم ‪ ،‬كما يجب أف ينالو األطفاؿ مف حماية جاءت الفقرة الثالثة مف‬
‫المادة السابقة لتعزز ىذا الحؽ حيث نصت عمى‪:‬‬
‫‪ -‬كجكب اتخاذ تدابير حماية كمساعدة خاصة لصالح جميع األطفاؿ كالمراىقيف‪ ،‬دكف‬
‫كمف الكاجب حماية األطفاؿ‬ ‫أم تمييز بسبب النسب أك غيره مف الظركؼ‪.‬‬
‫كالمراىقيف مف االستغبلؿ االقتصادم كاالجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬كما يجب جعؿ القانكف يعاقب عمى استخداميـ في أم عمؿ مف شأنو إفساد‬
‫أخبلقيـ أك اإلضرار بصحتيـ أك تيديد حياتيـ بالخطر أك إلحاؽ األذل بنمكىـ‬
‫الطبيعي‪.‬‬
‫‪ -‬كعمى الدكؿ أيضا أف تفرض حدكدا دنيا لمسف يحظر القانكف استخداـ الصغار الذيف‬
‫لـ يبمغكىا في عمؿ مأجكر كيعاقب عميو‪.‬‬
‫إف ىذه المادة تشكؿ إلتفاتة حقيقية تستجيب لممتطمبات النفسية كالجسمية لمطفؿ فشكمت‬
‫بذلؾ مانعا يحكؿ دكف إىدار كرامة الطفؿ كتعريضيـ لشتى أنكاع االستغبلؿ غير المشركع‪.‬‬
‫أما المادة ‪ 13‬مف العيد فجاءت أثر تكضيحا كتفصيبل لمحؽ في التعميـ بمختمؼ‬
‫أنكاعو كأشكالو كمراحمو فمقد جاء فييا‪:‬‬
‫‪156‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫" تقر الدكؿ االطراؼ في ىذا العيد بحؽ كؿ فرد في التربية كالتعميـ‪ ،‬كىي متفقة عمى كجكب‬
‫تكجيو التربية كالتعميـ إلى اإلنماء الكامؿ لمشخصية اإلنسانية كالحس بكرامتيا كالى تكطيد‬
‫احتراـ حقكؽ اإلنساف كالحريات األساسية ‪ ،‬كىي متفقة كذلؾ عمى كجكب استيداؼ التربية‬
‫كالتعميـ‪:‬‬
‫تمكيف كؿ شخص مف اإلسياـ بدكر نافع في مجتمع حر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬تكثيؽ أكاصر التفاىـ كالتسامح كالصداقة بيف جميع األمـ كمختمؼ الفئات السبللية أك‬
‫اإلثنية أك الدينية‪.‬‬
‫‪ -‬كدعـ األنشطة التي تقكـ بيا األمـ المتحدة مف أجؿ صيانة السمـ‪.‬‬
‫كتقر الدكؿ األطراؼ في ىذا العيد بأف ضماف الممارسة التامة ليذا الحؽ يتطمب‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬جعؿ التعميـ االبتدائي إلزاميا كإتاحتو مجانا لمجميع‪.‬‬
‫‪ -‬تعميـ التعميـ الثانكم بمختمؼ أنكاعو‪ ،‬بما في ذلؾ التعميـ الثانكم التقني كالميني‪،‬‬
‫كجعمو متاحا لمجميع بكافة الكسائؿ المناسبة كال سيما باألخذ تدريجيا بمجانية التعميـ‪.‬‬
‫‪ -‬جعؿ التعميـ العالي متاحا لمجميع عمى قدـ المساكاة‪ ،‬تبعا لمكفاءة‪ ،‬بكافة الكسائؿ‬
‫المناسبة كال سيما باألخذ تدريجيا بمجانية التعميـ‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع التربية األساسية أك تكثيفيا‪ ،‬إلى أبعد مدل ممكف‪ ،‬مف أجؿ األشخاص الذيف‬
‫لـ يتمقكا أك يستكممكا الدراسة االبتدائية‪.‬‬
‫‪ -‬العمؿ بنشاط عمى إنماء شبكة مدرسية عمى جميع المستكيات‪ ،‬كانشاء نظاـ منح كاؼ‬
‫بالغرض‪ ،‬كمكاصمة تحسيف األكضاع المادية لمعامميف في التدريس‪.‬‬
‫كتتعيد الدكؿ األطراؼ في ىذا العيد باحتراـ حرية اآلباء‪ ،‬أك األكصياء عند كج كدىـ‬
‫تقيد المدارس الـ ختارة بمعايير‬
‫في اختيار مدارس ألكالدىـ غير المدارس الحككمية‪ ،‬شريطة ّ‬
‫التعميـ الدنيا التي قد تفرضيا أك تقرىا الدكلة ‪ ،‬كبتأميف تربية أكلئؾ األكالد دينيا كخمقيا كفقا‬
‫لقناعاتيـ الخاصة‪.‬‬

‫‪157‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫كتفيد ىذه المادة أنو ليس فيىا مف أحكاـ ما يجكز تأكيمو عمى نحك يفيد مساسو بحرية األفراد‬
‫كالييئات في إنشاء كادارة مؤسسات تعميمية ‪ ،‬شريطة التقيد دائما بالمبادئ المنصكص عمييا‬
‫في الفقرة ‪ 1‬مف ىذه المادة كرىنا بخضكع التعميـ الذم تكفره ىذه المؤسسات لما قد تفرضو‬
‫الدكلة مف معايير دنيا‪.‬‬
‫أما المادة ‪ 14‬فقد نصت عمى أف ‪ " :‬تتعيد كؿ دكلة طرؼ في ىذا العيد لـ تكف بعد‬
‫عضكا ‪ ،‬كقد أصبحت طرفا فيو قد تمكنت مف كفالة إلزامية كمجانية التعميـ االبتدائي في‬
‫بمدىا ذاتو أك في أقاليـ أخرل تحت كاليتيا بالقياـ‪ ،‬في غضكف سنتيف‪ ،‬بكضع كاعتماد خطة‬
‫عمؿ مفصمة لمتنفيذ الفعمي كالتدريجي لمبدأ إلزامية التعميـ كمجانيتو لمجميع‪ ،‬خبلؿ عدد‬
‫معقكؿ مف السنيف يحدد في الخطة"‪.‬‬
‫ك المادة ‪ 15‬بدكرىا قد نصت عمى أف ‪ ":‬تقر الدكؿ األطراؼ في ىذا العيد بأف مف حؽ كؿ‬
‫فرد في‪:‬‬
‫‪ -‬أف يشارؾ في الحياة الثقافية‪.‬‬
‫‪ -‬أف يتمتع بفكائد التقدـ العممي كبتطبيقاتو‪.‬‬
‫‪ -‬أف يفيد مف حماية المصالح المعنكية كالمادية الناجمة عف أم أثر عممي أك فني أك‬
‫أدبي مف صنعو‪.‬‬
‫‪ -‬تراعي الدكؿ األطراؼ في ىذا العيد‪ ،‬في التدابير التي ستتخذىا بغية ضماف‬
‫الممارسة الكاممة ليذا الحؽ‪ ،‬أف تشمؿ تمؾ التدابير التي تتطمبيا صيانة العمـ كالثقافة‬
‫كانماؤىا كاشاعتيا‪.‬‬
‫‪ -‬تتعيد الدكؿ األطراؼ في ىذا العيد‪ ،‬باحتراـ الحرية التي ال غنى عنيا لمبحث العممي‬
‫كالنشاط اإلبداعي‪.‬‬
‫‪ -‬تقر الدكؿ األطراؼ في ىذا العيد بالفكائد التي تجنى مف تشجيع كانماء االتصاؿ‬
‫كالتعاكف الدكلييف في ميداني العمـ كالثقافة"‪.‬‬

‫‪158‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫أما المادة ‪ 16‬فقد تناكلت مجمكعة مف اإلجراءات التي مف شأنيا ضماف متابعة ما‬
‫كرد في العيد مف التزامات‪ ،‬حيث جاء فييا‪":‬‬
‫‪ -‬تتعيد الدكؿ االطراؼ في ىذا العيد بأف تقدـ طبقا ألحكاـ ىذا الجزء تقارير عف‬
‫التدابير التي تككف قد اتخذتيا كعف التقدـ المحرز عمى طريؽ ضماف احتراـ الحقكؽ‬
‫المعترؼ بيا في ىذا العيد‪.‬‬
‫‪ -‬تكجو جميع التقارير إلى األميف العاـ لؤلمـ المتحدة‪ ،‬الذم يحيؿ نسخا منيا إلى‬
‫المجمس االقتصادم كاالجتماعي لمنظر فييا طبقا ألحكاـ ىذا العيد‪.‬‬
‫‪ -‬عمى األميف العاـ لؤلمـ المتحدة أيضا‪ ،‬حيف يككف التقرير الكارد مف دكلة طرؼ في‬
‫ىذا العيد‪ ،‬أك جزء أك منو متصبل بأية مسألة تدخؿ في اختصاص إحدل الككاالت‬
‫المتخصصة كفقا لصكيا التأسيسي كتككف الدكلة الطرؼ المذككرة عضكا في ىذه‬
‫الككالة أف يحيؿ إلى تمؾ الككالة نسخة مف ىذا التقرير أك جزئو المتصؿ بتمؾ‬
‫المسألة حسب الحالة‪.‬‬
‫انفرع انثانث‪ :‬في إػالٌ فريثىرؽ‪.‬‬
‫تناكؿ إعبلف فريبكرغ الحؽ في التربية كالتعميـ في سياؽ عرضو لمحقكؽ الثقافية لئلنساف مف‬
‫خبلؿ المادة ‪ 6‬حيث نصت عمى أنو كفي ‪ ":‬في اإلطار العاـ لمحؽ في التربية لكؿ شخص‬
‫منفردا أك ضمف مجمكعة طيمة حياتو الحؽ في تربية كتككيف يساىماف _ باستجابتيما‬
‫لحاجياتو التربكية األساسية_ في التنمية الحرة الكاممة ليكيتو الثقافية في نطاؽ احتراـ حقكؽ‬
‫اآلخر كالتنكع الثقافي‪ .‬كيشمؿ ىذا الحؽ بالخصكص‪:‬‬
‫أ ‪-‬معرفة حقكؽ اإلنساف كتعمميا‪.‬‬
‫ب ‪-‬يشمؿ حرية تعمـ لغتو أك التعمـ بيا كتدرييا أك التدريس بيا‪ .‬ككذلؾ المغات األخرل‪.‬‬
‫ت ‪-‬حرية األكلياء في تكفير تربية أخبلقية كدينية ألطفاليـ كفقا لقناعاتيـ الشخصية كفي‬
‫نطاؽ احتراـ حرية التفكير كالمعتقد كالديف المعترؼ بيا لمطفؿ حسب إمكانياتو‪.‬‬

‫‪159‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫ث ‪-‬حرية بعث المؤسسات التربكية غير الخاضعة لمسمطات العامة كتسييرىا كدخكليا‬
‫شريطة احتراـ المقاييس كالمبادئ الدكلية المعترؼ بيا في مجاؿ التربية كأف تككف ىذه‬
‫المؤسسات مطابقة لمقكاعد الدنيا التي تقرىا الدكلة‪.‬‬
‫انفرع انراتغ‪:‬انحك في انترتيح وانتؼهيى في إطار االتفالياخ انخاصح تانطفم‪.‬‬

‫أ ‪ -‬في إػالٌ حمىق انطفم‪.‬‬


‫‪ (1386‬د‪ ،)14 -‬المؤرخ في ‪ 20‬نكفمبر ‪،1959‬‬ ‫اعتمد كنشر عمى المؤل بمكجب القرار‬
‫حيث أكدت الديباجة إلى أف الطفؿ كبالنظر إلى ما يحتاجو إلى حماية كعناية خاصة ال‬
‫سيما القانكنية‪ ،‬بسبب عدـ نضجو الجسمي كالعقمي‪ ،‬كجب عمى اإلنسانية أف تمنحو خير ما‬
‫لدييا‪ ،‬ىذه الحماية قد نص عمييا اإلعبلف العالمي لحقكؽ الغنياف ككذا النظـ األساسية‬
‫لمككاالت المتخصصة كالمنظمات الدكلية المعنية برعاية الطفؿ‪.‬‬
‫كيعد تمكيف الطفؿ مف التمتع بطفكلة سعيدة ينعـ فييا بالحقكؽ كالحريات الغاية الكبرل‬
‫ّ‬
‫مف إقرار ىذه الحقكؽ‪ ،‬كدعكة كؿ مف لديو عبلقة بالطفكلة‪ ،‬آباء كأميات كسمطات محمية‬
‫كحككمات قكمية كمنظمات طكعية إلى االعتراؼ كالسعي لضماف مراعاة ىذه الحقكؽ‪.‬‬
‫كقد تضمنت ىذه االتفاقية عشرة مبادئ ش ّكمت األساس الذم يضمف حقكؽ الطفؿ‪.‬‬
‫أما ما أكردتو في شأف حماية حقكؽ الطفؿ التربكية كالتعميمية‪ ،‬فقد جاء في المبدأ‬
‫الثاني مف اإلعبلف عمى كجكب تمتع الطفؿ بحماية خاصة كأف يمنح بالتشريع كغيره مف‬
‫الكسائؿ الفرص كالتسييبلت البلزمة إلتاحة نمكه الجسمي كالعقمي كالخمقي كالركحي‬
‫كاالجتماعي نمكا طبيعيا سميما في جك مف الحرية كالكرامة‪.‬‬
‫المعكؽ جسميا أك عقميا أك‬
‫ّ‬ ‫كفي المبدأ الخامس إشارة كاضحة إلى كجكب إحاطة الطفؿ‬
‫اجتماعيا بالمعالجة كالتربية كالعناية الخاصة التي تقتضييا حالتو‪.‬‬
‫أما المبدأ السادس فقد تناكؿ حؽ الطفؿ إلى الحب كالتفيـ كذلؾ مف أجؿ بناء شخصية‬
‫منسجمة النمك مكتممة التفتح‪ ،‬كلتحقيؽ ذلؾ يجب أف تتـ تنشئتو برعاية كالديو كفي ظؿ‬
‫مسؤكليتيما في جك يسكده الحناف كاألمف المعنكم كالمادم كبذلؾ ال يجكز‪ ،‬إال في ظركؼ‬
‫‪160‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫استثنائية فصؿ الطفؿ الصغير عف أمو‪ ،‬كيجب عمى المجتمع كالسمطات العامة تقديـ عناية‬
‫خاصة لؤلطفاؿ المحركميف مف األسرة كمف أكلئؾ المفتقريف إلى كفاؼ العيش‪.‬‬
‫ىذا كقد كرد الحؽ في التعميـ في المبدأ السابع‪ ،‬حيث أقر ىذا الحؽ الذم يجب أف‬
‫يككف مجانيا كالزاميا في مراحمو االبتدائية عمى األقؿ‪ ،‬كأف يستيدؼ رفع ثقافة الطفؿ العامة‬
‫كتمكينو‪ ،‬كعمى أساس تكافؤ الفرص مف تنمية ممكاتو كحصافتو كشعكره بالمسؤكلية األدبية‬
‫كاالجتماعية كمف أف يصبح عضكا مفيدا في المجتمع‪ ،‬كتقع ىذه المسؤكلية بالدرجة األكلى‬
‫المذيف يجب أف يكجيا نحك‬
‫عمى أبكيو‪ ،‬كما يجب أف تتاح لمطفؿ فرصة كاممة لمعب كالميك‪ْ ،‬‬
‫أىداؼ التعميـ ذاتيا‪.‬‬
‫كقد نص المبدأ التاسع عمى حماية الطفؿ مف كؿ أشكاؿ اإلىماؿ كالقسكة كاالستغبلؿ‬
‫كاستخدامو قبؿ بمكغو السف األدنى المبلئـ‪ ،‬كيحظر في جميع األحكاؿ حممو عمى العمؿ أك‬
‫تركو يعمؿ في أم مينة أك صنعة تؤذم صحتو أك تعميمو أك تعرقؿ نمكه الجسمي أك العقمي‬
‫أك الخمقي‪.‬‬
‫أما المبدأ العاشر كاألخير مف اإلعبلف فقد أكجب أف يربى الطفؿ عمى ركح التفيـ‬
‫كالتسامح كالصداقة بيف الشعكب كالسمـ كاألخكة العالمية‪ ،‬كأف يحاط بالحماية مف جميع‬
‫الممارسات التي قد تدفع إلى التمييز العنصرم أك الديني أك أم شكؿ مف أشكاؿ التمييز‪.‬‬

‫حماية الحق في التربية والتعميم في إطار اتفاقية حقوق الطفل‪.1‬‬ ‫ب ‪-‬‬

‫‪ -1‬انظر‪ :‬فاتن صبري صٌد اللٌثً‪ ،‬الحماٌة الدولٌة لحقوق الطفل‪ ،‬رسالة ماجستٌر ‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،‬العام الدراسً ‪2008 ،2007‬م‪،‬‬
‫ص‪ 47‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪161‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫اعتمدت ىذه االتفاقية كعرضت لمتكقيع كاالنضماـ بمكجب قرار الجمعية العامة لؤلمـ‬
‫المتحدة ‪ ،25/44‬المؤرخ في ‪ 20‬نكفمبر ‪ ، 1989‬كدخمت مرحمة النفاذ بتاريخ ‪ 2‬سبتمبر‬
‫‪ 1990‬كفقا لممادة ‪.49‬‬
‫كتتككف ىذه االتفاقية مف ديباجة كثبلثة أجزاء‪.‬‬
‫تناكؿ الجزء األكؿ الحقكؽ المتعمقة بالطفؿ في مجاؿ التربية كالتعميـ كأىـ ما كرد في ىذا‬
‫الجانب ما يمي‪:‬‬
‫‪ 18‬األكلى أف تبذؿ قصارل جيدىا لضماف‬ ‫‪ -‬عمى الدكؿ األطراؼ كبحسب المادة‬
‫االعتراؼ بالمبدأ القائؿ أف كبل الكالديف يتحمبلف مسؤكليات مشتركة عف تربية الطفؿ‬
‫كنمكه‪ ،‬كتقع عمى عاتؽ الكالديف أك األكصياء القانكنييف المسؤكلية األكلية عف تربية‬
‫الطفؿ كنمكه‪ ،‬كأف تقدـ المساعدة المبلئمة لمكالديف كلؤلكصياء القانكنييف في‬
‫اإلضطبلع بمسؤكليات تربية الطفؿ كعمييا أف تكفؿ تطكير مؤسسات كمرافؽ‬
‫كخدمات رعاية األطفاؿ‪.‬‬
‫‪ -‬حثّت المادة ‪ 19‬الدكؿ األطراؼ عمى اتخاذ جميع التدابير التشريعية كاإلدارية‬
‫كاالجتماعية كالتعميمية المبلئمة لحماية الطفؿ مف كافة أشكاؿ العنؼ أك الضرر أك‬
‫اإلساءة البدنية أك العقمية كاإلىماؿ أك المعاممة المنطكية عمى إىماؿ‪ ،‬ككذا إساءة‬
‫المعاممة أك االستغبلؿ‪.‬‬
‫كينبغي أف تشمؿ ىذه التدابير‪:‬‬
‫فعالة بكضع برامج اجتماعية لتكفير الدعـ البلزـ لمطفؿ كألكلئؾ الذيف‬
‫‪ -‬إجراءات ّ‬
‫يتعيدكف الطفؿ برعايتيـ‪.‬‬
‫‪ -‬األشكاؿ األخرل مف الكقاية‪.‬‬
‫‪ -‬اإلببلغ عف حاالت اإلساءة لؤلطفاؿ‪ ،‬كالتحقيؽ فييا كمتابعتيا‪.‬‬
‫أما الطفؿ المحركـ بصفة مؤقتة أك دائمة مف بيئتو العائمية فمو كبحسب المادة ‪ 20‬مف‬
‫االتفاقية الحؽ في حماية كمساعدة تكفرىما الدكلة‪ ،‬حيث تضمف الدكؿ األطراؼ كفقا لقكانينيا‬
‫‪162‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫الكطنية‪ ،‬رعاية بديمة لو‪ ،‬ال سيما في أمكر الحضانة أك الكفالة أك التبني‪ ،‬أك اإلقامة في‬
‫مؤسسات مناسبة لرعاية األطفاؿ‪.‬‬
‫كما تناكلت المادة ‪ 21‬تفصيؿ الشركط البلزمة في نظاـ التبني لحماية مصالح الطفؿ‬
‫ككرامتو‪ ،‬أما المادة ‪ 22‬فأشارت إلى كضعية الطفؿ البلجئ ككجكب منحو الحماية البلزمة‪.‬‬
‫أما عف األطفاؿ ذكم االحتياجات الخاصة فقد تكممت عنيـ المادة ‪ 23‬حيث ضمنت‬
‫ليـ بالحؽ في الرعاية الخاصة التي تضمف ليـ التمتع بحياة كاممة ككريمة في ظركؼ تكفؿ‬
‫ليـ كرامتيـ كتيسر مشاركتيـ في المجتمع‪.‬‬
‫إف الرعاية النفسية كالتربكية لمطفؿ ال يمكف أف تكتمؿ إال بتكفير الحماية الصحية‬
‫البلزمة كاالنتفاع بالضماف االجتماعي كتكفير مستكل معيشي مبلئـ لنمكه البدني كالعقمي‬
‫كالركحي كالمعنكم كاالجتماعي كىك ما تناكلتو المكاد‪ 27 ،26 ،25 ،24 :‬عمى الترتيب‪.‬‬
‫أف ما سبؽ عرضو مف مضاميف االتفاقية يمكف إدراجو ضمف الحقكؽ التربكية‪ ،‬أما‬
‫الحقكؽ التعميمية فقد تطرقت إليو المكاد‪31 ،30 ،29 ،28 :‬‬
‫فالمادة ‪ 28‬مف االتفاقية تعترؼ بحؽ الطفؿ في التعميـ‪ ،‬حيث يتعيف عمى الدكؿ‬
‫األطراؼ القياـ بما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬جعؿ التعميـ االبتدائي إلزاميا كمتاحا لمجميع‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع تطكير شتى أشكاؿ التعميـ الثانكم‪ ،‬كتكفيرىا كاتاحتيا لجميع األطفاؿ‪.‬‬
‫‪ -‬جعؿ التعميـ العالي‪ ،‬متاحا لمجميع عمى أساس القدرات‪.‬‬
‫‪ -‬جعؿ المعمكمات كالمبادئ اإلرشادية التربكية كالمينية متكفرة لجميع األطفاؿ‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع التعاكف الدكلي في األمكر المتعمقة بالتعميـ‪ ،‬بيدؼ اإلسياـ في القضاء عمى‬
‫الجيؿ كاألمية في جميع أنحاء العالـ كتيسير الكصكؿ إلى المعرفة العممية كالتقنية‬
‫كالى كسائؿ التعميـ الحديثة‪.‬‬
‫عددتيا في النقاط اآلنية‪:‬‬
‫أما المادة ‪ 29‬فقد تناكلت األىداؼ العامة لمتعميـ‪ ،‬حيث ّ‬
‫‪ -‬تنمية شخصية الطفؿ كمكاىبو كقدراتو العقمية كالبدنية إلى أقصى إمكاناتيا‪.‬‬
‫‪163‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫‪ -‬تنمية احتراـ حقكؽ اإلنساف كالحريات األساسية كالمبادئ المكرسة في ميثاؽ األمـ‬
‫المتحدة‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية االحتراـ لدل الطفؿ ليكيتو الثقافية كلغتو كالقيـ الكطنية لمبمد الذم يعيش فيو‬
‫كالحضارات المختمفة عف حضارتو‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد الطفؿ لحياة يستشعر فييا المسؤكلية في مجتمع حر‪ ،‬بركح مف التفاىـ كالسمـ‬
‫كالتسامح كالمساكاة بيف الجنسيف كالصداقة بيف جميع الشعكب كالجماعات اإلثنية‬
‫كالكطنية كالدينية كاألشخاص الذيف ينتمكف إلى السكاف األصمييف‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية احتراـ البيئة الطبيعية‪.‬‬
‫كتكممة لمنشاط التعميمي يزاكؿ الطفؿ حقّو في األنشطة الترفييية كاالستجماـ حسب‬
‫نص المادة ‪ 30‬الذم يضمف حؽ الطفؿ في الراحة ككقت الفراغ‪ ،‬كمزاكلة األلعاب كأنشطة‬
‫االستجماـ المناسبة لسنو كالمشاركة بحرية في الحياة الثقافية كفي الفنكف‪ ،‬حيث تعزز الدكؿ‬
‫األطراؼ حؽ الطفؿ في المشاركة الكاممة في الحياة الثقافية كالفنية كالتشجيع عمى تكفير‬
‫فرص مبلئمة كمتساكية لمنشاط الثقافي كالفني كاالستجمامي كأنشطة أكقات الفراغ‪.‬‬
‫الفرع الخامس في اإلعالن العالمي حول التربية لمجميع لعام ‪11990‬م‬
‫جاء ىذا اإلعبلف بعد إجراء معاينة لكاقع التربية كالتعميـ عمى المستكل العالمي‪ ،‬حيث‬
‫كبالرغـ مف المكاثيؽ المتعددة التي أقرت ىذا الحؽ كانخراط معظـ الدكؿ فييا كتعدد اآلليات‬
‫الدكلية العاممة عمى مراعاة احتراـ ىذا الحؽ‪ ،‬إال أنو تـ تسجيؿ تأخر كبير عمى مستكل‬
‫إعماؿ ىذا الحؽ‪ ،‬كىك ما أشارت إليو ديباجة ىذا اإلعبلف‪ ،‬حيث سجمت مثبل‪:‬‬
‫‪ -‬أكثر مف ‪ 100‬مميكف طفؿ مف بينيـ ‪ 60‬مميكف فتاة عمى األقؿ‪ ،‬محركمكف مف‬
‫االلتحاؽ بالتعميـ االبتدائي‪.‬‬

‫‪ -1‬محمود شرٌف بسٌونً‪ ،‬الوثائق الدولٌة المعنٌة بحقوق اإلنسان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 356‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪164‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫‪ -‬أكثر مف ‪ 960‬مميكف مف الراشديف‪ ،‬ثمثاىـ مف النساء ىـ أميكف‪ ،‬كما أف األمية‬


‫الكظيفية تشكؿ مشكمة بارزة في جميع البمداف‪ ،‬سكاء منيا البمداف الصناعية أك‬
‫النامية‪.‬‬
‫‪ -‬أكثر مف ثمث الراشديف في العالـ ال سبيؿ ليـ إلى المعرفة المطبكعة كالميارات‬
‫تحسف مف نكعية حياتيـ كتساعدىـ عمى التكيؼ‬
‫كالتقنيات الجديدة التي مف شأنيا أف ّ‬
‫مع التغير االجتماعي كالثقافي‪.‬‬
‫‪ -‬أكثر مف ‪ 100‬مميكف طفؿ‪ ،‬كأعداد ال تحصى مف الراشديف‪ ،‬يتع ّذر عمييـ إكماؿ‬
‫برامج التربية األساسية‪ ،‬كمبلييف آخريف ال يستجيبكف لمتطمبات الحضكر في ىذه‬
‫المرحمة‪.‬‬
‫كذكرت الديباجة أيضا بما يسكد المجتمع الدكلي مف إخفاقات كامكانات‪ ،‬كادراكا منيا‬
‫بأىمية التربية‪ ،‬كباعتبارىا شرطا أساسيا لتحسيف حالة الفرد كالمجتمع‪ ،‬جاء ىذا اإلعبلف‬
‫تحت شعار‪ :‬التربية لمجميع مف أجؿ تدارؾ النقص الفادح الذم يشيده ىذا الحؽ عمى‬
‫المستكل العالمي‪.‬‬
‫كقد تناكلت المادة األكلى مف اإلعبلف أىدافو‪ ،‬حيث رّكزتيا في النقاط اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬تمكيف كؿ شخص مف اإلستفادة مف الفرص التربكية بما يمبي حاجاتو األساسية‬
‫لمتعمّـ‪.‬‬
‫‪ -‬تأىيؿ األفراد في أم مجتمع الحتراـ تراثيـ الثقافي كالمغكم كالركحي المشترؾ‪ ،‬كدعـ‬
‫قضايا العدالة االجتماعية‪ ،‬كتحقيؽ حماية البيئة‪ ،‬كالحفاظ عمى القيـ اإلنسانية كالدينية‬
‫المقبكلة‪ ،‬كعمى حقكؽ اإلنساف بكجو عاـ‪ ،‬كأف يعممكا مف أجؿ السبلـ كالتضامف‬
‫الدكلي‪.‬‬
‫فاإلعبلف تناكؿ رؤية مكسعة لمتعميـ األساسي حيث أ ّكد عمى‪:‬‬
‫‪ -‬تعميـ االلتحاؽ بالتعميـ كالنيكض بالمساكاة‪.‬‬
‫‪ -‬التركيز عمى اكتساب التعمّـ‪.‬‬
‫‪165‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫‪ -‬تعزيز بيئة التعمـ‪.‬‬


‫‪ -‬تكسيع نطاؽ التربية األساسية ككسائميا‪.‬‬
‫كألجؿ تحقيؽ ذلؾ كجب تحقيؽ ما يام‪:‬‬
‫‪ -‬كضع سياسات مساندة‪.‬‬
‫‪ -‬تعبئة المكارد البلزمة‪.‬‬
‫‪ -‬تدعيـ التضامف الدكلي‪.‬‬
‫اليطهة انثاني ‪:‬انحك في انترتيح وانتؼهيى في انًىاثيك اإللهيًيح‬
‫نتناكؿ في ىذا المطمب حؽ في التربية كالتعميـ في بعض المكاثيؽ اإلقميمية كسنتطرؽ‬
‫في الفرع األكؿ إلى حماية ىذا الحؽ في االتفاقية األكربية لحماية حقكؽ اإلنساف‪ ،‬أما في‬
‫الفرع الثاني سنتناكؿ حماية ىذا الحؽ في ميثاؽ الحقكؽ األساسية لبلتحاد األكربي‪ ،‬ثـ‬
‫نتناكؿ حماية ىذا الحؽ في الميثاؽ اإلفريقي لحقكؽ اإلنساف كالشعكب‪ ،‬ثـ الفرع الرابع‬
‫خصصناه لما تضمنو الميثاؽ اإلفريقي لحقكؽ كرفاىية الطفؿ‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬حماية الحق في التربية والتعميم ضمن االتفاقية األوربية لحماية حقوق‬
‫اإلنسان‪.1‬‬
‫كىي أكؿ اتفاقية أبرمت في إطار مجمس أكربا‪ ،‬كتـ التكقيع عمييا في ركما في ‪4‬‬
‫نكفمبر ‪ ، 1950‬كدخمت حيز التنفيذ في ‪1953/09/03‬ـ ‪.‬‬
‫حيث ييدؼ مجمس أكركبا إلى تحقيؽ اتحاد أكثؽ بيف أعضائو‪ ،‬كتعتبر دكلو أف‬
‫حماية حقكؽ اإلنساف كالحريات األساسية كتحقيؽ المزيد منيا أحد كسائؿ بمكغ ىذا اليدؼ ‪.‬‬
‫ك مراعاة منيا لئلعبلف العالمي لحقكؽ اإلنساف الصادر عف الجمعية العامة لؤلمـ المتحدة‬
‫في ‪ 10‬ديسمبر ‪1948‬ـ‪ ،‬كقّعت حككمات دكؿ أعضاء مجمس أكركبا إعبلنا عالميا ييدؼ‬
‫المكضحة بو ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الفعاؿ كرعاية الحقكؽ‬
‫إلى ضماف العالمية كاالعتراؼ ّ‬

‫‪ -1‬انظر‪ :‬كلودٌو زانغً‪ ،‬الحماٌة الدولٌة لحقوق اإلنسان‪ ،‬ت فوزي عٌسى‪ ،‬مكتبة لبنان ناشرون ط ‪ ،2006 1‬ص ‪ 137‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪166‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫عدة بركتكككالت إلى ىذه االتفاقية بقصد إضافة بعض األحكاـ عمييا‬
‫ىذا كقد أضيفت ّ‬
‫أك اإلقرار بمزيد مف الحقكؽ كالحريات أك إضفاء بعض التعديبلت عمييا‪.‬‬
‫كمما جاء في ديباجة الميثاؽ األكربي لحقكؽ اإلنساف ‪ ،‬أنو ‪ ":‬كتجديدا لتأكيد إيمانيا‬
‫العميؽ بيذه الحريات األساسية التي تعد أساس العدالة كالسبلـ في العالـ‪ ،‬كأف أفضؿ ما‬
‫تصاف بو‪ ،‬مف ناحية‪ ،‬ديمقراطية سياسية فعالة‪ ،‬كمف ناحية أخرل‪ ،‬فيـ مشترؾ يرعى حقكؽ‬
‫اإلنساف التي ترتكز تمؾ الحريات عميق‪ ،‬فقد عقدت عزيمتيا‪ ،‬بكصفيا حككمات لدكؿ أكركبية‬
‫تسكدىا كحدة فكرية ذات تراث مشترؾ مف الحرية كالمثؿ كالتقاليد السياسية كاحتراـ القانكف‪،‬‬
‫عمى اتخاذ الخطكات األكلى نحك التنفيذ الجماعي لبعض الحقكؽ الكاردة في اإلعبلف‬
‫العالمي" ‪.‬‬
‫كفيما يخص الحقكؽ الثقافية فقد اتفقت الدكؿ األعضاء في االتفاقية عمى إقرارىا‬
‫نصت عمى‪ ":‬تضمف األطراؼ السامية المتعاقدة لكؿ إنساف يخضع‬
‫كاحتراميا‪ ،‬فالمادة األكلى ّ‬
‫لنظاميا القانكني الحقكؽ كالحريات المحددة في القسـ األكؿ مف ىذه المعاىد"‪ ،‬كبذلؾ كانت‬
‫ضامف الحتراـ كتكريس الحقكؽ الكاردة في ىذه االتفاقية ‪.‬‬
‫ا‬ ‫ىذه المادة‬
‫نصت عميو في فقرتيا األكلى مع‬
‫أما الحؽ في التعميـ فقد نصت عميو المادة ‪ 9‬حيث ّ‬
‫" لكؿ إنساف الحؽ في حرية‬ ‫باقي الحقكؽ الثقافية األساسية األخرل‪ ،‬حيث جاء فييا أف‪:‬‬
‫التفكير كالضمير كالعقيدة‪ .‬ىذا الحؽ يشمؿ حرية تغيير الديف أك العقيدة‪ ،‬كحرية إعبلف الديف‬
‫أك العقيدة بإقامة الشعائر كالتعميـ كالممارسة كالرعاية‪ ،‬سكاء عمى انفراد أك باالجتماع مع‬
‫آخريف‪ ،‬بصفة عمنية أك في نطاؽ خاص" ‪.‬‬
‫ىذا كتضفي المادة ‪ 13‬حماية قكية لكؿ الحقكؽ الكاردة في االتفاؽ فػ‪":‬لكؿ إنساف انتيكت‬
‫فعالة أماـ سمطة كطنية‪،‬‬
‫حقكقو كحرياتو المحددة في ىذه المعاىدة الحؽ في كسيمة إنصاؼ ّ‬
‫كلك كاف ىذا االنتياؾ قد كقع مف أشخاص يعممكف بصفة رسمية ‪".‬‬
‫فتنص عمى مبدأ المساكاة بيف كؿ األفراد في التمتع كاكتساب ىذه‬
‫ّ‬ ‫أما المادة ‪14‬‬
‫الحقكؽ‪ ،‬حيث‪ ":‬يكفؿ التمتع بالحقكؽ كالحريات المقررة في ىذه المعاىدة دكف تمييز أينا كاف‬
‫‪167‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫أساسو‪ :‬كالجنس أك العرؽ أك المكف أك المغة أك العقيدة أك الرأم السياسي أك غيره أك األصؿ‬
‫القكمي أك االجتماعي‪ ،‬أك االنتماء إلى أقمية قكمية‪ ،‬أك الثركة‪ ،‬أك الميبلد‪ ،‬أك أم كضع‬
‫آخر "‪.‬‬
‫ىذا في الظركؼ العادية‪ ،‬أما الظركؼ االستثنائية كحاؿ الحرب أك الطكارئ فيجكز لمدكؿ‬
‫اتخاذ التدابير الضركرية شريطة أف ال تتعارض مع االلتزامات الدكلية‪ ،‬حيث أفادت المادة‬
‫‪ 15‬أنو‪":‬‬
‫‪ - 1‬في كقت الحرب أك الطكارئ العامة األخرل التي تيدد حياة األمة‪ ،‬يجكز ألم طرؼ‬
‫ساـ متعاقد أف يتخذ تدابير تخالؼ التزاماتو المكضحة باالتفاقية في أضيؽ حدكد تحتميا‬
‫مقتضيات الحاؿ‪ ،‬كبشرط أال تتعارض ىذه التدابير مع التزاماتو األخرل في إطار القانكف‬
‫الدكلي‪.‬‬
‫‪ - 2‬الفقرة السابقة ال تجيز مخالفة المادة الثانية‪ ،‬إال فيما يتعمؽ بالكفيات الناتجة عف‬
‫أعماؿ حربية مشركعة‪ ،‬كما ال تجيز مخالفة المكاد الثالثة كالرابعة (فقرة أ) كالسابعة ‪.‬‬
‫‪- 3‬عمى كؿ طرؼ ساـ متعاقد يستخدـ حؽ المخالفة سالؼ الذكر أف يخطر السكرتير‬
‫العاـ لمجمس أكركبا بمعمكمات كاممة عف التدابير التي اتخذىا كاألسباب التي دعت إلييا‪.‬‬
‫كما يخطر السكرتير العاـ لمجمس أكركبا أيضا عند كقؼ ىذه التدابير كاستئناؼ التنفيذ‬
‫الكامؿ ألحكاـ المعاىدة ‪".‬‬
‫أما الحؽ في التعميـ فقد ‪ ":‬جاء النص عمى ىذا الحؽ في البركتكككؿ األكؿ المضاؼ إلى‬
‫اتفاقية حقكؽ اإلنساف كالحريات األساسية‪ ،‬الذم تـ التكقيع عميو في باريس بتاريخ‪:‬‬
‫‪1954/05/18‬ـ"‪1‬‬ ‫حيز التنفيذ في‪:‬‬
‫‪ 1952/03/20‬كالذم دخؿ ّ‬
‫كقد نصت المادة ‪ 2‬عمى أنو‪ " :‬ال يجكز حرماف أحد مف حقو في التعميـ‪ ،‬كتحترـ‬
‫الدكؿ مف خبلؿ ممارستيا لمكظائؼ التي تضطمع بيا في ميداف التربية كالتعميـ حؽ اآلباء‬
‫في ضماف التربية كالتعميـ كفقا لعقائدىـ الدينية كالفمسفية‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد أمٌن المٌدانً‪ :‬النظام األوربً لحماٌة حقوق اإلنسان‪،‬منشورات الحلبً الحقوقٌة‪ ،‬ط ‪ ،2009،2‬ص ‪.93 ،92‬‬
‫‪168‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫انفرع انثاني‪ :‬حًايح انحك في انترتيح وانتؼهيى في ييثاق انحمىق األساسيح نالتحاد‬
‫األوروتي‪.1‬‬
‫كيعتر بمثابة النص الرسمي لحقكؽ اإلنساف في أكربا‪ ،‬ك بدأ العمؿ بو في ديسمبر‬
‫‪2000‬ـ‪.‬‬
‫كقد ظير جميا في اؿتمييد الصبغة الثقافية الجكىرية التي يتأسس عمييا االتحاد‪ ،‬مف خبلؿ‬
‫تسكغ قيامو‪ ،‬كاألىداؼ الكبرل التي يتكؽ إلى تحقيقيا‪ ،‬حيث‬
‫ذكر األسس الثقافية كالقيـ التي ّ‬
‫جاء فييا ‪ ":‬إف شعكب أكركبا – كىي تنشأ اتحادان أكثؽ فيما بينيا – تعتزـ التشارؾ في‬
‫مستقبؿ آمف قائـ عمى القيـ المشتركة‪.‬‬
‫كادراكان لتراثو الركحي كاألخبلقي – يتأسس االتحاد عمى القيـ العامة التي ال تتج أز‬
‫لمكرامة اإلنسانية كالحرية كالمساكاة كالتضامف؛ عمى أساس مبادئ الديمكقراطية كسمطاف‬
‫القانكف‪ ،‬كيضع الفرد في القمب مف أنشطتو باالعتراؼ بالمكاطنة لبلتحاد‪ ،‬كبخمؽ مساحة‬
‫لمحرية كاألمف كالعدؿ‪.‬‬
‫كيسيـ االتحاد في المحافظة عمى تنمية ىذه القيـ المشتركة‪ ،‬بينما يحترـ تنكع ثقافات‬
‫كتقاليد شعكب أكركبا‪ ،‬ككذلؾ اليكيات القكمية لمدكؿ األعضاء‪ ،‬كتنظيـ سمطاتيا العامة عمى‬
‫المستكيات القكمية كاإلقميمية كالمحمية‪ ،‬كينشد تشجيع التنمية المتكازنة كالمستمرة‪ ،‬كيضمف‬
‫حرية الحركة بالنسبة لؤلشخاص كالسمع كالخدمات كرأس الماؿ‪ ،‬كحرية إقامة عبلقات‬
‫الصداقة‪ ،‬كمف أجؿ ىذا اليدؼ – يككف مف الضركرم تقكية حماية الحقكؽ األساسية في‬
‫ضكء تغيرات المجتمع‪ ،‬كالتقدـ االجتماعي‪ ،‬كالتطكرات العممية كالتكنكلكجية بجعؿ تمؾ‬
‫اؿحقكؽ أكثر كضكحا في الميثاؽ"‪.‬‬
‫كيجدد ىذا الميثاؽ تأكيده‪:‬‬
‫‪ -‬عمى االحتراـ الكاجب لسمطات ككظائؼ المجتمع كاالتحاد‪ ،‬كمبدأ المشاركة في‬
‫القرار‪.‬‬

‫‪ -1‬كلودٌو زانغً‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 270‬وما بعدها‪.‬‬


‫‪169‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫عمى الحقكؽ الناشئة عمى كجو الخصكص عف التقاليد الدستكرية كااللتزامات الدكلية‬ ‫‪-‬‬
‫المشتركة بيف الدكؿ األعضاء‪ ،‬كالمعاىدة بشأف االتحاد األكركبي‪ ،‬كاالتفاقية األكركبية لحماية‬
‫حقكؽ اإلنساف كالحريات األساسية‪ ،‬كالمكاثيؽ االجتماعية التي يتبناىا المجتمع كالمجمس‬
‫األكركبي‪ ،‬كقانكف الدعكل لمحكمة العدؿ لممجتمعات األكركبية كالمحكمة األكركبية لحقكؽ‬
‫اإلنساف"‪.‬‬
‫المادة ‪ 10‬التي تناكلت الحؽ في حرية الفكر‬ ‫أما الحقكؽ الثقافية فقد أشارت إلييا‬
‫كالضمير كالديانة‪ ،‬كذلؾ بأف يتمتع‪ ":‬كؿ شخص الحؽ في حرية الفكر كالضمير كالديانة‪،‬‬
‫كيشمؿ ىذا الحؽ الحرية في تغيير الديانة‪ ،‬أك العقيدة‪ ،‬كحرية إعبلف الديانة أك العقيدة‬
‫كالتعبد كالتعميـ كالممارسة كاقامة الشعائر‪ ،‬إما بمفرده‪ ،‬أك باالجتماع مع اآلخريف‪ ،‬كاما بشكؿ‬
‫عمني أك بشكؿ سرم‪.‬‬
‫أما المادة ‪ 11‬فجاءت مكممة ليذا الحؽ حيث أنو يعتبر حقا ناقصا ما لـ يكف مشفكعا‬
‫بحرية التعبير كالمعمكمات‪ ،‬حيث نصت عمى أنو‪":‬‬
‫لكؿ شخص الحؽ في حرية التعبير‪ ،‬كيشمؿ ىذا الحؽ حرية اعتناؽ اآلراء‪ ،‬كتمقي‬ ‫‪-‬‬
‫كنقؿ المعمكمات كاألفكار‪ ،‬دكف تدخؿ مف السمطة العامة كبصرؼ النظر عف الحدكد‪.‬‬
‫‪ -‬تحترـ الحرية كتعددية كسائؿ اإلعبلـ"‪.‬‬
‫كالمادة ‪ 13‬بدكرىا تناكلت مجاال ىاما مف الحقكؽ الثقافية حيث تعرضت إلى مسألة‬
‫حرية الفنكف كالعمكـ باف ‪ ":‬تككف الفنكف كالبحث العممي حرة مف القيكد‪ ،‬كتحترـ الحرية‬
‫األكاديمية‪".‬‬
‫ؾدت‬
‫كتعتبر المادة ‪ 14‬مف المكاد الجكىرية مف الميثاؽ ‪ ،‬في مجاؿ الحقكؽ الثقافية‪ ،‬حيث أ ّ‬
‫عمى الحؽ في التعميـ كذلؾ بإقرارىا أنو‪":‬‬
‫لكؿ إنساف الحؽ في التعميـ كالحصكؿ عمى التدريب الميني كالمستمر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬يشمؿ ىذا الحؽ إمكانية تمقي تعميـ إلزامي بالمجاف‪.‬‬

‫‪170‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫‪-‬تحترـ حرية إنشاء مؤسسات تعميمية باالحتراـ الكاجب لمبادئ الديمكقراطية‪ ،‬كحؽ‬
‫اآلباء في ضماف أف التعميـ كالتدريس ألطفاليـ يتفؽ مع اعتقادىـ الديني كالفمسفي كالتربكم‬
‫‪".‬‬ ‫كفقان لمقكانيف المحمية التي تحكـ ممارسة ىذه الحرية كىذا الحؽ‬
‫تتكرس بو ىذه الحقكؽ ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫كما أشار الفصؿ الثالث إلى مبدإ المساكاة باعتباره شرطا‬
‫مف خبلؿ احتراـ ىذا اؿمبدأ بتحقيؽ اؿمساكاة أماـ القانكف بالنسبة لمجميع كىك ما نصت‬
‫كدعمت المادة ‪ 21‬ىذا الحؽ بعدـ‬
‫عميو المادة ‪ 20‬بأف ‪ ":‬يتساكل الجميع أماـ القانك ف"‪ّ ،‬‬
‫التمييز حيث نصت عمى أنو ‪":‬‬
‫‪ -‬محظ ر أم تمييز قائـ عمى أم سبب مثؿ الجنس أك العرؽ أك المكف أك األصؿ‬
‫العرقي أك االجتماعي أك السمات األجنبية أك المغة أك الديف أك العقيدة أك الرأم‬
‫السياسي أك أم رأم آخر أك االنتساب إلى أقمية قكمية أك بسبب الممتمكات أك‬
‫الميبلد أك اإلعاقة أك السف أك التكجو الجنسي‪.‬‬
‫‪ -‬في نطاؽ تطبيؽ المعاىدة التي تنشئ المجتمع األكركبي‪ ،‬كالمعاىدة بشأف االتحاد‬
‫يحظر أم تمييز عمى أساس‬ ‫األكركبي كدكف اإلخبلؿ باألحكاـ الخاصة لتمؾ المعاىدات‬
‫الجنسي "‪.‬‬
‫ة‬
‫كما أف المادة ‪ 22‬بدكرىا عالجت مسألة حساسة فيما يخص الحقكؽ الثقافية‪ ،‬إذ جاءت‬
‫تحت عنكاف االختبلؼ الثقافي كالديني كالمغكم‪ ،‬كذلؾ بأف‪":‬يحترـ االتحاد االختبلؼ الثقافي‬
‫كالديني كالمغكم"‪.‬‬
‫كفي خصكص الحقكؽ التربكية لؤلطفاؿ لـ تغفؿ االتفاقية ىذا الحؽ فبقد تناكلتو في المادة‬
‫‪ 24‬بنصيا عمى أف ‪":‬‬
‫‪- 1‬يككف لؤلطفاؿ الحؽ في الحماية كالرعاية كما تتطمب مصمحتيـ‪ ،‬كيجكز ليـ أف‬
‫يعبركا عف كجيات نظرىـ بحرية‪ ،‬كتؤخذ كجيات النظر ىذه في االعتبار بشأف المسائؿ التي‬
‫تخصيـ كفقان ألعمارىـ كنضجيـ‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫‪- 2‬في كافة األفعاؿ التي تتعمؽ باألطفاؿ – سكاء اتخذتيا السمطات العامة أك المؤسسات‬
‫الخاصة – يجب أف تؤخذ مصالح الطفؿ في االعتبار األكؿ‪ ،‬كيككف لكؿ طفؿ الحؽ في‬
‫الحفاظ عمى عبلقة شخصية كاتصاؿ مباشر مع كالديو عمى نحك منتظـ ما لـ يكف ذلؾ‬
‫يخالؼ مصمحتو"‪.‬‬
‫كالمادة ‪ 43‬أشارت إلى آلية محقؽ الشكاكل بحيث يككف مف حؽ أم مكاطف باالتحاد‬
‫كأم شخص طبيعي أك معنكم مقيـ أك لو مكتب مسجؿ في دكلة عضك أف يرفع إلى محقؽ‬
‫الشكاكل باالتحاد قضايا سكء اإلدارة في أنشطة مؤسسات أك ىيئات المجتمع‪ ،‬باستثناء‬
‫محكمة العدالة‪ ،‬كالمحكمة االبتدائية المتاف تعمبلف بصفتيـا القضائية‪.‬‬
‫كما أكردت االتفاقية أيضا كمف خبلؿ اؿمادة ‪ 44‬الحؽ في تقديم التماس ‪ ،‬حيث يككف‬
‫مف حؽ أم مكاطف باالتحاد كأم شخص طبيعي أك معنكم مقيـ أك لو مكتب مسجؿ في‬
‫دكلي عضك أف يقدـ التماسان لمبرلماف األكركبي ‪ ،‬كذلؾ في حالة المساس بأم حؽ كارد في‬
‫ىذه االتفاقية‪.‬‬
‫انًيثاق األفريمي نحمىق اإلنساٌ‬ ‫انفرع انثانث‪ :‬حًايح انحك في انترتيح وانتؼهيى في‬
‫‪1‬‬
‫وانشؼىب‬
‫كقد تمت إجارتو مف قبؿ مجمس الرؤساء األفارقة بدكرتو العادية رقـ ‪ 18‬في نيركبي (كينيا)‬
‫يكنيك ‪ ،1981‬كقد ّبينت الديباجة المبادئ كالقيـ التي قاـ بني عمييا‪ ،‬كاألىداؼ التي يتكخاىا‬
‫كىي‪:‬‬
‫‪ -‬الحرية كالمساكاة كالعدالة كالكراـ‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيؽ التطمعات المشركعة لمشعكب األفريقية‪.‬‬
‫‪ -‬إزالة جميع أشكاؿ االستعمار مف أفريقيا‪.‬‬
‫‪ -‬لتكفير ظركؼ حياة أفضؿ لشعكب أفريقيا كتنمية التعاكف الدكلي‪.‬‬
‫‪ -‬الحماية الكطنية كالدكلية لحقكؽ اإلنساف‪.‬‬

