Professional Documents
Culture Documents
نيابة العمادة لما بعد التدرج و البحث العممي كمية العموم اإلسالمية
"
1
شكر و تقدير
َع َم َل
َن أ ْ ي َوأ ْ ت َعمَ َّي َو َعمَى َوالِ َد َّ أَ ْن َع ْم َ ش ُك َر ِن ْع َمتَ َك الَّ ِتي ب أ َْو ِز ْع ِني أ ْ
َن أَ ْ " َر ِّ
ين" . ت ِلَ ْي َك َ ِإوِا ِّني ِم َن ا ْل ُم ْ مِ ِم َ
ِ ِّني تُْ ُ َ حلِ حًا تَْر َ حاُ َوأَ ْ مِ ْ لِي ِي ُ ِّرَّي ِتي
في البدء أشكر اهلل الكريم المنان عمى ما تفضل بو عمي من جود
وفضل واحسان ،موالي وخالقي ووليي في دنياي و أخراي ،أشكره عمى
نعمة اإليمان ونعمة التوفيق ونعمة العطاء.
كما أشكر أعضاء لجنة المناقشة عمى ما بذلوه من جيد من أجل قراءة
وتقويم ىذا البحث.
أحمد أنس.
محمد رضا.
أمجد عبد الرحمان.
آدم عماد الدين.
3
مقـــــــدمـــــــــــــة
4
مقـــــــدمـــــــــــــة
الحمد هلل رب العالميف ،والصالة والسالـ عمى رسوؿ اهلل المبعوث رحمة لمعالميف وبعد:
يعتبر اإلنساف محور اىتماـ مختمؼ المنظومات القانونية المحمية واإلقميمية والدولية التي
تعنى بحقوؽ اإلنساف وذلؾ منذ ميالد الظاىرة القانونية ،ذلؾ أنيا تيدؼ إلى حماية حقوقو
وتحقيؽ كرامتو وترقيتو وازدىاره في مختمؼ مناحي الحياة االجتماعية واالقتصادية والثقافية
والسياسية ،الفردية منيا والجماعية ،وألجؿ ذلؾ شكمت حقوؽ اإلنساف مركز اىتماـ التشريعات
الوطنية والدولية المنظومات الدولية اإلقميمية المختمفة ،وبذلؾ أضحت مف الموضوعات ذات
األىمية الكبرى لجؿ دوؿ العالـ.
ومف نافمة القوؿ أف حقوؽ اإلنساف في الشرعة الدولية قد عرفت تطو ار كبي ار وتفرعات
عديدة في العصر الحديث حيث ،انطمقت في البداية عند نشأتيا ممثمة في الجيؿ األوؿ مف
الحقوؽ وىو ما يعرؼ بالحقوؽ المدنية و السياسية ،ثـ تالىا الجيؿ الثاني المتمثؿ في الحقوؽ
االجتماعية واالقتصادية والثقافية.في وصمت إلى ما يسمى بالجيؿ الثالث مف الحقوؽ الذي
يعرؼ بالحقوؽ المشتركة.
ىذا التطور والتشعب دفع بطائفة مف أىؿ الفقو القانوني -عمى غرار مجموعة فريبورغ-
إلى الدعوة إلى إبراز الحقوؽ الثقافية باعتبارىا نوعا مف الحقوؽ المستقمة عف الحقوؽ
االجتماعية والسياسية التي يجب تحريرىا منيا وايالءىا االىتماـ الالزـ ولفيا بالعناية المطموبة.
واف المالحظة الدقيقة تقود إلى القوؿ بأف رعاية مختمؼ ىذه الحقوؽ استوجب إحداث
آليات وطنية ،إقميمية ودولية تعمؿ عمى حماية وترقية ىذه الحقوؽ .
وبالرجوع إلى واقع التنظيـ اإلقميمي والدولي نجده يزخر بكـ معتبر مف االتفاقيات
والمعاىدات وكذا اآلليات التي تتمحور حوؿ الحقوؽ الثقافية.
وقد جاء ىذا البحث ليسمّط الضوء عمى ىذا النوع مف الحقوؽ في جانبييا النظري
المفاىيمي مف جية وفي جانبيا التطبيقي المتعمؽ بآليات حمايتيا مف جية أخرى.
5
مقـــــــدمـــــــــــــة
آليات حماية الحقوق الثقافية بين الفقو يعتبر الموضوع محؿ الدراسة الموسوـ بػ":
اإلسالمي والقانون الدولي لحقوق اإلنسان " مف موضوعات القانوف الدولي لحقوؽ اإلنساف
اليامة والحيوية ،حيث يتناوؿ الحقوؽ الثقافية باعتبارىا جزء أساسيا مف الحقوؽ األساسية
لإلنساف التي عنيت باالىتماـ الدولي مف خالؿ االعتراؼ بيا في العديد مف االتفاقيات الدولية
واإلقميمية ،كما عممت مختمؼ الدوؿ وعمى مستوى تشريعاتيا الوطنية كذلؾ عمى ضماف حماية
وتفعيؿ ىذه الحقوؽ.
إف المسألة الثقافية مالزمة لموجود اإلنساني فردا وجماعة ،إذ أف اإلنساف وبصفة جوىرية
يتميز بكونو ُمنشئا لمثقافة متفاعال معيا إيجابا وسمبا ،كونو يتصؼ بخصائص التع ّقؿ والتف ّكر
ّ
والتعمّـ والقدرة عمى التواصؿ والتعبير واإلبداع ...،وغيرىا مف العناصر المكونة لمفعؿ الثقافي.
وبتطور التشريعات المتعمقة بحماية حقوؽ اإلنساف ،أصبحت الحقوؽ الثقافية محؿ اىتماـ
متزايد وعناية متنامية مف خالؿ مختمؼ المواثيؽ واآلليات والوسائؿ.
فعمى الصعيد الدولي ،وبتزايد النداءات بضرورة تعزيز حماية حقوؽ اإلنساف ،نمحظ
تكريس وضماف الحقوؽ الثقافية مف خالؿ العديد مف االتفاقيات الدولية واإلقميمية ،ومنيا:
6
مقـــــــدمـــــــــــــة
واآلليات التي يتوخى البحث إبراز جيودىا في مجاؿ حماية الحقوؽ الثقافية ىي باألساس
تمؾ المنظمات الدولية واإلقميمية المتخصصة في ميداف الحقوؽ الثقافية موضوع البحث ،نظ ار
وفعالية عمى مستوى واقع المجتمع الدولي.
لما تحتمو ىذه اآلليات مف حضور ّ
ىذا عمى المستوى القانوني ،أما عمى المستوى الفقيي اإلسالمي فنجد أف مسألة حقوؽ
اإلنساف تعد مسألة جوىرية ،خاصة الحقوؽ الثقافية منيا وىو ما تدؿ عميو نصوص الوحي
العديدة التي أكدت عمى كرامة اإلنساف وحماية حقوقو المادية والمعنوية ،وىو ما تضمنتو أيضا
مختمؼ األحكاـ المتعمقة بالحقوؽ الواردة في ثنايا البحث ،كما أف ىناؾ آليات معتبرة فقيا
لحماية ىذه الحقوؽ.
والموضوع لو أيضا صمة وثيقة بمقاصد الشريعة اإلسالمية ذلؾ أنو يمكف اعتبار أف
حماية حقوؽ اإلنساف تعتبر بمثابة المحور الذي تدور حولو مقاصد الشريعة.
فالحقوؽ الثالثة السابقة الذكر تعتبر مف الحقوؽ الثقافية الجوىرية المولّدة لباقي الحقوؽ
الثقافية ،حيث تشكؿ جزء ىاما مف مادتيا األساسية وجزء ال يتجزء مف ماىيتيا.
7
مقـــــــدمـــــــــــــة
وقد استند الباحث في اختيار ىذه الحقوؽ بالذات إلى تحميؿ مفيوـ الثقافة الوارد في
مختمؼ التعريفات واستنباط أىـ العناصر المكونة ليا.
فالبحث يسمط الضوء عمى ىذا النوع الياـ مف حقوؽ اإلنساف في أبعاده الدولية واإلقميمية
مف خالؿ التقاطع المقارف بيف حقمي الفقو اإلسالمي والقانوف الدولي لحقوؽ اإلنساف.
ثانيا:إشكالية الدراسة.
نظ ار لما تتسـ بو حقوؽ اإلنساف مف أىمية وحساسية ،وباعتبار إف ارزات الواقع المثيرة
لالىتماـ حوؿ مسألة الحقوؽ الثقافية ،وما تتعرض لو مف انتياكات وما ينجـ عف ذلؾ مف
مآالت سمبية ،تمحورت اإلشكالية األساسية لمبحث في التساؤؿ الرئيسي اآلتي:
ما مدى إقرار الحقوق الثقافية لإلنسان ،وما مدى تفعيل ىذه الحقوق من خالل مختمف
اآلليات الفقيية والقانونية؟
8
مقـــــــدمـــــــــــــة
تكمف أىمية الموضع أساسا في اإلجابة عمى التساؤالت الجوىرية لمبحث حيث تتكشؼ
أىميتو في النقاط األساسية ،والتي يمكف تقسيميا بحسب طبيعتيا إلى جانبيف ،جانب نظري
وآخر عممي تطبيقي.
9
مقـــــــدمـــــــــــــة
ووظيفة اإلنساف مما يثمر تحقيؽ الترقي اإلنساني الفردي والجماعي في مختمؼ
الجوانب المعرفية والسموكية الفردية والجماعية مما يسمح بدوره بتحقيؽ المنظور
اإلسالمي في عمارة األرض ،وينتج عنو بالتالي سعادة اإلنساف بالحياة الطيبة في
العاجؿ واآلجؿ.
-إظيار مواطف االلتقاء الفقيية والقانونية في مجاؿ الحقوؽ الثقافية ،مف جية ،وتحرير
مواطف االفتراؽ بينيما مف جية أخرى ،وذلؾ لما يفرضو التمايز بيف النسقيف اإلسالمي
والغربي ،حيث يعتبر الموروث الفقيي مف عوامؿ الثراء الحضاري اإلنساني الذي يمكف
االستفادة منو بما يخدـ اإلنسانية تعارفا وتعايشا.
أما عمى الصعيد العممي التطبيقي فتبرز األىمية التالية:
-أصبح موضوع الحقوؽ الثقافية محؿ اىتماـ محمي ( وطني) لدى مختمؼ الدوؿ مف
خالؿ تشريعاتيا الوطنية إذ نمحظ مثال وروده في التعديؿ الدستوري الجزائري األخير.
-كما أصبح االىتماـ اإلقميمي والدولي بمسألة الحقوؽ الثقافية أكثر وضوحا وتطو ار في
العقود األخيرة ويظير ذلؾ مف خالؿ مختمؼ االتفاقيات والمعاىدات الدولية واإلقميمية،
منيا إعالف فريبورغ الذي حررتو لفائدة اليونسكو مجموعة عمؿ دولية تتكوف مف خبراء
وفقياء في القانوف الدولي لحقوؽ اإلنساف سميت بمرور الوقت بمجموعة فريبورغ ،حيث
انتظـ عمميا في المعيد المتعدد االختصاصات لألخالقيات وحقوؽ اإلنساف لجامعة
فريبورغ بسويسرا ،وقد تـ إعالف المصادقة عميو في 07ماي 2007بفريبور وانظـ إليو
العديد مف الشخصيات والمنظمات.
فعمى المستوى اإلقميمي ،فقد اعتمد المؤتمر اإلسالمي الثامف لوزراء الثقافة المنعقد في المدينة
وقد ، اإلعالن اإلسالمي لمحقوق الثقافية 2014ـ مشروع المنورة في شير جانفي
تضمف تأكيداً عمى حؽ اإلنساف في اختيار ىويتو الثقافية ،ومعرفة ثقافتو وتراثو وثقافات
اآلخريف وحرية االنتساب إلى أي جماعة أو مؤسسة ثقافية أو فكرية ،وحرية اإلنتاج المعرفي،
10
مقـــــــدمـــــــــــــة
والحؽ في الحماية المعنوية والمادية ذات الصمة ب اؿنشاط الثقافي ،وحرية تكويف المؤسسات،
ودراسة الثقافات ،والحصوؿ عمى المعمومة ونشرىا ،والمشاركة في السياسات الثقافية.
كما حدد اإلعالف ما يترتب عمى الدوؿ والحكومات مف مسؤوليات إزاء الحقوؽ الثقافية
ودعوتيا إلى إدراجيا ضمف تشريعاتيا والعمؿ بمقتضياتيا ،وتوفير األجواء المالئمة واإلجراءات
العممية لممارسة تمؾ الحقوؽ لمفرد والجماعة.
ىذا وقد أكد اإلعالف أف الحضارة اإلسالمية تزخر بالنماذج التي تكفؿ الحقوؽ الثقافية
لممسمميف وغير المسمميف ،باعتبارىا تأسست عمى نظرة اإلسالـ الكمية حوؿ الخالؽ الذي خمؽ
طوقاً بأمانة إشاعة الخير والعدؿ والسمـ لمبشرية جمعاء.
اإلنساف وجعمو مستخمفاً ُم َّ
أما عمى المستوى الدولي فيعتبر إعالف فريبورغ لمحقوؽ الثقافية تنبييا إلى ىذا النوع مف
الحقوؽ ودعوة إلى اعتباره طائفة مف الحقوؽ المستقمة في طبيعتيا وموضوعيا عف باقي
الحقوؽ األخرى لـ تنؿ حظيا الوافر مف االىتماـ مما يستوجب التعريؼ بيا والدعوة إلى
االىتماـ بيا أكثر ،ويكتسي ىذا اإلعالف قيمة بالغة بطرقو موضوعا حديثا في مجاؿ الحقوؽ
الثقافية.
-كما أف الجانب التطبيقي في مجاؿ إعماؿ ىذه الطائفة مف الحقوؽ وتكريسيا مف خالؿ
جيود وعمؿ المنظمات الدولية واإلقميمة التي تعنى بيا مثؿ منظمة األمـ المتحدة لمتربية
لمعموـ والثقافة ( اليونسكو) ،والمنظمة اإلسالمية لمتربية والعموـ والثقافة(اإليسيسكو)
والمنظمة العربية لمتربية لمعموـ والثقافة (األليسكو) لخير دليؿ عمى أىمية وقيمة موضوع
الحقوؽ الثقافية.
-إف االعتناء بموضوع حماية الحقوؽ الثقافية األساسية لإلنساف يضمف الرقي اإلنساني
وتحقيؽ التعارؼ والتعايش وتفادي الصراعات التي أثقمت كاىؿ البشرية.
11
مقـــــــدمـــــــــــــة
لقد شدني موضوع البحث وأثار اىتماماتي البحثية لألسباب الرئيسية اآلتية:
-عوامل ذاتية تتعمؽ باتصالي المباشر بالمسألتيف الثقافية والقانونية ،حيث بدا لي أنيما
ظاىرتاف متداخمتاف ومتالزمتاف تمفاف الوجود اإلنساني أفرادا ومجتمعات مما أثار
التساؤؿ لدي عف طبيعة العالقة الموجودة بينيما تأثي ار وتأث ار .
-كما أف المالحظة الموضوعية لمواقع الدولي تبيف أف انتياؾ الحقوؽ الثقافية أصبحت
العامؿ األساس لمكثير مف النزاعات الداخمية و الدولية ،كظاىرة االعتداء عمى المقدسات
الدينية وظاىرة التمييز العنصري عمى أساس ثقافي معيف واالعتداء عمى اليويات
الثقافية لمشعوب األصمية ،وغيرىا مف صور االعتداء عمى الحقوؽ الثقافية التي تشيدىا
مختمؼ بقاع المعمورة.
ومما يالحظ أيضا أف بعض التشريعات قد غالت في إقرار حقوؽ ثقافية معينة كالحؽ في
اختيار الجنس ،والمثمية الجنسية ،وحركات تحرر المرأة مف األخالؽ والديف ،والحركات
العنصرية الجديدة المناىضة لمديف.
12
مقـــــــدمـــــــــــــة
تصبو الدراسة إلى تحقيؽ األىداؼ اآلتية ، :ويمكف تحديد ذلؾ في ما يمي:
-دراسة موضوع الحقوؽ الثقافية مف زاويتي اإلقرار( التأصيؿ) والتفعيؿ( اآلليات) ،وذلؾ
مف خالؿ اإلجابة عمى التساؤالت البحثية الواردة في اإلشكالية.
-محاولة ضبط مفيوـ الحقوؽ الثقافية.
-إبراز أىـ الحقوؽ الثقافية األساسية وتطور االىتماـ بيا فقيا وقانونا.
-إبراز مختمؼ اآلليات الموجودة التي تعمؿ عمى حماية ىذه الحقوؽ.
-إثراء المكتبة اإلسالمية والقانونية ببحث مقارف في مجاؿ حماية الحقوؽ الثقافية.
مف الزاوية الموضوعية فينحصر موضوع البحث في دراسة الحقوؽ الثقافية اآلنية:
-الحؽ في التديف.
-الحؽ في التربية والتعميـ.
-الحؽ في حماية الممكية األدبية والفنية.
ويتـ ذلؾ مف خالؿ :
-استقراء مقاصد الشريعة وبعض األحكاـ المتعمقة ليذه الحقوؽ.
-استقراء مختمؼ نصوص االتفاقيات الدولية واإلقميمية المتعمقة بيذه الحقوؽ الواردة في
المواثيؽ األساسية لحقوؽ اإلنساف.
-رصد أىـ اآلليات العاممة لحماية ىذه الحقوؽ.
13
مقـــــــدمـــــــــــــة
تنوعت الدراسات السابقة التي تناولت مواضيع حماية الحؽ في التديف ،وحماية الحؽ في ّ
التربية والتعميـ ،وحماية الممكية األدبية والفنية ،وقد أفرغ الباحث جيده لالستفادة بأكبر قدر
ممكف مف الدراسات السابقة ،ومنيا ما يمي:
-أطروحة دكتوراه بعنواف " :الحماية الجنائية لحرية المعتقد" لمطالب نبيؿ قرقور ،جامعة
محمد خيضر بسكرة ،السنة.2014/2013 :
وقد عالج الباحث اإلشكالية الرئيسية المتمثمة في ":مدى استطاعة التشريعات المقارنة
إرساء قواعد وأسس متينة لحماية جنائية فعالة وكافية لحرية المعتقد في ظؿ اختالؼ
معتقداتيا وتوافقيا عمى معايير حقوؽ اإلنساف العالمية".
وبالتالي ىدؼ البحث إلى معرفة موقؼ التشريعات المقارنة مف مضاميف حرية المعتقد،
وكذا معرفة أنواع الجرائـ الماسة بالممارسة الدينية ،والتي تكوف محؿ خطاب القوانيف
الجنائية باعتبارىا مساسا بأقدس الحريات ،لمساسيا بمصمحة يحمييا قانوف العقوبات ،ومف
ثـ إزالة المبس حوؿ عالقة حرية المعتقد بعقوبة الردة في الشريعة اإلسالمية ،وىؿ تناقض
حماية حرية المعتقد الديني ويتـ ذلؾ بعد اإلحاطة بموقؼ الشرعة الدولية لحقوؽ اإلنساف مف
حرية المعتقد واإلعالنات العالمية المتخصصة في ىذا المجاؿ ،حيث أورد الباحث نماذج مف
تشريعات عربية وغربية وجعميا محؿ مقارنة اتفاقا واختالفا ،وقد توصؿ البحث إلى نتائج
أىميا:
-منظومة حقوؽ اإلنساف العالمية ساىمت بقسط وافر تبميغ الناس حقوقيـ والدفاع عنيا
-الشريعة اإلسالمية مصدر أساسي لمحفاظ عمى حرية المعتقد بالنسبة لمدوؿ العربية
واإلسالمية ولإلنسانية جمعاء.
-القوانيف واألنظمة السياسية تتعامؿ مع األدياف والمعتقدات البشرية وفؽ ما تمميو عمييا
مصالحيا وخمفياتيا.
14
مقـــــــدمـــــــــــــة
-المشرع الجزائري حاوؿ معالجة الموضوع في شقو الجنائي برصد العقوبات الالزمة
لمتعدي عمى أماكف العبادة أو المصحؼ الشريؼ ،ووضع قانونا خاصا لممارسة الشعائر
الدينية لغير المسمميف ( األمر )03-06وتنظيـ التظاىرات الدينية.
نقد:
يمكف إيالء نقد عممي ليذه األطروحة يرتكز عمى النقاط اآلنية:
-إغفاؿ دور القضاء الدولي في حماية حرية المعتقد خاصة بالنسبة لألقميات.
-عدـ تناوؿ آليات الحماية خاصة عمى المستوى الدولي رغـ كونيا أحد األطراؼ المدافعة
عف حرية المعتقد وممارسة الشعائر الدينية.
-عدـ تناوؿ آثار اختالؼ الديف مف الزاوية الفقيية والقانونية.
-رسالة ماجستير بعنوان ":حقوق اإلنسان التربوية والتعليمية والثقافية في المواثيق" دراسة ناقدة من
وجهة نظر إسالمية ،من إعداد الطالب :فيد بف عزـ بف حسف الزىراني ،جامعة أـ القرى –
المممكة العربية السعودية -منشورة في سنة.2010 :
وقد توصؿ الباحث إلى النتائج اآلتية:
14قرنا مف الزماف -لإلسالـ فضؿ السبؽ في تقرير حقوؽ اإلنساف منذ أكثر مف
بمضموف وضماف لـ تصؿ إلييا إعالنات حقوؽ اإلنساف الدولية والقوانيف الوضعية إال
في اآلونة األخيرة .
-حقوؽ اإلنساف في اإلسالـ أشمؿ وأعمؽ مف حقوؽ اإلنساف في الوثائؽ الوضعية.
-إف أوؿ إعالف في العالـ حوؿ مجانية التعميـ كاف في اإلسالـ ،فمقد كاف التعميـ مجانيا
دوف مقابؿ.
-في الحقوؽ الثقافية والتعميمية في اإلسالـ تعطى ألولياء الطالب كامؿ حرياتيـ في
اختيار نوع الثقافة والتربية التي يختارونيا حسب عقائدىـ.
-المواثيؽ الدولية جعمت الحقوؽ التربوية والتعميمية والثقافية حقا خاصا ،وليست فريضة
بمعنى أنو لكؿ فرد أف يتنازؿ عمى ىذه الحقوؽ بمحض إرادتو عف ىذا الحؽ الخاص.
15
مقـــــــدمـــــــــــــة
-إف الفريضة التربوية في اإلسالـ تقع في آف واحد عمى عاتؽ الفرد والجماعة ،وكالىما
مسؤوؿ عف تنفيذ ىذه الفريضة ،وىي فريضة عامة وليست حقوقا خاصة ،كما أف ىذه
الفريضة في اإلسالـ تتمتع بضمانات جزائية وليست مجرد توصيات أدبية ال ضامف ليا
كما ىو األمر في المواثيؽ الدولية.
-رسالة ماجستير بعنوان ":اإلطار القانوني للعالقات الثقافية الدولية" للطالب :الصادق العاللي،
كمية الحقوؽ جامعة الجزائر ،العاـ الدراسي.2002/2001 :
وقد ىدفت الدراسة إلى إظيار البعد الثقافي في العالقات الدولية ،وأف المجتمع الدولي بدأ
يؤسس لعالقات قائمة عمى أسس ثقافية ويحاوؿ تأطيرىا كما ظيرت بوادر تنظيـ فرع جديد
مف القانوف الدولي العاـ اال وىو القانوف الدولي الثقافي مف خالؿ بروز منظمات دولية
واقميمية اعتنت بيذا الجانب كما ظيرت اتفاقيات دولية كاف موضوعيا الثقافة.
-رسالة ماجستير بعنواف ":الحق في حرية ممارسة الشعائر الدينية وضوابطو في ظل
أحكام القانون الدولي لحقوق اإلنسان" ،لمطالبة :فتيسي فوزية ،جامعة الحاج لخضر باتنة
السنة.2010/2009 :
-ممارسة الشعائر الدينية واف كانت تختمؼ باختالؼ ديف أو معتقد الشخص ،فإف
مفيوميا يبقى واحدا ويتمثؿ في التعبير عف محتوى ذلؾ الديف أو تمؾ العقيدة بصورة
عممية ليكوف تطبيقا لما يؤمف بو الشخص مف داخمو.
-الحؽ في ممارسة الشعائر الدينية لو عالقة وثيقة بغيره مف الحقوؽ اإلنساف وىذا ما
يؤكد لنا أف جميع حقوؽ اإلنساف مترابطة ومتكاممة وغير قابمة لمتجزئة.
-في العصر الحديث قد تـ تكريس ىذا الحؽ في مختمؼ المواثيؽ واالتفاقيات الدولية
المتعمقة بحقوؽ اإلنساف وكذا في الدساتير الوطنية.
-الحؽ في ممارسة الشعائر الدينية مقيد وليس ليس مطمقا كحرية العقيدة.
16
مقـــــــدمـــــــــــــة
-إف القانوف الدولي لحقوؽ اإلنساف نظ ار لمرونتو جعمت مبررات فرض القيود عمى الحؽ
في حرية ممارسة الشعائر الدينية عامة غير محددة فضفاضة ومرنة ،لكف ذلؾ ال يعني
أنو يسمح بإىدار ىذا الحؽ أو إفراغو مف محتواه فضال عف دور أجيزة الرقابة الدولية
في حماية ىذا الحؽ مف االنتياؾ كالمجنة المعنية بحقوؽ النساف.
-تبقى قواعد الشريعة اإلسالمية وحدىا القواعد التي توفر حماية شاممة وكاممة لـ ترؽ
إلييا قواعد القانوف الدولي اإلنساني.
-رسالة :ماجستير بعنواف " :حدود الحق في حرية التعبير في القانون الدولي لحقوق
اإلنسان" ،لمطالبة :رحاؿ سياـ ،جامعة الحاج لخضر ،السنة الدراسة.2011/2010:
وكانت إشكالية البحث الرئيسية ىو اإلجابة عف التساؤؿ الجوىري اآلتي :ماىي الحدود
المفروضة عمى حرية التعبير في القانوف الدولي لحقوؽ اإلنساف؟ وتندرج تحت ىذه
اإلشكالية أسئمة فرعية أىميا:
-ماىي عالقة الحؽ في حرية التعبير بباقي حقوؽ اإلنساف األخرى؟
-إلى أي حد يجوز تقييد ىذا الحؽ؟ وما تأثير التدابيراالستثنائيةعمى الحؽ في حرية
التعبير.
-رسالة ماجستير بعنواف " :الحماية الدولية لمحقوق الفكرية" لمطالبة :فتحي نسيمة،
بجامعة مولود معمري تيزي وزوي ،السنة.2015/2014 :
وقد تمحورت اإلشكالية حوؿ التساؤؿ الرئيسي اآلتي :ما مدى إسياـ االطر القانونية
الدولية في حماية الحقوؽ الفكرية؟
كما خمصت الباحثة إلى النتائج اآلتية:
-تبني المجتمع الدولي لمعديد مف االتفاقيات الدولية التي أسست لمقانوف الدولي لمممكية
الفكرية ،منيا اتفاقية باريس واتفاقية برف التي تعد الركيزة األساسية والمبنة اولى التي قاـ
عمييا.
17
مقـــــــدمـــــــــــــة
وسع القانوف الدولي نطاؽ الحماية ليكوف متالئما مع التطورات التكنولوجية الحاصمة في
ّ -
إطار قانوني شامؿ يعالج نقائص االتفاقيات األولى ،ومنيا اتفاقيتا الوييبو وتريبس.
-جاءت اتفاقية تريبس بقواعد قانونيةلـ تتضمنيا ولـ تنص عمييا أية اتفاقية مف قبؿ ،إذ
شممت كافة حقوؽ الممكية الفكرية ووضعيا لمعديد مف وسائؿ إجراءات الحماية ،إذ تمثؿ
بالفعؿ نواة القانوف الدولي لحماية حقوؽ الممكية الفكرية.
لكف وبالرغـ ما اشتممتو اتفاقية تريبس مف قواعد ووسائؿ حماية الممكية الفكرية ،إلال أنو
يعاب عمييا اىتماميا أكثر بالجانب التجاري عمى حساب الحقوؽ المعنوية التي استثنتيا،
وكذا إقصائيا لميدؼ الحقيقي مف وراء الحماية لمحقوؽ الفكرية التي تتجمي في تنمية الفكر
وتشجيع اإلبداع.
حيث قمت باستقراء أىـ النصوص القانونية المبثوثة في االتفاقيات الدولية والمتعمقة بالحقوؽ
الثقافية ،خاصة ما تعمؽ منيا بالشرعة الدولية ،المتمثمة في اإلعالف العالمي لحقوؽ اإلنساف،
وكذا االتفاقيات اإلقميمية ( العربية واإلسالمية ،واألوربية ،واإلفريقية) ،ومف جية أخرى قمت
باستقراء أىـ ما ورد مف نصوص شرعية وأحكاـ فقيية تتعمؽ بموضوع البحث.
المنيج التاريخي:
واستعممتو في رصد أىـ الحقوؽ الثقافية األساسية منذ لحظة ميالد ىذه الحقوؽ عمى المستوى
الدولي مف خالؿ المواثيؽ والمعاىدات المقررة ليا ،وكذا تطورىا عبر محور الزمف.
18
مقـــــــدمـــــــــــــة
المنهج المقارن:
لما كانت الدراسة تنتمي إلى صنؼ الدراسات المقارنة بيف الفقو اإلسالمي والقانوف الوضعي
فقد تـ استعماؿ المنيج المقارف الستنباط أوجو االتفاؽ واالفتراؽ بيف حقمي الفقو اإلسالمي
والقانوني فيما ورد مف جزئيات تضمنيا البحث ،فاالتفاؽ المفيومي أو التطبيقي فيما يتعمؽ
بالحقوؽ الثقافية يوحي بأىمية وقيمة ىذه الحقوؽ ومركزيتيا في مختمؼ األحكاـ والقوانيف،
وأوجو االفتراؽ يوضح التفرد والتميز.
لإلجابة عمى التساؤالت السابقة وتحقيقا لألىداؼ المتوخاة مف ىذا البحث ،قاـ الباحث بتقسيـ
البحث حسب الخطة اآلتية:
حيث تناولنا في المبحث التمييدي تعريؼ أىـ المصطمحات األساسية الواردة في البحث ،وقد
بدءنا بتعريؼ الحماية ابتداء ،ثـ أردفناه بالمفاىيـ األخرى ،وىي :الحقوؽ الثقافية ،وقد اعتمدنا
أسموب تفكيؾ الثقافة إلى عناصرىا المكونة ليا لينتج مف خالؿ ذلؾ تعريؼ الحقوؽ الثقافية
األساسية ،والتي تتمثؿ أساسا في:
وقد أفردنا لكؿ حؽ مف الحقوؽ السابقة فصال مخصصا لتأصيؿ ذلؾ الحؽ مف الوجية الفقيية
والقانونية مف جية ولتناوؿ أىـ اآلليات التي اقرىا الفقو اإلسالمي وكذا اآلليات التي أفرزىا
القانوف الدولي لحقوؽ اإلنساف لحماية وتفعيؿ ىذه الحقوؽ.
19
مقـــــــدمـــــــــــــة
األوؿ قد خصص لدراسة حماية الحؽ في التديف باعتباره مف الحقوؽ وبذلك يكون الفصل
الثقافية األساسية التي ال غنى لإلنساف عنيا ،ذلؾ أف الظاىرة الدينية تكتنؼ الوجود اإلنساني
منذ خمقو فردا وجماعة ،حيث تطرقنا إلى حماية الحؽ في التديف عمى النحو اآلتي:
أما الفصل الثاني فقد تناوؿ الباحث فيو الحؽ في التربية والتعميـ وآليات حمايتو في كؿ مف
الفقو اإلسالمي والقانوف الدولي.
وعمى شاكمة الفصؿ األوؿ قد تـ تقسيـ ىذا الفصؿ عمى ىذا المنواؿ:
ىذا وقد خصص الفصل الثالث :آلليات حماية الممكية لحماية الممكية األدبية والفنية باعتبارىما
تمثالف صو ار لإلبداع البشري المميز الذي ينـ عمى عبقريتو ،وقد جاء تقسيـ الفصؿ عمى نمط
اآلتي:
-المبحث األول :تناولت فيو آليات حماية الممكية األدبية والفنية في االتفاقيات الدولية
20
مقـــــــدمـــــــــــــة
-المبحث الثاني :تطرقت فيو إلى آليات حماية حؽ المؤلؼ والحقوؽ المجاورة في
االتفاقيات العربية.
-المبحث الثالث :تـ تخصيصو الستعراض آليات حماية الممكية األدبية والفنية في
الفقو اإلسالمي وآليات حمايتيا.
-عدـ الضبط اإلصطالحي لمفيوـ الثقافة ما نتج عنو عدـ الوضوح الكافي والمنضبط
لمفيوـ الحقوؽ الثقافية.
-عادة ما تتميز المواضيع المتعمقة بالثقافة بالوسع والشساعة فالتحكـ المنيجي في
موضوع الحقوؽ الثقافي اتسـ ببعض الصعوبة ،ال سيما فيما يتعمؽ بوضع إطار
منيجي صارـ لطرح الموضوع في شكمو المجمؿ والمترابط واعطائو الصورة التكاممية
المجممة.
-تداخؿ معرفي لكثير مف الحقوؿ المعرفية في موضوع البحث.
والصعوبات العممية :تتمثؿ في :عدـ وجود دراسات سابقة تناولت الحقوؽ الثقافية بشكؿ مستقؿ
مما طرح إشكاال في جمع المادة العممية الالزمة لبناء الموضوع واخراجو في شكمو الالئؽ.
اعتمد الباحث عمى ما أمكف الحصوؿ عميو مف مراجع ومصادر تخدـ البحث وىي تتنوع في
أصنافيا ،حيث استعمؿ األصناؼ المراجع األساسية اآلتية:
-المعاجم والقواميس.
-الكتب الفقهية والشرعية.
21
مقـــــــدمـــــــــــــة
22
يثذث تًٓٛذ٘:تعزٚف يظطهذاخ انثذث
23
يثذث تًٓٛذ٘:تعزٚف يظطهذاخ انثذث
نتناوؿ في ىذا الفصؿ أىـ التعريفات لممصطمحات والمفاىيـ الواردة ضمف متف الرسالة
حيث تطرقنا لمختمؼ التعريفات المغوية و االصطالحية الفقيية والقانونية ألىـ المفردات
والمفاىيـ الجوىرية التي ينبني عمييا التأسيس النظري لمبحث ،وىي:
-تعريؼ الحماية.
-تعريؼ الحؽ.
-تعريؼ الثقافة.
-تعريؼ الحقوؽ الثقافية ،وكذا تعريؼ بعض اآلليات الدولية األساسية العاممة في
حقؿ حماية الحقوؽ الثقافية ،باعتبارىا األدوات القانونية العممية الحافظة والمكرسة
لمحقوؽ الثقافية في نطاؽ القانوف الدولي لحقوؽ اإلنساف ،ىذا األخير الذي يعتبر
رفقة الفقو اإلسالمي.
وسأتطرؽ في المطمب األوؿ إلى تعريؼ الحماية ،أما المطمب الثاني فسأتناوؿ فيو
تعريؼ الحؽ ،وفي المطمب الثالث سأتطرؽ إلى تعريؼ الثقافة ،أما الفصؿ الرابع فسأتناوؿ
فيو تعريؼ الحقوؽ الثقافية الواردة في البحث ،وتعريؼ أىـ اآلليات الدولية واإلقميمية الواردة
ضمف أىـ االتفاقات الدولية التي تعمؿ عمى حماية الحقوؽ الثقافية.
سأتناوؿ تعريؼ الحماية لغويا ،ثـ تعريفيا في الفقو اإلسالمي والقانوف الدولي
اإلنساني عمى النحو اآلتي:
24
يثذث تًٓٛذ٘:تعزٚف يظطهذاخ انثذث
الحماية مصدر لمفعؿ حمى – يقاؿ حمى الشيء يحميو حميا و حماية بالكسر،
ومنو حمى المريض ،أي منعو مما يضره و احتمى و تحتمي.1
ومنو حامي الحمى :يحمي حوزتو و ماوليو ،و حاميت عنو محاماة :منعت عنو
وحمى الشيء :حميا و حماية و محمية :أي منعو و دافع عنو .
يقاؿ :حمى فالف األرض يحمييا حمى ال وأحمى المكاف :جعمو حمي ال يقرب.
يقرب.
والحمى :موضع فيو كأل يحمى مف الناس أف يرعى ،ىذا الشيء حمى عمى فعؿ أي
محظور ال يقرب . 2
كما وردت مادة حمى بمعنى النصرة و المنع و الدفاع عف الشيء :فيقاؿ :حماه
3
و وردت أيضا بمعنى األنفة مف عف الناس أي جعؿ الناس تحاماه ،أي توقوه و اجتنابو
الشيء ،فيقاؿ ذو حمية نكرة و في ذلؾ يقوؿ تعالى ﴿ :
" فالحماية الجنائية ىي إضفاء الحماية التشريعية لممصالح التي يتوخاىا الشارع ،و
يعبر عف ذلؾ بالجزاء أو العقوبة . 5
-الفيروز آبادي :القاموس المحيط ،دار الكتب العممية ،بيروت ،ط1415 ،1ىػ1995-ـ ،ج ،4ص .384 1
-2ابف منظور :لساف العرب ،بيروت ،دار صادر ،الطبعة الرابعة 1414ىػ ،مادة حما ،ص .198
-3األزىري :تيذيب المغة ،دار إحياء التراث العربي ،بيروت ،ط ، 2001 1ج 5ص . 177
-4الفتح ،اآلية . 26
-5حافظ مجدي محب :الحماية الجنائية ألسرار الدولة ،الييئة المصرية العامة لمكتاب ص .111
25
يثذث تًٓٛذ٘:تعزٚف يظطهذاخ انثذث
وىي أيضا في الفقو اإلسالمي " :مجموعة القواعد ،أو األحكاـ الجنائية الموضوعية
أو اإلجرائية ،التي يتوسؿ بيا المشرع لوقاية شخص ،أو ماؿ أو بوجو عاـ مصمحة معينة
ضد المساس الفعمي أو المحتمؿ ،ولفرض جزاء جنائي عمى مف يخالؼ ذلؾ ،أو جزاء
إجرائي عمى العمؿ الذي انطوى عمى ىذا المساس ،أو اتصؿ بيذا المساس بشكؿ أو
بآخر".1
فيي بذلؾ تتضمف إذف ":وسائؿ تيدؼ إلى الدفاع عف حؽ ما أو وضع معيف".2
ما تضمنتو مجموعة األحكاـ الشرعية التي يقصد بيا الشارع حماية حقوؽ اإلنساف المشروعة
مف أي اعتداء واقع أو محتمؿ.
ومف ذلؾ يمكف القوؿ بأف حماية حقوق اإلنسان الثقافية قي الفقو اإلسالمي ىي كل ما
تضمنتو األحكام الفقيية المتعمقة بضمان حق ممارسة الفرد أو الجماعة لحق من الحقوق
الثقافية المعتبرة شرعا ،وعدم التعرض ليا بالتيديد أو المنع أو اإلكراه.
وىي أيضا " :مجموعة أنظمة موجية لحماية بعض األشخاص أو ممتمكاتيـ ".4
-1أنور عمي يسر :شرح قانوف العقوبات – النظريات العامة ، 1998ص .12
-2جيرار كونرو :معجـ المصطمحات القانونية ،ترجمة منصور القاضي،المؤسسة الجامعية لمدراسات ،بيروت.لبناف،
ط1998،،ج1ص.727
1أفريؿ ، 2002شرطة الشارقة ، -3محمد شالؿ العالي :الحماية الجنائية لمبيانات المعالجة الكترونيا ،مجمة الفكر الشرطي عدد
اإلمارات العربية المتحدة.
-4جيرار كورنو :معجـ المصطمحات القانونية ،ترجمة منصور القاضي،المؤسسة الجامعية لمدراسات والنشر والتوزيع،ط( ،1999،)1
ص .726
26
يثذث تًٓٛذ٘:تعزٚف يظطهذاخ انثذث
ونجد مصطمح الحماية عند الصميب األحمر يشمؿ أي نشاط تقوـ بو المجنة الدولية ،
ييدؼ إلى حماية األشخاص الواقعيف تحت وطأة النزاع المسمح ،وما ينتج عنيا مف مخاطر
وانتياكات ومعاناة ،وىذا بغرض الحفاظ عمى حقوقيـ وامدادىـ بالمعونة ،وضماف سماع
صوتيـ ،و يمثؿ القانوف خط الحماية األوؿ .1
فالحماية إذف بالنسبة لمجنة الدولية لمصميب األحمر ىي المجموعة الكاممة مف
الخطوات التي تتخذ لوضع ونشر وتطبيؽ المعايير والمبادئ اإلنسانية . 2
ويرى الدكتور عمر سعد ا﵀ أف الحماية الدولية لضحايا النزاعات المسمحة أنيا تعني :
" تمؾ القواعد التي تقر مساعدة الشخص لوقايتو مف االعتداء أو سوء المعاممة أو الخطر ،
وكذلؾ إحباط محاوالت النيؿ مف سالمتو ،أو التسبب في اختفائو ثـ تمبية حاجاتو إلى
األماف و الحفاظ عميو و الدفاع عنو. 3
والحماية ىي أيضا :وقاية شخص أو ماؿ ضد المخاطر وضماف أمنو وسالمتو عف
طريؽ وسائؿ قانونية أو مادية.4
ويراد بالحماية الدولية لحقوؽ اإلنساف اإلجراءات التي تتخذىا األمم المتحدة والوكاالت
المختصة لدراسة أوضاع حقوق اإلنسان في دولة من الدول بيدف بيان مدى التزاميا
معاقبة بقواعد القانون الدولي لحقوق اإلنسان وتحسين أوضاع حقوق اإلنسان ،أو
مرتكبي انتياكات حقوق اإلنسان بإحالتيم إلى محاكم جنائية دولية " . 5
فيي تعني إذف ":اإلقرار بأف لألفراد حقوقا ،وأف السمطات التي تمارس السمطة عمييـ لدييا
التزامات ،وتعني الدفاع عف الوجود القانوني لألفراد ،إلى جانب وجودىـ المادي ،لذلؾ تعكس
فكرة الحماية جميع اإلجراءات المادية التي تمكف األفراد المعرضيف لمخطر مف التمتع
بالحقوؽ ،والمساعدة المنصوص عمييا في االتفاقيات الدولية وفي كؿ حاؿ عمى منظمات
1
اإلغاثة أف تكرس ىذه القوانيف بصورة ممموسة"
الحؽ مادتو :الحاء والقاؼ لو أصؿ واحد ،وىو يدؿ عمى إحكاـ الشيء وصحتو،
فالحؽ نقيض الباطؿ ،ثـ يرجع كؿ فرع إليو بجودة االستخراج ،وحسف التمفيؽ ،ويقاؿ :حؽ
الشيء ووجب.
واألحؽ مف اإلبؿ :الذي ال يعرؽ ،وىو مف الباب ،ألف ذلؾ يكوف لصالبتو وقوتو
واحكامو.
2
والحاقة :القيامة ،ألنيا تحؽ بكؿ شيء
وحؽ األمرَ ،ي ِح ُّ
ؽ، وقاؿ ابف منظور ":الحؽ ،نقيض الباطؿ ،وجمعو حقوؽ ،وحقاؽّ ...
ؽ ،حقِّا ،وحقوًقا ،صار حقا وثبت.
وي ُح ُّ
َ
َحققتُو أنا ،وفي التنزيؿ الحكيـ": وقاؿ األزىري :معناه وجب يجب وجوباَّ ،
وحؽ عميو القوؿ وأ ْ
3" اآلية أي ثبت ،وقولو تعالى ":
4 " أي وجبت وثبتت ،ويقاؿ أحققت األمر إحقاقا :إذا أحكمتو
- 1فزاَظٕا تٕش ّٛطٕنُٛٛح :انمايٕص انعهً ٙنهمإٌَ اإلَظاَ ،ٙخ يذًذ يظعٕد ،دار انعهى نهًال ،ٍٛٚنثُاٌ ،ط ،2006 ،1ص. 115
_ 2اتٍ فارص :أتٕ انذظ ٍٛأدًذ تٍ فارص تٍ سكزٚا ،يعجى يماٛٚض انهغح ،تذمٛك :شٓاب انذ ٍٚأتٕ عًزٔ ،دار انفكز ،تٛزٔخ،ص ،244يادج دك
- 3طٕرج انمظض ،اٜٚح . 63
- 4طٕرج انشيز ،اٜٚح . 71
28
يثذث تًٓٛذ٘:تعزٚف يظطهذاخ انثذث
والواقع أف كثي ار مف عمماء الفقو اإلسالمي المعاصريف والقانوف ساروا عمى تعريؼ
الحؽ " بالمصمحة" ،ومف ىؤالء محمد يوسؼ موسى ،1وصبحي المحمصاني ،2وعبد
الرزاؽ السنيوري ، 3وىذا نظ ار منيـ إلى الحؽ وغايتو ال إلى الحؽ في حد ذاتو،
فضال أف تعريؼ قاؿ بو الفقيو األلماني إىرنج صاحب النظرية الموضوعية.
وقد قاؿ وىبة الزحيمي عف تعريؼ عمي الخفيؼ ":لكنو تعريؼ بالغاية المقصودة
بالحؽ ،ال بذاتيتو وحقيقتو ،فإف الحؽ ىو عالقة اختصاصية بيف الحؽ والمصمحة
التي يستفيدىا منو".4
-تعريؼ فتحي الدريني :عرؼ الحؽ بأنو ":اختصاص يقر بو الشرع سمطة عمى شيء ،أو
اقتضاء أداء مف آخر ،تحقيقا لمصمحة معينة".5
وىكذا فالحؽ جوىره االستئثار واإلنفراد واالختصاص مصدره الشرع سمطة عمى شيء،
أو بيف شخص وشخص.
6
-وقاؿ مصطفى أحمد الزرقا معرؼ الحؽ بأنو ":اختصاص يقر بو الشرع سمطة وتكميفا"
ويتميز ىذا التعريؼ بأنو أباف ذاتية الحؽ ،بأنو عالقة اختصاصية بشخص معيف ،كحؽ
البائع في الثمف يختص بو ،فإف لـ يكف ىناؾ اختصاص بأحد ،واف كاف ىناؾ إباحة
عامة كاالصطياد واالحتطاب والتمتع بالمرافؽ العامة ،فال يسمى ذلؾ حقا وانما ىو
رخصة عامة لمناس.
والسمطة :إما أف تكوف عمى شخص كحؽ الحضانة والوالية عمى النفس ،أو عمى شيء
معيف كحؽ الممكية.
والتكميؼ :التزاـ عمى إنساف إما مالي كوفاء الديف ،واما لتحقيؽ غاية معينة كقياـ األجير
بعممو.
وأشار التعريؼ لمنشأ الحؽ في نظرية الشريعة :وىو" إرادة الشرع" ،فالحقوؽ في اإلسالـ منح
إليية تستند إلى المصادر التي تستنبط منيا األحكاـ الشرعية ،فال يوجد حؽ شرعي مف غير
دليؿ يدؿ عميو ،فمنشأ الحؽ ىو ا﵀ تعالى ،إذ ال حاكـ غيره ،وال تشريع سوى ما شرعو.
وليس الحؽ في اإلسالـ طبيعيا مصدره الطبيعة أو العقؿ البشري ،إال انو منعا مما قد
يتخوؼ منو القانونيوف مف جعؿ مصدر الحقوؽ إلييا ،وبالتالي إطالؽ الحرية في ممارسة
الحؽ ،منعا مف ىذا الخطر ،قرر اإلسالـ سمفا تقييد األفراد في استعماؿ حقوقيـ بمراعاة
مصمحة الغير ،وعدـ اإلضرار بمصمحة الجماعة ،فميس الحؽ مطمقا ،وانما ىو مقيد بما يفيد
المجتمع ،ويمنع الضرر عف اآلخريف .والحؽ في الشريعة يستمزـ واجبيف:
تختمؼ التعريفات الواردة في تعريؼ حقوؽ اإلنساف باعتبار اتساعيا وضيقيا ،وسنورد بعض
التعريفات المتعمقة بيا عمى النحو اآلتي:
وبالمعنى الواسع ":ىي مجموعة الحقوؽ التي يمتمكيا اإلنساف والمصيقة بطبيعتو ،والتي تظؿ
1
موجودة ،واف لـ يتـ االعتراؼ بيا ،وأكثر مف ذلؾ حتى ولو انتيكت مف سمطة ما"
لعمو واستجابة لمضرورة المنيجية وجب التطرؽ إلى تعريؼ الثقافة قبؿ تعريؼ الحقوؽ
الثقافية.
أف الثقافة مف المفاىيـ الواسعة المطاطة ،والعائمة عمى مختمؼ الحقوؿ المعرفية ،فيي
مف الموضوعات اليامة في عمـ االجتماع حيث يعتبر عمـ االجتماع الثقافي أحد الفروع التي
تعنى بالمسألة الثقافية ألجؿ ذلؾ أرى أنو مف المفيد وبعد تعريؼ الثقافة مف الناحية المغوية
ألعرج لعدىا إلى التعريؼ القانوني لمثقافة.
أوال تناوليا مف الناحية السوسيولوجيةّ ،
الفرع األول :التعريف المغوي لمصطمح الثقافة.
ثقؼ الشيء ثقفا وثقافا وثقوفة :حذقو ،ورجؿ ثقؼ :حاذؽ فيـ ،وتدؿ عمى سرعة الفيـ
و التعمـ ، 2و يقصد بالثقافة " :التمكف مف العموـ و الفنوف " . 3
وعميو فإف مصطمح العمـ ىو مف أقرب المصطمحات المرتبطة بمدلوؿ الثقافة ،والعمـ
ىو إدراؾ الشيء بحقيقتو ،و ىو مجموعة المعارؼ.
ومصطمح الثقافة عمى عالقة وطيدة بمدلوؿ الفف الذي يراد بو " :تحقيؽ فكرة أو عاطفة
ييدؼ منيا التعبير عف الجماؿ األكمؿ تمذذا بالقمب والعقؿ.
" يعتبر مفيوـ الثقافة مف أكثر المفاىيـ تداوال في مجاالت المعرفة اإلنسانية عموما
وفي مجالي عمـ االجتماع واألنتروبولوجيا خصوصا ،حيث أصبح مفيوما مالزما لمعموـ
االجتماعية ذلؾ أنو ارتبط باإلنساف ،فاإلنساف كما يقاؿ كائف ثقافي بالدرجة األولى " . 4
- 1غضثاٌ يثزٔن :يذاضزاخ ف ٙيادج دمٕق اإلَظاٌ ،جايعح تاتُح ،انعاو انذراط ،2005/2004 :ٙص. 3
-2ابف منظور ،مصدر سابؽ،ج ،32ص .28
-3المنجد األبجدي :دار المشرؽ ،بيروت الطبعة الثالثة .1982
-4كماؿ بو قرة :المسألة الثقافية وعالقاتيا بمشكالت التنظيمية في اليوية الجزائرية،رسالة دكتوراه ،جامعة باتنة،ص.40
32
يثذث تًٓٛذ٘:تعزٚف يظطهذاخ انثذث
كما أف االتفاؽ عمى تعريؼ محدد لمثقافة أمر في غاية الصعوبة .نظ ار لما يعرفو ىذا
المفيوـ مف صعوبات في التحديد و مف التجاذبات اإليديولوجية و المعرفية و حتى
ستطرؽ فيما سيأتي إلى بعض التعاريؼ الواردة حوؿ مفيوـ الثقافة.
السياسية ،و أ
" :الثقافة أو ولعؿ مف أبرز التعاريؼ وأدقيا وأسبقيا تعريؼ تايمور حيث يرى أف
الحضارة بمعناىا اإلنساني األوسع ،ىي ذلؾ الكؿ المركب الذي يشمؿ المعرفة والمعتقدات
والفف واألخالؽ والقانوف واألعراؼ والقدرات والعادات األخرى التي يكتسبيا اإلنساف باعتباره
عضوا في المجتمع ".1
ويرى روبارت بيرستد أف " :الثقافة ىي ذلؾ الكؿ المركب الذي يتألؼ مف كؿ ما نفكر
2
،فدائرة الثقافة واسعة بيذا المفيوـ فيو أو نقوـ بعممو أو نتممكو كأعضاء مف المجتمع "
فيي تحتوي عمى عناصر المعرفة والمعتقدات والفف واألخالؽ واألعراؼ والعادات التي
يطبعيا المجتمع عمى الفرد في فكره وسموكو وعاداتو ،كما يعتبر تايمور أف القانوف ىو احد
مكونات الثقافة وعنصر مف عناصرىا ،حيث أنو منتوج " إفراز" غجتماعي يعبر عف ثقافة
مجتمع ما ،والقانوف ييدؼ في األساس إلى تنظيـ عالقات أفراد المجتمع وصيانة حقوقيـ،
وتنظيـ حسف سير وظائؼ المؤسسات المختمفة في المجتمع التي تؤطره وتعمؿ عمى تطوره
وتحقيؽ رفاىو ،بما يضمف استقرار المجتمع وازدىاره ،وىو ما يعبر في جوىره ( أي القانوف)
عف وضعية حضارية لذلؾ المجتمع.
إف تعريؼ تايمور لمثقافة يقارب وبشكؿ كبير تعريؼ األستاذ مالؾ بف نبي لمثقافة الذي
يرى بأف ":مجموعة مف الصفات الخمقية والقيـ االجتماعية التي تؤثر في الفرد منذ والدتو،
وتصبح ال شعوريا العالقة التي تربط سموكو بأسموب الحياة في الوسط الذي ولد فيو ،فيي
بيذه الحالة المحيط الذي يشكؿ فيو الفرد طباعو و شخصيتو ،فيي المحيط الذي يعكس
حضارة معينة ،والذي يتحرؾ في نطاقو اإلنساف المتحضر ،وبيذا تصبح الثقافة في نظر
-دوني كوش :مفيوـ الثقافة في العموـ االجتماعية.ترجمة قسـ المقدار ،منشورات اتحاد الكتاب العرب ،سوريا،2000.ص.6 1
-عبد الغني عماد :سوسيولوجية الثقافة ،مركز دراسات الوحدة العربية ،بيروت ،2006 ،ص .32 2
33
يثذث تًٓٛذ٘:تعزٚف يظطهذاخ انثذث
األستاذ مالؾ بف نبي دفتييا فمسفة اإلنساف وفمسفة الجماعة ،أي مقومات اإلنساف ومقومات
المجتمع مع األخذ بعيف االعتبار ضرورة انسجاـ ىذه المقومات جميعا في كياف واحد تحدثو
عممية التركيب التي تجرييا الش اررة الروحية عندما يؤذف فجر إحدى الحضارات ". 1
إذف فيي بحسب رأيو " :المحيط الفكري والسيكولوجي واالجتماعي الذي يكيؼ الوجود
اإلنساني في المجتمع ويزوده بالخبرة المعرفية والسموكية التي تشكؿ طباعو وشخصيتو،
وتحكـ عالقتو بسنف اآلفاؽ واألنفس و اليداية " . 2
ويرى األستاذ عبد اإللو بمقزيز أنو يمكف إعطاء مفيوـ لمثقافة مف خالؿ مستويات
يؼ لمثقافة في مستويات ثالثة مف حيث ىي إدراؾ ،و مف حيث ىي تكيؼ،
فيقوؿ ":نقترح تعر ا
ثـ مف حيث ىي تكييؼ ". 3
وفي تعريؼ آخر لفيسمر يقوؿ بأف الثقافة " :ىي كؿ النشاطات المجتمعية بمعناىا
الواسع كالمغة و الزواج والسيستاـ والممكية فضال عف المبقات و الصنائع و الفف ...الخ " . 4
ويرى رالؼ لينتوف أف الثقافة ىي تضافر السموكات المتعمقة وما ينتج عنيا مف نتائج
وىو تضافر بتقاسـ أبناء المجتمع المعني عناصره المكونة لو ،ويعمموف عمى نقميا إلى
أبنائيـ" . 5
- 1بف نبي مالؾ :مشكمة الثقافة ،ترجمة عبد الصبور شاىيف ،دار الفكر ،1984 ،ط، 4الجزائر ،ص .14
-بف نبي مالؾ :شروط النيضة ص ، 125مشكمة الثقافة ،ص .74، 42 2
-عبد اإللو بمقزيز :في البدء كانت الثقافة ،إفريقيا الشرؽ ،ط 1المغرب ،1998ص . 42 3
-جاؾ لومبار :مدخؿ إلى اإلثنولوجيا ،ترجمة حسف قبسي ،المركز الثقافي العربي ط 1المغرب 1997ص .153 4
فالثقافة تعبر عف " قيـ المجتمع و مثمو العميا وخاصيتو الفكرية والفنية والخمقية الكبرى
كما تعني الحضارة وسائر العوامؿ المادية ويعتقد البعض أف الثقافة كالحضارة ألنيما يشيراف
إلى منياج حماية أمة مف الناس فالحضارة ىي أعمى تجمع ثقافي لمناس و أوسع مستوى
لميوية الثقافية ليا ". 2
" ويعتبر الديف أىـ مكوف لمثقافة بؿ نجد بعض الباحثيف يعتبروف بمثابة ثقافة كاممة
،فالديف إذف يزود الثقافة برؤية لمعالـ ولمطبيعة، لشعب مف الشعوب ،أو أمة مف األمـ
ولموجود ولإلنساف ،وكذلؾ يقدـ تصور البناء المجتمع ولتنظيـ العالقات االجتماعية عمى
نحو يعطي أحيانا أدؽ التفاصيؿ االجتماعية واالقتصادية والسياسية واألخالقية واألحواؿ
الشخصية ". 3
وبخصوص تنوع ما قيؿ في شأف مفيوـ الثقافة فيرى األستاذ مالؾ بف نبي أنو يمكف "
رد مجموع ما قيؿ مف تفسيرات إلى مدرستيف المدرسة الغربية :وىي ترى أف الثقافة ثمرة
الفكر ،أي ثمرة اإلنساف ،تقابميا :المدرسة الماركسية :التي ترى أف الثقافة في جوىرىا ثمرة
المجتمع" ، 4ويرى أيضا ":أنيا العالقة التي تحدد السموؾ اإلجتماعي لدى الفرد بأسموب
الحياة في المجتمع ،كما تحدد أسموب الحياة بسموؾ الفرد" ، 5ويرى بف نبي أيضا أنو مف
الواجب النظر إلى المسألة الثقافية مف ثالثة أوجو ىي :العناصر النفسية ،العناصر
اإلجتماعية ،والعالقة الضرورية بيف ىذه العناصر فػ ":الثقافة ىي التعبير الحسي عف عالقة
-برغوث الطيب :محورية البعد الثقافي في استراتجية التجديد الحضاري ،دار قرطبة ،الجزائر 2004ص .35 1
الفرد بيذا العالـ أي بالمجاؿ الروحي الذي ينمو فيو وجوده النفسي ،فيي نتيجة ىذا االتصاؿ
بذلؾ المناخ ،واذا ما رددنا األمور إلى مستوى إجتماعي الثقافة ىي حياة المجتمع التي
بدونيا يصبح مجتمعا ميتا".1
ويرى عزمي طو أف ":الثقافة معرفة عممية مكتسبة ،تنطوي عمى جانب معياري،
وتتجمى في السموؾ الواعي لإلنساف (فردا وجماعة) في تعاممو مع الحياة اإلجتماعية مع
الوجود بأجزائو المختمفة ( او مع الخالؽ والمخموقات)" ، 2وانطالقا مف ىذا التعريؼ العاـ
لمثقافة يبني عزمي طو تعريفو لمثقافة اإلسالمية عمى النحو األتي ":الثقافة اإلسالمية ىي
معرفة عممية مكتسبة تنطوي عمى جانب معياري مستمد مف شريعة اإلسالـ ومؤسس عمى
عقيدتو وتتجمى في السموؾ الواعي لإلنساف ( فردا وجماعة) في تعاممو مع الحياة االجتماعية
3
مع الوجود ( أي مع الخالؽ والمخموقات)"
رغـ ورود مصطمح الثقافة في العديد مف المواثيؽ واالتفاقيات الدولية وصدوره عف
العديد مف المنظمات العالمية المتخصصة في اإلعالنات والتوصيات والق اررات ذات الصمة
بموضوع الثقافة ،ورغـ العديد مف التعاريؼ التي قدمت ليا في مختمؼ فروع العموـ والمعرفة،
إال أنو لـ يقدـ ليا تعريؼ قانوني يحددىا .
فاعتبار الثقافة مف المواضيع القانونية " تطرح العديد مف المشاكؿ التي يجب االنتباه
إلييا التي مف بينيا النظر إلى القانوف مف حيث التطبيؽ ،أـ مف حيث اعتباره معطيات
اجتماعية سياسية ،اقتصادية ،دينية ،أخالقية ،فيصبح في الحالة األولى جانبا مف الجوانب
الميمة لمثقافة ،وعنص ار مف العناصر العممية االجتماعية ".4
وفي الحالة الثانية يصبح منطمقا وأساسا ووسيمة ووظيفة مف الوظائؼ والمبادئ
المدعمة لوجود المجتمع ،وتقويتو وتماسكو.1
" وانطالقا مف المفيوـ الواسع لكؿ مف الثقافة والقانوف ،فإف ىناؾ تداخؿ بينيما،
وكمييما يشمالف بعضيما البعض ،فالمفيوـ الواسع لمقانوف يشمؿ كؿ مكونات الثقافة التي
تسيـ في تحقيؽ النظاـ في المجتمع فيصبح بذلؾ العرؼ والتقاليد ،والعادة في المجتمعات
القديمة بمثابة القانوف في المجتمعات الحديثة.2
والثقافة بمفيوميا الواسع .تضـ القانوف أيضا ،فيصبح لكؿ ثقافة مفاىيميا القانونية
المرتبطة بيا ،وأنظمتيا الخاصة بيا ،و جزاءاتيا المختمفة ،و كؿ ذلؾ يتغاير و يتعاير،
ويتخالؼ مف ثقافة إلى أخرى ،و ىي التي تجعؿ سموؾ األفراد يتوافؽ و يتماشى مع ثقافة
المجتمع . 3
،يستغرؽ فمصطمح الثقافة سواء أكاف المدلوؿ لغويا أـ قانونيا ىو مصطمح عاـ
مصطمحات أخرى كالفف و العمـ ،لكف في نفس الوقت يعد مصطمحا جزئيا مف مصطمح أعـ
ىو مصطمح الحضارة ".4
وسنستعرض بعض النصوص الدولية التي تطرقت لمصطمح الثقافة الصادرة عف بعض
المنظمات الدولية واإلقميمية التي تعني بشكؿ أساسي بموضوع الثقافة.
فاتفاقية الىاي 1954المتعمقة بحماية الممتمكات الثقافية زمف النزاعات المسمحة ،رغـ
أنيا أدرجت مصطمح " ثقافة ضمف نصوصيا ،فمقد جاءت مادتيا األولى معنونة بػ " تعريؼ
الممتمكات الثقافية " ،إال أنيا لـ تعرؼ مصطمح الثقافة ،بؿ اكتفت بػ " إيراد مجموعة أنواع
الممتمكات الثقافية .رابطة في نفس الوقت مدلوؿ الثقافة بما يتصؿ بيا كالتاريخ ،اآلثار،
الديف ،الفف .....الخ .1
ولكوف أف مصطمح الثقافة مف المصطمحات التي يصعب قيدىا وتحديدىا بدقة فقد
18إلى 22ديسمبر 1967في عزفت المائدة المستديرة التي عقدتيا اليونسكو ما بيف
موناكو بفرنسا ،والتي كاف موضوعيا السياسات الثقافية عف إعطاء مدلوؿ قانوني لمثقافة .2
ومف أسباب صعوبة تقديـ تعريؼ كامؿ شامؿ لمثقافة مف طرؼ اليونسكو تشبث كؿ
األمر الدوؿ األعضاء والمناطؽ الثقافية بمفيوميا ليا ،ولكونيا وحدىا ىي المقدـ لمثقافة،
الذي دفع باليونسكو إلى عدـ تقديـ تعريؼ ليا.
لكف ذلؾ " لـ يمنع اليونسكو خالؿ المؤتمرات التحضيرية ، التي سبقت انعقاد مؤتمر
السياسات الثقافية بالمكسيؾ مف 7 / 26إلى 1982 / 08 / 06مف محاولة تقديـ تعريؼ
الثقافة يرضي الجميع . 3
و بما أف الثقافة ىي أحد االىتمامات الرئيسية لمنظمة اليونسكو فإنيا جعمتيا في
إعالف مبادئ التعاوف الثقافي الدولي الصادر عنيا سنة 1966بمثابة " :حؽ و واجب لكؿ
الشعوب واألمـ التي ينبغي أف تشارؾ في العمـ والمعرفة لكف ىذا اإلعالف لـ يقدـ تعريفا
لمثقافة ".4
وفي مؤتمر السياسات الثقافية بالمكسيؾ 1982توصمت اليونسكو إلى تقديـ تعريؼ
لمثقافة بمعناىا الواسع ،فيي:
" جميع السمات الروحية والمادية والفكرية والعاطفية التي تميز مجتمعا بعينو أو فئة
اجتماعية بعينيا ،وىي تشمؿ الفنوف واآلداب وطرائؼ الحياة ،كما تشمؿ الحقوؽ األساسية
لإلنساف ،ونظـ القيـ والتقاليد ،و المعتقدات ،والتي تجعؿ منيا كائنات تتميز باإلنسانية
المتمثمة في العقالنية والقدرة عمى النقد وااللتزاـ األخالقي ،وعف طريقيا نيتدي إلى القيـ،
ونمارس الخيار ،وىي وسيمة اإلنساف لمتعبير عف نفسو ،والتعرؼ عمى ذاتو ".1
كما أف ىذا التعريؼ يعتبر قاسما مشتركا لمتيارات الرئيسية السائدة آنذاؾ أي :التيار
الرأسمالي والتيار االشتراكي والدوؿ النامية.
وبمناسبة الندوة الخاصة بالتخطيط إليجاد إستراتيجية إسالمية موحدة لمثقافة التي
،صدر عنيا بياف ختامي عقدتيا المنظمة اإلسالمية لمتربية والعموـ و الثقافة (إسيسكو)
عرفت فيو الثقافة بأنيا " الوعاء الحضاري الذي يحفظ لألمة وحدتيا ،و يضمف تماسكيا ،و
يكسبيا السمات الفكرية المميزة ،فيي رمز ىويتيا وركيزة وجودىا ،و ىي جماع فكرىا ،و
خالصة إبداعيا و مستودع عبقريتيا ،وىي مصدر قوتيا ،ومنبع تميزىا بيف األمـ " .4
وىذا التعريؼ أخذ المفيوـ الواسع والشامؿ لمختمؼ جوانب الثقافة التي أخذت بو
.1982مع إضافتيا لمصطمح المعرفة التي عرفتيا اليونسكو ،في مؤتمر ميكسكو سنة
بأنيا " :ىي كؿ معموـ خضع لموحي أو الحس أو التجربة ".5
فمقد أضاؼ ىذا التعريؼ الوحي أيضا كمصدر لممعرفة ،مع استقراء السنف و االستفادة
منيا ،مما صبغ الصبغة الدينية لمثقافة اإلسالمية التي تعتمد عمى الوحي ،مما جعميا " تتسـ
بالوضوح والتكامؿ واالستمرار ،والقدرة عمى العطاء والتكيؼ ،والتجاوب مع مختمؼ البيئات
والعصور " ،1ؼالديف اإلسالمي ،جعؿ الثقافة اإلسالمية ال تتحرج مف أف تأخذ مف مختمؼ
الثقافات والمعارؼ ،سواء كانت شرقية أو غربية ،قديمة أـ حديثة ،ألنيا ثقافة توازف
ووسطية ،بيف الروح والمادة ،تنتفع مف المعرفة ،والحكمة أنيا وجدت خدمة لصالح البشرية
" ،2بشرط عدـ مخالفة أحكامو .
وفي التعريؼ الذي وضعتو المنظمة العربية لمتربية والثقافة والعموـ التابعة لجامعة
الدوؿ العربية الوارد ضمف الخطة الشاممة لمثقافة العربية التي أقرىا وزراء الثقافة في الوطف
1985جاء ما يمي ":الثقافة تشمؿ مجموع العربي الذي عقد في تونس شير نوفمبر عاـ
النشاط الفكري والفني بمعناىا الواسع ،وما يتصؿ بيما مف ميارات أو يعيف عمييما مف
الوسائؿ فيي موصولة الروابط بجميع اوجو النشاط اإلجتماعي األخرى متأثرة بيا معينة
مفصؿ إذ
ّ عمييا مستعينة بيا" ،3وقد فسرت لجنة الخطة الشاممة لمثقافة العربية المفيوـ بشكؿ
ترى المجنة أف ":في الثقافة تنتظـ جميع السمات المميزة لألمة مف ماديو وروحية وفكرية
وفنية ووجدانية ،وتشمؿ مجموع المعارؼ والقيـ واإللتزامات األخالقية المستقرة فييا وطرائؽ
التفكير واإلبداع الجمالي والفني والمعرفي والتقني وسبؿ السموؾ والتصرؼ والتعبير وطرز
الحياة ،كما تشمؿ أخي ار تطمعات اإلنساف لممثؿ العميا ومحاولة إعادة النظر في منجزاتو،
والبحث الدائب عف مدلوالت جديدة لحياتو وقيمو ومستقبمو وابداع كؿ ما يتفوؽ بو عمى ذاتو،
والثقافة أخي ار ضمف ىذا المعنى نفسو ،تمنح اإلنساف القدرة عمى أف يفكر في نفسو ،وىي
التي تجعؿ منا فعال كائنات إنسانية مفكرة ممتزمة أخالقيا ومعنويا ،قادرة عمى التقويـ،
وبالثقافة يميز اإلنساف بيف القيـ ويمارس االختيارات ويعبر عف صميـ ذاتو ،ويعي ويعرؼ
1
أنو مشروع غير كامؿ ولكنو في السبيؿ إلى الكماؿ"
وقد جاء أيضا تعريؼ الثقافة في البياف الثقافي الصادر عف الميرجاف الثقافي اإلفريقي
المنعقد بالجزائر سنة 1969بأنيا " :النظرة الشاممة لإلنساف والعالـ و بالتالي ليا نظاـ لمفكر
والفمسفة والعمـ والمعتقدات والفنوف والمغات وىي أيضا فكر ونشاط خالؽ ،لصنع نماذج مف
األفراد والمجتمعات ،وتوفر جممة مف الوسائؿ التي يستطيع الشعب بواسطتيا التعبير عف
نفسو ،وأف يتحوؿ ويحوؿ العالـ ،ويطبع التاريخ بطابعو " . 2
لقد عمد الباحث مف خالؿ ما سبؽ مف تعريؼ لمحؽ والثقافة ،كال عمى حدة وذلؾ مف
اجؿ الوصوؿ إلى بناء تعريؼ لمحقوؽ الثقافية ،حيث يمكف تعريفيا كاآلتي:
-الحقوؽ الثقافية ىي مجموعة القواعد القانونية التي تضمف لإلنساف أفرادا وجماعات
التثقيؼ اكتسابا وتعبي ار وممارسة ومشاركة،مف خالؿ حماية الحؽ في التديف الصحيح
اعتقادا وممارسة ،والحؽ في التربية والتعميـ العممي والميني ،وحرية المشاركة في الحياة
الثقافية ،والحؽ في حماية اليوية الثقافية.
وذلؾ بيدؼ تحقيؽ ترقيتو المعرفية والروحية والسموكية ،التي تحقؽ الوعي بقيمتو
كإنساف وبوظيفتو الوجودية.
-وعمى الصعيد القانوني الدولي :ىي مجموعة القواعد االتفاقية التي تمنحيا الصكوؾ
والمعاىدات ليذه الفئة مف الحقوؽ ،لضماف إقرارىا وعدـ المساس بيا.
-وباعتبار أف المكونات الثقافة األساسية ىي :الديف ،اعتقادا وممارسة ،والتربية والتعميـ
وحرية التعبير ،حيث أف المنيج التفكيكي الذي عمدناه في تحميؿ عناصر الحقوؽ
الثقافية نجد أنيا وباألساس تتمثؿ في:
41
يثذث تًٓٛذ٘:تعزٚف يظطهذاخ انثذث
فإذا كانت الظاىرة الدينية مالزمة لإلنساف دوما ،فالقانوف يجب أف يضمف ىذا الحؽ
مف خالؿ إق ارره وتنظيـ ممارسة الشعائر الدينية الفردية والجماعية مف خالؿ الترخيص ليا
مع ضماف وجود أماكف مناسبة ليا وصيانتيا ونظافتيا وحفظيا وحمايتيا و تأطيرىا.
وىنا نجد أىـ األصناؼ التشريعية لمدوؿ فيما يتعمؽ بالمسألة الدينية ،وىي:
وعمى الصعيد الدولي نجد أف معظـ المعاىدات واالتفاقات الدولية تتناوؿ ىذا الحؽ وىو ما
سنتطرؽ إليو في الفصل األول مف البحث.
والحق في التربية والتعميم :ىو أيضا مف الحقوؽ األساسية المصيقة باإلنساف ،وسنتناولو
في الفصؿ الثاني مف البحث بشيء مف التفصيؿ ،مف خالؿ استعراض إقرار ىذا الحؽ في
كؿ مف الفقو اإلسالمي والقانوف الدولي لحقوؽ اإلنساف ،حيث سيتـ تسميط الضوء عمى
الحماية المقررة ليذا الحؽ.
كما أف الحؽ في حماية اإلبداع األدبي والفني ،فسيتناولو البحث مف خالؿ الفصؿ الثالث.
42
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
43
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
الفصل األول :آليات حماية الحق في التدين بين الفقو اإلسالمي والقانون الدولي لحقوق
اإلنسان.
الثقافية بيف الفقو اإلسبلمي إف التكمـ عف آليات حماية حؽ مف حقكؽ اإلنساف
كالقانكف الدكلي لحقكؽ اإلنساف ،يستكجب ابتداء استعراض كمناقشة مسألة إقرار ىذه الحقكؽ
كاالىتماـ بوا في كؿ مف المنظكريف :الفقيي اإلسبلمي كالقانكني الدكلي لحقكؽ اإلنساف ،ليتـ
التعريج بعد ذلؾ لتناكؿ آليات الحماية.
كيعتبر الحؽ في االعتقاد كممارسة الشعائر الدينية كىك ما اصطمحت عميو الحؽ في
التديف مف الحقكؽ الثقافية األساسية التي تستكجب دراسة إقرارىا كاعماليا مف المنظكريف
الفقيي اإلسبلمي كالقانكني.
كألجؿ اإلجابة عمى ذلؾـ التساؤؿ تـ تقسيـ ىذا الفصؿ إلى ثبلثة مباحث ،حيث:
-تـ تخصيص المبحث األول ؿحماية الحؽ في التديف في الفقو اإلسبلمي كأىـ آليات
حماية ىذا الحؽ .
-أـ ا المبحث الثاني سكؼ يتكمـ عف الحؽ في التديف في القانكف الدكلي لحقكؽ
اإلنساف.
-والمبحث الثالث فسيتناكؿ أىـ اآلليات الحمائية الدكلية كاإلقميمية التي أفرزىا الكاقع
الدكلي كاإلقميمي الراىف.
44
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
نتناكؿ في ىذا المبحث حماية الحؽ في التديف في الفقو اإلسبلمي ،كلمتفصيؿ في
ثبلثة عرض ىذا الحؽ بما يضمف شمكؿ أىـ عناصره كجزئياتو قسمنا ىذا المبحث إلى
مطالب ،حيث تطرقنا في المطمب األكؿ إلى حفظ الديف باعتباره مقصدا مف مقاصد
الشريعة اإلسبلمية ،ثـ تطرقنا في المطمب الثاني إلى أىـ اآلليات المقررة فقيا لضماف ىذا
ثـ الحؽ كحمايتو ،كقد تطرقنا إلى أىميا ،كىي :الكقؼ ،ك الدعكة ،كاالجتياد ،كالجياد
عف الحؽ في التديف بالنسبة ؿ لمخالفيف لممسمميف في أردفناه في المطمب الثالث بالكبلـ
الديف ،باعتباره إفراز كاقعيا آنيا كتاريخيا عاشو المسممكف عمى مر العصكر.
قسمنا ىذا المطمب إلى فرعيف ،تطرقنا في الفرع األكؿ إلى تعريؼ مقاصد الشريعة كأىـ
تقسيماتيا ،أما الفرع الثاني فقد خصصناه إلبراز مكقع مقصد حفظ الديف بالنسبة لممقاصد
األخرل.
التعريف المغوي:
- 1
المقاصد جمع مقصد ،مشتؽ مف الفعؿ قصد يقصد قصدا ،كالقصد في المغة يطمؽ
كيراد بو عدة معاف ،1منيا:
-استقامة الطريؽ ،كشاىده قكلو تعالى ":
،2" أم :عمى ا﵀ تبيمف الطريؽ المستقيـ،
،396والجوهري :الصحاح ج ،2 ،3ص ،96والفٌروز آبادي :القاموس المحٌط ص -1انظر هذه المعانً عند ابن منظور :لسان العرب ج
ص.524
-2سورة النحل ،اآلٌة .09
45
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
التعريف االصطالحي:
- 2
إف " الذيف كتبكا في المقاصد قديما لـ يعٌرفكىا كذلؾ ألف بعضيـ كاف يتعرض لمكبلـ
عف المقاصد تبعا لمكضكع آخر في األصكؿ كالعمؿ أك المصالح أك غير ذلؾ ،كبعضيـ
كاف أفرد لمقاصد الشريعة أجزاء كبحكثا إال أنو لـ يرد أف يدخؿ في التعريفات كالتحديدات
المستحدثة كمناقشات المناطقة كالمتكمميف" ، 1كقد " كانت المسائؿ المتعمقة بالمقاصد تدرج
ضمف المسائؿ األصكلية ،ثـ جعؿ النظر المقاصدم يتطكر كيتكسع شيئا فشيئا ضمف عمـ
، 2كسنذكر طائفة مف األصكؿ ،حتى بدأ في تطكره ينزع إلى االستقبلؿ عمما قائما بذاتو"
التعريفات عمى النحك اآلتي:
قاؿ اإلماـ الغزالي ":مقصكد الشارع مف الخمؽ خمسة :ىك أف يحفظ عمييـ دينيـ
كنفسيـ كعقميـ كنسميـ كماليـ".3
" إف الشارع قصد بالتشريع إقامة المصالح األخركية كيعرفيا الشاطبي بقكلو:
كالدنيكية".4
كقاؿ اإلماـ اآلمدم ":إف المقصكد مف شرع الحكـ :إما جمب مصمحة أك دفع مضرة ،
أك مجمكع األمريف".5
كما أف عبلؿ الفاسي عرفيا بقكلو ":ىي الغاية منيا كاألسرار التي كضعيا الشارع عند
كؿ حكـ مف أحكاـ".6
كيعرفيا كلي ا﵀ الدىمكم بأنيا ":عمـ أسرار الديف ،الباحث عف حكـ األحكاـ َّ
كلمياتيا،
كأسرار خكاص األعماؿ كنكاتيا".7
ك يعرفيا الريسكني بأنيا ":الغايات التي كضعت الشريعة ألجؿ تحقيقيا لمصمحة العباد".8
-1محمد بكر اسماعٌل الحبٌب :مقاصد الشرٌعة اإلسالمٌة تأصٌال وتفعٌال ،رابطة العالم اإلسالمً ،سلسلة كتاب شهري محكم العدد ،213عام
1427هـ ص 17
-2النجار عبد المجٌد :مقاصد الشرٌعة بأبعاد جدٌدة ،دار الغرب اإلسالمً ،ط ، 2عام ،2008ص .6
-3الغزالً أبو حامد :المستصفى ،تحقٌق محمد عبد السالم ع الشافً ،دار الكتب العلمٌة ،بٌروت، ،ج ،1ص .287
-4الشاطبً أبو إسحاق :الموافقات ،تحقٌق عبد هللا دراز ،دار المعرفة بٌروت ،ج ،2 ،ص .37
-5اآلمدي سٌف الدٌن :اإلحكام فً أصول األحكام ،دار الكتب العلمٌة ،بٌروت 1983 ،ج ،3ص .271
-6عالل الفاسً :مقاصد الشرٌعة ومكارمها ،ص.2
-7الدهلوي ولً هللا :حجة هللا البالغة ،دار إحٌاء العلوم ،بٌروت ،ط 1430 ،3هـ-ج ،1ص21
-8الرٌسونً :نظرٌة المقاصد عند اإلمام الشاطبً ،إصدار المعهد العالمً للفكر اإلسالمً ،ط ، 1995 ،4ص .7
46
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
كعرؼ اليكبي أيضا المقاصد الشرعية تعريفا شامبل بقكلو ":المقاصد ىي المعاني
كالحكـ كنحكىا التي راعاىا الشارع في التشريع عمكما كخصكصا مف أجؿ تحقيؽ مصالح
العباد".2
كيعرفيا بكر إسماعيؿ الحبيب بأنيا ":ىي المصالح العاجمة كاآلجمة لمعباد التي أرادىا
ا﵀ عز كجؿ مف دخكليـ في اإلسبلـ كأخذىـ بشريعتو".3
" إف الشريعة لئف كانت مكحدة في ذاتيا إال أنيا في مقصدىا تتنكع أنكاعا متعددة ،كىي
كاف كاف ليا مقصد أعمى مكحد إال أف ىذا المقصد يتفرع فركعا كينقسـ أقساما ،كىي فركع
كأقساـ تتجو كميا في ذات الكجية لتنتيي إلى تحقيؽ ذلؾ المقصد األعمى ... ،كقد اىتـ
الدارسكف لمقاصد الشريعة القدامى كالمحدثيف بالبحث في أنكاعيا كتفصيؿ القكؿ فييا،
كتناكلكا تمؾ األنكاع بالبياف مف جيات مختمفة".5
كتختمؼ تمؾ التقسيمات باختبلؼ المعايير المعتمدة في ذلؾ ،فإذا اعتبرنا ،معيار
الثبكت فنجدىا تنقسـ إلى مقاصد قطعية ،كمقاصد ظنية ،كأخرل كىمية.
أما إذا اعتبر معيار قكة المصمحة فنجدىا تنقسـ إلى :مقاصد ضركرية ،كمقاصد حاجية
كثالثة تحسينية.
إذا ما اعتمد معيار كنجدىا تنقسـ إلى مقاصد كمية ،كمقاصد نكعية ،كمقاصد جزئية
المناط.
-1ابن عاشور الطاهر :مقاصد الشرٌعة اإلسالمٌة ،الشركة التونسٌة للتوزٌع ،د ت ن ،ص .51
-2الٌوبً محمد :مقاصد الشرٌعة اإلسالمٌة وعالقتها باألدلة الشرعٌة ،رسالة دكتوراه ،دار الهجرة للنشر والتوزٌع ،السعودٌة ،ط 1
1418 ،هـ ،ص .34
-3محمد بكر اسماعٌل الحبٌب:المرجع السابق ،ص 19
-4انظر :الخادمً نور الدٌن بن مختار :علم المقاصد الشرعٌة ،مكتبة العبٌكان ،ط ،2001،1ص 71وما بعدها.
-النجار :المرجع السابؽ ص.36 5
47
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
ك إذا اعتبر معيار الشمكؿ فنجدىا تنقسـ إلى مقاصد عامة ،كأخرل خاصة كما تنقسـ
بحسب األصمية إلى مقاصد األصكؿ كمقاصد الكسائؿ.
كقكلو تعالى ﴿ :
تنص عمى نفس المعنى خمصنا إلى تعييف المقصد فإذا اجتمعت آيات كأحاديث كثيرة ٌ
الشرعي عمى كجو القطع كاف يكف مقصدا عاما غير مقترف بحكـ بعينو مف أحكاـ الشريعة.
كما أف بعض المقاصد التي جاءت مقترنة بأحكاـ معينة كضعت مف أجؿ تحقيقيا
﴿ فيي في نفس الدرجة مف القطع ،مثؿ قكلو تعالى:
، 1﴾ حيث تفيد اآلية كعمى سبيؿ اليقيف أف مقصد حفظ الحياة
ىك أحد أىـ مقاصد حكـ القصاص ،كقكلو تعالى ﴿ :
" فالتنصيص عمى المقاصد سكاء كانت عامة أك خاصة أك تفصيمية يثمر في أذىاف
الباحثيف عنيا عمى أنيا مصالح مبتغاة مف الشرع عمى كجو القطع".3
مقاصد ظنية:
" كىي تمؾ المقاصد التي يحصؿ بيا العمـ عمى سبيؿ الظف إذ ىي غير منصكص عمييا
4
بما يفيد القطع ،كأغمبيا يستفاد مف استقراء لتصرفات الشارع في تشريعو لؤلحكاـ"
مثاؿ ذلؾ:
مر المعامبلت التجارية النظر في منع االحتكار ،كالنيي عف كنز األمكاؿ ،تيس
كضبطيا ،كالحث عمى اإلنفاؽ ،يحصؿ منو ظف قكم أف ركاج الماؿ في المجتمع كاالنتفاع
بو ىك مقصد شرعي ألحكاـ األمكاؿ.
المقاصد الوىمية:
ىي تمؾ المقاصد التي تبدك ظكاىر بعض النصكص كفي بادئ الرأم عمى أف فييا
خي ار كصبلحا ،كلكف بشيء مف التأمؿ اليسير يتبيف أف ليس فييا مصمحة ،أك أف الضرر
،5ك مف األمثمة فييا يغمب عمى المنفعة ،كىي غير معتبرة في الشرع ،كليست بمقاصد لو"
الربا ،حرية اإلنساف المطمقة في التصرؼ في جسده.
عمى ذلؾ :شرب الخمر ،التبرجٌ ،
-1انظر :محمد بكر اسماعٌل حبٌب ،المرجع السابق ،ص 266وما بعدها.
- 2النجار :نفس المرجع السابؽ ،ص.47
-3النجار :نفس المرجع ،ص.47
-4النجار :نفس المرجع ،ص.48
5
-النجار :نفس المرجع ،ص.48
50
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
المقاصد الكمية:
" كىي تمؾ المقاصد التي تمتقي عندىا كؿ أحكاـ الشريعة ،بحيث ال يككف حكـ منيا
إال كىك منتو في غايتو البعيدة إلى تحقيقيا" ،1كمف أمثمة ذلؾ:
-مقصد الخبلفة في األرض.
-مقصد التسيير كرفع الحرج.
-مقصد حفظ نظاـ األمة.
المقاصد النوعية:
" ىي تمؾ المقاصد التي يمتقي عمييا جممة مف األحكاـ الشرعية التي تنتمي إلى نكع
كاحد مف أنكاع مجاالت الحياة ،فتككف تمؾ األحكاـ عمى تعددىا محققة لذات المقصد
باعتبار اشتراكيا في النكع ".2
مثاؿ ذلؾ نكع األحكاـ الشرعية المتعمقة بالمعامبلت المالية فإنيا ىادفة إلى مقصد حفظ
الماؿ كمجمكع األحكاـ المتعمقة بالقضاء كالشيادة فإنيا ىادفة عمى تحقيؽ مقصد إظيار
الحقكؽ كقمع الباطؿ.
المقاصد الجزئية:
ك" ىي تمؾ المقاصد التي تيدؼ إلى تحقيقيا آحاد األحكاـ الشرعية الخاصة بيا بحيث
يككف المقصد منسكبا إلييا آحادا ،مختصا بيا أفرادا ،فكؿ حكـ مف أحكاـ الشريعة قبؿ أف
يمتقي مع أفراد نكعو في المقصد الخاص بالنكع يككف ىادفا إلى تحقيؽ مقصد خاص بو كاف
كاف ذلؾ المقصد ينتيي إلى المقصد الخاص بالنكع ليعضده كيقكيو".3
كمف األمثمة عمى ذلؾ:
-حكـ الكضكء مقصده الطيارة ،لقكلو تعالى ﴿ :
" ما ي ًر ي َّ
يد الموي ى ي
يد ًل يي ى
طيِّهىريك ٍـ﴾. 4 ًلىي ٍج ىع ىؿ ىعمى ٍي يك ٍـ ًم ٍف ىح ىروج ىكلى ًك ٍف يي ًر ي
1
-النجار :نفس المرجع السابؽ ،ص.40
-2النجار :نفس المرجع ،ص.41
3
-النجار :نفس المرجع ،ص.42
-4سورة المائدة اآلٌة .6
51
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
-حكـ تحريـ الخمر كالميسر مقصده نزع أسباب الفتنة كالعداكة ،قاؿ تعالى ﴿ :
قسـ بعض الباحثيف مقاصد الشريعة مف حيث مناط ،عدد مف تشمميـ بالمصمحة بصفة
مباشرة إلى أحكاـ عامة كأحكاـ خاصة.
المقاصد العامة:
" ك ىي تمؾ المقاصد التي تشمؿ ما تتضمنو مف المصمحة كؿ أفراد األمة ،بحيث ال
3
يخرج أحد منيـ مف أف يككف مستفيدا منيا بصفة مباشرة أك شبو مباشرة "
مف أمثمة ذلؾ:
-مقصد التكافؿ بيف أفراد المجتمع.
-مقصد التسيير كرفع الحرج.
-مقصد العدؿ كالمساكاة.
المقاصد الخاصة:
" ىي تمؾ المقاصد الشرعية التي تشمؿ ما تتضمنو مف مصمحة الفئة الخاصة مف
المجتمع أك األفراد المعنييف منو ،دكف أف تتعدل إلى غيرىـ " ،4مثؿ:
-مقصد التكثيؽ في العقكد.
-مقصد درء الحدكد بالشبيات.
ه -المقاصد بحسب األصول:5
كتنقسـ إلى مقاصد األصكؿ كمقاصد الكسائؿ:
مقاصد األصول:6
" ىي تمؾ المقاصد الشرعية التي جاء األحكاـ تيدؼ إلى تحقيقيا باعتبار ذاتيا ألنيا ىي
1
التي تمثؿ المصمحة المطمكبة "
مف أمثمة ذلؾ:
-مقصد حفظ النفس.
-مقصد السكف ك الرحمة في الزكاج.
-مقصد العدؿ االجتماعي.
مقاصد الوسائل:
" كىي تمؾ المقاصد التي ىي مصالح كلكنيا ليست مصالح في ذاتيا ،إذ بالنظر إلييا في
ذاتيا ال يحصؿ بيا النفع كانما ىي مصالح باعتبار أنيا تؤدم إلى تحقيؽ مصالح أصمية
تتكقؼ عمييا ،كلك لـ تتحقؽ ىي فإف المصالح األصمية ال تتحقؽ ،أك يداخميا الخمؿ
2
كاالضطراب "
ك مثاؿ ذلؾ:
-اإلشياد في النكاح.
-مقصد التكاصؿ كالتزاكر بيف األقارب كالجيراف.
جاء الديف في المرتبة األكلى بحسب قكة المصمحة ،فيك أكلى الضركريات الخمس،
قاؿ اآلمدم " :المقاصد الخمسة التي لـ تخؿ مف رعايتيا ممة مف الممؿ كال شريعة مف
الشرائع كىي حفظ الديف كالنفس كالعقؿ كالنسؿ كالماؿ ،فاف حفظ ىذه الخمسة مف
الضركريات ،كىي أعمى مراتب المناسبات".3
كقد اعتبر عمماء مقاصد الشريعة أف الديف ىك المقصد األساسي ،الذم أقاـ ا﵀ عز
يبيف العبادات ،ك ينظٌـ
كجؿ ألجمو الحياة الدنيا ،ألنو ينظـ العبلقة ،مابيف اإلنساف كربو ،ك ٌ
المعامبلت بيف الناس ،كيجعؿ المجتمع يعيش حياة مستقرة ك سعيدة ببعيدة عف االضطراب
كالتكتر.
1
النجار :نفس المرجع السابؽ ص.45
2
-النجار :نفس المرجع ،ص.45
-3اآلمدم :اإلحكاـ ،ج ،3ص.240
53
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
إذ الديف ىك " لب المقاصد كميا كركحيا ك أ ٌسيا كجذرىا ،كما عداه فيك متفرع عنو
محتاج إليو ،احتياج الفرع إلى أصمو ،ال يستقيـ إال بو ،كال يؤدم ثمرتو كيؤتى أكمو إال
1
بتغذيتو".
ك الديف الذم ييقصد ىنا ىك الديف الحؽ الصحيح ،الذم ارتضاه ا﵀ لمبشرية ،كىك اإلسبلـ
الناسخ لكؿ ما سبقو مف ديانات ،قاؿ تعالى ﴿ :
فحفظ الديف اإلسبلمي يعد أكبر الكميات الخمس كأرقاىا ،كمعناه تثبيت أركاف الديف
كأحكامو في الكجكد اإلنساني كالحياة الككنية ،ككذلؾ العمؿ عمى إبعاد ما يخالؼ ديف ا﵀
3
كيعارضو ،كالبدع كنشر الكفر كالرذيمة كاإللحاد كالتياكف في أداء كاجبات التكميؼ".
﴿ ذلؾ أف ا﵀ لـ يخمؽ الخمؽ إال ليعيد كيكحد ،قاؿ تعالى:
.4﴾
،قاؿ تعالى ﴿ : ىذا كاذا ذىب الديف فسدت الدنيا ،كاختمت الحياة برمتيا
فبحفظ الديف تحفظ المقاصد األخرل كتصاف ،كاذا " فقد الديف دخؿ الفساد عمى ىذه
المقاصد ،فترل النفكس تغتاؿ كاألمكاؿ تختمس ،كاألعراض تنتيؾ" ،6كسنتطرؽ إلى أىـ
المسالؾ كاآلليات التي بيا يحفظ الديف مف جانب الكجكد كمف جانب العدـ المقررة في الفقو
اإلسبلمي لحماية الحؽ في التديف الصحيح في المطمب الثاني مف ىذا الفصؿ.
-1محمد سعد :مجمة دراسات عمكـ الشريعة كالقانكف ،الجامعة األردنية ،المجمد ،41العدد 2عاـ ،2014ص1298
-2سورة آل عمران اآلٌة .19
-3الخادمي :المرجع السابؽ ،ص 81كما بعدىا.
4
-سورة الذارٌات اآلٌة .56
-5سورة المومنون ،اآلٌة .71
-6اليكبي :المرجع السابؽ ،ص.210
54
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
بعدما تناكلنا في المطمب األكؿ مقصد حفظ الديف كمقصد ٌأكؿ مف مقاصد الشريعة
اإلسبلمية ،نتطرؽ في ىذا المطمب إلى أىـ اآلليات المعتبرة في الفقو اإلسبلمي لحماية
أىميا ىي :الكقؼ الديني ،كاالجتياد ،كالدعكة، تبيف لمباحث أف ٌ الحؽ في التديف ،حيث ٌ
كالجياد ،كىك ما تناكؿتو في الفركع األربعة المكالية ،ثـ أعقبنا ذلؾ بالحماية الجزائية لمديف
اإلسبلمي في فرع خامس.
ـ قصد الديف باعتباره المقصد األكؿ ك الرئيسي مف جممة إف "دكر الكقؼ في حفظ
المقاصد الضركرية الخمس المعركفة ممحكظ ،كيظير ذلؾ مف خبلؿ ما نيض بو في
الماضي ككذلؾ الحاضر" 1فالكقؼ ييسر أسباب التديف ،كيضمف تكفير شركطو السيما ما
تعمؽ منيا بإقامة أماكف العبادة كالمساجد ك الكتاتيب التي تعتبر مف أبرز مظاىر الكقؼ
الديني لما ليا مف أىمية جكىرية في إقامة الديف بإقامة أركانو ك تبميغو ك تعميمو لمناس.
قاؿ تعالى ﴿
، 2﴾ فالمسجد لو كظيفة جكىرية في حفظ
الديف ،فيك مكاف لمعبادة بإقامة فرض الصبلة أىـ ركف مف أركاف اإلسبلـ ،كىي أيضا
أماكف لتعميـ الديف ك أحكامو المختمفة ،العقدية ،العبادية ك التعاممية.
الشاىدة كما أف لممسجد رسالة تربكية ك اجتماعية تحقؽ مقصد بناء األمة الخيرة ،
عمى باقي األمـ ،مف خبلؿ تكطيد الركابط االجتماعية كتعزيز قيـ األخكة اإليمانية قاؿ
تعالى ﴿ :
-1عبد الرحماف معاشي :البعد المقاصدم لمكقؼ ،رسالة ماجيستر ،جامعة باتنة ،العاـ الدراسي ، 2006/2005ص .75
-2سورة النور ،اآلٌتان .37-36
55
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
إف المسجد ليسيـ بحؽ في بناء الفرد في جكانبو اإليمانية ك األخبلقية مف خبلؿ
تحقيؽ منازؿ التقكل ك التزكية لبمكغ درجة اإلحساف األخبلقي ك السمككي ،فيصبح بذلؾ فردا
صالحا نافعا يسيـ في خدمة مجتمعو ك بناء أمتو ،مما يعد إسياما كبي ار في بناء ثقافة الفرد
المسمـ.
كمما أثبتو أىؿ السيرة أف أكؿ شيء بدأ بو النبي صمى ا﵀ عميو ك سمـ ىك بناء مسجد
ك ىك أكؿ كقؼ في اإلسبلـ ،ففي المكاف الذم بركت فيو ناقتو أمر بناء المسجد أف اشتراه
مف غبلميف يتيميف كانا يممكانو ،كساىـ في بنائو بنفسو ،كبنى بيكتا إلى جانبو ،كىي
2
كجعؿ منو "مصدر التكجيو حجرات أزكاجو ،كبعد اكتماليا انتقؿ الييا مف بيت أبي أيكب
الركحي ك المادم ،فيك ساحة لمعبادة ،كمدرسة لمعمـ ،كندكة لؤلدب ك قد ارتبطت بفريضة
3
الصبلة ك صفكفيا ك تقاليد ىي لباب اإلسبلـ"
كما أف أكؿ بيت بني لمناس عمى البسيطة إنما ىك المسجد الحراـ ،قاؿ تعالى ﴿ :
،4﴾ فيذه اآلية نص قاطع بأف
أكؿ بيت كضع لمناس لغرض العبادة ك أداء النسؾ يطكفكف كيصمكف إليو ىك الكعبة المشرفة
ك عف أبي ذر رضي ا﵀ عنو قاؿ قمت يا رسكؿ ا﵀ :أم مسجد كضع في األرض أكؿ؟ قاؿ
5
"المسجد الحراـ" قمت ثـ أم؟ قاؿ :المسجد األقصى قمت كـ بينيما؟ قاؿ :أربعكف سنة.
المعنكية فالمادية كقد خص الفقو اإلسبلمي المسجد بأحكاـ تفصيمية لكؿ جكانبو المادية ك
منيا بإقامة المسجد كطبيعتو الكقفية ،حكـ بنائيا ك غير ذلؾ ،كمما كرد عف النبي صمى ا﵀
عميو ك سمـ قكؿ عائشة رضي ا﵀ عنيا ":أمر رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو ك سمـ ببناء
المساجد بالدكر ك أف تنظؼ ك تطيب".1
كقد بيف القرآف العظيـ الفضؿ الكبير لمف بنى المسجد أك شارؾ فيو أك عمؿ عمى
إعماره قاؿ تعالى ﴿ :
.2﴾
فقكلو "يعمر" :داؿ عمى العمارة بالبناء كما دؿ عمى العمارة بالعبادة ألف باني المسجد
3
يتقرب إلى ا﵀ تعالى ببنائو فيك يعمر المسجد طاعة ﵀ سبحانو ك تعالى.
كفي المقابؿ العكسي لذلؾ فإف السعي ظمما لتعطيؿ مساجد ا﵀ عف دكرىا أك عف
إقامتيا أك السعي في خرابيا ظمـ كبير عاقبتو الخزم ك الميانة في الدنيا ك العذاب األليـ في
اآلخرة قاؿ تعالى ﴿
فالتعرض فاالعتداء عمى المساجد كعدـ احتراميا إنما مآلو الحتمي تعطيؿ
ٌ ، 4 ﴾
الناس كحرمانيـ مف إقامة تدينيـ ،مما يعتبر مساسا مباش ار بحؽ مف حقكقيـ الثقافية.
كمما ثبت مف أحاديث لمنبي صمى ا﵀ عميو كسمـ ما ركل عثماف بف عفاف رضي ا﵀
عنو قاؿ "إني سمعت رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو ك سمـ يقكؿ ":مف بنى ﵀ مسجدا يبتغي بو
كجو ا﵀ بنى ا﵀ لو بيتا في الجنة" كفي ركاية ":بنى ا﵀ لو في الجنة مثمو".5
كعف أنس رضي ا﵀ عنو أف النبي صمى ا﵀ عميو قاؿ " :مف بنى ﵀ مسجدا صغي ار
كاف أك كبي ار بنى ا﵀ لو بيتا في الجنة".6
-1رواه الترمذي.
-2سورة التوبة .18
-3ابف كثير :تفسير ابف كثير ( )63-61/4
-4سورة البقرة ،اآلٌة .114
-5متفؽ عميو.
-6ركاه الترمذم.
57
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
صمَّى ا﵀ي ىعىم ٍي ًو ىك ىسمَّ ىـ ىيقيك يؿ " :ىم ٍف ىبىنى ًلمَّ ًو ت رس ى َّ ً
كؿ المو ى
ك ىع ٍف يعثٍماف ٍب ًف ىعفَّاف ،ىق ى ً
اؿ :ىسم ٍع ي ى ي ى ى ى
1
ىم ٍس ًج ندا ،ىبىنى المَّوي لىوي ًمثٍمىوي ًفي ا ٍل ىجَّنة"
أما الجانب المعنكم فقد خص الفقو المساجد بأحكاـ تتعمؽ بسمكؾ مرتادييا التي يجب
أف يمتزمكىا داخؿ المساجد كذلؾ تنزييا ليا كمحافظة عمييا.
إف " أحكاـ الشريعة أكثرىا كمي عاـ ،كليس جزئيا تفصيميا إال فيما يتعمؽ بالعبادات
كأحكاؿ األسرة كلذلؾ فإف نكازؿ الحياة المستجدة ال يسعيا ما ىك منصكص عميو مف تمؾ
األحكاـ " .2
كتظير أىمية االجتياد خاصة في المسائؿ المعقدة التي تحتاج إلى أىؿ الخبرة
خاصة في مختمؼ اؿمجاالت التي شيدت تشعبا كتطك ار كالتخصص كتبادؿ الرأم فييا
االقتصادية ك العممية كالسياسية كبيريف السيما ذات المكاضيع المستجدة في المناحي
اإلعبلمي كغيرىا مف المكضكعات التي لـ تكف معيكدة في السابؽ.
ة ك
كفي الشريعة اإلسبلمية جاء األمر باالجتياد حكما كاجبا عمى المسمميف عمى كجو
الكفاية ،فأينما نزلت بالمسمميف ليس فييا حكـ مباشر مف النصكص ،فإف عمييـ بحسب
طاقتيـ أف يجتيدكا فييا ليجدكا الحكـ الشرعي ليا".3
-1رواه البخاري.
-2النجار :المرجع السابق ،ص .69
-3النجار :نفس المرجع ،ص .70
58
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
-األحكاـ العممية التي بينيا النبي صمى ا﵀ عميو كسمـ بشكؿ مفصؿ كعدد الصمكات
الخمس ككيفية أدائيا كمقادير الزكاة ككيفية الصكـ ككيفية أداء مناسؾ الحج .
-األمكر المعمكـ ة مف الديف بالضركرة ،كأمكر العقيدة التي جاءت بيا نصكص قطعية
كأمكر العقيدة كأركانيا ككجكب أداء العبادات كاقامة أركاف اإلسبلـ ،ككتحريـ الربا كالزنا
كالقتؿ كشرب الخبر.
-كالحدكد كفرائض اإلرث.
ب – الحالة الثانية :كىي الكقائع التي نجد فييا نصا قطعيا ظني الداللة ،كعدة الطمقة
مثبل في قكلو تعالى ﴿ :
، " 1 ﴾ كقد ترٌجح معنى الحيض لمحنفية ،كترٌج ح معنى الطير
مف حيث أنو ظني الداللة باالجتياد في معرفة المعنى المراد مف النص كقكة الداللة عمى
المعنى .
أما النوع الثاني من المسائل :فيي الكقائع كالنكازؿ التي لـ يرد فييا نصكص ال
قطعية كال ظنية ،كلـ يقع إجماع مف عمماء األمة بشأنيا في عصر مف العصكر ،كىي
متعددة تستجد مف كقت آلخر كباختبلؼ األحكاؿ كالبيئات " ،كىي مجاؿ خصب لبلجتياد
كميداف فسيح لعمؿ المجتيد ،بحثا عف حكميا الشرعي فيما نص بو الشارع مف أمارات
لمداللة عمى األحكاـ ،كالقياس كاالستحساف كاالستصحاب كسد الذرائع كالعرؼ كالمصالح
المرسمة ،أك بتطبيؽ القكاعد الكمية ،مما ىك راجع إلى جمب المصمحة كدفع المفسدة عمى
مقتضى قكاعد الشرع ".1
كاالجتياد كحكـ شرعي إنما مقصده األعمى حفظ الديف بتيسير التديف ،كذلؾ ألنو إذا
لـ يجتيد المسممكف في تحديد الكجو األرجح مف الكجكه المحتممة في الدليؿ الظني الداللة ،
فإنيـ ربما كقعكا في العمؿ بما ىك مرجكح مف تمؾ االحتماالت ككذلؾ فإنيـ لك لـ يجتيدكا
فيما نص فيو فإنيـ سيخضعكف قسما كبي ار مف حياتو لمقتضيات اليكل كاألحكاـ فبل
يحصؿ التديف الحؽ.2
الفرع الثالث :حفظ الدين بالدعوة :
كذلؾ بػ " :نداء الناس كامالتيـ إلى اإلسبلـ كحثيـ عمى االنتساب إليو ،كااللتزاـ بو
كاالجتماع عميو".3
فيي " جيد منيجي منظـ ييدؼ إلى تعريؼ الناس بحقيقة اإلسبلـ ،كاحداث تغيير
جذرم متكازف في حياتيـ عمى طريؽ الكفاء بكاجبات االستخبلؼ ،ابتغاء مرضات ا﵀
4
،قاؿ تعالى ﴿ : تعالى كالفكز بما ادخره لعباده الصالحيف في اآلخرة"
.5﴾
1
-نصر محمود الكنز ،االجتهاد الجماعً وتطبٌقاته المعاصرة ،رسالة ماجستٌر الجامعة االسالمٌة حمزه ، 2008 -ص .26
2
-النجار :المرجع السابق ص .70
-3برغوث الطٌب :منهج النبً صلى هللا علٌه وسلم فً حماٌة الدعوة خالل الفترة المكٌة ،المعهد العالً للفكر االسالمً ،ط ، 1
ص65
4الطٌب برغوث :نفس المرجع ،ص .67
-5سورة األحزاب اآلٌة .46 -45
60
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
فالدعكة إلى ا﵀ بالتكحيد كالطاعة ىي كظيفة الرسؿ األساسية ،قاؿ تعالى مخاطبا
الرسكؿ صمى اليى عميو كسمـ﴿
،1﴾
كقاؿ أيضا ﴿:
،2﴾ كقاؿ أيضا ﴿:
، 3﴾ كقاؿ تعالى ﴿ :
، 4 ﴾ كقاؿ أيضا﴿ :
،5﴾ كقاؿ أيضا.6﴾ ﴿ :
كقاؿ صمى ا﵀ عميو كسمـ ":مف دعا الى ىدل ؾ اف لو مف األجر مثؿ أجكر مف
تبعو" ،7كقكلو صمى ا﵀ عميو كسمـ لمعاذ بف جبؿ حينما بعثو إلى اليمف ":إنؾ تأتي قكما
مف أىؿ الكتاب فادعيـ إلى الشيادة أف ال إلو إال ا﵀ كأني رسكؿ ا﵀ ".8
كسنتطرؽ ىنا إلى األىداؼ الكبرل لمدعكة اإلسبلمية كخصائصيا كاىـ أساليبيا:
األىداف الكبرى لمدعوة اإلسالمية:
- 1
تسمتد الدعكة اإلسبلمية أىدافيا مف اإلسبلـ باعتباره دينا اختاره ا﵀ لتحقيؽ مصالح
اإلنساف في المعاش كالمعاد ،كيمكف تمخيص ىذه األىداؼ الكبرل لمدعكة اإلسبلمية فيما
يمي:
اعتنت الدعكة اإلسبلمية اعتناء مركزيا باإلنساف مف حيث:أ – العناية بالوجود اإلنساني
. المأتى كالمصير كالكظيفة
﴿ : كقاؿ تعالى، 2 ﴾
، 3﴾
﴿ ": كقاؿ أيضا
أما عف مصير اإلنساف فمضمكف الدعكة اإلسبلمية فيما يخص ذلؾ شديد الكضكح
كر " فالكجكد اإلنساني في المنظ،كالدقة بما يحقؽ الطمأنينة النفسية كاألماف الكجداني
بؿ يعتبر ذلؾ بداية، كجكد ممتد كال ينتيي بانقضاء أجؿ اإلنساف في الدنيا،اإلسبلمي
.5"مرحمة جديدة في حياتو ستفضي بو بعد حيف إلى مصيره النيائي في الجنة أك النار
كقد أفاض القرآف بآيات كثيرة تتناكؿ المسألة كتفصميا نظ ار ألىمية المكضكع كخطكرتو
﴿ : قاؿ تعالى،
كما ٌبيف القرآف أف الفكز في،1﴾
اآلخرة مقترف باإليماف بما جاء بو الديف اإلسبلمي مف أمكر عقدية كاتباع شريعتو فيما شرعو
﴿ : قاؿ تعالى،معامبلتية مف تشريعات عبادية ك
.2﴾
فقد اعتنى بيا اإلسبلـ اىتماما خاصا مما جعميا محك ار في، كأما كظيفة اإلنساف
كىك ما يجعؿ أف غاية الدعكة اإلسبلمية عمى مستكل عالـ، اىتمامات الدعكة اإلسبلمية
يحق لو ظركؼق الشيادة ىي تمكيف اإلنساف مف تحقيؽ مستكل استخبلفي راؽ كفؽ ما تت
.3كامكاناتو في عصره
﴿ قاؿ تعالى، فالكظيفة الكجكدية لئلنساف كفؽ المنيج اإلسبلمي ىي االستخبلؼ
4
﴾
قاؿ، كيتـ ذلؾ االستخبلؼ ضمف اختبار كابتبلء لئلنساف في إرادتو كحريتو كاختياره
﴿ : تعالى
﴿ : كقاؿ أيضا،"5﴾
﴿ : كقاؿ،1﴾
كما بيف اإلسبلـ أف ىذا االستخبلؼ إنما يتـ ضمف إطار العبكدية ﵀ تعالى التي
،3﴾ ﴿ ": قاؿ تعالى،تعتبر غاية الكجكد اإلنساني
﴿ : كقاؿ أيضا
﴿ : كقاؿ أيضا،4﴾
،5﴾
﴿ : كقاؿ أيضا
إف محتكل الدعكة اإلسبلمية كخصائصيا العامة تجعؿ أمر "تبميغ الديف إنما مقصده
األعمى حفظ الديف كذلؾ ألف تبميغ الديف لمف ال عمـ ليـ بو يؤدم إلى العمـ بو ،كقد يؤدم
بالكثيريف منيـ إلى اإليماف بو ،كذلؾ ألف مف مظاىر حفظ الديف انتشاره بيف الناس...فتبميغ
الديف ىك إذف أحد المسالؾ اليامة لحفظ الديف".1
الفرع الرابع :حفظ الدين بالجياد:
قد يحدث كأف يتعرض المسممكف لطمع أعدائيـ في ببلدىـ ك ثركاتيـ ،أك استعداء لدينيـ
كما حدث عبر مراحؿ مختمفة في التاريخ ،كفي ىذه الحالة يصبح الدفاع عف األرض ك
الديف ك المقدسات فرض كاجب قاؿ تعالى ﴿ ":
كىذا األمر بالجياد ىك أمر لكؿ األمة عمى كجو الكفائية فإف لـ تؼ الكفائية بو
أصبح فرضا عينيا ،قاؿ تعالى ﴿ :
.3﴾
ك " إنما شرع الجياد لدفع العدك الخارجي الغازم ،كذلؾ مف جية ككف ىذا العدك إذا ما
ضرر ىك صرؼ حياتيـ عف أف تككف استكلى عمى المسمميف فإف أكؿ ما يمحقيـ بو مف
محككمة بالديف" ،4كما كاف يسمى بجياد الطمب "جياد يبتغي منو إيصاؿ الدعكة اإلسبلمية
إلى أقكاـ ضرب عمييـ حصار أف تصؿ إلييـ تمؾ الدعكة مف قبؿ متسمطيف عمييـ
مستبديف".5
﴿ فالشريعة كردت فييا نصكص كثيرة متضافرة تكجب رد العدكاف قاؿ تعالى :
إف الديف اإلسبلمي ىك الديف الحؽ ،كىك الديف الخاتـ الذم يضمف تحقيؽ مصالح
الناس كسعادتيـ في العاجؿ كاآلجؿ أفرادا كمجتمعات ،كاإلعراض عنو كالصد عف سبيمو
كاالعتداء عميو يفضي إلى ضنؾ المعيشة ،كتكدير صفك الحياة البشرية كظيكر الفساد
كشيكع المظالـ كاالضطرابات ،ألجؿ ذلؾ حفٌتو الشريعة اإلسبلمية بقدر كبير مف الحماية مف
خبلؿ أحكاـ فقيية جزائية تطاؿ مف يعتدم عميو أك يسيء إليو.
المتأمؿ في الحماية الجزائية لمديف اإلسبلمي يجدىا عمى نكعيف مجممة كمفصمة،
ك ٌ
فالحماية المجممة تستيدؼ حماية الديف ككؿ مف كؿ إنكار أك سب أك استيزاء أك ما شابو
ذلؾ ،أما المفصمة فتتناكؿ حماية أصؿ مف أصكؿ الديف أك فركعو االعتقادية أك التعبدية ،
مثؿ حماية كؿ ركف مف أركاف اإليماف أك اإلسبلـ عمى حده ،أك كؿ معمكـ مف الديف
بالضركرة ،أك حماية األماكف المقدسة كالمصحؼ الشريؼ.
كسأتطرؽ بإجماؿ مع التمثيؿ إلى ىذيف المكنيف مف الحماية عمى النحك اآلتي:
ؼالحماية الجزائية المجممة لمديف اإلسبلمي تيدؼ إلى حمايتو مف شتى صكر اإلساءة
كىي متنكعة أىميا:
أ -اإلنكار.
ب -االستيزاء.
ت -السب كالمعاداة.
ث -التحريؼ.
3
فقد النيي عف االعتداء عف كؿ أما ا لحماية الجزائية المفصمة لمديف اإلسبلمي
أركاف كجزئيات ما جاء بو الديف اإلسبلمي ،كمف أمثمة ذلؾ:
المطمب الثالث :حماية حق التدين لغير المسممين في البالد المسممة من الزاوية الفقيية .
نتناكؿ في ىذا المطمب التصنيفات الفقيية لغير المسمميف في الفرع األكؿ ،ثـ نتبعو بالحماية
المقررة ألصحاب الديانات السماكية في ممارسة تدينيـ في الفرع الثاني.
يمكف اعتبار معيار االعتقاد لتمييز المسمميف عف غيرىـ مف الناس ،ككاضح أف غير
المسمميف ىـ الذيف ال يدينكف باإلسبلـ ،سكاء مف لـ يدخؿ اإلسبلـ أصبل ،أك دخؿ فيو ثـ
خرج منو ثانيا ،كيستثنى المنافقكف ،كىؤالء جميعا يشترككف في الكفر ،فيقاؿ إذف :غير
المسمميف ىـ الكفار.1
كينقسـ غير المسمميف مف حيث التزاـ أحكاـ اإلسبلـ ك خضكعيـ لتنفيذ أحكامو عمييـ
إلى األصناؼ اآلتية:
-نكع يخضع ألحكاـ اإلسبلـ كيمتزمكف بيا ،كىؤالء يطمؽ عمييـ الذميكف.
-نكع يخضع ألحكاـ اإلسبلـ مدة مف الزمف فقط كىؤالء يطمؽ عمييـ المستأمنكف.
-نكع ال يخضع ألحكاـ اإلسبلـ كال يمتزـ بيا ،كىؤالء يطمؽ عمييـ الحربيكف.
- 1أما الذميون:
فقد أطمقت الذمة عمى العيد كالعقد ،كرجؿ ذمي معناه :رجؿ لو عيد أك عقد ،كأىؿ
،كما أطمقت الذمة أم أىؿ العقد ،أك أىؿ العيد ،كىـ الذيف يؤدكف الجزية مف المشركيف
عمى األماف ،كليذا سمي المعاىد ذميا ألنو أعطي األماف عمى ذمة الجزية التي تؤخذ منو.
ككممة الذمة استعمميا رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو كسمـ في معظـ كتبو المكجية إلى
األفراد كالعشائر ،بأف كاف يذكر فييا أف يعطييـ ":ذمة ا﵀ كالرسكؿ".
كقد اختمؼ الفقياء في إعطاء تعريؼ جامع لعقد الذمة.
-1محمد علولٌش الورتالنً ،أحكام التعامل مع غٌر المسلمٌن واالستعانة بهم دراسة فقهٌة مقارنة ،دار التنوٌر 2004م ،ط1
67
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
فقد عرفو الحنفية بأنو ":عقد يتضمف إقرار بعض الكفار عمى ما يدينكف بو عمى الدكاـ
ببذؿ الجزية كالتزاـ أحكاـ اإلسبلـ العامة".1
أما عند فقياء المالكية فإنيـ قالكا بأنو ":التزاـ تقريرىـ في ديارىـ كحمايتيـ كالدرء عنيـ بشرط
بذؿ الجزية كاالستسبلـ".2
كما عرفو فقياء الشافعية بأنو ":أف يقر أىؿ الكتاب عمى المقاـ في دار اإلسبلـ بجزية
يؤدكنيا عمى رقابيـ في كؿ عاـ" ، 3كنبلحظ أف الشافعية قصركا عقد الذمة عمى أىؿ الكتاب
فقط في حيف أف كثي ار مف الفقياء أجازكا عقد الذمة مع المجكس ،كمع كؿ مف ال يديف
باإلسبلـ باستثناء المرتد.4
لكف الفقياء اختمفكا في عقد الذمة مع مف ال كتاب لو كال شبيتو كىـ عبدة األصناـ
كاألكثاف كغيرىـ مف المشركيف ممف ال نص فييـ ،كسبب ذلؾ كما جاء في بداية المجتيد":
كالسبب في اختبلفيـ معارضة العمكـ لمخصكص ،أما العمكـ ،فقكلو تعالى ﴿ :
،5﴾ كقكلو
صمى ا﵀ عميو كسمـ ":أمرت اف أقاتؿ الناس حتى يشيدكا أف ال إلو إال ا﵀ كأف محمدا رسكؿ
ا﵀ ،كيقيمكا الصبلة ،كيؤتكا الزكاة ،فإذا فعمكا ذلؾ عصمكا مني دماءىـ كأمكاليـ إال بحؽ
اإلسبلـ كحسابيـ عمى ا﵀" ،أما الخصكص فقكلو صمى ا﵀ عميو كسمـ ألمراء السرايا الذيف
كاف يبعثيـ إلى المشركيف مف العرب ،كمعمكـ أنيـ كانكا غير أىؿ كتاب ":فإذا لقيت عدكؾ
فادعيـ إلى ثبلث خصاؿ ،كذكر الجزية فييا" ،فمف رأل أف العمكـ إذا تأخر عف الخصكص
فيك ناسخ لو قاؿ ال تقبؿ الجزية مف مشرؾ ماعدا أىؿ الكتاب ألف اآلية اآلمرة بقتاليـ عؿ ل
العمكـ متأخرة عف ذلؾ الحديث ،كذلؾ أف األمر بقتاؿ المشركيف عامة ىك في سكرة براءة،
كذلؾ عاـ الفتح ،كذلؾ الحديث إنما ىك قبؿ الفتح ،كمف رأل أف العمكـ يبنى عمى
أك جيؿ التقدـ أك التأخر بينيما قاؿ بتقبؿ الجزية مف جميع الخصكص تقدـ أك تأخر
المشركيف ،كأما تخصيص أىؿ الكتاب مف سائر المشركيف فخرج مف ذلؾ العمكـ باتفاؽ.
1الكاسانً :بدائع الصنائع فً ترتٌب الشرائع .تحقٌقىعلً محمد عوض ،وعادل أحمد عبد الموجود ،ط 1دار الكتب العلمٌة بٌروت .1997
ج.9ص426
2القرافً :الذخٌرة.تحقٌق محمد بوخبزة.ط .1دار العرب اإلسالمً.بٌروت.1994ج.3ص451
3الماوردي:الحاوي الكبٌر .تحقٌق محمود مسترجً.دار الفكر بٌروت .1994ج.18ص344
4الكاسانً :المصدر السابق.ج .9ص 437
-5سورة البقرة اآلٌة 192
68
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
- 2المستأمنون:
المستأمف ىك غير المسمـ الذم يقيـ في الديار اإلسبلمية أمدا قصي ار مف غير أف
يتخمى عف رعيتو لغير المسمميف ،أك ىك شخص مف دار الحرب دخؿ اإلسبلـ لمدة معينة
بعقد أماف ،قاؿ تعالى ﴿ :
كاذا دخؿ الحربي دار اإلسبلـ بأماف فإنو يظؿ مدة األماف في ديار اإلسبلـ لو ما
لممسمميف ،كعميو ما عمييـ ،كيمتزـ بأحكاـ اإلسبلـ في المعامبلت المالية ككذلؾ العقكبات.
- 3الحربيون:
الحربي مف يحارب المسمميف أك ينتسب إلى قكـ محاربيف لممسمميف سكاء أكانت
المحاربة فعمية أـ متكقعة ،كىـ ال يمتزمكف أحكاـ اإلسبلـ ،فالحربيكف ىـ سكاف دار الحرب
الذيف ال يدينكف باإلسبلـ ،كال يخضعكف ليا ،فيي ال تطبؽ عمييـ.
كليس في تسمية دار الحرب ما يستمزـ ككنيـ أعداء ،فقد يككف بينيـ كبيف المسمميف
ميثاؽ فيسمكف تخصيصا بػ ( :المعاىديف) ،كأما الحربي الذم يدخؿ دار اإلسبلـ بأماف
فيسمى مستأمنا كما سبؽ ذكر ذلؾ.
كفي أحكاـ المعامبلت مع غير المسمميف مف أىؿ الذمة كالمستأمنيف نجد أف الفقو
اإلسبلمي يزخر بأحكاـ متنكعة كثيرة تضمف تحقيؽ المصالح كالمنافع اإلنسانية المتكخاة مف
تمؾ المعامبلت ،مثؿ أحكاـ البيع كالشفعة كاإلجارة كالككالة كالنكاح كالطبلؽ كالكقؼ ،كاليبة
كغيرىا ،مما يؤكد مركنة الشريعة كطابعيا المقاصدم في بنائيا لمعبلقات مع غير المسمميف
كانفتاحيا عمييـ.
كسنتناكؿ في الفرع الثاني حماية الحؽ في التديف لغير المسمميف مف أىؿ الكتاب.
، 1﴾كقد حضي غير المسمميف بكفالة حقيـ التاـ في حرية معتقدىـ كممارسة شعائرىـ
الدينية منذ التأسيس األكؿ لمدكلة اإلسبلمية في عيد النبي صمى ا﵀ عميو كسمـ ،كىك ما
نستشفو في كثير مف اآليات القرآنية كالمكاقؼ النبكية في ىذا المكضكع.
ففي القرآف الكريـ نجد حرية ا إلنساف في االعتقاد كاختيار الديف كعدـ اإلكراه في اتباع
ممة أك نحمة ما ظاىر في غاية الكضكح في آيات كثيرة ،قاؿ تعالى ﴿ :
،2﴾ فمكؿ صاحب ديف أف يمارس دينو كمعتقده.
﴾ ،3كما نجد أف القرآف الكريـ قد أفرد لممسألة االعتقادية سكرة كاممة خاطب فييا الكافريف ،
قاؿ تعالى ﴿ :
ـ ف يشاء ﴾ ،4كما بيف القرآف الكريـ أف مسألة اليدام ة ىي بتكفيؽ مف ا﵀ تعالى فيك ييدم
كيضؿ مف يشاء ،قاؿ تعالى ﴿ :
كما أمر القرآف الكريـ مجادلة أىؿ الكتاب بالحسنى ،كمراعاة مشاعرىـ ،قاؿ تعالى:
﴿
.1﴾
كفي قاعدة جميمة أرساىا القرآف الكريـ في التعامؿ مع غير المسمميف مبنية عمى
اإلحساف إلييـ قاؿ تعالى ﴿ :
،2﴾ يتضح أف األصؿ في بناء العبلقة مع غير
المسمميف إنما تككف ممدكدة ك مبنية عمى البر كالقسط ،شريطة أف ال يظيركا العداء في
الديف بالمقاتمة كاالعتداء عمى الديار ،كفي مراد ىذه اآلية يقكؿ اإلماـ القرافي ":الرفؽ
بضعيفيـ ،كسد خمة فقيرىـ ،كاطعاـ جائعيـ ،ككساء عارييـ ،كليف القكؿ ليـ -عمى سبيؿ
التمطؼ ليـ كالرحمة ال عمى سبيؿ الخكؼ كالذلة_ كاحتماؿ أذيتيـ في الجكار -مع القدرة
عمى إزالتو -لطفا منا بيـ ،ال خكفا كال طمعا ،كالدعاء ليـ باليداية ،كأف يجعمكا مف أىؿ
السعادة ،كنصيحتيـ في جميع أمكرىـ في دينيـ كدنياىـ ،كحفظ غيبتيـ ،إذا تعرض أحد
ص ًال ًح ًي ٍـ ىكأ ٍ
ىف يي ىع يانكا ألذيتيـ كصكف أمكاليـ كعياليـ كأعراضيـ كجميع حقكقيـ كمصالحيـ ،ىك ىم ى
3
يصالييي ٍـ ًل ىج ًم ً
يع يحقيكًق ًي ٍـ"... ُّظ ً
ىعمىى ىد ٍف ًع الظ ٍمـ ىع ٍنيي ٍـ ىكًا ى
كفي مسألة حماية الحؽ في التديف لغير المسمميف فمقد صاف اإلسبلـ معابدىـ كأماكف
ممارسة شعائرىـ الدينية فمـ يفرؽ بيف حماية المقدسات اإلسبلمية كمقدسات الشرائع السماكية
األخرل " ،فعندما استقبؿ رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عيو كسمـ كفد نصارل نجراف بالمدينة المنكرة
في السنة العاشرة لميجرة كاف احتراـ اإلسبلـ لمقدسات اآلخريف الدينية معمما مف المعالـ
، 1كىك ما يتكافؽ مع البارزة التي أرساىا اإلسبلـ في النظر كالتعامؿ مع ىؤالء اآلخريف"
مقتضيات اإليماف الذم ال يكتمؿ إال باالعتراؼ بكؿ الشرائع السماكية السابقة.
قاؿ تعالى ﴿ :
ؼقد جاء في العيد الذم كتبو رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو كسمـ لنصارل نجراف ،كلكؿ
المتدينيف بالنصرانية:
" كلنجراف كلحاشيتيا ،كألىؿ ممتيا ،كلجميع مف ينتحؿ دعكة النصرانية في شرؽ
األرض كغربيا ،قريبيا كبعيدىا فصيحيا كأعجميا جكار ا﵀ كذمة محمد النبي رسكؿ ا﵀،
عمى أمكاليـ كأنفسيـ كممتيـ كغائبيـ كشاىدىـ كعشيرتيـ كبيعيـ ككؿ ما تحت أيدييـ مف
قميؿ أك كثير ...كأف أحرص دينيـ كممتيـ أيف كانكا...بما أحفظ بو نفسي كخاصتي كأىؿ
اإلسبلـ مف ممتي ...ألني أعطيتيـ عيد ا﵀ أف ليـ ما لممسمميف كعميو ما عمييـ ...حتى
يككنكا لممسمميف شركاء فيما ليـ كفيما عمييـ".3
كبمقابؿ الحقكؽ التي أعطاىا الرسكؿ صمى ا﵀ عميو كسمـ لمنصارل فرض عميو
كاجبات باعتبارىـ مكاطنيف كسائر المكاطنيف المسمميف ،فمقد جاء في ىذا العيد:
" فاشترط عمييـ أمك ار يجب عمييـ في دينيـ التمسؾ كالكفاء بما أعاىدىـ عميو منيا :أال
يككف أحد منيـ عينا كال رقيبا ألحد مف أىؿ الحرب عمى أحد مف المسمميف في سره
كعبلنيتو ،كال يأكم عدكا لممسمميف ،يردكف بو أخذ الفرصة كانتياز الكثبة ،كال ينزلكا أكطانيـ
كال ضياعيـ ،كؿ في شيء مف مساكف عبادتيـ كال غيرىـ مف أىؿ الممة ،كال يرفدكا أحدا مف
-محمد عمارة :احتراـ المقدسات ،مكتبة الشركؽ الدكلية ،القاىرة2007 ،ـ ،.ص.09، 1
72
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
أىؿ الحرب عمى المسمميف بتقكية ليـ بسبلح كال خيؿ كال رجاؿ كال غيرىـ ،كال يصانعكىـ...
كال يظيركا العدك عمى عكرات المسمميف كال يخمكا شيئا مف الكاجب عمييـ".1
" كلقد بمغ احتراـ اإلسبلـ كتقديسو لمخصكصيات الدينية لغير المسمميف الحد الذم
تجاكز السماح بإقامة ىذه الخصكصيات في الدكلة اإلسبلمية إلى األمر بإقامة ىذه
الخصكصيات " ،2قاؿ تعالى ﴿ :
فحماية المقدسات الدينية في اإلسبلـ ال تقتصر عمى اإلسبلمية فحسب بؿ تمتد لتشمؿ
كؿ مقدسات األدياف األخرل ،بؿ إف ذلؾ مف أكجب الكاجبات التي تقع عمى عاتؽ الدكلة
اإلسبلمية في كؿ الحاالت كالظركؼ ،قاؿ تعالى ﴿ :
فاآلية الكريمة تشير إلى أف " التدافع كالدفع ليس فقط لحماية المقدسات اإلسبلمية،
كانما لحماية دكر العبادة الخاصة بكؿ أصحاب الشرائع الدينية".6
كعندما فتح المسممكف القدس سنة 15ىػ (635ـ) ،في عيد الخميفة الراشد عمر بف
الخطاب رضي ا﵀ عنو ،بعد محاصرة الجيش الركماني فييا حتى تـ االتفاؽ مع أىميا عمى
فتحيا صمحا كدكنما قتاؿ ،ذلؾ أنيا حرـ في المنظكر اإلسبلمي كالحرـ ال يجكز القتاؿ فيو
إال لرد العدكاف ،ككاف اسميا حينذاؾ إيميا ،لكف المسممكف أطمقكا عمييا اسـ القدس كالحرـ
القدسي ليككف شاىدا عمى مكانتيا المقدسة عند المسمميف.
كعندما دخؿ عمر بف الخطاب الؽ دس ،دخميا ماشيا عمى قدميو بينما كاف خادمو
راكبا عمى دابتو ،كعقد عمر بف الخطاب رضي ا﵀ عنو ألىؿ القدس العيد العمرم الذم
قرر فيو:
" األماف ألنفسيـ ،كأمكاليـ ،كلكنائسيـ كصمبانيـ ...ال تسكف كنائسيـ كال تيدـ ،كال
ينتقص مف حيزىا ،كال مف صميبيـ ،كال مف شيء مف أمكاليـ ،كال يكرىكف عمى دينيـ ،كال
يضار أحد منيـ ،بؿ لقد بمغ احتراـ عمر بف الخطاب رضي ا﵀ عنو يكمئذ لكنيسة القيامة،
الحد الذم جعمو يعتذر لبطرؾ القدس صفرينيكس عف عدـ الصبلة في الكنيسة احتراما
لخصكصيتيا كاختصاص أىميا بيا ،ككي ال يأتي حاكـ مسمـ -في قادـ الزماف -فيتأكؿ
صبلة عمر في الكنيسة ،بأف لممسمميف حقا في جزء منيا.1"،
" كفي فتح مصر بقيادة عمرك بف العاص 43ىػ حررت مف االستعمار الركماني الذم
امتد عشرة قركف ،كحرر المسممكف أيضا كنائس النصرانية المصرية األرثكذككسية التي كانت
مغتصبة مف قبؿ الركماف" ،2كالمسممكف لـ يحرركا ىذه الكنائس ليحكلكىا إلى مساجد ،كانما
ليعيدكىا إلى أقباط مصر يمارسكف فييا عباداتيـ "،كيكمئذ أعاد المسممكف البطرؾ القبطي
بنياميف في السنة 39ىػ بعد أف ظؿ ىاربا مف الركماف ثبلثة عشر عاما".3
غير اإلسبلمية الحظ الكافر مف كىكذا كعمى مر التاريخ ،نالت المقدسات الدينية
الحماية في ظؿ الدكلة اإلسبلمية " ،فازدىرت كؿ ألكاف الطيؼ الديني ،ككؿ المقدسات
الدينية لكؿ أصحاب الديانات ،حتى أف فقيو مصر الميث بف سعد قد أفتى بأف بناء الكنائس
يعد مف عمارة الببلد".1
المبحث الثاني :حماية الحق في التدين في القانون الدولي لحقوق اإلنسان .
سكؼ أتطرؽ في ىذا المبحث إلى مدل إقرار الحؽ في التديف في القانكف الدكلي لحقكؽ
اإلنساف مف خبلؿ استعراض كركد حماية ىذا الحؽ في مختمؼ االتفاقيات الدكلية كاإلقميمية
األساسية لحقكؽ اإلنساف.
-تناكلت في المطمب األول حماية الحؽ في التديف في المكاثيؽ الدكلية األساسية لحقكؽ
اإلنساف،
-أما المطمب الثاني فقد خصصتو لممكاثيؽ اإلقميمية لحقكؽ اإلنساف كما تضمنتو مف
حماية ليذا الحؽ،
علييا بدراسة ما تضمنتو في مسألة حماية حؽ إف المكاثيؽ الدكلية التي سأعتمد
اإلنساف في التديف ىي ا لمكاثيؽ الدكلية األساسية لحقكؽ اإلنساف كىي:
الفرع األول :حرية التدين في اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان والعيدين الدولين لحقوق
اإلنسان.
أقرت الجمعية العامة لؤلمـ المتحدة اإلعبلف العالمي لحقكؽ اإلنساف في قصر
" ٌ
شايكه في باريس ،كيعتبر اإلعبلف العالمي لحقكؽ اإلنساف أكؿ كثيقة دكلية أساسية مكجية
لجميع البشر عمى حد سكاء نصت عمى حقكؽ مدنية سياسية كاقتصادية كثقافية" " ،1كالذم
اعتبر ،كبحؽ أىـ إعبلنات األمـ المتحدة كأبعدىا أثرا ،إذ ش ٌكؿ ىذا اإلعبلف مصد ار أساسيا
، 2كقد يميـ الجيكد الكطنية ك الدكلية في مجاؿ تعزيز حقكؽ اإلنساف كحرياتو األساسية"
217ألؼ (د )3 -المؤرخ في 10ديسمبر اعتمد كنشر عمى المؤل بقرار الجمعية العامة
.1948
عديدة كمنيا كبقراءة متأنية لما كرد في اإلعبلف نجد أنو قد تناكؿ حقكقا معنكية
كما نص عمى تساكم الرجاؿ الحقكؽ الثقافية إما ضمنيا كاما بالتصريح الكاضح الدقيؽ.