‫‪ -1‬انظر‪ :‬بوالقمح ٌوسف‪ ،‬تطور آلٌات حماٌة حقوق اإلنسان فً إفرٌقٌا‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة قسنطٌنة‪ ،‬عام ‪2008/2007‬م‪،‬‬
‫ص‪ 28‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪172‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫‪ -‬الحقكؽ المدنية كالسياسية ال يمكف فصميا عف الحقكؽ االقتصادية كاالجتماعية‬


‫كالثقافية ‪ ،‬سكاء في مفيكميا أك في عالميتيا كبأف الكفاء بالحقكؽ االقتصادية‬
‫كاالجتماعية كالثقافية يضمف التمتع بالحقكؽ المدنية كالسياسية‪.‬‬
‫‪ -‬االىتماـ با لحؽ فى التنمية كبأف تعي كاجبيا نحك التحرير الكامؿ ألفريقيا ‪ ،‬كالقضاء‬
‫عمى االستعمار كالفصؿ العنصرم كالصييكنية‪.‬‬
‫‪ -‬إزالة كافة أشكاؿ التفرقة كال سيما تمؾ القائمة عمى أساس العنصر أك العرؽ أك المكف‬
‫أك الجنس أك المغة أك الديف أك الرأم السياسي‪.‬‬
‫نصت االتفاقية عمى مجمكعة مف حقكؽ اإلنساف األساسية ‪ ،‬منيا الحقكؽ الثقافية‬
‫كقد ّ‬
‫باتخاذ‬ ‫التي أ ّكدت االتفاقية كفي المادة األكلى منيا اعتراؼ الدكؿ األطراؼ عمى احتراميا‬
‫اإلجراءات التشريعية كغيرىا مف أجؿ تطبيقيا ‪ ،‬حيث كبنص المادة ‪ ": 2‬يتمتع كؿ شخص‬
‫بالحقكؽ كالحريات المعترؼ بيا كالمكفكلة فى ىذا الميثاؽ دكف تمييز خاصة إذا كاف قائما‬
‫عمى العنصر أك العرؽ أك المكف أك الجنس أك المغة أك الديف أك ال أر م السياسم أك أ م رأم‬
‫آخر‪ ،‬أك المنشأ الكطني أك االجتماعي أك الثركة أك المكلد أك أل كضع آخر "‪ ،‬كىذا ما يتيح‬
‫ممارسة ىذه الحقكؽ كالتمتع بيا عمى قدـ المساكاة بيف جميع أفراد دكؿ االتحاد‪.‬‬
‫أما عف الحؽ في التربية ك التعميـ فقد أكردتو المادة ‪ ،17‬حيث جاء فييا أف‪:‬‬
‫‪ - 1‬حؽ التعميـ مكفكؿ لمجميع‪.‬‬
‫‪- 2‬لكؿ شخص الحؽ فى االشتراؾ بحرية فى الحياة الثقافية لممجتمع‪.‬‬
‫‪- 3‬النيكض باألخبلقيات العامة كالقيـ التقميدية التى يعترؼ بيا المجتمع كحمايتيا كاجب‬
‫عمى الدكلة فى نطاؽ الحفاظ عمى حقكؽ اإلنساف‪.‬‬
‫ىذا كتناكلت المادة ‪ 18‬مسألة حماية األسرة‪ ،‬كبعض ما يتعمّؽ مف حقكؽ المرأة كالمسنيف‬
‫حيث أ ّكدت أف‪:‬‬
‫‪- 1‬األسرة ىي الكحدة الطبيعية كأساس المجتمع‪ ،‬كعمى الدكلة حمايتيا كالسير عمى‬
‫صحتيا كسبلمة أخبلقياتيا‪.‬‬
‫‪173‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫‪- 2‬الدكلة ممزمة بمساعدة األسرة في أداء رسالتيا كحماية لؤلخبلقيات كالقيـ التقميدية التي‬
‫يعترؼ بيا المجتمع‪.‬‬
‫‪- 3‬يتعيف عمى الدكلة القضاء عمى كؿ تمييز ضد المرأة ككفالة حقكقيا كحقكؽ الطفؿ‬
‫عمى نحك ما ىك منصكص عميو في اإلعبلنات كاالتفاقيات الدكلية‪.‬‬
‫‪ - 4‬لممسنيف أك المعكقيف الحؽ أيضا في تدابير حماية خاصة تبلئـ حالتيـ البدينة أك‬
‫المعنكية‪.‬‬
‫كما أ ّكدت المادة ‪ 22‬أنو لكؿ الشعكب الحؽ في تنميتيا االقتصادية كاالجتماعية كالثقافية‬
‫مع االحتراـ التاـ لحريتيا كذاتيتيا كالتمتع المتساكم بالتراث المشترؾ لمجنس البشرم‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬حماية الحق في التربية والتعميم في الميثاق اإلفريقي لحقوق ورفاىية الطفل‬
‫‪.11990‬‬
‫بدأ العمؿ بو في ‪ 29‬نكفمبر ‪ ،1999‬كقد تناكلت الػمادة ‪ 11‬منو حؽ الطفؿ في التعميـ‪،‬‬
‫نصت عمى‪:‬‬
‫حيث ّ‬
‫‪ - 1‬يككف لكؿ طفؿ الحؽ في التعميـ‪ ،‬كيكجو تعميـ الطفؿ إلى‪:‬‬
‫أ ‪ -‬تشجيع كتنمية شخصية الطفؿ كمكاىبو كقدراتو البدنية كالعقمية إلى أقصى حد ممكف‪.‬‬
‫ب ‪-‬تشجيع احتراـ حقكؽ اإلنساف كالحريات األساسية باإلشارة عمى كجو الخصكص إلى‬
‫تمؾ الحقكؽ الكاردة في أحكاـ المكاثيؽ األفريقية المختمفة بشأف حقكؽ اإلنساف كالشعكب ‪،‬‬
‫كاعبلف كاتفاقيات حقكؽ اإلنساف الدكلية‪.‬‬
‫ت ‪-‬المحافظة عمى تقكية األخبلقيات كالقيـ التقميدية كالثقافات األفريقية اإليجابية‪.‬‬
‫ث ‪-‬إعداد الطفؿ لحياة المسئكلية في مجتمع حر تسكده ركح التفاىـ كالتسامح كالحكار‬
‫كاالحتراـ المتبادؿ كالصداقة بيف كافة الشعكب كالجماعات العرقية كالقبمية كالدينية‪.‬‬
‫ج ‪-‬المحافظة عمى االستقبلؿ الكطني كالتكامؿ اإلقميمي‪.‬‬
‫ح ‪-‬تشجيع كتحقيؽ الكحدة كالتضامف األفريقي‪.‬‬
‫خ ‪-‬تنمية احتراـ البيئة كالمكارد الطبيعية‪.‬‬

‫‪ -1‬بوالقمح ٌوسف‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.58 ،57‬‬


‫‪174‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫د ‪-‬تشجيع تفيـ الطفؿ لمعناية الصحية األكلية‪.‬‬

‫‪- 2‬تتخذ الدكؿ أطراؼ ىذا الميثاؽ كافة اإلجراءات المبلئمة بيدؼ تحقيؽ اإلدراؾ الكامؿ‬
‫ليذا الحؽ‪ ،‬كعمى كجو الخصكص‪:‬‬
‫‪ -‬تقكـ بتكفير التعميـ اإللزامي األساسي‪.‬‬
‫‪ -‬تقكـ بتشجيع تطكير التعميـ الثانكم في أشكالو المختمفة‪ ،‬كجعمو مجانيان بشكؿ تدريجي‬
‫كمتاحان لمجميع‪.‬‬
‫‪ -‬تقكـ بجعؿ التعميـ الجامعي متاحنا لمجميع عمى أساس القدرات بكافة الكسائؿ المبلئمة‪.‬‬
‫‪ -‬تقكـ باتخاذ اإلجراءات التي تشجع عمى الحضكر المنتظـ في المدارس‪ ،‬كتقميؿ معدالت‬
‫االنقطاع‪.‬‬
‫‪ -‬تقكـ باتخاذ اإلجراءات الخاصة فيما يتعمؽ باألطفاؿ اإلناث‪ ،‬كاألطفاؿ المكىكبيف‪،‬‬
‫كاألطفاؿ المحركميف لضماف إتاحة التعميـ المتساكم لكافة شرائح المجتمع‪.‬‬
‫‪- 3‬تحترـ الدكؿ أطراؼ ىذا الميثاؽ حقكؽ ككاجبات اآلباء كاألكصياء القانكنييف –‬
‫حسب الحالة – في اختيار مدارس أطفاليـ غير تمؾ التي تنشئيا السمطات العامة‬
‫كالتي تتفؽ مع أدنى المقاييس التي تقرىا الدكلة‪ ،‬لضماف التعميـ الديني كاألخبلقي‬
‫لمطفؿ بالحد الذم يتناسب مع قدرات الطفؿ‪.‬‬
‫‪- 4‬تتخذ الدكؿ أطراؼ ىذا الميثاؽ كافة اإلجراءات المناسبة لضماف معاممة الطفؿ الذم‬
‫يخضع لمتأديب المدرسي أك مف الكالديف بشكؿ إنساني‪ ،‬كباحتراـ لمكرامة المبلزمة‬
‫لمطفؿ‪ ،‬كبما يتفؽ مع ىذا الميثاؽ‪.‬‬
‫‪- 5‬يككف لدل الدكؿ أطراؼ ىذا الميثاؽ كافة اإلجراءات المناسبة لضماف أف يككف لدل‬
‫األطفاؿ الذيف أصبحكا حكامؿ قبؿ إكماؿ تعميميـ فرصة مكاصمة تعميميـ عمى أساس‬
‫قدراتيـ الفردية‪.‬‬
‫نصت‬
‫كتكممة لمحؽ في التعميـ كاستثما ار لحؽ الطفؿ في الترفيو كاستغبلؿ كقت الفراغ ّ‬
‫الػمادة ‪ 12‬أكقات الفراغ كالترفيو ككيفية ترفيو الطفؿ فييا مف خبلؿ األنشطة الثقافية ‪ ،‬حيث‬
‫جاء فييا‪:‬‬
‫‪ - 1‬تقر الدكؿ األطراؼ بحؽ الطفؿ في الراحة‪ ،‬ككقت الفراغ‪ ،‬كالمشاركة في المعب‪،‬‬
‫كاألنشطة الترفييية المناسبة لسف الطفؿ‪ ،‬كالمشاركة بحرية في الحياة الثقافية كالفنكف‪.‬‬
‫‪175‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫‪- 2‬تحترـ الدكؿ األطراؼ كتشجع عمى حؽ الطفؿ في المشاركة الكاممة في الحياة الثقافية‬
‫كالفنية‪ ،‬كتشجع عمى تكفير الفرص المبلئمة كالمتساكية في األنشطة الثقافية كالفنية كالترفييية‬
‫كأنشطة كقت الفراغ‪.‬‬
‫خصتيـ الػمادة ‪13‬‬
‫كما لـ تستثف االتفاقية األطفاؿ ذكم االحتياجات الخاصة‪ ،‬حيث ّ‬
‫بالنص عمى أف‪:‬‬
‫‪ - 1‬يككف لكؿ طفؿ معاؽ عقميان أك بدنيان الحؽ في إجراءات خاصة لمحماية تتبلءـ مع‬
‫حاجاتو البدنية كاألخبلقية‪ ،‬كفى ظؿ ظركؼ تضمف كرامتو‪ ،‬كتشجع عمى اعتماده عمى‬
‫نفسو‪ ،‬كالمشاركة النشطة في المجتمع‪.‬‬
‫‪ - 2‬تكفؿ الدكؿ أطراؼ ىذا الميثاؽ لمطفؿ المعاؽ كلممسئكليف عف رعايتو – طبقنا لممكارد‬
‫المتاحة – المساعدة التي تبلئـ حالة الطفؿ‪ ،‬كعمى كجو الخصكص ضماف أف يككف لدل‬
‫الطفؿ المعاؽ الفرصة في التدريب‪ ،‬كاإلعداد لمعمؿ‪ ،‬كفرص الترفيو بالشكؿ الذم يؤدل‬
‫بالطفؿ إلى أف يحقؽ أقصى تكامؿ اجتماعي ممكف‪ ،‬كتنميتو فردينا كثقافينا كأخبلقينا‪.‬‬
‫‪ - 3‬تستخدـ الدكؿ أطراؼ ىذا الميثاؽ مكاردىا المتاحة بيدؼ تحقيؽ التكافؽ الكامؿ‬
‫بشكؿ تدريجي لمشخص المعاؽ ذىنيان كبدنيان لمتحرؾ كدخكؿ األماكف العامة كاألماكف األخرل‬
‫التي يجكز لممعاقيف دخكليا بشكؿ مشركع‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬الحق في التربية والتعميم في بعض المواثيق العربية واإلسالمية‬
‫الفرع األول‪ :‬الحق في التربية والتعميم في إعالن القاىرة حول حقوق اإلنسان في اإلسالم‬
‫تـ إجازتو مف قبؿ مجمس كزراء خارجية منظمة مؤتمر العالـ اإلسبلمي في القاىرة‪ ،‬في ‪5‬‬
‫أغسطس ‪.1990‬‬
‫الديباجة الخمفية المرجعية كالمبادئ كاألىداؼ‬ ‫كشأف كؿ المكاثيؽ كاإلعبلنات‪ ،‬فقد تناكلت‬
‫كالقيـ التي بني عمييا اإلعبلف‪ ،‬كلقد جاء فييا‪:‬‬
‫لؤلمة اإلسبلمية التي جعميا ا﵀ خير أمة‬
‫‪ -‬اؿتأكيد عمى ا لدكر الحضارم كالتاريخي ّ‬
‫أكرثت البشرية حضارة عالمية متكازنة ربطت الدنيا باآلخرة كجمعت بيف العمـ‬
‫كاإليماف‪ ،‬كما يرجى أف تقكـ بو ىذه األمة اليكـ ليداية البشرية الحائرة بيف التيارات‬
‫كالمذاىب المتناقضة كتقديـ الحمكؿ لمشكبلت الحضارة المادية المزمنة‪.‬‬
‫‪176‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫‪ -‬اؿمساىمة في الجيكد البشرية المتعمقة بحقكؽ اإلنساف التي تيدؼ إلي حمايتو مف‬
‫االستغبلؿ كاالضطياد كتيدؼ إلي تأكيد حريتو كحقكقو في الحياة الكريمة التي تتفؽ‬
‫مع الشريعة اإلسبلمية‪.‬‬
‫‪ -‬التأكيد بأف البشرية التي بمغت في مدارج العمـ المادم شأنا بعيدا‪ ،‬ال تزاؿ‪ ،‬كستبؽ ل‬
‫في حاجة ماسة إلي سند إيماني لحضارتيا كالي كازع ذاتي يحرس حقكقيا‪.‬‬
‫‪ -‬اإل يماف بأف الحقكؽ األساسية كالحريات العامة في اإلسبلـ جزء مف ديف المسمميف ال‬
‫يممؾ أحد بشكؿ مبدئي تعطيميا كميا أك جزئيا‪ ،‬أك خرقيا أك تجاىميا في أحكاـ إليية‬
‫تكميفية أنزؿ ا﵀ بيا كتبو‪ ،‬كبعث بيا خاتـ رسمو كتمـ بيا ما جاءت بو الرساالت‬
‫السماكية كأصبحت رعايتيا عبادة‪ ،‬كاىماليا أك العدكاف عمييا منك ار في الديف ككؿ‬
‫إنساف مسؤكؿ عنيا بمفرده‪ ،‬كاألمة مسؤكلة عنيا بالتضامف‪.‬‬
‫نصت عمى أف‪:‬‬
‫أما الحؽ في التعميـ فقد تناكلتو المادة ‪ 9‬مف اإلعبلف‪ ،‬حيث ّ‬
‫‪ -‬طمب العمـ فريضة كالتعميـ كاجب عمى المجتمع كالدكلة كعمييا تأميف سبمو ككسائمو‬
‫كضماف تنكعو بما يحقؽ مصمحة المجتمع كيتيح لئلنساف معرفة ديف اإلسبلـ كحقائؽ الككف‬
‫كتسخيرىا لخير البشرية‪.‬‬
‫‪ -‬مف حؽ اإلنساف عمى مؤسسات التربية كالتكجيو المختمفة مف األسرة كالمدرسة كأجيزة‬
‫اإلعبلـ كغيرىا أف تعمؿ عمي تربية اإلنساف دينيا كدنيكيا تربية متكاممة متكازنة تنمي‬
‫شخصيتو‪ ،‬كتعزز إيمانو با﵀ كاحترامو لمحقكؽ كالكاجبات كحمايتيا‪.‬‬
‫نصت المادة ‪ 16‬أنو‪ ":‬لكؿ إنساف الحؽ في االنتفاع بثمرات إنتاجو العممي أك‬
‫ىذا كقد ّ‬
‫األدبي أك الفني أك التقني‪ .‬كلو الحؽ في حماية مصالحو األدبية كالمالية العائدة لو عمي أف‬
‫يككف ىذا اإلنتاج غير مناؼ ألحكاـ الشريعة"‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬عيد حقوق الطفل في اإلسالم‬
‫كقد اعتمد كفتح باب التكقيع كاالنضماـ كالتصديؽ عميو مف قبؿ المؤتمر اإلسبلمي‬
‫الثاني كالثبلثكف لكزراء الخارجية المنعقد في صنعاء – اليمف‪ -‬خبلؿ الفترة مف ‪ 28‬إلى ‪30‬‬

‫‪177‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫جكاف ‪ 2005‬المكافؽ ‪ 21‬إلى ‪ 23‬جمادم األكؿ ‪.1426‬‬


‫نصت عميو المادة حيث جاء فييا‪:‬‬
‫كمما جاء في جانب الحؽ في التربية كالتعميـ ما ّ‬
‫‪ -1‬التربية السميمة حؽ لمطفؿ‪ ،‬يتحمؿ الكالداف أك الكصي حسب األحكاؿ المسؤكلية عنيا‪،‬‬
‫كتساعدىـ مؤسسات الدكلة قدر إمكاناتيا‪.‬‬
‫‪ -2‬تيدؼ تربية الطفؿ إلى‪:‬‬
‫(أ) تنمية شخصيتو كقيمو الدينية كاألخبلقية كشعكره بالمكاطنة كبالتضامف اإلسبلمي‬
‫كاإلنساني كبث ركح التفاىـ كالحكار كالتسامح كالصداقة بيف الشعكب‪.‬‬
‫(ب) تشجيع اكتسابو الميارات كالقدرات التي يكاجو بيا المكاقؼ الجديدة‪ ،‬كيتخمص بيا مف‬
‫التقاليد السمبية‪ ،‬كينشأ بيا عمى التفكير العممي كالمكضكعي‪.‬‬
‫ككذلؾ ما كرد في المادة ‪ 12‬بشأف التعميـ كالثقافة‪ ،‬حيث جاء فييا أنو‪:‬‬
‫‪ -1‬لكؿ طفؿ حؽ في التعميـ المجاني اإللزامي األساسي‪ ،‬بتعميمو مبادئ التربية اإلسبلمية‬
‫العقيدة كالشريعة‪ ،‬كتكفير الكسائؿ البلزمة لتنمية قدراتو العقمية كالنفسية كالبدنية بما يسمح لو‬
‫باالنفتاح عمى المعايير المشتركة لمثقافات اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ -2‬عمى الدكؿ األطراؼ في ىذا العيد تكفير‪:‬‬
‫(أ) التعميـ األساسي اإللزامي مجانا لجميع األطفاؿ عمى قدـ المساكاة‪.‬‬
‫(ب) التعميـ الثانكم مجانا كتدريجيا‪ ،‬بحيث يككف ‪ -‬خبلؿ عشر سنكات ‪ -‬في متناكؿ جميع‬
‫األطفاؿ‪.‬‬
‫(ج) التعميـ العالي مع مراعاة قدرات كؿ طفؿ كرغبتو‪ ،‬حسب نظاـ التعميـ في كؿ دكلة‪.‬‬
‫(د) حؽ الطفؿ في المباس الذم يكافؽ معتقداتو مع االلتزاـ بالشريعة اإلسبلمية كاآلداب‬
‫العامة كما ال يخدش الحياء‪.‬‬
‫(ىػ) معالجة فعالة لمشكمة األمية كالتكقؼ عف التعميـ كالتخمؼ األساسي‪.‬‬
‫(ك) رعاية المتفكقيف كالمكىكبيف في جميع مراحؿ التعميـ‪.‬‬
‫(ز) إنتاج كنشر كتب األطفاؿ كانشاء مكتبات ليـ‪ ،‬كاالستفادة مف كسائؿ اإلعبلـ في نشر‬
‫‪178‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫المكاد الثقافية كاالجتماعية كالفنية‪ ،‬الخاصة بالطفؿ‪ ،‬كتشجيع ثقافتو‪.‬‬


‫‪ -3‬حؽ الطفؿ المقارب لمبمكغ في الحصكؿ عمى الثقافة الجنسية الصحيحة المميزة بيف‬
‫الحبلؿ كالحراـ‪.‬‬
‫كما تكممت المادة ‪ 13‬عف أكقات الراحة كاألنشطة‪ ،‬حيث جاء فييا‪:‬‬
‫‪- 1‬لمطفؿ الحؽ في أكقات الراحة‪ ،‬كممارسة األلعاب‪ ،‬كاألنشطة المشركعة المناسبة‬
‫لسنو في كقت الفراغ‪.‬‬
‫‪- 2‬لمطفؿ الحؽ في المشاركة في الحياة الثقافية كالفنية كاالجتماعية‪.‬‬
‫‪- 3‬لمكالديف أك المسؤكؿ عف الطفؿ شرعا أك قانكنا‪ ،‬اإلشراؼ عمى ممارسة الطفؿ‬
‫لؤلنشطة التي يريدىا كفقا ليذه المادة‪ ،‬كفي إطار الضكابط التربكية كالدينية‬
‫كاألخبلقية‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الحق في التربية والتعميم في الميثاق العربي لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪ 5427‬المؤرخ في‬ ‫اعتمد كنشر عمى المؤل بمكجب قرار مجمس جامعة الدكؿ العربية‬
‫‪ 15‬سبتمبر ‪ ،1997‬كقد ّبينت الديباجة المبادئ كاألسس كاألىداؼ كالقيـ التي قاـ عمييا‪،‬‬
‫حيث يمكف تمخيصيا في النقاط اآلتية‪:‬‬

‫أعزىا ا﵀ ب أ ف جعؿ الكطف العربي ميد الديانات كمكطف‬


‫‪ -‬كرامة اإلنساف منذ أف ّ‬
‫الحضارات التي أكدت حقو في حياة كريمة عمى أسس مف الحرية كالعدؿ كالسبلـ‪.‬‬
‫‪ -‬ا لمبادئ الخالدة التي أرستيا الشريعة اإلسبلمية كالديانات السماكية األخرل في األخكة‬
‫كالمساكاة بيف البشر‪.‬‬
‫‪ -‬الحؽ في تقرير المصير‪.‬‬
‫‪ -‬اؿحفاظ عمى اؿعقيدة‪ ،‬كاإليماف بكحدة األمة العربية كحريتيا‪.‬‬
‫‪ -‬رفض العنصرية كالصييكنية المّتيف تشكبلف انتياكا لحقكؽ اإلنساف كتيديدا لمسبلـ‬
‫العالمي‪.‬‬
‫‪ -‬اإلقرار باالرتباط الكثيؽ بيف حقكؽ اإلنساف كالسبلـ العالمي‪.‬‬

‫‪179‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫‪ -‬اؿتأكيد لمبادئ ميثاؽ األمـ المتحدة كاإلعبلف العالمي لحقكؽ اإلنساف كأحكاـ العيديف‬
‫الدكلييف لؤلمـ المتحدة بشأف الحقكؽ المدنية كالسياسية كالحقكؽ االقتصادية‬
‫كاالجتماعية كالثقافية‪ ،‬كاعبلف القاىرة حكؿ حقكؽ اإلنساف في اإلسبلـ‪.‬‬

‫أما فيما يخص الحقكؽ الثقافية ال سيما الحؽ في التربية كالتعميـ فقد كرد في الميثاؽ‬
‫مف خبلؿ المكاد‪ :‬مف المادة ‪ 34‬إلى المادة ‪ ،39‬فالمادة ‪ 34‬تناكلت كاجب التعميـ مف خبلؿ‬
‫تأكيدىا عمى أف‪:‬‬

‫‪ -‬محك األمية التزاـ كاجب‪.‬‬


‫‪ -‬التعميـ حؽ لكؿ مكاطف‪.‬‬
‫كمجانيتو‪ ،‬كتيسير التعميـ الثانكم كالجامعي لمجميع‪.‬‬
‫‪ -‬إلزامية التعميـ االبتدائي ّ‬
‫أما المادتاف ‪ 36 ، 35‬فقد أشارتا إلى حؽ المكاطف في الحياة في مناخ فكرل كثقافي‬
‫كيقدس حقكؽ اإلنساف كيرفض التفرقة العنصرية كالدينية كغير ذلؾ‬
‫يعتز بالقكمية العربية‪ّ ،‬‬
‫مف أنكاع التفرقة كيدعـ التعاكف الدكلي كقضية السبلـ العالمي‪.‬‬
‫كما لمفرد أيضا حؽ المشاركة في الحياة الثقافية‪ ،‬كحؽ التمتع باألعماؿ األدبية كالفنية‪،‬‬
‫ككذا تنمية ممكاتو الفنية كالفكرية كاإلبداعية‪.‬‬
‫كفي ىذا الصدد كبخصكص حماية الخصكصية الثقافية لؤلقميات‪ ،‬أشارت المادة ‪،37‬‬
‫بأنو ال يجكز حرماف األقميات مف حقيا في التمتع بثقافتيا أك اتباع تعاليـ دياناتيا‪.‬‬

‫‪180‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫انًثحث انثانث‪ :‬آنياخ حًايح انحك في انترتيحو انتؼهيى في انمانىٌ انذوني نحمىق اإلنساٌ‪.‬‬

‫نتطرؽ في ىذا المبحث إلى أىـ اآلليات العاممة عمى المستكل الدكلي في مجاؿ حماية‬
‫الحؽ في التربية كالتعميـ عمى المستكل الدكلي كاإلقميمي‪ ،‬كقد قسـ ىذا المبحث إلى ثبلثة‬
‫مطالب‪ ،‬حيث نتناكؿ في المطمب األكؿ منظمة األمـ المتحدة لمتربية كالعمكـ كالثقافة‬
‫(اليكنسكك) كجيكدىا في مجاؿ التربية كالتعميـ‪ ،‬أما في المطمب الثاني فسنتناكؿ جيكد‬
‫المنظمة العربية لمتربية كالعمكـ كالثقافة ( األليسكك)‪ ،‬كما خصصنا المطمب الثالث لجيكد‬
‫المنظمة اإلسبلمية لمتربية كالعمكـ كالثقافة ( األيسيسكك ) ‪.‬‬

‫انًطهة األول‪ :‬ينظًح األيى انًتحذج نهترتيح وانؼهىو وانثمافح‪.‬‬

‫قبؿ تناكؿ جيكد اليكنسكك في مجاؿ حماية الحؽ في التربية كالتعميـ نتكمـ عف المكاثيؽ‬
‫المنشئة ليا‪ ،‬أىدافيا ككسائميا‪ ،‬ككذا نظاميا الييكمي‪ ،‬كبعض ما يتعمّؽ بنشاطيا كعبلقاتيا‪،‬‬
‫كذلؾ حسب ما سيأتي‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬اليونسكو‪ :‬النشأة ‪ ،‬األىداف والتنظيم ‪.‬‬

‫‪- 1‬المواثيق المنشئة والشخصية القانونية لميونسكو‪.‬‬


‫"منذ عاـ ‪ 1942‬كفي خضـ الحرب العالمية الثانية عقدت حككمات البمداف األكربية‬
‫التي كانت تكاجو ألمانيا النازية كحمفاءىا في إنجمت ار في إطار مؤتمر كزراء الحمفاء لمتربية‬
‫( ‪ ، )CAME‬كمع أف الحرب لـ تكف قد اقتربت مف نيايتيا فإف البمداف كانت قد أخذت‬
‫تتساءؿ عف الطريقة التي يمكف أف تعيد بناء النظـ التعميمية بعد أف يستتب األمف مف جديد‪،‬‬
‫كسرعاف ما تضخـ ىذا المشركع كاتخذ بعدا عالميا" ‪ " ،1‬إال أنو كاعتبا ار مف شير يكليك عاـ‬
‫‪ 1943‬أقر مؤتمر الكزراء المنعقد في ىذا التاريخ مبدأ إنشاء منظمة دكلية تعني بالجانب‬

‫‪ -1‬الموقع الرئٌسً للمنظمة‪www.unesco.org/new/ar/about-us/who- who-we-are/history/ :‬‬


‫‪181‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫التربكم‪ ،‬كبذلؾ يككف ىذا المؤتمر قد فتح أبكابو لمبمداف التي كانت تحضر بصفة مراقب قبؿ‬
‫ىذا التاريخ ليصبح ممثمكىا كاممي الحقكؽ"‪.1‬‬
‫" كقد انعقد اجتماع مؤتمر كزراء التربية لمدكؿ المتحالفة في شير أفريؿ عاـ ‪1944‬ـ‬
‫كشاركت فيو أمريكا‪،‬بصفة عضك أساسي في المؤتمر‪ ،‬حيث أسيـ مندكبيا أرشيبا لدما كميش‬
‫( أميف مكتبة الككنغرس) إلى جانب مندكبي فرنسيا كبريطانيا إسياما نشيطا في صياغة‬
‫مشركع الميثاؽ التأسيسي لميكنسكك"‪.2‬‬
‫كفي الفترة الممتدة مف ‪ 01‬إلى ‪ 16‬نكفمبر ‪ 1945‬أم فكر انتياء الحرب العالمية‬
‫‪ )AME‬عقد مؤتمر لؤلمـ‬ ‫الثانية‪ ،‬كبناء عمى اقتراح مف مؤتمر كزراء الحمفاء لمتربية (‬
‫المتحدة مف اجؿ إنشاء منظمة تعني بالتربية كالثقافة بمشاركة ‪ 44‬بمدا ك‪ 7‬منظمات دكلية‪.3‬‬
‫السيد كميمنت رئيس كزراء بريطانيا ككاف مف أىـ ما قالو‪" :‬‬
‫ك" قد حضر حفؿ االفتتاح ّ‬
‫فمنعمـ شعكبنا مف أجؿ أف تتحكؿ عقكليـ نحك السبلـ"‪ ،‬كقد أكمؿ ىذا المقطع الشاعر‬
‫األمريكي مستشار الرئيسي ركزفمت مندكب الكاليات المعتمد األمريكية بقكلو‪ ":‬لما كانت‬
‫الحركب تتكلد في عقكؿ البشر‪ ،‬ففي عقكليـ يجب أف تبني حصكف السبلـ"‪ ،‬كقد كتبت ىذه‬
‫‪4‬‬
‫كتكزع المؤتمر عمى ‪ 5‬لجاف اعتبرت بمثابة ىيئة‬
‫ّ‬ ‫العبارة الشييرة في مقدمة ميثاؽ اليكنسكك"‬
‫تحضيرية لمناقشة مشركع دستكر المنظمة‪.‬‬
‫كفي نياية أعماؿ ىذا المؤتمر التحضيرم قاـ رؤساء ‪ 37‬دكلة بالتكقيع عمى الميثاؽ‬
‫‪ 16‬نكفمبر ‪ ،1945‬كما‬ ‫التأسيسي لمنظمة اليكنسكك بعد إق ارره مف المؤتمر كذلؾ بتاريخ‬
‫أقر المؤتمر أيضا أف يككف مقر ىذه المنظمة العاصمة الفرنسية باريس كبأف تشكؿ لجنة‬
‫ّ‬
‫تحضيرية برئاسة كزيرة التربية البريطانية كيمكتسكف أليف لئلعداد عداد لمدكرة األكؿ لممؤتمر‬
‫العاـ "‪.5‬‬

‫‪ -1‬عبد المجٌد سعٌد مصلح العسالً‪ :‬إدارة المنظمات الدولٌة المتخصصة بالتربٌة دار الثقافة والعلوم المركز القومً لإل صدارات‬
‫القانونٌة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪ ،1‬ج‪1 ،‬ص‪.71‬‬
‫‪ -2‬عبد المجٌد سعٌد مصلح العسالً ‪:‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.72‬‬
‫‪ -3‬انظر الموقع الرسمً لمنظمة الٌونسكو ‪. www.unesco.org‬‬
‫‪ -4‬الموقع الرسمً لمنظمة الٌونسكو ‪www.unesco..org‬‬
‫‪ -5‬عبد المجٌد سعٌد مصلح العسالً‪ :‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫‪182‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫كيتككف الميثاؽ التأسيسي لممنظمة مف ديباجة ك‪ 15‬مادة‪ ،‬كقد تناكؿ العناصر الرئيسية‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬أىداؼ المنظمة كغاياتيا ‪.‬‬
‫‪ -‬العضكية‪.‬‬
‫‪ -‬ىيئات المنظمة كىيئات التعاكف الكطنية‪.‬‬
‫‪ -‬العبلقات مع منظمة األمـ المتحدة كسائر المنظمات كالككاالت الدكلية المتخصصة‪.‬‬
‫‪ :- 2‬أىداف ووسائل اليونسكو وعضويتيا‬
‫أ ‪-‬األىداف‪.‬‬

‫نصت المادة األكلى مف ميثاؽ المنظمة عمى أىدافيا كغاياتيا ‪ ،‬حيث جاء فييا أنيا‬
‫ّ‬
‫تستيدؼ المساىمة في صكف السمـ كاألمف بالعمؿ عف طريؽ التربية كالعمـ كالثقافة عمى‬
‫تكثيؽ التعاكف بيف األمـ لضماف االحتراـ الشامؿ لمعدالة كالقانكف كحقكؽ اإلنساف كالحريات‬
‫األساسية لمناس كافة دكف تمييز بسبب العنصر أك المغة أك الديف كما أقرىا ميثاؽ األمـ‬
‫المتحدة لجميع الشعكب‪ ،‬كألجؿ تحقيؽ ىذه الغايات فإف المنظمة‪:‬‬

‫بمساندة أجيزة إعبلـ الجماىير كتكصي ليذا‬ ‫‪ -‬تعزز التعارف والتفاىم بين األمم‪:‬‬
‫الغرض بعقد االتفاقيات الدكلية التي تراىا مفيدة لتسييؿ حرية تداكؿ األفكار عف طريؽ‬
‫الكممة كالصكرة‪.‬‬
‫‪ -‬تعمل عمى تنشيط التربية الشعبية ‪ :‬بالتعاكف مع الدكؿ األعضاء‪ ،‬بناء عمى رغبتيا‬
‫كمعاكنتيا عمى تنمية نشاطيا التربكم‪ ،‬كبإقامة التعاكف بيف األمـ لكي يتحقؽ بالتدريج المثؿ‬
‫األعمى في تكافؤ فرص التعميـ لجميع الناس دكف تمييز بسبب العنصر أك الجنس أك بسبب‬
‫الكضع االقتصادم أك االجتماعي كباقتراح األساليب التربكية المناسبة لتييئة أطفاؿ العالـ‬
‫أجمع لبلضطبلع بمسؤكليات اإلنساف الحر‪.‬‬

‫‪183‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫‪ -‬تساعد عمى حفظ المعرفة وعمى تقدميا وانتشارىا ‪ :‬بالسير عمى صكف كحماية التراث‬
‫العالمي مف الكتب كاألعماؿ الفنية كغيرىا مف اآلثار التي ليا أىميتيا التاريخية أك‬
‫العممية‪ ،‬كبتكصية الشعكب صاحبة الشأف بعقد اتفاقيات دكلية ليذا الغرض‪ ،‬كبتشجيع‬
‫التعاكف بيف األمـ في جميع فركع النشاط الفكرم كتبادؿ المشتغميف في مجاالت التربية‬
‫كالعمـ كالثقافة عمى النطاؽ الدكلي كتبادؿ المطبكعات كاألعماؿ الفنية كالمكاد العممية‬
‫كسائر المكارد اإلعبلمية‪ ،‬كباالعتماد عمى كسائؿ التعاكف الدكلي المبلئمة لكي يتسنى‬
‫طمع عمى ما ينشره كؿ شعب منيا‪.‬‬
‫لمشعكب جميعيا أف ت ّ‬
‫ب ‪-‬نظام العضوية‪.‬‬

‫تناكلت المادة الثامنة مف الميثاؽ التأسيسي لممنظمة مسألة العضكية حيث أنو ‪:‬‬

‫تنظـ إلى عضكية منظمة األمـ المتحدة‬


‫يحؽ لمدكؿ األعضاء في منظمة األمـ المتحدة أف ّ‬
‫لمتربية كالعمكـ كالثقافة‪.‬‬
‫كمع مراعاة أحكاـ االتفاؽ الذم سيعقد بيف ىذه المنظمة كبيف منظمة األمـ المتحدة‬
‫كالذم تتـ المكافقة عميو طبقا لممادة العاشرة مف ىذا الميثاؽ يجكز قبكؿ الدكؿ غير األعضاء‬
‫في منظمة األمـ المتحدة كأعضاء في المنظمة بناء عمى تكصية المجمس التنفيذم كمكافقة‬
‫المؤتمر العاـ عمى تمؾ التكصية بأغمبية ثمثي األعضاء‪.‬‬
‫كما يجكز قبكؿ األقاليـ أك مجمكعات األقاليـ التي ال تمارس بنفسيا مسؤكلية إدارة‬
‫عبلقاتيا الخارجية كأعضاء منتسبيف إذا كافؽ المؤتمر العاـ عمى ذلؾ بأغمبية ثمثي األعضاء‬
‫الحاضريف كالمصكتيف ككاف طمب االنضماـ قد قدـ بالنيابة عف كؿ إقميـ أك مجمكعة مف‬
‫ىذه األقاليـ مف الدكلة العضك أك السمطة التي تمارس مسؤكلية إدارة عبلقاتيا الخارجية ّأيا‬
‫كانت ىذه السمطة كيحدد المؤتمر العاـ طبيعية كنطاؽ حقكؽ األعضاء المنتسبيف‬
‫كالتزاماتيـ‪.‬‬

‫‪184‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫كا ّف الدكؿ األعضاء في المنظمة التي تكقؼ عف ممارسة حقكقيا كامتيازاتيا المترتبة‬
‫عمى عضكيتو في منظمة األمـ المتحدة تكقؼ أيضا بناء عمى طمب ىذه األخيرة عف‬
‫ممارسة الحقكؽ كاالمتيازات المبلزمة لعضكيتيا‪.‬‬
‫كيجكز لكؿ دكلة عضك في المنظمة أك لكؿ عضك منتسب إلييا أف ينسحب منيا‬
‫‪ 31‬ديسمبر‬ ‫بمكجب إشعار يكجو إلى المدير العاـ‪ ،‬كيصبح ىذا االنسحاب نافذا مف تاريخ‬
‫مف العاـ التالي لمعاـ الذم كجو خبللو اإلشعار كال ينجـ عف ىذا االنسحاب أم تغيير في‬
‫االلتزامات المالية المترتبة عمى الدكلة صاحبة الشأف تجاه المنظمة حتى التاريخ الذم يصبح‬
‫فيو االنسحاب نافذا كفي حالة انسحاب عضك منتسب‪ ،‬يكجو اإلشعار باسمو مف قبؿ الدكلة‬
‫العضك أك السمطة التي تمارس مسؤكلية إدارة عبلقاتو الدكلية ّأيا كانت ىذه السمطة ‪.‬‬
‫كيحؽ لكؿ دكلة عضك أف تعيف مندكبا دائما ليا لدل المنظمة‪ ،‬حيث يقدـ المندكب الدائـ‬
‫لمدكلة العضك أكراؽ اعتماد إلى مدير عاـ المنظمة كيتكلى ميامو رسميا اعتبا ار مف تاريخ‬
‫تقديـ أكراؽ االعتماد‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬النظام الييكمي لميونسكو‬
‫نصت المادة الثالثة مف الميثاؽ التأسيسي المتصمة عمى الييئات المش ّكمة لممنظمة كىي‬
‫ّ‬
‫كاآلتي ‪ :‬المؤتمر العاـ كالمجمس التنفيذم كاألمانة ‪.‬‬
‫‪- 1‬المؤتمر العام ‪.‬‬
‫كتعيف حككمة كؿ دكلة‬
‫يتألؼ المؤتمر العاـ مف ممثمي الدكؿ األعضاء في المنظمة‪ّ ،‬‬
‫عضك عددا مف الممثميف ال يتجاكز الخمسة يختاركف بعد التشاكر مع المجنة الكطنية إف‬
‫كجدت أك مع المؤسسات كالييئات التربكية كالعممية كالثقافية‪.‬‬
‫كتتمثّؿ مياـ المؤتمر في ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬يحدد خطكط سياسة المنظمة كالمنيج العاـ الذم تسمكو كيبت في البرامج التي‬
‫يعرضيا عميو مجمسو التنفيذم‪.‬‬

‫‪185‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫‪ -‬يدعك المؤتمر العاـ‪ ،‬كمما اقتضى األمر ككفقا لمنظاـ الذم يضعو ‪ ،‬إلى عقد‬
‫مؤتمرات دكلية عمى مستكل الدكؿ بشأف التربية أك العمكـ الطبيعية أك اإلنسانية أك نشر‬
‫المعارؼ‪ ،‬كيجكز لممؤتمر العاـ أك المجمس التنفيذم أف يدعك كفقا لمنظاـ الذم يضعو‬
‫المؤتمر إلى عقد مؤتمرات غير حككمية بشأف ىذه المكضكعات ذاتيا‪.‬‬
‫ىذا كعندما يكافؽ المؤتمر العاـ عمى مقترحات ينبغي عرضيا عمى الدكؿ األعضاء‪ ،‬ك‬
‫يميز بيف التكصيات المكجية إلى الدكؿ األعضاء كبيف االتفاقيات الدكلية التي يمزـ‬
‫عميو أف ّ‬
‫التصديؽ عمييا مف قبؿ الدكؿ األعضاء‪ ،‬إذ يكتفي في الحالة األكلى باألغمبية البسيطة‪،‬‬
‫بينما ينبغي الحصكؿ في الحالة الثانية عمى أغمبية الثمثيف‪ ،‬كعمى كؿ دكلة مف الدكؿ‬
‫األعضاء أف تعرض التكصيات أك االتفاقيات عمى الجيات الكطنية المختصة خبلؿ عاـ‬
‫كاحد يبدأ مف تاريخ انتياء دكرة المؤتمر العاـ التي اعتمدت خبلليا ىذه التكصيات أك‬
‫االتفاقيات‪.‬‬
‫يسدم المؤتمر العاـ مشكرتو لمنظمة األمـ المتحدة بشأف النكاحي التربكم العممية‬ ‫‪-‬‬
‫كالثقافية لممسائؿ التي تيـ األمـ المتحدة كذلؾ كفقا لمشركط كاإلجراءات التي تعتمدىا‬
‫الجيات المختصة في كمتا المنظمتيف ‪.‬‬
‫ظمة‬
‫‪ -‬يتسمـ أيضا المؤتمر العاـ كيدرس التقارير التي ترسميا الدكؿ األعضاء إلى المن ّ‬
‫عما تتخذه مف تدابير بشأف التكصيات كاالتفاقيات أك ممخصات تحميمية ليذه التقارير إذا قرر‬
‫المؤتمر ذلؾ‪.‬‬
‫‪ -‬ينتخب المؤتمر أعضاء المجمس التنفيذم‪ ،‬كيعيف المدير العاـ بناء عمى تكصية مف‬
‫المجمس التنفيذم‪.‬‬
‫‪- 2‬المجمس التنفيذي‪.‬‬

‫تناكلتو المادة الخامسة مف الميثاؽ مف حيث التشكيؿ كالمياـ كالعبلقة بينو ك بيف‬
‫الييئات األخرل‪ ،‬فقد تناكلت الفقرة األكلى مف المادة تشكيمتو حيث ‪:‬‬

‫‪186‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫‪ -‬يش ّكؿ المجمس التنفيذم مف ثماف كخمسيف دكلة عضك ينتخبيا المؤتمر العاـ‪،‬‬
‫كيحضر رئيس المؤتمر العاـ جمسات المجمس التنفيذم بحكـ منصبو كبصفة استشارية ‪،‬‬
‫حيث يعيف كؿ عضك في المجمس التنفيذم ممثبل كاحد لو كيجكز لو أيضا أف يعيف لو نكابا‪.‬‬
‫‪ -‬عمى عضك المجمس التنفيذم عندما يختار مف يمثمو في المجمس التنفيذم أف يحرص‬
‫عمى تعييف شخص مف ذكم الكفاءة في مجاؿ أك أكثر مف مجاالت اختصاص اليكنسكك‪،‬‬
‫كممف تتكافر لدييـ الخبرة كالمقدرة البلزمتاف لمقياـ بالمياـ اإلدارية كالتنفيذية الممقاة عمى‬
‫ّ‬
‫عاتؽ المجمس‪.‬‬

‫أما مياـ المجمس التنفيذم فتتمثؿ في‪:‬‬

‫‪ -‬يعد جداكؿ أعماؿ دكرات المؤتمر العاـ‪.‬‬


‫‪ -‬يدرس برنامج عمؿ المنظمة كتقديرات الميزانية الخاصة بيذا البرنامج التي يعرضيا‬
‫عميو المدير العاـ كفقا لمفقرة الثالثة مف المادة السادسة‪ ،‬ثـ يقكـ بعرضيا عمى المؤتمر العاـ‬
‫متبكعة بالتكصيات التي يراىا مناسبة‪.‬‬

‫كيباشر المجمس التنفيذم أعماؿ تحت سمطة المؤتمر العاـ كيككف مسؤكال أمامو عف‬
‫تنفيذ البرنامج الذم يقره المؤتمر كيتخذ المجمس التنفيذم كفقا لمق اررات الصادرة عف‬
‫المؤتمر العاـ كمع مراعاة الظركؼ التي قد تستجد بيف دكرة كأخرل مف دكرات المؤتمر‬
‫العادية جميع التدابير البلزمة لتأميف قياـ المدير العاـ بتنفيذ البرنامج تنفيذا فعاال رشيدا ‪.‬‬

‫‪ -‬كما يجكز لممجمس التنفيذم في الفترات الكاقعة بيف دكرات المؤتمر العاـ العادية أف‬
‫‪ 5‬مف المادة‬ ‫يقكـ لدل منظمة األمـ المتحدة بالمياـ االستشارية التي تنص عمييا الفقرة‬
‫الرابعة بشرط أف يككف المؤتمر قد سبؽ لو أف عالج المسألة مكضكع االستشارة مف حيث‬
‫المبدأ ‪ ،‬كأف يككف الحؿ الذم تقتضيو ىذه المسألة منبثقا مف ق اررات صادرة عف المؤتمر‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫‪ -‬كمف مياـ المجمس التنفيذم أف يكصي المؤتمر العاـ بقبكؿ أعضاء جدد في‬
‫المنظمة‪.‬‬
‫‪ -‬يقدـ رئيس المجمس التنفيذم باسـ ىذا المجمس إلى كؿ دكرة مف دكرات المؤتمر العاـ‬
‫العادية التقارير التي يتعيف عمى المدير العاـ كضعيا عف نشاط المنظمة كفقا ألحكاـ الفقرة‬
‫الثالثة( ب) مف المادة السادسة مشفكعة أك غير مشفكعة بتعميقات المجمس‪.‬‬
‫‪ -‬يتخذ المجمس التنفيذم كافة الترتيبات البلزمة الستشارة ممثمي الييئات الدكلية أك‬
‫األشخاص المؤىميف الذيف يعنكف بالمسائؿ الكاقعة في دائرة اختصاصو‪.‬‬
‫‪ -‬يجكز لممجمس التنفيذم بيف دكرة كأخرل مف دكرات المؤتمر العاـ مشكرة محكمة‬
‫العدؿ الدكلية بشأف القضايا القانكنية التي تنشأ في نطاؽ أعماؿ المنظمة‪ ،‬كيمارس المجمس‬
‫التنفيذم كذلؾ الصبلحيات التي يخكلو إياىا المؤتمر‪.‬‬
‫‪- 3‬األمانة‪.‬‬

‫تتككف األمانة مف مدير عاـ كمف العدد البلزـ مف المكظفيف‪ ،‬حيث يقترح المجمس‬
‫التنفيذم شخص المدير العاـ كيعينو المؤتمر العاـ لمدة أربع سنكات كفقا لمشركط التي يقرىا‬
‫المؤتمر‪ ،‬كيجكز تعييف المدير العاـ لمدة أربع سنكات أخرل‪ ،‬كلكف ال يجكز تعيينو مف جديد‬
‫لفترة الحقة ‪ .‬كالمدير العاـ ىك الرئيس اإلدارم األعمى لممنظمة‪.‬‬

‫كيشارؾ المدير العاـ أك مف ينيبو عنو في حالة غيابو ‪ ،‬في جميع اجتماعات المؤتمر‬
‫العاـ كالمجمس التنفيذم كلجاف المنظمة‪ ،‬دكف أف يككف لو حؽ التصكيت‪ ،‬كيقدـ اقتراحات‬
‫بشأف التدابير التي ينبغي لممؤتمر العاـ كالمجمس التنفيذم اتخاذىا‪ ،‬كيعد مشركع برنامج‬
‫عمؿ المنظمة مصحكبا بتقديرات الميزانية الخاصة بيذا البرنامج تمييدا لعرضو عمى‬
‫المجمس ‪.‬‬

‫كما يعد المدير العاـ تقارير دكرية عف أعماؿ المنظمة كيرسميا إلى الدكؿ األعضاء كالى‬
‫المجمس التنفيذم كيقرر المؤتمر العاـ الفترات التي تشمميا ىذه التقارير‪.‬‬
‫‪188‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫كيعيف المدير العاـ مكظفي األمانة كفقا لنظاـ المكظفيف الذم ينبغي عرضو عمى‬
‫ّ‬
‫المؤتمر العاـ العتماده‪ ،‬كيجرم تعييف المكظفيف عمى أكسع نطاؽ جغرافي ممكف بشرط أف‬
‫تتكافر فييـ أعمى صفات النزاىة كالكفاءة كالمقدرة الفنية‪.‬‬