حزمت أمرىا عمى النيكض بالتقدـ كالنساء في الحقكؽ ،كأف شعكب األمـ المتحدة قد
3
االجتماعي كتحسيف مستكيات الحياة في جك مف الحرية أفسح"
ؼشعكب األمـ المتحدة قد أعادت في الميثاؽ تأكيد إيمانيا بحقكؽ اإلنساف األساسية،
كبكرامة اإلنساف كقدره ،إذ نجد أف الديباجة قد نكىت أف البشر ":قد نادكا ببزكغ عالـ يتمتعكف
فيو بحرية القكؿ كالعقيدة" ، 4كما قد نصت المادة 18منو عمى أنو ":لكؿ شخص حؽ في
حرية الفكر كالكجداف كالديف ،كيشمؿ ىذا الحؽ في حريتو في تغيير دينو أك معتقده ،كحريتو
في إظيار دينو أك معتقده بالتعبد كاقامة الشعائر كالممارسة كالتعميـ ،بمفرده أك مع جماعة،
كأماـ المئل أك عمى حدة".
كجاءت المادة التي تمييا ( المادة )19تفيد بأنو ":لكؿ شخص حؽ التمتع بحرية الرأم
كالتعبير ،كيشمؿ ىذا الحؽ حريتو في اعتناؽ اآلراء دكف مضايقة ،كفي التماس األنباء
كاألفكار كتمقييا كنقميا إلى اآلخريف ،بأية كسيمة كدكنما اعتبار لمحدكد"
كالمبلحظ أف ىاتيف المادتيف قد أقرتا الحقكؽ المعنكية األساسية لئلنساف في التفكير
كاالعتقاد كالكجداف كالديف كىي مف الخصائص الجكىرية التي تميز اإلنساف ،كتعبر عف
-1لٌنا الطبال :االتفاقٌات الدولٌة واإلقلٌمٌة لحقوق اإلنسان ،دار المؤسسة الحدٌثة للكتاب ،2010 ،ص .122
-2محمد شرٌف بسٌونً :الوثائق الدولٌة لحقوق اإلنسان ،ج ، 1ص .25
3الفقرة 5من الدٌباجة.
-4الفقرة 3من الدٌباجة.
76
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
كرامتو ،فاإلنساف كائف مف ٌكر ،يتمتع بممكة العقؿ كالتمييز ،كىي قدرة يختمؼ بيا عف غيره،
كما أف الكجداف كاألحاسيس ال يمكف أف تيسمب مف اإلنساف ،فيك يشعر بالمذة كاأللـ ،
كالسعادة كالشقاء ،كالرضا كالغضب ،كما أنو أيضا مخمكؽ متديف ،إذ ال يكاد يخمك مجتمع
مف الظاىرة الدينية.
فتحت باب الحرية كاسعا دكنما أم قيد أك
ا إال أنو يمكف مبلحظة أف ىاتيف المادتيف قد
ضابط ،فيي لـ تضع حدا لحرية اعتقاد الديف أك تغييره ،كبيذا تستكم بحسبيما كؿ الديانات
الصحيحة كالفاسدة ،السماكية كالكضعية ،كما جعمت اإلنساف ىك مصدر إقرار ىذا الحؽ
نزعت عنو بذلؾ لباس القداسة كالخصكصية كأنزلتو منازؿ الحقكؽ األخرل ،كىك منظكر
ؼ
يجعؿ اإلنساف قد يعمك فكؽ الديف في حد ذاتو ،كىذا ترجمة صادقة لمفمسفة الغربية الحداثية
التي جعمت اإلنساف ذات النزعة المادية كالعممانية المرتكزة عمى مبادئ القانكف الطبيعي
مركز كؿ شيء بما في ذلؾ الظاىرة الدينية ،كىك ما يتعارض كطبيعة الديف في حد ذاتو .
كيعد إقرار الحؽ في التديف كالكجداف كالعقيدة مف الحقكؽ الثقافية األساسية لئلنساف
ي
نالت االىتماـ مف ًقبؿ الميثاؽ مما يعد مكسبا يضاؼ إلى قائمة الحقكؽ المحمية.
1
ىذا مف جية كمف جية أخرل فقد أقر العيد الدكلي الخاص بالحقكؽ المدنية كالسياسية
لعاـ 1966ـ حماية ىذا الحؽ ،فالمادتاف 18ك 26مف العيد تعداف ذات صمة كثيقة
بمكضكع الحؽ في حرية التديف ،حيث تنص المادة 18منو عمى أنو:
-لكؿ إنساف حؽ في حرية الفكر كالكجداف كالديف .كيشمؿ ذلؾ حريتو في أف يديف بديف
ما ،كحريتو في اعتناؽ أم ديف أك معتقد يختاره ،كحريتو في إظيار دينو أك معتقده بالتعبد
كاقامة الشعائر كالممارسة كالتعميـ ،بمفرده أك مع جماعة ،كأماـ المؤل أك عمى حدل.
-ال يجكز تعريض أحد إلكراه مف شأنو أف يخؿ بحريتو في أف يديف بديف ما ،أك بحريتو في
اعتناؽ أم ديف أك معتقد يختاره.
-1اعتمد كعرض لمتكقيع كالتصديؽ كاالنضماـ بمكجب قرار الجمعية العامة لؤلمـ المتحدة 2200ألؼ (د )21-المؤرخ في 16
كانكف/ديسمبر1966ـ
تاريخ بدء النفاذ 23 :آذار/مارس ، 1976كفقا ألحكاـ الػمادة 49
77
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
-ال يجكز إخضاع حرية اإلنساف في إظيار دينو أك معتقده ،إال لمقيكد التي يفرضيا
القانكف كالتي تككف ضركرية لحماية السبلمة العامة أك النظاـ العاـ أك الصحة العامة أك
اآلداب العامة أك حقكؽ اآلخريف كحرياتيـ األساسية.
-تتعيد الدكؿ األطراؼ في ىذا العيد باحتراـ حرية اآلباء ،أك األكصياء عند كجكدىـ،
في تأميف تربية أكالدىـ دينيا كخمقيا كفقا لقناعاتيـ الخاصة.
ك المادة 26قد أكدت عمى أف الناس جميعا سكاء أماـ القانكف كيتمتعكف دكف أم
تمييز بحؽ متساك في التمتع بحمايتو .كفي ىذا الصدد يجب أف ىيحظير القانكف أم تمييز
كأف يكفؿ لجميع األشخاص عمى السكاء حماية فعالة مف التمييز ألم سبب ،كالعرؽ أك
المكف أك الجنس أك المغة أك الديف أك الرأم سياسيا أك غير سياسي ،أك األصؿ القكمي أك
االجتماعي ،أك الثركة أك النسب ،أك غير ذلؾ مف األسباب ،ك أردفتيا المادة 27بالتأكيد أنو
ال يجكز ،في الدكؿ التي تكجد فييا أقميات اثنيو أك دينية أك لغكية ،أف يحرـ األشخاص
المنتسبكف إلى األقميات المذككرة مف حؽ التمتع بثقافتيـ الخاصة أك المجاىرة بدينيـ كاقامة
شعائره ـ أك استخداـ لغتيـ ،باالشتراؾ مع األعضاء اآلخريف في جماعتيـ.
أما العيد الدكلي لمحقكؽ االقتصادية كاالجتماعية كالثقافية 1الصادر عاـ ،1966فقد
أقر العديد مف الحقكؽ ال سيما الثقافية ،كفيما يخص األمر المتعمؽ بالحؽ في حرية المعتقد
3مف المادة 13صنكا مع حؽ كممارسة الشعائر الدينية فنجد أنو قد أكردىا في الفقرة
األبناء في التربية حيث نصت عمى أنو " :تتعيد الدكؿ األطراؼ في ىذا العيد باحتراـ حرية
اآلباء ،أك األكصياء عند كجكدىـ ،في اختيار مدارس ألكالدىـ غير المدارس الحككمية،
شريطة تقيد المدارس المختارة بمعايير التعميـ الدنيا التي قد تفرضيا أك تقرىا الدكلة،
كبتأميف تربية أكلئؾ األكالد دينيا كخمقيا كفقا لقناعاتيـ الخاصة"
الفرع الثاني :حماية الحق في التدين في بعض اإلعالنات الدولية لحقوق اإلنسان.
حيث سنتناكؿ اإلشارات التي تضمنتيا أىـ اإلعبلنات الخاصة بحقكؽ اإلنساف التي
انعقدت بعد اإلعبلف العالمي لحقكؽ اإلنساف ،حيث يمكف رصد اطراد االىتماـ بمسألة
العينة مف اإلعبلنات.
حماية الحؽ في التديف مف خبلؿ نصكص ىذه ٌ
1اعتمد وعض للتوقٌع والتصدٌق واالنضمام بقرار الجمعٌة العامة 2200ألف( د )21 -المؤرخ فً 16دٌسمبر ،1966وبدء فً النفاذ فً
3جانفً 1967طبقا للمادة 27منه
78
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
إعالن طيران:
- 1
13مام 1968ـ ،بعد أف ": كقد أصدره المؤتمر الدكلي لحقكؽ اإلنساف رسميا في
22أفريؿ إلى 13مام 1968الستعراض التقدـ انعقد في طيراف في الفترة الممتدة مف
الذم تـ تحقيقو خبلؿ األعكاـ العشريف التي انقضت منذ اعتماد اإلعبلف العالمي لحقكؽ
اإلنساف كلصياغة برنامج المستقبؿ".1
حيث نصت الفقرة 4مف ديباجة اإلعبلف أف " :األمـ المتحدة منذ اعتماد إعبلف حقكؽ
اإلنساف فقد حققت تقدما جكىريا في تحديد معايير لمتمتع بحقكؽ اإلنساف كحرياتو األساسية،
كلحمايتيا ،كقد تـ خبلؿ ىذه القمة اعتماد كثير مف الصككؾ الدكلية اليامة كلكف ال يزاؿ
ىناؾ كثير يجب القياـ بو عمى صعيد كضع ىذه الحقكؽ كالحريات مكضع التنفيذ".
كما أبانت الفقرة 11مف الديباجة أيضا أف ":حاالت الجحد الفاحش لحقكؽ اإلنساف
الناجمة عف التمييز عمى أساس العنصر أك الديف أك المعتقد أك صكر التعبير عف الرأم،
كتعرض لمخطر أسس الحرية كالعدؿ كالسبلـ في العالـ".
تثير ضمير البشر ٌ
- 2إعالن بشأن القضاء عمى جميع أشكال التعصب والتمييز القائمين عمى أساس الدين
أو المعتقد 2لعام .1981
نكه اإلعبلف في التمييد بما تضمنو اإلعبلف العالمي لحقكؽ اإلنساف كالعيديف الدكلييف
ٌ
الخاصيف بحقكؽ اإلنساف ،كبتعيد الدكؿ األعضاء باتخاذ تدابير مشتركة كمستقمة ،بالتعاكف
مع منظمة األمـ المتحدة ،لتعزيز كتشجيع االحتراـ العالمي كالفعاؿ لحقكؽ اإلنساف كالحريات
األساسية لمجميع ،دكف تمييز بسبب العرؽ أك الجنس أك المغة أك الديف ،كأشارت إلى أف
الديف أك المعتقد يعتبر بالنسبة لكؿ امرئ يؤمف بو ،أحد العناصر األساسية في تصكره
. لمحياة ،كأف مف الكاجب احتراـ حرية الديف أك المعتقد كضمانيا بصكرة تامة
كما اعتبر أف صيانة حرية الديف كالمعتقد ينبغي أف تسيـ أيضا في تحقيؽ أىداؼ السمـ
العالمي كالعدالة االجتماعية كالصداقة بيف الشعكب ،كفى القضاء عمى أيديكلكجيات أك
ممارسات االستعمار كالتمييز العنصرم ،كذ ٌكر أف إىماؿ كانتياؾ حقكؽ اإلنساف كالحريات
األساسية ،ال سيما الحؽ في حرية التفكير أك الكجداف أك الديف أك المعتقد أيا كاف ،قد جمبا
عمى البشرية بصكرة مباشرة أك غير مباشرة ،حركبا ،كآالما بالغة ك أثار الكراىية بيف
الشعكب كاألمـ،
كقد جاء اإلعبلف نتيجة لبركز مظاىر التعصب ككجكد تمييز في أمكر الديف أك
المعتقد ،كىى أمكر ال تزاؿ ظاىرة لمعياف في بعض مناطؽ العالـ ،مما يستدعي جميع
التدابير الضركرية لمقضاء سريعا عمى مثؿ ىذا التعصب بكؿ أشكالو كمظاىره ،كلمنع
كمكافحة التمييز عمى أساس الديف أك المعتقد.
كيشتمؿ اإلعبلف على ثمانية مكاد ،تناكلت المكاد 1ك 5ك 6منيا الحقكؽ الدينية
المعنية بالحماية.
فالمادة 1احتكت عمى ثبلث فقرات:
-حيث أقرت الفقرة األكلى منيا الحؽ في حرية التفكير كالكجداف كالديف ،كيشتمؿ ىذا
الحؽ حرية اإليماف بديف أك بأم معتقد يختاره كما يشمؿ أيضا حرية إظيار الديف أك المعتقد
عف طريؽ العبادة كاقامة الشعائر كالممارسة كالتعميـ ،سكاء بطرؽ مفردة أك مع جماعة،
كجي ار أك س ار.
-أما الفقرة الثانية فقد حضرت تعريض أم أحد لقسر أك منع يحد مف حريتو في أف
يككف لو ديف أك معتقد مف اختياره ،كتتـ ىذه ممارسة ىذا الحؽ ضمف إطار ضابط حددتو
الفقرة التي تمنيا مف نفس المادة.
-حيث أكدت الفقرة الثالثة مف ىذه المادة أنو ال يجكز إخضاع حرية المرء في إظيار
دينو أك معتقداتو إال لما قد يفرضو القانكف مف حدكد تككف ضركرية لحماية األمف العاـ أك
النظاـ العاـ أك الصحة العامة أك األخبلؽ العامة أك حقكؽ اآلخريف كحرياتيـ األساسية.
أما المادة 5فقد تطرقت إلى مسألة التنشئة الدينية لؤلطفاؿ كما يقع عمى اآلباء
كاألكصياء مف مسؤكلية في ذلؾ ،حيث تناكلت النقاط اآلتية:
-يتمتع كالدا الطفؿ أك األكصياء الشرعيكف عميو ،حسبما تككف الحالة ،بحؽ تنظيـ
الحياة داخؿ األسرة كفقا لدينيـ أك معتقدىـ ،آخذيف في االعتبار التربية األخبلقية التي
يعتقدكف أف الطفؿ يجب أف يربى عمييا.
-يتمتع كؿ طفؿ بالحؽ في تعمـ أمكر الديف أك المعتقد كفقا لرغبات كالديو أك
ا في الديف أك األكصياء الشرعييف عميو ،حسبما تككف الحالة ،كال يجبر عمى تمقى تعميـ
80
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
المعتقد يخالؼ رغبات كالديو أك األكصياء الشرعييف عميو ،عمى أف يككف لمصمحة الطفؿ
االعتبار األكؿ.
-يجب أف يحمى الطفؿ مف أم شكؿ مف أشكاؿ التمييز عمى أساس الديف أك المعتقد،
كيجب أف ينشأ عمى ركح التفاىـ كالتسامح ،كالصداقة بيف الشعكب ،كالسمـ كاألخكة العالمية،
كاحتراـ حرية اآلخريف في الديف أك المعتقد ،كعمى الكعي الكامؿ بكجكب تكريس طاقتو
كمكاىبو لخدمة أخيو اإلنساف.
-حيف ال يككف الطفؿ تحت رعاية كالديو أك األكصياء الشرعييف عميو ،تؤخذ في
الحسباف الكاجب رغباتيـ المعمنة ،أك أم دليؿ آخر عمي رغباتيـ ،في ما يتصؿ بالديف أك
المعتقد ،عمي أف يككف لمصمحة الطفؿ االعتبار األكؿ.
-يجب أال تككف ممارسات الديف أك المعتقدات التي ينشأ عمييا الطفؿ ضارة بصحتو
الجسدية أك العقمية ،أك بنمكه الكامؿ ،مع مراعاة الفقرة 3مف المادة 1مف ىذا اإلعبلف.
كسعت المادة 6مف اإلعبلف مف مشتمبلت الحؽ في حرية الممارسة الدينية ،حيث كقد ٌ
تشتمؿ عمى عناصر إظيار الديف أك المعتقد التالية :
-حرية ممارسة العبادة أك عقد االجتماعات المتصمة بديف أك معتقد ما ،كاقامة كصيانة
أماكف ليذه األغراض.
-حرية إقامة كصيانة المؤسسات الخيرية أك اإلنسانية المناسبة.
-حرية صنع كاقتناء كاستعماؿ القدر الكافي مف المكاد كاألشياء الضركرية المتصمة
بطقكس أك عادات ديف أك معتقد ما.
-حرية كتابة كاصدار كتكزيع منشكرات حكؿ ىذه المجاالت.
-حرية تعميـ الديف أك المعتقد في أماكف مناسبة ليذه األغراض.
-حرية التماس كتمقى مساىمات طكعية ،مالية كغير مالية ،مف األفراد كالمؤسسات.
-حرية تككيف أك تعييف أك انتخاب أك تؾليؼ الزعماء المناسبيف الذيف تقضي الحاجة
إلييـ لتمبية متطمبات كمعايير أم ديف أك معتقد.
-حرية مراعاة أياـ الراحة كاالحتفاؿ باألعياد كاقامة الشعائر كفقا لتعاليـ ديف الشخص
أكمعتقده.
81
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
-حرية إقامة كادامة االتصاالت باألفراد كالجماعات بشأف أمكر الديف أك المعتقد عمى
المستكييف القكمي كالدكلي.
ىذا كقد تناكلت مكاد أخرل تدابير تتعمؽ بالتسامح كالكقاية مف التمييز ،حيث تناكلت
المادة ، 2الجيات التي يمكف أف تمارس التمييز ،كىي بحسبيا أربع جيات ممكنة كىي:
-دكلة عمى المستكل الكطني كاإلقميمي كالمحمى .
-مؤسسة حككمية كانت أك غير حككمية.
-مجمكعات مف األشخاص.
-شخص.
حيث أ ٌكدت ىذه المادة عمى أنو ال يجكز تعريض أحد لمتمييز مف قبؿ أية جية مف
الجيات السالفة الذكر ،أما المادة 3فقد ٌبينت الترابط بيف ىذا اإلعبلف مع الصككؾ الدكلية
األخرل لحقكؽ اإلنساف ،حيث أشارت إلى أف التمييز عمى أساس الديف أك المعتقد يمثؿ
إىانة لمكرامة اإلنسانية كانكا ار لمبادئ األمـ المتحدة .كأنو مداف بكصفو انتياكا لحقكؽ
اإلنساف كالحريات األساسية المنصكص عمييا في اإلعبلف العالمي لحقكؽ اإلنساف كالكاردة
بالتفصيؿ في:
-العيد الدكلي الخاص بالحقكؽ المدنية كالسياسية.
-العيد الدكلي الخاص بالحقكؽ االقتصادية كاالجتماعية كالثقافية.
كضحت بدكرىا التدابير البلزمة التي تقع عمى الدكؿ ك مؤسسات المجتمع
كالمادة ٌ 4
المدني في اتخاذ ما يمزـ مف تدابير لمنع كاستئصاؿ أم تمييز عمى أساس الديف أك المعتقد،
كمف ذلؾ:
-اتخاذ ما يمزـ مف تدابير في جميع مجاالت الحياة المدنية كاالقتصادية كالسياسية
كاالجتماعية كالثقافية.
-سف أك إلغاء تشريعات لمنع التمييز إف لزـ األمر.
-اتخاذ جميع التدابير المبلئمة لمكافحة التعصب القائـ عمى أساس الديف أك المعتقدات
األخرل في ىذا الشأف.
كما بينت المادة 7كجكب تكفؿ التشريعات المحمية الحقكؽ كالحريات المنصكص
عمييا في اإلعبلف عمى نحك يمكف كؿ فرد مف التمتع بيا ،أما المادة 8فقد أشارت إلى أنو
82
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
ليس في اإلعبلف ما يجكز تأكيمو عمى أنو يقيد أك ينتقص مف أم حؽ محدد في اإلعبلف
العالمي لحقكؽ اإلنساف كالعيد الدكلي الخاص بالحقكؽ المدنية كالسياسية كالعيد الدكلي
يبيف أف ىذا اإلعبلف جاء تعزي از
الخاص بالحقكؽ االقتصادية كاالجتماعية كالثقافية ،كىك ما ٌ
لما سبقو مف مكاثيؽ دكلية ذات الصمة بحقكؽ اإلنساف.
بالرغـ أف إعبلف 1981ليس ممزما مف الناحية اؿ عممية ،إال أف بعض الدكؿ قامت
بإبداء تحفظات بخصكصو .حيث أشارت ركمانيا ،كبكلندا ،كبمغاريا ،كتشيككسمكفاكيا،
1981لـ يأخذ في االعتبار المعتقدات الممحدة كاالتحاد السكفيتي سابقا إلى أف إعبلف
بالدرجة المطمكبة .كما قامت ركمانيا ،كسكريا ،كتشيككسمكفاكيا ،كاالتحاد السكفيتي بكضع
تحفظ عاـ بخصكص بنكد اإلعبلف التي تتعارض مع تشريعاتيا الداخمية ،كقاـ العراؽ أيضا
بإبداء تحفظ جماعي نيابة عف منظمة المؤتمراإلسبلمي بخصكص تطبيؽ أم بند أك نص
في اإلعبلف مف شأنو أف يخالؼ الشريعة اإلسبلمية أك أية تشريعات أك لكائح أساسيا
. الشريعة اإلسبلمية ،كقامت كؿ مف سكريا كايراف بالتثنية عمى ىذا التحفظ
-3إعالن فيينا 1لعام .1993
أما إعبلف فيينا الذم أصدره المؤتمر الدكلي لحقكؽ اإلنساف ،فقد أشار في مادتو 19
إلى مسألة األقميات كحقكقيـ الثقافية كمنيا الحؽ في ممارسة الشعائر الدينية بمختمؼ
األشكاؿ كالكيفيات المناسبة مف دكف ضغط أك إكراه ،حيث نصت كبأنو ":بالنظر إلى أىمية
تعزيز كحماية حقكؽ األشخاص المنتميف إلى أقميات ،كبالنظر إلى مساىمة ىذا التعزيز كىذه
الحماية في االستقرار السياسي كاالجتماعي لمدكؿ التي يعيش ىؤالء األشخاص يؤكد المؤتمر
العالمي مف جديد كاجب الدكؿ في أف تضمف لؤلشخاص المنتميف إلى أقميات إمكانية
ممارسة جميع حقكؽ اإلنساف كالحريات األساسية ممارسة كاممة كفعمية دكف تمييز كعمى قدـ
المساكاة التامة أماـ القانكف كفقا إلعبلف حقكؽ اإلنساف المنتميف إلى أقميات قكمية أك إثنية
أك دينية أك لغكية ،كلؤلشخاص المنتميف إلى أقميات الحؽ في التمتع بثقافتيـ الخاصة،
كاعتناؽ دينيـ الخاص كممارسة شعائره ،كاستعماؿ لغتيـ الخاصة في السر كالعبلنية بحرية
كدكف تدخؿ ،أك أم شكؿ مف أشكاؿ التمييز"
1صدر عن المؤتمر الدولً لحقوق اإلنسان المعقود فً فٌنا خالل الفترة من 14إلى 25حزٌرانٌ/ونٌه 1993
83
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
كما أعرب المؤتمر العالمي لحقكؽ اإلنساف ":عف جزعو كادانتو لككف انتياكات جسيمة
كمنيجية كحاالت تشكؿ عقبات خطيرة أماـ التمتع الكامؿ بجميع حقكؽ اإلنساف ال تزاؿ
، 1كالتي تشمؿ ":جميع أشكاؿ العنصرية كالتمييز تحدث في أجزاء مختمفة مف العالـ"
العنصرم كالفصؿ العنصرم ، ...كغير ذلؾ مف أشكاؿ إنكار الحقكؽ االقتصادية
كاالجتماعية كالثقافية ،كالتعصب الديني كاإلرىاب".
كما أفردت الفقرة 2مف المادة 24لؤلقميات حيث جاءت معنكنة بػ " :األشخاص الذيف
ينتمكف إلى أقميات قكمية أك إثنية أك دينية أك لغكية".
كقد نكىت المادة بأف " يطمب المؤتمر العالمي لحقكؽ اإلنساف إلى لجنة حقكؽ اإلنساف
أف تدرس طرؽ ككسائؿ التعزيز كالحماية الفاعميف لحقكؽ اإلنساف لؤلشخاص الذيف ينتمكف
إلى أقميات عمى النحك المبيف في اإلعبلف بشأف الحقكؽ األشخاص الذيف ينتمكف إلى أقميات
قكمية أك إثنية أك دينية أك لغكية" ،كىي إشارة قكية منو إلى المسألة الثقافية ككجكب االلتفات
لمسألة انتياكيا بالنسبة لؤلقميات ،خاصة الدينية كالمغكية كالعرقية".
كلـ تكتؼ المادة السابقة بالتذكير كالتشديد عمى حماية ىذه الحقكؽ ،بؿ أضافت " :كيطمب
المؤتمر العالمي لحقكؽ اإلنساف إلى مركز حقكؽ اإلنساف أف يقدـ بناء عمى طمب
الحككمات المعنية ككجزء مف برنامجو الخاص بالخدمات االستشارية كالمساعدة التقنية،
الخبرة المتخصصة في قضايا األقميات كحقكؽ اإلنساف كفي منع النزاعات كحميا ،كذلؾ
لممساعدة في الحاالت القائمة أك المحتمؿ نشكؤىا كالمتعمقة باألقميات".
إف ىذا الجزء مف المادة كاف حمؿ طابعا إيجابيا فيما يخص الناحية العممية ،إال أنو لـ
يضبط ما طبيعة المساعدة التقنية ليذه األقميات ككذا ما ىي حدكد ىذا التدخؿ كمدتو ،ىؿ
ىك مؤقت أـ دائـ.
كقد حثٌت المادة ( )26الدكؿ كالمجتمع الدكلي عمى ":تعزيز كحماية حقكؽ األشخاص
الذيف ينتمكف إلى أقميات قكمية أك إثنية ،أك دينية أك لغكية كفقا لئلعبلف بشأف األشخاص
المنتميف إلى أقميات قكمية أك إثنية أك دينية أك لغكية".2
كما نبيت إلى مسألة جكىرية بالنسبة لمحقكؽ الثقافية لؤلقميات ،أال كىي ضركرة
االندماج في المجتمع ،كالمشاركة مع باقي المكاطنيف في مختمؼ مناحي الحياة االجتماعية،
بما يسمح ليـ بعيش حياة طبيعية كسائر المكاطنيف ،كشعكرىـ بالمكاطنة كاممة دكف تمييز أك
انتقاص مف حقكقيـ فقد حثت عمى أنو ":ينبغي أف تتخذ التدابير المتعيف اتخاذىا عند
االقتضاء ،تيسر اشتراكيـ الكامؿ في جميع جكانب حياة المجتمع السياسية كاالقتصادية
كاالجتماعية كالدينية كالثقافية كفي تحقيؽ التقدـ االقتصادم كالتنمية في بمدانيـ".
إف ىذه الفقرة ليي بحؽ غاية في اإلنصاؼ كالحكمة ،إذ أنيا تعمؿ عمى المحافظة
عمى النسيج المكحد كالمتجانس لمدكؿ المبني عمى ضماف حؽ المكاطنة ،كحماية كحدتيا
كتضامنيا ،كتفادم التكترات كالنزاعات التي قد تسببيا مختمؼ اؿ مـ ارسات التمييزية ذات
الطابع السمبي إذا كضعت في كجو األقميات التي يمكف أف تتخذىا ذريعة لطمب الحماية
الدكلية ،مما قد يفضي إلى المساس بسيادة الدكؿ ،كىك أمر مرفكض ال تستسيغو أم دكلة
باعتبار أف السيادة يعد ركنا جكىريا في قياـ ككجكد أم دكلة.
أما فيما يخص التدابير اإليجابية المناسبة لمتعامؿ مع األقميات ،فيك ضماف تمثيؿ
سياسي ليذه األقميات كعدـ تمييزىـ عف باقي المكاطنيف في ممارسة الحقكؽ السياسية كاممة،
ككذا تكلي المناصب العامة ،كاستفادتيـ مف الحقكؽ االجتماعية كاالقتصادية.
ك في الجانب الديني فيجب أف تشرع القكانيف التي تضمف حؽ األفراد كالجماعات مف
ممارسة شعائرىـ الدينية دكنما ضغط أك إكراه ،كاقامة أماكف مخصصة لذلؾ مع حفظيا
كصيانتيا.
إف ضماف الحقكؽ الثقافية ال سيما الدينية منيا كتكريسيا عمميا ليرجع بالفائدة الفردية
كالجماعية ،كيعزز لحمة المجتمع كتجانسو ،مما يسيـ في جعؿ ىذه األقميات عامؿ بناء ال
ىدـ ،كعنصر قكة ال عنصر ضعؼ.
إذا كانت أقمية كىك ما كما يكصي اإلعبلف أيضا باالعتناء بفئة السكاف األصمييف،
يكجد في العديد مف بمداف العالـ ،حيث طمب اإلعبلف مف الفريؽ العامؿ المش ٌكؿ لدراسة
مسألة السكاف األصمييف كالتابع لمجنة الفرعية لمنع التمييز كحماية األقميات أف ينجز صياغة
مشركع إعبلف بشأف حقكؽ اإلنساف األصمييف في دكرتو الحادية عشرة.
85
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
كما يكصي المؤتمر العالمي لحقكؽ اإلنساف بأف تنظر لجنة حقكؽ اإلنساف في تجديد
كاستكماؿ كالية الفريؽ العامؿ المعني بالسكاف األصمييف لدل إنجاز صياغة مشركع إعبلف
حقكؽ اإلنساف األصمييف".1
كبالرجكع إلى المكاد المتعمقة بيذه الفئة ال سيما ما تعمؽ منيا بالمكاد 32-31-30 :نجد أف
الميثاؽ حث أيضا عمى:
-ضركرة استجابة األمـ المتحدة كبشكؿ إيجابي لمطمبات التي تقدميا الدكؿ كالمتعمقة
ببرامج الخدمات االستشارية كالمساعدة التقنية.
-تكفير مكارد بشرية كمالية كافية لمركز حقكؽ اإلنساف لتعزيز أنشطة المركز.
-حث الدكؿ عمى ضماف المشاركة الكاممة كالحرة لمسكاف األصمييف في جميع جكانب
المجتمع ال سيما المسائؿ التي تيميـ.
-اإلعبلف عف عقد دكلي لمسكاف األصمييف في العالـ ،كيبدأ اعتبا ار مف جانفي ،1994
كيشمؿ برامج عممية التكجو يتـ البت فييا بمشاركة السكاف األصمييف كينبغي ليذا الغرض
إنشاء صندكؽ استنمائي.
-إنشاء محفؿ دائـ لمسكاف األصمييف في منظكمة األمـ المتحدة.
كحث اإلعبلف عمى إعطاء األكلكية لمدكؿ مف خبلؿ تشريعاتيا الكطنية عمى حماية
كتعزيز حقكؽ اإلنساف كذلؾ بأف تدرج في قكانينيا المحمية المعايير العالمية الكاردة في
الصككؾ الدكلية ،ككذا تقكية المؤسسات التي تعمؿ عمى حمايتيا ،كتشجيع دكر المجتمع
المدني كتقكيتو ،كنشر ثقافة حقكؽ اإلنساف بشكؿ كاسع ،كما شجع المؤتمر العالمي لحقكؽ
اإلنساف أيضا تقكية التعاكف بيف المؤسسات الكطنية لتعزيز كحماية حقكؽ اإلنساف ال سيما
عف طريؽ تبادؿ المعمكمات كالخبرة ،ككذلؾ التعاكف مع المنظمات اإلقميمية كاألمـ المتحدة.
كفي ىذا الصدد أكصى المؤتمر بأف يعقد ممثمك المؤسسات الكطنية لتعزيز كحماية
حقكؽ اإلنساف اجتماعات دكرية تحت رعاية مركز حقكؽ اإلنساف لدراسة كسائؿ كسبؿ
تحسيف آلياتيا كاالشتراؾ في الخبرات كتكفيرىا.
-1المادة29-28 :
86
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
لقد جاء إعبلف فريبكرغ كمحاكلة تأسيسية لحماية الحقكؽ الثقافية ،كذلؾ مف خبلؿ
جيكد مجمكعة مف الفقياء القانكنييف التي عممت عمى التنبيو إلى أىمية ىذه الحقكؽ ،كأف
إىماليا قد أدل إلى نشكب الكثير مف الحركب كالنزاعات ،مما استدعى إحاطة ىذه الحقكؽ
بحماية أكبر.
كقد تطرؽ إعبلف فريبكر غ إلى مسألة الحؽ في المعتقد باعتبارىا أ حد المككنات
لث أف :
األساسية لمثقافة كىكمة ا لفرد كالجماعة ،حيث كرد في فقرة 2مف نص المادة الثا ة
" لكؿ شخص منفرد أك ضمف جماعة الحؽ في أف يختار ىكيتو الثقافية كأف يحترـ بيا في
كيمارس ىذا الحؽ في ترابط خاصة مع حريات التفكير كالمعتقد كالديف،
ى أنماط التعبير عنيا،
كالرأم ،كالتعبير"
كما أف اإلعبلف لـ يغفؿ مسألة التنشئة الدينية لؤلطفاؿ ،حيث أعط ل الحؽ لآلباء الختيار
الديف ألبنائيـ ،كىذا ما نصت عميو المادة 6المتعمقة بالتربية كالتككيف في الفقرة ج بقكليا:
" حرية األكلياء في تكفير تربية أخبلقية كدينية ألطفاليـ كفقا لقناعاتيـ الشخصية كفي نطاؽ
احتراـ حرية التفكير كالمعتقد كالديف المعترؼ بيما لمطفؿ حسب إمكاناتو"
نتناكؿ طائفة مف المكاثيؽ اإلقميمية األساسية ،كقد اخترنا رصد الحؽ في ممارسة الحؽ في
التديف في الميثاؽ اإلفريقي لحقكؽ اإلنساف ،ثـ في اإلعبلف األمريكي لحقكؽ اإلنساف ،ثـ في
االتفاقية األكربية لحقكؽ اإلنساف.
الفرع األول :الميثاق األفريقي لحقوق اإلنسان والشعوب
تمت إجازتو مف قبؿ مجمس الرؤساء األفارقة بدكرتو العادية رقـ 18في نيركبي (كينيا)
يكنيك 1981ـ ،كالذم يعتبر نتيجة لمقرار رقـ ( 115دكرة )16الصادر عف الدكرة العادية
السادسة عشر لمؤتمر رؤساء دكؿ كحككمات منظمة الكحدة األفريقية التي عقدت في الفترة
مف 17إلى 30مف يكليك سنة 1979في منركفيا ( ليبيريا) بشأف إعداد مشركع أكؿ م
لميثاؽ أفريقي لحقكؽ اإلنساف كالشعكب تمييدا إلنشاء أجيزة لمنيكض بحقكؽ اإلنساف
كالشعكب كحمايتيا .
87
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
كقد أ ٌكد الميثاؽ في ديباجتو عمى اقتناع الدكؿ اإلفريقية بأنو أصبح مف الضركرم كفالة
اىتماـ خاص لمحؽ في التنمية كبأف الحقكؽ المدنية كالسياسية ال يمكف فصميا عف الحقكؽ
االقتصادية كاالجتماعية كالثقافية سكاء في مفيكميا أك في عالميتيا ،كبأف الكفاء بالحقكؽ
االقتصادية كاالجتماعية كالثقافية يضمف التمتع بالحقكؽ المدنية كالسياسية.
كأفىا تعي كاجبيا نحك التحرير الكامؿ ألفريقيا التي ال تزاؿ شعكبيا تناضؿ مف أجؿ
استقبلليا الحقيقي ككرامتيا كتمتزـ بالقضاء عمى االستعمار كاالستعمار الجديد كالفصؿ
العنصرم كالصييكنية كتصفية قكاعد العدكاف العسكرية األجنبية ككذلؾ إزالة كافة أشكاؿ
التفرقة كال سيما تمؾ القائمة عمى أساس العنصر أك العرؽ أك المكف أك الجنس أك المغة أك
الديف أك الرأم السياسي ،حيث تعترؼ الدكؿ األعضاء في منظمة الكحدة األفريقية األطراؼ
في ىذا الميثاؽ بالحقكؽ كالكاجبات كالحريات الكاردة فيو كتتعيد باتخاذ اإلجراءات التشريعية
كغيرىا مف أجؿ تطبيقيا.
أما المسألة الدينية فقد أشارت إلييا المادة 8مف الميثاؽ حيث نصت عمى أف ":حرية
العقيدة كممارسة الشعائر الدينية مكفكلة ،كال يجكز تعريض أحد إلجراءات تقيد ممارسة ىذه
الحريات" كلكنيا ضبطتيا بضابطي احتراـ قانكف الدكلة كمراعاة النظاـ العاـ.
2منو بأف " يتمتع كؿ شخص بالحقكؽ ىذا كقد نص الميثاؽ أيضا في المادة
كالحريات المعترؼ بيا كالمكفكلة في ىذا الميثاؽ دكف تمييز خاصة إذا كاف قائما عمى
العنصر أك العرؽ أك المكف أك الجنس أك المغة أك الديف أك الرأم السياسي أك أم رأم آخر،
أك المنشأ الكطني أك االجتماعي أك الثركة أك المكلد أك أل كضع آخر ،"..مما يفضي إلى
،ك يمنع مف حدكث احتراـ الخصكصية الثقافية لؤلفراد كالجماعات السيما الدينية منيا
مظاىر االضطياد ك التضييؽ ،كىك ما أكدتو الفقرة الخامسة مف المادة 12مف الميثاؽ
حيث نصت عمى أنو ":يحرـ الطرد الجماعى لؤلجانب .كالطرد الجماعي ىك الذم يستيدؼ
مجمكعات عنصرية ،عرقية كدينية".
كما أقر الميثاؽ حؽ كؿ فرد عمى الحصكؿ عمى المعمكمات ك حريتة في التعبير عف أفكاره
كنشرىا كىك ما تناكلتو المادة 9مف الميثاؽ.
88
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
25مف الميثاؽ كفي سبيؿ نشر ثقافة احتراـ الحقكؽ كالتكعية بأىميتيا أشارت المادة
نصت عمى أنو " يقع عمى الدكؿ األطراؼ في إلى الكسائؿ األساسية لمكصكؿ لذلؾ ،حيث ٌ
ىذا الميثاؽ كاجب النيكض بالحقكؽ كالحريات الكاردة في ىذا الميثاؽ ،كضماف احتراميا عف
طريؽ التعميـ كالتربية كاإلعبلـ ،كاتخاذ التدابير التي مف شأنيا أف تضمف فيـ ىذه الحريات
كالحقكؽ كما يقابميا مف التزامات ككاجبات".
الفرع الثاني :حرية االعتقاد والتدين في اإلعالن األمريكي لحقوق وواجبات اإلنسان .
تـ اإلعبلف عنو بمكجب القرار رقـ 30الذم اتخذه المؤتمر الدكلي التاسع لمدكؿ األمريكية
عاـ .1948
كفي التمييد أشار البياف ابتداء أف كؿ البشر يكلدكف أح ار انر كمتساككف في الكرامة كفي
الحقكؽ – كحيث أف الطبيعة قد منحتيـ العقؿ كالضمير – يجب أف يتصرفكا كإخكة لبعضيـ
إلى الطبيعةٌ ،إال أف التمييد البعض ،فبالرغـ مف إرجاع أصؿ الكرامة اإلنسانية كالمساكاة
أشار بأف التطكر الركحي ىك الغاية األسمى لمكجكد اإلنساني كأرقى درجة مف التعبير عنو،
كألجؿ ذلؾ فإف مف كاجب اإلنساف خدمة ىذه الغاية بكؿ قكتو كبشتى مكارده.
كأشار التمييد إلى المسألة الثقافية ،حيث اعتبر أف الثقافة ىي التعبير االجتماعي
كالتاريخي األسمى لذلؾ التطكر الركحي ،فمف كاجب اإلنساف حفظ كممارسة كتشجيع الثقافة
بكؿ كسيمة في استطاعتو ،كما اعتبر أف السمكؾ األخبلقي يشكؿ أنبؿ ثمار الحضارة ،فمف
كاجب كؿ إنساف عمى الدكاـ أف يضعو مكضع احتراـ ،فالميثاؽ أكد بأف الشعكب األمريكية
تقر بكرامة الفرد ،كتقر دساتيرىا الكطنية بأف المؤسسات القضائية كالسياسية التي تنظـ
الحياة في المجتمع تحمي ك كيدؼ أساسي ليا حقكؽ اإلنساف األساسية ،كتكفر الظركؼ
كما أف المادة 13أشارت بدكرىا إلى الحؽ في االنتفاع بالثقافة كالمساىمة الثقافية
حيث جاء فييا أنو ":لكؿ شخص الحؽ في المشاركة في الحياة الثقافية لممجتمع ،كالتمتع
بالفنكف ،كالمشاركة في الفكائد التي تنشأ عف التقدـ الفكرم ،كخاصة االكتشافات العممية،
كباإلضافة إلى ذلؾ -يككف لو الحؽ في حماية مصالحو األدبية كالمادية فيما يتعمؽ
باختراعاتو أك أم أعماؿ أدبية أك عممية أك فنية يككف ىك مؤلفيا".
89
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
كما أف المادة 15تناكلت الحؽ في كقت الفراغ كاستغبللو ،حيث يحؽ " :لكؿ شخص
الحؽ في كقت فراغ ،كفي االستجماـ بشكؿ مفيد ،كلو الحؽ في فرصة االستفادة مف كقت
فراغو في منفعتو الركحية كالثقافية كالمادية".
في المادة 2إشارة إلى كجكب أالٌ يككف الديف عامبل لمتفريؽ كالتفضيؿ بيف المكاطنيف
مف خبلؿ الكبلـ عف الحؽ في المساكاة أماـ القانكف ،حيث جاء فييا أف " :كؿ األشخاص
متساككف أماـ القانكف ،كليـ الحقكؽ كالكاجبات الثابتة في ىذا اإلعبلف دكف تمييز بسبب
السبللة أك الجنس أك المغة أك العقيدة أك أم عامؿ آخر".
أما الحؽ في الحرية الدينية كالعبادة ،فقد تطرقت إؿمىا المادة 3حيث نصت عمى أنو:
" لكؿ شخص الحؽ في اعتناؽ ديانة ما بحرية كاظيارىا كممارستيا عمننا كفي السر".
إف المادتيف 2ك 3مف ىذا اإلعبلف قد أقرتا كضمنتا الحؽ في الحرية الدينية كالعبادة
كممارستيا بمختمؼ المظاىر السرية أك العمنية كعد ـ التمييز بيف الناس بسبب الديف أك أم
عامؿ آخر.
ىذا كقد جاء ىذا الحؽ مرافقا لمحؽ في حرية البحث كالرأم كالتعبير كالنشر الذم
أشارت إليو المادة 4مف اإلعبلف حيث أقرت أنو " :لكؿ شخص الحؽ في حرية البحث
كالرأم كالتعبير كنشر األفكار بأم كسيمة أيان كاف نكعيا".
بيف األفراد لحماية حقكقيـ كالمادة 22مف اإلعبلف بدكرىا منحت الحؽ في االتحاد
المشركعة ،حيث يمكف " :لكؿ شخص الحؽ في االتحاد مع اآلخريف مف أجؿ تعزيز
كممارسة كحماية المصالح الشرعية ألم اتحاد سياسي أك اقتصادم أك ديني أك اجتماعي أك
ثقافي أك ميني أك عمالي ،أك أينا كانت طبيعتو".
الفرع الثالث :حماية الحق في التدين في االتفاقية األوربية لحقوق اإلنسان .
إف أكؿ اتفاقية جماعية تـ تحضيرىا كصياغتيا في رحاب منظمة مجمس أكربا ،ىي
اتفاقية حماية حقكؽ اإلنساف كالحريات األساسية التي تـ التكقيع عمييا في مدينة ركما في
1953/9/4ـ ،كقد أضيفت إلى ىذه االتفاقية بقصد إضافة بعض األحكاـ عمييا ،أك اإلقرار
90
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
بمزيد مف الحقكؽ كالحريات أك تعديؿ بعض مكادىا العديد مف البركتكككالت التي بمغ عددىا
14بركتكككال.1
كتشكؿ اتفاقية حماية حقكؽ اإلنساف كالحريات األساسية ،باإلضافة إلى بركتكككالتيا ما
يسمى باالتفاقية األكربية لحقكؽ اإلنساف ،كالتي شكمت األرضية األساسية لبلتفاقية التي
أعمنت عنيا ىيئات االتحاد األكربي ممثمة في البرلماف األكربي كالمجمس األكربي كالمجنة
األكربية في شكؿ نص رسمي كميثاؽ لمحقكؽ األساسية لبلتحاد األكربي كالذم حرر في
نيس ( فرنسا) في 7ديسمبر 2000ـ.
كقد أكدت االتفاقية في تمييدىا أف االتحاد األكربي قائـ عمى القيـ العامة التي ال تتج أز
،ك عمى أساس مبادئ الديمقراطية عف الكرامة اإلنسانية كالحرية كالمساكاة كالتضامف
كسمطاف القانكف ،كيضع الفرد في القمب مف أنشطتو باالعتراؼ بالمكاطنة لبلتحاد ،كبخمؽ
مساحة لمحرية كاألمف كالعدؿ ،كما يسيـ االتحاد في المحافظة عمى تنمية ىذه القيـ
المشتركة ،ك يحترـ تنكع ثقافات كتقاليد شعكب أكركبا ،ككذلؾ اليكيات القكمية لمدكؿ
األعضاء ،كيضمف التمتع بحقكؽ اإلنساف مما يستمزـ مسئكليات ككاجبات نحك األشخاص
اآلخريف كالمجتمع اإلنساني كأجياؿ المستقبؿ.
كقد جاءت االتفاقية في شقيف رئيسييف تناكؿ الشؽ األكؿ مضمكف الحقكؽ كالحريات
األساسية بينما تعرض الشؽ الثاني لنظاـ المحكمة األكربية لحقكؽ اإلنساف باعتبارىا الييئة
األساسية التي أنشأتيا االتفاقية لمسير عمى ضماف حماية ىذه الحقكؽ.
كسنتطرؽ إلى حماية الحؽ في التديف في ىذه االتفاقية ،حيث نجدىا مذككرة مع
مجمكعة الحريات الفكرية التي عددتيا االتفاقية في أربعة أنكاع كىي :حرية التفكير كالضمير
كالديف ،كحرية التعبير ،كذلؾ فيما كرد بالخصكص في المكاد 9ك 10ك 11مف االتفاقية.
فقد نصت المادة 9كالتي جاءت معنكنة ػب :حؽ الفكر كالضمير كالديانة عمى أنو" :
لكؿ شخص الحؽ في حرية الفكر كالضمير كالديانة ،كيشمؿ ىذا الحؽ الحرية في تغيير
الديانة ،أك العقيدة ،كحرية إعبلف الديانة أك العقيدة كالتعبد كالتعميـ كالممارسة كاقامة الشعائر،
. إما بمفرده ،أك باالجتماع مع اآلخريف ،كاما بشكؿ عمني أك بشكؿ سرم"
-1محمد أمٌن المٌدانً :النظام األوربً لحماٌة حقوق اإلنسان.منشورات الحلبً الحقوقٌة ،ط ،2009 ،3ص.43
91
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
نصت اؿ مادة 22التي جاءت معنكنة بػ: كما ضمنت االتفاقية الحؽ االختبلؼ حيث ٌ
االختبلؼ الثقافي كالديني كالمغكم ،بأف " :يحترـ االتحاد االختبلؼ الثقافي كالديني كالمغكم".
كما أتاحت اؿمادة 11اؿحرية في التعبير كالمعمكمات ،حيث يمنح لكؿ شخص الحؽ
في حرية التعبير ،كيشمؿ ىذا الحؽ حرية اعتناؽ اآلراء ،كتمقي كنقؿ المعمكمات كاألفكار،
دكف تدخؿ مف السمطة العامة كبصرؼ النظر عف الحدكد.
كفي مجاؿ إعماؿ ىذا الحؽ كضماف عدـ المساس بو كمف خبلؿ اؿ مادة 43كضعت
آلية محقؽ الشكاكل ،بحيث يككف مف حؽ أم مكاطف باالتحاد كأم شخص طبيعي أك
معنكم مقيـ أك لو مكتب مسجؿ في دكلة عضك أف يرفع إلى محقؽ الشكاكل باالتحاد قضايا
سكء اإلدارة في أنشطة مؤسسات أك ىيئات المجتمع ،باستثناء محكمة العدالة ،كالمحكمة
االبتدائية المتاف تعمبلف بصفتيـ القضائية.
كما لو الحؽ في تقديـ التماس ؼأم مكاطف باالتحاد كأم شخص طبيعي أك معنكم
م ،كىذا ما نصت
مقيـ أك لو مكتب مسجؿ في دكلي عضك أف يقدـ التماسان لمبرلماف األكركب
عميو اؿمادة .44
المطمب الثالث :حماية الحق في التدين في المواثيق العربية واإلسالمية .
ش ٌكمت المرجعية اإلسبلمية لمدكؿ العربية كاإلسبلمية إطا ار كمصد ار أساسيا إلبراـ العديد مف
االتفاقيات التي تعنى بحقكؽ اإلنساف خاصة منيا ما تعمؽ بالحقكؽ الثقافية ،ال سيما فيما
يخص الحؽ في التديف كىك ما سنستعرضو عمى النحك اآلتي:
الفرع األول :حرية التدين في إعالن القاىرة حول حقوق اإلنسان في اإلسالم
كقد تـ إجازتو مف قبؿ مجمس كزراء خارجية منظمة مؤتمر العالـ اإلسبلمي بالقاىرة ،في5
أغسطس .1990
كعمى عكس اإلعبلف العالمي لحقكؽ اإلنساف جاء ىذا اإلعبلف ليؤكد المرجعية
الدينية اإلسبلمية لمحقكؽ الثقافية ،كذلؾ بأف بيف أف ا﵀ تعالى ىك مانح ىذه الحقكؽ
كفارضيا ،كما يعبر ىذا اإلعبلف عف المساىمة الحضارية لؤلمة اإلسبلمية في إثراء
المنظكمة الحقكقية العالمية مف خبلؿ إبراز كتبييف الحقكؽ المقررة مف ًقبؿ الشريعة
92
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
اإلسبلمية ،كسنحاكؿ سبر أغكار ىذا اإلعبلف في مجاؿ الحقكؽ الثقافية كبالخصكص الحؽ
في التديف.
ففي الديباجة نجد أف البعد العقدم اإلسبلمي كاضح مف خبلؿ العديد مف التعابير
كالمصطمحات المؤكدة لمدكر المركزم لمعقيدة اإلسبلمية في صياغة كتقرير الحقكؽ الثقافية
ففي مستيؿ الديباجة نجد ":تأكيدا لمدكر الحضارم كالتاريخي لؤلمة اإلسبلمية التي جعميا
ا﵀ خير أمة أكرثت البشرية حضارة عالمية متكازنة ربطت الدنيا باآلخرة كجمعت بيف العمـ
كاإليماف"
ؿ قكلو إف ىذا التعبير مستمد مف المصدر األكؿ لئلسبلـ أال كىك الكحي مف خبل
تعالى ﴿ :
كأشارت أيضا أف األمة اإلسبلمية ال يسكغ ليا أف تبقى في كضع المتفرج إزاء ما
المساس يحدث مف معاناة ككيبلت تطاؿ اإلنسانية جراء االنتياكات الصارخة لكرامتو ك
بحقكقو ،كما يرجى أف تقكـ بو ىذه األمة اليكـ ليداية البشرية الحائرة بيف التيارات كالمذاىب
المتناقضة كتقديـ الحمكؿ لمشكبلت الحضارة المادية المزمنة.
فيذا اإلعبلف جاء " :مساىمة في الجيكد البشرية المتعمقة بحقكؽ اإلنساف التي
تيدؼ إلي حمايتو مف االستغبلؿ كاالضطياد كتيدؼ إلي تأكيد حريتو كحقكقو في الحياة
الكريمة التي تتفؽ مع الشريعة اإلسبلمية".
كقد أبانت الديباجة أف المفاصمة الصارخة بيف الديف كالعقؿ كضعت اإلنساف في مآزؽ
كبيرة تحتاج إلى العامؿ الديني الصحيح لتجاكزىا كترشيد المسيرة اإلنسانية ،حيث أف األمة
اإلسبلمية " ،كثقة منيا بأف البشرية التي بمغت في مدارج العمـ المادم شأنا بعيدا ،ال تزاؿ،
كستبقي في حاجة ماسة إلي سند إيماني لحضارتيا كالي كازع ذاتي يحرس حقكقيا".
كما نبيت بأف الحقكؽ المقررة في اإلسبلـ قد حازت قكة الحماية الكاممة كالتامة بأف
كانت مكضكع كثير مف األحكاـ الفقيية التي ال يمكف ألحد أف يتجاكزىا أك ينتيكيا ،حيث
إيمانا بأف الحقكؽ األساسية كالحريات العامة في اإلسبلـ جزء مف ديف أكدت أنو ك"
المسمميف ال يممؾ أحد بشكؿ مبدئي تعطيميا كميا أك جزئيا ،أك خرقيا أك تجاىميا ،قد جاءت
كتمـ بيا ما جاءت بوفي أحكاـ إليية تكميفية أنزؿ ا﵀ بيا كتبو ،كبعث بيا خاتـ رسمو ٌ
الرساالت السماكية كأصبحت رعايتيا عبادة ،كاىماليا أك العدكاف عمييا منك ار في الديف ككؿ
األمة مسؤكلة عنيا بالتضامف".
إنساف مسؤكؿ عنيا بمفرده ،ك ٌ
كنجد أف المادة األكلى قد أشارت إلى مسائؿ تأسييسية جكىرية لحقكؽ اإلنساف مف خبلؿ
المساكاة كالكرامة كاالعتقاد حيث أقرت ما يمي:
لبفكة آلدـ كجميع الناس أ " -البشر جميعا أسرة كاحدة جمعت بينيـ العبكدية ﵀ كا
متساككف في أصؿ الكرامة اإلنسانية كفي أصؿ التكميؼ كالمسؤكلية دكف تمييز بينيـ بسبب
العرؽ أك المكف أك المغة أك الجنس أك المعتقد الديني أك االنتماء السياسي أك الكضع
االجتماعي أك غير ذلؾ مف االعتبارات .كأف العقيدة الصحيحة ىي الضماف لنمك ىذه
الكرامة عمي طريؽ تكامؿ اإلنساف.
ب -أف الخمؽ كميـ عياؿ ا﵀ كأف أحبيـ إليو أنفعيـ لعيالو كأنو ال فضؿ ألحد منيـ عؿل
اآلخر إال بالتقكل كالعمؿ الصالح".
مفصؿ ،ك كاضح دقيؽ في كؿ
أما مسائؿ االعتقاد كالتديف فقد كردت كبشكؿ مباشر ٌ
ٌ
مف المكاد.24،25 ،22 ،7،910،11،16 :
ففي المادة 7نجد أنو تـ تفاكؿ الحقكؽ األساسية لمطفؿ التي مف بينيا الحقكؽ الثقافية
المتمثمة أساسا في التربية ،فمؤلبكيف الحؽ في اختيار التربية المناسبة ألبنائيـ ،حيث نصت
ىذه المادة عمى أنو:
94
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
" -لكؿ طفؿ عند كالدتو حؽ عمي األبكيف كالمجتمع كالدكلة في الحضانة كالتربية
كالرعاية المادية كالصحية كاألدبية كما تجب حماية الجنيف كاألـ كاعطاؤىما عناية خاصة.
-لآلباء كمف بحكميـ ،الحؽ في اختيار نكع التربية التي يريدكف ألكالدىـ مع كجكب
". مراعاة مصمحتيـ كمستقبميـ في ضكء القيـ األخبلقية كاألحكاـ الشرعية
أما فيما يخص التديف فتناكلتو المادة 9مرفكقا بالحؽ في التعميـ بما يتيح لئلنساف أف
يتمتع بالمعرفة الحقيقية بيذا الديف باعتباره اليداية البلزمة لئلنساف فكؽ ىذه البسيطة.
" -طمب العمـ فريضة كالتعميـ كاجب عمي المجتمع كالدكلة كعمييا تأميف سبمو ككسائمو
كضماف تنكعو بما يحقؽ مصمحة المجتمع كيتيح لئلنساف معرفة ديف اإلسبلـ كحقائؽ
الككف كتسخيرىا لخير البشرية.
-مف حؽ كؿ إنساف عمي مؤسسات التربية كالتكجيو المختمفة مف األسرة كالمدرسة كأجيزة
اإلعبلـ كغيرىا أف تعمؿ عمي تربية اإلنساف دينيا كدنيكيا تربية متكاممة متكازنة تنمي
شخصيتو كتعزز إيمانو با﵀ كاحترامو لمحقكؽ كالكاجبات كحمايتيا".
كفي ذات المسألة المتعمقة بالتديف اإلسبلمي الصحيح نجد أف المادة 10قد أقرت أف:
" اإلسبلـ ىك ديف الفطرة ،كال يجكز ممارسة أم لكف مف اإلكراه عمي اإلنساف أك استغبلؿ
فقره أك جيمو عمي تغيير دينو إلي ديف آخر أك إلي اإللحاد".
أما المادة 11فنجدىا تتكمـ عف اإلكراه كالعبكدية التي قد يمارسيا اإلنساف ضد أخيو
اإلنساف ،إذ أف مسألة الحرية مسألة جكىرية فيما يتعمؽ بالكرامة اإلنسانية كحقكؽ اإلنساف
فأفادت عمى أنو:
ال عبكدية أ " -يكلد اإلنساف ح ار كليس ألحد أف يستعبده أك يذلو أك يقيره أك يستغمو ك
لغير ا﵀ تعاؿل.
ب -االستعمار بشتى أنكاعو كباعتباره مف أسكأ أنكاع االستعباد محرـ تحريما مؤكدا
كلمشعكب التي تعانيو الحؽ الكامؿ لمتحرر منو كفي تقرير المصير ،كعمي جميع الدكؿ
كالشعكب كاجب النصرة ليا في كفاحيا لتصفية كؿ أشكاؿ االستعمار أك االحتبلؿ ،كلجميع
الشعكب الحؽ في االحتفاظ بشخصيتيا المستقمة كالسيطرة عمي ثركاتيا كمكاردىا الطبيعية.
95
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
ت -لؤلبكيف عمي األبناء حقكقيما كلؤلقارب حؽ عمي ذكييـ كفقا ألحكاـ الشريعة".
كالمادة 18تطرقت إلى أمف اإلنساف عمى نفسو كمالو كعرضو ككؿ خصكصياتو،
حيث نصت عمى أنو:
أ "-لكؿ إنساف الحؽ في أف يعيش آمنا عمي نفسو كدينو كأىمو كعرضو كمالو.
ب -لئلنساف الحؽ في االستقبلؿ بشؤكف حياتو الخاصة في مسكنو كأسرتو كمالو
كاتصاالتو ،كال يجكز التجسس أك الرقابة عميو أك اإلساءة إلي سمعتو ،كتجب حمايتو مف كؿ
تدخؿ تعسفي.
ت -لممسكف حرمتو في كؿ األحكاؿ كال يجكز دخكلو بغير إذف أىمو أك بصكرة غير
مشركعة ،كال يجكز ىدمو أك مصادرتو أك تشريد أىمو منو".
كال يكتمؿ الحؽ في االعتقاد كالتديف إذا لـ يكف محاطا بالتمتع بالحؽ في حرية
التعبير كعدـ اإلكراه كالكبت المادة ،22فقد جاء فييا أنو:
أ " -لكؿ إنساف الحؽ في التعبير بحرية عف رأيو بشكؿ ال يتعارض مع المبادئ
الشرعية.
ب -لكؿ إنساف الحؽ في الدعكة إلي الخير كاألمر بالمعركؼ كالنيي عف المنكر كفقا
لضكابط الشريعة اإلسبلمية.
ت -اإلعبلـ ضركرة حيكية لممجتمع ،كيحرـ استغبللو كسكء استعمالو كالتعرض
لممقدسات ككرامة األنبياء فيو ،كممارسة كؿ ما مف شأنو اإلخبلؿ بالقيـ أك إصابة المجتمع
بالتفكؾ أك االنحبلؿ أك الضرر أك زعزعة االعتقاد.
ث -ال يجكز إثارة الكراىية القكمية كالمذىبية ككؿ ما يؤدم إلي التحريض عمي التمييز
العنصرم بكافة أشكالو".
كتجدر اإلشارة أف ىذه المادة قد قيدت ىذا الحؽ بمبادئ الشريعة اإلسبلمية ،كما نبيت
إلى ضركرة االبتعاد عف إثارة كؿ أسباب التحريض عمى الكراىية القكمية أك المذىبية بكؿ
أشكاليا كأنكاعيا.
كما نجد أف ىذا اإلعبلف قد جعؿ أحكاـ الشريعة اإلسبلمية ىي اإلطار العاـ الضابط لكؿ
نصت عميو المادة 24منو بأف:
الحقكؽ الكاردة فيو كىذا ما ٌ
96
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
" كؿ الحقكؽ كالحريات المقررة في ىذا اإلعبلف مقيدة بأحكاـ الشريعة اإلسبلمية".
كفيما يخص التفسيرات كالتكضيحات التي قد ترد عمى مكاد ىذا اإلعبلف فقد جاءت
المادة 25لتبيف أف ":الشريعة اإلسالمية ىي المرجع الوحيد لتفسير أو توضيح أي مادة
من مواد ىذه الوثيقة ".
الفرع الثاني :حرية االعتقاد والتدين في الميثاق العربي لحقوق اإلنسان .
اعتمد كنشر عمى المؤل بمكجب قرار مجمس جامعة الدكؿ العربية 5427المؤرخ في 15
سبتمبر .1997
الديباجة أف الشريعة اإلسبلمية قد شكمت أيضا كمف المبلحظ ابتداء كمف خبلؿ
مرجعية ىذا الميثاؽ ،فقد كرد فييا أف الدافع كراء إبراـ حككمات الدكؿ العربية ليذا الميثاؽ
ىي المنطمقات اآلتية:
-إيماف األمة العربية بكرامة اإلنساف منذ إف أعزىا ا﵀ باف جعؿ الكطف العربي ميد
الديانات كمكطف الحضارات التي أكدت حقو في حياة كريمة عمى أسس مف الحرية كالعدؿ
كالسبلـ،
-تحقيؽ ا لمبادئ الخالدة التي أرستيا الشريعة اإلسبلمية كالديانات السماكية األخرل في
األخكة كالمساكاة بيف البشر ،كا العتزاز بما أرستو عبر تاريخيا الطكيؿ مف قيـ كمبادئ
إنسانية كاف ليا الدكر الكبير في نشر مراكز العمـ بيف الشرؽ كالغرب مما جعميا مقصدا
ألىؿ األرض كالباحثيف عف المعرفة كالثقافة كالحكمة،
-مبقى الكطف العربي يتنادل مف أقصاه إلى أقصاه حفاظا عمى عقيدتو ،مؤمنا بكحدتو،
مناضبل دكف حريتو مدافعا عف حؽ األمـ في تقرير مصيرىا كالحفاظ عمى ثركاتيا ،كايمانا
بسيادة القانكف ك أ ف تمتع اإلنساف بالحرية كالعدالة كتكافؤ الفرص ىك معيار أصالة أم
مجتمع.
-رفض ا لعنصرية كالصييكنية المتيف تشكبلف انتياكا لحقكؽ اإلنساف كتيديدا لمسبلـ
العالمي ،كاق ار ار باالرتباط الكثيؽ بيف حقكؽ اإلنساف كالسبلـ العالمي.
-اؿتأكيد عمى مبادئ ميثاؽ األمـ المتحدة كاإلعبلف العالمي لحقكؽ اإلنساف كأحكاـ
العيديف الدكلييف لؤلمـ المتحدة بشأف الحقكؽ المدنية كالسياسية كالحقكؽ االقتصادية
97
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
فيذه المادة أشارت إلى الحؽ في التنمية الثقافية لمشعكب ،كنبذ العنصرية كالصييكنية
كاالحتبلؿ كالسيطرة األجنية كاعتبارىا عكامؿ تحطٌ مف الكرامة اإلنسانية ،كعكائؽ تحكؿ دكف
التمتع بالحقكؽ األساسية كممارستيا.
كما تتعيد كؿ دكلة طرؼ في ىذا الميثاؽ بحسب المادة 2منو بأف تكفؿ لكؿ إنساف
مكجكد عمى أراضييا كخاضع لسمطتيا حؽ التمتع بكافة الحقكؽ كالحريات الكاردة فيو دكف
أم تمييز بسبب العنصر أك المكف أك الجنس أك المغة أك الديف أك الرأم السياسي أك األصؿ
الكطني أك االجتماعي أك الثركة أك الميبلد أك أم كضع آخر دكف أم تفرقة بيف الرجاؿ
كالنساء.
ىذا كقد كفمت المادة 26حرية العقيدة كالفكر كالرأم مكفكلة لكؿ فرد ،فيما ٌبينت المادة
27أنو " :لؤلفراد مف كؿ ديف الحؽ في ممارسة شعائرىـ الدينية ،كما ليـ الحؽ في التعبير
عف أفكارىـ عف طريؽ العبادة أك الممارسة أك التعميـ كبغير إخبلؿ بحقكؽ اآلخريف كال يجكز
فرض أية قيكد عمى ممارسة حرية العقيدة كالفكر كالرأم إال بما نص عميو القانكف".
إذف فحرية التديف كممارسة الشعائر الدينية مضمكف ببل قيكد ،كمنضبط فقط بالقانكف
الداخمي الذم عادة ما يفرض قيكدا تتعمٌؽ باحتراـ القانكف كالتنظيـ المعمكؿ بو في ممارسة
الشعائر الدينية ،ككذا احتراـ قكاعد اآلداب كعدـ اإلخبلؿ بالنظاـ العاـ.
98
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
كما أتاحت المادة 28لممكاطنيف حرية االجتماع كحرية التجمع بصكرة سممية كال
يحكز إف يفرض مف القيكد عمى ممارسة أم مف ىاتيف الحريتيف إال ما تستكجبو دكاعي
األمف القكمي أك السبلمة العامة أك حماية حقكؽ اآلخريف كحرياتيـ.
لممكاطنيف الحؽ في كقد عادت المادة 35لمتكمـ عف المسألة الثقافية ،فقد أتاحت "
الحياة في مناخ فكرل كثقافي يعتز بالقكمية العربية ،كيقدس حقكؽ اإلنساف كيرفض التفرقة
العنصرية كالدينية كغير ذلؾ مف أنكاع التفرقة كيدعـ التعاكف الدكلي كقضية السبلـ
العالمي".
كعززت المادة 36ذلؾ بنصيا عمى أنو " :لكؿ فرد حؽ المشاركة في الحياة الثقافية
ٌ
كحؽ التمتع باألعماؿ األدبية كالفنية كتكفير الفرص لو لتنمية ممكاتو الفنية كالفكرية
كاإلبداعية".
ال كما نبيت المادة 37إلى ضركرة احتراـ الحقكؽ الثقافية لؤلقميات فأفادت بأنو":
يجكز حرماف األقميات مف حقيا في التمتع بثقافتيا أك اتباع تعاليـ دياناتيا".
كفي القسـ الثالث مف الميثاؽ ( مف المادة 40كما بعدىا) ،اتفقت الدكؿ األطراؼ عمى
إنشاء آلية تتمثؿ في لجنة خبراء حقكؽ اإلنساف ،حيث ٌبينت ذلؾ المادة 40بأف:
أ -تنتخب دكؿ مجمس الجامعة األطراؼ في الميثاؽ لجنة خبراء حقكؽ اإلنساف باالقتراع
السرم.