‫كتتسـ مسؤكليات المدير العاـ كالمكظفيف بطابع دكلي بحت‪ ،‬كال يجكز ليـ أثناء تأدية‬
‫كاجباتيـ أف يطمبكا أك أف يتمقكا تعميمات مف ّأية حككمة أك سمطة خارجة عف المنظمة‬
‫كعمييـ أالّ يقكمكا بأم عمؿ مف شأنو أف يمس مركزىـ كمكظفيف دكلييف‪ ،‬كتتعيد جميع الدكؿ‬
‫األعضاء في المنظمة باحتراـ الطابع الدكلي الذم تتسـ بو مسؤكليات المدير العاـ المكظفيف‬
‫كبأالّ تحاكؿ التأثير عمييـ أثناء قياميـ بمياميـ ‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬عالقة اليونسكو بالمنظمات األخرى‪,‬‬

‫‪- 1‬عالقة اليونسكو مع المنظمات غير الحكومية‪.‬‬

‫" مما تجدر اإلشارة إليو أف اليكنسكك أقامت عمى مر السنيف شبكة قيمة مف عبلقات‬
‫التعاكف في مجاالت اختصاصيا مع المنظمات غير الحككمية الممثمة لممجتمع المدني "‪.1‬‬

‫كما يمكف تسجيمو أيضا ىك النشاط المتزايد لممنظمات الممثمة لممجتمع المدني في‬
‫مجاؿ التعاكف الدكلي مما أتاح لميكنسكك إطا ار جديدا إلقامة عبلقات متطكرة كفي أفضؿ‬
‫الشركط‪.‬‬

‫كتستيدؼ ىذه العبلقات تمكيف اليكنسكك مف االستفادة مف مشكرة المنظمات غير‬


‫الحككمية كمف تعاكنيا التقني ككثائقيا مف جية‪ ،‬كما أنيا تتيح مف جية أخرل ليذه‬
‫المنظمات التي تمثؿ قطاعات ىامة مف الرأم العاـ أف تعبر عف كجيات نظر أعضائيا"‪.2‬‬

‫‪ -1‬الوثائق األساسٌة لمنظمة الٌونسكو‪ ،‬إصدارات منظمة األمم المتحدة للتربٌة والعلم والثقافة‪2008 ،‬م‪ ،‬ص ‪.163‬‬
‫‪ -2‬نفس المصدر‪ :‬ص ‪.164‬‬
‫‪189‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫ظمات غير الحككمية يفضي إلى النيكض‬


‫إف ضماف تعاكف أكسع بيف اليكنسكك كالمن ّ‬
‫بأىداؼ اليكنسكك كتحقيقيا‪ ،‬مف خبلؿ إعداد كتنفيذ برامج اليكنسكك‪ ،‬كبالتالي مضاعفة‬
‫التعاكف الدكلي في مياديف التربية كالعمـ كالثقافة كاالتصاؿ‪.‬‬

‫" كبالنظر إلى أىداؼ كؿ منظمة غير حككمية كطبيعة تعاكنيا المحتمؿ مع اليكنسكك‬
‫فقد حدد نكعاف رئيسياف مف العبلقات النظامية‪ ،‬يستيدؼ األكؿ إقامة تعاكف متصؿ في‬
‫مختمؼ مراحؿ تخطيط كتنفيذ برامج اليكنسكك كأكلكياتيا كىك ما يصمح عميو‪ :‬العبلقات‬
‫الرسمية‪ ،‬أما الثاني فيك عبارة عف عبلقة مشاركة مرنة ك دينامية في إطار تنفيذ برامج‬
‫اليكنسكك كىك ما يمر "بالعبلقات التنفيذية"‪.1‬‬

‫أ ‪ -‬العالقات الرسمية ‪:‬‬

‫حيث يمكف لميكنسكك أف تقيـ عبلقات رسمية مع المنظمات الدكلية غير الحككمية‪ ،‬كيمكف‬
‫أف تندرج ىذه العبلقات في إحدل فئتيف مختمفتيف ىما عبلقات التشاكر كعبلقات المشاركة‬
‫كذلؾ تبعا لبنية كأىداؼ ىذه المنظمات كتقاـ ىذه العبلقات لفترة ستة سنكات قابمة لمتجديد‪.‬‬

‫إذف فكؿ منظمة دكلية لـ تنشأ عف طريؽ اتفاؽ بيف الحككمات كتتسـ أىدافيا ككظائفيا‬
‫كطريقة عمميا بطابع غير حككمي كال تستيدؼ الربح‪ ،‬كلكي تقيـ عبلقة رسمية مع اليكنسكك‬

‫ينبغي أف تستكفي الشركط التالية‪:2‬‬

‫‪ -‬أف يككف نشاطيا ضمف اختصاص اليكنسكك‪ ،‬كأف تتكافر لدييا القدرة كالرغبة في‬
‫الفعالة في تحقيؽ أىداؼ اليكنسكك كفقا لممبادئ التي ينص عمييا الميثاؽ‬
‫المساىمة ّ‬
‫التأسيسي لميكنسكك‪.‬‬

‫‪ -1‬الوثائق األساسٌة للٌونسكو ‪ ،‬ص‪.164‬‬


‫‪ -2‬نفس المصدر‪ ،‬ص ‪.165‬‬
‫‪190‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫‪ -‬أف تضطمع فعبل بأنشطة عمى الصعيد الدكلي في ركح مف التعاكف كالتسامح‬
‫كالتضامف لمصمحة البشرية كفي ظؿ احتراـ الذاتيات الثقافية‪.‬‬
‫‪ -‬أف تككف ليا شخصية قانكنية معترؼ بيا‪.‬‬
‫‪ -‬أف يككف لدييا أعضاء عاممكف منتظمكف عمى الصعيد الدكلي عمى نحك يمكنيا مف‬
‫أف تمثؿ قدر اإلمكاف كعمى نطاؽ كاسع مختمؼ المناطؽ الثقافية التي تعمؿ في المنظمة‬
‫المعنية عمى خدمتيا‪.‬‬
‫‪ -‬أف تشكؿ مف خبلؿ أعضائيا مجمكعة تؤلؼ بينيا الرغبة في تحقيؽ األىداؼ التي‬
‫أنشئت مف أجميا المنظمة‪.‬‬
‫‪ -‬أف يككف ليا مقر ثابت كنظاـ أساسي معتمد بصكرة ديمقراطية‪ ،‬ك ينص بكجو خاص‬
‫عمى أف السياسة العامة لممنظمة تحدد في مؤتمر أك جمعية أك أم ىيئة تمثيمية أخرل‬
‫كينبغي ليذا النظاـ األساسي أف ينص أيضا عمى أف يككف لممنظمة ىيئة إدارية دائمة ذات‬
‫صفة تمثيمية كيتـ تحديدىا بصكرة منتظمة كممثمكف تنتخبيـ الييئة الرئيسية لممنظمة حسب‬
‫األصكؿ كمكارد أساسية مككنة بصفة رئيسية مف مساىمات أعضائيا تضمف تشغيميا كتسمح‬
‫ليا باالتصاؿ بانتظاـ بأعضائيا في مختمؼ البمداف ‪.‬‬
‫‪ -‬أف تككف قد أنشئت كاضطمعت بأنشطة قبؿ تقديـ طمب انضماميا إلى فئة العبلقات‬
‫الرسمية بأربع سنكات عمى األقؿ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬عالقات التشاور‪:1‬‬
‫بناء عمى‬
‫يمكف لممجمس التنفيذم أف يقرر‪ ،‬إما بناء عمى اقتراح المدير العاـ كاما ن‬
‫طمب المنظمة غير الحككمية نفسيا‪ ،‬قبكؿ منظمة غير حككمية تستكفي الشركط‪ ،‬كترغب‬
‫في التعاكف مع اليكنسكك في عبلقات التشاكر‪.‬‬

‫‪ -1‬النصوص األساسٌة للٌونسكو‪ :‬ص ‪.166‬‬


‫‪191‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫كينبغي أف تككف ىذه المنظمات قد أثبتت قدرتيا عمى أف تقدـ لميكنسكك‪ ،‬بناء عمى‬
‫طمبيا‪ ،‬المشكرة السديدة بشأف المسائؿ التي تندرج في مجاالت اختصاص ىذه المنظمات‬
‫كقدرتيا عمى أف تسيـ مف خبلؿ أنشطتيا إسياما فعاال في تنفيذ برامج اليكنسكك‪.‬‬

‫كإلقامة عبلقات تشاكر مع المنظمات غير الحككمية يضع المجمس في اعتباره المبادئ‬
‫اآلتية ‪:‬‬
‫‪ -‬عندما تقارب األىداؼ األساسية لمنظمة ما‪ ،‬أىداؼ إحدل الككاالت المتخصصة‬
‫التابعة لمنظمة األمـ المتحدة غير اليكنسكك‪ ،‬يجب استشارة المؤسسة المتخصصة المعنية‪.‬‬
‫‪ -‬إف القبكؿ في فئة عبلقات التشاكر ال يمنح بصفة فردية لمنظمات تجعميا ىيئة أكسع‬
‫سبؽ ليا أف قبمت في ىذه الفئة كصرح ليا بتمثيؿ تمؾ المنظمات في جميع اختصاصاتيا كال‬
‫يجكز إال عندما تككف المنظمة قد أقامت مع اليكنسكك عبلقات تنفيذية متصمة كفعالة لمدة‬
‫سنتيف عمى األقؿ‪.‬‬
‫‪ -‬عندما تكجد عدة منظمات متميزة تشترؾ في ميداف عمؿ مف مياديف عمؿ اليكنسكك‪،‬‬
‫فإنو يمكف إرجاء البت في قبكليا بصفة فردية في فئة عبلقات المشاركة‪ ،‬كذلؾ مف أجؿ‬
‫التشجيع عمى تككيف منظمات جامعة أك ىيئات تنسيقية تككف أقدر عمى خدمة أغراض‬
‫اليكنسكك عف طريؽ الجمع بيف تمؾ المنظمات‪ ،‬إال أف تطبيؽ ىذا المبدأ ال ينبغي أف يحرـ‬
‫المنظمة مف التعاكف المباشر مع منظمات قد يتبيف أف معاكنتيا في أحد مياديف اختصاص‬
‫اليكنسكك يمثؿ أم ار مرغكبا بصفة خاصة‪.‬‬

‫مد نطاؽ تطبيؽ شركط القبكؿ في عبلقات التشاكر الرسمية‬


‫كما يجكز لممدير أف يقرر ّ‬
‫إلى الشبكات الدكلية أك المؤسسات المشابية ذات الطابع غير الحككمي التي تفي بالمعايير‬
‫الكاردة سابقا‪ ،‬ك التي تستطيع أف تقدـ إسياما ىاما في تنفيذ مشركعات عممية في مجاالت‬
‫اختصاص اليكنسكك‪ ،‬كلكنيا ال تتمتع مف حيث بنيتيا ك تشكيؿ ىيئاتيا اإلدارية‪ ،‬بطابع‬
‫دكلي بسبب كضعيا القانكني ك اإلطار الشرعي الذم تمارس فيو نشاطاتيا‪ ،‬كفي ىذه الحاؿ‬

‫‪192‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫ينبغي لممدير العاـ قبؿ أف يتخذ ق ارره أف يستشير السمطات المتخصصة في الدكلة العضك‬
‫التي يكجد فييا مقر المؤسسة المعينة‪ ،‬كعمى المدير العاـ أف يحيط المجمس التنفيذم عمما‬
‫بالق اررات التي يتخذىا‪.‬‬

‫ت ‪ -‬عالقات المشاركة‪.‬‬

‫يجكز لممجمس التنفيذم أف يقبؿ عددا محدكدا جدا مف المنظمات ذات التشكيؿ الدكلي‬
‫الكاسع التي تضـ رابطات دكلية كمينية متخصصة ك تتكفر لدييا كفاءة مشيكدة في ميدانيا‬
‫مف مياديف التربية كالعمـ كالثقافة كاالتصاؿ كالتي ساىمت بانتظاـ مساىمة كبرل في نشاط‬
‫اليكنسكك‪ ،‬إلدراجيا في فئة أخرل مف العبلقات الرسمية‪ ،‬تسمى فئة عبلقات المشاركة كذلؾ‬
‫بناء عمى طمب مف ىذه المنظمات كبتكصية مف المدير العاـ‪.‬‬

‫أما القبكؿ فيحيط المدير العاـ كؿ منظمة يتـ قبكليا في إحدل فئتي العبلقات الرسمية‬
‫عمما بااللتزامات كالمزايا المترتبة عمى ىذا القبكؿ كال تصبح عبلقات اليكنسكك مع ىذه‬
‫المنظمات عبلقات فعمية إال بعد أف تبمّغ الييئة المختصة في المنظمة المعينة رسميا قبكليا‬
‫ليذه االلتزامات كالمزايا‪ ،‬أما الطمبات التي ال يكافؽ عمييا المجمس التنفيذم فبل يجكز أف‬
‫تعرض عميو مجددا إال بعد مركر أربع سنكات عمى األقؿ مف تاريخ القرار األكؿ‪.‬‬

‫كفيما يخص تعديؿ العبلقات كانياؤىا ككقفيا‪ ،‬إذا رأل المدير العاـ أف الظركؼ تستمزـ‬
‫معيف مف العبلقات إلى نكع آخر كجب عميو أف يعرض األمر عمى‬
‫نقؿ منظمة مف نكع ّ‬
‫المجمس التنفيذم لمبت فيو‪ ،‬كعميو قبؿ ذلؾ أف يحيط المنظمة المعنية باألسباب التي دعتو‬
‫إلى اقتراح ىذا النقؿ ثـ يبمغ المجمس التنفيذم المبلحظات التي قد تجدىا ىذه المنظمة قبؿ‬
‫صدكر قرار األحكاـ في ىذا الشأف‪.‬‬

‫كتسرم ىذه األحكاـ نفسيا في حالة ما إذا رأل المدير العاـ ضركرة إنياء العبلقات‬
‫التعاكف تماما خبلؿ فترة أربع‬ ‫الرسمية مع منظمة دكلية غير حككمية‪ ،‬كما أف انقطاع‬
‫‪193‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫سنكات بيف اليكنسكك كمنظمة تقيـ معيا عبلقات رسمية يؤدم تمقائيا إلى إنياء ىذه‬
‫العبلقات‪.‬‬

‫يجمد العبلقات مع إحدل‬


‫ككحكـ تحفظي‪ ،‬يجكز لممدير العاـ إذا اقتضت الظركؼ‪ ،‬أف ّ‬
‫المنظمات ريثما يبث المجمس التنفيذم بيذا الشأف‪ ،‬حتى في حالة منظمة خاضعة إلجراء‬
‫خاص بكقؼ أك إنياء عبلقات مع منظمة األمـ المتحدة‪.‬‬

‫الفرع الرابع ‪ :‬جيود اليونسكو في مجال التربية والتعميم ‪.‬‬

‫تقكـ منظمة اليكنسكك بتنفيذ مياميا كفقا ألىدافيا كطبقا لمميثاؽ المنشئ ليا كبحسب‬
‫نظاميا الداخمي ‪ ،‬كتنفيذا لتكجييات ىيئاتيا الرئيسية الممثمة أساسا في ق اررات كتكصيات‬
‫المؤتمرات العامة كالمجالس التنفيذية‪.‬‬

‫كتنقسـ خطط منظمة اليكنسكك لتنفيذ أنشطتيا إلى خطط استراتيجية بعيدة المدل‬
‫كأخرل متكسطة كقصيرة ‪ "،‬كذلؾ بحسب المدة الزمنية المخصصة لكؿ مخطط ‪.‬‬

‫كسنحاكؿ رصد جزء مف جيكد اليكنسكك في مجاؿ التربية كالتعميـ في كؿ مخططاتيا‬


‫‪1946‬ـ ظمّت المنظّمة‬ ‫منذ نشأتيا‪ ،‬كىنا يجب التذكير بأنو كمنذ تأسيس اليكنسكك عاـ‬
‫تمارس نشاطيا ضمف برامج سنكية كىك ما يعطي االنطباع أف نشاطيا كاف يتـ بشكؿ‬
‫‪1953‬ـ أيف ش ّكمت ىذه السنة انعطافا ىاما في طريقة عمؿ‬ ‫ارتجالي ‪ ،‬إلى غاية عاـ‬
‫المنظمة حيث بدأت العمؿ ضمف خطة دكرية تدكـ سنتيف ‪ ،‬كىك األمر الذم ال يزاؿ العمؿ‬
‫بو حتى اآلف ‪ ، 1‬بالرغـ مف أف المنظمة بدأت منذ سنة ‪ 1968‬ـ بمحاكالت انتياج تخطيط‬
‫متكسط األجؿ يمتد لمدة ‪ 6‬سنكات يشكؿ البرنامج كؿ سنتيف كاحدا مف حمقات تنفيذه فكانت‬
‫الخطة المتكسطة األجؿ لمفترة الممتدة مف عاـ ‪1971‬ـ إلى عاـ ‪1976‬ـ خطكة أكلى في‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عبد المجيد سعيد مصمح العسالي‪ :‬المرجع السابؽ ص ‪.1024‬‬
‫‪194‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫ىذا االتجاه ‪ ،‬كقد اشتممت ىذه الخطة عمى ثبلث ميزانيات تغطي كؿ منيا سنتيف ككانت‬
‫أىداؼ ىذه الخطة ىي ‪:‬‬

‫‪ -‬السبلـ كالتنمية‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز حقكؽ اإلنساف‪.‬‬
‫‪ -‬مكافحة العنصرية كاالستعمار‪.‬‬
‫‪ )1982-1977‬فقد اتسمت بالكضكح‬ ‫أما الخطة متكسطة األجؿ لؤلعكاـ (‬
‫كتضمنت تحميبل عميقا لممشكبلت العالمية المطركحة عمى الصعيد الثقافي كالعممي‬
‫ّ‬ ‫كالتحديد‪،‬‬
‫كالتربكم آخذة في عيف االعتبار تقييمات كآراء الدكؿ األعضاء كاسيامات المنظمات الدكلية‬
‫الحككمية كغير الحككمية التي تشترؾ مع اليكنسكك في مجاؿ عمميا‪.‬‬
‫أما في المجاؿ التربكم كالعممي فقد كانت مدرجة في المخطط ضمف النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬محك األمية كالتربية البيئية كالسكانية ‪.‬‬
‫‪ -‬العمكـ الطبيعية كتطبيقاتيا في مجاالت التنمية‪ :‬كذلؾ بمتابعة نشاطات المنظمة‬
‫المتعمقة بمؤتمر األمـ المتحدة لتسخير العمـ كالتكنكلكجيا ألغراض التنمية‪ ،‬كتطكير العمـ‬
‫كالمجتمع كتكسيع البحكث كالتدريب في مجاؿ العمـ كالتكنكلكجيا‪.‬‬
‫‪ -‬العمكـ االجتماعية كتطبيقاتيا ‪ :‬كتشمؿ تطكير البنى األساسية كالبرامج في مجاؿ العمكـ‬
‫االجتماعية‪ ،‬كدراسة التنمية كالتخطيط ليا كتطكير العبلقة بيف العمـ كالمجتمع كتقدير‬
‫الذاتية الثقافية كاحتراميا كالتحميؿ االجتماعي كتخطيط التنمية ‪.‬‬
‫‪ -‬الثقافة كاالتصاؿ‪ :‬كتشمؿ معرفة الثقافات كصكف التراث كالقيـ الثقافية كالطبيعية‬
‫كاحياؤىا كتقدير الذاتية الثقافية كاحتراـ حقكؽ اإلنساف‪ ،‬كتطكير التنمية الثقافية مف خبلؿ‬
‫المشاركة في الحياة الثقافية كاإلبداع الفني كالفكرم‪.‬‬
‫‪ -‬البرنامج العاـ لممعمكمات ‪ :‬كيشمؿ تعزيز شبكات المعمكمات كمرافقيا‪.‬‬
‫‪ -‬حقكؽ المؤلؼ‪ :‬كيشمؿ حقكؽ المؤلؼ كاالتفاقيات الدكلية كاإلحصائيات في ىذا الصدد‪.‬‬

‫‪195‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫أما الخطة المتكسطة (‪ )1989- 1984‬التي اعتمدىا المؤتمر االستثنائي لممنظمة في‬
‫باريس عاـ ‪ 1982‬ـ‪ ،‬فقد تطرقت إلى البرامج التربكية اآلتية‪: 1‬‬
‫‪ -‬التعميـ لمجميع ‪.‬‬
‫‪ -‬كضع سياسات التربية ك تنفيذىا‪.‬‬
‫‪ -‬التعميـ ك التدريب كالمجتمع‬
‫‪ -‬العمكـ كتطبيقيا في مجاؿ التنمية ‪.‬‬
‫‪ -‬نظـ المعمكمات كاالنتفاع بالمعرفة ‪.‬‬
‫‪ -‬العمـ ك الثقافة كالمجتمع‪.‬‬

‫إف المحاكر السابقة كالمتعمقة بالحؽ في التربية كالتعميـ انعكست عمى الميزانيات‬
‫كالمشاريع كالبرامج التفصيمية الرئيسية لكؿ سنتيف ‪ ،‬حيث احتكت الخطة السابقة ‪ 54‬برنامجا‬
‫فرعيا كالتي عنيت منيا بالجانب التربكم كالعممي ما يمي ‪:2‬‬

‫‪ -‬تنمية التعميـ االبتدائي كتجديده‪.‬‬


‫‪ -‬مكافحة األمية‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيؽ ديمقراطية التعميـ‪.‬‬
‫‪ -‬تعميـ الكبار ‪.‬‬
‫‪ -‬تكافؤ فرص الفتيات كالنساء في مجاؿ التعميـ‪.‬‬
‫‪ -‬التكسع في التعميـ كتحسينو في المناطؽ الريفية‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز بعض الجماعات الخاصة في التعميـ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلسياـ في كضع سياسات التربية كتنفيذىا كدعـ الكفاءات الكطنية في مجاؿ تخطيط‬
‫التربية كتنظيميا كادارتيا ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬انظر الؾسندر رالؾ ‪ ،‬اليكنسكك كالصراع الدكلي حكؿ االعبلـ كالثقافة ‪ ،‬المؤسسة الجامعية لمدراسات كالنشر كالتكزيع لبناف ‪ ،‬ط ‪،1‬‬
‫‪ ،1993‬ص ‪ ، 23‬كما بعدىا‪.‬‬
‫‪ -2‬انظر برنامج اليكنسكك العاـ ‪ ،1985 ، 1984 :‬إصدارات اليكنسكك عاـ ‪.1984‬‬
‫‪196‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫‪ -‬عمكـ التربية كتطبيقاتيا في تجديد العممية التربكية‪.‬‬


‫‪ -‬سياسات تدريب العامميف في التربية كأساليبو كالكسائؿ ك البنى األساسية كالمرافؽ‬
‫التعميمية كالصناعات التربكية‪.‬‬
‫‪ -‬التربية كالثقافة كاالتصاؿ كتدريس العمكـ كالتكنكلكجيا كالتعميـ كعالـ العمؿ‪ ،‬كالتعميـ‬
‫العالي‪.‬‬
‫‪ -‬البحث كالتدريب كالتعاكف الدكلي في ميداف العمكـ الطبيعية كالبحث كالتدريب‪ ،‬ككذا‬
‫التعاكف في مجاؿ التكنكلكجيا كالعمكـ اليندسية كبعض المجاالت الرئيسية لمعمـ كالتكنكلكجيا‬
‫كفي مجاؿ العمكـ االجتماعية كاإلنسانية كترسيخ التعاكف في بعض المجاالت الرئيسية لمعمكـ‬
‫االجتماعية كاإلنسانية‪.‬‬
‫‪ -‬تحسيف االنتفاع بالمعمكمات كالتكنكلكجيا الحديثة كالربط بيف نظـ المعمكمات كالبنى‬
‫األساسية كالسياسات كأنكاع التدريب البلزمة لمعالجة المعمكمات المتخصصة كنشرىا كنظـ‬
‫المعمكمات كالتكثيؽ‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة كتحسيف العبلقات بيف العمـ كالتكنكلكجيا كالمجتمع كسياسات العمـ ك‬
‫التكنكلكجيا ‪.‬‬
‫التحيز كالتعصب ك العنصرية ‪ ،‬كالعمؿ عمى مكافحة التحيز‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬دراسات كبحكث عف‬
‫كالتعصب كالعنصرية في مجاالت التربية كالثقافة كاالتصاؿ‪.‬‬
‫‪ -‬التربية مف أجؿ السبلـ كاحتراـ حقكؽ اإلنساف كحقكؽ الشعكب ‪.‬‬
‫‪1995 – 1990‬ـ ) فقد‬ ‫أما الخطة المتكسطة األجؿ الثالثة لممنظمة في الفترة (‬
‫مكممة‪ ،‬كيتفرع عف البرامج الرئيسية ‪18‬‬
‫اشتممت عمى سبعة برامج رئيسية تكمميا أربعة برامج ّ‬
‫برنامجا فرعيا تطرقت إلى مسألة التربية كالتعميـ عمى النحك اآلتي ‪:‬‬
‫‪ -‬التربية والمستقبل ‪ :‬كيتفرع عنو ثبلثة برامج فرعية ىي‪:‬‬
‫‪ -‬التعميـ األساسي لمجميع‪.‬‬
‫‪ -‬التربية لمقرف الكاحد كالعشريف‪.‬‬
‫‪197‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫‪ -‬تسخير العمم لخدمة التقدم والبيئة ‪ :‬كينظـ البرامج الفرعية األتية ‪:‬‬
‫‪ ‬العمـ كالتكنكلكجيات أجؿ التنمية ‪.‬‬
‫‪ ‬تخطيط كاستغبلؿ البيئة كالمكارد الطبيعية‪.‬‬
‫‪ ‬العمـ كالتكنكلكجيا كالمجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬االتصال في خدمة البشر‪ :‬كيشمؿ البرامج الجزئية اآلتية ‪:‬‬
‫‪ ‬حرية تداكؿ المعمكمات كالتضامف‪.‬‬
‫‪ ‬اآلثار االجتماعية الثقافية لمتكنكلكجيا الجديدة في مجاؿ االتصاؿ ‪.‬‬
‫‪ -‬العموم االجتماعية واإلنسانية في عالم متغير‪ :‬كيشمؿ ‪:‬‬
‫‪ ‬تنمية العمكـ االجتماعية كاإلنسانية عمى الصعيد الدكلي ‪.‬‬
‫‪ ‬تحميؿ التغير االجتماعي في إسيامات العمكـ االجتماعية كاإلنسانية‪.‬‬

‫أما اإلستراتيجية المتكسطة الرابعة ( ‪ )2001-1996‬ـ فقد اشتممت أنشطة اليكنسكك‬


‫في مجاؿ التربية كالعمكـ في المسائؿ اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬تعزيز التعميـ األساسي لمجميع كتشجيع إصبلح نظـ التعميـ كاعادة بناءىا كتحسيف‬
‫فعالياتيا‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع التربية مف أجؿ السبلـ كحقكؽ اإلنساف كالديمقراطية كالتسامح كالتفاىـ الدكلي‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز التعاكف الفكرم كتحقيؽ الرسالة األخبلقية لميكنسكك ‪.‬‬
‫‪ -‬التعميم لمجميع مدى الحياة كيشمؿ ‪:‬‬
‫‪ ‬التعميـ األساسي لمجميع كيتفرع عنو ‪ :‬التعميـ األساسي لجميع األطفاؿ كتعزيز محك‬
‫األمية كالتعميـ النظامي بيف الشباب كالكبار‪ ،‬كتعبئة االلتزامات كالشراكات مف أجؿ‬
‫التعميـ لمجميع‪.‬‬

‫‪198‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫كيتفرع عنو تحديد النظـ‬


‫‪ ‬إصبلح التربية مف منظكر التعميـ لمجميع مدل الحياة‪ّ ،‬‬
‫التعميمية لمكاكبة عصر المعمكمات كتجديد التعميـ الثانكم العاـ كالتعميـ الميني‪،‬‬
‫كالتعميـ العالي كالتنمية ‪.‬‬
‫‪ -‬تسخير العموم لخدمة التنمية ‪ :‬كيشمؿ ‪:‬‬
‫‪ -‬تقدم المعارف العممية ونقميا ونشاطيا ‪ :‬يتفرع عنو تقدـ المعارؼ في العمكـ‬
‫األساسية كاليندسية كنقميا كتشاطرىا كتقدـ المعارؼ في مجاؿ العمكـ االجتماعية‬
‫كاإلنسانية كنقميا كتشاطرىا‪.‬‬
‫‪ :‬يتفرع عنو عمكـ األرض كادارة‬ ‫‪ -‬العموم البيئية والتنمية االجتماعية واالقتصادية‬
‫النظـ األرضية كالحد مف الككارث الطبيعية كالعمكـ االيككلكجية كبرنامج اإلنساف كالمحيط‬
‫الحيكم ‪ ،‬ك الييدركلكجيا كتنمية المكارد المائية‪ ،‬كلجنة اليكنسكك لعمكـ المحيطات ‪.‬‬
‫‪ -‬نحك مجتمع االتصاؿ كالمعمكمات لمجميع‪.‬‬
‫‪ -‬المشاريع المشتركة بين القطاعات‪ :‬كىي‪:‬‬
‫‪ -‬أكضاع المعمميف كاعدادىـ في مجتمع المعمكمات ‪.‬‬
‫‪ -‬التربية مف أجؿ تطكر مستديـ‪.‬‬

‫أما اإلستراتيجية الخامسة لميكنسكك لمفترة ( ‪ )2007-2002‬المعتمدة مف طرؼ المؤتمر‬


‫‪ 2001‬فقد ركزت عمى مكضكع مكحد ىك إسياـ‬ ‫العاـ في دكرتو الحادية كالثبلثكف عاـ‬
‫اليكنسكك في تحقيؽ السبلـ كالتنمية البشرية في عصر العكلمة مف خبلؿ التربية كالعمكـ‬
‫كالثقافة كاالتصاؿ‪ ،‬كقد اشتممت عمى التقاط الرئيسية في مجاؿ التربية كالعمكـ اآلتية ‪:‬‬

‫‪ -‬إسيامات تكنكلكجيا المعمكمات كاالتصاؿ في تطكير التعميـ كالعمكـ ك الثقافة كفي بناء‬
‫مجتمع المعرفة‪.‬‬

‫‪199‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫‪ -‬إسياـ اليكنسكك في تحقيؽ السبلـ كالتنمية البشرية في عصر العكلمة مف خبلؿ التربية‬
‫ك العمكـ ك الثقافة ك االتصاؿ باعتبار كؿ مف‪ :‬الكضع العالمي‪ ،‬رسالة اليكنسكك‬
‫كاإلمكانات المتكفرة‪.‬‬
‫‪ -‬التربية‪ :‬كتشمؿ ثبلثة أىداؼ استراتيجية ‪:‬‬
‫‪ .1‬تعزيز التعميـ باعتباره حقا مف حقكؽ األساسية المنصكص عمييا في اإلعبلف العالمي‬
‫لحقكؽ اإلنساف‪.‬‬
‫تنكع المضاميف كاألساليب كتعزيز القيـ المشتركة‬
‫‪ .2‬تحسيف نكعية التعميـ مف خبلؿ ّ‬
‫عمى صعيد العالـ‪.‬‬
‫‪ .3‬تعزيز التجريب كالتجديد كنشر ك تشاطر المعمكمات كأفضؿ الممارسات كتشجيع‬
‫الحكار بشأف السياسات في مجاؿ التعميـ‪.‬‬
‫‪ -‬العموم‪ :‬كتشمؿ األىداؼ اإلستراتيجية اآلتية ‪:‬‬
‫‪ .1‬تعزيز المبادئ كالمعايير األخبلقية التي يسترشد بيا في تحقيؽ التنمية العممية‬
‫كالتكنكلكجية كالتحكؿ االجتماعي‪.‬‬
‫‪ .2‬تحسيف القدرات العممية كالتقنية كالبشرية عمى المشاركة في مجتمعات المعرفة‬
‫الناشئة‪.‬‬
‫‪ -‬الثقافة‪ :‬كتشمؿ األىداؼ اإلستراتيجية اآلتية‪:‬‬
‫‪ - 1‬تشجيع إعداد صككؾ في المجاؿ الثقافي‪.‬‬
‫‪ - 2‬صكف التنكع الثقافي كتشجيع الحكارييف الثقافات كالحضارات‪.‬‬
‫‪ - 3‬تعزيز الركابط بيف الثقافة كالتنمية مف خبلؿ بناء القدرات كتشاطر المعارؼ‪.‬‬
‫‪ -‬االتصال والمعمومات‪ :‬كشمؿ األىداؼ اإلستراتيجية اآلتية‪:‬‬
‫‪ - 1‬تشجيع التداكؿ الحر لؤلفكار كاالنتفاع العاـ بالمعمكمات‪.‬‬

‫‪200‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫‪ - 2‬تشجيع التعبير عف التعددية كالتنكع الثقافي في كسائؿ اإلعبلـ كفي الشبكات‬


‫العالمية لممعمكمات‪.‬‬
‫‪- 3‬تأميف فرص االنتفاع بتكنكلكجيا المعمكمات كاالتصاؿ لمجميع ال سيما بمكاد النفع‬
‫العاـ‪.‬‬
‫‪- 4‬إسياـ تكنكلكجيات المعمكمات كاالتصاؿ في تطكير التربية كالعمكـ كالثقافة كفي بناء‬
‫مجتمع المعرفة ‪.‬‬

‫انًطهة انثاني‪ :‬جهىد انًنظًح انؼرتيح نهثمافح وانترتيح وانؼهىو( األنيسكى) في يجال‬
‫انترتيح وانتؼهيى‪.‬‬

‫تنفيذا لؤلىداؼ التي أنشئت مف أجميا منظمة األليسكك‪ ،‬كفي إطار ميثاؽ الكحدة‬
‫الثقافية العربي‪ ،‬قامت بإعداد خطط كبرامج مف نكع قصير المدل منذ تأسيسيا عاـ ‪، 1970‬‬
‫إال أنيا كمنذ عاـ ‪ 1984‬اعتمدت خطة طكيمة المدل تغطي مدة ‪ 18‬سنة حيث تتكزع ىذه‬
‫الخطة طكيمة المدل إلى ثبلث خطط متكسطة عمرىا ‪ 6‬سنكات تنتيي بنياية الخطة طكيمة‬
‫‪ ، 12001‬كما اعتمدت المنظمة خطة رابعة متكسطة المدل لمفترة‬ ‫المدل أم في عاـ‬
‫(‪.)2010- 2005‬‬

‫كالى جانب ىذه الخطط أعدت المنظمة العديد مف االستراتيجيات المتخصصة التي‬
‫غطّت مختمؼ مجاالت العمؿ التربكم كالعممي كالثقافي كاإلعبلـ كاالتصاؿ ‪.‬‬

‫كسنتطرؽ فيما يأتي إلى مكقع المسألة التربكية كالتعميمية في ىذه البرامج كاالستراتيجيات‬
‫التي فاقت العشريف منذ تأسيس المنظمة‪ ،‬كذلؾ مف خبلؿ عرض كركدىا في المشركعات‬
‫كالخطط االستراتيجية ككذا الخطط كالمتكسطة كالقصيرة‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد المجيد سعيد مصمح العالي ‪ :‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.1049‬‬
‫‪201‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫لقد تـ بناء ىذه االستراتيجيات كالخطط كي تنيض المنظمة باألىداؼ التي تأسست مف‬
‫أجميا حسب ميثاؽ المنظمة التأسيسي بناء عمى معرفة حاجات الكاقع العربي كالمشاكؿ التي‬
‫تكاجيو في مختمؼ النكاحي التربكية كالعممية كالثقافية‪ ،‬كفي ىذا الصدد نجد أنيا قد اعتمدت‬
‫عمى استراتيجيات متعمقة بمحك األمية كتطكير التعميـ العالي كالتربية في مرحمة ما قبؿ‬
‫المدرسة االبتدائية كغيرىا كسنتطرؽ إلى أىـ الخطط االستراتيجية التي ليا عبلقة مباشرة‬
‫بمسألة التربية كالتعميـ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬استراتيجية تطوير التربية العربية ‪.‬‬

‫‪1970‬‬ ‫شرعت المنظمة العربية لمثقافة كالتربية كالعمكـ األلسكك منذ تأسيسيا عاـ‬
‫بكضع استراتيجية لتطكير التربية في العالـ العربي‪ ،‬حيث صدر عف مؤتمر كزراء التربية‬
‫كالتعميـ العرب الذم انعقد في صنعاء عاـ ‪ 1972‬قرار بكضع ىذه االستراتيجية حيث قامت‬
‫المنظمة برعاية ىذا المشركع الذم أختير لو نخبة مف كبار المفكريف العرب‪.1‬‬

‫كقد اشتممت ىذه االستراتيجية عمى تسعة فصكؿ تتناكؿ باألساس‪ :‬كاقع التربية العربية‬
‫كانجازاتيا كمشكبلتيا‪ ،‬عالـ اليكـ كالغد ‪ ،‬كطبيعة االستراتيجية كمبادئيا كعناصرىا كبدائميا‪،‬‬
‫" كبشكؿ عاـ فإف ىذه االستراتيجية قد استيدفت تحديد مسار التربية في الكطف العربي كفؽ‬
‫خصائص المجتمع العربي ‪ ،‬كىكيتو كتطمعاتو كآمالو المستقبمية كتفاعمو مع الحضارة‬
‫العالمية "‪ ،2‬حيث ترتكز عمى المبادئ األساسية األتية ‪:‬‬

‫‪ -‬المبدأ اإلنساني‪.‬‬
‫‪ -‬مبدأ التربية لئليماف ‪.‬‬
‫‪ -‬المبدأ الحقكقي في التربية‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد المجيد سعيد مصمح العسالي‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.1050‬‬


‫‪ -2‬عبد المجيد سعيد مصمح العسالي‪ :‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.1050‬‬
‫‪202‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫‪ -‬المبدأ التنمكم لمتربية‪.‬‬


‫‪ -‬مبدأ ديمقراطية التربية‪.‬‬
‫‪ -‬مبدأ التربية المتكاممة‪.‬‬
‫‪ -‬مبدا األصالة كالتجديد‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬االستراتيجية العربية لمحو األمية وتعميم الكبار‪.‬‬
‫أقر مؤتمر المنظمة المنعقد باإلسكندرية عاـ ‪1976‬ـ استراتيجية خاصة لمحك األمية‬
‫كتعميـ الكبار‪ ،‬حيث أبرزت مفيكما جديدا لؤلمية بأنو أمية حضارية تشمؿ األمية األبجدية‪،‬‬
‫كترتكز ىذه االستراتيجية عمى جممة مبادئ أىميا‪:‬‬
‫‪ -‬ربط خطط محك األمية بخطط التنمية الشاممة في الكطف العربي‪.‬‬
‫‪ -‬سد منابع محك األمية بتعميـ التعميـ االبتدائي‪.‬‬
‫‪ -‬تكجيو الجيكد الشعبية كالجماىيرية كتكظيفيا في جيكد محك األمية ‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيؽ التكامؿ بيف التعميـ المدرسي كغير المدرسي‪.‬‬
‫‪ -‬المتابعة كالتقكيـ المستمراف لكؿ مراحؿ كخطكات التنفيذ‪.‬‬

‫كعمى الرغـ مف الجيكد الكبيرة التي بذلت في إطار تنفيذ ىذه االستراتيجية‪ ،‬إال أف‬
‫النتائج ال زالت دكف مستكل الطمكحات ‪ ،1‬ألجؿ ذلؾ فقد تـ مراجعة ىذه االستراتيجية حيث‬
‫تـ كضع استراتيجية تعميـ الكبار في الكطف العربي التي تـ إقرارىا في شير أفريؿ عاـ‬
‫‪ ، 2000‬كأعقبيا مباشرة كضع الخطة العربية لتعميـ الكبار في أكتكبر مف نفس العاـ‪.‬‬

‫كتتككف استراتيجية تعميـ الكبار في الكطف العربي خمسة أجزاء رئيسية ممخصيا‬
‫كاآلتي‪: 2‬‬

‫‪ -1‬عبد المجيد سعيد مصمح العسالي‪ :‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.1056‬‬


‫‪ -2‬استراتيجية تعميـ الكبار في الكطف العربي‪ ،‬إصدارات األلسكك عاـ‪ ، 2000‬ص‪ 12‬كما بعدىا ‪.‬‬
‫‪203‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫‪ -‬يتناول الجزء األول ‪ :‬المفاىيـ كالبدائؿ كالمجاالت ‪.‬‬


‫‪ -‬الجزء الثاني ‪ :‬يتناكؿ العكامؿ المؤثرة في صياغة االستراتيجية ‪.‬‬
‫‪ -‬الجزء الثالث ‪ :‬فقد تضمف كاقع تعميـ الكبار في الكطف العربي‪.‬‬
‫كيتطرؽ الجزء الرابع‪ :‬إلى المنطمقات األساسية لبلستراتيجية كالتكجو اإلنساني ‪ ،‬كالجذكر‬
‫كالنظرة المستقبمية كالعممية كالكاقعية‪ .... ،‬كغيرىا‪.‬‬
‫أما الجزء الخامس فيعرض محاكر االستراتيجية إضافة إلى مراحؿ تنفيذ االستراتيجية‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬االستراتيجية العربية لمتكنولوجيا الحيوية‪.1‬‬
‫مكاكبة لبلىتماـ العالمي بمجاؿ تطبيقات التكنكلكجيا الحيكية في مجاالت الزراعة‬
‫كالصناعة كالطب كالطاقة كالمحافظة عمى البيئة‪ ،‬كدكرىا في دفع التنمية كحؿ اإلشكاالت‬
‫أعدت المنظمة‬
‫المطركحة مثؿ تكفير الغذاء‪ ،‬كالقضاء عمى األمراض كحماية البيئة ّ‬
‫استراتيجية أعدىا فريؽ يتككف مف عمماء متخصصيف كقد اشتممت االستراتيجية عمى ستة‬
‫فصكؿ تناكلت مختمؼ جكانب االستراتيجية‪ ،‬ابتداء بتحديد مفيكـ التكنكلكجيا الحيكية‬
‫كتطكرىا كآثارىا كتطبيقاتيا كىك ما تناكلو الفصؿ األكؿ‪.‬‬
‫أما الفصؿ الثاني فتناكؿ حاجة الكطف العربي مف التكنكلكجيا الحيكية‪ ،‬بينما خصص‬
‫الفصؿ الثالث الستعراض أكضاع التكنكلكجيا الحيكية في الكطف العربي‪ ،‬كتطرؽ الفصؿ‬
‫الرابع الستراتيجية تطكير التكنكلكجيا الحيكية عمى المستكييف القطرم كالعربي‪.‬‬
‫كخصص الفصؿ الخامس لمسألة التنظيـ المقترحة لتطكير التكنكلكجيا الحيكية عمى‬
‫المستكييف القطرم كالعربي‪ ،‬أما الفصؿ السادس فقد خصص ألكلكيات العمؿ العربي في‬
‫مجاالت التكنكلكجيا الحيكية في كؿ مف مجاؿ الزراعة كانتاج الغذاء كالصناعة كالصحة‬
‫العامة كصناعة الدكاء كالبتركؿ كالطاقة الحيكية كالبيئية‪.‬‬

‫‪ -1‬االستراتيجية العربية لمتكنكلكجية الحيكية ‪ ،‬إصدارات األؿمسكك عاـ ‪ ،1993‬ص ‪ 7‬كما بعدىا‬
‫‪204‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫الفرع الرابع‪ :‬االستراتيجية العربية لمتربية السابقة عمى المدرسة االبتدائية‪. 1‬‬

‫شغمت قضية تعميـ األطفاؿ في مرحمة الركضة اىتماما متزايدا مف طرؼ المنظمة‬
‫باعتبار أىمية ىذه المرحمة كحساسيتيا‪ ،‬كمف أجؿ ذلؾ عمدت منذ البداية إلى كضع خطة‬
‫شاممة لمتربية في مرحمة ما قبؿ المدرسة االبتدائية في الكطف العربي كذلؾ في إطار‬
‫استراتيجية تطكير التربية كتحتكم ىذه االستراتيجية عمى ستة فصكؿ تضمنت ‪ :‬مكضكع‬
‫االستراتيجية كاطارىا كدكاعييا ككاقع رياض األطفاؿ ‪ ،‬كاألطفاؿ ذكك االحتياجات الخاصة‬
‫في الكطف العربي كالطفكلة العربية بيف الماضي كالحاضر كالمستقبؿ ‪ ،‬كسبؿ إنفاذ‬
‫االستراتيجية عمى المستكل المحمي كالعربي ‪.‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬االستراتيجية العربية لمتعميم عن بعد ‪.‬‬

‫تقكـ الفكرة األساسية ليذا النكع مف التعميـ العمؿ عمى تكفير فرص التعميـ كالتدريب‬
‫لمراغبيف كالقادريف مف الفئات التي فاتيا االلتحاؽ بمؤسسات كمعاىد التعميـ ألسباب‬
‫اقتصادية أك اجتماعية أك سياسية أك جغرافية أك غير ذلؾ كفؽ األنماط الرئيسية اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬التعميـ بالمراسمة‪.‬‬
‫‪ -‬التعميـ المتفاعؿ عف بعد‪.‬‬
‫‪ -‬تكنكلكجيا الكسائط المتعددة‪.‬‬

‫كتحتكم ىذه االستراتيجية عمى بابيف يضماف ستة فصكؿ تناكلت ما يمي ‪:‬‬

‫‪ -‬ضركرة التجديد العممي كدكاعيو‪.‬‬


‫‪ -‬التعميـ عف بعد كنظاـ تربكم‪.‬‬
‫‪ -‬منظكمة ىذا النكع مف التعميـ عربيا كعالميا‪.‬‬
‫‪ -‬فمسفة كمنطمقات االستراتيجية كأىدافيا كمككناتيا ‪.‬‬

‫‪ -1‬االستراتٌجٌة العربٌة للتربٌة السابقة على المدرسة االبتدائٌة‪ ،‬إصدارات األلٌسكو‪ ،‬تونس‪ ،‬عام ‪ ،2002‬ص‪ 24‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪205‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫‪ -‬آليات تنفيذ االستراتيجية‪.‬‬


‫‪ -‬آليات التقييـ كالمراجعة‪.‬‬

‫الفرع السادس‪ :‬استراتيجية تطوير التعميم العالي في الوطن العربي ‪.1‬‬

‫في المؤتمر التاسع لكزراء التعميـ العالي كالبحث العممي العرب المنعقد بدمشؽ في الفترة‬
‫‪15‬الى ‪18‬ديسمبر ‪ ، 2003‬تمت المكافقة عمى كثيقة االستراتيجية العربية لتطكير التعميـ‬
‫العالي كالبحث العممي كدعكة الدكؿ العربية التخاذ اإلجراءات المناسبة لبلستفادة مف‬
‫المضاميف كاإلستراتيجية كسبؿ تنفيذىا‪ ،‬كالعمؿ عمى تكفير أسباب تطبيقيا‪.‬‬

‫انًطهة انثانث‪:‬انًنظًح اإلسالييح نهترتيح وانؼهىو وانثمافح ( األيسيسكى)‬

‫الفرع األول‪ :‬النظام القانوني لمنظمة األيسيسكو‬

‫كنتناكؿ فييا النقاط اآلتية‪ :‬نشأة منظمة األيسيسكك‪ ،‬أىداؼ ك كسائؿ ىذه المنظمة ‪ ،‬نظاـ‬
‫العضكية فييا‪ ،‬ككذا أجيزتيا المنظمة‪.‬‬

‫‪- 1‬نشأة المنظمة اإلسالمية لمتربية و العموم و الثقافة (األيسيسكو)‪:‬‬

‫أعمف عف ميبلد المنظمة اإلسبلمية لمتربية ك العمكـ ك الثقافة في شير مام مف عاـ‬
‫‪ 1982‬لتصبح إحدل المنظمات الدكلية المتخصصة عمى المستكل اإلسبلمي‪ ،‬كتعمؿ ىذه‬
‫المنظمة في إطار منظمة المؤتمر اإلسبلمي‪ ،‬كقد جاءت لتجسيد ىدؼ تحقيؽ ك دعـ‬
‫التعاكف بيف الدكؿ اإلسبلمية األعضاء في منظمة المؤتمر اإلسبلمي في المجاالت‬
‫االقتصادية ك االجتماعية ك الثقافية ك العممية‪.‬‬

‫ك قبؿ أف تبرز منظمة األيسيسكك إلى الكجكد سبقتيا أجيزة تابعة لمنظمة المؤتمر‬
‫اإلسبلمي تعنى بشؤكف التربية ك العمكـ ك الثقافة أىميا إنشاء إدارة الثقافة‪ ،‬كادارة العمكـ ك‬

‫‪ -1‬انظر‪ :‬كثائؽ المؤتمر العاـ لؤللسكك الدكرة العادية (‪ ، )17‬إصدار المنظمة ‪ ، 2004‬كثيقة رقـ ‪.12‬‬
‫‪206‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫التكنكلكجيا المتاف تشرؼ عمييما األمانة العامة لمنظمة المؤتمر اإلسبلمي مف خبلؿ أمناء‬
‫عامكف مساعدكف يعنى كؿ كاحد منيـ بمجاؿ مف المجاالت المذككرة سابقا‪.‬‬

‫إلى جانب ذلؾ أنشأت منظمة المؤتمر اإلسبلمي العديد مف المجاف ك المؤسسات التي‬
‫تشتغؿ في مياديف التربية ك العمكـ ك الثقافة منيا‪:‬‬

‫‪ -‬االتحاد العممي لممدراس العربية االسبلمية الدكلية‪ ،‬أنشئت عاـ ‪.1976‬‬


‫‪ -‬مركز أبحاث التاريخ ك الفنكف ك الثقافة االسبلمية عاـ ‪.1978‬‬
‫‪ -‬المركز اإلسبلمي لمتكنكلكجيا عاـ ‪.1978‬‬
‫‪ -‬المؤسسة اإلسبلمية لمعمكـ ك التكنكلكجيا ك التنمية عاـ ‪.1979‬‬
‫‪ -‬المجنة الدائمة لئلعبلـ‪.‬‬
‫‪ -‬المجنة الدائمة لمتعاكف العممي ك التكنكلكجي‪.‬‬

‫"كتعكد فكرة إنشاء المنظمة اإلسبلمية (األيسيسكك) مف خبلؿ انعقاد المؤتمر العالمي‬
‫‪،1"1977‬‬ ‫األكؿ لمتعميـ األساسي الذم نظّمتو جامعة الممؾ عبد العزيز بمكة المكرمة سنة‬
‫ثـ أخذت الفكرة تتبمكر شيئا فشيئا ك تتضح‪ ،‬كعندما انعقد المؤتمر العاشر لكزراء خارجية‬
‫الدكؿ اإلسبلمية في مدينة فاس المغربية ما بيف ‪ 8‬إلى ‪ 12‬مام ‪ 1979‬كاف مف بيف أىـ‬
‫‪-10/12‬ث) الذم يقضي بإنشاء المنظمة‬ ‫الق اررات المتخذة الصادرة عنو القرار رقـ (‬
‫اإلسبلمية لمتربية ك العمكـ ك الثقافة ك أف يككف مقرىا المغرب‪.‬‬