ب -تتككف المجنة مف سبعة أعضاء مف مرشح م الدكؿ األعضاء أطراؼ الميثاؽ كتجرل
االنتخابات األكلى لمجنة بعد ستة أشير مف دخكؿ الميثاؽ حيز النفاذ ،كال يجكز أف تضـ
المجنة أكثر مف شخص كاحد مف دكلة كاحدة.
ت -يطمب األميف العاـ مف الدكؿ األعضاء تقديـ مرشحييا كذلؾ قبؿ شيريف مف مكعد
االنتخابات،
ث -يشترط في المرشحيف أف يككنكا مف ذكل الخبرة كالكفاءة العالية في مجاؿ عمؿ
المجنة ،عمى أف يعمؿ الخبراء بصفتيـ الشخصية كبكؿ تجرد كنزاىة.
ج -ينتخب أعضاء المجنة لفترة ثبلث سنكات كيتـ التجديد لثبلثة منيـ لمرة كاحدة
كيجرل اختيار أسماء ىؤالء عف طريؽ القرعة كما يراعى مبدأ التداكؿ ما أمكف ذلؾ.
99
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
ح -كتنتخب المجنة رئيسيا كتضع الئحة داخمية ليا تكضح أسمكب عمميا.
خ -تعقد المجنة اجتماعاتيا بمقر األمانة العامة لمجامعة بدعكة مف األميف العاـ ،كيجكز
. ليا بمكافقتو عقد اجتماعاتيا في بمد عربي آخر إذا اقتضت ضركرة العمؿ ذلؾ
كالمادة ٌ 41بينت بدكرىا طبيعة عمؿ ىذه المجنة ،حيث:
- 1تقكـ الدكؿ األطراؼ بتقديـ تقارير إلى لجنة خبراء حقكؽ اإلنساف عمى النحك
التالي :
-تقرير أكلى بعد سنة مف تاريخ نفاذ الميثاؽ.
-تقارير دكرية كؿ ثبلث سنكات.
-تقارير تتضمف إجابات الدكؿ عف استفسارات المجنة.
- 2تدرس المجنة التقارير التي تقدميا الدكؿ األعضاء األطراؼ في الميثاؽ كفقا لنص
الفقرة األكلى مف ىذه المادة.
- 3ترفع المجنة تقري ار مشفكعا بآراء الدكؿ كمبلحظاتيا إلى المجنة الدائمة لحقكؽ اإلنساف
في الجامعة العربية.
100
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
المطمب األول :آليات حماية الحق في التدين في إطار األمم المتحدة .1
مع تزايد التعرض لممقدسات كالرمكز الدينية كاالزدراء بيا ،مف خبلؿ قياـ بعض الدكؿ
كاألفراد بنشر أفبلـ كرسكـ كركايات تييف األدياف كأتباعيا عبر مختمؼ كسائؿ اإلعبلـ
كاالتصاؿ خاصة ما تعرض لو الديف اإلسبلمي مف محاكالت تشكيو كازدراء ،كتنامي ظاىرة
اإلسبلمكفكبيا كثرت المناشدات مف طرؼ الدكؿ المتضررة لمتصدم ليذه الظ كاىر التي تزيد
كتقكض مساحات التعيش كالتعاكف
مف انتشار الكراىية بيف الشعكب كاألمـ ،كتؤجج التكترات ٌ
كالتآلؼ فيما بينيا.
اآلليات العاممة ضمف إطار جيكد األمـ المتحدة لمتصدم ليذه كفيما يمي رصد لبعض
الظاىرة خاصة مف خبلؿ نشاط الجمعية العامة.
المقرر الخاص المعني بحرية الديف أك المعتقد ىك خبير مستقؿ عينو مجمس األمـ المتحدة
لحقكؽ اإلنساف .كقد عيد إليو تحديد العقبات القائمة كالمستجدة التي تعترض التمتع بالحؽ
في حرية الديف أك المعتقد كتقديـ تكصيات بشأف سبؿ ككسائؿ تذليؿ تمؾ العقبات.
الخمفية التاريخية.
- 1
عينت لجنة األمـ المتحدة لحقكؽ اإلنساف ،بصدكر القرار " ،20/1986مقر ارً خاصاً
معنياً بالتعصب الديني " .كفي سنة ، 2000قررت لجنة حقكؽ اإلنساف تغيير تسمية الكالية
إلى " المقرر الخاص المعني بحرية الدين أو المعتقد" ،كىك ما أقره بعد ذلؾ مقرر المجمس
االقتصادم كاالجتماعي ( القرار ، ) 261/2000كرٌحب بيا قرار الجمعية العامة
،97/55كفي 18حزيراف/يكنيو ، 2010اعتمد مجمس حقكؽ اإلنساف القرار 11/14الذم
مدد ،ضمف أمكر أخرل ،كالية المقرر الخاص لفترة ثبلث سنكات أخرل.
ٌ
-1انظر موقع منظمة األمم المتحدةwww.ohchr.org/AR/Issues/FreedomReligions.aspx:
101
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
عيد إلى المقرر الخاص ،مف خبلؿ قرار مجمس حقكؽ اإلنساف ، 6/37بمياـ الكالية
التالية:
-تحديد العقبات القائمة كالمستجدة التي تعترض التمتع بالحؽ في حرية الديف أك
المعتقد ،كتقديـ تكصيات بشأف سبؿ ككسائؿ تذليؿ تمؾ العقبات؛
-مكاصمة جيكده لدراسة الكقائع كاإلجراءات الحككمية التي تتعارض مع أحكاـ إعبلف
القضاء عمى جميع أشكاؿ التعصب كالتمييز القائميف عمى أساس الديف أك المعتقد،
كالتكصية بالتدابير العبلجية حسب االقتضاء،
-مكاصمة األخذ بمنظكر يراعي نكع الجنس بكسائؿ مف بينيا تحديد اإلساءات المرتكبة
عمى أساس نكع الجنس ،كذلؾ في سياؽ عممية إعداد التقارير بما فييا جمع المعمكمات
كتقديـ التكصيات.
3أ-ساليب العمل.
-إحالة النداءات العاجمة كرسائؿ االدعاء إلى الدكؿ فيما يتعمؽ بالحاالت التي تشكؿ
انتياكات لممارسة الحؽ في حرية الديف أك المعتقد أك عكائؽ تعترض سبيؿ ىذه
الممارسة.
-تقديـ تقارير سنكية إلى مجمس حقكؽ اإلنساف كالجمعية العامة عف األنشطة
كاالتجاىات كأساليب العمؿ.
102
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
كقد قدـ المقرر الخاص بحرية الديف أك المعتقد الحالي تقري ار إلى مجمس حقكؽ
تضمف فيو النقاط
ٌ 23ديسمبر 2015تقري ار اإلنساف في دكرتو الحادية كالثبلثكف في
اآلتية:1
-الحؽ في حرية الديف أك المعتقد كالحؽ في حرية التعبير ،ىما حقاف مف حقكؽ اإلنساف
مترابطاف ترابطا كثيقا في القانكف كفي الممارسة العممية.
-يشترؾ الحقاف في الحماية غير المشركطة لحرية الضمير أم البعد الداخمي لمقناعات
كاألفكار ،عمى عكس المظاىر الخارجية لحرية الديف أك المعتقد أك التعبير فيي ال
تحضى بحماية غير مشركطة.
-ك عمى الرغـ مف الترابط كالتماثؿ إال أف ىناؾ سمات خاصة تميز كؿ حؽ عف اآلخر.
ك كضع التقرير أيضا تكصيات بعضيا مكجو إلى الدكؿ ،كبعضيا اآلخر مكجو إلى
مختمؼ أصحاب المصمحة ،كالثالث منيا مكجو إلى المجتمع الدكلي نكرد أىميا كما يمي:
-ينبغي لممشرعيف كالقضاة ككاضعي السياسات تنفيذ القكانيف السياسات عمى أساس أف
الحؽ في حرية الديف أك المعتقد كالحؽ في حرية الرأم كالتعبير يكمؿ احدىما اآلخر.
-يجب أف تتقيد الدكؿ بالمعايير المكرسة بالعيد الدكلي الخاص بالحقكؽ المدنية كالسياسية
قبؿ فرض قيكد تعتبرىا ضركرية عمى بعض المظاىر الخارجية لمديف أك المعتقد أك
التعبير.
-ينبغي لمدكؿ كضع سياسات شاممة لمكافحة التعصب كالقكلبة النمطية السمبية كالكصـ
كالتمييز كالتحريض عمى العنؼ كممارستو ضد الناس بسبب دينيـ أك معتقدىـ.
-ينبغي لمتكاصؿ بيف األدياف أف يستكعب تنكع المكاقؼ بيف األدياف كداخؿ كؿ ديف منيا
بيدؼ تحقيؽ التكامؿ.
-تشجيع منظمات المجتمع المدني عمى إبداء تضامنيا العاـ مع المستيدفيف أفراد
كجماعات مف أعماؿ الكراىية.
-يجب عمى المجتمع الدكلي أف يكاصؿ رصد حاالت سجناء الضمير كالدعكة إلى اإلفراج
عنيـ.
ييتـ مجمس حقكؽ اإلنساف التابع لؤلمـ المتحدة بتدعيـ تعزيز جميع حقكؽ اإلنساف
كتقدـ
كحمايتيا في جميع أنحاء العالـ ،كما يقكـ برصد حاالت االنتياؾ التي قد تحدث ٌ
تكصيات بشأف ذلؾ ،كمف الحقكؽ التي تناؿ االىتماـ مف طرفو الحؽ في حرية التديف ،حيث
،13 -16 أصدر في ىذا المكضكع العديد مف الق اررات مف بينيا الق ارريف :القرار رقـ:
كالقرار رقـ ،18-16 :المذاف أكدا عمى حماية الحؽ في التديف.
كمف أجؿ تحقيؽ ذلؾ ،فإف القرار يرسـ خطة عمؿ لمدكؿ لمقياـ بما يمي:
104
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
البناء
-خمؽ شبكات تعاكنية لبناء التفاىـ المتبادؿ كتعزيز الحكار كالتحفيز عمى العمؿ ٌ
في مختمؼ المجاالت.
-إنشاء آلية داخؿ الحككمات لتحديد مجاالت التكتر المحتممة بيف أفراد الطكائؼ الدينية
المختمفة كمعالجتيا ك المساعدة في منع نشكب النزاعات كالقياـ بجيكد الكساطة.
-تدريب المكظفيف الحككمييف عمى إستراتيجيات التكعية الفعالة في ىذا المجاؿ.
-تشجيع الجيكد التي يبذليا الزعماء داخؿ طكائفيـ لمناقشة أسباب التمييز ككضع
إستراتيجيات لمكاجية ىذه األسباب.
-المجاىرة برفض التعصب ،بما في ذلؾ الدعكة إلى الكراىية الدينية التي تشكؿ
تحريضنا عمى التمييز أك العداكة أك العنؼ.
-اعتماد تدابير لتجريـ التحريض عمى العنؼ الكشيؾ عمى أساس الديف أك المعتقد.
-مكافحة تشكيو صكرة الناس ككضعيـ في قكالب نمطية دينية سمبية كالتحريض عمى
الكراىية الدينية بكسائؿ منيا التثقيؼ كاذكاء الكعي.
-التسميـ بأف مناقشة األفكار مناقشة صريحة ك ٌبناءة كفي جك مف االحتراـ تمعب دك انر
إيجابينا في مكافحة الكراىية الدينية كالتحريض كالعنؼ الدينييف.
- 2عالقة القرار بخطة عمل الرباط ،ومسار اسطنبول
1
أ -عالقة القرار بخطة عمل الرباط
شمؿ القرار إشارات إيجابية إلى خطة عمؿ الرباط لممفكضية السامية لحقكؽ اإلنساف
بل قانكنينا ك عممينا مكثكقنا بشأف تنفيذ التزاـ الدكؿ بمكجب المادة 20مف
كالتي تكفر دلي ن
العيد الدكلي الخاص بالحقكؽ المدنية كالسياسية لحظر " أية دعكة إلى الكراىية القكمية أك
العنصرية أك الدينية تشكؿ تحريضان عمى العداكة أك التمييز أك العنؼ".
كقد حددت خطة عمؿ الرباط بدكرىا نكعيف مف انتياكات حقكؽ اإلنساف التي تنشأ في سياؽ
تطبيؽ قكانيف التحريض كتبيف اإلجراءات االحت ارزية حياليا:
-1اعتمد مكتب األمم المتحدة لحقوق المنعقد بالرباط فً اكتوبر 2012خطة عمل تهدف إلى القضاء على التحرٌض على الكراهٌة.
انظرwww.ohchr.org/AR/NewsEvents/Pages/TheRabatPlanofAction.aspx:
105
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
إف ما كرد في القرار رقـ 18 -16يمثؿ تكافقان في اآلراء لصالح الدكؿ ،إذ تجرـ
التحريض عمى العنؼ الكشيؾ عمى أساس الديف أك المعتقد ،كتحاكي االلتزامات األكسع
لمدكؿ بمكجب المادة )2 ( 20مف العيد الدكلي الخاص بالحقكؽ المدنية كالسياسية لحظر
"أية دعكة إلى الكراىية القكمية أك العنصرية أك الدينية تشكؿ تحريضنا عمى العداكة أك التمييز
أك العنؼ" .مع ذلؾ ،فإف نطاؽ ىذه االلتزامات كالتعيدات ( عمى التكالي) مازاؿ يمثؿ قضية
خبلفية في مجمس حقكؽ اإلنساف.
كتبيف خطة عمؿ الرباط بصكرة جمية أنو يجب أف تتكافؽ القيكد المنصكص عمييا في
المادة )2 ( 20مف العيد الدكلي الخاص بالحقكؽ المدنية ك السياسية أيضا مع المعيار
المؤلؼ مف ثبلثة أجزاء بمكجب المادة )3( 19مف العيد الدكلي الخاص بالحقكؽ المدنية ك
السياسية،أم أنو يجب أف تككف:
كما يستند القرار 18 -16إلى مسار اسطنبكؿ الذم ىك عبارة عف سمسمة مف
االجتماعات الحككمية الدكلية ،كالتي بدأت في عاـ2011ـ،مف أجؿ تعزيز ك تكجيو تنفيذ
القرار رقـ .18/16
يتميز مسار إسطنبكؿ بإمكاناتو اليائمة ليككف بمثابة منتدل إقميمي مشترؾ كشامؿ
كتشاركي لتبادؿ أفضؿ الممارسات في مكافحة التعصب القائـ عمى أساس الديف أك المعتقد.
106
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
كقد اشتمؿ القرار عمى تكصيات لمدكؿ مف أجؿ تعزيز تكافؽ اآلراء بشأف القرار رقـ 18/16
منيا :
-تبني خطط التنفيذ الكطنية التي تعكس األىداؼ كالمعايير التي يتضمنيا القرار رقـ
18/16كخطة عمؿ الرباط ككؿ،مع المشاركة الكاممة ك الفعالة لجميع أصحاب المصمحة؛
-إعادة تنشيط مسار اسطنبكؿ كالمشاركة فيو لجعمو منتدل إقميمي مشترؾ كتشاركي
كمنتظـ االنعقاد ،مع التركيز عمى أكجو تبادؿ " أفضؿ الممارسات " بيف أصحاب المصمحة
المتعدديف عمى مستكل الييئات المينية ،كيشمؿ ذلؾ ذكم الصمة مف المسؤكليف المحمييف ك
المسؤكليف الحككمييف المحمييف ك مؤسسات المجتمع المدني المستقمة ك كسائؿ اإلعبلـ
كالمؤسسات الكطنية لحقكؽ اإلنساف كغيرىـ مف المشاركيف الميتميف.
-المساىمة في تقارير المفكضية السامية لحقكؽ اإلنساف بشأف تنفيذ القرار رقـ
،18/16مع التركيز عمى الدركس العممية المستفادة عمى المستكل المحمي ،كالسعي نحك
مساىمة أكسع ألصحاب المصمحة في ىذه العممية ،بما في ذلؾ مساىمة المجتمع المدني.
الفعالة في االستعراض الدكرم الشامؿ ك في آليات مجمس حقكؽ اإلنساف -المشاركة ٌ
األخرل ،كبشكؿ خاص المقرريف الخاصيف المعنييف بحرية الديف أك المعتقد ك حرية التعبير،
كذلؾ في سبيؿ تعزيز تنفيذ القرار رقـ 18/16كخطة عمؿ الرباط.
-ضماف أف الحقكؽ المتعمقة بحرية الديف أك المعتقد كحرية الرأم كالتعبير كعدـ التمييز
مكفكلة بشكؿ كامؿ بما يتكافؽ مع المعايير الدكلية مف الناحية القانكنية ك مف حيث
الممارسة العممية.
-اإلقرار بأىمية الفضاء المدني لتحقيؽ أقصى قدر مف النقاشات كالحكارات القكية ،بما
في ذلؾ تمؾ التي تتـ مف خبلؿ اإلنترنت الحر ك المفتكح؛ كذلؾ مف أجؿ التصدم بفعالية
لؤلسباب الجذرية لمتعصب ك التمييز.
-إلغاء قكانيف ازدراء األدياف كما في حكميا ،إق ار انر بعدـ تطابقيا مع القانكف الدكلي
لحقكؽ اإلنساف ،كالتصدم لمحاكالت تشريع ىذه التدابير في مجمس حقكؽ اإلنساف أك غيره
مف المحافؿ.
107
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
نتناكؿ في ىذا المطمب بعض الجكانب في منظمة المؤتمر اإلسبلمي مف خبلؿ إبراز مسارىا
التاريخي ،ككذا رسالتيا كأىدافيا كبعض الجكانب التنظيمية فييا باعتبارىا أكبر منظمة دكلية
قائمة عمى أساس معنكم مستند إلى المرجعية اإلسبلمية ،ثـ نتناكؿ جيكؿ مجمع الفقو
اإلسبلمي التابع ليذه المنظمة الذم يعتبر كمف خبلؿ اختصاصاتو كجيكده ىيئة تابعة
لممؤتمر اإلسبلمي تعمؿ عمى تحقيؽ مقصد حفظ الديف اإلسبلمي كبشكؿ مباشر.
منذ سقكط الدكلة العثمانية بدأت محاكالت إنشاء منظمة إسبلمية دكلية تتكلى جمع
2
،خاصة " بعد المسمميف في إطار قانكني دكلي عاـ عمى الرغـ مف الييمنة االستعمارية
، 1924/03/23أيف إلغاء الخبلفة اإلسبلمية بمكجب قرار البرلماف التركي المؤرخ في
أصبح العالـ اإلسبلمي كجيا لكجو أماـ إقامة منظمة إسبلمية دكلية .3
-1محمد حمود سلٌمان :دور منظمة التعاون اإلسالمً فً فض النزاعات ،رسالة ماجستٌر ،الجامعة األردنٌة ،عام ،2014ص 10
وما بعدها.
-2عركبة جبار الخزرجي ،منظمة المؤتمر اإلسبلمي ،دار االفكر العربي ،بيركت ،ط ،1ص.143
3
نفس المرجع ،ص .113
108
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
كفي ىذا الصدد عقدت العديد مف المؤتمرات الدكلية التي نادت بإنشاء منظمة إسبلمية
دكلية تتكلى تطكير العبلقات ىذه الدكؿ ،كتعزيز مبدأ التضامف اإلسبلمي كالتصدم
لمتحديات الدكلية.
"كمف المؤتمرات التي نادت بإقامة منظمة إسبلمية دكلية :مؤتمر مكة المكرمة عاـ
،1926الذم عقد برئاسة شيخ األزىر ،كيعد ىذا ، 1924كمؤتمر الخبلفة بمصر عاـ
المؤتمر أكؿ مؤتمر معقد حكؿ إقامة منظمة إسبلمية دكلية اشترؾ فيو ثبلثكف مندكبا مف
ثبلثة عشر دكلة إسبلمية ،ككاف ىذا المؤتمر مؤتم ار مميدا لمؤتمر مكة المكرمة ". 1
،1926اشترؾ فيو ستكف "كعقد مؤتمر العالـ اإلسبلمي بمكة المكرمة في حزيراف
مندكبا عف ست كعشريف دكلة إسبلمية ككاف بدعكة مف عبد العزيز آؿ سعكد ممؾ السعكدية
كعد ىذا المؤتمر أكؿ مؤتمر دكلي يحضره بعض قادة الدكؿ ،كتمت مناقشة إنشاء منظمةٌ
إسبلمية دكلية يككف مقرىا مكة المكرمة تعتقد اجتماعات المؤتمر مكسـ الحج مف كؿ سنة
". 2
" ككاف اليدؼ الرئيسي مف ىذه المؤتمرات ىك إحياء مؤسسة الخبلفة ،ثـ تعددت
أىدافيا إلى إيجاد شكؿ مف أشكاؿ االنعقاد المفتظـ كصكال إلى منظمة إسبلمية دائمة ،إال
عدة منيا تفاقـ الخبلفات بيف كثير مف األقطار
أف ىذه الغاية لـ يكتب ليا النجاح ألسباب ٌ
اإلسبلمية ،كخضكع معظميا لبلستعمار في ذلؾ الكقت".3
كيظير أف ىذه المؤتمرات لـ تكف عمى مستكل الدكؿ اإلسبلمية إنما عمى أساس الببلد
اإلسبلمية ،سكاء المستقمة أك الخاضعة لبلستعمار ".4
حيث كانت الدكؿ اإلسبلمية المستقمة ىي السعكدية ،اليمف ،تركيا ،إيراف ،أما باقي
الدكؿ ( 26دكلة ) فكانت خاضعة لبلستعمار.
-1عبد ا﵀ األشعؿ :أصكؿ التنظيـ اإلصبلحي الدكلي ،دار النيضة العربية ،القاىرة ، 1988 ،ص.26
-2عركبة الخزرجي :ص .116
-3نفس المرجع السابؽ ،ص .116
-4نفس المرجع ،ص .116
109
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
بعد ىذيف المؤتمريف جاءت فترة صمت دامت خمس سنكات ،لـ تظير خبلليا أم دعكة
إلقامة منظمة إسبلمية دكلية.
، 1931عقد مؤتمر إصبلحي في القدس ،بعد الثكرة "كفي كانكف األكؿ مف عاـ
الفمسطينية عاـ ، 1929بناء عمى دعكة مف مفتي فمسطيف أميف الح سمفم ،ككاف المؤتمر
بداية مرحمة جديدة في التضامف اإلسبلمي ،اليدؼ منو مناقشة القضية الفمسطينية كالعمؿ
عمى التضامف اإلسبلمي بيف المسمميف ،كحماية المسمميف مف اإلرساليات التبشيرية".1
كاجو ة مكجات اليجرة الييكدية إلى " كما كاف اليدؼ مف إنشاء ىذه المنظمة ىك ـ
فمسطيف ،كالتي ازدادت كتيرتيا أثناء االنتداب البريطاني".2
إليو أف الدكؿ التي شاركت في ىذا المؤتمر كانت مستعمرة، كمما تجدر اإلشارة
كحضرت المؤتمر عف طريؽ عدد مف عمماء المسمميف يمثمكف الشعكب اإلسبلمية مف الدكؿ
العربية كاليند كاندكنيسيا كأفغانستاف ،ككاف مف ق اررات المؤتمر كضع دستكر لممؤتمر كانشاء
منظمة إسبلمية دكلية دائمة تعقد اجتماعاتيا بصكرة دكرية في القدس".3
ك بعد قياـ الحرب العالمية الثانية لـ تظير جيكد رسمية تعمؿ عمى إقامة منظمة
إسبلمية ككف أف معظـ البمداف اإلسبلمية كانت ساحة لمعمميات العسكرية بيف الدكؿ
المتحاربة.
كفي عاـ 1949كفي مدينة ك ار تشم عقد مؤتمر العالـ اإلسبلمي ،كتبلىا مؤتمر عاـ
1951بنفس المدينة ،كعقد ىذاف المؤتمراف كردة فعؿ عمى سيطرة الحركة الصييكنية عمى
فمسطيف كقياـ الكياف الصييكني قبؿ.
1
-عركبة الخزرجي ،نفس المرجع السابؽ ،ص.116
-2نفس المرجع ،ص .117
-3نفس المرجع ،ص.117
110
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
اإلسبلمي" ،كتـ إنشاء ثبلث ىيئات لممنظمة في المجمس التنفيذم كالجمعية العامة كاألمانة
العامة ".1
" في عاـ 1962عقدت منظمة المؤتمر اإلسبلمي مؤتمرىا الثاني في بغداد ،كفي عاـ
1964عقدت المنظمة مؤتمرىا في مقاديشك كضـ العديد مف ممثمي الببلد اإلسبلمية ،كفي
ىذا المؤتمر دعا المؤتمركف إلى عقد مؤتمر إسبلمي لبحث المشاكؿ التي يعاني منيا
المسممكف في العالـ".2
كتعد القضية الفمسطينية المحكر األساسي الذم قامت عميو منظمة المؤتمر اإلسبلمي
،فقد خضعت فمسطيف في عيد االنتداب البريطاني بمكجب معاىدة لكزاف ،1923إذ تكلت
3
بريطانيا إدارة فمسطيف كعينت " ىربت صمكئيؿ " الييكدم الصييكني مندكبا ساميا أكؿ".
" كفي أثناء االحتبلؿ البريطاني تعرضت فمسطيف لمكجات اليجرة الصييكنية أثرت
بصكرة كبيرة عمى المسمميف الفمسطينييف" ،حيث تكلت بريطانيا كبصكرة قانكنية تنظيـ اليجرة
26آب 1920الذم فتح الباب أماـ إلى فمسطيف ،خاصة بعد إصدار قانكف اليجرة في
اليجرة الييكدية إلى فمسطيف".4
ك" نتيجة المحاكالت الكياف الصييكني بالتكسع عمى حساب العرب كالمسمميف ،شعر
المسمـ كف بالخطر الحقيقي الذم يتيددىـ كبدأكا يف ٌكركف بإقامة كياف قانكني دكلي يعمؿ عمى
جمع كممتيـ كيكحد مكاقفيـ". 5
كمنذ إنشاء منظمة المؤتمر اإلسبلمي حتى الكقت الحاضر شكمت القضية الفمسطينية مركز
اىتماـ المنظمة.
أما السبب المباشر الثاني في قياـ منظمة المؤتمر اإلسبلمي فيرجع إلى حادثة حرؽ
21أكت 1969مف طرؼ الييكد م المتعصب المسجد األقصى مف قبؿ الييكد بتاريخ
"دنيس يكىاف" حيث " شب حريؽ بعد أف أدل المصمكف صبلة الفجر في المسجد األقصى
كؼع المكاف مف المصميف ،ككاف في ثبلثة مكاقع:
المبارؾ ر
-األول :في مسجد عمر الكاقع في الزاكية الجنكبية لممسجد األقصى الذم كاف يرمز
إلى المسجد األكؿ الذم بناه عمر بف الخطاب رضي ا﵀ عنو عندـ ا استسمـ مفاتيح القدس
مف بطريؾ البيزنطية صفركنيكس الدمشقي ،ثـ ىدمت الزالزؿ ذلؾ المسجد قبؿ عيد
الخميفة عبد الممؾ بف مركاف الذم بنى مكانو مسجد جديدا اكتمؿ سنة 692ـ.
-الثاني :منبر صبلح الدف األيكبي كالمحراب بيدؼ حر ؽ عنكاف النصر الذم أحرزه
القائد صبلح الديف األيكبي عندما حرر القدس مف الصميبييف سنة 1187ـ.1
كيرل الكثيركف أف حرؽ المسجد األقصى يعد الحدث المباشر أك الباعث األساس الذم
دفع إلى تجمع الدكؿ اإلسبلمية ،إذ تزامف الحادث مع اجتماع كزراء خارجية 14دكلة عربية
بالقاىرة ،كقد قرر المؤتمر الكزارم الدعكة إلى عقد قمة إسبلمية بناء عمى اقتراح العاىؿ
السعكدم السابؽ الممؾ فيصؿ بف عبد العزيز كالعاىؿ المغربي الراحؿ الحسف الثاني".2
ؿإلطار العاـ جاءت الديباجة لمميثاؽ التأسيسي لمنظمة المؤتمر اإلسبلمي محددة
كاألسس التي تنبني عمييا ،حيث أشارت بكضكح إلى مسألة العقيدة المشتركة التي تشكؿ
عامبل قكيا لتقارب الشعكب اإلسبلمية كتضامنيا ،كما أف التكجو العاـ لممنظمة ىك الحفاظ
عمى القيـ الركحية كاألخبلقية كاالجتماعية كاالقتصادية المكجكدة في اإلسبلـ ،فاإلسبلـ إذف
ىك اإلطار المرجعي لممنظمة.
كما أف رسالة المؤتمر ىي تحقيؽ التقدـ بيف أبناء البشر ،كتعزيز السعادة البشرية
كتقدميا ،كاقامة سبلـ عالمي يكفٌر األمف كالحرية كالعدالة لمشعكب اإلسبلمية كجميع شعكب
العالـ .ؼىنا نمحظ مستكييف مف المقاصد كالغايات العامة لممنظمة ،مستكل إسبلمي يخص
الشعكب اإلسبلمية ،كيتمثؿ أساسا في تجسيد فكرة التضامف اإل سال ـ م بالعمؿ عمى تكثيؽ
أكاصر الصداقة األخكية كالركحية القائمة بيف شعكبيا كحماية حريتيا ،كتراث حضارتيا
المشتركة المبنية خاصة عمى مبادئ العدؿ كالتسامح كعدـ التمييز ،أما المستكل الثاني مف
الغايا ت فيك إنساني بتحقيؽ السمـ كاألمف كالحرية كالسعادة لكؿ البشر.
كجاءت أىداؼ كمبادئ المنظمة متناغمة مع ىذه المقاصد الكبرل كىي متضمنة في المادة
الثانية مف الميثاؽ التأسيسي كنستعرضيا كما يمي :
- 1األىداف :
نصت الفقرة أ مف المادة الثانية أف أىداؼ المنظمة تتمثؿ فيما يمي :
ٌ
-تعزيز التضامف اإلسبلمي بيف الدكؿ األعضاء.
-دعـ التعاكف بيف الدكؿ األعضاء في المجاالت االقتصادية كاالجتماعية كالثقافية
كالعممية كفي المجاالت الحيكية األخرل كالتشاكر بيف الدكؿ األعضاء كفي المنظمات
الدكلية.
-العمؿ عمى محك التفرقة العنصرية كالقضاء عمى االستعمار في جميع أشكالو.
-اتخاذ التدابير البلزمة لدعـ السبلـ كاألمف الدكلية القائميف عمى العدؿ .
-تنسيؽ العمؿ مف أجؿ الحفاظ عمى سبلمة األماكف المقدسة كتحريرىا كدعـ كفاح
الشعب الفمسطيني كمساعدتو عمى استرجاع حقكقو كتحرير أراضيو .
-دعـ كفاح جميع الشعكب اإلسبلمية في سبيؿ المحافظة عمى كرامتيا كاستقبلليا
كحقكقيا الكطنية.
-إيجاد المناخ لتعزيز التعاكف كالتفاىـ بيف الدكؿ األعضاء كالدكؿ األخرل.
كما نصت الفقرة ب مف نفس المادة عمى المبادئ اآلتية التي قررتيا الدكؿ األعضاء
كتعيدت بالعمؿ بيا في سبيؿ تحقيؽ األىداؼ المذككرة سابقا:
113
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
ضد كحدة
-امتناع الدكؿ األعضاء في عبلقتيا مف استخداـ القكة أك التيديد باستعماليا ٌ
كسبلمة األراضي أك االستقبلؿ السياسي ألم دكلة عضك .
يضـ المؤتمر اإلسبلمي الييئات اآلتية ،كذلؾ كفقا لما نصت عميو المادة 4مف الميثاؽ:
-اتخاذ ق اررات في األمكر ذات المصالح المشتركة كفقا ألىداؼ كأغراض المؤتمر
الكاردة في ىذا الميثاؽ.
-مناقشة تقرير المجنة المالية كالمصادقة عمى مكازنة األمانة العامة .
يعيف المؤتمر األميف العاـ كيقكـ ،أيضا بتعييف األمناء المساعديف األربعة بناء عمى
ٌ -
تكصية األميف العاـ ،حيث يراعي ىذا األخير في ترشيحو لؤلمناء المساعديف تكفر
الكفاءة كالنزاىة كاإليماف بأىداؼ الميثاؽ كالتكزيع الجغرافي العادؿ.
تحديد مكعد كمكاف دكرة المؤتمر التالي لكزراء الخارجية. -
-دراسة أية قضية تؤثر عمى دكلة أك أكثر مف الدكؿ األعضاء في حالة طمب ذلؾ
التخاذ اإلجراءات المناسبة بشأنيا.
،الذم يمثٌؿ يتـ اتخاذ الق اررات أك التكصيات لمؤتمر كزراء الخارجية بأغمبية الثمثيف
قكاعد ،أيف يحدد النصاب القانكني في أية دكرة مف جمسات مؤتمر كزراء الخارجية
اإلجراءات التي يتبعيا كالتي يمكف اتباعيا في مؤتمر ممكؾ كرؤساء الدكؿ كالحككمات،
تطبؽ تمؾ القكاعد في األجيزة الفرعية التي ينشئيا مؤتمر
كينصب رئيسا لكؿ دكرة ،كما ٌ
ٌ
ممكؾ كرؤساء الدكؿ كالحككمات أك مؤتمر كزراء الخارجية.
- 3األمانة
تعمؿ أمانة المنظمة كفؽ القكاعد اآلتية:
-يرأس األمانة أميف عاـ يعينو المؤتمر لمدة أربع سنكات قابمة لمتجديد مرة كاحدة فقط.
بعيف -يعيف األميف العاـ مكظفي الرئاسة العامة مف مكاطني الدكؿ األعضاء آخذا
االعتبار تكفر الكفاءة كالنزاىة فييـ كمراعيا لمبدأ التكزيع الجغرافي العادؿ.
-ال يجكز لؤلميف العاـ كال لؤلمناء المساعديف كال لمكظفي األمانة العامة أف يطمبكا أك
يتمقكا فيما يتعمؽ بأداء كاجباتيـ أية تعميمات مف أية حككمة أك أية سمطة خارج نطاؽ
المؤتمر ،كعمييـ أف م متنعكا عف القياـ بأم تصرؼ قد يسيء إلى مراكزىـ بصفتيـ
مكظفيف دكلييف مسؤكليف أماـ المؤتمر كحده ،كتتعيد الدكؿ األعضاء باحتراـ ىذه
الصفة فييـ كطبيعة مسؤكلياتيـ كاالمتناع عف التأثير عمييـ بأم كسيمة عند قياميـ
بمسؤكلياتيـ.
115
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
-تقكـ األمانة العامة بتأميف االتصاؿ بيف الدكؿ األعضاء ،كتقكـ بتقديـ التسييبلت
لمتشاكر كتبادؿ اآلراء كنشر المعمكمات ذات األىمية المشتركة بيف ىذه الدكؿ.
-يككف مقر األمانة العامة في جدة إلى أف يتـ تحرير القدس لتصبح مق ار دائما ليا.
-عمى األمانة العامة متابعة تنفيذ ق اررات كتكصيات المؤتمر كتقديـ تقرير عف ذلؾ إليو،
كعمييا أف تقدـ لمدكؿ األعضاء مباشرة أكراؽ العمؿ كالمذكرات بالكسائؿ المبلئمة في
نطاؽ التكصيات كق اررات المؤتمر.
-عمى األمانة العامة إعداد اجتماعات المؤتمر كذلؾ بالتعاكف الكثيؽ مع الدكلة المضيفة
بشأف النكاحي اإلدارية كالتنظيمية.
ك عمى ضكء اتفاقية الحصانات كاالمتيازات التي يقرىا المؤتمر العاـ:
-يتمتع المؤتمر في ببلد الدكؿ األعضاء باألىمية القانكنية كالحصانات كاالمتيازات
البلزمة لقيامو بكظائؼ كتحقيؽ أىدافو.
ضطبلع بمياـ -يتمتع مندكبك الدكؿ األعضاء بالحصانات كاالمتيازات البلزمة لئل
أعماليـ المتعمقة بالمؤتمر.
-يتمتع مكظفكا المؤتمر بالحصانات كاالمتيازات البلزمة لقياميـ بكظائؼ حسب ما
يقره المؤتمر.
تتككف منظمة المؤتمر اإلسبلمي مف الدكؿ المشتركة في مؤتمر ممكؾ كرؤساء الدكؿ
كالحككمات اإلسبلمي بالرباط كالدكؿ المشتركة في مؤتمرم كزراء الخارجية اإلسبلمية في
جدة ككراتشي كالمكقعة عمى الميثاؽ ،كجعؿ لكؿ دكلة إسبلمية أف تنظـ إلى المؤتمر
اإلسبلمي بطمب يتضمف رغبتيا كاستعدادىا لتبني ىذا الميثاؽ كيكدع لدل األمانة العامة
لعرضو عمى مؤتمر كزراء الخارجية في أكؿ اجتماع لو بعد تقديـ الطمب كيتـ االنضماـ
بمكافقة المؤتمر عميو بأغمبية ثمثي أعضاء المؤتمر.
كيجكز ألم دكلة مف دكؿ األعضاء أف تنسحب مف المؤتمر اإلسبلمي بإشعار خطي
كتبغ جميع الدكؿ األعضاء بذلؾ.
لؤلميف العاـ لٌ
116
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
كتؤدم الدكلة التي طمبت االنسحاب كاجباتيا المالية حتى نياية السنة المالية المقدـ
خبلليا طمب االنسحاب ،كما تؤدم لممؤتمر ما قد يككف عمييا مف ذمـ مالية أخرل إزاءه.
كعف عبلقة مفظ مة المؤتمر اإلسبلمي بالمنظمات األخرل فقد نصت المادة التاسعة
مف خبلؿ األمانة كفي إطار ميثاقيا الحالي كبمكافقة المؤتمر عمى تكثيؽ عبلقات المؤتمر
اإلسبلمي بالييئات اإلسبلمية ذات الصفة العالمية كتحقيؽ التعاكف لخدمة األىداؼ
اإلسبلمية التي أقرىا ىذا الميثاؽ كفيما يخص نفقات المنظمة كتسييرىا المالي فتنص المادة
السابعة مف الميثاؽ التأسيسي أف جميع المصاريؼ التي يتـ إنفاقيا في سبيؿ إدارة أعماؿ
األمانة كنشاطاتيا تتحمميا الدكؿ األعضاء حسب الدخؿ القكمي ،كتدير األمانة العامة
شؤكنيا المالية طبقا لؤلنظمة كالمكائح التي يكافؽ عمييا مؤتمر كزراء الخارجية.
كتشكؿ لجنة مالية دائمة مف قبؿ المؤتمر مككنة مف الممثميف المعتمديف لمدكؿ المشتركة
كتجتمع بمقر األمانة العامة كتقكـ ىذه المجنة بمساعدة األميف العاـ بإعداد كمراقبة ميزانية
األمانة العامة طبقا لمكائح التي يكافؽ عمييا مؤتمر كزراء الخارجية .
الفرع الخامس :مجمع الفقو اإلسالمي كىيئة تابعة لمنظمة المؤتمر اإلسالمي تعنى بالحق
في التدين.
117
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
سنتناكؿ في ىذا المطمب آليتيف أساسيتيف بذلتا جيد كبي ار في مجاؿ االستجابة
لمتطمبات الجالية المسممة في الغرب مف خبلؿ ما تكاجيو مف مسائؿ كتحديات تتعمؽ
تعرضنا في الفرع األكؿ إلى جيكد المعيد العالمي لمفكر اإلسبلمي ،أما الفرع
بتدينيـ ،حيث ٌ
الثاني فتناكلنا فيو نشاط المجمس األكربي لمبحكث كاإلفتاء.
118
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
1
الفرع األول :المعيد العالمي لمفكر اإلسالمي.
- 3الوسائل.
-العناية الخاصة بالعمكـ النفسية كالسمككية كالتربكية ،بيدؼ اإلسياـ في بناء العقمية
كالنفسية اإلسبلمية ،كفقنا لمقتضيات كشركط القكة كاألمانة في بناء الشخصية
اإلسبلمية.
-فتح اآلفاؽ العممية أماـ الفكر اإلسبلمي كانجازاتو عمى شبكة االتصاالت العالمية
"اإلنترنت" ،لتكفير منبر مفتكح لمتفاعؿ كالحكار.
-تككيف فرؽ بحث ،كاعتماد مفيكـ البحث الجماعي ،كصياغة أكراؽ العمؿ كالمشاريع
البحثية
- 4اإلنجازات.
تم ٌكف المعيد العالمي لمفكر اإلسبلمي ،مف تعميؽ الكعي لدل مثقفي األمة كمفكرييا
بطبيعة األزمة الفكرية كالكجدانية كبأىمية البعد الفكرم كالكجداني في المشركع الحضارم
120
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
اإلسبلمي الشامؿ ،كما أسيـ المعيد في دراسة ظكاىر العمٌة في األمة اإلسبلمية ،كتشخيص
ع في تنفيذه ،بمشاركة فاعمة لمعديد مفكرسـ المعيد برنامجان لئلصبلح ،كشر ى
أعراضيا ،ى
العمماء كالباحثيف كالمفكريف مف مختمؼ فئات األمة.
كقد ب ٍم ىكر المعيد مفيكـ "إسبلمية المعرفة"؛ بكصفو منطمقان لئلصبلح الفكرم ،كالخركج
مف "أزمة العقؿ المسمـ" مؤكدنا أىمية "بناء الرؤية الككنية اإلسبلمية" ك"المنيجية اإلسبلمية"،
كضركرة تطكير منيجية معاصرة فاعمة كمنضبطة لمتعامؿ مع القرآف الكريـ ،كالسنة النبكية
الشريفة ،كالتراث اإلسبلمي كاإلنساني ،كالكاقع المعاصر.
كقد الحظ المعيد أف أزمة الحضارة اإلنسانية اليكـ تيعزل إلى غياب األمة اإلسبلمية
عف ساحة الحضارة المعاصرة ،كأف الفكر اإلسبلمي المبني عمى أساس قيـ العدؿ كاإلخاء
كالسبلـ ،القائـ عمى "الجمع بيف القراءتيف" :قراءة الكحي كقراءة الككف ،قادر عمى معالجة
أزمة الحضارة المعاصرة ،كتحقيؽ اإلخاء اإلنساني ،كذلؾ عندما تتكافر ليذه الحضارة أسباب
اليداية الربانية ،كتتحقؽ فييا معطيات القيـ الخمقية.
كقد تحقؽ لممعيد ذلؾ مف خبلؿ مئات المؤتمرات كالندكات كالدكرات العممية التي
نظميا عمى المستكيات المحمية كاإلقميمية كالعالمية ،كشارؾ فييا آالؼ الباحثيف كالمفكريف
كالمثقفيف مف مختمؼ التخصصات كالتكجيات .إضافة إلى أف مئات الكتب التي نشرىا
المعيد بالمغات المختمفة ،كصمت إلى جميكر كبير كنطاؽ كاسع.
كأسيمت مجمتا المعيد بالعربية كاإلنجميزية في تكسيع آفاؽ المعرفة كتعميـ اإلنتاج
ضع عمماء األمة كمفكرييا أماـ التحديات التي تكاجو المعرفة اإلنسانيةالعممي األصيؿ ،كك ً
ي
كبمكرة الخطاب اإلسبلمي تجاىيا.
1
الفرع الثاني :المجمس األوربي لإلفتاء والبحوث
.يقع مقره كىك ىيئةه إسبلميةه متخصصةه مستقمةه ،يتككف مف مجمكعة مف العمماء
الحالي في الجميكرية األيرلندية.
22-21مف ذم القعدة كقد عقد لقاءه التأسيسي في مدينة لندف في بريطانيا في الفترة :
1417ىػ المكافؽ 30-29مف شير آذار ( مارس ) 1997ـ بحضكر ما يزيد عف خمسة
عشر عالمنا .ككاف ذلؾ تمبية لدعكة مف قبؿ اتحاد المنظمات اإلسبلمية في أكركبا ،حيث تـ
في ىذا المقاء إقرار مسكدة النظاـ األساسي .
-إيجاد التقارب بيف عمماء الساحة االكركبية ،كالعمؿ عمى تكحيد اآلراء الفقيية فيما
بينيـ ،حكؿ القضايا الفقيية الميمة.
ُّظ
كتحؿ مشكبلتيـ ،كتنظـ -إصدار فتاكل جماعية تسد حاجة المسمميف في أكركبا
تفاعميـ مع المجتمعات األكركبية ،في ضكء أحكاـ الشريعة كمقاصدىا.
-إصدار البحكث كالدراسات الشرعية ،التي تعالج األمكر المستجدة عمى الساحة
األكركبية بما يحقؽ مقاصد الشرع كمصالح الخمؽ.
-ترشيد المسمميف في أكركبا عام نة كشباب الصحكة خاص نة ،كذلؾ عف طريؽ نشر
المفاىيـ اإلسبلمية األصمية كالفتاكل الشرعية القكيمة.
-تشكيؿ لجاف متخصصة مف بيف أعضاء المجمس ذات ميمة مؤقتة أك دائمة كيعيد
إلييا القياـ باألعماؿ التي تساعد عمى تحقيؽ أغراض المجمس.
االعتماد عمى المراجع الفقيية المكثكؽ بيا ،كخصكصنا تمؾ التي تستند إلى األدلة -
الصحيحة
-بذؿ المساعي الحثيثة لدل الجيات الرسمية في الدكؿ األكركبية لبلعتراؼ بالمجمس
رسمينا ،كالرجكع إليو لمعرفة أحكاـ الشريعة اإلسبلمية
122
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
-إصدار نشرات كفتاكل دكرية كغير دكرية كترجمة الفتاكل كالبحكث كالدراسات إلى
المغات األكركبية.
-إصدار مجمة باسـ المجمس تنشر فييا مختارات مف الفتاكل كالبحكث كالدراسات التي
يناقشيا المجمس أك التي تحقؽ أىدافو.
نص عمى أنو يحؽ ألعضاء المجمس اختيار بعض العمماء لعضكية المجمس مف
كما َّ
خارج الساحة األكركبية ممف تجتمع فييـ شركط العضكية السابقة ما عدا الشرط الثالث ،إذا
كافقت عمييـ األغمبية المطمقة لؤلعضاء ،عمى أف ال يتجاكز عددىـ ( ربع ) أعضاء
المجمس.
كينص النظاـ األساسي لممجمس عمى اجتماع دكرم سنكم تعقده ىيئتو العامة .تتـ فيو
مناقشة األبحاث المقدمة إليو في المكضكعات المختمفة التي تمس إلييا حاجة الجالية
المسممة في أكركبا ،مع تكلي اإلجابة عما يرد عميو مف استفتاءات تتطمب الجكاب الجماعي
لحضكر دكرة االنعقاد ،كيجيز النظاـ األساسي لممجمس االستعانة بأىؿ الخبرة ،كدعكتيـ
التي يعرض فييا ما يتعمؽ باختصاصاتيـ مف غير أف يككف ليـ حقكؽ التصكيت.
123
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
كمنذ تأسيس المجمس إلى غاية شير مام 2007عقد المجمس اثني عشرة دكرة
تناكلت مختمؼ النكازؿ كالمستجدات التي طرأت عمى الجالية المسممة في أكربا في مختمؼ
العكاصـ األكربية ،حيث استعانت بالكثير مف الكفاءات العممية مف بمداف العالـ اإلسبلمي.
كنظ انر لتباعد انعقاد االجتماع الدكرم لممجمس ،كأشغالو في اجتماعاتو بمناقشة القضايا
األكثر أىمية ،كرغبة منو في تمبية حاجة عمكـ المسمميف في أكركبا كالتعجيؿ بإجابة
استفتاءاتيـ ،فقد اعتمد في دكرتو الثانية تأسيس لجنتيف فرعيتيف لمفتكل :إحداىما في فرنسا
كما أنشأ المجمس لجنة لمبحكث كاألخرل في بريطانيا ،باشرتا عمميما منذ ذلؾ الحيف،
كالدراسات تتكلى إصدار مجمة المجمس كما تيتـ بالبحكث كالدراسات التي تعيف المجمس
عمى إصدار ق ارراتو كفتاكيو .كما أنشأ لجنة لمحكار بفرنسا.
-مصادر التشريع اإلسبلمي المتفؽ عمييا بيف جميكر األمة كىي :القرآف ،كالسنة ،
كاإلجماع ،كالقياس.
-مصادر التشريع المختمؼ فييا كاالستحساف ،كالمصمحة المرسمة ،كسد الذرائع ،
كاالستصحاب ،كالعرؼ ،كمذىب الصحابي ،كشرع مف قبمنا ،كذلؾ بشركطيا كضكابطيا
. المعركفة عند أىؿ العمـ ،كالسيما إذا كاف في األخذ بيا مصمحة لؤلمة
كما ترتكز منيجيتة عمى:
كيختار منيا
-اعتبار المذاىب األربعة كغيرىا مف مذاىب أىؿ العمـ ثركةن فقيي نة عظيم نة ي
صح دليمو كظيرت مصمحتو. ما َّ
-كجكب مراعاة مقاصد الشرع كاجتناب الحيؿ المحظكرة المنافية لتحقيؽ المقاصد
124
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
أما طريقة إصدار الفتاكل ك الق اررات ،فتصدر الفتاكل كالق اررات باسـ المجمس في
الدكرات العادية أك الطارئة بإجماع الحاضريف إف أمكف ،أك بػأغمبيتيـ المطمقة ،كيحؽ
لممخالؼ إثبات مخالفتو ،حسب األصكؿ المعمكؿ بيا في المجامع الفقيية.
كينص النظاـ األساسي عمى أنو ال يحؽ لرئيس المجمس كال لعضك مف أعضائو ٌ
إصدار الفتاكل باسـ المجمس ما لـ يكف مكافقنا عمييا مف قبؿ المجمس نفسو ،كلكؿ منيـ أف
يفتي بصفتو الشخصية ،مف غير أف يذيؿ فتكاه بصفة عضكيتو في المجمس ،أك أف يكتبيا
عمى أكراؽ المجمس الرسمية.
125
الفصل األول:آلياث حمايت الحك في التديه بيه الفمه اإلسالمي والماوون الدولي لحموق اإلوسان.
خاتمة الفصل.
مف خبلؿ استعراض ما يتعمٌؽ بالحؽ في التديف فقيا كقانكنا ،اتضحت النتائج اآلتية:
-اعتناء الفقو اإلسبلمي بمسألة حفظ الديف الصحيح ،كضماف حؽ التديف دكف إكراه،
كاعتبار حفظ الديف مف مقاصد الشريعة اإلسبلمية.
-حؽ التديف لغير المسمميف ضمنو الفقو اإلسبلمي.
-كجكد آليات معتبرة فقيا تيدؼ إلى حفظ الديف ،كمنيا:
الكقؼ.
الدعكة.
الجياد.
-ضمنت الكثائؽ الدكلية األساسية مسألة الحؽ في التديف.
-تنامي االىتماـ بيذا الحؽ كتزايده.
-كجكد العديد مف اآلليات الحككمية كغير الحككمية العاممة عمى المستكل الدكلي
كاإلقميمي التي تعمؿ عمى تكريس كضماف ممارسة ىذا الحؽ.
-ضماف المشرع الجزائرم ليذا الحؽ ،دستكريا كمف خبلؿ التشريع العادم.
حؼ المشرع الجزائرم الديف اإلسبلمي بحماية جنائية.
ٌ -
-ضمف المشرع الجزائرم حؽ التديف لغير المسمميف كضبطو بضكابط قانكنية تنظمو.
126
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
127
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
الفصل الثاني :حماية الحق في التربية و التعميم بين الفقو اإلسالمي والقانون الدولي
لحقوق اإلنسان.
نتناكؿ في ىذا الفصؿ الحؽ في التربية كالتعميـ باعتباره الحؽ الثقافي الثاني مف جممة
الحقكؽ الثقافية الثبلث التي اعتبرىا الباحث أنيا مف الحقكؽ الثقافية األساسية التي ال غنى
عنيا بالنسبة لمفرد كالمجتمع كالدكلة كالمجتمع الدكلي ككؿ.
ك قد جاء ىذا الفصؿ لئلجابة عف التساؤؿ المطركح في إشكالية البحث الكاردة في
المقدمة ،كىك ما مدل العناية التي حضي بيا الحؽ في التربية كالتعميـ فقيا كقانكنا؟
ك لئلجابة عمى ىذا التساؤؿ ،كعمى نفس شاكمة الفصؿ األكؿ تقريبا كبغرض دراسة
مدل تغطية نصكص االتفاقيات الدكلية ليذا الحؽ ،ككذا مدل اىتماـ الفقو اإلسبلمي بيذا
الحؽ ،تـ تقسيـ الفصؿ إلى أربعة مباحث جاءت عمى النحك اآلتي:
-المبحث األول :تناكلت فيو المنظكر الفقيي لمحؽ في التربية كالتعميـ.
القانكف الدكلي -المبحث الثاني :تـ فيو تناكؿ حماية الحؽ في التربية كالتعميـ في
لحقكؽ اإلنساف.
-المبحث الثالث :فقد تـ فيو التطرؽ إلى آليات حماية ىذا الحؽ في القانكف الدكلي مف
خبلؿ رصد مختمؼ المنظمات الدكلية العاممة في ىذا المجاؿ.
128
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
فضؿ ا﵀ تعالى اإلنساف بالعقؿ ،ككرمو بذلؾ عف سائر المخمكقات ،فيك مخمكؽ
ّ
عاقؿ مدرؾ مميز ،كبيذا العقؿ صار اإلنساف خميفة ﵀ في أرضو ،ككذا العقؿ يعرؼ
اإلنساف ربو كيفيـ أكامره كنكاىيو كبالعقؿ تدرؾ العمكـ كتحصؿ المعارؼ " ،كحفظو مقصد
عاـ مف مقاصد الشريعة لككنو أعمى قكة مف قكل النفس كأرقاىا كلككنو ىك مناط التكميؼ". 1
1
-النجار عبد المجٌد :مقاصد الشرٌعة بأبعاد جدٌدة ،مرجع سابق ص .126
129
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
ك" المقصكد بحفظ العقؿ ىك تشريع أحكاـ مف شأنيا أف تحفظ لمعقؿ قكتو التي بيا
يقدر عمى أداء ميمتو كذلؾ سكاء بتيسير عكامؿ القكة لو ،كىي العكامؿ التي تنميو كتزكيو
كترفع مف طاقتو أك بدفع عكامؿ الضعؼ عنو".1
فحفظ العقؿ يجب أف يتحقؽ في شقيو المادم كالمعنكم ،كيتمثؿ الشؽ المادم في
الدماغ كما يتبعو مف أعصاب ،كالحفظ المادم لمعقؿ تابع لمقصد حفظ النفس حفظا ماديا،
فتشريع تحريـ الخمر مثبل كما ماثميا مف مخدرات كمسكرات مقصده ،حفظ لمجسـ كالعقؿ
معا ،أما الحفظ المعنكم فيككف بحمايتو مف كؿ أسباب التعطيؿ أك التضميؿ.
فمف جانب الكجكد ،حفظ العقؿ تابع لحفظ النفس البشرية كتمبية ما تحتاج إليو مف تغذية
سميمة متكازنة تضمف البناء السميـ لمجسـ كالتككيف الجيد ألعضاء الجسـ مما يضمف القكة
كالنشاط كالقدرة عمى العمؿ الصالح ،بأف يؤدم كؿ عضك كظيفتو عمى الكجو األكمؿ قاؿ
تعالى ﴿ :
.2﴾
كمف مقتضيات العبكدية ﵀ أف يشكر اإلنساف ربو ،ك الشكر إنما ىك بإتياف ما يرضى
ا﵀ مف قكؿ ك فعؿ ،ك الفعؿ مف شركطو القدرة ك االستطاعة ك الكسع ك ال يككف ذلؾ إال
بالطاقة التي مصدرىا الغذاء الطيب الحبلؿ الذم سخره ا﵀ تعالى لئلنساف لكي يبني جسمو
كيقكيو ،ك المحرمات مف الغذاء إنما تجنى عمى جسـ اإلنساف ك تؤذيو ك تضعفو كتمرضو
ّ
فيي ال تجكز إال في حاؿ الضركرة التي يككف فييا اإلنساف عمى مشارؼ مكت محقؽ ،قاؿ
تعالى ﴿ :
﴿ : ك قاؿ أيضا، "1﴾
.﴾
﴿ : كقاؿ أيضا، ﴾
2
ك مف األمكر الخبيثة المؤذية لجسـ اإلنساف ك عقمو الخمر كمف في حكمو مف
﴿ المخدرات كالمسكرات قاؿ تعالى
ك، حيث أف مف اآلثار المباشرة الستيبلؾ الخمر غياب عقؿ اإلنساف،4﴾
بذلؾ يفقد ممكة التمييز بيف الفعؿ النافع كالفعؿ الضار فتككف نتائج األفعاؿ كالتصرفات
الصادرة في ىذه الحاؿ كخيمة عمى الفرد كعمى المجتمع فيي تؤدم إلى انتشار العداكة
﴿ :كتكتر العبلقات االجتماعية كابعاد اإلنساف عف عبادة ربو قاؿ تعالى
" إف المستقرئ ألحكاـ الشرعية كتكجيياتيا كما كردت في القراف ك السنة يجد أحكاما ك
قكتو أك بدفع أسباب
تكجيات كثيرة تقصد إلى حفظ العقؿ حفظا معنكيا سكاء بتيسير أسباب ّ
ضعفو".2
إذ أف حفظ العقؿ ال يقتصر عمى الجانب المادم منو فحسب ،فقد تككف السبلمة
الحسية كالجسمية متكفرة ،ك قد يككف اإلنساف عمى درجة مف الذكاء الفطرم ك البداىة ك
أف تعرضو لعكامؿ فساد معنكية قد تحيد بالعقؿ عف طريقو بأف يؤدل كظيفة
الفطنة ،إال ّ
نتائج التفكيرية بشكؿ صائب مما يقكده إلى االنحراؼ في التصكر كبالتالي الكصكؿ إلى
مناقضة لمحقيقة.
أف ىناؾ عكامؿ خارجية قد تحجر عمى العقؿ حريتو في ك قد نبو القرآف إلى
التفكير ك بالتالي تصبح حكاجب تحكؿ بيف العقؿ ك الحقيقة ،كاآلبائية ك االتباع بغير عمـ
كالتقميد بدكف تمحيص ،ك ألجؿ ذلؾ دعا القرآف إلى تحرير اإلنساف مف سمطاف العادات ك
التقاليد الفاسدة.
أما النكع الثاني مف العكامؿ فيي ذاتية في النفس البشرية ذاتيا حيث أمر ا﵀ بدفع
النفس ك عدـ الترؾ العناف ليا لتقكد حركة عقؿ اإلنساف لتبريره ك تحقيؽ مراميو ك سنتناكؿ
ىذاف العامبلف عمى النحك اآلتي:
كذلؾ بتحرير أثناء نشاطو الفكرم لمبحث عف حقيقة أك بناء تصكر أك مفيكـ أك دراستو
معينة ،إذ يجب أف ال يككف مقيدا إال بالقكاعد المكضكعية كالمنطقية التي تضبط
لظاىرة ّ
حركتو " كىذه الحرية في الفكر مف شأنيا أف تنشط حركة العقؿ ،إذ بيا يككف العقؿ منطمقا
دكف حد يحده أك عائؽ يعكقو فيي إذف مف أسباب القكة لمعقؿ إذ بيا ترتفع كفاءتو في أداء
ميمة الكشؼ عف الحقيقة ك تكظيفيا في صالح اإلنساف".1
ك لقد جاءت الشريعة بأحكاـ تحرر الفكر مف أسباب التعطيؿ الخارجية التي يمكف أف
تسمط عميو ،كمف أمثمة ذلؾ ما جاء في ذـ اآلبائية ك التقميد عف غير كعي قاؿ تعالى :
﴿
، 2﴾ فاالقتداء بغير ىدل ك اتباع اآلباء كانت نتيجة
﴿ استحقاؽ العقاب ك االنتقاـ ،قاؿ تعالى :
، 3﴾ أم ليس ليـ مستند فييا ىـ مف الشرؾ سكل تقميد اآلباء ك
األجداد بأنيـ كانكا عمى أمة كالمراد بيا الديف ىا ىنا ك قكليـ ك إنا عمى أثارىـ " أم
كراءىـ".4
كما مدح ا﵀ الذيف يتبعكف النبي صمى ا﵀ عميو كسمـ عف عمـ كدليؿ مف أىؿ الكتاب،
﴿ قاؿ تعالى:
.1﴾
" نقّاد في الديف يميزكف بيف: فيذا المدح ليذا الصنؼ مف الناس ألنيـ،2﴾
ىـ أصحاب العقكؿ، كأكلئؾ ىـ أكلكا األلباب، .....، الحسف كاألحسف كالفاضؿ كاألفضؿ
كفي اآلية داللة، السميمة عمى معارضة الكىـ كمنازعة اليكل المستحقكف لميداية ال غيرىـ
.3"عمى حط قدر التقميد المحض
.4﴾ ﴿ : كقاؿ تعالى
كتتمثؿ أساسا في اليكل النفسي كالظنكف التي قد تتحكؿ إلى مكجيات منحرؼ لحركة العقؿ
قاؿ، فتيمؾ بذلؾ صاحبيا كتككف عاقبتو مناكبة الصراط كاالعتراض عف الحؽ، الصحيحة
﴿ : تعالى
﴿ : كقاؿ أيضا: كقاؿ أيضا،"5﴾
، "1﴾ كقاؿ أيضا ﴿ :
فالظف ما ىك " إال تكىـ ما ىـ عميو مف الحؽ ،كأف آليتيـ شفعاؤىـ ،كما تشتييو
3
أنفسيـ ،كيترككف ما جاءه ـ مف اليدل كالدليؿ عمى أف دينيـ باطؿ" ،كقاؿ تعالى ﴿ :
،4﴾ كقاؿ أيضا:
" ،5﴾ ﴿فقد دلت
دلت ىذه اآلية عمى أف القكؿ في الديف بمجرد التقميد حراـ الف القكؿ بالتقميد قكؿ بمحض
اليكل كالشيكة كاآلية دلت عمى أف ذلؾ حراـ" ،6كما أيضا "إنكار شديد عمى حكـ اليكل
عمى عقمو كلـ يحكـ الدليؿ فانتيى بو األمر إلى الضبلؿ بتحكـ اليكل كلك حكـ الدليؿ ال
انتيى إلى العمـ.7
إف النظرة اإلسبلمية لمعمـ تجعؿ العمـ صفة إدراكية ك عممية يتميز بيا اإلنساف بما خكلو ا﵀
مف عقؿ كمسؤكلية " ،8ك" التعمـ ىك مكسب يكتسبو العقؿ ليكشؼ لو بو المجيكؿ عف
بعض حقائؽ الغيب كمف حقائؽ الككف ك اإلنساف قصير معمكما عمى معنى انو تحصؿ مف
م الكاقع".1
ذلؾ المجيكؿ صكر في العقؿ مطابقة لما ىك عميو ؼ
كما أف العمـ في السياؽ اإلسبلمي ييدؼ اكتشاؼ سنف ا﵀ في الككف بما يحقؽ لو
التسخير البلزـ لعمارة األرض ك تحقيؽ االستخبلؼ في إطار الغاية العبادية التي خمؽ مف
أجميا ك قاؿ تعالى .2﴾ ﴿ :
كلتحقيؽ التعمـ المكتمؿ الذل يحقؽ مقصد حفظ العقؿ البد مف تيسير مسارات تعممية
ضركرية ثبلث ىي :التعمّـ االستيعابى ،التعمّـ التف ّكرم ،كالتعمّـ المنيجي.
أ-التعميم االستيعابى:
ك" ىك التعمـ الذل تنكشؼ بو الحقائؽ المكضكعية سكاء كانت متعمقة بالغيب أك بالككف
أك باإلنساف ،بحيث يحصؿ في العقؿ جممة في تمؾ الحقائؽ تعكس الكاقع في تمؾ المجاالت
في الكعي كالعقؿ".3
ئيسي،
كتعتبر الحكاس التي يتمتع بيا اإلنساف أدكات لحصكؿ المعرفة ككسائؿ التعمـ الر ة
،4﴾ كقاؿ تعالى أيضا ﴿ :
﴿ ﴾ ، 1كقاؿ أيضا:
كما ذـ القرآف الكريـ تعطيؿ اإلنساف لحكاسو كعدـ تحصيؿ المعرفة كالعمـ فيتن ّكب عف
﴿ الصراط المستقيـ نتيجة لذلؾ ،فتككف عاقبة ذلؾ كباال كخسرانا ،قاؿ تعالى:
.4﴾
كقد أثنى القرآف الكريـ عمى الذيف يتفكركف بعقكليـ في خمؽ السماكات ليتكصمكا بذلؾ
﴿ إلى حقيقة أكبر ك أعمؽ تدؿ عمى الحكمة خمقيا ،قاؿ تعالى:
﴿ : كقاؿ أيضا،1﴾
.2﴾
كالى جانب التعميـ االستيعابم كالتف ّكرم البد مف قكاعد منيجية تضبط العقؿ كى ال
"كلذلؾ فقد جاء في الشريعة تكجيو مؤ ّكد،ينحرؼ أك يحيد عف كظيفتو عمى الكجو الكامؿ
.3"لتعمـ ىذه القكاعد المنيجية التي يتعمـ بيا العقؿ كيفية التفكير
﴿ : كقاؿ أيضا،4﴾
﴿ : كقاؿ أيضا،﴾
كمف تمؾ القكاعد المنيجية أيضا قاعدة الكاقعية كىى أف يككف منطمؽ العقؿ في بحثو
عف الحقيقية ىك الكاقع المشيكد مف آيات الككف أك مشاىدة التاريخ أك مف أكضاع
، فيحصؿ بذلؾ انكشاؼ سنف ا﵀ في اآلفاؽ كفي األنفس ك المجتمعات كالتاريخ، 6 "النفكس
﴿ قاؿ تعالى
﴿ ، 1﴾ كقاؿ أيضا:
﴿ ،2﴾ كقاؿ أيضا :
إنو ك باكتماؿ دكائر االستيعا ب الثبلثة السابقة ير ُشد العقؿ كيتحرر مف عكائؽ التفكير
السميـ ،ك يتحقؽ حفظ العقؿ" ،كحينما يحفظ العقؿ بالتحرير ك التعمّـ ،كتحفظ النفس فاف
ذلؾ يفضي إلى حفظ الذات اإلنسانية في أبعادىا المادية ك المعنكية ،كذلؾ مقصد مف
مقاصد العميا لمشريعة اإلسبلمية".4
التزكية ىي أحد المياديف األساسية المتعمقة بالتربية مجاليا النفس ك القمب ،فيي
تتعمؽ بمحاسبو النفس ك أفعاؿ القمكب،كتحقيؽ منازؿ الترقي كىى مفتاح الفبلح في الدنيا
كاآلخرة.
قاؿ تعالى ، 1﴾ ﴿ :كقاؿ أيضا ﴿ :
، "2﴾ كىك الذم اختار ليا ما بو كماليا كدفع
الرذائؿ عنيا".3
﴿ كتعتبر التزكية إحدل كظائؼ النبي صمى ا﵀ عميو كسمـ تجاه أمتو قاؿ تعالى:
،4﴾ كىي مف أعظـ نعـ ا﵀ كأفضالو عمى عباده
﴿ المؤمنيف قاؿ تعالى :
. 5﴾
ك ينتيى المعنى إذف بحسب البياف القرآف إلى أف تزكية النفس ىي إحدل السبؿ المعنكية
المعبر عنو بالفبلح ،كذلؾ ضرب
لتقكيتيا عمى أداء الميمة التي كمؼ اإلنساف بأدائيا ،كىك ّ
لحفظ لمنفس جاءت الشريعة لتجعمو مقصدا مف مقاصدىا الضركرية".6
﴿ كذلؾ مف خبلؿ رعاية بذرة اإليماف التي فطر ا﵀ الناس عمييا ،قاؿ تعالى:
،1﴾ كقاؿ صمى ا﵀ عميو كسمـ ":ما مف مكلكد إال يكلد عمى الفطرة،
كبناء اإلنساف إنما يككف ببناء جانبي اإلرادة نحك فعؿ الخير كبناء القدرة عمى ذلؾ.