‫‪ 3‬إلى ‪ 5‬مام‬ ‫ك انعقد المؤتمر التأسيسي لؤليسيسكك في مدينة فاس في الفترة ما بيف‬
‫حيز النفاذ في أعقاب المؤتمر بعد أف كقّع‬
‫‪ 1982‬حيث تـ إقرار النظاـ األساسي ليا‪ ،‬كدخؿ ّ‬
‫عميو رؤساء كفكد ‪ 22‬دكلة مؤسسة‪ ،‬حيث كاف عدد الدكؿ المكقعة في شرط النصاب الذم‬
‫نصت عميو المادة ‪ 21‬مف النظاـ األساسي لممنظمة ك ىكذا ظيرت إلى الكجكد المنظمة‬

‫‪ -1‬عبد المجيد سعيد العالي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.85‬‬


‫‪207‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫اإلسبلمية لمتربية ك العمكـ ك الثقافة الذم اتخذت مف اإلسبلـ مرجعية كبرل ليا‪ ،‬كابتغت‬
‫مقصدا عاما مف إنشائيا ك ىك االلتزاـ بالنيكض بالتربية ك العمكـ ك الثقافة‪ ،‬كذلؾ تأسيسا‬
‫عمى ما أكاله اإلسبلـ لممعرفة ك لطمب العمـ مف مكانة سامية ك استجابة لتطمعات األمة‬
‫اإلسبلمية ك آماليا في تحقيؽ التعاكف ك التضامف ك التقدـ ك االزدىار في ظؿ مبادئ‬
‫اإلسبلـ السمحة‪ ،‬ك حرصا عمى نشر القيـ التربكية ك العممية ك الثقافية البانية لمكاجية‬
‫تحديات العصر كمشاكمو‪ ،‬بما يتحقؽ تكثيؽ العرل التي تجمع شعكب األمة اإلسبلمية‬
‫‪1‬‬
‫المتمثمة في كحدة العقيدة ك القيـ الركحية ك األخبلقية المشتركة‪.‬‬

‫أىداف المنظمة و وسائميا‪:‬‬


‫‪- 2‬‬
‫أ ‪ -‬األىداف‪ :‬حددتيا المادة ‪ 4‬مف الميثاؽ التأسيسي ك ىي‪:‬‬
‫‪ -‬تقكية التعاكف ك تشجيعو ك تعميقو بيف الدكؿ األعضاء في مياديف التربية ك العمكـ ك‬
‫الثقافة‪.‬‬
‫‪ -‬تطكير العمكـ التطبيقية ك استخداـ الثقافة المتقدمة في إطار القيـ ك المثؿ العميا‬
‫اإلسبلمية الثابتة‪.‬‬
‫‪ -‬تدعيـ التفاىـ بيف الشعكب اإلسبلمية ك المساىمة في إقرار السمـ ك األمف في العالـ‬
‫بشتى الكسائؿ‪ ،‬كالسيما عف طريؽ التربية ك العمكـ ك الثقافة ك االتصاؿ‪.‬‬
‫‪ -‬تدعيـ التكامؿ ك السعي لمتنسيؽ بيف المؤسسات المتخصصة التابعة لمنظمة المؤتمر‬
‫اإلسبلمي في مجاالت التربية ك العمكـ ك الثقافة ك االتصاؿ بيف الدكؿ األعضاء في‬
‫المنظمة اإلسبلمية‪ ،‬تدعيما لمتضامف اإلسبلمي‪.‬‬
‫‪ -‬جعؿ الثقافة اإلسبلمية محكر مناىج التعميـ في جميع مراحمو ك مستكياتو‪.‬‬
‫‪ -‬دعـ الثقافة اإلسبلمية ك حماية استغبلؿ الفكر اإلسبلمي مف مراحؿ الغزك الثقافي ك‬
‫التشكيو‪ ،‬ك المحافظة عمى معالـ الحضارة اإلسبلمية ك خصائصو المتميزة‪.‬‬

‫‪ -1‬انظر ديباجة الميثاؽ التأسيسي لمنظمة األيسيسكك‪.‬‬


‫‪208‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫‪ -‬حماية الشخصية اإلسبلمية لممسمميف في البمداف غير اإلسبلمية‪.‬‬


‫ب ‪-‬الوسائل‪:‬‬
‫فصمتيا المادة ‪ 5‬مف الميثاؽ التأسيسي ك ىي‪:‬‬
‫كقد ّ‬
‫‪ -‬العمؿ عمى نشر الثقافة اإلسبلمية ك لغة القرآف الكريـ لغير الناطقيف بيا في جميع‬
‫أنحاء العالـ مف خبلؿ التعاكف مع المنظمة العربية لمتربية ك الثقافة ك العمكـ كمع المنظمات‬
‫ك الييئات اإلسبلمية المعنية‪.‬‬
‫‪ -‬دعـ المنظمات التي تيتـ بشؤكف التربية ك العمكـ ك الثقافة ك االتصاؿ بما يخدـ‬
‫أىداؼ المنظمة‪.‬‬
‫‪ -‬دعـ الجامعات ك الكميات ك المعاىد المتخصصة في عمكـ القرآف الكريـ ك المغة‬
‫العربية ك الثقافة اإلسبلمية كتجسيد مناىجيا ك مقرراتيا لتحقيؽ التكامؿ الثقافي‪.‬‬
‫‪ -‬دعـ المراكز ك المؤسسات المتخصصة لرعاية النشاط العممي ك التربكم الذم يقكـ بو‬
‫األفراد أك ىيئات أك جمعيات خيرية أك مراكز إسبلمية تعني بنشر الثقافة اإلسبلمية‪ ،‬ك تعميـ‬
‫القرآف الكريـ ك المغة العربية‪ ،‬ك تشجيع ك دعـ جيكد الدكؿ األعضاء في تنمية برامج التعميـ‬
‫ك التدريب التقني ك التطبيقي ك تشجيع الباحثيف ك المخترعيف المسمميف‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع البحكث ك الدراسات ك التككيف البلزمة لتطكير التعميـ في الببلد اإلسبلمية ك‬
‫تحسينو ك إضفاء الصبغة اإلسبلمية عمى كؿ مظاىر الفف ك الثقافة ك الحضارة‪.‬‬
‫‪ -‬تنظيـ المؤتمرات ك الندكات ك الدكرات الدراسية ك تشجيع إنشاء المعاىد ك المؤسسات‬
‫العممية ك التعميمية بالتعاكف مع الحككمات ك منظمة المؤتمر اإلسبلمي ك الييئات ك‬
‫المنظمات العاممة في مياديف التربية ك العمكـ ك الثقافة‪.‬‬
‫‪- 3‬نظام العضوية و أجيزة المنظمة‪:‬‬

‫أ‪-‬نظام العضوية‪:‬‬

‫‪209‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫نصت المادة ‪ 6‬مف الميثاؽ التأسيسي عمى أنو تصبح كؿ دكلة عضك أك مبلحظ‬
‫في منظمة المؤتمر اإلسبلمي عضكا في المنظمة اإلسبلمية اإليسيسكك‪.‬‬

‫أما المادة ‪ 7‬فقد تناكلت صفة المبلحظ لؤلعضاء‪ ،‬حيث نصت أنو تتمتع بصفة‬
‫مبلحظ (مراقب) كؿ دكلة عضك في منظمة المؤتمر اإلسبلمي ك ليست عضكا في المنظمة‬
‫اإلسبلمية‪ ،‬كيجكز ألم دكلة مف غير أعضاء منظمة المؤتمر اإلسبلمي سكاء أكانت تتمتع‬
‫بصفة مبلحظ (مراقب) بيا أـ ال تتمتع أف تككف عضكا مبلحظا ( مراقبا ) بالمنظمة‬
‫اإلسبلمية اإليسيسكك‪.‬‬

‫كما يجكز لممنظمات ك الييئات ك االتحادات أف تتمتع بصفة مبلحظ (مراقب)‪ ،‬حيث‬
‫يشترط في الحالتيف األخيرتيف تقديـ طمب إلى المدير العاـ الذم يعرض ذلؾ عمى المؤتمر‬
‫العاـ مشفكعا برأم المجمس التنفيذم‪ ،‬كيضع المؤتمر العاـ نظاـ األعضاء المبلحظيف ك‬
‫شركطو‪ ،‬كال يتمتع بحؽ التصكيت في المؤتمر العاـ إال الدكؿ األعضاء في منظمة‬
‫األيسيسكك‪.‬‬

‫ب‪-‬أجيزة المنظمة‪:‬‬

‫بحسب المادة ‪ 9‬مف الميثاؽ األساسي تتككف المنظمة اإلسبلمية – األيسيسكك‪ -‬مف‬
‫األجيزة اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬المؤتمر العاـ‪.‬‬
‫‪ -‬المجمس التنفيذم‪.‬‬
‫‪ -‬اإلدارة العامة‪.‬‬

‫تعينيـ‬
‫ك يتألؼ المؤتمر العاـ مف ممثمي الدكؿ األعضاء في المنظمة الذم ّ‬
‫حككمات الدكؿ األعضاء‪ ،‬كيراعى في اختيارىـ أف يككنكا مف العامميف في مياديف التربية ك‬
‫العمكـ ك الثقافة ك االتصاؿ‪.‬‬
‫‪210‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫ك لكؿ دكلة الحؽ في صكت كاحد‪ ،‬ك تتخذ الق اررات باألغمبية النسبية مف األعضاء‬
‫الحاضريف المصكتيف‪.‬‬

‫أما اختصاصات المؤتمر فتتمثؿ حسب المادة ‪ 11‬بػ‪:‬‬

‫‪ -‬كضع السياسة العامة لعمؿ المنظمة‪.‬‬


‫‪ -‬إقرار خطط ك برامج عمؿ المنظمة ك مكازنتيا التقديرية ك مشاريع تنفيذىا‪.‬‬
‫‪ -‬مناقشة التقارير ك االقتراحات المقدمة مف الدكؿ األعضاء كما يقدـ بو المجمس‬
‫التنفيذم مف تكصيات ك اتخاذ الق اررات المناسبة بشأنيا‪.‬‬
‫‪ -‬اعتماد النظاـ الداخمي لممؤتمر العاـ‪.‬‬
‫‪ -‬تعديؿ ك إقرار المكائح الداخمية لسير أعماؿ المؤتمر‪ ،‬ككذلؾ المكائح المالية‬
‫لممنظمة االسبلمية‪.‬‬
‫يختص بيا جياز معيف مف أجيزة المنظمة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬النظر في جميع المسائؿ التي ال‬
‫‪ -‬تحديد عبلقة المنظمة اإلسبلمية – أيسيسكك‪ -‬بالمنظمات اإلسبلمية ك العربية ك‬
‫الدكلية ك الككاالت المتخصصة‪ ،‬سكاء كانت حككمية أك غير حككمية ‪.‬كذلؾ كفقا‬
‫ألحكاـ االتفاقيات الثنائية في ىذا الشأف‪.‬‬
‫‪ -‬مناقشة ك إقرار مشركع المكازنة ك البرامج ك الحساب الختامي لممنظمة‪.‬‬
‫‪ -‬تشكيؿ لجاف مؤقتة محددة الصبلحية لمقياـ بدراسة معينة‪.‬‬
‫‪ -‬انتخاب المدير العاـ لممنظمة لمدة ثبلث سنكات قابمة لمتجديد‪ ،‬ك يحدد النظاـ‬
‫الداخمي لممؤتمر العاـ بشركط الترشيح ك قكاعد االختيار‪.‬‬
‫‪ -‬اعتماد أعضاء المجمس التنفيذم لممنظمة الذيف يجب أف يككنكا مف ذكم الكفاءة‬
‫في القضايا اإلسبلمية ك العمكـ ك التربية ك الفنكف ك اآلداب ك االتصاؿ‪ ،‬كممف‬
‫تتكفر لدييـ الخبرة ك المقدرة البلزمتاف لمقياـ بمياـ المراقبة ك التنفيذ المنكطة‬
‫بالمجمس‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫أما المجمس التنفيذم‪ ،‬فقد فصمت المادة ‪ 12‬مف الميثاؽ التأسيسي تشكيمتو ك ميامو‪،‬‬
‫إذ يتشكؿ مف ممثؿ لكؿ دكلة مف الدكؿ األعضاء‪ ،‬كلرئيس المؤتمر العاـ بحكـ منصبو أف‬
‫يحضر جمسات المجمس التنفيذم بصفة استشارية‪ ،‬كذلؾ األميف العاـ لمنظمة المؤتمر‬
‫اإلسبلمي أك مف ينيبو‪.‬‬

‫أما اختصاصات المجمس فيي‪:‬‬

‫‪ -‬كضع المكائح اإلدارية الداخمية لممنظمة اإلسبلمية عدا ما يختص بو المؤتمر العاـ‪.‬‬
‫‪ -‬يعيف المدير العاـ المساعد لمدة ثبلث سنكات قابمة لمتجديد مرة كاحدة بناء عمى‬
‫ترشيحو مف المدير العاـ‪ ،‬كيحدد النظاـ الداخمي لممجمس التنفيذم شركط الترشيح‬
‫كقكاعد االختيار‪.‬‬
‫‪ -‬يعد مشركع جدكؿ أعماؿ اجتماعات المؤتمر العاـ بناء عمى اقتراح يقدمو المدير‬
‫العاـ ك يشير إلى عمؿ المنظمة ك تقديرات المكازنة‪ ،‬كيقدـ التكصيات المناسبة إلى‬
‫المؤتمر العاـ‪.‬‬
‫‪ -‬يتخذ كفقا لمق اررات الصادرة عف المؤتمر العاـ جميع التدابير البلزمة لتأميف قياـ‬
‫فعاال‪.‬‬
‫المدير العاـ بتنفيذ برامج المنظمة االسبلمية – إيسيسكك‪ -‬تنفيذا ّ‬

‫ىذا إلى جانب إدارة عامة لممنظمة تناكلتيا المادة ‪ 13‬مف ميثاؽ المنظمة حيث يقكـ‬
‫عمى رأس اإلدارة العامة مدير عاـ ينتخبو المؤتمر العاـ لمدة ثبلث سنكات قابمة لمتجديد‪.‬‬

‫ك يعتبر المدير العاـ رئيس الجياز التنفيذم ك المؤتمر العاـ‪ ،‬كلو السمطة المباشرة عمى‬
‫جميع العامميف باإلدارة العامة‪.‬‬

‫‪-4‬األجيزة الفرعية لممنظمة‪.‬‬

‫‪212‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫حيث تنشئ الدكؿ األعضاء لجانا كطنية لمتربية ك العمكـ ك الثقافة تقكـ بتكطيد صبلت‬
‫التعاكف بيف المنظمة االسبلمية – ايسيسكك‪ -‬كبيف الك ازرات ك الييئات ك األفراد ك الدكؿ‬
‫األعضاء‪ ،‬كىذا حسب المادة ‪ 14‬مف الميثاؽ‪.‬‬

‫كما أجازت نفس المادة أف ترتبط بالمنظمة ىيئات تعمؿ في مياديف التربية ك العمكـ ك‬
‫الثقافة ك االتصاؿ‪ ،‬سكاء أكانت تحمؿ اسـ ىيئة أـ مؤسسة أـ مركز أـ ما إلى ذلؾ‪ ،‬كذلؾ‬
‫بقرار مف المؤتمر العاـ لممنظمة أك مف المؤتمر اإلسبلمي لكزراء الخارجية كمكافقة المجالس‬
‫التأسيسية ك الجمعيات العمكمية لكؿ الييئات‪ ،‬كيعرض األمر عمى المؤتمر العاـ لممنظمة‬
‫اإلسبلمية – إيسيسكك‪ -‬ليحدد مدل عبلقة الييئة بمنظمة اإليسيسكك كأجيزتيا المختمفة كما‬
‫تشجع المنظمة ك في نفس اإلطار الييئات غير الحككمية ك المؤسسات ذات الطابع الشعبي‬
‫ّ‬
‫عمى العمؿ في مياديف التربية ك العمكـ ك الثقافة ك االتصاؿ ك تؤيد نشاطيا‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إسيامات اإليسيسكو في مجالي التربية و التعميم‪:‬‬

‫تبعا لما جاء في ميثاؽ منظمة اإليسيسكك التأسيسي ك تحقيقا لؤلىداؼ المسطرة ليا‬
‫طت‬
‫سعت المنظمة كمنذ تأسيسيا عاـ ‪ 1982‬إلى إعداد استراتيجيات ك خطط عممية غ ّ‬
‫مختمؼ المجاالت التربكية ك العممية ك الثقافية‪ ،‬حيث أعدت ما يزيد عف عشر استراتيجيات‬
‫ك أكثر مف سبع خطط ثبلثية‪.‬‬

‫ك سنتناكؿ فيما سيأتي مدل محكرية اليدؼ التربكم ك التعميمي في المشركعات‬


‫اإلستراتيجية ك كذا في الخطط ك البرامج الرئيسية‪:‬‬

‫‪213‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫‪- 1‬في المشروعات االستراتيجية‪:‬‬


‫أ ‪-‬استراتيجية تطوير التربية في البالد االسالمية‪:‬‬

‫" قامت األيسيسكك منذ بدأ حياتيا ببمكرة ك إعداد مشركع تربكم إسبلمي ىدفو‬
‫المحافظة عمى القيـ اإلسبلمية كتنشئة أجياؿ قادرة عمى الحفاظ عمى ىكيتيا ك معتقداتيا" ‪،1‬‬
‫ك ألجؿ ذلؾ قامت بتكميؼ مجمكعة مف الخبراء في مجاؿ التربية إلعداد مشركع استراتيجي‬
‫في مجاؿ التربية االسبلمية حيث عقد أكؿ اجتماع لخبراء مف جميع الدكؿ األعضاء ك‬
‫ممثميف لمعديد مف المنظمات الدكلية ك اإلقميمية في الدكحة في الفترة مف ‪ 12‬إلى ‪ 15‬جكاف‬
‫‪ 1988‬أيف تـ إقرار ىذا المشركع الذم قدـ بدكره إلى المؤتمر العاـ الثالث لؤليسيكك الذم‬
‫انعقد باألردف عاـ ‪ ، 1888‬حيث تـ اعتماد ىذا المشركع كاستراتيجية لتطكير التربية في‬
‫‪2‬‬
‫الببلد االسبلمية‪.‬‬

‫أما مضمكف ىذه االستراتيجية فقد تناكلت النقاط اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬استعراض األكضاع التربكية في دكؿ العالـ اإلسبلمي كما يعترضيا مف عكامؿ‬


‫ضعؼ ك قكة‪.‬‬
‫‪ -‬تشخيص المشاكؿ التي تعاني منيا ىذه الدكؿ في مجاؿ التربية ك التعميـ‪ ،‬كما‬
‫يعترضيا مف صعكبات‪.‬‬
‫‪ -‬مشكمة األمية ك التمدرس الناقص‪.‬‬
‫‪ -‬سكء مردكدية النظاـ التعميمي‪.‬‬

‫‪ -‬سكء مردكدية النظاـ التعميمي ك قمّة االعتمادات المالية‪.‬‬

‫‪ -‬رداءة التسيير التربكم ك اإلدارم‪.‬‬

‫‪ -1‬المجيد سعيد مصمح العساؿم مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.1103‬‬


‫‪ – 2‬انظر‪ :‬استراتيجية تطكير التربية في الببلد اإلسبلمية‪ ،‬منشكرات األيسيكك‪ ،‬مطبعة النجاح‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬المغرب‪ ،‬عاـ‬
‫‪ ،1990‬ص ‪ 27‬كما بعدىا‪.‬‬
‫‪214‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫ك تحدد ىذه االستراتيجية الغاية مف التربية عمى المستكل الفردم ك الجماعي في‬
‫أبعادىا‪ :‬الركحية ك الفكرية ك الخمقية ك النفسية‪ ،‬مستعرضة بذلؾ خصكصيات مختمؼ‬
‫المراحؿ‪ :‬التعميـ األساسي‪ ،‬ثانكم‪ ،‬عالي‪.‬‬

‫كما حاكلت االستراتيجية تقديـ رؤية كاضحة حكؿ إدارة كتسيير التربية كتطكير التعميـ‬
‫مما يتيح تعزيز التعاكف كالتكامؿ بيف سائر األقطار اإلسبلمية‪.‬‬

‫كقد جرل مراجعة ىذه االستراتيجية في عامي ‪ 1999 – 1998‬بيدؼ تحديثيا لتتبلءـ مع‬
‫المستجدات ك تكييفيا مع التحديات التي يفرزىا الكاقع المحيط بالمنظمة‪.‬‬

‫ب‪-‬اإلستراتيجية الثقافية لمعالم اإلسالمي‪:‬‬

‫سعت منظمتا المؤتمر اإلسبلمي ك األيسيسكك إلى تنسيؽ الجيكد بينيما في المجاؿ‬
‫الثقافي‪ ،‬ك ألجؿ ذلؾ تـ االتفاؽ بينيما عاـ ‪ 1990‬عمى تشكيؿ لجنة مف الخبراء ليدؼ‬
‫مكحد لبلستراتيجية الثقافية ك خطة عمؿ لمعالـ االسبلمي‪ ،‬حيث تبمكر‬
‫كضع مشركع ّ‬
‫المشركع بيف عامي ‪ 1990‬ك ‪ 1991‬السيما بعد اجتماع جدة في مام ‪ 1991‬ك اجتماع‬
‫الرباط في سبتمبر مف نفس العاـ‪ ،‬ىذه الخطة التي اعتمدىا مؤتمر القمة اإلسبلمي السادس‬
‫في دكار بيف ‪ 9‬ك ‪ 12‬ديسمبر ‪.1991‬‬

‫ك تتضمف ىذه االستراتيجية مقدمة ك خمسة فصكؿ‪.‬‬

‫ك يتضمف الفصؿ األكؿ منيا عمى المفاىيـ ك المصادر‪ ،‬فيما الفصؿ الثاني يتناكؿ‬
‫خصص الفصؿ الثالث لقضايا في الثقافة اإلسبلمية‪ ،‬أما الفصؿ األخير فيتناكؿ‬
‫األىداؼ‪ ،‬ك ّ‬
‫كسائؿ تنفيذ الخطة‪.‬‬

‫ك المسألة التربكية ك العممية كانت إحدل مجاالت الثقافة اإلسبلمية التي أشارت إلييا‬
‫االستراتيجية التي رّكزت عمى اإلنتاج الفكرم‪ ،‬ك المغة العربية ك لغات الشعكب اإلسبلمية‪ ،‬ك‬
‫اآلداب ك العمكـ اإلنسانية ك اإلعبلـ ك كسائؿ االتصاؿ ك البحث العممي‪.‬‬
‫‪215‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫جـ‪-‬استراتيجية تطوير العموم و التكنولوجيا في البمدان االسالمية‪:‬‬

‫" قامت المنظمة االسبلمية –األيسيسكك‪ -‬ك المجنة الدائمة لمتعاكف العممي ك التكنكلكجي‬
‫(الككمستيؾ) المنبثقة عف منظمة المؤتمر اإلسبلمي بإعداد مشركع استراتيجية لتطكير العمكـ‬
‫ك التكنكلكجيا في البمداف اإلسبلمية‪ ،‬كقدـ ىذا المشركع غمى المؤتمر اإلسبلمي الرابع ك‬
‫العشريف لكزراء الخارجية المنعقد في جاكارتا ديسمبر ‪ ،1"1996‬الذم ش ّكؿ بدكره لجنة مف‬
‫الخبراء أثرت المشركع مف جديد‪ ،‬كقدـ في صيغتو النيائية في مؤتمر القمة اإلسبلمي الثامف‬
‫‪ 9‬إلى ‪ 11‬ديسمبر ‪ 1997‬أيف تـ اعتماد ىذه‬ ‫الذم انعقد بطيراف في الفترة مف‬
‫اإلستراتيجية‪ ،‬كما تـ اعتماد المجمس التنفيذم لؤليسيسكك ىذه االستراتيجية أثناء انعقاد دكرة‬
‫المجمس الثامف عشرة بالمغرب ديسمبر ‪.1998‬‬

‫ممخص ما جاء في ما يمي‪:‬‬


‫ك تتضمف ىذه االستراتيجية خمسة فصكؿ‪ّ ،‬‬

‫‪ -‬الفصل األول‪ :‬نشأة العمكـ في العالـ اإلسبلمي ك اآلثار المترتبة عمى التكنكلكجيا‬
‫الجديدة‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل الثاني‪ :‬التنمية البشرية في بمداف العالـ اإلسبلمي‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل الثالث ‪ :‬تشخيص كاقع العمكـ ك التكنكلكجيا في البمداف اإلسبلمية‪ ،‬كتحديد‬
‫مكامف الضعؼ ك القكة‪ ،‬كسبؿ تطكير ثقافة البحث ك التنمية مع التركيز عمى تدريس‬
‫العمكـ ك التكنكلكجيا في جميع مراحؿ التعميـ‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل الرابع‪ :‬المنيج البلزـ اتباعو لبناء القدرات التكنكلكجية المفيدة‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل الخامس ‪ :‬تدابير التنفيذ ك التكصيات ك المبلحؽ ك الجداكؿ المرافقة‬
‫الستراتيجية المعرفة التي تنبع مف خصكصيات اليكية الحضارية لؤلمة اإلسبلمية‪ ،‬كالتي‬

‫‪-‬‬ ‫‪ 1‬عبد المجيد سعيد العسالي‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪1110‬‬


‫‪216‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫تمبي احتياجات التنمية البشرية بما تقدـ إطار معرفي متكامؿ لممنظمة التربكية ك العممية‬
‫‪1‬‬
‫ك الثقافية"‬
‫أ ‪ -‬استراتيجية االستفادة من الكفاءات المسممة في الغرب‪:‬‬

‫تيدؼ ىذه االستراتيجية إلى االستفادة مف الكفاءات العممية المياجرة في الغرب في‬
‫تنمية البمداف اإلسبلمية ك تكطيد ركابط بيف الجالية المياجرة ك أكطانيا األصمية ككانت بداية‬
‫االىتماـ بيذه المسألة في الخطة ك المكازنة لؤلعكاـ ‪ 1999-1998‬عمى شكؿ برنامج‪ ،‬كقد‬
‫اعتمد مؤتمر القمة اإلسبلمي العاشر ىذه االستراتيجية المنعقد عاـ ‪ 2003‬بمدينة بكتراجايا‬
‫بدكلة ماليزيا‪.2‬‬

‫ق‪-‬استراتيجية تطوير التعميم العالي االسالمي‪:‬‬

‫تـ اعتماد ىذه االستراتيجية في المؤتمر اإلسبلمي الثالث لكزراء التعميـ العالي ك‬
‫البحث العممي المنعقد في الككيت عاـ ‪ ،2006‬حيث ش ّكؿ مكضكع تطكير التعميـ العالي في‬
‫العالـ اإلسبلمي لب ىذه االستراتيجية‪.‬‬

‫‪- 2‬في الخطط و البرامج الرئيسية‪:‬‬


‫أ ‪-‬برنامج جعل الثقافة اإلسالمية محور مناىج التعميم‪:‬‬
‫ك ذلؾ بتقكية التعاكف العممي التربكم بيف الدكؿ األعضاء‪ ،‬كيشمؿ ىذا البرنامج‪:‬‬
‫‪ -‬معادلة الشيادات المدرسية ك الجامعية بيف الدكؿ العربية‪.‬‬
‫‪-‬تطكير تدريس العمكـ في عدد مف الدكؿ اإلسبلمية‪.‬‬
‫‪-‬تنظيـ تبادؿ الطمبة ك األساتذة المحاضريف في العمكـ‪.‬‬
‫‪-‬تطكير المختبرات العممية‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد المجيد سعيد العالي‪ :‬مرجع سابؽ ص‪.1114‬‬


‫‪ -2‬مف مشركع الخطة الثبلثية لؤليسيسكك لؤلعكاـ (‪ )2000-98‬ص ‪.254‬‬
‫‪217‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫‪1‬‬
‫المحافظة عمى التراث االسالمي و معالم الحضارة االسالمية‪:‬‬
‫ب ‪-‬‬

‫كيشمؿ ىذا البرنامج عمى دعـ المؤسسات التعميمية ك الثقافية لممسمميف في البمداف‬
‫غير اإلسبلمية كتنضكم برامج خطة العمؿ ىذه عمى أربعة أىداؼ رئيسية تتفرع عنيا برامج‬
‫جزئية كأىـ محاكر ىذه البرامج ما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬تكثيؽ التعاكف التربكم ك العممي بيف الدكؿ األعضاء‪ ،‬كذلؾ بتطكير استراتيجيات‬
‫تربكية كعممية ك ثقافية لمبمداف اإلسبلمية‪ ،‬كتنمية المّغات الرسمية ك دعـ تدريس المغة‬
‫العربية‪ ،‬ككذا تبادؿ الطمبة ك األساتذة بيف الدكؿ األعضاء‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع البحث ك التأليؼ ك الترجمة‪.‬‬
‫كلتحقيؽ ىذا اليدؼ كرست المنظمة‬ ‫‪ -‬تدعيـ التنمية التربكية ك العممية ك الثقافية‪،‬‬
‫برامج فرعية تتعمؽ بػ‪:‬‬
‫‪ -‬تطكير مناىج العمكـ‪.‬‬
‫‪ -‬تطكير المختبرات في المدارس‪.‬‬
‫‪ -‬دكرات تدريبية لممدرسيف ك المتخصصيف‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة التطبيقات التربكية لئلعبلميات ك اإللكتركنيات‪.‬‬
‫كرست برامج‬
‫‪ -‬العناية بالثقافة اإلسبلمية ك مؤسساتيا ك ىياكميا التقميدية‪ ،‬كلتحقيؽ ذلؾ ّ‬
‫فرعية تعمؿ عمى ‪:‬‬
‫‪ -‬تدعيـ المدارس القرآنية‪ ،‬كمدارس التعميـ الديني‪.‬‬
‫‪ -‬العناية بالمخطكطات اإلسبلمية‪.‬‬
‫‪ -‬تصحيح المعمكمات ك الدراسات التي تكتب عف اإلسبلـ‪.‬‬
‫‪ -‬جعؿ الثقافة اإلسبلمية محكر مناىج التعميـ‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد المجيد سعيد العسالي‪ :‬ص‪ 1122‬كما بعدىا‪.‬‬


‫‪218‬‬
‫الفصل الثاوي‪ :‬آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي‬

‫خاتمة الفصل‪.‬‬

‫مف خبلؿ ما سبؽ عرضو فيما يخص آليات حماية الحؽ في التربية كالتعميـ في الفقو‬
‫اإلسبلمي كالقانكف الدكلي لحقكؽ اإلنساف‪ ،‬اتضحت النتائج اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬ضماف ىذا الحؽ في مف الفقو اإلسبلمي‪ ،‬باعتباره مف مقاصد الشريعة اإلسبلمية‪.‬‬


‫‪ -‬تنامي االىتماـ الدكلي في مجاؿ االىتماـ بالحؽ في التربية كالتعميـ مف خبلؿ اطراد‬
‫كتزايد االتفاقيات الدكلية التي تضمف ىذا الحؽ‪.‬‬
‫تتميز الشريعة مف حيث األسس ك األىداؼ كالغايات في مجاؿ الحؽ في التربية‬
‫‪ّ -‬‬
‫كالتعميـ عف غيرىا في القانكف الدكلي لحقكؽ اإلنساف‪ ،‬فاألسس إيمانية عقدية بينما في‬
‫القانكف الدكلي أساسيا االتفاقيات الدكلية التي تعبر عف الحاجة اإلنسانية إلقرار ىذا الحؽ‪.‬‬
‫‪ -‬تعدد اآلليات الدكلية كاإلقميمية لتفعيؿ حماية ىذا الحؽ في نطاؽ القانكف الدكلي‬
‫لحقكؽ اإلنساف أىميا المنظمات الدكلية المتخصصة مثؿ‪ :‬اليكنسكك‪ ،‬األليسكك‪ ،‬األيسيسكك‪.‬‬
‫‪ -‬يتفؽ الفقو اإلسبلمي كالقانكف الدكلي في مسألة إقرار كضماف ىذا الحؽ‪.‬‬
‫‪ -‬يختمؼ الفقو اإلسبلمي في الحؽ مف حيث األسس كالغايات فضماف ىذا الحؽ‬
‫أساسو ديني شرعي يستند إلى الديف اإلسبلمي‪ ،‬بينما يستند كجكده في القانكف الدكلي إلى‬
‫االتفاقيات الدكلية ك اإلقميمية‪.‬‬

‫‪219‬‬
220
‫الفصل الثالث‪ :‬آليات حماية الممكية األدبية والفنية بين الفقه اإلسالمي والقانون‬
‫الدولي ‪.‬‬

‫نظ ار لكوف موضوع حماية الممكية األدبية والفنية يتصؿ اتصاال وثيقا بحماية‬
‫الحؽ في الثقافة والعموـ والفنوف اآلداب‪ ،‬كما أنيا تشمؿ قيـ ا إنسانية عالمية‪ ،‬قبؿ‬
‫أف تكوف تراثا إقميميا محدودا لدولة مف الدوؿ أو شعب مف الشعوب ‪ ،‬ومف ثـ ة فإفنا‬
‫نجد مجاؿ حمايتيا لـ يقتصر عمى الجانب التشريعي الوطني وحده‪ ،‬وانما تعداه إلى‬
‫المجاؿ الدولي مف خالؿ ما برز مف االتفاقيات الدولية واإلقميمية التي تنظـ أمر تمؾ‬
‫الحماية عمى المستوى الدولي‪ ،‬والى قياـ العديد مف اآلليات الدولية واإلقميمية العاممة‬
‫في مجاؿ حماية ىذا النوع مف الحقوؽ‪.‬‬

‫وسوؼ نتطرؽ في ىذا الفصؿ إلى آليات الحماية الدولية واإلقميمية لمممكية‬
‫األدبية والفنية أو ما يسمى بحقوؽ المؤلؼ والحقوؽ المجاورة‪ ،‬باعتبار حفظ ىذا‬
‫المتميز لممبدعيف والمؤلفيف مف‬
‫الصنؼ مف الممكية يم ّكف مف حفظ المجيود النوعي و ّ‬
‫جية‪ ،‬ومف جية أخرى حفظ حؽ الناس مف االستفادة مف ىذا المنتوج األدبي والفني‬
‫‪.‬‬
‫وقد قسـ ىذا الفصؿ إلى ثالثة مباحث عمى النحو اآلتي‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬تناولت فيو آليات حماية الممكية األدبية والفنية في االتفاقيات‬
‫الدولية ‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬تطرقت فيو إلى آليات حماية حؽ المؤلؼ والحقوؽ المجاورة في‬
‫االتفاقيات العربية‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬تـ تخصيصو الستعراض آليات حماية الممكية األدبية والفنية في‬
‫الفقو اإلسالمي وآليات حمايتيا‪.‬‬

‫‪221‬‬
‫المبحث األول‪ :‬آليات حماية الممكية األدبية و الفنية في القانون الدولي‪:‬‬

‫مما ال شؾ فيو أف حماية الممكية األدبية و الفنية يرتبط ارتباطا وثيقا بالثقافة و‬
‫العموـ و الفنوف و اآلداب‪ ،‬وحفظ ىذا النوع مف الممكية يعتبر تثمينا وحفظا لمحقوؽ‬
‫الثقافية ‪ ،‬كما يشجع المبدعيف ويحفّزىـ عمى االستمرار و مواصمة أعماليـ‬
‫اإلبداعية‪ ،‬مما يسمح لعموـ الناس مف االستفادة المشروعة مف ىذا المنتوج الفني و‬
‫االنتفاع بو‪.‬‬

‫ومف المالحظ في مجاؿ حماية حقوؽ المؤلؼ والحقوؽ المجاورة الثراء الجمي‬
‫في عدد المعاىدات واالتفاقيات التي أقرت حؽ حماية الممكية األدبية والفنية ‪ ،‬وأىميا‬
‫ما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬اتفاقية برف لحماية المصنفات األدبية والفنية الموقعة في ‪.1886/09/11‬‬


‫‪ -‬االتفاقية العالمية لحقوؽ المؤلؼ الموقعة في جنيؼ في‪.1952/11/06 :‬‬
‫‪ -‬اتفاقية مدريد لتفادي االزدواج الضريبي عمى عوائد حقوؽ المؤلفيف الموقعة‬
‫في ‪.1979/12/23‬‬
‫‪ -‬اتفاقية التسجيؿ الدولي لممصنفات السمعية والبصرية الموقعة في جنيؼ في‬
‫‪.1989/04/18‬‬
‫‪ -‬معاىدة الويبو بشأف حؽ المؤلؼ عاـ ‪.1996‬‬
‫‪ -‬اتفاقية روما بشأف حماية منتجي التسجيالت الصوتية وىيئات اإلذاعة عاـ‬
‫‪.1961‬‬
‫‪ -‬اتفاقية جنيؼ بشأف حماية منتجي التسجيالت ضد النسخ غير المشروع عاـ‬
‫‪.1971‬‬
‫‪ -‬معاىدة الويبو بشأف األداء والتسجيؿ الصوتي ‪.1996‬‬

‫‪222‬‬
‫كما أفرز الواقع الدولي وأحدث العديد مف اآلليات دولية و اإلقميمية‪ ،‬المتمثمة‬
‫أساسا في ظيور المنظمات الدولية و اإلقميمية المختصة التي تعمؿ عمى حماية‬
‫حقوؽ المؤلؼ والحقوؽ المجاورة‪.‬‬

‫و الستيفاء ىذا الجانب حقو مف اإلبراز والتوضيح تـ تقسيـ ىذا المبحث إلى مطمبيف‬
‫وذلؾ عمى النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬المطمب األول ‪ :‬تـ تخصيصو آلليات حماية الممكية األدبية و الفنية في‬
‫المواثيؽ الدولية‪ ،‬والمتمثمة أساسا في االتفاقيات الدولية‪ ،‬وقد اختار الباحث اتفاقية‬
‫برف لسنة ‪ ، 1886‬باعتبارىا نقطة التأسيس الفعمي لمحماية الدولية ليذا الصنؼ مف‬
‫الممكية عمى المستوى الدولي‪.‬‬
‫‪ -‬المطمب الثاني‪ :‬تناوؿ المنظمة الدولية لمممكية األدبية والفنية باعتبارىا‬
‫خالصة ما آلت إليو الجيود الدولية في مجاؿ إحداث آليات تعمؿ عمى حماية حقوؽ‬
‫الممكية األدبية والفنية‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬آليات حماية الممكية األدبية والفنية في اتفاقية برن‪.‬‬
‫بعد تزايد عدد السرقات العممية واألدبية واالعتداء عمى المبتكرات المخترعات‬
‫المتزامنة مع عصر النيضة األوربية‪ ،‬أصبحت الحاجة إلى الحماية الدولية لحقوؽ‬
‫الممكية األدبية و الفنية مسألة ضرورية و معترفا بيا في آف واحد وعميو بدأ التفكير‬
‫في حمايتيا عمى الصعيد الدولي حوالي منتصؼ القرف ‪ ، 119‬وقد تـ ذلؾ في بداية‬
‫األمر عمى شكؿ اتفاقيات ثنائية تتولى االعتراؼ المتبادؿ بيذه الحقوؽ و لكنيا لـ‬
‫تكف شاممة بما فيو الكفاية‪ ،‬كما لـ تكف مف نمط موحد فأصبحت الحاجة إلى إعداد‬
‫نظاـ موحد اتفاقيات عديدة كاف أوليا اتفاقية برف لحماية الحقوؽ الممكية األدبية و‬
‫نية‪.‬‬
‫الؼ‬

‫‪ -1‬زروتً الطٌب‪ :‬القانون الدولً للملكٌة الفكرٌة تحالٌل ووثائق‪ ،‬مطبعة الكاهنة‪ ،‬ط ‪ ،1‬ص ‪ 4‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪223‬‬
‫ولقد ش ّكمت ىذه االتفاقية التأسيس الفعمي لحماية الممكية األدبية والفنية عمى‬
‫الصعيد الدولي‪ ،‬كما تضمنت تأسيس أوؿ تنظيـ دولي يعمؿ عمى حماية الممكية‬
‫األدبية والفنية سمي بػ‪ ":‬اتحاد برف لحماية حقوؽ المؤلفيف عمى مصنفاتيـ األدبية‬
‫والفنية" ‪ ،‬وسنتناوؿ أىـ جوانب الحماية المقررة في ىذه االتفاقية وكذا التنظيـ اإلداري‬
‫والقانوني ليذا االتحاد‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬حماية الممكية األدبية والفنية في إطار اتفاقية برن لحماية المصنفات‬
‫‪1‬‬
‫األدبية والفنية‬
‫‪ 04‬مايو ‪،1896‬‬ ‫المؤرخة في ‪ 09‬سبتمبر ‪ ، 1886‬والمكممة بباريس في‬
‫عدلت‬
‫وقد ّ‬ ‫وتعتبر أوؿ اتفاقية دولية تعنى بموضوع حماية الممكية األدبية والفنية‪،‬‬
‫عدلت ببرليف في ‪ 13‬نوفمبر ‪ ،1908‬وكممت ببرف في ‪ 20‬مارس‬
‫مرات عديدة‪ ،‬فقد ّ‬
‫‪26‬‬ ‫‪ 02‬يونيو ‪ 1928‬وبروكسؿ في‬ ‫عدلت أيضا بروما في‬
‫‪ ،1914‬كما ّ‬
‫يونيو‪ 1948‬واستكيولـ في ‪ 14‬يوليو ‪ 1967‬وباريس في ‪ 24‬يوليو ‪1971‬ـ‪.‬‬
‫تتكوف ىذه االتفاقية مف ‪ 38‬مادة وممحؽ‪ ،‬وسنتكمـ عف أىـ جوانب حماية‬ ‫ّ‬
‫الممكية األدبية والفنية التي تناولتيا ىذه االتفاقية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- 1‬تعريف الممتمكات الفنية واألدبية المشمولة بالحماية في إطار اتفاقية برن‬
‫تناولت الفقرة األولى مف المادة ‪ 02‬تعريفا لممصنفات األدبية والفنية حيث جاء فييا‬
‫أنيا تشمؿ‪:‬‬
‫‪-‬كؿ إنتاج في المجاؿ األدبي والعممي والفني ّأيا كانت طريقة أو شكؿ التعبير‬
‫عنو مثؿ الكتب والكتيبات وغيرىا مف المحررات‪.‬‬
‫‪ -‬المحاضرات والخطب والمواعظ واألعماؿ األخرى التي تتسـ بنفس الطبيعة‪.‬‬

‫‪ -1‬زروتً الطٌب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.165‬‬


‫‪ -2‬فتحً نسٌمة‪ :‬الحماٌة الدولٌة لحقوق الملكٌة الفكرٌة‪ ،‬رسالة ماجستٌر‪ ،‬جامعة تٌزي وزو‪ .‬تارٌخ المناقشة‪2012/06/27 :‬م‪،‬‬
‫ص‪ 39‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪224‬‬
‫‪ -‬المصنفات المسرحية أو المسرحيات الموسيقية‪.‬‬
‫‪ -‬المصنفات التي تؤدى بحركات أو خطوات فنية والتمثيميات اإليمائية‪،‬‬
‫والمؤلفات الموسيقية سواء اقترنت باأللفاظ أـ لـ تقترف بيا‪.‬‬
‫‪-‬المصنفات السينمائية ويقاس عمييا المصنفات التي يعبر عنيا بأسموب مماثؿ‬
‫لألسموب السينمائي‪.‬‬
‫‪ -‬المصنفات الخاصة بالرسـ وبالتصوير بالخطوط أو باأللواف وبالعمارة وبالنحت‬
‫وبالحفر وبالطباعة عمى الحجر‪.‬‬
‫‪ -‬المصنفات الفوتوغرافية‪ ،‬ويقاس عمييا المصنفات التي يعبر عنيا باألسموب‬
‫الفوتوغرافي‪.‬‬
‫‪ -‬المصنفات الخاصة بالفنوف التطبيقية‪ ،‬والصور التوضيحية والخرائط الجغرافية‬
‫والمصنفات المجسمة المتعمقة بالجغرافيا‪ ،‬أو الطبوغرافيا أو العمارة أو العموـ‪.‬‬
‫أما الفقرة الثالثة مف نفس المادة فتطرؽ ت إلى حماية الترجمات والتحويرات‬
‫والتعديالت الموسيقية وما يجري عمى المصنؼ األدبي أو الفني مف تحويالت أخرى‬
‫بنفس الحماية التي تتمتع بيا المصنفات األصمية وذلؾ دوف المساس بحقوؽ مؤلؼ‬
‫المصنؼ األصمي‪.‬‬
‫ويشترط لكي تحضى ىذه المصنفات األدبية والفنية أف تتمتع بمظير مادي‬
‫يعبر عنيا‪ ،‬فيي تعبير لشتى أنواع الفكر اإلنساني في مجاؿ األدب والفنوف‪ ،‬كما‬
‫تستثني االتفاقية النصوص الرسمية ذات الطبيعة التشريعية أو اإلدارية أو القضائية‬
‫وكذلؾ لمترجمة الرسمية ليذه النصوص‪ ،‬حيث تتكفؿ التشريعات الوطنية بتحديد‬
‫الحماية الالزمة لمثؿ ىذه النصوص‪ ،‬والتي منحتيا االتفاقية أيضا الحؽ في " أف‬

‫‪225‬‬
‫تستبعد جزئيا أو كميا الخطب السياسية والمرافعات التي تتـ أثناء اإلجراءات القضائية‬
‫‪1‬‬
‫مف الحماية الواردة في المادة السابقة"‬
‫‪- 2‬معايير الحماية‬
‫تناولت ذلؾ المادة ‪ 3‬مف االتفاقية‪ ،‬حيث نصت الفقرة األولى منيا أف الحماية‬
‫المنصوص عمييا في ىذه االتفاقية تشمؿ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬المؤلفيف مف رعايا إحدى دوؿ االتحاد عف مصنفاتيـ سواء كانت منشورة أـ‬
‫لـ تكف‪.‬‬
‫ب ‪-‬المؤلفيف مف غير رعايا إحدى دوؿ االتحاد‪ ،‬عف مصنفاتيـ التي تنشر ألوؿ‬
‫مرة في إحدى دوؿ االتحاد أو في آف واحد في دولة خارج االتحاد وفي إحدى دوؿ‬
‫االتحاد‪.‬‬
‫كما تسري أحكاـ ىذه االتفاقية عمى المؤلفيف مف غير رعايا إحدى دوؿ االتحاد‬
‫‪ 2‬مف‬ ‫الذيف تكوف إقامتيـ العادية في إحدى ىذه الدوؿ‪ ،‬وىو ما أشارت إليو الفقرة‬
‫ىذه المادة‪.‬‬

‫ويقصد بػ‪" :‬المصنفات المنشورة" حسب الفقرة ‪ 4‬مف نفس المادة ‪ ،‬المصنفات‬
‫التي تنشر بموافقة مؤلفييا أيا كانت وسيمة عمؿ النسخ‪ ،‬بشرط أف يكوف توافر ىذه‬
‫النسخ قد جاء عمى نحو يفي باالحتياجات المعقولة لمجميور مع مراعاة طبيعة‬
‫المصنؼ‪ ،‬ويستثنى مف ذلؾ تمثيؿ مصنؼ مسرحي أو مصنؼ مسرحي موسيقي أو‬
‫سينمائي أو أداء مصنؼ موسيقي وكذا القراءة العمنية لمصنؼ أدبي والنقؿ السمكي‬
‫أو إ ذاعة المصنفات األدبية أو الفنية وعرض مصنؼ فني وتنفيذ مصنؼ معماري‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد هللا مبروك النجار‪ :‬الحق األدبً للمؤلف‪ ،‬فً الفقه اإلسالمً والقانون المقارن‪ ، ،‬دار المرٌخ ‪ ،‬المملكة العربٌة‬
‫السعودٌة‪ 1420،‬هـ‪ ،‬ص‪.23‬‬

‫‪226‬‬
‫أما المادة ‪ 4‬مف االتفاقية فتناولت بدورىا معايير حماية المصنفات السينيمائية‬
‫والمصنفات المعمارية وبعض مصنفات الفنوف التخطيطية والتشكيمية‪ ،‬حيث تسري‬
‫الحماية المقررة في ىذه االتفاقية عمى‪:‬‬

‫أ ‪-‬مؤلفي المصنفات السينيمائية التي يكوف مقر منتجيا أو محؿ إقامتو المعتادة‬
‫في إحدى دوؿ االتحاد‪.‬‬
‫ب ‪ -‬مؤلفي المصنفات المعمارية المقامة في إحدى دوؿ االتحاد أو المصنفات‬
‫الفنية األخرى الداخمة في مبنى أو إنشاء آخر كائف في إحدى دوؿ االتحاد‪.‬‬
‫كما تناولت المادة ‪ 5‬الحقوؽ المضمونة خارج دولة المنشأ وداخميا‪ ،‬حيث نصت‬
‫المصنؼ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الفقرة األولى منيا بأف‪ ":‬يتمتع المؤلفوف في دوؿ االتحاد غير دولة منشأ‬
‫بالحقوؽ التي تخوليا قوانيف تمؾ الدوؿ حاليا أو قد تخوليا مستقبال لرعاياىا باإلضافة‬
‫إلى الحقوؽ المقررة بصفة خاصة في ىذه االتفاقية‪ ،‬وذلؾ بالنسبة لممصنفات التي‬
‫يتمتعوف عمى أساسيا بالحماية بمقتضى ىذه االتفاقية"‪.‬‬

‫وىذا التمتع أو ممارسة ىذه الحقوؽ ال يخضع ألي إجراء شكمي‪ ،‬إذ أنيما‬
‫مستقالف عف وجود الحماية في دولة منشأ المصنؼ‪ ،‬وعميو فإف نطاؽ الحماية‬
‫وكذلؾ وسائؿ الطعف المقررة لممؤلؼ لحماية حقوقو يحكميا تشريع الدولة المطموب‬
‫توفير الحماية فييا دوف سواه‪ ،‬وذلؾ بصرؼ النظر عف أحكاـ ىذه االتفاقية‪.‬‬

‫أما الحماية في دولة المنشأ فيحكميا التشريع الوطني‪ ،‬ومع ذلؾ إذا كاف‬
‫المؤلؼ مف غير رعايا دولة منشأ المصنؼ الذي يتمتع عمى أساسو بالحماية‬
‫‪،‬‬ ‫بمقتضى ىذه االتفاقية‪ ،‬فإنو يتمتع في تمؾ الدولة بذات الحقوؽ المقررة لرعاياىا‬
‫ودولة المنشأ تعتبر حسب ىذه المادة‪:‬‬