-بناء المجتمع المسمم المنتج لمخيرات.
كذلؾ ببمكغ مرتبة اإلحساف كاالنتقاؿ مف طكر االستيبلؾ فقط إلى طكر إنتاج الخيرات
كنفع الناس ،كاألمر بالمعركؼ كالنيي عف المنكر ،قاؿ تعالى ﴿ :
.2﴾
فالمجتمع اآلمر بالمعركؼ كالناىي عف المنكر إنما يتككف مف أراد يعكف ىذا الجانب
في حياتيـ ،كىك أمر يجب أف تستيدفو التربية اإلسبلمية.
-بناء األمة الوسطية الشاىدة.
إف الشيكد الحضارم عمى سائر األمـ يعتبر مف الكظائؼ األساسية لؤلمة المسممة
﴿ كيعتبر المصب الكبير لمتربية اإلسبلمية ،قاؿ تعالى:
بناء عمى ما سبؽ مف تحديد لؤلىداؼ الكبرل لمتربية اإلسبلمية يمكف تحديد أبعادىا الرئيسية
فيما يمي:
-البعد الروحي,
-البعد السموكي.
-البعد االجتماعي.
-البعد المعرفي.
-البعد الجمالي.
-البعد اإلنساني.
كتتأسس عمى أساس أف " المنيج المعرفي اإلسبلمي يمتاز برؤية شمكلية ،فيك ال
يفصؿ بيف المعرفتيف العممية كالدينية ،فسائر العمكـ التي تنطكم عمى منافع كفكائد متعددة،
يمكف اعتبارىا معارؼ دينية ،كبالتالي فإف تقسيـ العمكـ كالمعارؼ إلى دينية كغير دينية ال
1
يستند إلى أساس سميـ".
كالتكامؿ المعرفي إنما معناه ":أف تككف المعارؼ التي يصؿ إلييا اإلنساف بالبحث
متكاممة فيما بينيا ال يناقض بعضيا بعضا ،سكاء مف حيث ذاتيا أك مف حيث الكسيمة التي
بيا يقع تحصيميا ،كما تككف متكاممة في تأديتيا لما يريد اإلنساف أف يحقؽ مف ىدؼ ،دكف
أف يصير بعضيا دافعا إليو بينما يككف بعضيا اآلخر يككف ناكصا عنو ،كذلؾ ىك
التعارض المعرفي المناقض لمتكامؿ".2
كقد كرد في ىذه المسألة العديد مف اآليات القرآنية ،منيا:
-1زكً المٌالد :التكامل المعرفً بٌن العلوم ،ثقافتنا للدراسات والبحوث المجلد 6العدد ،2010 ، 22ص .20
-2النجار عبد المجٌد :نظرٌة التكامل المعرفً عند ابن خلدون ،مجلة :تف ّكر ،مجلّد ،11العدد ،2011 ،2ص .147
142
آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي:الفصل الثاوي
﴿ -
﴿ -
﴿ ك-
.3﴾
.الخاصية السننية- 2
المنيجية المعرفية اإلسبلمية مبنية عمى اكتشاؼ سنف ا﵀ تعالى في مختمؼ المناحي
النفسية كاالجتماعية كالككنية الطبيعية مما يفضي إلى احتراميا كالعمؿ بيا إلى التمكيف
كتسخير المقدرات المكدعة في الكجكد لتحقيؽ ميمة االستخبلؼ كعمارة األرض في إطار
بعيدة عف، كبذلؾ يمكف القكؿ بأف المعرفة اإلسبلمية معرفة سننية،الكظيفة العبادية لئلنساف
.اليكل ككؿ سبؿ الغي كالضبلؿ
﴿ -
﴿ -
﴿ -
﴿ :منيا قكلو تعالى
﴿ : كقاؿ أيضا،4﴾
،5﴾
﴿ :كقاؿ أيضا
﴿ : وقال أيضا،6﴾
.7﴾
المطمب الثالث :بعض آليات حماية الحق في التعميم عند المسممين .
إف المكانة التي ناليا أىؿ العمـ مف عمماء كمتعمميف ،كشرؼ العمـ كالمنزلة العالية التي
منحيا لو اإلسبلـ جعمت مف نشر العمـ عمبل ذا قيمة كأكلكية فانبرل المجتمع المسمـ كعبر
مختمؼ المراحؿ إلى إيجاد مؤسسات كآليات تقكـ بيذا الغرض كسنكرد ذلؾ مف خبلؿ
النقطتيف اآلتيتيف :مؤسسات التعميـ عند المسمميف ،كأساليب التعميـ عندىـ.
نظ ار لممنزلة التي أكالىا اإلسبلـ لمعمـ مف خبلؿ اآليات العديدة كاألحاديث النبكية
الشريفة أكلى المسممكف كمنذ الصدر األكؿ األىمية القصكل لمعمـ كالعمماء كالطبلب إذ ال
نكاد نجد حضارة عرفيا التاريخ البشرم ىتـ بالتعميـ كما كاف عند المسمميف إذ لـ تكف ىناؾ
مبادئ كقيـ تدعكا إلى طمب العمـ كالتعميـ كتمؾ التي جاء بيا اإلسبلـ ,كيحؽ القكؿ بأف
عف العمـ كالتعمـ اإلسبلـ ديف العمـ كالتعمـ فاآليات القرآنية كاألحاديث النبكية التي تتحدث
عديدة ,كيكفي المسمميف فخ ار أف أكؿ سكرة نزلت عمى نبينا محمد صمى ا﵀ عميو كسمـ
تدعك إلى العمـ كالتعمـ ,فحددت معناه ,ك كسائمو فكانت شاممة جامعة ,قاؿ تع الى﴿ :
إف المتدبر في معنى كممة إق أر يجد أنيا تفيد النظر كالتدبر كالتفكر كالتمعف كاالتعاظ ،كىذه
جميعا تحتاج إلى جيد عقمي كفكرم أكثر مما تتطمبو عممية القراءة كالكتابة في معناىا
المألكؼ ،ليذا فقد حرص المسممكف في كافة عصكرىـ عمى التعميـ كالتعمّـ استجابة لمتكجيو
كتنكعت بحسب تطكر
الشرعي الذم يحث عمى ذلؾ ،فقامكا بإنشاء أماكف لمتعميـ اختمفت ّ
البيئة االجتماعية نمكا كازدىارا ،كسنكرد أىـ المؤسسات التعميمية التي شيدتيا الحضارة
اإلسبلمية عبر بعض المراحؿ اليامة مف تاريخيا عمى النحك اآلتي:
الكتاتيب:
- 1
عرؼ العرب ال ُكتَّاب قبؿ اإلسبلـ؛ إذ أنشا الكتاتيب في الحيرة كالشاـ كشبو جزيرة
العرب ،كعندما جاء اإلسبلـ طكرت لتمبي حاجات المجتمع اإلسبلمي.
كىكذا " ظير نكع جديد مف الكتاتيب التي ال تقتصر عمى تعميـ القراءة كالكتابة؛ بؿ
تيتـ بتحفيظ القرآف الكريـ كالحديث الشريؼ كالفقو" ،1كلعؿ تمؾ المؤسسة بشكميا اإلسبلمي
الجديد قد ظيرت منذ عيد الرسكؿ– صمى ا﵀ عميو كسمـ ،كازدادت انتشا ار مف بعده لتمبي
حاجات المسمميف لتعميـ أبنائيـ تعميما إسبلميا يحتؿ القرآف فيو مركز الصدارة.
كيرل ابف حزـ أف القرآف قد درس قراءة ككتابة لمصبياف كلمرجاؿ كلمنساء زمف الرسكؿ
-صمى ا﵀ عميو كسمـ -ثـ استمرت ىذه الحركة التربكية في عصر الخمفاء الراشديف ،حيث
ال كعرضا،
يقكؿ ابف حزـ في ذلؾ ":ثـ مات أبك بكر ككلي عمر ،ففتحت ببلد فارس طك ن
كفتحت الشاـ كميا ،كالجزيرة كمصر كميا ،كلـ يبؽ بمد إال كبنيت فيو المساجد ،كنسخت فيو
2
المصاحؼ ،ق أر األئمة القرآف ،كتعممو الصبياف في المكاتب شرقنا كغربا"
ىذا كقد كانت الكتاتيب لصيقة المساجد ،كلـ تنفصؿ عنيا إال بيدؼ تنزيييا عما قد
يصدر عف األطفاؿ مف أفعاؿ تتعارض كقدسية كطيارة ىذه المساجد.
كيبدك أف عدد الكتاتيب قد ازداد زيادة سريعة كضخمة حتى أصبح في كؿ قرية كتاب؛
بؿ ربما كجد في القرية الكاحدة أكثر مف كتّاب ،كقد ذكر ابف حكقؿ أنو عد قرابة 300معمـ
كتاب في مدينة كاحدة ىي مدينة بمرـ في صقمية ،3كال شؾ أف تمؾ الزيادة تعكس الطمب
-1ملكة أبٌض :التربٌة والثقافة العربٌة اإلسالمٌة فً الشام والجزٌرة خالل القرون الثالثة األولى للهجرة ،دار العلم للمالٌٌن ص.2
-2ابن حزم :الفصل فً الملل والنحل ،ج ،1ص .6
-3أحمد شلبً :التربٌة اإلسالمٌة :نظمها ،فلسفتها ،تارٌخها ،ص.5:
146
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
الجماىيرم عمى التعميـ مف ناحية ،كما أتيح ليذا الطمب الجماىيرم مف كسائؿ اإلشباع مف
ناحية أخرل.
المساجد:
- 2
حرص رسكؿ ا﵀– صمى ا﵀ عميو كسمـ -عمى نشر العمـ بيف أتباعو ،حيث أنو اتخذ
مكانا لمعمـ كالتعميـ ،كلـ تمض سكل مدة كجيزة حتى ظير ت ثمة مف
مف المسجد النبكم ن
الصحابة تأخذ عف النبي صمى ا﵀ عميو كسمـ العمـ كأساسو الكحي ككتاب الكحي كتعمميـ
منو صمى ا﵀ عميو كسمـ مختمؼ األحكاـ الشرعية المتعمقة بالعقائد بالعبادات كالمعامبلت
كالحدكد كغيرىا في منيج عممي متفرد.
كقد كانت مدارؾ الصحابة تتكسع كمعارفيـ تزيد كأخبلقيـ كتزكك نفكسيـ تترقى ،فمف
الناحية العممية كالتربكية يمكف أف تعد الفترة النبكية بالفترة المثالية التي تحققت فييا كؿ
شركط الترقي المعرفي كالركحي كالسمككي كىك ما انعكس عمى المستكل اإلنجازم مف خبلؿ
بزكغ فجر الحضارة اإلسبلمية في طكرىا العالمي الجديد ،المرتكزة عمى الكحي كمصدر
كمكجو لممعرفة كالسمكؾ اإلنساني.
كما ظير أىؿ الصُّفة مف الصحابة في مسجد الرسكؿ– صمى ا﵀ عميو كسمـ -الذيف
فرغكا أنفسيـ لطمب العمـ كالجياد ،حيث بدأ عدد أىؿ الصفة قميبلن ،ثـ أخذ في التزايد فيما
ّ
بعد إذ أف بعض الركايات تجعميـ عشريف في حيف أف ركايات أخرل تصؿ بيـ إلى أربعمائة
مف القراء المجاىديف ،كلقد عكفت ىذه األعداد الكبيرة مف أىؿ الصفة عمى التعميـ كالجياد؛
إذ كانكا يخرجكف في كؿ سرية مف سرايا الرسكؿ صمى ا﵀ عميو كسمـ .
كلعؿ أىؿ الصفّة ىـ النكاة األكلى لفكرة المدرسة التي ظيرت فيما بعد ،ككاف يتفرغ
فييا الطبلب كالمعممكف لطمب العمـ كالتعميـ نظير أجكر أك أرزاؽ ينالكنيا مف األكقاؼ ،مع
فارؽ أساس ىك أف أىؿ الصفة قد جمعكا بيف العمـ كالجياد.1
كفي ىذا الجك التعميمي التعممي ظيرت كفاءات عممية متعددة ،كعمي بف أبي طالب،
كاف ىذا األخير يسمى البحر لسعة عممو ،ككاف يعمّـ
كعبد ا﵀ بف العباس رضي ا﵀ عنيـ ،ؼ
عمكـ الديف ،كالمغة ،كالشعر ،كحرصا عمى إفادة طبلبو الكثيريف ،كتمبية طمباتيـ كاف
يخصص يكما لمقرآف كالتفسير كثانيا لمغازم رسكؿ ا﵀ -صمى ا﵀ عميو كسمـ ،كثالثنا ألياـ
العرب ،كرابعا لؤلنساب ،كخامسا لمشعر كالنحك .
ككاف عمر بف الخطاب– رضي ا﵀ عنو -يمفت نظر عماؿ الدكلة كقادتيا إلى تمؾ
الكفاءات العممية المتعددة عندما قاؿ ليـ في مؤتمر الجابية " :مف أراد أف يسأؿ عف القرآف
فميأت أبي بف كعب ،كمف أراد أف يسأؿ عف الفرائض فميأت زيد بف ثابت ،كمف أراد أف يسأؿ
عف الفقو فميأت معاذ بف جبؿ ،كمف أراد أف يسأؿ عف الماؿ فميأتني ،فإف ا﵀ سبحانو كتعالى
جعمني خازننا قاسما ".1
ككاف األسمكب المتّبع في التدريس في المسجد ىك نظاـ الحمقات التي يختمؼ مستكاىا,
فمنيا ما ىك أقرب إلى اإلجماؿ كالكضكح كالتبسيط كاليدؼ منيا نشر المبادئ األساسية مف
العمكـ ،كىذه أقرب إلى التعميـ القاعدم العاـ ،كمنيا ما ىك أرفع مستكل كأكثر عمقا كىي
أشبو بالتعميـ الجامعي أك المتخصص.
كعمى غرار المسجد النبكم بالمدينة المنكرة عمؿ المسممكف عمى إقامة الجكامع التي
عيد إلييا أداء الكظيفة الدينية كاالجتماعية كالعممية كالتربكية ،كمف األمثمة التاريخية الشاىدة
عمى ذلؾ ما يذكره المؤرخكف ،مثؿ جامع عمرك بف العاص بالفسطاط الذم أنشئ سنة 21
ىػ ،كجامع أحمد بف طكلكف الذم أنشئ عاـ 259ىػ ،كالجامع األزىر الذم أنشئ عاـ
361ىػ.
كمكانا لبلحتفاالت
ن فمقد كانت ىذه المساجد الجامعة مرك از لمنشاط الديني كاالجتماعي،
الدينية في األعياد كالمناسبات اإلسبلمية ،كمق ار لرجاؿ القضاء كالحسبة يباشركف منو تنفيذ
أحكاميـ ،كمؤسسات لمتعميـ بشتى أنكاعو النقمية كالعقمية ،كبجكار ىذه المساجد الجامعة في
-1انظر :أحمد فؤاد األهوانً :التربٌة فً اإلسالم ،دار المعارف ،القاهرة ،1980 ،ص48 -40 :
148
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
العكاصـ انتشرت المساجد في مدف العالـ اإلسبلمي كقراه ،لكي تقكـ بدكرىا الديني كالتربكم
في حياة المسمميف ،كتمتعت تمؾ المساجد عبر العصكر بحرية فكرية كعممية كاسعة ،كلـ
تتقيد تمؾ الحريات إال في عصكر التخمؼ كالضعؼ.
التعميم في المدارس
- 3
ركة عممية نشيطة زادت نظ ار لمتطكر الظاىر في مختمؼ العمكـ كتفرعيا ،كنشكء ح
تنكع النقاشات العممية الحاصمة في حمقات التعميـ،
بازدياد الركاد مف المتعمميف كالعمماء ك ّ
المناظرات ك الجداالت كحفاظا عمى كقار المساجد كىيبتيا كضركرة إبعادىا عف أجكاء
العممية ،ظيرت الضركرة العممية كالعممية إلقامة مدارس مستقمة تككف أكثر تنظيما كفعالية
في مجاؿ الممارسة التعممية ،ىذه المدارس ش ّكمت المحضف الرئيسي المؤسس لمنظاـ التربكم
كالتعميمي اإلسبلمي ،كمف األمثمة عمى ذلؾ:
-أف المقريزم يذكر لنا ثبلثنا كستيف مدرسة كانت في القاىرة في عصره ،كيصؼ
ال
الرحالة ابف جبير ثبلثيف مدرسة كانت في بغداد ،ككانت جميعيا تفكؽ القصكر جما ن
كركعة.
-كقد أفرد النعيمي الدمشقي مؤلفنا خاصا يصؼ فيو مدارس دمشؽ كحدىا ، 1حيث
كعد
قسميا بحسب اختصاصاتيا كمذاىبيا ،فقد أفرد فصبل لمتكمـ عف دكر القرآف الكريـّ ،
فييا سبعة مف الدكر ،كما ذكر دكر الحديث ،كذكر فييا خمسة عشر دا ار لتعميـ
الحديث،كفصبل لدكر القرآف كالحديث معا ،كما تناكؿ مدارس الشافعية في فصؿ مستقؿ،
كمثميا مدارس الحنفية كغيرىا.
أف نمفت النظر إلى كثرة تمؾ المدارس ،كخاصة مدارس القرآف ك مف الميـ ىنا
تمؾ المدارس تضـ كالحديث ك الفقو في مشرؽ الببلد اإلسبلمية كمغربيا ،حيث كانت
مكتبات يرجع إلييا طبلب العمـ .كمف األمثمة عمى ذلؾ أف المدرسة المستنصرية ببغداد
ضمت دار كتب عامرة بأنكاع المؤلفات التي بمغ عددىا عند االفتتاح ثمانيف ألؼ كتاب ،عدا
-1النعٌمً عبد القادر بن محمد :الدارس فً تارٌخ المدارس ،دار الكتب العلمٌة ،بٌروت ط . 1990 1
149
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
ما حمؿ إلييا بعد ذلؾ ،ككانت ىذه الدار تساعد طبلب المستنصرية عمى النسخ كالمطالعة
كالتأليؼ.
كما نشير ىنا أيضا أنو ال يكاد يخمك بمد إسبلمي كعبر مختمؼ العصكر مف مؤسسات
تعميمية ،كأف ما ذكرناه ىك عمى سبيؿ المثاؿ لمتدليؿ عمى اعتناء المسمميف بالعمـ الذم
نعتبره أساسا ضركريا لقياـ الحقكؽ الثقافية.
إلى جانب العمـ كبظيكر مبلمح نيضة عممية إسبلمية كبعد احتكاؾ العرب
بالمكركثات العممية لمحضارات األخرل خاصة الفارسية كاليكنانية ظيرت أطر كمؤسسات
ظمت العممية التعميمية منيا مايمي:
متنكعة ن ّ
-كاف إنشاء أكؿ أكاديمية في اإلسبلـ ،كالتي حقؽ بيا نظاـ الممؾ عمبل جميبل في
1
،كالتي كانت مركز إشعاع تربكم كمثاال اتريخ الفكر التربكم اإلسبلمي ,نظامية بغداد
يحتذل ،كقد غطى أمثاليا رقعة كاسعة مف بقاع اإلسبلـ ،حيث قامت مدارس عمى غرارىا
في أصفياف ك نيسابكر كالبصرة ،ك مرك ،كالمكصؿ ،كغيرىا ،ككذلؾ تـ إنشاء مثيبل ليا في
كؿ مدينة مف مدف العراؽ ،كلقد فاقت شيرتيا اآلفاؽ اإلسبلمية ،ألنو تربع عمى كراسي
،كفحكؿ األدباء ،كفي التدريس بيا ،كمناصب التعميـ فييا خيرة الفقياء كأكابر العمماء
مقدمتيـ الغزالي ك ا بف الجكزم كأغدقت عمييا مف النفقات لطبلب العمـ ما يفكؽ كؿ
،كقد التصكرات ،كلذلؾ قدمت عطاء فكريا كتعميميا رائدا متمثبل في إعداد الخريجيف منيا
صاركا مف مشاىير العمماء كاألدباء كالعماد األصفياني كابف عساكر كاألنبارم كغيرىـ ،كىي
تمثؿ المرحمة األخيرة مف تطكر النظاـ التربكم اإلسبلمي .
-1بغدادي عبد هللا بن عبد المجٌد :االنطالقة التعلٌمٌة فً المملكة العربٌة السعودٌة ،ج ، 1جدة ،دار الشروق1404هـ .ص.299، :
150
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
-كفي سنة 360لميجرة بنى جكىر الصقمي الجامع األزىر ،كلكنو خصص منذ سنة 378
لميجرة لمدراسات كاألبحاث العممية ،كظؿ مف ذلؾ التاريخ حتى العيد الحاضر جامعو مف
الجامعات األكلى في العالـ اإلسبلمي. 1
كما يظير مدل عناية كاىتماـ المسمميف بإنشاء المعاىد مدارس التعميـ ,كاإلنفاؽ
عمييا بسخاء بسبب ما كانكا يخصصكنو مف أمكاؿ كقفية ساعدت إلى حد كبير في تغطية
النفقات البلزمة لقياـ تمؾ المؤسسات بأدكارىا عمى الكجو الكامؿ ،ككؿ ذلؾ كاف لو األثر
الكبير في ظيكر اإلبداعات في مختمؼ العمكـ كالفنكف كظيكر األعبلـ بتفكقيـ في كافة
المعارؼ كالعمكـ ،مما أتاح لمحضارة اإلسبلمية عمى التفكؽ عمى نظيراتيا مف األمـ األخرل ،
في مختمؼ األكجو.
لقد كاف لممسمميف طرقا كأساليب أبدعكىا في التعميـ ترتكز في أساسيا عمى قكاعد منيا:2
-اعتبار سن المتعمم :حيث فرقكا بيف تربية الصغار كالكبار ،كلقد آثركا أف يككف
التغرب عف األىؿ كالبعد عف الكطف تفرغا
أعزبا كاستحبكا ّ طالب العمـ شابا كأف يككف
لكاجبات العمـ .
كميما يكف فقد كانكا يركف أف العمـ يطمب مف الميد إلى المحد ،كما جاء في األثر،
كأكد عميو العمماء المسممكف كما قاؿ الزرنكجي : 3أنو ليس لصحيح البدف كالعقؿ عذر في
طمب العمـ ميما كاف عمره.
-1شلبً أحمد :موسوعة النظم والحضارة اإلسالمٌة ,ج ، 5مكتبة النهضة المصرٌة ،القاهرة1982 .م ،ص.105
-2عبد الدائم عبد هللا :التربٌة عبر التارٌخ من العصور القدٌمة حتى أوائل القرن العشرٌن ،بٌروت :دار العلم للمالٌٌن،
.1981ص.183
_3الزرنوجً برهان اإلسالم :تعلٌم المتعلم طرٌق التعلم ،ت مروان قبانً ،المكتب اإلسالمً ،ط ،1981 ،1ص 71وما بعدها.
151
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
-العقل والجسم السميمين :حيث أدرؾ العمماء المسممكف أىمية الصمة بيف الجسـ كالعقؿ،
،كحذركا مف كليذا عنكا بالجسـ كخففكا عنو األعباء ليستطيع العقؿ عمى التعمـ كالتعميـ
إرىاؽ الجسـ في سبيؿ العمـ كمف مكاصمة الدرس كالجيد دكف أف يتخمؿ ذلؾ راحة .
-أما طريقة التعميم :فقد كانت تعتمد إجماال عمى التمقيف كالحفظ ،ال سيما في تعميـ القرآف
الكريـ ككاف الحفظ في الكاقع مف أىـ شركط العمـ عند المسمميف ،كربما كاف ذلؾ راجعا
إلى حاجتيـ إلى االعتماد عمى الذاكرة أكثر مف االعتماد عمى الكتابة ،ككاف بعضيـ يرل
البدء بالحفظ قبؿ الفيـ ،فكاف يقاؿ :أكؿ العمـ الصمت ،كالثاني االستماع كالثالث الحفظ،
كالرابع العقؿ ،كالخامس النشر مع تأكيدىـ عمى أىمية التدرج في التعميـ ،كعمى الطريقة
الفردية في التعميـ حيث ميكؿ الفرد كاستعداداتو ،كأال يخمط عمميف في كقت كاحد ،بؿ
يتفرغ إلى التعمـ الكاحد حتى يتقنو ،ثـ ينتقؿ لغيره .
-توجيو الطالب حسب ميوليم ومواىبيم :كجعمكىا أساسا في التعميـ ،كالتكجيو ،كال يقكـ
بذلؾ الطالب كحده كال المعمـ كحده بؿ يقكـ بو كبلىما .
-الثواب والعقاب :حيث كاف ليـ منيجا في ذلؾ يبدأ في بالتدرج ،كأكدكا عمى ىذا المبدأ
كضركرة تبلزمو مع التعميـ.
152
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
الم بحث الثاني :الحق في التربية و التعميم في القانون الدولي لحقوق اإلنسان نتناكؿ في
ىذا المبحث الحماية القانكنية لمحؽ في التربية كالتعميـ مف خبلؿ استقراء أىـ نصكص
المكاثيؽ الدكلية كاإلقميمية األساسية المتعمقة بحقكؽ اإلنساف ،في مطمبيف أكؿ كثاني.
المطمب األول :الحق في التربية والتعميم في المواثيق الدولية .1
الفرع األول :في اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان .
لقد نص اإلعبلف الع ا لمي لحقكؽ اإلنساف عمى الحؽ في التعميـ ،بؿ كجعمو الكسيؿ ة
األساسية ؿبمكغ كؿ الحقكؽ الكاردة في ىذا اإلعبلف فمقد جاء في الديباجة ":كما يسعى جميع
أفراد المجتمع كىيئاتو ،كاضعيف ىذا اإلعبلف نصب أعينيـ عمى الدكاـ ،كمف خبلؿ التعميـ
كالتربية ،إلى احتراـ ىذه الحقكؽ كالحريات" ،أما المكاد التي ذكرت ىذا الحؽ فنجد المادة
28مف اإلعبلف قد تطرقت إلى الحؽ في التعميـ مرفكقا بطائفة الحقكؽ الثقافية األخرل ،ال
سيما الدينية منيا مف حيث حرية الممارسة بالتعبد كاقامة الشعائر كالممارسة كالتعميـ حيث
نصت عمى أف " :لكؿ شخص حؽ في حرية الفكر كالكجداف كالديف ،كيشمؿ ىذا الحؽ
حريتو في إظيار دينو أك معتقده بالتعبد كاقامة الشعائر كالممارسة كالتعميـ ،بمفرده أك مع
جماعة ،كأماـ المؤل أك عمى حدة"
نصت
أما المادة 22فمقد تطرقت بدكرىا إلى ىذا الحؽ بطريقة غير مباشرة ،ذلؾ أنيا ّ
عمى أف لمفرد الحؽ في أف ":تكفَّر لو ،كمف خبل ؿ المجيكد القكمي كالتعاكف الدكلي ،كبما
يتفؽ مع ىياكؿ كؿ دكلة كمكاردىا ،الحقكؽ االقتصادية كاالجتماعية كالثقافية التي ال غنى
عنيا لكرامتو كلتنامي شخصيتو" ،ك يعتبر التعميـ مف الحقكؽ الثقافية التي ال غنى لئلنساف
عنيا في تحقيؽ كتطكير كتنمية شخصيتو ،بؿ ىك األداة األكلى التي تسيـ في بناء اإلنساف
كترقية شخصيتو كتحقيؽ حريتيا.
إف ما كرد سمفا لـ يكف ىك كؿ ما تناكلو اإلعبلف ،بؿ نجد أف ذكر الحؽ في التعميـ
قد كرد مفصبل بشكؿ كاضح كصريح في نص المادة ،26التي جاء فييا ":لكؿ شخص حؽ
-1انظر :سلبمانً لخمٌسً الحماٌة الدستورٌة لحق التعلٌم فً الجزائر ،رسالة ماجستٌر ،جامعة باتنة ،عام ،2013/2012ص 20وما بعدها.
153
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
التعميـ مجانا ،عمى األقؿ في مرحمتيو االبتدائية كاألساسية. في التعمّـ .كيجب أف يكفر
كيككف التعميـ كيككف التعميـ االبتدائي إلزاميا .كيككف التعميـ الفني كالميني متاحا لمعمكـ.
العالي متاحا لمجميع تبعا لكفاءتيـ.
كيجب أف يستيدؼ التعميـ التنمية الكاممة لشخصية اإلنساف كتعزيز احتراـ حقكؽ
اإلنساف كالحريات األساسية ،كما يجب أف يعزز التفاىـ كالتسامح كالصداقة بيف جميع األمـ
كجميع الفئات العنصرية أك الدينية ،كأف يؤيد األنشطة التي تضطمع بيا األمـ المتحدة لحفظ
السبلـ ،كلآلباء عمى سبيؿ األكلكية ،حؽ اختيار نكع التعميـ الذم يعطى ألكالدىـ".
إف مكضكع ىذه المادة تناكؿ بشكؿ أساسي الغايات الكبرل لمتعميـ ،حيث تجمت فيما يمي:
-التنمية الكاممة لشخصية اإلنساف :كىنا قد يقصد الجانب المعرفي كالنفسي كالبدني
كاالجتماعي كغيرىا مف الجكانب اليامة في شخصية اإلنساف.
-تعزيز احتراـ حقكؽ اإلنساف كالحريات األساسية :مف خبلؿ تعميميا كالتعريؼ بيا،
كبيذا العنصر الجكىرم تككف الصيانة لكرامة اإلنساف كبناء الكعي بقيمة كأىمية
حقكؽ اإلنساف.
-تعزيز التفاىـ كالتسامح كالصداقة بيف األمـ :كىك أمر في غاية األىمية ،ذلؾ أف
الحركب كالنزاعات بيف األمـ خاصة الحربيف العالميتيف األكلى كالثانية خمّفتا دما ار
كخرابا كبيريف أض ار بالبشرية أفرادا كأمما أيما إضرار ،فبناء السمـ قبؿ أنككف قبؿ
الدكؿ كاألمـ يجب أف يبنى في عقكؿ البشر.
خاصة في مراحمو األكلى كذلؾ بيدؼ
ّ كما حثّت المادة عمى أف يككف التعميـ مجانيا
تكفيره كضمانو كدفع المعكقات المختمفة التي قد تمنع مف تمتع اإلنساف بو ،كما أشارت
المادة إلى الحؽ في التعميـ كالتككيف الميني كالتعميـ العالي الذم يجب أف يككف بدكره متاحا
لئلنساف كذلؾ بحسب قدرتو ككفاءتو.
كما أكجبت ىذا الحؽ لؤلطفاؿ الذم يقع باألساس كعمى سبيؿ األكلكية عمى عاتؽ
األكلياء ،الذيف يختاركف التعميـ المناسب ألبنائيـ.
154
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
كما أردفت المادة 27بحثّيا عمى حؽ المشاركة الثقافية ،كالحماية المعنكية كالمادية
لممنتكج العممي كاألدبي كالفني ،حيث نصت عمى أف ":لكؿ شخص حؽ المشاركة في حياة
المجتمع الثقافية ،كفي االستمتاع بالفنكف ،كاإلسياـ في التقدـ العممي كفي الفكائد التي تنجـ
عنو .لكؿ شخص حؽ في حماية المصالح المعنكية كالمادية المترتبة عف أم إنتاج عممي أك
أدبي أك فني مف صنعو".
155
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
كبخصكص المسألة التربكية فقد تناكلتيا المدة 10عمى أف ":تقر الدكؿ االطراؼ في
ىذا العيد بما يمي:
-كجكب منح األسرة ،التي تشكؿ الكحدة الجماعية الطبيعية كاألساسية في المجتمع،
أكبر قد ر ممكف مف الحماية كالمساعدة ،كخصكصا لتككيف ىذه األسرة كطكاؿ
نيكضيا بمسؤكلية تعيد كتربية األكالد الذيف تعيميـ .ك يجب أف ينعقد الزكاج برضا
الطرفيف المزمع زكاجيما رضاء ال إكراه فيو.
-كجكب حماية خاصة لؤلميات خبلؿ فترة معقكلة قبؿ الكضع كبعده .كينبغي منح
األميات العامبلت ،أثناء الفترة المذككرة إجازة مأجكرة أك إجازة مصحكبة باستحقاقات
ضماف اجتماعي كافية.
كفي المنحى التربكم ،كما يجب أف ينالو األطفاؿ مف حماية جاءت الفقرة الثالثة مف
المادة السابقة لتعزز ىذا الحؽ حيث نصت عمى:
-كجكب اتخاذ تدابير حماية كمساعدة خاصة لصالح جميع األطفاؿ كالمراىقيف ،دكف
كمف الكاجب حماية األطفاؿ أم تمييز بسبب النسب أك غيره مف الظركؼ.
كالمراىقيف مف االستغبلؿ االقتصادم كاالجتماعي.
-كما يجب جعؿ القانكف يعاقب عمى استخداميـ في أم عمؿ مف شأنو إفساد
أخبلقيـ أك اإلضرار بصحتيـ أك تيديد حياتيـ بالخطر أك إلحاؽ األذل بنمكىـ
الطبيعي.
-كعمى الدكؿ أيضا أف تفرض حدكدا دنيا لمسف يحظر القانكف استخداـ الصغار الذيف
لـ يبمغكىا في عمؿ مأجكر كيعاقب عميو.
إف ىذه المادة تشكؿ إلتفاتة حقيقية تستجيب لممتطمبات النفسية كالجسمية لمطفؿ فشكمت
بذلؾ مانعا يحكؿ دكف إىدار كرامة الطفؿ كتعريضيـ لشتى أنكاع االستغبلؿ غير المشركع.
أما المادة 13مف العيد فجاءت أثر تكضيحا كتفصيبل لمحؽ في التعميـ بمختمؼ
أنكاعو كأشكالو كمراحمو فمقد جاء فييا:
156
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
" تقر الدكؿ االطراؼ في ىذا العيد بحؽ كؿ فرد في التربية كالتعميـ ،كىي متفقة عمى كجكب
تكجيو التربية كالتعميـ إلى اإلنماء الكامؿ لمشخصية اإلنسانية كالحس بكرامتيا كالى تكطيد
احتراـ حقكؽ اإلنساف كالحريات األساسية ،كىي متفقة كذلؾ عمى كجكب استيداؼ التربية
كالتعميـ:
تمكيف كؿ شخص مف اإلسياـ بدكر نافع في مجتمع حر. -
-تكثيؽ أكاصر التفاىـ كالتسامح كالصداقة بيف جميع األمـ كمختمؼ الفئات السبللية أك
اإلثنية أك الدينية.
-كدعـ األنشطة التي تقكـ بيا األمـ المتحدة مف أجؿ صيانة السمـ.
كتقر الدكؿ األطراؼ في ىذا العيد بأف ضماف الممارسة التامة ليذا الحؽ يتطمب:
ّ
-جعؿ التعميـ االبتدائي إلزاميا كإتاحتو مجانا لمجميع.
-تعميـ التعميـ الثانكم بمختمؼ أنكاعو ،بما في ذلؾ التعميـ الثانكم التقني كالميني،
كجعمو متاحا لمجميع بكافة الكسائؿ المناسبة كال سيما باألخذ تدريجيا بمجانية التعميـ.
-جعؿ التعميـ العالي متاحا لمجميع عمى قدـ المساكاة ،تبعا لمكفاءة ،بكافة الكسائؿ
المناسبة كال سيما باألخذ تدريجيا بمجانية التعميـ.
-تشجيع التربية األساسية أك تكثيفيا ،إلى أبعد مدل ممكف ،مف أجؿ األشخاص الذيف
لـ يتمقكا أك يستكممكا الدراسة االبتدائية.
-العمؿ بنشاط عمى إنماء شبكة مدرسية عمى جميع المستكيات ،كانشاء نظاـ منح كاؼ
بالغرض ،كمكاصمة تحسيف األكضاع المادية لمعامميف في التدريس.
كتتعيد الدكؿ األطراؼ في ىذا العيد باحتراـ حرية اآلباء ،أك األكصياء عند كج كدىـ
تقيد المدارس الـ ختارة بمعايير
في اختيار مدارس ألكالدىـ غير المدارس الحككمية ،شريطة ّ
التعميـ الدنيا التي قد تفرضيا أك تقرىا الدكلة ،كبتأميف تربية أكلئؾ األكالد دينيا كخمقيا كفقا
لقناعاتيـ الخاصة.
157
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
كتفيد ىذه المادة أنو ليس فيىا مف أحكاـ ما يجكز تأكيمو عمى نحك يفيد مساسو بحرية األفراد
كالييئات في إنشاء كادارة مؤسسات تعميمية ،شريطة التقيد دائما بالمبادئ المنصكص عمييا
في الفقرة 1مف ىذه المادة كرىنا بخضكع التعميـ الذم تكفره ىذه المؤسسات لما قد تفرضو
الدكلة مف معايير دنيا.
أما المادة 14فقد نصت عمى أف " :تتعيد كؿ دكلة طرؼ في ىذا العيد لـ تكف بعد
عضكا ،كقد أصبحت طرفا فيو قد تمكنت مف كفالة إلزامية كمجانية التعميـ االبتدائي في
بمدىا ذاتو أك في أقاليـ أخرل تحت كاليتيا بالقياـ ،في غضكف سنتيف ،بكضع كاعتماد خطة
عمؿ مفصمة لمتنفيذ الفعمي كالتدريجي لمبدأ إلزامية التعميـ كمجانيتو لمجميع ،خبلؿ عدد
معقكؿ مف السنيف يحدد في الخطة".
ك المادة 15بدكرىا قد نصت عمى أف ":تقر الدكؿ األطراؼ في ىذا العيد بأف مف حؽ كؿ
فرد في:
-أف يشارؾ في الحياة الثقافية.
-أف يتمتع بفكائد التقدـ العممي كبتطبيقاتو.
-أف يفيد مف حماية المصالح المعنكية كالمادية الناجمة عف أم أثر عممي أك فني أك
أدبي مف صنعو.
-تراعي الدكؿ األطراؼ في ىذا العيد ،في التدابير التي ستتخذىا بغية ضماف
الممارسة الكاممة ليذا الحؽ ،أف تشمؿ تمؾ التدابير التي تتطمبيا صيانة العمـ كالثقافة
كانماؤىا كاشاعتيا.
-تتعيد الدكؿ األطراؼ في ىذا العيد ،باحتراـ الحرية التي ال غنى عنيا لمبحث العممي
كالنشاط اإلبداعي.
-تقر الدكؿ األطراؼ في ىذا العيد بالفكائد التي تجنى مف تشجيع كانماء االتصاؿ
كالتعاكف الدكلييف في ميداني العمـ كالثقافة".
158
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
أما المادة 16فقد تناكلت مجمكعة مف اإلجراءات التي مف شأنيا ضماف متابعة ما
كرد في العيد مف التزامات ،حيث جاء فييا":
-تتعيد الدكؿ االطراؼ في ىذا العيد بأف تقدـ طبقا ألحكاـ ىذا الجزء تقارير عف
التدابير التي تككف قد اتخذتيا كعف التقدـ المحرز عمى طريؽ ضماف احتراـ الحقكؽ
المعترؼ بيا في ىذا العيد.
-تكجو جميع التقارير إلى األميف العاـ لؤلمـ المتحدة ،الذم يحيؿ نسخا منيا إلى
المجمس االقتصادم كاالجتماعي لمنظر فييا طبقا ألحكاـ ىذا العيد.
-عمى األميف العاـ لؤلمـ المتحدة أيضا ،حيف يككف التقرير الكارد مف دكلة طرؼ في
ىذا العيد ،أك جزء أك منو متصبل بأية مسألة تدخؿ في اختصاص إحدل الككاالت
المتخصصة كفقا لصكيا التأسيسي كتككف الدكلة الطرؼ المذككرة عضكا في ىذه
الككالة أف يحيؿ إلى تمؾ الككالة نسخة مف ىذا التقرير أك جزئو المتصؿ بتمؾ
المسألة حسب الحالة.
انفرع انثانث :في إػالٌ فريثىرؽ.
تناكؿ إعبلف فريبكرغ الحؽ في التربية كالتعميـ في سياؽ عرضو لمحقكؽ الثقافية لئلنساف مف
خبلؿ المادة 6حيث نصت عمى أنو كفي ":في اإلطار العاـ لمحؽ في التربية لكؿ شخص
منفردا أك ضمف مجمكعة طيمة حياتو الحؽ في تربية كتككيف يساىماف _ باستجابتيما
لحاجياتو التربكية األساسية_ في التنمية الحرة الكاممة ليكيتو الثقافية في نطاؽ احتراـ حقكؽ
اآلخر كالتنكع الثقافي .كيشمؿ ىذا الحؽ بالخصكص:
أ -معرفة حقكؽ اإلنساف كتعمميا.
ب -يشمؿ حرية تعمـ لغتو أك التعمـ بيا كتدرييا أك التدريس بيا .ككذلؾ المغات األخرل.
ت -حرية األكلياء في تكفير تربية أخبلقية كدينية ألطفاليـ كفقا لقناعاتيـ الشخصية كفي
نطاؽ احتراـ حرية التفكير كالمعتقد كالديف المعترؼ بيا لمطفؿ حسب إمكانياتو.
159
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
ث -حرية بعث المؤسسات التربكية غير الخاضعة لمسمطات العامة كتسييرىا كدخكليا
شريطة احتراـ المقاييس كالمبادئ الدكلية المعترؼ بيا في مجاؿ التربية كأف تككف ىذه
المؤسسات مطابقة لمقكاعد الدنيا التي تقرىا الدكلة.
انفرع انراتغ:انحك في انترتيح وانتؼهيى في إطار االتفالياخ انخاصح تانطفم.
استثنائية فصؿ الطفؿ الصغير عف أمو ،كيجب عمى المجتمع كالسمطات العامة تقديـ عناية
خاصة لؤلطفاؿ المحركميف مف األسرة كمف أكلئؾ المفتقريف إلى كفاؼ العيش.
ىذا كقد كرد الحؽ في التعميـ في المبدأ السابع ،حيث أقر ىذا الحؽ الذم يجب أف
يككف مجانيا كالزاميا في مراحمو االبتدائية عمى األقؿ ،كأف يستيدؼ رفع ثقافة الطفؿ العامة
كتمكينو ،كعمى أساس تكافؤ الفرص مف تنمية ممكاتو كحصافتو كشعكره بالمسؤكلية األدبية
كاالجتماعية كمف أف يصبح عضكا مفيدا في المجتمع ،كتقع ىذه المسؤكلية بالدرجة األكلى
المذيف يجب أف يكجيا نحك
عمى أبكيو ،كما يجب أف تتاح لمطفؿ فرصة كاممة لمعب كالميكْ ،
أىداؼ التعميـ ذاتيا.
كقد نص المبدأ التاسع عمى حماية الطفؿ مف كؿ أشكاؿ اإلىماؿ كالقسكة كاالستغبلؿ
كاستخدامو قبؿ بمكغو السف األدنى المبلئـ ،كيحظر في جميع األحكاؿ حممو عمى العمؿ أك
تركو يعمؿ في أم مينة أك صنعة تؤذم صحتو أك تعميمو أك تعرقؿ نمكه الجسمي أك العقمي
أك الخمقي.
أما المبدأ العاشر كاألخير مف اإلعبلف فقد أكجب أف يربى الطفؿ عمى ركح التفيـ
كالتسامح كالصداقة بيف الشعكب كالسمـ كاألخكة العالمية ،كأف يحاط بالحماية مف جميع
الممارسات التي قد تدفع إلى التمييز العنصرم أك الديني أك أم شكؿ مف أشكاؿ التمييز.
-1انظر :فاتن صبري صٌد اللٌثً ،الحماٌة الدولٌة لحقوق الطفل ،رسالة ماجستٌر ،جامعة باتنة ،العام الدراسً 2008 ،2007م،
ص 47وما بعدها.
161
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
اعتمدت ىذه االتفاقية كعرضت لمتكقيع كاالنضماـ بمكجب قرار الجمعية العامة لؤلمـ
المتحدة ،25/44المؤرخ في 20نكفمبر ، 1989كدخمت مرحمة النفاذ بتاريخ 2سبتمبر
1990كفقا لممادة .49
كتتككف ىذه االتفاقية مف ديباجة كثبلثة أجزاء.
تناكؿ الجزء األكؿ الحقكؽ المتعمقة بالطفؿ في مجاؿ التربية كالتعميـ كأىـ ما كرد في ىذا
الجانب ما يمي:
18األكلى أف تبذؿ قصارل جيدىا لضماف -عمى الدكؿ األطراؼ كبحسب المادة
االعتراؼ بالمبدأ القائؿ أف كبل الكالديف يتحمبلف مسؤكليات مشتركة عف تربية الطفؿ
كنمكه ،كتقع عمى عاتؽ الكالديف أك األكصياء القانكنييف المسؤكلية األكلية عف تربية
الطفؿ كنمكه ،كأف تقدـ المساعدة المبلئمة لمكالديف كلؤلكصياء القانكنييف في
اإلضطبلع بمسؤكليات تربية الطفؿ كعمييا أف تكفؿ تطكير مؤسسات كمرافؽ
كخدمات رعاية األطفاؿ.
-حثّت المادة 19الدكؿ األطراؼ عمى اتخاذ جميع التدابير التشريعية كاإلدارية
كاالجتماعية كالتعميمية المبلئمة لحماية الطفؿ مف كافة أشكاؿ العنؼ أك الضرر أك
اإلساءة البدنية أك العقمية كاإلىماؿ أك المعاممة المنطكية عمى إىماؿ ،ككذا إساءة
المعاممة أك االستغبلؿ.
كينبغي أف تشمؿ ىذه التدابير:
فعالة بكضع برامج اجتماعية لتكفير الدعـ البلزـ لمطفؿ كألكلئؾ الذيف
-إجراءات ّ
يتعيدكف الطفؿ برعايتيـ.
-األشكاؿ األخرل مف الكقاية.
-اإلببلغ عف حاالت اإلساءة لؤلطفاؿ ،كالتحقيؽ فييا كمتابعتيا.
أما الطفؿ المحركـ بصفة مؤقتة أك دائمة مف بيئتو العائمية فمو كبحسب المادة 20مف
االتفاقية الحؽ في حماية كمساعدة تكفرىما الدكلة ،حيث تضمف الدكؿ األطراؼ كفقا لقكانينيا
162
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
الكطنية ،رعاية بديمة لو ،ال سيما في أمكر الحضانة أك الكفالة أك التبني ،أك اإلقامة في
مؤسسات مناسبة لرعاية األطفاؿ.
كما تناكلت المادة 21تفصيؿ الشركط البلزمة في نظاـ التبني لحماية مصالح الطفؿ
ككرامتو ،أما المادة 22فأشارت إلى كضعية الطفؿ البلجئ ككجكب منحو الحماية البلزمة.
أما عف األطفاؿ ذكم االحتياجات الخاصة فقد تكممت عنيـ المادة 23حيث ضمنت
ليـ بالحؽ في الرعاية الخاصة التي تضمف ليـ التمتع بحياة كاممة ككريمة في ظركؼ تكفؿ
ليـ كرامتيـ كتيسر مشاركتيـ في المجتمع.
إف الرعاية النفسية كالتربكية لمطفؿ ال يمكف أف تكتمؿ إال بتكفير الحماية الصحية
البلزمة كاالنتفاع بالضماف االجتماعي كتكفير مستكل معيشي مبلئـ لنمكه البدني كالعقمي
كالركحي كالمعنكم كاالجتماعي كىك ما تناكلتو المكاد 27 ،26 ،25 ،24 :عمى الترتيب.
أف ما سبؽ عرضو مف مضاميف االتفاقية يمكف إدراجو ضمف الحقكؽ التربكية ،أما
الحقكؽ التعميمية فقد تطرقت إليو المكاد31 ،30 ،29 ،28 :
فالمادة 28مف االتفاقية تعترؼ بحؽ الطفؿ في التعميـ ،حيث يتعيف عمى الدكؿ
األطراؼ القياـ بما يمي:
-جعؿ التعميـ االبتدائي إلزاميا كمتاحا لمجميع.
-تشجيع تطكير شتى أشكاؿ التعميـ الثانكم ،كتكفيرىا كاتاحتيا لجميع األطفاؿ.
-جعؿ التعميـ العالي ،متاحا لمجميع عمى أساس القدرات.
-جعؿ المعمكمات كالمبادئ اإلرشادية التربكية كالمينية متكفرة لجميع األطفاؿ.
-تشجيع التعاكف الدكلي في األمكر المتعمقة بالتعميـ ،بيدؼ اإلسياـ في القضاء عمى
الجيؿ كاألمية في جميع أنحاء العالـ كتيسير الكصكؿ إلى المعرفة العممية كالتقنية
كالى كسائؿ التعميـ الحديثة.
عددتيا في النقاط اآلنية:
أما المادة 29فقد تناكلت األىداؼ العامة لمتعميـ ،حيث ّ
-تنمية شخصية الطفؿ كمكاىبو كقدراتو العقمية كالبدنية إلى أقصى إمكاناتيا.
163
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
-تنمية احتراـ حقكؽ اإلنساف كالحريات األساسية كالمبادئ المكرسة في ميثاؽ األمـ
المتحدة.
-تنمية االحتراـ لدل الطفؿ ليكيتو الثقافية كلغتو كالقيـ الكطنية لمبمد الذم يعيش فيو
كالحضارات المختمفة عف حضارتو.
-إعداد الطفؿ لحياة يستشعر فييا المسؤكلية في مجتمع حر ،بركح مف التفاىـ كالسمـ
كالتسامح كالمساكاة بيف الجنسيف كالصداقة بيف جميع الشعكب كالجماعات اإلثنية
كالكطنية كالدينية كاألشخاص الذيف ينتمكف إلى السكاف األصمييف.
-تنمية احتراـ البيئة الطبيعية.
كتكممة لمنشاط التعميمي يزاكؿ الطفؿ حقّو في األنشطة الترفييية كاالستجماـ حسب
نص المادة 30الذم يضمف حؽ الطفؿ في الراحة ككقت الفراغ ،كمزاكلة األلعاب كأنشطة
االستجماـ المناسبة لسنو كالمشاركة بحرية في الحياة الثقافية كفي الفنكف ،حيث تعزز الدكؿ
األطراؼ حؽ الطفؿ في المشاركة الكاممة في الحياة الثقافية كالفنية كالتشجيع عمى تكفير
فرص مبلئمة كمتساكية لمنشاط الثقافي كالفني كاالستجمامي كأنشطة أكقات الفراغ.
الفرع الخامس في اإلعالن العالمي حول التربية لمجميع لعام 11990م
جاء ىذا اإلعبلف بعد إجراء معاينة لكاقع التربية كالتعميـ عمى المستكل العالمي ،حيث
كبالرغـ مف المكاثيؽ المتعددة التي أقرت ىذا الحؽ كانخراط معظـ الدكؿ فييا كتعدد اآلليات
الدكلية العاممة عمى مراعاة احتراـ ىذا الحؽ ،إال أنو تـ تسجيؿ تأخر كبير عمى مستكل
إعماؿ ىذا الحؽ ،كىك ما أشارت إليو ديباجة ىذا اإلعبلف ،حيث سجمت مثبل:
-أكثر مف 100مميكف طفؿ مف بينيـ 60مميكف فتاة عمى األقؿ ،محركمكف مف
االلتحاؽ بالتعميـ االبتدائي.
-1محمود شرٌف بسٌونً ،الوثائق الدولٌة المعنٌة بحقوق اإلنسان ،مرجع سابق ،ص 356وما بعدها.
164
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
-1انظر :كلودٌو زانغً ،الحماٌة الدولٌة لحقوق اإلنسان ،ت فوزي عٌسى ،مكتبة لبنان ناشرون ط ،2006 1ص 137وما بعدها.
166
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
عدة بركتكككالت إلى ىذه االتفاقية بقصد إضافة بعض األحكاـ عمييا
ىذا كقد أضيفت ّ
أك اإلقرار بمزيد مف الحقكؽ كالحريات أك إضفاء بعض التعديبلت عمييا.
كمما جاء في ديباجة الميثاؽ األكربي لحقكؽ اإلنساف ،أنو ":كتجديدا لتأكيد إيمانيا
العميؽ بيذه الحريات األساسية التي تعد أساس العدالة كالسبلـ في العالـ ،كأف أفضؿ ما
تصاف بو ،مف ناحية ،ديمقراطية سياسية فعالة ،كمف ناحية أخرل ،فيـ مشترؾ يرعى حقكؽ
اإلنساف التي ترتكز تمؾ الحريات عميق ،فقد عقدت عزيمتيا ،بكصفيا حككمات لدكؿ أكركبية
تسكدىا كحدة فكرية ذات تراث مشترؾ مف الحرية كالمثؿ كالتقاليد السياسية كاحتراـ القانكف،
عمى اتخاذ الخطكات األكلى نحك التنفيذ الجماعي لبعض الحقكؽ الكاردة في اإلعبلف
العالمي" .
كفيما يخص الحقكؽ الثقافية فقد اتفقت الدكؿ األعضاء في االتفاقية عمى إقرارىا
نصت عمى ":تضمف األطراؼ السامية المتعاقدة لكؿ إنساف يخضع
كاحتراميا ،فالمادة األكلى ّ
لنظاميا القانكني الحقكؽ كالحريات المحددة في القسـ األكؿ مف ىذه المعاىد" ،كبذلؾ كانت
ضامف الحتراـ كتكريس الحقكؽ الكاردة في ىذه االتفاقية .
ا ىذه المادة
نصت عميو في فقرتيا األكلى مع
أما الحؽ في التعميـ فقد نصت عميو المادة 9حيث ّ
" لكؿ إنساف الحؽ في حرية باقي الحقكؽ الثقافية األساسية األخرل ،حيث جاء فييا أف:
التفكير كالضمير كالعقيدة .ىذا الحؽ يشمؿ حرية تغيير الديف أك العقيدة ،كحرية إعبلف الديف
أك العقيدة بإقامة الشعائر كالتعميـ كالممارسة كالرعاية ،سكاء عمى انفراد أك باالجتماع مع
آخريف ،بصفة عمنية أك في نطاؽ خاص" .
ىذا كتضفي المادة 13حماية قكية لكؿ الحقكؽ الكاردة في االتفاؽ فػ":لكؿ إنساف انتيكت
فعالة أماـ سمطة كطنية،
حقكقو كحرياتو المحددة في ىذه المعاىدة الحؽ في كسيمة إنصاؼ ّ
كلك كاف ىذا االنتياؾ قد كقع مف أشخاص يعممكف بصفة رسمية ".
فتنص عمى مبدأ المساكاة بيف كؿ األفراد في التمتع كاكتساب ىذه
ّ أما المادة 14
الحقكؽ ،حيث ":يكفؿ التمتع بالحقكؽ كالحريات المقررة في ىذه المعاىدة دكف تمييز أينا كاف
167
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
أساسو :كالجنس أك العرؽ أك المكف أك المغة أك العقيدة أك الرأم السياسي أك غيره أك األصؿ
القكمي أك االجتماعي ،أك االنتماء إلى أقمية قكمية ،أك الثركة ،أك الميبلد ،أك أم كضع
آخر ".
ىذا في الظركؼ العادية ،أما الظركؼ االستثنائية كحاؿ الحرب أك الطكارئ فيجكز لمدكؿ
اتخاذ التدابير الضركرية شريطة أف ال تتعارض مع االلتزامات الدكلية ،حيث أفادت المادة
15أنو":
- 1في كقت الحرب أك الطكارئ العامة األخرل التي تيدد حياة األمة ،يجكز ألم طرؼ
ساـ متعاقد أف يتخذ تدابير تخالؼ التزاماتو المكضحة باالتفاقية في أضيؽ حدكد تحتميا
مقتضيات الحاؿ ،كبشرط أال تتعارض ىذه التدابير مع التزاماتو األخرل في إطار القانكف
الدكلي.
- 2الفقرة السابقة ال تجيز مخالفة المادة الثانية ،إال فيما يتعمؽ بالكفيات الناتجة عف
أعماؿ حربية مشركعة ،كما ال تجيز مخالفة المكاد الثالثة كالرابعة (فقرة أ) كالسابعة .
- 3عمى كؿ طرؼ ساـ متعاقد يستخدـ حؽ المخالفة سالؼ الذكر أف يخطر السكرتير
العاـ لمجمس أكركبا بمعمكمات كاممة عف التدابير التي اتخذىا كاألسباب التي دعت إلييا.
كما يخطر السكرتير العاـ لمجمس أكركبا أيضا عند كقؼ ىذه التدابير كاستئناؼ التنفيذ
الكامؿ ألحكاـ المعاىدة ".
أما الحؽ في التعميـ فقد ":جاء النص عمى ىذا الحؽ في البركتكككؿ األكؿ المضاؼ إلى
اتفاقية حقكؽ اإلنساف كالحريات األساسية ،الذم تـ التكقيع عميو في باريس بتاريخ:
1954/05/18ـ"1 حيز التنفيذ في:
1952/03/20كالذم دخؿ ّ
كقد نصت المادة 2عمى أنو " :ال يجكز حرماف أحد مف حقو في التعميـ ،كتحترـ
الدكؿ مف خبلؿ ممارستيا لمكظائؼ التي تضطمع بيا في ميداف التربية كالتعميـ حؽ اآلباء
في ضماف التربية كالتعميـ كفقا لعقائدىـ الدينية كالفمسفية.
-1محمد أمٌن المٌدانً :النظام األوربً لحماٌة حقوق اإلنسان،منشورات الحلبً الحقوقٌة ،ط ،2009،2ص .93 ،92
168
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
انفرع انثاني :حًايح انحك في انترتيح وانتؼهيى في ييثاق انحمىق األساسيح نالتحاد
األوروتي.1
كيعتر بمثابة النص الرسمي لحقكؽ اإلنساف في أكربا ،ك بدأ العمؿ بو في ديسمبر
2000ـ.
كقد ظير جميا في اؿتمييد الصبغة الثقافية الجكىرية التي يتأسس عمييا االتحاد ،مف خبلؿ
تسكغ قيامو ،كاألىداؼ الكبرل التي يتكؽ إلى تحقيقيا ،حيث
ذكر األسس الثقافية كالقيـ التي ّ
جاء فييا ":إف شعكب أكركبا – كىي تنشأ اتحادان أكثؽ فيما بينيا – تعتزـ التشارؾ في
مستقبؿ آمف قائـ عمى القيـ المشتركة.
كادراكان لتراثو الركحي كاألخبلقي – يتأسس االتحاد عمى القيـ العامة التي ال تتج أز
لمكرامة اإلنسانية كالحرية كالمساكاة كالتضامف؛ عمى أساس مبادئ الديمكقراطية كسمطاف
القانكف ،كيضع الفرد في القمب مف أنشطتو باالعتراؼ بالمكاطنة لبلتحاد ،كبخمؽ مساحة
لمحرية كاألمف كالعدؿ.
كيسيـ االتحاد في المحافظة عمى تنمية ىذه القيـ المشتركة ،بينما يحترـ تنكع ثقافات
كتقاليد شعكب أكركبا ،ككذلؾ اليكيات القكمية لمدكؿ األعضاء ،كتنظيـ سمطاتيا العامة عمى
المستكيات القكمية كاإلقميمية كالمحمية ،كينشد تشجيع التنمية المتكازنة كالمستمرة ،كيضمف
حرية الحركة بالنسبة لؤلشخاص كالسمع كالخدمات كرأس الماؿ ،كحرية إقامة عبلقات
الصداقة ،كمف أجؿ ىذا اليدؼ – يككف مف الضركرم تقكية حماية الحقكؽ األساسية في
ضكء تغيرات المجتمع ،كالتقدـ االجتماعي ،كالتطكرات العممية كالتكنكلكجية بجعؿ تمؾ
اؿحقكؽ أكثر كضكحا في الميثاؽ".
كيجدد ىذا الميثاؽ تأكيده:
-عمى االحتراـ الكاجب لسمطات ككظائؼ المجتمع كاالتحاد ،كمبدأ المشاركة في
القرار.
عمى الحقكؽ الناشئة عمى كجو الخصكص عف التقاليد الدستكرية كااللتزامات الدكلية -
المشتركة بيف الدكؿ األعضاء ،كالمعاىدة بشأف االتحاد األكركبي ،كاالتفاقية األكركبية لحماية
حقكؽ اإلنساف كالحريات األساسية ،كالمكاثيؽ االجتماعية التي يتبناىا المجتمع كالمجمس
األكركبي ،كقانكف الدعكل لمحكمة العدؿ لممجتمعات األكركبية كالمحكمة األكركبية لحقكؽ
اإلنساف".
المادة 10التي تناكلت الحؽ في حرية الفكر أما الحقكؽ الثقافية فقد أشارت إلييا
كالضمير كالديانة ،كذلؾ بأف يتمتع ":كؿ شخص الحؽ في حرية الفكر كالضمير كالديانة،
كيشمؿ ىذا الحؽ الحرية في تغيير الديانة ،أك العقيدة ،كحرية إعبلف الديانة أك العقيدة
كالتعبد كالتعميـ كالممارسة كاقامة الشعائر ،إما بمفرده ،أك باالجتماع مع اآلخريف ،كاما بشكؿ
عمني أك بشكؿ سرم.
أما المادة 11فجاءت مكممة ليذا الحؽ حيث أنو يعتبر حقا ناقصا ما لـ يكف مشفكعا
بحرية التعبير كالمعمكمات ،حيث نصت عمى أنو":
لكؿ شخص الحؽ في حرية التعبير ،كيشمؿ ىذا الحؽ حرية اعتناؽ اآلراء ،كتمقي -
كنقؿ المعمكمات كاألفكار ،دكف تدخؿ مف السمطة العامة كبصرؼ النظر عف الحدكد.
-تحترـ الحرية كتعددية كسائؿ اإلعبلـ".
كالمادة 13بدكرىا تناكلت مجاال ىاما مف الحقكؽ الثقافية حيث تعرضت إلى مسألة
حرية الفنكف كالعمكـ باف ":تككف الفنكف كالبحث العممي حرة مف القيكد ،كتحترـ الحرية
األكاديمية".
ؾدت
كتعتبر المادة 14مف المكاد الجكىرية مف الميثاؽ ،في مجاؿ الحقكؽ الثقافية ،حيث أ ّ
عمى الحؽ في التعميـ كذلؾ بإقرارىا أنو":
لكؿ إنساف الحؽ في التعميـ كالحصكؿ عمى التدريب الميني كالمستمر. -
-يشمؿ ىذا الحؽ إمكانية تمقي تعميـ إلزامي بالمجاف.
170
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
-تحترـ حرية إنشاء مؤسسات تعميمية باالحتراـ الكاجب لمبادئ الديمكقراطية ،كحؽ
اآلباء في ضماف أف التعميـ كالتدريس ألطفاليـ يتفؽ مع اعتقادىـ الديني كالفمسفي كالتربكم
". كفقان لمقكانيف المحمية التي تحكـ ممارسة ىذه الحرية كىذا الحؽ
تتكرس بو ىذه الحقكؽ ،
ّ كما أشار الفصؿ الثالث إلى مبدإ المساكاة باعتباره شرطا
مف خبلؿ احتراـ ىذا اؿمبدأ بتحقيؽ اؿمساكاة أماـ القانكف بالنسبة لمجميع كىك ما نصت
كدعمت المادة 21ىذا الحؽ بعدـ
عميو المادة 20بأف ":يتساكل الجميع أماـ القانك ف"ّ ،
التمييز حيث نصت عمى أنو ":
-محظ ر أم تمييز قائـ عمى أم سبب مثؿ الجنس أك العرؽ أك المكف أك األصؿ
العرقي أك االجتماعي أك السمات األجنبية أك المغة أك الديف أك العقيدة أك الرأم
السياسي أك أم رأم آخر أك االنتساب إلى أقمية قكمية أك بسبب الممتمكات أك
الميبلد أك اإلعاقة أك السف أك التكجو الجنسي.
-في نطاؽ تطبيؽ المعاىدة التي تنشئ المجتمع األكركبي ،كالمعاىدة بشأف االتحاد
يحظر أم تمييز عمى أساس األكركبي كدكف اإلخبلؿ باألحكاـ الخاصة لتمؾ المعاىدات
الجنسي ".
ة
كما أف المادة 22بدكرىا عالجت مسألة حساسة فيما يخص الحقكؽ الثقافية ،إذ جاءت
تحت عنكاف االختبلؼ الثقافي كالديني كالمغكم ،كذلؾ بأف":يحترـ االتحاد االختبلؼ الثقافي
كالديني كالمغكم".
كفي خصكص الحقكؽ التربكية لؤلطفاؿ لـ تغفؿ االتفاقية ىذا الحؽ فبقد تناكلتو في المادة
24بنصيا عمى أف ":
- 1يككف لؤلطفاؿ الحؽ في الحماية كالرعاية كما تتطمب مصمحتيـ ،كيجكز ليـ أف
يعبركا عف كجيات نظرىـ بحرية ،كتؤخذ كجيات النظر ىذه في االعتبار بشأف المسائؿ التي
تخصيـ كفقان ألعمارىـ كنضجيـ.
171
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
- 2في كافة األفعاؿ التي تتعمؽ باألطفاؿ – سكاء اتخذتيا السمطات العامة أك المؤسسات
الخاصة – يجب أف تؤخذ مصالح الطفؿ في االعتبار األكؿ ،كيككف لكؿ طفؿ الحؽ في
الحفاظ عمى عبلقة شخصية كاتصاؿ مباشر مع كالديو عمى نحك منتظـ ما لـ يكف ذلؾ
يخالؼ مصمحتو".
كالمادة 43أشارت إلى آلية محقؽ الشكاكل بحيث يككف مف حؽ أم مكاطف باالتحاد
كأم شخص طبيعي أك معنكم مقيـ أك لو مكتب مسجؿ في دكلة عضك أف يرفع إلى محقؽ
الشكاكل باالتحاد قضايا سكء اإلدارة في أنشطة مؤسسات أك ىيئات المجتمع ،باستثناء
محكمة العدالة ،كالمحكمة االبتدائية المتاف تعمبلف بصفتيـا القضائية.
كما أكردت االتفاقية أيضا كمف خبلؿ اؿمادة 44الحؽ في تقديم التماس ،حيث يككف
مف حؽ أم مكاطف باالتحاد كأم شخص طبيعي أك معنكم مقيـ أك لو مكتب مسجؿ في
دكلي عضك أف يقدـ التماسان لمبرلماف األكركبي ،كذلؾ في حالة المساس بأم حؽ كارد في
ىذه االتفاقية.
انًيثاق األفريمي نحمىق اإلنساٌ انفرع انثانث :حًايح انحك في انترتيح وانتؼهيى في
1
وانشؼىب
كقد تمت إجارتو مف قبؿ مجمس الرؤساء األفارقة بدكرتو العادية رقـ 18في نيركبي (كينيا)
يكنيك ،1981كقد ّبينت الديباجة المبادئ كالقيـ التي قاـ بني عمييا ،كاألىداؼ التي يتكخاىا
كىي:
-الحرية كالمساكاة كالعدالة كالكراـ.
-تحقيؽ التطمعات المشركعة لمشعكب األفريقية.
-إزالة جميع أشكاؿ االستعمار مف أفريقيا.
-لتكفير ظركؼ حياة أفضؿ لشعكب أفريقيا كتنمية التعاكف الدكلي.
-الحماية الكطنية كالدكلية لحقكؽ اإلنساف.
-1انظر :بوالقمح ٌوسف ،تطور آلٌات حماٌة حقوق اإلنسان فً إفرٌقٌا ،رسالة دكتوراه ،جامعة قسنطٌنة ،عام 2008/2007م،
ص 28وما بعدها.
172
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
- 2الدكلة ممزمة بمساعدة األسرة في أداء رسالتيا كحماية لؤلخبلقيات كالقيـ التقميدية التي
يعترؼ بيا المجتمع.
- 3يتعيف عمى الدكلة القضاء عمى كؿ تمييز ضد المرأة ككفالة حقكقيا كحقكؽ الطفؿ
عمى نحك ما ىك منصكص عميو في اإلعبلنات كاالتفاقيات الدكلية.
- 4لممسنيف أك المعكقيف الحؽ أيضا في تدابير حماية خاصة تبلئـ حالتيـ البدينة أك
المعنكية.
كما أ ّكدت المادة 22أنو لكؿ الشعكب الحؽ في تنميتيا االقتصادية كاالجتماعية كالثقافية
مع االحتراـ التاـ لحريتيا كذاتيتيا كالتمتع المتساكم بالتراث المشترؾ لمجنس البشرم.
الفرع الرابع :حماية الحق في التربية والتعميم في الميثاق اإلفريقي لحقوق ورفاىية الطفل
.11990
بدأ العمؿ بو في 29نكفمبر ،1999كقد تناكلت الػمادة 11منو حؽ الطفؿ في التعميـ،
نصت عمى:
حيث ّ
- 1يككف لكؿ طفؿ الحؽ في التعميـ ،كيكجو تعميـ الطفؿ إلى:
أ -تشجيع كتنمية شخصية الطفؿ كمكاىبو كقدراتو البدنية كالعقمية إلى أقصى حد ممكف.
ب -تشجيع احتراـ حقكؽ اإلنساف كالحريات األساسية باإلشارة عمى كجو الخصكص إلى
تمؾ الحقكؽ الكاردة في أحكاـ المكاثيؽ األفريقية المختمفة بشأف حقكؽ اإلنساف كالشعكب ،
كاعبلف كاتفاقيات حقكؽ اإلنساف الدكلية.
ت -المحافظة عمى تقكية األخبلقيات كالقيـ التقميدية كالثقافات األفريقية اإليجابية.
ث -إعداد الطفؿ لحياة المسئكلية في مجتمع حر تسكده ركح التفاىـ كالتسامح كالحكار
كاالحتراـ المتبادؿ كالصداقة بيف كافة الشعكب كالجماعات العرقية كالقبمية كالدينية.
ج -المحافظة عمى االستقبلؿ الكطني كالتكامؿ اإلقميمي.
ح -تشجيع كتحقيؽ الكحدة كالتضامف األفريقي.
خ -تنمية احتراـ البيئة كالمكارد الطبيعية.
- 2تتخذ الدكؿ أطراؼ ىذا الميثاؽ كافة اإلجراءات المبلئمة بيدؼ تحقيؽ اإلدراؾ الكامؿ
ليذا الحؽ ،كعمى كجو الخصكص:
-تقكـ بتكفير التعميـ اإللزامي األساسي.
-تقكـ بتشجيع تطكير التعميـ الثانكم في أشكالو المختمفة ،كجعمو مجانيان بشكؿ تدريجي
كمتاحان لمجميع.
-تقكـ بجعؿ التعميـ الجامعي متاحنا لمجميع عمى أساس القدرات بكافة الكسائؿ المبلئمة.
-تقكـ باتخاذ اإلجراءات التي تشجع عمى الحضكر المنتظـ في المدارس ،كتقميؿ معدالت
االنقطاع.
-تقكـ باتخاذ اإلجراءات الخاصة فيما يتعمؽ باألطفاؿ اإلناث ،كاألطفاؿ المكىكبيف،
كاألطفاؿ المحركميف لضماف إتاحة التعميـ المتساكم لكافة شرائح المجتمع.
- 3تحترـ الدكؿ أطراؼ ىذا الميثاؽ حقكؽ ككاجبات اآلباء كاألكصياء القانكنييف –
حسب الحالة – في اختيار مدارس أطفاليـ غير تمؾ التي تنشئيا السمطات العامة
كالتي تتفؽ مع أدنى المقاييس التي تقرىا الدكلة ،لضماف التعميـ الديني كاألخبلقي
لمطفؿ بالحد الذم يتناسب مع قدرات الطفؿ.
- 4تتخذ الدكؿ أطراؼ ىذا الميثاؽ كافة اإلجراءات المناسبة لضماف معاممة الطفؿ الذم
يخضع لمتأديب المدرسي أك مف الكالديف بشكؿ إنساني ،كباحتراـ لمكرامة المبلزمة
لمطفؿ ،كبما يتفؽ مع ىذا الميثاؽ.
- 5يككف لدل الدكؿ أطراؼ ىذا الميثاؽ كافة اإلجراءات المناسبة لضماف أف يككف لدل
األطفاؿ الذيف أصبحكا حكامؿ قبؿ إكماؿ تعميميـ فرصة مكاصمة تعميميـ عمى أساس
قدراتيـ الفردية.
نصت
كتكممة لمحؽ في التعميـ كاستثما ار لحؽ الطفؿ في الترفيو كاستغبلؿ كقت الفراغ ّ
الػمادة 12أكقات الفراغ كالترفيو ككيفية ترفيو الطفؿ فييا مف خبلؿ األنشطة الثقافية ،حيث
جاء فييا:
- 1تقر الدكؿ األطراؼ بحؽ الطفؿ في الراحة ،ككقت الفراغ ،كالمشاركة في المعب،
كاألنشطة الترفييية المناسبة لسف الطفؿ ،كالمشاركة بحرية في الحياة الثقافية كالفنكف.
175
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
- 2تحترـ الدكؿ األطراؼ كتشجع عمى حؽ الطفؿ في المشاركة الكاممة في الحياة الثقافية
كالفنية ،كتشجع عمى تكفير الفرص المبلئمة كالمتساكية في األنشطة الثقافية كالفنية كالترفييية
كأنشطة كقت الفراغ.
خصتيـ الػمادة 13
كما لـ تستثف االتفاقية األطفاؿ ذكم االحتياجات الخاصة ،حيث ّ
بالنص عمى أف:
- 1يككف لكؿ طفؿ معاؽ عقميان أك بدنيان الحؽ في إجراءات خاصة لمحماية تتبلءـ مع
حاجاتو البدنية كاألخبلقية ،كفى ظؿ ظركؼ تضمف كرامتو ،كتشجع عمى اعتماده عمى
نفسو ،كالمشاركة النشطة في المجتمع.
- 2تكفؿ الدكؿ أطراؼ ىذا الميثاؽ لمطفؿ المعاؽ كلممسئكليف عف رعايتو – طبقنا لممكارد
المتاحة – المساعدة التي تبلئـ حالة الطفؿ ،كعمى كجو الخصكص ضماف أف يككف لدل
الطفؿ المعاؽ الفرصة في التدريب ،كاإلعداد لمعمؿ ،كفرص الترفيو بالشكؿ الذم يؤدل
بالطفؿ إلى أف يحقؽ أقصى تكامؿ اجتماعي ممكف ،كتنميتو فردينا كثقافينا كأخبلقينا.
- 3تستخدـ الدكؿ أطراؼ ىذا الميثاؽ مكاردىا المتاحة بيدؼ تحقيؽ التكافؽ الكامؿ
بشكؿ تدريجي لمشخص المعاؽ ذىنيان كبدنيان لمتحرؾ كدخكؿ األماكف العامة كاألماكف األخرل
التي يجكز لممعاقيف دخكليا بشكؿ مشركع.
المطمب الثالث :الحق في التربية والتعميم في بعض المواثيق العربية واإلسالمية
الفرع األول :الحق في التربية والتعميم في إعالن القاىرة حول حقوق اإلنسان في اإلسالم
تـ إجازتو مف قبؿ مجمس كزراء خارجية منظمة مؤتمر العالـ اإلسبلمي في القاىرة ،في 5
أغسطس .1990
الديباجة الخمفية المرجعية كالمبادئ كاألىداؼ كشأف كؿ المكاثيؽ كاإلعبلنات ،فقد تناكلت
كالقيـ التي بني عمييا اإلعبلف ،كلقد جاء فييا:
لؤلمة اإلسبلمية التي جعميا ا﵀ خير أمة
-اؿتأكيد عمى ا لدكر الحضارم كالتاريخي ّ
أكرثت البشرية حضارة عالمية متكازنة ربطت الدنيا باآلخرة كجمعت بيف العمـ
كاإليماف ،كما يرجى أف تقكـ بو ىذه األمة اليكـ ليداية البشرية الحائرة بيف التيارات
كالمذاىب المتناقضة كتقديـ الحمكؿ لمشكبلت الحضارة المادية المزمنة.
176
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
-اؿمساىمة في الجيكد البشرية المتعمقة بحقكؽ اإلنساف التي تيدؼ إلي حمايتو مف
االستغبلؿ كاالضطياد كتيدؼ إلي تأكيد حريتو كحقكقو في الحياة الكريمة التي تتفؽ
مع الشريعة اإلسبلمية.
-التأكيد بأف البشرية التي بمغت في مدارج العمـ المادم شأنا بعيدا ،ال تزاؿ ،كستبؽ ل
في حاجة ماسة إلي سند إيماني لحضارتيا كالي كازع ذاتي يحرس حقكقيا.
-اإل يماف بأف الحقكؽ األساسية كالحريات العامة في اإلسبلـ جزء مف ديف المسمميف ال
يممؾ أحد بشكؿ مبدئي تعطيميا كميا أك جزئيا ،أك خرقيا أك تجاىميا في أحكاـ إليية
تكميفية أنزؿ ا﵀ بيا كتبو ،كبعث بيا خاتـ رسمو كتمـ بيا ما جاءت بو الرساالت
السماكية كأصبحت رعايتيا عبادة ،كاىماليا أك العدكاف عمييا منك ار في الديف ككؿ
إنساف مسؤكؿ عنيا بمفرده ،كاألمة مسؤكلة عنيا بالتضامف.
نصت عمى أف:
أما الحؽ في التعميـ فقد تناكلتو المادة 9مف اإلعبلف ،حيث ّ
-طمب العمـ فريضة كالتعميـ كاجب عمى المجتمع كالدكلة كعمييا تأميف سبمو ككسائمو
كضماف تنكعو بما يحقؽ مصمحة المجتمع كيتيح لئلنساف معرفة ديف اإلسبلـ كحقائؽ الككف
كتسخيرىا لخير البشرية.
-مف حؽ اإلنساف عمى مؤسسات التربية كالتكجيو المختمفة مف األسرة كالمدرسة كأجيزة
اإلعبلـ كغيرىا أف تعمؿ عمي تربية اإلنساف دينيا كدنيكيا تربية متكاممة متكازنة تنمي
شخصيتو ،كتعزز إيمانو با﵀ كاحترامو لمحقكؽ كالكاجبات كحمايتيا.
نصت المادة 16أنو ":لكؿ إنساف الحؽ في االنتفاع بثمرات إنتاجو العممي أك
ىذا كقد ّ
األدبي أك الفني أك التقني .كلو الحؽ في حماية مصالحو األدبية كالمالية العائدة لو عمي أف
يككف ىذا اإلنتاج غير مناؼ ألحكاـ الشريعة".
الفرع الثاني :عيد حقوق الطفل في اإلسالم
كقد اعتمد كفتح باب التكقيع كاالنضماـ كالتصديؽ عميو مف قبؿ المؤتمر اإلسبلمي
الثاني كالثبلثكف لكزراء الخارجية المنعقد في صنعاء – اليمف -خبلؿ الفترة مف 28إلى 30
177
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
179
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
-اؿتأكيد لمبادئ ميثاؽ األمـ المتحدة كاإلعبلف العالمي لحقكؽ اإلنساف كأحكاـ العيديف
الدكلييف لؤلمـ المتحدة بشأف الحقكؽ المدنية كالسياسية كالحقكؽ االقتصادية
كاالجتماعية كالثقافية ،كاعبلف القاىرة حكؿ حقكؽ اإلنساف في اإلسبلـ.
أما فيما يخص الحقكؽ الثقافية ال سيما الحؽ في التربية كالتعميـ فقد كرد في الميثاؽ
مف خبلؿ المكاد :مف المادة 34إلى المادة ،39فالمادة 34تناكلت كاجب التعميـ مف خبلؿ
تأكيدىا عمى أف:
180
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
انًثحث انثانث :آنياخ حًايح انحك في انترتيحو انتؼهيى في انمانىٌ انذوني نحمىق اإلنساٌ.
نتطرؽ في ىذا المبحث إلى أىـ اآلليات العاممة عمى المستكل الدكلي في مجاؿ حماية
الحؽ في التربية كالتعميـ عمى المستكل الدكلي كاإلقميمي ،كقد قسـ ىذا المبحث إلى ثبلثة
مطالب ،حيث نتناكؿ في المطمب األكؿ منظمة األمـ المتحدة لمتربية كالعمكـ كالثقافة
(اليكنسكك) كجيكدىا في مجاؿ التربية كالتعميـ ،أما في المطمب الثاني فسنتناكؿ جيكد
المنظمة العربية لمتربية كالعمكـ كالثقافة ( األليسكك) ،كما خصصنا المطمب الثالث لجيكد
المنظمة اإلسبلمية لمتربية كالعمكـ كالثقافة ( األيسيسكك ) .
قبؿ تناكؿ جيكد اليكنسكك في مجاؿ حماية الحؽ في التربية كالتعميـ نتكمـ عف المكاثيؽ
المنشئة ليا ،أىدافيا ككسائميا ،ككذا نظاميا الييكمي ،كبعض ما يتعمّؽ بنشاطيا كعبلقاتيا،
كذلؾ حسب ما سيأتي.
التربكم ،كبذلؾ يككف ىذا المؤتمر قد فتح أبكابو لمبمداف التي كانت تحضر بصفة مراقب قبؿ
ىذا التاريخ ليصبح ممثمكىا كاممي الحقكؽ".1
" كقد انعقد اجتماع مؤتمر كزراء التربية لمدكؿ المتحالفة في شير أفريؿ عاـ 1944ـ
كشاركت فيو أمريكا،بصفة عضك أساسي في المؤتمر ،حيث أسيـ مندكبيا أرشيبا لدما كميش
( أميف مكتبة الككنغرس) إلى جانب مندكبي فرنسيا كبريطانيا إسياما نشيطا في صياغة
مشركع الميثاؽ التأسيسي لميكنسكك".2
كفي الفترة الممتدة مف 01إلى 16نكفمبر 1945أم فكر انتياء الحرب العالمية
)AMEعقد مؤتمر لؤلمـ الثانية ،كبناء عمى اقتراح مف مؤتمر كزراء الحمفاء لمتربية (
المتحدة مف اجؿ إنشاء منظمة تعني بالتربية كالثقافة بمشاركة 44بمدا ك 7منظمات دكلية.3
السيد كميمنت رئيس كزراء بريطانيا ككاف مف أىـ ما قالو" :
ك" قد حضر حفؿ االفتتاح ّ
فمنعمـ شعكبنا مف أجؿ أف تتحكؿ عقكليـ نحك السبلـ" ،كقد أكمؿ ىذا المقطع الشاعر
األمريكي مستشار الرئيسي ركزفمت مندكب الكاليات المعتمد األمريكية بقكلو ":لما كانت
الحركب تتكلد في عقكؿ البشر ،ففي عقكليـ يجب أف تبني حصكف السبلـ" ،كقد كتبت ىذه
4
كتكزع المؤتمر عمى 5لجاف اعتبرت بمثابة ىيئة
ّ العبارة الشييرة في مقدمة ميثاؽ اليكنسكك"
تحضيرية لمناقشة مشركع دستكر المنظمة.
كفي نياية أعماؿ ىذا المؤتمر التحضيرم قاـ رؤساء 37دكلة بالتكقيع عمى الميثاؽ
16نكفمبر ،1945كما التأسيسي لمنظمة اليكنسكك بعد إق ارره مف المؤتمر كذلؾ بتاريخ
أقر المؤتمر أيضا أف يككف مقر ىذه المنظمة العاصمة الفرنسية باريس كبأف تشكؿ لجنة
ّ
تحضيرية برئاسة كزيرة التربية البريطانية كيمكتسكف أليف لئلعداد عداد لمدكرة األكؿ لممؤتمر
العاـ ".5
-1عبد المجٌد سعٌد مصلح العسالً :إدارة المنظمات الدولٌة المتخصصة بالتربٌة دار الثقافة والعلوم المركز القومً لإل صدارات
القانونٌة ،مصر ،ط ،1ج1 ،ص.71
-2عبد المجٌد سعٌد مصلح العسالً :نفس المرجع ،ص .72
-3انظر الموقع الرسمً لمنظمة الٌونسكو . www.unesco.org
-4الموقع الرسمً لمنظمة الٌونسكو www.unesco..org
-5عبد المجٌد سعٌد مصلح العسالً :نفس المرجع ،ص .74
182
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
كيتككف الميثاؽ التأسيسي لممنظمة مف ديباجة ك 15مادة ،كقد تناكؿ العناصر الرئيسية
اآلتية:
-أىداؼ المنظمة كغاياتيا .
-العضكية.
-ىيئات المنظمة كىيئات التعاكف الكطنية.
-العبلقات مع منظمة األمـ المتحدة كسائر المنظمات كالككاالت الدكلية المتخصصة.
:- 2أىداف ووسائل اليونسكو وعضويتيا
أ -األىداف.
نصت المادة األكلى مف ميثاؽ المنظمة عمى أىدافيا كغاياتيا ،حيث جاء فييا أنيا
ّ
تستيدؼ المساىمة في صكف السمـ كاألمف بالعمؿ عف طريؽ التربية كالعمـ كالثقافة عمى
تكثيؽ التعاكف بيف األمـ لضماف االحتراـ الشامؿ لمعدالة كالقانكف كحقكؽ اإلنساف كالحريات
األساسية لمناس كافة دكف تمييز بسبب العنصر أك المغة أك الديف كما أقرىا ميثاؽ األمـ
المتحدة لجميع الشعكب ،كألجؿ تحقيؽ ىذه الغايات فإف المنظمة:
بمساندة أجيزة إعبلـ الجماىير كتكصي ليذا -تعزز التعارف والتفاىم بين األمم:
الغرض بعقد االتفاقيات الدكلية التي تراىا مفيدة لتسييؿ حرية تداكؿ األفكار عف طريؽ
الكممة كالصكرة.
-تعمل عمى تنشيط التربية الشعبية :بالتعاكف مع الدكؿ األعضاء ،بناء عمى رغبتيا
كمعاكنتيا عمى تنمية نشاطيا التربكم ،كبإقامة التعاكف بيف األمـ لكي يتحقؽ بالتدريج المثؿ
األعمى في تكافؤ فرص التعميـ لجميع الناس دكف تمييز بسبب العنصر أك الجنس أك بسبب
الكضع االقتصادم أك االجتماعي كباقتراح األساليب التربكية المناسبة لتييئة أطفاؿ العالـ
أجمع لبلضطبلع بمسؤكليات اإلنساف الحر.
183
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
-تساعد عمى حفظ المعرفة وعمى تقدميا وانتشارىا :بالسير عمى صكف كحماية التراث
العالمي مف الكتب كاألعماؿ الفنية كغيرىا مف اآلثار التي ليا أىميتيا التاريخية أك
العممية ،كبتكصية الشعكب صاحبة الشأف بعقد اتفاقيات دكلية ليذا الغرض ،كبتشجيع
التعاكف بيف األمـ في جميع فركع النشاط الفكرم كتبادؿ المشتغميف في مجاالت التربية
كالعمـ كالثقافة عمى النطاؽ الدكلي كتبادؿ المطبكعات كاألعماؿ الفنية كالمكاد العممية
كسائر المكارد اإلعبلمية ،كباالعتماد عمى كسائؿ التعاكف الدكلي المبلئمة لكي يتسنى
طمع عمى ما ينشره كؿ شعب منيا.
لمشعكب جميعيا أف ت ّ
ب -نظام العضوية.
تناكلت المادة الثامنة مف الميثاؽ التأسيسي لممنظمة مسألة العضكية حيث أنو :
184
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
كا ّف الدكؿ األعضاء في المنظمة التي تكقؼ عف ممارسة حقكقيا كامتيازاتيا المترتبة
عمى عضكيتو في منظمة األمـ المتحدة تكقؼ أيضا بناء عمى طمب ىذه األخيرة عف
ممارسة الحقكؽ كاالمتيازات المبلزمة لعضكيتيا.
كيجكز لكؿ دكلة عضك في المنظمة أك لكؿ عضك منتسب إلييا أف ينسحب منيا
31ديسمبر بمكجب إشعار يكجو إلى المدير العاـ ،كيصبح ىذا االنسحاب نافذا مف تاريخ
مف العاـ التالي لمعاـ الذم كجو خبللو اإلشعار كال ينجـ عف ىذا االنسحاب أم تغيير في
االلتزامات المالية المترتبة عمى الدكلة صاحبة الشأف تجاه المنظمة حتى التاريخ الذم يصبح
فيو االنسحاب نافذا كفي حالة انسحاب عضك منتسب ،يكجو اإلشعار باسمو مف قبؿ الدكلة
العضك أك السمطة التي تمارس مسؤكلية إدارة عبلقاتو الدكلية ّأيا كانت ىذه السمطة .
كيحؽ لكؿ دكلة عضك أف تعيف مندكبا دائما ليا لدل المنظمة ،حيث يقدـ المندكب الدائـ
لمدكلة العضك أكراؽ اعتماد إلى مدير عاـ المنظمة كيتكلى ميامو رسميا اعتبا ار مف تاريخ
تقديـ أكراؽ االعتماد.
الفرع الثاني :النظام الييكمي لميونسكو
نصت المادة الثالثة مف الميثاؽ التأسيسي المتصمة عمى الييئات المش ّكمة لممنظمة كىي
ّ
كاآلتي :المؤتمر العاـ كالمجمس التنفيذم كاألمانة .
- 1المؤتمر العام .
كتعيف حككمة كؿ دكلة
يتألؼ المؤتمر العاـ مف ممثمي الدكؿ األعضاء في المنظمةّ ،
عضك عددا مف الممثميف ال يتجاكز الخمسة يختاركف بعد التشاكر مع المجنة الكطنية إف
كجدت أك مع المؤسسات كالييئات التربكية كالعممية كالثقافية.
كتتمثّؿ مياـ المؤتمر في ما يمي:
-يحدد خطكط سياسة المنظمة كالمنيج العاـ الذم تسمكو كيبت في البرامج التي
يعرضيا عميو مجمسو التنفيذم.
185
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
-يدعك المؤتمر العاـ ،كمما اقتضى األمر ككفقا لمنظاـ الذم يضعو ،إلى عقد
مؤتمرات دكلية عمى مستكل الدكؿ بشأف التربية أك العمكـ الطبيعية أك اإلنسانية أك نشر
المعارؼ ،كيجكز لممؤتمر العاـ أك المجمس التنفيذم أف يدعك كفقا لمنظاـ الذم يضعو
المؤتمر إلى عقد مؤتمرات غير حككمية بشأف ىذه المكضكعات ذاتيا.
ىذا كعندما يكافؽ المؤتمر العاـ عمى مقترحات ينبغي عرضيا عمى الدكؿ األعضاء ،ك
يميز بيف التكصيات المكجية إلى الدكؿ األعضاء كبيف االتفاقيات الدكلية التي يمزـ
عميو أف ّ
التصديؽ عمييا مف قبؿ الدكؿ األعضاء ،إذ يكتفي في الحالة األكلى باألغمبية البسيطة،
بينما ينبغي الحصكؿ في الحالة الثانية عمى أغمبية الثمثيف ،كعمى كؿ دكلة مف الدكؿ
األعضاء أف تعرض التكصيات أك االتفاقيات عمى الجيات الكطنية المختصة خبلؿ عاـ
كاحد يبدأ مف تاريخ انتياء دكرة المؤتمر العاـ التي اعتمدت خبلليا ىذه التكصيات أك
االتفاقيات.
يسدم المؤتمر العاـ مشكرتو لمنظمة األمـ المتحدة بشأف النكاحي التربكم العممية -
كالثقافية لممسائؿ التي تيـ األمـ المتحدة كذلؾ كفقا لمشركط كاإلجراءات التي تعتمدىا
الجيات المختصة في كمتا المنظمتيف .
ظمة
-يتسمـ أيضا المؤتمر العاـ كيدرس التقارير التي ترسميا الدكؿ األعضاء إلى المن ّ
عما تتخذه مف تدابير بشأف التكصيات كاالتفاقيات أك ممخصات تحميمية ليذه التقارير إذا قرر
المؤتمر ذلؾ.
-ينتخب المؤتمر أعضاء المجمس التنفيذم ،كيعيف المدير العاـ بناء عمى تكصية مف
المجمس التنفيذم.
- 2المجمس التنفيذي.
تناكلتو المادة الخامسة مف الميثاؽ مف حيث التشكيؿ كالمياـ كالعبلقة بينو ك بيف
الييئات األخرل ،فقد تناكلت الفقرة األكلى مف المادة تشكيمتو حيث :
186
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
-يش ّكؿ المجمس التنفيذم مف ثماف كخمسيف دكلة عضك ينتخبيا المؤتمر العاـ،
كيحضر رئيس المؤتمر العاـ جمسات المجمس التنفيذم بحكـ منصبو كبصفة استشارية ،
حيث يعيف كؿ عضك في المجمس التنفيذم ممثبل كاحد لو كيجكز لو أيضا أف يعيف لو نكابا.
-عمى عضك المجمس التنفيذم عندما يختار مف يمثمو في المجمس التنفيذم أف يحرص
عمى تعييف شخص مف ذكم الكفاءة في مجاؿ أك أكثر مف مجاالت اختصاص اليكنسكك،
كممف تتكافر لدييـ الخبرة كالمقدرة البلزمتاف لمقياـ بالمياـ اإلدارية كالتنفيذية الممقاة عمى
ّ
عاتؽ المجمس.
كيباشر المجمس التنفيذم أعماؿ تحت سمطة المؤتمر العاـ كيككف مسؤكال أمامو عف
تنفيذ البرنامج الذم يقره المؤتمر كيتخذ المجمس التنفيذم كفقا لمق اررات الصادرة عف
المؤتمر العاـ كمع مراعاة الظركؼ التي قد تستجد بيف دكرة كأخرل مف دكرات المؤتمر
العادية جميع التدابير البلزمة لتأميف قياـ المدير العاـ بتنفيذ البرنامج تنفيذا فعاال رشيدا .
-كما يجكز لممجمس التنفيذم في الفترات الكاقعة بيف دكرات المؤتمر العاـ العادية أف
5مف المادة يقكـ لدل منظمة األمـ المتحدة بالمياـ االستشارية التي تنص عمييا الفقرة
الرابعة بشرط أف يككف المؤتمر قد سبؽ لو أف عالج المسألة مكضكع االستشارة مف حيث
المبدأ ،كأف يككف الحؿ الذم تقتضيو ىذه المسألة منبثقا مف ق اررات صادرة عف المؤتمر.
187
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
-كمف مياـ المجمس التنفيذم أف يكصي المؤتمر العاـ بقبكؿ أعضاء جدد في
المنظمة.
-يقدـ رئيس المجمس التنفيذم باسـ ىذا المجمس إلى كؿ دكرة مف دكرات المؤتمر العاـ
العادية التقارير التي يتعيف عمى المدير العاـ كضعيا عف نشاط المنظمة كفقا ألحكاـ الفقرة
الثالثة( ب) مف المادة السادسة مشفكعة أك غير مشفكعة بتعميقات المجمس.
-يتخذ المجمس التنفيذم كافة الترتيبات البلزمة الستشارة ممثمي الييئات الدكلية أك
األشخاص المؤىميف الذيف يعنكف بالمسائؿ الكاقعة في دائرة اختصاصو.
-يجكز لممجمس التنفيذم بيف دكرة كأخرل مف دكرات المؤتمر العاـ مشكرة محكمة
العدؿ الدكلية بشأف القضايا القانكنية التي تنشأ في نطاؽ أعماؿ المنظمة ،كيمارس المجمس
التنفيذم كذلؾ الصبلحيات التي يخكلو إياىا المؤتمر.
- 3األمانة.
تتككف األمانة مف مدير عاـ كمف العدد البلزـ مف المكظفيف ،حيث يقترح المجمس
التنفيذم شخص المدير العاـ كيعينو المؤتمر العاـ لمدة أربع سنكات كفقا لمشركط التي يقرىا
المؤتمر ،كيجكز تعييف المدير العاـ لمدة أربع سنكات أخرل ،كلكف ال يجكز تعيينو مف جديد
لفترة الحقة .كالمدير العاـ ىك الرئيس اإلدارم األعمى لممنظمة.
كيشارؾ المدير العاـ أك مف ينيبو عنو في حالة غيابو ،في جميع اجتماعات المؤتمر
العاـ كالمجمس التنفيذم كلجاف المنظمة ،دكف أف يككف لو حؽ التصكيت ،كيقدـ اقتراحات
بشأف التدابير التي ينبغي لممؤتمر العاـ كالمجمس التنفيذم اتخاذىا ،كيعد مشركع برنامج
عمؿ المنظمة مصحكبا بتقديرات الميزانية الخاصة بيذا البرنامج تمييدا لعرضو عمى
المجمس .
كما يعد المدير العاـ تقارير دكرية عف أعماؿ المنظمة كيرسميا إلى الدكؿ األعضاء كالى
المجمس التنفيذم كيقرر المؤتمر العاـ الفترات التي تشمميا ىذه التقارير.
188
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
كيعيف المدير العاـ مكظفي األمانة كفقا لنظاـ المكظفيف الذم ينبغي عرضو عمى
ّ
المؤتمر العاـ العتماده ،كيجرم تعييف المكظفيف عمى أكسع نطاؽ جغرافي ممكف بشرط أف
تتكافر فييـ أعمى صفات النزاىة كالكفاءة كالمقدرة الفنية.
كتتسـ مسؤكليات المدير العاـ كالمكظفيف بطابع دكلي بحت ،كال يجكز ليـ أثناء تأدية
كاجباتيـ أف يطمبكا أك أف يتمقكا تعميمات مف ّأية حككمة أك سمطة خارجة عف المنظمة
كعمييـ أالّ يقكمكا بأم عمؿ مف شأنو أف يمس مركزىـ كمكظفيف دكلييف ،كتتعيد جميع الدكؿ
األعضاء في المنظمة باحتراـ الطابع الدكلي الذم تتسـ بو مسؤكليات المدير العاـ المكظفيف
كبأالّ تحاكؿ التأثير عمييـ أثناء قياميـ بمياميـ .
" مما تجدر اإلشارة إليو أف اليكنسكك أقامت عمى مر السنيف شبكة قيمة مف عبلقات
التعاكف في مجاالت اختصاصيا مع المنظمات غير الحككمية الممثمة لممجتمع المدني ".1
كما يمكف تسجيمو أيضا ىك النشاط المتزايد لممنظمات الممثمة لممجتمع المدني في
مجاؿ التعاكف الدكلي مما أتاح لميكنسكك إطا ار جديدا إلقامة عبلقات متطكرة كفي أفضؿ
الشركط.
-1الوثائق األساسٌة لمنظمة الٌونسكو ،إصدارات منظمة األمم المتحدة للتربٌة والعلم والثقافة2008 ،م ،ص .163
-2نفس المصدر :ص .164
189
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
" كبالنظر إلى أىداؼ كؿ منظمة غير حككمية كطبيعة تعاكنيا المحتمؿ مع اليكنسكك
فقد حدد نكعاف رئيسياف مف العبلقات النظامية ،يستيدؼ األكؿ إقامة تعاكف متصؿ في
مختمؼ مراحؿ تخطيط كتنفيذ برامج اليكنسكك كأكلكياتيا كىك ما يصمح عميو :العبلقات
الرسمية ،أما الثاني فيك عبارة عف عبلقة مشاركة مرنة ك دينامية في إطار تنفيذ برامج
اليكنسكك كىك ما يمر "بالعبلقات التنفيذية".1
حيث يمكف لميكنسكك أف تقيـ عبلقات رسمية مع المنظمات الدكلية غير الحككمية ،كيمكف
أف تندرج ىذه العبلقات في إحدل فئتيف مختمفتيف ىما عبلقات التشاكر كعبلقات المشاركة
كذلؾ تبعا لبنية كأىداؼ ىذه المنظمات كتقاـ ىذه العبلقات لفترة ستة سنكات قابمة لمتجديد.
إذف فكؿ منظمة دكلية لـ تنشأ عف طريؽ اتفاؽ بيف الحككمات كتتسـ أىدافيا ككظائفيا
كطريقة عمميا بطابع غير حككمي كال تستيدؼ الربح ،كلكي تقيـ عبلقة رسمية مع اليكنسكك
-أف يككف نشاطيا ضمف اختصاص اليكنسكك ،كأف تتكافر لدييا القدرة كالرغبة في
الفعالة في تحقيؽ أىداؼ اليكنسكك كفقا لممبادئ التي ينص عمييا الميثاؽ
المساىمة ّ
التأسيسي لميكنسكك.
-أف تضطمع فعبل بأنشطة عمى الصعيد الدكلي في ركح مف التعاكف كالتسامح
كالتضامف لمصمحة البشرية كفي ظؿ احتراـ الذاتيات الثقافية.
-أف تككف ليا شخصية قانكنية معترؼ بيا.
-أف يككف لدييا أعضاء عاممكف منتظمكف عمى الصعيد الدكلي عمى نحك يمكنيا مف
أف تمثؿ قدر اإلمكاف كعمى نطاؽ كاسع مختمؼ المناطؽ الثقافية التي تعمؿ في المنظمة
المعنية عمى خدمتيا.
-أف تشكؿ مف خبلؿ أعضائيا مجمكعة تؤلؼ بينيا الرغبة في تحقيؽ األىداؼ التي
أنشئت مف أجميا المنظمة.
-أف يككف ليا مقر ثابت كنظاـ أساسي معتمد بصكرة ديمقراطية ،ك ينص بكجو خاص
عمى أف السياسة العامة لممنظمة تحدد في مؤتمر أك جمعية أك أم ىيئة تمثيمية أخرل
كينبغي ليذا النظاـ األساسي أف ينص أيضا عمى أف يككف لممنظمة ىيئة إدارية دائمة ذات
صفة تمثيمية كيتـ تحديدىا بصكرة منتظمة كممثمكف تنتخبيـ الييئة الرئيسية لممنظمة حسب
األصكؿ كمكارد أساسية مككنة بصفة رئيسية مف مساىمات أعضائيا تضمف تشغيميا كتسمح
ليا باالتصاؿ بانتظاـ بأعضائيا في مختمؼ البمداف .
-أف تككف قد أنشئت كاضطمعت بأنشطة قبؿ تقديـ طمب انضماميا إلى فئة العبلقات
الرسمية بأربع سنكات عمى األقؿ.
ب -عالقات التشاور:1
بناء عمى
يمكف لممجمس التنفيذم أف يقرر ،إما بناء عمى اقتراح المدير العاـ كاما ن
طمب المنظمة غير الحككمية نفسيا ،قبكؿ منظمة غير حككمية تستكفي الشركط ،كترغب
في التعاكف مع اليكنسكك في عبلقات التشاكر.
كينبغي أف تككف ىذه المنظمات قد أثبتت قدرتيا عمى أف تقدـ لميكنسكك ،بناء عمى
طمبيا ،المشكرة السديدة بشأف المسائؿ التي تندرج في مجاالت اختصاص ىذه المنظمات
كقدرتيا عمى أف تسيـ مف خبلؿ أنشطتيا إسياما فعاال في تنفيذ برامج اليكنسكك.
كإلقامة عبلقات تشاكر مع المنظمات غير الحككمية يضع المجمس في اعتباره المبادئ
اآلتية :
-عندما تقارب األىداؼ األساسية لمنظمة ما ،أىداؼ إحدل الككاالت المتخصصة
التابعة لمنظمة األمـ المتحدة غير اليكنسكك ،يجب استشارة المؤسسة المتخصصة المعنية.
-إف القبكؿ في فئة عبلقات التشاكر ال يمنح بصفة فردية لمنظمات تجعميا ىيئة أكسع
سبؽ ليا أف قبمت في ىذه الفئة كصرح ليا بتمثيؿ تمؾ المنظمات في جميع اختصاصاتيا كال
يجكز إال عندما تككف المنظمة قد أقامت مع اليكنسكك عبلقات تنفيذية متصمة كفعالة لمدة
سنتيف عمى األقؿ.
-عندما تكجد عدة منظمات متميزة تشترؾ في ميداف عمؿ مف مياديف عمؿ اليكنسكك،
فإنو يمكف إرجاء البت في قبكليا بصفة فردية في فئة عبلقات المشاركة ،كذلؾ مف أجؿ
التشجيع عمى تككيف منظمات جامعة أك ىيئات تنسيقية تككف أقدر عمى خدمة أغراض
اليكنسكك عف طريؽ الجمع بيف تمؾ المنظمات ،إال أف تطبيؽ ىذا المبدأ ال ينبغي أف يحرـ
المنظمة مف التعاكف المباشر مع منظمات قد يتبيف أف معاكنتيا في أحد مياديف اختصاص
اليكنسكك يمثؿ أم ار مرغكبا بصفة خاصة.
192
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
ينبغي لممدير العاـ قبؿ أف يتخذ ق ارره أف يستشير السمطات المتخصصة في الدكلة العضك
التي يكجد فييا مقر المؤسسة المعينة ،كعمى المدير العاـ أف يحيط المجمس التنفيذم عمما
بالق اررات التي يتخذىا.
ت -عالقات المشاركة.
يجكز لممجمس التنفيذم أف يقبؿ عددا محدكدا جدا مف المنظمات ذات التشكيؿ الدكلي
الكاسع التي تضـ رابطات دكلية كمينية متخصصة ك تتكفر لدييا كفاءة مشيكدة في ميدانيا
مف مياديف التربية كالعمـ كالثقافة كاالتصاؿ كالتي ساىمت بانتظاـ مساىمة كبرل في نشاط
اليكنسكك ،إلدراجيا في فئة أخرل مف العبلقات الرسمية ،تسمى فئة عبلقات المشاركة كذلؾ
بناء عمى طمب مف ىذه المنظمات كبتكصية مف المدير العاـ.
أما القبكؿ فيحيط المدير العاـ كؿ منظمة يتـ قبكليا في إحدل فئتي العبلقات الرسمية
عمما بااللتزامات كالمزايا المترتبة عمى ىذا القبكؿ كال تصبح عبلقات اليكنسكك مع ىذه
المنظمات عبلقات فعمية إال بعد أف تبمّغ الييئة المختصة في المنظمة المعينة رسميا قبكليا
ليذه االلتزامات كالمزايا ،أما الطمبات التي ال يكافؽ عمييا المجمس التنفيذم فبل يجكز أف
تعرض عميو مجددا إال بعد مركر أربع سنكات عمى األقؿ مف تاريخ القرار األكؿ.
كفيما يخص تعديؿ العبلقات كانياؤىا ككقفيا ،إذا رأل المدير العاـ أف الظركؼ تستمزـ
معيف مف العبلقات إلى نكع آخر كجب عميو أف يعرض األمر عمى
نقؿ منظمة مف نكع ّ
المجمس التنفيذم لمبت فيو ،كعميو قبؿ ذلؾ أف يحيط المنظمة المعنية باألسباب التي دعتو
إلى اقتراح ىذا النقؿ ثـ يبمغ المجمس التنفيذم المبلحظات التي قد تجدىا ىذه المنظمة قبؿ
صدكر قرار األحكاـ في ىذا الشأف.
كتسرم ىذه األحكاـ نفسيا في حالة ما إذا رأل المدير العاـ ضركرة إنياء العبلقات
التعاكف تماما خبلؿ فترة أربع الرسمية مع منظمة دكلية غير حككمية ،كما أف انقطاع
193
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
سنكات بيف اليكنسكك كمنظمة تقيـ معيا عبلقات رسمية يؤدم تمقائيا إلى إنياء ىذه
العبلقات.
تقكـ منظمة اليكنسكك بتنفيذ مياميا كفقا ألىدافيا كطبقا لمميثاؽ المنشئ ليا كبحسب
نظاميا الداخمي ،كتنفيذا لتكجييات ىيئاتيا الرئيسية الممثمة أساسا في ق اررات كتكصيات
المؤتمرات العامة كالمجالس التنفيذية.
كتنقسـ خطط منظمة اليكنسكك لتنفيذ أنشطتيا إلى خطط استراتيجية بعيدة المدل
كأخرل متكسطة كقصيرة "،كذلؾ بحسب المدة الزمنية المخصصة لكؿ مخطط .
1
-عبد المجيد سعيد مصمح العسالي :المرجع السابؽ ص .1024
194
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
ىذا االتجاه ،كقد اشتممت ىذه الخطة عمى ثبلث ميزانيات تغطي كؿ منيا سنتيف ككانت
أىداؼ ىذه الخطة ىي :
-السبلـ كالتنمية.
-تعزيز حقكؽ اإلنساف.
-مكافحة العنصرية كاالستعمار.
)1982-1977فقد اتسمت بالكضكح أما الخطة متكسطة األجؿ لؤلعكاـ (
كتضمنت تحميبل عميقا لممشكبلت العالمية المطركحة عمى الصعيد الثقافي كالعممي
ّ كالتحديد،
كالتربكم آخذة في عيف االعتبار تقييمات كآراء الدكؿ األعضاء كاسيامات المنظمات الدكلية
الحككمية كغير الحككمية التي تشترؾ مع اليكنسكك في مجاؿ عمميا.
أما في المجاؿ التربكم كالعممي فقد كانت مدرجة في المخطط ضمف النقاط التالية:
-محك األمية كالتربية البيئية كالسكانية .
-العمكـ الطبيعية كتطبيقاتيا في مجاالت التنمية :كذلؾ بمتابعة نشاطات المنظمة
المتعمقة بمؤتمر األمـ المتحدة لتسخير العمـ كالتكنكلكجيا ألغراض التنمية ،كتطكير العمـ
كالمجتمع كتكسيع البحكث كالتدريب في مجاؿ العمـ كالتكنكلكجيا.
-العمكـ االجتماعية كتطبيقاتيا :كتشمؿ تطكير البنى األساسية كالبرامج في مجاؿ العمكـ
االجتماعية ،كدراسة التنمية كالتخطيط ليا كتطكير العبلقة بيف العمـ كالمجتمع كتقدير
الذاتية الثقافية كاحتراميا كالتحميؿ االجتماعي كتخطيط التنمية .
-الثقافة كاالتصاؿ :كتشمؿ معرفة الثقافات كصكف التراث كالقيـ الثقافية كالطبيعية
كاحياؤىا كتقدير الذاتية الثقافية كاحتراـ حقكؽ اإلنساف ،كتطكير التنمية الثقافية مف خبلؿ
المشاركة في الحياة الثقافية كاإلبداع الفني كالفكرم.
-البرنامج العاـ لممعمكمات :كيشمؿ تعزيز شبكات المعمكمات كمرافقيا.
-حقكؽ المؤلؼ :كيشمؿ حقكؽ المؤلؼ كاالتفاقيات الدكلية كاإلحصائيات في ىذا الصدد.
195
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
أما الخطة المتكسطة ( )1989- 1984التي اعتمدىا المؤتمر االستثنائي لممنظمة في
باريس عاـ 1982ـ ،فقد تطرقت إلى البرامج التربكية اآلتية: 1
-التعميـ لمجميع .
-كضع سياسات التربية ك تنفيذىا.
-التعميـ ك التدريب كالمجتمع
-العمكـ كتطبيقيا في مجاؿ التنمية .
-نظـ المعمكمات كاالنتفاع بالمعرفة .
-العمـ ك الثقافة كالمجتمع.
إف المحاكر السابقة كالمتعمقة بالحؽ في التربية كالتعميـ انعكست عمى الميزانيات
كالمشاريع كالبرامج التفصيمية الرئيسية لكؿ سنتيف ،حيث احتكت الخطة السابقة 54برنامجا
فرعيا كالتي عنيت منيا بالجانب التربكم كالعممي ما يمي :2
1
-انظر الؾسندر رالؾ ،اليكنسكك كالصراع الدكلي حكؿ االعبلـ كالثقافة ،المؤسسة الجامعية لمدراسات كالنشر كالتكزيع لبناف ،ط ،1
،1993ص ، 23كما بعدىا.
-2انظر برنامج اليكنسكك العاـ ،1985 ، 1984 :إصدارات اليكنسكك عاـ .1984
196
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
-تسخير العمم لخدمة التقدم والبيئة :كينظـ البرامج الفرعية األتية :
العمـ كالتكنكلكجيات أجؿ التنمية .
تخطيط كاستغبلؿ البيئة كالمكارد الطبيعية.
العمـ كالتكنكلكجيا كالمجتمع.
-االتصال في خدمة البشر :كيشمؿ البرامج الجزئية اآلتية :
حرية تداكؿ المعمكمات كالتضامف.
اآلثار االجتماعية الثقافية لمتكنكلكجيا الجديدة في مجاؿ االتصاؿ .
-العموم االجتماعية واإلنسانية في عالم متغير :كيشمؿ :
تنمية العمكـ االجتماعية كاإلنسانية عمى الصعيد الدكلي .
تحميؿ التغير االجتماعي في إسيامات العمكـ االجتماعية كاإلنسانية.
-تعزيز التعميـ األساسي لمجميع كتشجيع إصبلح نظـ التعميـ كاعادة بناءىا كتحسيف
فعالياتيا.
-تشجيع التربية مف أجؿ السبلـ كحقكؽ اإلنساف كالديمقراطية كالتسامح كالتفاىـ الدكلي.
-تعزيز التعاكف الفكرم كتحقيؽ الرسالة األخبلقية لميكنسكك .
-التعميم لمجميع مدى الحياة كيشمؿ :
التعميـ األساسي لمجميع كيتفرع عنو :التعميـ األساسي لجميع األطفاؿ كتعزيز محك
األمية كالتعميـ النظامي بيف الشباب كالكبار ،كتعبئة االلتزامات كالشراكات مف أجؿ
التعميـ لمجميع.
198
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
-إسيامات تكنكلكجيا المعمكمات كاالتصاؿ في تطكير التعميـ كالعمكـ ك الثقافة كفي بناء
مجتمع المعرفة.
199
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
-إسياـ اليكنسكك في تحقيؽ السبلـ كالتنمية البشرية في عصر العكلمة مف خبلؿ التربية
ك العمكـ ك الثقافة ك االتصاؿ باعتبار كؿ مف :الكضع العالمي ،رسالة اليكنسكك
كاإلمكانات المتكفرة.
-التربية :كتشمؿ ثبلثة أىداؼ استراتيجية :
.1تعزيز التعميـ باعتباره حقا مف حقكؽ األساسية المنصكص عمييا في اإلعبلف العالمي
لحقكؽ اإلنساف.
تنكع المضاميف كاألساليب كتعزيز القيـ المشتركة
.2تحسيف نكعية التعميـ مف خبلؿ ّ
عمى صعيد العالـ.
.3تعزيز التجريب كالتجديد كنشر ك تشاطر المعمكمات كأفضؿ الممارسات كتشجيع
الحكار بشأف السياسات في مجاؿ التعميـ.
-العموم :كتشمؿ األىداؼ اإلستراتيجية اآلتية :
.1تعزيز المبادئ كالمعايير األخبلقية التي يسترشد بيا في تحقيؽ التنمية العممية
كالتكنكلكجية كالتحكؿ االجتماعي.
.2تحسيف القدرات العممية كالتقنية كالبشرية عمى المشاركة في مجتمعات المعرفة
الناشئة.
-الثقافة :كتشمؿ األىداؼ اإلستراتيجية اآلتية:
- 1تشجيع إعداد صككؾ في المجاؿ الثقافي.
- 2صكف التنكع الثقافي كتشجيع الحكارييف الثقافات كالحضارات.
- 3تعزيز الركابط بيف الثقافة كالتنمية مف خبلؿ بناء القدرات كتشاطر المعارؼ.
-االتصال والمعمومات :كشمؿ األىداؼ اإلستراتيجية اآلتية:
- 1تشجيع التداكؿ الحر لؤلفكار كاالنتفاع العاـ بالمعمكمات.
200
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
انًطهة انثاني :جهىد انًنظًح انؼرتيح نهثمافح وانترتيح وانؼهىو( األنيسكى) في يجال
انترتيح وانتؼهيى.
تنفيذا لؤلىداؼ التي أنشئت مف أجميا منظمة األليسكك ،كفي إطار ميثاؽ الكحدة
الثقافية العربي ،قامت بإعداد خطط كبرامج مف نكع قصير المدل منذ تأسيسيا عاـ ، 1970
إال أنيا كمنذ عاـ 1984اعتمدت خطة طكيمة المدل تغطي مدة 18سنة حيث تتكزع ىذه
الخطة طكيمة المدل إلى ثبلث خطط متكسطة عمرىا 6سنكات تنتيي بنياية الخطة طكيمة
، 12001كما اعتمدت المنظمة خطة رابعة متكسطة المدل لمفترة المدل أم في عاـ
(.)2010- 2005
كالى جانب ىذه الخطط أعدت المنظمة العديد مف االستراتيجيات المتخصصة التي
غطّت مختمؼ مجاالت العمؿ التربكم كالعممي كالثقافي كاإلعبلـ كاالتصاؿ .
كسنتطرؽ فيما يأتي إلى مكقع المسألة التربكية كالتعميمية في ىذه البرامج كاالستراتيجيات
التي فاقت العشريف منذ تأسيس المنظمة ،كذلؾ مف خبلؿ عرض كركدىا في المشركعات
كالخطط االستراتيجية ككذا الخطط كالمتكسطة كالقصيرة.
-1عبد المجيد سعيد مصمح العالي :مرجع سابؽ ،ج ،2ص .1049
201
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
لقد تـ بناء ىذه االستراتيجيات كالخطط كي تنيض المنظمة باألىداؼ التي تأسست مف
أجميا حسب ميثاؽ المنظمة التأسيسي بناء عمى معرفة حاجات الكاقع العربي كالمشاكؿ التي
تكاجيو في مختمؼ النكاحي التربكية كالعممية كالثقافية ،كفي ىذا الصدد نجد أنيا قد اعتمدت
عمى استراتيجيات متعمقة بمحك األمية كتطكير التعميـ العالي كالتربية في مرحمة ما قبؿ
المدرسة االبتدائية كغيرىا كسنتطرؽ إلى أىـ الخطط االستراتيجية التي ليا عبلقة مباشرة
بمسألة التربية كالتعميـ.
1970 شرعت المنظمة العربية لمثقافة كالتربية كالعمكـ األلسكك منذ تأسيسيا عاـ
بكضع استراتيجية لتطكير التربية في العالـ العربي ،حيث صدر عف مؤتمر كزراء التربية
كالتعميـ العرب الذم انعقد في صنعاء عاـ 1972قرار بكضع ىذه االستراتيجية حيث قامت
المنظمة برعاية ىذا المشركع الذم أختير لو نخبة مف كبار المفكريف العرب.1
كقد اشتممت ىذه االستراتيجية عمى تسعة فصكؿ تتناكؿ باألساس :كاقع التربية العربية
كانجازاتيا كمشكبلتيا ،عالـ اليكـ كالغد ،كطبيعة االستراتيجية كمبادئيا كعناصرىا كبدائميا،
" كبشكؿ عاـ فإف ىذه االستراتيجية قد استيدفت تحديد مسار التربية في الكطف العربي كفؽ
خصائص المجتمع العربي ،كىكيتو كتطمعاتو كآمالو المستقبمية كتفاعمو مع الحضارة
العالمية " ،2حيث ترتكز عمى المبادئ األساسية األتية :
-المبدأ اإلنساني.
-مبدأ التربية لئليماف .
-المبدأ الحقكقي في التربية.
كعمى الرغـ مف الجيكد الكبيرة التي بذلت في إطار تنفيذ ىذه االستراتيجية ،إال أف
النتائج ال زالت دكف مستكل الطمكحات ،1ألجؿ ذلؾ فقد تـ مراجعة ىذه االستراتيجية حيث
تـ كضع استراتيجية تعميـ الكبار في الكطف العربي التي تـ إقرارىا في شير أفريؿ عاـ
، 2000كأعقبيا مباشرة كضع الخطة العربية لتعميـ الكبار في أكتكبر مف نفس العاـ.
كتتككف استراتيجية تعميـ الكبار في الكطف العربي خمسة أجزاء رئيسية ممخصيا
كاآلتي: 2
-1االستراتيجية العربية لمتكنكلكجية الحيكية ،إصدارات األؿمسكك عاـ ،1993ص 7كما بعدىا
204
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
الفرع الرابع :االستراتيجية العربية لمتربية السابقة عمى المدرسة االبتدائية. 1
شغمت قضية تعميـ األطفاؿ في مرحمة الركضة اىتماما متزايدا مف طرؼ المنظمة
باعتبار أىمية ىذه المرحمة كحساسيتيا ،كمف أجؿ ذلؾ عمدت منذ البداية إلى كضع خطة
شاممة لمتربية في مرحمة ما قبؿ المدرسة االبتدائية في الكطف العربي كذلؾ في إطار
استراتيجية تطكير التربية كتحتكم ىذه االستراتيجية عمى ستة فصكؿ تضمنت :مكضكع
االستراتيجية كاطارىا كدكاعييا ككاقع رياض األطفاؿ ،كاألطفاؿ ذكك االحتياجات الخاصة
في الكطف العربي كالطفكلة العربية بيف الماضي كالحاضر كالمستقبؿ ،كسبؿ إنفاذ
االستراتيجية عمى المستكل المحمي كالعربي .
تقكـ الفكرة األساسية ليذا النكع مف التعميـ العمؿ عمى تكفير فرص التعميـ كالتدريب
لمراغبيف كالقادريف مف الفئات التي فاتيا االلتحاؽ بمؤسسات كمعاىد التعميـ ألسباب
اقتصادية أك اجتماعية أك سياسية أك جغرافية أك غير ذلؾ كفؽ األنماط الرئيسية اآلتية:
-التعميـ بالمراسمة.
-التعميـ المتفاعؿ عف بعد.
-تكنكلكجيا الكسائط المتعددة.
كتحتكم ىذه االستراتيجية عمى بابيف يضماف ستة فصكؿ تناكلت ما يمي :
-1االستراتٌجٌة العربٌة للتربٌة السابقة على المدرسة االبتدائٌة ،إصدارات األلٌسكو ،تونس ،عام ،2002ص 24وما بعدها.
205
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
في المؤتمر التاسع لكزراء التعميـ العالي كالبحث العممي العرب المنعقد بدمشؽ في الفترة
15الى 18ديسمبر ، 2003تمت المكافقة عمى كثيقة االستراتيجية العربية لتطكير التعميـ
العالي كالبحث العممي كدعكة الدكؿ العربية التخاذ اإلجراءات المناسبة لبلستفادة مف
المضاميف كاإلستراتيجية كسبؿ تنفيذىا ،كالعمؿ عمى تكفير أسباب تطبيقيا.
كنتناكؿ فييا النقاط اآلتية :نشأة منظمة األيسيسكك ،أىداؼ ك كسائؿ ىذه المنظمة ،نظاـ
العضكية فييا ،ككذا أجيزتيا المنظمة.
أعمف عف ميبلد المنظمة اإلسبلمية لمتربية ك العمكـ ك الثقافة في شير مام مف عاـ
1982لتصبح إحدل المنظمات الدكلية المتخصصة عمى المستكل اإلسبلمي ،كتعمؿ ىذه
المنظمة في إطار منظمة المؤتمر اإلسبلمي ،كقد جاءت لتجسيد ىدؼ تحقيؽ ك دعـ
التعاكف بيف الدكؿ اإلسبلمية األعضاء في منظمة المؤتمر اإلسبلمي في المجاالت
االقتصادية ك االجتماعية ك الثقافية ك العممية.
ك قبؿ أف تبرز منظمة األيسيسكك إلى الكجكد سبقتيا أجيزة تابعة لمنظمة المؤتمر
اإلسبلمي تعنى بشؤكف التربية ك العمكـ ك الثقافة أىميا إنشاء إدارة الثقافة ،كادارة العمكـ ك
-1انظر :كثائؽ المؤتمر العاـ لؤللسكك الدكرة العادية ( ، )17إصدار المنظمة ، 2004كثيقة رقـ .12
206
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
التكنكلكجيا المتاف تشرؼ عمييما األمانة العامة لمنظمة المؤتمر اإلسبلمي مف خبلؿ أمناء
عامكف مساعدكف يعنى كؿ كاحد منيـ بمجاؿ مف المجاالت المذككرة سابقا.
إلى جانب ذلؾ أنشأت منظمة المؤتمر اإلسبلمي العديد مف المجاف ك المؤسسات التي
تشتغؿ في مياديف التربية ك العمكـ ك الثقافة منيا:
"كتعكد فكرة إنشاء المنظمة اإلسبلمية (األيسيسكك) مف خبلؿ انعقاد المؤتمر العالمي
،1"1977 األكؿ لمتعميـ األساسي الذم نظّمتو جامعة الممؾ عبد العزيز بمكة المكرمة سنة
ثـ أخذت الفكرة تتبمكر شيئا فشيئا ك تتضح ،كعندما انعقد المؤتمر العاشر لكزراء خارجية
الدكؿ اإلسبلمية في مدينة فاس المغربية ما بيف 8إلى 12مام 1979كاف مف بيف أىـ
-10/12ث) الذم يقضي بإنشاء المنظمة الق اررات المتخذة الصادرة عنو القرار رقـ (
اإلسبلمية لمتربية ك العمكـ ك الثقافة ك أف يككف مقرىا المغرب.
3إلى 5مام ك انعقد المؤتمر التأسيسي لؤليسيسكك في مدينة فاس في الفترة ما بيف
حيز النفاذ في أعقاب المؤتمر بعد أف كقّع
1982حيث تـ إقرار النظاـ األساسي ليا ،كدخؿ ّ
عميو رؤساء كفكد 22دكلة مؤسسة ،حيث كاف عدد الدكؿ المكقعة في شرط النصاب الذم
نصت عميو المادة 21مف النظاـ األساسي لممنظمة ك ىكذا ظيرت إلى الكجكد المنظمة
اإلسبلمية لمتربية ك العمكـ ك الثقافة الذم اتخذت مف اإلسبلـ مرجعية كبرل ليا ،كابتغت
مقصدا عاما مف إنشائيا ك ىك االلتزاـ بالنيكض بالتربية ك العمكـ ك الثقافة ،كذلؾ تأسيسا
عمى ما أكاله اإلسبلـ لممعرفة ك لطمب العمـ مف مكانة سامية ك استجابة لتطمعات األمة
اإلسبلمية ك آماليا في تحقيؽ التعاكف ك التضامف ك التقدـ ك االزدىار في ظؿ مبادئ
اإلسبلـ السمحة ،ك حرصا عمى نشر القيـ التربكية ك العممية ك الثقافية البانية لمكاجية
تحديات العصر كمشاكمو ،بما يتحقؽ تكثيؽ العرل التي تجمع شعكب األمة اإلسبلمية
1
المتمثمة في كحدة العقيدة ك القيـ الركحية ك األخبلقية المشتركة.
أ-نظام العضوية:
209
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
نصت المادة 6مف الميثاؽ التأسيسي عمى أنو تصبح كؿ دكلة عضك أك مبلحظ
في منظمة المؤتمر اإلسبلمي عضكا في المنظمة اإلسبلمية اإليسيسكك.
أما المادة 7فقد تناكلت صفة المبلحظ لؤلعضاء ،حيث نصت أنو تتمتع بصفة
مبلحظ (مراقب) كؿ دكلة عضك في منظمة المؤتمر اإلسبلمي ك ليست عضكا في المنظمة
اإلسبلمية ،كيجكز ألم دكلة مف غير أعضاء منظمة المؤتمر اإلسبلمي سكاء أكانت تتمتع
بصفة مبلحظ (مراقب) بيا أـ ال تتمتع أف تككف عضكا مبلحظا ( مراقبا ) بالمنظمة
اإلسبلمية اإليسيسكك.
كما يجكز لممنظمات ك الييئات ك االتحادات أف تتمتع بصفة مبلحظ (مراقب) ،حيث
يشترط في الحالتيف األخيرتيف تقديـ طمب إلى المدير العاـ الذم يعرض ذلؾ عمى المؤتمر
العاـ مشفكعا برأم المجمس التنفيذم ،كيضع المؤتمر العاـ نظاـ األعضاء المبلحظيف ك
شركطو ،كال يتمتع بحؽ التصكيت في المؤتمر العاـ إال الدكؿ األعضاء في منظمة
األيسيسكك.
ب-أجيزة المنظمة:
بحسب المادة 9مف الميثاؽ األساسي تتككف المنظمة اإلسبلمية – األيسيسكك -مف
األجيزة اآلتية:
-المؤتمر العاـ.
-المجمس التنفيذم.
-اإلدارة العامة.
تعينيـ
ك يتألؼ المؤتمر العاـ مف ممثمي الدكؿ األعضاء في المنظمة الذم ّ
حككمات الدكؿ األعضاء ،كيراعى في اختيارىـ أف يككنكا مف العامميف في مياديف التربية ك
العمكـ ك الثقافة ك االتصاؿ.
210
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
ك لكؿ دكلة الحؽ في صكت كاحد ،ك تتخذ الق اررات باألغمبية النسبية مف األعضاء
الحاضريف المصكتيف.
211
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
أما المجمس التنفيذم ،فقد فصمت المادة 12مف الميثاؽ التأسيسي تشكيمتو ك ميامو،
إذ يتشكؿ مف ممثؿ لكؿ دكلة مف الدكؿ األعضاء ،كلرئيس المؤتمر العاـ بحكـ منصبو أف
يحضر جمسات المجمس التنفيذم بصفة استشارية ،كذلؾ األميف العاـ لمنظمة المؤتمر
اإلسبلمي أك مف ينيبو.
-كضع المكائح اإلدارية الداخمية لممنظمة اإلسبلمية عدا ما يختص بو المؤتمر العاـ.
-يعيف المدير العاـ المساعد لمدة ثبلث سنكات قابمة لمتجديد مرة كاحدة بناء عمى
ترشيحو مف المدير العاـ ،كيحدد النظاـ الداخمي لممجمس التنفيذم شركط الترشيح
كقكاعد االختيار.
-يعد مشركع جدكؿ أعماؿ اجتماعات المؤتمر العاـ بناء عمى اقتراح يقدمو المدير
العاـ ك يشير إلى عمؿ المنظمة ك تقديرات المكازنة ،كيقدـ التكصيات المناسبة إلى
المؤتمر العاـ.
-يتخذ كفقا لمق اررات الصادرة عف المؤتمر العاـ جميع التدابير البلزمة لتأميف قياـ
فعاال.
المدير العاـ بتنفيذ برامج المنظمة االسبلمية – إيسيسكك -تنفيذا ّ
ىذا إلى جانب إدارة عامة لممنظمة تناكلتيا المادة 13مف ميثاؽ المنظمة حيث يقكـ
عمى رأس اإلدارة العامة مدير عاـ ينتخبو المؤتمر العاـ لمدة ثبلث سنكات قابمة لمتجديد.
ك يعتبر المدير العاـ رئيس الجياز التنفيذم ك المؤتمر العاـ ،كلو السمطة المباشرة عمى
جميع العامميف باإلدارة العامة.
212
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
حيث تنشئ الدكؿ األعضاء لجانا كطنية لمتربية ك العمكـ ك الثقافة تقكـ بتكطيد صبلت
التعاكف بيف المنظمة االسبلمية – ايسيسكك -كبيف الك ازرات ك الييئات ك األفراد ك الدكؿ
األعضاء ،كىذا حسب المادة 14مف الميثاؽ.
كما أجازت نفس المادة أف ترتبط بالمنظمة ىيئات تعمؿ في مياديف التربية ك العمكـ ك
الثقافة ك االتصاؿ ،سكاء أكانت تحمؿ اسـ ىيئة أـ مؤسسة أـ مركز أـ ما إلى ذلؾ ،كذلؾ
بقرار مف المؤتمر العاـ لممنظمة أك مف المؤتمر اإلسبلمي لكزراء الخارجية كمكافقة المجالس
التأسيسية ك الجمعيات العمكمية لكؿ الييئات ،كيعرض األمر عمى المؤتمر العاـ لممنظمة
اإلسبلمية – إيسيسكك -ليحدد مدل عبلقة الييئة بمنظمة اإليسيسكك كأجيزتيا المختمفة كما
تشجع المنظمة ك في نفس اإلطار الييئات غير الحككمية ك المؤسسات ذات الطابع الشعبي
ّ
عمى العمؿ في مياديف التربية ك العمكـ ك الثقافة ك االتصاؿ ك تؤيد نشاطيا.
تبعا لما جاء في ميثاؽ منظمة اإليسيسكك التأسيسي ك تحقيقا لؤلىداؼ المسطرة ليا
طت
سعت المنظمة كمنذ تأسيسيا عاـ 1982إلى إعداد استراتيجيات ك خطط عممية غ ّ
مختمؼ المجاالت التربكية ك العممية ك الثقافية ،حيث أعدت ما يزيد عف عشر استراتيجيات
ك أكثر مف سبع خطط ثبلثية.
213
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
" قامت األيسيسكك منذ بدأ حياتيا ببمكرة ك إعداد مشركع تربكم إسبلمي ىدفو
المحافظة عمى القيـ اإلسبلمية كتنشئة أجياؿ قادرة عمى الحفاظ عمى ىكيتيا ك معتقداتيا" ،1
ك ألجؿ ذلؾ قامت بتكميؼ مجمكعة مف الخبراء في مجاؿ التربية إلعداد مشركع استراتيجي
في مجاؿ التربية االسبلمية حيث عقد أكؿ اجتماع لخبراء مف جميع الدكؿ األعضاء ك
ممثميف لمعديد مف المنظمات الدكلية ك اإلقميمية في الدكحة في الفترة مف 12إلى 15جكاف
1988أيف تـ إقرار ىذا المشركع الذم قدـ بدكره إلى المؤتمر العاـ الثالث لؤليسيكك الذم
انعقد باألردف عاـ ، 1888حيث تـ اعتماد ىذا المشركع كاستراتيجية لتطكير التربية في
2
الببلد االسبلمية.
ك تحدد ىذه االستراتيجية الغاية مف التربية عمى المستكل الفردم ك الجماعي في
أبعادىا :الركحية ك الفكرية ك الخمقية ك النفسية ،مستعرضة بذلؾ خصكصيات مختمؼ
المراحؿ :التعميـ األساسي ،ثانكم ،عالي.
كما حاكلت االستراتيجية تقديـ رؤية كاضحة حكؿ إدارة كتسيير التربية كتطكير التعميـ
مما يتيح تعزيز التعاكف كالتكامؿ بيف سائر األقطار اإلسبلمية.
كقد جرل مراجعة ىذه االستراتيجية في عامي 1999 – 1998بيدؼ تحديثيا لتتبلءـ مع
المستجدات ك تكييفيا مع التحديات التي يفرزىا الكاقع المحيط بالمنظمة.
سعت منظمتا المؤتمر اإلسبلمي ك األيسيسكك إلى تنسيؽ الجيكد بينيما في المجاؿ
الثقافي ،ك ألجؿ ذلؾ تـ االتفاؽ بينيما عاـ 1990عمى تشكيؿ لجنة مف الخبراء ليدؼ
مكحد لبلستراتيجية الثقافية ك خطة عمؿ لمعالـ االسبلمي ،حيث تبمكر
كضع مشركع ّ
المشركع بيف عامي 1990ك 1991السيما بعد اجتماع جدة في مام 1991ك اجتماع
الرباط في سبتمبر مف نفس العاـ ،ىذه الخطة التي اعتمدىا مؤتمر القمة اإلسبلمي السادس
في دكار بيف 9ك 12ديسمبر .1991
ك يتضمف الفصؿ األكؿ منيا عمى المفاىيـ ك المصادر ،فيما الفصؿ الثاني يتناكؿ
خصص الفصؿ الثالث لقضايا في الثقافة اإلسبلمية ،أما الفصؿ األخير فيتناكؿ
األىداؼ ،ك ّ
كسائؿ تنفيذ الخطة.
ك المسألة التربكية ك العممية كانت إحدل مجاالت الثقافة اإلسبلمية التي أشارت إلييا
االستراتيجية التي رّكزت عمى اإلنتاج الفكرم ،ك المغة العربية ك لغات الشعكب اإلسبلمية ،ك
اآلداب ك العمكـ اإلنسانية ك اإلعبلـ ك كسائؿ االتصاؿ ك البحث العممي.