‫‪227‬‬
‫أ ‪ -‬بالنسبة لممصنفات التي تنشر ألوؿ مرة في إحدى دوؿ االتحاد‪ ،‬الدولة‬
‫المذكورة ‪ ،‬وفي حالة لمصنفات التي تنشر في آف واحد في عدد مف دوؿ االتحاد‬
‫التي تمنح مددا مختمفة لمحماية‪ ،‬الدولة التي يمنح تشريعيا مدة الحماية األقصر‪.‬‬
‫ب ‪-‬بالنسبة لممصنفات التي تنشر في آف واحد في دولة خارج االتحاد ودولة مف‬
‫دوؿ االتحاد‪ ،‬الدولة األخيرة‪.‬‬
‫ت ‪-‬بالنسبة لممصنفات غير المنشورة أو بالنسبة لممصنفات التي تنشر ألوؿ مرة‬
‫في دولة خارج االتحاد دوف أف تنشر في آف واحد في دولة مف دوؿ االتحاد‪ ،‬دولة‬
‫االتحاد التي يعتبر المؤلؼ مف رعاياىا‪ ،‬ومع ذلؾ‪:‬‬
‫‪ -‬إذا ما تعمؽ األمر بمصنفات سينيمائية يقع مقر منتجيا أو محؿ إقامتو‬
‫المعتادة في دولة مف الدوؿ االتحاد‪ ،‬فإف ىذه الدولة تكوف دولة المنشأ‪.‬‬
‫‪ -‬إذا ما تعمؽ األمر بمصنفات معمارية مقامة في إحدى دوؿ االتحاد أو‬
‫أعماؿ فنية أخرى داخمة في مبنى يقع في إحدى دوؿ االتحاد‪ ،‬فإف ىذه‬
‫الدولة تكوف دولة المنشأ‪.‬‬
‫كما تناولت المادة ‪ 06‬الحقوؽ المعنوية لممؤلفيف وبغض النظر عف الحقوؽ المالية‬
‫ىي باألساس ‪:‬‬

‫‪ -‬الحؽ في المطالبة بنسبة المصنؼ لمؤلفو‪،‬‬


‫‪ -‬الحؽ في االعتراض عمى إدخاؿ كؿ بالتحريؼ أو التشويو أو أي تعديؿ‬
‫آخر ليذا المصنؼ أو كؿ مساس آخر بذات المصنؼ يكوف ضا ار بشرفو أو‬
‫بسمعتو‪.‬‬
‫وحسب نفس المادة فإف الحقوؽ السابقة تظؿ محفوظة بعد وفاتو‪ ،‬وذلؾ عمى‬
‫األقؿ إلى حيف انقضاء الحقوؽ المالية ويمارس ىذه الحقوؽ األشخاص أو الييئات‬
‫المصرح ليا مف قبؿ تشريع الدولة المطموب الحماية فييا‪ ،‬أما بالنسبة لمدوؿ التي ال‬

‫‪228‬‬
‫انظمت إلى ىذه‬
‫تحتوي تشريعاتو عمى حماية ىذه الحقوؽ بعد وفاة المؤلؼ و ّ‬
‫االتفاقية‪ ،‬فميا الحؽ في النص عمى أف بعض ىذه الحقوؽ ال يحتفظ بيا بعد وفاة‬
‫المؤلؼ‪.‬‬

‫وتبقى وسائؿ الطعف لممحافظة عمى ىذه الحقوؽ يحددىا تشريع الدولة المطموب‬
‫الحماية فييا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- 3‬مدة الحماية‬
‫تناولت ذلؾ المادة ‪ 7‬بوجو عاـ بالنسبة لكؿ مف‪:‬‬

‫‪ -‬المصنفات السينيمائية‪.‬‬
‫‪ -‬والمصنفات التي ال تحمؿ اسـ المؤلؼ أو تحمؿ إسما مستعا ار‪.‬‬
‫ومصنفات التصوير الفوتوغرافي ومصنفات الفنوف التطبيقية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حيث أف مدة الحماية الممنوحة في ىذه المادة تشمؿ مدة حياة المؤلؼ وخمسيف‬
‫سنة بعد وفاتو ‪ ،‬و مع ذلؾ فإنو بالنسبة لممصنفات السينيمائية‪ ،‬يكوف لدوؿ االتحاد‬
‫الحؽ في أف تنص عمى أف مدة الحماية تنتيي بمضي خمسيف عاما عمى وضع‬
‫المصنؼ في متناوؿ الجميور بموافقة المؤلؼ‪ ،‬وفي حالة عدـ تحقؽ مثؿ ىذا الحدث‬
‫خالؿ خمسيف عاما مف تاريخ إ نجاز مثؿ ىذا المصنؼ‪ ،‬فإف مدة الحماية تنقضي‬
‫بمضي خمسيف عاما عمى اإلنجاز‪.‬‬
‫وبالنسبة لممصنفات التي ال تحمؿ اسـ المؤلؼ أو تحمؿ اسما مستعارا‪ ،‬فإف‬
‫مدة الحماية التي تمنحيا ىذه االتفاقية تنتيي بمضي خمسيف سنة عمى وضع‬
‫المصنؼ في متناوؿ الجميور بطريقة مشروعة‪ ،‬وال تمتزـ دوؿ االتحاد بحماية‬

‫‪ -1‬انظر‪ :‬بودة محند واعمر‪ :‬حماٌة المؤلفات األدبٌة والفنٌة فً التشرٌع الجزائري‪ ،‬مذكرة ماجستٌر جامعة تٌزي وزو‪،‬‬
‫عام ‪.2007‬ص ‪.132‬‬

‫‪229‬‬
‫إذا كاف ىناؾ سببا‬ ‫المصنفات التي ال تحمؿ اسـ مؤلفيا أو تحمؿ اسما مستعا ار‬
‫معقوال الفتراض أف مؤلفيا قد توفي منذ خمسيف سنة‪.‬‬
‫كما أعطت ىذه المادة االختصاص لتشريعات دوؿ األعضاء بحؽ تحديد مدة‬
‫حماية مصنفات التصوير الفوتوغرافي ومصنفات الفف التطبيقي بالقدر الذي تتمتع‬
‫فيو بالحماية كمصنفات فنية‪ ،‬ومع ذلؾ فإف ىذه المدة ال يمكف أف تقؿ عف خمس‬
‫المصنؼ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وعشريف سنة تبدأ مف تاريخ انجاز مثؿ ىذا‬

‫كما نوىت المادة أنو لدوؿ االتحاد الحؽ في منح حماية أطوؿ مدة مف تمؾ‬
‫المنصوص عمييا في ىذه االتفاقية‪.‬‬

‫أما المصنفات التي اشترؾ في وضعيا أكثر مف مؤلؼ ‪ ،‬أي أنيا ممموكة عمى‬
‫الشيوع لمشركاء في عمؿ المصنؼ فيبدأ احتساب المدة اعتبا ار مف تاريخ وفاة آخر‬
‫مف بقي مف الشركاء عمى قيد الحياة‪.‬‬

‫والمادة ‪ 8‬تكممت عف الحؽ االستئثاري لممؤلؼ في ترجمة مصنفاتيـ طواؿ مدة‬


‫الحماية ‪.‬‬

‫ىذا وقد ّبينت المادة ‪ 19‬إمكانية تطبيؽ حماية أوسع مف الحماية المترتبة عمى‬
‫االتفاقية‪ ،‬حيث ال تمنع أحكاـ ىذه االتفاقية مف المطالبة بتطبيؽ حماية أوسع يكوف‬
‫قد قررىا تشريع دولة مف دوؿ االتحاد‪.‬‬

‫‪- 4‬االستثناءات الواردة عمى الحماية المقررة‪.‬‬


‫إف الحقوؽ السابقة قد تط أر عمييا استثناءات أوردتيما المادتاف ‪ 09‬و‪ 10‬والتي‬
‫مف أىميا‪:‬‬

‫‪230‬‬
‫‪ -‬تمتع مؤلفو المصنفات األدبية والفنية الذيف تحمييـ ىذه االتفاقية بحؽ‬
‫استئثاري في التصريح بعمؿ نسخ مع ىذه المصنفات بأية طريقة وبأي شكؿ‬
‫كاف‪.‬‬
‫‪ -‬كما يحؽ لمدوؿ األعضاء وبما ال يتعارض مع االستغالؿ الع ادي لممصنؼ‬
‫التشريع بعمؿ نسخ مف المصنؼ عمى أال يسبب ذلؾ ضر ار بالمصالح‬
‫المشروعة لممؤلؼ‪.‬‬
‫كما تناولت المادة ‪ 10‬حرية استعماؿ المصنفات في بعض الحاالت كػ‪:‬‬

‫‪ -‬المقتطفات‪ :‬ويشمؿ ذلؾ نقؿ مقتطفات مف مقاالت الصحؼ والدوريات في‬


‫شكؿ مختصرات صحفية‪ ،‬بشرط أف يتفؽ ذلؾ وحسف االستعماؿ وأف يكوف‬
‫في الحدود التي يبررىا الغرض المنشود‪.‬‬
‫باستعماؿ المصنفات األدبية أو الفنية‬ ‫‪ -‬التوضيح في األغراض التعميمية‪:‬‬
‫عمى سبيؿ التوضيح لألغراض التعميمية‪.‬‬
‫و في حالة استعماؿ المصنفات طبقا لمفقرتيف السابقتيف توجب ذكر المصدر واسـ‬
‫المؤلؼ‪.‬‬

‫‪ - 5‬بعض الحقوق االستئثارية لممؤلفين‪.‬‬


‫حيث تناولت المادة ‪ 10‬ذلؾ فأشارت بأف يتمتع مؤلفو المصنفات المسرحية‬
‫والمسرحيات الموسيقية والمصنفات الموسيقية بحؽ استئثاري في التصريح بػ‪:‬‬
‫‪ -‬تمثيؿ مصنفاتيـ وأدائيا عمنا بما في ذلؾ التمثيؿ واألداء العمني بكؿ الوسائؿ‬
‫والطرؽ‪.‬‬
‫‪ -‬نقؿ تمثيؿ وآداء مصنفاتيـ إلى الجميور بكؿ الوسائؿ‪.‬‬
‫والمادة ‪ 11‬تناولت بدورىا مسائؿ حقوؽ اإلذاعة والحقوؽ المرتبطة بيا‪ ،‬حيث‬
‫يتمتع مؤلفو المصنفات األدبية والفنية بحؽ استئثاري في التصريح‪:‬‬

‫‪231‬‬
‫‪ -‬بإذاعة مصنفاتيـ أو بنقميا إلى الجميور بأية وسيمة أخرى تستخدـ إلذاعة‬
‫اإلشارات أو األصوات‪.‬‬
‫أو الصور بالالسمكي أو أي جياز ناقؿ لإلشارات أو األصوات أو الصور‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫كما تناولت المادة أيضا تمتع مؤلفو المصنفات األدبية بحقيـ في التالوة العمنية‬
‫ونقميا إلى الجميور بجميع الوسائؿ أو الطرؽ‪.‬‬

‫وتناولت المادة ‪ 12‬الحؽ االستئثاري لمؤلفي المصنفات األدبية تحوير مصنفاتيـ‬


‫وتعديميا واجراء أية تحويالت أخرى عمييا‪.‬‬

‫الحقوؽ السينيمائية والحقوؽ المرتبطة بيا‪ :‬كالتحوير والنسخ‬ ‫كما أف‬


‫السينيمائي‪ ،‬التوزيع‪ ،‬التمثيؿ واألداء العمني والنقؿ السمكي إلى الجميور قد تناولتيا‬
‫المادة ‪ 14‬حيث يتمتع مؤلفو المصنفات األدبية أو الفنية بحؽ استئثاري في‬
‫ترخيص‪:‬‬

‫‪ -‬تحوير مصنفاتيـ وعمؿ نسخ منيا لإلنتاج السينيمائي‪ ،‬وتوزيع مثؿ ىذه النسخ‬
‫المحورة أو المنقولة‪.‬‬
‫‪ -‬التمثيؿ و األداء العمني والنقؿ السمكي لمجميور لممصنفات المحورة أو‬
‫المنقولة بيذا الشكؿ‪.‬‬
‫نصت‬
‫ىذا ما ورد في الفقرة األولى مف ىذه المادة ‪،‬أما الفقرة الثانية منيا فقد ّ‬
‫عمى أف مؤلؼ المصنؼ السينيمائي يتمتع بذات الحقوؽ التي يتمتع بيا مؤلؼ‬
‫أصمي‪ ،‬وأف تحديد أصحاب حؽ المؤلؼ مصنؼ سينيمائي يختص بو تشريع الدولة‬
‫المطموب توفير الحماية فييا‪.‬‬

‫‪232‬‬
‫والفقرة الثالثة مف ذات المادة تناولت حؽ التتبع بشأف المصنفات الفنية‬
‫والمخطوطات مف حيث حؽ االنتفاع بعمميات إعادة البيع وكذا التشريعات المطبقة‬
‫نصت عمى‪:‬‬
‫واإلجراءات المتّبعة في ذلؾ‪ ،‬حيث ّ‬

‫‪ -‬فيما يتعمؽ بالمصنفات الفنية األصمية والمخطوطات األصمية لكتاب ومؤلفيف‬


‫موسيقييف‪ ،‬يتمتع المؤلؼ أو مف لو صفة بعد وفاتو مف األشخاص أو الييئات وفقا‬
‫لمتشريع الوطني‪ ،‬بحؽ غير قابؿ لمتصرؼ فيو‪ ،‬في تعمؽ مصمحتيـ بعمميات بيع‬
‫المصنؼ التالية ألوؿ تنازؿ عف حؽ االستغالؿ بحريو المؤلؼ‪.‬‬
‫‪ -‬ال يمكف المطالبة بتوفير الحماية المنصوص عمييا في الفقرة السابقة في أية‬
‫دولة مف دوؿ االتحاد إال إذا كاف تشريع الدولة التي ينتمي إلييا المؤلؼ يقرر ىذه‬
‫الحماية وفي الحدود التي يسمح بيا تشريع الدولة المطموب توفير الحماية فييا‪.‬‬
‫‪ -‬يختص التشريع الوطني بتحديد إجراءات التحصيؿ والمبالغ الواجبة‪.‬‬
‫‪ - 6‬حق المطالبة بالحقوق المتمتعة بالحماية‪.‬‬
‫تطرقت إلى ذلؾ المادة ‪ 15‬حيث جاء فييا‪:‬‬
‫‪ -‬لكي يعتبر أف لمؤلفي المصنفات األدبية أو الفنية التي تحمييا االتفاقية‬
‫الحالية ىذه الصفة ويكوف ليـ بالتالي حؽ المثوؿ أماـ محاكـ دوؿ االتحاد ومقاضاة‬
‫مف يمس بحقوقيـ‪ ،‬يكفي أف يظير اسـ المؤلؼ عمى المصنؼ بالطريقة المعتادة‪،‬‬
‫ويطبؽ ىذا أيضؿ عمى االسـ المستعار الذي يتخذه المؤلؼ شريطة أف ال يدع مجاال‬
‫ألي شؾ في تحديد شخصيتو‪.‬‬
‫‪ -‬كما يفترض أف الشخص الطبيعي أو االعتباري الذي يظير اسمو بالطريقة‬
‫المعتادة عمى مصنؼ سينيمائي ىو المنتج ليذا المصنؼ‪ ،‬ما لـ يقـ دليؿ عمى‬
‫عكس ذلؾ‪.‬‬

‫‪233‬‬
‫‪ -‬أما بالنسبة لممصنفات التي ال تحمؿ اسـ المؤلؼ يفترض أف الناشر الذي‬
‫يظير اسمو عمى المصنؼ‪ ،‬ما لـ يثبت عكس ذلؾ‪ ،‬بمثابة ممثؿ لممؤلؼ‪ ،‬وبيذه‬
‫الصفة فإف لو حؽ المحافظة عمى حقوؽ المؤلؼ والدفاع عنيا‪ ،‬ويوقؼ سرياف حكـ‬
‫ىذه الفقرة عندما يكشؼ المؤلؼ عف شخصيتو ويثبت صفتو‪.‬‬
‫المصنفات المزورة‪ ،‬ومصادرتيا عند االستيراد‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ىذا وقد تناولت المادة ‪ 16‬مسألة‬
‫وكذا التشريعات المطبقة‪ ،‬حيث‪:‬‬

‫‪ -‬تكوف جميع النسخ غير المشروعة لمصنؼ محال لممصادرة في دوؿ االتحاد‬
‫التي يتمتع فييا المصنؼ األصمي بالحماية القانونية‪.‬‬
‫‪ -‬وتطبؽ أحكاـ الفقرة السابقة أيضا عمى النسخ الواردة مف دولة ال يتمتع فييا‬
‫المصنؼ بالحماية أو تكوف قد توقفت فييا حمايتو‪.‬‬
‫‪ -‬وتجري المصادرة وفقا لتشريع كؿ دولة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اآلليات المقررة في اتفاقية برن لحماية الممكية األدبية والفنية ‪.‬‬

‫أفرزت اتفاقية برف آلية دولية لحماية الممكية األدبية والفنية ‪ ،‬تتمثؿ في االتحاد‬
‫المسمى" اتحاد برف لحماية حؽ المؤلفيف عمى مصنفاتيـ األدبية والفنية"‪ ،‬وىو ما‬
‫نصت عميو المادة األولى مف اتفاقية برف‪ .‬وقد تناولت المواد مف ‪ 22‬إلى المادة‪28‬‬
‫ّ‬
‫تنظيـ وىيكمة ومياـ ىذا االتحاد فيما يمي‪:‬‬

‫‪- 1‬الجمعية العامة‪:‬‬


‫حيث كانت موضوع المادة ‪ 22‬مف االتفاقية إنشاء وتشكيال ومياـ ا‪ ،‬كما بينت‬
‫مختمؼ المسائؿ التنظيمية المتعمقة بالنظاـ الداخمي لسير عمميا‪.‬‬

‫‪234‬‬
‫أ ‪-‬اإلنشاء والتشكيل‪:‬‬
‫تناولت الفقرة األولى مف المادة تشكيؿ الجمعية العامة ‪ ،‬حيث تتشكؿ مف دوؿ‬
‫االتحاد الممتزمة بالمواد مف ‪ 22‬إلى ‪ ، 26‬وتمثؿ حكومة كؿ دولة بمندوب واحد‬
‫يمكف أف يعاونو مناوبوف ومستشاروف وخبراء‪ ،‬عمى أف تتحمؿ نفقات كؿ وفد‬
‫الحكومة التي عينتو‪.‬‬

‫ب ‪-‬المهام‪:‬‬
‫تقوـ الجمعية بما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬تعالج جميع المسائؿ الخاصة بالمحافظة عمى االتحاد وتنميتو وبتنفيذ ىذه‬
‫االتفاقية‪.‬‬
‫تزود المكتب الدولي لمممكية الفكرية ( الذي يدعى فيما بعد المكتب الدولي)‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المشار إليو في اتفاقية إنشاء المنظمة العالمية لمممكية الفكرية‪ ،‬بالتوجييات الخاصة‬
‫باإلعداد لمؤتمرات التعديؿ‪.‬‬
‫اد وتعتمدىا‪،‬‬ ‫‪ -‬تنظر في تقارير وأنشطة مدير عاـ المنظمة الخاصة باالتح‬
‫وتزوده بجميع التوجييات الالزمة بخصوص الموضوعات التي تدخؿ في اختصاص‬
‫االتحاد‪.‬‬
‫‪ -‬تنتخب أعضاء المجنة التنفيذية لمجمعية‪.‬‬
‫‪ -‬تنظر في تقارير وأنشطة لجنتيا التنفيذية وتعتمدىا وتزودىا بالتوجييات‪.‬‬
‫‪ -‬تحدد برنامج االتحاد وتقر ميزانية السنوات الثالث الخاصة بو وتعتمد حساباتو‬
‫الختامية‪.‬‬
‫‪ -‬تنشئ ما تراه مالئما مف لجاف خبراء وجماعات عمؿ لتحقيؽ أغراض االتحاد‪.‬‬
‫‪ -‬تحدد مف يسمح ليـ بحضور اجتماعاتيا كمراقبيف مف الدوؿ غير األعضاء‬
‫في االتحاد ومف المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية‪.‬‬

‫‪235‬‬
‫‪ -‬تقر التعديالت‪.‬‬
‫‪ -‬تتخذ أي إجراء آخر مالئـ ييدؼ إلى تحقيؽ أغراض االتحاد‪.‬‬
‫‪ -‬تباشر أية مياـ تدخؿ في نطاؽ ىذه االتفاقية‪.‬‬
‫إنشاء المنظمة شريطة قبوليا‬ ‫‪ -‬تمارس الحقوؽ الممنوحة ليا بموجب اتفاقية‬
‫ليذه الحقوؽ‪.‬‬
‫‪ -‬تتخذ الجمعية ق ارراتيا فيما يتعمؽ بالموضوعات التي تيـ أيضا اتحادات أخرى‬
‫تديرىا المنظمة بعد االطالع عمى رأي لجنة التنسيؽ التابعة لممنظمة‪.‬‬
‫ت ‪-‬سير عمل الجمعية‪:‬‬
‫تخضع الجمعية في سير أعماليا لمقواعد اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬يكوف لكؿ دولة عضو في الجمعية صوت واحد‪.‬‬
‫يتكوف النصاب القانوني مف نصؼ عدد الدوؿ األعضاء في الجمعية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬لمجمعية أف تتخذ ق اررات إذا كاف عدد الدوؿ الممثمة في أية دورة يقؿ عف‬
‫النصؼ ولكف يساوي ثمث الدوؿ األعضاء في الجمعية أو يزيد‪ ،‬ومع ذلؾ فإف ق اررات‬
‫الجمعية‪ ،‬بخالؼ تمؾ المتعمقة بإجراءاتيا‪ ،‬ال تكوف نافذة إال إذا توفرت شروط ا معينة‬
‫حيث يبمغ المكتب الدولي الق اررات المذكورة إلى الدوؿ األعضاء في الجمعية التي لـ‬
‫تكف ممثمة‪ ،‬ويدعوىا إلى اإلدالء بتصويتيا أو امتناعيا كتابة خالؿ مدة ثالثة شيور‬
‫مف تاريخ ذلؾ اإلبالغ‪ ،‬فإذا ما كاف عدد الدوؿ التي أدلت بتصويت أو امتناعيا عند‬
‫انقضاء تمؾ المدة يساوي عمى األقؿ العدد الذي كاف مطموبا الستكماؿ النصاب‬
‫القانوني في الدورة ذاتيا تكوف تمؾ القرار ات نافذة متى كانت األغمبية المطموبة ما‬
‫زالت قائمة في نفس الوقت‪.‬‬
‫‪ -‬تتخذ ق اررات الجمعية بأغمبية ثمثي األصوات التي اشتركت في االقتراع‪.‬‬
‫‪ -‬ال يعتبر االمتناع بمثابة تصويت‪.‬‬
‫‪ -‬ال يمثؿ المندوب غال دولة واحدة فقط وال يصوت إال باسميا‪.‬‬
‫‪236‬‬
‫‪ -‬تشارؾ دوؿ االتحاد غير األعضاء في الجمعية في اجتماعاتيا كمراقبيف‪.‬‬
‫سنتيف بدعوة مف المدير العاـ‪ ،‬ويكوف‬ ‫‪ -‬تجتمع الجمعية في دورة عادية كؿ‬
‫اجتماعيا فيما عدا الحاالت االستثنائية أثناء نفس الفترة وفي نفس المكاف المذيف‬
‫تجتمع فييما الجمعية العامة لممنظمة‪.‬‬
‫‪ -‬تجتمع الجمعية في دورة غير عادية بدعوة مف المدير العاـ بناء عمى طمب‬
‫المجنة التنفيذية أو عمى طمب ربع عدد الدوؿ األعضاء في الجمعية‪.‬‬
‫‪ -‬تضع الجمعية النظاـ الداخمي الخاص بيا‪.‬‬
‫‪- 2‬المجنة التنفيذية‪:‬‬
‫أ ‪-‬التكوين‪:‬‬
‫يكوف لمجمعية لجنة تنفيذية حسب ما ّبينتو المادة ‪ 23‬وقد جاء فييا‪:‬‬
‫‪ -‬تتكوف المجنة التنفيذية مف الدوؿ التي تنتخبيا الجمعية مف بيف الدوؿ‬
‫األعضاء فييا‪ ،‬وعالوة عمى ذلؾ يكوف لمدولة التي يقع عمى إقميميا مقر المنظمة‬
‫بحكـ وضعيا‪ ،‬مقعد في المجنة وذلؾ مع مراعاة أحكاـ المادة ‪.25‬‬
‫‪ -‬تمثؿ حكومة كؿ دولة عضو في المجنة التنفيذية بمندوب واحد يمكف أف‬
‫يعاونو مناوبوف ومستشاروف وخبراء‪.‬‬
‫‪ -‬تتحمؿ نفقات كؿ وفد الحكومة التي عينتو‪.‬‬
‫لربع عدد الدوؿ‬ ‫‪ -‬يكوف عدد الدوؿ األعضاء في المجنة التنفيذية مساويا‬
‫األعضاء في الجمعية‪.‬‬
‫‪ -‬تراعي الجمعية عند انتخاب أعضاء المجنة التنفيذية توزيعا جغرافيا عادال‬
‫وضرورة أف تكوف الدوؿ األطراؼ في االتفاقيات الخاصة التي يمكف أف تعقد في‬
‫إطار االتحاد ضمف الدوؿ التي تتكوف منيا المجنة التنفيذية‪.‬‬
‫‪ -‬يتولى أعضاء المجنة التنفيذية مياـ عمميـ ابتداء مف ختاـ دورة الجمعية التي‬
‫تـ فييا انتخابيـ حتى ختاـ الدورة العادية التالية لمجمعية‪.‬‬
‫‪237‬‬
‫‪ -‬يمكف إعادة انتخاب أعضاء المجنة التنفيذية ولكف بحد أقصى ال يزيد عمى‬
‫ثمثي عددىـ‪.‬‬
‫‪ -‬تضع الجمعية القواعد التفصيمية الخاصة بانتخاب واعادة االنتخاب المحتمؿ‬
‫ألعضاء المجنة التنفيذية‪.‬‬
‫ب ‪-‬مهامها‪:‬‬
‫تتمثؿ مياـ المجنة التنفيذية في‪:‬‬

‫‪ -‬تعد مشروع جدوؿ أعماؿ الجمعية‪.‬‬


‫‪ -‬تعرض عمى الجمعية مقترحات متعمقة بمشروع البرنامج ومشروع ميزانية‬
‫السنوات الثالث الخاصة باالتحاد والمعدة مف قبؿ المدير العاـ‪.‬‬
‫‪ -‬تقر البرامج والميزانيات السنوية التي يعدىا المدير العاـ وذلؾ في حدود‬
‫البرنامج وميزانية السنوات الثالث‪.‬‬
‫‪ -‬تعرض عمى الجمعية‪ ،‬مع التعميقات المالئمة‪ ،‬التقارير الدورية لممدير العاـ‬
‫والتقارير السنوية الخاصة بمراجعة الحسابات‪.‬‬
‫‪ -‬تتخذ كافة اإلجراءات الالزمة لضماف قياـ المدير العاـ بتنفيذ برنامج االتحاد‬
‫طبقا لق اررات الجمعية مع مراعاة الظروؼ التي قد تط أر فيما بيف دورتيف عاديتيف‬
‫لمجمعية‪.‬‬
‫‪ -‬تباشر أية مياـ أخرى تعيد إلييا في نطاؽ ىذه االتفاقية‪.‬‬
‫ت ‪-‬سير عممها‪:‬‬
‫تتبع المجنة التنفيذية القواعد اآلتية أثناء تنفيذ انشطتيا‪:‬‬
‫‪ -‬تجتمع المجنة التنفيذية في دورة عادية مرة كؿ سنة بدعوة مف المدير العاـ‪،‬‬
‫ويتـ االجتماع أثناء نفس الفترة وفي نفس المكانيف المذيف تجتمع فييا لجنة التنسيؽ‬
‫التابعة لممنظمة وذلؾ بقدر اإلمكاف‪.‬‬

‫‪238‬‬
‫‪ -‬تجتمع المجنة التنفيذية في دورة غير عادية بدعوة مف المدير العاـ‪ ،‬إما‬
‫بمبادرة منو أو بناء عمى طمب رئيسيا أو ربع أعضائيا‪.‬‬
‫‪ -‬يكوف لكؿ دولة عضو في المجنة التنفيذية صوت واحد‪.‬‬
‫‪ -‬يتكوف النصاب القانوني مف نصؼ عدد الدوؿ األعضاء في المجنة التنفيذية‪.‬‬
‫‪ -‬تتخذ الق اررات باألغمبية اؿبسيطة لألصوات التي اشتركت في االقتراع‪.‬‬
‫‪ -‬ال يعتبر االمتناع بمثابة تصويت‪.‬‬
‫‪ -‬ال يمثؿ المندوب إال دولة واحدة فقط وال يصوت إال باسميا‪.‬‬
‫األعضاء في المجنة التنفيذية أف تحضر اجتماعاتيا‬ ‫‪ -‬لدوؿ االتحاد غير‬
‫كمراقبيف‪.‬‬
‫‪ -‬تضع المجنة التنفيذية النظاـ الداخمي الخاص بيا‪.‬‬
‫‪- 3‬المكتب الدولي‪:‬‬
‫طرت المادة ‪ 24‬تكوينو وميامو حسب اآلتي‪:‬‬
‫أّ‬

‫اإلدارية الخاصة باالتحاد‪ ،‬ويعتبر المكتب‬ ‫‪ -‬يمارس المكتب الدولي المياـ‬


‫الدولي امتدادا لمكتب االتحاد المتحد مع مكتب االتحاد الذي أنشأتو االتفاقية الدولية‬
‫لحماية الممكية الصناعية‪.‬‬
‫‪ -‬يقوـ المكتب الدولي‪ ،‬بصفة خاصة‪ ،‬بأعماؿ السكرتارية لمختمؼ أجيزة‬
‫االتحاد‪.‬‬
‫‪ -‬المدير العاـ لممنظمة ىو الرئيس التنفيذي لالتحاد وىو الذي يمثمو‪.‬‬
‫‪ -‬يجمع المكتب الدولي المعمومات الخاصة بحماية حؽ المؤلؼ وينشرىا‪ ،‬وتقوـ‬
‫كؿ دولة مف دوؿ االتحاد بتزويد المكتب الدولي‪ ،‬في أقرب وقت ممكف‪ ،‬بجميع‬
‫القوانيف الجديدة والنصوص الرسمية المتعمقة بحماية حؽ المؤلؼ‪.‬‬
‫‪ -‬يصدر المكتب الدولي مجمة شيرية‪.‬‬

‫‪239‬‬
‫‪ -‬يزود المكتب الدولي كؿ دولة في االتحاد‪ ،‬بناء عمى طمبيا‪ ،‬بمعمومات عف‬
‫المسائؿ المتعمقة بحماية حؽ المؤلؼ‪.‬‬
‫‪ -‬يجري المكتب الدولي دراسات ويقدـ خدمات تيدؼ إلى تسيير حماية حؽ‬
‫المؤلؼ‪.‬‬
‫‪ -‬يشترؾ المدير العاـ‪ ،‬وأي عضو يكمفو مف موظفي المكتب الدولي‪ ،‬في كافة‬
‫اجتماعات الجمعية والمجنة التنفيذية وأية لجنة خبراء أخرى أو جماعة عمؿ‪ ،‬دوف أف‬
‫يكوف ليـ حؽ التصويت ‪ ،‬ويكوف المدير العاـ أو أي عضو يكمفو مف موظفي‬
‫المكتب الدولي سكريتي ار ليذه األجيزة بحكـ منصبو‪.‬‬
‫‪ -‬يقوـ المكتب الدولي‪ ،‬وفقا لتوجييات الجمعية وبالتعاوف مع المجنة التنفيذية‪،‬‬
‫بإعداد مؤتمرات التعديؿ الخاصة بأحكاـ االتفاقية فيما عدا المواد مف ‪ 22‬إلى ‪.26‬‬
‫‪ -‬لممكتب الدولي أف يتشاور مع المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية‬
‫بشأف اإلعداد لمؤتمرات التعديؿ‪.‬‬
‫‪ -‬يشترؾ المدير العاـ واألشخاص الذيف يعينيـ في مناقشة ىذه المؤتمرات دوف‬
‫أف يكوف ليـ حؽ التصويت‪.‬‬
‫‪ -‬ينفذ المكتب الدولي أية مياـ أخرى تعيد إليو‪.‬‬
‫‪ 25‬مف الميثاؽ‪،‬‬ ‫أما ما يتعمّؽ بالجانب المالي لمييئة فتطرقت إليو المادة‬
‫وضحت األمور اآلتية‪:‬‬
‫بعنواف‪ ":‬الشؤوف المالية"‪ ،‬حيث ّ‬
‫‪ -‬الميزانية‪.‬‬
‫‪ -‬التنسيؽ مع االتحادات األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬المصادر المالية‪.‬‬
‫‪ -‬الحصص‪ ،‬و إمكانية تجديد الميزانية‪.‬‬
‫‪ -‬الرسوـ والمبالغ المستحقة‪.‬‬
‫‪ -‬صندوؽ رأس ماؿ العامؿ‪.‬‬
‫‪240‬‬
‫المقدمة مف طرؼ الحكومة المضيفة‪.‬‬
‫‪ -‬القروض ّ‬
‫‪ -‬مراجعة الحسابات‪.‬‬
‫ىذا وقد تناولت المادة ‪ 28‬قبوؿ الوثيقة ونفاذىا بالنسبة لدوؿ االتحاد‪ ،‬حيث‬
‫فصمت في ثالث فقرات النقاط اآلتية‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬التصديؽ‪ ،‬االنضماـ‪ ،‬إمكانية استبعاد بعض األحكاـ‪ ،‬سحب االستبعاد‪.‬‬
‫‪ -‬بدء نفاذ المواد مف ‪ 1‬إلى ‪ 21‬وكذلؾ الممحؽ‪.‬‬
‫‪ -‬بدء نفاذ المواد مف ‪ 22‬إلى ‪.38‬‬
‫أما المادة ‪ 29‬فتناولت قبوؿ الوثيقة ونفاذىا بالنسبة لمدوؿ خارج االتحاد‪ ،‬حيث ّبينت‬
‫النقطتيف اآلتيتيف‪:‬‬

‫‪ -‬االنضماـ‪.‬‬
‫‪ -‬بدء النفاذ‪.‬‬
‫أما قضية التحفّظات الممكف ورودىا عمى االتفاقية فقد ّبينتيا المادة ‪ ،30‬حيث‬
‫فصمت الجوانب اآلتية‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬حدود إمكانية إبداء التحفظات‪.‬‬
‫‪ -‬التحفظات السابقة‪ ،‬التحفظ بشأف حؽ الترجمة‪ ،‬سحب التحفّظ‪.‬‬
‫كما تناولت المادة ‪ 31‬عالقة ىذه االتفاقية مع ما سبقيا مف وثائؽ التفاقيات‬
‫تنظّـ حماية حقوؽ المؤلؼ‪ ،‬مف خالؿ مواءمة قابمية تطبيؽ ىذه االتفاقية والوثائؽ‬
‫السابقة‪ ،‬سواء بيف دوؿ االتحاد فيما بينيا‪ ،‬أو بيف دولةأصبحت عضوا في االتحاد‬
‫وبقية الدوؿ األعضاء في االتحاد‪.‬‬

‫‪241‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬دور المنظمة العالمية لمممكية الفكرية في حماية الممكية األدبية‬
‫والفنية‪.1‬‬

‫تـ إنشاء المنظمة العالمية لمممكية الفكرية في ‪ 1967‬في ستوكيولـ‪ ،‬وذلؾ‬


‫بيدؼ تحقيؽ تأطير وتنسيؽ التعاوف الدولي في مجاؿ حماية الممكية الفكرية‪ ،‬وقد‬
‫تضـ اليوـ‬ ‫دخمت ىذه االتفاقية حيز التنفيذ بشكؿ رسمي سنة ‪ ، 1970‬وىي‬
‫حوالي‪ 185‬دولة عضوا‪.‬‬

‫والمنظمة العالمية لمممكية الفكرية ىي منظمة دولية متخصصة في ىذا المجاؿ‬


‫تعمؿ وفؽ القانوف الدولي‪ ،‬وليا نشاطات متعددة في ىذا الميداف‪.‬‬

‫وسنفصؿ شرح بعض جوانبيا القانونية والتنظيمية وكذا إسياميا في مجاؿ‬


‫ّ‬
‫حماية الممكية األدبية والفنية عمى النحو اآلتي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أهداف المنظمة‪.‬‬

‫أغراض المنظمة العالمية لمممكية الفكرية تناولتيا المادة ‪ 3‬مف االتفاقية المنشئة‬
‫ليا‪ ،‬حيث ّبينت أىدافيا وقد لخصتيا في ىدفيف رئيسييف ىما‪:‬‬

‫‪ -‬دعـ حماية الممكية الفكرية في جميع أنحاء العالـ عف طريؽ التعاوف بيف‬
‫الدوؿ و التعاوف مع أي منظمة دولية أخرى حيثما كاف ذلؾ مالئما‪.‬‬
‫‪ -‬ضماف التعاوف اإلداري بيف االتحادات‪.‬‬

‫أما وظائفيا التي تعمؿ المنظمة مف خالليا عمى تحقيؽ اليدفيف المذكوريف سمفا فقد‬
‫حددتيا المادة ‪ 04‬و ىي‪:‬‬

‫‪ -1‬انظر‪ :‬محمد إبراهٌم الصاٌغ‪ :‬دور المنظمة العالمٌة للملكٌة الفكرٌة فً حماٌة الملكٌة الفكرٌة‪ ،‬مذكرة ماجستٌر‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪ ،‬عام‪، 2012‬ص ‪ 56‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪242‬‬
‫‪ -‬العمؿ عمى دعـ اتخاذ اإلجراءات التي تيدؼ إلى تسيير الحماية الفعالة‬
‫لمممكية الفكرية في جميع أنحاء العالـ و إلى تنسيؽ التشريعات في ىذا المجاؿ‪.‬‬
‫‪ -‬تقوـ بالمياـ اإلدارية التحاد باريس‪ ،‬و لالتحادات الخاصة المنشأة فيما يتعمؽ‬
‫بذلؾ االتحاد و التحاد برف‪.‬‬
‫‪ -‬يجوز ليا أف تقبؿ تولي المياـ اإلدارية الناشئة عف تنفيذ أي اتفاؽ دولي آخر‬
‫ييدؼ إلى دعـ حماية الممكية الفكرية أو المشاركة في مثؿ ىذه المياـ‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع إبراـ االتفاقات الدولية التي تيدؼ إلى تدعيـ حماية الممكية الفكرية‪.‬‬
‫‪ -‬تعرض تعاونيا عمى الدوؿ التي تطمب المساعدة القانونية الفنية في مجاؿ‬
‫الممكية الفكرية‪.‬‬
‫‪ -‬تجمع المعمومات الخاصة بحماية الممكية الفكرية و تنشرىا‪ ،‬و تجري‬
‫الدراسات في مثؿ ىذا المجاؿ و تشجعيا و تنشر نتائج تمؾ الدراسات‪.‬‬
‫‪ -‬تتخذ كؿ إجراء مالئـ في مجاؿ حماية الممكية الفكرية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التنظيم القانوني و اإلداري لممنظمة العالمية لمممكية الفكرية‪.‬‬

‫يتكوف ىيكؿ المنظمة مف أربعة رئيسية ىي‪ :‬الجمعية العامة‪ ،‬مؤتمر المنظمة‪ ،‬لجنة‬
‫التنسيؽ‪ ،‬والمكتب الدولي‪ ،‬حيث سنتناوؿ ىذه األجيزة و وظائفيا حسب ما سيأتي‪:1‬‬

‫‪- 1‬الجمعية العامة‪:‬‬

‫‪ 6‬مف‬ ‫تتكوف الجمعية العامة لممنظمة العالمية الممكية الفكرية حسب المادة‬
‫االتفاقية المنشئة ليا مف جميع الدوؿ األعضاء في أي مف االتحادات المشار‬
‫إلييا وىذه االتحادات ىي‪:‬‬

‫‪ -‬الجمعية الدولية األدبية و الفنية لرعاية حؽ المؤلؼ لعاـ ‪.1878‬‬

‫‪-1‬أنظر‪ :‬فاضمي إدريس‪ :‬حقوؽ المؤلؼ و الحقوؽ المجاورة‪ ،‬د‪ .‬ـ‪ .‬ج‪ ،2015 ،‬ص ‪ 40‬وما بعدىا‪.‬‬

‫‪243‬‬
‫‪ -‬اتحاد برف الذي يعني حماية الممكية األدبية و الفنية حسب اتفاقية برف‬
‫‪.1896‬‬
‫‪ -‬اتحاد باريس الذي يعني حماية الممكية الصناعية حسب اتفاقية باريس‬
‫‪.1883‬‬
‫‪ -‬منظمة اليونيسكو‪.‬‬

‫حيث يمثؿ كؿ دولة عضو واحد يعاونو نواب و مستشاروف‪ ،‬وتكوف نفقات كؿ‬
‫وفد عمى عاتؽ الدولة التي عينتو‪ ،‬وتجتمع الجمعية العامة لممنظمة العالمية لمممكية‬
‫الفكرية مرة كؿ ثالث سنوات في دورة عادية بدعوة مف المدير العاـ‪ ،‬كما يمكف أف‬
‫تجتمع بناء عمى طمب لجنة التنسيؽ‪ ،‬أو بناء عمى طمب ربع عدد الدوؿ األعضاء‬
‫فييا في دورات غير عادية و ذلؾ بدعوة مف المدير العاـ دائما‪ ،‬وتعقد ىذه‬
‫االجتماعات في مقر المنظمة التي ىي في جنيؼ حاليا‪.‬‬

‫أما وظائؼ الجمعية العامة فيي عديدة‪ ،‬وتتنوع حسب الجية التي تتعامؿ‬
‫معيا‪ ،‬ويمكف استسقاء ىذه الوظائؼ مف ميثاقيا التأسيسي كما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬تعييف المدير العاـ لممنظمة بناء عمى ترشيح لجنة التنسيؽ‪.‬‬


‫‪ -‬النظر في التقارير الواردة مف المدير العاـ لممنظمة‪ ،‬وليا أف تعتمدىا‪ ،‬كما‬
‫يمكنيا أف تزود ىذا األخير بكؿ التوجييات الالزمة‪.‬‬
‫‪ -‬وطبقا لنص البند الخامس مف الفقرة الثانية مف المادة ‪ 6‬مف اتفاقية اإلنشاء‬
‫يمكف أف تعتمد اإلجراءات التي يقترحيا المدير العاـ لممنظمة تنفيذا ألي اتفاؽ دولي‬
‫ييدؼ إلى دعـ حماية الممكية الفكرية‪ ،‬وىذا بحسب توفر األغمبية في الجمعية العامة‬
‫فضال عف توفر ذات األغمبية في جمعيتي اتحادي برف و باريس‪.‬‬
‫‪ -‬إقرار الالئحة المالية لممنظمة‪ ،‬وتقرير الميزانية لمدة ثالث سنوات لتغطية‬
‫النفقات المشتركة بيف االتحادات‪ ،‬وىذا حسب البند ‪ 2‬مف المادة ‪.10‬‬
‫‪244‬‬
‫‪ -‬تحديد لغات عمؿ السكرتارية‪ ،‬آخذة في عيف االعتبار ما ىو متّبع في منظمة‬
‫األمـ المتحدة‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد مف يسمح ليـ حضور اجتماعاتيا كمراقبيف‪.‬‬
‫و يتكوف النصاب القانوني مف نصؼ عدد الدوؿ األعضاء في الجمعية‬
‫العامة‪ ،‬و تتخذ الجمعية العامة ق ارراتيا بأغمبية ثمثي األصوات التي شاركت في‬
‫االقتراع‪ ،‬كما يتطمب اعتماد اإلجراءات الخاصة بتنفيذ االتفاقات الدولية أغمبية ثالثة‬
‫أرباع األصوات التي اشتركت في االقتراع‪.‬‬
‫و يتطمب تعييف المدير العاـ و الموافقة عمى اإلجراءات التي يقترحيا المدير‬
‫العاـ بشأف تنفيذ االتفاقيات الدولية‪ ،‬ونقؿ المقر أالّ يقتصر توفر األغمبية المطموبة‬
‫في الجمعية العامة فحسب بؿ أيضا في جمعية اتحاد باريس و جمعية اتحاد برف‪.‬‬
‫‪- 2‬مؤتمر المنظمة العالمية لمممكية الفكرية‪:1‬‬

‫إذ يمكف اعتبار ىذه الييئة بمثابة جمعية عامة موسعة‪ ،‬حيث تتشكؿ مف الدوؿ‬
‫األطراؼ في االتفاقية بغض النظر عف عضويتيا في االتحادات السابقة الذكر‪.‬‬

‫نصت المادة ‪ 7‬مف اتفاقية اإلنشاء عمى أنيا تتمثؿ في‪:‬‬


‫أما عف مياـ المؤتمر فقد ّ‬

‫‪ -‬مناقشة الموضوعات ذات األىمية العامة في مجاؿ الممكية الفكرية‪ ،‬واتخاذ‬


‫التوصيات في ىذا الشأف‪.‬‬
‫‪ -‬إقرار ميزانية السنوات الثالث الخاصة بالمؤتمر‪.‬‬
‫‪ -‬وضع برنامج المساعدة القانونية و الفنية‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد مف يسمح ليـ بحضور اجتماعاتو كمراقبيف‪ ،‬خاصة المنظمات‬
‫الحكومية و غير الحكومية‪.‬‬

‫‪ -1‬انظر‪ :‬حساـ محمد محمود لطفي‪ :‬المرجع العممي لمممكية الفكرية و الفنية‪ ،‬دار النيضة العربية‪ /‬مصر‪ ،2003 ،‬ص‬
‫‪.22-21‬‬

‫‪245‬‬
‫‪ -‬تحديد المياـ الخاصة بحصص الدوؿ األطراؼ في االتفاقية مف غير‬
‫األعضاء في االتحادات المذكورة‪.‬‬
‫‪ -‬وضع الئحة إجراءاتو‪.‬‬
‫‪ -‬كما يجوز لممؤتمر أف يباشر أية مياـ أخرى مناسبة تدخؿ في نطاؽ اتفاقية‬
‫اإلنشاء‪.‬‬

‫وينعقد المؤتمر في دورة عادية‪ ،‬بدعوة مف المدير‪ ،‬كما ينعقد في دورة غير‬
‫عادية بطمبو‪ ،‬أو بناء عمى طمب أغمبية الدوؿ األعضاء‪.‬‬

‫فيتكوف النصاب القانوني‬


‫ّ‬ ‫أما عف نظاـ التصويت في المؤتمر و اجتماعاتو‪،‬‬
‫لممؤتمر مف ثمث عدد األعضاء‪ ،‬أيف ال يمثؿ المندوب إلى دولة واحدة‪ ،‬وال يصوت‬
‫إال باسميا و بصوت واحد‪ ،‬كما ال يتخذ المؤتمر ق ارراتو إال بموافقة ثمثي األصوات‬
‫المشاركة في التصويت‪ ،‬وال يعتبر االمتناع تصويتا‪.‬‬

‫‪- 3‬لجنة تنسيق المنظمة العالمية لمممكية الفكرية‪:‬‬


‫بمقتضى المادة ‪ 8‬مف االتفاقية تشكؿ لجنة تنسيؽ تتكوف مف الدوؿ األطراؼ‬
‫في ىذه االتفاقية و التي تتمتع بعضوية المجنة التنفيذية التحاد باريس أو المجنة‬
‫التنفيذية التحاد برف أو كمييما‪ ،‬وعندما تنظر لجنة التنسيؽ في المسائؿ المتصمة‬
‫مباشرة ببرنامج أو بميزانية المؤتمر و جدوؿ أعمالو أو المقترحات الخاصة بتعديؿ‬
‫ىذه االتفاقية التي مف شأنيا أف تؤثر عمى حقوؽ و التزامات الدوؿ األطراؼ في ىذه‬
‫االتفاقية غير األعضاء في أي مف االتحادات‪ ،‬فإف ربع ىذه الدوؿ تشارؾ في‬
‫اجتماعات التنسيؽ و يكوف ليا نفس حقوؽ أعضاء ىذه المجنة‪ ،‬و ينتخب المؤتمر‬
‫في كؿ دورة مف دوراتو العادية الدوؿ التي تدعى لممشاركة في مثؿ ىذه‬
‫االجتماعات‪.‬‬

‫‪246‬‬
‫و تتمثؿ مياـ لجنة التنسيؽ فيما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬تقديـ المشورة ألجيزة االتحاد و الجمعية العامة‪ ،‬والمؤتمر و المدير العاـ في‬
‫المسائؿ اإلدارية و المالية و الفنية و اإلجرائية‪ ،‬أو أي شأف ذا أىمية مشتركة لكؿ‬
‫مف المؤتمر و أجيزة االتحادات (اتحاد برف و اتحاد باريس)‪ ،‬و المؤتمر‪ ،‬و المدير‪.‬‬
‫‪ -‬تعد مشروع جدوؿ أعماؿ الجمعية العامة و المؤتمر‪.‬‬
‫‪ -‬تعد مشاريع الميزانية‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد كؿ مف جدوؿ أعماؿ الجمعية العامة و المؤتمر‪.‬‬
‫‪ -‬الترشيح لمنصب المدير العاـ‪ ،‬حيث تعرض اسـ المترشح مع الجمعية العامة‬
‫و تجتمع لجنة التنسيؽ مرة كؿ سنة بدعوة مف المدير العاـ في دورة عادية أو بمبادرة‬
‫منو أو بناء عمى طمب رئيس لجنة التنسيؽ أو ربع أعضائيا في دورة غير عادية‪.‬‬
‫وتحضر االجتماعات الدوؿ العضوة في المجنة‪ ،‬حتى و إف كانت ليا صفة‬
‫مراقب‪ ،‬حيث ليـ الحؽ في المناقشة دوف التصويت‪ ،‬ويتشكؿ النصاب القانوني في‬
‫لجنة التنسيؽ بحضور نصؼ عدد األعضاء المكونيف ليا‪ ،‬حيث يمثؿ كؿ عضو‬
‫فييا دولة واحدة‪ ،‬وال يكوف لو إال صوت واحد سواء كانت عضوا في إحدى المجنتيف‬
‫التنفيذيتيف التحادي باريس وبرف أـ ال‪.‬‬
‫‪- 4‬المكتب الدولي لممنظمة‪:‬‬