215
الفصل الثاوي :آليات حماية الحق في التربية والتعليم بيه الفقه اإلسالمي والقاوون الدولي
" قامت المنظمة االسبلمية –األيسيسكك -ك المجنة الدائمة لمتعاكف العممي ك التكنكلكجي
(الككمستيؾ) المنبثقة عف منظمة المؤتمر اإلسبلمي بإعداد مشركع استراتيجية لتطكير العمكـ
ك التكنكلكجيا في البمداف اإلسبلمية ،كقدـ ىذا المشركع غمى المؤتمر اإلسبلمي الرابع ك
العشريف لكزراء الخارجية المنعقد في جاكارتا ديسمبر ،1"1996الذم ش ّكؿ بدكره لجنة مف
الخبراء أثرت المشركع مف جديد ،كقدـ في صيغتو النيائية في مؤتمر القمة اإلسبلمي الثامف
9إلى 11ديسمبر 1997أيف تـ اعتماد ىذه الذم انعقد بطيراف في الفترة مف
اإلستراتيجية ،كما تـ اعتماد المجمس التنفيذم لؤليسيسكك ىذه االستراتيجية أثناء انعقاد دكرة
المجمس الثامف عشرة بالمغرب ديسمبر .1998
-الفصل األول :نشأة العمكـ في العالـ اإلسبلمي ك اآلثار المترتبة عمى التكنكلكجيا
الجديدة.
-الفصل الثاني :التنمية البشرية في بمداف العالـ اإلسبلمي.
-الفصل الثالث :تشخيص كاقع العمكـ ك التكنكلكجيا في البمداف اإلسبلمية ،كتحديد
مكامف الضعؼ ك القكة ،كسبؿ تطكير ثقافة البحث ك التنمية مع التركيز عمى تدريس
العمكـ ك التكنكلكجيا في جميع مراحؿ التعميـ.
-الفصل الرابع :المنيج البلزـ اتباعو لبناء القدرات التكنكلكجية المفيدة.
-الفصل الخامس :تدابير التنفيذ ك التكصيات ك المبلحؽ ك الجداكؿ المرافقة
الستراتيجية المعرفة التي تنبع مف خصكصيات اليكية الحضارية لؤلمة اإلسبلمية ،كالتي
تمبي احتياجات التنمية البشرية بما تقدـ إطار معرفي متكامؿ لممنظمة التربكية ك العممية
1
ك الثقافية"
أ -استراتيجية االستفادة من الكفاءات المسممة في الغرب:
تيدؼ ىذه االستراتيجية إلى االستفادة مف الكفاءات العممية المياجرة في الغرب في
تنمية البمداف اإلسبلمية ك تكطيد ركابط بيف الجالية المياجرة ك أكطانيا األصمية ككانت بداية
االىتماـ بيذه المسألة في الخطة ك المكازنة لؤلعكاـ 1999-1998عمى شكؿ برنامج ،كقد
اعتمد مؤتمر القمة اإلسبلمي العاشر ىذه االستراتيجية المنعقد عاـ 2003بمدينة بكتراجايا
بدكلة ماليزيا.2
تـ اعتماد ىذه االستراتيجية في المؤتمر اإلسبلمي الثالث لكزراء التعميـ العالي ك
البحث العممي المنعقد في الككيت عاـ ،2006حيث ش ّكؿ مكضكع تطكير التعميـ العالي في
العالـ اإلسبلمي لب ىذه االستراتيجية.
1
المحافظة عمى التراث االسالمي و معالم الحضارة االسالمية:
ب -
كيشمؿ ىذا البرنامج عمى دعـ المؤسسات التعميمية ك الثقافية لممسمميف في البمداف
غير اإلسبلمية كتنضكم برامج خطة العمؿ ىذه عمى أربعة أىداؼ رئيسية تتفرع عنيا برامج
جزئية كأىـ محاكر ىذه البرامج ما يمي:
-تكثيؽ التعاكف التربكم ك العممي بيف الدكؿ األعضاء ،كذلؾ بتطكير استراتيجيات
تربكية كعممية ك ثقافية لمبمداف اإلسبلمية ،كتنمية المّغات الرسمية ك دعـ تدريس المغة
العربية ،ككذا تبادؿ الطمبة ك األساتذة بيف الدكؿ األعضاء.
-تشجيع البحث ك التأليؼ ك الترجمة.
كلتحقيؽ ىذا اليدؼ كرست المنظمة -تدعيـ التنمية التربكية ك العممية ك الثقافية،
برامج فرعية تتعمؽ بػ:
-تطكير مناىج العمكـ.
-تطكير المختبرات في المدارس.
-دكرات تدريبية لممدرسيف ك المتخصصيف.
-دراسة التطبيقات التربكية لئلعبلميات ك اإللكتركنيات.
كرست برامج
-العناية بالثقافة اإلسبلمية ك مؤسساتيا ك ىياكميا التقميدية ،كلتحقيؽ ذلؾ ّ
فرعية تعمؿ عمى :
-تدعيـ المدارس القرآنية ،كمدارس التعميـ الديني.
-العناية بالمخطكطات اإلسبلمية.
-تصحيح المعمكمات ك الدراسات التي تكتب عف اإلسبلـ.
-جعؿ الثقافة اإلسبلمية محكر مناىج التعميـ.
خاتمة الفصل.
مف خبلؿ ما سبؽ عرضو فيما يخص آليات حماية الحؽ في التربية كالتعميـ في الفقو
اإلسبلمي كالقانكف الدكلي لحقكؽ اإلنساف ،اتضحت النتائج اآلتية:
219
220
الفصل الثالث :آليات حماية الممكية األدبية والفنية بين الفقه اإلسالمي والقانون
الدولي .
نظ ار لكوف موضوع حماية الممكية األدبية والفنية يتصؿ اتصاال وثيقا بحماية
الحؽ في الثقافة والعموـ والفنوف اآلداب ،كما أنيا تشمؿ قيـ ا إنسانية عالمية ،قبؿ
أف تكوف تراثا إقميميا محدودا لدولة مف الدوؿ أو شعب مف الشعوب ،ومف ثـ ة فإفنا
نجد مجاؿ حمايتيا لـ يقتصر عمى الجانب التشريعي الوطني وحده ،وانما تعداه إلى
المجاؿ الدولي مف خالؿ ما برز مف االتفاقيات الدولية واإلقميمية التي تنظـ أمر تمؾ
الحماية عمى المستوى الدولي ،والى قياـ العديد مف اآلليات الدولية واإلقميمية العاممة
في مجاؿ حماية ىذا النوع مف الحقوؽ.
وسوؼ نتطرؽ في ىذا الفصؿ إلى آليات الحماية الدولية واإلقميمية لمممكية
األدبية والفنية أو ما يسمى بحقوؽ المؤلؼ والحقوؽ المجاورة ،باعتبار حفظ ىذا
المتميز لممبدعيف والمؤلفيف مف
الصنؼ مف الممكية يم ّكف مف حفظ المجيود النوعي و ّ
جية ،ومف جية أخرى حفظ حؽ الناس مف االستفادة مف ىذا المنتوج األدبي والفني
.
وقد قسـ ىذا الفصؿ إلى ثالثة مباحث عمى النحو اآلتي:
المبحث األول :تناولت فيو آليات حماية الممكية األدبية والفنية في االتفاقيات
الدولية .
المبحث الثاني :تطرقت فيو إلى آليات حماية حؽ المؤلؼ والحقوؽ المجاورة في
االتفاقيات العربية.
المبحث الثالث :تـ تخصيصو الستعراض آليات حماية الممكية األدبية والفنية في
الفقو اإلسالمي وآليات حمايتيا.
221
المبحث األول :آليات حماية الممكية األدبية و الفنية في القانون الدولي:
مما ال شؾ فيو أف حماية الممكية األدبية و الفنية يرتبط ارتباطا وثيقا بالثقافة و
العموـ و الفنوف و اآلداب ،وحفظ ىذا النوع مف الممكية يعتبر تثمينا وحفظا لمحقوؽ
الثقافية ،كما يشجع المبدعيف ويحفّزىـ عمى االستمرار و مواصمة أعماليـ
اإلبداعية ،مما يسمح لعموـ الناس مف االستفادة المشروعة مف ىذا المنتوج الفني و
االنتفاع بو.
ومف المالحظ في مجاؿ حماية حقوؽ المؤلؼ والحقوؽ المجاورة الثراء الجمي
في عدد المعاىدات واالتفاقيات التي أقرت حؽ حماية الممكية األدبية والفنية ،وأىميا
ما يمي:
222
كما أفرز الواقع الدولي وأحدث العديد مف اآلليات دولية و اإلقميمية ،المتمثمة
أساسا في ظيور المنظمات الدولية و اإلقميمية المختصة التي تعمؿ عمى حماية
حقوؽ المؤلؼ والحقوؽ المجاورة.
و الستيفاء ىذا الجانب حقو مف اإلبراز والتوضيح تـ تقسيـ ىذا المبحث إلى مطمبيف
وذلؾ عمى النحو اآلتي:
-المطمب األول :تـ تخصيصو آلليات حماية الممكية األدبية و الفنية في
المواثيؽ الدولية ،والمتمثمة أساسا في االتفاقيات الدولية ،وقد اختار الباحث اتفاقية
برف لسنة ، 1886باعتبارىا نقطة التأسيس الفعمي لمحماية الدولية ليذا الصنؼ مف
الممكية عمى المستوى الدولي.
-المطمب الثاني :تناوؿ المنظمة الدولية لمممكية األدبية والفنية باعتبارىا
خالصة ما آلت إليو الجيود الدولية في مجاؿ إحداث آليات تعمؿ عمى حماية حقوؽ
الممكية األدبية والفنية.
المطمب األول :آليات حماية الممكية األدبية والفنية في اتفاقية برن.
بعد تزايد عدد السرقات العممية واألدبية واالعتداء عمى المبتكرات المخترعات
المتزامنة مع عصر النيضة األوربية ،أصبحت الحاجة إلى الحماية الدولية لحقوؽ
الممكية األدبية و الفنية مسألة ضرورية و معترفا بيا في آف واحد وعميو بدأ التفكير
في حمايتيا عمى الصعيد الدولي حوالي منتصؼ القرف ، 119وقد تـ ذلؾ في بداية
األمر عمى شكؿ اتفاقيات ثنائية تتولى االعتراؼ المتبادؿ بيذه الحقوؽ و لكنيا لـ
تكف شاممة بما فيو الكفاية ،كما لـ تكف مف نمط موحد فأصبحت الحاجة إلى إعداد
نظاـ موحد اتفاقيات عديدة كاف أوليا اتفاقية برف لحماية الحقوؽ الممكية األدبية و
نية.
الؼ
-1زروتً الطٌب :القانون الدولً للملكٌة الفكرٌة تحالٌل ووثائق ،مطبعة الكاهنة ،ط ،1ص 4وما بعدها.
223
ولقد ش ّكمت ىذه االتفاقية التأسيس الفعمي لحماية الممكية األدبية والفنية عمى
الصعيد الدولي ،كما تضمنت تأسيس أوؿ تنظيـ دولي يعمؿ عمى حماية الممكية
األدبية والفنية سمي بػ ":اتحاد برف لحماية حقوؽ المؤلفيف عمى مصنفاتيـ األدبية
والفنية" ،وسنتناوؿ أىـ جوانب الحماية المقررة في ىذه االتفاقية وكذا التنظيـ اإلداري
والقانوني ليذا االتحاد.
الفرع األول :حماية الممكية األدبية والفنية في إطار اتفاقية برن لحماية المصنفات
1
األدبية والفنية
04مايو ،1896 المؤرخة في 09سبتمبر ، 1886والمكممة بباريس في
عدلت
وقد ّ وتعتبر أوؿ اتفاقية دولية تعنى بموضوع حماية الممكية األدبية والفنية،
عدلت ببرليف في 13نوفمبر ،1908وكممت ببرف في 20مارس
مرات عديدة ،فقد ّ
26 02يونيو 1928وبروكسؿ في عدلت أيضا بروما في
،1914كما ّ
يونيو 1948واستكيولـ في 14يوليو 1967وباريس في 24يوليو 1971ـ.
تتكوف ىذه االتفاقية مف 38مادة وممحؽ ،وسنتكمـ عف أىـ جوانب حماية ّ
الممكية األدبية والفنية التي تناولتيا ىذه االتفاقية.
2
- 1تعريف الممتمكات الفنية واألدبية المشمولة بالحماية في إطار اتفاقية برن
تناولت الفقرة األولى مف المادة 02تعريفا لممصنفات األدبية والفنية حيث جاء فييا
أنيا تشمؿ:
-كؿ إنتاج في المجاؿ األدبي والعممي والفني ّأيا كانت طريقة أو شكؿ التعبير
عنو مثؿ الكتب والكتيبات وغيرىا مف المحررات.
-المحاضرات والخطب والمواعظ واألعماؿ األخرى التي تتسـ بنفس الطبيعة.
224
-المصنفات المسرحية أو المسرحيات الموسيقية.
-المصنفات التي تؤدى بحركات أو خطوات فنية والتمثيميات اإليمائية،
والمؤلفات الموسيقية سواء اقترنت باأللفاظ أـ لـ تقترف بيا.
-المصنفات السينمائية ويقاس عمييا المصنفات التي يعبر عنيا بأسموب مماثؿ
لألسموب السينمائي.
-المصنفات الخاصة بالرسـ وبالتصوير بالخطوط أو باأللواف وبالعمارة وبالنحت
وبالحفر وبالطباعة عمى الحجر.
-المصنفات الفوتوغرافية ،ويقاس عمييا المصنفات التي يعبر عنيا باألسموب
الفوتوغرافي.
-المصنفات الخاصة بالفنوف التطبيقية ،والصور التوضيحية والخرائط الجغرافية
والمصنفات المجسمة المتعمقة بالجغرافيا ،أو الطبوغرافيا أو العمارة أو العموـ.
أما الفقرة الثالثة مف نفس المادة فتطرؽ ت إلى حماية الترجمات والتحويرات
والتعديالت الموسيقية وما يجري عمى المصنؼ األدبي أو الفني مف تحويالت أخرى
بنفس الحماية التي تتمتع بيا المصنفات األصمية وذلؾ دوف المساس بحقوؽ مؤلؼ
المصنؼ األصمي.
ويشترط لكي تحضى ىذه المصنفات األدبية والفنية أف تتمتع بمظير مادي
يعبر عنيا ،فيي تعبير لشتى أنواع الفكر اإلنساني في مجاؿ األدب والفنوف ،كما
تستثني االتفاقية النصوص الرسمية ذات الطبيعة التشريعية أو اإلدارية أو القضائية
وكذلؾ لمترجمة الرسمية ليذه النصوص ،حيث تتكفؿ التشريعات الوطنية بتحديد
الحماية الالزمة لمثؿ ىذه النصوص ،والتي منحتيا االتفاقية أيضا الحؽ في " أف
225
تستبعد جزئيا أو كميا الخطب السياسية والمرافعات التي تتـ أثناء اإلجراءات القضائية
1
مف الحماية الواردة في المادة السابقة"
- 2معايير الحماية
تناولت ذلؾ المادة 3مف االتفاقية ،حيث نصت الفقرة األولى منيا أف الحماية
المنصوص عمييا في ىذه االتفاقية تشمؿ:
أ -المؤلفيف مف رعايا إحدى دوؿ االتحاد عف مصنفاتيـ سواء كانت منشورة أـ
لـ تكف.
ب -المؤلفيف مف غير رعايا إحدى دوؿ االتحاد ،عف مصنفاتيـ التي تنشر ألوؿ
مرة في إحدى دوؿ االتحاد أو في آف واحد في دولة خارج االتحاد وفي إحدى دوؿ
االتحاد.
كما تسري أحكاـ ىذه االتفاقية عمى المؤلفيف مف غير رعايا إحدى دوؿ االتحاد
2مف الذيف تكوف إقامتيـ العادية في إحدى ىذه الدوؿ ،وىو ما أشارت إليو الفقرة
ىذه المادة.
ويقصد بػ" :المصنفات المنشورة" حسب الفقرة 4مف نفس المادة ،المصنفات
التي تنشر بموافقة مؤلفييا أيا كانت وسيمة عمؿ النسخ ،بشرط أف يكوف توافر ىذه
النسخ قد جاء عمى نحو يفي باالحتياجات المعقولة لمجميور مع مراعاة طبيعة
المصنؼ ،ويستثنى مف ذلؾ تمثيؿ مصنؼ مسرحي أو مصنؼ مسرحي موسيقي أو
سينمائي أو أداء مصنؼ موسيقي وكذا القراءة العمنية لمصنؼ أدبي والنقؿ السمكي
أو إ ذاعة المصنفات األدبية أو الفنية وعرض مصنؼ فني وتنفيذ مصنؼ معماري.
-1عبد هللا مبروك النجار :الحق األدبً للمؤلف ،فً الفقه اإلسالمً والقانون المقارن ، ،دار المرٌخ ،المملكة العربٌة
السعودٌة 1420،هـ ،ص.23
226
أما المادة 4مف االتفاقية فتناولت بدورىا معايير حماية المصنفات السينيمائية
والمصنفات المعمارية وبعض مصنفات الفنوف التخطيطية والتشكيمية ،حيث تسري
الحماية المقررة في ىذه االتفاقية عمى:
أ -مؤلفي المصنفات السينيمائية التي يكوف مقر منتجيا أو محؿ إقامتو المعتادة
في إحدى دوؿ االتحاد.
ب -مؤلفي المصنفات المعمارية المقامة في إحدى دوؿ االتحاد أو المصنفات
الفنية األخرى الداخمة في مبنى أو إنشاء آخر كائف في إحدى دوؿ االتحاد.
كما تناولت المادة 5الحقوؽ المضمونة خارج دولة المنشأ وداخميا ،حيث نصت
المصنؼ،
ّ الفقرة األولى منيا بأف ":يتمتع المؤلفوف في دوؿ االتحاد غير دولة منشأ
بالحقوؽ التي تخوليا قوانيف تمؾ الدوؿ حاليا أو قد تخوليا مستقبال لرعاياىا باإلضافة
إلى الحقوؽ المقررة بصفة خاصة في ىذه االتفاقية ،وذلؾ بالنسبة لممصنفات التي
يتمتعوف عمى أساسيا بالحماية بمقتضى ىذه االتفاقية".
وىذا التمتع أو ممارسة ىذه الحقوؽ ال يخضع ألي إجراء شكمي ،إذ أنيما
مستقالف عف وجود الحماية في دولة منشأ المصنؼ ،وعميو فإف نطاؽ الحماية
وكذلؾ وسائؿ الطعف المقررة لممؤلؼ لحماية حقوقو يحكميا تشريع الدولة المطموب
توفير الحماية فييا دوف سواه ،وذلؾ بصرؼ النظر عف أحكاـ ىذه االتفاقية.
أما الحماية في دولة المنشأ فيحكميا التشريع الوطني ،ومع ذلؾ إذا كاف
المؤلؼ مف غير رعايا دولة منشأ المصنؼ الذي يتمتع عمى أساسو بالحماية
، بمقتضى ىذه االتفاقية ،فإنو يتمتع في تمؾ الدولة بذات الحقوؽ المقررة لرعاياىا
ودولة المنشأ تعتبر حسب ىذه المادة:
227
أ -بالنسبة لممصنفات التي تنشر ألوؿ مرة في إحدى دوؿ االتحاد ،الدولة
المذكورة ،وفي حالة لمصنفات التي تنشر في آف واحد في عدد مف دوؿ االتحاد
التي تمنح مددا مختمفة لمحماية ،الدولة التي يمنح تشريعيا مدة الحماية األقصر.
ب -بالنسبة لممصنفات التي تنشر في آف واحد في دولة خارج االتحاد ودولة مف
دوؿ االتحاد ،الدولة األخيرة.
ت -بالنسبة لممصنفات غير المنشورة أو بالنسبة لممصنفات التي تنشر ألوؿ مرة
في دولة خارج االتحاد دوف أف تنشر في آف واحد في دولة مف دوؿ االتحاد ،دولة
االتحاد التي يعتبر المؤلؼ مف رعاياىا ،ومع ذلؾ:
-إذا ما تعمؽ األمر بمصنفات سينيمائية يقع مقر منتجيا أو محؿ إقامتو
المعتادة في دولة مف الدوؿ االتحاد ،فإف ىذه الدولة تكوف دولة المنشأ.
-إذا ما تعمؽ األمر بمصنفات معمارية مقامة في إحدى دوؿ االتحاد أو
أعماؿ فنية أخرى داخمة في مبنى يقع في إحدى دوؿ االتحاد ،فإف ىذه
الدولة تكوف دولة المنشأ.
كما تناولت المادة 06الحقوؽ المعنوية لممؤلفيف وبغض النظر عف الحقوؽ المالية
ىي باألساس :
228
انظمت إلى ىذه
تحتوي تشريعاتو عمى حماية ىذه الحقوؽ بعد وفاة المؤلؼ و ّ
االتفاقية ،فميا الحؽ في النص عمى أف بعض ىذه الحقوؽ ال يحتفظ بيا بعد وفاة
المؤلؼ.
وتبقى وسائؿ الطعف لممحافظة عمى ىذه الحقوؽ يحددىا تشريع الدولة المطموب
الحماية فييا.
1
- 3مدة الحماية
تناولت ذلؾ المادة 7بوجو عاـ بالنسبة لكؿ مف:
-المصنفات السينيمائية.
-والمصنفات التي ال تحمؿ اسـ المؤلؼ أو تحمؿ إسما مستعا ار.
ومصنفات التصوير الفوتوغرافي ومصنفات الفنوف التطبيقية. -
حيث أف مدة الحماية الممنوحة في ىذه المادة تشمؿ مدة حياة المؤلؼ وخمسيف
سنة بعد وفاتو ،و مع ذلؾ فإنو بالنسبة لممصنفات السينيمائية ،يكوف لدوؿ االتحاد
الحؽ في أف تنص عمى أف مدة الحماية تنتيي بمضي خمسيف عاما عمى وضع
المصنؼ في متناوؿ الجميور بموافقة المؤلؼ ،وفي حالة عدـ تحقؽ مثؿ ىذا الحدث
خالؿ خمسيف عاما مف تاريخ إ نجاز مثؿ ىذا المصنؼ ،فإف مدة الحماية تنقضي
بمضي خمسيف عاما عمى اإلنجاز.
وبالنسبة لممصنفات التي ال تحمؿ اسـ المؤلؼ أو تحمؿ اسما مستعارا ،فإف
مدة الحماية التي تمنحيا ىذه االتفاقية تنتيي بمضي خمسيف سنة عمى وضع
المصنؼ في متناوؿ الجميور بطريقة مشروعة ،وال تمتزـ دوؿ االتحاد بحماية
-1انظر :بودة محند واعمر :حماٌة المؤلفات األدبٌة والفنٌة فً التشرٌع الجزائري ،مذكرة ماجستٌر جامعة تٌزي وزو،
عام .2007ص .132
229
إذا كاف ىناؾ سببا المصنفات التي ال تحمؿ اسـ مؤلفيا أو تحمؿ اسما مستعا ار
معقوال الفتراض أف مؤلفيا قد توفي منذ خمسيف سنة.
كما أعطت ىذه المادة االختصاص لتشريعات دوؿ األعضاء بحؽ تحديد مدة
حماية مصنفات التصوير الفوتوغرافي ومصنفات الفف التطبيقي بالقدر الذي تتمتع
فيو بالحماية كمصنفات فنية ،ومع ذلؾ فإف ىذه المدة ال يمكف أف تقؿ عف خمس
المصنؼ.
ّ وعشريف سنة تبدأ مف تاريخ انجاز مثؿ ىذا
كما نوىت المادة أنو لدوؿ االتحاد الحؽ في منح حماية أطوؿ مدة مف تمؾ
المنصوص عمييا في ىذه االتفاقية.
أما المصنفات التي اشترؾ في وضعيا أكثر مف مؤلؼ ،أي أنيا ممموكة عمى
الشيوع لمشركاء في عمؿ المصنؼ فيبدأ احتساب المدة اعتبا ار مف تاريخ وفاة آخر
مف بقي مف الشركاء عمى قيد الحياة.
ىذا وقد ّبينت المادة 19إمكانية تطبيؽ حماية أوسع مف الحماية المترتبة عمى
االتفاقية ،حيث ال تمنع أحكاـ ىذه االتفاقية مف المطالبة بتطبيؽ حماية أوسع يكوف
قد قررىا تشريع دولة مف دوؿ االتحاد.
230
-تمتع مؤلفو المصنفات األدبية والفنية الذيف تحمييـ ىذه االتفاقية بحؽ
استئثاري في التصريح بعمؿ نسخ مع ىذه المصنفات بأية طريقة وبأي شكؿ
كاف.
-كما يحؽ لمدوؿ األعضاء وبما ال يتعارض مع االستغالؿ الع ادي لممصنؼ
التشريع بعمؿ نسخ مف المصنؼ عمى أال يسبب ذلؾ ضر ار بالمصالح
المشروعة لممؤلؼ.
كما تناولت المادة 10حرية استعماؿ المصنفات في بعض الحاالت كػ:
231
-بإذاعة مصنفاتيـ أو بنقميا إلى الجميور بأية وسيمة أخرى تستخدـ إلذاعة
اإلشارات أو األصوات.
أو الصور بالالسمكي أو أي جياز ناقؿ لإلشارات أو األصوات أو الصور. -
كما تناولت المادة أيضا تمتع مؤلفو المصنفات األدبية بحقيـ في التالوة العمنية
ونقميا إلى الجميور بجميع الوسائؿ أو الطرؽ.
-تحوير مصنفاتيـ وعمؿ نسخ منيا لإلنتاج السينيمائي ،وتوزيع مثؿ ىذه النسخ
المحورة أو المنقولة.
-التمثيؿ و األداء العمني والنقؿ السمكي لمجميور لممصنفات المحورة أو
المنقولة بيذا الشكؿ.
نصت
ىذا ما ورد في الفقرة األولى مف ىذه المادة ،أما الفقرة الثانية منيا فقد ّ
عمى أف مؤلؼ المصنؼ السينيمائي يتمتع بذات الحقوؽ التي يتمتع بيا مؤلؼ
أصمي ،وأف تحديد أصحاب حؽ المؤلؼ مصنؼ سينيمائي يختص بو تشريع الدولة
المطموب توفير الحماية فييا.
232
والفقرة الثالثة مف ذات المادة تناولت حؽ التتبع بشأف المصنفات الفنية
والمخطوطات مف حيث حؽ االنتفاع بعمميات إعادة البيع وكذا التشريعات المطبقة
نصت عمى:
واإلجراءات المتّبعة في ذلؾ ،حيث ّ
233
-أما بالنسبة لممصنفات التي ال تحمؿ اسـ المؤلؼ يفترض أف الناشر الذي
يظير اسمو عمى المصنؼ ،ما لـ يثبت عكس ذلؾ ،بمثابة ممثؿ لممؤلؼ ،وبيذه
الصفة فإف لو حؽ المحافظة عمى حقوؽ المؤلؼ والدفاع عنيا ،ويوقؼ سرياف حكـ
ىذه الفقرة عندما يكشؼ المؤلؼ عف شخصيتو ويثبت صفتو.
المصنفات المزورة ،ومصادرتيا عند االستيراد،
ّ ىذا وقد تناولت المادة 16مسألة
وكذا التشريعات المطبقة ،حيث:
-تكوف جميع النسخ غير المشروعة لمصنؼ محال لممصادرة في دوؿ االتحاد
التي يتمتع فييا المصنؼ األصمي بالحماية القانونية.
-وتطبؽ أحكاـ الفقرة السابقة أيضا عمى النسخ الواردة مف دولة ال يتمتع فييا
المصنؼ بالحماية أو تكوف قد توقفت فييا حمايتو.
-وتجري المصادرة وفقا لتشريع كؿ دولة.
الفرع الثاني :اآلليات المقررة في اتفاقية برن لحماية الممكية األدبية والفنية .
أفرزت اتفاقية برف آلية دولية لحماية الممكية األدبية والفنية ،تتمثؿ في االتحاد
المسمى" اتحاد برف لحماية حؽ المؤلفيف عمى مصنفاتيـ األدبية والفنية" ،وىو ما
نصت عميو المادة األولى مف اتفاقية برف .وقد تناولت المواد مف 22إلى المادة28
ّ
تنظيـ وىيكمة ومياـ ىذا االتحاد فيما يمي:
234
أ -اإلنشاء والتشكيل:
تناولت الفقرة األولى مف المادة تشكيؿ الجمعية العامة ،حيث تتشكؿ مف دوؿ
االتحاد الممتزمة بالمواد مف 22إلى ، 26وتمثؿ حكومة كؿ دولة بمندوب واحد
يمكف أف يعاونو مناوبوف ومستشاروف وخبراء ،عمى أف تتحمؿ نفقات كؿ وفد
الحكومة التي عينتو.
ب -المهام:
تقوـ الجمعية بما يمي:
-تعالج جميع المسائؿ الخاصة بالمحافظة عمى االتحاد وتنميتو وبتنفيذ ىذه
االتفاقية.
تزود المكتب الدولي لمممكية الفكرية ( الذي يدعى فيما بعد المكتب الدولي)، -
المشار إليو في اتفاقية إنشاء المنظمة العالمية لمممكية الفكرية ،بالتوجييات الخاصة
باإلعداد لمؤتمرات التعديؿ.
اد وتعتمدىا، -تنظر في تقارير وأنشطة مدير عاـ المنظمة الخاصة باالتح
وتزوده بجميع التوجييات الالزمة بخصوص الموضوعات التي تدخؿ في اختصاص
االتحاد.
-تنتخب أعضاء المجنة التنفيذية لمجمعية.
-تنظر في تقارير وأنشطة لجنتيا التنفيذية وتعتمدىا وتزودىا بالتوجييات.
-تحدد برنامج االتحاد وتقر ميزانية السنوات الثالث الخاصة بو وتعتمد حساباتو
الختامية.
-تنشئ ما تراه مالئما مف لجاف خبراء وجماعات عمؿ لتحقيؽ أغراض االتحاد.
-تحدد مف يسمح ليـ بحضور اجتماعاتيا كمراقبيف مف الدوؿ غير األعضاء
في االتحاد ومف المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية.
235
-تقر التعديالت.
-تتخذ أي إجراء آخر مالئـ ييدؼ إلى تحقيؽ أغراض االتحاد.
-تباشر أية مياـ تدخؿ في نطاؽ ىذه االتفاقية.
إنشاء المنظمة شريطة قبوليا -تمارس الحقوؽ الممنوحة ليا بموجب اتفاقية
ليذه الحقوؽ.
-تتخذ الجمعية ق ارراتيا فيما يتعمؽ بالموضوعات التي تيـ أيضا اتحادات أخرى
تديرىا المنظمة بعد االطالع عمى رأي لجنة التنسيؽ التابعة لممنظمة.
ت -سير عمل الجمعية:
تخضع الجمعية في سير أعماليا لمقواعد اآلتية:
-يكوف لكؿ دولة عضو في الجمعية صوت واحد.
يتكوف النصاب القانوني مف نصؼ عدد الدوؿ األعضاء في الجمعية. ّ -
-لمجمعية أف تتخذ ق اررات إذا كاف عدد الدوؿ الممثمة في أية دورة يقؿ عف
النصؼ ولكف يساوي ثمث الدوؿ األعضاء في الجمعية أو يزيد ،ومع ذلؾ فإف ق اررات
الجمعية ،بخالؼ تمؾ المتعمقة بإجراءاتيا ،ال تكوف نافذة إال إذا توفرت شروط ا معينة
حيث يبمغ المكتب الدولي الق اررات المذكورة إلى الدوؿ األعضاء في الجمعية التي لـ
تكف ممثمة ،ويدعوىا إلى اإلدالء بتصويتيا أو امتناعيا كتابة خالؿ مدة ثالثة شيور
مف تاريخ ذلؾ اإلبالغ ،فإذا ما كاف عدد الدوؿ التي أدلت بتصويت أو امتناعيا عند
انقضاء تمؾ المدة يساوي عمى األقؿ العدد الذي كاف مطموبا الستكماؿ النصاب
القانوني في الدورة ذاتيا تكوف تمؾ القرار ات نافذة متى كانت األغمبية المطموبة ما
زالت قائمة في نفس الوقت.
-تتخذ ق اررات الجمعية بأغمبية ثمثي األصوات التي اشتركت في االقتراع.
-ال يعتبر االمتناع بمثابة تصويت.
-ال يمثؿ المندوب غال دولة واحدة فقط وال يصوت إال باسميا.
236
-تشارؾ دوؿ االتحاد غير األعضاء في الجمعية في اجتماعاتيا كمراقبيف.
سنتيف بدعوة مف المدير العاـ ،ويكوف -تجتمع الجمعية في دورة عادية كؿ
اجتماعيا فيما عدا الحاالت االستثنائية أثناء نفس الفترة وفي نفس المكاف المذيف
تجتمع فييما الجمعية العامة لممنظمة.
-تجتمع الجمعية في دورة غير عادية بدعوة مف المدير العاـ بناء عمى طمب
المجنة التنفيذية أو عمى طمب ربع عدد الدوؿ األعضاء في الجمعية.
-تضع الجمعية النظاـ الداخمي الخاص بيا.
- 2المجنة التنفيذية:
أ -التكوين:
يكوف لمجمعية لجنة تنفيذية حسب ما ّبينتو المادة 23وقد جاء فييا:
-تتكوف المجنة التنفيذية مف الدوؿ التي تنتخبيا الجمعية مف بيف الدوؿ
األعضاء فييا ،وعالوة عمى ذلؾ يكوف لمدولة التي يقع عمى إقميميا مقر المنظمة
بحكـ وضعيا ،مقعد في المجنة وذلؾ مع مراعاة أحكاـ المادة .25
-تمثؿ حكومة كؿ دولة عضو في المجنة التنفيذية بمندوب واحد يمكف أف
يعاونو مناوبوف ومستشاروف وخبراء.
-تتحمؿ نفقات كؿ وفد الحكومة التي عينتو.
لربع عدد الدوؿ -يكوف عدد الدوؿ األعضاء في المجنة التنفيذية مساويا
األعضاء في الجمعية.
-تراعي الجمعية عند انتخاب أعضاء المجنة التنفيذية توزيعا جغرافيا عادال
وضرورة أف تكوف الدوؿ األطراؼ في االتفاقيات الخاصة التي يمكف أف تعقد في
إطار االتحاد ضمف الدوؿ التي تتكوف منيا المجنة التنفيذية.
-يتولى أعضاء المجنة التنفيذية مياـ عمميـ ابتداء مف ختاـ دورة الجمعية التي
تـ فييا انتخابيـ حتى ختاـ الدورة العادية التالية لمجمعية.
237
-يمكف إعادة انتخاب أعضاء المجنة التنفيذية ولكف بحد أقصى ال يزيد عمى
ثمثي عددىـ.
-تضع الجمعية القواعد التفصيمية الخاصة بانتخاب واعادة االنتخاب المحتمؿ
ألعضاء المجنة التنفيذية.
ب -مهامها:
تتمثؿ مياـ المجنة التنفيذية في:
238
-تجتمع المجنة التنفيذية في دورة غير عادية بدعوة مف المدير العاـ ،إما
بمبادرة منو أو بناء عمى طمب رئيسيا أو ربع أعضائيا.
-يكوف لكؿ دولة عضو في المجنة التنفيذية صوت واحد.
-يتكوف النصاب القانوني مف نصؼ عدد الدوؿ األعضاء في المجنة التنفيذية.
-تتخذ الق اررات باألغمبية اؿبسيطة لألصوات التي اشتركت في االقتراع.
-ال يعتبر االمتناع بمثابة تصويت.
-ال يمثؿ المندوب إال دولة واحدة فقط وال يصوت إال باسميا.
األعضاء في المجنة التنفيذية أف تحضر اجتماعاتيا -لدوؿ االتحاد غير
كمراقبيف.
-تضع المجنة التنفيذية النظاـ الداخمي الخاص بيا.
- 3المكتب الدولي:
طرت المادة 24تكوينو وميامو حسب اآلتي:
أّ
239
-يزود المكتب الدولي كؿ دولة في االتحاد ،بناء عمى طمبيا ،بمعمومات عف
المسائؿ المتعمقة بحماية حؽ المؤلؼ.
-يجري المكتب الدولي دراسات ويقدـ خدمات تيدؼ إلى تسيير حماية حؽ
المؤلؼ.
-يشترؾ المدير العاـ ،وأي عضو يكمفو مف موظفي المكتب الدولي ،في كافة
اجتماعات الجمعية والمجنة التنفيذية وأية لجنة خبراء أخرى أو جماعة عمؿ ،دوف أف
يكوف ليـ حؽ التصويت ،ويكوف المدير العاـ أو أي عضو يكمفو مف موظفي
المكتب الدولي سكريتي ار ليذه األجيزة بحكـ منصبو.
-يقوـ المكتب الدولي ،وفقا لتوجييات الجمعية وبالتعاوف مع المجنة التنفيذية،
بإعداد مؤتمرات التعديؿ الخاصة بأحكاـ االتفاقية فيما عدا المواد مف 22إلى .26
-لممكتب الدولي أف يتشاور مع المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية
بشأف اإلعداد لمؤتمرات التعديؿ.
-يشترؾ المدير العاـ واألشخاص الذيف يعينيـ في مناقشة ىذه المؤتمرات دوف
أف يكوف ليـ حؽ التصويت.
-ينفذ المكتب الدولي أية مياـ أخرى تعيد إليو.
25مف الميثاؽ، أما ما يتعمّؽ بالجانب المالي لمييئة فتطرقت إليو المادة
وضحت األمور اآلتية:
بعنواف ":الشؤوف المالية" ،حيث ّ
-الميزانية.
-التنسيؽ مع االتحادات األخرى.
-المصادر المالية.
-الحصص ،و إمكانية تجديد الميزانية.
-الرسوـ والمبالغ المستحقة.
-صندوؽ رأس ماؿ العامؿ.
240
المقدمة مف طرؼ الحكومة المضيفة.
-القروض ّ
-مراجعة الحسابات.
ىذا وقد تناولت المادة 28قبوؿ الوثيقة ونفاذىا بالنسبة لدوؿ االتحاد ،حيث
فصمت في ثالث فقرات النقاط اآلتية:
ّ
-التصديؽ ،االنضماـ ،إمكانية استبعاد بعض األحكاـ ،سحب االستبعاد.
-بدء نفاذ المواد مف 1إلى 21وكذلؾ الممحؽ.
-بدء نفاذ المواد مف 22إلى .38
أما المادة 29فتناولت قبوؿ الوثيقة ونفاذىا بالنسبة لمدوؿ خارج االتحاد ،حيث ّبينت
النقطتيف اآلتيتيف:
-االنضماـ.
-بدء النفاذ.
أما قضية التحفّظات الممكف ورودىا عمى االتفاقية فقد ّبينتيا المادة ،30حيث
فصمت الجوانب اآلتية:
ّ
-حدود إمكانية إبداء التحفظات.
-التحفظات السابقة ،التحفظ بشأف حؽ الترجمة ،سحب التحفّظ.
كما تناولت المادة 31عالقة ىذه االتفاقية مع ما سبقيا مف وثائؽ التفاقيات
تنظّـ حماية حقوؽ المؤلؼ ،مف خالؿ مواءمة قابمية تطبيؽ ىذه االتفاقية والوثائؽ
السابقة ،سواء بيف دوؿ االتحاد فيما بينيا ،أو بيف دولةأصبحت عضوا في االتحاد
وبقية الدوؿ األعضاء في االتحاد.
241
المطمب الثاني :دور المنظمة العالمية لمممكية الفكرية في حماية الممكية األدبية
والفنية.1
أغراض المنظمة العالمية لمممكية الفكرية تناولتيا المادة 3مف االتفاقية المنشئة
ليا ،حيث ّبينت أىدافيا وقد لخصتيا في ىدفيف رئيسييف ىما:
-دعـ حماية الممكية الفكرية في جميع أنحاء العالـ عف طريؽ التعاوف بيف
الدوؿ و التعاوف مع أي منظمة دولية أخرى حيثما كاف ذلؾ مالئما.
-ضماف التعاوف اإلداري بيف االتحادات.
أما وظائفيا التي تعمؿ المنظمة مف خالليا عمى تحقيؽ اليدفيف المذكوريف سمفا فقد
حددتيا المادة 04و ىي:
-1انظر :محمد إبراهٌم الصاٌغ :دور المنظمة العالمٌة للملكٌة الفكرٌة فً حماٌة الملكٌة الفكرٌة ،مذكرة ماجستٌر ،جامعة
الجزائر ،عام، 2012ص 56وما بعدها.
242
-العمؿ عمى دعـ اتخاذ اإلجراءات التي تيدؼ إلى تسيير الحماية الفعالة
لمممكية الفكرية في جميع أنحاء العالـ و إلى تنسيؽ التشريعات في ىذا المجاؿ.
-تقوـ بالمياـ اإلدارية التحاد باريس ،و لالتحادات الخاصة المنشأة فيما يتعمؽ
بذلؾ االتحاد و التحاد برف.
-يجوز ليا أف تقبؿ تولي المياـ اإلدارية الناشئة عف تنفيذ أي اتفاؽ دولي آخر
ييدؼ إلى دعـ حماية الممكية الفكرية أو المشاركة في مثؿ ىذه المياـ.
-تشجيع إبراـ االتفاقات الدولية التي تيدؼ إلى تدعيـ حماية الممكية الفكرية.
-تعرض تعاونيا عمى الدوؿ التي تطمب المساعدة القانونية الفنية في مجاؿ
الممكية الفكرية.
-تجمع المعمومات الخاصة بحماية الممكية الفكرية و تنشرىا ،و تجري
الدراسات في مثؿ ىذا المجاؿ و تشجعيا و تنشر نتائج تمؾ الدراسات.
-تتخذ كؿ إجراء مالئـ في مجاؿ حماية الممكية الفكرية.
يتكوف ىيكؿ المنظمة مف أربعة رئيسية ىي :الجمعية العامة ،مؤتمر المنظمة ،لجنة
التنسيؽ ،والمكتب الدولي ،حيث سنتناوؿ ىذه األجيزة و وظائفيا حسب ما سيأتي:1
6مف تتكوف الجمعية العامة لممنظمة العالمية الممكية الفكرية حسب المادة
االتفاقية المنشئة ليا مف جميع الدوؿ األعضاء في أي مف االتحادات المشار
إلييا وىذه االتحادات ىي:
-1أنظر :فاضمي إدريس :حقوؽ المؤلؼ و الحقوؽ المجاورة ،د .ـ .ج ،2015 ،ص 40وما بعدىا.
243
-اتحاد برف الذي يعني حماية الممكية األدبية و الفنية حسب اتفاقية برف
.1896
-اتحاد باريس الذي يعني حماية الممكية الصناعية حسب اتفاقية باريس
.1883
-منظمة اليونيسكو.
حيث يمثؿ كؿ دولة عضو واحد يعاونو نواب و مستشاروف ،وتكوف نفقات كؿ
وفد عمى عاتؽ الدولة التي عينتو ،وتجتمع الجمعية العامة لممنظمة العالمية لمممكية
الفكرية مرة كؿ ثالث سنوات في دورة عادية بدعوة مف المدير العاـ ،كما يمكف أف
تجتمع بناء عمى طمب لجنة التنسيؽ ،أو بناء عمى طمب ربع عدد الدوؿ األعضاء
فييا في دورات غير عادية و ذلؾ بدعوة مف المدير العاـ دائما ،وتعقد ىذه
االجتماعات في مقر المنظمة التي ىي في جنيؼ حاليا.
أما وظائؼ الجمعية العامة فيي عديدة ،وتتنوع حسب الجية التي تتعامؿ
معيا ،ويمكف استسقاء ىذه الوظائؼ مف ميثاقيا التأسيسي كما يمي:
إذ يمكف اعتبار ىذه الييئة بمثابة جمعية عامة موسعة ،حيث تتشكؿ مف الدوؿ
األطراؼ في االتفاقية بغض النظر عف عضويتيا في االتحادات السابقة الذكر.
-1انظر :حساـ محمد محمود لطفي :المرجع العممي لمممكية الفكرية و الفنية ،دار النيضة العربية /مصر ،2003 ،ص
.22-21
245
-تحديد المياـ الخاصة بحصص الدوؿ األطراؼ في االتفاقية مف غير
األعضاء في االتحادات المذكورة.
-وضع الئحة إجراءاتو.
-كما يجوز لممؤتمر أف يباشر أية مياـ أخرى مناسبة تدخؿ في نطاؽ اتفاقية
اإلنشاء.
وينعقد المؤتمر في دورة عادية ،بدعوة مف المدير ،كما ينعقد في دورة غير
عادية بطمبو ،أو بناء عمى طمب أغمبية الدوؿ األعضاء.
246
و تتمثؿ مياـ لجنة التنسيؽ فيما يمي:
-تقديـ المشورة ألجيزة االتحاد و الجمعية العامة ،والمؤتمر و المدير العاـ في
المسائؿ اإلدارية و المالية و الفنية و اإلجرائية ،أو أي شأف ذا أىمية مشتركة لكؿ
مف المؤتمر و أجيزة االتحادات (اتحاد برف و اتحاد باريس) ،و المؤتمر ،و المدير.
-تعد مشروع جدوؿ أعماؿ الجمعية العامة و المؤتمر.
-تعد مشاريع الميزانية.
-إعداد كؿ مف جدوؿ أعماؿ الجمعية العامة و المؤتمر.
-الترشيح لمنصب المدير العاـ ،حيث تعرض اسـ المترشح مع الجمعية العامة
و تجتمع لجنة التنسيؽ مرة كؿ سنة بدعوة مف المدير العاـ في دورة عادية أو بمبادرة
منو أو بناء عمى طمب رئيس لجنة التنسيؽ أو ربع أعضائيا في دورة غير عادية.
وتحضر االجتماعات الدوؿ العضوة في المجنة ،حتى و إف كانت ليا صفة
مراقب ،حيث ليـ الحؽ في المناقشة دوف التصويت ،ويتشكؿ النصاب القانوني في
لجنة التنسيؽ بحضور نصؼ عدد األعضاء المكونيف ليا ،حيث يمثؿ كؿ عضو
فييا دولة واحدة ،وال يكوف لو إال صوت واحد سواء كانت عضوا في إحدى المجنتيف
التنفيذيتيف التحادي باريس وبرف أـ ال.
- 4المكتب الدولي لممنظمة:
09مف حيث يعتبر ىذا المكتب بمثابة سكرتارية المنظمة ،وقد نصت المادة
االتفاقية مع تشكيؿ المكتب الدولي لممنظمة الذي يديره المدير العاـ ،والذي يعتبر
الرئيس التنفيذي لممنظمة و يمثميا أماـ الغير و يعيف لمدة ستة سنوات قابمة لمتجديد،
و يعاونو في ميامو نائب واحد أو أكثر ،ولمجمعية العامة االختصاص في تحديد مدة
التعييف األوؿ و المدة الالحقة ليا.
مر بنا في الفرع األوؿ أف العضوية في المنظمة العالمية لمممكية الفكرية تكوف
لمدوؿ التي ىي أعضاء في أي مف اتحادي برف و باريس ،أو كمييما ،فإف لـ تكف
كذلؾ فيشترط أف تكوف الدولة عضوا في األمـ المتحدة ،أو عضوا في إحدى
الوكاالت المتخصصة المرتبطة باألمـ المتحدة ،أو في الوكالة الدولية لمطاقة الذرية،
248
أو أف تكوف طرفا في النظاـ األساسي لمحكمة العدؿ الدولية ،أو تدعوىا الجمعية
العامة لتكوف طرفا في ىذه االتفاقية ،وىذا ما دلت عميو المادة 5مف اتفاقية اإلنشاء.
و تصبح الدولة طرفا في ىذه االتفاقية ،إما عف طريؽ التوقيع دوف تحفظ
بالنسبة لمتصديؽ أو التوقيع خاضع لمتصديؽ ،يتبعو إيداع لوثيقة التصديؽ أو بإيداع
وثيقة االنضماـ.
ومنذ إنشاء المنظمة التي يزيد عمرىا عمى 55سنة تزايد عدد أعضائيا حتى أنو قد
بمغ سنة 1999ـ 171بمدا ،أي ما يقارب %90مف مجموع دوؿ العالـ ،وقد بمغ
ىذا العدد في الوقت الحاضر 185دولة.
أما الطبيعة القانونية لممنظمة العالمية لمممكية الفكرية ،فمف المعموـ أف
أشخاص المجتمع الدولي بحسب القانوف الدولي العاـ تتمثؿ أساسا في الدوؿ و
المنظمات الدولية ،كما تنقسـ المنظمات الدولية باعتبار معيار المنشأ و التكويف إلى
منظمات دولية حكومية و منظمات دولية غير حكومية.1
ومف خالؿ الميثاؽ التأسيسي لممنظمة العالمية لمممكية الفكرية يمكف استخالص
خصائصيا القانونية بأنيا منظمة دولية حكومية متخصصة ،حيث أنشئت
المنظمة العالمية لمممكية الفكرية باإلرادة الحرة لبعض الدوؿ و ىو ما أشارت إليو
نصت عمى ذلؾ ب ػ:
بوضوح الديباجة التي ّ
" رغبة مف الدوؿ المتعاقدة في حماية الممكية الفكرية في جميع أنحاء العالـ بيدؼ
تشجيع النشاط االبتكاري ،ورغبة منيا في تطوير كفاءة إدارة االتحادات المنشأة
في مجاالت حماية الممكية ، "...فمف خالؿ ذلؾ يمكف استنباط أف المنظمة
-1عمر سعد ا﵀ :المنظمات الدولية غير الحكومية في القانوف الدولي ،دار ىومة ،الجزائر ،2009 ،ص 23
وما بعدىا.
249
العالمية لمممكية الفكرية ،وبالتالي يمكف اعتبارىا أحد أشخاص القانوف الدولي
العاـ ،تجري عمييا قواعده و أحكامو و مبادئو و نظمو.
-دعـ حماية الممكية الفكرية في جميع أنحاء العالـ ،وذلؾ عف طريؽ التعاوف
بيف الدوؿ ،ومع أي منظمة دولية أخرى ،بالعمؿ عمى دعـ اتخاذ اإلجراءات التي
تيدؼ إلى تسيير الحماية الفعالة لمممكية الفكرية في جميع أنحاء العالـ و إلى تنسيؽ
التشريعات الوطنية في ىذا المجاؿ ،وكذا تشجيع إبراـ االتفاقيات الدولية التي تيدؼ
إلى دعـ حماية الممكية الفكرية.
-دعـ التعاوف اإلداري بيف االتحادات ،ويقصد باالتحادات اتحادي برف و
باريس ،وكؿ االتحادات الخاصة التي أنشئت حيث تتولى المنظمة العالمية لمممكية
الفكرية ضماف التنسيؽ و التعاوف اإلداري بيف ىذه االتحادات بما يضمف التكامؿ و
الفعالية في العمؿ عمى حماية الممكية الفكرية وىو ما نصت عميو المادة
التعاوف و ّ
4مف اتفاقية اإلنشاء.
الفرع الرابع :إسهامات المنظمة العالمية لمممكية الفكرية في مجال التعاون الدولي
لحماية الممكية األدبية و الفنية:
- 1التعاون الدولي لحماية الممكية الفكرية:
تحقيقا لألىداؼ التي أنشئت مف أجميا المنظمة ،تقوـ بجيود دولية ألجؿ
تعزيز التعاوف الدولي بغرض حماية الممكية األدبية و الفنية ،وذلؾ عمى المستويات
اآلتية:
أ -التعاوف مع الدوؿ.
250
ب -التعاوف معو المنظمات اإلقميمية.
ت -المساىمة في حؿ النزاعات الناشئة حوؿ الممكية األدبية و الفنية.
أ -التعاون مع الدول:
1
لقد نصت المادة الثالثة مف الميثاؽ التأسيسي لممنظمة أف التعاوف مع الدوؿ أو
مع أية منظمة أخرى حيثما كاف ذلؾ مالئما يعتبر وسيمة تتخذىا المنظمة مف أجؿ
دعـ حماية الممكية الفكرية ،حيث تسعى المنظمة العالمية لمممكية الفكرية إلى
االستمرار في تعزيز دورىا في اتخاذ المبادرات مف أجؿ التعاوف الفعاؿ في مجاؿ
الممكية الفكرية ،السيما بدعـ الدوؿ النامية ،مف خالؿ تخصيص برامج تتضمف
التعاوف مع البمداف النامية و البمداف األقؿ نموا ،وتقوـ باألساس بما يمي:
-مساعدة البمداف النامية عمى صياغة سياسات و تحديث التشريعات المتعمقة
بالممكية الفكرية ،وذلؾ بغرض رفع مستوى الوعي بأىمية الممكية الفكرية في تحقيؽ
النمو و االزدىار ليذه البمداف ،و يتـ تقديـ المساعدة عمى شكؿ خدمات استشارية أو
تشريعية بناء عمى طمب ىذه الدوؿ.
-إنشاء مؤسسات الممكية الفكرية وضماف تنميتيا المستدامة مف أجؿ توفير
خدمات أكثر فعالية و أوثؽ صمة بالمنتفعيف بالممكية الفكرية.
-توفير التدريب التقني و القانوني فيما يتعمؽ بمعايير الحماية الدولية و أحكاـ
تنفيذ االتفاقيات و تسوية النزاعات في مجاؿ حماية الممكية الفكرية.
-تسييؿ نشر المعمومات المتعمقة بالممكية الفكرية و إتاحة فرص اإلطالع عمى
النصوص المتعمقة بالممكية الفكرية.
1
-انظر التقرير الصادر عف األمانة العامة لمويبو ،جنيؼ ،2001-2000رقـ ، /37/03ص .40
251
-تيسير سبؿ التعاوف بيف المنظمة و الدوؿ مف جية و بيف الدوؿ فيما بينيا
مف جية أخرى مف خالؿ تنظيـ أنشطة تشترؾ في تنفيذىا المؤسسات اإلقميمية و
الدوؿ المعنية.
-و بالنسبة لمدوؿ العربية يتـ عقد اجتماعات دورية لمديري مكاتب الممكية
الفكرية في الدوؿ العربية تنظميا األمانة العامة لجامعة الدوؿ العربية ،تتشارؾ معيا
المنظمة العالمية لمممكية الفكرية و ذلؾ بناء عمى مذكرة التفاىـ الموقعة بيف الجامعة
العربية و المنظمة العالمية لمممكية الفكرية منذ عاـ 2000ـ.
ب -التعاون مع المنظمات الدولية األخرى:
-التعاون مع األمم المتحدة:
تعتبر المنظمة العالمية الفكرية مف الوكاالت المتخصصة التي تتعاوف مع
األمـ المتحدة مف خالؿ المجمس االقتصادي و االجتماعي المشار إلييا في الييئة
الرابطة بينيما حيث نصت المادة 63مف ميثاؽ األمـ المتحدة:
-لممجمس االقتصادي و االجتماعي أف يضع اتفاقات مع أي مف الوكاالت
المشار إلييا في المادة 57تحديد الشروط التي بمقتضاىا يوصؿ بينيا و بيف
األمـ المتحدة ،وتعرض ىذه االتفاقات عمى الجمعية العامة لمموافقة عمييا.
-ولو أف ينسؽ نشاط الوكاالت المتخصصة بطريؽ التشاور معيا و تقديـ
توصياتو إلى الجمعية العامة و أعضاء األمـ المتحدة.
يحث المنظمات المتخصصة تبادؿ التمثيؿ كمراقب مع األمـ المتحدة،
كما ّ
ويحؽ أيضا لممجمس االقتصادي و االجتماعي التنسيؽ بيف أنشطة ىذه المنظمات و
1
تقديـ التوصيات الداخمة في اختصاصو إلى ىذه المنظمات المتخصصة.
252
ىذا و يتـ التنسيؽ أيضا بشكؿ غير مباشر عف طريؽ التنسيؽ المالي و
االجتماعات المتبادلة ،حيث نصت المادة 17مف فقرة 3مف ميثاؽ األمـ المتحدة
بأف " تنظر الجمعية العامة في أية ترتيبات مالية أو متعمقة بالميزانية في الوكاالت
المتخصصة المشار إلييا في المادة 57وتصادؽ عمييا و تدرس الميزانيات اإلدارية
لتمؾ الوكاالت لكي تقدـ توصياتيا"
أما االجتماعات المتبادلة فغرضيا تحقيؽ التنسيؽ المتبادؿ ،وىو ما جاء في
المادة 70مف ميثاؽ األمـ المتحدة و التي تنص عمى أنو " لممجمس االقتصادي و
االجتماعي أف يعمؿ عمى إشراؾ مندوبي المنظمات المتخصصة في مداوالتو أو أي
في مداوالت المجاف التي ينشئيا دوف أف يكوف ليـ الحؽ في التصويت ،كما لو أف
يعمؿ عمى إشراؾ مندوبيو في مداوالت الوكاالت المتخصصة".
-التعاون مع المنظمات اإلقميمية العاممة في مجال الممكية الفكرية:
تعمؿ المنظمة العالمية لمممكية الفكرية بضماف التعاوف بيف اتحادات الممكية
الفكرية أي االتحادات المنشأة بموجب اتفاقيتي باريس و برف و ما يتفرع عنيا.
أما " في مجاؿ حقوؽ المؤلؼ و الحقوؽ المجاورة فإف المنظمة تشرؼ عمى
االتفاقية الرئيسية لحقوؽ المؤلؼ و ىي اتفاقية برف لحماية المصنفات األدبية و
الفنية" 1ىذه المعاىدة التي يتـ إدارتيا بالتعاوف مع منظمة اليونسكو و منظمة العمؿ
الدولية.
أما عمى المستوى اإلقميمي ،فعمى الصعيد العربي مثال انشأ المجمع العربي
لمممكية الفكرية سنة 1987ييدؼ إلى حماية الممكية الفكرية و تطويرىا ،الذي يتمتع
بدوره بالعضوية في قائمة المنظمات غير الحكومية ذات المركز االستشاري لدى
253
المجمس االقتصادي و االجتماعي التابع لمنظمة األمـ المتحدة و ىو أيضا عضو
مراقب في المنظمة العالمية لمممكية الفكرية.
ت -المساهمة في حل النزاعات حول الممكية الفكرية:
أنشأت المنظمة العالمية لمممكية الفكرية مرك از الوساطة و التحكيـ سنة ،1994
وىو وحدة إدارية ممحقة بمكتبيا الدولي ،حيث يقوـ ىذا المركز باتخاذ إجراءات بديمة
عف الطريؽ القضائي لتسوية المنازعات في مجاؿ الممكية الفكرية ،وتتمثؿ أعمالو
أساسا في:
-الوساطة.
-التحكيـ.
فالوساطة ىي ":إجراء غير ممزـ يتولى عمى أساسو وسيط محايد مساعدة
،1وفؽ أطراؼ النزاع في التوصؿ إلى تسوية يتفؽ عمييا و تكوف مرضية لمجميع"
إجراءات معينة حيث يتقدـ طرؼ مف األطراؼ المتنازعة بطمب كتابي إلى مركز
المنظمة العالمية لمممكية الفكرية لموساطة و التحكيـ ،مع إرساؿ نسخة إلى الخصـ و
يتضمف الطمب:
- 1البيانات التي تسمح باالتصاؿ بطرفي النزاع.
- 2نسخة مف اتفاؽ الوساطة.
- 3بياف موجز بطبيعة النزاع.
و بمجرد تعييف وسيط يباشر عممو السيما اقتراح الطريقة التي يراىا مناسبة
لتسوية النزاع ،وفي ىذا الشأف و حسب المادتيف 12 ،9مف ميثاؽ المنظمة العالمية
لمممكية الفكرية بشأف الوساطة ،فمموسيط اقتراح ما يمي:
-األخذ بقرار خبير في مسألة واحدة أو أكثر.
-عامر محمود الكسواني:الممكية الفكرية ماىيتيا ،مفرداتيا وطرؽ حمايتيا.دار الحبيب لمنشرو التوزيع.األردف،
1ص.286
254
-المجوء إلى التحكيـ.
-المجوء إلى تحكيـ يكوف فيو الوسيط المح ّكـ الوحيد بموافقة الطرفيف
الصريحة.
-تقديـ عروض أخرى لمتسوية ،فإف استحالت التسوية عف طريؽ الوساطة يتـ
المجوء إلى التحكيـ.
و تنتيي الوساطة حسب المادة 18مف نظاـ المنظمة العالمية لمممكية الفكرية
في الحاالت اآلتية:
-توقيع الطرفيف عمى اتفاؽ تسوية يشمؿ أي مسألة مف مسائؿ موضوع النزاع
القائـ بينيما أو كؿ تمؾ المسائؿ.
-قرار الوسيط ،إذا كاف مف غير المجدي حسب تقديره أف تؤدي مواصمة
الوساطة إلى تسوية النزاع.
-إعالف كتابي صادر مف أحد الطرفيف في أي وقت بعد حضور أوؿ اجتماع
لمطرفيف و الوسيط و قبؿ التوقيع عمى أي اتفاؽ لمتسوية.
أما التحكيـ فيو "إجراء يرفع عمى أساسو النزاع إلى مح ّكـ أو ىيئة مؤلفة مف
عدة محكميف ،و يصدر المحكـ أو الييئة المح ّكمة حكما ممزما ألطراؼ النزاع".1
حيث يتفؽ الطرفاف عمى تشكيؿ محكمة لمتحكيـ ،وقد تكوف استثناء متشكمة مف
)17مف النظاـ محكـ واحد أو مف ثالثة مح ّكميف حسب ما نصت عميو المادة (
األساسي لمركز الوساطة و التحكيـ.
و يشرع في التحكيـ لحظة تسمـ مركز الوساطة و التحكيـ ،طمب التحكيـ مف
طرؼ المدعي في حيف يقوـ المركز بإخطار مف المدعي و المدعى عميو تسميمو
لطمب التحكيـ و بتاريخ الشروع فيو ،ىذا و يجب أف يتضمف طمب الوساطة ما يمي:
255
-التماسا إلحالة النزاع إلى التحكيـ بناء عمى نظاـ المنظمة العالمية لمممكية
الفكرية بشأف التحكيـ.
-المعمومات الالزمة التي تسمح باالتصاؿ بالطرفيف و بممثؿ المدعي.
-نسخة عف اتفاؽ التحكيـ.
-وصفا مقتضبا لطبيعة النزاع و ظروفو.
و ينتيي التحكيـ حسب المادة 65مف نظاـ المركز حسب الحاالت اآلتية:
-اتفاؽ الطرفيف عمى تسوية النزاع قبؿ النظر في قرار التحكيـ.
-اقتراح محكمة التحكيـ عمى الطرفيف النظر في التسوية في أي وقت قد تراه
مناسبا.
-إذا صارت مواصمة التحكيـ عديمة الضرورة أو مستحيمة قبؿ اتخاذ قرار
التحكيـ ،وعمى محكمة التحكيـ إخطار الطرفيف بنيتيا إنياء التحكيـ ،و
لمحكمة التحكيـ سمطة إصدار قرار إنياء التحكيـ ما لـ يثر أحد الطرفيف
أسبابا ليا ما يبررىا لالعتراض عمى ذلؾ خالؿ ميمة تحددىا محكمة
التحكيـ.
-توقيع المحكـ أو المحكموف قرار التحكيـ باتفاؽ الطرفيف أو األمر بإنياء
التحكيـ وفقا لممادة 62فقرة د .
تـ تقسيـ ىذا المبحث إلى مطمبيف ،تناوؿ المطمب األوؿ إلى آليات حماية
الممكية األدبية والفنية في ظؿ االتفاقية العربية لحقوؽ المؤلؼ ،أما المطمب الثاني
فقد تـ تخصيصو لحماية الحؽ في الممكية األدبية والفنية ضمف االتفاقية العربية
لحماية الممكية األدبية والفنية.
256
المطمب األول :آليات حماية الممكية األدبية والفنية ضمن االتفاقية العربية لحماية
حقوق المؤلف لعام .11981
حماية حقوؽ المؤلفيف عمى المصنفات األدبية غاي ىذه االتفاقية ىي
ة إف
21مف ميثاؽ الوحدة فعالة وموحدة ،وىذا تجاوبا مع المادة
والفنية والعممية بطرؽ ّ
الثقافية العربية الصادر في سنة 1964التي أىابت بالدوؿ العربية أف تضع كؿ
منيا تشريعا لحماية الممكية األدبية والفنية والعممية ضمف حدود سيادة كؿ منيا ،وىو
ما يحقؽ مصمحة عربية مشتركة بوضع نظاـ عربي موحد لحماية حقوؽ المؤلؼ
يالئـ الدوؿ العربية ويضاؼ إلى االتفاقيات الدولية النافذة دوف المساس بيا ،كاتفاقية
برف ،كما أف ىذا النظاـ الموحد لحماية حقوؽ المؤلؼ سوؼ يشجع المؤلؼ العربي
عمى اإلبداع واالبتكار ويشجع عمى تنمية اآلداب والفنوف والعموـ .
-1عبد الرزاق عمر شٌخ نجٌب :حقوق الملكٌة الفكرٌة مؤلف جماعً ،مركز الدراسات والبحوث ،جامعة ناٌف العربٌة
للعلوم األمنٌة ،عام ،2004ص 213وما بعدها.
257
-المصنفات التي تمقى شفاىا كالمحاضرات والخطب والمواعظ الدينية.
-المؤلفات المسرحية والمسرحيات الموسيقية.
-المصنفات الموسيقية سواء أكانت مرقمة أو لـ تكف وسواء أكانت مصحوبة
بكممات أـ لـ تكف.
-مصنفات تصميـ الرقصات والتمثيؿ اإليمائي.
-المصنفات السينماتوغرافية ،واإلذاعية السمعية والبصرية.
-أعماؿ الرسـ والتصوير بالخطوط واأللواف والعمارة والنحت والفنوف الزخرفية
والحفر.
-أعماؿ التصوير الفوتوغرافي.
أؾنت حرفية أـ كانت صناعية.
-أعماؿ الفنوف التطبيقية سواء ا
-الصور التوضيحية والخرائط الجغرافية والتصميمات والمخططات واألعماؿ
المجسمة المتعمقة بالجغرافيا والطبوغرافيا فف العمارة والعموـ.
ّ
كما أف المادة الثانية تكممت عف حماية أعماؿ الترجمة ،بحيث يتمتع بالحماية
أيضا .ويعتبر مؤلفا في منظور ىذه االتفاقية:
أخرى وكذلؾ -مف قاـ بإذف مف المؤلؼ األصمي بترجمة المصنؼ إلى لغة
مف قاـ بتمخيصة أو تحريره ،أو تعديمو أو شرحو أو غير ذلؾ مف األوجو
التي تظير المصنؼ بشكؿ جديد.
-مؤلفو الموسوعات والمختارات التي تشكؿ مف حيث انتقاء مادتيا وترتيبيا
أعماال فكرية إبداعية.
تخؿ بالحماية المقررة التي يتمتع بيا مؤلفو
ال ّ وىذه الحماية يجب أف
المصنفات األصمية.
258
ىذا وقد وردت استثناءات عمى حماية بعض المصنفات الخاصة وذلؾ ما أشارت
إليو المادة ،3بحيث ال تشمؿ الحماية المصنفات اآلتية:
أما إذا ابتكر المصنؼ لحساب شخص طبيعي أو معنوي ،خاص أو عاـ ،فإف
حقوؽ التأليؼ تثبت لممؤلؼ ،ويجوز لمتشريع الوطني أف ينص عمى أف الشخص
المعنوي ىو صاحب الحؽ األصمي إال إذا نص االتفاؽ عمى ما يخالؼ ذلؾ كتابة.
وتثبت حقوؽ التأليؼ بالنسبة إلى المصنؼ السينيماتوغرافي بصفة أصمية إلى
الذيف اشتركوا في ابتكاره ،وفي الحدود التي أسيـ كؿ منيـ فييا ،كالمخرج ومؤلؼ
السيناريو والحوار ومؤلؼ األلحاف الموسيقية سواء أكانت مصحوبة بكممات أو لـ
تكف.