‫‪ 09‬مف‬ ‫حيث يعتبر ىذا المكتب بمثابة سكرتارية المنظمة‪ ،‬وقد نصت المادة‬
‫االتفاقية مع تشكيؿ المكتب الدولي لممنظمة الذي يديره المدير العاـ‪ ،‬والذي يعتبر‬
‫الرئيس التنفيذي لممنظمة و يمثميا أماـ الغير و يعيف لمدة ستة سنوات قابمة لمتجديد‪،‬‬
‫و يعاونو في ميامو نائب واحد أو أكثر‪ ،‬ولمجمعية العامة االختصاص في تحديد مدة‬
‫التعييف األوؿ و المدة الالحقة ليا‪.‬‬

‫يكوف لممدير العاـ االختصاصات اآلتية‪:‬‬


‫‪247‬‬
‫‪ -‬يعتبر الرئيس التنفيذي لممنظمة و ىو الذي يييكميا‪.‬‬
‫‪ -‬يقدـ تقريره لمجمعية العامة و يعمؿ وفؽ توجيياتيا‪ ،‬كما لو اختصاص إعداد‬
‫المشروعات (البرامج‪ ،‬و الميزانيات)‪.‬‬
‫‪ -‬يقوـ بتعييف الموظفيف الالزميف لتسيير عمؿ المكتب الدولي بعد موافقة لجنة‬
‫التنسيؽ‪.‬‬
‫‪ -‬يعد تقارير النشاطات الدورية و يبمغيا إلى حكومات الدوؿ المعنية‪.‬‬
‫‪ -‬يشارؾ في اجتماعات الجمعية العامة و المؤتمر‪ ،‬ولجنة التنسيؽ أو غيرىا‬
‫مف المجاف أو يكمؼ مف ينوبو مف موظفي المكتب الدولي‪.‬‬
‫‪ -‬يتفاوض بخصوص مقر المنظمة‪ ،‬ومع المنظمات الدولية الحكومية و غير‬
‫الحكومية مف أجؿ إقامة عالقات عمؿ و تعاوف‪ ،‬ويتولى التوقيع معيا نيابة عف‬
‫المنظمة‪ ،‬ويخطر منظمات الدوؿ األعضاء بيذه التوقيعات‪ ،‬وبإيداع وثائؽ‬
‫التصديؽ‪ ،‬و وثائؽ االنضماـ أو االنسحاب‪ ،‬وبالموافقة عمى تعديؿ االتفاقيات‪.‬‬
‫‪-‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬العضوية في المنظمة العالمية لمممكية الفكرية و طبيعتها القانونية‪:‬‬

‫العضوية في المنظمة العالمية لمممكية الفكرية‪:1‬‬


‫‪- 1‬‬

‫مر بنا في الفرع األوؿ أف العضوية في المنظمة العالمية لمممكية الفكرية تكوف‬
‫لمدوؿ التي ىي أعضاء في أي مف اتحادي برف و باريس‪ ،‬أو كمييما‪ ،‬فإف لـ تكف‬
‫كذلؾ فيشترط أف تكوف الدولة عضوا في األمـ المتحدة‪ ،‬أو عضوا في إحدى‬
‫الوكاالت المتخصصة المرتبطة باألمـ المتحدة‪ ،‬أو في الوكالة الدولية لمطاقة الذرية‪،‬‬

‫‪-1‬محمد إبراىيـ الصايغ‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.15-14‬‬

‫‪248‬‬
‫أو أف تكوف طرفا في النظاـ األساسي لمحكمة العدؿ الدولية‪ ،‬أو تدعوىا الجمعية‬
‫العامة لتكوف طرفا في ىذه االتفاقية‪ ،‬وىذا ما دلت عميو المادة ‪ 5‬مف اتفاقية اإلنشاء‪.‬‬

‫و تصبح الدولة طرفا في ىذه االتفاقية‪ ،‬إما عف طريؽ التوقيع دوف تحفظ‬
‫بالنسبة لمتصديؽ أو التوقيع خاضع لمتصديؽ‪ ،‬يتبعو إيداع لوثيقة التصديؽ أو بإيداع‬
‫وثيقة االنضماـ‪.‬‬

‫ومنذ إنشاء المنظمة التي يزيد عمرىا عمى ‪ 55‬سنة تزايد عدد أعضائيا حتى أنو قد‬
‫بمغ سنة ‪ 1999‬ـ ‪ 171‬بمدا‪ ،‬أي ما يقارب ‪ %90‬مف مجموع دوؿ العالـ‪ ،‬وقد بمغ‬
‫ىذا العدد في الوقت الحاضر ‪ 185‬دولة‪.‬‬

‫أما الطبيعة القانونية لممنظمة العالمية لمممكية الفكرية‪ ،‬فمف المعموـ أف‬
‫أشخاص المجتمع الدولي بحسب القانوف الدولي العاـ تتمثؿ أساسا في الدوؿ و‬
‫المنظمات الدولية‪ ،‬كما تنقسـ المنظمات الدولية باعتبار معيار المنشأ و التكويف إلى‬
‫منظمات دولية حكومية و منظمات دولية غير حكومية‪.1‬‬

‫ومف خالؿ الميثاؽ التأسيسي لممنظمة العالمية لمممكية الفكرية يمكف استخالص‬
‫خصائصيا القانونية بأنيا منظمة دولية حكومية متخصصة‪ ،‬حيث أنشئت‬
‫المنظمة العالمية لمممكية الفكرية باإلرادة الحرة لبعض الدوؿ و ىو ما أشارت إليو‬
‫نصت عمى ذلؾ ب ػ‪:‬‬
‫بوضوح الديباجة التي ّ‬

‫" رغبة مف الدوؿ المتعاقدة في حماية الممكية الفكرية في جميع أنحاء العالـ بيدؼ‬
‫تشجيع النشاط االبتكاري‪ ،‬ورغبة منيا في تطوير كفاءة إدارة االتحادات المنشأة‬
‫في مجاالت حماية الممكية‪ ، "...‬فمف خالؿ ذلؾ يمكف استنباط أف المنظمة‬

‫‪-1‬عمر سعد ا﵀‪ :‬المنظمات الدولية غير الحكومية في القانوف الدولي‪ ،‬دار ىومة‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص ‪23‬‬
‫وما بعدىا‪.‬‬

‫‪249‬‬
‫العالمية لمممكية الفكرية‪ ،‬وبالتالي يمكف اعتبارىا أحد أشخاص القانوف الدولي‬
‫العاـ‪ ،‬تجري عمييا قواعده و أحكامو و مبادئو و نظمو‪.‬‬

‫‪ 3‬مف اتفاقية‬ ‫أما عف اختصاصاتيا األساسية فتتمثؿ و بحسب نص المادة‬


‫اإلنشاء في‪:‬‬

‫‪ -‬دعـ حماية الممكية الفكرية في جميع أنحاء العالـ‪ ،‬وذلؾ عف طريؽ التعاوف‬
‫بيف الدوؿ‪ ،‬ومع أي منظمة دولية أخرى‪ ،‬بالعمؿ عمى دعـ اتخاذ اإلجراءات التي‬
‫تيدؼ إلى تسيير الحماية الفعالة لمممكية الفكرية في جميع أنحاء العالـ و إلى تنسيؽ‬
‫التشريعات الوطنية في ىذا المجاؿ‪ ،‬وكذا تشجيع إبراـ االتفاقيات الدولية التي تيدؼ‬
‫إلى دعـ حماية الممكية الفكرية‪.‬‬
‫‪ -‬دعـ التعاوف اإلداري بيف االتحادات‪ ،‬ويقصد باالتحادات اتحادي برف و‬
‫باريس‪ ،‬وكؿ االتحادات الخاصة التي أنشئت حيث تتولى المنظمة العالمية لمممكية‬
‫الفكرية ضماف التنسيؽ و التعاوف اإلداري بيف ىذه االتحادات بما يضمف التكامؿ و‬
‫الفعالية في العمؿ عمى حماية الممكية الفكرية وىو ما نصت عميو المادة‬
‫التعاوف و ّ‬
‫‪ 4‬مف اتفاقية اإلنشاء‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬إسهامات المنظمة العالمية لمممكية الفكرية في مجال التعاون الدولي‬
‫لحماية الممكية األدبية و الفنية‪:‬‬
‫‪- 1‬التعاون الدولي لحماية الممكية الفكرية‪:‬‬

‫تحقيقا لألىداؼ التي أنشئت مف أجميا المنظمة‪ ،‬تقوـ بجيود دولية ألجؿ‬
‫تعزيز التعاوف الدولي بغرض حماية الممكية األدبية و الفنية‪ ،‬وذلؾ عمى المستويات‬
‫اآلتية‪:‬‬

‫أ ‪ -‬التعاوف مع الدوؿ‪.‬‬

‫‪250‬‬
‫ب ‪-‬التعاوف معو المنظمات اإلقميمية‪.‬‬
‫ت ‪-‬المساىمة في حؿ النزاعات الناشئة حوؿ الممكية األدبية و الفنية‪.‬‬
‫أ ‪-‬التعاون مع الدول‪:‬‬
‫‪1‬‬

‫لقد نصت المادة الثالثة مف الميثاؽ التأسيسي لممنظمة أف التعاوف مع الدوؿ أو‬
‫مع أية منظمة أخرى حيثما كاف ذلؾ مالئما يعتبر وسيمة تتخذىا المنظمة مف أجؿ‬
‫دعـ حماية الممكية الفكرية‪ ،‬حيث تسعى المنظمة العالمية لمممكية الفكرية إلى‬
‫االستمرار في تعزيز دورىا في اتخاذ المبادرات مف أجؿ التعاوف الفعاؿ في مجاؿ‬
‫الممكية الفكرية‪ ،‬السيما بدعـ الدوؿ النامية‪ ،‬مف خالؿ تخصيص برامج تتضمف‬
‫التعاوف مع البمداف النامية و البمداف األقؿ نموا‪ ،‬وتقوـ باألساس بما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬مساعدة البمداف النامية عمى صياغة سياسات و تحديث التشريعات المتعمقة‬
‫بالممكية الفكرية‪ ،‬وذلؾ بغرض رفع مستوى الوعي بأىمية الممكية الفكرية في تحقيؽ‬
‫النمو و االزدىار ليذه البمداف‪ ،‬و يتـ تقديـ المساعدة عمى شكؿ خدمات استشارية أو‬
‫تشريعية بناء عمى طمب ىذه الدوؿ‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء مؤسسات الممكية الفكرية وضماف تنميتيا المستدامة مف أجؿ توفير‬
‫خدمات أكثر فعالية و أوثؽ صمة بالمنتفعيف بالممكية الفكرية‪.‬‬
‫‪ -‬توفير التدريب التقني و القانوني فيما يتعمؽ بمعايير الحماية الدولية و أحكاـ‬
‫تنفيذ االتفاقيات و تسوية النزاعات في مجاؿ حماية الممكية الفكرية‪.‬‬
‫‪ -‬تسييؿ نشر المعمومات المتعمقة بالممكية الفكرية و إتاحة فرص اإلطالع عمى‬
‫النصوص المتعمقة بالممكية الفكرية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬انظر التقرير الصادر عف األمانة العامة لمويبو‪ ،‬جنيؼ ‪ ،2001-2000‬رقـ ‪ ، /37/03‬ص ‪.40‬‬

‫‪251‬‬
‫‪ -‬تيسير سبؿ التعاوف بيف المنظمة و الدوؿ مف جية و بيف الدوؿ فيما بينيا‬
‫مف جية أخرى مف خالؿ تنظيـ أنشطة تشترؾ في تنفيذىا المؤسسات اإلقميمية و‬
‫الدوؿ المعنية‪.‬‬
‫‪ -‬و بالنسبة لمدوؿ العربية يتـ عقد اجتماعات دورية لمديري مكاتب الممكية‬
‫الفكرية في الدوؿ العربية تنظميا األمانة العامة لجامعة الدوؿ العربية‪ ،‬تتشارؾ معيا‬
‫المنظمة العالمية لمممكية الفكرية و ذلؾ بناء عمى مذكرة التفاىـ الموقعة بيف الجامعة‬
‫العربية و المنظمة العالمية لمممكية الفكرية منذ عاـ ‪2000‬ـ‪.‬‬
‫ب ‪-‬التعاون مع المنظمات الدولية األخرى‪:‬‬
‫‪-‬التعاون مع األمم المتحدة‪:‬‬
‫تعتبر المنظمة العالمية الفكرية مف الوكاالت المتخصصة التي تتعاوف مع‬
‫األمـ المتحدة مف خالؿ المجمس االقتصادي و االجتماعي المشار إلييا في الييئة‬
‫الرابطة بينيما حيث نصت المادة ‪ 63‬مف ميثاؽ األمـ المتحدة‪:‬‬
‫‪ -‬لممجمس االقتصادي و االجتماعي أف يضع اتفاقات مع أي مف الوكاالت‬
‫المشار إلييا في المادة ‪ 57‬تحديد الشروط التي بمقتضاىا يوصؿ بينيا و بيف‬
‫األمـ المتحدة‪ ،‬وتعرض ىذه االتفاقات عمى الجمعية العامة لمموافقة عمييا‪.‬‬
‫‪ -‬ولو أف ينسؽ نشاط الوكاالت المتخصصة بطريؽ التشاور معيا و تقديـ‬
‫توصياتو إلى الجمعية العامة و أعضاء األمـ المتحدة‪.‬‬
‫يحث المنظمات المتخصصة تبادؿ التمثيؿ كمراقب مع األمـ المتحدة‪،‬‬
‫كما ّ‬
‫ويحؽ أيضا لممجمس االقتصادي و االجتماعي التنسيؽ بيف أنشطة ىذه المنظمات و‬
‫‪1‬‬
‫تقديـ التوصيات الداخمة في اختصاصو إلى ىذه المنظمات المتخصصة‪.‬‬

‫‪ -1‬ابراىيـ شمبي‪ :‬التنظيـ الدولي‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة ‪ ،2000‬ص‪.71‬‬

‫‪252‬‬
‫ىذا و يتـ التنسيؽ أيضا بشكؿ غير مباشر عف طريؽ التنسيؽ المالي و‬
‫االجتماعات المتبادلة‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 17‬مف فقرة ‪ 3‬مف ميثاؽ األمـ المتحدة‬
‫بأف " تنظر الجمعية العامة في أية ترتيبات مالية أو متعمقة بالميزانية في الوكاالت‬
‫المتخصصة المشار إلييا في المادة ‪ 57‬وتصادؽ عمييا و تدرس الميزانيات اإلدارية‬
‫لتمؾ الوكاالت لكي تقدـ توصياتيا"‬
‫أما االجتماعات المتبادلة فغرضيا تحقيؽ التنسيؽ المتبادؿ‪ ،‬وىو ما جاء في‬
‫المادة ‪ 70‬مف ميثاؽ األمـ المتحدة و التي تنص عمى أنو " لممجمس االقتصادي و‬
‫االجتماعي أف يعمؿ عمى إشراؾ مندوبي المنظمات المتخصصة في مداوالتو أو أي‬
‫في مداوالت المجاف التي ينشئيا دوف أف يكوف ليـ الحؽ في التصويت‪ ،‬كما لو أف‬
‫يعمؿ عمى إشراؾ مندوبيو في مداوالت الوكاالت المتخصصة"‪.‬‬
‫‪-‬التعاون مع المنظمات اإلقميمية العاممة في مجال الممكية الفكرية‪:‬‬
‫تعمؿ المنظمة العالمية لمممكية الفكرية بضماف التعاوف بيف اتحادات الممكية‬
‫الفكرية أي االتحادات المنشأة بموجب اتفاقيتي باريس و برف و ما يتفرع عنيا‪.‬‬
‫أما " في مجاؿ حقوؽ المؤلؼ و الحقوؽ المجاورة فإف المنظمة تشرؼ عمى‬
‫االتفاقية الرئيسية لحقوؽ المؤلؼ و ىي اتفاقية برف لحماية المصنفات األدبية و‬
‫الفنية"‪ 1‬ىذه المعاىدة التي يتـ إدارتيا بالتعاوف مع منظمة اليونسكو و منظمة العمؿ‬
‫الدولية‪.‬‬
‫أما عمى المستوى اإلقميمي‪ ،‬فعمى الصعيد العربي مثال انشأ المجمع العربي‬
‫لمممكية الفكرية سنة ‪ 1987‬ييدؼ إلى حماية الممكية الفكرية و تطويرىا‪ ،‬الذي يتمتع‬
‫بدوره بالعضوية في قائمة المنظمات غير الحكومية ذات المركز االستشاري لدى‬

‫‪ -1‬حميمة بف دريس‪ :‬مرجع سابؽ ‪،‬ص ‪.342‬‬

‫‪253‬‬
‫المجمس االقتصادي و االجتماعي التابع لمنظمة األمـ المتحدة و ىو أيضا عضو‬
‫مراقب في المنظمة العالمية لمممكية الفكرية‪.‬‬
‫ت ‪ -‬المساهمة في حل النزاعات حول الممكية الفكرية‪:‬‬
‫أنشأت المنظمة العالمية لمممكية الفكرية مرك از الوساطة و التحكيـ سنة ‪،1994‬‬
‫وىو وحدة إدارية ممحقة بمكتبيا الدولي‪ ،‬حيث يقوـ ىذا المركز باتخاذ إجراءات بديمة‬
‫عف الطريؽ القضائي لتسوية المنازعات في مجاؿ الممكية الفكرية‪ ،‬وتتمثؿ أعمالو‬
‫أساسا في‪:‬‬
‫‪ -‬الوساطة‪.‬‬
‫‪ -‬التحكيـ‪.‬‬
‫فالوساطة ىي ‪ ":‬إجراء غير ممزـ يتولى عمى أساسو وسيط محايد مساعدة‬
‫‪ ،1‬وفؽ‬ ‫أطراؼ النزاع في التوصؿ إلى تسوية يتفؽ عمييا و تكوف مرضية لمجميع"‬
‫إجراءات معينة حيث يتقدـ طرؼ مف األطراؼ المتنازعة بطمب كتابي إلى مركز‬
‫المنظمة العالمية لمممكية الفكرية لموساطة و التحكيـ‪ ،‬مع إرساؿ نسخة إلى الخصـ و‬
‫يتضمف الطمب‪:‬‬
‫‪- 1‬البيانات التي تسمح باالتصاؿ بطرفي النزاع‪.‬‬
‫‪- 2‬نسخة مف اتفاؽ الوساطة‪.‬‬
‫‪- 3‬بياف موجز بطبيعة النزاع‪.‬‬
‫و بمجرد تعييف وسيط يباشر عممو السيما اقتراح الطريقة التي يراىا مناسبة‬
‫لتسوية النزاع‪ ،‬وفي ىذا الشأف و حسب المادتيف ‪ 12 ،9‬مف ميثاؽ المنظمة العالمية‬
‫لمممكية الفكرية بشأف الوساطة‪ ،‬فمموسيط اقتراح ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬األخذ بقرار خبير في مسألة واحدة أو أكثر‪.‬‬

‫‪ -‬عامر محمود الكسواني‪:‬الممكية الفكرية ماىيتيا‪ ،‬مفرداتيا وطرؽ حمايتيا‪.‬دار الحبيب لمنشرو التوزيع‪.‬األردف‪،‬‬
‫‪1‬ص‪.286‬‬

‫‪254‬‬
‫‪ -‬المجوء إلى التحكيـ‪.‬‬
‫‪ -‬المجوء إلى تحكيـ يكوف فيو الوسيط المح ّكـ الوحيد بموافقة الطرفيف‬
‫الصريحة‪.‬‬
‫‪ -‬تقديـ عروض أخرى لمتسوية‪ ،‬فإف استحالت التسوية عف طريؽ الوساطة يتـ‬
‫المجوء إلى التحكيـ‪.‬‬
‫و تنتيي الوساطة حسب المادة ‪ 18‬مف نظاـ المنظمة العالمية لمممكية الفكرية‬
‫في الحاالت اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬توقيع الطرفيف عمى اتفاؽ تسوية يشمؿ أي مسألة مف مسائؿ موضوع النزاع‬
‫القائـ بينيما أو كؿ تمؾ المسائؿ‪.‬‬
‫‪ -‬قرار الوسيط‪ ،‬إذا كاف مف غير المجدي حسب تقديره أف تؤدي مواصمة‬
‫الوساطة إلى تسوية النزاع‪.‬‬
‫‪ -‬إعالف كتابي صادر مف أحد الطرفيف في أي وقت بعد حضور أوؿ اجتماع‬
‫لمطرفيف و الوسيط و قبؿ التوقيع عمى أي اتفاؽ لمتسوية‪.‬‬
‫أما التحكيـ فيو "إجراء يرفع عمى أساسو النزاع إلى مح ّكـ أو ىيئة مؤلفة مف‬
‫عدة محكميف‪ ،‬و يصدر المحكـ أو الييئة المح ّكمة حكما ممزما ألطراؼ النزاع"‪.1‬‬

‫حيث يتفؽ الطرفاف عمى تشكيؿ محكمة لمتحكيـ‪ ،‬وقد تكوف استثناء متشكمة مف‬
‫‪ )17‬مف النظاـ‬ ‫محكـ واحد أو مف ثالثة مح ّكميف حسب ما نصت عميو المادة (‬
‫األساسي لمركز الوساطة و التحكيـ‪.‬‬

‫و يشرع في التحكيـ لحظة تسمـ مركز الوساطة و التحكيـ‪ ،‬طمب التحكيـ مف‬
‫طرؼ المدعي في حيف يقوـ المركز بإخطار مف المدعي و المدعى عميو تسميمو‬
‫لطمب التحكيـ و بتاريخ الشروع فيو‪ ،‬ىذا و يجب أف يتضمف طمب الوساطة ما يمي‪:‬‬

‫‪ -1‬محمد إبراىيـ الصايغ‪ :‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.98‬‬

‫‪255‬‬
‫‪ -‬التماسا إلحالة النزاع إلى التحكيـ بناء عمى نظاـ المنظمة العالمية لمممكية‬
‫الفكرية بشأف التحكيـ‪.‬‬
‫‪ -‬المعمومات الالزمة التي تسمح باالتصاؿ بالطرفيف و بممثؿ المدعي‪.‬‬
‫‪ -‬نسخة عف اتفاؽ التحكيـ‪.‬‬
‫‪ -‬وصفا مقتضبا لطبيعة النزاع و ظروفو‪.‬‬
‫و ينتيي التحكيـ حسب المادة ‪ 65‬مف نظاـ المركز حسب الحاالت اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬اتفاؽ الطرفيف عمى تسوية النزاع قبؿ النظر في قرار التحكيـ‪.‬‬
‫‪ -‬اقتراح محكمة التحكيـ عمى الطرفيف النظر في التسوية في أي وقت قد تراه‬
‫مناسبا‪.‬‬
‫‪ -‬إذا صارت مواصمة التحكيـ عديمة الضرورة أو مستحيمة قبؿ اتخاذ قرار‬
‫التحكيـ‪ ،‬وعمى محكمة التحكيـ إخطار الطرفيف بنيتيا إنياء التحكيـ‪ ،‬و‬
‫لمحكمة التحكيـ سمطة إصدار قرار إنياء التحكيـ ما لـ يثر أحد الطرفيف‬
‫أسبابا ليا ما يبررىا لالعتراض عمى ذلؾ خالؿ ميمة تحددىا محكمة‬
‫التحكيـ‪.‬‬
‫‪ -‬توقيع المحكـ أو المحكموف قرار التحكيـ باتفاؽ الطرفيف أو األمر بإنياء‬
‫التحكيـ وفقا لممادة ‪ 62‬فقرة د ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪:‬آليات حماية الممكية األدبية والفنية في ظل المواثيق العربية‪.‬‬

‫تـ تقسيـ ىذا المبحث إلى مطمبيف‪ ،‬تناوؿ المطمب األوؿ إلى آليات حماية‬
‫الممكية األدبية والفنية في ظؿ االتفاقية العربية لحقوؽ المؤلؼ‪ ،‬أما المطمب الثاني‬
‫فقد تـ تخصيصو لحماية الحؽ في الممكية األدبية والفنية ضمف االتفاقية العربية‬
‫لحماية الممكية األدبية والفنية‪.‬‬

‫‪256‬‬
‫المطمب األول‪ :‬آليات حماية الممكية األدبية والفنية ضمن االتفاقية العربية لحماية‬
‫حقوق المؤلف لعام ‪.11981‬‬

‫حماية حقوؽ المؤلفيف عمى المصنفات األدبية‬ ‫غاي ىذه االتفاقية ىي‬
‫ة‬ ‫إف‬
‫‪ 21‬مف ميثاؽ الوحدة‬ ‫فعالة وموحدة‪ ،‬وىذا تجاوبا مع المادة‬
‫والفنية والعممية بطرؽ ّ‬
‫الثقافية العربية الصادر في سنة ‪ 1964‬التي أىابت بالدوؿ العربية أف تضع كؿ‬
‫منيا تشريعا لحماية الممكية األدبية والفنية والعممية ضمف حدود سيادة كؿ منيا ‪ ،‬وىو‬
‫ما يحقؽ مصمحة عربية مشتركة بوضع نظاـ عربي موحد لحماية حقوؽ المؤلؼ‬
‫يالئـ الدوؿ العربية ويضاؼ إلى االتفاقيات الدولية النافذة دوف المساس بيا‪ ،‬كاتفاقية‬
‫برف‪ ،‬كما أف ىذا النظاـ الموحد لحماية حقوؽ المؤلؼ سوؼ يشجع المؤلؼ العربي‬
‫عمى اإلبداع واالبتكار ويشجع عمى تنمية اآلداب والفنوف والعموـ ‪.‬‬

‫تتكوف مف ‪ 34‬مادة إدارة الثقافة بالمنظمة العربية‬


‫أعدت ىذه االتفاقية التي ّ‬ ‫وقد ّ‬
‫لمتربية والثقافة والعموـ التابعة لجامعة الدوؿ العربية وقدمتيا إلى مؤتمر الوزراء‬
‫المسؤوليف عف الشؤوف الثقافية في الوطف العربي خالؿ دورتو الثالثة في بغداد مف ‪2‬‬
‫إلى ‪ 5‬نوفمبر ‪1981‬ـ‪ ،‬وسنتناوؿ أىـ جوانب ىذه االتفاقية كما سيأتي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬نطاق الحماية‪.‬‬

‫المادة األولى‪ ،‬حيث‪ ":‬يتمتع بالحماية مؤلفو المصنفات‬ ‫تحدثت عف ذلؾ‬


‫ّ‬
‫أو نوعيا أو‬ ‫المبتكرة في اآلداب والفنوف والعموـ ّأيا كانت قيمة ىذه المصنفات‬
‫الغرض مف تأليفيا أو طريقة التعبير المستعممة فييا‪ ،‬وتشمؿ ىذه الحماية بوجو‬
‫خاص مايمي‪:‬‬

‫‪ -‬الكتب والكتيبات وغيرىا مف المواد المكتوبة‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الرزاق عمر شٌخ نجٌب‪ :‬حقوق الملكٌة الفكرٌة مؤلف جماعً‪ ،‬مركز الدراسات والبحوث‪ ،‬جامعة ناٌف العربٌة‬
‫للعلوم األمنٌة‪ ،‬عام ‪ ،2004‬ص‪ 213‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪257‬‬
‫‪ -‬المصنفات التي تمقى شفاىا كالمحاضرات والخطب والمواعظ الدينية‪.‬‬
‫‪ -‬المؤلفات المسرحية والمسرحيات الموسيقية‪.‬‬
‫‪ -‬المصنفات الموسيقية سواء أكانت مرقمة أو لـ تكف وسواء أكانت مصحوبة‬
‫بكممات أـ لـ تكف‪.‬‬
‫‪ -‬مصنفات تصميـ الرقصات والتمثيؿ اإليمائي‪.‬‬
‫‪ -‬المصنفات السينماتوغرافية‪ ،‬واإلذاعية السمعية والبصرية‪.‬‬
‫‪ -‬أعماؿ الرسـ والتصوير بالخطوط واأللواف والعمارة والنحت والفنوف الزخرفية‬
‫والحفر‪.‬‬
‫‪ -‬أعماؿ التصوير الفوتوغرافي‪.‬‬
‫أؾنت حرفية أـ كانت صناعية‪.‬‬
‫‪ -‬أعماؿ الفنوف التطبيقية سواء ا‬
‫‪ -‬الصور التوضيحية والخرائط الجغرافية والتصميمات والمخططات واألعماؿ‬
‫المجسمة المتعمقة بالجغرافيا والطبوغرافيا فف العمارة والعموـ‪.‬‬
‫ّ‬

‫وتشترط المادة أف تكوف ىذه المصنفات المحمية ذات دعامة مادية‪.‬‬

‫كما أف المادة الثانية تكممت عف حماية أعماؿ الترجمة‪ ،‬بحيث يتمتع بالحماية‬
‫أيضا‪ .‬ويعتبر مؤلفا في منظور ىذه االتفاقية‪:‬‬

‫أخرى وكذلؾ‬ ‫‪ -‬مف قاـ بإذف مف المؤلؼ األصمي بترجمة المصنؼ إلى لغة‬
‫مف قاـ بتمخيصة أو تحريره‪ ،‬أو تعديمو أو شرحو أو غير ذلؾ مف األوجو‬
‫التي تظير المصنؼ بشكؿ جديد‪.‬‬
‫‪ -‬مؤلفو الموسوعات والمختارات التي تشكؿ مف حيث انتقاء مادتيا وترتيبيا‬
‫أعماال فكرية إبداعية‪.‬‬
‫تخؿ بالحماية المقررة التي يتمتع بيا مؤلفو‬
‫ال ّ‬ ‫وىذه الحماية يجب أف‬
‫المصنفات األصمية‪.‬‬
‫‪258‬‬
‫ىذا وقد وردت استثناءات عمى حماية بعض المصنفات الخاصة وذلؾ ما أشارت‬
‫إليو المادة ‪ ،3‬بحيث ال تشمؿ الحماية المصنفات اآلتية‪:‬‬

‫اإلدارية وكذلؾ الترجمات‬ ‫‪ -‬القوانيف واألحكاـ القضائية وق اررات الييئات‬


‫الرسمية ليذه النصوص‪.‬‬
‫‪ -‬األنباء المنشورة أو المذاعة‪ ،‬أو المبمغة عمنا‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حقوق المؤلف‪.‬‬

‫تناولت ذلؾ كؿ مف المواد‪ 7 ،6 ،4 :‬مف الميثاؽ‪ ،‬حيث أشارت المادة ‪ 4‬بأف‬


‫يتمتع مؤلؼ المصنؼ بحقوؽ التأليؼ ‪ ،‬وتثبت صمة المؤلؼ لمف نشر أو أذيع أو‬
‫ُعرؼ المصنؼ باسمو‪ ،‬ما لـ يثبت خالؼ ذلؾ‪ ،‬وال يخضع التمتع بيذه الحقوؽ‬
‫وممارستيا ألي إجراء شكمي‪.‬‬

‫أما إذا ابتكر المصنؼ لحساب شخص طبيعي أو معنوي‪ ،‬خاص أو عاـ‪ ،‬فإف‬
‫حقوؽ التأليؼ تثبت لممؤلؼ‪ ،‬ويجوز لمتشريع الوطني أف ينص عمى أف الشخص‬
‫المعنوي ىو صاحب الحؽ األصمي إال إذا نص االتفاؽ عمى ما يخالؼ ذلؾ كتابة‪.‬‬

‫وتثبت حقوؽ التأليؼ بالنسبة إلى المصنؼ السينيماتوغرافي بصفة أصمية إلى‬
‫الذيف اشتركوا في ابتكاره‪ ،‬وفي الحدود التي أسيـ كؿ منيـ فييا‪ ،‬كالمخرج ومؤلؼ‬
‫السيناريو والحوار ومؤلؼ األلحاف الموسيقية سواء أكانت مصحوبة بكممات أو لـ‬
‫تكف‪.‬‬

‫وقد جاءت المادة‪ 6 :‬لتؤ ّكد عمى الحقوؽ األدبية لممؤلؼ مف خالؿ توضيح العالقة‬
‫بمصنفو‪ ،‬حيث ّبينت أنو‪:‬‬
‫ّ‬ ‫القانونية التي تربط المؤلؼ‬

‫‪259‬‬
‫‪ -‬لممؤلؼ وحده الحؽ في أف ينسب إليو مصنفو وأف يذكر اسمو عمى جميع‬
‫إال إذا ورد ذكر المصنؼ‬ ‫المصنؼ عمى الجميور‬
‫ّ‬ ‫النسخ المنتجة كمما طرح ىذا‬
‫عرضا في ثنايا تقديـ إذاعي أو تمفزيوني لألحداث الجارية‪.‬‬
‫‪ -‬لممؤلؼ أو خَمفو الخاص أو العاـ الحؽ في االعتراض أو في منع أي حذؼ‬
‫أو تغيير أو إضافة أو إجراء أي تعديؿ آخر عمى مصنفو بدوف إذنو‪.‬‬
‫ىذا وقد استثنت المادة حكـ التعديؿ في ترجمة المصنؼ إال إذا ترتب عمى ىذه‬
‫إخالال بمضموف‬ ‫الترجمة مساسا بسمعة المؤلؼ أو شرفو أو شيرتو الفنية أو‬
‫المصنؼ‪ ،‬وفي جميع األحواؿ يجب التنويو بما ت ضّمنتو الترجمة مف تعديؿ في‬
‫المصنؼ األصمي ‪ ،‬كما أكدت ىذه المادة أف ىذه الحقوؽ المعنوية ال تقبؿ التصرؼ‬
‫أو التقادـ‪.‬‬
‫وضحت أنو لممؤلؼ أو مف‬
‫وسعت دائرة الحماية‪ ،‬حيث ّ‬
‫والمادة‪ 7 :‬بدورىا قد ّ‬
‫ينوب عنو مباشرة الحقوؽ اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬استنساخ المصنؼ بجميع األشكاؿ المادية بما فييا التصوير الفوتوغرافي أو‬
‫السينيمائي أو التسجيؿ‪.‬‬
‫‪ -‬ترجمة المصنؼ أو اقتباسو أو توزيعو موسيقيا أو إجراء أي تحوير آخر‬
‫عميو‪.‬‬
‫‪ -‬نقؿ المصنؼ إلى الجميور عف طريؽ العرض أو التمثيؿ أو النشر اإلذاعي‬
‫أو التمفزيوني أو أية وسيمة أخرى‪.‬‬

‫تطرقت المادة‪ 8 :‬إلى حقوؽ أصحاب األعماؿ الفنية‪ ،‬حيث‪:‬‬


‫وقد ّ‬

‫‪ -‬يتمتع أصحاب أعماؿ الفف التشكيمي األصمية ومؤلفو المخطوطات الموسيقية‬


‫األصمية حتى واف كانوا قد تنازلوا عف ممكية مصنفاتيـ األصمية بالحؽ في المشاركة‬

‫‪260‬‬
‫تمت عف طريؽ المزاد العمني أو‬
‫في حصيمة كؿ عممية بيع ليذه المصنفات سواء ّ‬
‫بواسطة تاجر أيا كانت العممية التي حققيا‪.‬‬
‫‪،‬‬ ‫وىذا الحؽ ال يسري ىذا الحكـ عمى أعماؿ العمارة وأعماؿ الفف التطبيقي‬
‫وتحدد شروط ممارسة ىذا الحؽ ومقدار المشاركة في حصيمة البيع في نظاـ تصدره‬
‫السمطات المختصة في الدوؿ العربية‪.‬‬

‫وسعت المادة ‪ 5‬نطاؽ الحماية ليشمؿ المنتجات الثقافية ذات الطابع‬


‫ىذا وقد ّ‬
‫الفمكموري‪ ،‬حيث وبحسب ىذه المادة‪:‬‬

‫‪ -‬يقصد بالفمكمور ألغراض تطبيؽ ىذه االتفاقية المصنفات األدبية أو الفنية أو‬
‫العممية التي تبتكرىا الفئات الشعبية في الدوؿ األعضاء تعبي ار عف ىويتيا الثقافية‬
‫والتي تنتقؿ مف جيؿ إلى جيؿ وتشكؿ أحد العناصر األساسية في تراثيا‪.‬‬
‫‪ -‬يعتبر الفمكمور الوطني ممكا لكؿ مف الدوؿ األعضاء التي ابتكر في حدود‬
‫سيادتيا‪.‬‬
‫‪ -‬تعمؿ الدوؿ األعضاء على حماية الفولكمور الوطني بكؿ السبؿ والوسائؿ‬
‫القانونية و تمارس السمطة الوطنية المختصة صالحيات المؤلؼ بالنسبة لممصنفات‬
‫الفولكمورية في مواجية التشويو أو التحوير أو االستغالؿ التجاري‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬االستثناءات الواردة عمى حق استئثار المؤلف عمى مصنفه ‪:‬‬

‫مصنفو مف جية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫بقصد الموازنة بيف ضماف حماية حقوؽ المؤلؼ عمى‬
‫المصنؼ مف جية أخرى وردت استثناءات تحد مف‬
‫ّ‬ ‫وضماف تعميـ االستفادة مف ىذا‬
‫االستبداد الذي قد يجعؿ المؤلؼ متطرفا في احتكار مؤلفو‪ّ ،‬بينت كؿ ذلؾ المواد‪ ،‬مف‬
‫المادة‪ 9 :‬إلى المادة‪ ، 15 :‬عدـ اشتراط موافقة المؤلؼ لعدة أوجو مف االستعماالت‬

‫‪261‬‬
‫لممصنؼ المشموؿ بالحماية التي تدخؿ في دائرة االستعماؿ المشروع‪ ،‬ؼ المادة‪9 :‬‬
‫تعتبر االستعماالت التالية لممصنفات المحمية مشروعة ولو لـ تقترف بموافقة المؤلؼ‪:‬‬

‫‪ -‬االستعانة بالمصنؼ لالستعماؿ الشخصي الخاص دوف سواه بواسطة‬


‫االستنساخ أو الترجمة أو االقتباس أو التوزيع الموسيقي أو التمثيؿ أو االستماع‬
‫اإلذاعي أو المشاىدة التمفزيونية أو التحرير بأي شكؿ آخر‪.‬‬
‫‪ -‬االستعانة بالمصنؼ عمى سبيؿ اإليضاح في التعميـ بواسطة المطبوعات أو‬
‫البرامج والتسجيالت اإلذاعية أو التمفزيونية أو األفالـ السينيمائية ألىداؼ تربوية أو‬
‫تثقيفية أو دينية أو لمتدريب الميني وفي الحدود التي يقتضييا تحقيؽ ىذا اليدؼ‬
‫أف يذكر المصدر واسـ‬ ‫شرط أف ال يكوف االستعماؿ بقصد تحقيؽ ربح مادي و‬
‫المؤلؼ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلستشياد بفقرات مف المصنؼ في مصنؼ آخر بيدؼ اإليضاح أو الشرح‬
‫أو النقد وفي حدود العرؼ المتبع وبالقدر الذي يبرره ىذا اليدؼ عمى أف يذكر‬
‫المصدر واسـ المؤلؼ وينطبؽ ذلؾ أيضا عمى الفقرات المنقولة مف المقاالت‬
‫الصحفية والدوريات التي تظير عؿى شكؿ خالصات صحفية‪.‬‬
‫يجوز بدوف إذف المؤلؼ استنساخ المقاالت‬ ‫وكذلؾ المادة‪ّ 10 :‬بينت أنو‬
‫اإلخبارية السياسية أو االقتصادية أو الدينية التي تعالج موضوعات الساعة أو نشرىا‬
‫مف قبؿ الصحؼ أو الدوريات‪...‬‬
‫أما المادة‪ 11 :‬فقد أجازت استنساخ أي مصنؼ يمكف مشاىدتو أو سماعو‬
‫خالؿ عرض إخباري عف األحداث الجارية أو نشره بواسطة التصوير الفوتوغرافي أو‬
‫التمفزيوني أو وسائؿ اإلعالـ الجماىيرية األخرى بشرط أف يكوف ذلؾ في حدود‬
‫اليدؼ اإلعالمي المراد تحقيقو ومع اإلشارة إلى اسـ المؤلؼ‪.‬‬

‫‪262‬‬
‫المادة ‪12‬‬ ‫وفي جانب آخر مف أوجو االستفادة العامة لممصنؼ أتاحت‬
‫لممكتبات العامة ولمراكز التوثيؽ غير التجارية والمعاىد التعميمية والمؤسسات العممية‬
‫والثقافية بدوف إذف المؤلؼ استنساخ المصنفات المحمية بالتصوير الفوتوغرافي أو ما‬
‫شابيو‪ ،‬بشرط أف يكوف ذلؾ االستنساخ وعدد النسخ مقصو ار عمى احتياجات أنشطتيا‬
‫وأال يضر باالستغالؿ المادي لممصنؼ وال يتسبب في اإلضرار بالمصالح المشروعة‬
‫لممؤلؼ‪.‬‬
‫الفعالة التي تتيح االستفادة مف‬
‫وباعتبار أف وسائؿ اإلعالـ مف الوسائؿ اليامة و ّ‬
‫المصنؼ ‪ ،‬فقد ّبينت المادة ‪ 13‬بأنو يجوز لمصحافة وغيرىا مف وسائؿ اإلعالـ أف‬
‫تنشر بدوف إذف المؤلؼ الخطب والمحاضرات وكذلؾ المرافعات التي تمقى أثناء نظر‬
‫لـ شابية المعروضة عمنا عمى‬ ‫المنازعات القضائية ‪ ،‬وغير ذلؾ مف المصنفات ا‬
‫الجميور بشرط ذكر اسـ المؤلؼ بوضوح ولو وحده حؽ نشر ىذه المصنفات في‬
‫مطبوع واحد أو أية طريقة يراىا‪.‬‬

‫كما يجوز لمييئات اإلذاعية أف تعد لبرامجيا وبوسائميا الخاصة تسجيال غير‬
‫إتالؼ جميع النسخ خالؿ مدة ال‬ ‫دائـ ألي مصنؼ يرخص ليا بأف تذيعو ويجب‬
‫تتجاوز سنة ميالدية اعتبا ار مف تاريخ صنعيا ولممؤلؼ حؽ تمديد ىذه المدة ويستثنى‬
‫مف ىذا الحؽ التسجيالت ذات الصفة الوثائقية وبحدود نسخة واحدة‪.‬‬

‫بأال تكوف حماية الممكية الفكرية عائقا أماـ نشر العمـ والمعرفة‪ ،‬فقد‬
‫وضمانا ّ‬
‫أجازت االتفاقية لمسمطات الوطنية استنساخ المصنفات ألغراض تربوية وتعميمية‬
‫وتثقيفية‪ ،‬وبغرض تحقيؽ االستفادة األكاديمية مف اإلبداعات األدبية و العممية‪،‬‬
‫يجوز لمسمطة الوطنية المختصة التصريح باستنساخ‬ ‫أفادت المادة ‪ 14‬بأنو‬
‫المصنفات ألغراض تربوية أو تعميمية أو تثقيفية بعد مضي ثالث سنوات ميالدية‬
‫مف تاريخ تأليفيا إذا ثبت أف المؤلؼ أو مف ينوب عنو لـ يستجب لمطمب ورفض‬

‫‪263‬‬
‫دوف عذر مقبوؿ استنساخ المصنؼ أو نشره دوف إخالؿ بحقوقو المنصوص عمييا‬
‫في ىذه االتفاقية ويحدد التشريع الوطني شروط التصريح وأحكامو‪.‬‬

‫كما ّبينت المادة ‪ 15‬أنو يجوز لمسمطة الوطنية المختصة بمتابعة تطبيؽ نظاـ‬
‫حماية المؤلؼ في كؿ مف الدوؿ األعضاء الترخيص بترجمة المصنفات األجنبية إلى‬
‫المغة العربية ونشرىا بعد مضي سنة ميالدية واحدة عمى تاريخ نشر المصنؼ‬
‫إخالؿ‬ ‫األصمي ألوؿ مرة وذلؾ وفقا لمشروط التي يحددىا التشريع الوطني دوف‬
‫بحقوؽ المؤلؼ المنصوص عمييا في ىذه االتفاقية‪.‬‬

‫ىذا وقد تناولت الـ واد‪ :‬مف المادة‪ 17 :‬إلى المادة ‪:20‬‬

‫‪ -‬نقؿ حقوؽ المؤلؼ‪. 1‬‬


‫‪ -‬مدة سرياف حقوؽ المؤلؼ‪.2‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬آليات الحماية‪.‬‬

‫أشارت االتفاقية في موادىا مف المادة‪ 21 :‬إلى المادة‪ 24 :‬إلى نوعيف مف‬


‫آليات الحماية‪.‬‬
‫‪ -‬آليات وطنية‪.‬‬
‫‪ -‬آليات مشتركة بيف الدوؿ العربية‬
‫حيث أحالت المادة ‪ 21‬مسألة نظاـ اإليداع القانوني لممصنفات المحمية إلى‬
‫التشريعات الوطنية لدوؿ األعضاء‪ ،‬كما يجب أف تعمؿ الدوؿ األعضاء عمى إنشاء‬
‫مراكز وطنية لمضبط البيبميوغرافي تكوف مرجعا لبيانات حقوؽ المؤلؼ وتسجيؿ‬
‫المصنفات المحمية‪ ،‬وما يرد عمييا مف تصرفات قانونية‪.‬‬

‫‪ -1‬أشارت إلى ذلك المواد ‪ 20 ،18 ،17 :‬من االتفاقٌة‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة‪ 19 :‬من االتفاقٌة‬

‫‪264‬‬
‫كما أشادت المادة‪ 23 :‬بأف تعمؿ الدوؿ األعضاء عمى إنشاء مؤسسات وطنية‬
‫لحماية حقوؽ المؤلؼ‪ ،‬التي يتولى التشريع الوطني بنية ىذه المؤسسات‬
‫واختصاصيا‪.‬‬
‫‪ 22‬عمى تنمية‬ ‫أما في مجاؿ التعاوف بيف الدوؿ العربية فقد حفّزت المادة‪:‬‬
‫وتنشيط وسائؿ التبادؿ الثقافي فيما بينيا‪ ،‬واصدار نشرات دورية بالمصنفات المحمية‬
‫التي تنشر عمى أراضييا وارساليا إلى المنظمة العربية لمتربية والثقافة والعموـ لتعزيز‬
‫النشرة العربية لممطبوعات التي تصدرىا‪.‬‬
‫وبدورىا أفادت المادة ‪ 24‬بأف‪:‬‬
‫لمتابعة‬ ‫‪ -‬تنشأ لجنة دائمة لحماية حقوؽ المؤلؼ مف ممثمي الدوؿ األعضاء‬
‫تنفيذ ىذه االتفاقية وتبادؿ المعمومات بما يكفؿ حماية المصالح المعنوية والمادية‬
‫لممؤلفيف‪.‬‬
‫‪ -‬ينشأ مكتب لحماية الممكية األدبية والفنية والعممية في اإلدارة العامة لممنظمة‬
‫العربية ويتولى أمانة المجنة الدائمة لحماة حؽ المؤلؼ‪.‬‬
‫‪ -‬تضع المجنة نظاميا الداخمي ويصبح نافذا بعد إق ارره مف المجمس التنفيذي‬
‫والمؤتمر العاـ لممنظمة‪.‬‬
‫وقد ّبينت المادة‪ 26 :‬أف أحكاـ ىذه االتفاقية تسري عمى ‪:‬‬
‫‪ -‬مصنفات المؤلفيف العرب مف مواطني الدوؿ العربية األعضاء والذيف يتخذوف‬
‫منيا مكاف إلقامتيـ العادية‪.‬‬
‫‪ -‬المصنفات التي تنشر ضمف حدود الدوؿ األعضاء لمؤلفيف أجانب غير‬
‫مقيميف فييا أيا كانت جنسيتيـ بشرط المعاممة بالمثؿ وبمقتضى االتفاقيات التي‬
‫تكوف الدولة طرفا فييا‪.‬‬

‫‪265‬‬
‫وال بد مف اإلشارة إلى أف أحكاـ ىذه االتفاقية ال تمس حؽ كؿ دولة مف الدوؿ‬
‫األعضاء أف تسمح أو تراقب أو تمنع وفقا لتشريعيا الوطنية تداوؿ أي مصنؼ أو‬
‫عرضو في إطار سيادتيا‪ ،‬وذلؾ بحسب المادة ‪.28‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬آليات الحماية في ظل االتفاقية العربية لحماية الممكية األدبية‬
‫والفنية‪.‬‬
‫برزت عمى المستوى اإلقميمي جيود حماية الممكية الفكرية في شقيا األدبي‬
‫والفني عمى المستوى العربي آليات تعمؿ عمى حماية الحؽ في الممكية األدبية‬
‫تعنى بحماية الممكية‬
‫والفنية‪ ،‬منيا المنظمة العربية لمتربية والعموـ والثقافة‪ ،‬والتي ُ‬
‫األدبية والفنية مف خالؿ وحدة إدارة الممكية الفكرية التابعة لألمانة العامة لمجامعة‬
‫العربية والتي باشرت نشاطيا عاـ ‪ ،2000‬ونشير ىنا أنو كاف ىناؾ اتجاه إلنشاء‬
‫منظمة عربية واحدة لحماية الممكية الفكرية إال أف ىذه المنظمة لـ يتـ تأسيسيا حتى‬
‫اآلف‪.‬‬

‫أما اآللية الثانية فيي االتحاد العربي لحماية حقوؽ الممكية الفكرية‪ ،‬وىو ما‬
‫سنستعرضو كاآلتي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫الفرع األول‪ :‬االتحاد العربي لحماية حقوق الممكية الفكرية‬
‫مف جانب آخر‪ ،‬وانطالقا مف قناعة مجمس الوحدة االقتصادية بأىمية تعزيز‬
‫التعاوف العربي في مجاؿ حماية الممكية الفكرية كاف البد مف وجود كياف قوي في‬
‫إطار االتحادات العربية النوعية المتخصصة يساعد عمي حماية الممكية الفكرية‬
‫والحفاظ عمي اليوية العربية وتشجيع االختراعات واالبتكارات‪ ،‬ومف ىنا تـ تأسيس‬
‫االتحاد في عاـ ‪ 2005‬ضمف االتحادات العربية النوعية المتخصصة ومقره القاىرة‪.‬‬

‫‪ -1‬من موقع االتحاد‪www/afpiper.net/ta2sesdate.aspx :‬‬

‫‪266‬‬
‫‪2005/12/07‬ـ وقد انظـ إلى االتحادات‬ ‫وقد تـ اإلعالف عف االتحاد في‪:‬‬
‫العربية النوعية المتخصصة العاممة في نطاؽ مجمس الوحدة العربية بالقرار رقـ‪:‬‬
‫‪ 1292‬د‪.82/‬‬

‫أما عف الطبيعة القانونية لالتحاد فيو منظمة إقميمية غير حكومية‪ ،‬تعمؿ عمى‬
‫النشر الوعي بمسألة الممكية الفكرية‪ ،‬وزيادة المشاركة المجتمعية في ىذه المجاالت‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أهداف االتحاد العربي لحماية حقوق الممكية الفكرية‪.‬‬

‫ييدؼ اإلتحاد العربي لحماية حقوؽ الممكية الفكرية إلى نشر ثقافة الممكية‬
‫الفكرية في المنطقة العربية عامة والى حماية حقوؽ الممكية الفكرية لكافة الشركات‬
‫والمؤسسات في الدوؿ العربية خاصة وذلؾ عف طريؽ منع االتجار في السمع‬
‫المتعدية عمى تمؾ الحقوؽ ‪ ،‬وضماف عدـ تصديرىا أو استيرادىا إعماال بالتزامات‬
‫الدوؿ العربية وحقوقيا الناجمة عف انضماميا إلى اتفاقيات لحماية حقوؽ الممكية‬
‫الفكرية ‪.‬‬

‫ويسعي االتحاد إلي تحقيؽ أىدافو مف خالؿ ‪:‬‬

‫‪ -1‬نشر الوعي والمعرفة في مجاؿ حقوؽ الممكية الفكرية وكيفية حمايتيا‬

‫‪ -2‬توفير نظـ وبرامج معموماتية في مجاؿ الممكية الفكرية‪.‬‬

‫‪-3‬عمؿ الندوات والمؤتمرات والمقاءات والحمقات النقاشية المختمفة حوؿ الممكية‬


‫الفكرية وحمايتيا في مختمؼ األنشطة اإلنسانية في البمداف العربية ‪.‬‬

‫‪ -4‬تسويؽ براءات االختراع العربية وتسجيميا ودعـ أصحابيا في مختمؼ‬


‫البمداف العربية ولمعرب في البمداف غير العربية – ذلؾ بعد تقييميا والتحقيؽ مف‬

‫‪267‬‬
‫جدواىا االقتصادية دراسة خاصة وتطوعيو يسندىا االتحاد إلى متخصصيف –‬
‫واعطاء الفرصة لصاحب البراءة لعرض منتجو في حضور مف يعنيو ىذا االختراع ‪.‬‬

‫‪ -5‬القياـ بدور محكـ لدى األفراد والشركات والمؤسسات العربية والتي ليا‬
‫نشاط في البمداف غير العربية‪ ،‬عند المجوء إليو في حالة وجود نزاع خارج الحدود في‬
‫مجاؿ الممكية الفكرية أو المجاالت التجارية األخرى والمساىمة في األعماؿ‬
‫التحكيميو األخرى عندما يتطمب مف ذلؾ‪.‬‬

‫‪ -6‬التنسيؽ في مجاؿ تبادؿ المعمومات مع كافة الميتميف بالممكية الفكرية‬


‫والتجارة في البمداف العربية ومختمؼ أنحاء العالـ‪.‬‬

‫‪ -7‬معاونة السمطات الجمركية فيما يتعمؽ بالتدابير الحدودية المنصوص عمييا‬


‫اتفاقيات حقوؽ الممكية الفكرية ‪.‬‬

‫‪ -8‬بحث الشكاوى المتعمقة بالممكية الفكرية‪.‬‬

‫‪ -9‬يعمؿ االتحاد كبيت خبرة في مختمؼ النواحي القانونية واالقتصادية‪،‬‬


‫والتجارية‪ ،‬ومختمؼ النواحي المرتبطة بالممكية الفكرية والتجارة‪.‬‬

‫‪ -10‬تدويف براءات االختراع المختمفة في البمداف العربية ولمعرب في البمداف‬


‫غير عربية‪ ،‬والمعاونة عمى تنشيط وتسويؽ ىذه البراءات لدى الميتميف بيا ‪.‬‬

‫‪ -11‬إنشاء والمساىمة في إنشاء المؤسسات التعميمية واألكاديمية في مجاؿ‬


‫التجارة والممكية الفكرية في مختمؼ البمداف العربية ‪.‬‬

‫‪ -12‬حث الشركات والمؤسسات المنتمية إلى االتحاد عمى التعامؿ كمجموعة‬


‫واحدة في العالقات مع الجيات األخرى التي تعمؿ في المجاؿ وتقديـ الدعـ ليا ‪.‬‬

‫‪268‬‬
‫‪ -13‬تعييف محكـ لدى المؤسسات والشركات مف قبؿ االتحاد لممعاونة عمى‬
‫إعادة حقوقيا المكتسبة‪.‬‬

‫‪ -14‬تبادؿ المعمومات مع كافة الشركات والمؤسسات واالتحادات الفرعية‬


‫ونقاط االتصاؿ المختمفة الموجودة فى البمداف العربية بشأف حماية حقوؽ الممكية‬
‫الفكرية‪.‬‬

‫‪ -15‬إتخاذ اإلجراءات الكفيمة لفحص الشكاوى وبياف مدى صحتيا وابداء‬


‫الرأي القانوني والفني كجية خبرة ‪.‬‬

‫‪ -16‬عرض التسوية الودية والتوفيؽ بيف الطرفيف المتنازعيف بناءًا عمى‬


‫رغبتيما وذلؾ عمى ضوء ما اتخذ مف إجراءات ‪.‬‬

‫‪ -17‬التعاوف مع األجيزة المعنية في نشر المعمومات والتعريؼ والتوعية‬


‫بحقوؽ الممكية الفكرية مف خالؿ التنسيؽ والمشاركة في المؤتمرات والندوات وورش‬
‫العمؿ عربيًا ودوليًا‪.‬‬

‫‪ -18‬إصدار الدراسات والمجالت والنشرات‪.‬‬

‫‪ -19‬وضع برامج لمتدريب والتأىيؿ لرفع كفاءات العامميف في مجاؿ عمؿ‬


‫اإلتحاد وتقديـ المؤازرة والعوف في تنفيذ تمؾ البرامج ‪.‬‬

‫‪269‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬آليات حماية الممكية األدبية والفنية في الفقه اإلسالمي‪.‬‬

‫تـ تقسيـ ىذا المبحث إلى مطمبيف‪ ،‬خصص المطمب األوؿ لتناوؿ مسألة‬
‫حماية الممكية األدبية في الفقو اإلسالمي‪ ،‬أما المطمب الثاني فتناولنا فيو آليات‬
‫حماية الممكية األدبية والفنية أو نسبة المؤلؼ إلى مؤلفو في الفقو اإلسالمي‪.‬‬

‫الم طمب األول‪ :‬حماية الممكية األدبية في الفقه اإلسالمي‪.‬‬

‫إف اإلنتاج الفكري بكؿ أنواعو ىو محصوؿ إعماؿ الفكر واجياده وبذؿ طاقة‬
‫مثمف لو قيمة‬
‫في االبتكار واإلبداع في مختمؼ فروع المعرفة وأصنافيا‪ ،‬وىو منتوج ّ‬
‫مادية ومعنوية ويمكف القوؿ أف االعتداء عمى حقوؽ الممكية الفكرية ال يجوز شرعا‬
‫بأدلة مف الكتاب والسنة والعرؼ ‪ ،‬ومف باب جمب المصمحة ودفع الضرر ‪ ،‬حيث‬
‫جاء الشريعة اإلسالمية لحماية كؿ أنواع الحقوؽ بمختمؼ أنواعيا‬

‫وسنورد ذلؾ فيما يمي ‪:‬‬

‫الفرع االول ‪ :‬أدلة حماية الممكة الفكرية من الكتاب والسنة وأقوال بعض السمف‪.‬‬

‫‪- 1‬من القرآن الكريم ‪:‬‬

‫جاءت عديد مف آيات القرآف الكريـ يمكف االستنباط منيا الحؽ في حماية الممكية‬

‫﴿ ‪      ‬‬ ‫األدبية والفنية‪ ،‬منيا قولو تعالى‪:‬‬

‫‪،1﴾           ‬‬

‫فاالعتداء عمى حقوؽ الممكية الفكرية ميما كاف نوعيا‪ :‬أدبية أو صناعية أو فنية‪،‬‬
‫تثمف بقيمة ويتـ تداوليا‬
‫يفضي إلى االعتداء عمى الحقوؽ المالية ألصحابيا‪ ،‬ألنيا ّ‬
‫بمقابؿ مادي في الغالب‪.‬‬

‫‪ - 1‬سورة البقرة ‪ ،‬اآلٌة ‪.188‬‬

‫‪270‬‬
‫كما أف االعتداء عمى حقوؽ الممكية الفكرية ضرب مف ضروب الظمـ‬

‫واالعتداء وىو أمر محرـ شرعا قاؿ تعالى ‪. "1﴾     ﴿ :‬‬

‫حث القرآف الكريـ عمى خمؽ الصدؽ‪ ،‬ومف أوجو الصدؽ‪ ،‬صدؽ المرء‬
‫ىذا وقد ّ‬
‫فيما ينتج مف أفكار‪ ،‬وحماية ما يروج وينتشر بيف الناس مف مختمؼ المنتوجات‬

‫﴿‪      ‬‬ ‫المادية والفكرية‪ ،‬قاؿ تعالى ‪:‬‬

‫‪.2"﴾ ‬‬

‫﴿‪          ‬‬ ‫وقاؿ تعالى أيضا‪:‬‬

‫‪ ، 3﴾ ‬ففي ىذه اآلية الكريمة داللة واضحة عمى مسؤولية اإلنساف عمى ما اكتسبو‬

‫في الحياة الدنيا مف خالؿ سعيو سواء كاف ماديا أـ معنويا واالبتكارات الفكرية مف‬
‫سعيو المعنوي‪.‬‬

‫﴿‪          ‬‬ ‫وقاؿ تعالى ‪:‬‬

‫‪               ‬‬

‫‪ ،4﴾    ‬و وجو الداللة في اآلية الكريمة ‪":‬أنيا قد دلت عمى‬

‫وجوب إسناد الكتاب لمؤلفو‪ ،‬أو العمـ لصاحبو‪ ،‬ورتبت عمى ىذا االعتبار أث ار ىاما‬
‫يتمثؿ في قبوؿ الدعوة التي يدعو إلييا الكاتب أو رفضيا "‪.5‬‬

‫‪ -1‬سورة األعراف اآلٌة ‪.55‬‬


‫‪ - 2‬سورة التوبة اآلٌة ‪.119‬‬
‫‪ - 3‬سورة النجم اآلٌة ‪.39‬‬
‫‪ - 4‬سورة األحقاف األٌة ‪.4‬‬
‫‪ - 5‬عبد هللا مبروك النجار ‪ ،‬الحق األدبً للمؤلف‪ ،‬دار المرٌخ للنشر ‪ ،‬السعودٌة ‪1420 ،‬هــ ‪ ،‬ص‪.82‬‬

‫‪271‬‬
‫‪- 2‬من السنة النبوية الشريفة ‪:‬‬

‫نيى الرسوؿ صمى ا﵀ عميو وسمـ عف االعتداء عف الدماء واألمواؿ واألعراض‬


‫حيث قاؿ‪ " :‬إف دماءكـ وأموالكـ وأعراضكـ عميكـ حراـ "‪.1‬‬

‫عمي ما لـ أقؿ فميتبوأ مقعده في النار" ‪،2‬‬


‫وقاؿ صمى ا﵀ عميو وسمـ ‪":‬مف يقؿ ّ‬
‫ووجو الداللة في ىذا الحديث ‪ ،‬أف عدـ اإلسناد الكالـ إلى قائمو أو نسبة كالـ إلى‬
‫غير قائمو ضرب مف الكذب المحرـ خاصة إذا وقع في حديث لمنبي صمى ا﵀ عميو‬
‫يعد‬
‫وسمـ ‪ ،‬وفي حكمو الكذب عمى العمماء‪ "،‬وال شؾ أف إسناد العمـ لقائميو توثيؽ لو ّ‬
‫سدا لذريعة ىذا الصنيع"‪.3‬‬
‫ّ‬

‫ومما رواه عمرو بف شعيب عف أبيو عند جده قاؿ ‪ :‬سمع رسوؿ ا﵀ صمى ا﵀‬
‫عميو وسمـ قوما يتدارءوف فقاؿ ‪ ":‬إنما ىمؾ مف كاف قبمكـ بيذا ضربوا كتاب ا﵀‬
‫بعضو ببعض‪ ،‬وانما نزؿ كتاب ا﵀ عز وجؿ يصدؽ بعضو بعضا‪ ،‬فال تك ّذبوا بعضو‬
‫ببعض‪ ،‬فما عممتـ منو فقولوا‪ ،‬وما جيمتـ فكموه إلى عالمو"‪.4‬‬

‫ووجو الداللة أف النبي صمى ا﵀ عميو وسمـ نيي عف االختالؼ في القرآف الكريـ‪،‬‬
‫كما ارشد إلى أف يمتزـ كؿ عالـ بكتاب ا﵀ حدود عممو‪ ،‬وأف ال يقوؿ فيو بغير عمـ‪،‬‬
‫وأف يحيؿ ما استشكؿ فيمو إلى العالميف بو‪.‬‬

‫وروي عف عبد ا﵀ بف عمرو أف النبي صمى ا﵀ عميو وسمـ‪" :‬بمغوا عني ولو‬
‫آية وحدثوا عف بني إسرائيؿ وال حرج ومف كذب عمي متعمدا فميتبوأ مقعده مف‬

‫‪ - 1‬متفق علٌه ‪.‬‬


‫‪ - 2‬رواه البخاري‪.‬‬
‫‪ - 3‬عبد هللا مبروك النجار‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.83‬‬
‫‪ - 4‬مسند اإلمام أحمد بن حنبل‪ ،‬رقم‪.6566 :‬‬

‫‪272‬‬
‫النار"‪ ،1‬فالحديث واف كاف واردا في الحث عمى نقؿ السنة واألمانة في ذلؾ ووجوب‬
‫التثبت وعدـ الكذب إال أنو يدؿ عمى وجوب التثبت في نقؿ العمـ و اإلسناد فيو‪.‬‬

‫‪ – 3‬من أقوال بعض السمف ‪:‬‬

‫مما روى عف عبد ا﵀ بف المبارؾ أنو قاؿ‪ ":‬اإلسناد عندي مف الديف ‪ ،‬ولوال‬
‫اإلسناد لقاؿ مف شاء ما شاء"‪.2‬‬

‫ومما قالو اإلماـ الشافعي ‪ ":‬مثؿ الذي يطمب الحديث بال إسناد كمثؿ حاطب‬
‫ليؿ يحمؿ ضرمة حطب وفيو أفعى وىو ال يدري "‪.‬‬

‫وقاؿ أحمد بف حنبؿ‪ ":‬طمب إسناد العموـ مف السنة"‪.‬‬


‫الفرع الثاني ‪ :‬إعمال العرف‪.‬‬
‫إف ما تعارؼ عميو الناس مما ال يخالؼ نصا قطعيا معتبر شرعا ‪ ،‬واف حماية‬
‫حقوؽ الممكية الفكرية يمكف اعتباره عرفا عاما في العصر الحديث بؿ يعتبر عرفا‬
‫دوليا‪ ،‬إذ ال نكاد نجد تشريعا وطنيا يفتقر إلى قوانيف تحمي الممكية الفكرية ‪ ،‬فعمى‬
‫صعيد كؿ دولة ميما اختمفت ثقافاتيا وىوياتيا وفي إطار قوانينيا الوطنية نجد‬
‫تنظيما ليذا النوع مف الحقوؽ وذلؾ‪.‬‬
‫عده‬
‫" وتطبيقا لذلؾ يكوف احتراـ الحقوؽ ووسائؿ حمايتيا مرتبط بالعرؼ ‪ ،‬فما ّ‬
‫الناس حقا واجب االحتراـ فإنو يجب احترامو ‪ ،‬وما اعتمده الناس مف وسائؿ لحفظ‬
‫الحقوؽ فإنو مأخوذ في اعتبار الشريعة اإلسالمية‪. 3‬‬
‫وبيذا تكوف جميع التشريعات والوسائؿ الوطنية أو الدولية أو اآلليات التي‬
‫أفرزىا التنظيـ الدولي بما يخدـ حماية الممكية الفكرية والتي ال يتعارض موضوع‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬شرح السنة للغوي‪ ،‬ص‪.38‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬مقدمة صحٌح مسلم‪.88،‬‬
‫‪ - 3‬علً بن عبد هللا عسٌري ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪204‬‬

‫‪273‬‬
‫نشاطيا مع أحكاـ الشريعة‪ ،‬تعتبر شرعا ‪ ،‬ومف المتطمبات الضرورية التي تعمؿ‬
‫عمى حماية الممكية الفكرية‪ ،‬التي يجب توفرىا واقرارىا‪.‬‬
‫كما جرى العرؼ لدى المسمميف عامة عمى بيع وشراء الكتب مف مؤلفييا في‬
‫كؿ العصور‪ ،‬وىذا دليؿ عمى عرؼ عاـ واجماع عممي عمى وجود قيمة مالية ليا‪،‬‬
‫مما يستوجب حؽ مؤلفييا عمى ىذه الكتب‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬حفظ الحقوق واعتبار المصمحة‪.‬‬
‫مما ال شؾ فيو أف حماية حقوؽ الممكية الفكرية‪ ،‬ىو فرع مف نظرية الحؽ التي‬
‫جاء بيا الفقو اإلسالمي ‪ ،‬فكؿ الحقوؽ بمختمؼ أنواعيا وتفريعاتيا مصونة شرعا‪،‬‬
‫وحماية حقوؽ الممكية الفكرية ال تشذ عف القواعد العامة التي جاءت بيا الشريعة‬
‫اإلسالمية في حفظ الحقوؽ‪.‬‬
‫كما أف الشريعة اإلسالمية رفعت الضرر والضرار ‪ ،‬فاإلساءة سواء كانت غير‬
‫مقصودة (الضرر) ‪ ،‬أو مقصودة( الضرار) منيي عنو شرعا ‪.‬‬
‫وفي القواعد المتعمقة بحماية الممكية الفكرية نجد ىناؾ توازنا بيف حؽ المؤلؼ‬
‫عمى مؤلفو ‪ ،‬وحؽ الناس في االستفادة مف ىذا المؤلؼ ‪.‬‬
‫كما أف تطبيقات حماية الحؽ في الجانب المادي يعتبر أساسا قويا في حماية‬
‫المصمحة المادية لممؤلؼ الذي يعتبر تثمينا لمجيوده الفكري مما يحفّزه إلى المزيد‬
‫مف اإلبداع واإلنتاج واالبتكار‪ ،‬ورغـ تأكيد الشريعة اإلسالمية عمى أف العمـ ينبغي‬
‫أف يكوف أرفع مف االعتبارات المادية ألنو ال يقدر بثمف‪ ،‬إال أف التطبيقات الفقيية‬
‫اإلسالمية يؤكد جواز اعتبار قيمة مالية لمعمـ وبإجازة أجرة العمماء‪ ،‬ومما أثر أف‬
‫النبي صمى ا﵀ عميو وسمـ كافأ كعب بف زىير رضي ا﵀ عنو عندما ألقى قصيدة‬
‫امتدح فييا محاسف اإلسالـ والرسوؿ صمى ا﵀ عميو وسمـ بإعطاء بردتو‪.‬‬

‫‪274‬‬
‫ومما ورد في صحيح البخاري أف النبي صمى ا﵀ عميو وسمـ أجاز ألحد‬
‫الصحابة ما قاـ بو مف قراءة القرآف عمى لديغ وأخذه األجرة عمى ذلؾ‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬لعض آليات نسبة المؤلَف إلى مؤلفه في الفقه اإلسالمي‪.1‬‬
‫يعتبر مسبة المؤلؼ إلى مؤلفو مف مظاىر الحؽ األدبي لممؤلؼ وداللة عمى‬
‫األمانة العممية وفي ىذا الصدد يبيف الفقياء أىمية اإلسناد وحثوا عميو‪ ،‬وجعموه أم ار‬
‫الزما في مجاؿ التأليؼ وقبوؿ الفتوى‪.‬‬
‫" وقد ظيرت أىمية التوثيؽ في إسناد العمـ ألىمو مف خالؿ اىتماـ عمماء السنة‬
‫بوضع أسس اإلسناد في سنة النبي صمى ا﵀ عميو وسمـ"‪.2‬‬
‫وسنتناوؿ أىـ طرؽ ىذا العمؿ كما يمي ‪:‬‬
‫‪- 1‬السماع ‪:3‬‬

‫يحدث الشيخ أو األستاذ مباشرة لطالبو سواء ما حفظ أو كتب وىو أرفع‬
‫وىو أف ّ‬
‫األقساـ عند جماىير المحدثيف‪.‬‬

‫‪- 2‬القراءة عمى الشيخ ‪:‬‬

‫وذلؾ بتالوة المصنؼ المكتوب عمى الشيخ الحافظ لو أو الممسؾ ألصؿ المصنؼ‪،‬‬
‫وىو ما يسميو المحدثوف بالعرض‪.‬‬

‫‪- 3‬المناولة ‪:‬‬

‫وتتمثؿ في أف يدفع الشيخ كتابو الذي رواه أو نسخة منو مصححة إلى غيره ويطمب‬
‫منو أف يرويو عنو‪ ،‬وىي عمى نوعيف ‪ :‬مناولة مقرونة بإجازة مف الشيخ‪ ،‬وىي تحؿ‬
‫محؿ السماع عند مالؾ وجماعة مف أئمة الحديث‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬انظر ‪ :‬رفعت فوزي عبد المطلب ‪ :‬المدخل إلى مناج المحدثٌن‪ ،‬دار السالم ‪ ،2008 ،‬ط‪ ، 1‬ص ‪ ،63‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪ - 2‬عبد هللا مبروك النجار ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.102‬‬
‫‪ -3‬نظر‪ :‬السمعانً ‪ ،‬أدب اإلمالء واالستمالء‪ ،‬دار الكتب العلمٌة ‪ ،‬بٌروت‪ ،‬ص‪.08‬‬

‫‪275‬‬
‫‪2‬تمميذه‬ ‫أما النوع الثاني فيو المناولة المجردة مف اإلجازة ‪ ،‬كأف يناوؿ الشيخ‬
‫ويقتصر بقولو ‪ :‬ىذا مف حديثي أو سماعتي ‪ ،‬وىي ال تجوز الرواية بيا عند كثير‬
‫مف المحدثيف ‪ ،‬عدا الخطيب البغدادي‪ ،‬وطائفة مف المحدثيف قد أجازوا الرواية بيا ‪.‬‬

‫‪ - 4‬اإلجازة ‪:‬‬
‫بأف يأذف الشيخ لمراوي شفاىة أو كتابة أو رسالة أف يروي عنو حديثا أو كتابا أو‬
‫ما صح عنو مف مسموعاتو مف غير أف يسمع ذلؾ منو ‪ ،‬وىي جائزة عند‬
‫جميور أىؿ الحديث‪.‬‬

‫‪- 5‬المكاتبة ‪:‬‬

‫وتتمثؿ في أف يكتب الشيخ بعض حديثو ويرسمو إلى غيره‪ ،‬وىي تفيد معنى اإلجازة‬
‫ألنيا مكتوبة بخط الشيخ‪ ،‬كما أنيا بمنزلة السماع وىي أرجح مف المناولة عند أىؿ‬
‫العمـ‪.3‬‬

‫‪ - 6‬الوجادة ‪:‬‬

‫وىي أف يجد الشخص أحاديث بخط راوييا ‪ ،‬سواء لقيو أو سمع منو ‪ ،‬أـ لـ يمقو ولـ‬
‫يسمع منو‪ ،‬وقد وجد ىذا النوع منذ عصر الصحابة والتابعيف ‪.‬‬

‫إف أىمية الطرؽ السابقة لتوثيؽ اإلسناد تتجمّى في كونيا تعتبر أساسا لقياـ الحقوؽ‬
‫األدبية المعنوية لممؤلؼ القائمة عمى حؽ األبوة المكفوؿ لصاحب المؤلؼ عمى‬
‫مؤلفو وثبوت نسبتو إليو ‪.‬‬

‫‪ - 1‬ابن الصالح‪ :‬مقدمة ابن الصالح مع التحقٌق واإلٌضاح‪ ،‬احقٌق زٌن العابدٌن عبد الرحمان بن الحسٌن العراقً‪ ،‬دار الحدٌث‬
‫للطباعة‪ ،‬ص ‪ 149‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ - 2‬ابن الصالح ‪ ،‬مقدمة ابن الصالح مع التحقٌق واإلٌضاح ‪ ،‬تحقٌق زٌد الدٌن عبد الرحمان بن الحسٌن العراقً‪ ،‬دار‬
‫الحدٌث للطباعة ‪ ،‬ص ‪ ، 149‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -3‬عبد هللا مبروك النجار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.103‬‬

‫‪276‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ ،‬مصطفى‬ ‫ومف الفقياء المعاصريف الذيف أقروا ىذا الحؽ‪ ،‬أحمد الحجي الكردي‬
‫الزرقا‪ ،2‬ومحمد فتحي الديني‪ ، 3‬و وىبة الزحيمي‪. 4‬‬

‫وينتج عف ىذا الحؽ ‪ ،‬تمتع المؤلؼ بكؿ االمتيازات التي يتيحيا لو وىي باألساس ‪:‬‬

‫‪ -‬حؽ االستئثار ‪ :‬وىو الحؽ في المطالبة باالعتراؼ بأف ما ابتكره ىو مف نتاجو‬


‫الذىني ومف اختصاصو وحده‪ ،‬فال يعترض عميو أحد واستمرار نسبتو إليو‪ ،‬فكما‬
‫أف المؤلؼ محاسب شرعا عما يكتبو‪ ،‬فمف حقو أف ينسب إليو ما كتبو وصنفو‪،‬‬
‫وال يمنع ىذا مف أف ينتفع الناس مف مؤلفو شرط أف يسند إليو النص المقتبس أو‬
‫الفكرة المستفادة‪.‬‬
‫‪ -‬حؽ تقرير النشر‪ :‬الذي يعتبر بمثابة شيادة والدة المصنؼ ‪ ،‬يكتسب بموجبيا‬
‫المبتكر صفة المؤلؼ ‪ ،‬ومما يشيد ليذا الحؽ أف عمماء المسمميف كانوا ال يفتوف‬
‫لنشر المصنفات المرويات مف الحديث إال بعد إذف المؤلفيف والرواة‪.5‬‬

‫‪ -1‬الكردي أحمد الحجً‪ :‬حكم اإلسالم فً حقوق التألٌف والنشر والترجمة‪ ،‬مجلة هدى اإلسالم‪ ،‬األردن‪ ،‬مجلّد ‪ 25‬العدد‪ ،7‬ص ‪.59‬‬
‫‪ -2‬مصطفى أحمد الزرقا‪ :‬نظرٌة االلتزام العامة فً الفقه اإلسالمً‪ ،‬دار القلم‪ ،‬عام ‪ ،1999‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -3‬الدرٌنً فتحً وآخرون‪ :‬حق االبتكار فً الفقه اإلسالمً‪ ،‬دار الرسالة بٌروت‪ ،‬عام ‪ ،1984‬ص‪.136‬‬
‫‪ -4‬الزحٌلً وهبة‪ :‬معامالت مالٌة معاصرة‪ ،‬دار الفكر دمشق‪ ،‬ط‪ ،4‬عام ‪ ،2006‬ص ‪.593‬‬
‫‪ - 5‬خالد علً بن أحمد ‪ ،‬محمد عدنان القطاونة‪ :‬الحق األدبً للمؤلف ن مجلة البحوث والدراسات ‪ ،‬سلسلة العلوم‬
‫اإلنسانٌة واالجتماعً‪ ،‬األردن ‪ ،‬المجلد ‪ 30‬العدد ‪ 1‬األول ‪ ، 2015‬ص‪.15‬‬

‫‪277‬‬
‫خاتمة الفصل‪.‬‬

‫مف خالؿ ما سبؽ يمكف استخالص ما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬ناؿ الحؽ في الممكية األدبية والفنية اىتماما عمى الصعيد الدولي مف خالؿ‬
‫ظيور العديد مف االتفاقيات الدولية في ىذا الشأف أىميا اتفاقية برف ‪1886‬‬
‫والتي تعد التأسيس الدولي الفعمي لحماية الحؽ في الممكية األدبية والفنية‬
‫‪ -‬تيدؼ حماية الحؽ في الممكية األدبية والفنية إلى الموازنة بيف حؽ المؤلؼ‬
‫المادي والمعنوي عمى مؤلفو‪ ،‬وبيف حؽ الناس في االنتفاع بيذا المؤلؼ‪ ،‬مما‬
‫يعد إسياما في حماية الحؽ في الثقافة‪.‬‬
‫‪ -‬حضي ىذا الحؽ باالىتماـ مف جيود العمماء المسمميف في الحفاظ عمى‬
‫السنة الذيف أسسوا عمميا لحماية ىذا الحؽ‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬ظيور آليات دولية واقميمية تعمؿ عمى حماية وتكريس ىذا الحؽ‪ ،‬أىميا‬
‫المنظمة العالمية لمممكية الفكرية‪.‬‬

‫‪278‬‬
‫الخـــاتمــــــــــــــة‬

‫‪279‬‬
‫الخـــاتمــــــــــــــة‬

‫بعد بسط محتويات المذكرة بالشكل التفصيمي السابق‪ ،‬و التي حاول الباحث‬
‫من خالليا اإلجابة عمى التساؤل الرئيسي الم طروح في المقدمة ‪ ،‬خمص البحث إلى‬
‫جممة من النتائج الرئيسية ألحقت بجممة من االقتراحات جاءت عمى النحو اآلتي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬النتائج‪.‬‬

‫‪ -1‬صعوبة وضع تعريف واضح ودقيق لمحقوق الثقافية‪.‬‬

‫فالحقوق الثقافية مصطمح غير واضح ب الشكل الكافي‪ ،‬حيث أنو لم يرد في‬
‫صورة تعريف جامع مانع دقيق محدد في عناصر محصورة تش ّكمو‪ ،‬وترك ذلك‬
‫لالجتياد الفقيي القانوني ‪ ،‬ومرجع ذلك أنو بمفيوم الثقافة الذي جاء في تعريفات‬
‫سوسيولوجية وقانونية متجاذبة تختمف باختالف مرجعيتيا الفكرية واإليديولوجية‪.‬‬

‫وقد حاول الباحث استنباط تعريف ليذه الحقوق‪ ،‬مرتك از عمى تحميل عناصر‬
‫الثقافة األساسية‪ ،‬ليعمد بعدىا إلى دراسة أىم الحقوق الثقافية التي تقاطعت فييا‬
‫مختمف االتفاقيات الدولية واإلقميمية والمتمثمة أساسا في‪:‬‬

‫‪-‬الحق في التدين‪.‬‬
‫‪-‬الحق في التربية والتعميم‪.‬‬
‫‪ -‬حماية الممكية الفكرية خاصة الممكية األدبية والفنية‪.‬‬

‫ىذا وقد حاول الباحث صياغة تعريف لمحقوق الثقافية عمى النحو اآلتي‪:‬‬

‫هي مجموعة حقوق اإلنسان التي تعنى بالجانب الثقافي لإلنسان والمتمثمة‬
‫أساسا في الحق في التدين‪ ،‬والحق في التربية و التعميم‪ ،‬والحق في الممكية‬
‫الفكرية خاصة األدبية والفنية‪ ،‬وغيرها من الحقوق التي تمس الجانب الثقافي‪.‬‬
‫وقانون الحقوق الثقافية ىي مجموعة القواعد القانونية التي تضمن لإلنسان‬
‫أفرادا وجماعات الحق في التثقيف اكتسابا وتعبيرا‪ ،‬ممارسة ومشاركة‪ ،‬من خالل‬

‫‪280‬‬
‫الخـــاتمــــــــــــــة‬

‫حماية الحق في التدين الصحيح اعتقادا وممارسة‪ ،‬والحق في التربية والتعميم ‪ ،‬وحرية‬
‫المشاركة في الحياة الثقافية‪ ،‬والحق في حماية اليوية الثقافية‪ ،‬وذلك بيدف تحقيق‬
‫مكرم وبوظيفتو‬
‫ترقيتو المعرفية والروحية والسموكية‪ ،‬التي تحقق الوعي بقيمتو كإنسان ّ‬
‫الوجودية‪.‬‬
‫‪ - 2‬لم يرد مصطمح الحقوق الثقافية في الت ار ث الفقهي اإلسالمي بيذا‬
‫المفظ‪ ،‬إال أنو اشتمل عمى حماية جممة الحقوق األساسية الواردة في الدراسة‬
‫واعتبرىا من الحقوق األساسية لإلنسان التي ضمنيا وحماىا لذي يمكن من‬
‫خالليا يمكن تأسيس الحقوق الثقافية لإلنسان حيث أ ّكد الفقو اإلسالمي عمى‪:‬‬
‫‪ -‬حماية الحق في التدين‪.‬‬
‫‪ -‬حماية الحق في التربية والتعميم‪.‬‬
‫‪ -‬حماية الممكية الفكرية ال سيما األدبية منيا‪.‬‬
‫‪- 3‬تنامي االهتمام الدولي واإلقميمي والوطني بالحقوق الثقافية ‪.‬‬

‫فعمى الصعيد الدولي نجد‪:‬‬

‫ورود جممة من الحقوق الثقافية في أهم مواثيق حقوق اإلنسان‬ ‫‪-‬‬

‫وأىم ىذه المواثيق الدولية التي تكمّمت عن حماية الحقوق الثقافية الواردة في البحث‬
‫ىي‪:‬‬

‫‪ ‬اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪.‬‬


‫‪ ‬العيدين الدوليين لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪ ‬إعالن بشأن القضاء عمى جميع أشكال التعصب والتمييز القائمين عمى‬
‫أساس الدين أو المعتقد‪.‬‬
‫‪ ‬الميثاق األفريقي لحقوق اإلنسان والشعوب‪.‬‬
‫‪ ‬اإلعالن األمريكي لحقوق وواجبات اإلنسان‪.‬‬
‫‪ ‬إعالن القاىرة حول حقوق اإلنسان في اإلسالم‪.‬‬
‫‪ ‬اتفاقية حقوق الطفل‪.‬‬

‫‪281‬‬
‫الخـــاتمــــــــــــــة‬

‫‪ ‬اإلعالن العالمي حول التربية لمجميع‪.‬‬


‫اإلنسان‪.‬‬ ‫‪ ‬االتفاقية األوربية لحماية حقوق‬
‫‪ -‬ظهور جهود تدعو إلى تمييز الحقوق الثقافية عن غيرها من الحقوق‬
‫األخرى‪ ،‬وابراز أهميتها وقيمتها‪:‬‬

‫حيث يعتبر إعالن فريبورغ لعام ‪ 2007‬محطة مفصمية في ىذا المسعى‪ ،‬فمن‬
‫تعرف‬
‫خاللو حاول طائفة من الفقياء القانونيين االجتياد في وضع وثيقة مرجعية ّ‬
‫بالحقوق الثقافية وترز أىميتيا وخصائصيا الذاتية التي تجعل منيا صنفا مستقال عن‬
‫باقي الحقوق األخرى‪ ،‬رغم تكامميا معيا‪.‬‬

‫حث ىذا اإلعالن إلى ضرورة بذل االىتمام الالزم والكافي لحماية ىذا الصنف‬
‫كما ّ‬
‫من الحقوق‪.‬‬

‫وعمى الصعيد اإلقميمي نمحظ ظيور اإلعالن اإلسالمي لمحقوق الثقافية‪ ،‬الذي‬
‫اعتمده المؤتمر الثامن لوزراء الثقافة المنعقد في المدينة المنورة في شير جانفي‬
‫الثقافة اختيار ىويتو الثقافية‪ ،‬ومعرفة‬ ‫‪2014‬م‪ ،‬حيث أ ّكد عمى حق اإلنسان في‬
‫ثقافتو وتراثو والثقافات اآلخرين‪ ،‬وحرية اإلنتاج المعرفي‪ ،‬والحق في الحماية المعنوية‬
‫والمادية ليذا النوع من الحقوق‪.‬‬

‫حماية الحقوق الثقافية موضوع‬ ‫‪- 4‬سبق الشريعة اإلسالمية ودورىا الرائد في‬
‫الدراسة‪ ،‬حيث نجد أنيا من مقاصد الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وىي محفوفة بجممة‬
‫من األحكام الفقيية التي تحفظيا‪ ،‬وتضمن الحق في ممارستيا‪.‬‬
‫‪- 5‬وجود آليات معتبرة فقيا لحماية الحق في التدين‪ ،‬والحق في التربية والتعميم‪،‬‬
‫والحق في حماية الممكية األدبية‪.‬‬
‫‪- 6‬ظيور آليات دولية واقميمية حديثة متعددة تعمل عمى إقرار وحماية الحقوق‬
‫الثقافية‪ ،‬متمثال أساسا في المنظمات الدولية واإلقميمية تعمل في ىذا المجال‪ ،‬حيث‬
‫الفعال لكل من‪:‬‬
‫يبرز الدور ّ‬

‫‪282‬‬
‫الخـــاتمــــــــــــــة‬

‫‪ -‬منظمة اليونسكو‬
‫‪ -‬منظمة األليسكو‪.‬‬
‫‪ -‬منظمة األيسيسكو‪.‬‬
‫‪ -‬المنظمة العالمية لمممكية الفكرية‪.‬‬
‫‪ -‬االتحاد العربي لحماية حقوق الممكية الفكرية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬االقتراحات‪.‬‬

‫من خالل ما تم التوصل إليو من نتائج يقتضي منا األمر تقديم بعض‬
‫االقتراحات التي نرى أنيا ضرورية لتدعيم حماية الحقوق الثقافية‪ ،‬و تتمثل فيما يمي‪:‬‬

‫ضرورة مواصمة االىتمام بشكل أكبر بمجال الحقوق الثقافية من خالل‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫دعم الجيود المبذولة عمى المستوى الدولي واإلقميمي في مجال حماية الحقوق‬
‫الثقافية‪ ،‬خاصة الحق في التدين والحق في التربية والتعميم والحق في حماية‬
‫الممكية الفكرية ال سيما الحق في حماية الممكية األدبية والفنية‪.‬‬

‫تعميق وتشجيع االجتيادات الفقيية لتأصيل المفاىيم المتعمقة بالحقوق‬ ‫‪-‬‬


‫الثقافية والمسائل العممية المتعمقة بيا التي يفرزىا الواقع باستمرار‪.‬‬

‫‪283‬‬
284
‫ فهرس اآليات‬:‫أوال‬

‫سورة البقرة‬

‫الصفحة‬ ‫رقمها‬ ‫اآليــة‬

62 21 ﴾            ﴿

            ﴿

63 30            

﴾    

             ﴿

57 114             

﴾      

           ﴿

144 120            

﴾           

        ﴿


141 143
﴾   

130 172           ﴿

285
﴾   

            ﴿
131 173
﴾              

           ﴿

         

        


63 177
         

           

﴾ 

49 179 ﴾        ﴿

         ﴿
48 185
﴾        

          ﴿
270 188
﴾        

65 190             ﴿

286
﴾ 

             ﴿
68 192
﴾   

             ﴿

57 114             

﴾     

        ﴿


141 143
﴾  

‫سورة آل عمران‬

              ﴿

               

143 07                  

﴾  

            ﴿
54 19
             

287
﴾ 

56 96 ﴾          ﴿

           ﴿
141 104
﴾    

         ﴿

93 ،56 110            

﴾    

            ﴿

140 164          

﴾   

         ﴿

          
-190
138
191           

﴾  

‫سورة النساء‬

288
           ﴿

62 01            

﴾       

134 27 ﴾         ﴿

‫سورة المائدة‬

          ﴿

51 06 ‫يد المَّوُ ِلَي ْج َع َل َعمَ ْي ُك ْم ِم ْن َح َرٍج‬


ُ ‫ َما ُي ِر‬    

َ ‫يد ِل ُي‬
﴾‫طيِّهَرُك ْم‬ ُ ‫َوَل ِك ْن ُي ِر‬

          ﴿
73 43
﴾      

              ﴿
73 47
﴾   

         ﴿
90-
131،132           
91

          

289
﴾      

          ﴿
52 91
﴾          

‫سورة األنعام‬

139 11 ﴾           ﴿

134 116              ﴿

﴾      

135 118             ﴿

﴾ 

131 119              ﴿

             

﴾     

‫سورة األعراف‬

131 32-              ﴿
33
           

290
﴾  

134 157          ﴿

        

         

          

﴾     

137 179             ﴿

              

﴾      

‫سورة التوبة‬

           ﴿

57 18            



271 119 ﴾        ﴿

              ﴿
143 122
﴾         

291
             ﴿
65 41
﴾  

              ﴿
69 6
﴾     

‫سورة يونس‬

            ﴿
70 99
﴾    

           ﴿
139 101
﴾   

‫سورة يوسف‬

              ﴿
61 108
﴾    

‫سورة النحل‬

          ﴿
137 78
﴾     

61 125           ﴿

292
             

﴾

45 09 ﴾           ﴿

           ﴿

64 36             

﴾      

‫سورة اإلسراء‬

          ﴿
70 70
﴾      

‫سورة الكهف‬

64 07 ﴾            ﴿

‫سورة الحج‬

           ﴿
-39
66              
40

         

293
             

﴾ 

          ﴿

144 54
﴾           

              ﴿

         
48 78
          

﴾        

             ﴿
61 67
﴾       

‫سورة المومنون‬

          ﴿
54 71
﴾      

              ﴿
138 117
﴾     

294
‫سورة النور‬

            ﴿

-36
55             
37
﴾         

‫سورة النمل‬

             ﴿
144 42
﴾  

‫سورة القصص‬

           
28 63
       

           ﴿
135 50
﴾              

            ﴿
70 56
﴾  

144 80           ﴿

295
﴾      

‫سورة العنكبوت‬

           ﴿
71 45
﴾            

           ﴿

71 46           

﴾   

‫سورة الروم‬

138 -07            ﴿
08
           

﴾          

           ﴿

-30
141            
31
﴾          

‫سورة األحزاب‬

60 -45            ﴿

296
46 ﴾  

‫سورة سبأ‬

              ﴿
143 06
﴾  

‫سورة فاطر‬

             ﴿

63 11              

﴾       

‫سورة يس‬

             ﴿
-60
64
61 ﴾         

‫سورة الزمر‬

           ﴿
-16
134 -17           

18
﴾       

‫سورة غافر‬

297
            ﴿

62 67            

﴾      

‫فصمت‬
ّ ‫سورة‬

           ﴿
61 33
﴾  

            ﴿
144 52
﴾        

‫سورة الشورى‬

          ﴿
62 07
﴾            

‫سورة الزخرف‬

133 22 ﴾           ﴿

             ﴿
125 23
﴾        

298
‫سورة األحقاف‬

            ﴿

271 04               

﴾   

           ﴿
61 31
﴾   

‫سورة الفتح‬

25 26 ﴾         ﴿

‫سورة الحجرات‬

           ﴿
138 06
﴾     

‫سورة ق‬

            ﴿

137 8-6            

﴾      

‫سورة الذاريات‬

299
54،64 56 ﴾      ﴿

           ﴿
-20
136            
23
﴾   

‫سورة الطور‬

136 56 ﴾      ﴿

‫سورة النجم‬

              ﴿

135 23 ﴾            

                 ﴿
135 28
﴾

271 39 ﴾            ﴿

‫سورة الممتحنة‬

71 9-8             ﴿

300
            

         

﴾         

‫سورة الجمعة‬

          ﴿
140 02
﴾          

‫سورة الممك‬

          ﴿
64 03
﴾

‫سورة اإلنسان‬

            ﴿
63 3-2
﴾      

‫سورة األعمى‬

-14 ﴾          ﴿
140
15

‫سورة الشمس‬

301
140 10-9 ﴾          ﴿

‫سورة العمق‬

            ﴿
145 5-2
﴾            

‫سورة البينة‬

           ﴿
64 05
﴾     

‫سورة الكافرون‬

            ﴿

70 6-1               

﴾    

302
‫ثانيا‪ :‬فهرس األحاديث‬

‫الصفحة‬ ‫الحديث‬

‫" أي مسجد وضع في األرض أول؟ قال "المسجد الحرام" قمت ثم أي؟ قال‬
‫‪56‬‬
‫‪:‬المسجد األقصى قمت كم بينيما؟ قال ‪ :‬أربعون سنة"‬

‫" أمر رسول ا﵀ صمى ا﵀ عميو و سمم ببناء المساجد بالدور و أن تنظف و ‪57‬‬
‫تطيب"‬

‫‪57‬‬ ‫" من بنى ﵀ مسجدا يبتغي بو وجو ا﵀ بنى ا﵀ لو بيتا في الجنة"‬

‫‪58‬‬
‫" من بنى ﵀ مسجدا بنى ا﵀ لو مثمو في الجنة"‬

‫‪59‬‬ ‫" ليس فيما دون خمس من اإلبل صدقة"‬

‫‪59‬‬ ‫" ال صالة لمن لم يق أر بفاتحة الكتاب "‬

‫‪61‬‬ ‫" من دعا إلى ىدى كأن لو من األجر مثل أجور من تبعو"‬

‫" إنك تأتي قوما من أىل الكتاب فادعيم إلى الشيادة أن ال إلو إال ا﵀ وأني‬
‫‪61‬‬
‫رسول ا﵀ "‬

‫" ولنجران ولحاشيتيا‪ ،‬وألىل ممتيا‪ ،‬ولجميع من ينتحل دعوة النصرانية في‬
‫شرق األرض وغربيا‪ ،‬قريبيا وبعيدىا فصيحيا وأعجميا جوار ا﵀ وذمة‬
‫محمد النبي رسول ا﵀‪ ،‬عمى أمواليم وأنفسيم وممتيم وغائبيم وشاىدىم‬
‫‪72‬‬
‫وعشيرتيم وبيعيم وكل ما تحت أيدييم من قميل أو كثير‪ ...‬وأن أحرص‬
‫دينيم وممتيم أين كانوا‪ ...‬بما أحفظ بو نفسي وخاصتي وأىل اإلسالم من‬
‫ممتي‪ ...‬ألني أعطيتيم عيد ا﵀ أن ليم ما لممسممين وعميو ما عمييم‪"..‬‬

‫‪303‬‬
‫ثالثا‪ :‬فهرس المصادر والمراجع‬
‫القرآن الكريم‪.‬‬
‫كتب التفسير وعموم القرآن‬
‫‪- 1‬ابن عاشور محمد الطاىر‪ :‬التحرير والتنوير‪،‬الدار التونسية لمنشر‪.‬‬
‫‪ - 2‬ابن كثير عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر‪ :‬تفسير ابن كثير‪.‬‬
‫‪ - 3‬األلوسي شياب الدين محمود بن عبد ا﵀ الحسيني‪ :‬روح المعاني‪ ،‬ت عمي‬
‫عبد الباري عطية‪ ،‬دار الكتب بيروت ‪ ،‬ط‪1270 ،1‬ه‪.‬‬
‫‪- 4‬الرازي فخر الدين‪ :‬التفسير الكبير‪.‬‬
‫‪- 5‬الزمخشري أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد‪ :‬الكشاف عن حقائق‬
‫غوامض التنزيل‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1407 ،3‬ىـ‪.‬‬
‫كتب الحديث‪.‬‬

‫ابن الصالح‪ :‬مقدمة ابن الصالح مع التحقيق واإليضاح ‪ ،‬تحقيق زيد الدين عبد‬
‫الرحمان بن الحسين العراقي‪ ،‬دار الحديث لمطباعة‪.‬‬

‫‪- 1‬ابن ماجة أبو عبد ا﵀ محمد بن يزيد بن ماجة‪ :‬كتاب السنن‪.‬‬
‫‪ - 2‬الترمذي محمد بن عيسى بن َس ْورة بن موسى بن الضحاك‪ :‬سنن الترمذي‪.‬‬
‫‪ - 3‬مسمم بن الحجاج‪ :‬صحيح مسمم‪.‬‬
‫‪ - 4‬مسند اإلمام أحمد‪.‬‬
‫كتب المعاجم والقواميس‪.‬‬
‫‪ - 1‬ابن فارس‪ ،‬أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا‪ :‬معجم مقاييس المغة‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬شياب الدين أبو عمرو‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ - 2‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دار صادر ‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪ 1414‬ىـ‬
‫‪ - 3‬األزىري‪ :‬تيذيب المغة ‪ ،‬دار إحياء التراث العربي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪.2001 1‬‬
‫‪- 4‬عبد الباقي محمد فؤاد‪ :‬المعجم المفيرس أللفاظ القرآن الكريم‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دار‬
‫المعرفة بيروت‪ ،‬ط‪4،1985‬م‪.‬‬

‫‪304‬‬
‫‪ - 5‬الفيروز آبادي‪ :‬القاموس المحيط‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1415‬ىـ‪1995-‬م‪.‬‬
‫كتب الفقه اإلسالمي وأصوله‪.‬‬
‫‪- 1‬ابن النجيم زين الدين بن ابراىيم بن محمد‪ :‬البحر الرائق‪ ،‬دار الكتاب اإلسالمي‪،‬‬
‫ط‪.2‬‬
‫‪- 2‬ابن اليمام كمال الدين محمد بن عبد الواحد‪ :‬فتح القدير‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ج ‪.4‬‬
‫‪- 3‬اآلمدي عمي بن محمد‪ :‬اإلحكام‪ ،‬ت عبد الرزاق عفيفي‪ ،‬ج‪ ،3‬دار‬
‫الصميعي‪.2003،‬‬
‫‪- 4‬البرىاني محمد ىشام ‪ :‬سد الذرائع في الشريعة اإلسالمية‪ ،1995 ،‬د د ط‪.‬‬
‫‪- 5‬الدريني فتحي وآخرون‪ :‬حق االبتكار في الفقو اإلسالمي‪ ،‬دار الرسالة بيروت‪،‬‬
‫عام ‪.1984‬‬
‫‪- 6‬الدريني فتحي‪ :‬الحق ومدى سمطان الدولة في تقييده‪ ،‬دار البشير‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪1417، ،‬ى ـ_‪1997‬م‪.‬‬
‫‪- 7‬التافتازاني سعد الدين‪ :‬شرح التمويح عمى التوضيح‪ ،‬مكتبة صبيح‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪- 8‬الزحيمي وىبة‪ :‬الفقو اإلسالمي وأدلتو‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪.‬‬
‫‪- 9‬الزحيمي وىبة‪ :‬معامالت مالية معاصرة‪ ،‬دار الفكر دمشق‪ ،‬ط‪ ،4‬عام ‪.2006‬‬
‫‪ - 10‬الزرقا مصطفى أحمد‪ :‬المدخل إلى نظرية االلتزام العامة في الفقو اإلسالمي‪،‬‬
‫دار القمم دمشق‪ ،‬ط‪1420 ،1‬ى ـ_‪1999‬م‪.‬‬
‫‪- 11‬الشاطبي إبراىيم بن موسى بن محمد‪ :‬الموافقات‪ ،‬ت مشيور بن حسن آل‬
‫سممان‪ ،‬ج‪.2‬‬
‫‪- 12‬الغزالي أبو حامد‪ :‬المستصفى من عمم األصول‪ ،‬ت حمزة بن زىير‬
‫حافظ‪،‬ج‪.1‬‬
‫‪- 13‬القرافي شياب الدين أبو العباس الصنياجي ‪ :‬الفروق‪ ،‬ت عمر حسن القيام‪،‬‬
‫مؤسسة الرسالة ناشرون‪ ،‬ط‪ 2003 ،1‬م‪.‬‬
‫‪- 14‬القرافي‪ :‬شياب الدين أبو العباس الصنياجي‪ ،‬الذخيرة‪ ،‬ت محمد‬
‫بوخبزة‪.‬ط‪.1‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪.1994‬‬