وقد جاءت المادة 6 :لتؤ ّكد عمى الحقوؽ األدبية لممؤلؼ مف خالؿ توضيح العالقة
بمصنفو ،حيث ّبينت أنو:
ّ القانونية التي تربط المؤلؼ
259
-لممؤلؼ وحده الحؽ في أف ينسب إليو مصنفو وأف يذكر اسمو عمى جميع
إال إذا ورد ذكر المصنؼ المصنؼ عمى الجميور
ّ النسخ المنتجة كمما طرح ىذا
عرضا في ثنايا تقديـ إذاعي أو تمفزيوني لألحداث الجارية.
-لممؤلؼ أو خَمفو الخاص أو العاـ الحؽ في االعتراض أو في منع أي حذؼ
أو تغيير أو إضافة أو إجراء أي تعديؿ آخر عمى مصنفو بدوف إذنو.
ىذا وقد استثنت المادة حكـ التعديؿ في ترجمة المصنؼ إال إذا ترتب عمى ىذه
إخالال بمضموف الترجمة مساسا بسمعة المؤلؼ أو شرفو أو شيرتو الفنية أو
المصنؼ ،وفي جميع األحواؿ يجب التنويو بما ت ضّمنتو الترجمة مف تعديؿ في
المصنؼ األصمي ،كما أكدت ىذه المادة أف ىذه الحقوؽ المعنوية ال تقبؿ التصرؼ
أو التقادـ.
وضحت أنو لممؤلؼ أو مف
وسعت دائرة الحماية ،حيث ّ
والمادة 7 :بدورىا قد ّ
ينوب عنو مباشرة الحقوؽ اآلتية:
-استنساخ المصنؼ بجميع األشكاؿ المادية بما فييا التصوير الفوتوغرافي أو
السينيمائي أو التسجيؿ.
-ترجمة المصنؼ أو اقتباسو أو توزيعو موسيقيا أو إجراء أي تحوير آخر
عميو.
-نقؿ المصنؼ إلى الجميور عف طريؽ العرض أو التمثيؿ أو النشر اإلذاعي
أو التمفزيوني أو أية وسيمة أخرى.
260
تمت عف طريؽ المزاد العمني أو
في حصيمة كؿ عممية بيع ليذه المصنفات سواء ّ
بواسطة تاجر أيا كانت العممية التي حققيا.
، وىذا الحؽ ال يسري ىذا الحكـ عمى أعماؿ العمارة وأعماؿ الفف التطبيقي
وتحدد شروط ممارسة ىذا الحؽ ومقدار المشاركة في حصيمة البيع في نظاـ تصدره
السمطات المختصة في الدوؿ العربية.
-يقصد بالفمكمور ألغراض تطبيؽ ىذه االتفاقية المصنفات األدبية أو الفنية أو
العممية التي تبتكرىا الفئات الشعبية في الدوؿ األعضاء تعبي ار عف ىويتيا الثقافية
والتي تنتقؿ مف جيؿ إلى جيؿ وتشكؿ أحد العناصر األساسية في تراثيا.
-يعتبر الفمكمور الوطني ممكا لكؿ مف الدوؿ األعضاء التي ابتكر في حدود
سيادتيا.
-تعمؿ الدوؿ األعضاء على حماية الفولكمور الوطني بكؿ السبؿ والوسائؿ
القانونية و تمارس السمطة الوطنية المختصة صالحيات المؤلؼ بالنسبة لممصنفات
الفولكمورية في مواجية التشويو أو التحوير أو االستغالؿ التجاري.
الفرع الثالث :االستثناءات الواردة عمى حق استئثار المؤلف عمى مصنفه :
مصنفو مف جية،
ّ بقصد الموازنة بيف ضماف حماية حقوؽ المؤلؼ عمى
المصنؼ مف جية أخرى وردت استثناءات تحد مف
ّ وضماف تعميـ االستفادة مف ىذا
االستبداد الذي قد يجعؿ المؤلؼ متطرفا في احتكار مؤلفوّ ،بينت كؿ ذلؾ المواد ،مف
المادة 9 :إلى المادة ، 15 :عدـ اشتراط موافقة المؤلؼ لعدة أوجو مف االستعماالت
261
لممصنؼ المشموؿ بالحماية التي تدخؿ في دائرة االستعماؿ المشروع ،ؼ المادة9 :
تعتبر االستعماالت التالية لممصنفات المحمية مشروعة ولو لـ تقترف بموافقة المؤلؼ:
262
المادة 12 وفي جانب آخر مف أوجو االستفادة العامة لممصنؼ أتاحت
لممكتبات العامة ولمراكز التوثيؽ غير التجارية والمعاىد التعميمية والمؤسسات العممية
والثقافية بدوف إذف المؤلؼ استنساخ المصنفات المحمية بالتصوير الفوتوغرافي أو ما
شابيو ،بشرط أف يكوف ذلؾ االستنساخ وعدد النسخ مقصو ار عمى احتياجات أنشطتيا
وأال يضر باالستغالؿ المادي لممصنؼ وال يتسبب في اإلضرار بالمصالح المشروعة
لممؤلؼ.
الفعالة التي تتيح االستفادة مف
وباعتبار أف وسائؿ اإلعالـ مف الوسائؿ اليامة و ّ
المصنؼ ،فقد ّبينت المادة 13بأنو يجوز لمصحافة وغيرىا مف وسائؿ اإلعالـ أف
تنشر بدوف إذف المؤلؼ الخطب والمحاضرات وكذلؾ المرافعات التي تمقى أثناء نظر
لـ شابية المعروضة عمنا عمى المنازعات القضائية ،وغير ذلؾ مف المصنفات ا
الجميور بشرط ذكر اسـ المؤلؼ بوضوح ولو وحده حؽ نشر ىذه المصنفات في
مطبوع واحد أو أية طريقة يراىا.
كما يجوز لمييئات اإلذاعية أف تعد لبرامجيا وبوسائميا الخاصة تسجيال غير
إتالؼ جميع النسخ خالؿ مدة ال دائـ ألي مصنؼ يرخص ليا بأف تذيعو ويجب
تتجاوز سنة ميالدية اعتبا ار مف تاريخ صنعيا ولممؤلؼ حؽ تمديد ىذه المدة ويستثنى
مف ىذا الحؽ التسجيالت ذات الصفة الوثائقية وبحدود نسخة واحدة.
بأال تكوف حماية الممكية الفكرية عائقا أماـ نشر العمـ والمعرفة ،فقد
وضمانا ّ
أجازت االتفاقية لمسمطات الوطنية استنساخ المصنفات ألغراض تربوية وتعميمية
وتثقيفية ،وبغرض تحقيؽ االستفادة األكاديمية مف اإلبداعات األدبية و العممية،
يجوز لمسمطة الوطنية المختصة التصريح باستنساخ أفادت المادة 14بأنو
المصنفات ألغراض تربوية أو تعميمية أو تثقيفية بعد مضي ثالث سنوات ميالدية
مف تاريخ تأليفيا إذا ثبت أف المؤلؼ أو مف ينوب عنو لـ يستجب لمطمب ورفض
263
دوف عذر مقبوؿ استنساخ المصنؼ أو نشره دوف إخالؿ بحقوقو المنصوص عمييا
في ىذه االتفاقية ويحدد التشريع الوطني شروط التصريح وأحكامو.
كما ّبينت المادة 15أنو يجوز لمسمطة الوطنية المختصة بمتابعة تطبيؽ نظاـ
حماية المؤلؼ في كؿ مف الدوؿ األعضاء الترخيص بترجمة المصنفات األجنبية إلى
المغة العربية ونشرىا بعد مضي سنة ميالدية واحدة عمى تاريخ نشر المصنؼ
إخالؿ األصمي ألوؿ مرة وذلؾ وفقا لمشروط التي يحددىا التشريع الوطني دوف
بحقوؽ المؤلؼ المنصوص عمييا في ىذه االتفاقية.
ىذا وقد تناولت الـ واد :مف المادة 17 :إلى المادة :20
264
كما أشادت المادة 23 :بأف تعمؿ الدوؿ األعضاء عمى إنشاء مؤسسات وطنية
لحماية حقوؽ المؤلؼ ،التي يتولى التشريع الوطني بنية ىذه المؤسسات
واختصاصيا.
22عمى تنمية أما في مجاؿ التعاوف بيف الدوؿ العربية فقد حفّزت المادة:
وتنشيط وسائؿ التبادؿ الثقافي فيما بينيا ،واصدار نشرات دورية بالمصنفات المحمية
التي تنشر عمى أراضييا وارساليا إلى المنظمة العربية لمتربية والثقافة والعموـ لتعزيز
النشرة العربية لممطبوعات التي تصدرىا.
وبدورىا أفادت المادة 24بأف:
لمتابعة -تنشأ لجنة دائمة لحماية حقوؽ المؤلؼ مف ممثمي الدوؿ األعضاء
تنفيذ ىذه االتفاقية وتبادؿ المعمومات بما يكفؿ حماية المصالح المعنوية والمادية
لممؤلفيف.
-ينشأ مكتب لحماية الممكية األدبية والفنية والعممية في اإلدارة العامة لممنظمة
العربية ويتولى أمانة المجنة الدائمة لحماة حؽ المؤلؼ.
-تضع المجنة نظاميا الداخمي ويصبح نافذا بعد إق ارره مف المجمس التنفيذي
والمؤتمر العاـ لممنظمة.
وقد ّبينت المادة 26 :أف أحكاـ ىذه االتفاقية تسري عمى :
-مصنفات المؤلفيف العرب مف مواطني الدوؿ العربية األعضاء والذيف يتخذوف
منيا مكاف إلقامتيـ العادية.
-المصنفات التي تنشر ضمف حدود الدوؿ األعضاء لمؤلفيف أجانب غير
مقيميف فييا أيا كانت جنسيتيـ بشرط المعاممة بالمثؿ وبمقتضى االتفاقيات التي
تكوف الدولة طرفا فييا.
265
وال بد مف اإلشارة إلى أف أحكاـ ىذه االتفاقية ال تمس حؽ كؿ دولة مف الدوؿ
األعضاء أف تسمح أو تراقب أو تمنع وفقا لتشريعيا الوطنية تداوؿ أي مصنؼ أو
عرضو في إطار سيادتيا ،وذلؾ بحسب المادة .28
المطمب الثاني :آليات الحماية في ظل االتفاقية العربية لحماية الممكية األدبية
والفنية.
برزت عمى المستوى اإلقميمي جيود حماية الممكية الفكرية في شقيا األدبي
والفني عمى المستوى العربي آليات تعمؿ عمى حماية الحؽ في الممكية األدبية
تعنى بحماية الممكية
والفنية ،منيا المنظمة العربية لمتربية والعموـ والثقافة ،والتي ُ
األدبية والفنية مف خالؿ وحدة إدارة الممكية الفكرية التابعة لألمانة العامة لمجامعة
العربية والتي باشرت نشاطيا عاـ ،2000ونشير ىنا أنو كاف ىناؾ اتجاه إلنشاء
منظمة عربية واحدة لحماية الممكية الفكرية إال أف ىذه المنظمة لـ يتـ تأسيسيا حتى
اآلف.
أما اآللية الثانية فيي االتحاد العربي لحماية حقوؽ الممكية الفكرية ،وىو ما
سنستعرضو كاآلتي:
1
الفرع األول :االتحاد العربي لحماية حقوق الممكية الفكرية
مف جانب آخر ،وانطالقا مف قناعة مجمس الوحدة االقتصادية بأىمية تعزيز
التعاوف العربي في مجاؿ حماية الممكية الفكرية كاف البد مف وجود كياف قوي في
إطار االتحادات العربية النوعية المتخصصة يساعد عمي حماية الممكية الفكرية
والحفاظ عمي اليوية العربية وتشجيع االختراعات واالبتكارات ،ومف ىنا تـ تأسيس
االتحاد في عاـ 2005ضمف االتحادات العربية النوعية المتخصصة ومقره القاىرة.
266
2005/12/07ـ وقد انظـ إلى االتحادات وقد تـ اإلعالف عف االتحاد في:
العربية النوعية المتخصصة العاممة في نطاؽ مجمس الوحدة العربية بالقرار رقـ:
1292د.82/
أما عف الطبيعة القانونية لالتحاد فيو منظمة إقميمية غير حكومية ،تعمؿ عمى
النشر الوعي بمسألة الممكية الفكرية ،وزيادة المشاركة المجتمعية في ىذه المجاالت.
ييدؼ اإلتحاد العربي لحماية حقوؽ الممكية الفكرية إلى نشر ثقافة الممكية
الفكرية في المنطقة العربية عامة والى حماية حقوؽ الممكية الفكرية لكافة الشركات
والمؤسسات في الدوؿ العربية خاصة وذلؾ عف طريؽ منع االتجار في السمع
المتعدية عمى تمؾ الحقوؽ ،وضماف عدـ تصديرىا أو استيرادىا إعماال بالتزامات
الدوؿ العربية وحقوقيا الناجمة عف انضماميا إلى اتفاقيات لحماية حقوؽ الممكية
الفكرية .
267
جدواىا االقتصادية دراسة خاصة وتطوعيو يسندىا االتحاد إلى متخصصيف –
واعطاء الفرصة لصاحب البراءة لعرض منتجو في حضور مف يعنيو ىذا االختراع .
-5القياـ بدور محكـ لدى األفراد والشركات والمؤسسات العربية والتي ليا
نشاط في البمداف غير العربية ،عند المجوء إليو في حالة وجود نزاع خارج الحدود في
مجاؿ الممكية الفكرية أو المجاالت التجارية األخرى والمساىمة في األعماؿ
التحكيميو األخرى عندما يتطمب مف ذلؾ.
268
-13تعييف محكـ لدى المؤسسات والشركات مف قبؿ االتحاد لممعاونة عمى
إعادة حقوقيا المكتسبة.
269
المبحث الثالث :آليات حماية الممكية األدبية والفنية في الفقه اإلسالمي.
تـ تقسيـ ىذا المبحث إلى مطمبيف ،خصص المطمب األوؿ لتناوؿ مسألة
حماية الممكية األدبية في الفقو اإلسالمي ،أما المطمب الثاني فتناولنا فيو آليات
حماية الممكية األدبية والفنية أو نسبة المؤلؼ إلى مؤلفو في الفقو اإلسالمي.
إف اإلنتاج الفكري بكؿ أنواعو ىو محصوؿ إعماؿ الفكر واجياده وبذؿ طاقة
مثمف لو قيمة
في االبتكار واإلبداع في مختمؼ فروع المعرفة وأصنافيا ،وىو منتوج ّ
مادية ومعنوية ويمكف القوؿ أف االعتداء عمى حقوؽ الممكية الفكرية ال يجوز شرعا
بأدلة مف الكتاب والسنة والعرؼ ،ومف باب جمب المصمحة ودفع الضرر ،حيث
جاء الشريعة اإلسالمية لحماية كؿ أنواع الحقوؽ بمختمؼ أنواعيا
الفرع االول :أدلة حماية الممكة الفكرية من الكتاب والسنة وأقوال بعض السمف.
جاءت عديد مف آيات القرآف الكريـ يمكف االستنباط منيا الحؽ في حماية الممكية
﴿ األدبية والفنية ،منيا قولو تعالى:
،1﴾
فاالعتداء عمى حقوؽ الممكية الفكرية ميما كاف نوعيا :أدبية أو صناعية أو فنية،
تثمف بقيمة ويتـ تداوليا
يفضي إلى االعتداء عمى الحقوؽ المالية ألصحابيا ،ألنيا ّ
بمقابؿ مادي في الغالب.
270
كما أف االعتداء عمى حقوؽ الممكية الفكرية ضرب مف ضروب الظمـ
واالعتداء وىو أمر محرـ شرعا قاؿ تعالى . "1﴾ ﴿ :
حث القرآف الكريـ عمى خمؽ الصدؽ ،ومف أوجو الصدؽ ،صدؽ المرء
ىذا وقد ّ
فيما ينتج مف أفكار ،وحماية ما يروج وينتشر بيف الناس مف مختمؼ المنتوجات
﴿ المادية والفكرية ،قاؿ تعالى :
.2"﴾
﴿ وقاؿ تعالى أيضا:
، 3﴾ ففي ىذه اآلية الكريمة داللة واضحة عمى مسؤولية اإلنساف عمى ما اكتسبو
في الحياة الدنيا مف خالؿ سعيو سواء كاف ماديا أـ معنويا واالبتكارات الفكرية مف
سعيو المعنوي.
﴿ وقاؿ تعالى :
،4﴾ و وجو الداللة في اآلية الكريمة ":أنيا قد دلت عمى
وجوب إسناد الكتاب لمؤلفو ،أو العمـ لصاحبو ،ورتبت عمى ىذا االعتبار أث ار ىاما
يتمثؿ في قبوؿ الدعوة التي يدعو إلييا الكاتب أو رفضيا ".5
271
- 2من السنة النبوية الشريفة :
ومما رواه عمرو بف شعيب عف أبيو عند جده قاؿ :سمع رسوؿ ا﵀ صمى ا﵀
عميو وسمـ قوما يتدارءوف فقاؿ ":إنما ىمؾ مف كاف قبمكـ بيذا ضربوا كتاب ا﵀
بعضو ببعض ،وانما نزؿ كتاب ا﵀ عز وجؿ يصدؽ بعضو بعضا ،فال تك ّذبوا بعضو
ببعض ،فما عممتـ منو فقولوا ،وما جيمتـ فكموه إلى عالمو".4
ووجو الداللة أف النبي صمى ا﵀ عميو وسمـ نيي عف االختالؼ في القرآف الكريـ،
كما ارشد إلى أف يمتزـ كؿ عالـ بكتاب ا﵀ حدود عممو ،وأف ال يقوؿ فيو بغير عمـ،
وأف يحيؿ ما استشكؿ فيمو إلى العالميف بو.
وروي عف عبد ا﵀ بف عمرو أف النبي صمى ا﵀ عميو وسمـ" :بمغوا عني ولو
آية وحدثوا عف بني إسرائيؿ وال حرج ومف كذب عمي متعمدا فميتبوأ مقعده مف
272
النار" ،1فالحديث واف كاف واردا في الحث عمى نقؿ السنة واألمانة في ذلؾ ووجوب
التثبت وعدـ الكذب إال أنو يدؿ عمى وجوب التثبت في نقؿ العمـ و اإلسناد فيو.
مما روى عف عبد ا﵀ بف المبارؾ أنو قاؿ ":اإلسناد عندي مف الديف ،ولوال
اإلسناد لقاؿ مف شاء ما شاء".2
ومما قالو اإلماـ الشافعي ":مثؿ الذي يطمب الحديث بال إسناد كمثؿ حاطب
ليؿ يحمؿ ضرمة حطب وفيو أفعى وىو ال يدري ".
1
-شرح السنة للغوي ،ص.38
2
-مقدمة صحٌح مسلم.88،
- 3علً بن عبد هللا عسٌري ،المرجع السابق ،ص 204
273
نشاطيا مع أحكاـ الشريعة ،تعتبر شرعا ،ومف المتطمبات الضرورية التي تعمؿ
عمى حماية الممكية الفكرية ،التي يجب توفرىا واقرارىا.
كما جرى العرؼ لدى المسمميف عامة عمى بيع وشراء الكتب مف مؤلفييا في
كؿ العصور ،وىذا دليؿ عمى عرؼ عاـ واجماع عممي عمى وجود قيمة مالية ليا،
مما يستوجب حؽ مؤلفييا عمى ىذه الكتب.
الفرع الثالث :حفظ الحقوق واعتبار المصمحة.
مما ال شؾ فيو أف حماية حقوؽ الممكية الفكرية ،ىو فرع مف نظرية الحؽ التي
جاء بيا الفقو اإلسالمي ،فكؿ الحقوؽ بمختمؼ أنواعيا وتفريعاتيا مصونة شرعا،
وحماية حقوؽ الممكية الفكرية ال تشذ عف القواعد العامة التي جاءت بيا الشريعة
اإلسالمية في حفظ الحقوؽ.
كما أف الشريعة اإلسالمية رفعت الضرر والضرار ،فاإلساءة سواء كانت غير
مقصودة (الضرر) ،أو مقصودة( الضرار) منيي عنو شرعا .
وفي القواعد المتعمقة بحماية الممكية الفكرية نجد ىناؾ توازنا بيف حؽ المؤلؼ
عمى مؤلفو ،وحؽ الناس في االستفادة مف ىذا المؤلؼ .
كما أف تطبيقات حماية الحؽ في الجانب المادي يعتبر أساسا قويا في حماية
المصمحة المادية لممؤلؼ الذي يعتبر تثمينا لمجيوده الفكري مما يحفّزه إلى المزيد
مف اإلبداع واإلنتاج واالبتكار ،ورغـ تأكيد الشريعة اإلسالمية عمى أف العمـ ينبغي
أف يكوف أرفع مف االعتبارات المادية ألنو ال يقدر بثمف ،إال أف التطبيقات الفقيية
اإلسالمية يؤكد جواز اعتبار قيمة مالية لمعمـ وبإجازة أجرة العمماء ،ومما أثر أف
النبي صمى ا﵀ عميو وسمـ كافأ كعب بف زىير رضي ا﵀ عنو عندما ألقى قصيدة
امتدح فييا محاسف اإلسالـ والرسوؿ صمى ا﵀ عميو وسمـ بإعطاء بردتو.
274
ومما ورد في صحيح البخاري أف النبي صمى ا﵀ عميو وسمـ أجاز ألحد
الصحابة ما قاـ بو مف قراءة القرآف عمى لديغ وأخذه األجرة عمى ذلؾ.
المطمب الثاني :لعض آليات نسبة المؤلَف إلى مؤلفه في الفقه اإلسالمي.1
يعتبر مسبة المؤلؼ إلى مؤلفو مف مظاىر الحؽ األدبي لممؤلؼ وداللة عمى
األمانة العممية وفي ىذا الصدد يبيف الفقياء أىمية اإلسناد وحثوا عميو ،وجعموه أم ار
الزما في مجاؿ التأليؼ وقبوؿ الفتوى.
" وقد ظيرت أىمية التوثيؽ في إسناد العمـ ألىمو مف خالؿ اىتماـ عمماء السنة
بوضع أسس اإلسناد في سنة النبي صمى ا﵀ عميو وسمـ".2
وسنتناوؿ أىـ طرؽ ىذا العمؿ كما يمي :
- 1السماع :3
يحدث الشيخ أو األستاذ مباشرة لطالبو سواء ما حفظ أو كتب وىو أرفع
وىو أف ّ
األقساـ عند جماىير المحدثيف.
وذلؾ بتالوة المصنؼ المكتوب عمى الشيخ الحافظ لو أو الممسؾ ألصؿ المصنؼ،
وىو ما يسميو المحدثوف بالعرض.
وتتمثؿ في أف يدفع الشيخ كتابو الذي رواه أو نسخة منو مصححة إلى غيره ويطمب
منو أف يرويو عنو ،وىي عمى نوعيف :مناولة مقرونة بإجازة مف الشيخ ،وىي تحؿ
محؿ السماع عند مالؾ وجماعة مف أئمة الحديث.1
1
-انظر :رفعت فوزي عبد المطلب :المدخل إلى مناج المحدثٌن ،دار السالم ،2008 ،ط ، 1ص ،63وما بعدها .
- 2عبد هللا مبروك النجار ،المرجع السابق ،ص .102
-3نظر :السمعانً ،أدب اإلمالء واالستمالء ،دار الكتب العلمٌة ،بٌروت ،ص.08
275
2تمميذه أما النوع الثاني فيو المناولة المجردة مف اإلجازة ،كأف يناوؿ الشيخ
ويقتصر بقولو :ىذا مف حديثي أو سماعتي ،وىي ال تجوز الرواية بيا عند كثير
مف المحدثيف ،عدا الخطيب البغدادي ،وطائفة مف المحدثيف قد أجازوا الرواية بيا .
- 4اإلجازة :
بأف يأذف الشيخ لمراوي شفاىة أو كتابة أو رسالة أف يروي عنو حديثا أو كتابا أو
ما صح عنو مف مسموعاتو مف غير أف يسمع ذلؾ منو ،وىي جائزة عند
جميور أىؿ الحديث.
وتتمثؿ في أف يكتب الشيخ بعض حديثو ويرسمو إلى غيره ،وىي تفيد معنى اإلجازة
ألنيا مكتوبة بخط الشيخ ،كما أنيا بمنزلة السماع وىي أرجح مف المناولة عند أىؿ
العمـ.3
- 6الوجادة :
وىي أف يجد الشخص أحاديث بخط راوييا ،سواء لقيو أو سمع منو ،أـ لـ يمقو ولـ
يسمع منو ،وقد وجد ىذا النوع منذ عصر الصحابة والتابعيف .
إف أىمية الطرؽ السابقة لتوثيؽ اإلسناد تتجمّى في كونيا تعتبر أساسا لقياـ الحقوؽ
األدبية المعنوية لممؤلؼ القائمة عمى حؽ األبوة المكفوؿ لصاحب المؤلؼ عمى
مؤلفو وثبوت نسبتو إليو .
- 1ابن الصالح :مقدمة ابن الصالح مع التحقٌق واإلٌضاح ،احقٌق زٌن العابدٌن عبد الرحمان بن الحسٌن العراقً ،دار الحدٌث
للطباعة ،ص 149وما بعدها.
- 2ابن الصالح ،مقدمة ابن الصالح مع التحقٌق واإلٌضاح ،تحقٌق زٌد الدٌن عبد الرحمان بن الحسٌن العراقً ،دار
الحدٌث للطباعة ،ص ، 149وما بعدها.
-3عبد هللا مبروك النجار ،مرجع سابق ،ص.103
276
1
،مصطفى ومف الفقياء المعاصريف الذيف أقروا ىذا الحؽ ،أحمد الحجي الكردي
الزرقا ،2ومحمد فتحي الديني ، 3و وىبة الزحيمي. 4
وينتج عف ىذا الحؽ ،تمتع المؤلؼ بكؿ االمتيازات التي يتيحيا لو وىي باألساس :
-1الكردي أحمد الحجً :حكم اإلسالم فً حقوق التألٌف والنشر والترجمة ،مجلة هدى اإلسالم ،األردن ،مجلّد 25العدد ،7ص .59
-2مصطفى أحمد الزرقا :نظرٌة االلتزام العامة فً الفقه اإلسالمً ،دار القلم ،عام ،1999ص .21
-3الدرٌنً فتحً وآخرون :حق االبتكار فً الفقه اإلسالمً ،دار الرسالة بٌروت ،عام ،1984ص.136
-4الزحٌلً وهبة :معامالت مالٌة معاصرة ،دار الفكر دمشق ،ط ،4عام ،2006ص .593
- 5خالد علً بن أحمد ،محمد عدنان القطاونة :الحق األدبً للمؤلف ن مجلة البحوث والدراسات ،سلسلة العلوم
اإلنسانٌة واالجتماعً ،األردن ،المجلد 30العدد 1األول ، 2015ص.15
277
خاتمة الفصل.
-ناؿ الحؽ في الممكية األدبية والفنية اىتماما عمى الصعيد الدولي مف خالؿ
ظيور العديد مف االتفاقيات الدولية في ىذا الشأف أىميا اتفاقية برف 1886
والتي تعد التأسيس الدولي الفعمي لحماية الحؽ في الممكية األدبية والفنية
-تيدؼ حماية الحؽ في الممكية األدبية والفنية إلى الموازنة بيف حؽ المؤلؼ
المادي والمعنوي عمى مؤلفو ،وبيف حؽ الناس في االنتفاع بيذا المؤلؼ ،مما
يعد إسياما في حماية الحؽ في الثقافة.
-حضي ىذا الحؽ باالىتماـ مف جيود العمماء المسمميف في الحفاظ عمى
السنة الذيف أسسوا عمميا لحماية ىذا الحؽ.
ّ
-ظيور آليات دولية واقميمية تعمؿ عمى حماية وتكريس ىذا الحؽ ،أىميا
المنظمة العالمية لمممكية الفكرية.
278
الخـــاتمــــــــــــــة
279
الخـــاتمــــــــــــــة
بعد بسط محتويات المذكرة بالشكل التفصيمي السابق ،و التي حاول الباحث
من خالليا اإلجابة عمى التساؤل الرئيسي الم طروح في المقدمة ،خمص البحث إلى
جممة من النتائج الرئيسية ألحقت بجممة من االقتراحات جاءت عمى النحو اآلتي:
أوال :النتائج.
فالحقوق الثقافية مصطمح غير واضح ب الشكل الكافي ،حيث أنو لم يرد في
صورة تعريف جامع مانع دقيق محدد في عناصر محصورة تش ّكمو ،وترك ذلك
لالجتياد الفقيي القانوني ،ومرجع ذلك أنو بمفيوم الثقافة الذي جاء في تعريفات
سوسيولوجية وقانونية متجاذبة تختمف باختالف مرجعيتيا الفكرية واإليديولوجية.
وقد حاول الباحث استنباط تعريف ليذه الحقوق ،مرتك از عمى تحميل عناصر
الثقافة األساسية ،ليعمد بعدىا إلى دراسة أىم الحقوق الثقافية التي تقاطعت فييا
مختمف االتفاقيات الدولية واإلقميمية والمتمثمة أساسا في:
-الحق في التدين.
-الحق في التربية والتعميم.
-حماية الممكية الفكرية خاصة الممكية األدبية والفنية.
ىذا وقد حاول الباحث صياغة تعريف لمحقوق الثقافية عمى النحو اآلتي:
هي مجموعة حقوق اإلنسان التي تعنى بالجانب الثقافي لإلنسان والمتمثمة
أساسا في الحق في التدين ،والحق في التربية و التعميم ،والحق في الممكية
الفكرية خاصة األدبية والفنية ،وغيرها من الحقوق التي تمس الجانب الثقافي.
وقانون الحقوق الثقافية ىي مجموعة القواعد القانونية التي تضمن لإلنسان
أفرادا وجماعات الحق في التثقيف اكتسابا وتعبيرا ،ممارسة ومشاركة ،من خالل
280
الخـــاتمــــــــــــــة
حماية الحق في التدين الصحيح اعتقادا وممارسة ،والحق في التربية والتعميم ،وحرية
المشاركة في الحياة الثقافية ،والحق في حماية اليوية الثقافية ،وذلك بيدف تحقيق
مكرم وبوظيفتو
ترقيتو المعرفية والروحية والسموكية ،التي تحقق الوعي بقيمتو كإنسان ّ
الوجودية.
- 2لم يرد مصطمح الحقوق الثقافية في الت ار ث الفقهي اإلسالمي بيذا
المفظ ،إال أنو اشتمل عمى حماية جممة الحقوق األساسية الواردة في الدراسة
واعتبرىا من الحقوق األساسية لإلنسان التي ضمنيا وحماىا لذي يمكن من
خالليا يمكن تأسيس الحقوق الثقافية لإلنسان حيث أ ّكد الفقو اإلسالمي عمى:
-حماية الحق في التدين.
-حماية الحق في التربية والتعميم.
-حماية الممكية الفكرية ال سيما األدبية منيا.
- 3تنامي االهتمام الدولي واإلقميمي والوطني بالحقوق الثقافية .
وأىم ىذه المواثيق الدولية التي تكمّمت عن حماية الحقوق الثقافية الواردة في البحث
ىي:
281
الخـــاتمــــــــــــــة
حيث يعتبر إعالن فريبورغ لعام 2007محطة مفصمية في ىذا المسعى ،فمن
تعرف
خاللو حاول طائفة من الفقياء القانونيين االجتياد في وضع وثيقة مرجعية ّ
بالحقوق الثقافية وترز أىميتيا وخصائصيا الذاتية التي تجعل منيا صنفا مستقال عن
باقي الحقوق األخرى ،رغم تكامميا معيا.
حث ىذا اإلعالن إلى ضرورة بذل االىتمام الالزم والكافي لحماية ىذا الصنف
كما ّ
من الحقوق.
وعمى الصعيد اإلقميمي نمحظ ظيور اإلعالن اإلسالمي لمحقوق الثقافية ،الذي
اعتمده المؤتمر الثامن لوزراء الثقافة المنعقد في المدينة المنورة في شير جانفي
الثقافة اختيار ىويتو الثقافية ،ومعرفة 2014م ،حيث أ ّكد عمى حق اإلنسان في
ثقافتو وتراثو والثقافات اآلخرين ،وحرية اإلنتاج المعرفي ،والحق في الحماية المعنوية
والمادية ليذا النوع من الحقوق.
حماية الحقوق الثقافية موضوع - 4سبق الشريعة اإلسالمية ودورىا الرائد في
الدراسة ،حيث نجد أنيا من مقاصد الشريعة اإلسالمية ،وىي محفوفة بجممة
من األحكام الفقيية التي تحفظيا ،وتضمن الحق في ممارستيا.
- 5وجود آليات معتبرة فقيا لحماية الحق في التدين ،والحق في التربية والتعميم،
والحق في حماية الممكية األدبية.
- 6ظيور آليات دولية واقميمية حديثة متعددة تعمل عمى إقرار وحماية الحقوق
الثقافية ،متمثال أساسا في المنظمات الدولية واإلقميمية تعمل في ىذا المجال ،حيث
الفعال لكل من:
يبرز الدور ّ
282
الخـــاتمــــــــــــــة
-منظمة اليونسكو
-منظمة األليسكو.
-منظمة األيسيسكو.
-المنظمة العالمية لمممكية الفكرية.
-االتحاد العربي لحماية حقوق الممكية الفكرية.
ثانيا :االقتراحات.
من خالل ما تم التوصل إليو من نتائج يقتضي منا األمر تقديم بعض
االقتراحات التي نرى أنيا ضرورية لتدعيم حماية الحقوق الثقافية ،و تتمثل فيما يمي:
ضرورة مواصمة االىتمام بشكل أكبر بمجال الحقوق الثقافية من خالل: -
دعم الجيود المبذولة عمى المستوى الدولي واإلقميمي في مجال حماية الحقوق
الثقافية ،خاصة الحق في التدين والحق في التربية والتعميم والحق في حماية
الممكية الفكرية ال سيما الحق في حماية الممكية األدبية والفنية.
283
284
فهرس اآليات:أوال
سورة البقرة
62 21 ﴾ ﴿
﴿
63 30
﴿
57 114
﴿
144 120
﴾
130 172 ﴿
285
﴾
﴿
131 173
﴾
﴿
﴾
49 179 ﴾ ﴿
﴿
48 185
﴾
﴿
270 188
﴾
65 190 ﴿
286
﴾
﴿
68 192
﴾
﴿
57 114
سورة آل عمران
﴿
143 07
﴾
﴿
54 19
287
﴾
56 96 ﴾ ﴿
﴿
141 104
﴾
93 ،56 110
﴿
140 164
﴿
-190
138
191
﴾
سورة النساء
288
﴿
62 01
134 27 ﴾ ﴿
سورة المائدة
﴿
َ يد ِل ُي
﴾طيِّهَرُك ْم ُ َوَل ِك ْن ُي ِر
﴿
73 43
﴾
﴿
73 47
﴾
﴿
90-
131،132
91
289
﴾
﴿
52 91
﴾
سورة األنعام
139 11 ﴾ ﴿
134 116 ﴿
135 118 ﴿
﴾
131 119 ﴿
سورة األعراف
131 32- ﴿
33
290
﴾
134 157 ﴿
137 179 ﴿
سورة التوبة
﴿
57 18
271 119 ﴾ ﴿
﴿
143 122
﴾
291
﴿
65 41
﴾
﴿
69 6
﴾
سورة يونس
﴿
70 99
﴾
﴿
139 101
﴾
سورة يوسف
﴿
61 108
﴾
سورة النحل
﴿
137 78
﴾
61 125 ﴿
292
﴾
45 09 ﴾ ﴿
﴿
64 36
سورة اإلسراء
﴿
70 70
﴾
سورة الكهف
64 07 ﴾ ﴿
سورة الحج
﴿
-39
66
40
293
﴾
﴿
144 54
﴾
﴿
48 78
﴿
61 67
﴾
سورة المومنون
﴿
54 71
﴾
﴿
138 117
﴾
294
سورة النور
﴿
-36
55
37
﴾
سورة النمل
﴿
144 42
﴾
سورة القصص
28 63
﴿
135 50
﴾
﴿
70 56
﴾
144 80 ﴿
295
﴾
سورة العنكبوت
﴿
71 45
﴾
﴿
71 46
سورة الروم
138 -07 ﴿
08
﴾
﴿
-30
141
31
﴾
سورة األحزاب
60 -45 ﴿
296
46 ﴾
سورة سبأ
﴿
143 06
﴾
سورة فاطر
﴿
63 11
سورة يس
﴿
-60
64
61 ﴾
سورة الزمر
﴿
-16
134 -17
18
﴾
سورة غافر
297
﴿
62 67
فصمت
ّ سورة
﴿
61 33
﴾
﴿
144 52
﴾
سورة الشورى
﴿
62 07
﴾
سورة الزخرف
133 22 ﴾ ﴿
﴿
125 23
﴾
298
سورة األحقاف
﴿
271 04
﴿
61 31
﴾
سورة الفتح
سورة الحجرات
﴿
138 06
﴾
سورة ق
﴿
137 8-6
سورة الذاريات
299
54،64 56 ﴾ ﴿
﴿
-20
136
23
﴾
سورة الطور
سورة النجم
﴿
135 23 ﴾
﴿
135 28
﴾
271 39 ﴾ ﴿
سورة الممتحنة
71 9-8 ﴿
300
سورة الجمعة
﴿
140 02
﴾
سورة الممك
﴿
64 03
﴾
سورة اإلنسان
﴿
63 3-2
﴾
سورة األعمى
-14 ﴾ ﴿
140
15
سورة الشمس
301
140 10-9 ﴾ ﴿
سورة العمق
﴿
145 5-2
﴾
سورة البينة
﴿
64 05
﴾
سورة الكافرون
﴿
70 6-1
302
ثانيا :فهرس األحاديث
الصفحة الحديث
" أي مسجد وضع في األرض أول؟ قال "المسجد الحرام" قمت ثم أي؟ قال
56
:المسجد األقصى قمت كم بينيما؟ قال :أربعون سنة"
" أمر رسول ا﵀ صمى ا﵀ عميو و سمم ببناء المساجد بالدور و أن تنظف و 57
تطيب"
58
" من بنى ﵀ مسجدا بنى ا﵀ لو مثمو في الجنة"
61 " من دعا إلى ىدى كأن لو من األجر مثل أجور من تبعو"
" إنك تأتي قوما من أىل الكتاب فادعيم إلى الشيادة أن ال إلو إال ا﵀ وأني
61
رسول ا﵀ "
" ولنجران ولحاشيتيا ،وألىل ممتيا ،ولجميع من ينتحل دعوة النصرانية في
شرق األرض وغربيا ،قريبيا وبعيدىا فصيحيا وأعجميا جوار ا﵀ وذمة
محمد النبي رسول ا﵀ ،عمى أمواليم وأنفسيم وممتيم وغائبيم وشاىدىم
72
وعشيرتيم وبيعيم وكل ما تحت أيدييم من قميل أو كثير ...وأن أحرص
دينيم وممتيم أين كانوا ...بما أحفظ بو نفسي وخاصتي وأىل اإلسالم من
ممتي ...ألني أعطيتيم عيد ا﵀ أن ليم ما لممسممين وعميو ما عمييم"..
303
ثالثا :فهرس المصادر والمراجع
القرآن الكريم.
كتب التفسير وعموم القرآن
- 1ابن عاشور محمد الطاىر :التحرير والتنوير،الدار التونسية لمنشر.
- 2ابن كثير عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر :تفسير ابن كثير.
- 3األلوسي شياب الدين محمود بن عبد ا﵀ الحسيني :روح المعاني ،ت عمي
عبد الباري عطية ،دار الكتب بيروت ،ط1270 ،1ه.
- 4الرازي فخر الدين :التفسير الكبير.
- 5الزمخشري أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد :الكشاف عن حقائق
غوامض التنزيل ،دار الكتاب العربي ،بيروت ،ط1407 ،3ىـ.
كتب الحديث.
ابن الصالح :مقدمة ابن الصالح مع التحقيق واإليضاح ،تحقيق زيد الدين عبد
الرحمان بن الحسين العراقي ،دار الحديث لمطباعة.
- 1ابن ماجة أبو عبد ا﵀ محمد بن يزيد بن ماجة :كتاب السنن.
- 2الترمذي محمد بن عيسى بن َس ْورة بن موسى بن الضحاك :سنن الترمذي.
- 3مسمم بن الحجاج :صحيح مسمم.
- 4مسند اإلمام أحمد.
كتب المعاجم والقواميس.
- 1ابن فارس ،أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا :معجم مقاييس المغة،
تحقيق :شياب الدين أبو عمرو ،دار الفكر ،بيروت.
- 2ابن منظور :لسان العرب ،بيروت ،دار صادر ،الطبعة الرابعة 1414ىـ
- 3األزىري :تيذيب المغة ،دار إحياء التراث العربي ،بيروت ،ط.2001 1
- 4عبد الباقي محمد فؤاد :المعجم المفيرس أللفاظ القرآن الكريم ،دار الفكر ،دار
المعرفة بيروت ،ط4،1985م.
304
- 5الفيروز آبادي :القاموس المحيط ،دار الكتب العممية ،بيروت ،ط،1
1415ىـ1995-م.
كتب الفقه اإلسالمي وأصوله.
- 1ابن النجيم زين الدين بن ابراىيم بن محمد :البحر الرائق ،دار الكتاب اإلسالمي،
ط.2
- 2ابن اليمام كمال الدين محمد بن عبد الواحد :فتح القدير ،دار الفكر ،ج .4
- 3اآلمدي عمي بن محمد :اإلحكام ،ت عبد الرزاق عفيفي ،ج ،3دار
الصميعي.2003،
- 4البرىاني محمد ىشام :سد الذرائع في الشريعة اإلسالمية ،1995 ،د د ط.
- 5الدريني فتحي وآخرون :حق االبتكار في الفقو اإلسالمي ،دار الرسالة بيروت،
عام .1984
- 6الدريني فتحي :الحق ومدى سمطان الدولة في تقييده ،دار البشير ،عمان،
مؤسسة الرسالة ،بيروت1417، ،ى ـ_1997م.
- 7التافتازاني سعد الدين :شرح التمويح عمى التوضيح ،مكتبة صبيح ،مصر.
- 8الزحيمي وىبة :الفقو اإلسالمي وأدلتو ،دار الفكر ،دمشق.
- 9الزحيمي وىبة :معامالت مالية معاصرة ،دار الفكر دمشق ،ط ،4عام .2006
- 10الزرقا مصطفى أحمد :المدخل إلى نظرية االلتزام العامة في الفقو اإلسالمي،
دار القمم دمشق ،ط1420 ،1ى ـ_1999م.
- 11الشاطبي إبراىيم بن موسى بن محمد :الموافقات ،ت مشيور بن حسن آل
سممان ،ج.2
- 12الغزالي أبو حامد :المستصفى من عمم األصول ،ت حمزة بن زىير
حافظ،ج.1
- 13القرافي شياب الدين أبو العباس الصنياجي :الفروق ،ت عمر حسن القيام،
مؤسسة الرسالة ناشرون ،ط 2003 ،1م.
- 14القرافي :شياب الدين أبو العباس الصنياجي ،الذخيرة ،ت محمد
بوخبزة.ط.1دار الغرب اإلسالمي ،بيروت.1994
305
- 15الكاساني :بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع .تحقيق عمي محمد عوض،
وعادل أحمد عبد الموجود ،ط 1دار الكتب العممية بيروت.1997 ،
- 16الماوردي :الحاوي الكبير ،ت محمود مسترجي ،دار الفكر بيروت.1994،
- 17محمد عموليش الورتالني :أحكام التعامل مع غير المسممين واالستعانة بيم
دراسة فقيية مقارنة ،دار التنوير ،ط.2004 ،1
- 18محمد موسى يوسف :المدخل لدراسة الفقو اإلسالمي ،دار الفكر العربي.
- 19مصطفى أحمد الزرقا :نظرية االلتزام العامة في الفقو اإلسالمي ،دار القمم،
عام.1999
306
- 2جون بكتيو :القانون الدولي اإلنساني وحماية ضحايا الحرب،المجنة الدولية
لمصميب األحمر ،جنيف،1975،د.ت.ن.
- 3جيرار كونرو ،معجم المصطمحات القانونية ،ترجمة منصور القاضي،المؤسسة
الجامعية لمدراسات ،بيروت.لبنان ،ط.1998،،
- 4حسام محمد محمود لطفي :المرجع العممي لمممكية الفكرية و الفنية ،دار النيضة
العربية .مصر.
- 5زروتي الطيب :القانون الدولي لمممكية الفكرية تحاليل ووثائق ،مطبعة
الكاىنة،ط.1
307
- 14عمي محمد الدباس وآخرون :حقوق اإلنسان ،أنواعيا وطرق حمايتيا في
القوانين المحمية والدولية ،المكتب العربي الحديث ،االسكندرية.2005 ،
- 15عمر سعد ا﵀ :معجم القانون الدولي المعاصر،ديوان المطبوعات
الجامعية،الجزائر.2000،
- 16عمر سعد ا﵀ :المنظمات الدولية غير الحكومية في القانون الدولي ،دار
ىومة ،الجزائر.2009 ،
- 20فرانسوا بوشيو سولينيه :القاموس العممي لمقانون اإلنساني ،ت محمد مسعود،
دار العمم لمماليين ،لبنان ،ط.2006 ،1
- 21كموديو زانغي :الحماية الدولية لحقوق اإلنسان ،ت فوزي عيسى ،مكتبة لبنان
ناشرون ط.2006 1
- 22لينا الطبال :االتفاقيات الدولية واإلقميمية لحقوق اإلنسان ،دار المؤسسة
الحديثة لمكتاب.2010 ،
- 23محمد أمين الميداني :النظام األوربي لحماية حقوق اإلنسان،منشورات الحمبي
الحقوقية.2009،
- 24محمد شريف بسيوني :الوثائق الدولية لحقوق اإلنسان ،ج.1
كتب أخرى
- 1إبراىيم أحمد عمر :العمم واإليمان ،مدخل إلى نظرية المعرفة في اإلسالم،
المعيد العالمي لمفكر اإلسالمي ،نشر وتوزيع ،الدار العالمية لكتاب اإلسالمي،
ط.1995 ،3
- 2أحمد فؤاد األىواني :التربية في اإلسالم ،دار المعارف ،القاىرة.1980 ،
308
- 3ألكسندر رالك :اليونسكو والصراع الدولي حول اإلعالم والثقافة ،المؤسسة
الجامعية لمدراسات والنشر والتوزيع ،لبنان ،ط.1993 ،1
- 4ابن حزم :الفصل في الممل واألىواء والنحل ،ج .1
- 5بغدادي عبد ا﵀ بن عبد المجيد :االنطالقة التعميمية في المممكة العربية
السعودية ،ج ،1دار الشروق ،جدة1404 ،ىـ
- 6برغوث الطيب :محورية البعد الثقافي في استراتجية التجديد الحضاري ،دار
قرطبة ،الجزائر .2004
- 7برغوث الطيب :منيج النبي صمى ا﵀ عميو وسمم في حماية الدعوة خالل
الفترة المكية ،المعيد العالي لمفكر االسالمي ،ط.1
- 8بن نبي مالك :شروط النيضة ،دار الفكر ،ط.1984 ،4
1984 - 9بن نبي مالك :مشكمة الثقافة ،ترجمة عبد الصبور شاىين ،دار الفكر،
ط.4
- 10الزرنوجي برىان اإلسالم :تعميم المتعمم طريق التعمم ،ت نروان قباني،
المكتب اإلسالمي ،ط.1981 ،1
- 11جاك لومبار :مدخل إلى اإلثنولوجيا ،ترجمة حسن قبسي ،المركز الثقافي
العربي ط 1المغرب . 1997
- 12دوني كوش :مفيوم الثقافة في العموم االجتماعية.ترجمة قسم المقدار،
منشورات اتحاد الكتاب العرب ،سوريا.2000.
- 13سعود بن عبد العزيز الخمف :دراسات في األديان ،الييودية والنصرانية،
مكتبة أضواء السمف ،السعودية ،ط.2004 ،4
- 14شمبي أحمد :موسوعة النظم والحضارة اإلسالمية ،ج ، 5مكتبة النيضة
المصرية .1982
- 15شمبي أحمد :التربية اإلسالمية :نظميا ،فمسفتيا ،تاريخيا.
- 16عبد الغني عماد :سوسيولوجية الثقافة ،مركز دراسات الوحدة العربية،بيروت،
.2006
309
- 17عبد الكريم زيدان :أصول الدعوة ،المؤسسة الوطنية لمفنون المطبعية،
الجزائر.1990 ،
- 18عروة أحمد :العمم والدين ،مناىج ومفاىيم ،دار الفكر ،دمشق ،ط.1987 ،1
- 19عزمي طو :عمم الثقافة اإلسالمية ،المؤسسة العربية الدولية لمنشر والتوزيع،
عمان األردن .2008
1المغرب - 20عبد اإللو بمقزيز :في البدء كانت الثقافة ،إفريقيا الشرق ،ط
.1998
- 21عبد الدائم عبد ا﵀ :التربية عبر التاريخ من العصور القديمة حتى أوائل القرن
العشرين ،بيروت :دار العمم لمماليين.1981،
- 22الكسندر رالك :اليونسكو والصراع الدولي حول االعالم والثقافة ،المؤسسة
الجامعية لمدراسات والنشر والتوزيع لبنان ،ط.1993 ،1
- 23ماجد عرسان الكيالني :أىداف التربية اإلسالمية ،مكتبة دار التراث ،المدينة
المنورة ،ط.1988 ،1
- 24محمد عبد الحي الكتاني :نظام الحكومة النبوية ،ج ،1دار األرقم.
- 25محمد عمارة :احترام المقدسات ،مكتبة الشروق الدولية ،القاىرة2007 ،م.
- 26محمد فتحي عثمان :حقوق اإلنسان بين الشريعة اإلسالمية والفكر القانوني
الغربي ،دار الشروق ط.1983 1
في الشام والجزيرة خالل - 27ممكة أبيض :التربية والثقافة العربية اإلسالمية
القرون الثالثة األولى لميجرة ،دار العمم لمماليين.
- 28النعيمي عبد القادر بن محمد :الدارس في تاريخ المدارس ،دار الكتب
العممية ،بيروت ط.1990 1
رسائل جامعية
310
أحمد إبراىيم الصايغ :دور المنظمة العالمية في حماية الممكية الفكرية ،رسالة
- 1
ماجستير ،جامعة الجزائر ،1عام .2012/2011
بمخير فؤاد :التعاون في إطار منظمة المؤتمر اإلسالمي ،مذكرة ماجستير،
- 2
جامعة الجزائر ،عام .2010
بن دريس حميمة :حماية حقوق الممكية الفكرية في التشريع الجزائري ،رسالة
- 3
دكتوراه ،جامعة تممسان.2014/2013 ،
بندر بن تركي بن حميدي العتيبي :دور المحكمة الجنائية الدولية الدائمة في
- 4
حماية حقوق اإلنسان قسم العدالة الجنائية ،رسالة ماجستير جامعة نايف العربية
لمعموم األمنية السعودية . 2008
5ب-والقمح يوسف :تطور آليات حماية حقوق اإلنسان في إفريقيا ،رسالة دكتوراه،
جامعة قسنطينة ،عام 2008/2007م.
بودة محند واعمر :حماية المؤلفات األدبية والفنية في التشؤيع الجزائري .مذكرة
- 6
ماجستير جامعة تيزي وزو.عام .2007
حسين عبد العاطي األسرج :آليات إعمال حقوق اإلنسان االقتصادية في الدول
- 7
العربية ،مجمة الباحث ،جامعة ورقمة ،الجزائر العدد.6
حقاص صونية :حماية الممكية الفكرية األدبية والفنية في البيئة الرقمية في ظل
- 8
التشريع الجزائري ،رسالة ماجستير ،جامعة قسنطينة.2012،
خياري ع بد الرحيم :حماية الممتمكات الثقافية في المنازعات المسمحة ،رسالة
- 9
ماجستير معيد الحقوق جامعة الجزائر . 1997
- 10رزيق بخوش :الحماية الجزائية لمدين اإلسالمي.رسالة ماجستير .جامعة باتنة.
العام الدراسي2005/2004:م.
311
- 12عبد الرحمان معاشي :البعد المقاصدي لموقف ،رسالة ماجيستير ،جامعة باتنة
،العام الدراسي . 2006/2005
- 13فتحي نسيمة :الحماية الدولية لحقوق الممكية الفكرية .رسالة ماجستير .جامعة
تيزي وزو .تاريخ المناقشة2012/06/27 :م.
312
1- collection politique culturelle : « réflexions préalables sur
les politique culturelles ,études et collection» UNISCO 1969 .
2- La grande encypédie des sciences, des lettres et des arts
tome 28, société de la grandeencypédie a Arnault et des Cie,
paris,
3- Saloman Reinach : Histoire général des religions, Paris,
1930.
313
- 13الميثاق التأسيسي لمنظمة األليسكو.
- 14الميثاق التأسيسي لمنظمة األيسيسكو.
- 15اتفاقية برن لحماية الممكية األدبية والفنية.
- 16الميثاق التأسيسي لممنظمة الدولية لمممكية األدبية والفنية.
- 17وثائق المؤتمر العام لأللسكو الدورة العادية ( ، )17إصدار المنظمة ، 2004
وثيقة رقم .12
- 18االستراتيجية العربية لمتكنولوجية الحيوية ،إصدارات األليسكو عام .1993
- 19االستراتيجية العربية لمتربية السابقة عمى المدرسة االبتدائية ،إصدارات
األليسكو ،تونس ،عام .2002
- 20ميثاق منظمة األسيسكو – مطبعة المعارف الرباط – المغرب .1993
- 21الخطة الشاممة لمثقافة العربية ،الوثيقة الصادرة عن مؤتمر وزراء الثقافة
العرب ،تونس .1985
- 22برنامج اليونسكو العام 1985 ، 1984 :إصدارات اليونسكو عام .1984
- 23إستراتيجية تعميم الكبار في الوطن العربي ،إصدارات األلسكو عام2000م .
- 24اإلستراتيجية العربية لمتكنولوجية الحيوية ،إصدارات األلسكو عام .1993
- 25وثائق المؤتمر العام لأللسكو الدورة العادية ( ، )17إصدار المنظمة .2004
- 26استراتيجية تطوير التربية في البالد اإلسالمية ،منشورات األيسيسكو ،مطبعة
النجاح ،الدار البيضاء ،المغرب ،عام .1990
، 2001-2000رقم - 27التقرير الصادر عن األمانة العامة لمويبو ،جنيف
37/03
- 28الوثائق األساسية لمنظمة اليونسكو ،إصدارات منظمة األمم المتحدة لمتربية
والعمم والثقافة.2008 ،
314
2-www.e-cfr.org
3-www.unesco.org/new/ar/about-us/who- who-we-
are/history/
4-www.ohchr.org/AR/NewsEvents/Pages/TheRabatPlanofA
ction.aspx
5-www.ohchr.org/AR/Issues/FreedomReligions.aspx
6-www.e-cfr.org
7- www/afpiper.net/ta2sesdate.aspx
8-WWW.CIRC.org.
315
رابعا :فهرس الموضوعات
22-4 مقدمة
316
-43 الفصل األول :آليات حماية الحق في التدين بين الفقه اإلسالمي والقانون الدولي
126 لحقوق اإلنسان.
67 المطمب الثالث :حماية حق التدين لغير المسممين في البالد المسممة من الزاوية
الفقيية
75 المبحث الثاني :حماية الحق في التدين في القانون الدولي لحقوق اإلنسان.
317
75 المطمب األول :حرية التدين في المواثيق الدولية
76 الفرع األول :حرية التدين في اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان والعيدين
الدوليين لحقوق اإلنسان
78 الفرع الثاني :حماية الحق في التدين في بعض اإلعالنات الدولية لحقوق
اإلنسان
87 الفرع األول :حماية الحق في التدين في الميثاق اإلفريقي لحقوق اإلنسان
والشعوب
89 الفرع الثاني :حرية التدين في اإلعالن األمريكي لحقوق وواجبات اإلنسان
90 الفرع الثالث :حماية الحق في التدين في االتفاقية األوربية لحقوق اإلنسان
الفرع األول :حماية الحق في التدين في إعالن القاىرة حول حقوق اإلنسان 92
في اإلسالم
97 الفرع الثاني :حماية الحق في التدين في الميثاق العربي لحقوق اإلنسان
101 المبحث الثالث :بعض اآلليات الدولية لحفظ الحق في التدين في القانون الدولي
101 المطمب األول :آليات حماية الحق في التدين في إطار األمم المتحدة
101 الفرع األول :نظام المقرر األممي بخصوص حرية الدين أو المعتقد
318
104 الفرع الثاني :جيود مجمس حقوق اإلنسان
117 الفرع الخامس :مجمع الفقو اإلسالمي كييئة تعنى بالحق في التدين
-127 الفصل الثاني :حماية الحق في التربية و التعميم بين الفقه اإلسالمي والقانون الدولي
219 لحقوق اإلنسان
129 المطمب األول :حماية الحق في التربية والتعميم باعتباره من مقاصد الشريعة
اإلسالمية
319
129 الفرع األول :مقصد حفظ العقل في الشريعة اإلسالمية.
139 المطمب الثاني :المطمب الثاني :بعض خصائص التربية و المعرفة في اإلسالم
145 المطمب الثالث :بعض آليات حماية الحق في التعميم عند المسممين .
145 المبحث الثاني :الحق في التربية و التعميم في القانون الدولي لحقوق اإلنسان
155 الفرع الثاني :في انعهذ انذوني نهحمىق االلتصاديت واالجتًاعيت وانثمافيت.
الفرع الرابع :انحك في انتربيت وانتعهيى في إطار االتفالياث انخاصت بانطفم160 .
164 الفرع الخامس :الفرع الخامس في اإلعالن العالمي حول التربية لمجميع
لعام 1990
320
166 الفرع األول :حماية الحق في التربية والتعميم ضمن االتفاقية األوربية
لحماية حقوق اإلنسان.
169 الفرع الثاني :حًايت انحك في انتربيت وانتعهيى في ييثاق انحمىق األساسيت
نالتحاد األوروبي.
الفرع الثالث :حًايت انحك في انتربيت وانتعهيى في انًيثاق األفريمي نحمىق 172
اإلنساٌ وانشعىب
174 الفرع الرابع :حماية الحق في التربية والتعميم في الميثاق اإلفريقي لحقوق
.1990 ورفاىية الطفل
176 المطمب الثالث :الحق في التربية والتعميم في بعض المواثيق العربية واإلسالمية
176 الفرع األول :الحق في التربية والتعميم في إعالن القاىرة حول حقوق
اإلنسان في اإلسالم
الفرع الثالث :الحق في التربية والتعميم في الميثاق العربي لحقوق اإلنسان179 .
المبحث الثالث :آنياث حًايت انحك في انتربيتو انتعهيى في انمانىٌ انذوني نحمىق اإلنساٌ181 .
321
189 الفرع الثالث :عالقة اليونسكو بالمنظمات األخرى
201 المطمب الثاني :جهىد انًنظًت انعربيت نهثمافت وانتربيت وانعهىو( األنيسكى) في
يجال انتربيت وانتعهيى.
205 الفرع الرابع :االستراتيجية العربية لمتربية السابقة عمى المدرسة االبتدائية
-228 الفصل الثا لث :آليات حماية الممكية األدبية والفنية بين الفقه اإلسالمي والقانون
279 الدولي.
222 المبحث األول :آليات حماية الممكية األدبية و الفنية في القانون الدولي
322
223 المطمب األول :آليات حماية الممكية األدبية والفنية في اتفاقية برن.
224 الفرع األول :حماية الممكية األدبية والفنية في إطار اتفاقية برن لحماية
المصنفات األدبية والفنية
الفرع الثاني :اآلليات المقررة في اتفاقية برن لحماية الممكية األدبية والفنية234 .
242 المطمب الثاني :دور المنظمة العالمية لمممكية الفكرية في حماية الممكية األدبية
والفنية
243 الفرع الثاني :التنظيم القانوني و اإلداري لممنظمة العالمية لمممكية الفكرية.
250 الفرع الرابع :إسيامات المنظمة العالمية لمممكية الفكرية في مجال التعاون
الدولي لحماية الممكية األدبية و الفنية:
256 المبحث الثاني :المبحث الثاني :آليات حماية الممكية األدبية والفنية في ظل المواثيق
العربية.
المطمب األول :آليات حماية الممكية األدبية والفنية ضمن االتفاقية العربية لحماية 257
حقوق المؤلف .
323
261 الفرع الثالث :االستثناءات الواردة عمى حق استئثار المؤلف عمى مصنفو
266 المطمب الثاني :آليات الحماية في ظل االتفاقية العربية لحماية الممكية األدبية
والفنية.
267 الفرع الثاني :أىداف االتحاد العربي لحماية حقوق الممكية الفكرية.
270 المبحث الثالث :آليات حماية الممكية األدبية والفنية في الفقو اإلسالمي.
270 الفرع األول :أدلة حماية الممكة الفكرية من الكتاب والسنة وأقوال بعض السمف.
284 الفيارس
324
302
325
326
أوال:الممخص بالمغة العربية
إن موضوع ىذا البحث الموسوم بـ :آليات حماية الحقوق الثقافية – دراسة
مقارنة بين الفقه اإلسالمي والقانون الدولي لحقوق اإلنسان.
ىذا وقد كان لب الدراسة ىو دراسة مختمف اآلليات التي تعمل عمى تكريس
حماية ىذه الحقوق ،حيث تتمثل باألساس في مختمف المنظمات الدولية واإلقميمية
العاممة في مجال حماية الحقوق الثقافية.
وكانت الدراسة مقارنة بين الفقو اإلسالمي من جية و القانون الدولي لحقوق
ئيسي التالية:
اإلنسان من جية ثانية ،و تنطمق إشكاليتو البحثية من التساؤالت الر ة
ومن أجل اإلجابة عمى التساؤالت السابقة اعتمدت عمى المنيج االستقرائي الذي كان
ىدفو جمع واستقراء النصوص المتعمقة بالموضوع في الفقو اإلسالمي والقانون الدولي
لحقوق اإلنسان ،دون إغفال المنيج التاريخي من خالل رصد لحظة الميالد القانونية
والفقيية ليذه الحقوق وتطورىا عبر محور الزمن ،كما استشفعت بالمناىج األخرى -
خاصة المنيج الوصفي -مع تطبيق آلياتيا كآليتي التحميل والمقارنة.
327
وقد ّدد ُت
دد نطاق الب ث ،ال قوق الثقافية األساسية اآلتية:
-ال ق في التدين.
-ال ق في التربية والتعليم.
-ال ق في ماية الملكية األدبية والفنية.
دون غيرها من ال قوق األخرى ،وقد برّدرد ذلك في مقدمة الب ث.
أما المبحث التمييدي فقد تناول فيو الباحث تحديد أىم مصطمحات ومفاىيم
الدراسة ،حيث تم عرض تعريف الحماية ،وتعريف الثقافة ،وكذا تعريف الحق،
ومن ثمة تعريف الحقوق الثقافية.
والفصل األول كان مخصصا لعرض مسألة حماية الحق في التدين باعتباره
حقا ثقافيا أصيال ال غنى لإلنسان عنو فردا و جماعة .
أما المطمب الثاني :فقد تم تخصيصو آلليات حماية الحق في التدين في القانون
الدولي.
328
والمطمب الثالث :فقد كان الستعراض أىم آليات حماية ىذا الحق عمى المستوى
الدولي واإلقميمي .
أما الفصل الثاني ،وعمى غرار الفصل األول تم طرق آليات حماية الحق في
التربية والتعميم في كل من الفقو اإلسالمي ،والقانون الدولي.
وفي الفصل الثالث واألخير :عرج الباحث عمى آليات حماية الممكية األدبية
والفنية في كل من الفقو اإلسالمي والقانون الدولي لحقوق.
ىذا واختُتم البحث بخاتمة ّبينت أىم النتائج التي توصل إلييا الباحث.
وقد تمت ىيكمة البحث عمى ىذا المنوال بناء عمى التوجييات السديدة لممشرف
عمى البحث األستاذ الفاضل البروفيسور سعيد فكرة.
329
Résumé
330
J’ai déterminé, les trois droits culturels fondamentaux
suivants :
- le droit à la religion.
- le droit à l'éducation.
- le droit à la protection de la propriété littéraire et
artistique.
Sans les autres droits, et j’ai le justifie dans l'introduction
de la thèse.
La thèse est divisée en une introduction et un chapitre
introductif et trois chapitres et une conclusion.
Le chapitre introductif a traité les termes et les
concepts les plus importants de l'étude, le concept de protection,
le concept de la culture, et le concept du droit, alors le concept
des droits culturels.
Le premier chapitre est destiné à afficher la question
de la protection du droit à la religion comme un authentique
vraiment culturel est indispensable à l'homme.
Le deuxième chapitre, dans lequel il a été adressé aux
mécanismes de protection du droit à l'éducation à la fois la
jurisprudence islamique, le droit international.
Dans le troisième chapitre traite des mécanismes de
protection de la propriété littéraire et artistique à la fois dans la
jurisprudence islamique et le droit international .
Cette conclusion la conclusion de la recherche a
montré les résultats les plus importants du chercheur.
La recherche a été structuré de cette manière en fonction
de la sage direction du superviseur de l’honorable Professeur
fikra Said.
331
Abstract
The topic of this study is: The mechanisms of protection of
cultural rights - a comparative study between Islamic jurisprudence
and international human rights law.
It is an attempt by the researcher to study cultural rights from the
standpoint of rooting and activating, by trying to monitor the contents
of Islamic jurisprudence on this type of rights and the provisions of
international human rights law through various international and
regional conventions and charters.
At the heart of the research is the study of the various
mechanisms that promote the protection of these rights, mainly in the
various international and regional organizations working in the field
of protection of cultural rights.
The study was a comparison between Islamic jurisprudence on
one hand and international human rights law on the other hand. This
research’s problematic starts from the following main questions:
What is the meaning of cultural rights in both Islamic
jurisprudence and international human rights law?
What are the basic cultural rights of man?
What are the mechanisms of protecting cultural rights in both
Islamic jurisprudence and international human rights law?
In order to answer the previous questions, it was based on the
inductive method whose purpose was to collect and extrapolate the
relevant texts in Islamic jurisprudence, international human rights law,
without neglecting the historical and the descriptive approaches, by
using the historical method in monitoring the legal and juridical birth
of these rights and their development through the axis of time. And by
using the descriptive method in the application of mechanisms, as
analytical and comparison mechanisms.
332
The scope of research identified the following fundamental
cultural rights: - The right of religion. - The right of education. - The
right of protecting the literary and artistic property. Without any other
rights, and this has been justified in the introduction of this research.
The research is divided in its structure into an introduction, a
preliminary study, three chapters and a conclusion.
Where the introduction was the basis of the subject in terms
of its importance and problematic, the reasons for selection and the
approach followed in its completion, and previous studies and
difficulties encountered by the researcher in his research.
The introductory study dealt with the definition of the most
important terms and concepts of the study. The definition of
protection, the definition of culture, the definition of the right and the
definition of cultural rights were presented.
The first chapter was devoted to present the matter of
protecting the right of religiousness as an inherent cultural right that is
indispensable to man, individually and collectively.
This chapter has been divided into three sub-chapters:
The researcher dealt with the first sub-chapter: Mechanisms to
protect the right of religion in Islamic jurisprudence.
The second sub-chapter is devoted to the mechanisms of
protecting the right of religiousness in international law .
333
In the third and last chapter: the researcher examined the
mechanisms of protection of literary and artistic property in both
Islamic jurisprudence, international human rights law .
The research concluded with a conclusion that showed the
most important findings and results of this research.
The research has been structured in this manner basing on the
guidance of the supervisor of this research: Professor Said Fikra.
334