‫‪305‬‬
‫‪- 15‬الكاساني‪ :‬بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع‪ .‬تحقيق عمي محمد عوض‪،‬‬
‫وعادل أحمد عبد الموجود‪ ،‬ط‪ 1‬دار الكتب العممية بيروت‪.1997 ،‬‬
‫‪ - 16‬الماوردي‪ :‬الحاوي الكبير‪ ،‬ت محمود مسترجي‪ ،‬دار الفكر بيروت‪.1994،‬‬
‫‪- 17‬محمد عموليش الورتالني‪ :‬أحكام التعامل مع غير المسممين واالستعانة بيم‬
‫دراسة فقيية مقارنة‪ ،‬دار التنوير‪ ،‬ط‪.2004 ،1‬‬
‫‪- 18‬محمد موسى يوسف‪ :‬المدخل لدراسة الفقو اإلسالمي‪ ،‬دار الفكر العربي‪.‬‬
‫‪- 19‬مصطفى أحمد الزرقا‪ :‬نظرية االلتزام العامة في الفقو اإلسالمي‪ ،‬دار القمم‪،‬‬
‫عام‪.1999‬‬

‫كتب التاريخ والسير والتراجم‪.‬‬


‫‪- 1‬ابن ىشام‪ :‬السيرة النبوية ‪ ،‬ج ‪.2‬‬
‫‪- 2‬محمد الغزالي‪ :‬فقو السيرة ‪،‬دار الشروق ‪،‬ط‪2000، 1‬م‪.‬‬
‫‪- 3‬محمد حميد ا﵀‪ :‬مجموعة الوثائق السياسية لمعيد النبوي والخالفة الراشدة‪،‬‬
‫‪1405‬ىـ‪1985 ،‬م‪.‬‬
‫كتب مقاصد الشريعة اإلسالمية‪:‬‬
‫‪- 1‬ابن عاشور الطاىر‪ :‬مقاصد الشريعة اإلسالمية‪ ،‬الشركة التونسية لمتوزيع‪ ،‬د ت‬
‫ن‪.‬‬
‫‪-‬لريسوني أحمد‪ :‬نظرية المقاصد عند اإلمام الشاطبي‪ ،‬المعيد العالمي لمفكر‬
‫‪ 2‬ا‬
‫اإلسالمي‪.1995 ،‬‬
‫‪- 3‬الخادمي نور الدين بن مختار‪ :‬عمم المقاصد الشرعية‪ ،‬مكتبة العبيكان ط‪،1‬‬
‫‪2001‬م‪.‬‬
‫‪- 4‬عالل الفاسي‪ :‬مقاصد الشريعة ومكارميا‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪.‬‬
‫‪- 5‬محمد بكر إسماعيل الحبيب‪ :‬مقاصد الشريعة اإلسالمية تأصيال وتفعيال‪ ،‬رابطة‬
‫العالم اإلسالمي‪ ،‬سمسمة كتاب شيري محكم العدد‪1427 ،213‬ىـ‪.‬‬
‫كتب القانون‬
‫‪- 1‬إبراىيم شمبي‪ :‬التنظيم الدولي‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة ‪.2000‬‬

‫‪306‬‬
‫‪- 2‬جون بكتيو ‪ :‬القانون الدولي اإلنساني وحماية ضحايا الحرب‪،‬المجنة الدولية‬
‫لمصميب األحمر ‪،‬جنيف‪،1975،‬د‪.‬ت‪.‬ن‪.‬‬
‫‪- 3‬جيرار كونرو‪ ،‬معجم المصطمحات القانونية‪ ،‬ترجمة منصور القاضي‪،‬المؤسسة‬
‫الجامعية لمدراسات‪ ،‬بيروت‪.‬لبنان‪ ،‬ط‪.1998،،‬‬
‫‪- 4‬حسام محمد محمود لطفي‪ :‬المرجع العممي لمممكية الفكرية و الفنية‪ ،‬دار النيضة‬
‫العربية‪ .‬مصر‪.‬‬
‫‪- 5‬زروتي الطيب‪ :‬القانون الدولي لمممكية الفكرية تحاليل ووثائق‪ ،‬مطبعة‬
‫الكاىنة‪،‬ط‪.1‬‬

‫‪- 6‬السنيوري عبد الرزاق‪ ،‬مصادر الحق‪،‬ج‪.1‬‬


‫‪- 7‬عامر محمود الكسواني‪ :‬الممكية الفكرية‪ :‬ماىيتيا‪ ،‬مفرداتيا وطرق حمايتيا‪.‬دار‬
‫الحبيب لمنشروالتوزيع‪.‬األردن‪.‬‬
‫‪- 8‬عبد الرزاق عمر شيخ نجيب ‪ :‬حقوق الممكية الفكرية مؤلف جماعي‪ ،‬مركز‬
‫الدراسات والبحوث‪ ،‬جامعة نايف العربية لمعموم األمنية‪ ،‬عام ‪.2004‬‬
‫‪- 9‬عبد ا﵀ األشعل‪ :‬أصول التنظيم اإل سال م ي الدولي‪ ،‬دارالنيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫‪1988‬‬
‫‪ - 10‬عبد ا﵀ مبروك النجار ‪ :‬الحق األدبي لممؤلف في الفقو اإلسالمي والقانون‬
‫المقارن‪ ،‬دار المريخ ‪ ،‬المممكة العربية السعودية‪1420،‬ىـ‪.‬‬
‫‪ - 11‬عبد المجيد سعيد يصمح العسالي‪ :‬إدارة المنظمات الدولية المتخصصة‬
‫بالتربية‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار الثقافة والعموم المركز القومي لإلصدارات القانونية‪ ،‬مصر‪.‬‬

‫د‪.‬م‪.‬ج‪،‬‬ ‫‪ - 12‬العاللي الصادق‪ :‬العالقات الثقافية الدولية‪ ،‬دراسة سياسية قانونية‪،‬‬


‫الجزائر‪.2006‬‬
‫‪ - 13‬عمي خميل إسماعيل الحديثي‪ :‬حماية الممتمكات الثقافية في القانون الدولي‪،‬‬
‫مكتبة دار الثقافة لمنشر و التوزيع ‪ ،‬األردن‪.‬‬

‫‪307‬‬
‫‪ - 14‬عمي محمد الدباس وآخرون ‪ :‬حقوق اإلنسان‪ ،‬أنواعيا وطرق حمايتيا في‬
‫القوانين المحمية والدولية‪ ،‬المكتب العربي الحديث‪ ،‬االسكندرية‪.2005 ،‬‬
‫‪ - 15‬عمر سعد ا﵀ ‪ :‬معجم القانون الدولي المعاصر‪،‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪،‬الجزائر‪.2000،‬‬
‫‪ - 16‬عمر سعد ا﵀‪ :‬المنظمات الدولية غير الحكومية في القانون الدولي‪ ،‬دار‬
‫ىومة‪ ،‬الجزائر‪.2009 ،‬‬

‫‪ - 17‬عمر سعد ا﵀‪ :‬تطور تدوين القانون الدولي اإلنساني‪،‬دار الغرب‬


‫اإلسالمي‪،‬بيروت‪،‬ط‪.1997 ،1‬‬
‫‪ - 18‬غضبان مبروك‪ :‬محاضرات في حقوق اإلنسان‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة باتنة ‪،‬‬
‫العام الدراسي ‪.2005/2004:‬‬
‫‪ - 19‬فاضمي إدريس‪ :‬حقوق المؤلف و الحقوق المجاورة‪ ،‬د‪ .‬م‪ .‬ج‪.2015 ،‬‬

‫‪ - 20‬فرانسوا بوشيو سولينيه‪ :‬القاموس العممي لمقانون اإلنساني‪ ،‬ت محمد مسعود‪،‬‬
‫دار العمم لمماليين‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪.2006 ،1‬‬
‫‪ - 21‬كموديو زانغي‪ :‬الحماية الدولية لحقوق اإلنسان‪ ،‬ت فوزي عيسى‪ ،‬مكتبة لبنان‬
‫ناشرون ط‪.2006 1‬‬
‫‪ - 22‬لينا الطبال‪ :‬االتفاقيات الدولية واإلقميمية لحقوق اإلنسان‪ ،‬دار المؤسسة‬
‫الحديثة لمكتاب‪.2010 ،‬‬
‫‪ - 23‬محمد أمين الميداني‪ :‬النظام األوربي لحماية حقوق اإلنسان‪،‬منشورات الحمبي‬
‫الحقوقية‪.2009،‬‬
‫‪ - 24‬محمد شريف بسيوني‪ :‬الوثائق الدولية لحقوق اإلنسان‪ ،‬ج‪.1‬‬
‫كتب أخرى‬
‫‪- 1‬إبراىيم أحمد عمر‪ :‬العمم واإليمان ‪ ،‬مدخل إلى نظرية المعرفة في اإلسالم‪،‬‬
‫المعيد العالمي لمفكر اإلسالمي‪ ،‬نشر وتوزيع ‪ ،‬الدار العالمية لكتاب اإلسالمي‪،‬‬
‫ط‪.1995 ،3‬‬
‫‪- 2‬أحمد فؤاد األىواني‪ :‬التربية في اإلسالم‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬القاىرة‪.1980 ،‬‬
‫‪308‬‬
‫‪ - 3‬ألكسندر رالك‪ :‬اليونسكو والصراع الدولي حول اإلعالم والثقافة ‪ ،‬المؤسسة‬
‫الجامعية لمدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬لبنان ‪ ،‬ط‪.1993 ،1‬‬
‫‪- 4‬ابن حزم‪ :‬الفصل في الممل واألىواء والنحل‪ ،‬ج ‪.1‬‬
‫‪- 5‬بغدادي عبد ا﵀ بن عبد المجيد‪ :‬االنطالقة التعميمية في المممكة العربية‬
‫السعودية ‪ ،‬ج‪ ،1‬دار الشروق‪ ،‬جدة‪1404 ،‬ىـ‬
‫‪ - 6‬برغوث الطيب‪ :‬محورية البعد الثقافي في استراتجية التجديد الحضاري ‪ ،‬دار‬
‫قرطبة ‪ ،‬الجزائر ‪.2004‬‬
‫‪- 7‬برغوث الطيب ‪ :‬منيج النبي صمى ا﵀ عميو وسمم في حماية الدعوة خالل‬
‫الفترة المكية ‪ ،‬المعيد العالي لمفكر االسالمي‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪- 8‬بن نبي مالك‪ :‬شروط النيضة ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬ط‪.1984 ،4‬‬
‫‪1984‬‬ ‫‪- 9‬بن نبي مالك‪ :‬مشكمة الثقافة‪ ،‬ترجمة عبد الصبور شاىين‪ ،‬دار الفكر‪،‬‬
‫ط‪.4‬‬
‫‪ - 10‬الزرنوجي برىان اإلسالم ‪ :‬تعميم المتعمم طريق التعمم‪ ،‬ت نروان قباني‪،‬‬
‫المكتب اإلسالمي‪ ،‬ط‪.1981 ،1‬‬
‫‪- 11‬جاك لومبار‪ :‬مدخل إلى اإلثنولوجيا ‪ ،‬ترجمة حسن قبسي ‪ ،‬المركز الثقافي‬
‫العربي ط‪ 1‬المغرب ‪. 1997‬‬
‫‪- 12‬دوني كوش ‪ :‬مفيوم الثقافة في العموم االجتماعية‪.‬ترجمة قسم المقدار‪،‬‬
‫منشورات اتحاد الكتاب العرب‪ ،‬سوريا‪.2000.‬‬
‫‪ - 13‬سعود بن عبد العزيز الخمف ‪ :‬دراسات في األديان‪ ،‬الييودية والنصرانية‪،‬‬
‫مكتبة أضواء السمف‪ ،‬السعودية‪ ،‬ط‪.2004 ،4‬‬
‫‪ - 14‬شمبي أحمد ‪ :‬موسوعة النظم والحضارة اإلسالمية‪ ،‬ج ‪ ، 5‬مكتبة النيضة‬
‫المصرية ‪.1982‬‬
‫‪ - 15‬شمبي أحمد ‪:‬التربية اإلسالمية ‪:‬نظميا‪ ،‬فمسفتيا‪ ،‬تاريخيا‪.‬‬
‫‪ - 16‬عبد الغني عماد‪ :‬سوسيولوجية الثقافة‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪،‬بيروت‪،‬‬
‫‪.2006‬‬

‫‪309‬‬
‫‪ - 17‬عبد الكريم زيدان‪ :‬أصول الدعوة‪ ،‬المؤسسة الوطنية لمفنون المطبعية‪،‬‬
‫الجزائر‪.1990 ،‬‬
‫‪ - 18‬عروة أحمد‪ :‬العمم والدين‪ ،‬مناىج ومفاىيم‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط‪.1987 ،1‬‬
‫‪ - 19‬عزمي طو‪ :‬عمم الثقافة اإلسالمية‪ ،‬المؤسسة العربية الدولية لمنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان األردن ‪.2008‬‬

‫‪ 1‬المغرب‬ ‫‪ - 20‬عبد اإللو بمقزيز‪ :‬في البدء كانت الثقافة ‪ ،‬إفريقيا الشرق ‪ ،‬ط‬
‫‪.1998‬‬
‫‪ - 21‬عبد الدائم عبد ا﵀‪ :‬التربية عبر التاريخ من العصور القديمة حتى أوائل القرن‬
‫العشرين‪ ،‬بيروت‪ :‬دار العمم لمماليين‪.1981،‬‬
‫‪ - 22‬الكسندر رالك ‪ :‬اليونسكو والصراع الدولي حول االعالم والثقافة ‪ ،‬المؤسسة‬
‫الجامعية لمدراسات والنشر والتوزيع لبنان ‪ ،‬ط‪.1993 ،1‬‬
‫‪ - 23‬ماجد عرسان الكيالني‪ :‬أىداف التربية اإلسالمية‪ ،‬مكتبة دار التراث‪ ،‬المدينة‬
‫المنورة‪ ،‬ط‪.1988 ،1‬‬
‫‪ - 24‬محمد عبد الحي الكتاني‪ :‬نظام الحكومة النبوية‪ ،‬ج‪ ،1‬دار األرقم‪.‬‬
‫‪ - 25‬محمد عمارة‪ :‬احترام المقدسات‪ ،‬مكتبة الشروق الدولية‪ ،‬القاىرة‪2007 ،‬م‪.‬‬
‫‪ - 26‬محمد فتحي عثمان‪ :‬حقوق اإلنسان بين الشريعة اإلسالمية والفكر القانوني‬
‫الغربي‪ ،‬دار الشروق ط‪.1983 1‬‬

‫في الشام والجزيرة خالل‬ ‫‪- 27‬ممكة أبيض‪ :‬التربية والثقافة العربية اإلسالمية‬
‫القرون الثالثة األولى لميجرة‪ ،‬دار العمم لمماليين‪.‬‬
‫‪ - 28‬النعيمي عبد القادر بن محمد‪ :‬الدارس في تاريخ المدارس‪ ،‬دار الكتب‬
‫العممية‪ ،‬بيروت ط‪.1990 1‬‬

‫رسائل جامعية‬

‫‪310‬‬
‫أحمد إبراىيم الصايغ ‪ :‬دور المنظمة العالمية في حماية الممكية الفكرية‪ ،‬رسالة‬
‫‪- 1‬‬
‫ماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،1‬عام ‪.2012/2011‬‬
‫بمخير فؤاد‪ :‬التعاون في إطار منظمة المؤتمر اإلسالمي‪ ،‬مذكرة ماجستير‪،‬‬
‫‪- 2‬‬
‫جامعة الجزائر‪ ،‬عام ‪.2010‬‬
‫بن دريس حميمة‪ :‬حماية حقوق الممكية الفكرية في التشريع الجزائري‪ ،‬رسالة‬
‫‪- 3‬‬
‫دكتوراه‪ ،‬جامعة تممسان‪.2014/2013 ،‬‬
‫بندر بن تركي بن حميدي العتيبي ‪ :‬دور المحكمة الجنائية الدولية الدائمة في‬
‫‪- 4‬‬
‫حماية حقوق اإلنسان قسم العدالة الجنائية ‪ ،‬رسالة ماجستير جامعة نايف العربية‬
‫لمعموم األمنية السعودية ‪. 2008‬‬
‫‪ 5‬ب‪-‬والقمح يوسف ‪ :‬تطور آليات حماية حقوق اإلنسان في إفريقيا‪ ،‬رسالة دكتوراه‪،‬‬
‫جامعة قسنطينة‪ ،‬عام ‪2008/2007‬م‪.‬‬
‫بودة محند واعمر ‪ :‬حماية المؤلفات األدبية والفنية في التشؤيع الجزائري‪ .‬مذكرة‬
‫‪- 6‬‬
‫ماجستير جامعة تيزي وزو‪.‬عام ‪.2007‬‬

‫حسين عبد العاطي األسرج ‪ :‬آليات إعمال حقوق اإلنسان االقتصادية في الدول‬
‫‪- 7‬‬
‫العربية‪ ،‬مجمة الباحث‪ ،‬جامعة ورقمة‪ ،‬الجزائر العدد‪.6‬‬
‫حقاص صونية‪ :‬حماية الممكية الفكرية األدبية والفنية في البيئة الرقمية في ظل‬
‫‪- 8‬‬
‫التشريع الجزائري‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة قسنطينة‪.2012،‬‬
‫خياري ع بد الرحيم ‪ :‬حماية الممتمكات الثقافية في المنازعات المسمحة ‪ ،‬رسالة‬
‫‪- 9‬‬
‫ماجستير معيد الحقوق جامعة الجزائر ‪. 1997‬‬
‫‪- 10‬رزيق بخوش‪ :‬الحماية الجزائية لمدين اإلسالمي‪.‬رسالة ماجستير‪ .‬جامعة باتنة‪.‬‬
‫العام الدراسي‪2005/2004:‬م‪.‬‬

‫‪- 11‬سليماني لخميسي ‪ :‬الحماية الدستورية لحق التعميم في الجزائر‪ ،‬رسالة‬


‫ماجستير‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،‬عام ‪.2013/2012‬‬

‫‪311‬‬
‫‪- 12‬عبد الرحمان معاشي ‪ :‬البعد المقاصدي لموقف‪ ،‬رسالة ماجيستير ‪،‬جامعة باتنة‬
‫‪،‬العام الدراسي ‪. 2006/2005‬‬
‫‪- 13‬فتحي نسيمة‪ :‬الحماية الدولية لحقوق الممكية الفكرية‪ .‬رسالة ماجستير‪ .‬جامعة‬
‫تيزي وزو‪ .‬تاريخ المناقشة‪2012/06/27 :‬م‪.‬‬

‫‪- 14‬كمال بوقرة‪ :‬المسألة الثقافية وعالقاتيا بمشكالت التنظيمية في اليوية‬


‫الجزائرية‪،‬رسالة دكتوراه‪، .‬جامعة باتنة‪.2008/2007 .‬‬
‫‪- 15‬محمد حمود سميمان‪ :‬دور منظمة التعاون اإلسالمي في فض النزاعات‪،‬‬
‫رسالة ماجستير‪ ،‬الجامعة األردنية‪ ،‬عام ‪.2014‬‬
‫‪- 16‬اليوبي محمد ‪ :‬مقاصد الشريعة اإلسالمية وعالقتيا باألدلة الشرعية‪ ،‬رسالة‬
‫دكتوراه‪ ،‬دار اليجرة لمنشر والتوزيع‪ ،‬السعودية‪ ،‬ط‪.1418 ، 1‬‬
‫مقاالت عممية‬
‫‪- 1‬محمد شالل العالي ‪ :‬الحماية الجنائية لمبيانات المعالجة الكترونيا ‪ ،‬مجمة الفكر‬
‫الشرطي عدد ‪ 1‬أفريل ‪ ، 2002‬شرطة الشارقة ‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‪.‬‬
‫الميالد زكي‪ :‬التكامل المعرفي بين العموم‪ ،‬ثقافتنا لمدراسات والبحوث المجمد ‪6‬‬
‫‪- 2‬‬
‫العدد ‪.2010 ، 22‬‬
‫النجار عبد المجيد‪ :‬نظرية التكامل المعرفي عند ابن خمدون‪ ،‬مجمة‪ :‬تف ّكر‪ ،‬مجمّد‬
‫‪- 3‬‬
‫‪ ،11‬العدد‪.2011 ،2‬‬
‫النجار عبد المجيد‪ :‬نظرية التكامل المعرفي عند ابن خمدون‪ ،‬مجمة‪ :‬تف ّكر‪ ،‬مجمّد‬
‫‪- 4‬‬
‫‪ ،11‬العدد‪،2011 ،2‬‬
‫اليوبي محمد سعد‪ :‬مجمة دراسات عموم الشريعة والقانون‪ ،‬الجامعة األردنية‪ ،‬المجمد‬
‫‪- 5‬‬
‫‪ ،41‬العدد ‪.2014 2‬‬
‫الكردي‪ ،‬أحمد الحجي ‪ :‬حكم اإلسالم في حقوق التأليف والنشر والترجمة‪ ،‬مجمة‬
‫‪- 6‬‬
‫ىدى اإلسالم‪ ،‬األردن‪ ،‬مجمّد ‪ 25‬العدد‪.7‬‬
‫المراجع بالمغة األجنبية‪:‬‬

‫‪312‬‬
‫‪1- collection politique culturelle : « réflexions préalables sur‬‬
‫‪les politique culturelles ,études et collection» UNISCO 1969 .‬‬
‫‪2- La grande encypédie des sciences, des lettres et des arts‬‬
‫‪tome 28, société de la grandeencypédie a Arnault et des Cie,‬‬
‫‪paris,‬‬
‫‪3- Saloman Reinach : Histoire général des religions, Paris,‬‬
‫‪1930.‬‬

‫نصوص ووثائق قانونية‬


‫‪- 1‬الدساتير الجزائرية‬
‫‪- 2‬القانون‪ 03-06 :‬المنظم لممارسة الشعائر الدينية لغير المسممين في الجزائر‪.‬‬
‫‪- 3‬المرسوم التنفيذي ‪ 356-05:‬المتعمق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪.‬‬

‫‪- 4‬القانون التوجييي لمتربيية الوطنية رقم ‪ 04-08‬المؤرخ في ‪ 23‬جانفي ‪.2008‬‬


‫‪- 5‬اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪- 6‬العيد الدولي لمحقوق المدنية والسياسية‪.‬‬
‫‪- 7‬العيد الدولي لمحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪.‬‬
‫‪- 8‬الميثاق اإلفريقي لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪- 9‬اإلعالن األمريكي لحقوق وواجبات اإلنسان‪.‬‬
‫‪ - 10‬االتفاقية األوربية لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪ - 11‬إعالن القاىرة حول حقوق اإلنسان في اإلسالم‪.‬‬
‫‪ - 12‬الميثاق التأسيسي لمنظمة اليونسكو‪.‬‬

‫‪313‬‬
‫‪ - 13‬الميثاق التأسيسي لمنظمة األليسكو‪.‬‬
‫‪ - 14‬الميثاق التأسيسي لمنظمة األيسيسكو‪.‬‬
‫‪ - 15‬اتفاقية برن لحماية الممكية األدبية والفنية‪.‬‬
‫‪ - 16‬الميثاق التأسيسي لممنظمة الدولية لمممكية األدبية والفنية‪.‬‬
‫‪ - 17‬وثائق المؤتمر العام لأللسكو الدورة العادية (‪ ، )17‬إصدار المنظمة ‪، 2004‬‬
‫وثيقة رقم ‪.12‬‬
‫‪ - 18‬االستراتيجية العربية لمتكنولوجية الحيوية ‪ ،‬إصدارات األليسكو عام ‪.1993‬‬
‫‪ - 19‬االستراتيجية العربية لمتربية السابقة عمى المدرسة االبتدائية‪ ،‬إصدارات‬
‫األليسكو‪ ،‬تونس‪ ،‬عام ‪.2002‬‬
‫‪ - 20‬ميثاق منظمة األسيسكو – مطبعة المعارف الرباط – المغرب ‪.1993‬‬
‫‪ - 21‬الخطة الشاممة لمثقافة العربية‪ ،‬الوثيقة الصادرة عن مؤتمر وزراء الثقافة‬
‫العرب‪ ،‬تونس ‪.1985‬‬
‫‪ - 22‬برنامج اليونسكو العام ‪ 1985 ، 1984 :‬إصدارات اليونسكو عام ‪.1984‬‬
‫‪ - 23‬إستراتيجية تعميم الكبار في الوطن العربي‪ ،‬إصدارات األلسكو عام‪2000‬م ‪.‬‬
‫‪ - 24‬اإلستراتيجية العربية لمتكنولوجية الحيوية ‪ ،‬إصدارات األلسكو عام ‪.1993‬‬
‫‪ - 25‬وثائق المؤتمر العام لأللسكو الدورة العادية (‪ ، )17‬إصدار المنظمة ‪.2004‬‬
‫‪ - 26‬استراتيجية تطوير التربية في البالد اإلسالمية‪ ،‬منشورات األيسيسكو‪ ،‬مطبعة‬
‫النجاح‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬المغرب‪ ،‬عام ‪.1990‬‬
‫‪، 2001-2000‬رقم‬ ‫‪ - 27‬التقرير الصادر عن األمانة العامة لمويبو‪ ،‬جنيف‬
‫‪37/03‬‬
‫‪ - 28‬الوثائق األساسية لمنظمة اليونسكو‪ ،‬إصدارات منظمة األمم المتحدة لمتربية‬
‫والعمم والثقافة‪.2008 ،‬‬

‫مواقع عمى شبكة األنترنت‬


‫‪1- www.arabic.iiit.org/Default.aspx?tabid=55‬‬

‫‪314‬‬
2-www.e-cfr.org
3-www.unesco.org/new/ar/about-us/who- who-we-
are/history/
4-www.ohchr.org/AR/NewsEvents/Pages/TheRabatPlanofA
ction.aspx
5-www.ohchr.org/AR/Issues/FreedomReligions.aspx
6-www.e-cfr.org
7- www/afpiper.net/ta2sesdate.aspx

8-WWW.CIRC.org.

315
‫رابعا‪ :‬فهرس الموضوعات‬

‫‪22-4‬‬ ‫مقدمة‬

‫‪-23‬‬ ‫مبحث تمهيدي‪ :‬تعريف مصطمحات البحث‬


‫‪42‬‬

‫‪24‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬تعريف الحماية‬

‫‪25‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬التعريف المغوي‬

‫‪25‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف الحماية في الفقو اإلسالمي‬

‫‪26‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬تعريف الحماية في الفقو القانوني‬

‫‪28‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬تعريف الحق‬

‫‪28‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬التعريف المغوي لمحق‬

‫‪29‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬التعريف الفقيي لمحق‬

‫‪31‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬تعريف حقوق اإلنسان في الفقو القانوني‬

‫‪32‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬تعريف الثقافة والحقوق الثقافية‬

‫‪32‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬التعريف المغوي تعرف الثقافة‬

‫‪33‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬التعريف السوسيولوجي لمثقافة‬

‫‪36‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬التحديد القانوني لمثقافة‬

‫‪41‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬تعريف الحقوق الثقافية‬

‫‪316‬‬
‫‪-43‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬آليات حماية الحق في التدين بين الفقه اإلسالمي والقانون الدولي‬
‫‪126‬‬ ‫لحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫‪45‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬حماية الحق في التدين الصحيح في الفقو اإلسالمي‬

‫‪45‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬حفظ الدين كمقصد من مقاصد الشريعة‬

‫‪45‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف مقاصد الشريعة اإلسالمية وتقسيماتيا‬

‫‪53‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مرتبة حفظ الدين من مقاصد الشريعة‬

‫‪55‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬آليات حماية الحق في التدين في الفقو اإلسالمي‬

‫‪55‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الوقف الديني‬

‫‪41‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬حفظ الدين باالجتياد‬

‫‪60‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬حفظ الدين بالدعوة‬

‫‪65‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬حفظ الدين بالجياد‬

‫‪66‬‬ ‫الفرع الخامس‪ :‬الحماية الجزائية لمدين اإلسالمي في الفقو اإلسالمي‬

‫‪67‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬حماية حق التدين لغير المسممين في البالد المسممة من الزاوية‬
‫الفقيية‬

‫‪67‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف غير المسممين وبيان أصنافيم‬

‫‪70‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬حماية حق التدين لغير المسممين‬

‫‪75‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬حماية الحق في التدين في القانون الدولي لحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫‪317‬‬
‫‪75‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬حرية التدين في المواثيق الدولية‬

‫‪76‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬حرية التدين في اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان والعيدين‬
‫الدوليين لحقوق اإلنسان‬

‫‪78‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬حماية الحق في التدين في بعض اإلعالنات الدولية لحقوق‬
‫اإلنسان‬

‫‪87‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬حماية الحق في التدين في المواثيق اإلقميمية‬

‫‪87‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬حماية الحق في التدين في الميثاق اإلفريقي لحقوق اإلنسان‬
‫والشعوب‬

‫‪89‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬حرية التدين في اإلعالن األمريكي لحقوق وواجبات اإلنسان‬

‫‪90‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬حماية الحق في التدين في االتفاقية األوربية لحقوق اإلنسان‬

‫‪92‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬حماية الحق في التدين في المواثيق العربية واإلسالمية‬

‫الفرع األول‪ :‬حماية الحق في التدين في إعالن القاىرة حول حقوق اإلنسان ‪92‬‬
‫في اإلسالم‬

‫‪97‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬حماية الحق في التدين في الميثاق العربي لحقوق اإلنسان‬

‫‪101‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬بعض اآلليات الدولية لحفظ الحق في التدين في القانون الدولي‬

‫‪101‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬آليات حماية الحق في التدين في إطار األمم المتحدة‬

‫‪101‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬نظام المقرر األممي بخصوص حرية الدين أو المعتقد‬

‫‪318‬‬
‫‪104‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬جيود مجمس حقوق اإلنسان‬

‫‪108‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬منظمة المؤتمر اإلسالمي‬

‫‪108‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬عوامل النشأة ومؤتمرات التأسيس‬

‫‪112‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أىداف ومبادئ المنظمة‬

‫‪114‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬ىيئات المؤتمر اإلسالمي‬

‫‪116‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬العضوية واالنسحاب‬

‫‪117‬‬ ‫الفرع الخامس‪ :‬مجمع الفقو اإلسالمي كييئة تعنى بالحق في التدين‬

‫‪118‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬بعض اآلليات الدولية غير الحكومية‬

‫‪119‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬المعيد العالمي لمفكر اإلسالمي‬

‫‪121‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬المجمس األوربي لإلفتاء والبحوث‬

‫‪126‬‬ ‫خاتمة الفصل‬

‫‪-127‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬حماية الحق في التربية و التعميم بين الفقه اإلسالمي والقانون الدولي‬
‫‪219‬‬ ‫لحقوق اإلنسان‬

‫‪129‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬الحق في التربية و التعميم في الفقو اإلسالمي‬

‫‪129‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬حماية الحق في التربية والتعميم باعتباره من مقاصد الشريعة‬
‫اإلسالمية‬

‫‪319‬‬
‫‪129‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مقصد حفظ العقل في الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪135‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬التعميم وسيمة لتحقيق مقصد حفظ العقل‪.‬‬

‫‪139‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬المطمب الثاني‪ :‬بعض خصائص التربية و المعرفة في اإلسالم‬

‫‪139‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬بعض خصائص التربية اإلسالمية‬

‫‪142‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬بعض خصائص المعرفة في اإلسالم‪.‬‬

‫‪145‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬بعض آليات حماية الحق في التعميم عند المسممين ‪.‬‬

‫‪145‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مؤسسات التعميم عند المسممين‪.‬‬

‫‪151‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أساليب التعميم العالي عند المسممين‪.‬‬

‫‪145‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬الحق في التربية و التعميم في القانون الدولي لحقوق اإلنسان‬

‫‪153‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬الحق في التربية والتعميم في المواثيق الدولية‪.‬‬

‫‪153‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬في اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫‪155‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬في انعهذ انذوني نهحمىق االلتصاديت واالجتًاعيت وانثمافيت‪.‬‬

‫‪159‬‬ ‫انفرع انثانث‪ :‬في إعالٌ فريبىرغ‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬انحك في انتربيت وانتعهيى في إطار االتفالياث انخاصت بانطفم‪160 .‬‬

‫‪164‬‬ ‫الفرع الخامس‪ :‬الفرع الخامس في اإلعالن العالمي حول التربية لمجميع‬
‫لعام ‪1990‬‬

‫‪166‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬انحك في انتربيت وانتعهيى في انًىاثيك اإللهيًيت‬

‫‪320‬‬
‫‪166‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬حماية الحق في التربية والتعميم ضمن االتفاقية األوربية‬
‫لحماية حقوق اإلنسان‪.‬‬

‫‪169‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬حًايت انحك في انتربيت وانتعهيى في ييثاق انحمىق األساسيت‬
‫نالتحاد األوروبي‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬حًايت انحك في انتربيت وانتعهيى في انًيثاق األفريمي نحمىق ‪172‬‬
‫اإلنساٌ وانشعىب‬

‫‪174‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬حماية الحق في التربية والتعميم في الميثاق اإلفريقي لحقوق‬
‫‪.1990‬‬ ‫ورفاىية الطفل‬

‫‪176‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬الحق في التربية والتعميم في بعض المواثيق العربية واإلسالمية‬

‫‪176‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الحق في التربية والتعميم في إعالن القاىرة حول حقوق‬
‫اإلنسان في اإلسالم‬

‫‪177‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬عيد حقوق الطفل في اإلسالم‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الحق في التربية والتعميم في الميثاق العربي لحقوق اإلنسان‪179 .‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬آنياث حًايت انحك في انتربيتو انتعهيى في انمانىٌ انذوني نحمىق اإلنساٌ‪181 .‬‬

‫‪181‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬ينظًت األيى انًتحذة نهتربيت وانعهىو وانثمافت‪.‬‬

‫‪181‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬اليونسكو‪ :‬النشأة ‪ ،‬األىداف والتنظيم ‪.‬‬

‫‪185‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬النظام الييكمي لميونسكو‬

‫‪321‬‬
‫‪189‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬عالقة اليونسكو بالمنظمات األخرى‬

‫‪194‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬جيود اليونسكو في مجال التربية والتعميم ‪.‬‬

‫‪201‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬جهىد انًنظًت انعربيت نهثمافت وانتربيت وانعهىو( األنيسكى) في‬
‫يجال انتربيت وانتعهيى‪.‬‬

‫‪202‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬استراتيجية تطوير التربية العربية‬

‫‪203‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬االستراتيجية العربية لمحو األمية وتعميم الكبار‪.‬‬

‫‪204‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬االستراتيجية العربية لمتكنولوجيا الحيوية‬

‫‪205‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬االستراتيجية العربية لمتربية السابقة عمى المدرسة االبتدائية‬

‫‪205‬‬ ‫الفرع الخامس‪ :‬االستراتيجية العربية لمتعميم عن بعد ‪.‬‬

‫‪206‬‬ ‫الفرع السادس استراتيجية تطوير التعميم العالي في الوطن العربي‬

‫‪206‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬انًنظًت اإلسالييت نهتربيت وانعهىو وانثمافت ( األيسيسكى)‬

‫‪206‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬النظام القانوني لمنظمة األيسيسكو‬

‫‪213‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬إسيامات اإليسيسكو في مجالي التربية و التعميم‪:‬‬

‫‪219‬‬ ‫خاتمة الفصل‬

‫‪-228‬‬ ‫الفصل الثا لث‪ :‬آليات حماية الممكية األدبية والفنية بين الفقه اإلسالمي والقانون‬
‫‪279‬‬ ‫الدولي‪.‬‬

‫‪222‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬آليات حماية الممكية األدبية و الفنية في القانون الدولي‬

‫‪322‬‬
‫‪223‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬آليات حماية الممكية األدبية والفنية في اتفاقية برن‪.‬‬

‫‪224‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬حماية الممكية األدبية والفنية في إطار اتفاقية برن لحماية‬
‫المصنفات األدبية والفنية‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اآلليات المقررة في اتفاقية برن لحماية الممكية األدبية والفنية‪234 .‬‬

‫‪242‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬دور المنظمة العالمية لمممكية الفكرية في حماية الممكية األدبية‬
‫والفنية‬

‫‪242‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬أىداف المنظمة‪.‬‬

‫‪243‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬التنظيم القانوني و اإلداري لممنظمة العالمية لمممكية الفكرية‪.‬‬

‫‪248‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬العضوية في المنظمة العالمية لمممكية الفكرية و طبيعتيا‬


‫القانونية‪.‬‬

‫‪250‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬إسيامات المنظمة العالمية لمممكية الفكرية في مجال التعاون‬
‫الدولي لحماية الممكية األدبية و الفنية‪:‬‬

‫‪256‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬المبحث الثاني ‪:‬آليات حماية الممكية األدبية والفنية في ظل المواثيق‬
‫العربية‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬آليات حماية الممكية األدبية والفنية ضمن االتفاقية العربية لحماية ‪257‬‬
‫حقوق المؤلف ‪.‬‬

‫‪257‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬نطاق الحماية‪.‬‬

‫‪259‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬حقوق المؤلف‪.‬‬

‫‪323‬‬
‫‪261‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬االستثناءات الواردة عمى حق استئثار المؤلف عمى مصنفو‬

‫‪264‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬آليات الحماية‪.‬‬

‫‪266‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬آليات الحماية في ظل االتفاقية العربية لحماية الممكية األدبية‬
‫والفنية‪.‬‬

‫‪266‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬االتحاد العربي لحماية حقوق الممكية الفكرية‬

‫‪267‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أىداف االتحاد العربي لحماية حقوق الممكية الفكرية‪.‬‬

‫‪270‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬آليات حماية الممكية األدبية والفنية في الفقو اإلسالمي‪.‬‬

‫‪265‬‬ ‫الم طمب األول‪ :‬حماية الممكية األدبية في الفقو اإلسالمي‪.‬‬

‫‪270‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬أدلة حماية الممكة الفكرية من الكتاب والسنة وأقوال بعض السمف‪.‬‬

‫‪273‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬إعمال العرف‬

‫‪274‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬حفظ الحقوق واعتبار المصمحة‪.‬‬

‫‪275‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬نسبة المؤَلف إلى مؤلفو في الفقو اإلسالمي‬

‫‪289‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬اآلليات الوطنية لحماية الممكية األدبية والفنية‪.‬‬

‫‪278‬‬ ‫خاتمة الفصل‪.‬‬

‫‪279‬‬ ‫خاتمة ‪.‬‬

‫‪284‬‬ ‫الفيارس‬

‫‪-285‬‬ ‫فيرس اآليات‬

‫‪324‬‬
‫‪302‬‬

‫‪303‬‬ ‫فيرس األحاديث‬

‫‪-304‬‬ ‫ىرس المصادر والمراجع‬


‫ف‬
‫‪315‬‬

‫‪316‬‬ ‫فيرس الموضوعات‬

‫‪326‬‬ ‫ممخصات البحث‬

‫‪327‬‬ ‫أوال‪ :‬الممخص بالمغة العربية‬

‫‪330‬‬ ‫أوال‪ :‬الممخص بالمغة الفرنسية‬

‫‪332‬‬ ‫أوال‪ :‬الممخص بالمغة اإلنجميزية‬

‫‪325‬‬
326
‫أوال‪:‬الممخص بالمغة العربية‬

‫إن موضوع ىذا البحث الموسوم بـ ‪ :‬آليات حماية الحقوق الثقافية – دراسة‬
‫مقارنة بين الفقه اإلسالمي والقانون الدولي لحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫ىو محاولة من الباحث لدراسة الحقوق الثقافية من زاويتي التأصيل والتفعيل‬


‫وذلك بمحاولة رصد ما تضمنو الفقو اإلسالمي حول ىذا النوع من الحقوق من‬
‫أحكام‪ ،‬وما أقره القانون الدولي لحقوق اإلنسان من خالل مختمف االتفاقيات‬
‫والمواثيق الدولية واإلقميمية‪.‬‬

‫ىذا وقد كان لب الدراسة ىو دراسة مختمف اآلليات التي تعمل عمى تكريس‬
‫حماية ىذه الحقوق‪ ،‬حيث تتمثل باألساس في مختمف المنظمات الدولية واإلقميمية‬
‫العاممة في مجال حماية الحقوق الثقافية‪.‬‬

‫وكانت الدراسة مقارنة بين الفقو اإلسالمي من جية و القانون الدولي لحقوق‬
‫ئيسي التالية‪:‬‬
‫اإلنسان من جية ثانية‪ ،‬و تنطمق إشكاليتو البحثية من التساؤالت الر ة‬

‫‪ -‬ما ىو مدلول الحقوق الثقافية‪ ،‬في كل من الفقو اإلسالمي والقانون الدولي‬


‫لحقوق اإلنسان؟‬
‫‪ -‬ما ىي الحقوق الثقافية األساسية لإلنسان؟‬
‫‪ -‬ما ىي آليات الحماية المقررة لمحقوق الثقافية في كل من الفقو اإلسالمي‬
‫والقانون الدولي لحقوق اإلنسان؟‬

‫ومن أجل اإلجابة عمى التساؤالت السابقة اعتمدت عمى المنيج االستقرائي الذي كان‬
‫ىدفو جمع واستقراء النصوص المتعمقة بالموضوع في الفقو اإلسالمي والقانون الدولي‬
‫لحقوق اإلنسان ‪ ،‬دون إغفال المنيج التاريخي من خالل رصد لحظة الميالد القانونية‬
‫والفقيية ليذه الحقوق وتطورىا عبر محور الزمن‪ ،‬كما استشفعت بالمناىج األخرى ‪-‬‬
‫خاصة المنيج الوصفي‪ -‬مع تطبيق آلياتيا كآليتي التحميل والمقارنة‪.‬‬

‫‪327‬‬
‫وقد ّدد ُت‬
‫دد نطاق الب ث‪ ،‬ال قوق الثقافية األساسية اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬ال ق في التدين‪.‬‬
‫‪ -‬ال ق في التربية والتعليم‪.‬‬
‫‪ -‬ال ق في ماية الملكية األدبية والفنية‪.‬‬
‫دون غيرها من ال قوق األخرى‪ ،‬وقد برّدرد ذلك في مقدمة الب ث‪.‬‬

‫و البحث مقسم في ىيكمو إلى مقدمة و مبحث تمييدي و ثالثة فصول‬


‫وخاتمة‪.‬‬

‫حيث كانت المقدمة تأسيسا لمموضوع من حيث بيان أىميتو واشكاليتو و‬


‫أسباب اختياره و المنيج المتبع في إنجازه‪ ،‬والدراسات السابقة و الصعوبات التي‬
‫اعترضت الباحث في بحثو‪.‬‬

‫أما المبحث التمييدي فقد تناول فيو الباحث تحديد أىم مصطمحات ومفاىيم‬
‫الدراسة‪ ،‬حيث تم عرض تعريف الحماية‪ ،‬وتعريف الثقافة‪ ،‬وكذا تعريف الحق‪،‬‬
‫ومن ثمة تعريف الحقوق الثقافية‪.‬‬

‫والفصل األول كان مخصصا لعرض مسألة حماية الحق في التدين باعتباره‬
‫حقا ثقافيا أصيال ال غنى لإلنسان عنو فردا و جماعة ‪.‬‬

‫وقد تم تقسيم ىذا الفصل إلى ثالثة مطالب‪:‬‬

‫تناول الباحث في المطمب األول‪ :‬آليات حماية الحق في التدين في الفقو‬


‫اإلسالمي‪.‬‬

‫أما المطمب الثاني‪ :‬فقد تم تخصيصو آلليات حماية الحق في التدين في القانون‬
‫الدولي‪.‬‬

‫‪328‬‬
‫والمطمب الثالث‪ :‬فقد كان الستعراض أىم آليات حماية ىذا الحق عمى المستوى‬
‫الدولي واإلقميمي ‪.‬‬

‫أما الفصل الثاني‪ ،‬وعمى غرار الفصل األول تم طرق آليات حماية الحق في‬
‫التربية والتعميم في كل من الفقو اإلسالمي‪ ،‬والقانون الدولي‪.‬‬

‫وفي الفصل الثالث واألخير‪ :‬عرج الباحث عمى آليات حماية الممكية األدبية‬
‫والفنية في كل من الفقو اإلسالمي والقانون الدولي لحقوق‪.‬‬

‫ىذا واختُتم البحث بخاتمة ّبينت أىم النتائج التي توصل إلييا الباحث‪.‬‬

‫وقد تمت ىيكمة البحث عمى ىذا المنوال بناء عمى التوجييات السديدة لممشرف‬
‫عمى البحث األستاذ الفاضل البروفيسور سعيد فكرة‪.‬‬

‫‪329‬‬
Résumé

Le thème de cette thèse est :les mécanismes de


protection les droits culturels - une étude comparative entre la
jurisprudence islamique et le droit international du droit de
l'homme -
C’est-une tentative d'étudier les droits culturels de deux
angles de sa constitution et de son activation, C’est une tentative
d'extrapoler et de suivre les dispositions de la jurisprudence
islamique sur ce type de droits, par rapport à celle du droit
international du droit de l'homme ; et par les accords et les
chartes internationaux et régionales.
L'objectif principal de cette étude est d'avoir les différents
mécanismes qui assurent la protection des droits culturels, ce qui
est principalement dans diverses organisations internationales et
régionales travaillant dans le domaine de la protection des droits
culturels.
L'étude est essentiellement une comparaison entre la
jurisprudence islamique d'une part, et le droit international des
droits de l'homme d'autre part. La problématique de l'étude sont
les questions suivantes :
- Quel est le concept des droits culturels, tant dans la
jurisprudence islamique et dans le droit international des droits
de l’homme ?
- Quels sont les mécanismes qui assurent la protection des
droits culturels à la fois dans la jurisprudence islamique et dans
le droit international des droits de l’homme ?
Afin de répondre aux questions précédentes, il était fondé
sur l'approche inductive dont l'objectif était de recueillir et
d'extrapoler les textes relatifs à la question dans la jurisprudence
islamique et le droit international des droits de l'homme, sans
perdre de vue la méthode historique à travers le moment de la
naissance et de la jurisprudence juridique de ces droits suivent et
leur évolution sur l'axe du temps, comme engagé l'approche
descriptive et l'analyse et la comparaison.

330
J’ai déterminé, les trois droits culturels fondamentaux
suivants :
- le droit à la religion.
- le droit à l'éducation.
- le droit à la protection de la propriété littéraire et
artistique.
Sans les autres droits, et j’ai le justifie dans l'introduction
de la thèse.
La thèse est divisée en une introduction et un chapitre
introductif et trois chapitres et une conclusion.
Le chapitre introductif a traité les termes et les
concepts les plus importants de l'étude, le concept de protection,
le concept de la culture, et le concept du droit, alors le concept
des droits culturels.
Le premier chapitre est destiné à afficher la question
de la protection du droit à la religion comme un authentique
vraiment culturel est indispensable à l'homme.
Le deuxième chapitre, dans lequel il a été adressé aux
mécanismes de protection du droit à l'éducation à la fois la
jurisprudence islamique, le droit international.
Dans le troisième chapitre traite des mécanismes de
protection de la propriété littéraire et artistique à la fois dans la
jurisprudence islamique et le droit international .
Cette conclusion la conclusion de la recherche a
montré les résultats les plus importants du chercheur.
La recherche a été structuré de cette manière en fonction
de la sage direction du superviseur de l’honorable Professeur
fikra Said.

331
Abstract
The topic of this study is: The mechanisms of protection of
cultural rights - a comparative study between Islamic jurisprudence
and international human rights law.
It is an attempt by the researcher to study cultural rights from the
standpoint of rooting and activating, by trying to monitor the contents
of Islamic jurisprudence on this type of rights and the provisions of
international human rights law through various international and
regional conventions and charters.
At the heart of the research is the study of the various
mechanisms that promote the protection of these rights, mainly in the
various international and regional organizations working in the field
of protection of cultural rights.
The study was a comparison between Islamic jurisprudence on
one hand and international human rights law on the other hand. This
research’s problematic starts from the following main questions:
What is the meaning of cultural rights in both Islamic
jurisprudence and international human rights law?
What are the basic cultural rights of man?
What are the mechanisms of protecting cultural rights in both
Islamic jurisprudence and international human rights law?
In order to answer the previous questions, it was based on the
inductive method whose purpose was to collect and extrapolate the
relevant texts in Islamic jurisprudence, international human rights law,
without neglecting the historical and the descriptive approaches, by
using the historical method in monitoring the legal and juridical birth
of these rights and their development through the axis of time. And by
using the descriptive method in the application of mechanisms, as
analytical and comparison mechanisms.

332
The scope of research identified the following fundamental
cultural rights: - The right of religion. - The right of education. - The
right of protecting the literary and artistic property. Without any other
rights, and this has been justified in the introduction of this research.
The research is divided in its structure into an introduction, a
preliminary study, three chapters and a conclusion.
Where the introduction was the basis of the subject in terms
of its importance and problematic, the reasons for selection and the
approach followed in its completion, and previous studies and
difficulties encountered by the researcher in his research.
The introductory study dealt with the definition of the most
important terms and concepts of the study. The definition of
protection, the definition of culture, the definition of the right and the
definition of cultural rights were presented.
The first chapter was devoted to present the matter of
protecting the right of religiousness as an inherent cultural right that is
indispensable to man, individually and collectively.
This chapter has been divided into three sub-chapters:
The researcher dealt with the first sub-chapter: Mechanisms to
protect the right of religion in Islamic jurisprudence.
The second sub-chapter is devoted to the mechanisms of
protecting the right of religiousness in international law .

The third sub-chapter was to review the most important


mechanisms for the protection of this right at the international and
regional levels.
Chapter II, dealt with the mechanisms of protecting the right of
education in both Islamic jurisprudence, international law were
detailed through two sub-chapters.

333
In the third and last chapter: the researcher examined the
mechanisms of protection of literary and artistic property in both
Islamic jurisprudence, international human rights law .
The research concluded with a conclusion that showed the
most important findings and results of this research.
The research has been structured in this manner basing on the
guidance of the supervisor of this research: Professor Said Fikra.

334

You might also like